العدد 143

Page 1

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪( - ) 143‬‬

‫‪ 10 - 3‬فبراير ‪) 2014‬‬ ‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫السعر لألفراد ‪ 1 :‬دينار في ليبيا وتونس‬ ‫‪ -‬المؤسسات الحكومية والخاصة ‪ 3‬دينار‬

‫أم العز الفارسي‬

‫أبتسام احبيح‬

‫سادات البدري ‪ :‬وزير الدفاع إىل اليوم ليس لديه جيش!‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫هزمية القادِة الليبيني !‬ ‫الفريق اللييب‬ ‫فوز‬ ‫ِ‬

‫زينب بوقعيقيص‬

‫أميان بن يونس‬


‫‪02‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫هزمية القادِة الليبيني !‬ ‫الفريق اللييب‬ ‫فوز‬ ‫ِ‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمة غندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬

‫صورة الغالف‬ ‫حممد المني‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫السيد رئيس احلكومة املؤقتة علي زيدان أثناء متابعة مباراة الفريق الوطين‬ ‫‪-1‬‬ ‫ُ‬ ‫كأمن���ا ليبيا ُ‬ ‫الفريق اللييب يف جنوب‬ ‫قدم ‪ ،‬قاد ًة وش���عباً خرجوا ُموحدين فرحني مبا حقق���ه‬ ‫فريق كر ِة ٍ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫الضربات من قاد ٍة حقق���وا فوزا ال نظري‬ ‫الش���عب يتلق���ى‬ ‫س���نوات ثالث وهذا‬ ‫أفريقي���ا ‪ ،‬يف احلني فإنه منذ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫فالقتل يف ع���ام ‪ 2013‬م جتاوز‬ ‫وب���ال عليه ‪،‬‬ ‫اىل‬ ‫الش���عب‬ ‫ة‬ ‫ثور‬ ‫قلب‬ ‫من‬ ‫متكنوا‬ ‫ل��� ُه يف اهلزائ���م ‪،‬حت���ى أنهم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫مع���ارك هي جرائم يف حق اهلل وح���ق الناس وحق‬ ‫وش���اب يافع إم���ا باالغتيال أو عرب‬ ‫رج���ل‬ ‫بكث�ي�ر (‪)600‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قائمة العش���ر ِة االوائل يف الفساد لعام ‪ 2013‬م ‪ .‬وتبني‬ ‫يف‬ ‫ليبيا‬ ‫جبعل‬ ‫ة‬ ‫القاد‬ ‫هؤالء‬ ‫وتكفل‬ ‫‪،‬‬ ‫الش���رائع‬ ‫كل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫للجمي���ع أن ه���ؤالء القادة ‪ ،‬كما القادة املهزومني يف النظام الفاش���ي املدحور ‪ ،‬مجيع���ا هم ورثة القذايف ‪،‬‬ ‫حرب بني متنافس�ي�ن ‪ ،‬فش���لوا مجيعا يف اس���تحواذ كعكة فرباير‬ ‫وظه���روا كم���ا لو كانت الثورة جمرد ٍ‬ ‫فتعاركوا فملئوا شوارعنا وحياتنا بالقتل والتخريب‪.‬‬ ‫الفري���ق الوطين كما الغربال ال يغطي الش���مس ‪،‬‬ ‫مراجعة ما حصل ‪ ،‬ففوز‬ ‫س���نوات ثالث البُد م���ن‬ ‫بع���د‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫اجلمي���ع احتفل بهذا الفوز (الغربال) لينس���ى للحظات هزمية نكراء حققها اجلميع ‪ :‬القادة واملس���ئولون‬ ‫اجمللس الوطين االنتقالي واجمللس التنفيذي مرورا حبكوم���ة الكيب ومؤمتر املقريف الي حكومة‬ ‫‪ ،‬من��� ُذ‬ ‫ِ‬ ‫زيدان ثم مؤمتر بوسهمني ‪ ،‬وحققتها خُنب ٌة تكالبت على املناصب والبنك الوطين حتى وهي تدعى العفة‬ ‫‪ ،‬تظه���ر يف التلفزيون���ات تمُ ارس النقد كي ُتغط���ى عور ًة بانت ما بعد فرباير ‪ ،‬إال م���ا رحم ربك وربك ال‬ ‫يرحم الظاملني أنفسهم ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫لقد حولوا نصر فرباير ‪ 2011‬م ‪ ،‬و ‪2012 – 7 – 7‬م اجمليد اىل ذكرى يف غياهب النسيان ‪،‬وبات مجيعنا‬ ‫يبح���ث ع���ن اخلالص بالفرار من الب�ل�اد يف البالد أو يف غريها ‪،‬وحتول على زيدان اىل ش���يطان يرمجونه‬ ‫َ‬ ‫حرب ‪ ،‬وحتويل عاصمة الثورة اىل جبانة‪.‬‬ ‫هاربني مما شاركوا فيه من جعل البالد‬ ‫ساحة ٍ‬ ‫بات مجعهم يرثي الربيع العربي ‪ ،‬ونكسة الثورة وسرقتها ‪ ،‬وهم املسئولون والقادة لذلك اخلراب املزدهر‬ ‫والوقت واملال ما مل يُبدد يف عقود ‪ ،‬واخـذوا‬ ‫يف ربوع البالد وسفاراتها ‪ .‬وقد بددوا يف سنـوات ثالث من اجله ِد‬ ‫ِ‬ ‫يبكـون علـى ما ضيعـوا كما عبد اهلل الصغري ‪ٌ ،‬‬ ‫كل يتهم األخر مبا ضاع أو ما سرق أو ما خرب أو ما قتل ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫إذا ولينا وجهنا إىل س���ورية لتخفيف احلال وجدنا أن سورية تعاني من حروب داخلية و اقليمية ودولية‬ ‫من زمن احلرب الباردة ‪،‬ويف اليمن مثة انقسامات طائفية وفقر وسالح وتدخل سعودي جيعل ما حيدث‬ ‫يف اليم���ن معقوال يف تركيبت���ه الال معقولة ‪ ،‬ومصر عاد اجليش وانقلب كعادت���ه منذ عقود ‪ ،‬لكن ليبيا‬ ‫وف���ر هل���ا ‪ 27‬ال���ف غارة لدح���ر النظام الفاش���ي بتحالف دولي ال نظري ل���ه ‪ ،‬ويف يوم واح���د أطلق أكثر‬ ‫َت َ‬ ‫م���ن ‪ 100‬ص���اروخ توما ه���وك قيمة الصاروخ أكث���ر من ملي���ون دوالر ‪ ،‬وفتح التونس���يون البيت ‪ ،‬وقدم‬ ‫السودانيون السالح ‪ ،‬وقطر حتولت اىل قاعدة للقيادات الليبية السياسية واإلعالمية ‪ ،‬هذا غري ما متتلكه‬ ‫البالد من ثروة و من بشر يف الداخل واخلارج ‪ ،‬كل هذا ومل نفلح أن نلتفت إىل الغرب وأخذ القدوة من‬ ‫بلد اجلوار ما افتقد للكثري مما حصلنا فبددنا ‪.‬‬ ‫ال دولة كنا و وكدنا على ذلك ‪ ،‬و ال دستور لبالد دون دولة ‪ ،‬و ال دولة دون حوار وطنى علين ويف البالد‬ ‫ودون هيئة تؤممه ‪ ،‬ال دولة و ال دس���تور ‪ ،‬و ال حوار دون ارادة حرة ومس���ئولة ال يكبلها البنك الوطنى ‪ ،‬و‬ ‫ال تش�ت�ري و ال ُتباع يف خناس���ة ما بعد فرباير وس���وقها الفنادق الفخمة ‪ :‬كورنثيا و ريكسوس و املهاري‬ ‫والودان وقاعدتها طرابلس العاصمة األبدية اليت ُحولت إىل الال دولة اليت عاصمتها بنك ‪.‬‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫هل يرفض اإلسالم عمل املرأة يف السياسة؟‬ ‫حماضرة ملنى الساحلي‬ ‫خلود الفالح‬ ‫تصوير‪ :‬فاتح مناع‬ ‫نظ���م مكتب الثقافة ببنغ���ازي‪ ،‬بالتعاون‬ ‫م���ع بعث���ة األم���م املتح���دة للدع���م يف‬ ‫ليبي���ا ‪،‬يوم اخلمي���س ‪ 23‬يناي���ر ‪2014‬‬ ‫السياس���ي‬ ‫‪،‬حماض���رة حول عم���ل املرأة ّ‬ ‫واإلس�ل�ام ‪،‬قدمتها عضو هيئة التدريس‬ ‫بقس���م اللغة العربية وآدابها الدكتورة‬ ‫منى الساحلي‪.‬‬ ‫تناولت الس���احلي خالل احملاضرة عمل‬ ‫السياسي مشرية إىل نظرة اإلسالم‬ ‫املرأة ّ‬ ‫إىل امل���رأة‪ ،‬وموقف���ه إزاء مش���اركتها يف‬ ‫السياس���ي‪ .‬وتضي���ف الس���احلي‪:‬‬ ‫العم���ل ّ‬ ‫ّ‬ ‫أصابع‬ ‫توجه‬ ‫ُ‬ ‫ولع���ل ما يثري ال ّتس���اؤل أن ّ‬ ‫اال ّتهام إىل اإلس�ل�ام بعرقلته ملش���اركة‬ ‫امل���رأة يف إدارة ش���ؤون الدّولة‪ ،‬وتضييقه‬ ‫عليه���ا يف العم���ل حت���ى حيص���ر كث�ي�ر‬ ‫من املتش���دّدين جماهلا يف العمل املنزلي‬ ‫وتربي���ة األوالد‪ .‬أو حصر عملها يف إطار‬ ‫ال ّتعامل مع األطفال وال ّنساء‪ .‬تهدف هذه‬ ‫الورقة إىل الوقوف على موقف اإلس�ل�ام‬ ‫م���ن نش���اط امل���رأة يف ش���ؤون اجملتم���ع‬ ‫السياس���ة‪ ،‬من‬ ‫ّ‬ ‫العامة‪ ،‬وعملها يف جمال ّ‬ ‫أج���ل التع ّرف على أص���ل تلك االتهامات‬ ‫املوجهة إليه يف ش��� ّد امل���رأة إىل الوراء‪ ،‬بل‬ ‫ّ‬ ‫يف س���جنها واس�ت�رقاقها كما قد يصفه‬ ‫بع���ض الغربي�ي�ن‪ ،‬ونصيب تل���ك املزاعم‬ ‫الص ّحة أو احلقيقة‪.‬‬ ‫من ّ‬ ‫وترى الساحلي أن املعرتضني على عمل‬ ‫امل���رأة السياس���ي يس���تدلون بقول���ه ع���ز‬ ‫وجل‪" :‬وليس الذكر كاألنثى"‪ ،‬وقوله‪:‬‬ ‫"ولل ّرج���ال عليه���ن درجة"‪"،‬وال ّرج���ال‬ ‫ق ّوامون على ال ّنساء"‪.‬‬

‫جانب من احلضور‬

‫‪03‬‬ ‫العبار يعلن العشرين‬ ‫من شهر فرباير القادم‬ ‫موعد االقرتاع النتخاب‬ ‫اهليئة التأسيسية‬ ‫للدستور‬ ‫أعل���ن رئي���س املفوضي���ة الوطني���ة العلي���ا‬ ‫لالنتخابات الس���يد نوري العبار أن املفوضية قد‬ ‫حددت يوم اخلمي���س ‪ 20‬فرباير ‪ ،2014‬موعد‬ ‫االقرتاع النتخابات اهليئة التأسيس���ية لصياغة‬ ‫مشروع الدس���تور وذلك للناخبني املسجلني من‬ ‫داخ���ل ليبيا‪ ،‬ويبدأ االقرتاع خ���ارج ليبيا أيام ‪،15‬‬ ‫‪ 17 ،16‬فرباير اجلاري‪.‬‬

‫منى الساحلي‬ ‫فاآلي���ة األوىل اجتثت من س���ياقها‪ ،‬فقد‬ ‫قصة امرأة عمران‪ ،‬وقد‬ ‫وردت يف س���ياق ّ‬ ‫ن���ذرت جنينها خلدم���ة املعب���د‪ ،‬فولدتها‬ ‫أنث���ى‪ ،‬وكان���ت خدمة املعاب���د مقتصرة‬ ‫عل���ى الذك���ور‪ ،‬فج���اءت العب���ارة‪ -‬على‬ ‫الس���ياق‬ ‫لس���انها‪ -‬لنف���ي ال ّتس���اوي يف ّ‬ ‫املذك���ور‪ ،‬ويعرف أه���ل اللغة والعارفني‬ ‫بعل���م املعاني بالغة الق���رآن يف ال ّتعريف‬ ‫الذي ال يراد به اجلنس‪ ،‬بل العهد مبعنى‬ ‫"لي���س الذكر ال���ذي طلبت���ه كاألنثى‬ ‫اليت وهبت هلا‪ ".‬فتعميم القول وتوجيهه‬ ‫ليع�ن�ي األفضلي���ة عل���ى إطالقه���ا ق���ول‬ ‫من ال يعرف ش���يئاً من لغ���ة العرب اليت‬ ‫نزل به���ا البيان الربّاني‪ ،‬وال يفقه أصول‬ ‫ّ‬ ‫الشرع‪ ،‬وقواعد ال ّتفسري‪.‬‬ ‫أم���ا خبص���وص زي���ادة درج���ة الرج���ال‪،‬‬ ‫ّ‬

‫فينبغ���ي التنبيه إىل أن نصوص الش���رع‬ ‫ال���واردة يف الق���رآن والس���نة املتضمن���ة‬ ‫يفسر بعضها بعضا‪،‬‬ ‫للحقوق والواجبات ّ‬ ‫ويكمل بعضها بعضها اآلخر‪،‬‬ ‫•املرأة رئيسا‬ ‫تق���ول الس���احلي الديان���ات اإلهلي���ة هي‬ ‫ال�ت�ي تلغ���ي أس���اس التمييز ض��� ّد املرأة‪،‬‬ ‫يتس���اويان يف أص���ل اخلل���ق والتكوي���ن‪،‬‬ ‫وينتهي���ان إىل نهاية واح���دة‪ ،‬وبني البدء‬ ‫والنهاي���ة مس���ار تكاملي يتنافس���ان فيه‬ ‫بال�ب�ر والتق���وى والعل���م والعم���ل‪ .‬يف‬ ‫ّ‬ ‫املؤسس���ات واملنظم���ات املعاص���رة ال�ت�ي‬ ‫تتبنى اإلس�ل�ام السياس���ي جتي���ز والية‬ ‫املرأة للرئاس���ة‪ ،‬وكذلك بعض الفقهاء‬ ‫وبع���ض املؤسس���ات الرمسي���ة مث���ل دار‬ ‫اإلفت���اء‪ ،‬وقد أصدر مفيت مصر األس���بق‬ ‫(عل���ي مجعة) فت���وى بذل���ك‪ ،‬وهو عضو‬ ‫بهيأة كبار العلماء‪.‬‬ ‫ويف ليبي���ا س���تنص امل���ادة األوىل م���ن‬ ‫الدس���تور اللييب القادم على ّ‬ ‫أن الشريعة‬ ‫اإلس�ل�امية ه���ي مص���در ال ّتش���ريع‪ .‬هنا‬ ‫س���ينهض س���ؤال‪ :‬هل هذا س���يمنع املرأة‬ ‫من تو ّلي الرئاس���ة؟ صحيح أن الدستور‬ ‫س���ينص أيضاً عل���ى أن الليبي�ي�ن مجيعا‬ ‫متس���اوون يف احلق���وق والواجب���ات‪ .‬لكن‬ ‫ذل���ك قد يلغيه ما يفهم أنه يتعارض مع‬ ‫الش���ريعة‪ .‬فالش���ريعة مرن���ة‪ ،‬وختتلف‬ ‫فيه���ا االجتهادات ووجهات النظر‪ ،‬فكيف‬ ‫نضم���ن أال نق���ع فريس���ة للمتطرف�ي�ن‬ ‫الذين ل���ن يعدموا أدلة ش���رعية يقفون‬ ‫عنده���ا يف من���ع عم���ل امل���رأة السياس���ي‪،‬‬ ‫رغ���م وج���ود اخل�ل�اف حول���ه حت���ى بني‬ ‫فقهاء الس���لف أنفس���هم‪ .‬م���ا الضابط أو‬ ‫املرجعية؟‬

‫ج���اء ذلك خالل الكلمة اليت قدمها باالحتفالية‬ ‫ال�ت�ي أقيم���ت مس���اء ي���وم اخلمي���س ‪ 30‬يناي���ر‬ ‫‪ ،2014‬بقاع���ة املؤمتر الوطين العام مبناس���بة‬ ‫اإلع�ل�ان ع���ن حتدي���د موع���د انتخ���اب هيئ���ة‬ ‫الدس���تور‪ ،‬حبض���ور رئيس وأعضاء م���ن املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي العام‪ ،‬وم���ن احلكومة املؤقت���ة‪ ،‬ولفيف‬ ‫من أعضاء السلك الدبلوماس���ي‪ ،‬وسلك القضاء‬ ‫ومؤسسات إعالمية دولية وحملية‪.‬‬ ‫ومث���ن العب���ار جه���ود العامل�ي�ن يف املفوضي���ة‬ ‫والش���ركاء الداعمني للعملية االنتخابية على‬ ‫جهودهم املبذولة إلجناح هذا احلدث االنتخابي‬ ‫رغم الظروف الصعبة اليت متر بها البالد منوها‬ ‫إىل ضرورة مشاركة مؤسسات اجملتمع املدني‬ ‫واملراقبني احملليني والدوليني ووس���ائل اإلعالم‬ ‫للمش���اركة يف العملي���ة االنتخابي���ة وذل���ك‬ ‫ترسيخا ملبدأ الشفافية والنزاهة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وأك���د خ�ل�ال كلمت���ه أن منتص���ف لي���ل يوم‬ ‫العاش���ر م���ن فرباي���ر الق���ادم ه���و موع���د انتهاء‬ ‫تس���جيل الناخبني الليبيني املتواجدين باخلارج‬ ‫مهيبا باملرشحني إىل إيقاف الدعاية االنتخابية‬ ‫قب���ل ‪ 24‬س���اعة م���ن ي���وم االق�ت�راع‪ ،‬ون���وه إىل‬ ‫ض���رورة االلتزام بضواب���ط الدعاية االنتخابية‬ ‫وتقديم تقاريرهم املالي���ة خالل ‪ 7‬أيام من يوم‬ ‫االقرتاع بغض النظر عن نتائج االنتخابات وفقا‬ ‫ملا ينص عليه القانون‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫أبتسام احبيح‬

‫زينب بوقعيقيص‬

‫أم العز الفارسي‬

‫أم الع��ز الفارس��ي ‪ :‬حق��وق امل��رأة ال�تي أري��د أن‬ ‫ينص عليه��ا الدس��تور املعاملة وفقا ملبدأ املس��اواة‬ ‫يف املواطن��ة والعدال��ة يف ني��ل احل��ق والقي��ام‬ ‫بالواج��ب وأي انتق��اص حلق��وق امل��رأة أو تقيي��د‬ ‫حلريتها هو مس��اس مببدأ العدالة واملساواة وهي‬ ‫مبادئي مكفولة يف ديننا احلنيف ويف كل املواثيق‬ ‫اإلنسانية‬

‫مرشحات جلنة الستني للدائرة الثالثة بنغازي‬

‫يتحدثن مليادين عن رؤيتهن للدستور‬ ‫ميادين ‪:‬احلسني املسوري‬ ‫زين��ب امل�بروك بوقعيقي��ص ‪ :‬حق��وق امل��رأة يف الدس��تور‬ ‫س��تتمثل يف ضمان الدس��تور للمس��اواة بني اجلميع دون‬ ‫أي متييز‬ ‫اخت���ذت ق���رار ترش���حي النتخابات جلنة الس���تني‬ ‫م���ن منطلق إمياني بالعمل الوطين وألن الدس���تور‬ ‫يعترب أهم اس���تحقاق وط�ن�ي وكان واجباً علي من‬ ‫يري يف نفس���ه املقدرة أن يتقدم و يشارك يف صنعه‬ ‫متهيدا لعرضه لالس���تفتاء‪ ،‬وألنين أجد يف نفس���ي‬ ‫اخل�ب�رة واملق���درة عل���ي القي���ام به���ذا الواج���ب فقد‬ ‫تقدمت للرتشح واحلقيقة أن ما شجعين أكثر هو‬ ‫دعم وطلب األصدقاء واملعارف لقد مررنا بظروف‬ ‫صعب���ة جداً علي مدي ‪ 43‬عاماً وذلك بس���بب غياب‬ ‫القوانني اليت حتفظ حقوقنا كمواطنني‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ف���أن رؤييت الدس���تور الي���وم يعترب أهم إس���تحقاق‬ ‫وط�ن�ي ألن���ه س���يمنحنا مجيع���اً حق���وق املواطن���ة‬ ‫احلقيقي���ة ال�ت�ي افتقدناه���ا‪ ،‬وعلي رأس���ها حقنا يف‬ ‫احلي���اة ويف الكرام���ة‪ .‬ولذل���ك فنحن سنس���عى إلي‬ ‫تأس���يس دس���تور توافق���ي وع���ادل‪ .‬يراع���ي س���يادة‬ ‫ومصلح���ة الوط���ن ويليب مطالب الش���عب لنش���عر‬ ‫بأنن���ا نعي���ش يف وطن حيرتمن���ا وحنرتم���ه‪ ،‬ويليب‬ ‫إحتياجاتنا ويكف���ل للجميع احلياة الكرمية‪ ،‬بغض‬ ‫النظ���ر عن ش���كل احلك���م أو م���كان تواجده���م علي‬ ‫أرض الوطن‪ .‬الدس���تور حجر أس���اس لبناء الدولة‪،‬‬ ‫ولك���ن علين���ا أن ُن���درك بأن���ه فقط حجر أس���اس‪،‬‬ ‫ي ِّ‬ ‫ُوضح لنا األساس���ات والقواعد للبن���اء‪ ،‬أي احلقوق‬ ‫والواجب���ات‪ ،‬والبن���اء احلقيقي س���يكون واجبنا حنن‬ ‫املواطنني باحرتام الدستور والدفاع عنه والعمل مبا‬ ‫جاء فيه لنمنحه بالفعل قوته اليت نتمنى أن تستند‬ ‫إليها األجيال القادمة‬ ‫أما عن ما هي رؤييت لوضع الشريعة اإلسالمية يف‬ ‫الدس���تور؟ هل هي مصدر رئيس���ي أم وحيد أم أحد‬ ‫مصادر التش���ريع؟ وملاذا؟ ٌ‬ ‫جوانب كثرية‪،‬‬ ‫سؤال فيه‬ ‫ٌ‬ ‫وحيتاج لدراس���ة عميقة‪ ،‬وحبث لضمانات كثري ٍة‬ ‫ضد س���وء استغالل الش���ريعة‪ ،‬ومعرفة مدى فهمنا‬

‫إذا كانت بنغازي مهد الثورة فان املرأة يف بنغازي كانت صوت الثورة األول حيث كان هتافهن أمام مديرية األمن وحمكمة‬ ‫بنغازي هو احملرك واملشجع للشباب وكل حراك تشهده بنغازي يكون للمرأة فيه الفعل الكبري وهلا السبق والن استحقاق‬ ‫الدس��تور ه��و أهم اس��تحقاق لبناء الدولة ف��ان املرأة يف بنغازي تقدمت بكل ش��جاعة هلذا االس��تحقاق يف ضل الظروف‬ ‫السياس��ية واألمنية الصعبة ولتميز س��يدات بنغازي سياس��يا فان املنافس��ة على املقعد املخصص للمرأة س��وف لن تكون‬ ‫سهله وملعرفة رؤية املرشحات للدستور التقت صحيفة ميادين بهن وكانت هذه إجابتهن ‪.‬‬ ‫هلا‪ ،‬ومدى متييزنا بني الش���ريعة والفقه‪ ،‬ومدى ما‬ ‫س���تنص عليه القوانني من الش���ريعة سؤال يتسبب‬ ‫حالي���اً يف الكث�ي�ر م���ن اجل���دل يف الش���ارع اللي�ب�ي‬ ‫الشريعة هي املصدر الرئيسي‪.‬فهذا أكثر حماكاة‬ ‫لواقعنا‪ ،‬ويبق���ي الباب مفتوح لإلقتباس من مصادر‬ ‫أخري يف الوقت الذي يؤكد سيادة الشريعة وعدم‬ ‫ج���واز خمالفته���ا‪ .‬فالش���ريعة اإلس�ل�امية تتمي���ز‬ ‫باملرونة وتتصف بأنها لكل مكان وزمان ألنها قادرة‬ ‫على التطور‪ ،‬ليس التغري‪ ،‬ولكن التطور‪ .‬ومع الفهم‬ ‫الواعي ملقاصد الش���ريعة فال داعي للقلق ويتوجب‬ ‫أيضاً اإلس���تفادة من الروافد األخ���رى كمنظومة‬ ‫حقوق اإلنس���ان وإحرتام اإلتفاقي���ات الدولية واليت‬ ‫ال تتعارض مع الشريعة‬ ‫بالنس���بة لنظ���ام احلك���م س���يكون م���ن أه���م امل���واد‬ ‫اليت س���تثري ج���د ً‬ ‫ال واس���عاً ولذلك تس���تحق الكثري‬ ‫م���ن املناقش���ة والدراس���ة قب���ل االختي���ار والعرض‬ ‫لألس���تفتاء العام والنظم العاملي���ة عادية ومعروفة‪،‬‬ ‫وكل دولة هل���ا تارخيها وجتاربها‪ ،‬النظام الربملاني‬ ‫يعم���ل جي���داً يف بع���ض ال���دول‪ ،‬والنظام الرئاس���ي‬ ‫دول أخ���رى‪ ،‬وه���ذه األمور س���يتم‬ ‫يعم���ل جي���داً يف ٍ‬ ‫شرحها أكثر للشارع وسيتم اإلستفتاء عليها ومن‬ ‫وجهة نظ���ري أري بطرح نظام مجه���وري برملاني‪.‬‬ ‫حي���ث النظام الرئاس���ي يعطي صالحي���ات مطلقة‬ ‫لش���خص واحد وهو الرئيس ولق���د مررنا بتجربة‬ ‫مريرة م���ن قبل وال نري���د تكراره���ا وال نريد حكم‬ ‫دكتاتوري أخر وأس���لوب احلكم احمللي س���وف يتم‬ ‫الرتكيز عليه‪ ،‬ومما ال ش���ك في���ه أن إختيار احلكم‬ ‫احملل���ي الصائب الذي يس���هم يف تفتي���ت املركزية‬ ‫ويف مين���ح اإلس���تقاللية املالي���ة واإلدارية هو احلل‬ ‫الوحيد الذي سيس���مح لكل املناط���ق واملدن أن تنال‬ ‫حقوقها كاملة وتتيح هلا فرص التنيمة والرخاء‪،‬‬ ‫وبالتالي سيؤدي إلي إستتباب األمن واإلستقرار يف‬ ‫كاف���ة أرجاء الب�ل�اد ومن وجهة نظ���ري فأن نظام‬ ‫احملافظات هو أكثر م���ا يليق بنا يف الوقت احلالي‪.‬‬ ‫أم���ا النظ���ام الفدرال���ي رغ���م أن���ه جيد نظري���اً لكن‬

‫حيتاج للكث�ي�ر من املوارد البش���رية واملالية واإلدارة‬ ‫اجليدة لينجح‬ ‫الدستور هو أش���به بقواعد عامة ومبادئ أساسية‪،‬‬ ‫حق���وق تفصيلي���ة‪ ،‬ولذل���ك‬ ‫فه���و ل���ن ين���ص عل���ى‬ ‫ٍ‬ ‫ف���إن حق���وق املرأة يف الدس���تور س���تتمثل يف ضمان‬ ‫الدستور للمس���اواة بني اجلميع دون أي متييز‪ ،‬مع‬ ‫ذكر التمييز النوعي ليكفل مس���اواة الرجل باملرأة‬ ‫يف حقوقها السياس���ية واالجتماعي���ة واالقتصادية‬ ‫والقانوني���ة‪ .‬وبقي���ة القوان�ي�ن ه���ي ال�ت�ي س���تتكفل‬ ‫بتفصي���ل احلماي���ة اخلاص���ة حلق���وق امل���رأة‪ ،‬مثل‬ ‫قوان�ي�ن العم���ل‪ ،‬واألح���وال الش���خصية‪ ،‬واألوض���اع‬ ‫ً‬ ‫صراحة على‬ ‫االجتماعية‪ .‬بعض الدس���تاير تن���ص‬ ‫املس���اواة بني الرجل وامل���رأة يف احلقوق السياس���ية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وبعض الدساتري تنص‬ ‫ً‬ ‫صراح���ة عل���ى أن مصطل���ح املواط���ن ح�ي�ن يرد يف‬ ‫الدس���تور يف أي مكان فهو يش���مل الذكور واإلناث‪،‬‬ ‫وبعض الدس���اتري تنص بشكل مباش���ر على ضمان‬ ‫مس���اهمة امل���رأة يف احلياة السياس���ية واالجتماعية‬ ‫واالقتصادي���ة‪ ،‬وتأكي���د محايتها من االس���تغالل‪،‬‬ ‫ومن العنف‪ .‬وأعتقد أن أفضلها هو تعريف مصطلح‬ ‫املواطن وأنه يش���مل احلقوق الكاملة للرجل واملرأة‬ ‫عل���ي ك���ف املس���اواة يف اخلت���ام ش���كراً لصحيف���ة‬ ‫ميادين ووفقنا اهلل مجيعاً خلدمة الوطن‪.‬‬ ‫أم العز الفارس��ي ‪ :‬التأكيد علي ح��ق التمييز االجيابي‬ ‫يف اختاذ القرار وخاصة يف املؤسسة التشريعية‪ ،‬اعرتافا‬ ‫ملا للمرأة من ادوار متعددة تشمل العام واخلاص‬ ‫ترشحت النتخابات جلنة الستني ألني مل اخرت يوما‬ ‫الوقوف يف الظل ‪ ،‬تربيت علي املش���اركة يف الشأن‬ ‫الع���ام لوطين ولضرورة التعبري ع���ن تطلعات أهلي‬ ‫الذي���ن تكبدوا مش���قة تعليمي ودعم���ي ‪ ،‬ولذا كان‬ ‫ق���راري للرتش���ح ذاتيا م���ن قناع���ة أن بالدنا حتتاج‬ ‫إلي أبنائها ‪ ،‬وان بناء الدس���تور هو اللبنة األولي من‬ ‫اجل الدميقراطية وبناء دولة املؤسسات اليت ناضل‬ ‫الليبي���ون ودفع���وا أمثان���ا باهض���ه م���ن دم وحلم يف‬ ‫س���بيل حتقيق هذا احللم‪ .‬اغل���ب أفراد عائليت وجل‬

‫أصدقائي داعمني لي ومؤمنني بضرورة أن نش���هد‬ ‫التاري���خ علي أنن���ا مل نقف يوم���ا متفرجني علي ما‬ ‫حيدث يف بالدنا‪ ،‬وولدي يقني بان الليبيني س���يعون‬ ‫املرحل���ة وس���يدعمون كل املغامري���ن واملخاطرين‬ ‫الذي���ن تص���دوا ملرحلة بن���اء الدس���تور م���ع أمياني‬ ‫بان الدس���تور ه���و بناء جيس���د طبيع���ة خاصة لكل‬ ‫دول���ة وحيمل يف طياته تارخيه���ا وتطلعات أجياهلا‬ ‫ومس���تقبلهم‪ ،‬وجيس���د أحالمهم ورؤاهم ويس���عي‬ ‫لضمانه���ا‪ ،‬إال أنن���ا جي���ب أن نقتن���ع بأننا أم���ام ارث‬ ‫أنس���اني ومرجعي���ات مؤسس���اتية لدس���اتري ولع���ل‬ ‫دس���تور دولة االس���تقالل ‪ 1951/1963‬خري مثال‬ ‫هلا‪ ،‬ولذا س���نهتدي بها‪ ،‬ولكن لدينا أس���س البد من‬ ‫أخذه���ا بع�ي�ن االعتب���ار‪ ،‬فعلين���ا أن نرس���م مالم���ح‬ ‫الدولة إطارها اجلغرايف أو ما يس���مي شكل الدولة‬ ‫ونظ���ام حكمه���ا واس���تقالل القض���اء ‪ ،‬وضمان���ات‬ ‫احلقوق واحلريات وفقا ملا حيتاجه اإلنسان يف عامل‬ ‫املعرفة املفتوحة‪.‬‬ ‫ولكن هناك قضايا تكتس���ب أهمي���ة خاصة وحتتاج‬ ‫إل���ي تفقي���ط ودس�ت�رة يف م���واد واضح���ة‪ ،‬نظ���را‬ ‫للدعوات اليت تنحوا إلي التقييد ومنها قضية املرأة‬ ‫وحقوقها وحرياتها‪ ،‬والش���باب وضماناتهم‪ ،‬والثروة‬ ‫وتقامسه���ا‪ ،‬واملركزي���ة اإلداري���ة وآلي���ات تفتيتها‪،‬‬ ‫وذوي االحتياج���ات اخلاص���ة والتيس�ي�ر عليه���م‪،‬‬ ‫واح�ت�رام اخلصوصي���ة للهوي���ات الليبي���ة وكفالة‬ ‫احل���ق يف التعاطي م���ع الثقاف���ة واللغ���ة والتقاليد‬ ‫املتوارث���ة هل���م‪ ،‬كم���ا أن تهدي���دات حل���ق التعب�ي�ر‬ ‫وحري���ة الصحافة‪ ،‬وحقوق امللكية الفكرية والتنوع‬ ‫يف الفنون مواضع حساس���ة وج���ب أن تفرد هلا مواد‬ ‫حتميه���ا‪ ،‬ويف رأس القائمة يأت���ي األمن والرفاهية‬ ‫والكرامة اإلنس���انية واليت ال تصان إال بقوة ردعية‬ ‫قادرة عل���ي محايتها والبد أن حتدد وتوضع معاملها‬ ‫يف الدس���تور املرتق���ب وهذه قضايا إش���كالية حتتاج‬ ‫إلي ضمانات دس���تورية ال توفره���ا إال العدالة اليت‬ ‫جيسدها القضاء احلر واملستقل‪.‬‬ ‫بالنس���بة لس���ؤالك ما ه���ي رؤيتك لوضع الش���ريعة‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫‪05‬‬

‫جدل حول دسرتة جتريم التكفري‬

‫أميان بن يونس‬

‫اإلس�ل�امية يف الدس���تور ؟ هل هي مصدر رئيسي‬ ‫أم وحيد أم احد مصادر التشريع ؟ وملاذا ؟ سأجيب‬ ‫عليك بأنين لست متخصصة يف الشريعة ولكنين‬ ‫افهمها مبا إتاحته لي ثقافيت كمس���لمة‪ ،‬ال ترى‬ ‫يف الش���ريعة اإلس�ل�امية عائق���ا كيفم���ا كان‬ ‫وضعه���ا يف الدس���تور‪ ،‬فقد كفل اإلس�ل�ام حقوق‬ ‫العباد وصان حرياتهم‪ ،‬وقد كان مصدرا أساس���يا‬ ‫للهيئة اليت وضعت امليثاق العاملي حلقوق اإلنسان‬ ‫فما بالك بدولة مس���لمة كليبي���ا‪ ،‬ولكن حماولة‬ ‫تس���يس اإلس�ل�ام والزج به يف مماحكات سياس���ية‬ ‫وتصنيف املس���لمني هو ما حيت���اج إلي وقفة جادة‬ ‫م���ن علم���اء األم���ة املس���تنريين ‪ ،‬ويس���توجب فك‬ ‫أاللتباس الش���ائك بني املسلمني وبني من يرون يف‬ ‫أنفس���هم أوصياء علي الدين‪ ،‬خاصة وأننا نس���مع‬ ‫دع���وات بوج���ود طوائف وانقس���امات داخ���ل ديننا‬ ‫اإلس�ل�ام وهو ما اس���تبعده أنا يف ليبي���ا ‪ ،‬ما مل يكن‬ ‫هذا التوجه لتسييس الدين‪.‬‬ ‫أم���ا نظ���ام احلك���م فان���ا م���ع نظ���ام ش���به رئاس���ي‬ ‫مت���وازن الس���لطات التش���ريعية والتنفيذية ولكن‬ ‫بقضاء مس���تقل ‪ ،‬وهذا يناس���ب الطبيع���ة األبوية‬ ‫للثقاف���ة التقليدي���ة ال�ت�ي حتت���اج إل���ي تغي�ي�ر يف‬ ‫الثقاف���ة السياس���ية حتت���اج إل���ي مدي طوي���ل أنا‬ ‫م���ع دول���ة ب���إدارة حملي���ة منتخب���ة حمافظ���ات‬ ‫وبلديات‪ ،‬لديها اختصاصات تش���ريعية وتنفيذية‬ ‫وميزانيات وخط���ط تراعي اخلصوصية اجلهوية‬ ‫واملناطقية‪ ،‬ولكن ال ترتقي إلي الدولة االحتادية‬ ‫نظ���را لطبيع���ة االقتص���اد الريعي الذي س�ي�رافق‬ ‫البنية االقتصادية للدولة الليبية والي أن تش���كل‬ ‫فيه���ا الضمان���ات لالقتص���اد احلر‪ ،‬الذي س���يمكن‬ ‫املواطن���ون م���ن االعتماد علي الذات كل حبس���ب‬ ‫التنمي���ة املكاني���ة واخلصوصي���ة االس���تثمارية‬ ‫والصناعية واإلنتاجية‬ ‫أما حقوق املرأة اليت أريد أن ينص عليها الدستور‬ ‫املعاملة وفقا ملبدأ املس���اواة يف املواطنة والعدالة يف‬ ‫نيل احلق والقي���ام بالواجب وأي انتقاص حلقوق‬

‫املرأة أو تقييد حلريتها هو مس���اس مببدأ العدالة‬ ‫واملس���اواة وهي مبادئي مكفول���ة يف ديننا احلنيف‬ ‫ويف كل املواثيق اإلنسانية‪ ،‬فحقها يف التعليم ويف‬ ‫العمل ويف الكرامة ومنع األذى والعنف واحلرمان‬ ‫‪ ،‬ويف حضان���ة أوالدها ويف منحهم جنس���يتها ويف‬ ‫التيس�ي�ر عليه���ا ملواجه���ة املخاط���ر ال�ت�ي تتعرض‬ ‫هل���ا أس���رتها ه���ي م���ن ض���رورات اليت تس���توجب‬ ‫الن���ص الصري���ح م���ع التأكيد علي ح���ق التمييز‬ ‫االجياب���ي يف اخت���اذ الق���رار وخاصة يف املؤسس���ة‬ ‫التش���ريعية‪ ،‬اعرتافا مل���ا للمرأة م���ن ادوار متعددة‬ ‫تش���مل الع���ام واخل���اص‪ ،‬داخ���ل البي���ت وخارج���ه‬ ‫أخرياً ‪....‬الدس���تور هو الضم���ان احلقيقي حلماية‬ ‫احلقوق واحلريات‪ ،‬ولت���وازن احلقوق والواجبات‪،‬‬ ‫وخللق احلدود بني احلكام واحملكومية ولتأسيس‬ ‫ال���دول الدميقراطي���ة‪ ،‬والق���ول بأن���ه ال ميكن أن‬ ‫يص���اغ دس���تور يف وجود س�ل�اح أق���ول‪ ،‬ال ميكن أن‬ ‫نضبط األمن ونضع ش���روط اس���تخدام القوة إال‬ ‫بالدس���تور‪ ،‬ويف الدس���تور الذي يهدف إلي محاية‬ ‫ح���ق احلياة كأهم حق تنبث���ق عنه بقية احلقوق‬ ‫س���توضع الضواب���ط وس���تحدد الق���وة الردعي���ة‬ ‫ال�ت�ي حتم���ي الدس���تور و الضمان���ات الدس���تورية‬ ‫اليت توفرها العدالة‪ ،‬بش���رط أن حيس���ن الليبيني‬ ‫االختي���ار مل���ن ين���وب عنه���م يف الصياغ���ة األولية‬ ‫للهيئة التأسيس���ية للدستور‪ .‬وكلي تفاؤل بأنهم‬ ‫سيفعلون كما فعل اآلباء ‪.‬‬ ‫إمي��ان ب��ن يون��س ‪ :‬الن��ص عل��ى التميي��ز اإلجياب��ي‬ ‫واخل��روج عن مب��دأ املس��اواة املطلق��ة حي��ث متطلبات‬ ‫املرحل��ة ونب��ذ اجملتم��ع للم��رأة ووجوده��ا يف الكي��ان‬ ‫السياسي‬ ‫اخت���ذت قرار ترش���حي النتخابات جلنة الس���تني‬ ‫ألنين لس���ت ببعيدة ع���ن العمل التش���ريعي ‪ ،‬فقد‬ ‫عش���ت يف كنف التش���ريعات منذ نع���وم أظافري‬ ‫وتعلمته���ا وعلمتها فيما بعد‪ ،‬حي���ث كان والدي‬ ‫األس���تاذ حمم���د ب���ن يون���س رمح���ه اهلل ق���د ب���دأ‬ ‫يف مش���روعه الكب�ي�ر ال���ذي مل تس���تطع القيام به‬

‫عرب عدد من الليبيني عن رغبتهم يف استنساخ فكرة تضمني مادة جترم التكفري اليت‬ ‫وضعت يف مقرتح الدستور التونسي املقرر طرحه لالستفتاء العام‪ ،‬فيما أبدى البعض‬ ‫اآلخر رفضه للفكرة أو سجل حتفظات عليها‪.‬‬ ‫صيغة إجيابية‬ ‫خب�ي�رة القانون الدولي هناء القالل رأت أن منع وجتري���م التكفري ليس جبديد‪ ،‬غري‬ ‫أن الصيغة التونس���ية إجيابية من ناحية جتاوزها لرفض ش���رحية من اإلسالميني‬ ‫تضمني عبارة "حرية العقيدة" يف الدس���اتري‪ ،‬حبجة مناقضتها ملفهوم اإلسالم‪ ،‬قائلة‬ ‫بوجود إمكانية كبرية الستنس���اخ املادة يف باقي الدساتري العربية‪ .‬كما أنها اعتربت‬ ‫مس���ألة التكفري مش���كلة خط�ي�رة يف منطقتنا‪ ،‬ألنها تنتهي بإص���دار أمر بقتل من مت‬ ‫تكف�ي�ره‪ ،‬موضحة أن الصيغة التونس���ية ال حتقق احلماية الكافي���ة حلرية العقيدة‬ ‫ولكنه���ا على األقل‪ ،‬حتم���ي احلق يف احلياة وحري���ة التعبري عن ال���رأي‪ ،‬وتوفر احلد‬ ‫األدنى من ضمان حرية االعتقاد‪.‬‬ ‫نطاق ضيق‬ ‫م���ن جانب���ه رحب توفيق إبريك الش���هييب ‪-‬عض���و املؤمتر الوطين ع���ن حتالف القوى‬ ‫الوطنية‪ -‬بالفكرة‪ ،‬وشدد على وجوب مناقشتها يف ليبيا‪ .‬ويف الوقت ذاته رأى الشهييب‬ ‫أن تكف�ي�ر اخلصوم السياس���يني يف ليبيا يبق���ى حمدوداً ومس���تخدماً يف نطاق ضيق‪،‬‬ ‫مؤكداً أن مناقشة املادة سيقف أمام تكفري املخالف الذي قد يزداد يف مقبل األيام‪.‬‬ ‫سياق خمتلف‬ ‫ويعتق���د الكات���ب الصحفي أنس الفيتوري أن التجربة التونس���ية هلا س���ياق خمتلف‬ ‫ع���ن ليبيا‪ ،‬يتضح ذل���ك من نتائج احلوار الذي جرى بني القوى السياس���ية يف تونس‪،‬‬ ‫موضحاً أن احلوار يف ليبيا سيكون منصبا على مسألة الشريعة وتطبيقاتها يف الواقع‪،‬‬ ‫إضافة إىل "شكل نظام احلكم‪ ،‬وتباين وجهيت نظر التيارين الليربالي واإلسالمي"‪.‬‬ ‫لبس يف املفردات‬ ‫العض���و الس���ابق يف مجاعة اإلخوان املس���لمني حممد عاش���ور‪ ،‬اليرى أن مش���كلة بني‬ ‫اخلصوم السياس���يني‪ ،‬تص���ل إىل حد التكفري بينهم‪ ،‬بل إن املش���كلة س���ببها اللبس يف‬ ‫بع���ض مف���ردات التيار اإلس�ل�امي املؤم���ن بالعملية السياس���ية ( كأس���لمة اجملتمع‬ ‫والتبش�ي�ر بعودة اخلالفة مث ً‬ ‫ال )‪ ،‬مطالباً اإلسالميني بتقديم تفسريات واضحة هلذه‬ ‫املفردات والتأكيد على احرتام خصوصيات الدولة القطرية‪.‬‬ ‫رفض‬ ‫عبد اجلواد البدين‪ ،‬املرش���ح النتخابات اهليئة التأسيس���ية لصياغة مشروع الدستور‪،‬‬ ‫يرف���ض تضمني هذه املادة يف دس���تور ليبي���ا املرتقب‪ ،‬قائ ً‬ ‫ال إن التكفري "حكم ش���رعي‬ ‫ثابت يف الكتاب والسنة‪ ،‬وإن فقهاء املسلمني صنفوا أبواباً تتحدث عن الردة‪ ،‬وتضمني‬ ‫مادة كهذه جتعلنا نلغي حكماً شرعياً"‪ ،‬غري أنه اشرتط وجود قضاء إسالمي خيتص‬ ‫بالنظر يف موضوع التكفري ال أن يفتح الباب أمام عامة الناس على حد قوله‪.‬‬ ‫تأييد‬

‫الشابة غزالن الربعصي تؤيد تضمني مثل هذه املادة وتقول إن ظاهرة تكفري املخالف‬ ‫موجودة يف اجملتمع اللييب وميارس���ها من وصفتهم بأصحاب التوجه اإلس�ل�امي ضد‬ ‫خصومهم السياس���يني‪ .‬ويتفق الناشط حممود بلحاج مع ما ذهبت إليه غزالن‪ ،‬قائ ً‬ ‫ال‬ ‫إن وجود من وصفهم باملتشددين على رأس السلطة يف ليبيا جيعلنا حباجة لتضمني‬ ‫مث���ل هذه املادة يف دس���تور ليبيا املرتق���ب وذلك لضمان حق االعتقاد جلميع ش���رائح‬ ‫اجملتمع اللييب‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•هنا صوتك ‪ -‬بنغازي ‪ -‬عبد احلميد العمروني‬


‫‪06‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫علي زيدان‪:‬‬ ‫عالقات ليبيا‬ ‫ومصر أبدية‬ ‫أكد رئيس ال���وزراء اللييب علي زيدان أثناء‬ ‫زيارته للقاهرة أن العالقة بني بالده ومصر‬ ‫أبدي���ة‪ .‬وج���اءت تل���ك الزي���ارة بع���د أقل من‬ ‫أسبوع من انتهاء أزمة اختطاف دبلوماسيني‬ ‫مصري�ي�ن يف ليبي���ا ردا عل���ى اعتق���ال مصر‬ ‫رئيس غرفة عمليات ثوار ليبيا‪.‬‬ ‫وق���ال زيدان الذي وص���ل للقاهرة اخلميس‬ ‫املاض���ى إلج���راء حمادث���ات م���ع كب���ار‬ ‫املس���ؤولني املصري�ي�ن إن زيارت���ه احلالي���ة‬ ‫للقاه���رة تأت���ي للتأكيد عل���ى أن اختطاف‬ ‫الدبلوماس���يني املصريني يف ليبي���ا أخريا لن‬ ‫يؤثر على عالقات البلدين‪.‬‬ ‫وب���دأ زي���دان زيارته ملص���ر يف أعق���اب أزمة‬ ‫نش���بت مؤخرا ب�ي�ن القاه���رة وطرابلس بعد‬

‫رئيس الوزراء املصري حازم الببالوي وعلي زيدان‬ ‫اعتق���ال الس���لطات املصري���ة رئي���س غرفة‬ ‫عمليات ثوار ليبيا ش���عبان هدية (أبو عبيدة‬ ‫اللييب) أثناء وجوده يف اإلسكندرية‪.‬‬ ‫وكان مس���لحون ق���د خطف���وا الس���بت ‪25‬‬ ‫يناير اجلاري دبلوماس���يا مصريا‪ ،‬ثم أربعة‬ ‫من أعضاء البعثة الدبلوماسية املصرية من‬ ‫منازهلم يف العاصمة الليبية طرابلس بينهم‬ ‫امللحق الثق���ايف‪ ،‬وأمهلوا الس���لطات املصرية‬ ‫‪ 24‬ساعة لإلفراج عن هدية‪.‬‬ ‫وبع���د خط���ف الدبلوماس���يني اخلمس���ة‪,‬‬ ‫أجلت مصر س���فريها ودبلوماس���يني آخرين‬ ‫وعائالته���م إىل القاه���رة‪ ,‬يف ح�ي�ن أخلي���ت‬ ‫س���فارة مص���ر بطرابل���س وقنصليته���ا يف‬ ‫بنغازي من العاملني فيهما‪ ,‬يف إجراء وصف‬ ‫باالحرتازي‪.‬‬ ‫وانتهت األزمة بعد مفاوضات بني اجلانبني‬ ‫بإط�ل�اق مجي���ع الدبلوماس���يني املصري�ي�ن‬ ‫اخلمس���ة املختطفني وتس���ليمهم للداخلية‬ ‫الليبية‪ ،‬وإفراج السلطات املصرية يف املقابل‬ ‫عن شعبان هدية‪.‬‬

‫إميان بن يونس ‪ :‬بالنس��بة رؤييت لوضع الش��ريعة اإلس�لامية يف الدستور ؟ هل‬ ‫هي مصدر رئيس��ي أم وحيد أم احد مصادر التش��ريع ؟ وملاذا ؟عندما يوجد نزاع‬ ‫ما بني طرفني فاحلل هو الذهاب إىل القضاء وهنا جند أن دور القاضي هو تطبيق‬ ‫القانون ولكن التساؤل الذي يدور هو إىل ما يرجع هلا القاضي حلل النزاع‬

‫جامعة الدول العربية وهو جتميع التشريعات‬ ‫العربي���ة يف كت���اب واحد‪.‬ل���ذا عندم���ا عرض‬ ‫بعض األصدق���اء أن أترش���ح للمؤمتر الوطين‬ ‫الع���ام اعرتض���ت حي���ث أحسس���ت أن قدرات���ي‬ ‫سنكون يف اهليئة أكرب فهو جمالي ‪ ،‬وبالتالي‬ ‫قدم���ت أوراقي على أس���اس التعي�ي�ن ولكن مت‬ ‫تعدي���ل اإلع�ل�ان الدس���توري إىل االنتخ���اب‬ ‫وق���ررت الرتش���ح م���ع دف���ع البع���ض وختوف‬ ‫اآلخ���ر من هذا املوضوع حيث اإلرهاب والقتل‪..‬‬ ‫ولك���ن اجلميع يف النهاية ق���در أنه عمل وطين‬ ‫وأن الب�ل�اد لن يرتكها الوطني�ي�ن مرة أخرى‬ ‫بع���د أن تركوها يف انتخاب���ات املؤمتر الوطين‬ ‫العام وهو ما أدى به إىل هذا اهلالك والضعف‪..‬‬ ‫مع احرتامي لبعض األفاضل املوجودين به‪.‬‬ ‫رؤي�ت�ي للدس���تور ان���ه س���يحدد مع���امل الب�ل�اد‬ ‫األساسية وجيعلها دولة مستقرة ‪ ،‬واملتخوفني‬ ‫م���ن وض���ع الدس���تور وأنن���ا لس���نا يف جهوزيه‬ ‫لوضع���ه أول هل���م أن الدولة لن يس���تقر حاهلا‬ ‫إال إذا ثبتت حكوماتها وثبتت مسمياتها ‪ ،‬وهذا‬ ‫لن يك���ون إال بالدس���تور ‪ ..‬وال نق���ول أن األمن‬ ‫واالس���تقرار وحياة النعيم س���تأتي بعده ولكنه‬ ‫ضرورة جيب أن توجد ‪..‬أما النعيم فيحتاج إىل‬ ‫وطنيني حيكمون البالد ويطبقون تشريعاتها‪.‬‬ ‫والدس���تور ليس بق���رآن فهو من وضع البش���ر‬ ‫وميك���ن تعديل���ه مب���ا يتناس���ب م���ع الظ���روف‬ ‫والزمن‪.‬‬ ‫بالنس���بة رؤييت لوضع الش���ريعة اإلس�ل�امية‬ ‫يف الدس���تور ؟ هل هي مصدر رئيسي أم وحيد‬ ‫أم اح���د مصادر التش���ريع ؟ وملاذا ؟عندما يوجد‬ ‫ن���زاع ما ب�ي�ن طرفني فاحل���ل ه���و الذهاب إىل‬ ‫القض���اء وهنا جن���د أن دور القاضي هو تطبيق‬ ‫القانون ولكن التس���اؤل الذي ي���دور هو إىل ما‬ ‫يرجع هلا القاضي حلل النزاع‪ .‬أوهلا التش���ريع‬ ‫‪..‬والتش���ريع يوض���ع م���ن قبل اإلنس���ان ‪ ،‬ولكن‬ ‫هذا اإلنس���ان مباذا يهتدي إذا أراد وضع قانون‬ ‫مع�ي�ن ‪...‬ق���ال تع���اىل‪ ":‬ف���إن تنازعتم يف ش���يء‬ ‫ف���ردوه إىل اهلل ورس���وله إن كنت���م تؤمن���ون‬ ‫ب���اهلل والي���وم اآلخر ذلك خري وأحس���ن تأويال"‬ ‫ص���دق اهلل العظيم فالكتاب والس���نة تبعاً هلذه‬ ‫اآلي���ة هما مصدرا التش���ريع ويقع باط ً‬ ‫ال كل‬ ‫ما خيالفهما نظ���ام احلكم الذي أريد أن ينص‬ ‫عليه الدس���تور حي���ث تتأرجح أنظم���ة احلكم‬ ‫بني ثالثة أنظمة س���ائدة هي النظام الرئاسي‬ ‫والنظ���ام الربملان���ي والنظ���ام النص���ف رئاس���ي‬ ‫‪..‬وكله���ا ناجح���ة مع كث�ي�ر من ال���دول اليت‬

‫تعمل بها‪ ،‬وهذا بس���بب متاشيها مع هذه الدول‬ ‫وظروفها إذن فالظروف والتناسب هما اللذان‬ ‫حيكم���ان جناح نظ���ام معني يف دول���ة معينة‪..‬‬ ‫وأعتق���د أن ليبي���ا سيتماش���ى معه���ا النظ���ام‬ ‫النصف الرئاسي حيث السلطة ليست مطلقة‬ ‫بيد رئي���س الدولة ‪ ،‬كما ان���ه بإمكانه مراقبة‬ ‫احلكوم���ة وه���ذا النظ���ام ي���وزع االختصاصات‬ ‫ب�ي�ن رئي���س الدول���ة واحلكوم���ة أم���ا أس���لوب‬ ‫احلكم احمللي الواضح والصريح هو أن الش���عب‬ ‫متواف���ق علي���ه حس���بما ن���رى حت���ى اآلن ه���و‬ ‫نظ���ام الالمركزية اإلداري���ة واملالية أي نظام‬ ‫احملافظ���ات ويف النهاي���ة االس���تفتاء ه���و الذي‬ ‫س���يوضح هذه احلقيق���ة‪ .‬والس���بب يف ذلك أن‬ ‫هذا األس���لوب جيمع بني فكرتي الالمركزية‬ ‫اإلدارية وفك���رة الفيدرالية أو الدولة املركبة‬ ‫حي���ث جيعل الدول���ة موحدة ولكنها مقس���مة‬ ‫إىل عدة حمافظات حتكمها سلطة عليا وكل‬ ‫حمافظة مقس���مة إىل عدة بلديات إىل جانب‬ ‫أن كل حمافظ���ة هلا ميزانيته���ا اخلاصة من‬ ‫الدخ���ل القومي ونس���بة م���ن دخ���ل املدينة إذا‬ ‫كانت مدينة نفطية أو هلا ميناء ‪..‬إخل‪.‬‬ ‫وحقوق املرأة اليت جيب أن ينص يف الدس���تور‬ ‫على ما اكتس���بته املرأة من قوانني يف املرحلة‬ ‫املاضية من تاريخ الدول���ة ‪ ،‬حيث املرأة الليبية‬ ‫هلا منحت من احلقوق ما حتسدها عليه الكثري‬ ‫م���ن النس���اء يف العامل ‪ ،‬ل���ذا جي���ب تثبيت هذه‬ ‫القوانني يف الدستور بالنص على منحها مجيع‬ ‫احلق���وق السياس���ية واملدني���ة واالجتماعي���ة‬ ‫واالقتصادية والثقافية ‪ ..‬باإلضافة إىل النص‬ ‫عل���ى التميي���ز اإلجياب���ي واخل���روج ع���ن مبدأ‬ ‫املس���اواة املطلقة حيث متطلب���ات املرحلة ونبذ‬ ‫اجملتم���ع للمرأة ووجودها يف الكيان السياس���ي‬ ‫جيعل ض���رورة النص عل���ى التمييز اإلجيابي‬ ‫يف الدستور ‪..‬وما الحظته إبان ورش العمل يف‬ ‫الواحات أن ط���رح موضوع ضرورة النص على‬ ‫الرعاي���ة الصحية التامة وع���دم تلويث البيئة‬ ‫ال�ت�ي تضر باملرأة يف تلك املناطق اليت يتس���رب‬ ‫منه���ا الغاز الص���ادر عن تصنيع النفط بش���كل‬ ‫كب�ي�ر أدى إىل عقم وإجه���اض الكثريات هذا‬ ‫باإلضاف���ة إىل األم���راض الصدري���ة وخالفه‪.‬‬ ‫كذلك النص على وجود جملس أعلى للمرأة‬ ‫وحمكمة خمتصة لقضايا املرأة فقط إلمكان‬ ‫اإلس���راع يف حل املشكالت الناش���ئة عن العنف‬ ‫اجملتمعي ضد املرأة‪.‬‬ ‫وال ننس���ى موضوع���ات أخ���رى كث�ي�ر جي���ب‬

‫إدراجها يف الدستور كقضايا التعليم والصحة‬ ‫والبطالة واجليش و‪....‬محاية املستهلك‪.‬‬ ‫وكلم���ة أخ���رى أوجهه���ا إىل كل حمب هلذا‬ ‫الوطن ال���ذي أعطاه اهلل فأجزل ل���ه العطاء أن‬ ‫حناف���ظ على هذا العط���اء وحنميه ونطور من‬ ‫أنفسنا ‪..‬عندما ُس��� ِئ َلت رئيسة فنلندا عن سبب‬ ‫تق���دم بالدها فقالت أنه إىل جانب حب املواطن‬ ‫للعمل يف بالدها ‪ ،‬هناك ثالثة أس���باب أدت إىل‬ ‫رقيها وتقدمه���ا ‪ :‬أو ً‬ ‫ال‪ :‬التعليم‪ .‬ثانياً ‪ :‬التعليم ‪.‬‬ ‫ثالثاً ‪ :‬التعليم‪.‬‬ ‫ابتس��ام احبي��ح ‪ :‬حقوق امل��رأة أي ح��ق مينحه هلا‬ ‫مفهوم املواطنة ومبدأ املساواة‪.‬‬ ‫ترش���حي النتخابات جلنة الس���تني جاءت هذه‬ ‫اخلط���وة إميان���ا ب���أن ليبي���ا يف مرحل���ة البن���اء‬ ‫حتتاج لكل من يأنس يف نفسه الكفاءة والقدرة‬ ‫على العط���اء خاصة إذا تعلق األمر بالدس���تور‬ ‫وبناء دولة القانون أما بالنسبة لرأي احمليطني‬ ‫فهن���اك املؤيد بقيام كل فرد بدوره يف مرحلة‬ ‫البناء كل حبسب ختصصه ومقدرته‪ .‬وهناك‬ ‫املتخ���وف من عواقب ه���ذا القرار ألنه قد يؤدي‬ ‫إىل فقدان الش���خص حلياته‪ .‬وهناك الرافض‬ ‫له لنفس املخاوف‪.‬‬ ‫رؤييت للدس���تور تأتي من أن املنطلق األساسي‬ ‫للدستور بالنس���بة لي أنه صناعة أمة وما دور‬ ‫اهليئة التأسيس���ية إال صياغت���ه‪ .‬لذلك البد أن‬ ‫يتم جتس���يد آم���ال وطموحات هذا الش���عب يف‬ ‫الدس���تور لضم���ان اس���تمرار يته ألط���ول فرتة‬ ‫ممكن���ة خاصة إذا جاء ملبيا هل���ذه الطموحات‬ ‫واآلم���ال‪ .‬لذل���ك البد م���ن التوعي���ة بالوثيقة‬ ‫الدستورية وما جيب أن تتضمنه مع مالحظة‬ ‫أن ه���ذه اإلجاب���ات ج���اءت ردا عل���ى األس���ئلة‬ ‫فق���ط ال غ�ي�ر وذل���ك ناب���ع م���ن إميان���ي ب���أن‬ ‫الدس���تور جيب أن يتضمن رؤية ش���عب وليس‬ ‫رؤية مرش���ح ف���رد بالنس���بة لوضع الش���ريعة‬ ‫اإلسالمية يف الدس���تور ال ننسى أننا مجيعا يف‬ ‫ليبيا مسلمون وننطلق من ثوابت واحدة وهى‬ ‫االحتف���اظ بهويتنا اإلس�ل�امية وأن االختالف‬ ‫بينن���ا اخت�ل�اف مظهري‪ .‬وتوضع يف الدس���تور‬ ‫باعتبارها مصدر من مصادر التشريع‪.‬‬ ‫نظ���ام احلك���م ال���ذي أري���د أن ين���ص عليه يف‬ ‫الدس���تور ه���و الدول���ة البس���يطة املوح���دة‪ .‬أما‬ ‫نظ���ام احلكم فهو خمتلط لضم���ان عدم عودة‬ ‫الدكتاتوري���ة وفص���ل الس���لطة التش���ريعية‬ ‫ع���ن الس���لطة التنفيذية مع ض���رورة حتديد‬ ‫اختصاص���ات الرئي���س وحتدي���د م���دة واليته‪.‬‬ ‫كذل���ك حتدي���د مه���ام الس���لطة التش���ريعية‬ ‫وتقس���يمها إىل دائرت�ي�ن أم���ا أس���لوب احلك���م‬ ‫احملل���ي ف�ل�ا للمركزية البغيض���ة‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل تقسم ليبيا إىل حمافظات وفق ما تسمح‬ ‫به الرقعة اجلغرافيا وتركز الس���كان‪ ،‬وحبيث‬ ‫متن���ح كل حمافظة صالحيات احلكم احمللي‬ ‫من خ�ل�ال مش���اريع مرفقيه خاص���ة بها تدار‬ ‫بشكل مستقل عن الوزارات يف العاصمة إال إذا‬ ‫كانت هذه ال���وزارات متعلقة باملصلحة العليا‬ ‫للدول���ة و بأمنه���ا القومي‪ .‬ألنه لي���س خياري‬ ‫الطرح الفدرالي الذي يتم فيه تفتيت سلطات‬ ‫الدولة الثالث الس���لطة التش���ريعية والسلطة‬ ‫التنفيذية والسلطة القضائية أما حقوق املرأة‬ ‫ال�ت�ي تريد أن ينص عليها يف الدس���تور أي حق‬ ‫مينحه هلا مفهوم املواطنة ومبدأ املساواة‪.‬‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫سادات البدري رئيس اجمللس احمللي طرابلس‪:‬‬

‫فاطمة غندور‬

‫‪07‬‬

‫إن عتاد وإمكانات املسلحني تفوق امكانياتنا‬ ‫ووزير الدفاع إىل اليوم ليس لديه جيش!‬

‫اجلزء الثاني و األخري‬

‫•ميادي��ن ‪ :‬عمل��ك باملُعارض��ة ب�ين اجلبه��ة‬ ‫الوطني��ة إلنق��اذ ليبي��ا واحت��اد ع��ام طلب��ة‬ ‫ليبي��ا م��ا أب��رز تفاصي��ل ومواقف ذل��ك احلراك‬ ‫السياسي ؟‬ ‫اتذك���ر هنا أني خرجت يف مظاهرة الطالب‬ ‫يف ‪ 1977‬حضرته���ا وكن���ت يف لن���دن ‪ ،‬وقد‬ ‫تضام���ن ع���دد م���ن موظف���ي الس���فارة م���ع‬ ‫اح���داث قادها الطالب يف ليبيا كان س���فرينا‬ ‫يف بريطاني���ا د‪.‬حمم���ود املغرب���ي ‪ ،‬ث���م جرى‬ ‫أن خرج���ت بن���اء عل���ى توصية من اس���تاذي‬ ‫بربيطاني���ا اىل أمري���كا والي���ة نيوي���ورك‬ ‫والتقي���ت جمموعة من الطلب���ة الليبني من‬ ‫عائل���ة املنصوري وكان من ال���دول العربية‬ ‫ع���دد م���ن الطلبة الب���أس به���م ‪ ،‬ختصصت‬ ‫يف أمري���كا يف ختطي���ط املناه���ج و أكمل���ت‬ ‫رساليت للدكتوراة يف أربع سنوات ‪ ،‬وحصل‬ ‫أن���ه يف ‪ 1981‬أن خرج���ت اجلبه���ة الوطنية‬ ‫إلنق���اذ ليبي���ا ‪ ،‬املُعارض���ة وانضمم���ت هلا يف‬ ‫‪ 1982‬وبقيت بها اىل سنة ‪ ،1992‬ثم جرى‬ ‫انشاء احتاد عام طلبة ليبيا فرع أمريكا كان‬ ‫من األهمية واخلطورة حتى أن االستعدادات‬ ‫له كانت س���رية اجتماعنا األول شتاء كان‬ ‫يف س���انت لووي���ز ‪1981‬املفارق���ة العجيب���ة‬ ‫نف���س التي���ارات ال�ت�ي كان���ت موج���ودة يف‬ ‫يومن���ا ه���ذا داخ���ل الوط���ن هي اليت أسس���ت‬ ‫االحت���اد يومه���ا ‪ :‬اإلس�ل�اميون ‪ ،‬الليبرياليون‬ ‫‪ ... ،‬تش���ارك اجلمي���ع يف معارض���ة الق���ذايف ‪:‬‬ ‫وم���ن ابرز رموزها املستش���ار املرحوم منصور‬ ‫الكيخي���ا ‪ ،‬عل���ي بوزعك���وك ‪ ،‬حمم���ود مشام‬ ‫‪،‬علي الرتهوني ‪،‬وش���باب إسالميون اخرون ‪،‬‬ ‫وكنت منضم���ا اىل التيار الوط�ن�ي ‪ ،‬حاولت‬ ‫يف اخ���ر ليلة حني مل يتفقوا على االنتخابات‬ ‫حاول���ت أن ادع���و اىل اجتم���اع نتواف���ق في���ه‬ ‫حض���ر ُه فتح���ي البعح���ه‪ ،‬إبراهيم ق���دوره (‬ ‫اعتقد أنه كان يتبع التيار اإلس�ل�امي وقتها‬ ‫) جلس���نا يف إدارة االحت���اد وقل���ت هل���م علينا‬

‫إجي���اد ح���ل النتخاب���ات االحت���اد‪ ،‬فاقرتح���وا‬ ‫تأجي���ل ذل���ك لس���نة قادم���ة ‪ ،‬قل���ت هل���م م���ا‬ ‫ملشكلة علينا يف الغد أن نقيم لقاء لالنتخاب‬ ‫وليفوز م���ن يفوز‪ ،‬وبدت ال���ردود أننا مل نعد‬ ‫الع���دة بع ُد لذل���ك ‪،‬رغم أن هن���اك بالتنظيم‬ ‫سياس���يون حمرتفون هلم رأيه���م ‪ ،‬فيما كنا‬ ‫حن���ن كطلبة مس���تعجلني عل���ى العملية ‪،‬‬ ‫اجلبه���ة يف ذل���ك الوقت كانت قد تأسس���ت‬ ‫‪ ،‬بعده���ا عق���د اجتم���اع يف كول���ورادو ومتت‬ ‫االنتخابات ‪ ،‬وطبع���ا اجلبهة الوطنية إلنقاذ‬ ‫ليبيا فازت بأغلب املقاعد ‪ ،‬وبدأ العمل باحتاد‬ ‫الطلبة ‪،‬وأنش���أ فيما بعد االحتاد العام لنساء‬ ‫ليبي���ا وزوجيت كان���ت من ضم���ن عضواته‪،‬‬ ‫وأنش���أ فيم���ا بع���د يف مصر احتاد ع���ام طلبة‬ ‫ليبي���ا ف���رع مصر اخ���ر س���نة ‪ ، 1984‬صرت‬ ‫مبص���ر ألن وال���دي ووالدت���ي أيض���ا كان���وا‬ ‫هن���اك ( ش���قيقاتي املتزوج���ات ك���ن بليبي���ا‬ ‫ُ‬ ‫أقم���ت يف مص���ر وكان ذل���ك أيضا‬ ‫فق���ط )‬ ‫ألج���ل أبنائ���ي وعالقته���م بتعلم وممارس���ة‬ ‫دينن���ا ولغتنا العربي���ة وثقافتن���ا عموما بعد‬ ‫سنوات الغربة ‪ ،‬عشت يف اإلسكندرية سنوات‪،‬‬ ‫وواصل���ت عمل���ي م���ع اجلبه���ة وكان هناك‬ ‫اس���تنفار ودعينا ملؤمتر اجلبهة سنة ‪، 1985‬‬ ‫وحصل اس���تنفار أيضا يف بغداد عندها قررت‬ ‫االنضم���ام للعمل العس���كري واجتهت إثرها‬ ‫اىل اجلزائر ما يقارب الس���تة أشهر للتدريب‬ ‫‪ ،‬كان معس���كر صح���راوي ق���رب احل���دود‬ ‫الليبي���ة ‪ ،‬وحدث أن املوضوع مت الكش���ف عنه‬ ‫يف جري���دة الواش���نطن بوس���ت االمريكي���ة‬ ‫بعنوان رئي���س ‪ :‬ان جمموعة معارضة ليبية‬ ‫تت���درب عل���ى احل���دود الليبي���ة اجلزائري���ة‬ ‫‪،‬واعتقد أنه تسريب من املخابرات االمريكية‬ ‫بتحركات اجليش اللي�ب�ي ‪ ،‬وكان أن رجع‬ ‫كل من���ا اىل م���كان إقامت���ه حتى اس���تجالء‬ ‫الص���ورة لعمل ق���ادم ‪ ،‬ثم ص���ار التصعيد يف‬ ‫ح���رب تش���اد ‪ 1987‬نهاية الس���نة خبس���ارة‬

‫‪ 2‬مارس ‪ 2011-‬اجتماع بشركة هنداز مبنطقة شارع الصريم‬

‫اجلي���ش اللي�ب�ي وأس���ر مئ���ات م���ن اجلنود‬ ‫والضب���اط الليبني كن���ا ُمتابعني لألحداث‬ ‫حينم���ا اجتهت اليهم احلكوم���ة الكويتية‬ ‫والس���عودية وقدم���ت هل���م املس���اعدات‬ ‫االغاثي���ة م���ن مالب���س واغذي���ة وأدوي���ة‬ ‫فرتته���ا مل يكن للجبه���ة إمكانية االتصاالت‬ ‫حبكوم���ة تش���اد ‪ ،‬بعده���ا ص���ارت االتصاالت‬ ‫معها للس���ؤال عن أحوال االس���رى وكان أن‬ ‫أنش���ق بعضهم ع���ن النظ���ام قراب���ة ‪، 90%‬‬ ‫وعلى رأس���هم العقيد خليفة حفرت الذي‬ ‫أعل���ن انش���قاقه وانضمام���ه للجبهة‬ ‫الوطني���ة إلنقاذ ليبي���ا وللجيش‬ ‫الوط�ن�ي اللي�ب�ي م���ع منتصف‬ ‫‪ ، 1988‬وكنت قد انضممت‬ ‫أيضا للجي���ش وحتولت من‬ ‫مدن���ي اىل عس���كري رغ���م‬ ‫خلفي�ت�ي‬ ‫العسكرية‬

‫ا لس���ا بقة‬ ‫الع���راق‬ ‫يف‬ ‫واجلزائ���ر‪ ،‬التدري���ب‬ ‫يف تش���اد كان يف معس���كر(‬ ‫بوسنينة ) خارج العاصمة اجنامينا‬ ‫حبوال���ي ‪ 10‬كيلوم�ت�ر وكنا عل���ى مقربة‬ ‫من قاعدة فرنس���ية استغربنا تواجدها وقتها‬ ‫‪،‬بعض أعض���اء اجلبهة كان���ت لديهم بيوت‬ ‫بالنس���بة لنا أقمن���ا يف معس���كر التدريب مع‬ ‫ضباطن���ا ‪ ،‬وانضم اىل معس���كر تش���اد ش���باب‬ ‫مدنيون تدربوا س���ابقا يف اجلزائ���ر والعراق‪،‬‬ ‫وجمموع���ة جاءت م���ن بريطاني���ا وأمريكا ‪،‬‬ ‫ثم أسس���نا فرقة خاصة ‪106‬برئاسة السيد‬ ‫س���امل احلاس���ي ( وم���ن ش���ارك يف معركة‬ ‫ب���اب العزيزي���ة ) كمال الش���امي توفرت لنا‬ ‫الذخ�ي�رة والس�ل�اح واملؤونة ‪ ،‬الس�ل�اح جاءنا‬ ‫م���ن العراق س���يارات تويوت���ا رباعي���ة الدفع‬ ‫( اول م���رة ش���اهدت فيه���ا ال���ـ م‪.‬ط ) وكان‬ ‫هن���اك دور كب�ي�ر لرجال االعم���ال الليبيني‬ ‫يف دع���م املعارض���ة مالي���ا احلاج صاب���ر عبد‬ ‫اجمليد ‪ ،‬حس�ي�ن الصفراني ‪ ،‬ث���م جاء انقالب‬ ‫ادري���س دب���ي ض���د حس�ي�ن ح�ب�ري ‪ ،‬والحقا‬ ‫ه���رب ادريس دبي لليبي���ا وحتصل على دعم‬ ‫م���ن القذايف ( نظرية أع���داء االمس أصدقاء‬ ‫الي���وم ) ومباليني الليبيني اس���تطاع الدخول‬ ‫من الس���ودان وهزم ح�ب�ري ‪ ،‬وكانت عالقة‬ ‫اجلبهة بادريس دب���ي عالقة جيدة حتى أنه‬ ‫عرب عن ذل���ك مبوقفه انا أرحب بكم ولكن ال‬ ‫أريد أن أحرج م���ع القذايف وعليكم باخلروج‬ ‫وبالفعل خرجت اجلبهة وانتقلنا اىل افريقيا‬ ‫كنقط���ة بداي���ة كينيا وزائري لش���هرين أو‬

‫ثال ثة‬ ‫‪ ،‬ومنه���ا خ���رج‬ ‫اجلي���ش اىل أمري���كا وتعهدت���ه اجلمعي���ات‬ ‫اخلريية اإلنس���انية ووزعتهم على الواليات‬ ‫منه���م م���ن اس���تطاع الع���ودة لليبي���ا ‪ ،‬ومنهم‬ ‫م���ن مل حيتم���ل الغرب���ة وهن���اك من أس���س‬ ‫حي���اة جدي���دة ‪ ،‬بالنس���بة ل���ي رجع���ت اىل‬ ‫مص���ر حيث بييت وبي���ت والدي ‪ ،‬وس���اعدتنا‬ ‫احلكوم���ة املصري���ة يف الدخ���ول والع���ودة‬ ‫‪ 1988-1989.‬انته���ى مش���روع تش���اد بع���د‬ ‫جترب���ة وخ�ب�رة وصداق���ات كاليبي�ي�ن مع‬ ‫بعضن���ا البع���ض‪ ،‬التقين���ا على ه���دف واحد‬ ‫‪ ،‬ث���م جاءت ف�ت�رة انفتاح نظ���ام القذايف على‬ ‫مص���ر ‪ ،‬واندف���ع رج���ال خماب���رات الق���ذايف‬ ‫إليه���ا ‪ ،‬وخرين���ا النظ���ام املصري ب�ي�ن البقاء‬ ‫أو الرغب���ة يف املغ���ادرة حفاظا عل���ى أرواحنا‬ ‫‪ ،‬كث�ي�رون منا ذهب���وا اىل بعض الس���فارات‬ ‫وقدموا طلب���ات التأش�ي�رة فنلن���دا بريطانيا‬ ‫أمري���كا مل تعد مص���ر أمنة فخرج���وا منها ‪،‬‬ ‫رغ���م خربة وجه���ود االمن املص���ري فال أحد‬ ‫يس���تطيع اخرتاق االمن املصري بالس���هولة‬ ‫اليت يتوقعها أي احد ‪ ،‬توزع أعضاء اجلبهة يف‬ ‫أكثر من مكان ‪ ،‬كان س���فري اىل بريطانيا‬ ‫وطلبت اللجوء السياس���ي لإلستقرار هناك ‪،‬‬ ‫وكان أن نزل���ت اىل لندن ث���م برايتون ‪ ،‬بعد‬ ‫حوالي ‪ 40‬يوم جائت�ن�ي املوافقة على اللجوء‬


‫‪08‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫بعون اهلل ليبيا ما حتري‬ ‫‪ ‬‬

‫ارويعي الفاخري‬

‫جرى انشاء احتاد عام طلبة ليبيا فرع أمريكا كان‬ ‫م��ن األهمي��ة واخلط��ورة حت��ى أن االس��تعدادات له‬ ‫كانت س��رية اجتماعنا األول ش��تاء كان يف سانت‬ ‫لوويز ‪1981‬‬

‫‪ ‬ان ردت نقـول ما عندي كالم ‪ ...‬انقـوله غـري َقول اخلري خـري‬ ‫‪ ‬و خـري القـول يبدا بالسالم ‪ ...‬و بسـم اهلل َصـّلوا ع البشــري‬ ‫احلـــــي اهلل هلل الــــدوام ‪ ...‬بأمره صار و أمره مـا يصري‬ ‫ّ‬ ‫للطي الكبري‬ ‫‪ ‬الناشي َرتق والفاتق اَجرام ‪...‬املوسع فيـه ّ‬ ‫‪ ‬اخلالق الرض سـخرة لألنــام ‪ ...‬شعــوب و أمـم تدّافع كـثري‬ ‫‪ ‬و حنن صلب من آدم لـسام ‪ ...‬لقيس و مين م الفج الشهــري‬ ‫‪ ‬اوصلنا ويـن يف دين االسالم ‪ ...‬كلينا مشـط من قطفـة القـري‬ ‫‪ ‬و عشنا ويــن ناد ّنا اقســـام ‪ ...‬مع اخوة دم و اميان و مصـري‬ ‫‪ ‬و ليبييــــن لحُ مة و التحـام ‪ ...‬امنـدّوا من امسـاعد ال اجدير‬ ‫‪ ‬انغـوصوا فيـه ال بـر النعام ‪ ...‬بياح حيـوز اكاكوس و السرير‬ ‫‪ ‬ايتوهـن فيه و يهيمن اهيـام ‪ ...‬ارياح الربد و ارياح اهلجـري‬ ‫‪ ‬ايشيلن غمق و يشيلن اجهام ‪ ...‬اصــدا جملاد مـوّال و قـذير‬ ‫‪ ‬ابريـح ثـراه باصم باالبهـام ‪ ...‬عليهن بصم بامساح القطـري‬ ‫‪ ‬و دمع و دم جيرن يف مسام ‪ ...‬اتـرابه نـني تـمن لـه ضمري‬ ‫احيس ان هله قاموا فيه قام ‪ ...‬و كيما هله داروا يسـتدير‬ ‫‪ّ ‬‬ ‫‪ ‬ان رضيوا هله جنات و سـالم ‪ ...‬ان زعلوا هـله نـار و زمهرير‬ ‫‪ ‬ابعـ ّزة هلـه يشمخ بالعــ َ‬ ‫الم ‪ ...‬و طـيبة هله ينـدى بالعــبري‬ ‫‪ ‬و حنن هله مبـدا و التـزام ‪ ...‬احبب الوطن مقطوع النظري‬ ‫‪ ‬و الو مرهون يف ساعة اختـام ‪ ...‬و طرية نفس ال طارت يطـري‬ ‫‪ ‬انعيشـوا وجـه لرتابـه ايـــام ‪ ...‬و نبقـوا الـدهر لرتابه جهـري‬ ‫‪َ ‬‬ ‫اسقـانا بــْر باجـواف االرحــام ‪ ...‬و جـوفه َرحـِم للرب الوفـري‬ ‫‪ ‬‬ ‫احب ّقه َع ْــقر يشـربنا َخثــري‬ ‫أَهلمنا ثـدي ما يعرف افطـام ‪َ ...‬‬ ‫‪ ‬ان شـان الوجه نعقد فـ العزام ‪ ...‬انل ّذ َ‬ ‫الشـفر يف وجـه النـذير‬ ‫ْ‬ ‫‪ ‬انثـوروا كيف ما تثور االلغام ‪ ...‬انتشـّوا النـار يف َمق َمن الكري‬ ‫‪ ‬اخنشوا سوق مـا يقبل اسوام ‪ ...‬اال بارواح تنطح فـي ذخــري‬ ‫‪ ‬نبيعوا عـز من صلى و صام ‪ ...‬و نشروا العز لوّل و األخري‬ ‫‪ ‬احدود العز مو أمن و طعام ‪ ...‬و مال و لعب ع الفرش الوثري‬ ‫‪ ‬اجملـد ابغـري حـرية اوهام ‪ ...‬ايطـري البذر فيـه مع السفـري‬ ‫‪ ‬الوطـن ابهله ينهض لالمام ‪ ...‬ان َحـ ّروا هله توحيد املسري‬ ‫و حنن الدرس قـ ِّْرينا اَهلـام ‪ ...‬و قـَ ّريناه بالصــوت اجلهـري‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬العامل شـاف شاهد ع العـالم ‪ ...‬و بكره يشوف ال راد القدير‬ ‫‪ ‬امنني َ‬ ‫امنـد من فوق احلطـام ‪ ...‬اساس اجملد و العيش اليسري‬ ‫‪ ‬اغبار احلـرب طـارن به انسام ‪ ...‬و جابن رشح م الغيم املطري‬ ‫‪ّ ‬‬ ‫ايهـلل نني تهلهل به اركــام ‪ ...‬و َهـ ّد اجلرف ع َ‬ ‫القحط املرير‬ ‫‪ ‬اَدران الغش و اتراب الوخـام ‪ ...‬اركبهـن دَهـم َعـدّن فـ الطفـري‬ ‫‪ ‬‬ ‫و طّلت مشس ترسم يف احالم ‪ ...‬الوان ال َنـدو ع الوطن ْاملنري‬ ‫‪ ‬ابشـاره قـال َف ّسـار ا ملنام ‪ ...‬يغـَنيّ الروض و ّ‬ ‫ايول الغدير‬ ‫‪ ‬اهلا من َتـ ّو نربط فـ احلزام ‪ ...‬ابعـون اهلل لـيبيـا ما احتـري‬ ‫‪ ‬أ ْب ِن ّية صدق هـو راس السنام ‪ ...‬انـداووا دا امليـالد العسـري‬ ‫‪ْ ‬‬ ‫اخنف اللمس ال َجرب العظام ‪ ...‬و َقشراجلرح واسكوت السطري‬ ‫‪ ‬انـو ّلد عــذر و اند ّلل مــالم ‪ ...‬انربّـي ْح ّـن جيمعـنا َعشــري‬ ‫‪ ‬و حنـذر خـَطو درب االنتقام ‪ ...‬اخبـوف ال َزلق للهُـ ّو اخلطـري‬ ‫اتـوج الريـح و احيـوّم الطـري‬ ‫‪ ‬اهلـاوي فيه من حتت االقدام ‪َ ...‬‬ ‫كـبو ْ‬ ‫احلـرف ّ‬ ‫الل ُسن و االقالم ‪َ ...‬‬ ‫و حنذر َ‬ ‫إيـزل و الكلمه اتثـري‬ ‫ْ‬ ‫‪ ‬انق ّدر ظرف من خالف و حام ‪ ...‬و جا للسرب فـ السرب املغري‬ ‫فتى اجتـهاد و مقـــام ‪ ...‬و موقف فيه امبا يقـدر ايدير‬ ‫‪ ‬الكل َ‬ ‫‪ ‬و زاد اوقات من قسـو اللجام ‪ّ ...‬‬ ‫ايلـط مســار حلصان الطـريـر‬ ‫‪ ‬اال من خاض فـ الدم احلرام ‪ ...‬و َمــن لبـالد واكلها نشـري‬ ‫‪َ ‬‬ ‫ابشرع اهلل ان صـاد ّنه احكـام ‪ ...‬و قال اظلمت مـا يلقى نصري‬ ‫‪ ‬امفيت العفـو يف طبع االكـرام ‪ ...‬و حنن اجيـري فينا املستجــري‬ ‫‪ْ ‬ان َـدا لوجـوه بعـروق َ‬ ‫احل َشام ‪ ...‬انـدا لكفـوف باجلـود الغـزير‬ ‫ْ‬ ‫‪ ‬ان َجـد اجلد انكـابر ع اخلصام ‪ ...‬و ْ‬ ‫الجل الوطـن جيمعنا نفـري‬ ‫‪ْ ‬‬ ‫ابه ّمة شـعب َه ّـمه يف نجْـام ‪ ...‬امعيشة عـز كان ابها جـدير‬ ‫‪ ‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫و راي اعقول وازاية اسهـام ‪ ...‬امنني القمح ط ْرطش ع احلصري‬ ‫‪ ‬اليوم افرشت ما ينفع اطشام ‪ ...‬و َتـرك العقل يدّهوَر جشـري‬ ‫‪ ‬و حنن شعب َمو ناقص افهام ‪ ...‬و ناظـر المر بعيون اخلبـري‬ ‫‪ ‬و هـــذا بيـش ّ‬ ‫مطـامن ا ّنــام ‪ ...‬و نا للوطن مستبشر اخبري‬ ‫‪ ‬و هذا بيش مـا عندي كـالم ‪ ...‬انقـوله غـري َقول اخلري خـري‬ ‫‪ ‬و َخـري َ‬ ‫القـول خبتـام السالم ‪ ...‬امعاه صاله ع اهلادي البشري‬

‫فاطمة غندور وسادات البدري‬ ‫السياس���ي ‪ ،‬وكنت حمظوظا فبعض رفاقي ظلت‬ ‫طلباتهم ألشهر ‪ ،‬أثنائها وخرجت سنة ملصر ثم اىل‬ ‫بريطاني���ا ‪ 1994 ،‬بع���د حماولة ( بين وليد ) لقلب‬ ‫النظ���ام وكان���ت هل���م عالق���ة باجلبه���ة كنت قد‬ ‫استقلت من اجلبهة مع نهاية ‪ ، 1994‬بدرت بعض‬ ‫م���ن التصرف���ات اليت مل تك���ن مقنعه مم���ن هم يف‬ ‫موقع املسؤلية ‪ ،‬فقررت االنسحاب بعد أخر مؤمتر‬ ‫حضرته يف أمري���كا (داالس) الختيار قيادة جديدة‬ ‫‪ ،‬فرتتها انس���حب حفرت أيضا وانض���م إليه منصف‬ ‫الب���وري واخري���ن كان���وا م���ن مؤسس���ي اجلبه���ة‬ ‫وقبلهم كان انس���حاب عاشور الش���امس وحممود‬ ‫الناك���وع قي���ادات كب�ي�رة انس���حبت بق���ي القليل‬ ‫م���ن األعضاء وحتى اجمللة ال�ت�ي كانت تصدر عن‬ ‫اجلبهة أوقفت ‪ ،‬يف ‪ 1994‬بدأت اتصاالتي خبليفة‬ ‫حف�ت�ر مل يك���ن هناك يأس رغم ش���هداء هجوم باب‬ ‫العزيزية وفش���ل حماولة بين وليد ‪ ،‬بدأنا اتصاالت‬ ‫مكثفة وعلى أعلى مس���توى بضباط الداخل اللييب‬ ‫‪ ،‬ووجدن���ا جتاوب كبري ثم ج���اءت احداث ‪96-97‬‬ ‫يف املنطقة الش���رقية ‪،‬جتاه اإلسالميني ( اجلماعة‬ ‫املقاتل���ة ) وص���ار اس���تنفار النظام للجي���ش اللييب‬ ‫وتغيري يف بعض املراكز فتعقدت مسألة االتصال‬ ‫وتوف���ر املعلوم���ات وزاد اخلط���ر ‪ ،‬ع���دت ملص���ر مرة‬ ‫أخرى وتوقف نشاطي السياسي اىل ‪ 2006‬تفرغت‬ ‫للعائلة ولعملي وللمطالعة التارخيية ‪.‬‬ ‫ميادي��ن ‪ :‬مل��اذا تته��م من االع�لام والش��ارع بانتمائك‬ ‫للتيار اإلس�لامي وحتدي��دا االخوان املس��لمني ‪..‬هل انت‬ ‫إخواني ؟؟‬ ‫ال اع���رف ملاذا يتم اتهامي بغ�ي�ر وجه حق ال عالقة‬ ‫ل���ي باالخ���وان وال بتنظيمه���م وحتضرن���ي االن‬ ‫قص���ة ص���ورة ل���ي يف ‪ 1993‬يف مؤمت���ر يف ادن�ب�ره‬ ‫وقف���ت جن���ب صديق امسه خمت���ار كعبار مل يكن‬ ‫م���ن االخ���وان وكان جبانبنا ش���خص يبيع جملة‬ ‫الطليع���ة جمل���ة احلرك���ة الوطني���ة الليبي���ة مت‬ ‫كتاب���ة تقري���ر امين أنين أنا س���ادات الب���دري اتبع‬ ‫ح���زب البعث وظل لس���نتني يتم ت���داول هذا الكالم‬ ‫بالنس���بة ‪ ،‬لي أقيم عالقة من الن���اس من انتماءات‬ ‫خمتلفة وق���د تلتقط صور ل���ي جبانبهم يف لقاء (‬

‫ه���درزه ) ‪ ...‬أو رمبا ألني ملتحي فهل كل ملتحي‬ ‫هو من االخوان ‪..‬أس���رتي وبييت يعلقون أنه ال جيب‬ ‫أن أزي���ل حلي�ت�ي ألج���ل هك���ذا رأي أو إته���ام ( مش‬ ‫معقول ‪ ...‬يضحك )‪.‬‬ ‫ميادي��ن ‪ :‬كي��ف ومت��ى ق��ررت الع��ودة اىل ليبي��ا عق��ب‬ ‫سنوات املعارضة والغربة ؟‬ ‫لألس���ف والدي تويف يف ‪ 2006‬ومل استطيع العودة‬ ‫ومل أحض���ر العزاء وال الدفن ‪ ،‬اس���تطاع ابين العودة‬ ‫حلضور اجلن���ازة وكان موقفا صعبا بالنس���بة لي‬ ‫رغ���م أن هناك م���ن دعاني وش���جعين عل���ى العودة‬ ‫وب���أن األمور ليس���ت كم���ا أتصور فهن���اك مرونة‬ ‫واس���تقطاب بالنسبة للتعامل مع معارضي القذايف‬ ‫مع جم���يء ابنه س���يف وحكاية التوري���ث ‪ ،‬واذكر‬ ‫ان���ي حت���ادث م���ع الس���يد عاش���ور الش���امس ال���ذي‬ ‫احرتمه جدا وأرى فيه انس���انا راقيا وحكيما ومهذبا‬ ‫ال ي���ؤذي أح���د ‪ ،‬ه���و ش���خصية ن���ادرة يف س���لوكه‬ ‫الع���ام مل أمسعه مرة يتناول س�ي�رة انس���ان منيمة‬ ‫أو وش���اية ‪ ،‬وكنت أنش���ر مق���االت يف موقعه أخبار‬ ‫ليبيا ش���جعين عل���ى الع���ودة اىل الب�ل�اد وأدخل اىل‬ ‫رأس���ي فكرة الرجوع ‪ ،‬وطرح���ت االمر على عائليت‬ ‫خاصة وأن زوجيت سبقتين يف النزول اىل طرابلس‬ ‫‪ ،‬وس���أكون صادق���ا أن من مهد لعودت���ي ووفر لي‬ ‫إج���راءات أمنية س���هلت م���ن دخولي للب�ل�اد ‪ ،‬وهو‬ ‫صديق ألصهاري هو الضابط يوس���ف الدبري وقد‬ ‫صرح���ت بامس���ه يف اح���دى املقاب�ل�ات التلفزيونية‬ ‫مؤخ���را ‪،‬ففي ‪ 2002‬أرس���ل لي قرييب جواز س���فر‬ ‫خيصين كان���ت الواس���طة واإلج���راءات القانونية‬ ‫باإلم���كان كس���رها الش���خص الذي اس���تقبلين يف‬ ‫املط���ار ضاب���ط يف االس���تخبارات ادخل�ن�ي وم���ا هي‬ ‫إال دقائ���ق وخرجت اىل أهلي ‪ ،‬الحق���ا التقيت بهذا‬ ‫الش���خص أثناء الث���ورة وكان من الث���وار واىل حد‬ ‫االن وه���و من إخوتنا االمازي���غ ‪ ،‬فيما بعد وكوني‬ ‫درس���ت مع موس���ى كوس���ه او أن���ه درس مهنا فقد‬ ‫دخ���ل االمني���ون والضب���اط اىل كلي���ات اجلامع���ة‬ ‫ألداء أدوار اخرتاقي���ة خمابراتية وكتابة التقارير‬ ‫يف نظام القذايف وكان الغطاء مواصلة الدراس���ة ‪،‬‬ ‫رغم وجوده يف مناخ اجلامعة إال أنين مل اقرتب منه‬


‫‪09‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫وحدث أن موضوع التدريب مت الكشف عنه يف جريدة (الواشنطن بوست االمريكية‬ ‫) بعنوان رئيس ‪ :‬ان جمموعة معارضة ليبية تتدرب على احلدود الليبية اجلزائرية‬ ‫‪،‬واعتقد أنه تسريب من املخابرات االمريكية بتحركات اجليش اللييب‬ ‫ومل تربط�ن�ي به أية عالق���ة حتى وأنا أراه‬ ‫يف بع���ض املناس���بات االجتماعي���ة لبعض‬ ‫املع���ارف يف طرابل���س ‪،‬موس���ى كوس���ه‬ ‫عل���م برجوع���ي ومت اس���تدعائي ملقابلت���ه‬ ‫وصادف أنه انتقل اىل استالم مهمة وزارة‬ ‫اخلارجي���ة فانته���ى موض���وع اس���تدعائي‬ ‫ومنها مل يتم استدعائي أو استجوابي ألي‬ ‫أمر ‪...‬‬ ‫ميادي��ن ‪ :‬عملك وانش��غاالت بع��د غياب عن‬ ‫مدينتك ملا يقارب الثالثة عقود من الزمن‪...‬‬ ‫كيف بدأت ؟‬ ‫ع���دت بع���د غي���اب ‪ 29‬س���نة انش���غلت يف‬ ‫البداية برتتيب أوضاعي العائلية الس���كن‬ ‫واالس���تقرار يف امل���كان ‪ ،‬واجته���ت للقراءة‬ ‫واملتابعة لألرش���يف التارخي���ي اللييب قي‬ ‫الس���رايا أو مرك���ز اجله���اد تواصل���ت مع‬ ‫امل���ؤرخ على حس���نني وتواصل���ت أيضا مع‬ ‫(املرح���وم ) مصطفى الس���راج وش���اركت‬ ‫يف مراجعة كتابه الذي مثل سرية حياته‬ ‫ساس���يا واجتماعي���ا وكان يع���د لطبع���ة‬ ‫جديدة لألس���ف تويف قبل أن نكمل العمل‬ ‫ونرس���له للطباع���ة ‪ ،‬يف أثن���اء وج���ودي يف‬ ‫بريطانيا راجعت مع الس���يد بش�ي�ر السين‬ ‫املنتص���ر ح���ول اململك���ة الليبي���ة حلق���ات‬ ‫نش���رها مبوقع املس���تقبل ومت طبعه بليبيا‬ ‫مؤخ���را ومت اي���راد عش���رات الص���ور أي���ام‬ ‫اململكة ‪ ،‬كان املخطوط حيتاج اىل بعض‬ ‫التنقيح���ات أعجب�ن�ي فأخ���ذت احللق���ات‬ ‫واتصلت به لنجلس سوية للتعديل وكان‬ ‫ذل���ك ‪ ،‬ق���ال ل���ي ح���ررت احللق���ات عندما‬ ‫كنت متت اإلقام���ة اجلربية بالبيت فقد‬ ‫سجن لثالثة اشهر أثناء انقالب القذايف ‪،‬‬ ‫لك���ن بالنس���بة لعودتي كان���ت يف أبريل‬ ‫‪ ، 2008‬والحظ���ت أج���واء وح���وارات‬

‫‪ 19‬أغسطس ‪ 2011‬عني زارة ‪ -‬االجتماع الذي أقرت فيه ساعة الصفر‬ ‫ومن���اخ عام يب���دو فيه ب���روز للتحدث عن‬ ‫الدميقراطية واحلريات وحقوق االنسان‬ ‫ولكن فجأة حيصل حدث أو موقف ينسف‬ ‫كل ذل���ك الضجي���ج اإلعالم���ي املن�ب�ري‬ ‫‪ ،‬فف���ي اح���دى امل���رات قرأت مق���اال لنقيب‬ ‫صحفي�ي�ن إمس���ه (حمم���ود البوس���يفي)‬ ‫اذك���ر ان���ه ترأس جري���دة (أوي���ا ) وكان‬ ‫يمُ جد أح���داث ‪ 7‬أبريل اليت كان القذايف‬ ‫وجلانه ينصبون فيها املش���انق للطالب ‪،‬أو‬ ‫من اعتقلوا لسنوات فاستغربت ذلك بشدة‬ ‫أين احلقيقة وأين احلريات والتغيري ؟؟‪...‬‬ ‫وايض���ا حادثة اس���تدعاء واعتقال د‪.‬فتحي‬ ‫البعج���ه م���ن بنغازي إثر مقال���ه ‪ :‬اىل أين‬ ‫‪ ..‬ليبي���ا ‪..‬؟ ش���عرت أننا يف لعبة مس���رحية‬

‫بطليها االبن واألب ‪...‬‬ ‫ميادي��ن ‪ :‬ما عالقت��ك بالث��ورة ‪..‬كيف كانت‬ ‫مش��اركتك فيها وأنت ال��ذي مل يغادر طرابلس‬ ‫أثناءها ؟‬ ‫ج���اء اإلعالن ع���ن الثورة ي���وم ‪ 17‬فرباير‬ ‫يف صفح���ات االنرتن���ت ‪ ،‬ان���ا م���ن أمضيت‬ ‫‪ 29‬س���نة يف ج���زء كبري منه���ا معارضة‬ ‫ومش���اركة يف متغ�ي�رات تقل���ب نظ���ام‬ ‫الديكتات���ور‪ ،‬أك���ون االن داخ���ل الب�ل�اد‬ ‫وأرى التجهي���ز والتحرك والدعوة لثورة‬ ‫! عموم���ا بدأن���ا يف متابع���ة احل���راك على‬ ‫مس���توى الوط���ن ‪ ،‬لكين أتذك���ر يوم ‪25‬‬ ‫يناير اتصلت بالسيد عادل بوقرين وكان‬ ‫يف مأمت ‪ ،‬وكان معه الس���يد عبد الرؤوف‬

‫اجلزائر ‪ : 1985‬مع أفراد جيش اإلنقاذ التابع للجبهة الوطنية إلنقاذ ليبيا‬

‫قصائد‬ ‫مجال املوساوي‬

‫‪ 1-‬موسيقى‬

‫أنا هنا منذ األزل‪.‬‬ ‫مل يغريني شي ْء‬ ‫أقرأ َّ‬ ‫الكف‬ ‫وأرفع رأسي إىل الالمتناهي‪.‬‬ ‫مل يصدقين أح ٌد‬ ‫لكنين يف كل مرة‬ ‫أنفخ نبوءة يف اهلواء‬ ‫وأعود ألتأمل أصبعي‬ ‫بنغم���ات مل يعزفها موس���يقي من‬ ‫أحل���م‬ ‫ٍ‬ ‫قبل‬ ‫وأسن ُد روحي إىل جدار ال مرئي‪.‬‬

‫‪ 2-‬دار السالم‬

‫أمسع هديرا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫اجلبهة‪،‬‬ ‫األوغاد يعربون‬ ‫والعزل يتقاطرون على امللجأ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الضيق‬ ‫هذا القلب‬ ‫مل يعد قادرا على احتواء ْ‬ ‫األمل‬ ‫مل يعد قادرا على إبقائه خارجا‪.‬‬ ‫هذا القلب الضيق‪ -‬هيا ادخلوا‪-‬‬ ‫دار للسالم‪.‬‬

‫‪ 4-‬اكتشاف‬

‫أهلو باللغة‬ ‫كما يلهو طفل بشفة والده‪.‬‬ ‫ً‬ ‫األصوات‬ ‫تتعدد‬ ‫وحيوانات كثرية خترج‪.‬‬

‫ترص ْد‬ ‫‪ُّ 5-‬‬

‫من خالل النافذة‬ ‫يراقب‬ ‫طائر‬ ‫ُ‬ ‫مثة شي ٌء ْ‬ ‫يش ُج ُر يف اهلواء‬ ‫كائنات المرئي ٌة تتناح ُر‬ ‫ْ‬ ‫النهار ‪.‬‬ ‫على ضوء‬

‫حب‬ ‫‪ّ 6-‬‬

‫هما معا‪.‬‬ ‫ما داما معا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ترتقرق‬ ‫احلياة‬ ‫ليست نهرا جيري‪،‬‬ ‫وهما ليسا على عجل‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫املغرب‬


‫‪10‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫ج��اءت اح��داث ‪ 97-96‬يف املنطقة الش��رقية ‪ ،‬النظام جتاه اإلس�لاميني ( اجلماع��ة املقاتلة ) وصار‬ ‫استنفار للجيش اللييب وتغيري يف بعض املراكز فتعقدت مسألة االتصال وتوفر املعلومات وزاد اخلطر‬ ‫بن عامر على أساس نقدم مبادرات ال خنسر‬ ‫فيها أرواح أو نقع حتت بند االنقسام والصراع‬ ‫بني األطراف فكانت املبادرات منطلق الشرارة‬ ‫منه���ا م���ا طرحت���ه ( جلن���ة املب���ادرة الوطنية‬ ‫)‪،‬عل���ى أن يغ���ادر الق���ذايف وعائلت���ه وأتباع���ه‬ ‫يعام���ل معاملة حس���نة من ليس���ت عليه تهم‬ ‫فيما يقدم مرتكبو اجلرائم يف حق اللييب اىل‬ ‫حماكمة عادلة ‪ ،‬وقب���ل نداء فرباير التقيت‬ ‫مع الس���يد نزار كعوان ( مل أكن أعرف أنه‬ ‫من االخوان اىل أن ترشح يف املؤمتر الوطين )‬ ‫أعرف انه يعمل باخلارجية التقينا يف مطعم‬ ‫صالح الدين بش���ارع الزاوي���ة وكتبنا بعض‬ ‫النقاط واذكر أن الورقة اليت س���جلنا عليها‬ ‫نقاطن���ا كانت كرت دع���وة فرح ‪ ،‬وكان أن‬ ‫تكثفت االجتماعات يف مكتب هندسي للسيد‬ ‫ع���ادل بوقرين حبض���ور اخرين م���ع انضمام‬ ‫تكتل ‪ :‬انتفاضة ‪ 17‬فرباير ‪ ،‬قادها السيد عبد‬ ‫ال���رزاق بو حج���ر وحركة ش���باب العاصمة‬ ‫ويف م���ارس مت اإلع�ل�ان ع���ن انش���اء ائتالف‬ ‫كب�ي�ر (ائت�ل�اف ‪ 17‬فرباي���ر ) الذي تأس���س‬ ‫يف طرابل���س ‪ ،‬كنا خليطا م���ن عدة مكونات‬ ‫‪ ،‬معن���ا قيادات من االخ���وان كانوا حركيني‬ ‫‪ ،‬كن���ا جنتم���ع مع بعضن���ا البع���ض ‪ ،‬التقينا‬ ‫يف بي���ت أمح���د عمي���ش بالس���راج ‪ ،‬وكنا أنا‬ ‫ومصطفى نوح اهتممنا بالش���ؤون العسكرية‬ ‫ث���م انهمك���ت يف موضوع�ي�ن اخري���ن ومنه���ا‬ ‫احملليات مع حس���ام باشا امام وعادل بوقرين‬ ‫يف انش���اء خاليا بأحياء طرابلس واس���تقطاب‬ ‫ش���خصيات فاعل���ة قيادي���ة ‪ ،‬وتركن���ا االمر‬ ‫العس���كري ملصطفى نوح وه���و أصال ضابط ‪،‬‬ ‫ومعه د‪.‬حمم���د القدار وانض���م اليهم مؤخرا‬ ‫مصطف���ى التري يعمل يف اجل���وازات ‪ ،‬تواصل‬ ‫نوح مع مجاعة من س���وق اجلمعة والغرارات‬ ‫وعل���ي ب���ن زه���رة والبل���وك ‪ ،‬وعملن���ا عل���ى‬ ‫تأسيس اجمللس احمللي طرابلس الن اجمللس‬ ‫االنتقال���ي كان املطل���وب منه الش���رعية من‬ ‫مدن حم���ررة او من جمال���س حملية قدمنا‬ ‫قائمة م���ن اجمللس احملل���ي بطرابلس وأقول‬ ‫لك ب���كل حيادية كنا عندم���ا نطرح األمساء‬ ‫مل نبح���ث او نتح���دث عن انتم���اء لتيار معني‬ ‫او قبيل���ة وطائفة كنا نبحث ع���ن كفاءات‬ ‫ومنها اننا وضعنا يف الس���ياحة سامي النعاس‬ ‫يف البيئة د‪ .‬حممود الفالح ‪ ،‬سليمان اخلوجه‬ ‫يف التعلي���م ‪ ،‬ما يقارب ‪ 26‬أس���م واتفقنا على‬ ‫بدء العمل للساعات القادمة وعلينا التجهيز‬ ‫اىل ما بعد التحرير أتذكر ان السيد سليمان‬ ‫اخلوج���ه ق���دم مقرتح���ا لتطوي���ر التعليم يف‬ ‫ليبي���ا مثال ‪ ،‬الس���يد حممد طرني���ش التقيت‬ ‫مع���ه يف الن���دوات السياس���ية منه���ا يف بي���ت‬ ‫عادل املش�ي�رقي او بيت ن���زار كعوان تعرفت‬ ‫عل���ى حممد طرنبش يف هذه اللقاءات وأيضا‬ ‫ع���ادل بوقري���ن ‪ ،‬بالنس���بة حملم���د طرني���ش‬ ‫كان معروف والعيون عليه (وشبع مراقبة)‬ ‫وكنا نلتقي بش���كل سري جنلس يف سيارتنا‬ ‫يف زاوي���ة الدهمان���ي وفيم���ا بع���د احضرت���ه‬ ‫الجتماع���ات االئت�ل�اف ‪ ،‬ولالس���تفادة من���ه‬ ‫قررنا أن يكون املتح���دث اإلعالمي من خارج‬ ‫ليبيا ووافق وجهز نفس���ه هلذا االمر ‪ ،‬وكان‬

‫أن طل���ب اجملل���س االنتقالي أعض���اء ميثلون‬ ‫طرابل���س س���ت أعض���اء طلبه���م املستش���ار‬ ‫مصطف���ى عب���د اجللي���ل ‪ ،‬وكان ان ترش���ح‬ ‫مخس���ة األمني باحل���اج ‪ ،‬حمم���د احلريزي ‪،‬‬ ‫عبدال���رزاق بوحج���ر ‪ ،‬عب���د ال���رزاق العرادي‬ ‫‪ ... ،‬وارس���لنا أوال من ترش���ح وهو الس���يد عبد‬ ‫ال���رزاق العرادي حلض���ور اجتماعات اجمللس‬ ‫االنتقال���ي وذه���ب الس���تة اىل بنغ���ازي كان‬ ‫اجملل���س االنتقالي يس�ي�ر عمله بنظ���ام رغم‬ ‫صعوب���ة املرحلة وقد عرض علي اللحاق اىل‬ ‫بنغ���ازي ولكين وج���دت ان بقائ���ي بطرابلس‬ ‫أهم من التواجد بفندق تبسيت مع وجود جيد‬ ‫ملن ميث���ل طرابلس الكربى ‪ ،‬أع���ود للمرحوم‬ ‫حممد طرنيش ال���ذي احضرته الجتماعات‬ ‫االئت�ل�اف ‪ ،‬وكن���ا ق���د قررن���ا ان يك���ون نزار‬ ‫كع���وان املتح���دث لكن���ه غ���ادر اىل الدوح���ة‬ ‫للتح���دث باس���م ليبي���ا يف اجلزي���رة ‪ ،‬ففكرنا‬ ‫ان ندعم���ه مبحمد طرني���ش ليكون املتحدث‬ ‫اإلعالمي باس���م االئتالف ‪ ،‬وكان ان استعد‬ ‫ألخ���ذه اىل تون���س اب���ن عم���ي عم���اد البدري‬ ‫‪ ،‬ث���م ص���ادف انه تع���ب واضط���ر اىل الدخول‬ ‫للمستش���في لعم���ل كش���وفات ولألس���ف‬ ‫أظهرت التحاليل اصابته بورم خبيث وأجرى‬ ‫عملية وحصلت ل���ه مضاعفات بعدها وتوفاه‬ ‫اهلل ‪ ،‬وق���د ت���رك لن���ا فراغ���ا فيم���ن يتص���دى‬ ‫ملهمة املتح���دث اإلعالمي ‪ ،‬اخذتنا احلرية ثم‬ ‫قررنا ان يكون املتحدث د‪ .‬عبد الرحيم الكيب‬ ‫وذهب اىل بنغازي ‪...‬احلقيقة كان االئتالف‬ ‫بأخ���وة زم�ل�اء وطني�ي�ن التزم���وا بواجبه���م‬ ‫الوط�ن�ي حلظ���ة أن ن���ادى الوط���ن اش���تغلوا‬ ‫حبرقة وكانت الظروف تزداد تعقيدا ‪ ،‬اثناء‬ ‫االجتماعات اقرتح عادل بوقرين ان نضم احد‬ ‫الثوار فتم تطعيم اجملل���س بهم مع الكفاءات‬ ‫والتكنوقراط ‪،‬‬ ‫ميادين ‪ :‬إلتقيتم كمجالس حملية على مس��توى‬ ‫الب�لاد هن��ا يف طرابل��س ‪ ،‬وبدع��وة من جملس��كم‬ ‫احمللي ‪..‬حول ماذا كان ذلك اللقاء ؟‬ ‫لق���اء اجملال���س احمللي���ة متخ���ض عن���ه عدة‬ ‫نق���اط واعتق���د م���ن أهمها م���ا تعلق بس���ؤال‬ ‫املواط���ن عم���ا قدم���ت احلكوم���ة واملؤمتربعد‬ ‫هذه الس���نوات وقد متخض االجتماع على أن‬ ‫تنزل امليزاني���ات اىل البلديات ألنها أقرب اىل‬ ‫املواط���ن واىل معرف���ة احتياجاته األساس���ية‬ ‫وخاص���ة م���ا يتعل���ق بالبنى التحتي���ة ‪ ،‬جيب‬ ‫أن تتم خماطبة اجملال���س احمللية اليت تبوب‬ ‫احتياج���ات املواطنني اينم���ا كانوا ‪ ،‬اخلدمات‬ ‫اليت تقدم للمواطنني من مؤسس���ات ال متلك‬ ‫الش���روط األساس���ية ال�ت�ي جتيز هل���ا تقديم‬ ‫اخلدمات ولدينا مثال لذلك املستش���فيات يف‬ ‫ليبي���ا أغلبها درجة ثاني���ة وثالثة ‪ :‬كمبنى ‪،‬‬ ‫كأجه���زة كنظافة ‪ ،‬وبيئ���ة صحية فوضى‬ ‫عارمة ‪ ،‬انا ال أحتدث عن األطباء احتدث عن‬ ‫اإلمكانيات املتوفرة هلم وللمواطن احملتاج ‪.‬‬ ‫ميادي��ن ‪ :‬الش��باب املس��لحون الذين مترتس��وا يف‬ ‫مراكز س��يطرة يف العاصمة ‪ :‬شوارع ومزارع وفيلل‬ ‫ومعس��كرات‪..‬اىل أين توصلتم معه��م خاصة بعد‬ ‫احلوادث اليت مثلت انتهاكات إنس��انية كـ(مجعة‬

‫‪ 26‬يونيو ‪ 2007‬لندن ‪ -‬مع الدبلوماسي والكاتب السيد بشري السين املنتصر‬ ‫غرغور )؟‬ ‫أعترب أن مشاكل املسلحني مؤخرا اخنفضت‬ ‫كما وكيفا قياسا بالفرتات الزمنية السابقة‬ ‫‪ ،‬فبع���د الضغوط املدنية وخروج الناس وبعد‬ ‫أن فقدن���ا ‪ 53‬ش���هيد و ‪ 520‬جري���ح أغلبهم‬ ‫أصيبوا جبروح بليغة ‪ ،‬اكتش���فنا بؤر فس���اد‬ ‫‪ ،‬وب���ؤر ابت���زاز‪ ،‬فيل���ل يقيم به���ا من ختتطف‬ ‫الن���اس وجي���ري تعذيبهم ‪ ،‬الش���رطة س���ابقا‬ ‫مل يكن لديه���ا دور وقالوا أننا لو أمس���كنا من‬ ‫يرتكب���ون التج���اوزات والذي���ن تأت���ي ضدهم‬ ‫ش���كاوي فإن عتاد وإمكانات املس���لحني تفوق‬ ‫امكانياتنا ‪ ،‬وبالفعل فقد صدرت هلم األوامر‬ ‫بعدم االش���تباك وعليه���م يف أي معركة أن‬ ‫ينس���حبوا وال يش���تبكوا ‪ ،‬وحن���ن مازلنا ندعو‬ ‫ونريد جيش مكون من كل اطياف اجملتمع‬ ‫‪ ،‬انضم���وا للجي���ش ادوا ادواركم ال ميكن أن‬ ‫يك���ون لكل مدينة جيش���ها ‪ ،‬لذل���ك نأمل من‬ ‫التشكيالت املسلحة أن تنضم فرادى للجيش‬ ‫وليس���وا مجاع���ات وأن تأمتر بوزي���ر الدفاع ‪،‬‬ ‫وبرئي���س األركان ‪ ،‬ال ميكن أن يُبنى جيش‬ ‫وطين مبليش���يات أو مبجموعات من مناطق‬ ‫أو قبائل كان���وا يف ظرف مؤقت من لزوم ما‬ ‫يل���زم وبارك اهلل فيه���م ‪ ،‬و ال ميكن ان تصدر‬ ‫تكليفات عس���كرية هلذه اجملموعات عليها أن‬ ‫تنضم وخترج لتنفيذ األوامر باس���م اجليش‬ ‫الوط�ن�ي وه���ي م���ن اجلي���ش الوط�ن�ي ‪ ،‬وزير‬ ‫الدفاع اىل اليوم ليس لديه جيش‪.‬‬ ‫ميادين ‪ :‬فيم��ا يتعلق بتصرحي��ات رئيس الوزراء‬ ‫ع��ن ميزاني��ة اس��تلمها اجملل��س احملل��ي لإليف��اء‬ ‫مبتطلب��ات نظاف��ة املدينة واتهمت��م فيها بانكم‬ ‫مل تلتزموا بذلك لقاء املبلغ فما ردكم باخلصوص‬ ‫وقد تبادلتما االتهامات ؟ ‪.‬‬ ‫ج���رى رد وايض���اح من الس���يد زي���دان بعدما‬ ‫قدمنا تقريرنا املالي املفصل ومت إيضاح كل‬ ‫األمور وبالنسبة للمجلس فإنه يدعو أي أحد‬

‫يريد االستفسار حول األمور املالية للمجلس‬ ‫يتفض���ل ‪ ،‬حت���ى م���ا نصرف��� ُه للمناش���ط هنا‬ ‫بإمكان أي أحد ان يسألنا عنها ‪.‬‬ ‫إمسح ل���ي ببعض االس���تيضاح ح���ول تعليق‬ ‫الكثري س���لباً عل���ى أكلك ( الربي���وش) وأنت‬ ‫توج���ه كلم���ة جلمه���ور طرابل���س عق���ب‬ ‫اسبوعني من دفن شهداء غرغور‪ ...‬ما تعليقك‬ ‫أنت ؟‬ ‫أقس���م باهلل أن ال علم لي بتل���ك احلادثة ومل‬ ‫اك���ن م���ن الذي���ن دع���وا أو اش���رفوا أو حت���ى‬ ‫خط���ر ببال���ي ان يت���م توزيع ( الربي���وش ) يف‬ ‫تلك املناسبة ‪ ،‬والحقا علمت أن أحدهم دخل‬ ‫بس���يارة كبرية وأنزل صناديق ووزع الكثري‬ ‫من���ه ‪ ،‬وانتبه���ت اىل أنه عل���ى مقربة مين مت‬ ‫وضع العدي���د منه ‪ ،‬وحينما نزلت من املنصة‬ ‫م���د أحدهم قطعة ل���ي ‪،‬وأذك���ر أنين علقت‬ ‫عل���ى القط���ع املكدس���ة ‪ ،‬وبع���د أي���ام مسعت‬ ‫أحده���م وق���د ق���رأ م���ا نش���ر عب���ى صفحات‬ ‫الفي���س ب���وك ‪ ،‬فدافع ع���ن أهال���ي طرابلس‬ ‫املتهم�ي�ن باجلل���وس وأكل بريوش���هم وبأن‬ ‫الق���درة هلم عل���ى ح���ل املليش���يات اليت متأل‬ ‫مدينته���م بتوزيع الربيوش يف تلك املناس���بة‬ ‫بطرابلس ‪.‬‬ ‫سيد سادات هل تفكر يف كتابة سريتك ‪..‬؟‬ ‫ال أعتق���د أن���ي امل���ك الوق���ت لذل���ك حالي���ا ‪،‬‬ ‫وحقيق���ة مل افك���ر يف كتاب���ة س�ي�رتي ولعل‬ ‫ه���ذه املقابلة اليت تنش���ر يف ميادي���ن هي أول‬ ‫س�ي�رة ُتقدم ع�ن�ي وبهكذا تفصي���ل وتوثيق (‬ ‫س���اعتني معي رمبا أطول لقاء س���جلتموه !)‬ ‫‪ ،‬الظروف واالنش���غال بالش���أن الع���ام يف هذه‬ ‫املرحلة ومع هذه املس���ؤليات ‪ ،‬فيها ما ال يتيح‬ ‫فرصة لذلك‬


‫‪11‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫االستخبارات االسرائلية ‪:‬السادات كان انتهازيا‬ ‫ومنافقا وبدون مبادئ ومؤهالت وليس أكثر من زر‬ ‫يف بدلة عبد الناصر‬ ‫إس���رائيلي‬ ‫كش���ف حب���ث إس���تخباري‬ ‫ّ‬ ‫جديد‪ ،‬نشرته صحيفة ‘هآرتس العربيّة‪،‬‬ ‫النقاب ع���ن ّ‬ ‫أن الرئيس املصري األس���بق‬ ‫توجه حنو الس�ل�ام‬ ‫حممد أنور الس���ادات ّ‬ ‫مع إس���رائيل منذ اللحظ���ة األوىل له يف‬ ‫منص���ب الرئاس���ة يف الع���ام ‪ ،1970‬الف ًتا‬ ‫إىل ّ‬ ‫أن الدول���ة العربيّ���ة جتاهل���ت ذل���ك‪.‬‬ ‫ج���اء ذل���ك يف إط���ار حب���ث نش���ر يف عدد‬ ‫خ���اص مبناس���بة م���رور ‪ 40‬عام���ا عل���ى‬ ‫حرب تشرين ‪ ،1973‬حتت عنوان (نظرة‬ ‫املرك���ز لرتاث املخاب���رات)‪ ،‬ق���ام بإعداده‬ ‫اجلنرال رون كرتي‪.‬‬ ‫وج���اء يف البحث أن حاييم ش���يمش‪ ،‬وهو‬ ‫رئيس سابق يف دائرة تابعة لإلستخبارات‬ ‫العسكرية اإلس���رائيلية ‘أمان’ وخمتص‬ ‫بالشرق األوس���ط‪ ،‬تركز على شخصية‬ ‫الس���ادات‪ ،‬وحبس���به فإ ّن���ه من���ذ حلظت���ه‬ ‫األوىل يف الرئاس���ة توج���ه حنو الس�ل�ام‪،‬‬ ‫يف حني جتاهلت إسرائيل ذلك‪ .‬وحبسب‬ ‫ش���يمش‪ّ ،‬‬ ‫ف���إن الس���ادات افتتح سياس���ته‬ ‫جتاه إس���رائيل باقرتاح مبادرة سياس��� ّية‬ ‫تقود إىل السالم‪.‬‬ ‫وذك���ر البح���ث ً‬ ‫أيض���ا أ ّن���ه يف الرابع من‬ ‫ش���باط‪/‬فرباير من الع���ام ‪ 1971‬حتدث‬ ‫ّ‬ ‫املص���ري‬ ‫الس���ادات يف جمل���س الش���عب‬ ‫عن مبادرة سياس���ية لتس���وية جزئية يف‬ ‫منطقة قناة الس���ويس أو س���يناء‪ ،‬ترتافق‬ ‫م���ع انس���حاب إس���رائيلي‪ .‬وج���اء يف البند‬ ‫الراب���ع م���ن املب���ادرة أنه���ا خط���وة مقابل‬ ‫خطوة متهيدًا للحل الشامل‪.‬‬ ‫ع�ل�اوة عل���ى ذل���ك‪ ،‬ق���ال البح���ث إ ّنه يف‬ ‫ش���هر تش���رين أول‪/‬أكتوب���ر م���ن العام‬ ‫‪ 1971‬توص���ل الس���ادات إىل نتيج���ة أن‬ ‫العملي���ة السياس��� ّية وصل���ت إىل طريق‬ ‫مس���دود‪ ،‬وأن الطري���ق الوحي���دة لكس���ر‬ ‫اجلمود ه���و املبادرة العس���كريّة‪ ،‬على ح ّد‬ ‫اإلس���رائيلي‪ .‬وزاد ش���يمش‬ ‫ق���ول الباحث‬ ‫ّ‬ ‫قائ ً‬ ‫ال ّ‬ ‫إن ش���عبة اإلس���تخبارات العسكريّة‬ ‫يف جي���ش اإلحت�ل�ال رأت يف الس���ادات‬ ‫ّ‬ ‫رمادي‪،‬‬ ‫شخص ّية سلب ّية جدًا‪ ،‬وأ ّنه إنسان‬ ‫وال���ذي س���تقوم النخب���ة العس���كريّة يف‬ ‫ب�ل�اد الكنان���ة بط���رده م���ن منصب���ه‪ْ ،‬أو‬ ‫حتويل���ه إىل لعب���ة بأياديه���م‪ ،‬عل���ى ح��� ّد‬ ‫قوله‪ .‬واعتقد قائد ش���عبة اإلس���تخبارات‬ ‫آنذاك‪ ،‬أهارون ياريف‪ّ ،‬‬ ‫أن مّلف الس���ادات‬ ‫إسرائيلي جاد يف عمله‪،‬‬ ‫حباجة ملستشرق‬ ‫ّ‬ ‫وصاحب الباع الطويل يف التاريخ‪ ،‬وقد ّ‬ ‫مت‬ ‫اختيار الضابط يف اإلحتياط‪ ،‬الذي خدم‬ ‫يف اإلس���تخبارات العسكريّة‪ ،‬الربوفيسور‬ ‫ش���يمعون ش���امري‪ ،‬ألداء هذه املهمة‪ ،‬وهو‬ ‫ال���ذي ّ‬ ‫ريا للدولة‬ ‫مت تعيين���ه الح ًق���ا س���ف ً‬ ‫العربيّ���ة يف مص���ر‪ ،‬عق���ب التوقي���ع على‬ ‫معاه���دة الس�ل�ام بني الدولتني واملس���ماة‬ ‫ً‬ ‫وفع�ل�ا ق���ام‬ ‫إتفاقي���ة (كام���ب ديفي���د)‪،‬‬ ‫ش���امري بإع���داد تقري���ر ع���ن ش���خصية‬ ‫ومما جاء‬ ‫السادات مؤلف من ‪ 11‬صفحة‪ّ ،‬‬

‫ميدان السؤال‬

‫زعالن هذا السفر !‬ ‫عبدالوهاب قرينقو‬

‫فيه ّ‬ ‫أن الس���ادات هو رجل بدون قوى‪ ،‬ومل‬ ‫يكن أكثر من س���اعي بري���د يف وظيفته‬ ‫السياس ّية‪ ،‬كما قال التقرير ّ‬ ‫إن السادات‬ ‫���ة جدًا‪ ،‬رجل‬ ‫كان يتم ّت���ع بثقافة متدن ّي ٍ‬ ‫ض ّي���ق اآلفاق‪ ،‬تنقصه الرؤية السياس��� ّية‬ ‫ّ‬ ‫رمادي بدون لون‬ ‫سياس���ي‬ ‫اإلستقالل ّية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يمُ ّي��� ّزه‪ ،‬كم���ا ّ‬ ‫أن مسعته ل���دى اجلمهور‬ ‫ّ‬ ‫املصري كانت سيئة للغاية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ع�ل�اوة عل���ى ذل���ك‪ ،‬أك���د التقري���ر‬ ‫اإلس���رائيلي ّ‬ ‫أن الس���ادات كان انتهازيً���ا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ب���دون مب���ادئ‪ ،‬دمياغوج���ي ومتّل���ون‬ ‫ومنافق‪ ،‬وال يتم ّتع بقدرة ْأو خامة إلدارة‬ ‫السياس���ة املصريّة‪ ،‬كم���ا أ ّنه ُنع���ت بأ ّنه‬ ‫كان ز ًرا يف بدلة الرئيس الراحل‪ ،‬مجال‬ ‫عبد الناص���ر‪ ،‬وخلص التقرير إىل القول‬ ‫إ ّنه يف النكات الش���عب ّية املصريّة يصفون‬ ‫السادات بأ ّنه يقول نعم ببالهة‪ .‬وحبسب‬ ‫اإلس���رائيلي ّ‬ ‫فإن العميل أش���رف‬ ‫البح���ث‬ ‫ّ‬ ‫م���روان‪ ،‬كان الش���خص ال���ذي س���اعد‬ ‫املخابرات اإلس���رائيل ّية يف فهم شخصية‬ ‫الس���ادات‪ ،‬حيث وص���ف مروان الس���ادات‬ ‫بأ ّن���ه خياف من الرجال‪ ،‬يس���تغل وينتهز‬ ‫املناس���بات الخت���اذ قرارات صعب���ة‪ّ ،‬‬ ‫ولكن‬ ‫البحث يُش���دد على ّ‬ ‫أن مبادرة السادات يف‬ ‫العام ‪ 1971‬للسالم مع إسرائيل كانت‬ ‫مبثابة اخرتاق كبري للسياس���ة العرب ّية‬ ‫بش���كل ع���ام‪ ،‬ولكن بعد مرور س���نة طلب‬

‫املوس���اد م���ن اإلس���تخبارات العس���كريّة‬ ‫حتديث البحث عن ش���خصية الس���ادات‪،‬‬ ‫فأع���د املوس���اد تقري��� ًرا ّ‬ ‫أكد في���ه ما جاء‬ ‫ّ‬ ‫يف التقري���ر األوّل‪ .‬م���ن ناحي���ة أخ���رى‪،‬‬ ‫الرئيس���ي يف‬ ‫النفس���اني‬ ‫األخصائي‬ ‫ق���ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلس���تخبارات العس���كريّة‪ ،‬أفنري شاليف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إنش من بني األس���باب الرئيس ّية للفشل‬ ‫يف حرب تش���رين األول‪/‬أكتوبر ‪1973‬‬ ‫وع���دم ق���درة اإلس���تخبارات يف الدول���ة‬ ‫العربيّة على اكتشاف ن ّية مصر وسوريا‬ ‫باهلجوم على إسرائيل‪ ،‬كان ّ‬ ‫أن التقرير‬ ‫ال���ذي ّ‬ ‫مت إعداده عن ش���خصية الس���ادات‬ ‫كان خاط ًئ���ا‪ ،‬العتب���اره الس���ادات رج�ل�اً‬ ‫رماديً���ا‪ .‬ولفتت الصحيف���ة إىل ّ‬ ‫أن كتابًا‬ ‫جدي���دًا أص���دره الربوفيس���ور للعل���وم‬ ‫السياس��� ّية أرييه ناؤور مؤخ��� ًرا ّ‬ ‫أكد أ ّنه‬ ‫بني األعوام ‪ 1867‬وحتى العام ‪ 1973‬مل‬ ‫ت ُكن مصر معن ّية‪ّ ،‬‬ ‫بأي شكل من األشكال‬ ‫بتوقيع اتفاقية سالم مع الدولة العربيّة‪،‬‬ ‫كم���ا أ ّنه���ا رفض���ت مجي���ع احمل���اوالت‬ ‫الدول ّي���ة ال�ت�ي أرادت منه���ا التفاوض مع‬ ‫التوص���ل إىل اتفاق‬ ‫إس���رائيل م���ن أج���ل‬ ‫ّ‬ ‫سالم‪ ،‬على ح ّد قوله‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫•الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهري أندراوس‪:‬‬

‫ُ‬ ‫املدينة‬ ‫ عندما تهج ُد‬‫َ‬ ‫حيطان ال ُنعاس ‪،‬‬ ‫خلف‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الزعل‬ ‫أطياف‬ ‫ل‬ ‫تنس‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫قفرك أي ُتها الشوارع ‪..‬‬ ‫ر‬ ‫تغم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ النو ُم نهاية ِرحلة ‪،‬‬‫وللغيب ُه َو مشرو ُع ابتداء ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫***‬ ‫عناية‬ ‫ب‬ ‫بيين‬ ‫ ر ِت‬‫ِ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ألن ُ‬ ‫الكالم‬ ‫غابات‬ ‫ش‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أرتشف‬ ‫ين‬ ‫عَّل‬ ‫ِ‬ ‫ظالمها ْ‬ ‫ضياء ‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ِم‬ ‫ِ‬ ‫موعداً‬ ‫‬‫ألقرأك‬ ‫‬‫لي‬ ‫ضع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ ِ‬‫ْ‬ ‫القصيدة ‪.‬‬ ‫ألقداح‬ ‫أتأهب‬ ‫كي‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫***‬ ‫ را ِئ ٌب هذا الليل ! ‪،‬‬‫…‪ ..‬ال أشتهيه ‪.‬‬ ‫أُ ِّ‬ ‫فض ُل أن‬ ‫َ‬ ‫غول النهار ‪،‬‬ ‫مع‬ ‫حل‬ ‫أتصا‬ ‫ِ‬ ‫قرم ُشين ُخبزاً للشمس ‪،‬‬ ‫أُ ِ‬ ‫وأُطِل ُق للشوارع عصفورتي الوليدة ‪.‬‬ ‫***‬ ‫ َ تكبرُ ُ ُ‬‫الوجع‬ ‫حبة‬ ‫لمِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫العربة‬ ‫توغلت‬ ‫كلما‬ ‫ِ‬ ‫اخلريطة أكثر ؟ ‪.‬‬ ‫دغل‬ ‫يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫زعالن هذا ( ُ‬ ‫ٌ‬ ‫احللم ) ‪،‬‬ ‫…‬‫خا ِئ ٌب هذا النهار ‪..‬‬ ‫‪ . . . . . .‬ال أرتضيه ! ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫كيف لي أن‬ ‫…‬‫فج َر عن ذاكرتي‬ ‫أُ ِّ‬ ‫َ‬ ‫الوقت ‪،‬‬ ‫أيقونة‬ ‫ِ‬ ‫وأُد ِل ُق‬ ‫على وج ِه مطارحي‬ ‫كأس ان ِتشاء ؟! ‪.‬‬ ‫َ‬


‫‪12‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫إنسان ليس من هذا العامل‬ ‫مديح‬ ‫ٍ‬ ‫يف ِ‬ ‫اجلزء الثالث‬

‫إبراهيم الكوني‬ ‫كان األب يف حياتن���ا كأبن���اء حلم���اً ‪ ،‬ال واقع���اً ‪.‬‬ ‫ويبدو هلذا السبب واصل التواصل معنا يف منامنا‬ ‫كي يش��� ّد من أزرن���ا كّلما ّ‬ ‫ح���ل بأحدنا مصاب‬ ‫فتك���ون رؤيتنا له يف األحالم التميمة اليت تبطل‬ ‫مفعول املصاب ‪ .‬ومل أكتش���ف ش���خصياً أن هذا‬ ‫اإلنسان كان يسكنين إ ّ‬ ‫ال بعد جتربة البعث اليت‬ ‫أطلقت عليها إس���م امليالد الثاني ‪ .‬فاإلنس���ان إذا‬ ‫كان روحاً كّله (كما كان األب) فليس له أن‬ ‫يستنكر إذا صار تيهاً كّله ‪ .‬هذا ال ّتيه هو الوصية‬ ‫اليت أورثها األب يف دمي لتغدو لي هاجس وجود‬ ‫قب���ل أن تغ ّذيه���ا جترب���ة التيه الفعلي���ة يف عهد‬ ‫الطفولة املب ّكرة براف ٍد جترييب ‪ .‬إنها اهلوية اليت‬ ‫ُ‬ ‫أخلصت هل���ا ومل أخذهلا إىل اليوم ‪ .‬وأحس���ب أن‬ ‫األب س���يكون ل���ي ممت ّنا على ه���ذا ‪ ،‬ألن إحرتاف‬ ‫التيه س���وف يع�ن�ي اإللتزام باحلزم���ة املنصوص‬ ‫عنه���ا يف ناموس ه���ذا اإلغرتاب وال�ت�ي ت ّتخذ من‬ ‫اَ‬ ‫هلوَس باحلرية تاجاً ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫س���كنت تيهي كما س���كنين التيه بدليل أ ّني‬ ‫لقد‬ ‫أتلق نبأ غياب األب إ ّ‬ ‫مل َّ‬ ‫ال أثناء حضوري يف حرم‬ ‫ال ّتيه ‪ .‬وهو ما حدث بالنسبة لنبأ غياب األ ّم أيضاً‬ ‫فاألمر‬ ‫باألمس القريب كما س���يأتي فيما بعد ‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫من املرارة ح ّق���اً ليس أن يغيب األب ‪ ،‬أو أن تغيب‬ ‫أ ّم الوج���ود ‪ ،‬أو أن يغي���ب األخّل���ة ‪ ،‬أو أن تغي���ب‬ ‫الرموز الوطنية س���واء الثقافية منها أو الروحية‬ ‫‪ ،‬ولك���ن أن يغي���ب ّ‬ ‫كل هؤالء ومريده���م غائب ‪.‬‬ ‫غياب ألن احلض���ور يف التية وحده‬ ‫مريده���م يف ٍ‬ ‫الغي���اب ال���ذي يضاع���ف اإلحس���اس بالفقد ألنه‬ ‫الغي���اب ّ‬ ‫املركب ال���ذي ال خيتلف ع���ن احلضور‬ ‫يف الع���دم ‪ .‬إنه الغياب ال���ذي ينافس غياب هؤالء‬ ‫ليجعل م���ن التائه األبدي جديراً بلقب الش���هيد‬ ‫على قيد احلياة !‬ ‫‪20‬‬

‫فعلي له‬ ‫•هي اخليتعور الذي ال وجود ّ‬

‫اهلج���رة ش���هادة كافي���ة عل���ى إستش���هاد ؛ ألن‬ ‫اهلج���رة ال تك���ون هج���رة حقيقي���ة إن مل تك���ن‬ ‫ّ‬ ‫إس���تحق‬ ‫خروج���اً للبح���ث ع���ن احلقيقة ‪ .‬وهلذا‬ ‫الفري���ق الراح���ل م���ن اجلن���س البش���ري منزلة‬ ‫"القبيلة اإلهل ّية" يف تصنيف القدّيس أوغسطني‬ ‫مكم ً‬ ‫ً‬ ‫�ل�ا‬ ‫ال���وارد يف إجنيل���ه ال���ذي ص���ار‬ ‫إجني�ل�ا ّ‬ ‫الرب" ‪ .‬فالزمن هو اللغز‬ ‫لإلجنيل وهو ‪" :‬ملكوت ّ‬ ‫الذي مل تعوّل علي���ه أمم الرحيل يوماً ‪ .‬والنزعة‬ ‫العدمية اليت جندها مرتمجة يف حرف الوصية‬ ‫القاس���ية ‪" :‬ميدّيياغ���ز ؟" (ال�ت�ي س���بق تناوهلا يف‬ ‫األج���زاء الس���ابقة) هي ال�ت�ي أنتجت اإلس���تهانة‬ ‫ّ‬ ‫ب���كل قيمة دنيوية ‪ ،‬وب ّررت الناموس الذي س���ار‬ ‫علي���ه القوم منذ األزل ‪ .‬وهي اجلاني الذي أجرم‬ ‫األمة يف ّ‬ ‫كل ما ناهلا من باليا ً‬ ‫يف ّ‬ ‫بداية من‬ ‫ح���ق ّ‬ ‫َ‬ ‫احلرمان من أبسط احلقوق املدن ّية كاملواطنة ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ونهاية بشروط‬ ‫أو إكتساب املعارف ‪ ،‬أو العمل ‪،‬‬ ‫اإلنتماء إىل الكيان ‪ .‬ال���روح العدم ّية اليت ال تثق‬ ‫بالزم���ن ‪ ،‬وت ّتقي ش��� ّره بالتخّلي عن ّ‬ ‫كل ش���يء‬ ‫تكتف يف‬ ‫‪ ،‬واإلس���تعداد للج���ود بالنف���س ت��� ّواً مل ِ‬ ‫النتيج���ة بأن ختل���ق من مريد العدوس هامش���اً‬ ‫بال منت ‪ ،‬أو متف ّرجاً على املهزلة اإلنس���انية عن‬ ‫ب ُْع���د ‪ ،‬ولك ّنها ج ّردته من ّ‬ ‫كل أس���لحته الثقافية‬ ‫لتحش���ره يف خانة الكائن الطبيعي احملض ‪ .‬وهو‬

‫خي���ا ٌر حي ّق���ق احلري���ة بالطبع ‪ .‬حي ّق���ق احلرية‬ ‫يف حدّه���ا األقص���ى ح ّت���ى أمس���ت اللغة نفس���ها‬ ‫(كدليل كينونة حقيقية) إمثاً يف ّ‬ ‫حق السكون‬ ‫الصح���راوي املهيب ‪ .‬وأضح���ى الصمت هو اللغة‬ ‫البديل���ة ‪ .‬إن���ه التط��� ّرف ال���ذي ينقل���ب يف عرف‬ ‫احلكمة درساً يفوق الدرس املستوحى من سرية‬ ‫حكي���م التلمود العاب���ر الذي وج���د صب ّية ترعى‬ ‫ً‬ ‫قائ�ل�ا ‪" :‬أي���ن الطريق اليت‬ ‫ف���وق البئ���ر ليس���أهلا‬ ‫تقود إىل املدينة ؟" فوبخّ ته بلسان كاهنة ً‬ ‫قائلة‬ ‫أن عليه أ ّ‬ ‫ال يس���تخدم مج ً‬ ‫ال س���خ ّية يف احلديث‬ ‫مع النس���اء ‪ .‬يكفي أن يقول ‪" :‬الطريق !" حس���ب ‪.‬‬ ‫نزعة عبادة الصمت وممارس���ته كصالة أعظم‬ ‫كل صالة هو ما س���ّل ْ‬ ‫ش���أناً من ّ‬ ‫طت عليه الضوء‬ ‫عبقري���ة أنطونيون���ي يف رائعت���ه الس���ينمائية‬ ‫"املهن���ة صحفي" يف مس���لك إنس���ان الصحراء يف‬ ‫تل���ك اللقط���ة الوجودي���ة اجملبولة بروح الش���عر‬ ‫ال�ت�ي ال ُتنس���ى برغم أنها قد تب���دو عبثية وحتى‬ ‫غرائبي���ة لكل م���ن جهل واقع إنس���ان الصحراء ‪.‬‬ ‫إنه���ا املدرس���ة اإليطالية يف هذا ّ‬ ‫الف���ن اليت َج َن ْت‬ ‫عليه���ا إتفاقي���ة التج���ارة الدولي���ة الش���ق ّية عام‬ ‫‪ 1993‬م فصودرت بسببها روح العامل لتقع هذه‬ ‫الروح رهينة اهليمنة األمريكية فتصبح الثقافة‬ ‫أول الضحاي���ا كالع���ادة ليختف���ي م���ن مس���رح‬ ‫الس���ينما كهنته احلقيقيون أمث���ال أنطونيوني‬ ‫أو بازوليين أو فّلليين أو دي سيكا أو برتيلوتشي ‪.‬‬ ‫فربغ���م الوع���ي الصح���راوي حبقيق���ة اللس���ان‬ ‫كربه���ان عل���ى الوج���ود املع�ّب�رّ عن���ه يف العبارة‬ ‫التقليدية اليت جتري على ألس���نة القوم ‪" :‬آلس‬ ‫إيلس" (اإلنسان لس���ان) ‪ ،‬بيد أن الزهد يف القول‬ ‫يبق���ى ً‬ ‫فع�ل�ا مس���تهجناً ‪ .‬ويب���دو أن عزل���ة ه���ذا‬ ‫اإلنس���ان ه���ي ما ك ّفر بإس���تعمال اللس���ان ‪ ،‬ألن‬ ‫اللس���ان لي���س ً‬ ‫لغ���ة وحس���ب ‪ ،‬ولكنه غفل���ة ‪ .‬أي‬ ‫جس���دي دوراً‬ ‫ّ‬ ‫حس���ية يلعب فيه���ا عضو‬ ‫جترب���ة ّ‬ ‫معنوي���اً ‪ .‬والعضل���ة ترتاخ���ى وتضع���ف ويبط���ل‬ ‫ّ‬ ‫عضو يف البدن ‪.‬‬ ‫مفعوهلا بعدم اإلستعمال‬ ‫ككل ٍ‬ ‫أما اهل���وس بالعدم فهو عّلة اإلغ�ت�راب ا ّ‬ ‫جملاني ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وس���بب ّ‬ ‫كل بالء ‪ .‬فالدنيا يف عرف القوم ليست‬ ‫س�ي�رورة فن���اء وحس���ب ‪ ،‬ولكنه���ا املهل���ة ال�ت�ي ال‬ ‫إع�ت�راف به���ا ‪ ،‬بل ه���ي اخليتعور ال���ذي ال وجود‬ ‫ّ‬ ‫الظ���ن بها فيم���ا إذا‬ ‫فعل���ي ل���ه ‪ .‬وس���وف حنس���ن‬ ‫ّ‬ ‫ّام ثالثة كما آم���ن حكيم العرب‬ ‫آم ّنا به���ا كـ أي ٍ‬ ‫القدم���اء أكت���م ب���ن صيف���ي يف وص ّيت���ه عندما‬ ‫أقب���ل على مل���ك العرب عم���رو بن هن���د ليع ّزيه‬ ‫يف أخي���ه بالقول ‪" :‬أيها امللك ! إن أهل الدار س���فر‬ ‫ال حيّل���ون عقد الرح���ال إ ّ‬ ‫ال يف غريها ‪ .‬وقد أتاك‬ ‫ما لي���س مبردو ٍد عن���ك ‪ .‬وارحتل عن���ك ما ليس‬ ‫براج���ع إلي���ك ‪ ،‬وأق���ام مع���ك من س���يظعن عنك‬ ‫ٍ‬ ‫فأمس‬ ‫ويدع���ك ‪ .‬واعل���م أن الدني���ا أيا ٌم ثالث���ة ‪ٌ :‬‬ ‫ع���دل فجعك بنفس���ه ‪ ،‬وأبقى لك‬ ‫عظ ٌة وش���اه ُد ٍ‬ ‫علي���ه حكمك ؛ واليو ُم غنيم ٌة وصديق ‪ ،‬أتاك ومل‬ ‫تأته ‪ ،‬طالت عليك غيبته ‪ ،‬وس ُتسرع عنك رحلته‬ ‫؛ وغ��� ٌد ال تدري م���ن أهله ‪ ،‬وس���يأتيك إن وجدك‬ ‫تأملنا هذه الوصية الكتش���فنا تأكيدها‬ ‫!" ‪ .‬فلو ّ‬ ‫ّ‬ ‫تس���تخف بالزم���ن ‪ .‬الزمن‬ ‫للنزع���ة ذاته���ا ال�ت�ي‬ ‫كغي���اب يراهن على حضور ‪ .‬فما معنى أن حنيا‬ ‫يف س���فر ال ّ‬ ‫حنل فيه عقد الرحال ‪ ،‬وما معنى أن‬ ‫براجع إلين���ا ‪ ،‬وما معنى أن‬ ‫ليس‬ ‫يرحت���ل ع ّنا ما‬ ‫ٍ‬ ‫يظع���ن ع ّنا من أقام معنا ‪ ،‬وم���ا معنى أن تتباهى‬

‫ثم ترتاجع فتفجعنا بأمس���نا‬ ‫بأيام ثالثة ّ‬ ‫الدني���ا ٍ‬ ‫ل ُتبق���ي لنا احلكم على هذا األمس وحس���ب ‪ ،‬وما‬ ‫معن���ى أن تهبنا اليوم كغنيم���ة ال نغتنمها ألنها‬ ‫ستسرع باإلرحتال ع ّنا ‪ ،‬وما معنى أن جنهل أهل‬ ‫الغ ّد ال���ذي ننتظره دون أن نضمن أنه س���يجدنا‬ ‫؟ أال ترتجم هذه الوص ّية ال���روح العدم ّية ذاتها ‪،‬‬ ‫فإن إحتكمنا إىل عقيدة إنسان الصحراء الكربى‬ ‫ال���ذي يتغ ّنى بالضياع كثال���وث ‪ ،‬أي يف اهلوية ‪،‬‬ ‫ث���م يف النام���وس ‪ ،‬ح ّتى كاد أن‬ ‫ث���م يف الوطن ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ي ّتخ���ذ من الضياع معبوداَ ‪ ،‬أفلن يكون معذوراً لو‬ ‫أنك���ر الزمان أيضاً ليؤمن ب���ه كأحجية ضائعة‬ ‫ماض زال‬ ‫يس���تحيل يف هذا البع���د الوجود ذات���ه ٍ‬ ‫؟ يف ه���ذا البع���د يس���تحيل الوجود كّل���ه جوهراً‬ ‫مفق���وداً ؛ ألن ضي���اع الزمان ّ‬ ‫يؤك���د ضياع املكان‬ ‫‪ .‬أي يس���توجب عدم اإلع�ت�راف بالوطن كمكان‬ ‫‪ .‬لي���س ه���ذا وحس���ب ‪ ،‬ولك���ن اإلمي���ان بالزم���ان‬ ‫كغي���اب للزمان ‪ ،‬س���وف جي ّر غيوب���اً أخرى هي‬ ‫ٍ‬ ‫مقوّم���ات امل���كان ‪ّ .‬‬ ‫ع���ل أول ه���ذه املقوّم���ات ال�ت�ي‬ ‫م�ب�رر وجوده���ا ه���ي ‪ :‬اهلوي���ة ‪ .‬وغي���اب‬ ‫س���تفقد ّ‬ ‫اهلوية سيبطل مفعول حضور الناموس الذي مل‬ ‫يكن ليكون ناموساً لو مل يكن روح هذه اهلوية ‪.‬‬ ‫ه���ذا ه���و دي���ن احلري���ة ال���ذي إعتنق���ه إنس���ان‬ ‫الصح���راء ‪ .‬احلرية يف ب ُْعدها الذي يس���كن املوت‬ ‫‪ .‬وه���و ٌ‬ ‫ق���اس بالطبع ‪ ،‬ولك ّنه واقع ‪ :‬إنس���ان‬ ‫رهان ٍ‬ ‫‪ ‬الصح���راء لي���س عل���ى يق�ي�ن م���ن وج���وده قيد‬ ‫الوجود !‬ ‫‪21‬‬

‫كتاب جمازي مس���تغلق ‪،‬‬ ‫مفق���وداً بغيابه ‪ ،‬فإنه‬ ‫ٌ‬ ‫كتاب هو أحجية حبضوره أيضاً ‪ .‬إنه يستعصي‬ ‫ٌ‬ ‫على القراءة بس���بب التورية ‪ .‬بس���بب الطلسمة ‪.‬‬ ‫وهلذا فهو يغوي أكثر ‪ .‬فإذا كان منوذج كهذا‬ ‫س���بباً إلش���عال حنني بالغياب ‪ ،‬فإنه يصري س���بباً‬

‫لوحة ‪ :‬حممد االمني‬

‫�اب آخر ‪ .‬والغم��وض غيب ٌة‬ ‫•الصم��ت غي� ٌ‬ ‫مما‬ ‫أخرى ُيق��ال أن األب وح��ده يعين أكثر ّ‬ ‫قد يعنيه مائة معلم ‪.‬‬

‫الواج���ب يقضي اليوم أن أعرتف بأني تعّلمت من‬ ‫األب م���ا مل أتعّلم���ه م���ن كل العل���وم ‪ .‬وهو بهذا‬ ‫ينافس الصحراء ‪ ،‬أو رمبا ينيب عنها ‪ ،‬يف احتالل‬ ‫الدرجة األوىل يف السّلم ‪ ،‬ألن ما تعّلمته منه إنمّ ا‬ ‫كان يف الواقع مس���تعاراً عل���ى هذا النحو أو ذاك‬ ‫من ربّة العلوم قاطبة ‪ :‬الصحراء !‬ ‫وأحس���ب أن كل تل���ك النم���اذج احلامل���ة للقيم‬ ‫األخالقي���ة الس���امية كاهل���وس باحلري���ة ‪،‬‬ ‫أو الش���جاعة ‪ ،‬أو النب���ل ‪ ،‬أو الع���دل ‪ ،‬أو ال���روح‬ ‫الزهدي���ة ‪ ،‬اليت حتفل بها أعمال���ي الروائية إمنا‬ ‫اس���تعرتها من ش���خص ّية األب ‪ .‬وه���و مايعين أن‬ ‫قيمة اإلنس���ان ليس يف ما نال ‪ ،‬ولكن يف ما نزف‬ ‫‪ .‬ألن م���ا يُنال هو هب���ة احلظوظ ‪ ،‬ولكن ما ننزف‬ ‫هو وص ّية ال���روح ‪ .‬وهو خال ٌد يف ذاكرة األجيال‬ ‫باألصح‬ ‫بق���در دموية هذه الوصي���ة ‪ ،‬أو أصالتها‬ ‫ّ‬ ‫‪ .‬والنم���وذج ال���ذي يربهن على هذا هو س���قراط‬ ‫ال���ذي كان كّل���ه س�ي�ر ًة أخالق ّية أمس���ت رمزاً‬ ‫كون ّياً برغم أن هذا احلكيم مل ّ‬ ‫يسطر يف التعبري‬ ‫عن سريته حرفاً واحداً ؛ بل سريته هي اليت أ ّلفت‬ ‫يف ح ّقه ملحمة خالدة مازالت مدرس���ة األجيال‬ ‫منذ ألفي ومخس���مائة عام ‪ .‬فكيف استطاع األب‬ ‫ً‬ ‫غياب‬ ‫الفقي���د أن يك���ون‬ ‫أمثول���ة تحُ تذى برغ���م ٍ‬ ‫كان له هويّة ؟‬ ‫مل يك���ن غائب���اً بغياب���ه وحس���ب ‪ ،‬ولكن���ه كان‬ ‫غي���اب آخر ‪.‬‬ ‫غائب���اً يف حض���وره أيض���اً ‪ .‬فالصمت‬ ‫ٌ‬ ‫والغموض غيب ٌة أخ���رى ‪ .‬أي أنه إذا كان كتاباً‬

‫إلستفزاز احللم حبضوره ‪ .‬واللغز هو ما يستهوي‬ ‫ح ّق���اً ‪ .‬إن���ه لي���س غياب���اً ‪ ،‬ولكنه حض���ور الغياب ‪.‬‬ ‫حض���ور الغي���اب ه���و ماينف���ي هوي���ة البعبع عن‬ ‫الغائب ليس���تحضر فيه هوي���ة املعبود ‪ .‬فاأللوهة‬ ‫إحساس حبضور القداسة دون أن يكون جتسيد‬ ‫احلض���ور لإلحس���اس ش���رطاً ‪ .‬فاحلض���ور هن���ا‬ ‫جتربة روحية بإمتياز وال تستلزم ّ‬ ‫احلس‬ ‫تدخل ّ‬ ‫احلس لتستنجد‬ ‫‪ ،‬بل هي تتغلغل عمقاً باستبعاد ّ‬ ‫بالع���روة الوثقى ‪ :‬باملث���ال ‪ .‬وهو ما ال يتحقق هنا‬ ‫ب���دون وجود عمق يف موض���وع الغياب ‪ .‬عمق بال‬ ‫ق���اع ربمّ ا لع���ب فيه يُت���م األبوي���ن دور البطولة ‪.‬‬ ‫ولكن يت���م األبوين مل يكن ليح ّقق إجنازاً روحيا‬ ‫ُتم آخر ‪ :‬ال ُيتم الوجودي ‪.‬‬ ‫لو مل يهرع لنجدته ي ٌ‬ ‫إنه ال ُي ْتم الذي كان حافزاً دوماً لعمل جسيم هو‬ ‫‪ :‬البحث عن احلقيقة ‪.‬‬ ‫اهلم ‪ .‬ويف مس���لكه‬ ‫ففي س���يماء األب س���طع هذا ّ‬ ‫احلم���ى اليت مل‬ ‫احلم���ى ‪ّ .‬‬ ‫ق���رأت أع���راض ه���ذه ّ‬ ‫احلمى املس���ئولة عن‬ ‫تفارق���ه إىل النهاي���ة ‪ .‬وهي ّ‬ ‫تل���ك الش���فافية الروحي���ة اليت جعلت من���ه رئياً‬ ‫يس���تطيع أن يتكهّن بي���وم املمات ‪ .‬ولكن مأس���اة‬ ‫الفقيد أنه مل يس���تطع أن يعبرّ عن مصابه ‪ .‬وهو‬ ‫م���ا ضاعف من هذا املصاب وهو الذي مل حيس���ن‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫‪13‬‬

‫الواجب يقضي اليوم أن أعرتف بأني تعلّمت من األب ما مل أتعلّمه من كل العلوم ‪ .‬وهو بهذا ينافس الصحراء‬ ‫‪ ،‬أو رمبا ينيب عنها ‪ ،‬يف احتالل الدرجة األوىل يف السلّم ‪ ،‬ألن ما تعلّمته منه مّإنا كان يف الواقع مستعاراً‬ ‫على هذا النحو أو ذاك من ر ّبة العلوم قاطبة ‪ :‬الصحراء !‬ ‫اخلطاب يوماً ‪ ،‬ال بلغة األ ّم ‪ ،‬فكيف بلغة مكتسبة‬ ‫؟ فإتقان البيان هنا لي���س برهاناً على حضور يف‬ ‫رح���اب الوجود فقط ‪ ،‬ولكن���ه جنس هذا الوجود ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫إنسان ال حيسن احلياة‬ ‫ألن من ال حيس���ن الكلم‬ ‫كما يقال ‪ .‬فإذا كانت احلقيقة أحجية خبيئة‬ ‫خ���ارج قمقم أي بي���ان ‪ ،‬فكيف ال تتع ّقد املس���ألة‬ ‫لتغدو ب ُْنية ّ‬ ‫مركبة بالنس���بة لإلنس���ان الذي ال‬ ‫يتقن ح ّتى اإلس���تخدام املتداول للس���ان يف اللغة‬ ‫األ ّم ؟‬

‫ذلك أنه مل يكن يف الواقع تش���ريفاً بقدر ما كان‬ ‫بو ْز ٍر مل خيطر لي على بال ‪ .‬فما مل يغب‬ ‫تتوجياً ِ‬ ‫كرئ���ي ه���و روح العص���ر ال�ت�ي قضت‬ ‫األب‬ ‫ع���ن ّ‬ ‫ّ‬ ‫بضرورة إس���تبدال فروس���ية بفروس��� ّية أخرى ‪.‬‬ ‫إس���تبدال فروس���ية السيف بفروس��� ّية اخلطاب‬ ‫‪ .‬اخلط���اب ال كبي���ان للتعبري عن نواي���ا ‪ ،‬ولكنه‬ ‫خطاب الرؤيا املخوّلة مبنازلة األحجية اخلبيئة‬ ‫يف قمق���م اللغة ‪ .‬أي اخلط���اب كمعرفة ‪ّ .‬‬ ‫كأن‬ ‫تيهنا عن ملكوت البعد املفقود الذي بدأ باملعرفة‬

‫ولكن هوية األبوّة جتعله معّلماً ح ّتى لو مل يعّلم‬ ‫‪ .‬ألنه بالغياب حضور يف البعد املفقود ‪ .‬حضور يف‬ ‫البعد املفقود س���واء بغيابه احلس���ي ‪ ،‬سواء بغيابه‬ ‫كخط���اب وجودي ‪ ،‬س���واء بغيابه الرم���زي ‪ .‬إنه‬ ‫يكتس���ب خصا ً‬ ‫ال غيب ّية ّ‬ ‫تؤهل���ه لتحقيق اهليمنة‬ ‫الروح ّي���ة ‪ .‬أي س���ج ّية القداس���ة بوصفه خليفة‬ ‫اجلوه���ر الضائ���ع يف حج���م مص ّغ���ر يف املعادل���ة‬ ‫فان بقدر‬ ‫اهلرياقليط ّي���ة اجلريئة ‪ :‬اإلنس���ان ٌّ‬ ‫رب ٍ‬ ‫األب يف ّ‬ ‫ٌ‬ ‫جل‬ ‫مال ّر ُّب‬ ‫إنس���ان خال ٌد ‪ .‬وهل���ذا يوصف ّ‬ ‫"رب العائلة" ‪ ،‬أو‬ ‫"الرب" يف عب���ارة ّ‬ ‫اللغات بإس���م ‪ّ :‬‬ ‫"رب البيت" من باب إس���تعارة ختفي إميا ًء ّ‬ ‫مبطناً‬ ‫ّ‬ ‫يرتج���م س�ي�رة األب���وّة يف الصفق���ة الوجودي���ة ‪،‬‬ ‫باملقارنة مع أموم���ة هلا حضور حريف كخليفة‬ ‫للطبيعة ‪ ،‬مقابل خالفة البعد املفقود اليت تلعب‬ ‫فيها األبوّة دور البطولة ‪.‬‬ ‫فلماذا يتنازل هذا األب الصارم ‪ ،‬الغامض ‪ ،‬الكتوم‬ ‫‪ ،‬املكاب���ر ‪ ،‬ع���ن كربيائه ليع�ت�رف لبعض أقرانه‬ ‫من عق�ل�اء القبيلة بأن صاحب ه���ذا النزيف هو‬ ‫أفض���ل أبنائ���ه يف آخ���ر أيامه كم���ا أخربني أحد‬ ‫األش��� ّقاء نق ً‬ ‫ال عن أحد األش���ياخ ؟ لست يف حاجة‬ ‫ً‬ ‫أتأم���ل طويال كي أدرك س��� ّر هذا الوس���ام ‪.‬‬ ‫ألن ّ‬

‫ه���و ما أل���زم بإس���تخدام ه���ذه املعرفة يف س���بيل‬ ‫إس���تعادة ه���ذا امللكوت م���ن جديد ‪ .‬لق���د فوّضين‬ ‫بذلك اإلعرتاف بأن أقول عنه باإلنابة ما أعجزه‬ ‫القول أن يقوله بنفسه ‪ .‬وهذه مسئولية وجودية‬ ‫أكث���ر منه���ا أخالقية ‪ .‬إنها وصية غ�ي�ر معلنة ‪.‬‬ ‫وهو ما يهبها ً‬ ‫هوية قدسية ‪ .‬إنها هنا نوع من عهد‬ ‫‪ .‬يلزمين بأن أس���تنطق اجلين���ات أيضاً لتنجدني‬ ‫مبا س���كت عنه هذا الشهيد اجملهول ‪ .‬لقد أورثين‬ ‫متناً وحيداً مش��� ّفراً هو س�ي�رته الذاتية ‪ .‬وواجيب‬ ‫أن أجته���د ال يف قراءت���ه ‪ ،‬ولك���ن يف تفكيك رموز‬ ‫ً‬ ‫عم�ل�ا كه���ذا‬ ‫امل�ت�ن ‪ .‬وكان بالوس���ع أن يك���ون‬ ‫رس���الة أيس���ر منا ً‬ ‫ال فيم���ا لو إقتص���ر األمر على‬ ‫تأويل سرية إنس���ان هو يف الواقع شطرية وجود ‪،‬‬ ‫إلياذة ‪ ،‬دراما كون ّية مص ّغرة ‪ ،‬ملحمة حقيقية‬ ‫؛ ولك���ن الوصية فحوى أعظم ش���أناً ‪ ،‬ألن س�ي�رة‬ ‫إنس���ان كهذا هي منوذج خيتزل قيم اإلنسانية‬ ‫الزائلة ‪ .‬إنها اخلسارة اليت ال تعوّض ‪.‬‬ ‫إغرتاب الق َيم مسما ٌر يف نعش اللغة !‬ ‫وأن يكون إغرتاب القيم مس���ماراً يف نعش اللغة ‪،‬‬ ‫يعين أن يكون مسماراً يف نعش الوجود ‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫•وال يكرتث��ون للصفق��ة‪ ،‬ويتن ّك��رون‬ ‫ملعبودتها‪:‬الروح التجارية !‬ ‫أيليق بالعدوس أن يتس��� ّكع يف َع ْد ِوه ؟ ال بالطبع‬ ‫‪ .‬ولكن العقبة يف الصراط الذي يسلكه العدوس‬ ‫ولي���س يف طب���ع العدوس ‪ .‬ذل���ك أن الط���رق إذا‬ ‫كان���ت كّلها ت���ؤدّي إىل روم���ا ‪ ،‬ف���إن الصراط‬ ‫خ���ط‬ ‫ال���ذي ي���ؤدّي إىل احلقيق���ة ال يس�ي�ر يف ٍّ‬ ‫مس���تقيم ‪ ،‬إنه يتل���وّى على النح���و اللاّ متخ ّيل ‪.‬‬ ‫إن���ه مطوّق بلعن���ة ال ختتلف ع���ن لعنة ميداس‬ ‫مي���س ش���يئاً إ ّ‬ ‫ال وحتوّل ب�ي�ن يديه إىل‬ ‫ال���ذي ال‬ ‫ّ‬ ‫حب الذهب ‪ .‬فالعدوس ال‬ ‫ذه���ب قصاصاً له على ّ‬ ‫نس���ميه "أقصر طريق" ‪ ،‬ألنه‬ ‫يطمع يف الفوز مبا ّ‬ ‫إذا س���لك هذا الطريق فالب��� ّد أن يتمدّد و يتع ّرج‬ ‫ويتلوّى من باب التمويه ّ‬ ‫كأن األمر نكاية ‪ .‬ففي‬ ‫ذلك اليوم الذي ّ‬ ‫س���خرت فيه السفارة كل ِح َيل‬ ‫العمال���ة احملّلية يف احلص���ول على أقصر طريق‬ ‫للوص���ول بي إىل طرابل���س ألداء الواجب يف وداع‬ ‫األب إىل مث���واه األخ�ي�ر ‪ ،‬ه���رع الش���بح األب���دي‬ ‫ليكن���س م���ن طريق���ي كل وس���يلة ‪ ،‬ف�ل�ا أبل���غ‬ ‫العاصم���ة إ ّ‬ ‫ال بع���د املرور بعدّة ّ‬ ‫حمط���ات إنتظار‬ ‫كّلفت�ن�ي املبيت ليلت�ي�ن يف عواص���م أوروبّا قبل‬ ‫أن أهب���ط مبط���ار احلاض���رة ‪ ،‬ومنه���ا إىل مطار‬ ‫عاصمة الواحات سبها ومن سبها ب ّراً إىل أوباري‬ ‫‪ .‬إنه���ا اآلية اليت ترمجت لي حرف التيه يف ّ‬ ‫كل‬ ‫خط���وة ‪ ،‬ويف ّ‬ ‫دني���وي أق���وم ب���ه ‪ .‬وكم‬ ‫ش���أن‬ ‫ٍّ‬ ‫أي ٍ‬ ‫أدهشين ‪ ،‬ومازال يدهش�ن�ي ‪ ،‬اليسر الذي يقضي‬ ‫به الن���اس حوائجه���م الدنيوية باملقارن���ة مع ما‬ ‫ُقدّر لي أن أعانيه يف س���بيل قض���اء أصغر حاجة‬ ‫‪ ،‬مثل إس���تخراج جواز س���فر على س���بيل املثال ‪،‬‬ ‫أو أي مس���تند قانوني من بلدية ‪ ،‬أو ّ‬ ‫أي مؤسس���ة‬ ‫حكومية ‪ ،‬أو احلصول على تأش�ي�رة خروج مث ً‬ ‫ال‬ ‫‪ ،‬ال م���ن الداخل إىل خ���ارج البالد فقط (ألن تلك‬ ‫ملحم���ة تفوق اإللي���ادة ث���را ًء وتعقي���داً) ‪ ،‬ولكن‬ ‫تأش�ي�رة دخ���ول ّ‬ ‫ألي بلد ‪ .‬وهلذا مل تك���ن الوثائق‬ ‫وحده���ا لعنيت األبدي���ة ‪ ،‬ولكن القيام ّ‬ ‫فعل‬ ‫ب���أي ٍ‬ ‫نش���اط س���رعان ما ينقلب ً‬ ‫لعنة حقيق ّية ‪ .‬فإذا‬ ‫أو‬ ‫ٍ‬ ‫كان الده���اة ّ‬ ‫يؤك���دون الوص ّية ال�ت�ي تقول أن‬ ‫حظه فقط يس���تطيع أن يهنأ با ً‬ ‫من إس���تيقظ ّ‬ ‫ال‬ ‫وين���ام ‪ ،‬دلي ً‬ ‫ال على يس���ر إنقض���اء احلوائج ‪ ،‬فإن‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫حظ الع���دوس لي���س نائما فقط كم���ا أكدت‬ ‫التجربة ‪ ،‬ولكنه لفظ أنفاس النزع األخري يقيناً‬ ‫‪ ،‬حبيث ال أمس���س أدنى أمر إ ّ‬ ‫ً‬ ‫مشكلة ‪.‬‬ ‫ال وانقلب‬ ‫والن���اس ال يدرون ما معنى هذه البل ّية بالنس���بة‬ ‫ملن إستجار بصاحبة اجلاللة ‪ :‬الروح ! فاحلاجة‬ ‫الدنيوية ورم يف عرف الروح ‪ .‬إنها شهادة رفض‬ ‫ً‬ ‫مرفوعة كالراية يف وجه‬ ‫من بعبع بإسم الدنيا‬ ‫الع���دوس ! فالدنيا س���عالة ال ختط���يء التع ّرف‬ ‫عل���ى خصومه���ا الذي���ن ال يعنيه���م النف���ع ‪ ،‬وال‬ ‫يكرتثون بالصفقة ‪ ،‬ويتن ّكرون ملعبودتها ‪ :‬الروح‬ ‫التجارية !‬ ‫فس�ي�رة معارك���ي يف س���بيل تصوي���ب أخط���اء‬ ‫تتعّلق مبس���ألة ش���كل ّية ج ّداً كجوازات الس���فر‬ ‫كاف على عمق املهزلة البش���رية‬ ‫وحده���ا دليل ٍ‬ ‫‪ .‬ه���ذا بقطع النظر عن ح���روب أخرى مصاحبة‬ ‫إلس���تخراج ّ‬ ‫أي وثيق���ة أو هوي���ة ‪ ،‬ألن���ه عم���ل‬ ‫يفتح الباب على متاهة الس���تخراج سلس���لة من‬ ‫الش���هادات تبدأ بش���هادة امليالد وال تنتهي بشهادة‬ ‫حس���ن الس�ي�رة والس���لوك مروراً بطائفة أخرى‬ ‫تف ّتق���ت عنها عبقريّ���ة كهنة الروت�ي�ن اإلداري‬ ‫حبي���ث تس���تهلك س�ي�رورة الس�ي�رة ال الوق���ت‬

‫وحس���ب (الذي هو ش���طر حي���اة) ‪ ،‬ولك���ن العمر‬ ‫أيض���اً قب���ل إس���تكمال املل���ف املع�ن�ي ! إن���ه العامل‬ ‫ال���ذي مل يك ِف���ه أن خيتل���س من اإلنس���ان روحه‬ ‫املربمج للقيم األخالق ّية ‪ ،‬ولكنه أضاف‬ ‫بتغريبه َ‬ ‫إىل احملن���ة نصيباً آخ���ر بتحويله حياة اإلنس���ان‬ ‫إىل مس���تن ٍد رمس���ي ‪ .‬ف�ل�ا ثقة يف اإلنس���ان ‪ ،‬وال‬ ‫إع�ت�راف بالقيم���ة اإلنس���انية يف هذا اإلنس���ان ‪،‬‬ ‫ولك���ن املس���تند اإلداري ه���و الش���هادة ‪ .‬الش���هادة‬ ‫ال عل���ى وج���ود حقيق���ة تتعّلق باحلاج���ة ‪ ،‬ولكن‬ ‫الش���هادة على وجوده هو ‪ .‬الش���هادة على حضوره‬ ‫هو قي���د الوجود ‪ .‬وه���ي نزعة تستأس���د لتتحوّل‬ ‫طغياناً يف ّ‬ ‫ظل األنظمة السياس���ية الشمول ّية يف‬ ‫محى س���عيها لتدجني اإلنس���ان بفنون تلهيه عن‬ ‫ّ‬ ‫واق���ع حتتضر فيه قضي���ة اإلنس���ان املركزية ‪:‬‬ ‫احلري���ة ! ّ‬ ‫وعل أكرب برهان على هذه املأس���اة ما‬ ‫ح���دث يف بولندا بعد إنهيار النظام الش���يوعي يف‬ ‫الفرتة م���ا ب�ي�ن ‪ 1989‬إىل ‪ 1993‬حيث أخفقت‬ ‫الس���لطات اجلدي���دة ط���وال س���نوات يف تفكي���ك‬ ‫منظوم���ة البريوقراطية الالإنس���انية اليت تأخذ‬ ‫خبن���اق اجله���از اإلداري لتطيح ب���كل حماوالت‬ ‫اإلصالح حتقيقاً للخ�ل�اص ‪ .‬ومل تفلح يف إذابة‬ ‫ه���ذا اجلليد اخلبي���ث إ ّ‬ ‫ال يوم اهت���دت إىل قانون‬ ‫يبي���ح يف منطوقه عمل كل ش���يء ما مل خيالف‬ ‫القانون ‪ .‬قان���ون خمتزل يف عبارة واحدة كانت‬ ‫كافية لتبطل س���حر الت ّن�ي�ن اجلاثم على صدر‬ ‫الوط���ن كأ ّن���ه غ���ول ِطيب���ة األس���طوري ‪ ،‬ف���إذا‬ ‫بالت ّن�ي�ن يلفظ أنفاس النزع األخري ليبدأ اجلليد‬ ‫يف الذوبان الفعلي ‪.‬‬ ‫فاملع���روف أن ّ‬ ‫مثة حقوقاً تس���توجبها املواطنة يف‬ ‫كل أنظمة هذا العامل ‪ .‬واس���تخراج جواز س���فر‬ ‫أو بطاق���ة هوي���ة أو أي ش���هادة إداري���ة ه���ي من‬ ‫ضم���ن هذه احلق���وق ‪ .‬ولكن ليس بالنس���بة لي !‬ ‫كما املعروف أن ّ‬ ‫مثة حقوقاً بديهية تس���توجبها‬ ‫الق���رارات اإلداري���ة املنص���وص عنه���ا يف اللوائح‬ ‫املعم���ول بها تمُ نح تلقائياً بص���دور هذه القرارات‬ ‫و ُتعترب ح ّقاً طبيعياً كاجلوازات الدبلوماسية يف‬ ‫حال اإليفاد للعمل باخلارج ‪ ،‬ولكن ليس بالنسبة‬ ‫ربر بديهي للحصول‬ ‫لي ! ّ‬ ‫أما تأشرية اخلروج فم ّ‬ ‫على جواز الس���فر وإ ّ‬ ‫ال ما اجلدوى من إستصدار‬ ‫هذا اجلواز إذا نزعنا عنه صفة السماح بالسفر ؟‬ ‫ولكن ليس بالنسبة لي !‬ ‫والش���روع يف القي���ام خبط���وة يف ّ‬ ‫أي هذه الس���بل‬ ‫أتقمص فيه ش���خص ّيات‬ ‫كان مبثاب���ة كابوس ّ‬ ‫كاف���كا ألعل���م يقين���اً ك���م ه���ي واقع ّي���ة برغم‬ ‫رمزيّته���ا وتراجيديّته���ا وعبث ّيته���ا حت���ى أيقنت‬ ‫مراراً بأن برهان وجودي ليس وجودي يف الواقع‬ ‫‪ ،‬ولك���ن اإلع�ت�راف بوج���ودي رهني وج���ود أوراق‬ ‫غب ّي���ة ق���ادرة أن تلغ���ي وجودي هذا م���ن خارطة‬ ‫الوجود بغيابها من جييب ‪ .‬ونس���تطيع أن نتخ ّيل‬ ‫إلنسان‬ ‫ما ميكن أن تعنيه هذه املعادلة بالنس���بة‬ ‫ٍ‬ ‫مل حي�ت�رف الع���دو فق���ط ‪ ،‬ولك ّن���ه رض���ع ه���ذه‬ ‫احلري���ة يف حلي���ب األ ّم ‪ .‬فالصح���راء هي الوطن‬ ‫الوحي���د ال���ذي يبدو في���ه محل وثائ���ق اهلويّة أو‬ ‫أي سفس���اف م���ن ه���ذا القبيل ‪ ،‬مضح���كاً ومثرياً‬ ‫للسخرية ‪ .‬يف الصحراء وحدها يستعيد اإلنسان‬ ‫قيمته كإنسان دون حاجة ألوراق ش ّريرة تثبت‬ ‫هويّته كإنسان ‪ .‬وهلذا فالصحراء وحدها حرية‬ ‫‪ ،‬وهي وحدها جديرة بإسم قدسي كالوطن !‬ ‫الصحراء قدس أق���داس ‪ ،‬ألنها حرية ‪ .‬واحلرية‬ ‫معبود ‪ ،‬ألنها وطن اهلل ‪ .‬ووطن اهلل فردوس ألنه‬ ‫مفقود !‬ ‫الفردوس ال يكون فردوساً ما مل يكن مفقوداً !‬


‫‪14‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫موهبة تولستوي‪...‬أوكم صديقًا فقدت منذ الثورة؟ “‪.‬‬ ‫شكري امليدي أجي‬

‫" كان���ت تلك الليلة قامتة‪ ،‬مزاجي مل يكن جيداً‪،‬‬ ‫لذا قررت التخلص من بعض أصدقائي "‪.‬‬ ‫هذا ما قاله لصديقه بعد س���اعة أخرى من قراءة‬ ‫تولستوي‪ .‬كانا يريدان معرفة حقائق عن الثورة‬ ‫املضادة‪ ،‬نصحهما صديق متعلم بقراءة صفحات‬ ‫م���ن درب اآلالم أللكس���ي تولس���توي‪ .‬لس���بب م���ا‬ ‫كانت الثورة املضادة ترتبط باألصدقاء‪.‬‬ ‫" عرفت بأنين سأصل هلذا احلد "‪.‬‬ ‫كان يدعى يوس���ف طالب جامعي متعثر‪ ،‬درس‬ ‫الرياضيات لسنتني‪ ،‬ثم تركها حبجة أن األرقام‬ ‫عامل موازي للكون‪ ،‬ال ميكن فهمه‪ ،‬التجأ للكلمات‬ ‫بشكل حمموم‪ ،‬فهي يف نظره تستمد وجودها من‬ ‫الواق���ع املعاش عل���ى عكس الكلمات‪ ،‬اليت تس���عى‬ ‫لش���طب الواقع‪ ،‬لصناعة حماكاة ل���ه‪ .‬كما إنه‬ ‫ش���اعر مبت���دئ حللق���ة ضيق���ة م���ن األصدق���اء‪.‬‬ ‫ً‬ ‫متجاه�ل�ا القواع���د والقوان�ي�ن‪،‬‬ ‫يكت���ب بس���رعة‪،‬‬ ‫كأن���ه يه���رب م���ن عامل���ه احلقيق���ي بإحي���اء من‬ ‫س���نواته مع األرقام‪ ،‬يفكر يف أوق���ات الصفاء‪ ،‬بأن‬ ‫األخطاء أثناء الكتابة هي س���بب راحته العميقة‪،‬‬ ‫فه���ي جتع���ل م���ن الع���امل مقنع���اً‪ ،‬ميكن���ه العودة‬ ‫إليها كل مرة‪ ،‬ليكتش���ف بأنها ما تزال قوية وال‬ ‫يتمكن من الس���يطرة عليها‪ ،‬يف حصيلته قصائد‬ ‫جي���دة لش���عراء م���ن ايرلن���دا وأس���بانيا وبع���ض‬ ‫البلدان اليت عرفت الش���عراء والثورات واحلروب‬ ‫األهلية‪ .‬يش���رب يف بعض الليال���ي الباردة برفقة‬ ‫األصدق���اء خنب أولئك الذين قض���وا عند التالل‬ ‫وبني الس���هوب البعيدة‪ ،‬إنهم يف نظره من أبطال‬ ‫احلي���اة‪ ،‬قبل س���نوات‪ ،‬بوحي من هوليوود أنش���ئ‬ ‫مجعية الش���عراء املوتى‪ ،‬قصائد‪ ،‬قرأها برتمجات‬ ‫س���يئة أش���عار لوركا وبوش���كني‪ ،‬ناظ���م حكمت‪،‬‬ ‫بوب ديالن‪ ،‬ماياكوفوس���كي مع عش���رات شعراء‬ ‫ايرلن���دا بداي���ات القرن املنص���رم‪ ،‬أيضاً برتمجات‬ ‫س���يئة‪ ،‬أصب���ح بطريق���ة ما مهووس���اً به���م‪ .‬أثناء‬ ‫ش���ربه يف الليالي الباردة حيل���م برقصة بربرية‬ ‫كامل���ة التفاصي���ل واجلنون‪ ،‬ليس���ت كرقصة‬ ‫زوربا اليوناني‪ ،‬بل رقص���ة افريقية‪ ،‬ترن خالهلا‬ ‫أنص���ال اخلناج���ر وأطراف الس���ياط اجللدية يف‬ ‫اهل���واء‪ ،‬لتلم���ع بأض���واء الغ���روب‪ .‬قبل أي���ام دخل‬ ‫بكل تيه عامه التاسع والعشرين‪ ،‬متنى أن يعيش‬ ‫الوجد واالنتشاء أثناء رقصة جمنونة مع فتاة يف‬ ‫خياله‪.‬‬ ‫" ال شيء يوقف األمر أليس كذلك؟ "‪.‬‬ ‫" إيقافه شبه مستحيل "‪.‬‬ ‫" ح�ي�ن أنظر إىل الواقع أظن بأن األمر يس���تحق‪.‬‬ ‫لكنين أتس���اءل كيف يتم؟ مث ً‬ ‫ال عندك مخس���ة‬ ‫أصدق���اء‪ ،‬تريد التخلص منه���م‪ ،‬دفعة واحدة‪ ،‬ما‬ ‫هي أفض���ل طريقة لفعل ذل���ك؟ احتفال صغري‪،‬‬ ‫شرب وعربدة ثم يف نهاية الليل‪ ،‬بعد كل شيء‪،‬‬ ‫ختربهم بأنهم غ�ي�ر مرغوبني بعد تلك اللحظة‪،‬‬ ‫وإنك مل تعد بق���ادر على احتمال املزيد منهم‪ ،‬إن‬ ‫مخس���ة أصدقاء عدد كبري لش���خص واحد‪ .‬أمر‬ ‫منهك‪ ،‬أنظر معي فحسب‪ ،‬أظن بأن الثورة أيضاً‬ ‫حدثت ب�ي�ن األصدقاء‪ ،‬كم صديق���اً فقدت منذ‬ ‫الثورة؟ "‪.‬‬ ‫" الكثري‪ ،‬حت���ى إنين افقد املزيد منهم‪ ،‬أمر أش���به‬ ‫باالنقس���ام‪ ،‬ال اعرف ما حي���دث بالضبط‪ ،‬لكنين‬ ‫مل اعد افهم سبب متجيد الثوري‪ ،‬هل ألننا فقدنا‬ ‫أصدقاءنا‪ ،‬املوت يف الرفقة‪ ،‬الس���قوط األخالقي‪،‬‬ ‫افهم ما حتاول قوله هنا‪ ،‬أفهم جيداً ما نعيشه‪ ،‬ما‬ ‫ال أفهمه هو ملاذا نعيشه "‪.‬‬ ‫قال يوسف بصوت محاسي‪:‬‬

‫" إنه���ا تفاصي���ل الواق���ع‪ ،‬ال ميك���ن إال أن أهتم ملا‬ ‫حي���دث يف التفاصيل‪ .‬بطريقة م���ا تعلمت النظر‬ ‫وس���ط الضب���اب‪ .‬أم���ا م���ا حي���دث خ���ارج العتمة‬ ‫والضب���اب أمر ال ميكن التكهن ب���ه أو رؤيته‪ .‬أوه‪،‬‬ ‫إنه���ا وقاح���ة ما نعيش���ه‪ ،‬ال ميكن احتم���ال املزيد‬ ‫م���ن الصداق���ات واألش���خاص الذي���ن ي���روون‬ ‫بنف���س األس���لوب‪ ،‬وس���ط الضب���اب‪ .‬أعتق���د بأننا‬ ‫ن���رى خياالتن���ا وأحالمن���ا‪ ،‬نتحدث عنه���ا كأنها‬ ‫وقائ���ع‪ ،‬انظ���ر مع���ي جي���داً‪ ،‬أليس هذا ج���زء من‬ ‫طبيعة األحكام املس���بقة؟ أن نعتمد على أحالمنا‬ ‫وخياالتنا‪ ،‬أو حتى ذاكرتنا ملعرفة الواقع "‪.‬‬ ‫يف تل���ك الليل���ة كان���ا مثل�ي�ن‪ ،‬كالهما مس���لح‪،‬‬ ‫وكان خم�ت�رع الكالش���ينكوف قد م���ات قبل يوم‬ ‫واحد‪ ،‬فقط‪ .‬رفع يوس���ف سالحه ‪ AK-47‬عالياً‬ ‫ثم قال‪:‬‬ ‫" سنسلخ جلودهم‪ ،‬لطاملا منتلك هذا "‪.‬‬ ‫صمتا معاً للحظات‪ ،‬ثم قال اآلخر‪:‬‬ ‫" لنق���ف حتية للروس���ي العظيم‪ ،‬ال���ذي قدم لنا‬ ‫شرفنا "‪.‬‬ ‫ثم وقفا مع���اً رافعني س�ل�احيهما‪ ،‬كان يف بقعة‬ ‫معزول���ة‪ ،‬حيرس���ان اللي���ل بأكثر من أي ش���يء‬ ‫أخ���ر‪ ،‬بنغ���ازي كان���ت خت���وض مح���ى امل���وت‪،‬‬ ‫انفج���ارات واغتي���االت ع�ب�ر طرقاته���ا وهجمات‬ ‫مكثف���ة على بعض املقار احلكومية واملعس���كرات‬ ‫الثوري���ة‪ .‬عل���ى وجهيهما إميان غري���ب‪ ،‬ال ميكن‬ ‫تصديق���ه‪ ،‬إن���ه أقرب ملش���اعر البالهة لك���ن فيها‬ ‫الكث�ي�ر من االعت���داد واجلن���ون‪ ،‬إنهم���ا ملتزمان‬ ‫بقضية‪.‬‬ ‫قال الصديق‪:‬‬ ‫" لواله‪ ،‬ألغتصبنا األخوة األعداء "‪.‬‬ ‫قرئ���ا األم���ر م���راراً‪ ،‬كل ما يتوج���ب عليك فعله‬ ‫هو محاي���ة نفس���ك‪ ،‬إنه���ا القيمة األكث���ر مثناً‪،‬‬ ‫خبسارته ال ميكن خسارة ش���يء أخر‪ .‬لذا كانت‬ ‫حتيتهم���ا به���ذا القدر م���ن االلتزام‪ ،‬فيها خش���وع‬ ‫دي�ن�ي‪ ،‬وق���د أخ���ذت النج���وم القليل���ة املتواري���ة‬ ‫بتأل���ق‪ ،‬يف الس���ماء ب�ي�ن فراغ���ات الغي���وم‪ ،‬طائرة‬ ‫عب���ور واح���دة‪ ،‬ظه���رت على حن���و مفاج���ئ فيما‬ ‫هم���ا يتطلعان جملد الروس���ي‪ ،‬فغرق���ا بصمت يف‬ ‫مراقبته���ا به���دوء‪ ،‬ط���وال أش���هر مل تظه���ر هذه‬ ‫الطائ���رات‪ ،‬بظهوره���ا‪ ،‬ب���دا ليوس���ف ب���ن احلياة‬ ‫تع���ود‪ ،‬يف فرتة طفولته‪ ،‬كان���ت مراقبة طائرات‬ ‫العبور أم���ر ممتعاً‪ ،‬يف تلك اللحظ���ة بعد التحية‬

‫الروس���ية‪ ،‬عاد لطفولته لوهل���ة‪ .‬كانت الطائرة‬ ‫تهرب من عش الدبابري اللييب‪.‬‬ ‫قب���ل أيام كان���ا يف زي���ارة لصديق قديم‪ ،‬مس���ن‬ ‫وصاحب مكتبة صغرية يف إحدى شوارع بنغازي‪،‬‬ ‫كان حيدثهم���ا ع���ن معان���ي الث���ورة يف الكت���ب‬ ‫القدمي���ة‪ ،‬كان���ا حباج���ة ل���كل معلوم���ة وس���ط‬ ‫الضب���اب‪ ،‬إنهم���ا تائه���ان ببس���اطة وال ميتل���كان‬ ‫معس���كراً حقيقي���اً‪ ،‬حت���ى إنهما يؤسس���ان لثورة‬ ‫خاصة بهما‪ .‬املس���ن صاح���ب املكتبة بلغ���ة بليغة‬ ‫تليق به‪:‬‬ ‫" الث���ورة هي موت متعدد‪ ،‬جناحه���ا هو يف إيقاف‬ ‫وختطي املوت "‪.‬‬ ‫ه���و يف الس���تني‪ ،‬ال خي���رج م���ن مكتبت���ه مطلقاً‪،‬‬ ‫يكت���ب ط���وال الوق���ت ليت���م رواي���ة أي���ام حياته‪،‬‬ ‫اخربهما قبل أشهر بأنه يكشف الكثري‪ ،‬وإنه قابل‬ ‫عشرات األش���خاص من التاريخ السياسي للملك‬ ‫والديكتات���وري ورج���ال الذي���ن أسس���وا اجلي���ش‬ ‫ألول م���رة‪ ،‬مع العش���رات‪ ،‬بل املئات م���ن الوثائق‬ ‫اجلدي���دة‪ ،‬إن���ه كات���ب م���ن الس���بعينيات‪ ،‬نش���ر‬ ‫مقاالته األدبية‪ ،‬عرب صفحات الصحف اللندنية‪،‬‬ ‫درس يف روسيا‪ ،‬ويف مكتبته اخلاصة بعض أقدم‬ ‫الطبعات الكتب دوستويفسكي وتلك اليت طبعت‬ ‫ألول مرة خالل الس���بعينيات الق���رن املاضي‪ .‬مع‬ ‫ص���ور ن���ادرة باألبيض واألس���ود إليف���ان بونني‪،‬‬ ‫أندرييف‪ ،‬ومسكيم غوركي‪ ،‬كما إن لديه صور‬ ‫واضحة لتولستوي بلحية طويلة‪.‬‬ ‫كان ذل���ك بداية لكل حديث الذي س���بق وحلق‪،‬‬ ‫املس���ن يفتش يف كتبه‪ ،‬ويتحدث عن تلك األمور‬ ‫ال�ت�ي ختلط كل ش���يء باألفكار‪ ،‬يوس���ف يعرف‬ ‫م���اذا تعين تلك احلياة‪ ،‬محاس���ه ش���ديد حني قال‬ ‫املسن‪:‬‬ ‫" أحياناً تكون الثورة أماً للموهبة "‪.‬‬ ‫عندها قال الصديق‪:‬‬ ‫" بل الثورة هي املوهبة "‪.‬‬ ‫" ال ميك���ن أن يكون القتل موهبة بعينها‪ ،‬كما أن‬ ‫أصحاب املواهب ال يروون هذا اجلانب من الثورة‪،‬‬ ‫جانبهم اإلبداعي يولد مع الثورة‪ ،‬حني يولد ذلك‬ ‫اإلبداع يف كل جمال‪ ،‬تك���ون الثورة موهبة‪ ،‬وإال‬ ‫فإنها لعنة "‪.‬‬ ‫ثم قام املكتيب املسن بهدوء‪ ،‬تاركاً ورائه كرسياً‬ ‫ه���زازاً يص���در صري���راً هادئ���اً‪ .‬جل���ب جملدي���ن‬ ‫احدهم���ا عتي���ق باللغ���ة الروس���ية واآلخر طبعة‬

‫عربية جديدة‪.‬‬ ‫" درب اآلالم لتولستوي "‪.‬‬ ‫أوضح ثم جلس وهو يضيف قائ ً‬ ‫ال‪:‬‬ ‫" فيه تعبريات مبكرة ورائعة عن الثورات واملوهبة‪،‬‬ ‫وصلها تولس���توي‪ ،‬قبل غريه‪ ،‬إنه رجل عسكري‪،‬‬ ‫ولد يف احل���رب‪ ،‬خالصاته حول األوضاع الثورية‬ ‫باهرة "‪.‬‬ ‫مد اجمللدين فأخذ يوسف النسخة العربية‪ ،‬فيما‬ ‫الصديق استلم النسخة الروسية‪ ،‬راحا يتفتشان‬ ‫ع�ب�ر صفحاتهما بش���كل حمم���وم‪ ،‬عينا يوس���ف‬ ‫وقعت���ا على كلمات حيبها‪ .‬الكتاب طبعة جديدة‬ ‫م���ن كت���ب تولس���توي وه���و اجملل���د الثال���ث من‬ ‫مخس جمل���دات من مؤلفاته املخت���ارة‪ ،‬برتمجة‬ ‫عراقي أنيق‪.‬‬ ‫" س���تجدان أيضاً خلفية رائعة عن الثورة املضادة‬ ‫"‪.‬‬ ‫ألي���ام غرق���ا ب�ي�ن صفح���ات الكت���اب‪ .‬ش���اهدا بأم‬ ‫أعينهما ومسعا شهادة الثوري عن الثورة املضادة‪،‬‬ ‫ال ميك���ن أبداً تقبل هذا‪ ،‬إنه أمر يتش���اركانه مع‬ ‫تولس���توي‪ ،‬الث���ورة والنظ���رة املعاكس���ة جلانب‬ ‫اآلخ���ر‪ ،‬إنهما معاً ينظران حلوادث القتل املريعة‪،‬‬ ‫شيء مؤسف‪ ،‬لكنه يقع باستمرار وعناد‪ ،‬عند هذا‬ ‫احلد اتكئ يوسف إىل احلائط ورائه‪ ،‬ثم قال‪:‬‬ ‫" يف بلدت���ي ت���ازر‪ ،‬اخت���ذت الث���ورة منح���اً عنيفاً‪،‬‬ ‫سلس���لة من احل���روب األهلي���ة‪ ،‬وقتال الش���وارع‪،‬‬ ‫القن���ص‪ ،‬االختط���اف‪ ،‬قص���ف األحياء الس���كنية‬ ‫باهلاون واألس���لحة الكيماوية‪ ،‬عند هذه الدرجة‪،‬‬ ‫ال تكون املعاني املزعومة مفهومة "‪.‬‬ ‫" لكننا وقفنا احرتاماً لكالشينكوف والثورة "‪.‬‬ ‫" وقفن���ا احرتام���اً لرجل منحنا س���لطة قول ال يف‬ ‫وجه املوت "‪.‬‬ ‫" أنت تبالغ‪ ،‬أليس كذلك؟ "‪.‬‬ ‫" أتظن؟ "‪.‬‬ ‫" أنت تسعى لشطب أصدقاءك "‪.‬‬ ‫" أن���ت تس���يء الفه���م‪ ،‬أن���ا أس���عى لش���طب الثورة‬ ‫املضادة "‪.‬‬ ‫" م���ا الفائ���دة؟ أنت اكتفي���ت بالث���ورة‪ ،‬مل تقاتل‬ ‫فيه���ا‪ ،‬مل تنتس���ب ألي كتيب���ة مس���لحة‪ ،‬حت���ى‬ ‫إنك حتمل الكالش���ينكوف يف ظروف استثنائية‪،‬‬ ‫تكرمياً لرجل مات "‪.‬‬ ‫فكر يوس���ف قلي ً‬ ‫ال‪ .‬قبل أشهر كتب قصيدة عن‬ ‫موت كلب ويف من طفولته‪ ،‬وأخرى عن شهرزاد‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫حني أنظر إىل الواقع أظن بأن األمر يستحق‪ .‬لكنين‬ ‫أتس��اءل كيف يت��م؟ مث ًال عندك مخس��ة أصدقاء‪،‬‬ ‫تريد التخلص منهم‪ ،‬دفعة واحدة‬

‫والصم���ت‪ ،‬كتبه���ا قبل الث���ورة بأس���بوع‪ ،‬تبدو‬ ‫ل���ه ذاتاً موحدة‪ ،‬تعرب عن خيبت���ه القدمية اليت‬ ‫حين إليه���ا‪ ،‬حني قال صديقه م���ا قال‪ ،‬تذكر‬ ‫القصيدتني‪ ،‬تنهد بعمق ثم قال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫اختذت‬ ‫" ال ميك���ن مطلق���اً جتاه���ل األم���ر‪ ،‬أن���ا‬ ‫موقف���اً‪ ،‬مل أك���ن لوحدي‪ ،‬رمبا تك���ون نظرتي‬ ‫خمتلف���ة‪ ،‬وال ميك���ن فهمه���ا‪ ،‬لكن�ن�ي اخت���ذت‬ ‫موقف���اً‪ ،‬إنه مع���زول عن البقي���ة‪ ،‬حبيث أصبح‬ ‫عبئ���اً عليهم‪ ،‬إنهم لن يفهم���وا معنى ما حيدث‬ ‫لي‪ ،‬حس���ناً‪ ،‬قب���ل ذلك كنت ش���اعراً ثم صرت‬ ‫ثوري���اً‪ ،‬فه���ل تع���رف ش���خصاً يتقب���ل ش���اعراً‬ ‫ثوري���اً؟ ال أعتقد‪ ،‬وح���ده املوت م���ن يفعل هذا‪،‬‬ ‫ل���ذا مت قتل ل���وركا‪ ،‬ل���ذا قتل ش���عراء ايرلندا‪،‬‬ ‫الش���اعر الثوري ينقلب على كل شيء‪ ،‬مبادئه‬ ‫متغرية كالس���حب‪ ،‬ال أصدقاء ل���ه‪ ،‬ألجل هذا‬ ‫بالذات يقتل الش���عراء زمن الثورات‪ ،‬س���يقتلون‬ ‫بضب���ط بداع���ي الثورة‪ .‬م���ع إن�ن�ي ال أظن بان‬ ‫أح���دا يف ليبيا يفه���م معنى احلقيق���ي للثورة‪،‬‬ ‫إنهم يعيشون خياالتهم اخلاصة‪ ،‬ضمن حلقة‬ ‫مغلقة من األحكام املسبقة‪ ،‬تغلف عقوهلم عن‬ ‫فهم الثورة يف صورتها الكربى‪ ،‬أظن بان هناك‬ ‫من يفهم الثورة؟ "‪.‬‬ ‫نظ���ر إليه صديق���ه لوهلة‪ ،‬ثم قال بش���يء من‬ ‫السخرية الصديقة‪:‬‬ ‫" أنت "‪.‬‬ ‫أجاب يوسف متجاه ً‬ ‫ال السخرية برفع سالحه‪:‬‬ ‫" ال ميكن�ن�ي االع�ت�راض مطلقاً على م���ا قلته‪،‬‬ ‫العي���ش يف الث���ورة والفهم أم���ران ال يتحققان‬ ‫بس���هولة للجميع لكنين‪ ،‬أحرتم نفسي بالقدر‬ ‫نفس���ه ال���ذي اح�ت�رم تل���ك القواع���د الصغ�ي�رة‬ ‫املذك���ورة يف اجملل���دات القدمي���ة ع���ن فه���م‬ ‫الثورات "‪.‬‬ ‫ضحك صديقه قائ ً‬ ‫ال‪:‬‬ ‫" ل���ن اس���تغرب م���ا قلت���ه‪ ،‬فاجلن���ون والش���رب‬ ‫يفعالن أكثر "‪.‬‬ ‫ابتس���م يوس���ف به���دوء‪ ،‬كان س�ل�احه ال يزال‬ ‫مرفوعاً بانتشاء حني قال‪:‬‬ ‫" الثورة كشف شخصي‪ ،‬أولئك الذين يظلون‬ ‫ثواراً‪ ،‬أناس بال هوية‪ ،‬ليسوا سوى وقود حلدث‬ ‫كبري‪ ،‬لنار تزداد اش���تعا ً‬ ‫ال‪ ،‬ليس���وا س���وى املوت‬

‫املتعدد الذي حتدث عنه املكتيب املسن‪ ،‬بالنسبة‬ ‫لي‪ ،‬اس���تهوتين فك���رة نهاي���ة الث���ورة واملوهبة‪،‬‬ ‫أظن�ن�ي س���أكون موهوب���اً يف نهاي���ة كل هذه‬ ‫األحداث‪ ،‬سأكون شاعراً موهوباً ال تورياً "‪.‬‬ ‫" أال تظن بان الثورة هي املوهبة؟ "‪.‬‬ ‫" ال‪ ،‬مل أعد "‪.‬‬ ‫ابتس���امة رقيق���ة أخرى من يوس���ف‪ ،‬ث���م انزل‬ ‫س�ل�احه‪ ،‬رأى جنمت�ي�ن يف الس���ماء‪ ،‬كان���ت‬ ‫املدين���ة مس���تيقظة جبف���ول‪ ،‬دوي االطالقات‪،‬‬ ‫رصاص طائش‪ ،‬ت���دوي على فرتات متقاطعة‪،‬‬ ‫انفج���ارات تزلزل عرب املس���احات البعيدة وبني‬ ‫املدن‪ ،‬اغتياالت ونهايات بش���عة‪ ،‬على مدى تلك‬ ‫الفراغات الغارقة بس���بب األمط���ار الصباحية‪،‬‬ ‫أنارت االبتس���امة الباردة لش���خص على وشك‬ ‫شطب أصدقائه‪ .‬مستغرقاً يف كلمات قصيدته‬ ‫القدمية‪.‬‬ ‫صمت شهرزاد‬ ‫عرب العتمة‪،‬‬ ‫أشتهي تلك الفتاة‬ ‫خيال عذب‪.‬‬ ‫*‬ ‫شهرزادي بال حكايات‪،‬‬ ‫ال تنتظر الصباح‪،‬‬ ‫ال ديكاً لصياح‪.‬‬ ‫*‬ ‫شهرزادي صمت مقدس‬ ‫جملد أنيق‪،‬‬ ‫يربز اهتمامه‪.‬‬ ‫*‬ ‫شهرزادي غضب عارم‪،‬‬ ‫كلماتها‪،‬‬ ‫صورها‪،‬‬ ‫منشوراتها‪.‬‬ ‫*‬ ‫شهرزادي‪،‬‬ ‫شهريار بال عمامة‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫بنغازي ‪ -‬ديسمرب ‪2013‬‬

‫‪15‬‬

‫جدل و‪ ..‬كتاب‪ ..‬وكاتب‬ ‫عطية صاحل األوجلي‬

‫إعتقدت ملكة مجال أمريكا السابقة و املذيعة مبحطة فوكس نيوز لورين غرين أنها قد‬ ‫ظفرت بصيد مسني س���يعزز من شعبيتها لدى املش���اهدين ومن أسهمها لدى مدرائها ‪ ..‬فضيف‬ ‫برناجمه���ا لتلك الليلة مل يكن س���وى رضا أص�ل�ان هو أمريكي من أصل إيراني مس���لم الديانة‬ ‫(املتعصب‪ :‬حياة وزمن يسوع‬ ‫كان قد كتب كتابا مثريا للجدل عن املسيح عليه السالم بعنوان‬ ‫ِّ‬ ‫الناصري )‪ ،‬والذي يطرح من خالله رؤية جديدة لعيسى عليه السالم‪.‬‬ ‫س���ألته بثقة وهي بالكاد ختفي ابتس���امتها ‪"..‬أو د أن أعرف كيف ميكن لك‪ ،‬وأنت املس���لم‪ ،‬أن‬ ‫تتج���رأ وتؤل���ف كتابًا عن نيب املس���يحية؟‪ ".‬فرد ً‬ ‫قائ�ل�ا ‪" "..‬ألن هذا عملي كأس���تاذ جامعي‪ .‬أنا‬ ‫أس���تاذ يف تاريخ األديان‪ ،‬مبا فيها اإلجنيل‪ .‬هذا ما أفعله من أجل لقمة العيش‪ .‬إن األمر مش���ابه‬ ‫للطلب من مسيحي أن يكتب عن اإلسالم"‪.‬‬ ‫إرتبكت قليال‪ ..‬ثم أعادت طرح الس���ؤال بنفس الصيغة تقريب���ا‪ ..‬فأجابها " "أنا عامل أديان‪ ،‬أمحل‬ ‫أربع ش���هادات‪ ،‬واحدة منها يف العهد اجلديد‪ ،‬وأتقن اليونانية القدمية‪ .‬درس���ت نش���أة املسيحية‬ ‫مس���لما"‪...‬زاد االرتباك لديها ‪ ..‬فأتهمته بأنه قد أخفى إسالمه عن القارئ‪...‬‬ ‫لعقدين‪ ،‬وإن كنت‬ ‫ً‬ ‫ف���رد قائ ً‬ ‫ال‪ " ...‬يا س���يدتي ل���و قرأت الصفحة الثانية م���ن الكتاب لوجدت فيها أن�ن�ي أعلم القارئ‬ ‫بوضوح بأنين مسلم الديانة"‪.‬‬ ‫أحدث���ت املقابل���ة ضجة كبرية بأمريكا ودفعت بالكتاب اىل قائمة أش���هر املبيع���ات ونال الكاتب‬ ‫تعاط���ف قطاعات واس���عة م���ن املثقفني االمريكي�ي�ن الذي احتجوا على االس���لوب االس���تفزازي‬ ‫للمذيع���ة‪ .‬وتس���اءل بع���ض منهم ‪ :‬مل���اذا ال تتس���اءل "فوكس ني���وز" عن حق الكتاب املس���يحيني‬ ‫واليهود يف الكتابة عن اإلس�ل�ام عندما تس���تضيفهم‪ ،‬بينما تعترب األمر موج ًبا للتس���اؤل عندما‬ ‫يتعلق مبؤلف مسلم عن املسيح؟‪ .‬ونشرت صحيفة الواشنطون بوست مقاال تطالب فيها حمطة‬ ‫فوكس نيوز باإلعتذار للكاتب ‪...‬وهكذا ساهمت هذه املقابلة يف نشر الكتاب بصورة مل حيلم بها‬ ‫الكاتب و جعلت منه ضيفا على اشهر اللقاءات التلفزيونية و الندوات الثقافية‪.‬‬ ‫يط���رح أصالن يف كتابه رؤية عن الس���يد املس���يح تناقض االراء الس���ائدة حول���ه فهو يراه ليس‬ ‫كرجل س�ل�ام وإمن���ا كمناضل صلب و ش���رس من اجل حق���وق اليهود ومن أج���ل حتريرهم‬ ‫وحترير األرض املقدسة من حكم الرومان و إرساء مملكة دينية يهودية نقية!‪ .‬ويناقش الكاتب‬ ‫الكثري من املسلمات حول السيد املسيح وموقفه من الصراع ضدالرومان و قضية صلبه وقضايا‬ ‫الكتابة التارخيية عنه ويقدم العديد من االدلة و األطروحات اليت تعزز من وجهة نظره هذه‪.‬‬ ‫وحس���ب رواية الكاتب‪ ،‬فإن عيس���ى عليه الس�ل�ام قد ولد يف الناصرة وترع���رع بها وكان عامال‬ ‫فقريا‪ ،‬وتتلمذ على يد يوحنا املعمدان‪ .‬ومل يكن ينوي مطلقا تأسيس الكنيسة‪ ،‬بل كان خملصا‬ ‫للش���ريعة اليهودية‪ .‬وأن���ه كان مناضال ضد الرومان وضد كباركهن���ة املعابد وأثرياء اليهود‬ ‫املتعاونني معهم‪ .‬ويعترب الكاتب أن صلب املس���يح س���واء مت أم ال هو دليل على موقفه السياس���ي‬ ‫فالروم���ان مل يكون���وا معنيني بالدع���وات الدينية وامن���ا كانوا يصلبون من يث���ور ضدهم أومن‬ ‫حي���رض عل���ى الث���ورة‪ .‬كما يقدم الكتاب تفس�ي�رات ملس���ألة نش���أة الكنيس���ة املس���يحية و تأثر‬ ‫املس���يحيني االوائل بالفلسفة اليونانية ويقدم دراسة تفصيلية للبيئة السائدة آنذاك بفلسطني‬ ‫وخصوصا ادوار الفالحني اليهود و طبقة الكهنوت‪.‬‬ ‫ورغم أن الكاتب مس���لم الديانة و سبق له أن كتب كتابا مشهورا حول االسالم نال عدة جوائز‬ ‫فأن���ه يف حبث���ه هذا ق���د التزم احلياد وقدم ما اس���تطاع م���ن االدلة التارخيي���ة كباحث تارخيي‬ ‫حمايد يس���تطيع أن يفصل ب�ي�ن معتقداته الش���خصية و بني متطلبات العم���ل العلمي الذي ال‬ ‫يعرتف اال باالدلة و القرائن‪.‬‬ ‫وبغض النظر عن رأي القارئ فيما وصل اليه الكاتب من استنتاجات فإن هذا النوع من الكتابات‬ ‫ح���ول الش���خصيات التارخيية ل���ن يتوقف و س���يبقى دائما مث�ي�را للجدل واخلالف���ات ما بقيت‬ ‫احلي���اة‪ .‬وعلين���ا أن نتذكر ان ق���وة مثل هذه الكتب لي���س يف ما قدتطرحه م���ن "حقائق" وإمنا‬ ‫يف ما قد تثريه من تس���اؤالت وجدل ونقاش يدفع بالفكر االنس���اني حنو الرقي و جيدد املفاهيم‬ ‫الس���ائدة ومينحها روحا جديدة‪ .‬فاألديان راس���خة و باقية ولكن ما يتغري هو تفس�ي�ر الناس هلا‬ ‫وعالقتهم بها‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫احلوار عند أمحد صدقي‬ ‫الدجاني‪ ..‬وعنه‬ ‫نور الدين السيد الثلثي‬ ‫•احلوار‪ ..‬ما أحوجنا إليه‬ ‫وقع���ت بني ّ‬ ‫يدي مقالة للمفكر واألديب واملناضل الراحل أمحد صدقي الدجاني كانت قد‬ ‫وقع‬ ‫ُنش���رت له يف جملة "العرب���ي" بعنوان "احلوار‪ ..‬ما أحوجنا إليه"‪ .‬ق���رأت وكان ملا قرأت ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ورج ٌع‪ .‬كانت القراءة نفسها حواراً عن بعد بعيد مع أمحد صدقي الدجاني‪.‬‬ ‫جاء يف مقدمة املقال "ما أمتع احلوار‪ ،‬وما أعظم جدواه‪ ،‬وما ّ‬ ‫أش���د حاجتنا إليه وإىل إتقانه‪.‬‬ ‫متعت���ه بني متع احلياة اليت أنعم بها اهلل على اإلنس���ان متمي���زة‪ .‬وهي تأتي عند البعض يف‬ ‫املكت���وب روع َته وقيمته‬ ‫العمر‬ ‫املقدمة‪ .‬وكم أستش���عر وأن���ا يف أواخر العقد اخلام���س من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كسبيل للمعرفة"‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وأنق���ل مزيداً مما جاء يف املقال‪(:‬احلوار عملي���ة تتم بني اثنني أو أكثر‪ .‬وهي تتضمن حني‬ ‫جتاوب يو ّلد عند‬ ‫جتري بني اثنني طرحاً من أحدهما يتم ّثله اآلخر وجييب عليه‪ ،‬فيحدث‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫حكم هذا الكالم‪.‬‬ ‫كالم‬ ‫مراجعة ملا طرحه من‬ ‫كل منهما‬ ‫ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ومنطق ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫رب‬ ‫احل���وار متعة ‪ ،‬احلوار س���بيل إىل املعرفة‪ ،‬احلوار ضرورة للعم���ل اجلماعي‪ ،‬احلوار خمت ٌ‬ ‫مطلوب لقدح زناد العقل‪ ،‬فتواصل ذهنني ينتج أفكاراً جديدة‪.‬‬ ‫لألفكار‪.‬احلوار‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وش���رط آخر حلدوث‬ ‫والعقل عماد احلوار‪ ،‬وش���رط ح���دوث احلوار وجود عقلني أو أكثر‪.‬‬ ‫احل���وار أن ميارس العق���ل فيه عملي���ة املراجعة‪،‬‬ ‫حبك���م ُمس���بق‪.‬‬ ‫يتمس���ك‬ ‫وأن يك���ون منفتح���اً ال ّ‬ ‫ٍ‬ ‫بوجود العقل وإعماله تنتظم عملية احلوار‪ ،‬وإن‬ ‫اختلف���ت مراتب العقول املتحاورة‪ .‬وتبلغ العملية‬ ‫ذروته���ا يف ح���وار األكفاء‪.‬جي���ب أن تع�ّب�رّ لغ���ة‬ ‫احلوار عن روحه وأدبه‪ ،‬فتحف ظ للمحاور حقه‬ ‫كي‬ ‫يف االح�ت�رام ويف ط���رح وجهة نظ���ره‪.‬ال ب ّد ْ‬ ‫يأخذ احل���وار م���داه يف جمتمع ما‪ ،‬وي���ؤدي دوره‬ ‫يف التواص���ل بني بين اإلنس���ان‪ ،‬أن يتوافر له مناخ‬ ‫عدو احلوار اللدود‪ ،‬ويف‬ ‫من حرية القول‪ ،‬فالقمع ُّ‬ ‫مناخ القم���ع ال ينمو حوا ٌر وال يتف ّت���ح وال يُثمر)‪.‬‬ ‫أنق���ل ه���ذه الومضات ع���ن احلوار لش���دة حاجتنا‬ ‫ّ‬ ‫ولنتذكر أمحد‬ ‫إليه يف ه���ذه املرحلة احلرج���ة‪،‬‬ ‫صدقي الدجاني‪.‬‬ ‫•أمحد صدقي الدجاني وليبيا‬ ‫كان أمح���د صدقي الدجان���ي واحداً من مفكري‬ ‫األم���ة‪ ،‬مؤرخاً وأديب���اً ورمزاً من رموز اللغة العربية يف القرن العش���رين؛ مناض ً‬ ‫ال ش���ريفاً‪،‬‬ ‫ال مقاو ً‬ ‫ال من مقاولي السياس���ة‪ُ .‬‬ ‫ُ‬ ‫صفة له جتري على لس���ان من عرفوه دماثة اخللق‪.‬‬ ‫أول ٍ‬ ‫تنحن أمام لغة أجنبية أو‬ ‫تعرف���ه من صوته ومن لغته العربية العفوية الس���ليمة‪ ،‬ال�ت�ي مل ِ‬ ‫حتى عربية حمكية‪.‬‬ ‫محل بني جواحنه حّباً كبرياً لليبيا وارتبط مبصاهرة أهلها‪ .‬وكان له دو ٌر كبري يف إثراء‬ ‫احلياة الثقافية فيها يف عهد االس���تقالل‪ .‬عاش يف ليبيا مخس���ة عش���ر عاماً‪ ،‬معّلماً وباحثاً‬ ‫وحماض���راً وكاتباً‪ ،‬وعاش فيها م���ن قبله جدُّه حممود قاضياً‪ .‬عم���ل يف التعليم يف مدينة‬ ‫الزاوي���ة وعّلم يف جامعة حممد بن علي السنوس���ي‪ .‬عمل يف اإلعالم وش���ارك يف تأس���يس‬ ‫صحيف���ة الب�ل�اغ الليبية‪ .‬موضوع رس���الته لدرجة املاجس���تري كان "احلركة السنوس���ية‪:‬‬ ‫منوّها وانتش���ارها يف القرن التاسع عش���ر"‪ ،‬وأصبحت هذه الرسالة مرجعاً هاماً من مراجع‬ ‫الدع���وة السنوس���ية‪ ،‬وكان موض���وع رس���الته لدرج���ة الدكت���وراه "ليبيا قبي���ل االحتالل‬ ‫حبق ليب ّياً كما كان فلسطين ّياً‪ ،‬وبقي‬ ‫اإليطالي"‪ .‬كان أبو الطيب ـ وتلك كانت كنيته ـ ٍّ‬ ‫حياته وفياً صادقاً إىل أن انتقل إىل جوار ربّه يف القاهرة سنة ‪ُ .2003‬عقدت جمالس تأبينه‬ ‫يف فلسطني ومصر واألردن والسودان ولبنان وبريطانيا‪ .‬ولكن ليبيا اليت كانت حاضر ًة يف‬ ‫وجدانه‪ ،‬واليت أعطاها نتاج فكره وك ّرس ُج ّل دراس���اته لتارخيها‪ ،‬وعّلم أبناءها‪ ،‬وساهم يف‬ ‫إثراء احلياة الثقافية فيها‪ ،‬وصاهر أهلها‪ ،‬مل تش ُرف وقتها بلفتة وفاء هلذا الرجل‪.‬‬ ‫•وما أحوجنا‪...‬‬ ‫عندم���ا يضيق األف���ق‪ ،‬ونضيق باآلخر‪ ،‬يغيب احل���وار‪ .‬ويغيب معه الوف���اء‪ ،‬فهما صنوان‪ .‬ما‬ ‫أح���وج ليبي���ا يف منعطفه���ا التارخيي الدقيق الذي مت��� ّر به اآلن إىل احلوار‪ .‬م���ا أحوجنا إىل‬ ‫وفك���ر املختلفني عنا يف‬ ‫ثقافات‬ ‫االنفت���اح على اآلخ���ر بعقولنا وقلوبن���ا‪ ،‬وإىل التواضع أمام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فضاء اهلل األرحب‪ ،‬وإىل الوفاء للمحس���ن والصفح عن املس���يء‪ .‬ما أحوجنا ألن يسود منطق‬ ‫ليح���ل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ذات تصوّرناه���ا متثل احلق‬ ‫ش���وفينية‬ ‫حمل‬ ‫احل���وار ولغت���ه وآدابه‪،‬‬ ‫وانغ�ل�اق عل���ى ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫بة ال تقبل اآلخر فكرا أو ـ لدى البعض‬ ‫والص���واب واألمسى‪ ،‬دائماً ويف كل ش���يء؛ ٍ‬ ‫ذات مغا ِل ٍ‬ ‫م ّنا ـ حتى وجوداً‪.‬‬ ‫هرج بني الصوت وصداه‪ .‬ومل يتغري بع ُد شيء‪.‬‬ ‫مل يكن احلوار خالل العهد السابق أكثر من ٍ‬ ‫ورحم اهلل أمحد صدقي الدجاني‪.‬‬

‫اثن���ان باملئ���ة من الن���اس يفكرون ‪ ،‬ثالث���ة باملئة‬ ‫م���ن الن���اس يعتقدون أنه���م يفك���رون ‪ ،‬ومخس‬ ‫وتس���عون باملئة م���ن الناس يفضل���ون املوت على‬ ‫التفكري ‪.‬‬ ‫جورج برنارد شو‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫•باقون هنا‬ ‫كان الق���ذايف يدع���و الليبيني إىل مغ���ادرة ليبيا‬ ‫ً‬ ‫قائ�ل�ا كيف تبق���ون يف بالد املل���ح ‪.‬اآلن ما يقوم‬ ‫ب���ه أصحاب املصاحل والتابع�ي�ن إىل جهات أخرى‬ ‫‪ ،‬يدفع���ون بن���ا إىل اهلج���رة‪ .‬لكننا قاومن���ا رغبة‬ ‫القذايف وس���نقاوم رغباتهم‪ .‬س���نبقى يف وطن هو‬ ‫لنا وحنن له‪.‬‬ ‫•عاشور الطوييب‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫عقدت العديد م���ن اللقاءات يف اماكن عدة ومت‬ ‫احلوار الوط�ن�ي بني هذه االط���راف اليت صاغت‬ ‫اتفاق مبدئي كأساس هلذا احلوار ‪ .‬اننا نأمل أن‬ ‫تتأكد هذه الرتجيح���ات ألن الوطن يف خمتنق‬ ‫وأي بداية يف االجتاه الصحيح ستنقذ البالد مما‬ ‫هي فيه ‪.‬‬ ‫•ميادين فيس بوك‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫•الوسط انرتنت‬ ‫بواب���ة الوس���ط ص���وت ليبي���ا الدول���ي تب���دأ بثها‬ ‫التجري�ب�ي احل���ي ي���وم الثالث���اء‪ ٤‬فرباي���ر عل���ى‬ ‫متام الس���اعة الثانية عش���ر ظهرا بتوقيت ليبيا‪.‬‬ ‫العاش���رة صباح���ا بتوقي���ت غرينت���ش ميكنك���م‬ ‫متابعتها على ‪.alwasat.ly‬‬ ‫•حممود مشام‬

‫جمرد تاجر‬ ‫عندم���ا يتقل���ص االحتج���اج عل���ى فس���اد نظ���ام‬ ‫سياس���ي ‪ ،‬مالي وامين لدولة وشعب اىل احتجاج‬ ‫على فئة او حزب او مجاعه هم أقلية من ش���عب‬ ‫عل���ى أي ح���ال ‪،‬تصب���ح أبس���ط احلق���وق احملتج‬ ‫عليه���ا وإن كان���ت ألكثري���ة جم���رد وس���يلة‬ ‫تربر غايات يواصل بها النظام تقس���يم احملتجني‬ ‫لطوائف تتناحر وتق���دم بعضها قرابني ‪...‬حيمل‬ ‫كل قرب���ان رق���م ال حيت���اج حملتج وثائ���ر فلغة‬ ‫االرقام ال جييدها إال التاجر !‬ ‫•حنان عالء الدين‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫غد الوفاق الوطين‬ ‫ُترج���ح انبا ٌء على أن���ه خالل هذه االيام س���يعلن‬ ‫ع���ن وف���اق ب�ي�ن كافة االط���راف على مش���روع‬ ‫انق���اذ وطين ‪،‬نتج ع���ن حوارات ع���دة بني كافة‬ ‫االط���راف اليت تكون الطيف الوطين‪.‬وكانت قد‬

‫•حيتفلون بفوز ليبيا وقتل طفل‬ ‫االن ايض���ا جيتمعون يف مداخ���ل مدينة بنغازي‬ ‫حاملني الس�ل�اح الثقيل يقذفون املدينة وبيوتها‬ ‫بنفس الس�ل�اح ‪،‬نفس االش���خاص الذين خرجوا‬ ‫ليل���ة البارح���ة يطلق���ون الصواريخ فرح���ا بفوز‬ ‫فريقه���م ‪ .‬انه���م يفعل���ون كل ش���يء ب���دم بارد‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫•غياب الضرورة‬ ‫ميكن اس���تيعاب غياب املثقف اللييب عن السلطة‬ ‫املس���تحدثة لك���ن ال ميك���ن اس���تيعاب غي���اب‬ ‫املثق���ف اللييب عن املش���اركة يف دوره التنويري‬ ‫هل���ذه املرحل���ة ! أغلبهم يعيش���ون حال���ة انتظار‬ ‫ويش�ت�رطون ضمان���ات وتأم�ي�ن ش���امل حت���ى‬ ‫ميكنهم املبادرة بريع موقف أمحر !!!‪.‬‬ ‫•حممد األمني‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫فيسبوكـــــــــــــيات‬ ‫عن���ق الزجاج���ة ‪.....‬حن���ن ‪......‬برتاثنا م���ن القمع‬ ‫‪..‬و العنجهية ‪..‬و‪....‬و أش���ياء أخرى كثرية ال أود‬ ‫تذكريكم بها الزلنا يف قعر زجاجة رس���بت يف‬ ‫أوحال النفط الذي مل يصلنا منه إال لعنته!!!‬ ‫•فاطمة حممود‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫قتل طف���ل او االحتفال بتحقق هدف يف مرمى‬ ‫اخلصم‪.‬‬ ‫•أمحد الفيتوري‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫•صاحل علماني رب ضارة نافعة!‬ ‫عندم���ا رفضت س���فارة تون���س يف لبن���ان تقديم‬ ‫تأشرية لصاحل علماني الذي طلب اللجوء إلينا‪،‬‬ ‫ك ّن���ا نظن ّ‬ ‫أن األمر س���يئ‪ .‬لكن ص���احل علماني‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مكرماً‪.‬حتى‬ ‫ا‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫مع‬ ‫إسبانيا‬ ‫إىل‬ ‫اللجوء‬ ‫متكن من‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫إن رام اهلل نفس���ها تكرمه م���ع زمالئه املرتمجني‬ ‫اإلس���بان‪ ،‬وتتذك���ر غ�ي�ره م���ن الفلس���طينيني‬ ‫املقيمني يف إسبانيا‪.‬‬ ‫يا عم ص���احل‪ ،‬نصيح���ة واحدة موجع���ة‪ :‬عندما‬ ‫حتصل على جنس���ية إس���بانية ( ورمبا تكون قد‬ ‫حصلت عليها ؟ ) ْ‬ ‫قم بزيارة هذه البلدان املتداعية‬ ‫وشعوبها احلاملة باملستقبل؛ سنستقبلك كسائح‬ ‫مع���زز مك ّرم‪ ،‬حتى ْ‬ ‫وإن زرتن���ا ببضعة “يُو ُروَات”‬ ‫قليل���ة‪ ،‬وأنفقت ‪ 3‬يورو ونص يف اليوم‪ .‬الس���ائح‬ ‫يف حد ذاته عمل���ة صعبة متحركة‪.‬أما مرتجم‬ ‫املائة كتاب وكتاب ‪ ،‬فلن يس���مع به ‪ ،‬ال رئيس‬ ‫دولة ‪ ،‬وال سفري يف سفارة ‪ ،‬ال من شباك وال من‬ ‫باب‪.‬‬ ‫•حممد على اليوسفي‬ ‫نق�ل�ا ع���ن صفح���ة الصدي���ق حممد الش���كري‬ ‫‪..‬بتصرف‬ ‫‪Mohamed Ashokr‬‬ ‫خرب على شريط قناة العاصمه يقول‪:‬‬ ‫احلكومة الليبيه تقدم رؤيتها اخلاصه‪،،‬‬ ‫عن مستقبل القارة االفريقيه !!‬ ‫ذكرني ه���ذا اخلرب حبكاية قدمي���ة ‪ ...‬زمان يف‬ ‫الثمانين���ات يف القرن املاض���ي كان فيه مدرس‬ ‫مص���ري ي���د ّرس يف منطقة الش���ويرف وبعدين‬ ‫ُنق���ل اىل طرابلس وكان جالس���ا م���ع أصحابه‬ ‫م���ن الليبي�ي�ن وكان���ت في���ه نش���رة االخب���ار يف‬ ‫التلفزيون تنقل مسريات ممنهجة ‪ ،‬فسأل‬

‫املدرس ‪ :‬املسريات دي اللي فيها عايزين أيه ؟‬ ‫فرد عليه أحدهم عايزين دعم نيكاراغوا!!‬ ‫فأس���تغرب امل���درس املصري وقال ب���كل عفوية ‪:‬‬ ‫نيكاراغوا ‪،،‬ليه ؟ طب ماتدعموا الشويرف ؟؟‬ ‫إبراهيم محيدان‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫•التجاذبات السياسية مدمرة يف وقت األزمة‪.‬‬ ‫إن م���ا ن���راه من ص���راع املص���احل ب�ي�ن احلكومة‬ ‫وبع���ض الكتل يف املؤمتر الوطين العام وحماولة‬ ‫س���حب الثقة م���ن رئي���س احلكوم���ة االنتقالية‬ ‫يف ه���ذا الوق���ت العصيب ال���ذي متر ب���ه ليبيا له‬ ‫دالالت سياس���ية خطرية تن���ذر باحنراف الثورة‬ ‫ع���ن مس���ارها ملص���احل خارجي���ة إذا مل يتحم���ل‬ ‫املؤمت���ر الوطين الع���ام واحلكومة مس���ئولياتهما‬ ‫م���ن خ�ل�ال جتمي���د خالفاتهم���ا وتكثي���ف كل‬ ‫اجلهود إلنقاذ البلد من الدخول يف النفق املظلم‬ ‫ال���ذي ق���د ال حيمد عقب���اه ‪ ،‬وإن غرقت س���فينة‬ ‫الوط���ن ال س���امح اهلل الكل س���يغرق‪ ،‬ول���ن تنفع‬ ‫األيديولوجي���ات مبختلف أنواعها ب���دون اقتناع‬ ‫كل فئ���ات الش���عب وبدون وطن أمن ومس���تقر‬ ‫وحدوده مصانة‪.‬‬ ‫•مفتاح الفرجاني‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫•قعر زجاجة‬ ‫تون���س ‪ ..‬بنخبه���ا املثقف���ة ‪ ..‬مبجتمعه���ا املدن���ي‬ ‫العري���ق يف مدنيت���ه ‪...‬باحل���رص الص���ارم على‬ ‫ال�ت�راث العقالن���ي ال���ذي ترك���ه أعالمه���ا م���ن‬ ‫مفكري���ن و نش���طاء ونش���يطات يف احلق���وق‬ ‫املدنية ‪..‬بنسائها الالئي تربني على قيم احلرية‬ ‫رس���خه فقهاء‬ ‫مس���نودات بوعي فقه���ي حقوقي ّ‬ ‫من مس���توى الطاهر احل���داد ‪..‬تون���س الصغرية‬ ‫الفق�ي�رة ‪....‬قريب���ا س���تخرج‪..‬أو ق���ل خرجت من‬

‫•نبوءة يف طريق التحقق‬ ‫يف فرتة ما من التس���عينيات‪ ،‬عل���ى ما أذكر‪ ،‬مت‬ ‫تداول حكاية عن عرافة ليبية تنبأت مبس���تقبل‬ ‫ليبيا‪ .‬أبرز ما أذكره من احلكاية‪ ،‬أنه بعد معمر‬ ‫سيحكم شخص ليبيا يبلغ من تنكيله بالليبيني‬ ‫أن جيعلهم يس�ي�رون حفاة‪ .‬وقد حددت العرافة‬ ‫هذا الشخص باإلسم‪ :‬قدارة‪.‬‬ ‫وألنين أعترب نفسي زقطي ومقطر وخارم واحد‬ ‫وستني تعريفة (مش زي صديقي عز الدين عبد‬ ‫الكريم الي خارم تعريفة وحدة وحيساب روحه‬ ‫جاي���ب الصيد م���ن وذن���ه‪ ،‬حيكيعليها مبناس���بة‬ ‫وبدون مناس���بة)وال يستطيع ابن أنثى أن يفوته‬ ‫علي‪ ،‬كنت أقول ب���أن احلكاية من تأليف جهاز‬ ‫َّ‬ ‫خمتص بهذه املسائل يف النظام خياطب اجلانب‬ ‫ويرعبهم من مس���اندة أية‬ ‫اخلرايف عند الليبيني ٍّ‬ ‫حماولة للتخلص من معمر‪.‬‬ ‫اآلن اكتش���فت أنين كنت حمتاجا إىل خرم ما‬ ‫ال يقل عن مئتني ومخس�ي�ن تعريفة كي أتبني‬ ‫حقيقة األمر‪.‬‬ ‫مل تكن احلكاية من تأليف جهاز خمتص‪ ،‬وإمنا‬ ‫كان���ت منقولة عن عراف���ة حقيقية(آنس���ة‪ ،‬أو‬ ‫س���يدة) ليبية مكش���وف عنه���ا احلج���اب‪ ،‬مثلما‬ ‫يقال‪.‬‬ ‫ولكن أين قدارة؟‬ ‫أعتقد أن العرافة أخطأت‪ ،‬بسبب نقص معريف أو‬ ‫ضعف يف النظر‪ ،‬يف قراءة الرموز اليت انكش���فت‬ ‫هلا به���ا النب���وءة(إذا كان���ت انكش���فت مكتوبة)‪.‬‬ ‫أو أنه���ا أس���اءت الس���مع(إذا انكش���فت النب���وءة‬ ‫مسموعة)‪ .‬وهناك احتمال يشمل احلالتني وهو‬ ‫أن يكون حدث تصرف من الراوي‪.‬‬ ‫يبدو لي من شبه اليقيين اآلن أن أصل النبوءة‪:‬‬ ‫بعد غياب معمر س���يحكم الش���عب الييب مجاعة‬ ‫قادمون من قندهار‪ .‬وس���يبلغ من استبدادهم أن‬ ‫جيعل���وا الليبي�ي�ن ميش���ون حف���اة وينتعلون هم‬ ‫شباشب الصبع‪.‬‬ ‫وألن قنده���ار مل تك���ن معروف���ة آن���ذاك‪،‬‬ ‫ولالحتم���االت اليت أوردناها أع�ل�اه‪ ،‬مت االعتقاد‬ ‫ب���أن قنده���ار إمنا ه���ي تصحيف لإلس���م اللييب‬ ‫املعروف‪ :‬قدارة‪.‬‬ ‫•عمر الككلي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫•اهلروب الكبري‬ ‫ليبيا كانت س���جنا كبرياً ‪ .‬ه���ذا الوصف كان‬ ‫يطل���ق على ليبيا إبان س���يطرة النظام الس���جان‬ ‫ألربع���ة عق���ود ‪ .‬فه���ل كان حت���رر الليبيني من‬ ‫النظام يش���به هروب الس���جناء من الس���جن؟ مل‬ ‫ً‬ ‫عم�ل�ا فتحولوا إىل‬ ‫يُع���د إدماجه���م ومل جي���دوا‬ ‫عصابات مس���لحة تقتل وتسرق وختطف‪ ،‬وهل‬ ‫م���ن املمك���ن أن تتحول ليبيا يف الف�ت�رة الالحقة‬ ‫إىل إصالحية كربى تعيد إدماج الشعب اللييب‬ ‫يف الع���امل؟ ‪ .‬طبع���ا م���ع احرتام���ي ل���كل األبرياء‬ ‫الذين كانوا يف السجن الكبري وخرجوا ‪ ،‬وألنهم‬ ‫أبرياء فال حول هلم وال قوة‪.‬‬ ‫•سامل العوكلي ‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫الغنوشي‪:‬هدية‬ ‫خروج حلركة‬ ‫النهضة من‬ ‫احلكم‬

‫يف ح���وار ل���ه م���ع وكال���ة األنب���اء‬ ‫االملاني���ة اعت�ب�ر رئي���س حرك���ة‬ ‫النهضة راش���د الغنوش���ي ّ‬ ‫أن حديث‬ ‫البع���ض ع���ن خ���روج النهض���ة من‬ ‫احلك���م ه���و أك�ب�ر هدي���ة هل���ا ألن‬ ‫بقائه���ا يف موقع الس���لطة يعرضها‬ ‫للمزي���د م���ن االنتق���ادات بدرج���ة‬ ‫تفقد معها الفوز باالنتخابات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مؤكدا أن النهضة س���تظل العمود‬ ‫الفق���ري للسياس���ة التونس���ية‬ ‫واجلمي���ع يتوق���ع حصوهل���ا عل���ى‬ ‫األغلبي���ة يف االنتخاب���ات الربملانية‪.‬‬ ‫واضاف الغنوشي "نتمنى أن يتوسع‬ ‫االئت�ل�اف احلاكم ليش���مل أحزابا‬ ‫أخ���رى‪ ،‬إذا م���ا اس���تطعنا الوص���ول‬ ‫لتواف���ق معه���م فلم���ا ال"‪.‬ورأى‬ ‫الغنوشي ّ‬ ‫أن احلديث عن التعيينات‬ ‫ال�ت�ي قامت بها النهض���ة فيه الكثري‬ ‫من املبالغات و احلقيقة أن النهضة‬ ‫قام���ت بتعييناته���ا الضروري���ة اليت‬ ‫خيوهلا القان���ون قبلنا خالل احلوار‬ ‫الوط�ن�ي بتش���كيل جلن���ة حماي���دة‬ ‫ملراجع���ة التعيينات السياس���ية اليت‬ ‫مت���ت يف عه���د النهض���ة والسبس���ي‬ ‫وب���ن عل���ي وكل من س���يثبت عدم‬ ‫كفاءته ونزاهته سيعزل وسنلتزم‬ ‫بقرارات اللجنة‪.‬وفيما يتعلق ببقاء‬ ‫لطف���ي بن ج���دو يف حكومة مهدي‬ ‫مجع���ة‪ّ ،‬‬ ‫أكد الغنوش���ي ّ‬ ‫ان النهضة‬ ‫مل ترش���ح ب���ن ج���دو ومل تع�ت�رض‬ ‫علي���ه وال صح���ة مل���ا يرتدد م���ن أن‬ ‫بقائ���ه ج���اء للحفاظ عل���ى تعيينات‬ ‫النهضة بوزارة الداخلية‪.‬‬ ‫وص���ف الش���يخ راش���د الغنوش���ي‬ ‫رئيس حركة «النهضة» احلكومة‬ ‫اجلدي���دة برئاس���ة مه���دي مجع���ة‬ ‫بأنها « حكوم���ة توافقية حمايدة ال‬ ‫تتبع «النهضة» وال أي حزب آخر»‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫إسرائيل ‪ :‬اجلرمية الذكية‬ ‫الصادق النيهوم‬

‫يف ملفات احملاكم الفرنس���ية حكاية مواطن عادي ارتكب ذات مرة جرمية قتل‪ .‬زار‬ ‫عشيق امرأته يف بيته وكسر رأسه خبمس رصاصات‪ .‬ترك مسدسه جبانب القتيل‪.‬‬ ‫ت���رك أيضا قبعته وبطاقته الش���خصية‪ ...‬ذهب بعد ذل���ك اىل البيت وأخرب امرأته انه‬ ‫قتل عشيقها وطلب منها أن تبلغ عنه الشرطة‪ .‬بعد نصف ساعة كان املواطن يدلي‬ ‫بأقواله لوكيل النيابة‪.‬‬ ‫مل يع�ت�رف ل���ه جبرمية القتل‪ .‬مل يهت���م باألدلة القاطعة ضده ب���ل جلس يف مقعده‬ ‫هادئا ولفت نظر وكيل النيابة اىل أن املرء ال يقتل أحداً ثم يرتك مسدس���ه وقبعته‬ ‫وبطاقت���ه الش���خصية يف م���كان احلادث‪ ،‬وأن القات���ل ال يدبر جرميت���ه يف اخلفاء ثم‬ ‫يرتك عنوانه للش���رطة‪ ،‬وأي مواطن يف العامل يس���تطيع أن يكون القاتل ما عداه هو‬ ‫ش���خصيا‪ ...‬بعد ذلك اس�ت�راح يف مقع���ده ولفت نظر وكيل النياب���ة اىل أن امرأته مل‬ ‫تك���ن عل���ى وفاق ت���ام معه أو مع عش���يقها‪ ،‬وانه م���ن املعقول أن يتصور امل���رء أن تلك‬ ‫السيدة ارتكبت جرمية القتل وتركت أشياء زوجها يف مكان احلادث‪.‬‬ ‫بعد ثالثة شهور أثبتت احملكمة جرمية القتل على الزوجة الربيئة‪.‬‬ ‫مل يص���دق أحد أن زوجه���ا يقتل غرميه ثم يرتك له بطاقته الش���خصية‪ .‬مل يصدق‬ ‫أحد أن القاتل احلقيقي خيّلف وراءه مجيع هذه األدلة القاطعة‪ ...‬كان من الواضح‬ ‫بالنس���بة للقضاة أن األمر كله دسيسة مفضوحة ضد الزوج الطيب القلب‪ ،‬وكان‬ ‫م���ن الواضح بالذات أن الدسيس���ة مفضوحة جداً‪ .‬بعد عش���رين عام���ا اعرتف الزوج‬ ‫بلعبت���ه البس���يطة اليت ضحك به���ا على ذقن العدال���ة وانتقم بها م���ن غرميه وترك‬ ‫احملكمة تنتقم له من امرأته وخرج من املذحبة دون أن يصاب خبدش‪.‬‬ ‫ملاذا أحدثك عن القتلة واللصوص؟‬ ‫ألني أريد أن أحدثك عن إسرائيل‪..‬‬ ‫الع���امل كله يس���مع أن إس���رائيل تطال���ب باملفاوضات معن���ا‪ .‬العامل كل���ه يعتقد أن‬ ‫ذل���ك يعين ببس���اطة أن إس���رائيل ترغ���ب يف «التفاهم» معنا‪ ..‬وحن���ن بدورنا نرفض‬ ‫املفاوض���ات رفضا باتا‪ ،‬والعامل يعتقد أن ذلك يعين ببس���اطة أنن���ا نرفض «التفاهم»‪.‬‬ ‫احملكمة تضعنا يف قفص االتهام مقدماً باعتبارنا دعاة حرب‪ .‬احملكمة تربئ إسرائيل‬ ‫مقدماً باعتبارها داعية سالم‪ .‬ال أحد يريد أن يصدق أن طلب املفاوضات ليس دائما‬ ‫دع���وة للتفاه���م‪ .‬ال أح���د يريد أن يتذك���ر أن القاتل ق���د يرتك بطاقته الش���خصية‬ ‫متعمداً جبانب ضحيته لكي جيعل أمر اتهامه ـ ببساطة ـ أمراً غري معقول‪.‬‬ ‫العق���ل الغرب���ي الذائ���ع الصيت‪ ،‬أع�ن�ي حتى العق���ل الغربي بال���ذات الذي اش���تهر بـ‬ ‫(احلداق���ة والفهل���وة ) ال يعرف أصال أن إس���رائيل ال تلج���أ اىل املطالبة باملفاوضات‬ ‫ألنه���ا «تري���د» أن تتفاه���م معن���ا بل ألنها تع���رف ـ مقدم���اً ـ أنها مل ت�ت�رك لنا فرصة‬ ‫للتفاهم‪ .‬بكلمة بس���يطة اخ���رى‪ ،‬العامل خمدوع بالبطاقة الش���خصية اليت تركتها‬ ‫إس���رائيل عند رأس ضحيتها واملتهم الربيء يرسله القاضي حلبل املشنقة‪ .‬وأسوأ ما‬ ‫يف األمر أن هذه اللعبة غري العادلة تتم «بالذات» باسم اإلنسانية‪.‬‬ ‫فباسم اإلنسانية يطالبنا العامل بأن نقبل إسرائيل‪.‬‬ ‫وباسم اإلنسانية يطالبنا العامل بأن «نتفاهم» مع إسرائيل‪.‬‬ ‫العامل يديننا بالعنصرية وينسى يف غمرة صراخه أن العنصرية بالذات هي احلجر‬ ‫الوحيد واألساسي يف إقامة دولة خاصة باليهود‪.‬‬ ‫هذا النقاش ليس حديثاً سياسياً‪ ...‬الن إسرائيل ـ بالنسبة لي ـ ليست سياسة بل دين‬ ‫نصف متحضر ونصف وثين‪ ،‬وألني أعتقد أن قضية الش���عب الفلسطيين ال ختصه‬ ‫وحده وال ختص العرب وحدهم بل ختص اإلنسانية بأسرها اليت حتتاج اىل الدفاع‬ ‫عن وحدتها ضد كل فلسفة عنصرية‪.‬‬

‫البابا فرانشيسكو والهـــــــــ‬ ‫عزالدين عناية‬ ‫يف أعق���اب تواري البابا جوزيف راتس���ينغر‪،‬‬ ‫أكان ذل���ك ج���راء إقالت���ه القس���رية أو‬ ‫مبوج���ب اس���تقالته الطوعي���ة‪ ،‬اخت���ذت‬ ‫الكنيس���ة الكاثوليكي���ة منح���ى مغاي���را يف‬ ‫التعاط���ي م���ع العديد من القضاي���ا‪ .‬مل تعد‬ ‫الص���ورة اإلعالمية املروَّج���ة للبابا اجلديد‬ ‫ص���ورة ذل���ك الفيلس���وف املتجهّ���م ال���ذي‬ ‫يقارع فطاحلة الفلس���فة (حوار راتس���ينغر‬ ‫املتهجم‬ ‫م���ع هابرم���اس)‪ ،‬وال صورة ذل���ك‬ ‫ّ‬ ‫عل���ى األدي���ان اجلاحم���ة (قدح راتس���ينغر‬ ‫يف اإلس�ل�ام يف راتيس���بونا)‪ ،‬وال أيض���ا ذلك‬ ‫املش���هر س���يف احلرمان يف وج���ه كل من‬ ‫ِ‬ ‫تس��� ّول له نفس���ه ّ‬ ‫بش���ق عص���ى الطاعة عن‬ ‫(ح ْ‬ ‫���رم اله���وت التح���رر يف أمري���كا‬ ‫روم���ا ِ‬ ‫الالتيني���ة)‪ .‬غدا البابا يف نس���خته اجلديدة‬ ‫بشوش���اً وديعاً عطوفاً‪ ،‬متق ّفيا أثر البساطة‬ ‫اإلجنيلي���ة؛ لكنه���ا بس���اطة تب���دو رهين���ة‬ ‫امليديا ومن صنعها‪ ،‬ما قد يضفي على ذلك‬ ‫املس���لك طابع الرياء‪ ،‬الذي طامل���ا ح ّذر منه‬ ‫املسيح (ع) يف تقريعه للمرائيني‪.‬‬ ‫ولكن بعيدا ع���ن التصنيع احلثيث للصورة‬ ‫اإلعالمية للبابا‪ ،‬يدرك املتحكمون مبصري‬ ‫احملب���ذ‬ ‫الكنيس���ة أن جم���ال الباب���ا الس���ابق َّ‬ ‫كان الص���راع الدغمائي العق���دي‪ ،‬وهو ما‬ ‫و ّزعه بالتساوي على املسلمني والعلمانيني‪.‬‬ ‫وم���ع البابا احلالي هناك رغب���ة يف التخلي‬ ‫عن ذلك الته ّور‪ ،‬وس���عي لقلب ذلك املس���ار‬ ‫وحتويل���ه إىل تناص���ت وتثاق���ف‪ .‬رمبا من‬ ‫يتاب���ع غ���زل احل���وار اجل���اري يف إيطالي���ا‬ ‫ه���ذه األي���ام‪ ،‬ب�ي�ن أح���د كب���ار العلمانيني‬ ‫ال ّ‬ ‫الأدريني‪ ،‬الصحفي أوجينيو س���كالفاري‪،‬‬ ‫والباب���ا فرانشيس���كو‪ ،‬يع���ي ه���ذا التح��� ّول‬ ‫السلس يف اس�ت�راتيجية الكنيسة‪ ،‬طمعا يف‬ ‫إصالح ما أفسده راتسينغر‪.‬‬ ‫لكن ِلنس���ّلط الضوء على مسألة املصاحلة‬ ‫يف جمال حم���دد‪ ،‬مع اله���وت التحرر‪ ،‬ملاذا‬ ‫يأت���ي ه���ذا اخلي���ار يف الظ���رف الراهن؟ يف‬

‫احلقيقة مثة تهديد واضح للكاثوليكية يف‬ ‫جنوب القارة األمريكية ّ‬ ‫متأت من التيارات‬ ‫الربوتس���تانتية الناش���طة‪ ،‬ومن اجلماعات‬ ‫اإلجنيلي���ة حتدي���دا‪ .‬م���ا ع���ادت الكنيس���ة‬ ‫التقليدي���ة يف نس���ختها الروماني���ة ق���ادرة‬ ‫عل���ى ص ّد الزح���ف‪ ،‬بعد االكتس���اح اهلائل‬ ‫جلنوب القارة من ِقب���ل الكنائس العمالقة‬ ‫‪ -megachurch‬الواف���دة من الش���مال‪،‬‬‫من أمريكا‪ ،‬بكاف���ة عتادها وحتفزها‪ .‬فبعد‬ ‫أكث���ر من أربعة عقود م���ن مناهضة روما‬ ‫لالهوت التحرر‪ ،‬واتهامه بالنزعة اليسارية‬ ‫واملاركس���ية‪ ،‬تبني هلا أنها أخلت الس���احة‬ ‫إىل غريه���ا‪ .‬فالهوت التحرر مل يتنكر يوما‬ ‫لعمق���ه الكاثوليك���ي‪ ،‬لكن���ه رف���ض إحلاق‬ ‫املس���يحية باآلل���ة الرأمسالي���ة‪ .‬كم���ا أن‬ ‫الهوت التحرر ليس بناء نظريا صيغ على‬ ‫الطاولة‪ ،‬بل هو الهوت ِسياقي وليد أوضاع‬ ‫أمري���كا اجلنوبي���ة‪ ،‬وه���و كذل���ك تقري���ع‬ ‫أخالقي ونقدي للرأمسالية بصفتها نظام‬ ‫حيف وجور‪ ،‬وبصفتها ش���كال من اخلطيئة‬ ‫البنيوية‪ .‬إغناس���يو إ ّ‬ ‫الكوريا أحد منظري‬ ‫الهوت التحرر يتحدث عن "شعوب بأسرها‬ ‫مصلوب���ة"‪ .‬صحي���ح أن اله���وت التحرر مل‬ ‫يناص���ب املاركس���ية الع���داء‪ ،‬وإن مثل���ت‬ ‫أحرج املسائل املطروحة يف القرن العشرين‬ ‫أمام املس���يحية‪ ،‬ولكن الليربالية اجلديدة‪،‬‬ ‫بالنس���بة إليه‪ ،‬أكرب فضائح القرن الواحد‬ ‫والعش���رين‪ ،‬ألن "كل التق���دم احلاصل يف‬ ‫العامل ال يساوي آهة من آهات امرئ جائع"‬ ‫على حد قول ديستوفسكي‪.‬‬ ‫فمن "جمل���س مراقبة العقيدة" الذي توىل‬ ‫مهام���ه جوزي���ف راتس���ينغر‪ ،‬ح�ي�ن كان‬ ‫كردين���اال وقب���ل اعتالئ���ه س���دة البابوية‪،‬‬ ‫تس���ّلط احلرم���ان عل���ى كث�ي�ر م���ن رموز‬ ‫اله���وت التح���رر‪ ،‬لع���ل أبرزه���م الربازيلي‬ ‫ليون���اردو ب���وف؛ م���ن ذل���ك اجملل���س أيضا‬ ‫تأتي املصاحلة‪ ،‬بسعي من جرهارد لودفيغ‬


‫‪19‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫ُ‬ ‫مصلحة‬ ‫احلواُر الوطين‬ ‫اجلميع‬

‫ـــــــــوت التح ّرر‪ :‬عفا اهلل عما سلف‬ ‫مولر رئيسه احلالي‪ .‬فبعد أن كان‬ ‫الاله���وت الث���وري ُمدان���ا ب���دا عل���ى‬ ‫لس���ان مول���ر "م���ن أه���م اللواهي���ت‬ ‫الكاثوليكية يف القرن العشرين"‪.‬‬ ‫خالل شهر سبتمرب املنقضي أفردت‬ ‫"املالح���ظ الرومان���ي"‪ ،‬صحيف���ة‬ ‫حاض���رة الفاتي���كان‪ ،‬صفحات عدة‬ ‫للحدي���ث عن ه���ذه املصاحل���ة‪ ،‬بعد‬ ‫مخس وأربعني سنة من اخلصومة‬ ‫م���ع روم���ا‪ ،‬أي من���ذ انعق���اد مؤمتر‬ ‫‪ .1968‬فمع البابا فرانشيسكو‪ ،‬مثة‬ ‫نية ب�ي�ن ص ّناع الق���رار يف الفاتيكان‬ ‫إلقرار خطاب تع���دّدي متنوع داخل‬ ‫الكنيس���ة‪ ،‬بع���د التصّلب ال���ذي ران‪.‬‬ ‫مت االحتف���اء به���ذه املصاحل���ة عرب‬ ‫مؤل���ف مش�ت�رك بعن���وان‪" :‬يف ّ‬ ‫صف‬ ‫الفق���راء‪ .‬اله���وت التحري���ر‪ ،‬الهوت‬ ‫الكنيسة" (‪ )2013‬لرئيس "جملس‬ ‫مراقب���ة العقيدة" جره���ارد لودفيغ‬ ‫مولر والالهوتي البريويف غوس���تافو‬ ‫غوت�ي�راز‪ ،‬أح���د اآلب���اء املؤسس�ي�ن‬ ‫لالهوت التح���رر‪ ،‬ليختتم االحتفاء‬ ‫باس���تقبال غوت�ي�راز م���ن قب���ل البابا‬ ‫فرانشيس���كو يف احل���ادي عش���ر من‬ ‫سبتمرب‪.‬‬ ‫ولك���ن لفه���م اخليار احلال���ي للبابا‪،‬‬

‫ال بد م���ن وعي الصل���ة اليت ربطت‬ ‫الرج���ل باله���وت التح���رر‪ .‬ب���دءا‪،‬‬ ‫فه���ذا الالهوت هو حركة واس���عة‪،‬‬ ‫وه���و بالفع���ل لواهيت ش���تى تتوزع‬ ‫على بل���دان ع���دة‪ ،‬مث���ل األرجنتني‬ ‫والب�ي�رو والربازي���ل والس���لفادور‬ ‫والش���يلي وكوس���تاريكا واملكسيك‬ ‫واألوراغ���واي‪ .‬وما "اله���وت بويبلو"‪،‬‬ ‫ال���ذي انتم���ى إلي���ه برغولي���و‬ ‫(فرانشيس���كو) بزعام���ة مؤسس���ه‬ ‫لوش���يو ج�ي�را‪ ،‬س���وى فصي���ل م���ن‬ ‫ه���ذه احلركة الواس���عة‪ .‬فقد أص ّر‬ ‫اله���وت بويبل���و عل���ى خيار م���واالة‬ ‫الفق���راء‪ ،‬وإن كان عل���ى ح���ذر من‬ ‫حتويل الكنيس���ة إىل جم ّرد وكالة‬ ‫للخدم���ة االجتماعية‪ .‬وضمن ذلك‬ ‫التنوع ال���ذي ميز اله���وت التحرير‬ ‫يندرج انضم���ام الكردينال برغوليو‪،‬‬ ‫الذي ب���ات اليوم البابا فرانشيس���كو؛‬ ‫لكن���ه ينح���و منح���ى التحلي���ل‬ ‫التارخي���ي الثق���ايف‪ ،‬ب���دل التحلي���ل‬ ‫النق���دي البني���وي ذي النزع���ة‬ ‫املاركس���ية‪ .‬وطبيعي أن ينزع البابا‬ ‫احلالي هذا املن���زع‪ ،‬وهو املتحدر من‬ ‫بل���د تتجاوز في���ه أعداد الفق���راء‪ ،‬أو‬ ‫باألحرى َّ‬ ‫املفقرين‪ 30 ،‬باملئة‪.‬‬

‫الهوت التحرير دعا روما‪ ،‬منذ أمد‪،‬‬ ‫إىل املصاحل���ة م���ع ذاك���رة جنوب‬ ‫أمريكا (مراجعة تارخيي االستعباد‬ ‫واالس���تعمار وت���و ّرط الكنيس���ة يف‬ ‫اإلمثني)‪ ،‬وإىل اخل���روج من معايري‬ ‫املس���يحية الغربي���ة املرمسل���ة‪ .‬ألنه‬ ‫لي���س مبق���دور امل���رء أن يك���ون مع‬ ‫الفق���راء ما مل يك���ن مناهضا للفقر‪،‬‬ ‫عل���ى ح���د ق���ول ب���ول ريك���ور‪ .‬إذ‬ ‫مناهضة الفقر ليست فورة محاس‬ ‫دي�ن�ي خاطف‪ ،‬بل ه���ي معرفة ببناه‬ ‫االقتصادي���ة والثقافية وب���األدوات‬ ‫املولدة له‪.‬‬ ‫يف الكتاب الذي س���بق ذكره ّ‬ ‫يش���ن‬ ‫ش���يخ اله���وت التح���رر غوس���تافو‬ ‫غوترياز محلة ش���عواء عل���ى العوملة‪،‬‬ ‫ال�ت�ي تب���دو بريئ���ة‪ ،‬وه���ي تس���تبعد‬ ‫السواد األعظم من البشر من املنافع‬ ‫احلاصل���ة‪ ،‬بع���د أن ح ّول���ت املاليني‬ ‫ْ‬ ‫"اس���تعمل‬ ‫إىل كائن���ات "جيتاب���ل"‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫وار ِم"‪ .‬فحال���ة التفق�ي�ر اليوم ‪-‬وفق‬ ‫غوت�ي�راز‪ -‬مبثاب���ة الوثنية اجلديدة‬ ‫اليت تستدعي تأمال الهوتيا صادقا‪،‬‬ ‫بصفة الالهوت هرمنوطيقيا أمل‪.‬‬

‫فوزي عمار اللولكي‬ ‫عندم���ا اندلع���ت ثور ُة فرباي���ر كان الذين خرجوا ض���د النظام هم‬ ‫املدني���ون أوال كث�ي�را منهم مازال���وا مدنيني و البع���ض حتول الي‬ ‫محل الس�ل�اح اذا للثورة جناحان هما جناح مدني و جناح عس���كري‬ ‫و ال جم���ال للمزاي���دة هن���ا الحد عل���ى االخر ‪ ،‬فث���ورة فرباير ثورة‬ ‫ش���عبية بامتي���از ‪ ،‬اليوم و بعدما اختلط االم���ر و اصبح كل يدعي‬ ‫( وص���ل بليلى) حيت فاق عدد املس���جلني ضمن دائ���رة الثوار مائيت‬ ‫ال���ف ‪ ،‬بالرغم ان الس���جالت تبني ان الث���وار احلقيقيني هم ثالثون‬ ‫ال���ف ح�ت�ي حتري���ر طرابلس ‪ ،‬لق���د اصب���ح اليوم م���ن املعيب علي‬ ‫البعض االدعاء بان الثوار هم من محل الس�ل�اح فقط ‪ ،‬كما اصبح‬ ‫م���ن املس���تهجن من الش���ارع اللييب كث���رة هذا الس�ل�اح و الذي مل‬ ‫حي���م املدني�ي�ن من القتل بل كان الس�ل�اح الذي ُقت���ل به رموز من‬ ‫ِ‬

‫ث���ورة فرباير ‪ ،‬لقد وصل الش���ارع الي ك���ره حقيقي الي كل من‬ ‫حيمل الس�ل�اح ‪ ،‬ومت اخلروج عليهم بصدور عارية مثل خروجهم‬ ‫اول مرة ضد القذايف و بالس�ل�اح ايضا ‪ ،‬و احداث بنغازي وطرابلس‬ ‫االخ�ي�رة دليل عل���ي ذلك ‪ ،‬فمن يضم���ن أن ال يتكرر هذا املش���هد و‬ ‫يس���قط املزيد م���ن الضحايا بعدما حصل من جت���اوزات من محلة‬ ‫الس�ل�اح ‪ ،‬لقد اصبح الش���ارع الي���وم ضد هؤالء فال جم���ال اليوم اال‬ ‫اجلل���وس لطاولة حوار ‪ ،‬و حتديد خارطة طري���ق بناء دولة امنة‬ ‫و مس���تقرة تنعم حبي���اة الرفاه ان مل يكن من اج���ل الوطن فليكن‬ ‫م���ن اجل ابن���اء الوطن الذين هم اهل كل من حيمل س�ل�اح ‪ ،‬حوار‬ ‫وطين جيمع مكونات املشهد السياسي اللييب الثالث ‪ :‬من احزاب و‬ ‫جمتمع مدني‪ ،‬و ثوار حيملون السالح ‪ ،‬و قبائل و مناطق ‪ ،‬علي ان‬ ‫ال نرفع سقف التوقعات يف نتائج احلوار‪ ،‬وليكن اهمها ثالثــة بنـود‬ ‫‪ ،‬وه���ي ‪ --1 :‬االتف���اق علي وح���دة ليبيا ‪ 2- ،‬س���لمية الصراع علي‬ ‫السلطة ونبد العنف ‪ - 3‬بناء املؤسسات‪.‬‬ ‫ق���د يك���ون احل���وار اللي�ب�ي ‪ -‬اللييب غري جم���د فالبد من مس���اعدة‬ ‫فنية و لوجس���تية من اجملتمع الدولي كاألمم املتحدة و اجلامعة‬ ‫العربية ودراس���ة مناذج لتجارب دول وش���عوب سابقة مثل جتربة‬ ‫جن���وب افريقي���ا و البوس���نة و غريه���ا ‪،‬والن البديل ع���ن احلوار هو‬ ‫احل���رب االهلية او االنفصال او الثورة املضادة واليت ش���اهدنا بوادر‬ ‫حقيقي���ة هلا يف جنوب و غرب طرابلس االيام املاضية او كل ذلك‬ ‫معا ‪ ،‬وندخل يف فوضي عارمة و دوامة الرابح فيها خاسر‪.‬‬ ‫اخ�ي�را اق���ول حيت ملن حيمل الس�ل�اح احلوار الوط�ن�ي مصلحة لكم‬ ‫فيه جتددون شرعيتكم ‪ ،‬عندما يكون سالحكم حتت جيش وطين‬ ‫وليس مليش���يا خارج���ة عن القانون وان طال الزمن س���وف يطاهلا‬ ‫القانون‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫وزارة احملاربني تلغي‬ ‫موعد احتفالية تفعيل‬ ‫االيفاد دون اإلعالن عن‬ ‫ذلك‪.‬‬

‫أزمة اهلوية يف العامل العربي‪ ،‬أزمة معنى‬ ‫أم أزمة حضارة؟‬ ‫عزيز مشواط‬

‫•ميادين طرابلس‬ ‫تلق���ى مكت���ب ميادي���ن الرئيس وع�ب�ر االمييل (‬ ‫بنغازي ) دعوة حلضور احتفالية استالم رسائل‬ ‫االيفاد والدعم املالي للمحاربني ‪ ،‬وحني اضطالع‬ ‫مدي���ر مكت���ب اجلري���دة بطرابل���س باحلض���ور‬ ‫واملتابع���ة اإلخباري���ة لالحتف���ال ويف موع���ده و‬ ‫املكان املقررين حس���ب الدعوة مل جند أي عالمة‬ ‫دالة على قيام االحتفالية ( عادة يوضع ستاند أو‬ ‫ملص���ق ) بل ومل يكن بامل���كان ( قاعة لبدة ) أحد‬ ‫ميثل الوزارة ويقدم االعتذار بالتأجيل أو اإللغاء‬ ‫‪ ،‬وكانت ميادين قد جهزت س���ؤاليها املٌتعلقيني‬ ‫بالتخصص���ات اليت س���يتم وفقها االيف���اد ؟ وما‬ ‫إذا كان االيف���اد حمص���ورا بالدراس���ة والبح���ث‬ ‫العلمي ( املاجس���تري والدكت���وراة ) فهل وضعت‬ ‫ش���روط أو معاي�ي�ر أم أن كل حم���ارب موف���د‬ ‫؟ وهن���ا ن���ص الدع���وة ال�ت�ي وردت اىل اجلري���دة‬ ‫والتزمنا بتخصيص الوقت ملتابعتها ‪.‬‬

‫األخوة احملرتمني‬ ‫بعد التحية‪...‬‬ ‫هيئ���ة ش���ؤون احملارب�ي�ن تدعوك���م حلض���ور‬ ‫احتفالي���ة مبناس���بة تفعي���ل ق���رار ايف���اد الثوار‬ ‫للدراس���ة يف اخلارج واس���تالمهم رس���ائل الدعم‬ ‫املالي من قبل وزارة التعليم العالي‪.‬‬ ‫وذلك يوم االربعاء املوافق ‪ 29-01-2014‬بقاعة‬ ‫لب���دة بفن���دق كورنثي���ا – طرابل���س على متام‬ ‫الساعة ‪ 12‬ظهراً‪.‬‬ ‫ويف خت���ام االحتفالي���ة س���يكون هن���اك مؤمت���ر‬ ‫صحف���ي مصغر ح���ول اخر مس���تجدات برنامج‬ ‫االيف���اد م���ع مدير ع���ام اهليئ���ة ووزي���ر التعليم‬ ‫العالي‬ ‫حضوركم سيكون له االثر الطيب يف نفوسنا‬ ‫حفظ اهلل ليبيا‬ ‫املكتب اإلعالمي‬ ‫هيئة شؤون احملاربني‬

‫‪ : 2‬اهلوي��ة العربي��ة ب�ين الكون��ي‬ ‫واخلصوصي‬

‫مل يك���ف الع���رب واملس���لمون من���ذ أكث���ر‬ ‫من ق���رن من الزمان عن اس���تعادة الس���ؤال‬ ‫األزل���ي مل���اذا حن���ن متخلفون؟ بع���ض رواد‬ ‫النهض���ة اعتربوها جم���رد إش���كالية تقدم‬ ‫وتأخ���ر‪ ،‬يف ح�ي�ن اعتربه���ا آخ���رون أزم���ة‬ ‫حضاري���ة مرتبطة بتكوينية العقل العربي‬ ‫واإلس�ل�امي ذات���ه؟ فيم���ا ربطه���ا البع���ض‬ ‫اآلخر مؤامرة خارجية وتعبريا عن اختالل‬ ‫البناء القيم���ي واألخالقي نتيج���ة االبتعاد‬ ‫ع���ن الدين ومن مثة ف���إن العودة إىل املنابع‬ ‫الصافية هل���ذا الدين س���يحفظ اهلوية من‬ ‫االندثار وال���زوال وبالتالي قي���ام احلضارة‬ ‫العربية اإلس�ل�امية من سباتها وانطالقتها‬ ‫من جديد‪.‬‬ ‫ع���ن ه���ذا الس���ؤال الوج���ودي مل���اذا حن���ن‬ ‫متخلفون؟ وملاذا مل نس���تطع أن جند معنى‬ ‫لوجودن���ا ؟ ينبث���ق س���ؤال اهلوي���ة العربي���ة‬ ‫ليش���كل مآزقا مل تستطع اإلجابة عنه كل‬ ‫الصفح���ات ال�ت�ي دجبت منذ عص���ر ما قبل‬ ‫النهضة إىل اآلن؟ هاته األس���ئلة الوجودية‬ ‫تش���ي بوج���ود أزمة م���ن انا‪/‬من حن���ن ؟ ما‬ ‫عالقيت باآلخر؟ م���ا التصور الذي جيب أن‬ ‫حيك���م وجودي؟ أال ميكن أن أصنع منوذجا‬ ‫حضاري���ا خاص���ا ب���ي بعي���د ع���ن التأثريات‬ ‫اخلارجي���ة؟ هل هوي�ت�ي إنس���انية تقتضي‬ ‫االنفت���اح عل���ى كل اإلنتاج���ات اإلنس���انية‬ ‫باعتبارها منتوجا إنس���انيا ال وطن له أم ان‬ ‫اخلصوصيات الدينية والثقافية والقيمية‬ ‫حتول دون ذلك؟‬ ‫تفي���د هذه األس���ئلة بوج���ود أزمة تعيش���ها‬ ‫اجملتمع���ات العربي���ة ناجت���ة ع���ن ع���دم‬ ‫الق���درة على حتدي���د إطار ناظ���م يتحرك‬ ‫في���ه ه���ذا املفه���وم اهلالم���ي املس���مى هوية‬ ‫زم���ن مث���ة تنت���ج كث�ي�ر م���ن اخلطاب���ات‬ ‫بفع���ل هاته األزمة حي���ث “‪:‬كل مرة يهتز‬ ‫فيه���ا الكي���ان احلضاري ألمة م���ن األمم أو‬ ‫شعب من الش���عوب أو حتى فئة اجتماعية‬ ‫داخ���ل اجملتم���ع الواحد‪،‬ويبدأ نظ���ام القيم‬ ‫والعالق���ات وط���رق التص���ور و التنظي���م‬ ‫بالتخلخ���ل والتب���دل‪ ،‬يب���دأ يف نف���س اآلن‬ ‫حدي���ث اهلوي���ة لل�ب�روز وتتع���دد املعاجلات‬ ‫وتكثر التآويل”‪(.‬آفاي���ة‪ ،‬اهلوية واالختالف‬ ‫‪،‬إفريقيا الشرق ‪.)1988‬‬ ‫لك���ن األزمة تصري من درج���ة أعمق حينما‬ ‫يتأس���س احل���ل عل���ى ض���رورة الع���ودة إىل‬ ‫املاض���ي جلل���ب حل���ول الواقع‪ .‬مما يؤس���س‬ ‫هلوية ميكن ن نطلق عليها هوية نكوصية‪.‬‬ ‫املس���تقبل إىل املاض���ي وم���ن الواق���ع عل���ى‬ ‫اخليال‪.‬فيتأس���س إحس���اس بفقدان اهلوية‬ ‫مم���ا ترس���م حل���وال ملش���اكلها اآلنية عرب‬ ‫رس���م خط���وط الع���ودة إىل املاض���ي جللب‬ ‫حلول مل���آزق احلاضر‪ .‬يق���دم العامل العربي‬ ‫وبعض البلدان اإلفريقية واألس���يوية أحد‬ ‫أب���رز وج���وه ه���ذا التوج���ه الناكص‪.‬فف���ي‬ ‫الوق���ت الذي تتجه فيه خطاب���ات اهلوية يف‬ ‫الغرب حنو املستقبل للتفكري حول اجلامع‬

‫واملش�ت�رك و يرتكز تفكريها على أش���كال‬ ‫حتقي���ق دول���ة التنمي���ة البش���رية وضمان‬ ‫ج���ودة العي���ش بكرام���ة للمواط���ن‪ .‬تع���ود‬ ‫اخلطاب���ات النكوصية لتغ�ت�رف من املاضي‬ ‫ومن األجم���اد الفئوية القدمي���ة مبا يعمق‬ ‫مظاهر التشرذم و االنقسام والتطرف‪.‬‬ ‫يثري رص���د دينامي���ة خطاب���ات اهلوية عرب‬ ‫الع���امل إىل تصني���ف ه���ذه اخلطاب���ات إىل‬

‫مشل أيضا بلدان���ا صاعدة من قبيل الصني‬ ‫واهلن���د وإي���ران وتركي���ا وبل���دان االحتاد‬ ‫السوفياتي‪.‬‬ ‫ال يع�ن�ي املقارن���ة ب�ي�ن هاذي���ن التوجه�ي�ن‬ ‫عدم وجود التص���ورات النكوصية يف الفكر‬ ‫الغربي‪ .‬إنها حاضرة باس���تمرار منذ نش���أة‬ ‫الدول���ة القومي���ة‪ ،‬ب���ل إن ان���دالع احلربني‬ ‫العامليت�ي�ن األوىل والثاني���ة مل تك���ن س���وى‬

‫صنفني حسب البلدان‪ :‬فهناك بلدان تعرف‬ ‫م���دا هوياتي���ا إجيابيا وملفت���ا يتحقق على‬ ‫مس���توى الواقع من خالل جتارب سياسية‬ ‫وحدوي���ة‪ ،‬حي���ث جن���د النم���وذج األملان���ي‬ ‫ال���ذي اس�ت�رجعت مبوجب���ه أملاني���ا وحدتها‬ ‫وبتضحي���ات كب�ي�رة‪ .‬كم���ا أن من���وذج‬ ‫االحتاد األوروبي الناشئ هو بصدد التحول‬ ‫م���ن تعبري رم���زي إىل حقيق���ة قائمة‪ .‬ويف‬ ‫الواليات املتحدة أسهمت أحداث ‪ 11‬شتنرب‬ ‫يف انبث���اق ح���س هوياتي ل���دى األمريكيني‬ ‫ويف تنامي الش���عور باالنتماء إىل امة تتوفر‬ ‫عل���ى مقوم���ات الوجود”(جمل���ة رهان���ات‬ ‫ثقافية العدد‪.)2008‬‬ ‫تعاملت هات���ه التجارب مع مش���كلة اهلوية‬ ‫بنوع م���ن املرونة املعتم���دة على البحث عن‬ ‫املش�ت�رك واإلجياب���ي وما حيق���ق مصلحة‬ ‫اجلمي���ع‪ .‬وعل���ى ه���ذا األس���اس متكن���ت‬ ‫بريطاني���ا م���ن احت���واء املش���كل االيرلندي‬ ‫وجن���ح الفرنس���يون يف احت���واء تأث�ي�رات‬ ‫املش���كلتني الكورس���يكية والباس���كية‪،‬‬ ‫واس���تطاعت الص�ي�ن أن ختف���ف م���ن حدة‬ ‫أص���وات التيبيتي���ت‪ ،‬ومل ت�ت�ردد اهلن���د يف‬ ‫تدش�ي�ن مبادرات اس���تثنائية اجتاه أقلياتها‬ ‫املس���لمة‪ .‬لكن املالحظة االستثنائية أن هذا‬ ‫االنبع���اث اهلويات���ي ال���ذي ميكن أن نس���مه‬ ‫باإلجياب���ي مل يقتصر على الغرب فقط بل‬

‫نت���اج هل���ذا التط���رف اهلويات���ي القائم على‬ ‫إيديولوجي���ة عمي���اء مبني���ة عل���ى أفضلية‬ ‫اجلن���س واإلقص���اء والرغب���ة يف اهليمن���ة‪.‬‬ ‫لك���ن ه���ذا التوج���ه املس���تمر يف الفك���ر‬ ‫الغرب���ي صار من���ذ انطالق مسلس���ل البناء‬ ‫األوروبي مس���لحا بكوابح ذاتية قائمة على‬ ‫الدميقراطي���ة واملصلحة وعل���ى التوافقات‬ ‫اجملتمعية والثقافية”‬ ‫يف ظ���ل ه���ذا امل���د و اجل���زر تق���ف اهلوي���ة‬ ‫العربي���ة يف مف�ت�رق الط���رق ب�ي�ن اجت���اه‬ ‫يرنو إىل التش���كل وفق املتغ�ي�رات اجلديدة‬ ‫حيث انهيار املس���افات بني اجملتمعات بفعل‬ ‫الث���ورة التقاني���ة ووس���ائل االتصال وحتت‬ ‫التأث�ي�ر اهلائ���ل لصبي���ب الص���ور والرموز‬ ‫املتدف���ق من كل جانب‪ .‬أم���ا االجتاه الثاني‬ ‫فيمك���ن أن نس���ميه باالجت���اه النكوص���ي‬ ‫االفرتاض���ي املتطف���ل عل���ى زمان���ه وال���ذي‬ ‫يق���دم للهوية األصلي���ة بصفتها املقدس���ة‬ ‫واملطلقة واخلاضع���ة للتأبيد والثبات‪ ،‬وهو‬ ‫اجت���اه ال ميكن أن ينتج عنه س���وى كس���ر‬ ‫احلوار وثقاف���ة للعنف وتش���ويش للرؤية‪.‬‬ ‫فلما س���يطرة هاته اخلطابات املتصلبة‪..‬هل‬ ‫ه���ي ثابتة يف تكوينية العقل العربي أم أنها‬ ‫طارئة بفعل الضغط اخلارجي؟‬


‫‪21‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫التو ّرط املميت يف بنغازي‬

‫إشعال فتيل املرفقعة‬ ‫ترمجة مفتاح السيد الشريف‬ ‫•إنن���ا نأم���ل يف أن البل���دان ال�ت�ي س���اعدتنا‬ ‫خالل احلرب‪ ،‬من ش���أنها أن تس���اعدنا اآلن‬ ‫يف التنمية وأمريكا كانت على رأس اهلرم‬ ‫"ب���راءة املس���لمني " يدّع���ي أن يكون ش���ريطا‬ ‫قصريا لفيلم على اإلنرتنت‪ ،‬عن سوء معاملة‬ ‫املس���يحيني يف مصر املعاصرة‪ .‬لكنه إحتوى‬ ‫على ّ‬ ‫تذك���ر ملاضي تارخيي فاجر ليس���خر‬ ‫م���ن النيب حمم���د (صلع���م)‪ .‬إذ أن ش���خصا‬ ‫س���جله باللغة العربية بش���كل ّ‬ ‫سئ يف بداية‬ ‫ّ‬ ‫ش���هر س���بتمرب ‪ ،2012‬وزخرف���ت صحيفة‬ ‫قس���ا يف فلوريدا‬ ‫يف القاه���رة التقاري���ر ب���أن ّ‬ ‫ذا مسع���ة س���ي ّئة لقيام���ه حب���رق الق���رآن‪،‬‬ ‫كان خيطط لع���رض الفيلم الول مرة يف‬ ‫الذكرى احلادية عشر للهجمات اإلرهابية‬ ‫عام ‪ .2001‬ثم‪ ،‬يف ‪ 8‬س���بتمرب أش���عل واعظ‬ ‫إس�ل�امي له ش���عب ّية‪ ،‬فتي���ل الديناميت عن‬ ‫طري���ق تصوير مقطع من ش���ريط الفيديو‬ ‫على القن���اة الفضائي���ة املصري���ة احملافظة‬ ‫(الناس)‪ .‬وق���ام الدبلوماس���يون األمريكيون‬ ‫يف القاهرة بدق ناقوس اخلطر يف واشنطن‬ ‫ح���ول رد فعل عنيف متصاع���د‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫دعوات لإلحتجاج أمام سفارتهم‪.‬‬ ‫مل يذك���ر اخل�ب�ر أح���د للدبلوماس���يني‬ ‫األمريكي�ي�ن يف ليبي���ا‪ .‬لكن اإلس�ل�اميني يف‬ ‫بنغازي كانوا يشاهدون‪ ،‬ألن شبكات القمر‬ ‫الصناعي املصري مثل (الناس) و( الرمحة)‬ ‫كانت ّ‬ ‫تب���ث على نط���اق واس���ع يف بنغازي‪.‬‬ ‫وقال أح���د الش���باب اإلس�ل�اميني يف املدينة‬ ‫اجملم���ع خ�ل�ال اهلج���وم‪،‬‬ ‫الذي���ن ظه���روا يف ّ‬ ‫متحدّثا ش���ريطة عدم الكش���ف ع���ن هويته‬ ‫خوف���ا م���ن االنتق���ام ‪" :‬لق���د كان الع���رض‬ ‫صباح يوم اجلمعة" ‪.‬‬ ‫يف ي���وم ‪ 9‬س���بتمرب ن���دّدت بالفيل���م صفحة‬ ‫فيسبوك شعبية يف الشرق اللييب‪ .‬ويف صباح‬ ‫يوم ‪ 11‬س���بتمرب‪ ،‬فإن حتى بعض النش���طاء‬ ‫السياس���يني العلمانيني نش���روا دعوات على‬

‫اإلنرتن���ت لإلحتج���اج يف ي���وم اجلمعة ذاك‪،‬‬ ‫أي بعد ثالثة أيام‪.‬‬ ‫رأى حسني أبو محيدة القائم باعمال رئيس‬ ‫ق���وة الش���رطة غ�ي�ر الرمسي���ة يف بنغ���ازي‪،‬‬ ‫الغض���ب املتزايد وخش���ى وق���وع اعمال عنف‬ ‫جدي���دة ض���د املص���احل الغربي���ة‪ ،‬واجتم���ع‬ ‫م���ع عب���د الس�ل�ام الربغث���ي من ل���واء األمن‬ ‫الوقائي‪ ،‬وهو ميليشياوي إسالمي ذو صيت‬ ‫واسع‪ ،‬وكل إستدعي على حدة‪ ،‬وزادوا من‬ ‫إج���راءات األمن خارج مكت���ب األمم املتحدة‬ ‫لكنهم مل يقولوا شيئا لألمريكيني‪.‬‬

‫ديفيد د‪ .‬كريك باتريك‬

‫وكان���ت التقاري���ر ع���ن الفيدي���و يف بداي���ة‬ ‫اإلنتش���ار يوم ‪ 9‬سبتمرب‪ ،‬عندما كان السيد‬ ‫مكفارالن���د ‪ -‬الضاب���ط املس���ؤول ع���ادة عن‬ ‫السياس���ة واالقتص���اد يف س���فارة الوالي���ات‬ ‫املتح���دة يف طرابل���س‪ -‬جمتمع���ا م���ع ق���ادة‬ ‫ميليش���يات بنغ���ازي‪ .‬وكان م���ن بينهم ثلة‬ ‫من نفس الرجال الذين كانوا يف اس���تقبال‬ ‫الس���يد س���تيفنز عندما وصل اىل بنغازي يف‬ ‫بداية الثورة‪ ،‬مبن فيهم الس���يد غرابي (‪39‬‬ ‫س���نة)‪ ،‬وهو ممتلئ اجلس���م وس���جني سابق‬ ‫يف بوس���ليم والذي كان يدير س���يارة لبيع‬ ‫الساندويتش���ات احمللية‪ ،‬قبل أن يصبح قائد‬ ‫كتيب���ة راف اهلل الس���حاتي‪ ،‬واآلخ���ر كان‬ ‫وس���ام ب���ن محي���د‪ ،‬وعم���ره أيضا ‪ 39‬س���نة‪،‬‬ ‫وه���و ميكانيك���ي حني���ف الق���وام ومنح�ن�ي‬ ‫الظهر قليال وعرفت عنه مهارته يف معرفة‬ ‫الس���يارات األمريكي���ة‪ ،‬وال���ذي حبلول ذلك‬ ‫الوق���ت أصبح قائ���د كتيب���ة درع ليبيا‪ ،‬اليت‬ ‫تعترب واحدة من أقوى امليليشيات يف ليبيا‪.‬‬ ‫ويف مقابلة أجريت معه‪ ،‬قال الس���يد غرابي‬ ‫إن���ه علم بالغض���ب املتنامي يف مصر بس���بب‬ ‫الفيدي���و‪ ،‬ولك���ن "مل نك���ن نعلم م���ا اذا كان‬ ‫سيصل إلينا هنا"‪.‬‬ ‫بدا أن الس���يد مكفارالند مع ّ‬ ‫ين أكثر بقادة‬ ‫امليليش���يات الكبار‪" :‬ما هو ش���عور الثوار جتاه‬

‫وج���ود عالقات مع ال���دول الغربية ؟ وما هو‬ ‫رأي���ك يف الوالي���ات املتح���دة ؟ " هك���ذا س���أل‬ ‫األمريكي���ون وفق���ا للس���يد غراب���ي‪ ،‬واعترب‬ ‫أن ذلك كان "اس���تجوابا‪ ".‬واس���تطرد ‪":‬قلنا‬ ‫هل���م إننا نأم���ل يف أن البلدان اليت س���اعدتنا‬ ‫خالل احلرب‪ ،‬من ش���أنها أن تس���اعدنا اآلن‬ ‫يف التنمية وأمريكا كانت على رأس اهلرم"‬ ‫ولك���ن الس���يد غراب���ي واثن�ي�ن آخري���ن م���ن‬ ‫ق���ادة امليليش���يات الليبي���ة احلاضري���ن‪ ،‬قال‬ ‫كل منه���م بش���كل منفص���ل إنه���م حاول���وا‬ ‫حتذي���ر الس���يد مكفارالند‪ .‬وقال الس��� ّيد بن‬ ‫محي���د م���ن كتيب���ة درع ليبي���ا‪" :‬لق���د قلنا‬ ‫هل���م إن األس���لحة يف كل م���كان ويف كل‬ ‫بيت‪ ،‬وليس���ت هن���اك رقابة حقيقي���ة"‪ .‬وقد‬ ‫كاف���ح الس���يد مكفارالند لفهم إش���اراتهم‬ ‫املتناقض���ة يف قوله يف وق���ت الحق لزمالئه‪:‬‬ ‫"كان���ت الرس���الة ‪ :‬ال تأت���وا إىل هن���ا ألنه ال‬ ‫يوج���د أم���ن‪ ،‬ولكن تعال���وا على الف���ور ألننا‬ ‫حباج���ة إليكم"‪ ،‬بينما ق���ال زمالؤه‪ :‬يبدو أن‬ ‫قادة املليش���يات غري قادرين على التعبري عن‬ ‫آرائهم مباش���رة‪ ..‬وأن التحذي���ر املبهم يرقى‬ ‫إىل أن���ه تذكري مب���ا يعرفه الدبلوماس���يون‬ ‫بالفعل‪ :‬لق���د كانت بنغازي م���ا بعد الثورة‬ ‫مكانا خطرا‪..‬‬


‫ميادين الفن‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫خليل العرييب‬

‫فنان من بالدي‬

‫يوسف بن صرييت‬

‫الفنان سامل زايد‬ ‫•الفنان س���امل زايد م���ن مواليد بنغازي العام‬ ‫‪. 1933‬‬ ‫•ش���ارك يف احلي���اة الفنية مبك���را مع الفنان‬ ‫عل���ي الش���عالية كضاب���ط إيق���اع خ�ل�ال‬ ‫اإلذاعتني الربيطانية واألمريكية قبل إفتتاح‬ ‫اإلذاع���ة الليبي���ة س���نة ‪ 1957‬وإنضمامه إلي‬ ‫قس���م املوس���يقي بها حي���ث أعتم���د كمطرب‬ ‫بأغني���ة ( ه���ان الغي���ة ) م���ن كلم���ات حممد‬ ‫الق���داري وأحلان علي الش���عالية وذلك س���نة‬ ‫‪. 1958‬‬ ‫•كان أحد العاملني بإدارة الش���رطة كأحد‬ ‫افراد الفرقة املوس���يقية به���ا ‪ ،‬وعندما تعرض‬ ‫للمن���ع م���ن مزاول���ة الف���ن خ���ارج موس���يقي‬ ‫الش���رطة أضط���ر إل���ي تقدي���م إس���تقالته‬ ‫واإلنضمام لإلذاعة بأجر زهيد جدا ‪.‬‬ ‫•كان الفنان س���امل زايد جييد الغناءالشعيب‬ ‫بصوت���ه املمي���ز ل���ذا كان���ت أغاني���ه حتم���ل‬ ‫الطابع الش���عيب الصرف مما جعله من كبار‬ ‫املطربني الش���عبيني وصاحب الرصيد الطيب‬ ‫م���ن ه���ذه األعمال منه���ا ‪ :‬أغني���ة مقدر جري‬ ‫مكتوب – هان الغية – رقيق احلواجب – واهلل‬ ‫عل���ي لنظار – أيام الغال – نريد أنتوب – تأثم‬ ‫بي���ه – قولي ه���و – توصيفه – يا طري هدي –‬ ‫ال شوق جايبنا ‪.‬‬ ‫•إس���تمر الفنان سامل زايد يف ممارسة عمله‬ ‫كع���ازف بقس���م املوس���يقي باإلذاع���ة لف�ت�رة‬ ‫طويلة كان آخرها ترأس���ه لقس���م املوس���يقي‬ ‫بها ‪.‬‬ ‫•يف آخر س���نواته عاني كث�ي�ر من األمراض‬ ‫جعلت���ه طري���ح الف���راش لعدة س���نوات وتويف‬ ‫بع���د هذا املش���وار ت���اركا رصيد م���ن األغاني‬ ‫اجلميلة ‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫أفالم عربية مرشحة لألوسكار‬ ‫ثالث���ة أف�ل�ام عربية مرش���حة جلوائز‬ ‫األوس���كار هذا الع���ام ‪ ، 2014‬فلق���د أعلنت‬ ‫أكادميية الفن���ون األمريكية ضمن قائمة‬ ‫املرش���حني جلوائز ه���ذا العام ثالث���ة افالم‬ ‫عربية هي ‪:‬‬ ‫ فيل���م لي���س للكرام���ة جدران م���ن اليمن‬‫إخراج سارة إسحاق‬ ‫ فيل���م املي���دان م���ن مص���ر إخ���راج جيهان‬‫جنيم ‪.‬‬ ‫ فيل���م عمر من فلس���طني للمخ���رج هاني‬‫أبوسعده ‪.‬‬ ‫وكان كل م���ن فيل���م املي���دان وفيلم عمر‬ ‫س���بق وأن فازا بعدة جوائز م���ن مهرجانات‬ ‫عاملية ‪.‬‬ ‫وتتناف���س األف�ل�ام العربي���ة عل���ي جائ���زة‬ ‫أفضل فيلم أجنيب بهذه املسابقة إلي جانب‬ ‫أفالم اجنبي���ة أخري من بلجي���كا وإيطاليا‬ ‫والدمنرك وكمبوديا ‪.‬‬

‫الثورة تعيد السينما املصرية للواقعية‬ ‫شهد العام ‪ 2013‬تطورا يف طبيعة األعمال السينمائية املصرية‬ ‫مب���ا ميكن إعتباره موجة س���ينمائية جدي���دة أو طفرة بدأت خال‬ ‫الس���نوات الثالث���ة الس���ابقة بع���د ث���ورة ‪ 25‬يناي���ر‪ 2011‬واألبرز‬ ‫فيها هوالعودة إلي الس���ينما الواقعي���ة والرتكيز علي موضوعات‬ ‫جمتمعي���ة وغي���اب أف�ل�ام احلرك���ة ( األكش���ن ) والكوميدي���ا‬ ‫اخلالصة وكذلك التخلي عن جنوم الشباك ‪.‬‬

‫خان وخريي بشارة وعلي بدرخان برغم وجود بعض األفالم اليت‬ ‫تنتمي للواقعية قد برزت بشكل متقطع خالل تلك الفرتة أمثال ‪:‬‬ ‫فيل���م ( ه���ي فوضي ) للمخرج يوس���ف ش���اهني وفيل���م ( دكان‬ ‫ش���حاته ) للمخرج خالد يوس���ف وفيلم ( واحد صفر ) للمخرجه‬ ‫كامل���ه أبوذك���ري وفيلم ( بنت�ي�ن من مص���ر ) للمخرج حممد‬ ‫أمني ‪.‬‬ ‫وكان أح���د من���اذج هذه األف�ل�ام وهو فيلم ( اخل���روج للنهار)‬ ‫للمؤلف���ة واملخرجة هال���ة لطفي واحلائز عل���ي ‪ 10‬جوائز دولية‬ ‫يغي���ب عن���ه النج���وم واملمثل�ي�ن املعروف�ي�ن وت�ب�رز في���ه الواقعية‬ ‫واألماك���ن الواقعية واألحياء الش���عبية الواقعي���ة بل حيت أحداث‬ ‫الفيلم واقعية ‪.‬‬ ‫وال���كالم نفس���ه ينطب���ق علي األفالم اجلديدة ( عش���م – فتاة‬ ‫املصن���ع – بوس���ي كات – فيل�ل�ا ‪ ) 69‬واليت تن���درج حتت موجة‬ ‫أف�ل�ام الواقعية وبطولة ش���باب ج���دد مغمورين وإنتاج ش���ركات‬ ‫خاص���ة جديدة وممولة من بعض املؤسس���ات ال�ت�ي تدعم صناعة‬ ‫السينما‪.‬‬

‫النقابات الفنية‬ ‫املصرية حتتفل‬

‫وكان���ت وكالة األنباء األملانية قد إس���تعرضت جانبا كبريا من‬ ‫أفالم ‪ 2013‬اليت يظهر فيها زيادة اجلرعة الواقعية واللجوء إلي‬ ‫احلوار التلقائي واإلرجتال أحيان���ا والتصوير يف مناطق حقيقية‬ ‫بعيدا ع���ن أماكن التصوير املعدة مس���بقا واإلعتم���اد علي وجوه‬ ‫جدي���دة أو ممثل�ي�ن مغموري���ن إضافة إل���ي جنوم الص���ف الثاني‬ ‫والثالث ‪ ،‬ويعد فيلم ( الش���تا اللي فات ) للمخرج ابراهيم البطوط‬ ‫منوذج���ا للموجة الس���ينمائية اجلديدة حيث ش���ارك يف كتابته‬ ‫أربعة مؤلفني وش���ارك يف إنتاجه ش���ركات مس���تقلة ‪ ،‬وكذلك‬ ‫فيل���م (ف���رش وغط���ا ) للمخ���رج واملؤل���ف أمحد عب���داهلل فقد مت‬ ‫تصوير الفيلم بالكامل يف أماكن حقيقية بالعاصمة املصرية ‪.‬‬ ‫وقد غابت السينما املصرية عن تقديم األفالم الواقعية ألكثر‬ ‫م���ن عقدين بعد موجة من األفالم اليت قادها املخرجان الراحالن‬ ‫عاطف الطيب ورضوان الكاش���ف ومن بعده���م املخرجني حممد‬

‫أف���اد املوس���يقار هان���ي مه�ن�ي رئيس إحت���اد النقاب���ات الفنية يف‬ ‫مص���ر بأن���ه قام بالتنس���يق بني النقاب���ات الفنية الث�ل�اث وهي نقابة‬ ‫الس���ينمائيني واملوس���يقيني واملهن التمثيليه للمش���اركة يف مسرية‬ ‫الفنان�ي�ن اليت س���تبدأ من أم���ام وزارة الثقافة حيت مي���دان التحرير‬ ‫لإلحتف���ال بالعي���د الثال���ث لث���ورة ‪ 25‬يناير ‪،‬وأكد مه�ن�ي بان ثورة‬ ‫يناي���ر ث���ورة الش���عب املص���ري بأكمل���ه وكان م���ن الض���روري أن‬ ‫تش���ارك النقاب���ات الفنية يف هذا اإلحتفال مع الش���عب املصري الذي‬ ‫بدأ خيطو أولي خطواته حنو املسار الصحيح إلي جانب تفعيل دوره‬ ‫يف مستقبل مصر ‪.‬‬ ‫من جهته أكد املخرج مسعد فودة نقيب املهن السينمائية بأن‬ ‫النقابة ستشارك يف اإلحتفال بالعيد الثالث لثورة ‪ 25‬يناير ‪ ،‬مضيفا‬ ‫بأن اإلستفتاء حول الدستور بداية ناجحة خلارطة الطريق والعودة‬ ‫لإلس���تقرار واليت ستنعكس بشكل كبري علي الفن والفنانني الذين‬ ‫حيتاجون للمناخ اجليد لكي يبدعوا ‪ ،‬وكان ش���ركات اإلنتاج الفين‬ ‫يف مص���ر وقاع���ات التس���جيل واألس���توديوهات قد منح���ت الفنانني‬ ‫أج���ازة وأوقف���ت التصوي���ر إلتاحة الفرص���ة للفنانني للمش���اركة‬ ‫يف اإلحتف���االت ‪ ،‬كم���ا ان القن���وات الفضائية قامت بإج���راء لقاءات‬ ‫وإستطالعات مع الفنانني بهذه املناسبة ‪ ،‬كم أقفلت املسارح أبوابها‬ ‫يف هذا اليوم لتمكن الفنانني الذين لديهم أعمال مس���رحية تعرض‬ ‫للمكشاركة يف املسريات واإلحتفاالت ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬ ‫أمحد بشون‬

‫اتركوا الرجل‬ ‫يعمل ‪!! ...‬‬

‫كرة القدم الليبية‬ ‫وكرة القدم املصرية‬ ‫فتحي الساحلي‬ ‫ه���ذا لي���س جم���ا ً‬ ‫ال للمقارن���ة وإال كنا‬ ‫أفردن���ا هل���ذا املوض���وع دراس���ة خاص���ة‬ ‫يدخ���ل فيها الوض���ع اجلغ���رايف والبيئة‬ ‫والتاري���خ والتقنية والقدرة وغريها من‬ ‫األم���ور ‪ ...‬ولكنها هنا عبارة عن اش���ارات‬ ‫بس���يطة ج���اءت نتيج���ة لالحت���كاك‬ ‫واخلربة واملمارسة والقراءة أيضاً ‪.‬‬ ‫اس���تعمر الربيطاني���ون مص���ر منذ عام‬ ‫‪ 1881‬وأدخ���ل الربيطانيون إىل مصر‬ ‫الكث�ي�ر م���ن ط���رق املعرف���ة مث���ل اللغة‬ ‫االجنليزي���ة وغريه���ا ومما ال ش���ك فيه‬ ‫أنه���م علم���وا املصري�ي�ن ك���رة الق���دم‬ ‫كم���ا تعل���م التونس���يني واجلزائري�ي�ن‬

‫والعربي ومسري قط���ب وبرز مهامجون‬ ‫جيي���دون لعب الكرة بال���رأس مثل عبد‬ ‫الكريم صقر وصاحل سليم وغريهم ‪.‬‬ ‫وبرز العبون جييدون لعبة اخلذ وهات‬ ‫مث���ل العب���ا االمساعيلي املرح���وم رضا‬ ‫وش���حتة ‪ ...‬والعب���ا الرتس���انة الش���اذلي‬ ‫ومصطف���ى ري���اض إذن ك���رة الق���دم‬ ‫املصرية متيل جداً إىل املدرسة الالتينية‬ ‫ال�ت�ي ع���رف عنه���ا االهتم���ام بامله���ارات‬ ‫الفردي���ة لالعبني ولعب الكرة القصرية‬ ‫والتمري���رات البيني���ة والوص���ول إىل‬ ‫املرم���ى بطريقة بطيئة ج���داً معتمدين‬ ‫عل���ى التمري���رات القص�ي�رة واالخرتاق‬

‫واملغارب���ة ك���رة القدم من الفرنس���يني‬ ‫وكما تعلمن���ا حنن أيضاً ك���رة القدم‬ ‫من االس���تعمار االيطالي والسؤال الذي‬ ‫يط���رح نفس���ه األن ه���ل ك���رة الق���دم‬ ‫املصرية تأثرت بأس���وب لع���ب االجنليز‬ ‫أقصد ه���ل هي ك���رة أجنليزية تعتمد‬ ‫على الس���رعة وتهري���ب األجنحة ورفع‬ ‫الك���ور العالي���ة لقل���ب اهلج���وم ال���ذي‬ ‫جييد ضرب الكرة بال���رأس ‪ ..‬هل الكرة‬ ‫املصري���ة تؤم���ن بطريق���ة لع���ب الك���رة‬ ‫االجنليزية اليت تعتمد على فتح اللعب‬ ‫عل���ى اجلناح�ي�ن والس���رعة ويش�ت�رط‬ ‫فيها أن تصل الك���رة إىل مرمى اخلصم‬ ‫يف أق���ل ع���دد م���ن اللمس���ات ‪ ..‬الواقع أن‬ ‫ه���ذا كله ال حي���دث يف الك���رة املصرية‬ ‫‪ ..‬فالك���رة املصري���ة تعتمد عل���ى املهارة‬ ‫الفردي���ة والك���رة القص�ي�رة واق�ت�راب‬ ‫الالعبني من بعضه���م وتطبيق طريقة‬ ‫(‪ )1-2‬أو (اخل���ذ وه���ات) وال متي���ل إىل‬ ‫الك���رة األوروبي���ة ال�ت�ي تنته���ج طريقة‬ ‫الك���رة الطويلة اليت تعتمد على ارس���ال‬ ‫الك���رات إىل األجنحة من وس���ط امللعب‬ ‫وهروب األجنحة ورف���ع الكرة إىل قلب‬ ‫اهلجوم الذي تتوفر في���ه صفات القتال‬ ‫والشجاعة وإجادة ضربات الرأس‪.‬‬ ‫وهل���ذا ب���رز العب���ون مه���رة يف وس���ط‬ ‫امللعب مث���ل رفعت القناجيلي والنحيلي‬

‫من وس���ط امللعب وبطريق���ة طولية أما‬ ‫بالنس���بة للك���رة الليبية فنح���ن تعلمنا‬ ‫الكرة م���ن االس���تعمار االيطالي والكرة‬ ‫االيطالي���ة ه���ي ك���رة التيني���ة صرفة‬ ‫إال أن���ه يض���اف إليه���ا املي���ل إىل الطرق‬ ‫الدفاعية وخاصة طريقة (الكاتاناتشو)‬ ‫ال�ت�ي ابتدعها امل���درب (هري���را) وطبقها‬ ‫عل���ى الف���رق االيطالي���ة ومنه���ا فري���ق‬ ‫االن�ت�ر االيطالي الك���رة الليبي���ة تعتمد‬ ‫على امله���ارة والتكتيك واخل�ب�رة واألداء‬ ‫اجلمال���ي ويع���اب عل���ى الالع���ب اللييب‬ ‫ع���دم االنضباطية وعدم التزامه خبطة‬ ‫اللعب اليت يضعها املدرب ‪.‬‬ ‫والك���رة الليبية تعتمد عل���ى التمريرات‬ ‫القصرية واالخرتاق من منتصف امللعب‬ ‫وهي من غري ش���ك كرة تتبع املدرس���ة‬ ‫االيطالية الالتينية ‪.‬‬ ‫وقد ب���رز يف ليبيا العب���ون كبار كانوا‬ ‫قم���ة يف األداء والتقني���ة املهاري���ة مث���ل‬ ‫االس���طورة تعول���ة ش���توان ومصطف���ى‬ ‫املك���ي وعلي الزق���وزي وعلي الش���عالية‬ ‫وخمتار الغناي وعلي البس���كي وحس���ن‬ ‫السنوس���ي وأمح���د األح���ول وبوبك���ر‬ ‫شاميس���ة ونوري الرتهون���ي وأمحد بن‬ ‫صويد ودميس الكبري وغريهم ‪.‬‬ ‫وه���ذ يع�ن�ي أن الك���رة الليبي���ة تأث���رت‬ ‫باالس���تعمار االيطال���ي ال���ذي أحضرها‬

‫إىل ليبيا بينما الك���رة املصرية مل تتأثر‬ ‫باالس���تعمار االجنلي���زي بالرغم من أن‬ ‫االجنلي���ز هم الذين جلب���وا كرة القدم‬ ‫إىل مصر ‪.‬‬ ‫ويف أول لق���اء بني الك���رة الليبية والكرة‬ ‫املصرية ع���ام ‪ 1945‬عندما ذهب فريق‬ ‫مجعية عم���ر املختار يقوده االس���طورة‬ ‫اتعولة ش���توان أجرى يف مصر مباراتان‬ ‫مع األهل���ي املص���ري والرتس���انة ‪.‬انبهر‬ ‫اجلمه���ور املص���ري باتعول���ة ش���توان‬ ‫وحس���ن مادي ترب���ل ووص���ل اإلعجاب‬ ‫بهما أن ع���رض عليهما اللعب يف الفرق‬ ‫املصرية ‪.‬‬ ‫ويف ثاني لق���اء بني الكرة الليبية والكرة‬ ‫املصرية يف ال���دورة العربية األوىل اليت‬ ‫ج���رت عام ‪ 1953‬مبص���ر كان الفريق‬ ‫اللي�ب�ي قم���ة يف اآلداء واللع���ب اجلميل‬ ‫وبه���روا الع���رب بقدراته���م الكروي���ة‬ ‫وش���اهد اجلمهور املصري اتعولة شتوان‬ ‫واملك���ي والزق���وزي وخمت���ار الغن���اي‬ ‫وابراهيم باليال ومفت���اح األصفر وعلى‬ ‫الزنتوني ‪.‬‬ ‫ولك�ن�ي أق���ول أن الك���رة الليبي���ة والكرة‬ ‫املصري���ة قريبت���ان من بعضهم���ا وتأثر‬ ‫كل منهم���ا باألخ���ر وخاص���ة عندم���ا‬ ‫احتكت الفرق املصري���ة بالفرق الليبية‬ ‫وكذلك عندما حضر مدربون فطاحل‬ ‫أسهموا يف نشر اللعبة يف ليبيا مثل عبدو‬ ‫صاحل الوحش ال���ذي أحضره األهلي يف‬ ‫نهاية س���تينيات القرن املاضي وكذلك‬ ‫م���درب الزمال���ك عل���ى ش���رف ال���ذي‬ ‫أحضره فري���ق التحدي يف نفس الفرتة‬ ‫‪ .‬إضافة إىل العب���ون جيدون قدموا من‬ ‫مص���ر وأس���هموا يف ارتق���اء اللعب���ة مثل‬ ‫الع���ب األهل���ي املصري حلمي س���ليمان‬ ‫ال���ذي لعب لفريق النجم���ة القدمية يف‬ ‫نهاية الستينيات (وللموضوع بقية) ‪.‬‬

‫يف الع���دد املاض���ي م���ن ه���ذه الصحيف���ة كتبن���ا ع���ن‬ ‫فالسفة التحليل الذين انتقدوا مدرب الفريق الوطين‬ ‫((‬ ‫اإلس���باني (كليمن���ت ) ألن���ه مل خيت���ار‬ ‫أصح���اب اخلربة )) من الالعبني حتى أن أحدهم حدد‬ ‫وذكر بعض األمساء وس���بق أن أشرنا إليهم يف العدد‬ ‫املاضي وقلنا هلم أن من بني املختارين جمموعة لديها‬ ‫اخل�ب�رة وأن اخلربة ليس���ت مي���زة ‪ ،‬يولد بها اإلنس���ان‬ ‫ولكنها تكتسب من خالل املمارسة واإلحتكاك والزمن‬

‫وقلنا هلم أن الرجل قد وضع لنفس���ه هدفاً وهو إعداد‬ ‫فريق ألج���ل االس���تحقاق األفريق���ي ‪ ، 2017‬وها هو‬ ‫يثبت أنه يس�ي�ر على الطريق الس���ليم ‪ .‬وها هو وشبابه‬ ‫الذي���ن اختاره���م يقدمون الفرحة والس���عادة لش���عب‬ ‫تسيطر عليه األحزان ‪.‬‬ ‫والي���وم نود أن نش�ي�ر إىل بع���ض األص���وات اليت بدأت‬ ‫تبال���غ يف إط�ل�اق العب���ارات واألوص���اف ونق���ول هل���م‬ ‫ش���جعوا الفريق ومدربه واهتفوا باس���م ليبيا احلبيبة‬ ‫واملظلوم���ة ‪ ..‬واخت���اروا العب���ارات املعقول���ة والالئقة ‪..‬‬ ‫وادع���وا اهلل أن تكلل جهودهم بإح���راز كأس البطولة‬ ‫‪ ،‬لتتحق���ق الفرحة الكربى وحتى نرى االبتس���امة يف‬ ‫وجوه أبناء شعبنا احلزين والذي يعيش األمل يف حياة‬ ‫كرمية ‪.‬‬ ‫اترك���وا الرج���ل يعم���ل وال تزعج���وه بانفعاالتك���م‬ ‫وعواطفك���م وصراخك���م ‪ ..‬وكون���وا عق�ل�اء ألنه ومن‬ ‫معه يسريون على الطريق السليم ‪..‬‬

‫رحل على عجل !!‬ ‫فرج العقيلي‬ ‫"وال تدري نفس ماذا تكسب غداً وال تدري نفس بأي أرض متوت"‬ ‫صدق اهلل العظيم‬ ‫فق���دت صحيف���ة ميادين رج ً‬ ‫ال طيب الس�ي�رة دمث اخلل���ق وافر العطاء ص���ادق الوفاء‬ ‫كان له دور مميز يف الكتابة للصحيفة و جتميع املواد و طباعة املقاالت‬ ‫عادن���ي مرت�ي�ن أثن���اء إصابيت نتيج���ة حادث س�ي�ر و زارن���ي أكثر من مرة إلس���تالم‬ ‫مقاالت���ي إنه الرجل اإلنس���ان و الالعب اخللوق لفريق اهل�ل�ال و املنتخب الوطين عبد‬ ‫الكري���م اهلالل���ي الذي إنتق���ل إىل جوار ربه يوم الس���بت املواف���ق ‪2014/01/11:‬م يف‬ ‫مدينة تونس بعد معاناة مع مرض مفاجئ مل ميهله طوي ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫لق���د فقدت صحيفة ميادين و األس���رة الرياضية هذا الرجل بكل ما حيمله الفقد من‬ ‫مرارة و أس���ى رحم اهلل عبد الكريم اهلاللي وغفر له و أس���كنه فيس���ح جنانه و أهلم آله و ذويه و حمبيه مجيل الصرب و‬ ‫السلوان ‪.‬‬ ‫"إنا هلل و إنا إليه راجعون"‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 3 ( - ) 143‬فبراير ‪) 2014‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.