العدد 39

Page 1

‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫من أجل االنتخابات‬ ‫الليبية القادمة‬ ‫السنة الثانية‬

‫العدد ‪39‬‬

‫‪ 7‬فبراير ‪2012‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫الكيب يلتقي اإلعالميني‬ ‫الليبيني ألول مرة‬

‫أطفال ليبيا حيتفلون باملولد‬ ‫النبوي الشريف‬

‫البحث عن اهلوية الليبية‬ ‫يف معرض القاهرة‬

‫ليبيا تسليم أول سفارة سورية للمجلس الوطين السوري‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫كنا يف حضرة دولة رئيس الوزراء بطرابلس العاصمة األبدية!!‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri_55@hotmail.com‬‬ ‫ميادين صحيفة ليبية متنوعة‬ ‫تصدر من بنغازي‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫‪00218925117123‬‬

‫مدير التحرير‬ ‫سامل العوكلي‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫هليل البيجو‬ ‫إشراف فين‬ ‫عمر جهان‬ ‫مدير إداري‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0925856779‬‬

‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬

‫تشرفت وثلة من اإلعالميين بمقابلة دولة رئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب األسبوع الماضي بمقره‬ ‫بطرابل��س ‪ ،‬ال أعرف لماذا ذكرني بأول رئيس وزراء ليبي الس��يد محمود امنتصر الذي يوم اعتلي‬ ‫الوزارة لم أولد بعد ‪ ،‬لكن سأحاول تفسير هذا التذكر ؛فغير أن كليهما طرابلسي من المدينة الكثير من‬ ‫الجوانب الش��كلية مشتركة بينهما – كما شاهدت في الصور التي أتيحت لي للسيد محمود المنتصر ‪،‬‬ ‫هذا طبعا غير أنهما أول رئيس وزراء للدولة الليبية وهي في حالة تأسيس‪ ،‬وبدا لي أنهما يمثال لحظة‬ ‫مفصلية في تاريخ بالد هو إمبراطورية الرمال كما تس��مي الصحافة الغربية ‪ :‬ليبيا ؛ وان كانت في‬ ‫عهد المنتصر دولة الفقر وفي عهد الكيب دولة النفط فكال التوصيفين ال فرق بين بينهما‪.‬‬ ‫دخ��ل الس��يد الكيب ‪ -‬رفقة بع��ض من زمالئه ‪ -‬علينا ف��ي صالة ضاقت بنا‪ ،‬بقامته الفارهة بشوش��ا‬ ‫ومرحب��ا بحرارة غير معتادة عند غيره من زمالئه مس��ئولي المرحل��ة االنتقالية‪،‬حين جلس وبعد أن‬ ‫ألق��اء كلم��ة ترحيبية مقتضبة أخرج مفكرة من جيبيه وقلم وأخذ يس��جل مالحظات من الكلمات التي‬ ‫وردت من زمالئي الذين تحدثوا جميعا دون إدارة للجلس��ة ؛ حتى أن السيدة الوحيدة‪ -‬بين الحضور‪-‬‬ ‫التي ال أعرف صفتها الوظيفية س��يطرت تقريبا علي الكالم ‪ ،‬وكنت ألقيت دعابة عن عدم دعوة أية‬ ‫ام��رأة بأن س��ببه عدم محبة الس��يد الرئيس لهن أو غيرة من المرأة المس��ئولة عل��ي تنفيذ وإجراءات‬ ‫الدعوة‪,‬‬ ‫ل��م تتم دعوتي كما أعلمني الصدي��ق مفتاح بوزيد من ذكر لي أن المدعوين من مدينة الصحافة أربع‬ ‫فقط هم ‪ :‬رئيس تحرير جريدة أخبار بنغازي سالم العبار و مفتاح بوزيد رئيس تحرير برنيق و محمد‬ ‫المزوغي رئيس تحرير الكلمة من اعتذر وكلف ابراهيم المكاس‪ ،‬وألنني لست مدعوا رأيت أنه من‬ ‫الضروري أن أش��ارك في أول لقاء بين مس��ئول في دولة فبراير االنتقالية واإلعالميين‪ ،‬وكان مفتاح‬ ‫بوزيد رأى ذلك أيضا وهو من رتب أمر هذه الرحلة إلي العاصمة األبدية طرابلس‪.‬‬ ‫أم��ا لم��اذا توصيف الحالة دون توضي��ح المراد من هذا اللقاء فذلك ألنه اجتم��اع أراده دولة الرئيس‬ ‫عبدالرحيم الكيب لالس��تماع لالعالميين فقط ‪ ،‬رغم أن الس��يدة التي أش��رت إليها ذكرت عفوا أنه تم‬ ‫جمعن��ا ألجل التجس��ير بين الحكومة والش��عب ‪ ،‬وهذا جعلني أعترض علي أن تك��ون هكذا لقاء لذا‬ ‫الغرض ‪ ،‬وعند ختام اللقاء نفي دولة الرئيس أن يكون لقائنا به لهكذا غاية‪.‬‬ ‫وق��د يكون من األفض��ل أن ذكر لكم أن بعضا ممن دعوا كصحفيين طالب��وا بالرقابة علي اإلعالم ‪،‬‬ ‫وأخر طالب بالتقنيين ‪ ،‬وأحدهم طالب بدولة اإلعالم العام ومنهم من طالب بميثاق شرف للصحفيين‬ ‫وكأن الصحفيين ال شرف لهم وأنهم ليسوا كأصحاب المهن األخرى ‪ ،‬والبعض طالب بالدعم المالي‬ ‫وحتى حدد السقف ‪ ،‬وهكذا سادت الجلسة في كثير من األحيان ما كان يسود في عهد المقبور‪.‬‬ ‫• رئيس يبث الرعب بين اهله‬ ‫رئيس المجلس الوطني السيد مصطفي عبد الجليل يصرح منذ فترة تصريحات تثير الكثير من الهلع‬ ‫بين الناس مثل خطر حرب أهلية وما تعانيه البالد من عجز مالي وغيرها ‪.‬‬ ‫وقد اس��تفزت هذه التصريحات ردود أفعال ش��اجبة ‪ ،‬أما سبب الشجب فألنه من المفترض أن السيد‬ ‫الرئي��س يب��ث الطمأنينة ويعمل علي رأب الصدع وليس من مهام��ه التصريح في كل وقت وخاصة‬ ‫هكذا تصريحات‪.‬‬ ‫• اتباع الطاغية ينبشون القبور‬ ‫ما نبشه الطاغية من قبور وما رمي من جثث يذكرني به ما يقوم السلفيون به هذه األيام ‪ ،‬لقد تخلصنا‬ ‫من نابش واحد للقبور ليولد من رحمه كثر ‪.‬‬ ‫• مافيا روسيا‬ ‫عقب س��قوط االتحاد الس��وفيتي وغياب الس��لطة ظهرت المافيا الروسية الش��هيرة‪ ،‬المافيا هذه كانت‬ ‫وريثة العهد الس��ابق وبفضلها تحولت روس��يا إلي دولة مديونة بعش��رات المليارات ‪ ،‬أهلنا يقولون ‪:‬‬ ‫المال السائب يعلم السرقة‪.‬‬ ‫• انتخابات بنغازي المحلية !‬ ‫الكثير من تأس��يس األحزاب في ليبيا يتم بش��كل ش��به سرى فالصحافة واإلعالم جملة أخر من يعلم ‪،‬‬ ‫وق��د أجمع الليبيون علي انعدام الش��فافية من قبل المجلس الوطني االنتقال��ي ومن الحكومة االنتقالية‬ ‫ومن الوزارات التي خرج بعضها مؤخرا علينا ببدعة الصفحات الكترونية حيث يتم من خاللها نشر‬ ‫م��ا يري��دون ؛ إنهم يحدثوننا من خلف حجاب ‪ :‬المحطات األجنبية واالنترنت أما اإلعالم المحلي فال‬ ‫فائدة ورائه غير تكسير الرأس ؛ ما أشبه الليلة بالبارحة‪.‬‬ ‫• االنتخابات الليبية حقيقة أم خيال ؟‬ ‫هل حقا ستتم انتخابات في المكان ‪ :‬ليبيا ‪ ،‬وفي الزمان ‪ :‬يونيو‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫أخبار‬

‫أخبار‬

‫‪03‬‬

‫أخبار‬

‫الثوار السوريون يتخذون من بنغازي الليبية منوذجا‬ ‫ربم��ا يكون الثوار الس��وريون ق��د تقهقروا‬ ‫من ضواحي دمش��ق بع��د أن صدتهم قوات‬ ‫الرئيس بش��ار األس��د لكنهم اكتس��بوا جرأة‬ ‫من خالل الس��يطرة عل��ى أراض وقد يأمل‬ ‫البعض أن يغ��ري هذا قوات أجنبية بالتدخل‬ ‫للمساعدة‪.‬‬ ‫وفي مقابالت اجرتها رويترز هذا األس��بوع‬ ‫من خالل خط��وط هاتفية ووصالت انترنت‬ ‫رديئ��ة من مواق��ع غير معلوم��ة على الخط‬ ‫األمام��ي ب��دت ق��وات الث��وار متفائلة على‬ ‫الرغ��م مما وصفته "باالنس��حاب التكتيكي"‬ ‫م��ن على أعتاب دمش��ق والقص��ف العنيف‬ ‫الذي قامت به قوات المدفعية التابعة لألس��د‬ ‫للمقاتلين في الشمال‪.‬‬ ‫والجي��ش الس��وري الح��ر ش��بكة فضفاضة‬ ‫م��ن وح��دات محلي��ة تكون��ت من منش��قين‬ ‫عن صف��وف القوات الحكومي��ة وانضم لها‬ ‫متطوعون مس��لحون ويقودها ولو من حيث‬ ‫المبدأ ضباط منشقون كبار فروا الى تركيا‪.‬‬ ‫وبعد عش��رة اش��هر من بدء االنتفاضة التي‬ ‫تح��دت حك��م عائلة األس��د الممت��د منذ ‪42‬‬ ‫عام��ا التزال موارد الجيش الس��وري الحر‬ ‫محدودة‪.‬‬ ‫وال يتوق��ع كثي��رون م��ن قادت��ه ناهيك عن‬ ‫الخبراء الدوليين أن يحقق انتصارا س��ريعا‬ ‫ب��دون تغير هائ��ل عل��ى أرض الواقع مثل‬ ‫انهيار الدعم‬ ‫بين كبار قادة الجيش الذين اليزالون مؤيدين‬ ‫لألسد‪ .‬ويبدو احتمال التدخل الخارجي بعيدا‪.‬‬ ‫غير أن السيطرة على جيب جبلي استراتيجي‬ ‫هذا األسبوع على الحدود مع لبنان وما تبعه‬ ‫من تحد عنيف على م��دى أيام في ضواحي‬ ‫العاصمة نفس��ها طرحا الحدي��ث بين بعض‬ ‫قادة الجيش السوري الحر عن "تحرير"‬ ‫األراضي مثلما فعل معارضو الزعيم الليبي‬ ‫الراحل معمر القذافي في شرق بالدهم‪.‬‬ ‫وقال مقدم س��ابق في جيش األس��د يس��تخدم‬ ‫اسما مستعارا هو ابو ثائر لرويترز بالهاتف‬ ‫م��ن موقع غير معلوم "نحتاج الى أن نصنع‬ ‫بنغازي الخاصة بنا" في إشارة الى عاصمة‬ ‫المعارضة الليبية المسلحة خالل االنتفاضة‬ ‫التي كللت بالنجاح في نهاية المطاف هناك‪.‬‬ ‫وأض��اف "ل��و كانت هن��اك منطق��ة عازلة‬ ‫او منطق��ة حظر ج��وي لحدثت سلس��لة من‬ ‫االنشقاقات بالجيش‪ ...‬الصورة ستتغير ‪180‬‬ ‫درجة‪".‬‬ ‫وي��رى بعض المراقبي��ن أن اقتراب الجيش‬ ‫الس��وري الحر من العاصمة السورية أكسبه‬ ‫مصداقية جديدة‪.‬‬ ‫وق��ال ان��درو تابل��ر م��ن معه��د واش��نطن‬ ‫لدراسات الشرق األدنى عن‬ ‫الجيش الس��وري الحر "ي��زداد قوة ويتحول‬ ‫الى جزء أقوى ف��ي المعارضة وقوة حقيقية‬

‫عل��ى األرض‪ ...‬هذا ال يعن��ي أنه قادر على‬ ‫إسقاط الدولة لكنه يتحداها بالتأكيد‪".‬‬ ‫وضاق المنشقون ذرعا بالوعود بتقديم الدعم‬ ‫المعنوي من دول حلف ش��مال األطلسي بما‬ ‫ف��ي ذلك تركي��ا التي من غي��ر المرجح فيما‬ ‫يب��دو أن تتحول الى مس��اعدة ملموس��ة عما‬ ‫قريب‪.‬‬ ‫وقال مقاتل في العشرينات من عمره تحدث‬ ‫من الزبدان��ي وهي بلدة جبلي��ة على طريق‬ ‫التهري��ب القدي��م الى لبنان حي��ث أجبر قادة‬ ‫الجيش السوري الحر القوات الحكومية على‬ ‫القبول بهدنة واالنس��حاب األسبوع الماضي‬ ‫"إن ش��اء هللا س��نحرر المزيد من األراضي‬

‫الس��وري الحر لديه أسلحة خفيفة وليس لديه‬ ‫خط إمداد ثابت خارج المنطقة‪.‬‬ ‫والت��زال الق��وات الحكومي��ة متفوق��ة على‬ ‫الجيش الس��وري الح��ر في الع��دد والعتاد‪.‬‬ ‫وكانت عالقة تحال��ف الحركات المعارضة‬ ‫التي انضوت تحت ل��واء المجلس الوطني‬‫السوري المعارض‪ -‬بالجيش السوري الحر‬ ‫عن بع��د لكن المجل��س الوطن��ي يريد اآلن‬ ‫التنس��يق معه عن كثب ويقدر أن عدد افراده‬ ‫يتراوح‬ ‫بي��ن ‪ 20‬و‪ 30‬الف��ا‪ .‬ويبل��غ ق��وام الق��وات‬ ‫الحكومي��ة نح��و ‪ 300‬ال��ف ف��رد غي��ر أن‬ ‫والءات كثيرين ربما تكون على المحك‪.‬‬

‫ألن المجتم��ع الدول��ي ل��م يق��دم اال تح��ركا‬ ‫متأخرا وتهديدات جوفاء‪".‬‬ ‫وق��ال مقدم آخر يتنقل بين إدلب في الش��مال‬ ‫وتركي��ا "يج��ب أن نك��ون مس��تعدين للقيام‬ ‫بهذا ف��ي بالدنا‪ ...‬على الرغ��م من مواردنا‬ ‫األضعف‬ ‫فإننا نعتقد أن قوة العدالة ستسود‪".‬‬ ‫وحرص ماهر اس��ماعيل النعيمي المتحدث‬ ‫باس��م القي��ادة العلي��ا للجيش الس��وري الحر‬ ‫ومقره��ا تركي��ا عل��ى التخفي��ف م��ن فورة‬ ‫الحماس‪.‬‬ ‫وقال إن الهدف األساس��ي للجيش الس��وري‬ ‫الحر اليزال تعطي��ل قدرة القوات الحكومية‬ ‫عل��ى االعتداء عل��ى المدنيين وليس خوض‬ ‫ص��راع حتى النهاية ضد جيش األس��د الذي‬ ‫ربما يفوق الجيش السوري الحر عددا ولو‬ ‫على الورق بما يزيد عن عشرة لواحد‪.‬‬ ‫وأك��د عل��ى أن الحدي��ث ع��ن الزبدان��ي او‬ ‫غيرها من المناط��ق "كأرض محررة" هو‬ ‫"سوء فهم"‪.‬‬ ‫وقال إنه ليست هناك سيطرة عسكرية كاملة‬ ‫على منطقة بعينها‪.‬‬ ‫ومضى يقول إن القوات المنش��قة تفتقر الى‬ ‫الذخيرة بينما القوات الحكومية لديها المدافع‬ ‫الثقيل��ة والطائ��رات‪ .‬وأض��اف أن الجي��ش‬

‫وفيما يتعلق باألس��لحة يعتمد المقاتلون على‬ ‫الجن��ود المنش��قين واالغارة عل��ى مخازن‬ ‫أسلحة وتهريب من مؤيدين في الخارج‪.‬‬ ‫على مشارف دمشق وبعد أن وصلت دبابات‬ ‫ومدفعية الجي��ش النظامي لم يكن أمام قوات‬ ‫المعارض��ة س��وى التقهق��ر او الذوبان بين‬ ‫المدنيين احتماء بهم‪.‬‬ ‫ووس��ط أج��واء الخ��وف وس��فك الدم��اء‬ ‫يخش��ى بعض المقاتلي��ن المعارضين من أن‬ ‫تس��تدرجهم القوات الحكومية بل ربما تسمح‬ ‫له��م بتحقي��ق انتصارات صغي��رة في إطار‬ ‫خدعة لجرهم الى الخالء‪.‬‬ ‫وقال المقاتل المعارض من الزبداني "هناك‬ ‫مناطق قليلة جدا شبه محررة‪...‬‬ ‫لكننا لن نتحدى النظام بال س���بب‪ .‬إنه مثل‬ ‫الكل���ب اذا جذب���ت ذيله فس���يأتي وراءك‬ ‫يعوي‪".‬‬ ‫وق��ال اب��و ثائ��ر المتخصص في الش��ؤون‬ ‫اللوجيستية بالجيش السوري الحر إن مقاتلي‬ ‫المعارضة يحافظون على قربهم من الحدود‬ ‫السورية حتى التتم محاصرتهم‪.‬‬ ‫وأض��اف قائال ع��ن المدين��ة الجنوبية التي‬ ‫اندلع��ت فيه��ا االنتفاض��ة في م��ارس آذار‬ ‫الماض��ي "نحت��اج الى حماية ظهرن��ا‪ ...‬اذا‬ ‫اخترن��ا درع��ا ل��ن تك��ون هن��اك اي قوات‬

‫سورية وراءنا من األردن‪".‬‬ ‫وعلى الرغم من نجاحاتهم في الزبداني فإنه‬ ‫يعتقد أن توسيع معقلهم على الحدود اللبنانية‬ ‫غير مرجح بس��بب ارتباط س��وريا بعالقات‬ ‫وثيقة مع حزب هللا اللبناني‪.‬‬ ‫وق��ال "يمك��ن أن نخت��ار جب��ل الزاوية في‬ ‫محافظ��ة إدلب حيث تك��ون وراءنا تركيا‪...‬‬ ‫لن نتعرض لهجوم من هناك على األرجح‪".‬‬ ‫وقال المقدم من الجيش الس��وري الحر الذي‬ ‫يمارس نش��اطه في إدلب لرويترز إن ‪700‬‬ ‫رجل كان��وا تحت قيادته داخ��ل المدينة لكن‬ ‫لم تتوفر لهم األسلحة ليتحدوا قوات األمن‪.‬‬ ‫وأض��اف "قوات إدلب هي األقوى من حيث‬ ‫الق��وة البش��رية" مقارن��ا قوت��ه بمجموعات‬ ‫مقاتل��ي المعارض��ة األخرى‪ .‬وق��ال "لكنهم‬ ‫األضع��ف من حي��ث الس�لاح ألن تركيا لم‬ ‫تسمح بدخول اسلحة كثيرة ونشتري معظمها‬ ‫من جنود‬ ‫داخل سوريا‪".‬‬ ‫وق��ال مقاتل��ون بالمعارضة لرويت��رز إنهم‬ ‫يدخل��ون المزيد من األموال واألس��لحة من‬ ‫خ�لال لبن��ان يمدهم به��ا ممول��ون رفضوا‬ ‫الكشف عن اسمائهم‪.‬‬ ‫وقدر مهرب يعمل لصالح الجيش الس��وري‬ ‫الح��ر م��ن داخ��ل لبن��ان أن فريق��ه يرس��ل‬ ‫نح��و ‪ 100‬ال��ف دوالر نق��دا لمدينة حمص‬ ‫المضطربة شهريا‪ .‬وقال إنه غير متأكد مما‬ ‫اذا كان المقاتل��ون يتلقون تمويال س��وى هذا‬ ‫من خالل طرق أخرى‪.‬‬ ‫وقالت بسمة قضماني المتحدثة باسم المجلس‬ ‫الوطني السوري المعارض‬ ‫ان المجل��س ال��ذي حص��ل عل��ى ن��وع من‬ ‫االعتراف به كبديل لألسد ويريد حال‬ ‫س��لميا لن يسلح الجيش الس��وري الحر لكنه‬ ‫سيبحث تمويله‪.‬‬ ‫وأضاف��ت "ه��م بحاجة الى مع��دات اتصال‬ ‫وس��ترات واقي��ة م��ن الرص��اص ومعدات‬ ‫غير هجومية لتحقي��ق اندماجهم مع بعضهم‬ ‫البع��ض‪ ".‬ومن الواض��ح أن الغرب اليزال‬ ‫مترددا بشأن التدخل المباشر لصالح‬ ‫المعارض��ة لك��ن تابلر من معهد واش��نطن‬ ‫قال "النقاش يتغير ألن الدبلوماس��ية ال تأتي‬ ‫بنتائج‪".‬‬ ‫وأضاف "أعتقد أن كثيرين في مرحلة (بحث‬ ‫التدخل) لكن السؤال هو‬ ‫كيف يت��م تنفيذه؟"لك��ن مقاتل��ي المعارضة‬ ‫غام��روا بالتق��دم نح��و دمش��ق حت��ى وإن‬ ‫تقهقروا بس��رعة‪ .‬وقال عمر وهو ناشط داع‬ ‫للديمقراطي��ة من ضاحية س��قبا بدمش��ق إن‬ ‫طع��م "تحرر" ضاحيته ال��ذي لم يدم طويال‬ ‫هذا الشهر سيزيد الدعمللحركة المسلحة‪.‬‬ ‫وأضاف "زادوا أملنا وإيماننا بالمعارضين‪.‬‬ ‫نؤمن باهلل ونثق في الجيش السوري الحر‪".‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫وزارة الثقافة الليبية واجملتمع املدني ‪ :‬تبحث عن اهلوية الليبية يف أسبوعها الثقايف بالقاهرة‬ ‫القاهرة‪ /‬ميادين‬ ‫جال��ت ن��دوة محطات ف��ي الثقاف��ة الليبية في‬ ‫محط��ات مختلفة من تاري��خ الثقافة الليبية من‬ ‫خالل ثلة من الباحثين والمثقفين الليبيين بدأها‬ ‫"نور الدين المازني" الذي أكد في بداية كلمته‬ ‫أن أب��رز ما يميز الربي��ع العربي الجميل‪ ،‬أنه‬ ‫أع��اد تقديم فك��رة التضحية والنضال بش��كل‬ ‫مغاي��ر‪ ،‬فالتضحية والنض��ال ارتبط باصرار‬ ‫الشعوب على االنتصار‪ ،‬أوالموت دونه‪ ،‬وهذا‬ ‫ما منح الثورات طابعها المميز واعاد تعريف‬ ‫المواط��ن العربي‪ .‬فالربي��ع العربي لم يطرح‬ ‫فك��رة التضحي��ة كخالص فردي‪ ،‬أو س��حابة‬ ‫غيم‪ ،‬ولك��ن كل فرد كان التضحية بش��كل أو‬ ‫بأخر من أج��ل خدمة الث��ورة‪ ،‬واالتضحية ال‬ ‫تعن��ي التعلي��ق عل��ى المش��انق والتعذيب في‬ ‫الس��جون‪ ،‬وقضاء الس��نوات في المعتقالت‪،‬‬ ‫ولك��ن التضحي��ة تب��دأ مع حالة رف��ض الظلم‬ ‫واالس��تبداد‪ ،‬وهي التي تمنح القوة على تحمل‬ ‫تبع��ات الموقف‪ ،‬والتضحية هي صنع هوة ما‬ ‫بين االنسان وما بين المذلة والقهر‪.‬‬ ‫• اعادة انتاج االستبداد والقهر‬ ‫وأك��د المازن��ي أن من ابرز م��ا يميز ثورات‬ ‫الربي��ع العربي‪ ،‬ه��ي انها نجحت ف��ي اعادة‬ ‫انت��اج االس��تبداد والقهر في س��ياق جديد من‬ ‫رفض الشعوب لكل هذه االشكال‪.‬‬ ‫وقال‪":‬أذك��ر يوم ‪ 15‬فبراير كنت مع صديقي‬ ‫ادري��س عثم��ان رأيت ابني يدخ��ل ويقول لنا‬ ‫هناك حركة في الشارع هناك غضب‪ ،‬وكنت‬ ‫اتحدث س��اعتها ع��ن الربيع العرب��ي‪ ،‬وقفت‬ ‫زوجت��ى وابنائ��ي‪ ،‬ين��ادوا من أج��ل الثورة‪،‬‬ ‫وكـ��م ه��ذه الثورة اع��ادة بن��اء وجدانن��ا‪ ،‬لم‬ ‫يكون��وت خائفين عليا من القت��ل‪ ،‬ولكن كانوا‬ ‫يتغن��وا أن تكون هذه الثورة ه��ي ثورة المجد‬ ‫والوهج االنتصار‪ .‬وأنا أرى أن ثورات الربيع‬ ‫العربي‪ ،‬س��تكون هي االس��اس لكل الثورات‬ ‫األنس��انية القادمة‪ ،‬لذبم فأنا اقول إن الثورات‬ ‫يجب ان يكون هدفها الرئيس��ي هو االنتصار‪،‬‬ ‫وهو م��ا حققته ث��ورات الربي��ع العربي التي‬ ‫اع��ادت بن��اء وجداننا‪ ،‬وميزة ه��ذا الربيع انه‬ ‫حول التضحيات الى مكاس��ب‪ ،‬فالثورة اما ان‬ ‫تنتص��ر أو تنته��ي بال رجعة‪ ،‬وقد اس��تدعيت‬ ‫بعض اللخظ��ات المرتبطة بالث��ورة‪ ،‬وبعض‬ ‫االبداعات التي كتبته��ا‪ ،‬ومنها قصيدة طالبت‬

‫فيه��ا الطاغية بأن يرحل عن البالد حتى تثمر‬ ‫اش��جار النخي��ل والزيت��ون م��رة أخ��رى في‬ ‫بالدنا"‪.‬‬ ‫كم��ا تص��ور ح��ال ليبيا تح��ت حك��م القذافي‬

‫ألمثال الش��ابي‪ ,‬والتيجان��ي‪ ,‬وإبراهيم ناجي‪,‬‬ ‫وعل��ي محم��ود ط��ه‪ ,‬والهمش��ري‪ ,‬وصالح‬ ‫الش��رنوبي‪ ,‬وعمر أبوريش��ة‪ ,‬ومحمود حسن‬ ‫إسماعيل‪.‬‬

‫عمار جحيدر وخالد درويش بندوة بمعرض القاهرة للكتاب‬

‫والمعاناة الت��ي كان يعانيها كل ما يوجد على‬ ‫ارضها م��ن البش��ر الحيوان وحت��ى النبات‪،‬‬ ‫حتى شمس ليبيا كانت تعاني من حكم القذافي‪،‬‬ ‫وكان الحج��ر يأن ألوجاع الن��اس‪ ،‬وكان كل‬ ‫شيء تواق للخالص وبلوغ الحرية المنشودة‪.‬‬ ‫وف��ي أعقابه جاءت مش��اركة الباحث "عمار‬ ‫جحي��در" "العالقات الثقافية الليبية المصرية‪،‬‬ ‫والت��ي ب��دأت بتقدمه للش��اعر خال��د درويش‬ ‫أش��ار خالله��ا إل��ى أن جحي��در ه��و اس��تاذ‬ ‫بجامعة م��ن الباحثين الليبيي��ن المميزين‪ ،‬ولد‬ ‫ع��ام ‪ 1953‬في تاجوراء بليبي��ا‪ ،‬أنهى تعليمه‬ ‫االبتدائي بتاجوراء ثم انتقل إلى المعهد الديني‬ ‫بطرابلس‪ ,‬وبعد حصوله على شهادته الثانوية‬ ‫التح��ق بجامعة األزهر وحص��ل على العالية‬ ‫من كلية اللغ��ة العربية عام ‪ ,1977‬ثم حصل‬ ‫على الماجستير في التاريخ الحديث من جامعة‬ ‫إستانبول عام ‪.1996‬‬ ‫ب��دأ كتاب��ة الش��عر خ�لال دراس��ته الجامعية‬ ‫بالقاهرة‪ ,‬ونش��ر فيما بعد عدداً من قصائده في‬ ‫المج�لات الثقافي��ة‪ ،‬كان في مطل��ع اهتماماته‬ ‫األدبية ش��ديد التعل��ق بقراءة الش��عر الحديث‬

‫وق��د قدم خدم��ات جليلة للثقاف��ة الليبية‪ ،‬حيث‬ ‫تصدي لتحقيق العديد من االعمال واالبداعات‬ ‫االدبي��ة الليبي��ة بع��د رحي��ل كتابه��ا‪ ،‬وكذلك‬ ‫دراس��ة مؤلفات المؤرخين الليبيين‪ ،‬واعمالهم‬ ‫ومخطوطات من داخل وخارج ليبيا‪.‬‬ ‫ش��ارك في ع��دة مؤتمرات علمية ف��ي ليبيا‪,‬‬ ‫وتون��س‪ ,‬والمغ��رب‪ ،‬كما وق��ف وراء تنظيم‬ ‫الكثي��ر م��ن المؤتم��رات التي تعنى بدراس��ة‬ ‫تاري��خ ليبيا‪ ،‬وتراثها وتهت��م بأعالمها في كل‬ ‫الميادي��ن االبداعي��ة‪ ،‬وم��ن أهمها ن��دوة عن‬ ‫المؤرخ أحمد النايم‪.‬‬ ‫ول��ه مؤلفات كثيرة وهام��ة في مركز "جهاد‬ ‫الليبيين للدراس��ات التاريخية"‪ ،‬الذي يعمل به‬ ‫منذ تأسيسه في عام ‪.1978‬‬ ‫وم��ن أب��رز مؤلفاته‪ :‬آفاق ووثائ��ق في تاريخ‬ ‫ليبيا الحديث‪ ,‬كما قام بتحقيق عدد من األعمال‬ ‫منها‪ :‬حس��ن الفقيه حس��ن ‪ -‬اليوميات الليبية ‪-‬‬ ‫وأش��رف على تحرير أعم��ال المؤتمر األول‬ ‫للوثائق والمخطوطات في ليبيا عام ‪.1992‬‬ ‫ويعد تحقيقه لعم��ل "يوميات ليبية" أحد ابرز‬ ‫االنجازات في المشهد الثقافي الليبي‪.‬‬ ‫•وقال جحيدر‪ ":‬ال اقول الثورات العربية‪ ،‬أو‬ ‫الربيع العربي‪ ،‬ولكنها "الثورة العربية"‬ ‫وق��د بدأ الباح��ث الليبي عم��ار جحيدر حديثه‬ ‫بالترح��م على ش��هداء الث��ورة الليبية‪ ،‬وجميع‬ ‫ش��هداء الث��ورة العربي��ة في مص��ر وتونس‬ ‫واليم��ن وس��وريا‪ ،‬وكل ش��هداء الحري��ة في‬ ‫البلدان العربية‪.‬‬ ‫وق��ال جحيدر‪ ":‬ال اق��ول الث��ورات العربية‪،‬‬ ‫أو الربي��ع العربي‪ ،‬ولكنها "الث��ورة العربية"‬ ‫تعطي بداية جديدة للتاريخ العربي المعاصر‪،‬‬ ‫بع��د أن ادخل��ت التاريخ العربي ف��ي التاريخ‬ ‫الحقيق��ي الفاعل على مس��ار تاريخ الش��عوب‬ ‫الحقيقي��ة‪ ،‬بعد أن تخلصت م��ن حكم األنظمة‬ ‫العسكرية‪ ،‬وتتجه الى حكم الشعب الحقيقي‪.‬‬ ‫وق��دم الدكت��ور جحي��در تحي��ة خاص��ة إل��ى‬ ‫الث��ورة المصري��ة‪ ،‬الت��ي اع��ادت لمص��ر‬

‫مكانته��ا وريادته��ا السياس��ية والثقافية‪ ،‬وقال‬ ‫"إن مص��ر الثقاف��ة ومص��ر العروب��ة"‪ ،‬كما‬ ‫ترحم كذلك على أرواح اس��اتذته المصريين‪،‬‬ ‫ومنهم المؤرخ المصري الكبير‪" ،‬عبدالرحيم‬ ‫عبدالرحمن عبدالرحي��م"‪ ،‬من أبرز مؤرخي‬ ‫مصر العثمانية والذي توفى في عام ‪.2006‬‬ ‫وقد لعبت مصر دورا كبيرا في تش��كيل ثقافة‬ ‫وفك��ر الدكتور جحيدر إبان دراس��ته في كلية‬ ‫اللغة العربية "شعبة التاريخ" بجامعة األزهر‬ ‫الشريف‪.‬‬ ‫وأطلق جحي��در على ندوته التي القاها‪ ،‬اس��م‬ ‫"مس��تعمرة" تيمنا بالش��اعر التونس��ي الكبير‬ ‫أب��و القاس��م الش��ابي‪ ،‬ال��ذي كان يطلق على‬ ‫محاضراته عن الش��عر هذا االسم‪ ،‬وقد حاول‬ ‫الباحث الليبي الكبير خالل المحاضرة‪ ،‬ايجاد‬ ‫جذور تاريخية للتواصل الثقافي المعاصر بين‬ ‫ليبيا ومصر وسائر الدول العربية‪.‬‬ ‫وف��ي البداية تحدث جحيدر ع��ن موقع ليبيا‪،‬‬ ‫والذي وصفه بأنه "فضاءا متوسطيا أوسط"‪،‬‬ ‫فالعال��م اطل��ق على البحر المتوس��ط اس��مه‪،‬‬ ‫لوقوعه في قلب أهم قارات العالم القديم‪ ،‬وكان‬ ‫هناك خصوصية كبيرة لليبيا في العالم القديم‪،‬‬ ‫فكانت هي األخرى في قلب ووسط اهم المدن‬ ‫من طنجة في المغرب وحتى طرابلس الشامية‬ ‫ف��ي لبنان حاليا‪ ،‬وكانت مدينة طرابلس الليبية‬ ‫في وس��ط الطريق على البحر المتوس��ط‪ ،‬أي‬ ‫أنها كانت في قلب العالم القديم بالفعلـ وأش��ار‬ ‫بع��ض الباحثون أن��ه إذات تم اقام��ة خط من‬ ‫طرابلس نح��و الضفة االخرى من المتوس��ط‬ ‫في اوروبا‪ ،‬سنجد ان البحر االبيض المتوسط‬ ‫ينقسم الى شطرين متساووين‪.‬‬ ‫وكان لليبي��ا تاريخ طويل من التواصل الثقافي‬ ‫م��ع الش��مال والجن��وب والش��رق والغرب‪،‬‬ ‫وخاصة مصر‪.‬‬ ‫أم��ا بالنس��بة لمص��ر‪ ،‬فتاريخه��ا وموقعه��ا‬ ‫مع��روف للجمي��ع‪ ،‬ودوره��ا التاري��خ بارز‪،‬‬ ‫فمصر هي رابط بين قارتين‪ ،‬من أكبر قارات‬ ‫العال��م القدي��م‪ ،‬اس��يا وافريقيا‪ ،‬وف��ي التاريخ‬ ‫القدي��م والخدي��ث لعب��ت مص��ر دورا كبيرا‪،‬‬ ‫وم��ن أبرز من��ارات الثقاف��ة المصرية‪ ،‬يأتي‬ ‫األزه��ر الش��ريف‪ ،‬ال��ذي أسس��ه الفاطميين‪،‬‬ ‫كمرك��ز حض��اري ايدولوج��ي‪ ،‬لكن��ه تحول‬ ‫إلى رس��الة اكثر ش��مولية وأهمية في العصر‬ ‫االيوبي‪ ،‬وعلى مر التاريخ كانت تزداد اهمية‬ ‫االزهر كمنارة ثقافي��ة ليس في مصر وحدها‬ ‫ولك��ن في العالم االس�لامي اجمع‪ ،‬خاصة في‬ ‫العص��ر المملوكي والعثمان��ي‪ ،‬وكان االزهر‬ ‫ه��و الحص��ن الذي حاف��ظ على هوي��ة الثقافة‬ ‫المصري��ة وعروبته��ا خاص��ة اب��ان الحك��م‬ ‫العثماني‪.‬‬ ‫وي��رى جحي��در ان االزهر الش��ريف اس��تمد‬ ‫االهمية والخصوصي��ة من عدة عوامل‪ ،‬منها‬ ‫الموق��ع الجغراف��ي المتمي��ز لمص��ر‪ ،‬ومنها‬ ‫قربها ووقوعها في طريق الحج فكانت ملتقي‬ ‫المفكري��ن والمبدعي��ن من المغرب الس��اعين‬ ‫نحو المشرق والعكس‪.‬‬ ‫فص�لا عن س��قوط العواصم الثقافي��ة الكبرى‬ ‫ف��ي العالم االس�لامي‪ ،‬مثل بغ��داد واالندلس‪،‬‬ ‫فبقي��ت مصر ه��ي منارة العل��م وبقى االزهر‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫منارة للثقافة في العالمين االسالمي والعربي‪،‬‬ ‫وقبل��ة للعلماء والط�لاب والباحثين عن العلم‬ ‫والمعرف��ة م��ن جميع انح��اء العال��م‪ ،‬وكانت‬ ‫مكتب��ة االزهر من أهم رواف��د الثقافة العربية‬ ‫واالسالمية‪.‬‬ ‫•جحي���در يكش���ف مفاج���أة تأثي���ر الثقافة‬ ‫الطرابلسية !‬ ‫وكش��ف جحي��در عن مفاجأة‪ ،‬تكش��ف عظمة‬ ‫الكن��وز والمعرفة التي تحويه��ا مكتبة جامعة‬ ‫االزه��ر في مصر‪ ،‬وهي أن��ه عثر على أثناء‬ ‫زيارته لها مؤخرا على مخطوطة ليبية أصلية‬ ‫نادرة‪ ،‬تظهر ألول مرة‪ ،‬للعالم الليبي الش��هير‬ ‫مصطفي الخوجة‪.‬‬ ‫والخوج��ة هو من أهم الباحثين في تاريخ ليبيا‬ ‫الحدي��ث‪ ،‬كم��ت لع��ب دورا كبيرا في نش��ر‬ ‫الثقافة والعلم والمعرفة في ليبيا‪.‬‬ ‫وبالع��ودة إل��ى تعريف��ه للثقافة يش��ير جحيدر‬ ‫إل��ى انها معلومات ومعرفة ت��دور بين تالميذ‬ ‫ومعملي��ن وادباء وعلماء باالصافة إلى وجود‬ ‫مؤسس��ات ثقافي��ة ‪ ،‬والتواص��ل الثقافي‪ ،‬هو‬ ‫اتص��ال بين بيئ��ة ثقافية معين��ة‪ ،‬وما جوارها‬ ‫من بيئ��ات أخرى‪ ،‬ويتم ه��ذا بطريقة طبيعية‬ ‫بين المثقفي��ن واالدباء مكن خالل قنوات غير‬ ‫رس��مية‪ ،‬أو م��ن خالل قنوات رس��مية‪ ،‬وهذا‬ ‫ال��دور الذي يقوم ب��ه من نطلق عليه��م اليوم‬ ‫"الملح��ق الثقافي" في الس��فارات الخارجية‪،‬‬ ‫وكذلك المراكز الثقافية للدول‪.‬‬ ‫وم��ا يميز الثقاف��ة المصرية ع��ن الليبية‪ ،‬هي‬ ‫وجود مؤسسة ثقافية مركزية كبرى في مصر‬ ‫هي األزهر الش��ريف‪ ،‬الذي س��اهم في اثراء‬ ‫الحي��اة الثقافي��ة واث��راء الباحثي��ن والعلماؤ‪،‬‬ ‫بعكس ليبي��ا التي كانت عب��ارة عن مجموعة‬ ‫بيئ��ات ثقافية مختلف��ة ومتباينة بي��ن غدامس‬ ‫وطرابلس وبرقة‪.‬‬ ‫والعالق��ات الثقافي��ة بين مص��ر وليبيا كبيرة‪،‬‬ ‫ويوجد الكثي��ر من رموز الثقاف��ة الليبية التي‬ ‫تعلموا وعاشوا في مصر‪ ،‬مثل العالم والباحث‬ ‫الفلكي الكبير "عبدالرحمن التاجوري"‪ ،‬والذي‬ ‫جاء ال��ى مصر في القرن العاش��ر الهجري‪،‬‬ ‫وع��اش به��ا وكام طالبا وباحثا ع��ن العلم‪ ،‬ثم‬ ‫اصبح عالما كبيرا قبل مجيء العثمانيين‪.‬‬ ‫وق��د خلد ذكراه‪ ،‬وكتب عنه تلميذه "بدر الدين‬ ‫القراصي" الذي كتب ع��ن أهم انجازاته لعلم‬ ‫الفل��ك‪ ،‬كما تحدث��ت بعض المراج��ع التركية‬ ‫القديم��ة ع��ن عبدالرحمن التاج��وري أيضا‪،‬‬ ‫واش��ار الي��ة الباحثي��ن والعلم��اء االتراك في‬ ‫كتبهم‪.‬‬ ‫ومن الش��خصيات الليبي��ة االخرى التي لعبت‬ ‫دورا مؤثرا في تاريخ ليبيا والعالم االسالمي‪،‬‬ ‫العالم الفقيه "على الحضيري الفرزاني" وهو‬ ‫يمث��ل البيئة الجنوبية من الثقافة الليبية‪ ،‬والذي‬ ‫ع��اش ف��ي مصر وتأث��ر بها حت��ى ان بعض‬ ‫احفاده اطلق عليهم اس��م "المصري"‪ ،‬والتقى‬ ‫في مصر بالم��ؤرخ والعالم الجزائري "أحمد‬ ‫المس��كري" فكانت مصر مركز التقاء العلماء‬ ‫من كل االقطار‪.‬‬ ‫وم��ن الش��خصيات الليبي��ة المعروف��ة ايضا‪،‬‬ ‫االديب والش��اعر الكبي��ر‪" ،‬احم��د البهلول"‬ ‫الذي يطلق عليه "الم��داح"‪ ،‬ألنه كتب الكثير‬ ‫من القصائد في مدح الرس��ول صلى هللا عليه‬ ‫وس��لم‪ ،‬وق��د انتش��رت ترانيمه واش��عاره في‬ ‫العديد من البلدان العربية‪.‬‬

‫وقد كت��ب من القاهرة قصيدة بعنوان "ش��وق‬ ‫وحني��ن" عب��ر في��ه عن ش��وقه وحنين��ه إلى‬ ‫طرابلس‪.‬‬ ‫وهن��اك ايض��ا "عبدالس�لام ب��ن عثم��ان‬ ‫التاج��وري" من كب��ار المفكرين في ليبيا‪ ،‬في‬ ‫العهدى العثماني األول‪ ،‬وله اس��هامات عديدة‬ ‫ف��ي الفكر والتصوف‪ ،‬وذل��ك على الرغم من‬ ‫أنه لم يعش سوى ‪ 40‬عاما فقط‪.‬‬ ‫وقد جاء الى مصر في القرن الحادي عش��ر‬ ‫الهجري‪ ،‬السابع العشر الميالدي والتقى بعدد‬ ‫كبي��ر من اش��هر علماءه��ا في ذل��ك الوقت‪،‬‬ ‫وكذل��ك فقه��اء المالكي��ة في ذل��ك الوقت مثل‬ ‫الشيخ "ابراهيم النقالي"‪.‬‬ ‫وهناك أيضا ش��يخ المؤرخين الليبيين "محمد‬

‫ودراساتهم التي تتعلق بتاريخ ليبيا‪.‬‬ ‫وأش��ار جحي��در إل��ى "س��جالت المحاك��م‬ ‫الش��رعية" بوصفها أحد أب��رز أدوات وأليات‬ ‫التأري��خ ف��ي مصر‪ ،‬والت��ي تكش��ف التاريخ‬ ‫االجتماعي الحقيقي وكذلك الثقافي واالنساني‬ ‫للش��عوب‪ ،‬وكل الجاليات التي كانت موجودة‬ ‫ف��ي مصر‪ ،‬خاص��ة الليبي��ون ونش��اطهم في‬ ‫مصر‪.‬‬ ‫وق��د حق��ق مصطف��ي الخوج��ة الطرابلس��ي‬ ‫مخطوط��ة قيم��ة وهام��ة عن مص��ر‪ ،‬وهي‬ ‫موجودة في مصر الى االن‪.‬‬ ‫وق��د لعب قنصل ليبيا في مصر الس��يد "أحمد‬ ‫الغرب��ي" في عهد "يوس��ف باش��ا القرملي"‬ ‫دورا كبي��را في تعزيز العالق��ات مع مصر‪،‬‬

‫نوري الماقني وهليل البيجو بندوة معرض القاهرة للكتاب‬

‫ب��ن خلي��ل ب��ن غلب��ون " وال��ذي يعد ش��يخ‬ ‫المؤرخي��ن في ليبيا‪ ،‬ولد ابن غلبون في مدينة‬ ‫مصرات��ة ولم يعثر من ترجموا له وخصوصا‬ ‫الش��يخ الطاه��ر ال��زاوي على تاري��خ محدد‬ ‫لمول��ده اال انهم حددوا بانه كان من اهل القرن‬ ‫الثاني عش��ر للهجرة المبارك��ة اواخر القرن‬ ‫السابع عشر الميالدي‪.‬‬ ‫حف��ظ القرآن الكريم في س��ن مبك��رة ودرس‬ ‫بعض العلوم على مشائخه مصراتة‪ ،‬ثم سافر‬ ‫إل��ى طرابل��س ودرس على عدد م��ن العلماء‬ ‫م��ن بينهم الش��يخ أبي محمد عب��د هللا بن يحي‬ ‫السوسي الحيحي‪ ،‬ثم ارتحل إلى مصر لطلب‬ ‫العل��م باألزه��ر‪ ،‬واخذ هناك عن الش��يخ عبد‬ ‫الرؤوف البشبيشي‪ ،‬والشيخ عبد هللا السوسي‪،‬‬ ‫وغيرهما‪.‬‬ ‫وم��ن أش��هر مؤلفات��ه‪" ،‬الت��ذكار فيم��ن ملك‬ ‫طرابل��س وما كان به��ا من األخي��ار"‪ ،‬وهو‬ ‫شرح لقصيدة الشيخ احمد بن عبد الدايم‪ ،‬جعله‬ ‫تاريخا لطرابلس‪ ،‬وتناول فيه تاريخ األحداث‬ ‫التي مرت بها ليبيا بين الفتح اإلسالمي وحتى‬ ‫ثالثينات القرن الثامن عش��ر‪ ،‬وكان آخر عام‬ ‫ذك��ره ف��ي تاريخه هو ع��ام ‪ 1145‬هـ‪ ،‬وضم‬ ‫الكت��اب أيض��ا ترجم��ة ‪ 34‬ش��خصية علمية‬ ‫وأدبية‪.‬‬ ‫و يع��د التذكار مرج��ع بالغ االهمي��ة تتبع فيه‬ ‫الش��يح ابن غلب��ون أخبار طرابل��س منذ فتح‬ ‫عم��رو ابن الع��اص لها وحت��ى عصر أحمد‬ ‫باشا القره مانلي‪ .‬وقد حاز كتاب التذكار على‬ ‫اهتمام العديد م��ن الكتاب والمؤرخين العرب‬ ‫واألجانب‪ ،‬واعتمدوا عليه كثيرا في مؤلفاتهم‬

‫حيث كان يرس��ل صحيف��ة الوقائع المصرية‪،‬‬ ‫الصحيف��ة الرس��مية والتاريخي��ة لمصر حتى‬ ‫االن‪ ،‬إل��ى طرابل��س‪ ،‬مع بداي��ة ظهورها في‬ ‫مصر‪ ،‬وكانت تمثل راقدا ثقافيا هاما في ليبيا‪،‬‬ ‫خاص��ة قبل دحول الطباعة الى ليبيا‪ ،‬ومعرفة‬ ‫الصحف المطبوعة‪ ،‬واول كتاب مطبوع دهل‬ ‫ليبيا كان "مقاتم الحريري" ألحد المستشرقين‬ ‫الفرنسيين‪.‬‬ ‫وكان ه��ذا تطور كبير للحي��اة الثقافية الليبية‪،‬‬ ‫حيث لم يكن العلماء يعرفون الطباعة‪ ،‬وكانوا‬ ‫يعتمدون فقط على النسخ والمخطوطات‪.‬‬ ‫وال يمكن أن ننس��ى المصل��ح والمفكر الكبير‬ ‫"محم��د كام��ل مصطفي" الذي ول��د في اخر‬ ‫عه��د القرملي‪ ،‬وكان م��ن الزاوية ودرس في‬ ‫مصر‪ ،‬خاصة مع النص��ف الثاني من القرن‬ ‫التاس��ع عش��ر حيث كانت مصر تموج بحالة‬ ‫م��ن الحراك الثقاف��ي واإلجتماعي والش��عبي‬ ‫الكبي��ر‪ ،‬وق��د اس��تفاد من هذا الحراك بش��كل‬ ‫كبي��ر‪ ،‬ويمكن أن نعتبره لعب دورا كبيرا مثل‬ ‫االمام محمد عبده في مصر‬ ‫وفي القرن التاس��ع عش ايضا ظهر "سليمان‬ ‫الباروني" وهو أمزيغي لكنه درس في مصر‬ ‫والجزائر ولعب دورا طكبير في اثراء الحياة‬ ‫الثقافية الليبية‪.‬‬ ‫‪.‬وف��ي النهاية طال��ي جحيدر باع��ادة التعاون‬ ‫الثفافي المصري الليب��ي‪ ،‬الذي كان قد توقف‬ ‫اب��ان حكم القذافي‪ ،‬واش��ار الى ال��دور الكبير‬ ‫ال��ذي لعب��ه المرك��ز الثقاف��ي المص��ري في‬ ‫بنغ��ازي ف��ي الماضي‪ ،‬كرافد مه��م للتواصل‬ ‫الثقافي بين مصر وليبيا‪ ،‬ومن أهميته الكبيرة‪،‬‬

‫‪05‬‬

‫ت��واله اس��اتذة عظ��ام زمن مص��ر ومفكرين‬ ‫ومبدعي��ن كبار مثل "يحي حقي" الذي ش��غل‬ ‫من قب��ل منصب الملحق الثقافي المصري في‬ ‫بنغازي‪ ،‬كما لعب المرك��ز الثقافي المصري‬ ‫في شارع عمر المختار بطرابلس دورا هاما‬ ‫ايضا في الحياة الثقافي��ة الليبية‪ ،‬وقال جحيدر‬ ‫"أنا شخصيا نشأت على األفكار التي استقيتها‬ ‫م��ن المركز الثقافي المص��ري في طرابلس‪،‬‬ ‫حي��ث كن��ت أزوره باس��تمرار‪ ،‬وكان مكتظا‬ ‫بالكتب‪".‬‬ ‫كما كش��ف ايضا ع��ن الص��راع الخفي الذي‬ ‫داؤ بي��ن مص��ر والوالي��ات المتح��دة ح��ول‬ ‫الجامع��ة الليبية‪ ،‬حيث عرضت مصر انش��اء‬ ‫جامعة كبرى وكلية أداب‪ ،‬في حين أن امريكا‬ ‫عرضت برنامج لمش��روع مح��دود إلخراج‬ ‫نص��ف جامعيين ومثقفين ف��ي ليبيا‪ ،‬ونجحت‬ ‫مصر في النهاية في حسم الصراع لصالحها‪،‬‬ ‫وانش��أت كلي��ة أداب كبيرة بالجامع��ة الليبية‪،‬‬ ‫وكانت منارة للثقافة والفكر‪.‬‬ ‫• وحدة الهوية الليبية‬ ‫وح��ول وحدة الهوي��ة الليبية ج��اءت كلمة د‪.‬‬ ‫ابراهي��م أبو ش��ريعة‪ ،‬والذي أكد إل��ن الهوية‬ ‫والحدي��ث عنها أمر غاية في التعقيد واألهمية‬ ‫في نف��س الوقت‪ ،‬موضح��ا أن ليبي��ا لها عدة‬ ‫هويات داخل نطاقها‪.‬‬ ‫وفي حديثه عن ث��ورة ليبيا يقول‪ ،‬هي مغايرة‬ ‫عن كافة ث��ورات الربيع العرب��ي‪ ،‬في تونس‬ ‫ومصر وحتى س��وريا واليمن‪ ،‬بدءا من هدفها‬ ‫وأسبابها‪.‬‬ ‫ويتناول أبو ش��ريعة إلى تعاق��ب الحضارات‬ ‫على ليبيا بدء من الحضارة االسالمية ودخول‬ ‫اإلسالم‪ ،‬وتأثر الهوية الليبية‪ ،‬والمجتمع الليبي‬ ‫ه��و مجتم��ع منفتح عل��ى الثقافات اس��توعب‬ ‫الليبي القديم منذ البداية كل الحضارات إال أنه‬ ‫حافظ على هويته‪ ،‬ولم تتغير‪.‬‬ ‫و بين الهوية اإلسالمية‪ ،‬واألمازيغية‪ ،‬والليبية‬ ‫العامة‪ ،‬ف��إن ليبيا تتناغم معه��ا‪ ،‬فالليبي ومنذ‬ ‫بداي��ة التاريخ اس��تطاع أن يبق��ى على هويته‬ ‫رغ��م تعاق��ب الحض��ارات فقد تعاق��ب على‬ ‫ليبي��ا الروم��ان واألتراك‪ ،‬ممثلي��ن في الدولة‬ ‫العثماني��ة‪ ،‬وك��ذا االحت�لال االيطالي‪ ،‬وحتى‬ ‫الحض��ارة الفرعوني��ة التي كان��ت مالصقة‪،‬‬ ‫فالهوي��ة الليبية لم تتأثر بذلك وظلت لها كيانها‬ ‫األصيل والخاص بها‪ .‬‬ ‫ويؤك��د أن الثقافة الليبية من بين خصوصييتها‬ ‫أنه��ا تس��توعب اآلخ��ر ف��ي حين يك��ون من‬ ‫الصعب للثقاف��ات األخرى أن تضع بصماتها‬ ‫عل��ى الهوية الليبية‪ ،‬التي كان��ت الروافد التي‬ ‫تمثلت كجزء مكون لها كثيرة متعاقبة‪ ،‬وكانت‬ ‫من بي��ن المؤث��رات واألبعاد المؤث��رة بعدين‬ ‫بيئي وجغرافي‪.‬‬ ‫وإذا كان البعض يرى أن الهوية داخل ليبيا قد‬ ‫تكون سببا في تقسيم ليبيا فإنه يؤكد أن ليبيا لن‬ ‫تك��ون بها تعارض في فكرة الهوية فالواليات‬ ‫المتحدة مثال اس��توعبت كل الثقافات والفئات‪،‬‬ ‫لتكون الدولة األمريكية هي األساس‪ ،‬فالهوية‬ ‫واحدة‪ ،‬والهوية األساس��ية للشعب هي الهوية‬ ‫الليبية‪ ،‬والمؤش��ر األساسي هو ما الذي تقدمه‬ ‫الدولة بش��عبها من منج��ز يضعها في مصاف‬ ‫الدول‪ ،‬كما حدث مع أميركا وألمانيا‪ ،‬وغيرها‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫إميان بن يونس ‪ :‬حتصلت موسوعة والدي للتشريعات العربية والليبية على‬ ‫أنها أكرب موسوعة حسب القياسات العاملية يف كتاب عنيس‬ ‫ميادين ‪ /‬طرابلس ‪ :‬فاطمة غندور‬

‫ايمان محمد بن يونس‬ ‫أس���تاذة قانونية مختص���ة في مجال‬ ‫القانون الدولي‪ ،‬ومستشار موسوعة‬ ‫التشريعات القانونية العربية والليبية‬ ‫‪،‬وعضو اللجن���ة القانونية الخاصة‬ ‫بصياغة مشروع االعالن الدستوري‬ ‫ومشروعات القوانين التي تحتاجها‬ ‫الفترة االنتقالي���ة ‪،‬وكانت من ضمن‬ ‫المبادرات لالعتصام والوقوف بساحة‬ ‫المحكمة – بنغ���ازي رفقة القانونين‬ ‫الذين ناصروا الثورة المباركة ثورة‬ ‫‪ 17‬فبراير‪.‬‬ ‫نريد تعريف قراءنا بمعنى مش���روع‬ ‫االعالن الدس���توري خاص���ة وأنت‬ ‫عض���وة باللجنة القانوني���ة من ‪12‬‬ ‫مارس ‪2011‬‬

‫هو يعني مشروع (االعالن الدستوري) انه ليس في مرحلة‬ ‫أو وض��ع الكم��ال ‪،‬نحن نضع المش��روع ث��م يوافق عليه‬ ‫المجل��س بعد ذلك نحن مجرد لجنة صياغة تصيغ ما يبعثه‬ ‫أو مايحدده المجلس من إطار عام الش��كل العام الذي يريده‬ ‫لنظ��ام الحكم في الفت��رة االنتقالية ‪ ،‬هل هي فترة أو فترتين‬ ‫كم��ا ورد ف��ي االعالن الدس��توري ‪ ،‬ثم نح��ن نصيغ على‬ ‫هذا االس��اس‪ ،‬أما المباديء االساس��ية الموجودة في جميع‬ ‫الدس��اتير واالعالنات الدس��تورية وهي واحدة ‪ :‬الحريات‬ ‫‪ ،‬الحق��وق هي واحدة في جميع الدس��اتير‪ ،‬والتي ليس من‬ ‫الصع��ب صياغتها أو العم��ل عليها ‪ ،‬الصعوبة عادة تكون‬ ‫ف��ي الباب الخاص بنظام الحكم الخاص في الفترة االنتقالية‬ ‫‪،‬الى هنا نلفت النظر الى أنه هناك العديد ممن يجد تعارض‬ ‫بين االعالن الدس��توري ماهو‪ ،‬والدستور ما هو ‪ ،‬االعالن‬ ‫الدستوري قد يتس��ائل الناس ويقولون لماذا لم نستفت على‬ ‫االعالن الدس��توري وأقول ان االعالن الدستوري صحيح‬ ‫ه��و دس��تور‪ ،‬ولكن��ه مصغ��ر يحك��م أو يبين ماه��و نظام‬ ‫الحكم ف��ي الفترة االنتقالية ‪ ،‬يبين ماه��ي الحقوق‪ ،‬وماهي‬ ‫الحريات‪ ،‬يتحدث االعالن الدس��توري عن نظام الحكم في‬ ‫الفترة االنتقالية ‪ ،‬وبالتالي هو يختلف عن الدس��تور والذي‬ ‫هو عبارة عن دوام ‪ ،‬هو تش��ريع دائ��م موجود ليبين نظام‬ ‫الحك��م في الب�لاد‪ ،‬ويبين الحق��وق والحريات الس��ائدة في‬ ‫البالد بشكل دائم ‪،‬ويستفتى عليه من قبل الشعب‪ ،‬إذا االول‬ ‫يوضع لفترة انتقالية ‪،‬أويحكم فت��رة انتقالية معينة وبالتالي‬ ‫القوانين الص��ادرة في الفترة االنتقالية س��تكون موائمة أو‬ ‫تتماش��ى مع االعالن الدس��توري الموجود ‪ ،‬أما الدس��تور‬ ‫الدائ��م فهو يحكم في فترة ما بعد الفت��رة االنتقالية ‪،‬بمعنى‬ ‫يوضع من قبل لجنة أو جمعية تأسيس��ية والمنصوص عليه‬ ‫في االعالن الدس��توري بأن المؤتمر الوطني العام سيعين‬ ‫لجنة س��تقوم مشروع الدس��تور الدائم الذي سيستفتى عليه‬ ‫الش��عب ثم إذا وافق عليه سيكون هو الدستور الذي سيحكم‬ ‫الب�لاد ‪ ،‬في الفترة التي س��تلي الفترة االنتقالية أي بش��كل‬ ‫دائم ‪ ،‬أما االعالن الدس��توري فهو الذي يس��ير البالد االن‬ ‫‪،‬وبالتالي ليس من الضروري أن تكون هناك لجنة مختارة‬ ‫من الشعب مثال ‪ ،‬قد تكون لجنة عينت من المجلس االنتقالي‬ ‫كما حدث معنا تم تعين لجنة لتصيغ هذا االعالن الدستوري‬ ‫الذي س��يحكم الب�لاد في هذه الفترة االنتقالي��ة فقط وما بعد‬ ‫ذلك سيوضع الدستور من قبل اللجنة التي سيعينها المؤتمر‬ ‫الوطني العام ومن ثم سيس��تفتى عليه الشعب ‪،‬أما االعالن‬ ‫الدستوري ال يستفتى عليه من قبل الشعب ‪ ،‬المراد االن أن‬ ‫المجلس هو الذي يقرر إصدار هذا االعالن الدس��توري أو‬ ‫ع��دم إصداره ‪ ،‬والمف��روض ان المجلس قد قرر االصدار‬ ‫بأغلبية ثلثي االعضاء وقد صدر بشكل معين ‪.‬‬ ‫أش���يع أن هن���اك فق���رة أو فقرتين ألغيت م���ن االعالن‬ ‫الدستوري عندما سربت منكم كلجنة صياغة الى المجلس‬ ‫هل هذا صحيح ؟‬ ‫حقيقة أن االعالن الدس��توري تمت صياغته من قبل اللجنة‬ ‫القانونية وعندما صدر االعالن الدستوري صار عليه أقوال‬ ‫كثي��رة ‪..‬ماهذه الصياغ��ة ؟ ولماذا المواد بهذا الش��كل؟ أو‬ ‫لماذا المادة ثالثين؟ أو لماذا فترتين انتقاليات؟ كان الهجوم‬ ‫موج��ه الى اللجنة لجنة الصياغ��ة أكثر من المجلس وحتى‬

‫ماهوج��م فيه المجلس هم اللجنة القانونية االس��اتذة س��لوى‬ ‫الدغيل��ي وعبد الحفيظ غوق��ه النهم خرجوا وصرحوا عن‬ ‫االعالن الدستوري‪ ،‬لكن المفروض وصحيح ان اللجنة هي‬ ‫لجنة صياغة ولكن المش��روع صدر بشكله من اللجنة وتم‬ ‫تغير صياغت��ه من قبل المجلس وبالتالي المجلس تقع عليه‬ ‫مس��ؤلية الصياغة والتي هي ليس��ت بالسيئة فعال كما يظن‬ ‫بعض افراد الش��عب ولكن المش��كلة تمت على الموضوع‬ ‫وليس على الشكل الذي صدر به االعالن الدستوري ‪.‬‬ ‫وع��ود عل��ى ما أش��يع كما جاء في س��ؤالك ه��و أن المادة‬ ‫ثماني��ة تتح��دث عن المرأة ‪ ،‬وعن إعطائه��ا الحق أو تكفل‬ ‫الدول��ة للمرأة الفرص أو جميع الف��رص هكذا نص المادة‬ ‫التي تتيح لها المساهمة الفعالة والكاملة في الحياة السياسية‬ ‫واالقتصادي��ة واالجتماعي��ة ه��ذه كانت الفق��رة الثانية من‬ ‫المادة الثامنة من االعالن الدستوري الذي قدم الى المجلس‬ ‫م��ن قبل اللجنة ‪،‬الذي ص��در عن المجلس غيبت فيه الفقرة‬ ‫الثاني��ة الخاصة بالمرأة ‪،‬وقالوا أننا اكتفينا بأن الليبين أخوة‬ ‫ومتس��اوون أم��ام القانون وقصدوا رجال ونس��اء ‪،‬وأنه ما‬ ‫من تميز بينهم بس��بب الدين أو المذهب أو اللغة أو الجنس‬ ‫أو الثروة واعتبروا وجود المس��اواة والليبين فلماذا نتحدث‬ ‫عن المرأة بشكل خاص ‪،‬كلمة المساواة عنت أننا سنساوي‬ ‫بينها وبين الرجل في كل المجاالت ‪،‬لكن عندما نضع فقرة‬ ‫خاص��ة بالم��رأة فمعنى ذلك أني س��أضع تمي��ز للمرأة في‬ ‫مجال معين مجال السياس��ة مثال يعني لما نبي نضع قانون‬ ‫االنتخاب��ات ضروري نرجع لمن الى االعالن الدس��توري‬ ‫الضع قانون انتخابات ؟ ال ينبغي أن أضع قانون انتخابات‬ ‫يختلف عن االعالن الدس��توري ‪ ،‬لما االعالن الدس��توري‬ ‫يقول لي أن الجميع متس��اوون امام القانون وهناك مساواة‬ ‫بي��ن الرج��ل والمرأة ‪ ،‬فالنفرض أن اقت��راح الكوتا اعطى‬ ‫حصة من المقاعد للنس��اء كأقلي��ة مضطهدة ومحرومة في‬ ‫الدولة نعطي نس��بة معينة للنس��اء ف��ي المؤتمر اللي جاي‪،‬‬ ‫فل��و س��محتم ضعوا لنا م��ادة حول وجود نس��بة معينة من‬ ‫النس��اء – مقاعد – في المؤتم��ر‪ ،‬ممكن يجينا واحد ويقول‬ ‫االعالن الدستوري ينص على المساواة ‪ ،‬ليست هناك مادة‬ ‫خاصة بالمرأة واعطائها كل الفرص ‪ ،‬يعني االن المساواة‬ ‫ال أس��تطيع أن أض��ع كوتا أو حصة خاص��ة بالمرأة الني‬ ‫س��أدخل ف��ي تميز وأكون ق��د خرجت عن المس��اواة وهنا‬ ‫ممكن تس��تخدم ض��د وجود المرأة بنس��بة معينة هذا مثال‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫لم��ا أقصد في قانون االنتخابات ‪ ،‬يعني لما أزلت المرأة (‬ ‫شلتها )معناها أزلت (شلت) التميز لها عن الرجل في فقرة‬ ‫معينة من االعالن الدس��توري وهذي هي الذي مفروض‬ ‫نلفتوا النظر لها في الدس��تور ان ش��اء هللا البد من وضع‬ ‫جزئي��ة خاصة بالم��رأة إذا ما اردن��ا حضورها في جميع‬ ‫المجاالت بغض النظر عما كنت انا مع الكوتا أو ضدها ‪،‬‬ ‫انا اتحدث بشكل عام ‪،‬إذا أريد وضع كوتا في هذا القانون‬ ‫لن نستطيع‪ ،‬ألنه سيجيء من يقول لك في مادة في القانون‬ ‫تنص على المساواة ‪.‬‬ ‫لكن هناك نقطة نرى من الضروري ان نس���تذكرها وهي‬ ‫ليس���ت في صالح الم���رأة ‪ :‬فمن ينتخ���ب ‪:‬رجل‪ ،‬ومن‬ ‫يُنتخ���ب‪ ،‬وقبلها من يعد قان���ون االنتخاب رجل‪ ،‬الرجال‬ ‫سيقودون المنظومة السياس���ية في مستقبل ليبيا ؟ أين‬ ‫المرأة ؟‬ ‫االن هناك وزيرتين ووكي�لات معاونات‪ ،‬كم مرأة قدمت‬ ‫سيرة لها ‪،‬قدمت نفسها مثال ‪ ،‬قد يكون ‪ 400 300-‬أمرأة‬ ‫هن��اك االف الرجال قدموا ‪ ،‬لما تجي نس��بة وتناس��ب‪ ،‬ما‬ ‫في��ش مقي��اس أنا االن أقول أن أي أمرأة تش��عر انها كفؤة‬ ‫وق��ادرة على القيادة أو قادرة على العمل السياس��ي عليها‬ ‫أن تق��دم نفس��ها لكي تُعرف من الكافة ‪ ،‬علش��ان تُعرف‬ ‫‪ ،‬نح��ن مجتمعنا مجتم��ع يؤيد الرجل أكث��ر‪ ،‬في وجوده‬ ‫السياس��ي بال��ذات ‪،‬أنا اضط��ر هنا ألضع كوت��ا ‪ ،‬ولماذا‬ ‫أفرض ع��دد معين ‪ ،‬خلينا نبدوا بالتدريج ‪ ،‬ألنك لما تجي‬ ‫للشعب وتفرضي عليه عدد معين من النساء وهذا الشعب‬ ‫ل��ه موروثات (خلي بالك)وتأت��ي لتفرضي عليه فجأة هذا‬ ‫العدد (خليه بالشويش بالشويش ) يتعود على وجود المراة‬ ‫وفعال يجد أنها كفؤة لهذه المناصب بعدها سيشيد المجتمع‬ ‫به��ا وس��يقولون ما ش��اء هللا هي جيدة وقادت بش��كل جيد‬ ‫‪ ،‬الن مجتمعن��ا ل��ن ينظر في عيب الرجل انه لم يس��تطع‬ ‫القيادة س��ينظر الى عيب المرأة يعني سيتس��قط أخطائها ‪:‬‬ ‫شوف حطوا وزيرة مرأة وهي قصرت وأخطأت ‪.‬خالص‬ ‫لو وزير رجل أخطأ حطوا وزير غيره ‪..‬لكن المرأة تحت‬ ‫المنظار ‪،‬وإذا فشلت ‪:‬انظروا فشلت في وجودها السياسي‬ ‫لذل��ك لما نضع مرأة كفؤ فعال هذه التي س��تفيد المرأة في‬ ‫المستقبل ‪،‬‬ ‫طيب ماذا ع���ن االنتخابات الليبية بعد مس���ودة القانون‬ ‫هل ما يت���م االن يدلل على اننا س���نخوض انتخابات في‬

‫موعدها ؟‬ ‫المجلس وضع مختصين في مجال الجغرافيا وآخرين في‬ ‫مجال التاريخ ‪ ،‬ربما لالسترش��اد ولوض��ع االطر العامة‬ ‫فيما يتعلق بالدوائر االنتخابية كيف س��يتم تقس��يم الدوائر‬ ‫ومراك��ز االقتراع ‪ ،‬وبقانون االنتخاب حيث مجلس االمة‬ ‫االتحادي الملكي ما تم كنموذج نظام سياسي قبل االنقالب‬ ‫‪ ،‬ربما أقرب مثال لنقيس عليه أو نعمل ما يش��ابهه قانون‬ ‫خ��اص بالمؤتم��ر الوطني الع��ام بمعنى ال نض��ع قانون‬ ‫انتخابات لفيما بعد نض��ع قانون انتخابات يخص المؤتمر‬ ‫الوطني الذي من المفروض يحكم الفترة االنتقالية الثانية ‪،‬‬ ‫المجلس وحس��ب المادة ثالتين بعد التحرير يكون استكمل‬ ‫أعضائ��ه ويعلن عنهم باتس��اع رقعة بالدنا ‪ ،‬ثم س��تصبح‬ ‫االختصاص��ات في ي��د الحكومة المجلس س��يكون دوره‬ ‫إدارة عامة للبالد وس��أعود للمادة ثالثين هناك نقطة هامة‬ ‫ينبغ��ي ان يدركه��ا ش��عبنا أن على المجل��س أن يفعل بعد‬ ‫التحرير ثالثة مهام وإن اتفقنا أنه هو الس��لطة العليا ‪:‬أوال‬ ‫أن يص��در قان��ون االنتخابات الخاص بانتخ��اب المؤتمر‬

‫‪07‬‬

‫الوطن��ي الع��ام ‪ -‬ثاني��ا تعي��ن المفوضية الوطني��ة العليا‬ ‫لالنتخاب��ات‪ -‬ثالثا الدع��وة الى انتخ��اب المؤتمر الوطني‬ ‫الع��ام ‪ ،‬هذا هو اختصاص المجلس ه��ذه هي الحلقة التي‬ ‫يج��ب أن يدور ف��ي فلكه��ا المجلس ‪،‬يج��ب أن يركز في‬ ‫إختصاصه في هذا العمل وهذا الشأن ‪،‬إذا لم يركز في هذا‬ ‫العمل الفترة االنتقالية س��تطول ‪،‬والمف��روض أول انعقاد‬ ‫للمؤتمر الوطني س��يحل المجلس االنتقالي ‪،‬ولعلمك حتى‬ ‫هذه الحكومة االن‪ ،‬من اختارها ؟ الحكومة إختارها رئيس‬ ‫ال��وزراء ‪ ،‬وحس��ب ما ين��ص عليه االعالن الدس��توري‬ ‫المجل��س ه��و م��ن يش��كل حكوم��ة انتقالية ‪ ،‬بع��د اعالن‬ ‫التحري��ر ينتقل ال��ى طرابلس المجلس يك��ون في المركز‬ ‫الرئيسي ويشكل الحكومة االنتقالية خالل المدة االنتقالية ‪،‬‬ ‫المجلس من يقوم بذلك حس��ب االعالن الدستوري ويكون‬ ‫هو مس��ؤل عنها ‪،‬هناك مخالفة لإلطار التش��ريعي ‪،‬هكذا‬ ‫يقول االعالن الدستوري‪،‬يشكل حكومة انتقالية خالل مدة‬ ‫أقصاها ثالثين يوم ‪ ،‬وخالل مدة ال تتجاوز التس��عين يوم‬ ‫‪،‬يكون اختصاصه كاألتي ‪ :‬اصدار قانون انتخابات خاص‬ ‫بالمؤتمر ‪...‬الخ الحقيقة ماتم توارده أن السيد رئيس الوزراء‬ ‫ه��و الذي ش��كل الحكومة ‪،‬ومعنى ذل��ك هناك خروج عن‬ ‫االعالن الدستوري ‪...‬المادة ثالثين تقلل من اختصاصات‬ ‫المجل��س االنتقالي وتضع اختصاص��ات للحكومة المؤقتة‬ ‫وتتحدد الفت��رة االنتقالية الثانية الخاصة بالمؤتمر الوطني‬ ‫‪،‬وه��ي المادة التي كانت عليه��ا كل الحورات كما نحاول‬ ‫االن كلجن��ة قانونية وضع قانون االنتخابات العام الخاص‬ ‫بأعضاء المؤتمر الوطني وهناك صفحة على الفيس بوك‬ ‫اس��مها لجنة إعداد قانون االنتخابات ‪،‬بإمكان أي ش��خص‬ ‫أن يضع مقترحات��ه وتعليقاته أو عنده رؤية معينة ونحن‬ ‫نتابع ونستفيد من أراء الناس ‪.‬‬ ‫ايم���ان بن يونس من عائلة قانونية على رأس���ها والدك‬ ‫القانون الرائد محمد ابوبكر بن يونس‪ ،‬وانت مستش���ارة‬ ‫موس���وعة التشريعات العربية والليبية ‪،‬حدثينا عن هذه‬ ‫التجربة التي سجلت ضمن موسوعة غيتس العالمية ‪.‬‬ ‫سأش��ير أوال الى أن والدي رحمه هللا محمد بن يونس مع‬ ‫مجموع��ة م��ن القانونين الع��رب ‪،‬وهو المحام��ي كان قد‬ ‫فكر في جمع التش��ريعات العربية ف��ي كتاب وأوال كانت‬ ‫الفك��رة التش��ريعات الليبية حيث بدأ بتجمي��ع كل القوانين‬ ‫والموجودة بالجريدة الرس��مية ‪،‬وقد تحصلت الموس��وعة‬ ‫كأكب��ر موس��وعة حس��ب القياس��ات العالمي��ة ف��ي كتاب‬ ‫غينيس ‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫األديب اللييب ( عبد الفتاح البشيت )‬ ‫“أنا من الناس الذين ال يستطيعون السباحة يف املياه الضحلة ‪....‬التحدي يربز إمكانياتي‪”...‬‬ ‫حاورته‪..‬سلوى حممد العالقي ‪ /‬تصوير‪..‬قطر الندى عبد الفتاح البشيت‬ ‫هو ش��اعر وأديب ليبي ‪ ..‬ليبي��ا دمه الذي‬ ‫يج��ري ف��ي عروقه وقلب��ه ال��ذي ينبض‬ ‫بعش��قها ‪ ,‬إنسان قومي مش��تغل دائما بهم‬ ‫هذه األمة واإلنس��انية جمع��اء ‪ ..‬صاحب‬ ‫قضية وموقف‪ ...‬أدبه وشعره رسالته التي‬ ‫يوصل من خاللها ما يريد قوله ‪..‬الس��جين‬ ‫السياس��ي الس��ابق واألديب” عب��د الفتاح‬ ‫البشتي” مواليد مارس ‪ 1951‬الزاوية ‪...‬‬ ‫أنتج ثالثة دواوين شعرية “قسمات الرمل‬ ‫والورود‪ ,‬تباريح‪,‬هوة الورد” وروايتان “‬ ‫مرس��ى ديله‪ ,‬حارس العدم” ومخطوطتان‬ ‫تحت النشر‪ ..‬شارك في العديد من الندوات‬ ‫والمؤتم��رات والمحاض��رات ف��ي ليبي��ا‬ ‫وبعض الدول العربية كمصر‪ ,‬وس��وريا‪,‬‬ ‫‪ ”..‬وبعض الدول األوروبية كفرنسا‪..‬‬ ‫وألنه شاعر غير عادي ‪..‬مغامر ومتحدي‬ ‫‪ ,‬شخصية تستفز فضول اإلنسان للتعرف‬ ‫عليه��ا كان ل��ي وقف��ة ألتحدث مع��ه قليال‬ ‫‪..‬وأجريت معه الحوار التالي‪:..‬‬ ‫ لو أردت أن تقدم نفسك شعريا وإبداعيا‬‫‪ ....‬ماذا تقول؟‬ ‫ف��ي الحقيق��ة ال اعرف كيف أقدم نفس��ي‬‫الن الشعر مس��الة تولد مع اإلنسان ‪..‬أنت‬ ‫ال تس��تطيع أن تتعل��م كيف تكون ش��اعرا‬ ‫الشعر موهوب‪ ...‬واإلنسان من الممكن أن‬ ‫يطوره��ا ويغنيها ويثريه��ا أو تظل موهبة‬ ‫بسيطة أولية ‪..‬أو تختفي وتندثر وتلتغي إذا‬ ‫اإلنسان لم يتح لها الفرصة لظهور والنمو‪.‬‬ ‫كل ما اس��تطيع قوله إني حفظت‬ ‫ ‬‫الش��عر في االبتدائ��ي وكنت اقرأ الش��عر‬ ‫وأن��ا صغي��ر وأح��ب الق��راءة عموم��ا ‪..‬‬ ‫وعندم��ا أصبحت في اإلع��دادي بدأت في‬ ‫كتابة الش��عر بشكل أولي بسيط ‪,‬فكنت أقلد‬ ‫الش��عراء اللذين أقرأ لهم آنذاك ‪..‬إذ انه بعد‬ ‫الح��رب العالمي��ة الثانية ‪,‬فم��ن المعروف‬ ‫أن الش��كل والمضم��ون مرتبطان وعندما‬ ‫يتغير أو يتطور المضم��ون البد أن يتبعه‬ ‫تط��ور ف��ي الش��كل ‪ .‬وهكذا كس��ر عمود‬ ‫الش��عر وظه��ر م��ا ص��ار يعرف بش��عر‬ ‫التفعيلية أو الش��عر الحر وذلك عن طريق‬ ‫نازك المالئكة وعبد الوهاب البياتي وعبد‬ ‫الصب��ور واحمد عب��د المعطي وحجازي‬ ‫وغيرهم ‪...‬من الشعراء اللذين ظهروا في‬ ‫ذلك الوقت ‪.‬‬ ‫وب��دأ تعرفي على الش��عر به��ذه الطريقة‬ ‫ع��ن طري��ق تقلي��د الش��عراء والق��راءة‬ ‫والمطالعة وقراءة الشعر العمودي المقفى‬ ‫‪ ,‬وتم نتيجة ظروف عائلية وأس��رية معينة‬ ‫أتيح��ت فرص��ة أن يكون ل��دي مكتبة من‬ ‫الش��عر الحدي��ث ‪..‬ولم أك��ن أتوقع في يوم‬ ‫أن أطرح نفس��ي كش��اعر ألن اهتماماتي‬

‫كانت فكرية سياسية ‪ ,‬والشعر كان هامش‬ ‫‪..‬وج��زءا م��ن حياتي بالتأكيد ث��م بعد ذلك‬ ‫اعتقل��ت س��نة‪.............................‬‬ ‫وم��ررت بتجرب��ة طويل��ة وقاس��ية داخل‬ ‫الس��جن السياس��ي والمعان��اة الت��ي تجعل‬ ‫الحج��ر ينطق ‪..‬خصوص��ا وأن إمكانياتي‬ ‫برزت في تلك الفتون وبدأت أهتم بالش��عر‬ ‫وأطور نفس��ي وأدواتي ‪ ,‬بالتالي أنا بدأت‬ ‫“كش��اعر” بش��كل رس��مي داخ��ل ه��ذه‬ ‫التجرب��ة المؤلم��ة ‪..‬أما قبله��ا كانت كلها‬ ‫محاوالت بسيطة ‪ ,‬كتبت قصائد كثيرة في‬ ‫تلك الفترة ‪ ,‬ولكن لألس��ف الشديد معظمها‬ ‫ضاع نتيجة الظروف الصعبة التي تجعلنا‬ ‫نع��دم ونحرق ما نكتب ‪..‬وأنها لو كش��فت‬ ‫س��يصبح هناك مش��اكل ‪..‬والبعض هرب‬ ‫للخ��ارج ولكنه أعدم أيض��ا نتيجة الخوف‬ ‫وم��ا بق��ي منه��ا مجموع��ة بس��يطة وهي‬ ‫“قسمات الرمل والورود” وهي كانت أول‬ ‫مجموعة طبعتها ونش��رتها ‪..‬كل القصائد‬ ‫الت��ي كتبت في ه��ذا الدي��وان كانت داخل‬ ‫المعتق��ل وهي ما نجي ف��ي الواقع من هذه‬ ‫المرحلة‪.‬‬ ‫أنت درس���ت القانون وتعمل فيه ‪..‬وفي‬‫نفس الوقت ش���اعر وقاص مبدع ‪..‬فكيف‬ ‫يجتمع القانون والضوابط مع اإلحس���اس‬

‫الذي ال تربط���ه أي قيود ‪..‬في رجل واحد‬ ‫وجسد واحد ؟ وأي جانب فيك يغلب على‬ ‫اآلخر؟‬ ‫هذه إش��كالية وتب��دو كمفارقة فعال ‪,‬ولكن‬‫أنا كنت دائما كما أس��لفت القول أنني أهتم‬ ‫بالفكر والفلسفة واالقتصاد السياسي تحديدا‬ ‫وهذه مشاغل فكرية منظمة ليست إبداعية‬ ‫فكان��ت دائم��ا عندي ه��ذه اإلش��كالية من‬ ‫جان��ب االندفاع الش��عري والفني واألدبي‬

‫ومن جانب االنضباط الذي يتطلب الفلسفة‬ ‫والفكر والحياة العلمية المباشرة‪.‬‬ ‫أنا درس��ت القانون في مرحلة متأخرة من‬ ‫عمري نتيجة الظروف التي ذكرتها سابقا‬ ‫ودراس��تي فيه ليس��ت من أج��ل العمل فيه‬ ‫م��ن الناحية القانونية الصرفة ‪,‬وإنما كانت‬ ‫بالمعنى الحقوق��ي ‪..‬ففي يوم من األيام في‬ ‫ليبيا كانت تس��مى كلي��ة القانون اآلن بكلية‬ ‫الحق��وق فأن��ا درس��ته م��ن اج��ل أن أفهم‬ ‫موضوع الحقوق وليس للعمل فيه ‪...‬‬ ‫فاالهتمام الذي ص��ار في المنطقة العربية‬ ‫والعال��م وبالدنا ليبيا بطبيعة الحال بش��أن‬ ‫قضية حقوق اإلنس��ان هذه اإلشكالية التي‬

‫تتطل��ب المام��ا بالقانون فمس��ألة إدراكي‬ ‫للقانون كانت ثقافة حقوقية في مجال حقوق‬ ‫اإلنسان ولتأهيل نفسي للمشاركة في الحياة‬ ‫العام��ة الت��ي صار من ضم��ن اهتماماتها‬ ‫الرئيسية االهتمام بحقوق اإلنسان ‪..‬‬ ‫هذا يعني أن الجانب الشعوري فيك يغلب‬‫على جانب العقل ‪...‬؟‬ ‫ال‪..‬الدافعي��ة توج��د ل��دي ‪..‬س��أعطيك‬‫مثل‪:‬ش��خصية زوربا لكازنزاكي‪ ,‬كثيرين‬

‫يس��يئونا فهمه��ا ‪ ,‬فأن��ا ق��رأت العديد من‬ ‫الدراس��ات النقدية فأنا اعتقد أن “زوربا”‬ ‫والكاتب شخصية واحدة هذا يعني أن رغبة‬ ‫اإلنس��ان في التدفق واالنطالق والعقالنية‬ ‫جوانب توجد في كل إنس��ان ‪..‬فبداخل كل‬ ‫إنس��ان فن��ان لدي��ه رغبة ف��ي االنطالق ‪,‬‬ ‫هناك أناس تغلب عليهم روح الفن وجانب‬ ‫الش��عور واإلب��داع والجان��ب العقلي يظل‬ ‫موجود ولكنه يتهمش ويظهر الجانب الفني‬ ‫واإلبداع��ي ويطغى ويصبح هذا اإلنس��ان‬ ‫مؤلف‪,‬مخ��رج‪ ,‬رسام‪,‬أديب‪,‬موس��يقي‪...‬‬ ‫وغيره‪.‬‬ ‫فما هو الفن؟؟الفن هو رغبة في االنطالق‬ ‫واإلبداع والتدفق دون قيود ‪..‬بينما الفلسفة‬ ‫أو االقتص��اد أو العلوم األخرى تحتاج إلى‬ ‫ضب��ط عقلي ‪ ,‬وأنا يوجد بداخلي خليط من‬ ‫االثنين ‪,‬ف��كان بإمكاني لو كانت الظروف‬ ‫أنس��ب أن أط��رح نفس��ي كمفكر‪..‬ألنن��ي‬ ‫مش��تغل بالهم العام ال��ذي يقتضي صرامة‬ ‫عقلية أكثر‪.‬‬ ‫هل مازال للش���عر دور فيما نعيش���ه من‬‫أحداث قاتل���ة من إذالل وقه���ر وتجويع‬ ‫وحصار واحتالل كما كان في السابق‪..‬؟‬ ‫طبعا الشعر جزء من األدب ‪ ,‬وأن اآلداب‬‫والفنون لن تنقرض وتأثيرها مهم جدا جدا‬ ‫في تاريخ البش��رية ‪ ,‬فالبشرية منذ بداياتها‬ ‫بدأت بالفنون ‪..‬الش��عر بدأ في المعابد وفي‬ ‫عصر الفراعن��ة وقبل الفراعنة ‪..‬الش��عر‬ ‫واألدب عموما ال غنى عنه وهو في غاية‬ ‫األهمية بل بالعكس كلما زاد التجويع والقهر‬ ‫والظلمة وانعدام الحريات ‪ ,‬ازداد االحتياج‬ ‫إليهم أكثر أهمية وأشد ‪ .‬ولكن في الفترات‬ ‫األخيرة‪ ,‬خاصة ف��ي عالمنا العربي صار‬ ‫اش��تغال كبير على جيل الشباب الجدد في‬ ‫تش��ويه األدب وأن األدب ليس رسالة وأنه‬ ‫يهتم بالهامش وال يهتم بالقضايا الجوهرية‬ ‫لإلنس��ان وأن الش��عر الينا قش قضايا وال‬ ‫يهتم بالسياسة ‪ ,‬وصار أجيال من الشعراء‬ ‫ال يهتمون إال بالهامش وهم مهمشين ‪..‬هذا‬ ‫االش��تغال الكبي��ر صار من قب��ل مدارس‬ ‫نقدية معروفة بيمينيتها وذاتيتها ‪..‬كالبنيوية‬ ‫ف��ي أش��كالها الرجعي��ة ‪ ,‬والتفكيكي��ة في‬ ‫أشكالها الرجعية غيبت اإلنسان في العقود‬ ‫األخيرة ‪ ,‬ص��ارت هناك محاوالت كبرى‬ ‫في الفصل بين األدب كرسالة وبين األدب‬ ‫ل�لأدب والفن للفن ‪..‬وه��ذه محاولة ألن ال‬ ‫يكون لألدب والفنون والش��عر تأثيرا على‬ ‫حياة الناس ‪ ,‬هذا ال يعني أن الشعر واألدب‬ ‫والفنون يجب أن تكون مباش��رة وسطحية‬ ‫وتحريضية كما كانت في فترة الخمسينات‬ ‫إلى حد كبير ولكنه يجب أن يصاغ بش��كل‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫راقي ليعالج القضايا الحقيقية للبشرية والحضارة اإلنسانية‬ ‫بشكل عام‪...‬‬ ‫كيف تقيم الحركة الش���عرية العربية والليبية على وجه‬‫الخصوص؟‬ ‫مع انتش��ار الش��عر النث��ري وهو التحرر م��ن القيود ومن‬ ‫بحور الشعر ومن األوزان‪ ,‬مع النظرة بأن الشعر ال يعالج‬

‫القضايا الجوهرية ‪...‬وبالتالي صار إفراغ الفنون واآلداب‬ ‫م��ن محتواه��ا وحيث أنه من ناحية ال يوج��د قيود وقواعد‬ ‫وال ثقافة ش��عرية أدبية لكي يكون اإلنسان شاعرا ‪ ,‬بالتالي‬ ‫ص��ار هناك كم هائل من الش��عر والكتاب��ات األدبية ولكن‬ ‫الجيد منها القليل ‪ ,‬وألنه لم يعد هناك ضوابط لهذه العملية‪..‬‬ ‫ولك��ن الحركة العربية غنية وثرية وكذل��ك في ليبيا هناك‬ ‫ش��باب مهمين جدا ‪..‬وهناك حركة ش��عرية ناهضة ولكنها‬ ‫تحت��اج للتطوي��ر ‪..‬هذا بحكم ع��دم وجود النق��د ‪..‬يصعب‬

‫تطوير ه��ذه المواهب الش��ابة ألن النقد مغي��ب في حياتنا‬ ‫الثقافية ‪..‬وبالتالي يتم خلط الغث بالس��مين والجيد بالرديء‬ ‫‪ ,‬وال يوجد األداة النقدية الصارمة التي تستطيع أن تفصل‬ ‫بي��ن ه��ذا وذاك ‪ ..‬وتتيح للموهوبي��ن الحقيقيين أن يتقدموا‬

‫وتبع��د عن الس��احة أؤلئ��ك الدخالء على الش��عر واألدب‬ ‫والثقافة ‪..‬وهكذا اختلط الحاب��ل بالنابل في العقود األخيرة‬ ‫ف��ي عالمن��ا العربي عموم��ا ‪ ,‬ولكن اآلن ربم��ا تتغير بما‬ ‫تدعوا به من تفاؤل هذه الفترة ‪..‬‬ ‫كل دواوينك الش���عرية والنثرية طبعتها ونشرتها خارج‬‫ليبيا ‪..‬وعلى حسابك الخاص مالسبب؟؟‬ ‫ف��ي الحقيقة األس��باب عدي��دة ‪..‬أوال أن ش��عري يعتبر في‬ ‫معظمه شعر نقدي للمؤسسة سواء كانت مؤسسة اجتماعية‬ ‫‪,‬سياس��ية ‪,‬اقتصادية‪,‬ثقافية‪..‬المؤسسة بمجملها العام األدب‬ ‫الذي اليكون نقدي وال يضيف جديد ‪..‬هو أدب ال أخالقي‪..‬‬ ‫البد أن يكون األدب بشتى مجاالته ناقد سلبي وموضوعي‬ ‫للمؤسس��ة القائمة ‪ ..‬ش��عري أنا يتسم بهذه السمة ‪ ..‬من هنا‬ ‫ال يلقى هذا الش��عر ارتي��اح لدى دوائ��ر معينة أو جهات‬ ‫معينة و مسؤولة على نشر ودعم الثقافة واألدب ‪ ,‬هذا من‬ ‫جان��ب ‪..‬ومن جانب آخر طبيعة ش��خصيتي وهو المبالغة‬ ‫ف��ي االعتداد بالنف��س ‪..‬وعدم المرونة “ فأنا رجال لس��ت‬ ‫مرن��ا” ألن ه��ذا يتطلب مني أن أكون صداقات ش��خصية‬ ‫م��ع المؤسس��ات المعني��ة وأتع��رف على الن��اس وأجامل‬ ‫المس��ؤولين على وسائل النش��ر وغيرها وهذه ليست من‬ ‫سماتي ‪ ,‬ربما هذا نقص في أنا ليس فيهم أرى أن الناشر أو‬ ‫المؤسس��ة هي التي تأتيني وتنشر إلى شعري‪ ..‬وال أذهب‬ ‫أنا بش��عري إلى المؤسس��ة أي مؤسس��ة كانت ‪ ...‬ألني ال‬ ‫أرى من المناس��ب أن يركض ويذهب الشاعر أو األديب‬ ‫المثق��ف كي ينش��ر له أدبه أو ش��عره‪ ...‬ألن احترام الذات‬ ‫جزء من حياة األديب‪ ,‬فهو يمثل ضمير األمة ’ هكذا قرأنا‬ ‫وهكذا تعلمنا وهكذا سنموت على هذا المبدأ‪.‬‬ ‫إن األدب والفن��ون هي ضمير األمة فبالتالي ضمير األمة‬ ‫ال يذهب ويستجدي أي مؤسسة لكي تنشر له أدبه أو شعره‪.‬‬ ‫خصص���ت عدة قصائ���د حميمية للحديث ع���ن “ليبيا”‬‫ومدى حبك وإخالصك لها ‪ ..‬ما مدى تأثير “ليبيا” عليك‬ ‫في شعرك‪..‬؟‬ ‫“ليبيا” هذه حياتنا وماضينا ومس��تقبلنا ‪ ..‬فمن الطبيعي أن‬ ‫يكون والء اإلنسان لوطنه وشعبه وأمته ‪ ,‬هذا الشيء يكاد‬ ‫يكون غريزي ‪ .‬وهذا يجب أن يظهر في هذا االهتمام وهذا‬ ‫العش��ق والح��ب للوطن ف��ي القصائد ‪ ..‬ما أذك��ى هذا وما‬ ‫جعله أكثر افتقادا التجربة الس��جنية التي مررت بها ‪..‬تظل‬ ‫ليبيا وتزدهر في نفس اإلنس��ان يحب ويعي��ش بهذه الليبيا‬ ‫الت��ي أحبه��ا والتي ضحى م��ن أجلها وبالتال��ي يزداد هذا‬ ‫اإلحس��اس بليبيا لدى ش��خص عاش وراء األسوار ‪ ,‬تأخذ‬ ‫مس��احة أكبر وأعمق في ش��عره وخاص��ة إيماني القومي‬ ‫أنا إنس��ان قومي عربي ‪.‬أمن بأن هذه األمة هي أمة واحدة‬ ‫‪ ,‬وأنه��ا البد أن تتوح��د ‪..‬وال يمكن اعتبار بأن هناك دولة‬ ‫اس��مها قطر ‪200‬ألف نس��مة أو الكويت ‪500‬ألف نس��مة‬ ‫وليبيا ‪ 5‬مليون نس��مة‪ .......‬هذا مس��تحيل ق��در هذه األمة‬ ‫التوح��د ‪ ,‬كي��ف يكون هذا التوحد ‪...‬م��رت األمة بتجارب‬ ‫كثيرة س��ابقة للوحدة ‪ ,‬بطريق��ة خاطئة ‪..‬ولكننا بإمكاننا أن‬ ‫نمضي بط��رق مبتكرة ‪.‬وتس��اعدنا التكنولوجي��ة والعلوم‬ ‫الحديثة على أش��كال من الوحدة ‪ ,‬متدرجة حتى نصل إلى‬ ‫دول��ة عربية واحدة هذا إيماني طبعا ‪..‬إذا أنا إيماني بليبيا‬ ‫ال يتناقض مع إيماني القومي وإيماني اإلنساني بشكل عام‬ ‫أنا إنسان أوال وأخيرا‪..‬‬ ‫ما هو الديوان األقرب إليك ؟‬‫الديوان األقرب إلي هو ديوان” قس��مات الرمل والورود”‬ ‫الديوان الذي كتبته في الس��جن ‪..‬فيه روحي وأحس به في‬ ‫نفسي وهذا الكالم دائما أكرره كثيرا لزوجتي وأوالدي ‪.‬إن‬ ‫هذه أهم مرحلة لتألقي الش��خصي ‪ ,‬وحققت فيها ذاتي هي‬

‫‪09‬‬

‫فترة السجن وهذه مفارقة غريبة حقيقية ‪..‬في المعتقل تألقت‬ ‫وب��رزت إمكانياتي الحقيقية ‪..‬أكثر مما برزت بعد المعتقل‬ ‫وقبله ربما أنا من الناس الذين ال يس��تطعون الس��باحة في‬ ‫المياه الضحلة ‪ ,‬والبد أن أسبح في أعالي البحار واألمواج‬ ‫الهادرة ‪ ...‬التحدي يبرز‬ ‫إمكانياتي وشخصيتي أما حياتي اليومية العادية فأنا متعثر‬

‫جدا ‪...‬ففترة الس��جن كانت أكبر تحدي مع نفس��ي وأعتقد‬ ‫أنني كنت في مس��توى التحدي وهذا ما جعل القصائد التي‬ ‫كتبتها فيه هي األقرب إلي ‪...‬‬ ‫أخيرا ماذا تقول‪..‬؟‬‫أق��ول لكي في النهاية أتمنى لك��ي التوفيق ألن هذا المجال‬ ‫جدا جميل ‪ ..‬ومه��م أن يكون لدينا صحفيين مهنيين ‪..‬وإذا‬ ‫أراد أن يكون اإلنس��ان صحفي ناجح يجب أن يصبر على‬ ‫الطاولة ويثقف نفسه ‪..‬ثقافة ثم ثقافة ثم ثقافة‪.......‬وشكرا‪.‬‬

‫أجريت هذه المقابلة يوم األحد‪ ..‬الموافق‬ ‫‪.13‬فبراير‪2011.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫أدب احلرب‬ ‫تأليف‪ -:‬جناح العطار ‪َ -‬حنـــــا َ‬ ‫مينه‬

‫‪ 1‬من ‪2‬‬

‫عرض ‪:‬هند علي‬ ‫ان ادب الح��رب والمقاوم��ة اعط��ي نتاجا ً لم‬ ‫يس��بق ان عرف له مثال فيالتاريخ كما ونوعا ً‬ ‫لقد اعتبرت الكلمة بندقية او س��يفا اوخنجراًفي‬ ‫االدب كل��ه ‪،‬واس��تخدمت الكلم��ة عل��ي نحو‬ ‫موصول في مقاومة الظلم والطغيان والعدوان‬ ‫‪،‬وف��ي التحريض عل��ي التمرد والث��ورة‪ ،‬ولم‬ ‫يق��ع ذل��ك االلتب��اس بين��دور االدوات الت��ي‬ ‫تص��وغ وجدان��ات حامليها متن��اوال عدد من‬ ‫الكت��اب البارزين حيث تتحدث عن أصدارتهم‬ ‫وق��ت الح��رب مث��ال "ميخائي��ل ليرمنت��و‬ ‫‪،‬كاالشينكوف‪،‬غوغول‪،‬تاراس بوالبا ‪،‬النفوس‬ ‫الميت��ة ‪،‬يؤم��ن بريوس��وف ‪،‬يراهافالي��ري‬ ‫بريوس��وف غوركي " ان أدب��ا ً بهذاالحجم من‬ ‫الق��وة ‪،‬وبه��ذا الجرأة في تح��دي الظلم ثم بهذا‬ ‫التفان��ي في حب الوطن يعطي تقاليده الكفاحية‬ ‫الجيال��ه المتتابع��ة ه��ؤالء الذي��ن كان قتالهم‬ ‫بالكلم��ة اوفر نتاجا وابقي عطاء وانفذ س�لاحا ً‬ ‫‪ .‬أن أمث��ال ه��ذه القص��ص كان��ت تحفل بها‬ ‫الصحف خالل الح��رب ‪ ،‬وثمة أعمال طويلة‬ ‫أنج��زت والحرب مات��زال دائ��رة ‪ ،‬ومن هذه‬ ‫األعمال رواية " مصير إنسان " لشولوخوف‬ ‫و " العاصفة " اليليا اهرنبورغ ‪ ،‬وقد صدرت‬ ‫المس��رحيات التالي��ة " الس��تالينغراديون "‬ ‫لتش��يبورين " الجبهة " لكرنتشوك " الروس‬ ‫" لس��يمونوف " المنتصرون " لتشيرس��كوف‬ ‫‪ ،‬مظهرة الوجه البطولي للش��عب الس��وفياتي‬ ‫الذي ناضل واصبحت جزء من التراث األدبي‬ ‫الس��وفياتي والعالم��ي ‪ .‬أن تل��ك الظروف هي‬ ‫الت��ي أنجب��ت األدب المقاتل واألدي��ب المقاتل‬ ‫عندما يعبرون عن روح الكفاح ‪ ،‬يعبرون عن‬ ‫النزعة األنس��انية األصيلة ف��ي كفاحهم ألجل‬ ‫الس��لم الذي أنتهكته الح��رب ‪ .‬وليس المقصود‬ ‫بخدم��ة المعرك��ة ع��ن طريق الف��ن أن تكون‬ ‫الكتابات خطابات حماسية أو شعارات مسقطة‬ ‫مفتعله ‪،‬نابية عن ش��كلها ‪ ،‬متخلخلة البنيان بل‬ ‫أن ترع��ى فيها البس��اطة والوضوح والصدق‬ ‫‪ ،‬وتع��رض نم��اذج من حياة الن��اس في قتالهم‬ ‫وعمله��م وتضحياتهم ‪ ،‬نم��اذج هي من صميم‬ ‫الواقع الذي يعيش��ه الكتاب بين المقاتلين وليس‬ ‫من تصوراتهم البعيدة وهم يغصون في المقاعد‬ ‫الوثيرة وينحتون الكلمات الغربية ‪ ،‬الفارغة ‪،‬‬ ‫ارضاء للت��رف اللفظي ‪ ،‬هذا البديل عن فراغ‬ ‫الجوهر الحداثي ‪ ،‬وضمور الصلة بين الكاتب‬ ‫وبيئته ‪ ،‬وانع��دام الدافع الذاتي للكتابة ‪ ،‬بحيث‬ ‫تأتي قياما ً بواجب أو تحايالً على الوجدان ‪.‬‬ ‫ومنثميطرحالكاتبتس��اؤالته ‪ ...‬ماذا نكتب إذا ؟‬ ‫ما ه��و دورنا ف��ى المعركة ؟ وما ه��ي المادة‬ ‫التي نس��تخدمها فى أعمالنا ؟ وكيف نس��تطيع‬ ‫أخراجه��ا فى الوقت المناس��ب ؟ وقد يضيفون‬ ‫فى تعزي��ة للنفس أو ايهام الناس بأنهم معنيون‬ ‫بأش��ياء ‪ :‬لك��ن الفن م��ادة نضج ذات��ي ‪ ،‬وأن‬ ‫األح��داث الس��ريعة ‪ ،‬المتالحق��ة ‪ ،‬ال تقتنص‬ ‫بكلياته��ا فى العج��االت والبد م��ن البعد عنها‬ ‫للسيطرة عليها وتجميعها فى بؤرة التخيل ‪ ،‬ثم‬ ‫أفراغها على مهل وفى جو مالئم !‬

‫الكلمة كالمدف��ع والطائرة والصاروخ والدبابة‬ ‫‪ ،‬ج��زء ل��ه فى مجال��ه األهمي��ة نفس��ها التي‬

‫الخالف بين الحلم والواقع ال يس��بب أي ضرر‬ ‫إذا كان الحال��م يؤم��ن إيمان��ا صادق��ا بحلمه ‪،‬‬

‫الروائي والكاتب السوري حنا مينا‬

‫للص��اروخ ف��ى مجال��ه ‪ .‬مادامت ه��ذه الكلمة‬ ‫تصوغ وجدان اإلنس��ان ‪ .‬العامل الحاس��م فى‬ ‫اس��تخدام الصاروخ لقد ذهب بعض المفكرين‬ ‫إل��ى أن الكلم��ة هي الفع��ل والترجم��ة الدقيقة‬ ‫للعب��ارة " فى البدء كانت‬ ‫الكلمة " ه��ي " فى البدء‬ ‫كان الفع��ل " وحت��ى ل��و‬ ‫لم تك��ن الكلمة فعال وهي‬ ‫فعل بالحدث الذي تصير‬ ‫إليه فانه��ا التتعارض مع‬ ‫الفع��ل ‪ ،‬م��ا دام كل فعل‬ ‫ق��د كان حلم��ا ‪ ،‬وم��ادام‬ ‫الحلم يصي��ر إلى فكرة ‪،‬‬ ‫تتصور ف��ى الخاطر ‪ ،‬ثم‬ ‫نترجمه��ا إل��ى كلمات ‪،‬‬ ‫وم��ن الكلم��ات نصوغها‬ ‫تطبيقي��ا فى ح��دث ‪ ،‬أي‬ ‫في فع��ل بنتيج��ة الدورة‬ ‫المتكامل��ه وله��ذا كت��ب‬ ‫المفك��ر بيس��اريف " أن‬

‫إذا كان يتأم��ل ف��ي الحياة بانتب��اه ‪ ،‬مقارنا بين‬ ‫مالحظات��ه والقص��ور التي يبنيها ف��ى الهواء‬ ‫‪ ،‬عم��ل بش��كل وجداني على تحقي��ق حلمه ‪..‬‬ ‫فعندم��ا يوجد تم��اس بين الحلم والحياة تس��ير‬ ‫األمور على ما يرام "‬ ‫ان الث��ورات وحروب‬ ‫التحري��ر واألنظم��ة‬ ‫اإلجتماعي��ة ق��د كانت‬ ‫فى الب��دء أحالما عبرنا‬ ‫عنها بكلم��ات محلومة‬ ‫‪ ،‬كلم��ات ص��ارت هي‬ ‫ذاتها ‪ ،‬عندما أنتش��رت‬ ‫بين الناس ‪ ،‬مادة تغيير‬ ‫منس��وجه م��ن عوامل‬ ‫الحف��ز والتحري��ض ‪،‬‬ ‫مس��تندة إل��ى واق��ع ‪،‬‬ ‫متصرف وفق القوانين‬ ‫‪ ،‬تنفع��ل به��ا وتتفاعل‬ ‫معه��ا ‪ ،‬وتصبح عمال‬ ‫تغييريا في التطبيق ‪.‬‬

‫إن األمثال التي صاغها العرب من تجاربهم في‬ ‫الح��روب ‪ ،‬ما تزال تحتف��ظ بكثير من حقائقها‬ ‫‪ ،‬وه��ي ق��ادرة ‪ ،‬ف��ي التداول الفك��ري ‪ ،‬على‬ ‫ش��حن وجدان المقاتل في أيامنا هذه بالحماسة‬ ‫والمعرف��ة ‪ ،‬وعلى بث الش��جاعة واإلقدام فيه‬ ‫‪ ،‬وليس��ت هذه األمثال ‪ ،‬ف��ي االعتبار الفني ‪،‬‬ ‫سوى تعبير أدبي مكثف من مادة الواقع ‪.‬‬ ‫كتب غالي شكري يقول " ان القتال فعل مركب‬ ‫‪ .‬المقاتل والس�لاح والهدف هي األبعاد الثالثة‬ ‫للحرب ‪ .‬المقاتل ليس جس��دا بش��ريا فحسب ‪،‬‬ ‫انه بنفس المقدار عق��ل ووجدان وصياغة هذا‬ ‫العقل والوجدان منوطة بالكلمة التي تلقاها في‬ ‫البيت والمدرسة والصحيفة والراديو والكتاب‬ ‫" نضي��ف ان الكلمة هذه التي صاغت وجدان‬ ‫المقاتل والتي هي أساس اآللة باعتبارها ابداعا‬ ‫علمي��ا ‪ ،‬هي س��لبية وإيجابية ف��ي آن ‪ ،‬وهذان‬ ‫القطبان لعملي��ة القتال يحددان قوت��ه وفعاليته‬ ‫وقدرت��ه عل��ى انجاز اله��دف الذي ه��و البعد‬ ‫الثالث للحرب ‪ ،‬بعد المقاتل والسالح ‪.‬‬ ‫أن حقيق��ة العم��ل الفني يحتاج إل��ى وقت لكن‬ ‫ه��ذه الحاجة ليس��ت مطلق��ة بل اح��د عوامل‬ ‫صياغ��ة الفن ولي��س كلها ما ه��و مهم مادة‬ ‫العم��ل ‪ ،‬وضوحه��ا ‪ ،‬دوافعه��ا ‪ ،‬قضيته��ا ‪،‬‬ ‫ومقدار ما تحصل له م��ن احداثها وتفصيالت‬ ‫هذه األحداث ‪.‬‬ ‫ان التفاعل المتبادل بين المقاتلين والفنانين كان‬ ‫أح��د عناصر عملية االندفاع فى البناء الوطني‬ ‫والحرب الوطنية واالب��داع فى التعبير عنهما‬ ‫وليس هذا فحسب بل أحد أهم عناصر التغيير‬ ‫نحو األفضل فى عملي��ة التطور واالنتقال من‬ ‫ح��ال إلى ح��ال إجتماعي��ا ً وفنيا ً وه��ذه القوة‬ ‫التحريضي��ة ال تخت��رع األش��ياء وال تجترح‬ ‫أية خوارق تحكي ببس��اطة عن األنسان وعن‬ ‫ابعاده النفس��ية وروحه غير القابلة للحطم وال‬ ‫للخضوع ‪.‬‬

‫يف كت��ب احلرب احلديثة مئات األمثلة على قيام اجليوش احملاصرة بعمليات‬ ‫ً‬ ‫غالبا يف ذلك ‪ ،‬بعد أن كانت يف وضع‬ ‫هجومية لشق الطريق لنفسها ‪ ،‬وجناحها‬ ‫تطويقي خطري ‪.‬‬ ‫ه��ذا هو دور األدب ‪ ،‬يف تيار احلياة اهلادرة بالكفاح ألجل مس��تقبلها األحس��ن‬ ‫فتاريخ النضال أثبت أنه ال وجود لثقافة أو أدب أو فن دون األستقالل واحلرية ‪.‬‬ ‫الكلمة حسب تعبري ماياكوفسكى هى “ قائد القوي البشرية “‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫‪11‬‬

‫قصة قصرية‬

‫العطب‬ ‫فتحي نصيب‬ ‫(‪)1‬‬ ‫انتبهت عل��ى وهج برتقال��ي أضاء غرفة‬ ‫نوم��ي ‪ ،‬ف��إذا ثالث��ة أق��زام يرت��دون زيا‬ ‫فس��فوريا مش��عا يتحلقون حولي‪ ،‬عن لي‬ ‫أن اس��ألهم ‪ :‬م��اذا يفعلون في غرفة نومي‬ ‫؟‪ .‬ولماذا يرتدون نظارات س��وداء في هذا‬ ‫الوقت المتأخر من الليل ؟‪ .‬ومن أي كوكب‬ ‫هبطوا ؟‪.‬‬ ‫أنهضون��ي برفق من فراش��ي ‪ ،‬ودفعوني‬ ‫أمامهم إلى الردهة ‪ ،‬حيث انزوت زوجتي‬ ‫وطفلتي مذعورتين ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫أودعون��ي داخل س��يارة برتقالي��ة اللون ‪،‬‬ ‫اعصبوا عيني ‪ ،‬وانطلقنا نجوب ش��وارع‬ ‫المدينة الهادئة قبيل الفجر ‪.‬‬ ‫صعدن��ا ت�لا ‪ ،‬وهبطنا منح��درا ‪ ،‬وعبرنا‬ ‫جسرا خشبيا يجري من تحته نهر ‪.‬‬ ‫س��رنا قرابة نصف س��اعة دون أن نتبادل‬ ‫أية كلمة ‪.‬‬ ‫ترجلن��ا بعده��ا ‪ ،‬أودعوني داخ��ل غرفة‬ ‫عطن��ة بعد أن نزع��وا العصابة عن عيني‬ ‫وتركوني وحيدا‪.‬‬ ‫تناه��ى إلى مس��امعي ص��دى آذان الفجر‬ ‫يتردد من مآذن بعيدة‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫أجلس��ني األقزام على مقعد جلدي مريح ‪،‬‬ ‫وجلس كبيرهم قبالتي على كرس��ي خشبي‬ ‫بوضع معكوس ‪.‬‬

‫خاطبني بهدؤ‪ :‬اسمعني جيدا ‪..‬المعلومات‬ ‫من مصادرنا عنك عديدة ومتضاربة ‪.‬‬ ‫ببساطة نريد أن نعرف من أنت ؟ ‪.‬‬ ‫س��أقرأ عينة منه��ا ‪..‬كت��ب زميل مدرس‬ ‫اآلت��ي ‪ ( :‬أعرف��ه منذ تس��عة أع��وام ‪..‬لم‬ ‫يتأخر يوما عن حصصه ‪..‬يدخن بش��راهة‬ ‫‪..‬يؤخذ عليه خروجه الدائم عن المقررات‬ ‫الدراسية ‪..‬يحشو أدمغة تالميذه بأفكار مثل‬ ‫المساواة واالشتراكية والعدالة االجتماعية‬ ‫ويكلفهم بكتابة موضوعات اإلنش��اء حول‬ ‫هذه األفكار السوداء)‪.‬‬ ‫وهذا رأي( أحد جماعتك الذين تلعب معهم‬ ‫الطاولة في ليال��ي رمضان) ‪ :‬العب جيد‬ ‫‪..‬يدخن بإفراط ‪ ..‬تن��د عنه أحيانا تعليقات‬ ‫قابل��ة للتأوي��ل منه��ا ‪ :‬إذا أردت هزيم��ة‬

‫خصمك فادرسه جيدا ‪..‬اعرف نقاط ضعفه‬ ‫وقوته معا ‪ ..‬العبه بهدؤ ‪..‬اليمكن للحمقى‬ ‫كس��ب اية جولة ‪..‬النرد يأتي وفق إرادتك‬ ‫والمكان للحظ ‪..‬فقط استخدم عقلك‪.‬‬ ‫واليك ما كتبه حد جيرانك‪( :‬كثير التدخين‬ ‫‪..‬اليؤم األعراس ولكنه يحرص على أداء‬ ‫واجب التعزية ‪..‬التفوته صالة في المسجد‬ ‫‪..‬ينزوي بعد الصالة في ركن ويتلو القران‬ ‫في خشوع ‪..‬وكثيرا ما شاهدته يبكي ورعا‬ ‫‪..‬يختلي احيانا بشيخ الجامع ويدور بينهما‬ ‫ح��وار هامس‪..‬أعتقد أنهما يدبران أمرا ما‬ ‫)‪.‬‬ ‫ويقول عنك زميل دراس��ة‪( :‬طالب مجتهد‬ ‫‪..‬يلعب ك��رة القدم بمهارة ‪ ،‬إال أن إفراطه‬ ‫بالتدخي��ن ح��ال دون أن يصب��ح نجم��ا‬

‫رياضي��ا ‪..‬يرتاد المكتب��ات العامة وثقافته‬ ‫تفوق أقرانه‬ ‫ف��ي المرحلة الثانوية ‪..‬يش��اع عن��ه أنه (‬ ‫وج��ودي ) فلديه اهتمامات بمؤلفات جان‬ ‫بول سارتر و كير كيجرد) ‪.‬‬ ‫وأخيرا س��أقرأ عليك ما كتبت��ه زوجتك (‬ ‫زوج عط��وف ومح��ب ألس��رته ‪..‬كثي��ر‬ ‫التدخي��ن ‪..‬يقرأ الصح��ف المحلية بانتظام‬ ‫‪..‬يش��خر أحيانا ‪..‬ويتكل��م كثيرا أثناء نومه‬ ‫وي��ردد أس��ماء نس��اء ورج��ال الأعرفهم‬ ‫‪..‬وحين اس��أله عنهم في الصباح يقول لي‬ ‫مبتسما ‪ :‬أضغاث احالم)‪.‬‬ ‫لقد دوختنا ‪..‬من أنت بالضبط ؟ ‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫شعرت بجفاف حلقي وكأنني أتنفس رمال‬ ‫أو ش��ظايا من زجاج‪ ،‬تمالكت نفسي وقلت‬ ‫لكبيرهم ‪ :‬سقن فاش كور ؟ فير جر ساني‬ ‫! حري��ن ي��ف ‪ ..‬قاطعني كبيره��م قائال ‪:‬‬ ‫أفصح عن نفسك رجاء‪.‬‬ ‫اجبت��ه ‪ :‬فاع طم بم ‪..‬صاقوال هوراش حن‬ ‫‪..‬فان الوج ‪..‬عو‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫حملون��ي وأودعوني غرفة عالية الس��قف‬ ‫ذات طالء أصفر وذهبوا‪.‬‬ ‫ش��رعت أضرب الب��اب المبط��ن بالفلين‬ ‫صائحا بأعلى صوتي ‪ :‬موناز هي مرفا‪..‬‬ ‫مقوسا اهي‪.‬عو‪.‬‬

‫إشهدي يا مسا ُء‬ ‫شعر‪ /‬عمر عبدالدائم‬ ‫إشهدي يا سما ُء‬ ‫يا سما ُء فلتشهدي يا سـمـا ُء‬ ‫األرض نـبـتـُها شـهدا ُء‬ ‫هـذه‬ ‫ُ‬ ‫ض دمــــا ٌء‬ ‫أر‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫ء‬ ‫الدما‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫لـكـنــهــا فـي ليـبـيـا ِحـنَّـا ُء‬ ‫س‬ ‫خ َّ‬ ‫ضبوها لم يبخلوا بنفيـ ٍ‬ ‫حب الـــعطا ُء‬ ‫وجزي ٌل من ال ُم ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫وشباب‬ ‫ة‬ ‫فتي‬ ‫شعري هم‬ ‫ٌ‬ ‫ليت ِ‬ ‫ورجـا ٌل نـادتـهم العـلـيـــا ُء‬ ‫ركبوا البحر لم يهابوا عُبابا ً‬ ‫مـوج تـَلـفّـهُ األنــوا ُء‬ ‫وسط‬ ‫ٍ‬ ‫الريح والعواصف تترى‬ ‫عاندوا‬ ‫َ‬ ‫والضحايا مـن بـينهم أشـــال ُء‬ ‫في كتاب المعالي‬ ‫سطروا المجد ِ‬ ‫إن لـلـمج ِد أسـطـ ٌر حـمـــرا ُء‬

‫يتـبـاهى‬ ‫كـم شـهيـ ٍد في عرسـه‬ ‫ٰ‬ ‫ويَزفّـه في ِغـبـطـ ٍة أصـدقــا ُء‬ ‫سجى‬ ‫حاسدوه في العرس وهو ُم َّ‬ ‫مـن يـظـنـون أنـهـم أحـيـــا ُء‬

‫وداع‬ ‫ع من أهل ِه في‬ ‫ودمو ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫والزغاري ُد من أم ِه والدعـــا ُء‬ ‫ق عنه قصيدي‬ ‫كبُ َر المعنى وضا َ‬ ‫ولَربـمـا يـتـعـثـر الشُّـعـرا ُء‬

‫***‬ ‫شـمس وبح ٌر‬ ‫يا بـالدي وأنت‬ ‫ٌ‬ ‫يا بالدي وأنت هذا الهـوا ُء‬ ‫رض‬ ‫يا بالدي وأنت‬ ‫أرض و ِع ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫يا بـالدي وأنـت فـيـنا إنت َما ُء‬ ‫بض‬ ‫ب نَ ٌ‬ ‫يابالدي وأنت في القل ِ‬ ‫يا بـالدي وأنـت حـا ٌء و بـا ُء‬ ‫ُوك زمـانـا‬ ‫أب َعـدُونـا وأبـ َعـد ِ‬ ‫ُ‬ ‫فـيـه كـُنـَّا عن بعضنا غـربـا ُء‬ ‫كـان عـمـ ٌر لـكـنـنـا لـم نــ َ ِعـشـ ُه‬ ‫شفا ُء‬ ‫وحـيـاةٌ والـمـوتُ منها ِ‬ ‫أرحـب منه‬ ‫وفـضـا ٌء واللّحد‬ ‫ُ‬ ‫وشــفـاهٌ وألــســنٌ خـرسـا ُء‬ ‫ِ‬ ‫ووجـوهٌ وال مـالمـح فــــيـها‬ ‫وعـيـونٌ لــكــنــها عـمــيـا ُء‬

‫أذن‬ ‫ٌ‬ ‫ورؤوس تـجر ســتــيــن ٍ‬ ‫صــمـّـا ُء‬ ‫كـلــهــا‬ ‫الحـق‬ ‫وعـن‬ ‫َ‬ ‫****‬ ‫يا بالدي وأشرق اليوم فج ٌر‬ ‫ي وانـزاحـت الظـلمــا ُء‬ ‫عبقر ّ‬ ‫فأعدّي يا ليـبـيـا واسـتـعدّي‬ ‫قـي قـد آذن االرتـقـــــا ُء‬ ‫لـِـلـ ّر ِّ‬ ‫بنـجـوم‬ ‫تـزدهي‬ ‫إن‬ ‫ء‬ ‫سـمـا‬ ‫يـا‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫فـبِـالدي نـجـومـها األبـنــا ُء‬ ‫ولـَئِن تـفـاخـرتُ تيها ً بأرضي‬ ‫ض ت َغا ُر منها السمـــا ُء‬ ‫ُر َّ‬ ‫ب أر ٍ‬ ‫ُكتِبتْ هذه القصيدة يوم تحرير‬ ‫طرابلس ‪2011 /8 /20‬م‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫إشراف‬ ‫أمحد بشون‬

‫اهلواية أم اإلحرتاف؟‬ ‫وف��ي رأي الش��خصي أن ما تحتاج��ه الكرة‬ ‫الليبية هو العودة ال��ي نظام الهواية المدعوم‬ ‫وف��ق قوانين ولوائح ضم��ن منظومة واحدة‬ ‫عبر خطة طويلة تنقسم الي مرحلتين أو أكثر ‪،‬‬ ‫تبدأ بإنشاء هيئة أو لجنة تتولي تقديم المشورة‬ ‫لوزارة الرياضة ولألندية ثم مساعدة األندية‬ ‫علي إقامة مقرات متكاملة وإنش��اء المالعب‬ ‫المخصصة لمدارس الناش��ئين مع تخصيص‬ ‫الدع��م الم��ادي له��ا لألنف��اق علي إس��تقدام‬ ‫المدربي��ن المه��رة واألطق��م الفني��ة والطبية‬ ‫التي تشرف علي المدرسة تحت رقابة جهة‬ ‫محايدة م��ن الدولة عل��ي أن تعطي األولوية‬ ‫لألندي��ة التي كان لها باع أو تاريخ يوما ما و‬ ‫التي تفتقر الي هذه األساس��يات ومن ثم يأتي‬ ‫ف��ي الترتيب الثان��ي األندية الت��ي تفتقر الي‬ ‫مالعب أو مقرات ف��ي المدن الكبيرة وهكذا‬ ‫‪ ،‬عل��ي أن تماثلها في نفس الوقت خطة ثانية‬ ‫إلعادة تأهيل المالعب العامة في مدن البالد‬ ‫تخصص األندية الرياضية في رياضة معينة‬ ‫أم��ر حميد يجب التركيز عليه ولنا في تاريخ‬ ‫ن��ادي المرج والش��باب العربي ف��ي لعبتي‬ ‫الس��لة والطائرة مثال علي نجاح هذا التوجه‬ ‫بعيدا عن (التضخ��م) الذي تعاني منه بعض‬ ‫حكـايات ‬

‫المدن في أندية كرة القدم‬ ‫مالحظة أخيرة ح��ول دعم الجماهير لألندية‬ ‫تتمث��ل ف��ي تنظيم مش��اهدة المباري��ات عبر‬ ‫رواب��ط المش��جعين الت��ي تض��م مش��جعي‬ ‫ومناص��ري كل ن��اد عب��ر س��جالت منظمة‬ ‫بعد دفع رس��وم رمزية وهي التي تقوم ببيع‬ ‫التذاكر لهذا الجمهور وفق التصور التالي‪:‬‬ ‫يقس��م الملع��ب حس��ب الجه��ات األربع��ة‬ ‫فيك��ون جمه��ور الفري��ق (س) ف��ي جه��ة‬ ‫وجمه��ور الفريق (ص) في الجه��ة المقابلة‬ ‫و تت��رك المدرجات الواقعة خلف كل مرمي‬ ‫للمتفرجي��ن الذي��ن لم يش��تروا تذاكرهم عبر‬ ‫رواب��ط المش��جعين ‪ ،‬تباع التذاك��ر لروابط‬ ‫المشجعين بس��عر مخفض لتشجيع الجمهور‬ ‫عل��ي اإلنضم��ام له��ا ‪ ،‬وتباع التذاك��ر لبقية‬ ‫الجمه��ور بالس��عر العادي ويصب��ح بإمكان‬ ‫إتحاد الكرة أن يحدد أماكن إنطالق الش��غب‬ ‫مثال ‪.‬‬ ‫ظلم��ت العدي��د م��ن الف��رق ف��ي الس��نوات‬ ‫الماضي��ة بالغرام��ة والحرمان م��ن اللعب‬ ‫وس��حب النقاط نتيجة أحداث ش��غب وقعت‬ ‫إثناء اقامة المباريات (علي أرضها) رغم أن‬ ‫هذه األندية ال تملك هذه المالعب ولم تشترك‬

‫كلمـة العـدد‪..‬‬

‫‪2/2‬‬ ‫ف��ي تنظي��م الدخ��ول اليه��ا أو تش��رف علي‬ ‫المباراة بأي شكل من األشكال ‪ ،‬كما أنه ليس‬ ‫هناك ما يربطها قانونا بمس��ببي الش��غب اال‬ ‫تش��جيعهم للفريق ‪ ،‬ولو تقدم أحد هذه األندية‬ ‫الي القضاء الليبي طاعنا في قرارات اإلتحاد‬ ‫العام ألبطل القضاء هذه القرارات ألنه وكما‬ ‫أس��لفت ال يوج��د ما يربط مس��بب الش��غب‬ ‫بالن��ادي أو الفريق ‪ ،‬وهو عيب قانوني يجب‬ ‫أن يعالج الي أن تمتلك األندية مالعبها‬ ‫وأقت��رح أنه عندما تعتب��ر المباراة في أرض‬ ‫الفريق (س) مثال حيث يكون الدخل بالكامل‬ ‫للن��ادي ‪ ،‬يصبح النادي مس��ئوال عن اإلتفاق‬ ‫مع الشرطة وبيع التذاكر عبر الروابط ونقاط‬ ‫البي��ع ويؤمن دخول جمهور الفريق المنافس‬ ‫ال��ي أرض الملع��ب عبر مداخ��ل بعيدة عن‬ ‫مدخل دخول جمهوره وفق للتقس��يم الس��ابق‬ ‫‪ ،‬ويصبح النادي مس��ئوال عن اعمال الشغب‬ ‫إذا م��ا وقعت ويغطي جميع المصاريف من‬ ‫أجور وتكاليف إس��تئجار الملعب واإلضاءة‬ ‫وغيره��ا وي��ؤول بقية الدخل ال��ي خزينته ‪،‬‬ ‫ويمكن في هذه الحالة إلقاء مس��ئولية أحداث‬ ‫الشغب علي عاتق النادي وجمهوره ‪.‬‬ ‫محمد حمامة‬

‫( فرسان بال خيول !! )‬

‫بقلم ‪ /‬عبد اجمليد الفيل‬ ‫* ق���د يس���تغرب بعضك���م ويق���ول م���ا هذا‬ ‫العن���وان ؟ وهل هناك فرس���ان فى ه���ذه الدنيا‬ ‫بال خيول ؟ ! ‪.‬‬ ‫الس���ؤال هنا طبيعي ‪ -‬لكن اإلجابة من الممكن‬ ‫ان تكون نعم فكلمة الفرس���ان إرتبطت بالخيول‬ ‫وهذا يكون فى زمن الحرب وحتى زمن الس���لم‬ ‫فالف���ارس مرتبط ارتباطا ً مباش���راً بحصانه او‬ ‫فرسه ‪.‬‬ ‫ونح���ن في ليبيا اطلقنا من���ذ زمن على فريقنا‬ ‫الوطني لكرة القدم اس���م فرس���ان المتوس���ط ‪،‬‬ ‫وصار هذا االس���م لصي���ق بمنتخبنا وكل معلق‬ ‫بتح���دث عن الفريق الليبي لك���رة القدم بقول‬ ‫فرسان المتوسط‪.‬‬ ‫حتما ً تاريخنا الطويل منذ االف الس���نين يعطينا‬ ‫حق التس���مية عبر تع���دد الحضارات واألزمنة‬ ‫التى عاشتها ليبيا حتى احتالل اإليطاليين لليبيا‬ ‫فى العام ‪1911‬م‪.‬‬ ‫لكن الس���ؤال األهم اآلن ‪ ...‬ه���ل حقا ً ان فريقنا‬ ‫األول لكرة القدم يس���تحق هذه التسمية ؟ وهل‬ ‫العبونا حقيقة فرسان المتوسط ؟!‪.‬‬ ‫اإلجابة هنا قد تأخذ جدالً واسعا ً ‪ ،‬وتتعدد االراء‬ ‫وتتشاعب األحاديث ‪ ،‬وهنا نعترف أنهم فرسان‬

‫المتوس���ط ‪ ،‬لكن في نفس الوقت فرس���ان بال‬ ‫خيول ‪.‬‬ ‫نعم أقول لكم هذه حقيقة فرس���ان المتوسط اآلن‬ ‫وحتى قبل اآلن وربما المس���تقبل سيعيد األمور‬ ‫وعندها لكل حادث حديث والسؤال اآلن كيف هم‬ ‫فرسان بال خيول ؟‬ ‫وهنا نقول أن الف���ارس ال يكتمل إال بحصانه أو‬ ‫فرس���ه ألن الحصان أو الفرس هنا هما اإلدارة‬ ‫التي يتحرك بواس���طتها وم���ن خاللها الفارس‬ ‫ليلعب دوره الكامل وليحقق اهدافه بغض النظر‬ ‫عن طبيعة الميدان الذي هو فيه والوقت والحالة‬ ‫التي يعيشها ‪.‬‬ ‫وفي المقابل فإن الفارس في ميدان اللعب وفوق‬ ‫المستطيل األخضر حصانه أو فرسه هي اللياقة‬ ‫البدنية والمهارات الفنية وخطة المدرب ‪ ،‬وحتى‬ ‫يحقق األهداف المرجوة منه عليه أن يمتلك هذه‬ ‫األدوات ‪.‬‬ ‫حقيق���ة نح���ن لدينا فرس���ان لكنه���م ال يملكون‬ ‫إال الحل���م واألمال لكنهم في نف���س الوقت يفتقد‬ ‫الكثير منهم لإلمكانيات األساسية اللياقة البدنية‬ ‫والموهبة الفني���ة ‪ ،‬والدليل هو النتائج المحققة‬ ‫واألداء ال���ذي يؤدونه والواقع الع���ام الذين هم‬

‫عليه ‪.‬‬ ‫قد يكون لدينا فرسان يمتلكون اإلمكانيات كاملة‬ ‫‪ ،‬لكنهم محدودون ج���داً وال يتعدون أصابع اليد‬ ‫الواحدة وهذه حقيقة يجب أن نعترف بها ‪.‬‬ ‫نحن في حاجة إلى فرس���ان متوس���ط بخيولهم‬ ‫العربية األصيلة لكن ما هو موجود اآلن ‪ ..‬ليس‬ ‫إال فرسان بال خيول !!‬

‫مر النش��اط الرياضي في بالدنا بمراحل متعددة‪.‬‬ ‫وظ��روف متباين��ة ترت��ب عليه��ا فت��رة ازدهار‬ ‫وفترات أخرى من التراجع والركود‪..‬تعددت من‬ ‫خاللها التش��ريعات و النظم التي تحدد السياسات‬ ‫العامة وتنظم العالق��ات واالختصاصات وتولت‬ ‫مس��تولية اإلشراف على النشاط الرياضي جهات‬ ‫عدي��دة منها ‪ .. 1‬اللجن��ة االولمبية ‪ .. 2‬وزارات‬ ‫الرياض��ة المتعاقبــــــــــــ��ة‪ .. 3‬وزارة العم��ل‬ ‫والشؤون االجتماعية‪ .. 4‬وزارة التعليم ‪ ..5‬الهيأة‬ ‫العامة للرياضة ‪..‬وكان من الممكن إن ياتى الدور‬ ‫عل��ى وزارة الكهرباء‪..‬بل لق��د تخيل لنا إن الدور‬ ‫ربما يصل إلى وزارة الث��روة الحيوانية في عهد‬ ‫(الطاغوت) وأزالمه ان هذه التغيرات المقصودة‬ ‫أس��همت فعال فيما وصل‬ ‫إلية النشاط الرياضي من‬ ‫تراجع وركود وتأخر عن‬ ‫ركب االقط��ار المجاورة‬ ‫وبقية دول العالم ‪ ...‬كانت‬ ‫المس��الة(ممنهجة) وله��ا‬ ‫أهداف وهى الهاء الشباب‬ ‫في قضايا جانبية وإرساء‬ ‫حالة عدم االس��تقرار في‬ ‫أحمد بشون‬ ‫جميع النواح��ي اإلدارية‬ ‫والفني��ة والقانونية وذلك‬ ‫عن��د انقالب س��بتمبر‪ 1969‬والذى يرفض بروز‬ ‫اى (نجم) ليبقى (الطاغوت) النجم الوحيد‪ ..‬حدث‬ ‫ه��ذا على الرغم مما يتوفر لهذا الوطن من أموال‬ ‫صرفت خ��ارج البالد وعلى بل��دان أخرى بنيت‬ ‫فيها المنش��آت والمؤسس��ات الرياضية من أموال‬ ‫الشعب المغلوب على أمره ‪.‬‬ ‫أملن��ا اليوم بعد نهاي��ة الطغيان إن نصل إلى دولة‬ ‫الدس��تور والقواني��ن والتي تدرك أهمية الش��باب‬ ‫والرياض��ة وترص��د األموال لتمكين ش��بابنا من‬ ‫اإلبداع والتقدم ‪.‬‬ ‫إننا نتطلع ونأمل ذلك‪.‬‬

‫أرشيف ‪..‬‬

‫مرض حب الظهور‬ ‫كل ش��عوب الدني��ا تح��ب كرة القدم وتعش��قها‬ ‫وتحرص عل��ى مش��اهدة مبارياتها واالس��تمتاع‬ ‫بها ‪ ...‬والش��عب الليبي ليس ( اس��تثناءا ) من هذا‬ ‫العالم ‪ ..‬تحب جماهيره الكرة وتعشقها وتبادر إلى‬ ‫مش��اهدة مبارياتها ‪ ..‬وعل��ى الرغم مما حدث في‬ ‫بالدنا الحبيبة من قت��ل وتخريب ودمار ورغم أن‬ ‫بالدن��ا الزالت تبكى ش��هدائها وتواس��ى األمهات‬ ‫واألخ��وات والزوجات ‪ ..‬والزال��ت تداوى أالف‬ ‫الجرحى وتس��عى إل��ى بناء دولة يس��ودها األمن‬ ‫واالس��تقرار ‪ ..‬وعلى الرغم من الصعوبات التي‬

‫تواجهها ‪ .‬وعدم االستقرار الذي يخيم على سمائها‬ ‫وأرضها يصر كثير من عامة الناس على الرغبة‬ ‫في مش��اهدة مس��ابقات الرياضة ‪ ..‬ربما من باب‬ ‫الرغبة في نس��يان فترة الظلم والعسف والطغيان‬ ‫التي مارس��ها الطاغية وأزالمه ‪ ..‬ولكن المؤسف‬ ‫أن من بين من يرددون ويعربون عن رغبتهم في‬ ‫ذلك بعض المحس��وبين على القي��ادات الرياضية‬ ‫الت��ي قفزت من النوافذ والت��ي تهوى اخذ الصور‬ ‫والظهور في القنوات المرئية والمناسبات العامة‬ ‫"عليكم أن تتقوا هللا في دماء الشهداء "‬

‫هذه الصورة لفريق أش��بال األهلي في الموس��م‬ ‫الرياض��ي ‪ 59 /58‬وتض��م الالعبي��ن اآلتي��ة‬ ‫أسمائهم ‪:‬‬ ‫من اليمين‬ ‫ع��وض مخل��وف – محم��د العف��اس – بش��ير‬ ‫الطرش��اني – خميس الفالح – حارس المرمى‬ ‫وني��س ارحومة – المرحوم جمع��ة العمامي –‬ ‫محمد العمامي – اسماعيل بودجاجة – المرحوم‬

‫مفتاح الترهوني – هليل الفالح – بلعم ‪.‬‬ ‫والب��د م��ن االش��ارة الى ان��ه يغيب ع��ن هذه‬ ‫الص��ورة العب��ان م��ن اب��رز العب��ي الفريق‬ ‫وهم��ا احمد ب��ن صوي��د وعبدالق��ادر رضوان‬ ‫وقام باالش��راف على هذا الفري��ق وتدريبه في‬ ‫مرحلتي االش��بال واالواسط والى حين وصول‬ ‫اغلبهم للفري��ق االول المدرب المعروف الحاج‬ ‫عبدالعالي العقيلي ‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬ ‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير‪)2012‬‬

‫‪13‬‬

‫النجمة القدمية أول من اكتوت بنار الطاغية‬ ‫فتحي علي الساحلي‬ ‫تأسس فريق النجمة عام ‪ 1943‬م‪ ،‬أسسه شباب من شارع باله برئاسة‬ ‫األستاذ ‪ /‬محمد الغويل ولم يكن يوما ً تحت مظلة جمعية عمر المختار‬ ‫بل كان ش��بابه ينتمي إلى جمعية رابطة الش��باب اإلسالمي ولعب لهذا‬ ‫الفري��ق أفض��ل العبي الكرة الليبي��ة من أمثال أحمد فنه وبن عيس��ى‬ ‫الجربي ومختار الغناي وأبوبكر شاميس��ة وأبوبكر األشهب وإبراهيم‬ ‫المصري وفاكهة الكرة الليبية األسطورة إتعولة شتوان‪.‬‬ ‫فاز الفريق بالعديد من البطوالت كان أولها في موسم ‪ 1948‬م‪ ،‬عندما‬ ‫فاز على فريق الكش��اف ال��ذي كان يلعب له الرائ��ع مصطفى المكي‬ ‫والديناميك��ي عبد العالي العقيلي وقدم فري��ق النجمة للمنتخب العبين‬

‫فطاحل وأس��هم بق��در كبير في رفع مس��توى كرة الق��دم الليبية وكان‬ ‫منافسا ً شديداً لفريق األهلي حتى اآلن الفريقين النجمة واألهلي تقاسما‬ ‫فيما بينهما مدينة بنغازي بحواريها وأزقتها الضيقة وناس��ها الطيبين‪،‬‬ ‫وقد حاول نادي النجمة أن يس��اهم في نش��ر كثيراً من األلعاب فقد كان‬ ‫له في تنس الطاولة أحمد بوهروس وفتحي حنيش‪ ،‬وفي كرة الطائرة‪،‬‬ ‫منص��ور البرش��ة والمالكمة البرن��اوي والفار وطيلم��ون وفي رمي‬

‫القرص عمر موس��ى‪ ،‬وفي الس��باحة العبدلي‪ ،‬وف��ي التنس األرضي‬ ‫شحات عثمان وغيرهم الكثير‪.‬‬ ‫كان ن��ادي النجمة أس��رة واح��دة ش��عارها األزرق واألحمر والنجمة‬ ‫مغروسة فوق القلب‪ ،‬وصدق شيخي محمد اللواحي حين قال ‪( :‬أرض‬ ‫البركة لو تسألها أتقول األهلي والنجمة هلها)‪.‬‬ ‫فـي عـام ‪ 1959‬م‪ ،‬سافر الفريق إلى مالطا للعب مع الفاليتا والحمرون‪،‬‬ ‫وألول مـرة يسـافر فريق ليبي بالطائرة للعب مع فريق أوروبي كانت‬ ‫إدارت��ه من رج��االت بنغازي الرائعين ‪ ..‬خليل ق��زح عمر الغرياني‪،‬‬ ‫حس��ني بي‪ ،‬عبد الجواد الكوافي‪ ،‬صالح الفرجاني‪ ،‬محمد الصادق بن‬ ‫حسونة‪ ،‬حس��ن بوليفة‪ ،‬مصطفى العوامي‪ ،‬بوعجيلة الحسوني‪ ،‬أحمد‬ ‫الرويعي‪.‬‬ ‫كان له��ذا الن��ادي طموحات في أن يحقق المس��تحيل‪ ،‬في عام ‪1967‬‬ ‫م‪ ،‬أحض��ر الم��درب الكبي��ر بافل��ي يوفتيش ال��ذي كان مدي��راً لنادي‬ ‫بارتي زان اليوغس�لافي‪ ،‬وأعد مدرس��ته الجديدة التي كان بها حسن‬ ‫الفرجان��ي‪ ،‬وجيج��ي‪ ،‬ومحمد ال��زاوي‪ ،‬ويونس راش��د‪ ،‬وعبد الفتاح‬ ‫الفرجاني‪ ،‬وعوض مخلوف‪ ،‬وفتحي الس��احلي ومحمد الفسي ومحمد‬ ‫عب��د الجليل ‪ ..‬وغيرهم ف��ي دوري المملكة عام ‪ 1968‬م‪ ،‬ق ّدم الفريق‬ ‫عروضا ً ال تنس��ى وتحصل على الترتيب الثالث وكان من الممكن أن‬ ‫يفوز بالبطولة‪.‬‬ ‫وبع��د االنقالب المش��ؤوم الذي قل��ب أوضاع الحياة ف��ي ليبيا تضايق‬ ‫الالنظام من وجود هذا النادي وتعمد أزالمه في أجهزة االس��تخبارات‬ ‫واألمن الداخلي في تش��ويه صورة هذا النادي العريق‪ ،‬فكانوا يقولون‬ ‫ع��ن إدارة النادي إنهم رجعيون ومواليون لنظام الملك المخلوع وتارةً‬ ‫يزعم��ون أن هناك ضباط كبار يترددون على النادي ويلعبون فيه من‬ ‫أمثال العقيد صالح السنوس��ي عبد الس��يد الذي تمت تصفيته في مدينة‬ ‫القاه��رة والعقي��د عثمان عك��وش والعقيد مختار الغن��اي وغيرها من‬ ‫األكاذيب والتهم الواهية ولكن النجمة الخماس��ية الموجودة في ش��عار‬ ‫الن��ادي ربم��ا كانت عقدة من عق��د العقيد وفي ع��ام ‪ 1970‬م‪ ،‬أصدر‬ ‫عب��د العاطي العبيدي ق��رار الدمج وكان من المق��رر أن يدمج النادي‬

‫الجدي��د في النادي األق��دم عهداً أن يدمج فريق النصر المؤس��س عام‬ ‫‪ 1959‬م‪ ،‬في فريق النجمة الذي أس��س عام ‪ 1943‬م‪ ،‬ولكن التقارير‬ ‫االس��تخباراتية الت��ي أوصلها رجال األمن إلى بش��ير ه��وادي جعلته‬ ‫يضغ��ط على عب��د العاطي العبي��دي ليجعل قرار الدمج معكوس��ا ً أي‬ ‫النجمة إلى النصر‪.‬‬ ‫واجتمعنا في نادي النجمة أعضاء مجلس اإلدارة والالعبين والمشجعين‬ ‫وقررن��ا االعتصام في الن��ادي رافضين هذا القرار المجحف وفي يوم‬ ‫تسليم النادي حضرت سيارات الشرطة وكان على رأسهم عمر قويدر‬ ‫وعثم��ان ال��وزري وطردونا من الن��ادي عنوة وأخ��ذوا كل الكؤوس‬

‫الت��ي تمثل بط��والت النادي في جميع األلع��اب وكل محتويات النادي‬ ‫األخرى بما فيها السجالت وانتابتنا جميعا ً حالة من الغضب واإلحباط‬ ‫ق��د حطمت كل طموحاتنا وأمانينا وأس��دل الس��تار عل��ى نادي عريق‬ ‫حاول جاهداً اإلسهام في رقي الرياضة في ليبيا ولكن الطاغية ونظامه‬ ‫كانوا يمقتون التألق واإلبداع وكان نادي النجمة أول من تأذى من نظام‬ ‫الطاغية الممنهج لتدمير وطن كان رائعا ً بكل المقاييس‪.‬‬

‫مصرف ليبيا املركزي يعلن‬ ‫تنبيه الحظ مصرف ليبيا المركزي استمرار بعض األشخاص في التعامل‬ ‫بالورقة النقدية من فئة الــــــ ( خمسين ديناراً )‬ ‫رغم س���حبها من التداول بقرار من مجلس إدارة المصرف اعتباراً من‬ ‫نهاي���ة دوام عمل يوم الخميس المواف���ق ‪ 1- 12‬ـ ‪ 2012‬م األمر الذي‬ ‫يشكل مخالفة للنظم النقدية ويعرض مرتكبها للمساءلة القانونية ‪.‬‬ ‫يهيب المص���رف بالجمهور الكريم االنتباه المهل���ة المحددة في القرار‬ ‫التي تنتهي بنهاية دوام عمل ي���وم الخميس الموافق ‪ 15‬ـ ‪ 2012 -3‬م‬ ‫فقط الستمرار قبول هذه الفئة النقدية من الفئة المذكورة لم تعد صالحة‬ ‫للتعامل بها ‪.‬‬

‫وف���ي الوقت الذي يلفت المصرف عناية الجمهور الكريم لما تقدم فإنه يرجو من الجميع االنتباه لوقف‬ ‫التعام���ل بالورق���ة النقدية الملغاة مع التأكيد عل���ى االحتفاظ لحائزيها بالحق في إيداعها بحس���اباتهم‬ ‫المصرفية وقيد قيمة ما يقومون بإيداعه ضمن أرصدة حساباتهم لسحبها وفقا ً السقف السحب المقررة‬ ‫إدارة اإلصدار ‪ /‬مصرف ليبيا المركزي‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫إبراهيم أصالن‪ ..‬احلياة طرقعة إصبعني بعمر اخللود‬ ‫براء اخلطيب‬ ‫‪-1‬‬‫فاجأن��ى صديقى الش��اعر والكاتب الكبير‬ ‫باأله��رام "إبراهي��م داوود" ذات ليل��ة‬ ‫قائال‪" :‬إبراهيم أصالن يس��أل عنك ويريد‬ ‫أن ي��راك" قل��ت لصديق��ى الش��اعر على‬ ‫الفور‪" :‬سوف أذهب له فى الكيت كات"‪،‬‬ ‫وبالفع��ل خطر فى ذهن��ى أن ألتقى به فى‬ ‫مقهى "ع��وض هللا" فى الكيت كات الذى‬ ‫كنا نقابل فيه "أصالن"‪ ،‬ابتس��م " إبراهيم‬ ‫داوود" وبدت لمعة فى عينيه ال تظهر إال‬ ‫فى لحظات نش��وة خاطفة وقال‪" :‬إبراهيم‬ ‫س��اب الكيت كات وهو حاليا فى المقطم"‪،‬‬ ‫وف��ى ه��ذه اللحظ��ة أحسس��ت بحالة من‬ ‫الي��أس ألننى لن أس��تطيع الذه��اب له فى‬ ‫"المقطم" فأنا قد قاطعت كل أحياء القاهرة‬ ‫الت��ى كان��ت تبعد كثي��را – أو قليال – عن‬ ‫مقهى زهرة البس��تان بع��د أن تحولت إلى‬ ‫آخر األماكن التى أستطيع الوصول إليها‪،‬‬ ‫(بعد أن كانت "زهرة البس��تان" لصاحبها‬ ‫الح��اج "عبده" وابنه "حم��ادة هى العمق‬ ‫االس��تراتيجى لمقه��ى "ري��ش" لصاحبه‬ ‫"عبد المالك" وولده "ميشيل" الذى طرد‬ ‫كل الكت��اب الفقراء من "ريش" فلم يجدوا‬ ‫مقرا إال مقهى "زهرة البس��تان")‪ ،‬وربما‬ ‫يكون "إبراهي��م داوود" قد لمح بعضا من‬ ‫األس��ى فى مالمح��ى‪ ،‬فأس��رع يطمئننى‪:‬‬ ‫"س��وف يأتى إبراهيم أصالن الليلة ليسهر‬ ‫معن��ا أن��ا ومج��دى أحم��د عل��ى ومحمد‬ ‫الرفاع��ى"‪ ،‬ولما كنت أن��ا أعرف المكان‬ ‫الذى يس��هر فيه أصدقائى‪ ،‬فقد ذهبت إليه‬ ‫قبل منتص��ف الليل بس��اعة تقريبا‪ ،‬وكان‬ ‫"إبراهيم أصالن" جالس��ا ف��ى المنتصف‬ ‫بي��ن "إبراهي��م داوود" وصديقى المخرج‬ ‫السينمائى "مجدى أحمد على" فى صمت‬ ‫يستمع للجالسين‪ ،‬وكان الحديث عن "اللهو‬ ‫الخفى" الذى اخترعه المجلس العس��كرى‬ ‫المص��رى والذى كان يفقع عيون ش��باب‬ ‫الثورة‪ ،‬كانت هناك سيدة جميلة يبدو عليها‬ ‫أنها ممثلة س��ينمائية وكانت توجه سؤالها‬ ‫للصديق الكاتب "محمد رفاعى" فى دهشة‬ ‫حقيقية‪" :‬كيف ينشنون على العين بكل هذه‬ ‫الدق��ة؟" واقتربت م��ن "إبراهيم أصالن"‬ ‫قليال فتعرف على فى اإلضاءة الخافتة جدا‬ ‫التى تلف المكان وأطلق ضحكته الساحرة‬ ‫فوجدت نفسى أقبل رأسه وأنا أضغط على‬ ‫كتفي��ه بكوعى حت��ى أمنعه م��ن الوقوف‬ ‫الس��تقبالى‪ ،‬فأمس��ك "إبراهي��م أصالن"‬ ‫بوجه��ى بين كفي��ه وقرب أذن��ى من فمه‬ ‫وقال هامسا‪" :‬لن نستطيع الكالم حاليا‪ ،‬أنا‬ ‫منتظرك فى مكتب جاردن سيتى"‪.‬‬ ‫• وفاجأنى بضحكات قوية لم أعرف سببا‬ ‫لها‬ ‫عرفت بعد ذلك أن "مكتب جاردن سيتى"‬

‫هو مكت��ب لصحيفة الحي��اة اللندنية حيث‬ ‫يعمل "إبراهيم أصالن" هو رئيس القس��م‬ ‫الثقافى بالصحيفة‪ ،‬قابلنى بترحاب ومحبة‬ ‫افتقدتها عدة س��نوات‪ ،‬جلست على أقرب‬ ‫مقعد وجل��س فى مواجهت��ى واضعا كفيه‬ ‫بين ركبتي��ه وفاجأنى بضح��كات قوية لم‬ ‫أعرف س��ببا لها‪ ،‬بعد ثوان عاد إلى هدوئه‬ ‫ليسألنى‪" :‬هو إحنا كنا سنة كام؟" لم أجب‬ ‫بالطبع ألنى لم أفهم الس��ؤال‪ ،‬لكنه مس��ح‬ ‫بيده فوق ش��اربه الكث فبانت عروق يميل‬ ‫لونها لالخضرار من تحت جلد يديه الذى‬ ‫رأيته متغضنا ألول مرة فى حياتى وقال‪:‬‬

‫دائم��ا ف��ى جيوبى ثالث قص��ص قصيرة‬ ‫وأمرن��ى ضياء ب��أن أخرجها م��ن جيبى‬ ‫ألعرضه��ا عل��ى إبراهيم‪ ،‬ففعل��ت‪ ،‬وقرأ‬ ‫إبراهي��م القص��ص الث�لاث ودعانى على‬ ‫ش��رب فنجان من القهوة على حسابه‪ ،‬وما‬ ‫أن انته��ى من قراءتها حت��ى انتفض واقفا‬ ‫وتركنا وابتعد عنا إلى منضدة كان يجلس‬ ‫عليها الشاعر الفذ (الشاب يومها) أمل دنقل‬ ‫م��ع الكاتب يحى الطاهر عبد هللا وإبراهيم‬ ‫منصور‪ ،‬ش��اور لى إبراهي��م أصالن بأن‬ ‫أذه��ب إليه‪ ،‬ففعلت‪ ،‬وقدمنى إلى "إبراهيم‬ ‫منص��ور" ال��ذى كن��ت أخ��اف حتى من‬

‫إبراهيم أصالن‬ ‫"تذك��رت ي��وم ذهبنا إل��ى مجل��ة الكاتب‬ ‫ولقاءك مع عب��د العزيز صادق" فوجدت‬ ‫نفسى أضحك مس��تمتعا بالذكرى وبلقائى‬ ‫لصديقى بعد كل هذه السنين‪.‬‬ ‫‪-2‬‬‫كنا سنة ‪ 1974‬وكنت لم أعرف "إبراهيم‬ ‫أص�لان" معرف��ة ش��خصية لكن��ى كنت‬ ‫قد قرأت ل��ه ثالث قص��ص قصيرة ربما‬ ‫كان��ت منش��ورة ولكن��ى قرأته��ا بخط يده‬ ‫عن��د صديق��ى الراح��ل الكات��ب "ضي��اء‬ ‫الشرقاوى" الذى كنت أذهب له فى مكتب‬ ‫إدارى لشركة األسمنت التى كان يعمل بها‬ ‫وكان ه��ذا المكتب فى عم��ارة اإليموبيليا‬ ‫فى وس��ط البل��د وأبديت انبه��ارا بقصص‬ ‫"إبراهيم أصالن" أكث��ر من انبهارى بما‬ ‫يكتبه ضياء الش��رقاوى‪ ،‬وكنت أكاد أحفظ‬ ‫قصة "العازف" عن ظهر قلب‪ ،‬أما قصة‬ ‫"الرغب��ة ف��ى الب��كاء" فقد أبكتن��ى رغما‬ ‫عن��ى لدرجة أن ضياء الش��رقاوى عندما‬ ‫قدمنى إلبراهيم أص�لان قال له لقد ضبط‬ ‫ه��ذا الولد يبكى وهو يق��رأ قصتك الرغبة‬ ‫فى البكاء" فضحك إبراهيم ومس��ح شاربه‬ ‫بكف يده وسألنى عما أكتب‪ ،‬وقبل أن أرد‬ ‫عليه أجابه ضياء الش��رقاوى بأننى أحمل‬

‫مجرد االقتراب منه‪ ،‬فقد كان هو صاحب‬ ‫فك��رة مجلة "جالي��رى ‪ "68‬والمش��رف‬ ‫الحقيق��ى على اختيار ما نش��ر فيها‪ ،‬وقال‬ ‫"إبراهيم أص�لان" بهدوء‪" :‬قصصك مع‬ ‫عم��ك إبراهيم منصور أه��ه وهو اللى ها‬ ‫يحك��م علي��ك‪ ،‬بالنس��بة لى فأن��ا أرى أنك‬ ‫كات��ب كويس لكن عم��ك إبراهيم منصور‬ ‫ه��و الذى س��وف يحكم علي��ك" ومنذ هذا‬ ‫اليوم التالى لم أف��ارق "إبراهيم منصور"‬ ‫يوما واحدا حت��ى خروجى من مصر إلى‬ ‫بغداد س��نة ‪ 1977‬بعد االنتفاضة الشعبية‬ ‫الت��ى اس��ماها الرئيس القتيل "الس��ادات"‬ ‫انتفاض��ة الحرامي��ة‪ ،‬ف��ى الي��وم التال��ى‬ ‫صحبن��ى "إبراهيم أصالن" إلى مبنى دار‬ ‫المعارف على كورنيش النيل وقدمنى إلى‬ ‫مدير تحري��ر مجلة الكاتب المصرى التى‬ ‫كان الش��اعر الكبير ص�لاح عبد الصبور‬ ‫رئيس تحريرها وقدم له "أصالن" الثالث‬ ‫قصص التى كتبتها فأمس��ك "عبد العزيز‬ ‫صادق" بالقصص الث�لاث ووضعها إلى‬ ‫جان��ب س��طح مكتبه وهو يقول‪" :‬س��وف‬ ‫نقرأها وإن كانت صالحة للنش��ر فس��وف‬ ‫ننش��رها" وجدت نفس��ى أمد ي��دى وآخذ‬ ‫قصصى وأخرج من الم��كان وقد تملكنى‬

‫غضب شديد‪ ،‬وعندما لحق بى "أصالن"‬ ‫على ب��اب المبنى كان يضح��ك بقوة وهو‬ ‫يس��ألنى‪" :‬عملت كده ليه يا بن الـ‪ "..‬فقلت‬ ‫له فى تواضع شديد‪" :‬من قال عنه إبراهيم‬ ‫أص�لان كاتب كويس‪ ،‬ومن ق��ال إبراهيم‬ ‫منصور عل��ى ما كتبه قص��ص نادرة لن‬ ‫ينتظر حكما على قصصه من عبد العزيز‬ ‫صادق"‪.‬‬ ‫• حكى لى أنه لم يحصل على أية ش���هادة‬ ‫علمية إال شهادة "االبتدائية القديمة‬ ‫كن��ت أجلس ف��ى مواجهة "أص�لان" فى‬ ‫مكتب "جاردن سيتى" وهو يبتسم لذكرى‬ ‫هذه الواقعة وب��دأ يحكى لى أنه لم يحصل‬ ‫على أية شهادة علمية إال شهادة "االبتدائية‬ ‫القديم��ة وأن��ه فى بداية حيات��ه عندما كان‬ ‫يعمل بوسطجى فى السنترال أرسل قصة‬ ‫قصيرة كتبها س��نة ‪ 1965‬إلى مجلة ثقافية‬ ‫لنش��رها وأرس��ل لهذه المجل��ة مع قصته‬ ‫مظروف��ا فارغا وألصق علي��ه طابع بريد‬ ‫وكت��ب عنوانه عل��ى المظ��روف الفارغ‬ ‫وكتب مالحظة لمس��ئول المجل��ة الثقافية‬ ‫الت��ى كان يرأس تحريره��ا "يحى حقى"‬ ‫ب��أن ال ي��ردوا عليه ف��ى بريد الق��راء بل‬ ‫عليه��م أن يكتبوا رده��م برأيهم فى قصته‬ ‫فى رسالة يضعوها فى المظروف الفارغ‬ ‫المرفق مع القصة‪.‬‬ ‫كان معت��دا بنفس��ه‪ ،‬معت��دا ب��كل ح��رف‬ ‫كتب��ه‪ ،‬كان يكت��ب ما يعيش��ه‪ ،‬ويعيش ما‬ ‫يكتب��ه‪ ،‬ل��م يكتب جملة واحدة على س��بيل‬ ‫االس��تعارة من أى كتاب ق��رأه‪ ،‬ولم يكتب‬ ‫عن ش��خص واحد لم يلتقيه فى حياته كما‬ ‫يفع��ل كل كت��اب القص��ة والرواي��ة‪ ،‬كان‬ ‫لكل ما يكتبه رائح��ة الدم والعرق وتراب‬ ‫األرض‪ ،‬لم يس��تعر حادثة من أحد بالسمع‬ ‫كم��ا كان يفع��ل كل أبناء جيل��ه وحتى كل‬ ‫الذي��ن أتوا بعده وهم يكتبون رواياتهم عما‬ ‫سمعوه وليس عما عاشوه‪ ،‬كان هو الوحيد‬ ‫ال��ذى يكتب بلغة عربي��ة فصحى بها طعم‬ ‫العامي��ة‪ ،‬وكان يكت��ب بالعامي��ة التى لها‬ ‫طع��م الفصحى‪ ،‬كان يكتب عن بش��ر من‬ ‫لحم ودم عاش معهم‪ ،‬ضحك منهم‪ ،‬س��خر‬ ‫منه��م‪ ،‬ليس بطريقة الس��اخر الف��ج الذى‬ ‫يس��خر م��ن اآلخرين بل فى عش��ق ونبل‬ ‫وتعاطف مع الضعف البشرى‪ ،‬كان يفطن‬ ‫للجزء الساخر فى الشخص والحدث مهما‬ ‫كان هذا الحدث شديد التراجيدية‪ ،‬نعم كان‬ ‫إبراهيم أصالن" يكتب عن بش��ر من لحم‬ ‫ودم ولي��س ع��ن مجموعة أف��كار مجردة‬ ‫يعطونها اس��ما بش��ريا وبأس��لوب الكناية‬ ‫يلبس��ونها ش��خصية روائية ويجمعون لها‬ ‫حدث��ا من هن��ا وحدث��ا من هناك بالس��مع‬ ‫عن هذه األح��داث دون معايش��ة حقيقية‪،‬‬ ‫"أصالن" لم يكن كاتبا عما يسمع‪ ،‬بل عما‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫يعي��ش‪ ،‬كان يكت��ب نفس��ه وروحه مع كل‬ ‫جمل��ة يكتبها‪ ،‬وكان فى هذه األثناء (س��نة‬ ‫‪ )1974‬متحمس��ا لمقول��ة الراحل "محمد‬ ‫حاف��ظ رجب" عن جيل الس��تينات‪" :‬نحن‬ ‫جيل بال أساتذة"‪.‬‬ ‫• نحن جيل بال أساتذة‬ ‫كانت مقول��ة‪" :‬نحن جيل بال أس��اتذة" قد‬ ‫أطلقه��ا الكاتب الراحل ‪ -‬الش��اب حينها –‬ ‫محم��د حافظ رج��ب بالرغم مم��ا فيها من‬ ‫ادعاء بقدر ما كان فيها من حقيقة‪ ،‬كما أنها‬ ‫لم تكن مقولة عشوائية لكنها كانت النصب‬ ‫التذكارى تتجس��د فيه كل الهموم اإلبداعية‬ ‫والحياتي��ة للتعبير عن مرحلة تاريخية من‬ ‫عمر الوط��ن التى تم فيه��ا هزيمة الجيش‬ ‫المص��رى هزيمة أفقدت الجميع كبرياءهم‬ ‫وكرامتهم وإيذانا ببزوغ روح التحدى عند‬ ‫ش��باب الكتاب من هذا الجيل "الس��تينات"‬ ‫الذي��ن أخذ ينفض عن كاهل��ه عار هزيمة‬ ‫العس��كر المتخاذلي��ن ويكن��س كل ميراث‬ ‫الكتابة الذى داهن العس��كر والطغاة دائما‪،‬‬ ‫معلنا بداي��ة البحث عن هوية الوطن وعن‬ ‫هوية خاص��ة به فى الكتابة‪ ،‬الس��يما وأن‬ ‫أكثرهم موهبة كانوا قد تسربوا من مدارس‬ ‫التعلي��م الفاس��د ورفضوا إكمال دراس��تهم‬ ‫عن قصد فمثال ترك أمل دنقل كلية اآلداب‬ ‫واكتفى كل من يحى الطاهر عبد هللا وعبد‬ ‫الرحم��ن األبنودى بالمرحل��ة الثانوية‪ ،‬أما‬ ‫"محم��د حافظ رج��ب" صاحب الش��عار‬ ‫الصب التذكارى له��ذا الجيل العبقرى فقد‬ ‫أنهى حياته وحيدا ومنزويا فى بيته فى حى‬ ‫كرموز باإلس��كندرية يتحس��ر على األيام‬ ‫التى كان يبيع فيها اللب والفول الس��ودانى‬ ‫فى محمصة بجوار دار س��ينما "ستراند"‬ ‫فى محطة الرمل باإلس��كندرية‪ ،‬وأذكر أن‬ ‫"محمد حافظ رجب" قال لى ذات مرة (كنا‬ ‫ف��ى عربة الدرجة الثالث��ة فى القطار الذى‬ ‫كان عائدا بنا إلى مدينتنا اإلس��كندرية) أنه‬

‫لم يحب كتابة أحد من كل جيله أو حتى من‬ ‫كل كت��اب القصة غي��ر "إبراهيم أصالن"‬ ‫و"عبد الحكيم قاس��م" "ويوس��ف إدريس"‬ ‫وعندم��ا قابلت يوس��ف إدري��س بعد ذلك‬ ‫قال لى أنه ل��م يحب قصص "محمد حافظ‬ ‫رجب" بالرغم مما بها من طزاجة وحالوة‬ ‫لكن��ه يعش��ق كل قص��ص‬ ‫"إبراهيم أصالن"‪.‬‬ ‫‪-3‬‬‫فى اليوم التالى لليوم الذى‬ ‫أخذ فيه "إبراهيم منصور"‬ ‫الثالث قصص التى كتبتها‬ ‫وكان "إبراهي��م أصالن"‬ ‫قد أعطاها ل��ه فوجئت بها‬ ‫وق��د انتقل��ت لـ "يوس��ف‬ ‫إدري��س" الذى كان يجلس‬ ‫فى أحد أركان مقهى ريش‬ ‫مع س��يدة بيضاء الوجه المستدير وعينين‬ ‫زرقاوين يتناوالن الطعام والهمسات وهو‬ ‫يش��ير لى ب��أن اقت��رب منه‪ ،‬فذهب��ت إليه‬

‫وألقيت التحية على السيدة الجميلة فقال لى‬ ‫"يوس��ف إدريس" ب��أن أنتظره حتى ينهى‬ ‫طعامه ألنه س��وف يأخذن��ى إلى مكان ما‪،‬‬ ‫بعد ساعة (أو ربما ساعتين) وجدت نفسى‬ ‫إل��ى ج��وار الدكتور يوس��ف فى س��يارته‬ ‫المرسيدس الزرقاء‪ ،‬ثم فى نفس مقر مجلة‬ ‫الكاتب المص��رى الذى كان‬ ‫"إبراهيم أصالن" قد أخذنى‬ ‫إليه قب��ل ذل��ك لمقابلة "عبد‬ ‫العزيز صادق" مدير تحرير‬ ‫المجلة‪ ،‬لكن هذه المرة كنت‬ ‫مع الدكتور فى مكتب رئيس‬ ‫التحرير وكان أمير الشعراء‬ ‫"صالح عبد الصبور" حيث‬ ‫قدمن��ى له الدكت��ور وأعطاه‬ ‫القصص الثالث‪.‬‬ ‫بعد أس��بوع وج��دت قصتى‬ ‫"الليل��ة التى س��بقت ع��وّة" منش��ورة فى‬ ‫مجلة الكاتب المصرى‪ ،‬حملت العدد الذى‬ ‫نشرت فيه قصتى واقتحمت جلسة الدكتور‬

‫فيسبوكيات‬ ‫قعم��ز في الحوش وماتق��راش وماعندكش‬ ‫حت��ى ش��هادة إعدادي��ة ‪ ...‬وبعدي��ن ق��ول‬ ‫مافيش خدمة ‪ . !!..‬ش��د س�لاحك ولود بيه‬ ‫في كل م��كان ‪ ...‬بعدين ق��ول مافيش أمن‬ ‫ف��ي البالد ‪ ..‬خلي بوخوصه في جيبك وفي‬ ‫كل عرك��ة مد وجه��ك ‪ ...‬بعدين قول وين‬ ‫القانون !! ‪ .‬أرقد للعصر وال حتى للمغرب‬ ‫‪ ...‬بعدي��ن قول خيرها البالد واقفة ‪ ..‬ش��د‬ ‫كرتوني وأكت��ب عليه أنا أعترض أنا مش‬ ‫عاجبني ش��ئ ‪ ...‬بعدين قول ديمقراطية ‪..‬‬ ‫‪ ... ...‬س��وق س��يارة مخنوبة وعليها العلم‬ ‫وضاي��ق خلق الناس ‪ ...‬وقول حرية حرية‬ ‫>> أشباه الثوار ‪ ..‬دير وراك كمشه مفرخ‬

‫وق��ول عندي كتيبة ونقز ف��ي رزق الناس‬ ‫‪ ...‬بعدي��ن ق��ول وي��ن الحكوم��ة قعمز في‬ ‫القهاوي وتفرج على الريال وبرش��لونة ‪...‬‬ ‫بعدين قول المجلس مش قايم بواجبه ولع ‪5‬‬ ‫دفايات و‪ 5‬مكيف��ات وكل الالمبات يخدمو‬ ‫ف��ي الحوش ‪ ...‬بعدين ق��ول عالش الضئ‬ ‫يهرب ‪ . !!..‬قول هذا طرابلس وهذا زاوي‬ ‫وهذا ورفلي وهذا س��بهاوي ‪ ...‬بعدين قول‬ ‫خيرن��ا متخلفين ‪ ..‬خرب وأس��رق وخلص‬ ‫ثأرك بإيدك وكس��ر وأحرق وماتخلي شئ‬ ‫في خاطرك‪ ...‬بعدين قول ليبيا حرة ‪..‬‬ ‫من صفحة حسني اجلهاني‬

‫رسومات ‪ :‬محمد الزواوي‬

‫‪15‬‬

‫مع بعض األصدقاء وصافحته وش��كرته‪،‬‬ ‫وبعد أن أنهى جلسته طلب منى أن أصحبه‬ ‫إل��ى س��يارته‪ ،‬وبع��د أن حملتنا الس��يارة‬ ‫المرس��يدس الزرقاء وجدت نفس��ى أجلس‬ ‫ف��ى مواجهة الدكتور يوس��ف عل��ى مائدة‬ ‫فى زقاق ضيق فى مواجهة مس��جد السيدة‬ ‫زين��ب وأمامن��ا كمي��ة هائلة م��ن الكباب‬ ‫والكفتة‪ ،‬فيما أخذ الدكتور يتحدث فى نشوة‬ ‫وتلذذ بطعم الكفتة‪:‬‬ ‫ " كان الع��رب يحتفل��ون بذب��ح الخرفان‬‫وإقام��ة الوالئم عن��د ظهور ش��اعر جديد‬ ‫ف��ى القبيلة‪ ،‬وأنا أحتف��ل بكاتب جديد بكيلو‬ ‫ونصف فقط من لحم الخروف‪ ،‬كل يا ولد‪،‬‬ ‫هذا أحلى كباب وكفته فى مصر كلها"‪.‬‬ ‫• إبراهيم أصالن" هو كاتب قصة قصيرة‬ ‫حقيقى‬ ‫ولم أس��تطع أن أفتح فمى بكلمة واحدة فيما‬ ‫أخذ الدكتور يوس��ف يسترس��ل فى حديثه‬ ‫معى عن أن مس��تقبل مصر األدبى سوف‬ ‫يكون م��ن صنع كت��اب القص��ة القصيرة‬ ‫وبال��ذات التى يكتبها هو‪ ،‬فهى الفن الوحيد‬ ‫الق��ادر عل��ى التق��اط الجوه��ر الحقيق��ى‬ ‫لإلنس��ان‪ ،‬وق��ال إن��ه يعنى بذل��ك بالقصة‬ ‫القصيرة الت��ى يكتبه��ا "إبراهيم أصالن"‬ ‫فه��و كاتب قصة قصي��رة حقيقى‪ ،‬وتحدث‬ ‫"يوس��ف إدري��س" كثي��را ع��ن "إبراهيم‬ ‫أص�لان" فق��ال بأن القص��ة القصيرة عند‬ ‫أصالن هك��ذا (وطرق��ع بإصبعيه طرقعة‬ ‫خفيفة ورش��يقة توحى بمعنى الومضة) ثم‬ ‫كررها عدة مرات‪:‬‬ ‫"القصة القصيرة عند إبراهيم أصالن كدا‬‫(طرقع بإصبعيه)‪ ،‬كدا (طرقع بإصبعيه)‪،‬‬ ‫لحظة‪ ،‬لكنها لحظة بعمر الخلود"‪.‬‬ ‫وكم��ا كت��ب "إبراهي��م أص�لان" القصة‬ ‫والرواية عاش حياته (س��بع وسبعين سنة)‬ ‫لحظة من الدهر‪ ،‬لكنها لحظة بعمر الخلود‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫اتذكر ــ‬

‫السنوسي حبيب‬

‫ياليتني قد صرت ديواني‬ ‫الك الكؤوس ولي ثمالتها‬

‫ألفر من صدر الى ثاني‬ ‫ولك الخلود وانني فان‬

‫كان فن���دق الريفي���را بجليانة من افخم فنادق بنغازي ‪ ,‬وحين امس���ك القذاف���ي بزمام االمور اغلق‬ ‫الفندق وحرم صاحبه من االستفادة منه وظل لسنوات طويلة مغلقا باثاثه الفندقي الى ان سمح للجامعة‬ ‫باس���تعماله كبيت طلبة في العام الدراسي ‪ 72-73‬واستطعت اإلنتقال اليه والسكن بغرفة فردية وفرت‬ ‫لي فرصة جيدة للقراءة وخاصة في شهر رمضان الذي كنت اكرسه لقراءة الروايات واسهر كامال كامال‬ ‫حتى الصباح ‪.‬‬

‫‪ - 5‬بنغازي ثانيا‬ ‫ش��هدت هذه الغرفة تجربتي االولى الفاش��لة‬ ‫مع الخمر ‪ ،‬حين اشتريت عن طريق زميل في‬ ‫البيت وبعش��رة دينارات زجاجة جوني ووكر‬ ‫الش��هيرة ‪ ،‬اقفلت باب الغرفة جيدا وسكبت في‬ ‫الكأس حتى نصفه واضفت البقية ببس��ي كوال‬ ‫ودون ت��ردد وضع��ت الكأس على ش��فتي في‬ ‫جرعات متواصلة ‪ ،‬كدت اكمله حين احسست‬ ‫بثق��ل ش��ديد في رأس��ي وب��دات الغرف��ة تلف‬ ‫وتترنح ثم تتش��قلب بس��رعة فائقة لم اس��تطع‬ ‫معه��ا الوقوف اال بصعوبة ش��ديدة وبعد عدت‬ ‫مح��اوالت الصل الى الحمام وفي دفعات قوية‬ ‫افرغ ما في جوفي واس��ترد تنفسي الذي كنت‬ ‫اح��س بفقدانه ‪ ،‬في الي��وم الموالي اهديت بقية‬ ‫الزجاجة لألصدق��اء الخبيرين بذلك ولم اعاود‬ ‫التجرب��ة اال بعد اكثر من ع��ام ورفقة اصدقاء‬ ‫خبيرين قادوا خطاى في ذلك ‪.‬‬ ‫كان الوقت ليال وكنت جالسا في مقهى الفندق‬ ‫حي��ن دخ��ل العقي��د القذافي مصحوب��ا ببعض‬ ‫الطلبة ودون حراسات بينة ‪ ،‬ظللت مكاني الن‬ ‫األمر في تقدي��ري لم يكن يعنيني لكن صديقي‬ ‫الطالب الس��وداني بابكر عيسى حين رأني في‬ ‫جلستي تلك اس��رع نحوي ونبهني الى وجوب‬ ‫ان التح��ق بجلس��ة الطلبة م��ع القذافي او على‬ ‫األقل ان انس��حب الى غرفت��ي ‪ ،‬حين التحقت‬ ‫به��م كان احد الطلبة يطلب منه ان يس��مح ببيع‬ ‫الخم��ر وي��دع الش��باب يفره��دون وكان بقية‬ ‫الطلب��ة يضج��ون بالضح��ك وهو ل��م يبدء اى‬ ‫رد فعل كأنه لم يس��مع ش��يئا ‪ .‬كانت تلك المرة‬ ‫األولى التي ارى فيها القذ افي عن قرب ‪ ،‬كان‬ ‫اطباعي انه سخص مسالم باعصاب هاديئة ويا‬ ‫للخدعة الكبيرة التي كانت مالمحه توحي بها ‪.‬‬ ‫كان��ت المرة الثانية التي التق��ي فيها القذافي‬ ‫‪ ،‬ذات ليل��ة كنت وبع��ض األصذقاء خارجين‬ ‫لتون��ا م��ن س��ينماء رك��س المج��اورة لكليتنا‬ ‫القديم��ة وس��ط المدنية حي��ن صادفناه ماش��يا‬ ‫على رجليه ودون حراس��ة بينة فوقفنا س��ويا‬ ‫عن��د مدخل الكيلة وحي��ث تقاطر بعض الطلبة‬ ‫الذي��ن خرجو للتومن محاضرة ‪ ،‬وبدات وقفة‬ ‫الس�لام والمجاملة تتطور الى حوار فاقترحت‬ ‫ان ندخل الكلية حيث واصلنا النقاش في مدرج‬ ‫رفي��ق ‪،‬دام��ت الجلس��ة حوالي س��اعتين وقد‬ ‫تعرضنا فيها الى عديد من المواضيع الطالبية‬ ‫والش��ان العام بل وحتى العربي��ة كانت النقطة‬ ‫التي اثرتها ليلتها تتعل��ق بالثورة الثقافية حيث‬ ‫اقترح��ت ان يق��وم طلب��ة كلي��ة اآلداب بمخيم‬ ‫ودورة لمحو االمية في منطقة الكفرة ‪.‬‬ ‫ف��ي اليوم الموالي ونحن عل��ى طاولة الغذاء‬ ‫جأني من يخبرني انني وإثنين من الطلبة الذي‬

‫تحدثوا البارحة مطلوبين لمقابلة العقيد بمعسكر‬ ‫الحرس الجمهوري بالبركة ‪ .‬اوصاني ضابط‬ ‫القلم ان ال اتأخر عند الرئيس وكأنني املك من‬ ‫األمر ش��يئا ‪ .‬كان يجلس خلف مكتب اليس��مح‬ ‫بمرور احد الى الداخل وبجانبه شخص عرفت‬ ‫فيما بعد انه الرائد محمد نجم حين اش��رت الى‬ ‫قص��ة طردي الس��ابقة م��ن الجامع��ة فضحك‬ ‫مس��تغربا كي��ف الاعرف الرأئ��د محمد نجم ‪،‬‬ ‫طل��ب من��ي القذافي ان اعيد علي��ه رأيي الذي‬ ‫قلته البارحة وانه استدعاني النه الحظ البارحة‬ ‫اني كنت منفعال ‪ ،‬حين اكملت ش��رب زجاجة‬ ‫الميرن��دا ‪ ،‬طلب مني ان احض��ر له اقتراحي‬ ‫مكتوبا وأذن لي بالخروج ‪.‬‬ ‫عمل القذافي طوال سنوات تسلطه على البال د‬

‫توجد بالصدفة وتنمو بالصدفة ‪ .‬كانت س��جون‬ ‫القذف��ي قد ابتلعت في العام ‪1973‬م إثر اعالنه‬ ‫عن ثورته الثقافية التدميرية نخبة من المثقفين‬ ‫الذي��ن كانت له��م تجربة سياس��ية وحزبية في‬ ‫الفت��رة الملكية من بعثيين وقومين واس�لاميين‬ ‫وش��يوعيين ‪،‬فخلت البالد من كل عمل سياسي‬ ‫واظطررن��ا كمبتديئن ان نتجه ال��ى الصحافة‬ ‫واألدب كإمكاني��ة وحي��دة تركت لن��ا جزئيا اذ‬ ‫ل��م يت��وان القذافي حين نمت اصوات ش��عرية‬ ‫وقصصي��ة ذات توجه��ات ال تطبل ل��ه وتلبي‬ ‫مطالبه ‪ ،‬لم يتاخر في اعتقالنا افرادا وجماعات‬ ‫تحت ذرائع وتبريرات كاذبة ومخادعة‪.‬‬ ‫حي��ن ف��ي الع��ام الدراس��ي ‪73-74‬م وتنفيذا‬ ‫لثورة القذاف��ي الثقافية قام طلب��ة كلية الحقوق‬

‫السنوسي حبيب والشاعر عمر حسن الصالبي بمدرج رفيق بالجامعة الليبية‬ ‫على تدمير كل نش��اط سياسي وابتدأ باكرا في‬ ‫مهاجم��ة الحزبية بل واصدر قانونا يجرمها‬ ‫ويحكم باإلعدام على كل من تسول له نفسه ان‬ ‫يؤس��س حزبا او حت��ى ان يفكر في ذلك‪،‬األمر‬ ‫الذي ترتب عليه خش��ية الجميع بل واحجامهم‬ ‫عن كل نش��اط يمكن ان يؤوله جالوزة النظام‬ ‫و مخب��روه على انه عمل حزب��ي‪ ،‬لذلك افتقر‬ ‫الوطن لكل نش��اط سياسي بما في ذلك الدعاية‬ ‫والترويج للكتب السياس��ية اولالف��كار ما عدا‬ ‫كتاب��ه األخضر وش��روحه الت��ي كان ازالمه‬ ‫ومنتفع��وه يدبجونه��ا ف��ي ش��روح مطول��ة و‬ ‫يصدرونه��ا في طبعات فاخ��رة وتوزع مجانا‬ ‫عبر اصقاع المعمورة ‪.‬كان جيلنا من الش��باب‬ ‫الناهض حديثا والمتوفر على حس نقدي فطري‬ ‫ربم��ا لنظام القذاف��ي يفتقد لمن يق��وم له بدور‬ ‫الترشيد والتوجيه سياسيا ‪ ،‬كنا متل نباتات برية‬

‫جامعة بنغازي وبقيادة لجنتها الشعبية المتشكلة‬ ‫من الطلبة المطبلين للنظام‪ ،‬الذين قادوا الطلبة‬ ‫في حملة تفريغ سفينة تجارية محملة بصناديق‬ ‫طماط��م مس��توردة م��ن الخ��ارج ومقابل ذلك‬ ‫يتم انج��اح الطلبة عامهم الدراس��ي ذلك دون‬ ‫امتحان��ات ‪،‬وفي خطوة مماثل��ة ارادت اللجنة‬ ‫الشعبية لكليتنا اآلداب ان نقوم بعمل مثيل كأن‬ ‫نق��وم بحملة نظافة للمدينة مثال وننجح س��نتنا‬ ‫الدراس��ية تلك ‪ ،‬قدن��ا حينها حملة مضادة لذلك‬ ‫وقد وجدنا اس��تجابة طالبية واس��عة واستولى‬ ‫مجموعة من��ا على اإلذاع��ة الداخلي��ة بالكلية‬ ‫‪،‬قام��ت اللجن��ة الش��عبية للكلي��ة وباإلس��تعانة‬ ‫برئي��س الجامع��ة وبالرائد محم��د نجم عضو‬ ‫مجلس قي��ادة الثورة واصدروا ق��رارا بفصلنا‬ ‫م��ن الكلي��ة ‪ ،‬اتذكر منهم باإلضاف��ة لي الفنان‬ ‫عم��ر جه��ان والكاتبي��ن س��عود جمعة س��الم‬

‫وزك��ري العزابي ‪ ،‬والمس��رحي يونس لملوم‬ ‫( سنثبت األسماء كلها في المالحق)‪.‬‬ ‫ف��ي مرحل��ة دراس��تي الجامعي��ة بمدين��ة‬ ‫بنغازي كانت دائرة اصدقائي تتكون من ثالثة‬ ‫مجموعات‪،‬اكبره��ا عددا المجوع��ة الطالبية‬ ‫ف��ي الكليات وبيوت الطلب��ة ‪ ،‬وهذه كانت ذات‬ ‫اهتم��ام طالبي نقاب��ي وثقاف��ي ‪ ،‬والمجموعة‬ ‫الثابي��ة مجموعة الملتقى الثقاف��ي وكانت ذات‬ ‫إهتم��ام ثقاف��ي وصحفي وإذاع��ي ‪،‬المجموعة‬ ‫الثالث��ة م��ا يمك��ن ان اطل��ق علي��ه األصدقاء‬ ‫اإلجتماعيين‪ ،‬الذين يجمعني بهم عالقات قرابة‬ ‫او اصداقة دون إهتمام مش��ترك بالش��أن العام‬ ‫وهؤالء غالبا ما التقيهم في األعياد والمناسبات‬ ‫او اإلشتراك معم في الزرادي بالباكور والجبل‬ ‫األخضر او الجلوس مساءا بمقهى نعمة جوار‬ ‫الحديق��ة العامة ‪ ،‬هذا المقه��ى الذي اصبح مع‬ ‫األي��ام مكاننا المفضل لإللتق��اء والتمتع بقهوته‬ ‫العربي��ة التي كان صاحبه س��ي عب��دهللا يجيد‬ ‫إعداده��ا وقد الفناه والفن��ا وصرنا نترك عنده‬ ‫مس��تلزمات برنام��ج الملتق��ى ليس��لمه لل��ذي‬ ‫سيش��رف على تس��جيل الحلقة ‪ ،‬وبهذا المقهى‬ ‫ب��دأت تنش��اء عالقات تع��ارف وتع��اون بين‬ ‫معارفي واصدقائي من مختلف المجموعات ‪،‬‬ ‫وقد اس��تفدنا من تللك العالق��ات فيما بعد حين‬ ‫انطلقت احداث الجامعة في الس��نوات ‪75‬و‪76‬‬ ‫حين وض��ع كثيرون منهم بيوتهم وس��ياراتهم‬ ‫تحت تصرفنا للتنقل او لإلختباء ‪.‬‬ ‫ف��ي تلك الفت��رة كنا نتعاون عل��ى إصدار عدد‬ ‫من النش��رات الطالبي��ة ذات اإلهتما م بالثقافة‬ ‫والش��عر والمقاالت والخواطر يحضرني منها‬ ‫اآلن نشرة الشروق بقسم اللغة العربية ومشاتل‬ ‫الفيروز بقسم اللغة اإلنجلييزية‪.‬‬ ‫كان مجمل نشاطنا وخاصة في الجامعة يتسم‬ ‫بالنشاط األدبي والثقافي مع إهتمام غير مباسر‬ ‫بالش��أن السياس��ي ‪ ،‬كان من الممك��ن وصفنا‬ ‫بالباشطين السياس��يين ولكن هذا المصطلح لم‬ ‫يكن وقتها قد شاع إس��تعماله بعد‪ ،‬كان نشاطنا‬ ‫كمجموع��ة ثقافية في الجامع��ة وبيوت الطلبة‬ ‫واضح��ا ومؤث��را وملفتا للنظ��ر وكان بعض‬ ‫المع��ارف يحذرونني م��ن عاقبة ذلك حيث لن‬ ‫تسمح الس��لطة بغير صوتها وصوت ازالمها‪،‬‬ ‫ولكننا كنا نرى اننا النقوم بعمل غير ش��رعي‬ ‫خاص��ة واننا لم نؤس��س حزبا ول��م نفكر حتى‬ ‫التفكير في ذلك ولكن لألسف صدقت تحذيرات‬ ‫المعارف ‪.‬‬ ‫كن��ت ق��د ع��دت لتوي من رحل��ة في مصر‬ ‫اثناء عطلة نصف السنة ألفاجاء يوم ‪22‬فبراير‬ ‫‪1976‬م بمس��يرة طالبي��ة حاش��دة تنطلق من‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫جامع��ة بنغ��ازي متجه��ة ال��ى ضريح ش��يخ‬ ‫الش��هداء عم��ر المختار بوس��ط المدينة ورغم‬ ‫كونن��ا على غي��ر علم مس��بق به��ا والنعرف‬ ‫اهدافه��ا اال اننا انا والصديق رضا بن موس��ى‬ ‫قررنا اإلنطالق فيها والمش��ارركة اسوة ببقية‬ ‫الطلب��ة وان نتع��رف عل��ى اهدافه��ا وقادته��ا‬ ‫‪،‬وحين صادفت وبعد ان قطعنا ش��وطا طويال‬ ‫الطالب بكلية الحقوق مصطفى النويري وكان‬ ‫زمي�لا لي ببي��ت الطلبة وتربطن��ي بها معرفة‬ ‫سطحية ولكنه لم يبخل في تزويدي بما لديه من‬ ‫معلوم��ات بإعتباره احد قادة المس��يرة ورئيس‬ ‫وحدة اتحاد الطلب��ة بكلية الحقوق ‪ ،‬اتفقنا على‬ ‫اإللتق��اء والتش��اور وتنس��يق ما يمك��ن عمله‬ ‫بعد المس��يرة من حيث اتس��كمال بناء وحدات‬ ‫اتحاد الطلبة في كليتي اآلداب واإلقصاد وبقية‬ ‫الكلي��ات ‪ ،‬اتض��ح ان من ينظم هذه المس��يرة‬ ‫ويقوده��ا هم طلبة م��ن كلية الحق��وق ابرزهم‬ ‫مصطفى النويري ومصطفى نصر ‪ ،‬وسيتضح‬ ‫لنا فيما بعد انه كان يقف خلف المس��يرة ايضا‬ ‫كل من السياسيين السابقين عمر دبوب ومحمد‬ ‫ب��ن س��عود واللذين س��يدفعان رأس��يهما ثمن‬ ‫الذلك ‪ ،‬رحم هللا الشهيدين الصديقين‪.‬‬ ‫كان��ت تلك اول مس��يرة غير حكومية تخرج‬ ‫الى الشارع بعد انقالب القذافي وكان المطلب‬ ‫األساسي لها هو اعادة النظر في قانون التدريب‬ ‫العسكري العام بالجامعات التي كانت الحكومة‬ ‫تصر على ان يكون داخل العام الدراسي بواقع‬ ‫اس��بوع من كل شهر وكنا نحن الطلبة ترى ان‬ ‫ذل��ك مرهق لنا ومض��ر بالتحصيل العلمي لما‬ ‫يحدث��ه من تقطع وارب��اك ‪ ،‬وبعد مطالبات من‬ ‫قبل الطلب��ة ومماطالت وتس��ويفات ثم رفض‬ ‫تام اظطر الطلبة للخروج الى الش��ارع وكانت‬ ‫مغامرة ش��ديدة ولكن يب��دو ان القذافي لم يكن‬

‫بعد الى مناقش��ة موضوع التدريب ‪ .‬كانت تلك‬ ‫المبادرات بتوجي��ه ورعاية القائد العام للقوات‬ ‫المس��لحة العقي��د ابوبكر يونس جاب��ر ‪ ،‬ولكن‬ ‫لألس��ف مرة اخرى كان كل ذلك مناورات من‬ ‫قبل القذافي وكس��با للوقت خاصة وانه كان في‬ ‫تل��ك الفترة يخوض معركة شرس��ة ضد عمر‬ ‫الوحيش��ي ومن التف حوله م��ن الضباط فيما‬ ‫عرف بمحاولة انقالب عمر الوحيشي‪.‬‬ ‫قرب نهاية العام وبعد اإلنتهاء من امتحانات‬ ‫ال��دور الثاني ب��دأ الطلبة اإلس��تعداد لتش��كيل‬ ‫وح��دات الطلب��ة للعام الدراس��ي ‪ 75-76‬وبدأ‬ ‫كذ لك الطلبة الموالين للقذافي يس��تعدون لذلك‬ ‫ويقومون باعمال دعاية تتس��م بمحاولة تشويه‬ ‫القي��ادات الطالبي��ة وخاص��ة الذين يخش��ون‬ ‫منافس��تهم ‪ ،‬كان احمد ابراهيم طالبا في السنة‬ ‫الثابي��ة فلس��فة ‪ ،‬وكان يق��ود حم�لات النظام‬ ‫التشويهية ولكنه لم يكن يملك امكانيات التسلط‬ ‫والعدواني��ة الت��ي امتلكها فيما بع��د ‪ ،‬كان في‬ ‫الظاه��ر طالبا عادي��ا ‪ ،‬وكنا في اغلب األحيان‬ ‫نفش��ل مخططات��ه كأن نجم��ع م��ا يوزعه من‬ ‫مناش��ير كانت تهاجم قي��ادات الطلبة وتحاول‬ ‫تش��ويههم ‪,‬ولم يكن يس��تطيع ال��رد على ذلك‪،‬‬ ‫ولكن مجهولين ذات مس��اء من ش��هر ديشمبر‬ ‫اختطف��وا الطال��ب رضاب��ن موس��ى وهو في‬ ‫طريقه الى بيت الطلبة بجايانة واشبعوه ضربا‬ ‫ومحذرينه من الترش��ح إلتح��اد الطلبة وطلبوا‬ ‫من��ه تبلي��غ نفس الرس��الة ل��كل الذي��ن ينوون‬ ‫الترش��ح ‪ .‬و حيث كانت نتائج انتخابات اإلتحا‬ ‫د مخيبة ألمل السلطة لجأوا الى العنف وارغام‬ ‫الطلبة على اإلس��تقالة والس��عي لح��ل اإلتحاد‬ ‫مم��ا الهب الج��وء وادى الى انطالق مس��يرة‬ ‫طالبية حاش��دة للتنديد بهذه اإلعتدآت والتأكيد‬ ‫عل��ى حري��ة الطلبة ف��ي بناء اتحاده��م ‪,‬وكان‬

‫السنوسي حبيب يتوسط أحد زمالئه الطلبة ومستر ديفيد مدرس اللغة اإلنجليزية‬ ‫ف��ي كامل لياقته العدونية حيث لم يتعرض احد‬ ‫للمس��يرة وانفضت عند ضري��ح عمرالمختار‬ ‫بع��د ان القيت بعض الكلمات التي كانت بمثابة‬ ‫اليان الختامي للمسيرة ‪.‬‬ ‫كنت ورضا بن موس��ى نرى وجوب توسيع‬ ‫المشاركة الطالبية لتشمل كل الكليات وان يصار‬ ‫الى استكمال بناء وحدات اإلتحاد والتاكيد على‬ ‫المطالب النقابي��ة مع الدفع بطلب تعديل قانون‬ ‫التدريب الى األم��ام عبر التأكيد عليه ما امكن‬ ‫ف��ي النش��رات واإلجتماعات والمش��اورات‬ ‫الت��ي تجري وخاص��ة مع الس��لطة الت بدأت‬ ‫في ارس��ال محاوري��ن واصح��اب إقتراحات‬ ‫تبدا بوجوب التحاق الطلبة بمعسكراتهم لتادية‬ ‫اسبوع التدريب الذي تخلفوا عنه ثم يصار فيما‬

‫ان تصدت لها الش��رطة العس��كرية في ميدان‬ ‫الش��جرة لمنعها من الوصول الى ضريح عمر‬ ‫المخت��ار ‪ ،‬وحين اص��ر الطلبة عل��ى موقفهم‬ ‫اطلقت الشرطة العسكرية النار بكثافة مما ادى‬ ‫الى س��قوط قتلى وجرحى وشرعوا في اعتقال‬ ‫بع��ض الطلب��ة ولينجح��وا اخي��را ف��ي تفريق‬ ‫المس��يرة ‪.‬ولك��ن بعد يومين حي��ن اراد الطلبة‬ ‫تش��ييع جن��ازة زمالئه��م وفي ميدان الش��جرة‬ ‫م��رة اخ��رى اصتد مت الش��رطة العس��كرية‬ ‫بالطلب��ة وليتط��ور األمر بص��ورة دراماتيكية‬ ‫حين تم اش��عال الني��ران في مبنى مجاور كان‬ ‫يبث اناش��يد وتنطلق من اعيرة نارية ‪ ,‬مترادفا‬ ‫ذل��ك م��ع تفجي��ر بالدينامي��ت لمبنى الكنيس��ة‬ ‫الكبي��رة المق��ر اإلداري لإلتح��اد اإلش��تراكي‬

‫‪17‬‬

‫السنوسي حبيب والقاص المرحوم محمد الشلماني بمدرج رفيق‬

‫ف��رع بنغ��ازي‪ .‬ت��ازم الوضع حي��ن ارتفعت‬ ‫اعمدة الدخان من المكانيين المستهدفين وخلت‬ ‫بنغ��ازي ذاك المس��اء من كل اصن��اف األمن‬ ‫والش��رطة وكأن السلطة استششعرت ما دفعها‬ ‫لهذا السلوك ‪ .‬قامت بعد يومين االجهزة األمنية‬ ‫بإعتق��ال بعض الطلبة ‪ ،‬كن��ا حذرين تجاه ذلك‬ ‫اذ اس��تعنا باألصدقاء خارج بي��وت الطلبة في‬ ‫اخفائنا الى ان مرت الحملة‪.‬‬ ‫اواخ��ر الع��ام ‪1975‬م تع��اون األصدقاء في‬ ‫جم��ع مبل��غ ‪ 250‬دين��ار طبعت به��ا بمطبعة‬ ‫الحقيق��ة مجموعت��ي الش��عرية األولى‪ ،‬والتي‬ ‫ارفقنا قصائدها بالغالف و اسكتش��ات رسمها‬ ‫صديق��ي الفن��ان عم��ر جه��ان قبل ان يس��افر‬ ‫ال��ى مص��ر للدراس��ة ‪ ،‬كن��ت اثن��اء زيارتي‬ ‫ل��ه بالقاهرة في نف��س العام رتبنا معا تسلس��ل‬ ‫القصائ��د واللوحات ووض��ع الترتيب النهائي‬ ‫للمجموعة ‪.‬‬ ‫اصدرن��ا م��ن المجموعة عدد الفين نس��خة‬ ‫وقام األصقاء ببيع حوالي الف نسخة بالجامعة‬ ‫بمبل��غ ربع دينار للنس��خة الواحدة وحيث كان‬ ‫إقب��ال الطلب��ة عليها كبيرا وكانت بالنس��بة لي‬ ‫ولألصدقاء بمثابة احتفال مفرح كنا نش��عر فيه‬ ‫باننا ننجز ش��يئا محببا وس��ط ظروف نوع من‬ ‫المواجهة مع السلطة التي التقبل االما يمجدها‬ ‫ويشيد بانجازات عقيدها األمر الذي كان بعيدا‬ ‫كل البع��د عن ما تقول��ه قصائد المجموعة وما‬ ‫تحمل��ه ه��ذه القصائد م��ن افكار وما يمارس��ه‬ ‫صاحبه��ا م��ن مناش��ط ف��ي الجامع��ة ‪.‬حي��ن‬ ‫اطل��ع األ ديب الكبير االس��تاذ خليفة التليس��ي‬ ‫عل��ى قصائ��د المجموعة‪ ،‬قال لل��ذي قد مها له‬ ‫(هذه وثيقة ) ‪.‬‬ ‫كن��ت حين ارى طالب��ات الجامعة يتأبطن مع‬ ‫كتبهن كتابي اتذكر ما قاله السياب‬ ‫ياليتني قد صرت ديواني‬ ‫ألفر من صدر الى ثاني‬ ‫الك الكؤوس ولي ثمالتها‬ ‫ولك الخلود وانني فان‬ ‫ربم��ا كنت مثل الس��ياب ف��ي العالقة باالنثي‬ ‫حيث كن��ت خجوال جدا معها ب��ل وربما حتى‬ ‫جب��ان ‪ ،‬كثي��رات م��ن الزمي�لات الجميالت‬ ‫اعجبت به��ن وظل ذلك من طرف واحد حيث‬ ‫ل��م اجد الش��جاعة ان ادفع بإعجاب��ي ذلك الى‬ ‫مناط��ق اإلقتراب من الهدف ول��م يكن امامي‬ ‫س��وى الخيال وانتظار تجسد ذ لك شعرا‪ ،‬حتى‬ ‫الصديق��ة الت��ي كونت معها عالقة اس��تلطاف‬ ‫ربما كانت اشبه بالحب ‪ ،‬كانت من قسم الفلسفة‬ ‫وكن��ا نجل��س للمذاكرة على طاول��ة واحدة في‬

‫مكتبة الجامعة ونذهب احيانا معا الى الكفتيرياء‬ ‫ونتب��ادل اف��كارا واحادي��ث ذات طاب��ع حميم‬ ‫ويفتق��د احدنا اآخر حين يغي��ب ‪ ،‬كانت تظهر‬ ‫بش��كل موارب اعجابها بي وكنت اس��تلطفها‬ ‫ولكنن��ي لم اس��تطع ان اترجم ذل��ك الى عالقة‬ ‫حب معلنة وصريحة حتى انه حين اوشك العام‬ ‫الدراسي على اإلنتهاء وحين في جلسة حميمة‬ ‫في الكفتيرياء س��ألتني بش��كل مباشر عن ماذا‬ ‫سافعل في المستقبل ‪،‬لم استطع اجابتها بالشكل‬ ‫الطلوب ‪ ،‬ف��ي ثاني يوم وجدتها في الكفتيرياء‬ ‫تجلس مع طالب كان من مدة يحاول اإلقتراب‬ ‫منه��ا ‪ ،‬حين رأتن��ي اكتفت يإيمأة من رأس��ها‬ ‫‪.‬مثل بي��ت اختي في بنغ��ازي تعويضا مقبوال‬ ‫عن بيت العائلة في هون حيث لم اكن اكثر من‬ ‫الس��فر الى هون‪ ،‬كنت اكتفي بالعطلة الصيفية‬ ‫‪ ،‬اما في الماس��بات واألعياد فكان بيت شقيقتي‬ ‫فه��و المفضل خاصة وان زوجها الحاج حذيفة‬ ‫كان ش��خصية متفحة وعلى درج��ة من الثفافة‬ ‫والعل��م ‪ ،‬كان من اؤائل رجال التعليم بالمنطقة‬ ‫الش��رقية وذا اهتما م بالش��أن العام والمشاركة‬ ‫في المناشط الثقافية واإلجتماعية بالمدينة‪ ،‬كان‬ ‫ش��خصا مرموق��ا ومعروفا ف��ي المدينة ‪ ،‬كان‬ ‫لشخصيته هذه الفضل في ان نشأت بيننا عالقة‬ ‫صداقة وإعزاز ‪.‬‬ ‫ف��ي يوم ‪ 10‬يناير ‪1976‬م ج��أ الحاج حذيفة‬ ‫يس��أل عن��ي في بي��ت الطلبة بجليان��ة ذلك ان‬ ‫اخ��ي األكبر مصحوبا ببع��ض األقارب نزلوا‬ ‫عن��ده بالبيت وانهم محملين برس��الة من العقيد‬ ‫القذافي عن طريق العقيد يوسف دبري مفادها‬ ‫ان على السنوس��ي ان يبتعد ع��ن بنغازي وان‬ ‫يت��رك ما يقوم به من نش��اط مع��اد ‪ ،‬ان يذهب‬ ‫الى هون واال فال يلوم إال نفس��ه ‪ ،‬كان جوابي‬ ‫إلخ��ي ورفاقه انن��ي ال اقوم بما يش��ين وانني‬ ‫ل��ن اتخلى عن رفاقي ولن ا غ��ادر بنغازي ‪،‬‬ ‫وتح��ت إصرارهم رافقتهم الى هون في زيارة‬ ‫لم تستغرق مني سوى يومين عدت بعدهما الى‬ ‫بنغازي ‪.‬‬ ‫ابتدأ م��ن اول فبراير انخرطت للعمل بإدارة‬ ‫المؤسس��ة العامة للمواني باجر اسبوعي قدره‬ ‫عشرين دينارا ‪ ،‬مع مواصلة الدراسة بالجامعة‬ ‫والسكن ببيت الطلبة‪ ،‬وحيث لم يعد يتبقى علي‬ ‫سوى إجتياز مادة واحدة هي المذاهب النحوية‬ ‫التي اوقعني سوء الحظ ان كان يدرسها االستاذ‬ ‫سعيد األفغاني الذي لم يكن يحمل مؤهال عاليا‬ ‫ولك��ن كان مش��هودا ل��ه بالكف��اءة ولكن ايضا‬ ‫بالتعقي��د وكان ضحاي��اه بالجامع��ات العربية‬ ‫كثيرين كنت احدهم‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫جتربيت مع السياحة‬

‫‪5‬‬

‫ياسني ابوسيف ياسني‬ ‫بع��د أن اعتُم��دت الخطة الخمس��ية للدولة‬ ‫وحظيت وزارة الس��ياحة واآلثار بنصيب‬ ‫وافر – غير أنه مازال قليال ‪ -‬من الميزانية‬ ‫بفض��ل المجه��ودات الت��ي بذله��ا وزيرها‬ ‫الشاب الس��يد معتوق آدم واقناعه للزمالء‬ ‫ف��ي وزارة الرئيس عبدالحميد البكوش بان‬ ‫تُولى الس��ياحة عناية فائق��ة نظرا لما تدره‬ ‫عل��ى االقتصاد الوطني م��ن دخل اضافي‬ ‫ملم��وس ‪ ،‬فدخل الس��ياحة يصب مباش��رة‬ ‫في الس��وق ولدى المواطنين فيخلق رواجا‬ ‫يح��س به الجميع بعك��س الدخل الناجم عن‬ ‫الضرائ��ب والجم��ارك وما ش��ابهها الذي‬ ‫يدخل ف��ي ميزاني��ة وزارة المالي��ة وينفق‬ ‫على المشروعات العامة بعد ذلك ‪ ..‬أي أن‬ ‫المصروفات التي يقوم بها السائح سواء في‬ ‫اس��تعماله للخدمات الفندقية او المطاعم او‬ ‫س��يارات االجرة أو شراء الهدايا التذكارية‬ ‫يح��س به��ا المواط��ن ف��ي حينها وتنش��ط‬ ‫الحرك��ة التجارية وتزي��د بأضعاف امثالها‬ ‫في حركة اقتصادية دوارة فالجنيهات التي‬ ‫يكس��بها صاحب التاكسي او المطعم تذهب‬ ‫بدورها إلى الس��وق مباشرة لشراء ما يلزم‬ ‫من مالبس ومواد غذائية وغيرها والتاجر‬ ‫يش��تري او يجل��ب إل��ى الس��وق بديال لها‬ ‫وهكذا دواليك ‪.‬‬ ‫• الوعي المنعدم‬ ‫وكان المف��روض ف��ي الدول��ة أن تتكاتف‬ ‫جهود جمي��ع الجهات الحكومي��ة من أجل‬ ‫انج��اح الس��ياحة فالج��وازات الت��ي تتب��ع‬ ‫وزارة الداخلي��ة والجمارك التابعة لوزارة‬ ‫المالية يجب عليها انهاء اجراءات الس��ائح‬ ‫بكل سهولة وييس��ر في أسرع وقت ممكن‬ ‫وأن ترح��ب بالظيف الزائر وتقدم له جميع‬ ‫التس��هيالت واالرش��ادات الضروري��ة ‪..‬‬ ‫وكان الوعي الس��ياحي ي��كاد يكون منعدما‬ ‫فقام��ت ال��وزارة باع��داد دورات تدربي��ة‬ ‫للمرشدين السياحين وتأهيلهم لهذا العمل ‪..‬‬ ‫وعليه ال يمكن أن تقوم سياحة حقيقية ما لم‬ ‫يحدث مثل هذا التكاتف او التعاضد من قبل‬

‫يتوقعونه من ازدهار للحركة للس��ياحة في‬ ‫ليبيا خصوصا بعد ظهور النفط بغزارة ‪.‬‬ ‫ولك��ن ش��اءت األق��دار أن��ه في ي��وم ‪31‬‬ ‫اغسطس ‪ 1969‬م – اي قبل يوم واحد من‬ ‫االنقالب المشئوم – بينما كنت بصحبة وفد‬ ‫م��ن ادارة فنادق الهلت��ون العالمية الختيار‬ ‫الم��كان المناس��ب كموق��ع لفن��دق هلتون‬ ‫بنغازي فانتقلنا إلى سطح فندق عمر الخيام‬ ‫باعتب��اره أعل��ى مبن��ى في بنغ��ازي حيث‬ ‫يش��رف على جميع األراضي التي تصلح‬ ‫القام��ة ه��ذا الفندق الكبير ووق��ع االختيار‬ ‫عل��ى موقع فن��دق اوزو الحال��ي غير أننا‬ ‫فوجئنا بح��دوث االنقالب على الدولة فجر‬ ‫الي��وم التالي وكان هذا الح��دث من ضمن‬ ‫آخر نش��رة لالخبار في الس��اعة التاس��عة‬ ‫والنص��ف م��ن مس��اء يوم ‪ 31‬اغس��طس‬ ‫‪ 1969‬م في العهد الملكي ‪.‬‬ ‫وكان عدد الس��ائحين في جارتنا الش��رقية‬ ‫مصر يصل إلى قرابة المليون ومائتي ألف‬ ‫سائح سنويا فتوصلنا إلى ما يقرب من مثل‬ ‫ذل��ك الع��دد ووصلنا إلى حوالي تس��عمائة‬ ‫وخمس��ون ألف سائح حس��ب االحصاءات‬ ‫الرس��مية في أقل مدة م��ن الزمان رغم ما‬ ‫تملك��ه مص��ر من ش��هرة عالمي��ة في هذا‬ ‫المجال ورغم حداثة عهد ليبيا بالسياحة ‪.‬‬ ‫• ولكن ليبيا بعد أن كانت سباقة‬ ‫ونتيجة لذلك دعت وزارة الس��ياحة الس��يد‬ ‫ع��ادل طاه��ر وكي��ل وزارة الس��ياحة في‬ ‫مص��ر ‪ -‬ال��ذي أصب��ح فيم��ا بع��د وزيرا‬ ‫للس��ياحة في عهد الرئيس الس��ادات – إلى‬ ‫زي��ارة ليبيا حيث ناقش��نا مع��ه كيفية النمو‬ ‫بالس��ياحة في القطرين الشقيقين واستغالل‬ ‫س��احل البحر االبيض المتوس��ط المشترك‬ ‫بينهما والذي يربو عن االلفين وخمس��مائة‬ ‫كيلومت��ر في اقامة وانش��اء قرى س��ياحية‬ ‫على امتداد الس��احل من الحدود التونس��ية‬ ‫غربا إلى االس��كندرية ش��رقا وتفصل بين‬ ‫كل قري��ة وأخرى مس��افة مائة وخمس��ون‬ ‫كيلومت��ر تقريبا ‪ ..‬ولكن ليبيا بعد أن كانت‬ ‫سباقة في هذا المجال توقفت عند انشاء اول‬ ‫قرية في تاجوراء بفعل االنقالب العسكري‬ ‫وم��ا جرّه على اقتصاد الب�لاد من كوارث‬ ‫بينما اس��تمرت الش��قيقة مصر في انش��اء‬ ‫القرى الس��ياحة الواحدة تلو األخرى ابتداء‬ ‫من قرية مراقيا غرب اسكندرية التي بنيت‬ ‫بعد خمس سنوات من ذلك التاريخ ‪.‬‬

‫جميع أجهزة الدولة ووزارتها المختلفة في‬ ‫سبيل دعم هذا الغرض االقتصادي الثقافي‬ ‫الهام ‪.‬‬ ‫ومن ثم كان مخطط الس��ياحة منصبا على‬ ‫ايج��اد بنية تحتية صالحة وفي أقصر وقت‬ ‫ممكن فتمكنا من انشاء خمس قرى سياحية‬ ‫مبني��ة من الم��واد الس��ابقة التجهيز واحدة‬ ‫ف��ي كل م��ن طرابلس وبنغ��ازي وطلميثة‬ ‫وش��حات وسوس��ة تعم��ل مؤقتا على س��د‬ ‫الفراغ ريثما تنش��أ القرى السياحية الدائمة‬ ‫على أحدث المستوايات وأرقاها ‪.‬‬ ‫• المشروع السياحي الليبي األهم‬ ‫فأول مشروع س��ياحي كبير كان من شأنه‬ ‫أن يض��ع ليبي��ا عل��ى الخريطة الس��ياحة‬

‫المحطة ‪ 500‬سائح من العابرين والعائدين‬ ‫على مدار السنة فيتسنى لهم مشاهدة المعالم‬ ‫االثرية في ليبيا ‪ ..‬وقمنا على الفور بانشاء‬ ‫مخيم س��ابق التجهيز ف��ي منطقة الفويهات‬ ‫الي��واء ه��ذا الع��دد الكبي��ر جيئ��ة وذهابا‬ ‫وانجزنا العمل فيه خالل ثالثة أش��هر فقط‬ ‫‪ ..‬غير أنه لم يقدر لهذا المشروع ان يكتمل‬ ‫بقيام االنقالب العسكري بنهاية اتمام البناء‬ ‫وحول المشروع إلى سكن للممرضات ‪.‬‬ ‫• قروض سياحية وفنادق صغيرة‬ ‫ونظرا ألهمية الفنادق في النشاط السياحي‬ ‫ق��ررت وزارة الس��ياحة تقدي��م الدع��م‬ ‫والمس��اعدة والقروض لكل من يطلب ذلك‬ ‫خصوص��ا أصحاب الفن��ادق الصغيرة من‬

‫العالمية يتمثل في اتفاق عقدناه مع ش��ركة‬ ‫نيكرمان الس��ياحية االلماني��ة التي اوفدت‬ ‫مندوب��ا يقت��رح علين��ا انش��اء مرك��ز في‬ ‫بنغازي بحيث تس��تعمله الش��ركة كمحطة‬ ‫عب��ور لس��ائحي الس��فاري المتوجهي��ن‬ ‫والقادمين من رحالتهم الفريقيا االستوائية‬ ‫إذ أن ليبي��ا تمث��ل إح��دى البواب��ات الهامة‬ ‫الت��ي تربط ما بين قارت��ي اوروبا وأفريقيا‬ ‫وكان المف��روض ان يتواجد يوميا في هذه‬

‫ذوات الثالث��ة نج��وم كما ق��ررت الوزارة‬ ‫انشاء فندقين كبيرين من فئة الخمس نجوم‬ ‫في كل م��ن بنغازي وطرابل��س وتعاقدت‬ ‫م��ع ادارة فنادق الهلتون العالمية بادارتهما‬ ‫وت��م اختيار موقعيهما وكان فندق طرابلس‬ ‫هلت��ون يحتوي عل��ى ‪ 450‬حج��رة بتكلفة‬ ‫أربعة ماليين ونصف من الجنيهات الليبية‬ ‫بينم��ا يحتوي فن��دق بنغ��ازي هلتون على‬ ‫‪ 250‬غرف��ة بتكلفة ثالث��ة ماليين ونصف‬ ‫جنيه��ا ليبي والطريف ف��ي األمر أنه ألول‬ ‫مرة يح��دث فيها أن وافق��ت ادارة الهلتون‬ ‫العالمي��ة على انش��اء فندقين ف��ي بلد واحد‬ ‫من بلدان الش��رق األوسط فمصر بها فندق‬ ‫واحد هو فندق هلتون النيل ‪ ..‬كما أنه ألول‬ ‫م��رة تواف��ق هذه الش��ركة عل��ى دفع ‪6%‬‬ ‫س��نويا نظير المبلغ المس��تمثر ويرجع هذا‬ ‫ألصرار السيد معتوق آدم على ذلك – قبل‬ ‫تولي السيد حس��ين الغناي وزارة السياحة‬ ‫واآلث��ار ‪ -‬عل��ى الرغ��م من تش��بث مدير‬ ‫الهلت��ون بأن ذلك لم يح��دث من قبل ولكننا ْ​ْ‪yasinabuseif@yahoo.com.‬‬ ‫نجحنا في إقناعه��م بالقبول نظرا لما كانوا‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫‪19‬‬

‫علي أبو صوا وحممد حسنني هيكل‪ :‬توارد خواطر رغم تباين الثقافتني‬ ‫فؤاد سامل اكريم‬ ‫بالطبع يعرف جميعنا محمد حسنين هيكل إما من‬ ‫خالل مؤلفاته أو من خالل إطالالته عبر شاشة‬ ‫الجزي��رة‪ ،‬لكن القليل منا يعرف علي أبو صوا‬ ‫خصوصا من العرب غير الليبيين‪ .‬في استقراء‬ ‫لتاريخن��ا اإلس�لامي نالح��ظ إن رج��ال الدين‬ ‫غل��ب عليهم تباين مواقفه��م ووالئهم و فتاويهم‬ ‫خالل النوازل التي حلت بالبالد اإلس�لامية‪ ،‬و‬ ‫الثورة الليبية ليست شذوذا عن هذه القاعدة‪ .‬فقد‬ ‫ظهرت طائفة منهم س��واء في ليبيا أو خارجها‬ ‫اجته��دت ف��ي البحث عن أي فت��وى يكون من‬ ‫ش��انها نفخ روح في هذا الجسد المتهاوي‪ ،‬كما‬ ‫أطلق��ت لحناجرها العنان مس��تعينة بكل أنواع‬ ‫الطب��اق والس��جع والتورية وكل م��ا يمكن أن‬ ‫يمدهم به رصيدهم البالغي من سند لذر الرماد‬ ‫ف��ي عي��ون المؤمنين‪ .‬لم نك��ن نعرفهم من قبل‬ ‫لكن الفض��ل يعود إلى فضائي��ات القذافي‪ ،‬فقد‬ ‫عرفتن��ا الى مجموعة منهم لع��ل أبرزهم علي‬ ‫أب��و صوا او كم��ا يحلو للبعض تس��ميته مفتي‬ ‫القذافي‪ .‬حرصت قناة الليبية (وهي قناة أسسها‬ ‫سيف القذافي ثم توقفت فترة من الزمن لتخرج‬ ‫إلينا من جديد مع اندالع ثورة ‪ 17‬فبراير) على‬ ‫إفس��اح مس��احة يومية للس��يد أبو صوا متحدثا‬ ‫بلس��ان لبق عن ول��ي األمر ووج��وب طاعته‬ ‫وعن الفتنة التي حلت بهذا البلد اآلمن وعن هذه‬ ‫العصابات اآلبق��ة والجرائم التي ترتكبها وعن‬ ‫عمليات االغتصاب والمنك��رات التي يرتكبها‬ ‫الخوارج وعن شر المنقلب الذي ينتظر كل من‬ ‫يخرج ع��ن ولي األم��ر الن طاعته من طاعة‬ ‫هللا (فطاعت��ه واجب��ة وان ض��رب ظه��رك أو‬ ‫س��لب مالك)‪ .‬استمر السيد أبو صوا مدافعا عن‬ ‫سيده مستنهضا لهمم الكتائب والحرس الشعبي‬ ‫حتى النهاية‪ ،‬واذكر انه ظهر في إحدى حلقاته‬ ‫األخي��رة محذرا المؤمنين م��ن التخاذل واصفا‬ ‫لهم ما حل بمدين��ة صرمان من جرائم ارتكبها‬ ‫الخ��وارج عن��د دخولهم له��ذه المدين��ة اآلمنة‬

‫ومهددا بان ذلك ال يجيزه الدين اإلس�لامي بكل‬ ‫مذاهبه‪ .‬لم أشاهد أبو صوا بعد تلك الحلقة (التي‬ ‫ربم��ا كانت األخيرة) إال على شاش��ات قنوات‬ ‫أخرى ليست قنوات القذافي وبعد دخول الثوار‬ ‫الليبيين لمدينة طرابلس‪ ،‬رائيته أسيرا يسوقونه‬ ‫الثوار إلى الس��جن‪ .‬لكن المفاجأة كانت عظيمة‬ ‫بالنسبة لي عندما رائيته في تسجيل مرئي يدفع‬ ‫بأن��ه لم يفعل طيلة هذه األش��هر إال ما يرى انه‬ ‫الصواب وانه ناص��ر القذافي مادام ظاهرا في‬ ‫طرابل��س‪ ،‬لكن اآلن ‪ -‬والقول ألبوا صوا‪ -‬وما‬ ‫دام الث��وار قد ظهروا في طرابلس وحس��ب ما‬ ‫أورده اب��ن تيمية فإنني أبايعهم وادعوا الكتائب‬ ‫إلى رم��ي س�لاحها واالنض��واء تح��ت راية‬ ‫المجلس الوطني‪ .‬رغم إنني لست من هواة كرة‬ ‫الق��دم فان األمر لدي أب��و صوا ومنهجه يذهب‬ ‫في ه��ذا االتج��اه‪ :‬مب��اراة والتصفي��ق للفائز‪،‬‬ ‫فقضية الشعب ومصلحة األمة ومصير الوطن‬ ‫والحناجر المبحوحة العطش��ى للحرية وآهات‬ ‫المس��جونين بال جريرة ودموع ثكالى ويتامى‬ ‫م��ن اعدموا كلها اختزلها أبو صوا وفق منهجه‬ ‫‪ :‬ظاهر وجبت بيعته ومهزوم تدار له الظهور‪.‬‬ ‫الش��يء الجلي في هذا المنهج ه��و انعدام قيمة‬ ‫الفرد ورخص حياته وتالش��ي الوطنية‪ .‬ويبدو‬ ‫إن امتن��ا مبت�لاه بالمناه��ج المبتدع��ة‪ ،‬التي ال‬ ‫يجمعه��ا راب��ط إال انع��دام قيمة اإلنس��ان‪ .‬فقد‬ ‫أعلن��ت قناة الجزي��رة فجأة بأنها ستس��تضيف‬ ‫الس��يد محمد حس��نين هيكل في ث�لاث حلقات‬ ‫للحديث ع��ن ربيع الثورات العربية وش��جون‬ ‫المنطقة بش��كل عام‪ ،‬ودون��ت التاريخ وعكفت‬ ‫عل��ى االنتظ��ار‪ ،‬وكلي أم��ل أن يبارك الس��يد‬ ‫هيكل هؤالء الخوارج الذين ذاقوا األمرين من‬ ‫لسان أبو صوا ومريديه‪ .‬فقد كان ‪ -‬و ال يزال ‪-‬‬ ‫الس��يد هيكل يأسرني حقيقة بسعة ثقافته ولسانه‬ ‫اللب��ق (بالرغم م��ن عدم اتفاقي مع��ه في نقاط‬ ‫خصوصا فيما يتعلق بتبييض األشخاص وثقافة‬

‫ضروريات المرحلة)‪ .‬جاءت الحلقة الموعودة‬ ‫وبالرغم من أن مواضيع تونس وليبيا وسوريا‬ ‫واليم��ن ق��د أجلت للي��وم الثاني فإنن��ي لم اقنط‬ ‫وانتظ��رت وفي اليوم الثاني كن��ت في الموعد‬ ‫أمام الشاش��ة‪ ،‬وتكلم السيد هيكل لكنني سمعت‬ ‫كلم��ات مبعث��رة ‪ :‬ث��وار الناتو‪ ،‬ليس��وا ثوار‪،‬‬ ‫ليست ثورة‪....‬الخ‪ ،‬فاختلط علَي األمر بين قناة‬ ‫الجزيرة وبين قناة الليبية وبين أبو صوا وشاكير‬ ‫وهيكل وتداخلت الوجوه واألصوات والمناهج‪.‬‬ ‫س��أل المحاور الس��يد هيكل ‪ :‬وه��ل كنت تريد‬ ‫ان ُيترك الليبيون لتس��حقهم آلة القذافي الرهيبة‬ ‫ومرتزقت��ه والعال��م يتف��رج؟ فهمه��م وغمغ��م‬ ‫بكلمات لم افهم منها ش��يئا وأظ��ن أن المحاور‬ ‫نفس��ه لم يفهم ش��يئا‪ .‬ولكن بقراءة ليبية لما قاله‬ ‫الس��يد هيكل فان ذلك راجع لمنهجه في التفكير‬ ‫وه��و ليس ببعيد ع��ن منهج أبو ص��وا بالرغم‬ ‫م��ن االختالف ف��ي األدوات والتفاصيل‪ .‬انتقل‬ ‫الحديث بعد ذلك إلى س��وريا ولم تكن صدمتي‬ ‫بأقل من األولى عندم��ا تغاضى هيكل عن كل‬ ‫األرواح الت��ي أزهقت واالنتهاكات الجس��يمة‬ ‫الموثقة التي حدثت‪ ،‬ناهيك عن كل ما يحفل به‬ ‫النظام من س��جل مظلم‪ ،‬ليختزل كل صرخات‬ ‫س��وريا وش��عبها إل��ى أن (ثورتهم ل��م تنضج‬ ‫بعد)‪ .‬لقد ع َرت الثورة السورية كل القومجيين‬ ‫أولياء عس��كر ما بعد الح��رب العالمية الثانية‪،‬‬ ‫فنزيف الدم مس��تمر والجيوش ف��ي تلك البقاع‬ ‫أسس��ت على أس��اس ارتزاقي‪ ،‬طائفي‪ ،‬قبلي‪،‬‬ ‫في آلية ش��يطانية تسمح لهؤالء الطغاة بتحويل‬ ‫الوطن والمواطنين ال��ى مزرعة وعبيد‪ ،‬لذلك‬ ‫فمن المس��تحيل أن يس��تطيع الش��عب األعزل‬ ‫أو الهزيل التس��ليح فعل ش��ئ في مواجهة هذه‬ ‫الطغمة التي ل��ن يلجمها أي رادع أخالقي عن‬ ‫إب��ادة هؤالء الناس المطالبين بالحرية ورغيف‬ ‫الخبز‪ .‬لق��د أصبح العالم قري��ة اآلن‪ ،‬وكل من‬ ‫يفعل ذلك س��يكون بال ش��ك تحت سمع وبصر‬ ‫الماليي��ن حول العالم‪ ،‬وهن��اك تيارات أخالقية‬ ‫وحقوقية لن تقف ‪ -‬لحسن الحظ‪ -‬متفرجة على‬ ‫هذه المش��اهد المحزنة‪ .‬فك��رت كثيرا في عدد‬ ‫الضحاي��ا وخ��راب األوطان ال�لازم لنضوج‬ ‫(ثمرة) الس��يد هيكل لكنني لم استطع االهتداء‪.‬‬ ‫وهن��ا نقطة اللقاء الوحيدة بين منهجي أبو صوا‬ ‫وهيكل ‪ :‬ال قيمة لإلنسان! كم من الثمار الشهية‬ ‫التي س��ال لعابن��ا لرؤيته��ا وتضورن��ا جوعا‬ ‫الحواة أنها لم تنضج‬ ‫بجانبها وصور لنا هؤالء ِ‬ ‫بعد‪ .‬منذ عهد االس��تقالل وثمار بالدنا الش��هية‬ ‫من المغرب إلى البحرين تس��اقط فوق رؤؤسنا‬ ‫فاس��دة ونحن بانتظار نضجها‪ .‬يبدو أن مدرسة‬ ‫الربيع العرب��ي قد نس��فت كل المناهج القديمة‬ ‫واس��تعصى على تالميذ مدرس��ة (ضروريات‬ ‫المرحلة) ومدرسة (ولي األمر) استيعابها‪ .‬لقد‬ ‫تج��اوز الربيع العربي الجميع بما في ذلك نحن‬ ‫ضحاي��ا المد القومجي وش��عارات ضروريات‬ ‫المرحلة وال صوت يعلو فوق صوت المعركة‪.‬‬ ‫إن هذه الرموز أول ما باعت اإلنس��ان العربي‬

‫محمد حسنين هيكل‬

‫ودفنت أحالم الوحدة بش��عارات الوحدة وربما‬ ‫ال يعبر عن ذلك أفضل من المثل الليبي القائل‪:‬‬ ‫(أيقول بس��ملة وهو يس��رق في الغلة)‪ .‬لشد ما‬ ‫يحزنن��ي وأنا المؤم��ن حتى النخ��اع بالقومية‬ ‫العربية وبمصيرنا المش��ترك‪ ،‬ما فعله عس��كر‬ ‫ما بعد الحرب العالمية الثانية في بالدنا العربية‬ ‫وم��ا بذروه م��ن فتن و ن��زع للثق��ة بيننا وبين‬ ‫الثقاف��ات األخ��رى الت��ي تعيش بينن��ا‪ ،‬لدرجة‬ ‫أن كلم��ة عروب��ة أصبحت مثيرة للحساس��ية‪،‬‬ ‫خصوصا بعد ربيع الثورات الحالية‪ ،‬والتي من‬ ‫مهازل الصدف أن يطلق عليها الغرب والعالم‬ ‫(ربيع الث��ورات العربية) لكننا نحن نتحاش��ى‬ ‫أن نطلق عليها هذا االس��م داخل أوطاننا بسبب‬ ‫اإلرث البغيض لعسكر ما بعد الحرب العالمية‬ ‫الثانية‪ .‬وعلينا أن نؤكد على البون الشاس��ع بين‬ ‫البزة العس��كرية الش��ريفة وبين العسكر ‪-‬الذين‬ ‫اقصدهم‪ -‬الذين أسس��وا لفك��ر منحرف تحول‬ ‫بموجب��ه الجيش من حامي لألوطان إلى حامي‬ ‫للعروش واستدارت فوهات بنادقه إلى صدور‬ ‫مواطني��ه‪ ،‬وق��د ص��ور ذل��ك تصوي��را رائعا‬ ‫الشاعر أمل دنقل حين قال ‪:‬‬ ‫قلت لكم م��رارا‪........‬إن المدافع التي تصطف‬ ‫عل��ى الح��دود‪ ،‬ف��ي الصح��اري‪............‬ال‬ ‫تطلق الني��ران‪...........‬إال حين تس��تدير للور‬ ‫اء‪.............................‬إن الرصاص��ة التي‬ ‫ندفع فيها‪................‬ثمن الكسرة والدواء‪:‬‬ ‫ال تقتل األعداء‪ ،‬لكنه��ا تقتلنا‪.................‬إذا‬ ‫رفعنا صوتنا جهارا‪ ،‬تقتلن��ا‪......................‬‬ ‫وتقتل الصغارا‪.‬‬ ‫وجن��د لألس��ف فرس��ان ثقاف��ة (ضروري��ات‬ ‫المرحل��ة) فكره��م وأقالمه��م لتبري��ر ج��ور‬ ‫العس��كر‪ ،‬و لم نعد ن��رى له��ذه المرحلة نهاية‬ ‫فامتدت وتداخلت المراحل وظل حذاء العسكر‬ ‫فوق رقابنا بموجب هذه الفتوى العتيقة‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫اقطعوا هذه الشعرة( ليبيّون بالوطن )‬ ‫صالح نقاب‬ ‫الهوي��ة ال تبنيه��ا األس��اطير و ال هرطق��ات‬ ‫المرتزقة و ال قمع المخبرين ‪ ،‬و ال الرصاص‬ ‫و ال أس��ماك الق��رش ‪ ،‬الهوية تبنيه��ا الحكمة‬ ‫و المعرف��ة دون النظ��ر لألغ��راض الزائل��ة‬ ‫وتفاه��ات المتملقين ‪ ،‬فال يوجد هنا برب ٌر على‬ ‫حدة و عربٌ على حدة ‪ ،‬إنه تصو ٌر ال أس��اس‬ ‫ل��ه ‪ ،‬كلنا ليبيون بالوطن بعضنا تعرب لس��انا ً‬ ‫و البعض اآلخر ال زال يتكلم الليبية ألس��باب‬ ‫نس��بي ضئيل ‪/‬‬ ‫بوعي‬ ‫تتص��ل بالتضاريس أو‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫سعيد سيفاو المحروق ‪.‬‬ ‫طويل اس��تقر الفكر القومي بمفهوم‬ ‫زمن‬ ‫عبر‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وح��دة [ العرق ] أو [ اللغة ] الخاطئ ‪ ،‬داخل‬ ‫فهم اإلنس��ان الليبي لذاته كوعي ‪ ،‬فكان الخلط‬ ‫بين مفهوم الثقافة و مفهوم العرق بمعناه الجيني‬ ‫‪ ،‬ب��أن ألغى ه��ذا الوعي حقيق��ة تركيبة هويّة‬ ‫الذات الحقيقيّة المتصلة على جوانب عديدة و‬ ‫ت متوازية تصاعديا ً ‪ ،‬عبر الجغرافيا‬ ‫مس��تويا ٍ‬ ‫‪ ،‬الثقاف��ة و اللس��ان مجتمعةً م��ع تجاهل فكرة‬ ‫وحدة أو وجود العرق ‪ ،‬فالتقسيم الذي انتهج (‬ ‫هنريكو دي ؤغوس��تين ) في كتابه سكان ليبيا‬ ‫على س��بيل المث��ال ‪ ،‬كان مبني��ا ً على قناعات‬ ‫المتكلمين بالعرق ‪ ،‬بتقسيم الليبيّين الى بربر ‪،‬‬ ‫عرب ‪ ،‬كرغليّة ‪ ...‬الخ ‪ ،‬و هذا خطأ ٌ لم يقترفه‬ ‫هنريكو عن قصد ربما ‪ ،‬بقدر ما كان خطأ ً في‬ ‫الوعي بالذات لدى الليبيّين مجتمعين ‪ ،‬خطأ ٌ ال‬ ‫يزال ساري المفعول حتّى اللحظة ‪ ،‬فال يمكننا‬ ‫ش��كل من األش��كال في الوق��ت الحاضر‬ ‫بأي‬ ‫ٍ‬ ‫أن نس��مح ألنفس��نا باالعتقاد بوجود تفوق أو‬ ‫ق آخر‬ ‫ق من األعراق بالنس��بة لعر ٍ‬ ‫دوني��ة عر ٍ‬ ‫‪ ،‬س��واء من وجهة نظر الهوتي��ة ‪ ،‬حضاري ٍة‬ ‫‪ ،‬أو أنتروبولوجيّ�� ٍة حداثيّة ‪ ،‬فالحقيقة العلمية‬ ‫ق‬ ‫تنف��ي إمكاني��ة التعرّف على مزاي��ا أي عر ٍ‬ ‫من األعراق الرئيس��ة [ األبيض ‪ ،‬األس��ود و‬ ‫األصفر ] ‪ ،‬مزايا هذه األعراق البيولوجيّة من‬ ‫حي��ث الكيف ‪ ،‬بل و حتّى من حيث الكم ‪ ،‬فما‬ ‫ت عرقيّ ٍة وهمي ٍة‬ ‫بالك عند الحديث عن مس��ميّا ٍ‬ ‫ترسّ��خت عبر جمل ٍة من الصور الوهمية التي‬ ‫خلقه��ا بالدرج��ة األول��ى و داوم عل��ى خلقها‬ ‫إعالم السلطة الحاكمة على م ّر العصور ؟ ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن هذا التقس��يم الغير علمي يتنافى مع أبس��ط‬ ‫قواعد البحث التاريخي األركيولوجي ‪ ،‬فالبحث‬ ‫ف��ي بيولوجي��ا الع��رق و الصف��ات المتوارثة‬ ‫ق محد ٍد و‬ ‫الجيني��ة يؤكد لنا ع��دم وجود ع��ر ٍ‬ ‫نق��ي يمكن أن نس��ميه بالع��رق األمازيغي أو‬ ‫ٍ‬ ‫حال من األحوال ‪ ،‬فاألعراق‬ ‫العربي على أي ٍ‬ ‫ت جينيّ ٍة‬ ‫الرئيس��يّة و التي يمكن تحديدها بصفا ٍ‬ ‫ال جدال فيها هي ‪ :‬األصفر ‪ /‬آس��يا المنغوليّة ‪،‬‬ ‫األس��ود ‪ /‬إفريقيا الزنجيّة و األبيض ‪ /‬أوروبا‬ ‫القوقازيّة ‪ ،‬هذه التقس��يمات التي تكوّنت نتيجة‬ ‫الواق��ع الجغرافي الذي فرض تكيّف الخريطة‬ ‫الجينيّة لإلنس��ان مع ه��ذا الوقع ‪ ،‬كما هو حال‬ ‫االنتماء للغة كحقيق ٍة متغيّر ٍة غير ثابتة مرتبطة‬ ‫بالوضع السياس��ي و الحالة التاريخيّة لأل ّمة ‪،‬‬ ‫و مث��ال ذلك غرب إفريقيا الناطق بالفرنس��يّة‬ ‫‪ ،‬أ ّما عند الحديث عن محيط ش��مال إفريقيا و‬ ‫الجزيرة العربية خصوصا ً باعتبارهما بؤرتي‬

‫بدوي طارد ‪ ،‬ف��إن الخليط العرقي بين‬ ‫تجم��ع‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الث�لاث أعراق الرئيس��يّة هذه ‪ ،‬جع��ل القول‬ ‫ق بحقائ��ق بيولوجي��ة مطلقة‬ ‫بوج��ود إي ع��ر ٍ‬ ‫محض خرافة ال تكلف سوى وطنا ً ‪ ،‬حتى عند‬ ‫الحديث عن قيمة الف��رد المطلق فما بالك عند‬ ‫الحديث عن قيمة الجماعة وفق مبادئ الوحدة‬ ‫السياس��ية ال العرقي��ة في األس��اس ‪ ،‬و القبيلة‬ ‫كما تعارف الجميع هي تكوين وحد ٍة سياس��ي ٍة‬ ‫ال عرقية ‪.‬‬ ‫إن الخط��أ األول ف��ي واق��ع األمر ه��و الخلط‬ ‫بي��ن [ ‪ ] 1‬بيولوجي��ا الع��رق و [ ‪ ] 2‬المنت��ج‬ ‫االجتماع��ي و النفس��اني للثقاف��ة و الحضارة‬ ‫اإلنسانية ‪ ،‬فالخلط بين األمرين يجعل الباحث‬ ‫و العق��ل الجمع��ي الذي تخلقه مؤسس��ات هذا‬ ‫الباح��ث اإلعالمي��ة ‪ ،‬يجعل ه��ذا الباحث يلج‬ ‫دونم��ا قص�� ٍد ربّما ف��ي دائر ٍة جهنميّ�� ٍة بجملة‬ ‫أخطا ٍء ثقافي ٍة عندم��ا يحتكر قيمة الفرد و تبعا ً‬ ‫لذلك خصوصيّت��ه الثقافية في أرومته العرقية‬ ‫و ال نس��تبعد هن��ا حس��ن نيّة الباح��ث بالتأكيد‬ ‫‪ ،‬فالهوي��ة ليس��ت كائن��ا ً حراً ‪ ،‬ب��ل هي وعي‬ ‫اإلنس��ان المقيد ب��ـ ( الم��كان ) ‪ ،‬أي ّ‬ ‫أن وطن‬ ‫الف��رد ه��و ما يرس��م هويته ال لغت��ه أو عرقه‬ ‫المتغيّرتي��ن و المنفصلتين عن ذات��ه الثابتة ‪،‬‬ ‫مستويات تكوين الذات و األنا الرئيسيّة هي ‪:‬‬ ‫•الم��كان ‪ ،‬و يقرأ عب��ر طوبونومي الوطن أو‬ ‫لغة المكان ‪.‬‬ ‫•الثقافة ‪ ،‬و تقرأ عبر حدود انتش��ار الموروث‬ ‫الثقافي المعاش ‪.‬‬ ‫•اللسان ‪ ،‬و يقرأ عبر تركيبة اللسان المنطوق‬ ‫النات��ج ع��ن التم��ازج و االخت�لاط الثقافي ‪،‬‬ ‫العرقي و التاريخي ‪.‬‬ ‫إذ ّ‬ ‫أن المس��اهمة الثقافي��ة ألي ف��ر ٍد كان ف��ي‬ ‫ّ‬ ‫الحضارة البشريّة تتسم بشي ٍء من الخصوصية‬ ‫التي تمنع إحكام صفة عرق الفرد على صبغة‬ ‫الحضارة و الموروث الثقافي ‪ ،‬فالذات خاصّة‬ ‫ال تحكمه��ا األروم��ة العرقي��ة الت��ي ال يمكن‬ ‫ش��كل من األش��كال التأكد م��ن حقيقتها‬ ‫ب��أي‬ ‫ٍ‬ ‫و نقائه��ا ‪ ،‬فالذات ال تميّ��ز أفعالها ‪ ،‬حيث ّ‬ ‫أن‬ ‫الخصوصيّة موجودةٌ في كل شيء و هذا أمر‬

‫ال يقبل الش��ك ‪ ،‬و ه��ذه الخصوصيّة تعود الى‬ ‫الظروف الجغرافية ‪ ،‬االجتماعية و التاريخية‬ ‫السوسيولوجيّة ‪ ،‬و التي ليست مقيّدة بالتكوين‬ ‫التش��ريحي أو الفيزيولوج��ي للعنصر‪ ،‬و هذه‬ ‫الخصوصيّة بدأت في االنحسار باختفاء معالم‬ ‫الخصوصيّة الثقافيّ��ة الليبيّة بمفهومها الثقاف ّي‬ ‫و الت��ي تنتهي عند حدود السّ��لوم و تمتد على‬ ‫امتداد الش��مال إفريقي ما يك��وّن عامل وحد ٍة‬ ‫طفي��ف مع الجان��ب الغربي لليبي��ا كموروث‬ ‫ال��زي ‪ ،‬األكل و الع��ادات االجتماعيّ��ة ‪ ،‬في‬ ‫وج��ه حاالت الفوضى الثقافية و التي س��بّبتها‬ ‫الموج��ات الثقافية الواف��دة ‪ ،‬ابت��دا ًء بالموجة‬ ‫اإلسالموي الس��لفية بشكلها االجتماعي انتها ًء‬ ‫بالموجة التق ّدمية الغربيّة بش��كلها المس��تلِب ‪،‬‬ ‫أي أن هوي��ة العنص��ر ال تخلقه��ا أرومته بل‬ ‫التركيب��ة المحيط��ة به بالدرج��ة األولى ‪ ،‬فال‬ ‫حقيقي للعرق عن��د الحديث عن هوية‬ ‫وج��ود‬ ‫ٍ‬ ‫المواط��ن ‪ ،‬بل يوجد فق��ط الجغرافيا ‪ ،‬و هذا‬ ‫الوط��ن يمك��ن التع��رّف عليه ببس��اطة داخل‬ ‫قراء ٍة واقعه التاريخ��ي عبر لغته التي يتكلم [‬ ‫الطوبونومي��ا ] ‪ ،‬و عند الحديث عن الوطني‬ ‫الليب��ي وفق الح��دود الدولة المتع��ارف عليها‬ ‫طبعا ً ‪ ،‬نقرأ أسماء األماكن بل و حتى األعالم‬ ‫تتح��دث اللغة الليبيّ��ة ‪ ،‬ولنا في ذلك مثال مدن‬ ‫و مناط��ق مس�لاّتة ‪ ،‬مصرات��ة ‪ ،‬تاورغاء =‬ ‫تاورغ��ت [ أرض الذه��ب ] ‪ ،‬ورفلّة = [ ؤر‬ ‫ف�لا ‪ /‬قبائ��ل التالل ] ‪ ،‬س��رت = [ الخليج ] ‪،‬‬ ‫سوف الجين = [ ؤسّف إجّن ‪ /‬وادي القضّود‬ ‫] ‪ ،‬غري��ان = [ إغ��رزان ‪ /‬بل��د األخاديد ] ‪،‬‬ ‫يف��رن = [ إفران ‪ /‬بل��د المغارات ] ‪ ،‬مزدة =‬ ‫[ الجنّ��ة ] ‪ ،‬غدام��س = [ إغ�� ّد ا ّمس ‪ /‬راحة‬ ‫الجمال ] ‪ ....‬الخ ‪.‬‬ ‫أي ّ‬ ‫أن اإلدع��اء بوج��ود عالم��ات وح��د ٍة و‬ ‫ل��و طفيف�� ٍة خارج ح��دود الوط��ن الليبي على‬ ‫اتجاهين متناقضين ‪ ،‬مشرقي عروبي إقصائي‬ ‫أو مغارب��ي أمازيغ��ي ش��مولي يبق��ى محض‬ ‫خدع�� ٍة من مسلس��ل الخداع ‪ ،‬فه��ذه العالمات‬ ‫عامل من عوامل الوحدة‬ ‫مجتمعةً تفتقد إلى أي‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ،‬خصوص��ا ً عن��د الحدي��ث عن اس��تهالك و‬

‫اس��تغالل قيمة سند الش��عور القومي اإليجابي‬ ‫عبر جمل ٍة من الرس��ائل الس��لبية التي يمرّرها‬ ‫بع��ض اإلنتهازيّي��ن و األصوليّي��ن بواس��طة‬ ‫ضار على أكثر من‬ ‫سياسي فاشل و‬ ‫اس��تهالك‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫صعيد ‪ ،‬يوازي االس��تهالك السياس��ي لطرح‬ ‫الوطن العربي المفعم بالفساد ‪ ،‬ففي المستويات‬ ‫الث�لاث المكوّن��ة لل��ذات الم��كان ‪ ،‬الثقاف��ة و‬ ‫اللسان ‪ ،‬نكتشف أن حدود الخصوصيّة تجعلنا‬ ‫مفعم بالحيويّة إلى اختزال‬ ‫بارتياح‬ ‫نضط��ر و‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عوامل هذه الوحدة داخل حدود الدولة القطرية‬ ‫م��ا أمكن ‪ ،‬فمع التس��ليم بحقيق��ة عدم وجود (‬ ‫ت جينيّ ٍة‬ ‫ق)‬ ‫امازيغ��ي أو عربي بصف��ا ٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫ع��ر ٍ‬ ‫مميّز ٍة و خاصّ�� ٍة ‪ ،‬و حقيقة كون الحفاظ على‬ ‫اللغة مرتبط بالظرّوف ال غير ‪ ،‬نجد أن العامل‬ ‫الموح��د الرئيس أال و هو اللغة المنطوقة يحتّم‬ ‫علين��ا االلتفات ناحي��ة الوطن القطري ال غير‬ ‫‪ ،‬إذ ال وج��ود للغة أمازيغيّ��ة واحدة ‪ ،‬فالحالة‬ ‫األمازيغيّ��ة مش��ابهةٌ حدود التطاب��ق و الحالة‬ ‫اإلس��كندنافيّة ‪ ،‬و ال وج��ود للغ�� ٍة عربيّة حيّ ٍة‬ ‫م��واز ‪ ،‬بعد اختفاء‬ ‫طرف‬ ‫واح��د ٍة أيضا ً على‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أحكام اللغة العربية داخل أحكام و قواعد اللغة‬ ‫األمازيغي��ة و منطوق اللهج��ة اللّيبيّة ‪ ،‬لتكون‬ ‫اللغ��ة الفصيحة عبر الجانبي��ن لغةً نخبويّةً في‬ ‫واقع األمر ‪ ،‬و الحالة هنا ال تخلق لغةً فصيحةً‬ ‫بقدر ما تخلق لسانا ً محليّا ً ‪.‬‬ ‫مخاض ج ّد عسير ألجل‬ ‫إنّنا نمر اليوم بمرحلة‬ ‫ٍ‬ ‫وطن يس��كن‬ ‫وط��ن ] يحوي الجميع ‪،‬‬ ‫والدة [‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أبنائه ّ‬ ‫الذين يس��كنوه ‪ ،‬فالكائن الليبي المستلَب‬ ‫بطبع��ه ‪ ،‬يق��رّر إلغاء عالمات ذات��ه مرّة تلو‬ ‫األخرى ببس��اط ٍة منقطعة النظير ‪ ،‬فاللغة في‬ ‫واقع األمر أضحت مركبا ً اجتماعيا ً يُكتسب و‬ ‫يُفقد بسهول ٍة منقطعة النظير ‪ ،‬كفقدان األرومة‬ ‫القبطية و األمازيغية للسانهما بعد أن قبل س ّكن‬ ‫أرض القبط مصر و بالد البربر شمال إفريقيا‬ ‫الدي��ن بلغته و لس��انه العرب��ي ‪ ،‬و مثال ذلك‬ ‫أيض��ا ً تبنّي األرومة األمريكي��ة الغير عرقية‬ ‫ت خسرته األلمانية‬ ‫للغة اإلنجليزية بعد تصوي ٍ‬ ‫ت واحد ‪ ،‬فك ٌل من األرومة العرقية‬ ‫ق صو ٍ‬ ‫بفار ٍ‬ ‫و اللسان هما في واقع األمر مر ّكبان ال يوفّران‬ ‫دلي��ل مرجعي��ة ثابت و متطاب��ق منفصل عن‬ ‫باقي المس��تويات و خصوصا ً وحدة المكان ‪،‬‬ ‫فاألول ال يمكن التحقق من حقيقته وفق حقيقة‬ ‫ٌ‬ ‫كائ��ن مهاجر باس��تمرار ‪ ،‬و‬ ‫ك��ون اإلنس��ان‬ ‫فرضت هذه الهجرة اختالطا ً و تمازجا ً عرقيا ً‬ ‫‪ ،‬و الثاني اللس��ان في حالتن��ا الليبية لم يحافظ‬ ‫على صورة األصل عربيةً كانت أو أمازيغية‬ ‫كدلي��ل على حقيقة أن اللف��ظ أيضا ً في واقع‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫األم��ر هو أيضا ً ٌ‬ ‫كائن مهاج ٌر ‪ ،‬و ال يمكن بأي‬ ‫حال من األحوال االستدالل على مصدر اللفظ‬ ‫ٍ‬ ‫بطرح‬ ‫أو اس��تنباط مرجعيت��ه األس��اس ‪ ،‬إال‬ ‫ٍ‬ ‫عنصري بالدرجة األولى كما هو حال الطرح‬ ‫اللساني الغير علمي لخشيم و سواه ‪.‬‬ ‫هنا نصل الى حقيق ٍة مفادها ّ‬ ‫أن الهويّة في واقع‬ ‫اجتماعي‬ ‫مش��روع‬ ‫األمر ه��ي وع ٌي بنتائ��ج‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫متزامن و‬ ‫بالدرج��ة األول��ى ‪ ،‬و هذا الوع��ي‬ ‫مرتبطٌ بدرج ٍة كبير ٍة بالمكان الوطن الجغرافي‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫‪ ،‬فل��و فرضنا كون األصول األولى لكل قاطني‬ ‫ليبيا يمنية كفرضيّة ش��ديدة الج��دل و التناقض‬ ‫التاريخ��ي ف��ي ذات الوق��ت ‪ ،‬فإن المش��روع‬ ‫االجتماعي فقد كينونت��ه ما أن وطأت قدما هذا‬ ‫المهاج��ر األراض��ي الليبيّة ‪ ،‬ألنه انس��لخ تبعا ً‬ ‫لهجرت��ه االفتراضيّ��ة و الوهميّ��ة ع��ن واقعه‬ ‫االجتماع��ي األصل ‪ ،‬و انطوى داخل منظوم ٍة‬ ‫اجتماعيّ��ة ش��ديدة التعقي��د ‪ ،‬لكنها تش��ترك في‬ ‫واقعه��ا الجغرافي ‪ ،‬بأن أصبح ج��زاً مكمالً و‬ ‫مندمج��ا ً لكينونة ال��ذات الليبيّة عب��ر صورها‬ ‫الجغرافيّة ‪ ،‬الثقافيّة ‪ ،‬اللغويّة و السوسيولوجيّة‬ ‫‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫لقد أخط��أ الليبيّون خطأ مركزيا أدخلهم دهاليز‬ ‫من األفكار الشيطانيّة القوميّة ‪ ،‬بأن الغوا فكرة‬ ‫األ ّم��ة [ ليبيا ] لتبنّوا فكرة الوطن العربي ‪ ،‬بأن‬ ‫أنك��روا قيمة األ ّمة و تش��بّثوا برمزية العرق و‬ ‫مش��روع‬ ‫وه��م وحدة الل ّغ��ة الذي ال يعني قيمة‬ ‫ٍ‬ ‫متي��ن ‪ ،‬بق��در ما يك��وّن بنيان��ا ً اجتماعيا ً هش��ا ً‬ ‫مبنيّ��ا ً عبر جملة من المصالح القبليّة السياس��يّة‬ ‫المتغيّرة و المحفوفة بالمخاطر ‪ ،‬فانقلب السحر‬ ‫على الس��احر الي��وم بأن وج��د المواطن الليبي‬ ‫فردوس الوطن العربي جحيما ً مستعراً ال مكان‬ ‫له فيه ‪ ،‬إال بأن يعلن تنصّله من هذا الوطن عبر‬ ‫أي م�لا ٍذ كان ‪ ،‬حتى لو كان ه��ذا المالذ مق ّدما ً‬ ‫س��اخن يشوي يديه و لسانه أيضا ً‬ ‫ق‬ ‫ٍ‬ ‫له على طب ٍ‬

‫لقرن‬ ‫‪ ،‬و هو يلتهم عش��ائه األخي��ر بعد أن بقي‬ ‫ٍ‬ ‫من الزمان يتضوّر جوعا ً‬ ‫لوطن آمن ‪ ،‬ولنا في‬ ‫ٍ‬ ‫مثال ال يحتذي به طبعا ً‬ ‫القص��ة العراقية أفضل ٍ‬ ‫‪ ،‬هن��ا نجد أن المالذ األكث��ر رحاب ٍة و أمانا ً هو‬ ‫بف��رار الذات عبر ذاتها إلى ذاتها ‪ ،‬إذ عبر هذا‬ ‫العالم المليء بالعنف ‪ ،‬و الذي بدأت كل صور‬ ‫األن��ا تفقد قيمتها االجتماعية في وجه الموجات‬ ‫اإلحتوائيّ��ة األصوليّة من عل��ى جانبين اثنين ‪،‬‬ ‫مش��رقي و غرب��ي ‪ ،‬و الت��ي اختزلت قيمة كل‬ ‫المشاريع الثقافيّة عبر مشروعها السياسي ‪ ،‬ال‬ ‫يمكن القبول بالحديث عن عالق ٍة مجازيّة داخل‬ ‫قيم��ة الوط��ن العرب��ي االقصائيّ��ة ‪ ،‬و عروبة‬ ‫الليب��ي الهزليّة التي لم تخلق إال عبر مائة س��ن ٍة‬ ‫قصي��ر ٍة ‪ ،‬بنا ٍء عل��ى فرضيّة واق��ع الهجرة و‬ ‫األصول اإلثنيّة العرقي��ة الغير علميّة ‪ ،‬و التي‬ ‫تملك من الصواب فقط النذر القليل ‪.‬‬ ‫فالمواط��ن الليب��ي داخل الوط��ن الليبي ‪ ،‬عبر‬ ‫موروث��ه الثقاف��ي الليب��ي الخاص و المنتش��ر‬ ‫عب��ر الصحراء ‪ ،‬م��روراً بالجبال وصوالً الى‬ ‫المتوس��ط ‪ ،‬هو ليب ٌي بالدرجة األولى و األخيرة‬ ‫‪ ،‬فعندم��ا يتح ّدث ليب�� ٌي عن أصول��ه الكرغليّة‬ ‫التركيّ��ة بن��ا ًء على قيمة لقبه كعائلة الس��اقزلي‬ ‫‪ ،‬القرامل��ي ‪ ,‬القورج��ي ‪ ،‬زمريل��ي ‪ ،‬قاجاجي‬ ‫‪ ،‬يازج��ي ‪ ،‬باش��اغا ‪ ،‬ق��رواش ‪ ،‬و خالقها من‬ ‫العائالت الليبية الطرابلس��يّة التي ترد في كتاب‬

‫هنريكو دي ؤغس��تين ( س ّكان ليبيا ) ‪ ،‬فإن هذه‬ ‫القيم��ة ال تملك أي معن ًَى مذ اس��تقر كجز ٍء من‬ ‫المنظوم��ة االجتماعيّ��ة الليبي��ة بفقدانه لعاملي‬ ‫الوطن و اللس��ان التركيين ‪ ،‬بعد تس��ليمنا دون‬ ‫ش بع��دم جواز الحديث ع��ن عامل العرق‬ ‫نق��ا ٍ‬ ‫الترك��ي نظ��راً الندث��اره قبل وج��وده جملةً و‬ ‫تفصي�لاً ‪ ،‬و ال وع��ي المواط��ن الليبي الناطق‬ ‫باللغ��ة العربيّة ‪ ،‬بعروب ٍة انس��لخ عنها إما عبر‬ ‫هجرته االفتراضية ‪ ،‬و بها عن طريق محاولة‬ ‫انس�لاخه عن ذات��ه بفقدان��ه لغت��ه األمازيغيّة‬ ‫التعريب القسري ‪ ،‬الجبري أو االختياري ‪.‬‬ ‫إذ مع مطلع هذا القرن ‪ ،‬بدأت صورة الكون في‬ ‫التغيير عبر جمل ٍة من التصوّرات و المش��اريع‬ ‫االجتماعيّ��ة ‪ ،‬فانقرض القوميّون بمش��اريعهم‬ ‫الش��وفينيّة البائسة بعد انقراض دولة الخالفة و‬ ‫أصب��ح ما هلل هلل و ما لقيص��ر لقيصر ‪ ،‬و حان‬ ‫الوقت النقراض الوطن العربي بعد أن أصبحت‬ ‫الدول��ة ضروريّة الوجود ‪ ،‬نظ��راً الختفاء كل‬ ‫المش��اريع األيديولوجيّة الواضحة و نحن نعدو‬ ‫كلل مقتربين ناحية يوم القيامة‬ ‫مسرعين دونما ٍ‬ ‫‪ ،‬ه��ذه الدولة التي أصبح��ت ضروريّة الوجود‬ ‫كم��ا البق��رة الحل��وب الت��ي ال يمل��ك صاحبها‬ ‫ثمن حليبها الذي يش��تريه ألطفال��ه الجوعى ‪,‬‬ ‫فالدول��ة يجب أن تخلق و توجد بحدو ٍد واضح ٍة‬ ‫و مواطني��ن يمكنهم حلب ه��ذه البقرة بالدرجة‬

‫‪21‬‬

‫األولى ‪ ،‬كي يتم ّكنوا من التعرف على الصورة‬ ‫التي تحملها بطاقتهم الش��خصيّة المميّزة ‪ ،‬تلك‬ ‫الت��ي ال يملكون س��واها لتعريفه��م كمواطنين‬ ‫يملكون وطنا ً يعرفه الجميع ‪.‬‬ ‫نظر جدليّ ٍة أق ّل س��لبيةً من‬ ‫و تظ�� ّل هذه وجه��ة ٍ‬ ‫قريناته��ا الت��ي تعتمد عل��ى مب��دأ اإلقصاء أو‬ ‫االحتواء الش��مولي و إن��كار اآلخرين جميعا ً ‪،‬‬ ‫ألننا نرى مالئمته��ا لطرح [ األ ّمة ] بمفهومها‬ ‫المحوري وفق مبادئ علم االجتماع ‪ ،‬فمصطلح‬ ‫سياس��ي أيديولوجي وفق مبادئ‬ ‫كمفهوم‬ ‫األمة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫التعد ّدي��ة الفك��رة المركزية لطرح��ي ‪ ،‬جوار‬ ‫ط��رح المن��اداة بحري��ة التعبير و ال��ذي قد ال‬ ‫يالءم بعض المتسلّقين من ي ّدعون العمل داخل‬ ‫إط��ار المطالبة بحرية التعبي��ر‪ ،‬بينما في واقع‬ ‫األم��ر نجد ّ‬ ‫خط‬ ‫أن أجندتهم الخفيّ��ة تعمل على ٍ‬ ‫مضا ٍد ‪ ،‬مصطل ٌح يس��تم ّد صرامت��ه و واقعيته‬ ‫م��ن مبادئ أزليّ��ة مفاده��ا أن األرومة العرقية‬ ‫الواح��دة ‪ ،‬اللغ��ة الواحدة كما هو ح��ال المعتقد‬ ‫الديني الواحد ليس��ت من العناصر و الرئيس��ة‬ ‫ألنها ببس��اطة غير ممكنة التحق ّ‬ ‫ق ‪ ،‬ما لم تعتمد‬ ‫طرح عنصري و قفز ٍة أخرى نحو الفراغ‬ ‫على‬ ‫ٍ‬ ‫باالس��تمرار في مسلسل الخداع ّ‬ ‫الذي لن يكلّف‬ ‫أيّا ً كان سوى تصديق خدع ٍة جديدة ‪.‬‬

‫الثورة تبدأ من هنا‬ ‫خدجية الورفلي‬ ‫(( م��ا فائدة التغيي��ر إن لم نتغير )) عبارة ف��ي منتهى الروعة‬ ‫والس��مو ‪ ..‬رأيتها تتصدر إح��دى نقاط التفتيش ‪ ..‬عبارة تنم عن‬ ‫وعي كامل وإدراك كبير لمفهوم الثورة ومغزاها‪..‬‬ ‫وتبرز أهمية هذه المقول��ة الجميلة أكثر في المرحلة القادمة من‬ ‫مراحل الثورة المباركة حيث التطبيق العملي لها ‪..‬‬ ‫ولعلنا في هذا المقام وبمناس��بة هذه المقول��ة الخالدة نود التنويه‬ ‫عل��ى بع��ض االختراقات الت��ي قام به��ا بع��ض المتهورين أو‬ ‫المتحمسين أو المتعصبين كثيراً إن صح التعبير كتدمير وحرق‬ ‫من��ازل الموالي��ن للنظام أو ممن ينعثون بالخونة وس��لب ونهب‬ ‫محتويات منازلهم واس��تحالل أموالهم المنقول��ة منها أو النقدية‬ ‫واالستيالء على منازلهم وشغلها والسكنى فيها دون وجه حق ‪..‬‬ ‫فجمي��ع ه��ذه األفع��ال تش��كل جرائم خارق��ة للقان��ون ولمبادئ‬ ‫اإلنس��انية فال يحق البتة ألي ش��خص تخوين اآلخر أو إدراجه‬ ‫وتصنيفه تحت قائم��ة الخونة أو الموالين للقذافي ومن ثم تقرير‬ ‫مصي��ره ومصير ممتلكاته العقارية والمنقولة والعبث فيها كيفما‬ ‫شاء ‪..‬‬ ‫فإثب��ات ارت��كاب فعل الخيانة أو أي فعل آخ��ر مما يندرج تحت‬ ‫وص��ف جريمة يتم بالتحقيق مع المش��بوه فيه م��ن قبل الجهات‬ ‫المختص��ة والمته��م برئ حتى تثب��ت إدانته كما تن��ص القاعدة‬ ‫القانوني��ة المعروف��ة فإذا ما ت��م إثبات ارت��كاب المتهم للجريمة‬ ‫المنصوص عليها قانونا ً عندها فقط توقع عليه العقوبة المقررة‬ ‫لتلك الجريمة وبموجب إجراءات قانونية س��ليمة تضمن حقوق‬ ‫كال الطرفين الجاني والمجني عليه ‪ ..‬هذه هي دولة القانون التي‬ ‫ثرنا ألجل إقامتها ‪..‬‬ ‫أما تدمير وحرق منازل من نصفهم بالخونة أو العبث بمحتوياتها‬ ‫وحاجياتهم وممتلكاتهم الش��خصية أو االس��تيالء عليها فهو من‬ ‫أفعال الفوضى واإلجرام ومن أعمال الالنظام السابق إذ أن هذا‬ ‫م��ا كانت تفعله اللجان الثورية والحرس الثوري وأزالم القذافي‬ ‫وزبانيته الطغاة ‪..‬‬ ‫فإن كنا س��ننهج نف��س نهجه ونرتكب ذات الجرائ��م التي لطالما‬ ‫عانين��ا منها وثرنا ألجل نبذها والقضاء عليها فما جدوى الثورة‬ ‫التي قمنا بها والتي قدم اآلالف من شهدائنا دمائهم فداء لها ؟؟؟‬ ‫فنح��ن ثرنا ضد الظل��م والفوضى وغياب القان��ون ونطالب في‬

‫ثورتن��ا بالعدال��ة والمس��اواة وإقام��ة الدس��تور ودول��ة القانون‬ ‫ومحاسبة كل مرتكبي الجرائم بكافة أنواعها ‪...‬‬ ‫ث��م ما ذنب عائلة ذاك الموص��وف بالخيانة حتى وإن ثبت عليه‬ ‫جرم الخيانة أو أية جريمة أخرى ؟؟‬ ‫فالمن��زل ومحتويات��ه ليس ملكا ً له فقط ب��ل هو من حق زوجته‬ ‫وأوالده وعائلت��ه والذين ال ذنب لهم فيم��ا ارتكبه من ثبت عليه‬ ‫الج��رم من أف��راد العائلة ‪ ..‬فنح��ن ال نأخذ عائلت��ه بجريرته إذ‬ ‫أن كل ش��خص مسئول وحده مسئولية ش��خصية عن كل أفعاله‬ ‫وارتكابه ألي فعل يطاله القانون ‪..‬‬ ‫وهذا ما جاء به ديننا اإلس�لامي الحنيف فاهلل ال يحاس��ب المرء‬ ‫عل��ى ما ارتكبه أح��د أفراد عائلته من ذن��وب ومعاص ٍ وكبائر‬ ‫وكل إنسان مسئول وحده عن أفعاله خيرا ً كانت أم شرا ً ‪..‬‬ ‫ه��ذه ه��ي تعاليم دينن��ا العظيم وهو م��ا تنادت ب��ه كل الديانات‬ ‫السماوية وكافة القوانين والدساتير في العالم ‪..‬‬ ‫ونح��ن والحم��د هلل أثبتنا للعال��م أن ثورتنا ثورة س��لمية نطالب‬ ‫فيه��ا بحقوقنا الطبيعية والش��رعية ولس��نا إرهابيين أو مجرمين‬ ‫أو عصاب��ات مس��لحة كما حاول نظ��ام القذاف��ي الزائل الزائف‬ ‫أن ينس��ب إلينا ذلك ليش��وه ثورتنا أمام العالم وينال االستعطاف‬ ‫ويضفي الشرعية على قمعه لثورتنا المجيدة وقد فشل في مآربه‬ ‫هذه فشال ً ذريعا ً ‪.‬‬ ‫فال نأتي اآلن بعد نجاح ثورتنا ونشوهها بأنفسنا ونحطم ما بنيناه‬ ‫وحققن��اه من إنجازات مذهلة منذ ان��دالع ثورتنا العظيمة والتي‬ ‫أذهل��ت كل العالم وكانت محط تبجيل وإعجاب واحترام وتقدير‬ ‫من العالم أجمع ‪..‬‬ ‫كما أن هذه الفوضى والخروقات القانونية هو ما يسعى الالنظام‬ ‫وأذناب��ه إلى خلقه فيما بيننا وتفش��ي مثل هذه األفعال اإلجرامية‬ ‫فين��ا حتى يصورنا للعالم بأننا مجرمين مخربين قتلة ومفس��دين‬ ‫هذا من ناحية ‪.‬‬ ‫وم��ن ناحي��ة أخرى فإن هذا ما س��عى إليه الالنظام الغاش��م بعد‬ ‫س��قوطه وهو انتشار الفوضى والنهب والسرقات وإشاعة الفتنة‬ ‫واالقتت��ال واالنتقام بيننا وبث الذعر ف��ي النفوس وغياب األمن‬ ‫واالستقرار في البالد وتدعيم قانون الغاب ‪..‬‬ ‫فينبغ��ي علينا أن نتيقظ لذلك ونحب��ط مبتغاه وأهدافه الدنيئة وأن‬

‫نحافظ عل��ى ثورتنا كما بدأناها وأن نك��ون على قدر تضحيات‬ ‫مجاهدين��ا ودم��اء ش��هدائنا لنصل لهدفن��ا المنش��ود ونقيم دولة‬ ‫اإلنسان والدستور والقانون ‪.‬‬ ‫وإن كان أحدن��ا لدي��ه رواس��ب من الالنظ��ام البائد ف��ي أفعاله‬ ‫وتصرفاته ينبغي أن يتغير من فوره لألفضل وينبذ ما كان عليه‬ ‫ويق��رر من��ذ اليوم والدة إنس��ان جديد جدير بهذه الث��ورة النبيلة‬ ‫وبالدولة التي نود إنشائها وبالمبادئ التي نسعى إلرسائها ‪..‬‬ ‫فعال ً ما فائدة التغيير إن لم نتغير تغييرا ً جذريا ً نبدأه من أنفسنا‬ ‫وبأنفس��نا ثم من حولنا وفيمن حولنا حت��ى نصل للذروة ونحقق‬ ‫هدفن��ا المرجو وه��و القضاء على كل مخلفات الالنظام الفاس��د‬ ‫وبناء دولة الدستور والقانون والديمقراطية والعدالة والحرية ‪..‬‬ ‫هذه ثورتنا وهؤالء هم ثوارنا األحرار الشرفاء ‪!!!!..‬‬


‫‪22‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫زاوية حرة‬

‫راع‬ ‫كلكم ٍ‬

‫سليمان عوض الفيتوري‬ ‫كان لحديث وزير األوقاف والش���ئون اإلسالمية‬ ‫‪ ،‬حمزة أبو ف���ارس في بنغازي ‪ ،‬صحبة المفتي‬ ‫الصادق الغرياني ي���وم ‪ ، 2011 /12 /20‬حول‬ ‫إصالح الش���ئون الدينية ‪ ،‬مما جعلني أسطّر له‬ ‫ما يؤرقه ‪ ،‬اس���تجابة لما أكبر في���ه االتجاه إلى‬ ‫طلب المش���اركة عونا ً عل���ى تصحيح المفاهيم ‪،‬‬ ‫(فكلكم راع) ‪ ،‬وه���ذه البادرة تتضمن دعوة لكل‬ ‫وزير ‪ ،‬وتكليفا ً لكل مواطن يرى تبليغا ً يساهم به‬ ‫في اإلصالح المنش���ود ‪ ،‬وال بدعة فالمؤسسات‬ ‫العربية تهيئ صندوقا ً لمس���تخدميها للش���كاوى‬ ‫واالقتراحات‬ ‫وكان���ت اإليجابية مبع���ث االقت���داء ‪ ،‬وما على‬ ‫وزرائنا س���وى رحابة صدوره���م ‪ ،‬واإليجابية‬ ‫باالستعانة بخبرة األخصائيين ‪ ،‬ومتابعة الصحف‬ ‫الجادة ‪.‬‬ ‫وق ّراء ميادين في عددها ‪ 35‬في ‪2012 /1 /10‬‬ ‫اطّلع���وا على صفح���ة بعنوان (مس���اجدنا عبر‬ ‫السنين) ‪ ،‬وهذه صفحة عن الخطباء والمؤذنين‬ ‫‪ ،‬وال حياء في الدين يا ميادين‪.‬‬ ‫وبداية من حيث األذان‪:‬‬ ‫درء المفاس��د بمنع مكبرات الصوت ‪ ،‬فهي بدعة‬ ‫فيها من األذى المحرّم ش��رعا ً وقانونا ً ‪ ،‬وهللا يقول‬ ‫‪ :‬والذي��ن ي��ؤذون المؤمنين والمؤمن��ات بغير ما‬ ‫اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا ً وإثما ً مبيناً) ‪.‬‬ ‫وال يجوز لمسلم أن يروّع أخاه المسلم‪.‬‬ ‫األذان ‪ :‬ه��و إع�لان بدخ��ول وق��ت الصالة‬ ‫‪ ،‬كمن��دوب ‪ ،‬لم يعد أحد ف��ي العصر الحديث في‬ ‫حاج��ة إلى هذا اإلع�لان ‪ ،‬ال للس��اعات التي في‬ ‫البيوت وفي األي��دي ‪ ،‬وإنما في الهاتف المحمول‬ ‫‪ ،‬الذي يوقظك رنينه متى تش��اء ‪ ،‬وحسب التقويم‬ ‫المعد سلفا ً ‪ ،‬يحمل في الجيب ‪.‬‬ ‫وإذا كان األذى تحام�لاً فيم��ا يربو على مائة‬ ‫مئذن��ة فوقها أكثر من مكبر داخ��ل أحياء بنغازي‬ ‫مث�لاً ‪ ،‬فهذا اعتداء آث��م ‪ ،‬فيه إكراه للناس يجعلهم‬ ‫يكرهون الصالة ‪ ،‬ودليله أن رواد الفجر ش��رذمة‬ ‫من الجي��ران ‪ ،‬ودع غي��ر المكلّفين نس��اء وغير‬ ‫مس��لمين ‪ ،‬والصحي��ح ‪ :‬ال تجعلوا بيوتكم خربة ‪،‬‬ ‫والدين يسر‪.‬‬ ‫ول ّما كانت حاجة اإلنس��ان للنوم إبقاء ً على حياته‬ ‫تس��تغرق بضع س��اعات بالذات الصغ��ار ‪ ،‬ومن‬ ‫أس��وأ العادات الس��هر حتى منتص��ف الليل ‪ ،‬فإن‬ ‫كل انتق��اص له أثر س��يء ‪ ،‬والمالحظ بعد األذان‬ ‫بما يقارب نصف الس��اعة ‪ ،‬تب��دأ اإلقامة والجهر‬ ‫المن ّغ��م في الصالة ‪ ،‬والويل لمن يعترض ‪ ،‬ويبدو‬ ‫الضرر ف��ي الطالب والمرضى واألطفال ‪ ،‬ومن‬ ‫غير المستغرب ‪ ،‬الطيّار الذي من غير المسموح‬ ‫ل��ه إذا كان في مزاج متع ّك��ر وغير صافي الذهن‬ ‫لقلة الراحة البدنية والنفس��ية ‪ ،‬وصاحبنا ‪ ،،،‬على‬ ‫مقربة من جامع ‪ ،‬فالتجأ إلى اللجان الثورية طالبا ً‬ ‫الحماية‪.‬‬ ‫* ومن أس��وأ المس��اويء ما طرأ خالل األشهر‬ ‫الماضي��ة ‪ ،‬من رفع نبرة الجهر بدعاء القنوت في‬ ‫الظهر والعصر ‪ ،‬وبالتكبير بلهجة وافدة مصدرها‬ ‫الف��رس ‪ ،‬تلقيها األجه��زة المحمولة بأي��د ال تفقه‬ ‫حديث��ا ً ‪ ،‬وال تميّز بين الصحي��ح والزيف ‪ ،‬همها‬ ‫األص��وات المتداخل��ة م��ن المكب��رات ‪ ،‬في حين‬ ‫المساجد خاوية ‪.‬‬ ‫وكأن الن��اس قد فقدو التمييز بي��ن الصحيح وبين‬ ‫التمثيل ‪ ،‬واستمرأوا الضجيج والصخب ‪ ،‬مقرونا ً‬ ‫بذكر هللا ‪ ،‬وشجّعتهم إذاعة بنغازي الحرة ‪.‬‬ ‫أما الطامة الكبرى الت��ي أدخلت هؤالء المكبّرين‬

‫المنكرين دائرة الشرك فيما نسبوه إلى القذافي في‬ ‫تعاطيه السحر تغييراً لمجرى األحداث ‪ ،‬وتحكما ً‬ ‫في سير المعارك ‪ ،‬حتى أنه يهدم المساجد حتى ال‬ ‫يفسد التكبير سحره ‪.‬‬ ‫والش��رك ه��و األعتق��اد ب��أن لغي��ر هللا أث��راً في‬ ‫تصاريف األقدار وتدبير الكون‪ ،‬وكما سلف على‬ ‫هؤالء أن يجددوا إسالمهم‪،‬‬ ‫وألن ب��ث ه��ذا المفه��وم الخاطيء عل��ى أمواج‬ ‫األثير وفي الصحف ‪ ،‬إال أن مكبرات المآذن التي‬ ‫تخت��رق النوافذ والجدران بحناجر تنش��ر الرعب‬ ‫والفزع في قلوب المقاتلين ‪ ،‬وفي نفوس النساء ‪،‬‬ ‫وه��ذا المفهوم فيه إثارة لروح الهزيمة السياس��ية‬ ‫لم��ا يلقيه من رع��ب بين الناس وإضع��اف الجلد‬ ‫ف��ي االمة ‪ ،‬األمر الذي يجرّم��ه قانون العقوبات‬ ‫كجناي��ة علني��ة للجمهور ‪ ،‬وعلى مرأى ومس��مع‬ ‫من األوقاف ‪ ،‬باإلضافة إلى جرم إس��اءة استعمال‬ ‫الوظيفة ‪.‬‬ ‫* ومع كن��ه األذان فآمل أن يعود إلى ما كنا عليه‬ ‫مع عودة العلم والنشيد ‪.‬‬ ‫فه��ذا التنغيم في حد ذاته بدعة ‪ ،‬جاءت بما يعرف‬ ‫بالحنفي ‪ ،‬استهوى البعض ‪ ،‬وفشا دون اعتراض‬ ‫‪ ،‬وفرض نفسه مع بدعة المكبرات‪.‬‬ ‫والحنيفي��ة بريئة من هذه البدعة التي أس��اءت إلى‬ ‫الذوق السليم وإلى النطق القويم ‪،‬‬ ‫ال لفظة عربية يتكرر فيها( آآآ) قرابة عشرين (آ)‬ ‫‪ ،‬ليا ً بألسنتهم ‪.‬‬ ‫أم��ا ما كن��ا عليه ‪ ،‬المت��وارث ‪ ،‬كم��ا أ ّداه بالل ‪،‬‬ ‫ولهذا عند فيلم الرس��الة ن��أى المخرج عن البدعة‬ ‫‪ ،‬وأت��ى بش��بيه لبالل (علي أحمد س��الم) ‪ ،‬ليؤدي‬ ‫األذان كنداء بروحانية تستس��يغها األذن الواعية ‪،‬‬ ‫ويس��تطيبها الذوق الس��ليم ‪ ،‬وهو ما ينبغي العودة‬ ‫إليه كطابع أصيل ومنع ما عداه مع منع المكبرات‬ ‫‪.‬‬ ‫* وم��ن هن��ا يتوج��ب عل��ى الرات��ب المكلّف‬ ‫مراعاة ذلك ‪ ،‬وال يس��مح لم��ؤذن فضولي يتخيل‬ ‫طول عنقه‪ ،‬أن يؤذن خالف الموروث ‪.‬‬ ‫* جاء في كتاب (فقه السنة) لسيد سابق ‪( :‬األذان‬ ‫عبادة ومدار األمر في العبادات على االتّباع ‪ ،‬فال‬ ‫يجوز لنا أن نزيد ش��يئا ً في دينن��ا أو ننقص منه ‪،‬‬ ‫وفي الحديث الصحيح ‪( :‬من أحدث في أمري هذا‬ ‫ما ليس فيه فهو ر ّد) أي باطل)‪.‬‬ ‫(التغنّ��ي ف��ي األذان واللحن في بزي��ادة حرف أو‬ ‫حرك��ة أو م��د وهذا مكروه ‪ ،‬ف��إن أ ّدى إلى تغيير‬ ‫معنى أو إبهام فهو حرام من رفع الصوت بالدعاء‬ ‫ونحو ذلك في المآذن ‪ ،‬فليس بمسنون ‪ ،‬بل هو من‬ ‫جملة البدع المكروهة ألنه لم يكن في عهده صلى‬ ‫هللا عليه وسلّم وال في عهد أصحابه) ‪،‬‬ ‫* ويق��ول ‪( :‬م��ن تلبي��س إبليس ‪ ،‬م��ن قرأ على‬ ‫المن��ارة بصوت مرتفع فيمنع الناس من نومهم ‪،،‬‬ ‫كل ذلك من المنكرات )‪،‬‬ ‫* (الجهر بالصالة والس�لام على الرس��ول غير‬ ‫مشروع ‪ ،‬مثل هذا مكروه ‪ ،‬ويقول ‪ ،‬اإلمام محمد‬ ‫عبده مفتي الديار المصرية ‪ :‬المستحدثات ابتدعت‬ ‫للتلحين ال لش��يء آخر وال يق��ول أحد بجواز هذا‬ ‫التلحي��ن ‪ ،،‬وألن كل بدعة في العبادات على هذا‬ ‫النح��و فهي س��يئة ‪ ،‬ومن ا ّدع��ى أن ذلك ليس فيه‬ ‫تلحين فهو كاذب)‪.‬‬ ‫* ويقول اإلمام محمد الشعراوي ‪:‬‬ ‫(لي��س للم��ؤذن أن يوج��د ش��يئا ً بص��وت األذان‬ ‫وبلهج��ة األذان األصلية حت��ى ال يفهم الناس أن‬ ‫ذلك من صلب األذان ‪.‬‬

‫وع��ن التبليغ خلف اإلم��ام ‪ ،‬على اإلمام أن يجهر‬ ‫بالتكبير والتسميع والس�لام ‪ ،‬ويستحب التبليغ إذا‬ ‫لم يصل صوته ‪ ،،‬وإن قصد إعجاب الناس فسدت‬ ‫صالته) ‪.‬‬ ‫فمابالك باإلمام الذي يبلّغ بحنجرة المكبر إلى أبعد‬ ‫من فرسخ‪.‬‬ ‫الخالصة‬ ‫* إن م��ا ترم��ي إليه ه��ذه المالحظات ‪ ،‬ليس��ت‬ ‫تجدي��داً وإنما من باب التذكير ‪ ،‬وال أش��ك في أن‬ ‫القائمي��ن باألمر أكثر دراية وفهما ً وأش��د حرصا ً‬ ‫وغيرة ‪،‬‬ ‫* وعلى استحياء ‪ ،‬أرى تعزيزاً للنصر الذي تحقق‬ ‫‪ ،‬وتتويجا ً للمكاس��ب التي أنجزت ‪ ،‬أن ال يتخلّف‬ ‫رك��ب اإلصالح عن ت��دارك ما اعت��رى الجانب‬ ‫الدين��ي من قص��ور وتقصير وانح��راف ‪ ،‬فقد آن‬ ‫األوان إلزالة المستحدثات المستهجنة‪ ،‬وتصحيح‬ ‫المفاهيم الخاطئة ‪ ،‬وإال نكن قد خدعنا أنفس��نا‪ ،‬فقد‬ ‫كفى ما كان‪ ،‬وفيما يلي إيضاح الموضوع ‪:‬‬ ‫أوالً ‪ /‬إزال��ة مكب��رات الص��وت المبتدع��ة‬ ‫والتي ضرّها أقرب من نفعها ‪ ،‬وهي ليست صدقة‬ ‫جاري��ة كما يزعمون ‪ ،‬وال حاجة لإلمام بها إذا ما‬ ‫تعلّم الحضور اإلنصات للخطبة ‪ ،‬وال عليه إذا ما‬ ‫ترجّ��ل ليخاطبهم بلهجة الحجاج بن يوس��ف ‪ ،‬إذا‬ ‫ما كانوا بأجسامهم في المسجد وأفئدتهم سارحة ‪،‬‬ ‫وقد أمرنا باالستماع واإلنصات ‪،‬‬ ‫وف��ي عدم االنتباه رد على بدع��ة المكبرات ‪ ،‬ويا‬ ‫خسارة الطهارة واستقبال القبلة ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪/‬إعداد خطب الجمع م��ع مقتضى الفرائض‬ ‫والمناس��بات الديني��ة والتاريخي��ة مطبوعة تعمم‬ ‫‪ ،‬وف��ي ذل��ك توحي��د المجتمع وحت��ى ال يتخطى‬ ‫أحد مس��جده طعن��ا ً في إمام��ه ‪ ،‬ودرءاً للخرافات‬ ‫والخزعب�لات بصف��ة مجمل��ة عن��د بع��ض‬ ‫المغفلين‪،‬وه��ذه اللفظة أث��ارات حفيظة بعضهم ‪،‬‬ ‫وال يع��دو مدلولها عدم الفطنة ‪ ،‬وفي كتبنا القديمة‬ ‫الصفراء إش��ارة مألوفة إلى أن المؤلف في مسألة‬ ‫ما كان مغفالً رحمه هللا ‪.‬‬ ‫أم��ا المغفلين النافعين فقد أوردها المصلح خالد‬ ‫محم��د خالد ‪ ،‬ب��أن هن��اك ف��ي وزارة الخارجية‬ ‫البريطاني��ة ملفا ً للمغفلين النافعي��ن ‪ ،‬وتعني دعاة‬ ‫التخلّف والدروشة ‪ ،‬كما حصل عندنا في االعتقاد‬ ‫بأن لسحر القذافي تأثيراً على مجرى االشتباكات‬ ‫تبطل��ه التكبيرات بالمكبرات ‪ ،‬وهذا أش��به بمعتقد‬ ‫الهن��ود م��ن الحمى الصف��راء ‪ ،‬وعندما اكتش��ف‬ ‫الطب أن الس��بب بعوضة المالري��ا ‪ ،‬ثبتت براءة‬ ‫الجن والعفاريت‪.‬‬ ‫واجتاحت مصر الكوليرا (الهيضة) ‪ 1783‬فاندفع‬ ‫الناس إلى الجوامع يبتهلون إلى هللا أن يزيح عنهم‬ ‫البالء ‪،‬‬ ‫وف��ي اليم��ن أمره��م اإلمام ب��أن ي��رددوا (يا نار‬ ‫كونتي برداً وسالماً) فهي المطافي لمعتقد ديني ‪،‬‬ ‫وخمدت النار بعد أن أتت على مخازنهم ‪،‬‬ ‫ويب��دو أن مل��ف المغفلي��ن عامر ف��ي جماهيرية‬ ‫القذافي ‪ ،‬وأقول للذين ش��عروا بأنه��م المعنيون ‪،‬‬ ‫وصف المغفلين خير من اآلثمين ‪( ،‬يا ويلنا قد كنا‬ ‫ف��ي غفلة من هذا بل كنا ظالمين) ‪ ،‬وأقول أيضا ً ‪:‬‬ ‫(إن هللا ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ‪.‬‬ ‫ثالث���اً‪ /‬األذان الصحيح كما كان ‪ ،‬منعا ً لبدعة‬ ‫التلحي��ن وتنغيم اآلآت ‪ ،‬واختي��ار المؤذن األندى‬ ‫صوت��ا ً ‪ ،‬م��ن القائمين بش��ئون المس��جد ممن هم‬ ‫عل��ى اس��تعداد ‪ ،‬وال بأس من صن��دوق تبرعات‬ ‫لالحتياجات وإعطاء صفة الوظيفة العمومية للقيّم‬

‫ليتح ّمل المسئولية ممثالً لألوقاف‬ ‫أم��ا م��ا حدث في جامع (اإلم��ام الديلمي)‬ ‫*‬ ‫ف��ي خطب��ة ‪ ، 23/12/2011‬مم��ا تناوله برنامج‬ ‫إذاع��ة بنغازي المحلية التي تس��تضيف المش��ائخ‬ ‫‪ ،‬وج��رى االتص��ال م��ع الخطيب (حم��زة) ألنه‬ ‫تط��اول على القضاء والمحامين وكان االش��تباك‬ ‫باأليدي وما أس��فر عنه التش��اجر من اختصاص‬ ‫العدال��ة ‪ ،‬خ�لاف تعرّضه للرياضة ي��وم الجمعة‬ ‫‪ ، 16/12/2011‬باإلضافة إلى اإلطالة ‪ 50‬دقيقة‬ ‫‪ ،‬وط��رح كل هذا عل��ى البرنامج المنس��وب إلى‬ ‫األوق��اف ‪ ،‬تقليالً من قيم��ة األئمة ‪ ،‬فقد غفل على‬ ‫أن المس��تحب في الخطبة هو التقصير ‪ ،‬وعموما ً‬ ‫االعتدال في الصالة وهناك س��ور قصيرة لحكمة‬ ‫‪ ،‬وفي الحديث ‪( :‬أأنت فتّان يا معاذ ؟ من أم الناس‬ ‫فليخف��ف) ‪ ،‬وما كان ليحصل ه��ذا لو أن الخطبة‬ ‫مدونة ال مرتجلة ‪.‬‬ ‫بقي ما تطرّق إليه فضيلة الشيخ في حديثه‬ ‫*‬ ‫في بنغازي ي��وم ‪ 2011 /12 /20‬حول التطرّف‬ ‫عن تهديد المرأة التي تنظّف المس��جد ليفقأ عينيها‬ ‫‪ ،‬فعل��ى األم��ن الوطني واج��ب الحماي��ة ‪ ،‬لكنها‬ ‫ذ ّكرتني بفرية في خطي��ب بمكبر الصوت ليصل‬ ‫إلى البيوت ‪ ،‬من أنه (صلعم) س��أل عن الس��وداء‬ ‫الت��ي تنظف المس��جد ‪ ،‬فأعلموه بموته��ا ‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫دلّوني على قبرها ليسألها عن أي أعمالها أفضل‪،‬‬ ‫لتق��ول ‪ :‬إنه قيامها بتنظيف مس��جدك ‪ ،‬اختالق ال‬ ‫يخلو من اإلفك والزيغ ‪.‬‬ ‫رابع���اً‪ /‬الجم��ع بين مش��تركتي الوق��ت الظهر‬ ‫والعص��ر ‪ ،‬والمغرب والعش��اء ‪ ،‬هذا مرجح عند‬ ‫اإلمامية ‪ ،‬وتقتضيه اللظروف المعاصرة ‪ ،‬توفيراً‬ ‫للوقت والحركة ‪ ،‬فالمشقة توجب التيسير ‪ ،‬والدين‬ ‫يس��ر ‪ ،‬وحيث المصلحة فثم ش��رع هللا ‪ ،‬وسيحمد‬ ‫ذلك الجميع ‪.‬‬ ‫وقد درجت مس��اجد تون��س العاصمة على الجمع‬ ‫المبارك وفيها جامع الزيتونة المباركة‪.‬‬ ‫خامساً‪/‬اإلذاعة‬ ‫وإذا كان األذان ‪ ،‬إع�لان بدخ��ول الوق��ت ‪ ،‬فهذا‬ ‫لج��ار الجامع وحس��ب ‪ ،‬وليس للمظه��ر والرياء‬ ‫‪ ،‬وم��ن هن��ا ينبغ��ي أن تكف اإلذاع��ة عن األذان‬ ‫كش��عيرة لها القداس��ة في النف��وس ‪ ،‬ال يجوز أن‬ ‫يس��تبدل بها صوت اآللة ‪ ،‬أو تس��جيل للمرحوم ‪،‬‬ ‫إن��ه العب��ث بعينه ال��ذي ال معنى ل��ه ‪ ،‬فهو تمثيل‬ ‫خالف الواقع ‪ ،‬بخالف التوقيت لقصور ذلك على‬ ‫العاصم��ة ‪ ،‬وباقي المدن والق��رى عليهم مراعاة‬ ‫فارق التوقيت ‪.‬‬ ‫م��ن الواض��ح أن األجه��زة المتوف��رة أغنت عن‬ ‫اإلذاعة ‪ ،‬وحتى بدون هذه وتلك ‪ ،‬فال مسلم يجهل‬ ‫متى تحين أوقات صالته أو اإلفطار ‪،‬‬ ‫* إذن اإلذاع��ة تم��ارس البدعة ريا ًء ‪ ،‬وعلى‬ ‫هيئ��ة األوقاف ‪ ،‬الوقوف ف��ي وجه االعتداء على‬ ‫هذه الشعيرة ‪ ،‬ومنع االبتذال ‪ ،‬فمكانها المساجد ال‬ ‫على موجات االثير‪ ،‬وال يخلو هذا من إهانة لألمة‬ ‫المسلمة بأسرها ‪ ،‬بمفهوم أنها لم تكن شيئا ً مذكوراً‬ ‫قبل اختراع اإلذاعة ‪،‬‬ ‫(إن ف��ي ذل��ك لذكرى لم��ن كان له قل��ب أو ألقى‬ ‫السمع وهو شهيد) ‪.‬‬ ‫وهللا م��ن وراء القص��د ‪ ،‬وهو الهادي إلى س��واء‬ ‫السبيل ‪.‬‬ ‫بنغازي في ‪2012 /1 /12‬‬


‫‪23‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫ثـورة ليبيا‪..‬اجنازات وملفات عالقة‪..‬ولكــن‪..‬؟‬ ‫عــلى الرفـــاعى زوبـــــى‬ ‫ل��و س��ألت أى ليبـ��ى قبل الس��ابع عش��ر من‬ ‫فبراير ‪،2011‬عمـا اذا كان يمكن اسقاط القذافـى‬ ‫وعصابت��ه الحاكم��ة بالحدي��د والنار‪،‬ألج��اب‬ ‫أكثره��م تفاؤال بعد أن ينظ��ر اليك نظرات تحمل‬ ‫مزيجـــا من مشاعر الش��ك والخوف والسخرية‬ ‫واليأس‪..‬قائال‪":‬رب��ك قـ��ادر على كل ش��ـىء"‪،‬‬ ‫فاس��ـــــــقاط كاب��وس القذاف��ى وعصابت��ه‪،‬كان‬ ‫حلم��ا ليس صعبا بل مس��تحيال ف��ى نظر ماليين‬ ‫الليبيي��ن المغض��وب على أمره��م‪ ،‬لذلك فان أى‬ ‫حديث عن نــجاحات الثــ��ورة الليبية‪ ،‬يغفل أنها‬ ‫أسقطت نظاما حديديا كنـــــظام القذافى الشرس‪،‬‬ ‫وبص��دور عارية ‪..‬فه��و حديث لي��س فقط يظلم‬ ‫ه��ذه الث��ورة المجيدة‪،‬ب��ل ينتق��ص ويهـ��ون"ان‬ ‫ل��م يك��ن يهي��ن" دمـ��اء الش��هداء‪،‬وجراحــــات‬ ‫المصابين‪،‬وتضحيات الش��بــــاب ودعم الش��عب‬ ‫ش��يبا وشبابا ونساء‪ ،‬وهى المفردات التى تشكلت‬ ‫منه��ا الثورة‪،‬وحقــق��ت بفضلهـــ��ا بع��د األرادة‬ ‫األلهية الغالبة نجــاحهــا‪.‬‬ ‫م��ن األنتق��اص والتـــهوي��ن أيض��ا أن نغفل‬ ‫أن الثـــــ��ورة الليبي��ة نجح��ت ف��ى تجفيف بئـر‬ ‫الفسـاد السياسى‪،‬الذى كان يعرف بأســم اللجـان‬ ‫الثوري��ة س��يئة الس��معة واألس��م‪..!!..‬هذا البئر‬

‫السياس��ى ظل يحكم فى البالد والعباد لمــدة أثنان‬ ‫وأربعون س��نة‪،‬وكان المطــبخ الرئيسى لصناعة‬ ‫خطــــ��ة التوريث التى س��قطت هى األخرى مع‬ ‫الوري��ث المــنتظر‪،‬تحت أقدام الث��ورة والثـوار‪،‬‬ ‫م��ن الظـــل��م كذلك أن يه��ون أو يغف��ل البعض‬ ‫ع��ن أنجازا عظيـــمــا قد تحــق��ق بعد الثـــورة‪،‬‬ ‫وه��ى حكــــــوم��ة التكنوقراط‪،‬والت��ى أب��ت اال‬ ‫أن تس��خـر كل األمكانيات الـــــمادية والبش��رية‬ ‫ف��ى العاصم��ة طرابل��س‪ ،‬وتهم��ش بقي��ة المدن‬ ‫األخرى‪،‬والت��ى خلق��ت الث��ورة بال��دم والع��رق‬ ‫وأرواح الشباب"مش قلـــــــتوا ويمارسوا جميعا‬ ‫نفس التخصصات‪،..‬وقالوا سنفتح مكتب للوزارة‬ ‫فى بنغازى‪..‬سكرتيرة ومش��غل بدالة العاصمة‪..‬‬ ‫تحملوا مايأتى‪.."!!..‬‬ ‫الظــل��م األكبر أن يكون هـ��ذا التغافل المتعمــد‬ ‫من الحكومة األنتقالية‪،‬وذلك التهوين مـــــتعمدا‪،‬‬ ‫لمج��رد أن الماليين م��ن الش��عب الطيب‪،‬تنادوا‬ ‫با لعا صمة ‪ . .‬عا صمتهم ‪ . . ! ! . .‬فأ صــــــبح��ت‬ ‫المركزية ضاربة أطنابها‪،‬وآخرها س��يادة وزيرة‬ ‫الصحة الــــــغت كل القرارات الس��يادية السابقة‬ ‫للمنطقة الش��رقية ونقلتـــها الى العاصمــة‪..!!..‬‬ ‫ه��ى التــدرىبــــعلم هذه األش��يئا‪،‬ألنـــها أمضت‬

‫أكثر من ثالث��ون عاما خ��ارج البالد‪،‬وبالـــتالى‬ ‫التحس بمايعانية المواطن الغلــبان من س��فر الى‬ ‫العاصمة لخت��م ورقة‪..!!..‬والصـــورة مش��ابهة‬ ‫عل��ى قــــــطاع النفط‪..‬الوزارة ومؤسس��ة النفط‬ ‫فى عمارة واح��دة فى العاصـــــــمة‪.!!..،‬ونفس‬ ‫أألختصاصات‪" !..‬وس��وف نباشر بفتــح مكتب‬ ‫فى بنغازى أهـــو مكتب‪..‬ألن بنغــازى العاصمة‬ ‫األقتصادية‪"!!..‬والعهـ��دة عل��ى م��ن أدع��ى"‪..‬‬ ‫وه��ذا مايـــبدو واضحـــا لم��ن يتـابع الفضائيات‬ ‫الليبية‪،‬فثمـة"مأتـ��م فضـائية" تغق��د يوميــا يلطم‬ ‫فيه��ا األعالميـــــــون وسياس��يون بل وأعضاء‬ ‫مجلس انتقالى‪ ،‬خـدودهـم ويش��قون جيوبهـم‪،‬ألن‬ ‫هنـاك من الق��رارات أتخذت م��ن قبـل الحكومة‬ ‫األنتقالية‪،‬وكأنه��ا قرارات حكوم��ة دائمـــة‪..!!..‬‬ ‫والحكومة غير معيرة أية انتباه لما يقولوا هـــؤالء‬ ‫المعتصمون خارج مقر دولــة الرئيس‪.!!..‬‬ ‫واذا كان للثـ��ورة انجــ��ازات من الظــلم عـدم‬ ‫األعتراف بهـا والبنـ��اء عليها‪،‬فان من الخـــطاء‬ ‫والخطـ��ر أن النعت��رف بأن هن��اك اخفاقات من‬ ‫أبرزهــ��ا القص��اص لش��هــداء الــثورة‪،‬مم��ن‬ ‫قتلهـــ��م أو أصــ��در أوامــر بذل��ك‪،‬أو تقاعــس‬ ‫ع��ن حمــايتهم‪،‬بمعنى آخــر ان لم تس��ارعوا فى‬

‫القصـــاص من زيف األحالم وتش��كيل المحكمة‬ ‫األن‪..‬فالتلوموا الثوار يوم ‪17‬فبراير‪،‬سيحاكموه‬ ‫بطريقتــه��م الخاصة‪..!!..‬وتبقــ��ى العدال��ة‬ ‫األجتماعي��ة والقضاء على الفس��اد من األهـداف‬ ‫األساسية للثــــورة والتى لم تتحقق بعــد‪..‬وال أريد‬ ‫أن أعدد الكثير منها فرجل الش��ارع ماأعتصم اال‬ ‫م��ن أجلهــــــا‪ ..‬ومش��روع التهميش الذى أخذته‬ ‫الحكوم��ة على عاتقها ونجحت في��ه بأمتــياز‪،‬قـد‬ ‫اليكون مفيـــدا فى األيـــام القادمــة‪!!..‬‬ ‫ولكن السؤال الذى يطرح نفسه‪..‬هـل يكفى عـام‬ ‫واحـ��د بعــد الثـ��ورة بكل مافيه م��ن أحــــــداث‬ ‫وتــداعيات لهــا لتحقيــ��ق هــذه األهـداف‪..‬؟؟‪..‬‬ ‫أريـد أن أهمــس لمعالى رئيس الوزارة‪".‬نـــريد‬ ‫أفعـــاال ال أقــواال"‪..‬فالش��عب اليس��تطيع تحمل‬ ‫‪ 42‬عاما باألضافــة الى عــام الثـــــورة‪!!..‬‬ ‫واليس��عـــنى اال أن أبــارك من ناضــل‪،‬وقاتل‬ ‫وأستشهــد‪،‬ومن ذهبت أطرافهم هبــاء‪..،‬لـــــكل‬ ‫مكلومة فى ابنها أوزوجهــا أو نفس��هــا العفيفة‪..‬‬ ‫لكل هــؤالء أبارك لكم ثورتكم المباركــة‪،‬والتى‬ ‫يريد البعض أن يسرقها لنفسه‪..‬ولكن الثوار الذين‬ ‫لم يرهبهم نظام المقبور‪..‬لـن يرهبــــهـم أى نظام‬ ‫آخـــــــر‪...‬كل سنة والجميع بخيــــر‪..‬‬

‫هل حقًا ْ‬ ‫أعرَِتض على اقتحام مقر اجمللس؟‬ ‫هل املخطئ هم من اقتحموا املقر أم من كانوا جيتمعون فيه؟‬ ‫غيداء عمران بورويس‬ ‫بدأ إعتصام ميدان الش��جرة بمدينة بنغازي بمس��يرة س��لمية‬ ‫عش��ية ي��وم ‪ 2011 /12 /12‬م��ن قب��ل ع��دة ق��وى وتجمعات‬ ‫شبابية ونس��ائية‪ ،‬من ضمن المطالب الموجهة مباشرةً للمجلس‬ ‫الوطني االنتقالي هي الش��فافية بنشر محاضر جلساتهوعالنيتها‬ ‫وتقدي��م اقرارات الذمة المالية العضائه وتعهدهم بعدم الترش��ح‬ ‫النتخاب��ات المؤتم��ر الوطن��ي أو مناصب قيادي��ة والعمل على‬ ‫اج��راء انتخاب��ات المؤتم��ر الوطني ف��ي وقتها المح��دد‪ ،‬كذلك‬ ‫ع��زل ممثلي بنغازي بالمجلس ودعوة المدن األخرى الى إعادة‬ ‫النظ��ر في ممثليهم‪ .‬ما عداها من مطالب تختلط فيها المس��ئولية‬ ‫عل��ى المجلس والحكومة معا ً منها بيان الدخل القومي من النفط‬ ‫وأوج��ه الصرف منذ قيام ثورة ‪ 17‬فبراير‪ ،‬وتفعيل الالمركزية‬ ‫اإلدارية وغيرها‪.‬‬ ‫مطالبه��م أضحت معروفة وناقش��ها وراجعه��ا وأقرها الجميع‪،‬‬ ‫وقيل عنها إنها حقوق وليست مجرد مطالب‪.‬‬ ‫استمرت المسيرة وقرر البعض من المشاركين التخييم في‬ ‫الميدان وبداية اعتصام مفتوح لحين اس��تجابة المجلس الوطني‬ ‫والحكومة المؤقتة لهذه المطالب‪.‬‬ ‫بع��د مرور ش��هر من عُمر االعتصام‪ ،‬المش��هد ل��م يتغير‪،‬وهو‬ ‫مشهد معتصمين غاضبين لم تمنعهم برودة الشتاء من االحتشاد‬ ‫في الهواء الطلق‪،‬لم تصلهم ردود فعل مقنعة من إدارة واعضاء‬ ‫المجل��س الوطن��ي تعبر ع��ن تواص��ل المجلس م��ع مطالبهم‪،‬‬ ‫وشارع محتقن من االستجابة البطيئة لهذه المطالب وغيرها‪.‬‬ ‫م��ا أجده أهم مطلب‪،‬وس��بب كل االحتقان في الش��ارع الليبي‬ ‫هو‪ :‬الشفافية‪.‬‬ ‫الش��عبيقول للمجلس ماذا انتم فاعلون بنا وبمصيرنا!؟كما أننا ال‬ ‫نعرف عددهم‪ ،‬اس��ماءهم‪ ،‬س��يرهم الذاتية‪ ،‬وأحسب أنهم جميعا ً‬

‫رئاس��ة وأعضاء وأمانة سر المجلس ال عذر لهم في ظل العالم‬ ‫التكنولوجي الذي نحن فيه‪.‬‬ ‫في خالل هذا الش��هر من عمر االعتصام حصل التالي‪ :‬قيل أن‬ ‫أعضاء المجلس س��يوقعون على تعهدات بعدم الترشح للمؤتمر‬ ‫الوطن��ي ومن منهم اليقدم إقرار الذمة المالية قبل ‪2012 /1 /1‬‬ ‫س��تلغى عضويته‪.‬قلنا عظيم هناك اس��تجابة‪ ،‬ثم‪..‬تداولت وسائل‬ ‫اإلع�لام تقدي��م ثالثة من اعض��اء المجلس الوطني الس��تقالتهم‬ ‫لرفضه��م التوقيع على التعهد‪.‬أما محاض��ر اجتماعات المجلس‬ ‫وقرارات��ه وبيانات��ه‪...‬ال جديد بخصوصها‪ ،‬تجهي��ل كامل‪ ،‬وال‬ ‫حتى على صفحة المجلس الوطني على الفيس بوك التى تقتصر‬ ‫عل��ى أخبار مختص��رة‪ ،‬منها ذكر لبنود جدول أعمال جلس��ات‬ ‫المجلس‪ ،‬و ش��تان بين جدول االعم��ال ومحضر االجتماع! ثم‬ ‫بتاري��خ ‪ 27‬ديس��مبر صدرت معايي��ر النزاه��ة والوطنية و لم‬ ‫توضح آلية تفعيلها ‪.‬‬ ‫ثم ‪ ..‬ال شئ‪.‬‬ ‫لم ينش��ر عل��ى الموقع اإللكترون��ي للمجل��س وال على صفحة‬ ‫المجلسبالفيس بوك على هذه السير الذاتية وال اإلقرارات المالية‬ ‫أو التعهدات او االس��ماء الكاملة ألعضاء المجلس أو عددهم أو‬ ‫صورهم أو قرارات المجلس وبياناته ‪ ..‬ال شئ‪.‬‬ ‫ث��م ج��اء ي��وم االثني��ن ‪،2012 /1 /23‬وهو الي��وم الثاني‬ ‫واألربعون لبداية اعتصام ميدان الش��جرة ‪ -‬واللبيب باإلش��ارة‬ ‫يفهم ‪-‬حي��ث تحولت تظاهرةأمام مقر المجلس الوطني االنتقالي‬ ‫ف��ي مدين��ة بنغ��ازي ال��ى اقتح��ام وتحطيم وحص��ار وفوضى‬ ‫وجوالطين��ا‪ .‬وكان الخبر في حقيقة األمر مزعج ومفزع‪ ،‬خوفا ً‬ ‫من أي إنزالقات أو انحرافات أو بالعربي مواجهات مسلحة‪.‬‬ ‫انقضت تلك العش��ية بحمده بدون ضحايا‪ .‬ومس��ا ًء جلس��نا امام‬

‫التلفاز نسترسل بعض االخبار او المعلومات إن وجدت‪.‬‬ ‫وي��ا للمفاجأة ‪ ..‬ال نجد إال اعضاء المجلس الوطني وقد خرجوا‬ ‫ع��ن صمتهم إم��ا بمداخالت هاتفي��ة أو بمقابالت ش��خصية أو‬ ‫بتصريح��ات‪ ،‬ومؤتم��ر صحفي لس��يادة المستش��ار ولقاء آخر‬ ‫مط��ول لمدة س��اعة‪ ،‬ولقاءات ش��خصية مع آخري��ن‪ ،‬وصفحة‬ ‫المجل��س عل��ى الفيس ب��وك وقد ع��ادت إليها ال��روح ونبضت‬ ‫بالحي��اة أخيراً‪.‬واأله��م أجّ��ل المجلس إق��راره لقان��ون انتخاب‬ ‫المؤتمر الوطني وقرر إحالته على لجنة فنية استشارية‪.‬ثم الحقا ً‬ ‫بتاري��خ ‪ 28‬يناير أُعلن عن إطالق الموق��ع اإللكتروني الجديد‬ ‫للمجلس (وهو الي تاريخ كتابة هذه الس��طور يقتصر فقط على‬ ‫اس��ماء ‪ 57‬من االعضاء وصور بعضهم ومعلومات ش��خصية‬ ‫متواضع��ة عنهم وصورة م��ن التعهد الموقع منهم س��ابقا ً بعدم‬ ‫الترشح للمجلس الوطني‪ ،‬ولم تنشر بعد القوانين أو القرارات أو‬ ‫محاضر الجلسات إسوةً بموقع رئاسة الوزراء)‪.‬‬ ‫َكـ ّم من المعلومات واألحداث هائل خرجت إلينا في ظرف‬ ‫وجيز كادت ان تصيبنا بتخمة!‬ ‫خالصة القول أو السؤال الذي يطرح نفسه‪ ،‬هل كان الثمن اقتحام‬ ‫وتحطيم ليبدأ التواصل الرأسي بين المجلس والشعب؟هـل ندين‬ ‫هذا الفعل حقاً؟ أال يعد هذا االنتهاك لمقر المجلس هوالسبب في‬ ‫اس��تجابة المجلس لبعض الشفافية؟وس��بب ف��ي إنقاذ الوطن من‬ ‫قانون انتخابي تاريخي معيب؟‬ ‫يعن��ى ه��ل المخط��ئ ه��م من اقتحم��وا المقر أم م��ن كانوا‬ ‫يجتمعون فيه؟‬ ‫بنغازي في ‪ 29‬يناير ‪2012‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 7 ( 39-‬فبراير ‪)2012‬‬

‫وزارة الزراعة والثروة احليوانية والبحرية‬ ‫إعالن عن استثمار الوحدات اإلنتاجية مبشروع التأصيل‬ ‫تعل���ن وزارة الزراع���ة‬ ‫والث���روة الحيواني���ة‬ ‫والبحرية بش���ان طرح‬ ‫الوح���دات اإلنتاجي���ة‬ ‫المكونة لمشروع تأصيل‬ ‫دج���اج اللح���م بترهونة‬ ‫لالس���تثمار وفق قانون‬ ‫االستثمار رقم (‪ )9‬لسنة‬ ‫‪2010‬م ‪.‬‬ ‫وذلك وفق إحدى األنماط‬ ‫التالية ‪:‬‬

‫‪ .1‬استثمار مشروع تأصيل دجاج اللحم بترهونة لتربية األجداد فقط اإلنتاج‬‫كتاكيت أمهات اللحم بطريقة ( المشاركة مع الشركات األجنبية المتخصصة‬ ‫) وذلك بإعادة التأهيل وإدارة تش���غيل وتوفير مس���تلزمات وضمان تسويق‬ ‫المنتوج النهائي محليا ً وجزء منه خارجيا ً ‪.‬‬ ‫‪ .2‬اس���تثمار وحدات المش���روع في تربية أمهات اللح���م فقط إلنتاج بيض‬‫مخص���ب من قبل الش���ركات المحلية واألجنبية ( ع���ن طريق اإليجار طويل‬ ‫المدى ) ويتولى المستثمر تأهيل وتشغيل هذه الوحدات على نفقته ‪.‬‬

‫فعلى الش���ركات المحلية واألجنبية الراغبة في الدخول الس���تثمار‬ ‫الوحدات اإلنتاجية ان تقدم بعروضها إلى إدارة استثمار المجمعات‬ ‫اإلنتاجية التابعة لوزارة الزراعة والثروة الحيوانية والبحرية في‬ ‫موعد أقصاه ‪ 2012 /03 /10‬م‬

‫الى استفسار يتم االتصال بإدارة االستثمار مبقر الوزارة سيدي املصري بطرابلس‬

‫إعــــالن‬ ‫يعلن مركز المناهج التعليمية والبحوث التربوية التابع لوزارة‬ ‫التربي���ة والتعليم عن فتح باب التس���جيل بالمركز للش���ركات‬ ‫والدور والمطابع الوطنية المحلي���ة التي لديها القدرة المالية‬ ‫واإلمكانيات الفنية من اآلالت والمعدات التي تمكنها من طباعة‬ ‫الكتاب المدرسي (محلياً) داخل ليبيا ‪.‬‬ ‫فعل���ى جمي‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ج‬ ‫ها‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫لت‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫أن‬ ‫س في نفس���‬ ‫ها الكفاءة على طباعة‬ ‫وتوريد الكتاب ال‬ ‫مد‬ ‫ر‬ ‫س�‬ ‫��‬ ‫ي‬ ‫لل‬ ‫عا‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫لد‬ ‫را‬ ‫س���ي‬ ‫القادم ‪1434 1433-‬‬ ‫هجرى ‪-2013‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫مي‬ ‫ال‬ ‫دي‬ ‫ة‬ ‫ا‬ ‫الت‬ ‫صال بالم‬ ‫ركز شارع سيبويه –‬ ‫زواية الدهمان‬ ‫ى‬ ‫ط‬ ‫را‬ ‫بل‬ ‫س‬ ‫ه‬ ‫ات‬ ‫ف‬ ‫‪6‬‬ ‫‪340244‬‬ ‫ف���ي أجل أق‬ ‫ص‬ ‫اه‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫اي‬ ‫ة‬ ‫ا‬ ‫أل‬ ‫س‬ ‫��‬ ‫�ب‬ ‫و‬ ‫ع األول من‬ ‫ميالدية‬ ‫ش���هر فبراير ‪2012‬‬

‫العدد ‪ 7( 39‬فبراير‪2012‬م)‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.