العدد 141

Page 1

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪( - ) 141‬‬

‫‪ 27 - 21‬يناير ‪) 2014‬‬ ‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫أكتوبر‪5 -‬‬ ‫العدد (‪- ) 77‬‬ ‫الرابعة ‪-‬العدد (‬ ‫السنة الثانية‬ ‫نوفمبر‪) 2014‬‬ ‫‪ 27‬يناير‬ ‫‪- 21 (30‬‬ ‫‪- )( 141‬‬

‫السعر لألفراد ‪ 1 :‬دينار في ليبيا وتونس‬ ‫الثمن ‪ :‬دينار‬ ‫‪ -‬المؤسسات الحكومية والخاصة ‪ 3‬دينار‬

‫ُ‬ ‫تأميم ‪ :‬احلوار‪ ،‬احلقوق ‪ ،‬الرأى !‬ ‫خصخصة السالح ‪،‬‬ ‫دولة فرباير ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫يف ِ‬

‫يف نعي مصطفى الشيباني‬

‫يف‬

‫دي ِح‬ ‫م‬

‫إنس‬

‫ا ٍن ل‬

‫يس‬

‫من‬

‫هذا‬

‫الع‬

‫امل‬

‫*‬

‫إبرا‬

‫هيم‬

‫الك‬

‫وني‬


‫‪02‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 - 21 ( - ) 141‬يناير ‪) 2014‬‬

‫ُ‬ ‫تأميم ‪:‬‬ ‫خصخصة السالح ‪،‬‬ ‫دولة فرباير‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫يف ِ‬ ‫احلوار‪ ،‬احلقوق ‪ ،‬الرأى !‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمة غندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫•اهليئة العامة للوجدان الوطين‬ ‫َ‬ ‫رئيس الوزراء اليت‬ ‫كلمة‬ ‫يكتب‬ ‫كان‬ ‫أنه‬ ‫‬‫وىل‬ ‫زمن‬ ‫يف‬ ‫املطبوعات‬ ‫راقبة‬ ‫ُ‬ ‫حكى لي صديق ‪ -‬كان َ‬ ‫رئيس ُم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُقيمه هذا الرئيس ‪ ،‬وهذا املؤمت���ر‪ ،‬كان أيضا صاحيب من‬ ‫املؤمت���ر‬ ‫س��� ُيلقيها يف‬ ‫الصحفي االعتي���ادي الذي ي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يقوم بتجهيزه ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُكتب يف‬ ‫كلمة مع���اىل الرئيس‬ ‫أكت���ب‬ ‫كن���ت‬ ‫وق���ال صديق���ي ‪:‬‬ ‫حمتوي���ة يف العادة عل���ى ردوده على م���ا ي ُ‬ ‫ُ‬ ‫الصحافة ‪ ،‬وكان الرئيس يُصر على الرد على صحفي يكتب حتت اسم ُمستعار من ينتقد عمل احلكومة‬ ‫جبسارة وإطالع ‪ ،‬م ّر وقت حتى عرف الرئيس أني ذلكم الصحفي من يكتب له كلمته وردوده ‪.‬‬ ‫حك���ى بافتخ���ار اجلوكر فما كان يفعل���ه عنده من لزوم ما يل���زم ‪ ،‬حتى أن زمالء له م���ن ال ُنخبة املُثقفة‬ ‫الوطنية يفعلون ما يفعل وإن يف صور خمتلفة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ومواجهة صعوبات كى تؤمم‬ ‫‪،‬‬ ‫جهود‬ ‫بذل‬ ‫‪،‬س���يتم‬ ‫اجلوكر‬ ‫ارس وجو َه‬ ‫الدولة‬ ‫هكذا س���نرى‬ ‫ُ‬ ‫الفربايرية تمُ ُ‬ ‫احلوار ‪،‬وس���يحرص هذا املثق���ف الوطين أن جيعل احلوار الوطين من مهام الدول���ة ‪ ،‬الدولة اليت ُمناط بها‬ ‫القي���ام ب���كل املهام ‪ ،‬فالدول���ة الليبية تارخييا ص���ادرت املعارضة ‪ ،‬يف عهد ادريس منع���ت األحزاب ‪ ،‬وتكفلت‬ ‫بتأس���يس مجعيات اجملتمع املدني االجتماعية منها ‪ ،‬أما السياس���ية أو احلقوقي���ة وحتى املهنية فقد ُمنعت‬ ‫أو كان���ت يف حك���م املارقة كاحتاد العمال مثال ‪ ،‬يف عهد القذايف من اعترب نفس���ه يف املعارضة مت مصادرة‬ ‫وتأمي���م ال���رأى واحلقوق بالعنف والقمع ‪،‬واعترب كل من هو خارج هذه املصادرة عدو س���لطة الش���عب بل‬ ‫كلب ضال ‪.‬‬ ‫منذ األيام االولي لس���لطة فرباير عمل املستش���ار مصطفي عبد اجلليل احملافظة على ما يف يد الدولة ‪،‬غري‬ ‫األمساء أحيانا فجمعية حقوق اإلنسان صارت اجمللس الوطين حلقوق اإلنسان ‪ ،‬واهليئة العامة للصحافة‬ ‫صارت اهليئة العامة لتشجيع الصحافة ‪،‬وقد عمل املثقف الوطين على تكريس هذه املهمة بانربائه للقيام‬ ‫مبس���ئولية إدارة مؤسس���ات الرأي واحلقوق احلكومية ‪ ،‬وما تقدم س���وف حيافظ عليه وبإحلاح واس���تماتة‬ ‫املؤمتر الوطين برئاس���ة الدكتور حممد املقريف ‪،‬وخالل ه���ذه املرحلة كانت مهام احلوار أيضا تعتمدها‬ ‫الدولة اليت كونت وزارة للمجتمع املدني والثقافة وبفضل هذا أعيد اجملتمع املدني إىل حضن الدولة اليت‬ ‫انفك منها بإرادة الثورة يف األيام األولي منها ‪،‬وغدا اجملتمع املدني امسا دون مسمى منذ ذاك ‪.‬‬ ‫مل تكتف���ي الدولة الوطنية الفربايرية بذاك فإذا بها ‪،‬وهي احلريصة على أنفاس الوطن وماله ومآله ‪ ،‬تعد‬ ‫و حتص���ى وحتص���ر احلوار من ضمن مش���موالتها فتكون هيئة عامة للحوار الوطين ‪،‬وهكذا ستش���مل هذه‬ ‫الدول���ة القوي���ة! املعنوي برعيتها ‪،‬ويف هذا مل يتبق إال الوجدان الوط�ن�ي من مل حيظ بعد برعايتها وتكوين‬ ‫وزارة أو حتى اهليئة العامة للوجدان الوطين ‪،‬كى نبات ليلتها االوائل يف الس���بق بعد أن ُحزنا على ذلك –‬ ‫على املستوى الدولي ‪ -‬يف الفساد‪.‬‬ ‫•خصخصة العنف‬

‫���م املهام فإنها خرجت أيضا عن س���ياق الدول���ة التقليدية اليت حتتكر‬ ‫وق���د اثقلت هذه الدولة نفس���ها بتل ُك ُ‬ ‫العنف املشروع ‪،‬ما يقننه ويشرعنه الدستور ‪،‬القانون العام الذي يتوافق عليه أغلبية املواطنني ‪،‬خرجت منه‬ ‫بأن طلعت علينا من ثنيات الوداع خبصخصة العنف ‪،‬منذ اللحظة االس���تثنائية لتأسيس���ها حرص رئيسها‬ ‫اجمللس الوطين االنتقالي على تعدد التش���كيالت العس���كرية اليت تواجه العدو الغاشم النظام الفاشي ‪،‬ولعل‬ ‫وجود ذلك النظام العس���كري الش���مولي برر س���اعتها يف النفوس عدم احتكار الس�ل�اح ومن ثم األمن ‪،‬فكان‬ ‫يف الش���هور األول���ي مثة أكث���ر من ثالثني فصي���ل حامال للس�ل�اح ‪،‬وكان األمن يف أيد ع���دة ليس عندها‬ ‫غري ثقة املستش���ار أو دعمه ومباركته ‪،‬س���يدعم املؤمتر الوطين العام أول جملس شرعي منتخب يف تاريخ‬ ‫ليبيا وس���يكون رئيس���ه الدكتور حمم���د املقريف قائ���دا عاما لتكريس واق���ع احلال ودعمه بل وش���رعنته‬ ‫يف مع���ارك بن���ى وليد ويف يوم مطار بنينا ‪...‬اخل ‪،‬إن هذا التأس���يس لالمأسس���ة العنف س���تجعل منه احلكم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫واالستثنائية هي األمن‬ ‫الرئيسة‬ ‫املهمة‬ ‫واخلصم ‪،‬وس���تدعى احلكومة املؤقتة برئاسة السيد على زيدان أن‬ ‫ث���م األم���ن ثم األمن ‪،‬أما الرئيس املُنتخب اجلديد للمؤمتر الوطين العام ‪ ،‬بعد أن جنح الس�ل�اح يف اس���قاط‬ ‫والي���ة الدكت���ور حممد املقريف ‪،‬أما هذا الرئيس اجلديد االس���تاذ نوري بوس���همني ف���إن مهمته احلرص‬ ‫الش���ديد على عدم تبديد ه���ذا القوى املتعددة اليت حتمل الس�ل�اح ‪ ،‬وأن أي توحيد هو من قبيل االنقالب ما‬ ‫يُشاع أنه سيقوم به رجال اجليش ال ُقدامى مثل خليفة حفرت‪.‬‬ ‫إذا احملصل���ة احلاصل���ة أن للدول���ة حق وواج���ب تأميم راس املال الرم���زي للمجتم���ع ‪ :‬رأى ‪ ،‬حقوق ‪ ،‬حوار‬ ‫وطين ‪ ،‬وترك احلبل للغالب ‪،‬أي قلب املس���ألة للدولة الق���وى املعنوية وللمجتمع املادية ‪،‬فتعددت الفصائل‬ ‫حاملة السالح وبالتالي قسمت البالد ل ُنفوذها املسلح ‪ ،‬وحسمت األمر يف دويالت ُمتعددة حصلت حتى على‬ ‫االع�ت�راف الدولي ‪ ،‬وجعل هذا دولة مثل مصر متارس سياس���ية الدفاع عرب اهلجوم وذلكم بتحويل أرضها‬ ‫ونايل س���ات لكل من ميكنه حصر هذا اخلطر يف عقر داره ‪ ،‬ومل تتمكن هذه الدولة الفربايرية من ردع هذا‬ ‫العدوان بس���حب اس���تثماراتها من الدولة الش���قيقة املُعتدية و ال جمابهتها باملثل ‪ ،‬وعليه فإن تكريس هذه‬ ‫البش���اعة من عنف وقتل وخوف أمس���ى مهمة القاصى والداني ‪ ،‬كل صاحب مصلحة أو خائف أختذ من‬ ‫اهلجوم على هذه الدولة أوال ثم من هذه البالد ثانيا سبيال للدفاع عن النفس ‪.‬‬ ‫وان "اخلوف ال مينع من املوت و لكنه مينع من احلياة " أو كما قال جنيب حمفوظ ‪.‬‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 - 21 ( - ) 141‬يناير ‪) 2014‬‬

‫ميادين تستطلع األحوال يف مدينة سبها عقب‬ ‫االضطرابات املُسلحة العنيفة‬ ‫سبها ‪:‬عائشة حسني صوكو‬ ‫رغم احلصار اخلانق واالضطرابات املسلحة‬ ‫ال�ت�ي منعت اس���تمرار وترية احلي���اة اليومية‬ ‫للمواطن يف س���بها وكذا مش���اهد الضحايا‬ ‫م���ن كل األط���راف مم���ا يط���رح تس���اؤالت‬ ‫حول مدى االعتبار بقي���م الوطن واملواطنة ‪،‬‬ ‫وقد جرت حوارات وس���جاالت متعددة طوال‬ ‫الس���نتني املاضيتني من أجل الدعوة اىل رأب‬ ‫بع���ض التصدعات والس�ي�ر حنو بن���اء الدولة‬ ‫الليبي���ة الواحدة ‪ ،‬واس���تقرار البالد يف جزأها‬ ‫اجلنوب���ي ال���ذي عان���ي تراكم���ات سياس���ة‬ ‫وقبلية ج���رى إمخادها بتغلي���ب طرف على‬ ‫طرف طوال سنني حكم الديكتاتورية ‪.‬‬ ‫رغ���م كل ذلك حاولن���ا التواصل مع بعض‬ ‫الوجه���اء و االف���راد الذي���ن اس���تنكروا ه���ذه‬ ‫االفع���ال واألح���داث التى ارتكبها وس���اهم يف‬ ‫اش���تعاهلا فئات خارجة عن القان���ون ‪ ،‬وننقل‬ ‫هنا استنكار العقالء والشرفاء لتلك اجلرائم‬ ‫ال�ت�ي اش���تعلت يف ليل���ة دامي���ة ندع���و اهلل أن‬ ‫حيفظ بالدنا من كل فنت وس���وء‪ ،‬و ملعرفة‬

‫االذاعات والقن���وات التلفزيونية من تأجيج‬ ‫ووص���ف معوج هلذه االح���داث اىل أن وصلت‬ ‫مل���ا ه���ي علي���ه االن ‪ ،‬وه���ده الفتن���ة ليس���ت‬ ‫ب���األوىل ‪ ،‬فهناك من يٌغذى ويعزز املش���اعر و‬ ‫النفوس وباتت هذه الفتنة واضحة للجميع‬ ‫‪ ،‬فبع���ض القن���وات الفضائي���ة تق���ول ب���ان‬ ‫املشكلة بني القوات التش���ادية والدولة ليبية‬ ‫وبأنه اعتداء عل���ى مواطنيها ‪ ،‬وأخذاً باخلطأ‬ ‫‪،‬ولكن حنن نق���ول أنهم أبناء املنطقة ‪ ،‬هناك‬ ‫ن���اس ال ح���ول هلم وال ق���وة أن���اس مغلوبون‬ ‫على أمرهم ‪ ،‬دائم���ا إذا اصابتهم مصيبة من‬ ‫مصائب جعلوها أك�ب�ر املصائب ‪ ،‬وهم أيضا‬ ‫ليس���وا من اجلي���ش اللييب التابع�ي�ن ملنطقة‬ ‫اجلنوبي���ة م���رزق وإمن���ا أولياء ال���دم ‪،‬واآلن‬ ‫م���ا جي���رى يف س���بها مثلما ح���دث يف مارس‬ ‫‪، 2012‬وهذا واضح ومعلوم وحنن نس���عى‬ ‫اىل حتكيم عقولنا وضبط نفوس���نا ‪ ،‬وأولياء‬ ‫ال���دم من أبن���اء التب���و( ‪ ) 8‬الذين استش���هدوا‬ ‫ي���وم اجلمع���ة وقتل���وا دون أي وج���ه ح���ق و‬

‫االس���باب ال�ت�ي أدت اىل خ���رق العق���د امل�ب�رم‬ ‫يف طرابل���س ‪ ، 2013 20-4-‬وع���ن قضي���ة‬ ‫(القاع���ة) اىل حولت اىل احملكمة للنظر فيها‬ ‫واليت أصبحت عالقة اىل غاية هذه اللحظة‬ ‫‪ ،‬و ع���ن أس���باب جت���دد االش���تباكات خبرق‬ ‫العهد من أحد االط���راف واليت راح ضحيتها‬ ‫االبرياء والعزل فمن املس���ئول؟ ونشري أيضا‬ ‫اىل ت���ردي األوضاع العالجية لإلصابات اليت‬ ‫تعددت بل وفقد بعضها جراء تلك األوضاع ‪،‬‬ ‫ونستغرب بش���دة تلك االقوال اليت استنكرت‬ ‫ن���زول طائرت���ي اس���عاف م���ن دولة ش���قيقة‬ ‫إنقاذا عاجال لالزمة ‪،‬فهل قارب املس���تغربون‬ ‫األوضاع الصحية للجنوب‬

‫االعالم جعل املش���كلة خارج السيطرة خالل‬ ‫االي���ام االول���ي عندم���ا وصفن���ا بالعصاب���ات‬ ‫االجرامي���ة والتش���اديني الذي���ن ات���وا لغزونا‬ ‫وحنن حناول جاهدي���ن بكيفية اخلروج من‬ ‫هذه االزمة عرب الوس���طاء ب�ي�ن اجلانبني من‬ ‫العقالء وجلان املصاحلة ولألس���ف احلكومة‬ ‫الزالت يف س���باتها خترج علين���ا بتصرحيات‬ ‫بع���د أن حل���ت املش���كلة عرب جل���ان املصاحلة‬ ‫مبجهوداته���م الذاتي���ة أت���و الينا م���ن املناطق‬ ‫الغربي���ة م���ن ليبيا فب���ارك اهلل فيه���م فنحن‬ ‫حلمة واحدة وأبناء بلد واحد ‪.‬‬ ‫شيخ التبو فى ليبيا الزيالوى مينا صاحل‬ ‫ندع���و إىل حقن دماء املس���لمني ف���ى اجلنوب‬ ‫وتغلي���ب ص���وت العق���ل ب�ي�ن أبن���اء البل���د‬ ‫الواح���د‪ ،‬وحنن ننفى نفيا قاطع���ا ما جاء من‬ ‫تصرحي���ات رئي���س احلكومة على زي���دان ‪،‬‬ ‫وحقيقة أنه ال يوجد أي تواصل معه ‪.‬‬ ‫أن عل���ى زيدان يس���عى إل���ي تأجي���ج الصراع‬ ‫ف���ى س���بها به���ذه التصرحي���ات ‪ ،‬وحنمل���ه‬ ‫مس���ئولية ت���أزم االوض���اع ‪ ،‬ان احلكوم���ة من‬ ‫املف�ت�رض أن يكون لديها مؤسس���ات وأجهزة‬ ‫تعمل وهي تس���تند فى اعماهلا وتصرحياتها‬

‫العقي��د برك��ة وردق��و أم��ر اجملل��س‬ ‫العسكري مرزق‬

‫اتق���دم بأح���ر التع���ازى اىل أهال���ي وعائالت‬ ‫كل من س���قط جراء ه���ذه االحداث األليمة‬ ‫وأدع���و بالش���فاء للجرح���ى الذي���ن س���قطوا‬ ‫ج���راء ه���ذه الفتن���ة ‪ ،‬فه���ذه مش���كلة تكررت‬ ‫م���رة اخ���رى‪ ،‬ولكن م���ن العجب م���ا تداولته‬

‫‪03‬‬ ‫يف نعي مصطفى الشيباني‬

‫قد كنت أوثر أن‬ ‫تقول رثائي ‪....‬‬ ‫مفتاح السيد الشريف‬

‫عل���ى تقارير هذه اجله���ات املختصة ‪،‬ال للزج‬ ‫بأمس���اء اش���خاص وأف���راد زورا وبهتانا‪ .‬هذه‬ ‫حماول���ة رخيصة ل���زرع الفتنة بيننا وش���ق‬ ‫الصف الواحد ألبنائنا‪ ،‬وسأعلن عن حقي يف‬ ‫مقاضاة على زيدان ‪.‬‬ ‫وقالت السيدة عزيزة س من حي الناصرية‬ ‫عش���نا أي���ام صعبة طيل���ة ‪ 42‬س���نة ماضية‬ ‫وانتفضن���ا على ظل���م النظام الس���ابق واآلن‬ ‫يعتربون���ا ميلش���يات خارج���ة ع���ن القان���ون‬ ‫وتش���ادين ‪،،،‬فالذي���ن ميلكون امليلش���يات هم‬ ‫كتائ���ب ودروع مش���رعنة حت���ت محاي���ة‬ ‫اجلي���ش الوطين الس���ليماني بإم���رة حممد‬ ‫البوس���يفي فه���و ام���ر منطق���ة س���بها وليس‬ ‫حاكم العس���كري ملنطق���ة اجلنوبية ‪،‬وكل‬ ‫م���ا حدث يف س���بها هو مش���كلة ب�ي�ن عائلتني‬ ‫عائلة منصور االس���ود وعائلة حس���ن عقيلة‬ ‫ولي���س مع ‪ 38‬بيت تباوي حتى يتم تصفية‬ ‫االبرياء الثمانية بدم بارد ورميهم يف شوارع‬ ‫س���بها ‪ ،‬ولك���ن عائلة منصور االس���ود تعمدوا‬ ‫اىل افتع���ال الفتنة وتأجيجه���ا وقتل االبرياء‬ ‫مم���ا دع���ا التب���و اىل التح���رك حن���و مص���ادر‬ ‫النريان الت���ى تنطلق من املعس���كرات التابعة‬ ‫لكتيبة احل���ق املنضوية حتت محاية املنطقة‬ ‫العس���كرية س���بها ‪.‬وهن���ا بدأت االش���تباكات‬ ‫وأصبح مستش���فى س���بها الط�ب�ي "‪ 2‬مارس "‬ ‫حت���ت س���يطرة امليلش���يات وأصب���ح جرحانا‬ ‫ميوت���ون قبل وصوهلم اىل مستش���فى مرزق‬ ‫اليت تبعد ساعتني عن سبها ‪،‬مع وجود نقص‬ ‫ش���ديد يف االمكاني���ات واألطب���اء واملس���عفني‬ ‫‪،‬والذين يتم نقلهم مبجهوداتنا الذاتية ‪.‬‬ ‫الس���يد حمم���د أدم (رئي���س اجملل���س احمللي‬ ‫مرزق)‬ ‫أن م���ا حي���دث يف س���بها ه���و مش���اكل ب�ي�ن‬ ‫قبيلت�ي�ن فق���ط ‪،‬وكلم���ا حدث���ت مش���كلة‬ ‫يربطونه���ا بالدولة التش���ادية وملاذا حمصور‬ ‫فكرنا بالتش���اد او النيجر؟ ال أحد ينكر أن لنا‬ ‫عالقة تارخيية بني تشاد والنيجر وكذلك‬ ‫ألوالد س���ليمان والزوية واحلس���اونة ‪ ،‬وقال‬ ‫ج���ل جالله " يأيها الذي���ن أمنو أن خلقناكم‬ ‫م���ن ذكر وأنثى وجعلناكم ش���عوباً وقبائل‬ ‫لتعارف���وا ‪.‬اجلن���وب مس���احته كب�ي�رة ج���دا‬ ‫ومس���احة مدينة مرزق الثل���ث و اإلمكانيات‬ ‫حم���دودة جدا واحل���دود ممتدة وواس���عة يف‬ ‫ظل نقص االمكانيات لدعم الثوار املرتبصني‬ ‫على احل���دود املمثلة جبهاز مكافحة اهلجرة‬ ‫الغري الش���رعية كالدعم املادي والس���يارات‬ ‫والبنزي���ن واألجه���زة الالس���لكية ‪،‬ال وج���ود‬ ‫للجيش والش���رطة يف م���دن اجلنوب كافة‬ ‫‪ ،‬ومش���اكل اجلن���وب ختتلف عن مش���اكل‬ ‫الش���رق والغرب ‪،‬والص���راع الدائ���ر حاليا هو‬ ‫صراع ب�ي�ن قبيلتني والدول���ة ال يوجد لديها‬ ‫أدنى فكرة نتيجة لعدم فهم الدولة ملا يدور‬ ‫يف اجلنوب عندما تس���أل وزير الدفاع ووزير‬ ‫الداخلي���ة عن االحصائي���ات الدقيقة للقتلى‬ ‫يف اجلن���وب لن جيي���ب ‪ ،‬أذا كان اجليش يف‬ ‫س���بها مبين على أس���اس قبلي وهذه مغالطة‬ ‫كب�ي�رة ونتأس���ف عليه���ا وبرغم م���ن وجود‬ ‫قبائل أخرى يف س���بها إال أن اجليش الوطين‬ ‫يتكون من قبيلة واحدة ‪ ،‬ومعظم القتلى هم‬ ‫التب���و ‪ ،‬وأوالد س���ليمان ‪ ،‬هل م���ن املعقول أن‬

‫مصطفى الشيباني‬

‫عندم���ا يه���دّك احلزن ومتتل���ئ مآفيك بدم���وع الفراق‬ ‫واللوعة‪ ،‬ليس يف مقدور الكلمات أن تس���عفك وال عبارات‬ ‫التأسي أن تكون بلس���ما لتسكني األشجان وتهدئة الروع‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫هذه هي مش���اعري احلقيق ّية حني جاءن���ي اخلرب املفجع‬ ‫الص���ادم منذ أيام قليل���ة برحيل مصطفى الش���يباني أع ّز‬ ‫الرف���اق وأخل���ص األصدق���اء‪ .‬لقد كان مصطف���ي رفيقا‬ ‫ل���ي يف دروب احلي���اة من���ذ الصي���ا‪ ،‬وكن���ت م���ن القالئل‬ ‫الذي���ن عرفوه وعاش���روه وقتما كان ي���رى النور‪ ،‬إذ جئنا‬ ‫إىل القاهرة معا لكي يواصل مصطفى دراسته اجلامع ّية‪،‬‬ ‫وأصارع أن���ا مبعونته وبق ّية األصدق���اء األخوة‪ ،‬تصاريف‬ ‫الدهر وعس���ف املتس���ّلطني ألفلح يف القاه���رة يف مواصلة‬ ‫دراسيت العليا اليت حرمت منها يف بنغازي‪ .‬وشاء القدر أن‬ ‫يجُ ري مضطفى عمل ّية جراح ّية على عينه السليمة على‬ ‫ي���د طبيب مبت���دئ‪ ،‬فانطفأ النور وفق���د البصر إىل األبد‪..‬‬ ‫وكنت من الذين حرصوا على زيارته ومؤاساته وإنعاشه‬ ‫وخّلب األمنيات‪ّ ..‬‬ ‫بزخ���رف األمل ُ‬ ‫وظل مصطفى كما هو‬ ‫ألط���ف جليس ال تف���ارق النكتة ش���فتيه‪ ،‬ويتد ّفق حديثه‬ ‫مليئا بالس���خريّة وفهم معاني احلياة وما يضطرب فيها‪،‬‬ ‫وكانت إح���دى لوازم عباراته (إنن���ا يف حندس نتالطم)‪..‬‬ ‫ورغم ذلك إس���تطاع أن يصارع وأن يتجّل���د‪ ،‬فكان الراحل‬ ‫ش���وقي كانون أح���د أصدقائة األع��� ّزاء وزميله يف كل ّية‬ ‫احلقوق يق���رأ له (املق ّرر) يوم ّيا‪ ،‬في���كاد حيفظه عن ظهر‬ ‫قلب‪ ،‬وحيرز النجاح يف اإلمتحان‪ ،‬بينما يرس���ب الكثريون‬ ‫مم���ن مل يُصابوا مب���ا أصيب به‪ .‬وخت��� ّرج بامتياز وجاء مع‬ ‫كوكب���ة اخل ّرجيني األوائل من ش���باب ليبي���ا وهي على‬ ‫أعتاب بناء دولة اإلس���تقالل‪ ،‬وال�ت�ي أعطوا هلا ما ميلكونه‬ ‫م���ن جه���د وإخ�ل�اص قب���ل ذل���ك يف مس�ي�رة احلرك���ة‬ ‫الوطن ّي���ة لتح ّقق هذا اإلس���تقالل‪ .‬إذ كان مصطفى من‬ ‫طليعة ش���باب مجع ّي���ة عمر املختار‪ ،‬فق���اد املظاهرات ضد‬ ‫تآمر اإلستعمار وحماوالت التقسيم‪ .‬ثم ساهم كقانوني‬ ‫وحمام المع ذلق اللس���ان حاضر البديهة ّ‬ ‫احلجة يف‬ ‫قوي ّ‬ ‫بن���اء الدولة الولي���دة‪ ،‬دون أن يتخّلى ع���ن واجب النضال‬ ‫ومحل مهام الوطن ّية‪ ..‬وحاول أن يس�ت�ر ّد النور الذي هرب‬ ‫منه‪ ،‬فس���افر ليع���اجل عند أمهر األط ّب���اء يف إيطاليا وأملانيا‬ ‫وروس���يا‪ ،‬ولك���ن دون جدوى‪ ،‬وكن���ت من الذي���ن رافقوه‬ ‫أو زاروه وخ ّفغ���وا عن���ه ظلمة (احلندس)‪ .‬وم���ع ذلك ّ‬ ‫ظل‬ ‫مصطف���ى عنص���ر النض���ال النش���يط‪ ،‬فكن���ا م���ع طائف���ة‬ ‫األصدق���اء اخلّلص جنتمع يف منزله ملاما ونناقش ّ‬ ‫وننظم‬ ‫من أج���ل معركة س���يادة الدولة وحريّته���ا‪ ،‬إىل أن جثم‬ ‫على ليبيا ليل القذايف البهيم فاسودّت ليبيا كلها‪ ،‬وكان‬ ‫مصطف���ى من الذي���ن ع ّذيهم اجل ّ‬ ‫الدون‪ ،‬ألن���ه يف أجتماع‬ ‫للطاغي���ة املتعال���ي م���ع رجال القان���ون ليقنعه���م بصواب‬ ‫أف���كاره العبث ّية اخلضراء‪ ،‬قال ل���ه بصراحته املعهودة‪ :‬ملاذا‬ ‫التطبعه���ا يف مطبوعة ليقرأه���ا الناس ويقنع���وا بها أو ال‬ ‫يقتنعون‪ ،‬بدال من أن تفرضها كقوانني وتش���ريع ملزم‪..‬‬ ‫وهكذا ّ‬ ‫ظل مصطفى متصديّا صلبا امام لطاغوت مل ينثين‬ ‫أو يس���اوم‪ .‬وحينما اندلعت ش���رارة الثورة كان مصطفى‬ ‫يف منزله ملتق���ى لنخبة املف ّكرين الش���رفاء الذين قارعوا‬ ‫زم���ن الديكتاتوريّ���ة وعس���فها‪ ،‬ومل يبخل بإس���داء النصح‬ ‫واملش���ورة من أجل املبادئ اليت ناضل من أجلها أمثاله من‪،‬‬ ‫أيناء ليبيا اخليرّ ين‪ .‬وبوفاة مصطفى أش���عر بأن جيال من‬ ‫رموز الوطن ّية والثقافة والفكر املستنري‪ ،‬بدأ يأفل‪ ..‬عوّض‬ ‫اهلل ليييا وعوّضنا وأس���رته وأبناءه خري العوض‪ ،‬وأس���كنه‬ ‫ج ّنات اخللد‪،‬‬ ‫وإ ّنا هلل وإ ّنا إليه راجعون‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 - 21 ( - ) 141‬يناير ‪) 2014‬‬

‫رواية حممد العريشية‬ ‫اىل اللغة االسبانية‬

‫انهت املرتمجة االس���بانية ‪Noemi Fierro‬‬ ‫‪ Bandera‬ترمج���ة رواي���ة االي���ام االخ�ي�رة‬ ‫يف ّ‬ ‫ع�ل�اج للكات���ب اللي�ب�ي حمم���د العريش���ية‬ ‫وستصدر الرواية يف نسختها االسبانية خالل‬ ‫الفرتة القادمة عن دار ‪ Verbum‬االس���بانية‬ ‫ع�ل�اج رؤية‬ ‫‪ .‬حتم���ل رواي���ة االيام االخرية يف‬ ‫ّ‬ ‫غرائبي���ة عن حياة س���كان " ّ‬ ‫ع�ل�اج " من خالل‬ ‫املك���ون الثقايف احملل���ي بني الواقع���ي يف أجلى‬ ‫حتققات���ه ع�ب�ر الفض���اء املكان���ي أله���ل ع ّ‬ ‫الج‬ ‫ومكوناتهم الثقافية يف أوضح جتسداتها‪ ،‬وبني‬ ‫العجائيب واخلارق للمعتاد واملنطلق أيضا من‬ ‫التكوين���ات احمللية مع اس���تخدام الرموز اليت‬ ‫يضج بها الفلكلور اللييب كاس���تمرار هطول‬ ‫املط���ر وحضور األجداد و"الص���ل" الذي يلتهم‬ ‫كل شيء يف نهاية الرواية ‪..‬‬ ‫يذك���ر أن الرواية ص���درت ع���ن دار الفارابي‬ ‫ب�ي�روت وس���بق لكي���كا أن نش���رت فص���وال من‬ ‫هذه الرواية والكثري من اعمال الكاتب حممد‬ ‫العريشية ‪..‬‬

‫ليبيا وتونس تعززان‬ ‫التعاون فى جمال‬ ‫السياحة‬

‫قال ممثل الديوان التونس���ي للس���ياحة السيد‬ ‫عزالدين القرامي‪ ،‬إنه مت التوقيع بني وزارتي‬ ‫الس���ياحة يف ليبيا وتونس عل���ى اتفاقية حول‬ ‫تفعيل النش���اط السياحي يف البلدين‪ .‬وأضاف‬ ‫القرام���ي‪ :‬أن االتفاقي���ة قدمي���ة‪ ،‬ومت تفعيلها‬ ‫إلجي���اد صيغ���ة للعم���ل الس���ياحي املش�ت�رك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قائ�ل�ا أن���ه ج���رى يف ش���هر أكتوبر‬ ‫وأوض���ح‬ ‫املاضي إقامة رالي سيارات بالتنسيق مع نادي‬ ‫طرابل���س للس���يارات الكالس���يكية الذي وجد‬ ‫اإلعجاب واالهتمام من طرف اجلمهور‪.‬‬ ‫وأش���ار إىل أن وزيرة السياحة الليبية السيدة‬ ‫إك���رام باش���ا إم���ام زارت تونس خالل ش���هر‬ ‫ديس���مرب املُنصرم‪ ،‬ووقعت على اتفاق يش���مل‬ ‫مجلة م���ن البنود تتمثل يف الرتويج املش�ت�رك‬ ‫للمنت���ج الس���ياحي‪ ،‬والتدري���ب والتكوي���ن‬ ‫والتهيئة للمناطق الس���ياحية بالتنس���يق مع‬ ‫الوكالة العقارية للس���ياحة التونسية‪ ،‬مبي ًنا‬ ‫أن ه���ذه االتفاقي���ة ستش���مل اجلان���ب الثقايف‬ ‫حتض�ي�را لس���نة ‪ 2014‬ال�ت�ي س���تكون واعدة‬ ‫ً‬ ‫بالنسبة للبلدين الشقيقني‪.‬‬

‫العقيد بركة وردقو‪:‬‬ ‫حن��ن حن��اول جاهدين بكيفي��ة اخلروج م��ن ه��ذه االزمة عرب‬ ‫الوس��طاء ب�ين اجلانبني من العق�لاء وجلان املصاحلة ‪ ،‬ولألس��ف‬ ‫احلكومة الزالت يف سباتها‬ ‫يتك���ون اجليش الوطين من هاتني القبيلتني‬ ‫؟‪.‬‬ ‫"أس���اس املش���كلة يف س���بها هو مقتل حس���ن‬ ‫عقيل���ه وهذا الش���خص مت قتل���ه يف مركز‬ ‫س���بها الط�ب�ي "‪ 2‬م���ارس "عل���ى ي���د الس���يد‬ ‫منصور االس���ود وهو حتت التخدير يف قسم‬ ‫العملي���ات باملستش���فى وهو حت���ت أمرة أمر‬ ‫املنطق���ة العس���كرية ( س���بها )‪،‬وال���ذي قت���ل‬ ‫منصور االس���ود أقارب حس���ن عقيلة انتقاما‬ ‫ألبن أختهم وهذا من حقهم عرفيا فال فرق‬ ‫بني اخل���وال واألعمام عند التب���و فهم أولياء‬ ‫الدم وهذا االمر جيهله معظم العرب ‪،‬ولكن‬ ‫أهل منصور االس���ود ارتكبوا محاقة بقتل ‪8‬‬ ‫أشخاص يوم اجلمعة املاضية فهم ال عالقة‬ ‫هل���م مبقت���ل منص���ور االس���ود ‪،‬و ان���ا ال أؤيد‬ ‫القت���ل مهم���ا كان فهناك جه���ات خمتصة‬ ‫يتم تس���ليم اجلناة اليها ولك���ن ما حصل يف‬ ‫س���بها ه���و معاجل���ة اخلط���أ باخلط���أ ويعود‬ ‫الس���بب احلقيقي يف ذلك النتش���ار الس�ل�اح‬ ‫يف اجلن���وب وعدم تدخل احلكومة يف أختاذ‬ ‫القرارات السليمة يف حل مشاكل اجلنوب ‪.‬‬ ‫العقي���د بركة أمحد رئي���س االمن الوقائي‬ ‫يف مرزق‬ ‫أن م���ا ح���دث يف اجلن���وب ه���و خط���أ كب�ي�ر‬ ‫أرتكبه العقيد حممد البوس���يفي ‪ ،‬حني أخذ‬ ‫معه املدعو منصور االسود اىل منطقة تراغن‬ ‫حلض���ور احتف���االت ‪ .‬عندم���ا وص���ل جه���از‬ ‫االم���ن الوقائ���ى ملنطق���ة تراغن عم���ل على‬ ‫محاية أمر منطقة سبها و العناصر املرافقة‬ ‫له ومت فتح احملضر خبصوص هذا االشكال‬ ‫حي���ث تب�ي�ن أن املعتدي���ن ه���م ‪ 14‬ش���خص‬ ‫حيملون بن���ادق ‪ ،‬وكانت العناصر املُرافقة‬ ‫حلاك���م العس���كري ح���واىل ‪ 48‬ش���خص‬ ‫تقريباً حيمل���ون أجهزة متطورة وس���يارات‬ ‫حمملة باألسلحة الثقيلة حلماية احلاكم‬ ‫‪،‬ولك���ن عندما حدثت املش���كلة وقت���ل املدعو‬ ‫منصور االسود وجرح أيضاً (بازنكا التباوي)‬ ‫‪ ،‬ولكنه االن متت اصابته وهو حياول محاية‬ ‫منص���ور االس���ود الس���ليماني ‪،‬وحينما مسع‬ ‫اوالد س���ليمان هذا اخلرب س���ارعوا اىل قتل ‪8‬‬ ‫اش���خاص وأنتقلت احلرب اىل مدينة سبها‬ ‫‪،‬وتفاقمت املش���كلة ‪ ،‬ووسائل االعالم عملت‬ ‫على زيادة حدة التوتر يف ظل غياب اجليش‬ ‫الوطن���ى واحلكوم���ة ‪،‬وحنن حنم���ل كامل‬ ‫املس���ؤولية حلكومة عل���ي زي���دان ومن معه‬ ‫وكذلك للمؤمتر الوطين النائم يف سباته ‪.‬‬

‫الس��يد علي أبراهيم مدير مستش��في‬ ‫مرزق‬

‫املرك���ز الصح���ي م���رزق يعان���ي م���ن‬ ‫النقص الش���ديد يف ال���كادر الط�ب�ي واملعدات‬ ‫واملستلزمات وقد وصلت االحصاءات االولية‬ ‫ليوم االول اىل ‪ 12‬قتيل و ‪ 23‬جريح وأعداد‬ ‫القتل���ى يف تزاي���د أن مل تتدخ���ل احلكوم���ة‬ ‫واألط���راف االخ���رى لتهدئ���ة االوض���اع‬ ‫‪،‬ومعظم املصابني والقتلى من التبو وال نعلم‬ ‫عدده���م ‪ ،‬وكل ما ذكر يف وس���ائل االعالم‬ ‫لغرض زعزعة أمن اجلنوب ‪،‬وأمتنى إيقاف‬ ‫ه���ذه االعم���ال اإلجرامي���ة ال�ت�ي من ش���أنها‬ ‫إش���عال حروب عرقية ضد جنس ما ‪،‬ودولة‬

‫تش���اد هل���ا س���يادتها ونتمن���ى م���ن احلكومة‬ ‫التش���ادية أن توض���ح لن���ا ما ي���دور على هذا‬ ‫االرض من هجوم التى تشنها قواتها وحنن‬ ‫نس���تغرب م���ن عدم وج���ود تصرحي���ات من‬ ‫ال���وزارة الدف���اع والداخلي���ة واحلكومة حول‬ ‫هذا التدخل االجنيب ‪ ،‬وبودنا الصاحل لذي هو‬ ‫خ�ي�ر ‪ ،‬حلقن الدماء يف ه���ذه املنطقة ووقف‬ ‫اط�ل�اق الن���ار ‪ ،‬وليبي���ا الزال���ت حت���ت البند‬ ‫الس���ابع أمتنى من الليبي�ي�ن أن يدركوا هذا‬ ‫االم���ر لنبتعد من التدخل االجنيب والدخول‬ ‫يف متاه���ات ونزاعات يف غنى عنها ‪،‬كل يوم‬ ‫صراع يف جه���ة كل يوم عائلة يف كل يوم‬ ‫دم ينزف من بداية هذه الثورة اىل غاية هذه‬ ‫اللحظة ‪،‬حتى الدول االخرى التى س���اعدت‬ ‫ليبيا ووقفت معها يستغربون افعال الليبيني‬ ‫الدموي���ة م���ع بعضه���م البع���ض ‪،‬والقن���وات‬ ‫االعالمي���ة تص���رح بأخب���ار غ�ي�ر مس���ئولة‬ ‫وجاهلة وق���د فعل ذلك أح���د أعضاء املؤمتر‬ ‫الوطين السابق‪ ،‬كان عليه أن حيقن الدماء‬ ‫وإيقاف أش���عال الفتن���ة ب�ي�ن الليبيني ‪،‬البد‬ ‫لليبيني ان يدركوا ان قبائل اوالد س���ليمان‬ ‫وقبائ���ل الزوي���ة والتبو و متت���د جدورهم ما‬ ‫بني ليبيا وتش���اد والنيجر والس���ودان ‪،‬وعشنا‬

‫معه���م يف احلل���وة وامل���رة أخوة ولك���ن هناك‬ ‫اطراف خارجية حترك هذه القبائل الليبية‬ ‫فيما بينها بتشكيل الكتائب وفئات مدعومة‬ ‫من الدولة ضد القبيلة االخرى ‪.‬‬

‫مجعة الندي املتحدث باس��م التجمع‬ ‫الوطنى التباوي‬

‫أن م���ا جي���ري يف س���بها ه���و نزاع ب�ي�ن التبو‬ ‫وقبائ���ل أوالد س���ليمان ه���ذه االح���داث بعد‬ ‫يومني م���ن مقتل منصور االس���ود يف تراغن‬ ‫حس���ب م���ا ورد م���ن االنب���اء م���ن احلاك���م‬ ‫العس���كري ‪ ،‬واهلدن���ة ق���د أخرتق���ت الن‬ ‫الدول���ة قد اتبع���ت أج���راءات خاطئة مل تكن‬ ‫مصاحلة على اسس سليمة ومطالب بعض‬ ‫االش���خاص مل ُتل���ب وكذل���ك االش���خاص‬ ‫الذي���ن أرتكب���وا االعم���ال االجرامي���ة يف‬

‫احداث م���ارس ‪ 2012‬اليزالون طلقني ومل‬ ‫يس���لموا اىل اجلهات القضائي���ة او املختصة‬ ‫‪ ،‬وجيول���ون داخ���ل املدن م���ع ارت���كاب املزيد‬ ‫من االعم���ال االجرامي���ة ‪،‬واختل���ط احلابل‬ ‫بالنابل مما جعلنا ال نس���تطيع التفريق بني‬ ‫العسكري النظامي والثائر ‪،‬ووسائل االعالم‬ ‫تعمل على جعل التب���و غري ليبيني وإمنا هم‬ ‫تش���اديني وهذه الذرائع ودائما حتصل حتى‬ ‫عندم���ا خيرج���ون للتظاه���ر يقول���ون عنهم‬ ‫أنهم تشادين ولكن بعد االقتتال يتصافحون‬ ‫ويعرتف���ون بذل���ك كم���ا ح���دث فيما س���بق‬ ‫‪،‬وننفى وج���ود للقوات التش���ادية وإمنا نزاع‬ ‫قبل���ى حب���ث ‪.‬وكم���ا أؤك���د أن���ه ال وج���ود‬ ‫لقوات اجلي���ش النظامي اللي�ب�ي يف املنطقة‬ ‫ووزارة الدفاع و االركان مل تتحرك يف هذا‬ ‫اجلان���ب لوقف ه���ذا الن���زاع ‪ ،‬فالفضل يعود‬ ‫لألعي���ان وحلكم���اء املنطقة الغربي���ة الذين‬ ‫تدخلوا لتهدئه االوض���اع وايضا حلكماء من‬ ‫قبائل التبو وأوالد س���ليمان وقبائل املقارحة‬ ‫وقبائل الورفلة ‪.‬‬ ‫و بالنس���بة للوض���ع الصحى هن���اك جرحى‬ ‫وقتل���ى م���ن كال الطرف�ي�ن يف ح�ي�ن‬ ‫أس���تطاع التبو نقل اجلرحى اىل مستش���فى‬

‫م���رزق الت���ى تعاني نقصا ش���ديدا يف املعدات‬ ‫واإلمكاني���ات ‪ ،‬فم���ن الصعب نق���ل اجلرحى‬ ‫اىل مستش���فى س���بها املركزي ومتة حاالت‬ ‫حرج���ة ومل يتم نقل اجلرحى اىل طرابلس‬ ‫اال بعد مرور مخس���ة او س���تة اي���ام ‪ ،‬يف حني‬ ‫مت نق���ل اجلرح���ى م���ن الط���رف الثان���ي يف‬ ‫نفس الي���وم اىل طرابلس وتونس عرب مطار‬ ‫متنهن���ت ‪،‬فهل هذا هو دور الدولة اليت عليها‬ ‫أن حتتض���ن اجلمي���ع وباجلمي���ع ‪ ،‬وأن ال‬ ‫تدع���م ط���رف دون االخ���ر حينما تس���ارع يف‬ ‫نق���ل اجلرحى من اوالد س���ليمان واالهتمام‬ ‫بهم وإهمال للط���رف االخر املتمثل يف التبو‬ ‫الذي���ن ال يزال���ون يعان���ون ‪،‬وحنن نتس���اءل‬ ‫أين هو اجليش والذي حيمي الش���عب كل‬ ‫الشعب دون احنياز أو متييز ؟‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 - 21 ( - ) 141‬يناير ‪) 2014‬‬

‫‪05‬‬

‫ُ‬ ‫ينقصه التوازن !‬ ‫اإلعالم اللييب يف زمن التغيري‪ ...‬انفتاح‬

‫خلود الفالح‬

‫غاب��ت قن��وات اجلماهريي��ة والليبية والش��بابية وصح��ف “اجلماهريية‪ ،‬الش��مس‪ ،‬الفج��ر اجلديد‪،‬‬ ‫الزحف األخضر” التابعة للنظام اللييب الس��ابق ليتبوأ املش��هد اإلعالمي يف ليبيا منذ اندالع احلرب‬ ‫الع��ام ‪ ، 2011‬م��ا يتج��اوز املئ��ات من الصح��ف واجمل�لات والقن��وات التليفزيونية وحمط��ات الراديو‬ ‫املس��تقلة‪ .‬ومب��رور الزم��ن أخذ الع��دد يف النقصان والس��بب كما يق��ول أصحاب هذه املناب��ر االعالمية‬ ‫الدعم املادي وضعف الكادر الصحفي وعزوف املتلقي الذي أصبح ينتقي صحيفته وس��رعة نشر احلدث‬ ‫اللييب من جانب القنوات الكربى املعروفة‪.‬‬ ‫يقول التصنيف الس��نوي حلرية الصحافة الذي أصدرته منظمة “مراس��لون بال حدود” حلرية اإلعالم‬ ‫للع��ام ‪ 2013‬س��جلت ليبي��ا الرتتيب” ‪ ”131‬وحس��ب التقرير فأنها س��جلت تقدما عن العام الس��ابق‬ ‫بـــــ��ـ” ‪ ”23‬درج��ة‪ ،‬ورغم ذلك أوضح التقري��ر أن حرية اإلعالم يف ليبيا مازال��ت يف خطر إذ ال يوجد‬ ‫قانون حيمي الصحفيني واملؤسس��ات اإلعالمية حيث يش��هد كالهما اعتداءات متكررة وتقيد اجلرمية‬ ‫ضد جمهول ويرجع التقرير ذلك إىل انتشار األسلحة وعدم تفعيل القوانني وتشكيل اجليش والشرطة‬ ‫يف البالد حلد اآلن‪.‬‬

‫امحد الفيتوري‬

‫اإلعالم اللييب اآلن ال يزال يتميز بغياب التنظيم وذلك لعدم وجود جسم‬ ‫ينظم العمل كوزارة أو جملس أو هيئة‬ ‫•ق��ال أمح��د الفيت��وري رئي��س حتري��ر جريدة‬ ‫ميادين األس��بوعية واليت بدأت الصدور يف ش��هر‬ ‫مايو العام ‪20011‬‬

‫ليبيا يف حالة ما بعد الثورة حيث قد مت اإلطاحة‬ ‫بنظ���ام فاش���ي كان قد دم���ر الب�ل�اد وعمل على‬ ‫إزال���ة أي عم���ل مؤسس���ي‪ ،‬وعل���ى ه���ذا فليبيا يف‬ ‫مرحلة اإلنشاء وبالتالي تغوص يف وحول ما بعد‬ ‫ه���ذا النظام‪ .‬واإلعالم الناش���ئ وق���ع يف أي ٍد تريد‬ ‫بق���اء النظام الس���ابق هل���ذا مت احلرص الش���ديد‬ ‫عل���ى اس���تمرار اإلع�ل�ام العام لتحقيق مكاس���ب‬ ‫ش���خصية والس���يطرة عل���ى جمري���ات األم���ور‬ ‫والنتيج���ة إعالم أس���وأ مم���ا كان عليه س���ابقا‪.‬‬ ‫ويضي���ف الفيتوري اإلعالم اخل���اص اجلديد يف‬ ‫البالد برأيي يواجه معطيات اإلنش���اء من ناحية‪،‬‬ ‫ومن ناحية أخرى تريد القوى الفاشية اجلديدة‬ ‫وما تبقي من القدمية قمع هذا اإلعالم الناشئ‪.‬‬ ‫وحبس���ب الفيت���وري حن���ن يف مرحل���ة مواجهة‬ ‫وحرب ض���روس مل حيقق فيها اإلعالم الناش���ئ‬ ‫حريت���ه ‪ ،‬وبالتالي مل يس���تطيع أن ينقل األخبار‬ ‫حبيادي���ة أو بدقة معلوماتية‪ ,‬لكن رغم ذلك فإن‬ ‫ه���ذه املواجهة احملتدم���ة هي أهم م���ا حققه هذا‬ ‫اإلعالم الناش���ئ‪ ،‬ويؤكد الفيتوري هناك الكثري‬ ‫مم���ا دف���ع س���ابقا واآلن من أج���ل أن يك���ون مثة‬ ‫إعالم يف ليبي���ا وبالتالي إعالما حرا‪ ،‬وإذا جنحنا‬ ‫يف ذلك فسيكون ذلك اجنازا تارخييا‪.‬‬ ‫•وقالت الصحفية انتصار الربعصي‪:،‬‬ ‫إن أب���رز التحدي���ات ال�ت�ي تواج���ه الصحفيني يف‬ ‫ليبيا هي انتش���ار الس�ل�اح الذي حيد من التطرق‬ ‫ل���كل املواضيع حبري���ة ودون خوف‪ ،‬مش�ي�رة إىل‬ ‫أنه ومع تنامي سلسلة االغتياالت اليت استهدفت‬ ‫عس���كريني ليبيني مؤخرا‪ ،‬ب���رزت قائمة تناقلتها‬ ‫صفح���ات التواصل االجتماع���ي بأمساء عدد من‬ ‫اإلعالميني والصحفيني املستهدفني بالتصفية‪.‬‬ ‫وأوضحت الربعصي إن املش���هد اإلعالمي اللييب‬ ‫ينقص���ه الت���وازن‪ ،‬حي���ث إن أك�ب�ر املؤسس���ات‬ ‫اإلعالمي���ة والصحفي���ة تابعة لتيارات سياس���ية‬ ‫وتنق���ل القضاي���ا وتطرحها بش���كل غ�ي�ر متوازن‬ ‫ومنق���وص‪ ،‬واإلع�ل�ام العمومي ال ي���زال يتلبس‬ ‫النمط الرمسي‪.‬‬ ‫•غياب التنظيم‬

‫فات��ح اخلش��مي رئي��س حتري��ر جري��دة قورين��ا‬ ‫اجلديدة‬

‫وال�ت�ي كانت تصدر إبان احلكم الس���ابق باس���م‬ ‫قورين���ا أوض���ح أن ليبي���ا تش���هد اآلن انفتاح���ا‬ ‫إعالميا غري مس���بوق‪ ،‬حيث توجد العش���رات من‬ ‫القن���وات التلفزيوني���ة واملس���موعة إضاف���ة ع���ن‬ ‫مئ���ات الصحف احلكومي���ة واخلاص���ة‪ ،‬وأضاف‬ ‫اخلش���مي ‪ :‬لك���ن ومع وجود هذا الك���م الكبري هل‬ ‫ميكنن���ا أن نق���ول إن اإلع�ل�ام اللييب اس���تطاع أن‬ ‫يك���ون على خط مت���واز م���ع التط���ورات الراهنة‬ ‫اليت متر بها البالد‪ ،‬بالتأكيد ال‪ ،‬وذلك ألس���باب‬ ‫عديدة أهمه���ا ضعف اإلمكان���ات املادية والفنية‪.‬‬ ‫أيض���ا اإلع�ل�ام اللييب اآلن ال ي���زال يتميز بغياب‬ ‫التنظيم وعدم وضوح الرؤية‪ ،‬وذلك لعدم وجود‬ ‫جس���م ينظم هذا العم���ل ك���وزارة أو جملس أو‬ ‫هيأة وإن كانت احلكوم���ة قد عملت على إعادة‬ ‫إنش���اء وزارة لإلعالم إال أنها ولآلن مل تؤد دورها‬ ‫املأمول منها‪ .‬باألصح إنها غري موجودة فعال على‬ ‫الواق���ع‪ ..‬حقيقة ال أريد أن أق���ول الكثري أكتفي‬ ‫بالق���ول‪ :‬إن اإلع�ل�ام اللييب ينقص���ه الكثري حتى‬ ‫يك���ون قادرا عل���ى مواكب���ة التط���ورات الراهنة‪.‬‬ ‫وع���ن مواكبة قورين���ا اجلديدة ألح���داث البالد‬ ‫الراهن���ة ق���ال اخلش���مي‪ :‬قورين���ا ووفق���ا للمتاح‬ ‫لديها فإنها اس���تطاعت أن تك���ون من الصحف أو‬ ‫لنق���ل م���ن الوس���ائل اإلعالمية القليل���ة العاملة‬ ‫يف بداي���ة الثورة بش���رق الب�ل�اد‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫موقعه���ا اإللكرتون���ي وال���ذي يف حقيق���ة األم���ر‬ ‫مل يك���ن جلمي���ع الليبيني فرصة االط�ل�اع عليه‬ ‫النقط���اع خدم���ات االنرتن���ت ل���دى العدي���د من‬ ‫املتتبعني‪ .‬ومواكبتنا كانت يف غالبها من خالل‬ ‫ش���بكة املراس���لني يف خمتلف امل���دن واليت عملت‬ ‫على إنش���ائها تلك الفرتة‪ ،‬حي���ث ولعالقتها بعدد‬ ‫من الصحفي�ي�ن الليبي�ي�ن املتعاونني يف خمتلف‬ ‫املناط���ق املت���اح التواص���ل معه���ا خاص���ة الزاوية‬ ‫ومصراتة وزوارة وجادو إضافة إىل ش���رق ليبيا‬ ‫اس���تطاعت أن تغطي جل االح���داث الدائرة‪ ..‬أنوه‬ ‫إىل أن العمل تلك الفرتة كان عمال تطوعياً من‬ ‫اجلمي���ع‪ .‬ايض���ا كان للصحيف���ة يف تلك الفرتة‬ ‫مصادره���ا اخلاص���ة م���ن العس���كريني وأعض���اء‬ ‫اجملل���س الوط�ن�ي االنتقال���ي واجملتم���ع املدن���ي‬ ‫وغريه���ا من املصادر ما ات���اح للصحيفة مواكبة‬ ‫األح���داث‪ ،‬وبالتال���ي اس���تطاعت أن تكون مصدرا‬ ‫م���ن املص���ادر اليت اعتم���د عليها اإلع�ل�ام العربي‬ ‫والدول���ي يف نق���ل األخبار والتقاري���ر‪ .‬وبطبيعة‬ ‫احل���ال فإنن���ا كصحيف���ة اعتمدنا عل���ى العديد‬

‫م���ن املص���ادر التقليدي���ة وغ�ي�ر التقليدي���ة فكما‬ ‫قل���ت أن الصحيف���ة لديها ش���بكة من املراس���لني‬ ‫الذين كان هلم الدور يف نقل جمريات األحداث‬ ‫من دائ���رة احلدث‪ ..‬اذكر أن الصحيفة أرس���لت‬ ‫مراس���ليها إىل مصرات���ة إب���ان احلص���ار مرتني‪،‬‬ ‫إضاف���ة إىل س���رت والربيق���ة‪ ..‬كم���ا أن لديه���ا‬ ‫مراس���لني يف الزاوي���ة وزوارة وج���ادو وذلك إبان‬ ‫احل���رب الدائرة هن���اك‪ .‬ويضيف احلش���مي بعد‬ ‫ً‬ ‫قلي�ل�ا‪ ،‬إذ بات من الطبيعي‬ ‫الثورة اختلف احلال‬ ‫أن يبح���ث الصحفي�ي�ن ع���ن مص���ادر دخ���ل هلم‪،‬‬ ‫ولعجز الصحيفة عن تغطية كافة مصروفات‬ ‫م���ن تعاون���ت معه���م يف وقت س���ابق فق���د كان‬ ‫م���ن الطبيع���ي ان يقل ع���دد املتعاون�ي�ن معها بل‬ ‫والعامل�ي�ن لديه���ا أيضا‪ ،‬وهذا قلل م���ن امكانيات‬ ‫الصحيف���ة يف تغطي���ة كل األح���داث الدائرة يف‬ ‫الوق���ت الراهن على الس���احة الليبية‪ ..‬لكن هذا ال‬ ‫يعين أننا متوقفون عن العمل مازلنا مس���تمرين‬ ‫رغ���م الصع���اب والعراقيل‪.‬وأك���د اخلش���مي أن‬ ‫إقب���ال الق���راء عل���ى صحيف���ة قورين���ا اجلديدة‬ ‫أم���ر م�ت�روك للمتبع�ي�ن ولكنه يس���تطيع القول‬ ‫أن الصحيف���ة تقف يف موقع متقدم بني وس���ائل‬ ‫اإلع�ل�ام الليبي���ة من حي���ث املتابع���ة‪ .‬ومل تواجه‬ ‫الصحيف���ة حت���ى ه���ذه اللحظ���ة أي���ة تهديدات‬ ‫أو خماط���ر‪ ،‬فسياس���تها مبني���ة عل���ى التحق���ق‬ ‫والتثبيت ومن ثم النش���ر‪ ..‬وش���عارهم هو (الرأي‬ ‫للجميع)‪ ..‬فق���ط يتعرضون لبعض النقد أحيانا‬ ‫وهذا من طبيعة العمل الصحفي‪.‬‬

‫•اخلطوط احلمراء‬ ‫يقول عوض الشاعري مدير حترير جريدة املختار‬

‫النصف شهرية أن املش���هد اإلعالمي اللييب إبان‬ ‫الثورة خيتلف عما هو عليه اآلن‪ ,‬وتربيره لذلك‬ ‫احملاذير يف عهد القذايف تقف أمام تطور اإلعالم‬ ‫اللييب حنو أداء دوره كام ً‬ ‫ال‪ ,‬وأضاف الش���اعري‬ ‫إال أنن���ا نالح���ظ يف وقتن���ا احلاض���ر أن اإلع�ل�ام‬ ‫بصف���ة عامة يف ليبيا أصب���ح ال مالمح ثابتة له‪,‬‬ ‫بل أن كثرياً من الصحف واملطبوعات والقنوات‬ ‫أصبح���ت جمرد أبواق ألح���زاب أو تيارات معينة‬ ‫خت���دم مصاحله���ا‪ ,‬وأن أق�ل�ام كث�ي�رة أصبحت‬ ‫تس���عى جل�ن�ي امل���ال فق���ط وب���أي وس���يلة‪ ,‬وأن‬ ‫اجلمي���ع يتش���دق باس���م الوط���ن والوط���ن ه���و‬ ‫آخر ش���يء يف س���لم اهتماماتها تقريب���ا‪ ,‬كما أن‬ ‫اإلعالم���ي والصحف���ي احلر ال وجود ل���ه تقريبا‬ ‫وإن وجد فأن���ه يعاني األمرين يف س���بيل البحث‬

‫فاتح اخلشمي‬

‫عوض الشاعري‬

‫ع���ن احلقيقة اليت ننش���دها مجيع���ا‪ ,‬وإن وجدها‬ ‫فهناك حماذير كثرية وخطوط محراء أكثر‪.‬‬ ‫وخيتم الش���اعري بالق���ول‪ :‬أن هن���اك دائما قلق‬ ‫وخ���وف م���ن جان���ب الصحف���ي على مص�ي�ره أو‬ ‫مصري أس���رته من مغبة الدخ���ول على اخلطوط‬ ‫احلمراء‪ ,‬ويضيف الش���اعري‪ :‬رغم اخلوف هناك‬ ‫بع���ض املوضوعات اخلجول���ة يف بعض الصحف‬ ‫اليت تتط���رق بني احلني واآلخر إىل نش���ر أخبار‬ ‫ومق���االت رأي ل ُكتاب حول بع���ض الظواهر اليت‬ ‫طرأت على احلياة الليبية مبختلف مس���توياتها‬ ‫وأبعاده���ا‪ ,‬خاصة التط���رف واالغتياالت وإغالق‬ ‫املط���ارات وحق���ول النف���ط‪ ,‬م���ن وجه���ة نظ���ري‬ ‫الطري���ق ال يزال طويال أمام اإلعالم اللييب حتى‬ ‫يك���ون صانعاً لل���رأي الع���ام ومش���اركا يف انتاج‬ ‫بعضاً من مالمح املشهد السياسي يف بالدنا‪ ،‬وإن‬ ‫كانت هن���اك بعض الصعوبات اليت تكفل حرية‬ ‫الرأي والتعبري حتت سطوة السالح‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 - 21 ( - ) 141‬يناير ‪) 2014‬‬

‫ما تيسر من سرية املناضل التونسي أمحد كرعود‬

‫فاطمة غندور‬

‫ويف رأي وم��ا ش��اهدته م��ن عزمي��ة‬ ‫للمجتم��ع املدن��ي يف بنغ��ازي ‪ ،‬وخ��روج‬ ‫الن��اس يف درن��ة قائل�ين بص��وت واح��د‬ ‫ال نري��د س�لاحا إال الس�لاح الش��رعي‬ ‫كل ذل��ك يعطي أم��ل أن هناك أمل يف‬ ‫املستقبل لتجاوز الصعوبات املوجودة‬

‫‪ 2‬من ‪2‬‬

‫إن أبين الش��ابني يقوالن ل��ي ‪ :‬نريدك أيضا جبانبنا ‪...‬حنن‬ ‫أيضا لنا حقوق يا سيد حقوق االنسان !‬ ‫ميادي��ن ‪ :‬ما ال��ذي أضافه ل��ك العمل ضمن‬ ‫منظم��ة العفو الدولية كمنظم��ة حقوقية دولية‬ ‫وقد تركت العمل السياسي يف بلدك ؟‬

‫التحاق���ي مبنظم���ة العف���و الدولي���ة ل���ه ص���داه‬ ‫الش���خصي وكذل���ك املرجع���ي فه���ذا التاري���خ‬ ‫أوصل�ن�ي اىل أن أخ���دم الن���اس وأن أكون أكثر‬ ‫فاعلي���ة ‪ ،‬بالتأكيد ولوجي للعم���ل احلقوقي ال‬ ‫يعين ذل���ك أنين ضد العم���ل السياس���ي او العمل‬ ‫احلزبي ب���ل على العكس متام���ا فالعمل احلزبي‬ ‫مه���م جدا وخاصة يف مراح���ل بناء الدميقراطية‬ ‫ولكن وحده ال يكفي والتجربة التونسية تؤكد‬ ‫ذل���ك وان���ه الب���د م���ن إجي���اد منظم���ات جمتمع‬ ‫مدني املستقلة واليت تسري بطريقة دميقراطية‬ ‫وتس���اهم يف تعبئ���ة وتثقيف الن���اس وتصبح هي‬ ‫الص���وت املع�ب�ر ‪ ،‬فالس���لطة يلزمه���ا ص���وت قوي‬ ‫يداف���ع عن حق���وق الن���اس ‪ ،‬من هن���ا عملت مع‬ ‫منظمة العف���و الدولية أوال كعضو ثم التحقت‬ ‫به���ا كموظ���ف واش���تغلت يف عدي���د البل���دان ‪:‬‬ ‫مص���ر ‪ ،‬األردن ‪ ،‬وغ���زة ‪ ،‬وبقي���ت أكثر من عقد‬ ‫يف لبن���ان (ب�ي�روت ) كمدير للمكت���ب اإلقليمي‬ ‫ملنظم���ة العفو الدولية ‪ .‬كانت عالقيت باملنظمة‬ ‫شخصية وفكرية ‪ ،‬ذاتيا هي اليت أزرتين ورفاقي‬ ‫يف أي���ام احملن���ة وقف���ت معن���ا وتابع���ت قضايانا ‪،‬‬ ‫أوصل���ت أصواتن���ا للعامل وكان���ت ضاغطة على‬ ‫الس���لطة التونس���ية س���واء بالنس���بة لقضيتنا بل‬ ‫وكل قضايا س���جناء الرأي ‪ ،‬ومن خالهلا عرفت‬ ‫أهمي���ة منظم���ة متث���ل حرك���ة ش���عبية عاملية‬ ‫هذه احلرك���ة منطلقة من انتم���اء أفراد همهم‬ ‫األساس���ي كونهم يقفون اىل جانب افراد اخرين‬ ‫يعيش���ون حاالت من الظلم ميسهم يف كرامتهم‬ ‫ويف جس���دهم ‪ ،‬يتعرضون للتعذي���ب ‪ ،‬لالعتقال‬ ‫التعس���في ‪ ،‬وألح���كام اإلعدام ‪ ،‬واحيان���ا االغتيال‬ ‫والقتل خ���ارج دائ���رة القض���اء ‪ ،‬أو االختفاء كل‬ ‫تلك احلاالت والقضايا اشتغلت عليها كمنظمة‬ ‫العف���و الدولي���ة ‪ ،‬واملنظم���ة لديه���ا مي���زة أخرى‬ ‫هام���ة تتمث���ل يف جانبني أو قس���مني م���ن العمل‬ ‫‪ :‬لديه���ا أعض���اء ممثلني هلا يف أكث���ر من ‪ 50‬أو‬ ‫‪ 60‬بل���د ‪ ،‬وه���م أعضاء يعطون من وقتهم‪ ،‬ومن‬ ‫جهدهم ومن ماهلم ‪ ،‬ويرفعون هدفا كبريا أنهم‬

‫ضد انتهاك حقوق االنس���ان أينما وجد ‪ ،‬ويقفون‬ ‫مع املظلومني ويبعثون هلم برس���ائل ‪ ،‬وينشرون‬ ‫مق���االت ‪ ،‬ويس���تعينون بالصحاف���ة ‪ ،‬وحيتجون‬ ‫‪ ،‬ويقف���ون يف املناب���ر ‪ ،‬وأم���ام مق���رات الس���فارات‬ ‫وغريه���ا كل ه���ذا العمل وليت���م بطريقة فعالة‬ ‫يرتب���ط بقس���م أخ���ر ‪ :‬وه���م موظف���ون وه���م‬ ‫أن���اس مهنيون باحث���ون جيمع���ون املعلومات عن‬ ‫االنته���اكات وحيللونه���ا من ناحي���ة قانونية ثم‬ ‫يطلبون من األعضاء أن يتحركوا ‪ ،‬وهناك أيضا‬ ‫قس���م كبري م���ن اإلعالميني حيث يت���م التعامل‬ ‫م���ع االعالم العاملي ‪ ،‬وقس���م االتص���ال حيث يتم‬ ‫االستفادة من وسائل االتصال احلديثة ثم هناك‬ ‫قس���م له عالقة باملنظم���ات الدولي���ة مثل األمم‬ ‫املتح���دة وجملس حق���وق االنس���ان و ‪....‬غريهم ‪،‬‬ ‫هذي���ن املكون�ي�ن بهم أعض���اء او فلنق���ل موظفني‬ ‫مهني�ي�ن يعط���ون ق���وة للمنظم���ة ‪ ،‬م���ا يفرحين‬ ‫يف العم���ل مع املنظم���ة كوني عرف���ت املكونيني‬ ‫كمتط���وع وكعضو يف املنظم���ة واالن وألكثر‬ ‫من ثالثني س���نة ‪،‬عمل���ت يف املنظمة ألكثر من‬ ‫ثالث عشر سنة ‪ ،‬اخذت اخلربة من اجلهتني‪.‬‬

‫ميادي��ن ‪ :‬ماه��ي جوانب العم��ل يف املنظمة‬ ‫املتعلق��ة بأوض��اع البل��دان العربية واليت تش��هد‬ ‫انتهاكات مستمرة حلقوق االنسان ؟‬

‫فيما يتعلق بالعمل بالبلدان العربية ومنها تونس‬ ‫فيمكن تس���ميتها بالبدان (املنكوب���ة ) فيما يتعلق‬ ‫بانته���اكات حق���وق االنس���ان كل االنتهاكات‬ ‫ال�ت�ي ترصدها املنظمة موج���ودة يف هذه الدول ‪،‬‬ ‫بل���دان مثل اململكة العربية الس���عودية ‪ ،‬العراق ‪،‬‬ ‫أو ايران من بني العش���رة بل���دان األوىل يف العامل‬ ‫األكثر ممارسة حلكم اإلعدام كذلك االختفاء‬ ‫القس���ري ال���ذي عان���ى اللبناني���ون من���ه كث�ي�را‬ ‫واملغارب���ة أيضا ‪ ،‬الس���وريون والعراقي���ون اختفاء‬ ‫باملئ���ات ‪ ،‬االغتي���ال والقت���ل خارج نط���اق القضاء‬ ‫‪ ،‬وهن���ا س���أذكر ما جرى يف ليبيا ويف س���جن أبو‬ ‫س���ليم ‪ ،‬فمنظم���ة العفو قام���ت بدورها يف مجع‬ ‫املعلومات ثم نش���رها وكيف ش���ارك الناشطون‬ ‫يف املنظم���ة يف نش���ر التقري���ر بأكثر م���ن لغة ‪:‬‬ ‫العربي���ة واالجنليزية والفرنس���ية واالس���بانية‬ ‫‪ ،‬وكن���ا – لألمان���ة ‪ -‬جند كثري م���ن احلرج يف‬

‫البل���دان العربية مل يصدقوا ما جرى يف ليبيا من‬ ‫بشاعات يف سجن أبو سليم حتى عندما قدمنا هلم‬ ‫التقرير بادروا بالتشكيك و عندما طالعوا الصور‬ ‫وقرأوا الش���هادات بهتوا وصمت���وا ‪ ،‬األوضاع اليت‬ ‫يعانيها الفلس���طينيون يف األراضي الفلسطينية‬ ‫احملتل���ة ‪ ،‬األوضاع اإلنس���انية يف العراق ‪ ،‬س���وريا‬ ‫واملغ���رب ‪ ،‬ذات م���رة تابعن���ا النظ���ام القضائي يف‬ ‫اململكة السعودية وما هو مسكوت عنه – وما يتم‬ ‫بكثري من السرية – وإن كانت الثورات العربية‬ ‫قد أرسلت رسائل حتذيرية لبعض من األنظمة‬ ‫فغ�ي�رت بعضا من توجهاتها ‪ ،‬والس���عودية منوذج‬ ‫لذلك ‪ ،‬اضحى هناك اهتمام باملس���ألة احلقوقية‬ ‫‪ ،‬ويدل أيضا أن اعمال ومس���اع وأنشطة منظمات‬ ‫مثل ‪ :‬منظمة العف���و الدولية ‪ ،‬أو منظمة حقوق‬ ‫االنسان ‪،‬او الفيدرالية الدولية ‪ ،‬وأيضا املنظمات‬ ‫الوطنية كان هلا تأثري بالضغط على السلطات ‪.‬‬

‫ميادين ‪ :‬كمناضل سياس��ي ُثرت على اوضاع‬ ‫ظامل��ة يف بل��دك ‪...‬وعاص��رت أيضا ثورة ش��باب‬ ‫تونس ومصر وليبيا واليم��ن والبحرين ‪...‬كيف‬ ‫تقرأ املشهد احلقوقي بعد االنتفاضات الشعبية ؟‬

‫س���ؤال مهم ففي بعض األحيان قد يتبادر للذهن‬ ‫أن خروج وسقوط ‪ :‬حسين مبارك يف مصر أو بن‬ ‫علي يف تونس ‪ ،‬أو القذايف يف ليبيا ‪ ،‬أو علي صاحل‬ ‫يف اليمن ‪ ،‬فيبدو وكأننا س���ننتقل خالل ساعات‬ ‫اىل حياة فيه���ا وضع جدي���د ‪..‬وردي ‪...‬بالتأكيد‬ ‫أن ذلك لن يكون وضعا صحيحا وس���ليما ‪ ،‬حنن‬ ‫نعيش االن فرتة ننتقل فيها من استبداد سياسي‬ ‫وقمع كان له أشكال حمددة اىل وضعية مهتزة‬ ‫االن ‪ ،‬فيه���ا إرب���اك ألن النظ���ام القدي���م الي���زال‬ ‫موجودا ومل يضمح���ل بأكمله ‪ ،‬واجلديد مازال‬ ‫مل يت���م بنائه وال أقيمت مؤسس���اته ال�ت�ي يرتكز‬ ‫عليه���ا ‪ ،‬وكأن���ه زل���زال أو رج���ة أرضية كبرية‬ ‫فلنقل أنه كتس���ونامي نعيش���ه حلظ���ة بلحظة‬ ‫وحنت���اج اىل زم���ن لكي ُنعي���د البناء على أس���س‬ ‫س���ليمة ‪ ،‬وجي���ذر بن���ا مواصلة العم���ل احلقوقي‬ ‫ألن االنته���اكات تأخ���ذ أش���كال أفظ���ع حي���ث ال‬ ‫يصب���ح عندك جه���ة حكومية وال وس���ائل للردع‬ ‫مثل م���ا كان موج���ود أثناء احلكم االس���تبدادي‬ ‫واليت يف حينها تبحث على من هو قادر بالضغط‬

‫عليه���ا ‪ ،‬الي���وم تتع���دد املراك���ز الخت���اذ الق���رار‬ ‫وذل���ك م���ا يُصعب الق���رار للتص���دي ل���ه ‪ ،‬ولكن‬ ‫عل���ى املنظم���ات احلكومي���ة وغ�ي�ر احلكومية أن‬ ‫تق���وم بأدواره���ا ‪ ،‬وننتبه اىل الس���لطات اجلديدة‬ ‫رغم انه���ا ال متلك ذات القوة وال حتى الش���رعية‬ ‫أقص���د ق���وة النف���وذ فف���ي اعتق���ادي أن عليها أن‬ ‫ُتول���ي مس���ألة حق���وق االنس���ان أهمي���ة كربى‬ ‫وهناك بعض املؤسس���ات االن مث�ل�ا وزارة حقوق‬ ‫االنس���ان والعدالة االنتقالي���ة يف تونس ‪ ،‬اجمللس‬ ‫الوط�ن�ي للحري���ات وحق���وق االنس���ان يف ليبي���ا ‪،‬‬ ‫وهكذا يف البلدان األخرى ‪ ،‬واملطروح لديها إجياد‬ ‫قوانني ومنه���ا قانون العدال���ة االنتقالية وثقافة‬ ‫العدال���ة االنتقالي���ة من أجل معرف���ة حقيقة ما‬ ‫جرى ‪ ،‬وحماس���بة املس���ؤولني عل���ى االنتهاكات‬ ‫اجلس���يمة ثم اص�ل�اح املؤسس���ات وبالتالي ينتج‬ ‫عن ذلك مصاحلة حقيقية ومصاحلة للمواطن‬ ‫مع مؤسس���ات الدول���ة ‪ ،‬فاملؤسس���ات كانت ُتدار‬ ‫بشكل يُس���يء حلق املواطن واليوم مطروح علينا‬ ‫ان املواطن�ي�ن واملقيم�ي�ن يف البل���د يك���ون عندهم‬ ‫حقوق ‪ ،‬يف املؤسس���ات ‪ :‬الشرطة ‪ ،‬العدل ‪،‬االعالم‬ ‫‪ ،‬التعليم ‪... ،‬كلها عليها أن تراعي معايري دولية‬ ‫حلقوق االنسان ‪ ،‬ودولنا دول أطراف يف منظومة‬ ‫األم���م املتح���دة ويف اتفاقياته���ا الدولي���ة ‪ ،‬وحنن‬ ‫ُملزم���ون باحرتام تل���ك االتفاقيات ‪ ،‬ويف تقديري‬ ‫ان صعوبتها ومشاكلها كيف جنعل من الوعي‬ ‫حبقوق االنس���ان يف قلب املعاجلة ‪ ،‬وهي تكس���بنا‬ ‫الوقت وتقلص من االنتهاكات ‪ ،‬فانتشار السالح‬ ‫يف البل���دان علين���ا أن جنعل من القان���ون ينطبق‬ ‫علي���ه ‪ ،‬والب���د من النظ���ر إليه م���ن زاوية حقوق‬ ‫االنس���ان أي اح�ت�رام وضم���ان ح���ق االنس���ان يف‬ ‫احلياة ‪ ،‬ال ميكن ان يظل انتش���ار السالح يف كل‬ ‫مكان ‪ ،‬وليس يف يد الس���لطة الوحيدة والشرعية‬ ‫يف البالد ‪ ،‬اليت تنبثق عن االنتخابات ‪ ،‬وحتاس���ب‬ ‫أي جهة حتتكر الس�ل�اح ‪ ،‬ألن انتش���ار السالح يف‬ ‫الع���امل جزء ُمس���بب يف الكوارث م���ا مل يكن يف يد‬ ‫الس���لطة احلقيقي���ة ‪...‬واحل���وادث يف أمريكا خري‬ ‫ش���اهد على ذلك ش���اب يف العش���رين يق���دم على‬ ‫قت���ل تالميذ ومعلمني ‪....‬وللعل���م منظمة العدل‬ ‫الدولية ومنظم���ة ‪ X. FAO‬ومنظمات أخرى‬ ‫كثرية قامت حبملة عاملية حول تنظيم مس���ألة‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 - 21 ( - ) 141‬يناير ‪) 2014‬‬

‫منظمة العفو الدولية لديها أعضاء ممثلني هلا يف أكثر من ‪ 50‬أو‬ ‫‪ 60‬بلد ‪ ،‬وهم أعضاء يعطون من وقتهم‪ ،‬ومن جهدهم ومن ماهلم‬ ‫الس�ل�اح وإجياد اتفاقية دولية إلنتاج وبيع ومحل وتوزيع الس�ل�اح‬ ‫حت���ى يكون مضب���وط وبطريقة منظمة حافظ���ة وحامية حلقوق‬ ‫االنسان ‪.‬‬

‫ميادين ‪ :‬أمحد كرعود االنسان املنشغل بالعمل احلقوقي كيف‬ ‫هي حياتك العائلية ؟‬

‫انا والد شاب أمسه رامي ‪ ،‬وصبية امسها رانية ‪ ،‬االثنان يدرسان يف‬ ‫الثانوي���ة ‪ ،‬وزوجيت طبيبة ‪ :‬الس���يدة ليلى وه���ي حتتمل تنقالتي و‬ ‫توافق ليس عن طيب خاطر دائما عليها ‪،‬وفرتة أالثين عش���ر س���نة‬ ‫االخ�ي�رة كان تنقلي كث�ي�ر جدا وكانت له أث���اره العائلية فأبين‬ ‫الش���ابني يقوالن لي ‪ :‬نريدك أيضا جبانبن���ا ‪...‬حنن أيضا لنا حقوق‬ ‫يا س���يد حقوق االنس���ان !( يضحك ) وحقهم علي س���أحاول جهدي‬ ‫ما استطعت ‪...‬‬

‫ميادي��ن ‪ :‬انطباع��ك ع��ن زيارت��ك األوىل لبنغ��ازي وتعاطيك‬ ‫كخبري و ُمدرب قارب الناس هناك يف مدينة الثورة الليبية ؟‬

‫أول م���رة عرفت ليبي���ا كان بدخولي لبنغازي ‪ ،‬وش���اركت ملرتني‬ ‫مع ش���بكة ملنظمات غري حكومية يف بنعازي ث���م طرابلس ‪ ،‬أما عن‬ ‫االنطب���اع ع���ن بنغازي أُخلص���ه يف أنها لفتت انتباهي كلما س���رت‬ ‫جت���اه البح���ر‪ ،‬حبرها ُمبهر‪...‬وقد مررت بالش���ط هن���اك وأنا محُ ب‬ ‫للبحر ‪ ،‬بدا لي حبر بكر وأعجبين مجاله ‪ ،‬الشيء االخر ديناميكية‬ ‫ومش���اركة امل���رأة الليبي���ة يف العم���ل األهل���ي املدني ( فف���ي دورة‬ ‫طرابلس ظهرت النس���اء أكثر عددا من الرجال ! ) هناك ش���جاعة‬ ‫يف ابداء الرأي عند النساء ولديهن توق للمعرفة ‪ ،‬النساء يف بنغازي‬ ‫ُمب���ادرات ‪ ،‬وإن كنت الحظت مش���هدا عاما من التوت���ر يف املدينة ‪،‬‬ ‫وهو ما ينعكس على الن���اس وأمتنى أن تتجاوز بنغازي وكل املدن‬ ‫الليبية هذه املرحلة االنتقالية بصعوباتها وهي ليس���ت سهلة ‪ ،‬ولنا‬

‫أن نعل���م أن هن���اك أكث���ر من ‪ 50‬جترب���ة يف العامل م���رت البلدان‬ ‫فيه���ا بأوض���اع انتقالية بدأت م���ع املوجة األوىل ‪ :‬أس���بانيا واليونان‬ ‫والربتغ���ال ‪ ،‬ث���م امريكا الالتينية ثم أروبا الش���رقية ث���م أفريقيا ‪،‬‬ ‫واالن نعي���ش املوج���ة اخلامس���ة يف البل���دان العربي���ة ومل متر هذه‬ ‫التجارب بس���هولة ‪ ،‬واملناخ اخلارجي لديه تأث�ي�ره االن بقربنا اروبا‬ ‫الشرقية واروبا الغربية اليوم تدعمك من الناحية الفكرية واملادية‬ ‫ليس كما لو أنك يف منطقة مثل منطقة الش���رق األوس���ط هناك‬ ‫صراع حول املوارد وحول البرتول حول الثروات ‪ ،‬صراع ما بني قوى‬ ‫عاملي���ة وإقليمية وطائفي���ة كل ذلك يرتك ظالل���ه على األوضاع‬ ‫يف عمومه���ا ‪ ،‬لذلك أوضاعنا يف البل���دان العربية أصعب وأعقد ‪ :‬يف‬ ‫تون���س او ليبيا أو اليم���ن أو مصر ‪،‬فرتات االنتقال أصعب بكثري من‬ ‫البلدان األخرى ‪ ،‬ويف رأي وما شاهدته من عزمية للمجتمع املدني‬ ‫يف بنغ���ازي ‪ ،‬وخ���روج الن���اس يف درنة قائلني بص���وت واحد ال نريد‬ ‫س�ل�احا إال السالح الش���رعي كل ذلك يعطي أمل أن هناك أمل يف‬ ‫املستقبل لتجاوز الصعوبات املوجودة ‪.‬‬

‫‪07‬‬ ‫عبد اهلل إبراهيم ‪:‬‬ ‫حصولي جائزة فيصل‬ ‫العاملية لآلداب تأكيد‬ ‫ملرجعييت العراقية‬

‫ميادين ‪ :‬دع�ني أختتم لقاءنا املُمتع معك ومع دخول الس��نة‬ ‫اجلديدة ‪ِ .. 2014‬بكيف ُتقيم األوضاع يف تونس اليوم ؟‬

‫املش���هد التونسي ُمركب فبعد ثالث سنوات من هروب الرئيس بن‬ ‫عل���ي وانتخابات ألول جملس تأسيس���ي تونس���ي بعد الث���ورة ‪ ،‬فإن‬ ‫نس���ق البناء للمؤسسات اجلديدة يسري ببطء كبري‪ ،‬و اىل حد االن‬ ‫ليس لدينا دس���تور ‪ ،‬وان كنا خطونا خطوات هامة جدا يف كتابة‬ ‫الدستور ‪ ،‬ويف نفس الوقت هناك عدم استقرار حكومي ‪ ،‬فمنذ ثالث‬ ‫س���نوات تناوبتنا مخس حكوم���ات ‪ :‬حكومتني للغنوش���ي ‪ ،‬وحكومة‬ ‫للسبس���ي ‪ ،‬وحكومة اجلبالي ‪ ،‬وحكومة عل���ي العريض ‪ ،‬واحلديث‬ ‫االن عن حكومة سادس���ة ‪ ،‬وبالتالي هناك عدم استقرار وعدم رضا‬ ‫ع���ن أوضاع الب�ل�اد ‪ ،‬ولكن أن���ا يف تقدي���ري أن التجربة التونس���ية‬ ‫اىل ح���د االن فيها نقطة ق���وة وهو دور وصع���ود منظمات‬ ‫اجملتم���ع املدن���ي لديها ثقل وهي فعال���ة وهلا صوت واضح‬ ‫يف املش���هد ‪ ،‬ويف االزم���ة السياس���ية األخرية اليت يعيش���ها‬ ‫البل���د دليل عل���ى ذلك فهي من مكنت األحزاب السياس���ية‬ ‫املتصارع���ة واليت مل تكن لتجلس مع بعضها البعض ومن‬ ‫االلتقاء يف حوار وطين ‪ ،‬ومن مناذجها الرئيس���ة ‪ :‬االحتاد‬ ‫العام التونس���ي للش���غل وهي متث���ل املركزي���ة النقابية ‪،‬‬ ‫االحت���اد التونس���ي للصناعة والتج���ارة واهليئ���ة الوطنية‬ ‫للمحامني ثم الرابطة التونس���ية وهي مؤسسات جمتمع‬ ‫مدن���ي عريقة منذ االربعينات بعضه���ا عمرها أكثر من‬ ‫‪ 50‬س���نة ‪ ،‬مما يدلل على حيوية اجملتمع كما أن مسار‬ ‫صياغة الدس���تور وحنن يف الصياغة الرابعة فكل مس���ودة‬ ‫من مس���ودات الدس���تور ظل اجملتمع املدني حاضرا وبقوة‬ ‫يف ح���ال إقراره���ا م���ن عدم���ه ‪ ،‬وهن���اك مثال عل���ى ذلك ‪:‬‬ ‫حقوق املرأة واالس���رة مثال هناك كان���ت هبة جمتمعية‬ ‫كب�ي�رة من منظم���ات تدافع عن حقوق الرج���ل واملرأة ‪...‬‬ ‫انا ش���خصيا متفائل فليس امام التونس���يني اال أن يواصلوا‬ ‫عملية االنتقال للدميقراطية عرب ثالثة أش���ياء أساسية‪،‬‬ ‫أوال ‪:‬االنتهاء من صياغة الدس���تور ‪ ،‬ثاني���ا اعداد انتخابات‬ ‫حرة ونزيهة وش���فافة ‪،‬لربملان وس���لطة تنفيذي���ة ‪ ،‬وثالثا‬ ‫املض���ي يف العدال���ة االنتقالي���ة لكش���ف حقيق���ة ما مضى‬ ‫ولبناء املستقبل على أسس صحيحة فاألمراض عليك ان‬ ‫تعرفها وتكش���فها وتعرف أس���بابها الجياد احللول هلا ‪ ،‬يف‬ ‫تقدي���ري تلك الثالث مرتك���زات ذات أهمية كبرية ولكي‬ ‫خي���دم ما هو األهم منهم وهو وض���ع اقتصادي واجتماعي‬ ‫لكل افراد اجملتمع وخاصة األكثر فقرا واألكثر تهميشا‬ ‫‪ ،‬حنن سندخل على مشكالت كربى يف حالة عدم التقدم‬ ‫يف ح���ل املش���اكل السياس���ية فعجلة اإلنت���اج متعطلة قد‬ ‫ت���ؤدي اىل أزم���ة اقتصادي���ة ومالية اذا مل حنل املش���اكل‬ ‫الدستورية والسياسية ‪.‬‬

‫حصل الناقد واملفكر العراق���ي املعروف الدكتور‬ ‫عبد اهلل ابراهيم عل���ى جائزة امللك فيصل العاملية‬ ‫للغ���ة العربي���ة واألدب ه���ذا الع���ام؛ يف جم���ال‬ ‫الدراس���ات النقدي���ة للرواي���ة العربي���ة احلديثة‪،‬‬ ‫تقدي���راً ألعمال���ه العلمية وإس���هاماته يف دراس���ة‬ ‫الرواية العربية احلديثة‪.‬وففي اتصال مع "العامل‬ ‫اجلدي���د" يف وقت متأخر من ليل الثالثاء املاضى ‪،‬‬ ‫يؤك���د الناقد إبراهيم‪ ،‬اخلرب‪ ،‬قائ�ل�ا "أفتخر بأن‬ ‫مرجعييت هي الع���راق‪ ،‬وأينما أك���ون فإنين قلبا‬ ‫وقالب���ا أنتمي اىل هذه الب�ل�اد اليت أعطتين الكثري‬ ‫من الف���او اىل زاخو"‪.‬ويف معرض رده على س���ؤال‬ ‫ح���ول حص���ده اجلوائز م���ن خارج ب�ل�اده يف حني‬ ‫مل يت���م انصاف���ه يف داخل بلده‪ ،‬يق���ول "أنا ال أقدم‬ ‫عتب���ا عل���ى أحد ح�ي�ن ال أمن���ح جائ���زة يف بالدي‪،‬‬ ‫وأكرم يف بالد عربية أخ���رى‪ ،‬هي أيضا بالدي"‪،‬‬ ‫موضحا "وحنن نش�ت�رك يف ه���ذه البالد بذاكرة‬ ‫وانتماء‪ ،‬متش���بعني بهذه املش���اعر العابرة للحدود‬ ‫واملذاهب واألعراق"‪.‬ويضي���ف "أفهم حالة العراق‬ ‫الذي يتعرض اىل حتديات كبرية‪ ،‬وأنا أمتنى أن‬ ‫يهت���م العراق مببدعيه‪ ،‬الذين يتفاعلون مع ترابه‬ ‫ومائ���ه يوميا‪ ،‬ودفع���وا دماءهم مثن���ا لوجودهم يف‬ ‫البلد‪ ،‬والذين يستحقون كل الرعاية واالهتمام‪،‬‬ ‫شأنهم شأن باقي املثقفني يف البالد العربية"‪.‬‬ ‫يش���ار اىل أن الدكتور عبد اهلل ابراهيم أكادميي‬ ‫ومفكر وأديب وناقد وباحث عراقي متخصص يف‬ ‫السرديات ونقد املركزيات الثقافية‪ ،‬فرض امسه‬ ‫من خالل اش���تغاالته اجل���ادة يف عدد من األعمال‬ ‫املهم���ة‪ ،‬وه���و م���ن موالي���د كرك���وك ‪.1957‬‬ ‫وأص���در ‪ 23‬كتابا وأكثر من ‪ 40‬حبثا علميا يف‬ ‫كربيات اجملالت العربية‪ .‬نال درجة الدكتوراه‬ ‫يف اآلداب العربي���ة عام ‪ 1991‬م���ن جامعة بغداد‪.‬‬ ‫وعم���ل أس���تاذا للدراس���ات األدبي���ة والنقدي���ة يف‬ ‫اجلامعات العراقية‪ ،‬والليبية‪ ،‬والقطرية منذ عام‬ ‫‪ 1991‬لغاية عام ‪ .2003‬ثم منسقا جلائزة قطر‬ ‫العاملية م���ن ‪ .2003-2010‬ويعم���ل حاليا خبريا‬ ‫ثقافي���ا بالديوان األم�ي�ري يف الدوحة‪ ،‬وهو باحث‬ ‫مشارك يف املوسوعة العاملية‬


‫‪08‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 - 21 ( - ) 141‬يناير ‪) 2014‬‬

‫خالد املطاوع عضوا‬ ‫باجمللس األعلى‬ ‫ألكادميية الشعراء‬ ‫األمريكيني‬ ‫إخت���ارت أكادميي���ة الش���عراء األمريكيني‬ ‫الشاعر اللييب االمريكي خالد املطاوع عضوا‬ ‫يف جملسها االعلى وذلك ملدة ‪ 6‬سنوات إبتدأ‬ ‫من ه���ذا العام‪ .‬العضوي���ة يف اجمللس االعلى‬ ‫هي منصب شريف ويعد تكرميا للشاعر الذي‬ ‫يتم انتخابه‪ .‬يضم اجمللس األعلى ‪ 15‬شاعرا‬ ‫يع���دون من اهم ش���عراء الوالي���ات املتحدة‪. .‬‬ ‫وتشمل الئحة الش���عراء الذين مت تكرميهم‬ ‫بضمهم جمللس االكادميية االعلى عمالقة‬ ‫الش���عر االمريك���ي واالجنلي���زي‪ .‬ه���ـ‪ ،‬أودن‪،‬‬ ‫ماري���ان م���ور‪ ،‬وج���ون آش���بريي‪ .‬باإلضاف���ة‬ ‫للمط���اوع مت انتخاب الش���اعر الربتو ريوس‬ ‫من اريزونا ايضا للمجلس االعلى‪.‬‬ ‫الش���اعرخـــالد املطــ���اوع ول���د يف بنغ���ازي‪،‬‬ ‫ليبي���ا‪ ،‬يف العام ‪ 1964‬وهاج���ر إلي الواليات‬ ‫املتحدة األمريكي���ة يف صباه‪ .‬يكتب املطاوع‬ ‫باالجنليزية ونشر اربع دوايني بها‪( ،‬خسوف‬ ‫اإلمساعيلية)‪( ،‬فلك األصداء)‪( ،‬أموريسكو)‬ ‫و(تاكوفي���ل) ‪.‬كم���ا ترج���م املط���اوع إل���ي‬ ‫اإلجنليزي���ة الكث�ي�ر م���ن الش���عر العرب���ي‬ ‫املعاصر‪ ،‬وش���ارك يف حتري���ر أنطولوجيتني‬ ‫ألدب العرب األمريكيني‪.‬‬ ‫كانت االكادميية سبق ان كرمت املطاوع‬ ‫مبنحة جائ���زة الزمالة عام ‪ .2010‬هذا وقد‬ ‫حص���ل املطاوع عل���ي عدة جوائ���ز أخرى من‬ ‫مؤسس���ة فنانى الواليات املتحدة‪ ،‬ومؤسسة‬

‫جوجنهايم‪ ،‬والوقف الوطين للفنون‪ ،‬وزمالة‬ ‫ألفرد ه���ودر من جامعة برنس���تون‪ ،‬وجائزة‬ ‫م���ن املرك���ز األمريكي (ب�ي�ن) عن ترمجة‬ ‫الش���عر‪ .‬يق���وم املط���اوع حالي���ا بتدري���س يف‬ ‫جامعة ميش���غان حيث هو أس���تاذ مشارك يف‬ ‫االدب االجنليزي والكتابة اإلبداعية‪.‬‬ ‫تأسس���ت اكادميي���ة الش���عراء االمريكيني‬ ‫قبل ‪ 80‬عاما‪ ،‬واألكادميية هي منظمة غري‬ ‫رحبية متنج اهم جوائز الش���عر يف الواليات‬ ‫املتحدة وتنش���ر جملة نصف سنوية وترعى‬ ‫العديد من االنشطة واملبادرات الشعرية‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•ليبيا املستقبل‬

‫الدكتورة ‪:‬هدى رجب العبيّدي ‪:‬‬ ‫الدولة املدنية املعاصرة تبدأ من كتابة دستورها‬ ‫يقول الشاعر أمحد شوقي‪:‬‬ ‫ولألوطان يف دم كل حر‬ ‫ُ‬ ‫مستحق‬ ‫سلفت ودين‬ ‫شبل‬ ‫لكل لبو ِة ولكل ِ‬ ‫نضال دون غايته ورشقُ‬ ‫كأن من السموأل فيه شيئاً‬ ‫ُ‬ ‫وخلق‬ ‫فكل جهاته شرف‬

‫احلسني املسوري‬ ‫الدكت��ورة ه��دى العبي��دي ه��ي مرش��حة للجنة‬ ‫الس��تني ع��ن الدائ��رة الثانية باجلب��ل األخضر‬ ‫عن مدينة البيضاء وقبل ذلك هي حتمل شهادة‬ ‫الدكتورة يف التحليل والنقد األدبي قسم اللغة‬ ‫العربية وتعمل حاليا رئيس��ة لقسم الدراسات‬ ‫العليا بكلية اللغات جبامعة الزيتونة بطرابلس‬ ‫ميادين التقت الدكتورة هدى العبيدي وطرحت‬ ‫عليه��ا أس��ئلة ح��ول انتخاب��ات جلن��ة الس��تني‬ ‫والدستور العتيد واملشهد السياسي اللييب‬ ‫ميادين ‪ :‬كي��ف اختذت قرار ترش��حك‬ ‫النتخاب��ات جلن��ة الس��تني ؟وم��ا ه��و رأي‬ ‫وموق��ف العائلة واألصدقاء من هذه اخلطوة‬ ‫؟‬ ‫مل أترش���ح للجن���ة الس���تني ‪ ،‬إال ألر ّد‬ ‫علي ‪ ،‬وأعلم أنه هو األساس‬ ‫ديناً للوطن ّ‬ ‫لدول���ة القان���ون واملؤسس���ات‪ ،،‬وال بد أن‬ ‫حيتك���م الش���عب ويتواف���ق عل���ى عصب‬ ‫التعاق���د االجتماع���ي ‪ ،‬وه���و الدس���تور ‪،‬‬ ‫إن كنا نريد دول���ة حضارية معاصرة‬ ‫تتواف���ق كل مرتكزاته���ا ‪،‬وتتوافق كل‬ ‫مكونتها‪.‬‬ ‫وتع���د صياغ���ة الدس���تور نقطة البدء‬ ‫ل���كل ذل���ك ‪ ،‬فاستش���عاري ألهمي���ة هذا‬ ‫العق���د االجتماع���ي ما دفع�ن�ي ألخوض‬ ‫جتربة الرتش���ح فأدفع بنفس���ي واألمر‬ ‫يعود للناخبني ‪.‬‬ ‫أما ع���ن األه���ل واألصدقاء فق���د رحبوا‬ ‫كثريا به���ذه اخلطوة لعله���م بفاعلييت‬ ‫إزاء جمتمع���ي وال���دور ال���ذي ينبغي أن‬ ‫أقوم به ‪.‬‬ ‫ميادين ‪ :‬ملاذا اخرتت الرتش���ح عن مدينة‬ ‫البيض���اء وأن���ت مقيم���ة بالعاصم���ة‬ ‫طرابلس ؟‬ ‫أم���ا ملاذا ترش���حت يف مدينة البيضاء‬ ‫وأن���ا أس���كن طرابلس ‪ ،‬ف���أود أن أوضح ؛‬ ‫س���كناي بطرابلس ق���د اقتضتها طبيعة‬ ‫العم���ل لي���س إ ّ‬ ‫ال ‪ ،‬هذا م���ن ناحية ومن‬ ‫ناحي���ة أخ���رى فاملنطق���ة الش���رقية هم‬ ‫أس���رتي وأهلي وعشريتي ‪ ،‬نش���أت فيها‬ ‫وترعرع���ت حتى خترجي من اجلامعة‬

‫‪.‬و أود أن أضي���ف عوام���ل تع���د رئيس���ة‬ ‫دفع���ت ب���ي الختاذ هك���ذا خط���وة ‪،‬وهي‬ ‫أن اختي���ار الرتش���ح ع���ن مدين���ة بعينها‬ ‫لي���س ممنوعا قانون���اً ‪،‬واجمل���ال مرتوك‬ ‫للمرتش���ح أن خيت���ار املدين���ة اليت يرى‬ ‫بأنه من املمكن أن يتقبله أهلها ‪ ،‬خاصة‬ ‫بعد تلك التجربة الرائعة واليت خضتها‬ ‫ش���هر يوليو ع���ام ‪2013‬ف‪،‬حيث كنت‬ ‫ضمن فريق من مرك���ز اجلودة التابع‬ ‫لوزارة التعلي���م العالي ‪،‬زار جامعة عمر‬ ‫املخت���ار ‪،‬ومبوجب هذه الزيارة حتصلت‬ ‫اجلامع���ة عل���ى الرتتي���ب األول عل���ى‬ ‫مستوى ليبيا ‪،‬فازددت شرفاً وفخراً بهذا‬ ‫التقييم ‪ ،‬ومتكنت يف تلك الفرتة الوجيزة‬ ‫أن أخال���ط أهل���ي يف مدين���ة البيض���اء‬ ‫‪،‬وتوصل���ت لنتيجة مهمة ؛ وهي وإن مل‬ ‫أفلح يف هذه االنتخابات فإنين س���أخرج‬ ‫بكراميت اليت لن ته���در وأنا بينهم ‪،‬فهم‬ ‫ال يزالون حيتفظ���ون بالقيم واألخالق‬ ‫وكرم الضيافة‪ ،‬وعدم اس���تباحة األخر‬ ‫‪،‬س���أخرج وأن���ا حمتفظ���ة باحرتام���ي‬ ‫لنفس���ي ‪،‬خاص���ة بع���د الث���ورة وغي���اب‬ ‫مؤسس���ات محاية احلقوق كالش���رطة‬ ‫واجلي���ش ‪،‬إال أن كباره���م وش���يخوهم‬ ‫ومتس���كهم مبا تربوا عليه س���يضمن لي‬ ‫االح�ت�رام والتقدي���ر الذي س���أحظى به‬ ‫وأن���ا بينه���م‪ .‬واألس���باب كثرية س���وف‬ ‫أثري بها اللقاءات اإلعالمية واملناظرات‬ ‫اليت سأنظمها خالل محليت االنتخابية‬ ‫إن شاء اهلل تعاىل ‪.‬‬ ‫ميادي��ن ‪ :‬حبكم ختصص��ك الدقيق يف‬

‫التحليل والنقد األدب��ي دائما يكون اخلالف‬ ‫يف تفس�ير مواد الدس��تور بسبب عدم وضوح‬ ‫الصياغة ألجل تاليف هذا اإلشكالية هل يف‬ ‫حالة عدم وصول خمتصني يف اللغة العربية‬ ‫اىل جلن��ة الس��تني ه��ل أنت مع إجي��اد هيئة‬ ‫فنية للمساعدة يف صياغة الدستور ؟‬ ‫بالتأكي���د فعام���ل اللغ���ة والصياغ���ة‬ ‫حيت���اج إىل االس���تعانة بلغ���ة فني���ة يف‬ ‫حالة عدم الوصول فالنص الدس���توري‬ ‫ينبغي أن ال يكون ملبس���اً أو متلبساً ‪،‬وأن‬ ‫تك���ون صياغته م���ن الوض���وح تنأي عن‬ ‫االحتماالت أو تناقض املواد واألس���لوب‬ ‫والصياغ���ة؛ ينبغ���ي أن تك���ون حامل���ة‬ ‫آلمال وطموحات اجلميع‪ ،‬بوضوح تام ‪،‬‬ ‫وأنا من خالل ختصصي العام والدقيق‬ ‫أدرك متاماً االختالف بني لغة السياسة‬ ‫ذات االهتمام���ات ‪ ،‬ولغ���ة األدب ذات‬ ‫األبعاد‪ ،‬والدالالت‪ ،‬ولغة القانون اليت ال‬ ‫حتمل سوى بُعد واحد وصريح ومباشر‬ ‫وواض���ح ‪,‬ال لب���س فيه‪ ،‬يش���كل املرجعية‬ ‫اليت جيب أن يلتزم بها اجلميع ‪.‬‬ ‫ميادين ‪ :‬ما هي رؤيتك للدستور بشكل‬ ‫عام ؟‬ ‫دس���تور يتوافق علي���ه اجلميع‪ ،‬ويكون‬ ‫الرابط بني نسيج هذا اجملتمع‪ ،‬واحلامل‬ ‫ألحالم���ه وطموحات���ه ‪ ،‬فيم���ا ل���ه ‪،‬وم���ا‬ ‫عليه‪ ،‬وبلغة غري ُمِلبسة وملتبسة‪ ،‬لغة‬ ‫قانونية‪ ،‬وواضح���ة وصرحية‪ ،‬حتى ال‬ ‫تكون حمل خالف وتأوي���ل‪ ،‬يلوي عنق‬ ‫املعنى‪ ،‬ويس�ي�ر به غري اجتاه‪ ،‬فالدستور‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 - 21 ( - ) 141‬يناير ‪) 2014‬‬

‫حريصة أن يكون العمل بشفافية ومصداقية ووضوح تام ‪ ،‬ومؤمنة بأن بداية‬ ‫الدول��ة املدني��ة املعاصرة تبدأ من كتابة دس��تورها‪ ،‬وتتواف��ق عليه ‪ ،‬مدركة‬ ‫للفروق بني اللغات السياس��ية واألدبية والقانونية ‪ ،‬لذا فكل همي وهاجس��ي‬ ‫أن تكون صياغة الدستور بالوضوح الذي ال يقبل االحتماالت‬ ‫هو عص���ب التعاق���د االجتماعي‪ ،‬وأما‬ ‫القان���ون م���ا ه���و إال اخلالي���ا‪ ،‬تنم���و‬ ‫وتتجدد وفق املتغ�ي�رات ‪،‬ويف ضوئها‪،‬‬ ‫وباق ودائم‬ ‫إال أن العصب فهو حيوي ٍ‬ ‫‪.‬‬

‫ميادي��ن ‪ :‬م��ا ه��ي رؤيت��ك لوض��ع‬ ‫الش��ريعة اإلس�لامية يف الدس��تور ؟ ه��ل‬ ‫هي مصدر رئيس أم وحيد أم احد مصادر‬ ‫التشريع ؟ وملاذا ؟‬ ‫آم���ل أن ال يعتق���د الناخب���ون أن�ن�ي‬ ‫يف جلنة الس���تني مش ّرعة ‪ ،‬أو حاملة‬ ‫لتوجه معني سوى أحالم وطموحات‬ ‫ه���ذا الش���عب‪ ،‬يف أن يك���ون ل���ه عق���د‬ ‫اجتماع���ي يليب ه���ذه الطموحات من‬ ‫خالل مواد دستورية تضيء مسريته‬ ‫وتوضح هويته‪ ،‬وحيتكم إليها برضى‬ ‫اجلمي���ع ‪ ،‬فالدين ه���و عصب حيوي‬ ‫‪،‬حيمل القيم االنس���انية اليت ال حتيا‬ ‫اجملتمع���ات بدونها‪ ،‬وهو هلذا يش���كل‬ ‫عصب التش���ريع‪ ،‬وس���يكون هادياً مع‬ ‫أع���راف ه���ذا اجملتمع وم���ا ينبغي أن‬ ‫تك���ون عليه مواد ونصوص الدس���تور‬ ‫‪،‬واألم���ر برمت���ه يع���ود للش���عب م���ن‬ ‫خالل تلمس م���ا ينبغي التعاقد عليه‬ ‫غ�ي�ر مؤسس���اته وأحزابه السياس���ية‪،‬‬ ‫وال تدخ���ل هن���ا الرؤية الش���خصية‪،‬‬ ‫ألن املوضوعي���ة تقتض���ي أن تك���ون‬ ‫سيدة املوقف وذلك هو املنهج العلمي‬ ‫يف التعام���ل مع قضية الدس���تور اليت‬ ‫حن���ن بصدده���ا‪ ،‬فلجن���ة الس���تني ال‬ ‫تفرض رأي���اً ‪،‬ولكنها تقدم صياغة ملا‬ ‫يتم التوافق واالتفاق والتعاقد عليه ‪.‬‬

‫ميادين ‪ :‬ما هو نض��ام احلكم الذي‬ ‫تريدي أن ينص عليه الدستور ؟ وملاذا؟‬ ‫حت���ى النظ���ام الذي س���ينص عليه‬ ‫الدس���تور‪ ،‬ه���و خالص���ة التواف���ق‬ ‫للقوى السياس���ية اليت نتلمس رؤاها‬ ‫للتوفي���ق بينه���ا فطبيع���ة الدس���تور‬ ‫ال ب���د يف صياغت���ه أن يت���م تلم���س‬ ‫أراء اجلمي���ع ‪ ،‬ع�ب�ر مؤسس���اتهم‬ ‫وتنظيماته���م وأحزابه���م السياس���ية‬ ‫‪ ،‬ث���م بع���د الصياغ���ة س���يكون القول‬ ‫الفصل للمجتمع اللييب بأس���ره عرب‬ ‫اس���تفتاء عام جييزونه‪ ،‬أو يعرتضون‬ ‫عليه‪ ،‬أو على بعض مواده ‪.‬‬ ‫ميادين ‪ :‬ما هو أسلوب احلكم احمللي‬ ‫الذي تريد أن ينص عليه الدستور ؟وملاذا‬ ‫؟‬ ‫وحت���ى أس���لوب احلك���م‪ ،‬أك���رر‬ ‫أن�ن�ي ال أريد ‪ ،‬ولي���س من ختصصي‬ ‫أو طبيع���ة جلن���ة الس���تني لتف���رض‬ ‫رؤيتها‪ ،‬بل أوأكد أن اللجنة ستأخذ‬

‫حصيل���ة رؤى األح���زاب ‪ ،‬والق���وى‬ ‫االجتماعي���ة‪ ،‬وتس���عني بالدس���اتري‬ ‫األق���رب لرؤيتها‪ ،‬وس���يحكم الش���عب‬ ‫على ذلك عرب استفتاء عام ‪.‬‬

‫ميادي��ن ‪ :‬ما ه��ي حقوق امل��رأة اليت‬ ‫تريدي أن ينص عليها الدستور ؟‬ ‫كام���ل حق���وق املرأة ال�ت�ي كفلها‬ ‫هل���ا دينها احلني���ف واملواثيق الدولية‬ ‫‪ ،‬فامل���رأة نص���ف اجملتم���ع ‪ ،‬وهي اليت‬ ‫تربي النصف األخ���ر‪ ،‬ينبغي لنطلب‬ ‫منها ‪ ،‬أن نكفل هلا احلق يف ما هلا ‪،‬ثم‬ ‫أن نطالبها مبا عليها ‪.‬‬ ‫ميادين ‪ :‬ما هو رأي��ك بتخصيص ‪6‬‬ ‫مقاعد فقط للمرأة يف جلنة الستني ؟‬ ‫مت ختصي���ص س���تة مقاعد فقط ‪،‬‬ ‫ه���ذا ما يلقي على كاهلها ً‬ ‫عبأ أكرب‬ ‫من الفاعلية والدور‪ ،‬لتثبت كفاءتها‬ ‫ومش���اركتها يف كاف���ة اجمل���االت ‪،‬‬ ‫الذي يكلفها هلا اجملتمع ‪ ،‬فأنا أعتقد‬ ‫أن ختصي���ص ه���ذا العدد‪ ،‬م���ا هو إال‬ ‫ملعرف���ة ه���ذا ال���دور أو الفاعلية اليت‬ ‫ميك���ن أن تثبتها متهيداً ألعباء أكرب‬ ‫يف جماالت أخرى ‪.‬‬

‫ميادي��ن ‪ :‬م��ا ه��و تقييم��ك للمرأة‬ ‫الليبية كمس��ؤلة منذ اجمللس االنتقالي‬ ‫واملكتب التنفي��ذ وحكومة الكيب وزيدان‬ ‫؟‬ ‫امل���رأة الليبي���ة ق���ادرة عل���ى حتمل‬ ‫مس���ؤوليات تكلف بأدائها وهذا بداية‬ ‫الطريق ‪.‬‬

‫ميادين ‪ :‬ما هي الوسائل اليت متكن‬ ‫امل��رأة الليبي��ة م��ن احلض��ور الفاع��ل يف‬ ‫احلياة السياس��ية وتضمن مشاركة املرأة‬ ‫يف صنع القرار عرب الدستور ؟‬ ‫من الوس���ائل اليت متك���ن املرأة من‬ ‫احلض���ور الفاعل يف حياة السياس���ية‬ ‫هو ه���ذه الثقة اليت مينحها الش���عب‬ ‫ويدف���ع به���ا للمش���اركة يف صن���ع‬ ‫الق���رار ع�ب�ر الدس���تور‪ ،‬وم���ن ثم يف‬ ‫كافة اجملاالت األخرى ‪.‬‬ ‫ميادين ‪ :‬ما ه��ي رؤيتك للمصاحلة‬ ‫الوطني��ة والعدال��ة االنتقالي��ة وكي��ف‬ ‫ميكن دسرتتها ؟‬ ‫املصاحل���ة الوطني���ة ضروري���ة ‪،‬‬ ‫وبدونها لن يتم التوافق الدميقراطي‬ ‫احلر ‪ ،‬وهو أمر أرى أن اجلميع عليه‬ ‫أن يت���آزر يف ذل���ك ‪ ،‬ال أن يتن���ازر‪،‬‬ ‫فتتش���تت اجله���ود وتضي���ع ‪ ،‬أما عن‬ ‫دس�ت�رتها فهو عائد إىل توافق القوى‬ ‫السياس���ية واجملتمع���ة عل���ى ذل���ك‬

‫‪09‬‬ ‫أمال احلاج ترتشح‬ ‫لرئاسة احلكومة‬ ‫للمرة األوىل‬

‫والعدالة االنتقالية اليت يؤس���س هلا‬ ‫الدستور ‪.‬‬

‫ميادي��ن ‪ :‬بصفتك أس��تاذة جامعية‬ ‫ما هي رؤيتك لوضع التعليم يف الدستور‬ ‫وما هو احلل اجلذري ملش��كلة التعليم يف‬ ‫ليبيا ؟‬ ‫لي���س التعلي���م فق���ط ب���ل كل‬ ‫التخصص���ات واجمل���االت حتتاج ملواد‬ ‫دس���تورية ‪ ،‬تنظمها وحتل املش���اكل‬ ‫حوهلا ‪.‬‬ ‫ميادي��ن ‪ :‬هل م��دة أربعة أش��هر هي مدة‬ ‫كافية لصياغة دستور جديد للبالد ؟‬ ‫أربع���ة أش���هر ‪ .‬إذا م���ا مت العم���ل‬ ‫بصورة دائماً َ‬ ‫ليل نهار‪.‬واهلل أعلم ‪.‬‬

‫ميادي��ن ‪ :‬م��ن ح�ين ألخ��ر ترتف��ع‬ ‫أص��وات بس��حب الثقة من حكوم��ة زيدان‬ ‫ما هو تقييمك اىل اآلن هلذه احلكومة ؟‬ ‫بالنس���بة لإلف���رازات ال�ت�ي أعقبت‬ ‫انتص���ار الث���ورة واحلكوم���ات ال�ت�ي‬ ‫تعاقب���ت ‪ ،‬فأن���ا ليس م���ن اختصاص‬ ‫احلك���م هل���ا أو علي���ا‪ ،‬إضاف���ة إىل أن‬ ‫الف�ت�رة ليس���ت كافي���ة لإلجن���از‪ ،‬و‬ ‫الش���عب هو من حيكم عليا من خالل‬ ‫ما قدمته تلك احلكومات ‪.‬‬

‫ميادين ‪ :‬كلمة أخرية‪:‬‬ ‫أحب أن أتوج���ه بالتحية جلماهري‬ ‫بلدي���ة البيض���اء ‪ ،‬موضحة هلم أن ما‬ ‫حنن مقدمون عليه؛ هو تكليف منكم‬ ‫لش���خصي للقيام مبثل ه���ذه املهمة‪،‬‬ ‫اليت تش���كل مفص ً‬ ‫ال هام���اً وحيوياً يف‬ ‫ُ‬ ‫حياة اجملتمع اللييب ‪ ،‬لست مش ّرعة‪،‬‬ ‫ولس���ت مكلف���ة م���ن قبلك���م نائبة يف‬ ‫جمل���س تش���ريعي ‪ ،‬إمن���ا ه���ي فرتة‬ ‫مض���ن وش���اق‪،‬‬ ‫حم���دودة به���ا عم���ل‬ ‫ٍ‬ ‫نكت���ب م���ن خالل���ه عص���ب التقاع���د‬ ‫االجتماع���ي ‪ ،‬للش���عب اللي�ب�ي وه���و‬ ‫الدس���تور ‪ ،‬حريصة أن يك���ون العمل‬ ‫بش���فافية ومصداقية ووض���وح تام ‪،‬‬ ‫ومؤمن���ة ب���أن بداي���ة الدول���ة املدنية‬ ‫املعاصرة تبدأ من كتابة دس���تورها‪،‬‬ ‫وتتوافق عليه ‪ ،‬مدركة للفروق بني‬ ‫اللغات السياسية واألدبية والقانونية‬ ‫‪ ،‬ل���ذا فكل هم���ي وهاجس���ي أن تكون‬ ‫صياغة الدس���تور بالوض���وح الذي ال‬ ‫يقبل االحتماالت ‪،‬ومنحكم لي الثقة‬ ‫س���يضع على كاهل���ي عبئ احلرص‬ ‫والدق���ة واألمانة ‪ ،‬كما أنه س���يكون‬ ‫ش���رفاً ل���ي ووس���اماً على ص���دري أن‬ ‫تتاح لي الفرص���ة ألقدم للوطن ديناً‬ ‫علي‪.‬‬ ‫ّ‬

‫قدم���ت الناش���طة الليبية آم���ال الطاهر احلاج ترش���يحها‬ ‫رمسياً لرئاس���ة احلكومة لتصبح أول امرأة ترتش���ح هلذا‬ ‫املنصب يف تاريخ البالد منذ استقالهلا عام ‪.1951‬‬ ‫وأفادت صحيفة "احلي���اة" اللندنية أن أمال احلاج قدمت‬ ‫أوراق ترشيحها رمسياً إىل املؤمتر الوطين العام ‪.‬‬ ‫ويأتي ذل���ك‪ ،‬يف وقت بات مصري رئي���س احلكومة املوقتة‬ ‫عل���ي زي���دان مرهون���اً بتواف���ق كتل�ت�ي حتال���ف الق���وى‬ ‫الوطني���ة (الليربال���ي) بزعام���ة حممود جربي���ل وكتلة‬ ‫اإلخوان املس���لمني عل���ى خليف���ة لزيدان ال���ذي يتوقع أن‬ ‫يبدأ املؤمتر مناقش���ة س���حب الثقة منه اعتباراً من مطلع‬ ‫األسبوع املقبل‪.‬‬ ‫وأرفقت أم���ال احلاج أوراق ترش���يحها بربنامج لرئاس���ة‬ ‫احلكوم���ة الليبية تعهدت فيه بتش���كيل «حكومة أزمة» يف‬ ‫مقدم أولوياتها بناء اجليش والش���رطة وإعالن الطوارئ‬ ‫يف بنغ���ازي ملكافحة مسلس���ل التفج�ي�رات واالغتياالت يف‬ ‫املدينة‪.‬‬ ‫وقالت مص���ادر «احلي���اة» إن أمال احلاج تعه���دت باختيار‬ ‫ش���خصيتني حمايدتني لتولي وزارت���ي الداخلية والدفاع‬ ‫وتطه�ي�ر الوزارت�ي�ن م���ن املس���ؤولني الذي���ن هل���م عالق���ة‬ ‫بأحزاب أو تيارات سياسية‪ ،‬على أن تعلن بعد ‪ 3‬أشهر من‬ ‫توليه���ا املنصب «احلقيقة للش���عب» حول م���ن يعطل بناء‬ ‫اجليش والشرطة ويقف عثرة يف بناء الدولة‪.‬‬ ‫وت���رأس أمال احلاج الطرابلس���ية املولد‪« ،‬مجعية تواصل»‬ ‫اخلريي���ة التنموي���ة‪ ،‬ومتل���ك خ�ب�رة يف جم���ال العمل مع‬ ‫مؤسس���ات اجملتمع املدني وحتمل ماجس���تري يف االقتصاد‬ ‫والعلوم السياس���ية وعرفت بنش���اطها الداعم لـ «ثورة ‪17‬‬ ‫فرباير» (‪.)2011‬‬ ‫وقوبل ترش���حها برتحيب من األوس���اط النس���ائية وأيضاً‬ ‫لدى الناشطني يف املنظمات اليت تعنى بالشأن العام وعدد‬ ‫من املثقفني واإلعالميني‪.‬‬ ‫وكان س���بقها يف الرتش���ح للمنصب رجل األعمال اللييب‬ ‫عب���د الباس���ط أقطيط ال���ذي ميلك عدداً من الش���ركات‬ ‫يف اخلارج‪ .‬وعق���د أقطيط مؤمتراً صحافي���اً يف طرابلس‬ ‫الشهر املاضي‪ ،‬قدم فيه تصوراته خلروج البالد من أزمتها‬ ‫السياسية وحتقيق نهضة يف جمالي االقتصاد واألعمال‪.‬‬ ‫وتداع���ى ع���دد من أعض���اء حراك ش���بابي لتظاه���رة أمام‬ ‫مقر املؤمتر غداً األحد‪ ،‬للمطالبة بعزل زيدان‪ ،‬لـ «فش���له»‬ ‫يف حتقي���ق األمن ومكافحة الفس���اد‪ .‬وتظاه���ر أمام مقر‬ ‫املؤمتر األربعاء‪ ،‬عشرات من عناصر «قوة التدخل» التابعة‬ ‫للجيش للمطالبة بصرف مرتباتهم املتأخرة‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•العربية‪.‬نت‬


‫‪10‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 - 21 ( - ) 141‬يناير ‪) 2014‬‬

‫ْ‬ ‫السلسلة‬ ‫خالد سلطان‬

‫اإلعالن عن القائمة‬ ‫الطويلة لبوكر‬ ‫مت يوم الثالثاء املوافق ‪ 7‬يناير ‪ 2014‬اإلعالن عن‬ ‫القائمة الطويلة للروايات ّ‬ ‫املرشحة لنيل اجلائزة‬ ‫العاملية للرواية العربية للعام ‪ .2014‬اشتملت‬ ‫القائمة على ‪ 16‬رواية صدرت خالل االثين عشر‬ ‫شهرا املاضية‪ ،‬واختريت من بني ‪ 156‬رواية ينتمي‬ ‫كتابها إىل ‪ 18‬دولة عربية‪.‬‬ ‫ينتم���ي ك ّت���اب القائم���ة الطويلة لع���ام ‪ 2014‬إىل‬ ‫‪ 9‬ب�ل�اد‪ ،‬وتأتي األغلبية العظم���ى منهم من املغرب‬ ‫والع���راق ومص���ر عل���ى وج���ه التحدي���د‪ .‬ويُالح���ظ‬ ‫وصول كاتب كوي�ت�ي إىل القائمة لثاني عام على‬ ‫التوالي منذ فوز سعود السنعوسي باجلائزة يف العام‬ ‫املاضي‪.‬‬ ‫وننوّه بأن مخسة من الروائيني املدرجني على قائمة‬ ‫هذا العام قد س���بق هلم الرتش���ح للجائزة على النحو‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫•أم�ي�ر تاج الس���ر وصل إىل القائم���ة القصرية عام‬ ‫‪ 2011‬بروايته “صائد الريقات”‪.‬‬ ‫•إنعام كجه كجي وصلت إىل القائمة القصرية‬ ‫عام ‪ 2009‬بروايتها “احلفيدة األمريكية”‪.‬‬ ‫•خال���د خليف���ة وص���ل إىل القائمة القص�ي�رة عام‬ ‫‪ 2008‬بروايته “مديح الكراهية”‪.‬‬ ‫•إبراهي���م نص���راهلل وص���ل إىل القائم���ة القصرية‬ ‫ع���ام ‪ 2009‬بروايته “زمن اخلي���ول البيضاء”‪ ،‬وإىل‬ ‫القائمة الطويلة ع���ام ‪ 2013‬بروايته “قناديل ملك‬ ‫اجلليل”‪.‬‬ ‫•واس���يين األع���رج وص���ل إىل القائم���ة الطويل���ة‬ ‫مرت�ي�ن يف عام���ي ‪ 2011‬و‪ 2013‬بروايتي���ه “البيت‬ ‫األندلسي” و”أصابع لوليتا” على التوالي‪.‬‬ ‫فيم���ا يلي عناوي���ن الروايات ّ‬ ‫املرش���حة على القائمة‬ ‫الطويل���ة للجائ���زة للع���ام ‪ ،2014‬وفق���ا للرتتي���ب‬ ‫األلفبائي ألمساء الكتاب‪:‬‬ ‫الكاتب عنوان الرواية‬ ‫ّ‬ ‫واخلل‬ ‫إمساعي���ل فهد إمساعيل‪/‬يف حض���رة العنقاء‬ ‫الو ّ‬ ‫يف‬ ‫واس���يين األعرج‪/‬رماد الش���رق‪ :‬الذئب الذي نبت يف‬ ‫الرباري‬ ‫إنعام كجه جي‪ّ /‬‬ ‫طشاري‬ ‫بدرية البشر‪ /‬غراميات شارع األعشى‬ ‫خالد خليفة‪ /‬ال سكاكني يف مطابخ هذه املدينة‬ ‫أشرف اخلمايسي‪ /‬منايف الرب‬ ‫أنطون الدويهي‪ /‬حامل الوردة األرجوانية‬ ‫عبد اخلالق الركابي‪ /‬ليل علي باب احلزين‬ ‫أمري تاج السر ‪366 /‬‬ ‫أمحد سعداوي‪ /‬فرانكشتاين يف بغداد‬ ‫إمساعيل غزالي‪ /‬موسم صيد الزجنور‬ ‫يوسف فاضل‪ /‬طائر أزرق نادر حيلق معي‬ ‫عبد الرحيم حلبييب‪ /‬تغريبة العبدي املش���هور بولد‬ ‫احلمرية‬ ‫إبراهيم عبد اجمليد‪ /‬اإلسكندرية يف غيمة‬ ‫أمحد مراد‪ /‬الفيل األزرق‬ ‫إبراهيم نصر اهلل‪ /‬شرفة اهلاوية‬ ‫ج���رى اختي���ار الروايات م���ن قبل جلن���ة مكوّنة من‬ ‫مخس���ة حم ّكم�ي�ن‪ ،‬يت���م اإلع�ل�ان ع���ن أمساءهم يف‬ ‫عمان( األردن) يوم االثنني املوافق ‪ 10‬فرباير‪ ،‬والذي‬ ‫حتدّد لإلعالن عن القائمة القصرية‪.‬‬

‫" ح��� ّول هالش���قفة من رقبت���ك‪ ،‬راهو ما‬ ‫يلب���س السلس���لة كان‪..........‬حاش���اك‪،‬‬ ‫وإال حتس���اب روح���ك بن���ت "‪ " ،‬ريت���ه‬ ‫كي���ف الب���س سلس���لة كأن���ه بن���ت "‪،‬‬ ‫كان كث�ي�راً ما يس���مع ه���ذه الكلمات‬ ‫ً‬ ‫صراح���ة وعلناً وإما همس���اً‪ ،‬وذلك‬ ‫إم���ا‬ ‫ّ‬ ‫عندم���ا تظه���ر سلس���لة يضعه���ا ح���ول‬ ‫رقبته‪ ،‬رغم حرصه الش���ديد على عدم‬ ‫خروج هذه السلسلة من حتت مالبسه‪،‬‬ ‫كانت سلسلة ذهبية من النوع الغليظ‬ ‫قلي ً‬ ‫ال‪ ،‬ويف نهايتها قالدة دائرية كبرية‬ ‫منق���وش عليها لفظ اجلالل���ة‪ .‬وكان‬ ‫دائم���اً ي���رد عليه���م " خري‪...‬خري خري إن‬ ‫شاء اهلل خري "‪.‬‬ ‫كان دائما عندما يستلقي على فراشه‬ ‫للن���وم خيرجه���ا م���ن حت���ت مالبس���ه‬ ‫يقبله���ا من اجلهت�ي�ن ث���م يضعها على‬ ‫ش���فتيه ويتنه���د‪ ،‬ويف أحيان���اً كث�ي�رة‬ ‫كان ي���ذرف الكثري من الدمع‪ ،‬وأحياناً‬ ‫يبتس���م ابتس���امة خفيفة ثم يذهب يف‬ ‫س���بات عمي���ق‪ ،‬وعندم���ا يس���تيقظ يف‬ ‫الصب���اح يقبلها م���ن اجلهتني ويرجعها‬ ‫إىل مكانها‪ ،‬كان حريصاً أشد احلرص‬ ‫عل���ى أن ال يراها أحد تتدىل من رقبته‪،‬‬ ‫وذل���ك ألنه ال يري���د أن يس���مع كالم‬ ‫بعض الناس اجلارح‪.‬‬ ‫كان يعل���م وي���درك ويع���ي متام���اً أن‬

‫لبس الرجل للذهب حرام‪ ،‬وكان دائماً‬ ‫يق���ول بين���ه وبني نفس���ه ‪ " :‬ي���ا رب أنت‬ ‫أدرى حبالي فساحمين واغفر لي "‪.‬‬ ‫استلقى على فراش���ه يف إحدى الليالي‪،‬‬ ‫وكعادته أخرجها وقبلها من اجلهتني‬ ‫ووضعها على ش���فتيه وتنهد شرد ذهنه‬ ‫قليال‪ ،‬رج���ع بذاكرت���ه إىل أكثر من‬ ‫مخس وعشرون سنة‪.‬‬ ‫كان���ت مس���تلقية على فراش���ها تعاني‬ ‫مرض���اَ ش���ديداً‪ ،‬وكان الطفل الصغري‬ ‫الذي مل يتجاوز اخلمس سنوات واضعاَ‬ ‫رأسه على صدرها‪ ،‬كانت عندما تفيق‬ ‫تق���وم بتقبيله م���ن خدي���ه وجبهته وال‬ ‫تتوق���ف ع���ن التقبي���ل حت���ى تذهب يف‬ ‫غيبوبة أخرى‪.‬‬ ‫فاق���ت م���ن غيبوبته���ا قبلت���ه‪ ،‬وطلب���ت‬ ‫م���ن إح���دى النس���وة املوج���ودة جبانبها‬ ‫أن تس���اعدها قليال‪ ،‬قام���ت املرأة بوضع‬ ‫ً‬ ‫قلي�ل�ا‪،‬‬ ‫يده���ا حت���ت رأس���ها رفعت���ه‬ ‫وأش���ارت على امل���رأة أن تنزع سلس���لتها‬ ‫ذات القالدة الدائري���ة الكبرية املنقوش‬ ‫عليه���ا لف���ظ اجلالل���ة‪ ،‬أن تنزعها من‬ ‫رقبتها وتعطيها إيّاها‪ ،‬نزعتها وأعطتها‬ ‫إياها‪ ،‬فقامت بوضعه���ا يف رقبة الطفل‬ ‫وأخذت تقبل���ه بعنف‪ ،‬ذهبت يف غيبوبة‬ ‫أخرى وضع رأسه على صدرهاً‪ ،‬كانت‬ ‫النس���وة من حوله يتهامسن " يا ناري "‪،‬‬

‫رحم اهلل حبيبتنا الغالية احلاجة نعيمة حممد الدرسي‬ ‫مرة شهرين على فراقك ‪ ..‬اللهم اغفر هلا وارمحها واجعل قربها روضة‬ ‫من رياض اجلنة يا رب العاملني‬ ‫اللهم اغفر هلا وأسكنها فسيح جناتك‬ ‫إنا هلل وإنا إليه راجعون‬ ‫أبناؤك ‪ :‬رمضان وحممد وقيس فرج املراكيب‬

‫يا كبدي "‪ " ،‬مس���كني من���و بيه "‪ " ،‬غري‬ ‫كيف بيعي���ش "‪ ،‬مل يدري ومل يعي ما‬ ‫تقوله النسوة‪.‬‬ ‫أفاقت من غيبوبته���ا قبلته ضمته بقوة‬ ‫أكث���ر‪ ،‬مس���كته م���ن زندي���ه‪ ،‬ضغطت‬ ‫أكث���ر‪ ،‬إنغرس���ت أظافر يده���ا اليمنى‬ ‫بزنده األيسر‪ ،‬ضغطت أكثر‪ ،‬انغرست‬ ‫األظاف���ر أكثر‪ ،‬س���ال دم زن���ده ‪،‬كان‬ ‫يس���مع كلم���ات وأص���وات مل يعيها يف‬ ‫حينها " أذكري اهلل "‪ْ " ،‬‬ ‫شه ِدي "‪ ،‬امتزج‬ ‫الكالم بالدموع باألمل‪ ،‬امتزج كل ش���ئ‬ ‫بكل شيء‪ ،‬أزاحوا يدها اليمنى من زنده‬ ‫األيس���ر الصغري‪ ،‬مسحوا الدم و وضعوا‬ ‫قلي ً‬ ‫ال من " التنتورة " على زنده األيسر‪،‬‬ ‫كان ظفر إصبعها الس���بابة أخذ شيئاً‬ ‫من حلمه‪ ،‬كأنها أرادت أن تأخذ ش���يئاً‬ ‫منه معها إىل مكان أخر إىل عامل أخر‪..‬‬ ‫مرت س���نوات عديدة والزالت السلسلة‬ ‫تت���دىل م���ن رقبت���ه‪ ،‬والزال يقبلها من‬ ‫اجلهت�ي�ن‪ ،‬وال زال يضعها على ش���فتيه‬ ‫عن���د نوم���ه‪ ،‬والزال���ت الندب���ة بزن���ده‬ ‫األيسر‪ ،‬والزالت ألس���نة الناس تلوكه‬ ‫بني احلني واألخر‪ ،‬والزال يفتقد ش���يئاً‬ ‫م���ا كان دائماً يقول عن���ه " حاجتني ما‬ ‫شبعتش منهم بكل ‪ ،‬أمي‪ ،‬وحنان أمي‪.‬‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 - 21 ( - ) 141‬يناير ‪) 2014‬‬

‫األفـــــق‬

‫لست‬ ‫الوحيده‬

‫منرية درعاوي‬ ‫تنش���ج ري���ح عاصف���ة مولول���ة تردد صدى نش���يجها‬ ‫األرج���اء املمتدة فتنخ���رط جذوع الش���جريات املتناثرة‬ ‫هن���ا وهن���اك يف رقص���ة جنوني���ة كأف���راس ضاحب���ة‬ ‫تدك س���نابكها اخلالء دون س���رج وال جلام‪ .‬يهدر الرعد‬ ‫خميفا كقعقعة الس���يوف يف س���احة الردى ‪ ...‬ينس���ل‬ ‫من األعالي س���يف من الربق يش���طر الس���ماء شطرين‬ ‫و يهوى حب���ده على األرض اجلامثة عند بطن اجلبال‪.‬‬ ‫تش���تد رحى املعركة فيزداد نش���يج الرياح و يعلو زئري‬ ‫الرع���د ويلته���ب س���وط ال�ب�رق ممزق���ا كل اآلف���اق ‪...‬‬ ‫حرب ضروس بني أختني ارض ومساء تتش���ابك األذرع‬ ‫‪ ...‬ترت���ج األرض متوع���دة فتجلده���ا الس���ماء بس���ياط‬ ‫الغض���ب ‪ .‬تردد اجلبال العالي���ة رجع الصدى فتتضخم‬ ‫األصوات ويتع���اىل العويل يف ه���ذه الرقعة من األرض‬ ‫حيث تتعاىل قمم سوداء تتطاول إىل عنان السماء غربا‬ ‫و يرتامى تل صخري عظمت جالميده ش���رقا وما دون‬ ‫ذل���ك فج عميق ‪ ..‬هاوية ليس هلا قرار ‪ ..‬قيل أن األرض‬ ‫هنا مادت ذات عصر فغارت البلدات املرتامية هنا وهناك‬ ‫حت���ت ال���ركام ابتلعت األرض س���اكنيها و ظلت هذه‬ ‫البل���دة عند بطن اجلبال جامثة ب�ي�ن التالل واهلاوية ‪..‬‬ ‫ظلت وحيدة ‪ ..‬خاوية على عروشها إال من بعض الدور‬ ‫املرتامي���ة هنا وهناك ترتاءى منها أن���وار خافتة تلوح يف‬ ‫ظلمة الليل راقصة كاألشباح‪.‬‬ ‫خل���ف اجلب���ل الغرب���ي تعي���ش "الغي�ل�ان" بقاماته���ا‬ ‫الفارع���ة و أنيابه���ا الب���ارزة ووبره���ا اجملع���د وعيونه���ا‬ ‫احلم���راء الالمعة ‪ ..‬تهاجم "الغي�ل�ان" البلدة ليال تأخذ‬ ‫بعض املواش���ي وتعود من حيث ج���اءت ‪ ..‬الليلة و قصف‬ ‫الرعد يزداد عنفا ستأتي "الغيالن" حتما هكذا قال "ابد"‬ ‫و هو ينظر من النافذة ‪ ..‬حني اس���توت "خالدة" جالس���ة‬ ‫يف الفراش دوّى انفجار رهيب ‪ ..‬سوط برق ناري أصاب‬ ‫شجرة الس���نديان فالتهمتها النريان ‪ ..‬تناثرت الشظايا‬ ‫هنا وهناك و تراءت الش���جرة بأغصانها امللتهبة مشعال‬ ‫ناريا بي���د احد الغيالن وهو جيوس بني الدور الصغرية‬ ‫املتناثرة هنا و هناك‪.‬‬ ‫صاحت "خالدة"‪:‬‬ ‫_"آبد"‪...‬إني خائفة!‬ ‫ر ّد "آبد"‪:‬‬ ‫_منذ متى ختافني يا "خالدة"؟‬ ‫أجابت و هي تنظر يف عينيه ‪:‬‬ ‫_ أخ���اف حني تكون هنا !!! أهبك مقاليدي حني تكون‬ ‫هن���ا !! تنطل���ق من داخل���ي عصفورة صغ�ي�رة تتخذ هلا‬ ‫عش���ا بني حناياك‪...‬تتمسح بكتفيك‪..‬تغمس منقارها يف‬ ‫فمك‪..‬حني تكون هنا‪..‬يا موالي !!!‬ ‫قال "ابد" ‪:‬‬ ‫_عجب���ت لك ي���ا "خال���دة" !! ختافني وأن���ا هنا حذوك‬ ‫فماذا تقولني عن الغياب ؟‬ ‫ملعت عينا الشابة و قالت ‪:‬‬ ‫_ال تغيب يا "آبد" إال وقد أججت يف داخلي قبس���ا من‬ ‫ن���ورك‪...‬ال تغي���ب إال و قد نفخت ّ‬ ‫يف م���ن روحك فارفع‬ ‫راس���ي عالي���ا‪...‬أدوس الثرى فتق���دح خطواتي ش���ررا‪...‬‬ ‫الست امرأة "ابد" ؟‬ ‫ال خيار أمامي إال الوقوف ما دام "ابد" غائبا ‪...‬‬ ‫ابتس���م الرج���ل و اق�ت�رب منها‪..‬المس ثغره���ا بأنامله و‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫_لسانك ينز عسال مص ّفى !‬ ‫قالت ‪:‬‬ ‫_خائفة يا موالي !‬ ‫ضمها إليه بش���دة‪ ...‬كان مل ي ّتخذ وضع اجللوس بعد‬ ‫ّ‬ ‫حني صاحت به ‪:‬‬ ‫_" آبد"‬ ‫أجاب ‪:‬‬ ‫_مالك "خالدة" ؟‬ ‫أردفت ‪:‬‬ ‫_أراك اآلن "إله" يا " آبد"!‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫_أشتهيك اآلن يا حبيبة‪.‬‬ ‫ردت ‪:‬‬ ‫_ال ي���ا " آبد"‪..‬فق���ط اجعلين بني ص���درك وركبتيك‬ ‫ودعين أتنفسك‪..‬أريد أن أنام ملء اجلفن‪.‬‬ ‫مت���دّد إىل جوارها أس���ندت رأس���ها إىل س���اعده وانثنت‬ ‫ماسكة صداره بني كفيها و نامت‪...‬‬

‫‪11‬‬ ‫ابتسام الصمادي‬

‫الصب���اح‪ ،‬كان كل ش���يء يش���ي حبج���م‬ ‫عن���د انب�ل�اج ّ‬ ‫بالقطيع‪...‬دم���رت املزروعات‬ ‫الكارث���ة‪ .‬أودت العاصف���ة‬ ‫ّ‬ ‫وتناثرت جذوع األشجار هنا و هناك‪...‬‬ ‫حتالف���ت " الغيالن " والس���يول ليحل القح���ط بالبلدة‬ ‫األس�ي�رة بني اجلبال واهلاوية‪...‬تهال���ك القوم وقد علت‬ ‫مالحمهم صفرة املوت‪...‬‬ ‫صاح صائحهم ‪:‬‬ ‫ أي لعنة حلت بنا !!‬‫قال "ابد" جميبا ‪:‬‬ ‫_لعن���ة اخل���ذالن ي���ا صاحيب‪...‬أران���ا اس���تكنا إىل هذا‬ ‫احلص���ار م���ن حولنا‪..‬أرانا فرائس لي���أس قاتل خنر منا‬ ‫الس���واعد واجلذوع‪..‬هذه "الغيالن" من ورائنا تفرتس���نا‬ ‫واحدا اثر أخر ‪ .‬وهذا التل الصخري حيكم الستار بيننا‬ ‫والش���مس ‪.‬وهذه اهلاوي���ة أمامنا تدعون���ا ثبورا‪...‬وحنن‬ ‫كما حنن‪...‬س���ــــــواعد مكبلة وعيـــ���ون ال الــــق فيها‪...‬و‬ ‫قلوب ال يهزها الشوق إىل الدّفء أو إىل ال ّنور‪...‬‬ ‫ر ّد آخر ‪:‬‬ ‫_م���ا تق���ول يف األمر يا " آبد "؟ اش���ر علينا و حنن هلا‬ ‫للس���قوط ‪ .‬أم���ا أن جنتاز‬ ‫فم���ا ع���اد يف ال���دّرب م ّتس���ع ّ‬ ‫إىل حلظ���ة قادم���ة وإم���ا أن تطحننا مجيع���ا أضراس "‬ ‫الغيالن " وراء اجلبل‪...‬‬ ‫أردف " آبد " ‪:‬‬ ‫_إىل املع���اول‪...‬إىل ّ‬ ‫الت���ل نفت���ت صخ���وره وننحت لنا‬ ‫طريقا إىل الشمس‪..‬‬ ‫تف��� ّرق اجلم���ع و عاد " آب���د " إىل الدّار‪..‬كان���ت "خالدة"‬ ‫جتدل شعرها ضفائر‪...‬‬ ‫قالت ‪:‬‬ ‫_انظ���ر إىل الت���ل يا " آب���د " أال ترى ا ّنه يش���تهي وقاع‬ ‫اهلاوية‪..‬أال تراه مائال حنوها وقد أضناه الشوق‪..‬‬ ‫أجاب " آبد " ‪:‬‬ ‫_هو ذاك يا "خالدة" إما أن يعتنق التل اهلاوية وإما أن‬ ‫يعتنقنا العدم مجيعا‪...‬اليوم‪...‬غدا‪..‬أو بعد غد‪.‬‬ ‫مللمت البلدة أش�ل�اءها وقر القرار أن الغد سيش���هد أول‬ ‫اخلطوات حن���و االنعتاق‪ ،‬فإما األفق الرحب أو مطاحن‬ ‫الغيالن هناك وراء اجلبل‪..‬‬ ‫تل���ك الليل���ة وعلى نور س���راج الزيت اخلافت أرس���ل‬ ‫"ابد" أنامله تفكان ضفائر خالدة فانصهرت فيه بش���وق‬ ‫جنون���ي‪...‬يف س���اعة متأخ���رة م���ن تل���ك الليلة نش���رت‬ ‫الغيالن أجنحتها الس���وداء وحلقت ف���وق البلدة‪ .‬أخذت‬ ‫"خال���دة" ك���ف " آب���د " ب�ي�ن يديه���ا و ضغط���ت برفق و‬ ‫همست ‪:‬‬ ‫_ال خت���ف !أزف أوان زواهل���ا وانك ملرس���لها إىل الفناء‬ ‫بكفيك هاتني‪.‬‬ ‫ووض���ع رأس���ه على صدره���ا فضمت���ه برف���ق و مررت‬ ‫أناملها تداعبان شعره و قال ‪:‬‬ ‫_أيكون الكيان ذات يوم يا حبيبة ؟‬ ‫أجابت ‪:‬‬ ‫_موقن���ة ي���ا موالي أن فعل���ك س���يتجاوز قدرتك وأن‬ ‫الش���وق مت���ى تأج���ج يف الص���در م�ل�اه إرادة لالنبع���اث‬ ‫والنش���ور‪..‬كن لقافل���ة اإلرادة حاديا‪...‬س���ينهد ت���ل‬ ‫الصخور حتت نبضات قلبك املش���تاق وساعدك التواق‪.‬‬

‫س���تكون االستطاعة رهينة ش���دة توقك فتأجج شوقا ال‬ ‫خيفت هليبه حتى تكون‪...‬‬ ‫أردف "ابد" هامسا ‪:‬‬ ‫_أين كنت يا خالدة ؟ من أين جئت؟‬ ‫ضحكت و قالت ‪:‬‬ ‫_منك ابتدأت و عندك انتهي !‬ ‫ح�ي�ن اطل الصباح ذلك الي���وم تعاىل الصياح منبعثا من‬ ‫إح���دى الدور‪...‬اختطفت الغيالن طف�ل�ا وعادت إىل ما‬ ‫وراء اجلبل مرسلة أجنحتها السوداء و صفريها املرعب‪.‬‬ ‫اخذ اجلميع معاوهلم و ميموا صوب تل الصخور‪.‬‬ ‫وتتال���ت ضربات املع���اول أيام���ا وأياما ط���واال إىل ما ال‬ ‫نهاية‪...‬‬ ‫ع���اد " آب���د " إىل الدار دام���ي القدمني ‪ ،‬مت���ورم الكفني ‪،‬‬ ‫فأرسلت "خالدة" أناملها تضمدان جراحه‪.‬‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫_سأفنى‪.‬‬ ‫قالت ‪:‬‬ ‫_بل انك تتخلق يف من جديد!‬ ‫أردف ‪:‬‬ ‫_ما تقصدين ؟؟‬ ‫أجابت‪:‬‬ ‫_"ابد" صغري يزحف حنو الكينونة‪..‬‬ ‫انتفض الرجل صائحا ‪:‬‬ ‫_تبعثين�ن�ي م���ن جدي���د حن���و أض���راس "الغي�ل�ان"‬ ‫تطحنين؟‬ ‫قالت ‪:‬‬ ‫_ب���ل أبعث���ك قبس���ا م���ن ال���دوام ال فن���اء له‪...‬س���تفنى‬ ‫الغي�ل�ان وينبلج فج���رك األبدي‪...‬فبق���در توقك تكون‬ ‫اس���تطاعتك‪..‬فتأجج ي���ا " آب���د " ش���وقا إىل األفق‪..‬ق���د‬ ‫تضع���ف اآلهلة يا حبي�ب�ي ولكنها ال تس���لك معرب الفناء‬ ‫فاجعل جراحك س���لما لعرش ربوبيتك س���يتخلق منك‬ ‫ألف "ابد"‪.‬‬ ‫فكن ليكونوا!‪....‬‬ ‫وادهل���م ليل طوي���ل موجع‪..‬نش���رت الغي�ل�ان أجنحتها‬ ‫واختطفت من األطفال ثان فثالث‪ ...‬وازداد وقع املعاول‬ ‫ش���دة‪ ...‬حتى كان يوم بلغ الش���وق بالت���ل منتهاه فبدا‬ ‫منس���ابا حن���و اهلاوية و بل���غ خبال���دة الوج���ع منتهـــاه‪،‬‬ ‫فعض���ت عل���ى شفتيها‪...‬أمس���كــت صدر" آب���د " وعضت‬ ‫عليه‪ ...‬أحس " آبد " و هو عند التل وجعها فأرسل معوله‬ ‫عاليا وأه���وى به على التل ضربات قوية متتالية أهلبت‬ ‫محاس���ة القوم فتالحق���ت حركات الس���واعد صعودا‪..‬‬ ‫ن���زوال‪ .‬وكان الوصال أخ�ي�را‪..‬وجل التل اهلاوية فرددت‬ ‫اجلب���ال صدى ش���هقته األخرية وانفتح األفق واس���عا‪...‬‬ ‫منريا‪..‬جرى "آبد" حنو الدار و ما‬ ‫أن ج���از العتبة حت���ى انطلق���ت صرخت���ان صغريتان‪...‬‬ ‫جثا"أب���د " عل���ى ركبتي���ه ف���إذا "خال���دة" تبتس���م كما‬ ‫الشمس و تشري إليه‪:‬‬ ‫_خذني وخذهما إليك و حلق بنا حنو األفق!‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫تونس‬

‫نأكل‪....‬وحن���ن متواري�ي�ن كم���ن‬ ‫يأكل حلمه‪،‬خج ً‬ ‫ال من جوعهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ة‪،‬خج�ل�ا م���ن عط���ش‬ ‫بغص‬ ‫نش���رب ّ‬ ‫أطفاهلم‪.‬‬ ‫بس���رعة‬ ‫‪،‬ثم نرتاجع‬ ‫نضح���ك أحياناً ّ‬ ‫ٍ‬ ‫دامعه ‪،‬خج ً‬ ‫ال من بكائهم‪.‬‬ ‫نتنف���س ذكراهم‪...‬لك���ن بفجيع���ة‬ ‫ً‬ ‫املثقوبه‪،‬خج�ل�ا م���ن‬ ‫ذاكرتن���ا‬ ‫هلاثهم وهم يركضون من القنص‬ ‫والقصف‪.‬‬ ‫نتدفأ ‪...‬وحنن مكسورين ‪،‬خج ً‬ ‫ال من‬ ‫بردهم‪.‬‬ ‫‪،‬بن���زف ش���ديد وال م���ن دماء‬ ‫نكت���ب‬ ‫ٍ‬ ‫‪،‬خج ً‬ ‫ال من خنقهم‪.‬‬ ‫نبكي وحنن نق���رأ الفاحته لي ً‬ ‫ال قبل‬ ‫ً‬ ‫مهيب‪،‬خج�ل�ا م���ن‬ ‫الن���وم بصم���ت‬ ‫شهدائهم‪.‬‬ ‫نن���ام ‪..‬وحنن نفت���ش يف أحالمنا عن‬ ‫ً‬ ‫هلم‪،‬خج�ل�ا م���ن أحالمه���م‬ ‫الصب���ح‬ ‫ودمائهم‪.‬‬ ‫نعيش ‪...‬مبنتهى التوقف ‪،‬خج ً‬ ‫ال من‬ ‫موتهم‪.‬‬ ‫نريد أن حنيا ال أن نعيش‬ ‫آه ك���م ّ‬ ‫قش���رونا كفاكهة ناضجه‬ ‫حتى فقدنا يومنا مع امسنا‬ ‫ه ّربوا آثارنا‪،‬أعالمنا‪،‬أحالمنا‬ ‫طعنوه من اخللف ‪،‬لكنه ال ميوت‬ ‫هذا التاريخ الوالد احملب‬ ‫كم مرة تتآمرون عليه تطمس���ونه‬ ‫فيطلع لكم من النوافذ‬ ‫جارف كالشعر‪،‬يقرأ عاركم‪.‬‬ ‫عل يتفرج‬ ‫ه���ذا التاريخ الواقف م���ن ٍ‬ ‫على خيبتكم‬ ‫كم مرة تهيلون عليه الرتاب‬ ‫وهو طائر الفينيق‬ ‫س���أرتديه ولو وحدي ‪،‬ال غريه يقيين‬ ‫الربد‬ ‫ال غريه يعيد لي األلق‬ ‫سأمحله يف الظالم ‪،‬فانوس زيت‬ ‫ألن�ن�ي جمروح���ة وقاضمه‪،‬واقف���ة‬ ‫وباسقه‪،‬مشعة وقاسيه‬ ‫ه���ذا ليس غ���روراً ب���ل ألن���ه الوحيد‬ ‫الذي‬ ‫يع���رف قيم���ه الذه���ب عندم���ا يعلن‬ ‫اجلميع إفالسهم‬ ‫انا لست الوحيده‬ ‫هذا منوذج للسوري اينما ُجرح‬


‫‪12‬‬

‫يناير‬ ‫‪27 (- -21) 141‬‬ ‫‪( - ) (141‬‬ ‫الرابعة ‪-‬‬ ‫‪) 2014) 2014‬‬ ‫‪ 27‬يناير‬ ‫‪- 21‬‬ ‫العدد‪(-‬العدد‬ ‫الرابعة‬ ‫السنة السنة‬

‫إنسان ليس من هذا العامل‬ ‫مديح‬ ‫ٍ‬ ‫يف ِ‬ ‫احللقة األولي‬

‫إبراهيم الكوني‬

‫•أع ّز األنام قاطبة ‪ :‬األب !‬

‫يف مايو ‪ 1979‬ذابت آخر قطعة جليد ألقسى‬ ‫شتاء لنشهد ربيعاً كان أمل بياتنا ذلك العام‬ ‫‪ .‬ولكن األمل كثرياً ما يفاجئنا خبيبة األمل‬ ‫‪ .‬وها هو يفجعين بنبأ غياب أع ّز األنام قاطبة‬ ‫‪ :‬األب !‬ ‫وس��� ّر الفجيعة ليس يف أن نفقد من أحببنا ‪،‬‬ ‫ولك���ن يف أن نفقدهم فجأ ًة دون س���ابق إنذار‬ ‫‪ .‬أي دون م���رض عض���ال ‪ ،‬أو عّل���ة مزمن���ة ‪،‬‬ ‫أو ش���يخوخة عت ّي���ة ‪ ،‬وكل ما من ش���أنه أن‬ ‫يه ّون علينا املصاب بإستالم شهادة املوت على‬ ‫أقساط ‪ .‬وهو إحساس ال يربهن على أنان ّيتنا‬ ‫فقط ‪ ،‬ولكنه خيفي إحساس���نا باألمان ‪ :‬أمان‬ ‫أناس يؤمنون بأنهم س���وف حييون أبداً ‪ ،‬وإذا‬ ‫كانوا س���يحيون أبداً فأحبابهم خالدون فيها‬ ‫أب���داً أيض���اً ‪ .‬ولك���ن امل���وت يأب���ى إ ّ‬ ‫ال أن يل ّقننا‬ ‫درس���اً ألنه وحده فارس الغ���در الذي يضرب‬ ‫ضربت���ه مس���تغ ّ‬ ‫ال غفلتن���ا عن ّ‬ ‫أح���ق حقيقة‬ ‫يف ه���ذا الوجود وه���ي ‪ :‬حضور املوت ‪ .‬وأس���وأ‬ ‫م���ا يف األم���ر أن ه���ذا اإلله لي���س معن ّي���اً مبا‬ ‫نطل���ق علي���ه يف منطقن���ا الدني���وي املبتذل ‪:‬‬ ‫يرتصدنا كعد ّو ليقول‬ ‫الوقت املناس���ب ‪ .‬إن���ه ّ‬ ‫كلمت���ه فين���ا يف اللحظ���ة ال�ت�ي ال يُكتب لنا‬ ‫التكهّن بها أو حس���ابها ‪ .‬فاألب مل جيتز عتبة‬ ‫الثالثة والسبعني حتى ذلك اليوم ‪ .‬وهو عمر‬ ‫ليس عت ّي���اً إذا ق���ورن بأعمار أه���ل الصحراء‬ ‫الليبي���ة الذين قال هريودوت أنهم ال ميوتون‬ ‫باألم���راض ‪ ،‬ولك���ن بالش���يخوخة وحده���ا ‪.‬‬ ‫األب فنايت زعي���م آزجر الذي‬ ‫ع���م ّ‬ ‫والدلي���ل ّ‬ ‫غ���اب بعد أن جت���اوز املائة ‪ ،‬وبره���ان آ خر هو‬ ‫صديق���ه خليفة حاكم الذي عاش بعده إىل‬ ‫أن بلغ من األعوام الس���بعة بع���د املائة ‪ .‬كما‬ ‫يع���ان أمراضاً جدّية برغ���م بنيته اهلزيلة‬ ‫مل ِ‬ ‫ً‬ ‫يدب على قدمني بس���بب‬ ‫ال�ت�ي ح ّولته خي���اال ّ‬ ‫نب���ذه للطع���وم وصوم���ه الده���ر حت���ى صار‬ ‫مض���رب مث���ل ‪ .‬ولكن جي���ب أن نع�ت�رف بأن‬ ‫ٌ‬ ‫جتدي���ف ال يف ّ‬ ‫حق‬ ‫إس���تنكارنا مليتة الفجاءة‬ ‫املش���يئة اإلهلية وحده���ا ‪ ،‬ولكن���ه خطيئة يف‬ ‫ّ‬ ‫ح���ق األح ّبة أنفس���هم ‪ .‬فاألب ن���ال امليتة اليت‬ ‫إس���تح ّقها ع���ن ج���دارة ‪ ،‬وليس هذا وحس���ب‬

‫‪ ،‬ولكنه���ا امليت���ة اليت أج���زم أنه مت ّناه���ا ‪ .‬فأن‬ ‫مكملة‬ ‫منوت ميت���ة مجيلة إنمّ ا ه���و فضيلة ّ‬ ‫حلي���اة مجيلة ‪ .‬فهو ع���اش مهاجراً أبد الدهر‬ ‫‪ .‬ال يس���كن ملكان إ ّ‬ ‫ملكان آخر ‪.‬‬ ‫ال وش��� ّد الرحال ٍ‬ ‫وهو ه���وس باحلري���ة بالطبع قب���ل أن يكون‬ ‫جم��� ّرد ت���وق الرتياد اآلف���اق ‪ .‬وق���د لعب هذا‬ ‫اهل���وس دوراً مركزي���اً يف عالقت���ه امللتبس���ة‬ ‫باأل ّم اليت تفرض طبيعتها كامرأة محيمة‬ ‫الصلة بالطبيعة وج���وب الركون إىل املكان‬ ‫ً‬ ‫راح�ل�ا يع�ن�ي أن حيي���ا‬ ‫‪ .‬وأن حيي���ا اإلنس���ان‬ ‫ً‬ ‫راح�ل�ا يعين أن حييا‬ ‫زاه���داً أيض���اً ‪ .‬وأن حييا‬ ‫مغرتباً يف احلدود القص���وى أيضاً ‪ .‬وأن حييا‬ ‫مغرتباً يعين أن حييا للدنيا مشاهداً ح ّتى أ ّنه‬ ‫ال ين���زل حضيضاً إ ّ‬ ‫ال عابراً كأن���ه يلبيّ نداء‬ ‫فيتاغورس عن الدنيا كس���احة الس���وق اليت‬ ‫يرتادها البعض ليتباروا ‪ ،‬ويلجأ إليها البعض‬ ‫اآلخر لكي يتاجروا ‪ ،‬ويزورها الفريق الثالث‬ ‫لكي يشاهد وحسب ‪ ،‬وهم (املشاهدون) أسعد‬ ‫الفئ���ات الثالث ‪ .‬حياته كّله���ا كانت إحتفا ًء‬ ‫طي الفن���اء ‪ِ .‬ق َيم‬ ‫بالقي���م ال�ت�ي صارت الي���وم ّ‬

‫ح���ب الوطن الصحراوي الذي‬ ‫ليس أعظمها ّ‬ ‫محل الس�ل�اح يف وجه اإليطاليني عندما جاء‬ ‫ثم محله مرة‬ ‫الغزاة من الش���مال دفاعاً عنه ‪ّ ،‬‬ ‫أخرى ض ّد الفرنسيني عندما ساهم بتهريب‬ ‫األس���لحة لث ّوار نوميديا زمن حرب التحرير‬ ‫‪ ،‬ولكن أعظمها التحّلي بالعدل الذي أُش��� ُتهر‬ ‫به ‪ ،‬وبش���جاعة ه���ي خصلة طبيعي���ة للروح‬ ‫الزهدية ‪ .‬هذا إىل جانب اجلود ‪ .‬جود اإلنسان‬ ‫ال���ذي يهب ما ال غنى ل���ه عنه ‪ .‬وكان يطيب‬ ‫لرفيق���ة رحلت���ه أن تتغ ّنى به���ذا اجلود ح ّتى‬ ‫بع���د أن إفرتق���ا بزمن طويل ف�ت�روي كيف‬ ‫كان حي ّرضه���ا عل���ى أن تعط���ي الناس ّ‬ ‫كل‬ ‫شيء س���واء من ممتلكات البيت أو من ماشية‬ ‫املرعى بإستثناء السالح والسرج !‬ ‫إىل جان���ب كل ه���ذا كان من���وذج اإلنس���ان‬ ‫البس���يط ال���ذي ال يقن���ع بغ�ي�ر العالق���ة مع‬ ‫حبب ‪ ،‬ألن احلب‬ ‫البسطاء ‪ ،‬فبادله هؤالء ح ّباً ّ‬ ‫احلب ‪ .‬كان الرجل طيفاً‬ ‫هو ما ال يُنال بغري ّ‬ ‫برغم أنه أسطورة زمانه اليت يضرب بها املثل‬ ‫يف الشجاعة حتى أن أنداده يعرتفون بأنهم ال‬

‫حل يف جنع إ ّ‬ ‫خيلدون للنوم إذا ّ‬ ‫ال إذا اطمأ ّنوا‬ ‫أنه نام !‪.‬‬

‫•يروق�ني أن أر ّدد دوم � ًا ‪" :‬إذا ش��ئت أن‬ ‫تتن ّبأ ُ‬ ‫فاصف !" ‪.‬‬

‫هذا اجلرم اهلزيل يبدو طيفاً ألنه كله روح ‪.‬‬ ‫إنه برهان على وص ّية هرياقليط عن حضور‬ ‫األلوهة ذاتها يف جرم اليبوس���ة ‪ .‬فهل بوس���ع‬ ‫روح اهلل إذا تنازل���ت وس���كنت مري���د اهلل أن‬ ‫تغفل عن ميعاد لق���اء اهلل كما غفلنا ونغفل‬ ‫حنن ؟‬ ‫كّ‬ ‫ال بالطب���ع ‪ .‬م���ا كان ل���ي صدم���ة فجاءة‬ ‫كان بالنس���بة ل�ل�أب العي���د ال���ذي ق���رأ ل���ه‬ ‫احلساب ‪ .‬فقد د ّللت العبارة اليت قاهلا لي يوم‬ ‫ودّعين آخر مرة بطرابلس أنه كان عاملاً علم‬ ‫اليقني مب���ا ينتظ���ره ‪ .‬كان عاملاً ب���روح نب ّوة‬ ‫هي سج ّية أخيار إصطفتهم املشيئة للصفاء‬ ‫‪ .‬وهل���ذا يروق�ن�ي أن أردّد دوماً ‪" :‬إذا ش���ئت أن‬ ‫ُ‬ ‫فاصف !" ‪.‬‬ ‫تتن ّبأ‬ ‫ق���ال لي يومها ما مل يقل���ه لي يوماً وهو الذي‬ ‫ال يروقه القول أص ً‬ ‫إلستكبار هو طبيعة‬ ‫ال ال‬ ‫ٍ‬ ‫كل س���ليل صح���راء ‪ ،‬ولكن زه���داً يف القول‬ ‫ككل إنسان وحيد ويتيم يف هذه الدنيا ‪" :‬إذا‬ ‫مجعتن���ا األقدار م ّر ًة أخ���رى فتلك نعم ٌة من‬ ‫األقدار ‪ ،‬إذا مل جنتمع فليس لنا إ ّ‬ ‫ال أن ّ‬ ‫نس���لم‬ ‫ً‬ ‫مبش���يئة األق���دار !" ‪ .‬لق���د كان مؤمنا إميان‬ ‫اإلنس���ان الوحي���د ‪ ،‬املعت���زل ‪ ،‬الزاه���د ‪ ،‬ال���ذي‬ ‫نصبه هيغل عالمة اإلنسان الدَّيِّن ‪ ،‬ال إنسان‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫تعجب���ت للعب���ارة يف ذل���ك اليوم ‪،‬‬ ‫الش���عائر ‪ّ .‬‬ ‫وم���ا مل خيطر لي على ب���ال أنها كلمة وداع‬ ‫‪ٌ .‬‬ ‫دلي���ل آخر على علمه بإق�ت�راب يوم املغادرة ‪.‬‬ ‫فقد قام بزيارة شقيقي األكرب فنايت املقيم‬ ‫بطرابلس مع عائلته يوم علم بإنتدابه للعمل‬ ‫مبالط���ا ‪ .‬قضى يف بيته ليلتني إثنتني ‪ ،‬ولك ّنه‬ ‫ق ّرر أن يغادر فج���أة عندما علم بقرب موعد‬ ‫إس���تباقي‬ ‫كتدبري‬ ‫س���فره بصحب���ة العائل���ة‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫عرفن���اه في���ه طبيع���ة كامن���ة دائم���ا ك���ي‬ ‫جيتن���ب البقاء يف مكان سيس���تحيل يف عرفه‬ ‫أطال ً‬ ‫ال م���ا أن يهجره األح ّبة ‪ .‬وقد رافقه إىل‬ ‫ّ‬ ‫حمطة احلافلة ش���قيقي األصغ���ر آلة الذي‬ ‫روى ل���ي تالياً كيف نس���ي أن يعطيه حاجةً‬


‫‪))2014‬‬ ‫يناير‪2014‬‬ ‫‪27‬يناير‬ ‫‪27--21‬‬ ‫‪21 ((--)) 141‬‬ ‫العدد((‪141‬‬ ‫الرابعة‪--‬العدد‬ ‫السنةالرابعة‬ ‫السنة‬

‫‪13‬‬

‫ومصطفى من األقدار مبا يكفي‬ ‫لقد أقبل األب علينا ليع ّزينا يف نفسه ‪ ،‬ألنه كان شجاع ًا مبا يكفي ‪ ،‬وخيرّ اً مبا يكفي ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫‪ ،‬كي يكون عارف ًا بأجله ‪ ،‬وهو ما يعين أنه كان مالك ًا لقدره ‪ ،‬ربمّ ا مكافأ ًة له على إحسانه ألشقياء الصحراء كلّها‬

‫بع���د ان ودّع���ه فع���اد إلي���ه يف ج���وف احلافلة‬ ‫ليجده بعينني مبّلل َتني ‪ .‬وهو ما مل يس���مح به‬ ‫لنفس���ه أبداً لوال يقينه بأ ّنه يش��� ّيع أبناءه إىل‬ ‫األبد قبل أن يش ّيعه األبناء إىل مثواه األخري ‪.‬‬ ‫ج���اء ليلقي عليهم نظرة أخرية وهو الذي مل‬ ‫مي ّكنه توقه األبدي إىل األس���فار من رؤيتهم‬ ‫واإلس���تمتاع باحلضور بينهم مستجيباً لنداء‬ ‫األب ّوة اليت ال ّ‬ ‫حظ هلا يف الدنيا س���وى العيش‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ضحى‬ ‫بني األبن���اء ‪ ،‬ولكنه خالفا ل���كل اآلباء ّ‬ ‫ح ّت���ى بهذه ّ‬ ‫القش���ة من الس���عادة ي���وم قدّمها‬ ‫قرباناً على مذبح أنبل ّما يف الوجود ‪ :‬احلرية‬ ‫! ألن احلض���ور يف احلرية وح���ده حضو ٌر يف‬ ‫احلقيق���ة ‪ .‬وه���و مل ُ‬ ‫خي���ن ه���ذه العقيدة ألن‬ ‫األبناء إذا كانوا عنوان س���عادة دنيا ‪ ،‬فإن اهلل‬ ‫عنوان سعادة األبديّة ‪.‬‬ ‫أليس���ت س���عادة قاس���ية تل���ك اليت نس���تبدل‬ ‫فيها س���عادة وجودنا احلريف بس���عادة وجودنا‬ ‫الرمزي ؟‬ ‫أج���ل ‪ .‬هي س���عادة أقس���ى من قاس���ية ‪ ،‬ولكن‬ ‫الع���زاء أنه���ا س���عادة احلكي���م كم���ا يصفه���ا‬ ‫سينيكا ‪.‬‬ ‫لق���د كان ل���ي األب إماماً يف الع���دو األقدس‬ ‫‪ ،‬ومث���ا ً‬ ‫���رى ليل ه���ذه الدنيا ‪ .‬وأعرتف‬ ‫ال يف ُس َ‬ ‫اإلهلي ‪ّ .‬‬ ‫ٌ‬ ‫كل‬ ‫الف���رار‬ ‫بإحرتاف‬ ‫له‬ ‫مدي���ن‬ ‫أ ّني‬ ‫ّ‬ ‫م���ا هنال���ك أنه فعل ذل���ك يف ح���دود صحرا ٍء‬ ‫كربى ختتزل مس���احة العامل ً‬ ‫تلبية لوصايا‬ ‫األس�ل�اف الذين ح ّرموا عبور املياه منذ األزل‬ ‫‪ّ ،‬‬ ‫فظل أس�ل�افهم س���جناء هذه القا ّرة اإلهلية‬ ‫ُ‬ ‫ش���ققت عص���ا الطاعة على‬ ‫العارية ‪ ،‬يف حني‬ ‫وصية التحريم بإجتي���از ختوم املياه ‪ .‬ويبدو‬ ‫هلذا الس���بب ُحرمت احلضور يف حضرة األب‬ ‫‪ .‬أو فلنقل أ ّني أكث���ر من ُحرم من محيمية‬ ‫احلض���ور يف حم���راب األب م���ن ب�ي�ن أبنائه ‪،‬‬ ‫ولكن إغرتابي هو ما يش���فع لي عقوقي ‪ .‬ألن‬ ‫هذا اإلغرتاب إنمّ ا هو إستعارة من إغرتابه هو‬

‫‪ ،‬وقامسن���ا املش�ت�رك األعظم هو لق���ا ٌء روحي‬ ‫الس���رى ‪.‬‬ ‫بينن���ا كمريدي���ن مك ّب َلني بأصفاد ُّ‬ ‫هلذا الس���بب كان آخ���ر أيامه حي���دّث أقرانه‬ ‫من أش���ياخ القبيلة قائ ً‬ ‫ال ‪" :‬إبراهيم هو أفضل‬ ‫أبنائ���ي !" ‪ ،‬كم���ا روى ل���ي أخ���ي األكرب من‬ ‫جه���ة األب ب ّكدة بع���د وفاته بأع���وام ‪ .‬وها هو‬ ‫يقب���ل ليلق���ي علينا النظرة األخ�ي�رة بدل أن‬ ‫نذه���ب حنن لنلق���ي عليه النظ���رة األخرية ‪.‬‬ ‫أفال تبدو ه���ذه املفارقة إمتي���ازاً إصطفت به‬ ‫العناية اإلهلية أخيارها من دون الناس مجيعاً‬ ‫؟ احل���دس بق���رب األج���ل لي���س اإلصطف���اء‬ ‫���رى‬ ‫الوحيد ال���ذي تكايفء به األقدار ملل ُّ‬ ‫الس َ‬ ‫ً‬ ‫‪ ،‬ولك���ن هن���اك اجلائ���زة األعظ���م ش���أنا م���ن‬ ‫محى تش��� ّبثنا‬ ‫اإلحس���اس بدن ّو األج���ل ‪ .‬ففي ّ‬ ‫باحلياة الدنيا يستهوينا إمتداد العمر فننسى‬ ‫ما ينتظرنا من أهوال على ب ّوابة الش���يخوخة‬ ‫‪ .‬ولكن أهل الف���رار وحدهم ال تنطلي عليهم‬ ‫اخلدعة ‪ ،‬ألن السؤال اجلدير بأن نهدهده يف‬ ‫قلوبنا وال يغيب لنا عن بال هو ‪ " :‬هل األفضل‬ ‫أن حني���ا عم���راً مدي���داً ينتظرنا في���ه بطش‬ ‫جّ‬ ‫الد إمسه الش���يخوخة ‪ ،‬أم األفضل أن حنيا‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫عم���را أقصر ألنه مش���روط بإس���تبعاد ش���بح‬ ‫شيخوخة تس���حل مريديها بفنون األمراض‬ ‫‪ ،‬وصن���وف اإلذالل ؟" ‪ .‬الش���جعان ّ‬ ‫يفضل���ون‬ ‫اخلي���ار األول بالطب���ع ‪ .‬وأن نقول الش���جعان‬ ‫فذل���ك يعين أنه���م األحرار أيض���اً ‪ .‬وأن نقول‬ ‫األح���رار فذل���ك يعين أنه���م احلكم���اء أيضاً ‪.‬‬ ‫فما ج���دوى أن من���دّد األجل إذا ك ّنا س���نقع‬ ‫أس���رى مقابل هذه الصفقة ؟ فاملوت بالنسبة‬ ‫ّ‬ ‫ذش���ل العجز الذي سنحتاج‬ ‫للروح األب ّية هو‬ ‫فيه لعون األغي���ار ‪ ،‬وليس املِ ْيت���ة الطبيعية ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫رمحة ‪،‬‬ ‫بل كث�ي�راً ما تكون امليت���ة الطبيعية‬ ‫ب���ل هي احلي���اة ‪ ،‬عندما تضع ح��� ّداً هلذا الذلّ‬ ‫‪ .‬وهي حياة ح ّقاً‬ ‫لس���بب وجي���ه وهو طبيعتها‬ ‫ٍ‬ ‫كحري���ة ‪ .‬ول���و تس���اءلنا م���اذا س���يضيف لنا‬

‫طول العمر الكتشفنا أنه ال يضيف بقدر ما‬ ‫خيس���ف ‪ ،‬خيتطف ‪ ،‬وخيتلس ‪ .‬إنه يس���تعيد‬ ‫س ّراً ما وهب باألمس علناً ‪ .‬الق ّوة تتضعضع ‪،‬‬ ‫والذاكرة تضعف ‪ ،‬والروح تتو ّثب للفرار من‬ ‫القمقم ‪ .‬فما ج���دوى أن نعود على األعقاب ‪،‬‬ ‫وماذا ينتظرنا يف املستقبل املأمول سوى أرذل‬ ‫أجناس العبودية ؟‬ ‫لقد واجه األوائل هذه الدراما يف األزمنة اليت‬ ‫يتحدّث عنها هريودوت فيقول أنهم ال يهلكون‬ ‫إّ‬ ‫ال بالش���يخوخة ‪ ،‬فابتك���روا ذل���ك النام���وس‬ ‫عمن ختّل���ى عنهم املوت‬ ‫الذي يبي���ح التخّلي ّ‬ ‫يف أخدود مش���فوع بكلم���ة ال���وداع التقليدية‬ ‫املوجه���ة ّ‬ ‫لكل من إبتلي باملرض الوحيد الذي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال ش���فاء منه إال باملوت كالشيخوخة ‪َ :‬‬ ‫"لست‬ ‫مريضاً حتى تربأ ‪ ،‬ولس���ت صغرياً حتى تكرب‬ ‫!" ‪ ،‬فيتق ّب���ل الش���يخ املرث ّية بش���جاعة َم ْن ّ‬ ‫مل‬ ‫عرقلة مس�ي�رة القبيلة املرحتلة أبداً ‪ ،‬وسئم‬ ‫الس���ؤال الذي غدا بفعل التكرار تعويذة كل‬ ‫لسان ‪" :‬كيف أصبح اليوم الشيخ؟"‪.‬‬ ‫•ألن ال حرية حقيقية إ ّال باملوت‬ ‫لق���د أقبل األب علينا ليع ّزينا يف نفس���ه ‪ ،‬ألنه‬ ‫كان ش���جاعاً مب���ا يكف���ي ‪ ،‬وخيرّ اً مب���ا يكفي‬ ‫ومصطف���ى م���ن األق���دار مبا يكف���ي ‪ ،‬كي‬ ‫‪،‬‬ ‫ً‬ ‫يك���ون عارفاً بأجل���ه ‪ ،‬وهو ما يع�ن�ي أنه كان‬ ‫مال���كاً لق���دره ‪ ،‬ربمّ ا مكافأ ًة له على إحس���انه‬ ‫ألشقياء الصحراء كّلها ‪ ،‬س ّيما عجائز واحة‬ ‫غ���ات الالئي كان يُلقي ّ‬ ‫هل���ن باملؤن من وراء‬ ‫األبواب زمن الش���جاعة ‪ ،‬فيبتهلن إىل السماء‬ ‫كي تكف���ي احملس���ن اجملهول ش��� ّر احلاجة ؛‬ ‫فتس���تجيب السماء لدعاء كاهنات الصحراء‬ ‫كما إس���تجابت يوم���اً لدع���اء كاهنة معبد‬ ‫رب املعب���د يف أن جيود‬ ‫اليون���ان اليت ح ّكم���ت ّ‬ ‫عل���ى َ‬ ‫البارين بأعظم هبة يف ناموس���ه‬ ‫ولديها َّ‬ ‫‪ ،‬ألنه���ا جته���ل ما ه���و أنفس ش���يء يف عرف‬ ‫الربوبي���ة ‪ ،‬فوجدتهم���ا عندما إس���تيقظت يف‬

‫الصب���اح يف فراش���هما م ّي َت�ْي�نْ ! وه���و ما يعين‬ ‫أنن���ا إذا ك ّن���ا ن���رى يف عرفن���ا احلي���اة الدنيا‬ ‫خرياً ‪ ،‬فإن األلوه���ة ترى النقيض خرياً ‪ ،‬ألن‬ ‫ال حري���ة حقيقي���ة إ ّ‬ ‫عجلت‬ ‫ال بامل���وت ‪ .‬وق���د ّ‬ ‫خب���روج األب لتحس���ن إلي���ه م ّرت�ي�ن ال مرة‬ ‫واح���دة ‪ :‬م���رة ألنه���ا أجارته م���ن التن ّقل بني‬ ‫أي���دي اخلل���ق عند اإلبت�ل�اء بامل���رض ‪ ،‬وم ّرة‬ ‫ثانية ألن���ه حت ّرر من املهزلة ّ‬ ‫بأقل اخلس���ائر‬ ‫النقي هو الشهادة له على ذلك ‪.‬‬ ‫‪ ،‬والضمري ّ‬ ‫اإلحس���اس بدن ّو املوت ال يربك س���وى ضعاف‬ ‫أم���ا األبط���ال الذي���ن عرفناهم يف‬ ‫النف���وس ‪ّ ،‬‬ ‫حج���ة‬ ‫اجلي���ل ال���ذي س���بقنا فإنه���م يرون���ه ّ‬ ‫لتس���وية ال شئون الدنيا وحسب ‪ ،‬ولكن ديون‬ ‫ال���روح أيضاً ‪ .‬وها هو االب يقدّم الربهان على‬ ‫ذلك يف رحلت���ه تلك ‪ .‬فبع���د أن ألقى النظرة‬ ‫األخ�ي�رة عل���ى الذري���ة هاه���و يتس���ّلق جب���ل‬ ‫نفوس���ة لي���ؤدّي الواجب حنو حلف���اء القبيلة‬ ‫القدام���ى كالزنت���ان وبع���ض قبائ���ل اجلبل‬ ‫الغربي إمياناً بقداسة العهد ‪ ،‬ووفا ًء لناموس‬ ‫احلل���ف ‪ .‬من هن���اك إنطلق لزي���ارة األمكنة‬ ‫ال�ت�ي ش���هدت ش���بابه مث���ل غدام���س ودرج‬ ‫وأطراف احلمادة احلمراء الش���مالية ‪ .‬هناك‬ ‫جالس األشياخ الذين قامسوه يوماً ذكريات‬ ‫الزمن الضائ���ع ‪ .‬ذكريات الزمن الرتاجيدي‬ ‫م���ا أن يتن ّكر هلويته ليس���تعري ماهية الضياع‬ ‫يف الذاكرة ‪ .‬جالسهم خمفيا عنهم احلقيقة‬ ‫اليت جهلوها وكان بها وحده عليماً وهي أنه‬ ‫أت���ى ليهجره���م إىل األبد هذه امل��� ّرة ‪ .‬وكان‬ ‫عليه���م أن يبك���وا املرثي���ة ألنفس���هم عندم���ا‬ ‫سيبلغهم نبأ رحيله بعد أيام من ذلك التاريخ‬ ‫‪ ،‬ألن غي���اب م���ن ش���اركونا وش���اركناهم‬ ‫ذك���رى الزم���ن الضائ���ع هوغي���اب الش���طر‬ ‫األنب���ل فين���ا ‪ ،‬ب���ل وامليتة تق���رع أبوابن���ا ‪ ،‬ألن‬ ‫غيابه���م هو نداء لنا بوجوب ّ‬ ‫التأهب ملمارس���ة‬ ‫دورنا ‪.‬‬ ‫مل يق���م األب يف تلك الرحل���ة بتأدية الواجب‬ ‫حنو أهل األمكنة وحس���ب ‪ ،‬ولكنه كإنس���ان‬ ‫متوحد بالطبيع���ة عايش األمكنة‬ ‫رومانس���ي ّ‬ ‫مم���ا عاي���ش أه���ل األمكن���ة ‪ ،‬ليس له‬ ‫أكث���ر ّ‬ ‫أّ‬ ‫ال أن ميث���ل يف ح���رم ق���دس األق���داس ه���ذا‬ ‫"األمكن���ة"‪ ،‬ال ليم�ل�أ من���ه حدق���ة ع�ي�ن ل���ن‬ ‫يُكتب هلا أن ترى بعدها وحس���ب ‪ ،‬ولكن ألنه‬ ‫داس���ها يوماً ظ ّنا منه أنه س���يخرق األرض أو‬ ‫يبلغ اجلب���ال طو ً‬ ‫ال ‪ ،‬بل ود ّن���س حرمها أيضاً‬ ‫مراراً ناس���ياً أنها األ ّم ال�ت�ي إحتضنته يف املهد‬ ‫‪ ،‬واأل ّم ال�ت�ي س���تحتضنه يف اللحد أيضاً ‪ .‬جاء‬ ‫ليستحلف األرض البوح بلغز مسقط الرأس‬ ‫هذا ‪ ،‬ليع�ت�رف يف حضرتها حبريته يف أمرها‬ ‫الذي جيعل من ترابها القاس���ي س���بباً حلنني‬ ‫جمه���ول دون أترب���ة األوطان ‪ ،‬ومن الس���ماء‬ ‫اليت تظللها فردوس���اً خيتلف عن مساء بقية‬ ‫جمس���دة‬ ‫األركان ‪ .‬أي أنها ملحمة ش���عرية ّ‬ ‫م���ا كان له أن جيرؤ عل���ى فراقها غمضة لو‬ ‫مل يهجرها جمرباً ب���أداء الواجب حنو الوطن‬ ‫‪ .‬وهي الس�ي�رة اليت تناولناها يف اجلزء األول‬ ‫من هذا البيان ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•من اجل���زء الثالث من س�ي�رة الكاتب الذي‬ ‫مل ينشر بعد‬


‫‪14‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 - 21 ( - ) 141‬يناير ‪) 2014‬‬

‫التو ّرط املميت يف بنغازي‬ ‫ديفيد د‪ .‬كريك باتريك‬

‫ترمجة مفتاح السيد الشريف‬ ‫((من��ذ عمل ّي��ة إغتيال الس��فري األمريكي ومس��اعديه يف مقر البعثة يف بنغازي يوم ‪ 11‬س��بتمرب ‪ ،2012‬وحرق مق ّر البعثة‪ ،‬تقاط��رت على العاصمة الليب ّية وفود املبعوثني ورج��ال الكوجنرس‪ ،‬وآخرين ال‬ ‫تعلمونهم‪ ..‬للتحقيق يف اهلجوم وتت ّبع آثار الفاعلني ورصد حت ّركلتهم بكل السبل والوسائل مبا فيها “درونس” اليت متخر األجواء وترى وال ُترى‪ ..‬وأخريا كانت “نيويورك تاميس” يف امليدان تبحث وتن ّقب‬ ‫فس��رة أو ُم ّ‬ ‫لخصة أو متف ّوقة على األضابري الضخمة اليت وضعها اخلرباء‪ .‬وقد رأت (ميادين) واجبا‬ ‫وتقابل وجتتمع وتنتقل‪ ،‬حتى مع املليش��ياويني‪ ..‬وجاءت حصيلتها يف تقرير حتليلي مط ّول‪ُ ،‬مك ّملة أو ُم ّ‬ ‫عليها أن ُترتجم وتنشر فصوله الستة ذات العناوين التالية ‪ :‬قائد ميليشيا صاعد ‪ -‬السفري – فتيل يضئ – هرج ومرج – العاقبة‪ .‬وذلك لكي ّ‬ ‫يطلع ق ّراؤها على وقائع وأحداث رمبا ألول م ّرة))‬

‫الفصل األول‬

‫التو ّرط املميت يف بنغازي‬

‫كان الدبلوماس���ي أألمريك���ي ال���ذي ب���دا يف‬ ‫مظهر الصيب الط ّيب‪ ،‬يقابل للمرة األوىل زعماء‬ ‫مليش���يات الش���رق اللييب األكثر شراسة ‪ .‬كان‬ ‫جتمع���وا عل���ى‬ ‫الوق���ت ‪ 9‬س���بتمرب ‪ 2012‬حي���ث ّ‬ ‫الكراس���ي اليت ميكن ط ّيه���ا يف قاعة مآدب البحر‬ ‫األبي���ض املتوس���ط‪ ،‬وأخ���ذ الليبيي���ون حي��� ّذرون‬ ‫م���ن ازدي���اد التهديدات ض���د األمريكيني من قبل‬ ‫املتطرف�ي�ن يف بنغ���ازي ‪ .‬أحد زعماء املليش���يا‪ ،‬ذو‬ ‫حلي���ة طويل���ة ّ‬ ‫وزي عس���كري غ�ي�ر متجان���س‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تذكر الفرتة عندما كان يف املنفى بأفغانستان‪.‬‬ ‫فقام احد احل ّراس األمريكيني بوضع يده خلسة‬ ‫على مسدّسه‪..‬‬ ‫" حيث أن بنغازي ليس���ت آمنة‪ ،‬فمن األفضل لكم‬ ‫أن تغادروه���ا اآلن " هكذا قال لألمريكيني حممد‬ ‫غراب���ي زعيم كتيب���ة راف اهلل الس���حاتي‪ ،‬كما‬ ‫ّ‬ ‫تذكر الحقا وأضاف ‪" :‬كنت أنا ش���خص ّيا على‬ ‫وج���ه التحديد من ق���ال ذلك لألمري���كان ُمؤمال‬ ‫أنهم سيغادرون بنغازي يف أقرب وقت ممكن "‪.‬‬ ‫وبع���د م���ا انهم���ك رج���ال املليش���يا م���ع ضيوفهم‬ ‫األمريكي�ي�ن يف تن���اول احللويّات متس���ّللني إليها‬ ‫بأيديهم‪ ،‬أطنبوا يف اإلع���راب عن امتنانهم لدعم‬ ‫الرئيس أوبام���ا يف انتفاضتهم ضد العقيد معمر‬ ‫القذايف‪ .‬وأكدوا أنهم يريدون بناء ش���راكة مع‬ ‫الوالي���ات املتحدة‪ ،‬وال س���يما يف ش���كل مزيد من‬ ‫اإلس���تثمارات‪ .‬وس���ألوا حتديدا عن فتح فروع يف‬ ‫بنغازي ملطاعم ماكدونال���دز ودجاج كنتاكي‬ ‫املشوي‪.‬‬ ‫أم���ا الدبلوماس���ي (ديفي���د مكفارالن���د) ‪ -‬وه���و‬ ‫ّ‬ ‫مس���اعد س���ابق يف الكوجن���رس وال���ذي مل يلتق‬ ‫أبدا من قبل مع زعيم ميليشيا ليبية‪ -‬فقد غادر‬ ‫ش���اعرا باهتياج‪ ،‬وفقا لزمالئه‪ .‬إذ أن االجتماع مل‬ ‫يه���ز ثقت���ه يف آفاق ت���ورط أعمق يف ليبي���ا‪ .‬وبعد‬ ‫ذل���ك بيوم�ي�ن‪ّ ،‬‬ ‫خلص م���ا ح���دث يف االجتماع يف‬ ‫برقي���ة إىل واش���نطن واصف���ا أي���اه بأن���ه يعط���ي‬ ‫رس���الة خمتلط���ة م���ن ق���ادة امليليش���يات‪ .‬ورغم‬ ‫"املش���اكل املتنامي���ة م���ع األم���ن" كم���ا كت���ب‪،‬‬ ‫ف���إن املقاتلني كانوا يري���دون ان تصبح الواليات‬ ‫املل���ح على‬ ‫املتح���دة أكث���ر اخنراط���ا "بالضغ���ط ّ‬ ‫الش���ركات األمريكية لالس���تثمار يف بنغازي"‪.‬‬ ‫وق���د مت إرس���ال الربقي���ة بتاري���خ ‪ 11‬س���بتمرب‬ ‫‪ 2012‬من خالل إس���م رئيس السيد مكفارالند‬ ‫أي السفري كريستوفر ستيفنز‪ .‬ويف وقت الحق‬ ‫من ذلك اليوم لقي الس���يد ستيفنز حتفه‪ ،‬إذ ُقتل‬ ‫مع ثالثة أمريكيني آخرين يف بنغازي يف اهلجوم‬ ‫على املمتلكات األكثر أهمي���ة للواليات املتحدة‬ ‫يف ‪ 11‬عاما‪ ،‬أي منذ ‪ 11‬سبتمرب ‪. 2001‬‬ ‫البعثة الدبلوماسية يف ‪ 11‬سبتمرب ‪2012‬‬ ‫جممع‬ ‫ت���ويف أربع���ة أمريكيون يف هجم���ات على ّ‬ ‫البعث���ة الدبلوماس���ية ووكال���ة اإلس���تخبارات‬ ‫املركزي���ة يف بنغازي‪ .‬ومع ب���دء اهلجمات‪ ،‬كان‬ ‫هن���اك س���بعة أمريكي���ون يف البعث���ة‪ ،‬م���ن بينهم‬

‫مخس���ة ضباط أمن دبلوماسيون مسّلحون‪ ،‬وقد‬ ‫مات يف اهلجوم ‪ :‬ضابط املعلومات (س�ي�ن مسيث)‬ ‫والسفري كريستوفر ستيفنز‪.‬‬ ‫وكانت الربق ّية هي العالمة األخرية عن ش���هور‬ ‫من س���وء الفهم والتصورات اخلاطئة األمريك ّية‬ ‫ح���ول ليبي���ا وخصوص���ا بنغ���ازي‪ ،‬والعدي���د منها‬ ‫نتج���ت م���ن ظ�ل�ال هجم���ات ‪ 11‬س���بتمرب‪ .‬وقد‬ ‫خاضت الواليات املتح���دة عميقا يف مرحلة ليبيا‬ ‫م���ا بع���د القذايف‪ ،‬عل���ى أمل بناء رأس جس���ر ضد‬ ‫س���يما تنظيم القاع���دة‪ ،‬واعتقدت‬ ‫املتطرفني وال ّ‬ ‫جل���ي ب�ي�ن األصدق���اء‬ ‫أن���ه ميكنه���ا رس���م خ���ط‬ ‫ّ‬ ‫واألعداء يف ليبيا‪ .‬لكنها خس���رت يف نهاية املطاف‬ ‫سفريها‪ ،‬يف هجوم شارك فيه كل من املعارضني‬ ‫املعلنني للغ���رب واملقاتلني املنتمنب للميليش���يات‬ ‫اليت اختذها األمريكيون حلفاء هلم‪.‬‬ ‫وبعد أشهر من التحقيقات اليت أجرتها صحيفة‬ ‫نيوي���ورك تاميز وارتكزت عل���ى مقابالت مكثفة‬ ‫م���ع ليبي�ي�ن يف بنغ���ازي لديهم معرفة مباش���رة‬ ‫باهلج���وم هن���اك وس���ياقه‪ ،‬أظه���رت أن ال دلي���ل‬ ‫عل���ى أن تنظيم القاع���دة أو اجلماعات اإلرهابية‬ ‫الدولي���ة األخ���رى لديه���ا أي دور يف اهلج���وم‪ .‬بل‬ ‫بدال م���ن ذلك جاء اهلج���وم على أي���دي املقاتلني‬ ‫الذي���ن اس���تفادوا مباش���رة م���ن الق���وة اجلوي���ة‬ ‫واس���عة النط���اق للناتو ودعمه اللوجس�ت�ي خالل‬ ‫اإلنتفاض���ة ض���د العقيد الق���ذايف‪ .‬وخالفا ملزاعم‬ ‫بع���ض أعض���اء الكونغ���رس‪ ،‬فق���د غ��� ّذى اهلجوم‬ ‫بشكل كبري‪ ،‬الغضب من شريط فيديو ُصنع يف‬ ‫أمربكا ويشوّه مسعة اإلسالم‪.‬‬ ‫ويق���ددّم التقيي���م األمش���ل للهج���وم دروس���ا‬ ‫للوالي���ات املتحدة تتج���اوز ليبيا‪ .‬فه���و يدل على‬ ‫املخاط���ر املتو ّقعة من املعون���ة األمريكية يف زمن‬ ‫الي���أس لغ���رض ش���راء والء دائ���م‪ ،‬كم���ا يظهر‬ ‫صعوب���ة احلصول على أصدق���اء ذوي فطنة من‬ ‫احللف���اء املالئم�ي�ن يف ثقاف���ة ش���كلتها عقود من‬ ‫املشاعر املعادية للغرب‪ .‬وكال التحدّيني معّلقان‬ ‫اآلن عل���ى التورط األمريك���ي يف احلرب األهلية‬ ‫بسوريا‪.‬‬ ‫ويش�ي�ر اهلج���وم أيضا إىل أن���ه ‪ :‬بينم���ا تضاعفت‬ ‫تهديدات املُتش���ددين احمللي�ي�ن يف أحناء املنطقة‪،‬‬ ‫ف���إن الرتكي���ز املكث���ف عل���ى مكافح���ة تنظي���م‬ ‫القاع���دة‪ ،‬ق���د ص���رف التظرعن محاي���ة املصاحل‬ ‫األمريكي���ة‪ .‬ويف ه���ذه احلال���ة‪ ،‬كان يف اهلج���وم‬ ‫ش���خصية حموري���ة غريب���ة األط���وار وزعي���م‬ ‫ميليش���يا ناقم هو أمحد أبو خ ّتال���ه‪ ،‬وفقا للعديد‬ ‫من الليبيني احلاضري���ن يف ذلك الوقت‪ .‬ويصفه‬ ‫املس���ؤولون األمريكي���ون الذي���ن ّ‬ ‫اطلع���وا عل���ى‬ ‫التحقي���ق اجلنائي األمريكي يف عمليات القتل‪،‬‬ ‫بأنه املش���تبه به الرئيس���ي‪ .‬وقد أوضح الس���يد أبو‬ ‫خ ّتال���ه علن���ا ويف كثري م���ن األحي���ان‪ ،‬انه وضع‬ ‫الوالي���ات املتح���دة يف مرتبة ليس���ت بعي���دة وراء‬ ‫العقي���د القذايف على قائمته م���ن األعداء الكفرة‪.‬‬ ‫لكن ليس لدي���ه انتماءات معروفة مع اجلماعات‬ ‫اإلرهابي���ة‪ ،‬كما أنه ه���رب من عمل ّي���ة التدقيق‬

‫يف عش���رين ش���خصا قام���ت بها ّ‬ ‫حمط���ة وكالة‬ ‫املخاب���رات املركزي���ة األمريك ّي���ة ال�ت�ي ش���كلت‬ ‫لرصد الوضع احمللي يف بنغازي‪.‬‬ ‫والس���يد أب���و خ ّتال���ه ال���ذي ينف���ي املش���اركة يف‬ ‫اهلجوم‪ ،‬هو جزء ال يتجزأ من ش���بكة ميليش���يات‬ ‫بنغ���ازي قب���ل وبع���د ذل���ك‪ .‬والكثري م���ن الزعماء‬ ‫اإلس�ل�اميني األخري���ن يعتربونه متط ّرفا ش���اذا‪.‬‬ ‫لكن���ه مل يكن أكثر من درج���ة ميكن إزالتها من‬ ‫طريق القادة األكثر نفوذا الذين س���يطروا على‬ ‫بنغازي والذين أصبح���وا أصدقاء لألمريكيني‪.‬‬ ‫وكان���وا جريان���ه وزمالؤه يف الس���جن ورفاقه يف‬ ‫اخلط���وط األمامي���ة يف املعرك���ة ض���د العقي���د‬ ‫الق���ذايف‪ .‬وحت���ى يومن���ا ه���ذا ف���إن بع���ض ق���ادة‬ ‫امليليش���يات يقدّمون أع���ذارا بعدم تواجد الس���يد‬ ‫أب���و ختاله أثن���اء اجلرمية‪ .‬ومجيعه���م يقاومون‬ ‫الضغ���وط األمريكية اهلادئة لتس���ليمه ملواجهة‬ ‫احملاكم���ة‪ .‬ويف الربي���ع املاضي س���عى أحد قادة‬ ‫امليليش���يات االكثر نفوذا يف ليبي���ا‪ ،‬إىل جعله ما‬

‫البداية علنا من قبل س���وزان رايس اليت هي اآلن‬ ‫مستشارة األمن القومي للسيد أوباما‪.‬‬ ‫والرواي���ة األخ���رى ال�ت�ي ّ‬ ‫يفضله���ا اجلمهوريون‪،‬‬ ‫تذه���ب إىل أن الس���يد س���تيفنز م���ات يف هج���وم‬ ‫خمطط بعناية من قب���ل تنظيم القاعدة إلحياء‬ ‫الذك���رى الس���نوية للهجم���ات عل���ى الوالي���ات‬ ‫املتح���دة قب���ل ‪ 11‬عام���ا‪ .‬ويته���م اجلمهوري���ون‬ ‫إدارة أوبام���ا بالتس�ت�ر عل���ى أد ّل���ة دور تنظي���م‬ ‫القاع���دة‪ ،‬لتف���ادي تقوي���ض زع���م الرئي���س بأن‬ ‫التنظي���م ق���د هلك معظمه‪ ،‬بس���بب الغ���ارة اليت‬ ‫قتل فيها أس���امة بن الدن‪ ...‬بينم���ا ّ‬ ‫يدل التحقيق‬ ‫ال���ذي أجرت���ه صحيفة التامي���ز عل���ى أن الواقع‬ ‫يف بنغ���ازي كان خمتلف���ا وأكث���ر ضبابية‪ ،‬من‬ ‫القصتني‪ ،‬فبنغازي مل جير ّ‬ ‫التس���لل‬ ‫رواية هاتني ّ‬ ‫إليه���ا من قب���ل تنظي���م القاعدة‪ ،‬ولك���ن مع ذلك‬ ‫فه���ي حتت���وي تهدي���دات حملي���ة خط�ي�رة على‬ ‫املص���احل األمريكي���ة‪ .‬وال يظه���ر أن اهلج���وم قد‬ ‫مت التخطي���ط له مبنتهى الدق���ة‪ ،‬ولكنه مل يكن‬

‫يشبه قاضا حمليا‪.‬‬ ‫وبع���د مخس���ة عش���ر ش���هرا م���ن وف���اة الس���يد‬ ‫س���تيفنز‪ ،‬يبق���ى الس���ؤال ع���ن املس���ؤولية قضية‬ ‫ترهق واش���نطن‪ ،‬وهي مؤطرة ّ‬ ‫خبطنب إثنني من‬ ‫خطوط القصة املتناقضة‪:‬‬ ‫أحدهما يشري إىل أن ش���ريط الفيديو الذي نشر‬ ‫عل���ى موقع يوتيوب‪ ،‬مس���توحى م���ن احتجاجات‬ ‫الش���ارع العفوي���ة ال�ت�ي خرج���ت ع���ن نط���اق‬ ‫الس���يطرة‪ .‬هذه الرواية اليت استندت إىل تقارير‬ ‫اس���تخباراتية يف وق���ت مب ّك���ر‪ ،‬ق���د عرض���ت يف‬

‫عفوبّ���ا أو دون عالم���ات حتذي���ر وأصبح الس���يد‬ ‫أب���و خ ّتاله معروف���ا يف بنغازي ل���دوره يف اغتيال‬ ‫جن���رال متم��� ّرد‪ ،‬وم���ن ث���م إلعالنه ب���أن زمالءه‬ ‫اإلسالميني ليس���وا ملتزمني بشكل كاف بدولة‬ ‫دين ّي���ة (ثيوقراط ّي���ة)‪ .‬وان���ه مل خيف اس���تعداده‬ ‫الس���تخدام العن���ف ض���د املص���احل الغربي���ة‪ .‬وأن‬ ‫اح���د حلفائه‪ ،‬وه���و زعيم امليليش���يا األكثر عداء‬ ‫للغ���رب يف بنغ���ازي أي مجاعة أنصار الش���ريعة‪،‬‬ ‫تفاخر قب���ل بضعة أش���هر باهلجوم ال���ذي مي ّكن‬ ‫مقاتليه من تس���وية البعث���ة األمريكية باألرض‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫‪ 26(((--59‬ـ‬‫العدد‬ ‫الثالثة ‪--‬الثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪) 2014‬‬ ‫يناير‬ ‫‪27‬‬ ‫‪141‬‬ ‫العدد‬ ‫السنةالرابعة‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪16-2- 21‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪)) 135‬‬ ‫العدد ((‬

‫تاريخ ليبيا ‪ ..‬ملن يريد أن‬ ‫يبنى مستقبلها‬ ‫((‪))2‬‬

‫فتحي أبو القاسم الغماري‬

‫ويبدو أن مراقبة اجملم���ع األمريكي كانت جارية‬ ‫قب���ل ‪ 12‬س���اعة م���ن ب���دء اهلج���وم إ ّ‬ ‫ال أن العن���ف‬ ‫بتضمن أيضا عناصر‬ ‫عل���ى الرغم من ذل���ك‪ ،‬كان‬ ‫ّ‬ ‫عفوية‪ .‬ويف الفيديو فإن الغضب ح ّفز على اهلجوم‬ ‫وجتم���ع العش���رات م���ن الن���اس‪ ،‬بعضهم‬ ‫األول���ي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اثارت���ه صور الفيديو وغريهم اس���تجاب لش���ائعات‬ ‫اجملمع‬ ‫كاذبة إنتش���رت سريعا بأن احلراس داخل ّ‬ ‫األمريك���ي أطلقوا النار عل���ى املتظاهرين الليبيني‪.‬‬ ‫وكان اللص���وص ومش���علو احلرائ���ق‪ ،‬ودون أي���ة‬ ‫اجملمع‬ ‫عالم���ة على وجود خطة‪ ،‬ه���م الذين ّ‬ ‫دمروا ّ‬ ‫بعد اهلجوم األولي‪ ،‬وفقا ألكثر من عش���رة شهود‬ ‫ليبيني وكذلك العديد من املسؤولني االمريكيني‬ ‫الذين شاهدوا لقطات من كامريات األمن‪.‬‬ ‫وقد قام فريق اإلس���تخبارات املركزيّة أألمريك ّية‬ ‫يف بنغ���ازي بإحاط���ة الس���يد مكفارالن���د والس���يد‬ ‫س���تيفنز يف اآلونة األخ�ي�رة قبل يوم م���ن اهلجوم‪.‬‬ ‫غ�ي�ر أن جه���ود اإلس���تخبارات االمريكي���ة يف ليبيا‬ ‫ّ‬ ‫رك���زت عل���ى أجن���دات كب���ار ق���ادة امليليش���يات‬ ‫وحفن���ة م���ن الليبي�ي�ن الذي���ن يش���تبه يف عالقتهم‬ ‫بتنظي���م القاعدة‪ ،‬كما قال العديد من املس���ؤولني‬ ‫الذين تل ّق���وا اإلحاطات‪ .‬وكما ه���ي بالفعل مجيع‬ ‫اإلحاط���ات ع���ن تل���ك ‪ ،‬فواحدة منه���ا يف ذلك اليوم‬ ‫مل تذكر الس���يد أب���و أبوخ ّتاله أو أنصار الش���ريعة‬ ‫أو الفيدي���و الذي يس���خر من اإلس�ل�ام‪ ،‬على الرغم‬ ‫من أن ش���بكات التلفزيون الفضائي���ة املصرية ذات‬ ‫الش���عبية يف بنغازي‪ ،‬أخذت تقذف بالفعل الغضب‬ ‫ض���ده‪ .‬وثب���ت أن ق���ول أعض���اء مجاعات امليليش���يا‬ ‫احمللي���ة بدع���وة االمريكيني هل���م باملس���اعدة‪ ،‬هو‬ ‫ق���ول غري موثوق ب���ه‪ ،‬بل وحتى مع���ادي‪ .‬وتركيز‬ ‫النظ���ر على تنظي���م القاعدة رمبا ص���رف اخلرباء‬ ‫ع���ن اإلهتم���ام بالتهديدات الوش���يكة أكثر‪ .‬وهذه‬ ‫أعم‬ ‫ما تبدو اآلن كأخطاء إس���تخبارات ّية‪ .‬وبش���كل ّ‬ ‫‪ ،‬فإن الس���يد س���تيفنز مثل رؤس���ائه يف واش���نطن‪،‬‬ ‫إعتق���د بأن الوالي���ات املتح���دة يف إمكانها أن حتوّل‬ ‫كتل���ة املقاتلني الناقدين هلا والذين س���اعدتهم يف‬ ‫اإلطاحة بالعقيد القذايف‪ ،‬إىل أصدقاء موثوق بهم‪.‬‬ ‫ومات وهو حياول ذلك‪..‬‬ ‫ملحق ‪C.I.A‬‬ ‫اجملم���ع املع���روف باس���م (امللح���ق)‪،‬‬ ‫لق���د كان يف ّ‬ ‫فريق من ‪ 20‬ش���خصا م���ن وكالة االس���تخبارات‬ ‫املركزية‪ ،‬وهو يبعد حوالي نصف ميل عن البعثة‪،‬‬ ‫حي���ث قتل فيه يف وقت الحق ضباط األمن‪ :‬تريون‬ ‫س‪ .‬وودز) و (غلني أ‪ .‬دوهرتي)‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪A Deadly Mix in Benghazi‬‬ ‫‪By David D. Kirkpatrick‬‬ ‫‪December 28, 2013‬‬ ‫‪Benghazi, Libya‬‬ ‫‪A boyish-looking American diplo‬‬‫‪mat was meeting for the first time‬‬

‫‪with the Islamist leaders of eastern‬‬ ‫‪.Libya’s most formidable militias‬‬ ‫‪It was Sept. 9, 2012. Gathered on‬‬ ‫‪folding chairs in a banquet hall by‬‬ ‫‪the Mediterranean, the Libyans‬‬ ‫‪warned of rising threats against‬‬ ‫‪Americans from extremists in Ben‬‬‫‪ghazi. One militia leader, with a long‬‬ ‫‪beard and mismatched military fa‬‬‫‪tigues, mentioned time in exile in‬‬ ‫‪Afghanistan. An American guard‬‬ ‫‪.discreetly touched his gun‬‬ ‫“‪Since Benghazi isn’t safe, it is better‬‬ ‫‪for you to leave now,” Mohamed al‬‬‫‪Gharabi, the leader of the Rafallah al‬‬‫‪Sehati Brigade, later recalled telling‬‬ ‫‪the Americans. “I specifically told‬‬ ‫‪the Americans myself that we hoped‬‬ ‫‪that they would leave Benghazi as‬‬ ‫‪”.soon as possible‬‬ ‫‪Yet as the militiamen snacked on‬‬ ‫‪Twinkie-style cakes with their‬‬ ‫‪American guests, they also gushed‬‬ ‫‪about their gratitude for President‬‬ ‫‪Obama’s support in their uprising‬‬ ‫‪against Col. Muammar el-Qaddafi.‬‬ ‫‪They emphasized that they wanted‬‬ ‫‪to build a partnership with the‬‬ ‫‪United States, especially in the form‬‬ ‫‪of more investment. They specific‬‬‫‪ally asked for Benghazi outlets of‬‬ ‫‪.McDonald’s and KFC‬‬ ‫‪The diplomat, David McFarland,‬‬ ‫‪a former congressional aide who‬‬ ‫‪had never before met with a Libyan‬‬ ‫‪militia leader, left feeling agitated,‬‬ ‫‪according to colleagues. But the‬‬ ‫‪meeting did not shake his faith in‬‬ ‫‪the prospects for deeper involve‬‬‫‪ment in Libya. Two days later, he‬‬ ‫‪summarized the meeting in a cable‬‬ ‫‪to Washington, describing a mixed‬‬ ‫‪message from the militia leaders‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ني���و ي���ورك تامي���س يف ‪ 28‬ديس���مرب‬ ‫• ‬ ‫‪( _ 2013‬من بنغازي يف ليبيا)‬

‫تطلع���ت إيطالي���ا لتكوي���ن إمرباطوري���ة‬ ‫اس���تعمارية مثل فرنس���ا و بريطانيا وإلحياء‬ ‫اإلمرباطوري���ة الروماني���ة القدمية‪..‬فبع���د‬ ‫أن احتل���ت أريرتي���ا والصوم���ال اجته���ت إىل‬ ‫مش���ال أفريقيا‪ ..‬حن���و تونس‪ ،‬غري أن فرنس���ا‬ ‫كانت سبقتها إليها فاجتهت إىل ليبيا لقرب‬ ‫ش���واطئها من إيطاليا ولك���ي تتخذ منها رأس‬ ‫حرب���ة للتوس���ع يف أفريقيا‪ ..‬عق���دت إيطاليا‬ ‫اتفاقا مع فرنس���ا س���نة ‪1902‬م حتتل مبوجبه فرنس���ا مراكش و إيطاليا ليبيا‪..‬‬ ‫كم���ا أخذت موافقة روس���يا مقاب���ل عدم معارضته���ا لتحكم روس���يا يف املضايق‬ ‫الرتكية‪..‬و بالطبع ضمنت موافقة بريطانيا العظمى وأسبانيا‪ .‬ثم بدأت ختطط‬ ‫لك���ي تك���ون صاحبة مصاحل يف ليبيا ففتحت فرعا لبن���ك روما يف ليبيا وزادت من‬ ‫بعثاتها التبش�ي�رية و أنش���أت املدارس اإليطالية احلديثة وأصبحت قنصلياتها يف‬ ‫طرابلس وبنغازي مركزين للنش���اط السياس���ي والدعاية و التجسس على أبناء‬ ‫الوطن‪ ..‬فأصبحت لإليطاليني العديد من املشاريع اليت حتدثوا عن محايتها‪ .‬ويف‬ ‫س���نة ‪ 1911‬اختلق���ت إيطاليا الذرائع الواهية الحتالل ليبي���ا و ادعت أمام العامل‬ ‫والش���عب اللييب بأنها تريد حتريرها من احلك���م الرتكي ووجهت إنذارا لرتكيا‬ ‫ب���أن انع���دام األمن يف ليبي���ا كان بهدد مصاحلها االقتصادية ‪ ..‬ثم اس���تطاعت أن‬ ‫حتتل السواحل الليبية بسهولة نتيجة لضعف القدرات الدفاعية الرتكية وألن‬ ‫تركيا كانت تواجه دول البلقان اليت أعلنت احلرب عليها والنشغاهلا يف احلرب‬ ‫يف اليمن‪ ،‬كما أن الربيطانيني مل يسمحوا لرتكيا بإدخال قوات برية عن طريق‬ ‫مصر اليت كانت حتتلها آنذاك‪ .‬وقد جرت األحداث كما يلي‪:‬‬ ‫‪ 27‬س���بتمرب ‪ : 1911‬وجه���ت إيطاليا إنذارا إىل الدول���ة العثمانية تتهمها بأنها‬ ‫أهمل���ت الش���أن اللي�ب�ي وبأنه���ا كانت حت���رض الش���عب اللييب ض���د اإليطاليني‬ ‫وتضطهدهم‪.‬‬ ‫‪ 28‬س���بتمرب ‪ : 1911‬أقبل املوعد احملدد النتهاء اإلنذار وكانت السفن احلرية‬ ‫اإليطالي���ة يف مي���اه طرابلس حتم���ل ‪ 39‬ألف جندي و ‪ 6‬آالف حصان ومخس�ي�ن‬ ‫مدفع ميدان‪.‬‬ ‫‪ 29‬سبتمرب ‪ :1911‬أعلنت إيطاليا احلرب على تركيا‪.‬‬ ‫‪ 3‬أكتوب���ر ‪ : 1911‬وعل���ى متام الس���اعة الثالثة والنص���ف بدأ قصف طرابلس‬ ‫وإنزال ‪ 2000‬جندي الحتالل املدينة‪.‬‬ ‫‪ 4‬أكتوبر ‪1911‬م‪ :‬استمرار القصف على حصون طرابلس وبدء قصف حصون‬ ‫ط�ب�رق بن�ي�ران املدفعية وكانت ط�ب�رق أول بقع���ة ليبية حيتله���ا اإليطاليون‪...‬‬ ‫وكان���ت املقاومة العثماني���ة ‪ /‬الليبية ضعيفة للغاية وتنازل���ت تركيا عن ليبيا‬ ‫إليطالي���ا مبوجب معاهدة ( أوش���ي ) اليت مت التوقيع عليها يف ‪ 15‬أكتوبر س���نة‬ ‫‪1912‬م‪.‬‬ ‫‪ 16‬أكتوب���ر ‪1911‬م‪ :‬قص���ف مدين���ة درن���ة اليت نزل���ت فيها الق���وات يوم ‪18‬‬ ‫أكتوبر‪.‬‬ ‫‪ 17‬أكتوبر ‪1911‬م‪ :‬قصف مدينة اخلمس ‪ ..‬ويوم ‪ 19‬أكتوبر قصف مدينة‬ ‫بنغازي و إنزال القوات بها‪.‬‬ ‫‪ 26‬أكتوبر ‪1911‬م‪ :‬أبعاد أكثر من مخسة آالف لييب إىل اجلزر اإليطالية‪.‬‬ ‫ومل يتوق���ف اجملاه���دون الليبيون عن مقاومتهم لالحت�ل�ال اإليطالي يف أي وقت‬ ‫م���ن األوقات منذ س���نة ‪ 1912‬وحتى س���نة ‪ ..1933‬ولكي نعرف ض���راوة القتال‬ ‫وش���دة املقاومة نذكر بأن مرزق و غات مل تس���قطا يف أيدي اإليطاليني إال س���نة‬ ‫‪1930‬م والكفرة س���نة ‪1931‬م‪ .‬وحتى بعد إعدام شيخ الشهداء عمر املختار يف‬ ‫‪ 16‬س���بتمرب ‪1931‬م مل تهدأ املقاومة يف برقة واس���تمرت قرابة عامني آخرين‬ ‫على األقل‪.‬‬ ‫قام الليبيون بتنظيم أنفس���هم وأعلنوا اجلهاد ضد االيطاليني منذ البداية وحتت‬ ‫قيادة رجال وطنيون أذكر منهم اآلن الشيخ سليمان الباروني نائب جبل نفوسة‬ ‫والشيخ أمحد س���يف النصر من زعماء اجلنوب والوس���ط والسيد أمحد الشريف‬ ‫السنوس���ي ومن معه من السنوسيني يف برقة وس���آتي على ذكر أمساء أخرى يف‬ ‫مقاالت الحقة بإذن اهلل‪ .‬س���نتكلم املرة القادمة ع���ن التفاصيل املتعلقة حبركة‬ ‫اجلهاد إىل حني نيل ليبيا استقالهلا سنة ‪1951‬م‬


‫‪16‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 - 21 ( - ) 141‬يناير ‪) 2014‬‬

‫مصطفي الشيباني‬ ‫سرية النضال‬ ‫أمحد الفيتوري‬ ‫يف املقاب���ل اجل���ادة أو الع�ي�ن الثاني���ة م���ن عي�ن�ي عمارة‬ ‫التأم�ي�ن احلية ال�ت�ي ترتبص يف مكمنها من ش���ارع عمر‬ ‫املختار ‪ ،‬صدى يلعلع من اجلادة وقفة كالم عن حقوق‬ ‫اإلنس���ان وحرية التعبري ‪ ،‬قلب مبصر وعينان بصريتان‬ ‫وجث���ة ضخمة ويدان ختلبا اهل���واء واهلوى ‪ :‬فإن توافق ‪،‬‬ ‫يف معن���ى ‪ ،‬بن���و زمن ‪ /‬ف���إن جل املعاني غ�ي�ر متفق ‪ /‬قد‬ ‫يبعد الش���ئ من ش���ئ يشابهه ‪ / ،‬إن الس���ماء نظري املاء يف‬ ‫ال���زرق ‪ /‬عجب���ت هلذي الش���مس ‪ ،‬ميض���ي نهارن���ا ‪ /‬إذا‬ ‫غرب���ت ‪ ،‬حتى إذا طلعت كرا ‪ /‬خذ اآلن فيما حنن فيه ‪،‬‬ ‫وخليا ‪ /‬غدا ‪ ،‬فهو مل يقدم ‪ ،‬وأمس ‪ ،‬فقد مرا ‪.‬‬ ‫أو ك���ذا م���ا جاء عن أعم���ى املعري رفيق الن���ص املفتوح‬ ‫عل���ى أف���ق دون حد أو كم���ا خلت صاحيب يق���ول ‪ ،‬وقد‬ ‫وقف���ت عن���د مدخ���ل اجل���ادة أتف���رس اللوح���ة امللصقة‬ ‫باحلائ���ط ‪ :‬مكتب احملام���ي مصطفي الش���يباني وكأن‬ ‫عي�ن�ي مفتوحتان عل���ى عمى هذا احملام���ي املبصر أيامنا‬ ‫كم���ا مل نبص���ر ‪ ،‬من نعت���ه االصدقاء بالقف���ة وهو حقا‬ ‫قف���ة عي���ون ونف���س تضطرم ‪ ،‬وان حبس���ت نفس���ها بني‬ ‫قاع���ة احملكمة اليت تقع على خطوات مشال مكتبه الذي‬ ‫هو حمبسه الثاني فإن حمبس���ه الثالث ‪ :‬خيمة احلرية؛‬ ‫دميومة منشده ‪.‬‬ ‫مل أراك م���ن زمان ؟ قال ‪ :‬ه���ل التقيت هانى الكيخيا هنا‬ ‫أو هناك يف القاهرة ؟ ‪ ،‬مل أراه من زمان ؟ ‪ ،‬والعمى نوري‬ ‫املاق�ن�ي ه���ل تلتقيه ؟ ‪ ،‬م���ن زم���ان مل أره ؟ ‪ ،‬أمن القفص‬ ‫للمحكم���ة وم���ن احملكمة للقف���ص ‪ /‬البي���ت ؟ أهكذا إذا‬ ‫ما أس���ن الش���يخ أقصاه أهله ‪ ،‬وجار علي���ه النجل والعبد‬ ‫والعرس ؟ ‪.‬‬ ‫ح���رت جوابا فاملالك أضاع املفتاح ‪ ،‬وغصصت باألس���ئلة‬ ‫يف جل���ة مس���اء حربي���ة اللون تب�ي�ن أني يف ف���م احلوت ‪.‬‬ ‫ش���دني خيط وصل ال ينقطع اجتزت اجلادة إىل مكتبه‬

‫عند الب���اب تناهى صوت أعرف���ه يف جهوريته وتوكيده‬ ‫‪ ،‬ونربت���ه احل���ادة وتوقيعات���ه القطعي���ة ‪ ،‬ص���وت ق���وي‬ ‫متعطش للسلطة وجليل وشبه رومانسي ‪ ،‬يولد انطباع‬ ‫اجياب���ي عن ش���خص ق���ادر إىل حد ما ودون أث���ر للهياج‬ ‫على لف���ت االنتباه والتعب�ي�ر ‪ ،‬وأن يف الصوت متازج بني‬ ‫وقع���ة ش���ديدة تنبه ووقع���ة رهيف���ة تش���د ‪ ،‬تداخل بني‬ ‫النحاسيات والوتريات‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ه���ذا ما جاء يف كتاب س�ي�رة بين غ���ازي حول مصطفي‬ ‫الشيباني من توفاه االجل االسبوع املاضى‬

‫خطاب مفتوح اىل السيد رئيس الوزراء‬ ‫مجعة امحد عتيقة‬ ‫السيد علي زيدان احملرتم‬ ‫السالم عليكم‪..‬‬ ‫ال يراودني شك أو ريبة يف أنكم تعرفون‬ ‫ما أمحله لكم ( على املستوى الشخصي)‬ ‫من التقدير و املودة و اإلحرتام ‪ ..‬فعالقتنا‬ ‫متتد اىل عقود طويلة‪ ,‬ي��وم كنا نعيش‬ ‫غ��رب��ة م��ض��ن��ي��ة م��ت��س��رب��ل�ين ب���األم���ل يف‬ ‫خالص بالدنا و شعبنا و يشاء اهلل و إرادة‬ ‫الشرفاء و املخلصني من أبناء هذا الشعب‬ ‫أن يتحقق أملنا يف هذا اخلالص و يشاء‬ ‫أيضاً أن يق ّيض لنا ظروفاً جعلت بعضنا‬ ‫يف موقع املسؤولية املباشرة ( يف معركة‬ ‫ب��ن��اء ال��دول��ة ) ش��اء ق���دري و إخ��ت��ي��اري و‬ ‫إختيار الناس أن أكون يف موقع متقدم‬ ‫يف سلطة التشريع و التأسيس و أن تكون‬ ‫أنت على رأس سلطة التنفيذ‪ ..‬و توافرت‬ ‫ظروف و مالبسات يف مواجهيت جعلتين‬ ‫أخ��ت��ار اإلن��ص��راف ع��ن م��وق��ع املسؤولية‬ ‫امل��ب��اش��رة و اخ�ت�رت أن���ت أن ت��واج��ه ه��ذه‬ ‫ال��ظ��روف و تصارع ه��ذه املالبسات و هو‬ ‫إجتهاد ستنال عنه أجر اجملتهد‪ ..‬اال أن ما‬ ‫دفعين اىل كتابة هذه الرسالة املفتوحة‬ ‫اليك يتلخص يف سببني رئيسيني‪:‬‬ ‫ال سلساً فاع ً‬ ‫‪ )1‬أن�ني مل أج��د سبي ً‬ ‫ال يف‬ ‫ال���ت���واص���ل م��ع��ك��م و ت��ق��دي��م م���ا ميكنين‬ ‫تقدميه من نصح و مشورة و رأي و أنت‬ ‫أول من يعرف أنين ال أجيد طرق األبواب‬ ‫أو اجللوس يف صالونات اإلنتظار‪.‬‬ ‫‪ )2‬ما وصلت إليه األوضاع و األحوال يف‬ ‫ب�لادن��ا و ال�تي ل��ن جت��دي يف مواجهتها (‬ ‫النوايا احلسنة) أو التصرحيات الصحفية‬ ‫أو الرحالت املكوكية اىل اخلارج و لكنها‬ ‫تتطلب مواجهة حادة و مكاشفة صرحية‬ ‫‪ ..‬و شجاعة فائقة‪.‬‬ ‫و إنطالقاً من ذلك فامسحوا لي أن أنتهج‬ ‫هذا النهج كي أقول لكم‪..‬‬ ‫لقد ب��دأت مسرية حكومتكم املو ّقرة منذ‬ ‫أكثر من عام و ال أشك يف أنكم وفريقكم‬ ‫قد حاولتم أن تنحتوا بأظافركم على‬ ‫صخرة صماء ورثناها من نظام العبث‬ ‫و التخلف و اجل��رمي��ة ‪ ..‬غ�ير أن ذل��ك ال‬ ‫مينعين من إبداء املالحظات التالية‪:‬‬ ‫أوال‪ ---‬تشكيل احلكومة‪:‬‬ ‫لقد اعتمدمت يف تشكيل فريقكم احلكومي‬ ‫م��ن ال��ب��داي��ة ع��ل��ى حم��اص��ص��ات – رمب��ا‬ ‫ف��رض��ت عليكم – ال ت��ق��وم على إعتماد‬ ‫ال��ك��ف��اءة بقدر م��ا تعتمد أس��ل��وب املكافأة‬ ‫و الرتضية ألط���راف سياسية و جهوية‬ ‫مشبعة بفهم ( الغنيمة) و اجل���وع اىل‬ ‫(السلطة) و حتى عندما تقدمتم لنيل‬ ‫ثقة املؤمتر الوطين العام لفريقك الوزاري‬ ‫ك��ان التشكيل ( بالقطاعي) و مل تقدم‬ ‫فريقاً متكام ً‬ ‫ال يكون موضع ثقة و إختيار‬ ‫صائب من قبل املؤمتر‪ ..‬و لعل ذلك خري‬ ‫دليل على قبولكم للرتضيات و التوازنات‬ ‫و رمبا اإلمالءات ‪ ..‬فجاء هذا الفريق بعيداً‬ ‫عن اإلنسجام و التناغم و قد جتلى ذلك‬ ‫يف اإلستقاالت و اإلقاالت و الفراغات اليت‬ ‫ال زلنا نعاني منها حتى اليوم‪..‬‬ ‫ثانياً‪ ---‬غياب اإلسرتاتيجية‪:‬‬ ‫مل تقدم حكومتكم بعد نيل الثقة برنامج‬ ‫عمل واضح املعامل حمدد األهداف يشمل‬ ‫رؤية اسرتاتيجية تنطلق من فهم ملفردات‬

‫ال���واق���ع وظ���روف‬ ‫امل���رح���ل���ة ل��ي��ك��ون‬ ‫دل���ي� ً‬ ‫ل�ا و م��رش��داً‬ ‫ً‬ ‫و معلنا للناس‪..‬‬ ‫مستوعباُ سلبيات‬ ‫و اجي��اب��ي��ات فرتة‬ ‫اإلنتقال ‪ ..‬يطرح‬ ‫بكل شفافية على‬ ‫ك����اف����ة ال����ق����وى‬ ‫ال��س��ي��اس��ي��ة (و ال‬ ‫أقصد هنا الكيانات‬ ‫ف��ق��ط) و يعرض‬ ‫ع��ل��ى ال��ن��اس بكل‬ ‫ش����ف����اف����ي����ة مم���ا‬ ‫ك����ان سيجنبنا‬ ‫اإلح�����ب�����اط�����ات و‬ ‫ال��ش��ع��ور بوحشة‬ ‫ال���ط���ري���ق و ق��ل��ة‬ ‫احليلة‪..‬‬ ‫إن طبيعة املرحلة‬ ‫مليئة بالتعقيدات‬ ‫و التحديات و اليت‬ ‫كان من واجب حكومتكم أن تكاشف بها‬ ‫الناس و تشركهم يف مسؤولية مواجهتها‬ ‫خ��ف��ض �اً ل��س��ق��ف ال��ت��وق��ع��ات ال�ت�ي اوح���ت‬ ‫بها إطاللتكم عليهم يف ب��داي��ة تشكيل‬ ‫احل��ك��وم��ة‪ ..‬ف��ه��ذا الشعب ال���ذي ضحى و‬ ‫أعطى الدماء و األرواح ال ميكن أن يبخل‬ ‫أو يتوانى أو يتخاذل يف حتمل مسؤولياته‬ ‫يف مرحلة البناء بشرط إشراكه فعلياً يف‬ ‫ذلك و تبديد سحائب (الغموض)و الضباب‬ ‫و إحنسار الرؤية اليت وصلت إليها األمور‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ ---‬الثابت و املتحول‪ ..‬يف فقه الثورة‪:‬‬ ‫منذ بداية ظهوركم اإلع�لام��ي أعلنتم‬ ‫(بأنكم رئيس وزراء ليبيا كلها) و هذا‬ ‫أمر ال خيتلف معك فيه أي إنسان مدرك‬ ‫واع‪ ..‬غري أن القول بإطالقه و إحياءاته و‬ ‫ٍ‬ ‫ال��ظ��روف ال�تي أعلن فيها يستوجب م ّنا‬ ‫بعض التوضيح و التفكيك فكونكم رئيس‬ ‫ل��وزراء ليبيا كلها بديهية ال حتتاج اىل‬ ‫تأكيد‪ ..‬غري أن جتنب اللبس و الغموض‬ ‫و رمب��ا س��وء ال��ت��أوي��ل جيعلنا نقف على‬ ‫حتديد الثابت واملتحول يف مسار الثورة‪..‬‬ ‫فمنطق الثوابت ال�تي جسدها و سطرها‬ ‫الليبيون بدمائهم ‪ ..‬تقول بأن أي حماولة‬ ‫خللط األوراق و مساحات الرماد و تداخل‬ ‫ال��دوائ��ر ه��و أم��ر م��رف��وض م��رف��وض يف‬ ‫أجب��دي��ات ال��ث��ورة و م��ف��ردات قاموسها و‬ ‫ل��ن تسمح ه���ذه األجب���دي���ات و امل��ف��ردات‬ ‫بأن يتخذ البعض من منطق التسامح و‬ ‫املصاحلة (كعب أخيل) للتسلل و إحتالل‬ ‫امل��ف��اص��ل و امل��واق��ع يف ال��دول��ة اجل��دي��دة‬ ‫ممتطني ص��ه��وات ج��احم��ة يغذيها امل��ال‬ ‫الفاسد و العصبية املقيتة‪.‬‬ ‫ه��ذا هو الثابت أم��ا املتحول فهو أن ليبيا‬ ‫ألبنائها املخلصني الذين ال ميلكون سوى‬ ‫صدقهم و حبهم هلذه األرض أو ً‬ ‫ال و أخرياُ‪..‬‬ ‫دولة تعتمد (حق املواطنة) الذي يساوي‬ ‫بني اجلميع و حيرتم كافة اإلجتهادات‬ ‫بشرط أن تكون بوصلة إجتاهها حنو بناء‬ ‫الوطن و احلفاظ على مكتسبات الثورة‬ ‫دومن��ا تفريط أو التفاف يشده احلنني‬ ‫اىل املاضي البغيض و ال يعين ذل��ك على‬

‫اإلط�لاق أي نزوع اىل اإلقصاء و النبذ أو‬ ‫اإلستئصال بل يعين أن��ه ال ميكن البناء‬ ‫السليم للدولة بعد الثورة إذا مت التفريط‬ ‫يف ثوابتها و تطلعاتها‪..‬‬ ‫رابعاً‪ ---‬دوائر الغموض و الريبة‪:‬‬ ‫يف أي ش��ارع او حي أو قرية أو مدينة يف‬ ‫ليبيا ال تكاد ختطوا خطوة دون أن تصطدم‬ ‫ب��رك��ام اإلش��اع��ة و احل�يرة و التساؤل ‪..‬‬ ‫صار الشك يفرتس اليقني و القلق يلتهم‬ ‫الطمأنينة ‪ ..‬و صار الكل يف حرية ‪ ..‬كل‬ ‫ذل��ك مصحوباً بسؤال ينتصب كالتنني‬ ‫( اىل أي��ن حن��ن س��ائ��رون؟) و لعلي أورد‬ ‫لكم مثلني‪( :‬قضية إختطاف النفط) و (‬ ‫مسلسل القتل و اخلطف) فالكل يتسائل‬ ‫ما الذي جيري ‪ ..‬و حكومتكم تعاجل األمر‬ ‫كمن حياول أن يطفيء النار مبواد قابلة‬ ‫لإلشتعال‪.‬‬ ‫(ال��ت��ف��اوض) ! و ( ال��وس��اط��ة)! و (الصرب‬ ‫اجل��م��ي��ل) ! و ( م�لاح��ق��ة اجمل���رم�ي�ن و‬ ‫تقدميهم للعدالة) ‪!!..‬‬ ‫ثم ماذا بعد‪..‬؟؟‬ ‫أما هذه فال‪...‬‬ ‫خامساً‪ّ ---‬‬ ‫ال��س��ي��د رئ��ي��س ال�����وزراء ‪ ..‬أخ��ت��م رس��ال�تي‬ ‫بإستغراب شديد ملا نسب اليكم يف وسائل‬ ‫اإلعالم أخرياً بأن ليبيا ستواجه كارثة إذا‬ ‫مت سحب الثقة من حكومتكم و كذلك‬ ‫قولكم إن (حكومتكم قد فشلت يف حلحلة‬ ‫امل��ل��ف األم��ن�ي ب��س��ب��ب وج����ود اجمل��م��وع��ات‬ ‫امل��س��ل��ح��ة)‪ ..‬ك��ل م��ا أرج���وه أن ي��ك��ون ما‬ ‫نسب اليكم مكذوباً ‪ ..‬و إن مل يكن ذلك‬ ‫ك��ذل��ك ف��إن�ني أج��د نفسي م��ض��ظ��راً اىل‬ ‫تذكريكم بواقعة من تراثنا ال��زاخ��ر (‬ ‫بعث أح��د اخللفاء رسالة اىل واليه على‬ ‫أحد األقاليم تقول " لقد كثر شاكوك‬ ‫و ق� ّ�ل ش��اك��روك ‪ ..‬فاعتدل أو اع��ت��زل" )‬ ‫فاطلب منهم يا صديقي أن يتفقوا على‬ ‫"بديل مناسب" كي ال يلتهمنا الفراغ ثم‬ ‫إستأذن يف اإلن��ص��راف و لن ختسر شيئاً‬ ‫ف��امل��ص��ارع اجل��ي��د ه��و م��ن خي��ت��ار حلظة‬ ‫مغادرته احللبة ‪..‬‬ ‫و اهلل من وراء القصد‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 - 21 ( - ) 141‬يناير ‪) 2014‬‬

‫‪17‬‬

‫ثـــقـــافـــة الـــمـــادة‬ ‫حممد جنيب عبد الكايف‬ ‫كان ف���ن املوس���يقى والط���رب ‪ ،‬أيّ���ام ك ّن���ا ‪،‬‬ ‫بلدانا وشعوبا ‪ ،‬نصارع ونقاوم استعمارا طال‬ ‫فثقل واس���تب ّد ‪ ،‬كثريا ما يس���تعمل وس���يلة‬ ‫اجتماعي ‪ ،‬أوتأديب وتربية مجاعية ‪ ،‬أو‬ ‫نق���د‬ ‫ّ‬ ‫تذكري بأخالق ّيات ومب���ادئ حرص كبارنا‬ ‫فحرصن���ا عل���ى تب ّنيه���ا والتحّل���ي به���ا لبلوغ‬ ‫مراميها‪ .‬شأن املوس���يقى آنذاك كشأن الفن‬ ‫املس���رحي وال ّرياض���ة واحلرك���ة الكش���فية‬ ‫والصحاف���ة ‪ ،‬إذ كانت كّلها وس���ائل تربية‬ ‫ّ‬ ‫وتثقيف ‪ ،‬حت���ث على م���كارم األخالق ّ‬ ‫وتبث‬ ‫وتش���جع على‬ ‫روح احملافظ���ة عل���ى اهلويّ���ة ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والس�ي�ر قدما حن���و التط��� ّور والتقدّم‬ ‫العم���ل ّ‬ ‫بغية اخلروج من ّ‬ ‫ذل هيمنة الدّخيل املستبد‪.‬‬ ‫كان احل���ال كذلك يف ّ‬ ‫كل اقط���ار مشالنا‬ ‫اإلفريق���ي م���ن ليبي���ا إىل ش���واطئ املغ���رب‬ ‫األقصى‪.‬‬ ‫ال زال���ت أذك���ر أغني���ة ش���اعت وانتش���رت ‪،‬‬ ‫وأنا عل���ى عتبة خروجي م���ن صباي لدخول‬ ‫املرحل���ة املوالية ‪ ،‬مرحل���ة املراهقة واحلرية‪.‬‬ ‫أغني���ة لفنانة متعدّدة املواه���ب ‪ ،‬غناء ورقصا‬ ‫ومتثيال وإخراجا وإدارة ‪ ،‬هي الس���يدة شافية‬ ‫رش���دي ‪ ،‬الليبي���ة املولد والتونس��� ّية املس�ي�رة‬ ‫والنج���اح والتأ ّلق ‪ ،‬ح ّتى جلس���ت ّ‬ ‫بكل جدارة‬ ‫على ع���رش الش���هرة الفن ّي���ة‪ .‬أغنيته���ا – إن‬ ‫يب آخر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ص���ح ظنيّ – كانت من نظم فنان لي ّ‬ ‫هاج���ر إىل تون���س اخلض���راء ف���رارا من حبل‬ ‫مش���نقة املس���تعمر اإليطال���ي ‪ ،‬ألن���ه أزعجه‬ ‫بنظم���ه وف ّنه ‪ ،‬فربز يف تون���س هو اآلخر‪ ،‬مبا‬ ‫وهبه اهلل من ذكاء ورقة ش���عور ولني كالم‬ ‫‪ ،‬فس���اهم بقس���ط كبري يف النهض���ة الفن ّية‬ ‫بالنظ���م والتلح�ي�ن واألداء ‪ ،‬ح ّتى ُحس���ب من‬ ‫أفذاذها ‪ ،‬وهذا الفنان هو الس���يد بشري فهمي‬ ‫أي البش�ي�ر فحيم���ة ‪ ،‬الذي امت���ازت كلمات‬ ‫أغانيه بالنقد اإلجتماعي ال ّ‬ ‫والس���خرية‬ ‫الذع ّ‬ ‫املؤدّب���ة املقبول���ة‪ .‬هل���ذا ‪ ،‬دون ّ‬ ‫تأكد وال يقني‬ ‫ُ‬ ‫نس���بت األغنية له نظم���ا وح ّتى حلنا ‪ ،‬وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫اليت تقول كلماتها‪:‬‬ ‫تس���فر وتتغ ّرب ‪ /‬حتض���ر وإ ّ‬ ‫ال تغيب ‪ /‬قد ما‬ ‫تدور وجت ّرب ‪ /‬ما تلقاش حبيب ‪/‬‬ ‫حبيب���ك هو مكتوب���ك ‪ /‬كانو مع�ّب�يّ ومليان‬ ‫‪ /‬ال���كل يو ّل���و أحباب���ك ‪ /‬رجال مع نس���وان ‪/‬‬ ‫وكان���و ف���ارغ يا عذاب���ك ‪ /‬يف ب�ل�ادك تعيش‬ ‫غريب‪( .‬مكتوبك تع�ن�ي جيبك بلهجة تونس‬ ‫العاصم���ة) ه���ذا لعمري نقد واض���ح النعدام‬ ‫الصداقة اخلالصة البعيدة عن ّ‬ ‫كل حس���اب‬ ‫ّ‬ ‫أو رج���اء مصلح���ة ‪ ،‬ولفت نظ���ر هليمنة املال‬ ‫الصداقة أصبح���ت ْ‬ ‫واملادة ‪ ،‬حت���ى ّ‬ ‫ره َن ما‬ ‫أن ّ‬ ‫يف اجليب‪ .‬تؤكد هذه اآلراء ‪ ،‬أو هذه النظرة‬ ‫الناق���دة املن���ذرة بوبال امل���ادّة ‪ ،‬كلمات أغنية‬ ‫أخ���رى ‪ ،‬أذكر منها املطلع وفق���رة ‪ ،‬أظنهما‬ ‫يكفيان إلبراز العظة وتلقني الدّرس املرغوب‬ ‫تلقين���ه‪ .‬ج���اء يف ه���ذه األغنية ق���ول ناظمها‬ ‫اجمله���ول عن���دي امسه وي���ا لألس���ف ‪ :‬املال ما‬ ‫يفيدك���ش راه���و فاني ‪ /‬وك ّث���ر فعل اخلري‬ ‫ب���اش تتهن���ا ‪ /‬ك���ول ّ‬ ‫ووكل ‪ /‬ربّ���ي الكريم‬ ‫ْ‬ ‫علي���ه دميا ّ‬ ‫ت���وكل ‪ /‬ما يغ ّرك���ش املال راهو‬ ‫يش ّكل ‪ /‬شبايك متنع من دخول اجل ّنة‪.‬‬ ‫قد يتس���اءل قارئ هذه املقدّمة عن الغاية من‬

‫ذك���ر األغنيتني وله ّ‬ ‫كل ّ‬ ‫احلق يف تس���اؤله‪.‬‬ ‫لكن كان عليه أن يسأل عن غايات إذ هي يف‬ ‫الواقع غايات عدّة‪ .‬أواله���ا أن املرء جبل دائما‬ ‫حب امل���ال ‪ ،‬فال ّ‬ ‫أدل عل���ى ذلك من قول‬ ‫عل���ى ّ‬ ‫اهلل وه���و األعرف خبلقه ‪ :‬مج���ع ماال وعدّده‬ ‫‪ ،‬حيس���ب ّ‬ ‫أن مال���ه أخلده ‪ ،‬وتأكل���ون الرتاث‬ ‫مج���ا ‪ ،‬وغ�ي�ر‬ ‫أكال ملّ���ا ‪ ،‬وحت ّب���ون امل���ال ح ّب���ا ّ‬ ‫ه���ذه من اآلي���ات الكرمي���ة الواصف���ة عالقة‬ ‫اإلنس���ان باملال وح ّبه إياه‪ .‬الغاية الثانية وعي‬ ‫جمتمعاتن���ا – قب���ل االس���تقالل – بظاه���رة‬ ‫حب امل���ال وغريزة املرء بش���أنه ‪ ،‬فاس���تعملت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل الوس���ائل املتاحة للتصدّي ألضرار ذلك‬ ‫‪ ،‬متبعة أو ّ‬ ‫مذكرة مبا نهى اهلل عنه وأوصى‬ ‫به من فعل اخلري وإطعام الفقري احملتاج إىل‬ ‫مما يوج���ه صرف امل���ال وجهة فيها‬ ‫غ�ي�ر هذا ّ‬ ‫خ�ي�ر الفرد وجمتمعه‪ .‬الغاي���ة الثالثة هي ّ‬ ‫أن‬ ‫قيم مبعي���ار ما ميلك من مال‬ ‫قيم���ة املرء ال ُت َّ‬ ‫– وسخ الدّنيا – حسب التعبري الشعيب ‪ ،‬بل‬ ‫مبعايري أخرى ‪ُ ،‬مث���ل وقيم ومبادئ وأخالق‬ ‫‪ ،‬تثبت إنسان ّية اليت ك ّرمه اهلل بها‪.‬‬ ‫أكتف���ي بهذه الغايات ‪ ،‬رغم ّ‬ ‫أن غريها كثري‬ ‫‪ ،‬أللق���ي نظرة ‪ ،‬راجيا قارئ هذه الدّيباجة أن‬ ‫يلقي ه���و اآلخر نظرة مثله���ا على جمتمعنا‬ ‫َ‬ ‫احلال���ي ‪ ،‬والتوق���ف بره���ة الس���تخالص ما‬ ‫ُ‬ ‫وج���دت ‪ّ ،‬‬ ‫أن امل���ادة‬ ‫مي ّي���زه ‪ ،‬فس���يجد ‪ ،‬كم���ا‬ ‫‪ ،‬وامل���ادة وحده���ا ه���ي املي���زة الس���ائدة ‪ ،‬فهي‬ ‫العقيدة واملفهوم والفلسفة والبداية والغاية‬ ‫واملعي���ار‪ .‬ال قيم���ة للم���رء وال تقدي���ر إال من‬ ‫خ�ل�ال حج���م س��� ّيارته ونوعه���ا ‪ ،‬وحمت���وى‬ ‫حسابه املصريف ودفرت صكوكه ‪ ،‬عالوة على‬ ‫ضخامة ومجال بيت���ه أو قصره‪ .‬كان األمر‬ ‫س���ابقا خيتلف متام اإلختالف‪ .‬فاحلكم على‬ ‫املرء كان يرتكز على أصوله – فهو ابن بيت‬

‫أو عائل���ة – وعلى مس���تواه الثق���ايف الرتبوي‬ ‫– فه���و متديّن ‪ ،‬مطي���ع والديه ‪ ،‬مؤدّب ‪ ،‬ذو‬ ‫أخالق س���امية ‪ ،‬متس���امح ‪ ،‬مثقف ‪ ،‬كريم ‪،‬‬ ‫يعيش من حالل عرق جبينه ‪ ،‬ال يركن إىل‬ ‫الكس���ل ‪ ،‬ال تس���مع منه كلمة ش��� ّر ‪ ،‬إىل غري‬ ‫ذلك من ال ّنعوت ‪ ،‬حس���ب الشخص وما حتّلى‬ ‫أما إذا كان عكس ذلك فتحجم األلس���ن‬ ‫به‪ّ .‬‬ ‫عن نعت���ه وتكتف���ي بق���ول ‪ :‬كان اهلل ويكون‬ ‫يف عون���ه ‪ ،‬أو اهلل يهدي���ه ‪ ،‬وعب���ارات مثل هذه‬ ‫حت���ول دون الثلب أو ال���ذمّ‪ .‬لو مت ّعن املالحظ‬ ‫يف هذا التص ّرف اجلماعي ‪ ،‬الس���تخلص ّ‬ ‫بكل‬ ‫يس���ر م���ا كانت تتمت���ع به مجاهرين���ا ‪ ،‬على‬ ‫خمتلف مس���توايتها الثقافي���ة واإلقتصادية‬ ‫واإلجتماعي���ة ‪ ،‬م���ن إميان وتديّ���ن يدفعانها‬ ‫الس���عي ‪ ،‬بق���در املس���تطاع ‪ ،‬إىل تطبي���ق‬ ‫إىل ّ‬ ‫تعاليم ديننا احلنيف – التع ّبديّة واألخالقية‬ ‫والتعاملية – دومنا تظاهر أو تباه أو جعجعة‬ ‫السلوك مصدره إميان واقتناع ‪،‬‬ ‫– ألن ذلك ّ‬ ‫وغايته خري اجلميع ‪ .‬هل جند من ذلك شيئا‬ ‫الي���وم يف جمتمعاتن���ا ؟ أت���رك اجل���واب ّ‬ ‫لكل‬ ‫فرد حس���ب مفاهيمه ‪ ،‬لك�ّن�يّ ألفت نظره إىل‬ ‫وجوب التأ ّني قبل اإلجابة ‪ ،‬فال يغامر بها إال‬ ‫بع���د درس ومتحيص ه���ذه اجملتمعات‪ .‬ألنه‬ ‫بالشك س�ي�رى ويالحظ ‪ ،‬كما ُ‬ ‫فعلت وفعل‬ ‫غ�ي�ري‪ّ ،‬‬ ‫أن األنانية س���ادت ‪ ،‬وحم ّب���ة املال أيّا‬ ‫وكيفم���ا كان مصدره طغ���ت ‪ّ ،‬‬ ‫وأن الكلمة‬ ‫احلس���نة اندث���رت ‪ّ ،‬‬ ‫وأن التب���ادل والتعام���ل‬ ‫والتعاي���ش – إن كان ّ‬ ‫مثة تعايش – ال يؤتى‬ ‫إّ‬ ‫ال على أساس ّ‬ ‫مادي حبت‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن طلب ال��� ّرزق واجلري وراء امل���ال والبحث‬ ‫ّ‬ ‫ضروري مب���اح ‪ ،‬بل هو فرض‬ ‫ع���ن ال ّرفاه ّية‬ ‫على املرء – ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضال‬ ‫وأما بنعمة ربّك فحدّث ‪ /‬فامشوا‬ ‫من ربّكم ‪ّ /‬‬

‫يف مناكبه���ا وكل���وا م���ن رزق���ه ‪ /‬يريد اهلل‬ ‫بكم اليس���ر وال يريد بكم العس���ر ‪ /‬ولنفسك‬ ‫علي���ك ح���ق ‪ /‬وغ�ي�ر ذل���ك كثري م���ن حكم‬ ‫وأوام���ر ربّان ّية ‪ .‬لكن ّ‬ ‫كل ذل���ك يكون باجل ّد‬ ‫بالس���عي وبذل اجلهد جسديّا‬ ‫والعمل والكدّ‪ّ ،‬‬ ‫وفكريّ���ا – وق���ل اعمل���وا فس�ي�رى اهلل عملكم‬ ‫ورس���وله واملؤمنون ‪ .‬كانت هذه األوامر‪ ،‬وما‬ ‫متليه من قيم ‪ ،‬أس���اس سلوك مجاهرينا ‪،‬عن‬ ‫قص���د أو غري قص���د ‪ ،‬ألنها نابعة م���ن تربية‬ ‫بيت ّية ومدرس��� ّية وجمتمع ّية لكن ‪ّ ،‬‬ ‫كل هذا‬ ‫ّ‬ ‫خاصة اليت‬ ‫قل ون���دريف بعض جمتمعاتن���ا ‪ّ ،‬‬ ‫أصابها اهلل مبصيبة النفط ‪ ،‬اليت قضت على‬ ‫املبادرات الش���خصية ‪ ،‬وأولدت التواكل على‬ ‫احلكومات ‪ ،‬وفتحت شه ّية املطالبات باهلبات‬ ‫والعطايا ‪ ،‬حالهلا وحرامها‪ ،‬مش���روعها وغري‬ ‫مش���روعها ‪ ،‬ظاهره���ا وخمف ّيه���ا ‪ ،‬ف�ب�رزت‬ ‫احملس���وب ّية ‪ ،‬وال ّرش���وة ‪ ،‬وانتهى األمر بشراء‬ ‫ال ّذم���م ووأد الضمائر‪ .‬قتلت ّ‬ ‫الضمائر فماتت‬ ‫معه���ا األخالق احلس���نة ‪ ،‬والقي���م ال ّرفيعة ‪،‬‬ ‫واندثر العمل يف ّ‬ ‫أي حقل وجمال ‪ ،‬وأصبحت‬ ‫البلدان رهينة اليد العاملة املستوردة ‪ ،‬ناسية‬ ‫احلكمة القائلة‪ :‬ما ّ‬ ‫حك جلدك مثل ظفرك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن أغرب ما يف ه���ذه احلالة وظواهرها املؤملة‬ ‫وبواطنه���ا األكث���ر إيالم���ا ‪ ،‬ه���و ّ‬ ‫أن اجلميع‬ ‫ثم هو‬ ‫يشكوها ‪ ،‬منها ّ‬ ‫يتذمر ‪ ،‬وفاع َلها ينتقد ‪ّ ،‬‬ ‫يأتي ّ‬ ‫وبكل ُجرأة م���ا يعيبه عن الغري – ينهى‬ ‫ع���ن ُخ ُل���ق ويأتي مثل���ه – ّ‬ ‫الس���لوك‬ ‫ألن ذلك ّ‬ ‫تأصل���ت وغاص���ت جذورها يف‬ ‫مث���رة ثقاف���ة ّ‬ ‫ّ‬ ‫أعم���اق النف���وس والعق���ول والضمائ���ر‪ ،‬دون‬ ‫رادع ي���ردع ‪ ،‬أو واعظ يعظ ‪ ،‬أو عدالة جتازي‬ ‫ّ‬ ‫كل نفس مبا كسبت‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫مدريد ‪2013-12-7‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 - 21 ( - ) 141‬يناير ‪) 2014‬‬

‫خطاب مفتوح‬ ‫عبدهلل حبواص‬

‫يف الرد على مقال ناجى احلربي‬

‫األمازيغية كمطية لتفتيت الوحدة الوطنية‬ ‫فاضل عزيز‬

‫مباذا عس���اي ان اكت���ب لكم والكت���اب ُموجه اليك���م واىل األخوة‬ ‫اكت���ب اليكم مجيعا‬ ‫الق���راء من متقاعدي���ن وغريهم وانا عندما‬ ‫ُ‬ ‫ارتبطت ب ِه وظيفياً‬ ‫ُ‬ ‫حرص���اً مين علي مصلحة الصندوق وال���ذي‬ ‫من��� ُذ م���ا يزيد ع���ن نصف ق���رن ناصح���ا للنه���وض به���ذا املرفق‬ ‫احليوي االجتماعي اإلنساني االقتصادي ‪.‬‬ ‫وحيث ان النظام الس���ابق قد طرح مش���روع يرمي يف أساس���ه الي‬ ‫تقسيم صندوق الضمان االجتماعي وبالتالي اللعب باستثماراته‬ ‫وق���د مت رفضه من كافة الش���عب واملختص�ي�ن وإن كان صوت‬ ‫الرف���ض مل يكن عاليا لظ���روف فرضها النظام الس���ابق‪ ،‬وليس‬ ‫م���ن باب العلم فقط عندما نوضح تلك ُ‬ ‫الطرق اهلزيلة الفاش���لة‬ ‫‪ ،‬ولك�ن�ي اري���د ان يك���ون ذل���ك نرباس���ا لن���ا للحف���اظ عل���ى ه���ذه‬ ‫الصندوق بطرق علمية مدروس���ا ‪ ،‬وكذلك احلفاظ على أحوال‬ ‫واالستثمارات حيت ان العقبة قد زالت اىل األبد‪.‬‬ ‫ان األخطاء يف هذه الدراس���ات تكلف الكثري و ُتوجب اخد احليطة‬ ‫واحلذر باخلصوص‪ ،‬وقبل ان اسرتس���ل يف الكتابة للمرة الرابعة‬ ‫يف التعب�ي�ر بكل حرية ومهنية حول ش���ؤون الضمان االجتماعي‬ ‫والتقاع���د اجد نفس���ي مضطرا أحيانا للتأكي���د على العمل بكل‬ ‫جدي���ه وإخالص لدراس���ة كل مش���روع عل���ى حده م���ن ناحية‬ ‫ج���دواه االقتصادي���ة م���ع األخ���ذ بع�ي�ن االعتب���ار بأن���ه ليس من‬ ‫مه���ام الصن���دوق الدخ���ول يف مش���اريع األس���كان اذا كان���ت غري‬ ‫ذات ج���دوى اقتصادي���ة ‪ ،‬وال تكف���ل للصندوق أرباح اس���تثماريه‬ ‫مالي���ة ‪،‬وبرتكي���ز كامل على الدراس���ة العلمي���ة واالقتصادية‬ ‫املُس َبقة حيث كانت اغلب املش���اريع السابقة ُتنفذ لتعليمات من‬ ‫جهات يقال عنها س���ابقا بانه���ا ‪ :‬تعليمات ُعليا (من فوق) مما اذى‬ ‫للوصول الي انهي���ار الصندوق وانهائه من الداخل ‪ ،‬وكان األمر‬ ‫يف غاي���ة اخلطورة علي الصن���دوق بصفة عام���ة ‪ ،‬ومبا ان األمر‬ ‫ق���د اختلف األن ويس���توجب إعادة النظر يف مجيع االس���تثمارات‬ ‫والعم���ل عل���ي جعله���ا مجيع���ا ذات ج���دوى اقتصادي���ه س���ليمة ‪،‬‬ ‫وملعلومي���ة اجلميع ف���أن صندوق الضم���ان االجتماعي والتقاعد‬ ‫يُعترب من اكرب املُؤسس���ات االجتماعية االقتصادية يف ليبيا ذات‬ ‫اس���تقالل مالي وأدارى وحتت األش���راف الكام���ل للدولة الليبية‬ ‫وان ُه بفضل املُخلصني من أبنائها وعلى رأس���هم املرحوم األس���تاذ‬ ‫إبراهي���م الفقيه حس���ن املُدير العام ورئيس جمل���س األدارة وقد‬ ‫ص���در القانون رقم ‪13-‬عام‪ 1980‬وقد اش���يد بهذا القانون عامليا‬ ‫مبنظم���ة العم���ل الدولي���ة وكل احملاف���ل العاملي���ة باخلصوص‬ ‫لس���نة ‪ ،1980‬وقب���ل صدور هذا القانون وال���ذي صدرت الئحته‬ ‫التنفيذي���ة يف ‪ 1-6-1981‬وأصبحت س���ارية املفعول ابتداء من‬ ‫ه���ذه التاري���خ ‪ ،‬فلقد كان قب���ل صدوره على كاه���ل الصندوق‬ ‫مه���ام اخ���ره خاصة بش���ؤون االجتماعية ومن مس���ؤوليه الدولة‬ ‫بالكامل فأرهقت الصندوق ماليا واداريا واقتصاديا‪ ،‬وعلى س���بيل‬ ‫املث���ال ال احلصر العج���زة ‪ ،‬ودار املعاقني (جبن���زور) وقد مت بناء‬ ‫مجيع ه���ذه املواقع على حس���اب الصن���دوق ويس���توجب املُطالبة‬ ‫بتكاليف هذه املرافق وحتويل قيمتها الي حس���اب الصندوق فأن‬ ‫الدولة ليس���ت يف حاج���ه اىل الصندوق بل العك���س هو الصحيح‪،‬‬ ‫وم���ن ذل���ك التاري���خ (‪ )1-6-1981‬أصبح���ت ه���ذه املراف���ق من‬ ‫اختص���اص صندوق التضامن االجتماع���ي وال جيب اخللط بني‬ ‫صن���دوق التضام���ن ‪ ،‬والضم���ان ‪ ،‬وصن���دوق التقاع���د ‪ ،‬وان ه���ذا‬ ‫الصن���دوق ق���ام مبعاجلة ه���ذه املش���اكل واإلش���كاليات وكانت‬ ‫تكاليفها باهضة ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ذك���رت يف املق���ال الس���ابق بعض���ا م���ن أم�ل�اك الضم���ان‬ ‫وق���ذ‬ ‫االجتماعي من عق���ارات وأراضي هي جزء من امالكه واراضيه‬ ‫يتطلب جلنة‬ ‫ورغ���م ان بعض األم�ل�اك مل يتم ذكرها فاألم���ر‬ ‫ُ‬ ‫مخُ تص���ة كما إن���ي على اس���تعداد للتع���اون باخلص���وص وفقا‬ ‫ملا يراه االخوة مس���ؤولو صن���دوق الضم���ان االجتماعي وان ذلك‬ ‫سريجع بالنفع الكبري ماديا واقتصاديا واألمر يف غاية األهمية ‪.‬‬

‫ألل��ف واربعمائة سنة خلت‪ ،‬وقبلها‬ ‫ب���ع���ش���رات ال����ق����رون ظ���ل االم���ازي���غ‬ ‫ي��ت��خ��ذون م��ن ل��غ��ات وال��س��ن��ة أق���وام‬ ‫ت��داول��ت على ارض��ه��م أداة للتواصل‬ ‫مع العلم والعامل وإظهار ابداعاتهم‪،‬‬ ‫رغ��م امتالكهم للسان خ��اص بهم‬ ‫يستعملونه يف حياتهم اخلاصة فيما‬ ‫بينهم‪ ،‬ولكن فيما يبدو انهم عجزوا‬ ‫عن تطويره ليكون حامال ومساهما يف‬ ‫التواصل مع اآلخر يف نشر ما ينتجونه‬ ‫من معارف وثقافة‪ ..‬ولعل ذلك يعود‬ ‫اىل أن هذا اللسان او اللغة غري قابلة‬ ‫للتطوير ألسباب ال أدعي اإلحاطة بها‬ ‫‪ ،‬ولكن ما انا متأكد منه هو ان هذا‬ ‫اجملتمع كان وال زال يقدم للبشرية‬ ‫مبدعني وعلماء هلم اسهاماتهم اليت ال‬ ‫ختطئها العني‪ ،‬ولكن بغري لغتهم اليت‬ ‫حياولون اليوم بعثها‪ .‬وطيلة القرون‬ ‫ال�تي ع��اص��ر فيها االم��ازي��غ حركة‬ ‫التأريخ وال��ت��دوي��ن ووض��ع اللمسات‬ ‫األوىل للحضارة االنسانية كانت‬ ‫ل��غ��ات ال��ش��ع��وب ال�تي ت��داول��ت عليهم‬ ‫من فراعنة وإغريق وروم��ان و عرب‬ ‫وغ�يره��م ه��ي وسيلتهم للتعامل مع‬ ‫احلضارة االنسانية‪ ،‬وظلت لغتهم‬ ‫حبيسة تعاملهم اليومي فيما‬ ‫ب��ي��ن��ه��م ح��ت��ى ث�لاث��ي��ن��ات‬ ‫ال��ق��رن امل��اض��ي عندما‬ ‫ف��������ط��������ن خ�����ب�����راء‬ ‫أج��ه��زة امل��خ��اب��رات‬ ‫الفرنسية لعامل‬ ‫ال��ل��غ��ة وإمكانية‬ ‫توظيفه يف شق‬ ‫حل��م��ة امل��ق��اوم��ة‬ ‫ال�����وط�����ن�����ي�����ة يف‬ ‫اجلزائر واملغرب‬ ‫ض�����د االح����ت��ل�ال‬ ‫ال�������ف�������رن�������س�������ي‪،‬‬ ‫فوضعوا مشروع ما‬ ‫ي��ع��رف باحلركيني‬ ‫اجل��زائ��ري�ين متخذين‬ ‫من اللغة كمدخل لدق‬ ‫اس���ف�ي�ن يف ج��س��م ح��رك��ة‬ ‫التحرر الوطين وزرع بذور فتنة‬ ‫عرقية إلخ���راج الطيف االمازيغي‬ ‫من ه��ذا الصراع املشتعل ضدهم‪ ،‬إال‬ ‫أن ه��ذا امل��ش��روع رغ��م تبنيه م��ن قبل‬ ‫ب��ع��ض امل��رت��ب��ط�ين مب���ص���احل م��ادي��ة‬ ‫م��ع االح��ت�لال‪ ،‬مل ينجح يف حتقيق‬ ‫أهدافه يف تلك الفرتة وقوبل برفض‬ ‫ق��اط��ع م��ن غ��ال��ب��ي��ة عظمى م��ن ه��ذا‬ ‫ال��ط��ي��ف ال���ذي���ن مل ت��ن��ط��ل��ي عليهم‬ ‫األه���داف الكامنة وراء ه��ذا امل��ش��روع‪.‬‬ ‫وبقي ه��ذا امللف حبيس االدراج لدى‬ ‫جهاز املخابرات الفرنسية‪ ،‬وال يقرأ‬ ‫ب�ين م��ك��ون��ات الطيف االم��ازي��غ��ي إال‬ ‫كقرينة إدان��ة بالعمالة لالحتالل‬ ‫لكل م��ن ي��ن��ادي ب��ه أو يتبناه‪ ،‬األم��ر‬ ‫ال���ذي رب��ط ال��دع��وة ألح��ي��اء الثقافة‬ ‫وال��ل��غ��ة االم��ازي��غ��ي��ة يف وع��ي ال��س��واد‬ ‫األعظم منهم بالعمالة لفرنسا‪ ،‬وما‬

‫زاد من ترسيخ هذه الفكرة تبين تيار‬ ‫نشط من الداعني للثقافة االمازيغية‬ ‫اليوم للغة مشحونة بالكراهية للعرب‬ ‫وال��ع��روب��ة ال�تي كانت س�لاح آبائهم‬ ‫وأج���داده���م يف ال��ت��ص��دي لالستعمار‬ ‫وحصنهم الذي حفظهم من الفرنسة‬ ‫واخلضوع لالستعمار‪.‬‬ ‫•املخابرات الفرنسية تتسلل اىل مفاصل‬ ‫الربيع العربي ‪.‬‬ ‫وب��ان��دالع م��ا ي��ع��رف ب��ث��ورات الربيع‬ ‫ال��ع��رب��ي وال�ت�ي استطاعت امل��خ��اب��رات‬ ‫ال��ف��رن��س��ي��ة ال��ت��س��ل��ل اىل مفاصلها‬ ‫ورك��وب��ه��ا ‪ ،‬مت إخ���راج ه��ذا امل��ش��روع‬ ‫املشبوه م��ن االدراج م��ن جديد ودف��ع‬ ‫به للساحة‪ ،‬إلدراك رعاته من أجهزة‬ ‫خمابرات ومن متعاطني معه ألسباب‬ ‫عاطفية او شخصية أن هذه فرصة‬ ‫ذهبية ال جيب أن ُت��ف��وَّت لزرعه من‬ ‫جديد‪ ،‬خاصة وأن االرض��ي��ة ممهدة‬ ‫الستنباته ؛ فاهلوية والثقافة العربية‬ ‫ال�ت�ي ظ��ل��ت ع��ائ��ق��ا ق��وي��ا أم���ام تسلله‬ ‫اىل القلوب وتشويه العقول بافكاره‬ ‫اهل���دام���ة‪ ،‬ه��ي ال��ي��وم يف وض���ع امل���دان‬ ‫حبكم ارت��ب��اط��ه��ا بنظم دكتاتورية‬ ‫أس��������اءت هل�����ذه ال��ث��ق��اف��ة‬ ‫واهل��وي��ة وعملت‬ ‫ط��ي��ل��ة ف�ترة‬ ‫ح��ك��م��ه��ا‬ ‫ع���ل���ى‬

‫اخت�����اذه�����ا‬ ‫م��ط��ي��ة ووس��ي��ل��ة ل��ت��ن��وي��م ال��ش��ع��وب‪،‬‬ ‫وبالتالي فطرح ه��ذا امل��ش��روع يف هذا‬ ‫ال��وق��ت ب��ال��ذات سيكون مناسبا على‬ ‫االق��ل الس��ت��زراع ب���ذوره ال�تي ستنموا‬ ‫برعاية ومتويل فرنسي غربي ليكون‬ ‫أدة طيعة يسهل توظيفها خلدمة‬ ‫أه����داف ف��رن��س��ا وال��غ��رب يف املنطقة‬ ‫املواجهة ألوربا على الضفة اجلنوبية‬ ‫للمتوسط ‪ .‬ومت بالفعل تأجيج األجواء‬ ‫وارت���ف���ع ص��خ��ب غ�ي�ر م��ع��ه��ود ح��ول‬ ‫املشروع‪ ،‬وفتحت آالف الصفحات على‬ ‫شبكة ال��ت��واص��ل االجتماعي بأمساء‬ ‫وهمية جند هلا آالف الشباب الذين‬ ‫نفخت وس��ائ��ل االع�ل�ام املُ��ؤدجل��ة يف‬ ‫عواطفهم العرقية‪ ،‬وفتحت عشرات‬

‫القنوات الفضائية واملسموعة وظهرت‬ ‫مئات املطبوعات الدعائية للمشروع‬ ‫ب��ل��غ��ة م��ش��ح��ون��ة ب��ال��ك��راه��ي��ة ل�لآخ��ر‬ ‫الشريك يف الوطن‪ ،‬كل ذلك مت فجأة‬ ‫وبشكل الف��ت ‪ ،‬يبعث على التساؤل‬ ‫‪ :‬ه��ل ب��ع��د آالف ال��س��ن�ين ال�ت�ي م��رت‬ ‫اكتشف األم��ازي��غ اليوم أن هلم لغة‬ ‫قادرة على ان تكون وسيلتهم للتعاطي‬ ‫مع املعرفة ؟ هل يعتقد االمازيغ انهم‬ ‫ويف غضون سنوات ميكنهم نقل لغتهم‬ ‫من لغة تواصل يومي تتخذ من لغات‬ ‫والسنة تعاطت معها على مدى قرون‬ ‫واس��ت��ع��ارت منها ج��ل مصطلحاتها‪،‬‬ ‫نقلها اىل لغة تواصل علمي ومعريف‬ ‫هكذا ويف م��دة ال تكفي حتى لبلورة‬ ‫اجب��دي��ة حقيقية خ��اص��ة ب��ه��ا؟ هل‬ ‫استغلقت عقول االم��ازي��غ عن إجياد‬ ‫وس��ائ��ل عقالنية ون��اج��ع��ة مضمونة‬ ‫النجاح لبعث ثقافتهم ‪ ،‬فلم جيدوا إال‬ ‫الكراهية والتهجم وإدانة ثقافة ولغة‬ ‫وه��وي��ة ط��امل��ا ك��ان��ت ألج��داده��م قبل‬ ‫‪ 14‬قرنا وهلم هم حتى هذه اللحظة‬ ‫ول��ع��ش��رات ال��س��ن�ين ال��ق��ادم��ة وسيلة‬ ‫ل��ل��ت��ع��ام��ل وال��ت��ع��اط��ي م���ع احل��ض��ارة‬ ‫اإلنسانية ؟‬ ‫•ان تيارا ُمتشددا من االم��ازي��غ تسلم‬ ‫املبادرة!‬ ‫استقبلنا وبغبطة حم���اوالت مبكرة‬ ‫لطيفنا االمازيغي يف ليبيا إلعادة بعث‬ ‫الثقافة واللغة االمازيغية وإظهارها‬ ‫ك��ل��ون م��ن ال����وان ثقافتنا الوطنية‬ ‫وداف��ع��ن��ا عنها ب��ص��وت ع��ال وجماهر‬ ‫فيما ك���ان ق���ادة ون��اش��ط��ي طيفهم‬ ‫ينافق النظام ويعلن ت�برؤه من هذه‬ ‫ال���دع���وة‪ ،‬وذل����ك م���ع ب���داي���ة األل��ف��ي��ة‬ ‫الثالثة ضمن ما يعرف مبشروع سيف‬ ‫ال��ق��ذايف وال���ذي اجهض يف م��ه��ده‪ ،‬إال‬ ‫ان ت��ي��ارا متشددا م��ن االم��ازي��غ تسلم‬ ‫امل����ب����ادرة وحن����ى ب��ه��ا م��ن��ح��ى ه��دام��ا‬ ‫قائما على م��ع��اداة الثقافة واهل��وي��ة‬ ‫احلضارية العربية ال�تي طاملا شكلت‬ ‫ل�لام��ازي��غ مظلة وج��س��را للتواصل‬ ‫مع العامل و الزال��ت‪ ،‬وهذا اخلطاب او‬ ‫املنحى ال نشك ُمطلقا يف أن��ه خطاب‬ ‫ُم��� َع���د يف م���راك���ز ال��ب��ح��وث ال��ت��اب��ع��ة‬ ‫للمخابرات الفرنسية والصهيونية‬ ‫ال�ت�ي ط���ورت م��ش��روع��ه��ا ال��ق��دي��م مبا‬ ‫ي�لائ��م امل��ع��ط��ي��ات امل��س��ت��ج��دة وال�ترب��ة‬ ‫اجلديدة لضمان استنباته‪ ،‬ووجدت يف‬ ‫هذا التيار املندفع واحملتقن مبشاعر‬ ‫كراهية مؤججة للعرب والعروبة‬ ‫مت��ت تعبئته بها م��ن قبل ُم��ؤدجل�ين‬ ‫مغاربة وجزائريني بهذه االيدولوجية‬ ‫اهلدامة‪ .‬ومنذ االيام االوىل النطالق‬ ‫انتفاضة ‪ 17‬فرباير ‪2011‬م الحظنا‬ ‫ظهور علم احلركيني اجلزائريني يف‬ ‫بعض مناطق اجلبل وزواره وقد لقيت‬ ‫ه��ذه ال��راي��ة االستعمارية استهجانا‬ ‫ورفضا حتى من قبل االمازيغ يف تلك‬ ‫ال��ف�ترة‪ ،‬وفيما ك��ان بقية الليبيون‬ ‫يصارعون إلزاحة الدكتاتورية كان‬


‫‪19‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 - 21 ( - ) 141‬يناير ‪) 2014‬‬

‫هذا التيار االنعزالي يُصارع لغرس وتثبيت مشروعه‬ ‫عرب وسائل االع�لام املختلفة‪ ،‬وكنا وقتها نعتقد‬ ‫انه مشروع وطين ال يصب يف خدمة مشروع عرقي‬ ‫يتغذى على الكراهية وال��ع��داء للعروبة‪ ..‬ومب��رور‬ ‫الوقت ونفاذ عناصره اىل مفاصل الدولة ارتفعت‬ ‫االص����وات امل��ن��ادي��ة بالفصل ال��ع��رق��ي ب�ين االم��ازي��غ‬ ‫والعرب من خالل دع��وة أطلقها احد املتطرفني يف‬ ‫امل��ؤمت��ر ال��وط�ني ال��ع��ام بتكوين دوائ���ر انتخابية يف‬ ‫اجلبل على اسس عرقية تفصل بني ساكنة سقف‬ ‫واح��د‪ ،‬فتضم االمازيغي اىل دائ��رة ال تربطه بها ال‬ ‫اجلغرافيا و ال املصاحل وتفعل نفس الشيء جباره‬ ‫العربي‪ ،‬ال لشيء إال لغرس ب��ذور الفتنة والفصل‬ ‫العرقي بني سكان مناطقة كانوا ولقرون يعيشون‬ ‫يف وئام وانسجام فرضته عليهم اجلغرافيا وظروف‬ ‫احل��ي��اة وادراك���ه���م ملصاحلهم ال�ت�ي ال ي��ؤث��ر فيها‬ ‫انتماءهم العرقي‪ .‬وزاد صخب العرقية بإطالق فكرة‬ ‫الكوتات او احلصص يف جلنة الستني وهي بال شك‬ ‫من إحي��اء فرنسا والصهيونية‪ ،‬ونشط احلركيون‬ ‫الليبيون وبدعم من الكونغرس االمازيغي العاملي‬ ‫األداة السياسية للمخابرات الفرنسية يف املنطقة ‪-‬‬‫الذي استضافوه ملرتني على االرض الليبية ‪ ،‬فبدأوا‬ ‫جيوبون كل مناطق ليبيا يف محلة ممُ نهجة بني‬ ‫املدن والقبائل للدعوة ملشروعهم االنعزالي العرقي‪،‬‬ ‫فلم ي�ترك��وا قبيلة وال مدينة إال وق��اب��ل��وا قادتها‬ ‫يدعونهم لالنسالخ عن العروبة والتخلي عن هذه‬ ‫اهلوية واالنضمام اىل حركة االمزغة ‪ ،‬موحني هلم‬ ‫خبرافات التاريخ عن أصول أمازيغية هلم مرددين‬ ‫اساطري عفى عليها الزمن عن ق��ادة امازيغ حكموا‬ ‫مصر مروجني ألكاذيب مصطنعة وتاريخ مزور‬ ‫مصنوع يف تل الربيع ويف باريس لنسف احلقائق‬ ‫وتزييف التاريخ ال��ذي تسنده وقائع على االرض‬ ‫ك��ل ذل��ك بهدف مسح اهل��وي��ة العربية ع��ن ليبيا‪،‬‬ ‫معتقدين ان هذه اهلوية قائمة على العرق كما هي‬ ‫هويتهم اليت يروجون هلا اليوم‪ ،‬جاهلني او متجاهلني‬ ‫ان اهلوية العربية هلذا الشعب هوية حضارية صنعها‬ ‫عطاء حضاري وروحي على مدى قرون اسهمت فيه‬ ‫كل االع���راق مبا فيه االم��ازي��غ‪ ،‬وان االنتماء هلذه‬ ‫اهلوية مل يكن خيارا مفروضا بقدر ما كان اختيارا‬ ‫عن اقتناع بهذه اهلوية املتجاوزة لكل احلساسيات‬ ‫العرقية واجلهوية واملفتوحة لكل من أراد االنتماء‬ ‫هلا وإغنائها بعطائه االنساني‪.‬‬ ‫•الطيف االمازيغي املخطوف‬ ‫واليوم وأم��ام هذا الواقع املُؤسف لطيفنا االمازيغي‬ ‫املخطوف من قبل قلة مشحونة بالكراهية وموتورة‬ ‫ب��روح االن��ع��زال ‪ ،‬ح��ري بنا ايها الليبيون ان نرفع‬ ‫اصواتنا إلعادة الوعي هلذا الطيف واألخذ بيد عقالئه‬ ‫املسكونني برعب وخ��وف يتهددهم من املتطرفيني‪،‬‬ ‫لنمكن ه��ؤالء العقالنيني والوطنيني من استعادة‬ ‫زمام املبادرة وتوجيه مشروع احياء الثقافة االمازيغية‬ ‫وجهة سليمة متصاحلة مع اهلوية الوطنية لليبيا‬ ‫مرتبطة مبجتمعها ومساهمة يف تقوية اللحمة‬ ‫الوطنية ومساهمة يف مواجهة املشاريع االنعزالية‬ ‫والتفتيتية اليت تعج بها الساحة الليبية اليوم‪ ..‬إن‬ ‫السكوت إزاء هذا التيار واجتاهل خطابه االنعزالي‬ ‫ولغته املشحونة بالكراهية والعداء للهوية وللثقافة‬ ‫العربية لليبيا يشكل عامل دعم وقوة هلذا التيار كما‬ ‫يشكل عامل ضغط على املعتدلني الذين ال يتجرؤون‬ ‫أم��ام صمتنا وجتاهلنا هل��ذا اخل��ط��اب على نقده او‬ ‫حتى رفضه باعتباره تيارا هداما لتالحم نسيجنا‬ ‫االجتماعي‪ ،‬ف��ب��ادروا أيها الليبيون النقاذ بالدكم‬ ‫وأطيافكم العرقية م��ن ل��وث��ة االن��ع��زال والتقوقع‬ ‫اليت يدفعون هلا بقوة امل��ال وده��اء اجهزة املخابرات‬ ‫الصهيونية والغربية وعلى راسها فرنسا وأدواتهم‬ ‫من متطرفني مسكونني ب��روح االنعزال والكراهية‬ ‫حمليطهم ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•اخلامس من يناير ‪ 2014‬م‬

‫ميدان السؤال‬

‫هيَّا نتشائم !!‬

‫عبدالوهاب قرينقو‬

‫(‪)1‬‬ ‫رومانسية الثورة ‪ ..‬بح !‬ ‫ماذا تبقى من ألق يف املش���اعر عندما نسمع‬ ‫" ‪ 17‬فرباير " ؟!!‬ ‫أع���رف أن " ‪ 17‬فرباي���ر " فق���دت الكثري من‬ ‫الربيق والس���حر ‪ ..‬لكننا لن نن���دم على أنها‬ ‫قامت فأطاحت بعهد الظلمات ‪ ..‬أما ظلمات‬ ‫بلعنة ما ! ‪.‬‬ ‫اليوم فلن تسقط بثورة بل ٍ‬ ‫‪ . . .‬ليبيا تدخل الس���نة ‪ 46‬م���ن الضياااااااااااا‬ ‫اااااااااااااااع ‪..‬‬ ‫مطل���وب ليس ثورة جدي���دة !! ‪ . .‬بل ‪............‬‬ ‫الشيء !!! ‪.‬‬ ‫‪ . . .‬منذ أكثر من أسبوعني مل أشاهد قنوات‬ ‫كنت فيها منش���غ ً‬ ‫ليبي���ة منها آخر األيام ُ‬ ‫ال‬ ‫مبناس���بة خاص���ة س���عيدة وأغل���ب األوقات‬ ‫خارج البيت ‪ ..‬املهم أمسع " طراطيش حكي‬ ‫" عن مليارات طارت وأرواح تبخرت وقبائل‬ ‫تتناح���ر م���ن أجل ال ش���يء وم���دن مرتبكة‬ ‫وأخ���رى متذم���رة ‪ . . . .‬مل يتغ�ي�ر ش���يئاً ‪..‬‬ ‫الزالت ليبيا ‪ /‬ليبيا عصية التحقق ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫( فالش باك )‬ ‫من��� ُذ أكثر م���ن عام�ي�ن ‪ ،‬ليس بعي���داً عن‬ ‫بيت الوالدين كنت أسري على األقدام إبان‬ ‫ُ‬ ‫فمررت بأحد‬ ‫أحداث ث���ورة فرباير الليبي���ة‬ ‫املن���ازل اليت اش���تهر أهلها بوالئهم الس���اذج‬ ‫لنظ���ام معم���ر فأذهل�ن�ي أن األطف���ال أمام‬ ‫البي���ت ينش���دون ‪ :‬دم الش���هداء ماميش���يش‬ ‫هباء !! ‪ ..‬ش���عرت بوجه���ي يضحك يف ظالم‬ ‫الش���ارع وتفاءلت خرياً أن تلك العائلة عادت‬ ‫اىل رش���دها وأُ‬ ‫ُ‬ ‫عجبت جب���رأة األطفال تلك‬ ‫يف مدينتن���ا اليت مل حترر نفس���ها بنفس���ها‬ ‫ُ‬ ‫وصلت إىل حديقة وس���ط‬ ‫بع���د ! ‪ ..‬وم���ا أن‬ ‫هون حبي لل���ش ‪ ،‬حيث جيتم���ع أصدقائي‬ ‫من أنصار الثورة هناك وأعلمتهم مبا رأيت‬ ‫فضحكوا مين ‪:‬‬ ‫" كم ليك ما تفرجتش ع القنفود ؟؟ ‪..‬‬ ‫ماه���و حتى اخلضر ينش���دون ذات اهلتاف !!‬ ‫وحيسبون قتالهم من الشهداء " ‪..‬‬ ‫وأضاف آخر ‪:‬‬ ‫" مع أنهم اقتبسوه من أحرار فرباير " ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فأيدت ما قالوا ‪:‬‬ ‫اقتنعت‬ ‫" ال نن���س م���ا تبث���ه احملط���ات املتناقض���ة‬ ‫فإذاع���ات وفضائيات النظ���ام ويقابلها ليبيا‬ ‫احل���رة وت���ي يف واالحرار ‪ ..‬اجلمي���ع يبثون‬ ‫أغنية فكرون يا بالدي حبك موالي ‪..‬‬ ‫فأختتم ثالث ‪:‬‬ ‫أيضاً أغنية اجلس���مي يا ليبي���ا يا جنة ‪ ..‬وال‬ ‫ننس حسن العرييب اشتدي أزمة تنفرجي !‬ ‫عادي ‪ ..‬األخوة األعداء !! ‪.‬‬ ‫ويف ذات الش���هر قب���ل حتري���ر العاصم���ة‬ ‫بأس���بوع ش���هدت ش���وارع الــ���ـ ‪ 500‬أح���د‬ ‫ً‬ ‫طرفة‬ ‫أك�ب�ر أحي���اء املدينة مش���هداً ص���ار‬ ‫اجلس���ام حيث جت���اور على‬ ‫رغ���م األح���داث ِ‬ ‫أحد األرصف���ة صبيان يق���ودان دراجتيهما‬ ‫ويتحدث���ان به���دوء ثب���ت أحدهم���ا عل���ى‬ ‫نقال���ة دراجت���ه اخللفي���ة عل���م النظ���ام‬ ‫الس���ابق ذو الل���ون الواح���د ! فيم���ا رف���رف‬ ‫عل���ى نقال���ة الدراجة الثانية عل���م الثورة ‪/‬‬ ‫راي���ة االس���تقالل ! بألوانه املتع���ددة متوجة‬ ‫بالنجمة واهل�ل�ال ‪ ،‬فيما كان كبار احلي‬ ‫يتجادل���ون يف ش���رعية الث���ورة اجلديدة أو‬ ‫االنق�ل�اب القديم ‪ ،‬على م���رأى من ما تبقى‬

‫يف املدينة من جحافل النظام الفاشي املنهار‬ ‫وعناصر خمابراته املرجتفة ‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫كتاب يف حقيبة !!‬ ‫مل أس���افر كث�ي�راً خارج ليبيا ف���أول خروج‬ ‫كان يف ‪ 1991‬اىل املغرب مع صديق ننشد‬ ‫الس���ياحة وثان���ي خ���روج كان يف ‪2004‬‬ ‫ُ‬ ‫فكنت يف رحلة اىل القاهرة والعريش بشبه‬ ‫جزيرة س���يناء حلض���ور مهرجان س���ياحي‬ ‫ضمن وف���د من عناص���ر مهرج���ان خريف‬ ‫ه���ون فلم أخت�ب�ر كثرياً حالة الس���ماح من‬ ‫ُ‬ ‫وع���دت اىل ليبي���ا بع���د‬ ‫املص���ادرة للكت���ب !‪..‬‬ ‫أس���بوعني حمم ً‬ ‫ال حبقيب���ة كبرية نصفها‬ ‫كت���ب وم���ن ش���تى التي���ارات !! ‪ ..‬امله���م يف‬ ‫مط���ار طرابلس مل يفت���ش كتيب أحد ومل‬ ‫يُص���ادر م�ن�ي أي كت���اب ‪ ..‬اخل���روج الثاني‬ ‫ُ‬ ‫كن���ت وزوجيت يف رحل�ت�ي الثانية وكانت‬ ‫للع�ل�اج يف القاهرة ربيع ‪ 2008‬أيضاً عدتُ‬ ‫ً‬ ‫حمم�ل�ا بالكت���ب !! ‪..‬‬ ‫ع�ب�ر مط���ار طرابلس‬ ‫ُ‬ ‫عرف���ت الحق���اً مبعاناة عش���اق الكتب‬ ‫فيما‬ ‫واجملالت املثرية للج���دل واحلجز والرقابة‬ ‫ً‬ ‫خاصة‬ ‫‪ ،‬حني يدخلون بها عرب املنافذ الربية‬ ‫بواب���ة ليبيا مع مصر فقد حدثين األس���تاذ‬ ‫ادريس املسماري عن احليل اليت كان يقوم‬ ‫بها مع رفاقه إلدخال جملته عراجني صوت‬ ‫الثقاف���ة الليبي���ة الرافض���ة يف آخر س���نوات‬

‫ف�ل�ا مسح اهلل جنحوا فأن���ا كقارئ ومتابع‬ ‫للكت���ب رمبا يناس���ب دخول كت�ب�ي أكثر‬ ‫عه���د الطاغية الس���ابق ألن الكت���ب الدينية‬ ‫آن���ذاك مل تك م���ن اهتمامات���ي ألنين ُ‬ ‫كنت‬ ‫والزل���ت أعرف دي�ن�ي متام���اً وال أحتاج إىل‬ ‫كاتولوجات تشرح لي عالقيت باإلسالم ‪.‬‬ ‫‪ . . . . .‬ه���و ذا اخلوف ع���اد اىل قلوب الناس ! ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫طرحت سؤال الكتب هذا على صفحيت‬ ‫فقد‬ ‫بالفي���س بوك فج���اءت أغل���ب التعليقات أو‬ ‫مجيعها لتدافع عن وقائ���ع ال حرية تداول‬ ‫ودخ���ول الكتب يف العهد الس���ابق ومل يدين‬ ‫أحد معي بوادر الكبت اجلديد واحلجر على‬ ‫تن���وع األفكار واآلراء اليت ب���دأت تظهر االن‬ ‫واخل���وف الكبري ‪ /‬االرتياب من أن يؤكدها‬ ‫حتم���ل‬ ‫دس���تور تفرض���ه ق���وى منف���ردة ِّ‬ ‫تشريعها على امناط دينية متطرفة ‪.‬‬ ‫أكث���ر كت���ب كانت ممنوعة تل���ك الكتب‬ ‫ال�ت�ي تفضح نظ���ام الطاغية وأيض���اً كتب‬ ‫التط���رف الدي�ن�ي وكالهم���ا ليس���ت م���ن‬ ‫اهتمامات���ي فالطاغي���ة بالنس���بة ل���ي ‪ /‬لن���ا‬ ‫مفض���وح من���ذ عق���ود وكت���ب التطرف ال‬ ‫حاج���ة لي بها ال هي وال عكس���ها من الكتب‬ ‫املضادة للدين ! ‪.‬‬ ‫فف���ي املاض���ي التعي���س البائ���س كان املنع‬ ‫يتمحور أكثر على كتب التطرف والغلو‬ ‫الدي�ن�ي ولكن ع�ب�ر منافذ املط���ارات كانت‬

‫القهر اليت أسسها ورأس حتريرها وكانت‬ ‫تطب���ع يف القاه���رة ‪ . . . .‬و االن أن���ا يف عمان‬ ‫‪ 2014‬أقت�ن�ي الكتب واجملالت والصحف ‪..‬‬ ‫ومن���ذ وصولي اليه���ا يف يناير ‪ 2012‬والبد‬ ‫أن أرج���ع يوماً عرب أحد املطارات الليبية !! ‪..‬‬ ‫فإىل االن ما اشرتيته من كتب رصصت ُه يف‬ ‫حقيبتني متوسطتني ‪ ..‬وإىل أن يصل اليوم‬ ‫احمل���دد لعودتي لوطين س���تكون لدي ثالث‬ ‫أو أربع حقائب كتب وجمالت‪ ..‬س���نرى ان‬ ‫كان س ُيسمح لي بعبور املطار !! ‪..‬‬ ‫لي���س دفاع���اً ع���ن نظ���ام س���ابق أنه���ار علنا‬ ‫نسرتيح لننهض بالبالد بقدر ما هو ارتياب‬ ‫يف دس���تور ‪ /‬نظام قادم ال يعرتف بالتنوع ‪..‬‬ ‫فإن كان النظام الظامل املنهار يس���مح بكل‬ ‫الكتب ع���دا دينية حمددة ‪ ..‬فالنظام املتوقع‬ ‫الق���ادم ان وص���ل حلكم الب�ل�اد فبالعكس ‪:‬‬ ‫تدخل كت���ب التطرف الدي�ن�ي ويفتش ما‬ ‫تبقى ويُص���ادر ورمبا س���وف يجُ لد صاحبه‬ ‫!! ‪..‬‬

‫الكتب اليت تهمين وتهم شرحية واسعة من‬ ‫املهتمني باإلبداع األدب���ي والفكري تدخل ‪..‬‬ ‫ث���م أن معارض الكتاب كان���ت تدخل اليها‬ ‫الكت���ب اليت أريد ‪ /‬نريد ‪ ..‬والس���ؤال االن ما‬ ‫ه���و حال الكت���اب اليوم ؟ وغداً ؟ ‪ ..‬والس���ؤال‬ ‫األه���م لو مسحن���ا لتي���ار الغل���و الديين بأن‬ ‫يكتب لوحده الدس���تور ماذا سيسمحون لنا‬ ‫من كتب ؟!! ‪..‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫العاصفة !‬ ‫َ‬ ‫اخنرق و تتقاذف ُه األمواج ‪..‬‬ ‫مركب‬ ‫بالدي‬ ‫ٌ‬ ‫‪ . . . . . . . .‬يتسرب االن جلوفه املاء ‪،‬‬ ‫يف عباب حبر الطامعني ‪ُ . . . .‬‬ ‫فهل ننجو ؟!‬ ‫‪ . . .‬أختم مقالي من شعري وأختيل االن ‪:‬‬ ‫صديقنا الشاعر الراحل " السنوسي حبيب "‬ ‫يقرأ قصيدته األثرية ‪ :‬العاصفة !! ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫عمان " يناير ‪ 2014‬م‬ ‫يف " َّ‬


‫‪20‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 - 21 ( - ) 141‬يناير ‪) 2014‬‬

‫ليبيا ‪ ...‬الواقع الراهن وحتديات بناء الدولة‬ ‫(‪)2-2‬‬

‫خريي الراندي‬ ‫وأخ�ي�راً هناك مؤسس���ة هي االخط���ر يف نظري‬ ‫وه���ي املؤسس���ة االعالمي���ة و الثقافي���ة ‪ ،‬تل���ك‬ ‫املؤسس���ة الت���ى كانت تتب���ع سياس���ات إفقارية‬ ‫متعمدة ورقابات سياس���ية وقي���ود مالية جتعل‬ ‫م���ن الكت���ب يف املكتبات س���لعة ن���ادرة ‪ ،‬وأجهزة‬ ‫ثقافي���ة وإع�ل�ام فاق���د للمصداقي���ة الهم لديه‬ ‫إال تعظي���م الرئي���س والزعي���م والقائ���د املعل���م‬ ‫وامللهم ظل اهلل على االرض ‪ ،‬مغلبة لاليدلوجيا‬ ‫عل���ى الثقاف���ة إىل ح���د االبتذال ‪ ،‬إفس���اد واضح‬ ‫متعم���د أيضا جليل كامل ب���ل ألجيال أن هذه‬ ‫االجه���زة الثقافي���ة العظيمة عمل���ت حتى على‬ ‫زعزعت���ة القي���م واملفاهيم الس���ائدة يف اجملتمع‬ ‫اللي�ب�ي وليس أدل على ذلك م���ن حماربة نظام‬ ‫القذايف طوال األثنني واألربعني سنة للحركة‬ ‫السنوس���ية وهى ف���ى إعتقادي أه���م إرث ثقايف‬ ‫للشعب اللييب ‪.‬‬ ‫فوس���ائل االع�ل�ام التى نطمح إليه���ا فى دولتنا‬ ‫اجلديدة جي���ب أن تلعب دورا ُمق���درا يف خدمة‬ ‫قضاي���ا اجملتم���ع اللي�ب�ي ومعاجل���ة مش���اكله‬ ‫احليوي���ة ‪ ،‬وس���ائل إعالم يقودها ش���باب متميز‬ ‫ومتمك���ن ‪ ،‬وه���و دور يتطل���ب أن تتوف���ر فيم���ن‬ ‫يتص���دون ل���ه االحس���اس باملس���ؤولية األدبي���ة‬ ‫واالخالقي���ة وه���ي صف���ة ال ميتلكه���ا ه���ؤالء‬ ‫الدُخالء واملسؤلون عن القنوات وتشكليه خدمة‬ ‫ملصاحله���م م���ن خالل ب���ث اإلش���اعات واألخبار‬ ‫غري املؤك���دة وغري املوثوقة مبا يعين ممارس���ة‬ ‫التضليل ‪ ،‬وكذلك العمل على خدمة أجندتهم‬ ‫الت���ى تعمل عل���ى تكريس االنقس���ام واجلهوية‬ ‫وبت الفتنة بني أفراد اجملتمع الواحد‪.‬‬ ‫وس���أخلص هنا اىل أول���ي التحديات اليت تواجه‬ ‫املشهد ‪ ،‬واهمها وأكثرها خطورة هي ‪:‬ـ‬

‫‪-‬مسألة بناء دميقراطيه سليمة ‪.‬‬

‫يف البداي���ه م���ن احلقائق اليت أود االش���ارة اليها‬ ‫هن���ا أن الليبني خاضوا معركته���م االولي ضد‬ ‫األس���تعمار االيطال���ي م���ن اج���ل أن يك���ون هلم‬ ‫احل���ق يف العي���ش عل���ى ه���ذه االرض ‪ ،‬وخاضوا‬ ‫معركته���م الثاني���ة بأروقة االم���م املتحدة من‬ ‫أجل نيل االستقالل ومن أجل أن يُفهموا العامل‬ ‫أمج���ع أنن���ا ش���عب نس���تحق أن تكون لن���ا دولة‬ ‫أمسها ليبي���ا ‪ ،‬وخاضو معركته���م الثالثة ضد‬ ‫االس���تبداد من أج���ل بناء الدولة وم���ن أجل نيل‬ ‫حريتهم ودميقراطيتهم و حقوقهم ‪...‬‬ ‫وإذا كان احلدي���ث هنا عن الدميقراطية ‪ ،‬فمن‬ ‫الواج���ب و م���ن الض���رورة أن أط���رح الس���ؤالني‬ ‫االتيني ‪...‬‬ ‫هل لدى الليب�ي�ن إرث دميقراطي عرب تارخيهم‬ ‫الطويل ؟‬ ‫ه���ل لديه���م جت���ارب ميك���ن االس���تناد عليها يف‬ ‫قضية الدميقراطية وبناء الدولة ؟‬ ‫كانت ليبيا صاحبة أول شكل سياسي يف العامل‬ ‫العرب���ي وه���ي {اجلمهورية الطرابلس���ية}على‬ ‫رغم من النقد املوج���ه إليها واىل ظروف قيامها‬ ‫ومدتها القص�ي�رة ‪،‬إال أن ذل���ك ال مينع من أنها‬ ‫جتربة تس���تحق الوقوف عندها والتمعن فيها ‪.‬‬ ‫بأس���تثناء هذه التجربة ليس لدينا يف احلقيقة‬ ‫إرث دميقراطي طوال تلك الفرتة ‪ ،‬بعد س���نوات‬ ‫االستعمار العجاف وبعد احلرب العاملية التانية‬ ‫وضع���ت حت���ت حكوم���ة االنت���داب الربيطان���ي‬ ‫الفرنس���ي وبقيت حت���ت الوصاي���ة حتى إعالن‬ ‫االس���تقالل يف هذه الفرتة كانت هناك فسحة‬ ‫لتش���كيل بع���ض االح���زاب بإيعاز م���ن االجنليز‬ ‫أنفس���هم وهى أح���زاب ان ج���از التعب�ي�ر مواليه‬

‫حلكومة االنتداب ‪ ،‬وما ميكن قوله هنا أن أغلبها‬ ‫كان���ت مظلة إم���ا لإلجنلي���ز أو لإليطاليني أو‬ ‫الفرنس���يني ‪ ,‬بعدها تأتي فرتة إعالن إس���تقالل‬ ‫ليبي���ا احلديث���ة بعد نض���ال وجه���اد طويل علي‬ ‫ي���د خنبة من خ�ي�رة أبناء هذا الوط���ن ‪ ،‬وإعالن‬ ‫االس���تقالل س���نة ‪ 1951‬م حت���ت اس���م اململكة‬ ‫الليبي���ة املتح���دة عل���ي الرغ���م م���ن أن���ه كان‬ ‫هناك دس���تور للبالد ورغ���م احلريات اليت كان‬ ‫يضمنها الدستور إال إنه كان هناك غنب كبري‬ ‫وضيم وتضييق واضح علي النخب السياس���ية ‪.‬‬ ‫ولعل جتربة عام ‪ 1954‬م الشاهد االكرب علي‬ ‫ذل���ك ‪ ،‬حيث مت التالعب بنتائ���ج أول انتخابات‬ ‫تشهدها ليبيا بإيعاز من امللك نفسه ‪ .‬وما حلقها‬ ‫بعد هذا التزوير من خروج الناس يف مظاهرات‬ ‫تأييدا للسيد بش�ي�ر السعداوي الذي رحل ظلما‬ ‫إل���ي املنفى ‪ ،‬يلي ذلك مت إصدار مرس���وم ملكي‬ ‫يمُ نع فيه تشكيل األحزاب ‪.‬هكذا حتى نصل إىل‬ ‫إنق�ل�اب ‪ 1969‬م ال���ذي قادته خنبة عس���كرية‬ ‫بعد هذا اإلنقالب س���اد نوع من التفاؤل أوساط‬ ‫الليبيني لكن ش���يئا فشيئا توضحت مرامي تلك‬ ‫الزمرة العس���كرية خاصة بع���د إنقالب ‪1973‬‬ ‫م وجو اإلرهاب الذي ش���هدته الب�ل�اد يف الداخل‬ ‫واخل���ارج ‪.‬وأنا أعتقد أن هذه الف�ت�رة ليس فيها‬ ‫أي ش���يء ميك���ن الوق���وف عن���ده‪ ،‬ولعل الس���مه‬ ‫املميزه هلذه الفرته اليت يالحظها كل من يريد‬ ‫أن ي���ؤرخ هلا هو عدم وجود من���اخ دميقراطي أو‬ ‫إستقرار سياسي وإداري طوال ‪ 42‬سنه ومما هو‬ ‫جدي���ر بالذكر هنا أنه ط���وال تلك الفرتة ُحرم‬ ‫فيها حتريم تام تأس���يس األحزاب السياسية بل‬ ‫واعت�ب�ر اإلنتماء إليه جرمية تصل عقوبتها إلي‬ ‫اإلعدام حتت مبدأ من " حتزب خان" ‪...‬‬ ‫إس���تمرت األوض���اع عل���ي ماه���ي علي���ه ح�ت�ي‬

‫إنتفاض���ة ‪ 17‬فرباي���ر ‪ 2011‬ف ‪ .‬ليب���دأ فص���ل‬ ‫أخرجديد أمتنى ان يثبت الليبيون أنهم قادرون‬ ‫علي أن حيققوا فيه الكثري هلذا البالد الطيب ‪....‬‬

‫•صياغة دستور سليم للدولة ‪:‬‬

‫لبن���اء دول���ة دميقراطي���ة ‪,‬ومن املؤك���د أن أهم‬ ‫شرط يف هذه الناحية ‪ -‬بناء الدولة‬ ‫يف احلقيق���ة لق���د أدخ���ل التعدي���ل الذي س���ن ُه‬ ‫اجملل���س الوطين اإلنتقالي عل���ى املادة (‪ )30‬من‬ ‫اإلعالن الدستوري فيما يتعلق بطبيعة اللجنة‬ ‫ال�ت�ي س���تتكلف بصياغة الدس���تور م���ن الواضح‬ ‫هنا أننا تركنا النق���اش واحلوار حول املضمون‬ ‫واحملتوى وانش���غلنا بالش���كل اخلارجي باملظهر‬ ‫اخلارجي ‪ ,‬فالقضايا الكربى يف مس���ألة صياغة‬ ‫الدستور هي بلوغ التوافق علي املبادئ اخلطرية‬ ‫والقضاي���ا اجلوهري���ة ال�ت�ي نري���د ان يتضمنها‬ ‫‪,‬ونع�ن�ي بذلك التوافق حول املس���ائل اليت نعرف‬ ‫ونلم���س منذ األن أنها ليس���ت موضع توافق تام‬ ‫‪,‬وأنها مازالت موضع أختالف يف وجهات النظر‬ ‫واألراء ‪ ,‬وحنن مامل نصل إىل ذلك التوافق حول‬ ‫مايذه���ب إليه تأييداً أو ُموافق���ة أغلبية معتربة‬ ‫من املواطنيني حول هذه القضايا ‪ .‬فإن أي جلنة‬ ‫صياغ���ة مهما حرصنا عل���ى تكوينها من أفضل‬ ‫م���ا لدين���ا من خ�ب�رات وعل���ى متثيله���ا ملختلف‬ ‫ش���رائح وفئات اجملتمع لن تكون ق���ادرة وحدها‬ ‫على حس���م اخليارات فيما يتعلق بهذه املس���ائل‬ ‫‪.‬بل ويذهب البعض إىل القول أننا مرشحون يف‬ ‫هذه احلال���ة ألن نواجه املعضل���ة أو املأزق الذي‬ ‫وق���ع فيه إخوانن���ا املصريون عندم���ا تغلبت فئة‬ ‫م���ن الفئ���ات داخل اهليئ���ة التأسيس���ية فصاغت‬ ‫الدس���تور مب���ا يتوافق م���ع قناعاته���ا وتوجهاتها‬ ‫‪ ،‬علين���ا أن نعم���ل على إجي���اد الصيغة املناس���به‬ ‫لبلوغ التوافق ومتحيص توجه األغلبية املعتربة‬ ‫من املواطنني حول القضايا اجلوهرية اخلالفيه‬ ‫املطروح���ة عل���ي النظ���ر مم���ا س���وف يتضمن���ه‬ ‫الدس���تور وذل���ك قب���ل أن نكلف جلن���ة لصياغة‬ ‫تلك التوجهات يف صياغة قانونية دستورية ‪.‬‬ ‫ومم���ا جتدر اإلش���ارة إليه هنا أن ه���ذه القضايا‬ ‫اليت قد تكون موضع إختالف يف األراء ال حتتاج‬ ‫إىل كثري من النظ���ر والتفكري ‪,‬فهي ال تتجاوز‬ ‫يف نظ���ر بع���ض الباحث�ي�ن ثالت أو أرب���ع قضايا‬ ‫رئيسية ميكن إمجاهلا فيما يلي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬مس���ألة ش���كل الدولة‪ :‬هل تريدها األغلبية‬ ‫بس���يطة أم مركبة (موح���دة أم إحتادية) وهي‬ ‫القضي���ة األكث���ر إثارة للج���دل وبتن���ا مجيعاً‬ ‫خنش���ى أن تكون مثار فتن���ة أو صراع قد خيرج‬ ‫عن حدود التجاذب السلمي إلي الصراع العنيف‬ ‫‪ -2‬مس���ـألة نظ���ام احلكم هل نري���ده برملانيا أم‬ ‫رئاسيا أم شبه رئاسي ‪.‬‬ ‫‪ -3‬مس���ألة مص���ادر التش���ريع وموقع الش���يعة‬ ‫األس�ل�امية منه���ا ه���ل تنص عل���ى أنه���ا املصدر‬ ‫الوحي���د أم املص���در الرئيس���ي ؟ أم نتف���ق عل���ي‬ ‫صياغ���ة حمددة ملا نقصده من تعبري الش���ريعة‬ ‫؟ أه���و مبادئه���ا العام���ة ؟ أم أحكامه���ا القظعية‬ ‫املتف���ق عليها ؟‪.‬ولع���ل الدكتور يوس���ف فنوش‬ ‫يط���رح إقرتاح���اً مقب���وال يف ه���ذه الناحي���ة فهو‬ ‫ينصح بأن جتمع مس���ائل اخلالف هذه وغريها‬ ‫وتع���رض عل���ى اإلس���تفتاء الش���عيب ثم خنلص‬ ‫م���ن نتيجة اإلس���تفتاء إل���ي حتدي���د اخليارات‬ ‫ال�ت�ي حتظ���ى بأغلبية معت�ب�رة م���ن املواطنيني‬ ‫‪ ,‬نض���ع ه���ذه النتائ���ج أم���ام جلن���ة خنتاره���ا أو‬ ‫ننتجه���ا ال خالف حول عدده���ا او توجهاتها ألن‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 - 21 ( - ) 141‬يناير ‪) 2014‬‬

‫إنقالب ‪ 1969‬م الذي قادته‬ ‫خنب��ة عس��كرية بع��د هذا‬ ‫اإلنقالب ساد نوع من التفاؤل‬ ‫أوس��اط الليبيني لكن شيئا‬ ‫فش��يئا توضحت مرامي تلك‬ ‫الزم��رة العس��كرية خاصة‬ ‫بع��د إنق�لاب ‪ 1973‬م وج��و‬ ‫اإلرهاب الذي ش��هدته البالد‬ ‫يف الداخل واخلارج‬ ‫ دوره���ا هو صياغة ما توافق علي���ه الناس صياغة قانونية‬ ‫دستورية ‪....‬‬ ‫بعب���ارة أخرى وأكث���ر وضوح ندعوا إلي إجراء إس���تفتاء‬ ‫عل���ى مضم���ون الدس���تور وحمت���واه قب���ل العك���وف على‬ ‫صياغته وهذا هو كما يقال "مربط الفرس" فنحن مامل‬ ‫نصل إىل تبني توجهات الناس حول هذه املسائل احليوية‬ ‫فإنن���ا لن نك���ون قد فعلنا ش���يئاً س���وى إزاحة املش���كلة أو‬ ‫املعضلة اىل جلنة لن تكون مبقدورها أن حتسم اخلالفات‬ ‫من األراء بني أعضائها دون أن يكون لديها ماتس���تند إليه‬ ‫مما يش�ي�ر إىل قناعات الناس وإختياراتهم ‪ .‬وهنا سأختم‬ ‫هذا احملور بالقول أن عملية صياغة دستور للبالد عملية‬ ‫مهمة وخطرية ‪ ،‬فهي األس���اس الذي س���ننطلق منه لبناء‬ ‫املستقبل وهو كما فلت أنفاً السياج املتني الذي سيحمي‬ ‫دميوقراطيتن���ا الوليدة ‪.....‬ولكن الس���ؤال ال���ذي ما أنفك‬ ‫يطرح نفس���ه يف كل وقت وحني ه���و ‪:‬هل ميكن صياغة‬ ‫دستور س���ليم يُليب طموحات و تطلعات الشعب وحيفظ‬ ‫وح���دة الوطن يف ظ���ل ضع���ف احلكوم���ة املركزية ويف‬ ‫ظل ه���ذه األخطار األمني���ة الداخلي���ة واخلارجية ؟‪.‬لعل‬ ‫التح���دي األكرب واأله���م يف نظري املصاحل���ة الوطنية‬ ‫‪....‬الش���املة والكامل���ة والعادلة ‪ ....‬وال�ت�ي تعطي لكل ذي‬ ‫ح���ق حقه‪,‬واليت تك���ون بني مجيع أطراف الش���غب اللييب‬ ‫‪,‬وهن���ا جيب أن نعلم ونعي جيداً أنه كلما كانت اجلبهة‬ ‫الداخلي���ة للدول���ة متماس���كة وأكث���ر تراكم���ا متكنت‬ ‫م���ن التصدي لألخط���ار اخلارجيية ال�ت�ي تتهددنا ‪ ,‬وهي‬ ‫أخط���ار أش���رت إىل بعضه���ا إن مل يك���ن جلها فيما س���بق‬ ‫‪,‬ولعل أهمها أنه هناك من يفكر أو رمبا خيطط إلقتطاع‬ ‫أج���زاء من هذا الب�ل�اد الذي فيه ولدنا وعل���ي ُثراه تربينا‬ ‫وم���ن خرياته من���ا دمنا وحلمنا ‪ .‬وعليه وم���ن أجله علينا‬ ‫أن نرتف���ع بأحقادن���ا ‪ , ،‬ونتفق مجيعاً عل���ى ميثاق وطين‬ ‫جيمع اجلميع وحيمي اجلميع ‪,‬وعلى الدولة أن تس���عى‬ ‫إىل تب�ن�ي موضوع املصاحل���ة وبكل ق���وة وأن حتدد أليات‬ ‫س���لمية لذل���ك ‪.‬ومما جتدر اإلش���ارة إليه هن���ا أن كثرة‬ ‫املب���ادارات يف ه���ذا اجملال خلق أزم���ة فتعدد املب���ادرات قد‬ ‫يفس���د األمر فالكل يفس���ر املصاحلة من أجتاهه‪.‬أن كل‬ ‫فئ���ة تريد أن تأخد حقها بيدها ‪ ,‬وه���ذا خطأ كبري يهدد‬ ‫اللحمة الوطنية والنس���يج الوطين وقد خيلق ش���روخ يف‬ ‫هذا النس���يج يصع���ب معاجلتها مع م���رور الوقت ‪ .‬وفوق‬ ‫هذا وذلك يهدد أمن البالد و اس���تقرارها‪ .‬الدولة هي اليت‬ ‫تعاق���ب وتأخذ ح���ق املظلوم ع���ن طريق قواني�ي�ن تضعها‬ ‫وتس���وغها ملعاقبة كل من س���اهم يف قتل الش���عب اللييب‬ ‫أو س���رق أموال���ه وثروات���ه أو التأمر عليه بأي ش���كل من‬ ‫األش���كال ‪ .‬فالدول���ة اليت نريدها ه���ي الدولة اليت حتمي‬ ‫اجلميع وتأخد احلق للجميع وتنصر املظلوم على الظامل‬ ‫‪ .‬هذا إذا كان هدفنا ومبتغانا دولة القانون‪ .‬وكونوا على‬ ‫ثق���ة أبناء بالدي أنه يف دولة القانون والدس���تور ال يظلم‬ ‫أح���د ‪ ،‬وال يهض���م حق أح���د ‪ ،‬وال يعتدي أح���د على أحد ‪.‬‬ ‫فالنس���عى مجيعاً من أجل ه���ذه الدولة فالفرصة متاحة‬ ‫األن أكثر من أي وقت مضي‪ ،‬لبناء ليبيا أمنة مس���تقرة‬ ‫ينعم خبرياتها اجلميع ‪.‬‬ ‫ ‬

‫النفط الصخري ‪.....‬‬

‫‪21‬‬

‫الصداع احملتمل ملنظمة الدول املنتجة للنفط‬ ‫(االوبك)‬ ‫أبوبكر اهلامشي بن سليمان‬

‫شهدت السوق النفطية الدولية يف سنة‬ ‫‪ 2013‬ث���ورة غ�ي�ر تقليدي���ة يف جم���ال‬ ‫النف���ط ‪ ،‬مت ّثلت هذه الثورة فيما يعرف‬ ‫( بالنف���ط الصخ���ري ) ال���ذي كان احد‬ ‫املع���امل االقتصادي���ة الرئيس���ية لس���نة‬ ‫‪. 2013‬وعل���ي الرغ���م م���ن أن الس���وق‬ ‫النفطي���ة الدولي���ة ‪ ،‬ظل���ت متماس���كة‬ ‫خالل عام ‪2013‬علي متوس���ط مستوى‬ ‫أس���عار جتاوز املئ���ة دوالرا للربميل ‪ ،‬إ ّ‬ ‫ال‬ ‫أن هناك س���ؤال بات يطرح نفس���ه وهو ‪:‬‬ ‫هل س���يؤثر انتاج النفط الصخري على‬ ‫أسعار النفط اخلام التقليدي ؟‬ ‫النف���ط الصخ���ري أواحلج���ري ه���و ‪:‬‬ ‫ن���وع م���ن النف���ط اخلفي���ف ‪ ،‬يس���تخرج‬ ‫م���ن تكوين���ات صخور ملس���اء من خالل‬ ‫عملي���ات كيميائي���ة يف موقع الصخور‬ ‫حت���ت أألرض ‪،‬أو بعد رفعها و معاجلتها‬ ‫يف معامل خاصة ‪ .‬يقدّر احتياطي العامل‬ ‫م���ن النف���ط الصخ���ري حبوال���ي ثالثة‬ ‫ترليونات برميل‪.‬‬ ‫زاد االهتم���ام بالنف���ط الصخ���ري يف‬ ‫الس���نوات االخرية ‪ ،‬بس���بب ارتفاع أسعار‬ ‫النف���ط اخل���ام التقلي���دي حي���ث كان‬ ‫اس���تخراج النف���ط الصخ���ري غري جمد‬ ‫اقتصادي���ا ‪ ،‬عندم���ا كان س���عر النف���ط‬ ‫اخلام التقليدي دون ‪ 80‬دوالر للربميل‬ ‫‪ ،‬ولك���ن مع جت���اوز أس���عار النفط اخلام‬ ‫التقلي���دي املئ���ة دوالرا للربميل ‪ ،‬أصبح‬ ‫اس���تخراج النف���ط الصخ���ري جمدي���ا‬ ‫اقتصادي���ا حي���ث تبل���غ تكلف���ة انت���اج‬ ‫الربميل ‪ 80‬دوالرا ‪.‬‬ ‫م���ن جان���ب يتو ّق���ع ان يك���ون النف���ط‬ ‫الصخ���ري منافس���ا للنف���ط التقليدي ‪،‬‬ ‫إذا اس���تمرت أس���عار النف���ط التقلي���دي‬ ‫باالرتفاع ومل ترتاجع دون املس���توى املئة‬ ‫دوالر للربميل ‪ ،‬وس���تزداد شراس���ة هذه‬ ‫املنافسة يف حال الوصول اىل تكنولوجيا‬ ‫متط���وّرة مت ّك���ن م���ن انت���اج النف���ط‬ ‫الصخري بتكلفة دون اخلمس�ي�ن دوالرا‬ ‫للربميل‪ ،‬وستتأكد هذه املنافسة أكثر‬ ‫‪،‬إذا أفلحت تلك التكنولوجيا يف معاجلة‬ ‫اآلث���ار الس���لبية املصاحب���ة الس���تخراج‬ ‫النف���ط الصخ���ري عل���ى البيئ���ة ‪ ،‬لذلك‬ ‫س���يكون هناك زي���ادة يف ع���رض النفط‬ ‫تتجاوز الطلب وبالتالي ترتاجع األسعار‬ ‫وهذا يؤث���ر على ال���دول املنتجة للنفط‬ ‫التقليدي ‪ ،‬خاصة تلك اليت تعتمد عليه‬ ‫بشكل رئيسي كمصدر وحيد للدخل ‪.‬‬ ‫ايض���ا أصبح���ت االن الوالي���ات املتح���دة‬ ‫األمريكي���ة ‪ ،‬تص���دّر مش���تقات النف���ط‬ ‫الصخ���ري اىل أوروبا بعد ان كانت من‬ ‫الدول املستوردة للنفط اخلام باعتبارها‬ ‫أك�ب�ر مس���تهلك للطاق���ة يف الع���امل ‪،‬‬ ‫وحبس���ب تقدي���رات ّ‬ ‫منظم���ات أمريكية‬ ‫متخصص���ة ‪ ،‬يبل���غ حاليا انت���اج أمريكا‬ ‫من النفط الصخ���ري أكثر من مليون‬ ‫برمي���ل يومي���ا ‪ ،‬وم���ن املتوق���ع أن تصل‬ ‫مس���تويات اإلنت���اج م���ن النف���ط بأنواعه‬ ‫إىل‪ 9.6‬مليون برميل يوميا حبلول سنة‬

‫‪ ، 2017‬وهذا اإلنتاج سيقابله بالتأكيد‬ ‫اخنف���اض بنف���س احلج���م يف ال���واردات‬ ‫النفطية االمريكية من اخلارج ‪.‬‬ ‫ي ّع���زز جانب أن يك���ون النفط الصخري‬ ‫منافس���ا للنف���ط التقلي���دي ‪ّ ،‬‬ ‫أن صناعة‬ ‫تكرير النفط يف أمريكا تتميز مبقوّمات‬ ‫جتارية ‪ ،‬جيع���ل من تكلفة إنتاج النفط‬ ‫الصخري ‪ ،‬تقل بواقع يرتاوح بني (‪ 7‬إىل‬ ‫‪ ) 10‬دوالرا للربمي���ل ع���ن خام برنت ‪.‬‬ ‫لذلك فمصايف النفط يف أمريكا هلا ميزة‬ ‫نس���بية على نظائرها يف اخل���ارج ‪ ،‬وهذا‬ ‫ما جعل مؤسسة البرتول الكويتية تغلق‬ ‫ثالثة من مصافيه���ا يف أوروبا وحتديدا‬ ‫يف ايطالي���ا والدمن���ارك ‪ ،‬باإلضاف���ة إىل‬ ‫ّ‬ ‫أن مصفاته���ا يف هولندا تواجه صعوبات‬ ‫مج���ة ‪ ،‬تتطّل���ب اس���تثمارات بتكالي���ف‬ ‫ّ‬ ‫مرتفعة من اجل البقاء ‪.‬‬

‫عل���ى النف���ط ‪،‬خملف���ات كث�ي�رة حت���د‬ ‫من التوس���ع يف إنتاج النف���ط الصخري‬ ‫‪.‬ونشري يف اجلانب الذي يطمئن اىل عدم‬ ‫القلق من ثورة وثروة النفط الصخري‪،‬‬ ‫إىل نتائج بعض التقارير بشأن تطلعات‬ ‫الطاق���ة املس���تقبلية وملخصه���ا ‪ :‬توق���ع‬ ‫زيادة إنتاج النفط الصخري واس���تقرار‬ ‫أسعاره خالل السنوات اخلمس القادمة ‪،‬‬ ‫ثم يبدأ اإلنتاج يف االخنفاض مع مطلع‬ ‫العقد القادم ‪،‬وه���ذه الفرتة قصرية جدا‬ ‫يف ع���امل صناع���ة النف���ط ‪ ،‬يصعب معها‬ ‫رس���م سياس���ات طويل���ة األج���ل وهو ما‬ ‫اليدع���و إلي القلق بش���أن ث���ورة النفط‬ ‫الصخري ‪.‬‬ ‫وفيم���ا يتعل���ق بليبي���ا وموقفه���ا ب�ي�ن‬ ‫اجلانب احمل���ذر واجلانب املطمئن لثروة‬ ‫النف���ط الصخري ‪ ،‬فإن ليبي���ا باعتبارها‬

‫إىل ذل���ك ‪ ،‬ث���ورة النف���ط الصخ���ري قد‬ ‫تش���مل قط���اع الناق�ل�ات النفطي���ة اليت‬ ‫س���تتحول إل���ي ناق�ل�ات لنقل املش���تقات‬ ‫البرتولية بدل النفط اخلام ‪.‬ويف املقابل‬ ‫وم���ن جانب أخ���ر فق���د ال يدع���و الواقع‬ ‫للقلق ‪ ،‬فبنظرة مشولي���ة علي خريطة‬ ‫النفط العاملي ‪ ،‬سيقابل اخنفاض واردات‬ ‫امريكا م���ن النفط زيادة يف الطلب عليه‬ ‫من األس���واق الواعدة يف أسيا ‪ ،‬كالصني‬ ‫و اهلن���د وكوري���ا اجلنوبي���ة ‪ ،‬كذال���ك‬ ‫ف���ان انتاج النف���ط الصخري غ�ي�ر متاح‬ ‫يف ه���ذه الدول حتى اآلن بس���بب تكلفته‬ ‫‪ ،‬فاحلقيق���ه ال�ت�ي جي���ب ع���دم جتاهلها‬ ‫ّ‬ ‫أن التقني���ة تلع���ب دورا رئيس���يا يف انتاج‬ ‫النف���ط الصخ���ري ‪ ،‬ويتوق���ف عليه���ا‬ ‫ج���دوى اإلنت���اج االقتص���ادي ‪ ،‬فالثاب���ت‬ ‫أن تكلف���ة انت���اج الربمي���ل م���ن النف���ط‬ ‫الصخ���ري تكلف كحد ادن���ي بني ( ‪75‬‬ ‫اىل ‪ ) 85‬دوالرا للربميل ‪ ،‬فإذا كان ذلك‬ ‫ممكنا يف أمريكا ‪ ،‬فقد اليكون ممكنا يف‬ ‫هذه الدول حثي االن ‪.‬‬ ‫كذال���ك جي���ب ع���دم إهم���ال اجلوانب‬ ‫السلبية اليت تلحق بالبيئة واليت تتعلق‬ ‫بإنت���اج النف���ط الصخ���ري ‪ ،‬حي���ث تنتج‬ ‫عملي���ة معاجل���ة الصخ���ور للحص���ول‬

‫تعتمد بش���كل رئيس���ي على انتاج النفط‬ ‫كمص���در وحي���د للدخ���ل ‪ ،‬فيج���ب ان‬ ‫تؤخذ هذه الن���داءات والتحديذرات على‬ ‫حمم���ل اجل���د ‪ ،‬وأمام ليبي���ا حت ّد خطري‬ ‫ق���د ال يس���تغرق وقت���ا طوي�ل�ا ‪ ،‬لرتتيب‬ ‫أوضاعه���ا املالية واالس���تثمارية وتنويع‬ ‫مص���ادر الدخ���ل ‪ ،‬وجي���ب عن���د رس���م‬ ‫السياس���ات اإلس�ت�راتيجية االقتصادي���ة‬ ‫املتوس���طة وطويلة األمد ‪ ،‬عدم االعتماد‬ ‫تتضمن‬ ‫عل���ى النفط بش���كل كل���ي وان‬ ‫ّ‬ ‫هذه السياس���ات ه���دف زيادة مس���اهمة‬ ‫اإلي���رادات م���ن مص���ادر غ�ي�ر نفطي���ة‬ ‫بنس���ب ت���زداد تدرجيي���ا ‪ ،‬حي���ث يف ظل‬ ‫ث���ورة النفط الصخ���ري ال ميكن ضمان‬ ‫ارتفاع أس���عار النف���ط مبع���دّالت عالية‬ ‫ق���د ال تواك���ب حت���ى االرتفاع يف نس���ب‬ ‫التضخم املتوقعة ‪ ،‬ويف هذا الش���أن يشري‬ ‫البع���ض ان نس���بة تضخ���م مبعدل‪3%‬‬ ‫س���نويا ‪ ،‬يس���توجب أس���عار نفط ال تقل‬ ‫ع���ن ‪120‬دوالرا للربميل لتك���ون عادلة‬ ‫ملواجهة االلتزامات املالية ‪ ،‬وليبيا تتمتع‬ ‫مبوارد طبيعية ميكن بش���ي من التدابري‬ ‫يوج���ه ج���زءا م���ن الفوائ���ض املالية‬ ‫‪ ،‬أن ّ‬ ‫يف اس���تثمارات تنموي���ة ليح���ل عائده���ا‬ ‫تدرجييا حمل إيرادات النفط ‪.‬‬


‫ميادين الفن‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 - 21 ( - ) 141‬يناير ‪) 2014‬‬

‫خليل العرييب‬

‫أسباب عدم‬ ‫إنتشار األغنية‬ ‫الليبية عربيًا‬

‫تكريم الكاتب املسرحي علي الفالح‬

‫‪22‬‬

‫مبهرجان املسرح العربي بالشارقة‬

‫يوسف بن صرييت‬

‫رغ���م تواج���د ليبي���ا ب�ي�ن دولت�ي�ن هلم���ا‬ ‫إهتمام كبري بالفن خاصة مصر وتونس إال‬ ‫أن األغني���ة الليبي���ة ظلت حملي���ة مل يتعرف‬ ‫إليه���ا مجاه�ي�ر تل���ك الدولت�ي�ن إال ن���ادرا جدا‬ ‫رغ���م أن هن���اك تعاون ف�ن�ي قديم ب�ي�ن فناني‬ ‫مصر وتونس يف جمال الغناء من خالل توافد‬ ‫جمموعة من املطرب�ي�ن واملطربات من تونس‬ ‫وقدم���ت أعمال ليبي���ة بأصواته���ا أمثال علية‬ ‫ونعم���ة وس�ل�اف وزه�ي�رة س���امل وم���ن مصر‬ ‫ش���هرزاد وأح�ل�ام ومها ص�ب�ري وفائزة أمحد‬ ‫ووردة ولكنه���ا ظل���ت حملي���ة مل خت���رج إلي‬ ‫أضواء األغني���ة العربية وكانت هذه األعمال‬ ‫الغنائي���ة بكلمات وأحلان ليبي���ة وهناك أيضا‬ ‫بعض الفنانني الليبيني الذين س���جلوا أعمال‬ ‫غنائي���ة جبمهورية مص���ر العربية كانت يف‬ ‫مس���توي جي���د بأحل���ان ابراهيم فهم���ي وعلي‬ ‫ماهر وكاظم نديم وعادل عبد اجمليد وحاول‬ ‫بعض املطربني أن يؤدي أغاني مللحنني كبار‬ ‫مصري�ي�ن ولكن الظ���روف املالي���ة حالت دون‬ ‫ذل���ك ‪ ،‬وكانت هناك بعض ال���دول أقل خربة‬ ‫م���ن الفنان�ي�ن الليبي�ي�ن لكنه���م إس���تطاعوا‬ ‫أن حيتل���وا مكان���ة ب���ارزة لألغني���ة العربي���ة‬ ‫بأعماهلم مثل األغنية اخلليجية علي س���بيل‬ ‫املثال ‪ ،‬كما أن لوسائل األعالم دور يف إنتشار‬ ‫تل���ك األغاني يف الوقت الذي يلقي الفن اللييب‬ ‫تهمي���ش من الدولة ووس���ائل اإلع�ل�ام وعدم‬ ‫تشجيع ودعم املؤسسات اإلعالمية والثقافية‪.‬‬ ‫كم���ا أن ضع���ف اإلنت���اج الف�ن�ي حملي���ا‬ ‫ومش���اركة قطاع كب�ي�ر من املنتج�ي�ن الغري‬ ‫مؤهل�ي�ن فني���ا يف س���احة الغن���اء واملوس���يقي ‪،‬‬ ‫وكان أيضا إلحتكار بعض األمساء وهيمنتها‬ ‫علي اإلنتاج اإلذاعي يف الفرتة الس���ابقة ساهم‬ ‫يف تدن���ي مس���توي األغني���ة الليبي���ة وع���دم‬ ‫إنتشارها عربيا وبعيدة عن التطور واإلبداع ‪.‬‬

‫أختتم���ت ي���وم اخلمي���س املاض���ي‬ ‫مبدين���ة الش���ارقة فعالي���ات ال���دورة‬ ‫السادس���ة ملهرج���ان املس���رح العرب���ي‬ ‫ال���ذي تنظمه اهليئة العربية للمس���رح‬ ‫ومقرها اإلمارات العربية املتحدة ‪ ،‬وقد‬ ‫ش���هد حفل اإلفتتاح إلقاء كلمة اليوم‬ ‫العربي للمس���رح اليت أعده���ا الرئيس‬ ‫األعل���ي للهيئ���ة العربي���ة للمس���رح‬ ‫ومؤسس���ها صاح���ب الس���مو الش���يخ‬ ‫الدكت���ور س���لطان القامس���ي حاك���م‬ ‫الش���ارقة ‪ ،‬كم���ا يت���م يف ه���ذه الدورة‬ ‫تكري���م عدد ‪ 22‬كاتب نص مس���رحي‬ ‫م���ن الب�ل�اد العربي���ة والذي���ن قدم���ت‬ ‫هل���م دروع املهرج���ان ومكاف���أة مالي���ة‬ ‫وس���تقوم اهليئ���ة بطباع���ة نصوصه���م‬ ‫ضم���ن إص���دارات اهليئ���ة ال�ت�ي حتمل‬ ‫عنوان (عيون املس���رح العربي ) ‪ ،‬وكان‬ ‫من بني كتاب املس���رح املكرمني الكاتب‬ ‫اللييب علي موسي الفالح ‪.‬‬ ‫ه���ذا وتواصلت ع���روض املهرجان‬ ‫ملدة أسبوع مبش���اركة فرق مسرحية‬ ‫م���ن ع���دة دول عربي���ة حي���ث كان���ت‬

‫املشاركة كاآلتي ‪:‬‬ ‫اجلزائر مبسرحية اجلميالت‬‫مصر مبسرحية حلم بالستيك‬‫لبنان مبسرحية ‪ 80‬درجة‬‫العراق مبسرحية عربانة‬‫اإلم���ارات مبس���رحية دومين���و‬‫ومسرحية نهارات علول‬ ‫‪-‬البحري���ن مبس���رحية عندم���ا صمت‬

‫عبداهلل احلكواتي‬ ‫تونس مبسرحية ريتشارد الثالث‬‫األردن مبسرحية ع اخلشب‬‫وم���ن الع���روض الش���عبية يس���تضيف‬ ‫املهرج���ان عروض األراج���وز من مصر‬ ‫واحلكوات���ي م���ن ليبيا للفنان يوس���ف‬ ‫خش���يم ومس���رحية س���يبين حنلم من‬ ‫تونس ‪.‬‬ ‫ويف خت���ام املهرج���ان أعلن���ت جلنة‬ ‫التحكي���م باإلمج���اع ف���وز مس���رحية (‬ ‫ريتش���ارد الثال���ث ) من تون���س جبائزة‬ ‫أفضل عرض مس���رحي للع���ام ‪2013‬‬ ‫م���ن ب�ي�ن الع���روض املش���اركة يف‬ ‫املهرجان ‪ ،‬كما أقيمت ندوة بعنوان ‪:‬‬ ‫( املسرح واهلويات الثقافية ) مبشاركة‬ ‫ع���دد م���ن النق���اد والباحث�ي�ن الع���رب‬ ‫واألجانب ‪.‬‬

‫اإلعالن عن جائزة طرابلس سبتيموس ‪2013‬‬

‫أقيم إحتفال يوم اخلميس املاضي بفندق‬ ‫كورنتي���ا مبدين���ة طرابل���س وحبض���ور‬ ‫كبري م���ن الفنانني واإلعالميني حيث مت‬ ‫اإلعالن ع���ن جوائز الع���ام ‪ 2013‬ألفضل‬ ‫األعمال اإلبداعي���ة يف جماالت التلفزيون‬ ‫واإلذاعة وجاءت أه���م اجلوائز علي النحو‬ ‫التالي ‪:‬‬

‫جائ���زة أفض���ل ممث���ل للفن���ان ميل���ود‬‫العمروني‬ ‫جائزة أفضل خمرج دراما للفنان أسامة‬‫رزق‬ ‫جائ���زة أفضل نص درامي للكاتب س���راج‬‫هويدي‬ ‫‪-‬جائ���زة أفض���ل إنت���اج ملؤسس���ة الع�ي�ن‬

‫وشركة آرت برودكشن‬ ‫جائ���زة أفض���ل تقديم برام���ج إجتماعية‬‫للدكتورة زينب الزائدي‬ ‫جائزة أفضل خمرج برامج للمخرج حازم‬ ‫أبوالعينني ليبيا تي يف‬ ‫جائزة أفضل مقدم برامج حس���ام الزوام‬‫ومسر بوحلفاية‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 - 21 ( - ) 141‬يناير ‪) 2014‬‬ ‫أمحد بشون‬

‫رحيل فارس كرة القدم احلديثة‬ ‫عبد الكريم اهلاللي‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫وداعًا ‪...‬‬ ‫عبدالكريم !!!‬

‫فتحي الساحلي‬ ‫أق���ام صالت���ه األخ�ي�رة وامتش���ق س���يفه‬ ‫واعتل���ى صه���وة ج���واده األصي���ل املط���رز‬ ‫بالفضة وشد رحاله صوب قرص الشمس‬ ‫تق���وده بوصلت���ه الروحي���ة زاده وزواده يف‬ ‫رحلته قوة إميانه بربه خالق كل األشياء‬ ‫الرائعة وحبه لرس���ول احلكمة حممد بن‬ ‫عبد اهلل صلوات اهلل عليه وسالمه‪.‬‬ ‫مل يكن خيش���ى املوت فقلبه مفعم بالقرآن‬ ‫وألن اهلل ن���ور قلب���ه وطريق���ه أم���ام وهج‬ ‫الشمس وعتمة الطريق‪.‬‬ ‫يف آخر مرة زرته يف املستش���فى سألين ملاذا‬ ‫يبك���ون عند دخول غرفيت أال يعلمون بأنه‬ ‫توج���د يف العامل اآلخر حياة أفضل بكثري‪..‬‬ ‫إنه اإلميان يا س���ادة أن���ه التجلي والذوبان‬ ‫يف حقيق���ة الوج���ود والبع���ث واخلل���ود يف‬ ‫اجلنان‪.‬‬ ‫عرفته صغريا عام ‪1970‬م عندما ش���ددت‬ ‫الرحال إىل فريق اهلالل كان يطلق عليه‬ ‫اس���م " ال���وش" وه���و لقب حل���ارس مرمى‬ ‫األهل���ي املصراتي آن���ذاك والذي اس���تعاره‬ ‫فريق اهلالل لفرتة وجيزة نهاية ستينيات‬ ‫الق���رن املاضي كان دميس الكبري يرى يف‬ ‫عبد الكريم الالع���ب الواعد ولذلك أعطاه‬ ‫فرص���ة اللع���ب يف الدرج���ة األوىل ع���ام‬ ‫‪72‬م يف طرابل���س ضد فريق املدينة‪ ،‬ويف‬ ‫تلك الرحلة جل���س إىل جانيب يف الطائرة‬ ‫أعطيته كتاب ش���عر لنزار قباني (الرسم‬ ‫بالكلم���ات) ويف طرابل���س وأثن���اء اجلولة‬ ‫احلرة يف املدينة اشرتيت له زجاجة عسل‪،‬‬ ‫قالي لي أنه يرغب أن مينحها إىل والدته‪.‬‬ ‫لعب تلك املباراة بشكل رائع وأثبت حقيقة‬ ‫أن موه���وب ومن يومها تطورت عالقيت به‬ ‫حت���ى أصبحنا صديقني محيمني لعبنا يف‬ ‫فري���ق اهلالل حت���ى ع���ام ‪1976‬م وكان‬ ‫موهب���ة حقيقية فهو جييد اللعب برأس���ه‬ ‫وبكلت���ا قدمي���ه وبعقل���ه أيضاً لق���د كان‬ ‫مش���روع العب كبري حي���ث اتفق اجلميع‬ ‫عل���ى تزعم���ه ع���رش الش���عالية املوه���وب‬ ‫ونظ���روا إلي���ه أن���ه س���يكون اهلاللي جنم‬ ‫اهلالل‪.‬‬ ‫ويف أح���داث الطلبة ع���ام ‪1976‬م وألن له‬ ‫رأي وعقي���دة ومبادئ وعش���ق هلل والوطن‬ ‫س���جن ِّ‬ ‫وع���ذب وقه���ر وابتعد ع���ن اللعبة‬ ‫اليت يعش���قها لكن���ه صرب واحتم���ل وقاوم‬ ‫ج�ب�روت عمالء الطاغوت وق���د أخذت أيام‬ ‫الس���جن من���ه موهبت���ه الكروي���ة وصحته‬ ‫العام���ة ولكنها مل تس���تطع االق�ت�راب من‬ ‫إميان���ه العميق باهلل وبالي���وم اآلخر وعند‬ ‫خروجه من السجن أهداني كتاب دراسة‬ ‫العالمة الس���يد قطب رمحه اهلل يف ظالل‬

‫القرآن ألنه كان يتوقع زيارة جهاز األمن‬ ‫الداخل���ي له مرة أخ���رى‪ ،‬ولك���ن صديقنا‬ ‫العقيد عبيد الاليف ضمه إىل فريق كرة‬ ‫قدم مبعس���كر الصاعقة ليق���وده ومن ثم‬ ‫حق���ق معه جم���داً كبرياً واأله���م من هذا‬ ‫كله أن أعاد إلين���ا الالعب املوهوب أكثر‬ ‫ق���وة وأداء بفض���ل العناية ال�ت�ي منحها له‬ ‫ه���ذا الرجل احملب للرياض���ة والرياضيني‬ ‫‪ ،‬وق���دّم عبد الكريم لله�ل�ال عطاءاً وجهداً‬ ‫سخيني واختاره املدرب برادلي للمنتخب‬ ‫وال���ذي كان يؤم���ن مبوهبت���ه الف���ذة‬ ‫كقلب هجوم وبعد اعتزاله أس���س فريق‬ ‫الفويه���ات م���ع األخ فرج بوخ���زام ومحزة‬ ‫الل���وه وأحضرني عب���د الكريم لك���ي أقوم‬ ‫بتدريب الفريق واش�ت�رطت عليه أن يكون‬ ‫ه���و العباً فيه وقدمنا فريقاً رائعاً وفزنا يف‬ ‫كل املباراي���ات ولعبنا يف املب���اراة النهائية‬ ‫للصعود إىل الدرجة األوىل وقد شغل عبد‬ ‫الكريم مركز قلب الدفاع وكان يتجول‬ ‫يف امللع���ب ليطبق طريقة اللعب ويس���اعد‬ ‫العيب الوس���ط ويتقدم ليساعد املهامجني‬ ‫ثم يرجع إىل مركز الالعب القشاش‪.‬‬ ‫وعب���د الكري���م عقلي���ة كروي���ة ال تتكرر‬ ‫ولدي���ه ق���درة كبرية على حتلي���ل الفرق‬ ‫وبن���اء الفرق وق���دّم الكثري م���ن الالعبني‬ ‫لفريق اهلالل عندم���ا كان مدرباً لفريق‬ ‫األواس���ط وكان أمنيت���ه دائم���اً أن يرجع‬ ‫م���رة أخرى لتدري���ب الفريق ال���ذي أحبه‬ ‫وال���ذي امت�ل�أ بذكريات���ه وعطاءاته اليت‬ ‫ال تنس���ى‪ ،‬وكان م���ن املمك���ن أن يس���تفاد‬ ‫من هذه العقلي���ة الكروية ليس يف اهلالل‬ ‫وإمن���ا يف املنتخب كذل���ك ولكن يف العامل‬ ‫الثالث حنتاج إىل الواس���طة يف كل شيء‬

‫حتى عندما نكون موهوبني ولدينا القدرة‬ ‫على اإلنتاج والعطاء‪.‬‬ ‫بع���د اعتزال���ه التدري���ب اجته إىل دراس���ة‬ ‫الفق���ه وأب���دع في���ه أيض���اً وله دراس���ات مل‬ ‫تنشر بعد‪.‬‬ ‫والتقين���ا م���رة أخرى يف مجعي���ة أصدقاء‬ ‫اآلث���ار الليبي���ة الع���ام املاض���ي وكذل���ك‬ ‫إلتقين���ا يف الصفح���ة الرياضي���ة جبريدة‬ ‫امليادين اليت يش���رف عليها األس���تاذ أمحد‬ ‫بش���ون وكان عب���د الكري���م يطب���ع يف‬ ‫مقاالت���ي عل���ى حس���ابه اخل���اص وكان‬ ‫يق���ول لي ال خترب أس���تاذ أمحد بذلك ألن‬ ‫هذا الرجل قدّم لي الكثري وساعدني حتى‬ ‫يف احلصول على وظيفة يف شركة ليبيا‬ ‫للتأمني فأن���ا أمحل له كل احلب وبعدها‬ ‫أش�ت�رى طابعة يف منزله وأخذ ابنه يطبع‬ ‫لنا املق���االت يف منزل���ه وكان يغري بعض‬ ‫الكلم���ات يف مقاالتي وملا س���ألته ملاذا كان‬ ‫يقول لي ألنين أخش���ى علي���ك الصدام مع‬ ‫الذين ال خيافون اهلل هكذا هو عبد الكريم‬ ‫ناص���ر اهلالل���ي الالع���ب الرائ���ع واملدرب‬ ‫الكبري واإلنسان الفاضل‪..‬‬ ‫إن���ه الن���ورس املخضب���ة جناحي���ه باحلناء‬ ‫وال���ذي رح���ل ع���ن عاملن���ا الفان���ي وحطه‬ ‫الرح���ال يف ذلك العامل ال���ذي يتمناه كل‬ ‫من أحب اهلل ورس���وله‪ ،‬فرحم اهلل صديقنا‬ ‫وحبيبن���ا عبد الكري���م اهلاللي وطيب تراه‬ ‫نراه وال يسعنا إال أن نقول إنا هلل وإنا إليه‬ ‫راجعون‪.‬‬ ‫الصور املرفقة‪:‬‬ ‫ ص���ورة رق���م (‪ )1‬الس���احلي واهلالل���ي‬‫مباراة منتخب جامعة بنغازي مع منتخب‬ ‫جامعة طرابلس‪.‬‬ ‫ ص���ورة رق���م (‪ )2‬فري���ق اهل�ل�ال ع���ام‬‫‪1975‬م‪.‬‬ ‫وقوف���اً‪ ..‬م���ن اليم�ي�ن املقص�ب�ي‪ ،‬املاطوني‪،‬‬ ‫دوما‪ ،‬البكوش‪ ،‬اهلاللي ‪ ،‬عبود ‪ ،‬الس���احلي‪،‬‬ ‫دربي‪ ،‬حنفي‪.‬‬ ‫جلوس���اً‪ ..‬الطيار‪ ،‬غليو‪ ،‬مخيس‪ ،‬بوشعالة‪،‬‬ ‫س���امل أرحومة‪ ،‬عوض خمل���وف‪ ،‬رمضان‬ ‫عبد اجلواد‪.‬‬

‫عندم���ا ترتع���ش األي���دي وتعج���ز الكلم���ات وتذه���ب‬ ‫وختتف���ي العب���ارات واأللف���اظ ‪ ..‬حي���دث ه���ذا عندم���ا‬ ‫يس���يطر على النفس احلزن العميق وينزف الفؤاد من‬ ‫ش���دة األمل ‪ ..‬مث���ل هذه اللحظ���ة اليت أح���اول أن أقول‬ ‫فيها ش���يئاً عن فراقك يا أخ���ي عبدالكريم لقد عرفتك‬ ‫من���ذ أكثر م���ن أربع�ي�ن عاماً وش���اء الق���در أن تتجدد‬ ‫هذه العالقة خالل هذه الس���نة عندما بدأ إس���هامك يف‬ ‫إع���داد الصفحة الرياضية بصحيف���ة ( ميادين ) حيث‬ ‫املش���اركة يف الكتابة واملراجعة والتصحيح واملناقش���ة‬ ‫بينما يتوىل أبنك ( عبدالقادر ) أعمال الطباعة بإصرار‬ ‫من���ك من أجل أن جييد التعامل مع جهاز الكمبيوتر يف‬ ‫البيت ‪ ..‬ال تطلب مثن وال تقبل أجراً ثم نتجه بسيارتك‬ ‫العتيقة كل يوم س���بت لتسليم املادة ملخرج الصحيفة‬ ‫افرتس���ك هذا املرض اللعني ثم لتس���لم الروح بعد ذلك‬ ‫اس���تجابة لنداء الرمحن ‪ ...‬وصوت الق���رآن الذي يقول‬ ‫(( ال ت���دري نفس بأي أرض متوت )) (( وإذا جاء أجلهم‬ ‫ال يس���تقدمون س���اعة وال يس���تأخرون )) تفارقن���ا إىل‬ ‫رح���اب اهلل ولكن���ك ترك���ت لنا الك���رم وامل���روءة وعزة‬ ‫النفس وش���جاعة الرج���ال !! والثقافة يف كل جوانبها‬ ‫وجماالتها ‪.‬‬ ‫ال أمل���ك يا أخي عبدالكري���م إال أن أدعو اهلل أن يتقبلك‬ ‫قبو ً‬ ‫ال حسناً ويكرم مثواك وأن يغفر لك ويلهمنا الصرب‬ ‫وأمتن���ى أن يكون يف ( أيوب وعبدالق���ادر ) خلفاً صاحلاً‬ ‫لسلف كريم ‪.‬‬ ‫وداع���اً أيها الرياض���ي واملدرب واإلعالم���ي واملثقف إىل‬ ‫جنة اخللد بإذن اهلل ‪،،‬‬ ‫والسالم عليكم ‪،،‬‬ ‫أخوك ‪ /‬أمحد بشون‬

‫موقف رياضي سليب‬ ‫األحت���اد املصري لك���رة الطاولة يق�ت�رح نقل اقامة‬ ‫البطولة من ليبيا لعدم توفر االمن واالمان ‪.‬‬ ‫وبالتأكي���د االحت���اد املصري لك���رة الطاولة يريد‬ ‫نقل اقامة البطولة الي مصر ‪.‬‬ ‫وما مصر بعيدة عن ليبيا يف مش���اكلها وظروفها‬ ‫املعقدة !!‬ ‫علي اية حال موقف سليب يسجل علي هذا االحتاد‬ ‫العربي الشقيق يف هذا الوقت العصيب ‪.‬‬ ‫ش���كراً لالحتاد املصري الشقيق لكرة الطاولة علي‬ ‫اس���تغالله للظروف وانتهازه للفرص علي حساب‬ ‫شقيقه االحتاد اللييب لكرة الطاولة !!‬

‫فرج العقيلي‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 27 - 21 ( - ) 141‬يناير ‪) 2014‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.