العدد 121

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪( - ) 121‬‬

‫‪ 9 - 3‬سبتمبر ‪)2013‬‬ ‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 121‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫من كتاب العدد ‪ :‬عبد الرمحن شلقم ‪ -‬أبوالقاسم اشتيوي ‪ -‬فتحي الساحلي ‪ -‬عطية صاحل األوجلي ‪ -‬الزهراء لنقي ‪-‬عزة كامل‬ ‫املقهور ‪ -‬ساسي جبيل ‪ -‬ساسي محام ‪ -‬فتح اهلل اجلــدي‪ -‬مسري عطا اهلل ‪ -‬عبداحلسني شعبان ‪-‬عبد املنعم اجلهيمي ‪ -‬حممد دلبح‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 121‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫ثواُر الناتو ُ‬ ‫اجل ُدد ُيطالبون َ‬ ‫دخل األمريكي !‬ ‫بالت ِ‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمة غندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫سلوى العالقي ‪ /‬الزواية‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫غ���دت أمري���كا املُنق���ذ بعد أن كانت املُغ���رق ‪ُ ،‬تطالب الش���عوب بتدخلها كمنقذ م���ن احملتل احمللي‬ ‫املتمثل يف النظام الفاش���ي الذي اس���تولي على البالد بالقوة ‪،‬وميارس القتل واهلمجية للمحافظة‬ ‫علي السلطة ‪ .‬التحول الذي طرأ على شعوب املنطقة أنها ألول مرة يف تارخيها خترج على ما مسى‬ ‫بالس���لطة الوطنية ‪،‬وأن هذه األنظمة الوطنية من أجل احملافظة على هذه السلطة تستخدم كل‬ ‫الس���بل وعلى رأس���ها القتل والتدمري ‪ ،‬وهكذا بات القائد املعلم العدو األول ‪ ،‬ومن هذا صار التدخل‬ ‫ٌ‬ ‫حمفوف بالكيماوي‬ ‫األجنيب حتريرا ‪ ،‬على ذلك وغريه تغريت املعايري ‪،‬فالطريق إىل الدميقراطية‬ ‫‪،‬ولو ملكت هذه األنظمة الوطنية !! سالح الذرة استخدمته ‪.‬‬ ‫س���وريا مع األس���د االبن واألب مل تدفع مثنا باهظا الساعة بل منذ انقالب حافظ األسد عام ‪1970‬‬ ‫مرورا مبذحبة محاه ‪ ،‬س���وريا والعراق ومصر والس���عودية واملغ���رب واجلزائر وكل بلدان املنطقة‬ ‫دفعت وتدفع ش���عوبها الثمن الباهظ للعيش يف منطقة تفتقد فيها احلياة ويتوج هذا الواقع ‪ :‬املوت‬ ‫هو احلل ‪.‬‬ ‫•العامل تغري بثمن ندفع ُه اآلن !‬ ‫من���ذ ثالثة عقود وأكثر تغري العامل ‪،‬يف أمريكا الالتينية وش���رق آس���يا وش���رق أوروبا بعد حروب‬ ‫أهلي���ة ومتزق وانقس���امات ح���ادة ظهرت أنظم���ة دميقراطية بل ص���ارت دول منه���ا دوال متقدمة‬ ‫اقتصاديا كالربازيل وماليزيا املس���لمة‪،‬وحتى أفريقيا السوداء مجلة خرجت من اتون حرب أهلية‬ ‫وهي اآلن تشد العافية ‪.‬‬ ‫مل يبق يف العامل إال منطقة الش���رق األوس���ط ‪،‬األنظمة الوطنية فيها متارس العدوان على شعوبها‬ ‫والقت���ل ‪،‬وم���ن هن���ا هذه املنطق���ة تعيش يف كل دوهل���ا حروبا أهلي���ة مسيت أم مل تس���مى ‪،‬احلرب‬ ‫األهلي���ة تع�ن�ي أن البالد – حس���ب اجلغرافيا السياس���ية ‪ -‬يعيش انقس���اما وهو يف حرب س���اخنة أم‬ ‫ب���اردة أم هم���ا معا ‪،‬وكل بلدان املنطقة تعيش هذا احلال ‪ ،‬والثورة حتصيل حاصل لذا احلال وهلذا‬ ‫تتكشف االنقسامات وتغيم حالة التشظى ويهيمن االقصاء على الكل ومن الكل ‪.‬‬ ‫س���وريا هي النمـوذج الفادح حلال أخر ما تبقي من النظام العاملي القديـم ‪ ،‬أال تـرون صراعا روس���يا‬ ‫أمريكي���ا ُمدمـ���را يف هذا الزاوية من مـ���ا تبقي من النظـام العاملـي القديـ���م ؟ وإذا كان الكي هو أخر‬ ‫الدواء فإن التدخل يف سوريا حتصيل حاصل ‪ ،‬فالشعوب اآلن يف سوريا وغريها منقسمة على نفسها‬ ‫لكنها ذات اللحظة متسك بزمام هذه النفس ‪،‬وهي كما تريد اسقاط النظام تريد التدخل األجنيب‬ ‫باعتباره خارطة الطرق للتخلص من أنظمتها الفاشية اليت ال تقوم قائمتـها إال بالـدعم األجنبـي ‪.‬‬ ‫كان النم���وذج اللي�ب�ي التغ�ي�ر األس���اس يف التغي�ي�ر والتغري األقص���ى ‪ ،‬وكما انبثق النظ���ام العاملي‬ ‫القدي���م يف الصح���راء الليبية من خالل دح���ر مونتجمري لرومل ‪،‬فإن نهاية ه���ذا العامل جاءت من‬ ‫خالل الش���عب اللييب الذي رفع ش���عار ‪ :‬الش���عب يريد اسقاط النظام الش���عب يريد التدخل الدولي‬ ‫‪.‬ويف س���احة حمكم���ة يف مدينة صغرية ثائرة رفعت األعالم الدولية وعلى رأس���ها العلم األمريكي‬ ‫‪،‬س���اعتها كان الليبيون يدركون أن املوت بس�ل�اح وطين ال يربر املوت ‪،‬وس���اعتها كان هذا الشعب‬ ‫الصغري ‪،‬وهو يوصم بثوار الناتو ‪،‬يدفع مثنا باهظا وإشكاليا من أجل حريته ‪،‬حريته اليت مل تتحقق‬ ‫بعد فدونها الكثري ‪،‬لكنه من أجل هذه احلرية ساهم يف نهاية عامل ‪،‬ووالدة عامل جديد‪.‬‬

‫•من َبوتق ِة املوت ُتصنع احلياة حكمة قدمية!‬

‫إن م���ا حيصل اآلن أن الفاش���ية وطني���ة كانت أو أيا كانت قد أمس���ت من النظ���ام العاملي القديم‬ ‫‪،‬وهل���ذا يك���ون القذايف أو بش���ار مثلهما مثل كل محُ ت���ل ‪،‬وأن حماولة وراثة هذا العامل مس���تحيلة‬ ‫فه���ذا امليت ال يورث غري املوت ‪.‬س���يكون الطريق أصعب ألن طل���ب احلياة بعد عقود من املوت حيتاج‬ ‫إىل جه���د ووقت ومال وحيتاج لقيادات جديدة ومدركة وصاحبة خارطة طريق جديدة ومعايري‬ ‫أجدد ‪.‬‬ ‫وس���وريا يف ه���ذا تقدم الثم���ن األفدح وحتى اجلزائر والع���راق مل يقدما ما تقدمه س���وريا اآلن ‪،‬وما‬ ‫حي���دث يف املنطق���ة مجلة مل تعرفه حتى يف حرب التحرير ‪،‬فما كانت تقوم به منظمات سياس���ية‬ ‫وعسكرية يقوم به اآلن كل الشعب الذي ألول مرة يواجه نفسه ‪،‬وليس من التفاؤل يف شيء القول‬ ‫أن الش���عب العرب���ي عرف طريق���ه‪ .‬وهذا ما دوخ ال���رؤوس وأربك النخب ال�ت�ي تراجعت إىل خلفية‬ ‫املش���هد بعد أن كانت تعمل وحتلم بتوريط الش���عب كل الشعب يف هذه العملية ‪ :‬دمقرطة البالد‬ ‫وتعددية السبل‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 121‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫‪03‬‬

‫بيان اجمللس احمللي ملدينة درنة بشأن‬

‫بيان املنظمة الليبية للقضاة‬

‫حتميل احلكومة الليبية مسئولية ما حيدث يف املدينة‬

‫خبصوص‬

‫بس���م اهلل والصالة والس�ل�ام على رس���ول اهلل‬ ‫وعلى آله وصحبه ومن وااله ‪ ،‬ثم أما بعد‬ ‫‪ ...‬حنن أعض���اء ورئيس ونائب رئيس اجمللس‬ ‫احملل���ي ملدينة درنة وضواحيه���ا قررنا إصدار‬ ‫ه���ذا البي���ان لنق���ول ألهلن���ا يف مدين���ة درن���ة‬ ‫وضواحيه���ا أنن���ا كمجل���س حمل���ي منتخب‬ ‫ملدينة درن���ة وضواحيها وبعد م���رور عام عن‬ ‫انتخابن���ا كأعض���اء للمجل���س احملل���ي درنة‬ ‫حاولن���ا بق���در اإلم���كان أن نقف عل���ى حقائق‬ ‫األم���ور اليت حت���دث يف مدينة درن���ة وخاصة‬ ‫فيم���ا يتعل���ق بالف���راغ األم�ن�ي وم���ا نت���ج عنه‬ ‫من وق���وع العديد من جرائم القتل والس���رقة‬ ‫اليت اس���تهدفت القاص���ي والداني من أهلنا يف‬ ‫مدينة درن���ة ‪ ،‬وحيث أنه ال خيف���ى على أحد‬ ‫أن مدينة درنة متر بفرتة عصيبة جداً نتيجة‬ ‫هذا الفراغ األمين وما يوجد بها من ترس���بات‬ ‫وأدران خّلفه���ا نظ���ام الطاغي���ة املقب���ور م���ن‬ ‫املتعمد هلذه املدينة العريقة‬ ‫خ�ل�ال التهميش ّ‬ ‫خ�ل�ال ف�ت�رة حكم���ه ّ‬ ‫وب���ث الفنت واإلش���اعات‬ ‫املغرضة بش���أنها وخاص���ة أثناء ف�ت�رة الثورة‬ ‫املبارك���ة م���ن خ�ل�ال اآلل���ة اإلعالمي���ة اليت‬ ‫ميلكها واليت الزال صداها وأثرها يرتدد حتى‬ ‫اآلن ‪ ،‬وحي���ث أنن���ا كمجل���س حمل���ي منوط‬ ‫بن���ا وض���ع احلل���ول الالزم���ة واملناس���بة ملا قد‬ ‫يع�ت�رض تنفي���ذ املش���روعات أو أداء اخلدمات‬ ‫من صعوبات ومتابع���ة تنفيذها داخل النطاق‬ ‫املكان���ي للمجل���س احملل���ي ‪ ،‬تنفي���ذا ألح���كام‬ ‫الالئح���ة الداخلية للمجال���س احمللية ‪ ،‬ولقد‬ ‫س���بق للمجل���س احملل���ي درنة أن ق���ام باختاذ‬ ‫العدي���د م���ن اإلج���راءات وإص���دار العديد من‬ ‫املراس�ل�ات املوجهة إىل رئاس���ة احلكومة واىل‬ ‫الوزارات واجلهات التابعة هلا بشأن املقرتحات‬ ‫واملطال���ب ال�ت�ي رأين���ا أنها قد تس���اهم بش���كل‬ ‫مباش���ر يف ّ‬ ‫حل املش���اكل املتعلقة بكسب ثقة‬

‫الن���اس يف مدين���ة درن���ة وضواحيه���ا وعل���ى‬ ‫رأس���ها موضوع توفري األمن واألمان يف نطاق‬ ‫مدين���ة درنة وضواحيها ‪ ،‬ونظراً لعجزنا التام‬ ‫كمجل���س حمل���ي ع���ن حتقيق ه���ذا اهلدف‬ ‫وع���دم قدرتنا على محاية أنفس���نا فض ً‬ ‫ال عن‬ ‫تنفي���ذ قراراتن���ا كمجل���س حمل���ي منتخب‬ ‫‪ ،‬وذل���ك لع���دم وجود ق���وة تمُ ّك���ن اجمللس من‬ ‫القي���ام بأعماله على أكمل وجه ( حيث يُنزع‬ ‫بالس���لطان ماال ين���زع بالق���رآن ) ‪ ،‬وهذا يعود‬ ‫بش���كل أساس���ي إىل ختاذل مجيع املؤسس���ات‬

‫واألجه���زة األمني���ة ع���ن القيام بعمله���ا نظراً‬ ‫للفس���اد املستش���ري فيها وعدم وج���ود قيادات‬ ‫قوية لتطهريه���ا وت ّفع ّيلها على أكمل وجه ‪،‬‬ ‫فض ً‬ ‫ال عن قصور وعج���ز احلكومة و الوزارات‬ ‫ّ‬ ‫املختص���ة يف وض���ع ح���ل هل���ذه املش���كلة رغم‬ ‫علمه���م التام بها ‪ ،‬وعدم االكرتاث بالرد على‬ ‫مراسالتنا الصادرة إليهم باخلصوص ‪ ،‬ومنها‬ ‫كتابن���ا املوج���ه إىل كل م���ن رئي���س املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي العام ورئيس احلكومة ووزير احلكم‬ ‫احمللي حتت رقم ‪ 1-55-358‬بتاريخ ‪12-2-‬‬

‫‪ 2013‬م بش���أن إخطارهم بأهم املطالب اليت‬ ‫ي���رى اجمللس احمللي درنة ض���رورة حتقيقها‬ ‫ملعاجلة مش���اكلنا يف مدينة درنة وضواحيها‬ ‫‪ ،‬إال أنه���م مل حي ّركوا س���اكناً ومل يتواضعوا‬ ‫حت���ى بال��� ّرد علينا س���واء بالس���لب أو اإلجياب‬ ‫‪ ،‬ب���ل ومل يتحقق���وا حتى من صحة م���ا يُقال‬ ‫ع ّن���ا وعن مدينتا ولو بإرس���ال جلنة خمتصة‬ ‫بتقص���ي احلقائ���ق ‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن عـ���دم تـ ّفـعـيل‬ ‫أغـلـب الـجـهـات الـعـامـة والشركات اخلدمية‬ ‫باملدينة نظراً ملركزيتها وقصور التش���ريعات‬ ‫املنظم���ة هل���ا وع���دم إعطائه���م الصالحي���ات‬ ‫الالزمة لتفعيلهم بشكل صحيح وإلزام كل‬ ‫ذي اختص���اص باختصاصات���ه ‪ ،‬ويف النهاي���ة‬ ‫قمن���ا كمجلس حملي بتعلي���ق أعمالنا وفق‬ ‫الكتاب املوج���ه إىل رئيس احلكومة حتت رقم‬ ‫‪ 1-55-1649‬بتاري���خ ‪ 17-6-2013‬م إىل‬ ‫ح�ي�ن التوص���ل إىل حل���ول نهائي���ة وحامسة‬ ‫للمش���اكل العالقة مبدين���ة درنة وضواحيها‬ ‫وتوف�ي�ر االحتياج���ات األساس���ية والضرورية‬ ‫هل���ذه املدينة ‪ ،‬إال أنه حتى هذا التاريخ مل يتم‬ ‫الرد علين���ا باخلصوص ‪.‬وعلى ما س���بق فإننا‬ ‫كمجل���س حمل���ي ملدين���ة درن���ة وضواحيها‬ ‫حنمل احلكوم���ة الليبية ووزارتها مس���ئولية‬ ‫ّ‬ ‫م���ا حيدث يف مدينة درنة ‪ ،‬حيث ُنطالب أهلنا‬ ‫ضرورة الوق���وف معنا صفاً واح���داً حيال هذا‬ ‫املتعمد ملدينتن���ا احلبيبة‬ ‫الظل���م والتهمي���ش ّ‬ ‫واس���تمرار سياسة العقوبات الواقعة علينا من‬ ‫عهد الطاغية املقبور حتى اآلن ‪ ،‬واهلل املستعان‬ ‫‪ ،‬وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني ‪.‬‬ ‫وعاشت ليبيا آمنة مطمئنة‬ ‫والسالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته‬ ‫اجمللس احمللي ملدينة درنة وضواحيها‬

‫اخنفاض إنتاج أوبك بسبب االضطرابات يف ليبيا‬ ‫أظهر مس���ح لرويرتز أن انتاج منظمة أوبك‬ ‫م���ن النفط اخل���ام تراجع يف أغس���طس مع‬ ‫تعثر االمدادات يف ليبيا بسبب االضطرابات‬ ‫وه���و ما بدد تأث�ي�ر الكمي���ات االضافية اليت‬ ‫ضخته���ا الس���عودية وانتع���اش االنت���اج يف‬ ‫الع���راق‪ .‬وأظهر املس���ح الذي يش���مل بيانات‬ ‫مالحي���ة ومص���ادر يف ش���ركات النف���ط‬ ‫ومنظم���ة أوب���ك وش���ركات استش���ارية أن‬ ‫انتاج أوبك بلغ ‪32‬ر‪ 30‬مليون برميل يوميا‬ ‫يف املتوس���ط اخنفاض���ا م���ن ‪50‬ر‪ 30‬مليون‬ ‫برميل يوميا يف يوليو ‪.‬وكشف املسح أيضا‬ ‫أن االضطراب���ات الداخلية تؤثر س���لبا على‬ ‫االم���دادات من ال���دول االفريقي���ة االعضاء‬ ‫يف أوب���ك‪ .‬وأدى توق���ف بع���ض االم���دادات‬ ‫واملخ���اوف م���ن توجي���ه ضرب���ة عس���كرية‬ ‫لسوريا اىل ارتفاع سعر خام برنت اىل أعلى‬ ‫مس���توياته يف ستة أش���هر فوق ‪ 117‬دوالرا‬ ‫للربمي���ل االس���بوع املاض���ى ‪ ،‬وق���ال ه���اري‬ ‫تشيلينجرييان مدير اس�ت�راتيجيات أسواق‬ ‫السلع االولية لدى بي‪.‬ان‪.‬بي باريبا يف لندن‬

‫"بالرغم من أن السعودية رمبا تعزز االنتاج‬ ‫ف���ان توقف بع���ض ام���دادات النف���ط اللييب‬ ‫واعالن حالة القوة القاهرة على كثري من‬ ‫الش���حنات من نيجرييا يدعم أسعار برنت"‪.‬‬ ‫وأضاف "الس���بب هو أن جودة هذه اخلامات‬ ‫ش���بيهة جدا خبام برنت وجيري تس���عريها‬ ‫على أساسه"‪.‬وتقول مصادر يف قطاع النفط‬ ‫ان السعودية ضخت مزيدا من اخلام عالوة‬ ‫عل���ى زي���ادات س���ابقة م���ع تزايد اس���تهالك‬ ‫املص���ايف وحمطات الكهرب���اء احمللية لتلبية‬ ‫الطل���ب عل���ى الكهرب���اء لتش���غيل مكيف���ات‬ ‫اهلواء‪.‬وأظهر املس���ح أن انتاج الس���عودية بلغ‬ ‫‪05‬ر‪ 10‬مليون برميل يوميا يف أغس���طس‬ ‫بزي���ادة ‪ 150‬ألف برميل يوميا عن الش���هر‬ ‫السابق‪.‬‬ ‫وانتاج أوبك يف أغس���طس هو أدنى مس���توى‬ ‫للمنظم���ة من���ذ م���ارس ‪2011‬م ح�ي�ن‬ ‫ضخ���ت ‪18‬ر‪ 30‬مليون برمي���ل يوميا وفقا‬ ‫ملس���وح رويرتز‪ .‬ومس���توى االنت���اج الرمسي‬ ‫املس���تهدف الوب���ك ه���و ‪ 30‬ملي���ون برمي���ل‬

‫يوميا‪.‬ويرجع اخنفاض االنتاج يف أغسطس‬ ‫بشكل رئيسي اىل تراجع االمدادات الليبية‪.‬‬ ‫فقد أظهر املس���ح أن االحتجاجات يف حقول‬ ‫النف���ط ومرافئ���ه خفض���ت االم���دادات اىل‬ ‫‪ 500‬ألف برميل يوميا يف املتوسط‪.‬وكان‬ ‫انت���اج ليبي���ا ق���د بل���غ ‪4‬ر‪ 1‬ملي���ون برمي���ل‬ ‫يوميا يف وقت س���ابق هذا العام ثم هبط اىل‬ ‫‪ 250‬ألف برميل يوميا أو أقل من ذلك يف‬ ‫أواخر أغسطس‪.‬وانتعش���ت صادرات النفط‬ ‫العراقي���ة م���ع تزايد الش���حنات م���ن املوانئ‬ ‫اجلنوبية‪ .‬وقالت مصادر جتارية ان العراق‬ ‫خصص كمي���ات اضافية لبع���ض العمالء‬ ‫قب���ل اخنف���اض متوق���ع يف س���بتمرب أيلول‬ ‫بسبب أعمال صيانة‪.‬وجرى تقدير امدادات‬ ‫النفط االيراني اىل السوق يف أغسطس عند‬ ‫‪68‬ر‪ 2‬مليون برميل يوميا بارتفاع طفيف‬ ‫ع���ن يولي���و اذ توجد مؤش���رات على ارس���ال‬ ‫مزيد من النفط اىل الصني واهلند‪.‬‬

‫أغتيال الشهيد العميد‬ ‫يوسف االصيفر‬

‫تلق���ت املنظمة الليبية للقض���اة بأمل وحزن‬ ‫شديدين نبأ اغتيال العميد يوسف االصيفر‬ ‫نائ���ب املدع���ي الع���ام العس���كري وذل���ك اث���ر‬ ‫تفجري س���يارته بعبوة ناس���فة ظهر امس يف‬ ‫منطق���ة الليثي مبدين���ة بنغ���ازي وقد تويف‬ ‫متأث���را بأصاباته البليغة يف مركز بنغازي‬ ‫الطيب بعد حماولة إسعافه ‪.‬‬ ‫لقد كان الش���هيد ظابط يف اجليش اللييب‬ ‫معروف عن���ه الوطنية والصدق والش���هامة‬ ‫أنظ���م للث���ورة م���ن بدايتها وق���دم الكثري يف‬ ‫س���بيل جناحه���ا حي���ث س���اهم يف تأس���يس‬ ‫اجملل���س العس���كري وكان رئي���س للنياب���ة‬ ‫العس���كرية باملنطق���ة الش���رقية وكان أول‬ ‫مدعي عام بعد الثورة وجنح يف اعادة أفتتاح‬ ‫السجن العسكري واشرف عليه ‪.‬‬ ‫ويف الوق���ت الذي تعرب فيه املنظمة الليبية‬ ‫للقض���اة ع���ن أس���تنكارها وش���جبها هل���ذه‬ ‫اجلرمي���ة النك���راء فأنه���ا تنب���ه اجلميع اىل‬ ‫اخلط���ورة القص���وى الناجت���ة ع���ن تواص���ل‬ ‫وتكرار حوادث أالغتي���ال والقتل خارج إطار‬ ‫القان���ون و تطال���ب بأهمي���ة فت���ح حتقيقات‬ ‫مس���تقلة وشفافة وس���ريعة تضمن الكشف‬ ‫ع���ن اجلن���اة وهويته���م وحماس���بة كل من‬ ‫ت���ورط يف ه���ذه اجلرائم ترس���يخا ملبدأ عدم‬ ‫أإلفالت‬ ‫والتأكيد على حماس���بة اجلمي���ع يف أطار‬ ‫سيادة القانون ‪ .‬من العقاب ‪.‬‬ ‫وم���ن خ�ل�ال ه���ذا البي���ان تهي���ب املنظم���ة‬ ‫الليبي���ة للقضاة باجله���ات املختصة بتحمل‬ ‫مس���ؤولياتها والقي���ام بأالعب���اء املكلف���ة بها‬ ‫واخت���اذ االج���راءات القانوني���ة الالزم���ة‬ ‫الكفيل���ة بتعزي���ز س���يادة القان���ون وحتم���ل‬ ‫املنظمة الليبية للقضاة من جديد احلكومة‬ ‫االنتقالي���ة املؤقت���ة املس���ؤولية الكامل���ة عن‬ ‫حال���ة االنف�ل�ات االم�ن�ي وعجزه���ا املطل���ق‬ ‫يف ف���رض س���لطة الدولة وتطبي���ق القانون‬ ‫ومحاية املواطنني ‪.. .‬‬ ‫بنغازي ‪29.8.2013‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 121‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫تكريم نشطاء حقوقيني من روسيا والواليات املتحدة وليبيا وتشاد‬ ‫الكشف عن أمساء الفائزين جبائزة أليسون دى فورجيه لعام ‪2013‬‬ ‫قال���ت هيومن رايتس ووت���ش اليوم إن أربعة‬ ‫مدافع�ي�ن ع���ن حق���وق اإلنس���ان يتحل���ون‬ ‫اجلم قد اختريوا للفوز‬ ‫بالش���جاعة والنشاط ّ‬ ‫باجلائ���زة املرموق���ة أليس���ون دى فورجي���ه‬ ‫‪ 2013‬للنش���اط الفائ���ق مبج���ال حق���وق‬ ‫اإلنس���ان‪.‬يعد كل م���ن حس���ن األم�ي�ن م���ن‬ ‫ليبي���ا‪ ،‬وألين���ا دي���از م���ن الوالي���ات املتح���دة‪،‬‬ ‫وجاكلني مودينا من تش���اد وناتالي���ا تاوبينا‬ ‫من روسيا أصوات رائدة للعدالة يف بلدانهم‪،‬‬ ‫ويعملون ب�ل�ا كلل من أج���ل محاية حقوق‬ ‫ينضم���ون إىل‬ ‫وكرام���ة اآلخري���ن‪ .‬س���وف‬ ‫ّ‬ ‫اثنني مم���ن حصلوا عل���ى اجلائ���زة للتكريم‬ ‫يف حفالت عش���اء "أصوات من أج���ل العدالة"‬ ‫الس���نوية يف ‪ 12‬مدينة يف شتى أحناء العامل‪،‬‬ ‫يف ش���هر نوفمرب‪/‬تش���رين الثان���ي ‪ 2013‬ثم‬ ‫يف مارس‪/‬آذار وأبريل‪/‬نيس���ان ‪.2014‬وقال‬ ‫كيني���ث روث املدي���ر التنفي���ذي ل���ـ هيوم���ن‬ ‫رايت���س ووتش‪" :‬ه���ؤالء املدافعون عن حقوق‬ ‫اإلنس���ان جاهروا باحلدي���ث نيابة عن بعض‬ ‫أكثر الن���اس اس���تضعافاً يف الع���امل‪ ،‬يف ظل‬ ‫ظ���روف صعب���ة وخط�ي�رة يف الع���ادة‪ .‬لق���د‬ ‫أظهروا ش���جاعة وإصرار عل���ى إحداث فارق‬ ‫حتى أثناء فرتات الن���زاع واملراحل االنتقالية‬ ‫العنيفة"‪.‬‬ ‫مسي���ت اجلائ���زة عل���ى اس���م د‪ .‬أليس���ون دى‬ ‫ّ‬ ‫فورجي���ه‪ ،‬وكان���ت استش���ارية أوىل يف‬ ‫هيوم���ن رايت���س ووت���ش على مدار عش���رين‬ ‫عام���اً تقريب���اً‪ ،‬وق���د توفيت يف ح���ادث طائرة‬ ‫يف نيوي���ورك يف ‪ 12‬فرباير‪/‬ش���باط ‪.2009‬‬ ‫كانت دى فورجيه اخلب�ي�رة األوىل عاملياً يف‬ ‫روان���دا‪ ،‬وأعمال اإلب���ادة اجلماعية يف ‪1994‬‬ ‫وم���ا تاله���ا‪ .‬جائ���زة هيوم���ن رايت���س ووتش‬ ‫الس���نوية تك ّرم التزامه���ا املدهش بالدفاع عن‬ ‫حق���وق اإلنس���ان‪ .‬حتتفي اجلائزة بش���جاعة‬ ‫األف���راد الذين يضع���ون أرواحهم على احملك‬ ‫من أجل تهيئة عامل ليست فيه انتهاكات أو‬ ‫متييز أو اضطهاد‪.‬‬ ‫احلاصلون على جائزة أليس���ون دى فورجيه‬ ‫‪ 2013‬للنش���اط الفائ���ق مبج���ال حق���وق‬ ‫اإلنس���ان ه���م‪ :‬ناتالي���ا تاوبين���ا‪ ،‬الناش���طة‬ ‫الروس���ية ال�ت�ي تعمل عل���ى محاي���ة ضحايا‬ ‫انتهاكات الش���رطة وتس���عى اللت���زام إنفاذ‬ ‫القان���ون بالش���فافية‪ .‬تدير تاوبينا مؤسس���ة‬ ‫ُ‬ ‫"احلكم الش���عيب" اليت توفر مساعدة قانونية‬ ‫جماني���ة وإع���ادة تأهي���ل لضحاي���ا تعذي���ب‬ ‫الش���رطة والفس���اد وعدم توف���ر التحقيقات‬ ‫الفعال���ة وغريها من األعمال غ�ي�ر القانونية‬ ‫يف نظام إنفاذ القانون الروسي‪.‬‬ ‫ألينا دياز‪ ،‬هي نائبة رئيس وعضوة مؤسس���ة‬ ‫ملؤسس���ة التحال���ف الوطين للفالح���ات‪ ،‬اليت‬ ‫تدع���م حق���وق عام�ل�ات امل���زارع يف الواليات‬ ‫املتح���دة‪ .‬تعم���ل دي���از عل���ى توعي���ة صن���اع‬ ‫السياس���ات والعام���ة بش���أن املخاط���ر ال�ت�ي‬ ‫تواجهها عامالت املزارع‪.‬‬ ‫حس���ن األمني‪ ،‬عمل ألكثر من ثالثني عاماً‬ ‫عل���ى كش���ف انته���اكات حق���وق اإلنس���ان‬ ‫وتعزيز الدميقراطية يف ليبيا بصفته ناشط‬ ‫ومؤسس ملوقع ليبيا املس���تقبل املستقل‪ .‬أثناء‬

‫على املس���توى الوطين‪ ،‬حيث تعمل أيضاً على‬ ‫توعي���ة صن���اع السياس���ات واجلمهور بش���أن‬ ‫املخاطر ال�ت�ي تواجهه���ا هؤالء النس���اء‪ .‬تكرم‬ ‫هيوم���ن رايت���س ووتش دياز عل���ى إخالصها‬ ‫إلنه���اء االنته���اكات املش���ينة حب���ق عامالت‬ ‫املزارع يف الواليات املتحدة‪.‬‬

‫•حسن األمني‪ ،‬ليبيا‬

‫حسن األمني‬ ‫االنتفاض���ة ضد معمر الق���ذايف‪ ،‬وثق األمني‬ ‫انته���اكات حب���ق املدني�ي�ن‪ .‬وق���د خ���دم يف‬ ‫الربملان االنتقالي ثم عاود إدارة موقعه‪.‬‬ ‫جاكل�ي�ن مودينا‪ ،‬حمامية وقيادية يف جهود‬ ‫جل���ب الدكتاتور التش���ادي الس���ابق حس�ي�ن‬ ‫ح�ب�ري للعدال���ة‪ ،‬الذي يواج���ه احملاكمة يف‬ ‫الس���نغال على ذمة اتهامات القتل السياس���ي‬ ‫والتعذيب املنهجي و"التطهري العرقي"‪.‬‬ ‫س���وف يتم تكري���م تاوبينا ودي���از يف حفالت‬ ‫عشاء يف س���يليكون فالي‪ ،‬وس���ان فرانسسكو‪،‬‬ ‫وس���انتا باربرا‪ ،‬ولوس أجنلس‪ .‬ويُكرم األمني‬ ‫يف حفالت عش���اء يف شيكاغو وتورنتو‪ ،‬وتكرم‬ ‫مودينا يف حفالت عشاء يف باريس وجنيف‪.‬‬ ‫واحلاصلون على اجلائزة لعام ‪ 2012‬الذين‬ ‫سيش���اركون يف اجلول���ة بأمريكا الش���مالية‬ ‫وأوروبا هذا العام هما‪:‬‬ ‫آب���ي بينوي���ت كيناليغ���و‪ ،‬الق���س الكونغولي‬ ‫ومدي���ر جلن���ة دونغ���و دوروما ديوكيس���ان‬ ‫للعدل والس���لم‪ ،‬اليت كشفت عن انتهاكات‬ ‫ارتكبته���ا ق���وات جيش مقاومة ال���رب املتمرد‬ ‫وتعمل على تأهيل ضحاياه‪ ،‬وس���وف يس���افر‬ ‫إىل لندن وميونخ وأمسرتدام‪.‬‬ ‫كونس���ويلو مورال���س‪ ،‬مدي���رة "مواطن���ون‬ ‫لدعم حق���وق اإلنس���ان" ومقره���ا مونتريي‪،‬‬ ‫وحتق���ق ه���ذه املنظم���ة يف االنته���اكات يف‬ ‫س���ياق "احلرب عل���ى املخدرات" يف املكس���يك‪،‬‬

‫وسوف تسافر إىل نيويورك‪.‬‬ ‫يتع���اون العاملون يف هيوم���ن رايتس ووتش‬ ‫ع���ن كثب مع املدافعني عن حقوق اإلنس���ان‬ ‫أثن���اء حتقيقاتهم يف حنو ‪ 90‬دولة يف ش���تى‬ ‫أحن���اء الع���امل‪ .‬ه���ؤالء النش���طاء يكرم���ون يف‬ ‫حف�ل�ات عش���اء أص���وات م���ن أج���ل العدال���ة‬ ‫السنوية ‪ 2013/2014‬يف أمسرتدام وبريوت‬ ‫وبرلني وبروكس���ل وش���يكاغو وفرانكفورت‬ ‫وجني���ف ومدين���ة الكوي���ت ولن���دن ول���وس‬ ‫أجنلس وميونخ ونيويورك وأوس���لو وباريس‬ ‫وس���ان فرانسس���كو وس���انتا باربرا وسيليكون‬ ‫فالي وسيدني وطوكيو وتورنتو وزيورخ‪.‬‬ ‫•ألينا دياز‪ ،‬الواليات املتحدة‬ ‫ألين���ا دياز ه���ي نائبة رئيس وعضو مؤس���س‬ ‫للتحال���ف الوط�ن�ي للفالحات‪ ،‬ال���ذي يعمل‬ ‫عل���ى تعزي���ز حق���وق عام�ل�ات امل���زارع يف‬ ‫الوالي���ات املتح���دة‪ .‬تواجه مئ���ات اآلالف من‬ ‫عام�ل�ات امل���زارع م���ن الس���يدات والفتي���ات‬ ‫معدالت عنف جنسي وحترش جنسي عالية‬ ‫بش���كل يومي يف أماك���ن العمل‪ .‬ب���دأت دياز‬ ‫عملها كمدربة جمتمعية تسافر جملتمعات‬ ‫املهاج���رات باخلارج لتوعيتهن بش���أن حقهن‬ ‫يف اإلب�ل�اغ ع���ن العنف األس���ري واإلس���اءات‬ ‫اجلنس���ية وغريها من أوجه املعاملة السيئة‪.‬‬ ‫بصفته���ا نائب���ة رئي���س التحال���ف‪ ،‬س���اعدت‬ ‫دياز يف جع���ل أصوات عامالت املزارع ُتس���مع‬

‫عم���ل حس���ن األم�ي�ن ثالث�ي�ن عام���اً عل���ى‬ ‫كش���ف انتهاكات حقوق اإلنس���ان وتعزيز‬ ‫الدميقراطي���ة يف ليبيا‪ .‬بع���د أن قبضت عليه‬ ‫قوات القذايف وتع���رض للضرب عام ‪،1983‬‬ ‫ف���ر األم�ي�ن إىل اململكة املتحدة‪ ،‬حيث أس���س‬ ‫موقعاً مس���تق ً‬ ‫ال ه���و ليبيا املس���تقبل‪ ،‬وأصبح‬ ‫أحد أهم املعارضني الليبيني يف املنفى‪ .‬يف عام‬ ‫‪ 2011‬أثناء االنتفاض���ة ضد معمر القذايف‬ ‫عاد أمني إىل بلدته األم مصراتة‪ ،‬اليت كانت‬ ‫حت���ت احلص���ار وقته���ا‪ ،‬لتوثي���ق انته���اكات‬ ‫حق���وق اإلنس���ان‪ .‬بع���د س���قوط الق���ذايف مت‬ ‫انتخابه يف الربملان االنتقالي‪ .‬وبصفته رئيس‬ ‫جلنة حقوق اإلنس���ان واجملتمع املدني‪ ،‬حقق‬ ‫يف االعتقاالت التعس���فية وتعذيب الس���جناء‬ ‫وانتق���د ميليش���يات قوية معارض���ة للقذايف‬ ‫رفضت نزع أس���لحتها‪ .‬يف مارس‪/‬آذار ‪2013‬‬ ‫بعد أن تلقى تهديدات بالقتل من امليليشيات‬ ‫ختل���ى األمني عن مقع���ده الربملاني وعاد إىل‬ ‫لن���دن‪ ،‬حيث اس���تأنف نش���ر ليبيا املس���تقبل‪.‬‬ ‫تك���رم هيوم���ن رايت���س ووتش األم�ي�ن على‬ ‫التزامه بكش���ف االنتهاكات ومحاية حقوق‬ ‫اإلنسان يف ليبيا‪.‬‬ ‫•ناتاليا تاوبينا‬ ‫ناتاليا تاوبينا هي ناش���طة روسية تعمل على‬ ‫محاي���ة ضحاي���ا انته���اكات الش���رطة وب���ث‬ ‫الش���فافية يف عملي���ة إنف���اذ القان���ون‪ .‬تدي���ر‬ ‫تاوبين���ا "احلك���م الش���عيب" املؤسس���ة اليت مت‬ ‫تدشينها عام ‪ 2004‬لتوفري مساعدة قانونية‬ ‫جماني���ة وإع���ادة تأهيل لضحاي���ا انتهاكات‬ ‫تعذيب الش���رطة املتفشية والتعذيب ونقص‬ ‫التحقيق���ات الفعال���ة وغريه���ا م���ن األعمال‬ ‫غ�ي�ر القانوني���ة يف إطار نظام إنف���اذ القانون‬ ‫الروس���ي‪ .‬حتت قيادة تاوبينا‪ ،‬عملت مؤسسة‬ ‫احلك���م الش���عيب بنج���اح عل���ى إصالح���ات‬ ‫تع���زز احملاس���بة وتطال���ب به���ا‪ .‬تاوبين���ا م���ن‬ ‫أبرز املنتقدي���ن حلملة القمع القاس���ية اليت‬ ‫استهدفت اجملتمع املدني منذ عودة فالدميري‬ ‫بوت�ي�ن للرئاس���ة يف ع���ام ‪ .2012‬رداً عل���ى‬ ‫االنتق���ادات حاول���ت الس���لطات إغالق احلكم‬ ‫الش���عيب يف حني حتاول املؤسسة درء اهلجوم‬ ‫يف احملكم���ة‪ .‬تك���رم هيوم���ن رايت���س ووتش‬ ‫تاوبينا عل���ى التزامها ال���ذي ال يلني حبماية‬ ‫ضحاي���ا انته���اكات الش���رطة واملكافحة من‬ ‫أجل إحقاق العدالة يف روسيا‪.‬‬ ‫•جاكلني مودينا‪ ،‬تشاد‬ ‫جاكل�ي�ن مودين���ا تق���ود جه���ود حماس���بة‬ ‫الدكتات���ور التش���ادي الس���ابق املنفي حس���ن‬ ‫ح�ب�ري على اجلرائم الوحش���ية ال�ت�ي وقعت‬ ‫يف عهده وإحقاق العدالة لضحاياه يف تش���اد‪.‬‬ ‫رغم إصابته���ا يف حماولة اغتيال عام ‪2001‬‬


‫‪05‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 121‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫مسي��ت اجلائ��زة على اس��م د‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أليس��ون دى فورجي��ه‪ ،‬وكان��ت‬ ‫استش��ارية أوىل يف هيوم��ن‬ ‫رايت��س ووت��ش عل��ى م��دار‬ ‫عشرين عام ًا تقريب ًا‬

‫محلة نور‬

‫دعوة حلماية النساء من العنف املنزلي‬ ‫تقدمت مودينا باالتهامات ويف وقت سابق هذا العام‬ ‫نالت نص���راً مهم���اً عندما اتهم���ت حمكمة خاصة‬ ‫يف الس���نغال الدكتاتور الس���ابق عل���ى جرائم ضد‬ ‫اإلنس���انية وجرائم حرب وتعذي���ب ووضعته رهن‬ ‫االحتجاز‪ .‬تكرم هيومن رايتس ووتش مودينا على‬ ‫التزامها بإحقاق العدال���ة لضحايا حربي ومحاية‬ ‫حقوق اإلنسان يف تشاد‪.‬‬ ‫•آب��ي بينوي��ت كيناليغ��و‪ ،‬مجهوري��ة الكونغ��و‬

‫الدميقراطية‬

‫يعم���ل آب���ي بينوي���ت كيناليغ���و عل���ى كش���ف‬ ‫االنته���اكات ال�ت�ي يرتكبه���ا جي���ش مقاوم���ة‬ ‫ال���رب‪ ،‬ويعم���ل عل���ى إع���ادة تأهي���ل ضحاي���ا هذه‬ ‫االنته���اكات‪ .‬يقوم متمردو جي���ش مقاومة الرب‬ ‫بإره���اب املواطن�ي�ن يف وس���ط أفريقي���ا بأعم���ال‬ ‫القت���ل واالغتص���اب واختط���اف املدني�ي�ن‪ ،‬ومنه���م‬ ‫أطفال‪ .‬س���اعد كيناليغو يف تأس���يس شبكة إنذار‬ ‫مبك���ر لإلبالغ ع���ن أنش���طة جيش مقاوم���ة الرب‬ ‫احملتمل���ة يف خمتلف املناطق عن طري���ق الراديو‪،‬‬ ‫كما يس���اعد يف برام���ج إعادة تأهي���ل املختطفني‬ ‫على ي���د جيش مقاومة الرب الذي���ن يتمكنون من‬ ‫الفرار‪ .‬أصبح صوت���اً قوياً يف دعوة اجملتمع الدولي‬ ‫إىل إحق���اق العدال���ة عل���ى قيادات جي���ش مقاومة‬ ‫ال���رب‪ .‬تكرم هيومن رايتس ووتش كيناليغو على‬ ‫التزام���ه حبماي���ة املدني�ي�ن وإنه���اء التهدي���د الذي‬ ‫ميثله جيش مقاومة الرب‪.‬‬ ‫•كونسويلو مورالس‪ ،‬املكسيك‬ ‫تعمل كونس���ويلو مورالس يف املكس���يك يف الدفاع‬ ‫عن ضحايا انتهاكات حقوق اإلنس���ان وحملاس���بة‬ ‫املنتهك�ي�ن‪ .‬ارتكبت قوات األم���ن انتهاكات كثرية‬ ‫ض���د املدني�ي�ن – مشل���ت التعذي���ب واالغتص���اب‬ ‫واالختف���اءات – لك���ن جرائمه���ا ال يت���م التحقي���ق‬ ‫فيه���ا يف أي ظ���رف م���ن الظ���روف تقريب���اً‪ .‬يف‬ ‫مواجه���ة التهدي���دات الدائم���ة‪ ،‬تزعم���ت منظم���ة‬ ‫مورالس جه���وداً يف والية نوفو لي���ون لتوثيق هذه‬ ‫االنته���اكات والدف���اع يف القضايا اهلام���ة‪ ،‬وتوفري‬ ‫الدع���م لضحايا ق���وات األم���ن وعصاب���ات اإلجتار‬ ‫باملخ���درات العنيف���ة‪ .‬تكرم هيوم���ن رايتس ووتش‬ ‫مورالس على جهودها الشجاعة من أجل وضع حد‬ ‫لإلف�ل�ات من العقاب وملس���اعدة ضحايا انتهاكات‬ ‫"احلرب على املخدرات" يف املكسيك‪.‬‬

‫خلود الفالح‬ ‫أعلنت منظمة ص���وت املرأة الليبية يوم‬ ‫‪_5‬يولي���و املاض���ي إطالق محل���ة "نور"‬ ‫بدع���م ورعاي���ة وزارة الثقافة واجملتمع‬ ‫املدني واليت تعنى بتس���ليط الضوء على‬ ‫النواح���ي األمنية وأثرها عل���ى املرأة يف‬ ‫ليبيا‪ .‬ستستمر احلملة ملدة ستة أشهر‪.‬‬ ‫تضم محل���ة نور حالي���ا ثالثة وثالثني‬ ‫ضوئية إعالمية يف أكثر من عش���رين‬ ‫مدينة وإعالن���ات يف الصحافة املقروءة‬ ‫واملسموعة‪.‬‬

‫الليبية‪.‬‬ ‫مس���ع لتصحي���ح س���وء الفه���م‬ ‫ويف‬ ‫ً‬ ‫واالس���تعمال اخلاط���ئ للدي���ن لتربي���ر‬ ‫س���وء معاملة املرأة‪ ،‬ته���دف محلة "نور"‬ ‫إىل تس���ليط الضوء على املكانة الرفيعة‬ ‫للم���رأة يف االس�ل�ام وضم���ان حس���ن‬ ‫املعاملة من خالل آي���ات القرآن احلكيم‬ ‫واألحاديث النبوية‪ .‬واختارت اس���م "نور"‬ ‫مل���ا للكلم���ة م���ن ً‬ ‫واس���ع يف تنوير‬ ‫مع���ن‬ ‫ٍ‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫س���تبدأ محل���ة "ن���ور" خ�ل�ال ش���هر‬

‫ج���اءت ه���ذه املب���ادرة بع���د حبث ش���امل‬ ‫ومس���تفيض أعدته املنظمة حول رؤية‬ ‫وإدراك النس���اء للوض���ع األم�ن�ي وأثره‬ ‫على مشاركة املرأة يف احلياة العامة‪.‬‬

‫س���بتمرب احلال���ي يف إج���راء الدراس���ات‬ ‫االس���تقصائية والن���دوات يف امل���دارس‬ ‫واجلامع���ات واملس���اجد‪ ،‬ملناقش���ة العنف‬ ‫املنزلي واحلصول على إحصاءات أكثر‬ ‫واقعية‪ .‬وحسب املش���رفني على احلملة‬ ‫أن هذه الندوات ليس���ت للتثقيف فقط‪،‬‬ ‫بقدر ما هي فرصة الستكشاف احللول‬ ‫املمكن���ة‪ .‬ومراع���اة التطبي���ق الصحي���ح‬ ‫للدي���ن اإلس�ل�امي كأداة للتثقي���ف‬ ‫والتنوير‪.‬‬ ‫ويؤك���د املش���رفني عل���ى احلمل���ة أن‬ ‫هناك تفاعل واهتمام من الشارع اللييب‬ ‫حبملتن���ا إضاف���ة إىل األس���ئلة ال�ت�ي‬

‫فهم خاطئ‬

‫وذك���رت املنظم���ة يف صفحته���ا عل���ى‬ ‫الفي���س ب���وك أن���ه م���ن خ�ل�ال التقييم‬ ‫والبحث حول املخ���اوف األمنية للمرأة‬ ‫يف ليبيا‪ ،‬أصبح جلي���ا أن أكثر املربرات‬ ‫ش���يوعا للتمييز ضد املرأة كانت س���وء‬ ‫الفهم والتحريف للتعاليم اإلس�ل�امية‪،‬‬ ‫وتأث�ي�ر ذل���ك عل���ى املعاي�ي�ر األخالقية‬

‫تصلن���ا على صفحتنا مبواق���ع التواصل‬ ‫االجتماعي"الفي���س ب���وك"‪ ،‬ومن خالل‬ ‫هذا التفاعل الحظنا ان هناك الكثري من‬ ‫مش�ت�ركي الفي���س بوك قام���وا بتغيري‬ ‫ص���ورة "‪ "cover‬بإح���دى تصامي���م‬ ‫محلة النور‪ ،‬ما نطمح إليه إيصال هذه‬ ‫الرس���الة لي���س فقط للفتيات والنس���اء‬ ‫املتض���ررات م���ن العن���ف املنزل���ي‪ ،‬وإمنا‬ ‫للطرف االخر الذي ميارس هدا العنف‬ ‫حبجة الدين‪.‬‬

‫صوت املرأة‬

‫منظمة صوت امل���رأة الليبية هي إحدى‬ ‫مؤسس���ات اجملتم���ع املدني تأسس���ت فى‬ ‫أغس���طس ‪ 2011‬كمنظم���ة ش���بابية‬ ‫يقودها جمموعة من الش���ابات والشباب‬ ‫الليبي�ي�ن وهدفه���ا ه���و تطوي���ر وتفعيل‬ ‫دور امل���رأة كأح���د أهم املوارد البش���رية‬ ‫يف ليبيا‪.‬‬ ‫خ�ل�ال ه���ذه الف�ت�رة رك��� ّزت منظم���ة‬ ‫"صوت املرأة الليبية" بقوة على مس���ائل‬ ‫تتعل���ق بأم���ن امل���رأة‪ ،‬ب���دأ باس���تبيان‬ ‫وتقييم للوض���ع األمين الداخلي وكان‬ ‫األول م���ن نوع���ه‪ ،‬وإج���راء مقابالت مع‬ ‫السياس���يني وصن���اع الق���رار واملكّلف�ي�ن‬ ‫به���ذه املس���ائل وإش���راكهم وإطالعهم‬ ‫على هذا التقييم‪ ،‬وتنظيم مؤمتر"صوت‬ ‫واحد ‪ :2013‬آفاق جديدة" والذي مجع‬ ‫أكثر من ‪ 30‬عضوا من املؤمتر الوطين‬ ‫العام‪ ،‬و س���فراء دوليني‪ ،‬ورئيس املؤمتر‬ ‫الوطين العام وأكثر من ‪ 150‬ناش���طة‬ ‫وناش���ط من مؤسس���ات اجملتم���ع املدني‬ ‫ملناقش���ة وإجي���اد حلول للوض���ع األمين‬ ‫وعالقته مبش���اركة امل���رأة يف اجملاالت‬ ‫املختلف���ة‪ .‬ع�ل�اوة عل���ى ذل���ك‪ ،‬قام���ت‬ ‫املنظمة بعمل حلقات نقاش واستبيانات‬ ‫يف أكثر من ‪ 25‬مدينة ليبية مركزة‬ ‫عل���ى العن���ف املنزلي م���ن خ�ل�ال اليوم‬ ‫العاملي للحجاب البنفسجي‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 121‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫سفري جنوب أفريقيا لدى ليبيا يؤكد أن بالده‬ ‫ترغب يف حتسني العالقات مع طرابلس‬ ‫قال س���فري جنوب أفريقيا لدى طرابلس‬ ‫إن جوهانس�ب�رج ترغ���ب بع���د ث���ور ‪17‬‬ ‫فربي���ر يف حتس�ي�ن العالق���ات الثنائي���ة‬ ‫مع ليبيا‪ ،‬مش�ي�را إلي أن التعاون الثنائي‬ ‫م���ع طرابلس قب���ل الث���ورة كان بصفة‬ ‫عام���ة ضعي���ف نوعا م���ا س���واء التجاري‬ ‫او السياس���ي‪ ،‬واالن حن���ن عازم���ون على‬ ‫حتس�ي�ن العالق���ات اكث���ر م���ن مجي���ع‬ ‫النواح���ي‪ .‬وأضاف الس���فري ‪ -‬يف تصريح‬

‫الي���وم ‪ -‬أن "العالقات االقتصادية كانت‬ ‫ضعيفة جدا بني البلدين وتصل اىل ‪0.1‬‬ ‫‪ %‬م���ن الناحي���ة التجاري���ة‪ ،‬مضيفا انه‬ ‫هناك نوع من التحدي كان بني البلدين‬ ‫خالل النظام السابق يف امور عديدة‪ ،‬من‬ ‫ضمنه���ا الربمل���ان االفريق���ي كل دول���ة‬ ‫تريد أن يكون املقر يف بالدها"‪.‬‬ ‫وتاب���ع قائال‪ :‬كنا نعتقد ومازالنا نعتقد‬ ‫ان احلكوم���ة الليبية اجلديدة ستحس���ن‬

‫من هذه العالقات مش�ي�را اىل أن تاسيس‬ ‫املؤسس���ات لالحت���اد االفريقي ل���ن تكون‬ ‫بس���هولة كم���ا يعتق���د النظام الس���ابق‬ ‫‪،‬لكنه���ا س���تحتاج لوقت معني للتأس���يس‬ ‫بطريق���ة صحيح���ة‪ .‬ون���وه ب���أن االحتاد‬ ‫االورب���ي اخ���د اكثر م���ن س���نة‪ ،‬ومازالو‬ ‫مل ينته���و م���ن مش���وارهم ‪،‬حن���ن ن���رى‬ ‫االولولية يف تاس���يس مؤسس���ات االحتاد‬ ‫االفريق���ي اوال‪،‬لكي نس���تطيع تش���غيلها‬ ‫وم���ن الض���روري ان هذه اجله���ات تعمل‬ ‫م���ع بعضه���ا البع���ض‪ .‬واض���اف "نتفه���م‬ ‫الصعوب���ات ال�ت�ي تواج���ه ليبي���ا يف الوقت‬ ‫الراه���ن ‪،‬صعوبة الف�ت�رة االنتقالية اليت‬ ‫مت���ر بها الدولة حالي���ا ولن نضغط على‬ ‫اجلان���ب اللي�ب�ي يف ام���ر من االم���ور‪ ،‬ولو‬ ‫احتاج���ت مس���اعدة س���نقوم باملس���اعدة‪،‬‬ ‫وحن���ن سنس���تمر يف التعاون م���ع االمم‬ ‫املتحدة حول هذا الش���أن ونتب���ادل االراء‬ ‫خبص���وص مش���اكل ليبي���ا يف االحت���اد‬ ‫االفريق���ي‪ ،‬وتتمنى جنوب افريقيا لليبيا‬ ‫ان تكون دولة قوية ودولة قانون‪.‬‬ ‫املصدر ‪:‬صحيفة الوطن الليبية‬

‫نوري بوسهمني يفوض نفسه حمافظا ملصرف ليبيا املركزي‬ ‫أعلنت مصادر ليبية موثوق بها أن نوري‬ ‫بوس���همني رئي���س املؤمتر الوط�ن�ي العام‬ ‫اللي�ب�ي ف��� ّوض نفس���ه حمافظ���اً ملصرف‬ ‫ليبي���ا املرك���زي‪ ،‬مبوج���ب صالحي���ات‬ ‫منحه���ا لنفس���ه‪ ،‬طبقاً لرس���الته املوجهة‬ ‫حملاف���ظ مص���رف ليبي���ا املرك���زي يوم‬ ‫‪ 21‬أغس���طس اجل���اري‪ ،‬يطالب���ه فيه���ا‬ ‫بع���دم التص���رف يف أي ش���يء باملص���رف‬ ‫املركزي او تغيري جملس ادارة املصارف‬ ‫وغريه���ا إال ع���ن طريق���ه ش���خصياً‪.‬‬ ‫وذك���رت صحيف���ة "ص���وت ليبي���ا" إن‬ ‫"ه���ذه املرة األوىل منذ تأس���يس مصرف‬ ‫ليبي���ا املركزي ع���ام ‪ 1956‬حيدث فيها‬ ‫مث���ل ه���ذا اإلج���راء‪ .‬ويف الس���ياق ذات���ه‬ ‫وصف خبري مص���ريف للصحيفة أن هذا‬

‫نوري بوسهمني‬

‫اإلج���راء خمالف لقانون املصارف رقم ‪1‬‬ ‫لس���نة ‪ 2005‬وتعديالت���ه‪ ،‬حيث ال حيق‬ ‫لرئيس املؤمت���ر الوطين أو غريه تقليص‬ ‫صالحي���ات احملافظ إال عند صدور قرار‬ ‫رمسي بتسمية حمافظ جديد‪ ،‬أو حجب‬ ‫الثقة عن احملافظ احلالي‪.‬‬ ‫م���ن جهة أخرى أكدت مصادر موثوقة‬ ‫لصحيف���ة "ص���وت ليبي���ا" أن حماف���ظ‬ ‫مصرف ليبيا املركزي احلالي الصديق‬ ‫الكب�ي�ر كان س���يعمل خ�ل�ال الف�ت�رة‬ ‫القادم���ة على تغي�ي�ر العديد م���ن مدراء‬ ‫املص���ارف بن���ا ًء عل���ى تقاري���ر مقدمة يف‬ ‫ش���أنهم تتهمهم بالفس���اد اإلداري واملالي‬ ‫وعدم إغالق امليزانية العمومية‪.‬‬

‫اعتقال ثالثة ليبيني ينتمون للقاعدة خالل‬ ‫توجههم لـ(مأرب) اليمنية‬ ‫كش���ف مصدر أمنى مين���ى أن األجهزة‬ ‫األمني���ة بالعاصم���ة صنع���اء متكنت من‬ ‫اعتقال ثالثة حيملون اجلنس���ية الليبية‬ ‫مرتبطني بتنظي���م القاعدة فى اجلزيرة‬ ‫العربي���ة باليم���ن وهم على منت س���يارة‪.‬‬ ‫وقال املص���در إن "املعتقلني الثالثة كان‬ ‫حبوزته���م عم�ل�ات أجنبي���ة‪ ،‬منه���ا ‪250‬‬ ‫ألف دوالر أمريكى‪ ،‬وكانوا فى طريقهم‬

‫إىل حمافظة مأرب ش���رق صنعاء والتى اللجنة األمني���ة من محالت إلنهاء حالة‬ ‫يتمرك���ز فيها ع���دد كبري م���ن قيادات االنفالت األمنى والسيطرة على األعمال‬ ‫وعناصر التنظيم"‪ .‬وعلى صعيد متصل‪ ،‬اإلرهابية ضد املواطنني السلميني‪.‬‬ ‫أك���د املصدر أن األجهزة األمنية متكنت‬ ‫من إلقاء القب���ض على ‪ 5‬مطلوبني أمنيا نقال عن موقع اليوم السابع‬ ‫بقضاي���ا جنائي���ة جس���يمة بينه���م أح���د‬ ‫املتهمني مبقتل الفنان التش���كيلى حممد‬ ‫الس���لفادور‪ .‬يأتى ذلك فى إطار ما تنفذه‬

‫توقف إمدادات‬ ‫البنزين عن‬ ‫املنطقة اجلنوبية‬ ‫وكاالت‬ ‫أف���اد عض���و جلن���ة اإلدارة باجلمعي���ة العربية‬ ‫لنق���ل النف���ط ومن���دوب املنطق���ة اجلنوبي���ة‬ ‫عب���داهلل أمحد علي ألجواء لبالد اليوم الس���بت‪،‬‬ ‫أن املنطق���ة اجلنوبية مل يع���د يتوفر بها الوقود‬ ‫بنوعيه البنزين والديزل‪.‬‬ ‫وأوضح عبداهلل أن اجلنوب يتزود من مستودع‬ ‫مصرات���ة‪ ،‬مرجع���ا ع���دم وص���ول الوق���ود إىل‬ ‫اجلنوب إىل ما يتعرض إليه س���ائقو النقل من‬ ‫مضايقات واعتداءات على الطريق الرابط بني‬ ‫مصراتة واجلنوب "اجلفرة"‪ ،‬حسب وصفه‪.‬‬ ‫وأض���اف عب���داهلل أن���ه ّ‬ ‫مت���ت مطالب���ة مجي���ع‬ ‫اجلهات األمنية واحلاكم العسكري للجنوب‪،‬‬ ‫بتوفري احلماي���ة وتركيز بوابات تفتيش على‬ ‫الطرقات للحد من االعتداءات‪ ،‬غري ان اجلهات‬ ‫األمنية مل تستجب للمطالب‪ ،‬حسب قوله‪.‬‬ ‫وأش���ار عب���داهلل أن الوض���ع س���يء يف املنطق���ة‬ ‫خال من البنزين‪ ،‬وأن وقود‬ ‫اجلنوبية واملستودع ٍ‬ ‫الديزل الذي تتغذى منه حمطات الكهرباء قد‬ ‫ينفذ اليوم من املستودع‪ ،‬حسب تعبريه‪.‬‬ ‫وق���ال عب���داهلل ّ‬ ‫إن هناك مبادرات من ش���ركة‬ ‫الربيق���ة بالتع���اون م���ع س���ائقي نق���ل الوق���ود‬ ‫باجلن���وب للعم���ل عل���ى إرس���اهلم للزاوي���ة‬ ‫وطرابل���س للت���زود بالوق���ود‪ ،‬ع�ب�ر طري���ق‬ ‫الشويرف‪.‬‬ ‫يش���ار إىل أن املنطق���ة اجلنوبي���ة ش���هدت يف‬ ‫الفرتة املاضية انقطاعا متكرراً للكهرباء‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 121‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫‪07‬‬

‫‪‎‬ماجد الوحيشي وفرج املغربي‬

‫ُتدرب الليبني يف تونس !‬ ‫ميادين ‪ -‬تونس‬ ‫يف تون���س العاصم���ة يت���درب الصحفي���ون‬ ‫واإلعالمي���ون الليبي���ون ضم���ن برنام���ج ( إعالم‬ ‫اجل���وار) وهو برنام���ج تدرييب اعتمدت���ه اليب بي‬ ‫س���ي عقب الثورات العربي���ة ‪ ،‬بدأ كخطوة أوىل‬ ‫يف مواجهة االداء غري الفاعل للمندوبني االجانب‬ ‫م���ن مدرب�ي�ن وكان احل���ل باعتماد مرش���دين (‬ ‫موجه�ي�ن ) للربنامج ه���م من الناش���طني وذوي‬ ‫اخل�ب�رة يف بلدانه���م حي���ث يتول���ون املتابع���ة و‬ ‫اإلشراف ‪ ،‬للربنامج هدفني رئيسيني‪:‬‬ ‫تعزي���ز املقدرة املهنية لدى الصحفيني والس���يما‬ ‫يف جماالت االس���تقالل اإلعالم���ي واإلعالم عرب‬ ‫اإلنرتن���ت‪ -.‬وحتس�ي�ن مس���توى املراس���لة فيم���ا‬ ‫يتص���ل بالسياس���ات االجتماعي���ة واالقتصادي���ة‬ ‫والسياس���ية لالحتاد األوروبي مبناطق الش���رق‬ ‫األوسط وأوروبا الشرقية والقوقاز‪.‬‬ ‫املُتطلب��ات وال�تي وفقه��ا م�لأ املتدرب��ون اس��تمارة‬ ‫املشاركة ‪:‬‬ ‫• ‪ -‬أن يك���ون املت���درب من العامل�ي�ن لدى أحد‬ ‫املنافذ اإلعالمية املس���تقرة أيًا كان النهج الذي‬ ‫ً‬ ‫راس�ل�ا‬ ‫يتبع���ه ملدة عام�ي�ن على األق���ل بصفته ُم‬ ‫مهتم���ا عل���ى النحو الذي‬ ‫أو محُ���ر ًرا؛ وأن يك���ون ً‬ ‫يؤهله لتغطية األخبار العاملية والسيما ما يتصل‬ ‫باالحتاد األوروبي وما يتصل به من موضوعات‪.‬‬ ‫ورغ���م توج���ه ميادي���ن بس���ؤال املش���رف الع���ام‬ ‫للربنامج بتونس السيدة سوار عوادي عن دواعي‬ ‫اج���راء هذه الدورة للمراس���لة احلديثة وكتابة‬ ‫التقاري���ر يف تون���س وليس يف ليبي���ا ؟ وعن متى‬ ‫س���يتم اعتم���اد مكتب لربنامج اجل���وار االعالمي‬ ‫أو حت���ى لل���ـ ‪ BBC‬إال انها إمتنع���ت عن االجابة‬ ‫واكتف���ت بال���رد م���ن أنه من غ�ي�ر املس���موح هلا‬ ‫باإلجابة عن األس���ئلة الصحفية حول الربنامج‬ ‫‪ ،‬وبإمكان خماطبة رئيس الربنامج جان ميتشل‬ ‫يف بلجيكا ‪.‬‬ ‫املتدرب���ون الذي���ن تأهل���وا ج���اؤوا م���ن خمتل���ف‬ ‫التخصص���ات االعالمي���ة وأيض���ا م���ن ع���دد من‬ ‫امل���دن الليبية ‪ :‬طرابلس الزاوي���ة بنغازي اجدابيا‬ ‫س���بها ‪ ،‬ال���دورة التدريبية اس���تغرقت ثالثة أيام‬ ‫(‪27‬وحت���ى ‪ 29‬اغس���طس ) بفن���دق البلفدي���ر‬ ‫وس���ط العاصمة وكان���ت املوضوعات الرئيس���ة‬ ‫تناول���ت دور االع�ل�ام يف مكتب االحت���اد االروبي‬ ‫بعد أن جرى التعريف املفصل باالحتاد واقسامه‬ ‫الوظيفية ‪ ،‬وعن الدور املنوط باملدموعة املتدربة‬ ‫م���ن اج���ل انتاج قص���ص تتعل���ق مبج���ال حقوق‬ ‫االنس���ان ومحاية احل���دود ووجهة نظ���ر العرب‬ ‫يف دور االحت���اد جتاه املرحلة االنتقالية يف بلدان‬ ‫الثورات ‪.‬‬ ‫أهم املوضوع��ات اليت مت اعداد تقاري��ر واقامة ورش‬ ‫عمل حوهلا ‪:‬‬ ‫املراسلة احلديثة ‪:‬‬ ‫إج���راء املقاب�ل�ات – مه���ارات إج���راء املقابالت –‬ ‫متارين عملية‬ ‫تعلي���ق وردود أفعال من اجملموعتني واملش���رفني‬

‫حول التمارين‬ ‫إجراء املزيد من التقييم من قصص املش���اركني‬ ‫اخلاص���ة ‪،‬حي���ث عرض بع���ض من املش���اركني‬ ‫ومن هلم جتارب صحفية وتلفزيونية قصصهم‬ ‫الس���ابقة اليت أعدوه���ا كمراس���لة ومت التعليق‬ ‫عليها من قبل املتدربني ثم ادىل املدربون بأرائهم‬ ‫العملية التقيمية ‪.‬‬ ‫كان التدري���ب يف الي���وم الثان���ي يتن���اول ‪:‬‬ ‫أخالقي���ات املهنة يف جم���ال اإلع�ل�ام ومت اعطاء‬ ‫من���اذج لقص���ص م���ن الصحاف���ة العاملي���ة جرت‬ ‫فيه���ا خروق���ات وجت���اوزات ادت اىل اغالق بعض‬ ‫الصح���ف واملؤسس���ات وكذل���ك اىل معاقب���ة‬ ‫صحفي�ي�ن عن ماارتكب���وه من اخطاء تس���يء اىل‬ ‫مهنتهم‪.‬‬ ‫نشاط اليوم الثالث‬ ‫مقدم���ة ألتعلم والعمل مع املرش���دين‪ .‬س���يضم‬ ‫جلسة بعد الظهر إحاطة اجملموعة على مرحلة‬ ‫اإلنت���اج بني اجلولت�ي�ن واحد واثن�ي�ن من خالهلا‬ ‫س���وف يك���ون كل إلنت���اج ث�ل�اث تقاري���ر وه���ي‬ ‫القص���ص اإلخباري���ة ح���ول موضوع���ات تقارب‬ ‫االوضاع يف ليبيا وس���يتلزم جتهيز هذه التقارير‬ ‫أو املراس�ل�ات ثالث���ة اش���هر ويت���م العم���ل م���ع‬ ‫املرش���دين الليب�ي�ن ‪ :‬فاطمة غندور يف االش���راف‬ ‫واملتابع���ة للتقاري���ر الصحفي���ة – ورض���ا فحيل‬ ‫البوم للتقارير املصورة ‪.‬‬ ‫تناقش املتدربون يف جمموعة الصحافة املكتوبة‬ ‫يف املساء اخلتامي للدورة حول أوضاع وجمريات‬

‫املش���هد االعالمي اللييب بعد الثورة وكانت هذه‬ ‫بعض���ا م���ن االلتقاط���ات لذلك احل���وار ووجهات‬ ‫النظر ‪.‬‬ ‫مصباح العوامي – مراسل وكالة األناضول لألنباء ‪.‬‬ ‫الواقع اإلعالم���ي بعد الث���ورة والصحفي بصفة‬ ‫خاص���ة يعاني م���ن صعوبات كما ل���و أنه يواجه‬ ‫عقوب���ات م���ن ناحي���ة تعرض���ه للس���ب وللضرب‬ ‫من قبل املس���لحني ‪ ،‬املؤسس���ات احلكومية متنعه‬ ‫م���ن الدخ���ول بع���د أن يت���م اتهام���ه باحني���ازه‬ ‫لتي���ار أو توج���ه مع�ي�ن ‪.‬صحيح أن هن���اك بعض‬ ‫االجيابيات يف املش���هد كغ���زارة املنتج الصحفي‬ ‫وكان���ت فرص���ة بع���د الث���ورة لصح���ف ذات‬ ‫توجه���ات خمتلف���ة بع���د ان كان���ت ذات خطاب‬ ‫واح���د يف النظ���ام الس���ابق ‪ ،‬وه���ذا ينطب���ق عل���ى‬ ‫القنوات أيض���ا ‪ ،‬ومواقع وصفح���ات الفيس بوك‬ ‫أيض���ا أصبح هل���ا انفت���اح كبري وهل���ا دور جتاوز‬ ‫األداء اإلعالم���ي الرمس���ي واحلكومي الش���خص‬ ‫الواحد يفتح صفح���ة ويطالع يوميا واإلعداد يف‬ ‫تزايد ‪ ،‬بالنس���بة للجانب املنهج���ي واألكادميي‬ ‫‪،‬وأنا طال���ب هناك مناخ جامع���ي ينقصه اإلعداد‬ ‫والتدري���ب اجلي���د مازلن���ا ن���درس النظ���ري‬ ‫مذك���رات واس���اتذة يعي���دون عل���ى مس���امعنا‬ ‫نف���س الكالم الزال���ت كلية اإلع�ل�ام يف بنغازي‬ ‫مبناهج س���ابقة مل تتح���رر من أم�ل�اءات النظام‬ ‫الس���ابق حتى الطريقة ‪ :‬الطباش�ي�ر م���ازال األداة‬ ‫للحش���و وتعبئة السبورة قلة من املتخصصني يف‬ ‫املش���هد االعالمي من االكادمي�ي�ن الذين نراهم‬

‫‪‎‬سوار عوادي‬

‫ونقرائه���م يف نتاجه���م املس���تمر او عندما يدلون‬ ‫بوجهات نظرهم إعالميا ‪.‬‬ ‫مربوكة عبد اهلادي‪ -‬قناة ليبيا الوطنية فرع سبها ‪.‬‬ ‫يف س���بها نعاني تغيبا كام�ل�ا للتدريب والتأهيل‬ ‫صحي���ح ان زمالئ���ي وج���دوا فرص���ة للعم���ل‬ ‫الصحف���ي واالعالم���ي واخنرط���وا كموهب�ي�ن‬ ‫ولك���ن تنقصه���م االدوات ينقصه���م التوجي���ه‬ ‫لالفض���ل حت���ى ال يظل���وا بنف���س املس���توى منذ‬ ‫دخوهلم وحتى اليوم ‪ ،‬ومؤسساتنا ال تتواصل مع‬ ‫احلكومة والوزارات او رمبا كانت توجه رس���ائل‬ ‫وال يت���م ال���رد او االس���تجابة لطلباتهم‪،‬نعان���ي‬ ‫تهمي���ش يف جم���االت االع�ل�ام ان���ا اعمل بقس���م‬ ‫الربامج وعملت يف ‪ 2004‬وكانت تواجهنا نفس‬ ‫الظ���روف ‪ ،‬ننادي دربونا وعلمونا اش���ياء كثرية‬ ‫علمت به���ا ألول م���رة يف هذه الدورة ‪ :‬املراس���لة‬ ‫احلديثة وكيفية كتابة التقارير ‪.‬‬ ‫ماجد الوحيشي – تلفزيون بنغازي ( القناة الفضائية‬ ‫ستفتتح بعد شهر )‬ ‫االع�ل�ام اللي�ب�ي احلال���ي واذا ما جانبن���ا الصواب‬ ‫‪،‬فلدينا مميزات انطلقنا منها بعد الثورة االعالم‬ ‫احلال���ي مفتوح مس���تقل ال رقاب���ة عليه وخاصة‬ ‫االعالم غري التابع لوزارة الثقافة او احلكومة ‪،‬انا‬ ‫أرى ان البداية مش���جعة بظه���ور عديد الصحف‬ ‫واجملالت والقن���وات التلفزيونية ‪ ،‬ولكن الناحية‬ ‫االمني���ة مؤثرة جدا بل أكثر من أي جمال اخر‬ ‫الننا نس���مع صوتنا للن���اس ونقدم احلقيقة بكل‬ ‫ش���فافية ‪،‬فمن الصعب اليوم ان���ك خترج مبايك‬ ‫اىل مؤسسات بعينها لتظهر احلقيقة منها ‪،‬حاليا‬ ‫قبل ما خيرج املراس���ل واملصور التلفزيوني عليه‬ ‫ان يبح���ث يف ضمان���ات س�ل�امته فم���ن الناحية‬ ‫املهني���ة حن���ن م���ن حي���ث املب���دأ يف قن���اة بنغازي‬ ‫أعلمونا بأن واقي الرصاص وعالمة املهنة سيتم‬ ‫توفريها بل هي متوافرة من االن‬ ‫صاحل�ين حمم��د الزروال��ي – صحفي – ويعد رس��الة‬ ‫ماجستري حول جمال التعليم يف صحافة الثورة‬ ‫أعمل بصحيفة اخبار اجدابيا ونهتم باملوضوعات‬ ‫احمللية واخلدمية داخل املدينة وهو دور ال بأس‬ ‫به وهن���اك عالقة جي���دة بقراء املدينة ونش���جع‬ ‫عل���ى املش���اركة والكتاب���ة ‪ ،‬صحيفتن���ا تق���ارب‬ ‫ال���ـ ‪ 15‬س���نة ‪ ،‬املش���هد الي���وم فيه ممارس���ة حرة‬ ‫للمهن���ة ‪ ،‬لكن تظل الظروف االمنية حائل جتاه‬ ‫موضوعات حساس���ة ته���م املدين���ة ‪ ،‬توفري االمن‬ ‫واالم���ان والتع���اون ألج���ل املدين���ة والتفاعل مع‬ ‫القضاي���ا اليومية جتد بعض احملاذي���ر ‪ ،‬ومازلنا‬ ‫نعان���ي اىل حد ما وطأة االع���راف والتقاليد اليت‬ ‫تلقي بظالهلا على انطالق الصحافة ومشاركة‬ ‫املرأة ‪ ،‬حنتاج هذه الدورات التنشيطية واحملفزة‬ ‫ل�ل�اداء افض���ل وأن���ا أيض���ا أمتن���ى أن تك���ون هذه‬ ‫الدورات يف بالدنا واملمارسة العملية تتم يف واقع‬ ‫امل���كان أي أن خنرج للش���وارع ونق���دم التمرينات‬ ‫من موضوعات حية حت���دث أثرها حتى يف رجل‬ ‫الش���ارع ال���ذي ي���رى الصحاف���ة تتقامس���ه همه‬ ‫ومشاغله ‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 121‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫اجتماع اجمللس االستشاري لقبائل الطوارق ‪ :‬ليس كل من تلثم بالشاش‬ ‫( اخلصة ) يعترب من الطوارق!‬ ‫عق���د اجملل���س االستش���اري لقبائل‬ ‫الطوارق اجتماعه الثالث يف أوباري‬ ‫ي���وم األح���د املواف���ق ‪ 25‬أغس���طس‬ ‫‪ ، 2013‬و متت فيه مناقشة احلقوق‬ ‫الثقافي���ة و الدس���تورية للمكون���ات‬ ‫الثقافية بليبي���ا ‪ ،‬و علي هامش هذا‬ ‫االجتماع ألتقت ميادين ببعض من‬ ‫أعضاء اجمللس و املشاركني يف هذا‬ ‫االجتماع ‪..‬‬

‫ميادين – أوباري ‪:‬‬ ‫خدجية األنصاري‬ ‫•إبراهيم ماخي ‪ :‬رئيس اجمللس االستشاري‬ ‫لقبائل الطوارق ‪:‬الطوارق مع ليبيا و مع‬ ‫شرعية الدولة ‪..‬‬

‫الغاي���ة و الغرض من ه���ذا االجتم���اع احلالي هو‬ ‫مللم���ة و ترتيب البيت التارقي إلي أفضل ما يكون‬ ‫يف ظ���ل األح���داث املتده���ورة و االنف�ل�ات األمين‬ ‫احلاص���ل يف الدولة ‪ ،‬و حماولة دع���م كتائبنا و‬ ‫سرايانا التابعة للطوارق أو غريهم حنن ال نفرق‬ ‫يف ه���ذه األمور ألن العدو عندما حيارب ال يفرق‬ ‫ب�ي�ن التارق���ي أو العرب���ي أو الفزاني ب���ل يقتحم‬ ‫املنطق���ة مبن فيه���ا ‪ ،‬و أردنا أن نوض���ح إننا حنن‬ ‫وحدة واحدة يف هذه املنطقة ‪ ،‬و حنن مجيعنا مع‬ ‫الوطن و مع ليبيا و مع ش���رعية الدولة ‪ ،‬و نتمين‬ ‫أن ته���دأ األمور و تس���تمر الدول���ة يف البناء مرت‬ ‫س���نتني علي التحرير و ال زالت مصاحل الناس يف‬ ‫ضياع ‪ ،‬البنية التحتية ضاعت ‪.‬‬ ‫•الطوارق ضد االقتحامات و التخريب و‬

‫إغالق املنشآت النفطية ‪ ..‬ليس كل امللثمون‬ ‫طوارق !‬

‫حن���ن ض���د التخريب و س���رقة و إغالق املنش���آت‬ ‫النفطية و تكس�ي�ر املؤسس���ات العام���ة ‪ ،‬هذا ليس‬ ‫م���ن س���لوك الط���وارق عل���ي اإلط�ل�اق ‪ ،‬ح�ت�ي ما‬ ‫مت يف قاع���ة املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام م���ن اقتحام‬ ‫و ختري���ب حنن بريئ�ي�ن من���ه ‪ ،‬و إذا كان هناك‬ ‫أش���خاص ملثمون اقتحم���وا املؤمتر فهذا ال يعين‬ ‫إنه���م طوارق أو من املمك���ن يكونوا طوارق لديهم‬ ‫أجندات آخري أو اتفقوا مع األمازيغ أو مع بعض‬ ‫األف���راد و ه���ؤالء ال ميثلون الط���وارق أبدا ‪ ،‬ليس‬ ‫كل م���ن تلث���م بالش���اش ( اخلص���ة ) يعت�ب�ر من‬ ‫الطوارق ‪.‬‬

‫•الرقم الوطين للطوارق ( العائدون ) يرجع‬ ‫للدستور و القانون ‪..‬‬

‫خبصوص األخ���وة الطوارق ( العائدون ) ‪ :‬الرقم‬ ‫الوط�ن�ي س���ابق ألوان���ه و االس���تحقاق األه���م هو‬ ‫الدس���تور و جلنة الس���تني و بعدما تتضح الرؤية‬ ‫‪ ،‬و حن���ن تواصلن���ا مع املؤمت���ر الوطين من خالل‬ ‫أعضاءنا األربع���ة ‪ ،‬و هذا بالتالي يرجع للقانون ‪،‬‬ ‫و كل ردود الدولة إجيابية خبصوص استكمال‬ ‫إج���راءات األوراق الثبوتي���ة للعائدي���ن ‪ ،‬ووع���دوا‬ ‫بأنه إذا اس���تقرت ليبيا س���تكون أفضل و س���ينفذ‬ ‫أمر اس���تكمال األوراق الثبوتية ‪ ،‬و رمبا الدس���تور‬ ‫أو املؤمت���ر س���يعطي ش���رعية للط���وارق الليبيني‬ ‫لتش���كيل جلان للتعريف بهوي���ة التارقي ( العائد‬ ‫) و إنه���م م���ن قبائل ليبي���ة ( إي���ورورن – إميغاد‬ ‫) و‪ ...‬أخل ‪ ،‬و خرج���وا نظ���را لظ���روف معينة ‪ ،‬و‬ ‫كلمة عائد ال عيب فيها أبدا و تعين بأنك كنت‬ ‫هنا يف يوما ما ثم عدت ‪.‬‬ ‫•ما هي مطالبكم كطوارق من الدستور ؟‬ ‫مطالبنا يف الدس���تور هي دسرتة اللغة ( التيفيناغ‬ ‫) ال�ت�ي تعنـ���ي ‪ ( :‬تفري نن���غ ) ‪ ،‬و تع�ن�ي ( مفرداتنا‬ ‫) و مفرداتن���ا تتش���ابه كث�ي�را م���ع م���ن يتكلمون‬ ‫بالعربي ‪.‬‬ ‫•تطرقتم يف اجتماعكم للفرق بني الطوارق‬

‫احل���دود لدرجة اإلغماء و قلة املي���اه ألن املنطقة‬ ‫صحراوي���ة و الدع���م احلكوم���ي هنا مه���م جدا و‬ ‫حنن تكلمنا مع وزارة الداخلية و رئاسة الوزراء ‪.‬‬ ‫•عيسي دودو ‪ :‬عقيد عسكري ‪ :‬األمن يف‬

‫هن���اك اختالف بني الط���وارق و األمازيغ و هناك‬ ‫مص���ادر و وثائق قدمية توض���ح من هم الطوارق‬ ‫و م���ن ه���م األمازيغ ‪ ،‬و حن���ن ال نف���رق بني أحد‬ ‫و كم���ا قلت وح���دة واح���دة ‪ ،‬و لس���نا متعصبني‬ ‫لدرجة التطرف ‪ ،‬و لك���ن لغة التفيناغ يف األصل‬ ‫تعت�ب�ر للطوارق ‪ ،‬صحي���ح أن األمازيغ أفضل منا‬ ‫مادي���ا و أكثر إمكانيات و قريب�ي�ن من العواصم‬ ‫و الس���احل و يتقلدون املناصب السياس���ية و هلذا‬ ‫أتيحت هل���م الفرص أكثر ‪ ،‬الطوارق و األمازيغ‬ ‫ال يوج���د بينهم تق���ارب اجتماع���ي و ال عرقي ‪ ،‬و‬ ‫أن���ا مس���تعد أن اذكر ل���ك ‪ 27‬جد و بتسلس���ل و‬ ‫ب���أوراق رمسية و باحلم���ض الن���ووي دليل علي‬ ‫عدم التقارب ؛ حنن طوارق و هم أماريغ ‪.‬‬ ‫•ما هو الدور التنفيذي للمجلس ؟‬ ‫حن���ن ندع���م احلكوم���ة التنفيذي���ة يف مناطقن���ا‬ ‫و نضب���ط األم���ن و حن���اول ضبط احل���دود ألننا‬ ‫حن���ن يف مناط���ق حدودي���ة خطرية ج���دا و نطل‬ ‫عل���ي ث�ل�اث دول ‪ ،‬و اجلزائ���ر ه���ي من يس���اعدنا‬ ‫حيت ال حتص���ل خروقات يف حدودنا ‪ ،‬أما احلدود‬ ‫املُطل���ة عل���ي املثل���ث حنت���اج لق���وات و مع���دات و‬ ‫إمكاني���ات و تزويدنا بالطائ���رات و احملركات ‪ ،‬و‬ ‫الش���باب املتطوع�ي�ن يواجهون صعوب���ة يف محاية‬

‫كل م���ن حض���ر ه���ذا االجتم���اع متحم���س جدا‬ ‫لتفعيل األمن بالدرجة األولي ‪ ،‬حنن يف اجلنوب‬ ‫خب�ي�ر مقارن���ة مبا حيص���ل يف الش���رق أو الغرب‬ ‫حنن حبمد اهلل أجهزتنا فعالة و جيش���نا الوطين‬ ‫يعم���ل هناك دوريات يومية يف املنطقة و حدودنا‬ ‫يف أم���ان لدينا بع���ض االخرتاقات البس���يطة اليت‬ ‫ال تس���جل علي كونها اخرتاق���ات أمنية و األمن‬ ‫يف اجلن���وب ممت���از بنس���بة ‪ ، %90‬و أن���ا أري إن‬ ‫ه���ذا االجتماع مبارك ألننا مجيعا نس���عى و ندعو‬ ‫لف���رض هيب���ة الدولة و قيام دول���ة ليبيا ‪ ،‬و لكن‬ ‫مع األس���ف يف الشمال و الش���رق هناك شيء غري‬ ‫واض���ح و تت���م احملاس���بة و يتس���اءل الش���رق من‬ ‫س���بب االغتي���االت ؟ البعض جييب يق���ول جهات‬ ‫جمهولة و البعض يقول حس���ابات سابقة ‪ ،‬ليس‬ ‫كل من عمل مع النظام الس���ابق هو مع القذايف‬ ‫أغلب الضباط يف النظام الس���ابق شرفاء ؛ و عملوا‬ ‫للدول���ة الليبي���ة و مل يعمل���وا لص���احل الق���ذايف ‪،‬‬ ‫القذايف أسس وحدات خاصة به و مساها الكتائب‬ ‫األمنية املقرب���ة و ضباطه كانوا من قبيلته و مل‬ ‫يكونوا من الليبيني ألنه يتحس���س منهم ‪ ،‬فلماذا‬

‫و األمازيغ ‪ ،‬هل هناك فرق بينهم ؟‬

‫إبراهيم ماخي و خدجية األنصاري‬

‫اجلنوب ممتاز بنسبة ‪.. %90‬‬ ‫"•هل يسعى اجمللس لتفعيل األمن يف‬ ‫املنطقة ؟‬

‫اليوم الليبيني يدفعون مثن أجندة خارجية ‪.‬‬

‫•إذا كان األمن يف اجلنوب ممتاز ملاذا العرقلة‬ ‫اخلدماتية يف املنطقة ؟‬

‫هن���اك أش���خاص يف مفاص���ل الدول���ة ال تري���د‬ ‫اخل�ي�ر لليبيا ‪ ،‬هم من يعرقل التقدم اخلدماتي و‬ ‫االقتصادي ‪ ،‬حنن مس���تعدين لتأمني الشركات‬ ‫و قدمت مذكرة للحاكم األول الربعصي بهذا‬ ‫اخلص���وص و عملنا اجتماع يف نف���س املكان بأننا‬ ‫مس���ؤولني عن تأمني احلقول النفطية و حدودنا‬ ‫يف املنطق���ة إذا م���ا املش���كلة ؟ ‪ ،‬العرقلة من س���ادة‬ ‫الق���رار يف طرابلس و التناح���ر يف املؤمتر الوطين‬ ‫العام و يعمل���وا ملصلحة من إلي حد اآلن حنن ال‬ ‫نعرف ؟ ‪ ،‬ثالث س���نوات عرقلت العمل يف اجلنوب‬ ‫و األمن ممتاز و أنا كعس���كري احتمل مسؤولية‬ ‫كالم���ي و وحداتن���ا بإمكانياتن���ا الذاتية من بعد‬ ‫التحري���ر إل���ي ح���د اآلن ب���دون أي دع���م تؤم���ن‬ ‫احلدود ‪.‬‬

‫إبراهيم بوشة ‪ :‬نائب رئيس اجمللس‬ ‫االستشاري لقبائل الطوارق ‪:‬ال توجد‬ ‫خالفات بيننا و اجمللس األعلي للطوارق ‪..‬‬

‫موض���وع هذا االجتماع هو مناقش���ة مجيع قضايا‬ ‫الط���وارق و جمري���ات األم���ور ال�ت�ي حتص���ل يف‬ ‫املنطقة و ليبيا ؛ و القبائل هذه مواكبة لألحداث‬ ‫و متفاعل���ة م���ع كاف���ة املكون���ات ‪ ،‬و النق���اط‬ ‫األساس���ية اليت ذكرت ه���ي هوية ه���ذه القبائل‬ ‫و إنه���ا قبائ���ل ليبي���ة عريق���ة و نس���يج اجتماعي‬ ‫عريق أس���وة ببقية املكونات االجتماعية اآلخري‬ ‫م���ن عرب و أمازيغ و تب���و ‪ ،‬و تطالب هذه القبائل‬ ‫بدسرتة و ترس���يم ( متاهق ) و أجبدية التيفيناغ‬ ‫علي أس���اس إثبات وجود و للحفاظ علي هويتهم‬ ‫الليبي���ة ‪ ،‬و من���ح اجلنس���ية للط���وارق العائدي���ن‬ ‫كغريهم م���ن القبائل اآلخري ح�ت�ي ال حيرموا‬ ‫م���ن الرق���م الوط�ن�ي و إميوهاغ هم س���كان مشال‬ ‫أفريقيا و بطبيعتها قبائل مهاجرة ‪.‬‬ ‫•هل صحيح وجود خالفات بينكم و بني‬

‫اجمللس األعلي للطوارق ؟‬

‫ال توجد خالفات بيننا و اجمللس األعلي للطوارق‬ ‫و بيننا تنس���يق و دائما نلتق���ي و جنتمع و رؤيتنا‬ ‫واحدة كطوارق ‪ ،‬و نس���عى لتوحيد اجمللس�ي�ن و‬ ‫ضمهم يف جسم واحد ‪.‬‬


‫‪)2012‬‬ ‫سبتمبريوليو‬ ‫‪326( (- 59‬ـ ‪ 9-2-‬يونيو‪/‬‬‫الثانية‬ ‫السنة السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫العدد‪) 121‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬

‫‪09‬‬

‫جيوش الطغاة ‪!!!...‬‬ ‫ط���وال عقود طويل���ة من الزم���ن ‪ ...‬قامت‬ ‫احلكوم���ات الس���ورية املتعاقب���ة مبصادرة‬ ‫حريات الناس وأمنهم وقوت أطفاهلم من‬ ‫أج���ل بناء جيش يذوذ ع���ن محى الوطن و‬ ‫يس���اهم يف حتري���ر فلس���طني‪ ..‬مت فرض‬ ‫أنظم���ة سياس���ية و أمني���ة و تعليمي���ة و‬ ‫إقتصادي���ة ظاملة حتت رايات هذا الش���عار‬ ‫‪...‬لتس���تخدم هذه النظم من أجل التحكم‬ ‫يف الوط���ن و املواطن ‪ ...‬ورغم كل ذلك مل‬ ‫تنطلق رصاصة واحدة جتاه إسرائيل منذ‬ ‫عام ‪ .. 1973‬بل مت الزج باجليش يف مهام‬ ‫أمنية واس���تخباراتية ب���أرض لبنان لعدة‬ ‫عقود حتول على أثرها اىل قوة بوليس���ية‬ ‫قمعي���ة فاس���دة وأث���رى جنراالت���ه م���ن‬ ‫التهري���ب و اهلل���ت ‪ ..‬وعندما ع���اد اجليش‬ ‫كان ق���د فقد عقيدته وقدراته القتالية و‬ ‫مل يعد يتقن سوى تطبيق أوامر االعتقال‬ ‫و القمع والتعذيب و قصف األحياء املدنية‬ ‫‪ ...‬هكذا ه���ي جيوش الطغ���اة ‪ ...‬وهكذا هم‬ ‫الطغ���اة ‪ ...‬يدمرون األوط���ان ‪ ...‬ويدمرون‬ ‫نفس اجليوش اليت أستعلموها لقمع هذه‬ ‫األوطان‪.‬‬ ‫خواطر حول التسخني الدولي يف سوريا‪!!! ....‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫قال أحد املتنفذين يف السياسة الدولية ‪...‬‬ ‫" أن احل���رب الوحيدة املس���موح بها يف الش���رق‬ ‫األوس���ط ومش���ال أفريقي���ا ‪ ..‬ه���ي ح���رب‬ ‫داخ���ل األس�ل�ام ‪ ...‬بني م���ا يع���رف باملعتدلني‬ ‫واملتشددين"‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫يب���دو أن األمور يف منطقة الش���رق األوس���ط‬ ‫تس�ي�ر بش���كل أفضل مم���ا متن���ت او حلمت به‬ ‫أسرائيل ‪ ..‬الدولة اليت يكاد ان ينساها اجلميع‬ ‫‪ ..‬فدول جواره���ا غارقة يف أزمات ال حصر هلا‬ ‫‪ ..‬فالص���راع داخل س���وريا مرش���ح للتصعيد و‬ ‫جل���ر دول و منظم���ات أخ���رى إلي���ه ‪ ..‬فحزب‬ ‫اهلل تورط بشكل مينعه من الرتاجع و بالتالي‬ ‫ص���ار مص�ي�ره مرتبطا بش���كل أو أخر مبصري‬ ‫نظ���ام األس���د‪..‬و املنظمات اجلهادي���ة جتد يف‬ ‫هذه الس���احة مكان���ا لتأكيد ذاته���ا و خوض‬ ‫حروبه���ا ‪....‬و القوى الس���نية يف لبنان تتململ‬ ‫وتعي���ش حالة من اخلي���ارات الصعبة واملرة ‪..‬‬ ‫أما العراق فتعن���ت حكومة املالكي والصفقات‬ ‫اخلفية ب�ي�ن األكراد و تركي���ا تدفع به اىل‬ ‫صيف س���اخن ق���د يتلوه قتال طوي���ل و مرير‬ ‫ورمبا انش���طاره اىل دويالت منهكة و متقاتلة‬ ‫‪ ..‬ام���ا إي���ران فتمض���ي بإص���رار يف خمط���ط‬ ‫حتوي���ل الص���راع التارخي���ي يف املنطق���ة م���ن‬ ‫ص���راع عرب���ي إس���رائيلي ‪ ..‬اىل ص���راع س�ن�ي‬ ‫شيعي و عربي إيراني وهو ما يثلج صدر دول‬ ‫اخللي���ج و الس���عودية ال�ت�ي تتأه���ب كعادتها‬ ‫لدفع تكلفة الصراعات يف املنطقة نقداً و عداً‪.‬‬ ‫‪ ...‬وتبقى إس���رائيل الراب���ح الوحيد و الكبري ‪...‬‬

‫ولو حتى حني‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫كل احل���روب حتتاج اىل ممول�ي�ن ‪ ...‬احلرب‬ ‫القائمة اآلن يف سوريا و املتصاعدة يف العراق‬ ‫و الزاحف���ة اىل لبن���ان و الصراع���ات اليت على‬ ‫وش���ك االنطالق يف أجزاء م���ن مشال أفريقيا‬ ‫‪ ...‬كله���ا حتت���اج اىل متوي���ل ‪ ...‬فم���ن أي���ن‬ ‫س���تأتي األموال( بالطبع ليس���ت م���ن أمريكا‬ ‫أو أوروبا)‪....‬الس���عودية واألم���ارات وقط���ر و‬ ‫الكويت تقومان بدفع جزء كبري من التكلفة‬ ‫املتصاع���دة ‪ ..‬و البح���ث جاري ع���ن ممولني ‪...‬‬ ‫فهل من متطوعني ‪!!!....‬‬ ‫حجاب السويديات ‪!!! ....‬‬ ‫س���يدة مسلمة حامل تعرضت لألذى من قبل‬ ‫أحد الس���فهاء يف الس���ويد كان أم���را كفي ً‬ ‫ال‬ ‫بإطالق محل���ة تضامن فريدة م���ن نوعها يف‬ ‫أرجاء و اسعة من مملكة السويد‪ ....‬فاملثقفني‬ ‫واحلقوقي�ي�ن و عموم الناس ق���رروا الرد على‬ ‫ه���ذا االعتداء بلبس احلجاب (نس���اء و رجاال)‬ ‫تضامن���ا مع إم���رأة ال يعرفونه���ا و بعضهم ال‬ ‫يس���تطيع حت���ى نطق إمسه���ا ألنه���م رأوا يف‬ ‫إهانة ه���ذه املرأة إعتداء على احلريات العامة‬ ‫و عل���ى التدين و ش���عروا خبط���ورة مثل هذه‬ ‫الس���لوكيات‪ ...‬كما قاموا بفتح صفحة على‬ ‫ش���بكة االنرتنت هل���ذا الغرض ‪ ..‬واس���تجابت‬ ‫بعض احمل�ل�ات التجاري���ة لدعوته���م فقامت‬ ‫بإلباس احلجاب لرؤوس دمى عرض املالبس‬ ‫لديها ‪.‬‬ ‫مل يق���ل أح���د منهم أن ه���ذه املرأة مس���لمة ‪...‬‬ ‫أو مال���ذي محلها عل���ى إرتداء احلج���اب ‪....‬أو‬ ‫ً‬ ‫أص�ل�ا يف بالدن���ا أو مدينتا أو‬ ‫مال���ذي تفعل���ه‬

‫يف أراض���ي "قبليتن���ا"‪ !!...‬مل يعايروه���ا بأصلها طريقة ليصبح اهلواية الليبية األوىل‪!!! ...‬‬ ‫أو جنس���يتها الس���ابقة كما نفعل حنن وإمنا •حتتف���ل الوالي���ات املتح���دة ه���ذه األي���ام‬ ‫خرج���وا لين���ددوا باحل���دث بأس���لوب راق���ي بذك���رى إنطالق���ة حرك���ة احلق���وق‬ ‫وإنس���اني يفتح الطريق مل���ن أراد أن يتعلم أو املدني���ة اليت طالب���ت بإنه���اء املي���ز العنصري‬ ‫و مبمارس���ة الس���ود لكامل حقوقه���م‪ .‬متيزت‬ ‫يصغي السمع وهو شهيد‪.‬‬ ‫ه���ذه احلركة اليت قاده���ا مارتن لوثر كنج‬ ‫من سريبح ‪!! ....‬‬ ‫أح���د األصدق���اء حي���ارب امللل عل���ى طريقته بطرحها االنس���اني و ا عتمادها على األساليب‬ ‫اخلاصه فإبتدع النس���خة الليبية من برنامج السياسية لتغيري اجملتمع و نبذ العنف‪ .‬مل يكن‬ ‫جورج قرداحي الش���هري ‪ ...‬من سريحب املليون الطريق أمامها مفروش���ا بالورود ‪ ..‬بل واجهها‬ ‫العنصري���ون بالعن���ف و االغتي���االت و ح���رق‬ ‫؟؟ ؟‬ ‫كنائس السود و خطف النشطاء وتعذيبهم و‬ ‫سألته مالفرق بني النسختني ‪..‬؟‬ ‫ق���ال يف إعت���زاز بال���غ ‪...‬يف النس���خة الليبي���ة حرقهم ‪ ...‬ولكن كل ذلك مل يثين قادتها عن‬ ‫ميكنك االس���تعانة ليس فق���ط بصديق وإمنا الس���عي قدما من أجل حترير الرجل األس���ود‬ ‫بأبن���اء قبليت���ك وعش�ي�رتك و كذل���ك أوالد و الرج���ل األبي���ض م���ن أم���راض العنصرية‬ ‫شارعكم و اصحابك يف الكتيبة‪ ..‬وأحيانا حتى و الكراهي���ة ‪ ...‬تفوق���ت ه���ذه احلرك���ة على‬ ‫أعدائها أخالقيا و س���لوكيا ‪ ..‬فأستطاعت أن‬ ‫ببعض الناس الربانية‪.‬‬ ‫أيضا ‪ ...‬مت إلغاء كل القيود على عدد األخطاء تهزمهم و حتقق للرجل األس���ود و لغريه من‬ ‫املس���موح به���ا ‪ ...‬ب���ل بالعك���س ‪ ..‬حنن نش���جع األقليات حقوقا واسعا وقدمت للعامل منوذجا‬ ‫تك���رار األخط���اء ‪ ..‬فه���ي ال�ت�ي تعط���ي للحياة رائعا يف النضال السياس���ي احلق الذي ينطلق‬ ‫معن���ى ‪ ..‬فهي دليل على املثاب���رة و العناد ‪ ...‬ما م���ن الن���اس و بالن���اس و يؤمن بقدرة البش���ر‬ ‫عل���ى التغيري بعيدا عن النعرات اليت أعتدناها‬ ‫تنساش ‪ ..‬حننا شعب صعيب عناده (!!)‪.‬‬ ‫يف هذا اجلزء من العامل ‪....‬‬ ‫قلت له ثم ماذا ‪..‬؟‬ ‫قال ‪ ...‬يف نس���ختنا احلل يأتي دائما عرب عناق لدين���ا الكثري الذي حنت���اج اىل أن نتعلمه من‬ ‫الشيوخ و كبار السن و املتطلعني اىل املشيخة غرينا من الش���عوب ‪ ...‬و لكن ه���ذا لن يأتي إال‬ ‫وس�ل�امهم احلار بعد وجبة دمسة من الرز و إذا أدركن���ا أن عدونا الوحي���د و احلقيقي هو‬ ‫اجله���ل ‪ ...‬وأنه ال خالص لن���ا إال يف املعرفة و‬ ‫اللحم ‪...‬‬ ‫املعرف���ة احلقة اليت تنطل���ق من حمبة اخلري‬ ‫وماذا أمسيت هذه النسخة ‪...‬‬ ‫آه ‪ ...‬أعطيتها أسم لييب بالتأكيد ‪ ...‬أمسيتها و الناس‪.‬‬ ‫________________________‬ ‫من "سيلهف" املليون ‪..‬؟؟‬ ‫‪Lawgali1@hotmail.com‬‬ ‫أخر الكالم ‪.......‬‬ ‫•يب���دو أن "إصطي���اد أخط���اء الغ�ي�ر" ‪ ...‬يف‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 121‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫الشاعر التونسي عبد الوهاب امللوح‪:‬‬

‫تونس اليوم حتتاج من كل مبدعيها أن يكونوا يف مستوى التحدي‬

‫ساسي جبيل‬ ‫‪1‬كي���ف يق���دم الش���اعر والكاتب عب���د الوهاب‬‫امللوح نفسه ؟‪:‬‬ ‫إن كان الش���اعر مطالب أن يتح���دث عن حياته‬ ‫فال اعتقد إن ذلك من مهامه ملا قد يتس���م به هذا‬ ‫احلديث عن أناه من نرجسية وذاتية مقيتة وهو‬ ‫م���ا س���يفقده املوضوعي���ة والصدقي���ة وإذا كان‬ ‫املقصود هذا الس���ؤال الرتحال الفكري والرؤيوي‬ ‫للشاعر‬ ‫‪--2‬إىل أي مدى جنح���ت يف كتابة النص الذي‬ ‫اردت ط���وال مس�ي�رة دام���ت اكث���ر م���ن عقدين‬ ‫ويزيد مع الكتابة ؟‬ ‫ال يتعل���ق األم���ر بالنج���اح أو الفش���ل ؛ الش���اعر‬ ‫والكات���ب عموم���ا ه���و يف ع���راك يومي م���ع اللغة‬ ‫ط���ارد وه���وال‬ ‫واألس���لوب وه���و إم���ا ُمط���ا َرد أو ُم ِ‬ ‫يبح���ث ع���ن النتائ���ج بق���در م���ا خيت�ب�ر ويجُ ِّرب‬ ‫؛ وامله���م أن يواص���ل لع���ل األم���ر متعلق���ا بالنص‬ ‫ومدى قدرته على احتمال مش���ارط التجريب يف‬ ‫جس���ده الذي غلفه األكادمييون جبلد متاس���يح‬ ‫وجعل���وا منه منطق���ة غري صاحل���ة للجوالن إال‬ ‫ملن يرضون عنه وينح�ن�ي لضوابطهم وقوانينهم‬ ‫ق���درة الن���ص على اإلف�ل�ات من املعاج���م اللغوية‬ ‫املألوفة واألس���اليب املك���رورة هذا من ناحية وهو‬ ‫أيض���ا متعلقا بالق���ارئ وقابليته لإلنصات لنبض‬ ‫خمتل���ف واإلصغاء إليق���اع متجدد غ�ي�ر مألوف‬ ‫والتأقلم معه‪ ,‬القارئ ش���ريك أساس���ي يف كتابة‬ ‫الن���ص الش���عري وحلظة ال يتفاع���ل معه فهناك‬ ‫خط���أ ما يف الرس���الة أو املرس���ل أو املرس���ل إليه ؛‬ ‫واخلط���أ ال يع�ن�ي الفش���ل كم���ا أن النجاح ليس‬ ‫دلي�ل�ا على غياب أخطاء ؛ لكن أال جيب أن نتوقف‬ ‫عن سؤال النجاح والفشل ونسأل بدله كيف يتم‬ ‫العمل يف النص الشعري ؟؟‬ ‫‪--3‬قصي���دة النث���ر غزته���ا الكث�ي�ر م���ن األصوات‬ ‫املتكئة على عم���ود الالوزن ‪..‬وحتت ه���ذا العنوان‬ ‫ارتكبت يف حقها محاقات شتى أليس كذلك؟‬ ‫نعم لألس���ف؛ قصيدة النثر قبل أن تكون كتابة‬ ‫ه���ي أس���لوب ومنط حي���اة ه���ي أيضا فك���رة عن‬ ‫الوج���ود وطريق���ة ملقاومة بلى ه���ذا الوجود ؛ قبل‬ ‫أن تك���ون مش���روع كتابة هي مش���روع كينونة‬ ‫يتأس���س عل���ى نظ���رة خمتلف���ة للوج���ود تق���وم‬ ‫بدورها على استقاللية الكائن وإدراكه حلريته‬ ‫ومدى التزامه هلذه احلرية التزاما جيعله خيدم‬ ‫حري���ة اآلخري���ن ويوقف حم���ركات املاكينات‬ ‫ال�ت�ي تطف���ئ مص���ادر اجلم���ال وتلغيه���ا قصيدة‬ ‫النث���ر مش���روع مجالي باألس���اس هو لي���س وليد‬ ‫هذا العصر هو رديف االنس���ان من���ذ األزل‪ ,‬أليس‬

‫استطاع املبدع التونسي عبد الوهاب امللوح ان يكون من الكتاب املختلفني طوال مسريتهم األدبية اليت‬ ‫جتاوزت العقدين ‪,‬مبتكرا أساليب اخرى يف كتابة نصه الذي اليشبه نصا آخر ‪,‬مرافقا للحرف يف‬ ‫رحلة مضنية بالتوازي مع نش���اطه احلقوقي واإلنساني والرتبوي‪ ,‬حماوال أن ينسج لنفسه دائما‬ ‫ذل���ك ال���رداء اجلنوبي الذي اثقلت كاهله الصحاري والفيايف البعي���دة اليت يرى فيها وحدها ذاته‬ ‫ويرسم من خالهلا مالحمه وتفاصيله الصغرية اليت تزخر بها دفاتره ومؤلفاته املتعددة يف الشعر‬ ‫والرواية والقصة ‪...‬‬ ‫يف ه���ذا احل���وار اطاللة على الرج���ل يف خيمته مبنطقة تس���مى قصر قفصة ‪,‬حي���ث مهد النضال‬ ‫وحيث للحياة طعم آخر مزج باملعاناة والرتقب واشياء أخرى يطول شرحها‪........‬‬

‫عبد الوهاب امللوح‬ ‫نش���يد االنش���اد أول قصيدة نثر أال ميك���ن اعتبار‬ ‫أس���طورة جلجامش يف ه���ذا الس���ياق أيضا ؟ غري‬ ‫أن البع���ض جاءه���ا من باب أنها موض���ة فانتهكها‬ ‫وقط���ع أوصاهلا وليس املش���كل باألس���اس يف من‬ ‫جاءه���ا متكئا على الوزن رمب���ا هؤالء أفضل ممن‬ ‫جاءها متكئا على وهم انه س���يصبح شاعرا كبريا‬ ‫بعد قصيدتني ‪....‬وبالعكس مثة من الش���عراء من‬ ‫جي���رب يف قصي���دة النث���ر بالتفعيل���ة وكم من‬ ‫قصي���دة مفعلة ه���ي أق���رب للنث���ر اجلمالي من‬ ‫قصيدة نثر مش���وهة ح���د األمل املوجع فاملش���كلة‬ ‫ليس���ت يف التفعيلة ولكن يف أسلوب الكتابة ‪,‬أقرأ‬

‫نزيه ابو عفش ‪ ,‬س���عدي يوس���ف سليم بركات‪...‬‬ ‫ه���ؤالء يكتب���ون قصائ���د بالتفعيل���ة ولكنه���ا من‬ ‫صميم املبدأ اجلمالي لقصي���دة النثر وهي نفس‬ ‫اجلمالي���ة اليت ندركها عند قراءة وديع س���عادة‬ ‫أو أجمد ناصر أو عباس بيضون أو بول شاوول ‪.‬‬ ‫‪--4‬ه���ل واكب���ت جتربت���ك االبداعي���ة متابع���ة‬ ‫نقدية الئقة بها وملاذا؟‬ ‫هن���اك متابع���ة مل���ا أكت���ب وه���ي متابع���ة تتخذ‬ ‫مزاجي���ة حس���ية‪ ,‬مزاج الس���احة االدبية وحس���ب‬ ‫انتش���ار الكت���اب ؛ كت���اب ’’اللي���ل دائم���ا وحده ’’‬ ‫الص���ادر بلبن���ان حظي بع���دة دراس���ات نقدية يف‬

‫لبن���ان ومص���ر واألردن كتاب" الغائ���ب" الصادر‬ ‫بتونس حظي بعدة دراس���ات يف تونس أما رواييت‬ ‫’’ منذ ’’ فقد مت اجناز رس���الة ماجستري حوهلا‬ ‫بعنوان مرجعية السارد‪.‬‬ ‫لك���ن عموم���ا أعترب نفس���ي حمظوظا ب�ي�ن أبناء‬ ‫جيل���ي ولو أني أنتظ���ر أكثر من النق���اد اذا قبلنا‬ ‫فك���رة أن النق���د يفكك النص األدبي ويبش���ر مبا‬ ‫فيه من اضافات وينبه الكاتب للمطبات اليت يقع‬ ‫فيها ‪.‬‬ ‫‪--5‬مل���اذا اجت���ه الكت���اب الع���رب ص���وب الرواي���ة‬ ‫‪...‬وه���ل ميكن القول أنها اليوم تتصدر املش���هد يف‬ ‫املنش���ورات االبداعية‪...‬ألن الق���ارئ العربي أصبح‬ ‫يهرب حنو السرد؟‬ ‫إنا ضد هذه التصنيفات االجناسية ‪,‬هناك كتابة‬ ‫واجلامعيون يقومون بالتصنيف هذا ش���عر وهذه‬ ‫رواية وهذا مس���رح اخل ‪....‬رغ���م أنهم ال يتأخرون‬ ‫ع���ن اإلش���ادة برواي���ة م���ا تزخ���ر بذرى ش���عرية‬ ‫ويعتربونه���ا اضاف���ات مجالية نعم هن���اك اجتاه‬ ‫واض���ح حن���و الرواية ميثله باألس���اس الش���عراء‬ ‫وق���د حنج العدي���د من الش���عراء يف كتابة رواية‬ ‫متمي���زة ومتفوقة عن الروائيني املعتادين‪ :‬أجمد‬ ‫ناص���ر ‪,‬عباس بيضون‪ ,‬س���ليم بركات ‪ ,‬يوس���ف‬ ‫احمليمي���د ال���ذي ب���دأ ش���اعرا ‪,‬املنص���ف الوهاييب‬ ‫وغريهم‪......‬‬ ‫‪/ --5‬رغ���م أهمي���ة الكتابات التونس���ية يف اجملال‬ ‫االبداعي إال أن أصوات���ا قليلة أمكنها احلضور يف‬ ‫اخلارج ‪.‬ماهي برأيك األسباب الكامنة وراء ذلك؟‬ ‫م���اذا تقصد باخل���ارج ؟ وهل ه���و مقياس لتمكن‬ ‫الشاعر وحضوره اإلبداعي كم من شاعر شارك‬ ‫يف ملتقيات عديدة وس���افر على نفقته للجزائر‬ ‫ومصر واملغرب‬ ‫و اإلمارات العربية املتحدة وشارك يف مهرجانات‬ ‫هناك وهو ال يعرف م���ن حروف الكالم غري لغة‬ ‫البورص���ات املالية أم���ا عن املش���اركات الرمسية‬ ‫فلألس���ف كانت يف العهود السابقة تتم باملعارف‬ ‫والي���وم زاد الطني بل���ل والش���اعر احلقيقي يربأ‬ ‫بنفسه أن يتسول أحدا مهما كان‪.‬‬ ‫‪/--6‬ماذا حيتاج الراهن التونسي من الكتاب وهل‬ ‫كانوا يف مستوى املتغريات احلاصلة يف املشهد؟‬ ‫تون���س اليوم حتتاج م���ن كل مبدعيها أن يكونوا‬ ‫يف مس���توى التح���دي وأن يكونوا هن���ا بإبداعاتهم‬ ‫وكما كان الطاهر احلداد وأبو القاس���م الشابي‬ ‫والعري�ب�ي و عل���ي الدوعاج���ي والبش�ي�ر خريف‬ ‫يف وق���ت أش���د م���ن هذا الوق���ت كان���وا من حيدد‬ ‫مالم���ح الوج���ه التونس���ي فكت���اب تون���س الي���وم‬ ‫مطالب���ون بالوق���وع أم���ام كل حماول���ة تهميش‬ ‫الفكر التنويري وتعتيم الروح التونس���ية التواقة‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 121‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫‪11‬‬

‫مثة من الشعراء من جيرب يف قصيدة النثر بالتفعيلة وكم من قصيدة مفعلة هي‬ ‫أقرب للنثر اجلمالي من قصيدة نثر مش��وهة حد األمل املوجع فاملش��كلة ليست يف‬ ‫التفعيلة ولكن يف أسلوب الكتابة‪........‬‬ ‫الدائمة لكل ما هو مس���تنري لألس���ف مثة ركون‬ ‫وهناك نوايا لالستقالة ولكن الغالبية من الكتاب‬ ‫احلقيق�ي�ن هنا وه���ي ال تتأخر عن اس���تعمال أي‬ ‫وس���يلة من أجل مقاوم���ة لكل حم���اوالت الردة‬ ‫للوراء واستبداد الفكر الظالمي‪...‬‬ ‫‪--7‬مامدى مس���اهمة املبدع التونسي فيما حصل‬ ‫يف تونس ‪..‬وهل يصح القول ان النخب التونس���ية‬ ‫بقي���ت تنعق خارج الس���رب لس���نوات طويلة وهو‬ ‫اتهام من قبل البعض من الذين يرون أن السلطة‬ ‫احتوتهم لسنوات طويلة؟‬ ‫يف األس���بوع األخ�ي�ر من ش���هر ديس���مرب ‪2010‬‬ ‫خرج مس���رحيون وفنانون ونفذوا اعتصاما أمام‬ ‫املس���رح البل���دي يف تون���س وكان أن عاقبهم بن‬ ‫علي بالس���جن ؛ لقد قام بن علي صحبة س���دنته‬ ‫بتجفي���ف منابع املعرفة من خالل برامج تربوية‬ ‫س���يئة وارجتالي���ة وم���ن خ�ل�ال سياس���ة ثقافية‬ ‫تنه���ض على فكرة أن الثقافة للرتفيه والتس���لية‬ ‫فقط واقصاء أي نوع من اإلبداع وفد نتج عن هذا‬ ‫التحاق الكثريين بالزيف النوفمربي أو اس���تقالة‬ ‫البع���ض لكن ه���ذا ال ينفي نض���ال البعض اآلخر‬ ‫وخيطئ من يتصور أن ‪ 14‬جانفي كان حصيلة‬ ‫ش���هر من املصادمات بني البوليس والناس ولكنه‬ ‫أيضا ترا كم نوعي لنضال طويل منذ الستينيات‬ ‫‪.‬‬ ‫‪/ --8‬م���اذا ينق���ص الس���احة االدبي���ة التونس���ية‬ ‫لتأكيد حضورها عربيا؟‬ ‫أن يتوق���ف البعض عن املتاجرة باس���م تونس وان‬ ‫ترفع مجي���ع أنواع الوصاية عن األدب التونس���ي‬ ‫وأن يلتفت اإلخوة العرب للكاتب التونسي وليس‬ ‫لوزارة الثقافة أو وكاالت الس���ياحة الثقافية أو‬ ‫ما يسمى باجلمعيات األدبية ‪.‬‬ ‫نصف رغبة‬ ‫نص الشاعر عبد الوهاب امللوح ‪/‬تونس‬ ‫ال عالقة لألمر مبا َّ‬ ‫تبخر من الوهم يف الطريق!‬ ‫يوم���ا بع���د ي���وم ينه���ض الض���وء فاحت���ا ذراعي���ه‬ ‫للحدائق تزدهر بأخيلة السرد‬ ‫ينه���ض م���ن رمـــ���اد األم���س بياض���ا يُق���اوم ب���رد‬ ‫املفاصل؛‬ ‫يوزع على املارة‬ ‫ما بق���ي يف جيوبه م���ن قهقهات أطف���ال املدارس‬ ‫وميشي إىل حتفه؛‬ ‫‪..‬رمب���ا كن���ت نص���ف رغب���ة انزلق���ت م���ن نزوة‬ ‫غامض���ة يف ش���هوة أب���ي املعلقة على مش���جب يف‬ ‫النسيان خلف الباب؛‬ ‫نصف رغبة شبيهة شيء ما بتفاحة يثقبها الدود‬ ‫من الداخل؛‬ ‫شبيهة بدمعة تتسع بها حدقة الوقت؛‬ ‫ش���بيهة جبرعة مورفني إلس���كات عويل الصمت‬ ‫يف االس���م؛ هكذا بقي���ت أتأرجح ب�ي�ن نصف حياة‬ ‫ونصف م���وت؛ نصف عزلة ونص���ف أنس؛ نصف‬ ‫وهم ونصف حقيقة؛‬ ‫مل أح���ارب أح���دا ومل أقاتل م���ع أي جهة مل أكن‬ ‫يوم���ا م���ا مناض�ل�ا؛ مل أخط���ط ألي انق�ل�اب‪ ..‬مل‬ ‫انتص���ر ومل انه���زم؛ خس���ارتي يف احل���ب كان���ت‬ ‫كل م���ا حصلت علي���ه واقف���ا يف الصمت كآخر‬ ‫البدائيني الرحل ‪...‬أنا اللقيط والظالل عائليت‬ ‫هك���ذا خرجت األي���ام تطارد الضوء قب���ل أن يفتح‬ ‫ذراعيه!‬ ‫مع ذلك ال تزال الطريق أعلى من السقف‬

‫أو هي تصعد عموديا‬ ‫تهتف عند أعاليها أكثر من رغبة‬ ‫كان املشهد سيكتمل لو تركتين الظالل‬ ‫أعيد ترتيب حاجاتي العاطفية‬ ‫أوال بأول‬ ‫أتقدم‬ ‫مبتعدا عين‬ ‫منفصال عن جثيت القادمة‬ ‫خمتربا حواسي‬ ‫متمردا على عائلة اليومي‬ ‫مستبقا مزاج الطقس‬ ‫مستعصيا على غدي‬

‫مغلوب على أمره يف حبك ‪..‬‬ ‫نس���يانك عملية انتحار فاش���لة غري إن تذكرك‬ ‫سقوط حر دومنا استعمال ملظلة‬ ‫كيف أقولك‬ ‫املمر إليك معابر مفخخة‬ ‫نقاط تفتيش فيما بني الرتقوة و احلواس‬ ‫يف النوايا وافتضاح النخاع الشوكي؟‬ ‫كان يمُ كن ان يكتمل املشهد ‪..‬‬ ‫جتيء س���اعات الصب���اح األوىل م���ن خلف هضاب‬ ‫بعري���ك؛ يتدف���ق عالي���ا‬ ‫احلل���م؛ يتش���به الصب���اح‬ ‫ِ‬ ‫كقامت���ك؛ يأخ���ذ ش���كل ضحكتك؛ يس���فح نوره‬ ‫ِ‬ ‫كامتداد ظهرك‬ ‫أطي���ل التحديق يف دقائق س���اعات الصباح األوىل‬ ‫وه���ي تتش���كل أصاب���ع أنيق���ة ش���يقة لنه���ار ب�ل�ا‬ ‫متوالي���ات نكدي���ة؛ س���وف تع���زف ه���ذه األصابع‬ ‫س���ينفونية دومن���ا توت���ر ايقاعي وتغي���ب خملفة‬ ‫مذاق النب يف الشارع‪.‬‬ ‫وبينم���ا يعي���د الوق���ت النظ���ر دائم���ا يف معجم���ه‬ ‫النثري‬ ‫أحوّل وجهة رتل من‬ ‫العمل؛‬ ‫إىل‬ ‫الطري���ق‬ ‫أخطئ‬ ‫ِ‬ ‫النمل حيث تتجه الشمس مسرعة إىل حتفها يف‬ ‫جيب س�ت�رتي املثقوب‪ .‬غري أن الوقت ال يتقدم يف‬ ‫السن أبدا‬ ‫ِّ‬ ‫أفخ���خ عري الظه�ي�رة؛ َ‬ ‫أمتدّد فوقها عل���ى اعتبار‬ ‫انها ظهر النهار‪..‬‬ ‫املقعد الوحيد الذي وجدته ش���اغرا هذه الظهرية‬ ‫كان حت���ت ش���جرة أكاس���يا تنع���س يف الظالل‬ ‫كان للمشهد عالقة بصمتك ‪..‬‬ ‫يطلع املس���اء س���كرانا من ب�ي�ن خط���اي؛ اعتصره‬ ‫خاصرة لش���بقية طارئة أطيلها مشاتة يف اآلتني‬

‫م���ن جهة الغيب غري أنه حاملا يندثر خيلف غصة‬ ‫شبيهة بشهوة ال تهدأ المرأة ال تأتي ‪...‬‬ ‫منهزما أقتل نهارا آخر بيد ليل يتسلل يف جسدي‬ ‫الذي يفيض أملا ويغرق يف نشوته‬ ‫أدربه‬ ‫ليس لي غري حزني وأغنية تتالشى بصوت ِّ‬ ‫كيف يُشبهين‬ ‫أتف ّقد يف عزليت ما َّ‬ ‫تبقى من االنتظار وما يتب ّقى‬ ‫من احللم يف املزهرية‬ ‫التعري وطعن اهلواء‬ ‫لي رغب ٌة يف ِّ‬ ‫قليب فرن مقفل يلتهم هلبه؛‬ ‫أرى عرقي يتس���لق جرح اجلدار ويرمسين شهوة‬ ‫تتوهج‬ ‫أهتف للغائبني يرد الصدى بدل صمتهم‬ ‫وترد املسافة اني الوحيد بال معطف يف الطريق‬ ‫عادة ما أبرر حزني مبا ال يعنيين‬ ‫ها هو النه���ار يعود من عمله اليومي مغموس���ا يف‬ ‫رائحتك‬ ‫هك���ذا أنا االن وحي���د متاما؛ متام���ا وكما ينبغي؛‬ ‫وحي���د بال حاجة للبكاء وال حاج���ة للوهم؛ وحيد‬ ‫ب�ل�ا حاج���ة لقصائ���د حمم���ود دروي���ش أو اغاني‬ ‫ام كلث���وم وب�ل�ا حاجة هل���واء اصطناع���ي وحب‬ ‫مستعجل كرغيف مل حيتمل نار الفرن‪...‬‬ ‫هك���ذا وحيد وليس كما ينبغي حيتاج أن يتعرى‬ ‫من حزنه‬ ‫يلقي بسرتته للنهر تغتسل من رائحة قدمية ‪..‬‬ ‫تتنشف عند مشس لن تطلع قريبا؛‬ ‫حيتاج أيضا اىل ترتيب جلسته كأن ال يضع ساقا‬ ‫على ساق وال ميد رجليه تثرثر بني العابرين‬ ‫ورمبا س���يحتاج أن يطفئ سيجارته يف ك ّفه وال‬ ‫يتأوه‬ ‫ال يفكر أن يتزوج دمعته‬ ‫وال يفكر يف ساللته القادمة من عائلة عزلته‬ ‫هكذا س���يخرج من أزمته بأقل االض���رار حتى اذا‬ ‫ازداد جرحه عمقا‬ ‫عثر على سرير ينام فيه مسرتحيا‬ ‫ألني ال أعرف معنى البكاء‬ ‫لن يكون صهري الضحك‬ ‫ولن تكون دمعيت زوجيت‬ ‫سأشكك يف ارتيابي بفوضى الرقص‬ ‫سألعن كل الرغائب‬ ‫واثأر لي من جسدي الذي يشتهيك‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫سبتمبر‬ ‫‪- ) 121‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫‪)2013‬‬ ‫سبتمبر‬ ‫‪9 - 93 - (3- )( 121‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنةالسنة‬

‫قصة قصرية‬

‫ُش ِّطي ُب ِّطي‬ ‫عزة كامل املقهور‬ ‫مط (منص���ور) ذراعيه بتكاس���ل وه���و يغالب‬ ‫النعاس الذي علق بأهدابه فالتصقت ببعضها‬ ‫البع���ض‪ ،‬فق���د انتصف���ت الظه�ي�رة وحرق���ت‬ ‫أشعة الشمس أطراف السماء‪.‬‬ ‫اعت���اد (منص���ور) أن يُقي���م الليل س���اهراً أمام‬ ‫التلف���از تتب���ادل ي���داه جه���از التحك���م ع���ن‬ ‫بع���د‪ ،‬يضغ���ط عل���ى أزراره ويتج���ول به بني‬ ‫املسلسالت العربية واألفالم األجنبية دون أن‬ ‫يكم���ل أياً منها‪ ...‬ميضي نه���اره غارقاً يف نومه‬ ‫بني خمدات الكنبة املواجهة جلهاز التلفاز‪.‬‬ ‫تنهض (رقي���ة) باكراً‪ ،‬تلم���ح (منصور) وهو‬ ‫يتثأب وينزلق حن���و النوم‪ ...‬تغلق عليه الباب‪،‬‬ ‫ث���م تفتح ماكين���ة اخلياطة "الس���نجر" ذات‬ ‫الطاول���ة اخلش���بية الالمعة وتنك���ب عليها‪...‬‬ ‫متض���ي نهاره���ا وهي حترك جس���دها بقوة‪...‬‬ ‫تضغط بقدميها على الدواسة‪ ،‬فتنزل اإلبرة‬ ‫كقط���رات الش�ل�ال عل���ى القم���اش ومت�ل�أه‬ ‫بالثق���وب لتع���اود الصع���ود من جدي���د‪ ،‬بينما‬ ‫تتحك���م بيده���ا اليس���رى يف س���رعة الدوالب‬ ‫ال���ذي يدف���ع حركت���ه الس���ريعة قدماه���ا‪،‬‬ ‫وبيده���ا اليمن���ى حت���رك القم���اش وتوجه���ه‬ ‫حت���ت وخ���زات األب���رة‪ ،‬وتنح�ن�ي برقبته���ا‬

‫تس���تقبل زبوناته���ا بابتس���امة مضيئ���ة وهي‬ ‫ت���ردد‪" ..‬معلي���ش بالش���وية منص���ور راجل���ي‬ ‫راق���د‪ "..‬لرتتف���ع حواج���ب النس���اء املرس���ومة‬ ‫عل���ى جباهه���ن باش���كال خمتلف���ة وتتقوس"‬ ‫العف���و راقد لتوا؟"‪ "...‬ماهو س���اهر الليل كله"‬ ‫وغالبا ماترد عليها الزبونة مبكر " شنو ساهر‬ ‫خيدم؟" فال جتيب‪.‬‬ ‫وب�ي�ن الفين���ة واالخرى‪ ،‬تق���وم رقي���ة مبهام‬ ‫اخ���رى‪ ...‬تنظ���ف البي���ت وتك���وي مالب���س‬ ‫(منص���ور) وجته���ز ل���ه الغ���ذاء‪ ...‬ب���ل وخترج‬ ‫لتشرتي مس���تلزمات البيت و االكل واخلبز‬ ‫الط���ازج‪( ...‬منص���ور) ال ي���أكل اطب���اق اليوم‬ ‫السابق وال اخلبز " البايت"‪.‬‬ ‫" قداش جاتك زبونة اليوم"‬ ‫" قداش ملدتي فلوس"‬ ‫يس���أل‪ ..‬والن���وم م���ازال يرتاق���ص ب�ي�ن ثناي���ا‬ ‫جفون���ه وش���عره كأش���واك اهلن���دي وه���و‬ ‫يتحرك يف الش���قة مرتديا س���روال البيجاما‬ ‫وفانيال داخلية بيضاء‪.‬‬ ‫يش���رب قهوته بتؤده فالزمن ال يعين له شيئاً‬ ‫س���وى اس���تفاقته من س���بات عمي���ق وانزالقه‬ ‫للنوم من جديد‪...‬‬

‫أوصال���ه‪ ..‬يرم���ي بثقل���ه عل���ى الكنب���ة ام���ام‬ ‫التلفاز ويب���دأ يف جولة جديدة من القفز بني‬ ‫القنوات‪ ...‬تس���تمر (رقية) يف انكبابها وكأنها‬ ‫حتتض���ن آل���ة اخلياطة ‪ ...‬مير الوقت س���ريعا‬ ‫وطلبات الزبائ���ن ال تنته���ي واملواعيد تركل‬ ‫بعضها بعضا‪ ...‬يبتسم (منصور) هلا من مكانه‬ ‫ال يبارح���ه‪ ،‬كلما جهزت ثوب���ا يتمتم "قداش‬ ‫ص���وت هاملاكين���ة مزع���ج‪ ...‬لك���ن معلي���ش‬ ‫نتحملوه"‪.‬‬ ‫تعلم���ت (رقي���ة) صنع���ة اخلياط���ة م���ن أمها‬ ‫ال�ت�ي كانت تع���رف "بالس���ارتا" يف حي زاوية‬ ‫الدهمان���ي‪ .‬ك�ب�رت عل���ى وق���ع أق���دام أمه���ا‬ ‫على دواس���ة املاكينة‪ ،‬وعل���ى دخول وخروج‬ ‫النس���وة‪ ،‬وعلى أصواتهن املغنجة وهن يصفن‬ ‫ُردَنه���ا‪ ...‬ثم‬ ‫ألمه���ا تفاصي���ل االث���واب ال�ت�ي ي ِ‬ ‫تطور األم���ر فأحضرن اجمل�ل�ات االنيقة ذات‬ ‫الص���ور امللونة اجلميلة لنس���اء ش���به عاريات‬ ‫يرتدي���ن أثواب زاهية وطويل���ة‪ ...‬تفننت أمها‬ ‫يف تفصي���ل وخياط���ة "القمجة" وه���ي بلوزة‬ ‫ترتديه���ا النس���وة يف االع���راس حت���ت الرداء‪،‬‬ ‫كان���ت تطرزها أمها خبيوط التل وبالفضة‪،‬‬ ‫والي���وم تطرزه���ا رقي���ة حببيب���ات اخل���رز‬

‫قريبا من اآلل���ة احلديدية لتقطع بأس���نانها حيرك أصابعه بني ثنايا الفس���اتني املكدس���ة والعدس واللؤلؤ والكرس���تال‪ .‬وكلما كانت‬ ‫اخلي���وط بع���د أن تبللها بلعابها‪ .‬مي���ر نهارها عل���ى آل���ه اخلياط���ة‪ ،‬فتنتاب���ه رغب���ة يف ضم القمجة متوج بالتطري���ز اليدوي وباألحجار‬ ‫س���ريعا وهي ختيط وتط���رز وتقص وترتق‪( ،‬رقي���ة)‪ ...‬لك���ن الكس���ل س���رعان م���ا خي���در الكرمية كلما كانت مثينة‪ ...‬تفننت السارتا‬

‫يف القماي���ج لدرج���ة أصبح���ت فيه���ا صانعة‬ ‫ومصمم���ة ملوضته���ا وخطوطه���ا و"قصته���ا"‪،‬‬ ‫واطلق عليها سارتة القمايج‪...‬‬ ‫كانت وظيفة (رقية) مجع اإلبر والدبابيس‬ ‫و"مطاس���ات" اخلي���وط و"الس���بانيوليتا"‬ ‫واالس���تيك والعدس وحبيب���ات الزينة‪ ..‬كما‬ ‫تعلم���ت الحق���اً مس���ح املاكين���ة وتزييته���ا‬ ‫وتش���حيمها‪ ،‬وتلبي���س "مطاس���ة" اخلي���ط يف‬ ‫"امل���كارة"‪ ،‬ولضم اإلبر ورش���قها يف "املخيدة"‪...‬‬ ‫كان���ت ُتلب���س س���بابتها "اخلوص���ة" الفضية‬ ‫املقاوم���ة لوخ���زات اإلب���ر و"الطوبلي���ات"‬ ‫وحتركها كأنها يف مسرح للعرائس‪ ...‬لكنها‬ ‫تعلقت كث�ي�را باألزرار امللون���ة ذات االحجام‬ ‫واألش���كال واألن���واع املختلفة‪ ...‬متس���ح عليها‬ ‫براحة س���بابتها ثم ترصه���ا إىل جانب بعضها‬ ‫البع���ض أو تكدس���ها ثم تضربه���ا بقفى يدها‬ ‫فتتناث���ر على أرضية احلج���رة لتجمعها من‬ ‫جديد‪ .‬تصنع منها أشكاال وبيوتا بل شخوصا‬ ‫ومالمح‪ ..‬لك���ن نوعا معينا م���ن األزرار كان‬ ‫يش���د إنتباهها وتعبث به أصابعها هو املس���مى‬ ‫���طي ب ِّ‬ ‫الش ِّ‬ ‫بــ " ُ‬ ‫ُطي"‪ .‬لفت نظرها االسم فكانت‬ ‫تردده وهي تضح���ك‪ ،‬ثم فهمت الحقا املغزى‬ ‫وهو إن ه���ذه األزرار املعدنية املس���تديرة ذات‬ ‫الثقوب‪" ،‬تش���بط" إحداها يف االخرى بواسطة‬ ‫نتوء حديدي يربز من إحداها ويدخل يف ثقب‬ ‫االخ���رى لتصب���ح قطع���ة واحدة مس���تديرة‪.‬‬ ‫تس���تعمل أمها هذا النوع م���ن األزرار إلغالق‬ ‫فتحة رقبة "القمج���ة" اخللفية فتبدو بدون‬ ‫أزرار‪..‬وكلم���ا أرادت إخف���اء األزرار عل���ى أي‬ ‫الش ِّطي ب ِّ‬ ‫ثوب استخدمت ُ‬ ‫ُطي‪...‬‬ ‫���طي ب ِّ‬ ‫الش ِّ‬ ‫تب���اع أزرار ُ‬ ‫ُطي وه���ي منفصلة عن‬ ‫بعضه���ا و ملتصق���ة عل���ى ورق مق���وى أزرق‬ ‫الل���ون‪ ،‬تنزع عن���ه عن���د االس���تعمال لتنطبق‬ ‫الواح���دة على األخ���رى بتكة خفيف���ة وبدقة‬ ‫متناهي���ة ف�ل�ا ميك���ن أن ختط���ىء إحداه���ا‬ ‫الش ِّ‬ ‫األخ���رى اذ الب���د وان ينغل���ق ُ‬ ‫���طي عل���ى‬ ‫ال ُب ِّطي ليصبح زراً واحداً وال ينفك عن بعضه‬ ‫البعض إال بفعل فاعل!‬ ‫التقطت أذني (رقية) زبونات أمها يتهامس���ن‬ ‫ويتغنج���ن ويتضاحك���ن وه���ن يتحدث���ن عن‬ ‫���طي ب ِّ‬ ‫الش ِّ‬ ‫أزرار ُ‬ ‫ُط���ي ‪ ...‬لتق���ع يف أذنه���ا يوم���ا‬ ‫���طي ب ِّ‬ ‫الش ِّ‬ ‫مجلة "أنا واياه زي ُ‬ ‫ُطي"‪ ...‬فتتخيل‬ ‫بعده���ا تل���ك األزرار م���ن الرج���ال والنس���اء‬ ‫كالش ِّطي ب ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُطي‪.‬‬ ‫يتالصقون‬ ‫ج���اء (منص���ور) خيط���ب "بنت الس���ارتة" اليت‬ ‫يداه���ا من ذه���ب خالص كم���ا يصفونه���ا ‪...‬‬ ‫أنصب كامل اإلهتمام والوصف على يديها‪،‬‬ ‫فيم���ا تصن���ع وم���ا تقب���ض بهم���ا م���ن أوراق‬ ‫نقدي���ة‪ ...‬مل يص���ف أح���د وجهه���ا أو قوامها‪..‬‬ ‫س���وى أنها "صاحبة صنعة مق ّومة" ‪" ..‬يدياتها‬ ‫ذهب"‪"..‬القمجة الواحدة تطيح َع َدة فلوس"‪...‬‬ ‫ً‬ ‫(منصور)عام�ل�ا يف أح���د احلق���ول‬ ‫كان‬ ‫النفطي���ة‪ ،‬ال ين���زل إىل طرابل���س إال كل‬ ‫ش���هرين‪ ..‬يعيش يف عامل من الرجال‪ ،‬وس���ط‬ ‫ال�ب�رك الس���وداء والش���حم ورائح���ة إح�ت�راق‬ ‫الغ���ازات‪ ...‬نس���ي امل���رأة وتضاريس���ها‪ ،‬يتبادل‬


‫‪13‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫الثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫سبتمبر‬ ‫‪3926-( (3- 59‬ـ ‪9-2-‬‬‫‪) (121‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنةالسنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫سبتمبر‬ ‫العدد ‪-‬‬ ‫‪) 121‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬

‫م���ع زمالئه بعض اجملالت املصورة لنس���اء دون أن‬ ‫يلمس احداهن‪..‬‬ ‫اقرتن���ت به‪...‬ومحل هلا بس���عادة ماكينة أمها اليت‬ ‫احننى ظهرها وش���ح بصرها م���ن التطريز ولضم‬ ‫وش���حمها هلا ووضعه���ا بالقرب من‬ ‫اإلبر‪...‬زيّته���ا‬ ‫ّ‬ ‫الناف���ذة‪ ،‬وفت���ح ب���اب بيت���ه عل���ى مصرعي���ه لكي‬ ‫تس���تقبل (رقية) زبونات أمها ثم زبوناتها بينما هو‬ ‫يف الداخ���ل يتم���دد على الكنبة ويش���اهد التلفاز‪...‬‬ ‫اقتن���ى الفيديو‪ ،‬ثم الصح���ن واجلهاز الالقط ‪ ،‬ثم‬ ‫إشرتك يف الباقات التلفزيونية من رياضة وأفالم‪،‬‬ ‫مي���دد ظهره وهو يت���أوه وال حيرك س���وى عينيه‪،‬‬ ‫وهي كما هي حتين ظهرها طوال اليوم وحترك‬ ‫أطرافه���ا وتس���تخدم فمها لب���ل اخلي���وط بلعابها‬ ‫وقطعها بأس���نانها‪..‬ويف آخر النه���ار بعد أن تتخدر‬ ‫أطرافه���ا تض���ع أك���داس األوراق النقدية املندية‬ ‫بعرق جبينها على "شكماجة" حجرة النوم دون أن‬ ‫تعده���ا‪ ،‬فينهض (منصور) من مكانه خبفة‪ ،‬يتجه‬ ‫حن���و الش���كماجة يعده���ا ويرتبه���ا‪ ،‬يف���رق ما بني‬ ‫العشرات واخلمسات و" الرقاق"‪ .‬يرتك "الرقاق" يف‬ ‫مكانه���ا لـ(رقية) لكي تش�ت�ري بها اخلبز‪ ،‬ويعطيها‬ ‫متى طلبت ما يكفي ملستلزمات البيت‪.‬‬ ‫ختي���ط (رقي���ة) القماي���ج واألث���واب والعباي���ات‬ ‫وفس���اتني األفراح وتطرزها وتصل���ح من بعضها‪...‬‬ ‫حت���ى احننى قوامها ووضعت عل���ى أرنبتها نظارة‬ ‫طبي���ة تك�ب�ر حتته���ا عيناها وتتس���ع‪ ...‬تق���ف على‬ ‫زبوناته���ا تقي���س قوامه���ن‪ ،‬وتن���زل إىل األرض‬ ‫لتضبط القياس‪ ..‬مل يلم���س قوامها ثوباً مثيناً‪ ،‬يف‬ ‫حني ملست يداها أمثن األقمشة وأغالها‪ ...‬تعاملها‬ ‫برف���ق وعناي���ة‪ ،‬وبعد أن حتيل القم���اش إىل ثوب‬ ‫تس���لم ما تبقى من���ه ألصحابه‪ ...‬بينم���ا (منصور)‬ ‫يتقلب عوده الطري على املخدات يش���تهي ما يذاع‬ ‫م���ن أكالت ويثق���ف نفس���ه ع���ن االكل الط�ب�ي‬ ‫والسعرات احلرارية‪...‬‬ ‫"ماعاش نيب القلي‪...‬وال الس���من‪ ...‬نقصي طماطم‬ ‫احلكة والنشويات‪ ...‬اشري خبزة شعري‪."....‬‬ ‫تعب���ت (رقي���ة)‪ ...‬ليس م���ن صنعتها ولك���ن منه‪...‬‬ ‫من ش���كله ومظهره‪ ،‬مل تعد تطي���ق لقائها به كل‬ ‫صباح‪ .‬أشعث الشعر زائغ العينني بسروال البيجاما‬ ‫والفاني�ل�ا البيض���اء‪" ،‬ويف املي واملل���ح" ‪" ..‬ماكينيت‬ ‫خري من���ه" ‪" ..‬هو والكنبة س���وا س���وا" ‪" ..‬واهلل ماهي‬ ‫حكاية خدمة وفلوس‪ ...‬طاح القدر خالص"‪..‬تنرت‬ ‫بيديها فستانها القطين متمتمة" فديت" ‪ ...‬تتعمد‬ ‫أن تردد هذه اجلمل وتس���مع صوتها لنفسها بينما‬ ‫أصابعها تتحرك كاآللة‪ ...‬تربت على ماكينتها‬ ‫تزيته���ا‪ ،‬وال تطيق أن تربت عليه‪ ،‬تش���عر وكأمنا‬ ‫منت على جسده قشور مسك من كثر احتكاكه‬ ‫مبخدات الكنبة‪..‬‬ ‫ذات صباح بينما كان يف طريقه املعتاد اىل الكنبة‬ ‫تعث���ر يف حقيبة‪ ...‬التفت فوج���د (رقية) تقف عند‬ ‫ماكينته���ا تن���زع خيوطه���ا وتض���ب مقصاته���ا يف‬ ‫جرابها وجتم���ع األزرار‪ ،‬وقف يراقبه���ا‪ ،‬مل تلتفت‬ ‫إلي���ه‪ ،‬دخل إىل جحره ونام‪ ،‬وحني لس���عته مشس‬ ‫الظه�ي�رة اس���تيقظ وخ���رج وه���و يرت���دي بنطال‬ ‫بيجامت���ه املخط���ط فل���م جي���د (رقي���ة) يف مكانها‬ ‫املعتاد منحنية خل���ف ماكينتها‪ ،‬دخل اىل حجرة‬ ‫النوم يبحث عنها فلم جيد إال النقود "الرقاق" على‬ ‫"الش���كماجة" ‪...‬خرج مس���رعاً بقدمي���ه احلافيتني‬ ‫وهو حيك عينيه وكأنه يثبتهما يف حمجريهما‪...‬‬ ‫إجته حنو النافذة وأمعن النظر‪ ،‬مل يعد للماكينة‬ ‫الش ِّطي ب ِّ‬ ‫من أثر‪ ،‬إال أزرار ُ‬ ‫ُطي املعدنية تتألأل على‬ ‫أرضي���ة الغرفة‪ ،‬متناث���رة و متفرقة ع���ن بعضها‬ ‫البعض‪.‬‬ ‫‪ 2013 .8 .24‬طرابلس‬

‫حكاية أم‬ ‫بقلم ‪ :‬جـربيل تـمسـري نـيان ـ غينيا‬ ‫ترمجة ‪ :‬ساسي محام‬

‫األبن���اء مص���در ف���رح العائل���ة و"ن���اري"‬ ‫حمرومة من الفرح ومن الشعور باألمومة‬ ‫ألنه���ا مل تنج���ب أطفا ً‬ ‫ال رغم أنه���ا متزوجة‬ ‫من���ذ س���نوات‪.‬‏متر ضرائرها ونس���اء القرية‬ ‫أمامه���ا متجهات حنو البئر أو احلقول وهن‬ ‫يهده���دن أبناءه���ن على ظهورهن فتش���عر‬ ‫"ن���اري" باملرارة‪.‬‏ زارت أولي���اء اهلل الصاحلني‬ ‫والعرافني وسافرت إىل "بارو" ورقصت "الكو‬ ‫دابا" يف غابة "بولي" املقدسة‪ ..‬م ّرت سنة ومل‬ ‫تظهر عليها عالمات احلمل فشعرت حبزن‬ ‫عميق وأصبحت تصلي وتتضرع هلل وتطلب‬ ‫منه س ّراً وجهراً أن يرزقها بطفل‪ :‬يف احلقل‬ ‫أو عن���د البئ���ر أو عندما تذه���ب إىل أطراف‬ ‫الغاب���ة جلمع احلطب اجل���اف للطبخ حتى‬ ‫تتخل���ص من صفة "كونا موس���و" املش���ينة‬ ‫اليت تطلق على املرأة العاقر‏‪.‬‬ ‫وصل إىل القرية عراف يس���تطلع املستقبل‬ ‫باألصداف فقصدته "ناري"‪:‬‏‬ ‫ خففي عنك واش���كري اهلل ألنه مل يرزقك‬‫أطفا ً‬ ‫ال‪ ..‬لو أجنبت لكنت أكثر تعاسة‪.‬‏‬ ‫هذا ما قاله العراف‪.‬‏‬ ‫ً‬ ‫طف�ل�ا‪ ..‬حت���ى وإن مت عند‬ ‫ لكن�ن�ي أري���د‬‫وضعه‪..‬‏‬ ‫أم���ام إحلاحها ون���زو ً‬ ‫ال عن���د رغبتها أحضر‬ ‫هلا العراف س���ائ ً‬ ‫ال شربته‪ ..‬بعد مدة قصرية‬ ‫ظهرت عليها عالمات احلمل‪..‬‏‬ ‫ال مجي ً‬ ‫وضعت "ن���اري" طف ً‬ ‫ال‪ ..‬أطلقت عليه‬ ‫"تومبوكتو فودي" االس���م ال���ذي اختاره له‬ ‫العراف‪ ..‬فأصبحت تطوف يف أرجاء القرية‬ ‫مزه���وة‪ ..‬طفلها عل���ى ظهرها ككل نس���اء‬ ‫القرية‪.‬‏‬ ‫الزوج���ة الكئيبة أصبحت أم���اً مفعمة حياة‬ ‫وبهج���ة وحيوي���ة‪ ..‬مرح���ة‪ ..‬أصبح���ت ال‬ ‫تنقطع عن الغناء مهدهدة ابنها‪ ..‬تغين وهي‬ ‫تدق ال���ذرة البيضاء‪ ..‬تغين وه���ي ذاهبة إىل‬

‫البئ���ر‪ ...‬إنها س���عيدة ألنه���ا أ ّم طفل مجيل‪..‬‬ ‫يفع الطفل واش���تد ساعده‪ ..‬أحبه القرويون‬ ‫وأعجبوا ب���ه‪ ..‬إنه فخر القرية‪ ..‬بلغ الس���نة‬ ‫الثامن���ة عش���رة من عم���ره فخ�ت�ن‪ ..‬أصبح‬ ‫الطفل ش���اباً وس���يماً يرتدّد امسه على كل‬ ‫لسان‪ ..‬إنه جيسد الشباب واجلمال‪...‬‏‬ ‫وبعد مدة وص���ل إىل القرية رجال يضعون‬ ‫شاش���ية مح���راء عل���ى رؤوس���هم وينتعلون‬ ‫أحذية مسيكة النتداب جنود لفرق القائد‪..‬‬ ‫رجالن���ا البي���ض يف حرب ض���د رجال بيض‬ ‫آخرين‪..‬‏‬ ‫ض���رب ش���يخ القري���ة على الطبل���ة إلعالن‬ ‫مجع���وا الش���باب الذي���ن يتمتع���ون‬ ‫اخل�ب�ر‪ّ ..‬‬ ‫بصحة جي���دة يف س���احة القري���ة‪ ..‬اختاروا‬ ‫أق���وى الش���باب‪ ..‬لك���ن الع���دد ال���ذي يري���ده‬ ‫القائ���د ينقص���ه واح���د‪ ..‬القائد يري���د مائة‬ ‫جندي وهم مل جيمعوا غري تسعة وتسعني‪..‬‬ ‫عندئ���ذ جلبوا "ف���ودي" رغم حم���اوالت أهل‬ ‫القري���ة إلبعاده ع���ن أنظار القائ���د حتى ال‬ ‫يأمر بتجنيده‪.‬‏‬ ‫وص���ل "ف���ودي" إىل س���احة القري���ة وما أن‬ ‫رآه املكل���ف باالنتداب حت���ى أحلقه باجلنود‬ ‫املختارين‪ ..‬ج���رت "ناري" وراء ابنها صائحة‬ ‫مولولة‪:‬‏‬ ‫لن يذهب إىل احلرب‪...‬‏‬ ‫ابين لن يشارك يف احلرب‪.‬‏‪.‬‬ ‫سيبقى كنزي يف القرية‏‬ ‫"فودي" هو كنزي الوحيد‪..‬‏‬ ‫ورغم حنيبها وبكائها فإن "فودي" ذهب إىل‬ ‫احلرب مع شباب القرية‪.‬‏‬ ‫متيز "ف���ودي" يف س���احات املع���ارك بإقدامه‬ ‫وبش���جاعته وبطاعته لألوامر‪ ،‬بعد س���نوات‬ ‫ارتق���ى إىل رتب���ة رقي���ب‪ ..‬طلب م���ن قائده‬ ‫األبيض رخصة‪ ...‬أريد أن أذهب إىل القرية‬ ‫لرؤية أمي‪ ...‬قال للقائد‪ ...‬إني ابنها الوحيد‪..‬‬

‫أريد رؤية أمي‪"...‬‏‬ ‫واف���ق القائد األبيض‪ ..‬منح���ه رخصة‪ ..‬لقد‬ ‫وص���ل "ف���ودي" إىل القرية بزيه العس���كري‬ ‫واحتفل القرويون بقدومه‪...‬‏‬ ‫وج���د "فودي" أم���ه طرحية الف���راش‪ ...‬لقد‬ ‫فقدت "ن���اري" لذة احلياة من���ذ رحيل ابنها‬ ‫فلم تنهض ومل تنقطع عن البكاء‪.‬‏‬ ‫قال "فودي"‏‬ ‫رجع���ت ي���ا أم���ي‪ ..‬لقد ع���دت م���ن احلرب‬‫برتبة رقيب‪..‬‏‬ ‫رفعت ناري رأسها‪ ..‬نظرت إليه ملياً وقالت‪:‬‏‬ ‫لست ابين‪..‬‏‬‫ابين ال يضع قبعة على رأسه‪..‬‏‬ ‫ابين مل يكن ينتعل حذاء مسيكاً‪..‬‏‬ ‫لست ابين‪..‬‏‬ ‫"فودي" ال يضع قبعة على رأسه‪...‬‏‬ ‫فق���دت املس���كينة عقله���ا‪ ..‬مل تع���رف ابنها‪..‬‬ ‫وبعد ثالثة أيام من رجوعه لفظت أنفاسها‬ ‫األخرية‪ ....‬بكاها "ف���ودي" حبرقة وأصبحت‬ ‫حياته حزناً وكآبة تعرب عنها هذه األغنية‪:‬‏‬ ‫يا إهلي‪..‬‏‬ ‫رجعت من احلرب منتصراً‪...‬‏‬ ‫فلم تعرفين أمي‪...‬‏‬ ‫رجعت من احلرب فتوفيت أمي‪..‬‏‬ ‫وغنى املنشدون اجلوالون ليواسوا األمهات‪:‬‏‬ ‫أيتها النس���اء! أيته���ا األمه���ات‪ ...‬الطفل هبة‬ ‫اهلل‪...‬‏‬ ‫ال تبكني عندما حترمن من األطفال‪..‬‏‬ ‫حقاً‪ ..‬الطفل فرحة العائلة‪..‬‏‪.‬‬ ‫فوضن أمركن هلل –‏‬ ‫إذا حرمنت من األطفال‪.‬‏‬ ‫هذه حكاية "ناري" أم "فودي" اليت ماتت حباً‬ ‫يف ابنها وبق���ي "فودي" ابنه���ا الوحيد حزيناً‬ ‫تعيساً‪.‬‏‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 121‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫عراجني الزمان‬

‫عبد الرمحن شلقم‬ ‫أقص���د بعق���ل اجملتمع؛عام���ة الن���اس‬ ‫وقادةالناس‪،‬فالذي���ن قمع���وا جاليلي���و ه���م‬ ‫س���راة الق���ادة الديني�ي�ن الذي���ن يتحكم���ون‬ ‫يف العق���ل والفعل‪،‬وم���ن َّ‬ ‫كف���ر الفيلس���وف‬ ‫الكبري"سبينوزا" وحرض عليه العامة لقتله‬ ‫‪،‬هم الق���اده الدينيون للطائف���ة اليهودية يف‬ ‫هولن���دا‪ .‬س���رعة احلي���اة يبدعه���ا املفك���رون‬ ‫والعلم���اء‪ ،‬ولك���ن الصغ���ار كث�ي�را مااغتالوا‬ ‫تلك السرعة اوابطأوها‪.‬‬ ‫كان الق���رن الس���ابع عش���ر املي�ل�ادي يف‬ ‫اورب���ا حتدي���دأ ‪،‬هوبدايةالوج���ود االنس���اني‬ ‫اجلديد‪،‬تراجع���ت ق���وى الوه���م ‪،‬زادت‬ ‫س���رعة تراجعه���ا بإندف���اع ق���وة العق���ل‬ ‫‪،‬ف���كان" نيوت���ن"ودارون‪ .‬ومن بعد إينش���تني‬ ‫‪،‬وبافلوف‪،‬وتدف���ق جي���ش العق���ل اجل���رار‬ ‫م���ن الفالس���فة والعلم���اء ‪،‬م���ن فولت�ي�ر اىل‬ ‫دي���كارت اىل هيجل‪،‬ونيتش���ة وش���وبنهاور‬ ‫وبرتراند راس���ل ‪ ،‬قف���زت اوربا من النهضة‬ ‫اىل التنوير‪،‬ول���د العل���م علما‪،‬ث���م ق���وة ‪،‬‬ ‫ث���م الس���لطة الضارب���ة ال�ت�ي ق���ادت اىل‬ ‫االستعمار ‪.‬‬ ‫كان ذاك تاري���خ مض���ى ‪ ،‬لك���ن بق���ى‬ ‫‪،‬وان مل يع���د الكثريون يطلون عليه إال‬ ‫ملام���ا‪ ،‬لقد طار البش���ر اىل اعلى عليني‬ ‫‪،‬وغاصوا اىل عم���ق االعماق ‪.‬إ خرتق‬ ‫االنس���ان االخ�ت�راق أح���رق العل���م ـ‬ ‫ف���ن املمكن‪،‬وتأب���ط‬ ‫مقول���ة ـ‬ ‫عقي���دة املس���تحيل؛لكن التعمي���م‬ ‫هناهوض���رب م���ن العب���ث الب�ي�ن‪.‬‬ ‫اليوم هناك ماليني البشر يعيشون‬ ‫خ���ارج الدنيا اليت نتحدث حوهلا‪،‬هناك اليوم‬ ‫مجاع���ات م���ن الن���اس العالقة هل���ا مبفهوم‬ ‫"االنسان" التكوينا‪،‬والتكليفا‪،‬ملاذا؟!‪.‬‬ ‫لقدأبدع الفيلس���وف ميشيل فوكو‪،‬مدرسة‬ ‫فكري���ة رائ���دة م���ن خ�ل�ال منه���ج ـ احلفر ـ‬ ‫الذي ق���دم للباحث�ي�ن أدوات اخرتاق حصون‬ ‫املعاني‪،‬اصبح بها العقل البشري قوة مدرعة‬ ‫مذهلة‪،‬ق���ادرة عل���ى س�ب�ر اغواركيمي���اء‬ ‫األف���كار واملعان���ي‪ ،‬أفقي���اً وعموديا‪،‬تداخل‬ ‫العق���ل والتقنية ‪،‬وُل���دت آلية جديدة إل نتاج‬ ‫املعرفة‪،‬اُلغيت املس���افة ب�ي�ن العقل والعضل‬ ‫كل ذل���ك‪،‬كان م���ن ذري���ة القرن الس���ابع‬

‫اغ���رب صفح���ات التاريخ وأخطره���ا تلك ال�ت�ي ال يتذكره���ا الناس يف‬ ‫حياته���م اليومية ‪..‬ذلك من عظمة التاريخ ‪،‬وعظمة البش���ر‪.‬الناس تفعل‬ ‫والتاريخ ايضا ‪.‬‬ ‫يف معزوفة آالتهاالعقل وانغامها اخللق واالبداع‪،‬هابيل‪،‬وقابيل‪ .‬وقبلهما‬ ‫والديهم���ا‪ .‬ن���وح وس���فينته‪ .‬احل���روب ‪،‬احل���روب ‪،‬احلروب‪..‬ه���ي األفواه‬ ‫وأألرحام ‪،‬وفوؤس األيام وكؤوسها ‪ .‬من حرب ساخنة إىل أخرى باردة‬ ‫يركض البش���ر دون توق���ف ‪.‬من احل���رب العامي���ة األوىل‪ ،‬اىل الثانية ‪،‬‬ ‫إىل س���ور برل�ي�ن ‪،‬وآخ�ي�راً‪ ،‬اىل فضيحة التجس���س االمريكي���ة يف رابعة‬ ‫النهاريف موس���كو يف شهر مايو ‪2013‬م ‪،‬كلها سحب تتعاىل اىل ارشيف‬ ‫الذكريات ‪،‬اليت النتذكرها‪ .‬كانت س���رعة احلي���اة على مدى الوجود‬ ‫تضبطه���ا فعالي���ة العقل والعضل ‪،‬عق���ل العامل املخ�ت�رع ‪،‬وكذلك عقل‬ ‫اجملتمع ‪.‬‬ ‫عشرامليالدي"األوربي"‪.‬‬ ‫الفيلس���وفُ‬ ‫لقدص���ب‬ ‫َّ‬ ‫الكبري=ولرتستيس=س���نوات تل���ك املرحل���ة‬ ‫الطويل���ة اخلط�ي�رة يف س���طورقليلة‪ :‬يف‬ ‫القرن الس���ابع عش���ر من احلقبة املس���يحية‬ ‫تدفق���ت سلس���لة اح���داث تس���ببت يف تغيري‬ ‫ثوري وجدري يف ص���ورة العامل عند الرجل‬ ‫األوربي‪.‬‬ ‫فق���د كان ذل���ك العصره���و ال���ذي ش���هد‬ ‫مي�ل�اد العل���م احلدي���ث ‪.‬فه���و الق���رن‬ ‫ال���ذي ظه���رت في���ه األعم���ال الرئس���ية‬

‫‪ ،‬أه���م معرك���ة كم���ا س���اقها الفيلس���وف‬ ‫ولرتس���تيس‪،‬هي ـ دواف���ع األفع���ال ـ‪،‬هل هي‬ ‫غائية [غرضية]أم [آلية] ؟؟‪.‬ولنا يف مفاهيمنا‬ ‫األس�ل�امية مايقابل هذين الس���ؤالني‪ ،‬يف ما‬ ‫ُعرف مبوضوع ــ اجلرب واألختيارــ ‪...‬‬ ‫فالفع���ل الغائي ‪ ،‬جرب‪ ،‬واآلل���ي اختيار‪،‬بل ان‬ ‫معركة املفاهيم االساس���ية واخلطرية هذه‬ ‫بدأت عندنا قبل االوربيني املس���حيني بعقود‬ ‫عديدة‪،‬لكن تكديس حطب السياسة والدين‬ ‫ف���وق مفاهيمنا احرقها مع ع���دد عظيم من‬ ‫املفكرين العظام فكانت اخلس���ارة والتخلف‪.‬‬

‫ل"كبلر"‪،‬و"جاليليو"‪،‬و"نيوتن"‪.‬ولق���د كان‬ ‫للعلم ج���ذوره القدمية يف املاض���ي با لطبع‪.‬‬ ‫فالث���ورات س���واءكانت سياس���ية او عقلي���ة‬ ‫حنو ُ‬ ‫فجائ‬ ‫الحتدث ابداً على ٍ‬ ‫لقد خاض بين البش���ر مع���ارك دموية طيلة‬ ‫ُ‬ ‫بس���يوف املالي�ي�ن‬ ‫املالي�ي�ن‬ ‫التاري���خ ؛ ُقت���ل‬ ‫ِ‬ ‫ومدافعهم ‪،‬من اجل الثروة والتوسع واحلكم‬ ‫واالس���تعمار‪،‬كل ذل���ك مل يل���د س���وى الدم‬ ‫والتخلف‪،‬لكن هناك مع���ارك اخرى خاضها‬ ‫البش���ر على مر التاريخ مبوازاة تلك األوىل‪ ،‬إ‬ ‫نها معارك العلم اليت اعادت خلق الدنيا‪.‬‬ ‫كان جن���ود تل���ك املع���ارك‪ ،‬العق���ل ونقيضه‬

‫م���ن هناك‪،‬إفرتق���ت الطرق‪،‬متس���ك العق���ل‬ ‫العربي‪،‬بقاع���دة القي���اس املقدس���ة مبك���راً‬ ‫‪،‬أصبح���ت مقدس���ة أدواتها‪:‬القلقلة‪...‬ق���ال‪،‬‬ ‫ق���ال والعنعنة‪...‬ع���ن ف�ل�ان ع���ن ف�ل�ان اخل‪.‬‬ ‫بقينا يف احسن االحوال بني صفحات الكتب‬ ‫الصفراء‪،‬يف حني دخل اآلخرون اىل"املخترب"‪.‬‬ ‫األجنلي���زي برتران���د‬ ‫الفيلس���وف‬ ‫َّ‬ ‫راسل‪،‬شخص احلالة العربية منهجيا كما‬ ‫رآه���ا من منظور علمي وتارخيي قال‪ [:‬محل‬ ‫الع���رب تقاليداملدنية طوال عص���ور الظالم‬ ‫‪،‬واليه���م يرج���ع الكث�ي�ر م���ن الفض���ل يف أن‬ ‫بعض املسيحيني أمثال روجربيكون‬

‫قد حصل���وا على كل املع���ارف العلمية اليت‬ ‫تهيأت للش���طر األخري من القرون الوسطى‪.‬‬ ‫ولك���ن كان بالع���رب آف���ة ختتلف ع���ن آفة‬ ‫األغريق‪،‬فق���د كان���وا ينش���دون احلقائ���ق‬ ‫املنفصلة‬ ‫اكثرمماينش���دون املبادئ العامة‪ ،‬ومل يكن‬ ‫لديهم املقدرة على‬ ‫إس���تخالص قوانني عامة من احلقائق اليت‬ ‫إكتشفوها‪].‬‬ ‫مل يذكرالفيلس���وف ـ رس���ل ـ االسباب اليت‬ ‫سلطت تلك اآلفة على العقل العربي ‪ ،‬لكننا‬ ‫س���نجد تلك اآلفة اليت اصابت الفكر العربي‬ ‫م���ع اخري���ن ‪ ،‬فق���د ق���ال راس���ل يف كتاب���ه"‬ ‫النظرة العلمية"‬ ‫‪[:‬مل يك���ن الص���دام ب�ي�ن جاليلي���و وحمكمة‬ ‫التفتي���ش جم���رد ص���دام ب�ي�ن الفك���ر‬ ‫احلروالتعص���ب ‪،‬او ب�ي�ن العل���م والدي���ن ‪،‬بل‬ ‫ان���ه ص���دام ب�ي�ن( روح األس���تقراء وروح‬ ‫القي���اس )‪.‬فاملؤمن���ون بالقي���اس م���ن حي���ث‬ ‫هوطري���ق الوص���ول اىل املعرفة ‪ ،‬مضطرون‬ ‫ان جيدوامقدماته���م يف م���كان ما‪،‬وه���م‬ ‫جيدونه���ا عادة يف الكتب املقدس���ة‪ .‬والقياس‬ ‫مة‪،‬هوطريق الوصول‬ ‫له ِ‬ ‫املبنى على الكتب املُ ِ‬ ‫اىل احلقيق���ة عن���د املش���رعني واملس���حيني‬ ‫واملسلمني والشيوعيني‪].‬‬ ‫مساها ـ راسل ـ باآلفة‬ ‫تلك املعركة او كما ّ‬ ‫عندما اشار للعرب ‪ ،‬هي اليت رمست مفرتق‬ ‫الط���رق للعق���ول‪ .‬طريق القي���اس‪ ،‬وطريق‬ ‫اإلستقراء‪.‬‬ ‫كانت اإلنطالقة يف اوربا شاملة‪،‬يف‬ ‫العق���ل واملعم���ل ‪ .‬اإلندف���اع يف دروب‬ ‫العلم ش ّرع ابواب احلرية الفكرية من‬ ‫النهضة اىل التنوير‪ ،‬تدفق الفالس���فة‬ ‫العظ���ام ‪..‬دي���كارت‪ ،‬فولتري‪،‬أوجس���ت‬ ‫كونت ‪..‬نيتشة‪،‬علم ينتج صناعة وفكر‬ ‫يلد حرية ‪،‬وغاص العرب يف تراب الرتاب‬ ‫من املماليك اىل االتراك اىل االستعمار‪..‬‬ ‫لك���ن اورب���ا اجلدي���دة مل تك���ن كلها عقال‬ ‫ذهبيا ملاع���اً ‪ ،‬لقد أُصيبت بكل آفات عضالت‬ ‫الطم���وح ‪ ،‬وجن���ون العظمة الوطني���ة ‪ ،‬لقد‬ ‫ب���دأت بريطاني���ا مبك���راً مس�ي�رة حامس���ة‬ ‫حن���و عص���ر سياس���ي جديد‪،‬بع���د حرك���ة‬ ‫كروموي���ل وصدور"املاجن���ا كارت���ا"‪ ،‬مل‬ ‫تغ���ب الدم���اء ع���ن بريطانيا‪،‬لك���ن قضي���ة‬ ‫الدميقراطي���ة كان���ت النج���م الالمع الذي‬ ‫يش���د الي���ه االف���كار والضمائ���ر ‪،‬يف فرنس���ا‬ ‫كانت االفكار عاتية إندفع���ت افكار فولتري‬ ‫روس���و ‪،‬متوهج���ة تصنع كوناً‬ ‫‪،‬وجان جاك ّ‬ ‫من التنوير‪،‬وصلت االفكار الكبرية اجلديدة‬ ‫اىل كل الش���رائح‪،‬وبدأت تتخل���ق طبق���ة‬ ‫وسطى واعية ‪،‬لكن " الدين "‪،‬عاد مرة اخرى‬ ‫يفع���ل فعل���ه يف حرك���ة العق���ل‪ ،‬والعض���ل‬ ‫‪.‬اش���تعلت ح���روب ب�ي�ن املذه���ب اجلدي���د‬ ‫‪،‬الربوتس���تنيت‪ ،‬واملذهب القديم الكاثوليكي‬ ‫‪،‬كان ذل���ك حلق���ة من حلق���ات الصدام بني‬ ‫الفكر احلروالفكر املتعصب‪ ،‬اإلنسان‪ ،‬رحلة‬ ‫يف رحلة‪ ،‬كيان يولد كيانات ‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 121‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫املسألة الليبية‪ :‬توهُّم احللول يف وهم التاريخ‬

‫أبوالقاسم اشتيوي‬ ‫حن���ن يف ليبي���ا الرب���ع األخ�ي�ر من‬ ‫العام ‪ ,2013‬حيث األوضاع األمنية‬ ‫املرتدي���ة والتس���ييس ِّ‬ ‫املتفل���ت لكل‬ ‫القضاي���ا‪ ,‬وكذلك ص���راع “األخوة‬ ‫األعداء” ِّ‬ ‫املبكر على مرياث “وطن”‬ ‫ج���راء أمراضه���م املزمنة‪.‬‬ ‫حيتضر َّ‬ ‫وبق���در ما َّ‬ ‫أن حبث دور األطلس���ي ـ‬ ‫م���ن باب نظرية املؤامرة ـ يف مس���ار‬ ‫األح���داث الليبي���ة وتردِّيها مس���ألة‬ ‫جدلية يصعب حسمها حبسب رأي‬ ‫البع���ض‪َّ ,‬‬ ‫ف���إن جمري���ات األح���داث‬ ‫الدولية خ�ل�ال العقدين األخريين‬ ‫تقط���ع َّ‬ ‫ب���أن التس���ويات الدولي���ة‪,‬‬ ‫التالي���ة للتدخ���ل يف دول املنطق���ة‬ ‫العربية‪ ,‬لن تنعكس حلو ً‬ ‫ال ملشاكل‬ ‫ِّ‬ ‫يع���زز‬ ‫األخ�ي�رة الداخلي���ة‪ .‬وم���ا‬ ‫صدق ه���ذا القول مل���ن يرتابون فيه‬ ‫م���آل األح���داث يف دول مث���ل لبنان‬ ‫والصومال والعراق‪ .‬فدول املنطقة‬ ‫العربي���ة ه���ذه ش���هدت تدخ�ل�ات‬ ‫أطلس���ية مباش���رة وغ�ي�ر مباش���رة‬ ‫أفضت إىل ِّ‬ ‫تش���ظيها وفشلها‪ ,‬ورمبا‬ ‫كانت العراق هي مثاهلا األوضح‪.‬‬ ‫ف���ع���راق ص����دام ح��س�ين ال����ذي اج��ت��اح��ت��ه ق���وات‬ ‫متذرعة مبحاربة اإلرهاب والطغيان‬ ‫األطلسي‬ ‫ِّ‬ ‫وترسيخ الدميقراطية م��ازال‪ ,‬على الرغم من‬ ‫س��ق��وط ن��ظ��ام ال��رج��ل‪ ,‬خي��وض يف وح���ول ذلك‬ ‫ال��ت��دخ��ل "ال��دمي��ق��راط��ي"‪ .‬وم���ا يهمنا يف حالة‬ ‫ال��ع��راق ه��و َّ‬ ‫أن مث��ة تسوية غ�ير م��ب��اش��رة متت‬ ‫ب�ين إي���ران وأم��ري��ك��ا مسحت ل�لأخ�يرة بسحب‬ ‫قواتها م��ن "دول���ة ال��ع��راق" املُستولدة يف كنف‬ ‫تبعات الغزو األطلسي واملباركة اإليرانية‪ .‬فهل‬ ‫كان لتلك التسوية أثر على جمريات التطور‬ ‫الدستوري والسياسي للدولة الوليدة وعلى أمنها‬ ‫الداخلي؟ جواب السؤال يأتينا مدوياً من عشرات‬ ‫التفجريات ال�تي حتصد أرواح امل��ئ��ات م��ن أبناء‬ ‫العراق كل يوم‪ .‬نلحظه كذلك يف انقسامهم‬

‫طوائف وأع��راق تتصارع على حماصصة مسخ‬ ‫الدولة الذي انتجه هلم الغري‪.‬‬ ‫نتيجة التدخل اخل��ارج��ي يف دول مثل لبنان‬ ‫��ج��ر الرتكيبتني العرقية‬ ‫وال��ع��راق كانت َت َ��ف ُّ‬ ‫والطائفية يف تلك ال���دول‪ ,‬ما أفضى إىل بروز‬ ‫تيارات وق��وى سياسية ص��ار متعذراً دجمها يف‬ ‫أم��ا يف حالة ليبيا َّ‬ ‫فإن‬ ‫دول��ة مركزية فاعلة‪َّ .‬‬ ‫تفجر كانتا الرتكيبتني االجتماعية‬ ‫ال��ذي َّ‬ ‫والعرقية‪ ,‬وقد أفرز بدوره قوى سياسية جديدة‬ ‫ت��ت��ص��ارع على خ��ط��وط مت��اس قبلية وجهوية‬ ‫أكثر منها عرقية‪ .‬وما حدا بي إىل عدم التطرق‬ ‫إىل اجلانب العرقي للصراع السياسي‪ ,‬يف ليبيا‪,‬‬ ‫َّأنه ال يشكل خطراً داهماً على وحدة الدولة يف‬ ‫حال اتفاق مكونات األغلبية الدميغرافية‪ .‬وهو‬ ‫القول الذي أرجو َّ‬ ‫أال يُفهم على َّأنه دعوة إلقصاء‬ ‫املكونات َّ‬ ‫األقلوية يف اجملتمع اللييب أو التقليل‬ ‫ً‬ ‫من شأنها‪ .‬فضال عن َّأن�ني ال َّ‬ ‫أتبنى التوصيف‬ ‫َّ‬ ‫األقلوي على الرغم من شيوعه‪.‬‬ ‫ه��ذا االستعراض املوجز ملا ي��دور على الساحة‬ ‫عما يُطرح من حلول‬ ‫اإلقليمية ِّ‬ ‫يهيئنا للحديث َّ‬ ‫للمسألة الليبية‪ ,‬اليت يلحظ املُتتبع ملسارها َّ‬ ‫أن‬ ‫ح�براً ك��ث�يراً أُ ِس��ي��ل وكلمات كثريى ُلفظت‬ ‫يتسنى َّ‬ ‫بأن َّ‬ ‫حلها لن َّ‬ ‫إلقناع الليبيني َّ‬ ‫إال بالعودة‬ ‫إىل إحدى نسخيت دستور االستقالل (األصلية‬ ‫أو املعدَّلة)‪ .‬وكمثال على هذا املنحى يف التفكري‬ ‫سنختار م��ب��ادر ًة ُن��ش َ��رت على ه��ذا امل��وق��ع حتت‬ ‫عنوان‪:‬‬ ‫املبادرة الوطنية لعودة الشرعية الدستورية‬ ‫"استئناف العمل بدستور دولة االستقالل"‬ ‫وع���ق���ب ع����رض مت��ه��ي��دي ل��ب��ع��ض امل��ت��ع��ل��ق��ات‬ ‫السياسية تخُ َت َتم املبادرة خبارطة طريق يهمنا‬ ‫منها بندها الثالث الذي يكمن فيه احلل‪ ,‬وينص‬ ‫على قيام "احلكومة املؤقتة ب��إج��راء انتخابات‬ ‫جمللس النواب‪ ،‬وفقاً لقانون تتوىل عرضه على‬ ‫املؤمتر الوطين العام ليتم اص��داره وفقا للمادة‬ ‫‪ 101‬من الدستور‪ ،‬كما تقوم باختيار‬ ‫جم���ل���س ال���ش���ي���وخ‪ ،‬وف���ق���اً‬ ‫ل����ل����م����ادة ‪ 94‬م��ن‬ ‫الدستور‪ ،‬وذلك‬ ‫ب��ال��ت��واف��ق‬ ‫م��������������ع‬

‫مكو نا ت‬ ‫اجمل����ت����م����ع‪،‬‬ ‫وم���ن ث��م يعترب‬ ‫املؤمتر الوطين العام‬

‫منحال مبجرد انعقاد ال�برمل��ان"‪ .‬بعبارات أخرى‬ ‫تقوم املبادرة على تبنيِّ نظام برملاني مبجلسني‬ ‫واحد للنواب وآخر للشيوخ‪.‬‬ ‫وال ت��ل��وح يف أف��ق ه��ذا ال��ط��رح أيَّ���ة غ��ي��وم س��وداء‬ ‫حتى ِّ‬ ‫لبد صحوه َّ‬ ‫اطالعنا على امل���ادة ‪94‬‬ ‫ق��د ُت ِّ‬ ‫املتعلقة باختيار أعضاء جملس الشيوخ‪ .‬اليت‬ ‫تنص على تأليف "جملس الشيوخ م��ن أربعة‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫وعشرين [شيخا] ويكون لكل من واليات اململكة‬ ‫الليبية الثالث ‏مثانية أعضاء" (حبسب النسخة‬ ‫األصلية)‪ .‬وتنص على تأليف "جملس الشيوخ‬ ‫من أربعة وعشرين عضوا يعينهم امللك" (حبسب‬ ‫النسخة املُعدَّلة)‪ .‬مل يتغيرَّ شيء‪ ,‬فاملسكوت عنه‬ ‫يف املادتني األصلية واملعدَّلة ويف كل ما يدور‬ ‫من حراك راهن‪ ,‬مثل املبادرة سالفة الذكر‪ ,‬هو‬ ‫َّ‬ ‫أن مستقبل ليبيا يقوم على العدد السحري (‪)3‬‬ ‫أي من مضاعفاته‪ :‬جملس شيوخ من (‪)24‬‬ ‫أو ٍّ‬ ‫جرا‪.‬‬ ‫وجلنة صياغة دستور من (‪ )60‬وهلم َّ‬ ‫َّإنها احملاصصة التارخيية ذاتها بني طرابلس‬ ‫وب��رق��ة وف���زان‪ .‬أي االع�ت�راف الضمين بكيانية‬ ‫تلك األقاليم على مجيع املستويات‪ .‬وك��ي ال‬ ‫أص��ل��ب فكرياً على خشبة ال��ف��درال��ي��ة س��أه��ادن‬ ‫أسلم جد ً‬ ‫حراس هيكلها بالقول َّإنين ِّ‬ ‫ال بتمايز‬ ‫تلك الكيانات ت��ارخي��ي��اً وبأنها مل ِّ‬ ‫تشكل‪ ,‬ولن‬ ‫أما وقد ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫سلمت‬ ‫تشكل‪ ,‬كياناً موحداً متجانساً‪َّ .‬‬ ‫ً‬ ‫بذلك خ�لاف��ا لقناعاتي‪ ,‬فسأقفز مباشرة إىل‬ ‫طرح السؤال احمل��وري الذي حتاول هذه املقالة‬ ‫اإلجابة عنه‪ :‬ملاذا جنح الليبيون يف فدرلة دولة‬ ‫استقالهلم األول عام ‪ 1951‬يف حني مل حيالف‬ ‫النجاح مسعى فدرلة ما أمسوه دولة استقالهلم‬ ‫الثاني؟‬ ‫وه��ن��ا ق��د ي��دف��ع ال��ب��ع��ض ب���اع�ت�راض م�����ؤدَّاه َّ‬ ‫أن‬ ‫املقارنة ال تصح باعتبار َّأن��ه مل يكن مثة دولة‬ ‫يف مرحلة االستقالل األول‪ ,‬ما يعين بالضرورة‬ ‫َّ‬ ‫أن شكل نظام احلكم سيأتي وفق رغاب الليبيني‬ ‫ومصاحلهم اليت عملت األمم املتحدة واحللفاء‬ ‫ع��ل��ى ت��ل��ب��ي��ت��ه��ا وحت��ق��ي��ق��ه��ا‪ .‬ول���ك���ن ه��ذا‬ ‫االعرتاض ال يغيرِّ من جوهر‬ ‫التماثل بني احلالتني‪,‬‬ ‫ف���ت���غ���ي�ي�ر ش��ك��ل‬ ‫نظام احلكم‬ ‫يف دول���ة‬ ‫قائمة ـ‬

‫م��ث��ل��م��ا‬ ‫ه��و حالنا‬ ‫ال��������راه��������ن ـ‬ ‫م��س��أل��ة داخ��ل��ي��ة‬ ‫ال حت��ت��اج إىل موافقة‬

‫اجلمعية ال��ع��ام��ة أو جم��ل��س األم����ن‪ ,‬م��ا ي��ف ِّ��رغ‬ ‫االعرتاض السابق من مضمونه‪.‬‬ ‫وب��ال��ع��ودة إىل س��ؤال امل��ق��ال��ة‪ ,‬نقول م��رة أخ��رى‬ ‫م��ا ال��ذي ت��غ�َّي�رَّ ؟ فالظروف الظاهرية احمليطة‬ ‫ب��االس��ت��ق�لال األول ال خت��ت��ل��ف َّ‬ ‫إال يف بعض‬ ‫ال��ت��ف��اص��ي��ل ع���ن ظ�����روف م���ا أمس���ت���ه امل���ب���ادرة‬ ‫باالستقالل الثاني‪ )1( :‬األم�ير حممد إدري��س‬ ‫السنوسي يف برقة مدعوماً من اجملاهدين وشيوخ‬ ‫القبائل‪ ,‬واآلن "األم�ير" أمح��د الزبري السنوسي‬ ‫م��دع��وم��اً م��ن "ال��ث��وار" وش��ي��وخ القبائل‪ )2( .‬آل‬ ‫سيف النصر وما ميثلون يف فزان واآلن آل سيف‬ ‫النصر ـ وإن بدرجة أقل ـ وما ميثلون يف فزان‪)3( .‬‬ ‫تيارات سياسية مدنية يف إقليم طرابلس تقابلها‬ ‫َّ‬ ‫املشيخات القبلية ذات��ه��ا ال�تي ك��ان��ت مناوئة‬ ‫حلراكها السياسي إبَّ���ان االح��ت�لال اإليطالي‪.‬‬ ‫(‪ )4‬ولتكتمل الصورة جيب اإلشارة إىل َّ‬ ‫أن األمم‬ ‫املتحدة مازالت حاضرة‪ ,‬مثلما كانت حاضرة‬ ‫يف مشروع االستقالل األول‪ ,‬مبمثلها وأجهزتها‬ ‫لتقديم كل عون حتتاجه ليبيا يف مشروع بناء‬ ‫دولة االستقالل الثاني‪.‬‬ ‫الذي تغيرَّ ‪ ,‬وبتعبري أدق‪ ,‬الذي غاب عن الصورة‬ ‫الراعي األجنيب ملشروع االستقالل!‬ ‫الراهنة هو َّ‬ ‫مب��ع��ن��ى َّ‬ ‫أن م���ن ت���ص���دروا امل��ش��ه��د "ال��س��ي��اس��ي"‬ ‫(السياسي‪ ,‬وأشدِّد على كلمة السياسي‪ ,‬وليس‬ ‫اجلهادي) زمن االستقالل األول كانوا واجهة‬ ‫ملشروع دوليت اإلدارة العسكرية بريطانيا وفرنسا‬ ‫محُ اطتني بدعم اإلدارة األمريكية ومباركتها‪.‬‬ ‫والنظام السياسي الذي انبثق عن ذلك املشروع‬ ‫ال ي��ع�ِّب�رِّ َّ‬ ‫إال ع��ن رؤى ال����دول ال�ت�ي رع��ت��ه وع��ن‬ ‫مصاحلها يف املنطقة‪.‬‬ ‫وإلع���ط���اء ال���ق���ارئ ف��ك��رة ع��ن م���دى ال��رع��اي��ة ـ‬ ‫التدخل السافر يف واق���ع األم���ر ـ ال���ذي كانت‬ ‫حتظى به دولة االستقالل األول‪ ,‬سأقتبس من‬ ‫برقية القنصل األمريكي يف طرابلس إىل وزير‬ ‫خارجيته بتاريخ احلادي والعشرين من مارس‬ ‫العام ‪ .)865.014/3-2149( 1949‬ويقول فيها‬ ‫َّ‬ ‫"إن نفوذ مجعية عمر املختار يتنامى يف املدن ‪...‬‬ ‫وسيفوز مرشحوها يف حال إجراء أيَّة انتخابات‬ ‫حرة اآلن ‪ ...‬كما َّ‬ ‫أن األمري [إدري��س السنوسي]‬ ‫ال يريد أن يكون لبشري السعداوي أيَّة عالقة مبا‬ ‫جي��ري"‪ .‬لن َّ‬ ‫ستفسر‬ ‫أعلق على الربقية‪ ,‬ولكنها‬ ‫ِّ‬ ‫للكثري م��ن املهتمني بالتاريخ اللييب م��ا جرى‬ ‫جلمعية عمر املختار ولبشري السعداوي الحقاً‪,‬‬ ‫كما ستوضح هلم كيفية إزال��ة العقبات اليت‬ ‫كانت تقف يف طريق إقامة دول��ة االستقالل‬ ‫الراهن‬ ‫األول‪ .‬إضافة إىل ذلك‬ ‫ِّ‬ ‫ستفسر عجزنا َّ‬ ‫عن حكم أنفسنا بدون أن أخوض يف التفاصيل!‬ ‫َّ‬ ‫إن م��ن َّ‬ ‫فجة لتاريخ‬ ‫يتوهم احل��ل يف اس��ت��ع��ادة َّ‬ ‫َّ‬ ‫ن��اق��ص ل��ن حي��ص��د إال ال��ف��ش��ل‪ .‬وأيَّ����ة حم��اول��ة‬ ‫لفرض فدرالية ُمضمرة لن يُكتب هلا النجاح‬ ‫��راع��ي األج��ن�بي ال��ق��ادر على فرض‬ ‫يف غ��ي��اب ال َّ‬ ‫أود أن تنتبه له أطراف الصراع‬ ‫رؤيته‪ .‬أخرياً‪ ,‬ما ُّ‬ ‫على السلطة يف ليبيا اآلن‪ ,‬يف ظل تنامي الشحن‬ ‫القبلي واجل��ه��وي وغ��ي��اب أيَّ��ة ق��وة راع��ي��ة تدير‬ ‫الصراع‪ ,‬هو َّ‬ ‫أن صراعها َس ُي ْد ِخل البالد يف أتون‬ ‫تقرر ساعة مصاحل‬ ‫حرب أهلية لن تتوقف حتى ِّ‬ ‫القوى اخلارجية القادرة َّ‬ ‫أن وقت التدخل حلسم‬ ‫الصراع قد حان!‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ashtaiwie@gmail.com‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 121‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫ليبيا والطريق إىل الصوملة‬

‫الدولة الليبية بني سياسة عسكرة‬ ‫اجملتمع و وأد الثقافة املدنية‬ ‫الزهراء لنقي‬ ‫هال�ن�ي م���ا مسعت أن "الدول���ة" الليبية بدءا م���ن احلكومة ونهاي���ة باملؤمتر الوطين‬ ‫تقوم بوأد املس���اعي واجلهود الثقافية واإلعالمية "الراشدة" ملؤسسة صحافية مثل‬ ‫جريدة ميادين اليت تأسست مع بداية ثورة ‪ 17‬فرباير يف مدينة بنغازي ثم صارت‬ ‫ُتطب���ع وتوزع يف طرابلس وم���دن أخرى‪ .‬ومن كان يطالع جري���دة ميادين يعرف‬ ‫أنها كانت جتمع كتابات خنبة من الش���خصيات الوطني���ة وأنها كانت والزالت‬ ‫تش���كل ميادنا ح���را مس���تقال آلراء متنوعة ُتثري احلي���اة الثقافية والسياس���ية ف‬ ‫جمتمعنا اللييب‪.‬‬ ‫اجلدير بالذكر أن القائمني على العمل يف جريدة ميادين يعملون بش���كل طوعي‬ ‫وال يتقاضون أجرا بل أن حتى أبس���ط أدوات عمله���م يف الصحافة مثل الكامريا مل‬ ‫حيصل���وا على متوي���ل المتالكها و إمنا هي من ماهلم اخل���اص! اجلدير بالذكر‬ ‫أيض���ا أن جري���دة ميادين تعتمد اعتمادا أساس���يا على االش�ت�راكات وه���و ما يقدر‬ ‫بدينار للنس���خة‪ .‬وق���د كانت احلكومة املؤقت���ة املوقرة واملؤمتر الوط�ن�ي املوقر قد‬ ‫أبرموا عقود اش�ت�راك مع جريدة ميادين‪ .‬وعلى وجه التحديد قامت حكومة الكيب‬ ‫باالتف���اق ا م���ع جري���دة ميادين بعقد اش�ت�راك ب‪ 100‬نس���خة‪ .‬م���ا مت نقله لي من‬ ‫القائمني على اجلريدة (والذي مل أمسع بعد وجهة نظر املكتب اإلعالمي لرئاس���ة‬ ‫الوزراء فيه)هو أن احلكومة ترفض دفع مستحقات اجلريدة وهو مايقدر ب ‪2600‬‬ ‫دينار فقط كما ترفض االستمرار يف االشرتاك بدعوى التقشف وهو ما قد تتبعه‬ ‫أيضا اللجنة اإلعالمية للمؤمتر الوطين!!!‬ ‫واحلق أني يف غاية االستهجان ملسلك "الدولة" الليبية من الصحافة السيما الراشد‬ ‫منه���ا مث���ل جريدة ميادين! فهل املقصود هو وأد أي جه���ود توعوية تنويرية تنهض‬ ‫باجملتم���ع ؟ ه���ل املقصود كبت الس���لطة الرابعة حتى ال تق���وم بواجبها يف املراقبة‬ ‫والنقد واحملاس���بة؟ هل املقصود جتفي���ف املنابع الثقافية املدني���ة يف مقابل اعتماد‬ ‫سياسة تشجيعة على عسكرة اجملتمع؟؟ كيف يتم رفض دفع مستحقات ب مبلغ‬ ‫بسيط يقدر ب‪ 2600‬دينار ورفض االستمرار يف دفع االشرتاك يف اجلريدة (الذي‬ ‫ه���و أقل جهد لدعم اجلريدة) بدعوى التقش���ف يف الوقت ال���ذي يتم دفع ما يقارب‬ ‫مليار دينار لكتائب مس���لحة خارج إطار األبنية األمنية والعس���كرية الش���رعية أو‬ ‫الرمسية؟؟‬ ‫س���ؤال أخري حلض���رة الدول���ة الليبية املوق���رة أخط���ر ببالكم وحنن يف مس���ار بناء‬ ‫دول���ة االس���تقالل الثانية أن ُتنش���ئون أو تدعم���ون مركزا حبثي���ا واحدا ‪Think‬‬ ‫‪ Tank‬أم أن ذلك ليس يف نظركم من أولويات املرحلة االنتقالية من التحول‬ ‫الدميوقراطي ؟‬ ‫م���ا أعرفه هو أن الدول املعنية بش���ؤون العمران ترعى البح���ث العلمي وتعمل على‬ ‫تقوي���ة احلركة الثقافية يف اجملتم���ع متمثلة يف الصحافة واإلع�ل�ام والفن‪ .‬فلم‬ ‫تقم قائمة لدولة أو حضارة فضلت ثقافة الس�ل�اح على الثقافة املدنية‪ .‬التش���جيع‬ ‫على فوضى الس�ل�اح وعس���كرة اجملتمع وجتفيف منابع احلرك���ة الثقافية‪ ،‬كما‬ ‫نراه يف سياساتكم‪ ،‬يؤذن خبراب الديار وليس عمرانها‬

‫احلوار الوطين ‪...‬‬

‫فتح اهلل اجلـــ‬ ‫ال احب أبداً تلك النوعية من الناس اليت تنظر‬ ‫دوم��اً للنصف الفارغ من الكأس وال تستطيع‬ ‫رؤية النصف اآلخر ‪ ،‬هذه النوعية تلعن الظالم‬ ‫دوماً غري عابئة مبحاولة إيقاد الشموع ‪...‬‬ ‫ك���ان الزام����اً أن أك��ت��ب ه���ذه امل��ق��دم��ة ‪ ،‬قبل‬ ‫التطرق إىل موضوع كنت وال أزال من أشد‬ ‫املتحمسني له والدعاين له والعاملني على إيقاد‬ ‫مشوعه ‪.‬‬ ‫ال��ي��وم خت��رج علينا م��ب��ادرة ل��ل��ح��وار ال��وط�ني ‪،‬‬ ‫وقد كثر حوهلا اجلدل ‪ ،‬وقد حاولت التمهل‬ ‫كثرياً قبل إب��داء أي انطباع حوهلا ‪ ،‬بل قمت‬ ‫ببعض االت��ص��االت مع من أمكن من املهتمني‬ ‫واملطلعني واملستهدفني بهذه امل��ب��ادرة ‪ ،‬كما‬ ‫شاهدت ما أمكن من تناول اإلع�لام هلا سواء‬ ‫يف املؤمتر الصحفي لرئيس ال��وزراء أو احللقة‬ ‫اليت أذاعتها قناة النبأ واستضافت فيها د مجعة‬ ‫عتيقة ‪ ،‬واألستاذ مفتاح كنشيل ‪ ،‬وسأبدأ من‬ ‫حيث انتهيا ‪...‬‬ ‫الب��د ألي ح���وار أن ي��ك��ون مبنياً على أس��س ‪،‬‬ ‫منها االعرتاف أوال بوجود اآلخر ومن ثم حقه‬ ‫يف إب��داء ما يؤمن به من آراء ‪ ،‬خاصة إذا كان‬ ‫احلوار " وطنياً" مبعنى أن كل من يشرتك يف‬ ‫صفة املواطنة له احلق يف املشاركة واحلق يف‬ ‫إبداء الرأي دون مصادرة من احد ‪ ،‬ثم ما أهداف‬ ‫احل���وار حتى نضع ل��ه خ��ارط��ة ت��ق��وده للهدف‬ ‫منه ؟ وبعد ذلك نأتي للتفاصيل واليت عادة ما‬ ‫يستكني الشيطان فيها‪.‬‬ ‫أذك���ر ب��ع��د س��ق��وط ط��راب��ل��س أن صحفياً‬ ‫إيطاليا س��أل�ني إن كنا سنسمح ألنصار‬ ‫النظام السابق مبمارسة حقهم الدميقراطي‬ ‫يف إن��ش��اء ح���زب ميثلهم ورف���ع ش��ع��ارات��ه‬ ‫واملناداة باألفكار اليت يؤمنون بها ‪ ...‬كان‬ ‫ردي جبملة حامسة هل هناك حزب نازي‬ ‫معرتف به دميقراطياً يف املانيا؟‬ ‫ابتسم وق��ال مجلة بسيطة " إذاً أنتم‬ ‫تسريون يف الطريق اخلطأ " ‪ ،‬يف ذلك‬ ‫الوقت مل اعر هلذا احلديث أي اهتمام‬ ‫‪ ...‬ومل يطرق ذه�ني إال عندما بدأت‬ ‫املناداة ثم املمارسة يف تقسيم الشعب‬ ‫ال��ل��ي�بي إىل " ف��س��ط��اط�ين" منتصر‬ ‫وم��ه��زوم ‪ ،‬وجم��رم مجُ ّ ���رم وجم��رم‬ ‫ُومبرّ أ‪ ...‬عندها أدركت حجم ما حنن سائرون‬ ‫فيه وحجم ما سنعرض له الوطن من كارثة ‪..‬‬ ‫أقول هذا الكالم ألسأل املبادرين للحوار وبعد‬ ‫كل هذا ال��دم والدمار واألمل وانعدام الرؤية‬ ‫ألي أف���ق ح��ق��ي��ق��ي ي��ن��ق��ذ ال���وط���ن م���ن ب��راث��ن‬ ‫التقسيم والضياع وسرقة املستقبل وغريها من‬ ‫عشرات املصائب اليت ترتبص بالوطن ‪ ،‬سؤالي‬ ‫بصراحة شديدة هل سنعتمد صفة " املواطنة"‬ ‫يف أي دعوة للحوار ؟ هل سيكون هناك اعرتاف‬ ‫ب��اآلخ��ر مهما اختلفنا معه ؟ ه��ل احل���وار بني‬ ‫أنصار فرباير وخمالفيهم ؟ أم أن احل��وار هو‬ ‫ب�ين ممثلي ال��ط��رف املنتصر وال��ذي��ن اختلفوا‬ ‫بعد النصر واليوم يريدون توحيد صفوفهم من‬ ‫جديد ؟ هل سيكون احلوار بني كيانات سياسية‬ ‫فقط ال ج��ذور هلا يف واق��ع الليبيني اليوم ‪ ،‬أم‬ ‫سيكون احلوار بني قبائل ومدن وعشائر ؟ هل‬

‫احل��وار الوطين ال��ذي ندعوا له سيكون بدي ً‬ ‫ال‬ ‫حلوار الرصاص الذي نشهده بني فينة وأخرى‬ ‫؟‬ ‫هل نستطيع أن نقول بأن نتائج احلوار ستؤدي‬ ‫إىل قبول مجيع األط��راف باحلقوق " اجملردة"‬ ‫واالل���ت���زام���ات " احمل�����ددة" م��ه��م��ا ك��ان��ت تلك‬ ‫األط���راف ومهما ك��ان موقفها يف األح���داث ؟‬ ‫وما ستؤدي اليه احلقوق من عدالة التجريم‬ ‫وع��دال��ة العقاب ؟ والقبول أيضاً مبا ستمليه‬ ‫االل��ت��زام��ات بالتسليم لنفس سلطان الدولة‬ ‫مهما كانت النتائج ؟‬ ‫قد تكون هذه األسئلة من قبيل االنطالقات "‬ ‫الطوباوية " اليت " حتلق يف الفضاء " ولو لدى‬ ‫البعض ‪ ،‬ولكنها بالتأكيد هي هواجس حقيقية‬ ‫للبعض اآلخر من " املواطنيني" ‪.‬‬ ‫كتبت قبل مثانية اشهر دعوة ملناقشة فكرة "‬ ‫اللوياجريقا" وبطريقتنا الليبية ‪ ،‬ليبييون وفق‬

‫نسيجنا االجتماعي ‪ ،‬قبائل ومدن وجهويات ‪،‬‬ ‫تكون اللوياجريقا مبثابة صندوق ترمى فيه‬ ‫ك��ل األف��ك��ار وم��ن مجيع امل��ك��ون��ات احلقيقية‬ ‫للشعب ال��ل��ي�بي ‪ ،‬ي��ك��ون م��ن ض��م��ن نتائجها‬ ‫اخلروج من مأزق الدم واستعادة الوطن ‪ ،‬هوية‬ ‫وتراباً وثروة ‪ ،‬مل تأخذ تلك الدعوة مأخذ اجلد‬ ‫من الكثريين ‪ ،‬بل قوبلت باالستهزاء من البعض‬ ‫‪ ،‬غري أن ما تراه اليوم هو يف جزء منه حماكاة‬ ‫لتلك الدعوة وان كانت بغري قصد ‪ ،‬وان كانت‬ ‫حماكاة عرجاء أيضاً!‬ ‫اليوم أوجه هذه الدعوة من جديد ملتبين احلوار ‪،‬‬ ‫ال تستثنوا أحداً حتى ال يولد جنينكم موؤداً قبل‬ ‫أن يولد ‪.‬‬ ‫‏احل��وار الوطين ‪ ...‬واجلنني امل��ؤود ال اح��ب أب��داً‬ ‫تلك النوعية من الناس اليت تنظر دوماً للنصف‬ ‫الفارغ من الكأس وال تستطيع رؤي��ة النصف‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 121‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫واجلنني املؤود‬

‫ــــــــدي‬ ‫اآلخر ‪ ،‬هذه النوعية تلعن الظالم دوماً غري ومل يطرق ذه�ني إال عندما ب��دأت املناداة‬ ‫عابئة مبحاولة إيقاد الشموع ‪ ...‬كان الزاماً ثم املمارسة يف تقسيم الشعب اللييب إىل‬ ‫أن أكتب هذه املقدمة ‪ ،‬قبل التطرق إىل " فسطاطني" منتصر وم��ه��زوم ‪ ،‬وجم��رم‬ ‫موضوع كنت وال أزال من أشد املتحمسني مجُ ّ ���رم وجم��رم وُم��ّب�رّ أ‪ ...‬عندها أدرك��ت‬ ‫ل��ه وال��دع��اي��ن ل��ه وال��ع��ام��ل�ين ع��ل��ى إي��ق��اد ح��ج��م م��ا حن��ن س���ائ���رون ف��ي��ه وح��ج��م ما‬ ‫مشوعه ‪ .‬اليوم خترج علينا مبادرة للحوار سنعرض له الوطن من كارثة ‪ ..‬أقول هذا‬ ‫ال��وط�ني ‪ ،‬وق��د كثر حوهلا اجل��دل ‪ ،‬وقد الكالم ألسأل املبادرين للحوار وبعد كل‬ ‫حاولت التمهل كثرياً قبل إبداء أي انطباع ه��ذا ال��دم وال��دم��ار واألمل وان��ع��دام الرؤية‬ ‫حوهلا ‪ ،‬بل قمت ببعض االتصاالت مع من ألي أف��ق حقيقي ينقذ الوطن من براثن‬ ‫أمكن من املهتمني واملطلعني واملستهدفني التقسيم والضياع وسرقة املستقبل وغريها‬ ‫بهذه املبادرة ‪ ،‬كما شاهدت ما أمكن من من عشرات املصائب اليت ترتبص بالوطن ‪،‬‬ ‫تناول اإلعالم هلا سواء يف املؤمتر الصحفي سؤالي بصراحة شديدة هل سنعتمد صفة‬ ‫لرئيس الوزراء أو احللقة اليت أذاعتها قناة " املواطنة" يف أي دعوة للحوار ؟ هل سيكون‬ ‫النبأ واستضافت فيها د مجعة عتيقة ‪ ،‬هناك اعرتاف باآلخر مهما اختلفنا معه ؟‬ ‫واألستاذ مفتاح كنشيل ‪ ،‬وسأبدأ من حيث هل احلوار بني أنصار فرباير وخمالفيهم ؟‬ ‫انتهيا ‪ ...‬البد ألي حوار أن يكون مبنياً على أم أن احلوار هو بني ممثلي الطرف املنتصر‬ ‫أس��س ‪ ،‬منها االع�تراف أوال بوجود اآلخر والذين اختلفوا بعد النصر واليوم يريدون‬ ‫ت��وح��ي��د ص��ف��وف��ه��م م���ن ج��دي��د ؟ هل‬ ‫سيكون احل��وار بني كيانات سياسية‬ ‫ف��ق��ط ال ج���ذور هل��ا يف واق���ع الليبيني‬ ‫اليوم ‪ ،‬أم سيكون احلوار بني قبائل ومدن‬ ‫وعشائر ؟ هل احلوار الوطين الذي ندعوا‬ ‫له سيكون بدي ً‬ ‫ال حل��وار الرصاص الذي‬ ‫نشهده بني فينة وأخ��رى ؟ هل نستطيع‬ ‫أن ن��ق��ول ب��أن نتائج احل���وار س��ت��ؤدي إىل‬ ‫قبول مجيع األطراف باحلقوق " اجملردة"‬ ‫واالل��ت��زام��ات " احمل��ددة" مهما كانت تلك‬ ‫األطراف ومهما كان موقفها يف األحداث‬ ‫؟ وم���ا س��ت��ؤدي ال��ي��ه احل��ق��وق م��ن ع��دال��ة‬ ‫التجريم وعدالة العقاب ؟ والقبول أيضاً‬ ‫مبا ستمليه االل��ت��زام��ات بالتسليم لنفس‬ ‫سلطان الدولة مهما كانت النتائج ؟ قد‬ ‫تكون ه��ذه األسئلة من قبيل االنطالقات‬ ‫" ال��ط��وب��اوي��ة " ال�تي " حتلق يف ال��ف��ض��اء "‬ ‫ول��و ل��دى البعض ‪ ،‬ولكنها بالتأكيد هي‬ ‫ه��واج��س حقيقية للبعض اآلخ���ر م��ن "‬ ‫وم������ن املواطنيني" ‪ .‬كتبت قبل مثانية اشهر دعوة‬ ‫ث��������������م ملناقشة فكرة " اللوياجريقا" وبطريقتنا‬ ‫ح��ق��ه يف الليبية ‪ ،‬ليبييون وفق نسيجنا االجتماعي‬ ‫إب�����داء ما ‪ ،‬قبائل ومدن وجهويات ‪ ،‬تكون اللوياجريقا‬ ‫ي���ؤم���ن ب��ه مبثابة ص��ن��دوق ترمى فيه ك��ل األفكار‬ ‫من آراء ‪ ،‬خاصة إذا كان احلوار " وطنياً" وم��ن مجيع امل��ك��ون��ات احلقيقية للشعب‬ ‫مبعنى أن كل من يشرتك يف صفة املواطنة اللييب ‪ ،‬يكون من ضمن نتائجها اخلروج‬ ‫له احلق يف املشاركة واحلق يف إبداء الرأي م��ن م��أزق ال��دم واس��ت��ع��ادة ال��وط��ن ‪ ،‬هوية‬ ‫دون مصادرة من احد ‪ ،‬ثم ما أهداف احلوار وتراباً وثروة ‪ ،‬مل تأخذ تلك الدعوة مأخذ‬ ‫حتى نضع له خارطة تقوده للهدف منه ؟ اجلد من الكثريين ‪ ،‬بل قوبلت باالستهزاء‬ ‫وبعد ذلك نأتي للتفاصيل وال�تي ع��ادة ما من البعض ‪ ،‬غري أن ما ت��راه اليوم هو يف‬ ‫يستكني الشيطان فيها‪ .‬أذكر بعد سقوط جزء منه حماكاة لتلك الدعوة وان كانت‬ ‫طرابلس أن صحفياً إيطاليا سألين إن كنا بغري قصد ‪ ،‬وان كانت حماكاة عرجاء‬ ‫سنسمح ألنصار النظام السابق مبمارسة أيضاً! اليوم أوج��ه هذه الدعوة من جديد‬ ‫حقهم الدميقراطي يف إنشاء حزب ميثلهم ملتبين احلوار ‪ ،‬ال تستثنوا أحداً حتى ال يولد‬ ‫ورف����ع ش��ع��ارات��ه وامل���ن���اداة ب��األف��ك��ار ال�تي جنينكم موؤداً قبل أن يولد ‪.‬‏‬ ‫يؤمنون بها ‪ ...‬كان ردي جبملة حامسة‬ ‫هل هناك حزب نازي معرتف به دميقراطياً‬ ‫يف أملانيا؟ ابتسم وقال مجلة بسيطة " إذاً‬ ‫أنتم تسريون يف الطريق اخلطأ " ‪ ،‬يف ذلك‬ ‫الوقت مل اع��ر هل��ذا احلديث أي اهتمام ‪...‬‬

‫‪17‬‬

‫مدن الصيف‪ :‬بنغازي‪:‬‬ ‫الصحافة األوىل‬ ‫مسري عطا اهلل‬ ‫وصلنا إىل بنغازي صيف ‪ 1967‬وكنا مخس���ة‪ :‬جورج حش���مة‪ ،‬رئيس حترير الـ«ديلي‬ ‫س���تار»‪ ،‬حممد اليس�ي�ر من «رويرتز»‪ ،‬رفائيل كاليس من كلية اآلداب اإلجنليزية يف‬ ‫اجلامعة األمريكية‪ ،‬وحسان واحملبرِّ من «النهار»‪ .‬كان يف املدينة صحيفة واحدة هي‬ ‫«احلقيقة»‪ ،‬وقد أراد ناشرها حممد اهلوني أن يرفقها بأخرى باإلجنليزية هي «ليبيان‬ ‫تامي���س» فكان حضورنا‪ .‬مل يطل بقائي يف الـ«تامي���س» الليبية فانتقلت إىل «احلقيقة»‬ ‫الص���ادرة يوميا بأربع صفحات ومعي س���وف ترتفع إىل س���ت ثم تزه���و بثمان‪ .‬وكان‬ ‫ذلك خرقا‪.‬‬ ‫كان���ت «دار احلقيقة» مؤلفة من مكتب ومطبعة وأصحاب طيبني‪ .‬أو غاية يف الطيبة‪.‬‬ ‫كان من���زل حممد مالصقا للمطبعة‪ ،‬وغالبا ما كان���ت املأدبة عنده والعمل يف البهو‪.‬‬ ‫مجل صغري تكرميا للعاملني القادمني من لبنان‪ .‬إىل جانب حممد كان شقيقه رشاد‪،‬‬ ‫رئيس التحرير‪ ..‬كاتب بارع وإنس���ان المع ولألس���ف مقل‪ .‬دام���ت جتربيت يف بنغازي‬ ‫سبعة أو مثانية أشهر‪ ،‬تلقيت بعدها رسالة مقتضبة من مدير حترير «النهار» فرنسوا‬ ‫عقل‪(« :‬النهار) يف حاجة إىل رئيس للقسم اخلارجي‪ .‬إما أن حتضر اآلن وإما ال حتضر‬ ‫أبدا»‪.‬‬ ‫كان���ت حلظ���ة مليئة باملش���اعر ي���وم تركت بنغ���ازي‪ :‬صداقة رش���اد اهلون���ي ورفقة‬ ‫«اإلداري» احلاج حديفة‪ ،‬والعم فيتوري‪ ،‬الش���غال األمسر الذي كان ميأل بيتنا الصغري‬ ‫طيب���ة ورضا وهريس���ة حرة‪ ،‬خصوصا إذا مر رش���اد لغ���داء كيفما اتفق‪« .‬العش���اوات»‬ ‫الليبية بألف صحن وفلفل‪ ،‬كانت تعدها يف العطلة األس���بوعية زوجته محيدة‪ ،‬وهي‬ ‫مثله كاتبة يف قلمها دفق وسحر‪.‬‬ ‫كنت أمضي معظم الوقت يف بهو املطبعة‪ ،‬حماوال أن أوزع خربتي البس���يطة يف إنتاج‬ ‫اجلري���دة‪ .‬وكان املصري عبد الفتاح كبري صفيفة األحرف س���نا‪ ،‬أما كبريهم عمال‬ ‫ف���كان املصري عوض‪ .‬ويف رواية أخرى عوضني‪ .‬عبثا حاولت إقناع عبد الفتاح خبفض‬ ‫منس���وب األخطاء ألن احلق على املاكينة ال على ش���ح النظر‪ .‬وعندما تسول لي نفسي‬ ‫الغض���ب كان عب���د الفت���اح يرفعين دفعة واحدة إىل رف الباش���اوية ث���م يرميين أيضا‬ ‫دفع���ة واح���دة إىل طغيان أم كلثوم‪ :‬أهوه النهارده اخلميس يا س���عادة الباش���ا والس���ت‬ ‫حتغين‪ .‬وانت مالك‪ .‬زعالن كده ليه!‬ ‫كان عامل���ا صغ�ي�را ومجيال وطيب���ا‪ .‬وكانت بنغ���ازي مدينة صغرية متناث���رة البيوت‪،‬‬ ‫صغ�ي�رة الدكاكني‪ ،‬كثرية الرتحاب والتحيات العفوية‪ .‬كان يف «احلقيقة» س���يارة‬ ‫«فورد» غرباء عتيقة‪ ،‬وكنت أقودها من الدار يف حي «الربكة» إىل وسط البلد من دون‬ ‫إجازة س���وق‪ .‬فلم يكن ذلك ضروريا‪ .‬وال كان خيطر للش���رطي الوحيد كلما ألقيت‬ ‫عليه التحية أن وباء املخالفة اللبناني قد وصل إىل البلد‪ .‬الغرباء الوحيدون هنا كانوا‬ ‫بقاي���ا اليونانيني والطالين���ة وبضعة عمال نفط من تكس���اس‪ ،‬ينتعل���ون جزم الوالية‬ ‫ويعمل���ون يف الصح���راء نه���ارا ثم يف الليل ميألون به���و الفندق صخبا ولكن���ة‪ ،‬وأحيانا‬ ‫لكمة عابرة لفض اخلالف كما يف األفالم‪.‬‬ ‫مدين���ة متواضع���ة‪ ،‬متكاتفة‪ ،‬يع���رف أهلها بعضه���م البعض باألمس���اء‪ ،‬ويعرفون أبناء‬ ‫بعضه���م البعض‪ ،‬بالس���حنات‪ .‬واحلاج حديفة اهلوني يلقي التحي���ة على كل من مير‬ ‫بنا يف الطريق‪ :‬هل تعرفهم مجيعا يا حاج؟ ال‪ ،‬ولكن أفضل أن ختطئ يف إلقاء الس�ل�ام‬ ‫من أن ختطئ يف حجبه‪ .‬كان يردد احلاج حديفة وهو يضبط نظارتيه الرخوتني على‬ ‫أنفه‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫*نشرت بصحيفة الشرق االوسط اللندنية اخلميـس ‪ 22‬شـوال ‪ 1434‬هـ ‪ 29‬اغسطس‬ ‫‪ 2013‬العدد ‪12693‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 121‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫تكلفة العدالة االنتقالية‬ ‫حني ُس���ئل األمني العام السابق لألمم‬ ‫املتح���دة ك���ويف عن���ان ع���ن العدال���ة‬ ‫االنتقالي���ة أج���اب‪ :‬إنه���ا أج���در وأق���ل‬ ‫كلف���ة من العدال���ة اجلنائي���ة اليت مل‬ ‫ت���ؤد إىل النتائ���ج املرج��� ّوة‪ ،‬ولعّله قصد‬ ‫بذل���ك جت���ارب العدال���ة االنتقالي���ة يف‬ ‫حن���و ‪ 40‬بل���داً وعل���ى مدى يزي���د على‬ ‫أربع���ة عقود م���ن الزمان‪ ،‬فقد س���لكت‬ ‫هذه البل���دان طريق العدالة االنتقالية‪،‬‬ ‫وذلك إثر انهي���ار نظام قانوني مث ً‬ ‫ال‪ ،‬أو‬ ‫بعد انتهاء حرب أهلية‪ ،‬أو عقب نزاعات‬ ‫داخلية مس���لحة‪ ،‬أو بع���د انقضاء فرتة‬ ‫حكم دكتات���وري‪ ،‬اس���تبدادي‪ ،‬والتهيؤ‬ ‫للتح ّول الدميقراطي ‪ .‬وال ّ‬ ‫شك‬ ‫أن العدال���ة االنتقالي���ة تش���مل مرحلة‬ ‫التح���رر من االحتالل إىل االس���تقالل‪،‬‬ ‫األم���ر ال���ذي يس���تلزم يف كل ه���ذه‬ ‫التح ّوالت فرتة انتقالية ضرورية ‪.‬‬

‫عبداحلسني شعبان‬ ‫وإذا كان عن���ان قد فاضل بني العدالة االنتقالية‬ ‫والعدال���ة اجلنائي���ة‪ ،‬فإن ه���ذه املفاضلة تش���مل‬ ‫املرحل���ة االنتقالية‪ ،‬كما أنها ال تس���تبعد طريق‬ ‫العدالة اجلنائية بالنسبة للضحايا‪ ،‬ولكن دوافع‬ ‫العدال���ة االنتقالية ال تكون قانونية فحس���ب‪ ،‬بل‬ ‫يدخ���ل معه���ا وين���درج فيه���ا مراع���اة االعتبارات‬ ‫السياس���ية واالجتماعي���ة والس�ل�ام األهل���ي م���ع‬ ‫األخ���ذ بنظ���ر االعتب���ار‪ ،‬الظ���روف ال�ت�ي تتعّل���ق‬ ‫بدرج���ة تط���ور كل بل���د‪ ،‬إضاف���ة إىل اجلوان���ب‬ ‫اإلنسانية ‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من شيوع مفهوم العدالة االنتقالية‬ ‫يف العق���ود األربع���ة املاضي���ة‪ ،‬ال س��� ّيما يف املغرب‬ ‫بعد قيام حكوم���ة التناوب العام ‪ 1997‬برئاس���ة‬ ‫عبدالرمحن اليوس���في‪ ،‬حيث وج���د له صدى يف‬ ‫بع���ض األدبي���ات واملدوّنات احلقوقي���ة‪ ،‬وانعقدت‬ ‫لدراس���ة املفه���وم وتفريعات���ه وعدد م���ن جتارب‬ ‫العدال���ة االنتقالي���ة‪ ،‬بع���ض املؤمت���رات وورش‬ ‫العم���ل‪ ،‬لكنه ال ي���زال غامضاً‪ ،‬بل ويثري التباس���اً‪،‬‬ ‫خصوص���اً جله���ة عالقت���ه مبب���ادئ العدال���ة‬ ‫التقليدي���ة‪ ،‬املتعلق���ة بإحق���اق احل���ق وإعادت���ه‪،‬‬ ‫إضاف���ة إىل بعض االس���تخدامات الس���لبية اليت‬ ‫رافقت���ه‪ ،‬لدرجة أن هناك من يتص���وّر أن املفهوم‬ ‫ينصب عل���ى االنتقام وليس االنتق���ال‪ ،‬خصوصاً‬ ‫ُّ‬

‫عندم���ا ارتبط مبمارس���ات م���ن قبي���ل االجتثاث‬ ‫والعزل كما هو يف العراق وليبيا وتونس واليمن‬ ‫ومص���ر وغريها‪ ،‬حبي���ث فتح نقاش���ات وجداالت‬ ‫حادة بدأت ومل تنته‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن تأثرياتها السلبية‬ ‫‪.‬‬

‫حد للنظ���ام الدكتاتوري بصفقة سياس���ية بني‬ ‫الس���لطة واملعارض���ة‪ ،‬خصوص���اً بع���د أن وص���ل‬ ‫الصراع بينهما إىل طريق مس���دود‪ ،‬فال الس���لطة‬ ‫قادرة عل���ى القضاء عل���ى املعارض���ة وال األخرية‬ ‫قادرة على اإلطاحة بالسلطة ‪.‬‬

‫وإذا كان���ت مثة جتارب دولية ق���د تراوحت بني‬ ‫فقه القطيعة وفقه التواصل يف السابق واحلاضر‬ ‫خي���ص العدال���ة االنتقالي���ة‪ ،‬ف���إن موج���ة‬ ‫يف م���ا‬ ‫ّ‬ ‫الربيع العربي طرحت هذه املس���ألة على بس���اط‬ ‫البح���ث عل���ى حنو ج���دّي‪ ،‬وتراوح���ت أطروحات‬ ‫“الش���رعيات اجلدي���دة” بع���د انهي���ار وس���قوط‬ ‫“الش���رعيات القدمية” بني التشدّد والعزل‪ ،‬وبني‬ ‫الصالب���ة املبدئي���ة مع ش���يء م���ن املرون���ة‪ ،‬لكن‬ ‫االجتاه األكثر نفوذاً هو اجتاه اإلقصاء واإللغاء‪،‬‬ ‫مبا فيه التش���دّد يف تطبيق بعض معايري العدالة‬ ‫التوجه ً‬ ‫هوى لدى‬ ‫اجلنائي���ة‪ ،‬وقد القى مثل ه���ذا ّ‬ ‫ش���باب الثورات وبعض قياداتها الالحقة‪ ،‬وانتقل‬ ‫اجلدل إىل التش���ريعات والقوان�ي�ن والربملان‪ ،‬مبا‬ ‫فيه إىل الصياغات الدستورية ‪.‬‬

‫أم���ا يف أوروب���ا الش���رقية فق���د اخت���ذت بولوني���ا‬ ‫وهنغاري���ا م���ن فق���ه التواص���ل أساس���اً‬ ‫للتوج���ه‬ ‫ّ‬ ‫الدميقراط���ي‪ ،‬بتفاه���م ب�ي�ن ج���زء من الس���لطة‬ ‫واملعارض���ة لالنتقال الس���لس إىل الدميقراطية‬ ‫وإنه���اء حقب���ة احلكم الش���مولي‪ ،‬وحص���ل األمر‬ ‫على حنو مقارب يف تشيكوس���لوفاكيا‪ ،‬ال س���يما‬ ‫يف األيام األخرية حني وافقت أجزاء من الس���لطة‬ ‫عل���ى االع�ت�راف باملعارضة واالتف���اق على إجراء‬ ‫انتخاب���ات وس���ن دس���تور دميقراط���ي وهكذا‪ ،‬يف‬ ‫ح�ي�ن كان���ت جترب���ة أملاني���ا الدميقراطي���ة قد‬ ‫انتهت إىل فقه القطيعة مع املاضي‪ ،‬ال س ّيما بعد‬

‫وعل���ى الرغ���م م���ن ع���دم اكتم���ال الش���رعيات‬ ‫اجلديدة حبيث تس���تقر على أس���اس قانوني ويف‬ ‫إط���ار حكم القانون‪ ،‬مع مراعاة الفرتة االنتقالية‬ ‫ال�ت�ي حتت���اج إىل ن���وع م���ن العدال���ة جتم���ع بني‬ ‫مكملة اجتماعية‬ ‫القان���ون واحلق وعوامل أخرى ّ‬ ‫وسياس���ية وص���و ً‬ ‫ال للمصاحل���ة‪ ،‬وه���ي اهل���دف‬ ‫ال���ذي ال ب ّد أن تضعه مرحلة ما يس���مى بالعدالة‬ ‫االنتقالي���ة‪ ،‬خصوص���اً وأن الرغب���ة يف الع���زل‬ ‫ّ‬ ‫وتطل برأسها بني‬ ‫السياس���ي ال تزال ش���ديدة‪ ،‬بل‬ ‫احلني واآلخ���ر‪ ،‬حبكم احتدام الصراع السياس���ي‬ ‫ودخول فئات واس���عة إىل عامل السياس���ة كانت‬ ‫حمرومة منها لوقت قريب ‪.‬‬ ‫لقد اختارت بلدان عدة طريق العدالة االنتقالية‪،‬‬ ‫م���ع وج���ود خصوصيات ل���كل جترب���ة‪ ،‬حبيث ال‬ ‫ميك���ن استنس���اخها أو تقليدها‪ ،‬ولكن بدراس���تها‬ ‫ميكن االس���تفادة منها‪ ،‬ال س ّيما بعد جتربة أملانيا‬ ‫عند انتهاء احلرب العاملية الثانية ‪.‬‬ ‫وال ش���ك أن جتربة األرجنت�ي�ن اليت أخذت بنظر‬ ‫االعتب���ار حج���م االنته���اكات الكب�ي�رة والع���دد‬ ‫الواس���ع م���ن املنتهك�ي�ن‪ ،‬وال���ذي ل���و مت تطبي���ق‬ ‫العدال���ة اجلنائية االعتيادية حبقهم حلصل نوع‬ ‫م���ن الفوضى واالنقس���ام يف اجملتمع‪ ،‬األمر الذي‬ ‫فضل���ت في���ه جترب���ة التح���وّل الدميقراط���ي يف‬ ‫األرجنتني “إطفاء” الكثري من القضايا وحصرها‬ ‫والتوج���ه صوب‬ ‫بع���دد حم���دود م���ن املس���ؤولني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫التحوّل إىل الدميقراطية ‪.‬‬ ‫وكانت جترب���ة جنوب إفريقيا بقيادة نيلس���ون‬ ‫مانديال قد سارت يف هذا الطريق وهو الذي قال‪:‬‬ ‫علينا العيش يف املس���تقبل بد ً‬ ‫ال من االستغراق يف‬ ‫املاضي وذلك عرب تس���وية بني األغلبية الس���وداء‬ ‫واملؤسسة األمنية ‪ .‬أما جتربة تشيلي فقد اختارت‬ ‫بعد صراع طويل بني السلطة واملعارضة‪ ،‬طريقاً‬ ‫وس���طاً‪ ،‬مبوافقة املعارضة على إصدار بيونوشيه‬ ‫قائد االنقالب العسكري على احلكومة الشرعية‬ ‫برئاسة سلفادور أليندي العام ‪ 1973،‬عفواً عاماً‬ ‫ع���ن املرتكبني ومجي���ع أفراد اجليش املس���ؤولني‬ ‫عن تعذيب عش���رات اآلالف من التشيليني وقتل‬ ‫حنو ‪ 3‬آالف إنس���ان‪ ،‬مقاب���ل موافقته على إجراء‬ ‫انتخاب���ات دميقراطية‪ ،‬حيث ف���ازت بها املعارضة‬ ‫بع���د ّ‬ ‫س���ن دس���تور جدي���د مح���ل بع���ض املالمح‬ ‫الدميقراطي���ة يف الع���ام ‪ 1988،‬وهكذا مت وضع‬

‫وحدته���ا مع أملانيا االحتادي���ة‪ ،‬وذلك عرب تطبيق‬ ‫القوان�ي�ن األملانية االحتادية ملس���اءلة الفرتة اليت‬ ‫امت���دّت حن���و ‪ 41‬عاماً‪ ،‬هو عم���ر مجهورية أملانيا‬ ‫الدميقراطية ‪.‬‬ ‫أم���ا جترب���ة العدال���ة االنتقالي���ة يف املغ���رب فقد‬ ‫تهيأت فرصة حلكومة التناوب إلجراء إصالحات‬ ‫دميقراطية عرب اتفاق سياسي حضرت فيه إرادة‬ ‫املل���ك متوافق���ة م���ع إرادة املعارض���ة واجملتم���ع‬ ‫املدن���ي‪ ،‬وال س��� ّيما منظمات حقوق اإلنس���ان اليت‬ ‫لعب���ت دوراً تعبوياً‪ ،‬وهن���ا كان التحوّل من داخل‬ ‫الس���لطة س���ه ً‬ ‫ال وسلس���اً وغ�ي�ر انتقام���ي‪ ،‬م ّتخذاً‬ ‫ش���ك ً‬ ‫ال من أش���كال العدالة االنتقالية يس���تجيب‬ ‫للتجربة املغربية وتطورها ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لعل مناسبة احلديث هذا هو ثالث فعاليات فكرية‬ ‫رصين���ة انش���غلت مبوض���وع العدال���ة االنتقالية‬ ‫وقضايا املصاحلة والتح���وّل الدميقراطي‪ ،‬حيث‬

‫بدأ االهتمام يزداد بهذه املوضوعات‪ ،‬ال س ّيما بعد‬ ‫مرحلة الربيع العربي‪ ،‬األوىل‪ -‬احللقة النقاشية‬ ‫األكادميية اليت ّ‬ ‫نظمها مركز دراسات الوحدة‬ ‫العربية يف ب�ي�روت‪ ،‬والثانية اليت خصصها احتاد‬ ‫احلقوقي�ي�ن الع���رب يف اجتم���اع مكتب���ه الدائ���م‬ ‫(ال���دورة ‪ )35‬املنعقد يف أبوظ�ب�ي بدولة اإلمارات‬ ‫العربية املتحدة‪ ،‬والثالث���ة اجتماع لثماني خرباء‬ ‫دولي�ي�ن م���ن بلغاري���ا وتشيكوس���لوفاكيا واملانيا‬ ‫وجن���وب إفريقي���ا والع���راق واملغ���رب ولبن���ان يف‬ ‫مرك���ز بروكنغ���ز يف الدوح���ة ملناقش���ة قضايا‬ ‫املصاحلات ما بعد الربيع ودور العدالة االنتقالية‬ ‫‪.‬‬ ‫وق���د راف���ق موض���وع الفعالي���ات واألنش���طة‬ ‫األكادميية والفكرية أس���ئلة من قبيل التفريق‬ ‫ب�ي�ن العدال���ة االنتقالي���ة والعدال���ة االنتقامي���ة‪،‬‬ ‫وموض���وع اإلفالت م���ن العقاب‪ ،‬وأي���ن هي حدود‬ ‫املس���اءلة واحلقيق���ة؟ وكي���ف الس���بيل للج���ان‬

‫العدال���ة واملس���اءلة أو اإلنص���اف واحلقيق���ة من‬ ‫اخت���اذ إجراءات غري قضائية‪ ،‬ملالحقة قضايا ذات‬ ‫طابع جنائي وحتتاج إىل قضاء مس���تقل وحمايد‬ ‫ونزيه ومهين للبت فيها؟ ثم ما هي حدود الفرتة‬ ‫االنتقالي���ة‪ ،‬وخصوص���اً يف ارتف���اع موج���ة العزل‬ ‫السياسي واالقصاء املهين؟‬ ‫وألن الوضعي���ة غ�ي�ر اعتيادي���ة‪ ،‬فهي اس���تثنائية‬ ‫ومؤقت���ة وانتقالي���ة‪ ،‬ومهمته���ا مواجه���ة إرث‬ ‫املاضي‪ ،‬وهي تش���مل العدالة اجلنائي���ة والعدالة‬ ‫التعويضي���ة والعدال���ة االجتماعي���ة‪ ،‬ال س��� ّيما‬ ‫بكشف احلقيقة كاملة واملساءلة عن االرتكابات‬ ‫وعدم متك�ي�ن املرتكبني من اإلف�ل�ات من العقاب‬ ‫والسعي جلرب الضرر الذي هو أوسع من تعويض‬ ‫الضحاي���ا‪ ،‬مادي���اً أو معنوياً‪ ،‬وذل���ك للوصول إىل‬ ‫منع تك���رار ما حدث من خالل إص�ل�اح األنظمة‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 121‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫القانونية والقضائية واألمنية ‪.‬‬ ‫واألم���ر حيت���اج إىل تهيئ���ة األج���واء إلج���راء‬ ‫مصاحلة وطنية ش���املة يف إطار من التس���امح‬ ‫والتعاي���ش والتفاع���ل‪ ،‬وهن���ا تكم���ن ش���جاعة‬ ‫املنتصر يف مشاركة املهزوم‪ ،‬مثلما هي شجاعة‬ ‫امله���زوم يف قب���ول نتائ���ج هزميت���ه واس���تعداده‬ ‫للتعاط���ي م���ع املس���تقبل ب���روح النق���د يف إطار‬ ‫عملي���ة انتقال دميقراط���ي‪ّ ،‬‬ ‫ولعل ذلك يش��� ّكل‬ ‫جوهر وثيقة شيكاغو حول العدالة االنتقالية ‪.‬‬ ‫إن العدالة االنتقالية ال تعين عدالة املنتصرين‪،‬‬ ‫بل إقرار حب���ق اجملتمع بالتغي�ي�ر‪ ،‬وذلك بتو ّفر‬ ‫إرادة سياسية تش���ارك فيها األطراف املختلفة‪،‬‬ ‫ال س��� ّيما وجود حرك���ة باس���م الضحايا ووعي‬ ‫ل���دى النخبة‪ ،‬وإص���رار على كش���ف احلقيقة‬ ‫واملس���اءلة وص���و ً‬ ‫ال للمصاحل���ة‪ ،‬هك���ذا انته���ى‬ ‫نظام االبرتايد الذي هو جرمية ضد االنس���انية‬ ‫باتف���اق سياس���ي بع���د كف���اح طوي���ل‪ ،‬وكان‬ ‫حلركة التضامن م���ع الضحايا يف األرجنتني‪،‬‬ ‫دور كب�ي�ر يف الوص���ول إىل العدالة االنتقالية‪،‬‬ ‫اليت م���ن أركانها حفظ الذاك���رة ح ّية وعدم‬ ‫نس���يان ما حصل‪ ،‬ولكن م���ن دون انتقام أو ثأر‪،‬‬

‫ب���ل برياض���ة نفس���ية‪ ،‬تش���مل أحيان���اً الضحايا‬ ‫واملرتكبني‪ ،‬وه���و األمر الذي كان أحد أس���باب‬ ‫انتهاء النظام الدكتاتوري يف تشيلي وهكذا ‪.‬‬ ‫لقد ق ّررت إس���بانيا وصو ً‬ ‫ال للعدال���ة االنتقالية‬ ‫قل���ب الطاول���ة ولعب���ت العقالني���ة األوروبي���ة‬ ‫واحلاضن���ة الثقافي���ة دوراً يف التغيري واالنتقال‬ ‫الدميقراط���ي يف أوروب���ا الش���رقية‪ ،‬على الرغم‬ ‫من تصدّعها يف يوغسالفيا واالحتاد السوفيييت‪،‬‬ ‫ويف احتدام املش���هد دموياً يف رومانيا‪ ،‬فهل ميكن‬ ‫توف�ي�ر مثل ه���ذه األج���واء عربياً‪ ،‬اس���تفادة من‬ ‫تارخين���ا العرب���ي ‪ -‬اإلس�ل�امي وال س��� ّيما يف‬ ‫جوانبه املش���رقة املشجعة على التسامح‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل القيم اإلنسانية املشرتكة ‪.‬‬ ‫صحيف���ة اخللي���ج االماراتي���ة ‪ ،‬االربع���اء يف‬ ‫‪28/8/2013‬‬

‫‪19‬‬

‫يف سبها الضرب على باطن القدم( الفلقة)‪ .‬والسوط‬ ‫باألسالك الكهربائية ‪ ،‬والصفع للمهاجرين وطاليب اللجوء!!‬ ‫عبد املنعم اجلهيمي‬ ‫يتفوق "مركز إيواء" س���بها‪ ،‬ال���ذي زارته‬ ‫منظم���ة العف���و الدولي���ة يف أوائ���ل مايو‪/‬‬ ‫أي���ار‪ ،2013‬عل���ى غ�ي�ره من حي���ث وجود‬ ‫ظ���روف إعتقال ش���ديدة القس���وة ‪ ،‬ترقى‬ ‫إىل مرتبة املعاملة القاسية أو الالإنسانية‬ ‫أو املهين���ة‪ ،‬وال تل�ب�ي مقتضي���ات املعاي�ي�ر‬ ‫الدولي���ة حلقوق اإلنس���ان وفق ما تتطلبه‬ ‫" قواع���د األمم املتحدة الدني���ا النموذجية‬ ‫ملعامل���ة الس���جناء " و " جمموع���ة املب���ادئ‬ ‫املتعلقة حبماية مجيع األش���خاص الذين‬ ‫يتعرضون ألي شكل من أشكال اإلحتجاز‬ ‫أو الس���جن "‪ .‬ففي وقت الزيارة اليت قامت‬ ‫بها منظم���ة العفو‪،‬كان حن���و ‪1300‬من‬ ‫املهاجري���ن وطال�ب�ي اللجوء‪،‬ورمب���ا‬ ‫الالجئ�ي�ن‪ ،‬حمتجزين يف املرك���ز‪ ،‬الذي‬ ‫أقي���م بصورة مؤقتة يف س���جن قديم تابع‬ ‫للدول���ة كان ق���د أغلق يف ‪ 2007‬بس���بب‬ ‫أوضاع���ه غ�ي�ر املالئم���ة‪ .‬واضط���ر بع���ض‬ ‫املعتقل�ي�ن يف الغ���رف القدمي���ة والس���يئة‬ ‫التهوية والش���ديدة اإلكتظاظ‪ ،‬إىل النوم‬ ‫عل���ى األرض دون أغطي���ة ‪ ،‬بينم���ا كانت‬ ‫ل���دى آخرين مراتب رقيقة وقذرة‪ .‬وكان‬ ‫معظ���م املعتقلني قد نقل���وا إىل املركز يف‬ ‫م���ارس‪/‬آذار‪ 2013‬يف إنتظ���ار االنته���اء‬ ‫م���ن جتديد"مركز اإليواء" الرئيس���ي يف‬ ‫املدينة‪.‬وذك���ر هؤالء أن بعضهم اضطروا‬ ‫حت���ى منتص���ف أبريل‪/‬نيس���ان إىل النوم‬ ‫يف احلم���ام أو بالق���رب منه بس���بب ش���دة‬ ‫االكتظاظ‪.‬ومل تتح لألغلبية العظمى من‬ ‫املعتقلني فرصة اخلروج إىل اهلواء الطلق‬ ‫والتعرض ألش���عة الش���مس‪ ،‬ومل يس���مح‬ ‫هل���م مبغ���ادرة غرفه���م إال لدقائ���ق قليلة‬ ‫ث�ل�اث م���رات يف الي���وم لتس���لم وجباتهم‪.‬‬ ‫وخال الس���جن م���ن نظام عام���ل للصرف‬ ‫الصح���ي‪ ،‬م���ا أدى إىل انس���داد اجمل���اري‬ ‫وكان ل���ه أثره على الوضع الصحي العام‬ ‫للمركز‪،‬كما تكومت النفايات يف الغرف‬ ‫واملم���رات‪ .‬وأثن���اء زي���ارة املنظم���ة كان‬ ‫حنو‪80‬م���ن املعتقل�ي�ن الذين يش���كون من‬ ‫احلكة يف أيديهم وأعضاءهم التناس���لية ‪،‬‬ ‫مبا يش�ي�ر إىل إحتمال إصابتهم باجلرب‪،‬‬ ‫حمتجزين يف باحة حتت أش���عة الشمس‬ ‫الساطعة‪ ،‬بناء على مشورة األطباء الذين‬ ‫قاموا بزيارة املركز قبل ذلك بأس���بوعني‪،‬‬ ‫بي���د أن الباح���ة مل تك���ن مظلل���ة بالق���در‬ ‫ال���كايف‪ ،‬ومل يتوف���ر للمحتجزي���ن ق���در‬ ‫كاف من مياه الش���رب ومرافق اإلغتسال‬ ‫والص���رف الصحي‪ ،‬وش���كى العديد منهم‬

‫م���ن أنهم أجربوا عل���ى التبول يف زجاجات‬ ‫بالس���تيكية‪ ،‬وزع���م بعضه���م أيض���ا أنهم‬ ‫كانوا يفرغون أمعاءهم يف اخلالء‪. . . . . . .‬‬ ‫وم���ن تقري���ر منظم���ة العف���و الدولي���ة‬ ‫لعام‪2013‬بعن���وان ( ضحاي���ا اخل���وف‪،‬‬ ‫إنته���اك حقوق الالجئ�ي�ن وطاليب اللجوء‬ ‫واملهاجري���ن يف ليبي���ا ) الصفح���ة رقم‪14‬‬ ‫ويف" مركز اإليواء " يف س���بها‪ ،‬الذي زارته‬ ‫منظمة العفو الدولية يف مايو‪/‬أيار‪،2013‬‬ ‫يب���دو أن املعتقل�ي�ن ظل���وا خيضع���ون‬ ‫للتعذيب ولغريه من صنوف سوء املعاملة‬ ‫حت���ى نهاي���ة م���ارس‪/‬آذار‪ .2013‬ويب���دو‬ ‫أن املقاب�ل�ات اليت جرت م���ع ماال يقل عن‬ ‫مخس���ة غرف خمتلف���ة من املرف���ق تؤيد‬ ‫وجود النمط نفس���ه من اإلنتهاكات‪،‬اليت‬ ‫اخت���ذت بص���ورة رئيس���ية ش���كل الضرب‬ ‫املتك���رر بكبالت الكهرب���اء وخراطيم املياه‪.‬‬ ‫وعل���ى مايب���دو كان���ت عملي���ات الضرب‬ ‫تتم بصورة عش���وائية أثناء توزيع الطعام‪،‬‬ ‫وكان املدير املسؤول يف حينه يأمر بها أو‬ ‫يتغاض���ى عنها‪ ،‬ويف بع���ض احلاالت كان‬ ‫الض���رب يتخذ ش���كل تداب�ي�ر عقابية بناء‬ ‫على عمليات تفتيش عن اهلواتف النقالة‪،‬‬ ‫أو عقب حم���اوالت هروب فاش���لة‪،‬وقالت‬ ‫إحدى جمموعات املعتقلني إنهم تعرضوا‬ ‫للض���رب عندم���ا هرع���وا جلل���ب زجاجات‬ ‫مياه للش���رب أحض���رت للمرفق يف مطلع‬ ‫مايو‪/‬أي���ار‪ .2013‬وأوضح���وا ملنظم���ة‬ ‫العف���و الدولي���ة أنه���م ركض���وا جللبه���ا‬ ‫ألنه���م كان���وا عطش���ى‪ .‬ويف وق���ت قريب‬

‫م���ن مطل���ع م���ارس‪/‬آذار‪ ،2013‬أخ���رج‬ ‫حنو‪20‬إريرتي���ا وصوماليا حمتجزين يف‬ ‫س���بها‪،‬بعد أن حاول���وا الفرار‪،‬أخرج���وا من‬ ‫غرفهم إىل املمر‪،‬وأجربوا هناك واحدا تلو‬ ‫اآلخ���ر على اإلس���تلقاء على س���رير‪،‬حيث‬ ‫قيدوا م���ن معاصمه���م وكواحلهم بإطار‬ ‫الس���رير وضرب���وا عل���ى باط���ن الق���دم‬ ‫وروؤس أصابعهم‪،‬ث���م أج�ب�روا على خلع‬ ‫مالبس���هم ليبقوا باملالبس الداخلية‪ ،‬وقام‬ ‫احلراس بغمر أجس���امهم باملياه‪ ،‬ثم راحوا‬ ‫يضربونه���م بكيب���ل كهرب���اء‪.‬ويف ماي���و‪/‬‬ ‫أي���ار كان العدي���د م���ن املعتقل�ي�ن مازالوا‬ ‫حيملون عالمات الض���رب على ظهورهم‪.‬‬ ‫ومبا يؤك���د ما ذهبوا إلي���ه‪ .‬وأجرت إدارة‬ ‫مكافحة اهلجرة حتقيق���ا داخليا يف األمر‬ ‫عقب ذلك إدى إىل إبعاد بعض من أش���تبه‬ ‫بأنهم قد أس���اءوا التص���رف‪ ،‬وعلى الرغم‬ ‫من هذه التدابري فقد قامت منظمة العفو‬ ‫الدولي���ة بتوثيق عدد م���ن حاالت الضرب‬ ‫عل���ى باط���ن القدم(الفلق���ة)‪ .‬والس���وط‬ ‫باألسالك الكهربائية والصفع للمعتقلني‬ ‫يف نهاية إبريل‪/‬نيس���ان وبداية مايو‪/‬أيار‬ ‫‪. . . . . . . . . . . . . . .2013‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* مقتب���س م���ن تقري���ر منظم���ة العف���و‬ ‫الدولي���ة لع���ام‪ 2013‬بعن���وان (إنته���اك‬ ‫حق���وق الالجئ�ي�ن وطال�ب�ي اللج���وء‬ ‫واملهاجرين يف ليبيا)الصفحة رقم‪20‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 121‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫هكذا عجنت واشنطن اجليش املصري ّ‬ ‫وشكلته‬ ‫حممد دلبح‬ ‫منذ اتفاقية كام���ب ديفيد‪ ،‬والوالي���ات املتحدة‪،‬‬ ‫ممثل���ة ب���وزارة دفاعه���ا‪ ،‬تعم���ل عل���ى اإلمس���اك‬ ‫متوي�ل�ا وتس���ليحاً وتدريب���اً‬ ‫ً‬ ‫باجلي���ش املص���ري‪،‬‬ ‫وعقي���دة‪ .‬جنح���ت يف عجن���ه واعادة تش���كيله من‬ ‫جديد وف���ق مصلحتها القومية‪ .‬حتى انها أدخلت‬ ‫تغي�ي�رات جوهري���ة عل���ى بنيته‪ ،‬واع���ادت حتديد‬ ‫ع���دوه‪ ،‬مس���قطة بذلك اس���رائيل وم���ا تنفقه من‬ ‫أم���وال‪ ،‬كم���ا عمل���ت عل���ى اع���ادة تدوي���ره اىل‬ ‫شركات األسلحة األمريكية‪.‬‬ ‫عق���ب إطاحة الرئيس اإلخواني‪ ،‬حممد مرس���ي‪،‬‬ ‫عهد البيت األبيض إىل وزي���ر الدفاع األمريكي‬ ‫تش���اك هاغل‪ ،‬بأن يكون قناة االتصال الرئيس���ية‬ ‫ب�ي�ن احلكوم���ة األمريكي���ة وقي���ادة اجلي���ش‬ ‫املص���ري‪ ،‬ال�ت�ي متس���ك حالي���اً بزم���ام األم���ور يف‬ ‫مصر‪ .‬وي���رى طاقم السياس���ة اخلارجية واألمن‬ ‫القومي يف البيت األبيض أن وزير الدفاع املصري‬ ‫عب���د الفت���اح السيس���ي مبثاب���ة نقط���ة االرت���كاز‬ ‫يف مص���ر‪ ،‬خاص���ة وأن العالق���ات العس���كرية‬ ‫ب�ي�ن الوالي���ات املتح���دة ومصر اليت تع���ززت منذ‬ ‫توقي���ع معاهدة كامب ديفي���د يف عام ‪ ،1979‬قد‬ ‫أس���فرت ع���ن إدخال تغي�ي�رات جوهري���ة يف بنية‬ ‫الق���وات املس���لحة املصرية وتوجهاته���ا وعقيدتها‬ ‫العس���كرية وخططه���ا االس�ت�راتيجية من خالل‬ ‫برامج التدريب والتس���ليح األمريكية واملناورات‬ ‫العسكرية املشرتكة السنوية‪.‬‬ ‫وي���رى خ�ب�راء أن العالق���ة اخلاص���ة ال�ت�ي تربط‬ ‫الوالي���ات املتح���دة باجلي���ش املص���ري ه���ي ال�ت�ي‬ ‫تفس���ر تردد البيت األبيض بإعالن موقف صريح‬ ‫إزاء إطاحة الرئيس مرس���ي وجتنب وصف ذلك‬ ‫بانق�ل�اب عس���كري خالف���اً للمواقف ال�ت�ي أعلنها‬ ‫العديد من أعضاء الكونغرس األمريكي‪.‬‬ ‫أمريكا تغري بنية اجليش املصري وتوجهاته‬ ‫تكشف الدراسة امليدانية غري املنشورة حول القوات‬ ‫املس���لحة املصري���ة وعالق���ات التعاون العس���كري‬ ‫األمريكي ــ املصري اليت وضعها كينيث بوالك‪،‬‬ ‫احمللل السابق يف وكالة االستخبارات املركزية‬ ‫األمريكية (سي آي إيه) ومدير قسم اخلليج يف‬ ‫جملس األم���ن القومي يف عهد الرئيس األس���بق‬ ‫بي���ل كلينت���ون‪ ،‬م���دى التخريب الذي مارس���ته‬ ‫الوالي���ات املتحدة يف كل فروع القوات املس���لحة‬ ‫املصري���ة م���ن خ�ل�ال مستش���اريها العس���كريني‬ ‫والسياس���يني من���ذ أن قرر الرئي���س املصري أنور‬ ‫الس���ادات‪ ،‬الذي اغتيل يف ‪ 6‬تش���رين األول ‪1981‬‬ ‫عل���ى منصة العرض العس���كري‪ ،‬يف ع���ام ‪1979‬‬ ‫االنتق���ال مبصر كلياً إىل صف الواليات املتحدة‬ ‫ووضعه���ا يف خدمة االس�ت�راتيجية األمريكية ــ‬ ‫اإلسرائيلية يف املنطقة‪.‬‬ ‫وق���د أع���د ب���والك دراس���ته بعن���وان «أب���و اهل���ول‬ ‫والنس���ر‪ :‬الق���وات املس���لحة املصري���ة والعالق���ات‬ ‫العس���كرية األمريكي���ة املصري���ة» قب���ل ع���دة‬ ‫س���نوات‪ ،‬اس���تنادا إىل وثائق أمريكية ومقابالت‬ ‫ميدانية مع ضباط مصريني وأمريكيني كبار‬ ‫يؤك���دون فيها ح���دوث حتول وانق�ل�اب كامل‬ ‫يف العقيدة العس���كرية للجي���ش املصري ومهامه‬ ‫واس�ت�راتيجيته وجممل خططه ال�ت�ي تقوم على‬ ‫اعتبار أن إس���رائيل ال تش���كل تهديدا له‪ ،‬كما مل‬ ‫تعد بالنسبة له هدفاً‪.‬‬ ‫وق���ال ب���والك إن الوالي���ات املتح���دة أرس���لت يف‬ ‫الف�ت�رة م���ن ‪ 1990‬إىل ‪ 1991‬فريق���ا من خرباء‬ ‫البنتاغ���ون لدراس���ة اجلي���ش املصري م���ن القمة‬

‫إىل القاع���دة وتقدي���م توصي���ات إىل احلكوم���ة‬ ‫املصري���ة حول حاجته من املش�ت�ريات العس���كرية‬ ‫وهيكلي���ة اجلي���ش‪ .‬وكان أول طل���ب تق���دم ب���ه‬ ‫الفري���ق األمريك���ي ه���و إع���داد خط���ة معركة‬ ‫متكامل���ة‪ ،‬وهو ما مل تس���تجب له قي���ادة اجليش‬ ‫املصري نظراً ألنه مل يسبق هلم إعداد ذلك‪ ،‬كما‬ ‫أن فهم القيادة العس���كرية املصرية العليا للقوات‬ ‫املصري���ة كان خاطئ���اً أو غ�ي�ر مكتم���ل يف عديد‬ ‫اجملاالت‪ .‬وقال بوالك يف حديث خاص معه إن ما‬ ‫جاء يف دراسته ال يزال ينطبق على حالة اجليش‬ ‫املص���ري حالي���ا‪ ،‬مش�ي�را إىل أن ما يه���م الواليات‬ ‫املتحدة حول ق���درات اجليش املص���ري هو أربعة‬ ‫أم���ور أبرزه���ا‪ ،‬الكيفية ال�ت�ي يكون فيه���ا اجليش‬ ‫املص���ري جزءاً م���ن اس�ت�راتيجية األم���ن القومي‬ ‫املصري‪ :‬ما ه���ي التهديدات ال�ت�ي تواجهها مصر‪،‬‬ ‫وكيفي���ة اس���تخدام احلكوم���ة املصري���ة القوات‬ ‫املس���لحة ملواجهة هذه التهديدات والوس���ائل اليت‬ ‫سيتم تبنيها الستخدام اجليش كأداة لسياستها‬ ‫اخلارجية‪.‬‬

‫مساعدات عسكرية أمريكية سنوية بقيمة ‪1.3‬‬ ‫مليار دوالر‪.‬‬ ‫وطبقاً مل���ا ذكره باحثون واقتصاديون مصريون‪،‬‬ ‫فقد بدأ اجمللس األعلى للقوات املسلحة املصرية‬ ‫فور توليه الس���لطة عقب إطاح���ة مبارك‪ ،‬باختاذ‬ ‫خط���وات حلماية امتيازات اقتص���اده املغلق‪ ،‬الذي‬ ‫ال يدف���ع من خالله الضرائب ويش�ت�ري األراضي‬ ‫العامة بش���روط مالئمة وال يكشف شيئاً عنه يف‬ ‫الربملان أو إىل العامة‪ ،‬ما يعيق التغيريات املرجوّة‬ ‫حنو اقتصاد مفتوح‪.‬‬ ‫ويق���ول اخلب�ي�ر يف ش���ؤون اجلي���ش املص���ري يف‬ ‫الكلي���ة البحرية األمريكي���ة للدراس���ات العليا‪،‬‬ ‫روب���رت س�ب�رينغبورغ‪ ،‬إن محاي���ة أعمال���ه م���ن‬ ‫التدقي���ق واحملاس���بة ه���و خ���ط أمحر س�ي�رمسه‬ ‫اجلي���ش (املص���ري)‪ ،‬وه���ذا يع�ن�ي أن���ه ال يوج���د‬ ‫إمكاني���ة ملراقبة مدنية جمدي���ة (هلذه األعمال)‪.‬‬ ‫وق���د س���عى جن���راالت اجملل���س األعل���ى للق���وات‬ ‫املس���لحة إىل تثبي���ت ذل���ك قبل عق���د االنتخابات‬ ‫التش���ريعية والرئاس���ية اليت انبثق عنها تش���كيل‬

‫يف مرك���ز األه���رام للدراس���ات السياس���ية‬ ‫واالس�ت�راتيجية‪ ،‬عبد الفتاح اجلبال���ي إن «الناس‬ ‫يظنون ب���أن الليربالية ختلق الفس���اد‪ ،‬وأظن اننا‬ ‫س���نعود لالش�ت�راكية ليس بش���كل ت���ام بل رمبا‬ ‫نصفي»‪.‬‬ ‫ويص���ل عدد أف���راد القوات املس���لحة املصرية إىل‬ ‫حن���و ‪ 500‬أل���ف جن���دي نظام���ي إىل جانب حنو‬ ‫‪ 450‬ألف���اً م���ن االحتياط‪ ،‬وهي جمه���زة بنظم‬ ‫تس���لح أمريكية‪ ،‬تعطي واش���نطن نفوذاً كبرياً‬ ‫على اجليش املصري وغريه من املؤسسات املهمة‪.‬‬ ‫ومل توق���ف قي���ادة «البنتاغ���ون» اتصاالته���ا م���ع‬ ‫اجملل���س األعل���ى للقوات املس���لحة من���ذ أن كان‬ ‫برئاس���ة املشري حممد حس�ي�ن طنطاوي ورئيس‬ ‫األركان (الس���ابق) الفريق س���امي عنان‪ ،‬اللذين‬ ‫طمأنا الوالي���ات املتحدة وإس���رائيل جلهة التزام‬ ‫مص���ر مبعاهدة كامب ديفي���د‪ ،‬اليت تعترب حجر‬ ‫الزاوي���ة إلس�ت�راتيجية الوالي���ات املتح���دة يف‬ ‫املنطقة‪ .‬وهو ما أكده أيضا القائد العام للجيش‬ ‫املصري احلالي الفريق السيسي‪.‬‬

‫وخيلص بوالك يف دراس���ته إىل أن عدم الش���عور‬ ‫داخ���ل اجليش املص���ري بوجود تهديد مباش���ر قد‬ ‫أدى إىل انتشار الفساد داخل قياداته العليا‪.‬‬ ‫وتش�ي�ر تقاري���ر عدي���دة إىل أن دور واش���نطن‬ ‫يف تس���ليح اجلي���ش املص���ري وتعزي���ز صناعات���ه‬ ‫العس���كرية عل���ى م���دى العق���ود الثالث���ة املاضية‬ ‫عامل رئيس���ي يف حتديد كيفية تعامل اجليش‬ ‫مع إطاحة الرئيس املخلوع حس�ن�ي مبارك يف ‪11‬‬ ‫شباط املاضي‪.‬‬ ‫وتعترب صناعة األسلحة يف مصر األقدم واألوسع‬ ‫واألكث���ر تقدم���اً م���ن الناحي���ة التكنولوجية يف‬ ‫الوطن العربي‪ .‬ويتم متويل املؤسس���ة العسكرية‪،‬‬ ‫اليت متلك حصص���اً اقتصادية كبرية‪ ،‬من خالل‬

‫حكومة جديدة اس���تهدفت ضمان اس���تمرار رضا‬ ‫الواليات املتحدة‪ .‬وقد أكدت نصوص الدس���تور‬ ‫املص���ري‪ ،‬ال���ذي أش���رفت عل���ى وضع���ه حكوم���ة‬ ‫مرس���ي‪ ،‬عل���ى من���ح اجلي���ش املصري م���ا وصف‬ ‫بـ«حكم ذاتي» فال أحد يتدخل يف ميزانياته‪.‬‬ ‫ويعتق���د حملل���ون غربي���ون أن «اإلمرباطوري���ة‬ ‫العس���كرية» يف مص���ر تش���كل أكث���ر م���ن ثل���ث‬ ‫االقتص���اد املص���ري‪ ،‬فيم���ا خيش���ى اقتصادي���ون‬ ‫مصريون أن يعيق اجلي���ش مواصلة التحول من‬ ‫اقتصاد تس���يطر علي���ه الدولة الذي ب���دأ يف عهد‬ ‫الرئي���س الراحل مجال عب���د الناصر‪ ،‬إىل اقتصاد‬ ‫أكث���ر انفتاح���اً تطور يف عه���د الرئي���س املخلوع‬ ‫حس�ن�ي مبارك‪ .‬وق���ال مدير البح���ث االقتصادي‬

‫وق���د تلقت مصر منذ ع���ام ‪ 1979‬حنو ‪ 68‬مليار‬ ‫دوالر من املس���اعدات األمريكي���ة بلغت احلصة‬ ‫العس���كرية منها حنو ‪ 40‬ملي���ار دوالر‪ ،‬مما جعل‬ ‫مصر ثاني أكرب متلق ملس���اعدات من هذا القبيل‬ ‫بع���د إس���رائيل‪ .‬وجي���ري إنفاق حن���و ‪ 30‬يف املئة‬ ‫من املساعدة العس���كرية األمريكية على أنظمة‬ ‫أس���لحة جديدة مبا يضمن االستبدال التدرجيي‬ ‫ملنظومة األسلحة السوفياتية اليت كانت حبوزة‬ ‫اجليش املصري باسلحة أمريكية‪.‬‬ ‫وطبقا لتقرير هليئة خدم���ات أحباث الكونغرس‬ ‫األمريكي‪ ،‬فإن املس���اعدة العسكرية األمريكية‬ ‫ملصر تش���كل ثل���ث ميزانيتها الدفاعي���ة اليت تبلغ‬ ‫حوالي ‪ 5‬مليارات دوالر‪.‬‬


‫‪21‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 121‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫عدد أفراد القوات املسلحة املصرية إىل حنو ‪500‬‬ ‫أل��ف جندي نظامي إىل جان��ب حنو ‪ 450‬ألفًا من‬ ‫االحتي��اط‪ ،‬وهي جمهزة بنظم تس��لح أمريكية‪،‬‬ ‫تعطي واش��نطن نفوذاً كبرياً على اجليش املصري‬ ‫وغريه من املؤسسات املهمة‬ ‫ويق���ول باحث���ون وخ�ب�راء ومس���ؤولون‬ ‫عسكريون أمريكيون سابقون إن املساعدات‬ ‫العس���كرية األمريكي���ة الس���نوية للجي���ش‬ ‫املص���ري س���اهمت يف تعزي���ز بريوقراطي���ة‬ ‫عس���كرية يف مصر أس���فرت عن خلق ش���بكة‬ ‫من الصفقات الداخلية والفس���اد يف اجليش‪.‬‬ ‫وتدف���ع وزارة الدف���اع األمريكي���ة معظ���م‬ ‫األموال مباشرة للشركات األمريكية اليت‬ ‫تزود اجليش املصري باألس���لحة والطائرات‬ ‫والسفن وغريها‪.‬‬ ‫ويق���ول معارض���ون مصري���ون إن الرئي���س‬ ‫املخل���وع حس�ن�ي مب���ارك وجن���راالت كب���اراً‬ ‫متكن���وا من حتويل األموال‪ ،‬عل���ى الرغم من‬ ‫إص���رار املس���ؤولني األمريكيني عل���ى أنه ال‬ ‫ميك���ن س���رقة هذا امل���ال‪ .‬لك���ن ال أح���د يعلم‬ ‫كيف تس���تخدم الس���لع اليت حيص���ل عليها‬ ‫اجليش بعد وصوهلا إىل مصر‪.‬‬ ‫وم���ن ب�ي�ن األمثل���ة عل���ى ذل���ك مستش���فى‬ ‫عس���كري مولته الوالي���ات املتح���دة يف بداية‬ ‫التس���عينيات‪ ،‬وق���د حول���ه اجلي���ش إىل‬ ‫مستشفى فخم الستقبال املدنيني واألجانب‬ ‫وكس���ب املال‪ .‬كما اس���تخدم اجليش سرباً‬ ‫م���ن الطائرات النفاثة ال�ت�ي حصل عليها من‬ ‫أمريكا للسفر املرتف‪.‬‬ ‫ويق���ول اجلن���رال املتقاع���د يف س�ل�اح اجل���و‬ ‫األمريك���ي‪ ،‬ماي���كل كولينغ���ز‪ ،‬الذي كان‬ ‫امللح���ق العس���كري ومدي���ر مكت���ب التع���اون‬ ‫العسكري ــ األمريكي يف القاهرة بني عامي‬ ‫‪ 2006‬و‪ ،2008‬إنه قلق من تفش���ي الفساد‬ ‫يف املرات���ب العليا يف اجليش املصري‪ ،‬مش�ي�راً‬ ‫إىل أن األمريكي�ي�ن مل يس���تطيعوا تتب���ع‬ ‫األرب���اح‪ ،‬ال�ت�ي حتققها املصانع ال�ت�ي يديرها‬ ‫اجليش‪ ،‬وقال إنه يعتقد أن الش���عب املصري‬ ‫يستحق أفضل من ذلك‪.‬‬ ‫وأوضح انه حني كان يف مصر أخربه القادة‬ ‫العس���كريون عن خطة يوزع مبوجبها مبارك‬ ‫األموال على قادة األفرع املختلفة يف اجليش‬ ‫م���ن حبرية وق���وات جوي���ة وق���وات دفاعية‪.‬‬ ‫وقد أكد مس���ؤول سابق يف اجليش املصري‬ ‫تصرحيات كولينغز‪.‬‬

‫برامج الدعم واملصاحل‬ ‫األمريكية‬

‫ي���رى البي���ت االبي���ض والسياس���يون‬ ‫األمريكي���ون‪ ،‬أن أي وق���ف للمس���اعدات‬ ‫األمريكي���ة ملص���ر م���ن ش���أنه أن يع���رض‬ ‫املص���احل األمريكية يف مص���ر واملنطقة إىل‬ ‫التهدي���د‪ .‬وقد أوض���ح املتحدث باس���م البيت‬ ‫االبيض‪ ،‬جاي كارني ذلك بقوله «نعتقد انه‬ ‫لي���س من مصلحة الوالي���ات املتحدة االقدام‬ ‫عل���ى تغيري برام���ج الدعم يف ه���ذه املرحلة»‪،‬‬ ‫نافيا وقف املس���اعدات يف املدى القريب‪ .‬وقال‬ ‫«اذ نعتق���د ان ذاك االجراء ال يصب يف خدمة‬ ‫مصاحلنا بالش���كل االفضل»‪ .‬ويف أساس هذه‬ ‫املص���احل‪ ،‬اإلبقاء على الت���زام مصر مبعاهدة‬ ‫كامب ديفيد‪.‬‬ ‫وقالت مؤسس���ة ران���د ذات العالق���ة الوثيقة‬ ‫بالبنتاغ���ون إن «املنط���ق الرش���يد يكم���ن يف‬ ‫كون املس���اعدات تصب يف خدمة االعتبارات‬

‫االس�ت�راتيجية احلقيقية» للواليات املتحدة‪.‬‬ ‫وأوضح���ت أن املس���اعدات االمريكي���ة ال‬ ‫متثل س���وى ‪ 1‬يف املئة من جمم���ل االقتصاد‬ ‫املص���ري‪ ،‬مقارن���ة بنس���بة ‪ 7‬يف املئ���ة كانت‬ ‫متثلها يف العام ‪ ،1986‬فضال عن ان حنو ‪80‬‬ ‫يف املئة من جممل املس���اعدات هي عس���كرية‬ ‫بطبيعتها وتذهب لش���راء مع���دات أمريكية‬ ‫م���ن ش���ركات تنت���ج املدرع���ات والطائ���رات‬ ‫املقاتلة واملروحية‪.‬‬

‫إضاءة | الشركات األمريكية‬ ‫املستفيد األول‬

‫تشرتط الواليات املتحدة على مصر أن تنفق‬ ‫األم���وال األمريكية على مع���دات وخدمات‬ ‫أمريكية‪ ،‬وبالتالي تصبح مصدر دعم فعال‬ ‫للش���ركات األمريكي���ة‪ .‬وتقي���م ش���ركات‬ ‫«لوكهي���د مارت���ن» و«بوين���غ» و«جن���رال‬ ‫إلكرتيك» و«رايثي���ون» و«جنرال دايناميكس»‬ ‫و«ب���ي اي���ه اي سيس���تمز» صفق���ات جتاري���ة‬ ‫ك�ب�رى مع القاهرة من خ�ل�ال بيع طائرات‬ ‫مقاتل���ة ودباب���ات وأجه���زة رادار ومدفعي���ة‬ ‫وغريها من املعدات العسكرية إىل مصر‪.‬‬ ‫وتلق���ت ش���ركة «لوكهي���د مارت���ن» يف عام‬ ‫‪ 2010‬حن���و ‪ 213‬ملي���ون دوالر لقاء دفعة‬ ‫جدي���دة م���ن ‪ 20‬طائ���رة أف ‪ 16‬لس�ل�اح‬ ‫اجل���و املصري‪ ،‬الذي ميل���ك حوالي ‪ 180‬من‬ ‫املقاتالت األمريكية‪ ،‬وهذا جيعل من مصر‬ ‫رابع أكرب مش ّغل لطائرات أف ‪.16‬‬ ‫كم���ا حقق���ت ش���ركة «لوكهي���د مارت���ن»‬ ‫أرباح���اً تقدّر ب���ـ ‪ 3.8‬ملي���ارات دوالر من بيع‬ ‫طائ���رات أف ‪ 16‬ومبيع���ات أخرى إىل مصر‪.‬‬ ‫فيم���ا كس���بت ش���ركة «بوينغ»‪ ،‬ال�ت�ي تبيع‬ ‫القاه���رة مروحيات نقل من طراز ش���ينوك ــ‬ ‫‪ 47‬ما يقدر بـ‪ 1.7‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وحققت «جنرال دايناميكس الند» ‪ 2.5‬مليار‬ ‫دوالر من خالل حصوهلا يف عام ‪ 1988‬على‬ ‫ترخيص إلنتاج دبابات «أبرامز أم ‪ 1‬أي ‪ »1‬يف‬ ‫مص���ر‪ ،‬حيث ينص االتفاق على إنتاج ‪1200‬‬ ‫دبابة من نوع «أبرامز» يف مصانع يف ضواحي‬ ‫القاهرة‪ ،‬حبيث جي���ري إنتاج اجلزء األكرب‬ ‫م���ن مكوناته���ا يف مص���ر (‪ 40‬يف املئ���ة) دعما‬ ‫لفرص العم���ل‪ ،‬فيما جيري تصنيع ما تبقى‬ ‫م���ن مكون���ات يف الوالي���ات املتح���دة وجيري‬ ‫شحنها إىل مصر للتجميع النهائي للدبابة‪.‬‬ ‫يف املقابل‪ ،‬قامت الشركات اململوكة للدولة‬ ‫اليت يس���يطر عليها اجليش واهليئة الوطنية‬ ‫لإلنتاج احلربي بتصنيع األس���لحة اخلفيفة‬ ‫والذخائ���ر جلمي���ع األس���لحة واملدفعي���ة‬ ‫والصواريخ ومعدات االتصاالت‪.‬‬ ‫وم���ن الثاب���ت ان معظ���م برام���ج املس���اعدات‬ ‫االمريكي���ة املقدم���ة ملص���ر تذه���ب لتمويل‬ ‫االس���لحة واملعدات العس���كرية‪ ،‬اليت تنتجها‬ ‫الش���ركات االمريكي���ة‪ ،‬بينم���ا يذه���ب‬ ‫ج���زء ضئي���ل باملقارن���ة اىل قط���اع التنمي���ة‬ ‫االقتصادي���ة‪ ،‬ومنه���ا املش���اريع اليت تس���يطر‬ ‫عليه���ا الق���وات املس���لحة‪ ،‬اليت تش���غل عمالاً‬ ‫النت���اج مدرع���ات «أم ــ ‪ ،»1‬فض�ل�ا عن تطوير‬ ‫صناع���ة داخلي���ة للمدرع���ات ق���د تضعها يف‬ ‫مصاف السوق العاملي يف املستقبل‪.‬‬

‫باملناسبة ‪:‬التدخل العسكري‬ ‫الدولي‪ :‬احلالة الليبية‬ ‫نريوز غامن ‪ +‬أمحد قاسم‬ ‫ش���هدت الثورة الليبية تدويال م���ع صدور قرار‬ ‫جملس االمن التابع لألمم املتحدة رقم ‪1973‬‬ ‫يف ‪ 17‬أذار مارس ‪ 2011‬القاضي بفرض حظر‬ ‫ج���وي على ليبيا باالس���تناد اىل مباديء التدخل‬ ‫اإلنساني ومحاية املدنيني ‪ ،‬وبهذا يكون التدخل‬ ‫الدول���ي يف ليبيا هو االول م���ن نوعه يف الثورات‬ ‫العربي���ة ‪ ،‬ولك���ن التدخ���ل اإلنس���اني مل يك���ن‬ ‫العامل االساس���ي لدفع القوى الدولية للتدخل‬ ‫إلطاح���ة نظ���ام الق���ذايف ‪ ،‬فقد حكم���ت املصاحل‬ ‫مواقف الق���وى الدولية من مس���ألة التدخل يف‬ ‫ليبيا ‪،‬كانت فرنس���ا هي الدولة االكثر نشاطا‬ ‫ومحاس���ا للتدخل املباش���ر بينما تلكأت الواليات‬ ‫املتحدة االمريكية وايطاليا يف مس���ألة التدخل‬ ‫العس���كري ‪،‬وحتفظت أملانيا على القرار الدولي‬ ‫يف جملس االم���ن‪ ،‬وأبدت ع���دم رغبتها بصورة‬ ‫واضحة يف املشاركة يف العمليات إال يف األمور‬ ‫اللوجستية ‪.‬‬ ‫ال نس���تطيع النظ���ر لألحتاد االروب���ي كفاعل‬ ‫أساس���ي يف بنية النظام الدولي اذ تظهر املواقف‬ ‫االروبية خالل االزم���ات املفصليـة مدى جدية‬ ‫ط���رح االحت���اد االروب���ي كفاع���ل اساس���ي يف‬ ‫العالق���ات الدولي���ة بـدال م���ن ال���دول االروبية‬ ‫املكونـ���ة لـه فق���د متايـ���زت فرنس���ـا يف مواقفهـا‬ ‫ع���ن القاطـرة االساس���يــة فـي اروبـ���ا " املانيا " يف‬ ‫املس���ألة الليبي���ة ‪،‬أم���ا ايطالي���ا فلم يك���ن أمامها‬ ‫م���ن خي���ار إال الرض���وخ لالم���ر الواق���ع وانق���اذ‬ ‫ما أمك���ن انق���اذه م���ن مصاحله���ا االقتصادية ‪،‬‬ ‫وميك���ن الق���ول ان دول االحت���اد االروب���ي بن���اء‬ ‫عل���ى فرضيات " أورغانس���كي" هي دول قانعة‬ ‫يف بني���ة النظ���ام ‪ ،‬ألنه���ا يف حال���ة حتال���ف مع‬ ‫الوالي���ات املتح���دة االمريكية م���ن خالل حلف‬ ‫الناتو وتش���اركها القيم وااليدولوجيات نفسها‬ ‫‪،‬ولك���ن جي���ب االنتب���اه اىل أن مس���ألة القناع���ة‬ ‫والرض���ا عند أورغانس���كي هي مس���ألة نس���بية‬ ‫ختض���ع العتبارات متع���ددة ‪ .‬وبن���اء عليه تبدو‬ ‫فرنس���ا وأملانيا دولت�ي�ن قانعتني نس���بيا يف بنية‬ ‫النظ���ام الدول���ي تعاملت���ا م���ع املس���ألة الليبي���ة‬ ‫وفق���ا ملصاحلهم���ا الوطني���ة اليت ارتك���زت على‬ ‫دور العامل اجليوبوليتيك���ي وقضية أمن امداد‬ ‫الطاقة ‪.‬‬ ‫ال تع���رف فرنس���ا دوره���ا السياس���ي يف النظ���ام‬ ‫الدولي يف اجملال االروبي فحس���ب ولكنها ترى‬ ‫نفس���ها أيضا بوصفها ن���واة لتجمع دول حوض‬ ‫البحر املتوسط ومشال أفريقيا على أنه يقع يف‬ ‫الدائرة اجليو سياسية االوىل للدولة الفرنسية‬ ‫إذ ال يفصل بينهما إال البحر االبيض املتوس���ط‬ ‫إضاف���ة اىل الدواع���ي التارخيي���ة املس���تندة اىل‬ ‫االستعمار الفرنسي لشمال أفريقيا بينما تشعر‬ ‫أملاني���ا مبس���ؤليتها اخلاصة عن أروبا الوس���طى‬ ‫وتتحس���س م���ن املخاط���ر اجليوبوليتيكي���ة‬ ‫العابرة للحدود يف حميطها احليوي من خالل‬ ‫حتكمه���ا يف مس���ارات التغي�ي�ر ك���ي ال تص���ب‬ ‫النتائج احملتملة للصراع بني القذايف والثوار يف‬ ‫مصلح���ة اجلماعات العاب���رة للحدود يف مشال‬ ‫أفريقي���ا أو حتول ليبيا اىل دولة فاش���لة تصدر‬ ‫اهلجرات غري الشرعية اىل أروبا ‪.‬‬ ‫كما أدت قضية أمن إمدادات الطاقة واحلصول‬ ‫عليها دورا رئيس���يا يف التوجهات االروبية ‪ ،‬تعد‬ ‫ليبي���ا ثالث أكرب مورد للنفط اخلام اىل القارة‬ ‫االروبي���ة ويتمت���ع ه���ذا النف���ط مبيزة نس���بية‬ ‫لل���دول االروبي���ة م���ن ناحية اجل���ودة ‪،‬وكلفة‬

‫االس���تخراج والتصدير املنخفض���ة نظرا لقربه‬ ‫من الس���احل اللييب ‪ ،‬وقرب االس���واق االروبية ‪،‬‬ ‫أظه���رت األزمة الليبية حج���م الفجوة القائمة‬ ‫ب�ي�ن دول االحتاد االروبي يف رس���م السياس���ات‬ ‫الوطني���ة يف جم���ال الطاق���ة ‪ ،‬فق���د كان���ت‬ ‫الش���ركة االيطالي���ة إي�ن�ي أكرب الش���ركات‬ ‫النفطية العامل���ة يف ليبيا بينما كانت حصة "‬ ‫توتال " الفرنس���ية من النف���ط اللييب االقل بني‬ ‫الش���ركات العاملية ( ‪ 2%‬م���ن جممل عوائدها‬ ‫) ولذل���ك يصب املوقف الفرنس���ي يف اجتاه رفع‬ ‫أس���هم فرنس���ا وحصتها من النف���ط اللييب ‪ ،‬أما‬ ‫أملاني���ا فقد كانت قادرة على التعامل بس���هولة‬ ‫مع انقطاع الواردات من النفط اللييب من خالل‬ ‫استبدال النفط الروسي والنروجيي به ‪.‬‬ ‫عمل���ت ليبي���ا يف عه���د الق���ذايف عل���ى تطوي���ر‬ ‫حتالفاته���ا الدولي���ة مب���ا يع���زز م���ن دوره���ا يف‬ ‫قـ���ارة أفريقيـ���ا فـ���ي ظل زي���ادة نف���وذ الواليات‬ ‫املتحدة فيها من خالل انشاء القيادة العسكريـة‬ ‫االمريكيـة يف أفريقيـا " أفريكوم " حتت ذريعة‬ ‫مكافح���ة اإلره���اب واخ�ت�راق النفوذ الفرنس���ي‬ ‫يف مال���ي والنيج���ر ‪ ،‬هذا زاد من ح���دة التنافس‬ ‫الفرنس���ي – االمريكي يف الق���ارة االفريقية يف‬ ‫منطقة الس���احل والصحراء ‪ ،‬وجدت فرنس���ا يف‬ ‫املس���ألة الليبي���ة فرص���ة كي تزي���د نفوذها يف‬ ‫افريقي���ا وتتخلص من نظام غ�ي�ر قانع مبكانة‬ ‫ليبي���ا عل���ى الس���احة الدولية وميي���ل اىل احلد‬ ‫من النفوذ الفرنس���ي يف افريقيا حلساب النفوذ‬ ‫االمريكي حتى أن الطائرات الفرنس���ية كانت‬ ‫تس���تعد لقصف االراضي واملطارات الليبية قبل‬ ‫أن يص���در القرار من جمل���س االمن ‪،‬كل ذلك‬ ‫من دون أن تع���ارض الواليات املتحدة احلماس‬ ‫الفرنس���ي للحرب على ليبيا بل أنها ش���اركت‬ ‫يف العمليات العس���كرية ضمن إطار حلف الناتو‬ ‫وس���اهمت يف متوي���ل احل���رب مبا يف���وق مليار‬ ‫دوالر أمريك���ي ‪.‬إذا نظ���رت فرنس���ا للمس���ألة‬ ‫الليبي���ة على أنها فرص���ة للدفاع عن مصاحلها‬ ‫الوطني���ة يف منطق���ة جيوسياس���ية تقع ضمن‬ ‫اط���ار مصاحله���ا احليوي���ة يف ظل نظ���ام دولي‬ ‫قابل بذلك ‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 121‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫احلكواتي يف‬ ‫بنغازي‬

‫ضم���ن فعاليات بنغ���ازي عاصمة للثقافة‬ ‫الليبي���ة إحتضن���ت قاع���ة مب�ن�ي الدع���وة‬ ‫اإلسالمية أمسية تراثية بعنوان ( احلكواتي‬ ‫) جسدها الفنان املسرحي ( يوسف خشيم )‬ ‫القادم من مدينة مصرات���ه الصمود والذي‬ ‫إش���تهر ومتي���ز بتقدي���م ه���ذه الش���خصية‬ ‫الرتاثية الش���عبية املتأصلة يف الرتاث اللييب‬ ‫والعربي بش���كل عام ‪ ،‬حي���ث جيتمع الناس‬ ‫قدميا يف املقاهي او الساحات الشعبية حول‬ ‫ش���خصية احلكوات���ي الذي يتفنن يف س���رد‬ ‫القصص واألس���اطري الش���عبية النابعة من‬ ‫الرتاث والوجدان الشعيب ولقد متكن الفنان‬ ‫احلكواتي يوس���ف خش���يم م���ن تقديم هذه‬ ‫الشخصية بطريقة فنية وقدرة علي جذب‬ ‫إنتباه احلضور بإمكانياته املسرحية واإللقاء‬ ‫املتمي���ز‪ ،‬وكانت ش���خصية احلكواتي تربز‬ ‫يف شهر رمضان حيث السهرات الرمضانية‬ ‫اليت تتن���وع فيها الربامج الفني���ة والثقافية‬ ‫ومن بينها شخصية احلكواتي ‪.‬‬ ‫متيزت أمسية احلكواتي يف مدينة بنغازي‬ ‫حبض���ور متميز من املهتمني بهذا اللون من‬ ‫ال�ت�راث م���ن كت���اب وفنان�ي�ن وإعالمي�ي�ن‬ ‫حيث تركت هذه األمس���ية لديهم إنطباعا‬ ‫جي���دا وتفاعلوا مع س���رد الراوية احلكواتي‬ ‫وإس�ت�رجعوا مع���ه الذكري���ات واألماس���ي‬ ‫الرتاثي���ة اليت إندث���رت يف الوقت احلاضر ‪،‬‬ ‫سعيا من اللجنة املشرفة علي هذه‬ ‫اإلحتفالي���ة حلماي���ة ال�ت�راث م���ن اإلندثار‬ ‫والنسيان ومن أجل غرس‬ ‫القيم واملبادئ السامية ‪.‬‬ ‫قدمت هلذه األمس���ية مشرفة ومنظمة‬ ‫ه���ذه الس���هرة الرتاثي���ة ‪ :‬األس���تاذة فتحية‬ ‫حممد املف�ت�ي واليت أك���دت أن اهلدف من‬ ‫إختي���ار ه���ذا الل���ون م���ن ال�ت�راث ه���و إحياء‬ ‫احلكاي���ات الش���عبية بطريق���ة خمتلف���ة‬ ‫نابعة من الليبيني أنفس���هم حيث أننا طوال‬ ‫الس���نوات املاضية عش���نا يف عزلة عن تراثنا‬ ‫وتارخين���ا ‪ ،‬وأضافت الي���وم بنغازي حتتفل‬ ‫بع���ودة احلكوات���ي يف لياليه���ا بع���د غي���اب‬ ‫عنه���ا لعق���ود طويل���ة ‪ ،‬فاحلكوات���ي هو تلك‬ ‫النفح���ة م���ن القي���م والفضائل اليت تتس���م‬ ‫بها ش���خصيات رواياته وال�ت�ي تتفاعل معها‬ ‫الن���اس تفاع���ل ج���دي وليس هزل���ي ألنهم‬ ‫يعجب���ون بالقصص التارخيي���ة اليت تغذي‬ ‫عقوهلم ونفوسهم ‪.‬‬

‫خليل العرييب‬

‫يف وداع الفنان سامل بن زابيه‬ ‫فق���دت احلرك���ة الفني���ة والثقافي���ة يف‬ ‫بالدن���ا فنانا عصاميا ملتزم���ا أخالقيا ودينيا‬ ‫ق���دم الكثري من األعم���ال الفني���ة والرتبوية‬ ‫واإلجتماعية‪ ،‬إنه الفن���ان القديرإبن مدينة‬ ‫درنه البار( سامل بن زابيه ) الذي وافته املنية‬ ‫مس���اء اإلربعاء املاضي بعد معاناة طويلة مع‬ ‫املرض ‪.‬‬ ‫ول���د الفن���ان س���امل بن زاب���ه مبدينة درنه‬ ‫اليت ترعرع به���ا وأكمل تعليمه الثانوي بها‬ ‫‪ ،‬حف���ظ الق���رآن الكري���م وأش���تهر بتجويده‬ ‫بصوت���ه اجله���ور‪ ،‬ب���دأ حياته املهنية مدرس���ا‬ ‫تربوي���ا مل���ادة املوس���يقي مب���دارس درن���ه‬ ‫اإلعدادي���ة ‪ ،‬ومتيز بالع���زف علي العديد من‬ ‫اآلالت املوس���يقية مثل الع���ود واألكورديون‬ ‫واألورج وت���درب عل���ي يدي���ه العدي���د م���ن‬ ‫الفنان�ي�ن مبدينة درنه ‪ ،‬ولق���د كان الراحل‬ ‫من مؤسس���ي فرقة درن���ه للفنون الش���عبية‬ ‫وعم���ل مديرا هلا لس���نوات طويلة ثم أس���س‬ ‫فرق���ة درنه املوس���يقية اليت مجع���ت العديد‬ ‫من العازف�ي�ن واألصوات الغنائي���ة باملدينة ‪،‬‬ ‫وأخت�ي�ر من قبل فناني درن���ه نقيبا للفنانني‬ ‫بها ‪.‬‬ ‫وش���ارك مع فرقة املسرح الوطين مبدينة‬ ‫درنه وس���اهم معها يف جم���ال التنكر واملكياج‬ ‫املس���رحي يف العدي���د من املس���رحيات ‪ ،‬كما‬ ‫ش���ارك الفن���ان الراح���ل س���امل ب���ن زابيه يف‬ ‫العدي���د م���ن املهرجان���ات احمللي���ة والعربية‬ ‫كما ش���ارك يف ع���دد من األس���ابع الثقافية‬ ‫الليبي���ه يف بع���ض ال���دول العربي���ة وال���دول‬

‫الصديقة ‪.‬‬ ‫من أش���هر أعمال الفنان الراحل س���امل بن‬ ‫زابيه الغنائية ‪:‬‬ ‫لتوصيفك ما لقيت مثيل‬‫غالك سنني‬ ‫يف غيتك الموني‬‫إنسييت اليوم وإال تذكريين‬ ‫يا عز الغوالي‬‫دارن األنظار‬ ‫كما إشتهر بأداء املواويل الشعبية مثل ‪:‬‬

‫يا حلو يا البس احللو‬‫يا كابر النار يف العلو‬ ‫وكذلك موال ‪:‬‬ ‫يا قلب نكويك بالنار‬‫يا قلب خلفتلي العار‬

‫يا صغري يا عجباني‬ ‫دخان نارك عماني‬ ‫وإن قلت آه إنزيدك‬

‫وآلفت إللي ما إيريدك‬

‫املغاربه يهامجون مريام فارس‬ ‫هاج���م ع���دد من النق���اد واملثقف�ي�ن واجلمه���ور املغارب���ي الفنانة‬ ‫اللبناني���ة مريام فارس بع���د قيامها برفع العل���م األمازيغي خالل‬ ‫حفله���ا يف مدين���ة الناظ���ور املغربي���ه ضم���ن مهرج���ان املوس���يقي‬ ‫املتوسطية ‪.‬‬ ‫وق���د رأي العدي���د من املغارب���ة أنه كان من األفضل لو كانت‬ ‫الفنانه مري���ام فارس قد رفعت العلم املغرب���ي الذي جتتمع خلفه‬ ‫كل القوميات والطوائف املغربية ‪.‬‬ ‫ودافع معجبوا الفنانة مريام فارس عن رفعها العلم األمازيغي‬ ‫مش�ي�رين إلي أنها كانت مضطرة إلس���تالم العل���م األمازيغي من‬ ‫أحد املعجبني يف احلفل عندما صعد إلي املسرح وأحرجها وسلمها‬ ‫العل���م األمازيغ���ي وهي تغ�ن�ي أغنية تراثي���ة أمازيغي���ة يف مدينة‬ ‫الناظور ذات األغلبية األمازيغية ‪.‬‬

‫نتنياهو يشكو الفنان عساف‬ ‫رئي���س ال���وزراء اإلس���رائيلي بنيام�ي�ن‬ ‫نتنياه���و بع���ث برس���الة ش���كوي إل���ي وزي���ر‬ ‫اخلارجية األمريكي جون كريي يشكو فيها‬ ‫الفنان الفلس���طيين بطل برنامج آراب إيدول‬ ‫حمم���د عس���اف بس���بب أغنيت���ه ‪ ( :‬ي���ا ط�ي�ر‬ ‫الطاي���ر ) حيث يعت�ب�ر نتنياهو ه���ذه األغنية‬ ‫حترض للقضاء علي إس���رائيل وال تتماش���ي‬ ‫مع سياسة إستئناف املفاوضات السلمية بني‬ ‫الفلسطينيني واإلسرائليني برعاية أمريكية‬ ‫‪.‬‬ ‫ويق���ول نتنياه���و يف رس���الته ‪ :‬أن املط���رب‬ ‫حمم���د عس���اف ب���دل أن تت���م تنش���ئته عل���ي‬ ‫الس�ل�ام م���ع إس���رائيل يت���م تثقيف���ه عل���ي‬

‫الكراهية وتس���ميمه ضد إس���رائيل علي حنو‬ ‫يؤسس ملواصلة العنف واإلرهاب‬ ‫وأش���ار نتنياه���و إل���ي مقاط���ع م���ن أغنية‬ ‫حممد عساف ( يا طري الطاير ) أثناء غنائه يف‬ ‫حفل إستقبال فريق برشلونه اإلسباني أثناء‬ ‫زيارت���ه ملدين���ة أرحيا الفلس���طينية األس���بوع‬ ‫املاض���ي ‪ ،‬وأب���دأ نتنياه���و إنزعاج���ه من ذكر‬ ‫البل���دات الفلس���طينية مث���ل ‪ :‬صف���د وطربيا‬ ‫وعكا وحيفا والناصرة وبيس���ان اليت ذكرها‬ ‫عس���اف يف أغنيت���ه مبش���را أهله���ا بالع���ودة‬ ‫والتحري���ر‪ ،‬معت�ب�را نتنياهو أن ه���ذه البلدات‬ ‫خ���ارج حدود ‪ 1967‬ال�ت�ي يتفاوض عليها مع‬ ‫الدولة الفلسطينية ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 121‬سبتمبر ‪)2013‬‬

‫آل باله‬

‫أمحد بشون‬

‫صفحات مشرفة يف تاريخ كرة‬ ‫القدم الليبية‬ ‫فتحي الساحلي‬

‫االخ االك�ب�ر احل���اج عب���د اهلل باله بدا‬ ‫حيات���ه الرياضي���ة حارس���ا ملرم���ى فري���ق‬ ‫مدرس���ة الربك���ة ع���ام ‪ 1945‬م ال���ذي‬ ‫اسس���ه املرح���وم عل���ي بوش���ناك ‪..‬و يف عام‬ ‫‪ 1946‬كان ضم���ن جمموع���ة الالعبني‬ ‫الذين اسس���وا فريق الطليع���ة الذي انبثق‬ ‫م���ن مدرس���ة الربك���ة و كان من ضمن‬ ‫العبيه مصباح العرييب و ارحيمه اشتيوي‬ ‫ورمضان االسود ويوسف بوكر وغريهم‬ ‫من رواد ذلك الزمن الرياضي اجلميل ‪.‬‬ ‫لع���ب صاحبن���ا ع���دة مواس���م يف فري���ق‬ ‫الطليع���ة ث���م ش���ارك فري���ق العم���ال يف‬ ‫بع���ض املباري���ات و من ضم���ن العيب ذلك‬ ‫الفريق االسطورة اتعوله شتوان و النابغة‬ ‫الكروية عوض الفونشه ‪..‬كما لعب ايضا‬ ‫بع���ض املباريات لفري���ق االهلي ثم اعتزل‬ ‫حراس���ة ك���رة القدم و اجت���ه اىل حتكيم‬ ‫املباري���ات و جن���ح يف ه���ذه املهم���ة جناحا‬ ‫دولي���ا حي���ث حتصل على ش���ارة التحكيم‬ ‫الدولية و اصبح رئيسا للجنة التحكيم ‪.‬‬ ‫احبت���ه مجاهري الك���رة الليبية و كانت‬ ‫حترص على مشاهدة املباريات اليت يقوم‬ ‫بتحكيمه���ا فهو احلكم الوحيد الذي كان‬ ‫خياط���ب اجلمه���ور عندم���ا يرتك���ب أي‬ ‫الع���ب خطأ يف امللعب و ذلك بإيضاح خطأ‬

‫البشرة الس���مراء و كانوا اشقاء و مجعت‬ ‫ه���ذه الص���ورة التذكاري���ة التارخيي���ة‬ ‫احلك���م عب���د اهلل بال���ه و الش���قيقني امحد‬ ‫االح���ول و رجب االح���ول و االش���قاء عبد‬ ‫الس�ل�ام حممد و س���ليمان حمم���د و علي‬ ‫حمم���د و كانت ص���ورة رائعة جعلت جو‬ ‫املب���اراة يتخذ طابع املنافس���ة الش���ريفة و‬ ‫الروح الرياضية ‪.‬‬ ‫االخ االوس���ط املداف���ع اجلي���د فرج باله‬ ‫ب���دأ حيات���ه الكروي���ة م���ع فري���ق التقدم‬ ‫الذي اسس���ه محاد الضبيع ع���ام ‪ 1954‬م‬ ‫حب���ي الربكة و كان معه املدافع الصلب‬ ‫الصاحل�ي�ن الغزالي و عب���د اهلل الضبيع و‬ ‫فرج السوداني و حسني بوحليقة و غريهم‬ ‫‪..‬لعب لفريق التقدم عدة مواسم ثم اجته‬ ‫للقلعة اهلاللية ليشكل معهم فريقا رائعا‬ ‫برفقة على الش���عالية و حمجوب بوكر‬ ‫و عبد الس�ل�ام الورفل���ي و دميس الكبري و‬ ‫غريهم ‪.‬‬ ‫اخت�ي�ر عام ‪ 1957‬ليمث���ل ليبيا يف الدورة‬ ‫العربي���ة الثاني���ة ببريوت اش���تهر بلياقته‬ ‫البدني���ة و كان بط�ل�ا ملس���ابقات اجلري‬ ‫و رمب���ا هذه امليزة هي ال�ت�ي جعلته يتقدم‬ ‫م���ن مركز الظهري االمي���ن حتى مركز‬ ‫اجلن���اح االمي���ن للمش���اركة يف اهلج���وم‬

‫الالعب بإشارة برجله او بيده لكي يوضح‬ ‫للجمهور اخلطأ الذي ارتكبه الالعب ‪.‬‬ ‫من قفش���اته الرائع���ة يف اح���دى املباريات‬ ‫اليت ق���ام بتحكيمها يف ملع���ب طرابلس و‬ ‫كانت ما ب�ي�ن فريقي االحت���اد و الوحدة‬ ‫طل���ب التقاط ص���ورة م���ع الالعبني ذوي‬

‫ثم يرجع ملركزه ملراقبة اجلناح االيس���ر‬ ‫للخصم ‪.‬‬ ‫اش���تهر بروح���ه املرحة و حبه للصداقة‬ ‫و مواس���اته للناس يف افراحهم و اتراحهم‬ ‫و كان صديق���ا مقرب���ا لدمي���س الكب�ي�ر‬ ‫و عاش���ور خال���د و حمم���د املرمي���ي ‪..‬ف���از‬

‫مع فري���ق التقدم ب���كأس بطولة الدرجة‬ ‫الثاني���ة و فاز م���ع فريق اهل�ل�ال ببطولة‬ ‫برقة ‪ ..‬و يعترب مع امحد االش���هب و على‬ ‫مرس���ال و عب���د الس�ل�ام حمم���د و يونس‬ ‫راش���د من افض���ل العيب مرك���ز الظهري‬ ‫االمين يف ليبيا ‪.‬‬ ‫االخ االصغر سليمان باله هو احد راقصي‬ ‫الس���امبا م���ع ف���رج الس���وداني و جربي���ل‬ ‫ال���واداوي و يع���د م���ن العيب ك���رة القدم‬ ‫الذي���ن كان هل���م ط���راز ش���بيه بط���راز‬ ‫الع�ب�ي الك���رة الالتيني���ة فلدي���ه مهارات‬ ‫كروية عالية و جيي���د لعبة اخلذ وهات‬ ‫كما جيي���د تهريب االجنح���ة فهو العب‬ ‫وس���ط جي���د و صان���ع لع���ب م���ن ط���راز‬ ‫فري���د ‪ ..‬بدأ حياته الكروي���ة ‪ 1956‬م مع‬ ‫فريق الدفاع يف ح���ي الربكة مع جربيل‬ ‫ال���واداوي و ابراهي���م البقرماوي ثم انتقل‬ ‫اىل ع���دة ف���رق اخرى م���ن بينه���ا فريقي‬ ‫اهلالل و النجم���ة القدمية و من مميزاته‬ ‫احمل���اورة يف املناط���ق الضيق���ة و االرتقاء‬ ‫لض���رب الك���رة بال���رأس و باألضاف���ة اىل‬ ‫مهارت���ه لك���رة الق���دم كان م���ن عش���اق‬ ‫رياضة املالكم���ة و يعجبه املالكم فرج‬ ‫سالحيب و عامليا باترسون و ليستون ‪.‬‬ ‫ش���ارك فريق النجمة يف املوسم الرياضي‬ ‫‪ 1963‬و لع���ب معه���م مب���اراة ضد فريق‬ ‫احلم���رون املالط���ي و ال�ت�ي ش���ارك فيه���ا‬ ‫الثالثي اجلزائري املخلويف و االبراهيمي‬ ‫و البنتفور ‪.‬‬ ‫و بع���د اعتزال���ه اللعب اجت���ه اىل تدريب‬ ‫بع���ض الف���رق الصغ�ي�رة و لكن���ه تركها‬ ‫ليكتفي مبا قدمه يف هذه اللعبة من ملسات‬ ‫رائعة و تاريخ مشرف ‪.‬‬ ‫ه���ؤالء ه���م آل بال���ه الذي���ن قدم���وا‬ ‫الكثريللك���رة الليبية و وضع���وا بصماتهم‬ ‫عليها زمنن���ا طويال و كم امتنى ان نكرم‬ ‫هؤالء الرائعني و جنمعهم معا يف امس���ية‬ ‫رياضي���ة لنق���ول هلم و كنوع م���ن الوفاء‬ ‫كم كنتم رائعني حقا ‪.‬‬ ‫‪ 1‬احلارس عبد اهلل باله مع فريق العمال‬ ‫عام ‪ 1947‬م‬ ‫‪ 2‬الالعب سـليمان باله مـع فريق الدفاع‬ ‫عام ‪ 1956‬م‬ ‫‪ 3‬الالعـ���ب ف���رج باله مـ���ع فـريق اهلـالل‬ ‫عـام ‪ 1961‬م‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫اندية يف مهب‬ ‫الريح ‪!!..‬‬ ‫االندي���ة الرياضي���ة و ال�ت�ي هي املع�ي�ن املتدفق‬ ‫للنش���اط الرياض���ي يف س���نوات ماضي���ة و ال�ت�ي‬ ‫استطاعت ان تقوم بالدور املتميز و قدمت للوطن‬ ‫مئ���ات الرياضي�ي�ن الذي���ن اس���هموا يف رف���ع راية‬ ‫الوطن يف احملافل الدولية و قدمت العش���رات من‬ ‫القيادات الرياضي���ة و اليت تولت كثري من املهام‬ ‫و املسئوليات ‪ ..‬ثم مرت على هذه االندية فرتة مل‬ ‫يع���د هلا أي دور ‪..‬ثم تس���ابق على ادارتها وقيادتها‬ ‫عدد من الدخالء على الرياضة من الس���اعني اىل‬ ‫الش���هرة و حب الظهور بل ان منهم من جاء ألجل‬ ‫الكسب و االستفادة املالية خاصة من خالل عقود‬ ‫الالعبني و املدربني حتى اصبحت هذه االندية او‬ ‫البعض منها على االقل يف ازمة خانقة ‪.‬‬ ‫و م���ن املعل���وم ان وص���ول بعض الدخالء يس���هم‬ ‫في���ه جمموع���ة م���ن احل���ذاق م���ن الع�ب�ي كرة‬ ‫الق���دم عل���ى وج���ه اخلص���وص و الذي���ن يتغلب‬ ‫على الع���دد االكرب منهم تدني املس���توى العلمي‬ ‫و الثقايف حيث يس���عون اىل تبين احد الشخصيات‬ ‫م���ن اصح���اب االم���وال و ال تتوفر في���ه أي خربة‬ ‫رياضي���ة او ادارية يضعون���ه يف مقدمة الصفوف‬ ‫من اجل املال و يتس�ت�رون خلف���ه حيث يفرضون‬ ‫رؤيتهم القاصرة من خ�ل�ال انتماءاتهم اجلهوية‬ ‫املقيتة مستغلني ثقافة اجلماهري و اليت تنحصر‬ ‫رغباته���م يف احلص���ول عل���ى انتص���ارات هزيل���ة‬ ‫مؤقتة و نقاط رخيصة بكافة الوسائل و الطرق ‪.‬‬ ‫و الغري���ب يف االم���ر ان هذه الش���خصيات اليت‬ ‫ج���رى دعوتها و اس���تقطابها من اج���ل املال و اليت‬ ‫تود و تأم���ل اجلماهري ان يتحقق من خالهلا رفع‬ ‫املستوى الرياضي و االداري يف االندية الرياضية‬ ‫يقومون بااليعاز اىل بعض البس���طاء من البكاء و‬ ‫اس���تجداء الوزارة املنخنقة و غريه���ا طلبا للدعم‬ ‫الغري متوفر حيث يربز سؤال مهم ‪.‬‬ ‫ما هو دور هذه القيادات اليت ال متلك اال هذه‬ ‫االموال و ال شئ غريها ؟‬ ‫هل س���تتنبه ه���ذه اجلماهري هلذا الواق���ع املرير و‬ ‫تدرك ان اختياراتها خاطئة و ان الذين جيرونهم‬ ‫به���ذه االختي���ارات م���ن الع�ب�ي ك���رة الق���دم او‬ ‫اصدقائه���م الس���يئني يس���عون اىل مصاحله���م‬ ‫الشخصية و اجياد فرصة لالستفادة الشخصية‬ ‫و يدرك���ون ايضا ان انديتهم هلا تاريخ و مكانة و‬ ‫ال جيب ان يضيع هذا التاريخ اجلميل ؟‬ ‫الرياضي���ون املؤهل���ون و الش���باب الواع���ي هم‬ ‫الذي���ن يتوجب ان يكون���وا يف االندية و من ابنائها‬ ‫ألج���ل العمل عل���ى تغي�ي�ر الواقع امله�ي�ن و ألجل‬ ‫الس�ي�ر بعد ذلك يف الطريق الس���ليم الذي يرسخ‬ ‫االخالق و القيم و رفع املستوى الرياضي ‪.‬‬ ‫هل يس���تطيع شباب االندية اخلروج من هذا‬ ‫النفق املظلم ؟‬ ‫هل حقا انتم فاعلني ؟‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 9 - 3 ( - ) 121‬سبتمبر ‪)2013‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.