العدد 144

Page 1

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪( - ) 144‬‬

‫‪ 17 - 11‬فبراير ‪) 2014‬‬ ‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫ُم ُ‬ ‫عاوية ‪ ..‬األصلع‬ ‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬عبد الرحمن شلقم‬

‫السعر لألفراد ‪ 1 :‬دينار في ليبيا وتونس‬ ‫‪ -‬المؤسسات الحكومية والخاصة ‪ 3‬دينار‬


‫‪02‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫ُم ُ‬ ‫عاوية ‪ ..‬األصلع‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإإلعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمة غندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬

‫صورة الغالف‬ ‫فاتح مناع‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬عبد الرحمن‬ ‫شلقم‬

‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أس���تعمل‬ ‫الزلت‬ ‫أتابع األح���داث يف وطننا العربي ‪،‬‬ ‫مث���ل الكثريين م���ن العرب وغريهم ُ‬ ‫اإلعالم العربية هجرت ذاك املصطلح ‪ ،‬واس���تمرأت‬ ‫كلمة ( الوطن ) ‪ ،‬رغم أن وس���ائل‬ ‫ِ‬ ‫كلمة ( العامل العربي )‪ .‬أستخدم كلمة الوطن ألن الكثري من الناس يف بالدنا ليبيا ‪،‬‬ ‫يستعملون كلمة وطن لإلشارة اىل مضارب هذه القبيلة أو تلك ‪ .‬يقولون ( وطن …‪..‬‬ ‫) ‪ ،‬ويكون املضاف اليه ‪ ،‬هو اس���م القبيلة صاحبة الوطن ‪ .‬ولقد استخدم العرب االوائل‬ ‫يقدح يف قيمة أي منهما ‪ .‬بل‬ ‫كلمة الوطن بهذا املعنى ‪ ،‬فإضافة القبيلة اىل الوطن ال ُ‬ ‫النقيض هو التعبري األكثر دقة ‪ .‬ففي وطن القبيلة ‪ ،‬كل املش���اعر مش�ت�ركة ‪ ،‬مثلها‬ ‫مث���ل ال���كأل والنار ‪ ،‬واملاء ‪ ،‬ف���كل األفراح للجميع واألحزان كذل���ك ‪ .‬ال مكان وال جمال‬ ‫شذ ‪َّ ،‬‬ ‫للتفرد أو اإلختالف ‪ ( .‬اإلتفاق ) هو ميثاق القبيلة املقدس ومن َ‬ ‫شذ يف الضالل ‪.‬‬ ‫هكذا ‪ ،‬تكون إدارة القبيلة ‪ ،‬وتس���يري ُشؤونها ‪ ،‬ال تصعب على الشيخ حتى لو كان صبياً‬ ‫اهلم ) الذي‬ ‫أو كان بس���يطاً أمي���اً ‪ .‬االتف���اق ال حيت���اج إىل إدارة ‪ ،‬االخت�ل�اف هو ذل���ك ( ُّ‬ ‫يتطلب الكثري الكثري من األمل والصداع والصرب ‪ .‬تلك هي لعنة ـــ الدميقراطية ـــ ‪ ،‬فهي‬ ‫إدارة االخت�ل�اف ‪ ،‬أما الديكتاتورية ‪ ،‬فهي فرض االتفاق ‪ .‬اليوم يف البلدان العربية اليت‬ ‫تش���هد م���ا أُطلق عليه الربيع ‪ ،‬يعيد الناس إنتاج الوط���ن ‪ ،‬الوطن الذي ال اختالف فيه ‪.‬‬ ‫اجلميع يعمل يف نفس املصنع ـ االتفاق ـ ‪ .‬قد يكون املنتج يف غالف ديين أوغريه ‪ .‬نفس‬ ‫املصن���ع ال���ذي كدَّس بضاعة ( االتفاق ) يف صناديق محل���ت عالمات الثورة والقومية‬ ‫أوغريه���ا ‪ .‬إدارة االختالف ‪ ،‬تقنية إنس���انية معق���دة ‪ ،‬مركبة ‪ ،‬كيمياء ال يقدر عليها‬ ‫البس���طاء واألمي���ون ‪ .‬ف���رض اإلتفاق هو األس���هل ‪ ،‬ال حيتاج َّ‬ ‫إال حلفنة من الش���عارات ‪،‬‬ ‫وقطي���ع من رجال البوليس ‪ ،‬او مجاعات تعتقد أنه���ا كتائب جُتاهد من داخل الفرقة‬ ‫الوحيدة الناجية ‪.‬‬ ‫أتابع مثل غريي من العرب مفاوضات أبناء ( الوطن ) السوري ‪ ،‬أحفاد معاوية ‪ ،‬معاوية‬ ‫ُ‬ ‫صاحب ـ الشعرة ـ اليت ال تنقطع أبدآً ‪ ،‬هلا مرونة سحرية وساحرة ‪ُّ ،‬‬ ‫الشد ‪ ،‬والرخي ‪ .‬مل‬ ‫يك���ن معاوية بالطبع يمُ ارس الدميقراطية عرب ش���عرته ‪ ،‬ب���ل كان ميارس ـ الواقعية ـ‬ ‫وهي فن حيتاج إىل ماهو يف مستوى تعقيدات الدميقراطية ‪ ٠‬الفارق األساسي أن الناس‬ ‫آنئ���ذ ‪ ،‬حمدودي العل���م وكذلك الطلبات والرغبات ‪ .‬من محل معه ش���عرة معاوية اىل‬ ‫جنيف ؟ السيد اجلربا أم السيد املعلم ؟ !‪ .‬ال أعتقد أن معاوية بن أبي سفيان ملك الشام‬ ‫قد ترك ش���عراً ‪ ،‬لقد م���ات بديناً مريضاً ‪ ،‬أرهقته املع���ارك والصراعات يف أرض الوطن‬ ‫وخارجه ‪ .‬تالشت شعريات رأسه السياسية ‪ .‬تفاوض مع أبناء غرميه علي بن أبي طالب‬ ‫بشعريات احلديد والنار والسم والذهب ‪ ،‬أليس فرض اإلتفاق هو األسهل ‪ ،‬ومن َّ‬ ‫شذ صار‬ ‫إىل الضالل ؟ ‪ .‬لو تبادل املتفاوضون املراكز والكراسي ماذا كان سيحدث؟ ‪ .‬التفاوض‬ ‫يع�ن�ي القبول بتنازالت من كل االط���راف ‪ ،‬أهل ـ الوطن ـ يعتربون التنازل خيانة ‪ ،‬وإن‬ ‫كان التنازل لبين الوطن ومن أجل الوطن ‪ .‬من يتنازل ألهله ينتصر ‪ ،‬مثل من يعطي‬ ‫بعض أو كل ما ميلك ألوالده ‪ .‬التفاوض يعين إدارة اإلختالف ‪ ،‬ال يستطيعه من تربى‬ ‫على فرض اإلتفاق ‪ .‬لو تنازلت احلكومة الس���ورية فورا عن السلطة ملصلحة املعارضة‬ ‫‪ ،‬متى تستطيع هذه املعارضة أن تشكل حكومة ؟ هل سيكون لسوريا رئيس مجهوررية‬ ‫خالل‪ ...‬س���نة ؟ ولنفرتض أن املعارضة املسلحة وغري املس���لحة أُصيبت مبس ـ الوطن ـ‬ ‫وأعلنت الس���مع والطاعة لبش���ار األس���د ‪،‬هل س���يقول هذا للجميع ‪ :‬عفا اهلل عما مضى‬ ‫‪،‬اذهبوا فأنتم طلقاء ؟ ‪ .‬بالتأكيد سيتساءل القارئ ‪ ،‬إذن ما حلل ؟ ‪ .‬نعم ‪ ،‬ما احلل ؟ ‪ .‬أنا‬ ‫أؤمن َّ‬ ‫أن خطأين ال يلدان صواباً ‪ .‬أقول أن معاوية املوجود اآلن يف جنيف بال شعر ‪ ،‬هو‬ ‫أصلع ‪،‬أصلع ‪ ،‬املتفاوضون هم يف حاجة اىل شعرات من لون آخر ‪ ،‬من لون أشقر ‪ .‬ليس‬ ‫بالضرورة أن تلك الشعريات من حديد ‪ ،‬ال ‪ ،‬نريدها شعرات عقل وسياسة ‪ ،‬مثل شعرة‬ ‫اإلمرباطور معاوية األول ‪ ،‬إمرباطور ( الوطن ) ‪.‬‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫بيان أعضاء املؤمتر الوطين العام حول احلراك‬ ‫الشعيب يوم اجلمعة ‪2014/2/7‬‬ ‫حن���ن اعض���اء املؤمت���ر الوط�ن�ي املدون���ة‬ ‫أمسائن���ا أدن���اه نعل���ن احنيازن���ا لص���وت‬ ‫الش���ارع اللييب ونطال���ب املؤمتر الوطين‬ ‫العام بإجراء استفتاء عاجل على خارطة‬ ‫الطري���ق الص���ادرة م���ن املؤمت���ر الوطين‬ ‫الع���ام بتاري���خ ‪ 3‬فرباي���ر أو التطبي���ق‬ ‫الف���وري للخي���ار "ب" وذل���ك بتعدي���ل‬ ‫اإلع�ل�ان الدس���توري إلج���راء انتخابات‬ ‫رئاس���ية وبرملاني���ة م���ع اس���تمرار هيئة‬ ‫صياغة الدس���تور يف عمله���ا دون ربطها‬ ‫مبوعد هذه االنتخابات وتسليم السلطة‬ ‫جله���ة ش���رعية منتخب���ة وبه���ذا حنقق‬ ‫مبدا التداول الس���لمي للسلطة ويف حال‬ ‫عدم اإلس���تجابة ألحد هاذين اخليارين‬ ‫يف م���دة أقصاه���ا أس���بوع م���ن تاريخ هذا‬ ‫البيان‪ ،‬فإننا سنتخذ القرار املناسب الذي‬ ‫يستجيب ملطالب ناخبينا‪.‬‬ ‫أعضاء املؤمتر العام‪:‬‬ ‫* جناح صالوح عبدالنيب‬ ‫* الصادق أبوعائشة‬ ‫* عبدالفتاح حبلوص‬ ‫* عبداللطيف املهلهل‬ ‫* نادية الراشد‬ ‫* ملياء الشريف‬ ‫* عبدالناصر السكين‬ ‫*عال السنوسي‬ ‫* فاطمة عيسى اجملربي‬

‫* ناجية الصديق بعيو‬ ‫* سعاد حممد سلطان‬ ‫* أمساء عمارة سريبة‬ ‫* امينة حممد بشرياملغريبي‬ ‫* سعاد مفتاح القديري‬

‫* حليمة عبداملطلوب الورفلي‬ ‫* عبد احلفيظ حممد الدائخ‬ ‫* زيدان مصباح‬ ‫* عبداهلل نصر معيقل‬

‫‪03‬‬

‫بدال أن تلعن‬ ‫الظالم أشعل مشعة‬ ‫أمحد الفيتوري‬ ‫هن���اك اتفاق ب�ي�ن الليبيني أن الش���عب خ���رج دون‬ ‫ترتيب���ات ودون قيادة يف ليل���ة ‪ 15‬فرباير ‪2011‬م‬ ‫مبدينة بنغ���ازي ‪،‬ثم اتبع ه���ذه االنتفاضة الكربى‬ ‫ي���وم ‪ 2012 – 7 – 7‬م يف ملحمة االنتخابات اليت‬ ‫ش���دت أي أح���د بفرادته���ا والع���رس ال���ذي ظهرت‬ ‫فيه ‪،‬س���اعتها كانت البالد يف خضم حرب داخلية‬ ‫حش���دت ضد بنى ولي���د ‪،‬وكان دون أن ينتبه أحد‬ ‫الفائ���ز مبحص���ول األص���وات هو حمم���ود جربيل‬ ‫أصي���ل تلك املدينة ( بنى وليد أي من قبيلة ورفلة‬

‫أرييت تقيم ورشة تدريبية يف جمال اإلدارة الثقافية يف خالل‬ ‫الفرتة من ‪ 19‬إىل ‪ 26‬مارس بتونس‬ ‫تقيم مؤسس���ة أري�ت�ي للثقاف���ة والفنون‬ ‫بالتع���اون مع اجمللس الثق���ايف الربيطاني‬ ‫ورش���ة تدريبية يف جمال اإلدارة الثقافية‬ ‫يف خ�ل�ال الف�ت�رة م���ن ‪ 19‬إىل ‪ 26‬مارس‬ ‫‪ 2014‬بتون���س‪ .‬ه���ذا وتقب���ل طلب���ات‬ ‫املشاركة من مواطنني ومواطنات ليبيني‬ ‫ناش���طني اوعامل�ي�ن يف جم���االت الثقافة‬ ‫والفنون والتوعية وذلك يش���مل خمتلف‬ ‫جماالت العمل الثقايف‪ ،‬مثل إدارة املسارح‬ ‫وقاعات الع���رض الفين ومحالت التوعية‬

‫الثقافي���ة واألدبية‪.‬وذك���ر أن آخر موعد‬ ‫لتلقي طلبات املش���اركة ه���و يوم األثنني‬ ‫‪ 22‬فرباير‪،‬وس���يخطر فق���ط املتقدم���ون‬ ‫اللذي���ن تقب���ل طلباته���م باملوافق���ة عل���ى‬ ‫مش���اركتهم قب���ل يوم ‪ 1‬م���ارس‪ ،‬وتؤمن‬ ‫مؤسس���ة أرييت نفقات سفرهم وإقامتهم‬ ‫الكامل���ة يف تون���س خ�ل�ال مدة الورش���ة‪.‬‬ ‫و اش�ي�ر اىل أن اللغ���ة العربي���ة ه���ي اللغة‬ ‫املس���تخدمة يف الورشة‪ ،‬ويقوم بالتدريس‬ ‫خمتص���ون يف اإلدارة الثقافية من الوطن‬

‫والفرق واجملموع���ات الفنية واملهرجانات‬ ‫واجل���والت الفنية وإنتاج ونش���ر األعمال‬

‫العرب���ي وبريطاني���ا‪ .‬تتن���اول الورش���ة‬ ‫موض���وع إدارة املؤسس���ات واجملموع���ات‬

‫الثقافية وإدارة اإلنتاج الثقايف والفعاليات‬ ‫الفنية‪ .‬ينتظر من املشاركني أن يساهموا‬ ‫بفاعلي���ة وإنتظ���ام وأنضب���اط يف مجي���ع‬ ‫اجللس���ات وورش���ات العم���ل وان يتحل���وا‬ ‫بأخالق العمل اجلماعي‪.‬‬ ‫وذكر االعالن الذي أصدرته املؤسسة أن‬ ‫شروط املشاركة‪:‬‬ ‫• أن تق���دم الطلب���ات عل���ى االس���تمارة‬ ‫املخصص���ة لذل���ك‪ .‬و باإلم���كان حتمي���ل‬ ‫إستمارة التقديم من الرابط التالي‬ ‫‪http://www.arete-foundation.‬‬ ‫‪org/cmwapp‬‬ ‫•أن يك���ون املتق���دم‪/‬ة م���ن العامل�ي�ن او‬ ‫الناش���طني يف الثقافة والفن���ون والتوعية‬ ‫ولدي���ه خ�ب�رة يف إدارة العم���ل الثق���ايف ما‬ ‫بني سنة و ‪ 3‬سنوات‪.‬‬ ‫•أن يقدم طلب املشاركة كام ً‬ ‫ال باللغة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫• أن يتضمن طلب املش���اركة صورة من‬ ‫جواز السفر‪.‬‬ ‫• أن يتضمن الطلب س�ي�رة ذاتية توضح‬ ‫اخلربة املهنية خاصة يف الثقافة والفنون‬ ‫والتوعية‬ ‫•أن يتضم���ن الطل���ب خط���اب توضيحي‬ ‫يش���رح الداف���ع للتق���دم للمش���اركة يف‬ ‫الورشة‪.‬‬ ‫•أن يتضمن الطلب فكرة ملش���روع ثقايف‬ ‫ي���ود املتقدم حتقيقه مث���ل تنظيم فعالية‬ ‫أو انت���اج عمل ف�ن�ي أو إدارة جولة ثقافية‬ ‫ويقدم على اإلستمارة املخصصة لذلك‪.‬‬

‫أو كم���ا يزمع ) ‪ ،‬وهو من مل يرش���ح نفس���ه ‪ ،‬لكن‬ ‫ألنه ي���رأس التحالف الوطين الذي اس���س حينها ‪،‬‬ ‫منح الشعب االصوات األكثر هلذا التحالف‪.‬‬ ‫ث���م أعق���ب ذلك مجع���ة انق���اذ بنغازي ‪،‬لق���د خرج‬ ‫الناس مطالبني حبق يس���تحقه اجلميع هو احلياة‬ ‫‪ ،‬و ال حياة حتت تهديد الس�ل�اح ُ‪.‬منذها واالتهامات‬ ‫تطال كل خروج ‪ ،‬بل بات كل خارج من أجل رأي‬ ‫حيمله هو خروج عن طاعة اولي األمر ‪،‬وخروج يف‬ ‫غ�ي�ر طاعة اهلل ‪ ،‬فهو مروق‪ .‬نس���ى هؤالء أو اولئك‬ ‫أن اخلارج�ي�ن ليل���ة ‪ 15‬فرباي���ر مل يس���تأذنوا أحد‬ ‫وبالتال���ي لن يس���تأذنوا أح���د ‪ ،‬وهم م���ن هم يرون‬ ‫امل���وت م���ن عب���د اهلل السنوس���ي أو من لب���س قناعا‬ ‫مي���وه ش���خصية ه���ذا ‪،‬وكذلك املش�ي�ر السيس���ي‬ ‫مل يس���تطع لذلك س���بيال ‪،‬فاالتهام���ات والتخوين‬ ‫لن جي���دي أحدا حيث الش���امي ش���امي والبغدادي‬ ‫بغ���دادي ‪ ،‬والقوة – أو كما يقال مل متنع أحدا من‬ ‫حمارب���ة الواليات املتح���دة و ال عن قتل س���فريها‬ ‫حتى ‪ ،‬م���ا بالك واملرء يعتق���د أن خروجه دفاع عن‬ ‫وجوده ‪.‬لنرتك ذل���ك للخالصة أن من حق بل من‬ ‫واج���ب اجلميع أن يذودوا عن أرواحهم وأنفس���هم‬ ‫وع���ن أوطانه���م ‪،‬وذلك فرض عني م���ادام ال ميس‬ ‫ح���ق األخر يف أن يرى الكيفية اليت يرى هلذا ‪ ،‬وما‬ ‫التظاهر إال أبسط احلقوق ‪.‬‬ ‫وهل���ذا كان���ت تون���س معي���ارا يف اخل���روج مبا مل‬ ‫يتصوره حتى التونس���يون أنفسهم ‪ ،‬وما االحتفال‬ ‫ف���وح لليامس�ي�ن الذي‬ ‫الي���وم باجناز الدس���تور إال ٌ‬ ‫ُ‬ ‫كين ربيعهم به‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫مرشحات جلنة الستني للدائرة الثالثة بنغازي‬

‫يتحدثن مليادين عن رؤيتهن للدستور‬ ‫ميادين ‪:‬احلسني املسوري‬

‫جن��اة جي��د اهلل العبيدي ‪ :‬نظام احلك��م احمللي إحتادي‬ ‫(فدرالي ) النه النظام الذي يعزز ال مركزية الدولة‬ ‫ق���رار الرتش���ح ألنتخاب���ات جلن���ة الس���تني مل يكن‬ ‫بالقرار اهل�ي�ن ‪ ،‬أوال إلنى مثل العديد من املواطنني‬ ‫الليبيني الذين يرون أستحالة التوافق على( دستور‬ ‫آخر جديد) ‪ ،‬فلي���س باألمر املتاح فى هذه الظروف‬ ‫وهذا الوقت العصيب أن يتم صياغة عقد جديد فى‬ ‫ليبي���ا اآلن ‪ ،‬وحت���ى لو متكن الليبي���ون من الوصول‬ ‫إىل نتيجة ما اليوم ومتت األنتخابات وهذا أمر فيه‬ ‫ش���ك ‪ ،‬فلن يصنع���وا أو باألصح لن يأت���وا بعقد آخر‬ ‫إال بالش���كل واجلوهر الذى توافق عليه األجداد فى‬ ‫( دستور‪1951‬م) الذى برغم مرور كل هذا الوقت‬ ‫ومطالب���ة غالبية الش���عب فى برق���ة وفى طرابلس‬ ‫وفى فزان بعودته و األستفتاء على تعديالته اليزال‬ ‫يواجه اإللغاء والطمس أوالتعطيل املتعمد الذى لن‬ ‫يغ�ي�ر حقيق���ة أن ه���ذا هو العق���د الش���رعى الوحيد‬ ‫ال���ذى أتفق أو توافق عليه الليبيون مجيعا إىل اليوم‬ ‫‪ ،‬فهو عقد الش���راكة املكت���وب الذى مت بني األجداد‬ ‫املتعاقدي���ن ‪ ،‬وهو األس���اس الدس���تورى الذى أوجد‬ ‫مايس���مى بدولة ليبيا املتحدة فى تارخيها احلديث‬ ‫وع���ودة على قرار ترش���حى كان برأي و بتش���جيع‬ ‫م���ن بعض أصدق���اء وأناس أقدره���م معروفني بني‬ ‫أهل بنغازى بوطنيتهم ودورهم املتميز ورمبا يكون‬ ‫لكم ولنا حديث عنهم فى فرصة حوار أخرى‬ ‫رؤييت للدس���تور هو عقد اجتماعي توافقي يضمن‬ ‫احلقوق للجميع ‪ ،‬و يزيل الش���كوك و عدم الثقة ‪ ،‬و‬ ‫ينظم املعامالت بني اجلميع ‪ ،‬فإن مل يكن هذا العقد‬ ‫توافق���ي فهذا يعين ان الدولة ل���ن تبين ولن منضي‬ ‫اىل االم���ام أما رؤييت لوضع الش���ريعة اإلس�ل�امية‬ ‫يف الدس���تور حن���ن ش���عب مس���لم و احلم���د هلل ال‬ ‫جيوز ان نس���تفيت على العيش وفق شرع اهلل ‪ ،‬وامنا‬ ‫جيب ان تس���ن مادة فوق دس���تورية تنص على عدم‬ ‫مش���روعية أي قانون او تش���ريع خيالف ش���رع اهلل ‪،‬‬ ‫وذل���ك للخ���روج من م���أزق املصدر هل ه���و الوحيد‬ ‫األول الرئيسي اخل‪...‬‬ ‫أم���ا م���ا نظ���ام احلك���م ال���ذي أري���د أن ين���ص عليه‬ ‫الدس���تور جي���ب اختي���ار نظ���ام احلك���م مب�ن�ي على‬ ‫اهل���دف م���ن اختي���اره فنح���ن هدفن���ا الرئيس���ي هو‬ ‫منع ع���ودة او تكون دكتاتورية جدي���دة ‪ ،‬وبالتالي‬ ‫نظ���ام احلك���م ال���ذي يؤدي ال���ي توزيع الس���لطات و‬ ‫الصالحيات على مؤسس���ات احلكم و عدم تركزها‬ ‫لدي طرف واحد ‪ ،‬و ايضا تآييد الرقابة و احملاس���بة‬ ‫و الفصل بني الس���لطات ه���و اآلفضل بالنس���بة لنا‪،‬‬ ‫مثال ان يكون نظ���ام احلكم برملاني و الرئيس يكون‬ ‫دورة رقاب���ي آلداء الربملان و احلكومة وله صالحية‬ ‫حل الربملان يف حال اخفاقه‬ ‫بالنس���بة ألس���لوب احلك���م احمللي حن���ن ندعو ألن‬ ‫يكون ش���كل الدولة إحتادي وبالتال���ي نظام احلكم‬

‫أ‪ .‬امل العبيدي‬

‫أ‪ .‬أبتسام الزني‬

‫احمللي إحت���ادي (فدرالي ) النه النظ���ام الذي يعزز‬ ‫ال مركزية الدول���ة و الوحيد الذي يقدم ضمانات‬ ‫دس���تورية و بالتال���ي فه���و يعزز ثبات ش���كل الدولة‬ ‫الذي هو عنصر اساسي يف التنمية الشاملة‬ ‫أم���ا حق���وق امل���رأة ال�ت�ي أري���د أن ين���ص عليه���ا‬ ‫الدس���تورحنن ن���ري أن النس���اء ش���قائق الرج���ال ‪،‬‬ ‫و طامل���ا اقررن���ا بالتش���ريع وف���ق ش���رع اهلل فحقوق‬ ‫اجلمي���ع نس���اء ورج���اال مكفول���ة ‪ ،‬ام���ا إذا م���ا اردنا‬ ‫ختصيص املرأة حبقوق ما فمن املنطقي و الواقعي‬ ‫ان تعام���ل املرأة بالعدل ال املس���اواه مع الرجل فلكل‬ ‫حقوق قد ال جتوز لآلخر و على كل واجبات قد ال‬ ‫ترتتب على اآلخر‪ ،‬ولذلك املساواة املطلقة قد تكون‬ ‫ظلما‪..‬‬ ‫أبتس��ام عب��داهلل الزن��ي ‪ :‬ارتضين��ا أن تكون الش��ريعة‬ ‫اإلس�لامية مصدرا رئيس��يا يف دس��تورنا فعلينا أن نضمن‬ ‫للمرأة حقوقها الشرعية‬ ‫اختذت قرار ترشحي النتخابات جلنة الستني الن‬ ‫ليبيا وط���ن نعيش فيه ويعيش فينا حنن نؤمن بان‬ ‫ل���كل مواطن احلق يف العي���ش على ارض الوطن يف‬ ‫ام���ن وأم���ان وان ل���كل مواطن احل���ق يف يومه وغده‬ ‫ونؤم���ن بأنن���ا ق���ادرون عل���ى أن نش���ق الطريق اىل‬ ‫املستقبل وقادرون على أن ننهض بالوطن وينهض‬ ‫بن���ا ونؤم���ن بالداميقراطي���ة والت���دوال الس���لمى‬ ‫للس���لطة لذا كان واجبا وطنيا علينا أنا نشارك يف‬ ‫كتابة دس���تورنا وانه لش���رف عظيما لن���ا أن خلقنا‬ ‫يف زم���ن وضع الدس���تور بعد غياب ألربع���ة عقود ؛‬ ‫أم ع���ن مواق���ف العائلة واألصدقاء فكانوا س���ندا لي‬ ‫وتش���جيعي رغم املخاوف من وض���ع االمنى للبالد‬ ‫ورؤي�ت�ي للدس���تور يك���ون في���ه احلراي���ة والكرامة‬ ‫اإلنس���انية والعدالة االجتماعي���ة حق لكل مواطن ؛‬ ‫لنا وألجيالنا القادمة ‪ ....‬السيادة يف وطن سيد حنن‬ ‫نتطلع اىل دس���تور جيس���د حلم األجي���ال مبجتمع‬ ‫مزدح���م متالح���م ودول���ة عادلة حتق���ق طموحات‬

‫الي���وم والغد للف���رد واجملتم���ع نتطل���ع اىل كتابة‬ ‫دستور يس���تكمل بناء الدولة الدميقراطية حديثة‬ ‫حكومتها مدنية نتطلع اىل كتابة دس���تور نغلق به‬ ‫أي فساد أو اس���تبداد ونعاجل به جراح املاضي نتطلع‬ ‫اىل كتابه دس���تور يفتح أمامنا طريق للمس���تقبل‬ ‫يتس���ق مع اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان ؛ يصون‬ ‫احلريات وحيمى الوطن من كل ما يهدده أو يهدد‬ ‫وحدتن���ا الوطنية نتطلع اىل كتابة دس���تور حيقق‬ ‫املس���اواة بيننا يف احلق���وق والواجبات دون أي متييز‬ ‫وندعو اهلل أن يوفقنا وان يكون لنا الش���رف العظيم‬ ‫يف كتابة دس���تورا عظيما لش���عب عظي���م ورؤييت‬ ‫لوض���ع الش���ريعة اإلس�ل�امية يف الدس���تور تبع من‬ ‫كونن���ا بلد يدين بدين اإلس�ل�ام ونؤمن أن مبادئ‬ ‫الشريعة اإلسالمية تعد املصدر الرئيسي للتشريع‬ ‫ونق���ول أن علينا توضيح االت���ى ‪ :‬املبادئ ‪ :‬جمموعة‬ ‫األحكام الكلية واألصول العامة الواردة يف الشريعة‬ ‫اإلس�ل�امية كمبدأ العدل ومبدأ الشورى واملساواة‬ ‫‪....‬اخل الشريعة اإلسالمية ‪ :‬هي ما شرعه اهلل لعباده‬ ‫من أحكام ؛ وردت يف الكتاب والس���نة على مس���توى‬ ‫العقيدة أو العبادات أو املعامالت املصدر ‪ :‬هو األصل‬ ‫الذي يس���تمد منه الش���ئ أحكامه فقولنا الش���ريعة‬ ‫اإلسالمية أصال فانه يستمد منه القانون الوضعي‬ ‫أحكام���ه الرئيس ‪ :‬يقصدر به املصدر الرمسي الذي‬ ‫يلت���زم املش���رع الوضع���ي بالع���ودة إليه الس���تقصاء‬ ‫إحكام���ه العامة ومبادئه الكلية لوضع التش���ريعات‬ ‫املختلفة التشريع ‪ :‬جمموعة من القواعد القانونية‬ ‫ال�ت�ي تنظم أمرا من األمور على حنو معني لتنظيم‬ ‫العالقات يف اجملتمع “مبادئ الش���ريعة اإلس�ل�امية‬ ‫تعد املصدر الرئيس���ي للتش���ريع يرتت���ب عليه ‪1- :‬‬ ‫الت���زام املش���رع بااللتجاء اىل الش���ريعة اإلس�ل�امية‬ ‫‪ 2‬تقيد الس���لطة التشريعية يف الدولة بان تكون‬‫التش���ريعات اجلديدة اليت تسنها متفقة مع مبادئ‬ ‫الش���ريعة اإلس�ل�امية دون أن ختالفه���ا ‪ 3-‬إل���زام‬

‫أ‪.‬جناة جيداهلل العبيدي‬ ‫املشرع بتعديل التشريعات املخالفة للشريعة‪.‬‬ ‫بالنس���بة ع���ن س���ؤالك حلقوق امل���رأة ال�ت�ي أريد أن‬ ‫ين���ص عليها الدس���تور ؟لإلجاب���ة عن هذا الس���ؤال‬ ‫ولكي تصبح الصورة أكثر وضوحا جيب التذكري‬ ‫أوال باالتفاقي���ة الدولية ملنع التمييز ضد املرأة اليت‬ ‫دخل���ت حيز التنفي���ذ منذ ع���ام ‪ 1979‬ونصت على‬ ‫جمموعة م���ن املب���ادئ رأت االتفاقي���ة أن احرتامها‬ ‫كفي���ل بإيفاء املرأة حقوقه���ا يف كل أوجه احلياة‪.‬‬ ‫وتتلخ���ص هذه احلقوق يف حق املرأة يف املش���اركة‬ ‫يف العمل السياس���ي بش���قيه‪ :‬ح���ق االنتخاب واحلق‬ ‫يف تولي الوظائف السياس���ية واإلدارية‪ ،‬كما نصت‬ ‫على حقها يف امللكية وما يتبعه من اعرتاف بأهليتها‬ ‫وحتمل احلق���وق والواجبات وحقها‬ ‫إلبرام العق���ود‬ ‫ّ‬ ‫يف العم���ل والتعلي���م ال���ذي يؤهلها ألدائ���ه‪ .‬كذلك‬ ‫تنص االتفاقي���ة على العدالة بني الرجال والنس���اء‬ ‫يف القوانني املنظمة لألسرة حبيث يصبح الزوجان‬ ‫متس���اويني يف احلقوق والواجبات يف كل ما خيص‬ ‫ش���ؤون األس���رة مبا يف ذلك رعاية األطف���ال وإدارة‬ ‫الش���ؤون املنزلي���ة‪ .‬لكن مبا أن الدول ال تش���غل كل‬ ‫الس���احة االجتماعي���ة واالقتصادية بل تش���اركها‬ ‫اخلاصة‪ ،‬فعلى‬ ‫األنشطة االقتصادية واالجتماعية‬ ‫ّ‬ ‫الدول���ة أن توف���ر احلماي���ة القانونية للم���رأة حتى‬ ‫ال تتع���رض للتمييز يف ممارس���تها هلذه األنش���طة‪.‬‬ ‫حن���ن بل���د يدي���ن باإلس�ل�ام وق���د ك���رم اإلس�ل�ام‬ ‫امل���رأة وأعطاه���ا حقها وطامل���ا أن ارتضين���ا أن تكون‬ ‫الش���ريعة اإلس�ل�امية مصدرا رئيس���يا يف دستورنا‬ ‫فعلين���ا أن نضمن للمرأة حقوقها الش���رعية س���واء‬ ‫مادي���ة كاإلرث أو حرية التجارة والتصرف “ إمنا‬ ‫النساء ش���قائق الرجال “ فلها حق التملك والتعاقد‬ ‫والتعليم والعمل حبيث يكون متوافقا مع رس���التها‬ ‫احلقيقة وهى األمومة ورعاية البيت وطاعة الزوج‬ ‫وعلين���ا أن نثب���ت للبش���رية أن دينن���ا دين مس���اواة‬ ‫وعقيدة واحلرية للمرأة والرجل معا وفقا لشروط‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫امل��رأة هل��ا حقوق��ا اقرها الش��رع وحفظتها هل��ا االتفاقي��ات الدولية‬ ‫وللكن لألسف القانون الداخلي أما مل بنص علي بعض هذه احلقوق‬ ‫رباني���ة س���هلة ومرنة وليس���ت دكتاتورية‬ ‫كم���ا يدعى الغ���رب وفى اخلت���ام أمنا أقول‬ ‫أن هذه جمرد أفكار توضح رؤييت للدس���تور‬ ‫وان الدس���تور الناج���ح ه���و الدس���تور ال���ذي‬ ‫يتوافق الناس علي إقرار قواعده األساس���ية‬ ‫ومبادئه العامة الن الدس���تور جيب أن يعرب‬ ‫عن رغبات الناس وأحاسيس���هم وتطلعاتهم‬ ‫ورغبتهم يف العيش بكرامة وحرية وسعادة‬ ‫ونكرر القول أن صناعة الدس���تور هو مهمة‬ ‫الن���اس وصياغ���ة الدس���تور م���ن اختصاص‬ ‫جلن���ة الصياغ���ة الناس ه���م م���ن يصنعون‬ ‫الدس���تور واهلل وىل التوفي���ق ونرفع أيدينا “‬ ‫اللهم نس���ألك الصدق يف القول واإلخالص‬ ‫يف العم���ل “ ولكم من���ى أمج���ل التحايا ابنة‬ ‫الوطن ابتسام عبداهلل رجب الزنى‪.‬‬ ‫فردوس امحد بوزيد الكوايف ‪ :‬يف الدس��تور جيب‬ ‫الن��ص علي أن يعترب ابن الليبية مواطنا ليبيا له‬ ‫حقوق الليبيني وعليه ما عليهم من واجبات‬ ‫ق���راري بالرتش���ح كان نابع���ا بأهمي���ة هذا‬ ‫االس���تحقاق الق���ادم وأهمي���ة أن ال يكون يف‬ ‫اهليئ���ة التأسيس���ية إال م���ن كان مس���تقال‬ ‫ال ينتم���ي ألي ح���زب وال يقاد م���ن أي جهة‬ ‫كانت ‪,‬وألنين مس���تقلة ال انتمي ألي حزب‬ ‫وألن�ن�ي ال اتب���ع إال خماف���ة اهلل وال امح���ل‬ ‫إال خ���ويف عل���ي وطن���ا كث���ر الطامعني فيه‬ ‫كان ق���راري بالرتش���ح إضاف���ة إل���ي رغبة‬ ‫زمي�ل�ات يف عمل���ي ‪..‬وزميالت���ي واخواتي يف‬ ‫مؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي والالت���ي دفعين‬ ‫وش���جعين وك���ن خ�ي�ر ع���ون ل���ي يف اختاذ‬ ‫قراري بالرتشح ورؤييت للدستور جيب أوال‬ ‫وقبل كل ش���ئ جيب أن حيدد هوية الدولة‬ ‫الليبية وأنا ال أرى س���وي اإلسالم والعروبة‬ ‫هوية للدول���ة الليبية ثانيا ‪:‬الدس���تور جيب‬ ‫أن يك���ون وس���يلتنا للوص���ول إىل دول���ة‬ ‫دميقراطي���ة دس���تورية تكف���ل فيه���ا مجيع‬ ‫الفرص بالتس���اوي ب�ي�ن املواطن�ي�ن ‪,‬وتكون‬ ‫احلريات مضمونة ‪,‬ويتم النص علي حقوق‬ ‫املواطن�ي�ن دون أن تع���ارض ه���ذه احلق���وق‬ ‫ش���ريعتنا الغ���راء ويتم عن طريق���ه التداول‬ ‫السلمي للسلطة ‪,‬ويكون الفصل بني نزاعات‬ ‫املواطنني فيما بينهم ‪,‬واملواطنني والس���لطة‬ ‫احلاكمة هو القانون وأن يكون واضحا فيه‬ ‫مبدأ الفصل بني السلطات‪.‬‬

‫ووض���ع الش���ريعة اإلس�ل�امية يف الدس���تور‬ ‫جي���ب أن تك���ون املص���در الوحي���د للتش���ريع‬ ‫وذل���ك تطبيقا لقوله تعالي يف س���ورة املائدة‬ ‫أية ‪((50‬ومن مل حيكم مبا انزل اهلل فأولئك‬ ‫ه���م الكافرون))وقول���ه تعالي‪.‬بعد بس���م اهلل‬ ‫اهِل َّي ِة َي ْب ُغ َ‬ ‫ون‬ ‫الرمحن الرحيم )‪ (،‬أفحكم الجْ َ ِ‬ ‫َم ْ‬ ‫���ن ِم َن اللهّ ِ ُح ْكم���اً ِّل َق ْ‬ ‫���و ٍم يُو ِق ُن َ‬ ‫���ن أَ ْح َس ُ‬ ‫ون)‬ ‫وَ‬ ‫وقول���ه تعالي ِإ ِن الحْ ُ ْك ُم ِإلاَّ للِهَّ ِ أَ َم َر أَلاَّ َت ْع ُبدُوا‬ ‫ِّين ْال َق ِّي ُم َو َل ِك َّن أَ ْك َث َر َّ‬ ‫ِإلاَّ ِإيَّا ُه َذ ِل َك الد ُ‬ ‫اس‬ ‫الن ِ‬ ‫لاَ ي َْع َل ُم َ‬ ‫ون ) يوسف‪ 40:‬فالقران الكريم آياته‬ ‫حمكم���ة ‪....‬ويف آيات���ه منه���ج إلدارة حياتن���ا‬ ‫‪,‬س���واء يف جانبها االقتص���ادي أو االجتماعي‬ ‫أو السياس���ي ‪ ,‬فلماذا ن�ت�رك ما وهبنا اهلل إياه‬ ‫ونرك���ض خل���ف قوانني وضعي���ة قد تكون‬ ‫خمالفة لشريعتنا السمحاء ‪.‬‬ ‫أنظم���ة احلك���م كث�ي�رة ‪,‬وهناك م���ن يري‬ ‫أن النظ���ام الربملاني وش���به الربملاني أحس���ن‬ ‫م���ا يطب���ق يف الدول ال�ت�ي اس�ت�ردت حريتها‬ ‫حديثا ‪,‬أنا أخالف وجهة النظر هذه واري أن‬ ‫يكون نظ���ام احلكم مجهوري رئاس���ي ‪,‬نظرا‬ ‫ملميزات هذا النظام‪.‬وهي‪ -,‬توفري االس���تقرار‬ ‫السياس���ي ملرحل���ة انتخابي���ة كامل���ة‪2- . .‬‬ ‫تأمني اس���تقرار احلكومة بغ���ض النظر عن‬ ‫االجتاه���ات احلزبي���ة املعارض���ة‪ 3- .‬يوف���ر‬ ‫فرص���ة أفض���ل لعم���ل احلكوم���ة وحري���ة‬ ‫احلكوم���ة ويف املقاب���ل يوفر للربمل���ان حرية‬ ‫احلركة واملناقش���ة فللربملان سلطة مهمة‬ ‫لع���ل أبرزه���ا يرتك���ز يف املس���ائل املالي‪ -‬إن‬ ‫الرئيس يف النظام الرئاس���ي يتمتع بشعبية‬ ‫كب�ي�رة وهيب���ة مهمة ألن���ه مرش���ح األمة‬ ‫ومنتخ���ب من األمة بش���كل مباش���ر وهذا ما‬ ‫يعفي الرئيس من ال���والءات الضيقة‪.‬وحنن‬ ‫يف ه���ذه املرحل���ة الراهن���ة حباج���ة إىل هذه‬ ‫املزاي���ا من اجل اس���تقرار ليبيا ونظام احلكم‬ ‫احمللي‪,.‬احملافظ���ات ألن���ه بوج���ود اخل�ل�اف‬ ‫القائ���م بني فئ���ات اجملتمع ‪,‬والص���راع احلاد‬ ‫ب�ي�ن أنص���ار املركزي���ة املتش���ددة وأنص���ار‬ ‫الفدرالي���ة ف���ان نظ���ام احملافظات ه���و نظام‬ ‫وس���ط ب�ي�ن التطرف م���ن اجلهت�ي�ن وهو ما‬ ‫س���يكفل العدالة بني األقالي���م ويكفل هلا أن‬ ‫تتمتع باحلكم الذاتي ‪.‬‬ ‫امل���رأة هل���ا حقوق���ا اقره���ا الش���رع وحفظتها‬ ‫هل���ا االتفاقي���ات الدولي���ة وللك���ن لألس���ف‬

‫القان���ون الداخل���ي أما مل بن���ص علي بعض‬ ‫ه���ذه احلق���وق أو اوج���د بع���ض الصعوب���ات‬ ‫لتتمت���ع امل���رأة حبقوقها ‪,‬أو ق���ام يف األحيان‬ ‫بانته���اك ه���ذه احلق���وق عن���وة املث���ال األول‬ ‫لع���دم نص القانون علي بع���ض احلقوق هو‬ ‫م���ا تعنيه املرأة املتزوج���ة من غري اللييب من‬ ‫معان���اة بس���بب وض���ع أوالده���ا املولودين يف‬ ‫ليبيا والذين حيملون جنس���يات والدهم مما‬ ‫يرتتب علي ذلك حرمانهم من احلقوق اليت‬ ‫يتمتع به���ا الليبي���ون‪.......‬يف الدس���تور جيب‬ ‫الن���ص عل���ي أن يعترب اب���ن الليبي���ة مواطنا‬ ‫ليبي���ا ل���ه حقوق الليبي�ي�ن وعليه م���ا عليهم‬ ‫من واجبات ‪,‬أما مس���الة اجلنس���ية فال جيب‬ ‫االندف���اع وراء األه���واء واملن���اداة مبنحها هلم‬ ‫الن هذه األمور جيب أن ترتك للمشرع الذي‬ ‫ه���و جي���ب أن يقرر ذل���ك حبس���ب املعطيات‬ ‫نظ���را لبعض البديهيات ال�ت�ي حتم املر منها‬ ‫قد يؤدي منح اجلنس���ية الليبي���ة إىل ازدواج‬ ‫اجلنس���ية وه���و أم���ر مرفوض ل���دي بعض‬ ‫البالد مما قد يرتتب عليه إس���قاط جنسيته‬ ‫األصلية ويكون االبن غري راغبا يف إس���قاط‬ ‫جنس���يته األصلية ‪,‬وهذه املشاكل قد تؤدي‬ ‫إىل املزيد من السوء إىل ابن الليبية ويف رأي‬ ‫أن يتمتع حبقوق املواطنة هو أفضل مكسب‬ ‫ق���د يتحقق له املثال الثان���ي للصعوبات اليت‬ ‫متنع املرأة من ممارسة حقوقها هي معضلة‬ ‫تنفي���ذ األح���كام القضائي���ة وال�ت�ي جيب أن‬ ‫يك���ون يف الدس���تور م���ا يكف���ل هل���ا س���رعة‬ ‫وجدوى تنفيذ األحكام القضائية‪.‬‬ ‫أخرياً ‪:‬أنا عندما ترشحت للهيأة التأسيسية‬ ‫لصياغ���ة الدس���تور أردت أن أك���ون ص���وت‬ ‫مجي���ع الليبي�ي�ن مواطن�ي�ن ومواطن���ات‬ ‫‪...‬ش���يوخا وش���بابا وأطفاال‪,‬تس���اءا ورج���اال‬ ‫‪,‬اسري وس���جناء ‪,‬مرضي وأصحاء ‪,‬من ذوي‬ ‫االحتياج���ات اخلاص���ة ‪,‬واألدباء ‪,‬والش���عراء‬ ‫ولكت���اب ‪,‬املبدع�ي�ن والنابغ�ي�ن ‪ ,‬وم���ن يعاني‬ ‫من صعوبات التعل���م ‪,‬والعاملني واملوظفني‬ ‫واملتقاعدين ‪.‬طلبة وطالبات ‪,‬أس���رة ليبية أو‬ ‫أفراد ‪,‬أو مؤسس���ة رعاي���ة اجتماعية ‪,‬هذا ما‬ ‫أريد ه أن أكون قادرة علي إيصال ‪,‬صوتهم‬ ‫مجيعا ‪.‬ب���دون إقصاء وال تهمي���ش ألي فئة‬ ‫كانت‪.‬‬

‫‪05‬‬ ‫امل سعد العبيدي ‪ :‬ضمان الدستور‬ ‫حلقوق املرأه اليت ينص عليها‬ ‫الدستور احلقوق االجتماعيه‬ ‫والسياسيه والثقافيه واالقتصاديه‬ ‫واملدنيه‬

‫اخت���دت ق���راري لرتش���ح للجنه صياغ���ه الدس���تور عندما‬ ‫اندلع���ت ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر واصب���ح احلدي���ث ي���دور علي‬ ‫الدس���تور واهميته لبناء الدوله وضم���ان حقوق مواطنيها‬ ‫متنيت ان اك���ون واحده من جلنه صياغه الدس���تور حيت‬ ‫اس���اهم يف صياغه قوانني تعمل علي حلق جمتمع انساني‬ ‫مع���ايف من ادواء الظلم والبغ���ي اليت عانت منه بالدي عدة‬ ‫عق���ود اما بال نس���به ملوقف العائل���ه كان اجيابي���ا وقاموا‬ ‫بتش���جيعي وكدلك االصدقاء رؤييت للدستورعباره عن‬ ‫ميث���اق اجتماع���ي يعرب عن ام���ال واماني الش���عب ويعترب‬ ‫اعل���ي اهل���رم القانون���ي وه���و املظله ال�ت�ي حتم���ي املواطن‬ ‫وحتاف���ظ عل���ي حقوقه وتبني مال���ه وما علي���ه حيت اعلي‬ ‫سلطة سلطه للدوله‬ ‫ورؤي�ت�ي لوض���ع الش���ريعه االاس�ل�اميه يف الدس���تور حنن‬ ‫ش���عب مس���لم ونتبع س���نه الرس���ول ونتبع املده���ب املالكي‬ ‫ونس���به بسيطهمن املكونات الثقافيه تتبع املدهب االباضي‬ ‫ل���دا فان الش���ريعه هي املصدر الرئيس���ي للتش���ريع وفوق‬ ‫كل النواميس البشريه‬ ‫أما نظ���ام احلكم الذي ينص عليه الدس���تور مبا اننا جلنه‬ ‫تصي���غ م���واد الدس���تور ونعرب عن ام���ال ورغب���ات املواطن‬ ‫اللييب اقول ما جيمع عليه الشعب هو الدي يقره الدستور‬ ‫ام���ا رؤييت الش���خصيه نظ���ام حك���م يضمن ع���دم روجوع‬ ‫الديكتاتوري���ه وم���ن وجه���ة نظ���ري نظام حك���م خمتلط‬ ‫اي برملان���ي رئاس���ي النه يوازن ييي الس���لطه التش���ريعيه‬ ‫والتنفيدي���ه وتش���كل كل منهم���ا قوه كاحب���ه لالخري‬ ‫واس���لوب احلك���م نريد النص علي���ه يف الدس���تور ما يتفق‬ ‫عليه الش���عب ام���ا بالنس���به لرؤييت الش���خصيه فهو نظام‬ ‫ال�ل�ا مركزي���ه االداريه واملالي���ه بني اللم���دن او ما يعرف‬ ‫باحملافظات وهو النظام الشائع يف معظم الدول‬ ‫واخرياًحق���وق امل���راه اليت ين���ص عليها الدس���تور احلقوق‬ ‫االجتماعيه والسياس���يه والثقافي���ه واالقتصاديه واملدنيه‬ ‫مبعين االتي ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ضم���ان حقوق املراه سياس���يا لتحس�ي�ن مش���اركتها‬‫يف احلي���اه العام���ه ‪2-‬ضم���ان اس���تقال ليه امل���راه اقتصاديا‬ ‫حلمايتها من التعنيف النفسي واجلسدي‬ ‫‪3‬ضمان حقوق املطلقات واالرامل‬‫‪- 4‬ضم���ان حقوق فئه االحتياج���ات اخلاصه وتوفري بيئه‬ ‫صحيه ومعيش���يه راقيه هلم وايضا ضمان حقوق املسنات‬ ‫ورعايتهم صحيا ومعيشيا‬ ‫يف اخلت���ام وج���ب ان نن���وه ان هناك مرش���حتان ايضا على‬ ‫مقعد بنغ���ازي اتصلنا بهما ولكن مل يقمن بالتواصل معنا‬ ‫وهن املرشحة خدجية العمامي واملرشحة امينة الكيالني‬


‫‪06‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫مرشحات الدائرة الفرعية األوىل يف تاجوراء والقره بولي وسوق اجلمعة‬ ‫يتحدثن مليادين‬ ‫فريدة حممد الش��هاوى ‪ :‬حقوق املرأة اليت‬ ‫أريد أن ينص عليها الدس��تور هي احلق يف‬ ‫التعليم ‪ ،‬يف التوظيف ‪ ،‬يف تقلد املناصب‬ ‫العامة‬

‫كان ح�ب�ي لوط�ن�ي ليبي���ا ه���و الداف���ع الذي‬ ‫جعل�ن�ي اخت���ذ ق���رار ترش���حي النتخاب���ات‬ ‫جلنة الستني واملشاركة يف صياغة مشروع‬ ‫الدس���تور ووض���ع القاع���دة األساس���ية لبناء‬ ‫الدول���ة وال أخف���ى عليكم أن ه���ذا القرار مل‬ ‫يك���ن مفاجئا لدى العائل���ة واألصدقاء ألنهم‬ ‫يعلمون م���دى حيب الكبري لليبي���ا ولتأييدي‬ ‫لث���ورة الس���ابع عش���ر م���ن فرباي���ر اجملي���دة‬ ‫ولرغبيت يف املشاركة يف بناء الدولة واجب أن‬ ‫أضيف أنهم بالرغم من حالة العزوف وعدم‬ ‫اإلقبال على التسجيل كناخبني النتخابات‬ ‫جلن���ة الس���تني حاهل���م ح���ال اغلب الش���عب‬ ‫اللي�ب�ي ملا أدركوه من النتائج الس���لبية ألداء‬ ‫املؤمت���ر الوطين الع���ام واحلكوم���ة لألحداث‬ ‫اليت متر بها البالد مل يكونوا ليشاركوا لوال‬ ‫وجودي أنا كمرش���حة للجنة الستني وهذا‬ ‫مادفعه���م للمش���اركة يف االنتخابات بقول‬ ‫ل���ن نعط���ى صوتنا إال مل���ن يس���تحق ونعرفه‬ ‫ح���ق املعرفة ورؤييت للدس���تور ه���و الوثيقة‬ ‫ال�ت�ي تتضمن األح���كام والقواع���د اليت تنظم‬ ‫املؤسس���ات السياس���ية وتب�ي�ن ش���كل احلك���م‬ ‫يف الدول���ة وكذل���ك الضمان���ات األساس���ية‬

‫فريدة الشهاوي‬

‫مسرية الزروق كرموس‬

‫تركية الواعر‬

‫حلق���وق األف���راد وحرياته���م وبالتال���ي‬ ‫فالدس���تور هو القان���ون األعل���ى الذي حيدد‬ ‫القواعد األساسية لشكل الدولة ( بسيطة أو‬ ‫مركبة ) ونظام احلكم ( ملكي أو مجهوري‬ ‫) وش���كل احلكومة ( رئاسي أو برملاني أو شبه‬ ‫رئاس���ي أي خمتلط رئاسي برملاني ) وينظم‬ ‫الس���لطات العام���ة فيها م���ن حي���ث التكوين‬ ‫واالختصاص والعالقات اليت بني الس���لطات‬ ‫وح���دود كل س���لطة ‪ .‬والواجب���ات واحلقوق‬ ‫األساسية لألفراد ويضع الضمانات هلا جتاه‬ ‫الس���لطة وبالتال���ي فهو يش���مل اختصاصات‬

‫الس���لطات الث�ل�اث (الس���لطة التش���ريعية و‬ ‫الس���لطة القضائي���ة والس���لطة التنفيذي���ة‬ ‫) وتلت���زم ب���ه كل القوان�ي�ن األدن���ى مرتب���ة‬ ‫يف اهلرم التش���ريعي ابت���داء م���ن اللوائح اىل‬ ‫الق���رارات اىل القان���ون الذي جي���ب أن يكون‬ ‫متوخي���ا للقواع���د الدس���تورية ‪ ،‬وف���ى عبارة‬ ‫واحدة تك���ون القوان�ي�ن والق���رارات واللوائح‬ ‫غ�ي�ر ش���رعية إذا خالف���ت قاع���دة دس���تورية‬ ‫واردة يف الوثيقة الدستورية ‪.‬‬ ‫بالنس���بة لرؤييت لوضع الشريعة اإلسالمية‬ ‫يف الدس���تور أق���ول اإلس�ل�ام دي���ن الدول���ة‬

‫وس���ط معت���دل يف ليبي���ا وأن���ا أرى أن تك���ون‬ ‫الش���ريعة اإلس�ل�امية هي املصدر الرئيس���ي‬ ‫للتش���ريع ولكن لي���س الوحيد ألن���ه إذا قلنا‬ ‫املص���در الرئيس���ي والوحيد فأنن���ا ندعوا اىل‬ ‫التطرف وأننا يف ليبيا اإلس�ل�ام دين وس���ط‬ ‫معتدل نس���عى اىل بناء الدول���ة املدنية دولة‬ ‫املؤسسات واجملتمع املدني وميكن االستعانة‬ ‫مبص���ادر أخ���رى تش���مل القان���ون الوضع���ي‬ ‫والعرف ومب���ادئ العدالة وأح���كام احملاكم‬ ‫ومذاهب كب���ار الفقه���اء واملؤلفني‪.‬أما نظام‬ ‫احلكم الذي أريد أن ينص عليه الدستور هو‬ ‫النظ���ام اجلمهوري ألنه ميك���ن كل طبقات‬ ‫اجملتم���ع من التق���دم لالنتخابات الرئاس���ية‬ ‫والوصول اىل الس���لطة بطريقة دميقراطية‬ ‫يك���ون االنتخ���اب فيها من عامة الش���عب وال‬ ‫تك���ون حمتكرة لطائف���ة أو فئة أو ش���خص‬ ‫يس���تأثر باحلكم ألن���ه يف ه���ذه احلالة نكون‬ ‫يف ظل نظام دكتاتوري مس���تبد كما ‪.‬أرى‬ ‫أن أس���لوب احلكم احمللي الذي أريد أن ينص‬ ‫علي���ه الدس���تور ه���و جمال���س البلدي���ة ألنه‬ ‫السبيل اىل تطبيق نظام الالمركزية وذلك‬ ‫حت���ى يتمك���ن كل أبن���اء الوطن م���ن تدبري‬ ‫أم���وره داخ���ل البلدية التابع هل���ا من دون أي‬ ‫عناء أو أعباء ال�ت�ي أرهقته يف ظل املركزية‬ ‫املقيت يبقى حقوق املرأة اليت أريد أن ينص‬ ‫عليه���ا الدس���تور هي احل���ق يف التعلي���م ‪ ،‬يف‬ ‫التوظي���ف ‪ ،‬يف تقلد املناص���ب العامة ‪ ،‬احلق‬ ‫يف اإلرث الن هن���اك بعض القبائل الليبية أو‬ ‫املناطق ال متنح للم���رأة حقها يف اإلرث على‬ ‫س���بيل املث���ال ‪ :‬جبل نفوس���ة ‪ ،‬زلينت كذلك‬ ‫حقوق املرأة الليبية املتزوجة من غري اللييب‬ ‫وحقوق أبناءها يف اجلنس���ية الن من شروط‬ ‫اكتساب اجلنسية ‪ :‬كل من ولد يف ليبيا أو‬ ‫م���ن كان احد أبوي���ه ليبيا ‪ ،‬أو أق���ام يف ليبيا‬ ‫إقامة اعتيادية ملدة عشر سنوات ‪.‬‬

‫انتخابات اهليئة التأسيسية لصياغة الدستور‬

‫دستورنا حيمينا‬

‫املرشحة رقم ‪2‬‬

‫عن دائرتي بنغازي واجدابيا (فئة النساء)‬

‫أ‌‪.‬إميان حممد بن يونس‬ ‫أستاذ القانون الدولي العام‬ ‫مستشار موسوعة التشريعات الليبية والعربية‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫تركي��ة عبد احلفي��ظ الواع��ر ‪ :‬لن‬ ‫أتقاض��ي أي مقابل ألني أرى عملي‬ ‫يف اهليئة واجبا وطني َا ‪.‬‬

‫املول���ودة واملقيم���ة بتاج���وراء كاتبة‬ ‫وباحثة يف دراسات التغري االجتماعي‬ ‫وقضاي���ا امل���رأة تع���د حالي���اً أطروحة‬ ‫الدكت���وراه ع���ن اهلوي���ة االجتماعية‬ ‫الليبي���ة ماجس���تري يف عل���م االجتماع‬ ‫عضو هيئة تدريس (متعاون) جبامعة‬ ‫طرابل���س عض���و جمل���س الش���ورى‬ ‫بتاج���وراء س���ابقا ناش���طة يف اجملتمع‬ ‫املدن���ي مس���تقلة وال تنتم���ي ألي‬ ‫ح���زب أو مجاعة أو حتال���ف حتدثت‬ ‫مليادي���ن عن ترش���حها فقالت ‪:‬اختذت‬ ‫قرار ترش���حي بعدما استشرت بعض‬ ‫الش���خصيات الوطني���ة ( يف منظمات‬ ‫اجملتم���ع املدن���ي و جمل���س الش���ورى‬ ‫واجملل���س احملل���ي ببلدتي تاج���وراء )‬ ‫فوج���دت كل الدع���م والتش���جيع ‪,‬‬ ‫حت���ى أن بعضهم تط���وع ألجل قوائم‬ ‫التزكي���ة ‪ ,‬كم���ا وج���دت الدعم من‬ ‫العائلة ‪ ,‬عندما قررت الرتشح أرسلت‬ ‫اىل زوج���ي رس���الة– وق���د كان على‬ ‫س���فر – كتبت فيها ‪ :‬س���احمين ليبيا‬ ‫ن���ادت ‪ ,‬وكان م�ت�رددا يف املوافق���ة‬ ‫على ترش���حي ‪ ,‬فكان جوابه ‪ :‬شرطي‬ ‫فزت باملقع���د أال تتقاضي‬ ‫الوحي���د لو ِ‬ ‫أي مقابل ‪ ,‬وهذا ما سأفعله ألني أرى‬ ‫عملي يف اهليئة واجبا وطنياَ ‪.‬‬ ‫ورؤييت للدس���تور بش���كل ع���ام هو أن‬ ‫الدس���تور أس���اس بن���اء دول���ة مدني���ة‬ ‫دميقراطي���ة ‪ ,‬ورؤي�ت�ي ه���ي أن ه���ذا‬

‫الدس���تور جي���ب أن يك���ون دس���تور‬ ‫توافق���ي باجلمي���ع وللجمي���ع ويأخذ‬ ‫يف االعتبار األجيال القادمة ‪ ,‬دس���تور‬ ‫يضم���ن للمواطن�ي�ن واملواطن���ات‬ ‫حقوقهم األساس���ية ‪ ,‬تك���ون فيه ليبيا‬ ‫دول���ة مدني���ة دميقراطي���ة دينه���ا‬ ‫اإلس�ل�ام و ليبي���ا موح���دة ذات نظ���ام‬ ‫إداري ال مركزي ‪.‬‬ ‫ولوض���ع الش���ريعة اإلس�ل�امية يف‬ ‫الدس���تور ليبي���ا دولة مس���لمة لذلك‬ ‫س���تكون الش���ريعة مصدر من مصادر‬ ‫التش���ريع وليس���ت املص���در الوحي���د ‪,‬‬ ‫ألن اختالفات تأويل النص الش���رعي‬ ‫قد تك���ون أداة يس���تخدمها م���ن يريد‬ ‫احت���كار الس���لطة ‪ ,‬كم���ا أن هن���اك‬ ‫قضايا معاصرة توصل االجتهاد اىل‬ ‫معاجلات دقيقة هلا ‪ ,‬مثل االنتخابات‬ ‫وطرق تداول السلطة ‪.‬‬ ‫بالنس���بة لنظ���ام احلك���م ال���ذي أرى‬ ‫أن ينص عليه الدس���تور ف���ان أنظمة‬ ‫احلك���م متنوع���ة ‪ ,‬و نظ���ام احلك���م‬ ‫س���يحدده االس���تفتاء الش���عيب‪ ,‬وأن���ا‬ ‫ش���خصياً أفض���ل النظ���ام الربملان���ي‬ ‫ألن���ه يتيح إش���راك مجي���ع األطراف‬ ‫السياسية يف الس���لطتني (التشريعية‬ ‫والتنفيذي���ة ) حي���ث يت���م تش���كيل‬ ‫احلكوم���ة م���ن اجملل���س التش���ريعي‬ ‫املنتخ���ب ‪ ,‬ويس���تطيع الربمل���ان ح���ل‬ ‫احلكومة عند فشلها دون اللجوء ألية‬ ‫انتخاب���ات أو التقي���د بامل���دة الزمني���ة‬ ‫للحكومة كم���ا يف النظام الرئاس���ي‬ ‫‪.‬كم���ا حي���ق للهيئ���ة التش���ريعية‬

‫إع���ادة الثقة أو حجبه���ا عن احلكومة‬ ‫ورئيسها ‪ ,‬ومساءلة احلكومة وتقصى‬ ‫حاالت اس���تغالل الس���لطة التنفيذية‬ ‫لوظيفتها و زيادة ش���فافية احلكومة‬ ‫وضم���ان ع���دم تبديد األم���وال العامة‬ ‫اىل جان���ب العديد م���ن املزايا األخرى‬ ‫‪ ,‬واك���رر أن االس���تفتاء الش���عيب ه���و‬ ‫الفيص���ل يف ذل���ك و أس���لوب احلك���م‬ ‫احملل���ي ال���ذي أري���د أن ين���ص علي���ه‬ ‫الدس���تور أكي���د س���يكون إداري ال‬ ‫مرك���زي ‪ ,‬حيث يضمن ه���ذا النظام‬ ‫التوزي���ع الع���ادل للث���روة و يدع���م‬ ‫التنمي���ة املس���تدامة يف أرج���اء الوطن‬ ‫بدون أي تهميش أو اقصاء ‪.‬‬ ‫أما حق���وق املرأة اليت جي���ب أن ينص‬ ‫عليها الدستور حقوق املرأة هي نفسها‬ ‫حقوق اإلنس���ان ال�ت�ي تع���زز الكرامة‬ ‫اإلنسانية واملواطنة ‪ ,‬وإذا ما حتصلت‬ ‫على ثقة الناخبني والناخبات س���أصر‬ ‫عل���ى أن يش���ار يف الدس���تور اىل كل‬ ‫املواطنون واملواطنات ‪.‬‬ ‫أخرياً‪ :‬رأيت أن ترشحي واجب وطين‬ ‫لذلك ترش���حت ‪ ,‬وال ازكي نفس���ي‬ ‫بأني خري من تقدم للرتش���ح بعضوية‬ ‫مقعد النس���اء يف دائرتي ولكنين أدعو‬ ‫اهلل خالص���ة إال تفوز بعضوية املقعد‬ ‫إال م���ن كان���ت أكث���ر وطني���ة و‬ ‫أحساساً باملسئولية ‪.‬‬

‫يبقى أن نشري إىل أن هناك مرشحة‬ ‫أخرى تنافس على ه��ذا املقعد وهي‬ ‫روي��دة الراجحي وال�تي اتصلنا بها‬ ‫ولكن مل تتواصل معنا ‪.‬‬

‫‪07‬‬

‫مسرية الزروق حممد كرومس‬ ‫‪:‬حقوق املرأة هي اليت كفلها هلا‬ ‫الدين اإلسالمي‬ ‫قرار ترش���حي النتخاب���ات جلنة الس���تني كان نابعا من‬ ‫ش���عوري باملس���ؤولية جت���اه دي�ن�ي ووط�ن�ي و ان���ه واجب‬ ‫املش���اركة خلدم���ة األجيال القادمة ال�ت�ي من حقها أن‬ ‫تعي���ش بكرام���ه ومظل���ه قانونيه حتمي كاف���ة احلقوق‬ ‫وجدت كل تشجيع ودعم من اجلميع ورؤييت للدستور‬ ‫بش���كل عام أن يك���ون حمققا إلرادة وطموحات الش���عب‬ ‫وبناء دولة أمنه ذات س���يادة وقوانني باجلميع وللجميع‬ ‫ولوض���ع الش���ريعة اإلس�ل�امية يف الدس���تور الش���ريعة‬ ‫اإلس�ل�امية هي مصدر رئيسي مع اعتبار كل ما خيالف‬ ‫أحكامه���ا باطل ونظ���ام احلكم الذي أري���د أن ينص عليه‬ ‫الدس���تور حس���ب وجه���ة نظ���ري أن يدرس ش���كل نظام‬ ‫احلك���م ع���ن طريق مكات���ب استش���اريه عاملي���ه وخرباء‬ ‫وعلم���اء حملي�ي�ن ودولي�ي�ن يقوم���ون بدراس���ة املرحلة‬ ‫احلالي���ة وتقييمها وم���ن مت إخراج ووضع نظام حيقق‬ ‫االس���تقرار واألمن ووحدة ليبيا ملصلحة الشعب واحلكم‬ ‫احملل���ي الذي جيب أن ينص عليه الدس���تور حكم يرضي‬ ‫كل الناس وباشرتاك الوطنيني الشرفاء ليخدم اجلميع‬ ‫وتتم دراسة اآللية اخلاصة بالعمل ومن سيقوم به وفق‬ ‫معايري ذات طابع اختصاصي ش���امل لكل مرحله زمانيا‬ ‫ومكاني���ا هدفها تقديم اخلدمات بكل أش���كاهلا وقوانني‬ ‫حتمي الصاحل العام ومصلحة الفرد أما بالنسبة حلقوق‬ ‫املرأة اليت تريدي أن ينص عليها الدستور كافة احلقوق‬ ‫ال�ت�ي كفله���ا هلا الدي���ن اإلس�ل�امي وحقه���ا يف املواطنة‬ ‫والتعليم ودورها يف احلراك السياسي‪.‬‬ ‫أخ�ي�راً أش���كر صحيف���ة ميادي���ن عل���ي إتاحة مث���ل هده‬ ‫الفرص���ة وادعوا اهلل أن نصل إلي بناء دوله ينعم أفرادها‬ ‫حبق���وق وحي���اة كرمي���ه مكفول���ة بقوان�ي�ن رائ���ده‬ ‫وحمافظ���ة علي مصاحل األفراد والص���احل العام وحفظ‬ ‫اهلل ليبيا‪.‬‬

‫اعتماد عمر امحد‬ ‫املسالتي‪:‬دستور حيمي أدميتنا‬ ‫وحقوقنا وال يتعارض مع‬ ‫الشريعة اإلسالمية‬

‫م���ا دفع�ن�ي إىل اخت���اذ ق���رار ترش���حي النتخاب���ات جلنة‬ ‫الس���تني حب الوطن واحملافظة عليه بدفع مجيع أوراقي‬ ‫حتى تصل إىل بر األمان واملش���اركة يف كتابة دس���تور‬ ‫حاضر ومستقبل للوصول إىل احلياة اإلسالمية الطيبة‬ ‫فق���د كان رأي العائل���ة ب�ي�ن معارض ومواف���ق من هذه‬ ‫اخلطوة فهي خطوة جديدة عليهم ‪.‬‬ ‫أما بالنس���بة لرؤييت للدس���تور هو جمموع���ة من النظم‬ ‫والقوان�ي�ن ال�ت�ي حتم���ي أدميتن���ا وحقوقن���ا والني���ل من‬ ‫الواجبات فيما ال يتعارض مع شريعتنا السمحة وأعرافنا‬ ‫ونس���يجنا االجتماعي ولوضع الشريعة يف الدستور هي‬ ‫املصدر الوحيد للتشريع ألنه فيه األساسيات اليت نظمت‬ ‫الق���رون من قبلن���ا ونظام احلكم ال���ذي حتتاجه يف وقتنا‬ ‫احلال���ي ليبي���ا حتت���اج إىل رج���ل خملص قوي سياس���ي‬ ‫يتق���ي اهلل يف الليبيني وألبأس من جملس الش���يوخ حتت‬ ‫قوانني و احلكم احمللي جيب أن يراعي االحتاد يف الوطن‬ ‫والسياس���ة والقوان�ي�ن م���ع مراع���اة عرف ونس���يج ولغة‬ ‫كل حمل���ة إعطاء للمرأة حقوقها ال�ت�ي ال تتعارض مع‬ ‫شريعتنا وأعرافنا ونسيجنا االجتماعي أن منكن من بناء‬ ‫املرأة واالهتمام بتعليمها وثقافتها وتوفري املناخ املناس���ب‬ ‫لتخوض جماالت مهمة يف بن���اء اجملتمع أختم كالمي‬ ‫ه���ذا ب���ان بالدنا أمان���ة يف أعناقنا س���الت م���ن اجلها دماء‬ ‫وترملت نس���اء ويتمت أطفال فال يكون يف قلوبهم سلوى‬ ‫إال أن ي���روا بالدنا يس���ودها األم���ان والرخاء فه���ي البيت‬ ‫الذي تنسر أن نراه متنعما ‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫األمم املتحدة ّ‬ ‫حتذر‬ ‫من االنزالق اىل العنف‬ ‫وتدعو اىل عدم تعطيل‬ ‫املؤسسات‬ ‫تدي���ن بعثة االمم املتحدة اس���تمرار العنف باش���كاله كافة‪،‬‬ ‫م���ن اغتيال وخطف والقاء املتفج���رات واالعتداءات‪ ،‬ومنها ما‬ ‫تعرضت له مدرس���ة مهد املعرفة يف بنغازي‪ .‬وتعرب عن بالغ‬ ‫مما تلحقه هذه املمارسات من ضررعميم ينال من امن‬ ‫قلقها ّ‬ ‫ليبيا واس���تقرارها‪ .‬وتدعو الدولة واالط���راف املعنية مجيعها‬ ‫اىل حتم���ل مس���ؤولياتها جله���ة الس���عي اجلاد لوق���ف اعمال‬ ‫العن���ف ومن���ع ان���زالق البالد حن���و املزيد من الفلت���ان االمين‬ ‫والفوضى‪.‬وتهي���ب البعث���ة باملس���ؤولني والق���ادة السياس���يني‬ ‫والثوار وغريهم من الشخصيات العامة وقوى اجملتمع اللييب‬ ‫احلي���ة ان يبذلوا جهوداً موصول���ة للحيلولة دون اجلنوح اىل‬ ‫توس���ل العنف املسلح يف الضغط السياسي او حسم اخلالفات‪.‬‬ ‫ويف الس���ياق احلاض���ر‪ ،‬ت���رى البعث���ة ان املنافس���ة السياس���ية‬ ‫والتباي���ن يف وجهات النظر ال يربران باي���ة صورة من الصور‬ ‫اللجوء اىل العنف او التهديد به‪.‬‬ ‫ولقد س���بق للبعثة ان دعت يف الش���هرين املاضيني اىل مخسة‬ ‫لق���اءات تش���اورية ب�ي�ن الق���وى السياس���ية به���دف التخفيف‬ ‫م���ن ح���دة االنقس���امات‪ ،‬ودرء املخاط���ر اليت ميكن ان تس��� ّبب‬ ‫به���ا‪ ،‬والتبصر يف قضاي���ا املرحلة االنتقالية‪ ،‬والتش���ديد على‬ ‫املش�ت�ركات يف كيفي���ة ادارته���ا واالتف���اق عل���ى االجراءات‬ ‫التش���ريعية املناس���بة اليت تضمن االنتقال السلمي للسلطة‪.‬‬ ‫ورغم انه مل يتحقق االمجاع على صعيد التصورات واملواقف‪،‬‬ ‫اّ‬ ‫ال ان���ه جرى تضييق ش���قة اخل�ل�اف حول خارط���ة الطريق‬ ‫ملا تبقى م���ن املرحل���ة االنتقالية‪ .‬واليوم‪ ،‬يرتت���ب على القوى‬ ‫السياسية ا ّ‬ ‫ال تفقد األمل من امكانية الوصول اىل التوافقات‪،‬‬ ‫اليت من شأنها ان تبدد قلق الليبيني املتزايد مع اقرتاب املواعيد‬ ‫اليت باتت‪ ،‬يف نظر البعض‪ ،‬حمطات بارزة يف املسار االنتقالي‪.‬‬ ‫ومهما يكن من أمر اإلختالفات‪ ،‬فإن احلفاظ على الش���رعية‬ ‫وجتنب تعطيل املؤسس���ات مسؤولية وطنية تقع على كاهل‬ ‫اجلميع‪ .‬وال يعين ذلك‪ ،‬يف اي حال‪ ،‬مصادرة حق اية فئة من‬ ‫املواطن�ي�ن يف التعبري حبرية عن اعرتاضاتها ومطالبها‪ ،‬واليت‬ ‫يستدعي الكثري منها اهتماماً‪ ،‬بل استجابة‪ ،‬من قبل املؤسسات‬ ‫الشرعية‪.‬‬ ‫وال يس���ع بعثة االم���م املتحدة للدع���م يف ليبي���ا ا ّ‬ ‫ال ان ّ‬ ‫تذكر‬ ‫مب���ا امج���ع علي���ه املش���اركون يف اللق���اءات التش���اورية ب�ي�ن‬ ‫الق���وى السياس���ية م���ن مب���ادئ ناظم���ة ح���ول ادارة املرحل���ة‬ ‫االنتقالية‪ ،‬السيما منع حدوث فراغ يف السلطتني التشريعية‬ ‫والتنفيذية‪ ،‬وااللتزام مببادئ الدميقراطية وقواعدها ومنها‬ ‫اص�ل�اح املؤسس���ات املنتخب���ة من داخله���ا‪ ،‬والدق���ة يف حتديد‬ ‫املواعي���د والصرام���ة يف احرتامه���ا‪ ،‬والوض���وح والش���فافية يف‬ ‫خماطبة الرأي العام‪.‬‬ ‫ان الظروف الصعبة اليت تشهدها احلياة العامة الليبية اليوم‪،‬‬ ‫ليس���ت قدراً وهي ال تعص���ى على االرادة الوطني���ة اجلامعة‪.‬‬ ‫وان الليبي�ي�ن‪ ،‬عل���ى اختالف مش���اربهم واجتاهاتهم الفكرية‬ ‫والسياس���ية‪ ،‬قادرون ان ش���اؤوا‪ ،‬على جتاوزها حنو اس���تكمال‬ ‫العملي���ة االنتقالية‪ .‬لذلك‪ ،‬حتث بعث���ة االمم املتحدة للدعم‬ ‫يف ليبي���ا مجيع القوى على االلتئام يف حوار وطين ش���امل‪ ،‬ال‬ ‫يستثين احدا‪ ،‬جلمع كلمة الليبيني حول االولويات الوطنية‬ ‫وس���بل معاجلة املش���كالت الفعلية اليت يواجهونه���ا‪ .‬وتؤكد‬ ‫اس���تعدادها الدائم لتقديم املش���ورة واخلربة الفنية يف تيسري‬ ‫احلوار ومواكبة العملية السياسية وحماذرة تعثرها وتوفري‬ ‫الشروط الالزمة لصياغة دستور جديد يرتضيه الليبيون‪.‬‬

‫ماجدة سيدهم‪ : :‬تتسع احلياة لكل شيء‬

‫فاطمة الزهراء فال ‪.‬‬ ‫ـ البدي���ل ع���ن التقارب اإلنس���اني متج���اوزا كل حدود‬ ‫اهلوية واجلنس والعقيدة‪.‬‬ ‫ـ هن���اك العديد من الكت���اب واألدباء والش���عراء من هلم‬ ‫ثق���ل كبري وقيمة صادقة يف ليبيا داخل وخارج حدود‬ ‫الوطن العربي‪.‬‬ ‫ـ انتمائ���ي الوجدان���ي والفك���ري إىل مجعي���ة بيت درنة‬ ‫الثقايف بليبيا‬

‫•ميادي��ن ‪ :‬أن��ت عدت أخ�يرا من ليبي��ا الي مصر‬ ‫كيف ترين عودتك هذه؟‬

‫أن���ا مل انفصل وجدانيا عن مصر إطالقا – فأنا اعش���ق‬ ‫هذا الوطن جبنون ‪ ،‬هذا ليس س���ردا منطيا أو استهالله‬ ‫اس���تعراضية ختف���ى يف باطنه���ا الكث�ي�ر م���ن الدعاي���ة‬ ‫والتمل���ق ‪ -‬مصر وطن يعجبين وتروق لي كثريا تلك‬ ‫احلي���اة الضاجة يف صخبها بكل تفاصيلها ‪ ،‬وما حتمله‬ ‫م���ن تناقض���ات وتباين���ات متناث���رة ومتع���ددة ورغم ما‬ ‫نعانيه من مآس���ي ومش���كالت متصاعدة وم���ا آلت إليه‬ ‫أوضاعن���ا الداخلية إىل حالة من الفوض���ى املتقنة ‪..‬يف‬ ‫ه���ذا أيضا تروق لي ‪ ،‬وس���ط هذا الزخم من الس���لبيات‬ ‫اليت تعانقنا كل صباح وباتت هوا ًء نتنفسه جنده مازال‬ ‫يف األعم���اق حيا كل اجلمال وخصوب���ة الروح املرحة‬ ‫ومالم���ح الطيبة وقس���مات الرض���ا ‪ -‬كث�ي�را ما كان‬

‫يس���تهويين الوقوف وسط الزحام ارقب متأملة مالمح‬ ‫املارة يف كل اجتاه‪ -‬وحركة أجس���ادهن املثقلة بعبء‬ ‫التهالك اليوم���ي واألحالم املؤجل���ة واألمنيات املرتقبة‬ ‫كل يذهب إىل اجتاهه املغاير – كل حيمل يف رأس���ه‬‫م���ا خيتلف ويتناقض متاما عن اآلخرين ‪ -‬لكن ال أجد‬ ‫يف األخري غري ملخ���ص الطيبة واملس���املة تغزو احلنايا‬ ‫يف كل اجت���اه – لذا ق���د تندهش�ي�ن وتضحكني من أن‬ ‫عودت���ي من جدي���د كانت بدافع حن�ي�ن ضج يف داخلي‬ ‫يع�ت�رض كل نوب���ات العزلة والتأجيل ‪ -‬اش���تم رائحة‬ ‫االنتم���اء تف���ور من وري���دي‪ -‬هو احلنني إىل الش���ارع –‬ ‫طرق الباب على اجل���ارات ‪ -‬تراكم اخلبز اجملعد على‬ ‫األرصفة بينم���ا تعتلى األحذية أرف���ف الزجاج الالمع‬ ‫ طاوالت عرض الس���جائر ودبابيس الشعر ‪ ،‬ملصقات‬‫املسلس�ل�ات املدبلجة ن���داء الباعة يف األس���واق ‪ ،‬اختناق‬ ‫الس���يارات أمام العني احلمراء إلشارات املرور ‪ ،‬التكالب‬ ‫عل���ى األكالت الش���عبية وقت الظه�ي�رة – احلنني إىل‬ ‫الصباح���ات املدهش���ة واليت كانت إح���دى مساتنا قبال‬ ‫‪ ،‬صب���اح الورد ‪ ..‬صب���اح الفل ونهارك س���عيد ‪ ،‬محيمية‬ ‫اجملام�ل�ات واللقاءات فأجدني مأخوذة بكل تلك الصور‬ ‫ال�ت�ي متي���ز جمتمعنا املص���ري عن غريه – رمبا اش���عر‬ ‫بالضج���ر الحقا بعد االعتي���اد وكم���ا يراهننى الكثري‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫الساحة األدبية يف ليبيا مذهلة وجديدة ومثرية لالنتباه رغم أنها‬ ‫مل تلق االهتمام الذي يليق ‪ -‬دعيين هنا أكون صرحية معك‬ ‫من األصدقاء فضال عن‬ ‫سخريتهم وتهكمهم األدبي ؟‬ ‫جراء وهلى هذا مولعة بها‪..‬‬

‫"•ميادين ‪ :‬الوسط األدبي هل تغري عن ما كان‬ ‫قبال ‪ ..‬؟‬

‫لس���ت مبكان أن اعبث باملاض���ي أو أثرثر فوق‬ ‫تالل العطن املزين بالرياء ‪،‬فكل يعرف نفسه‬ ‫ومكانه وقيمته وحقيقته وال أرغب أن أعطي‬ ‫من ال ذي قيمة قدرا ومكانا ‪ -‬لكن ما حيزنين‬ ‫حق���ا ‪ -‬ه���و م���ا نس���ببه م���ن ش���روخ وتضليل‬ ‫وترس���يخ ألوه���ام يف أعم���اق أجي���ال خت���ط‬ ‫خطاها يف عامل الكلمة لتسقط يف هوة عدم‪.‬‬ ‫•ميادين ‪..:‬هل الس��احة فى ليبيا تش��ابه‬

‫الوس���ط األدب���ي لي���س مبعزل ع���ن متغريات‬ ‫اجملتم���ع كله ‪ -‬وما نراه ونعيش���ه من تراجع‬ ‫وت���ردي ملح���وظ جي���ر خلف���ه تباع���ا كافة‬ ‫املف���ردات يف كل األوس���اط املتع���ددة – لك���ن‬ ‫رمب���ا الص���راع والتن���ازع يف األواس���ط األدبية‬ ‫يبدو أكثر حدة وتداوال ووضوحا‪ ،‬وهي‬ ‫تعد الساحة فى مصر؟‬ ‫تربة خصبة لتس���لل ومنو النباتات املتس���لقة‬ ‫الس���احة األدبي���ة يف ليبي���ا مذهل���ة وجدي���دة‬ ‫بال رقاب���ة أو رادع ‪ -‬بل كثريا ما تـُدعم حتت‬ ‫ومث�ي�رة لالنتباه رغ���م أنها مل تل���ق االهتمام‬ ‫أية مظلة أو مس���مى ‪ ،‬أيضا تع���د مرتعا رحبا‬ ‫الذي يليق ‪ -‬دعيين هنا أكون صرحية معك‬ ‫لتس���لق العناكب األنيق���ة والناعمة لتصعد‬ ‫– عندما ذهبت إىل ارض ليبيا يف التسعينات‬ ‫ف���وق قيئه���ا حينا وف���وق ع���زوف البعض من‬ ‫كن���ت مث���ل الكثريين غريي حممل���ة بأفكار‬ ‫ال ميتلك���ون أدوات املواجهة أو التكيف وس���ط‬ ‫وأحكام مس���بقة انه الشيء فى هذه الصحراء‬ ‫أك���وام من التلوث األخالق���ي املتصاعد – لذا‬ ‫اجملهولة جيود بش���يء جي���د خاصة من حيث‬ ‫جند أقالما تنزف إبداعاتها فى هدوء حيث ال‬ ‫الثقاف���ة والفن���ون – هك���ذا كن���ت أراه���ا بلد‬ ‫متسع وال وقت يهدر فى مهاترات ومشاحنات‬ ‫مهم���ش م���اذا يثم���ر اذا ‪ – -‬ورغ���م ما ملس���ته‬ ‫ال طائ���ل منها غري تدم�ي�ر الطاقات اإلبداعية‬ ‫على املس���توى االجتماعي م���ن إغداق وطيبة‬ ‫يقدم���ون فكرهم وحياته���م قربانا ه���و الذي‬ ‫ومساندة قوية‪ ،-‬إال أنى آثرت العزلة مكتفية‬ ‫يبقى‪.‬‬ ‫يف التواص���ل مع العامل م���ن خالل الفضائيات‬ ‫•ميادين ‪ :‬م��ن من األدباء الذين تقرئني وبع���ض الكتب اليت أحضرتها معي – وظللت‬ ‫س���نوات كثرية أعان���ى من طق���وس الغضب‬ ‫هلم ؟‬ ‫رغ���م ازدح���ام الس���احة بأمساء تتناس���ل كل والعزوف ع���ن هذا اجملتم���ع ‪ -‬إىل أن التقيت‬ ‫صب���اح لتدخ���ل بداي���ة نهاره���ا ف���ى مع�ت�رك يف إح���دى الزي���ارات م���ع الش���اعر اللييب عبد‬ ‫التنافس على انتزاع أكرب مقاسات التضخيم الس�ل�ام العجيل���ي وال���ذي ف���ى لقائ���ي األول‬ ‫ليلحق بكل اسم لفظ الكبري والعظيم والنادر مع���ه اه���دم برجي العاجي بس���فوح بس���اطته‬ ‫واألوح���د ‪ -‬ف���كل من خط بقلم أصبح دهش���ا وعذوب���ة لغت���ه ‪ -‬وف���ى حمب���ة ش���ديدة جدا‬ ‫ومذه�ل�ا ‪ -‬لنجد أنفس���نا كلنا كب���ارا ليس أخجلت�ن�ي حق���ا ‪ -‬قدمين إىل الوس���ط األدبي‬ ‫فين���ا من يبت���دئ أو ينمو أو جيته���د لذا يكون فى مدين���ة درنة حيث اقط���ن من خالل بيت‬ ‫الس���قوط أيضا عظيما – بينم���ا أجد صعوبة درن���ة الثق���ايف ‪ -‬ووجدت�ن�ي فيم���ا بعد كمن‬ ‫فى اختيار نصوص جديدة ملا رأيت و تعرضت س���قطت على كنز غ�ي�ر معلن عن���ه ‪،‬وراحت‬ ‫له قب�ل�ا أفقدني املصداقي���ة والثقة فيما يقع تتفج���ر ّ‬ ‫يف كل ينابي���ع العط���ش واىل كل‬ ‫بني يدي فأتس���اءل هل هذا نص الكاتب بعينه جدي���د خمتل���ف ‪ ،‬تقدمت حب���ذر حينا وتهور‬ ‫أم مقتبس عن ‪ ..‬أم خمتلس من ‪ ..‬وأن واألمر أحيان���ا أخ���رى وف���ى كل م���رة كنت اش���عر‬ ‫ال يتع���دى أكثر من ق���ص لصق وال دراية ال بأس���في وضآليت‪ ،‬وان هناك عل���ى االمتدادات‬ ‫أحد به ‪ !!.. ...‬والساحة ياسيدتي كما تعلمني األخرى املنس���ية ثراء مدهش‪-‬هن���اك العديد‬ ‫مليئ���ة بالعديد م���ن األمساء املش���عة التماعا من الكت���اب واألدباء والش���عراء م���ن هلم ثقل‬ ‫وف���ى حقيقة األمر تع���اجل كذبا وخ���واء فى كبري وقيمة صادق���ة يف ليبيا وداخل وخارج‬ ‫جوهرها ليصبح املس���طور كله حمض ورق ح���دود الوط���ن العرب���ي ‪ ،‬الص���ادق النيه���وم‪،‬‬ ‫‪،‬وهذا أيضا حيدث فى احلياة ‪ ،‬اتذكر مقطعا س���امل العوكلي ‪،‬عاش���ور الطوي�ب�ي ‪ ،‬إبراهيم‬ ‫من قصيدة بنات الغابة للش���اعر اللييب سامل الكوني ‪ ،‬عبد الس�ل�ام العجيلي امحد يوس���ف‬ ‫العوكل���ي ‪ :‬تتس���ع احلياة لكل ش���يء ‪.‬لآلثام عقيل���ة ‪ ،‬حواء القمودي ‪ ،‬س���عاد يونس ‪ ،‬امحد‬ ‫‪..‬ولألعمال اليت نعتقد أنها صاحلة ‪ ..‬الش���يء الش���لطامي ‪ ،‬امح���د باللو ‪ ،‬ام العز الفارس���ي ‪،‬‬ ‫يس���تحق الن���دم ‪ ..‬كل ما نفعل���ه يضاف إلينا‬ ‫‪..‬وكل م���ا نراه حولن���ا هويتن���ا ‪ !.!..‬لكن تظل‬ ‫شفافية الصدق وعمق املعاناة هي معياري يف‬ ‫انتقاء ما أنتقي ‪ ..‬صدقيين اجلميع اآلن يكتب‬ ‫ويثرثر ويتشدق لكن ليس جلميعهم فكرا أو‬ ‫رؤية أو حلما أو هما ورسالة تقود اجملتمعات‬ ‫حن���و األفض���ل ‪ .‬لك���ن يف ه���ذا تتع���دد وتتنوع‬ ‫قراءات���ي‪ ،‬ف���كل م���ا يفي���د ويضيف ل���ي أحب‬ ‫أن أتعلم���ه واعرف���ه ‪،‬وال اق���رأ إال مل���ن حيرتم‬ ‫وجودي وعقلي ‪ ..‬ملن يشعرني بأناقيت وكأنه‬ ‫يكتب لي وحدي ‪،‬القلم الصادق يعلن للقارئ‬ ‫يف كل سطر ‪ :‬أيها القارئ أنا احرتمك‬

‫•ميادي��ن ‪ :‬م��ا الذي أحزنك فى الوس��ط‬

‫لوحة حممد االمني‬

‫‪09‬‬

‫عمر الككلي امحد الفيت���وري والكثري‪ ..‬ورغم‬ ‫أن م���ا قرأته هو القليل لكن���ه يعلن بقوة فكرا‬ ‫جديدا ونضجا إنسانيا صادقا وفلسفة خاصة‬ ‫‪ ،‬لغ���ة وأعماق���ا وأبع���ادا تضم معان���اة حقيقة‬ ‫وصدقا ش���ديدا فى التعبري تس���تحق الوقوف‬ ‫عنده���ا وإعادة القراء ة م���رات ومرات ‪ ،‬حتتل‬ ‫جغرافي���ة املكان من حكاي���ا الصحراء واجلبل‬ ‫ومس���احات البحر اجمل���اور إىل تقلب���ات املناخ‬ ‫وتنوع أعش���اب املواس���م أيضا الرتاث التارخيي‬ ‫والفلكلوري واالجتماعي والسياس���ي واحللم‬ ‫املناه���ض يف كل جملس محيمي مكانا جيدا‬ ‫على الس���طور وما بينها – ما قرأته ياعزيزتي‬ ‫كان مثريا الس���تفزازي ألمزق جدار شرنقة‬ ‫الغضب واكتش���ف ذاتي من جديد وأتواصل‬ ‫م���ع ثقافة ثرية بالفط���رة ‪ ،‬حتى وان كانت‬ ‫بالنس���بة لن���ا خ���ارج دائ���رة اإلع�ل�ام والضوء‬ ‫‪،‬وجدت�ن�ي أتس���اءل أين مكان الثقاف���ة الليبية‬ ‫سامل العوكلي‬ ‫من الس���احة فى مصر‪..‬أي���ن التواصل وتبادل‬ ‫الثقافات واالط�ل�اع على كل خمتلف هناك‬ ‫‪ ،‬ومل���اذا ال خن�ت�رق احلاجز نق���رأ ‪،‬نناقش لغة ويس���مو باملش���اعر والوجدان ويرتقى بالروح‬ ‫اىل مرتفع���ات اجلم���ال واحلري���ة واإلب���داع ‪،‬‬ ‫ورؤى جديدة فى اجلهة األخرى ‪.‬‬ ‫مل جي���ذر معاني االنتماء والثقة يف اإلنس���ان‬ ‫•ميادي��ن ‪..:‬م��ا رأي��ك فيم��ا حي��دث م��ن والتاري���خ واحلض���ارة‪ ،‬الثق���ة يف الي���وم والغد‬ ‫تصنيفات – أدب نسائي وأدب رجالي ؟‬ ‫دون السخرية من املاضي ‪ ،‬مل يقدم ما يؤكد‬ ‫األدب ه���و األدب – قد تفلح ه���ذه التصنيفات على ان���ه ال بديل عن التقارب اإلنس���اني فوق‬ ‫أحيان���ا عل���ى الصعي���د اجلغراف���ى والزمن���ى اعتب���ارات اهلوية واجلنس والعقيدة والثقافة‬ ‫فيج���وز الق���ول هن���اك األدب الروس���ي‪ - -‬فاإلنس���ان هو اإلنس���ان أينما حل���ت قدماه ‪-‬‬ ‫االجنلي���زى ‪ -‬االمرييك���ي ‪،‬االفريق���ي فل���كل الق���ارئ اآلن يبحث بنهم ع���ن ذاته فى اآلخر‪،‬‬ ‫م���ن ه���ذه املس���احات التمرامي���ة اىل أط���راف بينما م���ا يتلقاه ف���ى الداخل يدع���م انفصاله‬ ‫أطل���س هل���ا خصوصية م���ن حي���ث الطبيعة ع���ن نفس���ه وع���ن احملي���ط م���ن حول���ه ع���ن‬ ‫واملناخ التاريخ احلضاري واإلنساني والعادات الطبيع���ة عن احل���ب واجلم���ال التآخي ‪ -‬عن‬ ‫واملفاهيم وما ش���ابه ‪ ،‬أما أن أصنف األدب فى املثابرة والتمي���ز‪ --‬لذا هو دائم التطلع إىل ما‬ ‫ذات املنطق���ة الواح���دة وذات الوق���ت الزمن���ى يؤك���د له انه كائن فريد جدا وانه رائع بكل‬ ‫يع���د غري الئ���ق ومعيبا بل حيم���ل الكثري من قدرات���ه وحلظات ضعفه‪ ،‬وما يقدم ال يتعدى‬ ‫التفضي���ل لص���احل فئ���ة دون غريه���ا وأيض���ا أط���را جي���دة و باهرة اغلبها خال���ي من الروح‬ ‫رمبا حيم���ل الكثري من التغطي���ة على قصور والعم���ق واملضم���ون ليجد الرم���وز التى وثق‬ ‫الكتابات النس���ائية على اعتبار أن النس���اء فى بها يوما تسقط أمام عينية كذبا وان القيمة‬ ‫منطقتن���ا العربية مازل���ن يكتنب داخل اخلباء احلقيقية التى تصنع اإلنسان وحتميه تكمن‬ ‫عدا بضع���ة اس���تثناءا ت تكت���ب جاهدة متزق يف الث���راء املادي والنفوذ والق���وة وما عدا ذلك‬ ‫وحتط���م كل حواج���ز العتم���ة واألصولي���ة هراء ‪ ،‬ورغم اكتساح الفضائيات وعامل النت‬ ‫واملمنوع‪.‬‬ ‫مل نك���ن مهيأي���ن ومل نك���ن م���ن الصالبة فى‬ ‫•ميادين ‪ :‬ملاذا أصبحنا بال هوية ثقافية ؟ دواخلنا ان ننفتح بوعى حضاري وإنس���اني أن‬ ‫مادمن���ا مل جن���د الش���بع الفكري واإلنس���اني خنتار ما يضيف إلينا ونضيف بدورنا لآلخر‬ ‫والروح���ي يف الداخل س���نهرع فارين نتخبط أيضا ولي���س أن نتفاخر بتنصلن���ا عن هويتنا‬ ‫إىل كاف���ة االجتاه���ات املتع���ددة واملتناقضة وكأن جذورنا عار علينا‪.‬‬ ‫ وال تندهش���ي إذا قل���ت ل���ك أن ه���ذه ظاهرة •ميادين ‪ :‬خرب ننفرد ننشره عنك ‪..‬‬‫طيبة فهي تؤكد أن لدينا متلقي جيد فرغم لي���س لدي أخبار خاصة أو مثرية تهم القارئ‬ ‫م���ا نعاني���ه من مت���زق وف���راغ إث���ر الظروف فأن���ا غائب���ة كث�ي�را وم���ا أكت���ب ينش���ر فى‬ ‫احمليط���ة بنا فى جمتمعاتن���ا اآلن ‪ ،‬غري أن ما صح���ف ليبي���ة ‪ -‬لكن ال باس قريبا س���يصدر‬ ‫يق���دم للمتلقي عل���ى كافة وس���ائل اإلعالم ديوان���ي الثاني بعن���وان مزم���ور الرفض ‪ -‬أما‬ ‫املق���روءة واملس���موعة واملرئي���ة مل يق���دم م���ا حق���ا أمج���ل أخب���اري هو أعل���ن ل���ك انتمائي‬ ‫حيرتم الكيان اإلنساني ويثرى العقل والفكر الوجدان���ي والفك���ري إىل مجعية بي���ت درنة‬ ‫الثق���ايف بليبي���ا ‪ -‬ذاك املنت���دى الثقافى الذي‬ ‫يرع���ى الفكر والفن���ون وكل جوانب الثقافة‬ ‫واإلبداع فى ش���تى جم���االت العل���وم والفنون‬ ‫وال���ذي كان قب�ل�ا معب���دا مس���يحيا مهم�ل�ا‬ ‫مهجورا ( كنيس���ة سابقا ) – لتعود له احلياة‬ ‫م���ن جدي���د س���نة ‪ 1997‬مبجه���ود مض�ن�ي‬ ‫ليتحم���ل ه���ذا العبء بكامله ع���دد من الكتاب‬ ‫والشعراء واملهتمني بش���ؤون الثقافة املهندس‬ ‫ابراهي���م بومحرة والش���اعر س���امل العوكلي‬ ‫والكات���ب امح���د بلل���و والش���اعر عبدالس�ل�ام‬ ‫العجيل���ي وغريهم ليتح���ول إىل صرح ثقايف‬ ‫متمي���ز‪ ،‬وبعمل دؤوب وصمت مهذب يس���عى‬ ‫اجلميع لنهضة جمتمع املدينة حنو األفضل‪.‬‬


‫‪10‬‬ ‫حبّة العنب‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫تفــــاح بلـــون الـذهـــب‬ ‫حممد العنيزي‬

‫عاشور الطوييب‬ ‫ح ّبة العنب‬ ‫غزل ويدان ال يتعبان‪.‬‬ ‫ح ّبة العنب‬ ‫يف اكتمال استدارتها‬ ‫ختل���ع ثيابها ومتض���ي بني القوم س���كرانة‬ ‫ترت ّنح‪.‬‬ ‫ح ّبة العنب‬ ‫هلا يف منحنى جسدها نقرة‬ ‫ال يراها إ ّ‬ ‫ال املقربون‪.‬‬ ‫ح ّبة العنب‬ ‫ّ‬ ‫يفض بكارتها الطائر املخمور‬

‫وحتبل بالنار‪.‬‬ ‫ح ّبة العنب‬ ‫سريرها من سديم‪،‬‬ ‫وغناؤها دندنة ْ‬ ‫قلب‪.‬‬ ‫ح ّبة العنب‬ ‫لظ ّل جارتها‪:‬‬ ‫تهمس ِ‬ ‫ال عجلة‪ ،‬ال عجلة‪.‬‬ ‫ح ّبة العنب‬ ‫ُ‬ ‫اجلبلي‪.‬‬ ‫خالة الربقوق‬ ‫ّ‬ ‫هي أخربتين بذلك‪.‬‬ ‫ح ّبة العنب‬ ‫ُ‬ ‫تعلم أن الدبابري جباة السلطان‪،‬‬ ‫فتغسل عتبتها بالعسل وتنتظر‪.‬‬ ‫ح ّبة العنب‬ ‫ال تفتح نافذتها إ ّ‬ ‫ال ليال‪ً.‬‬ ‫هي ختاف لصوص النور‪.‬‬ ‫ح ّبة عنب‬ ‫مغرمة وغيورة بكرويتها‪،‬‬ ‫تضع املرايا على جسدها‬ ‫فال نرى قلبها‪.‬‬

‫يف انتع���اش هذا الصباح ‪ ..‬قطفت عناقيد أمنيات تت���دىل فوق خاصرة املدينة‬ ‫‪..‬وتقامسته���ا مع طقس كان مي���ر وحيمل إلي كالماً موش���ى باأللفة وله‬ ‫حضور يطغي على هياج الشوارع ‪.‬‬ ‫وإذ تطل الوجوه من الش���رفات ‪ ..‬والش���مس الطالعة من مساء ناعمة تفرش‬ ‫ضوءها على الشوارع ‪ ..‬فأشعر أنين صباح منتعش ‪ ..‬أتوحد مع النهار ‪ ..‬فتنظر‬ ‫املدين���ة إىل أناق�ت�ي وتنبهر العيون من وس���اميت وأن���ا أرى إىل فتاتي األنيقة‬ ‫حتتس���ي القهوة وتغري الفنجان مبذاق احلالوة يف الشفتني وتكوي جسدي‬ ‫بلمعان نظراتها كلما حتدثت مع األخريات ‪ ..‬قالت أنت خمادع كبري وبكت‬ ‫‪ ..‬وجففت دموعه���ا باملنديل األبيض الذي أخرجته من كيس مناديل الورق‬ ‫املختيبء يف حقيبة يدها ‪ ..‬أقسمت أمام دموعها بأنين لست خمادعاً ‪ ..‬وهدأت‬ ‫خوفها ‪ ..‬نظرت إلي وأثر الدموع يف امحرار عينيها وبدت أكثر جاذبية ‪.‬‬ ‫آه ي���ا فتات���ي ‪ ..‬أنت مثل تفاحة ذهبية حترس���ها اهلس���برييدات ‪¹ ..‬أخربيين يا‬ ‫ابنة يوهسبرييدس‪²‬‬ ‫‪ ..‬كيف يتحول الذهب إىل تفاح ‪ ..‬وكيف خيرج التفاح من الذهب ؟ ‪.‬‬ ‫أح���ب التف���اح والذهب ‪ ..‬أحب ملع���ان الذهب ‪ ..‬ورائحة التف���اح ولونه ‪ ..‬أحبك ‪..‬‬ ‫وأحب هواء يوهسبرييس ‪ ..‬أستنشقه ‪ ..‬وأزفره فأنتعش باهلواء البليل ‪.‬‬ ‫أحب بياض امللح ‪ ..‬أحب يوهس���برييدس ‪ ..‬وأحبك يا فتاتي ‪ ..‬يوهس���برييدس‬ ‫تن���ام يف حواس���ي اخلم���س ‪ ..‬فأين أضعك أنت ‪ ..‬س���أمحلك إىل بي���اض امللح ‪..‬‬ ‫ليصبح جسدك البض الذعاً ‪.‬‬ ‫قال���ت ‪ :‬ي���ا أب���ن مدينة املل���ح ‪ ..‬أمهرني تفاح���ات ذهبية ألمنح���ك أنوثة هذا‬ ‫اجلس���د وقلبا ال تفرت عواطفه ‪..‬تسللت على أطراف أصابعي ودخلت بستان‪³‬‬

‫اهلس���برييدس أغويت اهلس���برييدات الثالث ‪ ..‬الواحدة تلو األخرى ‪ ..‬وسرقت‬ ‫من البستان تفاحات ذهبية وعدت إىل أهلي ‪.‬‬ ‫قلت لوالدتي ‪ ..‬هذا مهر خطيبيت ‪.‬‬ ‫واستغربت وسألتين ‪ :‬من أين جئت بالتفاحات الذهبية ؟‬ ‫رويت هلا احلكاية ‪ ..‬مل تصدقين وقالت ‪:‬‬ ‫ ق���د يكون كالمك صادقاً وأغويت احلارس���ات الث�ل�اث ‪ ..‬لكن مثة ثعبان هو‬‫اآلخر حيرس شجرة التفاح الذهبية ‪.‬‬ ‫قلت هلا ‪ :‬أنا مل أر الثعبان يا أمي ‪.‬‬ ‫قالت بعد أن عرفت صدق كالمي ‪:‬‬ ‫ أنت ابن بار ولو كنت غري راضية عنك لوقعت فريسة للثعبان ‪.‬‬‫أجتم���ع أهل���ي وأهل خطيب�ت�ي ‪ ..‬عقدوا الق���ران ‪ ..‬قرأوا فاحت���ة الكتاب ‪ ..‬رفع‬ ‫امل���أذون يدي���ه إىل الس���ماء يدعو ‪ ..‬وأم���ن احلاضرون ‪ ..‬ص���ارت الفتاة حاللي‬ ‫وقالت ‪:‬‬ ‫ احلياة حلوة ومجيلة يف عش آمن جيمعنا ‪.‬‬‫ثــم قالت محاتي الطيبة القلب ‪:‬‬ ‫ أنت ابن حالل وابن ناس طيبني ‪ ..‬احبث عن شقة تسكن فيها ابنيت ‪ ..‬الشقة‬‫ه���ي األهم ‪ ..‬البلد مليئة بالعمارات واملس���اكن ‪ ..‬وكلنا ندعو لك بالتوفيق ‪..‬‬ ‫أن���ت طيب وابن أص���ل وما عندنا فيك ما نقولوا ‪ ..‬أبي الذي يدخن بش���راهة‬ ‫ويقضي جل وقته يف مساع نشرات األخبار‬ ‫قلت له ‪ :‬أنا يف ورطة أريد شقة أسكن فيها بعد أمتام الزواج ‪.‬‬ ‫قال وهو يستمع إىل أخبار التفجريات يف بغداد ‪:‬‬ ‫(دبر رأسك أنت اليوم راجل ما نكش صغري ‪ ..‬وأنا ما عندي ما نديرلك )‪..‬‬ ‫عادت إىل ذهين فكرة سرقة التفاحات الذهبية ‪..‬‬ ‫آه ي���ا فتاتي ‪ ..‬مجال���ك مثل تفاحة ناضجة ‪ ..‬يبهرن���ي اللمعان يف امحرارها ‪..‬‬ ‫وتس���تهويين رائحتها ‪ ..‬تتخلل شهيقي ‪ ..‬تسري يف جويف ‪ ..‬وترتقي إىل سقف‬ ‫راسي ‪ ..‬فتمنحين انتشا ًء ال حدود له ‪.‬‬ ‫يف املرة األوىل سرقت التفاحات الذهبية ‪ ..‬وقدمتها مهراً خلطيبيت ‪ ..‬بعد أن‬ ‫جن���وت م���ن الثعبان الذي حيرس���ها ‪ ..‬واملثل يقول ( مش يف كل مرة تس���لم‬ ‫اجلرة ) ‪ ..‬ليس أمامي حل آخر ‪ ..‬تسللت إىل البستان ‪ ..‬والقمر خيتيبء خلف‬ ‫حجاب الظلمة ‪ ..‬مل ينكش���ف أمري ‪ ..‬التقطت من الش���جرة تفاحات ذهبية ‪..‬‬ ‫وضعتها يف الكيس الذي كان معي ‪ ..‬ثم قلت لنفسي هذه ال تكفي ‪ ..‬سأقطف‬ ‫املزي���د من التفاحات ‪ ..‬رحت أقطف وأقط���ف ‪ ..‬وأضع يف الكيس ‪ ..‬كنت لصاً‬ ‫حقيقياً ‪ ..‬يتس���لل يف الظلمة وحيمل كيس���اً فيه املس���روقات ‪ ..‬مسعت صوت‬ ‫خشخش���ة يف الظلم���ة ‪ ..‬التفت إىل مصدر الص���وت ‪ ..‬كان الثعبان قد اقرتب‬ ‫مين ‪ ..‬وغرز نابه املسموم يف ذراعي ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اهلـامـش‬ ‫( ‪ ) 1‬هن جمموعة من احلس���ان حيرسن ش���جرة التفاح الذهيب اليت غرستها اآلهلة‬ ‫هريا يف بستان اهلسبرييدس كما ورد يف امليثولوجيا اليونانية ‪.‬‬ ‫( ‪ ) 2‬اسم مدينة بنغازي يف العهد اليوناني‬ ‫( ‪ ) 3‬البستان األسطوري الوارد ذكره يف امليثولوجيا اليونانية ‪.‬‬

‫الظهور األول للوزير الفنان يف تونس‬ ‫يف أول ظه���ور ل���ه بع���د أي���ام م���ن تش���كيل‬ ‫احلكومة التونس���ية اجلديدة قام السيد وزير‬ ‫الثقاف���ة التونس���ي املوس���يقار م���راد الصقلي‬ ‫حبضور مراسم تس���ليم البيت اجلديد للفنان‬ ‫الكب�ي�ر اهل���ادي الق�ل�ال وال���ذي قام���ت نقابة‬ ‫املطربني احملرتفني بالسعي لتوفري هذا البيت‬

‫احلدي���ث هلذا الفن���ان الكب�ي�ر تقدي���را ووفاءا‬ ‫لعطائ���ه الطويل ومس�ي�رته الفني���ة املتميزة ‪،‬‬ ‫ولقد بذل الكاتب الع���ام للنقابة الفنان مقداد‬ ‫السهيلي جمهودا كبريا يف سبيل حتقيق هذا‬ ‫اهلدف اإلنساني ‪.‬‬ ‫مت تس���ليم البيت وس���ط حضور كبري‬

‫اهلادي القالل‬

‫م���ن الفنان�ي�ن اعض���اء النقاب���ة واإلعالمي�ي�ن‬ ‫يتقدمهم الس���يد الوزير الفنان مراد الصقلي‬ ‫ال���ذي بدوره قدم هدية مالي���ة للفنان اهلادي‬ ‫الق�ل�ال عرفان���ا بإبداع���ه يف جم���ال األغني���ة‬ ‫التونس���ية ‪ ،‬وحي���ا الوزي���ر نقاب���ة املطرب�ي�ن‬ ‫احملرتف�ي�ن عل���ي ه���ذه املب���ادرة ال�ت�ي جتس���د‬ ‫الوفاء لل���رواد من الفنان�ي�ن وتؤكد التواصل‬ ‫ب�ي�ن األجي���ال م���ن الفنان�ي�ن ويف حدي���ث عن‬ ‫مس���ئوليته اجلدي���دة كوزي���ر للثقافة أكد‬ ‫الس���يد الوزي���ر بأن مهمة احلكوم���ة اجلديدة‬ ‫خ�ل�ال وجوده���ا اإلنتقال���ي القصري س���تعمل‬ ‫ب���كل جهد لرتتق���ي تونس وش���عبها يف كافة‬ ‫اجمل���االت جبه���ود حثيث���ة صادق���ة لص���احل‬ ‫مستقبل تونس ‪.‬‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫‪11‬‬


‫‪12‬‬

‫فبراير ‪) 2014‬‬ ‫‪) 2014‬‬ ‫فبراير‪17 -‬‬ ‫‪11 (17‬‬ ‫‪- )- 144‬‬ ‫العدد‪11 ((-‬‬ ‫‪) 144‬‬ ‫الرابعة ‪-‬‬ ‫السنةالعدد (‬ ‫السنة الرابعة ‪-‬‬

‫إنسان ليس من هذا العامل‬ ‫مديح‬ ‫ٍ‬ ‫يف ِ‬ ‫اجلزء االخري‬

‫إبراهيم الكوني‬ ‫‪23‬‬

‫يف حمفل الع���زاء مل أجد املع ّزي���ن ولكنيّ وجدت‬ ‫جمب���ول عل���ى‬ ‫إلنس���ان‬ ‫احمل َتف�ي�ن ‪ .‬فبالنس���بة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫إجتن���اب املناس���بات الديني���ة والدنيوي���ة من���ذ‬ ‫الطفولة ‪ ،‬سواء أكانت أفراحاً أو أتراحاً أم أعياداً‬ ‫ديني���ة ‪ ،‬س���يتحوّل واجب احلض���ور يف مثل هذه‬ ‫احملاف���ل قصاص���اً حقيق ّياً دون أن أعلم الس���بب ‪.‬‬ ‫فط���وال إنتقال���ي للحياة يف الواح���ات أو املدن مل‬ ‫حي���دث أن ش���هدت مراس���م زف���اف ‪ ،‬وال طقوس‬ ‫عزاء س���وى م��� ّرة واح���دة للحال�ي�ن ‪ :‬حفل زفاف‬ ‫أحد األقرباء يف أول واحة نزلناها عقب دياسبورا‬ ‫اخلروج الدرام���ي من الصحراء ‪ ،‬ووقفة لتقديم‬ ‫لزميل ه���و علي الس���وكين يف وف���اة أبيه‬ ‫ع���زاء‬ ‫ٍ‬ ‫أمام مس���جد يقع بشارع ميزران بطرابلس ‪ ،‬وإذا‬ ‫ال موس���يق ّياً‬ ‫كان مهرجان ال���زواج بالواحة حف ً‬ ‫يس���تعرض في���ه الفرس���ان مه���ارات مجالهِ م يف‬ ‫فن���ون الرق���ص حس���ب الطريق���ة الوجداني���ة‬ ‫املس���توردة من تقاليدنا الصحراوية ‪ ،‬فإن موقف‬ ‫الع���زاء صدم�ن�ي لينطب���ع ختم���اً يف ذاكرت���ي‬ ‫إىل الي���وم ‪ ،‬ألن���ه كان خيانة لنام���وس الصمت‬ ‫املعتمد يف عرف أهل الصحراء املستعار يقيناً من‬ ‫صح���را ٍء الصمت هو لغتها ‪ .‬يف ذلك اليوم وجدت‬ ‫صف طويل على رصيف الشارع‬ ‫نفس���ي أقف يف ٍّ‬ ‫اجملاور للمس���جد لتقديم الع���زاء لذوي الفقيد ‪.‬‬ ‫وكان الزميل الذي عرفته مرحاً بشوش���اً عفو ّياً‬ ‫ح���ال أنكرته فيه ‪ .‬كان ين���دب ّ‬ ‫حظه ويوعوع‬ ‫يف ٍ‬ ‫بأعل���ى ص���وت ‪ ،‬تنهمر الدم���وع م���ن عينيه على‬ ‫حنو تبدّى لي مسرح ّياً بسبب املبالغة يف التعبري‬ ‫ٍ‬ ‫ع���ن احل���زن ‪ ،‬كأ ّن���ه يس���تعري دور الواعية اليت‬ ‫يستأجرها البعض ملمارسة طقوس املناحة على‬ ‫امل ّي���ت باإلنابة ع���ن أهله ‪ .‬وربمّ ا كان س���بب هذا‬ ‫اإلنطب���اع الطريقة اليت كان يش���هر بها الزميل‬

‫ٌّ‬ ‫ممت���د كعارضة‬ ‫ي���ده مصافحاً املع ّزين ‪ .‬س���اع ٌد‬ ‫خش���بية تس ّد املمش���ى يالمس���ها املع ّزون دون أن‬ ‫يتو ّقف���وا يف س���عيهم ‪ .‬وأذك���ر أن رئيس حترير‬ ‫جريدة “طرابل���س الغرب” حممد فخ���ر الدّين‬ ‫إنتهره بش���دّة ‪ ،‬ولكن الرج���ل كان غائباً متاماً ‪.‬‬ ‫ح���دث هذا يف ‪ 68‬أو ‪ 69‬إن مل ختذلين الذاكرة‬ ‫‪ ،‬وخّل���ف يف وجداني أثراً ن ّفرني من املش���اركة‬ ‫يف مثل هذه املناسبات ألجد نفسي اليوم مضط ّراً‬ ‫لتأمل السبب ‪ ،‬س��� ّيما إذا قورن بالنقيض املبثوث‬ ‫ّ‬ ‫اللم���ة املبتذل���ة ال�ت�ي وجدته���ا ي���وم وصل���ت‬ ‫يف ّ‬ ‫أوباري كأنها ترتجم اخللخلة اليت تع ّرضت هلا‬ ‫املفاهي���م اإلجتماعية خالل عقد واحد فقط من‬ ‫حياة جمتمع يعيش طفر ًة إقتصادية مشفوعة‬ ‫بشطحات سياس���ية ربّت يف اجليل نزعة غريبة‬ ‫هي عبادة اإلحتفال بتحويل ّ‬ ‫جتمع (س���واء‬ ‫كل ّ‬ ‫أكان رمس ّي���اً أم ش���عب ّياً) إىل وليم���ة حقيقي���ة ‪.‬‬ ‫إنها سياس���ة تغريبية ّ‬ ‫س���خرت مؤمترات وهمية‬ ‫‪ ،‬واختلق���ت مناس���بات وطني���ة ‪ ،‬ودأب���ت عل���ى‬ ‫اإلنفاق عل���ى معس���كرات أيديولوجي���ة ‪ ،‬كاّنها‬ ‫تش�ت�ري الذم���م به���ذا الرتفي���ه املبت���ذل ليعان���ي‬ ‫اإلقتص���اد الوطين نزيفاً مربجم���اً لعوائد الثروة‬ ‫النفطي���ة ب���دل اإلنف���اق عل���ى مش���اريع تنموية‬ ‫حقيقي���ة ‪ .‬أقول حقيق ّية ال املش���اريع التمويهية‬ ‫ال�ت�ي اعتاد اخلط���اب الرمس���ي أن يطل���ق عليها‬ ‫إس���م “إجن���ازات” كمقابل رخيص الس���تدراج‬ ‫البس���طاء ‪ .‬وملّا كانت تلك مرحلة مس ّيس���ة ‪ ،‬بل‬ ‫ومؤدجل���ة بامتي���از ‪ ،‬فم���ن الطبيعي أن تتس���ّلل‬ ‫هذه الروح اإلحتفالي���ة إىل بُنية جمتمع عفوي‬ ‫ذي عالق���ات تقليدية بس���يطة خالية من تعقيد‬ ‫اجملتمع الطبقي لتفس���د فيه ال ُب ْعد الفطري مبا‬ ‫حيتضنه م���ن قيم أخالق ّية ودينية هي له قدس‬ ‫أق���داس ‪ .‬واأليديولوجي���ا ‪ ،‬كما د ّلل���ت التجربة‬

‫املوج���ه لقل���ب ّ‬ ‫كل قدس‬ ‫‪ ،‬ه���ي النص���ل املمي���ت ّ‬ ‫أق���داس ‪ ،‬ألن األخ�ي�ر هل���ذه اجل ّني���ة ه���و الع���د ّو‬ ‫األوّل ‪ .‬وطق���وس الع���زاء ‪ ،‬أو مراس���م احلداد ‪ ،‬يف‬ ‫ثقافات األمم التقليدية تأتي على رأس القائمة‬ ‫يف س�ي�رة قدس األقداس ‪ .‬وها هو ورم تس���ييس‬ ‫ال���روح يصيبه���ا يف أوّل جول���ة بامل���رض ال���ذي‬ ‫ربراً للرتفيه أيضاً ‪ ،‬ومناس���بة ملمارس���ة‬ ‫حيوّهلا م ّ‬ ‫ش���عائر مع�ت�رف به���ا يف الوالئم ‪ ،‬ولي���س لتأدية‬ ‫طق���وس احلداد عل���ى األموات ‪ .‬وه���ي ال تقتصر‬ ‫عل���ى ال�ت�رف يف صن���وف امل���أكل ‪ ،‬أو املغ���االة يف‬ ‫ثراء املوائد ‪ ،‬ولكن البدعة ال تستحي من السماح‬ ‫للمع ّزي���ن مبمارس���ة ج�ل�ال يلي���ق باملنتدي���ات‬ ‫اخلاص���ة ‪ ،‬ب���ل وتبيح عق���د الصفقات املش���بوهة‬ ‫ّ‬ ‫أيضاً سواء أكانت جتارية أو سياسية أو مدن ّية ‪.‬‬ ‫وأس���وأ م���ا يف األم���ر أن يتن ّك���ر أه���ل الصح���راء‬ ‫لنام���وس األم���س القريب ال���ذي كان فيه املوت‬ ‫معب���وداً يش��� ّيع صاحبه بالصمت وب���آي اإلكبار‬ ‫كّلم���ا ّ‬ ‫حل يف رح���اب بيت ‪ .‬إنه قان���ون اإلعتدال‬ ‫الذي حي��� ّرم النواح ‪ ،‬كما حي��� ّرم نقيضه الفرح‬ ‫أو اهل���رج امل���وروث عن األس�ل�اف ‪ .‬ه���ذه اإلهانة‬ ‫حلرم امل���وت الب ّد أن تس���تف ّز ما تب ّق���ى من رموز‬ ‫العامل القديم اآليل للزوال أمثال الش���يخ الف ّقي‬ ‫أنق���دّا َزن (س���ليل زعي���م آزجر يف نهاي���ات القرن‬ ‫التاسع عشر) الذي نأى بنفسه عن املشاركة يف‬ ‫هذا التجديف فوقف خ���ارج البيت حيث جيتمع‬ ‫احملف���ل مبا أش���تهر ب���ه م���ن كربي���اء ال ليع ّزي‬ ‫أح���داً ‪ ،‬ولكن ليع ّزي نفس���ه يف فقي ٍد كان له ن ّداً‬ ‫ّ‬ ‫األح���ق بتل ّقي العزاء‬ ‫وقرين���اً ورفيق رحل���ة ألنه‬ ‫‪ ،‬وليقين���ه أيضاً ّ‬ ‫ب���أن األقران عندم���ا يرحلون ال‬ ‫يكتفون ب���أن يأخذوا معهم الش���طر األنبل فينا ‪،‬‬ ‫ولك ّنه���م يأب���وا إ ّ‬ ‫ال أن يقرعوا لن���ا األجراس ‪ ،‬ألن‬ ‫خروجه���م ٌ‬ ‫املعمر الش���يخ‬ ‫هو‬ ‫وها‬ ‫‪.‬‬ ‫برحيلنا‬ ‫إيذان‬ ‫ّ‬

‫مس���يك الزنتاني حيذو حذوه أيضاً فيقف خارج‬ ‫ً‬ ‫حام�ل�ا عل���ى منكبي���ه من األع���وام مائة‬ ‫الس���ياج‬ ‫ليقول ل���ي أنه حزين ألن “آخر ش���رارة إنطفأت‬ ‫يف املنطق���ة” كما ع�ّب�رّ ‪ .‬هذا قب���ل أن يُقبل خّله‬ ‫القديم الش���يخ خليف���ة حاكم قادم���اً من منفاه‬ ‫األب���دي “آدري” ليعس���كر يف بي���ت حممد مادي‬ ‫ليتق ّبل يف رفيق العم���ر العزاء بدل أن يؤدّي فيه‬ ‫واجب الع���زاء برغم وزر املائة ع���ام اليت ينوء بها‬ ‫أيضاً ‪ .‬وقد إحتمل املصاب ببطولة اإلنسان الذي‬ ‫ش���هدت حياته باليا كث�ي�رة ‪ ،‬وكان من املمكن‬ ‫أن حيتم���ل إىل النهاي���ة ‪ ،‬لو مل أكن الس���بب يف‬ ‫إنهيار ه���ذا الصم���ود عندما دخل���ت ألح ّييه بعد‬ ‫ف���راق طويل ‪ ،‬فبكى ألوّل م���رة ليعرتف لي بأنه‬ ‫هو ال���ذي تي ّتم يف ذلك اليوم ولس���نا حنن (كما‬ ‫أس���لفنا يف اجل���زء األول من هذا النزي���ف) ‪ .‬إنها‬ ‫روح األوائ���ل الذين غاب���وا بعدها تباع���اً ليخّلفوا‬ ‫لنا فراغاً كان باإلمكان أن يحُ تمل لو مل يأخذوا‬ ‫معهم أنبل القيم ‪ ،‬ليرتكوا لنا الزيف بدي ً‬ ‫ال !‬

‫‪24‬‬

‫مل تك���ن اإلس���تهانة بامل���وت القيم���ة الوحي���دة‬ ‫الضائع���ة يف واق���ع الق���وم بعد أن اس���تبدلوا دين‬ ‫احلري���ة بدي���ن امللك ّي���ة (دي���ن الرحي���ل بدي���ن‬ ‫اإلس���تقرار) ؛ ولك ّنه���م أضاعوا ال���روح اليت كان‬ ‫هلا الفض���ل يف بقائهم على قي���د احلياة من دون‬ ‫ّ‬ ‫ج���ل أمم الع���امل القدي���م ‪ ،‬برغم قس���وة ظروف‬ ‫احلياة يف أش���رس صحاري العامل على اإلطالق‬ ‫‪ ،‬بل اإلغرتاب عن طبيعة هذه األ ّم هو الس���بب يف‬ ‫نكس���ة القوم وبداي���ة غيبوبته���م الوجودية اليت‬ ‫س���تكّلفهم بعد س���نوات قليلة تيهاً عن حقيقتهم‬ ‫س���يكون تيه الصح���راء الك�ب�رى إىل جانبه ً‬ ‫نزهة‬ ‫ً‬ ‫مم���ا يربهن بأننا ال‬ ‫ممتعة برغ���م كل أهواهلا ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مما‬ ‫نهل���ك حقا إال مبا نه���وى ‪ ،‬وال ننجو فعال إال ّ‬ ‫خنشى !‬ ‫فق���د د ّللت جتارب الش���عوب عندما تبدأ مس�ي�رة‬ ‫اإلحن�ل�ال (امل���ؤدّي يف النهاي���ة إىل ال���زوال) أن‬ ‫ث���م اس���تق ّر ّ‬ ‫ً‬ ‫أق���ل‬ ‫اإلنس���ان ال���ذي ع���اش‬ ‫راح�ل�ا ّ‬ ‫إنضباط���اً أخالق ّي���اً م���ن اإلنس���ان ال���ذي احرتف‬ ‫اإلس���تقرار ‪ ،‬ألن األخ�ي�ر ربّى لنفس���ه الق َيم اليت‬ ‫يتطّلبها اإلس���تقرار و َ‬ ‫َك ّي َف نفس���ه معها لتصري‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫له نظ���ام حياة ‪ ،‬يف حني يفقد اإلنس���ان احلديث‬ ‫محى سعيه‬ ‫العهد بهذا الواقع قيمه التقليدية يف ّ‬ ‫الكتساب ق َيم اإلستقرار ‪ ،‬ولكنه يف هذا اإلنتقال‬ ‫الدرامي ال يفلح يف نيلها ‪ ،‬ألنه خيطيء الس���بيل‬ ‫نس���ميه شبح‬ ‫إليها مس���تدرجاً بإغواء ما ميكن أن ّ‬ ‫ه���ذه الق َيم ‪ ،‬وليس جوهرها ‪ ،‬وال يس���تيقظ من‬ ‫غيبته إ ّ‬ ‫والتفس���خ‬ ‫ال عندما يكون األوان قد فات ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫املُميت قد بدأ يسري ورما خبيثا يف اجلسد ‪ .‬فكما‬ ‫لنظام الرحيل منظومة شروط ‪ ،‬كذلك لنظام‬ ‫اإلستقرار منظومة شروط ‪ .‬وأوّل هذه الشروط‬ ‫ال�ت�ي يقوم عليها هذا األخري ه���و وجود احلرفة ‪.‬‬ ‫فاملهن���ة هنا هي هويّة اإلنس���ان وفحوى حضوره‬ ‫ً‬ ‫زراع���ة ‪،‬‬ ‫يف الس���احة س���واء أكان���ت جت���ار ًة ‪ ،‬أم‬ ‫عم�ل�ا يدوي���اً أم ذهني���اً ‪ .‬باملقاب���ل جن���د غياباً‬ ‫ً‬ ‫أم‬ ‫هل���ذا التقس���يم للعمل يف عامل الرحي���ل ‪ ،‬ألننا ال‬ ‫نس���تطيع أن نقول أن هذا اجملتمع الذي حيرتف‬ ‫الس�ي�ر ه���و جمتم���ع ميته���ن الرع���ي يف س���فره‬ ‫األب���دي ‪ ،‬ألن حرفت���ه احلقيقية ه���ي الرتحال ‪.‬‬ ‫أما الرعي فليس إ ّ‬ ‫ربر ملواصلة هذا الرتحال ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ال م ّ‬ ‫وليس له غاية ‪ .‬ولو كان جمتمع الرحيل يريد‬ ‫أن ي ّتخذ لنفس���ه ً‬ ‫مهنة ح ّقاً الختار أكثر حرف‬ ‫ً‬ ‫الدني���ا رحباً وأقّلها تعبا وه���ي ‪ :‬التجارة ! وهو مل‬ ‫يستنكر ممارسة التجارة وحسب ‪ ،‬ولك ّنه ح ّرمها‬ ‫يف نظام���ه األخالق���ي عندم���ا أطلق غليها إس���م‬ ‫تس���مى يف لغة س���ومر‬ ‫“تامك��� ّرا” (كم���ا كانت ّ‬ ‫ْ‬ ‫البدئ ّي���ة) ال�ت�ي تع�ن�ي يف األص���ل (ال���ذي جيري‬ ‫اليوم على ألسنة أهل الصحراء الكربى) ‪ :‬املكيدة‬ ‫! ألن م���ا هي الصفقة التجاري���ة يف الواقع إن مل‬ ‫تكن ّ‬ ‫غشاً مش���روعاً حبرف العرف السائد وليس‬ ‫َ‬ ‫ميكر” (سواء‬ ‫أما التاجر فهو “إ َ‬ ‫حبرف األخالق ؟ ّ‬ ‫يف لغة س���ومر أو يف لغة الط���وارق) فتعين معنى‬ ‫اللص إىل جانب معنى التاجر ! ومل تكن التجارة‬ ‫ّ‬ ‫عم ً‬ ‫ال ال أخالقياً يف نظ���ام قبيلة الرحيل وحدها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نبيل‬ ‫نظام ٍ‬ ‫‪ ،‬ولكنه���ا كان���ت عمال ال أخالقي���ا يف ٍ‬ ‫منش���ق أص ً‬ ‫ال عن قبيلة الرحيل زمن الدياسبورا‬ ‫ٍّ‬ ‫األوىل وهو ‪ :‬إسبارطة اليونان القدمية ‪.‬‬

‫فالتجارة ليس���ت العمل الوحيد الذي يعاديه إبن‬ ‫الرحي���ل ‪ ،‬ولكن���ه حيتقر الزراع���ة ألنها خطيئة‬ ‫أخرى يف ّ‬ ‫ح���ق الطبيعة األ ّم وه���و الذي اكتفى‬ ‫دوماً ب���أن ينال من هذه األ ّم م���ا تعطيه له طوعاً‬ ‫أم���ا حرث األرض النتزاع القوت منها فهو ليس‬ ‫‪ّ .‬‬ ‫غصباً وحس���ب ‪ ،‬ولكنه إس���تباحة منك���رة لبكارة‬ ‫أمة‬ ‫األ ّم ‪ .‬من هنا نش���أت روح العداء الفطري إزاء ّ‬ ‫الحني ‪ّ .‬‬ ‫الف ّ‬ ‫ولعل العداوة األش ّر اليت مل ينتبه هلا‬ ‫ال علماء النفس وال أترابهم علماء اإلنرتبولوجيا‬ ‫هي الع���داوة اجملهولة اليت يك ّنها س���ليل الرحيل‬ ‫ملب���دأ هو معب���ود أمم اإلس���تقرار وه���و ‪ :‬املعرفة !‬ ‫وجودي‬ ‫ح���س‬ ‫ٍّ‬ ‫وه���ي ع���داوة تد ّلل عل���ى حضور ٍّ‬ ‫يرجع بأس���بابه إىل عوام���ل غيب ّية وأخرى دين ّية‬ ‫‪ .‬فالشفاف ّية اإلس���تثنائية اليت مت ّيز هذا اإلنسان‬ ‫عن قرينه اآلخر الب ّد أن تتسترّ على خفايا باطن‬ ‫جمبول على فطرة التكوين ‪ .‬وهي فطرة تنضح‬ ‫بالوجل ‪ ،‬بل وترجتف خوف���اً ميتافيزيق ّياً مازال‬ ‫حن���و ّما يف‬ ‫ق���ادراً عل���ى أن يعلن عن نفس���ه على ٍ‬ ‫إس���تنكار اإلقرتاب من ه���ذا احلرم امله���ول الذي‬ ‫أطلق���ت املتون املقدّس���ة علي���ه إمس���اً غامضاً هو‬ ‫‪ :‬ش���جرة املعرفة ! مل���اذا ؟ ليقينها املس���تبطن بأن‬ ‫املعرف���ة عد ّو الفطرة ‪ .‬والفطرة وحدها فردوس‬ ‫ألنها حضو ٌر يف الطبيعة ‪ .‬واحلضور يف الطبيعة‬ ‫وحده حرية !‬ ‫ٌ‬ ‫مس���لك مرتجم يف احل���دس األقوى من كل‬ ‫إنه‬ ‫معرف���ة ‪ ،‬وم���ن ّ‬ ‫كل عل���م ‪ ،‬ألنه نب���وءة الغريزة‬ ‫األق���وى ح ّتى من نب���وءة الوحي ‪ .‬وهلذا فهو يق ٌ‬ ‫ني‬ ‫بعم���ق ذي أبعاد‬ ‫كام���ن يس���كن إنس���ان الرحيل‬ ‫ٍ‬ ‫غيب ّية يس���تحيل التن���ازل عنه بس���هولة ‪ .‬وعلينا‬ ‫أن نتخ ّيل إنس���اناً فقد هذه احلرية (اليت كانت‬ ‫له يف دنيا رحيله روحاً وفردوس���اً) دون أن ي ّتخذ‬ ‫يف واقع اإلس���تقرار هلذه احلرية املفقودة البديل‬ ‫الوحيد األصلح أن يكون تعويضاً وهو ‪ :‬املعرفة !‬ ‫املعرف���ة بعب���ع تف��� ّر منه الفط���رة ألنه���ا إنتصا ٌر‬ ‫للوج���ود على حس���اب ملك���وت ال���روح ‪ ،‬والدليل‬ ‫يقدّم���ه لنا األطفال با ّ‬ ‫جملان (كرس���ل للفطرة)‬

‫عندما يهربون من املدارس ليعاني أهليهم الويل‬ ‫يف س���بيل إجباره���م على إرتياد معب���د اخلطيئة‬ ‫هذا ‪.‬‬ ‫أبن���اء الصحاري أيضاً أطفال البش���ريّة الذين ال‬ ‫يروعهم ش���يء (عندما ينزل���ون أرض العمران)‬ ‫كم���ا يروعهم الذه���اب ألداء الصل���وات يف حرم‬ ‫هذا املعبد الوثين اللئيم !‬

‫‪25‬‬

‫زي���ف ال���روح ره�ي�ن إغ�ت�راب احلري���ة ‪ .‬فس�ي�رة‬ ‫اإلس���تقرار اليت تبدأ بتدهور العالقات اإلنسانية‬ ‫الفطرية تصيب يف طريقها إحس���اس اإلنس���ان‬ ‫حنو أخيه اإلنسان بالش���لل قبل أن تبلغ الدرجة‬ ‫الس���فلى يف درك اإلحنطاط ‪ .‬فروح احلرية روح‬ ‫ٌ‬ ‫ومحيم‬ ‫فس���يح‬ ‫وج���دان‬ ‫ش���عرية ‪ ،‬ألن الفط���رة‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫يف انفتاح���ه عل���ى الطبيعة ‪ ،‬ولذلك ه���و وجدانٌ‬ ‫رومانس���ي ‪ .‬ه���ذه األرحيي���ة تفت���ح الب���اب عل���ى‬ ‫حلن�ي�ن ذي نزع���ة غنائي���ة ال تكتفي‬ ‫مصراعي���ه‬ ‫ٍ‬ ‫ب���أن جتعل من أه���ل احلرية َع َب َدة غناء وحس���ب‬ ‫‪ ،‬ولك ّنه���ا تنف���ث فيه���م م���ن روح ال ُب ْع���د املفق���ود‬ ‫ليستحيلوا مجيعاً شعراء ‪ .‬والشاعر وحده يتغ ّنى‬ ‫باألشواق ‪ ،‬وال حيتمل فراق اخل ّ‬ ‫الن أو اإلغرتاب‬ ‫عن األوطان ‪ .‬وسرية أفيديوس الذي هلك بسبب‬ ‫ه���ذا احلن�ي�ن إذا كانت مثا ً‬ ‫ال يف الع���امل القديم ‪،‬‬ ‫فال ّ‬ ‫ش���ك ّ‬ ‫أن نكبة الشعراء الروس الذين هاجروا‬ ‫إىل الغ���رب بعد الث���ورة البلش���فية ليموتوا حزناً‬ ‫عل���ى فراق الوطن هي أق���وى مثال على ما حدث‬ ‫باألم���س القري���ب ‪ .‬وكم آملين أن أكون ش���اهد‬ ‫عيان على زوال هذه الروح الوجدية اليت كانت‬ ‫ت���اج كل س���ليل صح���راء ‪ .‬لق���د وجدت ش���عراء‬ ‫األم���س ُب َلداء اليوم ‪ ،‬كما وج���دت أحياء األمس‬ ‫جث���ث الي���وم ‪ .‬إنهم باإلس���تقرار أولئ���ك األموت‬ ‫الذي���ن يدفن���ون أمواتاً ال غري ألدرك أن الس���بيل‬ ‫الوحي���د للنجاة بالقيمة النفيس���ة هو الفرار بها‬ ‫إىل أبع���د أرض ‪ ،‬ألن الوط���ن الوحي���د املناس���ب‬ ‫للقيم���ة هو مملكة احلرية ال�ت�ي ال وجود هلا إ ّ‬ ‫ال‬

‫‪13‬‬ ‫يف قل���وب املهاجرين ‪ ،‬أولئك املالئكة الذين تقول‬ ‫املتون املقدّس���ة أنهم يتن ّكرون يف أجرام العابرين‬ ‫‪ .‬ف���إذا كان بي���ات ش���توي واح���د يف مدينة مثل‬ ‫“كابوي���ا” كفي���ل ب���أن يفعل جبي���ش هانيبال‬ ‫ال���ذي ال يُقه���ر م���ا فع���ل (كم���ا ي���روي تيتوس‬ ‫ليفيوس يف تارخي���ه) فعلينا أن نتخ ّيل ما ميكن‬ ‫أن يفعله مثل هذا البيات إذا اس���تدام ليصري بياتاً‬ ‫أبديّ���اً ‪ .‬إن���ه يقلب هن���ا اآلية القدمية رأس���اً على‬ ‫عق���ب ‪ :‬اآلي���ة عندم���ا كان القوم هم الفرس���ان‬ ‫الذي���ن يتو ّل���ون ر ّد الغ���زوات عن أه���ل الواحات ‪،‬‬ ‫أزمان كان فيها‬ ‫ألنهم خارج األسوار طلقاء ‪ ،‬يف ٍ‬ ‫أهل الواحات أحوَج للحماية ألنهم داخل األسوار‬ ‫سجناء !‬ ‫وج���دت يف الواحات يف تل���ك الزيارة أناس���اً‬ ‫ُ‬ ‫لق���د‬ ‫أنكرته���م كم���ا أنك���ر هانيب���ال جيش���ه يف أول‬ ‫معرك���ة بع���د خروج���ه م���ن بي���ات “كابويا” !‬ ‫أناس م���ن الطبيعي أن يقابلوني مبش���اعر م ّيتة‬ ‫ألن قلوبه���م كان���ت ق���د مات���ت بالس���رعة اليت‬ ‫مل أتو ّقعه���ا ‪ّ .‬‬ ‫���رك ه���و اإلس���تهتار بوص ّي���ة‬ ‫فالش َ‬ ‫الناموس اليت قضت بوج���وب اإلبقاء على القدم‬ ‫حس���ب يف ّ‬ ‫أما ال���رأس فيجب أن‬ ‫ظل اجل���دران ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫تظل خارجاً !‬ ‫وهل���ذا ال جي���ب أن أس���تهجن غي���اب ال���روح اليت‬ ‫اختلس���ها اإلس���تقرار ‪ ،‬ألن من العب���ث أن حناول‬ ‫الرك���ون إىل اس�ت�رخاء ه���و ت���رف يف ع���رف‬ ‫الصح���راء دون دفع مكوس ‪ .‬ولكن املس���تنكر هو‬ ‫حج���م هذا الثمن ‪ُّ :‬‬ ‫إنس���ان هذا اإلنس���ان بال‬ ‫فأي‬ ‫ٍ‬ ‫غن���اء ‪ ،‬ب�ل�ا ش���عر ‪ ،‬ب�ل�ا و ْ‬ ‫َجد ‪ ،‬ب�ل�ا أش���جان ‪ ،‬بال‬ ‫حنني ؟ ُّ‬ ‫أي إنس���ان هو اإلنس���ان ب�ل�ا خصال ‪ ،‬بال‬ ‫روح ؟ أال َت ْصدُق هن���ا الوص ّية اإلجنيلية الف ّذة ‪:‬‬ ‫“ما نفع أن يكس���ب اإلنسان العامل وخيسر نفسه‬ ‫؟” كم���ا ال َتص���دُق يف ِّ‬ ‫مقام آخ���ر ؟ أمل يخَ ُ ن‬ ‫أي ٍ‬ ‫الق���وم الوصية األخرى املبثوثة يف لس���انهم ذاته‬ ‫اليت تنعت اإلس���تقرار يف كلمة “ق ّر” كرديف‬ ‫حريف ملعن���ى املوت ؟ لقد إكتش���فت أن أهلي قد‬ ‫أنكروني يف ذلك الي���وم الذي تن ّكروا فيه لوصايا‬ ‫ناموس���هم ‪ ،‬ألن هذا الناموس ال���ذي يروقهم أن‬ ‫ينعت���وه على م��� ّر األجيال بـ”املفق���ود” مل يكن يف‬ ‫ً‬ ‫مرتمجة‬ ‫املاض���ي مفقوداًعندما كان���ت وصاياه‬ ‫قيم���اً أخالق ّي���ة يف س�ي�رتهم ‪ ،‬ولكنه ب���دأ ّ‬ ‫يتبخر‬ ‫من���ذ اللحظة ال�ت�ي ارتضوا فيها اإلس���تقرار ديناً‬ ‫ألحس بنفس���ي ألوّل‬ ‫ليغرتب���وا عن حقيقته���م ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫م��� ّرة غريب���اً بينه���م ‪ .‬لقد ّ‬ ‫تذك ُ‬ ‫���رت وصية خّلي‬ ‫القدي���م الص���ادق النيه���وم ال���ذي طلب م�ّن�يّ أن‬ ‫أح ّذره���م ع���ام ‪ 1971‬م���ن اإلس���تجابة خلطط‬ ‫اإلس���تيطان ألنها ّ‬ ‫فخ س���وف يدفعون احلرية له‬ ‫مثن���اً ‪ُّ .‬‬ ‫فهش أهل الرحي���ل كالقطيع للمقام يف‬ ‫س���جون اجلدران ليصبحوا أه���ل عمران جرمية‬ ‫يف ّ‬ ‫قس���مت اجلنس البش���ري‬ ‫ح���ق الطبيعة اليت ّ‬ ‫جمس���دتني يف قبيلتني‬ ‫منذ البدء إىل س�ل�التني ّ‬ ‫إثنت�ي�ن ‪ :‬قبيلة عابرة ‪ .‬وأخرى قا ّرة ‪ .‬العابرة (يف‬ ‫تصني���ف القدّيس أوغس���طني) القبيل���ة اإلهل ّية‬ ‫‪ ،‬والق���ا ّرة ه���ي القبيل���ة الدنيوي���ة (يف تصني���ف‬ ‫القدّيس أوغسطني أيضاً) ‪.‬‬ ‫فالنام���وس الطبيع���ي هو الذي قض���ى بأن تبقى‬ ‫القبيل���ة العاب���رة عاب���ر ًة ‪ ،‬والقبيل���ة املس���تق ّرة‬ ‫مس���تق ّر ًة ‪ ،‬ألن دفع الن���اس هلجر أوطانهم ليس‬ ‫إخ�ل�ا ً‬ ‫ال بالنظ���ام اإلجتماع���ي وحس���ب ‪ ،‬ولك ّن���ه‬ ‫دف���ع للناس كي خيون���وا طبيعتهم ؛ ولذلك هو‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫إخ�ل�ال بالنظ���ام الكوني ذاته ‪ ،‬ال جم��� ّرد إخالل‬ ‫بالنظام اإلجتماعي ‪.‬‬

‫أذكر أن رئيس حترير جريدة “طرابلس الغرب” حممد فخر ّ‬ ‫الدين إنتهره بشّ��دة ‪ ،‬ولكن الرجل كان‬ ‫وخل��ف يف وجداني أث��راً ّ‬ ‫غائب �ًا متام �ًا ‪ .‬ح��دث ه��ذا يف ‪ 68‬أو ‪ 69‬إن مل ختذل�ني الذاكرة ‪ّ ،‬‬ ‫نفرني من‬ ‫املشاركة يف مثل هذه املناسبات ألجد نفسي اليوم مضط ّراً لتأمّل السبب‬


‫‪14‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫داكار ‪ -‬باريس‬

‫بقلم ‪ :‬كاترين نداي ـ السينغال‬

‫‪15‬‬ ‫هذا ما لي‬

‫ترمجة ‪ :‬ساسي محام‬ ‫مي��� ّرر الش���يخ جربيل حبات س���بحته بني‬ ‫أصابع���ه حبركة عفوية‪ ،‬جبانبه جيلس‬ ‫حفي���ده غارق���اً يف تأم���ل اجل���دار املقابل‪،‬‬ ‫ج���دار أبي���ض ع���ار متام���اً "غ���داً الس���اعة‬ ‫الثامن���ة‪ .‬ك���ن يف املوعد‪ ،‬ال تتأخ���ر" قال‬ ‫ل���ه أخوه‪ ،‬وه���ا هو ينتظر من���ذ أكثر من‬ ‫نص���ف س���اعة‪ ،‬أصبح���ت حبات الس���بحة‬ ‫متر يف يده بسرعة أكثر‪.‬‏‬ ‫ُّ‬ ‫مقابالت! ولكن من يظن نفس���ه؟ الش���يخ‬ ‫جربي���ل مراب���ط أمام باب أخي���ه الصغري!‬ ‫م���ا يدهش���ه أن���ه بق���ي ثائ���راً! كان���وا‬ ‫دائم���اً حيم���ون عثم���ان وكان���وا دائم���اً‬ ‫يش���جعونه‪ ،‬أما بالنس���بة جلربي���ل يكفيه‬ ‫أن يكون معلماً‪ ،‬وبعد ذلك افتك الس���لطة‬ ‫وأصب���ح مطاعاً‪ ،‬ه���و ال يطيعه‪ ،‬مس���كون‬ ‫خوف���اً‪ ،‬عندم���ا يتكل���م جربيل يس���معونه‬ ‫وخيفظ���ون نظراته���م يرتقب���ون النهاية‬ ‫بف���ارغ الصرب كما يفعل���ون مع اجملانني‬ ‫ً‬ ‫متحم�ل�ا النظ���رات اهلازئة‬ ‫أو املخرف�ي�ن‬ ‫والغم���ز بعي���ون تنظ���ر إىل األرض‪ ،‬كل‬ ‫ه���ذا ليس���ت ل���ه أهمي���ة م���ا دام مي���ارس‬ ‫حريت���ه ويس���تطيع أن يؤث���ث كما يريد‬

‫ليطلب‬ ‫من���ه اإلذن للذه���اب اىل باري���س ؟ فت���ح‬ ‫الب���اب‪ ،‬مثل نس���مة هواء‪ ،‬عب���اءة زرقاء يف‬ ‫ل���ون الس���ماء م���رت يف الش���رفة؟‪ .‬يصلح‬ ‫عثمان بإحدى يدي���ه نظارته ووضع اليد‬ ‫األخرى يف يد حفيده الواقف جبانبه بعد‬ ‫أن انقط���ع فجأة عن تأمل جداره‪ ،‬خاطب‬ ‫جربي���ل "أراه أو ً‬ ‫ال أيه���ا الش���يخ‪ ...‬بض���ع‬ ‫دقائق‪ ...‬هام جداً"‪.‬‏‬ ‫ت���رك نظارته وضغط عل���ى كلمة "هام"‬ ‫عندم���ا نطقه���ا‪ ،‬امت�ل�أت العب���اءة الزرقاء‬ ‫ه���واء وقطع���ت الش���رفة يتبعه���ا احلفيد‬ ‫النحيف وانغلق الباب عليهما‪.‬‏‬ ‫لق���د تع���رض قبل ذل���ك لإلهان���ات ولكن‬ ‫ه���ذه‪ ...‬وض���ع جربي���ل مس���بحته جبانبه‬ ‫عل���ى األريكة حتى ال يقح���م اهلل يف مثل‬ ‫هذه األعم���ال الق���ذرة‪ ...‬ال‪ ...‬أكرب إهانة‬ ‫تع���رض هلا ه���ي عندما ق���رر عثم���ان أن‬ ‫يزوجه بع���د أن ترمل منذ س���نوات‪ ...‬لقد‬ ‫ذهب يف املوعد مرتقباً األسوأ‪ .‬من هي هذه‬ ‫املرأة اليت وجدها أخوه‬ ‫مناسبة له ؟ حتت ضفائرها ظهر وجهها‬

‫م���ا يطلق علي���ه منذ مدة طويل���ة منذ أن‬ ‫كان ش���اباً "حياته الصغرية"‪ .‬لقد ضيقوا‬ ‫علي���ه األفق كث�ي�راً‪ .‬كان جربي���ل دائم‬ ‫التفك�ي�ر يف حياته الصغرية ويف إمكانياته‬ ‫البس���يطة (آه‪ ...‬إنها هك���ذا) وهو ال يطمح‬ ‫إال يف حتقي���ق أهداف عادي���ة وال يهم أن‬ ‫تك���ون عادية ما دامت باختي���اره‪ ،‬ومنذ أن‬ ‫تقاعد ساءت أحواله‪ ،‬فدعاه عثمان حبجة‬ ‫أنه يف حاجة إىل املس���اعدة‪ ،‬أسكنه يف بيت‬ ‫يش���به البيوت اليت ينام فيها الصغار‪-‬بيت‬ ‫وقلي�ل�ا قلي ً‬ ‫ً‬ ‫ال حرمه من‬ ‫صبي���ة!‪ -‬جبانبه‬ ‫تأثيث حيات���ه الصغ�ي�رة‪ .‬أمل حين الوقت‬

‫اجلمي���ل وفج���أة رأى ذراعه���ا ورجله���ا‪...‬‬ ‫إنهما ضامران‪ ...‬ه���ذه إذن فكرة عثمان‪...‬‬ ‫يزوج���ه معوق���ة‪ ...‬معوق���ة مس���كينة ل���ن‬ ‫يتزوجها أحد‪.‬‏‬ ‫وه���ؤالء األطف���ال الذي���ن ما إن يش���عروا‬ ‫أنه���م مل يع���ودوا يف حاج���ة إلي���ه حت���ى‬ ‫يغريوا معاملتهم ل���ه‪ ،‬يعاملونه كغريب‬ ‫يثري الس���خرية‪ ،‬مي��� ّرون جبانبه كأنهم‬ ‫ال يعرفون���ه وال يري���دون معرفته‪ ...‬رغم‬ ‫أنه أنار عق���و ً‬ ‫ال مظلمة‪ ...‬ب���دءاً بعقل هذا‬ ‫املتغط���رس الذي م ّر أمام���ه‪ ،‬عندما أعلن‬ ‫عثمان أن���ه يف حاجة إىل املس���اعدة كان‬

‫يع�ن�ي بكل بس���اطة أن���ه وجد م���ن يعتين‬ ‫بأطفاله يف البيت‪ .‬انتشر اخلرب يف العائلة‬ ‫كله���ا ث���م يف قس���م م���ن احل���ي‪ ...‬أصبح‬ ‫جلربيل فصول مكتظ���ة مل يعرف مثلها‬ ‫من قبل‪ ،‬ما كان ليش���تكي لو مل يفرض‬ ‫عليه أخوه س���لطته "واألطفال؟" يقول له‬ ‫كلم���ا فك���ر يف الس���فر أو اخل���روج أو يف‬ ‫امل���رات القليلة اليت دعي فيها أو يف القيام‬ ‫بفسحة صغرية‪.‬‏‬ ‫لك���ن عثم���ان لن مينع���ه م���ن الذهاب إىل‬ ‫باري���س‪ ،‬هو ال يرتق���ب أن ي���أذن له ولكن‬ ‫أن يعلن ذهابه‪ .‬لق���د كانت دائماً باريس‬ ‫املغام���رة الك�ب�رى حليات���ه الصغ�ي�رة لقد‬ ‫اقرتن���ت باس���م "س���وزان"‪ ...‬الس���فر إىل‬ ‫العاصمة الفرنس���ية بعد احلرب مباشرة‬ ‫كان ش���يئاً عظيماً‪ ...‬ل���ه أهمية كبرية‪...‬‬ ‫يذك���ره ُ‬ ‫بش���بابه وعندما يرج���ع أحدهم‬ ‫م���ن فرنس���ة إىل احل���ي يه���رع عثم���ان‬ ‫لزيارته يف الواقع يذهب ملالقاة باريس���ية‬ ‫سنة ‪ ،1946‬ال يهمه أن يرى االبتسامات‬ ‫والغم���زات عندم���ا يتكل���م‪ ،‬ش���يء واح���د‬ ‫حيزنه هنا أيضاً‪ ،‬ذكرياته بدأت تتالشى‪،‬‬ ‫كلما أوغل يف الس���نني نسي أكثر ولكن‬ ‫م���ازال له ش���يء يقوله‪ ...‬عندم���ا يفكر يف‬ ‫باري���س تضمحل الصور أو ت���كاد وأصبح‬ ‫عاج���زاً ع���ن تذك���ر األمكنة ال�ت�ي كان‬ ‫يتفس���ح فيها مع "س���وزان" كانت معلمة‬ ‫ّ‬ ‫مثله‪ ،‬يسكنان الش���ارع نفسه "سوزان" من‬ ‫جزر اإلنتيل‪ .‬اس���م الش���ارع يدور يف رأسه‬ ‫كورق���ة خري���ف تتالعب به���ا الرياح‪ ،‬مل‬ ‫يعد يرى منه ش���يئاً غري مدخل ويف أعلى‬ ‫املدرج س���اقي "سوزان" وهي تدخل بيتها‪...‬‬ ‫ولكن بقية ما أحبه وما خالطه؟ يظهر أن‬ ‫ّ‬ ‫ج���ل املعامل وبع���ض العمارات قد غس���لت‬ ‫ومل تع���د باري���س رمادية كم���ا حيتفظ‬ ‫بصورتها‪.‬‏‬ ‫رأى جربيل ابن أخيه خيرج ويتجه حنوه‬ ‫فأراد أن ينهض ببطء‪.‬‏‬ ‫عم���ي عثمان ال يس���تطيع مقابلتك هذا‬ ‫‬‫ّ‬ ‫الصب���اح‪ ...‬يطلب منك أن ترجئ س���فرك‬ ‫ويعتذر لك‪.‬‏‬ ‫ ولكن ملاذا أرجئ سفري؟‏‬‫ جيب عليه أن يسافر غداً‪ ....‬من سيعتين‬‫باألطفال؟‏‬ ‫أطبق الصمت ومل يعد يسمع غري أصوات‬ ‫آنية سقطت على األرض يف أحد املطابخ‪.‬‬ ‫ال صوت‪ ...‬ال قهقهة‪ ...‬ذهب كل األطفال‬ ‫إىل املدرس���ة من���ذ م���دة طويل���ة‪ ...‬أخ���ذ‬ ‫يرتقب ابتعاد ابن‬ ‫جربيل مس���بحته وبقي‬ ‫ُ‬ ‫أخيه لينهض‪.‬‏‬ ‫كاترين ن���داي‪ :‬قاصة وروائية من أصل‬ ‫س���ينغالي مولودة بفرنس���ا س���نة ‪.1952‬‬ ‫نش���رت روايتني‪ :‬ن���اس من رم���ل ‪،1984‬‬ ‫ودالل سنة ‪.1987‬‏‬

‫نصر الدين القاضي‬ ‫لي‬ ‫هذا البحر حبرى‬ ‫و هذى السماء ىل‬ ‫بنجو مها الزاهية‬ ‫وقمرها املشعشع الفضى‬ ‫وهذى صنارتى‬ ‫منصوبة‬ ‫ممشوقة القد‬ ‫تنتظر مسكة‬ ‫تهزها هزة‬ ‫حتى يقع اجلرس املعلق‬ ‫وتنحنى حد االرض‪.‬‬ ‫ال أخاف‬ ‫مذ صار احلب فى قلبى اكرب‬ ‫صار الوطن امجل‬ ‫وعلى العاشق‬ ‫ان ميضى اىل آخر املطاف‬ ‫ال خياف ‪/‬‬ ‫هكذا علمتنى يا أبى ‪....‬‬ ‫أبيض‬ ‫قبل هطول الظالم‬ ‫وصمت الكالم ‪:‬‬ ‫أكتب بيتا من الشعر‬ ‫وارسم احالما ملونة‬ ‫فى وسعى االن ان أنام وأحلم‬ ‫بدون ضجيج‪.‬‬ ‫اشتباه‬ ‫كم ليلة كتبت كالما‬ ‫توهمت انه يشبه الشعر‬ ‫وفى الصباح تناثرت االوراق‬ ‫كأ ن شيئا مل يكن‪.‬‬ ‫كان يا ما كان‬ ‫كنت فيما مضى‬ ‫اصطاد السمك‬ ‫بعد ان اصبحت‬ ‫لدى مزرعة‬ ‫اصبحت‬ ‫اصطاد الفئران‪.‬‬


‫‪16‬‬ ‫فرحية الربكاوي‬ ‫مليادين عشية‬ ‫تقديم استقالتها‬ ‫‪ :‬أن���ا مع انته���اء املؤمتر يف امل���دة احملددة‬ ‫يف اإلعالن الدستوري‪ ،‬والقصور يف أداء‬ ‫املؤمتر مسؤليت ُه مجاعية ‪.‬‬ ‫خاص – طرابلس ‪.‬‬

‫خص���ت عضو حتال���ف الق���وى الوطنية‬ ‫ع���ن مدين���ة درن���ة باملؤمت���ر الوط�ن�ي‬ ‫الع���ام وعض���و اللجن���ة املالي���ة الس���يدة‬ ‫فرحية ال�ب�ركاوي ميادين بتصرحيها‬ ‫ح���ول األس���باب ال�ت�ي أدت اىل اختاذه���ا‬ ‫قرار االس���تقالة وقال���ت صبيحة إمتام‬ ‫إجراءات االس���تقالة مببنى إدارة املؤمتر‬ ‫‪ :‬أن���ا راضي���ة عن نفس���ي وق���د اختذت‬ ‫موقفي إلميان���ي بأن ال متديد للمؤمتر‬ ‫ق���ادر عل���ى عمل معج���زة لش���عبنا ‪ ،‬وأنا‬ ‫م���ع الش���عب يف رفع ش���عار ال للتمديد ‪،‬‬ ‫وأضافت ويف رأي وحس���ب قناعاتي وقد‬ ‫أمضيت ه���ذه املرحلة يف العمل باملؤمتر‬ ‫ف���أن أخط���اء املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام‬ ‫مس���ؤليته مجاعية فكلنا شاركنا فيما‬ ‫آل إلي���ه الوض���ع ‪ ،‬وأؤكد أني اس���تقلت‬ ‫ألن���ي اعت�ب�ر أن ‪ 7-2‬هو الوق���ت احملدد‬ ‫النتهاء صالحية وعمل املؤمتر الوطين‬ ‫العام ‪ ،‬فبقائه لن يُقدم شيئا ‪ ،‬وهو الذي‬ ‫فش���ل يف تقدي���م الكث�ي�ر م���ن االعم���ال‬ ‫حينما ملك الوقت ‪.‬‬ ‫وكان���ت عض���و "املؤمتر الوط�ن�ي العام"‬ ‫املُس���تقيلة‪ ،‬فرحي���ة ال�ب�ركاوي ق���د‬ ‫صرح���ت ب���إن م���ا ص���در ع���ن "املؤمت���ر‬ ‫الوط�ن�ي" من إق���رار خارط���ة للتوافق ‪،‬‬ ‫ينقصه أخذ املش���روعية من الشعب عرب‬ ‫االس���تفتاء"‪ .‬و أن التوافق الب���د ً‬ ‫أيضا أن‬ ‫يط���رح على مؤسس���ات اجملتم���ع املدني‬ ‫ملناقشتها‪.‬‬ ‫وقدم���ت –ال�ب�ركاوي‪ -‬اس���تقالتها يف‬ ‫اجللس���ة الصباحية اليت عقدت االثنني‬ ‫الثال���ث م���ن يناي���ر ملناقش���ة خارط���ة‬ ‫الطريق ‪.‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫قطعان للموت‬ ‫شكري امليدي أجي‬ ‫‪1‬‬ ‫كن���ا نتح���دث ح�ي�ن ذك���ر تل���ك القص���ة‪ ،‬أحد‬ ‫ُ‬ ‫نظ���رت إليه بدا‬ ‫ش���هود العي���ان وقد كان���وا قلة‪.‬‬ ‫مث ً‬ ‫ال بعض الش���يء‪ ،‬فهو من كثرة الشرب‪ ،‬يلوح‬ ‫مث ً‬ ‫ال عل���ى الدوام حت���ى لو مل يقرب املش���روبات‬ ‫الروحي���ة‪ .‬كان يف منتصف األربعينيات‪ .‬عينيه‬ ‫ضيقتني‪ ،‬بشرته رمادية‪ ،‬يقول بأن كونه حرسا‬ ‫للح���دود الليبي���ة الس���ودانية أم���ر أنهك���ه متاماً‪.‬‬ ‫فاحلي���اة يف تلك البقاع ب�ي�ن اجلبال الصحراوية‬ ‫ال‪ ،‬س���ببت له خل ً‬ ‫وم���ع الوحوش اليت تس���رح لي ً‬ ‫ال‬ ‫يف التفك�ي�ر‪ ،‬الش���رب عن���د املنافذ أم���ر ضروري‬ ‫كالشرب يف شتاء باريس‪.‬‬ ‫التقين���ا يف ليم���و مشال���ي باري���س ب���ـ ‪ 150‬كم‬ ‫مبقاطع���ة ماين دو الل���ور‪ .‬كان قد ق���دم أوراق‬ ‫ُ‬ ‫طلبت‬ ‫اللج���وء‪ ،‬قابل حمامي ب���ارع‪ ،‬أما أن���ا فقد‬ ‫مرتمج���اً فجلبوا ل���ي مغربي���اً‪ ،‬يلوح مس���ناً‪ ،‬وهو‬ ‫ب���دوره عليه عالم���ات الثمالة‪ ،‬اليت ب���دأت أراها‬ ‫يف وج���وه اجلميع‪ ،‬هززت رأس���ي وقلت بأنين يف‬ ‫خط���ر‪ ،‬كانوا يعرف���ون‪ .‬تعاطفوا مع���ي‪ ،‬احننت‬ ‫علي س���يدة مسنة‪ ،‬بيضاء البشرة‪ ،‬لدرجة تسبب‬ ‫التوت���ر‪ ،‬قال���ت بأنه���ا ال حتب���ذ احل���روب‪ ،‬وإنهم‬ ‫األوروبي���ون ال حيتملون مش���اهد احلروب‪ ،‬فقد‬ ‫عاش���وها يف تارخيهم بفظاع���ة‪ ،‬وإنين هنا بأمان‬ ‫تام‪ .‬يف اخل���ارج كان صديقي ينتظرني‪ ،‬برفقة‬ ‫رج���ل من دارف���ور‪ ،‬قف���ز على منت ق���ارب صغري‬ ‫من طرابلس‪ ،‬مع مائة ومخس���ة عش���رة مهاجراً‬ ‫أخرين‪ .‬وصل للرب األوروبي مخس���ة والعشرين‬ ‫منه���م فالباقي قض���وا على منت قارب مس���احته‬ ‫س���بعة أمت���ار‪ ،‬كان���ت مليئ���ة به���م أو ابتلعه���م‬ ‫املتوسط‪.‬‬ ‫" هل كنت تعرف البحر؟ "‪.‬‬ ‫" ال "‪.‬‬ ‫قال مبتسماً مبلل مفتعل‪ ،‬يف عينيه شغف‪.‬‬ ‫" لو كنت تعرف هل كنت لتصعد على ظهره؟‬ ‫"‪.‬‬ ‫" أبداً‪ ،‬لن أفعل "‪.‬‬ ‫كن���ت متأكداً بأنه س���يصعد‪ .‬م���ع إنين وصلت‬ ‫بالطائ���رة لألراض���ي األوروبية إال إنين ش���عرت‬ ‫باخلط���ر عل���ى حن���و غام���ض‪ .‬ه���و كان أش���به‬ ‫بش���خص فق���د متع���ة احلي���اة‪ .‬مجيعن���ا فقدن���ا‬ ‫متع���ة احلي���اة‪ ،‬وضعنا أنفس���نا يف دائرة صغرية‪،‬‬ ‫كنا نش���عر بها‪ ،‬حول أعناقن���ا‪ ،‬يف أصابعنا‪ ،‬حول‬ ‫معاصمنا‪ ،‬كشخص جيس نبضنا على الدوام‪.‬‬ ‫نظرت لصديق���ي وحنن نقتع���د احلديقة الغري‬ ‫املفهوم���ة‪ ،‬جمموعة إرترييني‪ ،‬خرجوا من مبنى‬ ‫البارفيكتي���ور‪ -‬احملافظ���ة‪ ،‬نظ���روا إىل‪ ،‬كان���ت‬ ‫معهم بعض الصبايا‪ ،‬النحيالت جبمال صبياني‪،‬‬ ‫رقي���ق‪ ،‬أعينه���ن كبرية‪ ،‬متس���عة‪ ،‬وفيه���ا حزن‬ ‫واض���ح‪ ،‬ب���دون مجي�ل�ات‪ ،‬اقرتبت واح���دة منهن‬ ‫ث���م حتدثت بلغ���ة األمهري���ة‪ ،‬مل اك���ن افهمها‪،‬‬ ‫فابتس���مت ب�ل�ا رد‪ ،‬فبدأت تبدي ع���دم الفهم من‬ ‫ضحكات صديقي‪.‬‬ ‫"ال أفهم "‪.‬‬ ‫قل���ت بالفرنس���ية‪ ،‬فه���زت راس���ها مبتس���مة ثم‬ ‫ْ‬ ‫غادرت بهدوء‪.‬‬ ‫كان عليك أن تدعها تتحدث "‪.‬‬ ‫" مل أكن افهمها "‪.‬‬ ‫" أظنها كانت تعرف "‪.‬‬ ‫" حقا؟ "‪.‬‬ ‫" رمب���ا ظنت���ك اريرتي���اً ورمب���ا أرادت أن تتعرف‪،‬‬ ‫مجيلة ها؟ "‪.‬‬ ‫مل أج���ب‪ ،‬لذا أخ���ذت أنظر للحديق���ة‪ ،‬التماثيل‬ ‫عن���د الس���احة‪ ،‬األحصن���ة املتجم���دة‪ ،‬األش���جار‬ ‫جب���ذوع ضخم���ة عالي���ة‪ ،‬املقاه���ي املشمس���ة‪،‬‬

‫املوظفون الذين يس���تغلون الوقت لشرب القهوة‬ ‫والتدخني وأكل الش���طائر مع أكواز العصائر‬ ‫ال�ت�ي ت�ب�رق يف وه���ج الشمس���ي الداف���ئ‪ .‬كن���ا‬ ‫جالسني نستمع لرنات اللغة البهيجة واخلافتة‬ ‫كطالسم سحرية‪ ،‬من عجائز متأنقات‪ ،‬وشبان‬ ‫يلوح عليه���م التعب واالره���اق‪ ،‬رومانيني‪ .‬كان‬ ‫الدارف���وري انته���ى من ش���طريته وش���رع يدخن‬ ‫حني سألته‪:‬‬ ‫كيف ماتوا؟‬ ‫" حس���نا‪ ،‬لق���د تهن���ا يف البحر أس���بوعاً‪ ،‬ق���ل املاء‪،‬‬ ‫زاد عطش���نا‪ ،‬بعضه���م جن���وا‪ ،‬أرادوا أن يش���ربوا‬ ‫غصب���اً فقمن���ا بإلقائه���م يف البح���ر‪ .‬تركناه���م‬ ‫يغرق���ون‪ ،‬كنا نراهم يصارع���ون املياه‪ ،‬تابعناهم‬ ‫بص���ت وه���م يغيب���ون ثم يظه���رون م���رة اخرى‬ ‫خ�ل�ال الس���اعات الالحق���ة‪ ،‬فف���ي الي���وم الثاني‬ ‫م���ن ضياعن���ا‪ ،‬كون���ا جمموع���ة من احل���راس‪،‬‬ ‫جعلناهم ي���ؤدون عمل الش���رطة‪ ،‬فرضنا نظاماً‬ ‫على م�ت�ن الق���ارب‪ ،‬الصغ�ي�ر‪ ،‬كل م���ن يرفض‬ ‫األوام���ر نقوم بإلقائ���ه من املركب‪ ،‬س���رعان ما‬ ‫خيتف���ي ب�ي�ن األمواج‪ ،‬مجي���ع اجلثث نلق���ي بها‪،‬‬ ‫أطفال‪ ،‬نساء‪ ،‬رجال‪ ،‬كانت دوماً تعود لتصطدم‬ ‫باملرك���ب‪ ،‬كنت خبرياً يف اجلي ب���ي اس‪ ،‬كما‬ ‫إنين اتكلم االجنليزية‪ ،‬أعطوني الال س���لكي لكي‬ ‫أجيب لدى أول التقاط ألية اشارة‪ ،‬كنت نتجه‬ ‫ناحية اليونان‪ ،‬كما أخربنا العس���كري اللييب يف‬ ‫ضواح���ي طرابلس‪ ،‬لكننا تهن���ا‪ ،‬كان على اجلي‬ ‫بي اس ش���اب مغربي‪ ،‬مت القاءه يف البحر بس���بب‬ ‫خطئ���ه‪ .‬كدنا منوت مجيعاً‪ ،‬يف اليوم الس���ابع يف‬ ‫عرض البحر‪ ،‬ح�ي�ن رأيت جداراً ضخماً يقرتب‪،‬‬ ‫حجب الش���مس‪ ،‬ث���م أطلق بوق���اً عالي���اً‪ ،‬كانت‬ ‫س���فينة ايطالي���ة‪ ،‬ألق���وا إلين���ا بقناني املي���اه‪ ،‬ثم‬ ‫ْ‬ ‫غادرت‪ ،‬بعدها بس���اعات ج���اءت مراكب التابعة‬ ‫للخف���ر الس���واحل االيطالية‪ ،‬رش���ونا باملياه‪ ،‬بعد‬ ‫ذلك اخذونا إىل جزيرة المبيدوزا "‪.‬‬ ‫افرتقن���ا عن���د نهاي���ة احلديق���ة‪ ،‬صديق���ي كان‬ ‫صامتاً طوال الوقت‪ ،‬حني وصلنا البيت‪ ،‬نظر إىل‬ ‫حبزن أشعل سيجارته‪.‬‬ ‫سألته‪:‬‬ ‫" ما بك؟ "‪.‬‬ ‫" ال تسأهلم عن طريقة جميئهم "‪.‬‬ ‫" ملاذا؟ "‪.‬‬ ‫" ال تفعل‪ ،‬األمر مؤمل‪ ،‬أنت ال تفهم "‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫نظرت إليه فقط‪ ،‬حني اضاف‪:‬‬ ‫مل أتكلم‬ ‫" لك���ي يصلوا عاش���وا املوت عش���را امل���رات‪ ،‬فقدوا‬ ‫أصدق���اء‪ ،‬أهاليه���م‪ ،‬اش���ياء مريع���ة م���روا به���ا‪،‬‬ ‫يتحدث���ون عنه���ا بإس���هاب‪ ،‬ث���م يغرق���ون ً‬ ‫لي�ل�ا‬ ‫بالش���راب حتى الثمالة‪ ،‬لينسوا ما تذكروه‪ ،‬لذا‬ ‫ال تسأل أحد عن كيفية جميئه‪ ،‬إنه أمر ُمعذب‬ ‫"‪.‬‬ ‫جلست بالقرب منه وقلت‪:‬‬ ‫لن أفعل جمدداً "‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫نظر إلي وقال‪:‬‬ ‫" قب���ل س���نوات كنت حرس���اً للحدود ب�ي�ن ليبيا‬

‫والسودان "‪.‬‬ ‫هززت رأسي مستمعاً‪.‬‬ ‫ذات مرة‪ ،‬جاء جتار ماش���ية‪ ،‬بس���تة اآلالف رأس‬ ‫م���ن األبقار‪ ،‬عربوا بها الصحراء الشاس���عة‪ ،‬حني‬ ‫وصل���وا إىل احل���دود الليبي���ة‪ ،‬تلقينا أم���راً بعدم‬ ‫السماح بإدخال أية ماش���ية من السودان‪ .‬كانت‬ ‫هناك مش���اكل سياس���ية بني الدولت�ي�ن‪ ،‬فقمنا‬ ‫مبنع دخوهلا‪ ،‬أحد املس���ؤولني عن القطيع‪ ،‬طلب‬ ‫منا أن نس���مح هلم بدخول احل���دود حتى يقوموا‬ ‫بس���قاية املاش���ية وم���ن ث���م س���يخرجون‪ .‬لكنن���ا‬ ‫رفضن���ا متاماً الس���ماح هلم بالدخ���ول أرجعناهم‬ ‫إىل أعم���اق الصح���راء‪ ،‬ثم متركزنا واس���لحتنا‬ ‫مصوبة ناحيتهم‪ ،‬كنا نضحك بسادية "‪.‬‬ ‫احنن���ى‪ ،‬وأخ���رج لفافة أخرى‪ ،‬أش���علها‪ ،‬ثم نفث‬ ‫دخاناً كثيفاً يف مساء الغرفة‪ ،‬س���عل على اثرها‬ ‫وارتسمت على وجهه عالمات االنهاك‪.‬‬ ‫" عل���ى م���دى ايام رأين���ا القلق يدب بني املاش���ية‪،‬‬ ‫أصحابه���ا جاءون���ا أكث���ر م���ن م���رة يتوس���لون‬ ‫الس���ماح هلم‪ ،‬لكنن���ا كنا نرد بع���دم قدرتنا على‬ ‫ذلك‪ ،‬إنها األوام���ر‪ .‬ذات صباح‪ ،‬كنت نائماً حني‬ ‫مسعت وقع أقدام متتالية وهائلة‪ ،‬على األرض‪،‬‬ ‫كزل���زال متموج‪ ،‬يقرتب ثم يبتعد ليقرتب مرة‬ ‫أخرى‪ .‬نهضت مس���رعاً كامللس���وع‪ ،‬س���ألت أحد‬ ‫الشباب املسلحني يف وقفة جامدة‪:‬‬ ‫ماذا هناك؟‬ ‫أنظر‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫نظ���رت فوج���دت القطيع وق���د ه���اج يف اخلالء‪.‬‬ ‫اآلالف م���ن األبقار العطش���ى‪ ،‬تركض جبنون‬ ‫يف اخلالء الواسع‪ ،‬تطلق أصواتاً جمنونة‪ ،‬تبصق‬ ‫زب���داً‪ ،‬وتثري الغبار‪ ،‬تتس���اقط‪ ،‬ثم تقف‪ ،‬تصطدم‬ ‫رؤوس���ها بتل���ك الق���رون اهلائل���ة‪ ،‬عل���ى صخور‬ ‫اجلب���ال‪ ،‬ثم تع���ود يف اجتاهات خمتلف���ة‪ ،‬طوال‬ ‫يوم�ي�ن وثالث راقبن���ا األمر حبزن ش���ديد‪ ،‬كنا‬ ‫نضح���ك يف البداي���ة‪ ،‬ثم م���ا عدن���ا قادرين حتى‬ ‫على الضحك‪ ،‬مل نعد نقدر على الضحك‪ ،‬فاملوت‬ ‫عطش���اً كان بش���عاً‪ ،‬حت���ى للحيوان���ات‪ .‬مرعب���اً‪.‬‬ ‫ال زل���ت أتذك���ر منظرها وهي تطي���ش يف تلك‬ ‫الصح���راء الق���ذرة‪ .‬ال زلت تلك األعني الواس���عة‬ ‫اليت جتف‪ ،‬ال ُ‬ ‫زلت أكره احلكومات اليت تسببت‬ ‫بهذا وتتسبب به حتى للبشر‪ .‬أبداً ال ميكن نسيان‬ ‫هذا‪ ،‬كما ال ميكن احلديث عنه دون مثن "‪.‬‬ ‫"ماذا فعل التجار؟ "‪.‬‬ ‫س���ألته بباله���ة ال تليق مب���ا كان يعاني���ه‪ ،‬لكنه‬ ‫قال‪:‬‬ ‫" إنهم جتار‪ ،‬خس���روا املال رمبا‪ ،‬لكنهم سيظلون‬ ‫جتاراً خسروا بعض املال‪ ،‬إنهم يتاجرون بالبشر‬ ‫واحليوانات على سواء "‪.‬‬ ‫كن���ا يف ال���دور الراب���ع‪ ،‬وق���د فتح���ت الناف���ذة‪،‬‬ ‫أللتق���ط اهلواء البارد‪ ،‬كان األف���ق مليئاً باملباني‬ ‫ومن بعيد تظهر حمطة القطار‪ ،‬استدرت دخلت‬ ‫املطبخ‪ ،‬ش���ربت كمية كب�ي�رة من املياه ألتغلب‬ ‫على العطش املفاجئ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫بنغازي ‪ -‬ديسمرب ‪2013‬‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫‪17‬‬

‫النار ّ‬ ‫ّ‬ ‫ختلف ال ّرماد‬ ‫حممد جنيب عبد الكايف‬ ‫لس���ت أدري هل من ح ّقي حش���ر نفسي يف شؤون‬ ‫الس���ائدة‬ ‫ليبي���ا والليبيينّ ‪ ،‬فأنا ‪ ،‬حس���ب املفاهيم ّ‬ ‫أجن�ب�ي ‪ ،‬ألن���ي ال أمح���ل‬ ‫حالي���ا واملتعام���ل به���ا ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫جنس��� ّية البالد ‪ -‬عبارة خاطئة لغويّا رغم تداوهلا‬ ‫ّ‬ ‫ولعل املواطنة أفضل منها – وال أمحل جواز سفر‬ ‫خمتوم���ا خبتم الدّولة الليبية‪ .‬ل���ذا فبما أ ّني من‬ ‫جيل س���ابق ‪ ،‬س���أعمل مبفاهيم جيل���ي واألجيال‬ ‫الس���الفة اليت مل ُت ِعر احلدود أهم ّية ‪ ،‬وال اعتربت‬ ‫ّ‬ ‫اإلج���راءات اإلداريّة حمدّدة هلويّ���ة ال ّناس‪ .‬فكلنا‬ ‫مس���لمون ومعظمن���ا ع���رب أو متع ّرب���ون ‪ ،‬لغتنا‬ ‫واح���دة ‪ ،‬وأس���باب ودواف���ع ومعطي���ات وعوام���ل‬ ‫مصرينا واحدة‪ .‬لذا س���أمسح لنفس���ي مبا تردّدت‬ ‫بش���أنه ‪ ،‬اعتمادا على ما تق���دّم ‪ ،‬باإلضافة إىل ّ‬ ‫أن‬ ‫متأصلة عميقا يف ترب���ة ليبيا ‪ ،‬كما‬ ‫لي ج���ذورا ّ‬ ‫ل���ي رواب���ط دم ومعاش���رة ومصادق���ة ‪ ،‬تعطيين‬ ‫أكث���ر م���ن ّ‬ ‫ح���ق يف اإلهتم���ام بالش���أن اللي�ب�ي‬ ‫ومتابعته ‪ ،‬فأفرح ألفراحه وأتألمّ ألتراحه‪.‬‬ ‫زرت ليبي���ا بع���د غي���اب ط���ال ‪ ،‬وابتع���اد ثق���ل ‪،‬‬ ‫وح�ي�رة أقلق���ت ‪ ،‬لكن بق���ي األمل ج���ذوة حامية‬ ‫ت���رى املس���تقبل بع�ي�ن ال ّرض���ا ‪ ،‬مل���ا يف النفس من‬ ‫ثق���ة يف أبن���اء ه���ذا الوط���ن اجملاه���د ال���ذي ل ّقن‬ ‫أبن���اء القرن املاضي دروس���ا يف الكفاح والتضحية‬ ‫والصم���ود واإلخ�ل�اص ‪ ،‬بقيت أمثول���ة حتتذى ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وفخ���را يتوّج جبني ليبيا ع�ب�ر التاريخ‪ .‬زرت ليبيا‬ ‫بدع���وة من اللجن���ة الثقاف ّية مبعرضه���ا الدولي‬ ‫ألب الدّع���وة ‪ ،‬حتى تبقى‬ ‫للكت���اب ‪ .‬فيا ليت�ن�ي مل ّ‬ ‫يف ذاكرت���ي املس��� ّنة ‪ ،‬ص���ورة ليبيا ال�ت�ي عرفتها‬ ‫‪ ،‬ص���ورة متثل ش���عبا وق���ادة عق���دوا الع���زم على‬ ‫اخل���روج م���ن االس���تعمار وذ ّله ‪ ،‬فخرج���وا ليبنوا‬ ‫دولة ح��� ّرة عصري���ة فبنوها ‪ ،‬رغ���م الفقر املدقع‬ ‫‪ ،‬واإلمكان���ات البش���رية واملادية احمل���دودة ‪ ،‬كي‬ ‫هم���ة املرء‬ ‫ال أق���ول منعدم���ة‪ .‬لك���ن ‪ ،‬ل���و تعلقت ّ‬ ‫وهمة أبن���اء ليبيا الذين‬ ‫مب���ا وراء الع���رش لناله ‪ّ ،‬‬ ‫اس���تلموا مش���قة بنائه���ا من ع���دم تعلق���ت ببلوغ‬ ‫املرم���ى فبلغ���وه‪ .‬فما هي إال س���نوات قليلة ‪ ،‬حتى‬ ‫رفرف العلم اللييب عاليا بني أعالم الدّول احل ّرة‬ ‫السائرة على درب التقدّم املستمر‪ّ .‬‬ ‫كل‬ ‫الناهضة ّ‬ ‫ه���ذا جعل�ن�ي ‪ ،‬بع���د انتش���ار ال ّتح��� ّرك ‪ ،‬وحتقيق‬ ‫التخّل���ص من الظلم والظامل�ي�ن يف معظم بلداننا‬ ‫العرب ّية ‪ ،‬أحتدّى بعض ال ّزمالء يف مهنة اإلعالم‬ ‫‪ ،‬وأراه���ن عل���ى ّ‬ ‫الصعوبات‬ ‫أن ليبيا ‪ ،‬رغم كث���رة ّ‬ ‫والعراقي���ل وانعدام املؤسس���ات ‪ ،‬س���تقيم نظامها‬ ‫احل ّر الدّميقراطي وتس���تق ّر ‪ ،‬قبل تونس ومصر‪.‬‬ ‫لكن ‪ ،‬ما ش���اهدته وملس���ته وأنا أجتوّل يف ش���وارع‬ ‫امل���دن بقدر م���ا مسحت لي به حركة الس���يارات‬ ‫وفوضى املرور ‪ ،‬أدم���ى قليب وأدمع عي ّ‬ ‫ين ‪ ،‬فعدت‬ ‫إىل مس���تق ّري ب���أرض الغرب���ة ‪ ،‬معرتفا خبطئي‬ ‫وسائال نفس���ي إن كنت ح ّقا بني أحفاد سليمان‬ ‫الباروني و عمر املختار والفكيين وس���يف النصر‬ ‫وغريهم من األبطال اجملاهدين‪.‬‬ ‫علي حني من عمري وأنا تائه أجوب بلدان‬ ‫مضى ّ‬ ‫اهلل الشاس���عة ‪ ،‬حبثا عن الس�ل�امة وطلبا لل ّرزق‬ ‫‪ ،‬فأيقن���ت معنى قول���ه تعاىل‪ :‬وعس���ى أن تكرهوا‬ ‫ش���يئا وه���و خري لك���م ‪ ،‬ألني ش���اهدت يف جتوالي‬ ‫الكثري‪ ،‬وم���ا تعلمته أكثر‪ ،‬وها أنا اآلن أعثرعلى‬ ‫َ‬ ‫بعض���ه مدوّن���ا عن���دي ‪ ،‬فمنه س���أحاول ذكر ما‬ ‫ّ‬ ‫وج���ل ‪ّ :‬‬ ‫وذك���ر ّ‬ ‫فإن‬ ‫يفي���د عم�ل�ا بق���ول اهلل ع��� ّز‬ ‫الذك���رى تنفع املؤمنني‪ .‬م���ررت وأقمت يف عدّة‬ ‫وتضم مشلها‬ ‫بلدان وهي تبين كيانها بعد دمار‪،‬‬ ‫ّ‬

‫بعد ش���تات ‪ ،‬وحتافظ على مقوّماتها وتراثها بعد‬ ‫اندثار‪ .‬لذا ‪ ،‬س���أمسح لنفسي ‪ ،‬نظرا لضيق املقام‬ ‫‪ ،‬بذك���ر مثال�ي�ن فقط م���ن مجلة البل���دان اليت‬ ‫عايش���ت قيامها بعد كبوتها‪ .‬البل���د األول أملانيا ‪،‬‬ ‫أملانيا اليت دُرس���ت درس���ا ‪ ،‬فلم يبق فيها واقفا إال‬ ‫إرادة الذي���ن بقوا أحياء من أبنائها وبناتها ‪ ،‬بناتها‬ ‫ّ‬ ‫ببلدهن‬ ‫أساس���ي يف النه���وض‬ ‫الالت���ي قمن بدور‬ ‫ّ‬ ‫املنهزم املس���حوق ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫عدده���ن فاق عدد ال ّرجال‬ ‫ألن‬ ‫الذين غاب أو انعدم منهم ذوو األعمار ما بني ‪12‬‬ ‫و ‪ 50‬سنة ‪ ،‬إذ التهمتهم احلرب باملوت أو باألسر‪،‬‬ ‫َدلهَ م مبا أم�ل�اه الواجب يف ّ‬ ‫فقامت النس���اء ب َ‬ ‫كل‬ ‫اجملاالت‪ُ .‬س ْقن القطارات واحلافالت والشاحنات‬ ‫‪ ،‬وش���اركن يف إع���ادة حرك���ة ونش���اط املصانع‬ ‫ّ‬ ‫والضيع���ات واملتاج���ر‪ ،‬وعملن يف أف���ران احلديد‬ ‫ّ‬ ‫خصائصهن‬ ‫والصل���ب ‪ ،‬إىل جان���ب ما اعترب م���ن‬ ‫ُّ‬ ‫كال ّتمري���ض والتعلي���م وصيانة ش���ؤون البيت‪.‬‬ ‫ه���ذه أملانيا بعد أن ختلصت من كابوس النازية‬ ‫مدم���رة قاضي���ة ‪ ،‬الب ّد هلا‬ ‫واخل���روج من ح���رب ّ‬ ‫أن تنهض بعدها وتس�ي�ر‪ ،‬فصارش���عبها ‪ ،‬الش���عب‬ ‫األملان���ي ‪ ،‬أش���به خبلي���ة من���ل جت���ري وتعمل يف‬ ‫ّ‬ ‫كل ص���وب وحدب‪ ،‬حت���ى ّ‬ ‫أن أوّل عبارة تعّلمتها‬ ‫كاي ْ‬ ‫ه���اب ْ‬ ‫م���ن اللغ���ة األملاني���ة كان���ت‪"ِ :‬إ ْش ْ‬ ‫���ن‬ ‫ْ‬ ‫تس���اي ْت" أي ال وقت لي‪ .‬نع���م ال وقت هلم ‪ ،‬ألنهم‬ ‫َّ‬ ‫بن���اة عاملون‪ ،‬مس���تق َبل وطنهم ينش���دون‪ ،‬فولوا‬ ‫ظهوره���م مل���اض قريب ‪ ،‬مس���تطلعني مس���تقبال‬ ‫يعرف���ون ّ‬ ‫أن بلوغه غري يس�ي�ر‪ .‬فال حماس���بة وال‬ ‫انتقام‪ ،‬وال مطالبة بغري الك ّد يف س���بيل النهوض‬ ‫‪ ،‬واس���تئناف املس�ي�رة ‪ ،‬والعودة إىل احلياة احل ّرة‬ ‫الكرمية‪ .‬هناك تعلمت وأيقنت ‪ ،‬أنه إذا أراد شعب‬ ‫النهوض من رماد سقوطه ‪ ،‬بلغ مراده أيّا كانت‬ ‫الصعاب والعراقيل‪ .‬وكي ال أطيل ساقتصر على‬ ‫ّ‬ ‫ذكر ما ش��� ّد حق���ا انتباهي ودهش�ت�ي وإكباري‪.‬‬ ‫ذهبت إىل مدينة "نورنب���ارغ" التارخيية العتيقة‬ ‫‪ ،‬ذات العالق���ة احلميمة بالنظام النازي‪ ،‬لذا فيها‬ ‫جرت حماكم���ة كب���ار ال ّنازي���ة ‪ ،‬فالحظت ّ‬ ‫أن‬ ‫خيصص���ون يوم ّيا ‪،‬‬ ‫معظ���م القادري���ن م���ن أهلها ّ‬ ‫رغ���م ضيق الوقت وقلة م���ا باليد ‪ ،‬ما أمكنهم من‬ ‫وق���ت إلعادة بناء س���ور املدينة التارخي���ي ‪ ،‬الذي‬ ‫حطمت���ه قناب���ل احللف���اء ‪ ،‬تاركا ُّ‬ ‫كل مش���ارك‬ ‫امس���ه يف لوحة صغرية مثبتة يف الس���ور‪ّ ،‬‬ ‫تذكر‬ ‫َ‬ ‫أن تل���ك األمت���ار من اجل���دار أعاد بناءه���ا فالن ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تذكرت هذه املشاعر‪ ،‬وتقدير الرتاث لدى األمم‬ ‫ّ‬ ‫احل ّي���ة ‪ ،‬وأن���ا أج���وب دام���ع العينني يف م���ا تبقى‬ ‫ّ‬ ‫الس���جل‬ ‫م���ن مدين���ة طرابل���س القدمي���ة ‪ ،‬ذلك‬ ‫التارخي���ي احلجري ‪ ،‬احلاف���ظ ألجماد وأحداث‬ ‫ّ‬ ‫فدم���روه وخ ّربوه‬ ‫وحياة ‪،‬‬ ‫س���جل ٌت���رك للدّخالء ّ‬ ‫جلهلهم بقيمته ومثنه‪.‬‬ ‫أما إس���بانيا ‪ ،‬حيث أقيم إىل اليوم ‪ ،‬فقد شاهدتها‬ ‫ّ‬ ‫وهي حت���وّل نظام الدكتات���ور فرانكو الذي قبع‬ ‫عل���ى صدرها قراب���ة األربع���ة عق���ود ‪ ،‬إىل نظام‬ ‫متف ّت���ح يضمن احل ّرية واألمن وال ّرفاهة جلميع‬ ‫أبناء الوطن ‪ ،‬حتت مظلة دستور‪ ،‬هو األوّل املعبرّ‬ ‫عن إرادة الشعب بأكمله دون متييز وال تفضيل‬ ‫‪ .‬دعيت يوما إىل املش���اركة يف مائدة مس���تديرة‬ ‫أقيم���ت لدراس���ة التح���وّل ال���ذي كان يف خطاه‬ ‫األوىل ‪ ،‬ومناقش���ة ظروفه وإجابياته وس���لبياته ‪،‬‬ ‫فأذك���ر أ ّني قلت يف مداخليت‪ّ " :‬‬ ‫أن التحوّل كان‬ ‫مث���ال ال ّنض���ج وإرادة العيش يف س�ل�ام‪ .‬أقول هذا‬ ‫ألنه حس���ب رأيي ‪ ،‬من جع���ل التحوّل يكون ما هو‬

‫حسه وشعوره‬ ‫عليه ‪ ،‬هو نضج الش���عب اإلسباني ‪ّ ،‬‬ ‫الكبري باملسؤول ّية ‪ ،‬ورغبته الشديدة يف احلصول‬ ‫الس���لم واألمن والعمل وال ّرفاه‪ .‬لذا إذا حبثنا‬ ‫على ّ‬ ‫ع���ن الفاعل�ي�ن الذي���ن جعل���وه حت���وّال عقالن ّيا ‪،‬‬ ‫ُنجز يف مدّة قصرية نوعا ما ‪ ،‬سنجدهم‬ ‫س���ليما ‪ ،‬ي َ‬ ‫السياس��� ّيون الذين‬ ‫واملس���ؤولون‬ ‫عماء‬ ‫ثالث���ة‪ :‬ال ّز‬ ‫ّ‬ ‫بتنازالتهم وتوافقاته���م واتفاقاتهم املربمة داخل‬ ‫إسبانيا وخارجها ‪ ،‬أعدّوا البساط لتعايش خيسر‬ ‫كل طرف ّ‬ ‫في���ه ّ‬ ‫وكل اجتاه ‪ ،‬بعضا من مثالياته‬ ‫ّ‬ ‫أهم أال‬ ‫هو‬ ‫مبا‬ ‫يفوز‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫لك‬ ‫‪،‬‬ ‫مبادئه‬ ‫من‬ ‫حتى‬ ‫وأحيانا‬ ‫ّ‬ ‫وهو " شرف بناء إسبانيا على أسس ثابتة تضمن‬ ‫هلا مس���تقبال مس���تق ّرا يف رفاهة وس�ل�ام‪ .‬العامل‬ ‫كمنس���ق لعمل ّية‬ ‫الثاني ه���و امللك الذي تص ّرف‬ ‫ّ‬ ‫عظيمة متعدّدة املش���اركني ‪ ،‬وتنازل عن كثري‬ ‫من صالحياته امللكية ووضعها بني يدي الش���عب‬ ‫أما الفاع���ل الثالث ال���ذي لو مل يكن‬ ‫واحلكوم���ة‪ّ .‬‬ ‫يف مس���توى األحداث لذهبت جمهودات اآلخرين‬ ‫س���دى ‪ ،‬هو ّ‬ ‫الصاخبة أو‬ ‫الش���عب ‪ ،‬تلك اجلماه�ي�ر ّ‬

‫إفه���ام املواطن�ي�ن ّ‬ ‫ل���ب الدميقراط ّية يكمن يف‬ ‫أن ّ‬ ‫االخت�ل�اف مع اآلخر‪ ،‬ال���ذي يتح ّتم فهمه ‪ ،‬وهذا‬ ‫الفه���م هو أوّل واجب وط ّ‬ ‫ين علينا غرس���ه يف قلب‬ ‫وإرادة املواطنني‪ ".‬وكيف السبيل إىل لك ؟ هو ما‬ ‫قاله وردّده وطّبقه أي " التنقل من الش���رع ّية إىل‬ ‫ُرمم دون كس���رأو‬ ‫الش���رع ّية ‪ ،‬ل ُيصل���ح البيت وي ّ‬ ‫إت�ل�اف ‪ ،‬دون انقط���اع الكهرباء أو س���يالن املاء يف‬ ‫أنابيبه ‪".‬‬ ‫بهذه العقل ّية وهذه اإلرادة والتصميم ‪ ،‬اس���تطاع‬ ‫ترس���يخ نظ���ام دميقراطي يف بالد عاش���ت قرابة‬ ‫القرنني ب�ي�ن االنقالبات العس���كرية ‪ ،‬واألنظمة‬ ‫املتس���لطة ‪ ،‬وغي���اب الش���عب‪ .‬اس���تطاع ذل���ك ألنه‬ ‫نف���ذ م���ا كان يقول وه���و " س���نرفع إىل الدّرجة‬ ‫السياس���ية العادي���ة ّ‬ ‫كل م���ا ه���و عل���ى مس���توى‬ ‫ّ‬ ‫الشارع ّ‬ ‫بكل بساطة عادي ‪ ،‬وننقل صوت ومطالب‬ ‫الشارع إىل التشريع‪".‬‬ ‫به���ذه احلكم���ة والتصميم ‪ ،‬وبهذا الت���آزر وتوافر‬ ‫اجله���ود ‪ ،‬به���ذا الّل�ي�ن وفه���م اآلخ���ر وحماورته‬

‫الصامت���ة ‪ ،‬املنتس���بة سياس��� ّيا أو اخلالي���ة من ّ‬ ‫أي‬ ‫ّ‬ ‫عقيدة أو انتس���اب سياسي ‪ ،‬لك ّنها مليئة باملشاعر‬ ‫ال�ت�ي من بينها اإلنتقام‪ .‬تلك اجلماهري اليت أثبت‬ ‫التاريخ والتجارب أنها طعمة لالنفجار بعد عهد‬ ‫ا ّتس���م بالظل���م واجل�ب�روت واالضطه���اد وانعدام‬ ‫لكن ما الحظناه هو ّ‬ ‫احل ّريّ���ات‪ّ .‬‬ ‫أن تلك اجلماهري‪،‬‬ ‫والصرب‪ ،‬لشعورها‬ ‫بالصمت ّ‬ ‫حتّلت هنا يف إسبانيا ‪ّ ،‬‬ ‫بدورها ‪ ،‬فس���اهمت يف العملية الكربى بهدوئها ‪،‬‬ ‫فأسكتت وأمخدت أحاسيس���ها بالفرح أو الغضب‬ ‫‪ ،‬باالبته���اج أو الطموح ‪ ،‬بأخ���ذ الثأر أو الدفاع عن‬ ‫النفس‪ .‬فبفضل ه���ذا التصرف من طرف أغلبية‬ ‫الشعب الكربى ‪ ،‬أمكن إجناز ما حتقق‪".‬‬ ‫لك���ن ّ‬ ‫كل عملي���ة الب��� ّد هلا م���ن قائ���د أو مدير‪،‬‬ ‫والش���ك أنه من حظ إس���بانيا أن كان هلا رئيس‬ ‫حكوم���ة كفء ‪ ،‬خملص ‪ ،‬حم���اور ‪ ،‬نظيف اليد‬ ‫وصمم على نش���رها‬ ‫والس���ريرة ‪ ،‬آم���ن باحل ّري���ة ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف وطن���ه ال���ذي ُح ِرمها عق���ودا طويلة ‪ ،‬فتس���ّلح‬ ‫وحتمل م���ا يثقل على كاهل‬ ‫بالص�ب�ر واملثابرة ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أي رج���ل ‪ ،‬ألن���ه رأى أن م���ن أوج���ب واجبات���ه "‬

‫بال�ت�ي ه���ي أحس���ن ‪ ،‬به���ذا ال ّنضج الش���عيب ‪ ،‬بهذا‬ ‫املدمرة املنهزمة يف‬ ‫العمل الدّؤوب أصبحت أملانيا ّ‬ ‫ّ‬ ‫طليعة أوربا ‪ ،‬وأصبحت إس���بانيا املمزقة الفقرية‬ ‫احملس���وبة على الع���امل الثالث ‪ ،‬إح���دى كربيات‬ ‫دول أوربا والغرب‪.‬‬ ‫الصحافة ؟ سؤال‬ ‫لس���ائل أن يس���أل ‪ :‬وما هو دور ّ‬ ‫لعمري وجيه ‪ ،‬وموضوع جدير بالبحث والدّرس‬ ‫‪ ،‬فك���رت م��� ّرات تناول���ه ‪ ،‬لكن س���رعان م���ا عدلت‬ ‫خشية خدش حساس���يات فأخسر صداقات ‪ ،‬لكن‬ ‫ّ‬ ‫لع���ل صراحيت املعهودة تتغلب يوم���ا على تردّدي‬ ‫خاصة‬ ‫فأحكي ما شاهدت وتابعت يف هذا اجملال ‪ّ ،‬‬ ‫أني أس���بح وس���طه ويف مياهه اهلائجة أحيانا‪ .‬أما‬ ‫اآلن ‪ ،‬بعد أن رايت وش���اهدت وتألمّ ت ملا جيري يف‬ ‫ليبيا ‪ ،‬فإني اسائل نفسي إن زرت حقا البالد اليت‬ ‫عرفتها يف مخس���ينات وس���تينات القرن املاضي ‪،‬‬ ‫فتابع���ت كفاحها وهي تب�ن�ي كيانها من عدم ؟‬ ‫عل���ي إ ّ‬ ‫ال تصديق حكمة‬ ‫إن ه���ي نفس البالد فما ّ‬ ‫مثلنا الشعيب القائل ‪.‬‬ ‫مدريد ‪2013 – 12 -3‬‬


‫‪18‬‬ ‫ُ‬ ‫ُقاتل يف ليبيا‬ ‫يوميات م ٍ‬ ‫مراد اهلوني‬ ‫ش���د انتباهي وانا أتصفح ش���بكة املعلومات ( االنرتنت ) حبثا عن مقاالت‬ ‫أو وثائ���ق تارخيي���ة ع���ن التاريخ االس���تعماري لليبيا ‪ ،‬مقال���ة مقتضبة‬ ‫تناول كاتبها باختصار شديد بعض ما جاء يف يوميات عسكري ايطالي‬ ‫وه���و امل�ل�ازم " س���تيفانو لونق���و" ‪،‬والذي كان م���ن أوائ���ل اجملندين يف‬ ‫احلملة العس���كرية االيطالي���ة اليت أحبرت من ايطالي���ا باجتاه ليبيا يف‬ ‫الع���ام ‪، 1911‬على أنغام " طرابل���س ارض احلب اجلميلة " وقد صدرت‬ ‫هذه اليوميات يف كتاب بعنوان " يوميات مقاتل يف ليبيا "‪.‬‬ ‫و ق���د ب���دأ س���تيفانو فى تدوي���ن يومياته يف س���بتمرب من الع���ام ‪، 1912‬‬ ‫عندما كان مالزما يف احلملة اليت وجهتها ايطاليا جتاه اجلبل الغربي‬ ‫‪ ،‬يف حماولة ُمس���تميتة للقضاء على ثورة اجلبل بقيادة البطل اجملاهد‬ ‫سليمان باشا الباروني ‪ ،‬حيث أورد الكاتب خط سري تلك احلملة رجوعا‬ ‫إىل العزيزي���ة ‪ ،‬مرورا بقص���ر احلاج وبئر الغن���م ‪ ،‬هبوطا من مرتفعات‬ ‫جب���ل غري���ان إىل جبل نفوس���ة ‪،‬وذلك بع���د معرك���ة (االصابعة) اليت‬ ‫التحم فيها اجليش���ان‪ .‬وأرفق إىل جانب يومياته املكتوبة تلك جمموعة‬ ‫م���ن الرس���وم الكاريكاتوري���ة ال�ت�ي رمسها بنفس���ه للجن���ود االيطاليني‬ ‫وللمجندين من " قوات املستعمرات" ‪،‬وهي اليت ضمت العناصر الوطنية‬ ‫اليت أجربت كرها أو طوعا على االلتحاق بها ‪،‬وعنها يقول " لقد أثبتت‬ ‫قوات املستعمرات مبشاركتها يف تلك احلملة الوالء واإلخالص املطلق‬ ‫لعلمنا وبالذات اجملندين االريرتيني منهم ‪.‬‬ ‫وخالل تل���ك العمليات توقف بعض من هذه الفرق لقوات املس���تعمرات‬ ‫يف نابولي بايطاليا ‪ ،‬لتستعرض أمام امللك الذي جاء خصيصا لتحيتها ‪،‬‬ ‫ومت منح هوالء شارة صغرية ترمز لعلم ايطاليا بدال من العلم االيطالي‬ ‫ملعارضة الدول األوروبية آنذاك محل العلم االيطالي من قبل الوطنيني‬ ‫الذين مت جتنيدهم يف املستعمرات االيطالية‪.‬‬ ‫وق���د اس���تخدم االريرتيون م���ن ذوى الرتب العس���كرية يف ه���ذه القوات‬ ‫‪ ،‬املهم���ة األدق واألصع���ب ‪ ،‬أال وه���ى بعث ال���روح لتكوين ن���واة لقوة من‬ ‫اجملندين الليبي�ي�ن كجزء من هذه القوة االس���تعمارية واليت التحقت‬ ‫أول فرقه���ا بالعم���ل بالق���وات احملتلة يف ع���ام ‪ 1912‬وكانت عبارة عن‬ ‫قوة فرسان وقد ضمت بعد ذلك " قوات طرابلس " إىل جانب ‪ 6‬فرق من‬ ‫س�ل�اح املش���اة ‪ 7‬فرق من "السواري" و " الفرس���ان " و فرقة من " املهاري"‬ ‫اجلمالة ‪،‬واىل جانب فرقتني من العس���اكر االريرتيني يف برقة كانت‬ ‫هناك فرقة فرسان واحدة ‪.‬‬ ‫قس���م الكات���ب يف يوميات���ه ف���رق الفرس���ان إىل قس���مني " الس���واري"‬ ‫بلباس���هم العربي وأس���لوب قتاهلم التقليدي ‪ ،‬وقوات اجلمالة واملس���ماة‬ ‫"الصحراوي���ة" يف طرابل���س و امله���اري" بربقه ‪ ،‬وقد ع���زا الكاتب الفضل‬ ‫لصم���ود ايطالي���ا أم���ام مقاوم���ة الليبي�ي�ن هلا بقي���ادة السنوس���يني إىل‬ ‫اجملندي���ن االريرتيني ‪،‬يف غي���اب اجملندين الليبيني الذي���ن مت ترحيلهم‬ ‫وعائالته���م إىل صقلي���ا بايطاليا بع���د إن أصبح وجوده���م بليبيا خطرا‬ ‫عليه���م وعبئ���ا امني���ا ُمضافا اليطالي���ا بليبي���ا ‪ ،‬وعادت ه���ذه الفرق إىل‬ ‫ليبيا مباش���رة بعد وصول الفاشيني للحكم‪ .‬ويف األعوام من ‪ 1920‬إىل‬ ‫‪ ،1930‬أولت ايطاليا الفاشية جل اهتمامها بالعمل على إعادة احتالل‬ ‫ليبي���ا ‪،‬وفى هذا الس���ياق يرجع الفض���ل للحاكم العس���كري االيطالي‬ ‫بليبيا "دى فيكى" ‪،‬وإنش���اء " فرق احلدود املسلحة " ‪ ،‬والتى عرفت باسم‬ ‫"الزابطية" أو ذوى العمائم البيضاء نسبة إىل لباسهم ‪ ،‬وهى قوات وسط‬ ‫بني القوات النظامية والغري نظامية ‪،‬وكانت تتمتع خباصية الس���رعة‬ ‫يف االنتش���ار واالنقضاض ما منحه هلا بساطة تسليحها و خفة عتادها‬ ‫‪،‬وكان هلذه الفرق اجملندة دورا مؤثرا يف إعادة االحتالل للمناطق اليت‬ ‫انسحبت منها القوات االيطالية ‪،‬وبالذات املناطق الغربية من البالد‪.‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫أحكام الشريعة أم غاياتها‬ ‫طارق الشارف بن ساسي‬

‫تتع���اىل م���ن هن���ا وهن���اك الدع���وات‬ ‫املطالب���ة بتطبي���ق أحكام الش���ريعة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وتصب جل هذه الدعوات‬ ‫يف التأكي���د عل���ي وج���وب اإللت���زام‬ ‫بأح���كام الش���ري ِعة املطه���رة‪ ،‬بيد أنه‬ ‫يغي���ب ع���ن أِصح���اب تل���ك الدعوات‬ ‫الف���ارق اإلساس���ي ب�ي�ن الش���ريعة‬ ‫كأحكام تبنى على حتقيق مقاصد‬ ‫الشريعة وتستمد صحتها من مدي‬ ‫حتقي���ق تل���ك املقاصد وب�ي�ن غايات‬ ‫الش���ريعة ومقاصده���ا‪ ،‬فالع�ب�رة ال‬ ‫تك���ون لن���ص احلك���م دون النظ���ر‬ ‫لتحقي���ق مقاصد الش���ارع م���ن وراء‬ ‫س���نه لتل���ك األح���كام‪ ،‬اآلم���ر ال���ذي‬ ‫كان ماث ً‬ ‫ال يف ذهن اخلليفة الراشد‬ ‫عم���ر ب���ن اخلط���اب رض���ى اهلل عنه‬ ‫يف ايق���اف العم���ل حبد الس���رقة عام‬ ‫الرم���ادة‪ ،‬أن الع�ب�رة او ً‬ ‫ال واخ�ي�راً من‬ ‫جمم���ل أعم���ال العبادة ه���ي التقوى‬ ‫أوخش���ية اهلل واقام���ة عالق���ة حي���ة‬ ‫أمياني���ة بالدرجة االوىل واألس���اس‬ ‫���ن َي َن���ال َهّ‬ ‫قال تع���اىل ‪َ ( :‬ل ْ‬ ‫الل لحُ ُ ومهَا‬ ‫َولاَ ِد َما ُؤ َها َو َل ِك ْن َي َنال ُه ال َّت ْق َوى ِم ْن ُكمْ‬ ‫)(احل���ج‪ ،)-37‬وه���ذا يس���رى عل���ى‬ ‫كاف���ة أعم���ال العب���د اذ الع�ب�رة يف‬ ‫وجود عالقة خشية ومراقبة وذكر‬ ‫هلل تعاىل ح�ت�ي يف أداء أعلى مقامات‬ ‫العب���ادة وهي الص�ل�اة‪( :‬إ َّن�ِن�يِ أَ َنا َهُّ‬ ‫الل‬ ‫ِ‬ ‫الصال َة‬ ‫ال ِإ َل��� َه ِإَاّل أَ َنا َف ْاع ُب ْد ِن���ي َوأَ ِق ِم َّ‬ ‫ْ‬ ‫���ري) ( طـ���ه‪ ،)-14‬وال�ت�ي اجاز‬ ‫ِل ِذك ِ‬ ‫الش���ارع القيام به���ا يف كل الظروف‬ ‫واألح���وال كتوف���ر امل���اء م���ن عدمه‬ ‫وعند القدرة عل���ى الوقوف او تعذره‬ ‫على املكل���ف‪ ،‬وربط أجره���ا وقبوهلا‬ ‫على درجة احلضور واخلش���وع فيها‪،‬‬ ‫وهل���ذا نب���ه صل���ى اهلل علي���ه وس���لم‬ ‫على قلة جدوى متس���ك الناس بأداء‬ ‫العب���ادة عل���ى املس���توى الظاهري يف‬ ‫حني يغيب عنهم أثرها على القلوب‬ ‫والنف���وس‪ ،‬بل ان الرس���ول صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم ذكر أن التمسك بالشكل‬ ‫الظاهري احلريف للعبادة ال قيمة له‬ ‫عند اهلل تعاىل يف كل أنواع العبادات‬ ‫فق���د يقرأ املرء الق���رآن بصوت عذب‬ ‫متقن وي���داوم على القراءة ولكن ال‬ ‫يتج���اوز ذلك تراقيه وال ينفذ لقلبه‪،‬‬ ‫وقد حيق���ر أحدنا صالت���ه وصيامه‬ ‫أم���ام األقبال واملداوم���ة من قبل نفر‬ ‫نتيج���ة ش���دة اقباهل���م ع���ن العب���ادة‬ ‫الظاه���رة‪ ،‬ولكنهم ج���د بعيدين عن‬ ‫اهل���دي وحقيق���ة العب���ادة‪ ،‬القائم���ة‬ ‫عل���ى التواض���ع واالنكس���ار هلل تعاىل‬ ‫وان���كار ال���ذات‪ ،‬وال يتوان���ى امث���ال‬ ‫ه���ؤالء نتيج���ة للعقلية الس���طحية‬ ‫واالميان الش���كلي م���ن توجيه التهم‬ ‫واالنتقاص حيت من ش���خص النيب‬ ‫صل���ى اهلل عليه وس���لم‪ ،‬وحديث أبي‬ ‫س���عيد اخلدري رض���ى اهلل عنه‪ ،‬عن‬ ‫أبي اخلويصرة التميمي‪ ،‬يف صحيح‬

‫البخ���اري وغ�ي�ره م���ن األحادي���ث‪،‬‬ ‫خري دلي���ل على ذل���ك‪ ،‬أن الش���ريعة‬ ‫اإلس�ل�امية ماه���ي اال م ّن���ة ورمحة‬ ‫للعب���اد من اهلل ميّن بها على اجملتمع‬ ‫املس���لم املالك للخي���ار االجتماعي يف‬ ‫تطبيق أحكامه���ا‪ ،‬حيت حيافظ على‬ ‫ه���ذا اجملتم���ع وهي مبثاب���ة احلصن‬ ‫والس���ياج ال���ذي حيم���ي ويص���ون‬ ‫ذل���ك اجملتم���ع أم���ا يف حال���ة ضعف‬ ‫االمي���ان واحن�ل�ال اجملتم���ع وغياب‬ ‫القي���م االمياني���ة فال فائ���دة ترجي‬ ‫م���ن فرض اح���كام الش���ريعة بالقوة‬ ‫ول���و كانت قوة القان���ون‪ ،‬والتجربة‬ ‫االنس���انية خري ش���اهد عل���ى ذلك يف‬ ‫عاملن���ا العربي واإلس�ل�امي على حد‬ ‫س���واء‪ ،‬تس���ن الكثري من القوانني من‬ ‫اج���ل القضاء على الظواهر الس���لبية‬ ‫كقان���ون حتري���م اخلم���ر والزن���ا‬ ‫ولكنن���ا نواج���ه دائما بفش���ل ذريع يف‬ ‫احلد من هذه الظواه���ر‪ ،‬وتظل تلك‬ ‫الظواهر حاض���رة بيننا بكل قوة ويف‬ ‫كل م���كان‪ ،‬والس���بب ع���دم ادركنا‬ ‫حلقيق���ة الطبيع���ة البش���رية ال�ت�ي‬ ‫ترف���ض االنصياع واخلض���وع للقوة‬ ‫وحده���ا‪ ،‬وتتطل���ب الت���درج واالقناع‬ ‫وتعزي���ر القي���م االمياني���ة للقض���اء‬ ‫على املظاهر السلبية‪ ،‬واحياء معاني‬ ‫االميان والتذكري واالصالح القائم‬ ‫عل���ى النصيح���ة واالش���فاق‪ ،‬واعادة‬ ‫الن���اس إىل احلظ�ي�رة اإلهلي���ة‪ ،‬أن‬ ‫حدي���ث الس���يدة عائش���ة أم املؤمنني‬ ‫رض���ي اهلل عنها يف صحيح البخاري‪،‬‬ ‫ب���اب فضائ���ل القرآن‪ ،‬يفس���ر لنا هذا‬ ‫اآلم���ر بكل ج�ل�اء (إمنا ن���زل أول ما‬ ‫ن���زل منه س���ورة م���ن املفص���ل فيها‬ ‫ذك���ر اجلن���ة والن���ار حت���ى إذا ثاب‬ ‫الن���اس إىل اإلس�ل�ام ن���زل احل�ل�ال‬ ‫واحلرام ولو نزل أول شيء ال تشربوا‬ ‫اخلمر لقالوا ال ن���دع اخلمر أبدا ولو‬ ‫نزل ال تزنوا لقالوا ال ندع الزنا أبدا)‪،‬‬ ‫ان ع���دم ادرك الطبيع���ة والبش���رية‬ ‫والتدرج يف تطبي���ق االحكام وتهيئة‬ ‫الن���اس لاللت���زام به���ا‪ ،‬لن ي���ؤدي اال‬

‫للمزيد من الفساد والنفاق وسيظل‬ ‫اخلض���وع واالمتن���اع ع���ن ارت���كاب‬ ‫الفواح���ش واحملرم���ات لي���س بدافع‬ ‫اخلوف من اهلل وخشيته وهو املقصد‬ ‫االساس���ي م���ن كل أعم���ال العب���ادة‬ ‫ومن س���ن االح���كام‪ ،‬بل ه���و اخلوف‬ ‫م���ن العق���اب الدني���وي املف���روض‬ ‫بالق���وة وه���ذا االمتن���اع ال قيم���ة له‬ ‫عن���د اهلل‪ ،‬فمنبعه اخل���وف من العبد‬ ‫او اخل���وف مم���ن يف ع���امل الش���هادة‬ ‫وليس اخلوف من اهلل وحقائق عامل‬ ‫الغي���ب كع���ذاب اهلل‪ ،‬ول���ن يتوان���ى‬ ‫اولئ���ك النفر الذين منعوا بالقوة من‬ ‫اقرتاف الفواحش واحملرمات سراً أو‬ ‫بعيداً عن نطاق تنفيذ تلك االحكام‪،‬‬ ‫ان التجربة االنس���انية تظهر جبالء‬ ‫الفش���ل الكام���ل يف ف���رض ام���ر م���ا‬ ‫مبجرد اس���تخدام قوة القانون‪ ،‬ففي‬ ‫الوالي���ات املتح���دة األمريكي���ة ق���ام‬ ‫املش���رع بتحريم تصنيع وبيع اخلمر‬ ‫س���نة ‪ ،1920‬اس���تناداً على خلفيات‬ ‫أخالقي���ة وديني���ة حمافظ���ة‪ ،‬ولكن‬ ‫ه���ذه التجربة فش���لت بالكامل حتى‬ ‫م���ع دول���ة هل���ا امكاني���ات الوالي���ات‬ ‫املتحدة االمريكية‪.‬‬ ‫أن املفارقة األهم ّ‬ ‫إن السعي إلشراك‬ ‫الش���ريعة يف احلي���اة السياس���ية‬ ‫والنظ���ام السياس���ي للوط���ن الي���وم‪،‬‬ ‫رهني خيارين رئيس�ي�ن‪ ،‬أما التمسك‬ ‫بإح���كام ورؤى ومرجعي���ات ذات‬ ‫مفاهي���م خمتلف���ة‪ ،‬او االنطالق من‬ ‫احلض���ن الرحب للش���ريعة وغاياتها‬ ‫واألخذ الس���نن والقوان�ي�ن الطبيعية‬ ‫واالجتماعي���ة للنه���وض وإلجن���اح‬ ‫املش���روع الوط�ن�ي‪ .‬أن اخلي���ار األول‬ ‫هو مبثابة نزع الش���ريعة والدين من‬ ‫أحض���ان اجملتم���ع اللي�ب�ي‪ ،‬وفرضها‬ ‫بصي���غ حزبي���ة ع���ن طري���ق الدولة‬ ‫والسلطة‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪tareksas@hotmail.com‬‬ ‫‪Tareq Ben Sasi :Facebook‬‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫املاريشال السياسي‬

‫هجرة العقول‬

‫املقال املمنوع‬

‫ابتسام الصمادي‬

‫بالل فضل‬

‫س���واء كان األس���تاذ حمم���د حس���نني‬ ‫هي���كل يق���وم حق���ا بإع���داد الربنام���ج‬ ‫الرئاس���ي للمش�ي�ر عبد الفتاح السيسي‬ ‫كما نش���رت صحيفة (اليوم الس���ابع)‪،‬‬ ‫أو كان فق���ط حيتف���ظ فق���ط ب���دور‬ ‫اخلبري الذي ال يبخل بواجب النصيحة‬ ‫كم���ا س���بق أن روى‪ ،‬س���يبقى ل���دي يف‬ ‫احلالتني س���ؤال مهم يش���غلين بشدة‪ :‬يا‬ ‫ت���رى هل روى األس���تاذ هيكل للمش�ي�ر‬ ‫عب���د الفت���اح السيس���ي وقائ���ع احل���وار‬ ‫ال���ذي دار بين���ه وبني القائد العس���كري‬ ‫اإلجنليزي األش���هر برنارد مونتجمري‬

‫حممد حسنني هيكل‬ ‫ح�ي�ن زار مص���ر مبناس���بة م���رور رب���ع‬ ‫قرن عل���ى معركة العلمني الش���هرية‪،‬‬ ‫والتق���ى هي���كل ب���ه يومه���ا ودار بينهما‬ ‫ح���وار طوي���ل أب���دى في���ه مونتجم���ري‬ ‫ال���ذي كان حيم���ل رتب���ة املش�ي�ر أو‬ ‫الفيلد ماريش���ال اس���تغرابه من حصول‬ ‫القائد العام للقوات املسلحة املشري عبد‬ ‫احلكي���م عام���ر على تلك الرتبة بش���كل‬ ‫سياس���ي دون أن حيقق اجنازا عس���كريا‬ ‫جيعل���ه يس���تحق تل���ك الرتب���ة طبق���ا‬ ‫لنص كلمات مونتجمري اليت يرويها‬ ‫هيكل؟‪.‬‬ ‫الواقع���ة حيكيه���ا األس���تاذ هي���كل يف‬ ‫كتابه اجلميل (زيارة جديدة للتاريخ)‬ ‫حيث يق���ول ـ يف صفح���ة ‪ ١٨٠‬طبعة دار‬ ‫الش���روق ـ أن مونتجمري وصف املشري‬ ‫عبد احلكيم عامر بأنه أصبح ماريش���اال‬ ‫سياس���يا‪ ،‬ثم قال هليكل بالنص "ليست‬ ‫هناك حاجة على اإلطالق لـ "ماريشال‬ ‫سياسي"‪ ،‬املاريشالية ال تكون إال بقيادة‬ ‫اجليوش يف امليدان‪ ،‬وليس من أي سبب‬ ‫آخر"‪ .‬يقول هي���كل "قلت مقاطعا‪ :‬قد ال‬ ‫أختل���ف معك كثريا‪ ،‬وم���ع ذلك فلماذا‬ ‫ال تس���أله ه���و اآلخر حني تلق���اه‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫هل أس���تطيع أن أسأله هذا السؤال فعال‬ ‫إذا لقيته‪ ،‬وهل يغضبه الس���ؤال؟‪ .‬وقلت‬ ‫ضاحكا‪ :‬ال أعرف"‪ .‬ومل يذكر األس���تاذ‬ ‫هي���كل بعده���ا ه���ل س���أل مونتجم���ري‬ ‫املش�ي�ر عام���ر ذلك الس���ؤال الش���ائك أم‬ ‫ال‪ .‬األه���م واألخط���ر أن مونتجمري يف‬ ‫حواره مع هيكل مل يكتف بإثارة مسألة‬ ‫حصول املشري عامر على لقب عسكري‬

‫دون أن حيق���ق إجن���ازا عس���كريا‪ ،‬ب���ل‬ ‫ق���رر أن خيوض يف قلب ما رآه مش���كلة‬ ‫تعاني منها مصر‪ ،‬هي مش���كلة العالقة‬ ‫ب�ي�ن العس���كريني واملدني�ي�ن‪ ،‬وق���د ب���دأ‬ ‫حديث���ه بتذك���ر خ�ل�اف ح���دث بين���ه‬ ‫وبني ونس���تون تشرش���ل رئيس الوزراء‬ ‫الربيطاني إبان احل���رب العاملية الثانية‬ ‫وأحد أشهر الساس���ة الربيطانيني على‬ ‫م���ر العص���ور‪ ،‬راويا أن تشرش���ل أرس���ل‬ ‫إليه أثناء ان���دالع معركته مع اجليش‬ ‫األملاني بقيادة روميل يطلب منه غاضبا‬ ‫أن يتحرك باهلجوم وال يكتفي خبوض‬ ‫معرك���ة دفاعي���ة‪ ،‬ل�ي�رد مونتجم���ري‬ ‫علي���ه بربقي���ة أماله���ا عل���ى مس���اعده‬ ‫اجلن���رال فرانس���يس دي جينجاند قال‬ ‫فيها بالنص "إنين أرجو أن يظل رئيس‬ ‫ال���وزراء يف مكانه وأن يرتك لي مكاني"‪،‬‬ ‫واستش���هد مونتجم���ري مبس���اعده‬ ‫اجلن���رال جينجاند ال���ذي كان معه يف‬ ‫زيارت���ه ملصر‪ .‬ث���م أض���اف مونتجمري‬ ‫قائال هليكل "إنين ال أحب الساس���ة حني‬ ‫يتحولون إىل جن���راالت‪ ،‬وأيضا ال أحب‬ ‫اجلنراالت حني يتحولون إىل ساس���ة"‪،‬‬ ‫وهن���ا يروي هي���كل "وعلى غ�ي�ر انتظار‬ ‫وحواسي كلها معه‪ ،‬اندفع مونتجمري‬ ‫يف عملية اخ�ت�راق مفاجئة خلطوطي‪،‬‬ ‫وس���ألين‪" :‬مل���اذا يتح���ول اجلن���راالت‬ ‫عندك���م إىل ساس���ة؟"‪ ،‬وحاول���ت أن‬ ‫أكس���ب وقتا فس���ألته "أي جنراالت؟"‪،‬‬ ‫قال بسرعة "ناصر وزمالؤه"‪ .‬قلت‪" :‬إن‬ ‫ناص���ر ليس جن���راال وآخ���ر رتبة وصل‬ ‫إليه���ا يف اجليش ه���ي رتب���ة الكولونيل‬ ‫فقط"‪ ،‬قال مشددا اهلجوم "حسنا‪ ،‬سوف‬ ‫أعدّل س���ؤالي‪ :‬ملاذا يتحول الكولونيالت‬ ‫إىل ساس���ة"‪ ،‬قلت "حلمك‪ ..‬دعين أشرح‬ ‫لك القص���ة بالتفصي���ل‪ .‬ورحت أحدثه‬ ‫عن ظ���روف مص���ر ومراح���ل تطورها‪،‬‬ ‫والظ���روف ال�ت�ي أحاط���ت بالث���ورة‪،‬‬ ‫وكي���ف أن الذين قام���وا بها جمموعة‬ ‫من ش���بان اجليش‪ ،‬قام���وا بها بوصفهم‬ ‫ش���بابا وطني�ي�ن ال ضباط���ا يف اجليش‪،‬‬ ‫بل وكان���ت مهمته���م األوىل يف الثورة‬ ‫ه���ي االس���تيالء على مقالي���د األمور يف‬ ‫اجليش لكي مينعوا امللك من استخدامه‬ ‫ضد ثورة الشعب‪ ،‬ثم يضعونه هم حتت‬ ‫تصرف الثورة الشعبية لتأمني أهدافها‪،‬‬ ‫ثم اس���تعرضت ظ���روف الع���امل الثالث‬ ‫كل���ه ودور اجلي���وش في���ه باعتباره���ا‬ ‫املؤسسات الوحيدة القادرة على كفالة‬ ‫االس���تمرار يف أوقات األزم���ات الكربى"‪.‬‬ ‫مل جي���د مونتجم���ري تفس�ي�ر هي���كل‬ ‫مقنع���ا فقال ل���ه "إنك لن تس���تطيع أن‬ ‫تقنع�ن�ي"‪ ،‬وهن���ا ج���اء رد هي���كل مفاجئا‬ ‫حي���ث قال ل���ه "إنين ال أح���اول إقناعك‪،‬‬ ‫وكي���ف أس���تطيع أن أقنعك بش���يئ أنا‬ ‫نفسي غري مقتنع به‪ ،‬إنين كنت أشرح‬ ‫ل���ك مالبس���ات حال���ة‪ ،‬ومل أك���ن أقنن‬ ‫قاع���دة‪ .‬عل���ى وجه اليقني أنا لس���ت من‬ ‫أنصار تدخل العس���كريني يف السياس���ة‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫ال أري���د للجنراالت أن يصبحوا ساس���ة‬ ‫بنف���س املق���دار ال���ذي مل ترد في���ه أنت‬ ‫للساس���ة أن يصبح���وا جن���راالت‪ .‬لك���ن‬ ‫أمامنا يف مص���ر ويف العامل الثالث كله‬ ‫تقريب���ا ظاه���رة ال ب���د هلا من تفس�ي�ر‪،‬‬ ‫وحني أفس���ر فإنين ال أبرر‪ .‬وقلت "على‬ ‫أي ح���ال إن���ك س���وف تقاب���ل الرئي���س‬ ‫ناص���ر‪ ،‬وأق�ت�رح أن توج���ه إلي���ه نف���س‬ ‫الس���ؤال‪ .‬وقال مونتجم���ري "أال يغضبه‬ ‫الس���ؤال‪ .‬قل���ت "ال أظن"‪ .‬لألس���ف‪ ،‬أنهى‬ ‫األس���تاذ هيكل الفصل الذي حتدث فيه‬ ‫عن مونتجمري دون أن خيربنا هل قام‬

‫عبد الفتاح السيسي‬ ‫مونتجمري فعال بتوجيه أس���ئلته لعبد‬ ‫الناص���ر‪ ،‬وكي���ف كان رد فع���ل عب���د‬ ‫الناص���ر عليه���ا؟‪ ،‬فهل جييبن���ا اآلن عن‬ ‫أس���ئلة أهم على رأس���ها‪ :‬هل ال زال غري‬ ‫مقتنع بتدخل العس���كريني يف السياسة‬ ‫وخبط���أ من���ح رتبة عس���كرية ألس���باب‬ ‫سياس���ية كما قال ملونتجم���ري؟‪ ،‬وإذا‬ ‫كان ي���رى أن تدخل ناص���ر ورفاقه يف‬ ‫يوليو ‪1952‬كان مربرا ملنع اس���تخدام‬ ‫امللك للتصادم مع الشعب‪ ،‬فما هو املربر‬ ‫اآلن يف ظل تقدير الشعب للجيش لكي‬ ‫ينتقل قائد اجليش م���ن موقع احلامي‬ ‫إىل موق���ع احلاكم بكل ما حيمله ذلك‬ ‫م���ن خط���ورة عل���ى تعمي���ق الصراعات‬ ‫السياس���ية يف اجملتمع وجتميد التطور‬ ‫الدميقراطي وإع���ادة مصر إىل عصور‬ ‫االس���تبداد املدع���وم بإع�ل�ام الدول���ة‬ ‫ومثقفيه���ا وإمكانياته���ا؟‪ .‬حت���ى جييب‬ ‫األس���تاذ هي���كل مجه���وره عل���ى تل���ك‬ ‫األس���ئلة إن أراد‪ ،‬يبق���ى أن أقول لك أن‬ ‫ما خت���وف منه مونتجم���ري من تدخل‬ ‫العسكريني يف السياس���ة‪ ،‬شهدت مصر‬ ‫آث���اره املري���رة بعدها بف�ت�رة وجيزة‪ ،‬إذ‬ ‫أن زي���ارة مونتجمري ملص���ر كانت يف‬ ‫األس���بوع األول م���ن مايو ‪ ،١٩٦٧‬ولس���ت‬ ‫حباج���ة ألن أذك���رك مبا ج���رى ملصر‬ ‫بفضل سياس���ات الكولوني���ل مجال عبد‬ ‫الناصر واملاريش���ال عب���د احلكيم عامر‬ ‫بعد ذلك بشهر‪ .‬حفظ اهلل مصر‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•منعت صحيفة الشروق املصرية نشر‬ ‫هذا املقال‬

‫يعلمنا التاريخ القريب أن أس���اليب الغزو املباشر اثبتت فشلها‬ ‫‪،‬ومبا أن احلروب بكل أشكاهلا ما زالت على أجندة العامل تراه‬ ‫اجت���ه اىل اس���اليب جدي���دة اال وهي اخرتاق ثقافات الش���عوب‬ ‫وهو ما توليه الش���بكة العنكبوتيه‪-‬للعقول واخرتاقها‪ -‬اهمية‬ ‫استثنائيه باعتبارها جتسيداً جمازياً لعناصر النخبة املتنوره‬ ‫والقادره عل���ى التفكري والتغيري يف بُن���ى جمتمعاتها فمهدت‬ ‫من أجل ذلك باالعتماد على مغريات املاده وس���طوة اإلفس���اد‬ ‫املُوجه���ه جملموع���ة املتنوري���ن ومحل���ة ل���واء الفك���ر والثقافه‬ ‫واالب���داع الوط�ن�ي والقوم���ي يف بلدانه���م كمحاول���ه لتنفيذ‬ ‫سياس���تها يف االحت���واء ‪.‬ويقول يف هذا الس���ياق (دين راس���ك)‬ ‫وزي���ر خارجية حكوم���ة آيزنهاور ‪":‬إن لبالدنا حظ���اً نادراً ألن‬ ‫باس���تطاعتها اجت���ذاب مهاجرين من اخل���ارج أصحاب ذكاء‬ ‫ع���ال وكف���اءه مرتفع���ه فاهلج���ره إذا م���ا نظم���ت ميكنها أن‬ ‫تك���ون إحدى أك�ب�ر مواردنا القوميه"‪.‬ه���ذا بعض مما جاء يف‬ ‫كت���اب "العومله" للس���يد عبد اهلل ابوراش���د‪.‬وهكذا توظف هذه‬ ‫العق���ول ملصلحتها م���ن خالل التوج���ه املنظم للوس���ائل اليت‬ ‫تتيحه���ا تكنولوجي���ا املعرفه املنتش���ره يف دول الع���امل بعالمة‬ ‫م���ا ج���اء يف أهدافه���ا ‪ ":‬انن���ا حن���اول احلص���ول عل���ى معون���ة‬ ‫كتاب مش���هورين يف عامل االدب ونطلب منهم تأليف الكتب‬ ‫حلسابنا ‪،‬إن شهرتهم تعطي الكتاب إمكانيه أكثر للتصديق‬ ‫واإلقناع‪".‬ولع���ل ابل���غ مث���ال ه���و فوكويامااليابان���ي األصل‪.‬‬ ‫أفال نق���ف قلي ً‬ ‫ال كالش���حارير على رؤوس األش���جار نتأمل‬ ‫م���ا يُط ّب���ق عل���ى األرض ؟!فه���ذا التوج���ه االديولوج���ي يمُ ثل‬ ‫املعرب احلقيقي الخرتاق ثقافات الش���عوب ع�ب�ر بوابة التقانه‬ ‫ال�ت�ي تعين التطبي���ق العملي ملا يُنتج يف جم���ال الثقافه املاديه‬ ‫وم���ا يرتب���ط بها م���ن معارف ومه���ارات وخربات س���ارعت يف‬ ‫عبودية االنس���ان واس���تالبه الذهين واخ�ت�راق عقله من أجل‬ ‫تأس���يس مالمح ثقافيه ومعرفيه جديده متجانسه مع ّ‬ ‫كل‬ ‫ما يطرحون‪ ،‬متج���اوزة ذاكرة الش���عوب ولغتهم وتارخيهم‬ ‫وحضارته���م كونه���ا تدخ���ل البي���وت والعقول بال اس���تئذان‬ ‫ومرتبطه باألقليه املالكه واملسيطره‪ .‬هذا هو السالح اجلديد‪.‬‬ ‫فأما احلجر ‪،‬فقد اس���تخدمه انسان الرباري للدفاع عن نفسه‬ ‫ّ‬ ‫وللتس��� ّيد على احليوان ّ‬ ‫‪،‬لكن الس���ؤال املؤمل ‪:‬من حيمل سالح‬ ‫اليوم؟إنسان احلضارات القدميه املرتاكمه أم حيوان التقانه‬ ‫اجلدي���ده ؟ومن ضد م���ن ؟ وعلى من يتس���يد ؟وملاذا احندرنا‬ ‫اىل درك نس�ي�ر به جبهاز التحكم عن بُعد ؟كما واس��� ُتعمرنا‬ ‫بأموالن���ا وخنبتن���ا واألخط���ر الق���ادم بأوالدن���ا ‪،‬بع���د أن ك ّنا‬ ‫الكوني الكريم ال���ذي ال فضل له على‬ ‫طرحنا عوملة اإلنس���ان‬ ‫ّ‬ ‫أخيه اإلنس���ان إلاّ بالتقوى‪.‬علماً أنه من املفرتض أن الخنشى‬ ‫العومل���ه لو انن���ا متحصنون بالوعي الذي جيعلنا ش���ركاء يف‬ ‫اإلنسانيه‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫التو ّرط املميت يف بنغازي‪4‬‬

‫هرج ومرج‬ ‫ترمجة مفتاح السيد الشريف‬ ‫الف���راغ األمين"‪ ،‬هذا ما كتبه الس���فري س���تيفنز يف‬ ‫مذكراته الش���خصية يف ‪ 6‬س���بتمرب بطرابلس‪ ،‬يف‬ ‫واحدة من عدد قليل من الصفحات اليت أُنقذت من‬ ‫جمم���ع بنغازي‪ .‬وإيضا "امليليش���يات هي القوة على‬ ‫األرض"‪ ،‬كما كتب " ظروف مشبوهة مبا يف ذلك‬ ‫الس���يارات املفخخ���ة واهلجم���ات عل���ى القنصلية"‪،‬‬ ‫وتاب���ع " قائم���ة !غتي���االت اإلس�ل�اميني يف بنغازي‬ ‫وضعتين كه���دف على صفحة موق���ع إليكرتوني‬ ‫اجملمع وال ممارس���ة لرياضة‬ ‫ب���ارز (ال خروج م���ن ّ‬ ‫الركض)"‪ .‬وقال دبلوماس���يون ‪ ":‬أن خريطة ملسار‬ ‫الركض يف طرابلس ظهرت على شبكة اإلنرتنت‪.‬‬ ‫وه���ذه عل���ى ما يب���دو دع���وة إىل القي���ام بهجمات"‪.‬‬ ‫ولكن���ه عندما وص���ل من طرابل���س يف زيارة‪ ،‬كان‬ ‫س���عيدا ب���أن يكون م���رة أخرى يف بنغ���ازي‪" :‬عالقة‬ ‫عاطفية أق���وى تربطين يهذا امل���كان "‪ ،‬كما كتب‬ ‫يف يوميات���ه بتاري���خ ‪ 10‬س���بتمرب‪ ،‬وأضاف"عالق���ة‬ ‫عاطف ّي���ة بالن���اس‪ ،‬ولكن أيضا الش���عور بالوجود يف‬ ‫ّ‬ ‫واجملمع‬ ‫الن���دي واخلضرة‬ ‫املدينة األصغر‪ ،‬واهلواء‬ ‫ّ‬ ‫واسع األرجاء"‪.‬‬ ‫عند الساعة السابعة صباحا يوم ‪ 11‬سبتمرب‪ ،‬كان‬ ‫احلراس يف مقر البعثة األمريكية قد رصدوا رجال‬ ‫يلتق���ط الصور باهلاتف احملم���ول يف الطابق الثاني‬ ‫من مبنى غ�ي�ر مكتمل جبوار مطعم فينيس���يا عرب‬ ‫اجملمع‬ ‫الش���ارع‪ ،‬حسب مقابالت أجريت مع حراس ّ‬ ‫الليبي�ي�ن وكذلك تقرير وزارة اخلارجية‪ .‬وعندما‬ ‫اق�ت�رب احلراس‪ ،‬ه���رب املصوّر يف س���يارة ش���رطة‬ ‫مع اثنني آخرين‪ ،‬وكلهم يف ّ‬ ‫زي امليليش���يات ش���به‬ ‫الرمسي���ة املعروف���ة باس���م اللجنة األمني���ة العليا‪.‬‬ ‫وق���ال فوزي وني���س‪ ،‬وهو قائد س���ابق للفريق ‪ ،‬إنه‬ ‫يش���تبه يف أن الرج���ال كان���وا يقومون باس���تطالع‬ ‫حلساب ش���خص آخر‪ .‬وأضاف ‪":‬كان لدينا مجيع‬ ‫األن���واع يف اللجن���ة االمني���ة العليا‪ ،‬م���ن املتطرفني‬ ‫اإلس�ل�اميني اىل الس���كارى"‪ .‬ويف مذكرات���ه كتب‬ ‫السيد ستيفنز ‪" ،‬تهديدات أمنية ال نهاية هلا‪" ...‬‬ ‫حوال���ي الغس���ق ب���دأت ش���بكات األقم���ار الصناعية‬ ‫للع���امل العرب���ي ّ‬ ‫تب���ث لقط���ات للمتظاهري���ن وهم‬ ‫خيرتق���ون جدران الس���فارة األمريكي���ة يف القاهرة‬ ‫وبنزل���ون العلم األمريكي‪ ،‬ويرفعون راية اإلس�ل�ام‬ ‫املتش���دد الس���وداء‪ .‬وب���دأ الش���باب يف مجي���ع أحن���اء‬ ‫بنغ���ازي يبّلغ���ون بعضه���م البعض باألخب���ار‪ ،‬وقال‬ ‫العديد منه���م إنهم علموا بش���ريط الفيديو للمرة‬ ‫األوىل‪.‬‬ ‫اجملمع‬ ‫أم���ا الس���يد س���تيفنز الذي قض���ى الي���وم يف ّ‬ ‫ألسباب أمنية بسبب ذكرى ‪ 11‬سبتمرب‪ ،‬فقد علم‬ ‫عن اخلرق يف مكاملة هاتفية من السفارة األمريكية‬ ‫يف طرابلس‪ .‬ثم قام ضابط أمن دبلوماسي يف بعثة‬ ‫بنغازي مبكاملة هاتف ّية ليعلم فريق اإلس���تخبارات‬ ‫املركزي���ة األمريك ّية باألمر‪ .‬ولكن يف وقت متأخر‬ ‫عند الس���اعة ‪ ،40 ,18‬ظهر السيد ستيفنز مبتهجا‬ ‫عندم���ا رحب بالقنصل الرتك���ي علي أكني الذي‬ ‫ج���اء للزي���ارة‪ .‬وق���ال الس���يد أك�ي�ن ‪ :‬لق���د كانت‬ ‫اإلج���راءات األمن ّية حتى ّ‬ ‫اجملمع‪،‬‬ ‫أق���ل من املعتاد يف ّ‬ ‫ومل يقابل���ه أي ح��� ّراس أمريكي�ي�ن مس���ّلحني عند‬ ‫البوابة‪ ،‬ومل يكن هناك سوى عدد قليل من الليبيني‬ ‫الع��� ّزل‪" .‬ال رج���ال أم���ن‪ ،‬ال دبلوماس���يون‪ ،‬ال أحد "‪،‬‬ ‫كما قال " مل يكن هناك إي ردع "‪.‬‬ ‫•سبتمرب ‪ 2011‬الساعة ‪ 9,02‬مساء‬ ‫اجملمع بعد وصوهلا‬ ‫متركزت س���يارة شرطة أمام ّ‬

‫ّ‬ ‫متأخ���رة وبقيت متوقفة يف اخلارج ملدة ‪ 40‬دقيقة‪،‬‬ ‫ثم غادرت فجأة وبدأ اهلجوم بعد ذلك‪.‬‬ ‫•الساعة ‪ 9,21‬مساء‬ ‫املهامجون اقتحمواالبوابة الرئيس���ية وأشعلوا النار‬ ‫يف الثكن���ات والس���يارات‪ .‬الس���يد س���تيفنز والس���يد‬ ‫مسيث وضاب���ط األمن يف الفيال الرئيس���ية أقفلوا‬ ‫على أنفس���هم الباب يف غرفة آمن���ة‪ .‬قام املهامجون‬ ‫بإش���عال الن���ار أيضا يف صال���ون الفيال الرئيس���ية‪،‬‬ ‫وقرع���وا ب���اب الغرف���ة اآلمن���ة بعن���ف‪ ،‬ولكنه���م مل‬ ‫يدخلوها‪.‬‬ ‫مث���ة ثالث���ة ضب���اط أمريكي���ون مس���ّلحون خارج‬ ‫الفيال الرئيس���ية سارعوا الس�ت�رداد بنادق وأجهزة‬ ‫رادي���و وس�ت�رات واقية م���ن الرص���اص يف املربّعات‬ ‫األمن ّي���ة‪ .‬وح���اول اثن���ان منه���م الع���ودة إىل الفيال‪،‬‬ ‫ولكنهما وجدا أن املس���رب بني املبنيني س���يطر عليه‬ ‫املهامج���ون‪ .‬وحيث ج���رى التفوّق عليه���م يف العدد‬ ‫والس�ل�اح‪ ،‬فإن الضّباط مترتس���وا يف املربع األمين‪.‬‬ ‫وعندم���ا انغمرت الفيال الرئيس���ية بالدخان‪ ،‬حاول‬ ‫ضابط األمن توجيه السيد ستيفنز والسيد مسيث‬ ‫إىل اخلارج من خ�ل�ال نافذة‪ .‬وغادر الضابط ولكن‬ ‫الرجلني مل يتبعاه‪ .‬وأعاد الضابط دخول املبنى عدة‬ ‫مرات‪ ،‬ولكنه مل يستطع العثور على الرجلني‪.‬‬ ‫ويف الس���اعة ‪ 8,30‬مس���اء‪ ،‬أبع���د الدبلوماس���يون‬ ‫الربيطاني���ون س���ياراتهم واألس���لحة قب���ل عودتهم‬ ‫إىل طرابلس‪ .‬ووفقا ملس���ئولني أمريكيني ش���اهدوا‬ ‫لقط���ات الكامريا األمن ّية يف الس���اعة ‪ 9,42‬مس���اء‪،‬‬ ‫فإن س���يارة ش���رطة كانت متمركزة يف اخلارج‪،‬‬ ‫أدارت احمل��� ّرك وس���ارت بعي���دا ببطء‪ .‬وبع���د برهة‬ ‫كان هناك ش���خص منف���رد ّ‬ ‫يتمش���ى متمهال من‬ ‫البوابة الرئيسية ويركل احلصى وينظر حوله –‬ ‫ومل ّرة واحدة ونهائ ّية ‪ ،‬وفقا للمس���ؤولني ‪.‬و لقد بدأ‬ ‫اهلجوم من قبل بضع عش���رات من املقاتلني‪ ،‬حسب‬ ‫هؤالء املسؤولني‪ .‬إذ أطلق الغزاة الرصاص من بنادق‬ ‫الكالش���نكوف اليت كان���وا حيملونها على مصابيح‬ ‫الن���ور ح���ول البواب���ة ودلف���وا ب���كل س���هولة‪.‬وكان‬ ‫راس مس���لحني يف‬ ‫للمجم���ع ما جمموعه مثانية ُح ٍ‬ ‫تل���ك الليلة ‪ :‬مخس���ة أمريكيون و ثالث���ة ليبيون‬ ‫ينتمون إىل ميليشيا ‪ 17‬فرباير‪ ،‬وتراجع مجيعهم‪.‬‬ ‫بينما تسابق األمريكيون لإلستيالء على أسلحتهم‬ ‫اجملمع األخرى‪ ،‬ولكنهم بعد ذلك وجدوا‬ ‫يف مبان���ي ّ‬ ‫س���ربا من املهامجني يعرقل���ون طريقهم إىل الفيال‬ ‫الرئيسية‪ .‬وجلأ الس���يد ستيفنز وضابط املعلومات‬ ‫إىل الغرف���ة اليت بها خزينة الفيال‪ ،‬يف حني تصدّى‬ ‫ضابط أمن مسلح للدفاع عنها‪.‬‬ ‫تردّدت التقارير الواردة من مكان احلادث يف مجيع‬

‫ديفيد د‪ .‬كريك باتريك‬

‫أحن���اء املدين���ة ع�ب�ر املكامل���ات اهلاتفي���ة احملمومة‪،‬‬ ‫ت���روي قصص���ا متنافس���ة‪ .‬وأخ���ذ أبو بك���ر حبيب‪،‬‬ ‫وه���و لييب أمريكي صديق للس���يد س���تيفنز‪ ،‬يدعو‬ ‫إىل املس���اعدة من حفنة من قادة امليليش���يا األكثر‬ ‫أهمية مثل الس���يد بن محيد والسيد غرابي‪ .‬ولكن‬ ‫تقريرا كاذبا نش���ر على نطاق أوسع وأسرع يقول‬ ‫اجملم���ع أطلق���وا الن���ار وجرح���وا‬ ‫‪ :‬إن احل��� ّراس يف ّ‬ ‫الليبي�ي�ن الذي���ن جاءوا فق���ط لإلحتجاج‪ .‬وحس���ب‬ ‫السيد غرابي " قال بعضهم لبعض إن االمريكيني‬ ‫قتل���وا أحد الليبيني‪ ،‬هلذا الس���بب س���يذهب اجلميع‬ ‫لإلحتج���اج"‪ .‬والس���يد غرابي‪ ،‬ال���ذي كان يف حفل‬ ‫زف���اف صدي���ق يبع���د مائة مي���ل‪ ،‬ع���رف أن بعض‬ ‫س���ينضمون اىل اهلجوم‪ ،‬ولذا أرس���ل وفدا‬ ‫مقاتلي���ه‬ ‫ّ‬ ‫م���ن "احلكم���اء" لردعهم كم���ا قال‪ .‬وكان الس���يد‬ ‫بوكت���ف من كتيب���ة ‪ 17‬فرباي���ر يف طرابلس يف‬ ‫تل���ك الليل���ة‪ .‬لكنه ق���ال يف مقابلة معه إن���ه يعتقد‬ ‫ايض���ا ان بعض رجاله ش���اركوا في���ه‪ .‬وعلى الفور‪،‬‬ ‫عش���رات إن مل يكون���وا مئ���ات آخري���ن‪ ،‬هرع���وا اىل‬ ‫م���كان احل���ادث‪ ،‬والبعض وصل بالبن���ادق والبعض‬ ‫بالكام�ي�رات‪ .‬ووو ّزع املهامجون احل���راس يف طريق‬ ‫للمجم���ع ‪ ،‬م���ن أج���ل حراس���ة‬ ‫فينيس���يا املتامخ���ة ّ‬ ‫جناحهم اخللفي‪ ،‬لكنهم مسحوا مبرور أي شخص‬ ‫واملتعمدة‪.‬‬ ‫حي���اول اإلنضمام إىل الفوضى الض���ارة‬ ‫ّ‬ ‫وقال ش���هود‪ :‬إن ش���بابا اندفعوا إىل الداخل‪ ،‬تركوا‬ ‫ش���احنات صغرية فارغ���ة تابعة ألنصار الش���ريعة‪،‬‬ ‫ولك���ن تابعة أيضا لكل امليليش���يات الكربى األخرى‬ ‫املتحالفة ظاهريا مع احلكومة‪.‬‬ ‫•‪ 11‬سبتمرب ‪ 2012‬الساعة ‪:10,05‬‬ ‫فري���ق اإلس���تخبارات املركزيّ���ة ي�ت�رك امللح���ق‬ ‫يف س���يارتني‪ ،‬يف حماول���ة فش���لت للحص���ول على‬ ‫مس���اعدة م���ن أعضاء ميليش���يا جيده���ا على طول‬ ‫الطري���ق‪ .‬ولكنها واجهت نريانا معادية وهي تقرتب‬ ‫من البعثة‪.‬‬ ‫واس���تطاع الفري���ق املوج���ود يف امللح���ق أن ينق���ذ‬ ‫انضم إىل عمل ّية‬ ‫الضابط يف مكتب الرصد‪ ،‬والذي ّ‬ ‫البحث ع���ن األمريكيني املفقودين اإلثنني‪ ،‬فوجدوا‬ ‫السيد مسيث يف الفيال الرئيسية م ّيتا من استنشاق‬ ‫الدخان‪ ،‬ولكنهم ام جيدوا السفري‪.‬‬ ‫ش���ريط فيدي���و عل���ى اهلات���ف احملم���ول ب ّ‬ ‫ُ���ث ع�ب�ر‬ ‫االنرتنت‪ ،‬يظهر جثة الس���يد س���تيفنز وهي ُتسرت ّد‬ ‫من قبل حش���د يف وقت الحق من نافذة بالقرب من‬ ‫مدخل الفيال‪.‬‬ ‫لي���س هناك ش���ك يف أن الغضب م���ن الفيديو كان‬ ‫الداف���ع وراء كث�ي�ر م���ن املهامج�ي�ن‪ .‬وحي���ل ب�ي�ن‬ ‫صحفي لييب يعمل لصحيفة نيويورك تاميز وبني‬

‫الدخ���ول من قبل احل ّراس يف اخلارج‪ ،‬وانه علم عن‬ ‫الفيلم من املقاتلني الذين منعوه‪ .‬وقال شهود عيان‬ ‫ليبي���ون أخرون أيض���ا‪ ،‬إنهم تلق���وا حماضرات من‬ ‫املهامج�ي�ن عن الش��� ّر ال���ذي يب ّثه الفيل���م‪ ،‬وفضيلة‬ ‫الدف���اع ع���ن النيب‪.‬وقد تع��� ّذر حتديد م���كان وجود‬ ‫الس���يد أبو خ ّتال���ه يف اليوم قبل اهلج���وم‪ ،‬أو حتديد‬ ‫دوره بالضب���ط يف التخطي���ط ل���ه‪ .‬والن���اس الذين‬ ‫يعرفون���ه يقول���ون ان���ه كان يف العم���ل كاملعت���اد‬ ‫"واحلي ال���ذي يقيم‬ ‫يف األي���ام ال�ت�ي س���بقت ذل���ك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فيه مليء بأن���اس مثله"‪ ،‬كما قال زعيم ميليش���يا‬ ‫إس�ل�امية رئيس���ية‪ ،‬حتدث ش���ريطة عدم الكشف‬ ‫ع���ن هويته خوفا من االنتقام‪ ،‬مضيفا ‪ ":‬لذلك فمن‬ ‫الس���هل بالنسبة إليه إلتقاط اهلاتف و حشد الناس‬ ‫من حوله"‪ .‬وحدّد شهود على مسرح اهلجوم العديد‬ ‫من املشاركني املرتبطني بأنصار الشريعة‪ .‬ووجود‬ ‫الس���يد أبو خ ّتاله والقيادة كان واضحا‪ .‬وقال عدة‬ ‫ش���هود ان���ه يف البداي���ة ختّل���ف واقف���ا بالق���رب من‬ ‫احلش���د يف طريق فينيسيا‪ .‬لكن رهطا من املقاتلني‬ ‫سارع إليه من الدخان وطلقات الرصاص‪ ،‬وكانوا‬ ‫يطلقون عليه لقب "ش���يخ"‪ ،‬ثم قدّم���وا إليه تقارير‬ ‫أو أخ���ذوا منه أوامر قب���ل ان يغوصوا مرة أخرى يف‬ ‫اجملمع‪.‬وق���ال الذي���ن كانوا حاضرين إن مس���ؤوال‬ ‫ّ‬ ‫حمل ّي���ا م���ن بنغ���ازي يدع���ى أن���ور دوس وصل إىل‬ ‫يوجه‬ ‫امل���كان وتع��� ّرف على الس���يد أب���و خ ّتاله وه���و ّ‬ ‫املقاتل�ي�ن‪ .‬ث���م اق�ت�رب الس���يد دوس من الس���يد أبو‬ ‫اجملمع‪ .‬ودخل‬ ‫أبو خ ّتاله طالبا مس���اعدته لدخ���ول ّ‬ ‫اإلثنان مق ّر البعثة بشاحتة السيد أبو خ ّتاله حسب‬ ‫الش���هود‪ .‬وكان وه���و يتق���دّم يُفس���ح ل���ه املقاتلون‬ ‫الطريق للمرور‪ .‬ويف مقابلة‪ ،‬روىالسيد أبو خ ّتاله‬ ‫مقابلة الس���يد دوس تلك الليلة‪ .‬ولكن السيد دوس‬ ‫إمتن���ع ع���ن التعلي���ق‪ .‬وأضاف الش���هود أن���ه عندما‬ ‫اجملمع‪ ،‬إنبطح السيد‬ ‫فتحت أبواب الش���احنة داخل ّ‬ ‫دوس على األرض لتجن���ب طلقات الرصاص اليت‬ ‫كانت تلعلع يف كل مكان‪ .‬ولكن الس���يد أبو خ ّتاله‬ ‫ّ‬ ‫ظل ّ‬ ‫يتمشى بهدوء خالل الفوضى‪.‬‬ ‫ووصف���ه إس�ل�امي ش���اب م���ن الذي���ن انضم���وا اىل‬ ‫عمل ّي���ة النهب متحدّثا ش���ريطة عدم الكش���ف عن‬ ‫هويته خوفا من الإلتق���ام ‪":‬كان هادئا كما ميكن‬ ‫أن يكون"‪ .‬وعند حوالي الساعة ‪ 11,30‬مساء‪ ،‬ظهر‬ ‫الس���يد أبو خ ّتاله على الكامريات األمنية الداخلية‪،‬‬ ‫وفقا للمسؤولني الذين شاهدوا اللقطات‪.‬‬ ‫•‪ 11‬سبتمرب ‪ 2012‬الساعة ‪11,30‬‬ ‫رجال األمن اخلمسة الذين كانوا أصال يف البعثة‬ ‫اجملمع يف عرب���ة مدرعة و تع ّرضوا هلجوم‪،‬‬ ‫غادروا ّ‬ ‫ثم متكن���وا من اهلرب‪ ،‬ولكن ج���رت مطاردتهم إىل‬ ‫امللحق‪.‬‬ ‫وخل���ف الفي�ل�ا الرئيس���ية‪ ،‬هوج���م األمريكي���ون‬ ‫م���رة أخ���رى‪ .‬ومل يك���ن الفريق ق���ادرا عل���ى العثور‬ ‫عل���ى الس���فري وانس���حب إىل امللح���ق حام�ل�ا مع���ه‬ ‫جثة الس���يد مسيث‪ .‬وبعد وقت قص�ي�ر من وصوله‬ ‫إىل امللح���ق‪ ،‬تع���رض اجملم���ع هلج���وم بطلق���ات‬ ‫الرص���اص والقذائف الصاروخية‪ ،‬بش���كل متقطع‬ ‫مل���دة س���اعة‪ .‬ووصف ش���هود الفوضى ال�ت�ي ضربت‬ ‫أطنابه���ا يف الداخ���ل‪ .‬رجال ينهب���ون بدالت املالبس‬ ‫وحيملونه���ا إىل اخل���ارج على الش���ماعات اخلاصة‬ ‫به���م‪ .‬وكانوا يس���حبون أجه���زة التلفزيون‪ .‬وظهر‬ ‫البع���ض من املبنى وهم يقبضون على الطعام الذي‬ ‫عث���روا عليه‪ ،‬وأحدهم كان يس���كب عل���ى ما يبدو‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫السفريقبل وفاته ‪ ،‬كتب يف مذكراته‪ :‬رابطة‬ ‫عاطفيّة قو ّية ّ‬ ‫تشدني إىل بنغازي وأهلها‪..‬‬ ‫عصريالش���وكوالته يف فم���ه‪ ،‬وتن���ازع آخ���رون‬ ‫عل���ى جوائ���ز صغ�ي�رة مث���ل لفائف م���ن حبل‬ ‫ت���رك عل���ى األرض (ميدالي���ات)‪.‬وكان يوجد‬ ‫بق���رب البوّابة الرئيس��� ّية مو ّل���د كهربائي مل‬ ‫ي ّ‬ ‫وجل���ب حديثا‪ ،‬م���ع علب كبرية‬ ‫ُرك���ب بعد ُ‬ ‫جتمع حوله املهامجون‬ ‫من الوقود جبانبه‪ .‬وقد ّ‬ ‫اجملمع‪ .‬ووفقا‬ ‫يف غضون ‪ 15‬دقيقة من دخول ّ‬ ‫للمس���ؤولني الذي���ن ش���اهدوا الفيدي���و‪ ،‬فإنهم‬ ‫أس���رعوا يف احلال باس���تعمال الوقود إلش���عال‬ ‫الن���ار يف الس���يارات واملبان���ي‪ .‬وقادة املليش���يات‬ ‫الذين رمبا ّ‬ ‫تدخلوا ملساعدة األمريكيني‪ ،‬غسلوا‬ ‫مسيت غرفة‬ ‫أيديهم من اهلجوم‪ .‬ويف مليش���يا ّ‬ ‫العمل ّيات املش�ت�ركة داخل قي���ادة كتيبة ‪17‬‬ ‫فرياير‪ ،‬كان القائد املس���ؤول الس���يد الربغثي‬ ‫من املليش���يا املس���ماة فرقة األمن الوقائي‪ .‬وهو‬ ‫أيض���ا كان صديق���ا وجارا للس���يد أب���و خ ّتاله‬ ‫من���ذ الطفولة‪ .‬وقد قال إنه عل���ى الفور إتصل‬ ‫اجملم���ع‪،‬‬ ‫بالالس���لكي باحل��� ّراس الليبي�ي�ن يف ّ‬ ‫وأمره���م ب���أ ّ‬ ‫ال يقاوم���وا اهلح���وم ‪ " :‬قل���ت هل���م‬ ‫ال تطلق���وا الن���ار‪ ،‬وعليه���م جم���رد اهل���رب من‬ ‫امل���كان‪ ..‬ألن���ي أع���رف أن���ه لي���س م���ن احلكمة‬ ‫القي���ام باإلس���تفزاز‪ .‬فه���ؤالء ليس���وا مهامجني‬ ‫عادي�ي�ن‪ ،‬وق���د يزي���د م���ن غضبه���م وجيعلهم‬ ‫يقتل���ون اجلمي���ع يف الداخل"‪ .‬وتط���وّع بالقول‬ ‫انضموا‬ ‫إن ق���ادة مجاعة أنصار الش���ريعة‪ ،‬ق���د ّ‬ ‫إلي���ه يف غرف���ة العملي���ات بع���د وق���ت قص�ي�ر‬ ‫من ب���دء اهلج���وم – مش���دّدا على نف���اذ اخلط‬ ‫الفاص���ل بني من يه���دّد ومن حيمي بالنس���بة‬ ‫إىل امليليش���يات يف بنغازي‪.‬وم���ن ب�ي�ن مجي���ع‬ ‫امليليش���يات الرئيس���ية يف املدين���ة‪ ،‬كانت درع‬ ‫ّ‬ ‫للتدخ���ل‪ .‬وميكن القول‬ ‫ليبي���ا يف أفضل وضع‬ ‫إنه���ا كانت األكثر شراس���ة يف البالد يف ذلك‬ ‫الوق���ت‪ ،‬وق���د تس���ّلم قائدها الس���يد ب���ن محيد‬ ‫ن���داء عاجال من صديق الس���فري الس���يد حبيب‬ ‫طالبا املس���اعدة‪ .‬وقال يف مقابلة معه إنه وصل‬ ‫إىل م���كان احل���ادث يف غض���ون ‪ 30‬دقيقة بعد‬ ‫بدء اهلج���وم‪ .‬وأضاف‪":‬مل يكن الوضع مناس���با‬ ‫اجملم���ع"‪ ..‬وعندما توقف‬ ‫بالنس���بة لي لدخول ّ‬ ‫إط�ل�اق النار‪ ،‬ظننا انه مت اجالء االمريكيني"‪.‬‬ ‫وكان���ت جمموعة من حنو ‪ 20‬ش���ابا تتس���كع‬ ‫حول مقر كتيبة ‪ 17‬فرباير وحاولت مساعدة‬ ‫االمريكي�ي�ن‪ .‬لكنه���م تصادم���وا م���ع احل��� ّراس‬ ‫املهامجني على طريق فينيسيا‪ .‬وقال الشريف‬ ‫مراجع الش���ريف ذو الثمانية عش���ر عاما‪ ،‬وهو‬ ‫طالب هندس���ة برتول ّية وكان من بني أولئك‬ ‫الذين حاولوا مس���اعدة األمريكيني‪" :‬س���دّدوا‬ ‫بنادقه���م حنونا و قالوا‪ :‬ه���ذا ليس من عملكم‪،‬‬ ‫وإرجعوا !"‬ ‫•‪12‬سبتمرب الساعة ‪ 1,00‬صباحا‬ ‫وصل فريق أمريكي من س���بعة أشخاص من‬ ‫طرابل���س اىل بنغازي على منت طائرة ش���حن‬ ‫ليبي���ة‪ ،‬ولكن���ه ناضل وه���و يفاوض م���ن أجل‬ ‫احلصول على حراسة ترافقة من املطار‪.‬‬ ‫•الساعة ‪ 5,00‬صباحا‬ ‫وصل الفري���ق اإىل امللحق يرافقه موكب من‬ ‫حوالي اثنيت عش���رة شاحنة ميليش���يا ليبية‪.‬و‬ ‫بعد دقائق‪ ،‬تعرض امللحق هلجوم مرة أخرى‪.‬‬ ‫سقطت ثالث قذائف مورتر على أحد املباني ما‬ ‫أسفر عن مقتل ضباط األمن (تايرون وودز) و‬ ‫(غل�ي�ن دوهرتي)‪ .‬كما أصيب ضابطان آخران‬ ‫جيروح‪.‬‬

‫وقال عم���ال اإلنق���اذ ورجال ميليش���يا أخرون‬ ‫‪ :‬إن مقاتل���ي امليليش���يات مجيعهم يس���تعملون‬ ‫رموزا غري معلنة‪ ،‬ومل خيوضوا البتة معركة‬ ‫معلنة باالس���لحة م���ع ليبيني آخرين‪ ،‬خش���ية‬ ‫التس��� ّبب يف دائ���رة عن���ف انتقامي���ة ومطال���ب‬ ‫الديّ���ة‪ .‬وأوض���ح الس���يد ش���ريف " إن���ه أم���ر‬ ‫طبيعي"‪ ،‬واضاف "مهم���ا حدث‪ ،‬فهم مواطنون‬ ‫ليبي���ون آخرون"‪ ( .‬وكان هو ومنقذ واحد آخر‬ ‫عل���ى األقل ق���د دخال اجملم���ع يف نهاية املطاف‬ ‫مع أمريكيني تابعني لوكالة اإلس���تخبارات‬ ‫املركزيّ���ة‪ ،‬وأصي���ب الس���يد ش���ريف بإطالق‬ ‫نار يف س���اقه يف الداخل)‪ .‬وقال الش���اهد عثمان‬ ‫ب���ن ع ّف���ان‪ :‬م���ع اس���تمرار الش���جار الصاخب‪،‬‬ ‫غ���ادر الس���يد أب���و خ ّتال���ه بالس���يارة إىل مق���ر‬ ‫مجاعة أنصار الش���ريعة و ميليش���يا تابعة هلا‪.‬‬ ‫عما جيب‬ ‫وهنا س���أل مقاتل الس���يد أبو خ ّتال���ه ّ‬ ‫اجملم���ع‪ ،‬فأجابه "‬ ‫القي���ام به م���ع ما تبقى م���ن ّ‬ ‫ّ‬ ‫فليس���طح عل���ى األرض"‪.‬ويف وقت الحق ظهر‬ ‫أن الس���يد أب���و خ ّتال���ه أع��� ّد ملرحل���ة أخرى من‬ ‫اهلجوم‪ .‬وأحد املقاتلني الش���باب معه قال آلخر‬ ‫"فلنطهّ���ر أنفس���نا ملعرك���ة أخ���رى" – وه���ي‬ ‫إش���ارة واضح���ة هلج���وم الح���ق عل���ى ملحق‬ ‫وكال���ة اإلس���تخبارات املركزية‪.‬ويب���دو أن‬ ‫املرحل���ة كانت مرجتلة يف تلك الليلة‪ .‬إذ بعد‬ ‫هرب األمريكان من البعثة إىل ملحق وكالة‬ ‫املخاب���رات املركزي���ة‪ ،‬فإن���ه أيض���ا‪ ،‬جاء حتت‬ ‫ّ‬ ‫متقط���ع من درج���ة منخفض���ة ألول‬ ‫هج���وم‬ ‫مرة‪ ،‬مما ّ‬ ‫يدل على أن املهامجني قد علموا عنه‬ ‫للت���و‪ .‬وبعد ذل���ك الحظ احلراس هناك أناس���ا‬ ‫يتس��� ّكعون يف املرعي اجملاور‪ ،‬مثريين املخاوف‬ ‫منسق‬ ‫من أنهم كانوا خيططون لش���ن هجوم ّ‬ ‫بقذائ���ف اهل���اون ‪.‬وم���رة أخ���رى يف طرابلس‪،‬‬ ‫س���ارع الدبلوماس���يون األمريكي���ون لتل ّق���ف‬ ‫األخب���ار الواردة من بنغ���ازي‪ .‬والكثريون علموا‬ ‫عن وجود أنصار الش���ريعة من وسائل االعالم‬ ‫االجتماعية خالل اهلجوم‪ .‬ثم أرس���لوا س���بعة‬ ‫من ضباط االمن اىل بنغازي يف طائرة ش���حن‬ ‫ليبيةأخذت باإلقرتاض‪..‬‬ ‫•‪ 12‬سبتمرب ‪ 2012‬الساعة ‪ 6,30‬صباحا‬ ‫األمريكي���ون يغ���ادرون إىل املط���ار بدع���م م���ن‬

‫ميلبش���يا ليب ّي���ة‪ ،‬وبعد ذلك بس���اعة غادر جزء‬ ‫من الطاقم بنغازي على منت طائرة نقل‪.‬‬ ‫•الساعة ‪ 8,25‬صباحا‬ ‫جثة السيد ستيفنز تصل إىل مطار بنغازي يف‬ ‫س���يارة إسعاف‪ .‬وقبل ساعات حوالي ‪ 1‬صباحا‪،‬‬ ‫بع���ض الغزاة عث���ر عليه يف الفيال الرئيس���ية‪،‬‬ ‫ونقل���وه إىل املستش���فى حيث أعل���ن عن وفاته‪،‬‬ ‫على ما يبدو من استنشاق الدخان‪.‬‬ ‫•الساعة ‪11,30‬‬ ‫ّ‬ ‫حت���ط يف طرابل���س‬ ‫رحل���ة الطائ���رة الثاني���ة‬ ‫حتم���ل بقي���ة املوظف�ي�ن وجث���ث األمريكي�ي�ن‬ ‫األربعة‬ ‫وق���ام مس���ؤولون يف الس���فارة برتتي���ب لق���اء‬ ‫للفري���ق م���ع فتح���ي العبي���دي‪ ،‬وهو مس���اعد‬ ‫موث���وق به للس���يد ب���ن محي���د م���ن درع ليبيا‪.‬‬ ‫ولك���ن عندما هبط���ت الطائرة حوالي الس���اعة‬ ‫‪ 1‬صباحا‪ ،‬بدا أن كل قائد أخذ ينافس اآلخر‬ ‫على ش���رف مرافقة األمريكي�ي�ن‪ ،‬حتى أولئك‬ ‫الذين مل يفعلوا شيئا لوقف اهلجوم‪ ،‬كالسيد‬ ‫بن محيد نفسه‪.‬وأص ّرت جمموعة من كتيبة‬ ‫األمن الوقائي يقودها الس���يد الربغثي صديق‬ ‫الس��� ّيد أبو خ ّتاله القديم على القدوم‪ ،‬وأوقفت‬ ‫بالق���وّة الفريق ملدّة س���اعات على مدرج املطار‪،‬‬ ‫كما قال الس���يد العبيدي‪ .‬وبدال من حراس���ة‬ ‫ال تلف���ت األنظ���ار كما رغ���ب األمريكيون‪ ،‬إ ّ‬ ‫ال‬ ‫أن موكب���ا يق���رب م���ن اثنيت عش���رة ش���احنة‬ ‫صغرية انضمت أليه���م يف نهاية املطاف‪ .‬وبعد‬ ‫قلي���ل م���ن وص���ول القافل���ة حوالي اخلامس���ة‬ ‫صباح���ا‪ ،‬تع��� ّرض ملح���ق وكال���ة املخاب���رات‬ ‫املركزي���ة هلج���وم جدي���د من قذائ���ف اهلاون‬ ‫اليت كان خيش���اها احل���راس‪ .‬ويف غضون ‪90‬‬ ‫ثاني���ة‪ ،‬وقعت مخ���س منها‪ ،‬والث�ل�اث األخرية‬ ‫ضرب���ت س���طح املبن���ى الرئيس���ي‪ .‬تقريبا كل‬ ‫املقاتل�ي�ن الليبيني الذين أص��� ّروا علي مرافقة‬ ‫األمريكي�ي�ن م���ن املطار‪ ،‬هرب���وا عل���ى الفور‪.‬‬ ‫وإحلارس���ان األمريكيان اإلثنان (تايرون وودز‬ ‫و (غل�ي�ن أ دوهرتي)‪ ،‬قتال بقذائ���ف اهلاون‪ .‬أما‬ ‫السيد س���تيفنز و( ش���ون مسيث)‪ ،‬وهو ضابط‬ ‫املعلوم���ات‪ ،‬فقد اختنق���ا حتى امل���وت يف حريق‬ ‫اجملمع الديبوماسي‪.‬‬ ‫الفيال الرئيسية يف‬ ‫ّ‬

‫‪21‬‬ ‫دور جامعة الدول‬ ‫العربية يف محاية‬ ‫حقوق اإلنسان‬ ‫أصدر مركز القاهرة لدراس���ات حقوق اإلنسان‬ ‫طبعه جدي���دة م���زودة ومنقحة م���ن كتابه " ال‬ ‫محاي���ة ألح���د‪ :‬دور جامع���ة ال���دول العربي���ة يف‬ ‫محاي���ة حق���وق اإلنس���ان" وال���ذي س���بق وأصدر‬ ‫الطبع���ة األوىل من���ه عام ‪ .2006‬تص���در الطبعة‬ ‫اجلدي���دة يف إط���ار تطوي���ر احملت���وى اخل���اص‬ ‫بالكت���اب بأهم املس���تجدات اليت ط���رأت على دور‬ ‫اجلامعة منذ صدور الطبعة األوىل وحتى اآلن‪.‬‬ ‫الطبع���ة اجلدي���دة محل���ت ب�ي�ن طياته���ا أه���م‬ ‫جمري���ات ومس���تخلصات احل���وار الدائ���ر ب�ي�ن‬ ‫منظمات اجملتمع املدن���ي العربية والدولية وبني‬ ‫جامع���ة ال���دول العربية يف أعقاب م���ا بات يعرف‬ ‫مش�ي�را إىل أن مث���ة إرادة جديدة‬ ‫الربيع العربي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تتش���كل لدى بعض املسئولني يف اجتاه تعزيز دور‬ ‫اجلامعة يف محاية حقوق اإلنسان يف املنطقة ‪ .‬إذ‬ ‫ارتأى املركز‪ ،‬بصفته طر ًفا وش���ري ًكا أساس��� ًيا يف‬ ‫كل احلوارات والنقاشات اليت تناولت تعزيز دور‬ ‫اجلامع���ة يف هذا الصدد‪ ،‬أنه م���ن األهمية مبكان‬ ‫إصدار طبع���ة جديدة من الكتاب تضم جمموعة‬ ‫جديدة م���ن األوراق البحثية وجمموعة إضافية‬ ‫م���ن الوثائ���ق احلديث���ة ال�ت�ي ترص���د تط���ور دور‬ ‫جامعة الدول العربية يف محاية حقوق اإلنس���ان‬ ‫منذ ع���ام ‪ 1994‬وصولاً إىل ع���ام ‪ ،2013‬كنواة‬ ‫لتعزي���ز النقاش والتفاعل م���ع اجلامعة من أجل‬ ‫محاية حقوق اإلنسان يف املنطقة العربية‪.‬‬ ‫الطبعة اجلديدة ضم���ت باإلضافة إىل حمتواها‬ ‫األول حتلي�ًل�اً متعم ًق���ا ل���دور الربي���ع العربي يف‬ ‫صناع���ة احل���راك داخ���ل اجلامع���ة‪ ،‬وذلك ضمن‬ ‫ورقة حبثية بعن���وان "الربي���ع العربي يقف على‬ ‫أعتاب جامعة ال���دول العربية"‪ ،‬كما ضم الكتاب‬ ‫أوراق حبثية متخصصة ح���ول إصالح اجلامعة‬ ‫العربي���ة‪ ،‬و أخرى حول احلاج���ة لوجود حمكمة‬ ‫عربية حلقوق اإلنسان‪ .‬كما ضم امللف الوثائقي‬

‫امللح���ق بالطبعة الثانية مذكرة من ‪ 37‬منظمة‬ ‫حقوقية إىل رئيس جلنة تطوير التعاون العربي‬ ‫املش�ت�رك جبامع���ة ال���دول العربي���ة واملقدمة يف‬ ‫م���ارس ‪ ،2012‬وتقري���ر ح���ول اللقاء التش���اوري‬ ‫خبص���وص تطوي���ر اخن���راط املنظم���ات غ�ي�ر‬ ‫احلكومية مع جامعة الدول العربية والصادر يف‬ ‫نوفمرب ‪.2012‬‬ ‫الطبع���ة اجلدي���دة ضم���ت ً‬ ‫أيض���ا بيا ًن���ا صحف ًي���ا‬ ‫صادر عن مؤمتر جامعة الدول العربية وحقوق‬ ‫اإلنس���ان واجملتم���ع املدن���ي واملنعق���د يف فرباي���ر‬ ‫‪ ،2013‬وكذا توصيات املؤمتر اإلقليمي "جامعة‬ ‫الدول العربية وحقوق اإلنس���ان واجملتمع املدني‬ ‫‪ :‬حتدي���ات عل���ى الطري���ق" واملنعق���د بالقاهرة يف‬ ‫فرباير ‪.2013‬‬


‫ميادين الفن‬

‫‪22‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬

‫خليل العرييب‬

‫فنان من بالدي‬

‫إصدارات فنية‬

‫عبد السالم الزغييب‬

‫حممد مرشان‪...‬‬ ‫روح االغنية الليبية‬ ‫يعترب الفنان حممد مرشان من الرعيل االول من امللحنني‬ ‫الليبني الذين نهضوا باالغني���ة الليبية املعاصرة ‪،‬واليت بدات‬ ‫يف فرتة الستينات‪ ،‬وضمته مع امللحن كاظم نديم‪.‬‬ ‫و يعت�ب�ر كذل���ك م���ن رواد االغنية الطرابلس���ية‪ ،‬كما مت‬ ‫تصنيفها يف باب دراسات و اراء يف االغنية الليبية‪.‬‬ ‫ب���دأ حيات���ه الفني���ة مطرب���ا يف ع���ام ‪ ،1949‬ث���م انتقل اىل‬ ‫التلح�ي�ن‪،‬و له الكثري م���ن االغاني املعروفة و املش���هورة‪ ،‬اليت‬ ‫فاقت الـ ‪ 500‬عمل فين‪ ،‬واكتش���ف الكثري من االصوات لعل‬ ‫اشهرهم الفنان حممد رشيد‪.‬‬ ‫كان رئيس���ا لفرق���ة املوس���يقى باالذاع���ة يف الف�ت�رة م���ا بني‬ ‫‪ ، 1960-1963‬وقام بتأس���يس أول فرقة موسيقية غنائية‬ ‫متكامل���ة ألداء فنون نوبة املالوف باإلذاعة‪ ،‬قبل ان يس���تلمها‬ ‫الفن���ان حس���ن عري�ب�ي‪ ،‬وم���ن مؤسس���ي معه���د املوس���يقى‬ ‫بطرابلس‪.‬‬ ‫من اغانيه املشهورة‪:‬‬ ‫أغنية ‪ :‬سّلم على‬ ‫كلمات الراحلة ‪ :‬خدجية اجلهمي‬ ‫حلن و أداء ‪ :‬حممد مرشان‬ ‫علي ‪ ..‬يا ثالثني مية‬ ‫سّلم على من سلم ّ‬ ‫و على ع ّد موج ‪ ..‬البحر بالوقية‬ ‫سّلم على من دموعه دوالي و عز الغوالي‬ ‫و على ريد خذا من رحالي‬ ‫و احكي على ما يقاسي خيالي و الفكر جالي‬ ‫و على ولف ما ينتسى مدعاه غالي‬ ‫أهديله حتية ‪ ..‬و على قد ما بعدت دياره عليا‬ ‫أغنية ‪ :‬اجلوبة بعيدة‬ ‫كلمات الراحلة ‪ :‬خدجية اجلهمي‬ ‫حلن ‪ :‬شعيب قديم‬ ‫توزيع و غناء ‪ :‬حممد ُمرشان‬ ‫نور العني و اجلوبة بعيدة‬ ‫ّ‬ ‫حن القلب لوهامه ( ألوهامه ) ايريده‬ ‫لوهامه ( ألوهامه ) و ح ّبه‬ ‫حيلم بيه بأيامه بقربه‬ ‫زاد املوح يا عيين يف شوقه و هبه‬ ‫حاله حال من فارق وليده‬ ‫من فارق ضنينه‬ ‫يبكي دوم و متزايد حنينه‬ ‫و طيف امناه يا عيين ما فارقش عينه‬ ‫يوم ابيوم من حبه ايزيده‬ ‫أغنية ‪ :‬يا طري احمل ّبة‬ ‫حلن و غناء ‪ :‬حممد ُمرشان‬ ‫خوذ الود يا طري احملّبة‬ ‫للي عاش قليب ايصون حبه‬ ‫يا طري الغرام‬ ‫ما تنساش حتكيله كالم‬ ‫قوله راه جافيين املنام‬ ‫يوم و ليل حنلم بقربه‬ ‫خالني انعاني‬ ‫و ظلم الناس يف وحدة زماني‬ ‫ياما كنت نرعاه حبناني‬ ‫شوق بيه ما عمره تغبى‬ ‫اىل جان���ب اغني���ات اخرى مث���ل‪ :‬كلمتها واط���ت العني عليا‪،‬‬ ‫بعت احملبة‪،‬العني باعت‪.‬‬

‫ضم���ن اإلص���دارات الفني���ة اجلدي���دة ال�ت�ي قدمته���ا‬ ‫وزارة الثقافة واجملتمع املدني واليت ش���اركت بها جبناحها‬ ‫يف فعالي���ات مع���رض القاهرة الدولي للكت���اب ‪ 2014‬كان‬ ‫كتاب ( فضاءات مس���رحية ‪ ....‬مفاهي���م وإجتاهات ) والذي‬ ‫أعدته الفنانة والباحثة سعاد خليل خلالصة ترمجات حول‬ ‫هذه الفضاءات واملفاهيم واإلجتاهات املسرحية ‪.‬‬ ‫جاء هذا الكتاب يف ‪ 178‬صفحة من احلجم املتوسط‬ ‫ق���دم هل���ذا الكت���اب الكات���ب‬ ‫والناق���د حمم���د عبداحلميد‬ ‫املالك���ي مش���رف خمت�ب�ر‬ ‫بنغازي للس���يمائيات وحتليل‬ ‫اخلط���اب والذي يق���ول ‪ ( :‬إن‬ ‫الس���مة الب���ارزة ل���دي س���عاد‬ ‫خلي���ل ه���و اجل���د واحليوي���ة‬ ‫واإلط�ل�اع والبح���ث ملزيد من‬ ‫معرف���ة التقني���ات احلديث���ة‬ ‫للمس���رح ‪ ،‬ه���ذه الس���مات هي‬ ‫م���ا جعلها غ�ي�ر خاضعة آلفة‬ ‫اإلدع���اء والتبج���ح وم���ن هن���ا‬ ‫جاءت أهمية كتابها فضاءات‬ ‫مس���رحية لي���س بالنس���بة‬ ‫للممثل�ي�ن فق���ط ب���ل أيض���ا‬ ‫للكت���اب واألدب���اء وال نبال���غ إذ قلن���ا حيت بالنس���بة لنا حنن‬ ‫الدارسني امللتزمني بالبحث العلمي أيضا ) ‪.‬‬ ‫وتق���ول الفنان���ة س���عاد خلي���ل يف مقدم���ة كتابه���ا ‪(:‬‬ ‫احلديث عن املس���رح هو حديث عن أخلد الفنون اليت صنعها‬ ‫اإلنس���ان‪ ،‬لذلك ظل املسرح علي مر العصور متأثرا بطبيعة‬ ‫اإلنس���ان ومعتقداته مؤثرا يف حيات���ه ‪ ،‬وهكذا كان احلديث‬ ‫عن املسرح وثيق الصلة بالنفس اإلنسانية ) ‪.‬‬ ‫تن���اول الكت���اب نش���أة املس���رح وتط���ور الف���ن املس���رحي‬ ‫ب���دءا من املس���رح اليونان���ي اإلغريقي إلي املس���رح الروماني‬ ‫م���رورا مبس���رح العص���ور الوس���طي إل���ي عص���ر النهض���ة‬ ‫واملس���رح يف أوروبا وآس���يا وأفريقي���ا ‪ ،‬كما يتن���اول الكتاب‬

‫املفاهي���م واإلجتاهات واملدارس املس���رحية من كالس���يكية‬ ‫إل���ي رومانس���ية وطبيعي���ة ورمزي���ة وتعبريية وس���ريالية‬ ‫وصوفي���ة وص���وال إل���ي امل���دارس احلديث���ة من مس���تقبلية‬ ‫وتراجيدية وكوميدية ومس���رح جديد وجترييب واملسرح‬ ‫العبثي واملس���رح الصامت ( البانتومايم ) ومس���رح املونودراما‬ ‫ومس���رح العرائ���س واألوب���را وف���ن الباليه ومس���رح الطفل‬ ‫واملس���رح التعليم���ي ‪ ،‬كما يتناول الكتاب الفضاء املس���رحي‬ ‫من س���ينوغرافيا واملنص���ة ومناظر وإضاءة وأنواع اخلش���بة‬ ‫والس���تائر واملكي���اج واملالب���س ودور املمثل واملخ���رج والنص‬ ‫املسرحي ‪.‬‬

‫املعرض العام للفنون التشكيلية‬ ‫حت���ت ش���عار ( غاي���ة الف���ن‬ ‫ه���ي غاي���ة احلياة ) س���تحتضن‬ ‫مدين���ة مصراته خ�ل�ال الفرتة‬ ‫م���ن األول وح�ت�ي الس���ابع م���ن‬ ‫ش���هر م���ارس ‪ 2014‬املع���رض‬ ‫العام للفنون التش���كيلية وذلك‬ ‫بقاعة املعارض بوس���ط مدينة‬ ‫مصراته ‪.‬‬ ‫يش���رف علي املعرض الفنان‬ ‫الكب�ي�ر عم���ر جه���ان وبرعاي���ة‬ ‫وزارة الثقاف���ة واجملتمع املدني‬ ‫‪ ،‬وم���ن املتوق���ع أن يش���هد ه���ذا‬ ‫املعرض مش���اركة كبرية من‬ ‫الفنان�ي�ن التش���كيليني الليبيني‬ ‫م���ن خمتل���ف م���دن واملنط���ق‬ ‫الليبية وبعض الضيوف العرب‬ ‫من تونس ومصر ‪ ،‬كما ستقام‬ ‫ن���دوات متخصصة حول قضايا‬ ‫الفن التشكيلي يف ليبيا ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬ ‫أمحد بشون‬

‫هل يعيد التاريخ الكروي نفسه ؟‬ ‫فتحي الساحلي‬ ‫يف عام ‪ 1970‬أقيم���ت دورة اجلالء األوىل‬ ‫يف ليبي���ا ‪ ،‬وق���رر هل���ا أن يش���ارك فيه���ا‬ ‫منتخب���ان من ليبيا هم���ا منتخب ليبيا ( أ )‬ ‫‪ ،‬ويلعب يف مدينة بنغازي ‪ ،‬ومنتخب ليبيا‬ ‫( ب ) ويلع���ب يف مدينة طرابلس ‪ُ ،‬‬ ‫وكلف‬ ‫املدرب عبدالعالي العقيلي باإلشراف على‬ ‫فريق���ي ليبي���ا ( أ ) ‪ ،‬وكل���ف امل���درب علي‬ ‫الزقوزي باإلش���راف على فريق ليبيا ( ب )‬ ‫‪ .‬وق���رر احتاد الكرة اللييب أن خيتار املدرب‬ ‫عل���ي الزق���وزي أفض���ل الع�ب�ي ليبي���ا هلذا‬ ‫املنتخب ‪ ،‬بينما املنتخب الذي يشرف عليه‬ ‫عبدالعالي العقيلي والذي يلعب يف مدينة‬ ‫بنغازي كان أغلب العبيه من صغار السن‬ ‫ما عدا العب أو اثنني ‪.‬‬ ‫وق���د تك���ون املنتخ���ب ( ب ) من الالعبني‬ ‫‪ :‬علي البس���كي ‪ ،‬وحس���ن السنوس���ي ‪ ،‬باني‬ ‫‪ ،‬ن���وري الرتهون���ي ‪ ،‬حمم���ود اجلفائ���ري ‪،‬‬ ‫اجلهاني ‪ ،‬واحلارس بونوارة ‪ ،‬والتليسي ‪.‬‬ ‫أم���ا املنتخب ( أ ) فق���د تكون من ‪ :‬حممد‬ ‫مفت���اح حارس الش���رطة ‪ ،‬ومفت���اح حبارة‬ ‫احتياط���ي ‪ ،‬وس���عد أب���و ال���روس الع���ب‬ ‫احت���اد درنة ‪،‬ومفتاح ب���ن حامد ‪ ،‬والتهامي‬ ‫واحلش���اني ‪ ،‬وناجي املعدان���ي ‪ ،‬والرتهوني‬ ‫العبو األهلي البنغازي ‪ ،‬وحممود بوغالية‬ ‫وحممود عوض وعبدالباري الشركس���ي‬ ‫العب���و األهلي الطرابلس���ي‪ ،‬وعبدالس�ل�ام‬ ‫حمم���د الع���ب احت���اد طرابل���س ‪ ،‬وفتحي‬ ‫الس���احلي ومجع���ة رج���ب العب���ا النجم���ة‬ ‫القدمية ‪.‬‬ ‫وضع���ت القرع���ة يف جمموع���ة ببنغازي‬ ‫املنتخ���ب املص���ري واملنتخ���ب اجلزائ���ري ‪،‬‬ ‫ووضع���ت القرعة يف جمموع���ة طرابلس‬ ‫املنتخ���ب الس���وداني واملنتخ���ب الس���وري‬

‫بوغالي���ة ‪ . .‬ويف املب���اراة الثاني���ة اس���تطعنا‬ ‫أن نف���وز عل���ى املنتخ���ب املص���ري ال���ذي‬ ‫كان يلع���ب ل���ه أب���و جريش���ة والش���اذلي‬ ‫ومصطفـ���ى ري���اض واحلم�ل�اوي وقل���ب‬ ‫دف���اع اإلمساعيل���ي ميمي درويـ���ش وبوبـو‬ ‫والبـ���وري والس���كران وحس���ـن ش���حاته‬ ‫وفاروق جعفر‪ ...‬اس���تطعنـا أن نفوز عليهم‬ ‫( ‪ 3‬ـ ‪ ) 2‬بعد أن فقدنا نتيجة الشوط األول‬ ‫(‪2‬ـ‪.)0‬‬ ‫وه���و أول انتص���ار للمنتخب اللييب على‬ ‫املنتخب املصري ‪ ،‬ويف النصف قبل النهائي‬ ‫تقاب���ل منتخ���ب ليبي���ا ( أ ) األول عل���ى‬ ‫جمموعة بنغ���ازي مع منتخ���ب ليبيا (ب)‬ ‫الثاني عل���ى جمموعة طرابلس ‪ ،‬وذلك يف‬ ‫ملع���ب املدينة الرياضية ببنغ���ازي ‪ ،‬وهزم‬ ‫منتخب ( أ ) منتخب ( ب ) خبمسة أهداف‬ ‫مقابل هدف واحد سجلها ‪ :‬حممد بوغالية‬

‫واملنتخب الفلسطيين ‪.‬‬ ‫وكان اجلمي���ع يتوق���ع أن يكون منتخب‬ ‫( ب ) ال���ذي يلع���ب يف جمموع���ة طرابلس‬ ‫ويشرف عليه املدرب علي الزقوزي سيكون‬ ‫األفض���ل ‪ ،‬ولك���ن امل���درب عبدالعال���ي يف‬ ‫املعسكر الذي أقيم لنا يف املدينة الرياضية‬ ‫ركز كث�ي�راً عل���ى رف���ع ال���روح املعنوية‬ ‫للفري���ق وعلى االس���تعداد الت���ام واللياقة‬ ‫البدني���ة ‪ ،‬وكن���ا نتم���رن يف الصب���اح ويف‬ ‫املساء استعداداً للقاءات القوية املرتقبة ‪.‬‬ ‫اس���تطعنا يف أول مباراة أن حنرز التعادل‬ ‫م���ع املنتخب اجلزائري ال���ذي كان يلعب‬ ‫ل���ه العمالقة عص���اد وفرجان���ي واحلارس‬ ‫س���رباح هدف���ا الفري���ق أحرزهم���ا حممد‬

‫‪ ،‬واحلش���اني ‪ ،‬والس���احلي ‪ ،‬والتهامي ‪ ،‬وبن‬ ‫حامد ‪.‬‬ ‫وبهذا انتقل املنتخب إىل طرابلس ليلعب‬ ‫املب���اراة النهائي���ة م���ع املنتخب الس���وداني ‪،‬‬ ‫وكتب���ت إح���دى الصح���ف الرياضي���ة يف‬ ‫طرابلس باخلط العريض ( اليوم ‪ :‬يلتقي‬ ‫زرازير عبدالعالي مع املنتخب الس���وداني )‬ ‫‪ ،‬وقابلون���ا يف طرابل���س مبنتهى العدوانية‬ ‫وكأننا مل نكن منثل الكرة الليبية وكأ‪،‬نا‬ ‫منثل منتخب بنغازي فقط ‪.‬‬ ‫وكان���ت إقامتن���ا يف املدين���ة الرياضي���ة‬ ‫س���يئة للغاي���ة ‪ ،‬والتغذي���ة مل تك���ن جيدة‬ ‫‪ ،‬وكان���وا حيض���رون الغ���داء م���ن مطع���م‬ ‫ح���ارس االحتاد عب���ود ‪ ،‬وأذك���ر أنه كان‬

‫دائم���اً (بازي���ن على الدج���اج ) ‪ ،‬تصور غذاء‬ ‫فري���ق يس���تعد للمب���اراة النهائي���ة عل���ى‬ ‫ال���كاس يعامل به���ذه الطريق���ة ‪ ،‬ويف ليلة‬ ‫املباراة ومن جراء الربد الش���ديد يف املدينة‬ ‫الرياضي���ة تع���رض الالع���ب عبداجللي���ل‬ ‫احلش���اني لوعكة صحية ومل يلعب املباراة‬ ‫‪ ،‬وكان من الع���ادة أن نلعب بطريقة ( ‪ 4‬ـ‬ ‫‪ 3‬ـ‪ ) 3‬وكان هجومنا يتكون من احلشاني‬ ‫وبوغالية والساحلي ‪ ،‬وخسرنا تلك املباراة‬ ‫به���دف لصفر ض���د املنتخ���ب الس���وداني ‪،‬‬ ‫وكان منتخبن���ا رغم كل ش���يء األفضل‬ ‫واألكث���ر اس���تحواذاً عل���ى الك���رة وش���ن‬ ‫اهلجمات ‪ ،‬ولو ش���ارك احلش���اني يف املباراة‬ ‫لكنا فزنا ببطولة هذه الدورة ‪.‬‬ ‫ذل���ك الفري���ق كان يالق���ي التش���جيع‬ ‫من الصح���ف يف مدينة بنغ���ازي ‪ ،‬صحف‬ ‫احلقيق���ة والزم���ان والريبورت���اج وغريها‬ ‫كان���ت تن���ادي باالهتم���ام به���ذا الفري���ق‬ ‫وإع���داده لتصفي���ات كأس أفريقي���ا‬ ‫وتصفي���ات كأس العامل ‪ ،‬ولكن الصحافة‬ ‫يف طرابل���س وال�ت�ي بيده���ا الق���رار كانت‬ ‫تطال���ب بالالعب�ي�ن الكبار ألنه���م ميلكون‬ ‫اخلربة ‪ ،‬وهن���اك صحيفة واح���دة كانت‬ ‫تطالب بتطعي���م منتخب ليبيا ( أ ) يبعض‬ ‫اخلربات من فريق ليبيا (ب)‪.‬‬ ‫امله���م ‪ . .‬إن ذل���ك الفري���ق اجلي���د ال���ذي‬ ‫قدم ك���رة رائع���ة وأحرز نتائ���ج إجيابية‬ ‫ضد املنتخب اجلزائري وفاز على املنتخب‬ ‫املصري بالعبيه الكبار ‪ ،‬ضاع وسط الزحام‬ ‫ومل جيتمع مرة أخرى ‪ُ ،‬‬ ‫وظلم هو ومدربه‬ ‫عبدالعال���ي العقيل���ي ‪ ،‬فهل يعي���د التاريخ‬ ‫نفس���ه وحي���دث ملنتخ���ب ليبي���ا لالعب�ي�ن‬ ‫احملليني والذي ف���از ببطولة أفريقيا ؟ هل‬ ‫حي���دث له م���ا حدث لفري���ق ليبي���ا ( أ ) يف‬ ‫دورة اجلالء ويصاب ه���و اآلخر باإلحباط‬ ‫واإلهمال ويضيع وس���ط الزحام وتفرتسه‬ ‫خمالب العتاولة ؟ ؟‬ ‫الصور املرفقة ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ ه���دف التع���ادل يف مرم���ى منتخ���ب‬ ‫اجلزائر سجله بوغالية ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ املب���اراة النهائية ب�ي�ن املنتخب اللييب (‬ ‫أ ) واملنتخب الس���وداني يف ملعب طرابلس‬ ‫حتت األضواء الكاشفة ‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫فرحة ‪ ... ...‬وأمل‬ ‫كنا يف العدد املاضي من هذه الصحيفة قد كتبنا‬ ‫كلم���ة بعن���وان ( دع���وا الرجل يعم���ل ) والرجل‬ ‫املقص���ود يف هذه الكلمة هو مدرب الفريق الوطين‬ ‫اإلس���باني ( كلمين���ت ) وقد س���لمت ه���ذه الكلمة‬ ‫كاملعت���اد وضم���ن م���ادة الصفحة صباح الس���بت‬ ‫أي قب���ل موع���د املب���اراة النهائية لفريقن���ا الوطين‬ ‫م���ع غانا ومبعن���ى أدق قبل معرفة نتيج���ة املباراة‬ ‫واليت انته���ت بعد ذل���ك بالف���وز واكتملت فرحة‬ ‫ه���ذا الش���عب احملب���ط من ما مي���ر به م���ن أحداث‬ ‫ويتعرض له من اعتداءات ومل يكن من الضروري‬ ‫تأجي���ل الكلمة إىل م���ا بعد انتهاء املب���اراة ومعرفة‬ ‫نتيجته���ا ألن الواق���ع يؤك���د أن مراهن���ة املدرب (‬ ‫الداهية ) على هؤالء الش���باب الذين اختارهم حتى‬ ‫لو مل حيققوا الفوز بالبطولة تؤكد جناحه وكنا‬ ‫قد كتبنا أيضاً يف العدد قبل املاضي كلمة بعنوان‬ ‫" فالسفة التحليل واألفكار العقيمة " موجهة إىل‬ ‫من انتقدوا املدرب ألنه مل خيتار ( أصحاب اخلربة‬ ‫) وقلن���ا هلم أن الرج���ل قد وضع لنفس���ه هدفاً هو‬

‫ان يع���د لن���ا فريق���اً ألج���ل االس���تحقاق األفريقي‬ ‫‪ 2017‬األم���ر الذي ال يس���تدعي أن خيتار بعض‬ ‫األمس���اء واليت طال���ب بها ( مجال بالن���ور ) ألنه ال‬ ‫يعد فريقاً من أجل مباراة بعد أس���بوع أو أسبوعني‬ ‫ولكن���ه يعم���ل من أجل إع���داد فريق لإلس���تحقاق‬ ‫ال���ذي ذكرناه بعد عدة س���نوات والالعبون الذين‬ ‫طالب بهم ( بالن���ور ) لن يكونوا ضمن هذا الفريق‬ ‫وقلن���ا هلم أن عدد من الالعب�ي�ن احلاليني ميلكون‬ ‫اخلربة وبعضهم س���وف يكتس���بونها خ�ل�ال اللعب‬ ‫واالحت���كاك من خ�ل�ال الس���نوات القادمة – واآلن‬ ‫بع���د أن حتقق اهل���دف الثاني ولي���س األول واملهم‬ ‫واس���تطاع ه���ؤالء الش���باب ومدربه���م ( الداهي���ة )‬ ‫أن يقدم���وا ويصنع���وا فرح���ة عارمة هلذا الش���عب‬ ‫املظل���وم جعلته خيرج إىل ش���وارع وميادين كافة‬ ‫م���دن ليبي���ا احلبيبة رج ً‬ ‫ال ونس���اء كب���ار وصغار‬ ‫وأطفا ً‬ ‫ال ‪....‬‬ ‫نق���ول هل���م أن الرجل قد كس���ب الره���ان وحقق‬ ‫اهل���دف الثان���ي وهو ه���دف الف���وز به���ذه البطولة‬ ‫اهلام���ة وأصبحنا ننتظر اهلدف األول والرئيس���ي‬ ‫وه���و أن يع���د لن���ا فريق���اً لبطولة أفريقي���ا ‪2017‬‬ ‫‪ ،‬إذا ق���در هل���ذا الوط���ن أن جيتاز حمنت���ه وتنظيم‬ ‫ه���ذا االس���تحقاق – يع���د لن���ا فريقاً ينس���ينا فرتة‬ ‫اإلحباط وينسينا أبواق النفاق ‪ ،‬وإعالم االسرتزاق‬ ‫‪ ،‬وفلسلفة احلذاق !!!‬ ‫ادع���و اهلل س���بحانه أن حيق���ق لن���ا االم���ن واألمان‬ ‫واحلياة املس���تقرة الكرمية ‪ ،‬ونعود إىل مس���ابقات‬ ‫قويه حيضرها مجاهري واعية حتب بالدها وتفرح‬ ‫لنجاحها وازدهارها – اللهم آمني !!!!!‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد ( ‪ 17 - 11 ( - ) 144‬فبراير ‪) 2014‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.