العدد 52

Page 1

‫‪WWW.miadeen.com‬‬ ‫السنة الثانية العدد ‪ 8( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬

‫السنة الثانية‬

‫العدد ‪52‬‬

‫‪ 14 - 8‬مايو ‪2012‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 8 ( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪:‬زاهي بشير المغيربي‬

‫ثوابت وطنية‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬ ‫ميادين صحيفة ليبية متنوعة‬ ‫تصدر من بنغازي‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫مدير التحرير‬ ‫سامل العوكلي‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫هليل البيجو‬ ‫إشراف فين‬ ‫عمر جهان‬ ‫مدير إداري‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0925856779‬‬

‫لوحات داخلية‬ ‫عمر جهان‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬

‫يتعي��ن على الق��وى الوطنية إدراك أن ه��ذه المرحلة تمثل نقطة مفصلي��ة يتم خاللها‬ ‫وضع أس��س الدول��ة الديمقراطية الجديدة عبر صياغة دس��تور يعب��ر عن طموحات‬ ‫الليبيي��ن جميع��ا ويكون وفيا للتضحيات التي بذلها الش��عب الليبي من أجل تحقيق هذا‬ ‫الهدف السامي‪ .‬ويعني ذلك أن هذه المرحلة ليست مرحلة التنافس الحزبي على مقاعد‬ ‫برلماني��ة ف��ي انتخابات تش��ريعية عادية‪ ،‬كما أن��ه ال ينبغي أن يك��ون هناك رابحون‬ ‫وخاسرون في االنتخابات القادمة‪ .‬إن المرحلة مرحلة تأسيسية تتطلب توافقا مجتمعيا‬ ‫وتعاونا جماعيا لوضع دس��تور مؤس��س على عقد اجتماعي يعكس رؤية وآمال جميع‬ ‫مكونات المجتمع الليبي دون إقصاء أم تهميش‪.‬‬ ‫وه��ذا األمر يضع الق��وي الوطنية الليبي��ة بمختلف توجهاتها أمام مس��ؤولية تاريخية‬ ‫ويف��رض عليها االتف��اق على مجموعة من الثوابت الوطنية حول مضمون الدس��تور‬ ‫وعملية صنعه‪ .‬ومن أهم هذه الثوابت‪:‬‬ ‫‪.1‬التوكيد علي أن المجتمع الليبي مجتمع مس��لم‪ ،‬وأن إسالمه إسالم وسطي ومعتدل‬‫ال مكان فيه للعنف أو اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪.2‬التوكيد على أن ليبيا وطن واحد غير قابل للتقسيم تحت أي مسمى أو ذريعة‪.‬‬‫‪.3‬التوكي��د عل��ى أن الحكم المحلي واإلدارة المحلية الالمركزية هي الس��بيل لتحقيق‬‫التنمية المستدامة المتوازنة التي ال تهمش وال تستثني أي مكان أو جهة‪.‬‬ ‫‪.4‬التوكيد على ضرورة عدم إقصاء أم تهميش أي مكون من مكونات المجتمع الليبي‬‫أو أية جهة من جهاته من العملية الدستورية‪ ،‬وتغليب مبدأ المساواة في عملية انتخاب‬ ‫واختيار هيأت وضع الدستور نظرا لطبيعة العملية وخصوصيتها‪.‬‬ ‫‪.5‬التوكيد على ضرورة أن تتسم مجمل العملية بالشفافية والوضوح‪.‬‬‫‪.6‬التوكي��د عل��ى أن يكون التوافق‪ ،‬ولي��س التنافس‪ ،‬هو المبدأ الغال��ب للتوصل إلى‬‫دستور يعبر عن كل الليبيين‪ ،‬أو غالبيتهم العظمى‪ ،‬حتى يشعرون بشرعيته ويقاومون‬ ‫أية محاولة النتهاكه‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪27-3-2012‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 8( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬

‫‪03‬‬

‫تقارير إخبارية‬ ‫التجارب االنتخابية العربية واالنتخابات الليبية ‪...‬‬ ‫ميادين‪ -‬خلود الفالح‬ ‫تصوير‪ :‬جميلة الوحيدي‬ ‫نظم��ت وزارة الثقاف��ة والمجتم��ع المدني بمدين��ة طرابلس‬ ‫فاعلي��ات المؤتم��ر” نحن وصندوق االقتراع” تحت ش��عار‬ ‫“لليبيا صوتي” في الفترة من ‪ 4_29‬إلى ‪. 5_1‬‬ ‫أن موضوع االنتخابات الذي يبلور أبعاد المرحلة السياس��ية‬ ‫الليبية بين التحرير والوصول إلى مركز صنع القرار‪ ،‬تتخلله‬ ‫صعوبات في غياب المفاهيم وطرق الدعم وحول مش��اركة‬ ‫المرأة الليبية في االنتخابات هل هو البداية لتمكينها سياس��يا‬ ‫قالت المستش��ارة نعيمة جبريل “أن التمكين السياسي للمرأة‬ ‫الليبية بدأ منذ فترة طويلة أي مع حصولها على حق االنتخاب‬ ‫في الدستور الذي صدر العام ‪ 1964‬وبالتالي تم تمكينها من‬ ‫القضاء وفي كافة قطاعات العمل األخرى‪ ،‬وتضيف جبريل‬ ‫“الي��وم اطاللتها ودورها الكبير في ثورة الس��ابع عش��ر من‬ ‫فبراير ما هو إال امتداد لنضالها عبر التاريخ‪ ،‬المرأة في ليبيا‬ ‫ناضلت منذ أواخر القرن الثامن عشر وواكبت حركة التطور‬ ‫التاريخي للمرأة العربية والمس��لمة في العالم وحصلت على‬ ‫جميع حقوقها منذ عهد االستقالل”‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أهداف المؤتمر‬ ‫_مراجع��ة المفاهي��م والمصطلح��ات الغائب��ة ع��ن الثقاف��ة‬ ‫المجتمعية‪.‬‬ ‫_وضع المرأة أمام دورها الحقيقي من خالل‪ ،‬إش��راكها في‬ ‫التنمية السياسية‪.‬‬ ‫_كيفية التغلب على الضغوطات أثناء العملية االنتخابية‪.‬‬ ‫_كيفية دعم الترشيح من خالل التطبيقات وورش العمل‪.‬‬ ‫_أهمية ودور اإلعالم في العملية االنتخابية‪.‬‬ ‫_دعم المجتمع المدني إلدارة دورات تثقيفية وبرامج تدريبية‬ ‫م��ن اجل رف��ع الوعي لدى الم��رأة التي تتع��رض لضغوط‬ ‫اجتماعية أثناء االنتخابات‪.‬‬ ‫_ض��رورة التش��بيك مع المنظمات غي��ر الحكومية من أجل‬ ‫ضمان تبادل الخبرات‪.‬‬ ‫محاور المؤتمر‬ ‫أوالً‪ :‬مفاهي��م ومصطلحات‪:‬المواطنة ‪ -‬تمكين المرأة والنوع‬ ‫االجتماعي – الناخب – المترشح – المؤتمر الوطني – إدارة‬ ‫الحمالت االنتخابية‪.‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬مشاركة المرأة في االنتخابات” تجارب وشهادات”‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬دور السلطة االنتقالية في دعم مشاركة المرأة‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬المرأة ناخبة ومرشحة‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬صناديق االقتراع” مخاوف ومحاذير”‪.‬‬ ‫المرأة ومواقع القرار‬ ‫وحول التجربة االنتخابية التونس��ية قالت المحامية والناشطة‬ ‫الحقوقية سعيدة قراش “المشاركة السياسية للنساء في السابق‬ ‫كان��ت في إط��ار التوظيف‪ ،‬أم��ا ترش��حها لالنتخابات اليوم‬ ‫فاعتقد انه ديناميكية حقيقي��ة للبلدان العربية وهذا يعد مدخل‬

‫ريما فليحان‬

‫جدي لتمكين النس��اء سياس��يا رغم كل الصعوبات‪ ،‬فالمسألة‬ ‫ليس��ت س��هلة الرتباطها بم��وروث ثقاف��ي واجتماعي كبير‬ ‫ومجتمعاتن��ا العربي��ة ال أعتقد أنها متج��اوزة النظرة الدونية‬ ‫للنساء وهذه مسألة متغلغلة حتى عند النخبة وبالتالي المرحلة‬ ‫الحالي��ة هي بداي��ة تغيير العقلي��ات وفرض الذات النس��وية‬ ‫والنس��ائية في مجاالت العم��ل ومواقع الق��رار”‪ ،‬وأضافت‬ ‫قراش وطالما النس��اء مستثنياءات من دائرة القرار فال يمكن‬ ‫التوقع أن يكون هناك تغير حقيقي وحس حقيقي بأهمية دمج‬ ‫النساء في الدورة التنموية الشاملة‪.‬‬ ‫وع��ن الم��رأة والثورة الس��ورية قال��ت القاصة والناش��طة‬ ‫السياس��ية ري��م فليح��ان “ الم��رأة العربية ش��اركت في كل‬ ‫الث��ورات العربية بفاعلية‪ ،‬المرأة الس��ورية اليوم لديها دور‬ ‫رئيس��ي فهي المتظاهرة والمنس��قة والحقوقي��ة التي ترصد‬ ‫االنتهاكات وتدافع عن السجناء‪ ،‬وأيضا االعالمية والسياسية‪.‬‬ ‫وتضي��ف فليحان ال ش��ك هن��اك أصوات متطرف��ة تحاول‬ ‫تأطير دور المرأة وتهميشها وال أعتقد انهم قادرين على ذلك‬ ‫وسأتكلم هنا عن تركيبة المجتمع السوري‪ .‬لدينا اسالم معتدل‬ ‫وجمي��ل وهناك حالة م��ن التعايش والتس��امح وهذا طبيعي‪،‬‬ ‫فس��وريا مكونة من عدد كبير م��ن المكونات الدينية ولم يكن‬ ‫هناك طريق للصراع‪.‬‬ ‫وأوضحت فليحان” المرأة السورية منذ بداية القرن العشرين‬ ‫برزت بقوة حين كانت مناطق أخرى غارقة في الجهل‪ ،‬أيضا‬ ‫ف��ي العام ‪ 1918‬كان لدينا صالونات أدبية وفي االربعينيات‬ ‫برزت سيدات في الكفاح السياسي”‪.‬‬ ‫توصيات المؤتمر‬

‫فريدة العالقي‬

‫_ض��رورة توظيف التع��اون بي��ن كل المؤسس��ات المدنية‬ ‫والرس��مية م��ن اجل نش��ر الثقاف��ة الديمقراطي��ة‪ ،‬والتوعية‬ ‫ببرنامج االنتخابات‪.‬‬ ‫_التأكي��د على ض��رورة تمكين المرأة والش��باب‪ ،‬للوصول‬ ‫إلى مراكز اتخاذ القرار‪ ،‬والمش��اركة الفاعلة في بناء الدولة‬ ‫المدنية‪.‬‬ ‫_وض��ع الترتيب��ات الالزمة‪ ،‬والحرص علي توفر ش��روط‬ ‫المصداقية‪ ،‬والشفافية‪ ،‬وفقا للقانون‪.‬‬ ‫_تفعي��ل آليات المراقبة الفاعلة من قبل المنظمات المس��تقلة‬ ‫المحلي��ة والدولي��ة‪ ،‬ومكافح��ة مظاه��ر تزيي��ف التجرب��ة‬ ‫الديمقراطي��ة النات��ج عن المغ��االة في الحم�لات االنتخابية‬ ‫والصرف عليها‪ ،‬وتجييش المشاعر‪ ،‬التي من شانها ان تثير‬ ‫النعرات االيدولوجية او الجهوية والقبلية واالثنية‪.‬‬ ‫_توظي��ف وس��ائل االعالم بش��كل محايد يذكر المرش��حين‬ ‫بوعودهم وضرورة الوفاء بها كأولوية لبرامجهم‪.‬‬ ‫_التركيز على توعية المواطنين وخاصة النس��اء بواجباتهم‪،‬‬ ‫والتنبي��ه إل��ى إمكانية التالع��ب بحقهم في االختيار الس��ليم‬ ‫بحسب قناعاتهم ال بالرضوخ لرغبات اآلخرين‪.‬‬ ‫_التأكيد على الحقوق المكتسبة للنساء وعدم التفريط فيها بل‬ ‫مضاعفتها بالمزيد من التمكي��ن والمناصرة وإتاحة الفرص‬ ‫على اساس الكفاءة والخبرة‪.‬‬ ‫_التأكي��د عل��ى معالج��ة بعض نق��اط الضعف التي ش��ابت‬ ‫قانون انتخابات المؤتم��ر الوطني‪ ،‬وتالفيها في إعداد قانون‬ ‫االنتخاب��ات الع��ام‪ ،‬ومنها على س��بيل المث��ال” تعديل مبدأ‬ ‫التن��اوب في القوائم بين الرجال والنس��اء‪ ،‬واس��تبداله بمبدأ‬ ‫التناصف في النتائج” واعتباره مطلبا قانونيا هاما‪.‬‬

‫نزيهة رجيبة‬

‫نزيهة رجيبة وخلود الفالح‬

‫نعيمة جبريل‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 8 ( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬

‫سنة أوىل ميادين‬

‫بني حلظات التشكل واحللم باالستقاللية الصحفية‬ ‫ميادين‪ -‬خاص‬ ‫نظم��ت جري��دة ميادين بمدينة طرابلس ي��وم ‪ 5_1‬فاعلية‬ ‫ثقافي��ة احتف��االً بمرور عام��ا على إص��دار الجريدة‪ ،‬وتم‬ ‫خ�لال الحف��ل تكريم عدد من الش��خصيات الت��ي كان لها‬ ‫دوره��ا الفاع��ل في مس��اندة ميادين مادي��ا ومعنويا وهم‪:‬‬ ‫محمد كانون_ جمعة عتيقة_ س��مير جرناز_ دار المختار‬ ‫للنش��ر والتوزيع_ دار حسن الفقيه حس��ن_ فندق زميت‪.‬‬ ‫كم��ا تضم��ن الحفل أمس��ية ش��عرية ش��ارك فيها‪ :‬س��الم‬ ‫العوكل��ي_ أحمد بل��و_ اهليل البيجو_ عم��ر عبد الدائم_‬ ‫ليلى المصراتي‪.‬‬ ‫الطائر الحر‬ ‫قال��ت مدي��ر ع��ام جريدة‬ ‫ميادي��ن بطرابلس الباحثة‬ ‫فاطمة غندور" س��تحافظ‬ ‫ميادي��ن على اس��تقالليتها‬ ‫رغ��م م��ا نواج��ه م��ن‬ ‫صعوب��ات ومتاع��ب‪،‬‬ ‫ولكننا كطائر الحر يواجه‬ ‫الري��اح والغبار ويواصل‬ ‫المس��ير نحو الهدف وهذا‬ ‫ما نعمله من أجل استمرار‬ ‫الصحيف��ة ووصولها إلى‬ ‫الق��ارئ بم��ادة ترض��ي‬ ‫الصحفية الفرنسية هدى إبراهيم‬ ‫رغبت��ه وش��وقه للق��راءة‬ ‫والمعرف��ة"‪ .‬كما تم تكريم‬ ‫الصحفي الليبي فاضل المسعودي‪.‬‬ ‫وجوه مشرقة ليبية‬ ‫ق��ال الباحث م��راد الهوني ع��ن معرضه ال��ذي صاحب‬ ‫االحتفالي��ة والمتضم��ن حوالي ‪ 50‬ص��ورة فوتوغرافية‬ ‫لش��خصيات ليبية سياس��ية وأدبية وحقوقي��ة ورياضية "‬ ‫بع��ض الص��ور يع��رض‬ ‫للم��رة األول��ى ألنه��ا‬ ‫كان��ت س��ابقا ممنوعة من‬ ‫الع��رض وش��خصياتها‬ ‫من الصع��ب الكتابة عنها‬ ‫كالس��يد منصور الكيخيا‪،‬‬ ‫ه��ذه الص��ور بالنس��بة‬ ‫ل��ي تمث��ل ذاك��رة الوطن‬ ‫لش��خصيات م��ن مختلف‬ ‫ش��رائح مجتمعن��ا الليب��ي‬ ‫تمي��زوا وخدم��وا الوطن‬ ‫بجد وعزيمة وإخالص"‪.‬‬ ‫المكرم الصحفي الليبي فاضل المسعودي وأضاف الهون��ي" الكثير‬ ‫من الجالس��ين ف��ي القاعة‬ ‫ساهموا في مدي بالصور‪ ،‬فهذا االرشيف الوطني موجود‬ ‫في صفحة على الفيس ب��وك بدأت في تكوينها منذ عامين‬ ‫بعن��وان " وجوه مش��رقة ليبية" توثق لذاك��رة الوطن من‬ ‫خالل الصور والسير الذاتية"‪.‬‬ ‫الفيتوري وأصدقائه‬ ‫مراس��لة قناة فرنس ‪ 24‬هدى إبراهيم قالت " لي الش��رف‬ ‫ب��ان حضرت االجتماعات التأسيس��ية لميادين في أصعب‬ ‫مراحل الثورة الليبي��ة‪ .‬وكان رئيس تحرير الجريدة أحمد‬ ‫الفيتوري ورفاقه المؤسسين متفائلين رغم كل الصعاب"‪،‬‬ ‫وأضافت إبراهيم السيد أحمد الفيتوري كان صديقا مخلصا‬

‫ول��ن أنس��ى وقفته مع��ي عندما جئت إل��ى مدينة بنغازي‬ ‫لتغطي��ة أحداث الث��ورة الليبي��ة فقد كان يمدن��ي بخلفيات‬ ‫األح��داث وخيوط من التاريخ الليبي الحديث الذي لم أكن‬ ‫أعرف��ه‪ .‬بهذه المعلوم��ات أخذت تقاري��ري الصحفية بعد‬ ‫أفضل‪ ،‬لحد إنني عندما أذهب لبلد أخر أجد من يس��توقفني‬ ‫ويبدي إعجابه بعملي"‪.‬‬ ‫كما تحدثت إبراهيم عن الفيتوري كأخ كبير فقالت" عندما‬ ‫أكون على الجبهة وخطوط الهاتف مقطوعة لم أكن خائفة‬ ‫الن هناك أخ سيفتقدني إذا حصل لي أذى"‪.‬‬ ‫لحظات التشكل‬ ‫الش��اعر أحمد بلو من المؤسس��ين لجريدة ميادين فقد كان‬ ‫س��كرتير التحرير وص��ف التجرب��ة بالرائدة ف��ي تاريخ‬ ‫الصحافة الليبية وعن ذكرياته قال "عايشت لحظات تشكلها‬ ‫األول��ى‪ ،‬فق��د اش��تغلنا كمحررين وإداريي��ن ومصححين‬ ‫وطباعين"‪ ،‬وأضاف بلو" كن��ت أطبخ الطعام للمجموعة‬ ‫الت��ي لم يتعد عدده��ا أصابع اليد وكنت س��عيد بذلك" ولم‬ ‫يس��تمر أحمد بلو كس��كرتير تحرير"العفوي��ة التي تعاملنا‬ ‫بها كانت الس��بب وراء نجاح عملنا ومش��اركة الفيتوري‬ ‫هاجسه في إصدار جريدة‪ .‬التجربة تحتاج لجهد كبير وأنا‬ ‫لم أستطيع االستمرار فقدمت استقالتي"‪.‬‬ ‫ميادين والحقيقة‬ ‫مدير تحرير ميادين الشاعر سالم العوكلي قال‪ ":‬المشروع‬ ‫كان ف��ي مخيلة أحمد الفيت��وري منذ زمن بعيد‪ ،‬وأذكر انه‬ ‫اتصل بي في ش��هر مارس ‪ 2011‬من أجل إعادة صحيفة‬ ‫الحقيقة ولكن بعض المش��اكل وقفت دون ذلك‪ .‬ولم يتوقف‬ ‫حل��م الفيت��وري فكانت ميادي��ن التي وثقت األي��ام األولى‬ ‫من انتفاضة الش��عب الليبي ودع��م المجلس االنتقالي عبر‬ ‫التعريف بشخصياته‪ .‬كما اتفقنا أن يكون خطابنا اإلعالمي‬ ‫مختلف بعيدا عن الش��تائم واإلث��ارة وطرحنا موضوعاتنا‬ ‫بهدوء ومهني��ة"‪ ،‬وأضاف العوكلي " ت��م طباعة األعداد‬ ‫األول��ى في القاهرة ومرة أخرى بس��بب الظ��روف اتفقنا‬ ‫مع مطبعة النور في مدينة بنغازي وال انس��ى هنا ان اقدم‬

‫الشكر للعاملين بها الذين دعمونا وقدموها بشكل أفضل"‪.‬‬ ‫بعد الع��دد ال ‪ 16‬توقف العوكلي ع��ن العمل في الجريدة‬ ‫ولكن اس��مه مازال مكت��وب إلى هذه اللحظ��ة "هذه لفتة‬ ‫جميلة من صديق��ي أحمد‪،‬وتأتي الظروف م��رة ثالثة فانا‬ ‫لست من سكان بنغازي وعائلتي في مدينة درنة وتحتاجني‬ ‫لذل��ك توقفت"‪ .‬وتمن��ى العوكلي لميادين االس��تمرار بان‬ ‫تصبح مؤسسة كبيرة للنشر‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 8( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬

‫‪05‬‬

‫الكلمة وميادين حيتفال معا بالذكرى االولي لصدورهما‬

‫أحمد الفيتوري يسلم درع ميادين لمعتز البشاري ( مطبعة النور)‬

‫حين صدرت ميادين كانت تعاني من ش��ح الكهرباء أيضا‬ ‫‪ ،‬ف��ي أول مايو عام ‪2011‬م توف��رت اإلرادة فقط ‪ ،‬كانت‬ ‫جري��دة الكلمة قد صدرت في نفس الي��وم ‪ ،‬رئيس تحرير‬ ‫الكلم��ة صديق وابن الصابري حيث ول��دت وأعيش‪ ،‬كما‬ ‫جمعنا مسقط الرأس جمعتنا المهنة ‪ ،‬كنا طبعنا اربعة اعداد‬ ‫من ميادين في القاهرة وكان االستمرار مستحيال‪ ،‬لذا عدنا‬ ‫الي بنغازي ف��كان محمد المزوغي رئي��س تحرير الكلمة‬ ‫خير عون‪.‬‬ ‫م��ن ذا ومن غيره أكثر ج��اء االحتفال المش��ترك بذكرى‬ ‫االول��ي لصدور الصحيفتين‪ ،‬يوم الثالث��اء ‪ 1‬مايو ‪2012‬‬ ‫كان االحتف��ال ف��ي دار الكتب الوطنية ببنغ��ازي ‪ ،‬ميادين‬

‫محمد المزوغي يسلم درع ميادين لحسن بوليفة يتسلمه عمران بورويس‬

‫عرضت لوح��ات عمر جهان التي صدرت خالل اعدادها‬ ‫والكلم��ة اقام��ة معرض��ا لفن��ان الكاريكاتور عب��د الحليم‬ ‫القماطي كان ذلك عند العاشرة صباحا ‪.‬‬ ‫في المساء ومن الساعة السادسة مساء انطلق الجزء الثاني‬ ‫م��ن االحتفالية بتكريم مش��ترك للصحف��ي والكاتب أنيس‬ ‫الس��نفاز ‪ ،‬ثم وزعت شهادات ودروع تكريمة علي بعض‬ ‫ممن س��اهم في دعم الصحيفتين‪ .‬واقيمت أمس��ية ش��عرية‬ ‫لجم��ع من الش��عراء منهم ‪ :‬راش��د الزبي��ر و مفتاح ميلود‬ ‫وعبد الباس��ط بوبكر وعبد الحميد بط��او وادريس الطيب‬ ‫‪ ....‬وقام الفنان المخرج عبد السالم حسين بعرض أشرطة‬ ‫حول ثورة فبراير لمخرجين كانت االش��رطة المعروضة‬

‫عملهم االول ‪ .‬ولم تلق كلمات بالمناسبة في محاولة لتمييز‬ ‫فقد كثر الكالم خالل العقود الماضية وزاد هذه االيام‪.‬‬ ‫وفي اليوم التال��ي واصلت جريدة ميادين احتفالها حيث تم‬ ‫اجراء لقاء مع المؤرخ والكاتب مفتاح الس��يد الش��ريف ‪،‬‬ ‫وكان الح��وار معمقا لما قدمه هذا الكاتب والمؤرخ للمكتبة‬ ‫الليبي��ة من كت��ب حول المس��ألة الليبية‪ ،‬م��ن ترصد اليام‬ ‫االستقالل االول وتكون االحزاب في ليبيا منذ االربيعينات‬ ‫وحول السنوس��ية وغيرها من الموضوعات الليبية ‪ .‬وفي‬ ‫االع��داد القادم��ة س��نحاول تقديم بعض مما ج��اء في هذه‬ ‫الندوة ‪.‬‬

‫نكرم روح الصحافة يف يوم الصحافة العاملي ‪ 3‬مايو‬ ‫لم تحصل الصحافة في ليبيا منذ صدور صحيفة طرابلس‬ ‫الغرب ع��ام ‪1866‬م اال على االقص��اء والمطاردة ‪ ،‬ولم‬ ‫تخ��رج عن هذا اال ف��ي حقب��ة االدارة البريطانية وبعض‬ ‫م��ن مرحلة العهد الملكي‪ ،‬لك��ن ثمة مرحلة ازدهرت فيها‬ ‫الصحافة على المس��توى الفني هي فترة الس��تينات ‪ ،‬حين‬ ‫ح��دث تطور بين في الطباع��ة واالخراج الفني وكان ذلك‬ ‫بشكل رئيس من آثار النفط ‪.‬‬ ‫خرجت جريدة الحقيقة في ثوبها اليومي والنوعي وامتلكت‬

‫أ‪ .‬أنيس السنفاز‬

‫الجري��دة مطبعتها الخاصة‪،‬وخالل هذه الفترة كانت البالد‬ ‫ق��د زخرت بجيل تخ��رج من جامعتها الفتي��ة ومن هؤالء‬ ‫من س��يكون من كتاب ه��ذه الجريدة كنجم النجوم الصادق‬ ‫النيهوم ‪ ،‬ومن هؤالء أنيس السنفاز الذي تميز دون زمالئه‬ ‫ب��أن اتخذ م��ن الصحافة مهن��ة ‪ ،‬لقد كت��ب القصة ‪ ،‬كتب‬ ‫المقال��ة ‪ ،‬لكنه بقي مخلصا للمهنة رغ��م ازدراء المجتمع‬ ‫وحت��ى النخبة لهذه المهنة التي كانت على الهامش فهي لم‬ ‫تتحول الي مهنة حتى حينها‪.‬‬

‫أني��س الس��نفاز وجيله محمد وريث وأحم��د الرويعي عبد‬ ‫الرحمن الش��اطر والمرحومين محمد علي الحبوني وعبد‬ ‫الفت��اح المنصوري وغيرهم هم من جعل��وا من الصحافة‬ ‫مهنة في ليبيا ما بعد االستقالل‪.‬‬ ‫وأني��س كاتب صحف��ي ممي��ز ومحقق صحف��ي ومحرر‬ ‫صحفي كذلك ‪ ،‬وهكذا كما عمل في جريدة الحقيقة والجهاد‬ ‫عمل في جريدة العرب بلندن رفقة رش��اد الهوني مؤسس‬ ‫جريدة العرب ‪ ،‬ومن جعل من جريدة الحقيقة تلكم الجريدة‬ ‫المميزة في الستينات‪.‬‬ ‫عق��ب االنقالب العس��كري ال��ذي قاده الطاغي��ة كان أول‬ ‫الضحايا الصحافة ‪ ،‬وأنيس السنفاز الصحفي‪.‬‬ ‫هك��ذا تقريب��ا توقف الصحفي عن مهنته وت��م اقصائه منذ‬ ‫تم قبر الصحافة خ�لال العقود األربعة الماضية‪ ،‬ولم يكن‬ ‫باالم��ر الهين الدفاع ع��ن حرية الصحاف��ة ولو بالصمت‬ ‫الذي لم يكن مقبوال حينها‪ ،‬ولهذا واجه أنيس السنفاز النفي‬ ‫الداخل��ي بصم��ت المحتج ‪ ،‬كما واجهه غي��ره في المنافي‬ ‫خ��ارج البالد وفي الس��جون حيث س��جن ثلة م��ن الكتاب‬ ‫والصحفيين فيما عرف بقضية الصحافة‪.‬‬ ‫وله��ذا وبه نكرم في أنيس الس��نفاز روح الصحافة الجذوة‬ ‫التي اتقدت مع ثورة فبراير‪ ،‬ويوم الصحافة العالمي يكون‬ ‫ف��ي ‪ 3‬مايو أي بعد غ��د ‪ ،‬وفي بالدنا اطلقت الصحافة من‬ ‫عقاله��ا‪ ،‬ولعل هذا يجيء كتتويج لمس��يرة أنيس الس��نفاز‬ ‫وزمالئ��ه م��ن بذلوا م��ا بمس��تطاعهم من أج��ل أن تكون‬ ‫الصحافة مهنة الحرية وسلطة رابعة‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 8 ( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬

‫(ميادين) كثمرة لكفاح الصحافة الوطنيّة‬ ‫مفتاح السيد الشريف‬ ‫المتأ ّم��ل ف��ي تاري��خ الصحاف��ة الليبيّة‪ ،‬س��يالحظ قدم هذ‬ ‫التاري��خ ال��ذي واك��ب بدايات إص��دار الصح��ف وجلب‬ ‫المطاب��ع ف��ي بقيّة بل��دان العالم العربي منذ القرن التاس��ع‬ ‫عش��رة‪ ،‬وابث��اق نهضة فكريّ��ة تفتّقت عنه��ا حريّة الرأي‬ ‫والتعبي��ر‪ ،‬الرافع��ة األولى لحركات اإلس��تقالل الوطني‪.‬‬ ‫ومنمنفلة القول إن مجئ (المش��روطيّة) أو إعالن الدستور‬ ‫العثمان��ي‪ ،‬كان العام��ل الرئي��س الذي أدخل تل��ك البلدان‬ ‫إل��ى عه��د الحداثة التي ولجته��ا اإلمبراطوريّ��ة العثمانيّة‬ ‫متأثّرة باألنظمة الدس��توريّة في بلدان أوربا الغربيّة‪ .‬فمنذ‬ ‫ذلك العهد الذي بدأ س��نة ‪ ،1908‬ش��اهدنا إزدهار صدور‬ ‫الصحف والمطبوعات في كافة الش��ؤون باللغات التركيّة‬ ‫والعربيّ��ة‪ ،‬ب��ل والعبريّة‪ ،‬بحك��م ملكية أفراد م��ن الجالية‬ ‫اليهوديّ��ة للمطاب��ع‪ .‬ومما ال ري��ب في��ه أن حريّة إصدار‬ ‫ه��ذه الصحف ل��م تلجمه القواني��ن اإلس��تبداديّة أو الرقابة‬ ‫المتح ّكمة‪ ،‬فقانون (المطبوعات والمطابع) العثماني لس��نة‬ ‫‪ 1910‬نصّ على منح التراخيص طبقا للشروط للمتعارف‬ ‫عليها‪ .‬وفي أحكام العقوبات نصّت على عقوبة السجن من‬ ‫ش��هر إلى س��نة والغرامة الماليّة على أية مطبوعة تنشر‪:‬‬

‫“ما من شأنه إهانة أو تزييف األديان أو المذاهب أو تحقير‬ ‫العناص��ر المعروفة في البالد العثمانيّة”‪ .‬وقد عني بذلك ‪-‬‬ ‫تحت الفصل الثالث ‪ -‬ذم أو قدح السلطان ورؤساء وملوك‬ ‫ال��دول األجنبيّة وش��خصيّات الحكم والبرلم��ان‪ .‬على أن‬ ‫جميع الدعاوى والقضايا قد تُرك الفصل فيها للقضاء‪.‬‬ ‫وعندم��ا حك��م اإلس��تعمار اإليطالي ف��ي مرحلته األولى‬ ‫(الليبراليّة من ‪ ،))-1922 1911‬سارعت سلطاته إلى منع‬ ‫وحظر حوالي ‪ 15‬صحيف��ة عربيّة كانت معظمها تغطّي‬ ‫معارك اإلحتال ل وتُذكي من أوار المقاومة الشعبيّة ض ّده‪،‬‬ ‫وأحلّت محلّها الصحف والدوريّ��ات باللغة اإليطاليّة‪ ،‬إلى‬ ‫أن خضعت السلطة اإلس��تعماريّة سنة ‪ 1919‬لمفاوضات‬ ‫الصلح التي توّجت بإعالن الجمهوريّة الطرابلسيّة‪ ،‬وقبلها‬ ‫سيقتها المفاوضات في برقة التي أفضت إلى تكوين الحكم‬ ‫الذات��ي المحدود فيها وإنش��اء برلمان برق��اوي‪ ،‬وصدور‬ ‫قانون أساس��ي ف��ي اإلقليمين نصّ على حق��وق المواطنة‬ ‫المدنيّةالمتس��اوية ظاهري��ا م��ع اإليطاليّ��ة دون أن تُفعّ��ل‬ ‫جمي��ع أحكامه‪ .‬ورغم ذلك تم ّكنت مث�لا األقالم الحرّة في‬ ‫(اللواء) الطرابلس��يّة لصاحبها عثم��ان القيزاني إبتداء من‬ ‫سنة ‪ ،1919‬و(الوطن) البنغازيّة لصاحبه عوض بونخيلة‬ ‫إبتداء من ‪ 1920‬من الخ��وض في قضايا وأهداف الكفاح‬ ‫الوطن��ي باإلضافة إلى طائفة أخرى من الصحف الوطنيّة‬

‫عل��ى نفس النه��ج كالترقّ��ي والعصر الجدي��د والمرصاد‬ ‫والوق��ت والكش��اف و(ابي ق ّش��ة) وغيرها‪ .‬ولك��ن لم تدم‬ ‫فترة هذا (اإلنفراج) طويال‪ ،‬فعصف بها حكم موس��وليني‬ ‫الفاشيستي القمعي الدموي الذي خيّم على البالد منذ ‪1922‬‬ ‫وحت��ي ‪ ،1943‬فمنع وصادر جمي��ع حريّات الليبيين‪ ،‬كما‬ ‫ألغ��ى حقوقهم في إصدار الصحف العربيّة‪ ،‬باس��تثاء تلك‬ ‫التي تمجّد سياسات الفاشيست وتروّج لها‪.‬‬ ‫ثم جاءت فترة اإلدارة العس��كريّة البريطانيّة في طرابلس‬ ‫وبرقة‪ ،‬والفرنس��يّة في ف��زان‪ ،‬فاس��تؤنفت حركة إصدار‬ ‫الصحف والمجالّت بأنواعها في كل من طرابلس وبنغازي‬ ‫إعتبارا من س��نة ‪ ،1943‬ومن أبرزها تلك التي أصدرتها‬ ‫أحزاب الحرك��ة الوطنيّ��ة المناوئة لإلحت�لال البريطاني‬ ‫والمنادي��ة باإلس��تقالل والوح��دة‪ ،‬مثل صحيف��ة (الوطن)‬ ‫الناطق��ة باس��م"جمعيّة عمر المختار" ف��ي برقة وصحيفة‬ ‫(شعلة الحريّة) لسان حال "المؤتمر الوطني الطرابلسي”‪.‬‬ ‫فقد خاضتا المعارك من أجل هذه األهداف الوطنيّة ببسالة‬ ‫خالد الفاضلي مصوراَ وعبدالسالم حسين مخرجا ً‬ ‫واقتدار‪ ،‬إلى أن تحقّقت بصدور قرار اإلستقالل من األمم‬ ‫المتحدة في نوفمبر ‪ .1949‬وس��نالحظ أن مسائل الصحف‬ ‫والنش��ر نظّمها ف��ي طرابلس الغرب قان��ون المطبوعات التعريفات والشروط القانونيّة المتعارف عليها عالميا‪،‬ع ّدد‬ ‫ال��ذي س��نته اإلدارة البريطانيّة في نوفمب��ر ‪ .1950‬وهو الم��واد الممن��وع نش��رها وأغلبه��ا منص��و ص عليها في‬ ‫ف��ي مجمله خال من فرض العقوب��ات الزاجرة‪ ،‬وإن تبنّى القواني��ن الدوليّ��ة‪ ،‬ولو أن��ه حظر اإلتصال بدول��ة أجنبيّة‬ ‫فرض الرقابة على المطبوع��ات الوافدة من الخارج‪ ،‬كما وتلقّ��ي أمواال منها بقصد الدعاية لها‪ ،‬أو نش��ر التحريض‬ ‫كان متبعا بموجب المرسوم الملكي اإليطالي لسنة ‪ 1933‬وما يمس بأمن الدولة‪ ،‬وأخضع المخالفات للقانون الجنائي‬ ‫ف��ي كل من طرابلس وبرقة‪ .‬يضاف إلى ذلك بعض أوامر الليبي‪ ،‬وحدد عقوبة الس��جن بأالّ تتجاوز السنتين‪ .‬كما أنه‬ ‫التعطي��ل واإلغالق لفترات قصيرة كانت تصدر بقرارات أعطى صالحيّة الرقابة على المطبوعات األجنبيّة لمديري‬ ‫إداريّة‪ ،‬بفعل تطوّرات المعركة ضد التآمر اإلس��تعماري المطبوعات اإلتحادي والوالئي‪ ،‬وهي صالحية مطلقة في‬ ‫أو ضد قيود المعاهدات والهيمنة األجنبيّة‪.‬‬ ‫المنع والمصادرة واإلحالة إلى القضاء‪ .‬ومن ناحية أخرى‬ ‫وعندم��ا ح�� ّل عه��د اإلس��تقالل الوطني كان��ت الصحافة أج��از نقد كافة المس��ؤولين المنوطة بهم الش��ؤون العامة‪.‬‬ ‫ينظّمه��ا ف��ي برقة قان��ون المطبوعات من��ذ يناير ‪ 1950‬وق��د جرى كل ه��ذا في كنف حكم رغم أنه كان دس��توريا‬ ‫والذي أصدره آنئذ الس��يد إدريس أمي��ر برقة‪ .‬وهو قانون وبرلمانيّا‪ ،‬فقد اعتورت��ه مثالب وتصرّفات قمعت حريّات‬ ‫مل��يء بأوام��ر زجريّة وعقوبات غير مش�� ّددة‪ ،‬فمعظمها‬ ‫تمثّ��ل ف��ي دفع غرام��ات ماليّة‪ ،‬ولم تتجاوز فترة الس��جن‬ ‫س��نة واحدة‪ .‬كما ر ّكز على مراقبة المطبوعات األجنبيّة‪،‬‬ ‫وأعط��ى صالحيّ��ات مطلق��ة لوزي��ر الداحليّة ف��ي المنع‬ ‫والمص��ادرة واإلغالق‪ .‬وك ّل من عايش نلك الفترة يش��عر‬ ‫بأن هذا القانون‪ ،‬ال��ذي كان من وحي المعتمد البريطاني‪،‬‬ ‫قد (فُصّل) على جمعيّة عمر المختار ولسان حالها صحيفة‬ ‫"الوط��ن"‪ ،‬إذ كان��ت تق��ود المعركة المناهضة للس��يطرة‬ ‫اإلستعماريّة والمطالبة بالوحدة والسيادة الوطنيّة‪ ،‬فكانت‬ ‫الصحيف��ة الوحي��دة ومعه��ا زميلته��ا مجلّة (ليبي��ا) اللتين‬ ‫تعرّضت��ا ع ّدة مرات ألوامر التعطي��ل والمصادرة‪ ،‬إذا ما‬ ‫اس��تثنينا جريدة (التاج) القريبة م��ن القصر الملكي والتي‬ ‫أغلق��ت بس��بب مقال يمدح رئي��س "الجمعيّ��ة" بقلم كاتب‬ ‫أحمد خليفة مذيعا ً وراشد الزبير شاعا ً‬ ‫هذه الس��طور‪ .‬على أن س��نوات اإلستقالل شهدت دفقا في‬ ‫إصدار الصحف وتنوّع وسائل اإلعالم التي انض ّمت إليها‬ ‫اإلذاعتان المسموعة والمرئيّة‪ ،‬بعد أن أكانت مقتصرة على التعبي��ر في بعض المراحل‪ ،‬وأوله��ا قرار إلغاء األحزاب‬ ‫المطبوع��ة‪ ،‬وعلى محطتي اإلذاعة المس��موعة المحليّتين من��ذ‪ 26‬فبراي��ر ‪ 1952‬ال��ذي ج��اء عق��ب إضطرابات‬ ‫في طرابلس وبنغازي التابعتين لإلدارة البريطانية المؤقتة‪ .‬اإلنتخاب��ات في طرابل��س وفي صيغة أم��ر إداري وليس‬ ‫وكان قانون المطبوعات والنش��ر اإلتحادي الذي صدرفي بموجب قانون من البرلمان الذي أضحى السلطة التشريعيّة‬ ‫يوليو ‪ ،1959‬هو القانون الشامل المفصّل األوّل الذي نظّم الوحيدة في البالد‪ .‬وترتّب عن ذلك أن شهدت البالد فترات‬ ‫هذا النش��اط في جميع أنحاء ليبيا المستقلّة‪ .‬فنصّ في مادته توتّ��ر واحتق��ان أملتها في األغلب التط��وّرات والتأثيرات‬ ‫األولى على أن ‪“:‬الصحافة والطباعة حرّة ولكل ش��خص‬ ‫الحق في حريّة التعبير عن رأيه وفي إذاعة اآلراء واألنباء‬ ‫بمختل��ف الوس��ائل‪ ،‬وذل��ك في ح��دود الحق الدس��توري‬ ‫المنظّ��م بهذا القانون"‪ .‬بيد أن��ه باإلضافة إلى احتوائه على‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 8( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬

‫المنطلق��ة من دول الجوار وخاصة م��ن مصرالناصريّة‪.‬‬ ‫وق��د صاحبتها إنبثاق فترة إكتش��اف وتصدي��ر البترول‪،‬‬ ‫وم��ا أفرزته م��ن حراك وتطلّع��ات جدي��دة‪ .‬ورغم ذلك‪،‬‬ ‫اس��تم ّر النفس في حريّة التعبير متعاظما حتى وصل عدد‬ ‫الصح��ف اإلخبارية إلى ‪ 15‬صحيفة‪ ،‬والمجالّت إلى ‪13‬‬ ‫مجلّة‪ ،‬حوالي ‪ 70%‬منها مملوك للخواص‪.‬‬ ‫ولك��ن عندما نُكبت ليبيا بوقوعها في قبضة إنقالل ّ‬ ‫القذافي‬ ‫وزمرته في أول س��بتمبر ‪ ،1969‬تغيّرت مس��يرة الحياة‬ ‫فيه��ا وانحطّت أمورها في كافة المجاالت‪ .‬فقد ش��رع هذا‬ ‫النرجس��ي على الفور بمصادرة جميع الصحف المستقلّة‬ ‫التي كانت تعكس حركة إعالميّة نش��طة واسعة اإلنتشار‬ ‫وتتمتّ��ع بحريّة نس��بيّة لم تك��ن مطبّقة ف��ي دول الجوار‪.‬‬ ‫وانغم��س ف��ي االتروي��ج لحكم��ه الهمجي محتك��را كافة‬ ‫وسائل اإلعالم المطبوع والمسموع والمرئي‪ ،‬بل واعتقل‬ ‫وس��جن ج ّل الصحفيي��ن والمثقفين في أوائل الس��بعينات‪،‬‬ ‫بتهم��ة التواط��ؤ مع م��ا نعت��ه زورا بالعهد المب��اد‪ .‬ومنذ‬ ‫لك الحي��ن قمعت حريّة التعبير ب��كل أنواعه‪ ،‬وفرض أالّ‬ ‫ّ‬ ‫وتبث إالّ أقاويله وأخباره وترّهات��ه الكثيرة‪ .‬وبذخ‬ ‫تنش��ر‬ ‫أم��وال الخزينة عل��ى أصحاب األق�لام والمأجورين من‬ ‫بلدان المش��رق العربي على وج��ه التحديد‪ ،‬فانض ّموا إلى‬ ‫ره��ط من التبّع الليبيين‪ ،‬أدباء وصحفيين‪ ،‬الذين انصاعوا‬ ‫ليكونوا (تروسا) في آلة تفخيم وتعظيم شخصه إلى درجة‬ ‫التقديس‪.‬‬ ‫‪.‬ينم��ا أص��در ف��ي الوق��ت ذات��ه القان��ون رقم ‪ 76‬لس��نة‬ ‫‪ 1972‬وال��ذي نصّت مادته األولى عل��ى أن ‪“ :‬لصحافة‬ ‫والطباعة حرة‪ .‬ولكل ش��خص الحق فى حرية التعبير عن‬ ‫رأيه وف��ى إذاعة األراء واألنباء بمختلف الوس��ائل‪ ،‬وفقا‬

‫للحق الدس��توري المنظم بهذا القان��ون‪ ،‬وفى إطار مبادئ‬ ‫المجتم��ع وقيمه وأهدافه” وقالت مادته الثانية‪" ::‬ال يجوز‬ ‫فرض الرقابة على الصحف قبل نش��رها"‪ .‬أي أنه س��رق‬ ‫هذه العبارات من قان��ون العهد الذي نعته بالمباد‪ ،‬للتعمية‬ ‫والتضليل‪ ،‬إذ لم يطبّق قانونه هذا إطالقا‪ .‬بل وج ّمده ومنع‬ ‫ذكره في دوّامة (البروباجندا) المهولة عن كتابه األخضر‬ ‫ومواثي��ق حقوق اإلنس��ان الت��ي تحمل إس��مه وجوائزه‪.‬‬

‫حتى جاءت س��نة ‪ 1993‬التي أنشأ فيها (المؤسّسة العامة‬ ‫للصحافة) بكونها الجهة الوحي��دة المكلفة بإصدار وتملك‬ ‫الصح��ف والمج�لات السياس��ية واإلقتصاديّ��ة والثقافيّة‬ ‫واإلجتماعيّ��ة‪ .‬ودون أن تط��رف عينه خج�لا‪ ،‬أبقى على‬ ‫قان��ون ‪ 1972‬ولم يلغه‪ .‬وحت��ى حينما دخل العالم عصر‬ ‫الثورة اإلليكترونيّة‪ ،‬حاول أن يس��تغلّها لمآرب شخصيّته‬ ‫المريضة‪ ،‬فأكث��ر من جرائده على (النت) التي ال تختلف‬

‫‪07‬‬

‫محتوياتها عن جميع صحفه‪ .‬ولم يستش��عر أن هذا العصر‬ ‫الجديد سوف يزلزل األرض من تحت أقدامه‪ ،‬وسيستعمله‬ ‫ش��باب ليبيا‪ /‬مثل زمالئهم ف��ي تونس ومصر‪ ،‬لكي يطاح‬ ‫بحكمه المتعقّن ويدفن في رمالها إلى األبد‪.‬‬ ‫***‬ ‫كان��ت هذه لمح��ة تاريخيّة رأيت من الض��روري التذكير‬ ‫به��ا وأنا أح�� ّي بإعزاز مرور الس��نة األولى على صدور‬ ‫"ميادي��ن" الت��ي بزغت مع فج��ر الحريّة‪ ،‬فأس��همت في‬ ‫ترس��يخ وتزيي��ن محيّاه��ن بم��ا يحمله ك ّل ع��دد منها من‬ ‫تقاريرصحفيّة ومقاالت تاريخية وأدبيّة موثّقة ومصوّرة‪،‬‬ ‫وس��ط كم هائل من الصحافة الورقيّة التي ابثقت لتضاهي‬ ‫نشرات الشيكة العنكبوتيّة‪ ،‬فأعادت إلى ليبيا مناخ التعبير‬ ‫الحر وانعتاق الكلمة المكتومة‪ .‬وال يس��عني بهذه المناسبة‬ ‫إالّ أن أهنئ صاحب "ميادين" ورئيس تحريرها الصديق‬ ‫والمثقّف االوطني المناضل األس��تاذ حمد الفيتوري‪ ،‬الذي‬ ‫أعلم م��ا يبذله من جهد وعطاء في إخ��راج هذه (المجلّة)‬ ‫األس��بوعيّة‪ ،‬وأنه م��ن الذين "يؤثرون على أنفس��هم ولو‬ ‫كان��ت بهم خصاص��ة"‪ .‬وال غرو فهو م��ن المثقّفين ذوي‬ ‫الضمائرالمفعمة بالوطنيّة واإلعتزاز بالكرامةالشخصيّة‪،‬‬ ‫وه��م قلّة بعضهم ح��اول في عه��د الطاغيةالمظلم‪ ،‬البوح‬ ‫بص��وت ه��ذا الضمير ول��و تعبي��را بالرم��ز أو الكناية‪،‬‬ ‫فالقوا العنت والعذاب س��نوات طويلة في غياهب السجن‪،‬‬ ‫والبع��ض اآلخر أث��ر الصمت واإلنكفاء ال��ذي دام أربعة‬ ‫عق��ود‪ ،‬فرح��ل بعضهم يش��يعهم تكري��م واحت��رام أبناء‬ ‫وطنهم‪ ،‬وظ�� ّل الباقون معتصمين بحب��ل الصبر ليفرحوا‬ ‫بانبالج فجر الحريّة من جديد يوم ‪ 17‬فبراير‪.‬‬

‫اليوم العاملي حلرية الصحافة ‪ ...‬صحفيون بال حرية‬ ‫خلود الفالح‬ ‫أك��دت الم��ادة ‪ 19‬من اإلع�لان العالمي لحقوق اإلنس��ان‬ ‫أن" لكل ش��خص الحق في حرية الرأي والتعبير‪ ،‬ويشمل‬ ‫هذا الح��ق حرية اعتناق اآلراء دون أي تدخل‪ ،‬واس��تقاء‬ ‫األنب��اء واألفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وس��يلة كانت دون‬ ‫تقي��د بالحدود الجغرافية"‪ .‬من هذا االعالن اقرت الجمعية‬ ‫العامة لألمم المتحدة في ‪ _20‬ديسمبر_‪ 1993‬يوما عالميا‬ ‫لحرية الصحافة والذي يصادف يوم ‪ 3‬مايو‪.‬‬ ‫ليبيا أول مرة‬ ‫ف��ي مدينة بنغازي الليبية احتف��ل ألول مرة باليوم العالمي‬ ‫لحري��ة الصحاف��ة وق��ال رئي��س هيئ��ة تش��جيع ودع��م‬ ‫الصحافة‪ ،‬إدريس المس��ماري"بأن ليبيا تحتفل وألول مرة‬ ‫بحرية اإلعالم‪ ،‬مضيفًا أنه يجب على اإلعالميين االلتزام‬ ‫بأخالقيات المهنة الصحفية وأن نعمل بموضوعية وشفافية‬ ‫وبكل عين فاحصة على قضايا وإشكاليات الوطن"‪.‬‬ ‫ثورة الميديا‬ ‫وفي ظل الحراك الش��عبي الذي نش��هده يوميا‪ .‬نسأل كيف‬ ‫سيكون شكل وس��ائل االتصال في المرحلة القادمة؟ تقول‬ ‫االعالمي��ة بقن��اة فرنس ‪ 24‬ه��دى إبراهي��م الثورات هي‬ ‫محرك لكل ش��يء هي إعادة اعتب��ار وإعادة نظر في كل‬ ‫القوانين التي توضع لدولة أو مجتمع ما‪ .‬وتضيف إبراهيم‬ ‫فهي ليس��ت فقط مح��رك فقط إنما دافع إلع��ادة النظر في‬ ‫كل االم��ور ومنه��ا اإلعالم فل��و أخذنا على س��بيل المثال‬

‫ليبيا س��نجد هناك الكثير من القن��وات الفضائية والصحف‬ ‫والمج�لات مدعومة من ظ��رف أو آخر وهذا ليس المهم‪،‬‬ ‫إنم��ا المه��م ان المتلقي في المس��تقبل س��يكون لديه وعي‬ ‫يمكنه م��ن االختيار والتمييز وبرأيي ه��ذه التعددية مفيدة‬ ‫وهذا من نتاج الثورات العربية في المش��هد االعالمي كما‬ ‫في المشهد السياسي‪ .‬شعوبنا تريد من يحكي عن صورتها‬ ‫بش��كل حقيقي ومواز ومتع��دد دون ان يحتكر الحقيقة أحد‬ ‫بهذه التعددية تكتمل الصورة‪.‬‬ ‫وأضاف��ت الصحفي��ة بجريدة النهار سوس��ن أب��و ظهر"‬ ‫الثورات العربية ليس��ت ثورة سياس��ية لتغيير االنظمة بل‬ ‫هو ث��ورة اعالمية لخلق اعالم جديد يتس��م بالحرية بعيدا‬ ‫عن االعالم الرس��مي التقلي��دي‪ ،‬بعيدا ع��ن القمع لحرية‬ ‫الرأي‪ .‬لذلك على الدول التي تغيرت فيها االنظمة القمعية‬ ‫أال تع��ود للوراء وذل��ك بتغيير القواني��ن المفروضة على‬ ‫حري��ة الصحافة ومنح حرية أكبر للتدفق الحر للمعلومات‬ ‫وفي المقابل يجب على الصحفيين تطوير ادواتهم ليكونوا‬ ‫اكث��ر عصرية وانفتاحا"‪ ،‬وال تنكر أبو ظهر أهمية مواقع‬ ‫التواص��ل االجتماعي باعتبارها كانت المصدر الرئيس��ي‬ ‫لألحداث العربية في البداية‪.‬‬ ‫غيير مو كانو‬ ‫منح��ت المديرة العامة لليونس��كو‪ ،‬إيرين��ا بوكوفا‪ ،‬جائزة‬ ‫اليونس��كو – غييرمو كانو العالمي��ة لحرية الصحافة للعام‬

‫‪ 2012‬للصحفي وناشط حقوق االنسان اآلذربيجاني عين‬ ‫هللا فاتوالاليي��ف‪ .‬ال��ذي دافع خ�لال عمله المهني بش��كل‬ ‫حاسم ومن دون تردد عن حرية الصحافة وحرية التعبير‪.‬‬ ‫وقد س��جن عام ‪ 2007‬وأطلق سراحه العام الماضي بعفو‬ ‫رئاسي بمناس��بة يوم الجمهورية في أذربيجان‪ 26 ،‬مايو‪،‬‬ ‫األمر الذي حظي بترحيب دولي كبير‪.‬‬ ‫مقتل صحفي كل خمسة أيام‬ ‫أعلنت منظمة "مراسلون بال حدود" في بيانه لها بمناسبة‬ ‫الي��وم العالم��ي لحرية الصحاف��ة رفضها لوتي��رة العنف‬ ‫الهائل��ة ضد الصحافيين ومس��تخدمي االنترنت‪ ،‬وأضاف‬ ‫البي��ان "أنه منذ يناير ‪ 2012‬يتم قتل صحافي كل خمس��ة‬ ‫أي��ام"‪ ،‬وحس��ب البي��ان انه تم قت��ل ‪ 21‬صحافي��ا و‪ 6‬من‬ ‫مستخدمي االنترنت ال سيما في مناطق النزاع على غرار‬ ‫الصومال وسوريا‪.‬‬ ‫وأضافت المنظمة "الثورات الشعبية عام ‪ 2011‬وبالرغم‬ ‫من إس��قاطها عددًا من الحكام المتسلّطين ‪ ،‬فإنّها فشلت مع‬ ‫األسف في تقليص العدد اإلجمالي ألعداء اإلعالم"‪.‬‬ ‫عل��ى مس��توى القمع تعتب��ر اي��ران الى جان��ب اريتريا‬ ‫والصين وتركيا وس��وريا من اكبر سجون الصحافيين في‬ ‫العالم‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 8 ( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬

‫ناجي الفيتوري ‪ :‬الرسائل اليت حكمت على حممد مصطفى‬ ‫رمضان بالتصفية اجلسدية‬ ‫الحادي عش��ر من أبري��ل هو ذكرى استش��هاد الصحفي‬ ‫واإلذاع��ي الليب��ي محمد مصطفى رمضان الذي اش��تهر‬ ‫في الس��تينات والس��بعينات‪ .‬ففي يوم الجمع��ة ‪ 11‬أبريل‬ ‫‪ 1980‬وبعد فراغه من أداء صالة الجمعة في مسجد لندن‬ ‫المركزي‪ ،‬وبينما هو يغادر ساحة المسجد ليلتحق بزوجته‬ ‫وإبنته اعترض طريقه ش��خصان أطلق��ا عليه الرصاص‬ ‫من مس��افة قريبة في وضح النهار وأمام مرأى ومس��مع‬ ‫المصلين والمارة‪.‬‬ ‫كانت تلك الحادثة المروعة واحدة في سلس��لة من الجرائم‬ ‫التي خططت لها ونفذتها لجان التصفيات الجسدية التابعة‬ ‫للجان الثورية التي أسسها ويقودها العقيد معمر القذافي‪.‬‬ ‫بدأت عالقة محمد مصطفى رمضان بالعقيد معمر القذافي‬ ‫عبر سلسلة من الرسائل المفتوحة وجهها اليه خالل الفترة‬ ‫م��ا بي��ن ‪ 1972‬و ‪ .1977‬كان محمد آن��ذاك يعمل مذيعا‬ ‫في القس��م العرب��ي بهيئة اإلذاعة البريطاني��ة وكان مقيما‬ ‫ف��ي لن��دن‪ .‬والمعروف عنه أنه لم يك��ن عضوا في حزب‬ ‫أو تنظيم أو جماعة‪ .‬ولكنه اختار في رس��ائله تلك أسلوب‬ ‫النصيح��ة والنقد البناء والحوار الس��لمي مع القذافي الذي‬ ‫كان آن��ذاك يطرح أس��لوبا جديدا و"نظري��ات" جديدة في‬ ‫السياس��ة والحكم واإلقتص��اد واإلجتماع‪ .‬وكانت الس��مة‬ ‫الظاهرة فيما طرحه القذافي مزيجا من القومية واإلسالم‪.‬‬ ‫وكان اإلس�لام هو القضية الكبرى التي تشغل فكر محمد‬ ‫مصطفى رمضان واهتماماته‪.‬‬ ‫تجاوب القذافي مع تلك الرسائل المشحونة بالتحليل والنقد‬ ‫البن��اء أحيانا – الالذع أحيانا أخ��رى – بأن حاول إغراء‬ ‫محمد مصطفي رمضان الصحفي الليبي بإذاعة لندن‬ ‫الذي اغتاله نظام القذافي‬ ‫محم��د بالرجوع الى العمل اإلعالم��ي في ليبيا‪ ،‬ثم العمل‬ ‫ف��ي مالطا أو في لندن‪ .‬وكان اب��ن عم القذافي أحمد قذاف‬ ‫ال��دم هو حلقة الوصل بينهم��ا إذ كان له مكتب خاص في منذ األيام األولى النقالب س��بتمبر ‪ 1969‬لكش��ف مثالب‬ ‫لندن يتردد عليه‪ .‬وكان من بين مهامه استقطاب العناصر الحكم العس��كري والتندي��د بممارس��اته القمعية ومظاهر‬ ‫الليبي��ة الذكية والمؤهلة لإللتفاف ح��ول قيادة القذافي وما الفس��اد المالي واإلداري التي صاحبت��ه‪ ،‬والتعريض بما‬ ‫يطرحه من أفكار و"نظريات"‪.‬‬ ‫ينشره من انحراف فكري‪ ،‬والتسفيه الفلسفات والنظريات‬ ‫ولكن س��رعان ما ب��دأت عيوب القذاف��ي تتعرى‪ ،‬خاصة الشاذة التي كان يروج لها‪.‬‬ ‫إث��ر خطاب زواره المش��هور في ‪ 7‬أبري��ل ‪ 1973‬الذي وصادق��ت اللجان الثورية بتحريض من معمر القذافي في‬ ‫أعلن فيه ما أس��ماه "الثورة الثقافية"‪ .‬أودع على إثر ذلك ملتقياتها على برنامج التصفيات الجسدية وانبث عمالؤها‬ ‫الخطاب مئات من خريجي الجامعات والكتاب والمفكرين ف��ي م��دن مختلفة ف��ي العالم العرب��ي وأوروب��ا وأمريكا‬ ‫واإلعالميي��ن والمثقفي��ن الس��جن لمج��رد مناهضته��م لمالحق��ة كل من ل��ه موقف معارض‪ .‬وكان��ت التعليمات‬ ‫ألطروح��ات القذاف��ي‪ .‬وازدادت األمور س��وءا بعد تنفيذ تقول‪ :‬إذا لم تس��تطيعوا قتل رؤوس المعارضة فاقتلوا كل‬ ‫حك��م اإلعدام عام ‪ 1975‬في مجموعة من الضباط بتهمة من ينتقد النظام وال يرغب في العودة الى الجماهيرية‪.‬‬ ‫اإلش��تراك فيم��ا عرف بمحاول��ة عمر المحيش��ي عضو وهكذا أصبح محمد مصطفى رمضان وعش��رات الليبيين‬ ‫مجلس قيادة الثورة سابقا‪.‬‬ ‫في الخارج أهدافا في قوائم اإلغتياالت‪ .‬وقد خطط الغتياله‬ ‫كان محم��د مصطفى رمضان ف��ي مقدمة األصوات التي وأش��رف على التنفيذ موسى كوسا الذي قاد الزحف على‬ ‫انبرت لكشف مثالب الحكم العسكري والتنديد بممارساته الس��فارة في لندن ف��ي س��بتمبر ‪ 1979‬وكان بحكم األمر‬ ‫القمعي��ة ويمثل خطاب زواره نقط��ة تحول هامة جدا في الواقع هو س��فير ليبي��ا لدى بريطاني��ا‪ .‬وكان واضحا منذ‬ ‫مسيرة القذافي‪ .‬فقد برزت من خالله وبكل وضوح نزعة البداي��ة أن اله��دف م��ن تحويل الس��فارات ال��ى "مكاتب‬ ‫القذافي الفردية وروحه الدكتاتورية التس��لطية‪ .‬واتضحت ش��عبية" هو زرع عناصر المخاب��رات واللجان الثورية‬ ‫معال��م طموحات��ه السياس��ية ف��ي القضاء عل��ى مخالفيه‪ ،‬المدرب��ة على القت��ل واإلرهاب في البعثات الدبلوماس��ية‬ ‫وقم��ع جمي��ع أن��واع التجمع المع��ارض‪ ،‬وس��د الطريق وتسهيل تهريب األسلحة والمتفجرات‪.‬‬ ‫أم��ام كل الفئات ذات الطموحات السياس��ية تحت ش��عار بدأت حملة التصفيات الجس��دية م��ن داخل ليبيا مع أوائل‬ ‫تجريم الحزبية‪ ،‬والرغبة الجامحة في السيطرة واإلنفراد ع��ام ‪ .1980‬ففي فبراير قتل المحام��ي المعروف عامر‬ ‫بالسلطة واحتكار صناعة القرار‪.‬‬ ‫الدغي��س والمحام��ي محمد الصغير‪ ،‬وف��ي مارس صُفي‬ ‫واتج��ه القذاف��ي الى أس��لوب الحك��م بالوس��ائل القمعية‪ ،‬القانوني الشهير محمد حمي ثم المهندس محمود بانون في‬ ‫فس��ارع بإنش��اء "اللجان الثورية" التي كانت مهمتها منذ‬ ‫البداي��ة "حماية الثورة" وتجنيد جميع العناصر التي تمثل‬ ‫أي رف��ض أو معارضة لخط العقي��د القذافي أو تصفيتها‪.‬‬ ‫وكان للج��ان الثورية القدح المعلى ف��ي قمع اإلنتفاضات‬ ‫الطالبي��ة في الجامعات الليبية ف��ي أبريل ‪ 1976‬وأبريل‬ ‫‪ .1977‬فق��د تول��ت وأش��رفت عل��ى انته��اك حرم��ات‬ ‫الجامعات وطرد الطلبة وس��جنهم ونصب المش��انق لهم‪.‬‬ ‫ث��م انبرت الى عملي��ات الزحف على البي��وت واألمالك‬ ‫واألعمال التجارية والس��فارات الليبية حيث ش��رعت في‬ ‫تنفيذ برامج التصفيات الجسدية (اإلغتياالت) للمعارضين‬ ‫في الخارج‪.‬‬ ‫كان محم��د مصطفى رمضان – كما يتضح من رس��ائله‬ ‫الموجهة ال��ى القذافي – في مقدمة األصوات التي انبرت‬

‫أبريل‪ .‬أما في الخارج فقد اس��تهدفت الحملة سالم الرتيمي‬ ‫(رج��ل أعم��ال) ف��ي م��ارس وكال من محم��د مصطفى‬ ‫رمض��ان (إذاع��ي) وعبدالجليل الع��ارف (رجل أعمال)‬ ‫وعبداللطي��ف المنتص��ر (رج��ل أعمال) ومحم��ود نافع‬ ‫(محام) في أبريل‪ .‬ثم توالت العمليات واحدة بعد األخرى‪.‬‬ ‫كان محمد جادا وصادقا في رغبته في التحاور مع القذافي‬ ‫وأنص��اره‪ .‬واندفاع��ا من روح��ه اإلس�لامية الصادقة لم‬ ‫يتردد عندما دعي لإللتقاء بموسى كوسا‪ .‬وأبدى استعداده‬ ‫للتع��اون مع الس��فارة وتقديم المش��ورة فيم��ا يتعلق بدعم‬ ‫النشاطات والمؤسسات والمراكز اإلسالمية في بريطانيا‪.‬‬ ‫ورغم تحذير بعض أصدقائه له من مغبة تلك اإلتصاالت‬ ‫حافظ محمد على صلته بموس��ى كوس��ا الذي كان طوال‬ ‫الوقت يدب��ر مؤامرة قذرة للغدر به‪ .‬وفي يوم الجمعة ‪11‬‬ ‫أبريل ‪ 1980‬وفيما كان محمد يغادر مسجد لندن المركزي‬ ‫وق��د فرغ من أداء صالة الجمعة اعترض طريقه ش��ابان‬ ‫ليبيان أطلقا عليه الرصاص من قرب فأردياه قتيال‪.‬‬ ‫وأعلنت اللجان الثورية مسؤوليتها عن الجريمة بكل فخر‬ ‫واعتزاز‪ .‬ومنعت أهله من استقبال جثمانه وإقامة جنازته‬ ‫أو دفن��ه في بلده فأعي��د الجثمان للدفن ف��ي لندن‪ .‬وتبجح‬ ‫موسى كوسا في مقابلة مع صحيفة التايمز اللندنية بتاريخ‬ ‫‪ 10‬يوني��و ‪ 1980‬ب��أن اللج��ان الثورية ه��ي التي نفذت‬ ‫اغتي��ال محمد رمضان ومحمود نافع مؤكدا أن التصفيات‬ ‫ستتواصل على الساحة البريطانية‪.‬‬ ‫وف��ي مـحاكمة لم تس��تغرق أكثر م��ن ‪ 44‬دقيقة في لندن‬ ‫اعترف كل من بلحسن محمد المصري (‪ 28‬سنة) ونجيب‬ ‫مفتاح القاسمي (‪ 26‬سنة) ‪ -‬وكالهما ليبي – بارتكاب تلك‬ ‫الجريمة النكراء "تنفيذا لحكم الشعب"‪ .‬وصدر حكم على‬ ‫كل منهما بالسجن مدى الحياة‪.‬‬ ‫محمد مصطفى رمضان نموذج للشخصية الليبية المسلمة‪.‬‬ ‫في��ه الطيب��ة والعفوي��ة وروح النكت��ة‪ .‬كان يح��ب الخير‬ ‫للجمي��ع‪ .‬بش��وش‪ ،‬طيب القل��ب‪ ،‬نظيف الوج��ه‪ ،‬مرهف‬ ‫الحس والوجدان‪ .‬وكان ثاقب الذهن قوي الحجة‪ ،‬يغضب‬ ‫للحق ويثور من أجل اإلس�لام والمسلمين‪ .‬سالحه الوحيد‬ ‫الذي ش��هره في وجه طغيان القذافي واس��تبداده وتطاوله‬ ‫عل��ى اإلس�لام والوطن هو قلمه ولس��انه‪ .‬ولك��ن القذافي‬ ‫وزبانيت��ه في اللجان الثورية كان��وا على درجة عالية من‬ ‫الخس��ة والنذالة والحقد الدفين لم تس��مح لهم بتقبل الحوار‬ ‫الس��لمي أو اإلعتراف لمن يخالفهم الرأي بحرية التعبير‪.‬‬ ‫ول��ذا قتل��وا محمدا غيلة وغدرا‪ ،‬فنال الش��هادة وباؤوا هم‬ ‫بالخزي والذل والعار‪.‬‬ ‫وإنه ليش��رف هذا المنبر المتواضع أن ينش��ر تباعا خالل‬ ‫األسابيع المقبلة رسائل الشهيد التي وجهها للعقيد القذافي‪،‬‬ ‫علّه��ا تنبه األجيال الى حقيقة طبيعة النظام المس��تبد الذي‬ ‫ظ��ل يحكم ليبيا من��ذ عام ‪ .1969‬وهي وثائ��ق ذات قيمة‬ ‫تاريخي��ة عظيمة تؤكد أن أس��اليب هذا النظام في التعامل‬ ‫مع خصومه لم تتغير في جوهرها‪ ..‬وأنه مهما تمادى في‬ ‫غي��ه وتعس��فه وقمعه فإن ليبيا قادرة عل��ى أن تلد الرجال‬ ‫الش��جعان القادرين على الجهر بالحق ومواجهة السلطان‬ ‫الجائر مهما طغى أو تجبر‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 8( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬

‫‪09‬‬

‫سنة أوىل ميادين‬

‫انت ميادين‬ ‫كل عام و ِ‬ ‫زهرة الشيخي‬ ‫و الن��ي مهمل��ة و قليلة الكتابة كان االس��تاذ احمد يمس��ك ( صحيف��ة ميادي��ن ) يدي��ر تحريرها و يجم��ع موادها من‬ ‫بي��دي ألخط ما في جعبت��ي و يحثني علي القراءة و انتهاز هنا و هناك ‪ ,‬نش��رت بميادين عدة مقاالت ‪..‬حماس��ه غير‬ ‫وقت الفراغ الكثير الذي يمر من يومنا الماض ‪ ..‬ش��جعني ع��ادي الن تك��ون صحيفة ميادين االفض��ل و االبرز بين‬

‫عرفت��ه دائ��م االنش��غال ‪..‬ال وقت لديه إال للعم��ل و العمل‬ ‫المتقن ‪..‬صحفي ‪...‬كاتب ‪ ..‬ناقد ‪ ..‬ش��خصية تليق به الحياة‬ ‫و متعل��ق به��ا ‪ ,‬يجني ثم��ار مجهوده الذي يس��ميه (ثالثة‬ ‫فازي) بعرقه ‪ ,‬يقطف اللقمة من فم االس��د ذكا ًء ‪ ,‬تجذبني‬ ‫احاديث��ه ‪ ..‬ه��و قاموس ‪..‬فما ضاع من عمره في س��نوات‬ ‫فؤاد الدغيس ‪ -‬فاطمة عندور ‪ -‬رجب الهنيد ‪ -‬مصطفى بلعيد ‪ -‬محمد كانون‬ ‫السجن و حبست فيها القدرات هي اآلن طاقة تضخ ألق و‬ ‫تألق ‪ ..‬ال حصر ألصدقائه ‪ ..‬يحب نفس��ه كما اآلخرين ‪..‬‬ ‫هاتف��ه ال يتوقف عن الرني��ن ‪..‬يهاجمك في الحديث تضنه‬ ‫ع��دو ‪..‬و لكن اختالف االراء ال تفس��د لل��ود قضية معه ‪..‬‬ ‫ه��و اليوم هنا و غدا علي ارض اخري ينش��ر فيها االبداع‬ ‫و الثقاف��ة ‪ ..‬يعط��ي ليأخ��ذ و يأخ��ذ ليعط��ي ‪ ..‬يحب ليبيا‬ ‫‪..‬بنغ��ازي ‪..‬بيت��ه ‪..‬عمله و ال يحب إال ان يكون االس��تاذ‬ ‫احمد الفيتوري ‪..‬‬ ‫التقيت به المرة االولي س��نة ‪ 2000‬م تقريبا بالمستش��في‬ ‫عندما عرّفني به احد االطباء و طلب منّي مساعدته إلجراء‬ ‫ص��ورة ملونة للكلى ‪..‬توالت مراجعاته الطبية ‪ ..‬وكان في‬ ‫كل مرة يحضر لي معه صحيفة او كتاب ‪ ..‬اهداني روايته‬ ‫( سريب ) ‪ ,‬و اكتشف ان لي قدرة علي التعبير كتابةً عندما‬ ‫اعطيته رأيي في رواية (بيض النساء ) ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫عام ‪ 2006‬م عندما انطلقت (مدونة س��ريب) طلب مني‬ ‫المش��اركة فيه��ا ‪ ,‬ترددت في ان انش��ر ما اخربش��ه من‬ ‫مذك��رات يومية ليقراه��ا عامة الناس ‪ ..‬لكن التش��جيع و‬ ‫الدعم المعنوي هو ما س��اندني به االس��تاذ احمد ‪ ..‬جاءت‬ ‫تعليقات عن كتاباتي و من أس��اتذة احترمهم منهم االستاذ‬ ‫يوسف الشريف و د‪.‬محمد المفتي و االستاذ عطية االوجلي‬ ‫و االس��تاذ س��الم العوكلي و الس��يدة ليلي النيهوم ‪ ..‬كانت كثيرا علي فكرة جمع كتاباتي و تنقيحها و طبعها في كتاب سيل الصحف الذي انهمر بالعشرات ‪..‬‬ ‫فهنيئا ألس��تاذنا احمد الفيتوري السنة االولي – ميادين ‪..‬‬ ‫فرحتي كبيرة فخربشتي التي كنت القي بها سلة المهمالت ‪..‬ومازال المشروع يراوح مكانه ‪.‬‬ ‫بعد احداث ثورة ‪ 17‬فبراير ‪ ..‬قام اول شهر مايو بإصدار و أطال هللا عمرك عطاء ال ينضب معينه ‪.‬‬ ‫تلقي االعجاب !!‬

‫أمحد امليادين‬ ‫يوسف الشريف‬ ‫ال أحب عد العمر بالزمن لكني أحب العودة كثيرا لليوم أو‬ ‫حت��ى الدقيقة واللحظة التي عرفت فيها صديقا صار بعدها‬ ‫صديقا وطنا‪،‬وألن ذلك اليوم أو نلك اللحظة تملكني وأملكها‬ ‫فهي ممنوعة م��ن الصرف‪،‬وحدي أنا ووحدها هي نتبادل‬ ‫األس��رار واألحالم وانتظار ما ه��و أجمل‪،‬وانتظار ما هو‬ ‫أجم��ل البد أن يمر عبر صدي��ق‪،‬وذات يوم عرفته وعندما‬ ‫عرفت��ه تأكد عندي أن الحياة تفق��د قيمتها دون صديق‪،‬ألن‬ ‫الصديق هو النس��غ الذي تس��تمد من��ه قيمتها‪،‬والملفت في‬ ‫أحمد الميادين أنني كلما قابلته أو سمعته أو قرأته إال وكان‬ ‫س��ؤال الفعل ه��و هاجس��ه األول واألخير‪،‬وس��ؤال الفعل‬ ‫كان دائم��ا من أج��ل اآلخرين والمس��تقبل‪،‬وألنه كذلك فقد‬ ‫تميز بمش��اريعه التي يمس��ي عليه��ا ويصبح‪،‬يأتيني مكتظ‬ ‫بمشروع ويش��رحه بكل العنفوان والثقة حتى ليبدو أمامي‬ ‫س��اطعا مكتمال‪،‬أقول له دعنا نأخذه دار دار‪،‬يقول ال لنأخذ‬ ‫البي��ت كله ف��ي قبضة واحدة وبعدها س��تتخلق كل دار من‬

‫صحف ومجالت وس��يكون األمر يسيرا‪،‬لم يستطع هزيمة‬ ‫الخ��وف عندي‪،‬فبقدر ما كان خوفي كانت جرأته وبقدر ما‬ ‫كان ترددي كان تقدمه ثم كان للجرأة أن تمتلك فعلها عندما‬ ‫جاء أوانها‪،‬أس��ماها الميادين بضمير الجمع‪،‬االسم يختزل‬ ‫الجموع‪،‬الجموع المس��تترة وهي الت��ي يراهن عليها أحمد‬ ‫الفيتوري‪،‬فبع ش��هرين أو يزيد قليال صدر العدد األول من‬ ‫الميادين‪،‬ورغم خوفي من س��وء األحوال التي كانت سائدة‬ ‫إال أنن��ي كنت واثقا م��ن طموحه وال أزال‪،‬وكنت واثقا من‬ ‫جرأت��ه وال أزال‪،‬وقبل كل هذا كنت مؤمن��ا بكيانه الثقافي‬ ‫والوطني الذي لم يتوقف عن الفيضان في الشعر والرواية‬ ‫االديب يوسف الشريف كان حاضرآ ايظآ برغم حالته الصحيحة هذه و هو‬ ‫هنا صحبة االستاذ الفنان عبدالمجيد اخقيق و الكاتب الصحفى اسماعيل والنقد وتنوع النش��اط الصحفي بكل أطيافه‪،‬فعلها وخرجت‬ ‫ميادين بفعل جرأته وإصراره أن ينجز مشروعا متميزا في‬ ‫البوعيشى المشغول باعداد قهوته ‪.‬‬ ‫المش��هد الصحفي نحتفل اليوم بمرور عام على مولده‪،‬ويا‬ ‫ذاتها‪،‬فبع��د توقف جريدت��ي " الليبي الي��وم " عن الصدر له من مولد‪.‬‬ ‫قال لي ال تحزن لننش��ئ مؤسس��ة الليبي اليوم تصدر عنها‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 8 ( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬

‫العاشق اللييب للمسرح ‪ ...‬حممد العالقي‬

‫‪2‬‬

‫سلوى العالقي‬ ‫مسرح حممد العالقي ساس من أساسات املسرح يف ليبيا‬

‫الكاتب المس���رحي األس���تاذ علي الفالح – صديق محمد‬ ‫العالقي‬ ‫تعرفت على األس��تاذ محمد العالقي سنة ‪1988‬ف بمدينة‬ ‫طرابل��س أثناء مهرجان مس��رحي ‪ ،‬وبدأت صداقتي معه‬ ‫م��ن تلك الفترة حت��ى آخر أيام حياته‪ ،‬وكنا نتعاون س��ويا‬ ‫النجاز عمل مسرحي بعنوان (مصراتة) يحكي هذا العمل‬ ‫عن مالحم بطوالت ثورة ‪ 17‬فبراير ‪.‬‬ ‫يجمعن��ي أن��ا والعالق��ي حب المس��رح واإليم��ان بقضية‬ ‫المس��رح ودوره في اإلس��هام بتقدم المجتمع ‪ ،‬فنحن نهتم‬ ‫كثي��را بالتفاصي��ل التي تتمحور حول قي��م الصنعة ‪ ،‬وأن‬ ‫المس��رح له ذات عصية ‪ ،‬كل منا كان يركز على ش��يء‬ ‫‪ ،‬فأن��ا كنت أهتم بالتكنيك ف��ي معالجة التمثيل وأن الممثل‬ ‫ه��و أهم عنصر ف��ي عملية العرض المس��رحي ‪ ،‬ومحمد‬ ‫كان يرك��ز أكث��ر على طريق��ة اإلخراج والس��ينوغرافيا‬ ‫واإلضاءة والديك��ور ويكتفي بتوجيه الممثل وترك الباقي‬ ‫على اجتهاده الذاتي ‪.‬‬ ‫أكثر ما كان يتحس��س منه محمد هؤالء األدعياء والجهلة‬ ‫بالمس��رح ‪ ،‬وحقيق��ة هذا يؤلمه كثيرا ‪ ،‬فل��م يكن يتألم من‬ ‫نظ��ام القذاف��ي وقيوده يق��در ما كان يتألم م��ن زمالئه في‬ ‫المس��رح الذين يساعدون النظام في إفس��اد دور المسرح‬ ‫والفن عموما ‪.‬‬ ‫في المسرح وقضية المس��رح العالقي ال يجامل بتا؛ وفي‬ ‫هذا أنا أحسده صراحة ‪ ،‬فمثال عندما كنا في لجان تقييم في‬

‫المهرجانات المسرحية ويأتي أحد من هؤالء األدعياء كان‬ ‫يق��ول لهم ( انت ما تعرفش ‪ ..‬خالص‪ ..‬خالص مرة تانية‬ ‫) ‪ ،‬وفي ذات الوقت تجده مع هاوي المسرح ومن يريد أن‬ ‫يتعلم المس��رح رحب الصدر وال يبخل بش��يء من خبرته‬ ‫وتجربته في المس��رح ‪ ،‬محمد العالقي المخرج المسرحي‬ ‫الليبي أحد دعائم األساس للمسرح بليبيا ونقطة وعي مهمة‬ ‫في المسرح الليبي ‪.‬‬ ‫على الصعيد اإلنساني ال أستطيع التحدث عنه ‪،‬أنا ومحمد‬ ‫ش��خص واحد اعتب��ره نفس��ي وبذل��ك ال يمكنني وصف‬ ‫مشاعري وال يمكنني أن أكون موضوعي في هذا الجانب‬ ‫‪ ،‬ربما أنا من األش��خاص الذين ال يعرفون أن يعبروا عن‬ ‫مشاعرهم تجاه الناس الذين أحبهم إال بطريقة واحدة وهي‬ ‫الف��ن ‪ ،‬فهناك فكرة عمل مس��رحي سأش��تغل عليه يتناول‬ ‫مسرح محمد العالقي‪.‬‬ ‫محمد إنسان حساس وعصبي جدا و هاديء يبتعد عن كل‬ ‫ما له عالقة بالس��رعة وعدم الثب��ات ‪ ،‬أذكر موقف جميل‬ ‫ف��ي إحدى المرات الت��ي كان فيها محمد ببنغازي وكنا في‬ ‫مش��وار وكان يوجد ثالث سيارات فمحمد رحمه هللا دائما‬ ‫يص��ر على أن يركب معي ألني أقود الس��يارة بس��رعة ‪،‬‬ ‫المهم ظلينا نتناقش ونتحدث إلى أن الس��يارتين اللتان كانا‬ ‫معنا س��بقونا ب‪50‬كم فاتصل ب��ي أحد األصدقاء وقال لي‬ ‫(وينكم س��رعوا شوي ) وبدأت أس��رع فقال لي العالقي (‬ ‫يا علي انت إنس��ان معروف يعرف��وك الناس مش كويس‬ ‫تجري بالسيارة ) فقلت له ( أني يا أستاذ محمد ما يعرفني‬ ‫حد ) ‪ ،‬بصراحة جمعتنا لحظات جميلة وكثيرة لن أنس��اها‬ ‫أب��دا ‪ ،‬محم��د العالقي انتظر لحظة الث��ورة منذ زمن بعيد‬ ‫كان دائما يق��ول أنا أنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر‪ ،‬فكم‬ ‫كان يخبء وكم كان سيعطي للمسرح والوطن رحمك هللا‬ ‫يا محمد‬ ‫هذا الصديق‬ ‫األديب والصحفي األس���تاذ يوس���ف الشريف – صديق‬ ‫محمد العالقي‬ ‫إن كن��ت ال تعرف��ه وصادفته في الطريق فلن يس��ترعي‬ ‫انتباهك‪،‬لي��س فيه ما يميزه أو يثير الس��ؤال‪،‬لكن إذا التقت‬ ‫عين��اك بعيني��ه س��تتوقف ألنك س��ترى في عيني��ه دعوة‬ ‫للمحبة‪،‬فكثيرا ما نش��أت عالقة معه من بش��خص رآه في‬

‫لق��اء عابر‪،‬هذا هو محمد العالقي المس��رحي المتميز في‬ ‫المس��رح الليبي‪،‬أنا أيضا عرفته ف��ي لقاء عابر قدر له أن‬ ‫يمتد ويتعمق على مدى السنين التي سبقت غيابه‪،‬يقول لي‬ ‫ببس��اطة " ْنحب ْ‬ ‫ّ��ك " وأرى في عيني��ه نجوما‪،‬وإن كان مع‬ ‫األصدق��اء فإن��ه يوجه الحب إلى ضمي��ر الجمع‪،‬هو هكذا‬ ‫طفل كبير قلبه مش��رع لكل ما يجعل حياة اآلخرين جميلة‬ ‫وزاهية‪،‬لذلك اقترن حبه بالجود‪،‬هو من نوع البش��ر الذين‬ ‫إذا طلبت من أحدهم قلبه ألخرجه من صدره وأهداه إليك‪.‬‬ ‫نادرا ما يرفع الصوت ونادرا ما يجادل في رأي هو على‬ ‫يقي��ن منه‪،‬ينهي النق��اش بكلمتين " أنت مش فاهم " يقولها‬ ‫بحدة في وجه الدخيل على المس��رح قضية وفنا‪،‬ويس��عده‬ ‫كثيرا إذا رأى منك طيفا لمعنى مفردة مس��رحية أو سؤال‬ ‫يتعل��ق بالعملي��ة المس��رحية‪،‬هنا تجده يأخذك إلى أس��ئلة‬ ‫أخرى أعمق وأشمل‪،‬وهنا أيضا ال يعنيه الزمن ألنه في "‬ ‫بيت��ه " حصنه الحصين وم�لاذه األخير ألنه حبه الحقيقي‬ ‫والوحيد‪،‬لقد س��معته يتكلم ورأيته يعمل‪،‬عندها تأكد عندي‬ ‫أن التص��وف يحمل أكثر م��ن معنى‪،‬التصوف عنده يبتعد‬ ‫عم��ا نعرفه عن المتصوفين‪،‬هو حالة اس��تغراق في الفعل‬ ‫المس��رحي باعتباره منتم��ي ومتجدد في أس��ئلته ورؤاه‪،‬‬ ‫وليس معنى هذا أنه الوحيد‪،‬هناك غيره لكن هو من عرفت‬ ‫على مدى س��نين طويلة‪،‬ومن هن��ا أقول وباطمئنان أن أي‬ ‫ناقد أو مؤرخ للمس��رح الليب��ي إال أن يتوقف طويال عند‬ ‫مسرح محمد العالقي ذلك ألن قامته المسرحية تُرى على‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 8( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬

‫البعيد‪،‬وألن مس��رحه يمثل قضية ع��اش من أجلها والدفاع‬ ‫عنها‪،‬قضية لعلي أراها تتجلى في ثالثة أبعاد‪،‬فنية ووطنية‬ ‫وتاريخية‪،‬فني��ة ألنه ال يقب��ل بالظاهرة الفنية الس��ائدة‪،‬هنا‬ ‫نج��ده ال يفارقه��ا بل يتوغل ف��ي نس��يجها الداخلي ليحدث‬ ‫فيه انقالبا من أجل أن يعيد تركيبتها‪،‬وبعدها تبدو للمش��اهد‬ ‫على غير ال��ذي كانت عليه‪،‬وهذا ه��و التجديد الذي تحقق‬ ‫في مس��رح هذا الرجل‪،‬كل شيء يبدأ برؤية‪،‬هي التي تحدد‬ ‫موقفك‪،‬بعدك أو قربك مما ترى أو تفعل‪،‬ومن خالل رؤيته‬ ‫المتفردة استطاع أن يحدد هذه األبعاد‪،‬وكان البعد الفني من‬ ‫ش��واغله األولى‪،‬لذلك فإن ما تراه في مس��رحية ال تراه في‬ ‫مس��رحية أخرى وما تراه في مس��رحه ال تراه في مسرح‬ ‫آخ��ر إذا أفلحت في االقت��راب من أس��ئلته‪،‬ألن البحث في‬ ‫ه��ذا البع��د ال يتوقف‪،‬وهذا يعني الس��ؤال‪،‬عقله ال يهدأ في‬ ‫تعمي��ق رؤيته‪،‬وه��ذا ما تتأك��د منه إذا رأيت��ه أثناء إخراج‬ ‫عم��ل من أعماله‪،‬يتوقف عن��د تفصيلة صغيرة ثم يلغيها ثم‬ ‫يعود إليها ثم ال تراها‪،‬ثم تراها في مش��هد ال تتوقعه‪،‬هناك‬ ‫عالقة عضوية بين كتابة النص وإخراجه‪،‬والكتابة الحقيقية بالمس��رح قضية وطنية ال سبيل التنازل عنها‪،‬بل إنه يضع‬ ‫ينجزه��ا عند إخ��راج العم��ل‪،‬ال تحاول البح��ث عن كتابة هذا المعيار في نقده ألي عمل مسرحي آخر‪،‬هي كذلك مع‬ ‫خارج فضاء اإلخراج‪،‬كتابة قد تبدو غريبة لمن تعود على االلتزام بالضرورة الجمالي��ة في العمل‪،‬فالفن للفن كما هو‬ ‫قراءة نص مس��رحي في أوراق وبالطريقة المعروفة‪،‬وقد للحي��اة ال انفصال بينهما‪،‬يصف من يفصلون بين الوجهين‬ ‫حدث ذات يوم أن كان في مكتبي‪،‬فجأة رأيته يسرع ويغلق بأنهم أغبياء‪،‬وفي مس��رحه ما يؤكد هذه الحقيقة‪،‬ويبقى بعد‬ ‫الب��اب ثم عاد وقال‪..‬اس��مع‪..‬ثم أخرج م��ن جيبه مجموعة ذل��ك البعد الثالث وهو البع��د التاريخي‪،‬ويكاد تحققه يكون‬ ‫أوراق صغيرة وبدأ يقرأ‪،‬بسرعة وانفعال يقرأ‪،‬كانت الميت من تحصيل الحاصل ألنه نتاج للبعد الثاني وامتداد له‪،‬ألن‬ ‫الحي‪،‬تابعته بانبهار وقلت في نفسي هذا فنان استثنائي‪،‬بكل العالقي عندما يختار مواضيع أعماله إنما ينطلق من أسئلة‬ ‫المقايي��س هو كذل��ك‪،‬دس األوراق في جيبه ثم بدأ يش��رح تاريخية قديمة تنتج أس��ئلة جديدة‪،‬ومن هنا يمكن القول انه‬ ‫ال يعيد استنساخ التاريخ لكنه يساهم في وضع أسس لتاريخ‬ ‫مس��رحي جدي��د كثيرا ما ينطل��ق من س��ؤال الحرية عبر‬ ‫امتداده التاريخي وحاضره‪،‬‬ ‫هذه كلمة صغيرة عن فنان لن يتكرر وعن صديق لم أشارك‬ ‫في جنازته ألني وعند كل مش��رق ش��مس أتوقع أن يطرق‬ ‫بابي ويقول في سؤال ضاحك كعادته وينك يا َحصْ لة‪..‬؟‬ ‫تحية وفاء لروح وذكرى محمد العالقي‬ ‫الكاتب والناش���ط السياسي األس���تاذ محمد بن زكري –‬ ‫صديق محمد العالقي‬ ‫يفرض الزمن حض��وره المتحول ليط��وي صفحات دفتر‬ ‫المبدعين الذين أعطوا نبضات عمرهم إلذكاء روح الحياة‬ ‫ف��ي الحركة الثقافية بالوطن ‪ ..‬وإث��راء ذاكرته بكل ما هو‬ ‫مفيد وبنّاء وبكل ما هو نقي وراق وجميل ‪.‬‬ ‫م��ا قرأ‪،‬في الواقع كان يق��وم بعملية إخراج قبل أوانها‪،‬كان يمض��ي الكبار واحدا فواح��د ‪ ..‬وتنفرط حبات العقد الثمين‬ ‫العرق ينز من جبينه‪،‬ينهض ثم يجلس ثم يمشي خطوات ثم ‪ ،‬ف�لا تمل��ك في كل م��رة إال أن تذرف كلمتي��ن ‪( :‬طوبى‬ ‫يعود ثم يجلس‪،‬لم يتوقف حتى عندما يفتح الباب ويدخل أحد لروح��ه) عندما تفاجئك الميديا على حي��ن غرة بنبأ رحيل‬ ‫واحد من أوالئك الرجال االستثنائيين ‪ ،‬الذين عاشوا حياتهم‬ ‫يحلم��ون بوط��ن مختلف ‪ ..‬ويعملون م��ن أجله ‪ ،‬غير أنهم‬ ‫غادروا قبل أن يروا حلمهم يتحقق ‪.‬‬ ‫تفكر بينك وبين نفسك ‪ ..‬تبا ‪ ،‬لم تترك لنا السنوات العجاف‬ ‫حت��ى فرصة اللق��اء الس��تعادة ذكريات الزم��ن الجميل ‪..‬‬ ‫عندما كنا فتيانا معاندين نتحدى ظالم ليل حزمة الش��وفان‬ ‫بضوء شموع األحالم المتجاوزة للواقع بمخزون ال ينضب‬ ‫من إرادة التغيير ‪,‬‬ ‫تمضي ب��ك الذكريات إل��ى صباحات الفيدات ومس��اءات‬ ‫األرورا في مدينتك الجميلة طرابلس ‪ ..‬والى تلك األحاديث‬ ‫والحوارات المتنقلة من الفكر إلى السياس��ة إلى األدب إلى‬ ‫الفن ‪ ..‬ومن جان بول س��ارتر وصاحبته سيمون دوبوفوار‬ ‫وكولن ويلسون إلى غارودي وماركس ولينين ‪ ،‬ومن بابلو‬ ‫العاملين‪،‬كان هذا قبل أن تخرج الميت الحي على المسرح نيرودا وغارس��يا ل��وركا وناظم حكمت إل��ى عبدا لوهاب‬ ‫بش��هور‪،‬ثم يأتي البع��د الثاني وهو الوطنية‪،‬فهو مس��رحي البيات��ي ونزار قباني ‪ ،‬ومن عقالنية غرامش��ي إلى جنون‬ ‫مثق��ف ويمكن أن يوصف بأنه مثق��ف عضوي‪،‬فهو يؤمن س��لفادور دال��ي ‪ ،‬ومن المس��رح التجريبي إلى المس��رح‬

‫‪11‬‬

‫الغنائي لألخوين رحباني والرائعة أبدا فيروز ‪.‬‬ ‫كان محمد العالقي واحدا من تلك النخبة التي لم تر نفس��ها‬ ‫نخبة متعالية عن الواقع منعزلة عن محيطها االجتماعي ‪..‬‬ ‫بل كانت تعتبر نفس��ها طليع��ة نضالية نذرت جهدها لحمل‬ ‫رس��الة التغيير ؛ واعية لظروف الواقع المناوئ ‪ ..‬مدركة‬ ‫أن التغيير ال يأتي فجأة وبضربة حظ ‪ ،‬بل يتحقق كمحصلة‬ ‫لتراك��م التجربة وتط��ور أدوات الفعل ف��ي الواقع بالكلمة‬ ‫والموقف والفعالية الثقافية واالقتراب من نبض حياة الناس‬ ‫العاديين ؛ وصوال إلى لحظة نضوج الظروف الموضوعية‬ ‫التي تنجب الثورة من رحم المعاناة ‪.‬‬ ‫وكان مس��رح حركة ونضال محمد العالقي ‪ -‬بحكم تكوينه‬ ‫المهني ‪ -‬هو المس��رح ‪ .‬يظ��ل يتحدث كالحالم عن تصوره‬ ‫لبناء تجربة مسرحية طليعية في ليبيا ‪ ..‬تتبنى قضايا حرية‬ ‫اإلنسان وكرامته في وطن حر لشعب حر ‪ ..‬يتحدث كما لو‬ ‫كان يفكر بص��وت عال ‪ ،‬وقد كان فعال يفكر بصوت عال‬ ‫‪ ،‬عندما كرس حياته لتجسيد تلك األفكار الحالمة في الواقع‬ ‫المعاش ‪ ..‬من خالل تجربته المسرحية كفنان ‪ ،‬ومن خالل‬ ‫أدائه اإلداري كمدير للمعهد العالي للمس��رح والموس��يقى‬ ‫(معهد جمال الدين الميالدي)‬ ‫والن المثق��ف الوطن��ي والفنان المس��رحي األصيل محمد‬ ‫العالق��ي ‪ -‬كغيره من تلك الفئ��ة المنذورة لدحرجة صخرة‬ ‫س��يزيف ‪ -‬كان يج��دف ض��د التيار في س��نوات اختطاف‬ ‫الوط��ن خارج مس��ار التاري��خ ‪ ،‬فقد وجد نفس��ه في مهب‬ ‫العاصفة الت��ي القت به إلى بلدته صبراتة‪ ..‬فال نعود نلتقيه‬

‫إال لماما في المناسبات االجتماعية وبعض الفعاليات الثقافية‬ ‫المستقطعة فيما يشبه الخلسة من بين براثن الوحش ‪.‬‬ ‫اكت��ب هذه الكلمات وأنا اس��تحضر أمام��ي بجالء صورة‬ ‫الراح��ل الكبي��ر محم��د العالق��ي ‪ ..‬بهدوئ��ه الصاخ��ب ‪،‬‬ ‫وبحماس��ة وحميمية حديثه عن المسرح الليبي ‪ ،‬وقبل ذلك‬ ‫وبعده بابتس��امته الناطقة بطيبة ال حدود لها ‪ ..‬والتي كانت‬ ‫ال تفارق وجهه حتى طبعت مالمحه بقس��مات طفل تعكس‬ ‫ب��راءة طفولته النفس��ية ونق��اء روحه المحب��ة للحياة كحبه‬ ‫الكبير للمسرح وحبه األكبر للوطن ‪.‬‬ ‫وألن الكب��ار يس��تعصون على النس��يان ‪ ..‬س��يظل محمد‬ ‫العالقي حيا في ذاكرة األجيال من شباب المسرح في بالدنا‬ ‫ليبيا ‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 8 ( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬ ‫السنة الثانية العدد ‪ 24 ( 50-‬أبريل ‪)2012‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 8( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬ ‫السنة الثانية العدد ‪ 24 ( 50-‬أبريل ‪)2012‬‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 8 ( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬

‫هل الفيدرالية الطرح األفضل يف ليبيا ؟‬ ‫الزهراء لنقي‬ ‫بهدوء وتدبر وبصراحة شديدة‪...‬سواء كنت مع الفيدرالية‬ ‫أو ضده��ا‪ ،‬الدعوى الفيدرالية إلى اآلن تمثل أفضل حراكا‬ ‫سياس��يا( وليس أفضل خيارا سياس��يا) في المشهد الليبي!‬ ‫فالمش��هد الليبي يمتاز في هذه المرحل��ة اإلنتقالية الحرجة‬ ‫بثالث��ة أمور‪ :‬عدم وجود قيادة‪ ،‬عدم وجود رؤية سياس��ية‬

‫مس��تقبلية ‪ ،‬وعجز في اإلرادة السياس��ية‪..‬كل هذه األمور‬ ‫تش��كل فراغا سياسيا هائال وحتما تنم عن أمر خطير وهو‬ ‫غياب الش��رعية!! ما نفتقده نحن الليبيون في هذا المش��هد‬

‫السياس��ي الراكد هو غياب الحراك‪ /‬الصراع السياسي في‬ ‫شكله اإليجابي (ويُفترض حتما في الصراع أنه بين طرفين‬ ‫غير متفقين في التصور وبالتالي في طرحهم السياس��ي!)‪.‬‬ ‫فلألس��ف الصراع في المش��هد السياس��ي الليبي حتى هذه‬ ‫اللحظ��ة الراهنة كان على نقاط التفتيش والمطارات‪ .‬وهو‬ ‫أشبه بالحرب البدائية بين القبائل في طورها قبل الحضاري‬ ‫ف��ي صراعها على آبار المي��اه!! فيُفترض أن المجتمعات‬ ‫تتط��ور وبتطوره��ا يتطور ش��كل صراعاته��ا من حيث‬ ‫منطلقات الصراع وبلورته ومن ثم الطرح التي تطرحه‪...‬‬ ‫حتى هذه اللحظة ش��ئنا أم أبينا الحراك السياس��ي الموجود‬ ‫في المش��هد السياسي الليبي هو الفيدرالية من حيث طرحه‬ ‫لتصور المش��كالت السياس��ية التي تواجه مجتمعنا وعلى‬ ‫رأس��ها اإلدارة المركزية المستقبل‪ ،‬ثم تواصلهم مع العديد‬ ‫من الشرائح المجتمع وعلى رأسها القبائل ‪،‬ثم تواصلهم مع‬ ‫المجتمع الدولي لإلعالن عن طرحهم‪!! .‬‬ ‫أما عن األش��كال األخرى للحراك فلم يُكتمل بلورتها بعد!‬ ‫فحت��ى الح��راك اإليدولوجي لي��س حقيقيا بل تم إس��قاطه‬ ‫دون وجود فعلى له في الس��احة!! اليوجود عندنا في ليبيا‬ ‫ثقاف��ة النقاب��ات العمالية مث�لا والتي تتبنى فك��ر أو طرح‬ ‫إيدولوجي معي��ن! اليزال الصراع اإليدولوجي محصورا‬ ‫ف��ي الصالونات بين نخب منعزلة عن الوقع المجتمعي! قد‬ ‫يكون ذلك إيجابي ولكن مايُقلقني أنه حتى القيادات الوطنية‬ ‫المنبثقة من الثقافة السياس��ية للمجتمع الليبي وأطروحاتها‬ ‫إلى هذه اللحظة الراهنة التزال غائبة‪...‬‬

‫من وجهة نظري المتواضعة وقراءتي للمش��هد السياس��ي‬ ‫الليبي الراكد هو غياب القوى السياسية والقيادات الوطنية‬ ‫واألطروح��ات السياس��ية!!! وهو ما أجده يش��كل خطرا‬ ‫حقيقيا!! ألن الفراغ السياسي لن يُسمح بإستمراراه طويال!!‬ ‫وه��و ما يمك��ن أن يدفع بجهات خارجية س��واء عربية أو‬ ‫دولي��ة تبدأ في ملىء الفراغ السياس��ي‪ ..‬كما أني أرى أننا‬ ‫ورثنا إرثا ثقيال أعجز إرادتنا السياس��ية‪..‬أصبحنا أس��رى‬ ‫مخاوفنا‪..‬ال فليكن لدينا الشجاعة والجرأة إلتخاذ القرارات‬ ‫ولنُخطيء ‪..‬مهما بلغ��ت فداحة أخطاءنا فلن تكون بفداحة‬ ‫عج��ز تصوراتنا وقرارتنا! ولذلك الحراك والصراع وهو‬ ‫م��ا فهم��ه المؤرخون ( الجدلية عند هيجل) أس��اس حركة‬ ‫التاريخ ا!أما الجمود والركود الفكري واإلرادي فهو يُؤذن‬ ‫بموت األمم‪!!.‬‬ ‫ولذلك فبالرغم من أن أغلبنا قد يتفق على أن أداء المجلس‬ ‫اإلنتقال��ي والحكوم��ة كان رديئا للغاية الس��يما سياس��ات‬ ‫وقواني��ن المجل��س اإلنتقالي اإلعتباطية والفاقدة للش��فافية‬ ‫بدءا م��ن اإلعالن الدس��توري الركي��ك والمهلهل مرورا‬ ‫بقانون اإلنتخابات إلى قانون توزيع الدوائر اإلنتخابية إلى‬ ‫قانون تجريم فكر القذافي ونقد الدولة ومؤسس��اتها إال أننا‬ ‫غي��ر قادرين حتى هذه اللحظة لتش��كيل تح ٍد جاد للمجلس‬ ‫اإلنتقال��ي وإعالن��ه الدس��توري وهو م��ا نجح في��ه دعاة‬ ‫الفيدرالية! أقول قولي هذا مؤكدة بأني لست بفيدرالية‪.‬‬

‫هل سنطالب بثورة جديدة ؟!‬ ‫عبد السالم الزغييب‬ ‫عندما يبدأ التش��كيك مجددا في شرعية المجلس االنتقالي وعدم‬ ‫احت��رام قرارات��ه و الحكوم��ة غير الق��ادرة حتى عل��ى حماية‬ ‫مقرها!!‬ ‫عندما يبدأ التطاحن بين الفصائل المسلحة أو باألخرى (أمراء‬ ‫الحرب) الليبيين من اجل االستحواذ على أكبر قطعة ممكنة من‬ ‫كعكة(تركة) القذافي من مطارات ومنافذ حدودية ومعابر الخ‪.‬‬ ‫عندما تتحدث تقارير منظمات حقوقية دولية عن وجود أعمال‬ ‫تعذيب وغيرها من إنتهاكات حقوق اإلنسان ترتكب في السجون‬ ‫الخاضعة لما وصفته بالـ”ميليشيات مسلحة ليبية ال تسيطر عيها‬ ‫الدولة"‪ .‬ويتهم المقاتلون بارتكاب العديد من جرائم القتل خارج‬ ‫نط��اق القان��ون وانتهاكات أخرى تثير تس��اؤالت حول س��يادة‬ ‫القانون في ليبيا‪ ،‬مما يعني ان ال شئ تغير في ليبيا الجديدة!‪.‬‬ ‫عندما يتم إقصاء الش��باب الليبي أصحاب الثورة وابعادهم عن‬ ‫الحراك السياسي‪،‬والمناصب والمراكز في الحكومة والمجلس‪،‬‬ ‫ونرى نفس��الوجوه القديمة تعود إلى الس��احة وقد لبس��وا عباءة‬ ‫الث��ورة ‪ ،‬ويحاول��ون اختطافه��ا من الش��عب الليب��ي ولو بقوة‬ ‫السالح!‪.‬‬ ‫عندم��ا يغي��ب األمن وتغي��ب هيبة الدولة ومن ث��م النظام العام‬ ‫والس��لم االجتماع��ي وندخل ف��ي فوضى عامة ش��املة‪ ،‬ويكون‬

‫هناك وجود تهديد حقيقي للوحدة الليبية‪.‬‬ ‫عندما نرى الس��رقة والنهب واالعتداء واالختطاف‪ ،‬والسالح‬ ‫في يد الجميع (‪ 1.5‬مليون قطعة وفق تقديرات رسمية) ‪.‬‬ ‫عندما تعم الفوضى ويخرق القانون جهارا نهارا‪ ،‬وتتم عمليات‬ ‫البناء العشوائي داخل المدن‪ ،‬وتستغل األماكن العامة كالحدائق‬ ‫والمنتزهات واألرصفة في بناء األكشاك والمحالت‪..‬‬ ‫عندم��ا تقوم بعض جماعات (الس��لف الطالح) بهدم األضرحة‬ ‫ونب��ش القب��ور والمعالم الت��ى تمثل ج��زءا من الث��رات الليبى‬ ‫والعادات والتقاليد‪.‬‬ ‫عندما نش��هد س��رقة أم��وال الش��عب وس��وء إدارة الحكومة‬ ‫وفشلها في المحافظة على المال العام‪،‬وتبذير اموال كل اللليبيين‬ ‫وصرف ماليين الدنانير لغير مس��تحقيها ولمن ليست لهم أدنى‬ ‫عالقة بالثوار‪ ،‬حتى كاد مصرف ليبيا المركزي يعلن إفالس��ه‬ ‫بس��بب ه��ذه التجاوزات‪،‬بحس��ب تصريحات عض��و بالمجلس‬ ‫االنتقالي‪!!..‬‬ ‫وتص��ل فاتورة عالج أكثر م��ن ‪ 120‬الف جريح ليبي بالخارج‬ ‫ـ حت��ى االن ـ ال��ى اكثر من ملياري دوالر حس��ب تصريحات‬ ‫وزيرة الصحة الليبية‪.!!..‬‬ ‫عندما يتصارع قادة سياس��يون وش��يوخ دين‪ ،‬وشيوخ قبائل‪،‬‬

‫وق��ادة ميدانيون (امراء ح��رب)‪ ،‬على المناصب وال يهمهم من‬ ‫أمر البلد ش��يئا ‪ ،‬ونجده��م يتصرفون وكأنهم عث��روا على دار‬ ‫مخربة تحتها كنز فلم يهمهم أمرها وال أمر س��اكنيها البائس��ين‬ ‫وانما انصرفوا يتنازعون للحصول على الكنز فقط‪ .‬وهذا يشبه‬ ‫ما كنا نش��اهده فى األفالم األمريكي��ة عندما تخرج مجاميع من‬ ‫المغامرين للبحث عن الذهب ‪ ،‬وعند العثور عليه يحاول البعض‬ ‫منهم االس��تئثار به لنفس��ه فيبدأ يفكر بالتخل��ص من اآلخرين ‪،‬‬ ‫وينش��ب بينهم قت��ال يقضى عليهم جميع��ا ‪ ،‬ويصبح الذهب من‬ ‫نصيب آخرين!!‪.‬‬ ‫وعندم��ا نرى ح��دوث فوض��ى انتش��ار المجالس العس��كرية‬ ‫ف��ي مختل��ف المدن ونظامه��ا الخاص في توزيع الس�لاح على‬ ‫األفراد‪،‬واالنتش��ار الواسع والكثيف للس�لاح في الداخل الليبي‪،‬‬ ‫وحم��ل كاف��ة القبائ��ل الليبية للس�لاح الذي س��اعد عل��ى إحياء‬ ‫صراعات قديمة‪ 200 ،‬ألف ليبي يحمل السالح اآلن تقريبا‪.‬‬ ‫عندما تندلع االش��تباكات المس��لحة في الكفرة وس��بها وغرب‬ ‫الب�لاد‪ ،‬ويس��قط الضحايا بالعش��رات‪ ،‬ويتم االحت��كام إلى قوة‬ ‫الس�لاح‪ ،‬بدال من قوة العقل‪ ،‬وإلى س��لطان العتاد قبل مصلحة‬ ‫البالد والعب��اد‪ ،‬وإلى تغييب صوت الضمير بصوت آلة الموت‬ ‫والتدمي��ر‪ ،‬فيتزع��زع أمن ليبيا واس��تقرارها وته��دد وحدتها‪،‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 8( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬

‫خدمة لمطامع شخصية أو جهوية أو قبلية أو خارجية ‪.‬‬ ‫عندما تكون الحكومة غير قادرة على انتزاع س��يف اإلس�لام‬ ‫القذاف��ي من أيدي المقاتلين الذين قبض��وا عليه العام الماضي‪.،‬‬ ‫ونقل��ه الى العاصم��ة طرابلس ومحاكمته هن��اك وفق المعايير‬ ‫الدولي��ة‪ ،‬ويرفض المقاتلون تس��ليمه‪ ،‬لعدم ثقته��م في الحكومة‬ ‫المركزية الضعيفة ‪..‬‬ ‫عندما ال تتحول االنتفاضة الى ثورة تحقق أهم اهدافها المتمثل‬ ‫ف��ي بناء الدولة الوطنية الت��ي تصون كرامة المواطن ويتحقق‬ ‫فيه��ا العدل والمس��اواة وتقضي على القهر والتخلف والفس��اد‬ ‫ويكون الهدف هو اسقاط النظام فقط‪..‬‬ ‫وعندم��ا يماط��ل البع��ض ويرفض البعض االخر‪ ،‬لحس��ابات‬ ‫ش��خصية او قبلية او جهوية إع��ادة تنظيم الجيش الوطني الذي‬ ‫ينبغ��ي أن ت��وكل إليه حماية الدولة وصيان��ة حدودها‪ ،‬وتكوين‬ ‫شرطة تحمي امن الوطن والمواطن‪..‬‬ ‫وعندم��ا ن��رى‪ ،‬أن دولة النظ��ام المدني والقانون التي يس��عى‬ ‫الليبيون إلى إرس��ائها و ضحى من أجلها العشرات تصبح حلما‬ ‫قد ال يتحقق في المستقبل القريب وفق المعطيات الحالية‪.‬‬ ‫عندما نقرأ ‪ ..‬تصريحا للرئيس الروس��ي " بوتين" في خطاب‬

‫ألق��اه ام��ام ن��واب مجلس الدوما‪ ،‬ي��وم ‪ 11‬ابري��ل عن الوضع‬ ‫ف��ي ليبي��ا‪ ..‬وهو يقول‪" :‬أنكم تعرفون م��ا الذي يحصل هناك‪،‬‬ ‫ادعو ال��رب‪ ،‬أن تبقى البالد عموما"!!‪ .‬ينتابني الخوف والهلع‬ ‫لمستقبل ليبيا‪ ،‬الن هذا الكالم صادر عن رئيس ثاني اكبر دولة‬ ‫في العالم‪..‬‬ ‫عندما نعترف أننا لم نكن صادقين مع أنفسنا عندما قلنا‪ ،‬ورددنا‬ ‫نشيد العلم" وخذي منا وثيقات العهود‪ ...‬إننا يا ليبيا لن نخذلك‪...‬‬ ‫لن نعود للقيود قد تحررنا وحررنا الوطن"‪.‬‬ ‫نكون قد ارتكبنا جريمة ال تغتفر في حق الوطن والدولة ‪..‬‬ ‫إذا كان لكل ثورة تكلفة يتعين على الشعوب تحملها حتى بلوغ‬ ‫تلك الثورات للغايات المرجوة منها‪ ،‬فإن حدود قدرة أي ش��عب‬ ‫على التحملمرهونة بطبيعة وس��رعة أداء القائمين على األمور‬ ‫خالل المرحلة االنتقالية‪ ،‬ذلك أن الثورات إذا ما ضلت طريقها‬ ‫أو ل��م تفلح ف��ي تحقي��ق أهدافها والس��يطرة عل��ى االرتباكات‬ ‫األمنية واالقتصادية والسياس��ية المصاحبة لها والناجمة عنها‪،‬‬ ‫فقد تضطر ش��رائح شعبية واس��عة‪ ،‬بعد أن ضاقت ذرعا بتعثر‬ ‫المرحل��ة االنتقالي��ة وتخبطها وطول أمدها‪ ،‬إلى اتباع أس��اليب‬ ‫أخ��رى العادة االمور الى نصابها‪ .‬وص��دق من قالبأن ‪ :‬اخر‬

‫‪15‬‬

‫الدواء الكي! ‪...‬‬

‫هل ستحط بنا الطائرة يف مطار طرابلس؟‬ ‫خالد بن راشد‬ ‫كن��ت كغي��ري م��ن ليبي الش��تات في رب��وع العال��م ‪...‬أجالس‬ ‫اصدقائي المقربين ونحن نتس��امر في مقاهي كورنيش أبوظبي‬ ‫‪ .‬و نح��ن نتحس��ر !!‪ ..‬لماذا اليكون لدينا كورنيش��ا نظيفا كهذا‬ ‫ف��ي ليبي��ا ؟ و لماذا ال نحظى بالجلوس في مق��ا ٍه راقية و نظيفة‬ ‫كإخوتنا في الخليج ؟ كنا بحكم عملنا في قطاع النفط نعلم مايكمن‬ ‫فعله بعائدات النفط‪ ،‬و البترودوالر‪ ،‬بالنظر الي أرقام االنتاج و‬ ‫االحتياطيات‪ ..‬كان كل ذلك يقودنا الي هول المأساة التي نعيشها‬ ‫‪ ..‬و يبين لنا بجالء كبير فظاعة الظلم الذي يعيشه الليبيون‪.‬‬ ‫كن��ا كثيرا ما نقارن فرق المس��توي الموغل في التباين في كل‬ ‫جوان��ب الحياة‪ ..‬و نحن نكرر س��ؤاال لطالما رددن��اه ؟؟‪ ...‬هل‬ ‫سنعيش لنري ليبيا بدون القذافي ؟ وهل هذا ممكن و قابل للتحقق‬ ‫علي االرض؟‪،‬وإن حدث ‪ ،‬فكيف؟ و متي؟ و أين؟ و من؟ و كل‬ ‫عالمات التعجب و االستفهام لفهم هذا االمر العضال‪.‬‬ ‫> عندم��ا قامت الثورة في تون��س و بعدها في مصر و كالهما‬ ‫إدي ال��ي الخالص م��ن ديكتاتوريهما ! كن��ا نراقب االحداث و‬ ‫ننتناقشً ‪ ..‬كثيرون منا أعادوا تفعيل حساباتهم في الفيس بوك ‪..‬‬ ‫و آخرون استحدثوا حسابات جديدة ‪ ..‬كم فرحنا عندما بدأت قناة‬ ‫ليبي��ا لكل االحرار بثها ‪ ..‬كثيرا منا اش��تري هاتف ‪ -‬اي فون ‪-‬‬ ‫حتي يتسني لنا متابعة هذه القناة قي اي مكان بفضل تقنية ‪ -‬ثري‬ ‫جي ‪ ... -‬كنت احد المهوس��يين في تلك الفترة بمتابعة االحداث‬ ‫بش��كل جنون��ي ‪ ..‬اتذكراني اتصل��ت بصديق لي ف��ي أبوظبي‬ ‫ألخبره بنبأ انش��قاق موسي كوس��ي عند الثانية والنصف فجرا‬ ‫‪ ...‬كانت لدي توقع بان كل دقيقة يمكن ان تكون حاس��مة ‪ ..‬و‬ ‫كل س��اعة ربما تكون الفاصلة ‪ ..‬و كل يوم قد يكون هو الموعد‬ ‫مع "قد تحررنا و حررنا الوطن !!!!"‬ ‫‪ ..‬كي��ف ال ‪ ..‬فالح��دث جل��ل ‪ ..‬و المقام كبي��ر‪ ..‬والمارد الذي‬ ‫طالما ً قمع في قمقمهً اصبح يتملل في " كتاب وجهه" و يس��تعد‬ ‫للخ��روج ‪ ..‬للتظاهر ‪ ..‬لق��ول ال لالنظام الذي جثم علي صدره‬ ‫‪ 42‬عاما من األعوام العجاف المقيتة ؟‬ ‫كن��ا نتص��ل باصدقائنا ً في داخل ليبيا لمعرفة ما س��يجري ؟! ‪..‬‬ ‫كنا قد س��معنا بدع��وات الفيس بوك للتظاهر ف��ي ‪ 17‬فبراير ؟‬ ‫كان التساؤل الذي نكرره كثيرا ؟؟ هل سيفعلها الليبييون ؟ وهل‬ ‫سيس��قط طاغوت ال ‪ 42‬؟؟؟و هل ستحط بنا الطائرة في مطار‬ ‫طرابلس في عدم وجود القذافي و صورته و شعاراته و أمنه و‬ ‫رايته الخضراء!‪.‬‬ ‫كن��ا جميعا أوعلي االغلب جُلنا قد س��لمنا ب��أن الطاغية القذافي‬

‫هو قدر الليبيين المحتوم و المس��لم به ‪ ..‬و الذي اصبح من ش��به‬ ‫المس��تحيل ان يتغير بقوة ليبية داخلية ‪ ...‬كانت قد رس��خت لدي‬ ‫كل الليبيي��ن أن القذاف��ي المناص منه في حياة كل ليبي‪ ،‬و لذلك‬ ‫فه��م ال يملك��ون اال التعايش معه ‪ ..‬و التكيف مع مس��اوئه ‪ ..‬و‬ ‫مجاراة ظلمه و طغيانه ‪ ..‬وقبول س��خطه و غضبه ‪ ..‬و انتظار‬ ‫بداية ش��هر س��بتمبر من كل سنة عله يعلن عن المفاجأة التي لم‬ ‫تعلن أبدا!!‪.‬‬

‫كان ذل��ك وليد قناعة س��يطرت عل��ي كل الليبيين ان س��فاحا و‬ ‫ديكتاتورا كالقذافي لن يقدر عليه احد ‪ ..‬اال اذا احب هللا الليبيين‬ ‫و احب ان يريحه ًم منه و يخسفه بقدرته التي ال تهزم ! فالقذافي‬ ‫كان ق��د نجح بطريقة ممنهجة في إخاف��ة و ارهاب كل الليبيين‬ ‫في أن يفكروا حتي في الهمس بمحاولة التفكير في التخلص منه‬ ‫! لم يتردد القذافي في اس��تعمال كل اس��اليب القمع و االرهاب‬ ‫ليضم��ن خوف و صمت الليبيين حتي يخلو له الجو ليعيش قائدا‬ ‫و معلم��ا و مهندس��ا و مفكرا و ملكا من الس��احل االفريقي الي‬ ‫دهاليز صحراء افريقيا !!‬ ‫في العشر الس��نوات االخيرة نجح سيف القذافي في خداع كثير‬ ‫من الليبيين ‪ -‬وانا منهم بكل صراحة ‪ -‬بانه مهدي ليبيا المنتظر‬ ‫الق��ادر علي إثارة اكثر الملفات س��خونة في السياس��ة الليبية ‪...‬‬ ‫وانه النسخة المحسنة من ساللة القذافي التي درست في الغرب‬ ‫و االكثر حظوظا للقبول من قبل الليبيين !! كان سيف القذافي قد‬ ‫تعلم في جوالته في بالد اهل الش��مال بان الكلمات الرائجة لدي‬

‫عام��ة الن��اس و خاصة النخبة المثقف��ة ‪ ..‬يجب ان تعزف علي‬ ‫وت��ر ضرورة حرية االعالم ‪ ..‬و اس��تقالل القضاء ‪ ..‬و اهمية‬ ‫الدستور ‪ ..‬وتحديث البنية التحتية ‪ ..‬والدعوة لالستثمار و جلب‬ ‫رس��اميل االم��وال ‪ ..‬وأهمية التأمين الطب��ي ‪ ..‬و اكرام الليبيين‬ ‫بالبطاق��ات االئتماني��ة ‪ ..‬وووو ‪ ...‬و غي��ره كثير م��ن الكلمات‬ ‫البراقة التي تفعل فعلها في استدرار الرضي و القبول والشعبية‬ ‫‪ ..‬و تس��اعد في تعبيد طريقه الي كرس��ي سدة الحكم حتي يكون‬ ‫القفز الي الكرسي ناعما و سلسا و مضمون الوصول‪.‬‬ ‫لك��ن يبدو ان القدر ش��اء ان تكون صفع��ة البوعزيزي علي يد‬ ‫الش��رطية التونسية بمثابة (الطربقةً االولي علي حجر الدومينو‬ ‫!!) كانت تقهقر األمن التونس��ي في س��يدي بوزيد و الكاف في‬ ‫مواجهة فقراء تونس يأجج نيران الثورة و يلهب فكرة الالرجوع‬ ‫عنها في باقي المدن التونسية ‪ ..‬وحين وصل صهيل الثورة الي‬ ‫ضواح��ي قصور قرط��اج ‪ ..‬كانت اكبر احج��ار الدومينو التي‬ ‫طالم��ا رصعتها ليل��ي بن علي بفصوص الخ��ام و المرمر‪ ..‬قد‬ ‫ب��دات تؤول للس��قوط ‪ ..‬وب��دون مقدمات فر ب��ن علي الي غير‬ ‫رجعة‪..‬‬ ‫ل��م يتوق��ف تدافع حجارة الدومينو و تدرجحه ‪ ..‬و س��ريعا جداً‬ ‫انتقل��ت ع��دوى الثورة الي قاه��رة المعز ‪ ..‬ومن وس��ط ميدان‬ ‫التحرير ‪ ..‬اس��تمرت (طربقة) حجارة الدومينو لتطال الفرعون‬ ‫ال��ذي قال عن نفس��ه بانه افنى عمره في خدمة مصر !! س��قط‬ ‫الديكتاتور الثاني في الشمال االفريقي ‪ ..‬فهل من مزيد ؟‬ ‫بي��ن عاصمة حضارة قرطاج��ة ‪ ...‬و قاهرة المع��ز باهرامها‬ ‫الفرعوني��ة الرابضة علي تالل الجي��زة ‪ ..‬كان ديكتاتورا آخراً‬ ‫يترب��ع عل��ي اثار الفنيقيي��ن و الرومان في طرابل��س‪ ..‬كان في‬ ‫طريقه للس��قوط ‪ ..‬كان يسمع صوت سقوط الحجارة ‪ ..‬بل كان‬ ‫يتحس��س تس��اقطه من حوله و يس��مع الضجيج واللعنة الذي‬ ‫تخلفه تساقط أعمدة اركانه في الجبل االخضر في الشرق الليبي‬ ‫‪ ..‬وف��ي غرب��ه ف��ي جبل نفوس��ة ‪ ..‬وكانت قاس��مة الظهر التي‬ ‫اس��قطت كبريات حجره ‪ ..‬مصراتة !!! كان يزمجر و يصرخ‬ ‫و يتوعد ‪ ...‬كان يتس��اءل من انت��م ؟؟؟ كان يقول أني باق هنا‬ ‫!! كان ينادي ان ازحفوا ‪ ...‬أمسكوا الجرذان ‪ ..‬لكنا في المقابل‬ ‫ل��م نر ماليينا معه ‪ ..‬و لم ن��راه يقاتل الخر طلقة ‪ ..‬رأيناه ُمهانا‬ ‫ذلي�لا يجرجره الثوار ‪ ..‬ليعلنوا س��قوط اخر حجر الدومينو في‬ ‫ديكتاتورية ملك ملوك افريقيا الذي أبي اال أن يُسدل الستار عن‬ ‫جماهيريته من أنبوب صرف ماء نتن!!‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 8 ( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬

‫حكاييت مع الراحل الكبريحييى الطاهرعبداهلل‬ ‫خالد إمساعيل‪...‬‬

‫ح��ى الطاهرعبدهللا‪..‬أديب الفق��راء ‪..‬بينى وبي��ن الراحل‬ ‫الكبيريحي��ى الطاهرعب��دهللا حكاي��ة مركزية ف��ى حياتى‬ ‫االبداعية والفكرية بش��كل عام‪..‬فقدتيس��رلى فى منتصف‬ ‫ثمانيني��ات القرن الماض��ى أن أطالع مجل��ة فقيرة الورق‬ ‫والغالف عليها رس��م بدائى عبارة ع��ن بورتريه للراحل‬ ‫وتحته عب��ارة تتحدث عن الذكرى والوداع‪..‬وعاش اس��م‬ ‫يحيي الطاهرفى ذاكرة الطفل الذى كنته‪..‬والتعبيرمستوحى‬ ‫م��ن قصيدة لرفيقه الراح��ل أمل دنقل‪..‬إل��ى أن جئت إلى‬ ‫القاهرة فى بدايت العام‪..1992‬وكان الوقت وقت اضطراب‬ ‫فكرى وكان مقهى زهرة البستان هوالمسرح الذى شهدت‬ ‫خش��بته هزة األفكاروتصدع التنظيمات اليسارية السرية‪..‬‬ ‫عق��ب انهيار االتحادالس��وفيتى وهوالنموذج االش��تراكى‬ ‫الذى انبهربه جيل يحي��ى ‪..‬والحقيقة أن عددا من المثقفين‬ ‫من ضمنهم الكاتب الراحل كانوا قدأسسوا تنظيما شيوعيا‬ ‫سريا اس��مه ‪:‬وحدة الشيوعيين ‪..‬استندإلى نظرية ماوتسى‬ ‫تون��ج ‪..‬الزعي��م الصينى الذى أقام اش��تراكية ماركس��ية‬ ‫الفلس��فة فالحي��ة االنحيازوالممارس��ةودخل أعضاء هذا ف��ى بطاقة الهوي��ة ‪..‬المهنة‪:‬كات��ب قص��ة‪..‬وكان الراحل‬ ‫التنظي��م الس��جن قبل وق��وع هزيمة ‪1967‬لفت��رة قصيرة حاضرا فى أحاديث المبدعين وأعترف أننى س��معت عنه‬ ‫وكان يحي��ى الطاهرقدتمكن من الهرب ثم بعدذلك أفرجت حكاي��ات ومواق��ف رواهاأصدقاءه والذين كان��وا يتبعونه‬ ‫الحكوم��ة عنه��م وم��ن أش��هرهم‪:‬األبنودى وس��يدحجاب كظل��ه فصوروه عل��ى هيئة وحش برى هائ��م فى دروب‬ ‫والناقدالراح��ل س��يدخميس‪ ..‬وف��ى الع��ام ‪1992‬عل��م التيه يتعارك ويتش��اجرويصادق ويح��ارب ويتوجس من‬ ‫اضط��راب الفكرالتقدم��ى ف��ى مص��ر قرأت اس��م يحيى كل غري��ب وه��ذا أمرطبيعى فى ظل نظام بوليس��ى يقمع‬ ‫الطاهرعل��ى غ�لاف كت��اب صغيرعنوان��ه ‪:‬تصاويرمن الفكرويعتق��ل المبدعين ومن س��وء حظ��ى أننى أقمت فى‬ ‫الت��راب والش��مس‪..‬قرأته فوج��دت في��ه بداي��ة الطري��ق القاهرة ف��ى زمن تعملق فيه كل نصف وكل متثاقف وكل‬ ‫إل��ى القص��ة والرواية ثم ق��رأت االعم��ال الكاملة للكاتب فتاة كتب��ت خواطرأدبية فحازت إعج��اب ناقدمحروم من‬ ‫الراح��ل ومن البيانات المرفقة عرف��ت أن الكاتب الراحل العاطف��ة فكتب فيها وعنها مقاالت جعلتها روائية وقاصة‪.‬‬ ‫م��ات فى ‪9‬أبري��ل ‪1981‬وهوالمولودف��ى العام ‪1938‬أى وعرف��ت طائف��ة من الكتاب اس��تحضروا أس��لوب يحيي‬ ‫ان��ه مات عن عمرناهزالثالثة واالربعين وقضى س��نوات الطاهرف��ى قصصه��م فماتوافيه ول��م يخرجوامن عباءته‬ ‫عم��ره ف��ى قري��ة ‪:‬الكرن��ك التابع��ة لمركزاألقصرالتابع أب��دا وه��ذه هى قم��ة الهزيم��ة فالكاتب ذات تس��عى غلى‬ ‫لمحافظ��ة قن��ا وفى القاه��رة وحصل على ش��هادة ‪:‬دبلوم الهدم والبناءوإذامافقدالكاتب ذاته أصبح أس��يرا لدى كاتب‬ ‫الزراع��ة وعم��ل موظفا لفترة ث��م هجرالوظيفة وس��جل غي��ره يكتب ولكن��ه اليضيف إلى مخزون اإلبداع ش��يئا‪.‬‬ ‫وقرات م��ا أبدعه البارزون الموهوب��ون من جيل الكاتب‬ ‫الراح��ل واكتش��فت أن النغمة التى عزفها قداس��تقرت فى‬ ‫وج��دان النخبة المناضلة حتى أصبح مش��روعه اإلبداعى‬ ‫مقرونا بالسياس��ة والنضال من اج��ل ثورة الفقراءوتحول‬ ‫مش��روع يحيى الطاهرلدى قطلع كبير من األدباءالقادمين‬ ‫م��ن الصعيدإلى إنجي��ل مقدس أوكتاب وصاي��ا لواحدمن‬ ‫القديس��ين أواألولياءوصاررحمه هللا بطال لحكايات رفعته‬ ‫إلى حداألس��طورة ‪..‬وهناك حادثة مش��هورة ش��هدتها فى‬ ‫‪:‬بارستال‪..‬بوس��ط القاهرة تتلخ��ص فى أن عددا من تابعى‬ ‫‪:‬جابرعصفورحول جلسةش��راب إلى مذبحة معنوية ‪.‬ذبح‬ ‫فيه��ا يحيى الطاهرواألبنودى وأمل دنقل وسفهوااللش��ىء‬ ‫إالألنهم صعايدة‪..‬وهذه الحادثة فس��رت لى سرغياب اسم‬ ‫يحي��ى الطاهرع��ن ذاك��رة مجلس ج��اب عصفوراألعلى‬ ‫للثقافةفل��م تقم احتفاليةله ول��م تطبع أعماله رغم أن وزارة‬ ‫الثقافة طبعت كتب القاصى والدانى واغدقت على ناش��ئة‬ ‫اكتاب المخبرين عمالءأجهزة االمن وصنعت منهم نجوما‬ ‫زائفين ‪..‬ويستطيع نقاداألدب الكالم عن الجوانب الجمالية‬ ‫فى إبداع يحيى الطاهر‪..‬لكننى اخترت الكالم عن القضايا‬ ‫الت��ى ش��غلته‪..‬فهوالكاتب ال��ذى رأى عال��م فقراءالصعيد‬ ‫وفقراءالقاه��رة ويمك��ن الق��ول عنه إن��ه رأى الصعيدمن‬

‫أسفل وعندما أستخدم كلمة‪:‬أسفل ‪..‬فإننى أقصداإلشارة إلى‬ ‫هرمية بناءالمجتمع الصعيدى والتزامه تقس��يما اجتماعيا‬ ‫طبقيا دينيا عرقيا تتجلى أس��وأصوره فى محافظة قنا ‪.‬ففى‬ ‫هذه المحافظة الجنوبية توجدش��واهدالحضارة الفرعونية‬ ‫التى ش��يدت مجدها ومنجزها عل��ى قاعدة عبادة الفرعون‬ ‫المتحك��م ف��ى توزيع مياه الني��ل وضمان االم��ن والقوت‬ ‫الضرورى للشعب‪.‬ومن القضايا التى شغلت المبدع الكبير‬ ‫الراحل قضية التراتب العرقى وتقس��يم الناس على طريقة‬ ‫الروم��ان إل��ى حديدونح��اس وحديد‪.‬ففى إح��دى قصصه‬ ‫رصدقص��ة زواج تم بين ‪:‬صول ف��ى البوليس ينتمى إلى‬ ‫عرق أدنى من امرأة تنتمى إلى عرق أرقى ‪..‬وهذه القضية‬ ‫قداليش��عرأهل الم��دن بوطاته��ا وقس��وتها وغحقاقا للحق‬ ‫أقول إن يحيي الطاهركان أول كاتب تش��غله هذه القضية‪.‬‬ ‫واهتم ايض��ا بوضعية الجماعات الهامش��ية فى الصعيد‪..‬‬ ‫أقصدجماع��ة الغجر‪..‬والتح��ول االقتصادى الذى ش��هدته‬ ‫مصر فى س��بعينيات القرن الماضى وسمح لهم باالنعتاق‬ ‫والذوبان فى المدن الكبرى ومراكمة الثروات عبرالتحايل‬ ‫والنص��ب والتحال��ف م��ع صغارالموظفي��ن الفاس��دين‬ ‫والس��فر فى مواس��م الحج وس��رقة أموال الحجيج‪..‬ورغم‬ ‫ان الغجريعيش��ون ف��ى محافظ��ات ‪:‬االس��كندرية والفيوم‬ ‫والدقهلية وسوهاج وقنا إال أن الكتابة عن عالمهم المجهول‬ ‫لم تشغل كاتبا قبل يحيى الطاهر‪..‬إن الكاتب الراحل اعتنق‬ ‫النظرية الماركس��ية وحاول أن يكون مثقفا ملتحما بقضايا‬ ‫طبقته ودفع الثمن غاليا وهوالذى قال عن نفس��ه فى مقابلة‬ ‫صحفي��ة وحي��دة أجراهامع��ه الصحفى س��ميرغريب إنه‬ ‫مطرودومط��اردوإن فرح��ه النهائى لن يكتم��ل إالبثورة‬ ‫الش��عب الراقدوانتفاض��ه ضدجالديه‪..‬ول��م يع��ش يحيى‬ ‫ليرى الشعب الراقدوقدثاروانتفض وقدم الشهداء من أجل‬ ‫الحري��ة والعدال��ة االجتماعية‪..‬كان حلم��ه أن يرى الناس‬ ‫س��عداء‪.‬الفرق بي��ن هوارى وش��ريف وغج��رى وقبطى‬ ‫وب��دوى إالبالف��روق الفردية المتعلقة بالق��درة على العمل‬ ‫واالب��داع وكان رحيله ح�لا اختاره أواختارت��ه األقدارله‬ ‫ليس��تريح من قس��وة هذا العالم‪..‬إن يحي��ى الطاهرعبدهللا‬ ‫كات��ب مؤثرومهم ل��ه مكانته فى تاري��خ األدب المصرى‬ ‫ترك بصمة فى فن القصة القصيرةوفتح أبوابا امام اإلبداع‬ ‫كان��ت مغلقة بل محرم��ة اليجوزاالقتراب منها ‪..‬وش��غل‬ ‫الكاتب الكبيرالراحل عقول بعض المخرجين الس��ينمائيين‬ ‫وعدل رؤاهم وأساليبهم وأذكرمنهم المخرج خيرى بشارة‬ ‫مخ��رج فيلم ‪:‬الط��وق واإلس��ورة‪..‬وهوفيلم يمكن اعتباره‬ ‫وثيق��ة تحتوى معال��م عالم يحي��ى الطاهرالقصصىوكذلك‬ ‫حاول رضوان الكاشف أن يتماس مع يحيى الطاهروحاول‬ ‫أن يخلق عالم��ا موازيالعالم الكاتب الراحل وذلك فى فيلم‬ ‫‪:‬ع��رق البلح‪..‬وهناك من حاول الس��طوعلى عالم الكاتب‬ ‫الراحل لكن تجارب الس��طو فشلت وسقطت من ذاكرة فن‬ ‫السينما‪..‬وختاما اقول ‪:‬إن ‪30‬عاما مرت على رحيل يحيى‬ ‫الطاهركانت مليئة بالمؤامرات التى اس��تهدفت محواسمه‬ ‫ومش��روعه م��ن قل��وب قرائهومحبيهوه��ى مؤام��رات‬ ‫دبرهاأبناءجيلهالذين عاش��وامعهوأكلوا معه ‪..‬عيش وملح‬ ‫‪..‬لكنهم نسوا كل جميل ولم يستطع أحدهم أن يغفرله عمق‬ ‫موهبته وإخالصه للكتابة‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 8( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬

‫‪17‬‬

‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫متقاطعـة‬ ‫كلمات‬ ‫صالح نقاب‬

‫•أفقي ‪:‬‬ ‫[ ‪ ] 1‬فع ٌل مفقوء العين ‪ ،‬ال يصيب فاعله ‪ ،‬و ال يجوز‬ ‫رفعه ‪ ،‬إال بإذن حكومي رسمي ‪.‬‬ ‫[ ‪ ] 2‬جيبٌ خا ٍو ‪ ،‬إذا مألته أصبحت متهما ً بأنك تملك‬ ‫سرواالً في مدينة العراة ‪ ،‬و إذا أبقيته خاويا ً ‪ ،‬صاحبك‬ ‫نفس االتهام ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫[ ‪ ] 3‬صفة حسد ‪ ،‬ال تحوي عينا في أولها ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫خال من البشر ‪ ،‬إذا قتلت جميع من سيأتيه‬ ‫[‪]4‬‬ ‫مكان ٍ‬ ‫‪ ،‬أصبح لديك ( سجن خا ٍو ) ‪ ،‬و إذا منعت الهجرة منه ‪،‬‬ ‫أصبح لديك ( دولة ) ‪ ،‬و إذا منحت جواز سفر لكل من‬ ‫يدخل إليه ‪ ،‬أصبح لديك ( قريةٌ مليئةٌ بالجياع ) ‪.‬‬ ‫[ ‪ ] 5‬شحات أمام جامع ‪ ،‬إذا طلب صدقةً أعطاه الفقيه‬ ‫خطبة جمع ٍة يبيعها لفقي ٍه آخر ال يجيد قراءة تعاويذ‬ ‫المشعوذات ‪ ،‬و إذا وقف صامتا ً أهداه ضابط المخابرات‬ ‫عاهةً مستديمة تنطق بدالً عنه ‪.‬‬ ‫[ ‪ ] 6‬مث ٌل منسي ‪ ،‬مفاده " الفم ال تلجه ملعقتان " ‪ ،‬لكن‬ ‫إذا أغلقت الكتاب قبل قراءته ‪ ،‬رأيت أن الملعقتين يلجان‬ ‫سجن‬ ‫الفم الواحد ‪ ،‬في حال كان هذا الفم ‪ ،‬بوابةً في‬ ‫ٍ‬ ‫مركزي ‪ ،‬يستطيع أن يقبل كل المالعق داخله في يوم‬ ‫واحد ‪ ،‬ألن الشركة الراعية ‪ ،‬تبناها ابن الرئيس ‪.‬‬ ‫[ ‪ ] 7‬ال مبعثرة ‪.‬‬ ‫[ ‪ ] 8‬حرف جر ‪ ،‬ال يستطيع أن يجر ساقيه إذا كان في‬ ‫دول ٍة من دول العالم الثالث ‪ ،‬لكنه يجر خلفه مليار برميل‬ ‫من النفط إذا امتلك تذكرةً تدخله جنة ما وراء األطلسي ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫مواطن بدون لون ‪ ،‬و دينا ٌر بدون لون ‪ ،‬يلتقيان‬ ‫[‪]9‬‬ ‫مرة واحدةً فقط ‪ ،‬عندما يسرق رج ٌل أخضر ‪ ،‬الرجل من‬ ‫الدينار ‪.‬‬ ‫[ ‪ ] 10‬هجرةٌ غير شرعية ‪ ،‬لكنها تمنح للمواطن حقه‬ ‫في الصمت ‪.‬‬ ‫سر يعرفها الجميع ‪ ،‬و يخجل الجميع من‬ ‫[ ‪ ] 11‬كلمة ٍ‬ ‫قولها ‪ ،‬مخافة كشفها للجميع ‪.‬‬ ‫[ ‪ ] 12‬اسم حظيرة تتكون من سي ٍد و قطيع ‪ ،‬العبيد‬ ‫جميعا ً انتحروا ‪.‬‬ ‫[ ‪ ] 13‬اسم مجل ٍة غير رسمية ‪ ،‬يكتب في صفحاتها ‪،‬‬ ‫مؤلفون رسميون ‪ ،‬و نقاد رسميون ‪ ،‬ليقرأها مخبرون‬ ‫رسميون ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫[ ‪ ] 14‬مواطنون يملكون جنسية تبحث عن وطن ‪.‬‬ ‫ص ‪ ،‬يستطيعون ردع الجميع ‪ ،‬إال‬ ‫[ ‪ ] 15‬مجتمع لصو ٍ‬ ‫أنفسهم ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫[ ‪ ] 16‬رج ٌل يعتقد أنه فقط من يمتلك مشكلة في بل ٍد‬ ‫خلقته المشاكل ‪.‬‬

‫•عمودي ‪:‬‬

‫[ ‪ ] 1‬كلمتان بينهما واو عطف ‪ ،‬ال يعطف عليها أحد‬ ‫‪ ،‬و ال تعطف على أحد إال عندما تصل بين القاتل و‬ ‫المقتول ‪.‬‬ ‫[ ‪ ] 2‬عنوان بريدي ‪ ،‬وصلت رسالة عبره الى بائع‬ ‫الحلوى في قرية ال أطفال يسكنونها ‪ ،‬لكنها ترجمت‬ ‫بنص سيء الترجمة ‪ ،‬قرأه له ابنه البكر ‪ ،‬ففهم منها أن‬

‫ابنه ال يجيد القراءة ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫[ ‪ ] 3‬جملةٌ إذا قرأتها اسمية وجدت اسمك مشطوبا ‪ ،‬و‬ ‫إذا قرأتها فعلية وجدت أنك أنت المفعول بك دائما ً ‪.‬‬ ‫[ ‪ ] 4‬حكومةٌ ذنبها أنها تملك شعبا ً ‪.‬‬ ‫[ ‪ ] 5‬فوضى مبعثرة ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ترهات صامتة ‪ /‬موزعة على الخانات بالتساوي ‪.‬‬ ‫[‪]6‬‬ ‫ً‬ ‫[ ‪ ] 7‬جملة إذا كتبت بالمقلوب كانت تعني وطنا ‪ ،‬و إذا‬ ‫كتبت صحيحة احتوت أخطاء نحوية تجعل هذا الوطن‬ ‫مقلوبا ً ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫[ ‪ ] 8‬صفة توصف بها النساء في حال كن عناصر من‬ ‫مجتمع مشرقي ‪ ،‬و إذا خرجت امرأة‬ ‫قطيع الحريم في‬ ‫ٍ‬ ‫من دون هذه الصفة من مكان وجود القطيع ‪ ،‬قيدت‬ ‫بصفة ( محجّبة باإلكراه ) ‪.‬‬ ‫ب غير عصري ‪.‬‬ ‫[ ‪ ] 9‬سمةٌ عصريةٌ ‪ ،‬لشع ٍ‬ ‫أوجاع ال طائل منها ‪.‬‬ ‫[ ‪ ] 10‬ألم معدة ‪ ،‬و الباقي مجرد‬ ‫ٍ‬ ‫سؤال بكلمة ‪ ،‬أستاذ يسأل طالبه الغبي هذا‬ ‫[ ‪ ] 11‬إجابة‬ ‫ٍ‬ ‫السؤال ‪ ،‬فيقول له ‪ :‬ما هو الجندي ؟ ‪.‬‬

‫لكن يجيب الطالب المجاور للغبي ‪ :‬لقد ماتوا جميعا ً ‪،‬‬ ‫فالجندي هو من يموت دون أن يعلم ‪ ،‬من الذي قتله ‪،‬‬ ‫أبوه أم أخوه ؟ ‪.‬‬ ‫[ ‪ ] 12‬حيلةٌ يمكن أن تصاغ للجميع بصيغ ٍة يفهمونها ‪،‬‬ ‫مجتمع ‪ ،‬فقط الموت‬ ‫مفادها أن الفشل ميزةٌ إيجابيةٌ في‬ ‫ٍ‬ ‫هو اإلنجاز اإليجابي الممكن فيه ‪.‬‬ ‫[ ‪ ] 13‬مفاهيم مترجمة " مكرر " ‪:‬‬ ‫ نوم مترجم بمفهوم السهر ‪.‬‬‫ فوضى مترجمة بمفهوم النظام ‪.‬‬‫ صمت مترجم بمفهوم الكالم ‪.‬‬‫[ ‪ ] 14‬ثورةٌ يقوم بها الشجعان ‪ ،‬الجبناء لم يستيقظوا إال‬ ‫بعد أن مات الجميع ‪.‬‬ ‫[ ‪ ] 15‬رج ٌل صاد ٌ‬ ‫ق ‪ ،‬ومجموعة أكاذيب ‪ ،‬جمعهما‬ ‫ً‬ ‫القدر ليتّضح أن الرجل ذاته كان مجرّد كذبة أخرى ‪.‬‬ ‫[ ‪ ] 16‬رج ٌل مؤمن ‪ ،‬إيمانه معتم ٌد فقط على كفر‬ ‫اآلخرين ‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 8 ( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬

‫التمشيط بني املاضي واحلاضر واملستقبل‬ ‫عبد اهلل الكبري‬

‫راج مصطل��ح التمش��يط أيام الحرب ض��د كتائب القذافي‬ ‫‪،‬وقص��د به تأمي��ن المواقع والمعس��كرات التابعة للكتائب‬ ‫وجمع ما بها من آليات وأسلحة وذخائر ووثائق ومعدات ‪،‬‬ ‫وكلها تعد من الغنائم للطرف المنتصر ‪ ،‬والحصول على‬ ‫أكبر قدر من الغنائم يعني اإلمعان في تدمير الخصم ماديا ً‬ ‫ومعنويا ً ‪ ،‬وهي حالة بش��رية عامة معروفة في س��لوكيات‬ ‫الغ��زو والحرب ‪ ،‬والف��وز بغنيمة كان دائم��ا ً من الدوافع‬ ‫المشجعة على خوض المعارك في كل العصور ‪.‬‬ ‫انته��ت الث��ورة المس��لحة بتحري��ر ليبي��ا والقض��اء على‬ ‫الديكتاتور والحمد هلل ‪ ،‬ولكن ما انتهى التمشيط‪ ،‬وامتد من‬ ‫غنائم الحرب إلى ممتلكات الدولة والمواطنين ‪.‬‬ ‫وهو س��لوك ضارب في جذور التاريخ المحلي والقومي ‪،‬‬ ‫ومكون من مكونات ثقافة المواطن الليبي ‪ ،‬فالتمش��يط في‬ ‫فت��رة ما بعد الح��رب هو ما عرف قديما ً بالس��لب والنهب‬ ‫والجياشة ‪.‬‬ ‫لدين��ا إرث عري��ق ‪ ،‬وم��اض ٍ تليد في التمش��يط ‪ ،‬فالغزو‬ ‫والسلب من طبائع شعوب الصحراء ‪ ،‬إذ كانت القبائل‬ ‫تغزو بعضها البعض ‪ ،‬أو تمشط بين الحين واآلخر ‪.‬‬ ‫واش��تهر في الجاهلي��ة األولى الصعاليك وهم ممش��طون‬ ‫احترف��وا التمش��يط ‪ ،‬ولكنه��م تحل��وا بأخالق الفرس��ان ‪،‬‬ ‫يس��رقون من األغنياء ليعطوا الفقراء ‪ ،‬وال يس��رفون في‬ ‫القت��ل ‪ ،‬وبرز منهم ش��عراء كب��ار مثل عروة ب��ن الورد‬ ‫العبس��ي الذي جم��ع الصعاليك وكان ال ينه��ب إال يعطي‬ ‫للفق��راء حتى لقب بأب��ي الفقراء ‪ ،‬وقال عن��ه الخليفة عبد‬ ‫الملك بن مروان من مدح حاتما ً فقد طالح عروة بن الورد‬ ‫‪.‬‬ ‫وخالل القرون الماضية انتش��رت في ليبيا عمليات السطو‬ ‫باإلك��راه وعرفت بالجياش��ة ‪ ،‬خاصة أي��ام ضعف الدولة‬ ‫القرمانلية والعهد العثماني الثاني ‪ ،‬بل أن الدولة القرمانلية‬ ‫بنت أس��طوالً بحريا ً للقيام بأعمال س��طو على الس��فن في‬ ‫البحر المتوسط وهو ما يعرف بالقرصنة ‪ ،‬أو ما يمكن أن‬ ‫نسميه التمشيط البحري ‪.‬‬ ‫حت��ى أي��ام الحرب مع ايطالي��ا كان ثمة من يق��وم بأعمال‬ ‫الجياشة على القرى والنجوع في البادية‪.‬‬ ‫يتراجع الس��لب والنهب أو الجياش��ة أو التمشيط مع سيادة‬ ‫القانون وف��رض األمن بالقوة ‪،‬بإن��زال العقوبات الرادعة‬ ‫على الخارجين عن القان��ون ‪ ،‬حصل ذلك أيام الحكومات‬ ‫الوطني��ة بعد معركة القرضابية ‪ ،‬ثم لما س��يطرت ايطاليا‬ ‫وانته��ت المقاومة ‪ ،‬وأيضا خالل الس��نوات األولى للحكم‬ ‫الملكي ‪ ،‬ولكن التمش��يط عاد مع بوادر الفس��اد التي بدأت‬ ‫تظهر مع تدفق النفط ‪ ،‬وبروز طبقة من السياسيين والتجار‬ ‫األغنياء ‪ ،‬وتزامن ذلك مع دخول أكلة الدجاج المحمر إلى‬ ‫ليبي��ا ‪ ،‬ولكن قلة الذين اس��تمتعوا بمذاقه اللذيذ بعضهم من‬ ‫ممشطي العهد الملكي ‪.‬‬ ‫وبع��د نجاح معم��ر القذافي ف��ي اإلطاحة بالنظ��ام الملكي‬ ‫استبشر الليبيون خيراً ‪ ،‬ونكاية في أكلة لحوم الدجاج هتفوا‬

‫في مظاهرات تأييد االنقالب ‪.‬‬ ‫( يا وكال دجاج محمر ما تحساب وراك معمر )‬ ‫والمغزي واضح ‪ .‬إذ كان الش��عب يري��د إما القضاء على‬ ‫ه��ذه الطبق��ة وقطع دابر الدج��اج المحمر م��ن البالد ‪ ،‬أو‬ ‫تعميم أفران أو ش��وايات الدجاج ف��ي أرجاء البالد ليصبح‬ ‫الدجاج المحمر في متناول الجميع ‪.‬‬ ‫اس��تجاب معمر القذاف��ي للخيار الثاني ‪ ،‬فبع��د خطابه في‬ ‫زواره أصبحت الشوايات في كل مكان ولكن ليس لتحمير‬ ‫الدجاج وإنما لتحمير الليبيين ‪ ...‬في المثابات ‪..‬‬ ‫في الس��جون ‪ ..‬في الجامعات ‪ ...‬ف��ي مالعب الرياضة ‪..‬‬ ‫في المعس��كرات ‪ ..‬في الس��احات ‪ ..‬في تشاد ‪ ..‬في اوغندا‬ ‫‪...‬‬ ‫ً‬ ‫وبدأ عصر التحمير يزحف حثيثا يخطف اإلبصار ويلهب‬ ‫المشاعر ‪.‬‬ ‫وتراج��ع التمش��يط ليقتصر على الممش��ط األول وأعوانه‬ ‫وحلفائه القبليي��ن ‪ ،‬وبنهاية الثمانينات عاد القطاع الخاص‬ ‫للعمل ومعه عاد التمش��يط بس��بب اختالف األس��عار بين‬ ‫القط��اع الع��ام والقطاع الخاص ‪ ،‬وصار لدينا ممش��طون‬ ‫م��ن كل األحج��ام ‪ S M L XL XXL‬ف��ي المجتم��ع‬ ‫التمشيطي الحر السعيد ‪.‬‬ ‫مق��اس ‪S‬يالئم س��وق ش��عبي أو جمعية وعادة م��ا يندلع‬ ‫حريق هائل في مخزن السوق أو الجمعية قبل موعد الجرد‬ ‫السنوي يلتهم معه آثار التمشيط ‪.‬‬ ‫مقاس ‪M‬لش��ركة صغيرة أو أحد فروعها أو إدارة لخدمة‬ ‫المواطن بعد تمشيط جيوبه ‪.‬‬ ‫مقاس ‪ L‬شركة كبيرة ‪.‬‬ ‫مقاس ‪ X L‬وزارة أو جهاز كبير ‪.‬‬ ‫وأخيرا مقاس ‪ XXL‬وهو مش��روع تمشيط ليبيا الغد ومع‬

‫ارتفاع معدالت التمشيط كانت جماهيرية التمشيط العظمى‬ ‫تهب��ط في قائمة ال��دول األكثر فس��اداً أو باألحرى األكثر‬ ‫تمش��يطا ً ‪ ،‬في تناسب عكس��ي حتى أصبح ال يفصلها عن‬ ‫القطاع سوى الصومال والعراق والسودان ‪.‬‬ ‫تحريض الممشط األول على التمشيط لم يتوقف فهو يدعو‬ ‫بين الحين واآلخر إلى التمش��يط تحت اس��م مستعار وهو‬ ‫الزحف على المصانع والمنش��آت ومراكز اإلنتاج ‪ ،‬والبد‬ ‫أنكم تتذكرون دعوته للهجوم على العمارات الس��كنية التي‬ ‫لم تكتمل بعد قبل الثورة بأيام ‪.‬‬ ‫طموحات وأحالم الش��باب الليبي تقلصت في عهد القذافي‬ ‫إل��ى حدها األدنى ‪ ،‬حتى أصبح أقصى أمنيات الش��باب ال‬ ‫تتعدى مسكن الئق ومرتب وسيارة ‪ ،‬غير أن التمني وحده‬ ‫ال يحقق المطالب ‪.‬‬ ‫فما نيل المطالب بالتمني‬ ‫ولكن تؤخذ الدنيا تمشيطا ‪.‬‬ ‫فما أن انهارت سلطة االستبداد حتى استفحل التمشيط لكل‬ ‫مقار ومؤسس��ات الدولة ‪ ،‬وبفعل التمش��يط للسيارات زاد‬ ‫عدد اللبوات والثعالب في ش��وارع المدن خاصة الشرارة‬ ‫والصمود والش��موخ ‪ ،‬في توزيع شبه عادل جغرافيا ً بين‬ ‫الش��رق والوس��ط والغرب ‪ ،‬وهذا جيد ألن��ه يعزز اللحمة‬ ‫الوطنية باللحمة اللبوية واللحمة الثعلبية ‪.‬‬ ‫ويتواص��ل التمش��يط لمق��رات الدول��ة ومس��اكن بع��ض‬ ‫المس��ؤولين ف��ي نظ��ام القذاف��ي رغ��م دع��وات المجلس‬ ‫االنتقال��ي والحكومة المؤقتة بض��رورة إخالئها ‪ ،‬ويجرى‬ ‫اآلن تمشيط األموال المخصصة لعالج الجرحى ‪ ،‬فأغلب‬ ‫الجرح��ى يئن��ون فيما تص��رف األم��وال على الس��ياحة‬ ‫والتسوق واإلقامة في الفنادق وعمليات التجميل للحصول‬ ‫عل��ى المواصفات المطلوبة في الس��وق إقتداء بالعزيزتين‬ ‫اليسا ونانسي عجرم ‪.‬‬ ‫حسنا ً ما هو الحل ؟؟ ‪ ..‬لن ينتهي التمشيط إال بوجود رادع‬ ‫ق��وي ‪ ،‬أي قان��ون ص��ارم يحفظ ممتلكات الش��عب الليبي‬ ‫وأمواله ‪ ،‬فاإلنسان بطبعه يندفع وراء شهواته ورغباته ما‬ ‫لم يجد رادعا ً يحد من تهوره ‪ ،‬ولن يكون لدينا رادع ما لم‬ ‫تتأسس الدولة وتصبح قادرة على فرض القانون ‪ ،‬والى أن‬ ‫يتحقق ذلك ال نملك إال الدعاء ‪.‬‬ ‫اللهم ال تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا قبل الثورة وأثناء الثورة‬ ‫وبعد الثورة واللهم اصرف عنا التمشيط والممشطين ‪.‬‬ ‫وفي المس��تقبل س��وف تصب��ح أي��ام الثورة ب��كل أحداثها‬ ‫وانتصاراتها وتمشيطها ذكرى‪ ،‬نتذكرها ونتذكر التمشيط‬ ‫لنضحك من أنفس��نا ‪ ،‬وي��زداد الضحك حين ندرك أننا كنا‬ ‫نسرق بالدنا وأموالنا وسوف نغني ‪:‬ـ‬ ‫جادك الغيث إذا الغيث همى‬ ‫يا زمان التمشيط ب ‪ 17‬فبراير‬ ‫لم يكن تمشيطك إال لبوة في الكرى‬ ‫أو ثعلبا ً مختلس ‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 8( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬

‫‪19‬‬

‫مــا حتتـاجــه ليبيــا‬ ‫امساعيــل عبد اجمليد احمليشــي‬ ‫من يفكر في الكتابة في هذه االيام فقد اختار الطريق األصعب‬ ‫في محاولة بائسة وال أقول يائسة ألن يصل إلى شئ أو إلى حل‬ ‫لمش��كلة قد تلوح في األفق ‪ ,‬وم��ا يجعل مهمة الكتـّاب أصعب‬ ‫في هذه األيام هو ما يمر‬ ‫به العالم من حراك سياس��ي حول محور التاريخ وصنع مجرة‬ ‫جديدة لكينونة البش��ر ‪ ,‬وال سيما ونحن نرى الدول العربية في‬ ‫قمة هذا الحراك ونرى الدكتاتور يس��قط تلو الدكتاتور وكل منا‬ ‫يترق��ب ماذا بعد ‪ ,‬وال يمكن ألي كات��ب بأي حال من االحوال‬ ‫أن يض��رب عرض الحائ��ط كل ما يراه ويعيش��ه من أحداث ‪,‬‬ ‫فالمطالب��ة بالحري��ة والديمقراطية والرغبة في معانقة الس��ماء‬ ‫بنيلهما كلفت الش��عوب سيالً من الدماء والتضحيات الالمتناهية‬ ‫‪ ,‬فهنيئا لش��عوب عانت وتكب��ذت ولكنها انجزت الكثير والكثير‬ ‫مما ناضلت من أجله ‪ ,‬وكما لكل مغادر أثر ولكل ش��ئ نهاية ‪,‬‬ ‫فل��كل طاغية إرث ‪ ,‬ونحن في ليبيا ورثنا الكثير وكانت التركة‬ ‫كبي��رة تماما ً كما التضحيات ‪ ,‬ولكن كان��ت العزيمة أكبر دائما ً‬ ‫من كل ذلك ‪ ,‬فعندما خرج الشعب ليخلع عنه عصر الظالم رفع‬ ‫في الوقت ذاته شعارات الحرية وتعالت أصوات أبناءه بالعدالة‬ ‫ونبذ االس��تعباد البشرى بشتى اش��كاله ‪ ,‬فانتصرت الثورة التي‬ ‫لم تكن لتنتصر لوال وح��دة الهدف والمبادئ ‪ ,‬وكإفراز طبيعي‬ ‫لمرحل��ة ما بعد الثورة س��نرى وسنس��مع ما يطي��ب لنا وما ال‬ ‫يطيب ‪ ,‬ولكننا لم ولن ننس��ى أربع��ة عقود من االضطهاد التي‬ ‫ستكون تبعاتها وخيمة ما لم نقم بثورة اخرى على أنفسنا لننفض‬ ‫فيه��ا غبار التس��لط ونحاول اس��ترجاع ولملم��ة الجميل داخل‬ ‫أنفس��نا ‪ ,‬واال فس��نقع فريس��ة تلك االنفس التي ال تش��بع ‪ ,‬ومن‬ ‫المؤك��د أن هناك الكثير من الذين أرجعوا ما رأوه من س��لبيات‬ ‫بع��د ث��ورة ‪ 17‬فبراير إلى خلل في آلية الثورة نفس��ها ‪ ,‬ولكنهم‬ ‫نس��وا أو تناس��وا عنوة أنن��ا نحن اليوم نجني م��ا زرعه الطغاه‬ ‫فين��ا ال س��يما وأن وطأة القانون ضعيفة والرغبة في ممارس��ة‬ ‫الحرية بش��كل فعلي وكل حس��ب ما يرى قوية ‪ ,‬مما يجعل من‬ ‫بالدن��ا الحبيبة س��احة لتجارب غير مرغوب��ة ولخطوات غير‬ ‫محس��وبة ‪ ,‬وكليبي يعشق ليبيا كتكلة واحدة تفاجئت بما جاء به‬ ‫البعض من طرح عقيم لموضوع الفدرالية وانها العالج الناجع‬ ‫للقض��اء عل��ى المركزية !!! التي ال أرى فيه��ا ــ المركزية ــ‬ ‫مش��كلة بعينها مس��تحيلة الحل ‪ ,‬ونحن نعيش في القرن الواحد‬ ‫والعش��رين والعالم كل��ه يتحرك بأجهزة صغيرة ق��د تقنتها في‬ ‫جيب��ك وقد تكون معلقة هن��اك في الفضاء الخارجي ‪ ,‬رغم إني‬ ‫أق ّدر وبش��دة ذلك المواطن الكادح ال��ذي عانى طويالً و الزال‬ ‫يعان��ى من تبعات التمركز في قضاء حوائجه التي تضطره إلى‬ ‫قطع المئ��ات من الكيلومترات عدة م��رات ليتم توقيع ورقة أو‬ ‫قبول طلب أو استكمال إجراء ‪ ,‬ولكن ليس بعد اليوم فقد وجد‬ ‫الليبيون ظالتهم عندما قامت ثورة ‪ 17‬فبراير و بعد انتصارتها‬ ‫‪ ,‬فاحتش��دوا في الس��احات والميادين ليعب��روا عن تدمرهم من‬ ‫ه��ذا الوضع الذي يعتبر في نظرهم أش��د وأقس��ى انواع الظلم‬ ‫أن يكون اجراءك في بقعة بعيدة عنك ال تس��طيع أن تطوله وال‬ ‫يمكنك اس��تكماله و في بعض األحيان قد تفقد حياتك في س��بيله‬ ‫خاصة في ظل شبكة الطرق الرديئة واالنارة السيئة لها ‪ ,‬مما‬ ‫يجعلك عرضة لحوداث الس��ير مئات المرات في كل مرة تعبر‬ ‫فيها تلك المسافات‪.‬‬ ‫ه��ل الحل يا ترى يكمن في توزيع مصالح الدولة ومؤسس��اتها‬ ‫هنا وهناك لنقضي على هذه المركزية المملة أو لنقلب موازين‬ ‫المركزية فتصبح كل م��دن ليبيا متمتعة بخصوصية المركزية‬ ‫المحلي��ة او ما يش��به بالمركزية المبعث��رة ‪ ,‬ألني ال اطلق على‬ ‫بعث��رة مراك��ز الدول��ة اس��م ال مركزية ‪ ,‬دعون��ى اتحدث عن‬ ‫نم��وذج واحد فقط من الدول التي قضي��ت فيها فترة من الزمن‬ ‫وهو نم��وذج المملكة المتحدة (بريطانيا) والنظ��ام المتبع بها ‪,‬‬

‫وهنا المثال يضرب ليس على سبيل التشبيه او التشبه والمقارنة‬ ‫ولك��ن لتقري��ب الصورة اكث��ر ع��ن المركزي��ة والالمركزية‬ ‫الحقيقت��ة و الخدمات المقدمة على هيئة حزم (باكج) وعروض‬ ‫(اوف��ور) تق��دم لكل من تطئ قدماه ه��ذه الدولة ‪ ,‬فكل مدينة في‬ ‫ه��ذه الدولة هي ص��ورة مصغرة للمدينة الكبي��رة او العاصمة‬ ‫(كابيتل س��يتى) ‪ ,‬فعلى صعيد المستش��فيات مثالً نجد كل مدينة‬ ‫مزودة حس��ب المس��احة بعدد ‪ 2‬مستش��فيات أو ثالثة مركزية‬ ‫عامة تضم جميع التخصصات وأقسام الطورائ ومستشفى إلى‬ ‫‪ 2‬فقط قطاع خاص ‪ ,‬ولكن لتجنب االزدحام داخل المستشفيات‬ ‫الكبي��رة ف��كل منطقة من مناط��ق المدينة مزودة بمس��توصف‬ ‫مجه��ز لحاجة الس��كان المحلي��ة وعن طريقه يت��م تحويلك إلى‬ ‫المستش��فى الع��ام إن لزمت الحالة ‪ ,‬فتجد هنا أن المس��توصف‬ ‫قريب من مكان س��كنك وقد ال تس��تدعى حالتك لشهور لتذهب‬ ‫ال��ى المستش��فى العام ‪ ,‬وعل��ى نفس النطاق نج��د ان المدارس‬ ‫موزع��ة جغرافيا ً بما يتالئم وكثافة الس��كان والمس��احة معا ً في‬ ‫كل منطق��ة من المدينة ‪ ,‬س��يقول قائل أن في كل مدينة ومنطقة‬ ‫في ليبيا ايضا هناك مدارس و مس��توصفات ومستشفيات ‪ ,‬نعم‬ ‫هذا صحيح ولكن هل هذه االماكن معدة ألستقطاب وألستيعاب‬ ‫حاج��ة اهال��ي المنطقة فقط دون غيرهم عن طريق الس��جالت‬ ‫والمنظومات االلكترونية التي يتم ادراج اس��ماء جميع روادها‬ ‫فيه��ا دون الحاجة ل�لادالء بجميع معلوماتك في كل زيارة تقوم‬ ‫به��ا ؟؟ ال اعتقد ذلك ‪ ,‬حيث ان الش��ئ المميز في تلك الخدمات‬ ‫الصحي��ة المقدمة ان المواعيد تحدد الكترونيا ً ودوريا ً من خالل‬ ‫المس��توصف نفس��ه وال داعي ان يثقل كاهلك بالبحث عن اخر‬ ‫كشف قمت به مثالً ومتى يجب ان تقوم به مرة ثانية وهكذا يتم‬ ‫البح��ث والتنبي��ه الكترونيا عن حاجاتك لتل��ك الخدمات والقيام‬ ‫بتبليغ��ك عن ما يجب عليك ان تق��وم به حيال ذلك‪ ,‬ما يجب ان‬ ‫يك��ون االن هو تفعيل كل المنش��آت والمراكز الموجودة أصالً‬ ‫ف��ي ليبيا التفعيل االمث��ل والوصول بها إلى حالة االس��تثمار‬ ‫القصوى للقضاء على المركزية المحلية ونشرها مناطقيا ً لبلوغ‬ ‫وتحقيق أهداف التنويع والحركة الدائرية داخل المدن‪.‬‬ ‫وم��ن أهم م��ا ينبغي التطرق الي��ه في هذا المج��ال هو القطاع‬ ‫المصرفي والخدمات المصرفية المقدمة لعمالء البنوك ‪ ,‬فقطاع‬ ‫المص��ارف هنا يدار الكترونيا ً و المواط��ن يتلقى أعلى وأرقى‬ ‫الخدم��ات المصرفية في كل مدينة ب��ل وكل منطقة بدون حتى‬ ‫أن يضطره الموق��ف لمعرفة حتى مكان وجود المصرف وفي‬ ‫بع��ض االحي��ان ال يهمه موقع هذا المص��رف أو البنك ما دامه‬ ‫يحص��ل على خدماته عل��ى اكمل وجه‪ ,‬فق��د يكون المصرف‬ ‫عب��ارة عن مصرف الكتروني معتمد دوليا ً ويقوم المواطن عن‬ ‫طريق بطاقة المصرف االلكترونية (كردت كارد) بسحب مبلغ‬ ‫معين من أي آلة الصرف اآللي (كاش ماش��ين) تكون موجودة‬ ‫عل��ى قارع��ة الطريق أو بجان��ب العديد من مراكز التس��وق ‪,‬‬

‫وكذلك يمكنك تس��ديد فواتير الكهرباء والماء وااليجار السكني‬ ‫من خالل تفعيل حساب البنك االلكتروني ‪ ,‬ولهذا نرى ان العمل‬ ‫االلكتروني تميزه الدقة والس��رعة والبس��اطة وسهولة االنجاز‬ ‫وال يحت��اج ال��ى تج��ارب معمقة لتطبيق��ه مما يجعل��ه نمودجا ً‬ ‫مثاليا ً لدولة كليبيا تتبنى خطط موس��عة للتنمية الشاملة وتحتاج‬ ‫فقط حس��ب خب��راء االقتص��اد والتنمية إلى دفع��ة قوية (بق‬ ‫ب��ش) لتندمج داخل منظوم��ات العالم المتق��دم وتحقق معدالت‬ ‫وم��ن باب التنويع‬ ‫مرتفع��ة م��ن النم��و واالزدهار‪.‬‬ ‫تلج��أ دولة مث��ل بريطانيا ألضافة بعض المزاي��ا لبعض المدن‬ ‫لتفعيل اقتصاد الدولة و تطويره وتفعيل حركة الس��ياحة لجذب‬ ‫االس��تثمارات ورفع مستوى المعيش��ة لمواطنيها ‪ ,‬كأن يكون‬ ‫لمدين��ة بعينها مط��ار دولي عن غيرها ولمدين��ة أخرى مركز‬ ‫س��ياحي متخصص وألخرى مالعب رياضي��ة لمختلف انواع‬ ‫الرياض��ة وألخرى حدائق صناعية مجه��زة ‪.......‬الخ ‪ ,‬ومن‬ ‫الواض��ح ان هناك آلية في توزيع المزايا مما يجعلك تعرف أن‬ ‫كل هذه المزايا في النهاية تصب في مصلحة الدولة ومواطنيها‪.‬‬ ‫هك��ذا يجب أن تك��ون ليبي��ا المس��تقبل ‪ ,‬خدم��ات الكترونية ‪,‬‬ ‫مصرفية ‪ ,‬سياحية ‪ ,‬اجتماعية ويجب أن تكون للشعب جاهزية‬ ‫مع��دة لتقب��ل أفكار متبعة الغرض منها الصال��ح العام فال يعني‬ ‫أن يك��ون هناك مصنع ضخم للحديد والصلب في مصراته فقط‬ ‫دون غيرها هي افضلية لمصراته عن باقي المدن وال يعني أن‬ ‫يكون لس��بها مطار دولي افضلية لسبها عن باقى المدن وال ان‬ ‫يك��ون لبنغازي مدينة عائمة افضلية لبنغ��ازى عن باقي المدن‬ ‫وال ان يكون في الزاوية برج تجاري افضلية للزاوية عن باقي‬ ‫المدن وهكذا‪.‬‬ ‫يج��ب ان يكون لدينا ثقافة الصال��ح العام التي تصب في صالح‬ ‫الجمي��ع و على الدول��ة أيضا ان تراعي توزي��ع مصالحها بما‬ ‫يخدم الجميع ويلبي احتياجات الجميع فليبيا تس��ع الجميع ‪ ,‬مع‬ ‫التأكي��د عل��ى أن مركزي��ة الدولة في بع��ض األحيان ضرورة‬ ‫تزيد من قدرة الدولة ومؤسس��اتها الحكومية على بس��ط نفوذها‬ ‫واستكمال سيادتها ‪ ,‬وفي بعض االحيان قد تكون مراكز الدولة‬ ‫خارج نطاقها الحدودي الس��باب تقني��ة او فنية مثالً كما يحدث‬ ‫في مجال االتصاالت على سبيل المثال ‪ ,‬اذاً فمركزية الدولة ال‬ ‫تعن��ي المواطن بقدر ما تعنيه تلك الخدمات المقدمة اليه بصفته‬ ‫مواطن يتمتع بحقوق تماما ً كما تكون عليه واجبات‪,‬‬ ‫لهذا يجب أن تكون هناك إجتماعات موسعه لذوي الخبرة لتقديم‬ ‫مقترحاتهم الش��املة والموس��عه لما ينبغى أن تك��ون عليه ليبيا‬ ‫الجديدة وكما س��يكون هناك لجان متخصصه العداد الدس��تور‬ ‫واالش��راف عليه ‪ ,‬فليكن هناك لجان متخصصة ترس��م وتعد‬ ‫الش��كل و الهيئ��ة الت��ى تج��ب أن تك��ون عليها ليبيا في ش��تى‬ ‫المج��االت مع التركيز ومحاولة عدم اغف��ال الجانب التوعوي‬ ‫و التعب��وي الذي يجب أن تش��مله الخطط والبرامج المتاحة من‬ ‫خالل فريق نخبوي يقوم بهذه المهمة ‪ ,‬لتحقيق أعلى مس��تويات‬ ‫قابلية وجاهزية من الشعب بضرورة المشاركة الفردية الفاعلة‬ ‫ف��ي كل مجاالت الحياة بدون اس��تثناء و المقترح االفضل لبناء‬ ‫دولة المستقبل التي حلم بها الليبيون حتما ً سيكون قابل للتطبيق‬ ‫برضى الجميع وس��تكون مشاركة الشعب فيه مشاركة قصوى‬ ‫الن��ه ال يم��س مدينة بعينها وال منطق��ة بعينها فقط بل يمس كل‬ ‫حالة فردية على حدة وس��نرى ان هناك ابداعات س��تقدم ألجل‬ ‫ليبيا فكما رأينا ابناء ليبيا يتنافس��ون فرداً فرداً على نيل الشهادة‬ ‫في ساحات القتال فحتما ً سنراهم يتنافسون على بناء ليبيا طوبةً‬ ‫طوبة‪.‬‬ ‫عاشت ليبيا حرة والمجد والخلود لشهداءنا االبرار ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪2012/04/28‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 8 ( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬

‫الثأر‬ ‫حممد مستجاب‬ ‫في صباح ذلك اليوم القديم‪ ،‬وبعد أن انزاحت الثالجات الضخمة‬ ‫عن صحاري أفريقيا وآسيا متراجعة إلى القطب‪ ،‬اهتز وجدان‬ ‫الكون في أول حرب عالمية حقيقية‪ ،‬حينما أندفع قابيل حانقا ً‬ ‫ليقتل هابيل آخاه‪ ،‬وليلطخ أول دم وجه األرض بالندم والرعب‬ ‫والقشعريرة‪ ،‬وليهتز وجدان العالم المبكر‪ ،‬ذلك الذي بدأ دورته‬ ‫التاريخية الدامية‪ ،‬وليصبح الثأر الوجه األحمق لحركة اإلنسان‪:‬‬ ‫فرداً وأسرة وقبيلة وأمة وتاريخاً‪.‬‬ ‫وأكبر وهم عايشه اإلنسان المعاصر‪ ،‬أن الثأر سلوك دموي‬ ‫بدائي يتقهقر تحت نور التمدن والتحضر‪ ،‬وأن التعليم بما‬ ‫يصاحبه من رقي العقل وتنزهه وسموه عن العنف‪ ،‬هو الذي‬ ‫يحول دون انزالق الفرد‪ ،‬أو األسرة‪ ،‬إلى هذه المستنقعات‬ ‫الدموية‪.‬‬ ‫غير أن العالم المعاصر‪ -‬بكل إمكانيات العلم والفلسفة – ناقض‬ ‫هذا المفهوم التربوي‪ ،‬حيث قامت منظمات ذات تركيب عصري‬ ‫متطور‪ ،‬بمجازر ثأرية في قلب أكثر البلدان تعليما وتحضراً‪،‬‬ ‫وفي المدن بالذات ( ال في البوادي أو القرى )‪ ،‬في شيكاغو‬ ‫ونيويورك‪ ،‬في برلين وميونخ‪ ،‬في مدريد ولندن وباريس‪،‬‬ ‫مستغلة إنجازات العقل الحديث من سالح وتخطيط ومحاصره‪،‬‬ ‫وكان أكثرها ظهوراً ودموية الكراهية المستمرة خالل القرن‬ ‫الثامن والتاسع عشر بين فرنسا وانجلترا وكل الدول التي وقعت‬ ‫تحت أيديهم وأصبحت مستعمرات ما هي أال ثأر بين دوليتين‬ ‫يتصارعان بالسالح والعلم‪ ،‬لتهون أمامهما أيام ثارات العرب‬ ‫في الجاهلية‪ :‬وأشهرها حرب البسوس بين بكر وتغلب‪ ،‬وحرب‬ ‫داحس والغبراء بين عبس وذبيان‪ ،‬وغيرها من أيام ثارات‬ ‫العرب‪ ،‬تلك التي ذبلت وانحسرت تحت سطوة مفاهيم اإلسالم‪،‬‬ ‫وهو الدين الذي حوي في جوهرة نبذ الثأر األعمى واألحمق‪،‬‬ ‫والذي يقودنا اليوم إلى قاعدة صادقة‪ :‬إن الذين يقومون‬ ‫بالعمليات الثأرية الدموية‪ ،‬وفيهم كثيرون من أرقي المتعلمين‪،‬‬ ‫هم أبعد الناس وعيا بالدين وإدراكا لمبادئه ومفاهيمه‪ ،‬ولعل‬ ‫أوضح مثال لذلك هو أن األماكن اإلسالمية المقدسة‪ ،‬في مكة‬ ‫والمدينة وبيت المقدس‪ ،‬تنعدم منها تلك الحركة العنيفة الجاهلة‬ ‫التي يقوم بها فرد أو جماعة ليزهق أرواح اآلخرين‪ ،‬كما أن من‬ ‫الواضح أن رجال الدين المسلمين هم أيضا أقل شرائح البشر‬ ‫تعامال في هذا المجال‪.‬‬ ‫***‬ ‫والثأر في تعريفه المبسط‪ :‬دافع يلزم الفرد من عصبية خاصة‬ ‫االنتقام‪ ،‬أي الثأر ألحد أقربائه ممن قتله‪ ،‬ويصور في العادة‬ ‫إحدى مراحل تطور الجماعة عندما تكون األسرة هي الرابطة‬ ‫االجتماعية الوحيدة‪ ،‬وصاحبة السلطان‪ ،‬نافيا عن السلطة – أو‬ ‫الحكومة – أو الدولة – أن تنوب عن الفرد في القصاص‪ ،‬أو‬ ‫أن يخشى الفرد أن تنوب عنه الدولة في نيل شرف القصاص‬ ‫فيلتصق به عار الجبن وقصر اليد‪.‬‬ ‫والثأر – على مستوي الفرد أو الجماعة – اتصفت به كل‬ ‫الشعوب دون استثناء‪ ،‬وفي كل المراحل التاريخية دون استثناء‬ ‫أيضا‪ ،‬ودون استبعاد قيام الحرب وخاصة الحروب العالمية بين‬ ‫األمم إلى فكر الثأر والقصاص‪ ،‬والتي يكون الثأر واحداً من‬ ‫عناصر قيامها‪ ،‬ومن أخطر عناصر قيامها في األساس‪ ،‬والتي‬ ‫يبرز عنصر الثأر أيضا في التسويات ومعاهدات الهدنة في‬ ‫نهايتها‪.‬‬ ‫فال نتصور قيام الحرب العالمية الثانية بدون أن يكون قلب هتلر‬ ‫قد امتأل بالعمى والحمق وقرر الثأر لما حدث أللمانيا في الحرب‬ ‫العالمية األولي وإذاللها في معاهدة فرساي‪ ،‬كما ال نتصور‬ ‫دخول أمريكا الحرب العالمية الثانية بدون التفكير في الثأر‬ ‫لكرامتها بعد مهانة ‪ -‬بريل هاببر‪ -‬حتى وصلت بشاعة الثأر‬ ‫الستخدام القنابل النووية على هيروشيما وناجازاكي‪.‬‬ ‫***‬

‫وصاحب الثأر ( حيث ال نستطيع أن نطلق عليه لفظ الثائر‬ ‫) هو فرد يقع في يقينه أن حياته تظل تفقد معناها دون النيل‬ ‫ممن أوقعه في هذا اليقين‪ ،‬وهناك حاالت تزخر بها صحائف‬ ‫الثأر ألناس حملوا هذا اليقين في كيانهم أكثر من ربع قرن‪،‬‬ ‫ولم ينفضوه عن أنفسهم إال باكتمال تحقيق الهدف‪ ،‬وأذكر –‬ ‫هنا – صديقي الذي كان يتشاجر في مقهى وهو في سن الثامنة‬ ‫عشر‪ ،‬وقد وقف رجل يبعد المتشاجرون‪ ،‬وهذا الرجل ليس له‬ ‫دخل بالمشاجرة من األساس‪ ،‬ولكن صديقي في ثورته طعن هذا‬ ‫الرجل في صدره ليموت فوراً‪ ،‬وليدخل صديقي هذا السجن لمدة‬ ‫خمس سنوات بالقتل الخطأ‪ ،‬وقد تصورنا أن األمر قد انتهي بعد‬ ‫خروجه من السجن‪ ،‬ولكن – ذات يوم ‪ -‬وكان صديقي يقف في‬ ‫الشارع وسطنا‪ ،‬وإذا بسيدة تأتي وقد ارتدت النقاب واقتربت‬ ‫منه ثم أخرجت ساطوراً وانهالت على رأسه بضربتين كانتا‬ ‫فيهما الخالص واالنتقام‪ ،‬ليموت صديقنا بين أدينا وسط ذهولنا‬ ‫وصراخنا‪ ،‬ولتخلع السيدة – وهي أخت الرجل القتيل – النقاب‬ ‫في وسط الشارع‪ ،‬وتطلق زغاريدها‪ ،‬وقد كان المشهد مؤثراُ‬ ‫يحي حقي‬

‫ولم أنساه حتى اآلن‪.‬‬ ‫كذلك ال أنسي من حكايات والدي – األديب محمد مستجاب‬ ‫– أثناء عمله في السد العالي‪ ،‬أن شخصا جاء للعمل في موقع‬ ‫صحراوي كان يمد عمليه السد العالي بنوع من الكاولينا ( الطمي‬ ‫القديم )‪ ،‬وعرف مالحظ الموقع أن هذا الشخص ( أ ) جاء‬ ‫طالبا الثأر من الشخص ( ب ) الذي يعمل معهم منذ سنوات‪،‬‬ ‫وارتج الموقع الصحراوي المليء بعمال من بالد متقاربة في‬ ‫الصعيد‪ ،‬وكل جماعة من العمال لها ( ريس ) أي رئيس له‬ ‫سطوته عليهم‪ ،‬واستقر األمر على إقامة صلح أو هدنة بين ( أ‬ ‫) – و – ( ب ) على األقل في هذا الموقع‪ ،‬وبالفعل ظل ( أ )‬ ‫يعمل بدءاً من عامل أتربة إلى مساعد سائق بلدوزر إلى سائق‬ ‫بلدوزر‪ ،‬ونسي الناس هذا األمر سنوات‪ ،‬وبعد حرب ‪1967‬‬ ‫ألغي العمل الليلي في الموقع‪ ،‬فتكدست الورديات في النهار‬ ‫دون عمل‪ ،‬وكانوا يتسكعون حول الخيام‪ ،‬حينئذ قام ( أ ) أمام‬ ‫كل المتسكعين بقتل ( ب ) بعد سبع سنوات من وصوله‪ ،‬ويبدو‬ ‫أن حياته كانت قد أخذت معني ( آخر ) خالل تدرجه في العمل‪،‬‬ ‫أو ما يسميه علماء النفس‪ :‬تحقيق الذات‪ ،‬فلما انسحب عنه ذلك‬ ‫بالفراغ والتسكع عاد األمر القديم ليطفوا في اإلدراك من جديد‪،‬‬ ‫كذلك هناك حادثة مشهورة لشاب صغير جاء إلى اإلسكندرية‬ ‫من الصعيد بحثا عن قاتل أبيه‪ ،‬ولما عثر عليه شاءت الظروف‬ ‫أن يعمال عن قرب‪ ،‬ثم يعمال معاً‪ ،‬ثم أراد المطلوب بالثأر أن‬ ‫يزوج الشاب البنته‪ ،‬تتويجا إلسقاط أمر الثأر وإنهائه‪ ،‬غير أن‬ ‫الشاب – قبل زفافه بيومين – قتل صهره‪ ،‬وهرب إلى بلدتهم‬ ‫عائداً إلى الصعيد ليسلم نفسه لشرطة بلدتهم في زهو وافتخار‪.‬‬ ‫وطالبوا الثأر كثيرا ما يعجزون عن نيل غرمائهم‪ ،‬أما لقوة‬ ‫الغرماء أو ما يفرضوه على أنفسهم من حراسة أو لضعف‬

‫طالب الثأر‪ ،‬ولذا يلجأون إلى القتلة المأجورين‪ ،‬وهم شريحة‬ ‫من الرجال معروفة في البالد التي تنوء بكثرة عادات الثأر‬ ‫في الصعيد وشمال الدلتا ( محافظة البحيرة ) وشرق الدلتا (‬ ‫الشرقية )‪ ،‬ولم يتعرض أحد من علماء االجتماع – أو النفس‬ ‫– ببحث أو دراسة عنهم‪ ،‬ربما آلن القاتل المأجور ينظر إليه‬ ‫من زاوية عقابية تجريمية فقط‪ ،‬ومع أن ثارات كثيرة ومتعددة‬ ‫تمت على أيدي هؤالء المأجورين‪ ،‬الذين تحميهم مجموعة‬ ‫من التقاليد تجعلهم بمنأى عن العقاب إذ ال أحد من أهل القتيل‬ ‫يعترف أو يشير إلى القاتل المأجور‪ ،‬ألن ذلك خارج دائرة الفخر‬ ‫واالعتزاز‪ ،‬حيث يعد أداة ثأر ال يصح الثأر منها‪ ،‬وألنه ليس‬ ‫طرفا في العملية كلها مع أنه منفذها وكثيراً ما يؤدي هذا التستر‬ ‫من الطرفين على القاتل األجير أن يعطي لهذه الشريحة امتداد‬ ‫لنشاطهم يصل إلى حرق المحاصيل وتسميم البهائم وإغراق‬ ‫األراضي لحساب مؤجريهم‪ ،‬بل إن حاالت حدثت في هذا األمر‬ ‫أن أدي القاتل األجير خدمته للطرفين وقبض عنها أجره‪.‬‬ ‫وتقضي قواعد القتلة المأجورين أال يراوغ في التنفيذ فور‬ ‫االتفاق وقبض ( مقدم العملية )‪ ،‬غير أن حاالت أخري قام‬ ‫فيها القاتل األجير بإبالغ الطرف المقصود بالثأر ربما تقربا أو‬ ‫بحثا ً عن منفعة أكبر‪ ،‬وعندما يحدث ذلك فمن النادر أن توكل‬ ‫للقاتل األجير عملية أخري‪ ،‬وهناك حاالت قام بها قتلة مأجورين‬ ‫مجانا‪ ،‬وغالبا ما تكون لحساب امرأة فقيرة ثكلت زوجا أو‬ ‫شقيقاً‪ ،‬أو ابنا‪ ،‬وقد تتم في شكل تضامن مجاني يجعل القاتل‬ ‫األجير طرفا أساسيا يجب النيل منه‪.‬‬ ‫والمركب االجتماعي للتجمعات السكانية يجعل لكل قرية قاتال‬ ‫مأجوراً‪ ،‬تماما ً كما أن لكل قرية شيخ بلد وعمدة وداية ( قابلة‬ ‫) ومغني وفاتح مندل وغير ذلك من أصحاب المهن الفريدة‪،‬‬ ‫ساعد على ذلك انحسار اإلحساس بالفروسية والنبل والمجد‬ ‫العظيم تحت وطأة الحياة المعاصرة المضطربة‪ ،‬ذلك أن القبائل‬ ‫في زهو فروسيتها ونبلها كانت تحقر من شأن القاتل األجير‬ ‫( الذي وكله في المهمة جبان خائف )‪ ،‬غير أن شريحة هذا‬ ‫النوع من القتلة انتشر في العصور المتأخرة‪ ،‬وأصبح لكل واحد‬ ‫مجال عمل ال يصح ألقرانه أن ينافسوه فيها دون استئذان‪ ،‬وهم‬ ‫يعرفون بعضهم ويتصادقون ويتكلمون فيما بينهم عن عملياتهم‬ ‫الناجحة ووسائل تدبيرها‪ ،‬ونادراً ما يقع واحد منهم ضحية أو‬ ‫صريعا ً لآلخر إال في ظروف بالغة الدقة‪ ،‬ويكون المال الوفير‬ ‫– في معظم الحاالت – ثمنا ينزح بعدها هذا القاتل عن المنطقة‬ ‫كلها‪.‬‬ ‫***‬ ‫الثأر واألدب‬ ‫ً‬ ‫وقد ظل األدب هدفا أساسيا لعملية الثأر‪ -‬األدب العالمي أو‬ ‫العربي‪ ،‬فال ننسي – الكونت دي مونت كريستو – وهو ينتقم‬ ‫من أصدقائه الذين خانوه‪ ،‬وقد استهلكت السينما هذا الموضوع‬ ‫بشتى الطرق‪ ،‬كذلك فال أحد يستطيع أن ينسي – أنور وجدي‬ ‫وهو يعدد ضحاياه‪ ،‬انتقاما وثأراً على ما فعلوه به‪ ،‬األول‪،‬‬ ‫الثاني‪ ،‬كذلك زيارة السيدة العجوز – لدورنيمات – وعودة‬ ‫تلك السيدة بجبروتها للثأر من حبيبها وقريتها التي طردتها هي‬ ‫ورضيعها من سنوات بعيدة‪ ،‬وال يمكن أن نترك خالتي صفيه‬ ‫وجبروتها وهي تثأر من حربي المسكين طوال حياته في رائعة‬ ‫عمنا – بهاء طاهرة‪ ،‬كي يكون الثأر حبا ً هو الموضوع األشد‬ ‫اهتماماً‪ ،‬حيث يصبح القلب هدف الثأر‪ ،‬أما عباس البوسطجي‬ ‫فقد قرر الثأر من أحدي قري الصعيد بطريقته بأن يدخل‬ ‫ويكتشف أسرار أهل تلك القرية البائسة‪ ،‬فحاول أن يثأر من‬ ‫كل التقاليد والجهل والتخلف الذي تنام فيها تلك القرية‪ ،‬ليجد‬ ‫نفسه متورطا في قضية قتل فتاة كان ذنبها أنها أحبت فقط‪،‬‬ ‫ليقتلها والدها في احد أعظم مشاهد السينما العربية حتى اآلن‪،‬‬ ‫عن الرواية القصيرة – البوسطجي‪ -‬للراحل العظيم يحي حقي‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 8( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬

‫‪21‬‬

‫حرائر مصراته – مرة أخرى‬ ‫ياسني ابوسيف ياسني‬

‫وردتني رس��الة اخرى من نفس المصدر الس��ابق اوردها‬ ‫فيما يلي كما جاءت حرفيا‪:‬‬ ‫حرائر طمينة بمدينة مصراتة‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫بيان األدلة‬

‫بعد بيان العرض الذي أعلناه س��ابقا ال حظنا أن هناك من‬ ‫يش��كك بن��ا و كأنه يريد أن يق��ول لنا مغتصب��ات بالقوة و‬ ‫البع��ض يتهمن��ا بأننا م��ن أزالم الطاغية المقب��ور و عليه‬ ‫أصدرنا بيانا أسميناه بيان األدلة ‪.‬‬ ‫ن��ص البيان ( م��ن المعروف في الدي��ن أن البينة على من‬ ‫ادعى على عرضنا و ابتلى علينا باالغتصاب أن يقدم األدلة‬ ‫إال إنن��ا متأكدات من انه ال دلي��ل و عليه قررنا نحن تقديم‬ ‫الدلي��ل لطهارتنا و ع��دم اغتصابنا حيث نطلب من كل من‬ ‫يش��كك بصدق قولنا أن يأتي لمدينة مصراتة منطقة طمينة‬ ‫الشرف بسيارة ومعه مفتي ليبيا الدكتور الصادق الغرياني‬ ‫و يتجولون على من��ازل طمينة منزال منزل و دون وجود‬ ‫أحد يرافقهم و يقابلوا أولياء أمورنا و يطلبون منهم القس��م‬ ‫على كتاب هللا بقول الصدق و يشهدون أن بناتكم اغتصبن‬ ‫أم ال و يذهب��ون للعائالت النازح��ة اآلن خارج مصراتة‬ ‫و يطلب��ون ذلك و على مفتي ليبيا أن يعلن نتيجة ذلك ببيان‬ ‫رسمي يبرئنا فيه بعد ذلك إال أننا نشترط لتطبيق ذلك شرط‬ ‫واح��د فقط أن ال��ذي طعن في عرضن��ا و قذف محصنات‬ ‫طمينة يطبق عليه ش��رع هللا المع��روف لقذف المحصنات‬ ‫و ال��ذي ف��ي نهايته الطرد من بالد المس��لمين و عدم قبول‬ ‫شهادته أبدا ‪ .‬كما نقول لكل شخص يقول ان حرائر طمينة‬ ‫تم اغتصابهن اآلن و تتم شهادة الشهود عليه أو عبر وسائل‬ ‫االعالم المختلفة فإننا س��نقدمه يوما للقضاء و نطبق عليه‬ ‫حدود هللا )‪.‬‬ ‫و هللا أكبر و عاشت نساء ليبيا شريفات طاهرات‬ ‫حرائر طمينة بمدينة مصراتة‬

‫صدر يوم ‪2012.05.03‬‬ ‫ويب��دو ان من بعث به��ا متأكد من صحتها ولم يترك مجاال‬ ‫للش��ك في ص��دق نواياه وإال لما اس��تنجد بفضيل��ة المفتي‬ ‫ليك��ون ش��اهدا يبرئ نس��اء مصراته الش��ريفات من تهمة‬ ‫االغتصاب وتلويث سمعتهن‪.‬‬ ‫واذا كان ذل��ك كذلك ‪ ..‬فان هذا مما يثلج الصدر حقا وينفي‬ ‫التهمة ال على نساء مصراته فحسب بل على الجيش الليبي‬ ‫الباسل الذي لم يرتضي العار لبنات وطنه كما يمحي العار‬ ‫ع��ن ابناء تاورغ��اء اللذين طالهم نصيب م��ن هذه التهمة‬ ‫المأس��اة فان الجندي عندما يتلقى أمرا بالقتال س��واء أكان‬

‫مبررا او غير مبرر شيئ وعندما يتلقى أمرا بهتك عرض‬ ‫المواطني��ن ش��يئ آخ��ر ال يجوز التس��امح في��ه وليس من‬ ‫العسكرية في شيئ‪.‬‬ ‫لذا وجب التحقيق في هذا األمر الخطير ذا العواقب الوخيمة‬ ‫الن دينن��ا الحنيف يحضن��ا على قول الصدق ويأمرنا به ‪..‬‬ ‫ويق��ول المثل " لئن تبرأ الف مذنب خير من ان تدين برئ‬ ‫واحد "‬ ‫وهلل األمر من قبل ومن بعد ‪ ..‬واستغفر هللا لي ولكم‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪yasinabuseif@yahoo.com‬‬

‫حماكمة سيف االسالم‬ ‫ال أدري م��ا الس��بب ف��ي تأجي��ل ه��ذه المحاكم��ة هل هو‬ ‫لسبب سياس��ي أم قانوني؟ وهل هو لسبب ثوري أم لسبب‬ ‫مصالحي؟‬ ‫كثر الحديث عن هذه المحاكمة من ناطقين باس��م المجلس‬ ‫االنتقالي ومن ناطقين باس��م الحكومة المؤقتة ويقولون انه‬ ‫س��تتم المحاكمة قريبا في طرابل��س وهو قابع عند حكومة‬ ‫ثوار الزنتان ي��أكل البازين بلحم الخروف الوطني او لحم‬ ‫القعود ‪ ..‬وحكومة الزنتان تملي ش��روطها على الحكومة‬ ‫الليبية ! ‪ ..‬قريبا كلمة مطاطة بعد ش��هر او س��نة او عقد‬ ‫م��ن الزم��ان ؟ وكل ي��وم يمر هو في صالح��ه ألن كالمه‬ ‫أصبح يتحقق ويلمس على أرض الواقع فالتشرذم والتمزق‬ ‫والقبلية والجهوية يس��ود كل ليبيا م��ن الحدود الى الحدود‬ ‫والمتس��لقين مدعي الثوري��ة في ازدياد والس�لاح في كل‬ ‫مكان وهو الذي يقول كلمة الفصل في خاتمة المطاف‪.‬‬

‫محكم��ة الجنايات موج��ودة والقضاة الليبي��ون موجودين محاكمة تتوفر لها عناصر القضاء النزيه وعناصر األدلة‬ ‫والنياب��ة واالدع��اء والمحام��ون النش��طون كذل��ك ‪ ..‬فلم الدامغ��ة ‪ ..‬محاكم��ة تتوفر لها عوامل الس��رعة واالنجاز‬ ‫فالقض��اء البطئ خي��ر منه عدمه ‪ ..‬ويق��ول المثل عندنا "‬ ‫طولة الس��لك تودر االبرة " والعدل س��يد األحكام فاذا كان‬ ‫بريئا اخلي سبيله واذا كان مدينا لقي جزاءه العادل‪.‬‬ ‫محكم��ة الجناي��ات الدولية جاهزة بكل م��ا لديها من دالئل‬ ‫وقرائن عن أش��هر س��يف االس�لام األخيرة ونحن الزلنا‬ ‫نجمع الدالئل والقرائن عن العشرين سنة األخيرة من عمر‬ ‫سيف المديد ! في انتظار ماذا ؟ ان يهرّب او يهرب ليلحق‬ ‫بأخوته األبرياء اللذين ال يطالب بهم أحد واللذين يتمتعون‬ ‫بحماية دول صديقة وشقيقة نحن ننافقهم ونجاملهم وكأنهم‬ ‫لم يسيئوا الينا أبدا؟ ما هذا العبث والتخبط ؟‬ ‫كفانا ضحكا على الذقون‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪yasinabuseif@yhoo.com‬‬ ‫االنتظار؟ ان الش��عب الليبي يريد محاكم��ة مدنية عادلة‪..‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 8 ( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬

‫املسارح القدمية‬ ‫بطرابلس‬ ‫•مسرح البوليتياما‬

‫مخيس مبارك‬

‫مسلسل تلفزيوني فكاهي‬

‫مقالب البيتزا ‪ ..‬على قناة‬ ‫•الح��اج عيد رجل بس��يط صاح��ب مطعم‬ ‫لبي��ع البيت��زا ‪ ..‬لديه عامل أس��مه طارق‬ ‫وهو يق��وم بصناعة البيت��زا ولكنه ال يجيد‬ ‫صناعته��ا بأتق��ان ‪ ..‬ف��ي أغل��ب أألحيان‬ ‫يفش��ل ف��ي صناعته��ا فيتركها الزب��ون ‪..‬‬ ‫لذل��ك يقرر الح��اج عيد البح��ث عن عامل‬ ‫أخ��ر يجي��د ذلك ال��ى أن يعثر عل��ى ميلود‬ ‫وه��و يجيد صناعة البيت��زا ‪ ..‬وعندما يبدأ‬ ‫الزبائ��ن يتوافدون بكثره لطلب بيتزة ميلود‬ ‫‪ ..‬تبدأ الغيرة تش��تعل في قلب طارق ويبدأ‬ ‫ف��ي حياك��ة المقالب لميلود لك��ي يبعده عن‬ ‫المطعم ‪ ..‬منها مايوصل ميلود الى السجن‬ ‫ومقلب أخر يوصله الى مستشفى أألمراض‬ ‫النفسيه وأخر يس��بب لميلود مشاكل عائليه‬

‫وف��ي نهاي��ة كل مقلب ينقلب الس��حر على‬ ‫الساحر‬ ‫•بدأ التصوير للمسلسل التلفزيوني الفكاهي‬ ‫( مقالب البيتزا ) الذي يقع في ثالثين حلقة‬ ‫ليبث خالل شهر رمضان المبارك وهو من‬ ‫إنت��اج قناة ليبي��ا أألحرار بقط��ر ‪ ..‬قصة‬ ‫وس��يناريو وحوار خميس مبارك وإخراج‬ ‫مفت��اح بادي ‪ ..‬تمثي��ل ميلود العمروني ‪-‬‬ ‫طارق الش��يخي ‪ -‬نعيم��ة بوزيد ‪ -‬أحمد‬ ‫الريان��ي ‪ -‬عيد س��عيد ‪ -‬ف��وزي العبيدي‬ ‫ محم��د العوام��ي ‪ -‬م��راد العرف��ي ‪-‬‬‫صالح الحوتي ‪ -‬طراد الشيخي ‪ -‬رفاعي‬ ‫الحم��روش ‪ -‬وغيرهم من الوجوه الجديدة‬ ‫‪ ...‬وس��يظهر بع��ض الفناني��ن كضي��وف‬

‫شرف منهم فتحي بدر و عبدالنبي المغربي‬ ‫و عبدالباسط الجارد ‪ ...‬التصوير سيتم في‬ ‫عدة مواقع بمدينة بنغازي منها المستشفيات‬ ‫والمطاع��م و ومراكز الش��رطة والمزارع‬ ‫والفن��ادق والش��وارع الرئس��ية والمحالت‬ ‫التجارية وشواطئ البحر‬

‫اإلسم احلزب الدميقراطي ‪ ..‬و الفعل ديكتاتوري‬ ‫البوليتيام��ا كلمة ايطالية معناها عالم المس��رح‬‫‪ ..‬ومس��رح البوليتياما كان يقع في شارع سوق‬ ‫الت��رك رق��م ‪ 112‬بطرابلس ‪ ..‬وقد تم تش��ييده‬ ‫بأمر من عثمان باشا الساقزلي عام ‪ 1654‬م‬ ‫‪ ..‬تسع القاعة ‪ 500‬كرسي‬ ‫‪ ..‬تسع الشرفة ‪ 300‬كرسي‬ ‫تم تحويله الى دار عرض سينمائي يوم ‪6 / 3‬‬‫‪ 1943 /‬م ‪ ..‬وكان أول فيل��م يع��رض بها هو‬ ‫( انتصار الصحراء )‬ ‫تمت إزالته نهائيا ً عام ‪ 1954‬م‬‫‪..................................................‬‬

‫•مسرح أوبرا مرياماري‬

‫ميرام��اري كلم��ة ايطالية معناها أم��ام البحر‬‫‪ ..‬ش��يدته ش��ركة الفنادق والمسارح والمطاعم‬ ‫الطرابسية عام ‪ 1920‬م‬ ‫‪ ..‬تسع القاعة ‪ 900‬كرسي‬ ‫‪ ..‬تسع الشرفتان ‪ 380‬كرسي‬ ‫‪ ..‬م��ع ‪ 70‬مقص��ورة ( لوج – بلكون ) في كل‬ ‫مقصورة ‪ 6‬كراسي‬ ‫أصيب في الحرب العالمية الثانية و أزيل نهائيا ً‬‫‪.................................................‬‬

‫•مسرح أدريانو‬

‫تم تغيير أس��مه فيما بعد الى مسرح الغزالة ‪..‬‬‫يقع في ش��ارع الفتح بطرابلس ‪ ..‬حيث تم بناؤه‬ ‫عام ‪ 1932‬م‬ ‫تسع القاعة ‪ 850‬كرسي ‪ ..‬تمت إزالته نهائيا ً‬‫‪...............................................‬‬

‫•مسرح احلمراء‬

‫يقع في ش��ارع عمرو ب��ن العاص بطرابلس ‪ ..‬تم‬‫تشييده في بداية العشرينيات وفي عام ‪ 1935‬م أعيد‬ ‫بناؤه على احدث طراز وهو الشكل الذي عليه أألن‬ ‫‪-‬تسع القاعة ‪ 1030‬كرسي‬

‫ومت أإلستالء على املنتدى اإلذاعي‬ ‫هل الدميقراطي ينهب أمالك الغري‬

‫•حقبق��ة ولكنها ال تُصدق ‪ ..‬من يدعي الديمقرطية يس��تولي‬ ‫على ممتلكات الغير ‪ ..‬المنتدى االذاعي في شارع عبدالمنعم‬ ‫ري��اض ‪ ..‬ه��و مبن��ى يتب��ع لإلذاعة وه��و ملتق��ى للفنانين‬ ‫واالذاعيي��ن واالعالميين وكل من عالق��ة بتلك المجاالت ‪..‬‬ ‫وكان ه��ذا المنت��دى يعم��ل منذ س��نوات الى ي��وم ‪ 17‬فبراير‬ ‫‪ 2011‬م حي��ث انتفضت مدينة بنغازي وفي ذلك اليوم تم قفل‬ ‫المنت��دى االذاعي بش��كل مؤق��ت ‪ ..‬ولكن هناك من أس��تغل‬ ‫األنتفاضة وأنش��غال أصحاب العقار فج��اء في تلك اللحظات‬ ‫ليحت��ل المبنى االعالمي وملتقى االعالميين والفنانين ويرمي‬ ‫بهم في الش��ارع ‪ ..‬ولكي يبقى فقد أختار س��تار الديمقراطية‬ ‫حت��ى يحصل على تعاطف البعض فكتب على الواجه الحزب‬ ‫الديمقراطي ‪ ..‬ولكن أي ديمقراطية هذه التي ترمي بأصحاب‬ ‫الح��ق وتمكن المحتل ‪ ..‬إذا كانت هذه هي الديمقرطية فكيف‬ ‫تكون الديكتاتورية ‪.‬‬ ‫•إدارة االذاع��ة والتلفزي��ون اختارت ان تس��ير وفق القانون‬ ‫والعدل فخاطبت المحامي العام بالرسالة التالية‬ ‫‪....................................................‬‬ ‫السيد ‪ /‬االستاذ المحامي العام ‪ -‬بنغازي‬‫بعد التحية‬ ‫تهديكم شبكة راديو وتلفزيون ليبيا تحياتها وتفيدكم بإبرام اتفاق‬ ‫رسمي مع السيد ‪ /‬سعيد فرج الزياني منذ سنوات بتشغيل مقر‬ ‫المنت��دى االذاعي بموقع االذاعة ‪ -‬ش��ارع عبدالمنعم رياض‬ ‫وبعد االحداث التي واكبت ثورة ‪ 17‬فبراير تم االس��تالء على‬ ‫المق��ر من قبل بعض االش��خاص ‪ ....‬بن��اءاً عليه نرجو من‬ ‫س��يادتكم التكرم بإتخاذ االجراء الالزم بإخالء المقر ‪ ..‬علما ً‬ ‫بانه من امالك الدولة المخصصة لالذاعة ومس��جل بالس��جل‬ ‫العقاري‬

‫‪ ....‬وتفضلوا بقبول فائق االحترام‬ ‫والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‬ ‫سالم الصالحين الفيتوري‬ ‫عضو اللجنة التسيرية المؤقته المكلف بالفرع ‪ /‬بنغازي‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫أعضاء نقابة الفنانين واعضاء نقابة االدباء والكتاب‬ ‫• ‬ ‫والمؤسس��ات الصحافي��ة واالخوةاالذاعيي��ن واالعالميي��ن‬ ‫من موظفي��ن ومبدعين واالخوة أصدق��اء المنتدى من خارج‬ ‫المؤسس��ات الثقافية واالعالمية هم االن ينتظرون االجراءات‬ ‫القانونية ومن ثم س��يضطرون إلسترداد حقهم بطرق قانونية‬ ‫أخرى ‪ ..‬أما الس��يد س��عيد فرج الزياني فهو يعتبر المتضرر‬ ‫أألكب��ر حي��ث كان يقوم بإس��تجار المنتدى م��ن االذاعة وفي‬ ‫العق��د هو طرف ثان��ي واالذاعة طرف أول والي��زال العقد‬ ‫ساري المفعول وكما يوضح العقد ‪ ...‬فالسيد الزياني سبق وان‬ ‫دفع بعض االشهر مسبقا ً ‪ ..‬ترى هل من استولى على المنتدى‬ ‫يقدر ذلك أم المصالح الشخصية وعدم االنسانية تنسف حقوق‬ ‫االخري��ن ‪ ..‬من يع��وض هذا الطرف الثاني س��عيد الزياني‬ ‫‪ ..‬وه��ذا المس��تولي أال يعترف بوج��ود االذاعة أال يعترف‬ ‫بممتلكات االذاعة ‪ ..‬هل كان يعتقد بأنها مباني بنيت عشوائيا ً‬ ‫وال أصح��اب له��ا ‪ ..‬أال يرى بأن ثورة فبراير قامت من أجل‬ ‫الحق والعدل ‪ ..‬ومحاربت أس��اليب اإلس��تالء على ممتلكات‬ ‫الغي��ر ‪ ..‬اي��ن الوطنية في من يقوم بهذه الممارس��ات ‪ ..‬أين‬ ‫الوطنية في من يش��رد أعداد مأهولة من الفنانين واالعالميين‬ ‫واالذاعيين ليبقى هو بمفرده ‪ ..‬أال يتضح بأنه هدف شخصي‬ ‫في التمليك ‪ ..‬عموما ً على جميع النقابات االعالمية والثقافية‬ ‫أن تقف وقفة جادة لحس��م هذه القضية بشكل نهائي ‪ ..‬وعلى‬ ‫الجه��ات القضائي��ة أن تنظ��ر بعين االعتبار لذل��ك ‪ ..‬وعلى‬ ‫شبكة راديو وتلفزيون ليبيا المتابعه بدقة لهذا أألمر ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 8( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬ ‫أمحد بشون‬

‫كلمة حول مللتقى األول لروابط الرياضيني القدامى‬ ‫استضافت مدينة البيضاء الجميلة في وسط‬ ‫الجبل األخضر األش��م الملتقى األول لروابط‬ ‫الرياضيين القدامى يومي ‪ 25/26‬من ش��هر‬ ‫ابري��ل الحال��ي ‪ ...‬ه��ذا الملتق��ى الذي حظي‬ ‫بحض��ور مكثف من كاف��ة مدن ليبي��ا الحرة‬ ‫– التق��ى في��ه جمي��ع الروابط م��ع مجموعة‬ ‫من ضيوف الش��رف ألجل مناقشة محورين‬ ‫أساسيين ‪:‬‬ ‫‪ 1‬دور الرواب��ط الرياضي��ة ف��ي المصالحة‬‫الوطنية ‪.‬‬

‫‪ 2‬تنظي��م وترتي��ب الروابط ووضع أس��س‬‫الرابطة على مستوى البالد ‪.‬‬ ‫ش��باب ورج��ال منه��م م��ن ل��م يلتقوا في‬ ‫عهد الفساد والظلم تحدثوا وتعارفوا وتناقشوا‬ ‫وفرحوا الن ثورة الس��ابع عش��ر من فبراير‬ ‫المجي��دة جعلته��م يلتقون ويتناقش��ون وتكلم‬ ‫الجميع ووضعوا أسس��ا وأصدروا بيانا كنت‬ ‫أتمن��ى الحصول على نس��خة من��ه ولكنى لم‬ ‫أتمك��ن لضيق الوقت ‪ ..‬وس��يترتب على هذا‬ ‫الملتق��ى ومن خالل توصياته وضع األس��س‬

‫الكفيلة بتحقيق الهدف منه‪.‬‬ ‫المهم ان��ه كان لقاء المودة والفرحة وتأكيد‬ ‫لحم��ة أبن��اء ه��ذا الوط��ن وحرصه��م على‬ ‫اإلسهام في بنائه ‪.‬‬ ‫تحي��ة أله��ل الضيافة وكل من أس��هم ومن‬ ‫حضر ومن أدلى بدلوه في النقاش ‪ ..‬إلى لقاء‬ ‫أخر في مصراتة التي أعلنت عن رغبتها في‬ ‫استضافة الملتقى القادم ‪...‬‬

‫سؤال ‪..‬؟‬ ‫ه��ذا الس��ؤال يحتاج إل��ى إجابة صريحة‬ ‫ومحددة ‪ ..‬هذا الس��ؤال يقول ‪ :‬من المس��ئول‬ ‫عل��ى اختي��ار الفرق الت��ي يلتقي به��ا فريقنا‬ ‫الوطني لكرة القدم خالل تجاربه التي يجريها‬ ‫من اجل االس��تعداد لبطول��ة إفريقيا القادمة ؟‬ ‫ه��ل هي لجنة المنتخب��ات ‪..‬؟ أم االتحاد العام‬ ‫المؤق��ت لكرة القدم ؟ أم الجهاز الفني للفريق‬ ‫‪..‬؟ ‪ ..‬وبصورة أدق وأكثر تحديدا ‪ ..‬من الذي‬ ‫اخت��ار ووافق على أن يلع��ب فريقنا الوطني‬ ‫والذي يلعب باس��م دولة تسعى لتأكيد سيادتها‬ ‫ومكانته��ا ‪ ..‬وال��ذي ص��ار ترتيب��ه العالمي‬ ‫بي��ن منتخب��ات العالم رق��م ( ‪ ) 46‬مع فريق‬ ‫المقاول��ون المصري الذي يقب��ع في الترتيب‬ ‫الس��ابع عش��ر في الدوري المصري ‪ !!..‬أال‬ ‫يوج��د أدنى احت��رام لمكانة الدولة وس��يادتها‬ ‫‪..‬؟!‬

‫فري��ق وطن��ي لدول��ة تس��عى لتأكي��د‬ ‫مكانته��ا الرياضي��ة ي��زج به��ا في مث��ل هذه‬ ‫المواقف ‪.!!..‬‬

‫ه��ل يج��د ه��ؤالء وغيره��م اإلجاب��ة‬ ‫الصادقة ‪ ..‬؟ ‪.‬‬

‫باختصار !!‬ ‫فرج العقيلي‬

‫كان واحدا من افضل من لعب لألهلى بنغازى‬ ‫ف��ى ك��رة القدم ن��ال م��ع االهل��ى العديد من‬ ‫البطوالت على مستوى بنغازى والمحافظات‬ ‫الشرقية و ليبيا يمتاز باللعب بالقدمين والرأس‬ ‫ه��داف االهل��ى و المنتخ��ب الوطن��ى عب��ر‬ ‫مس��يرته الرياضية حمل شارة‬ ‫القي��ادة فى االهل��ى و المنتخب‬ ‫الوطنى سنوات عديدة ‪.‬‬ ‫ه��داف كاس الع��رب بالكويت‬ ‫والالع��ب الوحيد الذى س��جل‬ ‫تسعة اهداف فى مباراة واحدة‬ ‫على المس��توى الدول��ى وأول‬ ‫الع��ب عرب��ى يس��جل اربعة‬ ‫اهداف ف��ى مباراتين متتاليتين‬ ‫أحمد بن صويد‬ ‫فى ش��باك المنتخ��ب المصرى‬ ‫العريق خ��اض تجربة تدريب‬ ‫فئات الناشئين باالهلى وهو مايزال العبا كما‬ ‫ق��ام بتدريب فريق النجمة لك��رة القدم وصعد‬ ‫ب��ه من الدرجة الثالث��ة الى الثانية ومن ثم الى‬ ‫الدرجة االولى ‪ ،‬ثم قام بتدريب فريق التحدى‬ ‫لك��رة الق��دم وأح��رز مع��ه بطول��ة الدورى‬ ‫الممتازوال��كاس الممت��ازة موس��م ‪97/96‬م‬ ‫‪،‬كماتحم��ل مس��ؤولية تدريب فري��ق االهلى‬ ‫لكرة القدم فى موسم ‪2005/2004‬م وصعدبه‬

‫الى القسم الممتاز بعد توقف دام اربعة اعوام‪.‬‬ ‫عل��ى الرغ��م م��ن ه��ذه االنجازات ل��م يكرم‬ ‫رس��ميا م��ن المنتخب وال من الن��ادى االهلى‬ ‫اللذين اعطاهما كل مايملك من شبابه وعرقه‬ ‫وجهده!! هذا الالعب على الرغم من الجحود‬ ‫والنك��ران يحمل ف��ى قلبه رغبة ت��راوده منذ‬ ‫سنوات وهى تأسيس مدرسة للناشئين فى كرة‬ ‫القدم بالنادى االهلى ‪.‬‬ ‫باختص��ار ان��ه الالع��ب المخض��رم (احمد‬ ‫ب��ن صويد) ال��ذى يعرف��ه القاص��ى والدانى‬ ‫على المس��توى المحلى والعرب��ى واالفريقى‬ ‫ويتجاهله م��ن يدير زمام االم��ور فى النادى‬ ‫االهلى ‪.‬‬ ‫فهل يلتفت المس��ئولون ف��ى النادى االهلى‬ ‫ألحم��د بن صويد يحققون له رغبته ؟! ليجني‬ ‫االهل��ى ثمار ما يملك��ه هذا الالعب من خبرة‬ ‫وقدرة ونوايا طيبة!!‬

‫عندما يستقيل لناجحون !!‬ ‫في الع��ادة النج��اح مدعاة للس��تمرار خاصة‬ ‫عندم��ا تحقق انج��ازات تاريخي��ة على كافة‬ ‫المس��تويات ه��ذا ماحدث تمام��ا ً للمدرب الفذ‬ ‫غرادي��وال م��درب فري��ق االحالم برش��لونة‬

‫(‪ )13‬ثالثة عشر لقبا ً في اربعة مواسم وفريق‬ ‫يلعب كرة س��احرة بشكل مدهش هذا المدرب‬ ‫المجتهد احرز مع برشلونة كل االلقاب بطولة‬ ‫الدوري والكأس والكأس الممتازة االس��بانية‬ ‫وبطول��ة اندية اوروبا وبطولة س��وبر اوروبا‬ ‫وبطولة اندية العالم ‪.‬‬ ‫ه��ذا الموس��م لم يبق ل��ه س��وى بطولة كأس‬ ‫اس��بانيا لقد اخفق فريقه هذه المرة في الحفاظ‬ ‫على بطولة الدوري االس��باني وخرج بشكل‬ ‫مفاجئ من نصف نهائي بطولة اندية اوروبا‬ ‫االمر الذي جعل غراديوال يفاجئ العالم بقرار‬ ‫استقالته من مهمة تدريب فريق االحالم ‪.‬‬ ‫ه��ذه االنج��ازات كفيل��ة بالتفاض��ي ع��ن اي‬ ‫اخف��اق لكن الناجحون ال يرضون اال بالنجاح‬ ‫ولهذا الس��بب فقط استقال غراديوال فها يتعظ‬ ‫اصحاب االخفاقات المستمرة ؟!!‬

‫‪23‬‬

‫كلمـة العـدد‪..‬‬

‫رسالة حملية حول‬ ‫األمن واألمان ‪!..‬‬ ‫م��ن من��ا اليرغ��ب أن تك��ون بالدن��ا الحبيبة‬ ‫دولة األم��ن واألمان بع��د هذه الحرب الشرس��ة‬ ‫التي فرضها علينا ( طاغوت الزمان ) ‪ ..‬وقدمنا‬ ‫فيها الش��هداء والدماء ‪ ..‬واستطاع شعبنا الشجاع‬ ‫أن يحق��ق االنتصار والخالص من نظام الفس��اد‬ ‫والطغي��ان ويس��عى بكل إمكانيات��ه ألجل أن ينعم‬ ‫باالس��تقرار ‪ ..‬ينعم باألمن واألمان ‪ ،‬ولكن علينا‬ ‫أن نبتع��د عن المزاي��دات ‪ ،‬والتهريج ‪ ..‬علينا أن‬ ‫نعت��رف بأننا الزلنا نعانى من كثير من المش��اكل‬ ‫خاصة فيما يتعلق بانتش��ار الس�لاح في الش��ارع‬ ‫وعدم استالم كثير من المباني والمنشآت التي تتخذ‬ ‫منها كتائب الثوار مقرا لها ومنها عدد من ( أشباه‬ ‫الثوار ) علينا أن نحس أو نتفاءل مع الواقع خاصة‬ ‫عندما نشير إلى عدد من االنتهاكات واالعتداءات‬ ‫‪ .‬أق��ول هذا الكالم ونحن نس��مع ونش��اهد بعض‬ ‫اإلعالميي��ن ( الصغ��ار ) من الوس��ط الرياضي‬ ‫خ�لال البرامج التي يقدمونه��ا أو المباريات التي‬ ‫يعلق��ون عليه��ا وهم ي��رددون ويعلن��ون أن هذه‬ ‫رس��الة للعالم تؤكد أن ليبيا دول��ة األمن واألمان‬ ‫ويطالب��ون بضرورة إقامة المس��ابقات الرياضية‬ ‫ويقل��دون بذلك ( المخضرمين ) الذين اس��تفادوا‬ ‫من ( السفريات والدوالرات ) ‪.‬‬ ‫أق��ول له��ؤالء جميع��ا أال تخاف��ون هللا وانت��م‬ ‫تقدم��ون رغباتك��م ومصالحك��م الخاص��ة عل��ى‬ ‫مصلح��ة الوط��ن ‪..‬؟ ثم س��ؤال أخر ب��اهلل عليكم‬ ‫ماه��و األفضل لنا ولبالدنا أن نترك ش��بابنا الذين‬ ‫صنعوا الثورة بدمائهم وتضحياتهم ( مشدودين )‬ ‫بحماسهم وتطلعاتهم لبناء دولة الدستور والقانون‬ ‫م��ن خ�لال اهتمامه��م وحرصه��م عل��ى نج��اح‬ ‫االنتخاب��ات للمجالس المحلي��ة والمؤتمر الوطني‬ ‫وإصدار الدس��تور وإنه��اء مظاهر الفوضى ‪ ..‬أم‬ ‫توجيهه��م محص��ور بتمرينات الف��رق الرياضية‬ ‫ومن ثم مبارياته الودية الرسمية وحصر اهتمامهم‬ ‫ف��ي الالعبين وأخبارهم ‪ ،‬ومن س��يوقع هنا ومن‬ ‫سيلعب هناك اى الوجهتين أفضل واهم !!‪.‬‬ ‫أق��ول لإلعالميي��ن ( الصغ��ار ) التتأث��روا (‬ ‫بالمخضرمي��ن ) الذي��ن زين��وا مرحل��ة الفس��اد‬ ‫التقلدوه��م انتظ��روا دورك��م وفرصتك��م بعد أن‬ ‫نبنى جميعا دولة ( األمن واألمان ) دولة القوانين‬ ‫والدستور ‪. !..‬‬ ‫جوارديوال‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 8 ( 52-‬ـ ‪ 14‬مايو ‪)2012‬‬

‫العدد‪ 8( 52‬ـ ‪ 14‬مايو ‪2012‬م)‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.