العدد 174

Page 1

‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫أكتوبر‪5 -‬‬ ‫السنة الثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪) 2014‬‬ ‫سبتمبر‬ ‫‪ 30‬ـ ‪15‬‬ ‫‪9 ((--)) 77‬‬ ‫العدد( (‪174‬‬ ‫الرابعة ‪-‬‬

‫السعر لألفراد ‪ 1 :‬دينار في ليبيا وتونس‬ ‫الثمن ‪ :‬دينار‬ ‫‪ -‬المؤسسات الحكومية والخاصة ‪ 3‬دينار‬

‫ال خمرج سوى التوافق الوطين‬ ‫الدولة املنهوبة ‪ :‬كيف ّ‬ ‫بددت ليبيا امللياردات ؟‬

‫يو ٌم بار ٌد يف جهنم !‬

‫خرافة اجملتمع املدني‬


‫‪02‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫ال خمرج سوى التوافق الوطين‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫ريم العبدلي ‪ /‬بنغازي‬

‫تونس ‪ :‬ساسي محام‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة ‪ -‬بنغازي‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫هذا العدد عطية صاحل‬ ‫األوجلي‬

‫متر ليبيا هذه االيام بلحظات حرجة يف تارخيها حيث حتتدم الصراعات املسلحة على جوانب عدة من أراضيها‬ ‫وسط تنازع غري مسبوق على السلطة وانقسامات جمتمعية تنذر مبخاطر جسيمة مامل تتسم االطراف بقدر‬ ‫من املسؤلية يدفعها للحوار والتفاوض واخلروج بالبالد من هذه األزمة اخلانقة‪.‬‬ ‫مل تك���ن هذه األزمات وليدة اللحظة فاألمور كانت منذ زم���ن تتجه حنو مثل هذه الصدامات العنيفة‪ .‬فغياب‬ ‫املشروع السياسي الوطين‪ ،‬وهيمنة روح الغلبة واالقصاء‪،‬وترويج الكراهية والفتنة‪ ،‬وإنعدام الثقة بني االطراف‬ ‫املتصارعة‪ ،‬وتعبئة رؤوس املس���لحني باألوهام اجلهوية والقبلية واحلزبية‪ .‬باإلضافة اىل اللجوء اىل الس�ل�اح‬ ‫عند إي خالف واالس���تخفاف بأرواح البش���ر عند إي إش���تباك وتص���رف كل طرف يف ليبيا كم���ا لوأنها ملكاً‬ ‫خالصاً له‪ .‬كل هذه املعطيات كان البد هلا من أن تؤدي اىل هذه النتائج املريعة ‪!.‬‬ ‫حتى الربملان وهو اهليئة التش���ريعية الوحيدة بالبالد والذي استبش���رنا خريا بقدومه وتوقعنا أن يتفادى اخطاء‬ ‫املؤمت���ر ويبتعد عن التس���رع والعش���وائية واالحني���از يف قراراته وميث���ل انطالقة جديدة وأن يك���ون صوتا لكل‬ ‫الليبيني فاجأنا ولألسف بإستمراره على نفس النهج الذي خلق األزمة وهو إعتقاد كل طرف أنه يستطيع أن‬ ‫يفرض رأيه ورؤيته على األخرين‪ ،‬وغياب احلوار وروح التوافق الوطين‪.‬‬ ‫أش���عر أنه م���ن احملزن أن حيتاج املرء يف العام ‪ 2014‬أن يُذكر اخلصوم السياس���يني بليبي���ا بأن اختالف االراء‬ ‫واملواقف السياس���ية هو أمر طبيعي وحتمي وانس���اني وال مهرب منه‪ .‬وأن قبول االختالف وإحرتامه هو جوهر‬ ‫العملي���ة الدميقراطي���ة‪ ،‬وأن اجملتمع���ات ال�ت�ي جنحت يف اس���تيعاب ه���ذه احلقيقة البس���يطة ق���د متكنت من‬ ‫انه���اء الصراع عل���ى أراضيها وتوصل���ت إىل صيغ لقبول واحرتام تعدد االراء والتعايش املش�ت�رك مما أس���هم يف‬ ‫استقرارها و منوها وازدهارها مثل جنوب أفريقيا والتشيلي وبولندا والبوسنة وايراندا الشمالية‪ .‬أما اجملتمعات‬ ‫اليت الزالت ختلط بني الرأي واحلقيقة وتتبنى منهج الغلبة و اإلقصاء فهي تنتهج اسلوب الدمار الذاتي كما‬ ‫هو احلال يف بالدنا‪.‬‬ ‫لقد علمتنا جتارب الغري أنه ال خمرج للبالد من صراعاتها سوى التوافق الوطين‪ .‬والتوافق هو تسوية سياسية‬ ‫جي���د كل طرف فيها احل���د االدني من مطالبه وال جيد فيها إي طرف كل مطالب���ه‪ .‬فاهلدف من التوافق هو‬ ‫اخلروج باجلميع من ازمة خانقة تطاهلم مجيعا وال ميلك إي طرف حلها ملصلحته بالكامل ‪.‬‬ ‫•متى يصبح التوافق ممكن ًا ‪:‬‬ ‫ اقتناع االطراف كافة بان اس���تمرار الصراع فيما بينها لن ميكنها من حتقيق مصاحلها بل ينهك قواها وقد‬‫يؤدي اىل تهديد وجودها‪.‬‬ ‫ وجود ضغط قوي من الشارع باجتاه التصاحل والتوافق‪.‬‬‫ وج���ود تدخ���ل دول���ي وإقليمي يدفع باجت���اه التصاحل ويبارك���ه ويف الكثري من االحيان تق���وم هذه االطراف‬‫بضم���ان االتفاق مثلما حدث يف اتف���اق الطائف بني االطراف اللبنانية و اتفاق دايتون بني االطراف البوس���نية‬ ‫واتفاق الدوحة بني االطراف الفلسطينية‪.‬‬ ‫•عيوب وخماطر التوافق‪:‬‬ ‫ عندما يتحول اىل جمرد صفقة سياس���ية متنح االطراف املتصارعة نوعا من اهلدنة وفرصة لتجميع قواها‬‫والتملص من التزاماتها عند أول فرصة‪.‬‬ ‫ عندما تفش���ل االطراف يف كسب دعم الشارع لوثيقة التوافق وبالتالي منحها الشرعية والتأييد اليت حتتاج‬‫لكي تتحول اىل واقع معاش‪.‬‬ ‫ إذا ما كانت الوثيقة السياس���ية فضفاضة حبيث حتاول حتقيق كل ش���يء وحتاول إرضاء كافة االطراف‬‫بوضع مطالب متناقضة أو غري واقعية‪ ...‬او كانت بالغة الغموض وقابلة للتأويالت املتعارضة‪.‬‬ ‫ إذا م���ا عجزت الفئات املتصارعة عن اجياد اآلليات ال�ت�ي متكنها من حتقيق بنود االتفاق وعجزها عن اإلتيان‬‫بش���خصيات مس���تقلة ومنح هذه الش���خصيات ما حتتاج من الدعم والعون واالس���تقاللية لكي تتمكن من أداء‬ ‫ال���دور املن���اط به���ا‪ .‬وبالرغم من ه���ذه املخاطر يبق���ى التوافق الوطين هو اخلي���ار املفضل والوحي���د ويظل رغم‬ ‫املخاطر خطوة ش���جاعة وحكيمة يف االجتاه الصحيح ويؤدي اىل تراكم اخلربات السياس���ية وحيقق نوعا من‬ ‫االس���تقرار ويبين جس���ورا من الثقة قد ت���ؤدي فيما بعد اىل تفاهمات أكرب وأق���وى وأعمق تأثريا يف اجملتمع و‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫نتمن���ى ان ي���درك قادة أطراف الص���راع عبث حماوالت اهليمنة واالس���تئثار بالس���لطة وان يدركوا أن الصراع‬ ‫السياسي ال خمرج منه اال حبل سياسي‪ ..‬وأن غياب األفق السياسي وانعدام األمل وسيطرة اهلواجس هومايدفع‬ ‫اىل اس���تخدام العنف‪ ...‬وان جيتمعوا على طاولة حوار مدركني أن إي تنازل سياس���ي هو أشرف وأذكي وأنبل‬ ‫ً‬ ‫تدخ�ل�ا اقليميا دوليا مباش���را (ليس بالضرورة‬ ‫م���ن مقت���ل بريء واحد‪ ...‬أم���ا إن عجزوا عن ذلك فإننا س���نرى‬ ‫عس���كريا) جيم���ع االطراف على طاولة وميلي عليهم ح ً‬ ‫ال سياس���يا يعكس موازين الق���وى االقليمية والدولية‬ ‫وتكون االطراف الليبية جمرد أدوات تنفيذ وتكون هي األقل صوتا وتأثريا ونفوذا‪.‬‬ ‫_________________‬ ‫•يعتذر أمحد الفيتوري رئيس التحرير عن كتابة افتتاحية هذا العدد لوجوده خارج البالد للعالج ‪.‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫بيان قمة الناتو ‪ :‬استمرار العنف يف ليبيا يهدد املنطقة‬ ‫أعرب���ت دول حل���ف مشال األطلس���ي‬ ‫«نات���و» عن قلقه���ا العمي���ق إزاء أعمال‬ ‫العن���ف وتده���ور الوض���ع األم�ن�ي يف‬ ‫ليبيا‪.‬وج���اء يف البي���ان اخلتامي لقمة‬ ‫النات���و ال�ت�ي اختتمت أعماهل���ا يف ويلز‬ ‫الربيطاني���ة ‪ :‬إن إس���تمرار العن���ف يف‬ ‫ليبي���ا يه���دد بتقويض األه���داف اليت‬ ‫عانى الش���عب اللييب الكثري من أجلها‪،‬‬ ‫كم���ا يه���دد املنطق���ة بأس���رها‪.‬وحث‬ ‫البي���ان مجي���ع األطراف عل���ى الوقف‬ ‫الف���وري للعنف وبذل اجله���ود البناءة‬ ‫دون تأخ�ي�ر لتعزيز احلوار السياس���ي‬

‫الش���امل ملصلح���ة كل ش���عب ليبي���ا‪،‬‬ ‫كج���زء م���ن العملي���ة الدميقراطية‪.‬‬ ‫وأك���د البيان عل���ى ال���دور املركزي‬ ‫لألم���م املتح���دة يف تنس���يق العم���ل‬ ‫الدول���ي يف ليبي���ا‪ ،‬وتأيي���د اجله���ود‬ ‫اجلارية لبعثة لدعم األمم املتحدة يف‬ ‫ليبيا للتوص���ل اىل وقف الطالق النار‬ ‫اآلن‪ ،‬وختفي���ف التوتر واملس���اهمة يف‬ ‫حتقيق املصاحلة الوطنية‪.‬وقال الناتو‬ ‫يف بيان���ه ‪ :‬إن عملياتنا املوحدة أظهرت‬ ‫أن النات���و كان مصمم���اً عل���ى محاية‬ ‫ش���ركائه العرب يف املنطقة‪ ،‬والشعب‬

‫اللي�ب�ي‪ ،‬وأن���ه بن���اء عل���ى ق���رار اختذه‬ ‫حل���ف مش���ال األطلس���ي يف أكتوب���ر‬ ‫‪ 2013‬تلبي���ة لطل���ب م���ن الس���لطات‬ ‫الليبي���ة‪ ،‬فنح���ن مس���تعدون لدع���م‬ ‫ليبيا يف تقديم املش���ورة بشأن التعزيز‬ ‫املؤسس���ي للدف���اع واألم���ن وإقام���ة‬ ‫ش���راكة طويلة األج���ل‪ ،‬واليت ميكن‬ ‫أن تؤدي إىل مش���اركة ه���ذا البلد يف‬ ‫احلوار املتوسطي‪ ،‬الذي سيكون اإلطار‬ ‫الطبيعي لتعاوننا‪.‬‬

‫‪03‬‬ ‫هيجل‪ :‬مشكلة ليبيا‬ ‫صعبة وأي إجراء غري‬ ‫مدروس جيعل‬ ‫األمور أسوأ‬

‫تقرير لألمم املتحدة حول ليبيا يتحدث بالتفصيل‬ ‫عن انتهاكات خطرية حلقوق اإلنسان‬

‫•جنيف‪/‬طرابلس (‪ 4‬سبتمرب ‪)2014‬‬ ‫ح���ذر تقري���ر جدي���د لألم���م املتح���دة‬ ‫م���ن وقوع انتهاكات جس���يمة للقانون‬ ‫الدول���ي حلق���وق اإلنس���ان والقان���ون‬ ‫اإلنساني يف مدينيت طرابلس وبنغازي‬ ‫بليبي���ا‪ ،‬مما ينذر بعواق���ب وخيمة على‬ ‫املدني�ي�ن والبنية التحتي���ة املدنية‪.‬وقد‬ ‫قدم التقرير املش�ت�رك ب�ي�ن بعثة األمم‬ ‫املتح���دة للدعم يف ليبي���ا ومكتب األمم‬ ‫املتح���دة حلق���وق اإلنس���ان اس���تعراضاً‬ ‫عام���اً لالنته���اكات ال�ت�ي تتضم���ن‬ ‫القص���ف العش���وائي واهلج���وم عل���ى‬ ‫األه���داف املدنية وقصف املستش���فيات‬ ‫واختط���اف املدنيني والتعذي���ب والقتل‬ ‫غري املشروع‪ .‬ويصف بالتفصيل روايات‬ ‫الضحاي���ا املدني�ي�ن مب���ا فيه���م النس���اء‬ ‫واألطف���ال واملواطن�ي�ن األجانب‪.‬ويبني‬ ‫التقري���ر أنه يب���دو أن املقاتلني جتاهلوا‬ ‫التأثري احملتمل ألعماهلم على املدنيني‬ ‫وكذل���ك افتق���روا للتدري���ب املناس���ب‬ ‫واالنضب���اط‪ .‬وباإلضاف���ة إىل ذل���ك‪،‬‬ ‫ف���إن إس���تخدام أس���لحة وذخائ���ر غري‬ ‫صاحلة أو ال تتم صيانتها بش���كل جيد‬ ‫حي���د م���ن دقته���ا‪ .‬وأض���اف التقرير أن‬ ‫ه���ذه العوامل تش�ي�ر إىل أن العديد من‬ ‫أعمال القصف ال�ت�ي متت يف طرابلس‬ ‫وبنغ���ازي عش���وائية‪.‬ويف الف�ت�رة م���ا‬ ‫ب�ي�ن منتص���ف مايو ونهاية أغس���طس‪،‬‬ ‫وه���ي الف�ت�رة ال�ت�ي يغطيه���ا التقري���ر‪،‬‬ ‫وردت تقاري���ر ع���ن اختط���اف عش���رات‬ ‫املدني�ي�ن يف طرابل���س وبنغ���ازي فقط‬ ‫بس���بب انتماءاتهم القبلي���ة أو العائلية‬ ‫أو الديني���ة الفعلي���ة أو املش���تبه فيه���ا‬ ‫وال يزال���ون مفقودين من���ذ اختطافهم‪.‬‬ ‫ويفيد التقرير ب���أن حاالت االختطاف‬ ‫ه���ذه ق���د تص���ل إىل مس���توى االختفاء‬

‫القس���ري إذا مل تعرتف أط���راف النزاع‬ ‫بأماك���ن وجوده���م‪ .‬وس���تثري البعث���ة‬ ‫ح���االت املعتقل�ي�ن م���ع اجملموع���ات‬ ‫املس���لحة وترحب مبزيد من املعلومات‬ ‫م���ن األط���راف املعنية‪.‬كم���ا يفي���د‬ ‫التقرير بأن���ه "ينبغ���ي أن تكون محاية‬ ‫املدني�ي�ن أولوي���ة"‪ .‬وأض���اف التقري���ر‪:‬‬ ‫"عل���ى مجي���ع اجملموع���ات املس���لحة‬ ‫االمتث���ال ملب���ادئ التفرق���ة والتناس���ب‬ ‫واالحتياط���ات أثن���اء اهلجوم‪".‬ينبغ���ي‬ ‫أن متتن���ع مجي���ع اجملموعات املس���لحة‬ ‫ع���ن انته���اك حق���وق اإلنس���ان مبوجب‬ ‫القان���ون الدول���ي حلق���وق اإلنس���ان‬ ‫والقان���ون اإلنس���اني الدولي‪ ،‬ال س���يما‬ ‫مجي���ع األفعال اليت ق���د ترقى جلرائم‬ ‫حرب‪ ،‬مب���ا يف ذلك القصف العش���وائي‬ ‫وح���االت االختف���اء القس���ري والقت���ل‬ ‫واالحتج���از غ�ي�ر القانون���ي‪ ،‬والتعذيب‬ ‫وغريه���ا م���ن ض���روب س���وء املعامل���ة‬ ‫وتدم�ي�ر املمتلكات‪".‬وحي���ث التقري���ر‬ ‫كافة اجملموعات املسلحة على إطالق‬ ‫س���راح احملتجزي���ن أو تس���ليمهم إىل‬ ‫نظ���ام العدال���ة‪ .‬كم���ا يؤك���د على أن‬ ‫ع���دم امتثال أح���د األط���راف بالقانون‬ ‫اإلنس���اني الدول���ي وقان���ون حق���وق‬ ‫اإلنس���ان ال يعف���ي األط���راف األخ���رى‬ ‫م���ن التزامه���ا باالمتثال به���ذه املعايري‪.‬‬ ‫ويوص���ي التقري���ر بأن���ه "ينبغ���ي عل���ى‬ ‫مجي���ع اجملموع���ات املس���لحة فص���ل‬ ‫أعضائها املشتبه يف ارتكابهم انتهاكات‬ ‫م���ن اخلدم���ة الفعلية وتس���ليمهم إىل‬ ‫العدالة‪".‬وأض���اف التقري���ر‪" :‬ميك���ن‬ ‫حتمي���ل القي���ادات السياس���ية أو‬ ‫العس���كرية املس���ؤولية اجلنائي���ة ليس‬ ‫فقط يف حالة إص���دار األوامر بارتكاب‬ ‫اجلرائ���م‪ ،‬ب���ل أيض���ا إذا كان���ت قادرة‬ ‫عل���ى وقفه���ا ومل تفعل‪".‬كم���ا ق���درت‬

‫بعث���ة األم���م املتح���دة للدع���م يف ليبيا‬ ‫ن���زوح ‪ 100000‬لي�ب�ي عل���ى األق���ل‬ ‫بس���بب القت���ال مب���ا يف ذل���ك التاورغاء‬ ‫الذي���ن كان���وا يقيم���ون يف خميم���ات‬ ‫للنازح�ي�ن منذ ع���ام ‪ ،2011‬إىل جانب‬ ‫خروج ‪ 150000‬ش���خص منهم عمال‬ ‫مهاجرون من البالد‪.‬ويعترب املهاجرون‬ ‫والالجئ���ون وطالب���و اللج���وء األكث���ر‬ ‫تعرض���اً للخط���ر يف الس���ياق احلال���ي‬ ‫كم���ا يواجه���ون صعوب���ات يف عب���ور‬ ‫احلدود‪.‬كما يش�ي�ر التقري���ر أيضاً إىل‬ ‫االعت���داءات واهلجمات املس���تمرة على‬ ‫الصحفي�ي�ن م���ن قب���ل مجي���ع أطراف‬ ‫الصراع‪ ،‬ويش���مل ذلك تقييد احلركة‬ ‫ومص���ادرة املع���دات واالختط���اف‬ ‫واالغتيال‪.‬وق���د أثر القتال بش���دة على‬ ‫إقام���ة العدالة‪ .‬حي���ث توقفت احملاكم‬ ‫يف طرابل���س وبنغ���ازي ع���ن العم���ل‬ ‫نتيج���ة لذلك‪.‬وق���د خلق االس���تقطاب‬ ‫السياسي العميق والقتال وخطر انتقام‬ ‫اجملموعات املس���لحة مناخاً من اخلوف‬ ‫حي���ث ي�ت�ردد األش���خاص يف احلدي���ث‬ ‫ع���ن بعض االنته���اكات واالعت���داءات‪.‬‬ ‫كم���ا أدى ذل���ك إىل مغ���ادرة العدي���د‬ ‫م���ن النش���طاء للب�ل�اد‪ ،‬خاص���ة بع���ض‬ ‫الناش���طات‪.‬وقد ناش���دت بعث���ة األم���م‬ ‫املتح���دة للدع���م يف ليبي���ا واملفوضي���ة‬ ‫السامية حلقوق اإلنسان كافة أطراف‬ ‫الص���راع إليق���اف كاف���ة االعت���داءات‬ ‫املس���لحة واالخنراط يف حوار سياس���ي‬ ‫ش���امل لبن���اء دولة تق���وم عل���ى احرتام‬ ‫حقوق اإلنسان والدميقراطية وسيادة‬ ‫القانون‪ .‬وستستمر بعثة االمم املتحدة‬ ‫للدع���م يف ليبي���ا يف التواصل مع مجيع‬ ‫األط���راف إلنه���اء اإلقتت���ال لضم���ان‬ ‫محاية املدنيني‬

‫أك���د وزير الدفاع األمرييكي تش���اك هيجل أن ليبيا‬ ‫تعاني من مش���كلة صعبة للغاي���ة‪ ،‬مؤكدًا يف الوقت‬ ‫ذات���ه أن دول الع���امل املهتم���ة بالش���أن اللي�ب�ي وحلف‬ ‫مشال األطلس���ي وكذلك دول املنطقة لديها بعض‬ ‫املسئولية ملساعدة الشعب اللييب‪.‬وقال هيجل ردًا على‬ ‫سؤال يف لقاء له بكلية احلرب البحرية يف رود آيالند‬ ‫ح���ول تقييمه لألوضاع يف ليبيا من���ذ توقف عمليات‬ ‫حل���ف الناتو حت���ت مظل���ة األم���م املتح���دة حلماية‬ ‫املدني�ي�ن قب���ل ثالث س���نوات‪ :‬اجلميع هن���ا يعرف أن‬ ‫مش���كلة ليبيا تعد صعبة جدًا‪ ،‬بد ًء من الشعب اللييب‪،‬‬ ‫أعتق���د أننا ‪ -‬حنن ودول الع���امل الذين يهتمون ليبيا‬ ‫وحلف مشال األطلس���ي وبلدان املنطقة مجي ًعا لدينا‬ ‫بعض املس���ؤولية ملساعدة الش���عب اللييب‪ .‬ولكن‪ ،‬مرة‬ ‫أخ���رى‪ ،‬ما ميكننا القيام به يعد حمدودًا للغاية كما‬ ‫تعلمون‪ ،‬فنحن ال ميكننا فرض ش���يء من اخلارج يف‬ ‫ظل حالة االختالف وتض���ارب املصاحل‪ ،‬لكننا ميكننا‬ ‫إجياد أرضية مش�ت�ركة من خالل املساهمة يف بناء‬ ‫حتالفات تس���اهم يف حل األزم���ات والعمل على إنهاء‬ ‫تل���ك اخلالف���ات وأعتق���د أن لدينا بعض املس���ئولية‬ ‫جتاه ذلك ‪.‬وأض���اف هيجل‪ :‬كما تعلمون‪ ،‬ما حيدث‬ ‫يف ليبي���ا يعد أم ًرا صع ًبا للغاية وحم���زن جدًا حينما‬ ‫تش���اهد حجم الدم���ار خاصة وأن ليبي���ا لديها موارد‬ ‫كبرية ج ًدا‪ ،‬وحينما ننظر إىل مجيع أحناء الش���رق‬ ‫األوس���ط س���نجد الكثري من األخب���ار احملزنة يف ظل‬ ‫حالة عدم االستقرار اليت تش���هدها املنطقة بأسرها‪.‬‬ ‫وتاب���ع أي���اً كان الق���رار ال���ذي س���يتخذه الرئي���س‬ ‫أوبام���ا أو الق���ادة األخ���رون‪ ،‬فإنين ميكن�ن�ي أن أنقل‬ ‫إىل الرئيس أوباما ما س���يحدث ليس فقط لتحقيق‬ ‫مص���احل على املدى القصري‪ ،‬ولكن أيضاً ما س���يحدث‬ ‫على امل���دى الطويل‪.‬واختتم وزي���ر الدفاع األمرييكي‬ ‫كالم���ه ح���ول ليبي���ا بالق���ول‪ :‬إن�ن�ي أدرك اآلن أن‬ ‫الرئي���س أوبام���ا يفك���ر يف األمر جيداً‪ ،‬ف���أي تقاعس‬ ‫ل���ه عواقب مثلما تكون ألي إج���راءات عواقب‪ ،‬ولكنك‬ ‫ال تري���د أن جتعل األمور أس���وأ‪ .‬كم���ا تعلمون‪ ،‬فأي‬ ‫إج���راءات ميك���ن أن نتخذها ميك���ن أن جتعل األمور‬ ‫أسوأ‪ .‬البد أن حناول أن نكون أذكياء ليس بالتعامل‬ ‫م���ع ما حي���دث على امل���دى القصري‪ ،‬ولك���ن أيضا من‬ ‫خالل التفك�ي�ر على املدى الطويل‪ ،‬واملهم أن نس���اعد‬ ‫يف بناء ش���يء للمس���تقبل‪ ،‬وحنن نعم���ل على إصدار‬ ‫قرارات فورية من أجل مساعدة الشعب اللييب‪ .‬ولكن‬ ‫أود تطبيق ذلك على كل بلد يف الشرق األوسط‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫غــزة بني خطابات النصر وأرقام اهلزمية وبشاعة اسرائيل !!!‬ ‫هنية‪ :‬انتصار املقاومة متهيد لتحرير‬ ‫كل فلسطني!‬ ‫أمام حش���د من مناص���ري حركة‬ ‫املقاومة اإلس�ل�امية محاس الذين‬ ‫جتمع���وا لالحتفال يف س���احة مقر‬ ‫اجملل���س التش���ريعي غ���رب مدينة‬ ‫غ���زة‪ ،‬ق���ال إمساعي���ل هني���ة نائب‬ ‫رئي���س املكتب السياس���ي حلركة‬ ‫املقاومة اإلس�ل�امية مح���اس ((إن‬ ‫هذا الصمود العظيم كان الس���بب‬ ‫يف ثب���ات املقاومة ونصر املقاومة))‬ ‫مضيف���ا إن املقاوم���ة تس���تعد‬ ‫ملعركة التحرير الش���امل للقدس‬ ‫واألقص���ى وفلس���طني وأض���اف يف‬ ‫مهرجان حاش���د نظمته احلركة‬ ‫احتف���اال بانتص���ار املقاومة يف غزة‬ ‫أن احل���رب األخرية ش���هدت تطورا‬ ‫يف أداء املقاومة على كافة الصعد‪،‬‬ ‫وأن غ���زة كانت حاضن���ة املقاومة‬ ‫وس���بب صموده���ا وأش���اد هنية يف‬ ‫كلمت���ه بانتصار قط���اع غزة الذي‬ ‫تعرض لعدوان إس���رائيلي اس���تمر‬ ‫‪ 51‬يوم���ا‪ ،‬وأثن���ى عل���ى الصم���ود‬ ‫والتضحيات اليت قدمها الشعب يف‬ ‫غزة‪ ،‬واعترب أن أداء املقاومة خالل‬ ‫احلرب أثبت أنها والشعب على قلب‬ ‫رجل واحد‪ .‬وقال هنية إن املقاومة‬ ‫كان هلا اليد العليا يف هذه احلرب‬ ‫وكان هل���ا زم���ام املب���ادرة‪ ،‬فكان أن‬ ‫بدأت احلرب بض���رب مدينة حيفا‬ ‫(على بع���د ‪ 160‬كلم مشال غزة)‬ ‫وأنهته���ا بقص���ف حيف���ا كذل���ك‪،‬‬ ‫وذل���ك تأكي���دا عل���ى أن املقاوم���ة‬ ‫م���ا زال���ت يف قوته���ا وبقدراتها اليت‬ ‫بدأت بها احلرب وأكد أن املقاومة‬ ‫أثبتت خ�ل�ال هذه احلرب أن قوتها‬ ‫تطورت ومنت بش���كل فاج���أ العدو‬ ‫وأذهله���م وأذه���ل الع���امل‪ .‬واعت�ب�ر‬ ‫أن نتائ���ج النص���ر يف ه���ذه احلرب‬ ‫األخرية معركة العصف املأكول‬ ‫كان���ت أضع���اف م���ا كان���ت عليه‬ ‫نتائج احلروب السابقة‪ ،‬وأنه ُسجل‬ ‫تط���ور كب�ي�ر يف خط���ط املقاومة‬ ‫وخطط اهلجوم والدفاع ونبه هنية‬ ‫إىل أن االنتص���ار ال���ذي حتق���ق مل‬ ‫يأت وليد الساعة‪ ،‬وإمنا جاء نتيجة‬ ‫تراك���م اخلربات وعمل الس���نوات‪،‬‬ ‫الفت���ا إىل أن مس�ي�رة املقاوم���ة‬ ‫متواصل���ة حتى حترير فلس���طني‬ ‫والقدس واألقصى‪ .‬واعترب أن هذه‬ ‫احلرب مل يسبق هلا مثيل يف تاريخ‬ ‫الصراع م���ع إسرائيل‪.‬وأش���اد هنية‬ ‫ب���أداء خمتل���ف فصائ���ل املقاوم���ة‬

‫‪05‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫اث��ار خطاب��ا خالد مش��عل من الدوح��ة وامساعيل هنية يف غ��زة الكثري من اجلدل يف االوس��اط‬ ‫السياس��ية والعسكرية والش��عبية حيث أكد خالد مشعل من احد فنادق الدوحة أن تلك املعركة عززت‬ ‫األمل واختصرت الطريق للقدس واألقصى واملقدس��ات اإلس�لامية واملسيحية ويف غزة قال امساعيل‬ ‫هنية إن املقاومة تس��تعد ملعركة التحرير الش��امل للقدس واألقصى وفلس��طني مما ترك تس��أل لدى‬ ‫املراقبني كيف يتحدث عن حترير القدس وهو يفاوض على فتح ميناء غزة باالتفاق مع اسرائيل ؟!‬

‫احلسني املسوري‬

‫أبو مازن‬

‫خالد مشعل‬

‫إمساعيل هنيه‬

‫وعل���ى رأس���ها كتائ���ب ع���ز الدين‬ ‫القس���ام‪ ،‬وأك���د أن االنتص���ار جاء‬ ‫نتيجة مشاركة مجيع الفصائل‪،‬‬ ‫ونتيجة تكاتف الشعب مع املقاومة‬ ‫وصربهم على اجلراح والتضحيات‬ ‫وتدمري البي���وت واملرافق ومل يفت‬ ‫إمساعيل هني���ة الذي كان يرأس‬ ‫احلكومة الفلس���طينية السابقة يف‬ ‫إدارة قط���اع غ���زة أن يذك���ر بأن���ه‬ ‫خ�ل�ال حكمه س���هل الطري���ق أمام‬ ‫فصائ���ل املقاومة لتتط���ور وتتقدم‬ ‫وأنه مت تقديم الدعم هلم مبختلف‬ ‫توجهاته���م وكذل���ك م���ن خ�ل�ال‬ ‫محايتهم م���ن العمالء وأثنى هنية‬ ‫عل���ى تكاتف الش���عب الفلس���طيين‬ ‫يف الضف���ة الغربي���ة ويف مناط���ق‬ ‫‪ 1948‬الذين خرج���وا مبظاهرات‬ ‫حاش���دة دعما لغزة س���قط خالهلا‬ ‫العدي���د من الش���هداء وش���كر هنية‬ ‫الش���عوب العربية واإلسالمية وما‬ ‫أمساه بالعامل احل���ر الذين خرجوا‬ ‫مبظاهرات حاش���دة يف العديد من‬ ‫املدن تعبريا عن وقوفهم إىل جانب‬ ‫غزة وقتاهلا املشروع‪.‬‬ ‫مش���عل ‪ :‬مطال���ب املط���ار واملين���اء‬ ‫وتبادل األسرى مل نتخلى عنها‪.‬‬

‫وخ�ل�ال مؤمت���ره الصحف���ي م���ن‬ ‫العاصم���ة القطري���ة الدوح���ة‬ ‫أك���د خالد مش���عل رئي���س املكتب‬ ‫السياسي حلركة محاس أن الوفد‬ ‫الفلس���طيين يف القاهرة حقق جزء‬ ‫مهم وكبري من مطال���ب املقاومة‬ ‫والزلن���ا مل نتخل���ى ع���ن م���ا تبقى‬ ‫منه���ا وقال خ�ل�ال مؤمتر صحفي‬ ‫عق���د يف الدوح���ة احلصار كس���ر‬ ‫ومطال���ب املط���ار واملين���اء وتب���ادل‬ ‫األس���رى مل نتخل���ى عنه���ا ولدين���ا‬ ‫أوراقن���ا واملقاوم���ة ه���ي الضام���ن‬ ‫لإلتف���اق وإن ع���دمت عدن���ا وش���دد‬ ‫على أن الكي���ان الصهيوني مل يعد‬ ‫ميل���ك زمام املبادرة خ�ل�ال املعارك‬ ‫وجنحن���ا إىل نق���ل املعرك���ة إىل‬ ‫العم���ق الصهيوني وأض���اف تفوقنا‬ ‫يف معركة العق���ول مع االحتالل‬ ‫وليعل���م اجلمي���ع أن املقاوم���ة ال‬ ‫حتاصر وتابع أثبت���ت املعركة أن‬ ‫الرهان عل���ى املقاومة خي���ار ناجح‬ ‫رغ���م تش���كيك املش���ككني س���ابقاً‬ ‫ونظرية الكي وال���ردع الصهيونية‬ ‫فش���لت يف كس���ر املقاوم���ة ال�ت�ي‬ ‫احتضنه���ا الش���عب وأش���ار إىل أن‬ ‫معركة العصف املأكول حمطة‬

‫مهم���ة عل���ى طري���ق التحرير ألن‬ ‫املقاوم���ة مرغت أنف خنب���ة قوات‬ ‫االحتالل برتاب قطاع غزة‪.‬وأوضح‬ ‫أن املقاوم���ة وعلى رأس���ها كتائب‬ ‫القس���ام يعملون على مدار الساعة‬ ‫للوصول إىل ه���ذا النصر الفتاً إىل‬ ‫أن قي���ادة املقاوم���ة وعل���ى رأس���ها‬ ‫القس���ام أحس���نت اإلدارة حت���ى‬ ‫وصلت إىل النص���ر على االحتالل‬ ‫وتاب���ع رئي���س املكت���ب السياس���ي‬ ‫حلركة محاس " القي���ود األمنية‬ ‫الثقيلة يف الضفة الغربية احملتلة‬ ‫عرقل���ت حتركه���ا وانتفاضته���ا‬ ‫لنص���رة غزة والنص���ر الذي حتقق‬ ‫هو لفلس���طني ولألمة اإلس�ل�امية‬ ‫والعربية وألحرار العامل وأصحاب‬ ‫املب���ادئ واألخ�ل�اق وناش���د األم���ة‬ ‫العربية بضرورة التحرك العاجل‬ ‫والف���وري لنج���دة غزة واملس���اعدة‬ ‫الفوري���ة يف إعادة إعمار قطاع غزة‬ ‫وأكد مشعل أن املقاومة انتصرت‬ ‫أخالق ًي���ا عل���ى االحت�ل�ال‪ ،‬وأن‬ ‫عملياتها كان���ت ردًا على جرائمه‪،‬‬ ‫بينم���ا إس���رائيل تفنن���ت يف قت���ل‬ ‫األبرياء وأش���ار أن ق���ادة االحتالل‬ ‫يبحثون عن نصر موهوم يف حرب‬

‫غ���زة ول���وال احلاضن���ة الش���عبية‬ ‫الكب�ي�رة مل���ا انتص���رت املقاوم���ة يف‬ ‫غزة‪.‬‬ ‫س���كان غ���زة احتيج���ات ال تقب���ل‬ ‫التأجيل وازمة انسانية طاحنة ‪.‬‬ ‫ق���ال مراقب���ون فلس���طينيون‪ّ ،‬‬ ‫إن‬ ‫قطاع غ���زة‪ ،‬حيتاج إىل دعم عاجل‪،‬‬ ‫واحتياجات ال تقب���ل التأجيل‪ ،‬بعد‬ ‫أن انته���ت احل���رب اإلس���رائيلية‬ ‫ال�ت�ي دام���ت ل���ـ‪ 51‬يوم���ا وأن أه���م‬ ‫املس���اعدات واالحتياج���ات جي���ب‬ ‫تقدميه���ا‪ ،‬وتوفريه���ا للنازح�ي�ن‪،‬‬ ‫يف م���دارس اإلي���واء‪ ،‬والعم���ل على‬ ‫توف�ي�ر من���ازل ومراك���ز صاحل���ة‬ ‫الحتضانه���م ومن أه���م احتياجات‬ ‫قط���اع غ���زة‪ ،‬ه���و التمكن م���ن بدء‬ ‫العام الدراس���ي الذي تأجل بس���بب‬ ‫احل���رب‪ ،‬إضافة إىل إنش���اء جس���ر‬ ‫ج���وي ينق���ل اجلرح���ى واملصابني‬ ‫إىل الع�ل�اج يف اخل���ارج‪ ،‬وإص�ل�اح‬ ‫م���ا تض���رر ج���راء احل���رب بش���كل‬ ‫عاج���ل ‪.‬ويق���ول رامي عب���ده مدير‬ ‫املرص���د األور متوس���طي (منظمة‬ ‫حقوقي���ة مركزه���ا جني���ف) يف‬ ‫حديث���ه لرويرتز إن قطاع غزة بات‬ ‫منطقة منكوبة‪ ،‬وحيتاج اآلن‪ ،‬إىل‬ ‫خط���ة إغاثية عاجل���ة‪ ،‬واحتياجات‬ ‫ال ميكن أن تقبل التأجيل وأضاف‪:‬‬ ‫أوال‪ ،‬جيب إصالح الشقق السكن ّية‪،‬‬ ‫ال�ت�ي تض���ررت بش���كل جزئ���ي‪،‬‬ ‫فه���ذه الش���قق تض���م اآلالف م���ن‬ ‫الفلس���طينيني‪ ،‬وحنن عل���ى أبواب‬ ‫فصل الش���تاء‪ ،‬وجيب بشكل عاجل‬ ‫إص�ل�اح ه���ذه الش���قق واملباني اليت‬ ‫تضررت بش���كل جزئي‪.‬وكما يرى‬ ‫عب���ده‪ّ ،‬‬ ‫فإن م���ن أه���م االحتياجات‬ ‫العاجلة‪ ،‬هي متكني النازحني بفعل‬ ‫احل���رب‪ ،‬والذي���ن دم���رت بيوتهم‪،‬‬ ‫م���ن إجي���اد م���أوى‪ ،‬لتمكينهم من‬ ‫الس���كن‪ ،‬واخل���روج م���ن امل���دارس‬ ‫أو بي���وت أقاربه���م‪ ،‬وجريانه���م‬ ‫واستدرك‪ :‬هذه من أهم التحديات‪،‬‬ ‫العاجل���ة إلغاثة غ���زة‪ ،‬بعد احلرب‬ ‫اإلس���رائيلية‪ ،‬فإخ���راج النازح�ي�ن‬ ‫وتوف�ي�ر امل���أوى هل���م جي���ب أن يتم‬ ‫بش���كل عاج���ل‪ ،‬ع���ن طري���ق توفري‬ ‫بي���وت متنقلة‪ ،‬أو اخل���روج حبلول‬ ‫فوري���ة إلنه���اء ه���ذه األزمة‪.‬ودمر‬ ‫جيش العدو اإلس���رائيلي يف غاراته‬ ‫املدفعي���ة واجلوي���ة قرابة ‪16002‬‬ ‫من���زال‪ ،‬منه���ا ‪ 2358‬دم���ر بش���كل‬ ‫كل���ي‪ ،‬و‪ 13644‬بش���كل جزئ���ي‪،‬‬ ‫إضاف���ة إىل عش���رات آالف املن���ازل‬

‫املتض���ررة بش���كل طفي���ف‪ ،‬وف���ق‬ ‫إحصائي���ات أولية لوزارة األش���غال‬ ‫العام���ة واإلس���كان الفلس���طينية‬ ‫وكان أكثر الغارات اإلس���رائيلية‬ ‫عن ًف���ا وصدم���ة للفلس���طينيني‪،‬‬ ‫حتويله���ا ألب���راج ((الظاف���ر ‪))4‬‬ ‫و((اإليطال���ي))‬ ‫و((الباش���ا))‬ ‫و((زع���رب)) الس���كنية ‪ ،‬إىل جمرد‬ ‫ركام‪ ،‬وتش���ريد حنو ‪ 150‬أس���رة‬ ‫كانت تقطن ه���ذه األبراج‪.‬وكان‬ ‫مفي���د احلس���اينة‪ ،‬وزير األش���غال‬ ‫العامة واإلس���كان الفلسطيين‪ ،‬قال‬ ‫لتلفزي���ون فلس���طني إن تركي���ا‬ ‫وع���دت احلكوم���ة الفلس���طينية‬ ‫بإرس���ال بي���وت متنقل���ة إلي���واء‬ ‫العائ�ل�ات النازح���ة م���ن املناط���ق‬ ‫ال�ت�ي تعرض���ت منازهل���ا للقص���ف‬ ‫اإلس���رائيلي يف قطاع غزة وأوضح‬ ‫احلس���اينة أن وزارت���ه تواصل���ت‬ ‫م���ع اجله���ات املعني���ة باحلكوم���ة‬ ‫الرتكي���ة خبص���وص أزم���ة‬ ‫النازح�ي�ن يف قط���اع غ���زة‪ ،‬وتلق���ت‬ ‫وعودا بإرس���ال بي���وت متنقلة هلم‬ ‫وأض���اف الوزي���ر أن تركيا وافقت‬ ‫على مطالبن���ا‪ ،‬وأخربتنا أن حتديد‬ ‫عدد البي���وت املتنقلة اليت حيتاجها‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬إليواء العائالت املش ّردة‪،‬‬ ‫من���وط بال���وزارة وأش���ار إىل أن‬ ‫وزارت���ه طلب���ت أكثر م���ن ‪ 3‬آالف‬ ‫بش���كل فوري‪.‬ويقول‬ ‫بيت متنق���ل‬ ‫ٍ‬ ‫عدنان أبو حس���نة‪ ،‬املتحدث باس���م‬ ‫وكال���ة غ���وث وتش���غيل الالجئني‬ ‫الفلس���طينيني ((أون���روا)) يف‬ ‫قط���اع غ���زة‪ ،‬إن الوكال���ة أطلقت‬ ‫مناشدة عاجلة‪ ،‬لتأمني مبلغ قدره‬ ‫‪ 295.4‬ملي���ون دوالر أمريك���ي‪،‬‬ ‫لدعم حن���و ‪ 500‬ألف ن���ازح بفعل‬ ‫احل���رب اإلس���رائيلية عل���ى قط���اع‬ ‫غ���زة وأك���د حس���نة ّ‬ ‫أن ‪ 300‬ألف‬ ‫ش���خص ميكث���ون اآلن يف ‪85‬‬ ‫مدرس���ة يف غ���زة‪ ،‬حيتاج���ون إىل‬ ‫دع���م عاج���ل‪ ،‬والبح���ث ع���ن مأوى‬ ‫وي���رى أب���و حس���نة أن االحتياجات‬ ‫إحلاحا بعد انته���اء احلرب‪،‬‬ ‫األش���د‬ ‫ً‬ ‫تتضم���ن توفري املس���كن للنازحني‪،‬‬ ‫وتوفري املواد الصح ّية اليت تس���اعد‬ ‫يف منع تفشي األمراض‪ ،‬وتتضمن‬ ‫األولوي���ات األخرى تقديم الرعاية‬ ‫الصحية األولية‪ ،‬والدعم النفس���ي‬ ‫االجتماع���ي وجي���ب التح���رك‬ ‫بش���كل عاجل‪ ،‬حنو تقديم الرعاية‬ ‫الصحي���ة للجرح���ى‪ ،‬واملصاب�ي�ن‬ ‫بفع���ل احل���رب‪ ،‬وتقدي���م الع�ل�اج‬ ‫ال�ل�ازم هل���م‪ ،‬وإنش���اء جس���ر جوي‬ ‫ينقله���م إىل اخلارج‪.‬و قال أش���رف‬ ‫الق���درة‪ ،‬الناط���ق باس���م وزارة‬ ‫الصح���ة الفلس���طينية إن توف�ي�ر‬ ‫األدوي���ة واملس���تلزمات الطبي���ة‪،‬‬

‫قريع‬ ‫م���ن أهم م���ا حتتاج���ه غ���زة‪ ،‬اآلن‪،‬‬ ‫إضاف���ة إىل نق���ل اجلرح���ى الذين‬ ‫حيتاج���ون إىل الع�ل�اج يف اخل���ارج‬ ‫وأض���اف‪ :‬اآلن قط���اع غ���زة‪ ،‬حيتاج‬ ‫إىل دعم صحي عاجل‪ ،‬على صعيد‬ ‫األدوي���ة واملس���تلزمات الطبي���ة‪،‬‬ ‫ولدين���ا (‪11128‬جري���ح)‪ ،‬م���ن‬ ‫بينه���م أكث���ر م���ن ‪ 3‬آالف طفل‪،‬‬ ‫وهن���اك جرحى حيتاجون إىل نقل‬ ‫عاج���ل إىل اخلارج‪ ،‬لتلق���ي العالج‬ ‫ووفق القدرة‪ ،‬فق���د خلفت احلرب‬ ‫اإلس���رائيلية ال�ت�ي اس���تمرت ‪51‬‬ ‫يوم���ا‪ 2145 ،‬ش���هيدا‪ ،‬م���ن بينه���م‬ ‫‪ 578‬طف�ل�ا‪ ،‬و‪ 261‬امرأة‪ ،‬و‪102‬‬ ‫مس���ن وأكد أن إس���رائيل‪ ،‬ارتكبت‬ ‫جم���ازر من���ذ بداي���ة حربه���ا عل���ى‬ ‫القط���اع يف الـ ‪ 7‬يوليو املاضي‪ ،‬حبق‬ ‫أكثر من ‪ 100‬عائلة فلس���طينية‬ ‫‪.‬وس���يكون أمام قطاع غ���زة‪ ،‬حتديا‬ ‫يتمث���ل يف ب���دء الع���ام الدراس���ي‬ ‫اجلدي���د‪ ،‬كم���ا يق���ول زي���اد ثابت‬ ‫وكي���ل وزارة الرتبي���ة والتعلي���م‬ ‫الفلس���طينية ويُضي���ف ثاب���ت يف‬ ‫حديث���ه للتلفزي���ون الفلس���طيين ‪،‬‬ ‫إن���ه م���ن املطل���وب وبش���كل عاجل‪،‬‬ ‫تهيئ���ة الطلب���ة بش���كل نفس���ي‪،‬‬

‫حنان عشراوي‬ ‫ودعمهم لتقبل الع���ودة إىل احلياة‬ ‫بش���كل طبيعي‪ ،‬جراء م���ا عانوه يف‬ ‫األي���ام القليل���ة املاضي���ة وأض���اف‬ ‫أن إخ���راج العائ�ل�ات النازح���ة من‬ ‫املدارس‪ ،‬كي يبدأ العام الدراس���ي‬ ‫اجلديد‪ ،‬سيكون من أهم التحديات‬ ‫أمام املس���ؤولني‪ ،‬والداعمني لقطاع‬ ‫غزة كما حتتاج امل���دارس املدمرة‬ ‫بفع���ل احل���رب‪ ،‬وف���ق ثاب���ت إىل‬ ‫إعم���ار عاج���ل‪ ،‬إذ اس���تهدفت آل���ة‬ ‫احلرب اإلسرائيلية قرابة الـ ‪141‬‬ ‫مدرس���ة‪ ،‬منه���ا ‪ 22‬دم���رت بش���كل‬ ‫كامل وم���ع انطالق أجراس العام‬ ‫الدراسي اجلديد‪ ،‬األحد املاضي‪ ،‬يف‬ ‫فلس���طني‪ ،‬مل يتمكن طلب���ة قطاع‬ ‫غزة من البدء يف دراس���تهم‪ ،‬نتيجة‬ ‫لتحول معظم م���دارس مدينتهم‪،‬‬ ‫إىل مراك���ز إيواء‪ ،‬بس���بب احلرب‬ ‫القطاع‪.‬وح���رم‬ ‫اإلس���رائيلية عل���ى‬ ‫ُ‬ ‫نص���ف ملي���ون طال���ب وطالب���ة يف‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬من حقه���م يف التعليم‪،‬‬ ‫وبدال من أن يتواجدوا يف فصوهلم‬ ‫الدراس���ية لتلق���ي العل���م‪ ،‬كان���وا‬ ‫فيه���ا برفق���ة عائالته���م نازح�ي�ن‬ ‫وكان م���ن املق���رر أن تفتتح وزارة‬ ‫الرتبي���ة والتعلي���م الفلس���طينية‪،‬‬

‫صائب عرقات‬ ‫الع���ام الدراس���ي اجلدي���د (‪-2014‬‬ ‫‪ )2015‬يف الضفة الغربية وقطاع‬ ‫غزة‪ ،‬يف ال���ـ ‪ 24‬أغس���طس‪ ،‬إال أنها‬ ‫أعلنت تعليق الدراس���ة يف القطاع ‪،‬‬ ‫وافتتحته يف الضفة الغربية فقط‬ ‫واقتصر اليوم األول للعام الدراسي‬ ‫يف مدارس وكالة غوث وتش���غيل‬ ‫الالجئ�ي�ن ((أون���رو)) يف قط���اع‬ ‫غ���زة‪ ،‬عل���ى وقفة رمزي���ة ألطفال‬ ‫العائالت املتواجدة بداخلها‪ ،‬تتمثل‬ ‫يف الطاب���ور الصباح���ي والنش���يد‬ ‫الوط�ن�ي وق���راءة الفاحت���ة عل���ى‬ ‫أرواح الشهداء‪.‬ووفق وزارة الرتبية‬ ‫والتعلي���م فإنه���ا س���تفتتح الع���ام‬ ‫الدراسي على ثالث مراحل‪ ،‬األوىل‬ ‫س���تكون بالرتكيز عل���ى اجلوانب‬ ‫النفس���ية واالجتماعي���ة للطلب���ة‪،‬‬ ‫وتنفيذ نش���اطات مجاعية وفردية‬ ‫يف جم���ال التفري���غ واإلرش���اد‬ ‫النفس���ي‪ ،‬أم���ا الثاني���ة فتتمث���ل‬ ‫بالتهئي���ة وتوف�ي�ر التجهي���زات‬ ‫الالزمة واالحتياجات من اإلدارات‬ ‫املتخصصة‪ ،‬بينما املرحلة األخرية‬ ‫س���تخصص لل���دوام املدرس���ي‬ ‫واألكادميي‪.‬‬ ‫بشاعة اسرائيل تتجلى يف خسائر‬

‫املدني�ي�ن الفلس���طينيني يف ح���رب‬ ‫غزة‬ ‫*ع��دد الش��هداء ‪ 2145‬ش��هيد عل��ى‬ ‫النحو التالي ‪:‬‬ ‫‪ 579-1‬طفال‬ ‫‪ 263-2‬أمراة‬ ‫‪ 102-3‬من املسنني‬ ‫‪ 90‬عائل���ة فلس���طينية ابي���دت‬ ‫بالكامل‬ ‫•عدد اجلرحى ‪ 11128‬الف جريح‬ ‫على النحو التالي ‪:‬‬ ‫‪ 3374-1‬طفال‬ ‫‪ 2088-2‬امرأة‬ ‫‪ 410-3‬من املسنني‬ ‫*دم���ر االحت�ل�ال الصهيون���ي‬ ‫‪16002‬ال���ف من���زل عل���ى النحو‬ ‫التالي ‪:‬‬ ‫‪ 2358 -1‬منزال بشكل كامل‬ ‫‪ -2‬و‪ 13644‬ال���ف من���زل بش���كل‬ ‫جزئي‬ ‫*دمر االحتالل الصهيوني ‪141‬مدرسة‬ ‫على النحو التالي ‪:‬‬ ‫‪ 22 -1‬مدرسة بشكل كامل‬ ‫‪ 119 -2‬مدرسة بشكل جزئي‬ ‫*وأصب���ح نص���ف ملي���ون طال���ب‬ ‫وطالب���ة يف قطاع غ���زة‪ ،‬حمرمون‬ ‫من حقه���م يف التعلي���م‪ ،‬وبدال من‬ ‫أن يتواجدوا يف فصوهلم الدراسية‬ ‫لتلقي العل���م‪ ،‬كانوا فيه���ا برفقة‬ ‫عائالتهم نازحني‬ ‫•دم���ر االحت�ل�ال الصهيوني ‪169‬‬ ‫مسجد على النحو التالي ‪:‬‬ ‫‪ 60-1‬مسجد بشكل كامل‬ ‫‪ 109-2‬مسجد بشكل جزئي‬ ‫* ع���دد املش���ردين من س���كان غزة‬ ‫‪ 466‬ألف مواطن يف كافة أحناء‬ ‫القط���اع‪ ،‬موزع�ي�ن عل���ى خمتل���ف‬ ‫امل���دارس وبع���ض األماك���ن ال�ت�ي‬ ‫كانت تؤوي العائالت‪.‬‬ ‫*مت تدم�ي�ر ‪ 134‬مصنع���ا بش���كل‬ ‫كامل‪ ،‬ما تس���بب بتسريح ثالثني‬ ‫أل���ف عامل ليصبح���وا عاطلني عن‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫خس��ائر املدني�ين اإلس��رائيليني يف‬ ‫حرب غزة‬ ‫*قت���ل ‪ 3‬ثالث���ة م���ن املدنيني‬ ‫اإلسرائيليني فقط طيلة احلرب‬ ‫تبقى غ���زة وحيدة تلملم بقايا ‪51‬‬ ‫يوم���اً من احل���رب و ان كان بعض‬ ‫الالجئني ب���دأوا رحل���ة العودة من‬ ‫معس���كرات الالجئني ال�ت�ي أقامتها‬ ‫األم���م املتحدة‪ ،‬ف���ان بعض الجئي‬ ‫غزة مل جيدو منازهلم حتى يعودوا‬ ‫إليه���ا وبالتالي فان البقاء يف خيمة‬ ‫مبراك���ز االي���واء هو املص�ي�ر الذي‬ ‫ينتظرهم ‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫كيف ّ‬ ‫بددت ليبيا امللياردات‬

‫ومؤسس��ات عامليّة ُتفق��د ليبيا مئات‬ ‫مصارف ّ‬ ‫املاليني هنا وهناك ‪،‬و ما هو دور"بلري" مع القذايف‬ ‫وإبنه سيف وزرتي يف عمليّات التالعب؟‬

‫(‪)2‬‬

‫ترمجة‪ :‬مفتاح الس ّيد الشريف‬ ‫((مل ت���ذه���ب ك���ل ه����ذه اجل��ه��ود‬ ‫س��دى‪ .‬ففي ل��ن��دن‪ ،‬ظهر أن سكنا‬ ‫(ف��ي�لا) قيمته ‪ 10‬مليون جنيها‬ ‫إسرتلينيا (‪ 17‬مليون دوالر) تابعا‬ ‫لنجل ال��ق��ذايف ال��س��اع��دي ق��د مت‬ ‫ش��راؤه بأموال الدولة الليبية من‬ ‫خ�لال ش��رك��ة ت��دع��ى (كابيتانا‬ ‫البحار) وال�تي تعترب ملكا للدولة‬ ‫الليبية‪ .‬وهناك قطعة من وكالة‬ ‫ع��ق��ارات (ه��وم��ب�يرت��س) يف لندن‪،‬‬ ‫تبني أنها أشرتيت يف ع��ام ‪2011‬‬ ‫من قبل عائلة علي الدب ّيبه الذي‬ ‫ك����ان ع���ض���وا ل���ف�ت�رة ط��وي��ل��ة يف‬ ‫ال���دائ���رة ال��داخ��ل��ي��ة ل��ل��دي��ك��ت��ات��ور‪.‬‬ ‫وأك�بر االكتشافات رمبا كانت‬ ‫اث��ن�ين م��ن احل��س��اب��ات املصرفية‬ ‫حت��ت��وي على م��ا ي��ق��رب م��ن ‪100‬‬ ‫م��ل��ي��ون ج��ن��ي��ه إس�ت�راي�ن�ي (‪134‬ز‬ ‫م���ل���ي���ون دوالر) ت���اب���ع���ة ل��ن��ج��ل‬ ‫القذايف املعتصم‪ ،‬الذي قتل خالل‬ ‫اإلن��ت��ف��اض��ة‪ .‬وت��ق��ع احل��س��اب��ات يف‬ ‫م��ال��ط��ا‪ ،‬امل��ك��ان ال��ب��ح��ري امل��ش�ترك‬ ‫ل��ل��ح��س��اب��ات امل��ص��رف��ي��ة اخل��ف��ي��ة‬ ‫وال���ش���رك���ات ال��وه��م��ي��ة‪ .‬وح��ت��ى‬ ‫اآلن فشلت احلكومة الليبية يف‬ ‫إقناع مالطا باٌإلفراج عن األموال‪،‬‬ ‫وحم����اض����ر احمل���اك���م���ات ت��ع��ت�بر‬ ‫منوذجا يف فن (كابيتانا للبحار)‬ ‫يف طرح أسئلة غري مقنعة‪ ،‬عندما‬ ‫يتعّلق األمر بأموال ضخمة ُح ّولت‬ ‫ب��ال�برق م��ن أم��اك��ن غ��ري��ب��ة إىل‬ ‫حسابات عائدة إىل إب��ن من أبناء‬ ‫ديكتاتور سئ السمعة‪.‬‬ ‫وعندما مت اكتشاف احلسابات‪،‬‬ ‫املسمى كمسؤول‬ ‫كان الشخص ّ‬ ‫ع���ن ب��رن��ام��ج اس���ت���ع���ادة األص����ول‬ ‫ال��ل��ي��ب��ي��ة امل���س���روق���ة ه��وع��ب��د اهلل‬ ‫كبالن‪ ،‬خبري يف الرياض ّيات ويبلغ‬ ‫من العمر ‪ 27‬عاما ول��ه خ�برة يف‬ ‫التمويل الدولي‪ ،‬وكان يعمل مع‬ ‫شركة تدعى ‪ Exante‬مقرها يف‬ ‫مالطا‪ ،‬ومضاربا من بني عمالت‬ ‫أخرى‪ ،‬يف عملة ‪ ،Bitcoin‬العملة‬ ‫اإلف�تراض��ي��ة ال�ت�ي يفضلها جت��ار‬ ‫املخدرات وغاسلو األم��وال‪ .‬وحدث‬ ‫أن ك��ب�لان ه��و م��واط��ن مالطي‬ ‫إم���ا يف غاية‬ ‫وه���ذا جعله خ��ي��ارا‪ّ ،‬‬ ‫ال���ذك���اء أو غ�ي�ر م��س��ت��ح��ب لكي‬ ‫ميثل ليبيا يف إج���راءات خصومة‬ ‫مع هذه البالد‪ .‬وتعيينه حدث على‬ ‫م��ا يبدو كونه زوج إبنة الوزير‬ ‫احلالي للشؤون اخلارجية يف ليبيا‬

‫نص احللقة الثانية م��ن التقرير الضايف الذي صدر يف جمل��ة "بيزنيس ويك"‬ ‫•تواص��ل يف "ميادي��ن" نش��ر ترمج��ة ّ‬ ‫ملؤسس��ة "بلومب�يرغ" املال ّي��ة ذات النفوذ العاملي يف أس��واق امل��ال واإلقتصاد‪ .‬والذي يكش��ف باألرق��ام واحلقائق‬ ‫التابع��ة ّ‬ ‫ما تض ّمنته تقارير وكاالت املراجعة وتدقيق احلس��ابات واخلرباء والصحافة العامل ّية من أس��اليب اإلحتيال اليت أضاعت‬ ‫امللي��اردات م��ن الثروة الوطن ّية لليبية كما أبرزت "بلومبريغ" يف تقريرها‪ .‬وقد نش��رت توضيح��ا ‪ -‬بعد ذلك‪ -‬يقول إن ما‬ ‫نش��رته يف الصيغة األوىل من التقرير من أن "جولدمان س��اكس" قد دفع أمواال لش��ركة "بالدين" مل حيدث‪ ،‬على الرغم‬ ‫من أن "بالدين" طلبت ذلك‪.‬‬

‫توني بلري‬

‫حممد عبدالعزيز‬

‫سيف القذايف‬

‫‪ ،‬حممد عبد العزيز‪.‬‬ ‫وبينما تعترب املبالغ املعنية يف هذه‬ ‫احلاالت كبرية باملقاييس العادية‪،‬‬ ‫فإنها بالكاد تضيف ما يصل اىل ‪1‬‬ ‫مليار دوالر (كمصروف) جيب‬ ‫للدكتاتور الغين بالنفط ودولته‬ ‫النفطية‪ .‬وي��ق��ول حافظ الغويل‬ ‫اللييب ال����والدة وع��ض��و جمموعة‬ ‫حب���وث ال��ت��ن��م��ي��ة ال��ت��اب��ع��ة للبنك‬ ‫ال��دول��ي ‪" :‬ه��ن��اك ستار كثري من‬ ‫الدخان الذي تشاهده‪ ،‬خيفي أكرب‬ ‫سرقة يف تاريخ اإلنسانية" (يضيف‬ ‫الغويل إن��ه ال يتكلم بالنيابة عن‬ ‫ال��ب��ن��ك ال����دول����ي)‪ .‬وي��ت��ح��دث عن‬ ‫ص��رف أم��وال ال��دول��ة حتت قيادة‬ ‫البالد اجلديدة‪ ،‬إذا أمكن تسميتها‬ ‫كذلك ويقول‪" :‬أستطيع أن أقول‬ ‫لكم ماليا‪ ،‬إن لدى ليبيا ما يقارب‬ ‫‪ 125‬مليار دوالر إىل ‪ 130‬مليار‬ ‫دوالر م���ن ح��ي��ث االح��ت��ي��اط��ي��ات‬ ‫األجنبية حتى نهاية العام املاضي‪.‬‬ ‫وهذه األرقام قابلة للتح ّقق منها"‪.‬‬ ‫وه���ذا ب��اإلض��اف��ة إىل احتياطيات‬ ‫ال���ب�ل�اد م���ن ال��ع��م��ل��ة األج��ن��ب��ي��ة‪.‬‬ ‫وي���ق���دّر اخل��ب�ير االق���ت���ص���ادي أن‬ ‫‪( LIA‬اهليئة الليبية للإلستثمار)‬ ‫لديها ما بني ‪ 55‬مليار دوالر إىل‬ ‫‪ 60‬مليار يف خمتلف احلقائب‬ ‫ال��وزاري��ة‪.‬ك��م��ا ي��ق��ول‪" :‬إن��ه��م ال‬ ‫يعرفون كم من األصول لديهم"‪.‬‬

‫وي��س��ت��ط��رد أن ه���ن���اك ع��ش��رات‬ ‫املليارات من ال��دوالرات مستثمرة‬ ‫يف الفنادق وشركات اإلتصاالت‪،‬‬ ‫وغ�يره��ا م��ن األص���ول يف أفريقيا‬ ‫ال�تي ق��د ال ميكن إرج��اع��ه��ا‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬فإن قراءة دفاتر ‪ ،LIA‬واليت‬ ‫ُس ّربت إىل منظمة غري حكومية‬ ‫وأص���ب���ح���ت اآلن م���ت���اح���ة ع��ل��ى‬ ‫اإلن�ترن��ت‪ ،‬تكشف عن أن��ه إذا ثبت‬ ‫أن حكايات ث��روة القذايف املخفية‬ ‫ه���ي أس����ط����ورة‪ ،‬ف��ال��ش��ائ��ع��ات ب��أن‬ ‫عشرات املليارات من الدوالرات قد‬ ‫ُنهبت من احلسابات الليبية‪ ،‬هي‬ ‫حقيقية متاما‪ ،‬وأنها مل تبدأ مع‬ ‫انهيار البالد‪.‬‬ ‫ففي وقت ّ‬ ‫متأخر من بعد ظهر يوم‬ ‫أحد من مارس ‪ ،2003‬وصل ثالثة‬ ‫ض��ب��اط م��ن ج��ه��از اإلس��ت��خ��ب��ارات‬ ‫اخل��ارج��ي��ة ال�بري��ط��ان��ي (امل��ع��روف‬ ‫ب���اس���م ‪ ،)MI6‬إىل ال��ف��ن��دق يف‬ ‫منطقة (مايفري) بلندن‪ ،‬لإلجتماع‬ ‫م��ع سيف اإلس�ل�ام ال��ق��ذايف‪ ،‬وهو‬ ‫إبن آخر من أبناء الدكتاتور تلقى‬ ‫تعليمه يف الغرب وج��رى الرتويج‬ ‫ل��ه ب��أن��ه مصلح م��ع��ت��دل‪ .‬وك��ان‬ ‫سيف وجها مألوفا يف لندن‪ ،‬حيث‬ ‫�وس��ط يف‬ ‫ك���ان ق��د س��اع��د يف ال��ت� ّ‬ ‫صفقة رفع العقوبات الغربية عن‬ ‫ليبيا مقابل تسليم رجلني إشتبه‬ ‫يف تسهيلهما ع��ام ‪ 1988‬تفجري‬

‫ط��ائ��رة ب��ان آم الرحلة ‪ .103‬ويف‬ ‫ذلك الوقت‪ ،‬عشية الغزو األمريكي‬ ‫ل����ل����ع����راق‪،‬ع����رض س���ي���ف ع��ل��ى‬ ‫اجل��واس��ي��س الربيطانيني صفقة‬ ‫ج��دي��دة يف مقابل اخت��اذ خطوات‬ ‫لزيادة اإلنفتاح على الغرب‪ ،‬وإن‬ ‫وال����ده ع��ل��ى اس��ت��ع��داد أن ينفض‬ ‫ي����ده م���ن أس��ل��ح��ة ل��ي��ب��ي��ا ل��ل��دم��ار‬ ‫لشامل‪ ،‬وال�تي تبينّ ‪ -‬على عكس‬ ‫ب��رام��ج ص���دام ح��س�ين يف ال��ع��راق‬ ‫مم���ا ت��ص� ّور‬ ‫ أن��ه��ا أك��ث��ر ت��ق��دم��ا ّ‬‫ال���غ���رب‪ .‬وب��اإلض��اف��ة إىل م��راف��ق‬ ‫أسلحة ال��دم��ار ال��ش��ام��ل السريّة‬ ‫امل��خ�ّب��أة يف ال��ص��ح��راء‪ ،‬ك��ان لدى‬ ‫القذايف شيء آخر مثري لالهتمام‪:‬‬ ‫أال وه��ي م��ل��ي��ارات ال����دوالرات من‬ ‫الثروة النفطية اليت كان النظام‬ ‫يئس م��ن استثمارها يف البنوك‪،‬‬ ‫ومن األسهم وصناديق التحوط‪،‬‬ ‫وأسواق العقارات ومشاريع البنية‬ ‫ال��ت��ح��ت��ي��ة وال���ط���ائ���رات امل��ق��ات��ل��ة‬ ‫امل��ت��ط��ورة‪ ،‬وأي ش��يء آخ��ر تقريبا‬ ‫مي���ك���ن أن ت���ق���دّم���ه احل���ك���وم���ات‬ ‫والشركات الغربية‪ .‬ولقد كان‬ ‫التدافع العنيف على الذهب الناتج‬ ‫عن كل ذلك‪ُ ،‬مرحبا ألوسع مدى‪،‬‬ ‫وانطلق فاحشا بال مبادئ حتى أن‬ ‫ص���داه ال ي���زال ي�ت�ردّد على أعلى‬ ‫املستويات املالية والسياسة العاملية‬ ‫بعد عقد من الزمن‪.‬‬

‫ب���ع���د أن ت�����رك رئ���ي���س ال�������وزراء‬ ‫ال�بري��ط��ان��ي ت��ون��ي ب��ل�ير منصبه‬ ‫يف ع���ام ‪ ،2007‬ال��ت��ح��ق ب��وح��دة‬ ‫اإلس���ت���ث���م���ار امل����ص����ريف (ج�����ي ب��ي‬ ‫مورغان تشيس) يف لندن‪ .‬وأصبح‬ ‫يقوم ب��زي��ارات متكررة اىل ليبيا‪.‬‬ ‫ووف��ق��ا لوثائق أتاحتها الوكالة‬ ‫غري الرحب ّية (جلوبال ويتنيس)‬ ‫�ص��ص��ة يف ك��ش��ف فضائح‬ ‫امل��ت��خ� ّ‬ ‫ال��ش��خ��ص � ّي��ات ال����ب����ارزة‪ ،‬أن بلري‬ ‫توجه برفقة الشرطة الربيطانية‬ ‫ّ‬ ‫اىل ط��راب��ل��س ع��ل��ى م�ت�ن ط��ائ��رة‬ ‫(ب��وم��ب��اردي��ي��ه ت��ش��ال��ن��ج��ر ‪)300‬‬ ‫مستأجرة م��ن أح��د أب��ن��اء القذايف‬ ‫األك��ب��ر‪ ،‬ح��ي��ث ُن��ق��ل م���ن امل��ط��ار‬ ‫إىل السفارة الربيطانية‪ ،‬وعومل‬ ‫مثل رئيس دول��ة زائ��ر‪ ،‬وأن��ه أقام‬ ‫مبقر السفري الربيطاني وك��ان‬ ‫يلتقي ب��ان��ت��ظ��ام م��ع س��ي��ف ال��ذي‬ ‫أش��رف على أنشطة ال ‪ 70‬مليار‬ ‫دوالر ال��ت��اب��ع��ة هليئة اإلستثمار‬ ‫ال��ل��ي��ب � ّي��ة‪ ،‬وك���ذل���ك م���ع ص��دي��ق‬ ‫سيف املق ّرب مصطفى زرتي الذي‬ ‫ك��ان نائب رئيس اهليئة‪ .‬وبينما‬ ‫قال بلري إن رحالته إىل طرابلس‬ ‫مل ت��ش��م��ل ال��ق��ي��ام ب��ص��ف��ق��ات مع‬ ‫هيئة اإلستثمار‪ ،‬إ ّ‬ ‫ال أن الصياغة‬ ‫ال��دق��ي��ق��ة لنفيه ال ت��ت��ع��ارض مع‬ ‫تقييم دبلوماسي بريطاني رفيع‬ ‫املستوى ُنقل عنه يف مقالة نشرتها‬ ‫صحيفة صنداي تلغراف يف ‪17‬‬ ‫سبتمرب ‪ ،2011‬ووصف زيارة بلري‬ ‫بأنها مك ّرسة لكسب التأييد لصاحل‬ ‫(ج��ي ب��ي م��ورغ��ان)‪ ،‬وه��ي الوحدة‬ ‫امل��ص��رف��ي��ة اإلس��ت��ث��م��اري��ة لبنك‬ ‫(ج���ي ب��ي م���ورج���ان ت��ش��ي��س)‪.‬وم��ا‬ ‫حصلت عليها (غ��ل��وب��ال ويتنس)‬ ‫م���ن رس���ائ���ل ال�ب�ري���د اإلل��ك�ترون��ي‬ ‫الداخلية م��ن (ج��ي ب��ي م��ورغ��ان)‬ ‫أضافت بعض امللمس واللون إىل‬ ‫التقييم الدبلوماسي‪ .‬وجاء يف بريد‬ ‫إل��ك�ترون��ي واح���د‪ ،‬بعث ب��ه يف ‪28‬‬ ‫ديسمرب ‪ 2008‬نائب رئيس (جي‬ ‫ب��ي م��ورغ��ان) ال��ل��ورد رينويك إىل‬ ‫زرتي‪ ،‬الذي كان نائب رئيس هيئة‬ ‫االستثمار الليبية ‪" :‬بالنيابة عن‬ ‫جي بي مورغان‪ ،‬نود أن ندعوكم‬ ‫إىل لندن يف األسبوع الذي يبدأ من‬ ‫‪ 12‬يناير‪ ،‬لوضع اللمسات األخرية‬ ‫على شروط التكليف ل (روسال)‬ ‫قبل زي��ارة السيد بلري لطرابلس‬ ‫اليت من املق ّرر إجراؤها يف حوالي‬

‫هناك ستار كثري من الدخان الذي نشاهده‪ ،‬خيفي أكرب سرقة يف تاريخ اإلنسانية‬

‫‪ 22‬يناير"‪ .‬و(روس��ال) هي شركة‬ ‫األمل���ن���ي���وم امل��م��ل��وك��ة (ألول���ي���غ‬ ‫ديريباسكا) امللياردير الروسي‬ ‫ال��ذي كان قريبا من مستشار‬ ‫ب��ل�ير وزي����ر جم��ل��س ال�����وزراء‬ ‫بيرت ماندلسون‪ .‬وكانت جي‬ ‫ب��ي م��ورغ��ان تسرع اخلطى‬ ‫ل��ت��ع��وي��م أس���ه���م روس�����ال‬ ‫يف ب���ورص���ة ل���ن���دن‪ ،‬وف��ق��ا‬ ‫مفصل لصحيفة‬ ‫لتقرير ّ‬ ‫دي���ل���ي ت���ل���غ���راف‪ .‬وق���د‬ ‫ق��ام بلري بست زي��ارات‬ ‫إىل ل��ي��ب��ي��ا‪ ،‬مل ُي���درج‬ ‫ّ‬ ‫أي منها يف موقعه‬ ‫ال�����رمس�����ي‪ ،‬ال�����ذي‬ ‫ي��ن��ش��ر ب��ان��ت��ظ��ام‬ ‫تفاصيل أسفاره‬ ‫اخل������ارج������ي������ة‪.‬‬ ‫ويف ‪ 7‬أب��ري��ل‬ ‫‪ ،2009‬كتب‬ ‫امل��ك��ت��ب اخل��اص‬ ‫لبلري إىل السفارة الربيطانية‬ ‫يف ط��راب��ل��س اخل��ط��وط العريضة‬ ‫ل���زي���ارة ي��أم��ل خ�لاهل��ا يف ل��ق��اء مع‬ ‫ال��ق��ذايف وزرت���ي ‪ :‬وك��ان��ت روس��ال‬ ‫على وشك أن تطرح مبدأيا عرضها‬ ‫العام يف سوق هونغ كونغ‪ ،‬مقرونا‬ ‫ب���ش���راء ه��ي��ئ��ة اإلس��ت��ث��م��ار الليبية‬ ‫م��ا قيمته ‪ 300‬م��ل��ي��ون دوالر من‬ ‫أسهم الشركة‪ .‬ومل تستجب جي‬ ‫ب��ي م��ورغ��ان‪ ،‬وال مكتب توني بلري‬ ‫لطلبات احلصول على التعليق على‬ ‫هذه التقارير‪.‬‬ ‫يف فرنسا ق��ادت فضيحة متنامية‬ ‫ال��ق��ض��اة يف اب��ري��ل ع��ام ‪ 2013‬إىل‬ ‫فتح حتقيق يف اإلدعاء بأن الرئيس‬ ‫ال��س��اب��ق ن��ي��ك��وال س���ارك���وزي قبل‬ ‫عشرات املاليني من اليورو من أموال‬ ‫ال���دول���ة ال��ل��ي��ب��ي��ة‪ ،‬ل��ت��م��وي��ل محلته‬ ‫اإلن��ت��خ��اب��ي��ة ال��ن��اج��ح��ة يف ‪.2007‬‬ ‫وأصبحت عنوانا صحفيا ي��وم ‪30‬‬ ‫ي��ون��ي��و ‪ 2014‬ع��ن��دم��ا أح��ت��ج��زت‬ ‫الشرطة حم��ام��ي س��ارك��وزي ملدة‬ ‫‪ 48‬ساعة‪ .‬وقد ُس ّجلت حتى اآلن‬ ‫اتهامات جنائية ضد عشرة أشخاص‬ ‫م��ن بينهم م��دي��ر احل��م��ل��ة السابق‬ ‫لساركوزي‬ ‫وأدي��ن��ت ج��ول��دم��ان ساكس مببلغ‬ ‫‪ 350‬م���ل���ي���ون دوالر‪ ،‬ك���رس���وم‬ ‫صفقات أفقدت الليبيني ‪ 98‬يف املئة‬ ‫من إستثمار هلم بقيمة ‪ 1,3‬مليار‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫ورمب����������ا ك�����ان�����ت ج�����ه�����ود ب��ل�ير‬ ‫وس����ارك����وزي‪ ،‬وج���ي ب���ي م��ورغ��ان‬

‫تشيس لإلستفادة من الشراكة مع‬ ‫آل القذايف غري الئقة‪ ،‬لكنها‬ ‫ال ت��ظ��ه��ر أن��ه��ا‬

‫انتهكت القانون‬ ‫األمريكي‪ .‬وهناك مؤسسات‬ ‫م��ال��ي��ة أخ����رى ق���د اج���ت���ازت اخل��ط‬ ‫القانوني‪ :‬فهيئة اإلستثمار تقاضي‬ ‫(ج��ول��دم��ان س��اك��س) و(سوسيتيه‬ ‫جنرال) يف لندن‪ ،‬يف حني أن وزارة‬ ‫ال��ع��دل األمريكية وجل��ن��ة األوراق‬ ‫امل��ال��ي��ة وال��ب��ورص��ات حي��ق��ق��ون مع‬ ‫العديد من الشركات األمريكية‪،‬‬ ‫مب���ا يف ذل����ك ص���ن���دوق ال��ت��ح � ّوط‬ ‫(أوت��ش زي��ف كابيتال ماجنمنت)‬ ‫و ش���رك���ة اس����ت����ش����ارات األص�����ول‬ ‫جمموعة (بالكستون)‪ ،‬ملخالفتها‬ ‫قانون مم��ارس��ات الفساد األجنبية‪.‬‬ ‫وقد ح ّذرت (اوتش‪-‬زيف) يف تداوهلا‬ ‫ال��ع��ام امل��س��اه��م�ين م��ن أن نتائجها‬ ‫املستقبلية قد تتأثر بسبب حتقيقات‬ ‫وزارة ال��ع��دل‪ .‬ورف��ض��ت جولدمان‬

‫س���اك���س‪ ،‬واوت�����ش‪-‬زي�����ف‪ ،‬وب��ن��ك‬ ‫سوسيتيه ج���ن���رال‪ ،‬وب�لاك��س��ت��ون‬ ‫التعليق على هذه األنباء‪.‬‬ ‫م���ن ب�ي�ن ت��س��ع ش���رك���ات أوك��ل��ت‬ ‫إليها هيئة اإلستثمار الليب ّية‬ ‫‪ 70‬مليار دوالر أرص��دة‬ ‫مصرف ّية‪ ،‬يبدو أنها كلها‬ ‫تقريبا فقدت مبالغ ضخمة‬ ‫ال ت��ص��دق م��ن امل����ال‪ ،‬بينما‬ ‫تتحمل دف��ع أع��ل��ى ال��رس��وم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ووف��ق��ا لعملية التدقيق اليت‬ ‫أج��رت��ه��ا ‪ ،KPMG‬أدار بنك‬ ‫سوسيتيه ج��ن��رال عمل ّيات فقد‬ ‫فيها أكثر من نصف استثمارات‬ ‫قيمتها ‪ 1.8‬م��ل��ي��ار دوالر بينما‬ ‫حت� ّ�م��ل الليبيون ع��ش��رات امل�لاي�ين‬ ‫كتكلفة للخربات املالية‪ .‬وفقدت‬ ‫شركة جمموعة إدارة اإلستثمار‬ ‫(ب�ي�رم���ال) وم��ق��ره��ا ل���ن���دن‪ ،‬وال�ت�ي‬ ‫حصلت على ‪ 300‬مليون دوالر من‬ ‫هيئة اإلستثمار‪ 40 ،‬يف املئة منها‬ ‫يف ح�ين رحب���ت ‪ 27‬م��ل��ي��ون دوالر‬ ‫كرسوم‪ .‬والحظ املد ّقق أن (‪BNP‬‬ ‫ب��اري��ب��ا) ف��ق��دت ‪ 23‬يف امل��ائ��ة ‪":‬لقد‬ ‫كانت الرسوم العالية هي املسؤول‬ ‫املباشر عن النتائج السيئة"‪ .‬خسر‬ ‫بنك ك��ري��دي سويس ‪ 29‬يف املئة‬ ‫م��ن األم����وال ال�ت�ي أداره�����ا‪ .‬وف��ق��دت‬ ‫(جلوبال إنفيستمانت) لالستثمار‪،‬‬ ‫ومقرها يف لندن‪ ،‬على ما يبدو كل‬ ‫استثمار قيمته ‪ 100‬مليون دوالر يف‬ ‫صندوق اإلئتمان للبلدان الناشئة‬ ‫التابع ل��ه‪ ،‬يف حني اختفى استثمار‬ ‫ق���دره ‪ 300‬م��ل��ي��ون دوالر يف بنك‬ ‫(ليمان براذرس) من السج ّ‬ ‫الت‪ ،‬بعد‬ ‫انهيار البنك يف سنة ‪ .2008‬هذا ومل‬ ‫يستجب كريدي سويس وبريمال‬ ‫لطلب احل��ص��ول على تعليق‪ .‬ومل‬ ‫يتسن اإلتصال جبلوبال‪)).‬‬

‫‪0707‬‬ ‫ورشة عمل بعنوان‬ ‫(زيادة الضرائب املفروضة‬ ‫على التبغ )‬

‫بالتعاون مع مجعية ليبيا للدراسات والعلوم االقتصادية‬ ‫واملالي���ة ومكت���ب االع�ل�ام والتوعية والتثقي���ف الصحى‬ ‫بإدارة اخلدم���ات الصحية اقيم بقاع���ة مجعية الكفيف‬ ‫ بنغازى ‪ -‬ورش���ة عمل حول زي���ادة الضرائب املفروضة‬‫عل���ى التبغ ‪ ،‬وحبض���ور العديد من املختص�ي�ن واملهتمني‬ ‫واإلعالميني واملهتمني واهلالل االمحر ‪ ،‬هذا وقد ابتدأت‬ ‫الورش���ة باي���ات بين���ات من الذك���ر احلكيم ثم النش���يد‬ ‫الوطنى ومن مت كلمة مجعية ليبيا للدراس���ات والعلوم‬ ‫االقتصادي���ة واملالي���ة ‪ ،‬وم���ن مت ق���دم الربنام���ج العلمى‬ ‫للورش���ة ورقات علمية حول مصلحة الضرائب من قبل‬ ‫االساتذة ‪:‬ـ‬ ‫أ ـ امحد العوامى‬ ‫أ ـ صالح الرتهونى‬ ‫أ ـ على سعد الربداح‬ ‫ه���ذا وقد ثم عرض الورقات املتعلقة بورش���ة عن طريق‬ ‫جه���از الع���رض زي���ادة يف االيض���اح واس���تيفاء لف���رص‬ ‫النقاش ‪ ،‬وأعطيت بعدها حلقة نقاش بهذا اخلصوص ‪.‬‬

‫جملة "ميزان " يف‬ ‫عددها اجلديد‬ ‫صدر عدد جديد من اجمللة الفصلية "ميزان" اليت‬ ‫تصدرها منظمة "حمامون من أجل العدالة يف ليبيا"‬ ‫اجمللة تناقش قضايا مرتبطة حبقوق اإلنسان وحكم‬ ‫مقاالت تناقش‬ ‫ويتضمن هذا العدد‬ ‫القانون يف ليبيا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫قضايا ومسائل عدة ذات صلة مبستقبل ليبيا‪ ،‬مثل‬ ‫م��ع��ض��ل��ة ال��ش��رع��ي��ة‬ ‫يف ال����دول����ة ال��ل��ي��ب��ي��ة‬ ‫�اب�لات‬ ‫اجل��دي��دة‪ ،‬وم��ق� ٍ‬ ‫م���������ع ش����خ����ص����ي����ات‬ ‫ح��ق��وق��ي��ة م��ع��روف��ة‪،‬‬ ‫م��ث��ل ح��س��ن األم��ي�ن‪،‬‬ ‫وأل�بي س��اك��س‪ ،‬كما‬ ‫الت‬ ‫يقدّم أفكارا ّ‬ ‫وتأم ٍ‬ ‫حول انتخابات اهليئة‬ ‫التأسيسية لصياغة‬ ‫الدستور يف ليبيا‪ ،‬من‬ ‫وجهات نظر متعدّدة‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫رد على ما جاء يف مقال ‪:‬‬

‫جتربة املؤمتر الوطين العام‬ ‫للكاتب ‪ :‬حممد خليل الزروق‬

‫صاحل عبد احلي املنصوري‬ ‫•نظام القذايف – رغم موته – ال‬ ‫زال قائم ًا‬ ‫ملا كان من يتناول الشأن العام فى‬ ‫الصحافة واإلعالم عامة جيب أن‬ ‫يتقبل بصدر رح��ب م��ن تعليقات‬ ‫وت��ص��وي��ب��ات وال��ن��ظ��رة امل��خ��ال��ف��ة‬ ‫ل�لآخ��ري��ن ب��اع��ت��ب��اره��م يعنيهم‬ ‫كمواطنني ‪...‬ت��ن��اول الكاتب شأناً‬ ‫يعنيهم ومن هذا املنطلق واستناداً‬ ‫حل���ق ال���ق���راء ف���ى م��ع��رف��ة ال���رأي‬ ‫اآلخ���ر م��ن��ح� ُ‬ ‫�ت نفسي ب��ع��د ق���راءة‬ ‫امل��ق��ال ( جت��رب��ة امل��ؤمت��ر ال��وط�ني‬ ‫العام ) للسيد حممد خليل الزروق‬ ‫أن أتناوله مبا أعتقد بأنه الصواب‬ ‫ال����ذى ت��غ��اف��ل ع��ن��ه ال��ك��ات��ب س���واء‬ ‫س��ه��واً أو ق��ص��داً ي��ب��ث م��ن خالله‬ ‫توجه فكري وجهوي معني فأقول‬ ‫‪:‬بنى الكاتب املقال على قاعدتني‬ ‫أس���اس���ي���ت�ي�ن ك���ان���ت���ا ه���م���ا امل��ب�رر‬ ‫لتسطري مقال مطول مت نشره فى‬ ‫صحيفة ميادين فى عددين لطوله‬ ‫هما العددين ( ‪ 171‬و ‪... ) 172‬‬ ‫ال��رك��ي��زة األوىل ‪ :‬ه��ى أن نظام‬ ‫القذايف – رغم موته – ال زال قائماً‬ ‫م��س��ي��ط��راً ع��ل��ى امل��ش��ه��د السياسي‬ ‫وهو املسئول على احلالة الراهنة‬ ‫كتأسيس لنظرية األزالم ‪.‬‬ ‫الركيزة الثانية ‪ :‬أن هناك تيار‬ ‫ُمعارض للثورة املُمثلة فى اإلسالم‬ ‫السياسي الذى هو أساساً فى مجاعة‬ ‫اإلخوان املسلمني ومن فى ركبهم‬ ‫‪ .‬ول��ك��ي ت��ك��ون ال���ق���راءة واض��ح��ة‬ ‫س��وف أستشهد ب��ف��ق��رات م��ن ذات‬ ‫املقال مقتبسة أضعها بني قوسني‬ ‫‪،‬عندما قال ‪ (:‬من قلة الفهم للواقع‬ ‫أن نتصور أن السقوط العسكري‬ ‫وال��س��ي��اس��ي ل��ل��ن��ظ��ام ال����ذي ك��ان‬ ‫حاكما يف ليبيا بشعاراته وشاراته‬ ‫ً‬ ‫يعين اختفاء اجل��زء األس��اس��ي من‬ ‫ب��دن��ه املتمثل يف الشبكة الكبرية‬ ‫واملعقدة م��ن امل��ص��احل ال�تي عاشت‬ ‫ع��ل��ى أم�����وال ث����روة ال��ن��ف��ط ‪.... ،‬‬ ‫واليوم هلذا التيار وجوده السياسي‬ ‫واإلعالمي والعسكري واملالي‪ ،‬وهو‬ ‫التيار السياسي األول يف ليبيا‪ ،‬وله‬ ‫من اخل�برة يف التعامل اإلعالمي‪،‬‬ ‫وم����داورة اجل��م��ه��ور‪ ،‬وم��ن ال��وف��رة‬ ‫املالية‪ ،‬ومن القدرة على املناورة‪ ،‬ما‬ ‫ُي َع ُّد به التيار األقدر واألقوى‪ ،‬وهو‬ ‫املسؤول األول عن كل ما جيري يف‬ ‫ليبيا‪.‬وهو يتكون من الصف الثاني‬ ‫والثالث من الطبقة احلاكمة أيام‬

‫النظام السابق ‪ ..............‬وما بقي‬ ‫من اجليش احمللول واستمر على‬ ‫عقيدة ال���والء للنظام ال للوطن‪،‬‬ ‫‪ ..............‬وكثري من هؤالء يشارك‬ ‫أمنيا‬ ‫يف حرب حقيقية على البالد ًّ‬ ‫وسياسيا وعسكريًّا‬ ‫واستخبارتيا‬ ‫ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫واقتصاديًّا ‪ُ ) .........‬مقتبس ‪،‬فهل يا‬ ‫ترى هم املسئولون عن حرق مطار‬ ‫طرابلس ‪............‬وأن هلؤالء األزالم‬ ‫( بيئة اجتماعية حاضنة وراعية‬ ‫ومالئمة‪ ،‬قابلة للفساد واالحنراف‬ ‫والظلم والقبح‪ ،‬تعايشه‪ ،‬بل تعيش‬ ‫ريا‬ ‫ع��ل��ي��ه‪ .......... ،‬وال تهتم كث ً‬ ‫بالشأن ال��ع��ام إال مب��ق��دار املنفعة‬ ‫الشخصية املادية اآلنية املباشرة‪،‬‬ ‫وما دون ذلك يعد عندها من طحن‬ ‫اهل��واء ومضغ امل��اء !!!!!! ) مقتبس‬ ‫‪،‬وم��اذا تبقى من اجملتمع إذاً‬ ‫‪ ( ...‬ومنذ أن بدأت ترتجح‬ ‫كفة ال��ث��ورة بعوامل‬ ‫داخلية وخارجية بدأ‬ ‫تيار النظام الضارب‬ ‫جبذوره يف أجهزة‬ ‫الدولة واجملتمع‬ ‫يكيف نفسه مع‬ ‫ِّ‬ ‫ال��وض��ع اجلديد‬ ‫‪ ) .........‬مقتبس‬ ‫و إىل ه������ذا‬ ‫اجل���زء ن��ق��ول أن‬ ‫ال��ك��ات��ب تناقض‬ ‫مع نفسه عندما‬ ‫يصف بقايا النظام‬ ‫السابق بالقوة فى‬ ‫ح��ي�ن ي���ق���ول ( وال‬ ‫يرا بالشأن‬ ‫تهتم ك��ث� ً‬ ‫العام إال مبقدار املنفعة‬ ‫الشخصية امل��ادي��ة اآلنية‬ ‫املباشرة‪ ،‬وما دون ذلك يعد‬ ‫عندها من طحن اهلواء ومضغ‬ ‫امل���اء !!!!!! ) مقتبس ‪،‬ث��م ينسب‬ ‫إليها مسئولية ما جيري فى ليبيا‬ ‫اليوم من صراع على السلطة ‪...‬؟ ‪(،‬‬ ‫ومنذ أن بدأت ترتجح كفة الثورة‬ ‫بعوامل داخلية وخارجية بدأ تيار‬ ‫النظام الضارب جبذوره يف أجهزة‬ ‫يكيف نفسه مع‬ ‫الدولة واجملتمع ِّ‬ ‫الوضع اجلديد ‪ ) .........‬مقتبس ‪(،‬‬ ‫ولكن اجملتمع الدولي الذي ساعد‬ ‫الليبيني يف ثورتهم كان يضغط‬ ‫يف اجت��اه إص���دار وثيقة يتبني به‬ ‫طبيعة ال��دول��ة ال�تي ستكون بعد‬ ‫التحرير‪ ،‬وتتضح بها معامل خطة‬ ‫الطريق‪ ،‬فكان أن ص��در اإلع�لان‬

‫الدستوري يف ‪ 3‬أغسطس ‪).2011‬‬ ‫مقتبس ‪،‬واحل��ق��ي��ق��ة أن اإلدع���اء‬ ‫بأن اجملتمع الدولي هو من كان‬ ‫وراء إص���دار اإلع�ل�ان ال��دس��ت��وري‬ ‫هى فرية ألن احلقيقة أن هناك‬ ‫ق����وى ج��ه��وي��ة داخ���ل���ي���ة ال ت��ري��د‬ ‫ال��ع��ودة ل��دس��ت��ور ‪ 1963‬ألس��ب��اب‬ ‫تــُـخفيها وما كان اجملتمع الدولي‬ ‫ل��ي��ع�ترض ل���و ع���اد ال��ل��ي��ب��ي��ون إىل‬ ‫ال��وض��ع ال��دس��ت��وري السابق ال��ذى‬ ‫ك���ان األس����اس ف��ي��ه م��ن صناعة‬ ‫األمم املتحدة‪.‬وقراءة فى اإلعالن‬ ‫الدستوري ال��ذى أص��دره اجمللس‬ ‫الوطين االنتقالي مل يتضمن أشياء‬ ‫تضمن لتيار النظام السابق مواقع‬ ‫مرحية ف����ى ال��س��ل��ط��ة وجت��ع��ل‬ ‫ك����ف����ت����ه‬

‫راج��ح��ة‬ ‫ك�����م�����ا ي����دع����ي‬ ‫الكاتب ‪ .‬و( أن تيار النظام مم ّث ً‬ ‫ال‬ ‫يف ح��زب حتالف ال��ق��وى الوطنية‬ ‫عرض على حزب العدالة والبناء‬ ‫أن ي��دخ��ل��وا االن��ت��خ��اب��ات يف قوائم‬ ‫موحدة! ذلك أنهم كانوا خائفني‬ ‫ج���دًّا م��ن خ��روج��ه��م م��ن السلطة‬ ‫على الصعيد الرمسي على األقل‪).‬‬ ‫م��ق��ت��ب��س ‪،‬وك���ي���ف خي����اف ت��ي��ار‬ ‫ي��دع��ي أن���ه مي��ث��ل ال��ن��ظ��ام السابق‬

‫مع إمكانياته غري احمل���دودة التى‬ ‫يدعيها هلم الكاتب ‪..‬؟؟؟ وأن اإلدارة‬ ‫ال��ت��ى عمل بها ت��ي��ار ال��ن��ظ��ام على‬ ‫امل��س��رح السياسي اللييب موجودة‬ ‫؟؟؟!!! ‪ (.‬وعدم توافق حزب العدالة‬ ‫وحتالف القوى الوطنية أدى إىل‬ ‫انقسام امل��ؤمت��ر إىل تيارين كان‬ ‫واضحاً منذ البداية أتبع ذلك بشن‬ ‫احل���رب على حكومة زي���دان ‪ :‬أنا‬ ‫شخصياً سبق وأن سجلت رأيي فى‬ ‫شخص على زيدان أقلها لو كانت‬ ‫لديه كرامة الرجل اللييب ما بقى‬ ‫يوماً بعد خطفه وتعرية مالبسه‬ ‫الداخلية )‪.‬أم��ا وجهة نظر حممد‬ ‫خليل ال����زروق ف��ي��ه فهى ( كان‬ ‫ع��ل��ي زي����دان شخصية جمهولة‬ ‫للكثريين‪ ،‬ب��ل إن بعضهم كان‬ ‫حيسن به الظن ويثين عليه وي ُعدُّه‬ ‫من املعارضني لنظام القذايف‪ ،‬ومل‬ ‫ً‬ ‫مراوغا يلعب‬ ‫يكن كذلك‪ ،‬كان‬ ‫على كل احل��ب��ال‪ ،‬وك��ان هذا‬ ‫تسرب‬ ‫من األخطاء‪ ،‬ذلك أن ُّ‬ ‫بعض األع��ض��اء م��ن تيار‬ ‫ال���ث���ورة إىل ال��ت��ص��وي��ت‬ ‫لعلي زيدان منخدعني‬ ‫به م ّكن تيار النظام‬ ‫م��������ن ال�������وص�������ول‬ ‫إىل احل����ك����وم����ة‬ ‫واالس�������ت�������ي���ل���اء‬ ‫ع��ل��ي��ه��ا‪ ،‬وتثبيت‬ ‫منظومة الفساد‬ ‫وت��ع��زي��زه��ا‪ ،‬وما‬ ‫زال����وا مستولني‬ ‫عليها إىل اليوم‬ ‫مل يربحوها‪...‬‬ ‫•احلكومة اليت مل‬ ‫تستهدف النجاح‬ ‫ك�����������ان س����ل����وك‬ ‫احل�����ك�����وم�����ة ‪-‬وال‬ ‫أق������ول ف��ش��ل��ه��ا ألن��ه��ا‬ ‫مل تقصد إىل النجاح‪-‬‬ ‫ذري�����ع�����ة ل��ت��ح��م��ي��ل ك��ل‬ ‫مساوئها على امل��ؤمت��ر‪ ،‬وليس‬ ‫أقلها صرف أكثر من ‪ 70‬مليا ًرا‪،‬‬ ‫وه���و م��ب��ل��غ أس���ط���وري‪ ،‬ب�ل�ا ش��يء‬ ‫ملموس ي��ذك��ر) ُمقتبس ‪،‬وغ��اب‬ ‫ع��ن الكاتب أن م��ن ه��ذه املليارات‬ ‫ال��س��ب��ع��ون ‪ ..‬م��ل��ي��ار دُف����ع م���ن بو‬ ‫سهمني للدروع وغرفة عمليات (‬ ‫الثوار ) وبالتأكيد زيدان مل يضع‬ ‫هذه املبالغ ( األسطورية ) فى جيبه‬ ‫ال دف��اع �اً عنه ولكن ألن��ه ضعيف‬ ‫وأج�بن م��ن أن يتصرف شخصياً‬

‫فى مثل هذا املبلغ ‪.‬ونسب الكاتب‬ ‫إىل علي زيدان ‪ ( :‬رفض دمج الثوار‬ ‫يف املؤسسات العسكرية واألمنية‬ ‫للدولة‪ ،‬وعدم تنفيذ قراري املؤمتر‬ ‫رقم ‪ 27‬القاضي بإخالء طرابلس‬ ‫من اجملموعات املسلحة‪ ،‬ورقم ‪53‬‬ ‫القاضي بدمج اجلماعات املسلحة‬ ‫ف�������رادى يف اجل���ي���ش ) م��ق��ت��ب��س‬ ‫‪.‬وال��ت��ى تراجع عنها املؤمتر نفسه‬ ‫والكاتب هنا إما أنه ال يعيش معنا‬ ‫أو يتعمد أن يتجاهل ال��واق��ع املر‬ ‫استخفافا بنا فكيف ميكن لعلي‬ ‫زي���دان دم��ج ه��ذه املليشيات التى‬ ‫اعتقلته وأخذت مالبسه الداخلية‬ ‫أن ي��ل��زم��ه��ا ب��االن��ض��م��ام للجيش‬ ‫أو الشرطة وب��أي أداة متلك قوة‬ ‫تضاهي ق��وة ه���ؤالء ؟؟ أو يلزمها‬ ‫بأن تأخذ مرتباتها بالرقم الوطين‬ ‫وه���ى جت�بر وك��ي��ل وزارة املالية‬ ‫على صرف املاليني نقداً باإلكراه‬ ‫على اعتبارها مرتبات منتسييب‬ ‫هذه الدروع فإذا كانت هى قناعات‬ ‫الكاتب فهى مأساة ‪...‬والكاتب يرى‬ ‫( اخلطأ الفادح الذي ارتكبه حزب‬ ‫العدالة هو املشاركة يف حكومة‬ ‫علي زي��دان واالس��ت��م��رار فيها إىل‬ ‫أن متكن زيدان من تثبيت أقدامه‪،‬‬ ‫وص� َن��ع كتلة برملانية حامية له‬ ‫َ‬ ‫‪ ........‬إذ مل يسحب احل��زب وزراءه‬ ‫إال يف ‪ 21‬يناير ‪ ،2014‬بعد أن‬ ‫استفحل خطر زي��دان على األمن‬ ‫القومي اللييب ) مقتبس ‪،‬وانسحاب‬ ‫ح��زب العدالة م��ن حكومة زي��دان‬ ‫ال عالقة له باألمن القومي اللييب‬ ‫إال إذا اُع��ت�برت زي��ارت��ه ملصر بعد‬ ‫س��ق��وط حم��م��د م��رس��ي ت��ه��دي��داً‬ ‫لألمن القومي اللييب باعتبار أمن‬ ‫اإلخ���وان فى مصر من أم��ن حزب‬ ‫العدالة فى ليبيا ‪ ...‬باعتبار الفرع‬ ‫يتأثر باألصل وإن ك��ان أحدهم‬ ‫ك���ذب ع��ن��دم��ا ق���ال ال ع�لاق��ة لنا‬ ‫ب��امل��ق��ط��م ‪...‬وال���ك���ات���ب ي��ع��ي��ب على‬ ‫املثقفني أن أصبح فكرهم كفكر‬ ‫العوام وال أعتقد حتى العوام يقبل‬ ‫ب��ق��ص��ة ت��ك��وي��ن ي��وس��ف امل��ن��ق��وش‬ ‫ل���دروع ضـُمت للجيش ‪ ..‬وال��ع��ام‬ ‫واخل��اص يعلم بأن هذه التسمية‬ ‫أُري��د بها خ��داع الليبيني املطالبني‬ ‫بالشرطة واجليش ‪...‬وأن إجباره‬ ‫على االستقالة كان ( بعد تدبري‬ ‫حادثة ال��درع رق��م ‪ 1‬يف الكويفية‬ ‫يف بنغازي يف ‪ 8‬يونيو ‪.......،2013‬‬ ‫ف��ك��ان أن سمُ ���ي للمنصب ال��ل��واء‬

‫ع��ب��د ال��س�لام ج���اد اهلل ال��ع��ب��ي��دي‪،‬‬ ‫وظ��ه��ر حسن اخ��ت��ي��اره يف موقفه‬ ‫م��ن عملية حفرت احل��رب��ي��ة على‬ ‫بنغازي‪ ،‬فأعلن أنها انقالب وخروج‬ ‫على الشرعية ‪ ) .........‬مقتبس‬ ‫‪،‬ورئ���ي���س األرك�����ان ه���ذا امل��رح��ب‬ ‫ب��ه م��ن ال��ك��ات��ب ع��اج��ز بكل معنى‬ ‫الكلمة فلم حيرك ساكنا عندما‬ ‫رف���ض أح���د ال����دروع تنفيذ أم��ره‬ ‫بإخالء أحد املعسكرات فى بنغازي‬ ‫ثم يقال بأن الدروع تتبع اجليش‬ ‫وهذا رئيس أركان اجليش الذى‬ ‫مل ي��ـ�ُ�ح��دث ج���دي���د ف���ى اجل��ي��ش‬ ‫ف� ّ‬ ‫�ض��ل اجل��ي��ش ك��م��ا ه��و ويكفي‬ ‫أن يـُدين ه��ذا ( رئيس االرك��ان)‬ ‫عملية الكرامة حتى ينال الرضى‬ ‫والتقدير ورمبا الرتقية إىل مشري‬ ‫‪ ...‬ومل يتكلم أح���د ع��ن األس��ب��اب‬ ‫التى دفعت لظهور عملية الكرامة‬ ‫وه���ى االغ��ت��ي��االت ال��ت��ى جت���اوزت‬ ‫مخ��س��م��ائ��ة م��ن ال��ع��س��ك��ري�ين فى‬ ‫بنغازي وحدها ‪...‬‬ ‫•سياسة العزل ‪ ،،،‬سياسة االقصاء‬ ‫ال��ع��زل السياسي ‪ :‬اجلميع يعلم‬ ‫ب��أن اجلبهة ه��ى م��ن ط��رح فكرة‬ ‫العزل السياسي تريده قاصراً على‬ ‫ال��ف�ترة ال��ت��ى ك���ان فيها حممود‬ ‫جربيل حصرياً يعمل فى النظام‬ ‫السابق وه��ى س��ن��وات قليلة خلت‬ ‫ول��ك��ن حت��ال��ف ال���ق���وى ال��وط��ن��ي��ة‬ ‫جعلها متتد إىل ‪1969/09/01‬‬ ‫حبيث يشمل الكل ‪ ...‬وهنا حتققت‬ ‫م��ق��ول��ة م���ن ح��ف��ر ح��ف��رة ألخ��ي��ه‬ ‫وقع فيها ‪...‬والكاتب يعترب خروج‬ ‫سياسيا‬ ‫املقريف ( فخسر املؤمتر‬ ‫ًّ‬ ‫حم��ن� ًك��ا‪ ،‬وم��ع� ً‬ ‫�ارض��ا ع��ن��ي�دًا لنظام‬ ‫القذايف طيلة عشرات من السنني‪.‬‬ ‫) مقتبس ‪،‬وفاته بأن العربة خبوامت‬ ‫األعمال ألن املقريف ك��ان يقود‬ ‫جبهة اإلن��ق��اذ ول��ك��ن بعد عملية‬ ‫باب العزيزية فى ‪1984/05/08‬‬ ‫وكان لقواعد اجلبهة رأي خمالف‬ ‫ف��ى مستقبل ال��ع��م��ل العسكري‬ ‫تصلب برأييه األمر الذى أدى إىل‬ ‫خروج الكثري من األعضاء البارزين‬ ‫كالدكتور يونس فنوش منوذجاً‬ ‫وأص��ب��ح��ت اجل��ب��ه��ة ف���ى تناقص‬ ‫مستمر حتى أصبحت عبارة عن‬ ‫جبهة العائلة ‪...‬أما املوقف الفارق‬ ‫ه��و رف��ض��ه اق��ت�راح االن��ت��ق��ال إىل‬ ‫مدينة البيضاء تالفياً حملاصرة‬ ‫امل��ؤمت��ر ب��ال��س�لاح ال��ت��ى أصبحت‬ ‫ش��ب��ه دائ���م���ة ف��رف��ض حب��ج��ة أن‬ ‫ه��ذا سيعطي رس��ال��ة خاطئة بأن‬ ‫طرابلس غ�ير آمنة وه��ى مل تكن‬ ‫آم��ن��ة ح��ت��ى ال��ي��وم ‪ ...‬ول���و انتقل‬ ‫امل��ؤمت��ر إىل البيضاء ل��ك��ان األم��ر‬ ‫خ�لاف ما انتهى إليه ‪ ...‬م��اذا بعد‬ ‫اختطاف رئيس ال��وزراء والرئيس‬ ‫الثاني للمؤمتر وسيناريو حماولة‬ ‫اغتيال املقريف نفسه التى كانت‬ ‫تهدف ال لتصفيته جسدياً ولكن‬ ‫إره��اب��ه ل�ترك مكانه لبو سهمني‬ ‫الرئيس ال��ص��وري للمؤمتر حيث‬ ‫أن الرئيس الفعلي غريه علمه من‬

‫علمه وجهله من جهله فهل نقول‬ ‫بو سهمني خري خلف خلري سلف‬ ‫؟؟؟‪،‬وال���ك���ات���ب ي��ق��ول ب���أن كتلة‬ ‫حتالف القوى الوطنية التى هى‬ ‫فى نظره املمثل للطابور اخلامس‬ ‫‪ ،‬ي��رج��ع وي���ق���ول ( م��ن��ذ األش��ه��ر‬ ‫األوىل بدأت كتلة حتالف القوى‬ ‫ال��وط��ن��ي��ة ت��ت��ف��س��خ وت��ت��ف��ل��ت من‬ ‫ق��ي��ادت��ه��ا خ���ارج امل��ؤمت��ر وتنفصل‬ ‫عنها ) مقتبس ‪،‬فكيف تكون هى‬ ‫األقوى وهى بهذا الضعف ؟؟؟ ‪.‬‬ ‫•خسارة معيتيق والبكاء على االطالل‬ ‫يبدو م��ن ط��ول امل��ق��ال أن الكاتب‬

‫متثلت الصني بعضوين فقط !!!!‬ ‫‪،‬وقضية بنغازي ‪ :‬اجمل�ني عليها (‬ ‫األرملة اليتيمة ) ذكرها الكاتب‬ ‫بسبب أم��ر واح���د ‪ ...‬وه��و قضية‬ ‫حفرت وإال ملا كان ذكرها أص ً‬ ‫ال‬ ‫كيف يذكرها وهو يقول بأنها‬ ‫دب��رت عملية السبت األس���ود فى‬ ‫الكويفية ومل يذكر لنا من دبر‬ ‫عملية غرغور فى طرابلس !!!!‪.‬‬ ‫•النفط املغلق صار ال يتوقف‬ ‫ق��ض��ي��ة ق��ف��ل امل����وان����ئ واحل���ق���ول‬ ‫النفطية ‪ :‬أو ً‬ ‫ال ال جيوز ملن ال علم‬ ‫له بالقانون املالي وقوانني امليزانية‬

‫حمم���د املقري���ف الرئي���س األول‬ ‫للمؤمتر الوطين والذي مت عزله‬

‫مصطف���ي عب���د اجللي���ل رئي���س‬ ‫اجمللس الوطين االنتقالي‬ ‫ووض���ع رص��ي��د ال��ب��ن��ك امل��رك��زي‬ ‫وكيف مت التصرف فيه أن يتكلم‬ ‫فيه ‪ ...‬كان هناك أكثر من ‪350‬‬ ‫م���ل���ي���ار دي���ن���ار‬ ‫ع���ن���دم���ا‬

‫ي��ن��س��ى أف���ك���اره حب��ي��ث ي��ت��ع��ارض‬ ‫م��ن ص��ف��ح��ة ألخ����رى ‪ ...‬ال��ك��ات��ب‬ ‫متأثر ج���داً ل��ع��دم ح��ص��ول أمحد‬ ‫امعيتيق ع��ل��ى رئ��اس��ة احلكومة‬ ‫رغ���م ال��ك��ول��س��ة وخ���رق للدستور‬ ‫واللوائح الداخلية للمؤمتر حيث‬ ‫ج��اءت احملكمة حبكم ( سياسي )‬ ‫هزيل كما وصفه الكاتب ونسى‬ ‫أن ف��ى ه��ذا إه��ان��ة للمحكمة‬ ‫واعترب أن هذا احلكم ضربة‬ ‫للثورة وتيارها وللمؤمتر‬ ‫ال���وط�ن�ي ال�����ذى ذك��ر‬ ‫ل���ه اجن�������ازات مهمة‬ ‫ال مي��ك��ن جتاهلها‬ ‫وبالطبع ليس من‬ ‫بينها قانون العزل‬ ‫ال����س����ي����اس����ي أو‬ ‫بتكوين اجليش‬ ‫وال�����ش�����رط�����ة‬ ‫ول����ك����ن ج��ل��ه��ا‬ ‫ف����ى ال���ش���ئ���ون‬ ‫االج��ت��م��اع��ي��ة‬ ‫ك������ق������ان������ون‬ ‫ع�لاوة العائلة‬ ‫ل����ل���أب��������ن��������اء‬ ‫وت��ع��دي�لات فى‬ ‫روات���ب معاشات‬ ‫ت���ق���اع���د ‪ ....‬اخل‪.‬‬ ‫وحي����اول التغطية‬ ‫ع���ل���ى ه�����ذا اإلن����ت����اج‬ ‫اهلايف بأن ذلك جتربة‬ ‫م��ن�يرة ميكن ال��ب��ن��اء عليها‬ ‫حتى وإن كانت تـُكلف الليبيني‬ ‫ستة ماليني دينار شهرياً ما بني‬ ‫م��رت��ب��ات وإق��ام��ة مل��ؤمت��ر مل��ا دُع��ي‬ ‫حل��ض��ور إج��ت��م��اع ب��رمل��ان��ي دول��ي‬ ‫ف��ى ك��ن��دا ذه���ب ع��ش��رون ع��ض��واً‬ ‫أى ‪ %10‬م��ن األع��ض��اء ف��ى حني‬

‫ت�����س�����ل�����م�����ت‬ ‫حكومة الثورة األم��ر وهو مبلغ (‬ ‫أسطوري ) تبخر دون أن تشق به‬ ‫طريق أو تبنى به مدرسة ولذلك‬ ‫العقل يقول بأن يـُقفل حنفية ضخ‬

‫حممد خليل الزروق‬

‫ن���وري بوس���همني الرئي���س الثاني‬ ‫للمؤ متر الوطين وقد مت اختطافه‬ ‫املزيد من ه��ذه املليارات فتتبخر‬ ‫هى األخرى ‪ ...‬مبا يعين مزيد من‬ ‫اهل��در للمال العام ودون التطرق‬ ‫ل�لأس��ب��اب األخ���رى ال��ت��ى أدت إىل‬ ‫ال��ق��ف��ل ال��ع�برة بالنتيجة‬ ‫ب��أن ه��ذا النفط بقى‬ ‫فى ج��وف األرض‬ ‫وليس صحيحاً‬ ‫بل كذب من‬ ‫قال أن بقائه‬ ‫خ������س������ارة‬ ‫ألن�����������������ه‬ ‫مب����ج����رد‬ ‫مت‬ ‫االت���ف���اق‬ ‫مت‬ ‫التصدير‬ ‫بكل يـُسر‬ ‫‪...‬األم���وال‬ ‫ال���������ت���������ى‬ ‫ت����ب����خ����رت‬ ‫خ���������س���������ارة‬ ‫ف��ع��ل��ي��ة ل��ك��ل‬ ‫ال��ل��ي��ب��ي�ين ألن��ه‬ ‫مت ال����ت����ص����رف‬ ‫ف��ي��ه��ا ب����دون راب���ط‬ ‫م���ن م��ي��زان��ي��ة كما‬ ‫العامل اآلخ��ر وال أعتقد‬ ‫ب���أن ب��وس��ه��م�ين اس��ت��ن��د إىل‬ ‫ميزانية عندما دفع مليار دينار‬ ‫وهذه عينة فقط وما خفي كان‬ ‫أعظم ‪ ...‬والليبيون مل يتأثروا بهذا‬ ‫القفل ألن املرتبات والدعم السلعي‬ ‫والبنزين استمرت مما يؤكد عدم‬ ‫احلاجة اآلنية إليه ‪...‬من الصعب‬ ‫تتبع زالت امل��ق��ال كلها ألن هذا‬ ‫يقتضي أن حن��ت��اج ألك��ث��ر من‬ ‫عدد من صحيفة ميادين وهو ما‬

‫‪09‬‬ ‫ال يسمح به الوقت ولكن الثمرة‬ ‫امل��س��ت��ف��ادة ه��ي ‪:‬أن السيد حممد‬ ‫خليل ال��زروق يريد تبييض وجه‬ ‫امل���ؤمت���ر ال���وط�ن�ي ال���ع���ام وح���زب‬ ‫العدالة والبناء بتسويد اخلصوم‬ ‫– القوة املفرتض أنها خمالفة هلم‬ ‫– سواء التحالف أو ممن ال يقبل‬ ‫بأن يستولي اإلخوان على السلطة‬ ‫– مم��ن وصفهم اإلخ��وان��ي ن��زار‬ ‫ك��ع��وان ب��اخل��ردة البشرية ‪ ،‬و ال‬ ‫ينكر مسئولية املؤمتر الوطين العام‬ ‫الكاملة عن ما وصل إليه األمر إال‬ ‫مكابر ‪ ،‬وم��ن ال ي��ص��دق فلريجع‬ ‫إىل ال��واق��ع و إىل أراء وم��ق��االت‬ ‫ك���ل امل��ن��ص��ف�ين مم���ن ي��ؤك��دون‬ ‫م��س��ئ��ول��ي��ة ه���ذا امل��ؤمت��ر املنتهية‬ ‫والي���ت���ه م��ن��ذ ‪2014/02/07‬‬ ‫بشهادة خ�براء القانون كاألستاذ‬ ‫الدكتور مسعود الكانوني وليس‬ ‫من األطفال الذين يدّعون العلم‬ ‫‪ ،‬إن حت��م��ي��ل ( أزالم ) مب���ا هو‬ ‫حاصل اليوم مشاعة ّ‬ ‫مل الليبيون‬ ‫م��ن مس��اع��ه��ا وأص��ب��ح��ت معلبات‬ ‫غذائية انتهت صالحيتها ألنهم‬ ‫لو كانوا من القوة التى ذكرها‬ ‫هلم الكاتب فى مستهل مقاله ملا‬ ‫بقي أكثر من مليون منهم خارج‬ ‫الوطن ‪ ...‬فكان بإمكانهم العودة‬ ‫وتكوين دروع وكتائب خاصة بهم‬ ‫فمن مينعهم إن كانوا كذلك ال‬ ‫جيش وال دول���ة حقيقية ‪ ...‬وأن‬ ‫‪ %80‬م��ن الليبيني متنوا ل��و أن‬ ‫‪ 17‬فرباير ما كانت على ضو ما‬ ‫انتهت إليه ‪.‬وبعد املقال حدث أن‬ ‫املؤمتر ال��ذى – داف��ع عنه الكاتب‬ ‫بشراسة – قام بعد انعقاد جملس‬ ‫ال��ن��واب ف��ى ط�برق – وه��ى ليست‬ ‫فى احلبشة – بإعطاء نفسه صفة‬ ‫الشرعية وهو خارج التغطية ومل‬ ‫ي��ع��ارض ت��دم�ير م��ط��ار طرابلس‬ ‫ال��دول��ي حبجة تسليمه للدولة‬ ‫ق���اع���اً ص��ف��ص��ف �اً ف���ى ح�ي�ن م��ط��ار‬ ‫أمعيتيقه ومطار مصراته خارج‬ ‫سلطة ال��دول��ة ل��درج��ة أن رئيس‬ ‫احلكومة مـُنع من السفر من مطار‬ ‫أمعيتيقة ‪...‬أم���ا اإلخ���وان فيكفي‬ ‫وصف رئيس كتلتهم فى املؤمتر‬ ‫ك���ع���وان ل��ل��ي��ب��ي�ين ب��أن��ه��م خ���ردة‬ ‫بشرية ‪ ،‬وتصريح رئيس حزبهم‬ ‫ص��وان بأن تدمري مطار طرابلس‬ ‫وتهجري أهلها عم ً‬ ‫ال مشروعاً رداً‬ ‫على عمل حفرت فى بنغازي فيا له‬ ‫من سياسي حمنك ‪ ...‬وهما أصدق‬ ‫من���وذج لفكر اإلخ����وان وم��ن على‬ ‫شاكلتهم ‪ ...‬وال��واق��ع أن الكاتب‬ ‫حاول جاهداً اإلختفاء خلف دعوى‬ ‫املوضوعية واحليادية ولكن الطبع‬ ‫يغلب التطبع فتوجهه الفكري‬ ‫واجل���ه���وي ك����ان ح���اض���راً ب��ق��وة‬ ‫وب��األخ�ير ن��ق��ول للكاتب كونك‬ ‫عضو ب��امل��ؤمت��ر ال��وط�ني جتشمت‬ ‫الدفاع عنه حتى بالقول املخالف‬ ‫للحقيقة – دف��اع�اً ع��ن نفسك –‬ ‫ولكن اهلل يعلم السر وأخفى ‪..‬واهلل‬ ‫املستعان ‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬ ‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫الثقافـــــــــــــة‬

‫العم���ل بال���ذات ألن طرابل���س‬ ‫تس���تحق أن خت���ص بأعم���ال‬ ‫إبداعية خاصة يف ه���ذه املرحلة‬ ‫اليت متر بها البالد"‪.‬‬ ‫وع���ن طرابل���س كم���كان مت‬ ‫االحتفاء به يف الرواية‪ ،‬له تأثريه‬ ‫ووال���دي ال���ذي كان ل���ه تأث�ي�ر‬ ‫كبري على ش���خصييت ومسرية‬ ‫حيات���ي وال�ت�ي كان���ت طرابلس‬ ‫بالنس���بة ل���ه قطع���ة من ف���ؤاده‪.‬‬ ‫وفيم���ا يب���دو أن���ي ورثت عش���ق‬ ‫طرابلس من���ه احتفي بطرابلس‬ ‫ألن���ي فتح���ت عي�ن�ي فيه���ا ويف‬ ‫مدينته���ا القدمية ويف ش���وارعها‬ ‫وأزقته���ا‪ .‬احتضن���ت ذكري���ات‬ ‫مفرح���ة وذكري���ات حمزن���ة‪.‬‬ ‫درس���ت يف مدارسها‪ .‬عشقت ُفّلها‬ ‫ويامسينه���ا‪ .‬تنس���مت م���ن عبري‬ ‫حبرها الصايف‪ .‬اعتززت بشاطئها‬ ‫ال���ذي انتح���رت فيالدلفيا حرقا‬ ‫مبحاذات���ه‪ .‬يغري�ن�ي التن���زه يف‬ ‫بس���اتينها وأس���واقها الش���عبية‪.‬‬ ‫أفتخ���ر بس���راياها احلم���راء‪.‬‬ ‫فكان���ت طرابل���س بطلته���ا بدون‬ ‫من���ازع بش���وارعها ال�ت�ي عرفته���ا‬ ‫ومس���اجدها وش���اطئها وأسواقها‬ ‫وأعراس���ها وعاداته���ا وتقاليده���ا‬ ‫وأغل���ب معامله���ا احملف���ورة يف‬ ‫وجداني"‪.‬‬ ‫فري���دة املص���ري املهتم���ة ب���أدب‬ ‫الطفل تدخل عامل الرواية اليوم‬ ‫ألنه���ا كم���ا قال���ت‪" :‬جت���د ب�ي�ن‬ ‫تفاصي���ل العمل الروائ���ي العامل‬ ‫الذي يتس���ع ل���كل ما يتب���ادر إىل‬ ‫أذهاننا من أفكار‪ ،‬وما يسكننا من‬ ‫مش���اعر وعواطف جتاه أنفس���نا‬ ‫وجتاه اآلخ���ر وجت���اه العامل من‬ ‫حولن���ا"‪ ،‬وأضاف���ت‪" :‬أش���عر دائما‬ ‫باملس���ئولية جتاه الطف���ل اللييب‬ ‫خاصة‪ ،‬بأدبه وثقافته املهمش���ة‪.‬‬ ‫حي���ث كان أدب األطف���ال يف‬ ‫ليبي���ا ه���و مش���روع األطروح���ة‬ ‫ال�ت�ي قدمته���ا إىل كلي���ة دار‬ ‫العل���وم جبامع���ة القاه���رة لنيل‬ ‫درج���ة الدكت���وراه‪ ،‬ث���م نش���رت‬ ‫عدة حب���وث ومقاالت ح���ول هذا‬ ‫املوضوع‪ ،‬كما ألقيت العديد من‬ ‫احملاضرات‪ ،‬وشاركت يف العديد‬ ‫من األنش���طة الثقافية‪ ،‬وما زلت‬ ‫أش���عر أننا مل نقدم شيئا للطفل‬ ‫اللييب الذي ينتظر الكثري منا"‪.‬‬ ‫وطين قال ىل وداعاً‬ ‫نسي كل احالمى وقتلت احالمه‬ ‫طعننى بسهم احلقيقة‬ ‫وعزم على مفارقتى‬ ‫حلقت فى مسائى أشباح أخوتي اخلونة‬ ‫ومضت صامتة ترتكنى أعانى وحدتى‬ ‫رفعت أيدى الوداع عند رحول أمالنا‬ ‫وكاد وداعه ميزقنى‬ ‫خطواته تتبعد مزقت قلوب الشعب‬ ‫ورحل االمل تارك القلب حائراً‬ ‫يسألنى ‪...‬‬ ‫قد اكون أنا اجلانى‬ ‫ولكن؟‬ ‫تأكد يا وطين‪ ،‬مسائك مشسي‬ ‫اليت ُتضيء طريقي‬ ‫كلماتي ُمدنك حتدثين عن تاريخ لن انساه‬ ‫قد ترى من بعد أمسى‬ ‫أنى تغريت يا وطين ولكن تغريي‬ ‫لن ينسينى من سكن فؤادى‬ ‫فمن اكون انا بدون وطن ؟‬ ‫الغربة اصبحت حياتى‪ ....‬وهذه صارت نارى‬ ‫غدر اخواني الرضك ضعف امياني‬ ‫سحقين حتت اقدام الفشل وهد احالمي‬ ‫واآلن مل يبق سوى هلفة ضعيفة من االمل‬ ‫ال اريدها لنفسي‪ ،‬فقط اريدك يا وطين‬ ‫ان تعيش يف وهمي حتى لو اخدع نفسي‬ ‫اعيش فى املاضى‪ ...‬حيث غنيت لك يا وطين‬ ‫انشودتى وكتبت لك اشعاري ورمست لوحاتي‬ ‫ونقشت حيب لك يا وطين بدمي على جسدي وشاما‪.‬‬

‫نوراهلدى املصري برشان‬

‫م��س��ل��س��ل ال��ق��ت��ل ال��ط��وي��ل ال���ذي‬ ‫ك��ان يف ب��داي��ت��ه وأس��ت��م��ر اكثر‬ ‫م��ن أرب��ع�ين ع���ام ول��ي��ت��ح��ول من‬ ‫قتل مبسدس أو ببندقية أو غريه‬ ‫‪،‬إىل تنفيذ قتل مج��اع��ي باملئات‬ ‫واالالف أي��ض��ا ‪ ،‬س����واء بتفجري‬ ‫ط��ائ��رة ليبيية رك��اب��ه��ا ليبيون‬ ‫لغرض تصفية حسابات سياسية‬ ‫مع الغرب ‪،‬أو حبقن أطفال ليبيني‬ ‫بفريوس قاتل ‪،‬أو بقتل باجلملة‬ ‫بفوهات البنادق لسجناء ليبيني‬ ‫‪ ،‬وق���د أش�����ارت ال����دراس����ات أي��ض��ا‬ ‫اىل ختطيط ال��ق��ذايف على امل��دى‬ ‫الطويل ك��ان يهدف يف األس��اس‬ ‫النهاء اجليش اللييب ‪ ،‬والتخلص‬ ‫منه ولو بالقتل الكرب عدد ممكن‬ ‫‪،‬طاملا وجدت األسباب املنطقية أو‬ ‫الواهية لتنفيذ ذل��ك ‪،‬واستبدال‬ ‫ه��ذا اجل��ي��ش ال���ذي خي��اف��ه معمر‬

‫أكثر من أي شي أخ��ر بالكتائب‬ ‫األم��ن��ي��ة ذات ال�����والء امل��ط��ل��ق له‬ ‫وب��دا بثالمثائة ضابط مت اصدار‬ ‫اح���ك���ام ع��س��ك��ري��ة ب��اع��دام��ه��م يف‬ ‫م��دن��ه��م وق���راه���م ‪ ،‬م��ن��ه��م وأح���د‬ ‫وعشرين ضابطا مت اعدامهم يف‬ ‫ساعة واحدة‪.‬ثم بدأ توريط ليبيا‬ ‫يف ح���رب خ��اس��رة م��ع ت��ش��اد ال�تي‬ ‫أرس����ل ال��ي��ه��ا أك��ث��ر م���ن مخسة‬ ‫االف من خ�يرة شبابها معضمهم‬ ‫كانوا طلبة ثانويات وجامعيني‬ ‫‪..‬وال���غ���ري���ب ه���و إه���ان���ة ال���ق���ذايف‬ ‫ل��ل��ي��ب��ي�ين ب��ق��ول��ه يف أح���د خطبه‬ ‫حرفيا (مسعت أنكم أرسلتم جيشا‬ ‫إىل تشاد من الذي أرسلهم؟ ومن‬ ‫يقودهم !! )‪،‬كما أرسل الف لييب‬ ‫إىل أوغندا ‪ ،‬وأكثر من هذا العدد‬ ‫اىل لبنان ‪،‬و أقل منه أو مثله اىل‬ ‫ن��ي��ك��ارج��وا ‪،‬وب��ن��م��ا ‪،‬وح���ت���ى ج��زر‬

‫أحالم وطين‪..‬‬

‫م���اح���دث يف ل��ي��ب��ي��ا م��ن��ذ ف�براي��ر‬ ‫‪ 2011‬وح��ت��ى االن ‪،‬م��ن فوضى‬ ‫وق��ت��ل وس��رق��ة وت��ه��ج�ير ‪ ،‬جعلت‬ ‫ال��ك��ث�ير م���ن ال��ل��ي��ب��ي�ين ي��ع��ت��ق��دون‬ ‫اع��ت��ق��ادا ج��ازم��ا أن م��اح��دث منذ‬ ‫أربعة عقود خلت ‪،‬وحتديدا يف اول‬ ‫سبتمر ‪ 1969‬كان ثورة سلمية‬ ‫وناصعة البياض مل تطلق فيها‬ ‫رصاصة واح��دة ‪، ،‬ومل ي � ُرق على‬ ‫جوانبها ال��دم ‪،‬وان ماحدث كان‬ ‫فقط إستجابة لتطلعات ّ‬ ‫الشعب‬ ‫اللييب املقهور ال��ذي ك��ان يطلب‬ ‫من معمر بومنيار القذايف ورفاقة‬ ‫ب��اس��ت��م��رار وب��احل��اح ب���ان ي��ب��ادروا‬ ‫ب��إن��ه��اء حكم امللكية وط���رد امللك‬ ‫ادريس األول خارج البالد وإقامة‬ ‫اجل��م��ه��وري��ة ال��ع��رب��ي��ة الليبية‬ ‫وه��ذا االعتقاد بالطبع خاطئ‪.-‬‬‫ويف ه��ذا املقال استعراض سريع‬ ‫لبعض الدالئل والوقائع والشواهد‬ ‫وال���ق���رائ���ن اهل���ام���ة ال�ت�ي ستدلل‬ ‫على خطا اعتقادهم والذي سببه‬ ‫ومرده ملا يعانونه االن ويعايشونه‬ ‫ي��وم��ي��ا ‪،‬أوان اع��ت��ق��اده��م بسلمية‬ ‫التغيري ال��ذي أط��اح بامللكية رمبا‬ ‫بسبب أع�لام سبتمرب ال��ذي كان‬ ‫ممنهج بذكاء ليمارس التهويل‬ ‫والتجهيل والتطبيل وال��ت��زم�ير‬ ‫ف��ق��ط م���ن أج���ل أن ي��ظ��ل معمر‬ ‫القذايف وحده القائد لعربة الثورة‬ ‫ال�تي ك��ان وق��وده��ا الفعلي ال��دم‬ ‫الغالي ‪ ،‬وطريقها الطويل معبد‬ ‫باجساد الضحايا ‪ !!!...‬تشري بعض‬ ‫ال��دراس��ات التارخيية ال�تي تهتم‬ ‫مبتابعة التغيري ال��ذي حصل يف‬ ‫ليبيا منذ اول يوم يف سبتمر ‪1969‬‬ ‫إىل أن القتل دون حماكمة ‪ ،‬بدا‬ ‫منذ استيالء العسكر على السلطة‬ ‫‪،‬وقد أورد الدكتور حممد يوسف‬ ‫املقريف يف كتابة( انقالب بقيادة‬ ‫خمرب ) أن ضابط الصف حممد‬ ‫إبراهيم التومي مت قتله امام مبنى‬ ‫اإلذاعة عشية الثامن من سبتمرب‬

‫‪1969‬النه حاول اغتيال القذايف‬ ‫‪ ،‬كما قتل يف ال��ش��ه��ور األخ�يرة‬ ‫لعام ‪ 1969‬ودون حماكمة أيضا‬ ‫مفتاح اهلندياني وهو مواطن لييب‬ ‫من مدينة امل��رج ‪،‬وق��د مت أغتياله‬ ‫بأمر مباشر م��ن معمر ال��ق��ذايف ‪،‬‬ ‫بعد أن أخرجة من السجن ومنحه‬ ‫رت���ب���ة م��ه��م��ة يف اجل���ي���ش ع��ل��ى‬ ‫خلفية دوره املهم يف دع��م الثورة‬ ‫اجل��زائ��ري��ة ‪،‬وك��ذل��ك معارضته‬ ‫للحكم امل��ل��ك��ي‪ ،‬وتتفق ال��رواي��ات‬ ‫تقريبا أن إصدار األوامر بقتله جاء‬ ‫نتيجة مالسنة وم��واج��ه��ة ح��ادة‬ ‫جدا متت بني القذايف واهلندياني‬ ‫دف�����ع األخ���ي��ر م��ق��اب��ل��ه��ا ح��ي��ات��ه‬ ‫برصاصات من جمهول‪ ،‬فيما نعت‬ ‫اإلذاع����ة وق��ت��ه��ا م��ف��ت��اح ووصفته‬ ‫ب��ال��ب��ط��ل ال����ذي اس��ت��ش��ه��د بسبب‬ ‫إنفجار لغم يف اجلنوب اللييب !!‪،،‬‬ ‫بعدها بشهور قليلة أرسل القذايف‬ ‫ملدينة درن��ة تابوتاً حيمل جثمان‬ ‫املقدم عبد احلميد املاجرى ‪،‬بعد‬ ‫أن ص�����درت األوام������ر بتصفيته‬ ‫جسديا‪ ،‬كما دب��ر إفتعال حادث‬ ‫م��روري يف الطريق بني اخلمس‬ ‫وم��ص��رات��ه راح ضحيته النقيب‬ ‫إحم���م���د احل����ارات����ي‪،‬وذل����ك على‬ ‫خلفية كشفه لسر قيام سيارة‬ ‫وق��ود عسكرية أمريكية يقودها‬ ‫جندي أمريكي أسود بتزويد رتل‬ ‫امل��درع��ات ال��ذي ك��ان يقوده ليلة‬ ‫األول من سبتمر ‪ 1969‬بالوقود‬ ‫‪ .‬ب��ع��د ت�لاث��ة أش��ه��ر م���ن وص���ول‬ ‫القذايف للحكم قام بتصفية أعداد‬ ‫كبرية من خرية ضباط اجليش‬ ‫الذين ساندوه يف البداية وحاولوا‬ ‫االن����ق��ل�اب ع��ل��ي��ه ف��ي��م��ا ي��ع��رف‬ ‫مب��ح��اول��ة أدم احل�����واز وم��وس��ى‬ ‫احل���اس���ي‪ .‬ب��ع��ده��ا مت���ت تصفية‬ ‫امل��ق��ري��ف ب��ت��دب�ير ح����ادت مفتعل‬ ‫‪،‬على خلفية احملاولة االنقالبية‬ ‫للرائد عمر احمليشي ال��ذي متت‬ ‫أيضا تصفيته فيما بعد ‪ .‬وتواصل‬

‫األرجنتني البعيدة‪!!..‬‬ ‫وب��ش��ك��ل ع����ام ف���أن���ه م���ن ال��س��ه��ل‬ ‫التأكد من أن القذايف هو املسئول‬ ‫األول عن االغتياالت املنظمة يف‬ ‫الداخل واخلارج لكل معارضيه‪،‬إال‬ ‫أنه الميكن أن يتم حصر وحتديد‬ ‫من فقدوا ارواحهم داخل ليبيا أو‬ ‫خ��ارج��ه��ا س���واء خ�لال مهرجانات‬ ‫امل���وت يف السابع م��ن شهر أبريل‬ ‫كل عام ‪ ،‬أو حتديد من هجروا‬ ‫من ليبيا طوعا أو قسرا ‪،‬أو غيبوا‬ ‫يف سجونها ‪ ،‬أو من قتل ومل يُسلم‬ ‫الهله ‪،‬أو ق��رر ال��ق��ذايف االحتفاظ‬ ‫جب��ث��ام��ي��ن��ه��م يف ث�ل�اج���ات داخ���ل‬ ‫املستشفيات ألكثر من عشرين‬ ‫عام ‪ ،‬بينما من السهل احلكم على‬ ‫ث���ورة معمر ال��ق��ذايف ومعرفتها‬ ‫ع���ل���ى وج�����ه ال����دق����ة وال����وض����وح‬ ‫خ���اص���ة ع��ن��دم��ا ي���ؤك���د يف أح��د‬ ‫خطبه متباهيا مبا يفعل " شفتوا‬ ‫اإلع��دام��ات زي السالم عليكم يف‬ ‫شهر رم��ض��ان‪ ,‬ال يهمين رمضان‬ ‫الحرام والواحد‪ ,‬مافيهاش حرام‪,‬‬ ‫ه��ذه كانت ع��ب��ادة‪ ,‬واهلل العظيم‬ ‫ملا تفطس هاألشكال هدومه‪،‬بدوا‬ ‫ي��ش��ن��ق��وا ف��ي��ه��م يف امل���ؤمت���رات بال‬ ‫حماكمة‪ ,‬أنت كلب ضال حطه‬ ‫يف املشنقة‪،‬املعارضة يعارضوا يف‬ ‫منو ي��ع��ارض��وا يف الشعب اللييب‪,‬‬ ‫ك��ان يعارضوا يف الشعب اللييب‬ ‫م��ن حقه أن يصفي معارضيه "‪.‬‬ ‫"ال��ك�لاب الضالة‪ ،‬اوالد كلب‪،‬مت‬ ‫تفطيسهم يف شهر رمضان‪ ،‬واهلل‬ ‫زي ما يفطسوا يف القطاطيس!!!!‪".‬‬ ‫وقد كان صناع السابع من ابريل‬ ‫يهتفون كل عام (يف سلوق خطب‬ ‫قائدنا ‪..‬هو خطب وأحنا نفذنا) نعم‬ ‫ن��ف��ذوا حرفيا ماطلبه منهم يوم‬ ‫سلوق‪ ،‬يومها قال هلم وبإختصار‬ ‫شديد ( غ��دوة نيب ال��دم للركاب‬ ‫!!!) فهل هذه ثورة سلمية ناصعة‬ ‫البياض !!!‬

‫على الكاتبة فكان ردها‪" :‬عالقيت‬ ‫باألماك���ن ليس���ت عالقة عابرة‬ ‫ف���كل م���كان أزوره ي�ت�رك ل���دي‬ ‫انطباع من نوع خاص‪ ،‬وطرابلس‬ ‫ال�ت�ي ول���دت وترعرعت وعش���ت‬ ‫فيها‪ ،‬ه���ي مس���قط رأس عائليت‬

‫بع���د أن م���ات معم���ر القذايف أختلف الليبيون على حبه وكرهه كما مل خيتلفوا من قبل ‪،‬ليكون هو س���بب البالء لليبيا حيا وميتا ‪ ،‬فالزالت البالد حترتق كما وعد ‪ ،‬وغادرت االبتس���امة‬ ‫الش���فاه ‪،‬وتهتك النس���يج االجتماعي ‪،‬بعد أن كان الليبييون ولس���نني خلت يتصفون بعالقاتهم اإلنس���انية املتينة اليت ضمنت التوازن بينهم وانتجت بشكل طبيعي احرتام متبادل بني أبناء‬ ‫الوطن الواحد ‪ ،‬ونس���يج اجتماعي متماس���ك قوي ‪،‬فاش���تهروا بطيبتهم وتساحمهم ‪،‬وحبهم وتس���ابقهم للمصاحلة بني املتخاصمني ‪ ،‬وإغاته امللهوف ‪ ،‬وحرصهم على فعل اخلري بشكل عام‬ ‫‪.‬وبقى االمر هكذا حتى مات معمر القذايف ‪،‬الذي بيدو أنه كان خيطط حلدوث عكس ذلك بعد أن ميوت ‪،‬فكيف كانت أحوال الليبيني مع القذايف وماذا فعل لبعضهم حتى حيبونه لدرجة‬ ‫أن ميوتوا فداء له؟ ويس���مونه بعد موته بالقائد الش���هيد ‪ ،‬وماذا فعل بالبعض االخر منهم ؟ حتى مل يرتددوا يف جره والتمتيل جبتته وعرضها عارية امام العامل كله ويس���مونه بعد موته‬ ‫باملقبور واملصهور واملردوم !!! ‪ ،‬رغم أن كارهي القذايف وحمبيه يعيشون يف نفس املكان‪ ،‬واحيانا هم من عائلة واحدة ‪ ،.‬فلماذا حيبه البعض رغم موته ‪ ،‬و يكرهه البعض االخر حيا وميت؟‬ ‫هذه السلسة من عشر حلقات ستستعرض بعون اهلل كيف مااتفق بعض أحوال القذايف مع البالد والعباد طيلة فرتة حكمه لليبيا‪ ،‬ولك بعدها عزيزي القاري أن تكرهه بالقدر الذي تريد‬ ‫‪،‬أو حتبه كيف ماتشاء !!!!‪.‬‬

‫خلود الفالح‬

‫الدم للركاب‬

‫رواية أسطورة البحر‪ ...‬طرابلس بطلتها بدون منازع‬

‫ذاكرة مكانية‬ ‫تق���ول أس���تاذة اللغ���ة العربي���ة‬ ‫جبامع���ة طرابل���س الدكت���ورة‬ ‫فري���دة املص���ري‪ ":‬كتب���ت‬ ‫الرواي���ة عل���ى ف�ت�رات متقطع���ة‬ ‫نظرا لظ���روف العم���ل من جهة‬ ‫والظ���روف احمليطة بنا من جهة‬ ‫أخرى‪ ،‬ولك���ن اعتقد أن كتابتها‬ ‫اس���تغرقت س���نة‪ ،‬وكن���ت عل���ى‬ ‫الرغم من الظروف اليت واجهتنا‬ ‫ق���د صمم���ت على اس���تكمال هذا‬

‫(‪)10-3‬‬

‫ص���در حديثا ع���ن دار الفرجاني‬ ‫رواي���ة" أس���طورة البح���ر‪ :‬رواية‬ ‫ال���روح‪ ،‬وه���ي الرواي���ة األوىل‬ ‫للروائية فريدة املصري "هي أول‬ ‫رواي���ة جغرافي���ة ليبي���ة‪ ،‬أحببت‬ ‫أن أكت���ب رواي���ة جغرافي���ة‪،‬‬ ‫فكان���ت طرابل���س بطلته���ا بدون‬ ‫من���ازع بش���وارعها ال�ت�ي عرفته���ا‬ ‫ومس���اجدها وش���اطئها وأسواقها‬ ‫وأعراس���ها وعاداته���ا وتقاليده���ا‬ ‫وأغل���ب معامله���ا احملف���ورة يف‬ ‫وجدان���ي‪ .‬الرواي���ة كتبتها بكل‬ ‫ما يف روحي من حياة وذكريات‬ ‫وف���رح ومزي���ج م���ن املش���اعر"‪،‬‬ ‫وتضي���ف الباحث���ة فري���دة‬ ‫املص���ري‪ ":‬الرواي���ة ال�ت�ي قصدت‬ ‫كتابتها رواية جغرافية تتحدث‬ ‫عن الفضاء املكاني وما يتبعه من‬ ‫تأثي���ث له‪ ،‬ولكن ال نس���تطيع أن‬ ‫ننت���زع امل���كان م���ن أزمنت���ه ال�ت�ي‬ ‫تعاقب���ت علي���ه‪ ،‬وبالتال���ي فق���د‬ ‫تضمن���ت الرواية بعض األحداث‬ ‫واملواق���ف اليت نس���تطيع إدراجها‬ ‫ضم���ن الوقائ���ع التارخيية‪ ،‬فقد‬ ‫قدم���ت الرواي���ة يف فصلها األول‬ ‫بعبارة (امل���كان والتاريخ توأمان‪..‬‬ ‫ال م���كان دون تاري���خ‪ ..‬وال تاريخ‬ ‫دون مكان)"‪.‬‬

‫سامل أبوظهري‬

‫أحوال اللليبني مع القذايف ‪!!!...‬‬

‫خلود الفالح‬

‫‪11‬‬


‫يس���تخدم الكات���ب ن�ب�رة جدي���دة يف‬ ‫التعام���ل مع املتاح والفائ���ض على ح ٍد‬ ‫سواء‪ ،‬فما يكتبه هو العبء الذاتي الذي‬ ‫خيص���ه‪ ،‬ال يبق���ى للكاتب خ���ارج ورق‬ ‫الكتاب���ة الذي تع���ود أن يتجلى فيه‪ ،‬إال‬ ‫غري الضروري يف ذلك الوقت على أقل‬ ‫تقدي���ر‪ ،‬فما يقوم به ه���و منح حيويته‪،‬‬ ‫وهلفته ومأساته عرب هذه الكتابة فيما‬ ‫تب���دو وس���يلته اليت يكت���ب به���ا‪ ،‬جرذًا‬ ‫يقرض الس���ماء أو ً‬ ‫ُ‬ ‫ال‪ ،‬أو حمراثاً حيفر‬ ‫األرض‪ ،‬لك���ن ملن يُبق���ي الكاتب فتحة‬ ‫الس���ماء تلك‪ ،‬وملن ي���دع األرض جاهزة‬ ‫لإلخصاب والتجلي؟‬ ‫إميل س���يوران كان يرف���ض التالقي‬ ‫م���ع اجلمه���ور ألن���ه كان يعتق���د يف‬ ‫ح���ال فعله لذلك خبس���ارة قدرته على‬ ‫التخاط���ب م���ع ذاته ع�ب�ر كتاباته‪ ،‬إن‬ ‫أناساً آخرين سيحشرون أنوفهم دائماً‬ ‫بني الورق���ة والكاتب‪ ،‬فال يعود للكتابة‬ ‫قدس���يتها وروحانيته���ا الش���ديدة‪ ،‬إننا‬ ‫إذ نش���ارك كتاباتنا مع اآلخرين إمنا‬ ‫نش���اركهم جتاربن���ا حن���ن‪ ،‬حتى تلك‬ ‫الكلم���ات الصغ�ي�رة إمن���ا هي أنفاس���نا‬ ‫البطيئة‪ ،‬واملس���افة بني كلمة وأخرى‬ ‫ه���ي رفعة القلم او املس���افة بني مفتاح‬ ‫وآخر على لوحة املفاتيح اليت نتساقط‬ ‫أمامها‪.‬‬ ‫ماريو بارغاس يوس���ا كتب يف كتابه‬ ‫"الكات���ب وواقع���ه" عن نظرية س���ارتر‬ ‫يف "أن الت���زام الكات���ب هو الت���زام جتاه‬ ‫زمن���ه وجمتمعه ال���ذي يعيش فيه‪ ،‬إن‬ ‫الكلمات أفعال وإنه ميكن لإلنسان من‬ ‫خالل الكتابة أن يؤثر يف التاريخ"‪.‬‬ ‫بورخ���س يف املقابل كان "ميثل الفنان‬ ‫الذي ينكمش من الع���امل حوله ويلجأ‬ ‫لعامل م���ن العق���ل واملعرف���ة واخليال‪،‬‬ ‫كات���ب ينظ���ر باحتق���ار للسياس���ة‬

‫والتاري���خ ب���ل وحتى الواق���ع ويعرض‬ ‫تش���ككه بال خجل وازدراءه العنيد ألي‬ ‫شيء ال ينبع من الكتب"‪.‬‬ ‫وكم يبدو الس���ؤال ملح���اً عند الكاتب‬ ‫يف مرحل���ة م���ا‪ ،‬فبع���د أن يس���أل ع���ن‬ ‫أهمية الكتابة بالنس���بة له‪ ،‬أو ما تعنيه‬ ‫الكتاب���ة يف حيات���ه‪ ،‬يس���أل نفس���ه عن‬ ‫الذين يكتب هلم‪.‬‬ ‫س���ارتر يعرب عن فك���رة األدب ملن؟ عرب‬ ‫كتاب���ه "م���ا األدب" ويق���ول أن عل���ى‬ ‫الكات���ب أن ينتبه ملعاصري���ه وأن يبتعد‬ ‫ع���ن املعان���ي يف ش���كلها التجري���دي‬ ‫ويض���رب مث���ا ً‬ ‫ال ع���ن قص���ة “صم���ت‬ ‫البح���ر” وع���ن البغ���ض ال���ذي القت���ه‬ ‫ً‬ ‫نتيجة لعدم اس���تهدافها اجملتمع الذي‬

‫يف املقهى‬ ‫حممد العنيزي‬

‫‪1‬‬ ‫املقه���ى يع���ج باحلرك���ة‪ ..‬الروائ���ح‬ ‫عالقة حباس���ة الش���م‪ ..‬ش���اي‪ ..‬قهوة‪..‬‬ ‫تبغ‪ ..‬والكراسي تئن من ثقل األجساد‪.‬‬ ‫الرجل اجلالس قباليت رأسه حمقون‬ ‫باإلعي���اء‪ ..‬يتث���اءب عل���ى كرس���يه‪..‬‬ ‫عين���اه مح���راوان‪ ..‬جفن���اه ثقي�ل�ان‪..‬‬ ‫يض���ع يده على فم���ه ويتثاءب‪ ..‬تدمع‬ ‫عين���اه‪ ..‬ميس���حهما‪ ..‬ويتث���اءب م���رة‬ ‫أخ���رى ‪ ..‬أغمض عينيه و رأس���ه مال‬ ‫إىل األم���ام قليال‪ ..‬فأع���اد رفعه ببطء‬ ‫‪ ..‬مال مرة أخرى إىل ميينه‪ ..‬وسقط‬ ‫على كتفه‪ ..‬فتح عينيه وعدل وضع‬ ‫رأس���ه ث���م أغلقهم���ا‪ ..‬س���قط رأس���ه‬ ‫لألم���ام‪ ..‬فتح عينيه‪ ..‬تربع النوم فوق‬ ‫رأس���ه‪ ..‬أغم���ض عيني���ه‪ ..‬مال رأس���ه‬ ‫ميينا ونام‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الرج���ل اجلال���س قبال�ت�ي يغ���رق يف‬ ‫النوم‪ ..‬والن���ادل جيت���ازه ويتقدم من‬ ‫طاوليت ‪ ..‬يسألين عن طلباتي‬ ‫أق���ول ل���ه وأن���ا أتأم���ل ج���اري النائم‪:‬‬ ‫فنج���ان قهوة يع���دل امل���زاج‪ ...‬ميضي‬ ‫الن���ادل إىل الرج���ل ال���ذي ب���دأ يعل���و‬ ‫ص���وت ش���خريه يف املقه���ى‪ ..‬وبه���دوء‬ ‫يرس���ل إلي���ه بض���ع كلم���ات‪ ..‬يفتح‬

‫الرجل عيني���ه احلمراوي���ن‪ ..‬ويطلب‬ ‫من النادل شيئا ما‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫شخري الرجل النائم يضيع يف ضجة‬ ‫املقه���ى ويع���ود‪ ..‬النادل ج���اء بفنجان‬ ‫قه���وة وكوب عصري‪ ..‬وض���ع فنجان‬ ‫القه���وة أمام���ي‪ ..‬واجت���ه إىل الرج���ل‬ ‫النائ���م‪ ..‬وضع أمامه ك���وب العصري‬ ‫وهمس إلي���ه بكلمات أيقظت���ه‪ ..‬فتح‬ ‫الرجل عينيه‪ ..‬انفك من سباته قليال‪..‬‬ ‫ودل���ق ك���وب العص�ي�ر يف جوف���ه ثم‬ ‫أغمض عينيه‪ ..‬مال رأسه إىل اليمني‬ ‫وعال شخريه قليال‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫يف فض���اء املقه���ى روائ���ح وأص���وات‬ ‫ودخان وطي���ور أحالم ترفرف‪ ..‬تدور‬ ‫بني الكراس���ي‪ ..‬ثم حتط فوق طاولة‬ ‫الرجل النائ���م ‪ ..‬مثة رجالن يدخالن‬ ‫إىل املقه���ى‪ ..‬نظراتهم���ا مريب���ة‪..‬‬ ‫يبحث���ان ب�ي�ن الط���اوالت‪ ..‬اس���تقرت‬ ‫نظراتهم���ا على الرجل النائم ‪..‬أش���ار‬ ‫أحدهم���ا إىل اآلخ���ر‪ ..‬اقرتب���ا من���ه‪..‬‬ ‫رفرف���ت طي���ور األح�ل�ام بأجنحته���ا‬ ‫مبتعدة‪ ..‬أيقظا الرجل النائم بكلمات‬ ‫بذيئ���ة‪ ..‬فتح عينيه مذهوال‪ ..‬أش���بعاه‬ ‫لكما وضربا‪ ..‬وبهدوء انصرفا‪.‬‬

‫سيوران‬

‫ملن تكتب؟‬

‫سارتر‬

‫ينأى ع���ن التملك ويكون يف التس���ليم‪،‬‬ ‫فهذه ه���ي الكتاب���ة اليت نكتش���فها من‬ ‫خ�ل�ال أش���عاره وقصص���ه‪ ،‬إنه يس���لم‬ ‫كل ما ل���ه‪ ،‬وكل ما هو فيه إىل فكرة‬ ‫نتع���رف عليه���ا يف كل زم���ان ومكان‪،‬‬ ‫ألنه���ا تلمس���نا مجيع���اً‪“ ،‬كل ش���يء‬ ‫حيص���ل للم���رة األوىل لك���ن بطريقة‬ ‫أبدية”‪ ،‬هذا الع���امل يتفانى يف االلتزام‬ ‫بدائريت���ه‪ ،‬والكتاب���ة حت���اول مالحقة‬ ‫ه���ذه الدائ���رة ألنه���ا ال تصب���ح مربع���اً‬ ‫بدورها يف مكان م���ا على هذه األرض‪،‬‬ ‫بورخي���س يكت���ب ليس���مي األش���ياء‬ ‫بأمسائها‪ ،‬وبأمس���اء جديدة‪ ،‬ختيلوا لو‬ ‫أن النيل تدفق يف كلمة “النيل”‪ ،‬هذه‬

‫ه���ي رس���الة بورخي���س إمنا ه���و يكتب‬ ‫هلذا العامل‪.‬‬ ‫يف النهاية ال أعتق���د أن اختيارنا ألحد‬ ‫املوقف�ي�ن ميكن���ه أن يؤث���ر عل���ى هوية‬ ‫الن���ص س���وا ًء كانت موجودة س���لفاً او‬ ‫خمتلق���ة الحت���واء مس���ار ه���ذا النص‪،‬‬ ‫حي���ث ميك���ن لإلنس���ان أن يتبن���اه يف‬ ‫أي م���كان وزم���ان ال ب���ل وأن جيد فيه‬ ‫خصوصيته‪ ،‬وهذا متاماً ما أمساه غالب‬ ‫هلس���ا يف مقدم���ة كت���اب "مجالي���ات‬ ‫املكان" لغاستون باشالر باألدب العاملي‪،‬‬ ‫فيق���ول القارئ فيه "هذا ما كنت أريد‬ ‫قوله‪ ،‬لكن الكاتب سبقين إليه" ‪ ،‬السؤال‬ ‫اآلن هو لك أنت‪ :‬ملن تكتب؟‬

‫تعال‪ ..‬سأقرأ لك الطالع‬ ‫احلكايا اليت تفوح منها روائ���ح البخور واحل ّناء والزعرت‬ ‫الربي!‬ ‫اجلس ً‬ ‫ال‪ ،‬ودعين أقرأ لك ك ّفك‪ ..‬ال تضحك‪ُ ،‬‬ ‫لس���ت‬ ‫قلي‬ ‫ً‬ ‫ل���م التنجي���م عن جدت���ي الغجريّة‪،‬‬ ‫عراف���ة‪ ،‬ومل أرث ِع َ‬ ‫ومل أتتلمذ على ي���د (كارمن مشاس) أو (ماغي فرح)‪..‬‬ ‫فن التنجيم‪ ،‬إ ّ‬ ‫صحيح إنين غجريّة‪ ..‬لكن�ن�ي مل أتعّلم َّ‬ ‫ال‬ ‫م���ن خطوط يديك‪ ،‬ومن بصم���ات أصابعك فوق مدارج‬ ‫يومياتن���ا وتفاصيله���ا الصغ�ي�رة! تعّل ُ‬ ‫م���ت َّ‬ ‫ف���ن التنجيم‬ ‫من خالل ِّ‬ ‫فك رموز أس���رارك العتيق���ة‪ ،‬وخفايا كتبك‬ ‫ودفاترك‪ ،‬ومن خالل ق���راءة تعابري وجهك اليت حتاول‬ ‫ِّ‬ ‫تضللين!؟هل تعرف متى تعّلمت‬ ‫كيما‬ ‫بإرادتك‪،‬‬ ‫رمسها‬ ‫َّ‬ ‫فن التنجيم‪ ،‬وقراءة الطالع؟ تعلمتها‪ ،‬يوم اكتشايف أن‬ ‫قب���ح‪ ..‬وأن الثقة املطلقة غب���ا ٌء‪ ..‬وأن العطاء دا ٌء‪.‬‬ ‫الطيبة ٌ‬ ‫وأن األناني���ة ش���عا ٌر!؟هات ك ّف���ك‪ ،‬واترك ل���ي احلرية‬ ‫يف فك طالمسك‪ ،‬وطالس���م ش���ياطينك الش���قية‪ ..‬هات‬ ‫أفس���ر هسهس���ات خطاك ف���وق بالط‬ ‫ك ّف���ك‪ ،‬ودع�ن�ي ِّ‬ ‫خيباتك وانكساراتك‪.‬‬ ‫اجلس قليال واعطين ك ّفك‪ ،‬وقل باسم اهلل‪ ،‬كي خترج‬ ‫م���ن ب�ي�ن خطوطها وتعارجيه���ا‪ُّ ،‬‬ ‫كل ش���ياطني األمس‬ ‫ال�ت�ي أ ّرقت���ك وأ ّرقت�ن�ي‪ ..‬أغمض عينيك‪ ،‬وه���ات ك ّفك‪،‬‬ ‫وردّد خلف قلبك‪ :‬سأكون كما ينبغي أن أكون‪..‬‬

‫ماجدولني الرفاعي‬ ‫ً‬ ‫قلي�ل�ا‪ ،‬واعطين ك ّفك‪ ،‬س���أقرأ ل���ك الطالع‪ ..‬ال‬ ‫اجل���س‬ ‫جت���زع قد تكون احلقيقة مرة‪ ،‬م���رارة البعد عنك حينا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فتح���ت‬ ‫وح�ل�اوة الق���رب إلي���ك أحيان���ا‪ .‬ال تغض���ب إن‬ ‫صناديق ماضيك‪ ،‬وفتش���ت يف أدراج أمس���ك‪ ..‬فخطوط‬ ‫ك ّف���ك ثرثارة جداً‪ ،‬وذكية بش���كل عجي���ب‪ ،‬تقول وال‬ ‫تق���ول‪ ،‬تريد البوح وختجل من ثق���ل اخلطايا‪ ،‬خطايا!!!‬ ‫الت عجب‪ ،‬فأنت تعرف كيف تلوذ باحلاضر من وجع‬ ‫اخلطايا الس���الفات‪ ..‬ك ّفك ش���اهد ع���دل على تارخيك‬ ‫علي احلكايا‪،‬‬ ‫الطويل م���ذ ولدتك أمك!؟ ك ّفك س���تتلو َّ‬ ‫وت���روي عنك م���امل تقل���ه الش���فاه‪..‬كم ي���د صافحت‪..‬‬ ‫ك���م خصر لفف���ت‪ ..‬كم ش���فة داعب���ت‪ ..‬كم رس���الة‬ ‫خ���د صفعت؟؟ كم مرة َس��� َن َدت‬ ‫عش���ق كتبت‪ ..‬وكم ٍّ‬ ‫هذه الكف رأس���ك ندماً؟‪ ..‬ك ّفك الثرثارة ستقول‪ ،‬كم‬ ‫رأس حزين‪ّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ومش���طت شعر حبيبة‪،‬‬ ‫مر ًة‬ ‫مس���حت على ٍ‬ ‫يتيمة‪ ،‬وكم مرة فتحت تلك األصابع‬ ‫وكفكفت دمو َع‬ ‫ٍ‬ ‫ب���اب احلق ك���ي تتغلغ���ل الش���مس يف أعم���اق الظلمة‬ ‫الس���رمدية؟؟ ك ّفك س���تقول الكثري‪ ،‬مما مل تقله أنت‪،‬‬ ‫ألن���ك كالعادة‪ ،‬تتجمل بألف كذب���ة وكذبة‪ ،‬واحدة‬ ‫بيضاء‪ ،‬وواحدة صفراء‪ ،‬وأخرى زرقاء!‬ ‫طريق طوي���ل‪ ،‬مير بني اإلبهام والبنص���ر‪ ،‬طوله بطول‬ ‫املان���ش أو أطول‪ ،‬تس���كن حول���ه مئات القص���ص وآالف‬

‫س���ارتر يعتقد أيضاً ان الكتابة إمنا هي‬ ‫وظيف���ة اجتماعي���ة‪ ،‬فعل���ى الرغم من‬ ‫أن اإلنس���ان ال يبدو مضط���راً الختيار‬ ‫ٌ‬ ‫أص���ل فيها‪،‬‬ ‫ه���ذه املهن���ة‪ ،‬إذن احلري���ة‬ ‫إذن فالكاتب هو موجود بصفته كاتباً‬ ‫مبقتضى مش���روعه احل���ر يف الكتابة‪،‬‬ ‫مم���ا جيع���ل اآلخري���ن ينظ���رون إليه‬ ‫على أنه كاتب‪ ،‬لذا عليه أن يس���تجيب‬ ‫يصبح فيها ملزماً‬ ‫لبعض املطالب اليت‬ ‫ُ‬ ‫على االستجابة‪.‬‬ ‫وهلذا جند ألبري كامو الذي كان على‬ ‫خالف مع سارتر يعرب يف ستوكهومل‬ ‫س���نة ‪ 1957‬أثناء تس���لمه جائزة نوبل‬ ‫ل�ل�أدب يف خطاب���ه ال���ذي اعتق���د ان���ه‬ ‫موج���ه ض���د س���ارتر أن���ه ال ينبغ���ي أن‬ ‫يخُ ض���ع الكات���ب ادوات���ه يف خدم���ة أي‬ ‫ش���كل اجتماعي كان‪ ،‬س���واء السياسي‬ ‫أو الطبق���ي‪ ،‬بل يف خدمة أولئك الذين‬ ‫يتعرضون لثقل هذه األشكال اليت يعد‬ ‫التاري���خ واحداً منها‪ ،‬علي���ه أن يتحمل‬ ‫خدمة البشر وأملهم وحريتهم‪.‬‬ ‫بورخي���س م���ن جهت���ه كان يكتب عن‬ ‫ه���ذه اللحظ���ة احلاض���رة والسلس���ة‬ ‫الطويل���ة ال�ت�ي ميك���ن أن متت���د ع���ن‬ ‫ه���ذه اللحظ���ة‪ ،‬يكت���ب للي���وم‪ ،‬هل���ذه‬ ‫النقطة اليت س���تصبح بعد قليل قطعة‬ ‫مستقيمة‪ ،‬إن كان يلزم رؤية إجنلرتا‬ ‫التحدي���ق يف احمليط‪ ،‬ف���إن الكتابة عن‬ ‫إنس���ان الغد‪ ،‬عن البشرية املقبلة تعين‬ ‫التحديق ملياً إىل اإلنسان نفسه اليوم‬ ‫إىل انفعاالته املش�ت�ركة إىل كلماته‬ ‫املهان���ة إىل اهلل ال���ذي يبح���ث عن���ه أو‬ ‫يرتك���ه‪ ،‬إنه ينظر إىل اإلنس���ان خارج‬ ‫حدود املظه���ر اخلارجي ال���ذي يعيش‬ ‫في���ه‪ ،‬وإن كان���ت نظ���رة بورخي���س‬ ‫للح���ب صوفية‪ ،‬عندما ي���رى ان احلب‬

‫أمل السعيدي‬

‫عرب عنه الكاتب يف حينها‪.‬‬ ‫الكتابة والقراءة بالنس���بة لسارتر إمنا‬ ‫هي وجه احلقيق���ة التارخيية الواحدة‬ ‫والواضحة عل���ى ح ٍد س���واء‪ ،‬إنه بذلك‬ ‫إمنا خيالف املفهوم الرواقي عن العامل‬ ‫والذي يعترب البش���رية كتل���ة واحدة‬ ‫وجب التعامل معها على هذا األس���اس‪،‬‬ ‫على الطبيعة اليت متثلها واليت تقودها‬ ‫يف ه���ذه الكينون���ة‪ .‬إن ظ���روف الكاتب‬ ‫بالنس���بة لس���ارتر هي العامل احلاسم‬ ‫يف إنتاج���ه‪ ،‬إنها موضوع الكتابة‪ .‬لذلك‬ ‫ال ض���رر أب���داً من التوج���ه إىل مجهور‬ ‫معني‪ ،‬ي���درك فيه الكاتب ه���ذا التوجه‬ ‫وأهدافه لذا يصف س���ارتر اجلمهور بـ‬ ‫"الطرف اآلخر"‪.‬‬

‫نسيان‬

‫شعر‪ :‬بيلي كو ِلنز‬ ‫ترمجة‪ :‬حممد الضبع‬ ‫اسم الكاتب هو أوّل ما ستبدأ بنسيانه‬ ‫حتما‪ ،‬احلبكة‬ ‫ثم عنوان الرواية ً‬ ‫اخلامتة ّ‬ ‫احملطمة للقلب‪ ،‬الرواية بأكملها‬ ‫واليت أصبحت فجأة رواية مل تقرأها من قبل‬ ‫ومل تسمع بها من األساس‬ ‫كما لو أن الذكريات اليت كنت حتفظها واحدة تلو‬ ‫األخرى‬ ‫قررت أن تتقاعد وتتجه إىل نصف الكرة اجلنوبي من‬ ‫الدماغ‬ ‫إىل قرية صيد مسك صغرية‪ ،‬حيث ال توجد هواتف‬ ‫من���ذ وقت طوي���ل ق ّب َ‬ ‫ل���ت أمساء آهل���ات اإلهلام التس���ع‬ ‫ّ‬ ‫وودعتهن‬ ‫وش���اهدت مع���ادالت الدرج���ة الثانية حت���زم حقائبها‬ ‫وترحل‬ ‫وحتى وأنت اآلن حتفظ ترتيب الكواكب‬ ‫هناك شيء آخر ينزلق من ذاكرتك‪ ،‬اسم زهرة والية‬ ‫رمبا‬ ‫عنوان أحد أعمامك‪ ،‬عاصمة البارغواي‬ ‫مهما كان الذي تعاني اآلن لتتذكره‬ ‫هو ليس على طرف لسانك‬ ‫وال حتى كامن يف زاوية غامضة من طحالك‬ ‫لق���د أحبر بعي���دًا إىل األس���فل باجتاه نهر أس���طوري‬ ‫مظلم‬ ‫‪ L‬يبدأ امسه حبرف‬ ‫حسب ما تتذكر‬ ‫بينما أنت اآلن يف طريقك إىل عامل النسيان‬ ‫لتنض���م ألولئ���ك الذين نس���وا مهارة الس���باحة وحتى‬ ‫كيف تقاد الدراجة‬ ‫ال عجب أنك تنهض يف منتصف الليل‬ ‫لتبحث عن تاريخ معركة ش���هرية يف كتاب يتحدث‬ ‫عن احلرب‬ ‫ال عجب أن القمر على النافذة‬ ‫خارجا من قصيدة حب‬ ‫يبدو منجر ًفا ً‬ ‫اعتدت أن تعرفها بقلبك‬

‫‪12‬‬ ‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬ ‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫‪13‬‬


‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫‪14‬‬

‫تكمن املعضلة‪ ،‬حيث س���يطر هؤالء‬ ‫خللق معركة مع أي شي ٍء كان‪،‬‬ ‫حت���ى لو كان األم���ر يتطلب خلق‬ ‫معرك���ة وطواح�ي�ن اهل���واء الغري‬ ‫ٍ‬ ‫موجودة أص ً‬ ‫ال يف ليبيا‪.‬‬ ‫إن دور احلكومة يف الواقع احلديث‬ ‫ه���و محاي���ة حق���وق املواطن�ي�ن‬ ‫بالدرج���ة األوىل ومن���ع هؤالء من‬ ‫االعت���داء عل���ى حق���وق مواط�ن�ي‬ ‫ال���دول األخ���رى‪ ،‬وأكث���ر أش���كال‬ ‫التجل���ي الواضح���ة هل���ا الدول���ة‬ ‫الدس���تورية‪ ،‬أما حكومة الس���لطة‬ ‫املطلق���ة كالقومي���ة أو الديني���ة‬ ‫أو اإلش�ت�راكية أو الفاش���ية أو‬

‫وهو حال ليبيا بعد سقوط القذايف‪،‬‬ ‫حي���ث إختلطت األمور وأصبح دور‬ ‫اجلميع محاية احلقوق واحلريات‬ ‫وف���ق منظوره اخل���اص‪ ،‬بل وحتى‬ ‫محاي���ة حياة أف���راد العائل���ة‪ ،‬دائما‬ ‫هنالك شخص حيمي املنزل‪ ،‬وهذه‬ ‫هي دولة الفوضى‪ ،‬اجلميع مس���لح‬ ‫وحق احلرك���ة والتنقل حمدود ًة‬ ‫ج���داً يف مناطق بعينه���ا دون أخرى‬ ‫داخ���ل الدول���ة ذاته���ا‪ ،‬وه���ذا ح���ال‬ ‫ليبي���ا بعد انهي���ار املؤمت���ر الوطين‬ ‫وحك���م اإلخ���وان‪ ،‬ليبيا الي���وم دولة‬ ‫أناركي���ة بامتي���از‪ ،‬حي���ث حت���ول‬ ‫لصوص وحتول الساسة‬ ‫الثوار إىل‬ ‫ٍ‬

‫القبيل���ة وخراف���ة النق���اء العرقي‪،‬‬ ‫ليكون احلل هو دولة القانون واليت‬ ‫تأت���ي كس���قف للدميقراطي���ة‪،‬‬ ‫احلقوق حتفظه���ا القوانني ال رأي‬ ‫األغلبية‪.‬‬ ‫هنال���ك م���ن األصن���ام أكث���ر مما‬ ‫ميك���ن حتطيم���ه‪ ،‬لك���ن أن يتج���ه‬ ‫ش���عب ناحي���ة حتري���م احلزبي���ة‬ ‫ٌ‬ ‫وحري���ة التعب�ي�ر للم���رة الثالث���ة‬ ‫عل���ى التوال���ي يف أق���ل م���ن نصف‬ ‫ق���رن‪ ،‬وهذه ه���ي القص���ة يف ليبيا‬ ‫اليوم والبارحة‪ ،‬ف���إن األمر نتيجة‬ ‫عائل���ة واح���د ٍة عل���ى‬ ‫ص���راع يف‬ ‫ٍ‬ ‫امل�ي�راث‪ ،‬املوض���وع ال عالق���ة ل���ه ال‬

‫يو ٌم بار ٌد يف جهنم‬ ‫صالح علي إنقاب‬ ‫ك ِث�ي�راً َما ي ْ‬ ‫ثمَ َّ َة ُس���ـ َؤ ٌ‬ ‫ال َت ْقِلي ِد ٌّي َ‬ ‫ُط َـر ُح‬ ‫َع َل���ى ال ُك ّت���اب و ُ‬ ‫ات‬ ‫َاألدبَ���ا ِء فيِ الحْ ِ ��� َوا َر ِ‬ ‫ِ‬ ‫المُْ ْخ َتِل َف ِة‪َ ،‬و َي َت َك َّر ُر َط ْر ُح ُه ِمراراً ُر ْغ َم أَ َّن‬ ‫ْ‬ ‫اإل َجاب َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ري َ‬ ‫ين‬ ‫َ���ة َعن ُه بَا َت���ت َم ْع ُرو َف ًة ِلل َك ِث ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمَّنا‪ ،‬رُبمَّ َا ب َسَ���بب ِت ْ‬ ‫َ‬ ‫ال َو َت َشا ُب ِه‬ ‫ؤ‬ ‫الس‬ ‫ار‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ���ات َع ْن ُه ب َش ْ‬ ‫���ك ٍـل أَ ْو ِب َ‬ ‫���ر‪َ ،‬م َفـا ُد‬ ‫آخ َ‬ ‫اإل َجاب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫���ب‬ ‫ؤ‬ ‫���ـ‬ ‫الس‬ ‫اك‬ ‫َذ‬ ‫ال‪ :‬لمَِ���ن َي َتـ َو َّج��� ُه ال َكا ِت ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫���ي أَيّ���اً َ‬ ‫ك َ‬ ‫ـان‬ ‫(األ ِد ُ‬ ‫اإل ْب َـد ِاع ِّ‬ ‫ي���ب) ِب َن ِّص��� ِه ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ثمَ‬ ‫ض دَا ِئماً‬ ‫ـار ٌئ ُمفترَ َ ٌ‬ ‫َهل َ‬ ‫َن ْو ُع ُه؟ و َ‬ ‫���ة َق ِ‬ ‫ْ‬ ‫ـ���ات َّالتيِ َي َت َو َّج ُه ِإ َل ْيهَا ال َكـا ِت ُب‬ ‫أَ ْم أَ َّن ْال ِف َئ ِ‬ ‫َم َت َن ِّو َع ٌة؟‪.‬‬ ‫ِب َن ِّص ِه ُم َت َع ِّـد َد ٌة و ُ‬ ‫ْ‬ ‫���ي ُ‬ ‫األ ْح ِج َي ُة المْحُ َ �ِّي�رَِّ ُة ِإذاً‪َ ،‬و ِتل َك‬ ‫���ذ ِه ِه َ‬ ‫َه ِ‬ ‫ْ‬ ‫���ب و َّ‬ ‫���ص‬ ‫َالن ُّ‬ ‫اص ُر َه���ا‪ :‬ال َكا ِت ُ‬ ‫ِه َ‬ ‫���ي َع َن ِ‬ ‫لمْ‬ ‫لحْ‬ ‫ْ‬ ‫وَالجْ ُ ْمهُ���و ُر‪َّ ،‬‬ ‫���ي وَا َ ُّل‬ ‫التف ِس ُ‬ ‫�ي�ر ا َ ْب َد ِئ ُّ‬ ‫���ي ِل ِت ْل َ ُ‬ ‫اح َب‬ ‫المَْ ْن ِط ِق ُّ‬ ‫���ة‪ :‬أَ َّن َص ِ‬ ‫���ك األ ْح ِج َي ِ‬ ‫ْ َ​َ‬ ‫���ب ِل َّ‬ ‫���اس‪َ ،‬و َي َت َو َّج��� ُه ِإ َل ْي ِه ْم‬ ‫���م ي َْك ُت ُ‬ ‫لن ِ‬ ‫القل ِ‬ ‫���ر ًة ِبإِ ْب َد ِاع ِه‪َ ،‬ولهِ َ َ‬ ‫ُم َب َ‬ ‫���ذا َف ُه َو َل ْن يجُ ِ َ‬ ‫يد‬ ‫اش َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َم���ا يَف َع ُل َويُت ِق َن��� ُه ِإ َّ‬ ‫ال ِإ َذا َّات َص َل ِب َّ‬ ‫اس‬ ‫الن ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َح���او َ‬ ‫���م ُس��� ُل َ‬ ‫وكه ْ‬ ‫َل أَن يَقترَ ِ َب‬ ‫ُم‪ ،‬و َ‬ ‫َو َف ِه َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِم ْنه ْ‬ ‫ُ���م‪ ،‬وَال ُق ْ‬ ‫���ر ُب ُه َن���ا َس��� ُيض ِفي َع َل���ى‬ ‫���ذ ِه ْال ِع َ‬ ‫اص ً‬ ‫���ة َن ْكه ً‬ ‫���ة‪ِ ،‬إ ْذ أَ​َّن��� ُه‬ ‫َ���ة َخ َّ‬ ‫َه ِ‬ ‫ال َق ِ‬ ‫َس��� َي ْم َن ُح ُه ِب َّ‬ ‫���ة َّ‬ ‫الط ْب���ع ُف ْر َص َ‬ ‫���ر ِف‬ ‫الت َع ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َع َلى َّ‬ ‫ات‬ ‫يل‪ ،‬و َ‬ ‫َس�ِْب�رْ أَغ َو ِار ُم ْع َط َي ِ‬ ‫الت َف ِ‬ ‫اص ِ‬ ‫ْ‬ ‫َص َو ِر َها‪،‬‬ ‫الحْ َ َيا ِة ال َي ْو ِم َّي ِة ِب ُك ِّل ُم َك ِّو َنا ِتهَا و ُ‬ ‫اف َح ْتم���اً َما لمَ ْ‬ ‫���د ُه َغ�ْي�رْ ُ َ‬ ‫َه َ‬ ‫ـ���ذا و ْ‬ ‫َح َ‬ ‫وَ‬ ‫ك ٍّ‬ ‫لخْ‬ ‫يْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َق�َت�رَ ِ ن ِب���أدَا ِة َّ‬ ‫اب‬ ‫�ي�ر َو ُل َغ ِ‬ ‫���ة ا ِ َط ِ‬ ‫الت ْع ِب ِ‬ ‫الن ِّ َ‬ ‫اس��� َب ِة لمَِ ْو ُض���وع َّ‬ ‫���ي‪،‬‬ ‫َب ِّ‬ ‫المَُْن ِ‬ ‫���ص األد ِ‬ ‫ِ‬ ‫لمْ‬ ‫���ون َ‬ ‫َ‬ ‫ُري��� ُد أَ ْن َي ُك َ‬ ‫َب‬ ‫األد ُ‬ ‫َفا َُت َل ِّق���ي ال ي ِ‬ ‫اص َ‬ ‫���ر َد ِو َع���ا ٍء ي َْن ُق ُ‬ ‫ي���ل َح َيا ِت��� ِه‬ ‫مجُ َ َّ‬ ‫���ل َت َف ِ‬ ‫���ر ٍة َو َر ِتي َبة‪ ،‬ب ْ‬ ‫َل أَنْ‬ ‫اش َ‬ ‫َّة ُم َب ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِب ُل َغ ٍة ْاع ِت َيا ِدي ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ون َ‬ ‫ْ‬ ‫َي ُك َ‬ ‫َب ْان ِع َكاساً ِلل َوا ِق ِع أَ ْو ِمن َن ْس ِج‬ ‫األد ُ‬ ‫لمْ‬ ‫لخْ‬ ‫ُ‬ ‫ال‪َ ،‬ل ِك َّن ا ُ ِه َّم ُه َو ِص َي َ‬ ‫وب‬ ‫ا َ َي ِ‬ ‫اغ ُت ُه ِبأ ْس ُل ٍ‬ ‫ُم ْر َه ٍ ْ َ‬ ‫َ���ة‪،‬‬ ‫���م‪ ،‬محَ ْ ُب ٍ‬ ‫���وك ِب ِع َناي ٍ‬ ‫���ف محُ ك ٍ‬ ‫���وص فيِ َج َوا ِن ِ لمُْ‬ ‫اإل ْن َس���ا ِن َّي ِة‬ ‫َي ُغ ُ‬ ‫���ب ا َعا َنا ِة ِ‬ ‫َ‬ ‫َح َّتى ُّ‬ ‫ُص ِّو ُر َها ِبأجمْ َ ِل ُصو َر ٍة‪،‬‬ ‫الن َخ ِاع‪َ ،‬وي َ‬ ‫لمْ‬ ‫الص ْع َب ُة‪َ ،‬‬ ‫���ن ا ُ َفا َر َق ُ‬ ‫َه َنا َت ْك ُم ُ‬ ‫وُ‬ ‫ك ْو َنهَا‬ ‫���ة َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫���م ي ْ‬ ‫َص ِق ُلهَا‬ ‫ُم َعا َن���ا ًة يَل َت ِق ُطهَ���ا ال َكا ِت ُب ُث َّ‬ ‫���ف َح َّت���ى َن ْش��� ُع َر ِبهَ���ا‬ ‫اس��� ِه المُْ ْر َه ِ‬ ‫ِبإِ ْح َس ِ‬ ‫ْ‬ ‫اف بَ���ل َ َط َ‬ ‫ُون ِإ ْس َ‬ ‫د َ‬ ‫���ي َرا ِئ ٍق‪،‬‬ ‫���ف ٍ‬ ‫َب ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫بخِ‬ ‫اب أد ِ‬ ‫لخْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫���ص ال َف ِّن َّي ُة‪ِ ،‬ل َين ُف َذ‬ ‫َت َت َو َّف��� ُر ِفي ِه ا َ َصا ِئ ُ‬ ‫ْ‬ ‫���ب المَُْت َل ِّق���ي وَيجَ ْ َع ُل��� ُه أَق َ‬ ‫���د َر َع َل���ى‬ ‫ِإلىَ ُل ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َب‪ ،‬و ْ‬ ‫َر َّق ِت ِه‬ ‫َت َذو ِ‬ ‫َاس ِتش��� َع ِار َج َـما َل ِه و ِ‬ ‫ُّق األد ِ‬

‫خـالد خـميس السحـاتي‬ ‫َك َم���ا َي ُق ُ‬ ‫َع ُذو َب ِت��� ِه‪ ،‬و َ‬ ‫���ول س���ارتر‪"ِ :‬إ َّن‬ ‫وُ‬ ‫لمْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ض‬ ‫َما َي ُق���و ُم ِب ِه ا ُ َؤ ِّل ُف ِم���ن اخ ِت َي ٍار ِل َب ْع ِ‬ ‫اه ِر ْال َع���المَ ِ ُه َو َّال ِذي يحُ َ ِّد ُد ْال َق ِار َئ‪،‬‬ ‫َم َظ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُق َ‬ ‫َ‬ ‫ك َم���ا يمُ ْ ِك ُن أَن ي َ‬ ‫ال أَ ْيض���اً ِإ َّن ال َكا ِت َب ـ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِحي َن َم���ا يخَ َتا ُر َق ِار َئ��� ُه ـ يف ِص ُل ِب َذ ِل َك فيِ‬ ‫ك َت ِاب��� ِه‪ِ ،‬ل َذ ِل َ‬ ‫كا َن ْت ُ‬ ‫���ك َ‬ ‫ُْ‬ ‫ك ُّل‬ ‫���وع ِ‬ ‫َموض ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّة محُ ْ َت ِوي ً‬ ‫َة فيِ َنف ِس���هَا‬ ‫���ال ال ِفك ِري ِ‬ ‫األ ْع َم ِ‬ ‫���ذي ُ‬ ‫ك ِت َب ْت َل ُه‪،‬‬ ‫َع َلى ُص���و َر ِة ْال َق ِار ِئ َّال ِ‬ ‫���ب ِل َي َت َو َّج��� َه ِب ِك َتا َب ِت��� ِه ِإلىَ‬ ‫َفالمُْ َؤ ِّل ُ‬ ‫���ف ي َْك ُت ُ‬

‫َّة ْال ُق َّرا ِء ُم َت َطِّلباً ِم ْنه ْ‬ ‫ُم أَ ْن يخُ ْ ِر ُجوا‬ ‫ُح ِّري ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫���ي ِإلىَ ال ُو ُج���و ِد‪َ ،‬و َل ِكَّن��� ُه َ‬ ‫ال‬ ‫َب َّ‬ ‫َع َم َل��� ُه األد ِ‬ ‫ْ‬ ‫لحْ‬ ‫ْ‬ ‫َي ِق ُف ِع ْن َد َه َ‬ ‫���ذا ا َ دِّ‪ ،‬بَل َي َت َطَّل ُب ِمنه ْ‬ ‫ُم‬ ‫ب َْع َد َذ ِل َك أَ ْن ُي َبا ِد ُلو ُه ِّ‬ ‫الث َق َة َّال َم َن َحه ْ‬ ‫ُم‬ ‫تيِ‬ ‫ِإي َ‬ ‫َّاه���ا‪َ ،‬وأَ ْن ي َْعترَ ِ ُفوا بحِ ُ ِّر َّي ِت��� ِه الخْ َ ا ِل َق ِة‪،‬‬ ‫َوأَ ْن ي ْ‬ ‫ري َ‬ ‫وها ِب َد ْو ِر ِه ْم‪ِ ،‬ب َد ْع َو ٍة ُت َق ِاب ُل‬ ‫َس َت ِث ُ‬ ‫دْ‬ ‫َع َو َت��� ُه َو َت ُك ُ‬ ‫���ون َص َ‬ ‫ص‬ ‫���د ًى لهَ َ ���ا"‪َ ،‬ويخَ ْ ُل ُ‬ ‫ْ‬ ‫َت ِج��� ُه َم ْب َد ِئ ّي���اً‬ ‫���ب ي َّ‬ ‫س���ارتر ِإلىَ أَ َّن ال َكا ِت َ‬ ‫َ‬ ‫َب ِه ِل ُك ِّل َّ‬ ‫اس‪َ ،‬ل ِك َّن َّال ِذي َح َد َث ب َْع َد‬ ‫الن ِ‬ ‫ِبأد ِ‬

‫َذ ِل َك أَ​َّن��� ُه لمَ ْ ي ْ‬ ‫َق َر ْأ َل ُه ِإ َّ‬ ‫ال ب َْع ُضه ْ‬ ‫ُم‪َ ،‬ورُبمَّ َا‬ ‫���ي‪َ ،‬ف ْال ِق َرا َء ُة فيِ ِّ‬ ‫َة‬ ‫َذ ِل َك أَ ْم ٌر َط ِبي ِع ٌّ‬ ‫النهَاي ِ‬ ‫َت َظ ُّل َعا َد ًة َت ْر َت ِب ُ‬ ‫���ط بمِ َ‬ ‫ام َنا ِبهَا‬ ‫َدى ْاه ِت َم ِ‬ ‫���ذي َن ْر َغ ُب‬ ‫َبالمَْ ْو ُض‬ ‫وع َّال ِ‬ ‫فيِ َح ِّد َذا ِتهَ���ا‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫���را َء ِة َع ْن ُه‪َ ،‬وأَ ْح َياناً يَأ ِس��� ُر َنا َع َم ٌل‬ ‫فيِ ْال ِق َ‬ ‫أَدَب ٌّي َما‪َ ،‬وي َْأ ُخ��� ُذ بَأ ْل َبـاب َنا؛ َ‬ ‫أل َّن ِص َي َ‬ ‫اغ َت ُه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وع��� ُه وَِإ َطا َر ُه ْال َعام َن َ‬ ‫ال ِإ ْع َجـا َب َنا‪،‬‬ ‫َم ْو ُض َ‬ ‫وَ‬ ‫ْ‬ ‫���ذا ِب َغ ِّ‬ ‫َه َ‬ ‫���ض َّ‬ ‫الن َظ ِر َع���ن ُم ْس��� َت َوى َذ ِل َك‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫���ذ َ‬ ‫���ة‪َ ،‬ف َ‬ ‫���ن َّ‬ ‫���ل ِم َ‬ ‫اك‬ ‫الن ِ‬ ‫���ة ال َف ِّن َّي ِ‬ ‫ـاح َي ِ‬ ‫ال َع َم ِ‬

‫ِد َال َال ُت َّ‬ ‫التَلقِّي‪َ :‬بينْ َ ْال َ‬ ‫كاِت ِب َوالجْ ُ ْم ُهوِر‬ ‫َك َما َي ُق ُ‬ ‫آخ��� ٌر‪ ،‬و َ‬ ‫���ول أَ َح��� ُد ُّ‬ ‫أَ ْم��� ٌر َ‬ ‫الن َّقا ِد‪:‬‬ ‫���ة ِل ْل َكا ِت���ب المْجُ ي��� ِد أَنْ‬ ‫ِ"إ َّن أَو َ‬ ‫َّل ِص َف ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫���ز َل ِإلىَ َّ‬ ‫اس؛‬ ‫يخَ ��� ُر َج ِمن ُعز َل ِت ِه‪َ ،‬ويَن ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫�ي�ر ًة ِف ْك ِري ً‬ ‫َّ���ة ُت ِعي ُن ُه‬ ‫���ر ِل َن ْف ِس��� ِه َذ ِخ َ‬ ‫ِل ُي ْك ِث َ‬ ‫ْ‬ ‫الدسمِ َ ِة َّ‬ ‫الش���ا ِئ َق ِة‪ ،‬و ُ‬ ‫َ���ة َّ‬ ‫َه َو‬ ‫َع َل���ى ال ِك َتاب ِ‬ ‫ُص ِّ َ ْ‬ ‫اج���ة َ‬ ‫ُ‬ ‫وب‬ ‫أل ْن ي َ‬ ‫فيِ َح َ ٍ‬ ‫���و َر أف َكا َر ُه ِبأ ْس��� ُل ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َه َ‬ ‫يْ‬ ‫ـ���را ُء‪ ،‬و َ‬ ‫���ب‬ ‫���ذا َي َت َطَّل ُ‬ ‫َس َت ِس���ي ُغ ُه ال ُق َّ‬ ‫ْ‬ ‫ني َ‬ ‫آلخر‪،‬‬ ‫ُن ُزو َل ُه ِإلىَ ُم ْس��� َت َو ُاه ْم ِم���ن ِح ٍ‬ ‫���ع ِب ِه ْ‬ ‫���ر َب‬ ‫ِليرَ ْ َت ِف ُ‬ ‫���م ِإ َذا ْاس��� َت َطـاعَ‪ ،‬أَ ْو ِل ُي َق ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ـ���و َة ال ِفك ِري َ‬ ‫َّ���ة َّال�ِت�يِ َب ْي َن��� ُه َو َب ْي َنه ْ‬ ‫ُ���م‬ ‫الهْ ُ َّ‬ ‫َع َلى َ‬ ‫ول إ َّن َم ْس َ‬ ‫األ َق ِّ‬ ‫���أ َل َة‬ ‫ـ���ل"‪َ ،‬ل ِكَّن�ِن�يِ أَ ُق ُ ِ‬ ‫ْ‬ ‫لمْ ْ‬ ‫���ي‪َ ،‬ف ُه َو‬ ‫ض أَ ْم��� ٌر َج َـد ِل ٌّ‬ ‫ـ���ار ِئ ا ُف�َت�رَ​َ ِ‬ ‫ال َق ِ‬ ‫َّ‬ ‫اآلخ ُر ِم َ لمُْ َ‬ ‫الط َر ُف َ‬ ‫اإل ْب َد ِاع َّي ِة‪،‬‬ ‫���ن ا َعـا َدل ِة ِ‬ ‫َ‬ ‫���ث أَ َّن َع َم ِل َّي َة َت َقُّب ِل ِه ِل َّ‬ ‫َح ْي ُ‬ ‫َب ِّي‬ ‫لن ِّ‬ ‫���ص األد ِ‬ ‫َو َت َذ ُّو َق ُه َل��� ُه‪ ،‬و َ‬ ‫ـاع َل ُه َم َع ُه َت َظ ُّل َق ِض َّي ًة‬ ‫َتف ُ‬ ‫ُم ِث َ ً ْ‬ ‫ال���دوَام‪َ ،‬و َ‬ ‫َ‬ ‫ال أَ ْع َت ِق ُد‬ ‫رية ِلل َج َد ِل َعلى َّ ِ‬ ‫ـ���اش َح ْو َ‬ ‫الن َق َ‬ ‫أَ َّن ِّ‬ ‫هلا َي َت َو َّق ُ‬ ‫���ف ِع ْن َد ُن ْق َط ٍة‬ ‫���ار أَ َّن آ َرا َء ُّ‬ ‫الن ّقـَ���ا ِد‬ ‫ُم َع َّي َن ٍ‬ ‫���ة‪َ ،‬ع َل���ى ْاع ِت َب ِ‬ ‫ْ‬ ‫���ة ِب َّ‬ ‫���و ُع ِب َت َن ُّو ِع‬ ‫ات َت َت َن َّ‬ ‫الذ ِ‬ ‫فيِ َه ِ‬ ‫���ذ ِه ال َق ِض َّي ِ‬ ‫ْ‬ ‫الر َؤى و َّ‬ ‫َالتـأ ِو َي�ل�ا ِت‪َ ،‬ف َح َّتى ُّ‬ ‫وص‬ ‫الن ُص ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اس��� ِتهَا َوتحَ ِلي ِلهَاـ‬ ‫ـ َّال�ِت�يِ ُنق ِب ُـل َع َل���ى ِد َر َ‬ ‫ات‪ ،‬و ُ‬ ‫َت َت َع َّ‬ ‫َك ُّـل ِق َـرا َء ٍة‬ ‫���د ُد ِب َت َع ُّد ِد ْال ِق َ‬ ‫ـ���را َء ِ‬ ‫ْي�نْ‬ ‫فيِ ِّ‬ ‫يج ُ‬ ‫���ل بَ� َ‬ ‫���ة َت َف ُ‬ ‫���ي َن ِت َ‬ ‫َ���ة ِه َ‬ ‫النهَاي ِ‬ ‫ـاع ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ي���ل َل ُه‪،‬‬ ‫ـ���ار ٍئ و َ‬ ‫َمق��� ُرو ٍء‪ ،‬أَ ْو َن ٍّ‬ ‫���ص َو َتـأ ِو ٍ‬ ‫َق ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ُ‬ ‫���ب َرأ ِّي‬ ‫اإل ْب َد ِاع ُّي َ‬ ‫"مف ُت ٌ‬ ‫وح" َح َس َ‬ ‫فال َع َمل ِ‬ ‫ال ٍت َ‬ ‫اه ٌز ِل َت ْأ ِوي َ‬ ‫إيكو‪ ،‬و ُ‬ ‫ال ِنهَاية لهَ َ ا‪،‬‬ ‫َه َو َج ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اح ِد َ‬ ‫ال يَق َت ِص ُر‬ ‫َو َت َع ُّد ُد املَ َعا ِن���ي ِلأل َث ِر ال َو ِ‬ ‫َح َدهُ‪ ،‬ب ْ‬ ‫َ‬ ‫ون ُم َتأ ِّت ّياً‬ ‫َع َلى َ‬ ‫الق ِار ِئ و ْ‬ ‫َل َق ْد َي ُك ُ‬ ‫ِم ْن ِإ َرا َد ِة ال َكا ِت ِب‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪khalidasshati@yahoo.com‬‬

‫ّ‬ ‫ٌّ‬ ‫ث���وري‬ ‫إن الدميقراط ّي���ة مفه���و ٌم‬ ‫أكث���ر م���ن الث���ورة نفس���ها‪ ،‬فه���ي‬ ‫تعط���ي اجلمي���ع احل���ق يف تقري���ر‬ ‫املص�ي�ر‪ ،‬واجلميع هنا هم املواطنني‬ ‫مجيع���اً‪ ،‬من ميلك���ون رأي���اً ومن ال‬ ‫ميلك���ون اإلهتم���ام بأن يك���ون هلم‬ ‫ٌ‬ ‫رأي أيض���اً‪ ،‬بينم���ا الث���ورة حتتك���ر‬ ‫ه���ذا احلق عن���د جان���ب املنتصرين‬ ‫فق���ط‪ ،‬فقط م���ن أصابعه���م دائماً‬ ‫مقن���ع‬ ‫س���بب‬ ‫عل���ى الزن���اد دومن���ا‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫لس���واهم‪ ،‬م���ن لديه���م احل���ق يف‬ ‫حتديد مس���احة احلري���ات العامة‬ ‫واملس���موح وغري املس���موح به لبقية‬ ‫املواطن�ي�ن‪ ،‬ليتح���ول اجملتم���ع إىل‬ ‫أداة يف يد الثور يف س���بيل احلصول‬ ‫عل���ى مكاس���ب أك�ب�ر م���ن الثورة‬ ‫نفس���ها‪ ،‬وتك�ب�ر مس���احة املس���كوت‬ ‫عن���ه من أخط���اء األف���راد‪ ،‬اجملتمع‬ ‫والدول���ة يف حق األف���راد‪ ،‬اجملتمع‬ ‫والدولة نفس���ها‪ ،‬وهنا مكمن خطر‬ ‫الدولة الثوريّة الثانية‪ ،‬وبنا ًء عليه‬ ‫جيب على الليب ّيني الوقوف يف هذه‬ ‫وحبزم‬ ‫اللحظ���ة التارخي ّية بق���و ٍة‬ ‫ٍ‬ ‫أم���ام من نصب���وا أنفس���هم أوصياء‬ ‫عل���ى الش���عب ملنعه���م م���ن احتكار‬ ‫احلق���وق العام���ة ع�ب�ر االس���تمرار‬ ‫يف املس���ار الدميقراط���ي رغم رداءة‬ ‫نتائج���ه الي���وم واليت ال ب���د من أن‬ ‫تتحس���ن مع مرور الوقت‪ ،‬والوقت‬ ‫فقط‪ ،‬حيث س���تتغري النتائج بتغري‬ ‫أمن���اط التفك�ي�ر الس���اذجة وال�ت�ي‬ ‫ه���ي س���ائدة ألس���باب مرتاكم���ة‬ ‫ل���ذات الس���بب‪ ،‬الوق���ت والوق���ت‬ ‫فق���ط‪ ،‬كالبدوقراط ّي���ة أو بن���اء‬ ‫األحكام بناء عل���ى املعرفة الضيقة‬ ‫أو األحكام املس���بقة‪ ،‬وهذه مس���ألة‬ ‫ميك���ن جتاوزه���ا لك���ن فق���ط عرب‬ ‫االس���تمرار يف اخليار الدميقراطي‬ ‫والوق���وف حب���زم أم���ام الث���وار من‬ ‫يعتق���دون أنفس���هم ه���م فق���ط‬ ‫أصحاب احلق ماحن�ي�ن إياه لبقية‬ ‫الش���عب عرب أس���وأ أن���واع الوصاية‬ ‫ربرة‪ ،‬واليت ال تفعل س���وى‬ ‫الغ�ي�ر م ّ‬ ‫خط���وات إىل ال���وراء‬ ‫أ ّنه���ا تس���حبنا‬ ‫ٍ‬ ‫حن���و تكري���س ديكتاتوريّ���ة ثوريّة‬ ‫جديدة ب���دل تلك اليت قامت ألجل‬ ‫إنهائها الثورة نفسها ‪.‬‬ ‫الثورة ليس���ت وع���دًا وال إكتما ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫إ ّنه���ا تنته���ي ف���ور حدوثه���ا‪ ،‬وم���ا‬ ‫حيص���ل بع���د ذل���ك ه���و مبادئه���ا‬ ‫واملأمول منها‪ ،‬بعكس الدميقراط ّية‬ ‫اليت هي وعد وإكتمال‪ ،‬واليت تبدأ‬

‫فور حدوثه���ا وتتطور م���ع الزمن‪،‬‬ ‫لكن م���ا حدث يف ليبيا ه���و أن تياراً‬ ‫بعينه قرر الوقوف أمام الس�ي�رورة‬ ‫التارخيية واإلجتاه بالثورة والثوار‬ ‫يف ح���ال اس���تطعنا متييزهم داخل‬ ‫فوض���ى التس���لح حن���و حتويلهم���ا‬ ‫ً‬ ‫يف اجت���اه أن أصب���ح ش���يئاً‬ ‫مماث�ل�ا‬ ‫لعصاب���ات ( بوكو ح���رام)‪ ،‬مجاعة‬ ‫مبش���روع غري‬ ‫بأس���لحة حقيق ّي���ة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مس���لحة ال‬ ‫مجاع���ات‬ ‫‪،‬‬ ‫حقيق���ي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫ضواب���ط هلا س���وى أنه���ا تريد قتل‬ ‫اجلميع إلثبات وجهة نظرها فوق‬ ‫كوم���ة من اجلث���ت‪ ،‬فليبي���ا دول ٌة‬ ‫ٍ‬ ‫مليئ��� ٌة باملقاتل�ي�ن الذي���ن ميتلكون‬ ‫كل األس���لحة‪ ،‬لكنهم ال ميتلكون‬ ‫ش���يئاً هاماً أال وه���و املعركة‪ ،‬وهنا‬

‫الثوري���ة فه���ي حتم���ي حق���وق‬ ‫اجلماع���ة األوليغارش���ية املكون���ة‬ ‫للطبق���ة احلاكمة وأذنابها فقط‪،‬‬ ‫مبعن���ى أن احلقوق ليس���ت حقوق‬ ‫مجي���ع املواطنني‪ ،‬وهذا ه���و الفرق‬ ‫بني دولة الدس���تور ودول���ة الثورة‪،‬‬ ‫واألخ�ي�رة تتج���ه يف نهاي���ة املطاف‬ ‫حنو تكوين حالة فضفاضة ما بني‬ ‫الدول���ة املوناركي���ة أو دولة حكم‬ ‫الف���رد اليت تس���يطر عليها حكومة‬ ‫الظل كحركة اإلخوان املسلمني‬ ‫منوذجاً‪ ،‬أو الدولة األناركية وهي‬ ‫الدولة ال�ت�ي ال حيكمها أحد‪ ،‬حيث‬ ‫يقتنع الشعب أن املشكلة يف األساس‬ ‫هي يف وج���ود احلكومة‪ ،‬لكن بدون‬ ‫قان���ون ال ميك���ن أن توج���د احلرية‬

‫باحلزبي���ة وال حبري���ة التعب�ي�ر يف‬ ‫واقع األم���ر‪ ،‬الدميقراطية أنتجت‬ ‫أكث���ر األنظم���ة الدكتاتوري���ة‬ ‫بش���اعة عندم���ا مت تنفيذه���ا دومنا‬ ‫قان���ون حيم���ي احلري���ات‬ ‫س���ند‬ ‫ٍ‬ ‫جانب‪،‬‬ ‫العامة واحلقوق املدنية من ٍ‬ ‫وقاع���د ٍة م���ن الوع���ي ال���ذي يرتكز‬ ‫عل���ى فك���رة الدف���اع ع���ن احلريات‬ ‫اخلاص���ة تب���دأ ع�ب�ر الدف���اع ع���ن‬ ‫احلري���ات العام���ة‪ ،‬التس���ليم ب���أن‬ ‫احلري���ات العام���ة ميك���ن جتزأتها‬ ‫إىل أج���زاء بعث���رة جيع���ل النظ���ام‬ ‫الدميقراط���ي جم���رد ألوغارش���ية‬ ‫دستوريّة أي دكتاتوريّة األغلبية‪،‬‬ ‫فيج���ب حتديد س���لطات احلكومة‬ ‫عرب القانون لترتك الش���عب وشأنه‬ ‫ح���راً لينت���ج ويفك���ر ويب���دع دومنا‬ ‫ربر هلا‪ ،‬و ه���ي الطريقة‬ ‫قي���و ٍد ال م ّ‬ ‫ال�ت�ي حتولت فيها روم���ا والواليات‬ ‫املتح���دة اىل دولت�ي�ن عظمت�ي�ن يف‬ ‫العامل�ي�ن القديم واحلدي���ث‪ ،‬ليبقى‬ ‫دورها فق���ط محاية القانون‪ ،‬حيث‬ ‫مبدأ احلريّة األساس���ي هو حتديد‬ ‫دور الس���لطة‪ ،‬لنفر من فكرة ‪{ :‬يَا‬ ‫َ‬ ‫���وم َل ُك ُم المُْ ْل ُ‬ ‫���ك ْال َي ْ‬ ‫اه ِر َ‬ ‫���و َم َظ ِ‬ ‫ين فيِ‬ ‫لأْق ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫للهَّ‬ ‫َ‬ ‫ض ف َم���ن ي ُ‬ ‫سا ِ‬ ‫ا ْر ِ‬ ‫َنص ُر َنا ِمن بَأ ِ‬ ‫ِإ ْن َجاء َنا َق َ‬ ‫ال ِف ْر َع ْو ُن َما أُ ِري ُك ْم ِإلاَّ َما‬ ‫لاَّ‬ ‫أَ َرى و َ َ ْ‬ ‫���ب َ‬ ‫الر َشا ِد‬ ‫يل َّ‬ ‫َما أه ِدي ُك ْم ِإ َس ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫} غاف���ر ‪ ،29‬إىل فكرة ‪{ :‬قالت يَا‬ ‫أَ ُّيهَ���ا املَلأَُ أَ ْف ُتو ِني فيِ أَ ْم ِري َما ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫نت‬ ‫ْ‬ ‫اط َع ً‬ ‫ُون }‬ ‫َق ِ‬ ‫���ة أَ ْم���راً َح َّت���ى َتش��� َهد ِ‬ ‫النم���ل ‪ ، 32‬إذ عندما تكرب س���لطة‬ ‫الدول���ة تتض���اءل مس���احة حري���ة‬ ‫األف���راد‪ ،‬وي���زداد حجمه���ا ليت���م‬ ‫انتخ���اب س���لطة تتط���اول لدرجة‬ ‫أنها تستطيع انتزاع ملكية البعض‬ ‫ملنحه���ا آلخري���ن‪ ،‬وه���و م���ا ح���دث‬ ‫يف عصر اش�ت�راك ّية قيص���ر ليبيا‬ ‫القذايف ورأمسال ّي���ة إبنه فيما بعد‪،‬‬ ‫ليضطر الش���عب يف نهاي���ة املطاف‬ ‫لبيع احلريّ���ة مقابل األمن‪ ،‬وليس‬ ‫هنال���ك مفر لدى اجلماهري س���وى‬ ‫أن تق���ف صف���اً واح���داً تداف���ع عن‬ ‫حق���وق اجلمي���ع بعيدا ع���ن ثقافة‬ ‫القطيع حيث يراه���ن كل منفرداً‬ ‫بعنقه ّ‬ ‫أن سينجو من غرق السفينة‬ ‫ال�ت�ي حتوي اجلميع كونه ابن عم‬ ‫القبط���ان‪ ،‬أو أن يبق���ى كل م ّن���ا‬ ‫وحي���داً يبح���ث ع���ن نصيب���ه الذي‬ ‫لن مينع موته حافي���اً يف الصحراء‬ ‫الكربى‪.‬‬ ‫إىل جمرم���ي ح���رب‪ ،‬وه���ؤالء ه���م‬ ‫م���ن س��� ّبب املش���كلة ويعتق���دون‬ ‫أ ّنه���م هم من بيده���م احلل‪ ،‬ليتجه‬ ‫الش���عب حنو هؤالء معتقدين أنهم‬ ‫هم فق���ط من بيدهم حل املش���كلة‬ ‫ً‬ ‫قاطب���ة‪ ،‬لنتج���ه‬ ‫وخي���وط اللعب���ة‬ ‫يف نهاي���ة املط���اف حن���و ح���ل دولة‬ ‫أوليغارش���ية أخ���رى‪ ،‬مبعنى قذايف‬ ‫زاهية‪ ،‬وهي‬ ‫أخر لكن بألوان أخرى‬ ‫ٍ‬ ‫مرحل��� ٌة انتقالي��� ٌة تأخ���ذ وقت���اً قد‬ ‫يطول ألربعني س���نة وقد يس���تمر‬ ‫فق���ط ألش���هر‪ ،‬لنتج���ه يف نهاي���ة‬ ‫املطاف حنو الدميقراط ّية اليت هي‬ ‫أيضا مش���كلة يف جمتمع األغلبية‬ ‫من���ه غري مس���تقر ًة فكريّ���اً يف واقع‬ ‫األمر‪ ،‬وال زالت مق ّيدة بوهم صنم‬

‫‪15‬‬ ‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫مذكرات عمر املختار الوايف‬

‫منطقة (عمر املختار) املدرسة والقرية واحوال الناس‬ ‫احللقة السابعة‬ ‫حني كنا املالذ للجزائريني‬ ‫• ‬ ‫بداي���ة الع���ام الدراس���ي ‪– 63‬‬ ‫‪1964‬م مت نقل���ي (ملدرس���ة عمر‬ ‫املختار) على بعد مخس���ة كيلوات‬ ‫من منطق���ة (اهبريه) ش���رقا وهي‬ ‫مدرس���ة ابتدائي���ة إىل الص���ف‬ ‫السادس االبتدائي بها قسم داخلي‬ ‫يأوي إليه عدد من تالميذ املناطق‬ ‫النائية يف ذلك الوقت ‪ ،‬كما كان‬ ‫يقيم ويدرس بها عدد من االطفال‬ ‫اجلزائري�ي�ن الذي���ن كان���ت ليبيا‬ ‫تس���تضيفهم بالتنس���يق مع جبهة‬ ‫التحري���ر اجلزائري���ة إبان مرحلة‬ ‫الكفاح املس���لح باجلزائر الش���قيقة‬ ‫بق���وا بها س���نوات عدي���دة غري انهم‬ ‫رحل���وا عائدي���ن لبالده���م بع���د ان‬ ‫اس���تقلت يف ع���ام ‪ 1962‬م وكان‬ ‫يوم وداعه���م مش���حونا بالعواطف‬ ‫واحلم���اس فق���د كان املوظف���ون‬ ‫يكن���ون الخوانه���م اجلزائري�ي�ن‬ ‫مشاعر احملبة والتقدير واالعجاب‬ ‫ببط���والت ث���ورة امللي���ون ش���هيد‬ ‫‪.‬وكان���ت املدرس���ة عب���ارة ع���ن‬ ‫جمموع���ة مب���ان تع���ود للف�ت�رة‬ ‫االيطالي���ة كان���ت ق���د اقيم���ت‬ ‫لغ�ي�ر ه���ذا الغرض ‪ ،‬تتوس���ط تلك‬ ‫املبان���ي س���احة كب�ي�رة مرصوفة‬ ‫باالمسن���ت ‪ ،‬القس���م الدراس���ي‬ ‫باجلبهة الغربية منه���ا وهو عبارة‬ ‫ع���ن مبنى ممت���د من الش���مال إىل‬ ‫اجلن���وب عل���ى الط���راز االيطال���ي‬ ‫يتوس���ط املدخ���ل بب���اب عري���ض‬ ‫يفض���ي ملمر طويل مس���قوف على‬ ‫جانبيه حج���رات متقابل���ة كانت‬ ‫تتخ���ذ فص���وال دراس���ية وإدارة‬

‫للمدرس���ة ‪ ،‬ويف الطرف الش���مالي‬ ‫الشرقي من الس���احة كان القسم‬ ‫الداخلي م���أوى الطالب الداخليني‬ ‫ومطبخ القسم واملطعم ‪.‬‬ ‫وإىل جانب القسم الداخلي كانت‬ ‫نقطة البوليس ومس���اكن افراده‬ ‫ويف جن���وب الس���احة تق���ع عم���ارة‬ ‫من طابقني تتخذ سكنا للمعلمني‬ ‫العزاب ‪ ،‬وكنا نطل���ق عليها قصر‬ ‫(اهلردميس) ‪ ،‬وقد اقمت فيها مدة‬ ‫عملي باملدرسة ولنا فيها ذكريات‬ ‫ال تنسى س���أحاول تذكرها الحقا‬ ‫‪ ،‬ويف الرك���ن الش���مالي تق���ع‬ ‫الكنيس���ة وهي باقية على حاهلا يف‬ ‫ذل���ك الوقت وال أذك���ر ان احدا قد‬ ‫تعرض هلا مدة وج���ودي باملنطقة‬ ‫او حتى فتحت اصال ‪ ،‬ويف الش���مال‬ ‫الغرب���ي كان���ت توج���د مس���اكن‬ ‫للموظف�ي�ن مث���ل مدي���ر الناحي���ة‬ ‫وممرض الصحة وناظر املدرس���ة‬ ‫وعدد م���ن املعلمني املتزوجني ‪ ،‬إىل‬ ‫اجلنوب من امتداد املبنى املدرس���ي‬ ‫مباشرة يوجد املس���توصف ومبنى‬ ‫املديري���ة ‪.‬و وراء املباني الش���مالية‬ ‫يوجد الس���وق التجاري وهو عبارة‬ ‫عن عدد من املتاج���ر الصغرية بين‬ ‫أغلبه���ا م���ن (الزينق���و) جنب���ا إىل‬ ‫جنب بش���كل مواز للمبان���ي املطلة‬ ‫على الس���احة الرئيس���ية ‪ ،‬وكانت‬ ‫تل���ك املتاج���ر توف���ر حاج���ة الناس‬ ‫م���ن البضائ���ع الضروري���ة مث���ل‬ ‫املأك���والت من حل���وم وخضروات‬ ‫واش���ياء اخ���رى الزمة للمعيش���ة ‪،‬‬ ‫وان كان الن���اس يف ذلك يس���عون‬ ‫لتوف�ي�ر احتياجاته���م الضروري���ة‬

‫(مع طلبة الصف السادس االبتدائي عام ‪1964-63‬م‬ ‫وتظهر يف خلفية الصورة الكنيسة على حاهلا حتى ذلك الوقت )‬

‫مدرسة عمر املختار عام ‪1964‬م جمموعة من الطلبة واملعلمني‬ ‫بش���كل ذات���ي إذ يزرع���ون احلبوب‬ ‫ويربون احليوان���ات فيحصلو منها‬ ‫عل���ى اللح���وم وااللب���ان والش���عر‬ ‫والص���وف وغريه���ا ‪ ،‬وكان���ت‬ ‫النس���اء يعمل���ن يف البي���وت بش���كل‬ ‫دؤوب عل���ى طح���ن احلبوب وعمل‬ ‫اخلب���ز وطب���خ الطع���ام واع���داده‬ ‫كم���ا جيمع���ن احلط���ب للوق���ود‬ ‫وجيل�ب�ن املاء م���ن االب���ار والعيون ‪،‬‬ ‫كما يغزل���ن وينس���جن (البيوت ‪،‬‬ ‫واهلدم ‪ ،‬واالحوية لالبل ‪ ،‬والغرائر‬ ‫واملخال���ي) ‪.‬و كان البي���ت مكتفيا‬ ‫ذاتيا ويندر ش���راء شيء من لوازمه‬ ‫من الس���وق ع���دا الس���كر والش���اي‬ ‫واملالب���س ‪ ،‬بالطب���ع ه���ذا الكالم ال‬ ‫يش���مل بيوت املوظفني اليت كانت‬ ‫قد ب���دأت تعتم���د على م���ا يأتي به‬ ‫التجار من بضائع ‪.‬‬ ‫•عمر املختار وكان االيطاليون‬ ‫يسمونها ( مامللي )‬ ‫تق���ع قري���ة (عم���ر املخت���ار) عل���ى‬ ‫هضبة م���ن هضاب اجلبل االخضر‬ ‫مسيت بهذا االس���م بعد االستقالل‬ ‫تكرمي���ا للش���هيد البط���ل (عم���ر‬ ‫املخت���ار) فق���د كان���ت مس���رحا‬ ‫للكفاح ضد املس���تعمرين الطليان ‪،‬‬ ‫ومتكن االيطاليون من اسرة بأحد‬ ‫االودي���ة الوقع���ة جنوبه���ا وكان‬ ‫االيطالي���ون يس���مونها ( ماملل���ي )‬ ‫عل���ى اس���م اح���د جنراالته���م الذي‬ ‫قتل يف تلك اهلض���اب ‪.‬و إىل جنوب‬ ‫قرية (عم���ر املخت���ار) توجد قرية‬ ‫(س���لنطة) وتتص���ل به���ا بطري���ق‬ ‫اس���فليت ضيق ‪ ،‬واىل الش���مال منها‬ ‫تقع اودي���ة عميقة تنح���در صوب‬ ‫وادي الك���وف وإىل الغ���رب منه���ا‬ ‫(اهب�ي�ره) و(قصر املق���دم) وتتصل‬

‫به���ا بواس���طة طري���ق تراب���ي طاملا‬ ‫اختذته س���بيال يف تنقلي من وإىل‬ ‫(اهب�ي�رة) ‪ .‬أم���ا إىل الش���رق منه���ا‬ ‫فهن���اك امت���داد م���ن االرض بن���ى‬ ‫االيطاليون عليه���ا عددا من املزارع‬ ‫يف مش���روع (اللينتا) الش���هري كان‬ ‫الفالح���ون الليبي���ون وال يزال���ون‬ ‫يتخذونه���ا مس���اكن هل���م رغ���م‬ ‫مض���ي زم���ن طوي���ل على انش���ائها‬ ‫وع���دم صيانتها لفقر س���اكنيها ‪،‬‬ ‫وم���ن ذلك االمت���داد يتفرع طريق‬ ‫تراب���ي يأخ���ذ يف االحن���دار ناحية‬ ‫الش���مال مارا ِبـ (جيفاس وستلونه‬ ‫والغريقة) إىل (البيضاء) ‪ .‬و سكان‬ ‫منطق���ة (عمر املخت���ار) معظمهم‬ ‫يعيش���ون يف املناط���ق احمليط���ة‬ ‫به���ا م���ن كل اجله���ات ‪ ،‬وه���م يف‬ ‫غالبيته���م م���ن قبيل���ة الرباعص���ة‬ ‫‪ ،‬ميارس���ون الزراع���ة بالط���رق‬ ‫التقليدي���ة ؛ احمل���راث ال���ذي جتره‬ ‫احليوان���ات ‪ ،‬كم���ا حيص���دون‬ ‫زروعه���م باملناج���ل اليدوية ‪ ،‬كما‬ ‫كان���وا ميارس���ون حرف���ة الرع���ي‬ ‫وباالخص املاع���ز واالبقار ‪ ،‬وكان‬ ‫م���ا ميلكون���ه منه���ا يف ذل���ك الوقت‬ ‫قليال إذا م���ا قيس بزماننا احلاضر‬ ‫‪ .‬وق���د كان���ت احلراث���ة واحلصاد‬ ‫وج���ز الص���وف ه���ي اه���م اعماهلم‬ ‫وخ�ل�اف ذل���ك يعت�ب�ر باق���ي العام‬ ‫وقت فراغ ‪ ،‬إال بعض السكان الذين‬ ‫يزاول���ون اعم���اال ل���دى احلكوم���ة‬ ‫مثل ؛ املوظفني والفراش�ي�ن بدوائر‬ ‫احلكوم���ة والعامل�ي�ن مبطب���خ‬ ‫املدرس���ة او القائم�ي�ن ببع���ض‬ ‫االعم���ال اهلامش���ية االخ���رى ‪.‬‬ ‫مل يك���ن بالقري���ة كهرب���اء وال‬ ‫توصيالت مي���اه او صرف صحي ‪،‬‬

‫كان الن���اس يس���تعملون املصابيح‬ ‫العادي���ة بالكريوس�ي�ن ويش���ربون‬ ‫م���ن بئ���ر بالقرية يق���ع يف طرفها‬ ‫اجلنوبي ‪ ،‬كان���ت احلكومة تزوده‬ ‫باملياه بواس���طة الس���يارات من عني‬ ‫ش���حات يف ذل���ك الوق���ت ‪ .‬وكثريا‬ ‫ما كن���ت أرك���ب تلك الس���يارات‬ ‫يف ذهاب���ي إىل أهل���ي بش���حات ويف‬ ‫عودتي للمدرسة ‪.‬‬ ‫•سكر السائق وغش الناظر‬ ‫وكان سائق إحدى السيارات اليت‬ ‫ت���رد املاء لبئ���ر القرية رج���ل يكثر‬ ‫ِ‬ ‫من ش���رب اخلم���ر وكن���ا نضطر‬ ‫للركوب معه إىل ش���حات وكان‬ ‫الرك���وب معه حمفوف���ا باملخاطر‬ ‫‪ ،‬ويف إح���دى امل���رات بعد ان حدثين‬ ‫أن ل���ه اخوين من ضب���اط اجليش‬ ‫‪ ،‬س���ألته بس���ذاجة متناهي���ة ‪ ،‬عما‬ ‫إذا كان���ا يفك���ران يف عمل انقالب‬ ‫‪ .‬طبعا كانت فك���رة تغيري الوضع‬ ‫امللكي او االمل فيها ضاغطة بشكل‬ ‫كب�ي�ر على عقول وقلوب الش���باب‬ ‫م���ن جيلن���ا يف تل���ك الف�ت�رة ‪ ..‬مل‬ ‫جيبين ذلك السائق يف وقتها إال انه‬ ‫وبعد ان س���كر حتى الثمالة جاءني‬ ‫مبقر الس���كن مرتحن���ا وانتحى بي‬ ‫جانب���ا وق���ال يف هلجة مه���ددة ماذا‬ ‫تقصد بكالمك يف الصباح ؟ وحني‬ ‫رأي���ت الش���ر يف عيني���ه اخ���ذت يف‬ ‫تطييب خاطره واني ال اقصد سوءا‬ ‫وامنا هو سؤال بريئ وعفوي ويبدو‬ ‫انه قد اقتنع بصدق ما قلت وانتهى‬ ‫املوض���وع بس�ل�ام ‪.‬اذك���ر ان ناظر‬ ‫املدرس���ة وكان يوق���ع ايص���االت‬ ‫باستالم املياه من سائقي السيارات‬ ‫‪ ،‬كلم���ا احض���ر احده���م نقلة ماء‬ ‫للبئ���ر ‪ ،‬ويبدو ان���ه كان متفقا مع‬ ‫الس���ائقني عل���ى توقي���ع ايص���االت‬ ‫دون احض���ار املياه ويتقاس���م معهم‬ ‫مثن تلك النقالت وملا انكشف امره‬ ‫مت نقله من املدرس���ة وجيئ بغريه‬ ‫‪ ،‬وملا كان ال ي���زال اعزب فقد اقام‬ ‫معن���ا يف س���كن الع���زاب ( بقص���ر‬ ‫اهلردميس ) وه���و مبنى مكون من‬ ‫دوري���ن كما اس���لفت نقيم بالدور‬ ‫العلوي ونتخ���ذ من الدور االرضي‬ ‫مكانا ملزاولة هوايتنا والعابنا ‪ ،‬كان‬ ‫يؤمه الشباب من املدرسة وغريها ‪،‬‬ ‫اش���به بنا ٍد صغري نقضي فيه اوقاتا‬ ‫ممتع���ة ‪ ،‬وق���د أصدرن���ا ب���ه ع���دة‬ ‫جرائ���د حائطي���ة ‪ ،‬نكت���ب فيها عن‬

‫تق��ع قري��ة (عم��ر املختار) عل��ى هضبة م��ن هضاب اجلب��ل االخضر‬ ‫مسيت به��ذا االس��م بعد االس��تقالل تكرميا للش��هيد البط��ل (عمر‬ ‫املختار) فقد كانت مسرحا للكفاح ضد املستعمرين الطليان‬

‫‪17‬‬ ‫الظالم خييم على الربيع‬ ‫العربي‬ ‫ع���م الظ�ل�ام دول الربيع العربي عق���ب قي���ام ثوراتها يف عام‬ ‫َ‬ ‫‪ 2011‬م ‪،‬وباتت هذه الدول تعاني من انقطاعات يف الكهرباء‬ ‫يع���م أحيانا جمم���ل البالد كما حص���ل يف تونس مؤخرا ويف‬ ‫مصر حي���ث انقطع الكهرباء ع���ن القاه���رة والكثري من مدن‬ ‫البالد ‪،‬كم���ا تعاني من ذلك مدن اليمن ‪،‬أما س���وريا فتعيش‬ ‫يف ظ�ل�ام دامس يف اغل���ب مدنها ‪،‬وتعاني م���ن ذلك العاصمة‬ ‫الليبي���ة طرابلس والكثري من مدن ليبي���ا ‪،‬وهكذا يعم الظالم‬ ‫ال���دول النفطية أيضا ‪،‬لكن املالح���ظ أن هذه الدول مل تعرف‬ ‫قبل اندالع ربيعها من مث���ل هذه االنقطاعات كما مل تعرف‬ ‫اإلره���اب كما ه���و حاص���ل اليوم رغ���م معاناته���ا مجيعا من‬ ‫أنظمة استبدادية وأمنية قاسية ‪.‬‬

‫•مهدى مجعة‪ :‬تدفق الليبيني على تونس أثر‬ ‫على الطاقة‬

‫(مدرسة عمر املختار عام ‪)1964‬‬ ‫( جلوساً من اليمني املرحوم مصطفى ابراهيم‪ ،‬وعمر املختار بالزي الوطين مع عدد من الطالب وقوفا‬ ‫احلياة بالقرية ونتن���اول فيها عدة‬ ‫ش���خصيات م���ن بينن���ا بالتعليقات‬ ‫والطرائف اللطيف���ة والزلنا نتندر‬ ‫بتلك الكتابات الصرحية والعفوية‬ ‫كلما التقينا حت���ى يومنا هذا رغم‬ ‫م���رور الس���نني ‪.‬و كان���ت عالقتن���ا‬ ‫بالتالمي���ذ عالق���ة طيب���ة مل يك���ن‬ ‫بينن���ا وبني اغلبهم ف���ارق كبري يف‬ ‫السن ولذلك كنا نتخذهم أصدقاء‬ ‫لن���ا ‪ ،‬ونش���أت بينن���ا عالقة محيمة‬ ‫مبنية على املودة واألحرتام ‪ ،‬وكنا‬ ‫نقضي معهم جل الوقت يف القس���م‬ ‫الدراس���ي وعنابر األقامة الداخلية‬ ‫ويف مس���كننا (بقص���ر اهلردمي���س)‬ ‫وخ�ل�ال النزهات اخللوية يف املس���اء‬ ‫وأيام العطالت يف املناطق الفسيحة‬ ‫احمليط���ة بالقرية ‪ ،‬نتابع دروس���هم‬ ‫ونساعدهم يف مذاكرتهم ونشرف‬ ‫عليه���م اوق���ات املذاكرة ونس���اهم‬ ‫بش���كل فع���ال يف ح���ل مش���اكلهم‬ ‫ووضع ح���د للنزاعات ال�ت�ي كانت‬ ‫تنشأ بينهم ‪.‬‬ ‫ونس���تقبل اولي���اء أموره���م الذي���ن‬ ‫كان���وا يأت���ون لرؤي���ة أبنائهم من‬ ‫األماك���ن البعي���دة ونس���تضيفهم‬ ‫عندن���ا ونطمئنه���م عل���ى أبنائه���م‬ ‫فيذهب���ون وه���م راض���ون ‪.‬و كن���ا‬ ‫قريبني جداً م���ن تالميذنا ‪ ،‬كانت‬ ‫بينن���ا صراح���ة نتن���اول معهم كل‬ ‫ما يش���غل باهلم ونتج���اذب أطراف‬ ‫احلديث معهم حول ش���ئون احلياة‬

‫واألح���وال ال�ت�ي كان���ت تعيش���ها‬ ‫بالدنا ‪ ،‬مل يكن هناك أية حواجز أو‬ ‫فواصل تفصل بيننا ‪.‬‬ ‫ه���ذا الن���وع م���ن العالق���ة ب�ي�ن‬ ‫معلم�ي�ن وتالميذه���م أث���ار الغرية‬ ‫واحلس���د لدى البعض من املعلمني‬ ‫املتزمت�ي�ن وعل���ى رأس���هم مدي���ر‬ ‫املدرس���ة اجلدي���د الذي���ن كان���وا‬ ‫غ�ي�ر راضني عن ه���ذا التقارب بيننا‬ ‫وب�ي�ن تالميذنا ‪ ،‬ولذلك فقد كتب‬ ‫ه���ؤالء الس���اخطون اىل اجله���ات‬ ‫احلكومي���ة مطالبني إنقاذ التالميذ‬ ‫من���ا !‪ ,‬عل���ى ح���د ق���ول كتابه���م‬ ‫ال���ذي ُس��� ِلم ألعل���ى املس���تويات يف‬ ‫الدول���ة ‪.‬ومم���ا زاد يف تأجيج املوقف‬ ‫حدوث األح���داث الدامية يف مدينة‬ ‫بنغ���ازى يف ‪ 14,13‬يناي���ر ‪1964‬‬ ‫‪ ،‬وكان طالبن���ا ق���د جتاوب���وا م���ع‬ ‫تلك األحداث وأفتعل���وا إضرابا عن‬ ‫الدراس���ة متعللني ببع���ض املطالب‬ ‫ال�ت�ي تتعل���ق مبعيش���تهم الداخلية‬ ‫وحتس���ينها وأعترب ذل���ك حتريضا‬ ‫من املعلمني ‪.‬‬ ‫•حنرض التالميذ على الفوضى و‬ ‫التمرد‬ ‫وبن���اء عليه فقد مت اس���تدعاؤنا اىل‬ ‫مديري���ة التعليم مبدينة (البيضاء)‬ ‫‪ ،‬وكان املدي���ر آن���ذاك ه���و امل���ؤرخ‬ ‫املعروف (حمم���د مصطفي بازامه)‬ ‫‪ ،‬وق���د عرض األم���ر لنا كم���ا ورد‬ ‫إلي���ه ‪ ،‬أنن���ا حن���رض التالميذ على‬

‫الفوضى وأننا مس���ؤولون عن حالة‬ ‫التم���رد وق���د دافعن���ا ع���ن أنفس���نا‬ ‫ونفين���ا ما ُنس���ب الين���ا وكان ذلك‬ ‫حبضور املرح���وم (حمم���د بوفروة‬ ‫) ؛ وه���و م���ن اجملاهدي���ن القدم���اء‬ ‫كان���ت وزارة التعلي���م ُتس���ند إليه‬ ‫األش���راف عل���ى األقس���ام الداخلية‬ ‫املضطرب���ة ‪ ،‬وعل���ى معرف���ة تام���ة‬ ‫مبعظمنا ‪ ،‬وقد ش���هد حبقنا شهادة‬ ‫أبوي���ة الزلن���ا نقدرها ل���ه اىل اآلن ‪،‬‬ ‫وجلس���امة الدعاوي املقدمة ضدنا‬ ‫آن���ذاك فأن�ن�ي أعت�ب�ر أجراء الس���يد‬ ‫مدي���ر التعلي���م بنقلنا من املدرس���ة‬ ‫أج���راء معت���د ً‬ ‫ال ‪ ،‬ول���و كان���ت تلك‬ ‫الدع���اوي يف غري ذل���ك الزمان لكنا‬ ‫ق���د تعرضنا ألذى الميك���ن تصوره‬ ‫‪ ،‬كن���ا مثاني���ة ‪ ،‬نق���ل كل أثن�ي�ن‬ ‫من���ا اىل مدرس���ة وأنته���ى األم���ر ‪،‬‬ ‫واجلدير ذك���ره ان تلك اجملموعة‬ ‫كان���ت تتأل���ف م���ن االس���اتذة (‬ ‫املرح���وم مصطفى ابراهيم و س���عد‬ ‫كم���ش وحامد الش���ريف وحممد‬ ‫طراطيش واملرح���وم علي انصيص‬ ‫واثن���ان مل اعد اذكرهم���ا وكاتب‬ ‫هذه السطور ) ‪.‬‬

‫ص���رح رئيس ال���وزراء التونس���ي‬ ‫مه���دى مجع���ة أن احلكوم���ة‬ ‫س���تخصص متوي�ل�ات بقيم���ة‬ ‫‪ 100‬ملي���ون دوالر لصن���دوق‬ ‫وس���يتم‬ ‫االنتق���ال الطاق���ي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫توظيفه���ا يف حف���ز املس���تثمرين‬ ‫الش���بان عل���ى إجناز مش���اريع يف‬ ‫الطاقات املتجددة‪ .‬وأكد مجعة‪،‬‬ ‫يف ح���وار م���ع «وات» اخلميس‪ ،‬أن‬ ‫تونس ماضية يف مشروع البحث‬ ‫عن الغ���از الصخري (الشيس���ت)‬ ‫يف مرحلت���ه األوىل وال�ت�ي تتعلق‬ ‫مهدى مجعة‬ ‫بتقيي���م امل���وارد‪ ،‬مش���ددًا عل���ى‬ ‫احل���رص على اعتماد نهج علمي‬ ‫يأخ���ذ يف االعتب���ار ّ‬ ‫كل اآلراء ال�ت�ي طرح���ت يف ه���ذا اجمل���ال‬ ‫س���يتم بعيدًا ع���ن كل التجاذبات ومراعاة‬ ‫ومؤك���دًا أن ذلك‬ ‫ّ‬ ‫للمصلح���ة الوطنية‪.‬وفيم���ا يتعل���ق بالدع���م وخاص���ة دع���م‬ ‫احملروق���ات‪ ،‬أك���د رئي���س احلكوم���ة أن هذه األش���كال الذي‬ ‫يثق���ل كاهل موازنة الدولة بأعب���اء كبرية ال ميكن حله إال‬ ‫مش�ي�را إىل أن هناك‬ ‫باالس���تهداف املباش���ر للفئات املستحقة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فري���ق عمل يعكف حال ًي���ا على وضع قاع���دة بيانات عمومية‬ ‫س���تمكن م���ن حتدي���د خارط���ة اجتماعي���ة س���تتيح للدول���ة‬ ‫توجيه الدعم ملس���تحقيه من األس���ر التونسية‪.‬وش���دد مجعة‬ ‫تهم‬ ‫على ض���رورة اإلس���راع يف التصديق على الرخ���ص اليت ّ‬ ‫البح���ث عن احملروقات والتمديد فيها وعلى القوانني املتعلقة‬ ‫بالطاق���ة بعيدًا عن املزايدات السياس���ية والتجاذبات احلزبية‬ ‫ومراع���اة للمصلحة الوطنية‪.‬وخبص���وص تأثري توافد أعداد‬ ‫كبرية م���ن الليبيني على تونس على مس���توى تفاقم نفقات‬ ‫الدعم‪ ،‬أكد مهدي مجعة على أن تدفق الليبيني على تونس‬ ‫مش�ي�را إىل أن أمن املواطن التونسي الشامل‬ ‫أثر على الطاقة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مبختلف مستوياته يبقى بالنسبة للحكومة أولوية مطلقة‪.‬‬

‫•مصر تنفي استقالة وزير الكهرباء‬

‫قال الس���فري حس���ام القاويش الناطق الرمسي باس���م رئاسة‬ ‫احلكومة املصري���ة إن األنباء اليت ترددت بش���أن تقديم وزير‬ ‫الكهرباء الدكتور حممد ش���اكر‬ ‫استقالته على خلفية أزمة انقطاع‬ ‫التي���ار الكهربائ���ي عل���ى معظ���م‬ ‫حمافظ���ات اجلمهوري���ة اخلميس‬ ‫غ�ي�ر صحيحة‪.‬وأض���اف أن اخل�ب�ر‬ ‫ال���ذي تناقل���ة البعض ح���ول وجود‬ ‫مش���ادة كالمي���ة بين���ه وب�ي�ن‬ ‫املهن���دس إبراهي���م حمل���ب رئيس‬ ‫جملس الوزراء ً‬ ‫أيضا غري صحيحة‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪.‬وقال القاويش‪ ،‬خالل اتصال‬ ‫هاتف���ي بربنامج ‪ 90‬دقيق���ة الذي‬ ‫تقدم���ه اإلعالمية إميان احلصري‬ ‫حممد شاكر‬ ‫على قناة احملور‪ ،‬أن وزارة الكهرباء‬ ‫كب�ي�را ملقاومة أزمة‬ ‫بذلت جه���دًا‬ ‫ً‬ ‫انقطاع التيار الكهربائي خالل الفرتة املاضية‪.‬‬


‫‪18‬‬ ‫ليبيا ‪ ...‬وطين الغالي‬

‫عبد السالم الزغييب‬ ‫أصبح���ت كلم���ة الوط���ن غريب���ة كغربة أهل���ه ‪ ،‬تبدو‬ ‫دخيلة على قواميس���هم اجلديدة ‪ ،‬ثقيلة على ش���فاههم‬ ‫‪ ،‬نش���از يف آذانه���م ‪ ،‬من يتلفظ بها حم���ارب ‪ ،‬ومن يكتب‬ ‫عنه���ا يتوجب هدر دمه ‪ ..‬وم���ع ذلك من أجل هذا الوطن‬ ‫املس���تباح س���أكتب ‪...‬واكتب‪...‬واكت���ب‪ ،‬رغم انف كل‬ ‫م���ن ان حياول أن حيول م���ا تبقى لنا من ايام اىل جحيم‬ ‫ارضي‪ ،‬س���أكتب عن اشباه الرجال الذين ارتضوا حبياة‬ ‫ال���ذل واخلنوع مع القائد املعلم‪...‬هل حيق هلؤالء االن ان‬ ‫يتطاولوا على الش���رفاء الذين قضوا حياتهم يف س���جون‬ ‫القذايف او ش���ردوا يف اصقاع الع���امل‪ ،‬وأحكم اخلناق على‬ ‫اسرهم واقاربهم‪..‬‬ ‫الشرفاء الذين مهدوا الطريق النتفاضة فرباير‪ ،‬خرجوا‬ ‫وانتفضوا لنصرة احلق والعدل‪ ،‬قبل ان خيتطف الثورة‬ ‫املتس���لقون والنفعيون ‪ ،‬ليبدأوا محالت الطعن والتزوير‬ ‫يف التاريخ حبيث يتحول اجلبناء اىل شجعان والشجعان‬ ‫اىل جبن���اء‪ ،‬س���أكتب ع���ن مدن وق���رى ليبي���ا احلبيبة ‪،‬‬ ‫البعي���دة عن املرك���ز حيث القابضون عل���ى مجر الوفاء‬ ‫هلذا الوطن رغم التهميش والنسيان واحلرمان‪.‬‬ ‫س���أكتب ع���ن الش���هداء الذين س���قطوا من اج���ل ليبيا‪،‬‬ ‫وع���ن اجلرح���ى واملفقودي���ن‪ ،‬واالمه���ات الث���كاىل الذين‬ ‫تت���م املتاجرة بقضاياهم العادلة‪ ،‬س���أكتب عن الليبيني‬ ‫الوطنيني البس���طاء الشرفاء‪ ،‬الذين مل يتلوثوا يف سنوات‬ ‫س���بتمرب ولن يتلوثوا االن بعد ‪ 17‬فرباير‪ .‬سأكتب عن‬ ‫برق���ة خزان���ة الوط���ن وأهم مص���ادر دخل���ه الوطين من‬ ‫الرج���ال‪ ،‬وليوثه���ا الذين ما قبل���وا يوما ول���ن يقبلوا أبدا‬ ‫بالذلة واهلوان‪ ،‬س���أكتب عن طرابلس عروس���ة حبرنا‬ ‫‪ ،‬ال�ت�ي عانت ومازال���ت ُتعاني من جح���ود قاطنيها‪ ،‬ومن‬ ‫جوره���م وارهابهم‪ ،‬س���أكتب ع���ن الس���واعد اليت تعمل‬ ‫يف صم���ت لوقف الفس���اد ومكافح���ة الظواهر الس���لبية‬ ‫يف اجملتم���ع‪ ..‬س���أكتب وأكت���ب‪ ،‬ول���ن جي���ف قلم���ي‪،‬‬ ‫ويه���دأ بالي‪ ،‬حتى تع���ود ليبيا كما كانت بعد س���نوات‬ ‫االس���تقالل‪..‬عزيزة‪ ..‬منيعة‪ ..‬حرة‪ ..‬أبي���ة‪ ..‬يعيش اهلها‬ ‫بكرامة‪ ،‬احرارا فوق ارضهم وحتت مسائهم‪...‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫ليبيا أهم من أن ترتك لوحدها‬

‫مكانة العلم يف نظر القرآن‬

‫فوزي عمار‬ ‫بإص���دار جملس األمن للق���رار ‪2170‬‬ ‫تف���اءل الليبيون و تنفس���وا الصعداء بعد‬ ‫م���رارة م���ا مرت ب���ه العاصم���ة طرابلس‬ ‫من عمليات عس���كرية يف الشهر املاضي‬ ‫اغسطس ‪ 2014‬و اليت أدت الي استهداف‬ ‫املطار وحرق طائراته‪،‬عمليات عس���كرية‬ ‫قادتها ميلش���يات تنتمي لتيار اإلس�ل�ام‬ ‫السياس���ي بع���د خس���ارة يف االنتخاب���ات‬ ‫الربملانية األخرية‪ ،‬فمن املعلوم ان امجالي‬ ‫نتائ���ج االنتخ���اب الربملاني���ة االخرية مل‬ ‫يتحص���ل فيه���ا ذل���ك التيار عل���ي اكثر‬ ‫م���ن ‪ 18‬عض���وا من إمجال���ي ‪ 200‬عضو‬ ‫ذهب غالبيتها الي التي���ار الوطين بقيادة‬ ‫حتالف الق���وي الوطنية‪ ،‬الربمل���ان الذي‬ ‫اع�ت�رف به العامل ممثال يف األمم املتحدة‬ ‫و االحت���اد األوربي و امري���كا و اجلامعة‬ ‫العربي���ة و عل���ي رأس���هم جمل���س دول‬ ‫اخلليج العربي اليوم و بعد صدور القرار‬ ‫و ال���ذي تزامن مع تعيني الدبلوماس���ي و‬ ‫السياسي احملنك االسباني برناردينو ‪ ،‬و‬ ‫وصوله الي طربق االس���بوع املاضي حيث‬ ‫مقر الربملان اللييب الذي مل يس���تطع أن‬ ‫ينعقد يف طرابلس نظرا للحالة األمنية‬ ‫املتدهورة و اليت أجربت معظم السفارات‬ ‫األجنبي���ة ال���ي مغ���ادرة ليبي���ا باألضافة‬ ‫ال���ي آالف العائالت الليبي���ة ‪ ،‬اليوم ازداد‬ ‫الليبي���ون امأل ‪ .‬الليبيون الذين ينتظرون‬ ‫مي�ل�اد ليبي���ا الثاني���ة الدول���ة املدني���ة‬ ‫دول���ة القانون و املؤسس���ات دولة التنمية‬ ‫املس���تدامة ‪ ،‬و الرفاه ‪ ،‬دولة منسجمة مع‬ ‫حميطها العربي و الغربي ‪.‬ففي الس���ابق‬ ‫و مبرور قرابة ثالث س���نوات مل تستطع‬ ‫ليبي���ا النه���وض مبفرده���ا و مل يهت���م‬ ‫الع���امل أن يس���اعدها يف بن���اء مؤسس���اتها‬ ‫فقد اع�ت�رف الرئي���س األمريك���ي بقوله‬ ‫أنن���ا أخطأن���ا يف الس���ابق يف ليبي���ا حيث‬ ‫قمنا مبس���اعدة الليبني بإسقاط القذايف‬ ‫و مل نقم مبس���اعدتهم يف بناء مؤسس���ات‬ ‫الدول���ة و ط���رح خارطة طري���ق و منوج‬ ‫للدولة بعد القذايف‪.‬‬ ‫ن���ص الق���رار ‪ 2170‬عل���ي وق���ف فوري‬ ‫إلطالق النار و محاية املدنية و املنش���آت‬ ‫كاملط���ارات و املوان���ي و املستش���فيات و‬ ‫الكهرباء و امل���اء‪ ،‬كما نص علي متابعة‬ ‫و معاقب���ة كل م���ن ت���ورط يف أعم���ال‬ ‫العن���ف و اعتبارهم جمرمي حرب ‪ ،‬نص‬ ‫القرار ايضا علي الدعوة للحوار الوطين‬ ‫وجل���س األطراف املتنازع���ة علي طاولة‬ ‫مس���تديرة للحوار الوطين الشامل‪ ،‬أيضا‬ ‫ن���ص الق���رار عل���ي حمارب���ة اإلره���اب و‬ ‫متابع���ة الوض���ع عل���ي األرض بتصعيد‬ ‫العقوب���ات الي يس���تيعد األم���ن يف ليبيا‪،‬‬ ‫ليبي���ا أهم من ترتك لوحدها يف مواجهة‬ ‫مصري الفوضى و العنف و اإلرهاب و اليت‬ ‫حتما س���تقود الي س���يطرة اإلرهاب علي‬ ‫الدولة الوليدة واخلارجة االس�ل�امويني‬ ‫مؤخرا من رحم الدكتاتوريات و املعاناة‬ ‫خاص���ة ادا عرفن���ا ان االف م���ن املقاتلني‬ ‫االس�ل�امويني بداو يف الوصول هلا نصرة‬

‫لتيار اإلسالم السياس���ي‪ ،‬فأمام اجملتمع‬ ‫الدول���ي اليوم ام���ران ال ثالث هلما و هما‬ ‫ام���ا تركه���ا للقت���ال و بالتالي س���يطرة‬ ‫التط���رف عليه���ا ‪،‬و انتش���ار اجلرمي���ة و‬ ‫اإلره���اب و انتقاهل���ا الي أورب���ا من خالل‬ ‫اهلجرة غري الش���رعية‪ ،‬فموقع ليبيا علي‬ ‫مرمي حجر من سواحل االحتاد األوربي‬ ‫و يع���رف الع���امل بوج���ود قراب���ة ملي���ون‬ ‫مهاج���ر إفريق���ي يف انتظ���ار اهلجرة الي‬ ‫أوربا ‪ ،‬و يف حالة تدهور األوضاع س���يلجأ‬ ‫ه���ؤالء املغامري���ن ال���ي معانق���ة األمواج‬ ‫باجتاه أوربا ‪ ,‬هذا أضعف االحتمال اذا مل‬ ‫تستولي اجلماعات املتطرفة مثل الدولة‬ ‫اإلس�ل�امية داعش و مش���تقاتها علي اي‬ ‫م���ن مناطق ليبي���ا و توجهها ال���ي القتال‬ ‫يف أوربا كما أش���ار االسبوع املاضي ملك‬ ‫السعودية العربية ‪ ،‬و الذي قال باحلرف‬ ‫‪ :‬ان االرهاب ق���ادم الي اوربا اذا مل نتحد‬

‫اليت ال متلك اكث���ر من ‪ 8‬مليار برميل‬ ‫نفط ه���ذا دون الغاز و الث���روات املعدنية‬ ‫االخري ال�ت�ي تزخر بها ليبي���ا‪ ،‬قد تكون‬ ‫هذه الثروات هي س���بب رغبة اجلماعات‬ ‫املتطرفة يف الس���يطرة علي ليبيا فوجود‬ ‫هذا الك���م اهلائل من الث���روة جيعل ليبيا‬ ‫مث���ل صح���ن م���ن العس���ل يف غاب���ة من‬ ‫النحل ‪ ،‬إن املساعدة يف بناء ليبيا تبدأ من‬ ‫فهم تاريخ ليبيا املعاصر فالدولة الليبية‬ ‫االولي تأسس���ت و اعلنت االس���تقالل يف‬ ‫‪ 24‬ديس���مرب ‪، 1951‬أعلنت حتت اس���م‬ ‫اململك���ة الليبي���ة املتحدة تض���م االقاليم‬ ‫الث�ل�اث وهي والي���ات برق���ة وطرابلس‬ ‫و ف���زان‪ ،‬ليأتي االنق�ل�اب يف عام ‪1969‬‬ ‫ليقل���ب االم���ور راس علي عقب فس���اءت‬ ‫اح���وال ليبيا مل���دة اربعني عام���ا او اكثر‬ ‫عاش���ها الليبي���ون يف دمار ش���امل ملفهوم‬ ‫الدول���ة فمن���ذ االنق�ل�اب تعطل مفهوم‬

‫حملاربة االرهاب اليوم قبل الغد ‪ ،‬و اخليار‬ ‫الثاني ‪ :‬مساعدة ليبيا يف بناء مؤسساتها و‬ ‫تدريب كوادرها و اجياد منوذج مناس���ب‬ ‫هل���ا حيق���ق اس���تقرار و ام���ان و التوج���ه‬ ‫لألعم���ار و البن���اء ب���دل القت���ل و احلرب‬ ‫و الدم���ار ‪،‬والس���ؤال اآلن ‪ :‬م���ا هي اآللية‬ ‫اليت س���وف تت���اح جمللس األم���ن لتطبيق‬ ‫الق���رار؟ هل يس���تعمل ق���وات الناتو مثل‬ ‫ما حدث يف ‪ 2011‬أم س���يلجأ الي إرسال‬ ‫ق���وات عربية و اس�ل�امية عل���ي األرض؟‬ ‫التحدي كب�ي�ر للس���يد برناردينو الذي‬ ‫نتمنى له النج���اح يف مهمته و هي مهمة‬ ‫بناء ليبيا الثانية ‪ ،‬فبناء ليبيا دولة مدنية‬ ‫آمنة مستقرة مكس���ب لليبيا و للمنطقة‬ ‫و ألوروب���ا و للع���امل‪ ،‬و ليتمت���ع الليبيون‬ ‫وش���ركائهم يف التنمية بث���روات هائلة‬ ‫مثبت���ة تقدر ب ‪ 40‬مليار برميل نفط يف‬ ‫ثلثي مس���احة ليبيا الذي مت ختريطها و‬ ‫دراستها دراسة جيولوجية أي من املتوقع‬ ‫أن تص���ل إلي ‪ 50‬ملي���ار برميل أو أكثر‬ ‫مما جيعل الدول���ة األكثر غنى بالنفط‬ ‫يف ق���ارة أفريقيا قبل نيجرييا و اجلزائر‬

‫الدول���ة لي���زداد الط�ي�ن بل���ة يف خط���اب‬ ‫زوارة ‪ 1973‬ال���ذي تعطل���ت في���ه كل‬ ‫التش���ريعات القانوني���ة و مت الغاء معظم‬ ‫املؤسس���ات ليقام نظام اجلماه�ي�ر! قريبا‬ ‫س���نري صراع شرس���ا علي ش���كل الدولة‬ ‫الليبي���ة الثانية اليت تأس���س و س���يظهر‬ ‫ذل���ك يف كتابة الدس���تور فهناك العديد‬ ‫من الليبي�ي�ن الذين يري���دون ليبيا دولة‬ ‫ديني���ة قانونه���ا الش���ريعة االس�ل�امية‬ ‫وهن���اك من يريد دولة مدنية و س���يظل‬ ‫الصراع اىل ان جند صيغة توافق أو نصل‬ ‫اىل اتفاق ‪ ،‬علي شكل دولة حديثة يتفق‬ ‫عليه���ا كل الليبيون س���لميا او معظمهم‬ ‫لبن���اء دولة ليبي���ا الثانية دول���ة الليبيني‬ ‫‪ ،‬جبمي���ع املكونات السياس���ية مبس���اعدة‬ ‫دولي���ة و اوربية لنرب���ح ليبيا بدال من ان‬ ‫تكون مصدرا للش���رور بأنواعها ‪ ،‬ولعقود‬ ‫طويلة ليس علي الليبيني فقط بل علي‬ ‫اجلميع ‪ ،‬الن ترك ليبيا لوحدها سيكون‬ ‫خطرا لي���س علي ليبيا وحده���ا بل علي‬ ‫منطقة البحر املتوسط و العامل أيضا‪..‬‬

‫‪19‬‬

‫فاضل أبواهلول‬ ‫بقوته‬ ‫•مل خُيلق ليطغى َّ‬ ‫مل يخُ َل���ق اإلنس���ان يف ه���ذه احلي���اة‬ ‫ل َيعب���ث أو ليله���و‪ ،‬ومل يخُ ل���ق ليطغى‬ ‫بقوَّت���ه وجربوت���ه‪ ،‬ويس���تبد قويُّ���ه‬ ‫بضعيف���ه‪ ،‬وإمنا ُخِلق و ُر ِّ‬ ‫ك���ب فيه ما‬ ‫ُر ِّ‬ ‫كب من قوى العلم واإلدراك‪ ،‬وآالت‬ ‫ِّ‬ ‫وس���خر ل���ه الكون يف‬ ‫العم���ل واإلنتاج‪ُ ،‬‬ ‫حلكمة‬ ‫أرضه ومسائ���ه‪ ،‬ومائه وهوائه ِ‬ ‫س���امية ُتع�ِّب�رِّ عن ج�ل�ال اهلل ومجاله‪،‬‬ ‫وه���ي أن يك���ون خليف���ة يف األرض‪،‬‬ ‫َعمرها ويعمل على إصالحها‪ِّ ،‬‬ ‫واتساع‬ ‫ي ُ‬ ‫عمرانه���ا‪ ،‬وإظه���ار أس���رار اهلل فيه���ا‪،‬‬ ‫وإق���رار اخل�ي�ر والس���عادة يف نواحيها‪،‬‬ ‫وبذل���ك تك���ون مظه��� ًرا لرمح���ة اهلل‬ ‫وحكمته‪.‬‬ ‫بعب���اده‪ ،‬وآية من آيات ُقدرته ِ‬ ‫ري‬ ‫وق���د أرش���د إىل ه���ذه احلكم���ة كث ٌ‬ ‫م���ن آيات الق���رآن‪ ،‬منها‪ :‬قول���ه ‪ -‬تعاىل‬ ‫ وهو حيدِّث عن مبدأ خلق اإلنس���ان‪:‬‬‫���ال َرب َ ْ‬ ‫( وَِإ ْذ َق َ‬‫اع ٌل‬ ‫���ة ِإ ِّني َج ِ‬ ‫ُّك ِلل َملاَ ِئ َك ِ‬ ‫لأْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ض َخِل َ‬ ‫يف ً‬ ‫���ة َقا ُل���وا أتجَ َع���ل ِفيهَا‬ ‫فيِ ا ْر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َم ْن يُف ِس��� ُد ِفيهَا َوي ْ‬ ‫ِّما َء َونحَ ُن‬ ‫َس ِف ُك الد َ‬ ‫���ك َق َ‬ ‫ِّس َل َ‬ ‫ال ِإ ِّني‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ُن َس ِّ‬ ‫���ب ُح بحِ َ ْم ِد َك َو ُن َ ُ‬ ‫لأْ‬ ‫َ‬ ‫لاَ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫سمْ‬ ‫َ‬ ‫َعل َم آ َد َم ا َ ا َء‬ ‫أَ ْع َل ُم َما تعل ُمون * و َ‬ ‫ُم َع َلى المَْلاَ ِئ َك ِة َف َقالَ‬ ‫ُ‬ ‫���م َع َر َضه ْ‬ ‫كَّلهَا ُث َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫أَ ْن ِب ُئو ِن���ي ِبأسمْ َ ���ا ِء َه��� ُؤلاَ ِء ِإن ُ‬ ‫كن ُت ْ‬ ‫���م‬ ‫َصا ِد ِق َ‬ ‫�ي�ن * َقا ُلوا ُس��� ْب َحا َن َك لاَ ِع ْل َم َل َنا‬ ‫لحْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫يم‬ ‫ِإلاَّ َما َعَّلمتنا ِإن���ك أن َت ال َعِل ُ‬ ‫يم ا ِك ُ‬ ‫َ‬ ‫* َق َ‬ ‫َ‬ ‫ُم ِبَأسمْ َ ا ِئ ِه ْ‬ ‫���ال يَ���ا آ َد ُم أَ ْن ِب ْئه ْ‬ ‫���م فل َّما‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أَ ْن َبَأ ُه ْم ِبأسمْ َ ا ِئ ِه ْم َق َ‬ ‫ال أَلمَ أَ ُقل َل ُك ْم ِإ ِّني‬ ‫لأْ‬ ‫الس َمو ِ َ‬ ‫ض َوأَ ْع َل ُم َما‬ ‫أَ ْع َل ُم َغ ْي َب َّ‬ ‫َات وَا ْر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُت ْب���د َ‬ ‫َما كنتم تكت ُم���ون ) [البقرة‪:‬‬ ‫ُون و َ‬ ‫‪.]33 - 30‬‬ ‫َّ‬ ‫فتجل���ت للمالئكة حكمة اس���تخالف‬ ‫اإلنس���ان يف األرض‪ ،‬واع َ‬ ‫رتف���وا ل���ه‬ ‫باملكان���ة اليت أُعدَّت ل���ه يف هذه احلياة‪،‬‬ ‫وم���ن ذلك قوله – تع���اىل‪:‬ـ ( و ُ‬ ‫َه َو َّال ِذي‬ ‫لأْ َ‬ ‫ض َو َر َف َع ب َْع َض ُك ْم‬ ‫َج َع َل ُك ْم َخلاَ ِئ َف ا ْر ِ‬ ‫���ات ِل َي ْبُلو ُ‬ ‫َف ْ‬ ‫َك ْ‬ ‫���م فيِ َما‬ ‫ض َد َر َج ٍ‬ ‫���و َق ب َْع ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫آ َتاك���م ) [األنع���ام‪ ،]165 :‬وم���ن ذل���ك‬ ‫قول���ه ‪ -‬تع���اىل ‪:‬ـ ( ِآم ُنوا ِباللهَّ ِ َو َر ُس���و ِل ِه‬ ‫َوأَ ْن ِف ُق���وا ممِ َّ ا َج َع َل ُك ْم ُم ْس��� َت ْخ َل ِف َ‬ ‫ني ِفي ِه‬ ‫) [احلدي���د‪ ،]7 :‬وقول���ه‪( :‬يَ���ا دَا ُو ُد ِإَّن���ا‬ ‫لأْ َ‬ ‫َج َع ْل َن َ‬ ‫اك َخِل َ‬ ‫ض َف ْ‬ ‫اح ُك ْم َبينْ َ‬ ‫يف ًة فيِ ا ْر ِ‬ ‫لحْ‬ ‫لهْ‬ ‫لاَ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫���اس ِبا َ ِّق َو َت َّت ِب ِع ا َ وَى ف ُي ِضل َك‬ ‫الن ِ‬ ‫ْ‬ ‫يل اللهَّ ِ ) [ص‪.]26 :‬‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫َع ِ ِ‬ ‫•مهمة اإلنسان يف احلياة‬ ‫وإذا كان���ت ه���ذه هي مهمة اإلنس���ان‬ ‫يف احلي���اة‪ ،‬وهي حكمة ْ‬ ‫خلقه‪ ،‬وحكمة‬ ‫اإلنع���ام علي���ه بق���وى العل���م والعمل‪،‬‬ ‫وحكمة َتس���خري الك���ون وإخضاعه له‬ ‫يف التفكري والتصريف ‪ -‬فإنه ال سبيل‬ ‫إىل قيام���ه بهذه املهم���ة وحتقيق تلك‬ ‫حتصن بالعلم؛ ل َيعرف‬ ‫احل َك���م‪ ،‬إال إذا َّ‬ ‫ِ‬ ‫اخل�ي�ر من الش���ر‪ ،‬والنافع م���ن الضار‪،‬‬ ‫وحتصن كذلك‬ ‫عم���ر من املُ َخ ِّرب‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫واملُ ِّ‬

‫بالصحة؛ ل َي ْك ُمل ْ‬ ‫عقله‪ ،‬وي ْ‬ ‫َس َلم تدبريه‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫وتتصل جهوده‪.‬‬ ‫فاملعرف���ة والصح���ة عنص���ران ال ب���د‬ ‫منهم���ا يف قي���ام احلي���اة عل���ى الوج���ه‬ ‫الذي ِّ‬ ‫حيق���ق حكمة اخلالق يف اخللق‪،‬‬ ‫وليس يف احلياة ش���يء إال وهو حمتاج‬ ‫إليهم���ا‪ِّ ،‬‬ ‫متوقف عليهم���ا‪ ،‬وليس فيما‬ ‫نعلم ُمقو ً‬ ‫ِّضا ألصل الس���عادة‪ ،‬وقاض ًيا‬ ‫وم ِّ‬ ‫فك ًكا ل ُع���رى التعاون‪،‬‬ ‫على اهلن���ا َءة‪ُ ،‬‬ ‫وم َض ِّي ًع���ا للع���زة والس���لطان ‪ -‬مث���ل‬ ‫ُ‬ ‫حبق ُ‬ ‫أصل البالء‬ ‫اجلهل واملرض؛ فهما ٍّ‬

‫إىل وس���يلته‪ ،‬وحسبنا يف ذلك أن يكون‬ ‫أول ن���دا ٍء إهل���ي يَفتتح به اهلل ‪ْ -‬‬ ‫باس���م‬ ‫"الربوبي���ة" ‪ -‬و ْ‬ ‫نبي���ه حممد‬ ‫َح َي���ه إىل ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ صل���ى اهلل عليه وس���لم ‪ -‬تلكم اآلية‬‫اسم َرب َ‬ ‫الكرمية‪ْ ( -:‬اق َر ْأ ِب ْ‬ ‫ِّك َّال ِذي َخ َل َق‬ ‫ِ‬ ‫���ان ِم ْن َع َل ٍق * ْاق َر ْأ َو َرب َ‬ ‫* َخ َل َق الإْ ِ ْن َس َ‬ ‫ُّك‬ ‫لأْ‬ ‫���ر ُم * َّال ِ َّ ْ َ َ‬ ‫���م * َعَّل َم‬ ‫ا َ ْك َ‬ ‫���ذي َعل َم ِبالقل ِ‬ ‫الإْ ِ ْن َس َ‬ ‫ان َما لمَ ْ ي َْع َل ْم ) [العلق‪.]5 - 1 :‬‬ ‫يأم���ر بالق���راءة‪ ،‬والقراءة ُس َّ‬ ‫���لم اجملد‪،‬‬ ‫وطريق العلم واملعرفة‪ ،‬ثم يرش���د إىل‬ ‫االس���تعانة عليها باسم "الرب" ُمفيض‬

‫���ون و َّ‬ ‫ي���ن لاَ ي َْع َل ُم َ‬ ‫ي���ن ي َْع َل ُم َ‬ ‫َال ِذ َ‬ ‫َّال ِذ َ‬ ‫ون )‬ ‫[الزمر‪ ،]9 :‬ويرشدنا هذا اإلطالق إىل‬ ‫خاصا‬ ‫أن [العل���م] يف نظر القرآن ليس ًّ‬ ‫حالل‬ ‫بعل���م الش���رائع واألح���كام م���ن ٍ‬ ‫وحرام‪ ،‬وإمن���ا العلم يف نظره هو كل‬ ‫إدراك يُفيد اإلنس���ان توفي ًقا يف القيام‬ ‫مبهمت���ه العظم���ى ال�ت�ي أُ ْل ِقي���ت على‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫خليفة‬ ‫كاهله منذ قدر َخ ْلقه‪ ،‬وجعل‬ ‫يف األرض‪ ،‬وهي عمارتها‪ ،‬واس���تخراج‬ ‫كنوزها‪ ،‬وإظهار أسرار اهلل فيها‪.‬‬ ‫• ف���إدراك ما يَص ُلح ب���ه النبات ويَنمو‬

‫ونذير االضمح�ل�ال والفناء‪.‬ومن هنا‬ ‫ُعنيِ َ اإلس�ل�ام عناية كاملة باإلرشاد‬ ‫إىل الوس���ائل اليت ُتطهِّ���ر اجملتمع من‬ ‫اجلهل‪ ،‬وال�ت�ي ُتطهِّره من املرض‪ ،‬فهو‬ ‫وتتبعه يف كل ْ‬ ‫وك ٍر‬ ‫قد حارب اجلهل َّ‬ ‫لون من ألوانه؛‬ ‫كل‬ ‫م���ن أوكاره‪ ،‬ويف‬ ‫ٍ‬ ‫حا َرب ْ‬ ‫جهل ِّ‬ ‫َّ‬ ‫الشرك بالتوحيد‪ ،‬وبث يف‬ ‫النفس واآلفاق دَالئ َله‪َ ،‬‬ ‫ولفت اإلنسان‬ ‫إليها‪َّ ،‬‬ ‫وحثه على النظر والتفكري فيها‪،‬‬ ‫ليؤم���ن ب���أن العظمة ال�ت�ي خيضع هلا‬ ‫ْ‬ ‫ليس���ت ألح��� ٍد س���واه‪ ،‬ف�ل�ا َتعرتضه يف‬ ‫طري���ق الكم���ال ما يَنس���جه اإلنس���ان‬ ‫حوله من صور َ‬ ‫العظمات الزائفة‪.‬‬ ‫•دعوة للبحث والتفكري‬ ‫ح���ا َرب جهال���ة التقلي���د‪ ،‬وأنك���ر على‬ ‫اإلنس���ان أن يُس���ِلم عقل���ه لغ�ي�ره‪ ،‬وأن‬ ‫يَق���ف يف عقائ���ده ومعارف���ه ووس���ائل‬ ‫احلي���اة عند م���ا خلفه اآلب���اء واألجداد‬ ‫م���ن األوه���ام ُ‬ ‫واخلراف���ات‪ .‬وح���ا َرب‬ ‫جهال���ة ُ‬ ‫مية‪ ،‬وأوح���ى ُّ‬ ‫بتعلم القراءة‬ ‫األ َّ‬ ‫والكتاب���ة‪ ،‬ور َفع من ش���أن ُّ‬ ‫التعلم‪ ،‬وال‬ ‫ب���د هنا من وقفة يس�ي�رة لن���رى مبلغ‬ ‫عناية اإلس�ل�ام مبَحو ُ‬ ‫مية واإلرشاد‬ ‫األ َّ‬

‫الرتبية ووس���ائلها على مجيع َ‬ ‫اخللق‪،‬‬ ‫ف َيش���عر اإلنس���ان َّ‬ ‫ور ْفعة‬ ‫بعزة ش���أنها ِ‬ ‫قدره���ا‪ ،‬وأنه���ا م���ن الش���ؤون العظمى‬ ‫يذكر ْ‬ ‫َ‬ ‫واخلطر‪ ،‬ث���م ُ‬ ‫خلقه‬ ‫ذات الب���ال‬ ‫وتكوينه يف هذا املق���ام‪ ،‬ويُردفه ب ِنعمة‬ ‫���ذي َعَّل َ ْ َ َ‬ ‫���م‬ ‫���م * َعَّل َ‬ ‫العل���م‪َّ ( ،‬ال ِ‬ ‫���م ِبالقل ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫لمَ‬ ‫���ان َم���ا ي َْعل ْ‬ ‫الإْ ِ ْن َس َ‬ ‫���م ) [العلق‪،]5 - 4 :‬‬ ‫ْ‬ ‫وبذل���ك يُس���وِّي ب�ي�ن نعم���ة اخلل���ق‬ ‫واإلجي���اد‪ ،‬ونعمة العل���م‪ ،‬ويكون ذلك‬ ‫إحيا ًء ب���أن املخلوق اجلاه���ل ال اعتداد‬ ‫بوجوده يف هذه احلياة‪ .‬وتنويهًا بش���أن‬ ‫القل���م ومكانت���ه يف العل���م واملعرف���ة‪،‬‬ ‫يْ‬ ‫ُقس���م ب���ه اهلل يف َمع���رض َتربئ���ة‬ ‫الرس���ول ‪ -‬علي���ه الس�ل�ام ‪ -‬م���ن أفدح‬ ‫ُّ‬ ‫ألصقها القوم به ‪-‬‬ ‫الته���م الباطلة اليت َ‬ ‫عليه السالم ‪ -‬وهي ُتهمة اجلنون‪ ( ،‬ن‬ ‫وْ‬ ‫َس ُ‬ ‫���ط ُر َ‬ ‫َما ي ْ‬ ‫ون * َما أَ ْن َت ِب ِن ْع َم ِة‬ ‫َال َق َل ِم و َ‬ ‫َرب َ‬ ‫ِّك بمِ ْ‬ ‫ون) [القلم‪.]2 - 1 :‬‬ ‫َج ُن ٍ‬ ‫وكما يَطل���ب القراءة عل���ى اإلطالق‬ ‫دون تقيي��� ٍد مبق���روء خمص���وص‪،‬‬ ‫يطل���ب العل���م والنظر عل���ى اإلطالق‬ ‫دون تقيي��� ٍد مبعل���وم خمص���وص‪ ،‬أو‬ ‫منظ���ور خمص���وص‪َ ( ،‬ه ْ‬ ‫���ل ي ْ‬ ‫َس��� َت ِوي‬ ‫ٍ‬

‫ويُثمر‪ ،‬وما ُتس���تن َبت به األرض وحتيا‬ ‫ ِع ْل ٌم‪.‬‬‫• وإدراك ما يصلح احليوان ويَستمر‬ ‫نسله‪َّ ،‬‬ ‫به ْ‬ ‫علم‪.‬‬ ‫وتتصل قوَّته ‪ٌ -‬‬ ‫• وإدراك الط���رق املش���روعة ال�ت�ي‬ ‫حتص���ل األم���وال‪ ،‬وال�ت�ي تنظ���م به���ا‬ ‫ِّ‬ ‫علم‪.‬‬ ‫مواردها ومصارفها ‪ٌ -‬‬ ‫• وإدراك م���وارد الصناع���ة عل���ى‬ ‫وكيفياتها وتوزيعها‬ ‫اختالف أنواعها‬ ‫َّ‬ ‫علم‪.‬‬ ‫ ٌ‬‫لمَ‬ ‫• وإدراك األمراض وعا ها‪ ،‬وكيفية‬ ‫عالجها ُ‬ ‫علم‪.‬‬ ‫وطرق الوقاية منها ‪ٌ -‬‬ ‫• وإدراك ما تعرفه ُ‬ ‫األمم من وس���ائل‬ ‫الدف���اع واهلج���وم؛ ً‬ ‫حفظ���ا لألوط���ان‪،‬‬ ‫علم‪.‬‬ ‫ودف ًعا للعدوان مبا يُرهبهم ‪ٌ -‬‬ ‫واضحا‬ ‫وق���د جاء اإلحي���اء بهذا كل���ه‬ ‫ً‬ ‫جلي���ا يف الق���رآن الكري���م‪ ،‬وب���ه كان‬ ‫ًّ‬ ‫العنصر‬ ‫‬‫الشامل‬ ‫العام‬ ‫مبعناه‬ ‫‬‫العلم‬ ‫َ‬ ‫األول م���ن عناص���ر احلي���اة يف نظ���ر‬ ‫اإلسالم‪.‬‬ ‫وق���د أدرك املس���لمون األوَّل���ون إحي���اء‬ ‫الق���رآن يف كل ذل���ك‪ ،‬فأد َركوا قيمة‬ ‫العل���م ومنزلت���ه وضرورته يف س���عادة‬

‫ُ‬ ‫مية‬ ‫األم���م واألف���راد؛ إذ كان���وا أُم���ة أُ َّ‬ ‫ال تق���رأ وال تكت���ب‪ ،‬فج���دُّوا يف ْ‬ ‫حم���و‬ ‫ميته���م بكل الوس���ائل‪ ،‬حت���ى أطلقوا‬ ‫أُ َّ‬ ‫َسراح األسري إذا هو َّ‬ ‫علم عددًا من أبناء‬ ‫املس���لمني الق���راءة والكتاب���ة‪ ،‬وجعل���وا‬ ‫تعليم القرآن ْ‬ ‫مه ًرا يف الزواج‪ ،‬وأطلقوا‬ ‫س���راح النظ���ر يف الكائنات‪،‬‬ ‫ألنفس���هم‬ ‫َ‬ ‫فأدركوا منها ما يُس���عدهم يف احلياة‪،‬‬ ‫أئمة يَهدون بأمر اهلل‪.‬‬ ‫وجيعلهم َّ‬ ‫مكان���ة العل���م ف���وق كل‬ ‫• ‬ ‫مكانة‬ ‫َ‬ ‫مكانة اخلام���ل‪ ،‬وكان‬ ‫ر َفع���وا بالعل���م‬ ‫���ب الوضي���ع‪ ،‬وغن���ى‬ ‫نس َ‬ ‫فيم���ا بينه���م َ‬ ‫الفق�ي�ر‪ ،‬وق���وَّة الضعي���ف‪ ،‬ويف بط���ون‬ ‫التاريخ واملكتبات اإلس�ل�امية والعاملية‬ ‫ م���ن املؤلف���ات واملرتمج���ات يف ش���تى‬‫العل���وم والفن���ون والصنائ���ع‪ ،‬ومجيع‬ ‫فروع العل���م واملعرفة ‪ -‬ما يَش���هد هلم‬ ‫جيل‬ ‫بالرتكي���ز العلمي‪ ،‬ويش���هد لكل ٍ‬ ‫وصل‬ ‫مبنهج���ه يف علمه ومعارفه اليت َ‬ ‫إليه���ا جبهوده وتفك�ي�ره‪ ،‬دون الوقوف‬ ‫ت���رك الس���ابقون‪ ،‬ب���ل نظروا‬ ‫عند م���ا َ‬ ‫وحبثوا‪ ،‬واختاروا واخت�ب�روا وابتكروا‪،‬‬ ‫وبذل���ك اق َتع���دوا مكان���ة األس���تاذية‬ ‫العامة املُطلقة‪ ،‬وكانوا ًّ‬ ‫حقا جديرين‬ ‫َ‬ ‫يرْ‬ ‫خ‬ ‫(‬ ‫اهلل‪-:‬‬ ‫ب���أن يكونوا كم���ا وص���ف‬ ‫َ‬ ‫���ة أُ ْخر َج ْ‬ ‫ُ‬ ‫���ت ِل َّ‬ ‫���اس ) [آل عم���ران‪:‬‬ ‫أ َّم ٍ ِ‬ ‫لن ِ‬ ‫‪َ ،]110‬تسلك إىل اخلري طريقه‪ ،‬و َت ُّ‬ ‫سد‬ ‫دون الشر سبي َله‪.‬‬ ‫هذه مكانة العلم يف بناء اجملتمع كما‬ ‫ُقرره���ا الق���رآن ويوح���ي به���ا‪ ،‬وإن���ي‬ ‫ي ِّ‬ ‫هيأ نفس���ه‬ ‫أرج���و أن يك���ون الزمان قد َّ‬ ‫ليستدير باملس���لمني كهيئته األوىل‪،‬‬ ‫إح ٍن‬ ‫وأن يكون���وا ‪ -‬مبا و َقعوا في���ه من َ‬ ‫تكامل���ت يف نفوس���هم‬ ‫���ن ‪ -‬ق���د َ‬ ‫ومحِ َ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫وآمن���وا بأن‬ ‫عوام���ل اليقظ���ة والوعي‪َ ،‬‬ ‫عزة أسالفهم وعزة الناس من حوهلم‪،‬‬ ‫كان العل���م أوَّل عناصره���ا وأقواه���ا‪،‬‬ ‫الذلة وتها ُفت ُ‬ ‫وآمنوا بأن ِّ‬ ‫األمم عليهم‬ ‫اليت ُن ِكب���وا بها‪ ،‬كان اجله���ل والتلهِّي‬ ‫واجلدليات‬ ‫بالشخصيات والنظريات‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الوهمي���ة‪ ،‬واألوه���ام‬ ‫والف���روض‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫واخلي���االت‪ ،‬والعناية مب���ا يُكنه الغيب‬ ‫الدج���ل ‪ -‬كان كل ذلك‬ ‫عن طري���ق َ‬ ‫َ‬ ‫أول عناصرها وأقواها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫إحساسا قويًّا بأن النهضة‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫أل‬ ‫وإني‬ ‫ً‬ ‫ِ ُّ‬ ‫العلمي���ة آخ���ذة ‪ -‬بإخ�ل�اص القائمني‬ ‫به���ا‪ ،‬املُش���رفني عليه���ا‪ ،‬الفاهمني هلا ‪-‬‬ ‫طريقه���ا إىل ما يمَ حو ُ‬ ‫مية‪ ،‬ويحُ قق‬ ‫األ َّ‬ ‫آخرها‬ ‫لألم���ة اخلري والس���عادة‪ ،‬ويَ���رد ِ‬ ‫إىل أوَّهل���ا‪ ،‬فننعم مب���ا َن ِعموا‪ ،‬و َنس��� َعد‬ ‫مبا س ِعدوا‪ ،‬ونخَ لع ما حنن فيه من ُذ ٍّل‬ ‫وش���قاء‪ ،‬وتكون الع���زة كما حيب اهلل‪:‬‬ ‫[هلل ولرسوله وللمؤمنني]‪.‬‬


‫‪20‬‬ ‫حديث خرافة‬ ‫‪...‬اجملتمع املدني !‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫فاطمة غندور‬

‫الـمجــتـمــع‬

‫تعليق على ما حيدث‬

‫النفط يف ليبيا ينتعش بالدم اللييب‬

‫مبا أننا صانعات الثورات فنحن أيضا صانعات السالم‬ ‫عايدة نورالدين‬

‫فاطمة غندور‬ ‫فيما تش�ي�ر االحصائيات املُعلنة عن عدد التنظيمات املدنية‬ ‫يف ليبي���ا اىل م���ا يتج���اوز التس���عة أالف منظم���ة مدنية –‬ ‫حس���ب وزارة الثقاف���ة واجملتم���ع املدني – ف���إن ذلك الرقم‬ ‫ال يُن�ب�يء عن نش���اط منظم���ات تتدافع كم���ا تدافعت عند‬ ‫تأسيس���ها وعقدها الجتماعاتها وتسجيل أعضاءها وإعالن‬ ‫الش���روع يف عملها يف ص���االت الفنادق الش���هرية ‪،‬والقاعات‬ ‫املُكيف���ة والتب���اري على دعوة املس���ؤلني حكوميني وأجانب ‪،‬‬ ‫وك���ذا تقدميها مليزاني���ات متالحقة طوال س���نوات الثورة‬ ‫تطل���ب فيه���ا دعما حملي���ا ‪ ،‬أو دعما دولي���ا ‪ ،‬واالفضال اليت‬ ‫مي���ن به���ا الدع���م الدولي م���ن دع���وات وزي���ارات مكوكية‬ ‫لقي���ادي تلك املنظم���ات وتس���هيالت باملقاب���ل متنح ملدعي‬ ‫املعرف���ة والتخصص من كل حدب وصوب ليقودوا ثقافة‬ ‫اجملتم���ع املدن���ي لدين���ا ( يف دورات عجول���ة ال���ـ ‪FAST :‬‬ ‫‪ )FOOD‬وتراه���م مل يعرفوا موقع بالدنا على اخلريطة‬ ‫ومل يقاربوا تارخيها وخصوصيتها السياسية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية ‪ ،‬وعود ملعنى ومفعول تلك األرقام للمنظمات‬ ‫و احل���ال على م���ا حنن فيه حي���ث من األهمية فال مش���هد‬ ‫أخطر من مش���هد امل���وت ال���ذي يتهدد األمني�ي�ن يف مدنهم‬ ‫‪ ،‬واحل���رب اهلوج���اء ال�ت�ي يس���تخدم صانعوه���ا األس���لحة‬ ‫َؤمه���ا مدنيون‬ ‫املتوس���طة والثقيل���ة وس���ط أحياء س���كنية ي ُ‬ ‫الحول هلم والقوة غري ان يكونوا ضحايا عنف قتال ونزوحا‬ ‫‪ ،‬يف هكذا مش���هد دم���وي ال يُراعي حرمة االنس���ان واملكان ‪،‬‬ ‫وال يدلل على إحس���اس باملواطنة واالنتماء ‪ ،‬كان أملنا ان‬ ‫تضطل���ع بعض من تلك املؤسس���ات بدورها – كما كانت‬ ‫أول مش���هد الث���ورة ‪ -‬وال���ذي ميث���ل يف ج���زء كب�ي�ر من���ه‬ ‫قي���ادة للرأي العام ‪ ،‬ورقاب���ة وضغطا جتاه مصلحة الوطن‬ ‫واملواط���ن ‪ ،‬أين دور تلك املنظم���ات وقيادييها من دعوة اىل‬ ‫تعمي���ق مفهوم الدفاع ع���ن املصاحل االجتماعي���ة العامة يف‬ ‫مواجهة الدفاع عن املصاحل اخلاصة ( واليت ترى يف الوطن‬ ‫بن���كا ونفط���ا ) كي���ف لنا خلق ذل���ك املفه���وم ؟ صحيح أن‬ ‫التجرب���ة املدنية الليبية جت���ددت – إذا ما وثقنا تارخيا هلا‬ ‫هو منذ االربعينيات ث���م القطيعة أثناء عقود الديكتاتورية‬ ‫– ولك���ن ذل���ك ال يش���فع هل���ا إن أرادت النض���ال من اجل‬ ‫التأسيس لدورها كما نرى ذلك صدى منعكسا يف جتارب‬ ‫مدنية لدول جارة ( تونس ‪ ،‬املغرب مثال ) لتصبح مدرس���ة‬ ‫يف تعلم وتعبيم اساسيات ممارسة العمل الدميقراطي وان‬ ‫تدافع ع���ن دورها املفقود يف الدفاع ع���ن احلريات وتعددية‬ ‫االراء واح�ت�رام املعتق���دات واملس���اواة يف املواطن���ة وحق���وق‬ ‫االنس���ان‪ ،‬يف أوض���اع كأوضاعنا وحنن نش���هد حربا أهلية‬ ‫وايدولوجية ما من س���بيل لنفي واقصاء دور تلك املنظمات‬ ‫الغائ���ب اليوم‪ ،‬ع���دا بعضا من اخلريية منه���ا وجلان االزمة‬ ‫ومنظم���ات حقوقي���ة لتقصي احلقائ���ق ومالحقة مرتكيب‬ ‫اجلرائ���م وهي ليس���ت بكافي���ة بل جي���ب ان تعاضدها كل‬ ‫التنظيم���ات اليت تدرك معنى مصلح���ة الوطن واملواطن و‬ ‫تدعو الناس وتوعيهم وتقودهم لضرورة مش���اركتهم رأيا‬ ‫وعمال ‪.‬‬

‫اىل أعضاء وعضوات الش��بكة العربية للمرأة‬ ‫من أجل اآلمن والسالم‬ ‫اىل ش���قيقاتى الفلس���طنيات ف���ى كل‬ ‫م���كان‪ ،‬اىل كل نس���اء غ���زة وأطفاهل���ا‪،‬‬ ‫إىل الالجئ���ات الس���وريات مبصر وغريها‬ ‫م���ن البل���دان‪ ،‬إىل ش���قيقاتي الليبي���ات‬ ‫األحي���اء منه���م الالت���ى ُهج���رن ه���ن‬ ‫وأس���رهن مجُ �ب�رات إىل مص���ر م���ن مات‬ ‫منه���ن س���لوى بوقيعيق���ص وغريها على‬ ‫أيادي أوغاد ‪ ،‬اىل نس���اء العراق مسيحات‬ ‫جيربن عل���ى أعتناق الديانة األس�ل�امية‬ ‫ومسلمات جيربن على نكاح اجلهاد على‬ ‫أي���ادي ُمدع���ى األس�ل�ام‪ ،‬إىل صديقات���ي‬ ‫الصومالي���ات ال�ت�ي قتلت منه���ن باألمس‬ ‫الربملاني���ة املغنية ( س���عدو على ورس���ام )‬ ‫عل���ى أي���دى حرك���ة الش���باب املتطرقة‪،‬‬ ‫إىل بناتنا اليت حتتجزهم حركة بوكو‬ ‫حرام‪ ،‬اىل كل نس���اء مص���ر التى تعانى‬ ‫صراعا ونزاعا مس���لحا داخليا وحدوديا ‪،‬‬ ‫داخليا هناك صراعات حتى بني األس���رة‬ ‫الواح���دة وأن كان���ت خفي���ة فبعض من‬ ‫أفراد أس���رنا مت س���رقتهم منا وأستيالب‬ ‫عقوهلم باحلرب اجلديدة الدولية باسم‬ ‫الدين بالرغ���م من مس���تواهم التعليمى‬ ‫وخاص���ة النس���اء ذات املش���اكل أو ال�ت�ي‬ ‫انتهت مهمتها االجتماعية بزواج أبناءها‬ ‫‪ُ ،‬س���رقن منا من ما يس���مى ( معهد أعداد‬ ‫الدعاة ) سرقتهم وجعلتهم جهالء وضد‬ ‫االخري���ن ‪ ،‬وهي أك�ب�ر آلة حرب حديثة‬ ‫تف���وق أع���دى طائرة أو صاروخ أس���تلبت‬ ‫عقول أهلن���ا وجعلتهم ال يرون احلقيقة‬ ‫اال وه���م فيها بالرغم من متناقضاتها وال‬ ‫يدرون أنهم يضرون أنفس���هم وأوالدهم‬ ‫وأحفاده���م وبالده���م ‪،‬نع���م مص���ر ف���ى‬ ‫ح���رب لي���س داخليا فقط بوج���ود داعش‬ ‫فى أس���رنا وفى ق���رى صعيد مصر فقط‬ ‫ولك���ن حن���ن فى ح���رب عن طري���ق بالد‬ ‫اجل���وار كلها من حولنا وليس���ت صدفة‬ ‫‪،‬نع���م حن���ن النس���اء واألطف���ال أكث���ر‬ ‫م���ن يتضرر س���لبا م���ن ه���ذه الصراعات‬ ‫والنزاعات أليس���ت أم وأخت وبنت شهيد‬ ‫ح���ق قتل غ���درا وهو صائم حت���ت تكبري‬ ‫القتل���ى واثن���اء محايتن���ا ‪ ،‬نعــ���م الوطن‬ ‫العرب���ي يف أخط���ر ح���رب عاملي���ة ‪ ،‬فأين‬ ‫دور النس���اء س���نظل نولول ونصرخ خلف‬ ‫شاش���ات الفي���س ‪ ،‬أم���ا آن اآلوان مب���ا أننا‬ ‫صانعات الث���ورات فنحن أيض���ا صانعات‬ ‫الس�ل�ام ‪ ،‬لـــــــذل���ك علينا بتفعي���ل القرار‬ ‫رقم ‪ 2000 / 1325‬وما تاله من قرارات‬ ‫ص���درت حت���ى ‪ 2013‬خبص���وص املرأة‬ ‫واآلمن والس�ل�ام ‪ ،‬كي���ف ؟ أوال مبعرفة‬ ‫مضمونه واملطالبة بتنفيذها‪.‬‬ ‫حي���ث أن املدني�ي�ن والس���يما النس���اء‬ ‫واألطفال يشكلون األغلبية املتأثرة سلبا‬ ‫بالصراع املسلح (الجئني – مشردين)‪.‬‬ ‫وتأكيدا على دور املرأة فى املشاركة‬ ‫الكاملة فى حل الصراعات وأدارتها وبناء‬ ‫الس�ل�ام وض���رورة التدري���ب املتخصص‬ ‫جلمي���ع أفراد بعثات حفظ الس�ل�ام على‬ ‫محاي���ة حقوق امل���رأة والطفل فى حاالت‬

‫األقتصاد‬

‫وحيد بو قعيقيص‬

‫‪21‬‬

‫الصراع ومراع���اة أحتياجتهم���ا اخلاصة‬ ‫وماهلما من حقوق األنسان‪ ،‬كما حيث‬ ‫على تعيني املزيد من النس���اء كممثالت‬ ‫ومبعوث���ات للقي���ام باملس���اعي احلمي���دة‬ ‫بامس���ه ويطل���ب م���ن ال���دول األعض���اء‬ ‫تقديم مرش���حات له ألدراجهم يف قائمة‬ ‫مركزية يت���م حتديثها بصفة منتظمة‬ ‫– يطلب من األمني العام لألمم املتحدة‬ ‫تزويد الدول األعض���اء مببادئ توجيهية‬ ‫وم���واد تدريبي���ة بي���ان محاي���ة امل���رأة‬ ‫وحقوقه���ا واحتياجاته���ا اخلاص���ة‪ .‬ح���ث‬ ‫الدول األعضاء على زيادة تربعاتها املالية‬ ‫ودعمها التقين يف جمال التدريب املراعي‬ ‫للمنظور اجلنس���انى " النوع االجتماعي"‬ ‫مبا يف ذلك اجلهود اليت تبذهلا الصناديق‬ ‫والربام���ج املختصة ومنها صندوق األمم‬ ‫املتح���دة للم���رأة ومنظم���ة اليونيس���يف‬ ‫ومفوضية الالجئني‪.‬‬ ‫ يطل���ب اىل مجي���ع األط���راف الفاعل���ة‬‫املعني���ة عن���د التف���اوض عل���ى أتفاق���ات‬ ‫الس�ل�ام وتنفيذه���ا األخ���ذ ف���ى األعتبار‬ ‫منظ���ور الن���وع االجتماع���ي يف األم���ور‬ ‫اآلتيـــة ‪:‬‬ ‫‪ -1‬مراع���اة األحتياجات اخلاصة باملرأة‬ ‫والفتاة أثن���اء األع���ادة اىل الوطن وأعادة‬ ‫التوط�ي�ن وم���ا يتعل���ق بأع���اده التأهي���ل‬ ‫والدماج والتعمري بعد أنتها ء الصراع‪.‬‬ ‫‪ -2‬أخت���اذ تدابري تضمن محاية وأحرتام‬ ‫حقوق األنسان للمرأة وخاصة ما يتعلق‬ ‫بالدستور والنظام واالنتخابي والشرطة‬ ‫والقضاء‪.‬‬ ‫‪ -3‬أخت���اذ تداب�ي�ر خاصة حتمى النس���اء‬ ‫والفتيات م���ن العنف القائم على اجلنس‬ ‫والس���يما األغتص���اب واأليذاء اجلنس���ى‬ ‫بأعتباره تكتيك من تكتيكات احلرب‪.‬‬ ‫‪ -4‬يش���دد على مس���ئولية مجي���ع الدول‬ ‫( ‪ )193‬ع���ن وض���ع نظ���ام لألب�ل�اغ ع���ن‬ ‫اى اعت���داء وعن���ف ض���د النس���اء ايا كان‬ ‫ومقاض���اة املس���ئول عن���ه وايض���ا ع���دم‬ ‫األفالت من العقاب ‪ ،‬مقاضاة املس���ئولني‬ ‫عن األبادة اجلماعية وجرائم احلرب‪.‬‬ ‫‪ -5‬مراع���اة األحتياجات اخلاصة للمرأة‬ ‫والفتاة عند بناء املخيمات واملستوطنات‪.‬‬ ‫‪ -6‬ضرورة تش���اور بعثات جملس األمن‬ ‫مع اجملموعات النسائية احمللية والدولية‬ ‫عند التفاوض واتفاقات السالم‪.‬‬ ‫‪-7‬اخت���اذ تدابري تدعم املب���ادرات احمللية‬ ‫للس�ل�ام وح���ل الن���زاع املش���اركة فيه���ا‬

‫النس���اء والس���كان األصلي�ي�ن لألماك���ن‬ ‫الصراعات والنزاع‪.‬‬ ‫‪-8‬ض���رورة األخ���ذ باخلط���ط الوطني���ة‬ ‫الت���ى صنعتها النس���اء أنفس���هن يف بلدان‬ ‫الصراعات‪.‬‬ ‫‪ -9‬ض���رورة أن يتن���اول األم�ي�ن الع���ام‬ ‫يف تقاري���ره املقدم���ة اىل جمل���س اآلمن‬ ‫ حيثم���ا كان مناس���با التق���دم احمل���رز‬‫يف تعمي���م املنظ���ور اجلنس���اني يف مجيع‬ ‫بعثات حفظ السالم‪.‬‬ ‫ومب���ا أن الع���امل األمم���ي ودن م���ن ط�ي�ن‬ ‫وودن م���ن عج�ي�ن وأيض���ا األم�ي�ن العام‬ ‫ض���ارب بق���رارات جملس اآلم���ن عرض‬ ‫احلائط فيما خيص آمن وس�ل�ام النساء‪،‬‬ ‫ومب���ا أن ط���اوالت املفاوض���ات يف مص���ر‬ ‫والوط���ن العرب���ي خالية من مش���اركة‬ ‫النس���اء م���ن كل األط���راف‪ ،‬ومب���ا أنن���ا‬ ‫متضررات مجيعنا‪ ،‬فأقرتح اآلتي‪:‬‬ ‫‪-1‬مل مشل نس���اء العرب وحترير تقرير‬ ‫مفص���ل موث���ق ع���ن إحصائي���ات القتلى‬ ‫من النس���اء واألطف���ال واملض���رورات من‬ ‫قت���ل أزواجه���ن وأبنائه���ن واملض���رورات‬ ‫م���ن أألجب���ار عل���ى اعتن���اق األس�ل�ام‬ ‫واجمل�ب�رات على التخت�ي�ن واملهجرات من‬ ‫صعيد مص���ر ومن لبيا وس���وريا وغريها‬ ‫وتقدميه لألمني العام لألمم املتحدة عن‬ ‫طريق املنظمات ذات املركز االستشاري‬ ‫للمجلس االقتصادي واالجتماعي لألمم‬ ‫املتحدة وحتديد جلسة استثنائية لسماع‬ ‫أو عرض التقرير وطلباتنا‪.‬‬ ‫‪ -2‬عمل سالسل بشرية نسائية نرتتدى‬ ‫مالب���س الس�ل�ام البيض���اء ونق���ف أم���ام‬ ‫مقرات عقد التفاوض معلنني توصياتنا‪.‬‬ ‫‪ -3‬ض���رورة اجتم���اع عاج���ل للش���بكة‬ ‫العربي���ة للمرأة من أجل الس�ل�ام لبحث‬ ‫ما حيدث يف بلدانا مجيعا من سبى وقتل‬ ‫لنساء العرب‪.‬‬ ‫‪ -4‬وض���ع الق���رار وم���ا تاله م���ن قرارت‬ ‫موض���ع التنفيذ واملتابع���ة والضغط على‬ ‫العامل ال���دوىل من اجل تنفيذه ومراجعة‬ ‫خططن���ا الوطنية والقومية اليت أعدناها‬ ‫سلفا فهذا وقتها‪.‬‬ ‫‪-5‬مقاطع���ة املنتج���ات األمريكي���ة‬ ‫واإلسرائيلية‪.‬‬ ‫‪ -6‬احملاول���ة املس���تميتة من���ا مجيع���ا‬ ‫كمنظمات جمتمع مدني الستعادة من‬ ‫مت استيالب عقوهلم‪.‬‬

‫إنتاج ليبيا من النفط يرتفع إىل ‪ 725‬ألف‬ ‫برميل يوم ًيا‬

‫املؤسس���ة الوطني���ة للنف���ط‬ ‫قال���ت َّ‬ ‫يف ليبي���ا األربع���اء املاض���ي َّ‬ ‫إن إنت���اج‬ ‫الب�ل�اد م���ن اخل���ام زاد إىل ‪ 725‬ألف‬ ‫برمي���ل يوم ًيا م���ن ‪ 700‬ألف برميل‬ ‫املؤسسة‬ ‫يوم ًيا‪.‬وكان الناطق باس���م َّ‬ ‫الوطنية للنف���ط يف ليبيا‪ ،‬قال األحد‬ ‫َّ‬ ‫إن إنت���اج البالد م���ن اخلام ارتفع إىل‬ ‫‪ 700‬أل���ف برمي���ل يوم ًيا‪.‬ويرتف���ع‬ ‫إنتاج البلد عضو منظمة أوبك بشكل‬ ‫ّ‬ ‫مطرد مع إعادة فت���ح موانئ تصدير‬ ‫التوصل إىل‬ ‫النف���ط يف الش���رق بع���د ُّ‬ ‫اتف���اق ب�ي�ن احلكوم���ة وجمموع���ة‬ ‫مس���ّلحة؛ لك���ن اإلنتاج م���ازال يواجه‬ ‫خماطر يف ضوء القالقل السياس���ية‬ ‫واالنفالت األمين يف البالد‪.‬‬ ‫وم���ن جه���ة أخ���رى كان ق���ال وزير‬ ‫اخلارجية الروسي سريغي الفروف‬ ‫ق���د ص���رح ‪ :‬إن ج���زءا م���ن األرب���اح‬ ‫الناجت���ة ع���ن ش���راء النف���ط اللي�ب�ي‬ ‫م���ن قب���ل أوروب���ا تنفق عل���ى متويل‬ ‫اإلرهابي�ي�ن الذي���ن حي���اول الغ���رب‬ ‫حماربته���م حالي���ا‪ .‬وأض���اف الوزي���ر‬ ‫يف خط���اب ألق���اه أمام طلب���ة جامعة‬ ‫موس���كو للعالقات الدولية االثنني ‪1‬‬ ‫سبتمرب‪" :‬أين ليبيا اليوم؟ مت احتجاز‬ ‫ع���دد كب�ي�ر م���ن احلق���ول النفطية‬ ‫م���ن قب���ل اجلماع���ات اإلرهابية اليت‬ ‫تبيع النف���ط‪ ،‬وتش�ت�ريه أوروبا ألنها‬ ‫رفع���ت بش���كل ه���ادئ حظ���ر توري���د‬ ‫النف���ط اللي�ب�ي‪ .‬وتنف���ق األرب���اح مبا‬ ‫يف ذل���ك لتموي���ل اإلرهابي�ي�ن الذين‬ ‫تتم حماربتهم يف الع���راق اجملاورة"‪.‬‬ ‫وتاب���ع‪" :‬عندم���ا مت���ت اإلطاح���ة‬ ‫بالقذايف رأوا أن من قاموا بتسليحهم‬ ‫ومتويله���م بدأوا يضج���رون‪ ،‬بعد أن‬ ‫دم���روا البلد واس���تولوا عل���ى مناطق‬ ‫فيه���ا‪ ،‬فخرج���وا اىل مالي إلس���قاط‬ ‫س���لطاتها‪ ،‬وحينه���ا واجهت فرنس���ا‪،‬‬ ‫اليت قامت بتأييد املتمردين الليبيني‬ ‫بقوة وبتس���ليحهم‪ ...‬واجهت يف مالي‬ ‫نف���س األش���خاص الذي���ن "خلقتهم"‬

‫لإلطاح���ة بالق���ذايف يف ليبيا"‪.‬وأف���اد‬ ‫الفروف أنه قال نفس الشيء لنظريه‬ ‫الفرنس���ي ال���ذي أجاب أن���ه هذه هي‬ ‫احلي���اة‪ .‬وأضاف الوزير الروس���ي أن‬ ‫مبدأ "هذه هي احلياة" ال يعد سياسة‪.‬‬ ‫وبالرغم من االضطرابات السياسية‬ ‫اليت تش���هدها ليبيا حاليا واليت تعوق‬ ‫العم���ل يف قطاع النفط بكامل طاقته‬ ‫فهن���اك حقائ���ق أساس���ية ال ينكرها‬ ‫الع���امل عن مس���تويات الطاقة يف هذا‬ ‫البلد‪.‬وعل���ى رأس ه���ذه احلقائ���ق أن‬ ‫ليبي���ا متلك ما ي�ت�رواح بني ‪ 44‬مليار‬ ‫إىل ‪ 48‬ملي���ار برمي���ل كاحتياط���ي‬ ‫نفطي وهو ما يكفيها لإلنتاج باملعدل‬ ‫احلالي ملدة تصل إىل ‪ 75‬عاما وذلك‬ ‫يف حال عدم اكتشاف مواقع جديدة‬ ‫للنفط‪.‬وتعد البل���دان األوروبية هي‬ ‫املستورد األول للنفط اللييب‪ ،‬وذكر‬ ‫تقري���ر ص���ادر ع���ن إدارة االحت���اد‬ ‫األوروب���ي ع���ام ‪ 2011‬أن النف���ط‬ ‫اللي�ب�ي ميث���ل ‪ % 11‬م���ن واردات‬ ‫النف���ط إىل مجي���ع دول االحتاد وأن‬ ‫ليبيا تص���در ألوروبا أكثر من ‪400‬‬ ‫ملي���ون برمي���ل س���نويا‪.‬وتصدر ليبيا‬ ‫‪ %79‬من نفطه���ا إىل أوروبا‪ ،‬وتعد‬ ‫إيطالي���ا أقرب دول االحتاد األوروبي‬ ‫إىل ليبي���ا املس���تورد األك�ب�ر للنفط‬ ‫اللي�ب�ي إذ تس���تحوذ عل���ى ‪ %32‬من‬ ‫إمجال���ي م���ا تص���دره ليبي���ا للخارج‪.‬‬ ‫ويف الق���ارة األوروبي���ة يس���تورد‬ ‫كل م���ن أملاني���ا ‪ %14‬م���ن إمجالي‬ ‫ص���ادرات ليبي���ا النفطي���ة‪ ،‬ث���م تأتي‬ ‫فرنسا بنس���بة ‪ %10‬وبعدها إسبانيا‬ ‫بنس���بة ‪ ،%9‬بينما تستورد باقي دول‬ ‫االحت���اد األوروب���ي ‪ %14‬م���ن نفط‬ ‫ليبيا‪.‬وخارج نط���اق القارة األوروبية‬ ‫تأتي الص�ي�ن على رأس املس���توردين‬ ‫بواق���ع ‪ %10‬م���ن إمجال���ي النف���ط‬ ‫اللي�ب�ي املصدر للخارج‪ ،‬ث���م الواليات‬ ‫املتح���دة األمريكي���ة وهل���ا ‪ %5‬م���ن‬ ‫حصة التصدير‪.‬ومتلك ليبيا مخسة‬

‫حقول نفطية شديدة األهمية نظرا‬ ‫لغزارة إنتاجها اليومي وهي ‪:‬‬ ‫حقل ش���رارة يف ش���رق البالد وينتج‬ ‫‪ 400‬ألف برميل يوميا‪.‬‬ ‫حقل الواح���ة وتبلغ قدرته االنتاجية‬ ‫‪ 350‬ألف برميل يوميا‪.‬‬ ‫وحق���ل الس���رير ويبل���غ انتاجه ‪200‬‬ ‫ألف برميل يوميا‪.‬‬ ‫أم���ا يف غ���رب ليبيا فيوج���د اثنان من‬ ‫أباره���ا اخلم���س الك�ب�رى وهما حقل‬ ‫الفيل وقدرته تبلغ ‪ 125‬ألف برميل‬ ‫يوميا‪.‬ث���م حق���ل الب���وري وينتج ‪44‬‬ ‫مليون برميل‪.‬‬ ‫وحتت���ل ليبي���ا املرك���ز ال���ـ‪ 16‬ب�ي�ن‬ ‫ترتي���ب دول الع���امل املنتج���ة للنفط‬ ‫وهو ما جع���ل انضمامها إىل منظمة‬ ‫ال���دول املنتج���ة للنفط "أوب���ك" أمرا‬ ‫يس�ي�را ع���ام ‪.1962‬وتلع���ب صناعة‬ ‫اس���تخراج النف���ط دورا أساس���يا يف‬ ‫تاريخ ليبيا احلديث إذ ميثل حصيلة‬ ‫بيع���ه ‪ %95‬م���ن إمجال���ي دخ���ل‬ ‫احلكومة الليبية‪ ،‬كما ميثل الدخل‬ ‫املرتبط بالنفط رب���ع إمجالي الناتج‬ ‫احملل���ي اإلمجال���ي يف ليبيا‪.‬ويرج���ع‬ ‫الس���بب يف إقب���ال البل���دان األوروبية‬ ‫على استرياد النفط اللييب إىل املوقع‬ ‫اجلغرايف للبلد العربي إذ يشرتك مع‬ ‫ج���اره اجلزائ���ري يف القرب الش���ديد‬ ‫م���ن البل���دان األوروبي���ة وخصوص���ا‬ ‫إيطالي���ا ال�ت�ي تع���د املس���تقبل األول‬ ‫للنفط اللييب‪.‬‬ ‫وق���د الحظن���ا يف جري���دة ميادي���ن‬ ‫عق���ب ان���دالع القت���ال يف طرابل���س‬ ‫أن ض���خ النف���ط ق���د زادت وتريت���ه‬ ‫بش���كل ملح���وظ ‪،‬و أن الص���راع الذي‬ ‫كان دائ���را ح���ول ض���خ النف���ط ق���د‬ ‫توقف ‪،‬وهذا مما يدعو للتس���اؤل عن‬ ‫العالقة بني ما يت���م ضخه من نفط‬ ‫وبني دم الش���باب اللي�ب�ي الذي يهدر‬ ‫يوميا دون جق ؟‪.‬‬

‫يف الكويت‪ ..‬مياه‬ ‫الصرف الصحي ثروة‬ ‫مي���اه الش���رب يف الكويت زاد اس���تهالكها خ�ل�ال ما يقارب ثالث�ي�ن عاماً إىل‬ ‫حوالي ‪ 150‬ضعفاً وقد مكنها موقعها على ساحل البحر من إنشاء حمطاتفي‬ ‫الكويت‪ ..‬مياه الصرف صحي ثروة للتحلية وفرت املياه العذبة لتكون دعامة‬ ‫أساسية للتطور االجتماعي واالقتصادي خالل اخلمسني عاماً املاضية ورغم‬ ‫ذلك تواجه الكويت معدالت استهالك عالية مما يضعها بني أكرب مستهلكي‬ ‫املي���اه يف الع���امل‪.‬و اآلن هن���اك اجتاه الس���تخدام ط���رق مبتك���رة لتنقية مياه‬ ‫الص���رف الصح���ي ومعاجلته���ا واس���تخدامها يف االس���تهالك فهناك حمطة‬ ‫متمي���زة عاملي���اً تع���اجل ‪ 60‬يف املائة م���ن مياه اجمل���اري بتكنولوجي���ا التناضح‬ ‫العكس���ي‪ ،‬فتنت���ج مياهاً نقية تف���وق مواصفات منظمة الصح���ة العاملية ملياه‬ ‫الش���رب‪.‬وتتم معاجلة كل مياه الصرف الصح���ي ثنائياً أو ثالثياً قبل إعادة‬ ‫اس���تخدامها يف ري أش���جار الزينة أو تصريفها يف البحر‪ .‬وهاتان املعاجلتان‪،‬‬ ‫األولية بالرتس���يب والثاني���ة باملعاجلة البيولوجية والرتش���يح‪ ،‬ش���ائعتان يف‬ ‫بل���دان كثرية‪ .‬لكن الكويت باتت رائ���دة عاملياً مبعاجلة رباعية (تنقية) تنتج‬ ‫م���ن مياه الصرف مياهاً صاحلة للش���رب‪.‬والصليبية أكرب حمطة يف العامل‬ ‫تس���تخدم تكنولوجيا التناضح العكسي يف تنقية مياه الصرف الصحي‪ .‬وهي‬ ‫تع���اجل ‪ 425‬ألف م�ت�ر مكعب يومياً منذ بدء تش���غيلها عام ‪ ،2004‬وس���تصل‬ ‫قدرتها إىل ‪ 600‬ألف مرت مكعب يومياً خالل فرتة االس���تثمار اليت متتد ‪30‬‬ ‫عام���اً‪ .‬وبذل���ك تعاجل حنو ‪ 60‬يف املائ���ة من جممل مياه الص���رف الصحي يف‬ ‫الكوي���ت‪ .‬واملياه املعاجلة ال�ت�ي تنتجها احملطة تف���وق يف مواصفاتها مقاييس‬ ‫منظمة الصحة العاملية ملياه الشرب‪ ،‬غري أن استخدامها يقتصر على الزراعة‬ ‫والصناعة‪ ،‬مع إمكان اس���تخدامها يف ري احلدائق وغس���ل الس���يارات واملباني‬ ‫وجماالت أخرى‪.‬وتش�ت�ري حكومة الكويت كل إنتاج احملطة من املياه املنقاة‬ ‫مبا يقارب ‪ 60‬س���نتاً للمرت املكعب‪ ،‬أو ما جمموعه ‪ 60‬مليون دوالر يف السنة‪.‬‬ ‫وق���د كلف بناء احملط���ة وجتهيزها حن���و ‪ 500‬مليون دوالر‪ ،‬وهذا املش���روع‬ ‫يض���م حمط���ة املعاجلة االبتدائي���ة والض���خ يف العارضية‪ ،‬وخط���وط الضخ‪،‬‬ ‫وحمط���ة املعاجلة والتنقي���ة يف الصليبية‪.‬ومياه الص���رف الصحي تصل من‬ ‫املباني الس���كنية والتجاري���ة إىل حمطة العارضية‪ ،‬حيث يت���م حجز الرمال‬ ‫وامل���واد الصلب���ة وإزالة الده���ون‪ .‬وتوجه املي���اه إىل خزانني يبل���غ قطر الواحد‬ ‫منهم���ا ‪ 67‬مرتاً بعم���ق ‪ 7‬أمتار‪ ،‬من أج���ل تنظيم التدفقات قب���ل دخوهلا إىل‬ ‫وح���دة الضخ ال�ت�ي حتتوي على مثان���ي مضخات‪.‬و من العارضي���ة‪ ،‬يتم ضخ‬ ‫مياه الصرف املعاجلة أولياً عرب ثالثة خطوط من األنابيب يبلغ قطر الواحد‬ ‫منه���ا ‪ 1400‬مليمرت‪ ،‬متتد على مس���افة ‪ 25‬كيلوم�ت�راً إىل حمطة املعاجلة‬ ‫والتنقي���ة يف الصليبية‪ .‬ويف هذه املرحلة تبدأ املعاجلة البيولوجية يف تس���عة‬ ‫أحواض يبلغ طول كل منها ‪ 147‬مرتاً وعرضه ‪ 28‬مرتاً بعمق ‪ 8‬أمتار‪ .‬وهي‬ ‫تزود باهلواء من مبنى حيوي مخس وحدات لضغط اهلواء‪ّ ،‬‬ ‫فتنشط البكترييا‬ ‫اهلوائية باألوكسجني مما يشجعها على التهام املواد العضوية امللوثة للمياه‪.‬‬ ‫وبعد ذلك تنس���اب املياه من أحواض التهوية إىل أحواض الرتس���يب الدائرية‬ ‫التسعة‪ ،‬اليت يبلغ قطر كل منها ‪ 56‬مرتاً وعمقه ‪ 8‬أمتار‪ .‬ومنها تتدفق املياه‬ ‫املعاجلة ثنائياً إىل حوض التجميع متهيداً لبدء عمليات التنقية باألغش���ية‪،‬‬ ‫وهو م���ا مييز حمط���ة الصليبية ع���ن حمط���ات املعاجل���ة الثالثية‪.‬والغازات‬ ‫املنبعثة ترسل إىل وحدة خاصة ملعاجلتها كيميائياً وإزالة الروائح‪ .‬أما املواد‬ ‫املرتس���بة فتوج���ه إىل مبنى تكثي���ف احلمأة‪ ،‬ومنه إىل أربع���ة أحواض هلضم‬ ‫احلمأة بواس���طة البكترييا اهلوائية بطول ‪ 58‬مرتاً وعرض ‪ 24‬مرتاً وعمق ‪7‬‬ ‫أمت���ار‪ .‬وتغذى األحواض باهلواء من مبنى آخ���ر حيوي ثالث وحدات لضغط‬ ‫اهلواء‪ .‬ومع انتهاء عملية اهلضم توجه احلمأة املتبقية إىل أحواض التجفيف‪،‬‬ ‫كمحسن‬ ‫حيث يتم ختزينها ملدة إضافية حتى تصبح صاحلة لالس���تخدام‬ ‫ّ‬ ‫للرتبة‪.‬‬ ‫•التناضح العكسي‬ ‫تب���دأ عملية التنقية مع وص���ول املياه املعاجلة ثنائياً‪ ،‬أي بيولوجياً بواس���طة‬ ‫البكتريي���ا‪ ،‬م���ن حوض التجمي���ع إىل مبن���ى الفل�ت�رة الفائقة الدق���ة يف هذا‬ ‫املبن���ى مخس���ة خطوط مس���تقلة تضم ‪ 8700‬مرش���ح (فل�ت�ر) مصنوعة من‬ ‫أغش���ية مس���امية فائق���ة الدق���ة‪ ،‬تق���وم بإزال���ة كامل���ة للجزيئ���ات العالقة‬ ‫وامليكروب���ات‪ ،‬ويتم تنظيفه���ا آلياً وبانتظام‪.‬وبعد ذلك تنس���اب املياه إىل مبنى‬ ‫التناضح العكسي الذي يضم ستة خطوط للتنقية حتوي يف جمموعها حنو‬ ‫‪ 21‬ألف مرش���ح‪ ،‬متر املياه عربها فتنقى بواس���طة تقنية التناضح العكسي‬ ‫وتنتهي يف حوض التجميع‪ .‬وتضاف إليها نس���بة بس���يطة من الكلور لضمان‬ ‫س�ل�امتها‪ .‬ومن هناك توج���ه عرب خطوط خاصة إىل مرك���ز التحكم التابع‬ ‫لوزارة األشغال العامة‪.‬وتتم معظم العمليات يف حمطة الصليبية بشكل آلي‬ ‫وباس���تخدام أنظمة الكومبيوت���ر والتحكم احلديث���ة‪ .‬ويتوىل خمترب فحص‬ ‫وحتلي���ل متطور فح���ص نوعية املياه والوحول على مدار الس���اعة ويف مجيع‬ ‫املراح���ل‪ .‬وتتح���ول مي���اه الصرف املعاجل���ة إىل مي���اه ال تقل نق���اوة عن تلك‬ ‫الناجتة من حتلية مياه البحر واليت يشربها معظم الكويتيني‪.‬‬


‫‪22‬‬ ‫‪20‬‬ ‫بعثة املنتخب اللييب‬ ‫األول لكرة القدم‬ ‫تغادر إىل املغرب‬ ‫الجراء مباراة ودية‬ ‫تغ���ادر بعث���ة املنتخ���ب الوط�ن�ي االول لكرة الق���دم اليوم‬ ‫اجلمع���ة إىل املغ���رب الج���راء مب���اراة ودي���ة م���ع منتخب‬ ‫املغرب يف الس���ابع من ش���هر س���بتمرب اجلاري ‪n\.‬وكان‬ ‫املنتخب اللييب قد جتمع يف تونس قبل الس���فر إىل املغرب‬ ‫من���ذ يوم اخلميس املاضي ‪ ..‬حيث اجرى خالل تواجده يف‬ ‫تونس تدريبات مشلت اللياقة البدنية لعدد من الالعبني‬ ‫الذي���ن مل يش���اركوا من���ذ انته���اء ال���دوري اللي�ب�ي يف أي‬ ‫مباريات ودية ‪.‬‬

‫ليبيا تفقد (نشنوش)‬ ‫أمام املغرب‬

‫تشهد مواجهة منتخيب ليبيا واملغرب الدولية الودية‬ ‫على ملعب م��راك��ش باملغرب يف السابع م��ن سبتمرب‬ ‫اجل��اري غياب ح��ارس مرمى املنتخب اللييب العمالق‬ ‫حممد نشنوش ألول مرة منذ فرتة طويلة‪.‬‬ ‫يأتي غياب نشنوش بسبب ظروف مرض والده‪ ،‬والذي‬ ‫وقف حائ ً‬ ‫ال أمام التحاقه مبعسكر املنتخب الوطين األول‬ ‫يف تونس‪ ،‬وهو ما دعا املدير الفين اإلسباني للمنتخب‬ ‫اللييب خافيري كلمنيت الستدعاء البديل‪.‬‬ ‫وج��اءت الدعوة للبديل ح��ارس مرمى منتخب الشباب‬ ‫مفتاح الدرسي ليصبح احلارس الثالث يف قائمة املنتخب‬ ‫ال��دول��ي��ة إىل ج��ان��ب ك��ل م��ن خ��ال��د ال��ورف��ل��ي ومح��زة‬ ‫الربجي‪.‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫الرياضــــة‬

‫أمحد بشون‬

‫حممد مسعود (كوكو)‬

‫أفضل من جييد ضربات الرأس‬

‫الفــــن‬

‫خليل العرييب‬

‫أغنية جديدة إنتاج الشاشة العربية املستقلة‬

‫‪23‬‬ ‫‪21‬‬ ‫فنان من بالدي‬

‫فتحي الساحلي‬ ‫ان الكتاب���ة عن ه���ذا الالعب جعلتين‬ ‫احب���ث يف الس���جالت و الوثائ���ق ال�ت�ي‬ ‫حبوزت���ي عس���ى ان اجد له اي نش���اط‬ ‫رياض���ي لف�ت�رة االس���تعمار االيطالي‬ ‫فلم اعثر على امسه ‪.‬‬ ‫اع���رف ان���ه م���ن موالي���د منتص���ف‬ ‫عش���رينات القرن املاض���ي ‪،‬وهذا يعين‬ ‫ب���أن حرك���ة الق���ال ال�ت�ي ب���دأت عام‬ ‫‪ 1937‬م كان عم���ره يس���مح له بأن‬ ‫ينظ���م اىل ف���رق (القال)‪،‬خاص���ة وانه‬ ‫كان ميتلك موهب���ة كروية كبرية‬ ‫‪،‬و هلذا اس���تغربت من عدم اش�ت�راكه‬ ‫يف ف���رق (القال)مع ان���ه كان معاصرا‬ ‫لالعب�ي�ن (اتعول���ه ش���توان)و(حممد‬ ‫العلواني)الذي���ن انظم���ا اىل فري���ق‬ ‫(القال)الطلبة منذ عام ‪ 1938‬م ‪.‬‬ ‫ان الوثيق���ة الوحي���دة ال�ت�ي تذك���ر‬ ‫نش���اطه الك���روي ه���ي ما ذك���ره رائد‬ ‫الصحافة الرياضية (مفتاح الدراجي)‬ ‫يف خمطوط���ة (تاري���خ الرياض���ة يف‬ ‫برقة)اذ يقول ‪(-:‬ان هذا الالعب شارك‬ ‫يف ‪ 84‬مب���اراة م���ع منتخ���ب بنغازي و‬ ‫ذل���ك م���ن ع���ام ‪ 1943‬م و حت���ى ع���ام‬ ‫‪ 1955‬م) و ه���ذا يع�ن�ي ان���ه ق���د ب���دأ‬ ‫نش���اطه الكروي م���ع افتت���اح (مجعية‬ ‫عم���ر املخت���ار)و تأس���يس فريقها عام‬ ‫‪ 1943‬م و ال�ت�ي‬ ‫كان فريقه���ا مع‬ ‫بع���ض التحف���ظ‬ ‫ميث���ل منتخ���ب‬ ‫مدينة بنغازي ‪.‬‬ ‫ه���ذا الالع���ب‬ ‫كان‬ ‫الفن���ان‬ ‫يتمتع بطول فاره‬ ‫و ق���درة فائق���ة‬ ‫عل���ى لع���ب الكرة‬ ‫بالرأس حت���ى انه‬ ‫تب���وأ لق���ب افضل‬ ‫الع���ب ك���رة قدم‬ ‫جيي���د االرتق���اء‬ ‫و تس���ديد الك���رة‬ ‫برأسه و تسجيل االهداف ‪.‬‬ ‫اضافة اىل كل هذا كانت له ملسات‬ ‫رائعة بقدم���ه ‪،‬فهو الع���ب فنان جييد‬ ‫اس���تقبال الكرة و مداعبتها ومتريرها‬ ‫مبنتهى احلرفنة ‪.‬‬ ‫لق���د كان���ت اخالق���ه العالي���ة وراء‬ ‫عالقت���ه املتميزة م���ع زمالئه يف امللعب‬ ‫و خارجه ‪.‬‬ ‫ب���دأ حياته يف ح���ي الصابري العتيق‬ ‫ال���ذي ق���دم للك���رة الليبي���ة الكثري من‬ ‫املواه���ب الكروية ‪ ..‬و يف ع���ام ‪ 1943‬م‬ ‫ش���ارك مع فريق العم���ال بدكاكني‬ ‫محي���د ال���ذي كان يرأس���ه االس���تاذ‬ ‫حممد ف���رج االوجلي محي و يش���رف‬ ‫عليه االستاذ علي بوسنينة ‪.‬‬ ‫و كان يلع���ب للفري���ق ‪ ..‬ص���احل‬ ‫تيكة ‪،‬حممد الش���ارده ‪،‬حممد احلداد‬ ‫اقعي���م ‪،‬علي عثمان الس���احلي ‪،‬حس���ن‬ ‫خليل ‪،‬سليم بوسيف حممد الفيتوري‬

‫البكوش ‪،‬احلويلي‪.‬‬ ‫و بعد تأسيس فريق احتاد الصابري‬ ‫انض���م اليه ‪،‬ثم اصب���ح العبا رمسيا يف‬ ‫منتخب مدينة بنغازي يف مركز قلب‬ ‫اهلجوم و كان يعتمد عليه يف الكرات‬ ‫العالي���ة ال�ت�ي كان يرفعه���ا الالع���ب‬ ‫االسطورة (اتعوله شتوان)‪.‬‬ ‫س���افر (كوكو)ع���ام ‪ 1945‬م م���ع‬ ‫منتخ���ب اجلمعي���ة اىل مص���ر و لع���ب‬ ‫هن���اك يف املبارات�ي�ن اللت�ي�ن اجرهم���ا‬

‫الفريق مع االهلي املصري و الرتسانة‬ ‫و قدم ملس���ات رائع���ة برفق���ة اتعوله و‬ ‫العلوان���ي و غريه���م من الع�ب�ي الزمن‬ ‫الفض���ي يف بداية اخلمس���ينيات و بعد‬ ‫ان اقفل���ت اجلمعية انض���م (كوكو)‬ ‫اىل فري���ق النجم���ة برفق���ة الالعبني‬ ‫ابراهي���م العف���اس منصور ب���ن كاطو‬ ‫‪،‬امحد فنه ‪،‬بن عيسى اجلربي ‪،‬خمتار‬ ‫الغناي امب���ارك البس���يوني ‪،‬فرج دنقه‬ ‫‪،‬و عل���ي الرتك���ي و قدم ه���ذا الفريق‬ ‫مباري���ات رائع���ة يف دوري مدين���ة‬ ‫بنغازي ‪.‬‬ ‫و كان���ت تربط���ه م���ع الالع���ب‬ ‫مربوك البس���يوني صداق���ة كبرية و‬ ‫كان دائ���م االتص���ال به حت���ى بعد ان‬ ‫ترك كالهما لعب كرة القدم‪.‬‬ ‫ام���ا لق���ب الش���هرة (كوكو)فيقال‬ ‫ان���ه يف ف�ت�رة االس���تعمار االيطال���ي‬ ‫يوج���د العب ايطالي امس���ه (كوكو)‬

‫جييد لعب كرة القدم برأس���ه فأطلق‬ ‫اجلمه���ور على الالع���ب اللييب حممد‬ ‫مسعود هذااللقب ‪.‬‬ ‫عندم���ا كن���ت صغ�ي�را كث�ي�را م���ا‬ ‫اشاهده فوق دراجته بقامته الطويلة و‬ ‫بشرته الس���مراء و الشنة احلمراء فوق‬ ‫رأس���ه تلك اليت عرف بها سكان مدينة‬ ‫بنغازي و كان مير علينا يف ش���ارع بن‬ ‫عيس���ى ويسلم على والدي الذي يقول‬ ‫لي ‪(-:‬هذا افضل من لعب كرة القدم‬ ‫برأسه )‪.‬‬ ‫و يف اعتق���ادي‬ ‫ان افض���ل ثالث���ة‬ ‫العب�ي�ن جيي���دون‬ ‫الك���رة‬ ‫لع���ب‬ ‫بال���رأس يف عصر‬ ‫الكرة الفضي هم ‪.‬‬ ‫‪ -1‬حممد مسعود‬ ‫(كوكو)الع���ب‬ ‫النجمة القدمية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬رمضان االسود‬ ‫العب الطليعة ‪.‬‬ ‫‪ -3‬خمتار الغناي‬ ‫الع���ب النجم���ة‬ ‫القدمية ‪.‬‬ ‫الص���ورة‬ ‫االوىل الرتق���اء رائع من قب���ل الالعب‬ ‫(كوك���و)و ال�ت�ي تظهر م���دى قدرته‬ ‫عل���ى القف���ز يف اهلواء و ارتف���اع رجليه‬ ‫عن االرض و اجتاه رأس���ه حنو املرمى‬ ‫و الص���ورة الثاني���ة متث���ل بطاقة نادي‬ ‫العم���ال بالصابري ع���ام ‪ 1944‬م و هو‬ ‫الن���ادي الذي بدأ في���ه (كوكو)و هي‬ ‫خت���ص س���كرتري النادي االس���تاذ علي‬ ‫بوسنينة ‪.‬‬ ‫حتي���ة ح���ب و اعج���اب و تقدير هلذا‬ ‫الالع���ب الرائ���ع ال���ذي امت���ع مجه���ور‬ ‫ك���رة الق���دم بفنه و اهداف���ه اجلميلة‬ ‫اليت كان حيرز اغلبها برأس���ه الذهيب‬ ‫يف ذلك الزمن الفضي‬

‫الفنان حممود الشريف‬ ‫تعم���ل مؤسس���ة الشاش���ة العربي���ة‬ ‫املس���تقلة ب���إدارة املخ���رج حمم���د‬ ‫خملوف علي اللمس���ات األخرية من‬ ‫إنتاج األغني���ة الوطني���ة اجلديدة (‬

‫أن���ا لييب وأفتخ���ر ) واليت س���تؤديها‬ ‫جمموع���ة األطف���ال صحب���ة فرقة‬ ‫األمل املوس���يقية ‪ ،‬واليت س���تعرض‬ ‫قريب���ا عل���ي شاش���ات التلفزي���ون ‪،‬‬

‫األغنية من إخ���راج حممد خملوف‬ ‫وتصوي���ر مصطف���ي احلاس���ي ومن‬ ‫إنتاج الشاشة العربية املستقلة ‪.‬‬

‫إفتتاح مهرجان فينيسيا السينمائي‬

‫أفتت���ح يف مدينة البندقية ( فينيس���يا‬ ‫اإليطالية ) فعاليات مهرجان فينيس���يا‬ ‫الس���ينمائي الدولي يف دورت���ه الواحدة‬ ‫والس���بعني حبض���ور حش���د كب�ي�ر من‬ ‫جنوم الس���ينما من خمتلف دول العامل‬ ‫وس���ط إج���راءات أمني���ة مش���ددة ‪ ،‬وقد‬ ‫شهد حفل اإلفتتاح عرض فيلم الرجل‬ ‫الطائ���ر (بريدمان) للمخرج املكس���يكي‬ ‫اليخان���درو جونزالي���س وال���ذي‬ ‫تدور أحداثه حول ممثل مغمور‬ ‫حيل���م بالتمثي���ل عل���ي مس���ارح‬ ‫برودواي ‪.‬‬ ‫وتتنافس يف هذا املهرجان اكثر‬ ‫‪ 100‬فيل���م طويل���ة وقص�ي�رة‬ ‫سياس���ية وكوميدية ووثائقية‬ ‫منه���ا ‪ 20‬فيلم���ا تتناف���س يف‬ ‫املسابقة الرمسية للفوز جبائزة‬ ‫األس���د الذهيب ( ش���عار املهرجان‬ ‫) ‪،‬وم���ن املعل���وم أن ب�ي�ن ه���ذه‬ ‫األف�ل�ام ستش���هد دور العروض‬ ‫‪ 55‬فيلم���ا جديد تعرض للمرة‬ ‫األول���ي ‪،‬كما س���يعرض اكثر‬ ‫م���ن ‪ 20‬فيلم���ا تارخي���ا بع���د أن‬

‫أعيد ترميمه���ا ‪ ،‬هذا وتتواصل فعاليات‬ ‫املهرجان حيت العاشر من سبتمرب حيث‬ ‫احلفل اخلتامي الذي ستعلن فيه جلنة‬ ‫التحكيم ع���ن جوائز املهرجان ‪ ،‬ويرأس‬ ‫جلنة حتكيم مهرجان هذا العام مؤلف‬ ‫املوس���يقي التصورية لعش���رات األفالم‬ ‫املوسيقار اليكساندر ديسيال ‪.‬‬ ‫ومن اشهر األفالم الوثائقية يف املهرجا‬

‫فيلم ( ميسي ) جنم الكرة األرجنتينية‬ ‫‪ ،‬وتع���ود روس���يا للمهرجان بع���د غياب‬ ‫بفيل���م ( ليالي س���اعي الربي���د البيضاء‬ ‫) للمخ���رج الروس���ي الش���هري بان���دري‬ ‫لونشالوفس���كي ‪ ،‬وتش���ارك هولي���ود‬ ‫بفيل���م مناهض للح���روب بعنوان (قتل‬ ‫جي���د ) للمخ���رج ان���درو نيك���ول كم���ا‬ ‫تش���ارك مص���ر بفيلم (الش���تا اللي فات‬ ‫) ح���ول ث���ورة ‪ 25‬يناي���ر وه���و‬ ‫للمخ���رج ابراهي���م البط���وط‬ ‫وتش���ارك اي���ران بفيلم ( قصص‬ ‫) للمخرج���ة اإليرانية رخش���ان‬ ‫ب���ن إعتم���اد يتن���اول طبيع���ة‬ ‫احلياة يف إيران وتأثري العقوبات‬ ‫الدولي���ة عليه���ا‪ ،‬وم���ن األف�ل�ام‬ ‫املث�ي�رة للجدل الفيل���م األملاني (‬ ‫اجل���رح ) للمخ���رج األملان���ي من‬ ‫أصول تركي���ة وت���دور أحداثه‬ ‫ح���ول املذحب���ة ال�ت�ي نفذته���ا‬ ‫اإلمرباطري���ة العثماني���ة حب���ق‬ ‫األرم���ن خ�ل�ال احل���رب العاملية‬ ‫األولي ‪.‬‬

‫•الفن���ان حمم���ود الش���ريف م���ن موالي���د مدين���ة طرابلس‬ ‫موس���يقي ومطرب من عائلة فنية شقيقه املوسيقار املعروف‬ ‫صربي الشريف وإبن عمه املوسيقار الشريف ‪.‬‬ ‫•إكتش���فه الفنان وامللحن كاظم نديم من خالل برنامج‬ ‫ركن اهلواة يف بداية الستينات من القرن املاضي ‪.‬‬ ‫•يعترب الفنان حممود الش���ريف من أشهر عازيف اإليقاع يف‬ ‫فرقة اإلذاعة املوسيقية ‪.‬‬ ‫•ميتاز جبمال الصوت وحسن األداء ‪.‬‬ ‫•ل���ه رصي���د كب�ي�ر م���ن األغان���ي العاطفي���ة واإلجتماعية‬ ‫والوطني���ة ومسي مطرب العائلة بس���بب أغنيته الش���هرية يا‬ ‫بيت العيله ياعالي كما غين عن الزوجه والبنت واجلاره ‪.‬‬ ‫•حتصل���ت أغنيته خطم حفين عل���ي الرتتيب األول يف أول‬ ‫مهرجان لألغنية الليبية بداية السبعينيات ‪.‬‬ ‫•يقول عنه الصحفي والناقد زياد العيساوي ‪ ( :‬إخضوضرت‬ ‫وريق���ات ش���جرة األغني���ة الليبي���ة وأزه���رت بظه���ور مشس‬ ‫الفن���ان حممود الش���ريف الدافئ���ة ‪ ،‬دفء صوت���ه ذي اإليقاع‬ ‫الطروب ‪ ،‬والقريب يف أدائه من الغناء العربي املثالي ) ويقول‬ ‫عنه أيض���ا‪ ( :‬لكونه ضابط إيقاع يف فرقة اإلذاعة املوس���يقية‬ ‫عرف بالس���ليقة كيف يتم ضبط الصوت علي إيقاع اللحن‬ ‫العرب���ي ‪ ،‬فتج���ده يغين حبنجرت���ه وأذنيه يف وقت مش�ت�رك‬ ‫حيث يقوم بتش���غيل احلاس���تني معا بش���ئ من الت���وازن يبهما‬ ‫) ويضي���ف ‪ ( :‬الفنان حممود الش���ريف يتمتع دون س���واه من‬ ‫األصوات الليبية بصوت رنان ورخم ذو مساحة واسعة متيزه‬ ‫يف إتقان األداء الشرقي بزخارفه وتفخيمه )‪.‬‬ ‫•من أشهر أغانيه ‪:‬‬ ‫يابيت العيله يا غالي ‪ -‬الشمس طلعت الح شفقها‬‫ الصبح نور‬‫يا غصن الورد‬‫ إنت األمل بنيت‬‫أم صغاري‬‫ إنداريك نلقي الشوق‬‫أنا مظلوم‬‫بعد اهلوي واحلب‬‫أنساه يا قليب‬‫إنسييت اليوم وإال تذكريين ‪ -‬بعد اهلوي واحلب‬‫ حبك يف قليب‬‫عمري ما ننساك‬‫خطم حفين شيع عيونه فيا ‪ -‬يا أول قلب حبيته‬‫ درابيك رنوا‬‫ريت الزين‬‫طلعت مشس بنورها ‪ -‬علي بابكم بان الربيع منور‬‫‪-‬آه يا مجيع الناس شوفوا حالي ‪ -‬جاره يا جاره‬


‫السنة الرابعة ‪ 9 ( - ) 174 ( -‬ـ ‪ 15‬سبتمبر ‪) 2014‬‬

‫منال تصنع الدمى وتسميها "بيال ‪" Bella‬‬ ‫لتكون طريقها للعاملية‬ ‫فاطمة عبدالباقي‬

‫املصممة منال حممد‬

‫منال حمم���د مهنى فتاة ليبية حتاول‬ ‫ش���ق طريقها حن���و العاملي���ة بصناعة‬ ‫العرائس من وح���ي خياهلا وطفولتها‬ ‫ال�ت�ي مل تتأثر مبا جي���ري حوهلا ‪ -‬يف‬ ‫ظ���ل ال دولة ال يعتمد عليها يف تنمية‬ ‫مواه���ب مع ع���دم االس���تقرار و اآلمن‬ ‫فيها ‪ -‬بل خلقت لنفس���ها عاملاً منفردًا‬ ‫لتبتع���د ع���ن قس���وة احلي���اة وتصن���ع‬ ‫االبتس���امة عل���ى وجوه الن���اس بعمل‬ ‫الدمي���ة " بيال " منال درس���ت املرحلة‬ ‫اإلعدادي���ة يف العاصم���ة طرابل���س و‬ ‫بعده���ا انتقل���ت إىل بنغازي و درس���ت‬ ‫املرحل���ة الثانوي���ة يف مدرس���ة خاصة‬ ‫وهي "على بن أبى طالب "‬ ‫كان��ت هواي�تي اليت أُحبه��ا و ش��اركت بها‬ ‫اكثر من مرة يف املدرسة هي النحت‬ ‫وقالت منال ‪ :‬منذ أيام الدراسة كنت‬

‫أحب املش���اركة يف املعارض باإلشغال‬ ‫اليدوية ‪،‬و كانت هواي�ت�ي اليت أُحبها‬ ‫و ش���اركت به���ا اكث���ر م���ن م���رة يف‬ ‫املدرس���ة ه���ي النح���ت على اخلش���ب ‪،‬‬ ‫ولك���ن مل اس���تمر فيه���ا الن أبي كان‬ ‫خياف علي من أضرارها وألنها ُتفسد‬ ‫اليدين وجتعل مظهرهما خشن وغري‬ ‫مقب���ول ‪ ،‬وكان أن ب���دأت بصناع���ة‬ ‫العرائ���س و كنت اش���تغل تش���كيالت‬ ‫خمتلف���ة وأحيانا يطلع ش���كل الدمية‬ ‫غري���ب (بس حل���و) ‪ ،‬ثم تط���ورت على‬ ‫مر الس���نني باملران وتك���رار التجربة ‪،‬‬ ‫وقد بدأت يف العمل الوظيفي ومل يعد‬ ‫عندي وقت فراغ لصنع العرائس ‪،‬لكن‬ ‫واصلت عم���ل العرائ���س لصديقاتي‬ ‫فق���د ك���ن يعلقنه���ا عل���ى مراي���ا‬ ‫س���ياراتهن ‪ ،‬وم���ن هن���ا ب���دأت نصائح‬

‫م���ن األصح���اب واألق���ارب بتطوي���ر‬ ‫موهب�ت�ي خ���ارج حمي���ط العائل���ي ‪،‬و‬ ‫كان التش���جيع احلقيقي من عائليت‬ ‫وأصبحوا املش���جعني أكثر واملعجبني‬ ‫بعمل���ي أكث���ر أعجاب���ا ‪ ،‬أحبب���ت‬ ‫فت���ح صفح���ة عل���ى موق���ع التواص���ل‬ ‫االجتماعي و ب���دأ األصدقاء بالتعرف‬ ‫وإعالن التش���جيع واإلعجاب بعملي ‪،‬‬ ‫وبتوفيق من اهلل وتش���جيع األصدقاء‬ ‫أصب���ح عمل���ي يف تط���ور أكث���ر حتى‬ ‫أصبحت أنسخ الش���خصيات املشهورة‬ ‫ولك���ن ليس���ت بدق���ة ‪ ،‬أح���اول نس���خ‬ ‫لون العينني وطريقة اللباس والشعر‬ ‫حتى أقربها من الشخصية األصلية ‪.‬‬ ‫أمي ترسم على احلرير بدقة و براعة‬ ‫وتتاب���ع من���ال قائل���ة ‪ :‬كان���ت أم���ي‬ ‫ترس���م عل���ى احلري���ر بدق���ة و براعة‬

‫‪ ،‬ولكنه���ا توقف���ت عن العمل بالرس���م‬ ‫بس���بب انش���غاهلا برتبيتنا وأمور البيت‬ ‫‪.‬وأضاف���ت من���ال قائلة ‪ّ :‬‬ ‫ل���دى طموح‬ ‫أن يك���ون ل���ي م���كان خاص بتس���ويق‬ ‫عمل���ي ‪ ،‬وتوس���يع نش���اطي ‪ ،‬أم���ا ع���ن‬ ‫مش���اركاتها يف مع���ارض حملي���ة أو‬ ‫دولية ّ‬ ‫أك���دت منال أنه���ا ال متانع يف‬ ‫املش���اركة وتراه���ا فرص���ة كب�ي�رة‬ ‫لعرض منتجه���ا للعامل لرتفع صورة‬ ‫بن���ات ب�ل�ادي املبتكرات للجم���ال على‬ ‫ح���د قوهل���ا ‪ ،‬وقالت منال لق���د أحببت‬ ‫أن تكون دمييت هلا أسم كي تشهر به‬ ‫واخرتت هلا أسم " بيال " ‪ Bella‬تعنى‬ ‫مجيل���ة باللغ���ة االيطالي���ة وهو أس���م‬ ‫س���هل وخفيف على اللسان ‪ ،‬وأكدت‬ ‫من���ال أن طموحها أن تصل بى( بيال )‬ ‫للعاملية وأمتنى مجيع الناس يتعرفوا‬

‫على بيال و أش���كاهلا ‪ ،‬كالدمية باربي‬ ‫مثال وغريها ‪.‬‬ ‫كما قالت منال ‪ :‬أن ش���غل بيال متعب‬ ‫نوع���ا م���ا‪ ،‬وش���غل الواح���دة تس���تغرق‬ ‫س���اعة والنصف تقريبا هذا أقل ش���ئ‬ ‫‪ ،‬وطبع���ا أضيف إليها االكسس���ورات‬ ‫لزينته���ا ومالبس���ها وأش�ت�ري مجيع‬ ‫لوازمه���ا ال�ت�ي تلي���ق به���ا ‪..‬وختم���ت‬ ‫منال قائلة ‪ :‬بالنس���بة لي أنفذ طلبات‬ ‫الزبائن فهم يطلبون تصميما وش���كال‬ ‫حس���ب رغبته���م ‪،‬وهن���اك م���ن يبع���ث‬ ‫صورة لكي يعم���ل مثلها أو يصف لي‬ ‫الش���كل املرغوب فيه ‪،‬وكثري ما تطلع‬ ‫الدمية أمجل مما وصفها ‪!..‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.