العدد 25

Page 1

‫الربملان األوروبي‬ ‫مينح جائزة‬ ‫“سخاروف”‬ ‫للمناضل اللييب‬ ‫أمحد الزبري‬

‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬

‫السنة األولى‬

‫العدد ‪25‬‬

‫‪ 1‬نوفمبر ‪2011‬‬

‫املرأة الليبية رئيسة مجهورية‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬


‫‪02‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫خنق ميادين‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri_55@hotmail.com‬‬ ‫ميادين صحيفة ليبية متنوعة‬ ‫تصدر من بنغازي‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫‪00218925117123‬‬

‫مدير التحرير‬ ‫سامل العوكلي‬ ‫إشراف فين‬ ‫عمر جهان‬ ‫مدير إداري‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0912200037‬‬ ‫الغالف‬ ‫عدنان معيتيق‬

‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬

‫تعاني جريدة ميادين الصدور وتعيش في حشرجة ‪ ،‬فالغالبية ال تقرأ ومن يقرؤون ال يشترون‬ ‫الصح��ف ‪ ،‬ولي��س ثمة إعالنات وإن وجدت فيحصل عليها الش��طار أو المدعمون ومن على‬ ‫ش��اكلتهم ‪ ،‬والب�لاد ال توجد فيها مؤسس��ات للتوزي��ع وضمان الحقوق ‪ .‬أض��ف أن الكثيرين‬ ‫يفضلون الفراش المريح ‪ :‬القطاع العام فالطبع يغلب التطبع ‪.‬‬ ‫وبهذا وغيره نجد من الصعوبة بمكان أن تصدر صحيفة أسبوعية كمثل ميادين ‪.‬‬ ‫الخن��اق ي��زداد علي ( ميادين ) التي لم يعد بمكنتها دفع ثم��ن الطباعة ‪ ،‬رغم أننا وجدنا دعما‬ ‫معنويا كبيرا من قبل الكثير من قرائها وقد أوصل الدعم الصحيفة إلى هذه العدد والعدد القادم‬ ‫تمر ستة أشهر بالكمال علي الصدور ؛ صدر العدد األول في ‪ 1‬مايو من هذا العام ‪.‬‬ ‫نحن ال نطلب الكثير من الدعم ‪..‬‬ ‫المساهمة باالشتراك من قبل بعض المؤسسات بعدد من النسخ وغير ذلك مما تجتهدون ‪ ،‬فك‬ ‫الخناق عن ميادين مهمة الوطنيين الديمقراطيين من أجل ثقافة وصحافة وطنية مستقلة‪.‬‬ ‫دعوة إلي الوطنيني الدميقراطيني من أجل ثقافة وصحافة وطنية مستقلة‬ ‫لقد عانينا ألربعة عقود من رفع الشعارات ‪ ،‬ودفعنا ثمنا باهظا بسبب من يقولون ما ال يفعلون‬ ‫وس��يطر نظام الفرد الغاش��م ألنه تمكن من تش��تيت قوانا واش��ترى ذمم الكثير منا ‪ ،‬ومنا من‬ ‫رفعوا ش��عار ‪ :‬أنا وم��ن بعدي الطوفان ‪ ،‬وبث في محيطنا الضغائ��ن الصغيرة وكل كان بما‬ ‫لديهم فرحون ؛ ع ّد من ليس معي هو عدوي ‪ ،‬وتدافع هذا وذاك علي مكاتب المسئولين ألجل‬ ‫الفتات فشيء خير من ال شيء ‪.‬‬ ‫لقد تحولت غرفنا وحتى نفوسنا إلي قطاع عام وبات األكسجين من ممتلكات الدولة ؛ فالقرآن‬ ‫شريعة المجتمع ‪ ،‬الشعب سيد الجميع ‪ ،‬بسم هللا نك ّل بنا فنشيدنا هللا وأكبر ومن تحزب لغير هللا‬ ‫خان ‪ ،‬وبذا تم تأميم أرواحنا فتحولنا إلى قطيع نتناطح من أجل ال شيء‪.‬‬ ‫أغلقت الجامعات وش��رعت الجوام��ع وأصبح التفكير كفرا ‪ ،‬كان��ت إذاعاتنا تصدح بمعارك‬ ‫الجهاد وتنادي بالحرب ضد الشيطان األكبر ‪ :‬االمبريالية األمريكية‪.‬‬ ‫لقد عشنا في حرب طالت األربعة قرون ‪..‬ودخلنا في حرب إلنهاء هذه الحرب‪...‬‬ ‫واآلن نحن نعيش حربا ما بعد الحرب‪.‬‬ ‫لق��د دم��رت مدننا لكن ليس ثمة مدينة دفعت ثمن هذه الحرب مثل مدينة ( س��رت ) ويبدو أنها‬ ‫س��تدفع في المس��تقبل أيضا ؛ ألن ما بعد الحرب كما يبدو حرب أخرى ظهرت في ش��وارع‬ ‫بنغازي ومدن أخرى حين رفع علم القاعدة جهارا نهارا ‪.‬‬ ‫وظهرت أيضا في هذا التش��رذم الذي ظهرنا به ‪ ،‬وهذا التكالب على المناصب ومن ثم المال‬ ‫العام ‪ ،‬تكدس المهام المؤجلة ليس أقلها أننا حددنا مدة انتقالية ال تتعدى الثمانية أشهر من أجل‬ ‫انتخابات مجلس وطني انتقالي يعد دستور البالد ‪ ...‬الخ وغيرها من المهام التي يبدو كلما تقدم‬ ‫الوقت كلما اتضح فشلنا فيها كعدم توفر سيولة نقدية في البالد ‪.‬‬ ‫ولق��د اتضح أن ما بعد القذافي قد أصابنا الوه��ن وأن حبل النصر يضيق مقدرتنا على الفعل‪،‬‬ ‫وبات بعضنا يعتبر وجوده في أعلي الس��لطة س��درة المنتهى وبعضنا األخر يريد هذه السدرة‬ ‫‪ ،‬وغيرهم أوكل المهمة لمن تمكن من هذه الس��درة وبات يجلس في فندق تيبس��تي وكورنثيا‬ ‫أو ف��ي مربوع��ة هذا أو ذاك كي يص��در األحكام والتهم ‪ ،‬أو يعلنون أنهم يس��تحقون المكفآت‬ ‫على نضالهم لس��نوات وقد قضوا فترة من العمر في الس��جون أو مش��ردين في باريس ولندن‬ ‫وواشنطون ‪ ،‬ومنهم من قدم ابناءه شهداء وجرحى ‪ ...‬الخ ‪.‬‬ ‫بتنا لس��وء الطالع بحاجة لتش��اؤم العقل قبل تفاؤل اإلرادة كي نخرج من حرب ما بعد الحرب‬ ‫المس��لحة بالخ��راب والمنطق التبريري ‪ ،‬والتي تدم��ر اإلرادة وتحول العقل إلي خادم أو عبد‬ ‫للعجل الذهبي ‪ :‬البنك الوطني المركزي ‪.‬‬


‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬

‫أخبار‬

‫أخبار‬

‫‪03‬‬

‫أخبار‬

‫منح الربملان األوروبي جائزة “سخاروف” لناشطني يف الربيع العربي منهم املناضل اللييب أمحد الزبري‬ ‫اعل��ن البرلم��ان االوروبي انه من��ح “جائزة‬ ‫س��خاروف” لخمس��ة اش��خاص م��ن اب��رز‬ ‫الناشطين في “الربيع العربي”‪.‬‬ ‫الفائزون بهذه الجائزة هم الناش��طة المصرية‬ ‫أسماء محفوظ ‪ ،‬والتونس��ي محمد بوعزيزي‬ ‫ال��ذي أطلق بانتحاره ش��رارة الثورة في بالده‬ ‫‪ ،‬والناشط الليبي المعارض أحمد الزبير أحمد‬ ‫السنوسي‪ ،‬والمحامية السورية رزان زيتونة‪،‬‬ ‫باإلضاف��ة إلى رس��ام الكاريكاتور الس��وري‬ ‫علي فرزات ‪.‬‬ ‫ويذك��ر ان هذه الجائزة تحمل اس��م المنش��ق‬ ‫السياسي والفيزيائي الروس��ي الشهير أندريه‬ ‫سخاروف‪.‬‬ ‫والجدي��ر ذك��ره‪ ،‬انه من��ذ ع��ام ‪ 1988‬يمنح‬ ‫البرلمان االوروبي سنويا ً جائزة “سخاروف”‬ ‫لحرية الفكر لألفراد أو المنظمات الذين قدموا‬ ‫إس��هامات كبيرة في مج��ال الدفاع عن حقوق‬ ‫اإلنس��ان والديمقراطي��ة‪ .‬يحص��ل الفائز على‬ ‫مبل��غ مالي قيمته ‪ 50‬الف يورو‪ .‬هذا ما اعلنه‬ ‫البرلمان االوروبي الجمعة‪ 28 ,‬أكتوبر‬ ‫عل��ى ان توج��ه دع��وة ال��ى الفائزين لتس��لم‬ ‫جوائزهم خالل حفل رس��مي في كانون االول‬ ‫(ديسمبر)‪.‬‬ ‫وقد اعلن ش��قيق البوعزيزي انه يهدي جائزة‬ ‫س��اخاروف لرموز الربيع العربي الى الشعب‬ ‫التونسي وفرزات يتقاسمها مع شهداء الحرية‬ ‫ومحمد البوعزيزي الذي احرق نفس��ه في ‪17‬‬

‫(ديسمبر) ‪ 2010‬في س��يدي بوزيد توفي بعد‬ ‫اس��بوعين على ذل��ك‪ ،‬وقد ش��كل عمله نقطة‬ ‫انط�لاق لتحرك ش��عبي عم الب�لاد وأدى الى‬ ‫سقوط نظام بن علي‪.‬‬

‫ش��باب ‪ 6‬ابري��ل” الت��ي اطلقت الدع��وة الى‬ ‫التجم��ع ف��ي س��احة التحرير ف��ي القاهرة في‬ ‫بداية تحركات ش��عبية اطاحت الرئيس حسني‬ ‫مبارك‪.‬‬ ‫تصوير ‪ :‬مالك احلاسي‬

‫وقال س��الم ش��قيق البوعزيزي “انا سعيد جدا‬ ‫بهذه الجائزة التي اهديها الى الش��عب التونسي‬ ‫ال��ذي صنع الثورة وواص��ل التعبير عن رايه‬ ‫خالل انتخابات” ‪ 23‬تشرين االول (اكتوبر)‪.‬‬ ‫واعتبر هذا التكريم “اعترافا دوليا بدور محمد‬ ‫البوعزيزي في الثورة التونسية”‪.‬‬ ‫اما اس��ماء محفوظ‪ ،‬فهي من مؤسسي “حركة‬

‫كما تم تكريم احمد الزبير احمد السنوسي (‪77‬‬ ‫عاما) المنش��ق الليبي الس��ابق الذي قضى ‪31‬‬ ‫عاما في السجن بسبب معارضته لنظام معمر‬ ‫القذافي‪.‬‬ ‫ومنح��ت الجائ��زة ايض��ا ال��ى رزان زيتونة‬ ‫المحامي��ة الس��ورية المعارض��ة الت��ي تبل��غ‬ ‫م��ن العم��ر ‪ 34‬عام��ا‪ ،‬وعلي فرزات رس��ام‬

‫الكاريكاتور الذي تعرض لضرب مبرح على‬ ‫ايدي قوات االمن السورية وكسرت يداه‪.‬‬ ‫وقال فرزات الموجود حاليا في الكويت لتلقي‬ ‫العالج اثر االعتداء علي��ه في اتصال هاتفي‪،‬‬ ‫ان “هذه الجائزة ليست فقط لي بل لكل مطالب‬ ‫بالحري��ة”‪ .‬اضاف ان الجائزة “تجس��د معنى‬ ‫الحرية واالنس��انية كي تتناقلها االجيال وتمنح‬ ‫االمل بان المستقبل اجمل”‪ ،‬مؤكدا “ما انا اال‬ ‫ساعي بريد اتس��لمها (الجائزة) الوصلها الى‬ ‫الش��ارع”‪ .‬وقال فرزات “ارفع الجائزة تحية‬ ‫لكل الش��هداء الذي��ن بذلوا دماءهم في س��بيل‬ ‫الحرية‪ .‬لقد علمونا ثقافة الحرية وانا ممتن لهم‬ ‫وللش��ارع المنتفض في س��بيل الحصول على‬ ‫الحرية والديموقراطية والكرامة ليس فقط في‬ ‫سوريا وانما في العالم بأسره”‪.‬‬ ‫وف��ي بيان رس��مي ص��ادر من باري��س‪ ،‬هنأ‬ ‫وزير الخارجية الفرنس��ي االن جوبيه فرزات‬ ‫والمحامي��ة الس��ورية رزان زيتون��ة عل��ى‬ ‫منحهم��ا جائزة س��اخاروف‪ .‬واثنى على دور‬ ‫ف��رزات وزيتونة في دع��م الديموقراطية في‬ ‫س��وريا التي تواجه بأشد انواع القمع‪ .‬واعتبر‬ ‫ان اختيار البرلمان االوروبي هذا العام شباب‬ ‫وش��ابات الثورات العربية ف��ي كل من تونس‬ ‫وليبي��ا ومصر وس��وريا هو عرب��ون تضامن‬ ‫واضح من الش��عب االوروب��ي الذي يقف الى‬ ‫جانب الشعوب العربية التائقة الى مستقبل حر‬ ‫وديموقراطي‬

‫السيد أمحد الزبري أمحد الشريف السنوسي‬ ‫كان��ت الدفع��ة ‪ 1954( 33‬ـ‪ )1957‬الدفع��ة‬ ‫الثاني��ة إلى العراق بالنس��بة لليبيا ‪ ،‬مكونه من‬ ‫عشرين طالبا ً ـ ‪ 15‬من برقة و‪ 5‬من طرابلس‬ ‫ـ وهم‪ :‬من برقة فوزى وأخوه جالل الدغيلي‪،‬‬ ‫صال��ح وأخ��وه حس��ن السنوس��ي‪ ،‬ج��اد هللا‬ ‫عبدالحفيظ‪ ،،‬محمد سعد جبريل‪ ،‬أحمد الزبير‬ ‫السنوس��ي‪ ،‬رمضان غريبيل‪ ،‬محمد الهاللى‪،‬‬ ‫أحم��د ف��وزى ه�لال‪ ،‬محم��د ش��حات فالح‪،‬‬ ‫عبدالحميد الماج��رى‪ ،‬عبدالقادر خليفه‪ ،‬أحمد‬ ‫الس��بيع‪ ،‬وحليم البورى‪ .‬أم��ا جماعة طرابلس‬ ‫فكانوا‪ :‬محرم نديم بن موس��ى‪ ،‬طارق خيرى‬ ‫السراج‪ ،‬الطاهر الناجح وسليمان الفقيه حسن‬ ‫ومن زوارة جمعه مولود شعبان‪.‬‬ ‫وقد اس��تقال حليم البوري لصعوب��ه التدريب‬ ‫الذى لم يتحمله واستمر ‪ 19‬طالبا ً بالكلية حتى‬ ‫تخرجهم‪ .‬ولكن أثناء التخرج رفضت ليبيا منح‬ ‫أحمد الزبير السنوسي رتبته العسكرية وفصل‬ ‫م��ن الجي��ش ألن الملك إدريس ل��م يكن وقت‬ ‫التخرج راضيا ً عن عائلته السنوس��ية بس��بب‬ ‫قت��ل محمد الش��ريف مح��ي الدين السنوس��ي‬ ‫إلبراهيم الشلحي خادمه وناظر خاصته آنذاك‬ ‫في خامس من أكتوبر ‪ 1954‬بمدينة بنغازي‪.‬‬ ‫المه��م أن الع��راق اعترف��ت بتخرجه ومنحته‬ ‫الرتب��ة‪ .‬ولم��ا كان الملك فيص��ل متعاطفا ً مع‬

‫المل��ك إدريس لم يرض باس��تخدامه بالجيش‪،‬‬ ‫أي ل��م ي��رض أن يلتح��ق كضاب��ط بالجي��ش‬ ‫العراق��ي‪ ،‬ومنحت��ه الكلي��ة بع��ض المال من‬ ‫مدخراتها الخيرية وس��افر الى س��وريا س��نة‬ ‫‪ 1957‬بعد ما أتم التدريب فى صنف المخابرة‬ ‫(اإلش��ارة) واكتس��ب خبرة تمكنه من العمل‪.‬‬ ‫وكانت س��وريا برئاس��ة ش��كري القوتلي فى‬ ‫أوائل ‪ 1958‬على وش��ك اإلنفتاح على مصر‬ ‫حيث تبنت قضايا عربية كثيرة‪.‬‬ ‫وعلمت س��وريا بأن أحمد الزبير السنوس��ي‬ ‫هو أمير من العائلة السنوس��ية وحفيد المجاهد‬ ‫أحم��د الش��ريف السنوس��ي‪ ،‬وأن��ه مطارد ال‬ ‫يج��د عم�لاً فأوجدت قي��ادة الجيش ل��ه عمالً‬ ‫بصف��ة مدنية كفن��ى أجهزة الس��لكية‪ ،‬وألحق‬ ‫بالخدمة فى فرع بالجيش قرب ضاحيه المزة‪.‬‬ ‫ووج��د أحمد الزبير حجرة على س��طح إحدى‬ ‫المساكن فس��كن فيها واستمر يعيش حياته فى‬ ‫تلك الحجرة وف��ي عمله كفني مخابرة بمرتب‬ ‫قدره ‪ 150‬ليرة في الش��هر‪ ،‬وكان يعيش على‬ ‫الكف��اف‪ .‬وأثن��اء عودة طلب��ة الكلي��ة الليبيين‬ ‫م��ن اإلجازة كان البعض يس��افر عب��ر لبنان‬ ‫وس��وريا بالباخرة متوجهين إلى بغداد‪ ،‬وكان‬

‫بع��ض الضباط والطلبة الموس��رين يزورونه‬ ‫ويتركون له بعض المال دون أن يش��عر بهم‪،‬‬ ‫كمساعدة له‪.‬‬ ‫اس��تمر أحم��د الزبير في معيش��ته حتى قامت‬ ‫ث��ورة العراق في ‪ 14‬يولي��و (تموز) ‪.1958‬‬ ‫وكان آم��ر س��ريته عبداللطي��ف الدراجي قد‬ ‫ص��ار وزيراً للداخلية في حكومة عبدالس�لام‬ ‫عارف بعد مقتل عبدالكريم قاسم في ‪ 9‬فبراير‬ ‫‪ ،1963‬فاس��تدعاه بعد ما أرس��ل أحمد الزبير‬ ‫رس��الة له يخب��ره بأنه يري��د الع��ودة للعراق‬ ‫واإلنضم��ام للجي��ش‪ .‬وهكذا رج��ع إلى بغداد‬ ‫ومن��ح رتبة نقي��ب كزمالئه في ذل��ك الوقت‪،‬‬ ‫ومنحوه شقة للسكن واحتضنوه وشعر باآلمان‬ ‫وص��ار يعمل ف��ي مجاله في س�لاح المخابرة‬ ‫حتى وصل إلى رتبة رائد‪.‬‬ ‫رجع أحمد الزبير إلى ليبيا سنة ‪ 1968‬وترك‬ ‫م��ا كان في��ه‪ ،‬وكان ف��ي بغ��داد مح��ل اهتمام‬ ‫وعناي��ة‪ ،‬ولكن هكذا هى المقادير‪ ،‬وهكذا كان‬ ‫حظه الس��يئ‪ .‬ففى يوم الجمعة ‪ 28‬أغس��طس‬ ‫‪ 1970‬أعتق��ل أحمد الزبي��ر واتهم هو وأخوه‬ ‫راش��د بالمشاركة في محاولة انقالبية‪ ،‬عرفت‬

‫بمحاولة "األبيار" وكان من بين المتهمين في‬ ‫المحاول��ة ثالث��ة ضباط من خريج��ي العراق‬ ‫بل اثنان كانا م��ن نفس دفعة أحمد الزبير هما‬ ‫عبدالق��ادر خليفه وعبدالحمي��د الماجرى الذى‬ ‫مات نتيجة التعذي��ب والثالث كان محمد على‬ ‫أحم��د الضراط‪ .‬في ‪ 17‬ماي��و ‪ 1972‬حكمت‬ ‫محكمة عس��كرية خاصة برئاس��ة المقدم على‬ ‫الفيتورى بإعدام أحمد الزبير وبالسجن المؤبد‬ ‫وأحكام أخرى بحق بقية المتهمين‪.‬‬ ‫أطل��ق س��راح راش��د الزبي��ر ف��ي ‪ 2‬مارس‬ ‫‪ 1988‬أما ش��قيقه أحمد فل��م يفرج عنه إال في‬ ‫‪ 28‬أغس��طس ‪ ،2001‬أي أنه بقي في السجن‬ ‫واحداً وثالثين عاما ً صابراً محتس��باً‪ .‬وأصبح‬ ‫بذلك أقدم س��جين فى العالم ـ حس��ب تقديرات‬ ‫منظم��ة العف��و الدولية (أمنس��تي) ـ وهى مدة‬ ‫أطول من تلك التى قضاها نلس��ون مانديال في‬ ‫س��جون التمييز العنصري في جنوب أفريقيا‪.‬‬ ‫وهكذا كان أحمد الزبير السنوس��ي‪ ،‬ذلك الفتى‬ ‫ال��ورع الطيب الكريم‪ ،‬ضحية لضغينة الحكام‬ ‫ف��ي العه��د الملك��ي‪ ...‬وضحية للعس��اكر في‬ ‫جماهيرية القذافي الهمجية‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬

‫كلينتون تستقبل توكل كرمان وجتدد دعمها لعملية االنتقال الدميقراطي يف اليمن‬ ‫أكدت وزيرة الخارجية األميركية هيالري‬ ‫كلينت��ون إث��ر اس��تقبال اليمني��ة الحائ��زة‬ ‫عل��ى جائ��زة نوبل للس�لام ت��وكل كرمان‬ ‫دع��م الوالي��ات المتح��دة لعملي��ة االنتقال‬ ‫الديمقراطي في اليمن‪.‬‬ ‫وأعربت كلينتون خالل مؤتمر صحافي تال‬ ‫اجتماعها بكرمان مع زوجها ووفد مرافق‬ ‫لها‪ ،‬ع��ن ترحيبه��ا ف��ي وزارة الخارجية‬ ‫بامرأة تم االعت��راف بإنجازاتها من خالل‬ ‫منحها جائزة نوبل للسالم هذه السنة تكريما ً‬ ‫له��ا عل��ى التزامه��ا بالديمقراطية وحقوق‬ ‫اإلنسان وبمستقبل أفضل للشعب اليمني‪.‬‬ ‫وقالت ان «الوالي��ات المتحدة تدعم عملية‬ ‫االنتق��ال الديمقراطي في اليم��ن كما تدعم‬ ‫حقوق الش��عب اليمني رجاالً ونس��اء‪ ،‬في‬ ‫اختيار قادتهم ومستقبلهم»‪.‬‬ ‫وش��ددت على ان أمي��ركا «تريد أن تكون‬ ‫ش��ريكا ً جي��داً للش��عب اليمني فيم��ا يحقق‬ ‫تطلعات��ه بث��ورة ش��باب يمن��ي‪ ،‬وم��ن ثم‬ ‫االس��تمرار بدعم قيام يمن جديد فيه فرص‬ ‫سياسية واقتصادية لكل مواطنيه»‪.‬‬ ‫م��ن جهته��ا ش��كرت كرم��ان كلينت��ون‬ ‫والش��عب األميرك��ي واإلدارة األميركية‪،‬‬ ‫وقال��ت «نحن في ثورة الش��باب في اليمن‬

‫أتينا إلى أميركا إليص��ال أصواتنا والقول‬ ‫اننا المس��تقبل‪ ،‬ونظام عل��ي صالح انتهى‪،‬‬ ‫ونح��ن نتعهد بالعمل معا ً من أجل قيام يمن‬ ‫ديمقراطية»‪.‬‬ ‫وتعه��دت كرم��ان أيض��ا ً بالعم��ل معا ً في‬ ‫المستقبل‪ ،‬وبأن الش��عب اليمني قادر على‬ ‫تحويل اليمن إلى مكان اس��تراتيجي لألمن‬ ‫في العالم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقال��ت «تمام��ا كم��ا فاجأناك��م بثورتن��ا‬ ‫سنفاجئكم بدولة سنبنيها‪ ،‬وسوف نعمل معا ً‬ ‫كثيراً وأعتقد ان بإمكاننا بناء عالم معاً»‪.‬‬ ‫وس��ئلت كرم��ان ع��ن قي��ام مجموعة من‬ ‫اليمني��ات بإح��راق حجاباته��ن مؤخ��راً‪،‬‬ ‫فأجاب��ت ان ه��ذا كان تعبي��راً ع��ن رفض‬ ‫الظلم الذي فرضه نظام صالح عليهن‪.‬‬ ‫وختم��ت بالق��ول ان «هذه مرحل��ة جديدة‬ ‫للنس��اء اليمني��ات ألنهن ل��ن يختبئن خلف‬ ‫حجاباته��ن أو خلف الج��دران أو خلف أي‬ ‫شيء آخر»‪.‬‬ ‫وتقاس��مت الناش��طة اليمنية تو ّكل كرمان‪،‬‬ ‫جائزة نوبل للس�لام مع الرئيس��ة الليبيرية‬ ‫إيلين جونس��ون س��يرليف‪ ،‬وداعية السالم‬ ‫الليبيري��ة ليم��ا غب��وي‪ ،‬وه��ي أول امرأة‬ ‫عربية تفوز بجائزة نوبل للسالم‪.‬‬

‫املنظمة الليبية الشبابية حلقوق االنسان‬ ‫الندوة الوطنية “ املصاحلة الوطنية وبناء ليبيا اجلديدة “ حتت شعار (من‬ ‫أجل اللحمة الوطنية ) مدينة البيضاء ‪2011 - 12 - 12 ..‬‬ ‫• دعوة مشاركة بورقة‬ ‫نهديك��م أطيب وأجمل تحياتنا وخالص أمنياتنا‬ ‫ب��دوام التوفي��ق لش��خصكم الكري��م ‪ ،‬يس��رنا‬ ‫أحاطتكم بعزم المنظمة الليبية الشبابية لحقوق‬ ‫اإلنس��ان علي عقد الندوة الوطنية " المصالحة‬ ‫الوطنية وبناء ليبيا الجديدة " تحت شعار (من‬

‫أجل اللحمة الوطنية )‬ ‫محاور الندوة ‪،،،‬‬ ‫المح���ور األول ‪ :‬المصالح��ة الوطنية المفهوم‬ ‫واألهداف و الشروط ‪.‬‬ ‫المحور الثاني ‪ :‬المبادئ األخالقية والقانونية‬ ‫للمصالحة الوطنية‬ ‫المحور الثالث ‪ :‬دور مشايخ القبائل واألعيان‬

‫والشخصيات الوطنية في المصالحة الوطنية ‪.‬‬ ‫المح���ور الراب���ع ‪ :‬دور مؤسس��ات المجتمع‬ ‫المدني في دعم المصالحة الوطنية ‪.‬‬ ‫المحور الخامس ‪ :‬دور مؤسس��ات اإلعالمية‬ ‫في نشر ثقافة المصالحة الوطنية ‪.‬‬ ‫المحور السادس ‪ :‬دور مؤسس��ات القضائية‬ ‫في إرساء المصالحة الوطنية ‪.‬‬ ‫المحور السابع ‪ :‬دور مؤسس��ات الثقافية في‬ ‫نشر و التوعية بالمصالحة الوطنية ‪.‬‬ ‫المح���ور الثامن‪ :‬دور المؤسس��ات الش��بابية‬ ‫والرياضية في المصالحة الوطنية ‪.‬‬ ‫المحور التاسع ‪ :‬تجارب عربية ودولية ناجحة‬ ‫في مجال المصالحة الوطنية ‪.‬‬ ‫المح��ور العاش��ر ‪ :‬دور العلم��اء والفقه��اء و‬ ‫األئمة والدعاة في انجاح المصالحة الوطنية ‪.‬‬ ‫يس��رنا حضوركم الكري��م ومش��اركتكم بهذه‬ ‫الندوة ‪ ...‬آملين ذلك‬ ‫دمتم ذخراً لن��ا ولليبيا الجديدة بالخير والعطاء‬ ‫‪ ...‬وتقبلوا منا وافر االحترام والتقدير ‪.‬‬ ‫•للمراسلة وارسال المشاركة‬ ‫هات���ف المنظم���ة ‪002189923680251‬‬ ‫البري���د االلكترون��� ي �‪organization‬‬ ‫‪rights@yahoo.com‬‬

‫مؤسسات اجملتمع املدنى تطلق محلة‬ ‫(( من يضع قانون االنتخاب ))‬ ‫مؤسس��ات المجتمع المدني المعنية بالشأن السياسي‪ .‬وبعد إعالن التحرير تدعو إلى حملة‬ ‫وطنية لتس��مية اللجنة التى س��تضع قانون االنتخاب الذي س��يمثل عالمة فارقة فى تاريخ‬ ‫ليبي��ا بأعتباره س��يتناول التوزيع األدارى للبالد وتحديد نس��ب الممثلين للمناطق المختلفة‬ ‫ونس��ب تمثيل الش��باب والمرأة ‪ .‬وألن بالدنا تزخر بكفاءات المعة ف��ى القانون ‪،‬األدارة‬ ‫‪،‬االقتصاد ‪،‬العلوم السياس��ية ‪ ،‬األجتماع والتاريخ ‪ .‬ه��ذه الكفاءات من كافة مناطق البالد‬ ‫و يطمئن الش��ارع الليب��ى إلى وطنيتها وعلمه��ا ‪.‬فعلى س��بيل المثال((د‪.‬الكونى عبوده ‪،‬‬ ‫دعبدالق��ادر ق��دورة ‪ ،‬د ‪ .‬زاه��ى المغيربى ‪ ،‬د‪.‬جمعة عتيقه ‪ ،‬د‪.‬محمد المفتى ‪ ،‬األس��تاذ‬ ‫رمضان جربوع ‪،‬األس��تاذ عبد الس�لام بوش��قمه)) وغيرهم ‪.‬ولذلك فأننا ندعو كافة هذه‬ ‫المؤسس��ات إلى إثراء هذه الحملة وتزويدنا بأس��ماء كل من يأنس��ون كفاءاتهم ‪ .‬وسندعو‬ ‫المجلس الوطنى إلى تشكيل اللجنة المختصة بأعداد هذا القانون من بين األسماء المقترحة‬ ‫بعد إعتمادها وتكليفها ‪.‬ويكون من ضمن مهامها األستفادة من خبرات دول ثورات الربيع‬ ‫العرب��ى المجاورة والمنظمات األجنبية ذات الخبرة والعالقة ‪ .‬وعلى المؤسس��ات المعنية‬ ‫الراغبة في المشاركة االتصال على الهواتف المذكورة ادناه ‪.‬‬ ‫جمعية الوفاق الوطنى ـ هيأة الدعم والمشورة ـ هيأة دعم مشاركة المرأة فى صنع القرار‬ ‫ـ التيار الوطني الديمقراطي‬ ‫‪0927103375 – 0926783138‬‬


‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬ ‫ملف العدد ‪ :‬المرأة الليبية رئيسة جمهورية ‪ -‬مكتب طرابلس‬

‫‪05‬‬

‫املرأة الليبية رئيسة مجهورية‬

‫عبدهللا جويلي‬

‫ميادين – مكتب طرابلس‬

‫كي��ف ينظ��ر الليبي��ون لمش��اركة الم��رأة‬ ‫الليبية في الش��أن السياس��ي هل يرون فيها‬ ‫الش��خصية القادرة على تولي رئاسة البالد‬ ‫أو رئيس��ة لتنظي��م حزب��ي ‪،‬أو وزيرة ألي‬ ‫مجال‪ :‬زراعة‪ ،‬تعليم ‪ ،‬عدل ‪ ،‬ثقافة ‪...‬‬ ‫فتحية الحجاجي (مصممة ديكور)‬ ‫أن��ا س��أعطي صوت��ي للم��رأة صاحب��ة‬ ‫المشروع والبرنامج السياسي لشعبنا الليبي‬ ‫ال ف��رق عندي بين مرأة أو رجل‪ ،‬س��أخلع‬ ‫لهما القبعة‪ ،‬وممكن نرش��ح نفسي رئيسة ‪،‬‬ ‫وأرشحك لو قدمت نفس��ك للرئاسة ‪ ،‬ولكن‬ ‫ه��ل تتوقعي��ن أن الرج��ل الليبي س��يعطي‬ ‫صوت��ه للم��رأة الليبية التي ترش��ح نفس��ها‬ ‫للرئاس��ة سيس��مح الرجل الليبي للمرأة أن‬ ‫تقوده ال أعتقد !‬ ‫مال���ك عي���اد المصرات���ي ‪:‬بكالوري���وس‬ ‫محاسبة منسق ائتالف شباب العاصمة ‪.‬‬ ‫بالنسبة لي أنا المرأة ليست نصف المجتمع‬ ‫فقط‪ ،‬هي ثالثة أرباعه إن صح التقدير‪ ،‬ولو‬ ‫رجعنا للتعداد الس��كاني في هذه الفترة نجد‬ ‫أن الم��رأة تمثل عددا في ليبيا أكثر من عدد‬ ‫الش��باب‪ ،‬ودور المرأة في تطوير الش��باب‬ ‫وه��ي االم التي حملت ث��م ولدت وهي التي‬ ‫ربت ‪ ،‬هي الزوجة التي تهتم بزوجها وهي‬ ‫االم التي دفعت بأبنائها في يومنا هذا ‪...‬لذلك‬ ‫م��ن الس��يء أن نقصيه��ا م��ن أي منصب‬ ‫رئاسي او أي منصب قيادي ‪،‬ونرجع للدين‬ ‫ونتذكر قص��ة نبينا مويى الذي لقى الفتاتين‬ ‫وهو هارب م��ن الطاغوت فرعون أرادت‬ ‫الفتاتان أن تس��قيان او ترغبان في الس��قاية‬ ‫بالغن��م فلم تس��تطيعا ووقفتا على اس��تحياء‬ ‫فق��ام النبي بذلك وس��اعدهما كان لهما رأي‬ ‫وتمكنتا من مساعدة والدهما وأنفسهما‪ ،‬كان‬ ‫نبينا محم��د منصت جيد للس��يدتين خديجة‬ ‫وعائش��ة زوجتي��ه ‪ ،‬عندنا مرجعي��ة دينية‬ ‫لقب��ول مرأة قيادية رئيس��ة حاكمة بالنس��بة‬ ‫لي ال أرى مان��ع ‪ ،‬بإمكانها أن تخوض في‬ ‫السياسة وأن تكون رئيسة ومرشحة حزبية‬ ‫‪.‬‬ ‫أسماء س���ريبة (طالبة دراس���ات عليا –‬ ‫الزاوية)‬ ‫م��ن وجه��ة نظري نح��ن نطمح ال��ى دولة‬ ‫مؤسسات دولة مدنية‪ ،‬قانونية ‪،‬ومؤسسات‬

‫رياض صالح‬

‫حكومية وترس��يخ مفه��وم المواطنة ‪،‬الذي‬ ‫يش��مل الم��رأة والرجل‪،‬لك��ن لدين��ا عقلية‬ ‫ذكورية انا مع فكرة ان المرأة تترش��ح ألي‬ ‫منصب وزاري وال تقتصر على الش��ؤون‬ ‫االجتماعية ‪ ،‬وهي قادرة ال ينقصها ش��يء‬ ‫وهناك نساء موجودات على الساحة نرجو‬ ‫أن تتاح لهم فرصة ‪،‬كما تتاح لرجال كثيرين‬ ‫‪،‬وليتم اختيار المرش��حيين ام��رأة أو رجل‬ ‫حسب الكفاءة ‪،‬يعني الكفاءة تعطيك ترشيح‬ ‫للخارجي��ة ال بأس ‪،‬ونفت��ح المجال للطبيبة‬ ‫والمهندس��ة لولوج المجال السياسي توسيع‬ ‫مفه��وم المواطنة تقس��م الحقوق والواجبات‬ ‫على حد سواء حس��ب الكفاءة وليس حسب‬ ‫الجن��س ‪.‬في الهن��د أصغر وزي��رة عمرها‬ ‫‪29‬س��نة ‪،‬هل ليبيا ليست لها كفاءة في هكذا‬ ‫عمر اعتقد فيه ‪،‬وعندي أمل ‪.‬‬ ‫عبدهللا محمود المنصوري من المطبوعات‬ ‫سابقا‬ ‫أن��ا أم��ي المرأة! م��ن حقه��ا أن تخرج أن‬ ‫تؤسس حزب سأش��جع أختي لو فكرت في‬ ‫ذلك وأحترمها جدا ‪،‬والدول المجاورة مثل‬ ‫مص��ر أو تونس قف��زت النس��اء فيها قفزة‬ ‫سياس��ية نوعي��ة فم��ا المش��كلة أن يحصل‬

‫حسن القالي‬

‫ذل��ك عندنا ‪،‬لدينا نس��اء ف��ي كل المجاالت‬ ‫بإمكانه��ن التق��دم ال��ى المي��دان والترش��ح‬ ‫والمش��اركة السياس��ية ‪،‬ويج��ب أن تعطى‬ ‫ضعف ما يعطى للرجل وعندي بنت طبيبة‬ ‫وبن��ت في العل��وم االجتماعي��ة ولو قررن‬ ‫الخوض في الش��أن السياسي لهن ذلك ولن‬ ‫أمانع‪،‬فليس��ت كلنتون أو تاتش��ر أفضل من‬ ‫بناتنا !أنا شخصيا أدفع بأبنتي ‪.‬‬ ‫وفاء عبدهللا (تخصص إدارة)‬ ‫أمر عادي أن تتول��ى بالذات وزيرة صحة‬ ‫أو تعلي��م أمي��ل لهك��ذا رأي أكثر م��ن أنها‬ ‫مرش��حة كرئيس��ة للبالد ‪.‬ال اميل للرئاس��ة‬ ‫مس��ألة صعب��ة علينا تقبله��ا‪ ..‬خالص هذا‬ ‫رأي‪.‬‬ ‫حسن القالي ( مهندس كومبيوتر)‬ ‫انا ليست لي تحفظات‪ ،‬انا شخصيا ليس لي‬ ‫مشكلة هي نصف المجتمع ‪،‬والمرأة مكون‬ ‫من مكون��ات المجتمع ماعندهاش مش��كلة‬ ‫ربما هي عندها في الالوعي متاعها تحاول‬ ‫تثبت ذاتها بش��كل عكس��ي ‪،‬كانت مقهورة‬ ‫وبال دور منذ مئات الس��نين كانت مهمش��ة‬ ‫‪،‬ربم��ا ه��ذا التراك��م المرأة يجعلها تتش��دد‬ ‫عندما تمسك أي منصب وهذا ما أخاف منه‬

‫د‪.‬نجوى الفيتوري‬

‫كمرأة تقود أي شيء ‪.‬‬ ‫د‪.‬نجوى الفيتوري( طبيبة )‪:‬‬ ‫أوال رئاس��ة الدولة ش��يء تنظيم��ي نحتاج‬ ‫لقدرة تنظيميية واالعداد بس��يطة جدا لهكذا‬ ‫فه��م ‪ ،‬المرأة مازال��ت محتاجة ‪ ،‬بالطبع أنا‬ ‫ضد تهميش المرأة ‪،‬وأنا أعتبر المكان الذي‬ ‫أعمل به مكان مصغ��ر للدولة عندما انظر‬ ‫للمتحصلي��ن على ش��هادات علي��ا صحيح‪،‬‬ ‫لك��ن الق��درات القيادية غير متوف��رة ‪ ،‬فيه‬ ‫قص��ور ‪ ،‬وأعني أيض��ا الرجل ‪ ،‬لو أردت‬ ‫مش��روعك ينجح نحتاج في ه��ذه المرحلة‬ ‫لق��درات تنظيمي��ة ‪...‬أن ننتظم ‪ ،‬فيه نس��اء‬ ‫ولكن يحتجن الى تدريب ال اشعران هناك‬ ‫شخصية قيادية سياسية قادرة على الخوض‬ ‫في هذا الموضوع القيادة ‪،‬فيما أراه حولي ‪،‬‬ ‫المفروض يبدأن بالعمل الحزبي ثم يتدرجن‬ ‫الى الرئاس��ة ‪ ،‬المجتمع يفضل الرجال أوال‬ ‫‪،‬وفي مرحلة مقبلة تتقدم النس��اء ‪ ،‬مازالت‬ ‫الم��رأة محتاجة لبذل الجه��د لتقنع االخرين‬ ‫بأحقيتها‪،‬بعد أن يتم اعدادها بشكل جيد‪.‬‬ ‫رياض صالح موظف استعالمات‬ ‫بصراحة صعبة ش��وية ‪ ،‬شنو بتولي المرا‬ ‫زي هي�لاري كلينت��ون ال طبع��ا رئيس��ة‬ ‫ال أن��ا غير موافق‪،‬مديرة مدرس��ة رئيس��ة‬ ‫ممرضات ال‬ ‫عبدهللا جويلي( مصحح لغوي)‬ ‫لما ال فالتدخل انتخابات وترش��ح نفسها‪،‬انا‬ ‫أرى الم��رأة تدخ��ل ف��ي كل المجاالت هي‬ ‫نصف المجتمع ‪ ،‬فلتصبح رئيس��ة ما المانع‬ ‫حتى ف��ي الوطن العربي هن��اك محاوالت‬ ‫للنس��اء للوص��ول ف��ي االنتخاب��ات واالن‬ ‫ح��ق للمرأة ف��ي ليبي��ا أن تطمح للرئاس��ة‬ ‫‪،‬أنا أرش��حها للرئاس��ة أكثر منها قاضية قد‬ ‫تجرها العاطفة ‪,‬‬ ‫أم���ال عبدالرحمن ال���زروق (معلمة لغة‬ ‫عربية)‬ ‫ال طبع��ا صعبة الرئاس��ة جدا ‪،‬ل��ن أتخيلها‬ ‫حتى ‪ ،‬الرئاس��ة تحتاج ش��خصية كاريزما‬ ‫وثقافة ان ش��اء هللا نلقوه��ا في الرجل الذي‬ ‫س��يحكمنا ما بال��ك بالم��رأة ‪ ،‬خلونا خطوة‬ ‫خط��وة جمعي��ات أح��زاب وزي��رة بعدين‬ ‫بعد س��نوات نتعلموا من المش��هد السياسي‬ ‫وتصبح االمور أكثر قبوال ‪.‬‬ ‫ ‬


‫‪06‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬ ‫ملف العدد ‪ :‬المرأة الليبية رئيسة جمهورية‬

‫شيء من حكاية فاطمة التايب السجينة الليبية األولي‬ ‫في القاهرة ‪ 9-10-2011‬حيث جمعت مؤسس���ة (كرامة ) للسيدة هيباق عصمان رفقة‬ ‫الزهراء لنقي الليبية الناش���طة في مجال حقوق المرأة نُخبة من س���يدات الداخل الليبي‬ ‫في (منتدى المرأة الليبية من أجل الس�ل�ام ) تشرفت بمقابلتها ومشاركتها إفطارها أيضا‬ ‫صباح اليوم الختامي للقاء ‪،‬السيدة المناضلة فاطمة التايب تدهشك بهدؤها عند الكالم كما‬ ‫هدوئها عند األكل ( على غير عادة النساء!) لكنها لم تكن كذلك في تجربتها النضالية ‪....‬‬ ‫كي���ف كانت ‘طفولتك ‪...‬عائلتك وس���نوات‬ ‫دراستك األولى‪..‬؟‬ ‫ول��دت في بنغ��ازي كانت س��نوات جميلة ‪،‬‬ ‫س��نوات الطفولة والدراس��ة رغ��م أني كنت‬ ‫أحيانا أتفوق بتقدير جيد ‪،‬وأحيانا مقبول‪ ،‬في‬ ‫الس��نة الرابعة كنت من االوائل ‪،‬في الخامس‬ ‫معقول��ة (تضح��ك) ث��م جي��دة في الس��ادس‬ ‫واالول اعدادي‪ ،‬وثاني كذلك جيدة ‪ ،‬درست‬ ‫في مدرس��ة االمي��رة االبتدائ��ي واالعدادي‬ ‫‪ ،‬وحمي��دة العني��زي كانت مديرة المدرس��ة‬ ‫وكانت مدرس��اتي وريده ش��مبش ‪،‬وخديجة‬ ‫المانع وهي غدامس��ية ‪،‬فاطمة نس��يت لقبها‬ ‫اذكر انها تس��كن في ش��ارع بال��ة الموازي‬ ‫لس��وق الجريد من الخلف ‪ ،‬ف��ي بيتنا كأخوة‬ ‫نح��ن تس��ع بنات وولدي��ن ف��ي البداية كنت‬ ‫االولى أن��ا الكبيرة البكرية وبعدي ولد وبنت‬ ‫لكني ال أتذكرهما توفيا ‪،‬وبعد اربع س��نوات‬ ‫ج��اءت اخت��ي مواليد ‪، 1958‬خريجة قس��م‬ ‫الكيمياء ‪،‬والدي كان تاجر في س��وق الجريد‬ ‫يبي��ع م��واد غذائية ث��م خ��رداوات ‪،‬وبعض‬ ‫المالبس واالحتياجات ‪ ،‬وهذا س��بب س��كننا‬ ‫في ش��ارع ابوغوله‪،‬كنت اس��اعد والدي في‬ ‫ال��دكان ‪،‬ودائما احكي البنائي عن ذلك ‪،‬كان‬ ‫االم��ان في الش��ارع الى حد النقف��ل الدكان‬ ‫ب��ل نضع عصا في وس��ط الب��اب ‪ ،‬كنت في‬ ‫ثان��ي ابتدائي اقف في ال��دكان ‪ ،‬وابي يخرج‬ ‫الحضار البضاعة وهو مطمئن ولم يفكر ابدا‬ ‫بالخوف علي ‪،‬اما والدتي واس��مها أم الخير‬ ‫التايب وهي ابنت عم والدي ‪،‬امي شخصيتها‬ ‫مميزة ‪،‬وال تح��ب اضاعة الوقت اول حاجة‬ ‫ترك��ز عليها الوقت ‪،‬اذكر ابي ادخل الراديو‬ ‫اول م��رة الى بيتنا ‪،‬قبل أش��ياء قد تكون أهم‬ ‫من��ه ‪،‬كن��ا نفت��ح باس��تمرار محط��ة مصر‪،‬‬ ‫أمي اختارت المحطة ودائما تعمل وتس��تمع‬ ‫للمحطة ‪ ،‬وأمي تس��تفيد من خب��رة جاراتها‬ ‫وتقبل تعلم أي شيء جديد ‪،‬هناك أشياء كانت‬ ‫أم��ي تصنعها أو تعدها في البيت ونبيعها في‬ ‫الدكان ‪ ،‬من صنع يديها البلوفر من الصوف‬ ‫الذي تغس��له وتنظف��ه جيدا ‪ ،‬تطح��ن الفلفل‬ ‫االحم��ر بع��د أن تح��رص عل��ى نظافته كل‬ ‫التوابل أمي تعدها ونبيعها في الدكان‪،‬يحضر‬ ‫أب��ي الخرز وأم��ي تلظمه خناق��ات (عقود)‬ ‫وف��ي وس��طه م��ا نس��ميه الزيتون��ه ش��كلها‬ ‫سداس��ي مخروط��ي ‪ ،‬كانت أمي س��ند غير‬

‫ع��ادي لوال��دي ‪،‬كان��ت محطة مص��ر منبع‬ ‫ثقافة والدت��ي ‪ ،‬ووالدتي منب��ع ثقافتنا ‪ ،‬كان‬ ‫من جيراننا عائلة دبيبيغ وهي سيدة فاضلة‪،‬‬ ‫جارتن��ا الحميمة ألمي الت��ي وقتها للعمل فلم‬ ‫تك��ن تح��ب الخروج كثي��را ‪ ،‬س��أذكر أنني‬ ‫كمل��ت االبتدائي في المدرس��ة التي بش��ارع‬ ‫بوغولة ث��م انتقلنا من س��كننا الى الصابري‬ ‫‪ ،‬واس��تمريت ف��ي نف��س المدرس��ة رغم أن‬ ‫والدي بنى بيتن��ا الجديد في الصابري قريب‬ ‫من مستشفى الجمهورية كان زمان فيه قوس‬ ‫نس��ميه فم الس��ور عند نهايته تنتهي بنغازي‬ ‫كأن الصابري ليس في بنغازي تم هدمه فيما‬ ‫بعد كانوا جيراننا عيلة الش��امي المس��تيري‬ ‫‪ ،‬وعائلة بو ش��ويقير ‪ ،‬كانت طفولة س��محة‬ ‫أفع��ل كل ما يحلو لي ما أحلم به في طفولتي‬ ‫‪ ،‬كان أب��ي يعاملن��ي كالصبي أن��ا االولى ثم‬ ‫جاء صبي بعدي وتوف��ي وكنا قد فقدنا أثنين‬ ‫م��ن إخوتي فأحسس��ت أن هللا عوضني ألبي‬ ‫‪،‬أكسبني ذلك النوع من المعاملة من قبل أبي‬ ‫أني تحملت المس��ؤلية وآخذ قراراتي لوحدي‬ ‫‪،‬لم يتركني والداي ألعتمد عليهما ‪ ،‬يمنحاني‬ ‫رأيهم��ا بالطبع ويتركان لي مس��احة القرار‬ ‫واالختيار ‪ ،‬والحمدهلل‪،‬‬ ‫كرهنا القوة المتحرك���ة ووجدانيا كنا نميل‬ ‫للجيش‬ ‫في الصابري درست االعدادية وأولى ثانوي‬ ‫مدرس��ة بنغازي الثانوية االن إقيم في مكانها‬ ‫عم��ارة الدع��وة االس�لامية ‪،‬مدرس��اتي في‬ ‫الثان��وي لمواد مختلف��ة أغلبهن عربيات وال‬ ‫مدرس��ة ليبية ‪،‬بل من مصر من االردن من‬ ‫فلسطين‪ ،‬تخصصي كان علمي ‪ ،‬والدي كان‬ ‫يريدني طبيبة ‪،‬وفكر في إرس��الي الى مصر‬ ‫‪،‬ف��ي االولى ثانوي أعدت الس��نة الدراس��ية‬ ‫بسبب االهمال مني طبعا كانت نهاية الملكية‬ ‫آخر عيد ميالد للملك واختاروا منا مجموعة‬ ‫نعمل اس��تعراض رياض��ي بالمناس��بة تلك‬ ‫‪1968‬انشغلت بالنش��اط الرياضي في صالة‬ ‫الرياض��ة ‪ ،‬كنا نلعب الوث��ب العالي نتدرب‬ ‫لمهرج��ان رياض��ي اس��تعراضي أول مرة‬ ‫وأخر مرة احتفل فيها الملك بعيد ميالده ‪،‬على‬ ‫ما أذكر ‪ ،‬وكان الحفل في ملعب ‪ 24‬ديسمبر‬ ‫كان االس��تاذ المرحوم س��ليمان الضراط من‬ ‫المش��رفين علينا واالستاذ السنوسي العنيزي‬ ‫مجموعة مهتمة بالرياض��ة وأقيم المهرجان‬

‫الضخ��م ‪ ،‬نتيج��ة امتحانات��ي لم تك��ن جيدة‬ ‫فأعدت الس��نة ‪،‬وهي الس��نة الت��ي عمل فيها‬ ‫القذافي انقالبه ‪ ،‬ف��ي البداية ال أخفيك فرحنا‬ ‫بالثورة بهرونا كانوا هم في سن شباب وكان‬ ‫لدينا ارتباط بالجيش من أحداث ‪1964‬عندما‬ ‫ت��م ض��رب الطلب��ة ‪ ،‬كن��ت ف��ي الخامس��ة‬ ‫االبتدائي ‪،‬ظلت الصورة أن الجيش وقف مع‬ ‫الطلب��ة ‪ ،‬أما القوى المتحركة البوليس��ية هم‬ ‫من قام بضرب الطلبة ‪ ،‬كلما شاهدنا أحد من‬ ‫الجيش في الشارع نفرح ونهلل ‪ ،‬في أحداث‬ ‫‪ 64‬أتذك��ر ما جرى في بيتنا كانت أمي تبكي‬ ‫ألن عمي وخالي في ذات المدرس��ة الثانوية‬ ‫وتم تناقل خب��ر الضرب وإطالق الرصاص‬ ‫‪ ،‬عم��ي في الجامع��ة ‪،‬هو رمض��ان التايب‬ ‫وخال��ي عبدالقادر التاي��ب وعمي أيضا فرج‬ ‫التايب ‪،‬عمي فرج وعمي عبدالقادر كانا من‬ ‫شهداء يناير وعمي رمضان التايب يعمل في‬ ‫الصحة ومنتس��ب للجامعة‪ ،‬وصل أس��ماعنا‬ ‫أن هن��اك ث�لاث ش��هداء ‪ :‬النق��از والبيج��و‬ ‫‪..‬نسيت االسم الثالث االن المهم أننا نتاج هذه‬ ‫األح��داث كرهن��ا القوة المتحرك��ة ووجدانيا‬ ‫كنا نميل للجيش هذا س��بب من أس��باب قبول‬ ‫االنقالب ‪ 1996‬في أول أيامه ‪.‬‬ ‫‪..‬أذك��ر ف��ي س��نة سادس��ة أول م��ا افتتحوا‬ ‫(بنغ��ازي ب�لاس) لنحتف��ل في عي��د الطفل‬ ‫يحض��رون لنا الحل��وى بالكمي��ات الكبيرة‪،‬‬ ‫كذلك التمر وبالنسبة للفطور كانت مساعدات‬ ‫دائما ت��وزع علينا م��ن منظمة اليونس��كو ‪:‬‬ ‫الحلي��ب ‪،‬التن ‪،‬الحل��وى الش��امية‪ ،‬ولم تكن‬ ‫هناك طبقية كانوا يقروا معانا بنات السنوسية‬ ‫وبن��ات مازق رئيس ال��وزراء فردوس على‬ ‫م��ا أذكر في عمرن��ا وفتحية كان��ت مديرتنا‬ ‫‪،‬ال نش��عر بأي فارق أو تعام��ل يخصهم كنا‬ ‫متجانس��ين‪.،‬في الثورة متاع انقالب القذافي‬ ‫وكنت باألولى ثانوي تجينا س��يارة بن عامر‬ ‫‪،‬وين��ادوا هيا أركبوا مظاه��رات تأييد ‪ ،‬مرة‬ ‫إدعى أنه سيس��تقيل‪ ،‬وطلع علينا يبي يستقيل‬ ‫‪ ،‬خرجن��ا نهت��ف ونس��تجديه أن ال يس��تقيل‬ ‫وه��ي كانت قص��ة الحواس وموس��ى أحمد‬ ‫وزي��ر الداخلية ب��س القصة لفقه��ا ‪،‬القذافي‬ ‫كان عامل االتحاد االش��تراكي فيه تشكيالت‬ ‫نس��ائية بن��ات ب��ن عامر ك��ن يق��دن العملية‬ ‫وبن��ات القنين ‪،‬وكن طالب��ات معانا فيما بعد‬ ‫طلعنا اس��تقبلن جمال عبدالناصر ‪.‬وأنا أيضا‬

‫أس��تقبلته عندما كن��ت في الكش��افة ‪،1968‬‬ ‫خرجنا في رحلة ترفيهية لمدة أس��بوع كانت‬ ‫قائدتنا نجاة طرخان في الزهرات ثم الس��يدة‬ ‫جالبي ‪،‬وفي الفتي��ات كانت أمال التاجوري‬ ‫وهدى ش��نيب ‪،‬أمل ش��نيب مديرتي في ثانية‬ ‫ثانوي ثم وضعوا مكانها نورية الش��ريف في‬ ‫منتصف الس��نة الدراسية‪ ،‬هذه االحداث التي‬ ‫ص��ارت عندما كن��ت في الثانوية ‪،‬الكش��افة‬ ‫تجرب��ة جميل��ة م��ع الذه��اب الى المدرس��ة‬ ‫‪ ،‬انتمي��ت للحرك��ة الكش��فية ال��ى أن أنهيت‬ ‫المرحلة الثانوية ‪،‬‬ ‫قرر والدي أن نعود من بيروت الى بنغازي‪.‬‬ ‫هنا س��أدخل تجربة جديدة بتحول والدي من‬ ‫البيع بالدكان الى مهنة المقاول ‪،‬يحضر عمال‬ ‫من لبنان التي كان معجبا جدا بها وبالجامعة‬ ‫االمريكي��ة فقرر أن أدرس به��ا بكلية الطب‬ ‫‪،‬أخذن��ي والدي ال��ى لبنان ألول م��رة ‪،‬كان‬ ‫ف��ي ‪1972‬كان��ت الش��روط صعب��ة خاصة‬ ‫امتح��ان القبول بكورس اللغ��ة االنجليزية ‪،‬‬ ‫عمل��ت امتحان يش��به التوفل ل��م يكن معدلي‬ ‫جيد باالمتح��ان ‪ ،‬فاقترحوا علي كورس��ات‬ ‫في مدرس��ة الش��ويفات ‪،‬وعاصرت أحداث‬ ‫به��ا أوله��ا (تضح��ك وجهي وج��ه أحداث)‬ ‫‪،‬كان حصل االنزال االس��رائيلي بالزوارق‬ ‫الكوماندوس الذي قتل ث�لاث فدائين ‪..‬كمال‬ ‫عدوان وغس��ان كنفاني ‪،‬في الش��ويفات وانا‬ ‫على الش��رفة بالمنطق��ة الجبلية أرى بيروت‬ ‫كلها المطار مثال ‪...‬كلها مكشوفة على سكني‬ ‫وان��ا دائما كنت أش��اهد وأتابع م��ا يجري ‪،‬‬ ‫الش��ويفات منطق��ة مرتفع��ة بقيت بها لس��نة‬ ‫‪ ،‬الجي��ش اللبنان��ي والفدائين كنت التراش��ق‬ ‫بينهم��ا وتظهر علي صبرا وش��اتيال ‪،‬وبرج‬ ‫البراجن��ة بعدها لم تس��تقر االحوال بالمنطقة‬ ‫‪ ،‬الدراس��ة توقف��ت فعدد كبير م��ن الطالبات‬ ‫بالقسم الداخلي تتجه من بيروت الى المدرسة‬ ‫االنجليزي��ة ‪ ،‬كان��ت الحال��ة صعب��ة ‪ ،‬رفقة‬ ‫زميالت س��عوديات‪ ،‬وكان حت��ى اللبنانيات‬ ‫بن��ات دبلوماس��يين ويعمل أهله��م في االمم‬ ‫المتحدة ‪ ،‬ومنهم تجار في أفريقيا ‪ ،‬تنويعة من‬ ‫الرفيقات فيه حتى تركيات وإيرانيات ‪ ،‬كانت‬ ‫معي ش��قيقة الص��ادق المهدي من الس��ودان‬ ‫تقيم معي في نفس الحجرة اس��مها (صديقه)‬ ‫‪،‬كان��ت العطلة الصيفية عل��ى االبواب قرر‬ ‫والدي أن نع��ود من بيروت الى بنغازي بعد‬


‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬ ‫ملف العدد ‪ :‬المرأة الليبية رئيسة جمهورية‬

‫أن قطعت ش��وط ف��ي الكورس��ات ورجعت‬ ‫بلغ��ة انجليزية جيدة‪ ،‬وجاء تنس��يبي في كلية‬ ‫الزراعة بطرابلس‪،‬درس��ت الس��نتين االولى‬ ‫والثاني��ة ‪،‬بالسمس��تر (الفص��ل الدراس��ي )‬ ‫بالسنة الثانية صارت أحداث الطلبة بالجامعة‬ ‫ف��ي يناي��ر ‪،1976‬في الصب��اح كالعادة جئنا‬ ‫للدراسة فقيل لنا في بنغازي بالجامعة أطلق‬ ‫الرص��اص على الطلبة المتظاهرين ‪ ،‬الطلبة‬ ‫احتجوا في جامعة طرابلس وظلوا معتصمين‬ ‫ورفضوا الدراس��ة ‪ ،‬معظ��م الطلبة اعتبروا‬ ‫إط�لاق رصاص عل��ى الطلبة ف��ي بنغازي‬ ‫جريمة ‪ ،‬اس��تمر االعتصام أليام ‪ ،‬أربعة أيام‬ ‫على ما أذكر‪ ،‬ثم اقترحوا محاورات لقاء بين‬ ‫لجنتين لجنة فيها ابراهيم قدورة ‪ ،‬السنوس��ي‬ ‫البريك��ي‪ ،‬جمال الهني��د ‪ ،‬تصوري ال أتذكر‬ ‫بعضه��م االن ‪،‬يقال أنهم قابلوا لجنة يرأس��ها‬ ‫الخروب��ي ‪ ،‬وقالوا للجنة الت��ي ذكرتها لك ‪،‬‬ ‫عليك��م بفض االعتصام وس��نحقق مطالبكم ‪،‬‬ ‫ولن نلغي اتحاد الطلبة وسنسمح لكم بانتخاب‬ ‫اتحادك��م ‪ ،‬فق��ط فضوا االعتص��ام وارجعوا‬ ‫لدراس��تكم ‪ ،‬فع�لا رجعن��ا للدراس��ة كملن��ا‬ ‫السمستر االول وخرجنا الى االجازة لنصف‬ ‫السنة ‪ ،‬وجئنا للسمستر الثاني صادف يوم ‪6‬‬ ‫أبريل يومها لم تكن لدي محاضرة ‪ ،‬فجلست‬ ‫بساحة كلية الهندسة المقابلة للمكتبة المركزية‬ ‫‪ ،‬فجأة هناك من قال أن عبد السالم جلود دخل‬ ‫الجامع��ة ‪ ،‬وأخ��ذ فيما بعد يخط��ب ووصلنا‬ ‫صوت��ه وص��وت إط�لاق رصاص��ات من‬ ‫مدسس��ه ‪،‬وقال ‪ :‬غدا سيكون الدم الى الركب‬ ‫‪ ،‬الطلب��ة الذين اعتصم��وا وافتعلوا الفوضى‬

‫عدد من الطلبة ‪ :‬اعدادي وثانوي اعداد كبيرة‬ ‫واعمار مختلف��ة ‪ ،‬ويهتفون هتافاتهم الثورية‬ ‫‪ ،‬كن��ا على س��لم ‪...‬دروج المكتبة ومجموعة‬ ‫هاجمتن��ا بالعص��ي والقضب��ان الحديدي��ة ‪،‬‬ ‫صعقنا بالمشهد وأخذنا نجري وهربنا منهم ‪،‬‬ ‫نحن الفتيات استطعنا الوصول الى حمامات‬ ‫كلية العلوم واختبأنا انا وفاطمة جابر وفاطمة‬ ‫مفت��اح ‪ ،‬بقينا بالحمامات لوقت أحسس��نا فيه‬ ‫أن الفوض��ى توقفت وس��اد بع��ض الهدوء ‪،‬‬ ‫وحاولن��ا الخروج ومغ��ادرة الجامعة ‪ ،‬لكننا‬ ‫وجدن��ا كل المنافذ مليئة باألمن يقفون بأعداد‬ ‫كبيرة ‪ ،‬قررنا االحتماء داخل المستوصف ‪.‬‬ ‫في ظ�ل�ام الليل ج���اؤا ونقلونا بالس���يارة‬ ‫‪...‬وجدنا أنفسنا بمركز شرطة االوسط‪.‬‬ ‫بعد قليل دخل جرحى الطالب ‪ ،‬صار هناك‬ ‫صدام��ات بين الطلبة المؤيدي��ن لفكرة جلود‬ ‫بض��رورة االنتق��ام منا بعد خط��اب القذافي‬ ‫في س��لوق‪ ،‬لكن زمالءنا قام��وا بالدفاع عن‬ ‫انفس��هم أيضا ‪،‬وبدأ الجرح��ى يتوافدون من‬ ‫الطرفين على المس��توصف ‪ ،‬تصوري حتى‬ ‫طلب��ة االعدادي منظره��م مصابين ويبدون‬ ‫صغ��ار ف��ي الس��ن‪ ،‬وكان في المس��توصف‬ ‫ممرض��ة وطبي��ب واحد واالصاب��ات كثيرة‬ ‫‪،‬يوم ال يوصف من س��اعات الصباح االولى‬ ‫ال��ى فت��رة المغ��رب ‪ ،‬بقين��ا بالمس��توصف‬ ‫‪،‬وتعاطف معنا شرطي ووقف يحرسنا ‪،‬وكنا‬ ‫نرى وج��وه غريبة تطل علينا ‪ ،‬ثم بدأ أهالي‬ ‫الطالبات يتوافدوا للرج��وع بهن الى البيوت‬ ‫‪ ،‬بقين��ا نحن طالب��ات الداخلي ‪ ،‬كان الداخلي‬ ‫ف��ي الظهرة بعد ش��ارع الودان ‪ ،‬كان س��وق‬

‫فاطمة التايب ‪ -‬أمساء سريبة ‪ -‬جناة الكيخيا‬

‫داخل الجامعة ‪،‬يليها قرأ أسماء قائمة بها ‪25‬‬ ‫اس��م كان اس��مي من ضمنهم ‪ ،‬رغ��م أني لم‬ ‫أكن من الصف��وف االمامية أحرض صحيح‬ ‫ولكن ل��م أكن متحدث��ة أو ذات صوت عالي‬ ‫‪،‬أن��ا وزميلتي زبيدة العبي��دي وفتحية البزار‬ ‫‪ ،‬وحميدة الحصادي‪ ،‬قالوا لنا ‪ 25‬اس��م كلكم‬ ‫مدعون غدا لمحكمة س��تقام لكم ! في الساحة‬ ‫‪ ،‬في البداية ترددنا أنا وزميالتي ‪،‬لكننا قررنا‬ ‫الذه��اب فلم نرتكب أي خط��أ حتى ال نذهب‬ ‫‪،‬جئنا الى المحكمة يوم ‪ 7‬أبريل وقفنا طابور‬ ‫أمام المكتبة المركزية ‪ ،‬وإذا بالحافالت تنزل‬

‫الظهرة قريب من قس��منا الداخلي ‪،‬في ظالم‬ ‫الليل جاؤا ونقلونا بالس��يارة طالبات الداخلي‬ ‫كن��ا ‪ 17‬طالبة ‪،‬وعوضا عن إيصالنا للقس��م‬ ‫الداخلي وجدنا أنفسنا بمركز شرطة االوسط‬ ‫‪ 17،‬طالب��ة بزنزان��ة واح��دة ‪ ،‬ق��اذورات‬ ‫وعفونة ‪،‬رأينا سجناء من العمال المصريين‬ ‫وكانوا يعاملون معاملة سيئة جدا أثناء عالقة‬ ‫مزاجي��ة للقذافي مع النظ��ام المصري ‪ ،‬كنا‬ ‫مرهقات جدا فمنذ الصباح وأعصابنا مشدودة‬ ‫خوف ورعب وجوع زاد أيضا بنفس التعامل‬ ‫الذي تعرضنا له كطالبات في سجن االوسط‬

‫الى صباح الي��وم التالي ‪،‬عند المغرب نقلونا‬ ‫الى القسم الداخلي ‪ ،‬في حجرة االستقبال قيل‬ ‫لنا أن هناك من يريد التحقيق معنا ‪ ،‬يومها لم‬ ‫نكن نعرفه ‪ ،‬ال حقا تأكدت أنه حجازي وزير‬ ‫الصحة ف��ي النظام المنه��ار ‪ ،‬أصله مدرس‬ ‫ابتدائ��ي وزوجي من الدرس��ه يعرفه جيدا ‪،‬‬ ‫حتى الثانوية أش��ك أنه حاص��ل عليها ‪ ،‬وقد‬ ‫أصبح وزير صحة ‪ ،‬جاءنا في الداخلي يومها‬ ‫وهدد بأن القوى الثورية ستقوم بالزحف على‬ ‫الداخلي لتطهيره !‪ ،‬أنصحكن بإخالء الداخلي‬ ‫والمغادرة ولس��نا قادرين عل��ى حمايتكم من‬ ‫تلك القوى‪ ،‬لكننا جادلنه في ذلك كيف ولماذا‬ ‫؟ أين س��نذهب االن ؟ هذا ظلم ؟ واتفقنا على‬ ‫ع��دم المغادرة ‪ ،‬وس��نتحمل كل النتائج ‪ ،‬قال‬ ‫لنا غدا صباحا جهزوا حوائجكن وس��تغادرن‬ ‫ال مف��ر منذلك وإال س��تزحف القوى الثورية‬ ‫ضدكن‪،‬أتذكر جاءت س��يارات كبيرة ونقلتنا‬ ‫غصبا عنا الى المطار‪ ،‬في قس��م التشريفات‬ ‫م��ن أجل إخفاءنا عن عي��ون الناس ‪ ،‬بعضنا‬ ‫كن��ا مصاب��ات م��ن العنف والض��رب الذي‬ ‫طالن��ا ‪ ،‬عندما تم الهجوم علينا بتحريض من‬ ‫جل��ود لم أركز حتى فيمن ضربني على يدي‬ ‫بقوة ‪،‬حصلت فوض��ى ال يمكن وصفها‪ ،‬في‬ ‫المطار جلس��نا من الصبح الى الليل ‪ ،‬ننتظر‬ ‫في الليل قرروا نقلنا بالطائرة ‪10‬والنصف لم‬ ‫أبل��غ أهلي ‪ ،‬والمس��ألة صعبة ‪ ،‬وكان والدي‬ ‫مق��اول كثي��ر الحركة والس��فر ‪ ،‬رجعنا الى‬ ‫أهلنا ‪ ،‬بقينا أس��بوع تقريبا أو عش��رة أيام ثم‬ ‫قررنا أن نس��أل ع��ن أوضاعنا فيم��ا يتعلق‬ ‫بالدراس��ة ‪ ،‬كنا على أب��واب االمتحانات بعد‬ ‫ش��هر أبريل حي��ث نهاية الفصل الدراس��ي‪،‬‬ ‫كن��ت أن��ا وفاطم��ة جابر ابن��ة ع��م ابوبكر‬ ‫يونس جاب��ر‪ ،‬حجزنا في الطائرة للعودة الى‬ ‫دلراس��تنا بطرابلس ووصلنا ال��ى الداخلي ‪،‬‬ ‫وحارت المش��رفة هل تس��تقبلنا أم تطردنا ‪،‬‬ ‫ترددت المشرفة في قبول عودتنا ‪ ،‬ثم قررت‬ ‫اس��تقبالنا ‪ ،‬فلي��س لديها إجراء رس��مي يمنع‬ ‫من رجوعنا الى القس��م الداخلي ‪ ،‬رجعنا الى‬ ‫الكلية انا وفاطمة ‪ ،‬بالنس��بة لي كان ش��خص‬ ‫اس��مه ميالد الواس��ع كان طالب فاشل والكل‬ ‫يعرف ذلك ‪ ،‬وهو من اللجان الثورية ‪،‬وآخر‬ ‫اس��مه الس��باعي ظلوا يماطلون ويقوالن لي‬ ‫ليس لدين��ا ما يفيد بعودتك وقبولك بعد نزول‬ ‫اس��مك بالقائمة ‪ ،‬الطلبة والطالبات يدرسون‬ ‫ونحن تم تهميش��نا وإقصاءنا ‪ ،‬ما ذنبنا أوقفنا‬ ‫عن الدراس��ة ‪ ،‬فاطمة في كلية الهندسة حدث‬ ‫معها ما حص��ل معي ‪،‬وكان��ت أيضا فوزية‬ ‫خريبش في كلية التربية أيضا كانت مستهدفة‬ ‫‪ ،‬لها صديقة اسمها عبلة اعتقد أنها من مصر‬ ‫وقد ألقي القبض عليها معنا ‪،‬ونعيمة الربيعي‬ ‫لغة انجليزية ‪،‬وس��هير عزوز كنا نلتقي في‬ ‫تلك االحداث وقد فصلنا من الدراسة سوية ‪،‬‬ ‫قررت الدخول على المس��جل بكليتي لحس��م‬ ‫المس��ألة على االقل أخذ ورقة إثبات مستوى‬ ‫أو ما يش��ير الى أني كنت أدرس بالكلية ‪ ،‬في‬

‫‪07‬‬

‫البداية تردد المس��جل ومع إلحاحي أعطاني‬ ‫استمارة موادي ودرجاتي ‪.‬‬ ‫فقدت كل إحساسي وقلت في نفسي سأدعس‬ ‫بسيارتي من نفذوا ذلك الحكم الظالم‪.‬‬ ‫ل��م يقدموا لن��ا حال بالعكس تم��ت مضايقتنا‬ ‫حت��ى ونح��ن بالقس��م الداخلي قب��ل أن نقرر‬ ‫الرج��وع الى بنغازي ‪ ،‬في��ه خديجة المناوي‬ ‫أذك��ر عاملتنا بقس��وة ش��ديدة ‪،‬ص��در قرار‬ ‫رس��مي فيما بع��د بفصل ‪ 62‬طال��ب وطالبة‬ ‫‪،‬وحصلت على نس��خة من��ه وأنا في بنغازي‬ ‫‪،‬قبله��ا ج��اء والدي ال��ى كليتي وح��اول فهم‬ ‫الموض��وع ‪ ،‬م��ا من أح��د يمنح��ك إجابة ال‬ ‫الطلبة وال االساتذة وال حتى لجانه الثورية أو‬ ‫اتحاده االش��تراكي على ما أذكر ‪،‬جاء قرار‬ ‫الفص��ل ظلما وتعديا ‪،‬كان��ت مصيبة كبيرة ‪،‬‬ ‫بقيت في البيت ونحاول الحصول على عمل‬ ‫‪ ،‬فكرنا كطالبات إكمال دراس��تنا في مصر ‪،‬‬ ‫فس��معنا بوجودنا ضمن قائمة الممنوعين من‬ ‫الس��فر ‪ ،‬ال إمكانية للمغ��ادرة ‪ ،‬قررنا العمل‬ ‫‪ ،‬أن��ا عملت بالهيئ��ة العامة للمياه س��اعدني‬ ‫زمالئي ‪ ،‬بقي��ت في المختبر‪ ،‬أخذت دورات‬ ‫قبلها في مستش��فى الجمهوري��ة على التحليل‬ ‫‪ ،‬وتدربت ف��ي مختبر البلدية على اختبارات‬ ‫المي��اه الصالحة للش��رب والزراعة ‪ ،‬مديرة‬ ‫المختبر كانت متضايقة مني ‪ ،‬كانت شقيقتها‬ ‫ق��د فصلت مثلنا اس��مها نفيس��ة ب��ن عامر ‪،‬‬ ‫وكانت تريد شقيقتها للمختبر وكنت قد عينت‬ ‫قبله��ا ‪ ،‬وهي قائدت��ي في الكش��اف ‪،‬وهناك‬ ‫ش��خص فلسطيني أيضا وس��يدة بولندية كانا‬ ‫على عالق��ة عاطفية ويبدو أن دخول موظفة‬ ‫ف��ي ذات الم��كان أزعجهم��ا ‪ ،‬اتفق��وا على‬ ‫مضايقت��ي من تريد احضار ش��قيقتها وقصة‬ ‫الحب تلك ‪ ،‬تس��لطوا عل��ي بالمضايقات حد‬ ‫إصابتي بحالة من االكتئاب كلما دخلت عملي‬ ‫‪ ،‬وأخذوا يحرض��ون ضدي كوني اعمل بال‬ ‫ش��هادة التم��ام الدراس��ة ‪ ،‬ضايقون��ي ‪ ،‬وقد‬ ‫نجحوا في إقناع المدير بعدم حاجتهم الي في‬ ‫المختب��ر ‪ ،‬فتم نقلي ل�لإدارة لجمع البيانات ‪،‬‬ ‫كنت منسجمة عندما كنت بالمختبر هو قريب‬ ‫من تخصص��ي في الزراعة ‪،‬ثم أعتدت على‬ ‫قسمي الجديد‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬ ‫ملف العدد ‪ :‬المرأة الليبية رئيسة جمهورية‬

‫املناضلة الليبية ‪ :‬فوزية سيفاو خريبيش‪:‬‬ ‫بعد سنوات من الظالم الدامس حنتاج اىل بعض الوقت لنعتاد على النور‪.‬‬ ‫عرفتها ف��ي مركز تعلي��م اللغ��ة االنجليزية‬ ‫كانت أس��تاذتي ‪،‬وكنت تلميذتها التي دعوتها‬ ‫لحضور محاضرة ألقيها بمركز جهاد الليبين‬ ‫ع��ن ( نس��اء خ��ارج العزل��ة ‪7-7-2010‬‬ ‫)‪،‬باهتم��ام بال��غ طرحت علي أس��ئلة ‪،‬وهي‬ ‫تنظ��ر في الكت��اب عنه��ن ‪،‬قالت ل��ي هناك‬ ‫كثي��رات ك��ن خ��ارج العزلة ط��وال العقود‬ ‫السابقة ‪،‬هل تعرفين النضال السياسي للمرأة‬ ‫الليبية ؟ لم أجب على س��ؤالها في حينه لكنها‬ ‫مدتني باإلجابة‪ ،‬وتحدثت عن سيدات ‪7‬ابريل‬ ‫‪ ،1976‬دون أن تفص��ح ع��ن دورها ‪،‬ثورة‬ ‫‪ 17‬فبرايرالمبارك��ة جعلتها تتحدث عن تلك‬ ‫الحقبة ‪،‬وكان هذا اللقاء‪:‬‬ ‫ف��ي ذاكرت��ي جملة قاله��ا والدي مس��تغربا‬ ‫وباس��تياء‪ :‬هذا الجالء موض��وع ُمتفق عليه‬ ‫مسبقا‬ ‫العائل��ة انتم��ي ال��ى عائل��ة مكون��ة من أب‬ ‫س��يفاو خريبيش (طبيب) متوفي من جادو ‪،‬‬ ‫االم رب��ة بيت ولدت وعاش��ت في طرابلس‬ ‫وأصلها من مدينة مصراته ‪ ،‬تزوجت والدي‬ ‫وعمرها ‪19‬س��نة وس��افرت معه الى إيطاليا‬ ‫ليكمل دراسته في كلية الطب لخمس سنوات‬ ‫‪،‬وهي خياطة مميزة ‪،‬وقارئة كذلك‪ ،‬في س��ن‬ ‫مبكرة فتحت عيني وأنا ألمحها تقرأ الصحف‬ ‫والمج�لات االيطالية مثال ‪ :‬أودجي = اليوم‪،‬‬ ‫وتجينت��ي = الن��اس ‪ ،‬ومج�لات اجتماعي��ة‬ ‫أخرى في الخمس��ينيات كان أصدقاء والدي‬ ‫يحض��رون له تل��ك الدوري��ات وإن وصلت‬ ‫متأخ��رة عن تاريخ صدوره��ا‪ ،‬والدي توفي‬ ‫بعد انقالب القذافي بسنتين ‪ ،‬ولم يكن متفائال‬ ‫بذل��ك االنق�لاب وال بضباط��ه ‪ ،‬وأذكر أنه‬ ‫عن��د أول حفل بجالء الطلي��ان عن ليبيا كان‬ ‫فيه اجتماع بمبنى البلدية حضره عبدالس�لام‬ ‫جلود خرجت من عمارتنا وهي عمارة جدي‬ ‫خريبي��ش أهت��ف كما يهت��ف بعضهم وكنت‬ ‫صغي��رة ‪ ،‬ف��ي ذاكرت��ي جملة قاله��ا والدي‬ ‫مس��تغربا وباس��تياء‪ :‬هذا الج�لاء موضوع‬ ‫متف��ق علي��ه مس��بقا ‪ ،‬آم��ن وال��دي بالوحدة‬ ‫العربي��ة ورأى في��ه حال لكثير من مش��اكل‬ ‫وطنن��ا العرب��ي ‪،‬كان والدي متن��ور ومنفتح‬ ‫‪،‬ف��ي إحدى المرات ش��اهدته يق��رأ كتابا عن‬ ‫الصهيونية فرأى الدهش��ة في عيني وأجابني‬ ‫‪ :‬أول درس أعرف عدوك ‪،‬مع أب أمازيغي‬ ‫وأم مصراتية نش��أت ول��م أرى خالفا بينهما‬ ‫‪،‬وكان عندي فكرة اس��تقيتها من بيتنا أن كل‬ ‫المتزوجي��ن ال يتعارك��وا أو يختلفوا ‪ ،‬كانت‬ ‫الصورة نقال عن عقالنية والدتي وتنور أبي‬ ‫‪ ،‬أن��ا اكبر إخوتي ولي ث�لاث إخوة ‪ ،‬األول‬ ‫خالد مهندس ‪،‬والثان��ي طارق خريج أمريكا‬ ‫قسم تسويق‪ ،‬والثالث لم يكمل دراسته ‪ ،‬الجو‬ ‫العائل��ي ديمقراطي جدا فأبي ل��م يفرق بيننا‬ ‫‪،‬وبعده أمي لها السلطة العليا‪،‬وهي شخصية‬ ‫مس��تقلة أم��ي ل��م تق��م عالق��ات كثي��رة في‬ ‫مجتمعها هي تكره النميمة ‪،‬حتى نقاشاتنا في‬ ‫البيت تعتمد أن نسمع انتقاد بعضنا للبعض ‪،‬‬

‫وكن��ت دائما موضع احت��رام من قبل إخوتي‬ ‫لكوني أكبرهم ‪،‬إهتمت أمي باللغات‪ ،‬ودفعتنا‬ ‫لدراس��تها ‪ ،‬وكنت قد أخذت كورس��ات منذ‬ ‫االول ابتدائ��ي بمدرس��ة الراهبات بطرابلس‬ ‫‪ ،‬وكلن��ا نتكل��م االنجليزية بطالق��ة ‪ ،‬بل وأنا‬ ‫وأخي األكبر نتكلم االيطالية أيضا ‪.‬‬ ‫تكونت جمعية (ابن خلدون) سنتي ‪75-76-‬‬ ‫التي كانت بؤرة للمخابرات‬ ‫دراستي االبتدائية كانت في مدرسة المغاربة‬ ‫‪،‬وكان��ت أبلة زهرة عارف مديرتي ‪،‬وكونها‬ ‫حازم��ة لم يمنعها من أن تكون مديرة حنونة‬ ‫ومثالية‪،‬أم��ا دراس��تي االعدادي��ة كانت بين‬ ‫مدرس��ة الظهرة ومدرسة النصر ‪ ،‬ثم انتقلت‬ ‫ال��ى مدرس��ة طرابلس الثانوي��ة حيث كانت‬ ‫السيدة رباب أدهم المديرة ‪ ،‬وهنا كانت نقطة‬ ‫تحول ف��ي حياتي ‪ :‬فكانت إح��دى المقربات‬ ‫لي في الثانوية العامة فوزية شالبي‪ ،‬وكانت‬ ‫تتمي��ز منذ تلك الفترة بعقلي��ة مميزة‪ ،‬وكذلك‬ ‫لها نشاط ثوري‪ ،‬ورغم اختالفي معها ولكن‬ ‫لم أكن أمانع من مناقشتها في مجريات بعض‬ ‫األمور‪،‬الشيء الذي لم أكتشفه هو أنها كانت‬ ‫تحقد على طبقة معينة ‪ ،‬وأحيانا تنعتني بأنني‬ ‫ُمختلفة‪ ،‬ولم أفهم لماذا وماذا تعني؟وصداقتي‬ ‫بها اس��تمرت من ثانية ثانوي الى س��نة أولى‬ ‫جامع��ة ‪ ،‬دخلت جامعة طرابلس س��نة ‪73-‬‬ ‫‪،74‬قس��م لغ��ة انجليزي‪ -‬وف��ي البداية كانت‬ ‫مرحل��ة صعبة خصوصا إن مجموعتي كلها‬ ‫كانت قد دخلت قس��م فلس��فة‪ ،‬تلك السنة زاد‬ ‫نش��اط فوزي��ة ش�لابي وفقا ألف��كار ومنهج‬ ‫النظ��ام ‪،‬وب��رز خالفنا في كثي��ر من االراء‬ ‫مماخلق حالة من الجفاء بيننا ‪.‬‬ ‫أول سنتين في كلية التربية كانت جيدة بفضل‬ ‫أس��اتذة اللغ��ة االنجليزية الذي��ن كانوا ذوي‬

‫‪ 76‬التي كانت بؤرة للمخابرات ‪ ،‬ولو أنه في‬‫البداية كنا على درجة من السذاجة مما جعلنا‬ ‫نتعام��ل معهم كطلب��ة عاديي��ن ‪ ،‬وعاملناهم‬ ‫باحت��رام أن الخ�لاف ال يفس��د لل��ود قضية‬ ‫‪ ،‬لك��ن مجموعة منا قادها وعيه��ا الى الفهم‬ ‫الصحيح بدأؤا في انتقادهم وانتقاد االوضاع‬ ‫ف��ي الجامعة ‪ ،‬بل وص��ل االمر حد المطالبة‬ ‫بمس��احة للتعبير بحرية عن ذاك االختالف ‪،‬‬ ‫صحيح أننا لم نفكر في الدعوة إلسقاط النظام‬ ‫أو القيام بأي نش��اط سياسي يدفع باتجاه ذلك‪،‬‬ ‫كن��ا نتكلم بحرية وأصبحنا ن��درك أن المناخ‬ ‫في الكلية قد أخذ ثالثة مناحي ‪ :‬فهناك جماعة‬ ‫من يطالب بالحرية والتغيير ‪ ،‬وهناك جماعة‬ ‫هم ن��واة اللج��ان الثوري��ة ‪ ،‬واألكثرية التي‬ ‫كانت صامتة ال تعلن عن رأيها‪.‬‬ ‫كل ذلك كان قد ولد نقاشات حامية مع طلبة‬ ‫من باقي الكليات خصوصا الهندسة والعلوم ‪،‬‬ ‫وحت��ى الطب بتخصصاته ‪ ،‬وكان بيننا اتفاق‬ ‫في الرؤى واألفكار بشكل كبير ‪،‬وكنت دائمة‬ ‫الت��ردد على كلية الهندس��ة حي��ث كان اتحاد‬ ‫الطلب��ة هن��اك ‪ ،‬باإلضافة ال��ى أن مايطرح‬ ‫م��ن موضوع��ات كان في��ه الكثي��ر مما كنا‬ ‫متعطش��ين له في مناخ الجامعة وقتها‪،‬وأذكر‬ ‫تسمية طريفة كانت تطلق علينا نحن طالبات‬ ‫كلي��ة التربية وهو ‪ :‬كلية االنثييات أي الجمع‬ ‫الش��عبي لكلم��ة األنثى‪ ،‬من ضمن المش��اكل‬ ‫التي نغصت على الطلبة والطالبات وأربكت‬ ‫الدراس��ة ‪ ،‬ذهابن��ا للتدريب العس��كري‪ ،‬كنا‬ ‫نن��ادي ب��أن تكون تل��ك الفترة خ��ارج وقت‬ ‫الدراس��ة‪ ،‬طالبنا باحترام الح��رم الجامعي‪،‬‬ ‫وأن ال يس��مح بدخول ذل��ك الحرم إال للطلبة‬ ‫واألساتذة ومن له مصلحة فقط‪.‬‬ ‫ق��رر النظام ش��ن حرب اعالمي��ة ضد طلبة‬

‫فاطمة غندور و فوزية سيفاو خريبيش‬

‫مس��توى عال ‪ ،‬الس��نة الثالثة ب��دأت االمور‬ ‫تتغي��ر ‪ ،‬فالنش��اط الث��وري زاد ف��ي الكلي��ة‬ ‫‪،‬وتكون��ت جمعية (ابن خلدون) س��نتي ‪75-‬‬

‫الجامعة الذين تظاهروا ضده‬ ‫في ش��هر يناي��ر ‪ 1976‬وصل الى أس��ماعنا‬ ‫كطلب��ة حدوث قالق��ل في جامع��ة بنغازي‪،‬‬

‫و خ��ر و ج‬ ‫طلبته��ا في‬ ‫مظا ه��ر ا ت‬ ‫يعلن��ون ع��ن كثير‬ ‫من المطال��ب‪ ،‬ومنها الحريات وعدم التدخل‬ ‫التعس��في في ترش��يح اتحاد الطالب ‪ ،‬طبعا‬ ‫كان��ت التغطية االعالمي��ة ممنوعة وتحجب‬ ‫هك��ذا أح��داث ‪ ،‬واالخب��ار تصلنا مشوش��ة‬ ‫ومتأخ��رة حتى زمنيا ‪ ،‬عدا لعب النظام على‬ ‫إش��اعة توصيف��ات ونع��وت ال تُظهر الوجه‬ ‫الحقيق��ي لم��ا يحدث بعيدا عن��ا ‪ ،‬ولكن رغم‬ ‫ذل��ك تضامنا مع طلبة جامعة بنغازي‪ ،‬وقمنا‬ ‫بمظاهرة في ميدان الجزائر (سابقا)‪ ،‬وانضم‬ ‫الكثير من أفراد الش��عب إليها ‪ ،‬وأرس��ل وفد‬ ‫من طلبة جامعة طرابلس الى جامعة بنغازي‬ ‫لتقص��ي حقيقة م��ا يحص��ل ‪ ،‬وبالفعل رجع‬ ‫زمالءنا واجتمعوا بنا في س��احة كلية التربية‬ ‫آن��ذاك ولك��ن ظلت األخب��ار الت��ي وصلتنا‬ ‫مشوش��ة نوعا ما وغير واضحة ‪ ،‬وقد علمنا‬ ‫فيما بعد أنه تم تهديدهم ش��فويا ولم نملك دليل‬ ‫عل��ى ذل��ك ‪ ،‬لك��ي ال يقدموا الص��ورة على‬ ‫حقيقتها ‪ ،‬رجعنا الى مقاعد الدراس��ة وهدأت‬ ‫االم��ور الى حد م��ا لكنها عادت واش��تعلت‬ ‫األح��داث في ش��هر أبري��ل من نفس الس��نة‬ ‫‪،‬واعتق��د أنها بدأت من ي��وم ‪ 5‬أبريل ‪ ،‬دخل‬ ‫عبدالس�لام جلود كلية الهندس��ة بمدسس��ه ‪،‬‬ ‫وتوع��د ويوم ‪ 7‬أبري��ل ‪،‬دخلت على الكليات‬ ‫مجموعة من أزالم المخابرات ‪،‬وطلبة مغرر‬ ‫بهم وقامت معركة بين الطرفين ‪ ،‬سجن فيما‬ ‫بع��د العديد من زمالئ��ي ‪ ،‬بعدها قرر النظام‬ ‫ش��ن ح��رب اعالمي��ة ض��د طلب��ة الجامعة‬ ‫الذي��ن تظاه��روا ضده قائال عب��ر التلفزيون‬ ‫وكما س��معنا يومها ‪ :‬إن الطلبة معهم أجهزة‬ ‫ويخابرون جهات أمريكية وأنهم جواس��يس‬ ‫والكثي��ر م��ن األقاويل الت��ي ال تخطر على‬ ‫البال ‪ ،‬وبالنا بالدرجة األولى‪.‬‬ ‫كانت المشكلة أننا لم ندرك أن كل تلك الردود‬ ‫على االحداث كانت مس��رحية محكمة للتغير‬ ‫وقلب االوضاع لصالح النظام في الجامعة ‪،‬‬ ‫حيث تم إدخال المخبريين الثوريين ليمارسوا‬ ‫دوره��م الش��يطاني للتخلص م��ن مجموعة‬ ‫الطلب��ة الذي��ن يمثل��ون خط��را لرغبتهم في‬ ‫التغيير – حس��ب رأيه��م _ وأود أن أضيف‬ ‫أنه قبل ‪ 7‬أبريل وبعد أحداث يناير ‪ 76‬تقابل‬ ‫مجموعة كبيرة من طلب��ة الكليات في حدود‬ ‫‪ 800‬طال��ب ‪ ،‬م��ع الطاغية معم��ر القذافي‪،‬‬ ‫وقام بنقاش��هم حول إحالة التدريب العسكري‬ ‫ف��ي فصل الصيف فقط ‪ ،‬وإن جماعة الجيش‬ ‫ال يدخل��ون الح��رم الجامع��ي وكن��ت منهم‬ ‫حي��ث حاول أن يش��كك ف��ي مصداقيتي‪،‬قال‬ ‫لي ‪:‬أن��ت جريئ��ة وتتكلمي وأنن��ي تجرأت‬ ‫وناقشته ألنني أتبع نظامه‪ ،‬قلت له لو أعلنتها‬ ‫ديكتاتورية فل��ن أتكلم ‪ ،‬وأنا فوزية خريبيش‬ ‫‪،‬وتل��ك كان��ت تهم ل��م أرضاه��ا خصوصا‬ ‫أنن��ي كن��ت اتمتع بثق��ة زمالئ��ي وزميالتي‬


‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬ ‫ملف العدد ‪ :‬المرأة الليبية رئيسة جمهورية‬

‫م��ن مختلف الكليات وكن��ت من المحرضين‬ ‫والمنادي��ات بالحرية واالع�لان عن الرأي ‪،‬‬ ‫وكانت تلك طريقته لزرع الفتنة والتي اشتهر‬ ‫بتفوقه في خلقها وزرع بذورها ‪ ،‬وكان ردي‬ ‫حاس��ما ‪ ،‬بأنني أفضل أن أموت وال أش��تغل‬ ‫ه��ذا الش��غل الدنيء وأن��ه يج��ب أن يحترم‬ ‫مواقفن��ا ‪ ،‬وأرائنا ‪ ،‬ولي��س مفيدا إن نحن قلنا‬ ‫له نعم بإمكانه االعتماد علينا ألننا لم نس��تطع‬ ‫أن نق��ول ال ‪،‬وال أنكر أن الش��عارات العالية‬ ‫التي رفعها نظامه( االشتراكية والعدالة وحق‬ ‫االنسان في الحرية ‪...‬الخ ) ثم تراجع عنها أو‬ ‫اس��تطاع أن يغير معناها‪ ،‬أما من تخاذل فهم‬ ‫م��ع كل حاكم وأضف��ت إن تريدنا أن نصمت‬ ‫فأعلنها دكتاتورية ولن تسمع أصواتنا ‪ ،‬وبعد‬ ‫فت��رة وجي��زة م��ن القالقل حدث��ت أحداث ‪7‬‬ ‫أبريل وكن��ت على رأس قائم��ة كلية التربية‬ ‫‪ ،‬وكان معي زميلي محي الدين الكريكش��ي‪،‬‬ ‫نعيم��ة الربيعي ‪ ،‬ابراهيم لي��اس (درنة) من‬ ‫كلي��ة الهندس��ة‪،‬محمد حمزة م��ن كلية العلوم‬ ‫(الزواية) حميدة الحص��ادي ‪ ،‬فاطمة التايب‬ ‫وفاطم��ة جابر م��ن بنغ��ازي ‪،‬وغيرهم كثر‬ ‫ال تس��عفني الذاكرة االن لتذكر أس��مائهم في‬ ‫القائمة التي علقت وتم تداولها آنذاك‪ ،‬الطاغية‬ ‫ظل يذكر اس��م عائلتي ف��ي خطاباته ‪ ،‬ويتهم‬ ‫جدي خريبيش بالخيانة والعمل مع الطليان‪.‬‬ ‫وضعت قيد االقامة االجبارية لفترة ‪،‬و ُمنعت‬ ‫من السفر ‪.‬‬ ‫منعن��ا من الدراس��ة أنا والكثي��ر من الطالب‬ ‫بكلي��ات مختلف��ة ‪،‬وتم اس��تدعائي بع��د فترة‬

‫طفولة الثورة ‪:‬‬

‫للتحقيق معي‪ ،‬اس��م المحق��ق عبدالكبير كان‬ ‫مع��روف في الجيش ‪،‬في مكت��ب أنيق وفخم‬ ‫‪،‬قال ألبن عمي يوسف خريبيش الذي اغتيل‬ ‫في روما فيما بع��د النتمائه لجبهة انقاذ ليبيا‪،‬‬ ‫هل تعرف م��اذا فعلت بنتك��م ‪،‬وقال لي أنت‬ ‫تعرف��ي ان��ك ُملقبة باس��م اندي��را غاندي في‬

‫المراقبة ‪.‬‬ ‫س��افرت للدراس��ة في ‪1995‬رفقة ش��قيقي‪،‬‬ ‫والتحق��ت بالجامع��ة المفتوح��ة بمانشس��تر‪،‬‬ ‫كان��ت الدراس��ة ث�لاث خط��وات ‪ :‬ش��هادة‬ ‫المؤهل التخصصي ف��ي االدراة ‪،‬ثم الدبلوما‬ ‫‪،‬ثم والماجس��تير ‪،‬ف��ي االدارة العامة ‪،‬اخذت‬

‫الجامع��ة ‪،‬لم��اذا فعل��ت ذلك‪ ،‬وهو ي��ردد ما‬ ‫يقال عني ‪،‬وقال لي انتم لن تكملوا دراس��تكم‬ ‫وممنوع��ون م��ن الحصول عل��ى الوظيفة ‪،‬‬ ‫وضعت قيد االقامة االجبارية لفترة ‪،‬ومنعت‬ ‫م��ن الس��فر ألكثر من س��نة ونصف الس��نة‪،‬‬ ‫وحُرم��ت من االلتح��اق بأي وظيف��ة في أي‬ ‫مؤسسة حكومية ‪،‬وأخبرت بأني سأظل تحت‬

‫الدراس��ة االولى أحد عشر ش��هر ‪،‬كل شهر‬ ‫امتحان يمنحوك ح��االت في المجال االدري‬ ‫تدرس��ينها وتحللينه��ا ‪،‬امتحن��ت ف��ي جامعة‬ ‫بمالطا االمتحان النهائي للحصول على شهادة‬ ‫المؤهل التخصصي‪،‬نظرا ألن التأشيرة كانت‬ ‫تأخذ وقت للسفر لبريطانيا ‪ ،‬فتمت مساعدتي‬ ‫بتس��هيل بعض االجراءات عن��د االمتحان ‪،‬‬

‫‪09‬‬

‫وارس��لت اجابتي مغلفة بالش��مع االحمر الى‬ ‫مانشس��تر ‪،‬حاول��ت االلتح��اق بعد س��نوات‬ ‫باألكاديمي��ة – جنزور فتم الرفض في قس��م‬ ‫اللغ��ة االنجليزية ‪،‬ألني لم أتخرج من جامعة‬ ‫الفات��ح‪ ،‬فقل��ت له��م بإمكانك��م المعادل��ة كما‬ ‫يُعم��ل في أي نظام جامعي‪ ،‬ويمكن االتصال‬ ‫بالس��فارة وبالجامع��ة ‪،‬ولك��ن أص��روا على‬ ‫الرف��ض‪ ،‬اش��تغلت بتدريس اللغ��ة واعطيت‬ ‫كورس��ات بالبيت‪ ،‬ث��م با لم��دارس الخاصة‬ ‫‪،‬واذكر هنا ثانوية الضي��اء ألنها كانت جادة‬ ‫ومنظمة‪.‬‬ ‫أريد أن أعت��رف بأني عندما كنت أتابع عبر‬ ‫االنترنت ثورة ‪ 17‬فبراير كنت أعتقد بأنها لن‬ ‫تس��تطع الوصول الى كل ما نادت به ‪،‬النني‬ ‫عكس هذا الجيل الشاب مررت بتجربة ‪،‬كنت‬ ‫أعرف ما يمكن أن يفعله الطاغية‪ ،‬فمنذ س��نة‬ ‫‪ 1977‬قام النظام بس��جن العديد من زمالئنا‪،‬‬ ‫وشنق بعضهم ‪ ،‬وكنت أقول إن هذا النظام لن‬ ‫يتوانى عن سحقنا ومسخنا من الوجود‪ ،‬ولكن‬ ‫عزيم��ة ثوارنا كانت أقوى من��ه وأخيرا بعد‬ ‫‪ 42‬س��نة نحن أحرار ‪ ،‬شعور ال أصدقه الى‬ ‫االن ‪ ،‬فمازلت عندما أتحدث أجد نفسي خائفة‬ ‫‪،‬وأتردد في البوح بأفكاري ومناقشتها علنا ‪،‬‬ ‫فنحن لم نستطع حتى االتصال بباقي الزمالء‬ ‫والزمي�لات الذين غ��ادروا طرابلس وقتها‪،‬‬ ‫خوفا من أي تهم تلحق بنا كل ما استطع قوله‬ ‫‪ ،‬إنه بعد س��نوات من الظ�لام الدامس نحتاج‬ ‫الى بعض الوقت لنعتاد على النور ‪.‬‬

‫ثورة ‪ 17‬فرباير يف شارعي ومدرسيت ‪.‬‬ ‫رغد الزروق عبداهلل‬

‫(‪)1‬‬ ‫عندم��ا ج��اءت الث��ورة فرح��ت ‪ ,‬وخاص��ة‬ ‫عندم��ا دخل ثوار تاج��وراء وككلة والزاوية‬ ‫ومصراتة شارعنا ‪ ,‬وسالونا عن ماذا نحتاج‬ ‫‪ ,‬ش��كرهم والدي وعمي ‪ ,‬كنا قبلها نسمع في‬ ‫صوت أشكال وأنواع من الرصاص وقصف‬ ‫كتائب القدافي لش��ارعنا القريب من معسكره‬ ‫وبيت��ه ‪ ,‬حي��ث استش��هد ش��ابين صغيرين ‪،‬‬ ‫وخرجت عائلتي الي حوش في شارع فشلوم‬

‫لنش��عر باألمان ‪ ,‬خاف الجيران من القصف‬ ‫‪ ،‬ولكننا ارتحنا ونحن نسمع اصوات التكبير‬ ‫هللا اكبر‪ ,‬هللا اكبر‪ ,‬وهلل الحمد ‪.‬‬ ‫وعندم��ا ذهب��ت ال��ي المدرس��ة ‪,‬وقابل��ت‬ ‫صديقاتي س��معت حكايات كثيرة عن س��جن‬ ‫وقتل كتائ��ب القدافي للناس‪ .‬خفت كثيرا لكن‬ ‫المعلم��ات س��اعدونا في االحس��اس بالفرح‬ ‫واالمل ‪,‬وخاصة عندما زرنا الجرحى الذين‬ ‫يضحون من اجلنا ‪ .‬وشكرنا المعلمات ‪ ،‬الننا‬

‫نفعل اشياء جميلة تفرح الثوار ‪ ,‬ونكتب عنهم‬ ‫في الصحافة واالذاعة بمدرستنا الجميلة ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫في مدرستنا االنوار االبتدائية بشارع الزاوية‬ ‫وعن��د (‪ )10‬صباح��ا ي��وم الخمي��س‪،28-9‬‬ ‫ذهبنا في مس��يرة راجلة‪،‬الى مستشفى شارع‬ ‫الزاوية ‪ ،‬ونحن نغني ‪:‬‬ ‫(ارف��ع راس��ك فوق ان��ت ليبي ح��ر ) و(دم‬ ‫الش��هداء الصاف��ي يطلع من عي��ن القدافي )‬

‫و(ليبي��ا مش زي زمان ليبي��ا نجمة وهالل )‬ ‫كان��ت معنا مديرة المدرس��ة حميدة راش��دن‬ ‫واالخصائي��ة االجتماعي��ة نج��اة العط��وي‬ ‫وأبلة س��عاد س��عيد ‪،‬ومدرس��ات أخريات ال‬ ‫أع��رف أس��ماءهم ‪ ،‬وصلنا الي المستش��فى‬ ‫اس��تقبلنا االطباء والممرضين والممرضات‬ ‫‪,‬اول غرف��ة جرحى واحد رجل��ه مقطوعة ‪.‬‬ ‫الغرفة الثانية بها( ‪ )6‬جرحي كانت اس��رتهم‬ ‫قريبة من بعضه��ا البعض‪ ،‬توفى احدهم بعد‬ ‫ْان س��لم علينا وتكل��م معنا لم نصدق ما حدث‬ ‫وص��ارت ربكة ودخل االطب��اء ‪,‬وأخرجونا‬ ‫كلنا وبسرعة‪.‬‬ ‫زرنا ْاخرون وفي واحد يده مكس��ورة وفيه‬ ‫وج��وه مش��وهه ‪ ......‬منه��م جرح��ى ث��وار‬ ‫تاج��وراة ‪،‬وطفل��ة داخت م��ن المناظر ومن‬ ‫نقص االكس��جين والهواء ‪...‬وولد شاب يده‬ ‫كان��ت معلق��ة وأيض��ا رجله ‪،‬تألمن��ا ألجلهم‬ ‫ثم طلعنا في مس��يرة كبي��رة بالقرب من مقر‬ ‫االس��تخبارات ومعهد جم��ال الدين الميالدي‬ ‫‪،‬ش��جعونا الن��اس علي الطرق��ات وصفقوا‬ ‫وهتف��وا معنا ‪ ،‬وهّذه احلى جولة ميدانية وكنا‬ ‫فرحانين جدا وحكيت لماما وبابا عن الزيارة‬ ‫والمسيرة ‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬ ‫ملف العدد ‪ :‬المرأة الليبية رئيسة جمهورية‬

‫شهادة املعتقلة سكينة اهلادي ‪:‬‬

‫قلت هلم من تاجوراء فرد بغضب أنت عار علي تاجوراء‬

‫س���كينة الح���ارس مالئكة رحمة‬ ‫قامت بدورها اإلنساني في مداواة‬ ‫الجرحى المعتقلين أحبت الثورة‬ ‫م���ن خاللهم عمل���ت ضمن خلية‬ ‫ثورية تنسخ المناشير وتوزعها‬ ‫‪ ،‬أكتشف أمرها داخل مقر عملها‬ ‫بالمستش���فى واعتقل���ت مرتين‬ ‫وخرجت من الس���جن يوم ‪24-8‬‬ ‫عندما تقدم الثوار وأحرار منطقة‬ ‫بوس���ليم وفتحوا األب���واب على‬ ‫مئات السجناء ‪،‬كانت سكينة التي‬ ‫آمنت بنصر الثورة منذ لحظاتها‬ ‫األولى ‪ ،‬كتبت مذكرة تحكي قصة‬ ‫اعتقالها سترفعها للقضاء الليبي‬ ‫ومنظمة حقوق االنسان الدولية‬ ‫‪...‬هنا بعض مما ورد فيها قدمتها‬ ‫لجري���دة ميادي���ن لتنش���ر ألول‬ ‫مرة ‪.....‬‬

‫الشهادة ‪:‬‬ ‫أن��ا الموقع��ة أدن��اه س��كينة اله��ادي الحارس‬ ‫ممرض��ة بالمركز الوطني بتاج��وراء أفيدكم‬ ‫بأن��ه ف��ي يوم األح��د المواف��ق ‪12-6-2011‬‬ ‫الس��اعة الثالثة بعد الظهر وأثناء تأدية واجبي‬ ‫الوظيف��ي تعرض��ت لإلعتق��ال والتعذيب من‬ ‫أفراد كتائب النظام السابق‪،‬فبينما كنت جالسة‬ ‫بالغرف��ة لتن��اول وجب��ة الغذاء رفق��ة كل من‬ ‫الممرضة حدود هدية ووفاء أبوعجيلة اقتحموا‬ ‫غرفتنا وكانوا ثالثة واتجهوا نحوي مباش��رة‬ ‫‪ ،‬وس��ألوني ه��ل أنت س��كينة؟ أخ��ذوا هاتفي‬ ‫وحاصرون��ي في رك��ن الغرفة وب��دأ أحدهم‬ ‫يضرب الطاولة بيده ويصيح ‪:‬ال تتحركي وال‬ ‫تعملي أية مقاومة ‪ ،‬فقلت له ابتعدوا عني ومن‬ ‫أنت��م؟ فصرخ أألخر أغلقي فم��ك وال تتكلمي‬ ‫‪،‬ث��م أخ��رج بطاق��ة ومده��ا أمام عيني بش��دة‬ ‫حت��ى أنني لم أتبين فيها ش��يء‪ ،‬واتجه أحدهم‬ ‫الى دوالب��ي الخاص بي وكأنه يعرفه مس��بقا‬ ‫ووجد حقيبتي الشخصية فصاح رفيقه ‪ :‬فتشها‬ ‫فتش��ها ‪،‬ق��ام بإلق��اء أغراضي عل��ى األرض‬ ‫‪،‬وفتش فوجد منش��ور ضد النظ��ام ‪،‬أخرجوا‬ ‫كل الممرض��ات الالتي كن بالغرفة ‪ ،‬وأغلقوا‬ ‫الب��اب فبدأت بالصراخوقلت لهم افتحوا الباب‬ ‫فص��رخ أحدهم ف��ي وجهي اغلق��ي فمك وقام‬ ‫بإج��راء اتصال هاتف��ي قرأ خالله المنش��ور‬ ‫بص��وت واضح‪ ،‬بعدها أخذون��ي بالقوة لكني‬ ‫فقدت الوعي والت��وازن وأغمي علي فجاءت‬ ‫وفاء لمس��اعدتي وكنت اس��مع صوت أحدهم‬ ‫يقول بقسوة ولؤم ‪ :‬انهضي انهضي وكفي عن‬ ‫الكذب كلنا نستطيع تمثيل هذا الدور‪.‬‬ ‫س��أذكر هن��ا أن��ه ف��ي ذات اليوم من مش��هد‬ ‫اعتقال��ي كان هناك مري��ض معتقل من مدينة‬ ‫بنغ��ازي كن��ت قد اس��تقبلته وأعطيت��ه الدواء‬ ‫وس��ألته عن حالته الصحي��ة ‪ ،‬كانت أخباري‬ ‫تصل للكتائب عن طريق ممرضة تعمل معي‬ ‫ومنحازة للنظام رغم أنها كانت صديقة س��ابقا‬ ‫‪ ،‬وعند اعتقالي تصدى للكتائب الدكتور أحمد‬ ‫عمر وسألهم من أنتم فقاموا بدفعه وقالوا له ال‬ ‫تتدخل فيما ال يعنيك‪ ،‬فاكتفيت بعمل إش��ارة له‬ ‫لكي يبلغ أهلي عما حدث لي ‪.‬‬ ‫ووضع��ت ف��ي س��يارة خاص��ة وأجلس��وني‬ ‫بالقرب من الس��ائق بالمقع��د االمامي وأخذوا‬ ‫ف��ي طرح االس��ئلة ع��ن أخت��ي خديجة وعن‬ ‫االوراق الت��ي معها وادع��وا أن أختي عندهم‬ ‫واعترف��ت ‪،‬وأخذوا يغلظ��ون القول ويتفهون‬ ‫يكالم س��وقي عن عائلتي ‪،‬ل��م أتحمل كالمهم‬ ‫وصرخ��ت ف��ي وجهه��م احترم��وا أنفس��كم‬ ‫وتكلم��وا بأدب فأهلي لم يؤذوكم ‪،‬فبادر أحدهم‬ ‫غاضبا وق��ام بعصب عيناي‪،‬ولم أتبين المكان‬ ‫الذي أخذوني إليه ‪،‬وطوال الطريق يأمرونني‬ ‫بأن أنزل راس��ي وجس��مي الى تحت ‪ ،‬وأخذ‬ ‫أحده��م يتهكم وبوقاحة قال ضعها بين رجليك‬ ‫‪،‬فب��دأت بالص��راخ ‪،‬فق��ال الس��ائق ال تخافي‬

‫وبدأ يردد االس��تغفار!ثم أنزلوني من السيارة‬ ‫بعن��ف وبعدها أخذوني ال��ى مقرهم في زاوية‬ ‫الدهمان��ي ‪،‬وعندما أدخلون��ي للمكتب قال لهم‬ ‫ش��خص من هذه رد عليه‪ :‬هذه الجرذه سكينة‬ ‫الح��ارس ‪،‬ث��م جلس��ت على كرس��ي صالون‬ ‫وس��ألوني أين وجدت المنش��ورفأجبته وجدته‬ ‫ملق��ى عل��ى األرض فق��ال ل��ي أن��ت كاذب��ة‬ ‫وصفعني عل��ى وجهي وتوالت أس��ئلته ‪ :‬هل‬ ‫أهلك معارضون؟ما تحركات أخوتك الشباب‬ ‫؟ مع من التقيتي من الناشطين السياسين بلندن‬ ‫؟وم��ن جيران��ك المعارضون؟وم��ن زمالئك‬ ‫وأصدق��اؤك المعارض��ون ؟ لم أجب على أي‬ ‫من أس��ئلتهم ونفيت علمي بأي من أس��ئلتهم‪..‬‬ ‫ال إجاب��ات ل��دي ؟ وتواص��ل في أس��ئلته من‬ ‫عالجتوا من الجرذان في منازلهم وخصوصا‬ ‫أوالد التركي ؟ وكيف قمتي بتهريب الجرحى‬ ‫م��ن المستش��فى ان��ت والدكتورخال��د طالب‬ ‫وعبدالحفيظ الطش��اني وامحمد ساسي ومحمد‬ ‫البوعيش��ي وس��ألني من مزق صورة معمر؟‬ ‫كذلك سألني عن المريض يونس المرغني الذي‬ ‫كان نزيل بالمستش��فى وهو من مدينة بنغازي‬ ‫‪..‬كيف كنت تس��اعدين هذا الجرذ؟ واتهموني‬ ‫أنا والبوعيش��ي بأننا نجل��س مع بعضنا ونقوم‬ ‫باألنشطة التخريبية ونعطي للنيتو األحداثييات‬ ‫‪،‬أخ��ذوا ف��ي ضرب��ي عل��ى وجهي ورأس��ي‬ ‫ومؤخ��رة رقبتي وكنت مص��رة على االنكار‬ ‫فطلب س��وط مطاطي وأخذ في ضربي بشكل‬ ‫عش��وائي لم يتوقف إال عندم��ا جاءته مكالمة‬ ‫هاتفي��ة فبادرن��ي ش��خص أخ��ر وكان قريبا‬ ‫من��ي وبدأ بركل��ي برجله ‪،‬تركون��ي بمفردي‬ ‫مهددي��ن بأنه��م ألقوا القبض عل��ى أختي التي‬ ‫كانت تساعدني واعترفت بكل شيء ‪،‬وعادوا‬ ‫للتحقيق مرة أخرى وأعادوا استجوابي ولكني‬ ‫أنكرت كل ش��يء وبدأ يضربن��ي مرة أخرى‬ ‫وبش��دة ‪،‬تنابوا على ضربي أكثر من شخص‬ ‫عدا التفوه بالكلمات البذيئة ‪ ،‬ثم سمعت أحدهم‬ ‫يق��ول خذها للتش��ادي س��وف يجعلها تعترف‬ ‫وش��عرت بالخوف وكنت طوال الوقت أرقي‬ ‫نفسي بالدعاء وقراءة القرآن ‪،‬بعد دقائق دخل‬ ‫ش��خص لهجته ليس��ت ليبي��ة وبش��رته داكنه‬ ‫استطعت رؤيته وقد نزلت العصابة عن عيني‬ ‫‪،‬تق��دم مني وق��ال ال تخافي فل��م أصدقه ألني‬ ‫كنت خائفة جدا وقد اجلس��ني على كرسي في‬ ‫مدخل غرفة كان هو مس��تلقي فيها بها س��رير‬ ‫‪ ،‬وكان ف��ي كل مرة يمر أحدهم ليس��ألني عن‬ ‫تهمتي ومكان س��كني وكنت مضطرة لإلجابة‬ ‫لعلي أجد أحد يعرفني ‪...‬‬ ‫أتاني أحد الش��باب وق��ال لي أنت من أين قلت‬ ‫له��م من تاجوراء ف��رد بغضب أنت عار علي‬ ‫تاجوراء ل��و كنت من ترهون��ه لقتلناك ولكن‬ ‫أنت فعلتها بنفس��ك وحضري نفس��ك ألن ‪40‬‬ ‫رجل س��وف ينامون معك وبعدها س��ترين ما‬ ‫س��يحصل ل��ك ‪،‬زاد خوفي وطلب��ت الدخول‬

‫للحمام ‪،‬وكانت حقيبتي معي فتحتها وقد نسوا‬ ‫أن يأخ��ذوا موبايلي فاتصل��ت بأخي وأخبرته‬ ‫بس��رعة بم��ا يج��ري مع��ي وأن��ي ال أعرف‬ ‫م��كان تواجدي ‪،‬وحاولت فتح ش��يفون الحمام‬ ‫حت��ى ال يظهر صوت��ي ‪،‬وخرج��ت فالتقفني‬ ‫رجلين أحدهما قصير وممتليء البدن ش��عره‬ ‫مجع��د واالخرعيني��ه تمتليء بالش��رواالخر‬ ‫طويل القامة قمحي البش��رة عريض المنكبين‬ ‫أخ��ذا بضربي والصياح بص��وت عال ‪،‬وقاما‬ ‫بتفتيش��ي وتفتيش حاجيات��ي وحقيبتي وانتبها‬ ‫ال��ى الموباي��ل والمكالم��ات التي قم��ت بها‪..‬‬ ‫وقام��ا بضربي وبعدها بحوالي نصف س��اعة‬ ‫أت��ت ضابطتين وأعادتا رب��ط عيني وتم نقلي‬ ‫الى السيارة من جديد لنقلي الى االمن الداخلي‬ ‫بالدريبي‪،‬س��أذكر أن م��ن الذي��ن حققوا معي‬ ‫التهامي بن خالد وميالد برمان ‪.‬‬ ‫وصلنا ال��ى المكان وفكوا الرب��اط عن عيني‬ ‫وكن��ت ال أس��تطيع الس��ير الدوخ��ة وأل��م في‬ ‫رأس��ي وجدت أربعة أشخاص فقال لي أحدهم‬ ‫مرحبا بسكينة ‪،‬تفضلي بالجلوس فجلست وأنا‬ ‫مضطربة وخائفة وال أعرف مالذي س��يحدث‬ ‫لي ‪...‬بدأ باس��تجوابي وهو يصرخ وأذكر من‬ ‫ضمن األسئلة ‪:‬ماهو الجهاد الذي كان يحرض‬ ‫عليه الصادق الغريان��ي هل هو قتل الليبين ؟‬ ‫ياتواجير يا ‪...‬يا عمالء النيتو أنتم تبو تاجوراء‬ ‫تدمر باللي فيها وكان معه ش��خص آخراسمه‬ ‫اس��ماعيل س��ألني عن أس��م عائلتي‪ ،‬وقال لي‬ ‫أن عائل��ة الحارس معروفين كلكم جرذان وال‬ ‫تستحقوا الحياة ‪،‬جاء محقق آخر ضربني على‬ ‫وجهي عند انكاري معرفتي لس��ؤاله اس��تمر‬ ‫بضرب��ي عل��ى رقبت��ي وعلى ظه��ري وهدد‬ ‫باستعمال الكهرباء ضدي ألني عنيدة وبالفعل‬ ‫أخذ العص��ا الكهربائية وبدأ بتعذيبي وضربي‬ ‫وحتى صراخي لم يوقف��ه عن حرقي بالعصا‬ ‫بل كان يضحك هو والمحققين الذين معه ‪...‬‬ ‫بع��د لحظ��ات ح��اول أن يخ��رج كل من معه‬ ‫ويحاول ألزامي باإلعتراف قلت له ال أعرف‬ ‫ش��يئا والمنش��ور وجدته ملق��ى على االرض‬ ‫فالتقطته ووضعته بحقيبتي وحتى أني لم أعطه‬ ‫ألحد ‪ ،‬رد مرة أخرى اعترفي وس��وف نطلق‬ ‫س��راحك وتكوني معنا عميل��ة وإذا لم ترغبي‬ ‫بذلك ليس��ت هناك مش��كلة س��نقول أنه مغرر‬ ‫بك س��اعدينا لنساعدك ‪....‬بعد ذلك إدعوا أنهم‬ ‫س��يحضرون طبيب نفس��ي لمساعدتي خاصة‬ ‫وألن��ي رفضت أن أخذ م��اء أو أي أكل منهم‬ ‫وق��ال أحدهم هي ال تري��د ألنها تخاف حبوب‬ ‫الهلوس��ه نحن رج��ال الطاغي��ة نذيب حبوب‬ ‫الهلوسه ونضعها بالماء ‪،‬وخوفا منهم قلت لهم‬ ‫ان��ا لم أقل ذلك وهذا كالم��ك أنت ‪ ،‬أجبروني‬ ‫على ش��رب الماء فب��دأت بقراءة الق��رآن ‪....‬‬ ‫نقلت بعدها الى النياب��ة التخصصية يوم ‪14-‬‬ ‫‪.6-2011‬‬


‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬ ‫ملف العدد ‪ :‬المرأة الليبية رئيسة جمهورية‬

‫‪11‬‬

‫املرأة مقاتلة بسالح احلياة‬ ‫جناة طرخان‬ ‫عل��ى مدى التاريخ قامت المرأة بأعظم األدوار ‪ ..‬وش��اركت‬ ‫الرجل أعب��اء الحياة ‪ ..‬وتطوعت معه للدفاع عن عروبتها ‪ ..‬ثم‬ ‫لنش��ر دينها الحنيف ‪ ..‬ولم تقصر في القيام بدورها التاريخي أو‬ ‫تتوانى عن أداء‬ ‫رس��التها ‪ ..‬وقد روى لنا التاريخ صفحات منيرة لنس��اء بطالت‬ ‫تطوعن بالجهاد بالسيف ‪..‬وإسعاف المصابين وخدمة المجاهدين‬ ‫‪ ..‬ونش��ر الثقافة والعلوم ‪ ..‬منهن نس��يبة بنت كعب التي دافعت‬ ‫عن الرسول الكريم عندما انكشف عنه المسلمين يوم احد فثبتت‬ ‫بس��يفها حول الرس��ول مع أبطال اإلس�لام أمثال على والعباس‬ ‫وعمر والزبير ‪ ..‬حتى أثخنتها الجراح ولم تتراجع ‪ ..‬وقد أكرمها‬ ‫الرسول الكريم فقال فيها بعد الغزوة ‪ ..‬ما التفت يمينا ويسارا إال‬ ‫وأنا أراها تقاتل دوني ‪ ..‬ومنهن خوله بنت األزور التي شاهدها‬ ‫قائد المس��لمين في موقعة اجنادي��ن ملثمة تخترق صفوف الروم‬ ‫وتقاتل ببس��الة فحسبها احد فرس��انه األبطال فلحقها مع جماعة‬ ‫من الفرس��ان وس��ألها أن تحيط اللثام عنها ليعرف المسلمين من‬ ‫هذا الفارس الشجاع ‪ ..‬فأجابته أيها األمير ما يمنعني في ذلك إال‬ ‫الحي��اء ‪ ..‬فأنن��ي امرأة أنا خوله بنت االزور وأخي أس��ير لدى‬ ‫ال��روم وقد عاه��دت هللا أن أنقذه أو اهلك دونه ‪ ..‬ومنهن تماضر‬ ‫بن��ت عمرو ب��ن الش��ريد ‪ ..‬الملقبة بالخنس��اء ‪ ..‬لقد جزعت في‬ ‫الجاهلية في موت أخيها صخر جزعا شديدا ولكن اإلسالم هذب‬ ‫سلوكها فاستقام بعد اإلسالم وقابلت خبر استشهاد أبنائها األربعة‬ ‫ف��ي معركة القادس��ية بصب��ر ال مثيل له وقالت لم��ن اخبرها ‪..‬‬ ‫ثكلتك أمك ما عن هذا سألتك ولكن هل انتصر المسلمون ؟ ولما‬ ‫أجابها ببشرى النصر رفعت يداها إلى السماء وقالت ‪ ..‬الحمد هلل‬ ‫الذي كرمني باستشهادهم ‪.‬‬ ‫هذا ول��م تكن األعم��ال البطولي��ة العظمة للمرأة العربية س��مة‬ ‫لتاريخها فقط بل حاضرها أيضا ‪.‬‬ ‫فجميلة بوحريد ‪ ..‬وس��ها بش��ارة ‪ ..‬وس��ناء محيدل��ي ‪ ..‬بطالت‬ ‫عربيات قم��ن بعمليات بطولية دفاعا عن امتهن بش��جاعة ليس‬

‫له��ا نظي��ر ‪ ..‬والم��رأة الليبية التي اكتس��بت ش��يم العروبة وقيم‬ ‫اإلسالم لم تتخلف عن ركب البطولة والتطوع في سبيل الواجب‬ ‫‪ ..‬لقد ش��اركت الرجل ش��رف الجهاد ضد االستعمار الذي بليت‬ ‫ب��ه بالدن��ا ‪ ..‬وحكم على عدد منهن باإلع��دام وعلقن على أعود‬ ‫المش��انق بطالت مجاهدات رغ��م صعوبة الظروف االجتماعية‬ ‫التي تعيشها ‪ ..‬وتقف عائقا أمام انطالقة المرأة ‪ ..‬ولكنها قاومت‬ ‫المس��تحيل وأدرك��ت بعمق مس��ئوليتها نحو مجتمعه��ا ووطنها‬ ‫وأدت واجبها كامال ‪ ..‬وهنا أود أن أسجل أهم المجهودات القيمة‬ ‫التي بذلت من قبل س��يدات فاضالت في الخمسينيات والستينيات‬

‫عن طريق الجمعية النس��ائية ‪ ...‬تلك المجهودات التطوعية التي‬ ‫والش��ك كان لها األثر الكبير في تنمية المجتمع والنهوض نسبيا‬ ‫بالمرأة بالرغم ما كان ينقصها من المتابعة المس��تمرة والمراقبة‬ ‫الدقيقة وإلرش��ادات الالزمة لتنمية خبراتها ‪ ..‬وأيضا التش��جيع‬ ‫المس��تمر الذي يعتبر عامال أساس��يا في الدفع بالعمل التطوعي‬ ‫إلى مستوى أرقى واعم ‪...‬‬ ‫هذه األعمال ملخصة في األتي ‪-:‬‬

‫اإلش��راف عل��ى دار الحضان��ة األيت��ام ودار رعاية المس��نين‬ ‫ومتابعة العمل بها فتح مدرسة مسائية للبنات من الصف الخامس‬ ‫االبتدائ��ي إل��ى الصف الثال��ث الثانوي بمدرس��ة األميرة ‪ ..‬فتح‬ ‫فصول لمحو األمية ‪ ..‬تعليم الحياكة والتطريز واألشغال اليدوية‬ ‫بمقر الجمعية ‪..‬‬ ‫التعليم على اآللة الكاتبة باللغتين العربية واالنجليزية ‪ ..‬تش��كيل‬ ‫فري��ق للموس��يقى والتمثي��ل من الفتي��ات ‪ ..‬إلق��اء المحاضرات‬ ‫وعقد الندوات وعرض األفالم المتعلقة بش��ؤون المرأة ورعاية‬ ‫الطف��ل أقامة المعارض الس��نوية ‪ ...‬تقديم اإلرش��ادات الصحية‬ ‫واالجتماعي��ة لرب��ات البيوت ف��ي المناطق الش��عبية ‪ ..‬إصدار‬ ‫مجلة نس��ائية اجتماعية ثقافية ‪ ..‬اإلش��راف عل��ى برنامج المرأة‬ ‫في اإلذاع��ة وكذلك األركان الخاصة بها ف��ي الصحف المحلية‬ ‫المختلفة ‪ ...‬المس��اهمة في تأس��يس جمعية الكفيف ‪ ..‬المس��اهمة‬ ‫ف��ي برنام��ج جمعية الهالل األحمر ‪ ..‬والمس��اهمة في تأس��يس‬ ‫النوة األولى لحركة المرشدات ‪ ...‬جمع التبرعات لصالح نزالء‬ ‫المالجئ والمستش��فيات ‪ ..‬المس��اهمة في القضايا القومية بدعم‬ ‫لجان الجزائر وفلسطين ‪ ...‬السيدات الفضليات الالتي كانت لهن‬ ‫المبادرة األولى في المس��اهمة الجادة بإنش��اء أول جمعية نسائية‬ ‫ف��ي ليبيا ع��ام ‪ 1954‬بمدينة بنغ��ازي ‪..‬اذكر أس��ماءهن تعبيرا‬ ‫عن العرفان بجميل هؤالء الس��يدات الرائ��دات في مجال العمل‬ ‫الخيري التطوعي وهن ‪ ...‬الس��يدة الفاضل��ة المربية ألمرحومة‬ ‫حمي��دة العنيزي رائدة المرأة الليبية رئيس��ة الجمعية "غنية عن‬ ‫التعريف " الس��يدة حميدة بن عامر ‪ ..‬الس��يدة بديعة العنيزي ‪..‬‬ ‫الس��يدة خيرية طرخان ‪..‬الس��يدة زكية المنقوش ‪ ..‬السيدة تركية‬ ‫بن سعود ‪ ..‬السيدة حياة الجراح ‪ ..‬السيدة سلمى لينوس ‪ ..‬السيدة‬ ‫ناجية الس��كري ‪ ..‬السيدة يسرى بن حليم ‪ ..‬السيدة فائزة العابدية‬ ‫‪ ...‬الس��يدة وداد صالح ‪ ..‬الس��يدة س��عدية الحدي��دي تحية حب‬ ‫ووفاء لهؤالء السيدات الليبيات والعربيات ‪.‬‬

‫“ إنها خليبة أمـل كبيـرة “ أيها اجمللس الوطين‬ ‫غـيـداء عمـران بـورويـس‬ ‫يوم انتظرناه منذ عقود‪ ،‬يوم انتصار الش��عب‪..‬‬ ‫انتصار الحق‪ ..‬انتص��ار الحرية على الضيم و‬ ‫الظلم‪.‬‬ ‫يوم انتصار انتفاضة الش��عب على حاكمه‬ ‫البغيض ‪ ..‬إنه يوم ال تجود قريحتي بما يناس��ب‬ ‫لوصفه‪.‬‬ ‫وانتظرن��ا البث الحي لمراس��م م��ا بدر أنه‬ ‫س��يكون احتف��اال تاريخي��ا إلع�لان التحرير‪،‬‬ ‫وظهرت المنصة على الشاش��ة وظهر من فيها‬ ‫وم��ن عليها وم��ن حوله��ا ومن أمامه��ا ‪ ..‬ولم‬ ‫نعرف معظم الجالس��ين‪ ،‬من ه��م وما وظيفتهم‬ ‫‪ ..‬من هؤالء؟‬ ‫تمني��ت أن يك��ون كل م��ن عل��ى المنص��ة‬ ‫واقف��ا ً بج��وار مئات أل��وف الليبيي��ن والليبيات‬ ‫في الس��احة وليس جالسا ً في الظل الظليل على‬ ‫كرس��ي وفير‪ ،‬تمنيت أن يك��ون التنظيم أفضل‬ ‫فالفوض��ى واضحة للعي��ان‪ ،‬تمنيت أن من يقدم‬ ‫فقرات االحتفالية ش��اب وفتاة من ش��باب ثورة‬ ‫‪ 17‬فبراير‪ ،‬التي خلت منهم المنصة!‬ ‫وتمنيت و تمنيت ‪ ...‬وما علينا‪.‬‬

‫وح��ان الموعد و بدأت ال ُخطب والكلمات ‪،‬‬ ‫كان��ت في مجملها ال تواكب الظرف والس��اعة‬ ‫والحدث‪.‬‬ ‫وج��اءت كلم��ة المجلس الوطن��ي االنتقالي‬ ‫المؤقت على لسان رئيس��ه المستشار الفاضل‪،‬‬ ‫ولم نس��مع ما كنا نأمل أن نسمعه منه‪ ،‬لم نسمع‬ ‫إعالن التحرير الرس��مي‪ ،‬لم نسمع عما سيعمل‬ ‫المجلس في الفترة االنتقالية القادمة‪.‬‬ ‫وتس��اءلت ه��ل حق��ا ً قام��ت ه��ذه الث��ورة‬ ‫المجيدة‪ ،‬الخالقة‪ ،‬الفريدة‪ ،‬العظيمة ‪ ..‬هل قامت‬ ‫فقط لترس��يخ تطبيق الشريعة اإلسالمية و تأكيد‬ ‫تواف��ق قوانين الدولة الجدي��دة مع مبادئها ‪ ،‬هل‬ ‫بينن��ا ِمـلَـل أخ��رى وال ندري عنها حتى يكون‬ ‫هذا الموضوع محور االهتمام الرئيسي‪.‬‬ ‫ألم تقم الثورة لضمان حقوق المواطنة لكل‬ ‫ليبي وليبية‪ ،‬ألم تقم لترس��يخ الحقوق والحريات‬ ‫األساس��ية لكل من يقيم داخل هذا الوطن‪ ،‬الذي‬ ‫نريده أن يسع الجميع أمازيغ‪ ،‬عرب‪ ،‬طوارق‪،‬‬ ‫تبو وغيره��م‪ .‬ألم تقم الثورة في س��بيل الحرية‬ ‫والعدالة والمس��اواة‪ ،‬والتداول السلمي للسلطة‪،‬‬

‫والتعددي��ة الفكري��ة والحزبية‪ ،‬وتأس��يس دولة‬ ‫مؤسس��ات مدني��ة ش��فافة‪ .‬ألم يكن أج��در على‬ ‫المجل��س الوطني االنتقالي المؤقت أن يُ َخلِد هذا‬ ‫اليوم العظيم بتأكيد س��عيه وعمل��ه على تحقيق‬ ‫هذه األهداف والمطالب بشفافية‪ ،‬بخطى جادة‪،‬‬ ‫برغبة صادقة وبعمل دؤوب‪.‬‬ ‫ه��ل مس��ألة تع��دد الزوج��ات ه��و ما دفع‬ ‫الشباب للخروج إلى الشارع والمطالبة بإسقاط‬ ‫النظ��ام؟ ألـ��م يخ��رج بس��بب الكرام��ة ال ُمهانة‬ ‫والفساد والبطالة وضعف الخدمات العامة‪ .‬ألـم‬ ‫يخرج الش��باب يوم ‪ 17‬فبراير للمطالبة بإسقاط‬ ‫النظ��ام كنتيجة وكخالصة لنضال سياس��ي دام‬ ‫أربعي��ن عام��ا ً ‪ ،‬قُتِل من قُتِل وهُجِّ ��ر من هُجِّر‬ ‫وسُجن واعتُقل الكثير ‪.‬‬ ‫يا لخيبة أملي في يوم تاريخي أسطوري ذو‬ ‫ش��جون غير عادي ال يتك��رر‪ ،‬قد يعيش المرء‬ ‫وال يعاص��ر مثل ه��ذه األحداث واألحاس��يس‪.‬‬ ‫ولش��دة أسفي لم استكمل مراس��م يوم التحرير‪.‬‬ ‫وعلم��ت فيم��ا بع��د أن نائ��ب رئي��س المجلس‬ ‫الوطن��ي االنتقال��ي المؤقت هو م��ن ألقى بيان‬

‫التحري��ر وتحيط��ه الفوض��ى العارم��ة ‪ ،‬وهذا‬ ‫تساؤل آخر ال أجد له تفسير!‬ ‫وم��ا اس��تفزني كثي��راً هو اس��تهتار بعض‬ ‫ممن كانوا على المنص��ة وكأنهم َملّوا الجلوس‬ ‫واالستماع‪ .‬منهـــم من يأكل العلكة وهو جالس‬ ‫ف��ي الص��ف األول و منه��م من ل��م يمتنع عن‬ ‫األحاديث الجانبية أثناء إلقاء الكلمات والخطب‬ ‫‪ ..‬والحف��ل منق��ول عل��ى الهواء مباش��رة على‬ ‫شاشات العالم!‬ ‫لق��د كنت��م يا من جلس��تم جميع��ا ً على هذه‬ ‫المنص��ة رأس هـرم الس��لطة المؤقت��ة الجديدة‬ ‫التي كنا نأملها منظمة‪ ،‬وقورة‪ ،‬شفافة‪ ،‬حكيمة‪..‬‬ ‫لك��ن ما رأيت ل��م يرتق لتوقعات��ي ‪ ..‬آلمالي ‪..‬‬ ‫لطموحات��ي ‪ ..‬للدولة الت��ي نزف من أجلها الدم‬ ‫الكثير‪.‬‬ ‫إنها لخيبة أمل كبيـرة ‪!..‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫• بنغازي في ‪24-10-2011‬‬


‫‪12‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬

‫لوحة نزع املُلك‬ ‫عدنان بشري معيتيق‬ ‫الرس��م باللون األحم��ر أو األزرق‪ ,‬وجوه‬ ‫مغفلة‪,‬أخ��ر م��ا تبقى م��ن ش��رذمة العقيد‬ ‫بمالمح الدهشة ‪,‬الخيبة والحزن على لوحة‬ ‫نزع ال ُمل��ك‪ ,‬تروي قصة نهاي��ة تراجيدية‬ ‫غير متوقعة على اإلطالق لمجرم اإلنسانية‬ ‫المتلبس بالكذب‪ ,‬الزيف ‪,‬الرعب والمتربع‬ ‫على مملكة الوهم ألكثر من ‪ 42‬عاما‪.‬‬ ‫آخر لوحات العقيد الساخرة و كل من تبقى‬ ‫من مخلصيه فكان أشدهم إخالص أحقرهم‬ ‫ف��ي خلق��ه وتفكيره‪,‬ه��م جميع��ا مف��ردات‬ ‫م��ن قصة الح��ي رق��م‪ 2 -‬بس��رت‪,‬تنتهي‬ ‫حس��ب ما رس��م تخطايطاتها القدر ونفذها‬ ‫الث��وار األبط��ال من ليبي��ا الجديدة وعكس‬ ‫م��ا توقع هو وأزالمه ي��وم الخميس بتاريخ‬ ‫‪.2011.10.20‬‬ ‫نحن بشر ال ننأى بأنفسنا عن الغبن الذي رباه‬ ‫فين��ا صغارا وكبارا ه��ذا المجرم وقد طال‬ ‫الجميع وزع القتل والظلم بالتس��اوي علينا‬ ‫جميعا ‪ 1200 ...‬سجين في معتقل ابوسليم‬ ‫تم قتلهم بكل يس��ر وبدون ذنب واضح وال‬ ‫محاكم��ة عادلة أيضا‪ ,‬خالل س��اعة واحدة‬ ‫ولس��خرية الق��در لم يس��تلم أه��ل الضحايا‬ ‫جاثمين أوالدهم رغم مرور خمس��ة عشرة‬ ‫عام��ا على ه��ذه الجريمة البش��عة وجرائم‬ ‫سابقة والحقة من مسلس��له الدموي لتثبيت‬ ‫حكم��ه الزائ��ل وترويع كل من تس��ول له‬ ‫نفسه باالعتراض على االنحرافات الفكرية‬ ‫والسياس��ية واالجتماعية التي يمارسها منذ‬ ‫فجره إل��ى أن قامت ثورة الش��عب العظيم‬ ‫في الس��ابع عش��ر من فبراير‪ .‬وشهداء هذه‬ ‫الث��ورة م��ن ضمنه��م أصدقائن��ا الرائعون‬ ‫وأقربن��ا أيضا وجيراننا يزيد عن ‪30,000‬‬ ‫والكثير م��ن ضحايا المفرم��ة القذافية منذ‬ ‫انقالبه الدموي إلى أن طلعت شمس فبراير‬ ‫المجيدة‪.‬‬ ‫جاءت نهاية سريعة كقطع الطريق نعم قطع‬

‫بنغازي‬ ‫ليلى النيهوم‬ ‫ايتها الظل‬ ‫الفيحاء‬ ‫التي‬ ‫يساقط الياسمين‬ ‫على جباه‬ ‫الذين صدورهم‬ ‫واجهة الوغى‬ ‫ميعادهم‬ ‫مسارب‬

‫الطريق على محاكمة طويلة مملة وانتظار‬ ‫ربما يموت في س��جنه بطال مناضال ملهما‬ ‫للكثير من المغفلين والحاقدين والمستفيدين‬ ‫واللص��وص‪,‬أو يكت��ب مذكراته في الهاي‬ ‫يطالعن��ا كل ي��وم برواية جدي��دة في زاوية‬ ‫يخصصه��ا ل��ه المأجور صاح��ب صحيفة‬ ‫القدس العربي عن معاناة اإلنسان وهمومه‬ ‫وح��ركات التحرر في العالم واالنحياز إلى‬ ‫جانب المظلومين والمهمشين ‪.‬‬ ‫مات متأثرا بجراح أصيب بها في اشتباكات‬

‫بعد أن اخرج من بالوعة المياه مختبئ كفأر‬ ‫فار في اح��د المزارع القريب��ة من المدينة‬ ‫(هذا الشجاع‪ ,‬البطل‪ ,‬قائد الثورة المزعوم‪,‬‬ ‫المفكر‪ ,‬الصق��ر األوحد) على أياد األبطال‬ ‫األشاوس‪ ,‬رسم هو مالمحها دون إن يدري‬ ‫كعمل س��ريالي محركه األول عقله الباطن‬ ‫الممتلئ بفكاه��ة الدكتاتور وجنونه في يوم‬ ‫نزع ال ُملك‪.‬‬ ‫اآلن بداء األقنعة تس��قط عن الوجوه القدرة‬ ‫بمالمح الهزيمة الكالحة‪ ,‬أصبحت واضحة‬

‫ال تنحني‬ ‫لغير حزم وجيبهم يشتد‬ ‫الثوار‬ ‫بنغازي التي‬ ‫الفتيان االشاوس‬ ‫الثوار‬ ‫تحت الشمس‬ ‫في الفلوات‬ ‫التي‬ ‫تهابها االُس ُد‬ ‫بنغازي‬ ‫وكم على حيطان الكالم الصريح‬ ‫اسماؤهم‬ ‫والصور‬

‫امهاتهم والدموع‬ ‫امهاتهم والزغاريد‬ ‫افعالهم‬ ‫واالنتصار‬ ‫بنغازي وال من كتيبة‬ ‫صمدت وال الغازي‬ ‫بقى‬ ‫فيك‬ ‫فإن بقى ِ‬ ‫فنى‬ ‫بنغازي ايتها‬ ‫ت‬ ‫التي ان ِ‬ ‫انا‬ ‫تكونين موطنى‬

‫المعالم وكل يوم س��وف تكتشف فأرا جديدا‬ ‫من ه��ؤالء المقنعين يح��اول تعكير فرحة‬ ‫النص��ر بإطالق اإلش��اعات المغرضة من‬ ‫دواعي حس��د من ما حققه الث��وار والثورة‬ ‫‪،‬ومح��اول إخفاء عي��ن الش��مس بالغربال‬ ‫وصناعة انتص��ارات وهمي��ة للمهزومين‬ ‫‪,‬المتخاذلين والخونة والتش��دق باإلنس��انية‬ ‫والمعاملة الغير الئقة‪ ,‬بعد الخاتمة المرعبة‬ ‫لعراب القلوب المريضة وعاشقي االستبداد‬ ‫والعبودية‪.‬‬


‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬

‫‪13‬‬

‫جدارية سجن أبوسليم‬ ‫(إىل حممد بن األمني )‬ ‫عاشور الطوييب‬ ‫محمد بن المين‬ ‫قال لي ش��بيهي وهو معي ف��ي زنزانتي‪ :‬أنت‬ ‫لست سوى حنجرة صارخة في البرية‪.‬‬ ‫ص��اح صوت واه��ن من آخر عنبر الس��جن‪:‬‬ ‫المغني هرم يا محمد األمين‪ 1‬وهرمنا معه ‪....‬‬ ‫لكننا نش��هد تخليص البالد من قبضة الطاغية‪.‬‬ ‫واجهني الجدار جملة صامتة‪ .‬هذه صحراؤهم‬ ‫و صحراؤن��ا‪ .‬بخط��وط مس��تقيمة ومنحنية‬ ‫تصير بالدا و عب��اد‪ .‬اقفلْ باب الزنزانة عل ّي‬ ‫ال يهم‪ ،‬مفتاحها هاهنا بين أصابعي فحم أس��ود‬ ‫و حل��م نافر‪ .‬اقفلْ ب��اب الزنزانة عل ّي ال يهم‪،‬‬ ‫ت بين دخول‬ ‫ه��واء بالدي لي و دحرج��ة الوق ِ‬ ‫ٌ‬ ‫صوت‬ ‫الصب��اح و رني��ن القوقعة ل��ي‪ .‬همس‬ ‫السجن‪ُّ :‬‬ ‫يهز المل ُ‬ ‫ك أوتا َر كمانه‪،‬‬ ‫من أوّل عنبر‬ ‫ِ‬ ‫العين��ان مقفلت��ان‪ ،‬يحل�� ُم بوالئم الدم‪ .‬يش�� ّدني‬ ‫ٌ‬ ‫ت طفلي ف��ي مصراتة‪ .2‬أحضنُ‬ ‫ش��جن لصو ِ‬ ‫في القلب ضحكتَه المض َّمخة برائحة النعناع‪.‬‬ ‫جال��سٌ ‪ ،‬ظلِّي رم��ادي وقلبي أبي��ض كالثلج‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫صوت عذبٌ ‪.‬‬ ‫هناك‪ ،‬هناك على ربوة عالية‬ ‫يش ّدني الشجنُ إلى ارجوحة أمي في مصراتة‪.‬‬ ‫احضنُ ف��ي القلب نَفَ َس��ها المض ّم��خ بالقرنفل‬ ‫والزعتر البرّي‪.‬‬ ‫"في الليل أيضا ينام الغبار"‬ ‫ق��ال ش��بيهي النائ ُم بجانبي في ابوس��ليم‪ 3‬في‬ ‫ُ‬ ‫لست أذك ُر منه إال رائحةَ األلم‪.‬‬ ‫عنبر‬ ‫"فُ ْل�� ُ‬ ‫ك الراحلين عل��ى َحرْ ف البحر دهش��ةٌ و‬ ‫ْ‬ ‫قل ْق‪ ،‬فأ ّ‬ ‫السكون؟"‬ ‫ي الجياد سيعدو نحو شطآن‬ ‫قلت والمس��ا ُء البغيضُ ال يري��د أن ينته‪ :‬كنتُ‬ ‫ُ‬ ‫أن الح َمام س��يجيء ذات صب��اح ويحطّ‬ ‫أعل�� ُم َّ‬ ‫عل��ى ناف��ذة زنزانتي العالية‪ ،‬س��يحمل لي في‬ ‫منقاره الصغير نتفة من س��حابة و على ظهره‬ ‫قط��رة مطر‪ .‬هذا الح��زنُ كأنّي أعرفه! أبكي‬ ‫كلّما أراه‪...‬انني أبكي اآلن‪.‬‬ ‫حنج��رةٌ تصي��حُ‪ :‬وطن��ي يغيب أين؟ و س��ه ُم‬ ‫الكفِّ ممدو ٌد في الفضاء بال قصيدة‪.‬‬ ‫من ذا يَق ِد ُر أن يأخ َذ حنجرةَ التاريخ؟‪.‬‬ ‫خاطَبَهم رئيسُ الس��جن‪ :‬أنتم في أس��وء سجن‬ ‫عل��ى ظهر الكرة األرضي��ة‪ .‬نحن نتعامل مع‬ ‫ثالث أشياء فقط‪ 1- :‬ثالجة الموتى‪ 2- .‬الكالب‬ ‫المفترسة‪ 3- .‬البحر كاتم األسرار‪.‬‬ ‫لم يسمعوا شيئا‪ .‬كانت الحرب على أشدها‪.‬‬ ‫أمامي س��حبٌ بحجم الوطن‪ ...‬أيها س��تمطر!‬ ‫ضباب كثيف! أحاول الرؤية من قريب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كالم واح��د‪ .‬من أعلى‬ ‫اله��وا ُء ال‬ ‫يثب��ت على ٍ‬ ‫يتساقط َحبُُّ الزمان‪ ،‬من أعلى يشي ُخ المساء‬ ‫وتتأرج ُح الطمأنينة على أعواد الكذب‪.‬‬ ‫من تحت ماس��ورةالمدفع الطويل��ة ل ِم َح نجمةً‬ ‫تقتربْ ‪.‬‬ ‫ م ّر على كتفه بندقية‬‫أين ؟‬‫في آخر الطريق‪.‬‬‫قال شبيهي‪:‬‬ ‫كلُّ عو ٍد فيه ما فيه وكلُّ بال ٍد لها ساحةٌ للبكاءْ‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬قد ٌم واحدة تبحث عن عتبة باب‪ ،‬ي ٌد تعلّق‬ ‫في الهواء ر ّمانة فارغة‪.‬‬ ‫ك واحْ سبْ ميزانَ شهواتك بفتور‬ ‫اضْ ربْ طبول َ‬ ‫اللحظةالهامشية‪.‬‬ ‫"ق��د أكون بارعا في مراقب��ة النجوم في عتمة‬

‫الليل" ق��ال دون أن يلتفت إليهم‪ ,‬الذين حملهم‬ ‫الن��وم ف��ي مركبت��ه الذهبي��ة‪ .‬لم تكن الس��ماء‬ ‫المت�لأألة بارع��ة في اخف��اء ضحكته��ا‪ ,‬وال‬ ‫الثعلب الصغير بارع��ا في االقتراب‪ ,‬غير ّ‬ ‫أن‬ ‫الكثيب كان يحلم بطوابير النمل األس��ود تعبر‬ ‫فلوات الش��تاء‪" .‬هيه��ات" قال وهو يرفع من‬ ‫على عينيه س��حب الح��زن الحامض‪ ،‬هيهات‬

‫شمس تجلس في الزنزانة أو تالمس الجذار؟"‬ ‫قال ثانية‪.‬‬ ‫سجدوا جميعا‪ ،‬سجدوا على ذراع ميّت‪ .‬كانوا‬ ‫بعين واحدة‪ .‬عين بال حزن‪.‬‬ ‫من يحمل حزني معي؟ من يحمل سجني معي؟‬ ‫غابة من رجال‪ ،‬غابة من نساء و أطفال‪ ،‬غابة‬ ‫من عوي��ل وضحك متقطع‪ ،‬غاب��ة من أنفاس‬

‫هيهات‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫كم ه َّش��ة وقف��ة الرجل يفحصُ نس��ي َج الحزن‬ ‫بيدين ترتعش��ان كم ح��ا ّدةٌ ظلم��ة النهار و كم‬ ‫خائنة عيون القاتل‪ُ .‬م َّد رأسك من البريقة‪ 4‬إلى‬ ‫رأس الن��وف‪ ،5‬ال تخف م��ن ضيق الطريق‪،‬‬ ‫فقد تش��تهي امرأة أو حنظلة مدورة ملس��اء قد‬ ‫تقطف دون أن تدري وردة القلب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫حلمت البارحة بعريش��ة بيتنا‪.‬لم أذق أطعم من‬ ‫عنب عريشة بيتنا‪ .‬لم يكن بيني وبين أمي غير‬ ‫س��حب بيضاء عابرة‪ .‬رفعت عينيها‪ ،‬نادتني‪:‬‬ ‫محمد س��يفتح الجبّ بابه وس��تطير في المدى‬ ‫الشاس��ع أحالم��ك فاغل��ق عينيك عن��د الفجر‬ ‫وادخ��ل مدينت��ك العالية‪ .‬س��ألتني‪ :‬هل فتحت‬ ‫ف��ي جدارك كوّة‪ ،‬تم ّد المدينة منها يدها وتضع‬ ‫الحناء على أصابع الجموع النائمة معك؟‬ ‫يا محمد ان طالت غيبتك فألمر! ليس في يدي‬ ‫غير الغبار‪ ،‬ليس ف��ي العين غير البكاء‪ ،‬ليس‬ ‫ف��ي البرية غي��ر االلم‪ .‬فلتنتظ��ر فجرا يطوي‬ ‫األرض طيا ويش��رب معك عصي��ر البرتقال‬ ‫قبل أن يقوم الصباح من مكانه‪.‬‬ ‫يا محمد‪ ،‬س��أذهب اآلن ألزرع ورودا حمراء‬ ‫في زنازين الميتين‪ .‬سالم لك إلى قيام الساعة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫صرخت عاليا‪ :‬سلمي لي على أبي‪ ،‬قولي له ال‬ ‫يبكي عل ّي‪ ،‬سأعود‪....‬سأعود‪.‬‬ ‫عل��ى عريش��ة عن��ب بيتن��ا نام��ت الحناج��ر‬ ‫المتعبة‪....‬صمتا رجاء ال جلبة وال ضوضاء‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وضعت الفتة بيتي‬ ‫رب عشّ طائر ال��دوري‬ ‫قُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ورأيت في السماء وجه أخي الحبيب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أصوات أنين‪ .‬ليتني‬ ‫سقطت من ش��جر قريب‬ ‫أقد ُر تقبيل عينيه‪ ،‬ليتني أجمع آهاته عنه‪ ،‬ليتني‬ ‫‪....‬‬ ‫ّ‬ ‫"من أين يأت الظل؟" سأل سجا ٌن "من أين وال‬

‫عطرة‪ ،‬غابة من شهيق وغابة من زفير‪ ،‬غابة‬ ‫من ظالل باردة‪ ،‬وغابة من رمل يابس ساخن‪،‬‬ ‫غابة من رياح و غبار‪ ،‬غابة من صهيل خيول‬ ‫برية‪ ،‬وغابة‪ ،‬غابة من عيون زوجتي البهية‪.‬‬ ‫"ماذا في آخر األخبار" يسأل سجانا سجينُ ؟‬ ‫ال جديد في الحرب‪ ،‬لقد انتصرنا وستقتلون‪.‬‬‫غابة من نواح وش��جن‪ .‬هل نامت القبرات في‬ ‫نافذة زنزانتي؟ لعله��ا صارت غابة من ريش‬ ‫وريح‪ .‬إني متعب يا بالد القناديل المطفأة‪.6‬‬ ‫ما أوس��ع باب س��جنك و ما اضي��ق صدرك‪.‬‬ ‫كيف استطعتَ قتل الزمن على عتبة زنزانتي؟‬ ‫كيف مس��حت بماء النار جبين عابري بّوابتك‬ ‫الصدئة؟ قلتَ لنا ستأكلكم أنيابُ النسيان‪.‬‬

‫قلتَ لنا ستعلّقون من خصّيكم على باب المدينة‬ ‫الشرقي‪ .‬قلتَ لنا ‪.....‬‬ ‫و لكن ما الفائدة‪....‬ستموتون على كل حال‪.‬‬‫ُ‬ ‫رفعت مئذنتي‬ ‫في غفلة عنك و عن حرّاس��ك‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وتركت‬ ‫هي��أت لألحباب وليمة و‬ ‫على كتف ّي‪.‬‬ ‫البحر على وسادتي كي يستريح‪ .‬لو كنتَ تعلم‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫التفت‬ ‫صاحت عصافي��رُه حين‬ ‫أن ال��وادي قد‬ ‫ُ‬ ‫ودخلت قب��وكَ‪ .‬في غفلة عنك‬ ‫إلى آخ��ر نهار‬ ‫و عن حّراس��ك‪ ،‬با َركني األنبي��اء‪ .‬قد يضيق‬ ‫الم��كانُ عل��ى القادمين! قد يجيء المس��ا ُء بال‬ ‫ظلمة! قد يخون الجس�� ُد المد ّمى! لكن سيعيش‬ ‫الوطن هنا أبدا‪،‬‬ ‫سيعيش الوطن هنا أبدا‪ ،‬هنا أبدا‪.‬‬ ‫ه��ا ق��د ج��اءت الطي��ور إل��ى ميع��اد الم��اء‬ ‫ّ‬ ‫الس��ن يخيطون أفواه حكايات‬ ‫والطاعنون في‬ ‫الحرب بحنكة بالغة‪.‬‬ ‫ي الن��دى‪ ،‬جاءت ب��ه النباتات و‬ ‫مركبي ع��ر ُ‬ ‫الدع��وات القديم��ة‪ .‬األذرع العالي��ة بح��ري‪،‬‬ ‫موجه أش��واق و زفرات خافتة‪ .‬هل ّم إلي تقول‬ ‫الهتاف��ات م��ن وراء الجب��ل‪ .‬هل ّم إل�� ّي تقول‬ ‫األناشيد من مصراتة‪.‬‬ ‫كم خفيفة هي الحرية! و كم عظيم هو االنسان‪.‬‬ ‫ياه! ما أثقل العقود األربعة الماضية‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫هوامش‪:‬‬ ‫‪ .1‬محمد بن األمين‪ :‬رس���ام ليبي ش���اب سجن هو و‬‫أخوه الحبيب بن األمين في األسبوع األول من ثورة ‪17‬‬ ‫فبراير ضد القذافي وس���جنا في سجن أبوسليم الشهير‬ ‫بطرابلس‪.‬‬ ‫أفرج عنه الثوار يوم ‪ 20.8.2011‬بعد تحرير طرابلس‪.‬‬ ‫‪ .2‬مصرات���ة ‪ :‬المدينة التي يقيم فيها الرس���ام وقد‬‫عانت دمارا كبيرا على يد كتائب القذافي لكنها انتصرت‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫‪ .3‬أبوس���ليم‪ :‬س���جن رهيب مقتل فيه عام ‪ 1996‬في‬‫س���اعتين ‪ 1269‬س���جين سياس���ي وإلى حد اآلن غير‬ ‫معروف أين دفنوا‪.‬‬ ‫‪ .4‬منطقة نفطية في شرق ليبيا‬‫‪ .5‬منطقة نفطية في شرق ليبيا‬‫‪ .6‬عنوان قصيدة لش���اعر ليبي اس���مه علي الرقيعي‬‫مات عام ‪1966‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬

‫ُ‬ ‫“رفيف األجنحة” كما تسنى لي‬ ‫كرمية الفاسي‬ ‫فك��رت يوم��ا ً أن احضر عصف��ورا‪ ،‬ملونا‪،‬‬ ‫يغ��رد عل��ى نافذتنا ونربيه ولم تك��ن انفلونزا‬ ‫الطي��ور استش��رت حينه��ا‪ ،‬ففاجأتـني جدتي‬ ‫رحمها هللا‪ ،‬بكلمتين (تجيبيه نطيره) وسكتت‬ ‫فلم تزد‪ ،‬كانت لكمة قاضية‪ ،‬نس��فت مشروع‬ ‫الطي��ران اليتيم في ش��بابي بجملت��ه‪ ،‬فهي لم‬ ‫تعترض ولم تناقش‪ ،‬فقط (نطيره) وان طار‪،‬‬ ‫فلن يعد‪.‬‬ ‫وبالرغم انه مش��روعا ً يتيما ً إنما ليس وحيداً‪،‬‬ ‫فقد حلمت أني س��ألتقط ذات يوم مذنبا ً وأطير‬ ‫حول المجرات!‪ ،‬و حاولنا جميعا ً أنا وإخوتي‬ ‫ف��ي صغرنا بناء جناحين م��ن الريش‪ ،‬ريش‬ ‫الدج��اج‪ ،‬كم��ا فعل عباس بن فرن��اس وربما‬ ‫أردنا إضافة منقاراً أيضاً‪ ،‬كان مشروعا جديا‪،‬‬ ‫عملنا باجتهاد في انجازه ولملمة ما نقدر عليه‬ ‫م��ن الريش المتناثر‪ ،‬إال أنه نُس��ف هو اآلخر‬ ‫عل��ى يدي أمي‪ ،‬حفظها هللا‪ ،‬باعتراضها فِعالً‬ ‫وقَ��والً على ذلك الريش‪ ،‬المليء بالحش��رات‬ ‫وجن��ون عب��اس الذي مات وش��بع تكس��يرا‪،‬‬ ‫ولغرابة الحياة يذك��ر الكاتب المهندس مفتاح‬ ‫قن��او ف��ي كتابه رفي��ف األجنح��ة* أن موت‬ ‫عباس بن فرن��اس أثناء محاولته الطيران هو‬ ‫خطأ شائع وليس بالصحيح!‪.‬‬ ‫ي��ا ليتن��ي عرف��ت ه��ذه المعلومة أي��ام كنت‬ ‫اعتل��ي موج��ة جن��ون الطيران م��ع إخوتي‪،‬‬ ‫لكنت دحضت حجة أمي‪ ،‬التي نس��فت ريشنا‬

‫المنظ��وم في خي��ط‪ ،‬كبداية جن��اح محلق في‬ ‫الجو العالي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ألي��س مثارا للتس��اؤل أن اإلنس��ان تمكن من‬ ‫الس��يطرة على زم��ام األمور‪ ،‬فس��خر النار‬ ‫واس��تأنس الماش��ية وال��كالب‪ ،‬وروض‬ ‫الوح��وش الضاري��ة فجعلها تراق��ص الكور‬ ‫في مالعب الس��يرك والبهلوانات واس��تزرع‬ ‫الصح��اري وصحّ��ر الغابات ‪ ،‬رب��ط عربته‬ ‫لحيوان��ات مختلف��ة وس��ارت ب��ه‪ ،‬إال انه لم‬ ‫يهتدي أب��دا لطريقة تمكنه م��ن التعلق بحبال‬ ‫الس��ماء‪ ،‬مربوطة إلى الطي��ور والتحليق بها‬ ‫عدا أس��طورة الس��ندباد والعنقاء أو ما تتناقله‬ ‫الحكايات االنجليزية الشعبية التي تجيب الولد‬ ‫حينما يسأل أمه‪:‬‬ ‫أمي من أين أتيت؟‬ ‫كنت مربوطا في ص��رة لقدم البجعة‪ ،‬طارت‬ ‫بك في ثلوج الشتاء حتى وضعتك عند المدخنة‬ ‫و ه��ذه األس��طورة م��ا انفك��ت تقت��رب من‬ ‫س��احة الواقع وتبارز الفش��ل بشدة حتى انبلج‬ ‫عصرها مدهش��اً‪ ،‬و ولد هذا الطائر الحديدي‬ ‫المدجن(الطائرة) ولم يكن نصيبنا امة العرب‬ ‫خاص��ة وأمم الش��رق إال األس��اطير وأحالم‬ ‫أللف ليل��ة ال ليل��ة واحدة ومحاولة عباس��ية‬ ‫فرناسية وحيدة‪ ،‬ولم يكن للسيدتان أمي وجدتي‬ ‫السبق في نسف أحالم المش��اريع الطيرانيه‪،‬‬ ‫فكم��ا يحدث دائما لحظ��ة والدة حلم جديد في‬

‫التغيي��ر وطرح غير المأل��وف تولد تلك اليد‬ ‫الت��ي تريد خنقه ولعل حل��م الطيران الحديث‬ ‫كان مشروعا ً أوروبيا ً بامتياز وفرنسيا تحديداً‬ ‫وعائل��ي أخوي أيضا يدين لإلخوة بالكثير في‬ ‫إحراز تقدم��ه فنجد توقيع��ات مثل (االخوين‬ ‫مونجليفيه)‪(،‬االخوي��ن تيس��انديه)(االخوين‬ ‫رايت) ومعها ظهرت في أوروبا نية اإلطاحة‬ ‫بجنون أحالم الطيران معلنة عن نفسها تحت‬ ‫إمرة التعصب الديني وإحكام قبضة الكنيس��ة‬ ‫على مقالي��د األمور وجاهزيتها لش��طب أي‬ ‫محاول��ة للهرطق��ة والن��زول عن��د مضارب‬ ‫الش��يطان فقد أدانت العالم االنجليزي(روجر‬ ‫بيكون) بالزندقة واالش��تغال بالسحر األسود‬ ‫ومناوش��اتها لعبق��ري عصر النهض��ة العالم‬ ‫والرسام ليوناردو دفنشي وكان قبول إرسال‬ ‫إنس��ان لفضاء الطيور مثار استنكار وشجب‬ ‫إال أن الوق��وف أمام عجلة الحضارة والمدنية‬ ‫أمر ال يمكنه الصمود طويال فقد جاء االخوين‬ ‫الفرنس��يين(مونجليفيه) باخت��راع جديد يدخل‬ ‫فيه اإلنس��ان واس��ع الس��ماء عن طريق أول‬ ‫منط��اد ف��ي التاري��خ وكان االتف��اق إرس��ال‬ ‫خروف ودي��ك وبطة وحصولهم على س��بق‬ ‫لقب(كابت��ن طي��ار) إلرضاء الكنيس��ة وعدم‬ ‫تعريض أي من الكائنات البش��رية لخطر أن‬ ‫يتخبطه مس وبالرغم من توالي األيام وتطور‬ ‫العقل البشري إال أن مواقف أغلب الحكومات‬ ‫وبع��د قرون لم يكن أكثر تش��جيعا لمش��روع‬ ‫الطي��ران م��ن موقف الكنيس��ة ب��ل انتهجت‬ ‫ذات النهج من س��خرية و استهزاءكما فعلت‬ ‫الحكوم��ة األلماني��ة بالعالم(فردين��اد زبلين)‬ ‫وتص��دي الصحاف��ة له��ا ومس��اندته ‪ ،‬أم��ا‬ ‫األخوي��ن رايت االمريكين فق��د تفتق حلمهما‬ ‫من األراض��ي االنجليزية والفرنس��ية مقابل‬ ‫الكثير من الجحود في بلدهم األم أمريكا يقول‬ ‫الكات��ب مفتاح قناو في كتاب رفيف األجنحة‪،‬‬ ‫الطيران األثقل من الهواء الصفحة(‪:)87‬‬ ‫موقف الحكومة األمريكية كان سلبيا فقد وجه‬ ‫(األخ��وان رايت) عرضا لوزارة الدفاع حتى‬ ‫تحتك��ر اختراعهم��ا لصال��ح الوط��ن واألمة‬ ‫فق��د كان��ا يظن��ان أن طائرتهم��ا ق��ادرة على‬ ‫االستكش��اف أثناء المعارك الحربية على اقل‬ ‫تقدير ولن الرد كان قاس��يا عليهما حيث ردت‬ ‫وزارة الدف��اع بالق��ول إنها ترفض تخصيص‬ ‫أموال لموضوع ال فائدة من ورائه ولم يتحقق‬ ‫بعد‬ ‫ط��ارت الطائ��رة وبمراحل كما ه��ي أطوار‬ ‫الدودة من البويضة إلى الش��رنقة إلى العذراء‬ ‫إلى الحش��رة الكاملة ومن جناحي الريش إلى‬ ‫المنطاد إل��ى الطائرة البخارية إلى الكهربائية‬ ‫والنفاثة والناقالت وطائرات الركاب المرفهة‬ ‫والطائرات المقاتلة‬ ‫ه��ذه المراحل في بدايتها أفزعت بني البش��ر‬ ‫فمزق فالحي فرنسا المنطاد الذي هبط عليهم‬ ‫من السماء يختنق وغرغرة الغازات في حلق‬ ‫فوهته فف��روا من إمامه ليعودوا وقد كاد يلفظ‬ ‫آخر أنفاس��ه بضعف تس��رب الغ��ازات منه)‬

‫وببس��الة يقاتل��ه الفالحين ويقطعونه أش�لاء‬ ‫بفؤوس��هم ومعاولهم قبل أن يفتك بهم ‪ ،‬وترك‬ ‫الملك االنجليزي مجلس��ه ليلحق منطادا طار‬ ‫فوق قصره مدهوشاً‪.‬‬ ‫كم قتل هذا الطير الحديدي وحصد من أرواح‬ ‫ف��ي كل مراح��ل تطوره س��واء م��ن تجارب‬ ‫االختراعات حتى مرارات الحروب والدمار‬ ‫ي��وم طلع عل��ى المجاهدي��ن الليبيي��ن طيرانا‬ ‫ايطالي��ا معاديا وقصفهم في (س��واني بن ادم)‬ ‫فترص��ده ف��ي الجول��ة الثاني��ة اح��د األبطال‬ ‫الشهداء وأسقطه برصاصه‪.‬‬ ‫وكم وفر من رفاهية وقرب المسافات وقصر‬ ‫الرحالت بتنوع سخي‪.‬‬ ‫أنا لس��ت متخصصة في علوم الطيران وآخر‬ ‫عهدي به هو العصف��ور الذي هُددت فيه قبل‬ ‫إحض��اره حت��ى زواجي من مهن��دس صيانة‬ ‫طائ��رات‪ ،‬والحقيق��ة إن أكث��ر الممتنين لهذا‬ ‫االختراع فهو مصدر رزقنا وأس��باب العيش‬ ‫وإن لم يتم اختراعها لعانينا من ضنك الحياة‪.‬‬ ‫وكثيرا ما يأتي زوجي في أحاديثه على ذكر‬ ‫أخب��ار طيراني��ه واجد تلك اله��وة بيني وبين‬ ‫ربط المفاهي��م الطيراني��ة وقراءتها في كتب‬ ‫التخصص أم��ر ال يغريني ألبت��ه لذلك كتاب‬ ‫األس��تاذ مفتاح قناو كان سهال مبسطا ألصبح‬ ‫بي��ن عش��ية وضحاها ملم��ة بخباي��ا طائرنا‬ ‫الحديدي ‪،‬‬ ‫وع��ودة للمقه��ى العل��وي ف��ي فندق ش��اطئ‬ ‫النخي��ل حي��ث جل��س الصديق��ان يتجاذب��ان‬ ‫أطراف الحديث عن هذا المصنوع الذكي وقد‬ ‫أسهب الصديق بكرم في اصطحاب رفيقه في‬ ‫رحلة طيرانية بدأها بأقدم جولة اس��تطالعية‬ ‫لهده��د س��ليمان وعبر ب��ه كل العصور في‬ ‫سالس��ة وأبدع في تبس��يط المعلومة وبشرح‬ ‫وتفس��ير هو اقرب لمناظرة قضاي��ا المحاكم‬ ‫وهن��ا أظن إن الجان��ب المهني العلمي كمحام‬ ‫بارع ومهندس طيران سابق لصاحب الكتاب‬ ‫برز أعل��ى صوتا ً من الس��رد القصصي وقد‬ ‫تخيل��ت إن الن��ادل قد يع��رض خدمة أخرى‬ ‫عل��ى الزبونين غير القهوة التي طلباها وهما‬ ‫يشغالن طاولة لمدة ثالث ساعات ونصف‪ ،‬ال‬ ‫وجود خاللها ألي حدث استثنائي فقط لتذكير‬ ‫القارئ أننا ال ن��زال في قفص القصة العلمية‬ ‫التاريخية ال على حصير الجد يروي ألحفاده‬ ‫حكاي��ة الطيران على طريق��ة برامج األطفال‬ ‫الليبية أو مساءلة في رواق المحاكم‬ ‫كت��اب انحني لكاتبه إجالال وتقديرا واش��كر‬ ‫ربي على كل دقيقة من وقتي اس��تثمرتها في‬ ‫قراءت��ه‪ ،‬أقارع زوجي مهن��دس الطيران في‬ ‫براهين هندس��ته واعرف ان��ه عندما تقلع بنا‬ ‫الطائرة مس��افرين في المرة القادمة فلن أقطع‬ ‫تالوتي لما تيس��ر م��ن الق��ران الكريم لحظة‬ ‫انقباض صدري خوفا الس��تمع تفاس��يره عن‬ ‫طلوع الجناح وإقالع الطائرة والسبب ببساطة‬ ‫إلمامي بها اآلن‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫*رفيف االجنحة للكاتب مفتاح قناو ‪2010‬‬


‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬

‫‪15‬‬

‫تأمالت حول القصة القصرية يف ليبيا‬ ‫( من خالل جمموعة “ضمري الغائب”‪ 1‬ليوسف الشريف)‬ ‫شكيب أريج ‪88nawras@gmail.com /‬‬ ‫عل��ى الرغم م��ن المس��احات الصحراوية‬ ‫الشاس��عة في ليبيا‪ ،‬فالقصة الليبية موسومة‬ ‫بأنه��ا االبنة الش��رعية للمدين��ة‪ ،‬ففي مقال‬ ‫بعن��وان "نث��ر المدين��ة" قراءة ف��ي القصة‬ ‫القصي��رة الليبية‪ .‬يرى منصور أبو ش��ناف‬ ‫أن القص��ة القصيرة في ليبيا فن مديني‪ ،‬فن‬ ‫تنتجه المدينة ليعبر عنها‪ ،‬ربما ألن الش��عر‬ ‫كان فنا ريفيا‪2.‬‬ ‫سنتأمل هذا االفتراض على ضوءمجموعة‬ ‫قصصية لواحد م��ن رواد القصة القصيرة‬ ‫بليبيا وهو يوس��ف الش��ريف في مجموعته‬ ‫"ضمي��ر الغائب" لكن قبل ذلك دعونا نقول‬ ‫بأنه م��ن المجح��ف أن نجعل هذا التقس��يم‬ ‫الجغراف��ي موازي��ا للتقس��يم األجناس��ي‪،‬‬ ‫خاص��ة أن الش��عر يث��وي فيما ه��و نثري‪،‬‬ ‫والعك��س صحيح فجينات النثر تس��ري في‬ ‫دماء الشعر‪.‬‬ ‫هك��ذا يمكن الحديث عن الس��ارد الش��اعر‬ ‫في ليبيا مما يفس��ر غلب��ة التعبير بالرمز أو‬ ‫الهم��ز لدى األدباء الليبيي��ن‪ .3‬لنخلص إلى‬ ‫أن بحي��رة األدب بالقطر الليبي تس��توعب‬ ‫هذا التداخل المش��روع بين القصة والشعر‬ ‫وتستوعب في شكلها ومضامينها المراوحة‬ ‫بين المدينة والريف‪.‬‬ ‫ي��رى الكات��ب والق��اص كام��ل المقه��ور‬ ‫أن فت��رات كف��اح الش��عب لص��د الغاضب‬ ‫(المس��تعمر) كانت مناخا طيبا لنمو الحكاية‬ ‫الت��ي كان مخاضه��ا ف��ي حض��ن الجدات‬ ‫والمجاهدي��ن المقاومين‪ 4‬لكن نزوع القصة‬ ‫في ليبيا إلى الهمس واللمز والغمز والرمز‬ ‫يدعو إلى التساؤل حول تشربها لماء الشعر‬ ‫م��ن جهة‪ ،‬وح��ول حاجته��ا إل��ى مناخات‬ ‫الحرية من جهة ثانية‪.‬‬ ‫حي��ن نطال��ع مجموع��ة "ضمي��ر الغائب"‬ ‫الص��ادرة س��نة ‪ 1986‬لكاتبه��ا يوس��ف‬ ‫الش��ريف نفاجأ بكثافة اإليحاءات المس��يجة‬ ‫للمعن��ى في س��رد معج��ون بلغة مس��تفزة‬ ‫للخيال والحواس‪ .‬لغ��ة بامتداد الصحاري‪،‬‬ ‫وكثاف��ة الكثبان‪ .‬لغة تؤس��س لعالقة عدائية‬ ‫مع مكان المدينة‪:‬‬ ‫"كان الش��ارع قفرا أس��ودا والس��ماء ردا ًء‬ ‫رماديا‪ ،‬يلف المدينة" قصة ضمير الغائب‪-‬‬ ‫ص‪ .09‬إن الس��ارد الش��اعر وه��و يكتب‬ ‫عن الفضاءات المغلقة المس��يجة بالقوانين‪،‬‬ ‫المفخخة بالمحاذير يحاول ترويض كينونته‬ ‫الجامح��ة‪ ،‬فكأنه يض��ع المالك ف��ي اآللة‪،‬‬ ‫وألن تيمة المدينة احتلت مساحات كبيرة في‬ ‫الس��رد القصصي في ليبيا كان من البديهي‬ ‫أن يرب��ط بعضه��م بي��ن القص��ة القصيرة‬ ‫والمدينة إلى الحد الذ يجعله يعتبر القصة فنا‬ ‫مدينيا دون أن ينفي كون " المش��هد المديني‬ ‫في القصة القصيرة الليبية يس��ود دائما دون‬

‫أن تختفي منه بقع الرعوية" ‪5‬‬ ‫المش��هد المدين��ي حين ينكتب بلغة ش��عرية‬ ‫جامح��ة فإن��ه ينفلت من إس��اره‪ .‬وهكذا هو‬ ‫يوسف الشريف عندما يكتب نصوصه فهو‬ ‫يحضر بكامله‪ .‬حواس��ه وعواطفه وحدس��ه‬ ‫وخيال��ه ‪ 6‬فنجده في قص��ة "مقدمة لحادث‬ ‫ل��ن يقع" يكت��ب عن أفق مدين��ة وليس عن‬ ‫المدين��ة ذاتها‪ .‬وبعين الس��رد اآلثمة يرصد‬ ‫مشاهد جحيمية‪:‬‬ ‫"صه��د الش��مس أذاب اس��فلت الطري��ق‪،‬‬ ‫والطري��ق تغيب نهايته ف��ي األفق‪ ،‬واألفق‬ ‫سراب‪ ،‬والسراب س��راب الظهيرة‪ ،‬تطاير‬ ‫رص��اص في الفض��اء فأطلقت الس��يارات‬ ‫صرخاته��ا‪ ،‬حطمته��ا العرب��ات المدرعة‪،‬‬ ‫تراكض البشر‪ ،‬وتدافعوا وتساقطوا وتبادلوا‬ ‫العنف بقبضات األيدي وبالش��فاه واألقدام‪،‬‬ ‫تالش��ى كل صوت‪ ،‬انبطحوا على بطونهم‬ ‫والتصقت جباههم بالطري��ق وتذوقوا طعم‬ ‫الس��ائل األس��ود الم��ذاب‪ "..‬قص��ة مقدمة‬ ‫لحادث لن يقع‪ -‬ص‪19‬‬ ‫لقد تميزت كتابات يوسف الشريف بطابعها‬ ‫الضباب��ي التعتيم��ي حت��ى ألن الكتابة عن‬ ‫المدين��ة هي كتابة عن الالمكان‪ ،‬ونس��تعير‬ ‫هنا جملة قالها يوس��ف الش��ريف نفسه عن‬ ‫األدب��اء الليبيين‪ :‬انهم يكتبون عن كل العالم‬ ‫ما عدا ليبيا" ‪ 7‬ولم يكن الشريف بمنأى عن‬ ‫هذا التوصيف‪ ،‬فهو نفسه يجعل سرده خلوا‬ ‫م��ن أي تحديد أو تصريح أو إفش��اء‪ .‬وكأي‬ ‫ع��راف أو متنب��يء يطلق العنان لحدوس��ه‬ ‫ليستشرف نهاية واقع ممجوج منبوذ‪ ،‬فتأتي‬ ‫قصصه متواليات من التنبؤات والتكهنات‬ ‫يعتريها الخوف والترقب والتوجس‪:‬‬ ‫"توغ��ل في قل��ب المدين��ة الخالي��ة‪ ،‬تطلع‬ ‫للنواف��ذ المقفل��ة وتوقف أم��ام قصر الملك‪،‬‬ ‫ح��راس مصفحون بالس�لاح حتى أخمص‬ ‫القدم‪ ،‬يتبادلون األمكنة والخوف والتوجس‬ ‫م��ن كل مص��در حركة‪ "..،‬قص��ة من أين‬ ‫يأتي الحب‪ -‬ص‪75-76‬‬ ‫وعالقة باآلفاق االستش��رافية لألدب يمكن‬ ‫الق��ول أن كتابات الش��ريف اإلبداعية أكثر‬ ‫إصاب��ة من كتاباته التصريحية في حواراته‬ ‫ومقاالته‪ ،‬ففي نقاش سياس��ي سبق ليوسف‬ ‫الش��ريف أن قال‪" :‬األنظمة الش��مولية من‬ ‫يغيرها؟ غير معروف" ‪8‬‬ ‫وها هي إبداعاته ف��ي القصة القصيرة تتنبأ‬ ‫بتحول المدن إلى س��احات حروب والناس‬ ‫إلى أمواج متالطمة‪:‬‬ ‫" بحر بال شطآن تتصارع أمواجه في قلب‬ ‫التيار ترتفع منبثقة من تحت اللجج السوداء‬ ‫كأنما تبغي الخالص لكنها تعود وتتالش��ى‬ ‫وس��ط أمواج أخرى تأخ��ذ مكانها‪ "..‬قصة‬ ‫زائر الليل‪-‬ص‪.26‬‬

‫يج��د الناقد الليب��ي فوزي عم��ر الحداد في‬ ‫دراس��ة نقدي��ة حول س��رد الق��اص الليبي‬ ‫التكبال��ي‪ ،‬أن س��رد هذا األخي��ر ينحو نحو‬ ‫حوار داخل��ي عبر أحادي��ث باطنية طويلة‬ ‫يصع��ب معها مالحقة الحدث‪ 9‬وهي التقنية‬ ‫نفسها التي يتمترس خلفها يوسف‬ ‫الشريف‪ ،‬بعد أن تمترس خلف لغة اإليحاء‬ ‫والرمز فكان��ت القصص تود أن تنبس لكن‬ ‫الكتم��ان يجللها‪ ،‬تريد أن تبوح لكن الخوف‬ ‫والتوج��س يجعلها مترددة‪ ،‬بل ومحس��وبة‬ ‫الكلمات‪:‬‬ ‫"ص��دى العق��ب الحديدي��ة تم��زق صمت‬ ‫اللي��ل وبريق العيون الذبابية المختفية خلف‬ ‫الزوايا والمنعطف��ات‪ ،‬وقصر الملك غارق‬ ‫ف��ي الظ�لام والصم��ت المترق��ب كصمت‬ ‫النهاي��ة الفاجع��ة" قص��ة م��ن أي��ن يأت��ي‬ ‫الحب‪-‬ص‪76-77‬‬ ‫وأش��ارت بع��ض القص��ص وباس��تحياء‬ ‫االيحاء إلى زوار الليل (زائر الليل)ص‪21‬‬ ‫وبفائ��ض من الحب انتق��دت قصة (من أين‬ ‫يأتي الحب)ص‪ 73‬السلطة المستبذة‪ .‬وتكفل‬ ‫السرد الموس��وم بكونه شالال فكريا منسابا‬ ‫بترسيخ قناعات فكرية ثورية لكنها نخبوية‬ ‫وليست في متناول القارئ العادي بدليل أن‬ ‫قص��ة مثل "نهاية أبو زيد الهاللي" ص‪27‬‬ ‫أو قص��ة "الوح��ش" ص‪ 49‬ه��ي قصص‬ ‫اس��تندت على عكازة مونولوج داخلي غير‬ ‫مباشر يسميه "ديفيد لودج" األسلوب الحر‬ ‫غي��ر المباش��ر‪ ،‬وهي طريقة تق��دم األفكار‬ ‫على هيئة حديث يس��رد ف��ي صيغة الغائب‬ ‫وفي زمن الماضي ‪10‬‬

‫وفي األخير فإن لغة اإليحاء والرمز وكآبة‬ ‫المدينة وتوسل مونولوج داخلي قد ال تكون‬ ‫أش��كاال هروبية بل اختي��ارات أملتها ذائقة‬ ‫مجددة ومرهفة ومتمرسة‪.‬‬ ‫وختما فإن القصة القصيرة في ليبيا س��تجد‬ ‫في مناخ الحرية بعد النظام الش��مولي البائد‬ ‫مس��احات بكر مس��كوت عنها‪ ،‬وال شك أن‬ ‫القصة بهذا الطر لها‬ ‫كتابها الذين تمرسوا على أشكالها وصيغها‬ ‫الجديدة‪ ،‬فهم جديرون بها وهي جديرة بهم‪،‬‬ ‫عل��ى أن تبتعد األقالم النقدي��ة والرجراجة‬ ‫عن التصنيف��ات الالأدبية‪ :‬مديني أو ريفي‪،‬‬ ‫نس��ائي أو رجالي‪ ،‬أصول��ي أو علماني‪،،،‬‬ ‫وتحتكم‬ ‫إلى الكتابة الجملية الحقة‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫•هوامش‬ ‫‪ .1‬ضمي���ر الغائ���ب‪ -‬قص���ص قصيرة‪ -‬يوس���ف‬‫الشريف‪ -‬الدار الجماهيرية للنشر‬ ‫والتوزيع‪ -‬الطبعة األولى ‪1986‬‬ ‫‪ .2‬نث���ر المدينة ‪ -‬ق���راءة في القص���ة القصيرة‬‫الليبية‪ -‬منصور أبو شناف‪.‬‬ ‫‪. 3‬األديب الليبي‪ :‬يوس���ف الشريف األب الروحي‬‫لقصص األطفال‪ -‬موقع وسان‬ ‫‪ .4‬حول القصة الليبية‪ -‬كامل المقهور‬‫‪ .5‬نثر المدينة‪ -‬منصور أبو شناف‬‫‪. 6‬األديب الليبي‪ :‬يوسف الشريف ‪ -‬موقع وسان‬‫‪ .7‬نفسه‬‫‪ .8‬نفسه‬‫‪ .9‬دراس���ات نقدية في القصة الليبية‪ -‬منشورات‬‫المؤسسة العامة للثقافة‪ -‬فوزي‬ ‫عمر الحداد‪ -‬الطبعة األولى ‪ 2009-‬ص‪51‬‬ ‫‪ 10‬نفسه‪ -‬ص‪51‬‬‫•كاتب من المغرب‬


‫‪16‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬

‫حاضر ليبيا ومستقبلها‪ :‬القبيلة والدميقراطية وأشياء أخرى‬ ‫أبوالقاسم اشتيوي‬ ‫م��ا أن أدرك القذافي األبعاد الفعلية للحدث‬ ‫الليبي وتشعباته الدولية‪ ،‬حتَّى س َّخر وسائط‬ ‫إعالمه لترويج فكرة مفادها هيمنة الظاهرة‬ ‫القبلي��ة على تكوين المجتمع الليبي‪َّ ,‬‬ ‫وأن ما‬ ‫يح��دث ال يع��دو أن يك��ون محاولة بعض‬ ‫القبائ��ل مغالب��ة ما عداها في ص��راع بيِّن‬ ‫على الس��لطة يتج��اوز أية حق��وق مطلبية‬ ‫ين��ادي به��ا البع��ض‪ .‬وكانت غايت��ه إفهام‬ ‫العال��م َّ‬ ‫ب أهلية‬ ‫أن ليبيا ذاهبة حتما ً إلى حر ٍ‬ ‫بحكم ذلك التكوين‪ ،‬ما س��يفضي الحقا ً إلى‬ ‫فش��ل الدولة الليبية القائمة ودخول المنطقة‬ ‫جرَّاء ذلك مرحلة من الفوضى س��تزعزع‬ ‫اس��تقرارها‪ .‬وهو ما ر َّدت عليه األصوات‬ ‫المحس��وبة على الثورة بالقول َّ‬ ‫إن المجتمع‬ ‫الليب��ي تط�� َّور إلى ح ِّد تالش��ت عن��ده أية‬ ‫وظائف سياس��ية أو اقتصادية كانت القبيلة‬ ‫تؤديها فيما مض��ى‪ ،‬بحيث أضحت مجرد‬ ‫"مظلةً اجتماعية" بحسب التوصيف األثير‬ ‫ل��دى غالبية تلك األصوات‪ .‬م��ا يهمنا فيما‬ ‫س��بق َّ‬ ‫أن الطرفين متفقان أقلَّ��ه على غلبة‬ ‫التكوي��ن القبل��ي في المجتم��ع الليبي‪َّ ,‬‬ ‫وأن‬ ‫اختالفهم��ا محصور ف��ي طبيعة الوظائف‬ ‫التي تؤديها القبيلة خدمةً ألفرادها‪.‬‬ ‫وال يقتضينا الحديث عن دور القبيلة اعتماد‬ ‫تعريف ُمح َّدد لها إذا سلَّمنا بوجودها في ح ِّد‬ ‫ذاته‪ ،‬فماهية هذه الوحدة االجتماعية يمكن‬ ‫إغفالها إذا ُكنَّا معنيين فقط باآلثار الظاهرة‬ ‫لدوره��ا على مكون��ات محيطها األخرى‪.‬‬ ‫ومس��تهل الحدي��ث س��يكون اإلش��ارة إلى‬ ‫نمطين من الروابط م��ن بين أنماط أخرى‬ ‫فاعل��ة في تكوين المجموعات أو الوحدات‬ ‫االجتماعية مثل العرق أو الدين أو المذهب‬ ‫أو الحرف��ة أو س��واها من األط��ر ال ُمحدِّدة‬ ‫األخ��رى‪ ،‬وأعن��ي بهم��ا رابط��ة القُربَى‬

‫(مرجعيته��ا ج ُّد أعلى ُمفتَ�� َرض) ورابطة‬ ‫الم��كان (مرجعيتها إقلي��م‪ ،‬مدينة‪ ،‬حي ‪...‬‬ ‫ال��خ)‪ .‬وس��نر ِّكز عل��ى هاتي��ن الرابطتين‬ ‫لغلبتهما الجغرافية والس��كانية في المجتمع‬ ‫الليب��ي‪ .‬وم��ا يعنينا بش��أنهما ه��و قيامهما‬ ‫على مفه��وم العصبية ال��ذي ال تختص به‬ ‫رابطة القربى دون س��واها م��ن الروابط‪،‬‬ ‫األمر الذي يجيز لنا التوس��ع في اس��تخدام‬ ‫مصطلح قبيلة ليشمل طرابلس أو مصراته‬ ‫أو درنة مثلما هو شام ٌل لورفلة أو العبيدات‬ ‫أو العواقير على سبيل المثال‪.‬‬ ‫أ َّم��ا وقد س��لَّمنا بوجود ال ُمك�� ِّون القبلي في‬ ‫المجتم��ع الليبي‪ ،‬فلن��ا أن نتخطَّى كثرة من‬ ‫المس��ائل النظري��ة المتعلق��ة بالقبيلة لنقفز‬ ‫مباشرة إلى الس��ؤال المركزي الذي يعنينا‬ ‫في الحالة الليبية‪ :‬ه��ل حقا ً ُج ِّردت القبيلة‪،‬‬ ‫قسراً أو بحكم التطور‪ ،‬من أية وظيفة تتداخل‬ ‫مع الوظيفتين الرئيستين للدولة وهما فض‬ ‫النزاع��ات وتوزي��ع الفائ��ض االقتصادي‬ ‫(الغنيمة بلغ��ة الموروث القبل��ي)؟ لنتدبر‬ ‫واقعتي��ن واكبت��ا مس��يرة الثورة ف��ي ليبيا‬ ‫ك��ي نتبيَّن م��دى ارتباطهما ب��دور القبيلة‬ ‫الفعل��ي المس��كوت عنه‪ ،‬والبداية س��تكون‬ ‫باس��تعراض واقعة اغتي��ال رئيس أركان‬ ‫الجي��ش الوطني اللواء عب��د الفتاح يونس‪.‬‬ ‫ول��ن نُعنى في تناولنا لها بتفاصيلها األمنية‬ ‫وبتلمس حقائقه��ا اعتماداً على تصريحات‬ ‫المس��ؤولين ف��ي المجلس االنتقال��ي أو ما‬ ‫تناقلته وسائط اإلعالم بشأنها‪ .‬إننا معنيون‬ ‫فقط بموقف قبيلته من حادثة اغتياله بغض‬ ‫النظ��ر ع��ن صوابي��ة ذل��ك الموق��ف من‬ ‫عدمه��ا‪ .‬ف��كل ما نرمي إليه ه��و ربط ذلك‬ ‫الموقف بفكرة الدور الذي قلنا َّ‬ ‫إن القبيلة ما‬ ‫زالت تؤديه على الس��احة الليبية‪ .‬وفي هذا‬

‫الصدد وجَّهت قبيلة الفقيد رسالة واضحة‪،‬‬ ‫عبر وسائط اإلعالم واإلعالن‪ ،‬مفادها أنها‬ ‫تُمهل المجلس االنتقالي أجالً س َّمته إلحقاق‬ ‫الحق واالقتصاص م��ن الجناة‪ ،‬وفي حال‬ ‫فشله فإنها ستستوفي حق فقيدها بذاتها‪ .‬إنَّها‬ ‫الرس��الة ال ُمعبِّ��رة عن ال��دور الفعلي الذي‬ ‫تضطل��ع به القبيلة ف��ي ليبيا‪ ،‬وهي موجَّهة‬ ‫في المقام األول إلى أفرادها لش�� ِّد عصبهم‬ ‫وتقويت��ه‪ ،‬ولكنه��ا ف��ي الوقت ذات��ه تُظهر‬ ‫"لآلخرين" منعة هذه القبيلة وهيبتها‪.‬‬ ‫الواقع��ة الثاني��ة تتعل��ق بالتدابي��ر األمنية‬ ‫والعس��كرية الت��ي اتخذتها قبيل��ة مصراته‬ ‫لمنع جحاف��ل القذافي من اجتي��اح مدينتها‬ ‫صرة‪ .‬لقد اعتمد المعنيون بالدفاع عن‬ ‫ال ُمحا َ‬ ‫المدين��ة نهج اجتثاث كل الب��ؤر التي رأوا‬ ‫فيها خطراً داهم��ا ً يتهدد مدينتهم وثوارها‪,‬‬ ‫ومن ضمن ذل��ك "تطهير" المدينة من كل‬ ‫العناصر التي ع ُّدوها طابوراً خامسا ً يوالي‬ ‫النظ��ام ويدافع عن��ه مثل قبيل��ة تاورغاء‪.‬‬ ‫وعل��ى الرغم من القس��وة الظاه��رة لتلك‬ ‫التدابي��ر بالنس��بة للمراق��ب الخارج��ي‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫فإن س��كان المدينة ال ُمحاص��رة اعتبروها‬ ‫مشروعة ومبرَّرة بالنظر إلى أعمال القتل‬ ‫والخط��ف التي قال��وا َّ‬ ‫إن الطابور الخامس‬ ‫نفذها داخ��ل مدينتهم‪ ،‬وكذل��ك بالنظر إلى‬ ‫الخراب والويالت التي قالوا إنها تنتظرهم‬ ‫فيما ل��و نجح االجتياح‪ .‬تبع��ات الواقعة لم‬ ‫تتوقف عن��د هذا الحد‪ ،‬فعقب دحر الكتائب‬ ‫المهاجم��ة وتحرير مصراته ل��م يكن أمام‬ ‫ِ‬ ‫قبيل��ة تاورغاء س��وى إخالء البل��دة على‬ ‫عج��ل تحس��با ً ألي��ة أعم��ال انتقامية ضد‬ ‫إفراده��ا‪ .‬ومثلما هو الحال بالنس��بة لقبيلة‬ ‫العبيدات‪ ،‬نحن معني��ون فقط بموقف قبيلة‬ ‫مصراته تجاه تاورغ��اء بغض النظر عن‬ ‫صوابي��ة ذلك الموقف من عدمها‪ .‬إنه يعبِّر‬ ‫عن الداللة ذاتها التي حملتها رس��الة قبيلة‬ ‫صيغَت هذه المرة بلغة‬ ‫العبيدات‪ ،‬غير إنها ِ‬ ‫قبيلة مصراته ومفرداتها‪.‬‬ ‫يق��ول المدافعون عن القبيل��ة َّ‬ ‫إن القضيَّتين‬ ‫الس��ابقتين س��تجدان طريقهم��ا إل��ى الحل‬ ‫لوجود عق�لاء في القبيلتي��ن يعملون على‬ ‫درء الفتنة وإخماد بوادرها‪ .‬ولكن ما الذي‬ ‫س��يحدث لو لم يكن بين القوم رجل رشيد؟‬ ‫هن��ا يُس��تَبَان الفرق بين دولة المؤسس��ات‬ ‫والقان��ون‪ ،‬الق��ادرة عل��ى التعام��ل م��ع‬ ‫الطوارئ وفق إجراءات ُمتَّفق عليها س��لفا ً‬ ‫س��ار‪ ،‬وبين رد فعل‬ ‫ضمن إط��ار قانوني‬ ‫ٍ‬ ‫جمع��ي تح ِّركه عصبية االنتماء قد يُش��عل‬ ‫فتي��ل نزاع يمتد ليحرق كل ش��يء‪ .‬وتؤ ِّكد‬ ‫هات��ان الواقعت��ان َّ‬ ‫أن القبيل��ة ف��ي ليبيا ما‬ ‫زالت ت��ؤدي دوراً يتجاوز مفهوم "المظلة‬ ‫االجتماعية" الغائم إلى دور فاعل يتناقض‬

‫مع مفهوم سيادة الدولة‪ ،‬القائم على احتكار‬ ‫األخيرة لوظيفت��ي فض النزاعات وتوزيع‬ ‫الفائض االقتص��ادي‪ .‬والوظيف��ة األخيرة‬ ‫هي الداف��ع الخفي وراء كل الحراك القبلي‬ ‫بم��ا في ذل��ك النزاع مع القبائ��ل األخرى‪.‬‬ ‫م��ا حدا بمحم��د عابد الجاب��ري إلى القول‬ ‫َّ‬ ‫ب��أن "القبيل��ة معزول��ة ع��ن الغنيم��ة هي‬ ‫مقول��ة ُمج��رَّدة وقال��ب ف��ارغ"‪ ،‬بمعن��ى‬ ‫َّ‬ ‫أن المحاصص��ة االقتصادي��ة تق��ف وراء‬ ‫النزاعات وسُبل وفضها‪ .‬وهي الوظيفة أو‬ ‫ال��دور الذي يُعاد إنتاجه ليتوافق مع مفهوم‬ ‫الدول��ة الحديثة وأجهزته��ا‪ .‬ويتضح طرح‬ ‫الجابري بش��أن الغنيمة ف��ي حادثة تُروى‬ ‫ع��ن أحد "أمن��اء اللجن��ة الش��عبية لمدينة‬ ‫بنغ��ازي"‪ ،‬حيث قصده وفد من قبيلته يريد‬ ‫إتمام معامل��ة إدارية ما‪ .‬وحين أجابهم َّ‬ ‫بأن‬ ‫مطلبه��م مخال��ف للقان��ون ر ُّدوا بأنَّ��ه "لو‬ ‫كان قانوني��ا ً أصالً ما جئناك"‪ .‬إنه فرد في‬ ‫القبيلة‪ ،‬ومنصبه وكل المنافع التي يمكن أن‬ ‫يجلبه��ا غنيمة للقبيلة يج��ب أن تُو َّزع على‬ ‫كل أفرادها!‬ ‫ما مآل األمور في الدولة الليبية الناشئة إذا‬ ‫كانت الغلبة له��ذا التوجه؟ قد نتبيَّن مالمح‬ ‫إجاب��ة عن تس��اؤلنا باستش��راف بعض ما‬ ‫ينتظرن��ا عق��ب المرحل��ة االنتقالية‪ ،‬حيث‬ ‫صُ�� َورْ مرش��حي الس��لطتين التش��ريعية‬ ‫والتنفيذية تحتل فض��اءات األماكن العامة‬ ‫وتتص��در وس��ائل اإلعالم "الح��رَّة"‪َ .‬من‬ ‫ِمن أولئك المرش��حين يمل��ك قاعدة ناخبة‬ ‫وطنية عاب��رة للعائ�لات والقبائل؟ كم من‬ ‫المر َّش��حين بينهم يمثلون شخصيات عامة‬ ‫اس��تناداً إلى برامج وممارس��ات سياس��ية‬ ‫معلومة إبَّان حك��م القذافي؟ ال أحد تقريباً!‬ ‫وماذا بشأن حمالت ال ُمر َّشحين االنتخابية‪،‬‬ ‫ه��ل َس��تُفلح ف��ي تغيي��ر وجه��ات اقتراع‬ ‫كث��رة م��ن الناخبي��ن؟ كم هو مؤس��ف َّ‬ ‫أن‬ ‫اإلجاب��ة س��تكون بالنفي مرة أخ��رى‪ .‬إذا‬ ‫ص��ح َّ‬ ‫أن هذا هو واقع الح��ال‪ ،‬فأين تكمن‬ ‫الق��وة النَّاخبة األساس��ية إذن؟ َّ‬ ‫إن وس��يط‬ ‫الس��لطة الفعلي سيكون ش��يخ القبيلة‪ ،‬وهو‬ ‫ما يعبِّر عنه الباح��ث عبد العزيز الحيص‬ ‫بالقول َّ‬ ‫إن "مش��ايخ القبيلة يستدعون قوتهم‬ ‫االجتماعية متى أرادوا‪ .‬وقوتهم هذه كانت‬ ‫تتجس��د في دعم أف��راد قبيلته��م‪ ،‬لقد جعل‬ ‫ال��والء والتضامن الجبري من القبيلة كيانا ً‬ ‫ذا خصوصية ف��ي المجتمع الحديث‪ ،‬قوي‬ ‫التأثير‪ ،‬ومعطالً لق��درة العديد من األفراد‬ ‫على التواصل مع مؤسسات الدولة الحديثة‬ ‫‪ ...‬فانتماء الفرد [إلى قبيلته] انتماء جبري‬ ‫ال يُبن��ى على حرية الفرد‪ ،‬أو اختياره"‪ ،‬ما‬ ‫يناقض فك��رة َّ‬ ‫أن الفرد يمث��ل وحدة البناء‬ ‫في المجتمعات المدنية الحديثة‪ .‬والمقصود‬


‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬

‫بذل��ك َّ‬ ‫أن معظم األحزاب في ليبيا َستُش�� َّكل‬ ‫على أساس قبلي ال يملك العضو فيها حرية‬ ‫االختيار ألن��ه ُمجبَر بالس��ير وراء اختيار‬ ‫القبيل��ة‪ .‬وهكذا تعود البالد إلى الدوران في‬ ‫الحلقة القبلية ال ُمفرغ��ة التي لم تخرج منها‬ ‫على امتداد عهودها الملكية و"الجمهورية"‬ ‫و"الجماهيري��ة"‪ .‬وال أدل عل��ى اخت�لاط‬ ‫المفاهي��م ل��دى المعنيين بالش��أن القبلي من‬ ‫تركيبة وفد القبائل الليبية الذي زار الدوحة‬ ‫مؤ َّخراً‪ ،‬فأحد أعضائه يشغل منصب رئيس‬ ‫االتحاد العام لمنظمات المجتمع المدني في‬ ‫ليبيا! المجتمع الذي يناقض فكراً وممارسةً‬ ‫كل ما يم��ت للقبيلة بصلة‪ .‬عل��ى أية حال‪،‬‬ ‫من يود االس��تزادة والتفصيل‪ ،‬بشأن الحالة‬ ‫القبلية في ليبيا وش��ذوذها ع��ن بقية الوطن‬ ‫العربي‪ ،‬يمكنه الرجوع إلى ما كتبته الباحثة‬ ‫ليزا أندرسن بالخصوص‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫إن الفك��ر القبل��ي فك�� ٌر إقصائ��ي بطبع��ه‬ ‫على م��ر التاريخ‪ .‬وش��اهد ذل��ك‪ ،‬إذا جاز‬ ‫التعبي��ر‪" ،‬انتخابات" الس��قيفة التي جرت‬ ‫بي��ن المهاجرين واألنصار لحس��م مس��ألة‬ ‫الخالفة‪ ،‬فكان أن حُس��مت بالش��عار القبلي‬ ‫"منَّ��ا األمراء ومنك��م الوزراء" ال ُمس�� َّوغ‬ ‫سياسيا ً باعتبار اللحظة التاريخية! وتال تلك‬ ‫لنص نجم عنه تكريس‬ ‫الواقعة فه��م خاطئ‬ ‫ٍ‬ ‫اإلمام��ة العظمى في قري��ش‪ .‬تُرى ما مدى‬ ‫اإلحباط الذي سيصيب مليار مسلم من غير‬ ‫الع��رب يُقال لهم بكل فضاضة إنهم ليس��وا‬ ‫أهالً إلمامة المسلمين؟ ولربما قِيل لهم ذلك‬ ‫عقب صالة جهرية قرأ فيها اإلمام ﴿ يَا أَيُّهَا‬ ‫النَّ��اسُ إِنَّا َخلَ ْقنَا ُكم ِّمن َذ َك ٍر َوأُنثَى َو َج َع ْلنَا ُك ْم‬ ‫ُش��عُوبا ً َوقَبَائِ َل لِتَ َعا َرفُوا إِ َّن أَ ْك َر َم ُك ْم ِعن َد للاهَّ ِ‬ ‫أَ ْتقَا ُك�� ْم إِ َّن للاهَّ َ َعلِي ٌم َخبِي�� ٌر ﴾؛ إقصاء مطلق‬ ‫ال يجيز حت��ى إمامة المفض��ول في وجود‬ ‫األفض��ل على رأي الزيدي��ة‪َّ .‬‬ ‫إن اآلخر من‬ ‫منظ��ور قبل��ي محض ال يخ��رج عن كونه‬ ‫واح��داً م��ن اثني��ن‪ :‬عدو مح��ارب أو عدو‬ ‫محايد‪ ،‬ما يقطع الطريق أمام التعددية التي‬ ‫تقوم عليها فكرة الدولة الحديثة‪.‬‬ ‫واس��تطراداً ف��ي الحديث ع��ن االنتخابات‬ ‫القبلي��ة "الح��رَّة" المقبل��ة س��نتناول مقولة‬ ‫ال يتوق��ف الجمي��ع‪ ،‬ري��ا ًء أو اقتناع��اً‪،‬‬ ‫ع��ن ترداده��ا والتروي��ج له��ا مفاده��ا َّ‬ ‫أن‬ ‫المرأة نص��ف المجتم��ع‪َّ ،‬‬ ‫وأن تقدمه رهن‬ ‫بتحريره��ا وتمكينها في جمي��ع المجاالت‪.‬‬ ‫ف��كل األص��وات تقريباً‪ ،‬ابت��دا ًء من بعض‬ ‫شيوخ السلفية ومروراً بالوسطيين وانتها ًء‬ ‫بالعلمانيي��ن‪ ،‬تن��ادي بوج��وب إش��راك‬ ‫المرأة في إدارة ش��ؤون الدول��ة عند أعلى‬ ‫المس��تويات التش��ريعية والتنفيذي��ة‪ .‬ولكن‬ ‫عندما يحي��ن أوان االلتزام بهذا التوجه في‬ ‫أية انتخابات قادمة‪ ،‬االلتزام الذي س��يكون‬ ‫مدعوما ً دون أدنى ش��ك بإص��رار الغرب‬ ‫على "تحري��ر" المرأة وتمكينه��ا‪َ ،‬من ِمن‬ ‫القبائ��ل التي تعتد بإرثها العربي س��ترضى‬ ‫أن تُقدِّم نسائها على رجالها لمنصب النيابة‬ ‫أو ال��وزارة؟ م��ن منه��ا س��ترضى بانتقال‬ ‫القوامة من الرجال إلى النس��اء إذا ما تُرك‬ ‫األمر لشيخ القبيلة وقوله الفصل؟ من يظن‬

‫َّ‬ ‫أن ه��ذه النظ��رة مغرقة في التش��اؤم عليه‬ ‫أالَّ ينس��ى أنَّنا أحفاد من نزل��ت فيهم ﴿ َوإِذاَ‬ ‫بُ ِّش َر أَ َح ُدهُ ْم بِاألُنثَى ظَ َّل َوجْ هُهُ ُم ْس َو ّداً َوهُ َو‬ ‫َك ِظيم ﴾‪ .‬أبناء من الزال بعضهم ال يورِّثون‬ ‫األنث��ى أرضا ً كي ال تصي��ر ملكا ً "لآلخر"‬ ‫إذا تزوجت في غير قبيلتها! حتى المتنبِّي‪،‬‬ ‫حكي��م العرب وش��اعرهم‪ ،‬تن��اول تفضيل‬ ‫النساء على الرجال في بيت شعر تصدرته‬ ‫أداة الشرط "لو" التي يمتنع جوابها المتناع‬ ‫ش��رطها‪ .‬أليس هو القائل في رثاء أم سيف‬ ‫ت‬ ‫الدولة‪َ :‬ولَو كانَ النِسا ُء َك َمن فَقَدنا لَفُ ِّ‬ ‫ضلَ ِ‬ ‫جال‪َّ .‬‬ ‫إن ح َّل هذه المعضلة‬ ‫الر ِ‬ ‫النِس��ا ُء عَلى ِ‬ ‫لن يتأتَّى إالَّ بتدوير المناصب النس��وية بين‬ ‫القبائل كي يتفرق عارها بينها كافة!‬ ‫هل يتوق��ف ضرر هيمنة الفكر القبلي على‬ ‫مستقبل البلد عند هذا الحد؟ لمعرفة ما نحن‬ ‫ُمقبل��ون عليه س��نفترض َّ‬ ‫أن ث��روات البلد‬ ‫ع��ادت إلى أهله��ا في ظل حكومة رش��يدة‬ ‫ج��اءت بها انتخابات قبلية "حرَّة"‪ .‬ما الذي‬ ‫س��تواجهه هذه الحكومة إذا حاولت التحرُّ ر‬ ‫من هيمنة االقتص��اد الريعي‪ ،‬وذلك بتنمية‬ ‫القطاع الزراعي والنهوض به تحقيقا ً ألمن‬ ‫ليبيا الغذائي على س��بيل المثال؟ س��تواجه‬ ‫المشكلة الملحَّة ذاتها التي أشارت إليها بعثة‬

‫تقرير البنك الدولي رقم ‪ LY-30295‬لسنة‬ ‫‪ 2006‬تع��زو ف��ي بنوده��ا المرقمة ‪ 152‬ـ‬ ‫‪ 155‬غياب االستثمارات األجنبية المباشرة‬ ‫(الت��ي س��نحتاجها ش��ئنا أم أبين��ا) إلى "‪...‬‬ ‫صعوبة الوصول إلى األراضي الصناعية‬ ‫و[إلى] الغموض الذي يشوب وضعية حق‬ ‫التملك ‪[ ...‬وإلى حاجة] القوانين األساس��ية‬ ‫المتعلق��ة باألراض��ي ‪ ...‬إلى إع��ادة النظر‬ ‫كي تكون منس��جمة مع شروط تسيير نظام‬ ‫اقتصاد السوق ‪ ...‬ولعل أبرز األمثلة على‬ ‫الغموض والشكوك [المحيطة] بالسياسات‬ ‫الت��ي انتاب��ت قط��اع األعمال ف��ي ليبيا ‪...‬‬ ‫تتمث��ل ف��ي ‪ ...‬االلتب��اس والغم��وض ف��ي‬ ‫القوانين المتعلقة بملكية األراضي ‪."...‬‬ ‫بوص��ول حديثنا عن القبيل��ة إلى هذا الحد‪،‬‬ ‫الب��د لنا من العودة إلى الواقعية التي تمليها‬ ‫طبيع��ة القي��م االجتماعي��ة المتج��ذرة ف��ي‬ ‫المجتمع الليبي‪ ،‬واعتبار كل ما ُذكر مجرد‬ ‫سرد ألفكار ربما فاتت البعض في طرحهم‬ ‫للمس��ألة القبلية وعالقتها بمجريات األمور‬ ‫خالل المرحلة االنتقالية وما يليها‪ .‬فالطبيعة‬ ‫المطلقة للقيم االجتماعية تنص على ديمومة‬ ‫فعاليته��ا ردح��ا ً م��ن الزم��ن عق��ب زوال‬ ‫المؤثِّر الذي رسَّ��خها‪ .‬بمعن��ى َّ‬ ‫أن معتنقيها‬

‫البن��ك الدولي في الصفحة ‪ 31‬من تقريرها‬ ‫رق��م ‪ 11136‬لس��نة ‪ 1960‬بش��أن التنمية‬ ‫االقتصادية لليبيا‪ .‬حيث يش��ير ذلك التقرير‬ ‫إلى مواد الدستور المتعلقة بحيازة األرض‬ ‫ليخل��ص إلى ما ترجمت��ه َّ‬ ‫أن "البعثة تدرك‬ ‫مدى تج�� ُّذر الع��ادات واألع��راف القبلية‪،‬‬ ‫وب��أن أي��ة مقترحات لتغيي��ر الوضع القائم‬ ‫َستُوا َجه في نهاية المطاف بقدر من التعنت‬ ‫ال يس��تهان به‪ .‬بي��د أننا مقتنع��ون بوجوب‬ ‫إحداث تغييرات عاجل��ة إذا ما و َّد الليبيون‬ ‫التأس��يس لزراعة مزده��رة"‪ .‬هل طرأ أي‬ ‫تغيير عقب مرور ستة وأربعون عاما ً على‬ ‫صدور ذلك التقرير؟ كالَّ‪ ،‬فاألمور ما زالت‬ ‫على حالها وم��ا زالت حيازة القبيلة الفعلية‬ ‫لألرض تقف حجر عثرة في وجه تطبيق أية‬ ‫برامج تنموية‪ .‬فالنسخة العربية من مسودة‬

‫ل��ن ينبذوها في التو والحي��ن تنفيذاً لقوانين‬ ‫صدرت بشأنها‪ ،‬ذلك َّ‬ ‫أن الزمن وحده كفيل‬ ‫بإضعاف رسوخها ومن ثم زوالها في وجود‬ ‫التشريعات المناسبة التي تساعد على ذلك‪.‬‬ ‫والتزام هذا المس��ار الزمني‪ُ ،‬مع َّززاً بتعليم‬ ‫منفتح وبتش��ريعات تعيد إل��ى الدولة كامل‬ ‫سلطتها في مس��ألة فض النزاعات وتوزيع‬ ‫الفائض‪ ،‬سيُجنِّب البالد نشوب صراع حاد‬ ‫بين جدي��د قيمها وقديمها‪ ،‬كما سيس��اعدها‬ ‫عل��ى ارتقاء س��لم التقدم تَدرُّ ج��ا ً بعيداً عن‬ ‫أيَّة خضات اجتماعية قد تطيح بمش��روعها‬ ‫النهضوي‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫إن االس��تقرار والتقدم المنشودين لن يتحقَّقا‬ ‫إالَّ ف��ي وج��ود دولة عادلة تتمث��ل فيها كل‬ ‫مكون��ات المجتم��ع الليب��ي بعيداً ع��ن أية‬ ‫ممارس��ات إقصائي��ة‪ .‬دولة تعتمد سياس��ة‬

‫‪17‬‬

‫تنمي��ة متوازنة وفق م��ا تمليه الضرورات‬ ‫االقتصادي��ة والجغرافي��ة‪ .‬آن��ذاك‪ ،‬وآنذاك‬ ‫فقط‪ ،‬س��تزول مخ��اوف وهواجس البعض‬ ‫ال ُمب��رَّرة م��ن س��يطرة فئ��ة بعينه��ا عل��ى‬ ‫مق��درات البالد وخيراتها‪ .‬آنذاك س��يُصدِّق‬ ‫الن��اس وجود وط��ن يجمعهم اس��مه ليبيا‪،‬‬ ‫وسيلتفتون إلى قضايا العلم والعمل واإلبداع‬ ‫التي تتوس��لها بقية األمم لتحقيق تقدمها‪َّ .‬‬ ‫إن‬ ‫إزال��ة المخ��اوف والهواجس س��الفة الذكر‬ ‫لن تتحقق إالَّ إذا كانت س��لطات تلك الدولة‬ ‫التشريعية والتنفيذية والقضائية‪ ،‬إلى جانب‬ ‫سلطتها الرابعة‪ ،‬تعمل مجتمعة بتشريعاتها‬ ‫وأوامره��ا التنفيذية وأحكامه��ا وتحليالتها‬ ‫عل��ى تعزيز الثق��ة بين مكون��ات المجتمع‬ ‫الليبي‪ ،‬في مسع ًى إلخماد النزعة االنعزالية‬ ‫عند بعضه��ا‪ .‬وهي النزعة الت��ي قد تؤدي‬ ‫آجالً إل��ى تف ُّكك الب�لاد وتجزئتها إلى أكثر‬ ‫من والياتها التاريخية الثالث‪.‬‬ ‫حتَّى الس��اعة تؤ ِّك��د معظ��م التحليالت َّ‬ ‫أن‬ ‫مقتضيات أمن أوروبا س��تمنع انزالق ليبيا‬ ‫إلى هاوي��ة الفوضى واالحت��راب األهلي‪.‬‬ ‫ولك��ن إذا اقتض��ت المتغي��رات الدولي��ة‬ ‫الموافقة على التقس��يم َّ‬ ‫فإن بابه سيُفتَح على‬ ‫مصراعيه ولن يتوق��ف عند حدود فدرالية‬ ‫العام ‪ 1951‬كما يتوه��م البعض‪ .‬وليراجع‬ ‫من تس��اوره أية شكوك بهذا الشأن انفصال‬ ‫الجن��وب عن الس��ودان‪ ،‬وما يع�� ُّد لألخير‬ ‫الحق��ا ً في دارفور وكردفان‪ .‬فليبيا‪ ،‬ش��أنها‬ ‫شأن الس��ودان‪ ،‬تقبل القس��مة بخط متعرِّج‬ ‫جدي��د (وربما بأكثر من خ��ط في اتجاهات‬ ‫مختلف��ة) يمتد م��ن الح��دود الجزائرية إلى‬ ‫مثيلته��ا المصري��ة‪ .‬وهذه القس��مة َس��تَحُلُّ‬ ‫الكثير من مشاكل أوروبا السياسية (الهجرة‬ ‫غير الشرعية وبعض المشاكل األثنية على‬ ‫س��بيل المثال) وتحفظ لها معظم مصالحها‬ ‫االقتصادية في اإلقليم‪ .‬هل تريدون مؤ ِّشراً‬ ‫على ما يمكن أن تتطور إليه األمور في هذا‬ ‫االتج��اه؟ منذ أيام قليل��ة فُرِّ غت بلدة تراغن‬ ‫م��ن كل س��كانها العرب وهُجِّ��روا الجئين‬ ‫داخل "وطنهم" إلى مدينة سبها! فهل نسينا‬ ‫َّ‬ ‫أن آخ��ر رهان��ات ملك مل��وك أفريقيا قبل‬ ‫مصرعه كان استحداث دويلة أفريقية جديدة‬ ‫وفق المعطيات السابقة؟ األمر الذي ما زال‬ ‫قاب�لاً للتحقق لوجود الدافع السياس��ي لدى‬ ‫غالبي��ة المكونات الس��كانية لتلك المناطق‪،‬‬ ‫ولوجود كثرة من رموز نظامه حرة طليقة‬ ‫ق��د تعمل بما لديها من مقدرات على تحقيق‬ ‫حلم��ه إذا تهي��أت لها الظ��روف‪ .‬متمنيا ً أالَّ‬ ‫يتحقق هذا السيناريو‪ ،‬أدعو بعض الحالمين‬ ‫إلى فت��ح األطالس لمعرف��ة مواقع مصادر‬ ‫احتياطي��ات النفط المؤ َّك��دة ومصادر مياه‬ ‫الشرب في ليبيا‪.‬‬ ‫‏‪25‬‏‪10/‬‏‪2011/‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬

‫القبليـة وخصوصية ثورة فربايـر اجمليـدة‬ ‫حسين بن زابيه‬ ‫‪ben_zabee@yahoo.com‬‬

‫خصائ��ص ث��ورة فبراير فري��دة ومتميزة‬ ‫ع َّم��ا ما س��بقها من الث��ورات في تاري��خ ليبيا‬ ‫الحدي��ث والمعاصر التي كانت في مجملها من‬ ‫حيث الريادة واإلمداد والتنظيم والطموح قبلية‬ ‫صرف��ة‪ ،‬فحركة الجهاد مث�لا كان فيها معارك‬ ‫((األدوار)) للقبائل هي اإلس��تراتيجية المتبعة‬ ‫واألكث��ر اتفاقا ونجاحاً‪ .‬ولكن ما حدث يوم ‪17‬‬ ‫فبراير قلب كل الموازين والتوقعات علي كافة‬ ‫األصعدة‪ ،‬فأحدث الحدث منعطفا تاريخيا علي‬ ‫الصعي��د االجتماعي للمجتم��ع الليبي فانزوت‬ ‫القبيل��ة ورجح��ت كف��ة الش��عب وكان الوالء‬ ‫للوطن ال لسواه‪ .‬فثورة فبراير ليست قبلية وال‬ ‫جهوي��ة وال طبقية وال أي تصنيف آخر س��وى‬ ‫أنها ثورة شعبية عارمة بامتياز‪.‬‬ ‫ق��د يتب��ادر إل��ي ذهن البعض لم��اذا هناك‬ ‫تحام��ل أو إدانة للنظام القبل��ي ؟؟ القبيلة نزعة‬ ‫تعصبي��ة تعبر عن والء الف��رد لقبيلته والقبيلة‬ ‫تتض��ارب م��ع مؤسس��ات الدولة الت��ي تعمل‬ ‫علي اس��تيعاب أفراد المجتمع في عصر الدولة‬ ‫الحديثة‪ .‬يس��تند التنظيم القبلي في جوهره على‬ ‫روابط ال��دم وأن العمر والنوع االجتماعي من‬ ‫محددات النظ��ام‪ ،‬فهيمنة جنس الذكور من فئة‬ ‫الشيوخ والكهول علي مقدرات الجماعة ضرب‬ ‫من التمييز والش��وفانية‪ ،‬فالقبيلة والقبلية تعمل‬ ‫ضد الديمقراطية ومؤسس��ات المجتمع المدني‬ ‫وإقصاء المرأة وتهميش الش��باب‪ .‬وببس��اطة‪،‬‬ ‫ال يس��تطيع المجتمع الليب��ي مواجهة التغيرات‬ ‫العالمي��ة في القرن الواحد والعش��رين بالفطرة‬ ‫والعُرف وروابط الدم‪.‬‬ ‫ب��دأ تط��ور المخ��اض التاريخ��ي للقبيل��ة‬ ‫والقبلي��ة في ليبيا إل��ي صورتها المعاصرة منذ‬ ‫أن وقع��ت البالد تح��ت براثن الحك��م التركي‬ ‫ال��ذي اتب��ع أس��لوب االنغالق وعزل الس��كان‬ ‫ع��ن التيارات الثقافية الخارجية وتفتيت اللحمة‬ ‫الوطنية عن طريق التآمر والفتنة وشراء الذمم‬ ‫وعقد التحالفات لضرب القبائل بعضها ببعض‪.‬‬ ‫ف��ي التجمع��ات العمراني��ة أضف��ى األت��راك‬ ‫الصبغة القبلية عل��ي التركيبة الحضرية للمدن‬ ‫الرئيسية المتمثلة في طرابلس وبنغازي ودرنه‬ ‫‪ ،‬أي أنه��ا قس��مت محالت المدن بي��ن القبائل‬ ‫الرئيس��ية المقيم��ة بها علي أن تنطوي األس��ر‬ ‫واألقلي��ات الصغيرة األخ��رى تحت كنفها عن‬ ‫طري��ق ما يعرف بـ"المكاتب��ة"‪ ،‬ومن هنا أُكد‬ ‫عل��ي الصبغ��ة القبلية للمدينة كم��ا حرمت من‬ ‫فرص تطور س��ماتها الحضرية ونمو مجتمع‬ ‫مدني بها مثل الذي واكب تطور كثير من مدن‬ ‫البحر المتوسط خالل تلك الفترة‪.‬‬ ‫ف��ي المناط��ق الريفي��ة والبدوي��ة كان��ت‬ ‫الص��ورة القبلية أعم��ق تجذرا وذل��ك لطبيعة‬ ‫الحياة الرعوية‪ ،‬فقس��مت المراعي بين القبائل‬ ‫القوي��ة‪ ،‬فهيمن��ت علي أغلب أراض��ي الوالية‬ ‫بط��ون القبائل الكبيرة بق��وة حق االنتفاع أو ما‬ ‫يعرف بـ"وضع اليد"‪ .‬هذه الترتيبات لم ترض‬ ‫كثي��ر من القبائل الت��ي حرمت من حق الرعي‬ ‫والحراثة ومن ثم س��اد البالد حالة من الصراع‬ ‫والفوضى استثمره األتراك بخبث في التالعب‬ ‫بمراك��ز الق��وى المحلية من أج��ل تثبيت أقدام‬

‫حكمهم‪ .‬من المنظ��ور الثقافي لم ينضج مفهوم‬ ‫الوط��ن‪ ،‬ولم تتبلور ماهية الش��عب واألمة بين‬ ‫الس��كان تحت هيمن��ة النفوذ القبل��ي‪ ،‬واقتصر‬ ‫الوالء والهوي��ة واالنتماء للقبيل��ة داخل حدود‬ ‫أراضيه��ا المتعارف عليها ضمنا كما أصبحت‬ ‫الرقع��ة الجغرافية لمض��ارب القبيل��ة مرادفة‬ ‫للوطن‪ .‬عزز األت��راك هذه الترتيبات وباركوا‬ ‫العم�لاء واألذن��اب م��ن المش��ايخ المعروفين‬ ‫بوالئهم المطلق للس��لطان واجتهادهم في جباية‬ ‫الضرائب واإلتاوات للباب العالي‪.‬‬ ‫طيل��ة فت��رة الحك��م الترك��ي المس��تبد‪ ،‬لم‬ ‫تنع��م الب�لاد باألم��ن واآلم��ان واالس��تقرار‬ ‫وكان��ت الخصوم��ات القبلي��ة عل��ي أش��دها‪،‬‬ ‫وكان��ت والدروش��ة والط��رق الصوفي��ة ثقافة‬ ‫العص��ر والمجتم��ع‪ ،‬فحق��ا كانت فت��رة جهل‬ ‫وظالم دام��س جثـم علي الب�لاد حوالي أربعة‬ ‫ق��رون‪ .‬فت��رة تعيس��ة س��يئة ف��ي تاري��خ ليبيا‬ ‫مازلن��ا نتحمل تبعاته��ا بدرج��ات متفاوتة إلي‬ ‫يومن��ا ه��ذا‪ ،‬فحق��ا‪ ،‬كان الحكم التركي فاس��دا‬ ‫حتى النخ��اع‪ .‬اتبع��ت إيطاليا أس��لوبا ً مغايراً‬ ‫في تقوي��ض الهوي��ة وتفتيت اللحم��ة الوطنية‬ ‫للس��كان‪ ،‬بدأتها بخط��وات منهجية‪ ،‬وهي أوالً‬ ‫في إطالق اس��م ليبيـا مج��ردا كتعبير جغرافي‬ ‫محدد الدالل��ة علي كل االراضي الواقعة تحت‬ ‫س��يطرتهم في برقة وطرابل��س وفزان؛ وذلك‬ ‫إلعطاء هوية جديدة لمس��تعمراتها تتمش��ى مع‬ ‫طموحات مشاريعها االستعمارية االستيطانية‪.‬‬ ‫كم��ا عملت ثاني��ا ً عل��ي دمج األراض��ي التي‬ ‫احتلته��ا م��ع خريطة البلد األم لكي تش��كل ما‬ ‫عرف بالش��اطئ الرابع إليطالي��ا‪ .‬ثالثاً‪ ،‬وعلي‬ ‫ض��وء دراس��ة مشوش��ة ومبطنة ع��ن توزيع‬ ‫وتركي��ب القبائ��ل المنتش��رة خ��ارج المناطق‬ ‫الحضري��ة ((اجراه��ا العال��م االنثربولوج��ي‬ ‫دي أوغس��تينى لواقع ح��ال جينيولوجية بطون‬ ‫قبائ��ل برقة وطرابلس))‪ ،‬ش��رعت إيطاليا في‬ ‫مص��ادرة األراضي الخصبة وحرمان القبائل‬ ‫من مراعيها وقطع سبل عيشها وتشتيت شملها‬ ‫وتحويله��ا إلي بروليتاريا حضرية لخدمة اآللة‬ ‫الفاشستية الموظفة إلعادة أمجاد روما‪ .‬رابعاً‪،‬‬ ‫نزع��ت الهوية الوطنية عن الس��كان ليصبحوا‬ ‫في نظر س��لطات الدولة مجرد رعايا إيطاليين‬ ‫ولكنهم مس��لمون حس��ب الديانة‪ .‬انقلب السحر‬ ‫علي الساحر‪ ،‬فرجع الحق إلي نصابه وسقطت‬ ‫الهوي��ة اإليطالية لتصبح ليبيـة بجدارة‪ ،‬وش��اء‬ ‫القدر أن اس��م ليبيـا أعط��ى صبغة اثنـولوجيـة‬ ‫للمكان لم يعهدها منذ بداية تدوين التاريخ‪.‬‬ ‫اس��تتب األم��ن بع��د اس��تقالل ليبي��ا وع َّم‬ ‫الرخ��اء بعد اكتش��اف النفط ومن ثم ُش��رع في‬ ‫بن��اء الدولة الحديثة‪ ،‬ومن هنا بدأت سياس��ات‬ ‫االس��تقرار والتوط��ن لتأكي��د اللحم��ة الوطنية‬ ‫والح��د من الخص��ام القبلي عن طري��ق إعادة‬ ‫توزيع االراضي وتنمية مش��اريع االس��تيطان‬ ‫الزراع��ي وتحدي��ث المجتم��ع الليب��ي بش��تى‬ ‫الوس��ائل‪ .‬كم��ا أن تدف��ق الهجرة م��ن الريف‬ ‫إلي المدينة س��ارع من وتي��رة عملية التحضر‬ ‫والحضرية وتفكيك القبلية وإضعاف ش��وكتها‪.‬‬ ‫ه��ذه السياس��ات والتغيرات االنتقالي��ة الناجمة‬

‫عنها كان لها ردود أفعال ملموسة في الحد من‬ ‫العصبية والنع��رة القبلية‪ .‬واقعيا دخل المجتمع‬ ‫الليبي في مرحلة الفتور القبلي إن صح التعبير‬ ‫حيث أصبحت القبلية ال تعني شيئا علي مستوي‬ ‫االنجاز الفردي‪ ،‬ولكن نفوذ مشايخ القبائل بقى‬ ‫مهيمنا علي المش��هد السياس��ي وذلك لس��طوة‬ ‫الح��رس القدي��م ولغي��اب األحزاب السياس��ية‬ ‫ومنظمات المجتمع المدني في البالد‪ ،‬ولألسف‬ ‫خطيئ��ة ذاك العهد‪ ،‬أن الفراغ السياس��ي الذي‬ ‫أحدث��ه مهد البالد للس��قوط في براثن ش��مولية‬ ‫السلطة بدون صعوبة تذكر‪.‬‬ ‫منذ صدور البيان األول لالنقالب العسكري‬ ‫عام تسعة وس��تين والنظام الش��مولي المتسلط‬ ‫كان دائم��ا يذك��ي حضور القبيلة ف��ي المجتمع‬ ‫الليبي عن طري��ق توظيف مآثر القبيلة لمآرب‬ ‫النظام السياس��ية في ترسيخ س��لطته المطلقة‪،‬‬ ‫وذلك عن طريق استالب صالحيات مؤسسات‬ ‫الدولة وإخضاع ش��ؤونها تحت تصرف رموز‬ ‫قبلية موالية‪ ،‬وم��ن ثم طمس مكونات المجتمع‬ ‫المدن��ي وعطل الديمقراطية التي كانت تش��كل‬ ‫التحدي األخط��ر لصولجان حكمه‪ ،‬فكانت من‬ ‫أولى مقوالتـه "من تحزب خان" وبذلك أوصد‬ ‫باب الحريات والتعددية وفرص الحكم الرشيد‬ ‫في ليبيا ألكثر من أربعين عاما‪.‬‬ ‫أجج النظام المنهار الزخم القبلي والجهوي في‬ ‫البالد بعدة أساليب منها‪ :‬ابتكر هيكلية سياسية‬ ‫للحكم المحلي ((اللجان الشعبية)) التي‪ ،‬يتم فرز‬ ‫قياداتها بالتش��اور المعل��ن ((التصعيد)) وليس‬ ‫باالقتراع السري وبذلك فتح المجال للتحالفات‬ ‫والرهان��ات والصراع��ات القبلي��ة والجهوي��ة‬ ‫علي إدارة الش��ؤون المحلي��ة‪ .‬كما روج النظام‬ ‫لمصطلح��ات مثل الزح��ف والتصعيد والقيادة‬ ‫االجتماعية واللجان والمؤتمرات الشعبية التي‬ ‫وج��دت في القبيل��ة والنعرة والعصبي��ة القبلية‬ ‫أرضا ً خصبة للممارس��ة والتطبيق‪ .‬كذلك رسم‬ ‫ح��دود اإلدارة المحلية تكراراً وفق تقس��يمات‬ ‫قبلية صرفة‪ ،‬فبرزت وحدات إدارية غير فاعلة‬ ‫علي رق��ع جغرافي��ة تفتقر إل��ي التجانس عدا‬ ‫تركيبتها القبلية‪ .‬أيض��ا ابتدع النظام ما يعرف‬ ‫بالقي��ادة الش��عبية االجتماعية وه��ذا صراحة‬ ‫جسم قبلي يتصدر الدولة ويتكون من زعامات‬ ‫قبلي��ة ((افتراضية)) تُدعى مباش��رة من رأس‬ ‫النظام لمعالجة القضايا التي تتعلق بأمن الدولة‬ ‫وخاصة مراقب��ة وتحذير وإرهاب المنتس��بين‬ ‫لمعارض��ة النظام في الداخ��ل والخارج‪ .‬أيضا‬ ‫دعم نفوذ "مش��ايخ القبائل" ع��ن طريق إدارة‬ ‫توزيع الس��لع والخدم��ات العقارية والقروض‬ ‫المالية وتوفير فرص العمل وغيرها من المزايا‬ ‫علي أتباعهم‪ ،‬كما تم توزيع مقار لهم كمنتديات‬ ‫ولتصريف ش��ؤون القبيلة‪ .‬كذلك س��خر النظام‬ ‫كامل وس��ائل اإلعالم في تضخي��م أهمية دور‬ ‫القبيلة ف��ي المجتمع متظاهراً االهتمام بالتراث‬ ‫الشعبي‪.‬‬ ‫أخط��ر مم��ا س��بق كل��ه أن النظام وضع‬ ‫علي أعلي س��لم الهرمي��ة القبلية قبائ��ل بعينها‬ ‫دون غيره��ا الرتباطه��ا برم��وز مح��ددة في‬ ‫س��دة الحكم‪ ،‬أي بمعني آخر عقد تحالفات غير‬

‫معلنة للمآزرة عند الضرورة وإس��تنفار القبائل‬ ‫لمبايع��ة رأس النظام بص��ورة دورية خاصة‬ ‫عن��د األزمات‪ .‬من جانب آخر‪ ،‬اس��تغل النظام‬ ‫القبيلة كـ"فزاعة" لترهيب الش��عب الليبي وبث‬ ‫الرعب في��ه‪ ،‬من خالل اإليحاء بأن امن الناس‬ ‫وممتلكاته��م في خطر في حالة س��قوط النظام‬ ‫ال��ذي يترتب عليه وقوع البالد في أتون حرب‬ ‫أهلي��ة‪ ،‬مما أصبح مبررا للكثيرين التأكيد علي‬ ‫أهمية االنتماء والتكتل القبلي‪ .‬صاحب األساليب‬ ‫آنفة الذكر انتشار سلوكيات في بعض األوساط‬ ‫المس��تفيدة والمحس��وبة عل��ي النظ��ام المنهار‬ ‫التي كانت تداعياتها مفس��دة للواقع االجتماعي‬ ‫مثل المحاباة والوس��اطة والمحس��وبية والنعرة‬ ‫والعصبي��ة‪ ،‬مم��ا أدي إل��ي انع��دام الش��فافية‬ ‫واستشراء الفس��اد المالي واإلداري والقضائي‬ ‫وتده��ورت معها األخالقي��ات العامة وتعطلت‬ ‫القواني��ن ودخل��ت الب�لاد مرحل��ة الفوض��ى‬ ‫المنظم��ة‪ .‬م��ازال النظام وهو يحتض��ر اليوم‬ ‫يلعب بورقة القبلية والجهوية للتقليل من ش��أن‬ ‫مبادئ وقي��م ثورة فبراير المجي��دة في الحرية‬ ‫والديمقراطي��ة م��ن ناحي��ة‪ ،‬وإضف��اء النزعة‬ ‫االنفصالية عل��ي الصراع م��ن ناحية أخرى‪،‬‬ ‫خصوصا ً بعد فشله في التحجج بتعاطي عقاقير‬ ‫الهلوسة وتنظيم القاعدة‪.‬‬ ‫رغ��م هذه المناورات والسياس��ات العابثة‬ ‫تنطل علي الشعب الليبي وثبت‬ ‫المبطنة فإنها لم‬ ‫ِ‬ ‫فش��لها الذريع عندما س��قط وتهاوى النظام في‬ ‫أقل من ثمان وأربعين ساعة في اغلب المناطق‬ ‫المأهول��ة بالس��كان‪ ،‬وخ��رج الش��باب بألقابهم‬ ‫المتنوعة تن��وع أطياف ألوان الصحراء الليبية‬ ‫ملتحفين علم االس��تقالل ي��دا واحدة ويجمعهم‬ ‫هدف واحد‪ :‬النصر أو االستشهاد‪ ،‬وليبيـا قبيلة‬ ‫واحدة‪ ،‬وينشدون‪ :‬نموت‪ ،‬نموت ويحيا الوطن‪.‬‬ ‫من الجلـي كما برهن ش��باب ثورة فبراير‪ ،‬أن‬ ‫الشعب الليبي تجاوز القبيلة والقبلية ويبدو ذلك‬ ‫في تقدي��ري منذ أن حط الرح��ال إلي المدينة‪،‬‬ ‫فالش��عب الليبي ش��عب حض��ري بطبيعة نمط‬ ‫االس��تيطان (يعيش أكثر من ‪ 88%‬من السكان‬ ‫داخل مدن‪ ،)2006،‬فأضحت المدن الليبية أط َر‬ ‫انصهار كافة فعالي��ات الحداثة‪ ،‬ففيها تضمحل‬ ‫وتتآكل داخل بيئاتها الحضرية الش��عائر القبلية‬ ‫وتطغى المؤسس��ة المدنية والمصلحة الفردية‪،‬‬ ‫و"الش��لة" والجماع��ة الوظيفي��ة‪ ،‬ومش��جعي‬ ‫األندية الرياضية ومنتس��بي المنتديات الثقافية‬ ‫والصداق��ة وح��ق الجي��رة على أوليات الس��لم‬ ‫االجتماع��ي‪ ،‬فال مكان للقبيلة ف��ي المدينة‪ .‬بل‬ ‫المسألة ذهبت إلي ابعد من ذلك فتماسكت اللحمة‬ ‫الوطنية لكل أطياف أعراق الش��عب الليبي من‬ ‫عرب وأمازيغ وط��وارق وتبـو والتفوا جميعا‬ ‫حول راي��ة ‪ 17‬فبراير وأصبح��ت ليبيـا وطنا ً‬ ‫لكل الليبيين دون إقصاء وتهميش‪ .‬حقا برهنت‬ ‫ث��ورة فبراير عملي��ا علي أن المجتم��ع الليبي‬ ‫دخل مرحلة النض��ج‪ ،‬فانصهرت كافة أطياف‬ ‫نس��يجه االجتماعي في بوتقة واحده‪ :‬ليبيـا أوالً‬ ‫وأخيـراً‪.‬‬


‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬

‫االنتخابات التونسية يف عني ليبية‬

‫‪19‬‬

‫‪ 1‬من ‪2‬‬

‫زاهي املغريبي‬

‫• كنت مالحظا ف���ي االنتخابات التونس���ية و‬ ‫فاتني اعتقال القذافي‬ ‫أن��ا س��افرت إلي تونس ي��وم الخمي��س بتاريخ‬ ‫‪ 20‬أكتوب��ر صباحا علي الخطوط التونس��ية و‬ ‫رجع��ت يوم الثالثاء ‪25‬اكتوب��ر ‪..‬عندما نزلت‬ ‫في تونس احد الزمالء معنا بالطائرة كان هاتفه‬ ‫النقال موصول باالنترنت ‪..‬فقال هناك خبر عن‬ ‫اعتق��ال القذافي ‪..‬فاتني حضور ذلك في بالدي‬ ‫و لكنن��ي تابعة عن طري��ق لالنترنت و التلفاز‬ ‫‪..‬و ان��ا ذهب��ت لتونس بدعوة م��ن منظمة تتبع‬ ‫المجتمع المدن��ي بتونس و هو مركز الكواكبي‬ ‫للتحوالت الديمقراطية المهتم بقضايا المواطنة‬ ‫ف��ي الوط��ن العرب��ي و يقوم ب��ورش عمل في‬ ‫األم��ور المتعلق��ة بالمجتم��ع المدن��ي و تعزيز‬ ‫الديمقراطية و تنمية القدرات الش��بابية و كانت‬ ‫دعوتي بصفتي احد المالحظين العرب‪.‬‬ ‫• الفرق بين المالحظ والمراقب‬ ‫‪..‬ف��ي االنتخاب��ات التونس��ية يفرق��ون ما بين‬ ‫مراق��ب و مالحظ ‪..‬المراقب هو معين رس��ميا‬ ‫م��ن الهيئ��ة المس��تقلة لالنتخاب��ات ‪..‬و مهمتهم‬ ‫مراقبة أي اختراقات و كتابة تقارير بما يحدث‬ ‫و يؤخ��ذ برأيهم ألنه احد المراقبين الرس��ميين‬ ‫‪..‬أم��ا المالحظ مهمتك مالحظ��ة االنتخابات و‬ ‫تس��جل و تكتب تقرير و توصيات و تسلمه لهم‬ ‫‪...‬وق��د يعمل ب��ه او ال يعمل ب��ه ‪ ..‬و المالحظ‬ ‫نوعين مالحظ محلي و مالحظ دولي ‪..‬المالحظ‬ ‫المحل��ي تقوم ب��ه منظم��ات المجتم��ع المدني‬ ‫التونس��ية ‪..‬المالح��ظ الدول��ي يتب��ع منظمات‬ ‫دولية المختلف��ة ‪..‬فمركز الكواكبي تبني هؤالء‬ ‫المالحظي��ن الع��رب و مراقب��ة االنتخاب��ات و‬ ‫تحص��ل علي دعم او تمويل م��ن األمم المتحدة‬ ‫من صندوق األمم المتحدة للحرية ‪ ,‬وكان هناك‬ ‫حض��ور لمنظمات دولية كثيرة مركز كارتر و‬ ‫االتح��اد األوربي و (‪ ).N.D.I‬معهد األمريكي‬ ‫الوطن��ي الديمقراطي و غيره��ا من المنظمات‬ ‫‪..‬ه��ذه المنظمات ترس��ل المالحظي��ن للدوائر‬ ‫االنتخابي��ة ‪..‬ف��ي تون��س كان��ت انتخاباتها عن‬ ‫طريق المجلس التأسيس��ي الذي يضع الدستور‬ ‫‪..‬و لك��ن الوضع التأسيس��ي يق��وم أيضا بتولي‬ ‫تعيين حكومة مؤقت��ة وتعيين رئيس جمهورية‬ ‫و كأنه يقوم بمهام تشريعية بنفس الطريقة التي‬ ‫يت��م بها نظ��ام المجلس الوطني ال��ذي لدينا بعد‬ ‫شهرين حيث سيشكل حكومة و يشرّع القوانين‬ ‫و يش��كل لجنة لوضع الدس��تور و بعدها يوافق‬ ‫علي الدس��تور ‪..‬ه��ذه الهيئة التأسيس��ية مكونة‬ ‫م��ن ‪ 217‬عض��و موزع��ة علي جمي��ع أنحاء‬

‫الجمهورية التونس��ية ‪..‬نظ��ام االنتخابات لديهم‬ ‫هو القائمة النس��بية حيث أن األح��زاب يقدموا‬ ‫قوائم للمرش��حين لديهم ‪..‬عادة القائمة النس��بية‬ ‫تقس��م داخل البالد في دائ��رة واحدة و أنت تقدم‬ ‫قائمة فيها ‪ 217‬ش��خص و هذا الحزب به قائمة‬ ‫تضم ‪ 217‬ش��خص ‪..‬و الناس تصوّت للقوائم‬ ‫و كل قائمة تحصل علي مقاعد وفقا لألصوات‬ ‫الت��ي تحصل عليها فل��و تحصلت علي ‪% 40‬‬ ‫من األصوات تتحصل علي ‪% 40‬من المقاعد‬ ‫و ه��ذه ه��ي الطريقة األس��هل دائم��ا ‪..‬لكن في‬ ‫تونس قس��مت الي دوائر كثي��رة علي عدد كل‬ ‫محافظ��ة او والية و أحيان��ا في الوالية الواحدة‬ ‫تج��د دائرتين او ثالثة بداخله��ا ‪..‬فتجد الدائرة‬ ‫االنتخابية قد تضم س��ت أش��خاص او سبعة او‬ ‫عشرة ‪..‬فمثال تونس العاصمة حددوا لها نسبة‬ ‫‪ 16‬مقعد مقس��مة الي دائرتين و كل دائرة فيها‬ ‫ثمانية‪..‬فمث�لا حزب مثل ح��زب النهضة تجده‬ ‫وضع قوائ��م في جميع الدوائر ‪..‬الدائرة األولي‬ ‫في تونس بها ثمان مقاعد فتجدهم يقدمون قائمة‬ ‫بثمان مقاعد ‪..‬في سوسة بها دائرة بثمان مقاعد‬ ‫فتجده��م يقدموا قائم��ة بالمقاعد و هكذا ‪..‬و هذا‬ ‫م��ا تفعله كل األح��زاب االخ��ري ‪..‬فاألحزاب‬ ‫او تجم��ع قوائ��م للمس��تقلين ‪..‬هذه ع��ادة تكون‬ ‫قوائ��م إقليمي��ة بمعني ق��د تكون بع��ض القوائم‬ ‫م��ن بعض األحزاب و قوائم المس��تقلين تتركز‬ ‫عل��ي منطقة جغرافي��ه معينة فتقدم مرش��حيها‬ ‫ف��ي قوائ��م للدوائر القريبة منه��ا و لن تجد هذه‬ ‫األس��ماء موجودة ف��ي كل قائمة في تونس كلها‬ ‫‪..‬و عدد القوائم وصل الي ‪ 1500‬قائمة ما بين‬ ‫قوائم األحزاب و المستقلين ‪..‬ولكن نتيجة تقسيم‬ ‫تونس لعدة دوائر فس��تجد الورقة التي يعطوها‬ ‫للناخ��ب المدفوع به فيها ‪ 20‬او ‪ 40‬قائمة علي‬ ‫حس��ب المكان و لكن ل��ن تجد ورقة بها ‪1500‬‬ ‫قائم��ة ‪..‬ولكن النظام الذي لم يت��م االتفاق عليه‬ ‫هو نظام الدائرة المستقلة ‪..‬فمثال ‪217‬عضو يتم‬ ‫تقس��يم تونس إلي ‪217‬دائرة و كل دائرة يخرج‬ ‫منه��ا واحدة ‪.‬ه��ذا النظام الف��ردي ‪..‬ميزة نظام‬ ‫القائمة انه يعطي للجميع حصتهم من األصوات‬ ‫المتحصلين عليها ‪..‬في نظام الدائرة الذي يفوز‬ ‫بأكثر األص��وات يكون هو الممث��ل ‪..‬و الباقي‬ ‫أصوات ضائعة ‪..‬وهكذا في كل دائرة ‪.‬‬ ‫• كنت المالحظ الوحيد من ليبيا‬ ‫نحن كنا مجموعة من ‪ 16‬عضو من فلس��طين‬ ‫و الجزائ��ر و المغ��رب و لبن��ان و مورتانيا و‬ ‫األردن و مص��ر و انا كن��ت الوحيد من ليبيا و‬ ‫باق��ي ال��دول كان هناك أكثر م��ن عضو ‪..‬وتم‬

‫تقسيمنا إلي ثمان فرق و كل فريق من شخصين‬ ‫و كل فري��ق يذهب الي م��كان معين ‪..‬البعض‬ ‫ف��ي تونس العاصم��ة و آخرين ذهبوا لسوس��ة‬ ‫و لصفاق��ص و القيروان و هك��ذا ‪..‬كان حظي‬ ‫مع زميل من مورتانيا اس��مه س��يد احمد حدت‬ ‫رجل قانوني و ناش��ط في حقوق اإلنسان و كنا‬ ‫تقريبا األكبر س��نا ‪65..‬س��نة لكل منا‪..‬كان هو‬ ‫من موالي��د ‪ 10‬أكتوبر و انا مواليد ‪ 17‬اكتوبر‬ ‫‪..‬كان الف��رق بينن��ا أس��بوع ‪..‬و كان ش��خصية‬ ‫لطيفة ‪..‬كان توجيهن��ا إلي والية توزر وقفصة‬ ‫في أقصي الجنوب ‪..‬خرجنا يوم الس��بت مساء‬ ‫وصلن��ا لت��وزر و كان يوم االح��د االنتخابات‬ ‫‪..‬جئن��ا مع نموذج تس��جيل ما يح��دث و ما هي‬ ‫االختراق��ات ‪..‬نم��وذج كامل يحت��وي كل هذه‬ ‫األش��ياء ‪..‬و معنا ‪ 10‬نم��اذج نلف بها علي ‪10‬‬ ‫مكات��ب انتخابية او اقتراع ‪..‬أول مركز اقتراع‬ ‫و المرك��ز قد يكون به مكتبي��ن او ثالثة ‪..‬اليوم‬ ‫األول ف��ي الصب��اح حضرنا االفتت��اح في احد‬ ‫مراك��ز االقتراع في توزر ‪..‬ثم ذهبنا لمركزين‬ ‫آخري��ن داخل ت��وزر ‪ ,‬ثم أخذنا الس��يارة علي‬ ‫بع��د ‪ 100‬كيل��و و ذهبنا الي مدينة قفصة كان‬ ‫بها س��ت مراحل بالمدينة و األرياف ‪..‬او ش��ئ‬ ‫الحظناه نس��بة المش��اركة كانت عالية جدا ‪70‬‬ ‫‪%‬عل��ي األق��ل ما رأين��اه و في دوائ��ر أخري‬ ‫بنس��بة ‪.. % 90‬رجعنا أيضا بعد الظهر تغدينا‬ ‫بتوزر و عند الس��اعة الخامس��ة رجعنا للدائرة‬ ‫م��رة أخري و الحظنا من يراقب و المالحظين‬ ‫م��ن المراقبين الدوليي��ن و من ممثلي األحزاب‬ ‫‪..‬عندم��ا تري��د الدخول يتأكد من وجود اس��مك‬ ‫بالقائمة و يعطي للموظف التاريخ و اس��مه في‬ ‫القائمة و عندما يقولون له وقّع يضع إصبعه في‬ ‫الحبر و يعطي ورقة االقتراع الذي به ‪ 41‬قائمة‬ ‫بالش��عارات ‪,‬حتي الذي ال يعرف يتعرف علي‬ ‫الشعار ‪,‬حيث تدخل في مكان معزول و تأشر و‬ ‫تأتي لصندوق شفاف لتضع ورقتك و المراقبين‬ ‫و المالحظين يتابعون ذلك ‪,‬و يغلق عند الساعة‬ ‫الس��ابعة ‪..‬عند الساعة الس��ابعة اال ربع رجعنا‬ ‫ال��ي نفس المرك��ز الذي حضرنا في��ه االفتتاح‬ ‫لحضور اإلغالق ‪..‬وهل س��اري اإلغالق وفقا‬ ‫للقانون ‪...‬بعد ان أغلق الس��اعة الس��ابعة قاموا‬ ‫بع��د األوراق المتبقي��ة و قام��وا بتس��جيلها ‪..‬و‬ ‫قاموا بعد إمض��اءات المصوتين و يقارنوا بين‬ ‫االثنين مع مجموع البطاقات ‪..‬المفترض يكون‬ ‫اإلمضاءات مع األوراق الفارغة المتبقية تعادل‬ ‫مجموع األوراق المسلّمة لهم في البداية و التي‬ ‫قاموا بعدها س��ابقا ‪..‬فيبدؤوا بعد األوراق التي‬

‫بالصن��دوق و وج��دوا فيها أربع��ة تالفة ‪..‬مثال‬ ‫احده��م اخطأ فغيروا ل��ه الورقة ‪..‬ثم يبدأ الفرز‬ ‫‪..‬نحن في الدائرة التي نراقب فيه االنتخابات من‬ ‫المفروض عدد المنتخبين ‪897‬شخص و كان‬ ‫المصوتين ‪ 750‬مصوت ‪..‬كانت النس��بة عالية‬ ‫حوال��ي ‪.. % 85‬ثم جاؤوا إلخ��راج البطاقات‬ ‫رئيس المركز موجود و معه مساعدين ‪..‬فيفتح‬ ‫البطاق��ة و يقرأ مثال هذا ح��زب النهضة نضع‬ ‫عليها رقم واحد و البطاقة الثانية و هكذا ‪..‬بدأنا‬ ‫الساعة الس��ابعة و أكملنا الساعة الحادية عشر‬ ‫ليال ‪...‬من كل المرش��حين كان لحزب النهضة‬ ‫‪284‬صوت اق��رب حزب له الح��زب الوطني‬ ‫الديمقراطي ‪..‬ف��كان واضح ان حزب النهضة‬ ‫كان لهم ش��غل جي��د ‪..‬فعندما ف��رزوا إلي اآلن‬ ‫النتائج المبدئية تقول ان النهضة لها حوالي ‪40‬‬ ‫‪ %‬م��ن األصوات و م��ن المقاعد ‪85-95‬مقعد‬ ‫ه��ذا يعني ل��ه األكثرية و لي��س األغلبية و البد‬ ‫له��م من التحالف مع أح��زاب اخري و الحزب‬ ‫الذي يلي��ه ح��زب المؤتمر جمهورية يوس��ف‬ ‫المرزوق��ي الذي تحصل عل��ي حوال ‪ 30‬مقعد‬ ‫إلي اآلن ‪.‬‬ ‫• القذافي خطر علي الثورة التونسية‬ ‫هذا الملخص للعملي��ة االنتخابية التي حدثت و‬ ‫أول يومين قب��ل ان اذهب لتوزر زرنا المركز‬ ‫اإلعالمي الذي هو الهيئة المس��تقلة لالنتخابات‬ ‫و كي��ف يجهزوا لعملية االنتخابات و اس��تقبال‬ ‫النتائ��ج و تنظيمها ‪...‬و نح��ن راجعين نمنا في‬ ‫توزر و رجعنا الس��اعة الثاني��ة صباحا مررنا‬ ‫علي س��يدي بوزيد و دخلنا للساحة امام المكان‬ ‫ال��ذي حرق في��ه البوعزي��زي نفس��ه و كانت‬ ‫مكتوب��ة في كل مكان الثورة في ‪17‬ديس��مبر و‬ ‫ليس ‪14‬جنفي هذا هو تاريخ الثورة علي أساس‬ ‫منها بدأت األحداث و ليس نهاية األحداث ‪..‬‬ ‫ونحن في ميدان الحبي��ب بورقيبة بتونس و انا‬ ‫باتج��اه المدينة القديمة فكان هناك علي اليس��ار‬ ‫مح��ل للمواد الغذائي��ة كان مكتوب ((القذافي‬ ‫خط��ر علي الثورة التونس��ية)) ‪..‬هناك أش��ياء‬ ‫تهمن��ا ‪..‬فمثال تجد المظهر الحضاري للش��عب‬ ‫التونس��ي‪..‬بصراحة هذه االنتخابات بينت مدي‬ ‫التزام المواطن التونس��ي و اهتمامه بالمشاركة‬ ‫بالعملي��ة االنتخابي��ة و كذلك م��دي فخره بذلك‬ ‫‪..‬ألننا نس��مع انهم المرة األولي التي يشاركون‬ ‫فيه��ا التصوي��ت بدون ضغط او أي ش��يء ‪ ,‬و‬ ‫الطوابير الواقفين من النس��اء و الرجال من كل‬ ‫األعمار ‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬

‫علي بوزعكوك يروي سريته‬ ‫‪3/2‬‬ ‫ولد في مصراته عام ‪1942‬م وزار العالم راجال عام ‪1964‬م‬

‫•قال له ه���ذا علي بوزعك���وك ‪..‬فدعاني‬ ‫للقاء به ‪..‬‬ ‫اجتمعنا نحن ف��ي مارس ‪1972‬م أعضاء‬ ‫هيئة التدري��س مع القذافي بكلية الهندس��ة‬ ‫بطرابلس ‪,‬تح��دث الجمي��ع ‪..‬و آخر اثنين‬ ‫تحدث��ا أنا و عم��ر النائل��ي ‪..‬تكلمت وقتها‬ ‫علي أش��ياء محددة مازلت أحفظها ‪..‬االول‬ ‫قلت لهم إنك��م انتصرتم علي الحكم اإللهي‬ ‫و الملوك و جلبتم معكم اثني عشر شخص‬ ‫و صنعت��م قرارات مجلس قي��ادة الثورة ال أفض��ل من أي مكان آخر ‪..‬بعد نهاية اللقاء‬ ‫تقبل النقد ‪,‬يعني كأنها وحي من الس��ماء !! ج��اء ه��وادي و قال يوم أمس كنت س��أرد‬ ‫بمعني أنت أزلت الملك و جلبت اثني عشر علي��ك و لكن العقيد قال ل��ي ال ترد ‪..‬فقلت‬ ‫ش��خص ‪..‬فقال انت��م تتكلمون عن حاجتكم ل��ه علي ماذا تريد ال��رد ‪..‬وكان قد احضر‬ ‫لدس��تور ‪..‬فقلت له��م أنا اقبل أي دس��تور القرارات التي ضد الصحفيين ‪..‬يومها كان‬ ‫‪..‬و قلت أنا أؤمن ان الش��ريعة اإلس�لامية إن��زال الحكم بالصحفيي��ن و كان الهوادي‬ ‫ه��ي أفضل ما هو موج��ود و لكن انا رجل فرحان بها ‪..‬فقلت لهم أهم ش��ئ في حياتنا‬ ‫منفتح علي كل ش��يء ‪..‬و أهم شيء بيني و اإلعالمي��ة و الفكرية ان يكون هناك قانون‬ ‫بينكم قانون ‪..‬ثاني��ا الرقابة القبلية ‪..‬الرقابة يحكم هذا النظ��ام ال يقيده ‪..‬ثم قال لي نريد‬ ‫قبل النشر تعني إننا قصّر !! ‪..‬فهذا البد ان أن نراك كلما سنحت الفرصة ‪..‬ثم طلبت ان‬ ‫يكون له شكل ديمقراطي حقيقي ‪.‬ويجب ان اجري معه مقابلة ‪..‬و جئته بعد يوم إلجراء‬ ‫تتاح لنا فرص��ة العمل و ليس بمكان واحد المقابل��ة ‪..‬ثم كتبت صحيفة الجندي عني و‬ ‫باالتحاد االشتراكي ‪..‬فلم يقبل كالمي طبعا عن عم��ر بأننا بلطجي��ة ‪..‬صحيفة الجندي‬ ‫‪..‬ث��م جاء عمر الالمي رحمه هللا فأكد علي صحيفة القوات المسلحة و العالقات العامة‬ ‫أش��ياء كثيرة وقال يج��ب ان يكون الوطن و التوجي��ه ‪..‬فطبعا ثارت الجامعة و قدمت‬ ‫مت��اح لكل األف��كار و اآلراء و ليس لنظام الشكاوي للقضاء و غيرها ‪.‬‬ ‫او لفك��رة واحدة ‪..‬ع��رف القذافي ما نريد • مالبس���ات أول حوار لصحفي ليبي مع‬ ‫‪..‬فانحني علي عمر الش��يباني و قال له من القذافي‬ ‫هذا؟ فقال له هذا علي بوزعكوك ‪..‬ودعاني عندم��ا التقيت به قلت ل��ه انا مقتنع بان من‬ ‫للق��اء ب��ه ‪..‬والتقيت به فقال ل��ي نحن نريد كتبها الب��د ان يتحمل المس��ؤولية ‪,‬انا ضد‬ ‫ان نغي��ر اإلع�لام ‪..‬فقلت ل��ه نصيحتي أن الرقابة القبلية و لكنني ضد التجريح ‪..‬وعند‬ ‫تقوم بمؤسس��ة و هيئة تقنية تشمل اإلذاعة إجرائي للمقابلة قلت له ان المقابلة فيها كل‬ ‫و التلف��زة و تكون مؤسس��ة لتدريب الناس أسئلة الش��ارع الليبي ‪..‬وفعال ما نشر منها‬ ‫و دعمه��م و تفتح قنوات للح��وار و األداء ال يتع��دي الثل��ث ‪..‬انته��ت المقابلة و قمت‬ ‫‪..‬فقال لي س��نقوم بمؤسسة إعالمية لك في بإنزالها بالمجلة كتبت في االفتتاحية ((يأيها‬ ‫الخ��ارج !!فرديت علي��ه ‪:‬بالرفض و إني الذين آمنوا ان جاءكم فاس��ق بنبأ فتبينوا ان‬ ‫حديث��ة داخل ليبي��ا ‪..‬حدثني ع��ن الوزارة‬ ‫‪..‬فقل��ت له أنا أريد العمل بالجامعة الن بها‬ ‫صناعة للبش��ر و األجيال و بالنسبة لي هي‬

‫االش��تراكي منهم عبد الوهاب الزنتاني و‬ ‫أمثال��ه و ب��دؤوا في ط��اخ و طيخ‪..‬كانت‬ ‫المجل��ة به��ا حت��ى مق��االت اخ��ري عن‬

‫ما كان من الكثريين إال ترك اجلبهة و أنا تركت اجلبهة ‪..‬‬

‫علي بوزعكوك وخالد المهير‬

‫أفضله��ا بالداخل ليت��درب عليها كل الناس‬ ‫و تخل��ق كفاءات محلية م��ع إحضار تقنية‬

‫تصيب��وا قوم��ا بجهالة فتصبح��وا علي ما‬ ‫فعلت��م نادمي��ن )) فجاءوا جماع��ة االتحاد‬

‫إخوان المس��لمين و التعددية ‪,‬فكل من اراد‬ ‫الكتاب��ة فليكتب ‪..‬كان وقته��ا يعملون علي‬ ‫إص��دار قانون لإلع�لام ‪..‬و بحثوا عني و‬ ‫بفض��ل هللا لم يجدونن��ي حتي ال أكون من‬ ‫الموقعين علي هذا القانون الس��يئ ‪..‬ذهبت‬ ‫بعد زواجي لدراس��ة اإلعالم بأمريكا لمدة‬ ‫سنتين ‪..‬‬ ‫• القذافي لم يرد علي كالمي‬ ‫قال لي زميلي و صديقي ابراهيم امام نحن‬ ‫أنشأنا قس��م للدراس��ات اإلعالمية ‪,‬وكنت‬ ‫أتكل��م دائما ب��ان لي ميل إليج��اد منظومة‬ ‫معرفي��ة عن اإلعالم في اإلس�لام ‪.‬وكيف‬ ‫ينظر اإلس�لام للقيم اإلسالمية في اإلعالم‬ ‫‪..‬رجعت م��ن أمريكا ‪..‬و بقي��ت بالجامعة‬ ‫حتى أنهيت قسم الدراسات اإلعالمية سنة‬ ‫‪1975-1976‬م ‪..‬و قب��ل ان اط��رد ‪..‬كان‬ ‫ل��ي لقاء حاس��م آخر ف��ي طرابلس و كنت‬ ‫ان��ا منتخ��ب من أعض��اء هيئ��ة التدريس‬ ‫بمجلس الجامعة و ذهبت بصفة رس��مية و‬ ‫ليست ش��خصية ‪..‬فعندما طلبت الكلمة قال‬ ‫ل��ي ‪:‬أنت مازلت في مع إخوان المس��لمين‬ ‫؟ فقل��ت ل��ه ال يه��م ان أكون م��ن إخوان‬ ‫المس��لمين و لكنني اعتز باني مس��لم ليبي‪.‬‬ ‫ولألس��ف ان الصحاف��ة المصري��ة أثن��اء‬ ‫ح��رب عب��د الناصر و اإلخوان ش��وهت‬ ‫اإلخوان و عليك ان تغير رأيك ‪..‬ثم قلت له‬ ‫أنت يا سيد تنادي بالثورة الثقافية و الفصل‬ ‫بي��ن التعليم الديني و العلمان��ي ‪.‬و قلت انا‬ ‫كعض��و بالجامعة حاولنا تقديم مس��ار في‬ ‫الفكراإلس�لامي فل��م نس��تطع ‪..‬اذا النكاية‬ ‫كانت بإلغاء التعليم اإلس�لامي و أنت تريد‬ ‫ان تلغ��ي جامعة إس�لامية بالثورة و انت‬ ‫تتكلم عن الثقافة العربية اإلسالمية ‪ ,‬وجدنا‬ ‫كل كتب اإلس�لاميين أزيلت ‪..‬و كل الكتب‬ ‫الموجودة في األس��واق كت��ب الوجوديين‬ ‫و البعثيي��ن و الماركس��يين و القوميي��ن‬ ‫موجودة باألسواق ‪ ,‬وكأنك تحمل علي كل‬ ‫تيار إسالمي ‪,‬وهذه ليس��ت الثقافة العربية‬ ‫اإلسالمية التي تتكلم عنها و حرقت الكتب‬ ‫‪,‬و النقط��ة الثالث��ة انا ادعوا إل��ي التعريب‬ ‫‪..‬فاذا كن��ا نريد ثقافة عربية إس�لامية اذا‬ ‫الطب و الهندس��ة يدرس بالعربي و تدرس‬ ‫المصطلح��ات باالنجلي��زي ‪..‬فمث�لا ف��ي‬

‫بلغاريا يدرس��ون بلغاري و في إس��رائيل‬ ‫يدرس��ون بالعب��ري لماذا نح��ن ال ندرس‬ ‫اللغ��ة العربية و عدم قب��ول هيئة التدريس‬ ‫ذلك كس�لا منهم او عدم قدرة علي ذلك ‪..‬و‬ ‫هذا يحتاج الي قرار سياسي ‪..‬فلم يرد علي‬ ‫كالمي‬ ‫• الهكسوس الذين هجموا علي الجامعة‬ ‫المهم في عام ‪1975-1976‬م و مظاهرات‬ ‫الطالب ‪,‬كنت أحاول الدفاع عليهم و كانوا‬ ‫يحتم��ون بمكتبي ‪..‬و عند حض��ور النيابة‬ ‫قدمت تقاري��ر جيدة علي ما حصل و إدانة‬ ‫الهكس��وس الذي��ن هجم��وا عل��ي الجامعة‬ ‫بالعصي و الحدي��د و بكل ما يملكون ‪..‬من‬ ‫كالب القذاف��ي الثورية الضال��ة ‪..‬و أيضا‬ ‫ان��ا و محم��د بالروي��ن أنقضنا اح��د كالبه‬ ‫الن الطلبة اجمع��وا علي قتله ‪..‬خفت علي‬ ‫ان يقت��ل بالجامعة فتصبح مش��كلة فأنقذناه‬ ‫بالرغ��م الب�لاوي الت��ي أحدثه��ا ‪..‬و لك��ن‬ ‫كانت تهمنا مصلحة الجامعة ‪..‬و اس��تمرت‬ ‫المظاهرات ‪ ,‬وفي س��نة ‪1976‬م في شهر‬ ‫ابري��ل جاءني عبد هللا السنوس��ي و محمد‬ ‫الحج��ازي بالبي��ت لي�لا و قالوا ل��ي بأنهم‬ ‫يريدونن��ي بالقي��ادة ‪..‬ذهب��ت و كنت أظن‬ ‫ان األمر عادي ‪..‬اس��تقبلني حسن اشكال ‪,‬‬ ‫تل��ك الليلة لم اري النوم ‪..‬ف��ي اليوم الثاني‬ ‫ب��دؤوا ف��ي حمالت اإلع��دام اع��دم عمر‬ ‫دب��وب و محم��د الطيب بن س��عود رحمة‬ ‫هللا عليه��م ‪,‬كان��وا رفاقي و ب��دأت حمالت‬ ‫التعذي��ب كانوا مس��تمرين ف��ي الضرب و‬ ‫التنكيل بي ‪,‬كانوا يضربونني و يقول حسن‬ ‫اش��كال ((اضربوهم اضربوهم ‪,‬الش��يوخ‬ ‫يتحملوا ‪..‬احد ‪..‬احد)) و بعدها يبدأ عبد هللا‬ ‫السنوس��ي و جماعته من شخص آلخر في‬ ‫تعذيبي من جديد ‪...‬‬ ‫• بن سعود يقول لي ‪ :‬صبرا يا علي صبرا‬ ‫المهم بعد ثالث أس��ابيع أهلكت لم اعد آكل‬ ‫او اش��رب و حتى الوعي بدا يخف ‪..‬اذكر‬ ‫ف��ي احد الضربات الت��ي اوجعتني و كنت‬ ‫منه��ك تخيلت محمد بن س��عود و هو يقول‬ ‫(صبرا يا علي صبرا ان شاء هللا ربنا يفرج‬ ‫) ‪..‬فنقلون��ي للمستش��في و كان��وا يظنونها‬ ‫حالة إغماء ‪..‬‬ ‫يضربونن��ي و ينقلونن��ي ال��ي عنبر عمر‬ ‫دبوب ‪..‬س��اعات مظلم��ة ‪..‬و خرجت من‬


‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬

‫المستش��في بعد فترة نقاها حوالي الش��هر ‪,‬‬ ‫وقال��وا لي الجامعة ال عمل لك بها بعد االن‬ ‫‪..‬و القائد قال انقلوه للدعوة اإلس�لامية ‪..‬و‬ ‫ذهبت الي الدعوة اإلسالمية وجدت األستاذ‬ ‫محم��ود صبحي و قال لي نحن لدينا مكتب‬ ‫بامري��كا و بم��ا ا نل��ك خبرة بالمراس��لة و‬ ‫ع��ارف أمريكا كويس و نريد من ان تكون‬ ‫مس��ؤول عليه و تكون مندوبنا ‪..‬فقلت نعم‬ ‫الحال ‪..‬في اح��د المرات كان هناك مؤتمر‬ ‫لالع�لام بالري��اض فذهب��ت من��دوب عن‬ ‫الجمعي��ة و جائتن��ي عروض م��ن الخليج‬ ‫كثيرة جدا ‪..‬فقلت الدول العربية عندي كلها‬ ‫س��واء و ذهبت المريكا و اس��تمريت مدير‬ ‫المكت��ب اإلس�لامي هناك نخط��ب و نتكلم‬ ‫وندرس في المسلمين علي حسب قدرتي ‪.‬‬ ‫• محاولة انقالب المخابرات علي محمود‬ ‫صبحي‬ ‫ف��ي ع��ام ‪1980‬م جاءني نداء م��ن محمد‬ ‫الش��ريف عندم��ا قام��وا بمحاول��ة انقالب‬ ‫المخاب��رات عل��ي محمود صبح��ي ‪..‬قلبوا‬ ‫الجمعي��ة و جعلوا منها جه��از للمخابرات‬ ‫‪..‬وفك��رت ف��ي ان اترك و ارج��ع‪..‬و عند‬ ‫إع��دادي لهذه الترتيب��ات جائني (اف‪ -‬بي‪-‬‬ ‫أي) و قالوا لي نريد معك جلس��ة ‪..‬و عندما‬ ‫جلس��ت معه��م قال��وا ل��ي ان��ت مطلوب و‬ ‫مس��تهدف لالغتيال يوم ‪ 14‬او ‪ 7‬ابريل و ا‬ ‫ن لك عدة مواجهات مع القذافي و معروف‬ ‫هن��اك بأن��ك مش��اغب و مع��ارض للنظام‬ ‫‪..‬ف��كل هذه العناص��ر المعارضة يعتبروها‬ ‫خطرة عل��ي النظام و يحاول��ون تصفيتهم‬ ‫‪..‬ف��ي اليوم الثاني محم��د مصطفي اغتيل‬ ‫ثم اغتي��ل محمود نافع ثم ضرب حبيبنا في‬ ‫كول��ورادو ‪-..‬علماني‪ -‬و أصيب بعينه ‪..‬انا‬ ‫أعطون��ي حماية لمدة أس��بوعين ‪..‬اعمل و‬ ‫لكن تحت حماية خاصة محاطة بي بالكامل‬ ‫‪..‬كان عمر الالمي في اليابان ‪..‬احد األشياء‬ ‫الطيبة ف��ي انتقالي ألمري��كا ان عمر كان‬ ‫معي في والية مش��غين ‪..‬كان هو يدرس و‬ ‫انا مدير المكتب هو رجع و انا عندما نويت‬

‫علي بوزعكوك وعيسى عبدالقيوم‬

‫حركة التحرير الفلس��طينية و كل الحركات‬ ‫‪..‬فتوصلن��ا بعده��ا ال��ي نم��وذج للجبه��ة‬ ‫الوطني��ة إلنق��اذ ليبي��ا و اعددن��ا األوراق‬ ‫الرس��مية و اعددن��ا كل األعم��ال النعق��اد‬ ‫المؤتمر التأسيسي األول بأغادير بالمغرب‬ ‫سنة‪1982‬م ‪.‬‬ ‫• كنت مسجونا بسجن فلوريدا‬ ‫ي��وم اإلع�لان ع��ن الجبهة كنت مس��جونا‬ ‫بس��جن فلوريدا ‪..‬ألني رجعت من الخارج‬ ‫و مع��ي اإلع�لان و م��ادة كثي��رة ‪.‬و أربع‬ ‫جوازات سفر سودانية و ليبية و‪ ..‬و لم تكن‬ ‫ل��دي خبرة و تم إلقاء القبض علّي ‪..‬و خلط‬ ‫علي��ه األمر بأنني من المهددين من القذافي‬ ‫‪..‬س��جنت مدة أس��بوعين ‪..‬و استطعت عن‬ ‫طري��ق المحام��ي اخراج مس��ودة البيان و‬ ‫طبع��ه و توزيعه ي��وم ‪ 7‬اكتوبر ‪1981‬م و‬ ‫انا بالس��جن ‪..‬وخرجت و تدخلت السلطات‬ ‫األمريكية عندما عرفت الحقيقة ‪..‬و حجزت‬ ‫كل الج��وازات و لكن ب��دأوا يعطونني في‬ ‫إش��ارة علي قدرتي الخروج بها ‪..‬وبعدها‬ ‫أصدرت جوازات جزائرية و مغربية ‪..‬كل‬ ‫أنواع الجوازات أصدرناها و الدبلوماس��ية‬

‫و انتخ��ب األس��تاذ محمود‪..........‬رئي��س‬ ‫المجل��س الوطني ورئي��س اللجنة التنفيذية‬ ‫واألمين العام محم��د المقريف ‪..‬و اخترت‬ ‫انا مس��ئول عل��ي قط��اع اإلع�لام ‪..‬فكان‬ ‫لدين��ا مجلة و إذاعة من الخرطوم و نش��رة‬ ‫باللغ��ة االنجليزية م��ن بريطانيا و أصدرنا‬ ‫مجموعة من الكتيب��ات ‪..‬و وجدنا دعم من‬ ‫دول عربية كثيرة منها السعودية و السودان‬ ‫‪..‬و بس��بب دعم الس��ودان لنا حاول القذافي‬ ‫ان يضرب إذاعة ام درمان ‪..‬و نشاطنا كان‬ ‫متكامل و تدريب علي العس��كرية و العمل‬ ‫الفدائ��ي ‪..‬فتدرب��ت مجموعة في الس��ودان‬ ‫و ان��ا منهم ‪..‬و ه��ذا أدي ال��ي حركة مايو‬ ‫‪1984‬م ‪..‬و عندم��ا دخ��ل الفدائيي��ن فيه��ا‬ ‫حدثت بعض اإلش��كالية أدت الي اضطرار‬ ‫احمد ح��واس و الجناح العس��كري للجبهة‬ ‫الدخول و اكتش��اف امره في زوارة و من‬ ‫ثم اغتياله هناك و جرح رفيقيه علي حموده‬ ‫و عص��ام الحصاي��ري و االثني��ن خرجوا‬ ‫من الس��جن بعد ثالثة عشر س��نة ‪..‬و الذي‬ ‫ح��دث بعد ه��ذه العملي��ة انكش��فت اوراقنا‬ ‫بالكامل فالش��باب الفدائيين عملوا جهدهم و‬

‫حاولوا إرجاعي فقلت إن طريقي انتهي و اجتهادي تغري‬ ‫الرجوع حدثت هذه الورطة‪.‬‬ ‫‪..‬و بعد فترة اخرج محمد المقريف البيان‪..‬‬ ‫قبله��ا في ع��ام ‪1979‬م كنا قد اش��تغلنا مع‬ ‫مجموع��ة من اإلس�لاميين و بدأن��ا في ما‬ ‫يس��مي الحركة اإلس�لامية الليبية كان فيها‬ ‫الناك��وع و احمد احواس ونعيم الغرياني و‬ ‫عاش��ور الشامس و مجموعة من العناصر‬ ‫الجي��دة الت��ي كان له��ا ارث اخوان��ي او‬ ‫إس�لامي مس��تقل ‪.‬و هي تستعد جهة حركة‬ ‫المقري��ف ‪..‬و المقريف صديقنا ‪..‬دعانا في‬ ‫المغرب و التقينا به ‪..‬كنا ثمان أش��خاص ‪:‬‬ ‫عاش��ور الشامس ‪,‬محمود الناكوع ‪,‬ابراهيم‬ ‫صهد ‪ ,‬احمد حواس ‪,‬المقريف‪ ,‬و انا و معنا‬ ‫س��ليمان الظراط و محمد اهويد رحمة هللا‬ ‫حضر معنا و بعد جلس��تين خرج فأصبحنا‬ ‫الفريق المؤس��س للجبهة من سبع أشخاص‬ ‫‪..‬اش��تغلنا لمدة سنة اال شهرين درسنا فيها‬ ‫ح��ركات المعارض��ة الوطني��ة العربي��ة و‬

‫السودانية و عراقية ‪,‬الحركة كانت موجودة‬ ‫و االتص��ال بال��دول ق��د ت��م ‪.‬و قامت بكل‬ ‫صدق الواليات المتحدة بتس��هيل عملنا في‬ ‫الس��ودان و ف��ي أماكن أخ��ري ‪..‬و أعلنت‬ ‫الجبهة من الخرطوم يوم ‪ 7‬أكتوبر ‪1981‬م‬ ‫وكان يوم عرفة و كان لنا وفد من جماعتنا‬ ‫في عرفة يقابل��ون الليبيين يوزعون عليهم‬ ‫ال��دورات ‪..‬بع��د هذه العملي��ة بدأنا اإلعداد‬ ‫للمؤتمر الوطني ‪..‬ان��ا كنت اعرف أمريكا‬ ‫جي��دا و ه��ي مق��ري ‪..‬فكن��ت منس��ق لكل‬ ‫نشاطات أمريكا ‪..‬عاش��ور الشامس منسق‬ ‫لكل نش��اطات بريطاني��ا و هذين الضلعين‬ ‫الكبيرين في حركة الجبهة ‪..‬كان هناك من‬ ‫في اوربا ‪..‬و في ألمانيا س��ليمان عبد هللا و‬ ‫غيرهم و لكن الكتلة البشرية الكبري كانت‬ ‫م��ن أمريكا و بريطاني��ا ‪..‬و عقدنا المؤتمر‬ ‫االول و حض��ره ‪ 130‬عضو ف��ي أغادير‬ ‫و انتخب اللجن��ة التنفيذية و المكتب الدائم‬

‫حاول��وا إنقاذ ما يمكن انقاذه ‪..‬هذه المحاولة‬ ‫كشفت أيضا ان هناك تنظيم رهيب موجود‬ ‫داخل الوط��ن للجبهة ‪..‬ميادين الش��نق من‬ ‫طبرق مه��دي اللياس ال��ي زوارة فرحات‬ ‫إل��ي جالو و اوجلة عبد الب��اري فنوش في‬ ‫طرابل��س ف��ي الجبل و هكذا ف��ي اكثر من‬ ‫م��كان قتلت عناصر من أروع أبناء ليبيا و‬ ‫هدمت منازل ن��اس و احرقت بيوت ‪..‬كان‬ ‫ه��ذا انتقام النظام ‪..‬و لك��ن لم نجد مراجعه‬ ‫دقيقة لعملي��ة باب العزيزية و لم نس��تطيع‬ ‫ايضا ان نقيم تنظي��م ديمقراطي و نحن في‬ ‫الجبهة اما لوجود بعض التململ من بعض‬ ‫القي��ادات ‪..‬انا وصل الح��ال بي بعد تجربة‬ ‫باب العزيزي��ة في مايو ‪1984‬م الي عمل‬ ‫مشروع في الجزائر منطقة بالحدود ومعي‬ ‫الكالشنكوف معنا مدنيين مسلحين و عسكر‬ ‫و كان ايض��ا بتس��يير من جه��ات امريكية‬ ‫حتي تعاونت معنا الجزائر ‪..‬‬

‫‪21‬‬

‫شعرت أن إدارة جبهة اإلنقاذ ليست رشيدة‬ ‫عندما فش��ل مش��روع الجزائ��ر هو اآلخر‬ ‫كانت ل��ي خيبة امل ‪..‬و الفش��ل كان نتيجة‬ ‫عدم حدوث الترتيبات المرتب لها في وقت‬ ‫معين ‪..‬المهم لم تأتين��ا تفاصيل المعلومات‬ ‫بدقة ‪..‬و انس��حبوا أكثر من ‪ 45‬شخص من‬ ‫الجبه��ة ‪..‬و اس��تمرت الجبهة و اس��تمرت‬ ‫االنس��حابات ‪..‬و ق��ررت ان��ا أن اكتف��ي‬ ‫بالمش��وار و ش��عرت ان االدارة ليس��ت‬ ‫رشيدة و اختلفت معهم اكثر من مرة و كان‬ ‫ل��ي خالف س��ابق مع األمين الع��ام للجبهة‬ ‫سنة ‪1983‬م لدرجة أنهم قالوا لي ان أكون‬ ‫مسؤول عن اللجنة الدولية لمحاكمة القذافي‬ ‫و كن��ت قائ��م عليه��ا لم��دة س��نتين و قمت‬ ‫بتجميع الملفات من كل مكان من الصومال‬ ‫و اليمن و تش��اد و مصر و العراق من كل‬ ‫م��كان حاول فيه القذاف��ي الخراب ‪..‬و كنا‬ ‫س��نقيم محاكمة دولية للقذاف��ي ‪..‬ثم رجعت‬ ‫لإلع�لام لمجلة اإلنقاذ الت��ي برزت بروز‬ ‫غي��ر عادي كت��ب فيها الكثير م��ن األقالم‬ ‫منهم الش��اعر موسي عبد الحفيظ و يونس‬ ‫فن��وش كان دائما له رمزي��ة كبيرة و عمر‬ ‫النام��ي و مجل��ة فيها من العامل السياس��ي‬ ‫و التثقيف��ي و الترب��وي الكثي��ر ‪..‬بعده��ا‬ ‫خل��ص االمر بان��ي اكتفي��ت و طلبت عدم‬ ‫مواصلت��ي و ترك��ت الس��باب زوبعة في‬ ‫الجبه��ة ‪..‬بعدها اس��تمريت ف��ي القاعدة و‬ ‫ب��دأت نعقد لإلصالح ف��ي القاعدة ‪,‬إصالح‬ ‫األم��ور بالجبهة و اس��تمريت حت��ى انعقاد‬ ‫المؤتمر الوطني للجبهة في داالس بتكساس‬ ‫امريكا سنة ‪1993‬م ‪..‬وقتها جابهت االمين‬ ‫الع��ام للجبه��ة المقريف مجابه��ة واضحة‬ ‫و قلت ‪:‬كيف ينس��حب أعض��اء من الجبهة‬ ‫مثل عاشور الش��امس و محمود الناكوع و‬ ‫غيرهم فهم من مؤسس��ي الجبهة و ال تعمل‬ ‫الجبهة مكتب للتحقيق !! ‪..‬و انتهت األمور‬ ‫بع��دم حضوري اليوم الثالث و كلفت يونس‬ ‫فنوش و قلت له الش��ئ الوحي��د الذي أتابع‬ ‫فيه هو في مكتب الدائن ‪..‬فمكتب الدائن هو‬ ‫الجهة المراقبة للجنة التنفيذية ‪..‬فرشح هو و‬ ‫انا و نجحن��ا هناك ‪..‬اذكر صديقنا الموجود‬ ‫معن��ا من الجماعة اإلصالحيين عبد المجيد‬ ‫الديوك و هو رئيس تحرير الش��بابية الليبية‬ ‫‪..‬فق��ال في الجلس��ة ‪ :‬لقد س��ئمت و انا في‬ ‫الجلس��ة ان أميز ما بين االخ العقيد و االخ‬ ‫االمين ‪.‬‬ ‫المه��م بع��د ان خرجنا كانت هن��اك جهود‬ ‫إلص�لاح الجبه��ة بالكتابات و ل��م تنجح ‪,‬‬ ‫فاجتمعنا ثالثة عش��ر ش��خصا منهم يونس‬ ‫فن��وش و ان��ا و خليفة حفت��ر الدكتور عمر‬ ‫‪......‬و ابراهي��م سويس��ي و عبد المنصف‬ ‫البوري و هاني صويدق و س��الم الحاس��ي‬ ‫و كم��ال الش��امي ‪..‬اجتمعن��ا ث�لاث أيام و‬ ‫أخرجن��ا بيان للجبهة لإلص�لاح ‪..‬فكان ان‬ ‫قيادة الجبهة بقي��ادة االمين العام ليس لديهم‬ ‫الوس��يلة للرد علي موض��وع الطعن ألنهم‬ ‫يتهموننا بعمالء للقذافي‪.‬‬ ‫فما كان من الكثير إال ان ترك الجبهة و انا‬ ‫تركت الجبهة ‪..‬حاول��وا إرجاعي فقلت ان‬ ‫طريقي انتهي و اجتهادي تغير‬


‫‪22‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬

‫رؤيـــة ما بعــد سقوط النظـــام‪...‬‬ ‫عــلى الرفــاعــى زوبــى‬ ‫لقـ��د أنته��ت دولة جماهيرية العقيد المقبور‬ ‫لغي��ر رجعة‪..‬وهـ��ى آفـلة وليبي��ا صاعدة فى‬ ‫س��ماء التق��دم والرقـى‪..‬ويعي��ش الليبيون األن‬ ‫ف��ى ملك��وت النش��ــوة والغبطــــــــة‪..‬وف��ى‬ ‫مرحـــــل��ة دول��ة األنتقالية‪...‬ه��ذه الدولة التى‬ ‫لم تنش��ـأ مؤسساتها بعد أن أنش��أت العديد من‬ ‫المج��ا ل��س المحلـــي��ة‪ ،‬والكتائ��ب واأللوي��ة‬ ‫المدججة بالس�لاح‪..‬ولكل منهم غاية وهـدف‪..‬‬ ‫ولكل مدنية غاية وهدف‪،‬وهناك من يبحث عن‬ ‫الثورة‪،‬والبطول��ة بعد اعتق��ال الطاغية وابنه‪..‬‬ ‫وس��ردت القص��ص العجيبة‪..‬منه��م من ظهر‬ ‫ف��ى الفضائيات وأصر أنه مكتش��ف العقيد فى‬ ‫س��ردابه‪..‬وجاء من أخذه منـه‪ ،‬وهاهى الدالئل‬ ‫‪..‬المه��م الأدرى ماذا تعنى هذه األش��يئا‪..‬المهم‬ ‫أن الطاغية أس��ـــر‪..‬ثم قتــل‪...‬ث��م ذهــب الى‬ ‫مزبل��ة التاريخ‪..‬بأيـدى م��ن كان‪..‬بيت القصيد‬ ‫واحد‪..‬والعبرة فيمن يتعض‪!!..‬‬ ‫ف��ى نهاي��ة المطاف عل��ى الليبيون وحدهم‬ ‫فقط تحديد من المجالس أو الحكومات سيطيب‬ ‫لهم التوكل عليه بعد هللا‪..‬برعاية مس��تقبل هذه‬ ‫األمــة‪ ،‬والت��ى أقـــتلعت حريتـــه��ا بالــعرق‬ ‫والـــــــ��دم واألرواح‪...‬أقـوى ه��ذه المجالس‬ ‫قوة‪..‬م��ن حيث حب الجموع لهـ��م وتأيــــيدهم‬ ‫له‪..‬ه��و المــجل��س الوطن��ى األنتقال��ى بقيادة‬ ‫المستش��ار مصطف��ى عبدالجليل‪،‬وال��ذى‬

‫ويحـــشد الجماهير على مواصلة األنتفاضة‪..‬‬ ‫والننس��ـى أنهم ابناؤنا فى الخارج مســــاندتهم‬ ‫للـــث��وار م��ن اغــــــاثة وتحش��يد الرأى العام‬ ‫العالمى ضد هذا الطاغي��ة من منطلق واجبهم‬ ‫الوطــــــــنى‪..‬وهم يشكرون عليه‪..‬ألننا شعبــا‬ ‫الننسـى من مـد لنا يــد العـون‪..‬ثـم مــاذا‪..‬؟‬ ‫أعتقـ��د أن توج��ه ه��ذا المجل��س ه��و توجه‬ ‫ليبرالى‪..‬يأم��ل ف��ى تأس��يس دول��ة ليبية ذات‬ ‫س��يادة‪،‬وهى مدني��ة بالطبع‪،‬لتص��ل بليبيا بــر‬ ‫األم��ان‪ ،‬بعد حكم جـائر ناهز األربعون س��نة‬ ‫ونـــيف‪..‬م��ن ظلـــــم وعس��ف وجـور‪،‬حينما‬ ‫كان المقبـ��ور الطاغي��ة هو قائد هذه الس��فينة‬ ‫المقرصـــنة‪..‬على الرغم من أن ثورة الش��عب‬ ‫بـدأت بعد األنقالب المشئوم بثالثة أشهر‪..‬نكل‬ ‫القذافى وس��جن من س��جن‪،‬وقتل م��ن قتـل فى‬ ‫سراديب سجــونه سيئة السمعة‪..‬‬ ‫لقـد برزت على السطح خالفات بين المجلس‬ ‫الوطنى والمكتب التنفيذى‪،‬ورؤوساء المجالس‬ ‫المحلية‪..‬ولي��س أدل على ذلك عمـق الخالفات‬ ‫‪ ،‬م��ن ق��رار تأجي��ل تش��كيل الحكوم��ة على‬ ‫الرغ��م من اظهار بعض الحقائب الغير مبررة‬ ‫ف��ى ب��ادىء األمـر‪..‬ث��م أتـــضح أنه��ا حقائب‬ ‫ارضــــــائي��ة له��ذه المجالس‪..‬والذى أدى الى‬ ‫تأجي��ل تش��كيل الحكومة حتى انته��اء تحـرير‬ ‫الت��راب الليب��ى بالكامـــ��ل‪ ..‬وهاه��و التراب‬

‫دأب عل��ى نفـــس��ه وتــــصريحات��ه ومواقفه‬ ‫السياسية‪..‬حس��ن التدبي��ر ورجاح��ة العق��ل‪..‬‬ ‫والتحاور السياسى‪..‬واأليــــــــــمان باهلل‪..‬هذا‬ ‫المجلس يتكون من أطياف وتوجهات متعددة‪..‬‬ ‫منهم م��ن يرج��ع ال��ى التـــــكنوقراط‪،‬والذين‬ ‫رجعوا من الغرب‪...‬رجع بعضهم فى أول أيام‬ ‫األنتفاضة‪..‬وهذا الينس��ى له‪..‬ومنــهم من أرتأ‬ ‫على نفسه أن يخاطب الجموع عبر الفضائيات‬ ‫م��ن الخ��ارج‪ ،‬بالكلم��ة الطيـــب��ة الصادق��ة‪..‬‬

‫الليبــى قد تحرر ‪..‬والزالت الحكومة لم تظهر‬ ‫للعيان ألن هناك قضاي��ا خالفيــــة جوهرية‪..‬‬ ‫مثل عالقة الدين بالدولة‪..‬وهل س��تكون الدولة‬ ‫الليبية ديني��ة‪..‬أم علــــــــمانية‪..‬؟‪..‬كما يدعيها‬ ‫البعض‪..!..‬ومـوق��ف أخوانن��ا األمازي��غ‪..‬‬ ‫ومطالبتهم بحقوقهم المنهوبة من قبل النــــظام‬ ‫الس��ابق‪..‬وخاصة مناش��دتهم بحقوقهم كأقلية‪..‬‬ ‫وتثبيت لغته��م بعد اللغ��ة العربية‪..‬ولهم الحق‬ ‫فــى ذلك‪...‬وال يالمـــون عليــــه‪..‬‬

‫ان المسألة الدينية فى ليبيا تظـل هى األقـــوى‬ ‫واألخطـر من المس��ألة القـــبلية الـــــــجهوية‪،‬‬ ‫والتصريح��ات الت��ى م��ن هنـ��ا وهنــ��اك‪...‬‬ ‫حي��ث هناك فئـ��ة تعيش فى بالدن��ا ممعنة فى‬ ‫اصراره��ا على اقحـ��ام أو خل��ق دورا للقبيلة‬ ‫ممثلــ��ة ف��ى أعيانه��ا ومش��ائخها والذين نكن‬ ‫لـــهـ��م كل تـــــــــــــقدير واحترام‪..‬لقد حـاول‬ ‫البعض اقحــامهم فى المش��هد السياسـى اليوم‬ ‫لدولة بـدأت تنش��ـىء بفضــ��ل الثــــــــــوار‪..‬‬ ‫كذلك مش��كلة الخ�لاف بين المجال��س المحلية‬ ‫والمجلس الوطـــنى‪ ،‬هذه الفــــــجوة الكبيرة‪..‬‬ ‫هـ��ى المس��ـألة األعم��ق واأله��م ف��ى ضـوء‬ ‫األختالفـات القائمـــة‪...‬‬ ‫ومـ��ن خ�لال ه��ذه التصريح��ات الناري��ة‪،‬‬ ‫حلل الس��يد المستش��ار بوضـ��وح حينما قــال‬ ‫مامعنـــــ��اه‪" :‬ان النضـ��ال ضـ��د القذاف��ى‬ ‫لي��س معي��ارا لدخ��ول الحكومة"‪..‬مضيفأ"ان‬ ‫هذه األزمـ��ة يجب ادارتها م��ن خالل رجـال‬ ‫أكفاء‪،‬بغ��ض النظر عن الجه��ات التى قـدموا‬ ‫منه��أ‪ ".."!..‬غــيرأن��ه لــــــيس م��ن الغريب‬ ‫أن يكون��وا م��ن مدين��ة واح��دة‪..‬أو حت��ى بيتا‬ ‫واحدا‪..‬المهم الوطنية‪..‬الكفائة‪..‬والخبرة والتى‬ ‫نع��ول عليه��ا كثيرا"‪...‬كما ص��رح بمثل هذه‬ ‫التصريحات رئي��س المكتب التــــنفيذى‪،‬حيث‬ ‫أكـ��د"أن الكف��اءة والخب��رة واألهليــ��ة"‪ ،‬هى‬ ‫عناصر تتوافق مع اختيـار الشخص‪..‬‬ ‫كمـ��ا دعـ��ى رئي��س المجل��س العس��كرى‬ ‫بطرابلس"بالحاج" "على أن يكون هناك دور‬ ‫واضح لألسـالميين الليبيين فى السلطة‪،"..‬كما‬ ‫حـ��ذر م��ن أن الجـــماعات األس��ــــالمية لن‬ ‫تســــــــــمح للسـاســــــة العلمانيين‪ ،‬بتهميش‬ ‫واس��تبعادهـم ف��ى ه��ذه المرحل��ة األنتقالي��ة‬ ‫المهمـة‪!..‬‬ ‫ان المجل��س األنتقـال��ى ان كان ذو رؤيـ��ة‬ ‫مس��تقبلية‪ ،‬ف��ان ماي��راه ويدور ف��ى فلكه من‬ ‫مجالس ذوات أطياف مختلفة‪...‬وثوار راجعـين‬ ‫م��ن المع��ارك بـزخ��م األنتص��ارات بدح��ر‬ ‫القذاف��ى ف��ى عقـــر داره‪..‬تدفع ه��ؤالء الثوار‬ ‫ايدولوجي��ة ايماني��ة قوي��ة‪..‬وال أري��د أن أقول‬ ‫يفرضونها‪..‬حي��ث منهم من كان مهمش��ـا قبل‬ ‫هذه الحرب ب��دون عمـل‪..‬ومنهم من كان يقبع‬ ‫فى بيته متوس��دا شهادة جامعية‪ ،‬ويحلم بأحالم‬ ‫زيــف األس�لام‪..!..‬اليوم ه��ذه األطياف تـريد‬ ‫نصيبهـ��ا من الدولة الجدي��دة‪ ،‬وتحــدده بالرقم‬ ‫والكيفيـة‪..!..‬فهـ��ل المجل��س األنتقال��ى وضع‬ ‫اس��تراتيجية ألحـــتواء هؤالء الثوار ودمجهم‬ ‫ف��ى المجتمــع‪..‬؟‪..‬ونحن واثق��ون أن المجلس‬ ‫يملك عتـاولة فى حــل مثل هكذا مشــاكل‪!!..‬‬ ‫نحــن النختلف أن حـالتنا الليبية تختلف عن‬ ‫غيرها من الث��ورات‪ ،‬والتى س��بقتنا للتغيير‪..‬‬ ‫ألن ث��ورة ‪17‬فبراي��ر كان��ت والزال��ت ثورة‬ ‫تغيير‪،‬بمعن��ى أن ه��ذه الث��ورة كان ثمــنه��ا‬ ‫باهضـا من الــــدم وخيرة ش��باب الوطــن‪..‬ان‬ ‫المرحل��ة األنتقالية عان��ت وتعـانى حتى يومنا‬ ‫هذا‪ ،‬حيث فى عـــــــهد القذافى األمـور كانت‬ ‫واضحة‪،‬ويمكن س��ـردها بكل س��هولة ويسـر‬ ‫من خالل سياساته الداخليـــة حين كان يستخدم‬

‫فى الداخل القم��ع الممنهـج‪ ،‬وفى الخارج كان‬ ‫يس��تخدم األره��اب الفاضــح‪ ..!..‬والش��ـواهد‬ ‫كثيرة واألمثلة متعــددة‪ ...‬أما مـرحلة الثورة‪..‬‬ ‫فلقـد ش��هـدت بنغـ��ازى أول ش��ـــــــرارة من‬ ‫حرب ضروس‪ ،‬حيث المكان للسلم والمهادنة‪..‬‬ ‫حيث أس��تخدم النظام الس�لاح من أول دقيقـة‬ ‫وكان العامل الرئيسـى هو دخول حلف الشمال‬ ‫األطلس��ى بع��د ش��هر م��ن األنتفاضة‪،‬والت��ى‬ ‫أخـــذت كثيرا من األرواح‪..‬وأنهـارا من الدم‪..‬‬ ‫أما فى مرحل��ة البـــناء والتــــعمير‪ ،‬بدأت من‬ ‫خالل تشكيل الحكومـة األنتقالية‪..‬فسوف تزيد‬ ‫األعباء‪..‬وتكثر النزاعات وتطول األنشقاقات‪.‬‬ ‫حيث لها أوجــه متعددة من الجهوية والعرقية‪..‬‬ ‫واألس�لامية‪..‬الى األس�لامية القتــالي��ة‪..!..‬‬ ‫وهنــــا أقــــــول‪..‬‬ ‫ربمــ��ا الت��زال أجواء انتص��ارات الثوار‪،‬‬ ‫وفرح��ة تخلصن��ا من حك��م الطاغية‪ ،‬تش��دنا‬ ‫ال��ى تحقيــ��ق أكب��ر قـ��در ممكن م��ن التقـدم‬ ‫واألنتص��ارات على كافة المس��تويات خاصة‬ ‫منه��ا السياس��ية‪ ،‬ولكـــــن ه��ذا اليلغـى حقيقة‬ ‫غيـاب الرؤى النــظرية المكتملة للمس��تـــقبل‬ ‫الليبـ��ى‪ ،‬والمتمثل��ة فى غيــــــ��اب ماأصطلح‬ ‫علي تسميته(بالدس��تور الليبى المقترح)‪..‬وهو‬ ‫مش��روع قادر على تأمـــــــين الش��روط لبناء‬ ‫حيــ��اة كريم��ة ‪ ،‬تتوف��ر فيها مقوم��ات حقوق‬ ‫الفرد والحـريات‪ ،‬والعيش الكـريم‪..‬‬ ‫ولذلك فان بنـاء مشروع سياسى ليبـى يتطلب‬ ‫قبل كل ش��ـىء‪ ،‬تحوال فى تفكير النخب الليبية‬ ‫المعنية بصناعة التغيير‪ ،‬وأبتعادها عن مفـاهيم‬ ‫الماضى‪...‬وعن��وان هذا التحول األســاس��ـــى‬ ‫هو الخروج من اطار المش��اريع األيدولوجية‬ ‫الت��ى تجاوزه��ا الواق��ع‪ ،‬ال��ى بناء مش��روع‬ ‫جيوس��يا س��ـــى ليبـى‪..‬وذلك من خـالل الكف‬ ‫ع��ن محـاوالت تغيير بني��ة المجتمع ‪،‬وهـويته‬ ‫الحضــارية‪..‬ودراس��ة ه��ذه البني��ة والهـوي��ة‬ ‫كنت��اج تـاريخ��ى حضـارى منجـ��ز غير قابل‬ ‫للتغيي��ر أو التـــبديل فى المــــــــد السياس��ــى‬ ‫المنظــور‪..‬وبالتالى البدء الفـورى فى دراس��ة‬ ‫جـدية لمكونات ه��ذه الهـوية كمعطــــى ثابت‬ ‫واألستفادة الى أكبر قـدر ممكن مما تتيحه هذه‬ ‫المكون��ات فى بنـ��اء رؤيـ��ة واقعيـة معاصرة‬ ‫للحي��اة الليبي��ة بتنوعهـ��ا الثقافـ��ى والعـرق��ى‬ ‫والقبـــلى‪...‬‬ ‫وهـذا كله يحتـاج لدراس��ة معمقـة ومتنوعة‪،‬‬ ‫تص��ب ف��ى المحصل��ة النهائي��ة ال��ى اقام��ة‬ ‫دولـــــــ��ة القانون القوي��ة التى تحقق تطلعات‬ ‫المجتم��ع الليبـ��ى م��ن كل اطيـاف��ه‪ ،‬وعل��ى‬ ‫كافة المس��تويات‪ ،‬كم��ا تحافظ عل��ى هـويته‪،‬‬ ‫ومكانته األقليميـ��ة والدولية‪ ،‬وبذلك نحـن هنـا‬ ‫نقف ضـد مش��ـروع الدولــــة العش��ـــائريــة‬ ‫والجهـــوية‪!!....‬‬


‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬

‫‪23‬‬

‫ليبيا ‪ .‬ليبيا ‪ .‬ليبيا ‪.‬‬ ‫إبراهيم عبد اجمليد‬ ‫عالقت��ي بليبي��ا تختل��ف ربم��ا ع��ن عالقة كل‬ ‫الكت��اب والمثقفي��ن ‪ .‬ذلك أني أص�لا من مدينة‬ ‫اإلس��كندرية ‪ .‬ومبك��را جدا رأي��ت الليبيين في‬ ‫طفولت��ي ف��ي المدينة ‪ .‬يس��كن بعضهم في حي‬ ‫الوردي��ان القريب من المك��س ‪ .‬وبعضهم كان‬ ‫موج��ودا من��ذ النضال من أجل االس��تقالل عن‬

‫زرت ليبي��ا مرتين أثناء الحصار أظنهما عامي‬ ‫‪ 1990‬و‪ 1991‬إن لم تخني الذاكرة وكان سبب‬ ‫الزيارة حضور معرض الكتاب ‪ .‬وبعده أقلعت‬ ‫عن ذلك وقررت عدم تكرار الزيارة ألني رأيت‬ ‫ليبي��ا كأنها لم تتحرك منذ أيام السنوس��ي رحمه‬ ‫هللا ‪ .‬بال��ذات في البناء وش��كل البيوت ‪ .‬لم أجد‬

‫انه ال رواتب يحصل عليها أحد بحجة الحصار‬ ‫والرج��ل يري الضيوف تنعم ب��األكل الذي هو‬ ‫مح��روم منه ‪ .‬قررت عدم الس��فر إلى ليبيا بعد‬ ‫ذل��ك ‪ .‬كيف أكون ضيفا ينعم باألكل والش��رب‬ ‫المجاني وابن البلد ال ينعم بشيء ؟ ‪.‬‬ ‫ذهب��ت إل��ى حديق��ة تس��مي هانيب��ال ‪ .‬رأي��ت‬

‫ثورة ليبيا لن تتخلي عن أحالمها يف الدميقراطية‪ ،‬ألنها حققت النصر‬ ‫بالتضحيات الكبرية‪ ،‬وستصبح ليبيا قوة عربية وعاملية حضارية كبرية ‪.‬‬ ‫االس��تعمار االيطالي ‪ .‬كما أن حكايات األهالي‬ ‫م��ن الكبار في األماس��ي كانت كثي��را ما تذكر‬ ‫رجاال من ليبيا سكنوا جوارهم ورحلوا عائدين‬ ‫إل��ى بالدهم ‪ .‬وبعض الزيج��ات التي تمت بين‬ ‫الليبيين والمصريين ‪ .‬ولم يفتني ذلك وأنا اكتب‬ ‫روايتي "طي��ور العنبر" التي تدور أحداثها في‬ ‫اإلس��كندرية في الخمسينات من القرن الماضي‬ ‫‪.‬حيث تزوج��ت احدي بطالت الرواية بش��اب‬ ‫ليب��ي ورحلت عن المدين��ة ‪ .‬بل وأكثر من ذلك‬ ‫كان��ت لي ابنة خالة جميل��ة من الريف تزوجت‬ ‫ف��ي الس��تينات من ش��اب ليبي وأظ��ن أنها في‬ ‫طرابلس‪.‬‬ ‫كل ذل��ك قبل أن يس��تولي معم��ر القذافي علي‬ ‫الحكم ‪.‬‬ ‫كذلك كان العيد الكبير فرصة ألن يأتي عدد من‬ ‫ب��دو الصحراء المصرية ويق��ال دائما أن بينهم‬ ‫ليبيين إلى اإلسكندرية يبيعون الغنم في األسواق‬ ‫‪ .‬ب��ل وفي حياتي المدرس��ية صديقان من أصل‬ ‫ب��دوي رحال إل��ى ليبي��ا بمج��رد انتهائهما من‬ ‫دراس��تهما الجامعية في أول الس��بعينات وأظن‬ ‫أنهما في بنغازي حتى اآلن ‪.‬‬ ‫كما أن أبي كان يعمل في الس��كة الحديد وكثيرا‬ ‫ما كان العمل يس��تدعي الس��فر إل��ى الصحراء‬ ‫الغربي��ة فرأيت هناك القبائ��ل العربية وعرفت‬ ‫مبكرا جدا أنها تقريبا تنقسم بين ليبيا ومصر ‪.‬‬ ‫باختص��ار عالق��ة اإلس��كندرية بليبي��ا عالق��ة‬ ‫طبيعية وتبدو اإلس��كندرية دائم��ا مجاال حيويا‬ ‫لليبيي��ن للترفي��ه أو العمل كما ب��دت ليبيا دائما‬ ‫مجاال حيويا للمصريين للعمل ‪.‬‬

‫رئيس التحرير ‪ /‬خلود مخيس الفالح‬

‫شيئا يدل علي ثورة غير بعض الشعارات علي‬ ‫الش��وارع ‪ .‬وفي المرتين أدركت حجم المعاناة‬ ‫التي يعيش��ها الش��عب الليبي العظي��م ‪ .‬كنت في‬ ‫اح��دي الزيارتين ضيفا في فن��دق المهاري في‬ ‫طرابلس ورأيت احد موظفي الفندق يتم القبض‬ ‫علي��ه م��ن رج��ال الش��رطة ويضربون��ه وهم‬

‫العاه��رات م��ن كل الدني��ا يأتي��ن في المس��اء‬ ‫ويخت��ار منهم أي ش��خص من يش��اء ‪ .‬كل ذلك‬ ‫والش��عب يعاني من قل��ة الرواتب وقل��ة المال‬ ‫بحجة الحصار ‪.‬‬ ‫تأخرت ليبيا عن أيام السنوسي بل عرفت القهر‬ ‫والمعتق�لات الت��ي لم تكن في تل��ك األيام ‪ ,‬أيام‬

‫يجرونه‪ ,‬ولما س��ألت عن الس��بب قي��ل لي إنه‬ ‫س��رق قطعة لحم م��ن الفندق ؟ لم��اذا ‪ .‬عرفت‬

‫الملك الطيب ‪.‬‬ ‫دخلت محال ومع��ي الصديق س��عيد الكفراوي‬

‫أول صحيفة عربية للرواية‬

‫لنش��تري بعض شرائط الكاسيت ورأينا صورة‬ ‫عبد الناصر والقذافي معلقتين أمامنا ‪ .‬قال سعيد‬ ‫ضاحكا لصاح��ب المحل ‪ ,‬الزعيم الخالد واألخ‬ ‫القائد ‪ .‬قال الرجل نعم ‪ .‬قال سعيد وهللا ما خرب‬ ‫األم��ة العربية غير الزعيم الخال��د واألخ القائد‬ ‫‪ ,‬فخ��رج الرجل من المح��ل جاريا ولم يعد إليه‬ ‫ووقفنا في ذه��ول ‪ .‬كان خوف الرجل أكبر من‬ ‫كل احتمال ‪ .‬وحكاي��ات كثيرة أوضحت لي كم‬ ‫القهر والفقر الذي يعيش فيه شعب عظيم يمتلك‬ ‫ثروة يباهي بها األمم لكنها مسروقة كلها ‪.‬‬ ‫قابل��ت كثيرا من الليبيين م��ن األدباء والكتاب‬ ‫والصحفيين الذين كانوا يتحدثون معي بصراحة‬ ‫عما هم فيه من كرب ‪.‬وكنت أري ذلك من غير‬ ‫أن يتحدثوا ‪.‬‬ ‫ف��ي ليبي��ا مواهب عظيم��ة في الثقاف��ة ضيعها‬ ‫الكتاب األخضر ودراس��ات الكت��اب األخضر‬ ‫وغير ذلك من التفاهات التي رزحت علي روح‬ ‫الشعب عشرات السنين ‪ .‬ثورة ليبيا تختلف عن‬ ‫ثورتنا في مصر وعن الثورة التونس��ية ذلك إنه‬ ‫ف��ي ليبيا احتاج األمر إلى الكفاح المس��لح ألنه‬ ‫بدونه كان القذافي ومرتزقته مس��تعدون إلفناء‬ ‫الشعب كله ‪.‬‬ ‫لذل��ك فث��ورة ليبيا ل��ن تتخلي ع��ن أحالمها في‬ ‫الديمقراطي��ة ألنها حققت النص��ر بالتضحيات‬ ‫الكبي��رة وس��تصبح ليبيا ق��وة عربي��ة وعالمية‬ ‫حضاري��ة كبيرة ‪ .‬س��تصبح دول��ة كبري علي‬ ‫البحر المتوس��ط بما لديها من إمكانيات بش��رية‬ ‫واقتصادية ‪.‬‬ ‫نح��ن في مص��ر نعرف أن ذلك س��يحدث ‪،‬وأنا‬ ‫بالذات علي ثقة أن ذلك سيحدث ألني من زمان‬ ‫أعرف أن في ليبيا شعب جميل وعظيم ‪.‬‬ ‫تحيات��ي للش��عب البط��ل وطالئعه م��ن الثوار‬ ‫وكتابه ومثقفيه وأحلم بيوم تعود فيه ليبيا مجاال‬ ‫حيويا لن��ا في مصر وتكون مصر مجاال حيويا‬ ‫لليبيا كما كانت عبر التاريخ بدون أي كالم تافه‬ ‫عن الوحدة والعروبة وما إلي ذلك مما اس��تغله‬ ‫الطغاة من الحكام لتكميم وقهر الشعوب ‪.‬‬ ‫بين ليبيا ومصر أرض منبسطة من المحبة عبر‬ ‫التاريخ ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ibrahimabdelmeguid@hotmail.com‬‬


‫السنة األولى العدد ‪ 1 ( 25-‬نوفمبر‪)2011‬‬

‫تعلن إدارة شركة سرت النتاج‬ ‫وتصنيع النفط والغاز إلى جميع‬ ‫مس��تخدميها ضرورة االلتحاق‬ ‫بأعماله��م بمنطق��ة عملي��ات‬ ‫الش��ركة بمختل��ف مواقعه��ا ‪،‬‬ ‫إعتباراً من يوم الثالثاء الموافق‬ ‫‪ ، 2011 -11- 1‬وسيتم العمل‬ ‫بنظ��ام صحيفة ال��دوام اليومي‬ ‫المعمول به في الشركة إعتباراً‬ ‫من التاريخ المشار‬ ‫إليه ‪ ،‬وستقوم الشركة بتعويض‬ ‫المس��تخدمين عن نفقات السفر‬ ‫والمبي��ت م��ن مق��ر االقام��ة‬ ‫المتواج��د بها حاليا المس��تخدم‬ ‫إلى منطقة العمل ‪.‬‬

‫عدسة ‪ :‬أمحد العرييب‬

‫جممع تيبسيت السياحي مبركز مدينة بنغازي يضم ‪ 250‬غرفة ‪ 22 ،‬جناحا ممتازا و ‪ 8‬أجنحة رئاسية‬ ‫‪Tel + 218 61 909 0016, 909 0017 Fax + 218 61 909 0016‬‬ ‫‪http://www.tebistyhotel.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.