العدد 136

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪136‬‬

‫) ‪ 23 - 17 ( -‬ديسمبر ‪)2013‬‬ ‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫أكتوبر‪-‬‬ ‫العدد( (‪) 77‬‬ ‫الثانية ‪-‬العدد‬ ‫نوفمبر ‪)2013‬‬ ‫‪523‬ديسمبر‬ ‫‪- 17 30‬‬ ‫‪( - )( -136‬‬ ‫السنة الثالثة‬

‫السعر لألفراد ‪ 1 :‬دينار في ليبيا وتونس‬ ‫الثمن ‪ :‬دينار‬ ‫‪ -‬المؤسسات الحكومية والخاصة ‪ 3‬دينار‬

‫سوريا بني الكيماوي والصقيع‬

‫ليبيا الكعكة الصفراء ! ‪ ..‬تونس العجوز‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 23 - 17 ( - ) 136‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫ليبيا الكعكة الصفراء !‬ ‫•الكعكة الصفراء‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمة غندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫سلوى العالقي ‪ /‬الزواية‬

‫الصور واللوحــــــــــــــــــــــات‬ ‫يف العدد ختص‬ ‫الثورة الســـــــــــــــــــــــــــــــورية‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫كان ب���وش يه���در مه���ددا عقب "غزوة نيوي���ورك ! " ‪،‬االمريكيون كان���وا يعتربون بوش االبن اغبى رؤس���اء‬ ‫امريكا ‪،‬لكن القذايف زعيم اجلماهريية العظمى كان يعتربه رئيس أمريكا ‪،‬هلذا س���لم على عجل البضاعة‬ ‫النووية اليت اشرتاها من أمريكا ودول اوروبية ‪،‬اشرتاها منهم بنقود الشعب الذي يعيش يف مدن دون طرق‬ ‫وجمارى‪.‬‬ ‫‪،‬س���لم فيما بعد‬ ‫من جهة أخرى أكدت أخبار كثرية من أمريكا أن ما س���لمه ذلكم الذكي إىل ذلكم الغبى ُ‬ ‫إىل اسرائيل‪.‬‬ ‫هذه األيام والقتل والس���حل يف الش���وارع الليبية خرجت علينا األمم املتحدة بصور من سبها ‪،‬صور لرباميل‬ ‫تع���د ب���اآلالف حتتوي على الكعكة الصفراء قيل أنها متبقية من املش���روع النووي للزعيم اجلماهريي ‪،‬بعد‬ ‫موت���ه بأكثر من ‪ 24‬ش���هرا خترج األم���م أو الواليات املتحدة علينا بأن اخلطر الن���ووي للقذايف ‪،‬املتمثل يف‬ ‫براميل الكعكة الصفراء واملخزن بشكل يضحك امليت !!‪،‬هذا اخلطر يداهم ليبيا وجريانها والعامل إذا ما وقع‬ ‫يف أيدي ارهابية ‪،‬مثل يد من اشرتاها من أمريكا ودول الغرب األوربي احلريصة على أمن ودمقرطت ليبيا‬ ‫وسوريا والعراق وأفغانستان واليمن وكل البالد‪.‬‬ ‫املقبور سلم لكن ليبيا مل تسلم ‪،‬فهل تسلم سوريا بعد أن سلم بشار النعجة السالح الكيماوي ؟ ‪.‬‬ ‫لق���د ظه���ر بغتة عرب األمم املتحدة ‪،‬اليت تلعب يف البالد مشاال وميينا ‪،‬أن ليبيا كعكة صفراء ‪،‬ليبيا ليس���ت‬ ‫بالد املوت اليومي فحس���ب ‪،‬ليبيا اجلالس���ة مفلطحة على براميل النفط اليت حترق البالد ‪،‬ليبيا هذه متثل‬ ‫خط���را متفاقما يدعى هذه املرة ‪ :‬الكعك���ة الصفراء بعد أن كانت امليديا األمريكية قد أمسته يف الثمانينات‬ ‫‪ :‬أخطر رجل يف العامل‪.‬‬ ‫لقد كان الغرب منذ قرن يتسلط على هذه البالد ‪،‬سلط عليها ابنه الفاشي موسوليين لعقود ‪،‬ولعقود أخر‬ ‫ابنه البار الفاش���ي احمللى القذايف ‪،‬ولسنتني مضت سلط خربائه الدميقراطيني ومراكزه البحثيه فحولتنا‬ ‫اىل فئ���ران جتارب ‪،‬ومبعاضدة من س���فرائه لكل غث يف البالد جعل ليبي���ا قاعدة أو القاعدة ‪،‬وجعلها مرتعا‬ ‫لرجال ونساء خمابراتهم يعبثون مبصائرنا ‪،‬وهم ينبشون املكاتب واملعسكرات واملزارع واألودية والصحارى‬ ‫‪،‬و ف���وق الرؤوس ويف مسائنا حتلق طائراتهم بدون طي���ار ‪،‬وزد على ذلك صفاقة وادعاء بأنهم ال يتدخلون‬ ‫يف شؤون ليبيا ‪،‬بل املتدخل األوحد هو قطر الدولة العظمى اجلديدة‪.‬‬ ‫ليبي���ا الكعكة الصفراء تنفث الس�ل�اح الذي هو بضاعتهم واخلردة منها ‪،‬م���ا خزن يف الصحراء الليبية ودفع‬ ‫مثنه من عرق هذه الصحراء ‪،‬ومن روح هذا الشعب الذي تذهب ارواحه هدرا منذ أكتوبر ‪ 1911‬م وحتى‬ ‫الساعة ‪.‬‬ ‫لق���د مت حتوي���ل ليبي���ا اىل مدفن ‪،‬جبان���ة الكعكة الصف���راء ‪،‬قاعدة القاع���دة ‪،‬مثوى لكل خ���ردة ‪،‬وفرجة يف‬ ‫شاش���اتهم ومش���هدا ميلئون به الفراغات يف ساعات بثهم ‪،‬ثم حرصوا على تكريس كل امليديا يف العامل لبث‬ ‫غول "العقلية التآمرية " ‪،‬وأن خمابراتهم بعد احلرب الباردة حتولت إلدارة ش���ؤون املس���تقبل يف كوكب‬ ‫املريخ ‪.‬‬

‫•كعكة فرباير‬

‫لفيلم الرعب هذا كومبارس حملى يعبث يف البالد فس���ادا ‪،‬حتى أن هذا الكومبارس الوطين متكن من أن‬ ‫جيعل ليبيا حتصل على ترتيب من العشرة االوائل يف الفساد‪.‬‬ ‫جيش الفس���اد هذا تتلبس ميلش���ياته أقنعة عدة ‪،‬منها من حيمل القرآن على أسنة الرماح ‪،‬ومنها من يتخذ‬ ‫من الوطن مظلة ‪،‬لكن هذا اجليش متكن من جعل الكثري من املواطنني دون وطن ‪،‬وهلذا تقول االحصائيات‬ ‫أن الكثريين لن يش���اركون يف انتخابات جلنة الس���تني ‪،‬وأن دستورا يوضع حتت مظلة السالح لن يكون إال‬ ‫دستور القذايف من كان جيرجر الناس الي جنته بالقوة‪.‬‬ ‫هل���ذا فإن انتخابات جلنة الس���تني تنبئ بأنها س���تكون هزيل���ة ‪،‬وهلذا على القوى اليت تكالب���ت على البالد أن‬ ‫ت���درك ‪ :‬أن ليبي���ا إذا كانت الكعكة الصفراء فس���تكون على اجلميع ‪،‬ولن يأوى أح���دا أي جبل يف بريوت أو‬ ‫القاهرة أو حتى الواليات أو األمم املتحدة ‪،‬وقد طال قبل ويطول الساعة صفار هذه الكعكة الليبيني حيثما‬ ‫كانوا ‪،‬وإن نسوا فالكعكة الصفراء ال تنسى ‪.‬‬

‫•تونس العجوز‬

‫ش���د ما لفت انتباهي اختيار رجل يف العقد العاش���ر لرئاس���ة الوزراء يف تونس ‪،‬تذكرت مش���هد بورقيبة يف‬ ‫التلفزة التونس���ية يف نش���رة األخبار وهو يس���بح حماطا حبرس���ه عجوزا هرما ‪،‬ثم حمى هذا املش���هد بثورة‬ ‫الشباب التونسي يف يناير ‪ 2011‬م ‪،‬من انبثقوا كطلع اليامسني يف ريعان العمر تسألت أين ذهبوا ؟‪.‬‬

‫•سوريا بني الكيماوي والصقيع‬

‫الس���وريون هؤالء الذين يرزحون منذ عقود حتت نري الفاش���ية والصهيونية وحلفائهما ‪،‬الس���وريون اللذين‬ ‫من���ذ أل���ف يوم ويوم وه���م يف ثورتهم مل يكلوا ومل يفلوا ومل يرتاجعوا ‪،‬الس���وريون ه���ؤالء الذين من بالدهم‬ ‫انبثقت األجبدية ينبثق منهم كل يوم درس���ا جديدا للبش���رية يف النضال من أجل احلرية ‪،‬يف الوقت الذي‬ ‫يتآمر فيه الغرب والش���رق لدحرهم ‪،‬وقد مت بيعهم يف س���وق خناس���ة الغرب كي يس�ت�رد ما باع سوريا من‬ ‫سالحه الكيماوي ‪ .‬السوريون الثائرون يقعون الساعة بني الكيماوي والصقيع وحدهم يف مواجهة الطبيعة‬ ‫وبين جنس���هم من البش���ر ‪،‬وحدهم ميثلون امللحمة البش���رية من أجل احلرية يف مواجهة عسف الطبيعة و‬ ‫عسف البشر‪.‬‬ ‫س���وريا اآلن املعرك���ة األخرية للعامل القديم حتت رداء أبيض بارد كش���رت عنه الطبيعة ‪،‬يف س���وريا اآلن‬ ‫تنس���ج ملحم���ة اإلنس���انية يف القرن الواحد والعش���رين والعامل حيتفل برأس س���نة جدي���دة تطل ‪2014 :‬‬ ‫‪،‬للسوريني اجملد وألعدائهم اخلزى‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 23 - 17 ( - ) 136‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫اليوم العاملي للمعاقني يف فزان‬ ‫سبها ‪ -‬عائشة صوكو‬ ‫حسني باخلريات‬

‫أحتفل���ت اهليئ���ة العام���ة لصن���دوق‬ ‫التضام���ن االجتماع���ي ف���زان بالي���وم‬ ‫العامل���ى ل���ذوي االعاقة ي���وم اخلميس‬ ‫املواف���ق (‪ ) -12-2013 5‬يف املس���رح‬ ‫الش���عيب ‪ ،‬حبض���ور أولي���اء اموره���م‬ ‫وكذلك شرحية من املعاقني حركيا‬ ‫وع���دد من أعض���اء مؤسس���ات اجملتمع‬ ‫املدني باملدينة ‪ ،‬وكما ش���ارك بتقديم‬ ‫الفق���رات الغنائية روضة مشس الغد ‪،‬‬ ‫و مدرسة شهداء جنني حبجارة‪.‬‬ ‫وقدمت السيدة أمال عبدالقادر الناجي‬ ‫باس���م صن���دوق التضام���ن االجتماعي‬ ‫ف���زان كلم���ة ‪،‬جاء فيه���ا ‪ :‬أش���كر لكم‬ ‫ومش���اركتكم الدالة على‬ ‫حضوركم ُ‬ ‫ال���روح الوطني���ة والش���عور اإلنس���اني‬ ‫لديك���م فنح���ن به���ذا احلف���ل نش���ارك‬ ‫املالي�ي�ن من إخوتن���ا وأخواتنا من ذوي‬ ‫االحتياج���ات اخلاص���ة يف خمتل���ف‬ ‫أحن���اء الع���امل ونش���اطرهم االحتف���ال‬ ‫بإحي���اء الي���وم العاملي للمعاقني لنش���د‬ ‫عل���ى أيديهم وحنيي فيهم روح اإلرادة‬ ‫والتحدي ""‬ ‫واختتم���ت " الش���كر موص���ول لكل من‬ ‫س���عى إلقام���ة ه���ذا احلف���ل وأس���هم‬ ‫يف إجناح���ه ‪...‬حتي���ه وتقدي���ر ألس���رة‬ ‫روض���ة مشس الغ���د عل���ى تعاونها الال‬ ‫حمدود‪ ،‬وحتيه إلحتاد مؤسسات ذوي‬ ‫االحتياجات اخلاصة بفزان‪.‬‬

‫كما أشارت السيد مسرية حداد رئيس‬ ‫الش���ؤون االجتماعية سبها يف كلمتها‬ ‫اىل أن���ه م���ن املعلوم للجمي���ع إن بالدنا‬ ‫دخل���ت يف مرحل���ه جدي���دة م���ن البناء‬ ‫العمي���ق والبد هل���ذا البناء وأن يش���مل‬ ‫حقوق اإلنسان وتسريع وترية التنمية‬ ‫البش���رية العادل���ة واملس���تدمية وخلق‬ ‫تكاف���ؤ الف���رص والدعم لرف���ع قدرات‬ ‫أبنائن���ا يف جم���ال التعلي���م والتدري���ب‬ ‫والتأهي���ل من خالل مجل���ة التدريبات‬ ‫والتطبيق���ات املكثفة واملدروس���ة لرفع‬ ‫ذوي االحتياجات اخلاصة ‪.‬‬ ‫وألق���ى االعالم���ي رمض���ان كرنفوذة‬ ‫كلم���ة جاء فيه���ا "" أُهنئكم مبناس���بة‬ ‫الي���وم العامل���ي للمعاق�ي�ن بالرغ���م من‬ ‫أنك���م يف نظر الناس لس���تم معاقني بل‬ ‫أنتم مدرس���ه للص�ب�ر واإلرادة ويطلق‬ ‫عليكم ذوي القدرات اخلارقه والس���بب‬ ‫أنكم قمتم بأعمال مل يستطع اإلنسان‬ ‫الس���وي أن يق���وم به���ا يف كث�ي�ر م���ن‬ ‫اجملاالت ‪.‬‬ ‫و أش���ار السيد حس�ي�ن باخلريات مدير‬ ‫مكت���ب التعلي���م واالندم���اج للفئ���ات‬ ‫اخلاصة اىل أن نس���بة ما يقارب ‪18%‬‬ ‫يف الع���امل م���ن ذوي اإلعاق���ة املتع���ددة‬ ‫األنواع مثل اإلعاقة السمعية واإلعاقة‬ ‫البصري���ة واإلعاقة العقلي���ة واإلعاقة‬ ‫احلركية ‪,‬وإعاق���ة التوحد ومتالزمة‬

‫داون باإلضاف���ة ال���ي فئ���ة العباق���رة‬ ‫واملوهوبني‪،‬وهي تدل على أن أكثر من‬ ‫مليار ش���خص على هذه االرض يعاني‬ ‫من إعاقة حيتاج فيها لتدليل املصاعب‬ ‫وحتطي���م احلواج���ز ال�ت�ي متكنهم من‬ ‫الوص���ول الي حتقيق احلياة املعيش���ية‬ ‫‪ .‬وذك���ر أن األم���م املتح���دة جعل���ت‬ ‫موضوعها وش���عارها هلذا العام ‪2013‬‬ ‫((إزال���ة احلواجز التى حتول دون خلق‬ ‫جمتمع شامل للجميع ميكن الوصول‬ ‫اليه ))‬ ‫أما الس���يد ابو القاسم س���عيد الفاخري‬ ‫رئي���س مجعي���ة التف���اؤل ل���ذوي‬ ‫االحتياجات اخلاصة فقد قال‪ ":‬يعد هذا‬ ‫اليوم مبثابة سبيل التنوير للمؤسسات‬ ‫اليت تعن���ى بذوي االحتياجات اخلاصة‬ ‫لالهتم���ام به���م وأك���د " أن���ه يف ه���ذه‬ ‫املناس���بة جي���ب عل���ى املؤسس���ات ال�ت�ي‬ ‫تعين بهذه الفئ���ات أن تعمل على خلق‬ ‫ح���وارات هادف���ة ‪،‬وتنظ���م ورش عم���ل‬ ‫وندوات يت���م التأكيد من خالهلا علي‬ ‫تطبيق كاف���ة القوان�ي�ن و االتفاقيات‬ ‫الدولي���ه ال�ت�ي متت املصادق���ه عليها يف‬ ‫تس���هيل الصعوب���ات ‪ ،‬ووض���ع احلـلول‬ ‫العلمية واملتابعة مع كافـة مؤسس���ات‬ ‫الدولة " ‪.‬‬

‫إمديازن ‪ /‬الشعراء‪ :‬يطل عليكم يف ‪2013/ 12/ 13‬م‬ ‫جمل���ة أرم���ات ‪ /‬اإلعت���دال عن هيئ���ة دع���م وتش���جيع الصحافة ‪،‬‬ ‫طرابل���س ‪ :‬يف عدده���ا اجلدي���د ‪ :‬ع���دد إمدي���ازن ‪ /‬الش���عراء ‪ ،‬يطل‬ ‫عليكم يف الثالث عش���ر من ديسمرب اجلاري بشكلها اجلديد وبأربع‬ ‫لغ���ات‪ ،‬األمازيغية لغ���ة اجمللة األم ‪ ،‬العربي���ة ‪ ،‬التاباوية ( تاكودا )‬ ‫واإلجنليزية ‪ ،‬تتحدث عن حممود درويش باألمازيغية يف ترمجة‬ ‫إلح���دى قصائده ‪ ،‬تقدم توثيقا لألمس���ية الش���عرية األمازيغية يف‬ ‫معرض طرابلس للكتاب األخري مبشاركة خنب الشعر االمازيغي‬ ‫اللييب احلديث ‪ ،‬مقاالت عن صديق أزايكو و سي موحند‪ ،‬خمتارات‬ ‫من ش���عر التبو و قصيدة لس���اكين القارة اجلدي���دة األول باللغة‬ ‫اإلجنليزي���ة بعنوان ‪ ،‬جدي ه���و النار ‪ ،‬باإلضافة اىل عرض لش���عر‬ ‫إموه���اغ الصحراء بلغة تاماهقت ش���قيقة األمازيغية ( لغة طوارق‬ ‫الصح���راء الليبي���ة ) و العديد من ضروب الش���عر ‪ ،‬يف انتظار العدد‬ ‫القادم و الذي سيكون عددا خاصا لألطفال ‪.‬‬ ‫رئيس التحرير ‪ :‬صالح انقاب‬

‫‪03‬‬ ‫الغنوشي‪ :‬أزمة تونس‬ ‫ستحل خالل أسبوع‬ ‫وكاالت ‪ :‬ق���ال رئي���س حركة النهضة االس�ل�امية‬ ‫يف تونس راش���د الغنوش���ى‪ ،‬إن أطراف احلوار الوطين‬ ‫س���تتوصل إىل اتف���اق قب���ل نهاي���ة األس���بوع اجلاري‪،‬‬ ‫مش�ي�را إىل ح���زب النهض���ة وح���زب نداء تون���س هما‬ ‫أك�ب�ر حزب�ي�ن ف���ى الب�ل�اد‪ ،‬ولذل���ك ف���إن االتف���اق‬ ‫بينهما سيس���هل ب���كل تأكي���د االتفاق م���ع األحزاب‬ ‫األخرى‪ .‬ونفى الغنوش���ي ‪-‬خالل حواره مع صحيفة‬ ‫الـ"واش���نطن بوس���ت" اخلمي���س أن تك���ون حركت���ه‬ ‫طالبت بضمانات لرتك السلطة‪ ،‬مضيفا‪ :‬مل نطلب ما‬ ‫يس���مى بالضمانات‪ ،‬لكننا وضعنا شروطا‪ :‬سنستقيل‬ ‫م���ن احلكم لنس���لم الب�ل�اد حلكومة تكنوق���راط‪ ،‬لكن‬ ‫الثم���ن ال���ذى طلبن���اه ه���و أن يك���ون للدولة دس���تور‬ ‫دميقراطى يضم���ن محاية احلري���ات واحلقوق‪ ،‬وأن‬ ‫مين���ح الش���عب موع���دا لالنتخاب���ات وجلن���ة منظمة‬ ‫هل���ا‪ ،‬لكننا مل نطلب محاية ألنفس���نا ألنن���ا مل نرتكب‬ ‫أخطاء‪-‬حس���ب كالمه‪ .‬وأوضح زعيم احلركة اليت‬ ‫تقود االئتالف احلاكم "الرتويكا" أن تونس فى وضع‬ ‫أفضل مقارن���ة بالدول التى ش���هدت موقف���ا مماثال‪،‬‬ ‫ليبيا وسوريا ومصر ودول الربيع األخرى‪.‬‬

‫قريباُ يف‬ ‫االسواق‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 23 - 17 ( - ) 136‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫علي زيدان لواشنطن بوست‪:‬‬ ‫أنا لست ضعيفا ‪ ..‬أنا ّ‬ ‫قوي جدا‪ ..‬أنا أعرف الوضع‬ ‫•س��ؤال‪ :‬م��ا ال��ذي ميك��ن أن تقوله ع��ن اطالق‬ ‫الن��ار مؤخ��را عل��ى امل��د ّرس األمريك��ي يف بنغازي‬ ‫؟ م��اذا س��تفعل حي��ال ذل��ك؟ ه��ل س��وف تعتق��ل‬ ‫املسئولني ؟‬ ‫ج���واب‪ .:‬إنه���ا جرمي���ة وس���أفعل كل م���ا هو‬ ‫ممكن م���ن أجل حماكمته���م‪ ،‬إلقاء القبض‬ ‫عليهم وتقدميهم إىل العدالة‪.‬‬ ‫•س‪ :‬هل تعرف من فعل ذلك ؟‬ ‫ج‪ :‬ال‪ ،‬أن���ا ال أعرف ألنين كنت هنا يف باريس‬ ‫عندم���ا وقعت‪ .‬ولكن عندم���ا أذهب إىل هناك‬ ‫مرة أخرى فسوف أحت ّقق من األمر‪.‬‬ ‫•س‪ :‬مل يك��ن هن��اك أي تق��دم يف القبض على‬ ‫قتل��ة الس��فري االمريك��ي كري��س س��تيفنز ؟ ه��ل‬ ‫هناك حتقيق‪ ،‬وكيف تسري األمور بشأنه؟‬ ‫ج‪:‬لدين���ا بع���ض املش���تبه به���م الذي���ن جيري‬ ‫التحقي���ق معهم‪ .‬ومب���ا أن التحقيق جار‪ ،‬فال‬ ‫ميكننا الكشف عن أية معلومات‪ .‬وعند نقطة‬ ‫معينة ويف الوقت املناسب‪ ،‬فإننا قد ندعو حتى‬ ‫احملقق�ي�ن األمريكي�ي�ن للمش���اركة يف هذه‬ ‫العملية‪ ،‬عندما تس���مح الظ���روف يف بنغازي‬ ‫بذلك‪ .‬فبس���بب الوضع األم�ن�ي يف املدينة‪ ،‬ال‬ ‫ميكننا دعوة مكت���ب التحقيقات االحتادي أو‬ ‫غريه من احملققني األمريكيني إىل هناك‬ ‫•س‪ :‬كان��ت هن��اك أخ�يرا إحتجاج��ات ض��د‬ ‫امليليش��يات يف طرابل��س وبنغ��ازي و درن��ة‪ .‬ه��ل‬ ‫ترى يف ذلك فرصة حلكومتكم ؟‬ ‫ج" نعم‪ ،‬وهذا تطور إجيابي بالنسبة لنا‪ .‬ففي‬ ‫املاض���ي‪ ،‬كانت هناك وجه���ات نظر خمتلفة‬ ‫بش���أن امليليش���يات وقضي���ة نزع الس�ل�اح من‬ ‫هذه املليش���يات‪ .‬وكانت وجه���ة نظر البعض‬ ‫أن وج���ود امليليش���يات إجياب���ي‪ ،‬ولك���ن اآلن‬ ‫الناس يعتقدون أنها خطرة وينبغي علينا أن‬ ‫نرتك هذه األس���لحة يف أيدي قوات الشرطة‬ ‫واجليش‪.‬‬ ‫•س‪ :‬ماذا تعتقد أنت؟‬ ‫ج ‪ :‬لق���د اعتقدت دائما أن األس���لحة جيب أن‬ ‫تكون من اختصاص الش���رطة واجليش‪ .‬ويف‬ ‫رأي���ي أن الث���ورة إنتهت مع نهاي���ة القذايف‪ ،‬و‬ ‫ينبغي إنش���اء الدول���ة اآلن ‪ .‬وم���ع ذلك علينا‬ ‫إس�ت�رضاء الش���ارع‪ .‬وال ينبغي لن���ا أن حناول‬ ‫مقاومة الت ّيار‪.‬‬ ‫•س‪ :‬هل تقصد الشارع االسالمي ؟‬ ‫ج ‪ :‬ال‪ ،‬أنا أحتدث عن الشارع اللييب‬ ‫•س ‪ :‬ولك��ن بعض الن��اس يف ليبيا تريد رحيل‬ ‫امليليشيات‪ ،‬يف حني يدعمها آخرون؟‪.‬‬ ‫ج ‪ :‬هن���اك ع���دد قلي���ل م���ن الن���اس الذي���ن‬ ‫ينتم���ون إىل أيديولوجي���ة بع���ض اجلماعات‬

‫حت���ت عنوان‪( :‬علي زي���دان رئيس وزراء ليبيا‪ :‬علينا أن نقف على س���اقينا) نش���رت‬ ‫صحيف���ة (واش���نطن بوس���ت األمريك ّي���ة ذائعة الصي���ت حديثا مط��� ّول أجرته معه‬ ‫مراس���لتها يف باريس ( اللي وميوث ) يوم الس���بت ‪ 9‬ديسمرب اجلاري‪ ،‬أثناء حضوره‬ ‫القمة الفرنس ّية األفريق ّية‪ .‬وتقدّم (ميادين) ترمجة هلذا احلديث الذي جاء‬ ‫ملؤمتر ّ‬ ‫على هيئة سؤال وجواب‪..‬‬

‫الذي���ن اختطفوني أوالد صغ���ار‪ ،‬أعتربتهم‬ ‫كأصدقاء واستعملت معهم النكت !‬ ‫اإلس�ل�امية ‪ -‬بضع مئات‪ ،‬وليسوا حتى أالف‪.‬‬ ‫إنهم يريدون اإلس���تيالء عل���ى البالد‪ .‬انهم ال‬ ‫يريدون للدولة أن حت ّقق النجاح‪.‬‬ ‫•س‪ :‬لذلك فحكومتكم يف مواجهة اإلس�لاميني‬ ‫؟‬ ‫ج ‪ :‬هناك متش���ددون إس�ل�اميون ي���رون هذه‬ ‫مبثاب���ة الفرصة األخرية بالنس���بة هلم‪ .‬إنهم‬ ‫متط ّرف���ون خس���روا يف العدي���د م���ن البلدان‪،‬‬ ‫ولكن يف ليبيا يريدون اقامة دولة ‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬هل تتحدث عن القاعدة ؟‬ ‫ج ‪:‬القاعدة ومجيع اآلخرين يف نفس اإلجتاه‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬يقال إن القاعدة لديها معسكرات تدريب‬ ‫يف ليبيا‪ .‬هل حيدث هذا؟‬ ‫ج ‪ :‬ال أستطيع أن أقول بالضبط‪ ،‬ولكن هناك‬ ‫تكفرييّ���ون – وه���م مس���لمون يعتق���دون أن‬ ‫اآلخرين ليسوا مؤمنني‬ ‫•س‪ :‬هل هم قدموا من اخلارج ؟‬ ‫ج ‪ :‬بع���ض منه���م نع���م‪ .‬يف التحقيق���ات‪ ،‬جند‬ ‫بعض التونسيني وبعض اجلزائريني وبعض‬

‫السودانيني وبعض النيجرييني‬ ‫•س ‪ :‬لق��د ج��رى إختطاف��ك يف ش��هر أكتوب��ر‪.‬‬ ‫كن��ت نائم��ا يف غرف��ة الفن��دق وج��اءت ميليش��يا‬ ‫وأيقظتك؟‬ ‫ج ‪ :‬لق���د كان���ت لعب���ة مدبّ���رة م���ن قب���ل‬ ‫املتطرفني‪.‬‬ ‫•س ‪:‬ولكنه��م أخذوك خارج الفندق‪ ،‬وكس��روا‬ ‫ّ‬ ‫نظاراتك‪.‬‬ ‫ج ‪:‬سرقوا نظاراتي‪ .‬كانوا أوالدا صغارا معهم‬ ‫األسلحة والبنادق‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬حلس��اب م��ن كان��وا يعمل��ون ؟ ويزع��م‬ ‫البعض أنهم منحازون لقوى داخل حكومتكم؟‬ ‫ج ‪ :‬ليس يف احلكومة بل يف البالد‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬إذن من كان اخلاطفون ؟‬ ‫ج ‪ :‬لق���د كان���وا م���ن املتطرف�ي�ن‪ .‬وقال���وا لي‬ ‫أنهم كان���وا أعضاء يف غرفة عملي���ات الث ّوار‬ ‫الليبيني‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬وهل كنت خائفا من أن يقتلوك ؟‬

‫ج ‪ :‬مل يتضح األمر‪ .‬كانوا يريدون السيطرة‬ ‫على احلكومة‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬كيف خرجت من املأزق ؟‬ ‫ج ‪ :‬يف غض���ون مخ���س دقائ���ق‪ .‬إنتش���راخلرب‬ ‫يف كل م���كان‪ ،‬وجاء الن���اس وحاولوا القضاء‬ ‫عليهم‪.‬‬ ‫•س‪ :‬ه��ل ج��اءوا إىل املكان ال��ذي كنت حمتجزا‬ ‫فيه؟‬ ‫ج‪ :‬نعم‪ ،‬كان مكانا حكوميا‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬هل احتجزوك يف مبنى حكومي بطرابلس‬ ‫؟‬ ‫ج ‪ :‬نع���م‪ ،‬داخ���ل طرابل���س‪ ،‬وهو تاب���ع لوزارة‬ ‫الداخلية‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬ثم جرى حتريرك؟‬ ‫ج ‪ :‬متت العملي���ة بأكملها يف حوالي أربع أو‬ ‫ست ساعات‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬أمل ميّ��رر مؤمتركم مؤخرا قانونا جيعل‬ ‫الشريعة القانون الساري يف البالد؟‬ ‫ج ‪ :‬قال���وا كمب���دأ أن الش���ريعة ه���ي املص���در‬ ‫الرئيس���ي للتش���ريع‪ .‬إن���ه جمرد لف�ت�رة من‬ ‫الوقت ‪ -‬لتخفيف التوتر‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬هل أنت ضد ذلك ؟‬ ‫ج ‪ :‬التش���ريع ينبغ���ي أن يت���م بطريق���ة ال‬ ‫تتع���ارض م���ع الش���ريعة‪ .‬هن���اك مفاهي���م‬ ‫خمتلفة عندما يتعّلق األمر بالشريعة‪ .‬ليس‬ ‫يتمس���كون‬ ‫هن���اك رأي واح���د‪ .‬إن املتطرف�ي�ن ّ‬ ‫ب���رأي واح���د‪ ،‬ويقول���ون ه���ذا ه���و الطري���ق‬ ‫الصحيح‪.‬‬ ‫•س‪ :‬ماذا تنوي القيام به للسيطرة على حقول‬ ‫النف��ط بعي��دا ع��ن الفيدرالي�ين ؟ وإذا أعطيته��م‬ ‫كل م��ا يري��دون مبا يف ذل��ك احلك��م الذاتي‪ ،‬هل‬ ‫ميكن أن يؤدي ذلك إىل تفكك ليبيا؟‬ ‫ج ‪ :‬س���نحاول أوال احل���ل الس���لمي‪ .‬وإذا مل‬ ‫نستطع‪ ،‬فسوف نلجأ إىل استخدام القوة‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬هل لديك قوة تلجأ إليها ؟‬ ‫ج ‪ :‬لدينا بعض القوة‪ ،‬ولكنها س���وف تظهر يف‬ ‫الوقت املناسب‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬أليس��ت مش��كلة كب�يرة حلكومتك��م‪ ،‬أن‬ ‫يسيطر الفيدراليون على النفط؟‬ ‫ج ‪:‬م���ن الواض���ح انها مش���كلة كب�ي�رة‪ ،‬ولكن‬ ‫علين���ا أن نتعام���ل مع ه���ذه القضية حبكمة‪.‬‬ ‫وإذا مل يك���ن لدين���ا أي خي���ار آخ���ر س���وى‬ ‫استخدام القوة‪ ،‬فسوف نستخدم القوة‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬م��اذا تق��ول للنق��اد الذي��ن يقول��ون إن��ك‬ ‫ال تهاج��م ه��ذه املش��اكل مب��ا يكف��ي م��ن الق��وة ؟‬ ‫ه���ل لديك الرغبة يف مهامجة هذه املش���اكل‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 23 - 17 ( - ) 136‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫‪05‬‬

‫التش��ريع ينبغي أن يتم مبا ال يتعارض مع الشريعة ذات املفاهيم املختلفة‪،‬‬ ‫وليس برأي واحد كما يريد املتط ّرفون‬ ‫بنفسك؟‬ ‫ج ‪ :‬لدي اإلرادة والرغبة‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬مت��ى تظه��ر إىل ح ّي��ز الوج��ود (ق��وة‬ ‫األغ��راض العامة) ال�تي تقوم الوالي��ات املتحدة‬ ‫و بريطانيا العظمى وغريهم خبلقها وتدريبها؟‬ ‫ج ‪ :‬بضعة أشهر‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬بينم��ا أن��ت يف انتظ��ار (ق��وة األغ��راض‬ ‫العامة)‪ ،‬كيف ميكنك محاي��ة وزرائك ومبانيك‬ ‫وشخصك؟‬ ‫ج ‪ :‬لدين���ا جيش ولدينا قوة ش���رطة اليت يتم‬ ‫نش���رها يف الش���وارع‪ .‬وحن���ن نق���وم بتدريب [‬ ‫ق���وات جدي���دة ] ‪ .‬وأولئك الذين حيرس���وننا‬ ‫سيواصلون القيام بذلك يف املستقبل‬ ‫•س ‪ :‬لك��ن امليليش��يات تتج��ه مباش��رة إىل‬ ‫الربملان ‪ -‬يبدو أنها تسيطر على البالد‪.‬؟‬ ‫ج ‪ :‬ال ‪ ..‬صحي���ح أنه���ا موج���ودة هناك‪ ،‬ولكن‬ ‫لي���س صحيح���ا أنها تس���يطر عل���ى الوضع‪.‬‬ ‫لديها بعض القوة وتريد أن تس���تولي‪ ..‬حنن‬ ‫حناول التوصل اىل وضع حيث ال تس���تطيع‬ ‫فيه الس���يطرة على الب�ل�اد‪ .‬ولو كانت قادرة‬ ‫لقامت بذلك بالفعل وما أن بدأت املظاهرات‬ ‫وخ���رج الناس ضد امليليش���يات حت���ى أخذت‬ ‫األمور تتحسن‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬أمل بك��ن م��ن اخلط��أ الب��دء يف دف��ع‬ ‫(األموال) للميليشيات ؟ أال جيب إيقاف ذلك ؟‬ ‫ج ‪ :‬إن���ه ليس خطأي‪ .‬لق���د واجهت احلكومة‬ ‫الس���ابقة أم���را واقع���ا‪ .‬فعندم���ا انته���ى حكم‬ ‫القذايف‪ ،‬مل تكن هناك حكومة‪ ،‬مل يكن هناك‬ ‫ش���يء ‪ .‬وتس���ّلم اجملل���س الوط�ن�ي اإلنتقالي‬ ‫السلطة‪ .‬كان عليه التعامل مع املسائل يوما‬ ‫بعد يوم‪ .‬ومل تكن لديه دائما إمكانية الختاذ‬ ‫القرار الذي يريده‪ -‬لق���د كان عليه للعثور‬ ‫على األفضل من بني األسوأ‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬وه��ل لذل��ك مل يك��ن لديهم خيار س��وى‬ ‫دفع الرواتب للميليشيات ؟‬ ‫ج ‪ :‬نع���م‪ ،‬وبعد ذلك عندم���ا جئت ‪ ،‬قلت علينا‬ ‫أن ندف���ع بالش���يكات حت���ى نعرف م���ن الذي‬ ‫سيتسّلم املال‪.‬‬ ‫حتصل على‬ ‫•س ‪ :‬لذل��ك ه��ل أنت متأ ّكد مم��ن ّ‬ ‫املال؟‬ ‫ج ‪ :‬نعم‪ ،‬و لذا فإننا لن تدفع ألي شخص نقدا‬ ‫بع���د اآلن‪ .‬ويف هذه احلالة كانوا مس���تائني‬ ‫للغاية و قالوا ل���ي ‪" :‬أنت أغلقت حنف ّية املال‪.‬‬ ‫وأنت عدوّنا"‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬هل عليك بذل ما تستطيع من حماوالت‬ ‫لنزع س�لاح امليليش��يات وحتويلها إىل قوة وطنية‬ ‫؟‬ ‫ج ‪ :‬نعم‪ ،‬هذه هي خطتنا‪ .‬وينبغي أن يتم ذلك‬ ‫بطريقة حكيمة‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬ه��ل خذلتك��م الواليات املتح��دة ؟ وماذا‬ ‫تريدها أن أن تفعل ؟‬ ‫ج ‪ :‬علينا أن نقف على س���اقينا‪ .‬لقد ساعدتنا‬ ‫الواليات املتح���دة يف البداية‪ .‬ولكن ال ميكننا‬ ‫أن نتوقع من اآلخرين ما نتمناه‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬م��ا هي رغبتك ؟ ماذا تريد من الواليات‬ ‫املتحدة أن تفعل ؟‬

‫ج ‪ :‬أن تساعدنا يف نزع سالح امليليشيات‪ ،‬على‬ ‫سبيل املثال‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬مل��اذا ال تس��تطيع الوالي��ات املتح��دة‬ ‫مساعدتكم على القيام بذلك ؟‬ ‫ج ‪ :‬يف أمري���كا لديك���م الدميقراطي���ون‬ ‫واجلمهوري�ي�ن‪ .‬آراء خمتلف���ة م���ن أن���اس‬ ‫خمتلف�ي�ن‪ .‬لذلك ال ميكن�ن�ي أن أتوقع متاما‬ ‫ذلك ‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬إذا مل يساعدك اآلخرون‪ ،‬فهل مبقدورك‬ ‫نزع سالح امليليشيات الكثرية ؟‬ ‫ج ‪ :‬سيكون ذلك صعبا‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬إذن م��اذا حيدث؟ ه��ل تصبح ليبيا دولة‬ ‫فاشلة ؟‬ ‫ج ‪ :‬ال اعتق���د ه���ذا‪ ،‬فالليبي���ون إذا م���ا ّ‬ ‫نظموا‬ ‫ق ّوتهم واحتدوا فبإمكانهم ّ‬ ‫حل أية مشكلة‪.‬‬ ‫•س‪ :‬ه���ل قي���ام فرق���ة ‪ SEAL‬األمريكي���ة‬ ‫باختطاف[املقات���ل اللي�ب�ي نزي���ه حام���د‬ ‫الرقيع���ي] ق���د تس��� ّبب يف اختطاف���ك‪ ،‬أو قتل‬ ‫املد ّرس األمريكي ؟‬ ‫ج ‪ :‬الع���داء جتاه أمريكا يوجد منذ أمد طويل‬ ‫ب�ي�ن األصوليني ‪ ..‬وفيما يتعّلق بقتل املد ّرس‬ ‫يف بنغ���ازي‪ ،‬فق���د أغض���ب الن���اس‪ .‬ألن ه���ذا‬ ‫املد ّرس كان يعّلم أطفاهلم ‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬ه���ل زرع تنظي���م القاع���دة جذورا يف‬ ‫ليبيا ؟‬ ‫ج ‪ :‬ال أس���تطيع قول ذل���ك‪ ،‬ألنهم مرفوضون‬ ‫من قبل الشعب‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬ولكن أليس هناك الكثري من الليبيني ذهبوا‬ ‫للقت��ال يف س��وريا؟ وأال يس��تخدم التونس��يون‬ ‫بلدكم كمعرب للقتال يف سوريا؟‬

‫ج ‪ :‬ه���ذا يق���ال‪ ،‬ولكن ال ميكنن���ا تأكيد ذلك‬ ‫على وجه التقريب‪.‬‬ ‫•س‪ :‬أليس��ت هن��اك معس��كرات تدريب جهادي‬ ‫يف ليبيا ؟‬ ‫ج ‪ :‬كال‪ ،‬ال توج���د خميم���ات دائمة‪ ،‬ولكنهم‬ ‫قد يقضون مدة يوم أو يومني للتدريب‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬ه��ل ختططون إلجراء انتخابات برملانية‬ ‫؟‬ ‫ج ‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬متى؟‬ ‫ج ‪ :‬يف يناي���ر [أوال] هن���اك جلن���ة لكتاب���ة‬ ‫الدستور‪ .‬ثم سيكون لدينا انتخابات ‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬أنت منتقد من قبل اإلس�لاميني لذهابك‬ ‫يف زي��ارة للجنرال عبد الفتاح السيس��ي يف مصر‬ ‫بعد اإلطاحة مبحمد مرسي؟‬ ‫ج ‪ :‬هذا صحيح رمبا انتقدوني ولكنين مل أزر‬ ‫الس���يد عبد الف ّتاح السيسي ‪ -‬يرجى كتابته‬ ‫الس���يد السيس���ي – هكذا لشخصه‪ ،‬لقد قمت‬ ‫بزي���ارة بلد جماور‪ .‬وم���ن واجيب أن تكون لنا‬ ‫عالق���ات طبيعية مع جرياننا‪ .‬ف���إذا ما أغلقنا‬ ‫الباب فس���وف أواجه الكثري من املشاكل‪ .‬إنه‬ ‫م���ن واج�ب�ي أن تكون لن���ا عالق���ات ط ّيبة مع‬ ‫مصر من أجل أمن بالدي‪.‬‬ ‫•س‪ :‬يب��دو وكأن��ه ش��ئ خطري أن تكون رئيس��ا‬ ‫للوزراء يف ليبيا‪ .‬فهل أنت قلق ؟‬ ‫ج ‪:‬أنا لس���ت قلقا‪ .‬لكنين بدأت هذا الكفاح قبل‬ ‫‪ 35‬عاما‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬عندم��ا ترك��ت اخلدم��ة يف خارجي��ة‬ ‫القذايف ؟‬

‫نعم‪ .‬ومنذ ذلك احلني‪ ،‬انتقلت من مصر إىل‬ ‫تش���اد‪ ،‬إىل اجلزائر‪ ،‬إىل العراق‪ ،‬إىل السودان‬ ‫وإىل أملانيا‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬وه��ل ط��وال الوق��ت كن��ت معارض��ا العقيد‬ ‫القذايف ؟‬ ‫ج ‪ :‬ب���أي ش���كل وجدت���ه من األش���كال‪ ،‬كنت‬ ‫أقوم به‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬ه��ل ف ّك��رت يف أن اليوم الذي يذهب فيه‬ ‫القذايف سيأتي؟‬ ‫ج ‪ :‬نعم‪ ،‬كنت متأكدا من هذا ‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬متى عدت إىل ليبيا؟‬ ‫ج‪ :‬ذهب���ت إىل بنغ���ازي ألول م���رة يف‬ ‫فرباي���ر ‪ ،2011‬وم���ن هن���اك بدأن���ا‪ .‬كن���ت‬ ‫الش���خص األول الذي بدأ مببادرة اإلعرتاف‬ ‫الدبلوماسي باجمللس الوطين االنتقالي‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬م��اذا تن��وي القي��ام به يف األش��هر الس��تة‬ ‫املقبلة ؟‬ ‫ج ‪ :‬لقد بدأت هذه املس���ألة‪ ،‬وعلينا أن نكملها‪.‬‬ ‫ال ميكننا التخلي عنها‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬هل تعتقد أنه ميكنك أن حتمي نفس��ك‬ ‫ووزراءك؟‬ ‫ج ‪ :‬علين���ا أن نفعل أقصى ما يف وس���عنا‪ .‬فإنه‬ ‫لي���س خيارنا ب���ل هو مصرين���ا‪ .‬عندما تعيش‬ ‫مع ش���عور النضال‪ ،‬فإنه خمتل���ف متاما عن‬ ‫أن تعي���ش كسياس���ي‪ .‬والسياس���يون ع���ادة‬ ‫أناس إنتهازيون‪ .‬والش���خص الذي يكافح هو‬ ‫الش���خص الذي يؤم���ن باملب���ادئ والتضحية‪.‬‬ ‫وأنا أعترب نفسي مناضال وليس مقاتال ‪ .‬فلم‬ ‫أستخدم البندقية ّ‬ ‫قط‪.‬‬ ‫•س ‪ :‬وإذا واتتك الفرصة كمناضل؟‬ ‫ج ‪:‬ال بد لي من اس���تخدامها‪ ،‬حتى إذا كانت‬ ‫نسبة النجاح ‪ 10‬أو ‪ 20‬يف املائة فقط‪.‬‬ ‫•س‪ :‬هناك أناس ينتقدونك كونك ضعيفا‪ .‬ماذ‬ ‫تقول هلم؟‬ ‫ج ‪ :‬أنا لس���ت ضعيفا ‪ ..‬أنا ّ‬ ‫قوي جدا‪ ..‬أنا أعرف‬ ‫الوض���ع‪ .‬فهل لك���ي تك���ون قويّا أن تس���تعمل‬ ‫البندق ّي���ة؟ ك ّ‬ ‫ال‪ ،‬ي���ل علي���ك أن تس���تعمل‬ ‫حكمت���ك للس���يطرة عل���ى الوض���ع وم���ن ثم‬ ‫التص ّرف‪ .‬فإذا ما بدأت بسفك الدماء واستمر‬ ‫الوضع والن���اس تقاتل بعضه���ا البعض‪ ،‬فلن‬ ‫أح���ل أي ش���ئ يف عش���ر س���نوات‪ .‬على س���بيل‬ ‫املثال؛ عندما جاء اخلاطفون إىل غرفيت فأول‬ ‫ش���ئ قلته حل ّراس���ي ‪" :‬ال تطلق���وا الرصاص‬ ‫وال تس���تخدموا البن���ادق"‪ .‬على الرغم من أنه‬ ‫كان���ت هناك مخس بنادق فوق رأس���ي‪ ،‬قبل‬ ‫أن جي ّرون���ي خ���ارج غرف�ت�ي‪ ..‬لق���د عاملتهم‬ ‫كأصدق���اء‪ ،‬وطلبت منهم إعطائي الش���اي‪،‬‬ ‫وس���ألتهم م���ن أي القبائل هم وم���ن أي بلد‪،‬‬ ‫واس���تعملت معهم النكت‪ .‬وقالوا لي أنك بارد‬ ‫(الطبع)‪ ،‬وأنت أملاني‪ .‬قلت هلم ال‪ ،‬ولن حيدث‬ ‫ل���ي أ ّ‬ ‫ال ما كتبه اهلل‪ ..‬وحت���ى خطر ببالي أنه‬ ‫ّ‬ ‫إن مل يك���ن ذلك ه���و اليوم ال���ذي أتوفى فيه‪،‬‬ ‫فسأكون على قيد احلياة))‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ترمجة (ميم شني)‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 23 - 17 ( - ) 136‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫ليبيا ـ بطء اإلجراءات يف قضية مقتل املتظاهرين بعد مرور ‪ 6‬أشهر‬

‫أوجه قصور يف محاية الشرطة وغياب حملاسبة املليشيات‬ ‫(طرابل���س‪ 9 ،‬ديس���مرب‪/‬كانون األول ‪)2013‬‬ ‫ـ قال���ت هيوم���ن رايت���س ووت���ش الي���وم إن على‬ ‫الس���لطات الليبي���ة أن تعل���ن بش���كل عاج���ل عن‬ ‫نتائ���ج التحقيق���ات ال�ت�ي وع���دت به���ا يف م���ا ال‬ ‫يق���ل ع���ن حادثتني م���ن ح���وادث االش���تباكات‬ ‫املميت���ة ب�ي�ن املتظاهرين واملليش���يات خالل عام‬ ‫‪ .2013‬تسببت االش���تباكات يف مقتل عشرات‬ ‫األشخاص وإصابة املئات‪.‬‬ ‫بعد ‪ 6‬أش���هر من وفاة ‪ 32‬ش���خصاً يف بنغازي يف‬ ‫‪ 8‬يونيو‪/‬حزيران ‪ ،2013‬فيما عرف بـ”الس���بت‬ ‫األسود”‪ ،‬مل جتر السلطات أية اعتقاالت معلنة‪،‬‬ ‫ومل تكش���ف عن هوية أي أش���خاص تشتبه بهم‪،‬‬ ‫كم���ا أنها تبدو غري مس���تعدة إلجراء حتقيقات‬ ‫مدققة وحمايدة‪ ،‬حبسب هيومن رايتس ووتش‪.‬‬ ‫يف حادث���ة االش���تباك الثانية‪ ،‬ي���وم ‪ 15‬نوفمرب‪/‬‬ ‫تش���رين الثاني يف طرابلس‪ ،‬لق���ي ما ال يقل عن‬ ‫‪ 46‬شخصاً حتفهم وأصيب ‪ 500‬آخرون‪.‬‬ ‫قالت س���ارة ليا ويتسن‪ ،‬املديرة التنفيذية لقسم‬ ‫الش���رق األوس���ط ومش���ال أفريقي���ا يف هيوم���ن‬ ‫رايت���س ووت���ش‪“ :‬يتعني على الس���لطات بش���كل‬ ‫عاج���ل وض���ع خطة قابل���ة للتنفيذ الس���تجواب‬ ‫الشهود وأعضاء املليشيات بشأن تلك االعتداءات‬ ‫املميتة على املتظاهرين‪ .‬يكفي الوضع س���وءا أن‬ ‫الس���لطات تبدو عاجزة عن الدف���اع عن مواطين‬ ‫ليبي���ا‪ ،‬لكنه���ا حباج���ة إىل ب���ذل جه���ود أك�ب�ر‬ ‫للتحقيق يف وفاة عشرات األشخاص”‪.‬‬ ‫يف ‪ 8‬يونيو‪/‬حزي���ران جتم���ع متظاه���رون يف‬ ‫بنغازي أم���ام مقر إحدى املليش���يات‪ ،‬وهي قوات‬ ‫درع ليبيا‪ ،1‬للمطالبة خبروج أعضائها من املقر‪.‬‬ ‫أطلق أعضاء املليش���يا النريان عل���ى املتظاهرين‪،‬‬ ‫وتس���بب تبادل الن�ي�ران الناجم عن ه���ذا‪ ،‬والذي‬ ‫اش���تمل على أس���لحة ثقيل���ة وأس���لحة مضادة‬ ‫للطائرات‪ ،‬يف مقتل ‪ 32‬شخصاً وجرح العشرات‪.‬‬ ‫تواج���د أف���راد من الق���وات اخلاص���ة يف اجليش‪،‬‬ ‫أو ق���وات الصاعقة‪ ،‬وش���اركوا يف تب���ادل النريان‬ ‫حبسب بعض الش���هود‪ ،‬لكن احلكومة مل توضح‬ ‫حتى اآلن دورهم يف الواقعة‪.‬‬ ‫يف ‪ 9‬يونيو‪/‬حزي���ران ق���ام املؤمت���ر الوطين العام‬ ‫يف ليبي���ا بدعوة النائب الع���ام عبد القادر رضوان‬ ‫للتحقي���ق يف حادثة بنغازي وتقديم املس���ؤولني‬ ‫عنها للعدالة‪ .‬ويف لقاء مع هيومن رايتس ووتش‬ ‫بتاريخ ‪ 5‬ديس���مرب‪/‬كانون األول‪ ،‬قال العجيلي‬ ‫طيط���ش مدير مكتب النائب الع���ام إن التحقيق‬ ‫“ج���اري”‪ ،‬لكنه مل يقدم أية تفاصيل ملموس���ة‪.‬‬ ‫بعد مرور ستة أشهر على وقائع القتل‪ ،‬ال توجد‬ ‫دالئل على اشتباه السلطات يف أى أشخاص على‬ ‫ذمة هذه الوقائع‪ ،‬أو استجوابهم أو احتجازهم‪.‬‬ ‫كما يبدو أيضاً أن السلطات تباطأت يف التحقيق‬ ‫يف اعت���داء واس���ع النط���اق عل���ى متظاهري���ن يف‬ ‫طرابل���س ي���وم ‪ 15‬نوفمرب‪/‬تش���رين الثان���ي‪.‬‬ ‫قامت مليش���يات‪ ،‬معظمها م���ن مدينة مصراتة‪،‬‬ ‫بإطالق النريان من أسلحة ثقيلة على ما كان‬ ‫يبدو كمظاهرة س���لمية يف جمملها‪ .‬وتس���ببت‬ ‫االش���تباكات الناجتة عن هذا يف قتل ما ال يقل‬ ‫عن ‪ 46‬ش���خصاً وجرح ‪ 500‬آخرين‪ .‬قال ش���هود‬ ‫لـ هيومن رايتس ووتش إن الش���رطة والشرطة‬ ‫العس���كرية كانتا حاضرتني‪ ،‬ترافقان املظاهرة‬ ‫املنظمة‪ ،‬لكنهما أخفقتا يف التدخل‪.‬‬ ‫بع���د ما يقرب م���ن ثالثة أس���ابيع‪ ،‬قال طيطش‬ ‫ل���ـ هيوم���ن رايتس ووت���ش إن جلن���ة للمالحقة‬ ‫مكون���ة من س���بعة أعضاء‪ ،‬يرأس���ها عم���ر زنبيل‬ ‫املدع���ي العام مبحكم���ة اس���تئناف طرابلس‪ ،‬قد‬ ‫فتح���ت التحقي���ق يف الوفيات الـ‪ 47‬اس���تناداً إىل‬

‫قرار النائب العام [رقم ‪.]265/2013‬‬ ‫وقال طيطش إن اللجن���ة تقوم بتحليل مقاطع‬ ‫فيدي���و مت اس���تخراجها م���ن كام�ي�رات مراقبة‬ ‫كانت جت���اور م���كان وقوع االش���تباكات‪ ،‬وهي‬ ‫تنوي إص���دار مذكرات اعتقال أياً كانت هوية‬ ‫اجلن���اة بع���د انتهائه���ا من مج���ع األدل���ة وأقوال‬ ‫الش���هود‪ .‬ع�ل�اوة عل���ى ه���ذا‪ ،‬وحبس���ب تقاري���ر‬ ‫إعالمية‪ ،‬يبدو أن وحدة خمصصة للمليش���يات‬ ‫يف طرابل���س حتتج���ز مش���تبهاً ب���ه واح���داً على‬ ‫األقل‪ ،‬هو عبد اجمليد الضراط‪ ،‬العضو يف إحدى‬ ‫مليش���يات مصراتة املتمرك���زة يف غرغور‪ ،‬على‬ ‫ذم���ة الواقع���ة‪ .‬ومع ذل���ك فال توج���د دالئل على‬ ‫قيام الس���لطات الليبية باستجواب أو احتجاز أي‬ ‫مشتبه به آخر‪.‬‬

‫االش���تباكات‪ .‬ق���ال رئيس ال���وزراء عل���ي زيدان‬ ‫إن ق���وات األم���ن كان���ت عاج���زة ع���ن مواجه���ة‬ ‫املليشيات أثناء اعتداءات طرابلس‪ ،‬وإن املليشيات‬ ‫كانت تفوق قوات األمن يف القوة‪.‬‬ ‫قام���ت احلكوم���ة بنش���ر اجلي���ش والش���رطة يف‬ ‫ش���وارع طرابل���س بعد أي���ام معدودة م���ن وقائع‬ ‫القتل يف ‪ 15‬نوفمرب‪/‬تشرين الثاني‪ ،‬يف حماولة‬ ‫إلع���ادة إق���رار األم���ن‪ ،‬ولك���ن فقط بعد ش���روع‬ ‫املليش���يات اليت كانت قد احتل���ت أحياء وقواعد‬ ‫عسكرية بطرابلس يف مغادرة املدينة‪.‬‬ ‫وتشتمل مس���ؤوليات احلكومة يف جمال حقوق‬ ‫اإلنس���ان على واج���ب تأمني احلق ال���ذي يتمتع‬ ‫ب���ه كاف���ة األش���خاص يف احلياة واألم���ن على‬ ‫أراضيه���ا أو حتت س���يادتها‪ .‬ويش���مل ه���ذا اختاذ‬

‫وفق���ا لتقاري���ر إعالمية‪ ،‬ق���ام آخرون م���ن قادة‬ ‫وأفراد املليش���يات الذين ش���اركوا يف االعتداءات‬ ‫مبغ���ادرة طرابل���س بع���د األح���داث وع���ادوا إىل‬ ‫مصرات���ة‪ .‬وال يوج���د تأكي���د لعدد األش���خاص‬ ‫الذي���ن احتجزته���م مليش���يات مصرات���ة أثن���اء‬ ‫االشتباكات‪ ،‬أو مكانهم‪.‬‬ ‫قالت س���ارة ليا ويتس���ن‪“ :‬لقد متكنت املليشيات‬ ‫م���ن حتدي احلكوم���ة والتمت���ع حبصانة فعلية‬ ‫م���ن املالحقة القانونية مل���دة عامني وحتى اآلن‪.‬‬ ‫إال أن اخلطر يتهدد اس���تقرار ليبيا يف املس���تقبل‬ ‫م���ا مل تب���ذل الس���لطات الليبي���ة جهوداً منس���قة‬ ‫لتغيري هذا الوضع والشروع يف إدانة املخطئني”‪.‬‬ ‫خللفي���ة إضافي���ة ع���ن املليش���يات‪ ،‬ودور ق���وات‬ ‫األم���ن‪ ،‬والقضاي���ا األمني���ة ذات الصل���ة‪ ،‬يرجى‬ ‫متابعة القراءة أدناه‪.‬‬ ‫دور قوات األمن‬ ‫مل تقدم احلكومة أي مؤش���ر على أنها حتقق يف‬ ‫إخفاق قوات األمن الليبية يف محاية املتظاهرين‪،‬‬ ‫رغم وجود قوات األمن أثناء املظاهرتني‪.‬‬ ‫يف اشتباكات يونيو‪/‬حزيران ‪ 2013‬يف بنغازي‪،‬‬ ‫كان���ت القوات اخلاصة يف اجلي���ش (الصاعقة)‬ ‫حاضرة أثناء االش���تباكات‪ ،‬وهذا حبسب شهود‪،‬‬ ‫ومث���ة مزاع���م بأنه���ا مل تتدخ���ل إال بع���د وق���وع‬ ‫العديد من اخلسائر‪.‬‬ ‫ويف اش���تباكات الش���هر املاض���ي يف طرابل���س‪،‬‬ ‫كان���ت وح���دات م���ن الش���رطة والش���رطة‬ ‫العس���كرية على الس���واء حاضرة أثناء املظاهرة‪،‬‬ ‫وظلت على مقربة عند نش���وب االشتباكات‪ .‬إال‬ ‫أنه���ا أخفقت يف التدخل حلماي���ة املتظاهرين أو‬ ‫اعتقال األش���خاص الذين يطلقون النريان على‬ ‫مواطن�ي�ن عزل يف بداي���ة املظاهرة‪ ،‬قبل نش���وب‬

‫خط���وات معقول���ة حلماي���ة األش���خاص م���ن‬ ‫التهدي���دات الظاه���رة أو ال�ت�ي ميك���ن التنب���ؤ بها‬ ‫حلياتهم‪.‬‬ ‫مشكلة املليشيات‬ ‫من���ذ انته���اء االنتفاضة ض���د معم���ر القذايف يف‬ ‫‪ ،2011‬استمرت مئات املليشيات‪ ،‬ذات األجندات‬ ‫اإلقليمية واأليديولوجية والدينية والسياس���ية‬ ‫واالقتصادي���ة املتباينة‪ ،‬يف التح���رك مبأمن من‬ ‫العق���اب‪ .‬قتلت تل���ك املليش���يات مئ���ات الليبيني‪،‬‬ ‫وعذبتهم وضيقت عليهم واحتجزتهم تعس���فياً‪،‬‬ ‫دون أي مالحق���ة قضائي���ة معلنة حبق أحد من‬ ‫أفرادها‪.‬‬ ‫وق���د أظه���رت احلكوم���ات االنتقالي���ة املتعاقب���ة‬ ‫إم���ا العج���ز أو ع���دم االس���تعداد لكب���ح مج���اح‬ ‫االنتهاكات أو مالحقة املس���ؤولني عن اجلرائم‬ ‫اخلطرية‪ .‬ورغم الوعود املتكررة إال أن السلطات‬ ‫أخفق���ت أيض���اً يف ح���ل املليش���يات ودم���ج أعداد‬ ‫كافية من أفراده���ا‪ ،‬املؤهلني لذلك بعد فرزهم‬ ‫بصفة فردية وحتت س���لطة احلكومة‪ ،‬يف قوات‬ ‫األم���ن النظامية‪ .‬وعلى النقيض م���ن التعهدات‬ ‫املعلنة للس���لطات االنتقالية‪ ،‬فق���د تعاقدت تلك‬ ‫الس���لطات م���ع املليش���يات ودفع���ت هل���ا األموال‬ ‫للعمل كقوات شبه عسكرية موازية للحكومة‪،‬‬ ‫وأش���ركتها يف عمليات يقصرها القانون اللييب‬ ‫عل���ى قوات األمن النظامية‪ ،‬م���ن قبيل االعتقال‬ ‫واالحتجاز‪.‬‬ ‫وقد صدر قرار من املؤمتر الوطين العام يفوض‬ ‫“غرف���ة عمليات ث���وار ليبيا”‪ ،‬وه���ي ائتالف من‬ ‫املليش���يات القوي���ة‪ ،‬حلماي���ة طرابل���س‪ .‬إال أن‬ ‫ه���ذا االئتالف يضم أعضاء مليش���يات س���بق هلا‬ ‫التورط يف االعتداء على املتظاهرين‪.‬‬

‫أصدر املؤمتر الوطين العام العديد من القرارات‬ ‫اليت تهدف إىل حل املليشيات املوجودة يف البالد‪،‬‬ ‫لك���ن احلكوم���ة تباط���أت يف تنفيذه���ا‪ .‬يف ‪12‬‬ ‫نوفمرب‪/‬تش���رين الثان���ي أصدر املؤمت���ر الوطين‬ ‫الع���ام الق���رار ‪ 87/2013‬ال���ذي يدع���و رئي���س‬ ‫احلكوم���ة لتنفيذ قرارين س���ابقني (‪27/2013‬‬ ‫و‪ )53/2013‬كان���ا يدع���وان احلكوم���ة إلخالء‬ ‫املدن من التش���كيالت املس���لحة “غري الشرعية”‬ ‫ودم���ج كافة التش���كيالت املس���لحة اليت منحت‬ ‫الصفة الشرعية يف قوات األمن‪.‬‬ ‫كان الق���رار ‪ 27/2013‬يف���وض احلكوم���ة‬ ‫الس���تخدام كاف���ة الوس���ائل الالزم���ة‪ ،‬مب���ا‬ ‫فيه���ا الق���وة العس���كرية‪ ،‬إلخ�ل�اء طرابل���س من‬ ‫اجلماعات املس���لحة “غري الش���رعية”‪ .‬كما أمر‬ ‫الق���رار اجلماعات املس���لحة العاملة حتت مظلة‬ ‫وزارت���ي الدفاع والداخلية مبغادرة حدود املدينة‬ ‫واالنتقال إىل مواقع حمددة على أطرافها‪.‬‬ ‫أصدر املؤمت���ر الوطين العام الق���رار ‪53/2013‬‬ ‫ي���وم ‪ 9‬يونيو‪/‬حزي���ران‪ ،‬يف أعق���اب وقائع القتل‬ ‫يف بنغ���ازي‪ .‬ويدعو القرار رئي���س احلكومة إىل‬ ‫“إخالء” كافة املناطق الليبية من التش���كيالت‬ ‫املسلحة دون الصفة الشرعية باستخدام كافة‬ ‫الوس���ائل الالزم���ة‪ ،‬مبا فيه���ا القوة العس���كرية‪.‬‬ ‫كما يأمر رئي���س احلكومة بوضع خطة لدمج‬ ‫مجيع أعضاء التش���كيالت املسلحة ذات “الصفة‬ ‫الش���رعية” يف ق���وات األم���ن النظامي���ة بصف���ة‬ ‫فردية‪ ،‬وليس م���ن خالل االنتماء إىل جمموعة‬ ‫بعينه���ا‪ ،‬واس���تخراج أرق���ام عس���كرية رمسي���ة‬ ‫مسلسلة هلم‪ .‬واملوعد النهائي لتنفيذ هذا القرار‬ ‫هو ‪ 31‬ديسمرب‪/‬كانون األول‪.‬‬ ‫أما ش���ركاء ليبيا الدوليون‪ ،‬مب���ن فيهم البلدان‬ ‫املش���اركة يف محل���ة النات���و يف ‪ 2011‬ض���د‬ ‫القوات املوالية للقذايف‪ ،‬فلم يفعلوا ش���يئاً يذكر‬ ‫للمتابع���ة ع���ن طريق سياس���ة منس���قة إلعادة‬ ‫اهليكل���ة‪ ،‬تس���تند إىل تدابري احلماية األساس���ية‬ ‫حلقوق اإلنسان ووضع حد للجرائم الدولية‪.‬‬ ‫كم���ا ظ���ل جمل���س األم���ن األمم���ي غ�ي�ر مبال‬ ‫إىل ح���د بعي���د بانتهاكات املليش���يات‪ ،‬املتضمنة‬ ‫جلرائم ضد اإلنس���انية‪ ،‬رغم التزام ليبيا بـ”منع‬ ‫انته���اكات حق���وق اإلنس���ان والتحقي���ق فيه���ا”‬ ‫كما ين���ص عليه ق���رار جملس األم���ن األممي‬ ‫رقم ‪ ،2095‬الذي مت تبنيه يف ‪ 14‬مارس‪/‬آذار‪.‬‬ ‫أعلن���ت بعض البل���دان‪ ،‬ومنها الوالي���ات املتحدة‬ ‫وبريطاني���ا وفرنس���ا وإيطالي���ا وتركي���ا‪ ،‬ع���ن‬ ‫اس���تعدادها لتدري���ب أعض���اء املليش���يات به���دف‬ ‫تش���كيل “قوة خمصصة لألغ���راض العامة” يف‬ ‫املس���تقبل‪ .‬لكنه���ا مل تض���ع حت���ى اآلن إجراءات‬ ‫الفرز الالزمة لضمان أال يكون أعضاء املليشيات‬ ‫املتدربني من أجل هذه القوة ممن ارتكبوا جرائم‬ ‫خطرية‪ ،‬مبا فيها القتل دون وجه حق والتعذيب‪.‬‬ ‫ورغم بعض الدع���م للمؤسس���ات الليبية‪ ،‬إال أن‬ ‫حلف���اء ليبيا مل يقدموا س���وى القليل ملس���اندتها‬ ‫يف إقامة نظام قضائي فاعل‪ ،‬يش���تمل على نيابة‬ ‫وقضاة مس���تقلني‪ ،‬ولدي���ه القدرة عل���ى اعتقال‬ ‫أخطر اجلناة وحماكمتهم‪.‬‬ ‫تتمت���ع احملكم���ة اجلنائية الدولي���ة باختصاص‬ ‫مس���تمر يف ما يتعل���ق باجلرائم ضد اإلنس���انية‬ ‫املرتكبة يف ليبيا منذ ‪ 15‬فرباير‪/‬ش���باط ‪،2011‬‬ ‫مع نظرها بعني االعتب���ار‪ ،‬ضمن عوامل أخرى‪،‬‬ ‫إىل مدى اس���تعداد الس���لطات الليبي���ة أو قدرتها‬ ‫على مالحقة املسؤولني عن تلك اجلرائم‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 23 - 17 ( - ) 136‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫‪07‬‬

‫بريطانيا تد ّرب اجليش اللييب حملاربة القاعدة ولوردات احلرب‬

‫(الكفاح الحتواء العنف واسع النطاق وحكومة ما بعد‬ ‫القذايف املنكسرة تتحوّل إىل الغرب للعون العسكري)‬ ‫ترمجة ‪:‬‬ ‫مفتاح السيد الشريف‬ ‫إس���تهل الكات���ب مقال���ه بوص���ف موك���ب الفرقة ‪27‬‬ ‫الربيّ���ة يف اجليش اللييب وهي تس���تعرض قوّتها على‬ ‫املش���ارف اجلنوب ّي���ة ملدين���ة الطرابلس بعيدا مبس���افة‬ ‫ع���امل كام���ل عن ضب���اب وب���رد مدين���ة (كامربيدج‬ ‫ش���اير)‪ ،‬وحتت حرارة مشس ال ترحم كان اجمل ّندون‬ ‫الليبيون بتباهون بب ّزتهم يف مسريتهم صعودا وهبوطا‬ ‫حس���ب األوامر مرتدين زيّهم األخض���ر اجلديد الذي‬ ‫يتخّلله العرق والبقع الس���وداء‪ .‬ولكن يف الشهر القادم‬ ‫س���يتم إس���تبدال هذه احلرارة بربد ورطوب���ة الثكنات‬ ‫ثم‬ ‫يف معس���كر (ياس���ينجبورن) ش���رقي اجنلرتا‪ .‬ومن ّ‬ ‫س���يعودون س���ريعا بفض���ل ّ‬ ‫تدخ���ل النات���و اجلدي���د يف‬ ‫ليبيا والذي‪ ،‬يعد عام�ي�ن من محلة قصفه ملدنها‪ ،‬دفع‬ ‫باملتم ّردين الثوّار إىل النصر يف الربيع العربي‪ .‬والناتو‬ ‫ه���ذا يعود هذه امل ّرة لتكوين جي���ش ميأل الفراغ األمين‬ ‫اللييب‪ .‬إذ أن حالة اإلنذار منتشرة يف العواصم الغرب ّية‬ ‫حت ّذر م���ن الفوضى يف البالد وتزايد عنف املليش���يات‪،‬‬ ‫وأن هن���اك دالئل عل���ى أن تنظيم (القاعدة) ينش���ئ له‬ ‫قواعد فيما س���رعان ما أصبحت دولة فاشلة‪ .‬وبعد أن‬ ‫دم���رت معظم ق���وّات اجليش اللييب س���نة ‪ ،2011‬فإن‬ ‫ّ‬ ‫بريطانيا والوالي���ات املتحدة تق���ودان اآلن عمل ّية بناء‬ ‫جيش جديد‪.‬‬ ‫ومنذ قيام الثورة فإن امليليش���يات اليت تشكلت حملاربة‬ ‫نظ���ام معم���ر الق���ذايف‪ ،‬حتوّل���ت إىل جي���وش خاص���ة‬ ‫يقوده���ا أمراء احلرب ذوو اجلاذب ّي���ة‪ ،‬فقتاهلم وأعمال‬ ‫العصاب���ات اليت يقوم���ون بها جعلت الب�ل�اد جتثو على‬ ‫ركبتيه���ا‪ .‬وخ���ارج العاصم���ة أصبح���ت ه���ذه الب�ل�اد‬ ‫الصحراوي���ة ّ‬ ‫تذكر بفيلم (طاق���م ماكس اجملنون)‪:‬‬ ‫الطرق الس���ريعة ال�ت�ي تقطعها ميليش���يات يف عربات‬ ‫املعرك���ة غريب���ة الط���راز وتزه���و بع���رض املداف���ع‬ ‫املض���ادة للطائ���رات وفوه���ات الصواري���خ‪ .‬وق���د أوقف‬ ‫حصار امليليش���يا إنتاج النفط‪ ،‬وحرم احلكومة لدرجة‬ ‫التجوي���ع من النق���د الس���ائل‪ .‬ويف املدن هن���اك ركود‬ ‫وعن���ف و انقط���اع التيار الكهربائي ونق���ص يف الوقود‪.‬‬ ‫وكل هذا يف بالد تعد موطنا ألكرب احتياطي للنفط‬ ‫يف افريقيا ‪..‬‬ ‫وخيش���ى الدبلوماس���يون من أن الفوضى ستجعل من‬ ‫ليبي���ا كأفغانس���تان أخ���رى أو صوم���ال‪ ،‬أرض ينعدم‬ ‫فيه���ا القانون حيث ميكن لتنظيم القاعدة العثور على‬ ‫مق ّر‪ ،‬وهذه املرة على شواطئ البحر األبيض املتوسط‪.‬‬ ‫ومقت���ل م���درس أمريكي مبدرس���ة ثانوي���ة يف مدينة‬ ‫بنغ���ازي ش���رقي ليبي���ا االس���بوع املاض���ي‪ ،‬ه���و تذكري‬ ‫بالعن���ف الذي تعان���ي منه البالد‪ .‬ولقد ش���هدت املدينة‬ ‫أس���بوعني من املعارك بني اجليش وأنصار الش���ريعة‪،‬‬ ‫وهي ميليش���يا إس�ل�امية يتهمها البعض بقتل السفري‬ ‫االمريك���ي كريس س���تيفنز يف املدينة الع���ام املاضي‪.‬‬ ‫وأعلن���ت حامية جيش صغري يف بنغ���ازي انها ضعيفة‬ ‫ووجهت نداء إىل احلكومة‬ ‫ج���دا لتحافظ على املدينة‪ّ ،‬‬ ‫للحصول على مساعدة ال ميكن أن تعطيها‪. .‬‬ ‫ومن ثم جاء مشروع التدريب‪ .‬وكاننت (بيسينجبورن)‬ ‫قاعدة يف احلرب العاملية الثانية لسالح اجلو األمريكي‬ ‫اش���تهرت باسم (بيت قاذفة القنابل ممفيس اجلميلة)‬ ‫ال���ذي ُحّل���د يف فيلم هولي���وودي حيمل نفس االس���م‪.‬‬ ‫وق���د دفعت ليبيا ‪ 2.5‬مليون جنيه اس�ت�رليين إلخراج‬ ‫الثكنة من حالة احملفوظية وجتهيزها للدفعة األوىل‬ ‫من اجملندي���ن‪ ،‬وهم جزء من قوة تص���ل إىل ‪15.000‬‬ ‫عسكري ستقوم بريطانيا وإيطاليا وتركيا والواليات‬ ‫املتح���دة بتدريبهم على مدى العام�ي�ن املقبلني‪ .‬وعلى‬ ‫أرض التدري���ب يف طرابل���س يتتش���ر التف���اؤل عندما‬ ‫يس���تعرض الضباط جمنديهم الزاحفني بهم‪ .‬ويقول‬ ‫اللواء حممد بوزويد‪ ،‬الذي يشبه صورة الفيلد مارشال‬ ‫مونتجمري بوجهه املنقبض وعينيه احلادتني وقوامه‬ ‫النحيل وبزة املع���ارك الربيطان ّية اليت يرتديها ‪" :‬هذه‬

‫بقلمه وتصويره ‪ :‬كريس ستيقن‬ ‫(عل���ى اليمني) اللواء حممد بوزيود (ش���بيه ملونتجمري) أثناء اس���تعراض الفرقة ‪ 27‬الربيّ���ة قال‪" :‬لقد رأينا‬ ‫وسيتحسن مستواهم بالتدريب الربيطاني"‪.‬‬ ‫فعال التغيرّ يف هؤالء الرجال‬ ‫ّ‬

‫فرص���ة كب�ي�رة لليبي���ا لقد ش���هدنا تغي�ي�را يف هؤالء‬ ‫الرجال بالفعل يف األس���ابيع األربعة األخرية‪ ،‬وس���وف‬ ‫يتحسن مستواهم بالتدريب الربيطاني"‪.‬‬ ‫ومت التوصل إىل اتفاق على تفاصيل الربنامج الصيف‬ ‫املاضي يف قمة الثماني���ة الكبار مبدينة (لو أيرن)‪ ،‬بأن‬ ‫يأخ���ذ حل���ف النات���و وحدات م���ن ألوية ش���كلت حديثا‬ ‫مث���ل ل���واء ‪ 27‬احمل�ت�رف ملدة ‪ 10‬أس���ابيع م���ن تدريب‬ ‫املش���اة املكثف‪ .‬ويقول ديلوماس���ي غربي ‪":‬إنهم س���وف‬ ‫حيصل���ون عل���ى مه���ارات املش���اة األساس���ية‪ ،‬ونق���اط‬ ‫تفتي���ش املركب���ات‪ ،‬والعم���ل ضم���ن هيكل القي���ادة"‪.‬‬ ‫وجنب���ا إىل جنب م���ع التدريب حان وق���ت التعامل مع‬ ‫إلتزام���ات عس���كرية جدي���دة‪ .‬والطائ���رات األمريكية‬ ‫ب���دون طي���ار حتّل���ق منطلق���ة م���ن قواع���د يف النيجر‬ ‫وإيطالي���ا‪ .‬وقد مت نش���ر بعثة من حل���ف الناتو مكّلفة‬ ‫مبهمة غري معت���ادة‪ .‬واالحتاد األوروبي يدرب وحدات‬ ‫ّ‬ ‫م���ن ق���وات خفر الس���واحل وح���رس احل���دود‪ ،‬يف حني‬ ‫أعلنت األمم املتحدة األسبوع املاضي أنها سرتسل ‪235‬‬ ‫جندي حلراسة مقرها يف طرابلس‪.‬‬ ‫ويأت���ي ه���ذا " التدخل اخلفي���ف" حمفوف���ا مبخاطر‪.‬‬ ‫فأغلب املليش ّيات القويّة مدعومة وممولة من أطراف‬ ‫يف املؤمتر الوطين الع���ام يف ليبيا الذي انتخب يف العام‬ ‫املاض���ي‪ .‬واألح���زاب العلماني���ة نس���بيا تدعم ميليش���يا‬ ‫الزنت���ان يف الغ���رب‪ ،‬يف ح�ي�ن أن اإلخ���وان املس���لمني‬ ‫وحتالفا جم ّزأ مس���اويا هلم يس���اند قوّات من مصراته‪.‬‬ ‫وكل ميليش���يا تتمرتس على نفس���ها جت���اه األخرى‪.‬‬ ‫وال تثق متاما يف اجليش اجلديد‪ .‬واإلخوان املس���لمون‬ ‫الذين ميل���ك حتالفهم اإلس�ل�امي أغلبي���ة ضئيلة يف‬ ‫يتوجس���ون من قيام حلف األطلسي بالتدريب‬ ‫املؤمتر‪ّ ،‬‬ ‫وم���ن حقيقة أن اجليش اجلدي���د يعمل به ضباط من‬ ‫عهد القذايف‪.‬‬ ‫ويقول مس���لم كرموس املس���ؤول يف مجاعة اإلخوان‬ ‫املس���لمني ال���ذي درس يف كن���دا واألس���تاذ يف جامعة‬ ‫طرابل���س والذي أمضى ‪ 8‬س���نوات يف س���جون الق ّذايف‬ ‫السياس��� ّية‪" :‬إن هذه األلوية اجلديدة تدخل العاصمة‬ ‫واجلمي���ع يتس���اءل م���ن أي���ن ج���اءت‪ .‬وبع���ض الناس‬

‫يقول���ون إن���ه مت تدريبه���ا وتنظيمها لإلس���تيالء على‬ ‫احلك���م"‪ .‬إ ّ‬ ‫ال أن بوزي���ود يص��� ّر غل���ى أن ض ّباطه كانوا‬ ‫دائما خملصني للوطن وليس للق ّذايف‪ .‬مش�ي�را إىل أن‬ ‫الدكتات���ور الس���ابق كان ال يثق يف قوات���ه النظام ّية‪،‬‬ ‫وكان يغدق املوارد على ألوي���ة خاصة يديرها أبناؤه‪.‬‬ ‫غ�ي�ر أن اجلن���رال يع���رف أن مس���تقبله ال يعتمد على‬ ‫التدري���ب املس���تفاد من (باس���ينج بورن) ب���ل على دعم‬ ‫الس���كان‪ ،‬ويقول‪" :‬ميكن للجيش توف�ي�ر األمن‪ ،‬ولكنه‬ ‫حيتاج إىل مساعدة الشعب‪ .‬فليس من الصائب تكوين‬ ‫جيش ال يقف الناس وراءه"‪..‬‬ ‫ويف الوق���ت الراه���ن‪ ،‬لدي���ه املس���اندة‪ ،‬عل���ى األق���ل يف‬ ‫العاصمة‪ ،‬يف أعقاب أس���وأ أعمال عنف ش���هدتها البالد‬ ‫منذ نهاية الثورة‪ .‬ففي الش���هر املاضي قامت ميليش���يا‬ ‫م���ن مصرات���ة مقيم���ة يف في�ل�ات أخلي���ت من���ذ عهد‬ ‫الق���ذايف يف ح���ي غرغ���ور بالعاصمة‪ ،‬بإط�ل�اق مدافع‬ ‫مض���ادة للطائرات وأس���لحة أوتوماتيكي���ة على مجوع‬ ‫املتظاهري���ن‪ .‬وعندما انقش���ع الدخان لق���ي حتفه ‪47‬‬ ‫متظاهرا‪ .‬وبالنس���بة للعديد من الطرابلسيني‪ .‬كانت‬ ‫غرغ���ور القش���ة األخ�ي�رة‪ .‬وم���ن ناحية أخ���رى فإن رد‬ ‫الفعل الغاضب أوضح أي تغيري جذري ميكن أن حيدث‬ ‫يف السياس���ة الليبي���ة‪ ،‬إذ مت ط���رد امليليش���يات وحل���ت‬ ‫حمله���ا وح���دات اجلي���ش اليت وصل���ت وس���ط تهليل‬ ‫وابته���اج احلش���ود وأبواق الس��� ّيارات‪ .‬وق���د مسيت ردة‬ ‫الفعل (ث���ورة ّ‬ ‫املرطبات)‪ ،‬وهو لقب قي���ل لإلزدراء‪ ،‬ألن‬ ‫صف���ة ّ‬ ‫املرطبات يطلقها الغرباء على س���كان العاصمة‬ ‫ّ‬ ‫"الناعم�ي�ن" إفرتاض���ا‪ ..‬واآلن يت���م ع���رض املرطب���ات‬ ‫أثن���اء اإلحتجاج���ات املناهضة للميليش���يات‪ ،‬يف نقاط‬ ‫التفتي���ش ويف ربط���ات معّلقة يف بن���ادق الدبابات اليت‬ ‫حت���رس مداخل طرابلس‪ .‬ويقول أمين حس�ي�ن مدير‬ ‫فندق (سفاري) بوسط املدينة ‪" :‬الناس هنا ال يريدون‬ ‫سوى السالم‪ ،‬فمنذ أن رحلت املليشيلت وجاء اجليش‪،‬‬ ‫اخنفض���ت اجلرمية‪ .‬واملليش���يات لن تع���ود واملواطنون‬ ‫لن يس���محوا هلا بذل���ك"‪ .‬وعرب الطريق م���ن اللواء ‪27‬‬ ‫يتفاءل القادة يف قاعدة أخرى بها لواء القوات اخلاصة‬ ‫ّ‬ ‫ويتذكر‬ ‫‪( 17‬الصاعقة) حول التدري���ب الربيطاني‪.‬‬

‫الفدام���ى منهم أن الغرب لديه تاريخ يف تغيري املواقف‪.‬‬ ‫فف���ي الثمانينات م���ن القرن املاضي قصف���ت الواليات‬ ‫املتح���دة الق���ذايف‪ ،‬وكان هن���اك لوكرب���ي ومقت���ل‬ ‫ايفون فليتش���ر‪ .‬ثم ح���وّل توني بلري الق���ذايف من عدو‬ ‫إىل حلي���ف‪ ،‬قب���ل أن يتغ�ّي�رّ الغرب مرة أخ���رى عندما‬ ‫قصف���ت قواته يف ثورة‪ .2011‬واجملند األكثر ش���هرة‬ ‫يف ث�ل�اث قواعد تدريب يف اجنرتا يف ّ‬ ‫الس���تتيات‪ ،‬كان‬ ‫الق���ذايف نفس���ه‪ .‬وكل ه���ذا جيع���ل البع���ض يتس���اءل‬ ‫ك���م من الوقت س���وف يس���تمر الدعم الغرب���ي‪ .‬إال أن‬ ‫الض ّباط جييبون بدبلزماس��� ّية ‪" :‬لقد كانت العالقات‬ ‫م���ع بريطاني���ا يف املاضي س��� ّيئة‪ ،‬ولكنه���ا اآلن ج ّيدة"‬ ‫كما يقول العقيد حممد إبرهيم املش���رف على قيادة‬ ‫التدري���ب‪ ،‬ويضي���ف‪" :‬ونأم���ل أن يب�ن�ي ه���ذا التدريب‬ ‫حتالفا جديدا"‪ .‬وبالنس���بة للحكومة الليب ّية املنكس���رة‬ ‫اليت تعاني من اإلنقس���امات السياس ّية وتتناقص منها‬ ‫األموال بسبب تشديد املليش���يا حلصارها على النفط‪،‬‬ ‫تصبح املس���اعدة الغرب ّية ضروريّة‪" .‬إن إس���تقرار ليبيا‬ ‫مهم للغرب الذي م���ن مصلحته احلقيق ّية أ ّ‬ ‫ال تتحوّل‬ ‫ليبيا إىل صوم���ال أخرى"‪ .‬هكذا يق���ول صالح املرغين‬ ‫وزي���ر العدل‪ .‬وهو حمامي س���ابق أش���ادت به مجاعات‬ ‫حق���وق اإلنس���ان لدفاعه عن الس���جناء السياس���يني يف‬ ‫عه���د الق ّذايف‪ .‬ولقد اقتحمت امللبش���يات وزارته م ّرتني‬ ‫مطالبة بأن يتم إس���تبدال القضاة بالثوّار‪ .‬وهو يعتذر‬ ‫عندما يس���تعصي باب مكتبه عل���ى الفتح ويقول‪" :‬لقد‬ ‫مت كسره عدّة م ّرات لفتحه‪ ،‬ولذا فهو ال يعمل بشكل‬ ‫صحي���ح"‪ .‬ومع انقس���ام احلكومة واإلقتص���اد يف حالة‬ ‫انهي���ار‪ ،‬واملعارك تتواصل بني قوات األمن واملليش���يات‬ ‫يف الش���رق‪ ،‬يقول املرغين إن العون الغربي هو الس���بيل‬ ‫للمضي قدما‪ ،‬ويضيف‪":‬إننا يف حاجة إىل هذه‬ ‫الوحيد‬ ‫ّ‬ ‫املساعدة‪ ،‬والوقت مي ّر"‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫األوبزيرفر الربيطان ّية يف ‪2013/12/7‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 23 - 17 ( - ) 136‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫ملف العدد‬

‫نظام احملافظات‬

‫الالمركزية اإلدارية املوسعة يف ليبيا وسيلة لتحقيق‬ ‫العدالة و البناء الدميقراطي‬

‫عبدالقادر عبداهلل قدورة‬ ‫بع���د أكثر من ‪ 12‬س���نة ‪ ،‬اعتق���د و دون أي‬ ‫مشاورات مت اإلعالن عن االنتقال من النظام‬ ‫الفيدرالي إىل النظام املوحد حيث مت تعديل‬ ‫دس���تور ‪ 1951‬كما نص على ذلك الدستور‬ ‫نفس���ه ‪ ،‬وفق اإلجراءات املنص���وص عليها يف‬ ‫املادة ‪ 197‬منه و خيض���ع هذا التعديل لنص‬ ‫امل���ادة ‪ 198‬ال�ت�ي تنص على ش���رط تصديق‬ ‫املل���ك على ه���ذا القان���ون املعدل للدس���تور و‬ ‫ال���ذي ص���در عن جمل���س األم���ة (الن���واب و‬ ‫الش���يوخ ) جمتمعاً بصفة مجعية تأسيس���ية‬ ‫اش�ت�رطت املادة ‪ 199‬من الدس���تور زيادة عن‬ ‫األح���كام الس���ابقة موافق���ة مجي���ع جمالس‬ ‫الوالي���ات التش���ريعية عل���ى تعدي���ل أح���كام‬ ‫الدستور اخلاصة بشكل احلكم االحتادي‪.‬‬ ‫و هذا االنتقال أمر آخر ال استطيع أن أحتدث‬ ‫عن أس���بابه و ال عن دوافعه ألنه يأخذ الوقت‬ ‫و يف حاج���ة إىل حبث عميق فيه و لكن يبقى‬ ‫الواق���ع أن األم���ر ص���در بتعديل الدس���تور و‬ ‫إلغ���اء النظ���ام الفيدرال���ي و إع�ل�ان النظ���ام‬ ‫املوحد يف ليبيا‪.‬‬ ‫و يف الواقع مل تتم األمور بهذا الشكل السريع‬ ‫و إمنا كانت هناك متهيدات سابقة لتحقيق‬ ‫ذل���ك و انته���ى األمر بص���دور قان���ون تعديل‬ ‫الدس���تور يف ‪ 1963‬و تكليف جملس الوزراء‬ ‫بإص���دار قرار تقس���يم الب�ل�اد إىل حمافظات‬ ‫ال���ذي ص���در يف س���نة ‪ ، 1963‬ث���م يف ع���ام‬ ‫‪ 1964‬ص���در املرس���وم امللكي بقان���ون الذي‬ ‫يب���دو أنه اعتمد نظام احملافظات كتقس���يم‬ ‫جديد للدولة الليبية‪.‬‬ ‫و ب���دأت عملية إعادة بن���اء الدولة من جديد‪،‬‬ ‫حي���ث كان يف الدس���تور م���ادة انتقالية هي‬ ‫امل���ادة ‪ 201‬اليت تن���ص على تقس���يم اململكة‬ ‫الليبي���ة يف ذل���ك الوق���ت إىل عش���ر وح���دات‬ ‫إدارية يصدر جملس الوزراء قراراً بتسميتها‬ ‫عل���ى أن يت���وىل رئاس���ة كل وح���دة موظف‬ ‫يعني مبرس���وم ملك���ي‪ ،‬و تطبيقاً هل���ذه املادة‬ ‫فقد ص���در الق���رار بش���أن التنظي���م اإلداري‬ ‫للمملك���ة بتاريخ ‪ 25‬ابري���ل ‪( 1963‬جريدة‬ ‫رمسية العدد األول ‪ 27‬ابريل ‪.)1963‬‬

‫م���ن األت���راك إىل اإليطالي�ي�ن إىل اإلدارة الربيطاني���ة كان النظام اإلداري اللي�ب�ي يقوم على الالمركزية اإلداري���ة كانت املناطق‬ ‫تتمتع بسلطة حملية واسعة بل أنه يف بعض الفرتات من العصر الرتكي كان شرق البالد خيضع مباشرة إىل احلكومة الرتكية ‪.‬‬ ‫جاء االس���تقالل بعد حرب التحرير األوىل و ش���كلت جلنة لوضع الدس���تور و اليت قامت بعملها وضعت دس���تور عام ‪ 1951‬و الذي‬ ‫نتيجة للظروف القاس���ية اليت كانت متر فيها البالد حيث كان الفقر الش���ديد و قلة املوارد و تشرذم القيادات و اختالف خياراتهم‬ ‫خاص���ة يف املنطق���ة الغربي���ة دفع اجلميع إىل اختيار النظ���ام الفيدرالي و ظهرت ليبيا اجلديدة بثالث والي���ات (برقة – طرابلس –‬ ‫فزان) و استمر هذا النظام حتى عام ‪.1963‬‬ ‫هناك الكثري من الناس يتساءلون حول دور الفيدرالية يف توحيد البالد خاصة كما قلنا بعد االستقالل و ذهاب االيطاليني و حترير‬ ‫البالد من قبل القوات الربيطانية و غريها مع وجود جيش لليبيني معهم يسمى جيش التحرير ‪،‬و كانت البالد يف ذلك الوقت تعاني‬ ‫م���ن اصطفاف قبلي و إقليمي ش���ديد نتيج���ة لالختالف الذي حصل يف فرتة وجود الليبيني يف املنايف خ���ارج الوطن‪ ،‬و مل يكن هناك‬ ‫أفضل من النظام االحتادي الذي يعطي لكل والية احلق يف إدارة ش���ئونها بنفس���ها و كانت اإلمكانيات كما قلنا قليلة و شحيحة و‬ ‫هناك تفاوت كبري يف هذه اإلمكانيات رغم قلتها بني أقاليم الدولة الثالث‪.‬‬

‫•و ق��د تض��م ق��رار جمل��س ال��وزراء هذا‬ ‫القواعد التالية ‪-:‬‬

‫‪ -1‬تقس���يم اململك���ة إىل عش���ر حمافظ���ات‬ ‫و تقس���م كل حمافظ���ة إىل متصرفي���ات‬ ‫و كل متصرفي���ة إىل مديري���ات و يب�ي�ن‬ ‫احلدود اإلدارية لكل منها‪.‬‬ ‫‪ -2‬جعل على رأس كل حمافظة حمافظ‬ ‫يتب���ع وزي���ر الداخلية و يكون مس���ئول أمامه‬ ‫عن القي���ام بواجبات���ه و اختصاصاته و يعترب‬ ‫ممث ً‬ ‫ال للحكومة يف حدود احملافظة‪.‬‬ ‫‪ -3‬أوج���ب تش���كيل جمل���س استش���اري‬ ‫يف كل حمافظ���ة يع�ي�ن أعضائ���ه بق���رار‬ ‫جمل���س ال���وزراء و يت���وىل احملافظ رئاس���ته‬ ‫و اختصاصات���ه تقدي���م التوصيات و املش���ورة‬ ‫دون أي التزام لإلدارة بها‪.‬‬ ‫و يف س���ياق ه���ذا التط���ور اإلداري بع���د إلغاء‬ ‫النظام االحت���ادي و تنفيذاً للم���ادة ‪ 176‬من‬

‫الدس���تور صدر املرس���وم امللك���ي بقانون رقم‬ ‫‪ 8‬لس���نة ‪ 1964‬بش���أن اإلدارة احمللية و قد‬ ‫وضع هذا املرسوم أسس تنظيم سلطات عدم‬ ‫الرتكيز اإلداري وتنظيم س���لطات البلديات‬ ‫و ح���دد العالق���ات بينه���ا و ب�ي�ن الس���لطات‬ ‫املركزية يف العاصمة‪.‬‬

‫و رغ���م تقس���يم هذا القانون البالد إىل عش���ر‬ ‫حمافظ���ات إال أن���ه مل مين���ح الش���خصية‬ ‫املعنوي���ة القانوني���ة ألي منه���ا (اجلري���دة‬ ‫الرمسي���ة عدد خاص ‪ 31‬أغس���طس ‪)1964‬‬ ‫‪ ،‬و جيب اإلش���ارة إىل أن ه���ذا النظام اإلداري‬ ‫اللي�ب�ي قب���ل ع���ام ‪ 1969‬ش���هد الكث�ي�ر م���ن‬ ‫التطورات عن طريق إص���دار قوانني جديدة‬ ‫آخره���ا كان القان���ون الصادر بش���أن اإلدارة‬ ‫احمللي���ة الصادر بتاريخ ‪ 1967/9/1‬و قانون‬ ‫البلديات رقم ‪ 19‬لس���نة ‪ ، 1968‬و لكن كل‬ ‫هذه القوانني مل خترج النظام اإلداري اللييب‬ ‫ع���ن طبيعت���ه بكون���ه نظ���ام إداري قائم على‬ ‫عدم الرتكيز اإلداري‪.‬‬ ‫و لكن الس���ؤال ما هو عدم الرتكيز اإلداري؟‬ ‫ه���ذا أس���لوب إداري م���ن أس���اليب اإلدارة‬ ‫املركزي���ة و ه���و يع�ن�ي ب���أن تقوم الس���لطة‬ ‫املركزي���ة بتخوي���ل كب���ار موظفيه���ا يف‬ ‫األقاليم أو احملافظات بعض السلطات ليقوم‬

‫به���ا و هو بالتالي يؤدي إىل توس���يع س���لطات‬ ‫ممثلني احلكوم���ة املركزي���ة و ال عالقة له‬ ‫بإعط���اء الصالحيات لإلقليم و س���كانه و هو‬ ‫بالتالي خيتل���ف على النظ���ام الالمركزية‬ ‫اإلدارية‪.‬‬ ‫لتحقي���ق الالمركزية اإلداري���ة و هو نظام‬

‫قائم على إعطاء صالحيات واس���عة لألقاليم‬ ‫أو احملافظ���ات جيب أن تتوفر ثالث ش���روط‬ ‫يف أي نظ���ام إداري حت���ى ميك���ن اعتب���اره‬ ‫نظ���ام الالمركزي���ة و يف حال���ة غي���اب هذه‬ ‫الش���روط أو أح���د منه���ا فنح���ن يف مواجه���ة‬ ‫نظام آخ���ر مهما قيل عنه أن���ه المركزية و‬ ‫هذه الش���روط اليت جيب أن تتوفر يف النظام‬ ‫الالمركزية اإلدارية ‪-:‬‬ ‫‪ -1‬و هو مهم للغاية و أساس و هو االعرتاف‬ ‫لإلقلي���م أو احملافظة بالش���خصية القانونية‬ ‫املس���تقلة و هذا يرتتب عليه اس���تقالل مالي‬ ‫و إداري يف ش���ئونها و ه���ذا يع�ن�ي أن هن���اك‬ ‫مصاحل متثلها الدولة و شخصيتها القانونية‬ ‫و لك���ن جي���ب االع�ت�راف أن هن���اك مص���احل‬ ‫حملي���ة أو إقليمية و ه���ي تتعلق مبجموعة‬ ‫م���ن الناس يس���كنون ه���ذا اإلقلي���م و بالتالي‬ ‫فإن اإلقليم ميكن على س���بيل املثال أن ميلك‬ ‫احلق يف تنظيم التج���ارة يف داخله و كذلك‬ ‫املهن التجارية و غريها من األمور ‪.‬‬ ‫و نظ���راً كم���ا رأين���ا لغي���اب االس���تقالل يف‬ ‫الش���خصية القانوني���ة للمحافظة فإن نظام‬ ‫احملافظات الذي كان س���ائداً يف ذلك الوقت‬ ‫مل يكن باإلمكان إعطائه صفة الالمركزية‬ ‫اإلدارية‪.‬‬ ‫‪ -2‬و ه���و أم���ر أساس���ي أيضاً ‪ ،‬و ه���و أنه يف‬ ‫الالمركزي���ة اإلداري���ة احلقيقي���ة هن���اك‬ ‫اس���تقالل أيضاً للس���لطات احمللي���ة عن تلك‬ ‫املوج���ودة يف الدول���ة و الس���لطة املركزية و‬ ‫يكون ذلك ع���ن طريق أن قي���ادات اإلقليم أو‬ ‫احملافظة جيب انتخابها من الناس و بالتالي‬ ‫ال متل���ك الس���لطة املركزي���ة يف العاصم���ة‬ ‫استبداهلا ميكن هلا حلها و لكن عليها الدعوة‬ ‫النتخاب���ات جديدة النتخاب س���لطة جديدة‬ ‫يف اإلقليم أو احملافظة‪.‬‬ ‫‪ -3‬و أخ�ي�راً و حتى تكون هناك المركزية‬ ‫إدارية حقيقية جي���ب أن تكون هلا جمموعة‬ ‫من االختصاصات اهلامة و هلا س���لطة اختاذ‬ ‫الق���رار حياهل���ا دون الرج���وع إىل أي جه���ة‬ ‫ثاني���ة و بالتال���ي فمن الطبيعي أن الس���لطة‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 23 - 17 ( - ) 136‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫ملف العدد‬

‫‪09‬‬

‫استخدم القانون طريقة هي قدمية جديدة وهي واضحة إلخفاء فكرة السيطرة‬ ‫و اهليمنة للوزير وهي التفويض حيث نص القانون على جواز التفويض من الوزير‬ ‫إىل احملافظ يف الوزارات اليت مل تنقل اختصاصاتها إىل الوحدات احمللية‬ ‫ال�ت�ي مت انتخابه���ا يف احملافظ���ة أو اإلقلي���م‬ ‫متلك س���لطة اخت���اذ الق���رار و ه���ذا بطبيعة‬ ‫احلال يتطلب االستقالل املالي أيضاً لإلقليم‬ ‫أو احملافظ���ة عن طريق م���وارد خاصة بها أو‬ ‫م���وارد ختصصها احلكومة املركزية هلا من‬ ‫العاصمة‪.‬‬ ‫•الالمركزية احلقيقية مرتبطة بالنظام‬

‫الدميقراطي‬

‫إن الالمركزي���ة احلقيقية توجد يف النظام‬ ‫ال���ذي حيرتم احلريات و احلقوق األساس���ية‬ ‫للناس مهم���ا اختلفت إنتمائته���م أما النظام‬ ‫االس���تبدادي الدكتات���وري فه���و ميي���ل إىل‬ ‫املركزية‪.‬‬ ‫إن الالمركزي���ة اإلداري���ة احلقيقي���ة ه���ي‬ ‫مرتبط���ة إذن بالنظ���ام الدميقراط���ي حي���ث‬ ‫كل منهم���ا قائ���م عل���ى نظ���ام االنتخاب���ات‬ ‫الختي���ار من ميارس الس���لطة باإلضافة إىل‬ ‫أن الالمركزي���ة تعطي الفرصة لكل الناس‬ ‫يف خمتل���ف األقاليم أو احملافظات ملمارس���ة‬ ‫حقوقهم الطبيعية يف الدميقراطية و تعميم‬ ‫ه���ذه الفك���رة و تقريبه���ا م���ن الن���اس مهم���ا‬ ‫اختلفت مستوياتهم االجتماعية و الثقافية ‪.‬‬ ‫اليوم و بعد ثورة ‪ 17‬فرباير‪ ،‬بالدنا يف مفرتق‬ ‫ط���رق و ه���و مفرتق جي���ب حس���ن اختيار يف‬ ‫أي اجت���اه س���وف نس�ي�ر و نب�ن�ي بالدن���ا ليبيا‬ ‫املس���تقبل بالد للخ�ي�ر و الرفاهية و الس�ل�ام‬ ‫ألهله���ا و مل���ن حوهل���ا و للعامل كل���ه ‪ ،‬و هذه‬ ‫األم���ور جيب أن نتش���اور فيها و يس���مع كل‬ ‫من���ا اآلخ���ر و اعتقد أن أخطر م���ا يواجهنا يف‬ ‫هذه األيام هي تركة الطاغية و هي تركة‬ ‫تركه���ا و زرعها يف الب�ل�اد و العباد و حتتوي‬ ‫يف رأيي على أمرين خطريين ‪:‬‬ ‫‪ -1‬لقد زرع يف عقول الناس و لألسف هذه‬ ‫النع���رة القبلي���ة و اإلقليمي���ة الرهيب���ة اليت‬ ‫رأي���ت الكث�ي�ر م���ن الن���اس الذي���ن مل أعرف‬ ‫عنه���م التعص���ب القبل���ي و اإلقليم���ي رمب���ا‬ ‫بس���بب النف���اق رأيته���م يف ص���ورة جديدة و‬ ‫مظه���ر آخ���ر ‪ ،‬حركتهم تلك الق���وة الباغية‬ ‫الس���اكنة حتت الرماد فتحولوا إىل براميل‬ ‫مليئ���ة باحلقد و البغض ل���كل الناس و تزداد‬ ‫الدرج���ة عند أولئ���ك الذين فقدوا االس���م أو‬ ‫املكانة أو رمبا التسهيالت مبختلف أنواعها و‬ ‫مل أشعر باخلوف على مستقبل بالدي أكثر‬ ‫من خويف اليوم‪.‬‬ ‫‪ -2‬لقد مت بناء البالد خالل‪ 42‬سنة املاضية‬ ‫عل���ى عدم التوازن يف كل ش���يء بني مناطق‬ ‫الب�ل�اد املختلف���ة األمر ال���ذي أدى إىل تفاقم‬ ‫يف عدد الس���كان يف م���كان دون آخر ‪ ،‬فازدحام‬ ‫بع���ض امل���دن يف بالدنا ليس لتط���ور صناعي‬ ‫ب���ل لتمركز الق���رار و العمل و امل���ال فيها ال‬ ‫أكثر و ال أق���ل ‪ ،‬و ترتب على هذا التمركز‬ ‫املال���ي و اإلداري و احلكوم���ي يف ه���ذه املدينة‬ ‫أو تلك ال�ت�ي ميكن للمواط���ن احلصول فيها‬ ‫و منها على كل ش���يء العمل و الدراس���ة يف‬ ‫اخل���ارج أو العم���ل يف الس���فارات أو االتص���ال‬ ‫بالش���ركات أو العم���ل يف قطاع���ات النفط و‬

‫االس���تثمار اخلارج���ي و يزداد احل���ظ عندما‬ ‫حيم���ل هذا املواطن اس���م أو ينتم���ي إىل تلك‬ ‫القبيل���ة أو تل���ك ‪ ،‬و أتذك���ر جي���داً مع األمل‬ ‫الشديد ابن جاري يف السكن يف بنغازي الذي‬ ‫م���ات ألنه س���قط أثناء العم���ل يف حمجر يف‬ ‫مالط���ا‪ ،‬و هك���ذا مت التفريق ب�ي�ن الناس بني‬ ‫احملظوظ�ي�ن من الس���لطة و بني م���ن يذهب‬ ‫يبحث عن عمل يف حماجر مالطا‪.‬‬ ‫هاتان النقطت���ان التعصب القبلي و الش���عور‬ ‫بالظل���م هما مكام���ن اخلطر على مس���تقبل‬ ‫بالدن���ا و الوط���ن و جي���ب أن نعم���ل للتقليل‬ ‫منها و ذلك يف حاجة إىل وقت للقضاء عليها‬ ‫نهائي���اً و يتم ذلك بالتأكيد بالتوزيع العادل‬ ‫للث���روة و حمارب���ة مركزية الق���رار و قبله‬ ‫إعطاء ف���رص العمل و اليت مل نس���مع عليها‬ ‫بعد‬ ‫يف أواخ���ر عه���د اجملل���س الوط�ن�ي االنتقالي‬ ‫مسعن���ا أن هناك قان���ون ل�ل�إدارة احمللية قد‬ ‫ص���در وبعد إطالعن���ا عليه رأينا م���ن واجبنا‬ ‫أن نق���ول رأين���ا في���ه حت���ى يع���رف الن���اس‬ ‫حقيق���ة األمر ‪ ،‬فهذا القان���ون يتكون من ‪82‬‬ ‫مادة مقس���م إىل مثاني فص���ول وعنوانه هو ‪:‬‬ ‫(قان���ون اإلدارة احمللي���ة ) ‪ ،‬بينما حنن نتطلع‬ ‫إىل احلك���م احملل���ي ‪ ،‬يكف���ي أن نق���ول إدارة‬ ‫حملي���ة حتى نفه���م وعلى وجه الس���رعة أن‬ ‫هن���اك عالقة وصاي���ة وهي نف���س الوصاية‬ ‫يف القانون املدني ‪ ،‬فقط هنا بني األش���خاص‬ ‫الطبيعي�ي�ن بينم���ا يف اإلدارة ب�ي�ن أش���خاص‬ ‫اعتباريني أي بني الوحدات احمللية والسلطة‬ ‫املركزي���ة املتمثلة يف ال���وزارة أو الوزير و يف‬ ‫حالتن���ا وزارة احلك���م احمللي ‪ ،‬س���يزداد األمر‬ ‫وضوح���اً عندما نس���تعرض بعض أحكام هذا‬ ‫القانون ‪.‬‬

‫اهليمن���ة للوزي���ر وهي التفوي���ض حيث نص‬ ‫القان���ون عل���ى ج���واز التفوي���ض م���ن الوزير‬ ‫إىل احملاف���ظ يف ال���وزارات ال�ت�ي مل تنق���ل‬ ‫اختصاصاته���ا إىل الوح���دات احمللي���ة ولك���ن‬ ‫لألسف باستعراض القانون مل جند أي ذكر‬ ‫ألي وزارة نقل���ت اختصاصاته���ا للوح���دات‬ ‫احمللي���ة أو التزمت بهذا النقل ‪ ،‬فاألمر يرتك‬ ‫إلرادة وتقدير كل وزير ووزارة ‪ ،‬واعتقد أن‬ ‫يف ه���ذه الصياغة ش���ئ من اخلدع���ة للقارئ‬ ‫فرمبا كان م���ن األفضل أن تتم صياغة هذا‬ ‫املوضوع بطريقة أكثر وضوح ‪.‬‬ ‫أم���ا امل���واد ‪ )18( :‬لإلج���راءات ‪ )19( ،‬النصاب‬ ‫واالجتماع���ات ‪ )20( ،‬اللج���ان املتخصص���ة ‪،‬‬ ‫(‪ )21‬جمل���س الش���ورى "جملس اخل�ب�راء" ‪،‬‬ ‫هذه املواد يف احلقيقة هي إجرائية تفصيلية‬ ‫ولكنه���ا ليس���ت هل���ا أهمية باس���تثناء إنش���اء‬

‫���أت مثاره���ا ‪ ،‬وقام بإنش���اء اجملل���س األعلى‬ ‫ُت ِ‬ ‫لإلدارة احمللية يشكل من احملافظني وعمداء‬ ‫البلديات برئاسة الس���يد وزير احلكم احمللي‬ ‫كذلك جهاز آخر امس���ه جملس التخطيط‬ ‫اإلقليم���ي وه���ذه أجهزة ته���دف يف احلقيقة‬ ‫إىل إحكام سيطرة السلطة املركزية وجعل‬ ‫ش���خصية الوزي���ر حمورية ألنها ه���ي دائمة‬ ‫برئاس���ة الوزي���ر ‪ ،‬كذلك ته���دف إىل زيادة‬ ‫اجله���از اإلداري وتضخمه ألن���ه خلق أمانات‬ ‫هل���ذه األجهزة تتحك���م يف كل م���ا يأتي من‬ ‫احملافظات والبلديات ‪.‬‬ ‫كذل���ك أبت���دع القان���ون يف امل���ادة ‪ 44‬من���ه‬ ‫ش���يء جديد امس���ه اإلقلي���م االقتصادي ومل‬ ‫حيدد معناه باس���تثناء القول أن���ه يتكون من‬ ‫حمافظة أو أكثر وميلك إنشاء هذا اإلقليم‬ ‫جملس الوزراء بناء على عرض السيد اوزير‬

‫•احملافظة قانون و البلديات قرار‬

‫فاحملافظة يتم إنش���اؤها بقان���ون و البلديات‬ ‫بق���رار من جملس ال���وزراء واحمل�ل�ات بقرار‬ ‫م���ن وزي���ر احلك���م احملل���ي ‪ ،‬وه���ذا يع�ن�ي أن‬ ‫س���كان املنطقة (احملافظة) ليس هلم أي دور‬ ‫يف التقس���يم اجلغ���رايف ملنطقته���م رغم أنهم‬ ‫لديهم جملس حمافظة منتخب كما يقول‬ ‫القانون (م‪. )4‬‬ ‫كذل���ك ال يوج���د هن���اك حتدي���د واض���ح‬ ‫لالختصاص���ات وإمن���ا مت���ارس الكث�ي�ر م���ن‬ ‫األش���ياء العام���ة اليت جيب الرج���وع فيها إىل‬ ‫لوائ���ح الحقة لتوضيحه���ا ويف النهاية حتت‬ ‫اإلش���راف الت���ام لوزارة احلك���م احمللي (م‪، )6‬‬ ‫وعندما يأتي احلديث عن اختصاص جملس‬ ‫احملافظ���ة فإننا ال جند في���ه أي اختصاصات‬ ‫فعلي���ه يف امل���واد ‪ ،12،13،14‬وكذل���ك‬ ‫اختصاصات احملافظ نفس���ه فهو حديث عام‬ ‫دون حتدي���د أو ختصيص ب���ل على احملافظ‬ ‫أن يبل���غ الوزير فوراً واحملافظ مس���ئول أمام‬ ‫الوزي���ر ويل���زم بتقدي���م تقري���ر ع���ن أعماله‬ ‫(م‪. )16‬‬ ‫اس���تخدم القانون طريقة هي قدمية جديدة‬ ‫وه���ي واضح���ة إلخف���اء فك���رة الس���يطرة و‬

‫جملس الش���ورى وهو جمل���س اخلرباء وهذا‬ ‫كان موجود أيام شعبيات النظام السابق ‪.‬‬ ‫الفص���ل الراب���ع ال���ذي خص���ص للبلدي���ات‬ ‫م���ن امل���ادة ‪ 24‬حتى املادة ‪ 41‬فق���د أعطى هلا‬ ‫اختصاصات شئون حملية وهذا شئ طبيعي‬ ‫ومع���روف وانتخ���اب اجمللس البل���دي ولديه‬ ‫اختصاص واس���ع قائ���م على االق�ت�راح فقط‬ ‫ين���س القانون إنش���اء جملس‬ ‫دون غ�ي�ره ‪ ،‬مل َ‬ ‫ش���ورى للبلدية (اخلرباء) ثم الف���رع البلدي‬ ‫واختصاصاته واحملالت واختصاصاتها واليت‬ ‫تش���مل العل���م واخل�ب�ر والصل���ح يف املس���ائل‬ ‫االجتماعية ‪.‬‬ ‫ثم انتق���ل القانون يف الفص���ل اخلامس ‪ :‬من‬ ‫امل���ادة ‪ 42‬حت���ى امل���ادة ‪ 48‬إىل خل���ق أجه���زة‬ ‫إداري���ة أخرى نعرفها يف النظام الس���ابق ومل‬

‫التخطي���ط واعتق���د أن ه���ذه وس���يلة أخرى‬ ‫خطرية للغاي���ة رمبا تكون طري���ق لتكريس‬ ‫اجلهوي���ة اإلقليمي���ة واملركزي���ة وخل���ق‬ ‫إمكانية إعطاء وحرمان مناطق وحمافظات‬ ‫كما كان سائداً يف العهد السابق ‪ ،‬ألن كل‬ ‫احلدي���ث التالي يف القانون ع���ن هذا املوضوع‬ ‫ليس���ت ل���ه أهمي���ة ألن األم���ر يف النهاي���ة‬ ‫تقديري لسلطة الوزير وجملس الوزراء ‪.‬‬ ‫•حكم حملي بدون توفري موارد مالية!‬ ‫اجلمي���ع يعل���م بأن���ه ال ميك���ن احلدي���ث عن‬ ‫إدارة أو حك���م حمل���ي حقيق���ي ب���دون توفري‬ ‫م���وارد مالي���ة واضح���ة وحم���ددة ومعروفة‬ ‫لكل وحدة حملية ‪ ،‬وعل���ى ذلك فإن القانون‬ ‫استخدم نفس األسلوب الذي كان سائداً يف‬ ‫الس���ابق وهي أن تتحكم الس���لطة املركزية‬


‫‪10‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫‪)2013‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫ديسمبر‬ ‫أكتوبر ‪4‬‬ ‫‪23 - 29‬‬ ‫‪17 ( - ) 129‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪136‬‬

‫ملف العدد‬

‫نظ��ام احملافظات احلقيق��ي الذي ينص عليه يف الدس��تور يقوم‬ ‫على أساس الالمركزية اإلدارية والالمركزية املالية‬ ‫يف العاصم���ة يف األم���وال وتوزيعه���ا عل���ى‬ ‫احملافظ���ات حيث ن���ص القان���ون يف املادة ‪49‬‬ ‫منه عل���ى امل���وارد املالي���ة للمحافظ���ات وهي‬ ‫كله���ا عب���ارة ع���ن نس���ب مئوية م���ن دخول‬ ‫احملافظات واليت يعرف اجلميع أنها ضعيفة‬ ‫ويف الفق���رة هـ من نفس املادة نص على دعم‬ ‫احلكوم���ة املركزية وفقاً للمادة ‪ 58‬من هذا‬ ‫القانون وعندما ذهبنا إىل تلك املادة لألس���ف‬ ‫مل جن���د ش���يئاً فه���ي تتعلق بطريقة تس���يري‬ ‫امليزاني���ة يف حالة تأخر اعتماده���ا وال يوجد‬ ‫أي حدي���ث عن دعم فهل وضعت هذه الفقرة‬ ‫حبسن نية ؟ إنين أتس���اءل عن مستوى إدارة‬ ‫األمور بهذا الشكل ‪.‬‬ ‫واس���تمر القان���ون باحلدي���ث ع���ن ميزانيات‬ ‫تنموي���ة ف���ى امل���ادة ‪ 56‬وطل���ب م���ن كل‬ ‫حمافظة وبلدية أن تضع براجمها وترسلها‬ ‫إىل جمل���س التخطيط اإلقليمي لدراس���تها‬

‫مس���تمر يف تطبي���ق احلض���ر املع���روف أن‬ ‫هذه املوارد ليس���ت ملكاً للش���عب اللييب وإمنا‬ ‫لشخص معني أو حلكومة مركزية تتحكم‬ ‫يف هذه الثروة وتوجهها كما تش���اء ‪ ،‬وتعطي‬ ‫مناطق ومدن وحترم أخرى منها ‪.‬‬ ‫بعد كل ماس���بق حول قانون اإلدارة احمللية‬ ‫يأت جبديد وان���ه قانون رمبا‬ ‫‪ ،‬اعتق���د أن���ه مل ِ‬ ‫كان صورة طب���ق األصل لنظام الش���عبيات‬ ‫للنظام الس���ابق باس���تثناء اس���تبدال األمساء‬ ‫اللجن���ة الش���عبية للمحافظ���ة مبجل���س‬ ‫احملافظ���ة وكذل���ك للبلدية وأم�ي�ن اللجنة‬ ‫الش���عبية باحملاف���ظ أو العمي���د ام���ا الباق���ي‬ ‫ف�ل�ا يوجد ما يث�ي�ر االنتباه فقط ه���و أن هذا‬ ‫القان���ون صدر يف عهد ث���ورة ‪ 17‬فرباير وقد‬ ‫حافظ على سيطرة الس���لطة املركزية من‬ ‫العاصمة عن طريق فكرة التخطيط وفكرة‬ ‫امل���ال ‪ ،‬فه���و ينطل���ق م���ن هات�ي�ن الفكرتني ‪،‬‬

‫ووضعه���ا يف امليزانية التنموية لوزارة احلكم‬ ‫احملل���ي ‪ ،‬وبه���ذا الش���كل ف���إن كل ميزانيات‬ ‫احملافظ���ات والبلديات ه���ي مركزية لوزارة‬ ‫احلك���م احملل���ي وقبلها يف مايس���مى مبجلس‬ ‫التخطيط اإلقليمي واعتقد أن هذه وس���ائل‬ ‫عرفناها يف الس���ابق فقد كان���ت موجودة يف‬ ‫عه���د اإلدارة الش���عبية وجمل���س التخطيط‬ ‫األعلى ‪.‬‬ ‫وال���ذي اس���تدعى انتباهي بعد ه���ذا كله هو‬ ‫عندما حتدث القانون ع���ن موارد احملافظات‬ ‫والبلديات مل يتحدث أبداً عن حقها يف موارد‬ ‫الب�ل�اد الطبيعي���ة من ب�ت�رول وغ���از وكأنه‬

‫ف���األوىل ته���دف إىل مركزي���ة التخطي���ط‬ ‫مبعن���ى إنش���اء املش���روعات أي أن هن���اك‬ ‫جه���ة واح���دة تفك���ر وتأخ���ذ الق���رار النهائي‬ ‫‪ ،‬أم���ا الثاني���ة فه���ي مركزية دف���ع األموال‬ ‫والعط���اءات والعق���ود وعل���ى الن���اس يف بقية‬ ‫ليبي���ا يف احملافظ���ات والبلدي���ات وف���ق ه���ذا‬ ‫القان���ون أن يراقبوا ويش���رفوا وليس هلم حق‬ ‫احلديث إمنا عليهم فقط الس���مع والطاعة ‪،‬‬ ‫فالس���يد الوزير املوجود يف العاصمة هو الذي‬ ‫حيدد األمور وهو االسرتاتيجي واالقتصادي‬ ‫الكبري ‪.‬‬

‫•من هم الثوار يف هذا القانون ؟‬

‫إنين أتأمل بأن تصدر قوانني بهذا الشكل دون‬ ‫اح�ت�رام هلؤالء الن���اس الذين ضح���وا ودفعوا‬ ‫الثم���ن هل���ذا الوط���ن وم���ن خل���ف ظهورهم‬ ‫يوض���ع مثل ه���ذا القانون وحت���دد هلم يف ما‬ ‫مساه هذا القانون البائس الوظائف احملجوزة‬ ‫يف املادة ‪ 69‬منه بان حتجز نس���بة ال تقل عن‬ ‫‪ % 5‬م���ن وظائ���ف احملافظ���ات والبلدي���ات‬ ‫ألصح���اب االحتياجات اخلاصة م���ن الثوار ‪،‬‬ ‫يبقى أن نعرف من هم املقصودين بالثوار يف‬ ‫هذا القانون ؟‬ ‫يف النهاي���ة أن���ه قان���ون ينتم���ي إىل عهد أخر‬ ‫غري ‪ 17‬فرباير وكم أمتنى أن يوضع تقليد‬ ‫يف ثورتن���ا بأن���ه عندما يوضع قان���ون يوضع‬ ‫معه أمساء األش���خاص الذين قام���وا بكتابته‬ ‫وصياغته حتى تكون األمور أكثر ش���فافية‬ ‫ووض���وح وحت���ى يعرف م���ن يق���ف وخيتبئ‬

‫خلف كل ه���ذه النصوص لتمرير أفكار ثار‬ ‫الش���عب ضدها ألنها كانت أفكار بائسة مثل‬ ‫أصحابها ومثل هذا القانون البائس ‪.‬‬ ‫أما حنن فمفهومنا يف احلكم احمللي خيتلف‬ ‫و إن كان ينطل���ق م���ن احملافظ���ات فن���رى‬ ‫ب���أن نظ���ام احملافظ���ات جيب أن ين���ص عليه‬ ‫يف الدس���تور ‪ ،‬وجي���ب أن ين���ص عل���ى ع���دد‬ ‫احملافظات ‪ ،‬وأمسائها حتى تكون نهائية ولن‬ ‫تكون يف املس���تقبل حمل مزاي���دات وصفقات‬ ‫إذا ت���رك وضعها للقان���ون فرمبا عندما تأتي‬ ‫حكوم���ة باالنتخابات س���وف حت���اول إرضاء‬ ‫بعض الناس بإنشاء حمافظات هلم وهذا أمر‬

‫كان س���ائد يف عهد النظام السابق وال جيوز‬ ‫أن نس���مح له بأن يتكرر م���رة أخرى ‪ ،‬واقرتح‬ ‫أن يكون عدد احملافظات يكون كاآلتي ‪:‬‬ ‫ط�ب�رق ‪ ،‬درن���ة ‪ ،‬البيض���اء ‪ ،‬امل���رج ‪ ،‬بنغ���ازي ‪،‬‬ ‫إجدابيا ‪،‬الواح���ات ‪ ،‬الكفرة ‪ ،‬مصراتة ‪،‬زلينت‪،‬‬ ‫اخلم���س ‪ ،‬طرابل���س ‪ ،‬العزيزي���ة ‪ ،‬الزاوي���ة ‪،‬‬ ‫نالوت ‪ ،‬جبل نفوس���ة ‪ ،‬س���رت ‪ ،‬سبها ‪ ،‬أوباري‬ ‫‪،‬مرزق‪.‬‬ ‫•نظ��ام يق��وم عل��ى أس��اس الالمركزي��ة‬

‫اإلدارية واملالية‬

‫نظام احملافظ���ات احلقيقي الذي ينص عليه‬ ‫يف الدس���تور يقوم على أساس الالمركزية‬ ‫اإلداري���ة والالمركزي���ة املالي���ة ‪ ،‬حي���ث‬ ‫بالنس���بة لألوىل تعطي اختصاصات واس���عة‬ ‫للمحافظة ينص عليها يف الدس���تور الوطين‬ ‫مث���ل م���ا ينص عل���ى اختصاص���ات احلكومة‬ ‫ً‬ ‫فمث�ل�ا ينص على‬ ‫املركزي���ة يف العاصم���ة ‪،‬‬ ‫أنه من اختصاص جملس احملافظة املنتخب‬ ‫التش���ريع يف املس���ائل التالي���ة ال�ت�ي تدخل يف‬ ‫نطاق احملافظة ونقصد هنا التشريع مبعناه‬ ‫الواسع وهي ‪:‬‬ ‫(‪ )1‬التقس���يم اإلداري يف كل حمافظة مثل‬ ‫إنشاء البلديات وفروعها واحملالت ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬التخطي���ط العمران���ي ورخ���ص البن���اء‬ ‫واإلسكان ‪.‬‬ ‫(‪ )3‬أعمال األش���غال العامة للمنفعة احمللية‬ ‫مثل الطرق الزراعية داخل املنطقة ‪.‬‬ ‫(‪ )4‬النقل العام داخل احملافظة ‪.‬‬ ‫(‪ )5‬املطارات واملوانئ السياحية ‪.‬‬ ‫(‪ )6‬الزراع���ة والغاب���ات واملراع���ي والتنمي���ة‬ ‫احليوانية ‪.‬‬ ‫(‪ )7‬املياه ومحاية البيئة ‪.‬‬ ‫(‪ )8‬أنشطة الصيد البحري والثروة البحرية‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪ )9‬التنمي���ة االقتصادي���ة احمللية وتش���جيع‬ ‫االستثمار الوطين وحتى األجنيب ‪.‬‬ ‫(‪ )10‬النشاطات الصناعية مبختلف أنواعها ‪.‬‬ ‫(‪ )11‬الثقافة واألماكن التارخيية واآلثار ‪.‬‬ ‫(‪ )12‬النشاط السياحي ‪.‬‬ ‫(‪ )13‬الرياضة والنزهة واحلدائق العامة ‪.‬‬ ‫(‪ )14‬املس���اعدات االجتماعي���ة والرعاي���ة‬ ‫االجتماعية ‪.‬‬ ‫(‪ )15‬الصحة والنظافة العامة ‪.‬‬ ‫(‪ )16‬الشرطة احمللية واحلرس البلدي ‪.‬‬ ‫(‪ )17‬رخ���ص امله���ن التجاري���ة والصناعي���ة‬ ‫واملهنية ‪.‬‬ ‫كل هذه القطاعات تدار عن طريق اإلدارات‬ ‫املختص���ة يف احملافظ���ة وال�ت�ي عل���ى رأس���ها‬ ‫موظ���ف كب�ي�ر يت���م تعيين���ه م���ن جمل���س‬ ‫احملافظ���ة و هو مس���ئول أمام ه���ذا اجمللس و‬ ‫يرأس احملافظ كل هؤالء املوظفني‪.‬‬ ‫أما احلكومة الوطنية املركزية و التى ينص‬ ‫الدستور على اختصاصاتها وأي اختصاصات‬ ‫اخ���رى مل تس���ند للمحافظ���ات وم���ن ه���ذه‬ ‫االختصاصات ‪:‬‬ ‫(‪ )1‬التعلي���م جبمي���ع مس���توياته والبح���ث‬ ‫العلمي ومراكزه ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الدف���اع واجل���وازات واهلجرة واجلنس���ية‬ ‫واملنافذ الربية والبحرية واجلوية ‪.‬‬ ‫(‪ )3‬حراسة احلدود واجلمارك ‪.‬‬ ‫(‪ )4‬اخلارجية والعالقات الدولية ‪.‬‬ ‫(‪ )5‬البرتول والغاز ومجيع نشاطات استغالل‬ ‫الثروات الطبيعية ومصادر الطاقة املختلفة‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪ )6‬النق���د وتنظيم املص���ارف ومصرف ليبيا‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 23 - 17 ( - ) 136‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫ملف العدد‬

‫‪11‬‬

‫ال ميكن القبول اليوم حتت اى مس��مى باملركزية اإلدارية وحتكم العاصمة يف أمور‬ ‫البالد والعباد القناعة التامة بأن كل الليبيني أيًا كان موقعهم اجلغرايف هم شركاء‬ ‫وهلم حقوق يف ثروات بالدهم‬ ‫املركزي ‪.‬‬ ‫(‪ )7‬القضاء واجلهاز القضائي والسجون ‪.‬‬ ‫(‪ )8‬األمن العام وأجهزة األمن املختلفة ‪.‬‬ ‫(‪ )9‬وس���ائل االتصال الس���لكية والالس���لكية‬ ‫وشبكات اهلاتف النقال ‪.‬‬ ‫(‪ )10‬وختت���ص احلكوم���ة الوطني���ة ب���كل‬ ‫االختصاصات اليت مل متنح للمحافظات ‪.‬‬ ‫وكل هذه القطاعات العش���رة تدار بطريقة‬ ‫مركزية يف احملافظات عن طريق موظفني‬ ‫كبار يتم تعيينهم من الوزارات املختصة يف‬ ‫كل حمافظة بعد موافقة جملس احملافظة‬ ‫عليهم‪.‬‬ ‫سبق وقلت أن نظام الالمركزية يقوم على‬ ‫ركيزت�ي�ن ‪ ،‬األوىل ‪ :‬الالمركزي���ة إداري���ة‬ ‫واألخ���رى ‪ :‬المركزي���ة مالي���ة ‪ ،‬واعتق���د‬ ‫أن ه���ذه األخ�ي�رة هل���ا أهمي���ة كب�ي�رة ألن���ه‬ ‫ب���دون اإلمكانيات املالي���ة ال ميكن أن تنهض‬ ‫المركزي���ة م���ن أي ن���وع ألن���ه م���ن حيتكر‬ ‫س���لطة الق���رار املالي ه���و يف احلقيق���ة الذي‬ ‫ميلك كل القرارات مهما قالوا ومهما اجتهد‬ ‫اجملته���دون يف احلدي���ث ع���ن الالمركزي���ة‬ ‫كم���ا حصل بالتأكي���د يف القان���ون اليائس‬ ‫السابق اإلشارة إليه ‪.‬‬ ‫•دس��تور وطين يعنى توزيع ع��ادل للثروة‬

‫حاجة إىل تفاصيل فنية ولكن حنن نتحدث‬ ‫ع���ن املبدأ ال���ذي جيب أن نضعه يف دس���تورنا‬ ‫الوط�ن�ي حتى نضمن ً‬ ‫فع�ل�ا التوزي���ع العادل‬ ‫واالس���تفادة العادل���ة م���ن الث���روة الوطني���ة‬ ‫لكل أبناء الش���عب اللييب ول���كل مناطقة وأن‬ ‫نزوات األش���خاص وحس���اباتهم الش���خصية‬ ‫والقبليه لن تدخل يف هذه املسائل اجلوهرية‬ ‫وإمن���ا كل جهة يف بالدنا تعرف نصيبها من‬ ‫ثروته���ا وتعم���ل عل���ى االس���تفادة منه حتت‬ ‫نظ���ر وبص���ر جه���از وط�ن�ي مرك���زي قوي‬ ‫للمحاسبة ‪.‬‬ ‫إذا استطعنا أن نبين حكم حملي بهذا الشكل‬ ‫س���تظهر عندنا حمافظات تتمتع باستقالل‬ ‫إداري ومال���ي حقيق���ي ولي���س كاذب أو‬ ‫للخدع���ة ‪ ،‬فم���ا ه���ي فوائ���د ه���ذا النظ���ام؟‬ ‫بالتأكي���د هناك فوائد كث�ي�رة وحنن رمبا‬ ‫س���نتحدث عن س���تة فوائ���د منهااعتق���د أنها‬ ‫رئيسية وهامة ‪:‬‬ ‫(‪ )1‬كل لي�ب�ي يف حمافظت���ه مي���ارس حقه‬

‫الوسائل وستتحول إىل مناطق جذب ألهلها‬ ‫ولغريهم من اللبيبني وسيساعد الناس على‬ ‫العودة إىل مناطقهم ‪.‬‬ ‫(‪ )5‬احملافظ���ات ه���ي الوس���يلة لتمك�ي�ن‬ ‫الش���ركاء يف الوطن يف مناطقهم من إثبات‬ ‫وجوده���م وإحياء ثقافاته���م ولغاتهم دون أن‬ ‫يش���عر الناس يف احملافظ���ات األخرى انه أمر‬ ‫مفروض عليهم ‪.‬‬ ‫(‪ )6‬احملافظ���ة وتقس���يمها إىل متصرفي���ات‬ ‫ومديري���ات وس���يلة مثل���ى لتوزيع الس���لطة‬ ‫والث���روة بالع���دل واملس���اواة داخ���ل كل‬ ‫حمافظ���ة ‪ ،‬كذل���ك تقس���يم كل حمافظة‬ ‫إىل بلديات لالهتمام بالش���ئون احملليةويتم‬ ‫داخلها توزيع عادل للثروة بدورها‪.‬‬ ‫•دولة احملافظات بالتأكيد دولة مجهورية‬

‫برملانية‬

‫وأخ�ي�راً أري���د أن اس���تمر يف احلدي���ث إىل‬ ‫النهاي���ة ‪ ،‬فدول���ة احملافظ���ات (بعد إس���تفتاء‬

‫النفطية‬

‫يف بالدن���ا بالتأكيد الناس تع���رف أن هناك‬ ‫ثروة واح���دة الليبيون كلهم ش���ركاء فيها‬ ‫وكل لي�ب�ي كب�ي�ر وصغري ذك���ر وأنثى له‬ ‫احلق فيها وال جيوز أن يس���يطر عليها بعض‬ ‫الن���اس أو تصرف أو تس���تفيد منه���ا مناطق‬ ‫دون أخرى ‪.‬‬ ‫ولذل���ك ال ب���د يف رأين���ا أن ين���ص الدس���تور‬ ‫الوط�ن�ي على توزي���ع عادل للث���روة النفطية‬ ‫وكذلك تلك الثروات الطبيعية املستخرجة‬ ‫م���ن حت���ت األرض وان يك���ون التوزي���ع وفق‬ ‫النسب التالية ‪:‬‬ ‫(‪ %30 )1‬من دخ���ل الثروات الطبيعية يوزع‬ ‫بالتس���اوي بني احملافظات بغ���ض النظر عن‬ ‫مس���احتها وعدد س���كانها ألننا لو أخذنا كما‬ ‫يفعل النظام الس���ابق وفق النس���ب السكانية‬ ‫فقط ف���إن ذلك س���يؤدي إىل حرمان مناطق‬ ‫م���ن هذه الثروة لقلة يف عدد س���كانها وتبقى‬ ‫كما هى لالبد‪.‬‬ ‫(‪ %5 )2‬م���ن دخل الثروات الطبيعية ملناطق‬ ‫االنتاج واعتقد انه ال جيوز أن يتحمل س���كان‬ ‫هذه املناطق كل املشاكل الصحية والبيئية‬ ‫دون أن يكون هلا حصة ملعاجلة هذه املشاكل‬ ‫‪ %30 )3(.‬من دخل الثروة يوزع على مجيع‬ ‫احملافظات وفق النسب السكانية بعد التأكد‬ ‫من أعداد السكان وفق تعداد حقيقي وصادق‬ ‫للس���كان ملعرفة ع���دد س���كان كل حمافظة‬ ‫بطريقة صحيحة ‪.‬‬ ‫(‪ %35 )4‬الباق���ى للحكوم���ة املركزي���ه‬ ‫للمش���روعات الوطني���ه وف���ق م���ا منحه���ا‬ ‫الدستور من اختصاصات‬ ‫بالتأكي���د ه���ذا التوزي���ع الع���ادل للثروة يف‬

‫يف اختي���ار من حيكمه يف جمل���س احملافظة‬ ‫واحملافظ عن طري���ق صناديق االقرتاع العام‬ ‫والس���ري ويض���ع م���ا يناس���ب حمافظته من‬ ‫تشريعات ونظم وفق ما ينص عليه الدستور‬ ‫الوطين ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬كل حمافظ���ة س���تبحث ع���ن كل م���ا‬ ‫يالئمه���ا م���ن نش���اطات اقتصادي���ة وثقافية‬ ‫واجتماعي���ة وس���تعمل عل���ى رف���ع مس���توى‬ ‫العيش الكريم ألهلها وسكانها ‪.‬‬ ‫(‪ )3‬س���يكون أم���ام الليبي�ي�ن خي���ارات بع���دد‬ ‫احملافظات للقي���ام بنش���اطاتهم االقتصادية‬ ‫والعلمية واالجتماعية وس���يجدون التنافس‬ ‫الرائ���ع بني احملافظات الوس���يلة لتقدم وبناء‬ ‫الوطن ‪.‬‬ ‫(‪ )4‬ستعمل كل حمافظة على جذب الناس‬ ‫هلا باالستثمارات والتشجيع عليها مبختلف‬

‫للش���عب) س���تكون بالتأكيد دولة مجهورية‬ ‫برملانية أو نظام خمتلط ألن الش���عب اللييب‬ ‫ال يقبل النظام الرئاس���ي الذي يضع السلطة‬ ‫كلها يف ي���د رئيس واحد ول���و ملدة حمددة ‪،‬‬ ‫هؤالء الن���اس ما زال���ت الدميقراطية لديهم‬ ‫مثل بقية الناس هش���ة ورمب���ا تطغى عليهم‬ ‫النزوات الش���خصية واألهواء وحتى األحقاد‬ ‫الش���خصية ‪ ،‬ولذلك الضمان الوحيد لشعبنا‬ ‫يف دولته اجلديدة ه���و النظام الربملاني حيث‬ ‫ينتخ���ب الش���عب جمل���س للنواب متث���ل فيه‬ ‫احملافظات وفق النس���ب الس���كانية وجملس‬ ‫للمحافظات متثل فيه احملافظات بالتساوي‬ ‫وتكون مهمة جملس النواب تكليف الشخص‬ ‫الذي حيوز على ثقة أغلبية أعضائه بتشكيل‬ ‫احلكوم���ة ثم يقوم نفس اجمللس مبحاس���بة‬

‫احلكومة ووزرائها ويسحب الثقة منها ‪.‬‬ ‫ويعق���د جمل���س الن���واب ه���ذا وجمل���س‬ ‫احملافظ���ات اجتم���اع مش�ت�رك وهن���ا يس���مى‬ ‫جمل���س األمة وه���ذا اجمللس ل���ه اختصاص‬ ‫وه���و انتخ���اب رئي���س اجلمهوري���ة ال���ذي‬ ‫سيحدد الدس���تور اختصاصاته واليت ستكون‬ ‫بالتأكيد ش���رفية وسيادية و رمزية لوحدة‬ ‫الوطن والش���عب اللييب ‪ ،‬وبالتأكيد سيحدد‬ ‫الدس���تور االختصاصات التش���ريعية جمللس‬ ‫النواب وجملس احملافظات وطريقة عملها ‪.‬‬ ‫ه���ذا النظ���ام اجلمه���وري الربملان���ي يف دولة‬ ‫احملافظات له مؤسسات مكملة وهي أساسية‬ ‫وج���زء ال يتج���زأ من���ه وهي ثالث مؤسس���ات‬ ‫جيب أن ينص عليها الدستور وهي ‪:‬‬ ‫•املؤسسة األوىل ‪:‬‬ ‫ه���ي حمكم���ة علي���ا دس���تورية يت���م انتخاب‬ ‫أعضائه���ا ع���ن طري���ق الربمل���ان م���ن ب�ي�ن‬ ‫مستش���اري احملاكم يف ليبيا وفق الش���روط‬ ‫ال�ت�ي يضعه���ا قان���ون احملكم���ة العلي���ا ومل���دة‬ ‫مخس سنوات ‪.‬‬ ‫•املؤسسة الثانية ‪:‬‬ ‫ديوان احملاسبة يكون مس���تقل بالكامل ويتم‬ ‫اختي���ار أعضائه وتعيينه من قبل الربملان بناء‬ ‫على عرض احلكومة ويكون هذا الديوان هو‬ ‫اجلهة املركزية املس���تقلة لضبط حس���ابات‬ ‫الدولة كله���ا وأمواهلا ومجي���ع حمافظاتها‬ ‫ومؤسس���اتها وحي���دد القان���ون كل ه���ذه‬ ‫االختصاصات ‪.‬‬ ‫•املؤسسة الثالثة ‪:‬‬ ‫جملس وطين أعل���ى للتخطيط االقتصادي‬ ‫واالجتماع���ي ويتم انتخابه م���ن قبل الربملان‬ ‫بن���اء عل���ى ع���رض احلكوم���ة ملدة ‪ 5‬س���نوات‬ ‫‪ ،‬ويك���ون اجله���ة العلي���ا لتنس���يق وتنظي���م‬ ‫مش���روعات التنمي���ة الوطني���ة يف الب�ل�اد‬ ‫واهليئة االستش���ارية العلي���ا للمحافظات يف‬ ‫هذا اجملال ‪.‬‬ ‫وأخرياً نتمن���ى أن حيوز هذا الطرح االهتمام‬ ‫ويك���ون حم���ل للح���وار والنق���اش ب�ي�ن كل‬ ‫أولئك الذين يهتمون مبس���تقبل ليبيا القائم‬ ‫عل���ى العدال���ة وحتى يك���ون النق���اش مفيداً‬ ‫جي���ب ان تك���ون هن���اك أرضي���ة مش�ت�ركة‬ ‫ب�ي�ن املتحاورين تقوم عل���ى إميانهم باملبادئ‬ ‫التالية ‪:‬‬ ‫ان���ه ال ميكن القب���ول اليوم حتت اى مس���مى‬ ‫باملركزي���ة اإلداري���ة وحتك���م العاصم���ة يف‬ ‫أم���ور البالد والعباد القناع���ة التامة بأن كل‬ ‫الليبي�ي�ن أي���اً كان موقعه���م اجلغ���رايف ه���م‬ ‫ش���ركاء وهل���م حق���وق يف ث���روات بالده���م‬ ‫الطبيعي���ة ‪.‬إن تقليل اهلي���اكل اإلدارية أمر‬ ‫ضروري فال حاجة لوس���اطة بني احملافظات‬ ‫واحلكوم���ة املركزي���ة ألن أي أجهزة إدارية‬ ‫أخ���رى بني االثن�ي�ن تع�ن�ي زي���ادة املصاريف‬ ‫ولك���ن األخطر زيادة حلقات الفس���اد اإلداري‬ ‫واملالي‬


‫‪12‬‬

‫ديسمبر‪)2013 9‬‬ ‫العدد‪17 (( -‬‬ ‫‪) 136‬‬ ‫العدد (‬ ‫السنة الثالثة ‪-‬‬ ‫ديسمبر ‪)2013‬‬ ‫‪- 3 ( 23‬‬ ‫‪- ) -134‬‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬

‫جاز ومخر خنيل‬ ‫قصة ‪ :‬اميانوال دنقاال ‪ .‬الكونغو‬ ‫ترمجة ‪ :‬ساسي محام‬ ‫ـ‪1‬ـ‬ ‫مل يكن يف الس���ماء غري كرتني المعتني حتومان‬ ‫بسرعة يف كل االجتاهات مثل حباحب جمنونة‬ ‫‪ .‬خفضت���ا م���ن س���رعتهما فج���أة وحومت���ا قليال‬ ‫ف���وق رأس س���يدة تعمل يف حقله���ا وحطتا برفق‬ ‫جبانبه���ا‪ .‬فتح���ت أب���واب الطبق�ي�ن ون���زل منهما‬ ‫خملوقان عجيبان ش���عرت امل���رأة باخلوف واهللع‬ ‫ف�ل�اذت بالف���رار تارك���ة وراءه���ا كل أش���يائها‬ ‫الثمينة ‪ .‬وضع املخلوقان أيديهما على سرتيهما (‬ ‫عالمة احرتام؟) وتوجها حنو األتان اليت تركتها‬ ‫الس���يدة ‪ ...‬احنني���ا قلي�ل�ا وضغ���ط أحدهما على‬ ‫زر آلة تس���جيل صغرية ‪ :‬فخرج���ت مجلة باللغة‬ ‫السواحلية ‪:‬‬ ‫ـ هل ميكنك أخذنا عند رئيسكم ؟‬ ‫متلك الرعب األتان فركضت حنو القرية ‪ ،‬ظن‬ ‫رجلي الفضاء أنها تقودهما فتبعاها‪.‬‬ ‫وصلت السيدة اىل القرية منهكة ‪ ،‬عارية الصدر‪،‬‬ ‫دامية الوجه ‪ ،‬صاحت يف القرويني‬ ‫« أسرعوا‪....‬أس���رعوا‪ ...‬أطباق طائ���رة وخملوقات‬ ‫عجيبة يف زرقة احلديد الصلب ‪ ،‬شعرهم أخضر‪،‬‬ ‫خطواتهم متقطعة ‪»...‬‬ ‫دب النش���اط يف القري���ة ‪ ،‬اختب���أ األطف���ال حت���ت‬ ‫األسرة ‪ ،‬علقت النساء التمائم واألحجبة يف كل‬ ‫م���كان واختبأن يف املنازل وحتت األس���رة وتس���لح‬ ‫الرجال بالرم���اح والنبال واخلناجر أما احملاربون‬ ‫القدام���ى فقد أمجعوا عل���ى تطبيق اخلطط اليت‬ ‫تعلموه���ا يف احلرب�ي�ن العامليت�ي�ن خدم���ة للوطن‬ ‫فأخرجوا بن���ادق الصيد القدمي���ة ومتركزوا يف‬ ‫مواقعهم‪...‬‬ ‫وصلت األت���ان ناهقة فأمطروها رصاصا ورماحا‬ ‫ونب���اال ‪ ...‬وق���ف رج�ل�ا الفضاء ‪ ...‬مل جي���دا الوقت‬ ‫لل���كالم أو للقي���ام بأي���ة حرك���ة فق���د أصابهما‬ ‫الرصاص والس���هام والنبال فس���قطا أرضا وسال‬ ‫م���ن جروحهما الكث�ي�رة دم أزرق فريوزي ‪ ...‬جف‬ ‫جس���داهما س���ريعا وحتوال اىل غبار ذرت���ه الرياح‬ ‫وغ���اب ع���ن أنظ���ار القروي�ي�ن املش���دوهني‪ .‬عرف‬ ‫من بق���ي يف الطبق�ي�ن مصري رفيقيهم���ا فطارت‬ ‫املركبتان واختفتا يف ظلمات السماء ‪.‬‬ ‫ـ‪2‬ـ‬ ‫وبعد فرتة قصرية حلقت فوق القرية عش���رات‪...‬‬

‫مئات ‪...‬آالف االطباق الفضائية ‪...‬‬ ‫جاءت م���ن كل حدب وص���وب ‪ ...‬جاءت من كل‬ ‫جهات األفق ‪ ...‬ترقص يف السماء رقصات جمنونة‬ ‫ثم حتط على األرض الصلبة ‪...‬الس���ماء خطوط‬ ‫بيض���اء ومصابي���ح تش���تعل وتنطف���ئ‪ ...‬حط���ت‬ ‫عش���رات ‪...‬مئات ‪...‬آالف االطب���اق الطائرة غطت‬ ‫سباس���ب احلوض الكونغولي ووصلت اىل الضفة‬ ‫األخرى حتة كينشاس���ا ‪ .‬األطب���اق الطائرة اليت‬ ‫تس���قط يف النهر تطفو أو جت���ر ببطء ثم تنطلق‬ ‫تس���رعة تدفعها املياه املتدفقة حنو الشالل حيث‬ ‫ترتطم بالصخور فتتحطم ‪ ...‬أو تنفجر‬ ‫عن���د س���قوطها يف امل���اء‪ .‬فتثريأف���راس النه���ر‬ ‫والتماس���يح املتناومة وتتطاي���ر العصافري املائية‬ ‫مذعورة‬ ‫وتلوذ بأغصان األشجار‪...‬‬ ‫غطت عش���رات‪ ...‬مئ���ات ‪ ...‬آالف األطب���اق األفق‪...‬‬ ‫سقط بغضها على « برازافيل»‬ ‫وعل���ى« كينساش���ا » هدم���ت واحرق���ت بع���ض‬ ‫العمارات‪ ...‬سقطت أطباق على القصرالرئاسي ‪...‬‬ ‫اخرتقت الس���قف وانفجرت يف غرفة النوم فأخذ‬ ‫نياش���ينه بس���رعة وفر‪ ...‬س���قط عدد على سفارة‬ ‫االحتاد الس���وفياتي ‪ ...‬وسقط عدد آخر على دوار‬ ‫السلم ‪ ...‬وس���قط عدد على دار االذاعة فانقطعت‬ ‫براجمها ‪...‬‬ ‫وكانت بداية اخلوف ‪...‬‬ ‫ـ‪3‬ـ‬ ‫اقرتح���ت الوالي���ات املتح���دة االمريكي���ة ملواجهة‬ ‫الغ���زاة خط���ة االرض احملروقة ال�ت�ي طبقتها يف‬ ‫« درس���د » بأملاني���ا اب���ان احل���رب العاملي���ة الثاني���ة‬ ‫وطورتها يف فيتنام دون مباالة ملوت بعض‬ ‫اآلالف من الس���كان املدنيني ف���االرض مل تتوقف‬ ‫ع���ن ال���دوران ح���ول الش���مس وأصبح���ت الق���وة‬ ‫األعظ���م يف ه���ذا الع���امل ‪ .‬بق���ي ال���روس أوفي���اء‬ ‫لنظريته���م اليت ترتكزعلى التدخل بعدد كثيف‬ ‫م���ن الدباب���ات واملدرع���ات والس���يارات املصفح���ة‬ ‫خاص���ة أن ه���ذه الطريق���ة ق���د جنح���ت يف اجملر‬ ‫وتشيكوس���لوفاكيا وافغانس���تان ‪ .‬وبعد أن قيمت‬ ‫الص�ي�ن خط���ورة الوضع اقرتح���ت زج عدد كبري‬ ‫م���ن اجلن���ود يف احل���وض الكونغول���ي ‪ ...‬طبع���ا‬ ‫س���يلقى اآلالف حتفه���م إال أن البقي���ة ميك���ن أن‬

‫تنتصر على الغزاة الذين لن يكونوا غري منور من‬ ‫ورق ‪ .‬اقرتحت كوبا وفيتنام وكوريا الش���مالية‬ ‫املقاوم���ة لص���د الغزاة‪...‬كراوفرا‪...‬وت���رك الغزاة‬ ‫يتقدمون‬ ‫ملعرف���ة مواط���ن قوته���م وضعفه���م وبع���د ذل���ك‬ ‫االلتف���اف عليه���م ‪ ...‬أم���ا جن���وب افريقي���ا فق���د‬ ‫اقرتح���ت بناء جدار من األس�ل�اك الش���ائكة حول‬ ‫الغ���زاة وتعي�ي�ن جن���ود م���ن جي���ش نق���ي األصل‬ ‫حملاصرته���م كما اقرتح رمي كل الس���ود وكل‬ ‫العرب وكل الصينيني وكل هنود امريكا وآسيا‬ ‫وكل الباب���و وكل املالي�ي�ن وكل االس���كيمو ‪( ...‬‬ ‫توقف عن الكالم وشرب كأسا من املاء ليسرتجع‬ ‫أنفاس���ه ألن العد كان طويال ) ‪ ...‬الحظ مندوب‬ ‫ناميبي���ا أن ه���ذا يع�ن�ي أكث���ر م���ن ثالث���ة أرباع‬ ‫االنسانية ‪ ....‬احتج مندوب افريقيا اجلنوبية ألن‬ ‫سيد‬ ‫ناميبي���ا اس���تعمل كلم���ة « إنس���انية » مبعناه���ا‬ ‫الش���مولي وأض���اف أن ه���ذا الع���دد لي���س كثريا‬ ‫إلنق���اذ اجلنس األبيض ‪ .‬غض���ب مندوبو إفريقيا‬ ‫وآسيا وغادروا القاعة احتجاجا‪.‬‬ ‫مازالت عشرات ‪ ...‬مئات ‪ ...‬أالف األطباق تتهاطل‬ ‫‪ .‬جتاوزت األطباق احل���وض الكونغولي‪ ...‬بلغت «‬ ‫دواال» و « أبيدج���ان» و « تنبوكت���و»‪ ...‬غط���ت اآلن‬ ‫مش���ال الق���ارة وتوجه���ت حن���و اجلن���وب مه���ددة‬ ‫مناجم « كاتنقا » اليت أصبحت تسمى « شابا » ‪...‬‬ ‫وصلت املداوالت اىل طريق مسدود ‪...‬‬ ‫اتهم مندوب االحتاد السوفياتي الواليات املتحدة‬ ‫بأنه���ا تعل���م موعد اهلجوم ومل خت�ب�ر أحدا ورمبا‬ ‫كان���ت متواطئ���ة مع رج���ال الفض���اء وما ضرب‬ ‫س���فارة االحت���اد الس���وفياتي بدنقاال وبالس���ودان‬ ‫تس���عة وتس���عني م���رة اال دليل على ذل���ك ‪ .‬احتج‬ ‫من���دوب الوالي���ات املتح���دة وأعل���م اجملتمعني أن‬ ‫س���فارة بالده يف بوكو ق���د هومجت كذلك وقد‬ ‫أش���يع أن ال���روس حياول���ون عرقلة ق���رار االمم‬ ‫املتح���دة وم���ن يدري رمب���ا هناك مؤام���رة جلعل‬ ‫العامل حت���ت التأثري الس���وفياتي ؟ وختم كلمته‬ ‫مؤك���دا أن���ه يفضل امل���وت عل���ى الل���ون األمحر‪.‬‬ ‫قاطع مندوب « س���وازيلند » الذي حضر مع أبنائه‬ ‫الثالثة والثالثني وزوجاته األربعة عش���ر الالتي‬ ‫تعودن على خصومات احلريم املندوبني الروسي‬

‫واألمريك���ي حتى التتح���ول هذه امل���داوالت اىل‬ ‫حوار ثنائي وحتى اليطول احلديث حول اس���باب‬ ‫ه���ذه الكارث���ة وذكر أنه بع���د اس���تحضار أرواح‬ ‫األج���داد الذي���ن يعرف���ون آالم االنس���انية ع���رف‬ ‫أن كل ماوق���ع ليس اال س���حر اس���تعمله الرجل‬ ‫االبي���ض العنصري إلبادة الش���عوب امللونة مثلما‬ ‫أب���اد الصف���ر يف « س���ونق – م���ي » و« م���ي ‪-‬الي»‬ ‫والسود يف « شاربفيل »‬ ‫و« سويتو» والفهود السود بالواليات املتحدة‪ .‬مسع‬ ‫سكان« هارمل» هذه اخلطب اليت أذيعت على‬ ‫اهل���واء فرفع���وا ص���ور مالك���ومل لوممب���ا ونلس���ن‬ ‫مونديال وبول روبيسن وخرجوا يف مظاهرات‬ ‫صاخبة ‪ .‬أخ���ذ الكلمة مندوب فرنس���ا فذكر أن‬ ‫فرنس���ا تدافع دائم���ا عن العامل الثال���ث وهي اليت‬ ‫دع���ت اىل أن تك���ون افريقي���ا لالفريقي�ي�ن ورج���ا‬ ‫اجملل���س أن اليتبن���ى أي ح���ل روس���ي‪ -‬أمريكي‬ ‫حتى التكون الكارثة‬ ‫أكرب م���ن اخلطر الذي حيدق بالع���امل وقبل أن‬ ‫يغادر القاعة أراد أن يربر التدخالت العسكرية‬ ‫الفرنس���ية يف افريقي���ا ولك���ن صي���اح مندوب���ي‬ ‫افريقيا وآسيا منعه من ذلك ‪...‬‬ ‫املأزق متواصل ‪...‬‬ ‫وصل���ت األطباق الطائ���رة اىل أوروب���ا وأمريكا ‪...‬‬ ‫بلغت ضواحي باريس ‪ ...‬سقط‬ ‫بعضها على قصرالس���يد والسيدة ميلي وبأمريكا‬ ‫س���قط بعضه���ا على من���زل الدكت���ور « هوفيل »‬ ‫فخ���اف وهرب عند جاره املعم���اري االجنليزي ‪...‬‬ ‫صادف س���قوطها على افريقيا التدخل الفرنسي‬ ‫يف افريقي���ا الوس���طى ويف ج���زر القم���ور اغتي���ال‬ ‫الرئيس الش���رعي من طرف انتحاري باع نفس���ه‬ ‫لالمربيالي���ة ‪ ...‬وصلت االطباق اىل مناجم ش���ابا‬ ‫وبدأت تتساقط على نهر « ليمبوبو»‪.‬‬ ‫أصر مندوب بلجيكا على اخلروج بقرار فوري يف‬ ‫إطار احللف األطلسي وملا علم‬ ‫من���دوب جن���وب افريقي���ا أن ب�ل�اده وق���ع غزوها‬ ‫من ط���رف االطباق الطائ���رة امتقع لونه ونهض‬ ‫مصرحا‬ ‫بأنه يقبل أي اقرتاح بناء ولو صدر عن ملون ‪.‬‬ ‫عندئ���ذ وق���ف من���دوب كينيا واق�ت�رح أن يبحث‬ ‫اجمللس ع���ن رئيس قبيلة الغ���زاة وأن يطلب منه‬ ‫حس���ب العادات االفريقية اس���تدعاء شيوخ الغزاة‬ ‫وأن جنل���س يف ظ���ل الش���جرة الكبرية يف س���احة‬ ‫القري���ة ونتناق���ش ونش���رب مخر النخي���ل حتى‬ ‫نعرفهم يف متسع من الوقت ‪.‬‬ ‫تبنى اجمللس االقرتاح باالمجاع ‪....‬‬ ‫ـ‪4‬ـ‬ ‫بالتأكي���د ! جاز ومخ���ر خني���ل ‪ ...‬جتلهم أكثر‬ ‫انفتاحا وانتشاء ( بينت ذلك التحاليل اليت‬ ‫وقع���ت يف خماب���ر« بوجول���ي » الفرنس���ية ‪.‬‬ ‫وموس���يقى « جون كول�ت�ران » جتعلهم يف حالة‬ ‫انفصام وختدرهم ( خم�ب�ر كومتندو بالنيبال )‬ ‫عندئذ تس���تطيع موسيقى « سون را »أن تبخرهم‬ ‫( خمابر‬ ‫الوالي���ات املتحدة وموس���كو ) هذا م���ا ميكن فعله‬ ‫للتصدي هلؤالء الغزاة الذين الجيرحون‬ ‫والخيرتق���ون والحيرق���ون والحيبون الويس���كي‬ ‫والحيب���ون املاءوالحيب���ون النس���اء‪ ...‬الش���يء غري‬ ‫اجلاز ومخر النخيل ‪...‬‬ ‫طبع���ت اآلالف من اس���طوانات « ج���ون كولرتان‬ ‫» خلس���ة وعرف���ت الفالحة االس���توائية وصناعة‬ ‫اخلم���ر ازده���ارا مل تع���رف مثل���ه وتضاعف عدد‬ ‫خ�ب�راء الرتب���ة واملهندس�ي�ن الزراعي�ي�ن وأصب���ح‬


‫‪13‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫‪17‬ـ ‪23-2-‬يونيو‪/‬‬ ‫‪26((-59‬‬‫العدد (العدد‬ ‫السنة ‪-‬الثانية‬ ‫‪)2013‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪) 136‬‬ ‫السنة الثالثة‬

‫« س���ون را » يعام���ل كمل���ك وأصبح���ت فرقت���ه‬ ‫املوسيقية تعمل باستمرار‪...‬‬ ‫ـ‪5‬ـ‬ ‫حل يوم االحتفال بالذكرى الثانية لغزو االرض‬ ‫‪ ،‬أو الغ���زوة الك�ب�رى كم���ا س���جلت يف الس���جالت‬ ‫الرمسية ‪.‬‬ ‫حضر احلفل الذي أقي���م يف عاصمة الكونغوحيث‬ ‫انطلق الغزو كل الرؤساء ورؤساء حكومات االرض‬ ‫ومسح لرئيس جن���وب افريقيا حضور االحتفاالت‬ ‫بع���د أن قبل ش���رطهم وهو عدم مصافحة « س���ون‬ ‫را » ال���ذي يقدس���ه كل الع���امل ‪ .‬القي���ت اخلط���ب‬ ‫ال�ت�ي متجد الش���جاعة والعلم وال���ذكاء واحلكمة‬ ‫اخل ‪...‬ومدحوا الغ���زاة الفضائيني الذين غريوا وجه‬ ‫االرض‪...‬وألق���ى رئي���س الوح���دة االفريقي���ة هذه‬ ‫الكلم���ة العظيم���ة ‪ « :‬حنن س���كان االرض ثقافاتنا‬ ‫متنوعة وكله���ا ذات ايقاع ثنائ���ي ‪ ...‬الليل والنهار‬ ‫‪ ...‬ثقاف���ة ليلي���ة ( زم���ن احل���ب واجلن���س وأعمال‬ ‫أخ���رى غريعلمية ) وثقاف���ة نهارية ( زمن الوحدة‬ ‫والتص���رف واالعم���ال العلمي���ة ) ‪ ...‬وحنن حناول‬ ‫ان نس���تفيد م���ن ثقافة الغ���زاة وتقدمه���م العلمي‬ ‫‪ » ...‬وتوال���ت خط���ب الرؤس���اء ( النقباء ) والرؤس���اء‬ ‫( الكولون���ات ) والرؤس���اء ( اجلنراالت ) والرؤس���اء‬ ‫املدنيني والرؤساء الش���عراء والوزراء الشعراء وبعد‬ ‫ذلك بدأت املداوالت واملشاورات ‪ ...‬قال كبري قبيلة‬ ‫الغ���زاة مازح���ا عرفنا م���ن حكايات س���كان األرض‬ ‫إاله���ا للخم���ر يدعى باخ���وس فأحببناه وقدس���ناه‬ ‫واحرتمن���اه النن���ا مل جن���د عل���ى األرض أمج���ل‬ ‫وأحس���ن م���ن مخ���ر النخي���ل ‪ ...‬رفع كب�ي�ر قبيلة‬ ‫الغزاة كأسه ايذانا ببدء الشراب‬ ‫فهرع كل س���كان العامل حنو مليارات الليرتات من‬ ‫مخر النخيل وشربوا ‪ ...‬وش���ربوا ‪ ...‬وفجأة تصاعد‬ ‫ص���وت سكس���وفون « ج���ون كول�ت�ران » من مجيع‬ ‫املن���ازل ومأل الفض���اء فتمايل���ت ال���رؤوس وزاغت‬ ‫النظ���رات وامتدت األجس���اد الراقصة عل���ى امتداد‬ ‫الكيلومرتات املربع���ة ‪ ...‬رئيس الواليات املتحدة مل‬ ‫يس���تطع مقاومة الرغبة يف الرق���ص فقام يصفق‬ ‫ويض���رب األرض بكع���ب ح���ذاء رع���اة البق���ر ‪...‬أما‬ ‫رئي���س االحتاد الس���وفياتي فش���رع يرقص رقصة‬ ‫جيورجية عندئذ شغل « سون را » فرقته املوسيقية‬ ‫وعندما بلغت املوس���يقى س���رعة الضوء تبخر كل‬ ‫ما هو غري انساني وضاع يف الفضاء **‪...‬‬ ‫واصل س���كان االرض رقصهم وغناءهم وفرحتهم‬ ‫النهم حترروا من الفضائيني ‪...‬‬ ‫انتخ���ب الش���عب االمريك���ي «س���ون را » رئيس���ا‬ ‫للوالي���ات املتح���دة فكان اول موس���يقي جاز أس���ود‬ ‫رئيسا للواليات املتحدة ‪ .‬كما أصبح أكثر الناس‬ ‫ش���ربا خلم���ر النخي���ل أمينا عام���ا لألم���م املتحدة‬ ‫وهكذا غزا اجلاز العامل ‪...‬‬ ‫خامت���ة ‪ :‬بع���د س���نة أطلق الباب���ا على « جون‬ ‫كولرتان » لقب «القديس تران » وأول شيئ‬ ‫فعل���ه األخري تغي�ي�ر ص�ل�اة الكاثوليكي�ي�ن ( اجملد‬ ‫لألب يف العال ) بأغنية من أغانيه ‪.‬‬ ‫** وقع حادث يف ذلك الزمن مل جيد الناس‬ ‫تفسريا له اىل اليوم ‪ .‬فجأة تبخر مندوب‬ ‫جنوب افريقيا ‪ .‬فهل كان ذلك بفعل مخر النخيل‬ ‫؟ أم كان كائن���ا فضائي���ا ؟ ويف انتظ���ار تفس�ي�ر‬ ‫علمي صحيح هلذا احلادث أحيطت جنوب افريقيا‬ ‫جبدارمن االس�ل�اك الش���ائكة ‪ .‬هذا اجل���دار مازال‬ ‫قائما اىل اليوم ‪.‬‬ ‫•اميانوال دنقاال ‪ :‬قاص وروائي ولد س���نة ‪1941‬‬ ‫م���ن اب كونغول���ي وأم م���ن إفريقي���ا الوس���طى ‪.‬‬ ‫يعيش منفيا يف الواليات املتحدة االمريكية حيث‬ ‫ي���درس الكيمياء واالدب االفريق���ي الفرنكوفوني ‪.‬‬ ‫نشر عدة روايات وجمموعات قصصية ‪ ( .‬املرتجم )‬ ‫•جون كولرتان أشهر عازف سكسفون يف تاريخ‬ ‫اجل���از ول���د يف ‪ 23‬س���بتمرب وت���ويف يف ‪ 17‬جويلية‬ ‫‪ ( .1967‬املرتجم )‬ ‫•س���ون را ملحن جاز امريكي وعازف بيانوولد يف‬ ‫‪ 22‬ماي ‪ 1914‬وتويف يوم ‪30‬‬ ‫ماي ‪ ( . 1993‬املرتجم )‬

‫بكامل يامسينها‬ ‫ابتسام الصمادي‬

‫يف الصي���ف كان���ت ترت���دي فس���تقها‬ ‫احلل�ب�ي بطق���وس ال تلي���ق إال به���ا وال‬ ‫ّ‬ ‫عليها‪.‬يصط���ف الباع���ة عل���ى‬ ‫ت���دل إال‬ ‫مسافة متس���اوية ومتوازية من بعضهم‬ ‫ُمر‬ ‫بعضا يف الش���ارع املؤدي اىل جناحي "د ّ‬ ‫واهلامه"‪،‬يضيئ���ون ليله���م وانتظاره���م‬ ‫فوق األطباق املس���تديرة ‪،‬وأنت ال تقاوم‬ ‫ه���ذا الطع���م الط���ازج املُنك���ه بنس���مات‬ ‫أن���ت ي���ا دمش���ق يف‬ ‫أيل���ول وليل���ه‪ .‬مل���اذا ِ‬ ‫نعن���اع ألوانك تضج�ي�ن باحلنني والتوت‬ ‫الش���آمي الذي يس���وقه الباعة م���ع ألواح‬ ‫من الثل���ج يربش���ونه للش���ارب ويص ّبون‬ ‫فوقه ما س���ال من كوم���ة التوت املجُ ّمع‬ ‫ف���وق عرباته���م؟!‪ ...‬تش���رب م���ن توته���ا‬ ‫ْ‬ ‫رحلت‪...‬هي دمش���ق من‬ ‫أنى‬ ‫وتعود إليها ّ‬ ‫عص���ي‬ ‫ال يعرفه���ا يتخيله���ا يف أي زن���د‬ ‫ّ‬ ‫وجب�ي�ن مرف���وع‪ .‬م���ن ال يعرفه���ا يراه���ا‬

‫يف أي ع�ي�ن ح���وراء وخط���وة ت ّياه���ه‪ .‬من‬ ‫ال يعرفه���ا يراه���ا يف ح�ل�ال األبي���ض‬ ‫على أصاب���ع املدرس�ي�ن وأل���وان املخامل‬ ‫من ال���دراق واملش���مش‪ .‬دمش���قنا هذه ال‬ ‫تن���ام حتى تطمئ���ن على بزوغ الش���مس‬ ‫فلرمب���ا أخذته���ا غف���وة ومل تس���تيقظ‬ ‫باك���راً فم���ا عس���ى دمش���ق أن تفع���ل‬ ‫حينذاك‪...‬؟!انه���ا تس���تعد ف���وراً للصعود‬ ‫ً‬ ‫‪،‬متأهب���ة عل���ى ال���دوام لترُ م���م األش���ياء‬ ‫وتصح���ح اخللل وحتم���ي ك ّفيت امليزان‬ ‫ألحبابه���ا ‪،‬وحتافظ على ش���عرة معاويه‬ ‫مع خصومه���ا‪ .‬يف ش���ارع "امليدان"ليال‪،‬أو‬ ‫عند جهجهة الفجر كنت ترى مجهرة‬ ‫م���ن الفنانني واملوس���يقيني أتوا ليفطروا‬ ‫فوالً مدمس���اً وخبزاً مرقوق���اً ‪ .‬تنام كل‬ ‫العيون وعيون دمشق ال تنام‪ .‬حني أتيتها‬ ‫ً‬ ‫صبية من طفولة غربيت مل يقف أمامي‬

‫غريها‪،‬تلحق بي يف كل مكان ‪.‬إذا حصل‬ ‫وتركت�ن�ي يوم���اً أراها عن بُع��� ٍد ترتصد‬ ‫ُخط���اي ‪،‬وحت���رس تعث���ري وترك���ض‬ ‫ب���كل يامسينه���ا و ُفّلها لو ز ّل ْ‬ ‫���ت بي القدم‬ ‫وتع ّف���ر اجلين��� ُز قليال‪...‬ت ُل ّم�ن�ي و ُترت���ب‬ ‫ما ش���عث م���ن ش���عري وتحُ ّم ُلين كتيب‬ ‫وتقول‪:‬انتبهي‪،‬وتض���ع على جبيين قبلة‬ ‫الس�ل�امه‪ .‬دمش���ق هذه أيقون�ت�ي الغاليه‬ ‫دعوه���ا ل���ي مجيعك���م ‪،‬أرجوكم‪،‬ألن�ن�ي‬ ‫ُ‬ ‫ربي���ت قل�ب�ي م���ن صغ���ره أن يك�ُب�رُ على‬ ‫قدره���ا ويعل���و بط���ول قامته���ا ويُض���يء‬ ‫مبساحة جنومها‪ ...‬العنوان ‪ :‬يامسينها‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* الشاعرة من سوريا‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 23 - 17 ( - ) 136‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫إبراهيم بومحرة ‪ ..‬مرتجم األحالم وخادمها‬ ‫( ‪ ...‬وقلت يا اهلل ملاذا يعيش اللصوص واملخربون بكامل صحتهم ويرحل إبراهيم بومحرة‪)..‬‬ ‫سامل العوكلي‬

‫بومحرة الذي دائما كان خارج الضوء‬ ‫كون هاني ‪ ..‬مجلة إبراهيم الش���هرية كلما‬ ‫طلب���ت منه مس���اعدة ‪ ،‬يف ش���أن عام أو ش���أن‬ ‫ش���خصي‪ ،‬إنكار الذات س���ليقته‪ ،‬وس���عادته يف‬ ‫أن خيدم اآلخرين‪ ،‬للدرجة اليت ينس���ى فيها‬ ‫نفس���ه‪ ،‬هكذا عرفته أول مرة عام ‪ 1993‬م يف‬ ‫صحيف���ة األفريقي‪ ،‬حني كان مش���رفا على‬ ‫ملفها الرياضي‪ ،‬كان مأخوذا بأرشفة تاريخ‬ ‫الن���ادي‪ ،‬والتنقيب عن جترب���ة كل من قدم‬ ‫جه���دا هل���ذا الن���ادي‪ ،‬لذلك اش���تهر مبصطلح‬ ‫الرعيل األول أينما حل‪ ،‬وباإلعداد الحتفاالت‬ ‫املعايدة اليت تضم كل األجيال‪ ،‬غبطته تزيد‬ ‫بزيادة الزحام وباس���تقطاب أكرب حشد لكل‬ ‫عمل يعد له‪ ،‬قدرته على خلق العالقات ومزج‬ ‫اجلاد باملرح فتحت طريقه للقلوب وهيأت له‬ ‫مناخ القدرة على العمل األهلي بكفاءة عالية‪.‬‬ ‫ل���ن ترى إبراهي���م إال وهو جيم���ع ملف عمل‬ ‫خ�ي�ري أو أهل���ي‪ ،‬أو يتح���دث ع���ن مش���اريع‬ ‫اجتماعي���ة خيط���ط هلا حبنك���ة‪ ،‬ال يكف عن‬ ‫س���رد نف���س احلكاي���ة_ ال�ت�ي حيفظه���ا ع���ن‬ ‫ظهر قل���ب _ ليقنع كل م���ن أمامه جبدوى‬ ‫مش���روعه‪ ،‬وال أح���د كان ي���رد إبراهي���م عما‬ ‫يطلب���ه من دع���م ألنه يع���رف أن ه���ذا الدعم‬ ‫ذاه���ب إىل حي���ث ينبغ���ي‪ ،‬إبراهي���م حكاي���ة‬ ‫واحلكاية لديه تفضي إىل خرائط واخلرائط‬ ‫تفضي إىل مش���روع ‪ ،‬يؤس���س مشروعه ثم ال‬ ‫يلبث أن يغادر إىل مشروع آخر دون أن ينسى‬ ‫مش���اريعه املنجزة‪ ،‬من األفريقي إىل مجعية‬ ‫بي���ت درنة الثقايف إىل دعمه لروض األطفال‬ ‫إىل املدين���ة القدمي���ة‪ .‬يتنق���ل دون أن حيس‬ ‫بالتعب ودون أن ينس���ى‪ ،‬ذاهبا يف أحالمه اليت‬ ‫ال تنته���ي‪ ،‬لك���ن دائما م���ا حييل احلل���م واقعا‬ ‫ملموس���ا أو على األقل جزءاً من واقع‪ ،‬اليأس‬ ‫لي���س مهنته‪ ،‬وال التفاؤل بعيد عن ابتس���امته‬ ‫يف أكث���ر الظروف صعوبة‪ ،‬مل يكن سياس���يا‬ ‫باملعن���ى التقليدي‪ ،‬لكن���ه كان يقاوم اخلراب‬ ‫بتفاؤل���ه وقدرت���ه عل���ى حتويل ه���ذا التفاؤل‬ ‫إىل مش���اريع‪ ،‬حني فكرنا معا يف تأسيس بيت‬ ‫درنة الثقايف‪ ،‬اكتفين���ا حنن بالفكرة احللم‪،‬‬

‫بومحره يوزع مناشريه‬

‫لكن���ه غ���داة ذاك احللم ب���دأ العم���ل على هذا‬ ‫املش���روع حت���ى أصب���ح حقيقة‪ ،‬قاوم بنفس���ه‬ ‫الطوي���ل كل من س���عوا إىل إجهاضه‪ ،‬وكان‬ ‫دائما يقول أنت���م فكروا واحلموا ودعوا الباقي‬ ‫علي‪ ،‬وكن���ا حنلم فعال ونلق���ي بأحالمنا يف‬ ‫أتونه فتفور وتصبح أجس���اما نلمسها‪ ،‬وبقدر‬ ‫م���ا كان إبراهي���م يكس���ب األصدق���اء كان‬ ‫يرتاكم حوله األعداء‪ ،‬لكنه كان دائماً مصراً‬ ‫على قول���ه ‪ :‬عادي‪ ،‬كلما أس���اء له ش���خص‪..‬‬ ‫حيب أصدق���اءه جدا‪ ،‬وال تنقطع عالقته مبن‬ ‫يعادونه‪ ،‬وكان املزاح أداة تواصله مع االثنني‪.‬‬ ‫إبراهي���م فند مقول���ة من يتح���دث كثريا ال‬ ‫يعمل‪ ،‬ف���كان فعال يتحدث كثرياً لكنه يعمل‬ ‫أكث���ر‪ ،‬وحقا ح�ي�ن يكون إبراهي���م صديقك‬ ‫ال تقلق من ش���يء‪ ،‬فكرمه ومروءت���ه وإيثاره‬ ‫جيعالن كل مشاكلك قيد احلل‪.‬‬ ‫يفعل كل ش���يء وعندم���ا يب���دأ الزحام على‬ ‫الضوء خيتف���ي‪ ،‬خيجل من اإلط���راء ويهرب‬ ‫م���ن العدس���ة‪ ،‬حيدثك ع���ن القلي���ل الذي مل‬ ‫يفعله ويسكت عن الكثري الذي أجنزه‪.‬‬ ‫م���اذا أقول ع���ن صديقي ال���ذي كان مالذي‬ ‫كلم���ا صادفت�ن�ي عقب���ة‪ ،‬رقمه ه���و األول يف‬ ‫نقالي‪ ،‬ليس فقط المتياز أجبدي‪ ،‬ولكن ألنه‬ ‫أول م���ن اتصل به كلما أحسس���ت بضعف أو‬ ‫إحب���اط‪ ,،‬فيحيل مبزاحه كل املش���اكل إىل‬ ‫نكتة‪ ،‬ويتفرغ متاما حلل مشكليت‪.‬‬ ‫ي���وم ‪ 7‬ماي���و ‪ 2011‬اتصل���ت به م���ن احلدود‬ ‫عندما كنا قادمني من مصر باألعداد األوىل‬ ‫م���ن جريدة ميادين اليت ص���درت بعد فرباير‬ ‫ليحل لي مش���كلة توزيعه���ا يف طربق‪ ،‬حتدث‬ ‫مع���ي بص���وت واه���ن وقال ل���ي ‪ :‬ك���ن هاني‪،‬‬ ‫اعتقدت أن س���بب التغري يف صوته استيقاظه‬ ‫م���ن النوم‪ ،‬وحني ع���دت إىل درن���ة عرفت أنه‬ ‫كان حيدث�ن�ي من غرف���ة العناي���ة املركزة‬ ‫مبستش���فى ط�ب�رق ح�ي�ن أمل���ت ب���ه ذحب���ة‬ ‫صدري���ة‪ .‬وحني أح���س ببعض التع���ايف خرج‬ ‫من املستشفى دون إكمال عالجه ألنه كان‬ ‫يعد قافلة إىل مدينة الزنتان‪.‬‬

‫بومحره ورجب اهلنيد االرئيس السبق الحتاد طلبة ليبيا والسجني بني عامي ‪ 1973‬و ‪1988‬م‬

‫ي���وم ‪ 9‬ماي���و ‪ 2011‬زرت���ه يف مكتب���ه بدرنة‬ ‫الذي حتول إىل غرفة عمليات لثورة فرباير‪،‬‬ ‫وحاول���ت إقناعه بالذه���اب إىل مصر للعالج‪،‬‬ ‫وقلت له حنن حنتاجك ي���ا إبراهيم ونريدك‬ ‫حي���ا‪ ،‬فقال ل���ي كلمته املعه���ودة‪ :‬ال ختف أنا‬ ‫متأكد أنين س���أدفنكم مجيع���ا‪ ،‬فقلت له هذا‬ ‫ما أمتن���اه ألني أعرف أنك س���تقيم لنا أفضل‬ ‫تأبني يتمناه راحل‪.‬‬ ‫لوحة ‪ :‬فتحي السويهدي‬

‫صبيح���ة ‪ 10‬ماي���و ‪ 2011‬اس���تيقظت ألجد‬ ‫ع���دة مكامل���ات "مل يُ���رد عليها" م���ن أصدقائي‬ ‫فأدرك���ت أن إبراهي���م رح���ل‪ ،‬دفن���ت وجهي‬ ‫يف الوس���ادة وأجهش���ت بالبكاء‪ ،‬بكيت كثريا‪،‬‬ ‫وقلت يا اهلل مل���اذا يعيش اللصوص واملخربون‬ ‫بكام���ل صحته���م ويرح���ل إبراهي���م بومحرة‬ ‫ال���ذي س���خر حياته لكل خري ول���كل ما جيعل‬ ‫احلياة أمجل‪.‬‬


‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫‪17‬ـ‬ ‫‪26(((--59‬‬‫العدد‬ ‫الثالثة ‪--‬الثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪23-2-- 10‬‬ ‫‪136‬‬ ‫العدد‬ ‫السنة الثالثة‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪16‬‬ ‫‪)) 135‬‬ ‫العدد ((‬

‫‪15‬‬

‫حقنة حتت الثدي‬ ‫كان واج�ب�ي حياله والذي ُ‬ ‫قمت به زمان يا‬ ‫س���يدي‪ ،‬أنين أخذته من ي���ده‪ ،‬وأقعدته حدي‬ ‫على املقعد الذي يسع الثنني فقط‪ ،‬ويف اليوم‬ ‫الثاني جاءت إدارة املدرسة‪ ،‬ونادت على امسه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وشعرت‬ ‫وأعادته إىل الصف األول االبتدائي‪،‬‬ ‫بفراغ كبري تركه علي موسى فوق الكرسي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تعودت على اجلل���وس من دونه‪،‬‬ ‫وم���ع الوقت‬ ‫وبقي هو يف الص���ف األول االبتدائي‪ ،‬ومازال‬ ‫َّ‬ ‫يف الصف األول وأفواج التالميذ تأتيه وتبقى‬ ‫ً‬ ‫مع���ه عام���اً‬ ‫كام�ل�ا‪ ،‬ث���م ترتك���ه يف الصف‬ ‫األول وتذهب عنه‪ ،‬ويوم ُ‬ ‫بلغت س���ن املراهقة‬ ‫وقيل لي يا س���يدي إن مس���احة صوتي زادت‬ ‫عن األول‪ ،‬كان هو اآلخر قد بلغ‪ ،‬ومس���احة‬ ‫صوت���ه زادت‪ ،‬ويوم تفلطح جس���دي وتفلطح‬ ‫معه ظلي‪ ،‬كان هو أيضاً قد تفلطح وتفلطح‬ ‫ُ‬ ‫فرح���ت انا ببزوغ أول ش���عر على‬ ‫ظل���ه‪ ،‬ويوم‬ ‫وجه���ي ومناط���ق أخ���رى من جس���دي‪ ،‬كان‬ ‫وجه علي موس���ى ومناطق أخرى من جسده‬ ‫قد غطاها الشعر‪.‬‬ ‫وكل ذلك يا س���يدي‪ ،‬ومازال هو يف الصف‬ ‫االول االبتدائي‪..‬‬ ‫َعرض���ه وال���ده عل���ى أطب���اء متخصصني‬ ‫أكث���ر من مرة‪ ،‬ولك���ن ال أحد عرف له داء أو‬ ‫دواء‪ ،‬وبقي علي موس���ى طفل يف قالب رجل‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وكنت حني أجد أباه جالس���اً عند باب بيتهم‪،‬‬ ‫وعلي ابنه يلعب مع االطفال‪ ،‬ارى حس���رة يف‬ ‫نظرات���ه على ه���ذا الولد الذي ل���و مل يتوقف‬ ‫عقل���ه عن النمو‪ ،‬لكان الي���وم جراحاً ماهراً‪ ،‬او‬ ‫رائد فضاء‪.‬‬ ‫قال لي مرة وه���و جيلس عند الباب‪ ،‬إن ولده‬ ‫عل���ي ال���ذي كان األكث���ر نبوغاً يف الش���ارع‬ ‫ق���د أصابته ع�ي�ن جارته���م‪ ،‬ومل يصبه ش���يئاً‬ ‫آخ���ر كما قال االطباء‪ ،‬ب���ل عني جارتهم هي‬ ‫َم���ن عطل أو مج���د دماغه ع���ن النمو‪ ،‬وكان‬ ‫عل���ي ح�ي�ن يران���ي يُس���رع ملالقات���ي ويطلب‬ ‫م�ن�ي أن يزمر س���يارتي‪ ،‬وأطلب من���ه او ً‬ ‫ال أن‬ ‫يقل���م أظافره وحيلق وجه���ه ويلبس امداس‬ ‫ويهت���م مبظهره املهم���ل‪ ،‬وكانت ي���ده متتد‬ ‫لتزم���ر‪ ،‬فأعطيه يزم���ر حتى يش���بع تزمرياً‪،‬‬ ‫بي‬ ‫وال أخفي���ك ي���ا س���يدي أنه س���اعة تضيق َّ‬ ‫احلض�ي�رة‪ ،‬أحس���ده على ه���ذه النقط���ة اليت‬ ‫يعي���ش فيها بال حدود‪ ،‬وح�ي�ن تتبدد همومي‬ ‫وأصفو‪ ،‬أش���فق عليه من هذه النقطة اليت ال‬ ‫تسع حتى مساحة قدمه‪.‬‬ ‫مؤخ���راً وافقت ل���ه اللجنة الطبية‬ ‫ ‬ ‫على السفر والعالج يف اخلارج‪ ،‬واجتمع حوله‬ ‫مجل���ة اطباء‪ ،‬وجلس���وا عل���ى ملفه س���اعات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وش���خصوا‬ ‫وأج���روا ل���ه فحوص���ات دقيق���ة‪،‬‬ ‫ال���داء والدواء‪ ،‬وو ّق���ع أبوه عل���ى العملية بعد‬ ‫ت���ردد‪ ،‬وأجري���ت ل���ه ِجراح���ة كبرية‪ ،‬ش���قوا‬ ‫فيه���ا رأس���ه إىل نصف�ي�ن‪ ،‬وش���رعت أدواتهم‬ ‫تعم���ل يف داخله لس���اعات‪ ،‬ثم أع���ادوا إغالقه‬ ‫ليمنح���وه عم���راً آخ���ر‪ ،‬وخ���رج عل���ي‪ ،‬وبع���د‬ ‫اي���ام من فق���دان الوعي أف���اق‪ ،‬وبعد أس���ابيع‬ ‫ص���ار ميارس حياته الطبيعية ش���يئاً فش���يئاً‪،‬‬ ‫وص���ار عقله الصغري العاط���ل عن العمل منذ‬ ‫الطفول���ة‪ ،‬يعم���ل‪ ،‬وصار جس���ده ال���ذي تعود‬ ‫لعقود على عدم الش���عور باملس���ؤولية‪ ،‬يشعر‪،‬‬ ‫وأطراف���ه ال�ت�ي عانت اإلهم���ال لعقود صارت‬ ‫ترتب���ك وتتخب���ط يف ردات فع���ل عنيف���ة من‬

‫ال أعرف إن كان ذلك دقيقاً يا سيدي‪ ،‬لو ُ‬ ‫قلت لك اليوم إن "علي موسى" هو‬ ‫أحد اجلريان‪ ،‬أو ُ‬ ‫قلت عنه هو أحد أطفال اجلريان‪ ،‬أو هو اليوم أحد األصدقاء‬ ‫اجل�ي�ران‪ .‬كان صدي���ق الطفول���ة‪ ،‬وم���ازال صديقي‪ ،‬حتى بع���د أن تركته‬ ‫هن���اك طف ً‬ ‫ُ‬ ‫وتقدمت عنه إىل الش���باب والرجولة‪ ،‬وحت���ى بعد أن جتاوزته‬ ‫ال‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وجت���وزت عنه وص���ار لي أطفال يلعبون معه م���ازال صديقي‪ ،‬وحتى بعد أن‬ ‫وبقي هو هناك طف ً‬ ‫ُ‬ ‫ال يرزق‪ ،‬س���يبقى‬ ‫ابتع���دت عنه أكثر من أربع�ي�ن عاماً‪َّ ،‬‬ ‫على موسى صديقي األول‪.‬‬

‫ابراهيم عثمونه‬

‫ح�ي�ن آلخر‪ ،‬لكن ذلك كان أمراً متوقعاً على‬ ‫حد ق���ول االطباء لوالده ال���ذي رافقه ألوربا‪،‬‬ ‫بل أن علي موس���ى يا س���يدي م���ن املتوقع له‬ ‫أن ينتح���ر م���ا مل حي���اط مبراقب���ة جيدة يف‬ ‫الس���نوات األوىل‪ ،‬فالنقط���ة اليت كان يعيش‬ ‫فيه���ا ويعتق���د أن حدودها هي ح���دود العامل‬ ‫توس���عت يف رأس���ه‪ ،‬وبص���ره ال���ذي كان ال‬ ‫يبصر سوى األطفال كرب وصار يبصر كل‬ ‫شيء‪ ،‬والشهوات اليت كانت مكبوتة اشتعلت‬ ‫فجأة يف جس���ده الواس���ع‪ ،‬والتناغ���م املطلوب‬ ‫بني عقله وجس���ده ليكون انساناً سوياً‪ ،‬سيتم‬ ‫تدرجيي���اً كلم���ا تقلص���ت هذه املس���افة بني‬ ‫العقل الوليد واجلس���د الذي بلغ أشده‪ ،‬وعند‬ ‫باب املشفى اكد االطباء لوالده آال يقلق‪ ،‬وأن‬ ‫يتابع حالته ويراقبها ع���ن ُقرب‪ ،‬فهو يا "حاج‬ ‫موس���ى" ل���و مل يُص���اب ه���ذا الول���د يف الصف‬ ‫األول االبتدائي بف�ي�روس العقل‪ ،‬لكان اليوم‬ ‫جراح���اً أو رائد فضاء ‪ -‬هك���ذا قالو له األطباء‬ ‫عند الباب‪.‬‬ ‫وعاد احلاج موس���ى بفرحة كب�ي�رة‪ ،‬وخوف‬ ‫أكرب على ولده‪...‬‬ ‫زرته‪.‬‬ ‫ي���وم ع���اد م���ن العملي���ة الكب�ي�رة زرت���ه ي���ا‬ ‫ُ‬ ‫واس���تحمدت ألبي���ه عل���ى س�ل�امة‬ ‫س���يدي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫واس���تحمدت له‪ ،‬وي���ا س���بحان اهلل‪ ،‬ما‬ ‫عل���ي‪،‬‬ ‫ع���اد علي موس���ى األول‪ ،‬حت���ى مالمح وجهه‬ ‫صارت تأخذ مالمح أبوه وجده‪ ،‬كان يعيش‬ ‫مبالم���ح أخ���رى‪ ،‬ال يش���بههم‪ ،‬وص���ار كأنه‬ ‫يعود من مكان آخر س���لخه منهم‪ ،‬حتى كفه‬ ‫وانفراج أصابع يده صارت تقرتب كثرياً من‬ ‫كف وأصابع أبيه ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫بقيت معه من بعد صالة العصر‪ ،‬حتى وقت‬ ‫من الليل‪ ،‬وكان حني يرتاح من تلك النوبات‬ ‫ال�ت�ي ميارس���ها عليه جس���ده املطرب‪ ،‬أش���عر‬ ‫أن���ه يف الطري���ق إلينا حنن العق�ل�اء‪ ،‬أخربني‬ ‫هو نفس���ه بذل���ك‪ ،‬وان عقله ب���ات يعمل على‬ ‫مدار الساعة بسرعة ويقلص املسافة‪ ،‬وحني‬ ‫س���ألته عن يده اليت ماانفكت تتحسس رأسه‬

‫أمامنا‪ ،‬أخربني أنه يتحسس شيئاً يتحرك يف‬ ‫داخل رأسه‪ ،‬وكانت يده تدور حول رأسه مع‬ ‫دوران ذاك الش���يء وه���و حيدثين عن نصائح‬ ‫االطب���اء ل���ه‪ ،‬ث���م س���حب كيس���اً م���ن حتت‬ ‫وس���ادته مليئاً بالعقاقري واحلقن‪ ،‬وفرز كل‬ ‫دواء لوح���ده‪ ،‬وعدد وظائفه‪ ،‬وقال لي إن ذلك‬ ‫لتهدئة جس���ده وأطراف���ه املرتبكة‪ ،‬وأخربني‬ ‫أن ليل���ة أم���س ص���ار ذراعه وس���اقه األيس���ر‬ ‫ينتفض���ان بقوة‪ ،‬ويرغبان ل���و ينفصالن عنه‬ ‫ليش���كالن جس���داً آخر مس���تق ً‬ ‫ال وجماوراً له‪،‬‬ ‫وظل ط���وال الليل يصارعهم���ا‪ ،‬ويؤكد هلما‬ ‫أن ه���ذا ال يص���ح‪ ،‬أع���رف أن هذا ال���كالم غري‬ ‫معق���ول يا س���يدي‪ ،‬لكن هذا م���ا مسعته منه‪،‬‬ ‫وقبل ليلتني قال إن ساقه األمين منع صعود‬ ‫ال���دم إىل أعل���ى‪ ،‬ألن القل���ب ال يعطيه حصة‬

‫كافية من الدم‪ ،‬وقال أنه ظل طيلة اليومني‬ ‫الفائت�ي�ن يقن���ع س���اقه أن يفت���ح عل���ى ال���دم‬ ‫احملبوس‪ ،‬وقب���ل ليالي رف���ض ذراعه األمين‬ ‫تنفي���ذ أي أوامر تأتيه من الدم���اغ بالعربية‪،‬‬ ‫حت���ى أن���ه ص���ار ي���أكل ويصاف���ح ويتعامل‬ ‫م���ع الناس بذراع���ه الثاني‪ ،‬وظ���ل أليام يقنع‬ ‫ذراع���ه بض���رورة وأهمي���ة العربية جلس���ده‬ ‫ال���ذي أكثر أطرافه ال تعرف س���واها‪ ،‬إىل أن‬ ‫ه���دأ جنبه وع���اد لطبيعته‪ ،‬ثم أض���اف أنه يف‬ ‫هذه األيام ص���ارت أجزاء من كتفه األس�ي�ر‬ ‫تتهم���ه بال���ردة والكف���ر‪ ،‬وأنها ترغ���ب يف بناء‬ ‫جس���داً إس�ل�امياً يأمتر بش���رع اهلل‪ ،‬وأخربني‬ ‫عن اضطرابات وش���طحات كثرية وكبرية‬ ‫ظهرت فجأة بعد العملية على جس���ده الذي‬ ‫ً‬ ‫ع���اش مهمش���اً‬ ‫ومهم�ل�ا لعقود‪ ،‬لذل���ك هو ال‬ ‫يلوم ذراع���ه وس���اقه وبقية أطراف���ه املنفلتة‬ ‫حت���ى لوعانى لضبطها‪ ،‬ثم فج���أة وهو مازال‬ ‫حيكي لي صارت أصابع قدمه تتصارع‪ ،‬فأخذ‬ ‫هلا حب���ة دواء‪ ،‬وقال أنه خ�ل�اف بني األصابع‬ ‫على مس���احة الق���دم‪ ،‬وقبل أن أقوم وأمش���ي‬ ‫م���ن عنده كش���ف ل���ي ع���ن حقن���ة خاصة‪،‬‬ ‫ق���ال إنه يأخذ منها واح���دة كل يوم‪ ،‬ووضع‬ ‫إصبعه يا س���يدي أس���فل الثدي حيث يخُ زها‬ ‫ُ‬ ‫وعرف���ت منه إن هذه‬ ‫له املم���رض كل ليلة‪،‬‬ ‫احلقن���ة خصيص���اً لقلبه‪ ،‬لك���ي يتخلص من‬ ‫أنانيته ويضخ الدم بكميات متس���اوية لتصل‬ ‫ُ‬ ‫وعرف���ت منه‬ ‫إىل أط���راف اجلس���د البعي���دة‪،‬‬ ‫أيضاً ان قلبه مازال طفل نرجس���ي وأناني يف‬ ‫الصف األول االبتدائي‪ ،‬ويريد كل شيء له‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وابتسمت يف وجهه ووعدته أن أزوره من حني‬ ‫آلخر ألطمئن عليه‪ ،‬واحلقيقة يا سيدي أنين‬ ‫ُ‬ ‫خرج���ت منه‪ ،‬وأن���ا على ثقة أن علي موس���ى‬ ‫إذا جت���اوز هذه الفرتة احلرجة‪ ،‬س���يكون من‬ ‫أكثر الرجال نضجاً يف قريتنا‪........‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪2013/9/13‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 23 - 17 ( - ) 136‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫املليشيات من الدومنو اىل االحتواء‬ ‫بالرغ���م م���ن التجان���س ال���دي تتص���ف ب���ه‬ ‫املكونات الليبي���ة وخصوصا املكونات الثقافية‬ ‫اال ان بروز املليشيات اكتسب صفة التعددية‬ ‫وع���دم التجان���س فيما بينها مما س���اعد على‬ ‫سيادة ما ميكن تسميتة "بتوازن الرعب" فيما‬ ‫بينها وبالتالي س���اعد على عدم انفجار حرب‬ ‫اهلية واسعة ‪ .‬تعددية املليشيات متثلت يف ان‬ ‫بعض منها اكتسب طابع القبلية وخصوصا‬ ‫يف املناطق الغربية اما البعض االخر فس���ادت‬ ‫علية طاب���ع اجلهوية متثل يف بعض املناطق‬ ‫الش���رقية كم���ا ان البع���ض االخ���ر اخت���د‬ ‫الواجه���ة الديني���ة كأنص���ار الش���ريعة يف‬ ‫بنغازي ودرن���ة وبعض املناطق الغربية ‪ .‬مما‬ ‫زاد االمر تعقيدا ان العديد من هده املليشيات‬ ‫أصبحت هل���ا ادرع يف املؤمترالوطين وبالتالي‬ ‫فرضت بعض من اجنداتها احلزبية‪.‬‬ ‫•عوامل ادت اىل ازمة املليشيات‪:‬‬ ‫‪ -1‬ع���دم وج���ود خط���ة واضحة بع���د اعالن‬ ‫ح���رب التحري���ر بض���رورة ن���زع الس�ل�اح‬ ‫وااللت���زام بس���لطة الدول���ة املتمثل���ة يف‬ ‫مؤسسات اجليش والشرطة‪.‬‬ ‫‪ -2‬س���طحية التحلي���ل السياس���ي ‪ ،‬فق���د‬ ‫مساه���م البع���ض "اخوتن���ا الث���وار" وم���ن ث���م‬ ‫كان االعتقاد ان انضمامهم لس���لطة الدولة‬ ‫مس���ألة وقت ولن يش���كل خط���ورة أو حتدي‬ ‫لسلطة الدولة‪.‬‬ ‫‪ -3‬حتج���ج البعض باالبقاء على املليش���يات‬ ‫حبجة االزالم واحتمالية أفشاهلم للثورة‪.‬‬ ‫‪ -4‬املكاس���ب املادي���ة واملالي���ة ال�ت�ي وفرته���ا‬ ‫احلكومات املتعاقبة بس���بب اخلوف وكس���ب‬ ‫الوقت واملهادنة‪.‬‬ ‫‪ -5‬االنتهازية والس���باق على الس���لطة فمن‬ ‫حيك���م هو م���ن بي���ده الق���وة وبالتال���ي فضل‬ ‫البع���ض بق���اء املليش���يات واالس���تمرار يف‬ ‫وس���ائل االكراه واالس���تحواد عل���ى مراكز‬ ‫السلطة‪.‬‬ ‫‪ -6‬ضعف اجليش الوطين والشرطة واالمن‬

‫أحد نتائح حرب التحرير واليت خاضها الش���عب اللييب واليت ادت اىل اسقاط‬ ‫أحد أعتى الدكتاتوريات هو بروز مجاعات املليشيات ممتلكة السالح والعتاد‬ ‫دون أي���ة والء اىل احلكومة املركزية‪ .‬س���بب دلك مب���رور الزمن اىل ظهور‬ ‫حال���ة من االنفالت االمين يف ش���كل حاالت من القت���ل واخلطف والتعديب‬ ‫وزعزع���ة االم���ن والس���لم االجتماعي‪ .‬وبربوز ق���وة املليش���يات ظهر واضحا‬ ‫ضعف الدولة ممثلة يف مؤمترها الوطين واحلكومة أي السلطة املركزية‪.‬‬

‫حممد نوري الراعي‬

‫واليت أتهمت بوالئها للنظام السابق‪.‬‬ ‫‪ -7‬التحجج حبماية الثورة وحق "الثوار" يف‬ ‫ان تكون هلم الكلمة العليا يف الدولة ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫املعرك��ة على انتقال الس��لطة‪ :‬س��ادت هده‬ ‫املرحلة عاملني اساسيني‪:‬‬

‫‪-1‬االنتقال السلمي للسلطة‪ .‬جتسد دلك يف‬ ‫انتخ���اب املؤمتر الوطين يف جو س���اده الس���لم‬ ‫االجتماعي والطموح لالنتقال الس���لمي من‬ ‫الثورة اىل الدولة‪.‬‬ ‫‪ -2‬س���لطة الق���وة وال�ت�ي متتلكها املليش���يات‬ ‫وش���عور البع���ض منه���ا ان هلا احل���ق يف قيادة‬ ‫الث���ورة وم���ن ث���م م���ن حيك���م هو م���ن ميلك‬ ‫القوة‪.‬‬ ‫س���اد الشكل الرمسي بانتخاب املؤمتر الوطين‬ ‫واختي���ار حكوم���ة مدني���ة مما أعط���ى وجها‬ ‫مس���املا للث���ورة الليبي���ة وتطلعا لقي���ام وبناء‬

‫الدول���ة املدنية ‪ .‬لكن من حيكم يف الواقع ظل‬ ‫س���لطة القوة واليت كش���فت بكل وضوح عن‬ ‫ضع���ف املؤمتر الوط�ن�ي واحلكوم���ة‪ .‬مثثلت‬ ‫س���لطة املليش���يات يف ف���رض "قان���ون العزل‬ ‫السياس���ي" الس���يئ الس���معة وف���رض بقائها‬ ‫ومتويله���ا بام���وال الدولة واحتالهل���ا للكثري‬ ‫م���ن االمالك العامة واالحتفاض باس���لحتها‬ ‫وتهديدها للمؤمتر م���ن حني الخر وخطفها‬ ‫لرئي���س ال���وزراء واغتياهل���ا لرم���وز الث���ورة‬ ‫وقياداته���ا وللس���فري االمريك���ي يف بنغ���ازي‬ ‫ووض���ع عب���وات ناس���فة جبان���ب الس���فارة‬ ‫االيطالية‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫•درائع بقاء املليشيات‪:‬‬ ‫‪ -1‬العصبي���ة املتمثل���ة يف اخللفيات القبلية‬ ‫واجلهوية واملناطقية‪ .‬ال���كل خياف من الكل‪.‬‬ ‫وبالتالي توفر املليش���يات واالس���لحة والعتاد‬ ‫احلماية القبيلة واجلهوية‪.‬‬

‫‪ _2‬املكاس���ب املالية واملادية من جراء متويل‬ ‫احلكوم���ة والس���يطرة عل���ى العدي���د م���ن‬ ‫ممتلكات الدولة‪.‬‬ ‫‪ -3‬احلل���م بامت�ل�اك الث���روات الطائلة من‬ ‫العائ���دات النفطي���ة واليت متثل���ت يف ايقاف‬ ‫ض���خ النف���ط والغاز وغلق االنابي���ب واملواني‬ ‫النفطية‪.‬‬ ‫‪ -4‬ش���عور بع���ض املناطق بتدن���ي اخلدمات‬ ‫أو ع���دم االس���تجابة للمطال���ب وبالتال���ي‬ ‫استعملت املليشيات كورقة ضاغطة‪.‬‬ ‫‪ -5‬البطال���ة ال�ت�ي يعان���ي منه���ا الكث�ي�ر من‬ ‫الش���باب وبالتال���ي االنظم���ام اىل املليش���يات‬ ‫يوفر موارد مالية‪.‬‬ ‫‪ -6‬اهداف اسرتاتيجية تبنتها بعض االحزاب‬ ‫وخصوص���ا ال�ت�ي هل���ا اجن���دات أيديولوجية ‪.‬‬ ‫املليش���يات توفر اداة ضاغطة لتطويع مس���ار‬ ‫الثورة‪.‬‬ ‫يف هدا املشهد الدرامي للحالة الليبية تدنى‬ ‫تصدير النفط اىل اقل من عشرة يف املائة‬ ‫واقفلت انابيب تصدير الغاز اىل ايطاليا‬ ‫وأحجمت الشركات على الرجوع اىل‬ ‫استكمال تنفيد املشاريع العمرانية وفضلت‬ ‫بعض الشركات النفطية التخلي عن‬ ‫عقودها بسبب احلالة االمنية وفرت العديد‬ ‫من اخلربات جبلدها نتيجة لالنفالت‬ ‫االمين ‪4.‬‬ ‫النتائ���ج ال�ت�ي احدته���ا االنفالت االم�ن�ي ميكن‬ ‫ان تتلخ���ص يف ش���عور املواط���ن اللي�ب�ي بع���دم‬ ‫وج���ود االم���ن واالم���ان‪ .‬املواطن���ون يف بنغ���ازي‬ ‫يغتال���ون وليس هناك من يكش���ف عن اجلرائم‬ ‫‪ ،‬واملليش���يات يف طرابلس تتقاتل التفه االسبات‬ ‫وال من رادع ‪ ،‬ومناوش���ات مس���لحة بني القبائل‬ ‫ختل���ف قتلى وجرحى وليس هناك من حاس���م‬ ‫‪ .‬تدن���ي تصدي���ر النف���ط اىل ادن���ى مس���توياته‬ ‫وقف���ل الغ���از وامل���اء وكل م���ا ميكن ان يش���كل‬ ‫ضغط���ا باس���تخدام الق���وة‪ .‬باختصاراملؤمت���ر‬ ‫واحلكوم���ة اصدروا البيان���ات والبيانات ولكنها‬ ‫كان���ت بيانات بلغة مزدوجة من جهة مسحت‬ ‫بتموي���ل م���ا تس���ميهم باجلان االمني���ة قاربت‬ ‫عل���ى البليون دينار حس���ب ما نش���رته األجهزة‬ ‫الرمسي���ة ‪ ،‬ال أح���د يعل���م ملن س���لمت وكيف‬ ‫صرفت كما انها بهدا الفعل أقرت بش���رعيتهم‬ ‫وس���تمراهم كما زادت الط�ي�ن بله بتكليفهم‬ ‫مبه���ام متثلت احداها حبماي���ة العاصمة ‪ ،‬هدا‬ ‫م���ن جه���ة ام���ا من جه���ة اخ���رى فق���د صدرت‬ ‫الق���رارات م���ن املؤمت���ر واحلكومة عل���ى الورق‬ ‫بضروة انضم���ام الثوار اىل اجليش والش���رطة‬ ‫ولكن مل تكن هناك اس���تجابة فاعلة‪ .‬احلكومة‬ ‫عاج���زة عن تقديم اي حلول فاعلة واملليش���يات‬ ‫حولت الوطن اىل دويالت مثناترة‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫•الرد الشعيب ‪:‬‬ ‫ال���رد الش���عيب كان حامس���ا يف ث�ل�ات م���دن‬ ‫ليبي���ة اخت���دت عل���ى عاتقه���ا انه���اء الفوضى‬ ‫االمني���ة واملطالب���ة حبماي���ة وتواجد اجليش‬ ‫والش���رطة الوطني���ة‪ ،‬كان عل���ى راس ه���ذه‬ ‫امل���دن بنغ���ازي خبروجه���ا يف مظاه���رات‬ ‫مليوني���ة عارم���ة ‪ .‬اس���فرت ع���ن استش���هاد‬ ‫العش���رات من املواطنني وجرح املئ���ات ولكنها‬ ‫اجربت املليش���يات على اقفال مقارها ودخول‬ ‫اجليش والشرطة حلماية املدينة‪ ،‬ثلت هده‬ ‫املظاهرات بعدة اشهر مظاهرات يف العاصمة‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 23 - 17 ( - ) 136‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫انه��اء الفوض��ى االمني��ة واملطالب��ة حبماي��ة وتواج��د‬ ‫اجلي��ش والش��رطة الوطني��ة‪ ،‬كان على راس ه��ذه املدن‬ ‫بنغازي خبروجها يف مظاهرات مليونية عارمة ‪ .‬اسفرت‬ ‫عن استشهاد العشرات من املواطنني وجرح املئات‬ ‫طرابلس‪ ،‬خرجت اجلم���وع يف مظاهرة‬ ‫س���لمية ترف���ع مطالب بض���رورة خروج‬ ‫املليشيات والتمس���ك باجليش والشرطة‬ ‫‪ .‬كان نتائجه���ا س���قوط العدي���د م���ن‬ ‫الشهداء واجلرحى ولكنها كانت ناجحة‬ ‫اذ ارغمت العديد من املليش���يات بالتخلي‬ ‫ع���ن مقاره���ا متمثل���ة يف م���زارغ غرغور‬ ‫وقاع���دة معيتيقة وغريها م���ن االمالك‬ ‫العامة‪ ،‬اس���تمر احلراك الشعيب يف االيام‬ ‫املاضية خبروج ابن���اء درنة بعد ان فاض‬ ‫الكي���ل وضاق الس���كان مب���ن اطلقوا على‬ ‫انفس���هم "انص���ار الش���ريعة" واس���فرت‬ ‫املظاه���رات الس���لمية عن اح���داث دامية‬ ‫وتفحريات ولكنها ارغمت املليشيات على‬ ‫التقهقر واخ�ل�اء بعض االمالك العامة‪.‬‬ ‫باختصار ان كان���ت هناك عالمة فارقة‬ ‫يف حماول���ة ف���ك املليش���يات وحلها فهي‬ ‫تتمث���ل يف ه���ده االنتفاض���ات الش���عبية‬ ‫الس���لمية ومل يكن للمؤمت���ر أو احلكومة‬ ‫أية مساهمات أو مشاركة بل الكل كان‬ ‫ينتظر من الشعب تقديم الدماء الزكية‬ ‫الطاهرة‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫•اسرتاتيجيات فك املليشيات وحلها‬ ‫هناك نظرية سادت يف التعامل مع املليشيات‬ ‫وتفكيكه���ا وحله���ا ‪ ،‬وهي االكثر ش���يوعا ‪،‬‬ ‫قامت بعرضها الباحثة الربوفس���ورة مونكا‬ ‫ديف يف "معه���د الدراس���ات بهارفرد كندي‬ ‫س���كول " تتلخص يف ان أفضل طرق النهاء‬ ‫ح���االت احل���رب االهلي���ة ه���ي "التف���اوض‬ ‫ب�ي�ن االط���راف" ‪ ،‬أضاف���ت "ان حتدثت عن‬ ‫النص���ر واهلزمي���ة فس���ينظر الي���ك عل���ى‬ ‫ان���ك داعية للعن���ف"‪ .‬تقوم ه���ده النظرية‬ ‫عل���ى فرضي���ة "ان التفاوض الس���لمي أقل‬ ‫تكلف���ة ‪ ،‬واق���ل خس���ارة يف االرواح بدال من‬ ‫الدخول يف حرب ش���املة"‪ .‬واسرتس���لت "ان‬ ‫قام���ت العملي���ة عل���ى مب���ادئ دميقراطية‬ ‫فالنتيج���ة ه���ي تعزي���ز للدميوقراطي���ة‪".‬‬ ‫اس���تنادا على هده النظري���ة قامت الباحثة‬ ‫بدراس���ة حاالت احلرب االهلية من س���نة‬ ‫‪ 1940‬اىل ‪ 2007‬وحتقق���ت م���ن ‪137‬‬ ‫حال���ة نش���رتها يف كتاب بعن���وان "احلرب‬ ‫والس�ل�ام‪ :‬تس���وية مس���تدامة للح���روب‬ ‫االهلي���ة"‪ .‬م���ا وصل���ت الي���ه الباحث���ة يثري‬ ‫الدهش���ة واالس���تغراب ‪" .‬ان حاالت احلرب‬ ‫االهلي���ة اليت انتهت عن طري���ق التفاوض‬ ‫ادت اىل تكراره���ا وظهوره���ا جمددا مقابل‬ ‫احل���روب اليت انتهت ع���ن طريق مواجهات‬ ‫عس���كرية وانته���ت بنتصار ط���رف واحد‪".‬‬ ‫أضافت ‪" :‬كث�ي�را ما يكون التفاوض هش‬ ‫وبالرغم من النظر اليه على انه اقل ضررا‬ ‫وينق���د ارواحا بش���رية يف االمد القصري اال‬ ‫ان نتائج���ه يف االم���د البعيد يزه���ق ارواحا‬ ‫بش���رية أكثر وحيدث انشقاقات قد تؤدي‬ ‫اىل تقسيم الدولة الواحدة"‪.‬‬ ‫قد يتس���ائل اح���د القراء اننا لس���نا يف حرب‬ ‫اهلية وما حي���دث ما هو اىل فوضى وتنازع‬ ‫بني املليشيات‪ .‬قد يكون هدا التساؤل له ما‬ ‫ي�ب�رره ولكن ان نظرنا اىل احد التعريفات‬ ‫للح���رب االهلية يتضح أننا يف حرب اهلية‬

‫س���اخنة وب���اردة حس���ب تصاع���د أو تنازل‬ ‫الصراع���ات السياس���ية‪ .‬حس���ب تعري���ف‬ ‫جيمس فريون وهو باحث متخصص يتبع‬ ‫جامعة س���تانفورد االمريكي���ة " ان احلرب‬ ‫االهلي���ة ه���ي صراع مس���لح داخ���ل الدولة‬ ‫حتارب في���ه جمموعات مس���لحة منظمة‬ ‫بعضه���ا البع���ض حملاول���ة االس���تيالء على‬ ‫املرك���ز أو عل���ى منطقة ما داخ���ل الدولة‬ ‫‪ ،‬أو للدف���ع بأجن���دات معين���ة"‪ .‬م���ا خيص‬ ‫ه���ده الورقة هو الدافع لظه���ور الصراعات‬ ‫املس���لحة واليت خلصها الكات���ب يف عاملني‬ ‫االول وه���و "اجلش���ع" والثان���ي وه���و " عدم‬ ‫االس���تجابة ملطالب يعتقد انها مش���روعة"‪.‬‬ ‫وع�ب�ر عن���ه بالس���ؤال التال���ي " هل حيدث‬ ‫الصراع نتيجة مطالب أو له اسباب دينية‬ ‫أم ان الصراع هو نتيجة ملكاسب يسعى احد‬ ‫االط���راف لتحقيقه���ا‪ ".‬النتائح حس���ب ما‬ ‫يرى الباحث هي "ان املكاسب املالية واملادية‬ ‫هي يف العادة املسببة لربوز الصراعات‪".‬‬ ‫‪7‬‬ ‫•اسرتاتيجية حلل املليشيات‬ ‫‪ -1‬عل���ى املؤمت���ر الوط�ن�ي واحلكوم���ة‬ ‫التح���دث بص���وت واح���د وواض���ح وه���و ان‬ ‫ال ش���رعية اال للجي���ش والش���رطة وتب�ن�ي‬ ‫اسرتاتيجة واضحة لفك وحل املليشيات‪.‬‬ ‫‪ -2‬ضرورة جتفي���ف منابع التمويل على‬ ‫املليشيات من مال ومساندة مادية ‪.‬‬ ‫‪ -3‬الدخول مبشروع جدي جلمع السالح‬ ‫وقد حيتاج االمراىل مساعدة دولية‪.‬‬ ‫‪ -4‬ان انتفاضات بنغازي وطرابلس أتبتث‬ ‫ان املليش���يات كألواح الدومنو ان س���قطت‬ ‫لوح���ة واح���دة ستس���قط بقي���ة االل���واح‬ ‫وبالتالي ضروة استمرار احلراك وتكثيف‬ ‫الضغط‪.‬‬ ‫‪ -5‬ان احلكومة ميكن ان تلجأ اىل نظرية‬ ‫االحتواء واحليلولة دون انتش���ار املليشيات‬ ‫وعزل بعضها عن البعض االخر‪.‬‬ ‫‪ -6‬ان ما تقوم به العديد من املليشيات يف‬ ‫واق���ع االمر ه���و البحث عن مص���احل مادية‬ ‫وبالتال���ي جي���ب تفه���م مطالبه���ا ولي���س‬ ‫بالض���رورة االدع���ان هلا‪ .‬ان أغل���ب املطالب‬ ‫س���واء لبس���ت لباس اجلهوية أو القبلية او‬ ‫الدينية فه���ي يف االخري تبحث عن مصاحل‬ ‫مادية‪.‬‬ ‫‪-7‬ان كان هن���اك فش���ل واض���ح فه���و يف‬ ‫االجه���زة االمني���ة ‪ ،‬اي املخاب���رات وع���دم‬ ‫قدرته���ا عل���ى الكش���ف على اجلن���ات ومن‬ ‫يرتكب���ون االغتي���االت اليومي���ة‪ .‬ال ب���د من‬ ‫اع���ادة بناء هدا اجله���از وتغديته بالكفائات‬ ‫واخلربات واالس���تعانة باخلربات العربية‬ ‫والدولية‪.‬‬ ‫‪ -8‬ال ب���د م���ن اس���تخدام التقني���ة واللغة‬ ‫العلمي���ة يف التعام���ل م���ع ه���ده املليش���يات‬ ‫‪ ،‬اعداده���ا ‪ ،‬مراك���ز جتمعه���ا ‪ ،‬عتاده���ا‬ ‫‪ ،‬خلفياته���ا القبلي���ة وااليديولوجي���ة‬ ‫‪،‬حتركاته���ا وغريه���ا م���ن املعلوم���ات‬ ‫املخابرتية‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•ميادين ‪ :‬نعتذر للقارئ الكريم فلقد نش���ر جزء من‬ ‫هذا املقال خطاء يف العدد املاضى ‪،‬وهنا ننشره كامال‬ ‫‪mnesfoodproducts@aol.com‬‬

‫‪17‬‬

‫داخل أروقة كاتب‬ ‫خالد مصطفي افتيتة‬

‫وجدتين امسع و امسع و امسع و وجدتين إقراء و أقراء و أقراء و أحيانا أتأمل و أفكر وافعل‬ ‫كل ذلك يف نفس اآلن ‪ ،‬ولكنين مل أجراء يوما علي الكتابة والسبب أكيد أو رمبا أو أحيانا‬ ‫عبودية قدمية و إتباع منطقي أو غري منطقي و تبعية متأصلة ملن ال أدرى و ال أحد يدري‬ ‫و ال أحد يريد أن يدري ‪ ،‬حتى جاءني هاجس داخلي أو رمبا بعثه أحدهم لي ‪ ،‬ذلك اهلاجس‬ ‫بالطبع أقصد ‪ ،‬عموما هاجس ملح يف طلبه و تس���اؤله ‪ ....‬ملا ال تكتب ؟؟؟ ‪ ،‬علي الفور قلت‬ ‫نعم سأكتب ‪،‬خصوصا واننى قد مسعت يوما كاتبا كبريا أبهرت بكتاباته فرتات طويلة‬ ‫يقول ((( لكى تكتب البد ان تقراء و تقراء و تقراء))) وأزعم أننى يف هذا االجتاه مل أقصر‬ ‫‪ ،‬فاجتهت حنو الكيبورد و املاوس وبدأت أحاول ان اكتب بكل سالس���ة و يسر ‪ ،‬كل ما يف‬ ‫خاطري و ذاكرتي من أفكار و سري و قصص و أحداث‪ ....‬ولكن املصيبة وجدتين ال أقوى‬ ‫علي كتابة شيء فاجلعبة خاوية كتلك اجليوب أو كتلك األطباق او باألحرى كهذه‬ ‫العقول ‪ ،‬فحزنت حزنا ش���ديدا و أصابين الفش���ل املفاجئ و كرهت نفس���ي و كرهت من‬ ‫حولي ‪ ،‬كرهت اوالئك االش���خاص و الصحبة اليت لطاملا امتدحتين و متدح أس���لوبي يف‬ ‫التفك�ي�ر و قراءاتي و متيزي تلك الصحبة اليت دوم���ا حثتين علي الكتابي و ال تريدني أن‬ ‫اكتفي باملس���امرة كي تكون الفائدة اكرب و اع���م ‪ ،‬علي حد توصيفهم نعم اعم و امشل‬ ‫ليس���تفاد م���ن عبقرييت الكثري من القراء مع التحف���ظ ‪ ،،‬فرتكت الكيبورد و اجتهت حنو‬ ‫مواقع الكتب و املقاالت االلكرتونية وصرت أمارس هواتي القدمية القراءة أو بني هاللني‬ ‫التبعية فوجدتين مبتهجا و أحبر يف فضاءات الفكر األخر دون مساس لفكري و إرادتي و‬ ‫مش���اعري املرهفة نعم املرهفة دون س���بب و دون عناء و دون تاريخ فقط مرهفة من اجل‬ ‫الرفاهية الزائفة عموما ‪ ،‬فش���بهت إحباري الزائف ذاك متام كأنين أش���اهد (ميسي) من‬ ‫خالل التلفاز يبذل حبات العرق حبة تلو احلبة و قطرة تلو القطرات و جبيب املاليني وانا‬ ‫احتضن طبق الفشار و منتشي مبتعة اهلضم متاما كنعجة جاللة إمتألت أمعائها مبا ال‬ ‫ينفع و ال يفيد و نائمة تنشد السعادة و ترجو االمن الزائف و تشاهد التلفاز ‪ ،‬ذلك اجلهاز‬ ‫الذي حري عديد العلماء ( علمائنا حنن بالطبع ) هل التلفاز حالل ام حرام ؟ و حري علماء‬ ‫اللغة ايضا من حيث املس���مي ‪،‬هل ننعته بالتلف���از ‪،‬ام التلفزيون ام صندوق الدنيا العجيب‬ ‫؟‪ ، ،‬وفج���أه انتفضت م���ن مكاني علي غري عادتي ولكنه القدر ‪ !!!....‬و مسعت صوتا بداخلي‬ ‫يق���ول ‪،‬كم أنت غالية أيته���ا الكهرباء و كم أنت غالي ايها الوقت وكم أنت رخيص أيها‬ ‫العم���ر ‪ ،‬وكم أنت مبتال ايها الوطن بنا ‪.‬ولكي ارجع إلي خط الكتابة وجدتين غري راضى‬ ‫عل���ي اإلحبار يف كتابات الغري م���رة أخرى فتوجهت إلي الكيب���ورد ألكتب ما خباطري‬ ‫وم���ا يص���ول و جيول يف بال���ي من أفكار و اخرتاع���ات ولكن وبكل أس���ف انقطعت الكهرباء‬ ‫فلم أمتكن من كتابة ما أريد فاجتهت إلي مكتبيت و شرعت قي القراءة هواييت القدمية‬ ‫وكان أنيسي كوب الشاي القديم و الشمعة الكالسيكية ‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 23 - 17 ( - ) 136‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫أزمة حقيقية أم مفتعلة؟!‬ ‫مسرية على العجيلي‬ ‫هل حنن أمام حالة إدارة دولة مستنسخة‬ ‫م���ن النموذج القذايف يف إدارة ( الدولة) من‬ ‫خالل إتباع سياسة إفتعال األزمات بالداخل‬ ‫أو مبعنى آخر خلق مشكالت وأحداث ُتلهي‬ ‫املواطن عن املطالب والقضايا األهم (األمن‬ ‫واألم���ان) والذي لن يتحق���ق إال من خالل‬ ‫تفكي���ك التش���كيالت املس���لحة داخ���ل املدن‬ ‫الليبي���ة بالكام���ل ‪..‬و لي���س ترحيله���ا م���ن‬ ‫مدين���ة إىل أخ���رى ‪ ،‬ه���ذا الس�ل�اح العائ���ق‬ ‫األول واألكرب أمام نهضة البالد‪.‬‬ ‫البداي���ة كان���ت مع (أزم���ة الكهرب���اء) وما‬ ‫أدراك م���ا الكهرب���اء ‪ ....‬يليه���ا أزم���ة حقول‬ ‫بأخرها‬ ‫وموان���ئ النفط‪...‬وأخره���ا ولي���س ِ‬ ‫أزمة الوقود واليت جعلت من الشارع اللييب‬ ‫ب���ؤرة توت���ر حقيقي���ة‪ .‬ه���ل ه���ذه األزم���ات‬ ‫السابقة ورمبا الالحقة مقصودة ومفتعلة‬ ‫م���ن قبل احلكوم���ة املؤقتة أم ه���ي مفتعلة‬ ‫من قبل أط���راف أخرى م���ن مصلحتها أن‬ ‫ينشغل الليبيون بالكهرباء والوقود ‪.....‬اخل‬ ‫هل حنن فع ً‬ ‫ال أم���ام حقيقة واقعة نرفض‬ ‫أن نصدقه���ا‪ ،‬أم حن���ن أمام حرب ش���ائعات‬ ‫الغ���رض منه���ا ص���رف أنظ���ار الليبني عن‬ ‫الواقع الذي تعيشه البالد وما يعانيه العباد‪.‬‬ ‫هل حنن ً‬ ‫فع�ل�ا أمام أزم���ة حقيقية أم هي‬ ‫أزمة مفتعلة؟!‬ ‫ماذا وراء إفتعال األزمات؟‬ ‫إن صناع���ة األزم���ة الحتت���اج م���ن أحد أن‬ ‫يصرح خبلق هذه األزمة‪ ،‬وإمنا هي تتكون‬ ‫من خالل عدة مكونات أبرزها‪:‬‬ ‫•إش���راك أك�ب�ر عدد من الرم���وز احمللية‬ ‫ِ‬ ‫بصورة غري مباشرة يف اداء أدوار األزمة‪.‬‬ ‫•مصاحب���ة األزمة تهوي���ل مريب خيطف‬ ‫األنظ���ار و مينعه���ا م���ن التح���ول إىل جهة‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫•م���ن املمك���ن كش���ف بع���ض املعلوم���ات‬ ‫واألس���رار اهلام���ة‪ ،‬والتضحي���ة ببع���ض‬

‫الش���خصيات وذلك إلضفاء آكرب قدر من‬ ‫املصداقية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ختتل���ف وتتنوع األس���اليب تبع���ا لآلهداف‬ ‫املراد حتقيقها من وراءها فقد تكون‪...‬‬ ‫•وسيلة للتمويه وإخفاء املشاكل الفعلية‬ ‫واحلقيقية اليت متر بها البالد حتى جتعل‬ ‫املواطن منشغ ً‬ ‫ال عنها بأشياء جانبية‪.‬‬ ‫•توجي���ه األنظ���ار لقضية معين���ة ‪ ،‬حيث‬ ‫أن ال���رأي الع���ام الداخلي الميك���ن توجيهه‬ ‫بس���هولة جبان���ب قضية معينة م���ا مل تكن‬ ‫هن���اك أزم���ة أو حدث يأخ���ذ كل إهتماهه‬ ‫وتركيزه‪.‬‬ ‫إن اإلدارة باألزم���ات تق���وم عل���ى إفتع���ال‬ ‫األزم���ات وإجياده���ا م���ن ع���دم كوس���يلة‬ ‫للتغطية والتمويه على املش���اكل القائمة‬ ‫ال�ت�ي تواج���ه الب�ل�اد‪ .‬ويطلق البع���ض على‬ ‫اإلدارة باألزم���ات (عل���م صناع���ة األزم���ة)‬ ‫للتحكم والسيطرة على األخرين‪.‬‬ ‫و األزم���ة املفتعل���ة ( املصطنع���ة) هل���ا‬ ‫مواصف���ات حت���ى تب���دو حقيقي���ة ‪ ،‬وحتى‬ ‫تؤتي مثارهاوأهم مواصفاتها‪:‬‬ ‫اإلعداد هل���ا‪ ،‬التهيئةهلا‪ ،‬توزيع األدوار على‬ ‫قوى صنع األزمة وإختيار التوقيت املناسب‬ ‫لتفجريه���ا‪ ،‬وإجي���اد امل�ب�رر والذريعة هلذا‬ ‫التفجري‪.‬‬ ‫ولألزم���ة املفتعل���ة إيقاعه���ا الس���ريع‬ ‫واملتالحق واملتتاب���ع ‪ ،‬ونتائجها تراكمية‪،‬‬ ‫وكل منها تصب يف س���بيل حتقيق اهلدف‬ ‫املراد الوصول اليه‪.‬‬ ‫إنن���ا أم���ام تس���اؤالت ع���دة حتت���اج إلجابة‬ ‫واضح���ة حت���ى نس���تطيع معرف���ة نهاي���ة‬ ‫طريقن���ا ‪ ،‬وه���ل حن���ن نس�ي�ر يف الطري���ق‬ ‫الصحي���ح أم حن���ن نس�ي�ر يف نف���ق مظل���م‬ ‫يقودنا إىل اهلاوية؟‬ ‫كي���ف ظه���رت ه���ذه األزم���ة وتط���ورت‬ ‫أحداثها؟ ومن هم أطرافها؟‬

‫م���ا اهلدف ال���ذي تس���عى إىل حتقيقه قوى‬ ‫صنع األزمة؟‬ ‫كل ه���ذه التس���اؤالت جي���ب اإلجاب���ة‬ ‫عنها م���ن قب���ل املتخصصني يف الدراس���ات‬ ‫اإلسرتاتيجيةاملختلفة‪،‬من خالل ظهورهم‬ ‫عرب وس���ائل اإلعالم وش���رح ه���ذه القضايا‬ ‫للمواط���ن اللي�ب�ي ‪،‬والرتكي���ز عل���ى أه���م‬ ‫املراحل اليت متر بها هذه األزمات املفتعلة ‪،‬‬ ‫وأهم مالحمها‪.‬‬ ‫ومتر هذه األزمات مبراحل عدة أبرزها‪:‬‬ ‫•مرحل���ة اإلعداد ملي�ل�اد األزم���ة‪ :‬ويطلق‬ ‫عليه���ا البعض مرحلة التمهيد لألزمة من‬ ‫خ�ل�ال تهيئ���ة املن���اخ والبيئة الناس���بة اليت‬ ‫تكفل منوها وتصاعدها‪.‬‬ ‫•مرحل���ة إمناء وتصعي���د األزمة‪ :‬ويطلق‬ ‫عليه���ا البع���ض مرحل���ة التعبئ���ة الفاعلة‬ ‫واملكثف���ة‪ ،‬وحش���د كل الق���وى املعادي���ة‬ ‫للط���رف املس���تهدف م���ن ه���ذه األزمة من‬ ‫خالل عدة إجراءات‪:‬‬ ‫التصعي���د الرأس���ي‪ :‬ويق���وم عل���ى الدف���ع‬ ‫املباش���ر لقوى صنع األزم���ة وزيادة قدرتها‬ ‫وقوتها وتكثي���ف تواجدها يف منطقة صنع‬ ‫األزمة وبشكل سريع لضمان النجاح‪.‬‬ ‫التصعي���د األفق���ي‪ :‬ويق���وم عل���ى كس���ب‬ ‫األصدقاء واحللف���اء واملؤيدين لقوى صنع‬ ‫األزمةوإنضمامه���م هل���ا يف عملي���ة زي���ادة‬ ‫الضغط وإتس���اع وتوس���يع نط���اق املواجهة‬ ‫لتش���مل جماالت عديدة ومناط���ق عديدة‬ ‫وأبع���اد جديدة جتعل م���ن عملية مواجهة‬ ‫األزمة عملية معقدة وصعبة‪.‬‬ ‫التصعي���د الدائري الرتاكم���ي‪ :‬وهذا النوع‬ ‫من األس���اليب ذا طبيعة خاصة يف صناعة‬ ‫األزمات بش���كل فعال لزيادة الضغط حيث‬ ‫يت���م التصعيد لآلزم���ة بإس���تخدام كافة‬ ‫األدوات والوسائل‪.‬‬ ‫•مرحل���ة املواجه���ة العنيف���ة واحل���ادة‪:‬‬ ‫ويشرتط لنجاح هذه املرحلة‪:‬‬ ‫‪-1‬إختي���ار التوقيت غري املناس���ب للطرف‬

‫امل���راد إس���تنزافه باألزم���ات عل���ى أن ميثل‬ ‫الوقت املناسب إلفتعال األزمة‪.‬‬ ‫‪-2‬إختي���ار املكان غري املناس���ب والذي فيه‬ ‫ال يس���تطيع الس���يطرة عل���ى األح���داث أو‬ ‫تداعياتها‪.‬‬ ‫‪-3‬إختي���ار اجمل���ال غ�ي�ر املناس���ب للطرف‬ ‫األخ���ر إلحداث األزمة به‪ ،‬س���وا ًء كان هذا‬ ‫اجملال إقتصادياً أو سياسياً أو اجتماعياً‪.‬‬ ‫ويش�ت�رط لنجاح هذا التصادم حدوث حاث‬ ‫مع�ي�ن الذي يكون بداية الش���رارة‪ ،‬ويفضل‬ ‫أن يكون هذا احلادث طبيعياً غري مفتع ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫•مرحل���ة الس���يطرة على الط���رف اآلخر‬ ‫املوج���ه ل���ه ه���ذه األزم���ة‪ :‬وه���ي مرحل���ة‬ ‫اإلس���تفادة من حال���ة إنعدام الت���وازن لدى‬ ‫الطرف اآلخ���ر‪ ،‬وعدم قدرت���ه على احلكم‬ ‫على األمور ‪ ،‬ألنه من خالل مروره باملاحل‬ ‫السابقة يصبح مهيئاً‪ ،‬ويفتقد القدرة على‬ ‫الرؤية الذاتية الصحيحة‪.‬‬ ‫•مرحل���ة تهدئة األوض���اع ‪ :‬وهي املرحلة‬ ‫ال�ت�ي يتم فيه���ا ختفي���ف الضغ���ط وإعادة‬ ‫األوضاع إىل حالتها الطبيعية‪ ،‬والتخفيف‬ ‫م���ن ح���دة التوت���ر القائ���م م���ن خ�ل�ال‬ ‫اإلس���تجابة اهلامش���ية لبع���ض مطال���ب‬ ‫الط���رف األخ���ر وال�ت�ي ق���د تك���ون مبثاب���ة‬ ‫إمتص���اص لق���وى الرف���ض م���ن خ�ل�ال‬ ‫اإلس���تعانة بق���ادة ال���رأي ‪ ،‬ويف إطار محلة‬ ‫إعالمي���ة خمططة ومدروس���ة جي���داً يتم‬ ‫إعادة األمور إىل حالتها الطبيعية‪.‬‬ ‫وخالص���ة القول إنن���ا أمام تس���اؤل يطرح‬ ‫نفس���ه‪..‬هل حن���ن أم���ام حكوم���ة تع���رف‬ ‫م���اذا تري���د ‪ ،‬وتس���تطيع تنفي���ذه يف الوقت‬ ‫املناس���ب؟‪.....‬أم حنن أم���ام حكومة تصطنع‬ ‫األزم���ات حت���ى تس���تطيع إدارة أزم���ة‬ ‫الب�ل�اد؟‪ .....‬أم أن���ه هن���اك ق���وى خفي���ة (‬ ‫داخليةأو خارجي���ة) تقوم بهذا الدور بدون‬ ‫علم حكومتنا وال مؤمترنا وال شعبنا ‪....‬إننا‬ ‫أمام كارث���ة حقيقية‪...‬ي���ارب جني البالد‬ ‫والعباد‪...........‬آمني‬


‫‪19‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 23 - 17 ( - ) 136‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫العلم بني (مدينة السماء ) و ( مدينة اإلنسان )‬ ‫قضية استنبات العلم يف اجملتمعات العربية ال تزال حتتاج إىل نقاش جمتمعي‬ ‫كثيف‪ .‬صحيح أن احلالة السياسية الراهنة يف الوطن العربي يكتنفها الكثري‬ ‫من الغموض‪،‬وال تزال تراوح مكانها بفعل التطورات املتس���ارعة اليت تشهدها‬ ‫املنطقة وظه���ور فاعلني اجتماعيني جدد ميتلكون تص���ورات خمتلفة ملفهوم‬ ‫العلم‪ ،‬وهو مفهوم مستوحى مما يسميه حممد عابد اجلابري تأثري”حضارة‬ ‫الفقه”‪.‬‬ ‫لكن ج���زءا كبريا من احلال���ة السياس���ية الراهنة وضبابي���ة الرؤية‪ ،‬وظهور‬ ‫هذا الصنف من الفاعلني اجلدد بتصورات قرووس���طية للمجتمع واالقتصاد‬ ‫والسياس���ة‪ ،‬ليس س���وى نتاج لفش���ل اجملتمعات العربية يف بناء ثقافة علمية‬ ‫صلبة‪ ،‬واستمرار تفشي الثقافة األسطورية والغيبية‪.‬‬ ‫جتد ه���ذه األطروحة مش���روعيتها بالعودة‬ ‫إىل تاري���خ التج���ارب اإلنس���انية الناجح���ة‬ ‫يف التقدم‪ ،‬جت���ارب يفيد قدميه���ا وحديثها‬ ‫ارتباط اإلقالع احلضاري بالعلم‪ ،‬إذ بالرغم‬ ‫من اخت�ل�اف الش���روط املوضوعية لتجارب‬ ‫التق���دم اإلنس���اني إال أن الثاب���ت األساس���ي‬ ‫بينه���ا ه���و اختاذها العل���م قيم���ة اجتماعية‬ ‫أمسى‪.‬‬ ‫إن م���ا نالحظ���ه بالفع���ل عندم���ا نتصف���ح‬ ‫املعطي���ات التارخيي���ة اخلاص���ة بالتج���ارب‬ ‫اإلنس���انية يف النهض���ة ب���دءا م���ن أوروب���ا‬ ‫والثورة الصناعية اإلجنليزية وثورة امليجي‬ ‫وروس���يا وتركيا وغريها‪ ،‬وعلى اختالفاتها‬ ‫احلضارية والدينية واللغوية واالجتماعية‬ ‫واالقتصادي���ة‪ ،‬إال أنه���ا تش�ت�رك يف كونه���ا‬ ‫اختذت ق���رارا ال رجعة فيه بالنس���بة للعلم‬ ‫وجعلت من���ه القيمة اجملتمعية األوىل‪ .‬لكن‬ ‫السؤال األساسي الذي يظل عالقا هو أيهما‬ ‫األس���بق من أج���ل توطني العلم وما الس���بب‬ ‫وما النتيجة ‪ :‬املؤسس���ة العلمية أم الذهنية‬ ‫اجملتمعية؟‬ ‫يرف���ض املفك���ر املغرب���ي عب���د اهلل العروي‬ ‫الدخ���ول يف م���ا يس���ميه ه���ذه “احللق���ة‬ ‫املفرغ���ة” لفه���م أس���باب م���أزق احلض���ارة‬ ‫العربي���ة اإلس�ل�امية يف توط�ي�ن العل���م‪،‬‬ ‫ويكتف���ي بتش���خيص احلال���ة الثقافية اليت‬ ‫يعيش���ها الع���امل العربي حاليا وه���ي حالة ”‬ ‫ال تنب���ئ بقرب انفج���ار ثورة علمي���ة‪ ،‬إذا أن‬ ‫النمط الثقايف املنتشر ال يالئم منطق العلم‬ ‫احلديث‪ .‬ونعين هنا بالثقافة طبعا السلوك‬ ‫املوروث”‪.‬‬ ‫س���ؤال أيهما األس���بق من أجل توطني العلم‬ ‫املؤسس���ة العلمي���ة أم الذهني���ة اجملتمعية؟‬ ‫يبق���ى س���ؤاال زائف���ا بالنس���بة لصاح���ب‬ ‫“اإليديولوجي���ا العربية املعاص���رة”‪ ،‬إال أنه‬ ‫يق���ر بأن اس���تيعاب العل���م التجرييب ضمن‬ ‫مؤسس���ات قادرة على محايته ونش���ره كان‬ ‫منطلق���ا أساس���يا ل���كل التجارب اإلنس���انية‬ ‫يف التق���دم ‪ .‬وبلغة السياس���ة كل التجارب‬ ‫توفرت هلا ش���روط موضوعية أنتجت إرادة‬ ‫سياس���ية يف جع���ل العل���م اهل���دف األمس���ى‬ ‫للمجتمع وما يعنيه ذلك من اس���تتباعات يف‬ ‫املؤسسات والذهنيات والبنيات ‪.‬‬ ‫يف التجرب���ة اليوناني���ة‪ ،‬مل حتص���ل تل���ك‬ ‫الطفرة اهلائل���ة يف الفكر اإلنس���اني وبداية‬

‫عزيز مشواط‬

‫القطيع���ة م���ع الفكر األس���طوري إال ضمن‬ ‫ش���روط نش���أة جمتمع الدول���ة املدينة وما‬ ‫أتاح���ه ذل���ك م���ن حري���ة وبداي���ة املالم���ح‬ ‫األوىل للنظ���ام الدميقراط���ي‪ ،‬مم���ا مس���ح ‪،‬‬ ‫إىل جانب عوامل أخرى‪ ،‬بظهور الفالس���فة‬ ‫الطبيعني‪ ،‬فاخلطاب اليوناني مل يتعقلن إال‬ ‫م���ع هؤالء وهم ينتقل���ون بالبحث عن أصل‬ ‫الك���ون والوجود م���ن األس���طورة إىل أجزاء‬ ‫الطبيع���ة‪ ،‬فـ”اخلط���وة اهلائلة ال�ت�ي خطاها‬

‫حتس���ينها باس���تمرار‪ .‬أما اإلجناز اإلنس���اني‬ ‫األه���م لديكارت فيتمثل يف تدش���ينه لبداية‬ ‫قطيع���ة الفكر اإلنس���اني مع س���ؤال الوجود‬ ‫ليحل حمله س���ؤال املنه���ج والطرق الكفيلة‬ ‫بصيان���ة العق���ل وقيادته‪ ،‬مبعنى آخر فس���ح‬ ‫اجملال واس���عا أمام مس���اءلة س���بل اكتساب‬ ‫املعرفة والعلمية منه���ا على اخلصوص‪ .‬إن‬ ‫العق���ل اإلنس���اني مدي���ن يف م���ا راكمه من‬ ‫تقدم هلذه اللحظة الديكارتية التأسيس���ية‪،‬‬

‫العقل اإلنساني يف صيغته اليونانية مل تكن‬ ‫لتتحق���ق ل���وال التوجه حن���و حماولة الفهم‬ ‫العلم���ي للظواه���ر الطبيعية”كم���ا يق���ول‬ ‫حمم���د عاب���د اجلاب���ري ذات” نق���د للعقل‬ ‫العربي”‪.‬‬ ‫أهمية العلم كمشروع جمتمعي يف جتارب‬ ‫النهضة تس���ندها أيضا التجربة األوروبية‬ ‫احلديث���ة‪ ،‬حي���ث انبنت عل���ى عالقة جدلية‬ ‫ب�ي�ن العل���م والتقني���ة عالقة أخ���ذ وعطاء‪،‬‬ ‫فمن���ذ جاليل���و ظهر ذلك التوج���ه اجملتمعي‬ ‫حن���و بن���اء العل���م عل���ى التجرب���ة ال�ت�ي يتم‬

‫وه���ي اللحظ���ة ال�ت�ي تق���دم فيه���ا س���ؤال‬ ‫املنه���ج الكفيل بقيادة العق���ل على غريه من‬ ‫األس���ئلة‪ .‬ومل تكن التجريبي���ة اإلجنليزية‬ ‫س���وى التجس���يد الفعلي للربط بني املعطى‬ ‫التجري�ب�ي واكتس���اب املعرف���ة‪ .‬أم���ا م���ع‬ ‫كانط فق���د بدا واضحا تأثري فيزياء نيوتن‬ ‫ومفاهيمها النظرية‪ ،‬يف حني أن الفلس���فات‬ ‫الوضعي���ة املعاصرة مثال واض���ح على ذلك‬ ‫الرتابط العضوي بني الفلسفة والعلم‪.‬‬ ‫تفيد إذن التجارب اإلنسانية أن التقدم مير‬ ‫بالض���رورة عرب اس���تنبات العقلي���ة العلمية‬

‫بعيدا عن التفس�ي�رات الغيبية واألسطورية‬ ‫للظواهر وللمجتمع ولالقتصاد والسياسة‪.‬‬ ‫لك���ن الس���ؤال العالق دوما هو ‪ :‬مل���اذا مل تفلح‬ ‫اجملتمع���ات العربي���ة يف بل���ورة مش���روع‬ ‫جمتمع���ي يتخ���ذ م���ن العل���م قيم���ة أمسى‬ ‫وليس جمرد شعارات لالستهالك؟‬ ‫قضية توطني العلم يف العامل العربي ليست‬ ‫جم���رد اس���تنبات للمؤسس���ات واجلامع���ات‬ ‫واملعاه���د العلمي���ة‪ ،‬ب���ل إن األم���ر يتج���اوز‬ ‫املدرسة مبعناها العام إىل ضرورة التعاطي‬ ‫مع الثقافة السائدة‪ .‬إن احلل ال متثله فقط‬ ‫املدرسة‪ ،‬كما أنه ليس مرتبطا فقط بنشر‬ ‫املع���ارف‪ ،‬بل م���ا يس���ميه السوس���يولوجيون‬ ‫“النم���وذج الثق���ايف” الس���ائد‪ ،‬ف���إذا كان‬ ‫النموذج الثقايف تقليدانيا‪ ،‬حتولت املؤسسات‬ ‫املس���تنبتة داخله���ا م���ن مؤسس���ات لتهيئ���ة‬ ‫األرضية العلمية إىل فضاءات لتفريغ العلم‬ ‫من حمتواه ومن قوته التقدمية والتغيريية‬ ‫‪.‬‬ ‫إن تق���دم الفك���ر كأداة وكمحت���وى‬ ‫كان واليزال مرهونا بتقدم العلم‪ ،‬وفش���ل‬ ‫التجرب���ة العربية يف توطني العلم وحتويله‬ ‫إىل قيم���ة جمتمعية يع���ود بالدرجة األوىل‬ ‫إىل إهم���ال التعاط���ي م���ع الثقاف���ة العام���ة‬ ‫الس���ائدة اليت يس���تدجمها اجملتمع وينقلها‬ ‫ع�ب�ر كاف���ة بنيات���ه األس���رية والتعليمي���ة‬ ‫واالقتصادية والسياس���ية وه���ي بنيات تظل‬ ‫غارقة يف التقليدانية‪.‬‬ ‫إن الثقاف���ة الس���ائدة املبنية على اس���تمرار‬ ‫تقديس املوروث وقوة جذب املاضي‪ ،‬ومصاحل‬ ‫الفاعل�ي�ن االجتماعيني املس���تنفعني بتأبيد‬ ‫ال�ت�راث هي ما يعرقل توطني العلم كقيمة‬ ‫اجتماعية أمسى وهي ما جير اجملتمع حنو‬ ‫ما يسميه عبد اهلل العروي”متاهات النزعات‬ ‫اللفظية اجلوفاء”‪.‬‬ ‫أم���ا املس���توى الثان���ي م���ن املعوق���ات فيق���ع‬ ‫عل���ى مس���توى التص���ورات العام���ة للعل���م‪،‬‬ ‫حي���ث مل تنج���ح اجملتمع���ات العربي���ة يف‬ ‫تكريس”مضمون���ه الث���وري”‪ .‬ويع�ن�ي ذل���ك‬ ‫استمرار اعتباره جمرد وسيلة استهالكية‬ ‫يف ح�ي�ن أن حقيقت���ه تتمث���ل يف ض���رورة‬ ‫االنتق���ال م���ن ذهني���ة االس���تهالك واالتباع‬ ‫إىل ذهنية اإلنت���اج واالبتداع‪ ،‬ومن االتكالية‬ ‫على القدر والغيب واألسطورة إىل الفعالية‬ ‫واملبادرة احلرة‪ ،‬ومن العبودية إىل احلرية‪.‬‬ ‫إن توطني العلم يف اجملتم���ع العربي حيتاج‬ ‫إىل تغيري النموذج الثقايف السائد‪ ،‬وهو تغيري‬ ‫ال ميك���ن أن يتم دون ث���ورة فكرية مل تتوفر‬ ‫بعد ش���روطها( كم���ا جزم الع���روي)‪ ،‬ثورة‬ ‫جتعل املواط���ن العربي قادرا عل���ى االنتقال‬ ‫من مدينة احلكم باس���م الس���ماء إىل مدينة‬ ‫التعاق���د اجملتمعي‪ ،‬ومن فكرة التوس���ل إىل‬ ‫فكرة العم���ل‪ ،‬ومن عقلية النعم���ة الربانية‬ ‫إىل اإلمي���ان بالتقدم‪ ،‬ومن اس���تغالل الدين‬ ‫إىل املنافسة السياسية‪ ،‬وبتعبري أدونيس من‬ ‫“مدينة اهلل” إىل “مدينة اإلنسان”‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫• باحث باملركز العلمي العربي لألحباث‬ ‫والدراسات اإلنسانية‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 23 - 17 ( - ) 136‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫عن الوصول اىل منتصف الطريق‬ ‫صالح نقاب‬

‫قبل كل ش���ي ٍء‪ ،‬لك���ن الذي ح���دث يف نهاية‬ ‫املط���اف هو أن أصب���ح هذا اخلط���اب مصدراً‬ ‫هلذه القواعد وهذه األحكام‪ ،‬رغم كونه تبعاً‬ ‫ّ‬ ‫أوفرق���ة يبقى ثانوي���اً باملقارنة‬ ‫طائف���ة‬ ‫ألي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بال ّن���ص القرآن���ي‪ ،‬جم��� ّرد م���رآ ٍة لش���روطه‬ ‫اآلن ّي���ة اليت ختتفي باختفاء مس��� ّبباتها‪ّ ،‬‬ ‫لكن‬ ‫الذي ح���دث يف نهاية مط���اف اإلنقالب ضد‬ ‫اإلس�ل�ام باإلس�ل�ام نفس���ه‪ ،‬أن حت ّول ال ّنص‬ ‫الفقهي الغري حمكم‪ ،‬غ�ي�ر املن ّزه عن التغيري‬ ‫نص‬ ‫والتحريف من مرآ ٍة هلذه الشروط اىل ٍّ‬ ‫ش���روط أخرى خارج املس��� ّببات‬ ‫يب�ن�ي قواعد‬ ‫ٍ‬ ‫ب���ل وخارج الن���ص القرآن���ي نفس���ه‪ ،‬ابتعدت‬ ‫كثرياً ع���ن دالالت ومعان���ي ال ّنص والكلمة‬ ‫يف الق���رآن الكريم‪ ،‬لتعزل نفس���ها بعيداً عن‬ ‫[ اللس���ان ] القرآن���ي داخل [ اللغة ] البش���ريّة‪،‬‬ ‫بعي���داً عن [ العقل ] الف ّع���ال داخل [ الذاكرة‬ ‫] املنس��� ّية‪ ،‬وبعيداً عن [ الواق���ع ] احلي‪ ،‬داخل‬ ‫[ التاري���خ ] امل ّي���ت‪ ،‬فمج ّرد املقارن���ة مث ً‬ ‫ال بني‬ ‫[ قام���وس ] املف���ردات يف [ الق���رآن ]‪ ،‬ونف���س‬ ‫القام���وس يف [ اإلناجي���ل ] مث ً‬ ‫ال‪ ،‬يكتش���ف لنا‬ ‫أن الس���ياق القرآني للمف���ردات يضيف إليها‬ ‫واقع ّية وحتدي���داً أكثر مما كانت عليه يف‬ ‫هذه األناجيل واليت هي بشريّة ّ‬ ‫املنشا نتيجة‬ ‫بلغات ال‬ ‫نص‬ ‫كون ال ّنص اإلجنيلي ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مرتجم ٍ‬ ‫عالقة هلا بلسان ال ّنص األصل‪ ،‬ومثال ذلك ‪:‬‬

‫[‪]2‬‬ ‫الن���ص الدي�ن�ي [ احملكم‬ ‫عن���د احلدي���ث ع���ن‬ ‫ّ‬ ‫] أال وه���و[ الق���رآن ] والذي ه���و( ِت ْب َيان���اً ِّل ُك ِّل‬ ‫���ي ٍء ) النح���ل ‪ ،89‬جن���د أن ال ّن���ص يكف���ي‬ ‫َش ْ‬ ‫اإلنس���ان لتتب���ع املنه���ج وفق ما يق���ول به هو‬ ‫نفس���ه للوص���ول اىل نتيجة [ أنس���نة ] فهمه‬ ‫بإلغاء عزله عن واقع الناس عرب مرتاكمات‬ ‫ترك���ة نص���وص [ الفق���ه ] ‪َ ( :‬و َ‬ ‫ال يحُ ِ ُ‬ ‫يط َ‬ ‫ون‬ ‫���ي ٍء ِّم ْن ِع ْل ِم��� ِه ِإ َّ‬ ‫ال بمِ َا َش���اء ) البقرة ‪255‬‬ ‫ِب َش ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪ ( ،‬أَ َولمَ يَك ِف ِه ْ‬ ‫اب يُت َلى‬ ‫���م أَ​َّنا أَن َزل َن���ا َع َل ْي َك ال ِك َت َ‬ ‫َع َل ْي ِه ْم ) العنكبوت ‪ ،51‬وهو ال حيوي النتائج‬ ‫اجلاه���زة والقوال���ب املصمت���ة‪ [ ،‬فالش���ريعة‬ ‫] ليس���ت ه���ي [ الش���رع ] ‪ُ ( :‬ث َّم َج َع ْل َن َ‬ ‫���اك َع َلى‬ ‫لأْ َ‬ ‫���ر َف َّات ِب ْعهَ���ا َولاَ َت َّت ِب ْ‬ ‫���ع أَ ْه َواء‬ ‫���ري َع ٍة ِّم َن ا ْم ِ‬ ‫َش ِ‬ ‫لاَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ي���ن يَعل ُم َ‬ ‫َّال ِذ َ‬ ‫ون ) اجلاثية ‪ [ ،18‬الش���ريعة‬ ‫] هي ال ّنص الذي يقدّم قواعد املعرفة‪ ،‬وعلى‬ ‫جان���ب آخر فإن [ الش���رع ] ه���و النتيجة اليت‬ ‫ٍ‬ ‫تنت���ج بس���بب فاعل ّي���ة ال ّن���ص ع�ب�ر الفعال ّية‬ ‫اإلجتماع ّي���ة عرب الزمان وامل���كان بتغيرّ هما ‪:‬‬ ‫( ِل��� ُك ٍّل َج َع ْل َنا ِمن ُك ْم ِش ْ‬ ‫َم ْنهَاجاً ) املائدة‬ ‫���ر َع ًة و ِ‬ ‫اس��� ُكو ُه‬ ‫‪ِ ( ، 48‬ل��� ُك ِّل أُ َّم ٍة َج َع ْل َنا َم َ‬ ‫نس���كاً ُه ْم َن ِ‬ ‫َف�َل�اَ ُي َناز ُعَّن َ لأْ َ‬ ‫���ر و ْ‬ ‫َاد ُع ِإلىَ َرب َ‬ ‫ِّ���ك ِإَّن َك‬ ‫���ك فيِ ا ْم ِ‬ ‫ِ‬ ‫َل َع َلى ُهدًى ُّم ْس��� َ‬ ‫يم ) احلج ‪ [ ،67‬الش���ريعة‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫] ه���ي [ املص���در ‪ /‬الطريقة ]‪ ،‬و[ الش���رع ] هو[‬ ‫النتيج���ة ‪ /‬اهل���دف ]‪ ،‬القرآن ن���ص [ توجي ٍه ]‬ ‫وليس نص [ تقيي ٍد ]‪ ،‬لتكون النتيجة متغيرّ ًة‬ ‫النفس اآلخرة ‬ ‫وليك���ون املص���در ثابتاً‪ ،‬فاخلط���اب الديين يف قرآن اهلل ‬ ‫اجلس���د ‪/‬‬ ‫استخالص للقواعد واألحكام ثواب‪/‬عقابإجنيل الرب ‬ ‫واقع األمر هو‬ ‫ٌ‬

‫حامل اخلطيئة األبدّية اخلالص‬ ‫الن���ص يبق���ى حم���ور‬ ‫إن معض���ل [ تأوي���ل ]‬ ‫ّ‬ ‫التحدي األساس���ي املوضوع أم���ام اجلميع ‪( :‬‬ ‫ّ‬ ‫ون ْ‬ ‫آن أَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أَفَلاَ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وب أَ ْق َفالهَُ ا‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫���ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫َّ���‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫) حممد ‪ ،24‬املس���ألة هي تو ّقف الباحثني يف‬ ‫سبل املعرفة عند قيمة [ الرتاث ]‪ ،‬الذي يبقى‬ ‫ً‬ ‫حماول���ة تقتص���ر يف إطاره���ا وأش���خاصها‪،‬‬ ‫فالوح���ي ه���و أس���اس املعرف���ة‪ ،‬واملعرفة غري‬ ‫منهج عرب كل املس���تويات‬ ‫مق ّيد ٍة‬ ‫ٍ‬ ‫بتأويل أو ٍ‬ ‫اليت تب ّنت احلديث عن [ تفسري ] ال ّنص‪ ،‬وهو‬ ‫أم ٌر غري ممكن احلدوث قطعاً بسبب التشابك‬ ‫احلاصل يف فهم [ املتشابه ] وجعله [ محُ كماً ]‪،‬‬ ‫ويف تفس�ي�ر [ احملكم ] وجعله [ متشابهاً ] عرب‬ ‫اإلرث الفقه���ي [ الثابت ] ملختل���ف الطوائف‪،‬‬ ‫الفرق‪ ،‬امللل والنحل عرب التاريخ اإلس�ل�امي‬ ‫ُم و َ‬ ‫ين َف َّر ُق ْوا ِدي َنه ْ‬ ‫‪ِ { :‬إ َّن َّال ِذ َ‬ ‫َكا ُن ْوا ِش َيعاً َّل ْس َت‬ ‫ِم ْنه ْ‬ ‫ُم فيِ َش ْي ٍء ِإنمَّ َ ا أَ ْم ُر ُه ْم ِإلىَ اللهّ ِ ُث َّم ُي َن ِّب ُئهُم‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫بمِ َ���ا كانوا يَف َعلون }األنع���ام ‪ُ ،159‬‬ ‫(هوال ِذ َي‬ ‫أَن َز َل َع َل ْي َ‬ ‫َ���ات محُّ ْ َك َم ٌ‬ ‫اب ِم ْن ُه آي ٌ‬ ‫ات ُه َّن‬ ‫���ك ْال ِك َت َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫���ابه ٌ‬ ‫َات َفَأ َّم���ا َّال ِذ َ‬ ‫ين يف‬ ‫���اب َوأُ َخ��� ُر ُم َت َش‬ ‫أ ُّم ال ِك َت ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب ِه ْ‬ ‫���م َز ْي ٌغ َف َي َّت ِب ُع َ‬ ‫ون َما َت َش���ا َب َه ِم ْن��� ُه ا ْب ِت َغاء‬ ‫ُْق ُل ِْ‬ ‫ْ‬ ‫ال اللهُّ‬ ‫َما ي َْع َل ُم َت ْأوي َل ُه ِإ َّ‬ ‫ال ِفت َن ِة وَا ْب ِت َغاء َتأ ِوي ِل ِه و َ‬ ‫ِ‬ ‫ون َآمَّن���ا ِب ِه ُ‬ ‫اس ُ‬ ‫���م َي ُقو ُل َ‬ ‫���خ َ‬ ‫ك ٌّل‬ ‫ون فيِ ْال ِع ْل‬ ‫و َّ‬ ‫َالر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّم ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اب‬ ‫���ن ِعن ِد َر ِّبن���ا و َ‬ ‫َما يَذك��� ُر ِإال أول���وا األل َب ِ‬ ‫) آل عم���ران ‪ ،7‬وه���ذه اآلي���ة حتدي���داً ُقرأت‬ ‫خارج س���ياقها الع���ام امل ّتصل مبفه���وم الفتنة‬ ‫مبعنى ع���زل ال ّنص عن امت���داده الرتاكمي‬ ‫كاد ْ‬ ‫املعريف من الداخ���ل ‪ ( :‬وَِإن َ‬ ‫ُوا َل َي ْف ِت ُنو َن َك‬

‫���ذي أَ ْو َح ْي َنا إ َل ْي َك ِل ْ‬ ‫تف�َت�رَ ِ َي َع َل ْي َنا َغيرْ َ ُه‬ ‫َع ِن َّال ِ‬ ‫ِ‬ ‫وَِإذاً َّ‬ ‫وك َخِل ً‬ ‫التخَّ َ ُ���ذ َ‬ ‫ي�ل�ا ) اإلس���راء ‪ ،73‬كما‬ ‫ا ّنه���ا حتوي اإلجاب���ة على الس���ؤال احملوري‪،‬‬ ‫كيف ميكن تفسري القرآن‪ ،‬أفقياً أم عموديّا‬ ‫؟‪ [ ،‬التفس�ي�ر األفقي ] مبعنى تكوين تراكم‬ ‫معرفي���ة ‪ ( :‬آي ٌ‬ ‫َات‬ ‫مع���ريف ينطلق م���ن قاعد ٍة‬ ‫ٍ‬ ‫محُّ ْ َك َم ٌ‬ ‫���ات )‪ ،‬للوص���ول اىل املعان���ي اخلف ّي���ة‬ ‫لآليات اليت تقع ضمن نفس الس���ياق ‪ ( :‬أُ َخ ُر‬ ‫���ابه ٌ‬ ‫َات )‪ ،‬أم [ التفس�ي�ر العم���ودي ] حيث‬ ‫ُم َت َش ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي���ن َج َع ُل���وا ال ُق ْر َ‬ ‫يت���م ع���زل الس���ور ‪َّ { :‬ال ِذ َ‬ ‫آن‬ ‫ِع ِض َ‬ ‫ني } احلج���ر‪ ،91‬اآليات والكلمات داخل‬ ‫حب���ث عن‬ ‫ال ّن���ص ع���ن بعضه���ا البعض دون‬ ‫ٍ‬ ‫معريف يربط بني السياقات املتك ّررة‬ ‫تراكم‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫للكلمة داخل ال ّنص ؟ ‪ّ ،‬‬ ‫إن إشكال ّية فهم اللغة‬ ‫خ���ارج [ مدواللته���ا ] الكل ّية‪ ،‬تبقى إش���كال ّي ًة‬ ‫مع ّق���د ًة [ خ���ارج النص ]‪ ،‬فالدالل���ة اللفظ ّية‬ ‫واملعنويّ���ة للكلم���ة يصع���ب تأطريه���ا ألن [‬ ‫املفردة‪/‬الكلمة ] تبقى جمرد جز ٍء من رصيد‬ ‫تكوي���ن [ املعرفة ]‪ ،‬واملعرف���ة داخل الرصيد [‬ ‫القاموسي ] للكلمة الواحدة توصل إىل نتائج‬ ‫معرف ّية متنوعة بل وأحياناً متعارضة‪ ،‬لكن‬ ‫داللة الكلمة [ داخل ] سياق [ النص ] الواحد‪،‬‬ ‫توص���ل إىل ح���دود إمكانية فهم واس���تيعاب‬ ‫الغائي���ة الغائبة‪ ،‬وتدريج الفهم اىل مس���توى‬ ‫احلقيقة األقرب‪ ،‬وعرب ه���ذا الفهم [ الكّلي ]‬ ‫ميكن فهم واس���تيعاب القوانني العامة وبناء‬ ‫منط وس���ياق [ ع���ام ] بفهم الن���ص وتأويله‪،‬‬ ‫حي���ث تكون القاع���دة من داخ���ل النص هي [‬ ‫املنطل���ق ] حن���و فهم دالالت ومعان���ي املفردة‬ ‫ذات العالق���ة الدالل ّية القريبة كما البعيدة‬ ‫أيض���اً‪ ،‬فعند ق���راءة [ س���ياق ] ورود [ املفردة‪/‬‬ ‫الكلمة ]‪ ،‬فإن النص دائماً كما أسلفت حيوي‬ ‫داخله [ الس���ر ]‪ ،‬واللغة حت���وي دائماً داخلها [‬ ‫الرمز ]‪ ،‬وسياق [ املفاهيم ] يتناسق بالتأكيد‬ ‫مع س���ياق الكلمات يف النص القرآني‪ ،‬كون‬ ‫[ وح���دة ال ّنص ] توص���ل إىل [ وحدة املفاهيم‬ ‫] وحماول���ة الوص���ول إىل [ وح���دة النتائ���ج ]‬ ‫بإس���تمرار‪ ،‬كم���ا أن د ّق���ة التعب�ي�ر القرآني‪،‬‬ ‫يوص���ل اىل دقة وعم���ق دالل���ة اللفظ داخل‬ ‫الس���ياق القرآني فعلى س���بيل املثال الشعراء‬ ‫يف القرآن هم أصحاب الشعرى ال من يلقون‬ ‫ري آخر‪.‬‬ ‫الشعر‪ ،‬و هذا تفس ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُم الغاو َ‬ ‫ُون‬ ‫ففي قوله تعاىل ‪ ( :‬وَالش َع َراء يَت ِب ُعه ُ‬ ‫املفس���رون حنو القول‬ ‫) الش���عراء ‪ ،224‬اتجّ ه ّ‬ ‫ب���أن اآلية تتح���دّث عن [ الش���عراء ] أصحاب‬ ‫وعمموا التفس�ي�ر‬ ‫ال���كالم امل���وزون واملق ّف���ى‪ّ ،‬‬ ‫يف عموم ذكر [ الش���عراء ‪ /‬الش���اعر ‪ /‬الشعر‬ ‫س���ياق‬ ‫] داخ���ل ال ّن���ص دومنا حبث أو تق ّييد [‬ ‫ٍ‬ ‫تجّ‬ ‫خاصة ]‪ ،‬ب���ل ا هوا‬ ‫ع���ام ] أومعن���ى [ دالل���ة ّ‬ ‫ٍ‬ ‫فهم‬ ‫ضمن‬ ‫صنفني‬ ‫ناحية تقس���يم هؤالء اىل‬ ‫ٍ‬ ‫س���طحي للكلمة خ���ارج القام���وس القرآني‪،‬‬ ‫طارئ���ة ت���رد يف كت���ب‬ ‫معلوم���ة‬ ‫بن���اء عل���ى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫التاريخ مفادها أ ّنه كان حتت إمرة الرسول‬ ‫ش���اع ٌر خيدم اإلس�ل�ام بهج���اء الك ّف���ار وهذا‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 23 - 17 ( - ) 136‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫ش���اع ٌر [ حممو ٌد ]‪ ،‬خالف الش���اعر املذموم‬ ‫موضوع اآلية يف سورة الشعراء‪ ،‬رغم عدم‬ ‫كفائة الفك���رة يف تغطية معنى اآلية أو‬ ‫حتى اإلحاطة ببعض مدلوالت الحقاتها‪،‬‬ ‫فاآلي���ة أو ً‬ ‫ال تتح���دث ع���ن [ الش���عراء ] يف‬ ‫املطل���ق‪ ،‬و[ ال ] التعري���ف تفي���د ك���ون‬ ‫عمن ميتهن���ون ً‬ ‫مهنة بعينها‪ ،‬بل‬ ‫احلديث ّ‬ ‫ه���و احل���ال يف ّ‬ ‫كل اآليات اليت ي���رد فيها‬ ‫ذك���ر [ الش���عر ]‪ ،‬حي���ث يت�ل�ازم دوماً مع‬ ‫عام ] خيالف‬ ‫ذكر [ الس���حر ] عرب [ سياق ٍ‬ ‫للكلمة ‪ ( :‬ب ْ‬ ‫َل‬ ‫املعنى اإلعتيادي [ املُعجمي ]‬ ‫ْ‬ ‫اث أَ ْح َ‬ ‫َ‬ ‫َقا ُل ْوا أَ ْض َغ ُ‬ ‫اع ٌر‬ ‫َل ْافترَ َ ا ُه بَل ُهوش ِ‬ ‫ال ٍم ب ِ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َة َ‬ ‫ك َما أ ْر ِس َل األ َّو ُل َ‬ ‫ون ) األنبياء‬ ‫َفل َيأ ِت َنا ِبآي ٍ‬ ‫ون أَ ِئَّنا َل َت ِار ُ‬ ‫‪َ ( ،5‬و َي ُقو ُل َ‬ ‫���اع ٍر‬ ‫كوا آلهِ َ ِت َنا ِل َش ِ‬ ‫���ون ) الصاف���ات ‪ ( ،36‬أَ ْم َي ُقو ُل���ونَ‬ ‫مجَّ ْ ُن ٍ‬ ‫لمْ‬ ‫ون ) الطور ‪،30‬‬ ‫���اع ٌر نَّترَ َ ب ُ‬ ‫َش ِ‬ ‫َّص ِب ِه َر ْي َب ا َُن ِ‬ ‫والدالل���ة واضح ٌة يف س���ياق اآلي���ات م ّر ًة‬ ‫الس ْح َر َوأَن ُت ْم ُت ْب ِص ُر َ‬ ‫أخرى ‪( :‬أَ َف َت ْأ ُت َ‬ ‫ون)‬ ‫ون ِّ‬ ‫األنبياء ‪َ ( ،3‬و َقا ُلوا ِإ ْن َه َذا ِإلاَّ ِسْ���ح ٌر ُّم ِب ٌ‬ ‫ني‬ ‫���ذا أَ ْم أَن ُت ْم لاَ‬ ‫���ح ٌر َه َ‬ ‫) الصاف���ات ‪ ( ،15‬أَ َف ِس ْ‬ ‫ُت ْب ِص ُر َ‬ ‫ون ) الطور ‪ ،15‬فالشعراء ليسوا هم‬ ‫تسطيح ]‬ ‫من يقولون الش���عر‪ ،‬هذا القول [‬ ‫ٌ‬ ‫لداللة املفردة يف ال ّن���ص القرآني احملكم‪،‬‬ ‫إذ لألم���ر ق���راء ٌة أخرى بعد فه���م الفصل‬ ‫والفرق الشاس���ع ب�ي�ن (‪ )1‬املعنى املعجمي‬ ‫للكلمة‪ )2( ،‬الس���ياق الع���ام للكلمة داخل‬ ‫ال ّن���ص و(‪ )3‬الدالل���ة اخلاص���ة للكلم���ة‬ ‫داخ���ل نف���س الس���ياق‪ ،‬فس���ياق الس���ورة [‬ ‫الش���عراء ] كم���ا ه���و امسه���ا ال عالقة له‬ ‫املنجمون ‪/‬‬ ‫بالش���عر‪ ،‬بل أن الش���عراء هم [ ّ‬ ‫الس���حرة ]‪ ،‬ومعنى اسم السورة [ السحرة‬ ‫]‪ ،‬بناء على ما سبق واحملورين ‪:‬‬ ‫قصة‬ ‫عن‬ ‫باحلديث‬ ‫األول ‪ :‬الس���ورة تب���دأ‬ ‫ّ‬ ‫النيب [ موس���ى ] عليه ص�ل�اة اهلل وامليقات‬ ‫املعلوم مع [ س���حرة فرع���ون ]‪ ،‬فريد ذكر‬ ‫���حرة يف بداي���ة اآلي���ات [ ‪6‬‬ ‫والس َ‬ ‫الس���حر َ‬ ‫ّ‬ ‫آي���ات‬ ‫] م��� ّرات يف اضط���را ٍد متوال���ي‪ ،‬ويف ٍ‬ ‫ُري ُد أَن يخُ ْ ِر َج ُكم ِّم ْن أَ ْر ِض ُكم‬ ‫متتال ّي ٍ‬ ‫���ة ‪( :‬ي ِ‬ ‫ِب ِس ْ‬ ‫���ح ِر ِه َف َم���ا َذا َت ْأ ُم��� ُر َ‬ ‫ون ) الش���عراء ‪،35‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫���وم )‬ ‫( َف ُج ِم َ‬ ‫الس َ‬ ‫���ع َّ‬ ‫���ح َرة لمِ​ِيق ِ‬ ‫���ات يَ���و ٍم َّمعل ٍ‬ ‫���ح َر َة ِإن‬ ‫الش���عراء ‪َ ( ،38‬ل َعَّل َن���ا َن َّت ِب ُ‬ ‫الس َ‬ ‫���ع َّ‬ ‫َ‬ ‫���م ْال َغا ِل ِب َ‬ ‫�ي�ن ) الش���عراء ‪( ، 40‬‬ ‫كا ُن���وا ُه ُ‬ ‫َ‬ ‫���و َن أَ ِئ َّن َلناَ‬ ‫���ح َر ُة َقا ُلوا ِل ِف ْر َع ْ‬ ‫الس َ‬ ‫َفل َّما َجاء َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫لأَ​َ ْج���راً ِإن ُ‬ ‫كَّن���ا نحَ ُن ال َغا ِل ِب َ‬ ‫ني ) الش���عراء‬ ‫اج ِد َ‬ ‫ين ) الشعراء‬ ‫‪َ (،41‬فأُ ْل ِق َي َّ‬ ‫الس َح َر ُة َس ِ‬ ‫‪َ (،46‬ق َ‬ ‫���ال َآمن ُت ْم َل ُه َق ْب َ‬ ‫���ل أَ ْن آ َذ َن َل ُك ْم ِإَّن ُه‬ ‫ري ُ‬ ‫الس ْح َر ) الشعراء‬ ‫َل َك ِب ُ‬ ‫ك ُم َّال ِذي َعَّل َم ُك ُم ِّ‬ ‫‪ ،49‬بل أن س���ياق احلديث عن [ الس���حر‬ ‫] يتك��� ّرر ربط���ه يف الس���ورة با ّته���ام الكفار‬ ‫لنب ّي�ي�ن آخرين هم���ا [ صاحل ] و[ ُش���عيب ]‬ ‫عليهما ص�ل�اة اهلل بالس���حر ‪َ ( :‬قا ُلوا ِإنمَّ َ ا‬ ‫أَ َ‬ ‫نت ِم َن المُْ َس َّح ِر َ‬ ‫ين ) الشعراء ‪. 153/185‬‬ ‫الثان���ي ‪ :‬الش���عراء ‪ ( :‬فيِ ُ‬ ‫يم َ‬ ‫���ون‬ ‫َه ُ‬ ‫ك ِّل وَا ٍد ي ِ‬ ‫)‪ ،‬حبث���اً عن [ الش���عرى ]‪ ،‬وهي إش���ارة اىل‬ ‫املنجمون ‪َ ( :‬وأَ​َّن ُه ُهو‬ ‫النجوم اليت يالحقها ّ‬ ‫َر ُّب ِّ‬ ‫الش ْ‬ ‫���ع َرى ) النجم ‪ ، 49‬فيكون س���ياق‬ ‫اآلي���ة يف إمجالي الس���ورة‪ ،‬وع�ب�ر البحث‬ ‫ع���ن عمق داللة كلمة [ ش���عر ]‪ [ ،‬س���حر‬ ‫خمالفة‬ ‫نتيج���ة‬ ‫] و[ تنجي���م ] توصل اىل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫للتفسري السطحي الذي ابتعد عن النص‬ ‫لدرجة فق���د فيها هذا الن���ص الصلة بني‬ ‫ٍ‬ ‫عمق ]‬ ‫[‬ ‫دومنا‬ ‫معانيه‬ ‫وأصبح���ت‬ ‫أطرافه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫واقع ] تتحدّث عنه ‪.‬‬ ‫أو[‬ ‫ٍ‬ ‫فاعلية ]‪ ،‬ودومنا [ ٍ‬

‫‪21‬‬

‫األمازيغية ‪ ..‬هلجة وليست لغة ‪!!..‬‬ ‫الناجي احلربي‬ ‫ال اعتق���د ّ‬ ‫أن اللهج���ة األمازيغي���ة م���ن‬ ‫اللغات احلية املعروفة يف العامل ‪ ،‬رغم أن‬ ‫املتحدثني بها يفوق املليون يف كل أرجاء‬ ‫الك���رة األرضي���ة ‪ ،‬ورمب���ا تدخ���ل ضم���ن‬ ‫اللهجات احمللية وما أكثرها ‪ ،‬اليت تعرب‬ ‫عن ثقافة جمموعة من البشر تعيش يف‬ ‫مكان منعزل عن بقية البشر ‪.‬‬ ‫صح التعبري‬ ‫ول ّع���ل موت هذه اللهج���ة إن ّ‬ ‫يأت���ي ضمن عجزها عن مواكبة التطور‬ ‫العلم���ي وتلبي���ة احلاج���ة إىل لغ���ة قوية‬ ‫رصين���ة تع�ب�ر ب���كل وس���ائلها املعرفي���ة‬ ‫ع���ن ثقاف���ة جمتم���ع متكام���ل البني���ان ‪.‬‬ ‫فه���ي مزيج من اللهج���ات املعروفة وغري‬ ‫املعروف���ة واملبتك���رة ‪ ،‬وال مت���ت بصل���ة‬ ‫للعائل���ة اللغوي���ة ‪ ،‬ف���وق أ ّنه���ا خليط من‬ ‫الرطنات األفروآسيوية حتتاج إىل إعادة‬ ‫بن���اء رص�ي�ن ‪ ،‬حت���ى ميكن هل���ا أن تلحق‬ ‫بركب اللغات احلية ‪.‬‬ ‫واللهجة االمازيغية ال ختلو من الكلمات‬ ‫خاص���ة فيم���ا يتعل���ق‬ ‫العربي���ة الكث�ي�رة ّ‬ ‫باألم���ور الديني���ة والعب���ادات ‪ ،‬م���ا ي���دل‬ ‫ع���ن قصوره���ا وفقدانه���ا ألدوات التعبري‬ ‫الس���لس ‪ ،‬الذي ينب���ع وج���دان االمازيغ ‪،‬‬ ‫باإلضاف���ة إىل اخت�ل�اف لكنتها من مكان‬ ‫إىل آخ���ر يتواج���د ويوج���د به ع���دة أفراد‬ ‫من األمازيغ ‪ ،‬فنج���د يف اجلزائر اللهجة‬

‫القبائلية ال�ت�ي تنتمي للهجة األمازيغية‬ ‫‪ ،‬و كذلك الشاوية ‪ ،‬ويف املغرب تصادفنا‬ ‫السوس���ية والريفي���ة واألطلس���ية ‪ ،‬ويف‬ ‫ليبيا النفوس���ية وغريها كثري‪ ،‬ومن هنا‬ ‫فإن هلجات األمازيغ متعددة ال ميكن هلا‬ ‫أن تتوح���د يف إطار لغة واحدة ‪ ،‬فنس���مع‬ ‫ع���ن اللهجة الزناتية اليت رمبا ال يفهمها‬ ‫بوض���وح م���ن جيي���د اللهج���ة الش���ناوية‬ ‫أو الزواري���ة أو الغدامس���ية والس���ندية‬ ‫والش���لحية والس���يوية ‪ ،‬وه���ي مجيعه���ا‬ ‫هلجات تنتمي للطيف األمازيغي ‪.‬‬ ‫وإذا م���ا قررن���ا االع�ت�راف باللهج���ة‬ ‫األمازيغي���ة ً‬ ‫لغ���ة رمسية فإننا س���نقع يف‬ ‫معضلة ك�ب�رى وهي أنه ال ب���د أن نتيح‬ ‫ختصه‬ ‫لكل جتمع بش���ري اخ�ت�رع هلجة ّ‬ ‫وحت���دّث به���ا ‪ ،‬جم���الاً لرتس���يمها أس���وة‬ ‫بغريه���م مم���ن يرطن���ون بلغ���ة أو هلجة‬ ‫ال يفهمه���ا غريه���م ‪ ..‬يكتنفه���ا الغموض‬ ‫يتواصلون به���ا فيما بينه���م دومنا قواعد‬ ‫أو جذور أصيلة ‪.‬وهذا يوضح جبالء عدم‬ ‫ثب���ات اللغ���ة األمازيغي���ة إن اتفقن���ا على‬ ‫أنها هلا عالقة جذرية باللغة الس���امية أو‬ ‫احلامية ‪.‬‬ ‫وال ننس���ى أن كلم���ة أمازي���غ تع�ن�ي يف‬ ‫اللهجة األمازيغي���ة احمللية الرجل احلر‬ ‫أو الرج���ل النبي���ل ‪ ،‬وه���ي ال ش���ك متييز‬

‫ع���ن بقية البش���ر ‪ ،‬ويف ه���ذه احلالة فإنه‬ ‫م���ن العبث تفضي���ل فئة بأنه���ا نبيلة عن‬ ‫فئ���ة أخ���رى تش�ت�رك معه���ا يف قواس���م‬ ‫كاإلنس���انية والدين واألرض ‪ ،‬وهذا ما‬ ‫يع���د ع���ودة إىل عصور التخل���ف املظلمة‬ ‫ال�ت�ي تن���ادي باألرس���تقراطية واملفاضلة‬ ‫بني بين البشر ‪.‬‬ ‫وم���ن العبث إزاء ذلك دس�ت�رة ما يس���مى‬ ‫اللغ���ة األمازيغي���ة عل���ى تع���دد هلجاته���ا‬ ‫كلغ���ة رمسي���ة إىل جان���ب لغ���ة القرآن‬ ‫اللغة العربية ال�ت�ي يتفق عليها كل من‬ ‫يدين بالدين اإلس�ل�امي عب���ادة ومناجاة‬ ‫لرب العاملني ‪ ..‬ما قد يسبب االرتباك املريع‬ ‫يف قوان�ي�ن الدول���ة ومفاصله���ا احليوي���ة‬ ‫كالتعليم واإلدارة وبقية املؤسسات اليت‬ ‫هلا عالقة بالعامل اخلارجي ‪.‬‬ ‫وهلذا تظل األمازيغية هلجة حملية ذات‬ ‫ثقاف���ة حمدودة ‪ ،‬ووس���يلة اتص���ال لقلة‬ ‫علما‬ ‫معينة ‪،‬عاجزة عن مواكبة العصر ً‬ ‫وإدار ًة ‪ ،‬وال تتمشى مع التطور ‪ ،‬ألنها من‬ ‫اللغ���ات امليتة اليت غري قابلة للحداثة وال‬ ‫تفي حباجة متحدثيها ‪ ،‬وال تتناس���ب مع‬ ‫متطلبات القرن الواحد والعشرين ‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 23 - 17 ( - ) 136‬ديسمبر ‪)2013‬‬

‫خليل العرييب‬

‫مهرجان دبي‬ ‫السينمائي‬ ‫إنطلق���ت يوم اجلمعة املوافق ‪ 6‬ديس���مرب‬ ‫فعالي���ات مهرجان دبي الس���ينمائي يف دورته‬ ‫العاش���رة وس���ط حض���ور كب�ي�ر م���ن جنوم‬ ‫السينما العربية والعاملية علي رأسهم النجم‬ ‫األمريك���ي مارتن ش�ي�ن واملمثلة األس�ت�رالية‬ ‫األص���ل كي���ت بالنش���يت والفنان���ه يس���را‬ ‫وحسن يوسف وحممود عبدالعزيز واملخرج‬ ‫خالد يوس���ف وغريهم ‪ ،‬وتشارك يف عروض‬

‫املهرج���ان أكثر م���ن ‪ 170‬فيلم ب�ي�ن روائي‬ ‫طوي���ل وقص�ي�ر ووثائقي ‪ ،‬وق���د مت يف حفل‬ ‫اإلفتتاح تكريم النجوم مارتن ش�ي�ن والفنانة‬ ‫يس���را والناقد السينمائي مسري فريد ومدير‬ ‫التصوي���ر طارق التلمس���اني والفن���ان امحد‬ ‫بدير وع���زت العاليل���ي واللبناني���ة كارمن‬ ‫لبس واملخرج حممد خان والس���وري حممد‬ ‫مل���ص والكوييت خال���د الصديق والتونس���ية‬ ‫مفيدة التاللي ‪.‬‬ ‫وكانت إدارة املهرج���ان قد إختارت الفيلم‬ ‫الفلس���طيين ( عم���ر ) ألفتت���اح املهرجان من‬ ‫إخراج هاني أبوسعد وبطولة آدم بكري وإياد‬ ‫حوراني ووليد زعيرت ‪.‬‬ ‫ويف خت���ام املهرجان الذي تواصل علي مدي‬ ‫أسبوع كانت اجلوائز كالتالي ‪:‬‬ ‫•أفضل فيلم ( عمر ) فلسطني‬ ‫•أفضل خمرج هاني أبوسعد عن فيلم عمر‬ ‫– فلسطني‬ ‫•أفضل ممثل حس���ن ماديده ع���ن فيلم هم‬ ‫الكالب – املغرب‬ ‫•أفضل ممثلة يامسني ريس عن فيلم فتاة‬ ‫املصنع ‪ -‬مصر‬

‫لقاء مع الفنان سامل عيسى‬ ‫حاوراته ‪:‬ـ ريم العبدىل‬

‫* حيات���ه الفني���ه تعت�ب�ر رحل���ه ملئي���ه‬ ‫بإعمال���ه تنق���ل فيه���ا م���ن خ�ل�ال املس���رح‬ ‫ال���ذى يعت�ب�ره ابو الفن���ون من���ذو طفولته‬ ‫وهو يعش���ق الفن لدرج���ه عجز عن وصفه‬ ‫‪ ,,‬التقيت���ه لكى نتعرف من خالله على هذا‬ ‫الكم الوافر من االعمال من خالل مسريته‬ ‫الفنيه وابتدأت معه احلوار ‪:‬ـ‬ ‫*بطاقة تعريف ‪:‬‬ ‫* س���امل عيس���ى اخنرط���ت ف���ى اجمل���ال‬ ‫الفن���ى س���نه ‪ 1974‬البداي���ة كان���ت م���ن‬ ‫خالل النش���اط املدرس���ى (بوزغيبه ) كما‬ ‫اش�ت�ركت م���ن خ�ل�ال النش���اط املدرس���ى‬ ‫ف���ى تقدي���م العدي���د م���ن االعم���ال الفنيه‬ ‫املسرحيه منها مس���رحيه اخلطاب الثالثة‬ ‫ومس���رحيها غنيه عل���ى املم���ر وكنت فى‬ ‫تلك الف�ت�رة ايضا من ضمن اعضاء اللجنة‬ ‫التى تس�ي�ر االذاعه املدرس���يه وكانت هذه‬ ‫اللجن���ة الطالبي���ة حت���ت اش���راف اس���تاذ‬ ‫الرتبي���ه الفني���ه االس���تاذ فرج الش���لطامى‬ ‫وبالنس���بة للمنا ش���ط الفنيه كانت اداره‬ ‫املدرسه تس���تعني ببعض الفنانني فى تلك‬ ‫الف�ت�رة لإلش���راف على الطلب���ه وتدريبهم‬ ‫ومشاركتهم ايضا فى تنفيذ هذه االعمال‬ ‫منهم الفنان الراحل عضو املس���رح الشعبى‬ ‫عب���دا هلل املس���مارى رمحه اهلل علي���ه الذى‬ ‫اذكر انه ش���اركنا فى مسرحيه اخلطاب‬ ‫الثالث���ة وكان جيس���د ش���خصيه وال���د‬ ‫العروس اما فيما يتعلق مبس�ي�راتى الفنيه‬ ‫‪:‬ـ فكان���ت من خالل مس���رح املتحدين الذى‬ ‫قمنا بتأسيسه سنه‪ 1974‬وهى السنه التى‬ ‫اخنرطت فيها با اجملال الفنى بعد املناشط‬ ‫املدرس���يه ‪ ,,‬وكان م���ن املؤسس�ي�ن الفن���ان‬ ‫الراح���ل الكات���ب املس���رحى عل���ى اجلهانى‬ ‫والفن���ان املس���رحى حمم���د ب���ن حري���ر‬ ‫والشاعر الغنائى الراحل سليمان الرتهونى‬ ‫والكاتب االستاذ عبدا هلل الضراط والعديد‬ ‫من الزمالء منهم من الزال يواصل املسريه‬ ‫ومنهم من اعتزل ومنهم من رحل عنا اىل‬ ‫الرفيق االعلى بعد ذلك انضمت الفرقه با‬ ‫الكامل للنادى االهلى الرياضى وأصبحت‬ ‫تزاول نشاطها عن طريق اللجنة الثقافيه‬ ‫ب���ا الن���ادى وتق���وم اداره النادى ب���ا التمويل‬ ‫املادى لإلعمال الت���ى تقدمها الفرقه ومنذ‬ ‫ذلك الوقت تغري امسها اىل املس���رح االهلى‬ ‫وسبب االنضمام للنادى االهلى كان لعدم‬ ‫حصولن���ا عل���ى ترخي���ص الفرقه مس���رح‬ ‫املتحدي���ن م���ن الثقاف���ة ف���ى ذل���ك الوقت‬ ‫وكذل���ك للبح���ث عن من مي���ول االعمال‬ ‫التى تقدمها الفرقه ماديا وقدمنا من خالل‬ ‫هذه الفرقه العديد من االعمال املس���رحيه‬ ‫منها مسرحيه ثالث صبايا تأليف وإخراج‬ ‫الراحل على اجلهانى ومسرحيه الشياطني‬ ‫تألي���ف الراحل على اجلهانى وإخراج رافع‬ ‫الريانى وهو احد املؤسس�ي�ن ومسرحيه رد‬ ‫لعقل���ك ومس���رحيه التابوت ه���ى االخرى‬ ‫م���ن تأليف وإخراج الراح���ل على اجلهانى‬ ‫وعرضت هذه املس���رحيه با املسرح الشعبى‬ ‫بنغ���ازى وص���ورت للتلفزي���ون وقدم���ت‬ ‫الفرق���ه ايضا عروض خارج مدينه بنغازى‬ ‫مبدين���ه البيضاء وامل���رج وأبرم���ت اتفافيه‬ ‫توئمه مع املسرح احلديث مبدينه البيضاء‬ ‫ب���ادراه املخرج الفنان ع���ز الدين املهدى ثم‬ ‫بعد ذلك اندجم���ت الفرقه بكامل اعضائها‬ ‫مع فرقه املس���رح العربى بادراه الفنان عبد‬ ‫احلمي���د املالطى وكان ذلك س���نه ‪1976‬‬

‫والذى الزالت عضوا فيه اىل وقتنا هذا ‪.‬‬ ‫*ما هى ابراز اعمالك الفنيه ؟؟ وأيهما االقرب‬ ‫اليك ؟؟‬ ‫*ابراز اعماىل هى التى كنت اشارك فيها‬ ‫الفن���ان الرائع النجم ص���احل االبيض منها‬ ‫مسلس���ل الطيب درويش وعاملاش���ى وش���ر‬

‫تركت قناة‬ ‫ليبيا أوال‬ ‫لعدم رضاي‬ ‫عن خطابها‬ ‫اإلعالمي‬ ‫مول���ه وابيض ش���وا والدايخ ف���ى عامل بايخ‬ ‫وكذلك مسلسل وريهم مع الفنان طارق‬ ‫الش���يخى ومجي���ع االعم���ال الت���ى قدمتها‬ ‫او ش���اركت ف���ى تقدميه���ا س���واء كان���ت‬ ‫مسرحيه او مسموعة او مرئية قريبه منى‬ ‫واىل نفسى وكل عمل تربطنى به موقف‬ ‫مع�ي�ن ومجيعه���ا مكنتن���ى م���ن االحتكاك‬ ‫بزمالئى الفنانني الذين س���بقونى فى هذا‬ ‫اجملال واالستفادة من خربتهم‪.‬‬ ‫*ماذا تفضل املسرح او االذاعه ؟؟‬ ‫*املس���رح فهى ابو الفنون وهو ش���امل لكل‬ ‫الفن���ون جت���د ان العم���ل املس���رحى ال���ذى‬ ‫تقدم���ه تلتقى في���ه مجيع الفن���ون الكاتب‬ ‫واملخ���رج و املمث���ل واملوس���يقى والفن���ان‬ ‫التش���كيلى الذى يصمم الديكور واالضاءه‬ ‫والص���وت ومصم���م املالب���س لذل���ك عمل‬ ‫ب���ا املس���رح وق���دم للمس���رح جند ان���ه عند‬ ‫مش���اركته ف���ى تنفي���ذ عم���ل مرئ���ى او‬ ‫مس���موع يكون قد اس���تفاد من املس���رح فى‬ ‫طريقه اداءه وفى حركته امام الكامريا او‬ ‫ناقل الصوت لذلك ال اس���تغناء عن املس���رح‬ ‫فهو عش���قى االول ومتنفسى با الرغم من‬ ‫عدم وجود مسرح فى هذه املرحله ثم تأتى‬ ‫بعده االذاعتان‬ ‫*ماهى االعمال التى ش��اركت به��ا خارج البالد‬ ‫؟؟وما هى ابراز اجلوائز التى حتصلت عليها ؟؟‬ ‫*ش���اركت ف���ى العدي���د م���ن املهرجانات‬ ‫العربي���ة الدولي���ه منها مهرج���ان عروض‬ ‫املس���رح العرب���ى ب���ا القاه���ره وكذل���ك‬

‫مهرجان���ات املس���رح التجريبى ب���ا القاهره‬ ‫ومهرج���ان قرط���اج بتون���س و مس���تغامن‬ ‫ب���ا اجلزائ���ر ومهرج���ان مس���رح امليلودراما‬ ‫بالالذقي���ة بس���وريا ومهرج���ان املس���رح‬ ‫العرب���ى بعم���ان االردن وحتصل���ت عل���ى‬ ‫العديد من الش���هادات والتكريم اخرها درع‬ ‫الفن���ان املوس���يقى الراح���ل على الش���عاليه‬ ‫وال���ذى حتصل���ت علي���ه م���ن معه���د عل���ى‬ ‫الشعاليه للتمثيل واملوسيقى ـ‬ ‫*هل وزاره الثقافة اعطت الفنان حقه الفنى ؟؟‬ ‫ال اس���تطيع ان اض���ع الل���وم عل���ى وزاره‬ ‫الثقاف���ة كونه���ا اعط���ت الفن���ان حقه من‬ ‫عدم���ه الن ال���وزارة ال زال���ت ف���ى بدايته���ا‬ ‫ولديه���ا هموم كث�ي�رة والدولة ف���ى ليبيا‬ ‫ه���ى االخ���رى مل تكتم���ل مكوناته���ا ان���ا ال‬ ‫ادف���ع ع���ن ال���وزارة ولك���ن ه���ذا ه���و الواقع‬ ‫ال���ذى الب���د ان نقتنع ب���ه با الرغ���م من ان‬ ‫الوزارة تدعم فى اغلبيه املشاركات الفنيه‬ ‫لفنانني فى املهرجانات واحملافل التى تقام‬ ‫خارج ليبي���ا فى خمتلف جم���االت الفنون‬ ‫وأمتن���ى ان الفن���ان فى ليبيا يك���ون وضعه‬ ‫افضل ويعط���ى له حقه ‪ ,,‬وبعد ان تس���تقر‬ ‫البالد وتكتمل مكونات بن���اء الدوله وننعم‬ ‫با االمن واألمان ويكون له جس���م ش���رعى‬ ‫منتخب يدافع عن حقوقه‪.‬‬ ‫*رأي��ك ف��ى تع��دد القن��وات االعالمي��ه ؟؟؟‬ ‫والكوادر الفنيه ااالعالميه واجلدد ؟؟‬ ‫*انا احد مؤسس���ى قناه ليبيا اوال وكلفت‬ ‫مدي���را هلا مل���ده س���نتني ورمبا م���ن ضمن‬ ‫اسباب اس���تقالتى وتركى هلا هو اخلطاب‬ ‫االعالمى الذى تتناوله القناه والذى يسهم‬ ‫فى تش���تيت اللحم���ه الوطنيه وه���ذا النهج‬ ‫فى اراى انا الشخصى ينطبق على اجلميع‬ ‫قنواتن���ا االعالمي���ه س���واء كان���ت مرئي���ة‬ ‫او مس���موعة وأمتن���ى ان يس���اهم اجلمي���ع‬ ‫ف���ى بن���اء ليبيا اعالمي���ا ولي���س هدمها اما‬ ‫خبص���وص الك���وادر االعالمي���ه والفني���ة‬ ‫اجلديدة فه���ذه الق���درات والدماء الش���ابه‬ ‫مكس���ب كبري لك���ى ندع���م بها موئس���اتنا‬ ‫االعالمي���ه ولك���ن صقله���ا وتدريبه���ا‬ ‫وإرس���اهلم ف���ى دورات خارجي���ة لتنمي���ه‬ ‫قدراتهم االبداعيه ـ‬ ‫*ماذا قدمت رابطه الفنانني للفنان ؟؟‬ ‫*رابطه الفنانني فى السابق غري مدعومة‬ ‫ماديه من ايه جهة كانت وليس هلا موارد‬ ‫وأال اس���تثمارات لكى تقوم با الصرف منها‬ ‫عل���ى مناش���طها وعلى االعضاء املنتس���بني‬ ‫اليها وهى فى الواق���ع كانت مظله جتمع‬ ‫مجيع الش���رائح الفنيه وكانت تعتمد فى‬ ‫متوي���ل مناش���طها وح���ل مش���اكل بعض‬ ‫االعض���اء املنتس���بني اليه���ا كان���ت تعتمد‬ ‫عل���ى االتص���االت والعالق���ات الش���خصيه‬ ‫ب���ا الش���ركات واملوسس���ات وفاعلى اخلري‬ ‫والذي���ن كانوا دائما س���باقني مت���ى طلبنا‬ ‫منه���م املس���اعده ونأمل ان يكون املس���تقبل‬ ‫افض���ل خاص���ة بع���د ان اخ���دت موسس���ات‬ ‫اجملتم���ع املدن���ى وضعه���ا بع���د ث���وره ‪17‬‬ ‫فرباير ـ‬ ‫*طموحاتك الشخصيه واملهنية ؟؟‬ ‫*امتن���ى ان يع���م االم���ن واألم���ان ليبي���ا‬ ‫اجلدي���دة وان نش���اهد صروح���ا فني���ه ق���د‬ ‫شيدت فى كافه مدن ليبيا احلبيبه ـ‬


‫ميادين الرياضة‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 23 - 17 ( - ) 136‬ديسمبر ‪)2013‬‬ ‫أمحد بشون‬

‫حتية لرابطة‬ ‫قدامى الرياضة‬

‫معاناة املدربون واحرتاقهم‬ ‫ال يقدرها أحد‬ ‫فتحي الساحلي‬ ‫فامل���درب إنس���ان مل���يء باألحاس���يس‬ ‫واملشاعر ‪ ،‬يتعامل مع عقول خمتلفة‬ ‫م���ن بينه���ا الس���اذج والغ�ب�ي والذكي‬ ‫وصاحب الطموح ‪ ،‬وهو حياول جاهداً‬ ‫أن يقدم كل ما عنده وما ليس عنده‬ ‫‪ . .‬جياب���ه الضغوط���ات م���ن اإلداريني‬ ‫‪ ،‬ويس���عى جاه���داً لتحقي���ق أح�ل�ام‬

‫ه���م أكث���ر عرضة ألم���راض العصر‬ ‫مثل داء السكري وضغط الدم وارتفاع‬ ‫نسبة الكلسرتول واجللطة الدماغية‬ ‫‪ ،‬وه���ذا كله بس���بب الزع���ل والتفكري‬ ‫الدائ���م واإلحب���اط واهلزائ���م وأحياناً‬ ‫حتى االنتصارات ‪.‬‬ ‫كم من املدربني ماتوا وهم جيلس���ون‬

‫مشجعي الفريق ‪ ،‬لكنه عاد ًة ما يصاب‬ ‫باإلحباط ‪ ،‬فاجلمي���ع يرتبصون به ‪. .‬‬ ‫‪ .‬حتى حماوالته يف االجتهاد والبحث‬ ‫ع���ن اجلديد يف مدارس ك���رة القدم‬ ‫واالط�ل�اع ومتابع���ة م���ا جي���ري وم���ا‬ ‫يس���تجد يف جمال كرة الق���دم ‪ . .‬إال‬ ‫أنه يش���عر دائماً بأنه حماصر كذئب‬ ‫القطيع ‪.‬‬ ‫وم���ع كل ه���ذا حي���اول‬ ‫ ‬ ‫جاه���داً خل���ق الع���ب جي���د وإجي���اد‬ ‫جمموع���ة متجانس���ة متقاربة تؤدي‬ ‫وتطب���ق خط���ة اللع���ب اليت تتناس���ب‬ ‫م���ع إمكانية فريقه فه���و يعرف جيداً‬ ‫أماك���ن الق���وة وأماك���ن الضعف يف‬ ‫فريق���ه ‪ ،‬ولكنه ليس يف بلد االحرتاف‬ ‫‪ ،‬فهو ال يس���تطيع أن يأمر النادي بأن‬ ‫يشرتي له الالعب الفالني الذي يعزز‬ ‫صفوف الفريق وفريق األشبال ‪ ،‬ليس‬ ‫من بينه���م من هو جاه���ز ‪ ،‬فإعدادهم‬ ‫ليس جي���داً ‪ ،‬ولياقتهم ال تكفي لألداء‬ ‫املطلوب يف الدرجة األوىل ‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫يتطاول عليه مدرب األشبال ويصيح‬ ‫‪ " :‬كيف يأخذ العباً من فريقي ُ‬ ‫تعبت‬ ‫فيه كث�ي�راً " ‪ ،‬وتبدأ جبهة أخرى من‬ ‫داخ���ل الن���ادي ‪ . .‬اجلمي���ع يس���عون‬ ‫إىل حتطيم���ه بالرغ���م م���ن انتمائ���ه‬ ‫للن���ادي وحبه له ورغبت���ه يف أن يقدم‬ ‫فريقاً جيداً يف���وز يف املباريات وينتزع‬ ‫الرتاتيب املتقدمة ‪.‬‬ ‫ال أح���د ي���دري أن املدربون‬ ‫ ‬

‫عل���ى دك���ة االحتي���اط ‪ . .‬ك���م م���ن‬ ‫املدربني ماتوا وهم يف بيوتهم يعيدون‬ ‫حس���اباتهم ويفك���رون يف خطة اللعب‬ ‫ويف إجي���اد التعاي���ش م���ا ب�ي�ن أعضاء‬ ‫الفريق ‪. .‬‬ ‫فكرت�ن�ي ه���ذه الص���ورة اليت ننش���رها‬ ‫برفق���ة ه���ذا املق���ال حب���ال املدربني ‪،‬‬ ‫فه���ذا امل���درب ه���و ( جي���م جفري���س )‬ ‫م���درب فري���ق ( ب�ي�رد ف���ورد ) خ���رج‬ ‫مجي���ع أعض���اء الفري���ق بع���د إج���راء‬ ‫متارينهم وجلس هو وحيداً مضطرباً‬ ‫خائفاً تائه���اً‪ . .‬يفك���ر يف حالة الفريق‬ ‫‪ . .‬وكيف يضع التش���كيل املناس���ب ‪. .‬‬ ‫وكي���ف س���يواجه الفري���ق اخلصم ‪. .‬‬ ‫إنها حالة من االحرتاق واملوت اليومي‬ ‫البط���يء ‪ . .‬وك���م م���ن م���درب ط���رد‬ ‫ألنه خس���ر مباراة ‪ . .‬وكم من مدرب‬ ‫تعرض للضرب والس���باب والش���تيمة‬ ‫ألنه أخفق يف حتقيق الفوز ‪ . .‬يقولون‬ ‫قدمياً ( املوت للجندي والنصر للقائد‬ ‫) ‪ ،‬ولكن���ه يف جم���ال التدري���ب امل���وت‬ ‫للم���درب والنصر لالع���ب ‪ . .‬فالالعب‬ ‫هو ال���ذي حيقق الف���وز ويوقع العقود‬ ‫وحيمل على األعناق ‪ . .‬أما املدرب فهو‬ ‫اجلندي اجملهول ال���ذي يعطي أكثر‬ ‫مما يأخذ ‪.‬‬ ‫فكرت�ن�ي معاناته وص�ب�ره مبدربينا‬ ‫الذين وضعوا أس���س رائع���ة للتدريب‬ ‫وكانوا قم���ة يف كل ش���يء ‪ ،‬ورحلوا‬ ‫عنا مجيع���اً ومل نتذكرهم يوماً حتى‬

‫كعابري سبيل ‪ . .‬تذكرت األسطورة‬ ‫اتعول���ة ش���توان ‪ . .‬والديناميك���ي‬ ‫عبدالعال���ي العقيلي ‪ . .‬والرائع س���امل‬ ‫بالطي���ب ‪ . .‬والنابغ���ة عل���ي الزقوزي ‪.‬‬ ‫‪ .‬واملوهب���ة عل���ي الزنتوت���ي‪ . .‬واملدرب‬ ‫حمم���د قعي���م ‪ . .‬واألس���تاذ الطي���ب‬ ‫اخللوق حس�ي�ن بوحليق���ه ‪ . .‬تذكرت‬ ‫كل ه���ؤالء الرائع�ي�ن‪ ،‬الذي���ن أعطوا‬ ‫للرياضة وكرة القديم حياتهم ‪.‬‬ ‫لقد مررت بتجارب عديدة يف جمال‬ ‫التدريب ‪ ،‬وعاشرت الكثريين ‪ ،‬وعرفت‬ ‫اجليد والسيئ ‪ ،‬وشربت كأس الفوز‬ ‫‪ ،‬وجترع���ت كأس اهلزمي���ة ‪ . .‬إنه���ا‬ ‫ذكريات أمتنى أن أكشف عنها يوماً‬ ‫للناس الذين يعش���قون ك���رة القدم‬ ‫ويتمن���ون هل���ا كل اخل�ي�ر والتق���دم ‪،‬‬ ‫ولكنين أخشى أن ال يهتم أحد بنزيف‬ ‫ومعاناة املدربني‪.‬‬ ‫ولريحم اهلل مدربينا ‪ . .‬وليساحمونا‬ ‫ألنن���ا مل نع���رف كي���ف نعامله���م‬ ‫وكي���ف حنبه���م وكي���ف نوف���ر هلم‬ ‫املناخ املناسب لكي يبدعوا ‪.‬‬

‫انتظم يف مدينة بنغازي خالل االس���ابيع‬ ‫املاضي���ة امللتق���ى الثان���ي لرابط���ة قدام���ى‬ ‫الرياض���ة و ال�ت�ي يقوده���ا ع���دد من الش���باب‬ ‫و الش���ياب و الذي���ن يتمي���زون باملصداقي���ة و‬ ‫اخلربات الالزمة ‪.‬‬ ‫و ق���د اس���عدني انه���م اس���تقروا عل���ى ه���ذه‬ ‫التس���مية (رابط���ة قدام���ى الرياضة)بع���د ان‬ ‫كان���ت تس���مى (رابط���ة قدام���ى الالعبني)و‬ ‫مقتصرة على العب كرة القدم فقط بينما‬ ‫صارت عضويتها االن تش���مل كل من مارس‬ ‫الرياض���ة س���واء ان كان رياضي���ا ام اداريا او‬ ‫مدرب���ا و اعالميا رياضي���ا او اخصائيا للعالج‬ ‫مجيع هذه الشرائح ‪.‬‬ ‫حن���ن االن ندع���و ه���ذه الرابط���ة اىل ضرورة‬ ‫اع���داد و اص���دار نظامها االساس���ي من خالل‬ ‫جلنة خمتص���ة و حيدد هذا النظ���ام كل ما‬ ‫يتعلق بها س���واء عن طريق تش���كيلها و س�ي�ر‬ ‫خ���ط العضوية فيه���ا و طريق���ة انتخاباتها و‬ ‫كيفية تش���كيلها و اهدافها و نظامها املالي و‬ ‫عالقة الفروع اليت مت تأسيس���ها و اليت سيتم‬ ‫تأسيس���ها و اوج���ه نش���اطاتها و وضعها املالي‬ ‫‪..‬كل ذل���ك لتبدأ بداية جادة س���ليمة متكنها‬ ‫من تأدية واجباتها و جناح نشاطاتها ‪.‬‬ ‫نأم���ل ان تواص���ل الرابط���ة جهودها خبطوات‬ ‫سليمة مدروسة و هلا هدف و غاية ‪.‬‬

‫و ختامها مسك‬ ‫فرج العقيلي‬

‫رغم كل اجلراح و رغم كل ايادي الغدر اليت‬ ‫حت���اول ان تزرع اخلوف يف كل جزء من مدينة‬ ‫بنغازي و يف كل قلب من قلوب مواطنيها ‪.‬‬ ‫اس���تطاع الن���ادي االهل���ي ان حيق���ق البطول���ة‬ ‫السادس���ة و العش���رين من االندية العربية لكرة‬ ‫الس���لة و ان يعي���د البس���مة بس���مة النصر ألهل‬ ‫مدين���ة بنغازي بف���وزه ب���كأس البطول���ة للمرة‬ ‫الثانية على التوالي و يؤكد مهما كانت االالم‬ ‫فإنه���ا مدعاة لآلم���ال و االصرار عل���ى املضي يف‬

‫مس�ي�رة البناء من اجلل االستقرار و بناء الدولة‬ ‫االمنة املوحدة مبؤسس���اتها القوي���ة اليت ضحى‬ ‫من اجلها االف الشهداء و اجلرحى و املفقودين ‪.‬‬ ‫و حيلم بقيامها البس���طاء من الشيوخ و العجائز‬ ‫و االطف���ال فتحية ل���كل من س���اهم بإجناح هذا‬ ‫الع���رس العربي الكبري و حتية ل���كل من حتدى‬ ‫هاجس اخلوف و قرر املش���اركة بكل شجاعة و‬ ‫اقدام و اصرار ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 23 - 17 ( - ) 136‬ديسمبر ‪)2013‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.