العدد 173

Page 1

‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫‪)2012) 2014‬‬ ‫سبتمبرنوفمبر‬ ‫أكتوبر‪5 -‬‬ ‫السنة الثانية‬ ‫‪ 30‬ـ ‪8‬‬ ‫‪2 (( -- )) 77‬‬ ‫العدد (‪173‬‬ ‫الرابعة ‪( -‬‬

‫السعر لألفراد ‪ 1 :‬دينار في ليبيا وتونس‬ ‫الثمن ‪ :‬دينار‬ ‫‪ -‬المؤسسات الحكومية والخاصة ‪ 3‬دينار‬

‫ليبيا ‪ ...‬أوكرانيا الشمال األفريقي أيضا‬ ‫الواليات املتحدة غري مسؤولة عن الوضع يف ليبيا‬ ‫أصبح للطوارق قناة ( توماست )‬ ‫تصبحون على وطن‬


‫‪02‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫ليبيا ‪ ...‬أوكرانيا الشمال األفريقي أيضا‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫ريم العبدلي ‪ /‬بنغازي‬

‫تونس ‪ :‬ساسي محام‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة ‪ -‬بنغازي‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫ْ‬ ‫استقلت ُمن ُذ عشرين عاما فقط ‪ ،‬لكنها مل خترج من النفوذ الروسي بعد ‪ ،‬ليبيا‬ ‫أوكرانيا‬ ‫خرج���ت من هيمنة كابوس نظام القذايف منذ س���نوات ث�ل�اث لكنها مل خترج من نفوذه‬ ‫بع���د ‪ ،‬وكأمن���ا ليبيا املارد الذي ُس���جن يف قنديل ألف ليلة وليلة ‪ ،‬م���ن اجلميع ال يريد‬ ‫خروج���ه من قمقمه ‪ ،‬وكأمنا أيضا الليبيون أنفس���هم ال يريدون اخلروج من ذا القمقم‬ ‫‪ .‬حت���ى أنه نتيجة ذلكم البعض َنفذ ما ج���اء يف قصة القذايف ‪ " :‬الفرار الفرار من جهنم "‬ ‫ُ‬ ‫بعد أن َ‬ ‫حيمل السالح لالستيالء على ما تبقى ‪.‬‬ ‫سرق ما متكن من سرقته ‪ ،‬وبعض أخر‬ ‫بع���ض االوكرانيني باعوا أنفس���هم للش���يطان الروس���ي (بوتني) وأعلن���وا االنفصال ‪ ،‬يف‬ ‫ليبي���ا كذلك هناك الكثري من باع روحه لكل ش���يطان ذا مصلحة يف أن ال تنهض البالد‬ ‫م���ن ال ُقمق���م ‪ ،‬ومن ورط ليبيا يف الق���ذايف لعقود – حتى صار وكاس�ت�رو رفيقه أكثر‬ ‫معمري���ن يف احلك���م – حريص على أن تقوم بنفس دورها يف عهده ‪ ،‬بالد االرهاب ُترهب‬ ‫أهلها و جريانها ‪ ،‬وتستخدم يف تزويد كل حُمتاج من هذه البضاعة ‪ ،‬وتكون املالذ ساعة‬ ‫املسغبة‪.‬‬ ‫ال���دور ال���ذي كان يقو ُم به الق���ذايف عاد مطلوبا م���ن ليبيا وهي اآلن متارس���ه ‪ ،‬وقد هج‬ ‫اجلمي���ع عنه���ا كما اجلميع خيافها فيغلق يف وجهها ما يس���تطيع اغالق���ه ‪ ،‬والكل يقوم‬ ‫بنهبها وبأيدي وطنية صرفة ‪ ،‬ليبيا غدت منهوبة كما كانت وأكثر ومن هنا ال يريد‬ ‫أحد ايقاف هذا التحارب ‪،‬التحارب الذي هو مس���ألة داخلية يف حني تصدير باخرة نفط‬ ‫قرار من أحد ‪ ،‬حتى من البالد املزعوم أنها صاحبة‬ ‫اع ُت�ب�ر أمراً دولي���اً ال حيتاج ردع ُه ألي ٍ‬ ‫ً‬ ‫مس���ألة حملي���ة بل ُعد عبثاً بأموال الش���عب‬ ‫النفط املُهرب‬ ‫أمر‬ ‫النف���ط املُه���رب ‪ ،‬مل يع���د َ‬ ‫ِ‬ ‫اللييب يستلزم حُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫داخلية‬ ‫مسألة‬ ‫املافظة الدولية عليه ‪ ،‬يف حني العبث بأرواح الليبيني ُعد‬ ‫حمض ‪ ،‬والغريب بل االعتيادى أنه بقدر ما يُهدر دم الليبيني بقدر ما يزداد انسياب نفط‬ ‫ما كان ُمغلق املواني ‪ ،‬ويف هذا أيضا ليبيا كما أوكرانيا‪.‬‬ ‫تصري���ح لناصر الق���دوة مبعوث أمني اجلامعة العربية إىل ليبيا للمش���اركة يف حل‬ ‫يف‬ ‫ٍ‬ ‫أزمته���ا ‪ ،‬ق���ال أنه ال ّ‬ ‫ح���ل لألزمة الليبي���ة دون توافق دول���ي ‪ ،‬وليس عرب ًي���ا فقط ‪ .‬وهذا‬ ‫التصريح يكش���ف أن من بدأ املس���ألة وعقدها عليه حلها ‪ ،‬وأنها مسأل ٌة دولية منذ صدور‬ ‫التح���ارب اللي�ب�ي مل ْ‬ ‫يقف منذ فرباي���ر ‪ 2011‬وحتى‬ ‫الق���رار ‪ 1973‬لس���نة ‪ ، 2011‬وأن‬ ‫َ‬ ‫الس���اعة ‪ ،‬وأنه اختذ مس���ارات ومس���تويات متعددة وكذلك أهدافاً ومش���ارب ‪ ،‬وأن دول‬ ‫اجل���وار ‪ ،‬ودوال دولي���ة ‪ ،‬والواليات املتحدة خاصة هلا اليد ُ‬ ‫الط���وىل يف هذا التحارب ‪ ،‬ويف‬ ‫هذا أيضا ليبيا كما أوكرانيا ‪.‬‬ ‫نع���م ليبيا ليس���ت أوكرانيا لكن ال ُب َ‬ ‫يغيب هنا وهن���اك ‪ ،‬والواليات املتحدة‬ ‫عد الدول���ي ال ُ‬ ‫ه���ي الالعب الرئيس حيث مثة حرب ‪ ،‬وأنه يف كل األح���وال اإلرادة الدولية هي اإلرادة‬ ‫احلامسة ‪ -‬كما أشار ناصر القدوة ‪ -‬مهما ص ُغر بلد األزمة أو تقزم العبوا هذه األزمة‬ ‫‪ ،‬واملُتابع لتصرحيات وزارة اخلارجية وديوان الرئاس���ة األمريكية سيجدها تهتم بتوافه‬ ‫األم���ور وتفاصيلها يف الق���رم أو الرقة أو بنغازي ‪ ...‬اخل ‪ ،‬حتى تبدو املس���ائل اليت تتناوهلا‬ ‫هاتي���ك التصرحيات كما ش���أن أمريكي داخل���ي ‪ ،‬وكذلك ما تصرح به الس���يدة ديبورا‬ ‫جونز هو تدخل يف تفاصيل الشأن اللييب الداخلي وفيه رمى بالغيب حتى ‪.‬‬ ‫وه���ذه مالحظ���ة على اهلام���ش ُتكمل الص���ورة ‪ :‬لألس���ف الواقع اللييب بني هشاش���ة من‬ ‫ان�ب�رى وتنط���ع بعد فرباي���ر ‪ 2011‬للعب دور املس���ئول أو القائد ‪ ،‬هرب م���ن هرب منهم ‪،‬‬ ‫و ف���ر من فر ‪ ،‬واختذ من اختذ من الفيس���بوك س���احة للوغى ودفن الرأس ‪ ،‬ومن س���كن‬ ‫الشاشات الصغرية غاب بعد أن حتصحص األمر ‪ ،‬وغدت ليبيا يف مهب الريح الدولي من‬ ‫األلف إىل ياء االقليمي ‪ ،‬وزير اخلارجية التونس���ي أو مدير مراسم اخلارجية اجلزائري‬ ‫يُصرحان يف الشأن اللييب أكثر من أي لييب يدعى املسئولية ‪ ،‬هذا غري من يحُ لل ويفيت‬ ‫الصحف هنا وهناك ‪.‬‬ ‫فتات موائ ِد ُ‬ ‫من ِ‬

‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫ناصر القدوة‪:‬‬ ‫توافق دولي‬ ‫ال حل لألزمة الليبية دون ٍ‬ ‫ّ‬ ‫أك���د مبع���وث اجلامع���ة العربي���ة إىل‬ ‫ليبي���ا‪ ،‬ناص���ر الق���دوة‪ ،‬أن اجتماع دول‬ ‫اجل���وار اللي�ب�ي الذي ُعق���د يف القاهرة‬ ‫‪،‬أس���س لتواف���ق إقليم���ي‪ ،‬خبص���وص‬ ‫ّ‬ ‫دعم الربملان اللييب‪ ،‬باعتباره املؤسس���ة‬ ‫الشرعية املنوط بها احلفاظ على ليبيا‪،‬‬ ‫وإدارتها‪ ،‬والعمل على تأسيس حكومة‬ ‫مش�ي�را إىل أن���ه ال‬ ‫جامع���ة توافقي���ة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫حل لألزمة الليبي���ة دون توافق دولي‪،‬‬ ‫ولي���س عرب ًيا فقط‪ ،‬حم���ذ ًرا يف الوقت‬ ‫نفس���ه من ّ‬ ‫التدخل األجن�ب�ي أو العربي‬ ‫ربا هذه اخلطوة ‪-‬مبعناها‬ ‫يف ليبيا‪ ،‬معت ً‬ ‫الدقيق‪ -‬نهاية الدولة الليبية‪.‬وأضاف‬ ‫الق���دوة‪ ،‬يف تصرحي���ات ملوق���ع «دوت‬ ‫مصر»‪ ،‬على هام���ش االجتماع الوزاري‬ ‫الراب���ع ل���دول اجل���وار اللي�ب�ي املنعقد‬ ‫بالقاه���رة‪ ،‬أن التدخ���ل العس���كري ق���د‬ ‫يك���ون مطلوبً���ا يف صورت���ه احملم���ودة‬ ‫م���ن خ�ل�ال املس���اهمة يف بن���اء الدولة‬ ‫الليبي���ة واجلي���ش والش���رطة‪ ،‬وه���و‬ ‫تدخل حم���دود‪ ،‬وج���زء م���ن منظومة‬

‫ح���ل سياس���ي تتواف���ق علي���ه األطراف‬ ‫الوطني���ة واإلقليمي���ة والدولية‪ ،‬الف ًتا‬ ‫إىل أن التط��� ّرف يف ليبيا لن ينتهي إال‬ ‫ببناء مؤسس���ات قوية قادرة على إدارة‬ ‫الدول���ة‪ ،‬وع���ودة احت���كار الس�ل�اح مرة‬ ‫أخرى من قبل الدولة ومجعه من قبل‬ ‫ريا‬ ‫امليليش���يات املس���لحة والكتائب‪ .‬مش ً‬ ‫إىل أن األغلبي���ة العظمى من الش���عب‬

‫اللي�ب�ي تنبذ العنف‪.‬وتاب���ع القدوة‪ :‬من‬ ‫ب�ي�ن احلل���ول املطروح���ة لنزع س�ل�اح‬ ‫الكتائ���ب وامليليش���يات‪ ،‬وض���ع برام���ج‬ ‫اس���تيعاب للمقاتل�ي�ن وإدراجه���م يف‬ ‫الدولة اجلديدة لتسهيل مسألة مجع‬ ‫الس�ل�اح كجزء م���ن عملية سياس���ية‬ ‫ّ‬ ‫متكاملة‪.‬وأك���د مبعوث جامعة الدول‬ ‫العربي���ة إىل ليبيا‪ ،‬أن���ه ال إقصاء ألحد‬ ‫مش�ي�را إىل أن‬ ‫من العملية السياس���ية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫اهلدف هو حوار وطين ش���امل‪ ،‬تشارك‬ ‫فيه مجي���ع األطراف‪ ،‬حت���ى ولو كان‬ ‫مم���ن يطل���ق عليه���م «أزالم الق���ذايف»‬ ‫مس���تثن ًيا من ذل���ك اجلماعات املص ّنفة‬ ‫أنها ارتكبت جرائم حبق الشعب اللييب‬ ‫مش�ي�را إىل أن‬ ‫خ�ل�ال نظ���ام الق���ذايف‪..‬‬ ‫ً‬ ‫أطراف���ا عربي���ة لعب���ت دو ًرا س���لبيا يف‬ ‫تأزي���م املوق���ف يف ليبي���ا‪ ،‬من���ذ ان���دالع‬ ‫الث���ورة‪ ،‬ع�ب�ر دع���م كتائ���ب مس���ّلحة‬ ‫باملال والس�ل�اح‪ ،‬يف الوق���ت الذي تعاني‬ ‫فيه الدولة من انهيار حقيقي لألمن‪.‬‬

‫وسائل اإلعالم ضحية الفوضى يف ليبيا‬ ‫أعرب���ت منظمة مراس���لون ب�ل�ا حدود‬ ‫عن قلقها الش���ديد ج���راء أصعب أزمة‬ ‫سياس���ية وعس���كرية جتتازه���ا ليبي���ا‬ ‫منذ ث���ورة ‪ 17‬فرباير‪/‬ش���باط ‪2011‬‬ ‫وس���قوط نظام القذايف‪ ،‬حيث يتواصل‬ ‫اس���تهداف املؤسس���ات اإلعالمي���ة‬ ‫وتس���تمر اهلجمات عليها وسط أجواء‬ ‫الفوض���ى العارم���ة‪ ،‬وبينم���ا ت���زداد‬ ‫األوض���اع تعقي���دا يف الب�ل�اد وتواج���ه‬ ‫الس���لطات الليبية صعوب���ات يف انتزاع‬ ‫ش���رعية حقيقي���ة أم���ام امليلش���يات‬ ‫واجلماعات املسلحة املتسببة يف غياب‬ ‫االس���تقرار‪ ،‬جتد املؤسسات اإلعالمية‬ ‫الليبية نفس���ها ضحية ه���ذه الفوضى‬ ‫السياس���ية والعس���كرية‪ ،‬فيتم اهلجوم‬ ‫عل���ى بعضها ت���ارة واس���تغالل بعضها‬ ‫ت���ارة أخ���رى‪ ،‬ودان���ت مراس���لون ب�ل�ا‬ ‫حدود بشدة استغالل وسائل اإلعالم‪،‬‬ ‫خصوص���ا إذا كان اهل���دف م���ن ذل���ك‬ ‫ه���و إثارة الف�ت�ن أو الدعاي���ة‪ .‬وتذكر‬ ‫املنظم���ة يف ه���ذا الص���دد بض���رورة‬ ‫التحلي بأقصى درجات االس���تقاللية‬ ‫واحلي���اد واملهنية خ�ل�ال كل تغطية‬ ‫إعالمي���ة‪ ،‬والس���يما إب���ان األزم���ات‬ ‫السياس���ية والعس���كرية‪ ،‬حي���ث يكون‬ ‫دور وسائل اإلعالم وهدفها اإلخباري‬ ‫مصرييا وحامسا‪،‬‬ ‫وصرح���ت املدي���رة املس���اعدة املكلف���ة‬ ‫باألحب���اث لدى مراس���لون ب�ل�ا حدود‪،‬‬ ‫فريجيين داجنيلز‪ “ :‬م���ن غري املعقول‬ ‫ومن املؤس���ف أن ن���رى يف ليبيا ما بعد‬ ‫الثورة أوضاعا مماثلة وأن يتم انتهاك‬ ‫املب���ادئ ال�ت�ي ناضل من أجلها الش���عب‬ ‫اللي�ب�ي قب���ل ‪ 3‬س���نوات‪ ،‬وعلى رأس���ها‬

‫مب���دأ حري���ة اإلع�ل�ام‪ .‬لق���د تراجعت‬ ‫اآلم���ال تدرجيي���ا‪ ،‬ونعي���ش يف الوقت‬ ‫الراه���ن صفح���ة قامت���ة جدي���دة يف‬ ‫تاري���خ ه���ذا البلد‪ .‬حيث تت���م مالحقة‬ ‫اإلعالمي�ي�ن ويتعرض���ون لالعتداءات‬ ‫وللقت���ل أيض���ا‪ ،‬بينم���ا تعاني وس���ائل‬ ‫اإلعالم من هجم���ات متواصلة أو يتم‬ ‫اس���تغالهلا والتحكم فيها مما يس���اهم‬ ‫يف نشر املعلومات املغرضة”‬ ‫واضاف���ت منظمة مراس���لون يف بيانها‬ ‫‪ :‬ليلة ‪ 25‬أغس���طس‪/‬آب املنصرم‪ ،‬قام‬ ‫رت���ل م���ن الس���يارات التابع���ة لعناصر‬ ‫امليلشيات املش���اركة يف عملية “ فجر‬ ‫ليبي���ا ” مبحاصرة مقر قن���اة الدولية‬ ‫الفضائية اخلاصة الواقع جنوب غرب‬ ‫العاصمة حس���ب أقوال أحد مس���ؤولي‬ ‫القن���اة‪ .‬ووق���ع اهلج���وم ال���ذي ش���نته‬ ‫الق���وات املش���اركة يف عملي���ة “فج���ر‬ ‫ليبيا” أيام���ا قليلة بعد إطالق س���راح‬ ‫منتج�ي�ن بالقناة تعرض���ا لالختطاف‬ ‫عشية ‪ 17‬أغسطس‪/‬آب اجلاري‪ .‬إذ مت‬ ‫توقيف أسامة راشد وحممد السعدي‬ ‫يف إح���دى نق���اط التفتي���ش عل���ى يد‬ ‫كتيبة “ش���هداء جن���زور حبي جنزور‬ ‫الواق���ع ش���رق العاصمة‪ .‬وق���ام أعضاء‬ ‫امليلش���يا بضربهما وش���تمهما ملا علموا‬ ‫أنهما يعم�ل�ان يف قناة ليبي���ا الدولية‪،‬‬ ‫وقاموا بعد ذلك باحتجازهما‪ .‬وتس���نى‬ ‫إطالق سراح الرهينتني حسب أسامة‬ ‫راش���د ‪ ،‬وكان���ا عرض���ة ألعمال عنف‬ ‫ولسوء املعاملة قبل إطالق سراحهما‪،‬‬ ‫وتع���رض مق���ر قن���اة العاصم���ة‬ ‫الفضائية اخلاصة للهجوم من جديد‬ ‫يف ‪ 24‬أغس���طس‪/‬آب املنصرم‪ ،‬وحدث‬

‫ذلك س���اعات قليلة قبل هجوم القوات‬ ‫املش���اركة يف عملي���ة “فج���ر ليبي���ا”‬ ‫األخ�ي�ر عل���ى مط���ار طرابل���س‪ .‬حيث‬ ‫اقتحم رجال مس���لحون على الس���اعة‬ ‫الرابع���ة صباح���ا مق���ر القن���اة‪ ،‬وقاموا‬ ‫بنه���ب املع���دات والوثائ���ق وختريبه���ا‪،‬‬ ‫وأضرم���وا النار يف صال���ة املراقبة‪ .‬ومل‬ ‫يتع���رض أي م���ن العامل�ي�ن يف القناة‬ ‫لإلصاب���ة ج���راء ه���ذا اهلج���وم‪ ،‬لكنها‬ ‫توقف���ت ع���ن البث من���ذ ذل���ك احلني‪.‬‬ ‫وقامت وزارة اإلع�ل�ام الليبية يوم ‪20‬‬ ‫أغس���طس‪/‬آب األخ�ي�ر بإص���دار ق���رار‬ ‫توقيف ب���ث قناتي الوطنية والرمسية‬ ‫العموميت�ي�ن‪ .‬حيث طالب���ت احلكومة‬ ‫االنتقالية شركة نايل سات املصرية‬ ‫بتوقي���ف ب���ث القناتني‪،‬ورغ���م ق���رار‬ ‫احلظر الذي اختذته احلكومة الليبية‪،‬‬ ‫ع���ادت القنات���ان للب���ث بس���رعة ع�ب�ر‬ ‫استعمال الذبذبات الفضائية اخلاصة‬ ‫بقن���اة ليبيا األطف���ال‪ ،‬وتدعو املنظمة‬ ‫جمم���وع املتدخل�ي�ن يف االش���تباكات‬ ‫املس���لحة إىل التوق���ف الف���وري ع���ن‬ ‫اهلجمات ضد مهنيي اإلعالم العاملني‬ ‫يف ليبيا‪ ،‬وحتثه���م على احرتام مبدأي‬ ‫االس���تقاللية واحلي���اد اللذي���ن يتعني‬ ‫عل���ى وس���ائل اإلع�ل�ام التحل���ي بهما‬ ‫واح�ت�رام دوره���م اإلخباري األساس���ي‬ ‫وصفته���م كس���لطة مض���ادة‪ ،‬وتدعو‬ ‫مراس���لون بال حدود السلطات الليبية‬ ‫إىل تس���خري كل امل���وارد الضروري���ة‬ ‫من أجل احتواء اهلجمات ضد نش���طاء‬ ‫اإلع�ل�ام ومقراته���م وضم���ان أم���ن‬ ‫الصحفيني الليبيني واألجانب‪.‬‬

‫‪03‬‬ ‫تونس تستثين ليبيا‬ ‫وسوريا والعراق من‬ ‫استفتاء اإلنتخابات‬

‫أرم‪ :‬قال املتحدث اإلعالمي باس���م اهليئة املس���تقلة‬ ‫لالنتخاب���ات‪ ،‬لس���عد ب���ن أمح���د‪ ،‬إن االنتخاب���ات‬ ‫التونس���ية الربملاني���ة والرئاس���ية املق���ررة أواخ���ر‬ ‫‪ 2014‬ل���ن يت���م االق�ت�راع هل���ا يف كل م���ن ليبي���ا‬ ‫وس���وريا والع���راق بس���بب ت���ردي األوض���اع األمنية‬

‫فيها‪ .‬ويتواجد يف سوريا ‪ 1800‬تونسي‪ ،‬ويف العراق‬ ‫‪ 233‬تونسي‪ ،‬و‪ 68‬ألفا و‪ 952‬تونسيا يف ليبيا‪ ،‬وفق‬ ‫إحصائي���ات ديوان التونس���يني باخل���ارج (حكومي)‬ ‫لع���ام ‪ .2012‬ويبل���غ ع���دد املس���جلني لالنتخاب���ات‬ ‫التش���ريعية والرئاس���ية القادمة ‪ 5.2‬مليون ناخبا‪،‬‬ ‫ومتثل فئة الش���باب (ب�ي�ن ‪ 18‬و‪ 40‬عاما) ‪ 63%‬من‬ ‫عدد املس���جلني‪ .‬وصادق اجمللس الوطين التأسيسي‬ ‫يف تون���س‪ ،‬مؤخ���را‪ ،‬عل���ى قان���ون يحُ ���دّد ي���وم ‪26‬‬ ‫أكتوب���ر املقب���ل لتنظي���م االنتخابات التش���ريع ّية‪،‬‬ ‫ويوم ‪ 23‬نوفمرب لتنظيم الدورة األوىل لالنتخابات‬ ‫وتضم الس���احة التونس���ية حوالي ‪190‬‬ ‫الرئاس���ية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حزبا ظه���رت معظمها بعد انتخاب���ات ‪ 23‬أكتوبر‬ ‫‪ ،2011‬اليت أعقبت ثورة ‪ 14‬يناير من العام نفسه‪،‬‬ ‫وال�ت�ي أطاحت بالرئيس األس���بق‪ ،‬زين العابدين بن‬ ‫علي‪.‬‬

‫رئيس بعثة األمم‬ ‫املتحدة لطرابلس‬ ‫يبحث حال لألزمة‬ ‫مع نائب لييب‬ ‫التق���ى برناردينو ليون رئيس بعث���ة األمم املتحدة‬ ‫للدعم فى ليبيا‪ ،‬ف���ى أول زيارة له لطرابلس عضو‬ ‫جملس الن���واب عن مدينة مصرات���ة عبد الرمحن‬ ‫السوحيلى‪ .‬وقال السوحيلى عرب حسابه الشخصى‬ ‫على موق���ع التواص���ل االجتماعى «فيس���بوك»‪ ،‬إنه‬ ‫حب���ث خ�ل�ال اللقاء مع لي���ون والوف���د األممى أفق‬ ‫احلل السياسى لألزمات التى تعيشها ليبيا‪ .‬وأضاف‬ ‫أن���ه مت اس���تعراض مجل���ة م���ن احلل���ول الت���ى من‬ ‫ش���أنها خلق بيئة للح���وار الوطنى الش���امل تضمن‬ ‫بناء الدول���ة‪ ،‬وعدم القفز على أهداف ومكتس���بات‬ ‫الثورة‪ ،‬على حد قوله‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫درع ليبيا الوسطى‪:‬‬ ‫نرحب بزيارة األمم‬ ‫املتحدة إىل ليبيا‬ ‫وكاالت‪ :‬أك���د املتح���دث الرمس���ي باس���م ق���وات "درع ليبي���ا‬ ‫الوس���طى" أمحد هدية ترحيبه بزيارة مبع���وث األمم املتحدة‬ ‫إل���ي ليبي���ا برناردين���و ليقف بنفس���ه عل���ى جمري���ات األمور‬ ‫وتقديم املس���اعدة له‪ ،‬مش�ي�راً إىل أنهم على استعداد للتحاور‬ ‫حتت ضمان اجملتمع الدول���ي‪ .‬وقال هدية يف مؤمتر صحفي‬ ‫عق���ده الليل���ة املاضي���ة‪ ،‬أن ث���وار فرباي���ر الش���رفاء يؤكدون‬ ‫رفضهم للتدخل األجنيب يف ليبي���ا حتت أي ذريعة متعهدين‬ ‫مبالحق���ة كل من يتورط بهذا الصدد‪ .‬ويف س���ياق آخر أعلن‬ ‫هدي���ة تش���كيل هيئ���ة لتصحي���ح مس���ار الثورة تض���م مجيع‬ ‫املقاتل�ي�ن الذين ش���اركوا يف عملية ما يعرف "بفج���ر ليبيا"‪.‬‬ ‫وأض���اف أن أه���داف اهليئة تتمثل يف اس���تكمال أه���داف ثورة‬ ‫الس���ابع عش���ر م���ن فرباي���ر وااللت���زام باملنه���ج الدميقراط���ي‬ ‫والت���داول الس���لمي للس���لطة وف���ق خريطة طري���ق واضحة‬ ‫تضمن مش���اركة عادلة لكل الليبي�ي�ن‪ ،‬باإلضافة إلي متكني‬ ‫الث���وار م���ن املش���اركة يف قيادة املرحل���ة االنتقالي���ة باعتباره‬ ‫حق���ا ال تنازل عنه‪ .‬يش���ار إل���ي أن العاصمة طرابلس ش���هدت‬ ‫اش���تباكات مس���لحة يف مناط���ق عدة منذ انط�ل�اق ما يعرف‬ ‫بعملية فجر ليبيا يف الثالث عشر من شهر يوليو املاضي‪.‬‬

‫سقوط مقاتلة ليبية بعد‬ ‫قصف مواقع باألبرق‬ ‫وكاالت ‪ :‬اندلع���ت‪ ،‬اجلمع���ة املاضية ‪ ،‬مواجهات مس���لحة يف‬ ‫حمي���ط مطار األبرق يف ش���رق ليبيا‪ ،‬حيث أفيد عن س���قوط‬ ‫طائ���رة حربي���ة تابعة للق���وات املوالي���ة للواء املتقاع���د خليفة‬ ‫حف�ت�ر‪ .‬حبس���ب مراقب�ي�ن إن الطائ���رة س���قطت ق���رب مدينة‬ ‫البيض���اء "بس���بب عطل ف�ن�ي"‪ ،‬إال أنه���ا مل تكش���ف عن مصري‬ ‫قائده���ا‪ .‬وأش���ارت إىل أن الطائ���رة كان���ت ق���د ش���نت‪ ،‬قب���ل‬ ‫س���قوطها‪ ،‬غارات على مواقع املسلحني مبحيط مطار األبرق‪،‬‬ ‫وذلك ردا على استهداف املطار بثمانية صواريخ‪.‬‬ ‫يش���ار إىل أن مط���ار األب���رق‪ ،‬الواق���ع ش���رقي بنغ���ازي‪ ،‬كان‬ ‫ق���د تع���رض االثنني املاضي لقص���ف بصواريخ غ���راد من قبل‬ ‫امليليش���يات "اإلس�ل�امية" اليت س���يطرت على مطار طرابلس‪.‬‬ ‫وتواج���ه ليبيا خطر االنزالق إىل حرب أهلية وس���ط حماولة‬ ‫امليليشيات "اإلس�ل�امية"‪ ،‬اليت تسيطر على مناطق عدة‪ ،‬إبقاء‬ ‫السلطة بيد املؤمتر الوطين املنتهية واليته‪.‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫جملس شباب االسالم وأولياء الدم ينفذون‬ ‫القصاص يف درنة‬

‫احلسني املسوري‬

‫يف نهاية الشهر املاضي ‪ ،‬قام مصري‬ ‫اجلنس���ية يُدع���ى حمم���د أمح���د‬ ‫حممد بطعن الشاب خالد الدرسي‪،‬‬ ‫من مدين���ة درنة ويف ش���قة اجملين‬ ‫علي���ه ع���دة طعن���ات أودت حبيات���ه‬ ‫بهدف سرقة أمواله‪ ،‬وعند حماولة‬ ‫فراره ش���اهده بعض املارة وقميصه‬ ‫ملطخ���ا بالدم���اء فش���ك امل���ارة فيه‬ ‫اعرتض���وا س���بيله ف�ب�رر ذل���ك هل���م‬ ‫بان���ه تعرض حملاولة س���رقة وعند‬ ‫مرور س���يارة جت���ر خالطة امسنت‬ ‫وعمال مصريني عل���ق بهم اجلاني‬ ‫وركب الس���يارة ملعرفته بهم وبعد‬ ‫اكتش���اف اجلرمية مت البحث عن‬ ‫اجلان���ي ومت القب���ض عليه من قبل‬ ‫عائل���ة اجمل�ن�ي علي���ه واقتي���اده إىل‬ ‫مق���ر كتيبة ش���هداء أبو س���ليم‪ ،‬إذ‬ ‫مت التحقي���ق معه واعرتف بارتكابه‬ ‫اجلرمية‪.‬‬ ‫وطالب���ت عائلة اجمل�ن�ي عليه اقامة‬ ‫القصاص عليه وذلك حتت اشراف‬ ‫جملس ش���ورى شباب االسالم ومن‬ ‫ث���م مت اقتي���اده إىل امللع���ب البلدي‬ ‫يف املدين���ة جمل���س ش���ورى ش���باب‬ ‫حبض���ور مجه���ور م���ن مواط�ن�ي‬ ‫املدين���ة‪ ،‬ونف���ذ في���ه حك���م اإلعدام‬ ‫بأن َم���ن قام بالقصاص هو ش���قيق‬ ‫القتيل‪.‬‬ ‫ويف شهر يونيو املاضي‪ ،‬اقتاد مصري‬ ‫اجلنس���ية ولي�ب�ي س���ائق تاكس���ي‬ ‫ميلود احلصادي إىل خ���ارج املدينة‬ ‫وقتاله واستوليا على سيارته‪ ،‬وعادا‬ ‫بالسيارة اىل وس���ط املدينة وتوقفا‬ ‫امام حمل يبيع مس���تلزمات وزينة‬ ‫الس���يارات وب���دا يف تغي�ي�ر مع���امل‬ ‫الس���يارة بإلصاق الوان اخرى عليها‬ ‫إال أنه س���رعان ما مت اكتش���افهما‬ ‫من قبل مواطن�ي�ن‪ ،‬فقبض عليهما‬ ‫م���ن قب���ل اصدق���اء القتي���ل ومت‬

‫اعتقاهل���م يف بيت احد اقارب اجملين‬ ‫عليه وبعد اتف���اق بني القبيلتني مت‬ ‫تس���ليم اجلناة اىل جملس ش���ورى‬ ‫ش���باب اإلس�ل�ام الن���زال القصاص‬ ‫بهما وفق طلب أه���ل الضحية من‬ ‫عائلة احلص���ادي يف درنة ‪-‬تطبيق‬ ‫القصاص عليهم���ا‪ -‬ومت اقتيادهما‬ ‫إىل املي���دان احمل���اذي ملس���جد‬ ‫الصحاب���ة وحض���رت إليه مجاهري‬ ‫غف�ي�رة م���ن مدين���ة درن���ة‪ ،‬و و ُنفذ‬ ‫حكم اإلع���دام رم ًي���ا بالرصاص يف‬ ‫املواط���ن اللييب السنوس���ي نصر اهلل‬ ‫هوي���دي ‪ ،‬ومواط���ن مص���ري حيث‬ ‫أطلق أحد أق���ارب القتيل النار على‬ ‫املتهمني بقتل قريبه‪.‬‬ ‫وأص���در جمل���س ش���ورى ش���باب‬ ‫اإلس�ل�ام بدرنة بيا ًن���ا‪ ، ،‬خبصوص‬ ‫القص���اص م���ن ش���خصني أحدهما‬ ‫لي�ب�ي واآلخ���ر مص���ري اجلنس���ية‬ ‫للمجين عليه محد ميلود احلصادي‬ ‫(‪19‬عاما) وأكد البيان الصادر عن‬ ‫ً‬ ‫اللجن���ة الش���رعية للمجل���س أن‬ ‫اجلاني�ي�ن قب���ض عليهما م���ن قبل‬ ‫أولي���اء الدم وس���لموهما إىل اهليئة‬ ‫الش���رعية لفض النزاع���ات‪ ،‬وأنهما‬ ‫اعرتف���ا باجلرائم املنس���وبة إليهما‪،‬‬ ‫واعرتفا بعدة قضايا س���رقة وسلب‬ ‫م���ن املُس���لمني‪ ،‬وتاب���ع البي���ان‪ :‬بعد‬ ‫عرضهم���ا عل���ى اللجنة الش���رعية‬ ‫تق���رر احلك���م عليهم���ا بالقت���ل‬ ‫قصاصا‪ ،‬وأعيدا ألولياء الدم لتنفيذ‬ ‫ً‬ ‫احلك���م‪ ،‬م���ن غ�ي�ر تع��� ٍد أو إس���راف‬ ‫يف القت���ل‪ ،‬وعدم التع���رض لعوائل‬ ‫ُ‬ ‫اجلناة وممتلكاتهم‪ ،‬ورجوع العوائل‬ ‫إىل مساكنهم وعدم التعرض هلم‬ ‫أو ُمطالبتهم بشيء‪.‬‬ ‫وأع���رب املتح���دث باس���م وزارة‬ ‫اخلارجي���ة املصري���ة ع���ن إدان���ة‬ ‫مص���ر البالغة لواقع���ة تنفيذ إعدام‬

‫املواط���ن املص���ري حمم���د أمح���د‬ ‫حممد يف أحد مالعب كرة القدم‬ ‫مبدينة درنة دون أن تتوافر له أية‬ ‫ضمانات حملاكم���ة عادلة وطالب‬ ‫املتح���دث املصري كاف���ة األطراف‬ ‫اإلقليمي���ة والدولي���ة بتقديم كل‬ ‫الدع���م ملس���اعدة الس���لطات الليبية‬ ‫ملواجه���ة م���ا أمس���اه باجلماع���ات‬ ‫املتش���ددة‪ ،‬من خ�ل�ال املس���اهمة يف‬ ‫إعادة بناء مؤسس���ات الدولة الليبية‬ ‫وضب���ط األم���ن وإنف���اذ القان���ون‬ ‫والعدال���ة يف مجي���ع أحن���اء ليبي���ا‪،‬‬ ‫وأهمية اضطالع الس���لطات الليبية‬ ‫املعني���ة مبس���ئولياتها‪ .‬وأك���د على‬ ‫رف���ض مص���ر الت���ام لكاف���ة ص���ور‬ ‫التط���رف والعن���ف وما ي���ؤدى إليه‬ ‫م���ن تزاي���د خماطر االره���اب الذى‬ ‫يعد ظاه���رة عاملية تتطل���ب تكاتف‬ ‫اجلهود الدولية حملاربتها‪.‬‬ ‫واستنكر وفد برملاني وحكومي لييب‬ ‫تنفيذ القصاص على أحد املصريني‬ ‫خارج حماكم الدولة وقدّم عزاءه‬ ‫للحكوم���ة املصري���ة وأس���رته ج���اء‬ ‫ذل���ك خ�ل�ال لق���اء الوف���د برئاس���ة‬ ‫النائب األول لرئيس جملس النواب‬ ‫الدكتور حممد ش���عيب‪ ،‬وعضوية‬ ‫وزير الثقافة احلبيب االمني وفائز‬ ‫جربيل السفري اللييب بالقاهرة مع‬ ‫رئي���س احلكومة املصري���ة إبراهيم‬ ‫حملب وخ�ل�ال اللقاء ق���دم حملب‬ ‫التهنئ���ة مبناس���بة انتخاب جملس‬ ‫الن���واب اللي�ب�ي اجلدي���د‪ ،‬معربً���ا‬ ‫ع���ن تطلع مص���ر إىل التع���اون مع‬ ‫اجملل���س‪ ،‬ومؤكدًا على أن تش���كيل‬ ‫اجملل���س اجلدي���د يدل عل���ى وجود‬ ‫إرادة قوية للتغل���ب على التحديات‬ ‫اليت تواجهها ليبيا‪.‬‬

‫أصبح للطوارق قناة ( توماست )‬ ‫خدجية االنصاري‬ ‫مت ي��وم الس��بت املواف��ق ‪ 23‬أغس��طس ‪ 2014‬حفل إش��هار و افتت��اح قناة ( توماس��ت اجلديدة‬ ‫اخلاص��ة مبكون الط��وارق و املتحدثة باللغ��ات الثالث العربي��ة و الطارقية و الفرنس��ية و علي‬ ‫هامش هذا االحتفال التقت ميادين مبؤسس و صاحب فكرة إنشاء قناة للطوارق ‪.‬‬ ‫•ميادين ‪ :‬هل من الضروري تأس��يس‬ ‫قن��اة خاص��ة مبك��ون الط��وارق كقن��اة‬ ‫توماس��ت ‪ ..‬وقب��ل ن��ود هن��ا أن ُنع��رف‬ ‫الق��راء بك��م و بقناتك��م اإلعالمي��ة‬ ‫اجلديدة ؟‬ ‫أمسي أكلي ش���كا ناش���ط حقوقي‬ ‫و إعالم���ي و رئيس منظمة ش���باب‬ ‫اميوه���اغ الدولي���ة و مؤس���س قن���اة‬ ‫توماس���ت الفضائية ‪ .‬توماست قناة‬ ‫منوع���ة تغطي الش���أن السياس���ي و‬ ‫اإلخب���اري و تهتم بالش���أن اللييب و‬ ‫م���ا حي���دث يف الس���احة الليبية من‬ ‫مس���تجدات من النواحي السياسية‬ ‫و التارخيي���ة و الثقافية ‪ ،‬التعريف‬ ‫أيضا حبضارة الطوارق و ما يربط‬ ‫حضارته���م بالصح���راء الك�ب�ري و‬ ‫مش���ال أفريقيا ‪ ،‬تتحدث توماس���ت‬ ‫باللغ���ات الثالث���ة ( متاهغ���ت ) و (‬ ‫العربية ) و ( الفرنس���ية ) ‪ ،‬نغوص‬ ‫فيما يتعلق مبا س���بق ذكره بعمق‬ ‫و تفصيل مع احلرص علي املهنية‬ ‫التامة ‪.‬‬ ‫•ميادين ‪ :‬م��ا هي توجهاتكم الفكرية‬ ‫يف قناة توماس��ت ‪،‬وهل هي قناة ليبية‬ ‫اساسا ؟‬ ‫سياس���يا ‪ :‬لن تك���ون قناة توماس���ت‬ ‫تابع���ة ألي جه���ة معين���ة س���واء‬ ‫تي���ار أو كي���ان سياس���ي و ال ح�ت�ي‬ ‫األح���زاب س���نكون دائم���ا حريصني‬ ‫عل���ي تل���ك املس���افة و احلي���اد التام‬ ‫يف تغطي���ة األح���داث يف م���ا خيص‬ ‫أمة ( إميوه���اغ ) و األحداث الليبية‬ ‫اآلخ���ري ‪ ،‬و خاص���ة بع���د التجربة‬ ‫اإلعالمية السيئة من قبل القنوات‬ ‫الليبي���ة اليت كانت س���ببا رئيس���يا‬ ‫يف إش���عال الفتنة يف ما حيدث بني‬

‫حيادية اإلعالم تكاد‬ ‫تكون خرافة‬

‫سليمان االحول‬

‫خدجية االنصاري وأكلي شكا‬ ‫أبن���اء الش���عب اللييب ‪ ،‬توماس���ت لن‬ ‫تكون طرفا يف كل ه���ذه النزاعات‬ ‫و س���نركز عل���ي التعري���ف و نقل‬ ‫الص���ورة و احلقيق���ة كم���ا هي يف‬ ‫كل م���ا يتعل���ق بتاري���خ و هوي���ة‬ ‫الطوارق أينما كانوا جغرافيا ‪.‬‬ ‫•ميادين ‪ :‬ما دوافع طموحكم إلنش��اء‬ ‫قناة توماست خاصة هلذا املكون ؟‬ ‫كما نع���رف أن الط���وارق يف ليبيا‬ ‫تعرضوا إبان ثورة السابع عشر من‬ ‫فرباي���ر لتش���ويه و تضليل إعالمي‬ ‫‪ ،‬و هذا أيض���ا ينطبق علي الطوارق‬ ‫يف أزواد و آي���ر ( النيج���ر ) و آهق���ار‬ ‫( اجلزائ���ر ) ه���ذا هو الس���بب األول‬ ‫و الرئيس���ي لفكرة تأس���يس قناة ‪.‬و‬ ‫السبب اآلخر هو أن املكونات الليبية‬ ‫اآلخ���ري جته���ل و خاص���ة املك���ون‬ ‫العرب���ي جيهل���ون متام���ا تاري���خ و‬ ‫حض���ارة ليبي���ا القدمية ال�ت�ي تعود‬ ‫للط���وارق و متتد ألالف الس���نني و‬ ‫بعضه���م ال يع���رف أن كلمة ليبيا‬

‫نفسها هي قبيلة أمازيغية قدمية و‬ ‫عريقة و مازالت ليومنا هذا جتوب‬ ‫الصحراء ‪ ،‬و مهمة توماست هنا أن‬ ‫تضع النقاط فوق احلروف ‪.‬‬ ‫•ميادي��ن ‪ :‬م��ا ه��ي الصعوب��ات ال�تي‬ ‫واجهتكم يف تأسيس قناة توماست ؟‬ ‫ابرز الصعوب���ات ال�ت�ي واجهتنا هي‬ ‫الصعوب���ات املادي���ة م���ن حيث جلب‬ ‫التربع���ات و كذل���ك صعوبة نظام‬ ‫البن���وك يف ليبي���ا حي���ث ال توج���د‬ ‫بنوك عل���ي االنرتن���ت ‪ ،‬و الصعوبة‬ ‫اآلخ���ري تكم���ن يف س���وء األوض���اع‬ ‫علي الس���احة الليبي���ة ‪ ،‬و الصعوبة‬ ‫يف ع���دم وج���ود ك���وادر فني���ة و‬ ‫س���نضطر يف فرتة الب���ث التجرييب‬ ‫للقناة لتدري���ب املواهب و اهلوايات‬ ‫اإلعالمي���ة املوج���ودة يف املنطقة ‪ ،‬و‬ ‫أيضا س���يتم تدريب الك���وادر إداريا‬ ‫لتكوين إدارة متكاملة للقناة ‪.‬‬

‫أستئناف الدراسة جبامعة بنغازي‬ ‫كتبت سامله قيقم ‪:‬‬ ‫أصدر ي���وم األربع���اء‪2014/8/28‬‬ ‫جملس جامع���ة بنغ���ازي واجمللس‬ ‫البل���دي بنغ���ازي بي���ان بقاع���ة‬ ‫األجتماع���ات باجلامع���ة حبض���ور‬ ‫املس���ؤولني م���ن اجلانبني‪.‬وخمتلف‬ ‫اإلعالميةاملق���رؤة‬ ‫القن���وات‬ ‫واملس���موعة واملرئية وبعد مناقش���ة‬ ‫األس���باب ال�ت�ي أدت إل���ي توق���ف‬ ‫الدراس���ة اجلامعي���ة وال�ت�ي أث���رت‬ ‫س���لبيا عل���ي التحصي���ل العلم���ي‬ ‫ومت التأكي���د خ�ل�ال البي���ان عل���ي‬ ‫أس���تئناف الدراس���ةباجلامعة ي���وم‬ ‫الس���بت املوافق ‪ 30‬اغسطس ‪2014‬‬ ‫وكذل���ك اإلس���تعداد لإلمتحانات‬

‫‪05‬‬

‫الفصلية والسنوية ‪.‬‬ ‫وأك���د د حمم���د املنف���ي الناط���ق‬ ‫اإلعالم���ي للجامع���ة ب���أن ق���رار‬ ‫أس���تئناف الدراس���ة أخت���ذ بع���د‬ ‫األتص���ال جبمي���ع أط���راف الصراع‬

‫الذي���ن قدم���وا ضمان���ات بع���دم‬ ‫أس���تهداف اجلامع���ة وحيادي���ة‬ ‫وإس���تقاللية احل���رم اجلامع���ي‬ ‫والرتكي���ز عل���ي أداء اجلامع���ة‬ ‫لدورها التعليمي ‪.‬‬ ‫ ‬

‫حيادية اإلعالم تكاد تكون خرافة كطائر العنقاء والغولة فممول الوس���يلة‬ ‫اإلعالمي���ة قطعا لدي���ه أهدافه اخلاصة اليت يس���عى لتحقيقه���ا أو الوصول‬ ‫إليها من خالل سعيه إلحداث التأثري يف اجلمهور املتلقي للرسالة اإلعالمية‬ ‫بغي���ة التأثري فيه وجعله يتبنى وجهة نظ���ر معينة وحمددة ختدم األهداف‬ ‫اليت يسعى لتحقيقها مالك الوسيلة أو املمول هلا‪.‬‬ ‫احليادي���ة ت���كاد تك���ون ش���عارات رنان���ة يرفعه���ا بع���ض ممارس���ي االتص���ال‬ ‫باجلماهري ومالكي وس���ائل اإلعالم إلقن���اع الناس بنزاهتهم وأنهم يف خدمة‬ ‫املتلق���ي لتزويده باملعلوم���ات حول قضايا تهم اجلمهور والدعاية لوس���ائلهم‬ ‫وم���ن ثم لوجه���ات نظرهم ال�ت�ي ختدم أه���داف قريبة أو بعي���دة وهي دعوة‬ ‫لإلقناع‪.‬حت���ى تل���ك الوس���ائل اإلعالمي���ة اليت ميك���ن وصفه���ا باحليادية إن‬ ‫وج���دت هي يف واقع األم���ر تدعو لتبين فكرة ورأي ترى أنه س���ليم ونزيه يف‬ ‫مواجهة أفكار آخرين يوصفون باالحنياز ألفكارهم اليت ال ختدم اجلمهور‬ ‫العام واملصلحة العامة اإلنس���انية ‪ ،‬ولكن القنوات والوس���ائل اإلعالمية اليت‬ ‫تعرف وتوصف حبياديتها هي أيضا هلا أهداف معلنة وأخرى مسترتة‪ ،‬فقط‬ ‫اخلربة واملهني���ة واحلرفية جتعل من الصعب على املتلقي العادي كش���فها‬ ‫وحتى الدارس�ي�ن والباحثني يف حتليل املضمون للوس���ائل اإلعالمية جيدون‬ ‫صعوب���ة يف الكش���ف عن نواي���ا وأهداف هذا الن���وع من الوس���ائل نظرا للوقت‬ ‫واجلهد والتكاليف املادية اليت يتطلبها حتليل املضمون‪.‬‬ ‫ولكن قدرة الوس���يلة على جذب اجلمهور وحتقيق االنتشار تكمن يف املهنية‬ ‫واحلرفية وطرق العرض والنشر ووقت النشر وحتديد اجلمهور املستهدف‬ ‫وحتديد األهداف بدقة وكيفية عرضها وتقدميها ورسم سياسات وأهداف‬ ‫الوس���يلة والتخطيط لتنفيذها وه���ذا يتوقف على رأس املال املخصص هلذه‬ ‫الوس���يلة أو تلك كون وس���ائل اإلعالم والصحافة هي صناعة مكلفة ماديا‬ ‫الميكن أن حتقق االنتش���ار واالس���تمرار بدون رأس م���ال كبري لكي حتقق‬ ‫أوس���ع انتش���ار ومن ثم تبيع مجهورها للمعلن لتحقق األرباح ‪ ،‬وفيما يتعلق‬ ‫بالرتويج لألفكار السياس���ية وتبين رأي حم���دد لتحقيق هدف توجيه الرأي‬ ‫الع���ام يف اجتاه ما فهو ما تس���عى لتحقيقه جل وس���ائل اإلع�ل�ام وإن اختلف‬ ‫األداء وطرق العرض والتقديم‬ ‫اإلعالم اللييب علميا ال يرقى ملستوى أن يطلق عليه إعالم كونه تغيب عنه‬ ‫أس���س اإلعالم خاص���ة فيما يتعلق بالبنية التحتي���ة االتصالية اليت تعد من‬ ‫ضرورات اإلعالم املعاصر كما غياب التقنيات احلديثة من وسائل االتصال‬ ‫واملواصالت وأدوات العمل اليت تتطلب رأس مال قادر على املنافسة والتواجد‬ ‫وحتقي���ق االنتش���ار ك���ي يس���تطيع الوص���ول للمعلوم���ة ومص���ادر األخبار‬ ‫واملعلومات من خالل ش���بكة من املراس���لني املتواجدين عل���ى رقعة جغرافية‬ ‫ته���م القن���اة واملتلقي حبيث حتق���ق الس���رعة املطلوبة فاألخب���ار واملعلومات‬ ‫بضاع���ة س���ريعة الب���وار والتلف‪ ،‬وم���ن حيث الكادر البش���ري فه���و يف حاجة‬ ‫للتدري���ب والتطوي���ر وهذه عملية مس���تمرة مؤكدة يف عل���م اإلدارة ‪ ،‬وجل‬ ‫مانش���هده اليوم ميكن وصفه بالضعيف وال يواكب العصر ومتطلباته وغري‬ ‫ق���ادر على اإلقناع وإحداث التأثري‪ .‬ويف بع���ض مظاهرة إعالم جهوي وقبلي‬ ‫بامتياز‪.‬‬ ‫إع�ل�ام ليبيا قاص���ر بل يكاد يكون عاج���ز متاما عن جذب اجلمه���ور وإقناعه‬ ‫بوجهات النظر والرؤى اليت تطرح من خالله غالبا ما تكون هزلية ‪ ،‬وهزيلة‬ ‫يف قوال���ب مهرتئ���ة ال ترقى ملس���توى الق���درة عل���ى اإلقناع لغياب أساس���يات‬ ‫ومتطلب���ات العمل اإلعالمي الذي حت���ول لصناعة جيهل حقيقتها القائمني‬ ‫على هذه الوسائل ‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫تقرير "بلومبريج" عن خفايا تبديد وسرقة ملياردات ليبيا يف اخلارج من القذايف وأوالده‬

‫كشف باألرقام وأمساء أبرز املشبوهني واملتو ّرطني من الشخصيات‬ ‫يف السابق واآلن!‬

‫يف يونيو ‪ ،2012‬علم فركاش أن أناس��ا يتع ّرضون للتعذيب يف س��جون‬ ‫حتت األرض يف بنغازي‪ .‬وما جعل هذا اإلكتش��اف مزعجا بش��كل خاص‪،‬‬ ‫أن أكرب غرف التعذيب هذه كانت تقع يف معسكر ‪ 17‬فرباير الثوري‬

‫(‪)1‬‬

‫‪0707‬‬ ‫الرتهوني يلتقي‬ ‫اجلالية الليبية‬ ‫بتونس‬

‫املرتجم‪ :‬مفتاح الس ّيد الشريف‬ ‫"يف أكتوب���ر ‪ 2011‬كان عم���رو‬ ‫فركاش يستمتع باحلياة كمستثمر‬ ‫مصريف يف بنك ‪ HSBC‬يف لندن "وهو‬ ‫بنك بريطاني م���ن أكرب بنوك العامل‬ ‫تأس���س يف هونج كونج س���نة ‪1875‬‬ ‫ّ‬ ‫ول���ه ‪ 74‬فرع���ا وخي���دم ‪ 52‬مليون���ا‬ ‫م���ن الزبائ���ن ‪ -‬املرتج���م"‪ ،‬عندما مسع‬ ‫مبوت معمر القذايف‪ ،‬الدكتاتور الذي‬ ‫أخضع ليبيا حلكمه الشاذ واملرعب يف‬ ‫كثري من األحيان ملدة ‪ 42‬س���نة‪ .‬لقد‬ ‫ابته���ج فركاش من ه���ذه االنباء‪ .‬فهو‬ ‫قد ترعرع يف مصر من والدين ليبيني‬ ‫ويت���وق إىل املش���اركة يف إع���ادة بن���اء‬ ‫بالده‪ ،‬اليت مل يس���بق ل���ه رؤيتها‪ .‬وقال‬ ‫‪":‬يف احلقيق���ة مل يك���ن لدي أي س���بب‬ ‫على اإلط�ل�اق ملغادرة لن���دن ووضعي‬ ‫الراقي يف العمل"‪ ،‬هكذا ّ‬ ‫تذكر ّ‬ ‫مؤخرا‬ ‫أثن���اء العش���اء يف مطع���م بالقاه���رة‪،‬‬ ‫وأضاف ‪" :‬حياتي كانت رائعة" ‪.‬‬ ‫يف األس���ابيع ال�ت�ي تلت م���وت القذايف‪،‬‬ ‫إنش���غل ف���ركاش برؤي���ة كي���ف أن‬ ‫إع���ادة بن���اء الب�ل�اد رمب���ا تك���ون أيضا‬ ‫طريق���ا ملزيد م���ن اإلثراء الش���خصي‪.‬‬ ‫درس ليبي���ا‪ ،‬وكّلم���ا أكث���ر م���ن‬ ‫دراس���تها ازداد اقتناع���ا بأنه���ا كان���ت‬ ‫منج���م ذه���ب ‪ -‬عبارة عن ش���ريط من‬ ‫الصحراء الساحلية يف مشال أفريقيا‪،‬‬ ‫إىل جانب مصر‪ ،‬ويبلغ عدد س���كانها ‪6‬‬ ‫ماليني نس���مة متعلمني نسبيا تعليما‬ ‫جي���دا‪ ،‬وهم يف حاجة على ما يبدو إىل‬ ‫كل نوع من املنتجات اإلس���تهالكية‬ ‫واخلدمات‪ ،‬واليت س���تكون البالد قادرة‬ ‫بس���هولة عل���ى دف���ع أمثانها بواس���طة‬ ‫اإلس���تمرار يف ض���خ كاملعت���اد ‪130‬‬ ‫أل���ف ‪ -150‬أل���ف برمي���ل م���ن النفط‬ ‫يوميا‪ .‬ومص���رف ليبيا املركزي‪ ،‬وفقا‬ ‫لروي�ت�رز لديه أكثر م���ن ‪ 100‬مليار‬ ‫دوالر م���ن اإلحتياطي���ات األجنبي���ة‪،‬‬ ‫معظمه���ا أم���وال جمُ عت م���ن مبيعات‬ ‫النف���ط حت���ت حك���م الق���ذايف‪ .‬وق���د‬ ‫اس���تثمرت اهليئة الليبية لالس���تثمار‬ ‫(‪ ،)LIA‬ذراع إلس���تثمارات اخلارجي���ة‬ ‫حلكومة القذايف‪ ،‬حنو ‪ 70‬مليار دوالر‬ ‫مع ش���ركات غرب ّية ممتازة مثل بنك‬ ‫(سوس���يتيي جنرال) وبنك (جولدمان‬ ‫س���اكس)‪ ،‬و‪ 50‬بليون دوالر إضافية‬ ‫أو أكث���ر اس���تثمرت يف مجي���ع أحناء‬ ‫أفريقي���ا‪ .‬ويف ليبي���ا‪ ،‬ف���إن كل أص���ل‬ ‫ميك���ن أن تتص���وّره م���ن األص���ول هو‬ ‫برخ���ص ال�ت�راب‪ .‬وق���ال ف���ركاش‬ ‫ّ‬ ‫متذكرا‪" :‬لقد كانت صفحة نظيفة‬ ‫‪ ..‬ويف إمكانك أن تبدأ من الصفر‪".‬‬

‫حت��ت عن��وان ‪ " :‬كيف بدّدت ليييا امللياردات وأحس��ن فرصة للدميقراط ّية " نش��رت جمل��ة بيزنيس ويك " اليت تصدرها وكال��ة "بلومبريغ " ذات الصيت‬ ‫العاملي يف أسواق املال واإلقتصاد أكرب تقرير بقلم ‪ :‬ديفيد صامويلس بتاريخ ‪ . 7/8/2014‬والتقرير املستند إىل حتقيقات ّ‬ ‫موثقة‪ ،‬يكشف ألول م ّرة‬ ‫ حس��ب علمن��ا ‪ -‬عن تبديد وإضاعة آالف ماليني الدوالرات من الق��ذايف وأوالده‪ .‬وحاولت احلكومات الليب ّية املتعاقبة بعد ثورة ‪ 17‬فرباير البحث عن‬‫واس�ترداد الثروة املنهوبة‪ ،‬ولكن بدون جدوى حتى اآلن‪ .‬ولس��نا يف حاجة إىل التعليق على التقرير املط ّول الذي س��نرتمجه كما هو دون تص ّرف‪ ،‬ونرتك‬ ‫للقارئ اللييب أن يس��تنتج احلقائق ويس��تخلص العرب‪ .‬وكل ما نو ّد لفت األنظار إليه أننا لس��نا مس��ؤولني عما ورد يف التقرير‪ ،‬أو أننا تع ّمدنا التع ّرض‬ ‫هليئات أو ألشخاص أومسؤولني بذواتهم‪ ،‬ألن هذا ال ميت بصلة إىل أمانة الرتمجة وصدق البحث عن احلقيقة للصاحل الوطين العام‪ .‬ولكن حني البدء‬ ‫يف ترمجة هذه احللقة أذاعت القنوات التليفزيزنية الفضائ ّية مساء اليوم ‪ 22‬أغسطس اجلاري أن "سلطة الرقابة املال ّية األمريكية (أصدر) طالبت‬ ‫"جولدم��ان س��كس" بدفع أكرب غرامة وتبل��غ ‪ 17‬مليارد دوالر ‪ ،‬و وكذلك مبلغ يفوق املليار دوالر على "سوس��يييت جنرال"‪ ،‬بته��م تتعلّق خبرق القانون‬ ‫األمريكي املتعلّق بالفساد وغش الزبائن‪ .‬واملصرفان العامليان مهتمان مع غريهما من ليبيا أيضا بضياع أموال عائدة إليها‪ ،‬فهل ستتن ّبه دوائر السلطة‬ ‫املس��ؤولة يف بالدنا وتضاعف اجلهد وتس��تغل الفرص الساحنة السرتجاع أموال الشعب املغبون؟ وتنش��ر "ميادين" احللقة األوىل من التقرير وستتابع‬ ‫نشر بق ّية احللقات يف أعدادها القادمة‪.‬‬ ‫ويذكر أن يف التقرير نشرت عدة صور متداولة عن مشاهد الدمار واخلراب يف ليبيا‪ ،‬من تصوير عصام عمران الفيتوري وهي عائدة لوكالة رويرتز‪.‬‬ ‫ع���اد ف���ركاش م���ن لن���دن إىل ليبي���ا‬ ‫يف ذل���ك الش���هر بال���ذات‪ ،‬جنب���ا إىل‬ ‫جنب م���ع اثنني من اصدقائ���ه‪ ،‬وبدأوا‬ ‫بتكوي���ن بنك إس���تثمار لييب له مكاتب‬ ‫يف طرابل���س وبنغ���ازي‪ .‬وذل���ك بهدف‬ ‫تشجيع اإلس���تثمار األجنيب املباشر يف‬ ‫ّ‬ ‫يتذكر ف���ركاش‪":‬كان‬ ‫ليبي���ا‪ .‬وهنا‬ ‫تش���م هن���اك رائح���ة‬ ‫يف أمكان���ك أن‬ ‫ّ‬ ‫الصفق���ات يف كل م���كان‪ .‬صفق���ات‬ ‫جذابة‪ ..‬عروض حتت التعاقد وأخرى‬ ‫على وشك القيام بها‪ ،‬وأسعار األراضي‬ ‫كان���ت غري مكلف���ة وت���زداد يوما بعد‬ ‫يوم يف القيمة‪ ..‬وكان يف إمكانك ملء‬ ‫خزان بنزين الس ّيارة مببلغ ‪ 5‬دوالر‪".‬‬ ‫كان أول تلمي���ح ع���ن الفس���اد الح له‬

‫بع���د عدة أش���هر م���ن وصول���ه‪ ،‬عندما‬ ‫ق��� ّرر اجملل���س الوط�ن�ي اإلنتقال���ي‪،‬‬ ‫ال���ذي كان آن���ذاك اهليئ���ة اإلداري���ة‬ ‫لليبي���ا‪ ،‬قد ق ّرر دف���ع تعويضات نقديّة‬ ‫ل���كل عائل���ة بقيم���ة ‪ 2400‬دوالر من‬ ‫اخلزانة الوطني���ة‪ .‬وكان هذا ينطوي‬ ‫على إنفاق امللي���اردات‪ .‬وقال فركاش‬ ‫"اعتق���دت أن م���ن األفضل إنف���اق املال‬ ‫ثم‬ ‫جلم���ع األس���لحة يف الب�ل�اد‪ ..‬ومن ّ‬ ‫ف ّك���رت ‪ :‬حن���ن ال نس�ي�ر يف اإلجت���اه‬ ‫الصحيح "‬ ‫ومرت أش���هر‪ ،‬ونظام اهلب���ات النقدية‬ ‫من قب���ل احلكوم���ة املركزي���ة أصبح‬ ‫مؤسس���يا‪ ،‬م���ع دفع���ات بس���هولة تزيد‬ ‫ّ‬ ‫قيمته���ا عل���ى ‪ 20‬ملي���ار دوالر يف‬

‫اجملم���وع‪ ،‬جي���ري توزيعها عل���ى عامة‬ ‫الناس يف ليبيا‪ ،‬ولك���ن أيضا باإلضافة‬ ‫إىل كل م���ن زعم أنه قات���ل أو أصيب‬ ‫جب���روح يف الثورة‪ .‬يف ح�ي�ن أن العديد‬ ‫ممن يس���مون بالث���وّار ومل تكن هلم إ ّ‬ ‫ال‬ ‫صل���ة بعي���دة بإطاحة القذايف‪ ،‬ش���كلوا‬ ‫جوه���ر امليليش���يات اليت ثب ّتت أنفس���ها‬ ‫بش���كل دائ���م يف م���دن ليبيا‪ ،‬ب���دال من‬ ‫اجلي���ش والش���رطة الذين مت ارس���ال‬ ‫أعضائه���م اىل أماك���ن س���كناهم‪ ،‬أو‬ ‫س���جنوا للتع���اون م���ع الق���ذايف بغض‬ ‫النظ���ر عم���ا إذا ارتكب���وا أي خط���أ يف‬ ‫الواقع‪.‬‬ ‫"كان ميك���ن ألي ش���خص أن يوقفك‬ ‫يف الش���ارع ويطل���ب من���ك حتدي���د‬

‫هويّتك"‪ ،‬كما قال فركاش‪ .‬وبس���بب‬ ‫اخلوف‪ ،‬كان عادة ما ميتثل‪ .‬ثم بدأت‬ ‫امليليشيات تقاتل بعضها بعضا من أجل‬ ‫األرض والدفعات النقدية من س���لطة‬ ‫الدول���ة املركزي���ة‪ ،‬اليت أُخ���ذت فعليا‬ ‫كرهينة‪ ،‬كما مت اس���تنزاف مليارات‬ ‫الدوالرات شهريا من خزينتها‪.‬‬ ‫يف يوني���و ‪ ،2012‬عل���م ف���ركاش أن‬ ‫أناس���ا يتع ّرضون للتعذيب يف س���جون‬ ‫حت���ت األرض يف بنغ���ازي‪ .‬وم���ا جع���ل‬ ‫هذا اإلكتشاف مزعجا بشكل خاص‪،‬‬ ‫أن أك�ب�ر غرف التعذي���ب هذه كانت‬ ‫تق���ع يف معس���كر ‪ 17‬فرباي���ر الثوري‪،‬‬ ‫متام���ا يف أس���فل ش���ارع الش���قة حي���ث‬ ‫كان يسكن‪ .‬لقد اعتقد دائما أن طاقم‬ ‫ال‪ 17‬فرباي���ر ه���م م���ن خ�ي�رة الناس‪.‬‬ ‫وق���ال‪" :‬مل أمن تل���ك الليل���ة‪ ..‬ودار يف‬ ‫ذه�ن�ي الس���ؤال ‪ :‬إذا كان ه���ذا حيدث‬ ‫اآلن‪ ،‬فما الفرق إذن مع الظلم يف زمن‬ ‫القذايف؟ "‪ .‬والش���خص الذي أبلغه عن‬ ‫غ���رف التعذيب كان عض���وا يف جهاز‬ ‫أم���ن الدول���ة اللييب‪ ،‬وأخ���ذ فركاش‬ ‫خيش���ى التص ّرف‪ .‬وأض���اف ‪" :‬أدركت‬ ‫علي أن‬ ‫أن���ه كان من اخلطر الش���ديد ّ‬ ‫أق���ول أي ش���يء"‪ ،‬واس���تطرد مرعوب���ا‪:‬‬ ‫"مل يك���ن هل���ذا أني ع���دت م���ن جديد‪.‬‬ ‫وأن���ا ال أريد أن أك���ون جزءا من وطن‬ ‫جدي���د يُبنى عل���ى التعذي���ب والظلم"‪.‬‬ ‫وغ���ادر فركاش ليبي���ا بعد يومني‪ ،‬ثم‬ ‫غ�ّي�رّ رأيه وع���اد‪ .‬و ّق��� ّرر أن يغلق احملل‬ ‫وانض���م‬ ‫يف بنغ���ازي‪ ،‬موط���ن عائلت���ه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إىل ش���ركائه يف طرابلس‪ .‬إذ ش���عرت‬ ‫العاصم���ة أنه���ا أكث���ر أمن���ا بس���بب‬ ‫وجود السفارات األجنبية‪ ،‬اليت كانت‬ ‫تس���تخدم القوات األمنية اخلاصة بها‪.‬‬

‫وشارك يف سكن شقة مع صديق كان‬ ‫يعم���ل مراس�ل�ا لصحيف���ة نيوي���ورك‬ ‫تامي���ز وش���بكة س���ي أن أن ‪ .‬وليل���ة بعد‬ ‫أخ���رى كان يش���اهد‪ ،‬بع���د الرجوع من‬ ‫العم���ل‪ ،‬لقط���ات من مع���ارك الش���وارع‬ ‫اليت ختوضها امليليش���يات املد ّربة قليال‬ ‫على احلرب‪ ،‬ولكن لديها مجيع معدات‬ ‫أي جي���ش معاصر‪ .‬لق���د رأى يف منازل‬ ‫األصدقاء وش���ركاء العمل‪ ،‬الرشاشات‬ ‫اوقاذفات القناب���ل اليدوية‪ ،‬والصواريخ‬ ‫املض���ادة للدبابات احملمولة على الكتف‪.‬‬ ‫غادر بع���د فرتة وجيزة إىل األبد‪" : .‬هذه‬ ‫صواريخ اس���تخدمت يف احلرب"‪ ،‬كما‬ ‫قال‪ ،‬واضاف "لقد خ ّزنوها يف منازهلم‪.‬‬ ‫ف���إذا م���ا أضط ّر ه���ؤالء الن���اس للتبوّل‪،‬‬ ‫فماذا سيفعلون حياهلا؟ "‪.‬‬ ‫يف األش���هر القليل���ة املاضي���ة تب�ّي�نّ‬ ‫لليبيني‪:‬أن املليش���يات املتحاربة دمرت‬ ‫قطاع���ات واس���عة م���ن مط���ار طرابلس‬ ‫الدولي بقذائف اهلاون والصواريخ اليت‬ ‫تطلق من الكت���ف‪ ،‬وصواريخ‪ ،‬الدبابات‪.‬‬ ‫وانتش���رت أخبار القتال م���رة أخرى يف‬ ‫يوليو عندما أش���عل ص���اروخ أو قذيفة‬ ‫النار يف مستودع نفطي كبري وتصاعد‬ ‫الدخان االس���ود اخلانق ف���وق طرابلس‪.‬‬ ‫وبع���د ذلك بوق���ت قصري ف��� ّر ‪27،000‬‬ ‫لييب هربا من القتال مشيا على األقدام‬ ‫يف ي���وم واح���د‪ ،‬ووصل���وا كالجئ�ي�ن‬ ‫إىل البل���دان األفريقي���ة اجمل���اورة‪ .‬ويف‬ ‫أس���بوع واحد فقط من شهر يوليو ُقتل‬ ‫أكثر من ‪ 60‬ش���خصا يف بنغازي‪ ،‬وفقا‬ ‫ملوج���ز صادر ع���ن جمموع���ة (صوفان)‬ ‫وه���ي ش���ركة استش���ارية متخصصة‬ ‫يف الش���رق األوس���ط‪ ،‬وأجل���ت الواليات‬ ‫املتح���دة وبريطاني���ا وفرنس���ا وأملاني���ا‬ ‫وكندا ّ‬ ‫موظفيها الدبلوماسيني‪.‬‬ ‫واخنف���ض إنت���اج النف���ط اللي�ب�ي إىل‬

‫حوال���ي ‪ 300،000‬برمي���ل يومي���ا‪،‬‬ ‫ونصف دزينة من الش���خصيات البارزة‬ ‫يف املشهد السياسي اللييب‪ ،‬الذين ظهروا‬ ‫متفائلني يف مق���االت الصحف الغرب ّية‬ ‫يتحدذث���ون ع���ن الليبي�ي�ن الش���جعان‬ ‫الذين عارضوا القذايف‪ ،‬وقاتلوا من أجل‬ ‫مس���تقبل أكثر عدال���ة ودميقراطية‪،‬‬ ‫ج���رى اغتياهل���م‪ ...‬ولقد م���رت وفاتهم‬ ‫دون أية مظاهرات أو أي ش���كل آخر هام‬ ‫من إش���عار اجلمهور داخ���ل ليبيا‪ .‬وذلك‬ ‫كمقي���اس ملدى عدم الصل���ة بالقضايا‬ ‫ال�ت�ي ح���ارب الليبييون م���ن أجلها‪ ،‬قبل‬ ‫ثالث سنوات‪.‬‬ ‫ومس���تقبل ليبي���ا‪ ،‬اإلقتص���ادي ال���ذي‬ ‫وُص���ف م���رة بأن���ه األمل���ع يف أفريقي���ا‪،‬‬ ‫يب���دو أيض���ا قامت���ا‪ .‬وقد أف���ادت مصادر‬ ‫األنب���اء الغربي���ة وقت وف���اة القذايف‪ ،‬أن‬ ‫الديكتاتور قد خّبأ عشرات املليارات من‬ ‫الدوالرات بعيدا يف حس���ابات يف اخلارج‬ ‫بينم���ا الب�ل�اد حباج���ة ماس���ة إىل دف���ع‬ ‫فواتريها‪ .‬وبعد إطاحته‪ ،‬بدأ البحث عن‬ ‫ثروته الش���خص ّية املخّب���أة‪ ،‬وهي ثروة‬ ‫(ال���دورادو) من الذه���ب املتخ ّيلة‪ ،‬واليت‬ ‫بني���ت جزئيا على اخلل���ط بني األصول‬ ‫الش���خصية للق���ذايف واألص���ول ال�ت�ي‬ ‫تسيطر عليها الدولة مثل ‪( LIA‬هيئة‬ ‫اإلستثمار الليب ّية)‪ .‬و ُقدّرت هذه الثروة‬ ‫يف خمتل���ف النش���رات لتك���ون م���ن ‪70‬‬ ‫ملي���ار اىل ‪ 100‬مليار دوالر‪ .‬وبس���رعة‬ ‫برز ك���وخ مص ّنع يتعاقد في���ه صائدو‬ ‫الصفق���ات مع ممثل���ي اجمللس الوطين‬ ‫اإلنتقال���ي يف ليبي���ا‪ ،‬للحص���ول عل���ى‬ ‫األصول املفق���ودة يف مقابل ‪ 10‬يف املئة‬ ‫ملن يحُ ضرها‪.‬‬ ‫املالحظة األوىل ‪ :‬يف أعلى اليسار حتت‬ ‫عنوان ثروة ليبيا ‪":‬معظم هذه األصول‬ ‫املختارة من برنامج ليبيا اإلس���تثماري‬

‫ّ‬ ‫مت جتميده���ا س���نة ‪ 2010‬والرس���م‬ ‫البيان���ي يتضم���ن األص���ول العائدة إىل‬ ‫الدول���ة الليبي���ة يف الرب���ع الثال���ث من‬ ‫س���نة ‪ . 2010‬وهي ال تتضمن األصول‬ ‫العائدة إىل أس���رة القذايف أو مس���ؤولي‬ ‫احلكوم���ة‪ ".‬وتتك���وّن الدوائ���ر الث�ل�اث‬ ‫عل���ى اليس���ار م���ن ‪ 7,2‬ملي���ار دوالر يف‬ ‫هيئة أس���هم (أو حصص)‪ ،‬و‪ 20,2‬مليار‬ ‫دوالر إيداع���ات‪ ،‬و ‪ 50‬ملي���ار دوالر‬ ‫جممدة يف أفريقيا‪ .‬وكلها‬ ‫أص���ول غري ّ‬ ‫أموال نقديّة كاحتياطي عائدة هليئة‬ ‫اإلس���تثمار الليب ّي���ة ومودع���ة باس���م‬ ‫مصرف ليبيا املركزي‪.‬‬ ‫املالحظ���ة الثاني���ة ‪ :‬بالنس���بة إىل‬ ‫التوضيح�ي�ن اإلثن�ي�ن يف املربعني أعلى‬ ‫اليم�ي�ن‪ ،‬األول على اليس���ار يقول‪":‬بنك‬ ‫جولدم���ان س���اكس وبن���ك أوش زيف‬ ‫هم���ا حت���ت التحقي���ق م���ن قب���ل وزارة‬ ‫الع���دل األمريك ّية خلروق���ات حمتملة‬ ‫لقان���ون (عمل ّي���ات الفس���اد يف اخلارج)‪،‬‬ ‫ولديهم���ا ‪ 3,2‬ملي���ار دوالر يف هيئ���ة‬ ‫س���ندات‪ .‬وهن���اك مبل���غ نق���دي م���ودع‬ ‫حلس���اب (جولدمان س���اكس) يف بنك‬ ‫‪ HSBC‬قيمت���ه ‪ 593‬ملي���ون دوالر‬ ‫نق���دا‪ .‬والتوضي���ح يف املربّ���ع الثان���ي‬ ‫يق���ول‪ :‬احلكوم���ة الليبي���ة تقاض���ي‬ ‫جولدمان ساكس و(سوسييت جنرال)‬ ‫لضي���اع جزء كبري من رأمس���ال البالد‬ ‫اإلس���تثماري‪ .‬وحتت���ه دوائ���ر صغ�ي�رة‬ ‫قيمتها ‪ 3,7‬مليار حتت إسم إستثمارات‬ ‫بديل���ة عائ���دة إىل سوس���ييت جن���رال‬ ‫وجولدمان ساكس و أوش زيف ‪.‬‬ ‫((والبيانات منقولة عن أصول خمتارة‬ ‫من تقرير ش���ركة املراجعة ‪KPMG‬‬ ‫اجملم���دة يف‬ ‫ع���ن قيم���ة األص���ول غ�ي�ر ّ‬ ‫أفريقيا مس���تقاة من التقارير املنشورة‬ ‫ومقابالت مع رجال األعمال))‬

‫وكاالت ‪ :‬التقى رئيس اهليئة التأسيس���ية لصياغة مشروع‬ ‫الدستور‪ ،‬علي الرتهوني‪ ،‬والوفد املرافق له‪ ،‬أمس اخلميس‪،‬‬ ‫اجلالية الليبية يف تونس يف إطار التحاور والتش���اور بش���أن‬ ‫تقدي���م املس���اعدة للهيئة يف صياغ���ة الدس���تور‪ ،‬وذلك على‬ ‫هامش زيارت���ه احلالية إىل تونس‪ .‬وأك���د الرتهوني خالل‬ ‫اللق���اء‪ ،‬عل���ى أهمي���ة التواصل م���ع كافة أطي���اف اجملتمع‬ ‫اللييب يف كل مكان للمساعدة يف صياغة الدستور بعيدين‬ ‫مش�ي�را إىل أن اهليئة ليس���ت جهة‬ ‫ع���ن القضايا السياس���ية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تنفيذية وال تش���ريعية ولكنها عل���ى دراية بأوضاع الليبيني‬ ‫يف اخل���ارج س���واء يف تون���س أو مص���ر أو غريه���ا م���ن الدول‬ ‫األخ���رى‪ .‬وقال إن���ه بالرغم من الظ���روف الصعبة اليت متر‬ ‫بها ليبي���ا حاليا إال أننا قررنا احلض���ور إىل تونس للتواصل‬ ‫معكم واالس���تماع إىل آرائكم وأفكاركم اليت قد تساعدنا يف‬ ‫مشروع صياغة الدس���تور‪ ،‬حسبما أوضح الرتهوني‪ .‬وتناول‬ ‫اللقاء العديد من املواضيع اليت طرحت من قبل احلاضرين‬ ‫ح���ول صياغة الدس���تور‪ ،‬حي���ث طالب���وا اهليئة الدس���تورية‬ ‫بإنش���اء صفحة على مواقع التواص���ل االجتماعي أو مركز‬ ‫إعالمي من شأنه التعريف بالدستور اللييب‪.‬‬ ‫ه���ذا وكان الدكت���ور علي الرتهوني والوف���د املرافق له قد‬ ‫التقوا مس���اء الثالثاء املاضي بتونس بالشيخ راشد الغنوشي‬ ‫رئيس حركة النهضة التونسية‪ .‬وقد متحور هذا اللقاء مع‬ ‫الغنوشي حول "االستفادة من التجربة التونسية يف كتابة‬ ‫الدس���تور‪ ،‬وض���رورة البح���ث ع���ن التوافقات ب�ي�ن خمتلف‬ ‫األط���راف الليبي���ة‪ ،‬ونبذ العن���ف والفرق���ة والعمل من أجل‬ ‫تعزيز الوحدة الوطنية بني أبناء الشعب الواحد"‪.‬‬

‫مدير مطار سرت‬ ‫الدوىل ينفي هبوط‬ ‫طائرة حمملة بالسالح‬ ‫نفى مدير مطار س���رت الدوىل‪ ،‬ي���وم اجلمعة املاضية‪،‬‬ ‫االخب���ار والش���ائعات إل���ي مت تداولته���ا ونش���رتها ع���دد‬ ‫م���ن صفحات التواص���ل االجتماعى وعدد م���ن القنوات‬ ‫الفضائية حول هبوط طائرة مبطار سرت الدوىل امس‬ ‫حمملة بالسالح‪ .‬وقال السيد امساعيل الزيدانى‪ ،‬مدير‬ ‫عام مطار سرت الدوىل‪ ،‬لوكالة االنباء الليبية‪ ،‬أن هذه‬ ‫االخبار كاذبة‪ ،‬وال أس���اس هلا م���ن الصحة‪ ،‬وأن املطار‬ ‫مل يستقبل أى طائرة‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫الواليات املتحدة غري مسؤولة عن الوضع يف ليبيا‬

‫ْ‬ ‫حالـة ُتعرف بِـ"‬ ‫تركت عقو ٌد من حكم القذايف الليبييـن يف ٍ‬ ‫مُتالزمة اضطراب ما َ‬ ‫بعد الصدمة "‬ ‫آن مارلوي* ‪ -‬ترمجة فرج الرتهوني‬ ‫مجع كل هذه‬ ‫•كيف َسيتمك ُنون من ِ‬ ‫البنادق‬ ‫ُ‬ ‫دخل���ت ليبيا للم���رة األوىل يف‬ ‫عندم���ا‬ ‫‪ 8‬أبري���ل ‪ 2011‬قادمة ب ّرا من مصر‪،‬‬ ‫جال خباطري أمران متضادان‪ ،‬أوهلما‬ ‫االس���تقبال الرائع الذي قوبلت به من‬ ‫قب���ل الث���وار املتواجدي���ن يف احل���دود‪،‬‬ ‫والثاني هو رؤييت إلعالم االس���تقالل‬ ‫اليت ترفرف يف كل مكان‪ ،‬وذكرتين‬ ‫بشكل كبري ببلدي وكأنها يف احتفال‬ ‫مس���تمر بذك���رى الراب���ع م���ن يوليو‬ ‫(عيد االستقالل)‪ .‬لكن بأشكال عديدة‬ ‫فقد ذكرتين ليبيا بأفغانستان عندما‬ ‫وصلتها للمرة األوىل يف ‪ :2002‬بنية‬ ‫حتتي���ة متواضع���ة ومتهالك���ة‪ ،‬فصل‬ ‫ب�ي�ن اجلنس�ي�ن‪ ،‬والغياب ش���به الكامل‬ ‫للثقاف���ة (الكت���اب‪ ،‬ودور الس���ينما‪،‬‬ ‫واملوس���يقى)‪ ،‬وعن���د وصولن���ا إىل‬ ‫بنغ���ازي كان أول م���ا نطق ب���ه رفيق‬ ‫رحليت‪ ،‬حممد هالل السنوس���ي‪ ،‬وهو‬ ‫من س�ل�الة العائلة املالكة السنوس���ية‪:‬‬ ‫كي���ف س���يتمكنون م���ن مج���ع كل‬ ‫ه���ذه البن���ادق املنتش���رة يف الش���وارع؟‪.‬‬ ‫احل���ادي عش���ر م���ن س���بتمرب ‪2012‬‬ ‫ه���و يومي األخ�ي�ر يف ليبي���ا‪ .‬كنت يف‬ ‫مط���ار طرابل���س ألس���تقل الطائ���رة‬ ‫الصباحي���ة إىل لن���دن‪ ،‬وبالطب���ع مل‬ ‫يكن ل���دي عل���م باهلجوم امل���روّع على‬ ‫البعث���ة الدبلوماس���ية األمريكي���ة‬ ‫الذي س���يجري يف مس���اء اليوم نفسه‪.‬‬ ‫وقفت يف طابور خلف لييب‪ /‬بريطاني‬ ‫يرت���دي الزي اإلس�ل�امي‪ ،‬وم���ن النوع‬ ‫احمل���ب لل���كالم وأخربن���ي بأن���ه رج���ل‬ ‫دي���ن‪ ،‬وكان قد زار معس���كرا لتدريب‬ ‫أف���راد القاع���دة بالق���رب م���ن درنة يف‬ ‫حماول���ة من���ه للج���دل م���ع املقاتلني‪.‬‬ ‫قل���ت ل���ه‪" :‬ال ينف���ع احلوار م���ع هؤالء‬ ‫املتطرف�ي�ن العنيف�ي�ن‪ ،‬وال مناص من‬ ‫قتاهلم‪ "،‬وبالطب���ع ردّد علي ما مسعته‬ ‫من كل لييب حتدثت معه يف الس���ابق‬ ‫أو الحق���ا‪" :‬كال فه���م ليبي���ون أيض���ا‪،‬‬ ‫وعلينا حماورتهم‪ ".‬لقد تعطلت محلة‬ ‫الل���واء خليفة حفرت ضد املتطرفني يف‬ ‫بنغازي بسبب مثل هذه املواقف‪ ،‬وأيضا‬ ‫بسبب مسعة حفرت السيئة‪ .‬ويف الوقت‬ ‫الراهن أخلي���ت الس���فارة األمريكية‬ ‫يف طرابل���س م���ن موظفيه���ا‪ ،‬وأغلقت‬ ‫أبوابه���ا‪ ،‬كم���ا أعلن���ت اجلماعة الذي‬ ‫يعتق���د أنها مس���ؤولة بش���كل عام عن‬ ‫هج���وم س���بتمرب ‪ 2012‬عل���ى مق���ر‬ ‫البعث���ة ومقت���ل الس���فري م���ع ثالث���ة‬ ‫أمريكي�ي�ن‪ ،‬ب���أن بنغ���ازي حت���ت‬ ‫س���يطرتها‪ ،‬وأنه���ا تعت�ب�ر من���ذ اآلن‬ ‫إم���ارة إس�ل�امية‪.‬ويف وق���ت مبكر من‬

‫ه���ذا الع���ام أفصح ل���ي ليبي���ون كنت‬ ‫على صل���ة بهم عن رغبتهم يف حدوث‬ ‫تدخل دولي إلعادة االس���تقرار للبالد‪.‬‬ ‫لك���ن يف الع���ادة الحظ���ت أن الليبي�ي�ن‬ ‫بعد الث���ورة ي���رون ب���أن كرامتهم ال‬ ‫تس���مح هل���م بطل���ب التدخ���ل الدولي‪،‬‬ ‫ب���ل إن ه���ذه الكرام���ة ال تس���مح هل���م‬ ‫حت���ى باإلنصات لألجانب (وهي صفة‬ ‫يتقامسونه���ا م���ع األمريكي�ي�ن) ويف‬ ‫مدين���ة زوارة أخربن���ي صدي���ق طيار‬ ‫بأن (حواميت أباتشي) فقط كفيلتان‬ ‫بإجبار امليليش���يات عل���ى التقيد بوقف‬ ‫إطالق الن���ار‪ ،‬بينما ق���ال لي صديقي‬ ‫رج���ل األعم���ال اللي�ب�ي حبس���رة‪ :‬ل���و‬ ‫فقط قام���ت األمم املتحدة أو الواليات‬ ‫املتح���دة بتعي�ي�ن مستش���ار يف كل‬ ‫وزارة فرمب���ا كان���ت األم���ور أفض���ل‬ ‫مما عليه اآلن‪ .‬يف الوقت نفس���ه أطلق‬ ‫ليبي���ون تغري���دات باإلجنليزي���ة عرب‬ ‫تويرت يس���تغيثون بالتدخ���ل األجنيب‪.‬‬ ‫كان���ت إجابيت على الدوام هي وجوب‬ ‫احلذر مما يطالبون به‪ ،‬فتدخل أجنيب‬ ‫س���ابق جع���ل العثماني�ي�ن حيكمونهم‬ ‫ملئ���ات الس���نني‪ ،‬والطلي���ان الذين غزوا‬ ‫ليبي���ا عام ‪ 1911‬س���جنوا ثلث س���كان‬ ‫الب�ل�اد يف معتقالت مجاعي���ة‪ ،‬أو رمبا‬ ‫ه���م ينش���دون الع���ون م���ن املقاول�ي�ن‬ ‫واحلقوقي�ي�ن واملصرفي�ي�ن األوربيني‬ ‫الذي���ن مكنوا الق���ذايف من نهب خريات‬ ‫الب�ل�اد بالكام���ل؟ ‪،‬ليس معن���ى هذا أن‬ ‫أزم���ة الب�ل�اد الراهن���ة س���ببها أخطاء‬ ‫اآلخري���ن‪ ،‬وعلى العك���س متاما‪ ،‬فمنذ‬

‫خروج القذايف من املش���هد عام ‪2011‬‬ ‫أعط���ى الع���امل ليبيا الكثري م���ن الرباح‬ ‫إلدارة شؤونها‪.‬‬ ‫كل أزمة جتري يف العامل‬ ‫• ‬ ‫تتعلق بالضرورة بهم‬ ‫وبالتال���ي فالفوضى احلالية الس���ائدة‬ ‫تقع عل���ى عات���ق الليبي�ي�ن يف الغالب‪،‬‬ ‫وه���ذا الل���وم لي���س مقص���ورا عل���ى‬ ‫اجله���ات احلكومي���ة وحدها‪ .‬ه���ذا هو‬ ‫منط���ق األش���ياء الذي يصع���ب إفهامه‬ ‫لألمريكي�ي�ن احلائري���ن مما جيري‬ ‫يف ليبي���ا‪ ،‬والذي���ن دأبوا عل���ى االعتقاد‬ ‫بأن كل أزمة جتري يف العامل تتعلق‬ ‫بالض���رورة بهم‪ .‬فنح���ن األمريكيني‬ ‫مل يك���ن لدين���ا الكثري م���ن التدخل يف‬ ‫ليبيا أثناء حكم القذايف‪ ،‬فلم نساعد يف‬ ‫غس���يل أمواله‪ ،‬ومل نشارك بعسكريني‬ ‫عل���ى األرض أثن���اء الث���ورة‪ ،‬ويف أغلب‬ ‫األحي���ان كان األوروبي���ون ه���م م���ن‬ ‫قادوا طائرات الناتو اليت قصفت قوات‬ ‫القذايف وحنن أعدنا تزويدها بالوقود‪.‬‬ ‫وإن ان���زالق ليبي���ا حن���و التط���رف‬ ‫واالح�ت�راب األهل���ى بعد ث���ورة ‪2011‬‬ ‫اليت س���اعدها الناتو‪ ،‬ال ميكن أن يكون‬ ‫حج���ة للتدخل يف ش���ؤون البلدان اليت‬ ‫تعص���ف به���ا االضطراب���ات‪ ،‬أو أن تعد‬ ‫كذل���ك حج���ة عكس���ية‪ .‬وال يدع���م‬ ‫ه���ذا الق���ول أيض���ا اآلراء التعميمي���ة‬ ‫ح���ول التط���رف اإلس�ل�امي‪ ،‬رغ���م أنه‬ ‫من الض���رورة اإلقرار أيض���ا بأن ليبيا‬ ‫بل���د مس���لم‪ .‬وق���د توصلت م���ن خالل‬ ‫وظيفيت كاستشارية إحدى اجلهات‬

‫احلكومي���ة الليبي���ة‪ ،‬ب���أن إضع���اف‬ ‫الدول���ة هو نتيج���ة مباش���رة للثقافة‬ ‫ال�ت�ي اكتس���بتها ليبي���ا بع���د ‪ 42‬عاما‬ ‫م���ن حك���م دكتاتوري���ة فوضوي���ة‪.‬‬ ‫وتع��� ّد مؤسس���ات الدول���ة يف ليبي���ا‬ ‫حديث���ة العهد‪ ،‬فلم تس���تقل البالد إال‬ ‫يف ع���ام ‪ ،1951‬واألس���س ال�ت�ي قامت‬ ‫عليه���ا الدول���ة الفتي���ة كان���ت غاي���ة‬ ‫يف التواض���ع‪ ،‬فق���د ع���دت آن���ذاك م���ن‬ ‫أفق���ر دول الع���امل‪ ،‬وي���كاد ش���عبها أن‬ ‫يكون أميا بالكام���ل وحتى عام ‪2008‬‬ ‫كان���ت نس���بة األمي���ة ‪ 20%‬حس���ب‬ ‫إحصاءات نظ���ام الق���ذايف‪ .‬يضاف إىل‬ ‫ما س���بق تفش���ي بريوقراطي���ة الدولة‬ ‫ـ يف نظ���ام الق���ذايف كان حن���و ‪75%‬‬ ‫م���ن الليبيني يعمل���ون يف الدولة ـ وإذا‬ ‫م���ا أخذنا يف االعتبار األهواء اجلنونية‬ ‫للق���ذايف ال���ذي كان يص ّع���ب القي���ام‬ ‫ب���أي ختطي���ط أو القي���ام ب���أي عم���ل‬ ‫عقالن���ي‪ ،‬فق���د كان الن���اس يؤمرون‬ ‫مبا جي���ب عليه���م القيام به‪ ،‬وأبس���ط‬ ‫الق���رارات ال تتخذ إال من طرف أعلى‬ ‫املستويات يف الدولة‪ ،‬وعموما فإن عدم‬ ‫القيام بش���يء أفضل من اختاذ قرارات‬ ‫جيري عكسها يف الغد‪ .‬الليبيون الذين‬ ‫عايش���وا نظام القذايف‪ ،‬إن مل يعانوا من‬ ‫متالزم���ة اضطراب ما بع���د الصدمة‪،‬‬ ‫فه���م عل���ى األق���ل مصاب���ون حبال���ة‬ ‫متقدم���ة من التش���تت يف تركيزهم‪،‬‬ ‫ومن مش���اكل يف القي���ام بالتخطيط‬ ‫وتنظيم أنفس���هم‪ ،‬ولي���س لديهم ثقة‬ ‫يف الت���زام اآلخري���ن بعهودهم‪ .‬ونصل‬

‫إىل النقائ���ص ال�ت�ي يفرضه���ا وج���ود‬ ‫الدولة الريعية‪ :‬الكس���ل‪ ،‬وعدم حتمل‬ ‫املسؤولية‪ ،‬وشعور زائف باالستحقاق‪،‬‬ ‫وتفش���ي اجله���ل‪ .‬وق���د عل���ق قانون���ي‬ ‫أوروبي عمل يف ليبيا لس���نوات طويلة‬ ‫قائ�ل�ا‪ :‬مل أمس���ع ب���أي مس���ؤول لييب‬ ‫يطرد من عمله بس���بب ع���دم الكفاءة‪،‬‬ ‫ألن النق���ود والروات���ب كانت تصرف‬ ‫للش���خص بغض النظ���ر ع���ن أفعاله‪،‬‬ ‫وقل���ة م���ن الليبي�ي�ن العامل�ي�ن يف‬ ‫الدول���ة ال ميلكون أي حس بالفخر أو‬ ‫املس���ؤولية عما يقومون به من أعمال‪.‬‬ ‫وعندم���ا يق���ع خط���أ م���ا فاملس���ؤولية‬ ‫تق���ع دائما عل���ى عاتق اآلخري���ن ‪،‬فلم‬ ‫أمس���ع مطلقا من أي لي�ب�ي قوال مثل‪:‬‬ ‫" إن���ه خطئ���ي ‪،‬أن���ا أحتمل املس���ؤولية‪،‬‬ ‫وس���أقوم بإصالحه‪".‬ويف ليبيا القذايف‬ ‫مل يك���ن للمعرف���ة أي���ة أهمي���ة‪ ،‬وهي‬ ‫غ�ي�ر مرتبطة بالض���رورة بالتعيني يف‬ ‫املناص���ب‪ ،‬ويف الوقت ال���ذي يوجد فيه‬ ‫الكث�ي�ر م���ن املهندس�ي�ن الليبيني ومن‬ ‫محلة ش���هادات الدكتوراه‪ ،‬فلم أقابل‬ ‫س���وى القليل�ي�ن الذين ميلك���ون رغبة‬ ‫حقيقية يف التعلم أو اهتماما بتحسني‬ ‫مس���توى معرفته���م‪ ،‬وال أعتق���د أنين‬ ‫ش���اهدت مطلقا أي لييب يق���رأ كتابا‬ ‫م���ن أجل املتعة‪ .‬وحت���ى مقارنة ببقية‬ ‫الع���رب الذي���ن ال ميلك���ون اقتص���ادات‬ ‫قوية وش���ركات ابتكاري���ة‪ ،‬فالليبيون‬ ‫معروف���ون بكس���لهم وفق���ر تعليمهم‪.‬‬ ‫وإذا م���ا ذك���رت الفس���اد‪ ،‬ومب���ا أن���ك‬ ‫ال تس���تطيع العي���ش بكرام���ة يف عهد‬ ‫الق���ذايف‪ ،‬فقد جلأ البع���ض إىل أعمال‬ ‫جتاري���ة صغ�ي�رة مث���ل إدارة املتاج���ر‬ ‫واملقاه���ي‪ ،‬ويف العم���وم كان الن���اس‬ ‫يعتمدون عل���ى مرتباته���م احلكومية‬ ‫الضئيل���ة‪ ،‬باإلضاف���ة إىل بع���ض‬ ‫النش���اطات الصغ�ي�رة غ�ي�ر الرمسي���ة‬ ‫وبع���ض م���ا يصله���م م���ن أقاربهم يف‬ ‫اخل���ارج‪ ،‬أو م���ا حيصل���ون علي���ه م���ن‬ ‫رش���ى‪ .‬أدت ثقاف���ة الفس���اد ه���ذه إىل‬ ‫مفارقات ساخرة باملطلق‪ ،‬فعلى سبيل‬ ‫املث���ال‪ ،‬انتخ���ب الليبي���ون ملؤمتره���م‬ ‫الوط�ن�ي الع���ام أو الربمل���ان أش���خاصا‬ ‫فاس���دين م���ن عه���د الق���ذايف‪ ،‬بدعوى‬ ‫أن الته���م قد لفقت هل���م‪ .‬كل من قام‬ ‫ب���أي عمل يف ليبيا بع���د ‪ 2011‬ميكنه‬ ‫أن خي�ب�رك بقصص مرعب���ة‪ :‬التغيري‬ ‫املس���تمر يف املناص���ب القيادي���ة‪ ،‬ويف‬ ‫الغالب فاملس���ؤول اجلديد أقل كفاءة‬ ‫م���ن س���ابقه‪ ،‬وأكث���ر كس�ل�ا وأق���ل‬ ‫اهتمام���ا بالعمل‪ ،‬فس���اد وحمس���وبية‬ ‫صارخ���ة يف أعل���ى مس���تويات الدولة‪،‬‬ ‫تعطي���ل يف تنفيذ أغلب األعمال يصل‬

‫‪09‬‬

‫تتحم��ل اهليئة الدبلوماس��ية الليبية ش��طرا من الل��وم‪ ،‬فالوزير قض��ى أغلب هذا العام ب�ين مالطا ومصر‪،‬‬ ‫وغالبا ال يتحدث الدبلوماس��يون الليبيون اإلجنليزية أو الفرنس��ية أو جييدون لغة البلد العاملني فيه‪ ،‬كما‬ ‫أن من بينهم العديد من اللصوص‬ ‫إىل مس���تويات مضحكة‪ ،‬والعديد من‬ ‫مس���ؤولي املستوى األعلى يف احلكومة‬ ‫ال يعرف���ون حت���ى اس���تخدام الربي���د‬ ‫االلكرتون���ي‪ ،‬ويغلقون هواتفهم أكثر‬ ‫مم���ا يفتحونه���ا‪ .‬والكث�ي�رون منهم ال‬ ‫يق���رؤون املراس�ل�ات ‪ ،‬وإن فعل���وا فهم‬ ‫ال يفهمونها‪ ،‬ويتع�ي�ن على املرء إجراء‬ ‫‪ 30‬إىل ‪ 40‬مكاملة هاتفية (وإن كان‬ ‫حمظوظ���ا يف التعام���ل م���ع ش���خص‬ ‫يس���تخدم اإلميي���ل فعليه إرس���ال من‬ ‫‪ 30‬إىل ‪ 40‬إميي���ل باللغ���ة العربي���ة)‬ ‫للحص���ول عل���ى أبس���ط الوثائ���ق‬ ‫الرمسية‪.‬‬ ‫‪...‬يف العموم ميكن وصف الليبيني‬ ‫بأنهم شعب لطيف!‬ ‫تتحمل اهليئ���ة الدبلوماس���ية الليبية‬ ‫ش���طرا من اللوم‪ ،‬فالوزير قضى أغلب‬ ‫ه���ذا العام ب�ي�ن مالطا ومص���ر‪ ،‬وغالبا‬ ‫ال يتح���دث الدبلوماس���يون الليبي���ون‬ ‫اإلجنليزية أو الفرنس���ية أو جييدون‬ ‫لغ���ة البلد العاملني في���ه‪ ،‬كما أن من‬ ‫بينه���م العدي���د من اللص���وص‪ ،‬وعتاة‬ ‫اجملرم�ي�ن‪ ،‬باإلضاف���ة إىل كونه���م‬ ‫ببساطة غري مؤهلني لشغل وظائفهم‪.‬‬ ‫ولق���د أدت ثقافة اهلدم اليت برزت إىل‬ ‫الوج���ود إىل حدوث فوضى سياس���ية‪،‬‬ ‫وم���ع اق�ت�ران ه���ذا بوج���ود كمي���ات‬ ‫هائلة من السالح‪ ،‬والضجة املتواصلة‬ ‫للدعاية اإلس�ل�اموية اليت تنطلق من‬ ‫دول اخلليج وحتدي���دا من قطر‪ ،‬فقد‬ ‫مث���ل ه���ذا فرص���ة س���احنة ألي لييب‬ ‫كس���ول‪ ،‬أو مع���اق نفس���يا‪ ،‬أو يفتق���ر‬ ‫للتعليم ال���ذي يؤهل���ه للحصول على‬ ‫فرص���ة توظيف‪.‬وكم���ا وصف األمر‬ ‫رج���ل أعم���ال لي�ب�ي طلب ع���دم ذكر‬ ‫امسه‪" :‬لقد مت تش���كيل حتالف يستند‬ ‫إىل املصاحل املش�ت�ركة بني امليليشيات‬ ‫اإلسالموية‪ ،‬وبني من نهبوا املال العام‬ ‫يف عه���د الق���ذايف‪ ،‬وكالهم���ا يرغ���ب‬ ‫يف اس���تمرار الفوض���ى ليس���تمروا يف‬ ‫القبض على زمام السلطة‪ ،‬وألن ليبيا‬ ‫بلد مس���لم فمن السهل على شاب غري‬ ‫ّ‬ ‫س���وي أن جيد إيديولوجي���ة متطرفة‬ ‫م���ا يف متناول ي���ده‪".‬ويف العموم ميكن‬ ‫وص���ف الليبيني بأنهم ش���عب لطيف‪،‬‬ ‫يتمتعون ب���روح الدعاب���ة والكاريزما‪،‬‬ ‫وحمبني للحياة أسوة بشعوب منطقة‬ ‫البحر املتوس���ط‪ ،‬كم���ا أن لديهم حب‬ ‫للحرية ش���بيه حبب األمريكيني هلا‪،‬‬ ‫مب���ا يف ذل���ك حري���ة الفوض���ى‪ .‬وهلذا‬ ‫فق���د بدت الث���ورة الليبي���ة يف بداياتها‬ ‫مبهج���ة ت���كاد تك���ون مذهب���ة للعقل‪،‬‬ ‫وهلذا الس���بب تتبعها العامل عن كثب‪،‬‬ ‫أكثر م���ن تتبعه للصراع القاس���ي يف‬ ‫س���وريا‪ .‬كان من املبهج أن تكون جزءا‬ ‫م���ن تلك الثورة‪ ،‬لكن بناء الدولة ليس‬ ‫باألمر املبه���ج‪ .‬يع���ود األمريكيون يف‬

‫أصوهلم إىل مناطق ش���تى من العامل‪،‬‬ ‫لك���ن م���ا جيمعن���ا ه���و التقي���د مبب���دأ‬ ‫العم���ل‪ ،‬وه���و م���ا ال ميلك���ه الليبي���ون‪.‬‬ ‫بع���د الثورة لي���س ل���دي الكثريين من‬ ‫الليبيني اهلم���ة املطلوبة للجلوس إىل‬ ‫مكتب طوال ‪ 12‬س���اعة والقيام بعمل‬ ‫حكوم���ي مض���ن أو تأس���يس ش���ركة‬ ‫ما‪ ،‬بل األكثر س���هولة ه���و االنضمام‬ ‫إىل ميليش���يا ما‪ /‬أو عصابة إجرامية‪،‬‬ ‫أو مغ���ادرة العم���ل الس���اعة الثاني���ة‬ ‫ظه���را ومتضي���ة بقية الي���وم يف تبادل‬ ‫أحادي���ث م���ع األصح���اب أو مش���اهدة‬ ‫التلفزي���ون‪.‬و ال أع���رف م���ا ال���ذي‬ ‫س���يحدث لليبي���ا يف املس���تقبل‪ ،‬لكنين‬

‫أع���رف أن م���ا ح���دث حت���ى اآلن ليس‬ ‫بسبب الواليات املتحدة‪ ،‬واشك أن لدى‬ ‫األخرية املقدرة على القيام بأي ش���يء‬ ‫إلص�ل�اح الوض���ع يف ليبي���ا‪ ،‬أكثر من‬ ‫قيامها من حني آلخر بإرسال طائرات‬ ‫بدون طي���ار لقت���ل بع���ض املتطرفني‬ ‫اجملرم�ي�ن‪ ،‬إىل جان���ب تقدي���م بع���ض‬ ‫الع���ون يف ضب���ط احل���دود‪ .‬ومل���اذا هم‬ ‫بهذه احلالة املزرية؟ ذلك ألن املسؤول‬ ‫العس���كري األم�ي�ن ق���د اس��� ُتبدل أثناء‬ ‫إمتامه لصفقة ش���راء طائ���رات بدون‬ ‫طي���ار واملع���دات العس���كرية الالزم���ة‪،‬‬ ‫بأح���د لصوص املال الع���ام‪ .‬وكان من‬ ‫املمك���ن أن تصب���ح ليبيا مث�ل�ا رائعا يف‬ ‫الع���امل‪ ،‬للمس���لمني ال���ذي متكنوا من‬ ‫اإلطاحة بنظامهم املس���تبد وأخذوا يف‬ ‫حكم أنفسهم دميقراطيا‪ ،‬ويف تأسيس‬ ‫جمتم���ع حي���وي ومنفت���ح‪ ،‬ولكن لكي‬ ‫يتحق���ق ذلك كان يتع�ي�ن أن ميتلكوا‬ ‫ثقافة مغايرة لتلك اليت ورثوها‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* تعمل يف وظيفة زائرة يف مؤسس���ة‬ ‫هدسون‪ ،‬وأمضت يف ليبيا أربعة أشهر‬ ‫يف ع���ام ‪ 2011‬ومدة أخرى يف ‪.2012‬‬ ‫نش���رت املقال���ة يف جمل���ة ذي ديل���ي‬ ‫بيست‪.‬‬ ‫•توضيح لدوافع ترمجة املقال‬ ‫ُ‬ ‫ت���رددت بع���ض الش���يء قب���ل التصدي‬ ‫لرتمج���ة ه���ذه املقال���ة الش���يقة‪،‬‬ ‫فالصدي���ق ال���ذي أحاهلا عل���ي‪ ،‬أرفقها‬ ‫مبالحظ���ة تقول‪ :‬مقالة قاس���ية حول‬ ‫مأس���اة ليبي���ا الراهن���ة‪ ،‬وحت���ى م���ع‬ ‫احتوائه���ا عل���ى العديد م���ن املبالغات‪،‬‬ ‫وأنها تغض النظ���ر عن نقاط كثرية‬

‫مهمة‪ ،‬إال أن فيها الكثري من احلقائق‪.‬‬ ‫ويف ح���ال مواجه���ة الليبي�ي�ن م���ع‬ ‫أنفسهم‪ ،‬ورؤية احلقائق املتعلقة بهم‪،‬‬ ‫فرمب���ا تكون تل���ك خط���وة يف االجتاه‬ ‫الصحيح‪.‬ولكن املواجع ال حد هلا‪ ،‬فقد‬ ‫يرى البعض يف نش���ر مثل هذه املقالة‬ ‫تش���هريا بالليبي�ي�ن‪ ،‬وكأن مزيدا من‬ ‫التش���هري يس���وؤهم‪ ،‬إال أنن���ا ن���رى أن‬ ‫املواجهة مع الذات أم ٌر البد منه‪ ،‬إذا ما‬ ‫أردنا معرفة أي���ن ضللنا الطريق‪ ،‬وما‬ ‫هي عللنا وسلبياتنا كشعب يعيش يف‬ ‫هذه املف���ازة الكربى‪ .‬س���أترك للقارئ‬ ‫متحي���ص الصف���ات الس���لبية ال�ت�ي‬ ‫أطلقته���ا علينا الكاتب���ة‪ ،‬وتقرير مدى‬ ‫انطباقه���ا علينا‪ ،‬وأعرف مس���بقا غياب‬ ‫الكث�ي�ر من الص���دق م���ع النفس لدي‬ ‫الكثريي���ن من���ا لالعرتاف بذل���ك‪ .‬وقد‬ ‫سيتبع نوعا من جلد‬ ‫يرى البعض يف ما‬ ‫ُ‬ ‫الذات‪ ،‬وذلك أم���ر مرتوك لتقديرهم‪،‬‬ ‫لكن يش���فع لي يف ذلك حسن القصد‪،‬‬

‫واألم���ل اليس�ي�ر يف اإلص�ل�اح‪ .‬البد أن‬ ‫الكثريي���ن س���ينتبهون إىل أن الكاتب���ة‪،‬‬ ‫ألسباب عديدة‪ ،‬مل تتطرق إىل كثري‬ ‫م���ن النقائ���ص والرذائل ال�ت�ي صارت‬ ‫لصيق���ة بالش���خصية الليبي���ة‪ .‬كن���ا‬ ‫نعرف أن س���رقة املال الع���ام أصبحت‬ ‫ش���ائعة يف عهد املس���تبد ب���ل وصدرت‬ ‫فيها الكثري من الفت���اوى الدينية اليت‬ ‫حتلله���ا وتش���جع عليه���ا‪ ،‬وهل���ذا ع���م‬ ‫الفس���اد مناحي احلياة وكان القضاء‬ ‫عليه إحدى مسببات انتفاضة فرباير‪.‬‬ ‫لكنن���ا فوجئنا بع���د فرباي���ر بقليل‪ ،‬أن‬ ‫السرقة أو ما يعرف بالتمشيط صارت‬ ‫أمرا ش���ائعا بني غالبية الليبيني‪ ،‬وهذه‬

‫الس���رقات تعرضت هلا املؤسسات كما‬ ‫األفراد عل���ى حد س���واء‪ ،‬وباألخص ما‬ ‫اصطل���ح على تس���ميته باملدن احملررة‬ ‫يف تاورغ���اء وس���رت وب�ن�ي وليد ورمبا‬ ‫يف غريه���ا‪ ،‬ال�ت�ي تعرض���ت لعملي���ات‬ ‫نه���ب خمجل���ة م���ن قب���ل (الث���وار)‬ ‫وتأك���دت لدين���ا روايات ع���ن ظاهرة‬ ‫اس���تيالء املواطن�ي�ن‪ ،‬يف ظ���ل غي���اب‬ ‫الدولة وغياب القي���م األخالقية‪ ،‬على‬ ‫األراضي الفض���اء والغابات وجتريفها‬ ‫وبيعه���ا‪ .‬وأش���هر عملي���ات الس���رقة‬ ‫باإلك���راه هي االس���تيالء بالقوة على‬ ‫نفط الليبي�ي�ن وحماول���ة بيعه خارج‬ ‫س���لطة الدول���ة بدع���اوى وطني���ة يف‬ ‫الب���دء حتول���ت بع���د ذل���ك إىل عملية‬ ‫ابت���زاز مفضوح���ة انته���ت حبصوهلم‬ ‫عل���ى أم���وال طائلة‪.‬وم���ا مل تذك���ره‬ ‫الكاتبة أيضا‪ ،‬هو تلك اجلرائم املروّعة‬ ‫ال�ت�ي ارتكبه���ا املتحارب���ون يف ط���ريف‬ ‫النزاع‪ ،‬فل���م تراع فيه���ا حرمة طفولة‬

‫أو ش���يخوخة‪ ،‬أو حرم���ة ام���رأة‪ ،‬وم���ا‬ ‫جرائ���م االغتص���اب الوحش���ية ال�ت�ي‬ ‫ارتكبت م���ن قبل ما يدع���ون انتماءهم‬ ‫للدي���ن والذي���ن تغ���ص بهم املس���اجد‬ ‫عن���د كل ص�ل�اة عنا ببعي���د‪ .‬كذلك‬ ‫مورست جرائم تعذيب بشعة من قبل‬ ‫مجيع األطراف ضد املخالفني هلم يف‬ ‫الرأي تس���تهجنها األعراف اإلنسانية‪،‬‬ ‫ومل ت���رق م���ن حي���ث الك���م والنوعي���ة‬ ‫حت���ى إىل جرائ���م عه���د الق���ذايف‪ .‬ومل‬ ‫متنعن���ا الش���هامة اليت ندع���ي أنها من‬ ‫خصالن���ا م���ن القتل العل�ن�ي ألصحاب‬ ‫الفك���ر املختلف م���ن النس���اء والرجال‬ ‫وحتى عائالتهم وأطفاهلم‪ .‬و ال يغيب‬ ‫ع���ن أي عاق���ل حج���م الغ���ش والكذب‬ ‫الفاح���ش الذي درجنا على ممارس���ته‬ ‫ضد اآلخر وحماولة تبش���يعه وتشويه‬ ‫صورت���ه بالباط���ل‪ ،‬ومل نت���ورع مجيعا‬ ‫من استخدام وسائل اإلعالم املختلفة‬ ‫يف التحريض وشيطنة الطرف اآلخر‬ ‫حت���ى وحن���ن نع���رف أن م���ا نقوله هو‬ ‫حم���ض ك���ذب (حبّل���ق) ‪.‬والق���درة‬ ‫اهلائل���ة ل���دي الليبيني عل���ى اإلصرار‬ ‫على تدم�ي�ر الذات واآلخ���ر‪ ،‬حتى وإن‬ ‫أدى ذلك إىل تدم�ي�ر مقدرات الوطن‪،‬‬ ‫فنحن نطلق مدافعنا وأس���لحتنا على‬ ‫بي���وت األبري���اء اآلمن�ي�ن‪ ،‬دون مراعاة‬ ‫ألبس���ط قواعد االش���تباك اليت تراعي‬ ‫يف احل���روب ب�ي�ن األع���داء‪ ،‬فم���ا بالك‬ ‫بال���ذي خيتل���ف مع���ك‪ .‬وحن���ن ندمر‬ ‫مق���درات الوط���ن (مط���ار‪ ،‬خزان���ات‬ ‫النفط‪ ،‬مؤسس���ات الدولة واملعسكرات‬ ‫واملبان���ي الش���رطية وغريه���ا‪ )،‬لك���ن‬ ‫الغري���ب واملضح���ك املبكي أنن���ا نطلق‬ ‫صيح���ات التكب�ي�ر أثن���اء ارت���كاب هذه‬ ‫الفظاعات‪ ،‬وكأن هذا األمر يتفق مع‬ ‫رغب���ات العناية اإلهلي���ة ومبباركتها‪.‬‬ ‫محلت الكاتب���ة جانبا من‬ ‫ويف النهاي���ة ّ‬ ‫س���وء س���لوك الليبيني التدمريي‪ ،‬على‬ ‫عاتق نظام املس���تبد الفرد الذي هيمن‬ ‫حن���و أربع���ة عق���ود فورث���وا ثقافت���ه‬ ‫الفاسدة وسلوكياته العبثية املدمرة‪.‬‬ ‫لك���ن وبعد أن رح���ل ذل���ك النظام إىل‬ ‫غ�ي�ر رجع���ة‪ ،‬ص���ارت حي���اة الليبي�ي�ن‬ ‫حتت رمحة عدد من املستبدين الكبار‬ ‫والصغ���ار من الليبيني وغ�ي�ر الليبيني‬ ‫بشكل أقل انضباطا عما سبق‪ ،‬وحتول‬ ‫االخت�ل�اف إىل ح���رب أهلية حتى وإن‬ ‫مل يع�ت�رف به���ا البعض‪ ،‬فال ع���زاء لنا‪،‬‬ ‫يف مش���روع دولة مدنية ودميقراطية‬ ‫نكاد نضيعه���ا حبمقن���ا وجهالتنا‪ ...‬إن‬ ‫بصي���ص األم���ل الوحي���د ال���ذي يبدو‬ ‫يف األف���ق ه���و قي���ام الربمل���ان املنتخب‬ ‫بواجبات���ه بص���ورة صحيح���ة وب�ت�ر ّو‬ ‫شديد يراعي احلالة الليبية املتشظية‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫الثقافـــــــــــــة‬

‫فاضل محاد أبو اهلول‬ ‫‪2-1‬‬

‫تكون���ي أكث���ر حيوي���ة‪ ...‬يظه���ر أنك‬ ‫شربت ش���يئا‪ ...‬جيب أن تكوني أكثر‬ ‫حيوي���ة‪ ››...‬مل تث���ر ومل تنفج���ر ب���ل‬ ‫حاولت أن تكون أكثر حيوية‪...‬‬ ‫تس���اءل املخ���رج ع���ن م���دى‬ ‫اس���تعداد الفريق‪ ...‬قال املش���رف على‬ ‫الكالكي���ت‪ ‹‹ :‬مه�ل�ا‪ ...‬م���ن فضل���ك‬ ‫سيدي›› كتب بس���رعة رقما جديدا‬ ‫عل���ى الكالكي���ت‪ ...‬اس���تغل املس���اعد‬ ‫الفرصة وغري كلمة وقال‪‹‹ :‬آنس�ت�ي‬ ‫مجايال جيب علي���ك أن تكوني أكثر‬ ‫حيوية‪ ...‬ستتزوجني األسبوع القادم‪...‬‬ ‫إذن م���ن املفروض أن تكوني س���عيدة‬ ‫وأن تغين بغبطة‪ ...‬قليال من احليوية‬ ‫م���ن فضلك‪ ...‬ه���ي ال تريد أن تس���مع‬ ‫ه���ذه املالحظ���ات وخاص���ة من طرف‬ ‫ه���ذا املس���اعد ال���ذي يفق���د احليوي���ة‬ ‫بس���بب زواجه على األرجح‪ ....‬اس���تعد‬ ‫املش���رف عل���ى الكالكيت مث���ل بقية‬ ‫الفري���ق وأعي���د كل ش���يء‪ ...‬أنه���ت‬ ‫مش���هد العين�ي�ن وعندم���ا وصلت اىل‬ ‫مش���هد األرداف ص���اح املخ���رج دون‬ ‫تري���ث‪‹‹ :‬يكف���ي‪ ...‬يكف���ي‪ ...‬وزجم���ر‬ ‫غاضب���ا تبا ل���ك‪ ...‬م���ن أم���رك بوضع‬ ‫ي���دك على خص���رك؟ مل تتذكر من‬ ‫أمرها بذلك ولكنها وضعت يدها على‬ ‫خصرها يف املش���اهد الس���بع الس���ابقة‬ ‫وقام���ت بنف���س احلركة يف املش���هد‬ ‫الثامن‪ ...‬رجع كل الفريق بآالته إىل‬ ‫نقط���ة البداي���ة‪ ...‬وضع املخ���رج يديه‬ ‫عل���ى خاصرتي���ه وأغم���ض عيني���ه‪...‬‬ ‫فج���أة تدحرج���ت نقط���ة ع���رق م���ن‬ ‫جبينه���ا ووقف���ت عل���ى أنفه���ا تنهدت‬ ‫فانتف���خ صدره���ا فضغط���ت عليه���ا‬ ‫سرتتها الضيقة‪ .‬يوجد مروحتان على‬ ‫‹‹البالتو›› ولكنهما مل يوجها حنوها‬ ‫أو حن���و أبيها الواق���ف يف ركن قصي‬ ‫أو حن���و أمها اجلالس���ة يف ركن آخر‪،‬‬ ‫لقد قدموا كرس���يا ألبيها ثم أخذوه‬ ‫منه عندما جاءه���م زائر مهم‪ ،‬حاولت‬ ‫إبعاد جمموعة من املتطفلني مينعون‬ ‫عنه���ا الرؤية بص���وت منخفض ولكن‬ ‫دون جدوى‪.‬‬ ‫بقي���ت واقف���ة أم���ام امل���رآة حائ���رة‬ ‫متس���ائلة عم���ا س���تفعله ث���م خاطبت‬ ‫املخ���رج خبجل ‹‹س���يدي‪ .‬أي���ن أضع‬ ‫يدي هذه املرة؟››‪...‬‬

‫أشوخاميرتان* ‪ .‬اهلند ترمجة‪ :‬ساسي محام‬

‫فاج���أ س���ؤاهلا املخ���رج فق���ال هل���ا‪:‬‬ ‫‹‹م���اذا قل���ت؟ ماه���ي احلرك���ة؟››‬ ‫بقيت وامجة فمس���اعد املخرج يعرف‬ ‫ومس���اعد املش���رف عل���ى الكالكي���ت‬ ‫يع���رف‪ ...‬كل الفري���ق يع���رف أنه���ا‬ ‫أمرت بوضع يدها على خصرها وبهز‬ ‫أردافه���ا‪ ...‬قالت للمخ���رج‪ ‹‹ :‬أغين‪(....‬‬ ‫أنظر إليك شزرا وأغين)‪ ...‬أغين‪(...‬هل‬ ‫تظن أني أصدق كالمك املعس���ول؟)‬ ‫أق���وم به���ذا العم���ل اآلن؟‪ ››...‬حاول���ت‬ ‫أن تق���وم باحلرك���ة دون أض���واء أو‬ ‫موس���يقى أو تكتكة الكامريا فتفاجأت‬ ‫بأنها مل تس���تطع غ�ي�ر تقليد ركيك‬ ‫للحركة‪ ..‬س���أهلا املخرج قلقا‪‹‹ :‬ماذا‬ ‫فعلت يف املرات السابقة؟››‪.‬‬ ‫‹‹ نفس الشيء سيدي››‪‹‹...‬حقا؟››‪...‬‬ ‫‹‹نعم سيدي›› هذه املرة أكد املساعد‬ ‫قائ�ل�ا‪ ‹‹ :‬نعم س���يدي‪ ...‬ولك���ن أعتقد‬ ‫أنكم تريدون تغيري احلركة؟››‪...‬‬ ‫ـ طيب‪ ...‬طيب ابدأوا بسرعة‪...‬‬ ‫اش���تعلت األض���واء‪ ،‬ارتفع���ت‬ ‫املوس���يقى‪ ،‬ارمت���ت يف ف���رح ال���زواج‬ ‫املزعوم‪ ...‬شعرت فجأة أن شيئا وقع‪...‬‬ ‫رأت وه���ي تدف���ع صدرها حن���و املرآة‬ ‫اخلامت الكبري ال���ذي كانت تضعه يف‬ ‫اصبعه���ا معلق���ا يف ط���رف الس���اري‪...‬‬ ‫هي تقوم بدور قروية بس���يطة تلفظ‬ ‫أنفاسها يف املقطع الثالث من الفيلم‪...‬‬ ‫وعليه���ا أن تلب���س ه���ذه اخل���وامت‬ ‫واحللي‪ ...‬هي ال تتج���رأ على الوقوف‬ ‫من تلقاء نفس���ها فحاول���ت ان تواصل‬ ‫بقدر استطاعتها‪ ...‬لن تستطيع البقاء‬ ‫طوي�ل�ا‪ ....‬فلما فتح���ت اخلزانة تعلق‬ ‫الس���اري بيدها وكش���ف كل عنقها‬ ‫ــ ه���ذا لي���س مهما ـ���ـ وانكس���ر اخلامت‬ ‫الرخيص الثمن وكاد يقطع اصبعها‬ ‫نصفني‪...‬‬ ‫كان���ت تق���ف أمام املرآة‪ ...‬تش���عر‬ ‫ب���أمل ح���اد يف اصبعه���ا ويف بع���ض‬ ‫األحيان تس���ري يف جسدها قشعريرة‬ ‫وال تس���تطيع أن تش���كو لغ�ي�ر امه���ا‬ ‫ال�ت�ي جتل���س بعي���دة عنه���ا‪ ...‬حاولت‬ ‫أن تلتح���ق بابنتها ولك���ن أحدهم نهر‬ ‫بص���وت مرتف���ع املتفرج�ي�ن الذي���ن‬ ‫حتلق���وا عل���ى البالت���و فرجع���ت إىل‬ ‫مكانها‪ .‬وبقي األب واقفا ذليال صامتا‬ ‫يف ركن���ه‪ ...‬أما الزائ���ر املهم فله غاية‬ ‫أخرى غري مشاهدة تصوير الفيلم‪...‬‬ ‫ق���ال املخرج بلهج���ة حازمة‪ ‹‹ :‬ال‬ ‫يعاد تصوير هذا املشهد إال مرة واحدة‬ ‫فقط وبعد ذلك ال أريد أن أمسع بهذا‬ ‫املشهد‪ ››...‬استعد اجلميع للتصوير‪...‬‬ ‫مس���حوا الدم الذي يسيل من اصبعها‬ ‫ووضعوا عليه مرهما سبب هلا حرقانا‬ ‫يف العظ���م‪ ...‬أصل���ح امللب���س فس���تانها‬ ‫رغ���م ع���دم احلاج���ة لذل���ك ألنه���ا ال‬ ‫تس���تطيع الرف���ض أو االحتج���اج‪...‬‬ ‫ه���ذا الرجل ال يضي���ع فرصة إصالح‬ ‫ثوبها‪ ...‬تغمرها رائحته الكريهة جدا‪..‬‬ ‫انته���ى امللبس من عمل���ه فأخذ مكانه‬ ‫املزي���ن فوض���ع عل���ى وجهه���ا طبق���ة‬ ‫مسيك���ة من املس���احيق بس���بب العرق‬ ‫الغزي���ر ‪ ...‬انتش���رت رائح���ة العط���ر‬ ‫الرخي���ص الثمن ‪ ...‬وضع على وجهها‬ ‫م���اء ال���ورد فتصل���ب املس���حوق (مواد‬ ‫التجميل اهلندية الرخيصة الثمن هلا‬ ‫وملثيالتها أما املواد املهربة من هوليود‬ ‫للنجمات)‪.‬‬ ‫ه���ي مازال���ت ش���ابة مل تب���دا العم���ل‬ ‫اال من���ذ ث�ل�اث س���نوات فق���ط فنالت‬ ‫التقدير وعاملها كل أعضاء الفريق‬ ‫باحرتام هلذه االس���باب ال تستطيع أن‬ ‫تستمتع حبرية ممثلة أدوار ثانوية‪...‬‬ ‫عليه���ا ان ترت���دي خارج البالت���و ثيابا‬

‫���ن َّ‬ ‫���ات َل َعَّل ُك ْ‬ ‫���م َت ْش��� ُك ُر َ‬ ‫ِم َ‬ ‫ون))‬ ‫الط ِّي َب ِ‬ ‫ُ‬ ‫(س���ورة األنف���ال )‪ ،‬وأم���ر اهلل تعاىل‬ ‫األم���ن‬ ‫املؤمن�ي�ن باحلف���اظ عل���ى‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫بالوقوف يف وجه كل من‬ ‫واألم���ان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫���ج أم َنه���م ‪ ،‬أو يحُ ��� ِد َث‬ ‫ُزع َ‬ ‫أراد أَ ْن ي ِ‬ ‫الفوض���ى يف ِّ‬ ‫ُث�ي�ر َ‬ ‫القلق‬ ‫صفهم ‪ ،‬وي َ‬ ‫واالضطراب فيهم ‪ُ ،‬مسلمني كانوا‬ ‫أو غ�ي�ر ُمس���لمني‪ ،‬أف���رادًا كانوا أو‬ ‫مجاع���ات ‪ ،‬فق���ال تب���ارك وتع���اىل‪:‬ـ‬ ‫ُون َ‬ ‫ي���ن يحُ َ ِارب َ‬ ‫(( ِإنمَّ َ ���ا َج��� َزا ُء َّال ِذ َ‬ ‫اهلل‬ ‫َ‬ ‫َو َر ُس���و َل ُه َوي ْ‬ ‫ض َف َسادًا‬ ‫َس َع ْو َن فيِ األ ْر ِ‬ ‫أَ ْن ي َ‬ ‫���ع‬ ‫ُصَّل ُب���وا أَ ْو ُت َق َّط َ‬ ‫ُق َّت ُل���وا أَ ْو ي َ‬ ‫ُ���م ِم ْ‬ ‫���ن ِخ َ‬ ‫���م َوأَ ْر ُج ُله ْ‬ ‫يه ْ‬ ‫�ل�ا ٍف أَ ْو‬ ‫أَ ْي ِد ِ‬ ‫ي ُْن َف ْوا ِم َ َ‬ ‫ض َذ ِل َ‬ ‫���ك لهَ ُ ْم ِخ ْز ٌي‬ ‫���ن األ ْر ِ‬ ‫الد ْ‬ ‫���ر ِة َع َ‬ ‫ُّن َي���ا َولهَ ُ ْ‬ ‫اب‬ ‫���ذ ٌ‬ ‫اآلخ َ‬ ‫���م فيِ ِ‬ ‫فيِ‬

‫َ‬ ‫واألخ�ل�اق ِّ‬ ‫والنظ���ا َم والقان���ون وال‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فرق بني أَن َ‬ ‫الطائفة من‬ ‫تكون هذه‬ ‫ُ‬ ‫املس���لمني‪ ،‬أو ِّ‬ ‫الذ ِّميني‪ ،‬أو املعاهدين‬ ‫أو ْ‬ ‫بي�ي�ن‪ ،‬م���ا دام ذل���ك يف دار‬ ‫احلر ِّ‬ ‫اإلس�ل�ام((داخل الدول���ة))‪ ،‬وما دام‬ ‫ُع ْدوا ُنه���ا عل���ى كل ْ‬ ‫ق���ون الدم‬ ‫حم ِ‬ ‫ُ‬ ‫تتحق ُ‬ ‫َّ‬ ‫خبروج‬ ‫احلراب���ة‬ ‫���ق‬ ‫وكم���ا‬ ‫ِ‬ ‫مجاع���ة م���ن اجلماع���ات‪ ،‬فإَِّنه���ا‬ ‫ٍ‬ ‫تتحق ُ‬ ‫َّ‬ ‫���ق كذل���ك خبروج ْ‬ ‫ف���ر ِد من‬ ‫األف���راد‪ ،‬فلو كان ْ‬ ‫لفر ٍد من األفراد‬ ‫ْ‬ ‫فض ُ‬ ‫وبط���ش‪ ،‬ومزي��� ُد‬ ‫ج�ب�روت‬ ‫���ل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫اجلماع���ة‬ ‫ق���و ٍة و ُق���در ٍة يغل���ب به���ا‬ ‫َّ‬ ‫عل���ى َّ‬ ‫وامل���ال وال ِع ْرض‪ ،‬فهو‬ ‫النفس‬ ‫ِ‬ ‫اخلروج‬ ‫ُسمى هذا‬ ‫ُ‬ ‫حُمارب‪ ،‬وكما ي َّ‬ ‫اجلماعة وعل���ى دي ِنها ِح ً‬ ‫رابة‪،‬‬ ‫على‬ ‫ِ‬

‫حي؛‬ ‫إىل اإلس�ل�ام واملس���لمني وه���و ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫املوت‬ ‫فلي���س ل���ه هذا‬ ‫الش���رف بع���د ِ‬ ‫أيض���ا‪َ ،‬‬ ‫ُّ‬ ‫���ث ُ‬ ‫أل َّن���ه ُي ْب َع ُ‬ ‫ً‬ ‫كل َع ْب ٍد على‬ ‫((منْ‬ ‫َ‬ ‫م���ات عل ْيه‪َّ ،‬‬ ‫ما َ‬ ‫والن�ِب�يِ ُّ يقول‪:‬ـ َ‬ ‫لجْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َخ َر َج ِم َ‬ ‫اع َة‪،‬‬ ‫���ن الط َ‬ ‫اع ِة َوفا َر َق ا َم َ‬ ‫اه ِل َّي ً‬ ‫���ات ِمي َت ً‬ ‫���ات؛ َم َ‬ ‫���م َم َ‬ ‫���ة))‬ ‫ُث َّ‬ ‫���ة َج ِ‬ ‫إن َ‬ ‫( مس���لم)‪َّ ِ،‬‬ ‫ك���رم‬ ‫اهلل ُس��� ْب َحا َنه‬ ‫َّ‬ ‫اإلنس���ان خلق ُه بيده‪َ ،‬‬ ‫ونفخ في ِه من‬ ‫جد له مالئك َته‪َّ ،‬‬ ‫ُروحه‪ْ ،‬‬ ‫وأس َ‬ ‫وسخر‬ ‫األرض‬ ‫���موات وم���ا يف‬ ‫ل���ه ما يف َّ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫واملواهب‬ ‫مجي ًعا منه‪ ،‬وزوَّده بال ُقوى‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫وليصل إىل أقصى‬ ‫ليس���و َد األرض‪،‬‬ ‫مادي وارتقا ٍء‬ ‫ما ُق ِّد َر له من‬ ‫كمال ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫وحي وال يمُ ُ‬ ‫اإلنسان‬ ‫كن أَ ْن يحُ ِّق َق‬ ‫ُر ٍّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أهدا َفه‪ ،‬ويبل���غ غاي َته ِإال إذا توفرت‬

‫سيكون العامل بني يديها‬

‫َ‬ ‫ض َ‬ ‫ك َم���ا ْاس��� َت ْخ َل َف َّال ِذ َ‬ ‫ين‬ ‫فيِ األ ْر ِ‬ ‫ِم ْ‬ ‫���ن لهَ ُ ْ‬ ‫���ن َق ْبِل ِه ْ‬ ‫���م َو َل ُي َم ِّك َن َّ‬ ‫ُم‬ ‫���م ِدي َنه ُ‬ ‫���م َو َل ُي َب ِّد َلَّنه ْ‬ ‫َّال ِذي ْار َت َض���ى لهَ ُ ْ‬ ‫ُم ِم ْن‬ ‫���م أَ ْم ًن���ا ي َْع ُبدُو َن�ِن�يِ َ‬ ‫ب َْع��� ِد َخ ْو ِف ِه ْ‬ ‫ال‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َم���ن َ‬ ‫���ر ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ك َف َر‬ ‫ون ِب���ي َش��� ْي ًئا و َ‬ ‫يُش ِ‬ ‫���ك َفُأو َل ِئ َ‬ ‫ب َْع َد َذ ِل َ‬ ‫اس��� ُق َ‬ ‫ون‬ ‫���ك ُه ُم ْال َف ِ‬ ‫وام�ت�ن ُ‬ ‫َّ‬ ‫اهلل على‬ ‫))(س���ورة الن���ور )‪،‬‬ ‫نعمة‬ ‫هؤالء املؤمنني مبا حباهم من ِ‬ ‫األم���ن‪ ،‬فقال تعاىل‪:‬ـ (( و ْ‬ ‫َاذ ُ‬ ‫ك ُروا ِإ ْذ‬ ‫َ‬ ‫أَ ْن ُت ْم َقِل ٌ‬ ‫يل ُم ْس��� َت ْض َع ُف َ‬ ‫ض‬ ‫ون فيِ األ ْر ِ‬ ‫���م َّ‬ ‫تخَ َ ا ُف َ‬ ‫���اس‬ ‫���ون أَ ْن َي َت َخ َّط َف ُك ُ‬ ‫الن ُ‬ ‫َّد ُ‬ ‫َفآو ُ‬ ‫َاك ْم َوأَي َ‬ ‫ك ْم ِب َن ْص ِر ِه َو َر َز َق ُك ْم‬

‫س���مى‬ ‫َع ِظ ٌ‬ ‫يم )) (س���ورة املائدة )‪ ،‬و ُت َّ‬ ‫حُ‬ ‫اآلية َ‬ ‫هذه ُ‬ ‫احلرابة‬ ‫اربة أو ِ‬ ‫آي���ة امل ِ‬ ‫حُ‬ ‫وامل ُ‬ ‫اربة ُمفاعل ٌة من احلرب‪ ،‬وهي‬ ‫الس ُ‬ ‫ُّ‬ ‫المة من األذى‬ ‫الس ْلم‪ ،‬وهو َّ‬ ‫ضد ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫واألم���ن عل���ى‬ ‫���رر واآلف���ات‪،‬‬ ‫والض ِ‬ ‫َّ‬ ‫فس واملال‪.‬‬ ‫الن ِ‬ ‫احل َ‬ ‫راب���ة‬ ‫وق���د َّ‬ ‫ع���رف ال ُفقه���ا ُء ِ‬ ‫َّ‬ ‫حة‬ ‫((خ���روج‬ ‫َبأ َّنه���ا‪:‬ـ‬ ‫ُ‬ ‫طائف���ة مس���ل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يف دار اإلس�ل�ام‪ ،‬إلح���داث ْ‬ ‫الفوضى‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وس���ل ِب األم���وال‪،‬‬ ‫وس���ف ِك الدِّم���اء‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫احلرث‬ ‫وإهالك‬ ‫وهت ِك األع���راض‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫والن ْس���ل‪ُ ،‬متحدِّي ً‬ ‫َّ���ة بذل���ك الد َ‬ ‫ِّي���ن‬

‫ُس���مى ً‬ ‫���ع طريق‪،‬‬ ‫أيض���ا َق ْط َ‬ ‫فإَِّن���ه ي َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫خبروج هذه‬ ‫الن���اس ينقطعون‬ ‫أل َّن‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ميرون‬ ‫اجلماعة ع���ن الطريق‪ ،‬فال ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫خش���ية أن ت ْس���فك دماؤهم‪ ،‬أو‬ ‫فيه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫لهُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أعراضهم‪،‬‬ ‫لب أموا م‪ ،‬أو تهتك‬ ‫ُت ْس َ‬ ‫يتعرض���ون لمَِا ال ُق���در َة هلم على‬ ‫أو َّ‬ ‫ُمواجهته‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫مم���ن محل‬ ‫ت�ب�رأ رس���ول اهلل َّ‬ ‫وق���د َّ‬ ‫َ‬ ‫الطري���ق‪ ،‬وأخاف‬ ‫�ل�اح وقط���ع‬ ‫الس َ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫((من حمَ َ ���ل َعل ْي َنا‬ ‫اآلمن�ي�ن‪ ،‬فقال ‪:‬ـ َ‬ ‫الس َ‬ ‫س ِمَّن���ا))( متفق عليه‬ ‫ِّ‬ ‫�ل�ا َح َف َل ْي َ‬ ‫ُ‬ ‫االنتس���اب‬ ‫)‪ ،‬فإِذا مل يكن له ش���رف‬ ‫ِ‬

‫النم���و‪ ،‬وأَ َخ َ‬ ‫عناص���ر ُّ‬ ‫���ذ‬ ‫مجي���ع‬ ‫ل���ه‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫طليعة هذه‬ ‫حقوق���ه كامل���ة‪ ،‬ويف‬ ‫ِ‬ ‫احلقوق اليت ضمنها اإلس�ل�ا ُم ُّ‬ ‫حق‬ ‫ِ‬ ‫َّس ال يحَ ِ لُّ‬ ‫احلي���اة‪ ،‬وهو ٌّ‬ ‫ح���ق ُمق���د ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫استباحة محاه‪،‬‬ ‫انتهاك ُحرم ِته وال‬ ‫يق���ول اهلل س���بحانه‪:‬ـ (( َو َ‬ ‫ُ‬ ‫ال َت ْق ُت ُل���وا‬ ‫���ر َم ُ‬ ‫اهلل ِإ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ال ِبالحْ َ ِّ‬ ‫���ق‬ ‫الن ْف َ‬ ‫���س َّال�ِت�يِ َح َّ‬ ‫اإلس���راء ‪ ،‬ويقول س���بحانه وتعاىل‬ ‫ال َت ْق ُت ُلوا أَ ْو َ‬ ‫َو َ‬ ‫َك ْم َخ ْش��� َي َة ِإ ْم َ‬ ‫الد ُ‬ ‫ال ٍق‬ ‫ُ���م وَِإي ُ‬ ‫���م ِإ َّن َق ْت َله ْ‬ ‫َّاك ْ‬ ‫نحَ ْ ُن َن ْر ُز ُقه ْ‬ ‫ُم‬ ‫ان ِخ ْط ًئا َ‬ ‫َ‬ ‫كَ‬ ‫ريا ))(اإلسراء)‬ ‫ك ِب ً‬ ‫وه���ذا التحري���م ثابت يف الش���رائع‬ ‫كله���ا‪ ،‬وق���د كت���ب اهلل القصاص‬ ‫عل���ى من كان قبلن���ا‪ ،‬زج ًرا للناس‬ ‫ومن ًعا هلم من سفك الدماء وإزهاق‬ ‫األرواح بغ�ي�ر ح���ق‪ ،‬فق���ال تب���ارك‬ ‫���ل َذ ِل َ‬ ‫���ك َ‬ ‫ك َت ْب َنا‬ ‫وتع���اىل‪:‬ـ (( ِم ْن أَ ْج ِ‬ ‫يل أَ​َّن��� ُه َم ْ‬ ‫���را ِئ َ‬ ‫���ن َق َت َل‬ ‫َع َل���ى َب�ِن�يِ ِإ ْس َ‬ ‫َ‬ ‫َن ْف ًسا بغَيرْ َن ْف َ‬ ‫ض‬ ‫س أ ْو َف َسا ٍد فيِ األ ْر ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫َف َكَأنمَّ َ ���ا َق َت َ‬ ‫���ل َّ‬ ‫َم ْن‬ ‫���اس جمَ ِ ي ًع���ا و َ‬ ‫الن َ‬ ‫اه���ا َف َكَأنمَّ َ ا أَ ْح َي���ا َّ‬ ‫أَ ْح َي َ‬ ‫اس جمَ ِ ي ًعا‬ ‫الن َ‬ ‫َو َل َق ْ‬ ‫���د َجا َء ْته ْ‬ ‫���ات‬ ‫ُ���م ُر ُس��� ُل َنا ِب ْال َب ِّي َن ِ‬ ‫���م ِإ َّن َ‬ ‫�ي�را ِم ْنه ْ‬ ‫ُم ب َْع َ‬ ‫ك ِث ً‬ ‫ُث َّ‬ ‫���د َذ ِل َك فيِ‬ ‫َ‬ ‫���ر ُف َ‬ ‫ون ))(س���ورةاملائدة)‬ ‫األ ْر ِ‬ ‫ض لمَُ ْس ِ‬ ‫‪ ،‬وكت���ب علين���ا ما كتب���ه عليهم‪،‬‬ ‫فقال تع���اىل ‪(( -:‬يَا أَ ُّيهَا َّال ِذ َ‬ ‫ين َآم ُنوا‬ ‫ُ‬ ‫اص فيِ ْال َق ْت َلى‬ ‫���م ْال ِق َص ُ‬ ‫ك ِت َب َع َل ْي ُك ُ‬ ‫لحْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الحْ ُّر ِبا ِّ���ر وَال َع ْب ُد ِبال َع ْب ِد وَاألنثى‬ ‫ب ُ‬ ‫األ ْن َثى َف َم ْن ُع ِف َي َل ُه ِم ْن أَ ِخي ِه َش ْي ٌء‬ ‫ِ‬ ‫َف ِّات َبا ٌع بالمْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ان‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫إ‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ء‬ ‫َا‬ ‫د‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫وف‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ي���ف ِم ْ‬ ‫َذ ِل َ‬ ‫���ك تخَ ْ ِف ٌ‬ ‫���ن َر ِّب ُك ْ‬ ‫���م َو َرحمْ َ ٌة‬ ‫���ن ْاع َت َدى ب َْع َ‬ ‫اب‬ ‫���د َذ ِل َك َف َل��� ُه َع َذ ٌ‬ ‫َف َم ِ‬ ‫يم ))(س���ورة البقرة) وليست هذه‬ ‫أَ ِل ٌ‬ ‫ُ‬ ‫���ة َّ‬ ‫احل ْر َم ُ‬ ‫املؤمن���ة وحدها‪،‬‬ ‫ف���س‬ ‫ِ‬ ‫للن ِ‬ ‫للمؤمن���ة وغريه���ا عل���ى‬ ‫ب���ل ه���ي‬ ‫ِ‬ ‫حد س���واء‪ ،‬فال يُقتل مس���لم إال مبا‬ ‫ٍّ‬ ‫يوج���ب قتل���ه‪ ،‬وه���و الذي ع�ّب�رّ اهلل‬ ‫تعاىل عنه بقول���ه باحلق‪ ،‬وكذلك‬ ‫ال يُقت���ل غري املس���لم إال مبا يوجب‬ ‫الن�ب�ي يف ْ‬ ‫قت ِل‬ ‫قتل���ه‪ ،‬ولذل���ك ش���دَّد ُّ‬ ‫املُس���امل من غري املسلمني بغري حق‪،‬‬ ‫((م ْ‬ ‫���ن َق َت َل َن ْف ًس���ا ُم َع َ‬ ‫اهدًا‪،‬‬ ‫فق���ال ‪َ -:‬‬ ‫لجْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫حيهَا‬ ‫���ة‪ ،‬وَِإ َّن ِر َ‬ ‫َ���ر ْح َرا ِئ َح َة ا َّن ِ‬ ‫لمَ ي ِ‬ ‫�ي�ر ِة أَ ْر َب ِع َ‬ ‫اما))(‬ ‫ني َع ً‬ ‫َل ُي َ‬ ‫وج ُد ِم ْن َم ِس َ‬ ‫البخاري)‪.‬‬

‫خلود الفالح‬

‫‹‹ أضواء ›› صاح املخرج ‪...‬‬ ‫أشتعل أكثر من عشرين كاشفا ‪...‬‬ ‫‹‹ موسيقى ››‬ ‫رنت اإلش���ارة وبدأ مكرب الصوت يردد‬ ‫أغنية ‪...‬‬ ‫‹‹تصوير››‪...‬‬ ‫وفورا شرعت يف العمل‪ ...‬حركت‬ ‫ش���فتيها متظاه���رة برتدي���د األغني���ة‬ ‫املس���جلة‪ ...‬أط���رت عينيه���ا بأصابعها‬ ‫املنفرج���ة ووقفت أمام م���رآة كبرية‬ ‫تنق���ل نظراته���ا بطريق���ة مث�ي�رة‪...‬‬ ‫وضع���ت يدها عل���ى خاصرتها‪ ...‬هزت‬ ‫أردافه���ا مرتني ودارت حول نفس���ها‪...‬‬ ‫انته���ى املقط���ع األول م���ن األغني���ة‬ ‫فاندفعت بصدرها إىل األمام وكأنها‬ ‫تري���د مالمس���ة امل���رآة عل���ى أنغ���ام‬ ‫املوس���يقى املنبعث���ة وبع���د ذل���ك دارت‬ ‫على أط���راف أصابعها مقرتبة ش���يئا‬ ‫فشيئا من اخلزانة اخلشبية‪ ...‬فتحت‬ ‫الب���اب بغن���ج وأخرج���ت ‹‹س���اري››‬ ‫وضعت���ه عل���ى كتفيها ونظ���رت إىل‬ ‫نفس���ها بإعج���اب‪‹‹ ...‬كف���ى‪ ...‬أوقفوا‬ ‫املوسيقى››‬ ‫صم���ت كل ش���يء متام���ا‪ .‬نظرت‬ ‫ش���زرا اىل املخرج ال���ذي جيلس مغلق‬ ‫العين�ي�ن عل���ى كرس���ي‪ ...‬هو نفس���ه‬ ‫املنتج للفيل���م لذلك كان كل فريق‬ ‫العم���ل يرتق���ب حركات���ه وإش���اراته‬ ‫الكبرية والصغرية‪...‬قال حمركا‬ ‫رأس���ه‪ ‹‹ :‬يع���اد تصوي���ر املش���هد‪››...‬‬ ‫ظه���رت عالم���ات االرتي���اح عل���ى‬ ‫احلاضري���ن ورج���ع كل واح���د م���ع‬ ‫آلت���ه إىل مكان���ه األصل���ي‪ ...‬تقدم���ت‬ ‫خط���وة ووقفت أم���ام املرآة‪ ...‬ش���عرت‬ ‫أنها س���تنفجر غيض���ا‪ ...‬وأنها س���تثور‬ ‫يف وج���ه كل من خياطبه���ا‪ ...‬قال هلا‬ ‫املخرج‪‹‹...‬أنت أيته���ا الفتاة‪ ..‬جيب أن‬

‫األمن و اآلمان فى اإلسالم‬

‫ُ‬ ‫الح‬ ‫تربأ‬ ‫رس���ول اهلل َّ‬ ‫الس َ‬ ‫َّ‬ ‫مم ْن محل ِّ‬ ‫َ‬ ‫الطري���ق‪ ،‬وأخ���اف اآلمنني‪،‬‬ ‫وقطع‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الس�ل�ا َح‬ ‫فق���ال ‪:‬ـ َ‬ ‫((م���ن حمَ َ ل َعل ْي َنا ِّ‬ ‫س ِمَّنا)‪.‬‬ ‫َف َل ْي َ‬ ‫احلمد هلل وحده‪ ،‬والصالة والسالم‬ ‫عل���ى من ال ن�ب�ي بعده‪ ،‬ف���إِ َّن َ‬ ‫األمن‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫هلل تبارك‬ ‫���م ا ِ‬ ‫واألم���ان من أج���ل ِن َع ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ش‬ ‫وتعاىل‪ ،‬ام�ت�ن اهلل بها عل���ى ق َر ْي ٍ‬ ‫أكث���ر م���ن آي���ة‪ ،‬فق���ال تع���اىل‬ ‫يف‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫لمَ‬ ‫َ���ر ْوا أَّن���ا َج َعل َن���ا َح َر ًم���ا ِآم ًن���ا‬ ‫أَ َو ي َ‬ ‫���اس ِم ْ‬ ‫���ف َّ‬ ‫َو ُي َت َخ َّط ُ‬ ‫���ن َح ْولهِ​ِ ْ‬ ‫���م‬ ‫الن ُ‬ ‫���ل ي ُْؤ ِم ُن َ‬ ‫هلل‬ ‫أَ َف ِب ْال َب ِ‬ ‫���ة ا ِ‬ ‫َب ِن ْع َم ِ‬ ‫اط ِ‬ ‫���ون و ِ‬ ‫ي َْك ُف��� ُر َ‬ ‫ون العنكب���وت ‪ ،‬وق���ال تبارك‬ ‫َ ُ ْ َ َّ‬ ‫���ع الهْ ُ َدى‬ ‫وتع���اىل ))‪َ :-‬وقالوا ِإن نت ِب ِ‬ ‫���ن أَ ْر ِض َن���ا أَ َو لمَ ْ‬ ‫���ك ُن َت َخ َّط ْ‬ ‫���ف ِم ْ‬ ‫َم َع َ‬ ‫نمُ َ ِّك ْ‬ ‫���ن لهَ ُ ْم َح َر ًم���ا ِآم ًنا يجُ ْ َب���ى ِإ َل ْي ِه‬ ‫���ي ٍء ر ْز ًق���ا ِم ْ‬ ‫ات ُ‬ ‫���ن َلدَّ‬ ‫���ر ُ‬ ‫ُنا‬ ‫ثمَ َ َ‬ ‫ك ِّل َش ْ ِ‬ ‫���م َ‬ ‫���ن أَ ْك َث َر ُه ْ‬ ‫ال ي َْع َل ُم َ‬ ‫َو َل ِك َّ‬ ‫���ون((‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫واألمان‬ ‫فاألمن‬ ‫(س���ورةالقصص) ‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫���م اهلل تع���اىل عل���ى‬ ‫م���ن أج���ل ِن َع ِ‬ ‫ُ‬ ‫نفس���ه‪،‬‬ ‫العب���اد‪ ،‬فيها جي ُد‬ ‫اإلنس���ان َ‬ ‫ْ‬ ‫وي���روح‬ ‫ويُ���ؤدِّي وظيف َت���ه‪ ،‬ويغ���دُو‬ ‫ُ‬ ‫امنت اهللُ‬ ‫آم ًن���ا ُمطمئ ًنا‪ ،‬ومن هن���ا ملَّا َّ‬ ‫بنعم���ة األمن‪ ،‬أمرهم‬ ‫ريش‬ ‫ِ‬ ‫عل���ى ُق ٍ‬ ‫أَ ْن يعبدُوه ش���ك ًرا عليه���ا‪ ،‬فقال جل‬ ‫���ش ِإي َ‬ ‫وع�ل�ا إل َ‬ ‫ال ِف ِه ْ‬ ‫���م‬ ‫ي�ل�ا ِف ُق َر ْي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِر ْح َل َة ِّ‬ ‫َالص ْي ِف َف ْل َي ْع ُبدُوا َر َّب‬ ‫الش َتا ِء و َّ‬ ‫َه َذا ْال َب ْي ِت َّال ِ َ ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫وع‬ ‫���ذي أط َع َمهُم ِمن ُج ٍ‬ ‫ُ���م ِم ْ‬ ‫���ن َخ ْ‬ ‫َآم َنه ْ‬ ‫���و ٍف قري���ش ‪َ ،‬ف َل َّما‬ ‫وَ‬ ‫قري���ش رس���ولهَ ا‪ ،‬وعصتْ‬ ‫كذب���تْ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫أمر ربِّها‪ ،‬ومل يشكروه على ما أنعم‬ ‫َ‬ ‫األم���ن‪ ،‬بدَّل‬ ‫نعم���ة‬ ‫ب���ه عليه���م من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫اهلل أم َنه���م ْ‬ ‫جوعا‪،‬‬ ‫وش��� َب َعهم ً‬ ‫خوف���ا‪ِ ،‬‬ ‫���ر َب اللهَُّ‬ ‫كم���ا قال تع���اىل‪ (( -:‬و َ‬ ‫َض َ‬ ‫ْ‬ ‫َم َث ً‬ ‫َ���ة َ‬ ‫كا َن ْت ِآم َن ً‬ ‫ال َق ْري ً‬ ‫���ة ُمط َم ِئَّن ًة‬ ‫ي َْأ ِتيهَ���ا ر ْز ُقهَا َر َغدًا ِم ْ‬ ‫���ن ُ‬ ‫ان‬ ‫ك ِّل َم َك ٍ‬ ‫ِ‬ ‫���ر ْت بَأ ْ‬ ‫هلل َفَأ َذا َقهَ���ا ُ‬ ‫َ​َ​َ‬ ‫اهلل‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫���م ا ِ‬ ‫فكف َ ِ ِ‬ ‫���اس الجْ ُ ���وع وَالخْ َ ْو ِف بمِ َ���ا َ‬ ‫كا ُنوا‬ ‫ِل َب َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫���م َر ُس���ولٌ‬ ‫َ‬ ‫يْ‬ ‫���ون َول َق���د َجا َء ُه ْ‬ ‫َص َن ُع َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫���م ال َع َ‬ ‫ِم ْنه ْ‬ ‫اب‬ ‫���ذ ُ‬ ‫ُ���م فك َّذبُ���و ُه فأ َخ َذ ُه ُ‬ ‫َه ْ‬ ‫���م َظالمُِ َ‬ ‫وُ‬ ‫ون))(س���ورة النحل )‪ ،‬ولمَ​َّا‬ ‫ق���ام املؤمن���ون ِّ‬ ‫حبق اهلل م���ن إفراد ِه‬ ‫بالعب���اد ِة بد َ‬ ‫َّل ْ‬ ‫خوفه���م أم ًنا‪َّ ،‬‬ ‫وحقق‬ ‫هلم ْ‬ ‫وع َ‬ ‫وع َد ُهموه يف قوله‬ ‫���د ُه الذي َ‬ ‫َع َد ُ‬ ‫اهلل َّال ِذ َ‬ ‫ين َآم ُنوا ِم ْن ُك ْم‬ ‫تعاىل ‪:‬ـ ((و َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ات ل َي ْس��� َتخِل َفَّنه ْ‬ ‫ُم‬ ‫وَ‬ ‫َع ِم ُل���وا َّ‬ ‫الصالحِ ِ‬

‫‪11‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬ ‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬


‫عبد الباسط بوبكر‬ ‫سأسكب هلا القليل من روحي‬ ‫ُ‬ ‫وأغلق نافذة الليل‬ ‫ُ‬ ‫وانتفض يف غفلتها‬ ‫نهاري نها ُر الناس*‬ ‫ُتطفئين املشاغل‬ ‫ومتررنين الوظيفة‬ ‫يف شرايني الوقت القاحلة‬ ‫يفرتسين الروتني املقيت‬ ‫تهجرني عصافري الشعر‬ ‫ُ‬ ‫تنتفض اآلن بني يدي‬ ‫ال قصيدة‬ ‫ُ‬ ‫يشعل أحد !!‬ ‫انطفئ كعود ثقاب ال‬ ‫أرمتي يف بياض الصفحة‬ ‫وأتقلب طوي ً‬ ‫ال دون أن ترمتي يف‬ ‫ُ‬ ‫حضين فكرة !!‬ ‫تفتح نوافذي‬ ‫هلفة تلك اليت ُ‬ ‫أي ٍ‬ ‫لضوء البيان !!‬ ‫حتلم ‪..‬‬ ‫يتسع‬ ‫لعل النهار ُ‬ ‫ملفرد ٍة ضلت طريقها عن القواميس‬ ‫لتطرق َ‬ ‫بابك!!‬ ‫ٌ‬ ‫مبجل أيها القلق‬ ‫ال ينثرك أحد على رؤوس السالطني‬ ‫إال هجرته !!‬ ‫مبجل ٌة أيتها القصيدة‬ ‫كلما َ‬ ‫نفخ فيك الشاعر من هلفته‬ ‫أيقظ فيك السحر‬ ‫وحلقت عالياً !!‬ ‫ِ‬ ‫بائس نهار الشاعر‬ ‫ٌ‬ ‫بعيداً عن هواجسه‬ ‫ُ‬ ‫يرتبك‬ ‫كلما نظر إىل أوراقه القاحلة‬ ‫بائس ‪ /‬ووحيد‬ ‫ٌ‬ ‫كطفل يفق ُد كل يوم ولعه باللعب‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫وتشيخ فيه احلماقات !!‬ ‫‪.................‬‬ ‫هامش‬ ‫* شطر بيت للشاعر ( قيس بن امللوح )‬ ‫نهاري نهار الناس حتى إذا بدأ ‪ /‬لي الليل‬ ‫هزتين إليك املضاجع‬

‫نقص‬

‫للطبيع���ة نكه���ة الفص���ول األربع���ة يف‬ ‫ه���ذه املنطق���ة‪ ،‬واجلب���ل ذو التجاوي���ف‬ ‫واالحنن���اءات س���رعان م���ا حي���ول م���ن‬ ‫األمط���ار املفاجئة إىل ش�ل�االت صغرية‬ ‫وعي���ون جاري���ة‪ ،‬أما الس���ماء فهي لوحة‬ ‫متحركة وهي تبدو قلقة وس���رعان ما‬ ‫تستعيد بهجتها وصفاءها‪ ،‬فال تستطيع‬ ‫االحتف���اظ عرب هذا الطق���س املتبدل إال‬ ‫بلوح���ات طبيعية متحركة‪ ...‬لس���عتها‬ ‫أش���عة الش���مس احلارق���ة يف ه���ذا املكان‬ ‫وكأن املط���ر مل ين���زل بغ���زارة‪ .‬وه���ي‬ ‫تس���تحيل إىل أظاف���ر ختم���ش اجلب���ل‬ ‫تاركة اجلروح تنزف من أغواره حياة‪.‬‬ ‫يتلم���س اجلب���ل ش���روخ أخادي���ده‪ ،‬أم���ا‬ ‫البح���ر ذو األلوان الزرق���اء املبتهجة فلم‬ ‫يك���ن عابئا بأوجاع اجلب���ل‪ .‬يف هذا املكان‬ ‫القري���ب م���ن الن���زل التقت���ه‪ ،‬ورمست���ه‬ ‫موج���ة ت���درك طريقه���ا يف سلس���لة‬ ‫ام���واج صاخبة‪ ،‬هلا وق���ع حكاية صامتة‬ ‫حيتف���ظ بها البحر الذي ترى يف مراياه‬ ‫مم���رات جبلية وغابية ومس���الك نباتية‬ ‫تنتج نفيس املعادن يف صدفات حيتفظ‬ ‫بها البحر ويلقي بقشورها على الشاطئ‬ ‫كم���ا احلكاي���ة يركنه���ا ب�ي�ن أدراجه‪.‬‬ ‫وللحكاي���ة خطوطه���ا تس���ابق الزمن يف‬ ‫دوران خ���رايف ال يهدأ وال يلني‪ ...‬قال انه‬ ‫ال يدخن‪ ،‬وال يرت���اد املقاهي‪ ،‬ومل يقطع‬ ‫صداقت���ه بالبحر‪ ،‬وي���ود ان يلتقيها على‬ ‫الش���اطئ الصخ���ري حيث يس���تمع اىل‬ ‫صوت املوج يس���رد حكاي���ات غابرة‪ ،‬تطل‬ ‫أح���داث متقطع���ة يف أحالم���ه تقط���ع‬ ‫طريقه���ا اىل خيال���ه كم���ا حي���دد املوج‬ ‫سرعته واملسافات اليت يقطعها‪ ...‬تتعثر‬ ‫عل���ى الصخ���ور‪ ،‬وختدش���ها األش���واك‪،‬‬ ‫فتكس���و اجلروح رجليها‪ ،‬تنهض وتنزل‬ ‫إىل األسفل حبذر ويقظة حيث يتمايل‬ ‫البحر‪ ،‬تش���بثت بصخ���رة مدببة لتثبت‬ ‫قدميها على ملس���اء نزقة‪ ،‬تكاد تس���قط‬ ‫وه���ي جتل���س عل���ى صخ���رة افرتش���ت‬ ‫البح���ر كغريها من الصخ���ور املتناثرة‬ ‫على الش���اطئ‪ ،‬لتقذف رجليه���ا يف مياه‬ ‫البحر املاحلة‪...‬‬ ‫تدغدغه���ا أنام���ل م���اء البح���ر‪ ،‬تس���كبه‬ ‫على يدها عله ي�ت�رك صبغته الداكنة‪.‬‬ ‫تلق���ي يده���ا يف البحر وجتل���ب أحجارا‬ ‫صغ�ي�رة خمتلف���ة الش���كل والل���ون‪،‬‬ ‫وتضعه���ا جانب���ا عل���ى الش���اطئ كأنها‬ ‫مغرمة بفن تش���كيل اللوحات باحلجارة‬

‫وهي تتفحصه���ا وتقوم بفرزها حس���ب‬ ‫احلجم والش���كل واللون‪ ،‬ولكن س���رعان‬ ‫م���ا تعيده���ا إىل البح���ر‪ ،‬كأنها مل جتد‬ ‫ضالته���ا فيه���ا‪ ..‬أصابعه���ا مل تك���ف ع���ن‬ ‫احلركة‪ ،‬متسك باألعشاب النابتة بني‬ ‫صخور الش���اطئ وتتأم���ل زهرات البحر‬ ‫البيض���اء النابت���ة بني األعش���اب ـ تتفتح‬ ‫لتتحول إىل أص���داف تقذف ما جبوفها‬ ‫لتلقيه���ا األمواج على الش���اطئ‪ ،‬فتيبس‬ ‫تاركة ص���وت األعماق ي�ت�ردد كرجع‬ ‫الص���دى‪ ..‬مل تك���ن غ�ي�ر كائن ش���فاف‬ ‫ش���بيه مب���اء البح���ر‪ ،‬تبح���ث ع���ن طاقة‬ ‫املوج‪ ،‬عن عاطفة تضج بصمتها اخلادع‪،‬‬ ‫فتسرتخي تاركة له العنان ليحركها‬ ‫كم���ا ش���اء‪ ..‬عل���ى الش���اطئ الصخ���ري‬ ‫وح�ي�ن حلق به���ا بدت كغيم���ة تصافح‬ ‫موجة احتضنت يده يدها بشغف وتناثر‬ ‫رذاذ بارد على وجهها‪ ،‬ولكن س���رعان ما‬ ‫غمرها بأنفاس���ه الس���اخنة وهو حيضن‬ ‫خديها بقبالته امللتهبة‪ ..‬يتمايالن كما‬ ‫امل���وج املرتفع حتركه الري���ح‪ ،‬وحترك‬ ‫ثوبها وشعرها املتطاير‪...‬‬ ‫ق���ال إن املش���هد بدا ل���ه مؤثرا ع���ن بعد‪،‬‬ ‫لكنه���ا ال حتت���اج إىل كام�ي�را‪ ،‬ب���ل إىل‬ ‫ورق���ة وقلم‪ .‬حتتف���ظ الورق���ة البيضاء‬ ‫بنصاعته���ا‪ ،‬أم���ا األح���رف فقد تالش���ت‬ ‫كم���ا األحجار املقذوف���ة يف البحر‪ ،‬فال‬ ‫هي عابئة بتوش���ية لوحة فسيفس���ائية‬ ‫م���ا‪ ،‬وال هي ق���ادرة على اخ�ت�راق حاجز‬ ‫املعن���ى الغام���ض‪ .‬فف���ي الق���اع ح���روف‬ ‫متفرق���ة كاحلجارة املفكك���ة املبعثرة‪.‬‬ ‫رمبا زحف البحر على البناءات املرتاصة‬ ‫وحما مالمح الس���نني اخلوالي‪ .‬وجثمت‬ ‫األم���واج عل���ى املبان���ي فاختف���ت ق�ل�اع‬ ‫الش���موخ كما خيتفي املعن���ى الغامض‪.‬‬ ‫فبدا هلا خاطر اإلفالت من أس���ر شاطئ‬ ‫البح���ر الغام���ض الذي غي���ب يف أعماقه‬ ‫ج���زءا كبريا م���ن آثار الس���نني اخلوالي‬ ‫وزح���ف على اليابس���ة‪ ..‬للموج الصاخب‬ ‫صوت ينس���اب يف ال���روح‪ ،‬حيرك األوتار‬ ‫النائم���ة‪ ،‬وللق���اء نش���وة اهل���دوء يعان���ق‬ ‫حلظ���ات مضطرب���ة‪ ،‬وللش���فاه حركة‬ ‫امل���وج تلثم وج���ه امل���اء‪ ،‬فتتم���وج الرغبة‬ ‫القابعة يف ركن قصي‪ ،‬تعلو وتنخفض‬ ‫كلم���ا حتول ال���رذاذ اىل مط���ر منهمر‪،‬‬ ‫وكلم���ا احتض���ن اجلس���د ظل���ه اهلارب‬ ‫كإحس���اس يه���ب م���ن العم���ق‪ ،‬فيدفع‬ ‫املوج اىل الس���طح‪ ،‬يتخذ خطاه على وقع‬

‫الصخرة واملوج‬ ‫هيام الفرشيشي‬ ‫األق���دام العاب���رة على الرمل‪ ..‬فيس���رعا‬ ‫الس�ي�ر وق���د واحتضن���ت ي���ده كتفها‪..‬‬ ‫ليتجه���ا حنو املقه���ى املطل عل���ى البحر‬ ‫وينف���ذا داخل���ه‪ .‬يف املقهى أدركت س���ر‬ ‫حرصه على اختيار الشاطئ مكانا للقاء‪،‬‬ ‫فقد رأت يف لفافات دخان السجائر اليت‬ ‫يدخنه���ا رواد املقهى دخانا كثيفا بلونه‬ ‫الرم���ادي امللتح���ف بالس���واد‪ .‬وتطل من‬ ‫كت���ل الدخان صور خاوي���ة من املالمح‬ ‫وم���ن أي تصمي���م مجيل‪ ،‬تع���ود بها إىل‬ ‫أزمن���ة تفوح منها رائح���ة زخنة تزحف‬ ‫عل���ى روحه���ا فتختن���ق حبم���ى كت���ل‬ ‫الدخان امللوثة‪...‬‬ ‫يف حديث���ه معه���ا‪ ،‬وحني أهدت���ه ديوانها‬ ‫دعاه���ا اىل العزوف عن كتابة الش���عر‪.‬‬ ‫قال إن الش���عر ترف ال يس���من من جوع‬

‫فقراء اجلبل والقرى والشوارع اخللفية‬ ‫املعتم���ة‪ .‬وأنها خدع���ت خياهلا بالظالل‪.‬‬ ‫فك���رت يف اهل���روب إىل ه���ذا املقه���ى‬ ‫لتتجول بني مش���ارف اجلب���ل‪ ،‬ليالحق‬ ‫خياهل���ا طيف ذل���ك املعنى اهل���ارب‪ ،‬فهو‬ ‫حقيق���ة وليس وهم���ا‪ .‬تركته واجتهت‬ ‫اىل دورة املي���اه‪ ،‬تأمل���ت وجهها إىل املرآة‬ ‫املعلق���ة‪ ،‬وجهه���ا ال���ذي عمقت���ه تعاب�ي�ر‬ ‫الش���جن ال���ذي اس���تكانت في���ه لتمت���د‬ ‫كسيول املطر اجلارف‪ ،‬تعكس هلا صور‬ ‫احلرك���ة ال�ت�ي ال تهدأ‪ ،‬ختتل���ط لديها‬ ‫نقطة البداية بنقطة النهاية وتش���عرها‬ ‫أن االمتداد ال حدود له‪ .‬تنس���اب دموعها‬

‫تربد قهوتها يف انتظار رشفة منها‪ ،‬جتلس يف املقهى‬ ‫جس���دًا بال روح‪ ،‬روحها هناك تفكر مبصيبتها اليت‬ ‫أمل���ت بها‪ ،‬ومتس���ح دمعة ف���رت من عينها‪ ،‬وتس���أل‬ ‫نفسها‪َ :‬‬ ‫مل أنا؟!‬ ‫جارا عربة التس���وق أمامه وجبانبه زوجته‪،‬‬ ‫مير بها ًّ‬ ‫فيعض على شفته السفلى نادبًا حظه‪ .‬يتعثر بشاب‬

‫ربيع بطعم الربكوكش‬

‫فراشة‬ ‫كان���ت مغمض���ة العينني‪ ،‬يف م���كان مظلم‪ ،‬تنتظر‬ ‫س���اعة الصف���ر ال�ت�ي س���تخرج فيها للن���ور‪ ،‬تتحني‬ ‫الفرص���ة‪ ،‬ملت وتعبت من االنتظ���ار‪ ،‬لكنها كانت‬ ‫عل���ى يق�ي�ن أنها م���ا أن تصبح جاه���زة للتحول من‬ ‫يرقة إىل فراشة جبناحني ملونيني مدهشني‪ ،‬حتى‬ ‫خترج للدنيا‪...‬خرجت أخريا من ش���رنقتها‪ ،‬نظرت‬ ‫النع���كاس صورتها يف امل���اء‪ ،‬أعجبت جبناحيها جدا‪.‬‬ ‫تلفت���ت حوهل���ا وج���دت كل الفراش���ات اجلميالت‬ ‫ط���رن بعيدا‪ ،‬ن���ادت صرخت‪ ،‬مل يس���معنها‪ ،‬حاولت‬ ‫اللح���اق به���ن‪ ،‬تنبهت هل���ا واح���دة من الفراش���ات‪،‬‬ ‫فلتفت���ت اليها قائلة‪ :‬ال حتاولي اللحاق بنا‪ ،‬تأخرت‬ ‫جدا‪ ،‬ال أحد ينتظر أحدا!‬

‫يرد حتى الصدى‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ظن���ت أنها ش���ربت احلزن حت���ى الثمالة‪ ،‬لتفاجأ‬ ‫إذ‬ ‫أنه نبع متجدد ال حد له‪.‬‬

‫بأل���وان الربی���ع و األحذی���ة تك���ون م���ن الن���وع‬ ‫الفلینی اخلفیف !‬ ‫القرار رقم‪ : 2‬تقوم الطائرات بتوزیع احللوى‬ ‫والورود من علی ارتفاع بس���یط حیث یزرعون‬ ‫الفرح���ة والبس���مة ف���ی نف���وس األطفال‪,,,‬أما‬ ‫الدبابات فلسنا حباجه إلیها لتعود عرب املوانيء‬ ‫لتلك البلدان التی تصدرها لنا‪ ،‬ال ش���یء سوی‬ ‫الس�ل�ام ‪ ،‬ولی���س هناك جن���دي صغری كلكم‬ ‫أركان‪.‬‬ ‫ذاع���را علی أصوات خمتلطة تقرتب‬ ‫قام عمار ِ‬ ‫ش���یئا فش���یئا ‪ُ ،‬مرددة ‪ْ :‬‬ ‫ارحل ‪..‬ارح���ل ‪ ،‬ارحل‪...‬‬ ‫دخل���ت أم العیال حموقلة ‪ ،‬س���أهلا وهو یعتدل‬ ‫علی سریره ما اخلطب؟‬ ‫فردت وهی تناوله مالبس البیت ‪ :‬الربیع جاء ‪،‬‬ ‫تنهّد وأشعل سیجارة ثم نفثها قائال‪:‬‬ ‫مافیش بركوكش ** یعبی بطوننا ؟‬ ‫**بركوكش‪ :‬الربكوكش ‪ :‬شربة توضع‬ ‫فيها حبات الكسكس���ي‪..‬تطلق يف ليبيا على أي‬ ‫طعام يسد الرمق‪.‬‬

‫سعاد الصيد الورفلي‬

‫ينقر احلزن قلبها‪ ،‬إذ تفتح صندوقها البنفس���جي‪،‬‬ ‫وتتعثر بنصوصها اليت ساقتها له زمنا‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫وقفت بباب بريدها اإللكرتوني‪ ،‬ووجدته مقفراً‪.‬‬ ‫إذ‬ ‫ْ‬ ‫جلست يف املقهى حتتسي قهوتها الالتيه‪ ،‬ووجوه‬ ‫إذ‬ ‫املارة تعربها‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ق���ادت س���يارتها‪ ،‬وج���اء فض���ل ش���اكر صادح���ا‬ ‫إذ‬ ‫"نسيت أنساك"‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫وضع���ت على وجهها زي���ت الزيتون‪ ،‬تأتيها البالد‬ ‫إذ‬ ‫الهثة‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫مش���ت للبح���ر وحي���دة‪ ،‬فرمقه���ا وم���د أذرعت���ه‬ ‫إذ‬ ‫مواسيا‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وارت���دت األمحر‪ ،‬تناديه���ا األماكن فال‬ ‫تزين���ت‬ ‫إذ‬

‫نداء غامن‬

‫املرأة العادية‬

‫مینی یس���ار‪ ...‬یس یم ‪ ...‬یس یم ‪ ...‬كان صدی‬ ‫ه���ذه الكلم���ات یرتدد ص���داه فی تلك الس���احة‬ ‫وعمار العسكري البسیط الرتبة بنی‬ ‫الشاسعة ّ‬ ‫اجلن���ود یعلو صوته مرددا ی���س یم واآلخرون‬ ‫یقولون یسار مینی‪ ،...‬انتصف النهار والشمس‬ ‫رمس���ت لوحته���ا عل���ی وجه���ه الصغ�ی�ر بینما‬ ‫ظلت عیناه تركـّـزان النظر علی آمر السریة‬ ‫منتظ���را كلمة "تف��� ّر ْق" جاءت تل���ك الكلمة‬ ‫بع���د نف���اذ ص�ب�ر وكلوح���ة وج���ه ‪ ،‬وصف�ی�ر‬ ‫أمعاء كـأنها تردد الش���عار العسكری‪...‬تفرقوا‬ ‫ُّ‬ ‫یس���تحث املس�ی�ر ‪ ،‬جیر س���اقیه‬ ‫‪ ...‬وأخ���ذ عمار‬ ‫املثقلت�ی�ن حب���ذاء وزن���ه یضاعف وزن جس���ده‬ ‫النحی���ل ‪،‬دخل بیت���ه ودون أن ین���ادی كعادته‬ ‫عل���ی أم عیال���ه اس���تلقی ب���كل محولت���ه عل���ی‬ ‫الس���ریر‪ ،‬فه���و یق���وم قب���ل آذان الفج���ر ویعود‬ ‫للبیت م���ع تكب�ی�رات اإلقامة لص�ل�اة العصر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫غ���ط فی نوم عمیق وبنی ثنایا نومه رأی عمار‬ ‫أنه القائد األعلی للقوات املس���لحة‪ ،‬وبنی یدیه‬ ‫جمُ ل���ة ق���رارات یتلوها علی مس���امع الق��� ّواد ‪،‬‬ ‫القرار رقم‪ : 1‬یرتدی اجلنود بدال مزركشة‬

‫نهار الشاعر‬

‫لكن وجهها مل يكن إطارا بلوريا ش���فافا‬ ‫أو مرآة تعكس صورتها بل ازداد غموضا‬ ‫وتعقي���دا‪ .‬حتيط وجهه���ا بيديها كأنها‬ ‫حت���اول أن تط���رد ماردا مرعب���ا‪ .‬جففت‬ ‫دموعه���ا مبنديلها‪ .‬عادت لتجلس قبالته‬ ‫فتملكه���ا الصمت‪ .‬ازدادت نفس���ها ضيقا‬ ‫وتناس���لت دوائ���ر الدوام���ة‪ ،‬وغاصت يف‬ ‫ذات مغلقة األبواب‪.‬‬ ‫وب���دت هلا أوراق ديوانه���ا وهو يتصفحه‬ ‫كأوراق اخلري���ف‪ ...‬كبقاي���ا رم���اد‬ ‫وحط���ام‪ ...‬ال حتمل ورقة أمل خضراء‪...‬‬ ‫وكان الطق���س كئيب���ا كأص���داء‬ ‫نفس���ها‪ ...‬امرأة يف مفرتق الطرق‪ ...‬ترى‬ ‫نفس���ها تس���بح يف ال�ب�رك واملس���تنقعات‬ ‫وتغ���رق كجثة هام���دة‪ ،‬تطفو كورقة‬ ‫مس���طحة‪ ..‬تتن���اول عص�ي�ر الربتق���ال‪،‬‬

‫م���ن التجدي���ف لتطأ مرف���أ الس���كون‪...‬‬ ‫ش���ارد الفك���ر‪ ،‬كأن���ه س���ابح يف حب���ور‬ ‫غامضة ولكنه مين بالسكينة حني دخل‬ ‫إىل حديقة النزل‪ ،‬املطلة على البحر‪ .‬إذ‬ ‫مدت له األش���جار اليافعة أوراقها وبدت‬ ‫كاألم العط���وف‪ .‬جل���س حتت ش���جرة‬ ‫وارف���ة الظ�ل�ال داعبت���ه نس���ماتها كما‬ ‫تداع���ب األم ابنها‪ .‬ش���عر أن���ه دخل مكانا‬ ‫آمنا فأخ���رج الديوان م���ن جيب معطفه‬ ‫وطفق يتابع سطوره باهتمام‪ ....‬راودتها‬ ‫رغب���ة يف الس�ي�ر يف طري���ق ملت���و ينفذ‬ ‫يف ج���وف اجلب���ل‪ ،‬باحثة عن امل���رأة اليت‬ ‫تط���ارد الطي���ف‪ ،‬والرجل الذي يس���تمع‬ ‫إىل صدى صوت���ه يف معاناة أهل اجلبل‪.‬‬ ‫كل ه���ؤالء اعرتضوه���ا يف الط���رق ومل‬ ‫تأب���ه لصوره���م ومل تر ظالهل���م‪ ،‬لكنهم‬ ‫يس���ردون مآس���يهم‪ ،‬ويرحل���ون بعدم���ا‬ ‫يكون���وا قد مس���حوا وجوده���م من دفرت‬ ‫أش���عارها‪ .‬يعودا إىل الش���اطئ الصخري‬ ‫من اجلهة الشرقية‪ ،‬تتشابك يدها بيده‬ ‫ب�ي�ن الصخور‪ ،‬وح�ي�ن احتمي���ا بصخرة‬ ‫حنتته���ا الطبيع���ة عل���ى ش���كل مغ���ارة‬ ‫أدرك الفتاة من اخللف فرأت يف جسده‬ ‫املتوث���ب وعيني���ه البنيت�ي�ن الداكنت�ي�ن‬ ‫صورة وح���ش اس���تيقظ للت���و‪ .‬جيذبها‬ ‫فل���م يب���د القل���ق أو الفزع عل���ى وجهها‪،‬‬ ‫كأنها مل تستيقظ من حلظات الذهول‬ ‫اخلاصة‪ .‬تتبعه‪ ،‬يواصالن املش���ي إىل أن‬ ‫ينتحي���ا مكان���ا قصي���ا‪ .‬تهم ب���ه وهو يهم‬ ‫بها‪ .‬يب���دوان للناظر إليهما كعاش���قني‬ ‫مهووس�ي�ن بالعش���ق‪ ،‬ولك���ن عندم���ا هم‬ ‫بدفعه���ا إليه بآخر ما تبق���ى له من قوة‪،‬‬ ‫تدفعه وتف���ر هاربة متس���لقة الصخور‬ ‫بس���رعة فائق���ة‪ ،‬كأنه���ا مدرب���ة عل���ى‬ ‫الصعود أكثر م���ن تدربها على النزول‬ ‫تط���أ اإلس���فلت حي���ث الطري���ق املعب���د‪،‬‬ ‫تطل من الس���ياج احلديدي ‪ ،‬تركض‪...‬‬ ‫تطلق س���اقيها للري���ح إىل أن تغيب عن‬ ‫األنظ���ار‪ ،‬أما ه���و فلم يقو عل���ى اللحاق‬ ‫بها‪ ،‬فقد س���لك طريق العودة من اجلهة‬ ‫الشرقية متعثر اخلطى‪ ...‬أدرك صخرة‬ ‫رابض���ة عل���ى الش���اطئ‪ ،‬جل���س عليه���ا‪،‬‬ ‫وطوى قدميه كأن���ه مل يعد قادرا على‬ ‫احلركة وطفق يستمع اىل هدير املوج‪،‬‬ ‫ويالحق بعينيه النوارس حتدث أصواتا‬ ‫ش���بيهة بتموجات املعن���ى يف ثغر مفتوح‬ ‫يتناثر منه الشعر على سطح البحر‪.‬‬

‫حلم مهرتئ‬ ‫يف إحلاح ٍ‬ ‫بضمادة الصقة على اخلطوات‬ ‫ال تلتفت أبدا‬ ‫تواصل فقط‬ ‫مع الطمأنينة اخلفيفة‬ ‫يف البوح القليل‬ ‫مع النازح اآلخر من جحيم‬ ‫وال تلوموا كثريا "خازن النار"*‬ ‫فاألقربون تركوكم‬ ‫كحشرة مقلوبة على ظهرها‬ ‫إنه فخك أو حياتك‬ ‫جربها كلعبة‪ُ ..‬‬ ‫وخن نفسك فيها كثريا‬ ‫كأن تغلق عنك القفص‬ ‫حني ال تعرف ملاذا فتح بابك الغربي‪،‬‬ ‫واقتنع بالتش ّرد‬ ‫حني يكون شبابيك بيتك املطل على شرقك‬ ‫من شبكة أعني موتى مستيقظني‬ ‫ومعّلقني على مشجب الطوائف املطلوبة‬ ‫للمراهنات على فنائك‬ ‫جارك األمني (مثل ّ‬ ‫كل َم ّرة)‬ ‫يضربك ب ُكرة وأنت جم ّردٌ‪،‬‬ ‫روحك صامتة وفريقك منهك مهزوم‬ ‫حتى قلبك نبتت له خمالب‬ ‫كي مينع مراجعة دروس احلب‬ ‫املراهنات ُمتقنة‬ ‫يطلقون النار حولك ال خلفك‬ ‫كأنّ الغدر ال يعنيهم‪،‬‬ ‫بل سقوطك‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* خازن النار‪ :‬يف معتقد املسلمني هو حارس‬ ‫جهنم‪.‬‬

‫كواللة نوري‬

‫شبكة أعني املوتى‬

‫لكنه���ا تش���عر مب���رارة يف احلل���ق وال‬ ‫حتبذ طعم���ه وتكتفي بغم���س أحالمها‬ ‫يف اجلب���ل‪ ،‬وتنبع���ث روائ���ح اإلكلي���ل‬ ‫والزع�ت�ر‪ ...‬وتسرتس���ل زخ���ات املط���ر‬ ‫يف تتاب���ع‪ ،‬تتأمله���ا م���ن الب���اب البلوري‬ ‫للمقه���ى املط���ل عل���ى البح���ر الصاخب‪.‬‬ ‫يكف املط���ر عن االنهم���ار‪ ،‬ويغادر معها‪.‬‬ ‫ب���دت هل���ا خط���وات أقدام���ه كاجلذوع‬ ‫املشدودة إىل األرض‪ .‬نظرت إىل الوجه‪.‬‬ ‫وكان غامض���ا وكأن���ه لوح���ة لطقس‬ ‫خريف���ي‪ ،‬ملع���ت العين���ان بن���ور غري���ب‬ ‫ك���زوارق مبح���رة يف األح�ل�ام ولك���ن‬ ‫الري���اح اليت ظل���ت تعبث به���ا مل متنعها‬

‫ث���م ما يلب���ث أن يعتذر منه‪ ،‬ميش���ي الش���اب متلف ًتا‬ ‫وراءه ناظ ًرا لعربة التسوق والزوجني‪ ،‬ممُ َ ن ًيا نفسه‬ ‫بيوم يعثر فيه على شريكة حلياته‪.‬يركض طفل‬ ‫ومي���ر من ب�ي�ن قدمي���ه حتى ي���كاد يوقعه‪ ،‬يبتس���م‬ ‫الطفل ويس���مع صوت أمه مناديً���ا‪ :‬ال تبتعد‪ .‬يتنهد‬ ‫ويتساءل‪ :‬متى سأكرب وأصبح ح ًرا كهذا الشاب؟!‬

‫‪12‬‬ ‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬ ‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫‪15‬‬

‫أنيقة وأن تتجمل وأن متلك سيارة‬ ‫تش���به س���فينة حربية قدمي���ة وأن‬ ‫تك���ون مرفق���ة بأبيها وأمه���ا عندما‬ ‫تأت���ي اىل االس���توديو حت���ى جتل���ب‬ ‫التقدي���ر واالح�ت�رام‪ ...‬ل���ون املزي���ن‬ ‫حول عينيها‪ ...‬ش���عرت ب���أمل ولكنها‬ ‫مل تستطع إغماض عينيها‪ ...‬نظرت‬ ‫أمامها ف���رأت أمها يف ركنها بعيدة‬ ‫عنها‪..‬‬ ‫بع���د ذل���ك ج���اء دور الش���فتني‬ ‫فغلفهما بطبقة مسيكة من األمحر‬ ‫القان���ي‪ ...‬حاول���ت أن ترك���ز حتى‬ ‫تتذك���ر الكلمات واحل���ركات اليت‬ ‫س���تقوم بها‪ ...‬قدم هلا املزين مناديل‬ ‫ورقية ملس���ح بعض األمحر من على‬ ‫ش���فتيها‪ ...‬انته���ى املزين م���ن عمله‬ ‫فحاول���ت الرتكي���ز ثاني���ة لبعض‬ ‫الدقائ���ق ولك���ن أش���عل الكاش���ف‬ ‫الرئيس���ي فحاول���ت أن تنغم���س‬ ‫يف دوره���ا ولك���ن ش���يئا آخ���ر كان‬ ‫يقلقها ‪ ...‬لقد رأت الزائر املهم الذي‬ ‫جيلس على كرس���ي أبيها يلتهمها‬ ‫بنظرات���ه‪ ...‬حاول���ت أن تتجاهل���ه‪...‬‬ ‫طل���ب منه���ا املص���ور أن متي���ل إىل‬ ‫اليسار قليال‪ ...‬فعلت ما طلبه منها‪...‬‬ ‫طل���ب منه���ا م���ن جدي���د أن متي���ل‬ ‫أكثر‪ ...‬انصاعت ألمره‪ ..‬حاولت من‬ ‫جديد‪ ...‬أغلق املس���اعد باب اخلزانة‬ ‫بعن���ف‪ ...‬خاف���ت أن تعجز عن فتحه‬ ‫‪...‬وقفت أم���ام اخلزانة دون تركيز‬ ‫أو دعاء‪...‬كل شيء جاهز األضواء‪...‬‬ ‫املوسيقى‪ ...‬دارت حول نفسها مرات‬ ‫عدي���دة‪ ...‬رأت أمها من جديد‪...‬ازداد‬ ‫ع���دد الرجال الذي���ن حيجبون عنها‬ ‫الرؤية‪ ...‬هذا أحس���ن‪ ..‬ل���وال أمها ما‬ ‫كان���ت تغ�ن�ي أو ترقص هل���ؤالء أو‬ ‫تعيد تصوير املش���اهد دون انقطاع‪...‬‬ ‫أمها‪ ...‬أمها ال حترك ساكنا عندما‬ ‫يتعاملون م���ع ابنتها حبرية‪...‬رجال‬ ‫مهمون‪...‬رجال أق���ل أهمية‪ ...‬رجال‬ ‫متعطرون‪ ..‬رجال هلم رائحة فقط‪.‬‬ ‫نظ���رت إىل املخ���رج ش���زرا‪...‬مل‬ ‫تص���دق كلمات���ه املعس���ولة‪ ...‬ه���و‬ ‫كذل���ك من هؤالء الرج���ال‪ ..‬عندما‬

‫مذكرات عمر املختار الوايف‬

‫زلــــزال املرج ‪1963‬م‬ ‫احللقة السادسة‬

‫*أشوخاميرتان هو االسم املستعار‬ ‫للكات���ب اهلن���دي ج‪.‬ثياقاراج���ان‬ ‫املولودس���نة ‪ .1931‬انقط���ع ع���ن‬ ‫دراس���ته اجلامعي���ة وعمل يف أكرب‬ ‫س���توديوهات اهلن���د ث���م س���افر اىل‬ ‫الوالي���ات املتح���دة نش���ر مخ���س‬ ‫روايات وع���دة جمموعات قصصية‬ ‫ون���ال ع���دة جوائ���ز ت���دور أح���داث‬ ‫أغلب أعماله حول صناعة الس���ينما‬ ‫اهلندية االهم يف العامل‪.‬‬

‫ذهب���ت صحب���ة أمه���ا اىل منزل���ه‬ ‫إلمض���اء العق���د عامله���ا وكأنه���ا‬ ‫وحيدة‪...‬مكث���ت أمه���ا س���اعة تتأمل‬ ‫االش���ياء املتناثرة على املكتب‪ ...‬هذه‬ ‫ح���ال أمه���ا ـ لق���د تعودت عل���ى هذه‬ ‫األعم���ال ال�ت�ي تتع���رض هل���ا ابنتها‬ ‫ـ وه���ي تق���ول دائم���ا أنه���ا ال تري���د‬ ‫ش���يئا لنفس���ها وس���يأتي اليوم الذي‬ ‫تصبح فيه ابنتها مش���هورة وسيكون‬ ‫العامل ب�ي�ن يديه���ا‪ ...‬كان���ت واقفة‬ ‫على أطراف أصابعه���ا‪ ...‬دارت حول‬ ‫نفس���ها مرة ثاني���ة ف���رأت أمها من‬ ‫جدي���د م���ادة عنقه���ا وق���د ظه���رت‬ ‫عليه���ا عالم���ات القل���ق واحل�ي�رة‪...‬‬ ‫أبوها هناك يدعو للش���فقة‪ ...‬الزائر‬ ‫يرتقب بفارغ الصرب سقوط الساري‬ ‫م���رة أخ���رى‪ ...‬نظ���رات املس���اعد ال‬ ‫تف���ارق املخ���رج ‪ ...‬مك�ب�ر الص���وت‬ ‫القدي���م يرس���ل أصوات���ا متناف���رة‪...‬‬ ‫األضواء ختط���ف األبصار‪ ...‬الكامريا‬ ‫يف دوران متواص���ل‪ ...‬ش���عرت أنه���ا‬ ‫فقدت وزنها‪ ...‬أمه���ا مازالت جتلس‬ ‫يف مكانها قلقة حائرة‪ ...‬ال تأبه اآلن‬ ‫للمتفرج�ي�ن الذي���ن مينع���ون عنها‬ ‫الرؤية‪...‬‬ ‫ص���اح املخ���رج‪ « :‬أوقفوا املوس���يقى‪...‬‬ ‫اس�ت�راحة لش���رب الش���اي» ثم نظر‬ ‫اليه���ا قائال‪ «:‬م���ا هي األس���باب اليت‬ ‫جعلتك تفقدين احليوية؟» ش���عرت‬ ‫حباج���ة ملس���ح أنفه���ا‪ ...‬التقط���ت‬ ‫منديل أمها فوجدته مبلال‪...‬‬

‫اتفق تالميذ الص���ف الثامن على أن يتغيبوا‬ ‫ع���ن املدرس���ة يوم غ��� ٍد ‪ ..‬تصافح���وا تعاهدوا‬ ‫ش���بكوا أياديهم وعق���دوا العزم عل���ى ذلك ‪..‬‬ ‫ويف اليوم التالي تغيب اجلميع إال طالباً ‪..‬‬ ‫يف الي���وم ال���ذي يليه ‪ ..‬وأم���ام اجلميع عاقب‬ ‫املعلم التلميذ الذي حضر ‪.‬‬

‫إ ّال ‪....‬‬

‫يدع���ى زاه���ور ‪ ..‬يحُ يي���ك بابتس���امة م���ع‬ ‫احنن���اء ٍة بس���يطة ‪ ..‬رافعاً يديه وه���و يقول ‪:‬‬ ‫س�ل�ام عليكم ‪ ..‬لس���ت أدري أهي أخالقهم ‪..‬‬ ‫أم ُح ْك���م الغربة احلقري ؟ بعد وف���اة والده ‪..‬‬ ‫ضاقت عليه وعلى أس���رته الدنيا مبا رحبت‬ ‫‪ ..‬ت���رك بالده ‪ ..‬ت���رك أمه وش���قيقيه وأخته‬ ‫الصغرى ذات الس���بع س���نوات بع���د أن م ّناها‬ ‫بأنه سيحضر هلا أمجل اهلدايا ‪ ..‬صار يعمل‬ ‫يف ش���ركة النظاف���ة أثن���اء النه���ار ‪ ..‬وبع���د‬ ‫الظه���ر يف حم���ل للم���واد الصحي���ة‪ ..‬وأيام‬ ‫اجلمع والعطالت يغس���ل الفرش والس���جاد‬ ‫يف البي���وت ‪ ..‬كان يعم���ل جب��� ٍد لس���د أفواه‬ ‫جائع���ة يف انتظ���اره ‪ ..‬وي���وم الرحيل هامجه‬ ‫صعل���وكان ‪ ..‬ج���رداه م���ن كل م���ا ميلك ‪..‬‬ ‫ضرب���اه ‪ ..‬صار يتذكر وج���ه أمه وإخوته و‬ ‫يبك���ي ‪ ..‬أما من مغي���ث ‪ ..‬الناس غري ُمبالني‬ ‫‪ ..‬انهم���رت دموعه على األرض فتش���ققت ‪..‬‬ ‫حينه���ا مسعن���ا منا ٍد ين���ادي من بعي���د ‪ ..‬أيها‬ ‫الناس هلموا إىل صالة االستسقاء ‪.‬‬ ‫‪.............................................................‬‬

‫أمني بورواق‬

‫البنغالي‪......‬‬

‫م���ن االحداث ال�ت�ي حدثت خالل الع���ام ‪1963‬م‬ ‫إبان عملي مبدس���ة (اهبرية) ضرب زلزال عنيف‬ ‫مدين���ة (امل���رج) ‪ ،‬اذك���ر أنه حدث خ�ل�ال عطلة‬ ‫منتصف العام الدراسي وكان الوقت شتاء عقب‬ ‫افطار احد ايام شهر رمضان ‪ ،‬كنا الزلنا نتناول‬ ‫الش���اي يف حقفتن���ا بش���حات ‪ .‬الوال���د والوال���دة‬ ‫واخوت���ي الصغ���ار وأنا نتن���اول اط���راف احلديث‬ ‫ونستمع للراديو ‪ ،‬كنا نستعمل فنارا معلقا بكوة‬ ‫يف جدار احلقفة لالضاءة وإذا به يهتز وبطاسات‬ ‫الشاي يصطدم بعضها ببعض ومل يلفت انتباهي‬ ‫إال ق���ول وال���دي ‪ " - :‬اهلل اك�ب�ر عزيز اهلل واهلل‬ ‫اك�ب�ر لرض ادعدعت " وكانت هذه الكلمة هي‬ ‫الش���ائعة آنذاك بني العامة للتعب�ي�ر عن الزلزال‬ ‫وكان املفهوم عنده���م ان االرض حممولة على‬ ‫ق���رن ثور وحيدث الزلزال كلما حوهلا من قرنه‬ ‫إىل القرن االخر ‪ ،‬وال ش���ك ان هذا التفسري كان‬ ‫يرحيه���م ويطمئ���ن باهل���م باعتب���ار ان الزل���زال‬ ‫امر ع���ادي تعود بعده االمور لطبيعتها وتس���تمر‬ ‫احلي���اة ‪.‬وكن���ا نس���تمع لالذاع���ة الليبي���ة وإذ‬ ‫به���ا تقط���ع براجمه���ا العادية وتذي���ع نبأ حدوث‬ ‫الزلزال مبدينة املرج وتطلب من الناس االس���راع‬ ‫لتقديم املس���اعدات املمكنة الخوانهم املتضررين‬ ‫‪.‬ومل���ا كان لن���ا بعض االق���ارب باملدين���ة املنكوبة‬ ‫فقد بتن���ا الليل قلقني عل���ى مصائرهم ال ندري‬ ‫م���ا الذي ح���ل بهم ‪ ،‬اذ تب�ي�ن من ن���داءات الراديو‬ ‫وبالغات���ه ال�ت�ي كان يوجهه���ا للن���اس ان االمر‬ ‫جلل واملصيبة كبرية ‪ ،‬ولذلك ما إن حل الصباح‬ ‫حت���ى بكرن���ا والدي وأن���ا واجتهنا ص���وب (املرج)‬ ‫كان يوما ممطرا ش���ديد الربودة كئيبا ‪ ،‬أعداد‬ ‫غف�ي�رة م���ن الناس متوجه���ون إىل (امل���رج) مثلنا‬ ‫يس���تعجلون املس�ي�ر جيمعه���م القل���ق والتوجس‬ ‫عل���ى مصري اقارب هلم مثلنا ‪ ،‬وصلنا املدينة عند‬ ‫الضحى ‪ ،‬كان املش���هد فظيع���اً ‪ ،‬البيوت القدمية‬ ‫املبني���ة باحلج���ارة والط�ي�ن كان���ت عب���ارة عن‬ ‫اك���وام من احلجارة والطني تداعت على رؤوس‬ ‫س���اكنيها كان املنق���ذون من املواطن�ي�ن وافراد‬ ‫اجلي���ش والبولي���س وف���رق الكش���اف يبحث���ون‬ ‫عن ناج�ي�ن حتت اكوام احلج���ارة والطمي ‪ .‬ثم‬ ‫ش���ارك جنود م���ن اجلي���ش الربيطان���ي إذ كان‬ ‫االجنليز متواجدين بالبالد مبوجب املعاهدة بني‬ ‫البلدين يف ذلك الزمان ‪ .‬وكان الكل ينقبون بني‬ ‫األنقاض خيرجون جث���ث الضحايا وبعض املتاع‬ ‫من تلك البيوت املتهدمة ‪ ،‬وحلسن احلظ وجدنا‬ ‫اقاربن���ا ومعارفنا هناك دون اض���رار تذكر فقد‬ ‫خرج���وا من البلوى باقلها وقد س���لموا دون فقد ‪،‬‬ ‫غ�ي�ر انهم نقل���وا إىل خميم كان���ت احلكومة قد‬ ‫ب���دأت يف إقامته للناس يف منطقة اس���فل اجلبل‬ ‫عند منطقة (الش���ليوني) ‪ ،‬وكان البكاء والعويل‬ ‫يف كل ركن من ذلك املخيم ‪ ،‬وكانت س���يارات‬ ‫االس���عاف والن���اس املتطوع�ي�ن ينقل���ون املوت���ي‬ ‫واجلرح���ى إىل املستش���فى امليدان���ي ال���ذي اقي���م‬ ‫لذل���ك الغرض ‪ ،‬كان يوما مأس���اويا داميا كان‬ ‫اجلمي���ع يف صدمة كبرية من هول الكارثة ‪ .‬مل‬ ‫اش���اهد مثيال لذلك املشهد املأس���اوي إال يوم عم‬ ‫وادي (درنة) حني كنت تلميذا هناك قبل زلزال‬ ‫(امل���رج) بس���نوات – حينها مل ي���در الناس إال وقد‬ ‫غمرت املياه العاتية البيوت على الضفة الشرقية‬ ‫من وادي (درنة) نتيجة هطول االمطار مبنطقة‬ ‫جنوب اجلبل االخضر جتمعت املياه عرب االودية‬ ‫الفرعية واخذت يف التدفق سريعا صوب (درنة)‬ ‫املدين���ة الوادعة املطمئنة والن���اس نيام ال يدرون‬

‫م���ا ينتظره���م ‪ ،‬س���دت اح���دى االحج���ار الكبرية‬ ‫ال�ت�ي كان���ت تدفعها املي���اه احدى فتحات جس���ر‬ ‫وادي (درن���ة) االم���ر ال���ذي جع���ل املي���اه تفي���ض‬ ‫على اجلانب الش���رقي من ال���وادي ويغمر البيوت‬ ‫اآلمنة ويغ���رق بعض املواطنني ويضيع امتعتهم‬ ‫وحاجياته���م ‪ ،‬وق���د ج���رت عمليات انق���اذ وحبث‬ ‫طويل ‪ ،‬ش���ارك فيها تالميذ القس���م الداخلي من‬ ‫مجل���ة الن���اس الذين هب���وا للمش���اركة يف تلك‬ ‫العملي���ات اخل�ي�رة ‪ ،‬وكان ملس���اهمتنا يف تل���ك‬

‫احتادي ‪ ،‬وعلى رأس هذه التوليفة ملك تقدم به‬ ‫الس���ن ‪ ،‬مل يعد يف امكانه متابعة شؤون احلكم يف‬ ‫ه���ذه البالد املرتامية االطراف وال يكاد يرى ابعد‬ ‫من حتالفاته زمن االحت�ل�ال االيطالي واحلرب‬ ‫العاملي���ة الثاني���ة يض���ع كل الثق���ة يف حلفائ���ه‬ ‫الس���ابقني م���ن االجنلي���ز ‪ ..‬وكذل���ك كثريا ما‬ ‫كانت اخلالف���ات والنزاعات تنش���أ بني الواليات‬ ‫بعضه���ا م���ع بعض وكذل���ك بني ه���ذه الواليات‬ ‫واحلكوم���ة االحتادي���ة ‪ ،‬ح���ول الصالحي���ات‬

‫احلملة اثرها الطيب يف نفوس س���اكين (درنة)‬ ‫حيث صار التالميذ الداخليون جزءاً من النس���يج‬ ‫االجتماع���ي باملدينة ‪ ،‬وقوى م���ن التالحم بينهم‬ ‫وبني املدينة اجلميلة واهلها الطيبني ‪ ،‬يتفاعلون‬ ‫مع احداثها بتناغم وانسجام ‪.‬‬ ‫•الوحدة الليبية عام ‪1963‬م‬ ‫م���ن االحداث ال�ت�ي حدثت وقت عملي مبدرس���ة‬ ‫اهلبرية عام ‪1963‬م ‪ ،‬وتستحق احلديث عنها هي‬ ‫قي���ام الوحدة الليبية ؛ ال�ت�ي كانت مطلبا وطنيا‬ ‫من���ذ اي���ام النض���ال من اج���ل االس���تقالل ‪ ،‬ولكن‬ ‫حالت دون حتقيقه التعقيدات الدولية واملطامع‬ ‫والتناف���س ب�ي�ن ال���دول احلليفة عل���ى النفوذ يف‬ ‫اج���زاء ليبي���ا الثالثة آن���ذاك وكذلك املش���اكل‬ ‫ال�ت�ي احاط���ت باحلرك���ة الوطني���ة واخلالفات‬ ‫بني زعاماتها ‪ ،‬املهم إن اجلمعية التأسيسية اليت‬ ‫اوكل هلا وضع دس���تور ‪1951‬م قررت أن تكون‬ ‫ليبيا دولة ملكية فيدرالية تسمى اململكة الليبية‬ ‫املتح���دة وتنقس���م إىل ثالث والي���ات ‪( :‬طرابلس‬ ‫وبرقة وف���زان )‪.‬وهو النظام ال���ذي كان ال يزال‬ ‫قائم���ا حتى ابريل ‪1963‬م ولك���ن يف ذلك الوقت‬ ‫تغ�ي�رت الظ���روف وحدث���ت تط���ورات هامة على‬ ‫الصعيدي���ن الداخلي واخلارجي ادت إىل ضرورة‬ ‫تغيري ذلك الوضع ‪.‬وعلى الصعيد الداخلي حيكم‬ ‫الب�ل�اد اربع حكومات يف وقت واح���د ‪ ،‬ثالث منها‬ ‫يف الوالي���ات والرابع���ة حكومة احتادي���ة ‪ ،‬ثالثة‬ ‫والة واربع���ة جمالس تش���ريعية ثالث���ة منها يف‬ ‫الواليات والرابع برملان احتادي إىل جانب ثالثة‬ ‫جمال���س تنفيذي���ة يف الواليات وجمل���س وزراء‬

‫واالختصاص���ات واحلدود االقليمي���ة ‪ ،‬وقد زادت‬ ‫هذه اخلالفات واملنازعات خاصة بعد اكتش���اف‬ ‫النفط على نطاق واسع ‪ ،‬وظهرت احلاجة حلسم‬ ‫هذه اخلالفات ‪ ،‬فلم يعد من العملي االس���تمرار‬ ‫على هذه الوضعية واصبح من املناسب ان توكل‬ ‫االمور لطرف واحد يتوىل التعامل مع االطراف‬ ‫اخلارجية للوصول إىل نتائج مرضية تكون غري‬ ‫قابل���ة للجدال بدل التعامل مع أكثر من طرف‬ ‫ويق���ال يف هذا اجملال ‪ :‬أن للش���ركات االمريكية‬ ‫دورا مهم���ا يف اقن���اع املل���ك بض���رورة إجن���از هذا‬ ‫اهل���دف يف حيات���ه ‪ .‬وبالفع���ل فق���د ع���رض على‬ ‫اجمللس التشريعي مش���روع قرار تغيري الدستور‬ ‫بأقص���ى س���رعة لتحقي���ق الوح���دة ولك���ون هذا‬ ‫اهل���دف مطلبا وطنيا منذ زمن بعيد ما إن اعلنت‬ ‫مناقش���ته حتى تلقاه اجلمي���ع باملوافقة والقبول‬ ‫واعتربوه خطوة رائعة حتسب للعهد امللكي ‪.‬ويف‬ ‫يوم ‪26/4/1963‬م اختذت االجراءات القانونية‬ ‫بتغيري الدستور من اجمللس الربملاني واعلن قيام‬ ‫الوحدة واصبحت ليبيا مملكة موحدة ‪ ،‬تنقس���م‬ ‫إىل عشرة حمافظات ‪ /‬واستمر هذا النظام قائما‬ ‫إىل قيام انقالب سبتمرب ‪1969‬م ‪.‬‬ ‫•اضراب املعلمني ‪1963‬م‬ ‫م���ن التط���ورات املثم���رة ع���ام ‪1963‬م ‪ ،‬حدث���ت‬ ‫حركة يف اوساط املعلمني الوطنيني ‪ ،‬فقد نشط‬ ‫عدد منهم لتأس���يس احتاد خاص بهم وهو هدف‬ ‫م���ا انفك���وا يس���عون لتحقيقه منذ زم���ن ‪ ،‬غري ان‬ ‫احلكومة كانت تعيقه باستمرار ‪ ،‬يف ذلك الوقت‬ ‫قطع���وا خطوات ال بأس بها يف االتصال باملعلمني‬

‫يف خمتلف امل���دارس ومتكنوا من تأس���يس هيئة‬ ‫منه���م هلا الرغب���ة والق���درة على تش���كيل هيكل‬ ‫نقاب���ي ‪ ،‬وقد كان ذلك التش���كيل على مس���توى‬ ‫اململك���ة ‪ ،‬وس���اعد عل���ى االتص���ال والتواص���ل ؛‬ ‫االج���واء ال�ت�ي زامن���ت قي���ام الوح���دة الليبية من‬ ‫انفت���اح االقالي���م بعضه���ا عل���ى بع���ض وتروي���ج‬ ‫فكرة الوح���دة والدعاية هلا عرب وس���ائل االعالم‬ ‫احلكومي���ة واخلاصة آنذاك ‪.‬وأذكر ان عددا من‬ ‫أولئك الناشطني قد اتصلوا بنا مبدرسة (اهبريه)‬ ‫اذك���ر منه���م (االس���تاذ املرح���وم (عبدالعاط���ي‬ ‫خنف���ر) و(حس���ن القويض���ي) واملرح���وم (حممد‬ ‫الطيب بن س���عود) وآخرين مل تسعفين الذاكرة‬ ‫بتذكرهم ) وعرضوا علينا فكرة االحتاد النقابي‬ ‫واملزاي���ا اليت ميكن ان حنققها من وراء اقامة هذا‬ ‫االحت���اد واالنضم���ام اليه ‪ ،‬وق���د حتمس اجلميع‬ ‫لتلك الفكرة ورحبوا بها كثريا وامدونا مبشروع‬ ‫مق�ت�رح لالحت���اد املزم���ع إنش���اؤه ‪..‬واكرمن���ا‬ ‫وفادته���م وقضينا وقت���ا ممتعا نتج���اذب اطراف‬ ‫احلديث من هموم املعل���م والصعاب اليت تواجهه‬ ‫واالمال اليت يرجوها من االحتاد ‪.‬وقد تكلل ذلك‬ ‫النش���اط باالع�ل�ان عن تأس���يس احت���اد املعلمني‬ ‫بعد عدة لقاءات للمندوبني من عدة اماكن من‬ ‫ليبي���ا ‪ ،‬ومن مثرات تل���ك اجلهود دعوة لالضراب‬ ‫الش���امل جت���اوب معها كث�ي�ر م���ن املعلمني ويف‬ ‫الي���وم احملدد تعطلت الدراس���ة مبعظ���م املدارس‬ ‫‪ ،‬بع���د ان تق���دم املعلم���ون جبمل���ة م���ن املطال���ب‬ ‫النقابي���ة لتحس�ي�ن اوضاعهم املادي���ة واملعنوية ‪.‬‬ ‫وقد استجابت حكومة ( عثمان الصيد) بعد تلكؤ‬ ‫‪ ،‬لتل���ك املطال���ب وكان ان وافق���ت على تس���وية‬ ‫اوض���اع املعلمني الوظيفي���ة ورفع���ت مرتباتهم ‪،‬‬ ‫كما بدأت حتسني مستوياتهم العلمية واملهنية‬ ‫بإقامة ال���دورات الصيفية وفتح اجمل���ال امامهم‬ ‫الس���تكمال دراساتهم س���واء باملعاهد املتخصصة‬ ‫او بامل���دارس الثانوي���ة واجلامعة وم���ن مثار تلك‬ ‫احملاول���ة تعزيز ش���عورنا بقيمة العم���ل النقابي‬ ‫واهمي���ة ان يكون الفرد متالمحا مع افراد مهنته‬ ‫‪ ،‬واخ���ذ الوع���ي النقاب���ي يف االزدي���اد يف صف���وف‬ ‫املعلم�ي�ن ولن انس���ى ذلك احلم���اس واهلمة اليت‬ ‫بثها فينا اولئك الش���باب الرائع���ون وهم يدعوننا‬ ‫لض���رورة النض���ال م���ن اج���ل حتقي���ق امانين���ا‬ ‫‪.‬ورغ���م عدم اعرتاف احلكوم���ة بذلك االحتاد إال‬ ‫انه���ا اضط���رت لالس���تجابة للكثري م���ن مطالبه‬ ‫املش���روعة ام���ام اس���تمرار االض���راب ع���دة اي���ام‬ ‫واصرار املعلمني عل���ى تلك املطالب ‪ ..‬ومن نتائج‬ ‫ذل���ك العمل اخلالق ان اس���تفدت منه ش���خصيا ‪،‬‬ ‫فق���د مت تصنيف���ي على الدرجة الس���ابعة بعد ان‬ ‫كنت على نظام الفئات ‪ ،‬وهو نظام يعترب تعيني‬ ‫املوظ���ف داخلة (مؤقتا) ‪ ،‬وأُعطيت تس���وية مالية‬ ‫جمزية بلغت حوالي س���بعني جنيه���ا ‪ ،‬وهو مبلغ‬ ‫مهم بأرقام ذلك الزمان ‪ ..‬حتى اني حني سلمتها‬ ‫لوالدي اس���تكثرها واعرب عن دهشته وسأل عن‬ ‫مصدره���ا ‪ ..‬ومل يطمئن بال���ه اال بعد أن بينت له‬ ‫مصدره���ا ‪ ..‬ويكفي ان تعرف ان���ه ميكن ان يكوّن‬ ‫بها قطيعا من املاعز يبلغ االربعني رأس���ا ؛ ويعترب‬ ‫غنيا من ميلكها يف ذلك الزمان ‪ ،‬واجلدير ذكره‬ ‫أن وال���دي مل يتص���رف بذلك املبل���غ فقد ابلغين‬ ‫وه���و على فراش املوت ان املبل���غ الذي اعطيته له‬ ‫موجود ورجاني ان انفقه فيما يفيد‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫حقيقة احلرب الدائرة يف ليبيا‬ ‫حممد خليل الزروق‬

‫‪ -1‬املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام كان‬ ‫يسيطر عليه اإلسالميون‬ ‫‪ -2‬احل���راك املدن���ي الس���لمي أج�ب�ر‬ ‫املؤمتر على االنتخابات‬ ‫‪ -3‬ف���از التيار املدن���ي يف االنتخابات‬ ‫باألغلبية‬ ‫‪ -4‬مل يعرتف اإلس�ل�اميون بالربملان‬ ‫وقادوا محلة مس���لحة ألخذ السلطة‬ ‫بالقوة!‬ ‫ه���ذه ه���ي الرواية الس���اذجة املكذوبة‬ ‫ال�ت�ي يُ���روَّج هل���ا اليوم ع���ن الوضع يف‬ ‫ليبيا‬ ‫متاما ‪،‬ليس‬ ‫ولك���ن احلقيقة غري ذلك ً‬ ‫املؤس���ف أن ُت���روَّج ه���ذه األكذوب���ة‪،‬‬ ‫ب���ل أن ُتص���دَّق‪ ،‬ع���ن تاري���خ مل مت���ر‬ ‫عليه أش���هر معدودة‪ ،‬وما زال س���اخ ًنا‬ ‫صاخ ًب���ا باألحداث املس���جلة بالصوت‬ ‫والص���ورة!! فكي���ف ل���و ط���ال العه���د‪،‬‬ ‫وبعدت األيام‪ ،‬وحنن ش���عوب سريعة‬ ‫النسيان أو التناسي؟!‬ ‫(‪)1‬‬ ‫• ح�ي�ن ظه���رت نتائ���ج انتخاب���ات‬ ‫املؤمت���ر الوطين كان اخل�ب�ر هو فوز‬ ‫التي���ار الليربال���ي‪ ،‬واكتس���اح ح���زب‬ ‫التحال���ف‪ ،‬وحص���ده لنص���ف مقاعد‬ ‫القوائ���م يف أغلب الدوائ���ر‪ ،‬وتصويت‬ ‫م���ا يق���رب م���ن ملي���ون مواط���ن ل���ه!‬ ‫‪،‬فكي���ف إذن صار املؤمت���ر فيما زعموا‬ ‫يسيطر عليه اإلسالميون املتشددون‪،‬‬ ‫من كتليت الوفاء للش���هداء وحلفائها‬ ‫من اإلخوان املسلمني؟‬ ‫• واحلقيق���ة ال�ت�ي يعرفه���ا كل‬ ‫أعض���اء املؤمتر أنه مل يكن الجتاه من‬ ‫االجتاهات الع���دد األكرب من أعضاء‬ ‫املؤمت���ر‪ ،‬وما أعرفه أن���ا على األقل أن‬ ‫اإلسالميني باالصطالح السياسي يف‬ ‫املؤمتر مل يزيدوا عن بضع ومخسني‬ ‫عض���وًا‪ ،‬أي م���ا ه���و ح���ول ‪ %25‬م���ن‬ ‫األعضاء‪ ،‬وأن كتل���ة العدالة مل تكن‬ ‫خصوصا يف الش���هور األخرية‬ ‫تتجاوز‬ ‫ً‬ ‫‪ 20‬عض���وًا‪ ،‬وكتل���ة الوف���اء ً‬ ‫أيضا مل‬ ‫تتجاوز ‪ 35‬عض���وًا‪ ،‬وأن كتلة الوفاء‬ ‫فيه���ا عدد من غري اإلس�ل�اميني ً‬ ‫أيضا‬ ‫باملعنى االصطالحي السياسي‪.‬‬ ‫• واحلقيق���ة ً‬ ‫أيض���ا أن حزب حتالف‬ ‫القوى الوطنية والتيار الذي يتبعه‪:‬‬ ‫‪ -1‬مل جيدوا املؤمتر ط ّي ًعا يف أيديهم‬ ‫كما توقعوا بعد ظهور النتائج‪،‬‬ ‫‪ -2‬وختبط���وا يف ش���أن قانون العزل‪،‬‬ ‫ثم وقعوا فيه‪،‬‬ ‫‪ -3‬ومحلوا علي زيدان إىل كرس���ي‬ ‫احلكومة فلعب بهم‪،‬‬ ‫ريا‬ ‫‪ -4‬وس���رق منهم علي زيدان كث ً‬ ‫م���ن األعض���اء ك���وّن به���م كتل���ة‬ ‫حامية له من اإلقالة‪،‬‬ ‫‪ -5‬وج���اءت أح���داث مص���ر ففتح���ت‬ ‫يف أذهانه���م أبوابً���ا للطمع السياس���ي‬ ‫خارج خطة الطري���ق وخارج اإلعالن‬ ‫الدستوري‪،‬‬ ‫‪ -6‬وكان هلم من املال ومن وس���ائل‬

‫اإلع�ل�ام م���ا اس���تطاعوا ب���ه تروي���ج‬ ‫"س���يطرة اإلس�ل�اميني" على املؤمتر‪،‬‬ ‫وأنه ينتهي دستوريًّا يف ‪،2014-2-7‬‬ ‫وأن���ه هو س���بب البالء كل���ه يف ليبيا‪،‬‬ ‫وليس للحكومة ذات األموال الفلكية‪،‬‬ ‫وال للرتك���ة البائ���رة املوروث���ة‪ ،‬وال‬ ‫خلل���و ليبيا من دولة ومن مؤسس���ات‬ ‫باملعن���ى العلمي‪ ،‬مدخ���ل يف ذلك على‬ ‫اإلطالق!‬ ‫ف���إن مل يك���ن لإلس�ل�اميني ع���دد‬ ‫جيعله���م أغلبي���ة‪ ،‬ألن الباقي بعدهم‬ ‫هو ثالثة أرباع العدد‪ ،‬فما الذي جعل‬ ‫ح���زب التحالف ومن انضم إليه يص ّر‬ ‫عل���ى إس���قاط املؤمت���ر أو انصراف���ه‪،‬‬ ‫وينفض يده منه‪ ،‬ول���ه نصف مقاعد‬ ‫القوائم‪ ،‬ومثلهم من األفراد‪ ،‬ونصيب‬ ‫األسد يف احلكومة؟‬ ‫(‪)2‬‬ ‫حبساب عددي لظاهر المُْدد يف اإلعالن‬ ‫الدس���توري اك ُتش���ف تاري���خ ‪-2-7‬‬ ‫‪ ،2014‬و ُنصبت له عددات يف عدد من‬ ‫القن���وات‪ ،‬و ُقدمت من أجل���ه املبادرات‪،‬‬ ‫وخرج���ت يف س���بيله املظاه���رات‪،‬‬ ‫وكتب���ت في���ه املق���االت والدراس���ات‪،‬‬ ‫كان ل���كل ذل���ك أثر وال ش���ك‪ ،‬ولكن‬ ‫الس���بب األك�ب�ر ال���ذي جع���ل املؤمتر‬ ‫يص�ي�ر إىل إق���رار مرحل���ة انتقالي���ة‬ ‫ثالثة ه���و أعض���اء املؤمت���ر الذين هم‬ ‫ش���ركاء يف الق���رار واملس���ؤولية‪،‬‬ ‫وأص���روا عل���ى انقضاء عم���ر املؤمتر‪،‬‬ ‫وقاطعوا جلساته‪ ،‬وظهروا يف اإلعالم‬ ‫يروجون ه���ذه املقولة ضمن مقوالت‬ ‫مرتابطة‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫ املؤمتر تسيطر عليه فئة‬‫ وهو سبب كل مشكالت ليبيا‬‫ وق���د وات���ت فرص���ة اخل�ل�اص منه‬‫بانقضاء عمره‬ ‫وقد اس���تمر حوار أعضاء املؤمتر حول‬ ‫ه���ذه القضية املفتعلة من أغس���طس‬ ‫‪ 2013‬إىل فرباير ‪ 2014‬أي ما اليقل‬ ‫ع���ن ‪ 7‬أش���هر‪ ،‬مع أن الن���ص الصريح‬ ‫يف اإلع�ل�ان الدس���توري يق���ول‪" :‬ويف‬ ‫أول جلس���ة هلا (الس���لطة التشريعية‬ ‫املنتخب���ة بن���اء على الدس���تور الدائم)‬ ‫يتم حل املؤمتر الوطين العام"‪.‬‬ ‫منقس���ما يف ه���ذه‬ ‫كان املؤمت���ر‬ ‫ً‬ ‫القضية‪،‬‬ ‫• بعضه���م يدع���ي أنه���ا صحيح���ة‪،‬‬ ‫ولكن م���ا يدعوه إىل التمس���ك بها أن‬ ‫املؤمتر‪:‬‬ ‫يل���ب طموحاته���م‪ ،‬وكان‬ ‫‪ -1‬مل‬ ‫ِّ‬ ‫خمي ًب���ا آلماهل���م‪ ،‬ألن هل���م في���ه‬ ‫شركاء‪ ،‬وليسوا منفردين به‬ ‫‪ -2‬وأنه���م حصل���وا على م���ا يريدون‬ ‫م���ن احلكومة‪ ،‬وق���د أنفق���ت امليزانية‬ ‫كاملة‬ ‫‪ -3‬وأنه���م ل���ن يس���تطيعوا إم���رار‬ ‫امليزاني���ة القادم���ة ألن���ه لي���س هل���م‬ ‫النصاب املطلوب‬ ‫‪ -4‬وأن الطرف الشريك قد ُشوه مبا‬

‫إعالمي���ا وألصق���ت به‬ ‫في���ه الكفاي���ة‬ ‫ًّ‬ ‫كل التهم املمكن���ة وغري املمكنة‪ ،‬فلو‬ ‫دخ���ل انتخاب���ات قادمة فل���ن تقوم له‬ ‫قائمة وال أفراد‬ ‫• والفري���ق اآلخ���ر كان يق���ول‪ :‬إن‬ ‫املؤمت���ر ينقض���ي بانتخ���اب س���لطة‬ ‫تش���ريعية بن���اء على الدس���تور الدائم‬ ‫كم���ا يق���ول اإلع�ل�ان الدس���توري‪،‬‬ ‫والذه���اب إىل مرحل���ة انتقالية ثالثة‬ ‫في���ه خماط���رة‪ ،‬ولك���ن فلنذه���ب إىل‬ ‫انتخابات مبك���رة‪ ،‬طل ًبا لتوافق القوى‬ ‫السياس���ية واجملتم���ع بش���أن خط���ة‬ ‫الطريق‪ ،‬وألن الشركاء من األعضاء‬ ‫م���ن الط���رف اآلخ���ر جعل���وا املؤمت���ر‬ ‫عاج ًزا‪:‬‬ ‫‪ -1‬ألنهم يتغيبون عن اجللسات‬ ‫‪ -2‬ويعطل���ون حماس���بة احلكومة أو‬ ‫إقالتها‬ ‫‪ -3‬وهل���م مع احلكوم���ة مصاحل على‬ ‫صعيد األعمال أو املناصب‬ ‫‪ -4‬ويظه���رون يف اإلع�ل�ام يذم���ون‬ ‫زمالءه���م ويف�ت�رون عليه���م الك���ذب‬ ‫ويذمون املؤسسة اليت ينتسبون إليها‬ ‫‪ -5‬ه���ذا غ�ي�ر البص���ق والض���رب‬ ‫واأللفاظ القبيحة واملسالك املذمومة‬ ‫وتسهيل اقتحام املؤمتر‬ ‫• فلعل���ه يُنتخب غري ه���ؤالء‪ ،‬ويكون‬ ‫يف التجربة السابقة عربة‪ ،‬وإن كان‬ ‫ال بد م���ن انصراف املؤمتر فلينصرف‬ ‫بانتخابات مبكرة‪ ،‬ال بسقوط مفاجئ‬ ‫كما يتمنى اآلخرون‪:‬‬ ‫‪ -1‬فقب���ل ه���ذا الفريق بإلغاء املس���ار‬ ‫األصلي وهو التسليم إىل جسم دائم‪،‬‬ ‫وهو ما كان يسمى باخلطة (أ)‬ ‫‪ -2‬وقبل���وا باس���تحداث مرحل���ة‬ ‫انتقالي���ة ثالثة‪ ،‬وهو ما كان يس���مى‬ ‫اخلطة (ب)‬ ‫‪ -3‬وقبل���وا بتش���كيل جلن���ة أغلبه���ا‬ ‫م���ن خ���ارج املؤمت���ر لتعدي���ل اإلعالن‬ ‫الدس���توري‪ ،‬وهي ال�ت�ي مسيت جلنة‬ ‫فرباير‬ ‫‪ -4‬وقبلوا باستحداث منصب الرئيس‬ ‫قبل الدستور الدائم‬

‫‪ -5‬وقبل���وا مبق�ت�رح اللجن���ة برمته‪،‬‬ ‫إال االنتخاب املباش���ر للرئيس‪ ،‬فترُ ك‬ ‫للسلطة التشريعية القادمة‬ ‫‪ -6‬وقبلوا بتقريب موعد االنتخابات‬ ‫إىل يونيو بد ً‬ ‫ال من أغسطس‬ ‫‪ -7‬ويف س���بيل ذل���ك أرج���ئ تطبي���ق‬ ‫قان���ون الع���زل على املرش���حني إىل ما‬ ‫بعد االنتخابات‬ ‫‪ -8‬ومتس���كوا باالنتخاب���ات وحرصوا‬ ‫عل���ى إجرائه���ا يف موعده���ا‪ ،‬وصارت‬ ‫الطريق ممهدة لالنتخابات‬ ‫‪ -9‬وقبل���وا مبب���ادرة بعث���ة األم���م‬ ‫املتحدة للحوار‬ ‫(‪)3‬‬ ‫فم���اذا ح���دث بع���د كل ه���ذا؟ ‪..‬كان‬ ‫م���ن املع���روف أن كتائ���ب القعق���اع‬ ‫والصواع���ق واملدن���ي ه���ي كتائ���ب‬ ‫خصوصا كتيب���ة ‪ ،32‬وهذا‬ ‫الق���ذايف‬ ‫ً‬ ‫أعلن���ه رئي���س األركان الل���واء عب���د‬ ‫الس�ل�ام جاد اهلل‪ ،‬ث���م خليفة حفرت يف‬ ‫بي���ان تلفزيون���ي‪ ،‬وقال‪ :‬ه���م لواء ‪،32‬‬ ‫وق���ال‪ :‬ه���م أبناؤن���ا‪ ،‬وال مان���ع من أن‬ ‫يكون���وا يف اجلي���ش اللي�ب�ي! ‪،‬وأعادت‬ ‫ه���ذه الكتائ���ب جتمي���ع أعضائها بعد‬ ‫التحرير‪ ،‬وتنظيم صفوفها‪ ،‬وجتديد‬ ‫تس���ليحها‪ ،‬بأس���لحة تأت���ي ل���وزارة‬ ‫الدف���اع‪ ،‬وأس���لحة تأتي إليه���ا خاصة‬ ‫حديث���ة الط���راز‪ ،‬بس���بب نف���وذ حزب‬ ‫حتالف الق���وى الوطنية يف احلكومة‪،‬‬ ‫وبسبب سيطرتها على املطار‪ ،‬وبسبب‬ ‫عالق���ات خارجي���ة‪ ،‬وكانت تس���يطر‬ ‫م���ع ذل���ك عل���ى كل ناحي���ة طري���ق‬ ‫املط���ار‪ ،‬ومجعية الدعوة اإلس�ل�امية‪،‬‬ ‫ومراف���ق ومعس���كرات أخ���رى‪ .‬ث���م‬ ‫اس���تولت على مقر رئاس���ة األركان‬ ‫ووزارة الداخلي���ة‪ُّ ،‬‬ ‫واتهمت بكثري من‬ ‫عملي���ات اخلطف والس���طو‪ ،‬وكانت‬ ‫هن���اك ش���كوى مس���تمرة م���ن غصب‬ ‫السيارات‪ ،‬وإيذاء املارة ‪،‬ويف ‪ 20‬مارس‬ ‫‪ 2013‬ص���در قرار املؤمت���ر رقم ‪27‬‬ ‫بإخالء طرابلس من كل التشكيالت‬ ‫املس���لحة‪ ،‬ومل يُن ّف���ذ‪ .‬وبع���د حادث���ة‬ ‫غرغور يف ‪ 15‬نوفمرب ‪ 2013‬خرجت‬

‫‪17‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫كل الكتائب احملسوبة على مصراتة‬ ‫ودرع الوس���طى م���ن طرابل���س‪ ،‬ومل‬ ‫يب���ق يف املدينة إال القعق���اع وأخواتها‪،‬‬ ‫تسيطر على مواقعها املعهودة فيها‬ ‫• وبع���د إق���رار املؤمتر لكل ما س���بق‬ ‫واملتضم���ن انتخاب���ات مبك���رة‪ ،‬وقعت‬ ‫األحداث اآلتية‪:‬‬ ‫‪ -1‬يف ‪ 14‬فرباي���ر ‪ 2014‬أعل���ن‬ ‫خليف���ة حف�ت�ر انقالبً���ا عل���ى الوضع‬ ‫القائ���م‪ ،‬وأن اجليش بقيادته يتس���لم‬ ‫الس���لطة‪ ،‬فيم���ا ع���رف باالنق�ل�اب‬ ‫التلفزيون���ي ال���ذي مل تكن ل���ه نتائج‬ ‫على األرض‬ ‫‪ -2‬ويف ‪ 18‬فرباي���ر أمهل���ت كتيبتا‬ ‫القعقاع والصواعق املؤمتر ‪ 5‬س���اعات‬ ‫لتس���ليم الس���لطة يف بي���ان تلفزيوني‬ ‫ً‬ ‫أيضا‬ ‫‪ -3‬يف ‪ 28‬فرباي���ر انتق���ل حف�ت�ر إىل‬ ‫بنغ���ازي وأعل���ن م���ن أم���ام منزله أن‬ ‫كل أعضاء املؤمتر وأعضاء احلكومة‬ ‫مس���تهدفون بالقب���ض ل���و وطئ���ت‬ ‫أقدامهم أحد مطارات برقة‬ ‫‪ -4‬ويف ‪ 2‬م���ارس حصل هجوم على‬ ‫املؤمتر باألس���لحة النارية واألسلحة‬ ‫البيض���اء أصيب فيه ع���دد من أعضاء‬ ‫املؤمتر‬ ‫‪ -5‬ويف ‪ 16‬ماي���و ب���دأت محلة حفرت‬ ‫زاعم���ا أن���ه خيل���ص‬ ‫عل���ى بنغ���ازي ً‬ ‫بنغ���ازي م���ن اإلره���اب‪ ،‬وينتص���ر‬ ‫لضباط اجلي���ش الذين كثرت فيهم‬ ‫االغتي���االت‪ ،‬وق���د ت���أذت املدين���ة من‬ ‫تهج�ي�را وقت ً‬ ‫ال‬ ‫ريا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ه���ذه احلمل���ة كث ً‬ ‫ريا‬ ‫وتدم‬ ‫بالطائ���رات‬ ‫وجرح���ا وقص ًفا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫للمن���ازل واملنش���آت املدني���ة وإغال ًق���ا‬ ‫للمطار واجلامعة وحالة احلرب اليت‬ ‫عاشتها بنغازي حتى اليوم‬ ‫‪ -6‬ويف ‪ 18‬ماي���و اقتحم���ت القعق���اع‬ ‫والصواع���ق مق���ر املؤمت���ر الوط�ن�ي‬ ‫الع���ام حيث مكاتب الرئاس���ة واللجان‬ ‫فيم���ا يع���رف بالقص���ور الرئاس���ية‪،‬‬ ‫وأحرق���ت أحده���ا وفي���ه مق���ر جلنة‬ ‫الزراعة‪ ،‬وس���رقت قد ًرا م���ن الوثائق‪،‬‬ ‫واختطفت عضو املؤمتر مسعود عبيد‬

‫ع���ن س���بها‪ ،‬وعوم���ل معامل���ة مهين���ة‪،‬‬ ‫واختطف���ت عددًا م���ن موظفي املؤمتر‪،‬‬ ‫وأعل���ن خليف���ة حفرت أن ه���ذه اهلجوم‬ ‫يتبع عملية "الكرام���ة" اليت يقودها يف‬ ‫بنغازي لتخليص ليبيا من اإلرهاب‬ ‫‪ -7‬ويف اليوم نفس���ه لي ً‬ ‫ال خرج العقيد‬ ‫خمتار فرنانة آمر الشرطة العسكرية‬ ‫يف بي���ان متلف���ز ً‬ ‫أيض���ا وأعل���ن جتميد‬ ‫عم���ل املؤمت���ر وقي���ام جلن���ة الس���تني‬ ‫مبهامه‬ ‫نفس���ه‬ ‫‪ -8‬ويف ‪ 21‬ماي���و أعل���ن حفرت َ‬ ‫رئيس���ا ملا مساه اجمللس األعلى للقوات‬ ‫ً‬ ‫املس���لحة‪ ،‬وأن���ه يكلف اجملل���س األعلى‬ ‫جملس���ا لرئاس���ة‬ ‫للقض���اء أن ينش���ئ‬ ‫ً‬ ‫الدولة‬ ‫‪ -9‬ويف ‪ 20‬يولي���و اختطف���ت تل���ك‬ ‫الكتائ���ب عض���وي املؤمت���ر املستش���ار‬ ‫س���ليمان زوبي عن بنغازي والدكتور‬ ‫فتحي العربي ع���ن جنزور‪ ،‬يف رمضان‬ ‫وهم���ا عائ���دان إىل حي���ث يقيم���ان يف‬ ‫جن���زور بع���د اجتم���اع عمل‪ ،‬ث���م أُطلق‬ ‫سراح العربي‪ ،‬وما زال زوبي خمتط ًفا‪،‬‬ ‫وقد وُجد ابن له مقتو ً‬ ‫ال يف بنغازي‬ ‫• حني انطلقت عملية حفرت املس���ماة‬ ‫ريا‬ ‫الكرامة وجدت تأيي���دًا إعالميا كب ً‬ ‫م���ن إع�ل�ام الث���ورة املض���ادة‪ ،‬وأعل���ن‬ ‫ناش���طون ومرش���حون للربمل���ان أنه���م‬ ‫معه���ا حت���ى حتق���ق أهدافه���ا‪ ،‬واملعلن‬ ‫منه���ا القضاء على اإلره���اب‪ ،‬واملقصود‬ ‫كتائب الثوار وأنصار الش���ريعة‪ ،‬حتى‬ ‫إن بعضه���م طالب بتأجيل االنتخابات‪،‬‬ ‫وكان وج���ود رئيس احلكوم���ة املؤقت‬ ‫عب���د اهلل الث�ن�ي يف مناط���ق تعد ضمن‬ ‫نف���وذ حف�ت�ر وس���يطرته يف الش���رق‬

‫يف السيطرة العس���كرية على األوضاع‪،‬‬ ‫واستئصال الطرف اآلخر بالقوة ‪،‬فهل‬ ‫بعد ه���ذا ميكن جتاهل حتديد الطرف‬ ‫ال���ذي ب���دأ احل���رب واالنق�ل�اب عل���ى‬ ‫العملي���ة السياس���ية واملس���ار الس���لمي‬ ‫والدستوري؟!‬ ‫• يف بنغ���ازي أدت األحداث إىل نش���وء‬ ‫أوضاع جدي���دة‪ ،‬فقد تص���دت كتائب‬ ‫الث���وار وأنصار الش���ريعة هلجوم حفرت‬ ‫عل���ى املدينة‪ ،‬وع���دت ذلك م���ن الدفاع‬ ‫ع���ن النفس‪ ،‬ونش���أ ما مس���ي مبجلس‬ ‫ش���ورى ث���وار بنغ���ازي‪ ،‬وس���يطر ه���ذا‬ ‫اجملل���س عل���ى أغل���ب املعس���كرات يف‬ ‫املدينة اليت ُع���رف عنها والؤها حلملة‬ ‫خليف���ة حف�ت�ر‪ً .‬‬ ‫وأيض���ا نش���أ يف امل���دن‬ ‫ش���رق بنغازي وضع جديد يغلب عليه‬ ‫مواالة خليفة حفرت‪ ،‬وصار من املتعذر‬ ‫التعبري عن الرأي يف معارضته‪ ،‬وكثر‬ ‫اخلط���ف والقت���ل والتعذي���ب‪ ،‬وأنش���ئ‬ ‫س���جن رهي���ب يف قرنادة قرب ش���حات‬ ‫لسجن املعارضني‬ ‫• ويف طرابل���س كان���ت ردة الفع���ل‬ ‫انط�ل�اق عملية مسي���ت "فج���ر ليبيا"‪،‬‬ ‫لتحريره���ا م���ن الكتائ���ب األمني���ة‬ ‫للقذايف حتت اس���م الصواعق والقعقاع‬ ‫واملدني املؤيدة يف الوقت نفس���ه لعملية‬ ‫الكرام���ة وخليف���ة حفرت‪ُ ،‬ح���دد لفجر‬ ‫ليبي���ا تاري���خ ‪ 20‬رمض���ان ‪ 1435‬وهو‬ ‫يواف���ق ‪ 18‬يولي���و ‪ ،2014‬ولكنها بدأت‬ ‫قبله بنح���و يومني على يد صالح بادي‬ ‫قائ���د إح���دى كتائ���ب مصرات���ة‪ ،‬ومع‬ ‫األيام انضمت أغلب مدن الغرب اللييب‬ ‫إىل تأيي���د ه���ذه العملي���ة‪ ،‬وأصدر ‪22‬‬ ‫م���ن اجملال���س احمللية بيان���ات يف ذلك‪،‬‬

‫وأن مق���ر اجملل���س يف األس���اس يف‬ ‫بنغ���ازي‪ ،‬وأن من ق���رر نقله إىل طربق‬ ‫لي���س األعض���اء ابت���دا ًء‪ ،‬وأن التس���ليم‬ ‫والتس���لم مل يقعا عل���ى الوجه املتعارف‬ ‫علي���ه‪ ،‬فه���ذه أش���ياء ميك���ن للم���رء أن‬ ‫يتجاوزه���ا كله���ا ‪،‬لك���ن م���ا ال ميك���ن‬ ‫جتاوزه بعد كل األحداث اليت سردتها‬ ‫أن نق���ل جملس الن���واب إىل طربق هو‬ ‫نقل له إىل منطق���ة فيها نفوذ لعملية‬ ‫الكرام���ة ال�ت�ي ه���ي انق�ل�اب على كل‬ ‫املس���ار السياس���ي‪ ،‬وإعالن للحرب قبل‬ ‫ب���دء االنتخاب���ات‪ ،‬يؤازره���ا جناحها يف‬ ‫ً‬ ‫ممث�ل�ا يف القعق���اع وأخواته���ا‪،‬‬ ‫الغ���رب‬ ‫وهل���ا غطاء سياس���ي من بع���ض أعضاء‬ ‫الربمل���ان وم���ن ح���زب حتال���ف الق���وى‬ ‫الوطنية‪ ،‬وغط���اء إعالمي من القنوات‬ ‫احملس���وبة على نظام القذايف‪ ،‬حتى إن‬ ‫جمل���س النواب قرر وقف إطالق النار‪،‬‬ ‫وال يس���تطيع أن يبحث أو يس���أل‪ :‬ملاذا‬ ‫تنطل���ق الطائ���رات من طربق نفس���ها‬ ‫لقص���ف بنغ���ازي؟ وبأم���ر م���ن؟ وألي‬ ‫ه���دف؟ وه���ل ت���ؤذي املدني�ي�ن الذي���ن‬ ‫هم املواطن���ون املس���ؤول عنهم جملس‬ ‫الن���واب؟ وحت���ى إن الن���واب املعارضني‬ ‫حلف�ت�ر ال يأمن���ون عل���ى أنفس���هم ل���و‬ ‫حض���روا إىل ط�ب�رق‪ ،‬وال يضمن���ون‬ ‫أنه���م يس���تطيعون التعبري ع���ن آرائهم‬ ‫يف معارضة ه���ذه العملية العس���كرية‬ ‫اليت هي س���ابقة لالنتخابات وللنتائج‬ ‫ولوج���ود جملس الن���واب نفس���ه! ‪،‬وقد‬ ‫تقول‪ :‬وبنغازي ً‬ ‫أيضا كذلك‪ ،‬ومع أنه‬ ‫خصوصا‬ ‫مل يع���رف عن ث���وار بنغ���ازي‬ ‫ً‬ ‫أنه���م عرقل���وا عملي���ة انتخابي���ة‪ ،‬وقد‬ ‫جرى يف بنغازي يف السنتني املاضيتني‬

‫ضمني���ا‪ ،‬ث���م أعلن عل���ى زيدان‬ ‫تأيي���دًا‬ ‫ًّ‬ ‫رئي���س احلكوم���ة الس���ابق تأيي���ده يف‬ ‫‪ 18‬يونيو‪ ،‬ث���م حممود جربيل رئيس‬ ‫حزب حتال���ف الق���وى الوطنية يف ‪21‬‬ ‫يونيو‪ ،‬ه���ذا غري أكابر أع���وان القذايف‬ ‫يف اخلارج ال���ذي يعارضون ‪ 17‬فرباير‬ ‫صراح���ة ويه���ددون بالعودة املس���لحة‪،‬‬ ‫مث���ل ق���ذاف ال���دم‪ ،‬وقبله���ا رف���ض‬ ‫التحال���ف يف ‪ 12‬يونيو مب���ادرة احلوار‬ ‫اليت أطلقها ط���ارق مرتي رئيس بعثة‬ ‫األمم املتحدة بني القوى السياس���ية يف‬ ‫ليبيا‪ُ ،‬‬ ‫وشنت عليه محلة عنيفة ظاملة‪،‬‬ ‫ذك���ر هو يف لقاء صحفي يف ‪ 12‬يوليو‬ ‫أن ذل���ك كان بس���بب أمله���م يف جناح‬ ‫عملي���ة الكرام���ة يف قل���ب املوازين‪ ،‬أي‬

‫ومل يبق م���ن القبائل يف الطرف اآلخر‬ ‫إال الزنتان وورشفانة‬ ‫(‪)4‬‬ ‫جرت االنتخاب���ات يف ‪ 26‬يونيو‪ ،‬ويف ‪6‬‬ ‫يوليو أعلنت املفوضية النتائج األولية‪،‬‬ ‫ويف ‪ 21‬يولي���و أعلنت النتائج النهائية‪،‬‬ ‫وألن االنتخ���اب كان كل���ه عل���ى‬ ‫الطريقة الفردية‪ ،‬م���ا زالت اخلريطة‬ ‫السياس���ية جمللس النواب غري واضحة‬ ‫ا‪،‬خصوص���ا بع���د تناق���ص نص���اب‬ ‫متام‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫التصوي���ت واحلض���ور ش���ي ًئا فش���ي ًئا‪،‬‬ ‫وبغ���ض النظر ع���ن النتائ���ج واألعداد‬ ‫واخل�ل�اف الذي حصل ح���ول ما ينص‬ ‫علي���ه اإلعالن الدس���توري من أن عقد‬ ‫أول جلسة يكون بدعوة رئيس املؤمتر‪،‬‬

‫مخس عملي���ات انتخابية ناجحة‪ ،‬ومل‬ ‫يعرقله���ا حت���ى م���ن ال يؤم���ن به���ا‪ ،‬بل‬ ‫محاه���ا‪ ،‬بل هناك ط���رف مؤيد حلملة‬ ‫حف�ت�ر ه���و املته���م مبحاول���ة ختري���ب‬ ‫انتخابات يوليو ‪ ،2012‬أقول‪ :‬مع ذلك‬ ‫كله كان ميكن عقد لقاء التسليم يف‬ ‫طرابلس كما طلب رئيس املؤمتر‪ ،‬ثم‬ ‫البحث عن أمثل مكان النعقاد جلسات‬ ‫الربمل���ان! ‪،‬فم���اذا كانت الني���ة يف نقله‬ ‫إىل ط�ب�رق م���ع العلم اجل���ازم أن عددًا‬ ‫م���ن األعضاء لن يس���تطيع أو لن يقبل‬ ‫احلضور إىل هناك؟!‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ���ـ‬ ‫ــ‪2014-8-22‬‬

‫تصبحون على وطن‬ ‫نور الدين الثلثي‬

‫ُ‬ ‫مواقع إلكرتونية‬ ‫الش���أن العام على‬ ‫واظبت على الكتابة يف‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫وعل���ى جري���دة ميادين ُمنذ م���دة‪ .‬كانت الكتابة والنش���ر‬ ‫املساحة‬ ‫حبرية تامة بعد ثورة فرباير مباشر ًة مؤشراً على‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الواسعة حلرية التعبري يف تلك الفرتة ‪ ،‬كما كانت احتفا ًء‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫متواضعة‬ ‫مس���اهمة‬ ‫وظننت يف كتاب�ت�ي‬ ‫بتل���ك احلري���ة‪.‬‬ ‫وآم���ال يف قيام‬ ‫رؤى‬ ‫ع���ن‬ ‫التعب�ي�ر‬ ‫ويف‬ ‫الدائ���ر‬ ‫يف النق���اش‬ ‫ٍ‬ ‫دولة القانون وكرامة اإلنس���ان وق���د انبلج فجرها‪ .‬ولكن‬ ‫الواقع اجلديد بدأ يتش���كل يف اجتاه أن يكون الفجر كاذباً‬ ‫مالمه تلوح يف األفق ش���يئاً فش���يئاً‪ .‬لقد أُس���قط‬ ‫‪ ،‬وبدأت حِ ُ‬ ‫احل ْم ُ‬ ‫َ‬ ‫���ل واخ ُتطف���ت الثور ُة من قب���ل أن تولد‪ .‬لق���د اف ُتــ ّكت‬ ‫قبضة مس���تب ٍد لكي تقع حتت س���طوة اس���تبدا ٍد‬ ‫البالد من‬ ‫ِ‬ ‫نفسها اليت ارتداها‬ ‫جديد بدأ يتش���كل مرتدياً عباءة الدين ِ‬ ‫معم���ر الق���ذايف (الفقي) لف�ت�رة وجيزة من بداي���ة حكمه‪.‬‬ ‫وب���دأ ُ‬ ‫ف���ر َ‬ ‫احل���كام اجلدد ْ‬ ‫ض وصايته���م على األمة باس���م‬ ‫الثورة وبأدوات القوة بني أيديهم ومن دون رادع‪ .‬هم الثوار‬ ‫وكف���ى‪ ،‬كما كان الثوري���ون القدامى؛ ه���ؤالء بكتائبهم‬ ‫وعوضاً عن‬ ‫ودروعهم وأولئك بلجانهم وحرس���هم الثوري‪ِ .‬‬ ‫بناء دولة القانون وإعالء كرامة اإلنس���ان‪ ،‬استكمل هؤالء‬ ‫بسط سلطانهم على أجهزة الدولة مبؤسساتها التنفيذية‬ ‫والتشريعية واالس���تخباراتية والعس���كرية والدينية رغم‬ ‫مرات‬ ‫رف���ض الن���اس هلم ع�ب�ر صنادي���ق االق�ت�راع ث�ل�اث ٍ‬ ‫قبيح لش���رعية‬ ‫ف���ج ٌ‬ ‫خ�ل�ال س���نتني‪ .‬وظه���ر للعيان وج��� ٌه ُّ‬ ‫وس���عي حمم���و ٌم لوضع اليد عل���ى الغنائم‬ ‫الث���ورة (إياها)‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫وتعص ٌب‬ ‫انتق���ام‬ ‫وروح‬ ‫‪،‬‬ ‫وس���لطة‬ ‫مال‬ ‫قبيحة هوج���اء‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫م���ن ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫جاهل���ي‪ ،‬كل لقبيلت���ه أو مدينته ُمدّعيا هل���ا " الصدر دون‬ ‫ٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫وعزل وإقصا ٌء لش���رائح واس���عة‬ ‫العاملني أو القرب"‪ ،‬ومغالب ٌة‬ ‫َ‬ ‫لقبائل ومناط���ق‪ .‬وجتّل���ت مظاه ُر هذا‬ ‫م���ن املواطنني ب���ل‬ ‫التداف���ع احملموم قت ً‬ ‫ال وس���طواً وختريباً وتهج�ي�راً واعتدا ًء‬ ‫على كرامة اإلنسان مقرتبني أكثر مما كنا يف أي وقت‬ ‫مضى م���ن " حالة الطبيع���ة" كما يصفها توم���اس هوبز‪:‬‬ ‫"حال���ة يك���ون فيها مباحاً ّ‬ ‫ش���خص أن يض���ع َ‬ ‫يده على‬ ‫لكل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫اجلميع‬ ‫حـرب‬ ‫وإىل‬ ‫ـراع‬ ‫الص‬ ‫إىل‬ ‫ا‬ ‫حتم‬ ‫يؤدي‬ ‫ما‬ ‫شيء‪،‬‬ ‫كل‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ضــ ّد اجلميع‪ .‬وتكـون احلياة بذلك مقفرة‪ ،‬فقرية‪ ،‬قبيحة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫متوحش���ة‪ ،‬وقص�ي�ر ة ‪solitary, poor, nasty, bru t‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫لهَ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫‪.ish and short‬وحط���ت م���ا أوحت به النــذر رحا ا يف‬ ‫الش���وارع وامليادين‪ .‬بدأت أدوات القم���ع ومصادرة احلريات‬ ‫نش���اطاً ُمتس���ارعاً عل���ى ي���د املتطرف�ي�ن والثوري�ي�ن اجلدد‬ ‫تهدي���داً للخص���وم وخطفاً‬ ‫ً‬ ‫وتصفية‪ .‬وم���ا كان ذلك كله‬ ‫طبيعي ملا كان عليه احلال إبان أحلك س���نوات‬ ‫ري امتدا ٍد‬ ‫غَ‬ ‫ٍ‬ ‫النظ���ام الس���ابق‪ .‬لق���د امتدّت ي���د الغدر ل ُتس���كت إىل األبد‬ ‫َ‬ ‫الصمت‬ ‫ثوار حقيقيني صدحوا بكلمة احلق‪ ،‬وآثر‬ ‫أص���وات ٍ‬ ‫من آثر‪ ،‬وهاجر حتت وطأة العسف واجلرمية الفالتة من‬ ‫عقال الدولة والدين والعقل َمن هاجر‪ .‬ويف ظل ما جيري‬ ‫أثر‬ ‫على األرض أتساءل‪ ،‬هل ال يزال للكلمة يف بالدي من ٍ‬ ‫أو معنى؟ وتصبحون على وطن‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫‪19‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫سامل أبوظهري‬

‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫أحوال اللليبني مع القذايف ‪!!!...‬‬

‫إعالمُنا إىل أين ؟‬

‫(‪)10-2‬‬ ‫بعد أن مات معمر القذايف أختلف‬ ‫الليبي���ون على حب���ه وكرهه كما‬ ‫مل خيتلفوا من قبل ‪،‬ليكون هو سبب‬ ‫الب�ل�اء لليبيا حيا وميت���ا ‪ ،‬فالزالت‬ ‫البالد حت�ت�رق كما وعد ‪ ،‬وغادرت‬ ‫االبتسامات الشفاه ‪،‬وتهتك النسيج‬ ‫االجتماعي ‪،‬بعد أن كان الليبييون‬ ‫ولس���نني خلت يتصفون بعالقاتهم‬ ‫اإلنس���انية املتين���ة ال�ت�ي ضمن���ت‬ ‫الت���وازن بينه���م وانتج���ت بش���كل‬ ‫طبيع���ي اح�ت�رام متبادل ب�ي�ن أبناء‬ ‫الوط���ن الواحد ‪ ،‬ونس���يج اجتماعي‬ ‫متماسك قوي ‪،‬فاشتهروا بطيبتهم‬ ‫وتس���احمهم ‪،‬وحبه���م وتس���ابقهم‬ ‫للمصاحل���ة ب�ي�ن املتخاصم�ي�ن ‪،‬‬ ‫وإغات���ه املله���وف ‪ ،‬وحرصه���م على‬ ‫فعل اخلري بش���كل عام ‪.‬وبقى االمر‬ ‫هك���ذا حت���ى م���ات معم���ر الق���ذايف‬ ‫‪،‬ال���ذي بي���دو أن���ه كان خيط���ط‬ ‫حل���دوث عكس ذلك بع���د أن ميوت‬ ‫‪،‬فكيف كانت أح���وال الليبيني مع‬ ‫الق���ذايف وماذا فع���ل لبعضهم حتى‬ ‫حيبون���ه لدرجة أن ميوتوا فداء له؟‬ ‫ويسمونه بعد موته بالقائد الشهيد‬ ‫‪ ،‬وماذا فعل بالبعض االخر منهم ؟‬ ‫حتى مل ي�ت�رددوا يف جره والتمتيل‬ ‫جبتته وعرضه���ا عارية امام العامل‬ ‫كله ويس���مونه بعد موت���ه باملقبور‬ ‫واملصه���ور وامل���ردوم !!! ‪ ،‬رغ���م أن‬ ‫كارهي القذايف وحمبيه يعيش���ون‬ ‫يف نف���س امل���كان‪ ،‬واحيان���ا ه���م من‬ ‫عائلة واحدة ‪ ،.‬فلماذا حيبه البعض‬ ‫رغم موته ‪ ،‬و يكرهه البعض االخر‬ ‫حيا وميت؟ هذه السلسة من عشر‬ ‫حلق���ات ستس���تعرض بع���ون اهلل‬ ‫كيف مااتفق بعض أحوال القذايف‬ ‫مع البالد والعباد طيلة فرتة حكمه‬ ‫لليبيا‪ ،‬ول���ك بعدها عزيزي القاري‬ ‫أن تكره���ه بالق���در ال���ذي تريد ‪،‬أو‬ ‫حتبه كيف ماتشاء !!!!‪.‬‬ ‫احللق���ة الثاني���ة‪ :‬بداي���ة التمهي���د‬ ‫للفوضى وهدم دولة املؤسسات‬ ‫أن���ا كن���ت أعتق���د وإىل وق���ت‬ ‫قريب(وتبني لي عكس ذلك متاما)‪،‬‬ ‫أن معم���ر الق���ذايف ‪،‬وص���ل حلك���م‬ ‫ليبي���ا عل���ى س���جادة بيض���اء ‪ ،‬وان‬ ‫أنقالب���ه عل���ى امللك أدري���س كان‬ ‫وردي���ا ‪ ،‬وأن ث���ورة الفات���ح مل يراق‬ ‫عل���ى جوانبه���ا الدم ‪ ،‬النه���ا كانت‬ ‫إس���تجابة ألص���وات الليبي�ي�ن اليت‬ ‫بحُ ت وه���ي تطالب جمل���س قيادة‬ ‫الثورة بالتغي�ي�ر والتطهري ‪،‬بعد أن‬ ‫عانى الش���عب من أحداث النكس���ة‪،‬‬ ‫ومسع خطابات عبد الناصر ‪،‬وتاثر‬ ‫ب���دوره امله���م يف حتري���ك الش���عب‬ ‫العرب���ي ‪،‬يس���انده إع�ل�ام هي���كل و‬

‫أمح���د س���عيد وصوت���ه العروب���ي‬ ‫املوجه الذي مل امسعه ولكين قرأت‬ ‫عنه وكان وقتها العصا الس���حرية‬ ‫اليت أطاح���ت بالكراس���ي وعروش‬ ‫املل���وك ‪،‬وجعل���ت الش���عب اللي�ب�ي‬ ‫يف امل���دن والق���ري خي���رج مهلل�ل�ا‬ ‫وملوح���ا باغصان الزيتون وس���عف‬ ‫النخي���ل ‪ ،‬مصفقا للي���د اليت طالت‬ ‫ع���رش أدري���س السنوس���ي ‪ ،‬املل���ك‬ ‫الذي يبدو انه تنبأ مبا سيحدث له‬ ‫‪ ،‬فكت���ب يف مفكرت���ه يف أول يناي���ر‬ ‫‪ .." 1969‬اللهم جننا من كل شر‬ ‫وجنبنا غدر الزمان‪، "..‬فرح الش���عب‬ ‫لنهاية املل���ك دون أن يكلف نفس���ه‬ ‫عن���اء الس���ؤال م���ن هو البدي���ل له ؟‬ ‫صفق بش���دة ومل يك���ن يهمه هوية‬ ‫الق���ادم اجلدي���د ان كان العقي���د‬ ‫بوش���ويرب أو العقي���د عب���د العزير‬ ‫الش���لحي مدي���ر إدارة التدري���ب‬

‫يف كتاب���ه "الطغي���ان الث���وري‬ ‫وعبقري���ة الس���فه"بان (دس���تور‬ ‫ليبي���ا وعلى خالف بقية الدس���اتري‬ ‫األخ���رى‪ -‬هو ال���ذي أنش���أ الدولة‪،‬‬ ‫ومل تنش���ئه الدول���ة ‪ ،‬ومل يص���در‬ ‫بن���ا ًء عل���ى إرادة مل���ك أو رئي���س‬ ‫أو س���لطة حكومي���ة‪ ،‬وإنمّ ���ا ص���در‬ ‫ش���عب بكامله عرب‬ ‫بن���ا ًء عل���ى إرادة‬ ‫ٍ‬ ‫ثم فلم يك���ن غريباً‬ ‫مم ّثلي���ه‪ ،‬وم���ن ّ‬ ‫أن يوصف من قبل خرباء الدس���تور‬ ‫بأ ّن���ه وثيق���ة دس���تورية متكامل���ة‬ ‫وم ّتزن���ة) ‪ ،‬وبالغاء الدس���تور جنح‬ ‫معم���ر الق���ذايف يف ه���دم األس���اس‬ ‫الس���ليم واجلدار املتني ال���ذي ُب ِن َيت‬ ‫واس���تندت علي���ه الدول���ة الليبي���ة‬ ‫املس���تقلة‪،‬ومت إق���رار اإلع�ل�ان‬ ‫الدس���توري املؤق���ت كبديل مس���خ‬ ‫وضع كافة الس���لطات التشريع ّية‬ ‫والتنفيذيّة حت���ت تصرف القذايف‬

‫هل���ا ‪ ،‬س���ببها الرئيس���ي ه���و أعتماد‬ ‫توجيهات وخطابات القذايف قوانني‬ ‫ُملزمة التنفيذ اكتسبت شرعيتها‬ ‫م���ن مؤس���س ومب���دع النظ���ام‬ ‫اجلماهريي وال يسمح مبعارضتها‬ ‫او مناقش���تها أو مراجعته���ا ‪ ،‬وال�ت�ي‬ ‫كانت تتدخل يف كل أمور املواطن‬ ‫اليومي���ة م���ن إعالن احل���رب على‬ ‫دولة جم���اورة‪،‬اىل إضافة أو حذف‬ ‫م���واد يف قان���ون ال���زواج والط�ل�اق‪،‬‬ ‫وحت���ى الغاء لعب���ة رياضية معينة‬ ‫‪،‬وحرم���ان االالف م���ن مزاولته���ا‬ ‫‪،‬الن الرياض���ي األول اليتقنه���ا أو‬ ‫الحيبها!!!‬ ‫بعد الغاء الدستور جاء دور مصادرة‬ ‫الراي وحرية التعب�ي�ر لتبدا محلة‬ ‫االعتق���االت باجلمل���ة لتط���ال‬ ‫الصحفي�ي�ن ‪ ،‬ورجال االدب والفكر‬ ‫والثقافة واملعلم�ي�ن ‪،‬واحملامني ‪،‬يف‬

‫باجلي���ش اللي�ب�ي يف ذل���ك الوقت ‪،‬‬ ‫أو امل�ل�ازم القذايف ‪ ،‬ولكن األهم من‬ ‫ذلك هو الش���عار ال���ذي نادى به من‬ ‫أط���اح بامللكية من الس���اعات االوىل‬ ‫بهاتوا ايديكم وانسوا احقادكم !!‬ ‫بع���د اول س���بتمرب‪ 1969‬باي���ام‬ ‫مت تغي�ي�ر العلم والنش���يد ‪،‬وبعدها‬ ‫بش���هور قليلة ‪ ،‬ب���ادر معمر القذايف‬ ‫وفريق���ه ال���ذي قلب نظ���ام احلكم‬ ‫من ملك���ي اىل مجهوري بالتعجيل‬ ‫بإلغاء الدس���تور اللي�ب�ي الذي كان‬ ‫ق���د أعلن يف الس���ابع م���ن أكتوبر‬ ‫ع���ام ‪، 1951‬وال���ذي وصف���ه‬ ‫الدكت���ور حممد يوس���ف املقريف‬

‫ورفاقه الذين تقلدوا كل املناصب‬ ‫الوزارية املهمة تقريبا ‪ ،‬حتى تفرغ‬ ‫هلم معمر فيما بعد وختلص منهم‬ ‫واح���دا تل���و االخر ‪.‬وق���د كان الغاء‬ ‫الدس���تور متهي���دا مهم���ا وضروريا‬ ‫فيما بعد لتمكنه من تعطيل كافة‬ ‫القوان�ي�ن املعم���ول به���ا يف مايعرف‬ ‫خبط���اب زوارة س���ىء الس���معة‬ ‫والنتائج ‪،‬ومكنته بعدها من فرض‬ ‫كتاب���ه األخضر بفصول���ه التالثة‬ ‫‪،‬كمرجعي���ة للقان���ون األساس���ي‬ ‫ال���ذي كان تطبيقه بداي���ة فعلية‬ ‫يف إقامة دول���ة الالقانون ولتدخل‬ ‫الب�ل�اد يف فوض���ى عام���رة الح���د‬

‫حماكمات صورية هزلية ُقضاتها‬ ‫مرتدين بدالت الكاكي‪،‬يستمدون‬ ‫ش���رعيتهم م���ن قان���ون محاي���ة‬ ‫الث���ورة الذي خطته أقالم العس���كر‬ ‫‪،‬ليحاكم���وا ب���ه صف���وة اجملتم���ع‬ ‫عل���ى وجهات نظره���م ‪،‬ومقاالتهم‬ ‫واراءهم السياسية ‪،‬وحتى أفكارهم‬ ‫ال�ت�ي كان���ت جت���ول خبواطره���م‬ ‫خالل فرتة احلك���م امللكي ‪ ،‬بدعوى‬ ‫ان وجوده���م خط���ر وافكاره���م‬ ‫مس���مومة وقد تقتل الفاتح‪ ،‬لذلك‬ ‫أمتالءت السجون عن أخرها بكتاب‬ ‫وادباء ومفكري���ن صودرت كتبهم‬ ‫وأغلق���ت صحفه���م ‪،‬وأقفل���ت كل‬

‫منابر التعبري احلر ‪،‬واحتكر النظام‬ ‫اجلدي���د االع�ل�ام لنفس���ه ‪ ،‬وصار‬ ‫بوق���ا كبريا يطبل ويزمر له وحده‬ ‫‪ ،‬وحت���ى تضم���ن س���لطات القذايف‬ ‫العس���كرية اغ�ل�اق اذن املواط���ن‬ ‫اللييب جيدا ‪ ،‬وعينه ‪ ،‬وحتجر حتى‬ ‫على تفكريه ‪،‬منعت دخول الصحف‬ ‫‪ ،‬وكافة املطبوعات وحتى اشرطة‬ ‫الكاسيت املسموعة واملرئية اال بعد‬ ‫مرورها عل���ى إدارة مهم���ة جدا يف‬ ‫وزارة االعالم امسه���ا إدارة مراقبة‬ ‫املطبوع���ات وتتب���ع مباش���رة مق���ر‬ ‫قي���ادة الق���ذايف يف ب���اب العزيزي���ة‬ ‫‪،‬ع�ب�ر منظوم���ة معق���دة متداخلة‬ ‫من أجهزة االمن الداخلي ‪ ،‬و االمن‬ ‫اخلارجي ‪،‬وأجهزة املخابرات ‪ ،‬هذه‬ ‫االجه���زة همه���ا األول واالساس���ي‬ ‫إطال���ة عم���ر معم���ر الق���ذايف وهو‬ ‫حيتق���ر الليبيي���ون وي���دوس على‬ ‫رقابهم‬ ‫مع اصدار الكتاب األخضر بقصوله‬ ‫الثالث���ة ‪،‬اختف���ت مظاه���ر الدولة‬ ‫املؤسس���اتية بش���كل نهائي تقريبا ‪،‬‬ ‫واختفى اس���م ليبيا م���ن اخلريطة‬ ‫ومن مناهج التعليم بش���كل كامل‬ ‫‪،‬ومن كل وس���ائل االعالم ‪،‬وحتى‬ ‫م���ن مراس�ل�ات الدولة الرئيس���ية‬ ‫‪،‬وب���رزت مفاهي���م جدي���دة كل‬ ‫ش���يء فيه���ا ينته���ي باجلماه�ي�ري‬ ‫او اجلماهريي���ة م���ن الرياض���ة اىل‬ ‫االع�ل�ام اىل س���فارات ليبيا يف كل‬ ‫الع���امل‪،‬ويف ذات الوق���ت اختف���ت‬ ‫التج���ارة ‪ ،‬ومن���ع التمت���ع بامللكي���ة‬ ‫الفردي���ة وضي���ق اخلن���اق عليه���ا‪،‬‬ ‫فالبي���ت لس���اكنه ول���و كان م���ن‬ ‫يسكن البيت وافد على البالد وعلى‬ ‫ضوء هذا القانون يصبح هذا البيت‬ ‫مل���كا ل���ه ‪ ،‬حيق ل���ه التص���رف فيه‬ ‫تصرف املالك مللك���ه ببيعه او هدمه‬ ‫‪،‬والس���يارة أيض���ا ملن يقوده���ا ‪،‬وبدا‬ ‫ض���وء اجلماهريي���ة الس���اطع ونور‬ ‫افكاره���ا املله���م ينتش���ران خارجها‬ ‫‪،‬بع���د ان عم الظ�ل�ام ليبيا وصارت‬ ‫حمل تنذر وس���خرية العامل أمجع‬ ‫‪ ،‬ومل يت���وان صاحبها يف ختصيص‬ ‫امللي���ارات من ق���وت الش���عب اللييب‬ ‫لنش���ر وترمج���ة والدعاي���ة هل���ذا‬ ‫الكت���اب األخض���ر اللع�ي�ن ‪،‬وعق���د‬ ‫املؤمترات والندوات يف قارات العامل‬ ‫‪،‬والرتتي���ب لتطبيق ماج���اء فيه يف‬ ‫اح���دى ال���دول االفريقي���ة أو دول‬ ‫الكاري�ب�ي ‪،‬فول���دت فيم���ا خرج���ت‬ ‫أرواح الليبيني وه���م حياولون فهم‬ ‫روح نظريت���ه الغبية اليت نعتهم يف‬ ‫اول سطورها باحلقراء !!!!!‬ ‫يتبع ‪ ....‬العدد القادم‬

‫وجه���ات نظ���ر خمتلف���ة م���ن قب���ل‬ ‫االعالمي�ي�ن ح���ول االجن���دات الت���ى‬ ‫تتوجه اليها اغل���ب القنوات االعالمية‬ ‫خبطابها عقب ان���دالع الثورة وحتقق‬ ‫حتري���ر البالد فبعضه���ا خطابها ينزع‬ ‫اىل زرع الفتن���ة ‪ ،‬والتحري���ض عل���ى‬ ‫م���ا من ش���أنه أن ي���ؤدي اىل التقس���يم‬ ‫‪،‬وه���ي توجه���ات متطرف���ة املُتض���رر‬ ‫منها املواطن ب���ل الوطن بأكمله‪ ،‬فما‬ ‫تقدمه ما ه���و إال جتذير فنت وتأجيج‬ ‫لل���رأى احل���اد وانع���دام املوضوعي���ة‬ ‫واحلي���اد ‪ ،‬كما وصل االم���ر ببعضها‬ ‫اىل أن تحُ رض ايضا على الثأر والقتل‬ ‫وتأجي���ج الكراهية مم���ا اضطر بعض‬ ‫من االعالميني اىل تقديم استقالتهم‬ ‫م���ن بعض من ه���ذه القن���وات ‪ ،‬تعبريا‬ ‫ع���ن موقفه���م ‪ ،‬وبدورن���ا قمن���ا بس�ب�ر‬ ‫ل�ل�أراء‪ ،‬مشل بعض���ا م���ن االعالميني‬ ‫حول هذا املوضوع كونهم من واقع ما‬ ‫جيري وفيه ‪:‬ـ‬ ‫امحد عرابى ‪:‬ـ رأي إن اإلعالم اللييب ال‬ ‫يوجد به حياد اآلن ‪ ،‬فلكل قناة سياسة‬ ‫حتريري���ة تنتهجه���ا القن���اة س���واء يف‬ ‫سياس���ة األخب���ار ال�ت�ي تذاع بالنش���رة‬ ‫االخبارية أو يف اختيار نوعية الضيوف‬ ‫بالنش���رة والربامج اإلخبارية ‪ ...‬وبهذا‬ ‫ينتف���ي احلي���اد يف اإلع�ل�ام ‪ ..‬اإلعالم‬ ‫احلقيق���ى ه���و ال���ذي ينتم���ى فق���ط‬ ‫للش���ارع واملواط���ن ‪ ..‬ه���و اإلعالم الذي‬ ‫جيعل الوطن هو همه وش���غله الشاغل‬ ‫‪ ...‬ب���كل م���ا خيص���ه أو مي���س املواط���ن‬ ‫البسيط أمتنى ان جيتمع اإلعالميون‬ ‫الوطني���ون مجيع���ا خلدم���ة وطنه���م‬ ‫وخدم���ة القضي���ة الليبي���ة واألهم أن‬ ‫يك���ون صاح���ب املؤسس���ة اإلعالمي���ة‬ ‫أو مدي���ر القن���اة أو الصحيف���ة أو أية‬ ‫مؤسس���ة يف األص���ل ه���و رج���ل وطين‬ ‫حيادي قضيته األساس���ية ليبيا فالبد‬ ‫من ليبيا وإن طال الزمان‬ ‫فاطم��ة عبد الباق��ى ‪:‬ـ القن���وات الليبية‬ ‫اظه���رت اجندته���ا الواضح���ة يف دع���م‬ ‫اطراف معينة بطريقة مخُ زية كما‬ ‫تتهجم بطريقة واضحة على اطراف‬ ‫معين���ة ونراه���ا تلم���ع اط���راف اخرى‬ ‫‪..‬لألسف فش���ل كبري جدا يف لإلعالم‬ ‫اللييب الن القاعدة االوىل والسياسية‬ ‫لإلع�ل�ام ه���ي احليادي���ة واملوضوعية‬ ‫و االع�ل�ام يف ليبي���ا فق���د االثنني معا‬ ‫وكما فقد املصداقية ايضا ‪.‬‬ ‫امح��د العقيل��ى ‪:‬ـ ال وجود إلعالم بدون‬ ‫وج���ود دول���ه ممول���ه تعط���ي مجي���ع‬ ‫الصالحيات وتنفق على هذه السلطة‬ ‫كل م���ا حتتاج���ة ب���دون احلاج���ة‬ ‫للمم���ول خارجي يمُ نه���ج ويتحكم يف‬ ‫امل���ادة اإلعالمي���ة كما حي���دث اليوم‬ ‫ولك���ن يف مث���ل ه���ذه األوض���اع حن���ن‬ ‫حباجة للتخصص واملهنية معظمهم‬ ‫خ���ارج نطاق وس���ائل االع�ل�ام املرئية‬ ‫نظرا حلرصه���م ووطنيتهم ودرايتهم‬ ‫مبخاط���ر االنقي���اد واالنصي���اع وراء‬ ‫التوجه���ات االيدولوجيا اليت ال تبحث‬

‫مل يك��ن لناك��ر أو لغريه الس��بب يف إغالق الوطني��ة والرمسية فلقد تقدم جمموعة م��ن الوطنيني ومن‬ ‫مؤسس��ات جمتمع مدني وإعالميني مهنيني شرفاء بطلب جمللس النواب بعد مارأينا من إحندار وإسفاف‬ ‫لقنات��ي الوطني��ة والرمسي��ة وتبنيها وجه��ة نظر واح��دة المتثل الدول��ة املتمثلة يف جمل��س النواب‬ ‫واحلكومة وماملس��ناه من توجيه خطابهما حنو الدعوة للفنت والقتال والتخوين وهما قناتان ميلكهما‬ ‫كل الليبيني وجيب أن تعربا عنهما لذلك وحبكم تصرحيا مزاولتهما البث عرب النايل س��ات واس��تمرار‬ ‫البث عن طريق إداراتي القناتني الس��ابقتني ودفعهما لالشرتاكات السنوية حتى ‪ 2015‬فقد مت إبالغ‬ ‫ش��ركة النايل س��ات وليس احلكومة املصرية اليقافهما مؤقتا بدعوة التحريض على القتل والكراهية‬ ‫وه��و ج��زء من إتف��اق العقود ال�تي تتم بني ش��ركات االقم��ار الصناعية والقن��وات الفضائي��ة بضرورة‬ ‫إح�ترام الدين والعرف وأخالقيات ش��رف املهنة اإلعالمية‪-‬ولو أس��تمرت النبأ وليبي��ا األحرار وليبيا‬ ‫أوال ومصراته خبطابات غري موضوعية وبدون مس��ؤولية س��نتقدم بطلب��ات أو دعاوي قضائية مرفقة‬ ‫بتسجيالتها للنايل سات إليقافها أيضا‬

‫امحد عرابى‬

‫الطيب عبد املالك‬

‫إال ع���ن مص���احل أحزابه���ا ‪ ،‬باملختصر‬ ‫املفي���د جيب تأس���يس ش���بكة اعالمية‬ ‫تضم املتخصصني واملهنيني بشرط ان‬ ‫يكون املمول ال يكون حكومة وال حزب‬ ‫وه���ذا يعترب إجن���از او معجزة يف مثل‬ ‫ه���ذا الوقت الذي تدق فيه األعناق من‬ ‫اجل املصلحة الشخصية والسلطة ‪.‬‬ ‫امحد الفيتورى ‪:‬ـ القنوات الليبية بعيدة‬ ‫عن احلي���اد بس���بب سياس���ة التحرير‬ ‫يف عملها ب���رأي احلياد يتحقق عندما‬ ‫تك���ون السياس���ة التحريري���ة للعمل‬ ‫ملتزمة مبعاي�ي�ر املهنة ويكون أعضاء‬ ‫فري���ق العم���ل يف املؤسس���ة مدركون‬ ‫لقيمة هذه املعايري اليت حتقق احلياد‬ ‫ف��وزى الغويل ‪:‬ـ هى اهم اس���باب الكارثة‬ ‫ال�ت�ي حن���ن فيه���ا لألس���ف ومجيعهم‬

‫امحد الفيتورى‬

‫يتحمل���ون مس���ؤليتهم يف التأس���يس‬ ‫للفتنة واخلراب ‪.‬‬ ‫جنالء العريب��ى ‪ :‬بصراحة انا إال اتفرج‬ ‫عل���ى ه���ذا القن���وات لع���دم حياديته���ا‬ ‫وتقدميه���ا االخب���ار عل���ى حقيقته���ا‬ ‫باس���تثناء ليبي���ا اوال ب���س مش���كلتها‬ ‫أخباره���ا تأت���ى متأخرة وليس���ت مع‬ ‫احلدث ‪.‬‬ ‫ولي��د الغوي��ل ‪:‬ـ م���ن وجه���ة نظري ان‬ ‫مجي���ع وس���ائل االع�ل�ام م اخلاص���ة‬ ‫حتت���اج مليزاني���ة كب�ي�رة اتكل���م ع���ن‬ ‫املرئ���ي منه���ا تق���در باملالي�ي�ن س���نويا‬ ‫واغلب القنوات الدعاية فيها ال تغطي‬ ‫مصاريفها فمن املس���تحيل ان تصرف‬ ‫ه���ذه املالي�ي�ن م���ن رج���ال االعم���ال‬ ‫خبس���ارة فاملكس���ب هن���ا غ�ي�ر م���ادي‬

‫امحد العقيلى‬ ‫ف���إذا ما لغرض من انش���ائها وخس���ارة‬ ‫املاليني سنويا ؟‬ ‫الطي��ب عب��د املالك ‪:‬ـ اعالمن���ا يف الوقت‬ ‫احلال���ي ولك���ي اك���ون اكث���ر صدقا‬ ‫اعالمن���ا من���ذ ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر وهو‬ ‫يتخب���ط وبعي���د كل البع���د ع���ن‬ ‫احليادي���ة انا هنا احت���دث عن االعالم‬ ‫اخل���اص واإلع�ل�ام التاب���ع لدول���ة‬ ‫االع�ل�ام يف ليبي���ا يفتق���ر لوج���ود‬ ‫كفاءات يف ادارة ه���ذه القنوات وأيضا‬ ‫يفتق���ر لوج���ود كف���اءات اعالمي���ة‪.‬‬ ‫ولكي يك���ون االع�ل�ام اكث���ر حيادية‬ ‫يف ظ���ل وجود دول���ة حقيقية جيب ان‬ ‫يكون هناك جسم مستقل وظيفة هذا‬ ‫اجلس���م هو مراقبة ومتابع���ة االعالم‬ ‫واختاذ العقوب���ات الصارمة يف حق اى‬

‫وس���يلة اعالمية ال تتصف باحليادية‬ ‫واملوضوعية‪.‬‬ ‫غالية العب���دىل ‪:‬ـ انا صحفية وأرى أن‬ ‫األعالم اللييب سواء أكان مسموعا أو‬ ‫مرئيا أو صحف اثبت فش���له بامتياز و‬ ‫الدلي���ل على ذلك هو تض���ارب االخبار‬ ‫م���ن قناة ألخ���رى وبصراح���ة االعالم‬ ‫لع���ب دور كبري يف تأجي���ج الفنت بني‬ ‫أبن���اء الش���عب اللييب خاص���ة القنوات‬ ‫ال�ت�ي تبث الربنام���ج املباش���رة وتتلقى‬ ‫مكامل���ات م���ن املواطن�ي�ن الذي���ن يقوم‬ ‫بعضه���م بالس���ب والش���تم والتلف���ظ‬ ‫ببعض االلفاظ اجلارح���ة ناهيك عن‬ ‫الكذب والتضليل الذي تعتمده بعض‬ ‫القنوات ونش���ر اخب���ار مغلوطة أو من‬ ‫غري مصدر وكذلك االخطاء اللغوية‬ ‫والنحوية واإلمالئي���ة وحتى صياغة‬ ‫االخبار غري صحيحة وهذا دليل على‬ ‫ع���دم وج���ود متخصص�ي�ن يف جم���ال‬ ‫االعالم إلدارة هذه القنوات‬ ‫امس��اء احل��واز ‪:‬ـ يف الوق���ت احلال���ي ال‬ ‫جم���ال للمحاي���دة فاحملاي���دة تعت�ب�ر‬ ‫خيان���ة للوط���ن ‪ ،‬جي���ب عل���ى كل‬ ‫اعالم���ي ان يك���ون ل���ه مب���دأ وموقف‬ ‫س���واء م���ع او ض���د س���واء على ح���ق او‬ ‫باط���ل ‪ ،‬والقنوات االعالمية الليبية ال‬ ‫حمايدة فيها هناك من هي مع الوطن‬ ‫وتري���د بناء اجلي���ش والش���رطة ومع‬ ‫جمل���س الن���واب وهناك م���ن هي ضد‬ ‫اجليش والشرطة وال تعرتف بالنواب‬ ‫اجلدد رغ���م انهم من انتخاب الش���عب‬ ‫اللييب ‪ ،‬واحملاي���دة ان يعرض برنامج‬ ‫مثال به ش���خص من انصار الش���ريعة‬ ‫وش���خص من اجليش ويتحدث كال‬ ‫منه���م بفك���رة وقناعت���ه رغ���م ان���ه ال‬ ‫جم���ال االن للحوار فالس�ل�اح يس���بق‬ ‫احلوار‪.‬‬ ‫س��امل بوقرين ‪:‬ـ اإلع�ل�ام فى ليبيا عدو‬ ‫الش���عب االول اش���خاص ال نعرفه���م‬ ‫فج���اءه اصبح���وا جن���وم ف���ى االعالم‬ ‫الليب���ى وبداف���ع احلي���اد يس���تضيف‬ ‫سارق جمرم امثال امراء احلرب‪.‬‬ ‫هن��د اهلونى ‪:‬ـ ما تقدم���ه القنوات اليوم‬ ‫حت���ت ضغ���ط االيديولوجي���ة اليت مل‬ ‫ميارس���ها الليبي�ي�ن بانفت���اح واح�ت�رام‬ ‫اخت�ل�اف االخ���ر ‪ ..‬ضاعت م���ن خالهلا‬ ‫املهني���ة وأصب���ح االع�ل�ام اللي�ب�ي‬ ‫ف���ى مهزل���ة حقيقي���ة ‪ ..‬ل���ن حنق���ق‬ ‫اع�ل�ام حقيق���ي ق���ادر على اس���تيعاب‬ ‫ه���ذه احلال���ة م���ن جتاذبات سياس���ية‬ ‫واجتماعية ‪ .‬متفه���م ملكونات اجملتمع‬ ‫وم���ا يط���رأ م���ن جدي���د ويضع���ه أمام‬ ‫املتلق���ي ‪ .‬عندم���ا يدرك وع���ي املتلقي‬ ‫وحي�ت�رم وج���وده ‪ .‬االع�ل�ام ينجح فى‬ ‫بيئ���ة ثقافي���ة للجمهور تس���اعد على‬ ‫ذل���ك ‪ ..‬وحنن فى واقع متش���ظي غري‬ ‫ان التعويل على املخضرمني الفاعلني‬ ‫للنهوض بهذا القطاع احليوي حتى ال‬ ‫يضمحل ويقع فى احلضيض‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫فاطمة غندور‬

‫الـمجــتـمــع‬

‫اربع تونسيات على عتبة قصر قرطاج‬ ‫ميادين‪ -‬وكاالت‬ ‫يف الق���رن الثام���ن املي�ل�ادي ق���ادت‬ ‫امللك���ة عليس���ة‪ ،‬القادمة م���ن لبنان‪،‬‬ ‫ومؤس َس���ة قرط���اج (مش���ال ش���رق‬ ‫ِّ‬ ‫تون���س)‪ ،‬حرب���ا ض���د الفاحت�ي�ن‬ ‫املس���لمني‪ ،‬فيم���ا ب���رزت عزي���زة‬ ‫عثمان���ة‪ ،‬كمصلح���ة اجتماعي���ة‬ ‫أواخ���ر القرن الس���ابع عش���ر‪ ،‬إال أن‬ ‫ف�ت�رة بن���اء الدول���ة احلديث���ة بع���د‬ ‫خ���روج االس���تعمار الفرنس���ي ع���ن‬ ‫تونس عام ‪ 1956‬مل تربز أي امرأة‬ ‫يف موق���ع قي���ادي كب�ي�ر يف الدولة‬ ‫خاص���ة يف منص�ب�ي رئي���س الدولة‬ ‫ورئيس احلكومة‪.‬‬ ‫ورغ���م إق���رار ع���دد م���ن قوان�ي�ن‬ ‫األح���وال الش���خصية م���ن قب���ل‬ ‫الرئيس التونس���ي األس���بق احلبيب‬ ‫بورقيب���ة به���دف “حتري���ر امل���رأة”‪،‬‬ ‫والدعاي���ة ال�ت�ي عم���د إليه���ا نظ���ام‬ ‫الرئيس الس���ابق زي���ن العابدين بن‬ ‫علي لنفس���ه يف ه���ذا االجت���اه‪ ،‬فإن‬ ‫امل���رأة مل تص���ل إىل درج���ة الفع���ل‬ ‫السياس���ي املؤثر يف احلي���اة العامة‪،‬‬ ‫بل مل تقدم أية امرأة على الرتش���ح‬ ‫لالنتخاب���ات الرئاس���ية يف الف�ت�رة‬ ‫ال�ت�ي أعقب���ت ث���ورة ‪ 25‬يناي���ر‪/‬‬ ‫‪، 2011‬اليت أطاحت بنب علي‪ ،‬وهي‬ ‫الثورة اليت أفسحت اجملال للجميع‬ ‫للمش���اركة يف احلي���اة العامة وزاد‬ ‫م���ن طموح امل���رأة التونس���ية أكثر‬ ‫وجعله���ا ُتف ّك���ر يف مناص���ب أكث���ر‬ ‫مسؤولية‪.‬‬ ‫ومع اقرتاب االس���تحقاق االنتخابي‬ ‫الذي حيدد س���اكن قص���ر قرطاج‬ ‫الرئاس���ي يف تون���س‪ ،‬ب���رزت إىل‬ ‫اآلن قائم���ة أولي���ة بأرب���ع نس���اء‬ ‫رش���حن أنفس���هن هلذه االنتخابات‪،‬‬ ‫وه���ن‪ :‬اخلب�ي�رة االقتصادي���ة‬ ‫وأس���تاذة االقتص���اد الدول���ي‪ ،‬ليلى‬ ‫اهلمامي‪ ،‬ورئيس���ة حزب احلركة‬ ‫الدّميقراطي���ة لإلص�ل�اح والبن���اء‬ ‫(يعرف نفسه بأنه وسطي معتدل)‪،‬‬ ‫آمنة القروي‪ ،‬والقاضية وال ّرئيسة‬ ‫الس���ابقة جلمعية القض���اة (جتمع‬ ‫نقاب���ي للقض���اة غ�ي�ر حكوم���ي)‪،‬‬ ‫كلثوم كن���و‪ ،‬إضافة إىل رئيس���ة‬ ‫املرك���ز الدول���ي للدراس���ات‬ ‫االس�ت�راتيجية األمنية والعسكرية‬ ‫(مركز حبث���ي يعرف نفس���ه بأنه‬ ‫منظمة غري حكومية)‪ ،‬بدرة قعلول‪.‬‬ ‫وتق���ول اخلب�ي�رة االقتصادي���ة‬ ‫واألستاذة يف االقتصاد الدولي‪ ،‬ليلى‬ ‫اهلمام���ي‪“ ،‬ترش���ح املرأة للرئاس���ة‬ ‫ح���ق يكفله الدس���تور”‪ ،‬مبين���ة أنها‬ ‫“الحظ���ت الكث�ي�ر م���ن النزاع���ات‬ ‫واخلطاب���ات احلزبية اليت قس���مت‬ ‫التونس���يني ب���دل توحيدهم حس���ب‬ ‫أيدلوجي���ات وثقافات وأفكار معينة‬ ‫وه���و ما يثري القل���ق والريبة بعد أن‬ ‫كان ش���عبا متنوعا ومتجانسا على‬ ‫مدى التاريخ”‪.‬‬

‫وت���رى اهلمام���ي أيض���اً أن “املرحلة‬ ‫تتطلب شخصا مستقال سواء كان‬ ‫رج�ل�ا أو ام���رأة جتتم���ع في���ه كل‬ ‫الصف���ات ال�ت�ي توح���د التونس���يني‬ ‫الذي���ن كان هل���م دور ري���ادي زمن‬ ‫الثورة”‪.‬‬ ‫وعن األس���باب ال�ت�ي جعلته���ا تفكر‬ ‫يف الرتش���ح للرئاسة تقول اهلمامي‬ ‫إنه “يف ‪ 2014‬كان ثلثا الناجحني‬ ‫يف املناظ���رات الوطني���ة (اختب���ارات‬ ‫التش���غيل احلكومي���ة) م���ن اإلن���اث‬ ‫إضاف���ة إىل خرجي���ي اجلامع���ات‬ ‫الذي���ن مثلت اإلن���اث أكثر من ‪70‬‬ ‫باملائة منه���م‪ ،‬وباخلصوص املعاهد‬ ‫العلي���ا‪ ،‬فوض���ع امل���رأة التونس���ية‬ ‫متميز ومن الطبيعي أن يرتجم هذا‬ ‫يف الشأن العام ويف احلياة السياسية‬ ‫وه���و أم���ر طبيع���ي ولي���س بغريب‬ ‫ينبع من تاريخ تونس اليت جتاوزت‬ ‫مرحلة مناقش���ة مدى متت���ع املرأة‬ ‫حبقوق جتعلها يف الصف نفسه مع‬ ‫الرجل‪ ،‬ذل���ك اجملتمع الي���وم ينظر‬ ‫اىل مس���اهمتها يف اجملال السياس���ي‬ ‫ب���كل تقدير واحرتام وإن ترش���حها‬ ‫ه���و انس���جام تام م���ع ه���ذه الثقافة‬ ‫الرائجة يف تونس‪.‬‬ ‫أم���ا ع���ن برناجمه���ا االنتخاب���ي‬ ‫تتح���دث ليل���ى اهلمامي قائل���ة إنه‬ ‫“ليس برناجم���ا حزبيا بل هو ميثل‬ ‫رؤي���ة لتون���س م���ن الف�ت�رة املمتدة‬ ‫من ‪ 2020‬و‪ 2025‬وس�ي�ركز على‬ ‫جم���االت اقتصادي���ة واجتماعي���ة‬ ‫وسياسية”‪.‬‬ ‫كم���ا تق���ول اهلمامي إنه���ا فخورة‬ ‫كونه���ا ترتش���ح “إىل جان���ب ثل���ة‬ ‫من النس���اء التونس���يات إىل املنصب‬ ‫نفس���ه”‪ ،‬وه���ي ال تعتربها منافس���ة‬ ‫ب���ل ترغ���ب لو يرتش���ح أك�ب�ر عدد‬ ‫من النس���اء “ليربزن مكانة املرأة يف‬ ‫اجملتمع‪.‬‬ ‫أم���ا آمن���ة منص���ور الق���روي‬ ‫وه���ي رئيس���ة ح���زب احلرك���ة‬ ‫الدميقراطي���ة لإلص�ل�اح والبن���اء‬ ‫تعم���ل منذ ثالث س���نوات يف اجملال‬ ‫السياس���ي رغ���م أنه���ا م���ن عائل���ة‬ ‫سياس���ية تروي لألناضول أس���باب‬ ‫إقدامها على الرتشح يف االنتخابات‬ ‫الرئاس���ية فتق���ول إن قاعدة حزبها‬

‫واملنخرط�ي�ن ضمن���ه وأنص���اره‬ ‫“يدعم���ون امل���رأة باعتبارها حتظى‬ ‫مبكان���ة مرموقة يف تون���س وموقع‬ ‫سياس���ي ه���ام فه���ي تعتل���ي أمس���ى‬ ‫الدرج���ات واملس���تويات م���ن التعليم‬ ‫والثقافة والعل���م والفالحة والطب‬ ‫وغريه‪ ،‬ولكن دورها السياس���ي بقي‬ ‫خمتص���را على حقيب���ة وزارة املرأة‬ ‫وه���و ما دفع به���ا إىل التجرؤ أكثر‬ ‫واملشاركة يف السباق االنتخابي”‪.‬‬ ‫وتضي���ف الق���روي أنه���ا “تؤم���ن‬ ‫باخل�ب�رات النس���ائية وم���ن املمك���ن‬ ‫أن خت���دم مصلح���ة الب�ل�اد وتوحد‬ ‫صفوفه وحتقق االس���تقرار األمين‬ ‫وتنظ���ر يف مس���ائل اجتماعي���ة‬ ‫متعلق���ة بغ�ل�اء املعيش���ة واملق���درة‬ ‫الش���رائية ال�ت�ي اض���رت بالفق�ي�ر‬ ‫ويف قضاي���ا اقتصادية الس���يما دعم‬ ‫املس���تثمر التونس���ي قب���ل األجن�ب�ي‬ ‫وم���ده برؤي���ة اقتصادي���ة واضحة‬ ‫فض�ل�ا عن ض���رورة تقوي���ة اإلدارة‬ ‫التونس���ية اليت مل تعد فيها قرارات‬ ‫واضحة وقوية قادرة على أن تتقدم‬ ‫باملس���ار االنتقال���ي باإلضاف���ة إىل‬ ‫تطوي���ر عالق���ات تون���س اخلارجية‬ ‫والدبلوماسية”‪.‬‬ ‫وتعترب كذلك أن “املرأة التونس���ية‬ ‫ه���ي أم وأخ���ت وزوج���ة وه���ذا م���ا‬ ‫س���يجعلها قادرة عل���ى التوفيق بني‬ ‫حياته���ا العائلي���ة وش���عبها من أجل‬ ‫خدم���ة مصلح���ة الوط���ن ال خدمة‬ ‫مص���احل امل���رأة فق���ط كث�ي�را م���ا‬ ‫حتاول امل���رأة حت���اول أن توفق بني‬ ‫كل ش���يء وأن تك���ون عادلة يف هذا‬ ‫الوفاق وتش���ريك ذوي االختصاص‬ ‫يف كل ا َ‬ ‫جمل���االت وال تقص���ي أي‬ ‫جهة أو أي طرف سياسي”‪.‬‬ ‫وتوض���ح الق���روي‪“ :‬حن���ن نب�ن�ي‬ ‫دميقراطية وتعددي���ة وهي احرتام‬ ‫الفك���ر اآلخ���ر والتح���اور مع���ه‬ ‫واكتس���اب الق���درة عل���ى إقناع���ه‪،‬‬ ‫وصحي���ح أنه هناك جه���ات ترى أن‬ ‫امل���رأة ال ميك���ن أن تك���ون يف مواقع‬ ‫ق���رار ومناصب مرموقة وحساس���ة‬ ‫يف ح�ي�ن أن تاري���خ تون���س حاف���ل‬ ‫بالنس���اء الالتي برزن سياس���يا منذ‬ ‫عهد عليسة إىل الكاهنة‪ ،‬وهي ردود‬ ‫أفع���ال متوقعة فهناك م���ن هم مع‬

‫أو ض���د‪ ،‬وه���ذه ه���ي الدميقراطية‬ ‫وجيب قبوهلا كما هي”‪.‬‬ ‫وتؤكد القروي يف الس���ياق ذاته أن‬ ‫“حظوظ النس���اء املرش���حات ملنصب‬ ‫الرئاس���ة س���تكون واف���رة وطيب���ة‬ ‫فالتونس���ي يرى أن املرأة التونس���ية‬ ‫ناجح���ة وأنه���ا س���تحقق أهداف���ا‬ ‫عدي���دة ملصلحة الش���عب التونس���ي‬ ‫م���ن أبرزه���ا توحي���ده والعمل على‬ ‫بناء البلد وإصالحه”‪.‬‬ ‫وتعقيبا على ترش���ح نساء تونسيات‬ ‫ملنص���ب الرئاس���ة تق���ول رئيس���ة‬ ‫اجلمعية الدولية ملساندة املساجني‬ ‫السياسيني (غري حكومية) احملامية‬ ‫سعيدة العكرمي‪“ :‬صحيح أن املرأة‬ ‫يف تون���س مل تأخ���ذ حقه���ا كام�ل�ا‬ ‫ولكنه���ا ق���ادرة عل���ى أن تتمي���ز يف‬ ‫مراكز القرار وأن تشرف على بالد‬ ‫بأكمله���ا وه���ي اليوم تس�ي�ر أكرب‬ ‫املؤسس���ات من احت���ادات ومنظمات‬ ‫وأحزاب سياس���ية وبالتال���ي ما من‬ ‫عائق مينعه���ا من أن تتب���وأ منصب‬ ‫رئاس���ة اجلمهورية وه���ي لن تقدم‬ ‫للبالد‬ ‫خدم���ات فق���ط للم���رأة ب���ل ِ‬ ‫ككل ألن���ه منص���ب عال���ي دون أي‬ ‫متييز بني اجلنسني وال بني األفكار‬ ‫واأليديولوجيات”‪.‬‬ ‫وتضي���ف العكرم���ي أن “امل���رأة‬ ‫ق���ادرة أن تع�ب�ر عن توجه���ات كل‬ ‫التونس���يني دون استثناء وأن جتمع‬ ‫كل األطراف السياسية وخمتلف‬ ‫األح���زاب باعتباره���ا س���تكون ف���وق‬ ‫كل ش���يء وأمام مسؤولية كبرية‬ ‫فهو منصب ليس باهلني‪”.‬‬ ‫وتش�ي�ر إىل أن “التونسيني يؤمنون‬ ‫بنج���اح جترب���ة امل���رأة يف عدي���د‬ ‫اجمل���االت والقطاع���ات ولدي���ه ثقة‬ ‫يف أن امل���رأة تعطي من وقتها وكل‬ ‫جهدها يف س���بيل أن تتقدم ببالدها‬ ‫وتأخذها إىل األفضل‪”.‬‬ ‫وتتاب���ع‪“ :‬جن���اح الس���يدات اليوم يف‬ ‫هذه املعركة االنتخابية مش���روط‬ ‫بتش���غيل ماكيناته���م االنتخابي���ة‬ ‫فيج���ب أن تقم���ن بعملي���ة حش���د‬ ‫كب�ي�رة وأن تتصلن بأعماق تونس‬ ‫حت���ى تك���ن قريب���ات منه���م وتب�ي�ن‬ ‫براجمه���ن على أكمل وجه وتربح‬ ‫أص���وات الن���اس هن���اك كما جيب‬

‫األقتصاد‬

‫وحيد بو قعيقيص‬

‫‪21‬‬

‫تفكك الدولة الليبية يهدد بانهاء االنتعاش الوليد يف القطاع النفطي‬ ‫القي���ام حبمل���ة انتخابي���ة ك�ب�رى‬ ‫ومدروس���ة بالش���كل اجلي���د وف���ق‬ ‫عم���ل جبار ودؤوب وإع���داد برنامج‬ ‫يتماش���ى وأه���داف الث���ورة ويقطع‬ ‫مع كل م���ا هو اس���تبداد واضطهاد‬ ‫للمرأة والرجل على ح ّد السواء”‪.‬‬ ‫أما مجعي���ة النس���اء الدميقراطيات‬ ‫(غ�ي�ر حكومي���ة) ف�ت�رى أن ترش���ح‬ ‫نس���اء تونس���يات هلذا املنصب وعلى‬ ‫الرغم م���ن أنها بادرة غ�ي�ر معهودة‬ ‫أم���ر معقول ج���دا ألنه���ن جديرات‬ ‫ولديهن م���ن الكفاءات م���ا جيعلهن‬ ‫ق���ادرات عل���ى خ���وض مث���ل ه���ذه‬ ‫التجارب واعتالء أبرز املناصب على‬ ‫عكس ما يتصوره البعض‪.‬‬ ‫وتق���ول رئيس���ة اجلمعية س���عيدة‬ ‫راشد لألناضول إنها “فرصة جيدة‬ ‫حتى تربز املرأة التونس���ية وتشارك‬ ‫الرج���ل يف أخ���ذ الق���رار فكث�ي�را ما‬ ‫ب���رزت النس���اء يف النض���ال ع���دة يف‬ ‫اجلامع���ة والنقاب���ات واجلمعي���ات‬ ‫واألحزاب وغريها وهذا ش���رف لكل‬ ‫امرأة‪”.‬‬ ‫وتضيف س���عيدة راشد “صحيح أن‬ ‫اجملتمع التونسي جمتمع ذكوري‬ ‫باألساس ولكن استطالعات عديدة‬ ‫للرأي أظهرت أن نسبة كربى من‬ ‫اجملتمع مس���تعدة أن تعطي صوتها‬ ‫للم���رأة وحيمله���ا ه���ذه املس���ؤولية‬ ‫الصعبة‪”.‬‬ ‫وتواص���ل أن “امل���رأة س���تدخل هذه‬ ‫التجربة عن جدارة وهي قادرة على‬ ‫الفوز رغم أن النتائج غري مضمونة‬ ‫مائة باملائة خاصة مع وجود أسباب‬ ‫وعوامل عديدة اجتماعية باألساس‬ ‫والسيما أن العقلية تقر بأن الرجل‬ ‫مؤهل طبيعيا ملثل هذه التجارب”‪.‬‬ ‫وع���ن ردود األفع���ال ال�ت�ي عقب���ت‬ ‫مس���ألة إعالن عدد من النس���اء عن‬ ‫ترش���حهن للرئاس���يات صرح���ت‬ ‫راش���د أن���ه “م���ن أكث���ر انتق���ادات‬ ‫ال�ت�ي حدث���ت وأثارت ج���دال كبريا‬ ‫ما قال���ه وزير الش���ؤون االجتماعية‬ ‫الس���ابق والقي���ادي حب���زب التكت���ل‬ ‫الدميقراط���ي م���ن أج���ل العم���ل‬ ‫واحلري���ات إن تون���س لي���س فيه���ا‬ ‫نس���اء قادرات على توحي���د اجملتمع‬ ‫التونس���ي‪ ،‬ويف ذلك ض���رب لكرامة‬ ‫النس���اء ومكانته���ا فه���ي أب���رزت يف‬ ‫كث�ي�ر م���ن املناس���بات أنه���ا اكثر‬ ‫كف���اءة م���ن بع���ض الرج���ال ال���ي‬ ‫حكم���وا تون���س لذل���ك وما م���ن داع‬ ‫اليوم أو سبب إلقصاء النساء”‪.‬‬ ‫وص���ادق اجملل���س التأسيس���ي‬ ‫التونسي‪ ،‬مؤخراً‪ ،‬على قانون يحُ دّد‬ ‫ي���وم ‪ 26‬أكتوب���ر املقب���ل لتنظي���م‬ ‫االنتخاب���ات التش���ريع ّية وي���وم ‪23‬‬ ‫نوفم�ب�ر‪ ،‬لتنظي���م ال���دورة األوىل‬ ‫لالنتخابات الرئاسية‪.‬‬

‫ق���د ال يط���ول أم���د انتع���اش قطاع‬ ‫النف���ط اللييب يف ظل مواجهة بني‬ ‫مجاع���ات مس���لحة تن���ذر بتقطيع‬ ‫أوص���ال الب�ل�اد بعد ثالث س���نوات‬ ‫من س���قوط معم���ر الق���ذايف‪ .‬وزاد‬ ‫إنتاج النف���ط اللييب إىل ‪ 650‬ألف‬ ‫برمي���ل يومي���ا‪ ،‬مبا يعادل مخس���ة‬ ‫أمث���ال مس���تواه قب���ل ش���هرين‪ ،‬يف‬ ‫جن���اح ن���ادر حيقق���ه االقتص���اد‪،‬‬ ‫يف وق���ت حت���ارب في���ه اجلماع���ات‬ ‫املس���لحة وبرملانان للسيطرة على‬ ‫الب�ل�اد‪ .‬وقال القائ���م بأعمال وزير‬ ‫النفط املس���تقيل‪ ،‬عمر الش���كماك‪،‬‬ ‫يف مقابلة ان اإلنت���اج قد يزيد إىل‬ ‫مليون برميل يوميا يف وقت الحق‬ ‫ه���ذا الع���ام‪ ،‬ليق�ت�رب من مس���توى‬ ‫‪ 1.4‬ملي���ون برميل يومي���ا‪ ،‬الذي‬ ‫س���جلته ليبي���ا قبل ان���دالع موجة‬ ‫م���ن االحتجاجات أصاب���ت القطاع‬ ‫بالشلل يف يوليو‪/‬متوز ‪ .2013‬هذا‬ ‫التطور س���يعطي دفع���ة ضرورية‬ ‫لالقتص���اد اللييب املتعث���ر‪ ،‬خاصة‬ ‫بع���د أن اضط���ر البن���ك املرك���زي‬ ‫إىل الس���حب م���ن احتياطات النقد‬ ‫األجنيب لتلبي���ة احتياجات البالد‪،‬‬ ‫امله���ددة بالتش���ظي والتح���ول إىل‬ ‫دول���ة فاش���لة يف ظ���ل صراع���ات‬ ‫الفصائ���ل والقبائ���ل املختلفة اليت‬ ‫تن���ذر بالتح���ول إىل ح���رب أهلية‪.‬‬ ‫ج���اءت الزيادة األخ�ي�رة يف اإلنتاج‬ ‫النفط���ي بعد أن نف���ذت جمموعة‬ ‫من احملتج�ي�ن‪ ،‬املطالب�ي�ن باحلكم‬ ‫الذاتي ملنطقتهم‪ ،‬اتفاقا على إعادة‬ ‫فتح موانئ رئيس���ية يف شرق ليبيا‬ ‫مثل السدرة‪.‬‬ ‫غ�ي�ر أن دي���رك فانديف���ال‪ ،‬اخلبري‬ ‫يف ش���ؤون ليبي���ا‪ ،‬ق���ال ان زعي���م‬ ‫احملتجني املطالبني باحلكم الذاتي‬ ‫إبراهي���م اجلضران ق���د يغلق هذه‬ ‫املوان���ئ جم���ددا‪ ،‬بعد أن س���يطرت‬ ‫مجاعة مس���لحة أخرى من مدينة‬ ‫مصرات���ة يف غ���رب الب�ل�اد عل���ى‬ ‫العاصمة طرابل���س‪ .‬وطالبت هذه‬ ‫اجلماع���ة بع���ودة املؤمت���ر الوطين‬ ‫الع���ام اللي�ب�ي القدي���م‪ ،‬ورفض���ت‬ ‫االعرتاف مبجلس النواب اجلديد‪.‬‬ ‫وتدع���م مجاعة اإلخوان املس���لمني‬ ‫بع���ض مقاتل���ي مصرات���ة‪ .‬وردا‬ ‫عل���ى ذلك ف���إن املطالب�ي�ن باحلكم‬ ‫الذات���ي املؤيدي���ن للفيدرالي���ة ق���د‬ ‫يس���عون إىل بس���ط نفوذه���م على‬ ‫صادرات النفط واالقتصاد برمته‪.‬‬ ‫وق���ال فانديف���ال‪ ،‬مؤل���ف كت���اب‬ ‫«تاري���خ ليبيا احلديثة»‪ ،‬إنه «يوجد‬ ‫دائم���ا احتم���ال ب���أن ينته���ز أنصار‬

‫الفيدرالية ه���ذه الفرصة ليعيدوا‬ ‫ترسيخ أنفسهم»‪ .‬وحتى اآلن تظل‬ ‫األعمال القتالي���ة اجلديدة بعيدة‬ ‫عن حق���ول وموانئ النفط الليبية‪.‬‬ ‫لك���ن العن���ف املتصاع���د يف مدينة‬ ‫بنغ���ازي‪ ،‬يف ش���رق الب�ل�اد عل���ى‬ ‫س���بيل املث���ال‪ ،‬ال يبع���د س���وى مئة‬ ‫كليوم�ت�ر ع���ن مين���اء الزويتين���ة‬ ‫النفطي‪ .‬وقد تقوم بعض العناصر‬ ‫الساخطة ا ُ‬ ‫الخرى بإغالق خطوط‬ ‫األنابي���ب املؤدي���ة إىل احلق���ول‬

‫الغربي���ة لينقط���ع التموي���ل ع���ن‬ ‫املؤمتر الوطين العام‪ .‬ويقول بعض‬ ‫احمللل�ي�ن إن حراس األمن املكلفني‬ ‫حبماية املنشآت النفطية من نفس‬ ‫املنطق���ة نظم���وا احتجاج���ات قبل‬ ‫انتخاب���ات يونيو‪/‬حزيران إلغالق‬ ‫حق���ل الش���رارة أو حق���ل الفي���ل‪.‬‬ ‫وق���ال أحد جت���ار النف���ط ان وجود‬ ‫برملانني قد يشكل خماطر قانونية‬ ‫إذا أص���در املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام‬ ‫أوام���ر للبنك املركزي واملؤسس���ة‬ ‫الوطني���ة للنف���ط‪ .‬وال يتمت���ع‬ ‫جمل���س النواب وكبار املس���ؤولني‬ ‫ب���أي س���لطة يف العاصم���ة بعد أن‬ ‫غادروا إىل طربق يف الش���رق فرارا‬ ‫من القتال‪ .‬وقال التاجر «ستحدث‬ ‫املش���كلة لو أن املؤمتر الوطين العام‬ ‫أعط���ى أوام���ر للبن���ك املرك���زي‬ ‫بتحوي���ل إي���رادات النف���ط… ل���ن‬ ‫يك���ون الوض���ع القانون���ي واضح���ا‬ ‫للمش�ت�رين احملتمل�ي�ن للنف���ط‬ ‫اللييب»‪.‬‬ ‫•عجز امليزانية‬ ‫ويقول رجل األعمال الكبري حسين‬

‫بي‪ ،‬ال���ذي يرأس واحدة من أكرب‬ ‫الش���ركات اخلاص���ة يف ليبيا‪ ،‬إنه‬ ‫حت���ى ل���و اس���تمر تدفق ص���ادرات‬ ‫النفط ستظل البالد تسجل عجزا‬ ‫تارخيي���ا يف امليزاني���ة يبل���غ ‪ 70‬يف‬ ‫املئ���ة‪ ،‬ما مل يرتفع اإلنتاج إىل ‪1.6‬‬ ‫ملي���ون برميل يوميا بس���عر ‪100‬‬ ‫دوالر للربمي���ل‪ .‬وكان الربمل���ان‬ ‫ص���ادق يف يونيو‪/‬حزي���ران عل���ى‬ ‫ميزاني���ة قيمتها ‪ 49‬ملي���ار دوالر‬ ‫قام���ت عل���ى أس���اس أن اإلنت���اج‬

‫الس���نوي يبل���غ ‪ 600‬أل���ف برميل‬ ‫يوميا‪ .‬لكن اإلنتاج اقرتب من ‪100‬‬ ‫ألف برميل يوميا‪ .‬وال تصدر ليبيا‬ ‫أي بيان���ات خبص���وص ص���ادرات‬ ‫النف���ط‪ ،‬لكنه���ا حتت���اج إىل ‪140‬‬ ‫أل���ف برمي���ل يومي���ا م���ن إنتاجها‬ ‫للمصايف احمللية‪ .‬وقال حس�ن�ي بي‬ ‫ان أزم���ة امليزاني���ة تتفاقم بس���بب‬ ‫مطالب بتغطي���ة تكاليف األضرار‬ ‫اليت حلقت بالبنية التحتية‪ ،‬واليت‬ ‫تتجاوز عش���رة مليارات دينار‪ ،‬بعد‬ ‫تدمري أس���طول طائ���رات الركاب‬ ‫وحاويات ختزين الوقود أثناء قتال‬ ‫استمر أكثر من شهر يف طرابلس‪.‬‬ ‫وأضاف أن احلكومة اضطرت إىل‬ ‫اس���تهالك املزي���د م���ن احتياط���ات‬ ‫النق���د األجن�ب�ي وب���دأت يف إصدار‬ ‫سندات إسالمية (صكوك) للبنوك‬ ‫احمللية‪ .‬ومل يتس���ن احلصول على‬ ‫تعليق من البن���ك املركزي‪ ،‬نظرا‬ ‫ألن معظ���م املوظف�ي�ن ميكثون يف‬ ‫بيوته���م من���ذ أس���ابيع‪ ،‬كغريه���م‬ ‫يف معظ���م ال���وزارات‪ .‬وفر حمافظ‬ ‫البن���ك املرك���زي إىل مالط���ا‪ .‬ومل‬

‫يصدر البنك س���وى بيان مقتضب‬ ‫لوسائل اإلعالم احمللية يقول فيه‬ ‫ان االحتياط���ات حتس���نت بفض���ل‬ ‫زي���ادة إنت���اج النف���ط‪ .‬ومل يكش���ف‬ ‫البن���ك ع���ن تفاصيل بعد أن أش���ار‬ ‫يف آخ���ر بيان���ات لالحتياطي���ات‬ ‫األجنبي���ة لوصوهل���ا إىل ‪109‬‬ ‫ملي���ارات دوالر يف نهاي���ة يوني���و‪،‬‬ ‫اخنفاض���ا م���ن حن���و ‪ 130‬ملي���ار‬ ‫دوالر يف أغس���طس‪/‬آب ‪.2013‬‬ ‫وقد يساهم ارتفاع فاتورة الواردات‬

‫أيض���ا يف اس���تنزاف االحتياطات إذ‬ ‫حتتاج ليبيا إىل اس���ترياد ما قيمته‬ ‫‪ 30‬مليار دوالر من السلع الغذائية‬ ‫واالس���تهالكية نظ���را ألنه���ا ال‬ ‫متل���ك صناع���ات كب�ي�رة خبالف‬ ‫النف���ط‪ .‬وقال حس�ن�ي ب���ي «معظم‬ ‫مس���تودعات املس���توردين يتع���ذر‬ ‫الوص���ول إليه���ا منذ م���ا يصل إىل‬ ‫ستة أس���ابيع بسبب القتال وبعض‬ ‫املش���كالت (ا ُ‬ ‫الخ���رى)»‪ .‬وارتفع���ت‬ ‫األس���عار م���ع تعرض املس���تودعات‬ ‫للنهب‪ ،‬وهو ما أسفر عن نقص يف‬ ‫البضائع يف بع���ض املتاجر الكربى‬ ‫يف طرابلس‪ .‬وقال أحد الس���كان ان‬ ‫س���عر علبة حلي���ب األطفال يصل‬ ‫حالي���ا إىل حنو ‪ 8.57‬دينار (‪7.03‬‬ ‫دوالر) إرتفاعا من سبعة دنانري يف‬ ‫منتص���ف يوليو‪/‬متوز‪ .‬ومع إغالق‬ ‫معظم البنوك ألسباب أمنية صار‬ ‫من الصع���ب احلصول على العملة‬ ‫األجنبي���ة‪ .‬ووص���ل س���عر الدوالر‬ ‫إىل ‪ 1.60‬دينار يف الس���وق السوداء‬ ‫يف طرابل���س بينم���ا يبل���غ الس���عر‬ ‫الرمس���ي ل���ه حن���و ‪ 1.25‬دين���ار‪.‬‬

‫ويق���در حس�ن�ي بي أن املش���روعات‬ ‫اخلاص���ة تكب���دت خس���ائر بلغ���ت‬ ‫حن���و ملي���اري دين���ار‪ ،‬م���ع تضرر‬ ‫املصانع واملقاه���ي واملتاجر‪ ،‬وهو ما‬ ‫دفع الش���ركات األجنبية القليلة‬ ‫العامل���ة يف ليبيا إىل مغادرة البالد‬ ‫يف ضرب���ة تعصف بآمال احلكومة‬ ‫بإقام���ة مزي���د م���ن الش���راكات‬ ‫ب�ي�ن القطاع�ي�ن الع���ام واخل���اص‪.‬‬ ‫(الدوالر يس���اوي ‪ 1.25‬دينار لييب‬ ‫بالسعر الرمسي)‪..‬‬ ‫•ش��ركة الواح��ة تس��تأتف انت��اج‬ ‫كميات صغرية من خام السدر‬ ‫قال مس���ؤول نفطي لي�ب�ي بارز ان‬ ‫ش���ركة الواحة للنفط اس���تأنفت‬ ‫انتاج خام السدر بكميات صغرية يف‬ ‫احدث عالمة على حتس���ن االنتاج‬ ‫عل���ى الرغ���م م���ن االضطرابات يف‬ ‫الب�ل�اد‪ .‬وس���يجري تصدي���ر اخلام‬ ‫ع���ن طريق مين���اء الس���درة أكرب‬ ‫مرف���أ لتصدي���ر النف���ط يف ليبي���ا‬ ‫والذي اعيد فتحه بعد اغالقه عاما‬ ‫بسبب احتجاجات وأعمال صيانة‪.‬‬ ‫وقام���ت املؤسس���ة الوطنية للنفط‬ ‫يف ليبي���ا بتحمي���ل ناقلت�ي�ن خبام‬ ‫الس���در هذا الش���هر‪ ،‬بعد اس���تئناف‬ ‫الص���ادرات من مرف���أ رأس النوف‬ ‫اجملاور وال���ذي تبلغ طاقته حوالي‬ ‫‪ 220‬ألف برميل يوميا‪ .‬والسدرة‬ ‫ورأس الن���وف هم���ا االك�ب�ر ب�ي�ن‬ ‫املوان���ئ االربع���ة ال�ت�ي حاصرته���ا‬ ‫مجاع���ة تس���عى ال���ي حك���م ذات���ي‬ ‫لش���رق ليبيا حوالي عام للمطالبة‬ ‫حبص���ة أك�ب�ر م���ن اإلي���رادات‬ ‫النفطية‪ .‬وشركة الواحة للنفط‬ ‫ال�ت�ي كان���ت تصدر قب���ل احلصار‬ ‫حوال���ي ‪ 320‬أل���ف برمي���ل يومي���ا‬ ‫هي مشروع مش�ت�رك بني املؤسسة‬ ‫الوطني���ة للنف���ط وش���ركات‬ ‫«كونوك���و فيليب���س» و»ماراثون‬ ‫اُوي���ل» و»هيس» األمريكي���ة‪ .‬وقال‬ ‫مس���ؤول يف املؤسس���ة الوطني���ة‬ ‫للنف���ط أم���س ان امجال���ي إنت���اج‬ ‫النف���ط اللي�ب�ي ارتف���ع ال���ي ‪665‬‬ ‫أل���ف برميل يوميا م���ن ‪ 650‬ألف‬ ‫برميل يف وقت سابق هذا ا ُ‬ ‫السبوع‪،‬‬ ‫لكن���ه مل يك���ن لدي���ه رق���م حم���دد‬ ‫لالنت���اج احلالي للواح���ة‪ .‬وحذرت‬ ‫ليبي���ا جملس االم���ن التابع لالمم‬ ‫املتحدة ام���س االربعاء من ان البلد‬ ‫قد ينزلق الي حرب اهلية ش���املة‬ ‫اذا مل يت���م ن���زع س�ل�اح اجلماعات‬ ‫املتحاربة‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫• رويرتز‬


‫‪22‬‬ ‫‪20‬‬ ‫القناص «عرييب»‬ ‫خُي ّطط الخرتاق قائمة‬ ‫كلمنيت الدولية‬ ‫الليبية‬

‫وكاالت ‪ :‬ميادين‬ ‫برز اس���م عمر عرييب بشكل سريع والفت يف وقت مبكر داخل‬ ‫املس���تطيل األخض���ر‪ ،‬كالعب هداف يعش���ق أح���راز األهداف‬ ‫ومغازلة الشباك واللعب مع الكبار‪.‬‬ ‫انطلق���ت رحلة عرييب م���ع الكرة يف املوس���م الرياضي ‪2003‬‬ ‫– ‪ 2004‬مع براعم فريق االحتاد‪ ،‬وتد ّرج جبميع فئاته حتى‬ ‫وصل إىل الفريق األول‪ ،‬وحجز مكانه جبدارة‪ ،‬ليصبح اهلداف‬ ‫األول لفريق���ه يف خمتلف املس���ابقات‪ ،‬وقادها إلحراز بطوالت‬ ‫الفئ���ات الصغرية والش���ابة‪ ،‬قب���ل أن يتحوّل بعده���ا إىل فريق‬ ‫الوحدة على سبيل اإلعارة‪.‬‬ ‫خ���اض مع الوح���دة جترب���ة قصرية‪ ،‬لكنه س���رعان م���ا جذبه‬ ‫احلنني لناديه االحتاد‪ ،‬الذي تذوّق معه طعم البطوالت‪ ،‬وتوّج‬ ‫معه ببطولة الربيع العربي الودية الدولية على حساب النادي‬ ‫الصفاقسي التونسي‪ ،‬ثم الفوز ببطولة ودية أخرى مبصراتة‪.‬‬ ‫انتق���ل الفتى الصغري األنيق مطلع هذا املوس���م لفريق املدينة‪،‬‬ ‫لتكون حمطته الكروية الثالثة‪.‬‬ ‫على الصعيد الدولي خاض عرييب جتربة طويلة مع خمتلف‬ ‫املنتخب���ات الليبي���ة‪ ،‬ولعب جلمي���ع الفئات العمرية «ناش���ئني‬ ‫وش���باب وأوليميب»‪ ،‬وف���از مع منتخب الش���باب ببطولة مشال‬ ‫أفريقيا للش���باب مبصرات���ة‪ ،‬ويف رصيده م���ن األهداف خالل‬ ‫رحلته مع املنتخبات الدولية ستة أهداف‪.‬‬ ‫تأ ُّل���ق عرييب مع مجي���ع املنتخبات دفعه للتطلع إىل اس���تعادة‬ ‫جاهزيت���ه والع���ودة جم���ددًا للع���ب م���ع الكبار ضم���ن صفوف‬ ‫منتخ���ب ليبي���ا األول حت���ت قي���ادة امل���درب اإلس���باني خافيري‬ ‫كلمت�ن�ي‪ ،‬والتأل���ق مع���ه خ�ل�ال مس�ي�رة املنتخ���ب اللي�ب�ي يف‬ ‫املرحلة املقبلة‪.‬‬

‫االحتاد اللييب يضم‬ ‫أفضل حمرتف يف صربيا‬ ‫قرر النجم الدولي حممد منري استعادة جاهزيته والعودة إىل‬ ‫فريقه‪ ،‬االحتاد‪ ،‬بداية من املوس���م الكروي املقبل بعد أن جذبه‬ ‫احلنني للعودة إىل املالعب الليبية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫حاليا حممد منري عقدًا مع ناديه‬ ‫ووقع النجم والظهري األبرز ًّ‬ ‫القديم «االحتاد» ملدة ثالثة مواسم مقبلة حتى العام ‪،2017‬‬ ‫بع���د جتربة اح�ت�راف ناجح���ة قضاها يف مالع���ب صربيا مع‬ ‫أحد أب���رز أنديتها «ياغودينا»‬ ‫مومس�ي�ن‬ ‫واس���تغرقت‬ ‫متتاليني‪ُ ،‬ت���وِّج معه ببطولة‬ ‫كأس صربي���ا‪ ،‬كم���ا ف���از‬ ‫جبائزة أفض���ل العب أجنيب‬ ‫حمرتف باملالعب الصربية‪.‬‬ ‫بدأ من�ي�ر مس�ي�رته الكروية‬ ‫وتدرج‬ ‫م���ع فري���ق االحت���اد‪َّ ،‬‬ ‫مبختلف فئات���ه حتى وصل‬ ‫إىل الفري���ق األول‪ ،‬ومل‬ ‫ريا يف املوسم‬ ‫يظهر معه كث ً‬ ‫املاضي‪ ،‬بس���بب اإلصابة اليت‬ ‫أبعدته عن تش���كيلة الفريق‬ ‫األمحر‪ ،‬كم���ا اُخ ِتري النجم‬ ‫عاما) للمنتخب‬ ‫الش���اب (‪ً 24‬‬ ‫اللي�ب�ي األول الع���ام ‪ 2012‬يف عه���د امل���درب الوط�ن�ي عب���د‬ ‫احلفي���ظ أربي���ش‪ ،‬وتألق ضم���ن صفوف الفري���ق الوطين يف‬ ‫عشر مباريات دولية‪ ،‬أبرزها أمام توغو والكونغو والكامريون‪،‬‬ ‫ضمن تصفيات كأس العامل‪.‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 2 ( - ) 173 ( -‬ـ ‪ 8‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫الرياضــــة‬

‫أمحد بشون‬

‫الفــــن‬

‫خليل العرييب‬

‫فنان من بالدي‬

‫يف رثاء علي العرييب‬

‫وظيفة اجلناح االيسر يف خطط‬ ‫كرة القدم القدمية‬

‫‪23‬‬ ‫‪21‬‬

‫فتحي الساحلي‬

‫إمساعيل البوعيشي‬

‫يف ط���رق اللع���ب القدمي���ة‬ ‫مثل(الكاتاناش���يو) (‪)catenaccio‬‬ ‫و ال�ت�ي تع�ن�ي (السلس���لة ) و (املت���دو)‬ ‫‪))metodo‬و ال�ت�ي تع�ن�ي (املنه���ج) و‬ ‫(‪)4-2-4‬وكذل���ك (‪ )4-3-3‬كان‬ ‫ملركز اجلن���اح االيس���ر اهمية كبرية‬ ‫وكان املدربون يعولون عليه كثريا ‪،‬و‬ ‫كانت خطط اللعب توضع على اساس‬ ‫تهريب اجلناح االيس���ر و ذلك بإرس���ال‬ ‫الك���رة خل���ف الظه�ي�ر االمي���ن لفريق‬ ‫اخلصم ليخرتق هذا اجلناح بس���رعته‬ ‫خط الدفاع وبذلك يصبح امام خيارين‬ ‫ال ثالث هلما ‪.‬‬ ‫أ‌‪-‬لعب الكرة بعرض امللعب امام املرمى‬ ‫ليكملها احد املهامجني ‪.‬‬ ‫ب‌‪-‬التوجه مباش���رة للمرمى و تسجيل‬ ‫اهلدف ‪.‬‬ ‫و ق���د عرفت ليبيا الكث�ي�ر من الالعبني‬ ‫امله���رة يف هذا املركز امثال (بدر الدين‬ ‫احملج���وب )و (فتح���ي مس���عود )العيب‬ ‫(االحتاد الطرابلس���ي)و العب (املدينة)‬ ‫(املهدي السوكين) ‪.‬‬ ‫و يف برقة عرفن���ا العديد من االجنحة‬ ‫املاه���رة امث���ال الع���ب (الطليع���ة)‬ ‫(احممد العلواني)‪،‬و الع���ب (الطليعة)‬ ‫ث���م (اهل�ل�ال)و الفري���ق الوط�ن�ي (عبد‬ ‫الرمح���ن الش���تيوي)و الع���ب (احت���اد‬ ‫درنة)(ف���رج الب���اح ) والع���ب فري���ق‬ ‫(ط�ب�رق)و (النجم���ة القدمية)فيم���ا‬ ‫بع���د (فرج ابش�ي�ر)امللقب (البرب)والعب‬ ‫فري���ق (التحدي)ث���م (االهلي)(عب���د‬ ‫الق���ادر اخلطيط���ي)‪،‬و لكل م���ن هؤالء‬ ‫الالعب�ي�ن ميزت���ه اخلاصة ال�ت�ي ينفرد‬ ‫بها مثل السرعة او املراوغة او التسديد‬ ‫او مس���اعدة الدف���اع و فت���ح اللعب على‬ ‫اجلناحني ‪.‬‬ ‫ه���ذا و أروعه���م و ابرزه���م مجيع���ا‬ ‫الالعب (بوبكر العبدلي )املش���هور بلقب‬ ‫(مشيس���ة)جناح ايس���ر فريق (النجمة‬ ‫القدمية)واملنتخ���ب اللي�ب�ي يف دورتني‬ ‫متتاليتني‪.‬‬ ‫أ‌‪-‬ال���دورة العربية الثاني���ة يف (بريوت)‬ ‫عام ‪ 1957‬م‬ ‫ب‌‪-‬ال���دورة العربية الثالثة يف (املغرب )‬ ‫عام ‪ 1961‬م‬ ‫ه���ذا الالع���ب ال���ذي صدرت���ه لن���ا‬ ‫بلدتن���ا احلبيب���ة ذات املن���اخ الرائ���ع و‬ ‫الس���هل اخلصيب مدين���ة (املرج)‪،‬و اليت‬ ‫ص���درت لنا الكثري م���ن الالعبني املهرة‬ ‫الذين اش���تهروا بالسرعة و الشجاعة و‬

‫املهارة امثال (موس���ى النوال) ‪،‬و(حممد‬ ‫الوراد)‪،‬و(عبد الكريم اهلاللي )‪.‬‬ ‫فقد جاء(مشيسة)من مدينة (املرج‬ ‫) ال�ت�ي ال توج���د به���ا مدرس���ة ثانوي���ة‬ ‫لي���درس يف مدين���ة بنغازي م���ع بداية‬ ‫اخلمسينات ليش���كل مع زمالئه فريقا‬ ‫قوي���اً ف���از ببطولة امل���دارس و املعاهد ‪،‬و‬ ‫كان���ت املدرس���ة جتري ب�ي�ن احلني و‬ ‫االخر مباري���ات ودية مع ف���رق مدينة‬ ‫(بنغ���ازي) مث���ل النجم���ة القدمي���ة و‬ ‫االهلي و الطليعة و ذلك برفقة زمالئه‬ ‫املوهوب�ي�ن امث���ال مصب���اح العري�ب�ي‪،‬و‬ ‫حممد ف���احل‪،‬و حممد عل���ي اهلاللي ‪،‬و‬ ‫حممد الغا‪ ،‬و رمضان غريبيل و صاحل‬ ‫السنوسي ‪،‬و صاحل بوزيد و غريهم ‪.‬‬ ‫لقد شارك (مشيسة)يف بعض املباريات‬ ‫الودية مع ف���رق (الطليعة)و(اهلالل)و‬ ‫حتى (االهلي الطرابلسي)الذي استعان‬ ‫بهذه املوهبة إلمتاع اجلمهور الرياضي‬ ‫هناك‪.‬‬ ‫وعندما مل تش�ت�رك(النجمة)يف بطولة‬ ‫‪ 56-57‬لع���ب م���ع (االهل���ي بنغازي)‬ ‫لتعزيز صفوفه يف هذه البطولة ‪.‬‬ ‫و عل���ى الرغ���م م���ن ه���ذه املش���اركات‬ ‫فق���د قضى حيات���ه كله���ا مع(النجمة‬ ‫القدمي���ة ) ال�ت�ي عش���قها بكل حواس���ه‬ ‫‪،‬و اعطاه���ا كل م���ا ميلك م���ن قدرة و‬ ‫موهبة و مهارة و حب ‪.‬‬ ‫يف بدايات���ه االوىل يف مدين���ة (امل���رج)‬ ‫اس���س مع بعض زمالئ���ه فريق اطلقوا‬ ‫عليه اس���م (الس���لفيوم)و لعب له لفرتة‬ ‫طويل���ة غري انه مل يش�ت�رك معه يف اية‬ ‫بطولة كان مشيس���ة ميتاز بالس���رعة‬ ‫و املراوغ���ة و الق���درة على رف���ع الكرات‬ ‫حتى و هو يركض مبنتهى السرعة و‬ ‫كان يف بعض املباريات عندما يس���جل‬ ‫هدف���ا يرج���ع ليلع���ب يف مرك���ز قلب‬ ‫الدفاع لكي حيافظ على نتيجة املباراة‪.‬‬ ‫لعب���ت اىل جانب���ه مخس���ة مواس���م يف‬ ‫فري���ق النجم���ة القدمي���ة و كن���ت‬ ‫مس���اعدا للجناح االيس���ر و ق���د علمين‬ ‫(اتعول���ه ش���توان)الذي كان يلعب معه‬ ‫يف اخلمس���ينيات كيف الع���ب له الكور‬ ‫الطويل���ة ال�ت�ي يفضله���ا بالق���رب م���ن‬ ‫الزاوية الركنية ملرمى اخلصم و اليت‬ ‫جيب ان تكون ملفوفة ‪.‬‬ ‫و ان���ا اعتق���د ان مشيس���ة يف الس���تينات‬ ‫كان يس���تطيع ان يلع���ب يف اجنل�ت�را‬ ‫او املاني���ا او احدى ال���دول االوربية اليت‬ ‫كانت تلعب بأسلوب الكرة االجنليزية‬

‫ال�ت�ي يفتح فيها اجنح���ة اللعب و ترفع‬ ‫الكرة لقلب اهلجوم ‪.‬‬ ‫و ضم���ه امل���درب (اتعول���ه ش���توان )اىل‬ ‫النجم���ة و ربط���ه بصداق���ة رائع���ة مع‬ ‫بوبكر االش���هب اجلناح االمين للنجمة‬ ‫القدمي���ة و قد ف���از مع فري���ق النجمة‬ ‫بعد عدة كؤوس‪.‬‬ ‫بع���د دمج النجم���ة يف الس���بعينات تأمل‬ ‫كث�ي�را وقرر اعتزال ك���رة القدم و مل‬ ‫يذه���ب مثلنا اىل االندي���ة االخرى ألنه‬ ‫كان اكثرن���ا حب���ا و ارتباطا و عش���قاً‬ ‫بالنجمة ومجاهريها‪.‬‬ ‫و يف اح���دى املباري���ات ال�ت�ي لعبناها معاً‬ ‫يف درن���ة ام���ام فريق احت���اد درنة كان‬ ‫مدافع (االحتاد)عبد العزيز الباح يلعب‬ ‫علين���ا ان���ا و حس���ن الفرجان���ي مبنتهى‬ ‫الشجاعة و القوة و لذاك مل نستطع ان‬ ‫نس���جل يف مرمى االحتاد السبب الذي‬ ‫جع���ل مشيس���ة يتضايق منن���ا ويتهمنا‬ ‫باخل���وف و ب�ي�ن الش���وطني ق���ال لن���ا‬ ‫‪(-:‬كن���ت امتنى ان تلعب ك���رة القدم‬ ‫رجل لرجل عندها سيظهر كل العب‬ ‫على حقيقته و ان اردمتا ان تلعبا كرة‬ ‫القدم فعليكما ان تلعباها بشجاعة )‪.‬‬ ‫و كان���ت ه���ذه الكلم���ات حاف���زا لنا ان‬ ‫نلعب برجولة و نسجل االهداف و نفوز‬ ‫بتلك املباراة ‪.‬‬ ‫حتية حب و إعجاب ألسرع جناح ايسر‬ ‫عرفت���ه يف حياتي حتي���ة لالعب بوبكر‬ ‫مشيس���ة على م���ا قدمه للك���رة الليبية‬ ‫م���ن اس���هامات و عل���ى عش���قه للنجمة‬ ‫القدمية ‪.‬‬ ‫ملحوظة‬ ‫الص���ورة املرفق���ة لفري���ق النجم���ة يف‬ ‫مبارات���ه مع فري���ق احت���اد طرابلس يف‬ ‫دوري اململك���ة ع���ام ‪ 1968‬م و ال�ت�ي‬ ‫فاز فيه���ا فريق النجم���ة بهدف لصفر‬ ‫سجله الالعب بوبكر مشيسة ‪.‬‬ ‫وقوفاً من اليمني ‪:‬‬ ‫جيج���ي ‪،‬حلم���ي س���ليمان ‪،‬الفيت���وري‬ ‫‪،‬مجعه ‪،‬الزاوي ‪،‬الساحلي الفرجاني ‪.‬‬ ‫جلوساً‬ ‫مشيس���ة ‪،‬الفس���ي ‪،‬بوبك���ر امله���دي‬ ‫‪،‬املصري‪،‬احل���داد ‪،‬عب���د اللطي���ف‬ ‫السوداني ‪.‬‬

‫عبدالنيب املغربي‬

‫الصحفي إمساعيل البوعيشي‪:‬‬ ‫رحم اهلل علي العرييب رمحة واسعة‬ ‫وأسكنه فسيح جناته ‪..‬لقد كان فنانا‬ ‫بارعا استطاع بقلمه وأدائه أن يوصل‬ ‫للمتلق���ي مضمون رس���الته كفنان‬ ‫مب���دع وحظ���ي طيل���ة تل���ك س���نوات‬ ‫العطاء بتقدير وحمبة الناس ممثال‬ ‫مس���رحيا واداعي���ا وس���ينمائيا ‪ ..‬لقد‬ ‫تعرف���ت عليه يف آواخر الس���بعينيات‬ ‫يف بنغازي عرفت فيه الفنان الصادق‬ ‫واالنس���ان البس���يط واملثق���ف الواثق‬ ‫ببشاش���ته ودفء مش���اعره وص���دق‬ ‫حمبت���ه للجمي���ع ‪..‬‬ ‫يعي���ش هم���وم الناس‬ ‫ويلتق���ط حاالته���م‬ ‫م���ن اليوم���ي ال���ذي‬ ‫يعيشه معهم وبينهم‬ ‫ليجس���ده ككات���ب‬ ‫فص���وال م���ن الدرام���ا‬ ‫حين���ا والكوميدي���ا‬ ‫أحيان���ا كثرية وعلى‬ ‫خشبة املس���رح ممثال‬ ‫بأقت���دار ‪..‬رح���م اهلل‬ ‫علي العري�ب�ي الفنان‬ ‫واالنس���ان ال���ذي أدى‬ ‫رس���الته ب���كل م���ا أتاه‬ ‫اهلل من قدرة ومعرفة‬ ‫وعوضنا مجيع���ا فيه‬ ‫خريا ‪ ..‬إنا هلل وإن اليه‬ ‫راجعون ‪..‬‬ ‫الش��اعر عبد احلميد‬ ‫باطاو‬ ‫مل يكن أحـديريد لك‬ ‫املوت صديقى‬ ‫فأن���ت ل���ك اس���رتك‬ ‫وأوالدك وأحبابك ومدينتك‬ ‫الذين اليريدون وداعك ولكنها إرادة‬ ‫اهلل‬ ‫هاان���ت تغم���ض عينيك وان���ت تعانى‬ ‫املرض واجلحود‬ ‫ومدينت���ك بنغ���ازى الت���ى كان���ت‬ ‫ترتعش اهدابك من عشقها‬ ‫وان���ت حتييهاحتيتك التى اش���تهرت‬ ‫بها ( والسالم عليكم)‬ ‫رفضت فى مرض���ك األخري ان تفتح‬ ‫عينيك لكى الترى الصورة‬ ‫التى اصبح���ت عليه���ا بنغازيك التى‬ ‫حتب‬ ‫هاانت تغادر تقاتلنا وقسوتنا ودمارنا‬ ‫فى حلظة حزينة واستخس���رت فينا‬ ‫حتى كلمة ( والسالم عليكم)‬ ‫من فى جن���ان اخللد فانت طيب واهلل‬

‫فرج عبدالكريم‬

‫سامل اهلنداوي‬

‫حيب الطيبني‬ ‫رحم اهلل (على العرييب) وأهلم اسرته‬ ‫وأوالده الصربوالس���لوان وكان اهلل‬ ‫فى عونك يابنغازى األبية الصابرة‪.‬‬ ‫الفنان عبدالنيب املغربي‬ ‫خ���رس اللس���ان ال���ذى كان ينط���ق‬ ‫باحل���ق ‪ ..‬واخ�ي�را اس�ت�راحة الرج���ل‬ ‫احمل���ارب صدي���ق الفق���راء ‪ ..‬يتكل���م‬ ‫بلس���انهم فى اعماله ‪ ..‬رحل صديقى‬ ‫واخ���ى الفن���ان عل���ى العريب���ى بع���د‬ ‫صراع���ه م���ع امل���رض ‪ ..‬مل ي�ت�رك له‬ ‫الس���رطان فرص���ه ‪ ..‬قض���ى عل���ى‬

‫صديقى ‪ ..‬ولكن اقول مل يقضى على‬ ‫اعماله ستبقى فى ذاكرة املشاهدين‬ ‫سنوات وسنوات ‪ ..‬فى اقول اىل رمحة‬ ‫اهلل ايه���ا الصديق احمل���ارب ‪ ..‬وعتبى‬ ‫علي���ك ي���اوزارة االع�ل�ام ‪ ..‬ش���كر اهلل‬ ‫س���عيكم ‪ ..‬اخ���ى وصديق���ى على فى‬ ‫جنة اخللد ‪.‬‬ ‫الفنان فرج عبدالكريم‬ ‫وفاة الفنان عل���ي العرييب رمحه اهلل‬ ‫وغفر له تفقد الس���احه الفنيه سرحا‬ ‫كب�ي�را وقيم���ه فني���ه وتاري���خ زاهر‬ ‫بالعط���اء رغ���م االمل وعوام���ل الش���د‬ ‫للخلف وداعا استاذ علي وداعا‬ ‫الكاتب ابراهيم عبداحلميد‬ ‫تنتف���ض الكلم���ات وترف���ض ان‬ ‫تطاوع�ن�ي فا الدمع���ة االن اكرب من‬ ‫الكلمة‪..‬فم���ن من���ا الق���ادر ان يرث���ي‬

‫عبد احلميد باطاو‬

‫فتحي بن عيسي‬

‫سيد البس���مه(وداعا ايها الوادي الذي‬ ‫مل ينضب فكره يوما وحتما سنلتقي‬ ‫يف ام الع�ل�اوي قري���ة ليس���ت عل���ى‬ ‫خارط���ة االرض حتك���ي حكايا كل‬ ‫قري���ه وداع���ا( علي العري�ب�ي) رحلت‬ ‫يف صم���ت وحن���ن مع���اد لدين���ا اال‬ ‫حفن���ة من عبارات مك���ررة نرثي بها‬ ‫احبتن���ا اعذرنا النن���ا كنا عجزه ابان‬ ‫مآستك( وانا هلل وانا اليه راجعون)‬ ‫الكاتب علي خليفة علي‬ ‫الي���وم ت���ودع مدين���ة بنغ���ازي الفنان‬ ‫املب���دع عل���ي موس���ي العري�ب�ي الذي‬ ‫كان ميث���ل حال���ة‬ ‫وع���ي لش���خصية‬ ‫اب���ن البادي���ة ال�ت�ي‬ ‫امتزجت مع احلداثة‬ ‫بإحنيازه لفن الدراما‬ ‫يف املس���رح والرادي���و‬ ‫والتلفزيون والسينما‬ ‫كمؤل���ف وخم���رج‬ ‫وممثل وقد اس���تطاع‬ ‫ان يق���دم النم���وذج‬ ‫الب���دوي املتفاعل مع‬ ‫احلداث���ة ع���ن طريق‬ ‫الس���رد الدرام���ي‬ ‫لألعم���ال الدرامي���ة‬ ‫ال�ت�ي اخرجه���ا ومثل‬ ‫به���ا وداعاً اخ���ي علي‬ ‫وج���زاك عن���ا كل‬ ‫خري وان���اّ هلل وانا اليه‬ ‫راجع���ون فمصابن���ا‬ ‫كبري بفقدانك عظم‬ ‫اهلل آجرك���م وهلل‬ ‫ماأخذ‬ ‫الكاتب سامل اهلنداوي‬ ‫‪ ...‬لريمح���ك اهلل أيه���ا‬ ‫َ‬ ‫عش���ت ف ّنان���اً‪...‬‬ ‫الصدي���ق "الب���دوي"‪..‬‬ ‫ً‬ ‫وم َّ‬ ‫أصي�ل�ا‪ ،‬عصام ّيـ���اً‪ ..‬س���تبقى‬ ‫���ت‬ ‫ُ‬ ‫يف ذاك���رة الن���اس "ال���وادي" بعد أن‬ ‫جرفتنا املدينة إىل متاهة‪..‬‬ ‫‪ ..‬وداعـاً أيها الف ّنان اإلنسان‪ ..‬وتعازينا‬ ‫إلبنن���ا "أس���امة" ال���ذي هم���س ل���ك‬ ‫البارحة برس���الة اشتياقي ومتنياتي‪،‬‬ ‫لك���ن "الق���در" كان أق���وى م���ن كل‬ ‫االحتماالت‪..‬‬ ‫الصحفي فتحي بن عيسي‬ ‫حت���ى صاح���ب مكتبن���ا دمي���ا مفتوح‬ ‫املتخص���ص يف ح���ل املش���كالت أدار‬ ‫ظهره لليبيا وغادرها متحسرا متأملا‬ ‫رمحك اهلل فناننا علي العرييب‬

‫الفنان عبداللطيف حويل‬ ‫•الفن���ان املط���رب وامللح���ن عبداللطيف حويل م���ن مواليد‬ ‫مدينة طرابلس العام ‪. 1929‬‬ ‫•امسه احلقيقي عبداللطيف حممد اهلوني ‪.‬‬ ‫•عشق الغناء منذ صغر سنه وكان يردد األغاني القدميه‬ ‫أم���ام رفاق���ه من األطف���ال يف املدين���ة القدميه ال�ت�ي ترعرع‬ ‫فيها ‪.‬‬ ‫•كان يقل���د كب���ار املطرب�ي�ن يف ذل���ك الوق���ت مثل فريد‬ ‫األطرش وحممد عبدالوهاب وغريهم ‪.‬‬ ‫•يف س���ن الش���باب م���ارس الغن���اء يف مناس���بات األف���راح‬ ‫واملناسبات اإلجتماعية ‪.‬‬ ‫•إلتحق باإلذاعة الليبية بعد إفتتاحها العام ‪. 1957‬‬ ‫•قدم له امللحن حممد مرشان أول أغنيه حلنها له بعنوان‬ ‫( يامشكاي ) من كلمات الشاعر الغنائي علي السين ‪.‬‬ ‫•ميت���از الفن���ان عبداللطي���ف حويل بقوة الصوت وحس���ن‬ ‫األداء ‪.‬‬ ‫•قدم ملكتبة اإلذاعة مئات األغاني العاطفية واإلجتماعية‬ ‫والوطنية ‪.‬‬ ‫•إلتح���ق بفرقة املالوف واملوش���حات الليبية بقيادة حس���ن‬ ‫عرييب ‪.‬‬ ‫•يق���وم بتدري���س م���ادة املوش���حات مبعه���د مج���ال الدين‬ ‫امليالدي ‪.‬‬ ‫•حل���ن لنفس���ه ولغ�ي�ره م���ن املطرب�ي�ن كم���ا أدي العديد‬ ‫م���ن األحلان لكب���ار امللحنني أمث���ال كاظ���م نديم وحممد‬ ‫الدهماني وحممد مرشان وغريهم ‪.‬‬ ‫•من أشهر أغانيه ‪:‬‬ ‫نفسي عزيزه ما تروم اجلايف‬‫حمتاجلك أكثر‬‫الوفاء يا ريدي‬‫جاره يا جاره‬‫بعيين ريت اليوم‬‫حبيت نفسي بيك‬‫ رد الشرية‬‫زهينا وقت اللي ريناه‬‫عالش سهرانني يا عيوني‬‫ غزال الريم‬‫قليب راه مش هاين عليه‬‫ليه يا زمان‬‫‪-‬حيت النوم من بعدك لفيته‬


‫السنة الرابعة ‪173 ( -‬‬

‫سبتمبر ‪2014‬‬ ‫)‪2 (-‬ـ‪8‬‬ ‫ليبيات) يعرتفن‬ ‫تشكيليات‬

‫لوحاتنا ليست حباجة إىل رقيب‬ ‫خلود الفالح‬

‫خلود الزوي‬ ‫مينح التش���كيلي اللوحة س���حر األلوان‬ ‫وحري���ة اخلط���وط لي�ت�رك للمتلق���ي‬ ‫الب���اب مفتوح���ا للكث�ي�ر م���ن التأم���ل‬ ‫والدهش���ة لفه���م مف���ردات اللوح���ة‪.‬‬ ‫والفنان���ة التش���كيلية يف جمتمعن���ا‬ ‫العرب���ي كي���ف تعرب ع���ن تل���ك األنثى‬ ‫اليت بداخلها‪ ،‬هل تس���مح هل���ا ان تعيش‬ ‫احالمها دون قيد على القماش األبيض‬ ‫ع���ن ذل���ك قال���ت الفنان���ة التش���كيلية‬ ‫جن�ل�اء ش���وكت الفيت���وري‪" :‬اللوح���ة‬ ‫تتوال���د م���ن تلقاء نفس���ها م���ن جتربة‪،‬‬ ‫م���ن الوجود احملاط ‪ ،‬ه���ي إعادة تعريف‬ ‫لل���ون ‪.‬ال ميك���ن للمجتم���ع ان يف���رض‬ ‫قي���وده على مواضي���ع اللوحة إذا كانت‬ ‫ملتزم���ة بقضاي���ا انس���انية‪ ،‬اللوحة هي‬ ‫خميل���ة منتعش���ة باألح�ل�ام ترنيم���ة‬ ‫شاس���عة ليس���ت حباج���ة إىل رقاب���ة"‪،‬‬ ‫وتضي���ف الفنان���ة جن�ل�اء الفيت���وري‪":‬‬ ‫أعي���ش احللم داخ���ل القم���اش األبيض‬ ‫عن طري���ق الروح‪ ،‬أري���د أن تكون اللغة‬ ‫التش���كيلية ال�ت�ي أتكلمه���ا لغ���ة يفهمها‬ ‫اجلمي���ع ب���كل عفوي���ة تارك���ة البصر‬ ‫يقرتن بإحساس���هم عرب ألوان متوهجة‬

‫متناسقة"‪.‬‬ ‫الفنانة التش���كيلية الفنانة خلود الزوي‬ ‫قال���ت‪" :‬لوحات���ي متث���ل ل���ي م�ل�اذاً آمناً‬ ‫ومحاية اجتاه القل���ق‪ .‬مرمسي وألواني‬ ‫دائما م�ل�اذي الوحيد‪ .‬فالرس���م نوع من‬ ‫التعب�ي�ر ع���ن ال���ذات‪ ،‬يف الع���ام ‪، 2013‬‬ ‫أقامت مع���رض بعنوان "بوحهن" نس���اء‬ ‫بوحهن خمتلفات بعضهن مستس���لمات‬ ‫وبعضهن قويات‪ ،‬نساء "بوحهن" ُمارست‬ ‫عليه���ن كل االنته���اكات م���ن عن���ف‬ ‫وتهجري وخطف واغتص���اب‪ ،‬حاولت يف‬ ‫"بوحه���ن" أن أوص���ل صوته���ن‪ ،‬قصص‬ ‫حزنه���ن وفرحه���ن‪ ،‬نع���م الف���ن لدي���ه‬ ‫اجل���رأة واألدوات لتس���ليط الضوء عن‬ ‫اجلان���ب املعت���م م���ن اجملتم���ع حبري���ة‬ ‫وبالكيفية اليت يراها الفنان "‪.‬‬ ‫اللوحة جتربة حياتية‬ ‫وت���رى الفنان���ة التش���كيلية س���عاد‬ ‫الشويهدي‪":‬الشخوص والكتل البشرية‬ ‫املتحصن���ة ببعضه���ا البع���ض يف ايق���اع‬ ‫ملحم���ي‪ ،‬يف اللوح���ة‪ ،‬منظ���ر يعك���س‬ ‫حال���ة اخل���وف والقلق والرتق���ب‪ ،‬ما هو‬ ‫اال احل���س العال���ي داخ���ل األنث���ى‪ ،‬حيث‬

‫ميت���زج الداخ���ل واخل���ارج يف رؤيته���ا‬ ‫اإلنس���انية لي���س كش���خص أو رم���ز‬ ‫لألنوث���ة‪ ،‬ب���ل كرم���ز للحي���اة والكون‬ ‫والوجود"‪ ،‬وأضافت الشويهدي‪":‬لوحاتي‬ ‫تعرب ع���ن األنث���ى بداخلي‪ ،‬فيه���ا صراخ‬ ‫أبك���م‪ ،‬وأمكنة للف���رح مغتصبة‪ ،‬لوحيت‬ ‫التش���كيلية مي���ل فط���ري أو البحث عن‬ ‫أف���ق للتنفي���س أو رمب���ا الش���غف الذي‬ ‫يق���ود االنس���ان لتحقي���ق حلم���ه والذي‬ ‫حيول س���طح اللوح���ة إىل رقعة أكثر‬ ‫فس���حة من الس���ماء‪ ،‬حي���ث ال قيود وال‬ ‫عناوين‪ ،‬وال شيء مفروض أو خمطط‬ ‫له مسبقا‪ ،‬س���وى البدء يف اجناز اللوحة‬ ‫وبالتالي االنطالق إىل احلرية مباشرة‬ ‫أو التورط يف احلرية ذاتها"‪.‬‬ ‫لوح���ات الفنان���ة التش���كيلية جن�ل�اء‬ ‫الش���فرتي تتع���د الرص���د والتس���جيل‬ ‫إىل النب���ش يف خميل���ة امل���رأة ال�ت�ي‬ ‫بداخلها فكان ردها على س���ؤالي‪" :‬أجناز‬ ‫اللوح���ة ينبع من حاج���ه فنية أو فكرية‬ ‫تس���تدعيها احلالة واملواق���ف واألحداث‪.‬‬ ‫فالرس���م والتش���كيل ه���و لغ���ة تعبريية‬ ‫مق���روءة من اجلمي���ع"‪ ،‬وتضيف جنالء‬

‫جنالء الشفرتي‬

‫سعاد الشويهدي‬ ‫بكل تأكي���د لوحات الفنان هي انعكاس‬ ‫ص���ادق لروح���ه وانفعاالت���ه اجتاه كل‬ ‫م���ا حييط به"‪ ،‬وأضاف���ت الفنانة جنالء‬ ‫الشفرتي‪" :‬أعرب عن نفسي داخل اللوحة‬ ‫بشكل فطري دون ختطيط وسيالحظ‬ ‫ذل���ك كل من يقرأ لوحات���ي من خالل‬ ‫عدة تفاصيل‪ .‬رغم أني يف العادة أحاول‬ ‫حتمي���ل لوحاتي أف���كار حيادي���ة تتكلم‬ ‫عن االنس���ان دون حتديد جلنسه إال أن‬ ‫الواقع وبعض الظروف املعاشة جتربني‬ ‫ان أع�ب�ر ع���ن واق���ع كون���ي ام���رأة وما‬ ‫نواج���ه يف احلي���اة‪ ،‬فامث�ل�ا يف معرضي‬ ‫األخ�ي�ر "قارق���وز" رص���دت نظ���رات‬ ‫الرج���ال واس���تثنيت امل���رأة ع���ن لوحات‬ ‫ذلك املعرض ع���ن قصد‪ .‬هناك حماولة‬ ‫إلقص���اء امل���رأة بس���م الدي���ن والع���رف‬ ‫والع���ودة بن���ا إىل عص���ور اجلاهلي���ة‪ .‬يف‬ ‫لوحاتي رف���ض لذلك االقص���اء‪ .‬ال أجد‬ ‫قيود ملواضيعي إلمياني مبا اطرحه على‬ ‫اللوح���ة‪ .‬الفن رس���الة مهم���ة وختتلف‬ ‫طريقة ايصاهلا من فنان إىل آخر"‪.‬‬ ‫وتقول الفنانة التشكيلية عفاف الزبري‪:‬‬ ‫أن���ا أرس���م مش���اعر بداخل���ي أو فكرة ما‬

‫تس���كنين أو حال���ة م���ا تعرتي�ن�ي فتظهر‬ ‫احداثه���ا عل���ى اللوحة‪ .‬فامل���رأة موجودة‬ ‫يف لوحات���ي حبك���م أن�ن�ي أنث���ى أعك���س‬ ‫ذات���ي وحت���ى ش���رقييت وثقاف�ت�ي‪ .‬ومع‬ ‫ذلك يؤثر اجملتمع ليس على اختياراتي‬ ‫ملواضي���ع اللوح���ة ولك���ن عل���ى عرضها‪.‬‬ ‫فقد أضطر للنزول عن���د رغبة البعض‬ ‫وال أعرض بع���ض لوحاتي ولي جتربة‬ ‫يف من���ع لوحة م���ن الع���رض يف بنغازي‬ ‫حبجة أنها ال تتماش���ى مع قيم اجملتمع‬ ‫اللي�ب�ي‪ ،‬مع العلم بأني س���بق وعرضتها‬ ‫يف مهرج���ان قورين���ا مبدين���ة ش���حات‬ ‫وتذوقه���ا اجلمه���ور ومل أتعرض للنقد‪.‬‬ ‫ولألس���ف من منعين من عرضها رس���ام‬ ‫فأن���ا ال أعتربه فنان رمبا هو رس���ام بارع‬ ‫لكن لي���س فنان‪ ...‬فالف���ن يعرب ويعكس‬ ‫أف���كار ومش���اعر وال ميك���ن تقويض���ه‬ ‫واجلمهور هو صاحب القرار‪ .‬فمث ً‬ ‫ال هل‬ ‫مينع ش���اعر من إلقاء قصي���دة ما ألنها‬ ‫تصف مش���اعر جريئة مث�ل�ا‪ ..‬وكذلك‬ ‫اللوحة تعكس ش���عور وفكرة‪ .‬لذا أمتنى‬ ‫أن نص���ل لدرجة من الرقي واحلرية يف‬ ‫التعبري الفين‪.‬‬

‫جنالء الفيتوري‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.