العدد 54

Page 1

‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫السنة الثانية‬

‫العدد ‪54‬‬

‫‪ 28 - 22‬مايو ‪2012‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫ماما خدجية عازمة على الرتشح لعضوية املؤمتر الوطين العام‬

‫انتخابات الرئاسة يف القاهرة ‪ ،‬واالنفالت يف طرابلس الغرب والشرق !‬ ‫هل اوباري مستبعدة ؟‬ ‫مهرجان للسينما العربية واملتوسطية بليبيا‬

‫حكاية الصاورخ الذي قتل أفضل العيب الكرة ‪!..‬‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫انتخابات الرئاسة يف القاهرة‬ ‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri_55@hotmail.com‬‬ ‫ميادين صحيفة ليبية متنوعة‬ ‫تصدر من بنغازي‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫هليل البيجو‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫حسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزواية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫مدير إداري‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬

‫كاريكاتري‬ ‫حممد الزواوي‬ ‫لوحات داخلية‬ ‫رضوان بوشوشية‬

‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫كنت في القاهرة حيث ‪:‬‬ ‫القاهرة تنتخب رئيس الدولة وحتى الساعات األخيرة لم تعرف بعد اختصاصات هذا الرئيس بالتحديد‬ ‫‪ ،‬كنت هناك اس��مع واش��اهد الزحام أو االزدحام وما شابه كثيرا‪ ،‬حول انتخاب هذا الرئيس من يعلن‬ ‫عن برنامج سياسي اجتماعي ثقافي تفصيلي حتى درجة االمالل ‪.‬‬ ‫ش��اهدت وسمعت هؤالء الرؤس��اء المفترضين‪ ،‬الجميع يتابع برامحهم االنتخابية؛ يناقشون ويرغون‬ ‫ويزبدون لكن لم يس��ئل أحد عن الكيفية التي يتس��نى بها تنفيذ هذا البرنامج ‪ ،‬فالمرش��ح في الغالب ال‬ ‫ينتمي لحزب و ال لجماعة ضغط – باستثناء أن يكون من ورائه الجيش المصري الذي يحكم مصر‬ ‫منذ عام ‪ 1952‬م علي األقل ‪.‬‬ ‫وع��ود انتخابي��ة م��ن رجل واحد أحد ؛ وعود في كل ش��يء ومن أجل كل ش��يء ‪ ،‬وعود بالجنة في‬ ‫ظروف اس��تثنائية وفي فترة حكم انتقالية ‪ ،‬والكل في حمى االنتخابات ال يراجع نفس��ه ليتس��أل كيف‬ ‫يمكن تحقيق ذلك من رجل فرد مهمته انتقالية ؟ ‪ ،‬لذا فاللغط هو سيد الموقف في االنتخابات المصرية‬ ‫والتي تظهر بش��كل واضح وضوح ش��مس مصر في جلس��ات مجلس الش��عب الكاريكاتورية ‪ ،‬هذا‬ ‫المجلس يبدو وكأنه سرب من اخوان مسلمين يغنون وجناحهم يرد عليهم أو كما يقول المثل الشعبي‬ ‫الليبي !!‪.‬‬ ‫مصر منقسمة على نفسها كما أن نفسها متشظية وتعيش حالة الثورة ال تعرف أخماسها من أسداسها‬ ‫‪ :‬هل العس��كر سيس��محون للثورة بأن تحقق اهدافها في الديمقراطية أوال وأخيرا ؟ ‪ .‬هذه هي المسألة‬ ‫المصرية األساس التي يحكمها ثقل اقليمي ليست اسرائيل والسعودية إال أحد وجوهه‪ ،‬ويحكمها فعل‬ ‫دولي ليست أمريكا إال الفاعل الرئيس فيه ؛ أمريكا التي طلب رئيسها من رئيس مصر حينها ( حسنى‬ ‫مبارك ) أن يتنحى أمس !!!‪ ،‬وفعل ‪.‬‬ ‫مص��ر الت��ي خرج أح��د أهم رموز ثورتها م��ن اللعبة السياس��ية ‪ -‬التي تج��رى اآلن ‪ -‬دون أن يهتم‬ ‫أح��د ؛ محم��د البرادعى من كان يصول ويج��ول اختفاء من‬ ‫الس��احة السياس��ية في لمحة ‪ ،‬وفي الرقعة أخ��ذ يجول أحمد‬ ‫ش��فيق رئيس وزراء حس��نى مبارك األخير كالبيدق القاتل ‪،‬‬ ‫هذه المتناقضات في طبيعة التركيبية السياس��ية المصرية منذ‬ ‫عقود لكن ثورة ‪ 25‬يناير صبغتها وجعلتها عارية ‪.‬‬ ‫انتخاب��ات الرئي��س في مصر تب��دو كأنما اع��ادة لالنتخابات‬ ‫السابقة في عهد الرئيس المخلوع ؛ المرشحون اآلن يتعهدون‬ ‫ببرامج س��ينفذونها بإرادتهم الش��خصية المح��ض ‪ ،‬وما من‬ ‫حكم غير ارادتهم فالدس��تور المفروض أنه جزء من مهمتهم‬ ‫‪ ،‬والبرلم��ان هناك اش��اعات وحتى دوافع لحل��ه ‪ ،‬والمجلس‬ ‫العس��كري يبيع وع��ود وتوكيدات بأنه سيس��لم الرئيس زمام‬ ‫األمور‪ ،‬هكذا يبدو أن الرئيس سيحكم مفردا وبصالحيات إن‬ ‫لم تكن غير محددة فهي غامضة حتى الساعة ‪.‬‬ ‫الجمي��ع في حيص بيص أو هك��ذا يحبون أن يظهروا فمصر‬ ‫تعي��ش لحظة يجثم علي صدرها الحركات الدينية والعس��كر‬ ‫‪ ،‬وه��ي ف��ي نفس الوقت لحظة ثورية ال مثي��ل لها في تاريخ‬ ‫الب�لاد وحي��اة العباد ‪ ،‬ومصر هذه مأس��ورة لجمل��ة أيقونات‬ ‫تصدرها نخبة تعوزها الجدية ومصابة برش��ح تضخم الذات‬ ‫وبوباء االس��تخفاف ‪ :‬مصر دولة عمرها س��بعة اآلف سنة ‪،‬‬ ‫جيش مصر حامي ثورة مصر ‪ ،‬مصدر بالء مصر سعودي‬ ‫الصناعة ‪ ...‬الخ ‪.‬‬ ‫ومص��ر تعيش ألول م��رة انتخابات حقيقي��ة‪ ،‬فليس ثمة نفوذ‬ ‫لمس��تعمر انجليزي أو بالط ملكي‪ ،‬فالمعركة وبحق من أجل‬ ‫ملصقات االنتخابات الرئاسية المصرية‬ ‫الديمقراطية وانهاء حكم العسكرما دام لعقود‪.‬‬ ‫أما مظاهر االنتخابات في ش��وارع مص��ر فتعبر وبحق عن‬ ‫المظاه��ر المصرية المعت��ادة ‪ :‬الزار المصري المعروف الذي يختلط فيه الحابل بالنابل ما هو تعبير‬ ‫عن خالئط ايديولجية اسالمية ناصرية ليبرالية وطنية شوفنية تتمسرح جميعها في الشارع علي شكل‬ ‫زار كبير‪ .‬ولقد سمعت وشاهدت ذلك في منازعات تتمظهر في الظاهرة الصوتية التي ما زالت حتى‬ ‫اللحظة تس��يطر علي النخبة واالعالم ؛ هذا يجعل األمر كما لو كان عبارة عن منازعات ش��خصية‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫‪03‬‬

‫؛ واالنفالت يف طرابلس الغرب والشرق !‬ ‫محض‪.‬‬ ‫لكن مصر حتى الساعة مؤشر عما يحدث وعالمة لمستقبل‬ ‫تصنعه شعوب ثائرة‪ ،‬في منطقة عربية هي قلب عالم قديم‬ ‫يضمحل‪.‬‬ ‫انفالت طرابلسي ‪:‬‬ ‫ش��رق القاهرة قتال في ش��وارع طرابلس الش��ام بين مؤيد‬ ‫لنظام األسد المنهار ومؤيد للثائرين علي هذا النظام ‪ ،‬حين‬ ‫يلعل��ع الكالم في ميكروفونات القاهرة يلعلع الرصاص في‬ ‫شوارع طرابلس والمدافع والدبابات في الشام‪ .‬أما المجتمع‬ ‫الدولي ممثال في األمم المتحدة فيظهر بمظهر ش��اهد لم ير‬ ‫شيئا ‪.‬‬ ‫غ��رب القاهرة في والية طرابل��س الغرب قتال هنا وهناك‬ ‫وقوات زنتانية ومصراتية تهب لفض االشتباك ‪.‬‬ ‫‪ ..‬ولم أنتخب أحدا‪.‬‬ ‫ول��دت في حى الصاب��ري بمدينة بنغازي ع��ام ‪1955‬م ‪،‬‬ ‫قضيت س��نوات في طرابلس وعشر في سجونها الحصان‬ ‫األس��ود وبوس��ليم‪ ،‬وعش��ر في بنغازي ح��ي قاريونس ثم‬ ‫العش��ر األوخر في حي البرك��ة ‪ ،‬وأعمل في الصحافة منذ‬ ‫ع��ام ‪ 1973‬م‪ ،‬ول��ي صحيف��ة ميادين التي أسس��تها عقب‬ ‫الث��ورة في ‪ 1‬ماي��و ‪2012‬م التي ال يطالعها المس��ؤولون‬ ‫علي االنتخابات والحمد هلل ‪.‬‬ ‫ل��م يح��دث منذ ولدت حتى يوم الس��بت المواف��ق ‪ 19‬مايو‬ ‫‪2012‬م أن ش��اركت في انتخاب��ات و ال تصعيدات طبعا ‪،‬‬ ‫اليوم الس��بت ‪ 19‬مايو ‪2012‬م ذهب��ت لدائرتي االنتخابية‬ ‫ف��ي البركة ببنغ��ازي الجل االدالء بصوت��ي في انتخابات‬ ‫المجل��س المحلي لمدينة بنغازي ‪ ،‬في يس��ر وأمان اتممت‬

‫االجراءات وكان الحضور أقل من القليل والساعة الرابعة فؤاد الكعبازي رجل كل المهمات يترجل‬ ‫م��ن لم يعرف ه��ذا الرجل ما عرف‬ ‫والنص��ف بع��د الظه��ر ‪ ،‬اس��تلمت‬ ‫أول رس��ام س��اخر "كاريوكاتي��ر"‬ ‫قائمة المرش��حين طالعتها أكثر من‬ ‫ليب��ي‪ ،‬م��ا ع��رف أول مجل��ة ليبية‬ ‫مرة ولم يتيس��ر ل��ي معرفة أي من‬ ‫تعتمد السخرية والرسومات ( المرآة‬ ‫االس��ماء ال بالخب��ر و ال باليقي��ن‪،‬‬ ‫) التي صدرت منتصف االربعينات‬ ‫ماعدا اس��م امرأة لك��ن لم اتقين أنها‬ ‫من القرن الماضي ‪ ،‬و ال عرف أول‬ ‫الم��رأة التي اع��رف فال صورة لها‬ ‫مترجم للش��عر إل��ي العربية في ليبيا‬ ‫في أي اعالن ش��اهدت وألجل عدم‬ ‫مثل ش��اعر تشيلي األشهر ‪ :‬بابلو‬ ‫اللب��س لم أمنح صوتي لها وال ألحد‬ ‫نيرودا‪ ،‬ما عرف من يجيد االيطالية‬ ‫ألج��ل األمانة والصدق م��ع النفس‬ ‫أكثر من الكثيرين من أهلها ‪.‬‬ ‫أوال ‪.‬‬ ‫ف��ؤاد الكعبازي موس��وعي ال تهمه‬ ‫ما أنا بقارئ ‪..‬‬ ‫الموسوعية وفنان متسكع في رحاب‬ ‫هذا لس��ان ح��ال المفوضي��ة العليا‬ ‫الفن��ون كما هو رج��ل دولة ووزير‬ ‫النتخاب��ات المؤتم��ر الوطني إذا ما‬ ‫بترول‪ ،‬عاش خمسا من ربيع العمر‬ ‫قدمت لها صحيفة ميادين التي بدأت‬ ‫فه��و يعد عم��ره بالربي��ع وعنده كل‬ ‫حملتها من أج��ل االنتخابات الليبية‬ ‫عشرين سنة ربيعا ‪.‬‬ ‫قبل تكون هذه المفوضية ‪ ،‬وأجرت‬ ‫فؤاد الكعبازي‬ ‫فؤاد الكعبازي كتب القليل لكنه عاش‬ ‫ونشرت اس��تطالعات الراى حول‬ ‫قرنا من الزمان كما يحب ‪.‬‬ ‫هذه االنتخاب��ات في غرب وجنوب‬ ‫وش��رق البالد منذ االعداد االولي لصدورها ‪ .‬وعملنا على إلى السيد عبد الرحمن هابيل وزير الثقافة المحترم‬ ‫ان تصل الجريدة كل اسبوع إلى المجلس الوطني االنتقالي لنك��رم ليبيا بتكريم ه��ذا الرجل فنطبع جمل��ة ما كتب وما‬ ‫منذ صدورها ثم إلى مجلس الوزراء وبعض من الوزارات ترجم في مجلد واحد‪ ،‬وكتاباته وكذا ترجماته ليست كثيرة‪.‬‬ ‫‪ ،‬لك��ن مع ذلك حرمن��ا من اعالنات ه��ذه المفوضية دون في وقت قياسي لنقم حفال تأبنيا في مناسبة هذا اإلصدار‪.‬‬ ‫تس��بيب وما نشر منها تم بعالقات خاصة أو دون تكليف ‪ ،‬ولكم الشكر في كل األحوال‪.‬‬ ‫ونحن نش��اهد التكليفات تنهمر هنا وهناك‪ ،‬ولسنا هنا نحتج‬ ‫أو نلوم ولكن إلحقاق الحق ليس إال‪. ...‬‬

‫خواطر تشكيلية‪ ..‬جملس الثقافة حيتفي مبرور سنة أوىل ثورة‬ ‫كتب‪ /‬معتز بن محيد تصوير‪ /‬فاتح مناع‬

‫افتتح مجلس الثقافة العام بإشراف وزارة الثقافة والمجتمع‬ ‫المدني معرض الفنون التش��كيلي األول للعام ‪ 2012‬مساء‬ ‫األح��د الماضي بقاعة الفنون بقص��ر المنار بنغازي تحت‬ ‫ش��عار "خواطر تشكيلية" بمناسبة مرور سنة أولى ثورة‪،‬‬

‫األوجلي مندوب مجلس الثقافة‪ ،‬بحضور وس��ائل اإلعالم‬ ‫المختلفة‪.‬‬ ‫يش��ارك في ه��ذا المعرض ال��ذي تتن��وع معروضاته ما‬ ‫بي��ن لوحات فنية ومنحوتات أكث��ر من أربعين (‪ )40‬فنان‬ ‫تش��كيلي من فناني مدينة بنغازي‪ ،‬ويحتوي المعرض أكثر‬ ‫من (‪ )70‬لوحة‪.‬‬ ‫ويقول رئيس اللجنة المش��رفة للمع��رض الفنان عبدالقادر‬ ‫بدر عن المعرض‪" :‬يعد هذا المعرض من أولى المعارض‬ ‫الفنية ببنغازي الذي تش��رف عليه مؤسس��ة رسمية للدولة‬ ‫ورغ��م أن بنغازي ش��هدت من��ذ اندالع الث��ورة معارض‬ ‫عديدة صورت مسيرة الثورة‪ ،‬لكن نعتبر هذا المعرض له‬ ‫خصوصية مميزة‪ ،‬لسببين أولهما أن الدولة بدأت تهتم بكل‬ ‫واضح في إبراز الفنون التش��كيلية‪ ،‬وثانيهما أن المعرض‬ ‫يخرجنا من أجواء الحرب والمعاناة التي ش��هدها الش��عب‬ ‫الليب��ي خالل الث��ورة‪ ،‬فكثير من اللوحات تعكس ش��ؤون‬ ‫ويستمر المعرض لمدة عشرة أيام من يوم ‪ 13‬مايو وحتى أخ��رى مثل الت��راث الليبي‪ ،‬وغيرها م��ن المواضع‪ ،‬وما‬ ‫يوم ‪ 23‬مايو‪.‬‬ ‫نأمله حقا هو استمرار الدولة في دعمها للثقافة والفنون"‪.‬‬ ‫وقد افتتح المعرض مدير إدارة الشؤون اإلعالمية بوزارة‬ ‫الثقاف��ة والمجتم��ع المدن��ي هليل البيجو واألس��تاذ س��الم‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫الليبيات عازمات على الرتشح لعضوية املؤمتر الوطين‬ ‫تعاون مؤسساتي تونسي لييب إلعداد وتدريب املرشحات‬ ‫فاطمة غندور‪-‬‬ ‫* ميادين – جربة ‪.‬‬

‫ما ينفتح عليه الليبيون اليوم هو حدث تاريخي اس���تثنائي‪ ،‬ممارس���ة سياس���ية ديمقراطية لمرحلة ما بعد ثورته المباركة ‪،‬مواطننا اليوم عليه أن يختار وان‬ ‫يصوت لمرش���حه (أو مرش���حته) لمؤتمره الوطني العام ‪ ،‬حيث حددت الفترة الزمنية المخصصة ألجراءات الناخبين وكذلك المترشحين ‪ ،‬فيما تنشط تنظيمات‬ ‫مدنية محلية ودولية في ممارسة دورها التوعوي في ليبيا الجديدة ‪.‬‬ ‫‪ ...‬منبر المرأة الليبية ورئيسته السيدة شهرزاد المغربي كان في مقدمة المنظمات الوطنية التي خطت نحو االعداد والبرمجة ألنشطة في شكل مؤتمر‪ ،‬ولقاء‬ ‫‪،‬ودعاية واعالن‪ ،‬منذ نوفمبر ‪ 2011‬تجمع بين طرفي العملية السياسية ‪ :‬المنتخبين‬ ‫والمترش���حين ‪،‬كانت الخطوة االولى التي خصت الس���يدات عنوانها ‪ ، :‬لقاء ليبيات‬ ‫عازمات على الترش���ح النتخاب���ات المؤتمر الوطني الع���ام ‪ ، 2012 16-4-‬بفندق‬ ‫المهاري بطرابلس استهدف فتح باب التعارف بينهن وتبادل االراء حول وضع المرأة‬ ‫(مترشحة – ناخبة) في انتخابات ليبيا المقبلة ‪،‬ومالصعوبات التي ستواجه العازمات‬ ‫على الترشح ‪.‬وكانت الخطوة الثانية لقاء جمع بين مركز كوثرللدرسات والبحوث –‬ ‫تونس ‪ ،‬والمنبر‪،‬بفندق كورنثيا بطرابلس ‪ ،‬تم فيه استضافة متحدثين ناشطين ليبين‬ ‫في المجال السياسي والقانوني واالعالمي وهم على التوالي ‪ :‬د‪.‬جمعة عتيقة ‪ ،‬حنان‬ ‫منصور ‪ ،‬وفاطمة غندور ‪ ،‬تبادلوا حوارات مع الحاضرات فيما قدم أعضاء من مركز‬ ‫كوثرحديثا مستفيضا من قبل المنس���ق عماد الزواري عن جهودهم الممتدة لحوالي‬ ‫‪ 19‬عاما ‪ ،‬وتحدثت الرائدة الحقوقية واالستاذة الجامعية حفيظة شقيرعن الممارسة‬ ‫السياس���ية ‪...‬االنتخابات التونسية ‪ ،‬وبعد حوالي أسبوعين انشغلت فيه المترشحات‬ ‫بإتمامهن الجراءات الترش���ح كل حسب دائرتها االنتخابية على مستوى ليبيا‪ ،‬وكان‬ ‫أن تكفلت رئيسة منبر المرأة بمشروع إعداد المترشحات للفترة المقبلة من مهامهن لمرحلة التحول الديمقراطي الليبي ‪ ،‬وبرعاية شاملة من مؤسسة الكوثر‬ ‫للبحوث والدراس���ات العربية ‪،‬وفي جزيرة جربة التونس���ية ‪ ،‬كان على المترش���حات أن يتعرفن في دورة تدريبية مكثفة على عالقتهن بإعالم االنتخابات ‪،‬‬ ‫والصورة التي ينبغي عليهن تقديمها للناخبين وفق معاييرتم التعارف عليها ضمن هكذا ممارسة ديمقراطية انتخابية تتوخى الصدق والوضوح ما أمكن ذلك ‪.‬‬ ‫ميادين التقت المنظمين لهذا اللقاء وكان حوارنا المبتدأ‬ ‫مع السيدة رئيسة منبر المرأة الليبية شهرزاد المغربي‬ ‫* كي��ف ت��م التخطيط لمش��روعكم كمنظمة اس��تهدفت‬ ‫المترشحات الليبيات؟‬ ‫إضطلع وخطط منبر المرأة الليبية منذ ما يقارب االربعة‬ ‫أشهر لهكذا برنامج ‪ ،‬وكان أن تم تبني ثالثة برامج لتمكين‬ ‫الم��رأة الليبية ‪،‬م��ن ضمنها المجال السياس��ي واالنتقال‬ ‫الديمقراط��ي ‪ ،‬كان مش��روعنا تش��جيع الم��رأة كناخبة‬ ‫و ُمترش��حة حاولنا أن نجد من يتبنى هذه المش��اريع معنا‬ ‫‪ ،‬ألننا جديدين في هذه الس��احة ‪ ،‬بحثنا عن مستش��ارين‬ ‫واخصائيي��ن في هذه المجاالت ‪ ،‬واجهتنا صعوبات جمة‬ ‫ف��ي ليبي��ا الن مش��اريعنا قدمناها الكثر من جهة س��واء‬ ‫كان��ت حكومية ممثلة ف��ي وزارة الثقافة أو في منظمات‬ ‫دولية متواجدة عندنا في ليبيا للنظر في مش��روعنا ‪ ،‬اول‬ ‫م��رة طرحن��ا مش��روعنا يناي��ر ‪ ، 2012‬لمنظمة دولية‬ ‫وبعدها طرقت االبواب في ليبيا لدعمنا لكنني لم أجد أذان‬ ‫صاغي��ة وال حتى رد على ه��ذه البرامج ولدي االثباتات‬ ‫بكل المراس�لات واالتصاالت بهيئات حكومية وعالمية‬ ‫ج��اءت بقصد دعمنا ! ‪ ،‬ولحس��ن الح��ظ كنت في زيارة‬ ‫لمكان ما ‪ ،‬التقيت بسيدة فاضلة من تونس وتابعة لمنظمة‬ ‫مدنية فسألتها رأيها في برنامجي طالبة النصح واالرشاد‬ ‫ألس��بقيتهم في التجربة السياس��ية وللمش��اركة النس��ائية‬ ‫أيض��ا لديه��م‪ ،‬تفاجأت الس��يدة بالبرنام��ج والخطة التي‬ ‫أعددناها أهدافا وخطوات تنفيذية‪ ،‬وتحمس��ت للمشاركة‬ ‫معنا‪،‬واتصلت بااليميل بمركز كوثر للبحوث والتدريب‪،‬‬ ‫ومن هنا بدأت الترتيبات ‪،‬ثم حددوا مقابلة ‪ 13-14‬ابريل‬ ‫‪،‬وكن��ت ف��ي الموعد رفقة الس��يدة انتص��ار الجربي من‬ ‫مدينة الزاوية التي تطوع زوجها السيد عبدالحكيم لنقلنا‬

‫الى تونس ‪ ،‬وكان اول لقاء مع الس��يدة د‪.‬سكينة بوراوي‬ ‫رئيس��ة المرك��ز وقامت باس��تضافتنا ليومي��ن ‪،‬من أجل‬ ‫تداول موضوع دعم تمكين المرأة ورغم زحمة ومواعيد‬ ‫البرام��ج المخطط لها في الكوثر كم��ا أنها قدمتنا لثالث‬ ‫منظم��ات دولية لكي نوس��ع دائرة عملن��ا ‪ ،‬مركز كوثر‬ ‫مرك��ز له من العمر ‪ 19‬س��نة ‪،‬تبنى المركز مش��روعنا‬ ‫وطلب��ت جدولة البرنامج ليتم أوال ‪:‬تدريب المترش��حات‬ ‫على ثالث مواعيد لورش عمل ‪ ،‬نحن اليوم نكمل الورشة‬ ‫االول��ى ‪ 10:‬الى ‪ ،12-5-2012‬بجزي��رة جربة تكفلت‬ ‫الس��يدة مديرة المركز بتكاليف االقامة ‪،‬والدورة القادمة‬ ‫س��تكون بطرابل��س برعاية أيضا من مرك��ز كوثر ‪19-‬‬ ‫‪ 5 - 21‬بفندق المهاري س��تتلقى نخبة من المترش��حات‬ ‫دورة تدريبية حول ‪:‬ح��ول الحقوق‪،‬والحريات واالنتقال‬ ‫الديمقراطي والدستور‪.‬‬ ‫في منظمتنا لدينا أمل ونعمل لتمكين المرأة ‪ ،‬وش��خصيا‬ ‫أتمنى على المرأة الليبية أن تصل الى أعلى المراكز أوال‬ ‫ف��ي وطنها ‪،‬وهناك امنيات أن تكون حذو س��يدات العالم‬ ‫‪ ،‬هدف��ي تمكينها للوصول ال��ى مراكز قيادية كبيرة على‬ ‫مستوى العالم ‪.‬‬ ‫ونظ���را النش���غال الس���يدة مري���م الجرب���ي وه���ي‬ ‫منس���قة ال���دورة التدريبي���ة ‪ ،‬تقدمن��ا بأس��ئلتنا ال��ى‬ ‫منس��ق ال��دورة أيض��ا الس��يد عم��اد ال��زواري‬ ‫المترشحات أثناء التدريب‬ ‫تون��س وليبي��ا في مرحل��ة تح��ول ديمقراط��ي وتعاون‬ ‫مؤسساتي متعدد كيف تنظرون الى كل ذلك ؟‬ ‫عل��ى القيادة وتحمل المس��ؤلية وخاصة مس��ؤليتها لبناء‬ ‫نح��ن نعتقد أن مهم جدا العمل عل��ى الدعم المتعدد لهذه الوط��ن ‪ ،‬وهي باختيارها الترش��ح وخاص��ة وأن العديد‬ ‫المنظمات الناش��ئة الليبي��ة والتي لديه��ا امكانات واعدة من المشاركات يترشحن على قوائم فردية يبدين شجاعة‬ ‫ورغبة حقيقية في العمل ‪ ،‬هذا ما لمس��ناه خالل نش��اطنا وقدرة كبيرة في أنهن أخترن الطريق الصعب ولكنه كله‬ ‫م��ع منبر الم��رأة الليبية ونحن مس��تعدون لمواصلة مثل مسار بناء ينتهي ان شاء هللا بالمؤتمر الوطني كخطوة ثم‬ ‫هذا العمل في ظل وجود مثل هذه المنظمات والتي لديها‬ ‫رغبة عارمة في احداث البناء والتغيير ‪،‬ونقلة نوعية في‬ ‫المجتمع المدني الليبي ‪.‬‬ ‫كيف رأيت فاعلية المرأة الليبية ؟‬ ‫طبع��ا مثل ماقل��ت االن نب��دأ وننطلق للعم��ل ورأينا أن‬ ‫الم��رأة الليبية اليوم تكس��ر االفكار النمطي��ة التي كانت‬ ‫موجودة ‪ ،‬هي ليس��ت خانع��ة وال قابلة للتهميش ‪ ،‬المرأة‬ ‫الليبية تحصلت عل��ى فرص تعليم ولكن ابرزت قدراتها‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫إلهام بولقمة‬

‫أمال عبيد ‪-‬العامرية‬

‫س��يحدث االنطالق وترسيم الطريق مامن مشكلة مادامت‬ ‫العزيمة واالصرار متوافرين لدى المرأة الليبية ‪.‬‬ ‫د‪.‬المنصف العياري خبير اتصال اعالمي ‪. -‬‬ ‫هذا أول لقاء لك مع نساء من ليبيا ‪...‬كيف وجدتهن ؟‬ ‫ كانت فرصة طيبة للقاء نخبة من المترشحات الليبيات ‪،‬‬‫وكانت تجربة مهمة بالنس��بة لهن ولي أيضا ‪ ،‬فألول مرة‬ ‫أتع��رف على الواقع على الواقع‪ ،‬فالصورة المنقولة عن‬ ‫نس��اء ليبيا أكثرها صورة س��لبية وخاصة ما تعلق بالشأن‬ ‫السياسي والعمل في عمومه ‪،‬وكانت أغلبها أفكار مغلوطة‬ ‫روج له��ا حاكم تاف��ه لليبيا لمصلحة معين��ة ةربما الغرب‬ ‫أيض��ا روج لكل م��ا يخلخل الثقة بين الش��عوب وبعضها‬ ‫البعض‪ ،‬االن نكتشف أن المرأة الليبية هي كائن اجتماعي‬ ‫يعول عليه وستكون طرفا فاعال في مسيرة ليبيا المستقبل‬ ‫كي��ف ترى االوض��اع في تونس مابعد الث��ورة ؟ ووضع‬ ‫االعالم تحديدا ‪.‬‬ ‫أنا بكل صدق الحاضر مش فاهم منه حتى ش��يء فما بالك‬ ‫بالمس��تقبل‪ ،‬المش��هد االعالمي مازال في��ه ضبابية كبيرة‬ ‫ومازال القائمين على الس��لطة في تونس غير مستوعبين‬ ‫(م��ش فاهمين) معنى تح��ول اعالم من حكومي في خدمة‬ ‫الس��لطة الى عمومي لخدمة العم��وم ‪،‬انطالقا من الوضع‬ ‫الحال��ي ‪ ،‬وحت��ى محاوالت االص�لاح ه��م مكلفين هيئة‬ ‫علي��ا الصالح االع�لام واالتصال في تون��س واجتهدت‬ ‫ووضعت مراسيم الصالح االعالم ‪ ،‬ثم الحكومة لم توافق‬ ‫عليه وحاولت تش��كيل الهيئة من جدي��د العادة النظر في‬ ‫القوانين ويبدو أننا س��ندخل في دوام��ة جديدة ‪ ،‬ويبدو أن‬ ‫الحل أن نستورد شعب جديد لتونس !( قالها وهو يضحك‬ ‫)الح��ل لدى الصحفيين الذين يفهم��ون مادورهم في هكذا‬ ‫مرحلة تمر بها تونس ‪ ،‬هو االن في خدمة العموم وخدمة‬ ‫الجمه��ور ‪ ،‬وليس الحاكم ‪ ،‬ودور أجهزة االعالم أنها تفي‬ ‫وتس��تجيب النتظارات الجمهور الذي يدفع من وقته ومن‬ ‫فلوسه لكي يطلع على المواد التي تنشرها أو تبثها وسائل‬ ‫االعالم بهذه الطريقة نصلح حال االعالم ‪.‬‬

‫انطباعات أول مرتشحات ليبيات‬ ‫النتخابات املؤمتر الوطين العام‬ ‫سامية الهاشمي ‪ -‬مترشحة فردي – بنغازي ‪:‬‬ ‫إن تجرب��ة خوض العملية االنتخابية في ليبيا هي الخطوة‬ ‫االولى نحو ممارسة الديمقراطية الحقيقية التي طالما طمح‬ ‫إليها الش��عب الليبي فأنا في اعتقادي إذا كان أس��اس اللبنة‬ ‫س��ليم منذ البدء‪ ،‬فسوف نضمن إرساء دعائم الديمقراطية‬ ‫ونجاحها في المستقبل‪ ،‬ومن هنا جاءت رغبتي واصراري‬ ‫على ترش��يح نفس��ي في المؤتمر الوطني العام الذي من‬ ‫مهامه وضع الدس��تور واالس��تفتاء عليه من قبل الشعب ‪،‬‬ ‫الدستور الذي سوف يحدد معالم وشكل الدولة ونوع الحكم‬ ‫فيها وكذل��ك حق المواطن في العيش الكريم وعدم انتهاك‬ ‫وانق��اص حقوقه باعتب��اره مواطن ليبي ح��ر عاش طيلة‬ ‫اثني��ن واربعين عام��ا محروما نت حق��ه التعبير واتخاذ‬ ‫القرار‪ ،‬يعيش تحت مظلة معتمة تماما (اسمها المؤتمرات‬ ‫الش��عبية !) تحج��ب عنه رؤية ضوء الش��مس فاليتمكن‬ ‫من أن يتلمس طريقه الى ممارس��ة الديمقراطية ‪ ،‬فأنا آمل‬ ‫أن م��ن يتم انتخابه ف��ي المؤتمر الوطني الع��ام أن يكون‬

‫هند صاكي‬

‫د‪.‬المنصف العياري‬

‫إلهام بالحاج‬

‫السيدة شهرزاد المغربي‬

‫عماد الزواري‬

‫ج��ل اهداف��ه هو خدمة هذا الوطن بم��ا يتخذه من قرارات‬ ‫تش��ريعية صحيح��ة ‪،‬فالمنتخبين لو كان��وا مختلفين ومن‬ ‫فئات متنوعة يحققون االهداف المرجوة فس��وف يحققون‬ ‫الت��وازن في االهداف المرجوة فالمس��تقبل السياس��ي في‬ ‫ليبيا ومن خالل ما ش��هده من حراك ‪،‬فأنه يبشر بأن هناك‬ ‫فه��م ووعي م��ن قبل المواطن الليب��ي وحرصه على بناء‬ ‫دولة المؤسس��ات والقانون وأصبح ي��درك بأنه جزء مهم‬ ‫في هذه الدولة ولن يس��مح ألي كان بأن ينقص حقه أو يتم‬ ‫تهميش��ه أو أقصاءه ‪ ،‬فأنا أرى اليوم وقد بدأنا في الس��ير‬ ‫الصحيح في طريق الديمقراطية وس��يكون غدا فيه تداول‬ ‫على الس��لطة فيه حرية ‪ ،‬وكما نجح شعبنا في الثورة ضد‬ ‫الطاغية سينجح في مستقبله السياسي‪.‬‬ ‫فاطمة عبدهللا المقلش – قائمة – الحزب الوطني ‪-‬‬ ‫ترش��حي جاء رغبة مني في المش��اركة في صنع القرار‬ ‫لتأكيد دور المرأة خالل هذه المرحلة الحاس��مة من تاريخ‬ ‫ليبيا واس��تمرار لدورها في الثورة وأجد في نفسي القدرة‬ ‫والكفاءة لخوض هذه التجربة والحمدهلل أس��أل هللا التوفيق‬ ‫والتأييد من ش��عبي ‪ ،‬فيما يتعلق بمس��تقبل ليبيا س��يصنعه‬ ‫بالتأكيد ابناؤنا جميعا رجال ونس��اء ‪ ،‬والشعب الليبي ليس‬ ‫بقاصر وله تجاربه النضالية ‪ ،‬ويس��تطيع خوض التجربة‬ ‫االنتخابية بنجاح لينقل البالد الى شاطيء االمان ويؤسس‬ ‫لدولة القانون والحريات التي طالما حلمنا بها ‪.‬‬ ‫مالك شعبان جحيدر – فردي – الزاوية ‪.‬‬ ‫كأي مواطن��ة ليبي��ة ثارت ض��د الظلم وكان��ت من وقود‬ ‫الن��ار التي احرقت الطاغوت في ثورة ‪ 17‬فبراير ‪ ،‬أملك‬ ‫الثقة بنفس��ي بأني قادرة على خوض ودخول هذا الحراك‬ ‫السياس��ي واثب��ات ذاتي عند خوض ه��ذه التجربة االولى‬ ‫وألول مرة في ليبيا الجديدة ‪ ،‬وأرى مستقبال زاهرا لبالدي‬ ‫سيكون مستقبل العدل والمساواة للجميع ‪،‬االن هناك إتاحة‬ ‫فرصة للم��رأة لكي تضع بصمتها وتدل��ي بصوتها لتقديم‬ ‫واختي��ار االفض��ل لصالح ليبيا ‪ ،‬التي تتح��ول بعد الثورة‬ ‫م��ن حالة الظلم والفقر والبطال��ة الى دولة القانون واالمن‬ ‫واالمان ‪.‬‬ ‫هند خالد صاكي – فردي – زوارة‬ ‫ترش��حت ألن مس��تقبل ليبي��ا يهمن��ي ‪،‬فهذه الث��ورة التي‬ ‫ش��اركنا فيها جمعيا دون اس��تثناء ‪،‬ودفعن��ا بأثمن ما لدينا‬ ‫إلنجاحه��ا وه��ذا الك��م الهائل م��ن الش��هداء والمفقودين‬ ‫ومبثوري االعضاء يدفعني ألن أحرص على المش��اركة‬ ‫ف��ي مرحل��ة البن��اء ‪ ،‬فنح��ن الليبيون ق��د س��ئمنا الوعود‬ ‫والتسويف واالعذار ‪ ،‬وبالثورة قررنا ترجمة األقوال الى‬ ‫افع��ال وهذا ال يتاتى إال بوجود وطنين مخلصين غيورين‬

‫فاطمة المقلش وزوجها‬

‫‪05‬‬ ‫سامية الهاشمي‪-‬بنغازي‬

‫على مصلحة الوطن والمواطن في هذه المرحلة الحساسة‬ ‫الهام��ة ‪ ،‬عيني على مس��تقبل لبلد ديمقراط��ي تصان فيه‬ ‫حق��وق وكرامة المواطن خالل دس��تور يضم��ن التداول‬ ‫الس��لمي على الس��لطة ويحق��ق الحرية والعدالة وس��يادة‬ ‫القان��ون أما التعامل مع دول الغرب فلن يتس��م إال بالندية‬ ‫واالستقاللية فمصلحة ليبيا أوال‬ ‫زهرة بشير الجمل – فردي – الزاوية ‪.‬‬ ‫س��بب ترش��حي تفعيل دور المرأة في المشاركة السياسية‬ ‫وصن��ع القرار‪،‬وتص��وري لمس��تقبل ليبيا السياس��ي بأن‬ ‫تكون ليبيا دولة مدنية مؤسس��اتية ‪...‬دولة دس��تور ‪ ،‬دولة‬ ‫قانون ‪ ،‬وس��بل النجاح حسب تصوري مرتبط أوال بمدى‬ ‫تهيئة المناخ المناسب للعملية االنتخابية القادمة ‪،‬ثانيا مدى‬ ‫توافق أعضاء المؤتمر الوطني من إعداد دستور جيد يحدد‬ ‫الش��كل األمثل للدولة ‪،‬ويضمن حقوق وواجبات المواطن‬ ‫‪ ،‬ويج��ب وضع االولوي��ة للمواطن الليبي في السياس��ات‬ ‫العامة لتحقيق طموحاته ومتطلباته الشرعية التي تكفل له‬ ‫االمن واالمان والحياة الكريمة‬ ‫سالمة علي سالم الترهوني – ترهونة ‪-‬‬ ‫للمرة األولى تتاح لنا فرصة المشاركة الحقيقية في انتخابات‬ ‫ديمقراطي��ة وفقا لما تعارف عليه في العرف الدولي الول‬ ‫مرة ال نغرد خارج س��رب المأل��وف والمعروف ‪ ،‬وألنها‬ ‫الم��رة االولى أيضا التي س��يكتب فيها الدس��تور في ليبيا‬ ‫وأردت أن أك��ون جزء من هذه العملية التاريخية التي لن‬ ‫تتكرر ربما لمرة أخرى خالل عقود ولرغبتي في ترسيخ‬ ‫دولة القانون والمؤسس��ات التي لطالما حلمنا بها ‪ ،‬قررت‬ ‫الترش��يح النتخاب��ات المؤتم��ر الوطني ‪ ،‬أرى ف��ي ليبيا‬ ‫المس��تقبل التعددية والديمقراطية ‪ ،‬قب��ول اآلخر واحترام‬ ‫رأيه ‪ ،‬ترس��يخ دولة القانون والمس��اواة ‪ ،‬التداول السلمي‬ ‫للسلطة ‪،‬أرى العدالة في ليبيا المستقبل ‪.‬‬ ‫أمال الطاهر الحاج – عين زارة – طرابلس ‪.‬‬ ‫بالدنا تحتاج لجهد مش��ترك المرأة والرجل ‪ ،‬فاالمر يعني‬ ‫جمي��ع الليبيات والليبين واالس��هام في هذا المش��وار لمن‬ ‫يستطيع أن يقوده واجب وطني ولرغبتي أن أكون مصدر‬ ‫عط��اء بم��ا أملكه من خب��رة لخدمة موطن��ي ليبيا ‪ ،‬أرى‬ ‫مس��تقبل ليبيا السياسي في مس��اره الصحيح نحن نخوض‬ ‫تجربة جديدة ألول مرة البد أن تكون البداية صعبة ولكن‬ ‫مشوار األلف ميل يبدأ بخطوة ‪.‬‬ ‫‪Wefo_daab@yahoo.com‬‬

‫صورة جماعية‬ ‫للمترشحات ‪ -‬جربة‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫جولة يف مراكز تسجيل الناخبني‬ ‫طرابلس املركز – حي االندلس – سوق اجلمعة – تاجوراء القربوللي‬ ‫طرابلس ‪ -‬ميادين ‪ -‬ناجية حممد‬

‫الرجال الليبيون ‪ :‬ليس لدينا مانع يف أن نتخب امرأة املهم أن تكون ذات كفاءة ومقدرة !‬ ‫الليبي��ون والليبي��ات االحرار ش��عب يؤم��ن بالديمقراطية‬ ‫والحري��ة ووحدة الت��راب فبعد التحري��ر والحمدهلل امتلك‬ ‫الشعب حريته في يده وهو يستطيع ان يقرر مصيره لوحده‬ ‫رغم التنظير الس��اذج الذي كان يرس��خه النظ��ام المقبور‬ ‫طيل��ة الفترة الماضية‪.‬حين قاطع الش��عب كل ترهاته ولم‬ ‫يع��د له ثقة وال مصداقي��ة في كل ما يش��رع ويقال ويظل‬ ‫ط��ي االحالم ‪،‬وه��ا هو الش��عب الحر االبي يثب��ت للعالم‬ ‫جدارته وحريته في تقرير مصيره من خالل مشاركته في‬ ‫العملي��ة االنتخابية التي تح��دث الول مرة في تاريخ البالد‬ ‫بع��د ما يقارب الس��تين عام��ا ‪ ،‬وهو ال يعلم عنها ش��يء‬ ‫وربما لضعف الخبرة السياس��ية عموما فهي تجربة جديدة‬ ‫وحاسمة لهذا الشعب‪.‬‬ ‫ف��ي االي��ام االولي لفتح باب التس��جيل قمنا بع��دة زيارات‬ ‫لمختل��ف مراك��ز التس��جيل بالدائ��رة االنتخابي��ة الحادية‬ ‫عش��ر‪ -‬طرابلس ‪ -‬لالطالع عل��ي إقبال من المواطنين في‬ ‫االيام االول��ى‪،‬كان االقبال معقول بس��بب ضعف التغطية‬ ‫االعالمي��ة من وس��ائل االعالم التي كان م��ن الالزوم أن‬ ‫تسبق اجراءات االنتخابات !‪.‬‬ ‫أجرين��ا هذه اللق��اءات‪ ،‬وبدأناها مع مواطن��ة باحد مراكز‬ ‫المفوضي��ة بالقره بوللي زكية عبدالمنعم اكتفت بالقول‪ :‬ان‬ ‫التوعي��ة ناقصة ‪،‬مع ان المدرس��ة قائمة بدورها من ناحية‬ ‫التوعية للمدرسات والطالبات قبل التسجيل ‪.‬‬ ‫كما التقينا احد الش��باب ال ُمسجلين بالقره بوللي وسألناه عن‬ ‫احساس��ه وهو يقدم على اول خطوة ف��ي بناء الديمقراطية‬ ‫اجابن��ا قائ�لا اتي��ت فرح��ا ً وخاب امل��ي من حي��ث عدد‬

‫المسجلين وهذا يأتي من عدم التوعية وبهذا الشكل سيكون‬ ‫له تأثير س��لبي علي االنتخابات وس��ألناه م��ا هو الحل في‬ ‫نظ��رك اجابنا خالد الراج��ح " التوعي��ة االيجابية تحتاج‬ ‫وقت سيتوعي الناس النها ستصبح ممارسة متكررة حيث‬ ‫انتخاب رئيس البالد ‪،‬ونتامل خير ان شاء هللا ‪،‬والتقينا احد‬ ‫المس��جلين بالقره بوللي الحاج الهادي خليفة قال لنا ان هذه‬ ‫اول مرة يحدث فيها عملية االنتخابات ‪،‬الشعب كان مغيب‬ ‫منذ اكثر اربعين عام عن العملية السياس��ية‪ .‬وان ش��اء هللا‬ ‫يكون االقبال من حسن الي احسن‪.‬‬ ‫والتقين��ا باح��د الش��باب ف��ي مرك��ز التس��جيل بطرابلس‬ ‫المركزربيع السنوسي قال لنا‪ :‬وانا اليوم اخطوا ول خطوة‬ ‫نح��و الديمقراطية داخلين علي عملية انجاح الدولة القادمة‬ ‫‪،‬وه��ذا له طعم خاص بالنس��بة لي وفرح��ة خاصة ايضا ‪،‬‬ ‫واتمن��ى ان تك��ون ليبيا ف��ي مقدمة ال��دول وان يكون فيها‬ ‫رئيس يخاف هللا في شعبه‪.‬‬ ‫في سوق الجمعة علقت المعلمة حواء ‪ :‬بعد تجاوب وسائل‬ ‫االعالم المرئية والمقروءة والمس��موعة ونشر المطويات‬ ‫والملصق��ات واهتم��ام الصح��ف والحم��د هلل ازداد ع��دد‬ ‫المس��جلين في المراكز بش��كل متضاعف وهذا دليل علي‬ ‫وع��ي المواط��ن الليبي حيث اصبح يعل��م بمراحل العملية‬ ‫االنتخابية من وسائل االعالم المختلفة وقمنا بزيارة اخرى‬ ‫لعدة مراكز في الدائرة الحادية عشر طرابلس‪.‬‬ ‫ففي مركز التس��جيل بح��ى االندلس كان لنا لقاء مع رئيس‬ ‫المركز قائالً " ان المواطن متجاوب ومتعايش مع العملية‬ ‫بكل جدية وحب االس��تطالع لذيهم كبير وفرحهم كبير فهم‬

‫لم يش��اهدوا العملية من قبل وفي نفس الوقت فرحا ً بالثورة‬ ‫والتغيير والحرية اتو للتسجيل ووضحنا لهم ان هذه العملية‬ ‫النتخ��اب المؤتمر الوطني العام ومن بعدها انتخاب رئيس‬ ‫الب�لاد ووفرنا للمواطنين جميع وس��ائل االمان والحمد هلل‬ ‫واالمور طيبة وتسير علي ما يرام‪.‬‬ ‫كما التقينا برئيس��ة احدي المراكز بسوق الجمعة قالت لنا‪:‬‬ ‫ان التعامل يس��ير مع المواطني��ن والحمد هلل وهم يباركون‬ ‫للث��ورة وهن��اك عجائز ومرض��ي اتو حتى ب��اب المركز‬ ‫وخ��رج له��م الموظفون لتس��جيلهم وه��م داخل الس��يارة‬ ‫والشباب تنادو وبادرو بالتسجيل باعداد كبيرة‪.‬‬ ‫والتقينا باحد الش��باب بمركز التس��جيل بتاجوراء حس��ين‬ ‫الع��رام ق��ال لنا‪ :‬ان ه��ذه اول مرة ف��ي ليبيا تح��دث فيها‬ ‫االنتخابات ولم نحلم بشئ كهذا من قبل شعوري اليوصف‬ ‫وهو شعور جميل احسسته وانا استلم بطاقتي انني امتلكت‬ ‫من خاللها حريتي واستطيع ان اختار المرشح الذي يحقق‬ ‫مصلح��ة ليبيا ليس لدي مانع في ان انتخب امرأة المهم ان‬ ‫تكون ذات كفاءة ومقدرة تقنعني ‪..‬‬ ‫وق��د الحظنا من خ�لال زيارتنا االخيرة ال��ي عدة مراكز‬ ‫بالدائرة الحادية عش��ر طرابلس زيادة عدد المس��جلين بعد‬ ‫مرور االيام االولى وبارقام عالية جداً فاقت التوقعات وهذا‬ ‫دليل علي تظافر كافة الجهود من اجل انجاح هذه المرحلة‬ ‫من العملية االنتخابية الذي من خاللها يستطيع المواطن ان‬ ‫يقرر مصيره وتحديد االشخاص الذين سيرسمون مستقبل‬ ‫بالدهم للرقي بها ولتصبح في مصاف الدول المتقدمة‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫‪07‬‬

‫هل اوباري مستبعدة ؟؟؟‬ ‫خدجية االنصاري‬ ‫أس��تأنفت الحياة السياس��ية في بالدنا الحبيب��ة ‪ -‬بعد مرور ‪42‬‬ ‫خريف��ا مدم��ر وعاصف ‪ ،-‬و لك��ن كالعادة فقط ف��ي المناطق‬ ‫المركزية المتش��بعة عادة ‪ ،‬في الوقت ال��ذي نتعطش فيه نحن‬ ‫كمدن أط��راف للتح��ول السياس��ي والديمقراط��ي ‪.‬فاليوم كل‬ ‫الليبين يتفقون علي النظ��ام اإلنتخابي الحر النزيه و يرفضون‬ ‫سياس��ة اإلقصاء و التهميش ألي من مكونات الشعب الليبي و‬ ‫يج��ب أن تجري اإلنتخابات علي أس��س صحيح��ة و علمية و‬ ‫كذلك إمكانية اإلس��تفادة من تجارب أخ��ري إنتقلت إلي الدولة‬ ‫الديمقراطية بمساعدة مباشرة من كوادر وطنية ‪،‬و خطط األمم‬ ‫المتح��دة و منظماته��ا المختلف��ة ‪ ،‬فاليوم جل م��ن يقطن مدينة‬ ‫أوب��اري هم بالفعل المطالبين بالحرية و العدالة و المس��اواة و‬ ‫دولة القانون و دولة المؤسس��ات و الدولة المدنية هذا ما يطمح‬ ‫إلي��ه جمي��ع الليبين ‪ ،‬و لك��ن يبدولي إننا بعدي��ن تماما عن هذا‬ ‫بفض��ل المجادالت و الخالفات الس��طحية التي يعرض بعضنا‬ ‫له��ا ‪.‬دعني أحدثك قليال عزيزي القاريء عن ثقافة اإلنتخابات‬ ‫ف��ي أوباري فرغبتنا في خ��وض هذه التجربة تفوق ثقافتنا فيها‬ ‫و المش��كل األساس��ي في غياب من��وال إنتخاب��ي ليبي وطني‬ ‫‪،‬أيضا هو طبيعة التحديات التي س��وف تواجه إجراء و إنجاح‬ ‫العمليات اإلنتخابية القادمة في يونيو ‪2012‬‬ ‫فالقضية لها عالقة بثقافة المشاركة السياسية لدي الليبيين فجلنا‬ ‫اليوم نحتاج لخبرات وطنية تفهم في إعداد الدس��اتير و اللوائح‬ ‫اإلنتخابية فأزمة المنطقة ليس��ت أزمة إنتخابات إن األزمة هي‬ ‫أزمة ثقافة دستورية و إنتخابية ‪..‬‬ ‫أعتقد أن من واجبنا الوطني جميعا إنعاش الحياة السياس��ية في‬ ‫كل المناطق ‪،‬و ال يتوقف هذا علي المناطق المركزية فقط ‪،‬بل‬

‫س��ننادي بالعمل جاهدين علي النهوض بالوعي السياس��ي في‬ ‫مناطق منه��ا وادي اآلجال والتي أغلب م��ن يقطن فيها يجهل‬ ‫تمام��ا ثقافة االنتخاب ‪،‬وتأس��يس األحزاب ‪ ،‬واعداد الدس��تور‬ ‫‪،‬و لي��س لديه أدني فكرة عن إنتخاب��ات المؤتمر الوطني العام‬ ‫و البع��ض ال يعل��م إننا في العد التنازلي عل��ي موعد إنتخابات‬ ‫المؤتم��ر الوطن��ي العام و من��ا من يجهل الدور ال��ذي تقوم به‬ ‫منظم��ات المجتم��ع المدني ‪ ،‬و آخرون يتس��اءلون ما هو دور‬ ‫اإلعالميين بالمنطقة في هذه المرحلة أم توقف دورهم فقط علي‬ ‫البرامج الحوارية المفروغة المادة ‪ ،‬و نتس��اءل أيضا عن دور‬ ‫مؤسس��ات المجتمع المدني و التي يفوق عددها ال‪ 40‬مؤسسة‬ ‫في أوباري و أعتقد أنهم ال زالوا لم يس��توعبوا دورهم في هذه‬ ‫المرحل��ة و يعتق��دون أن دورهم فقط في إغاث��ة البعض إغاثة‬ ‫مادية ملموس��ة ‪ ،‬االجدر بهم أن يغيثونا سياسيا‪...‬أما آن لنا أن‬ ‫نتساءل عن دورنا نحن كناخبين ماذا أعددنا لصناديق اإلقتراع‬ ‫‪ ،‬أو دورنا كمترش��حين إلنتخاب��ات المؤتمر الوطني العام ما‬ ‫هي الخطط المستقبلية المنافسة لغيرها ‪ ،‬بهذه المنطقة أين هي‬ ‫عروض المترشحين و المنافسات الشريفة علي هذه اإلنتخابات‬ ‫أليس من حقنا أن نعيش هذه التجربة كباقي المناطق ‪ ،‬أتس��اءل‬ ‫أيضا عن دور الش��رائح المثقفة و شريحة السياسيين بالمنطقة‬ ‫م��اذا أعددتم للناخب الليبي لتوعيت��ه لإلقبال علي هذه التجربة‬ ‫أليست هذه مسؤوليتكم بالدرجة األولي أين هو دوركم هل أنتم‬ ‫نائمون أم في غيبوبة لماذا لم تحاول هذه الشريحة التوعية عن‬ ‫طري��ق المدارس و الجامعات و لم��اذا ال نجد اإلقبال علي هذا‬ ‫الن��وع من المحاضرات و الن��دوات التثقيفية و التوعوية ‪ ،‬هل‬ ‫س��يأتي يوما لنري ورش عمل للعمليات اإلنتخابية في أوباري‬

‫نتيجة للوعي السياسي بالمنطقة ؟؟‬ ‫أخيرا كيف نبدأ لكي ننهي هذه المرحلة التجريبية إذا كان هناك‬ ‫قصور إعالمي و قصور في تجمعات الناس و القصور األكبر‬ ‫يعود للشريحة المثقفة و شريحة السياسيين بالمنطقة ‪..‬‬ ‫كفانا تهميش��ا ألنفس��نا كفانا قوال بأننا مغيبين و نعلم يقينا بأننا‬ ‫نحن من تس��بب في هذا ‪ ،‬و لنعلم جميعا أن هذه هي التحديات‬ ‫التي ينبغي أن تشغل بالنا و بال النخب السياسية الليبية و لكي‬ ‫يتم إبع��اد الثقافة الجهوي��ة المدمرة لوحدة العمل السياس��ي و‬ ‫الوطني ‪...‬‬

‫كيف تدار األزمات إعالميــًا ؟؟‬ ‫مسرية العجيلي‬ ‫تعد األزمات مادة خصبة وثرية لوسائل اإلعالم‪ ،‬وتحظى‬ ‫بتغطية على نطاق واس��ع‪ ،‬وتس��عى تلك الوسائل إلشباع‬ ‫حاج��ات الجمهور‪ ،‬فاألزمات والك��وارث والحوادث هي‬ ‫جوه��ر األخبار المؤثرة وتحظى بمس��احات واس��عة في‬ ‫وس��ائل اإلعالم‪ ،‬ولقد أش��ارت العديد من الدراسات التي‬ ‫تناول��ت دور اإلع�لام في إدارة األزمات س��واء الداخلية‬ ‫أو الخارجية إلى أهمية الدور الذي تؤديه وس��ائل اإلعالم‬ ‫أثناء وبعد األزمة‪.‬‬ ‫كما ركزت الدراس��ات عل��ى الحروب وح��وادث العنف‬ ‫واألزمات السياسية الداخلية والحروب األهلية‪.‬‬ ‫ويت��م التن��اول اإلعالم��ي لالزم��ات من خالل اس��تخدام‬ ‫الحم�لات اإلعالمي��ة المكثف��ة للقضاء عل��ى الظاهرة أو‬ ‫اإلعالم والتوجيه الصحيح لمعالجة هذه األزمة‪.‬‬ ‫وعلى الجانب األخر قد تؤدي رس��ائل اإلعالم دوراً سلبيا ً‬ ‫في معالجة هذه األزمة عن طريق التعتيم اإلعالمي القائم‬ ‫على التجاهل التام لألخبار أو عدم إعالم الجمهور األزمة‬ ‫بها ‪ .‬حيث يتم هذا التجاهل بصورتين‪:‬‬ ‫أوله���ا ‪ :‬تجاهل وتعتيم كلي يتم بعزل جمهور األزمة عن‬ ‫أحداثها عزالً تاماً‪.‬‬

‫• ثانيهما ‪ :‬تجاهل وتعتيم جزئي ويتم بإعالم أحد أطراف‬ ‫األزمة وتجاهل الطرف األخر‪.‬‬ ‫ويؤك��د الباحثون في مجال اإلع�لام أن التناول اإلعالمي‬ ‫لالزم��ات ينبغ��ي أن يمر بث�لاث مراحل ي��ؤدي اإلعالم‬ ‫دوراًمحدداً في كل مرحلة ‪:‬‬ ‫• مرحل��ة نش��ر المعلوم��ات ‪ :‬وتكون ه��ذه المرحلة في‬ ‫بداي��ة األزم��ة ليواكب اإلعالم رغب��ة الجمهور في مزيد‬ ‫من المعرفة واس��تجالء الموقف عن األزمة ذاتها وأثارها‬ ‫وأبعادها‪.‬‬ ‫• مرحلة تفس��ير المعلومات ‪ :‬وتقوم وس��ائل اإلعالم في‬ ‫هذه المرحلة بتحليل عناصر األزمة والبحث في جذورها‬ ‫وأس��بابها ‪ ،‬ومقارنتها بأزمات أخرى ‪ ،‬وفي هذه المرحلة‬ ‫تب��رز أهمية تحليالت وأراء الخبراء وموقف المس��ئولين‬ ‫وصانعي القرار تجاه األزمة‪.‬‬ ‫• المرحلة الوقائية‪ :‬وهي مرحلة ما بعد األزمة وانحسارها‬ ‫حيث ال يتوق��ف دور اإلعالم على مجرد تفس��ير األزمة‬ ‫والتعام��ل معه��ا بل يتخط��ى ذلك إلى التعام��ل مع طرق‬ ‫الوقاي��ة وتعريفه��ا للجمه��ور للتعامل معه��ا ومع أزمات‬ ‫مشابهة قد تحدث مستقبالً‪.‬‬

‫وهناك عدة ضوابط يجب مراعاتها في التغطية اإلعالمية‬ ‫ألي أزمة‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الدق��ة في ع��رض الحقائق والمعلوم��ات وتقديمها‬‫للرأي العام بصدق دون تحريف‪.‬‬ ‫‪ - 2‬االهتم��ام بالتصريح��ات ذات الطبيعة الرس��مية من‬‫مص��ادر موث��وق بها من أجل تش��كيل ال��رأي العام تجاه‬ ‫األزمة‪.‬‬ ‫‪-3‬الق��درة على التعامل بعقالنية وعدم انفعال واالنس��ياق‬ ‫مع الرأي العام واالبتعاد عن إثارة الرأي العام‪.‬‬ ‫إن وس��ائل اإلع�لام أثن��اء األزم��ات تكون أم��ام اختبار‬ ‫حقيق��ي‪ ،‬ففي األزمات ي��زداد اعتماد المتلق��ي عليها‪.‬وقد‬ ‫نجحت بعض وسائل اإلعالم العربية والسيما الفضائيات‬ ‫العربي��ة إل��ى حد كبير في هذا االختب��ار ‪ ،‬ودخل اإلعالم‬ ‫العرب��ي في اختب��ار حقيق��ي لمصداقيته ونقل��ه للصورة‬ ‫اإلعالمي��ة الصحيح��ة ‪ ،‬واليوم يأت��ي دور اإلعالم الليبي‬ ‫في اجتياز هذا االختبار من خالل إثبات قدرته على إدارة‬ ‫األزم��ة التي تمر به��ا ليبيا اليوم ومس��اعدة الليبيين على‬ ‫عبورها دون خسائر ‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫ماما خدجية يف ذاكرة ُحسنية العامري‬ ‫ُحسنية العامري‬

‫* ميادين ‪ :‬مكتب طرابلس‬ ‫بعد إثني عشر عاما اعتزلت العمل وقد كانت أول مخرجة‬ ‫لمجلة االم��ل‪ ،‬فور زواجها انش��غلت بأطفالها ‪ ،‬وكذا كان‬ ‫س��كنها في أط��راف طرابل��س مما قطع عليها حتى س��بل‬ ‫التواصل مع زميالته��ا أو معلمتها االولى خديجة الجهمي‬ ‫ذكرت ل��ي أن الصحفي الرائ��د عبدالحمي��د الجليدي قدما‬ ‫طعنا في ق��رار تقليص موظفات مجلة‬ ‫االمل وطال��ب أن تس��تمر الموظفات‬ ‫ف��ي عملهن وكانت منه��ن ‪،‬واعترض‬ ‫على تركه��ا للعمل‪..‬جائتني من بعيدها‬ ‫ألجالس��ها ف��ي بي��ت ش��قيقها وس��ط‬ ‫طرابل��س رفق��ة وردة خليف��ة محفوظ‬ ‫الصحفية ابنة الصحفي‪ ،‬لم يكن حديثنا‬ ‫مرتب��ا ‪،‬كان اس��ترجاعا لعالق��ة الفتاة‬ ‫المبتدئ��ة في عملها مع مديرتها الرائدة‬ ‫واالنسانة أوال ‪.‬‬ ‫كانت للس��يدة العظيمة خديجة الجهمي‬ ‫أفضال كثي��رة علي‪ :‬أوله��ا لما جئت‬ ‫للعم��ل معها كن��ت أحمل فقط ش��هادة‬ ‫االبتدائي فألحت علي أن أكمل تعليمي‪،‬‬ ‫وانتسبت الى مدرسة مسائية بتحريض‬ ‫منها ‪ ،‬وصلت الى الشهادة االعدادية ‪،‬‬ ‫ثم أخذني العم��ل والتدريب ‪ ،‬وثانيهما‬ ‫‪:‬في معرفتي االول��ى بها عندما ثارت‬ ‫ألن��ي ظلمت ف��ي نتيجة ال��دورة التي‬ ‫تلقيتها وزمي�لات أخريات قالت كيف‬ ‫ال تتحصل حس��نية المجتهدة والمثابرة‬ ‫عل��ى ممت��از وتتحص��ل فاطمة عليه��ا ‪ ،‬على أي أس��اس‬ ‫‪...‬حس��نية دخلت من اجل المعرفة ولكي تس��اعد زميالتها‬ ‫ألنه��ا تعمل معنا أصال وب��دون احتياجها لل��دورة ‪ ...،‬لن‬ ‫أنس��ى تعابير وجهها وكلماته��ا المندفعة المحتجة ألجلي ‪،‬‬ ‫دافع��ت عني كأمي ‪ ،‬وهي س��يدة مخلصة واس��تثنائية في‬ ‫عملها تعامل الكل كسواسية ال يفرق بينهم عندها إال العمل‬ ‫والجد فيه ‪.‬‬ ‫كيف كانت السيدة خديجة في يومها معكم داخل المكان ؟‬ ‫هي شخصية عفوية وحبوبة ‪ ،‬هادئة ومرتبة ‪،‬عالقتنا معها‬ ‫س��هلة وبسيطة ‪ ،‬وهي ش��خصية تعتمد على نفسها ولديها‬ ‫اس��تعداد أن تخدم االخرين دون حرج ‪ ،‬فيها تواضع ملفت‬ ‫‪،‬تخدمك لدرجة تنس��ى نفسها معنا ‪ ،‬تخيلي ابلة فاطمة ليس‬ ‫ف��ي ذهني صورة للس��يدة وهي ت��أكل وجبته��ا مثلنا ‪،‬هي‬ ‫كان��ت تحب الصي��ام وتثابر عليه ‪ ،‬أمام��ي االن صورتها‬ ‫وهي ترش��ف فنج��ان قهوتها من حين ال��ى آخر ربما كان‬ ‫ذلك صحيحا وكان��ت زوبة كما تحب ماما خديجة مناداتها‬ ‫‪ ،‬وه��ي زينب الفزان��ي هللا يرحمها تتقن عم��ل قهوة ماما‬ ‫خديج��ة ‪ ،‬يزدح��م علينا العمل في إحدى المرات وننش��غل‬ ‫بتنظي��ف المكان تش��اركنا العم��ل ركنا ركنا ث��م تتجه الى‬ ‫المطب��خ وتعد لنا القهوة ‪،‬وال أخف��ي عليك هي كريمة جدا‬ ‫فه��ي الس��باقة التي كانت تش��تري لوازم مطبخنا البس��يط‬ ‫من ش��اي‪ ،‬وقهوة‪ ،‬وسكر‪ ،‬والبس��كويت‪ ،‬وأحيانا حلويات‬ ‫تحضره��ا معها تضعها على الطاول��ة وتذهب ‪ ،‬كنا نقول‬ ‫مام��ا خديجة تدلعنا منذ أن كنا عض��وات معها في االتحاد‬

‫النس��ائي‪ ،‬تش��عرك وانت معها في العم��ل وكأنك في بيتك‬ ‫ج��و العمل حيوي ومتجدد ‪،‬وكانت ماما خديجة مرنة معنا‬ ‫ل��م تكن صارمة وتقيدن��ا بمواعيد ودفت��ر توقيع للحضور‬ ‫والغياب بش��كل ضاغط أو تس��تعرض علين��ا قدرتها على‬ ‫التحكم في ش��خصيتنا وهي س��يدة المكان كرئيسة ‪ ،‬وإذكر‬ ‫أنها كانت تراعي الموظفين و الموظفات من عندها أس��رة‬ ‫خدجية اجلهمي ُ‬ ‫وحسنية العامري‬

‫أو أطفال بأن لهم حق في الظروف االستثنائية ‪ ،‬كنا أحيانا‬ ‫نأخ��ذ عملن��ا ونكمله في بيوتنا وأذكر في م��رة تقدم للعمل‬ ‫معنا ش��ابين رس��امين كانت تطلب منهما تجهيز لوحاتهما‬ ‫وتترك لهما الحرية في‬ ‫لع��دد جاه��ز وع��دد ق��ادم‬ ‫المج��يء للمكت��ب‬ ‫العمل داخل المكتب أو‬ ‫المن��وط بهم��ا‬ ‫عندما يجهزان العمل‬ ‫ال‬ ‫والش��باب‬ ‫وتقول هؤالء ش��باب‬ ‫أن نمنحه��م الثقة‬ ‫يحبون التقي��د وعلينا‬ ‫بالمسؤلية ‪.‬‬ ‫بش��عو ر هم‬ ‫كل م��ن‬ ‫كن��ا ن��رى‬ ‫خد يجة‬ ‫يعرف ماما‬ ‫ويتعلق‬ ‫يحبه��ا‬ ‫طلب��ا‬ ‫به��ا‬

‫ُحسنية العامري‬

‫لنصائحه��ا وس��ماعا لرأيه��ا خاص��ة ف��ي الموضوع��ات‬ ‫االجتماعي��ة ‪.‬كانت تلقى تقدير واحترام يجعلنا نفخر لكوننا‬ ‫نعم��ل معها ‪ ،‬كانت ش��خصيتها الج��ادة والفاعل��ة مؤثرة‬ ‫ف��ي قب��ول أهلنا للعمل النس��ائي أو االعالمي وقتها ‪ ،‬حتى‬ ‫عالقت��ي بالصحاف��ة بدأت بع��د اطالع��ي وقراءتي لمجلة‬ ‫الم��رأة كنت اتعلم منها وأنظر للس��يدات الالتي يكتبن فيها‬ ‫م��ع بس��اطتي وقلة معارفي أنه��ن كاتبات‬ ‫ليبي��ات مرموقات وأرمقهن بخجل ش��ديد‬ ‫فمن أنا أمام خديجة وأمامهن ‪.‬‬ ‫م��ن من الش��خصيات التي عرفته��م أثناء‬ ‫عملك ‪:‬‬ ‫في��ه مجموعة العم��ل اليومي كنا نس��موا‬ ‫بعضن��ا ‪ :‬الش��عبي ع��ام‪ :‬الس��يدة وس��عاد‬ ‫وفاطمة الوازني وحس��نية ‪ ،‬ونبيلة ومهيبة‬ ‫وعائشة ‪ ،‬ناس كادحة أحيانا نكملوا مرتبنا‬ ‫البس��يط ونرغ��ب ف��ي الخ��روج للفرجة‬ ‫وزيارة وس��ط الب�لاد وال نملك في جيوبنا‬ ‫ثم��ن الب��اص أو الكروس��ة وال التاكس��ي‬ ‫نقرروا نمشوا مسافات طويلة على أرجلنا‬ ‫ث��م ننده��ش كيف اس��تطعنا بع��د كل ذلك‬ ‫التعب إكمال المشوار الى بيوتنا ربما حب‬ ‫االستمتاع بما نفعله ؟‬ ‫ف��ي عمل��ي الصحف��ي بين البي��ت واالمل‬ ‫عرفت مجموعة من الس��يدات الصحفيات‬ ‫واالديبات ‪:‬‬ ‫بالنس��بة للس��يدة ن��ادرة عويت��ي الجميلة‬ ‫واالنيقة كانت تلفت انتباهنا بعنايتها بنفسها‬ ‫واختيارها لمالبس��ها وتس��ريحة شعرها ‪،‬‬ ‫وحصل��ت قصة طريف��ة عندنا الص��ادق عموش‪،‬كنا نقول‬ ‫ل��ه عم��ي الصادق كان ه��و الذي يقود س��يارة العمل التي‬ ‫تقلن��ا كل يوم��ا ً ‪ ،‬كان رجال طيبا ويعاملن��ا كبناته وكأمانة‬ ‫ف��ي عنق��ه يحافظ عليها ‪ ،‬ف��ي احد االيام كان عند الس��يدة‬ ‫ن��ادرة حدث او مناس��بة ربما حزينة فج��اءت للعمل على‬ ‫غير عادتها المتأنقة‪ ،‬فقال عمي الصادق ‪ :‬ال ال هذه ليست‬ ‫ن��ادرة أكيد في حاجة أو س��بب ‪ ،‬طبعا كنا كالعائلة نش��عر‬ ‫ببعضن��ا البعض‪،‬أذكر الس��يدة نزهات القريتلي البشوش��ة‬ ‫والمتواضع��ة له��ا صوت جه��وري ‪،‬كان ص��وت تحيتها‬ ‫الصباحي��ة لنا وكذلك ضحكته��ا بصراحة كانت من أجمل‬ ‫الش��خصيات في المكان ‪،‬أول ما نس��مع وهي تصعد السلم‬ ‫قب��ل أن تط��ل علينا‪ ،‬كان��ت نموذجن��ا وننظر له��ا بإكبار‬ ‫متعلم��ة ومترجمة وذات ق��درات كبيرة تنتقي موضوعات‬ ‫باللغ��ة االنجليزي��ة في صفحته��ا تفتح أب��واب على أخبار‬ ‫وموضوعات نس��ائية عالمية ش��رق وغرب ‪ ،‬وكذلك أهم‬ ‫المستجدات في شؤون البيت والعيلة أناقة ومطبخ وديكور‬ ‫‪،‬هي سيدة ناش��طة ومليئة بالحيوية واالفكار ‪ ،‬كانت مجلة‬ ‫البي��ت متنوعة وغنية بموضوعاتها ‪،‬تبنت الس��يدة خديجة‬ ‫تدريبنا بش��كل يبدو منظم ومخطط دربنا االس��اتذة ‪ :‬محمد‬ ‫قاجيجي ‪ ،‬الطاه��ر الرحيبي ‪ ،‬محمد كرازة ‪،‬في التصوير‬ ‫‪ ،‬تعرفن��ا على المطبع��ة الحديثة أخذتنا مام��ا خديجة إليها‬ ‫ومارس��نا التدريب فيها عل��ى المونتاج‪،‬كانت تقول هناك‬ ‫أعمال في المطبعة تستطيع الفتيات القيام بها ‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫‪09‬‬

‫ُحسنية العامري‬

‫يب��دو كأن المجلة ال تملك م��واد مكتوبة وتصبح الصورة‬ ‫تغطي��ة لهكذا عيب ‪ ،‬وهناك بع��ض العيوب في االخراج‬ ‫ل��م نكن نعملها ولم نتعلمها هكذا على يد االس��تاذ رمزي‬ ‫المخ��رج الذي دربني على االخ��راج الصحفي ‪،‬وهي أن‬ ‫تض��ع صورة في المجلة ومقس��ومة بي��ن نصف الصفحة‬

‫عاصرت نقلة مجلة البيت‪ ،‬ثم تأسيس مجلة الطفل (االمل‬ ‫) وكانت الس��يدة خديجة ترأس تحري��ر المجلتين كما هو‬ ‫معلوم ‪ ،‬كانت مرتبة في ش��غلها ‪،‬وإن كانت الس��يدة لطفية‬ ‫القبايل��ي قد تس��لمت مجلة البيت ‪،‬كرئيس��ة تحرير بعد أن‬ ‫أثبتت جدارتها كمحررة ‪ ،‬وكتابة زاويتها ‪ ،‬وعضوة تعمل‬ ‫مع االتحاد النسائي ‪،‬‬ ‫عرف��ت أيض��ا الس��يدات ال ُمحب��ات‬ ‫لعملهن ‪ :‬راضية الرحيبي أمينة السر‬ ‫للسيدة خديجة وأتمنى أن أعرف أين‬ ‫هي االن ‪ ،‬زهرة الفيتوري ‪ ،‬مسعودة‬ ‫الجبال��ي ‪ ،‬وجازي��ة العجيل��ي الت��ي‬ ‫كانت مس��ؤلة االرشيف ‪ ،‬ومصورة‬ ‫أيض��ا ‪ ،‬وعندي اعتقاد أن جيلنا كان‬ ‫يتميز بهذه الصف��ة أكثر ‪،‬حبه لعمله‬ ‫تقولي يجري ف��ي دمه ‪،‬جيل االن ال‬ ‫أعلم إذا ما توفرت فيه هذه الصفة ‪.‬‬ ‫في��ه زميلنا محم��د بالح��اج صحفي‬ ‫مثقف‪،‬وش��خصية اجتماعي��ة كان‬ ‫يحترمنا ويتحاور معنا بندية ‪ ،‬قال لي‬ ‫الس��يدة خديجة منظمة حتى في بيتها‬ ‫عندها مكتبة غير عادية فيها عناوين‬ ‫لكتب مختلفة ‪،‬ووثائق لتاريخ حياتها‬ ‫وحياة أسرتها ‪.‬‬ ‫الفن��ان علي البكوش ‪ :‬فن��ان محترم‬ ‫وورس��ام تبنت��ه الس��يدة خديج��ة‬ ‫‪،‬ووج��دت فيه الموهب��ة ‪،‬والصبر ‪ ،‬واالخ�لاق الرفيعة ‪ ،‬والنص��ف االخر تب��دو كما لوكانت مش��وهة ( مرة كانت‬ ‫كان متعاون معها ويس��مع نصائحه��ا‪ ،‬وكانت تؤمنه على ص��ورة م��رأة )‪،‬كنا نأخذ فت��رة طويلة وندق��ق في عملنا‬ ‫المكتب لما تطلع لش��غلها كان مصدر ثقة لها زي ماتقولي ال��ذي كان أغلب��ه ي��دوي ‪،‬فعن��د توزيع الص��ور ووضع‬ ‫ابنها الواعي والعاقل ‪.‬‬ ‫الموضوعات ‪،‬نعمل ت��وازن للصفحة وأيضا نخلق راحة‬ ‫لعي��ن الق��اريء هذه كانت ارش��ادات ‪،‬الرس��ام والمخرج‬ ‫البيت زمان والبيت االن ؟ ما رأيك ؟‬ ‫بصراح��ة االن فيه بهرجة وال��وان وصور كبيرة وكثيرة فت��وح أو مثال حلمي عزوز‪ ،‬وكان��ت زينب الفزاني أكثر‬

‫نش��اطا ورغبة في التعلم تعد ماكيت المجلة من األلف الى‬ ‫الياء ‪،‬ووحتى عندها نشاط ثاني مع السيدة خديجة في دار‬ ‫البراعم(يس��مى االن في شارع بن عاشور) أول إنشائها‪،‬‬ ‫كان��ت زينب عازف��ة بيانو ‪ ،‬وكانت الس��يدة خديجة تدعم‬ ‫الن��ادي ‪-‬الذي يأتيه عدد كبير من االطفال محدودي الدخل‬ ‫ ‪ ،‬م��ن عوائ��د المجلة ه��ي كانت مدبرة‬‫وذكي��ة ف��ي حس��اباتها ‪،‬كان ف��ي النادي‬ ‫فنون مختلفة كالموس��يقي والتدريب على‬ ‫البيان��و‪ ،‬أبلة خديجة س��لمت ادارة النادي‬ ‫الى زينب الفزاني هللا يرحمها‪ ،‬وكان في‬ ‫االدارة خليفة الجبو‪.‬‬ ‫كي��ف توقف��ت ع��ن العمل بع��د كل هذه‬ ‫الحيوي��ة والمتع��ة ف��ي العم��ل الصحفي‬ ‫كمخرجة ؟‬ ‫أطفالي طبع��ا ‪ ،‬غلبون��ي (تضحك)إبني‬ ‫حس��ني ف��ي الثالثي��ن االن ‪ ،‬لم اس��تطع‬ ‫اختيار عملي الذي أحببته ‪ ،‬اخترتهم رغم‬ ‫مساعدة االس��رة‪،‬ورغم عملي كمخرجة‬ ‫كان يس��مح ل��ي باالس��تمرار ألن��ه عمل‬ ‫مرن وال يستلزم الحضور اليومي الكامل‬ ‫‪ ،‬ب��ودي كنصيح��ة ألولي��اء االم��ور أن‬ ‫يش��ترطوا على الزوج‪ ،‬إذا كانت الزوجة‬ ‫لديها رغبة في العمل فالتس��تمر‪ ،‬فالرجل‬ ‫يعتب��ر الزوج��ة فريس��ة‪ ،‬أول ما يحصل‬ ‫عليه��ا ف��ي بيت��ه تتغي��ر رؤيت��ه وكل ما‬ ‫وعدها به ‪ ،‬علم��ا بأنه قد يكون عرفها وأعجب بها وقرر‬ ‫الزواج بها وه��ي في تلك االجواء ‪.... ،‬وهذا ما حدث لي‬ ‫(تضحك) الرجال عندهم غيرة من المرأة الناجحة ‪ ،‬فقدت‬ ‫الس��يدة خديج��ة ربما لوكان��ت موجودة ف��ي حياتي كانت‬ ‫ستدافع عني وتواجه وتقنع الطرف االخر‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫القاص والكاتب‪ :‬حممد املسالتي يف حوار ثقايف‬ ‫عذاب الركابي‬ ‫المس�ل�اتي"‪..‬كاتب‬ ‫" محمد‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وق���اص لهُ براعتهُ‬ ‫ق نبضها‬ ‫راقب حركة أصابع ِه التي يُموس��� ُ‬ ‫وه َو يُ ُ‬ ‫صصية ‪،‬‬ ‫تموجاتُ قلم ِه الحاملة بزه ٍو لحظاته الق ّ‬ ‫يتس���لح بذاكر ٍة فتي ٍة‬ ‫يكتب وه َو‬ ‫وأحالم أبطال ِه ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫صافي ٍة ‪ ،‬تت ّوجها لغتهُ‬ ‫الش���عرية ‪،‬ببالغتها المبتك���رة الراقية ‪ ،‬وجمله‬ ‫القصصي���ة المتقن���ة والرش���يقة ‪ ،‬وموضوعاته‬ ‫تعكس الواقع ‪ ،‬ب ْل هي الواقع نفس���ه بك ّل‬ ‫التي ال‬ ‫ُ‬

‫عذاب الركابي ومحمد المسالتي‬ ‫كما لهُ أس��لوبه في الحياة ‪ ،‬لهُ أس��لوبه في الكتابة ‪،‬ولهذا رآه‬ ‫النقاد‬ ‫من المؤسّس��ين ألس��لوب في القصّة القصيرة ‪ .‬يقو ُل الكاتب‬ ‫والناق��د د‪ .‬الصي��د أبو دي��ب ‪ " :‬بدأ تطور الم�� ّد الحداثي في‬ ‫القصّ��ة القصي��رة خ�لال حقب��ة الس��بعينات على ي�� ِد مح ّمد‬ ‫المسالتي والزنتاني وآخرين"‪.‬‬ ‫وق��ا َل عنه الكاتب والناقد زيد خلوصي‪ّ " :‬‬ ‫إن ما يلفت النظر‬ ‫في قصص‬ ‫المسالتي ‪ ،‬إنّهُ يعال ُج أفكاراً جديدة ل ْم تطرقها القصّة العربية"‪.‬‬ ‫‪ .‬مح ّمد المسالتي –كاتب وقاص ‪ 1949‬بنغازي‪ -‬ليبيا‪.‬‬ ‫‪.‬عض��و رابط��ة األدب��اء والكت��اب الليبيين ‪ .‬ومن مؤسّس��ي‬ ‫االتحاد العام‬ ‫لألدباء والكتاب الليبيين ‪ ،‬وفرع االتحاد والرابطة – بنغازي‪.‬‬ ‫‪.‬كتب وأع ّد وش��ارك في عديد البرامج اإلذاعية المس��موعة‬ ‫َ‬ ‫والمرئية‪.‬‬ ‫صد َر لهُ ‪:‬‬ ‫‪.‬الضجيج – قصص قصيرة ‪1977‬م‪.‬‬ ‫‪.‬الدوائر – قصص قصيرة ‪1981‬م‪.‬‬ ‫‪.‬المرأة الفرح – قصص قصيرة ‪2004‬م ‪.‬‬ ‫‪.‬تفاصيل اليوم العادي – قصص قصيرة ‪2006‬م‪.‬‬ ‫‪.‬لي��ل الج��دات ج‪ 1‬م��ن كتاب الحكاي��ات – الرواية الس��يرة‬ ‫الذاتية‪2008‬م‪.‬‬ ‫مع ّد للطبع ‪:‬‬ ‫‪ .‬التماهي – قصص قصيرة‬ ‫‪.‬اشتهاءات الدم والرماد – قصص قصيرة‬ ‫‪.‬دائرة النفوس – قصص قصيرة جدا‬ ‫تن��او ًل عدي��د النق��اد والكت��اب الليبيي��ن والع��رب نصوصه‬ ‫القصصية بالنقد والتحليل‪.‬‬ ‫‪ .‬الكتابةُ ممارسة لفعل الحياة‪.‬‬ ‫* لو لم تكن الكتابةُ مهنتك‪ ..‬ومتنفسك‪ ..‬وأداة المقاومة لديك‪..‬‬ ‫ماذا كنت ستفعل؟ كيف تكونُ حياتُك بدون الكتابة؟‬ ‫ لقد فوجئت بهذا الس��ؤال! أن��ا ال يمكنني تصور حياتي من‬‫دون الكتابة‪ ..‬ولم أفكر في ذلك قط‪ ..‬حالة الكتابة تلبستني منذ‬ ‫الطفولة‪ ..‬عندما كنت أكتش��ف األش��ياء من حولي‪ ..‬أتعرف‬ ‫إليها‪ ..‬أتهجى الحروف‪ ..‬أخ��زن كل التفاصيل في ذاكرتي‪..‬‬ ‫يراودني إحس��اس في بع��ض األحيان أن الكتاب��ة راودتني‪،‬‬ ‫وصاحبتن��ي من��ذ بداية العمر‪ ..‬ال أس��تطيع الفصل بين ذاتي‬

‫وحالة الكتابة‪ ،‬وذاتي خارج الكتابة‪ ،‬الكتابة بالنس��بة إل ّي هي‬ ‫الحياة!‬ ‫والحي��اة هي الكتابة‪ ..‬إنهما وجه��ان لعملة واحدة‪ ..‬أنا أكتب‬ ‫ألحيا‪ ،‬وأحيا ألكتب!‬ ‫بداية سؤالك أوحت إل ّي كأن الكتابة مهنة!‬ ‫الكتابة ليس��ت مهنة في اعتقادي الخاص – قد يراها آخرون‬ ‫مهن��ة للتكس��ب والعيش! إنم��ا هي ممارس��ة لفع��ل الحياة‪،‬‬ ‫ومتنف��س‪ ،‬وأداة للمقاومة‪ ،‬والرفض‪ ،‬وتش��كيل العالم برؤية‬ ‫مغايرة للمألوف!‬ ‫إنها الحياة بكل زخمها‪ ،‬وتفاصيلها‪ ،‬وأحزانها‪ ،‬وأفراحها‪،‬‬ ‫وسعادتها‪ ،‬وتعاستها‪ ..‬فالكتابة أيضا ً هي فن الحياة!!‬ ‫ال يمكننا الفصل بينَ الحياة والكتابة ‪.‬‬ ‫* يرى الدارس��ون أن ش��اعر الحداثة الكبير – آرتور رامبو‬ ‫ق��د آثر الحياة على الكتابة‪ ..‬هل تصدق هذا! أهي المعاناة في‬ ‫الكتابة؟ قل لي هل الكتابة حياة أم الحياة كتابة؟ أي التعبيرين‬ ‫أقرب إليك؟‬ ‫ كما س��بق وأن ذكرت ال يمكننا الفصل بين الحياة والكتابة!‬‫وإذا كان الدارس��ون رأوا في ش��اعر الحداث��ة رامبو أنّه آثر‬ ‫الحياة فهو في الوقت نفسه آثر الكتابة‪ ،‬ولوال الكتابة ما تعرفنا‬ ‫إلى رامبو‪ ..‬وال دخلنا فضاءات ش��عره‪ ..‬إن الكتابة هي التي‬ ‫منحت رامبو الحياة‪ ،‬استمرارية التواصل مع األجيال!‬ ‫الكتابة هي التي جعلت صوت هذا الشاعر يصل إلينا‪ ،‬ودفعت‬ ‫النقّاد والدارس��ين ينكبون على دراسة قصائده‪ ،‬واعتباره من‬ ‫مؤسسي وروّاد شعر الحداثة!‬ ‫وهنا تكمن عظمة الكتابة‪ ،‬وقيمتها‪ ،‬وقدرتها على منحنا نفحة‬ ‫من خلود اإلنسانية! والتوالد عبر األزمنة واألجيال!‬ ‫ً‬ ‫رامبو انتهى كجس��د‪ ،‬احتواه الموت كبش��ر لكنه ظل حيا في‬ ‫قصائده‪ ،‬فهو مارس الحياة من خالل الكتابة!‬ ‫يجب أال نسقط من حساباتنا أن ألي كاتب تجربته الشخصية‪،‬‬ ‫الذاتية‪ ،‬وظروفه الخاصة التي تنعكس على نتاجه‪ ،‬وعطائه‪،‬‬ ‫لك��ن التجرب��ة الش��خصية محكوم��ة بظروفه��ا‪ ،‬وزمانه��ا‪،‬‬ ‫ومعطي��ات عصره��ا‪ ،‬الكات��ب الروائي إرنس��ت همنجواي‬ ‫وظ��روف موت��ه الغامض تختل��ف عن موت الش��اعر خليل‬ ‫ح��اوي‪ ،‬وم��وت الروائي غس��ان كنفان��ي‪ ،‬ومقتل الش��اعر‬ ‫األس��باني لوركا‪ ،‬وموت أبي القاس��م الش��ابي‪ ،‬وبدر ش��اكر‬ ‫الس��ياب‪ ،‬وحتى الشاعر العربي المتنبي‪ ..‬وبغض النظر عن‬ ‫م��ا يقوله النقّاد والدارس��ون عن كل ه��ؤالء وغيرهم‪ ،‬ومن‬ ‫منهم آثر الحياة‪ ،‬ومن منهم آثر الموت‪..‬‬ ‫ال��ذي بقى منهم هو نتاج أدبي إنس��اني رائع يقنعنا دائما أنهم‬ ‫آثروا الكتابة! فمنحتهم الخلود‪.‬‬ ‫وهذا يعود بنا إلى ما ذكره الدارس��ون حول الشاعر رامبو‪..‬‬ ‫لك��ن الش��واهد الت��ي لدينا من ش��عر رامبو تعطينا المؤش��ر‬ ‫الواض��ح على أن الكتاب��ة آثرت رامبو عل��ى عمره الزمني‬

‫يحب قصصه ‪ ،‬ألنّها صورة‬ ‫تفاصيله ‪ ،‬لذل���ك ه َو‬ ‫ّ‬ ‫للحياة التي يُحبّها ‪،‬‬ ‫حب الكتابة ‪ ،‬ألنّها متنفسه ‪ ،‬والمرادف للحياة‬ ‫ويُ ُّ‬ ‫‪ ،‬وحياة "المس�ل�اتي" بدون الكتابة موت ‪ ..‬ب ْل‬ ‫أكتب عن‬ ‫أقسى أنواع الموت !! قلتُ عنهُ وأنا‬ ‫ُ‬ ‫كتاب��� ِه ( كتاب الحكايات)‪ ":‬إنهُ لديه إصرار على‬ ‫الحياة" ‪..‬وعالمه جميل في الكتاب ِة وهو" يراهنُ‬ ‫على دفء وشاعرية زمن ِه القادم" ‪!..‬‬ ‫القصير!‬ ‫ ال فرق بين الحياة والكتابة!‬‫إننا نمارس الكتابة خالل ممارستنا للحياة‪.‬‬ ‫كما ليس بمقدورنا ممارسة الكتابة خارج الحياة!‬ ‫لو حدث ذلك سنكون أمواتا ً بال شك‪..‬‬ ‫وه��ذا ال ينطبق عل��ى الكاتب فقط‪ ،‬يمتد هذا المفهوم ليش��مل‬ ‫القارئ المتلقي‪ ،‬فعندما يمارس ش��خص م��ا فعل القراءة هو‬ ‫في الواقع يعيش زمن القراءة‪ ،‬وهو زمن مستقطع من حياته‪،‬‬ ‫وعمره‪ ،‬إنّه في هذه الحالة يمارس حالة القراءة مثلما مارس‬ ‫الكاتب فعل الكتابة‪.‬‬ ‫وه��ذا ينطبق على كل الفنون التي تش��كل حياتن��ا‪ ،‬ويتداخل‬ ‫زمنها مع زماننا الواقعي!‬ ‫فالحياة التي نعيش��ها هي ك ّل ما نمارسه‪ ،‬ونتعلمه‪ ،‬ونتنفسه‪،‬‬ ‫ونش��اهده‪ ،‬ونش��عر به‪ ،‬ونحس��ه‪ ،‬وحالة الكتابة تتضمن كل‬ ‫ذلك!!‬ ‫* م��ا تعليق��ك على ق��ول العبقري مكس��يم غورك��ي‪( :‬متى‬ ‫أصبحت الكتابة بليتك الكبرى فلن ينقذك منها سوى الموت)؟‬ ‫ اتف��ق مع األديب مكس��يم جوركي إن الكتاب��ة ال تنتهي إالّ‬‫بم��وت الكاتب! وأقص��د هنا فع��ل الكتابة‪ ،‬ولي��س تأثيرها‪،‬‬ ‫وأثره��ا فإنهم��ا ال ينتهي��ان بانتهاء الكاتب خاص��ة إذا كانت‬ ‫الكتاب��ات تتس��م بالعم��ق والمصداقي��ة‪ ..‬فكاتب مثل مكس��يم‬ ‫جورك��ي صاحب ه��ذه المقولة‪ ،‬صحيح ه��و توقف عن فعل‬ ‫الكتابة بسبب الموت أي أن الموت أنقذه من بلية هي الكتابة‪،‬‬ ‫لكنها الكتابة نفس��ها هي التي خلّدت مكسيم جوركي‪ ،‬وغيره‬ ‫من الكتّاب العظام‪.‬‬ ‫جنس ما أكتبهُ ‪.‬‬ ‫‪.‬النص هو الذي يُحدّد‬ ‫َ‬ ‫* تمي��زت م��ن بين أبن��اء جيلك به��ذا الفن الرفي��ع‪ :‬القصة‬ ‫القصيرة‪ ..‬لماذا القصة دون غيرها من فنون األدب؟‬ ‫ أن��ا نفس��ي ال أدري لم��اذا اخت��رت القصة القصي��رة! أو‬‫اختارتني! أكتب في المجاالت األخرى مثل الخاطرة‪ ،‬المقالة‬ ‫األدبي��ة‪ ،‬لكن القص��ة القصيرة هي التي تمثّل كتابتي بش��كل‬ ‫عام! ولعل الس��بب يعود في تركيزي عل��ى القصّة القصيرة‬ ‫أنن��ي وجدت فيها إمكانية ما أود أن أعبر عنه‪ ،‬وأن الحاالت‬ ‫التي تتملكني عند الكتابة هي حاالت قصص قصيرة‪ ،‬فالنص‬ ‫ه��و الذي يحدد ش��كل وجنس ما أكتب��ه‪ ،‬واللحظة القصصية‬ ‫تف��رض نفس��ها من حيث تبل��ور الحدث‪ ،‬وبدايت��ه‪ ،‬ونهايته‪،‬‬ ‫أحياناً‪ ،‬الحالة القصصية ال تس��تحمل أكثر من بضع أسطر‪،‬‬ ‫وأحيانا ً صفحة‪ ،‬وأحيانا ً إلى ما يزيد عن أربعين صفحة!‬ ‫فالنص يفرض جنسه وشكله وطوله!‬ ‫حتى في كتاب الحكاي��ات الذي صنّفه عدد من القراء والنقّاد‬ ‫عل��ى أنّه رواية الس��يرة الذاتية نجده يتكوّن من مجموعة من‬ ‫القص��ص القصيرة‪ ،‬وتتداخل ضمن عناصره الحكاية للتوالد‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫عنها حكايات وهكذا‪.‬‬ ‫‪ .‬ال يمكنن���ا ف���رض قوال���ب جاه���زة للنص‬ ‫صصي ‪.‬‬ ‫الق ّ‬ ‫* لجأت ف��ي الفترة األخيرة إل��ى كتابة – القصة‬ ‫القصي��رة جداً ج��داً‪ .‬الت��ي يطلق عليه��ا البعض‬ ‫أيض��اً‪ :‬القصة – الومضة‪ ..‬م��ا الفارق بين هذين‬ ‫اللونين؟ من يجيب أكثر عن أسئلتك؟؟‬ ‫ القصة حال��ة من حاالت الكتابة أحيانا ً تتقمصها‬‫الومض��ة‪ ،‬وأحيان��ا ً تتدف��ق على ال��ورق إلى أن‬ ‫تنته��ي الحال��ة القصصية بتفاع��ل عناصرها‪ ،‬أنا‬ ‫ل��م ألجأ إل��ى كتابة القصة القصي��رة جداً أو قصة‬ ‫الومض��ة ب��ل النص فرض نفس��ه عب��ر عناصر‬ ‫إنتاج��ه وظروفها! وربما ألن الحي��اة المعاصرة‬ ‫اختصرتن��ا لدرجة أن حاالتنا القصصية أصبحت‬ ‫ومضة! لقد كتبت أش��كاالً متنوعة من القصة منذ‬ ‫بدايتي؟ والقصّة القصيرة جداً كانت ضمن نصوصي المبكرة‬ ‫منذ السبعينيات‪ ،‬حتى الجملة المختصر استحوذت عل ّي مبكراً‬ ‫لدرجة أن بعض النقاد لم يتقبلوا ذلك االختصار والتكثيف‪.‬‬ ‫والجمل القصي��رة واعتبرها البعض أقرب إل��ى الريبورتاج‬ ‫الصحف��ي! واحترمت رأيه��م‪ ،‬ألن المعتاد ف��ي قصص تلك‬ ‫المرحلة هي اإلطالة! لذلك جاءت الجمل القصيرة‪ ،‬والقصص‬ ‫القصيرة جداً من األشكال غير المقبولة آنذاك!‬ ‫وأذك��ر أنني عندما نش��رت قصة بعنوان (الس��قوط) لم تتعد‬ ‫صفحاته��ا الصفح��ة الواح��دة‪ ،‬كان��ت قصي��رة جداً بالنس��بة‬ ‫لقصص السبعينيات وفترة الستينيات!‬ ‫لكن الكاتب الناقد (حس��ين مخلوف) التق��ط الحالة القصصية‬ ‫المكثّفة في ذلك النص‪ ،‬وكتب عنها مقالة نقدية في السبعينيات‬ ‫بإح��دى الصحف المحلية أ ّكد فيها على تكامل عناصر النص‬ ‫القصصي في قصة السقوط التي تعتبر من القصص القصيرة‬ ‫جداً‪.‬‬ ‫أن��ا ال أفرق بي��ن القصة القصيرة‪ ،‬والقص��ة الومضة إال من‬ ‫حي��ث تمكن القاص من أدواته‪ ،‬وتفاع��ل عناصر نصه! وأنا‬ ‫دائم��ا ً أجرّب كل األش��كال في القصّة وفق��ا ً للحالة القصصية‬ ‫التي تؤكد ذاتها وش��كلها وطولها من خ�لال تفاعل العناصر‬ ‫المكوّنة للقصة!‬ ‫ال يمكننا فرض قوالب جاهزة للنص القصصي!‬ ‫لكننا نفرق بين نص قصصي‪ ،‬ونص غير قصصي من خالل‬ ‫الحالة التي ينقلنا إليها النص نفس��ه! من معايشتنا له‪ ،‬وتفاعلنا‬ ‫مع عناص��ره خالل القراءة‪ ،‬بالدرجة نفس��ها التي حدثت مع‬ ‫الكاتب أثناء كتابة النص!‬ ‫أي أن عالقة النص بالقارئ هي عالقة تبادلية!‬ ‫بمعن��ى أن الق��ارئ يأخذ م��كان الكات��ب عند ممارس��ة فعل‬ ‫القراءة! وتكون درجة س��مو النص ونجاحه بدرجة معايش��ة‬ ‫القارئ للحالة التي عايشها الكاتب عند فعل الكتابة!‬ ‫وأنا أتعام��ل مع النصوص على هذا األس��اس‪ ،‬وليس ضمن‬ ‫قوال��ب جاه��زة! فالحالة القصصية قد ينقله��ا إلينا الكاتب في‬ ‫ثالث��ة أس��طر‪ ،‬أو صفحة‪ ،‬وق��د يخفق في نقله��ا إلينا لو كتب‬ ‫مئات الصفحات!‬ ‫‪.‬سأظ ُل أحكي ‪ ..‬وأحكي ألعيش وأمارس الحياة ‪.‬‬ ‫* ف��ي آخر أعمالك‪" :‬كت��اب الحكايات" ج‪( 1‬لي��ل الجّدات)‬ ‫يمك��ن أن يؤرخ الدارس ألول عمل روائي للمس�لاتي‪ ..‬وهو‬ ‫الرواية – الس��يرة الذاتية‪ ..‬ماذا تحدثنا عن تجربتك الجديدة!‬ ‫وماذا يخبئ الجزء الثاني من كتاب الحكايات من أحداث؟‬ ‫ لي��ل الج ّدات الذي صدر لي أخي��راً عن مجلس الثقافة العام‬‫هو الج��زء األول من كت��اب الحكايات‪ ..‬وه��ي تجربة بدأت‬ ‫كتابته��ا من��ذ بدايات الس��بعينيات‪ ،‬وتم تقديمه��ا عبر اإلذاعة‬ ‫المس��موعة‪ ..‬وبقدر ما تشكل جزءاً من السيرة الذاتية إالّ أنها‬ ‫تتداخل مع عديد الشخصيات وتنتقل عبر األزمنة‪ ،‬فكل حكاية‬ ‫تتولد عنها حكاية أخرى‪ ،‬والحكاية األخرى تنفسح لحكايات‪،‬‬ ‫تعتم��د على مخ��زون الذاكرة‪ ،‬ورصد األح��داث برؤية طفل‬ ‫شاهد على عصره‪..‬‬

‫إن الحكايات اعتبرها تجربتي المميزة في أشكال الكتابة التي‬ ‫حاولت أن أكون فيها مختلفا ً عن تجارب اآلخرين!‬ ‫لكن هل نجحت أم أخفقت في هذه التجربة‪ ،‬هذا متروك للنقّاد‬ ‫والقراء!‬ ‫كل م��ا فعلته أنن��ي مارس��ت الكتابة من خ�لال الحكايات قد‬ ‫يصنفها البعض سيرة ذاتية‪ ،‬أو رواية‪ ،‬أو قصص قصيرة‪..‬‬ ‫لكنني اخترت لها اسم الحكايات لتداخل أحداثها‪ ،‬وشخصياتها‪،‬‬ ‫وأزمنتها‪..‬‬ ‫فكم��ا حكت ش��هرزاد في حكايات ألف ليل��ة وليلة لتعيش‪ ،‬أنا‬ ‫أيضا ً أحك��ي وأحكي ألعيش وأمارس الحياة‪ ،‬ولع ّل لحكايات‬ ‫الجّ��دة تأثيرها القوي في انحيازي للحكايات‪ ..‬فأنا أش��عر أن‬ ‫تلك العجوز مازالت تحكي بالرغم من موتها منذ سنوات!‬ ‫لقد ظلت حيّة في حكاياتها‪ ،‬وحكايات اآلخرين‪.‬‬ ‫‪ .‬عندماأكتب ال افكر في النقاد ‪ ..‬ال ُمهم عندي ه َو القاريء ‪.‬‬

‫* م��ا رأيك بما يكتب من نقد ه��ل لدينا نقد هل لدينا نقد ونقّاد‬ ‫ج��ادون؟ من من النقاد يس��توقفك‪ ،‬ويش�� ّدك إل��ى آرائه وأنت‬ ‫كمبدع هل أنصفك النقد؟‬ ‫ ال أرغ��ب ف��ي الخوض فيما يطرح من دراس��ات نقدية‪ ،‬ال‬‫أود أن أتح��ول إلى ناقد‪ ..‬فأنا أكت��ب القصة والحكاية‪ ..‬أكتب‬ ‫فقط! وأمارس حالة الكتابة‪ ،‬وأقدر وأحترم أي رأي نقدي في‬ ‫كتاباتي‪ ،‬وأس��تفيد منه‪ ،‬وعندما أكتب النص ال أفكر في النقّاد‬ ‫وماذا سيكتبون عن نصوصي! المهم عندي هو القارئ ومدى‬ ‫تفاعل نصي مع القراء سواء كانوا قرا ًء عاديين أم نقاداً‪..‬‬ ‫تناول نقاد كثيرون عددا ً من نصوصي! وكل واحد له رؤيته‪،‬‬ ‫ومنهج��ه‪ ،‬وأدواته النقدية وطالما هناك متابعة منهم لما كتبت‬ ‫فهذا يؤكد أن ما تكتبه ال يهمل!‬ ‫‪.‬الكتابة ال تقاسُ باألعمار بلْ بارتفاع قيمة النص ‪.‬‬ ‫* هن��اك تفجّر إبداعي ش��بابي كبير في الش��عر والقصة‪ ،‬ما‬ ‫تقييمك لكتابات الشباب؟ من تذكر منهم أثار فيك تساؤال؟!‬ ‫ الكتابة إبداع‪ ،‬وال يمكنني تقس��يم الكتابة إلى كتابة شابة‪ ،‬أو‬‫كتابة كهلة! الكتابة ال تقاس باألعمار بل بارتفاع قيمة النص!‬ ‫ال تحضرني أس��ماء بعينه��ا‪ ..‬لكن ثمة نصوصا ً تس��توقفني‪،‬‬ ‫ربم��ا أق��رأ لكتابّها ألول مرة لكنها نص��وص ناضجة‪ ..‬أنا ال‬ ‫أعرف أعمار كتّاب هذه النصوص! لكنني أكتشف بين الحين‬ ‫واآلخر أن نصا ً متميزاً يُقرأ بشغف!‬

‫‪11‬‬

‫وعلى س��بيل المثال الروائي محمد األصفر ليس‬ ‫ش��اباً‪ ،‬ربم��ا تجاوز الخمس��ين من العم��ر‪ ،‬لكنه‬ ‫ب��دأ الكتابة متأخراً نصوصه تثي��ر الجدل‪ ،‬وتثير‬ ‫االنتباه! ه��ذا يؤكد لنا أن العمر الحقيقي هو عمر‬ ‫النص! ثمة كتاب يكتب��ون ألكثر من نصف قرن‬ ‫لكن نصوصهم ال تثير أي انتباه!‬ ‫في كل عصر كتّاب‪ ،‬وأدباء‪ ،‬ورؤى‪ ،‬ونصوصها‬ ‫تتجاوز الس��ائد‪ ،‬اإلبداع استمرارية‪ ،‬وديمومة ما‬ ‫دام اإلنسان على األرض‪.‬‬ ‫مجلة الثقافة العربية بوابة عبور ومحطة مهمة‬ ‫أله ّم األقالم العربية ‪.‬‬ ‫* محمد المسالتي كاتب‪ ..‬وقاص‪ ..‬وصحفي كيف‬ ‫يسير المش��روع الثقافي في ليبيا؟ نظرة مستقبلية‬ ‫م��اذا تقول‪ ،‬وكرئيس تحري��ر لمجلة كبيرة‪ ..‬ماذا‬ ‫قدم��ت مجل��ة (الثقاف��ة العربية) لهذا المش��روع‬ ‫الثقاف��ي‪ ،‬كيف تصف خطوات أكب��ر مجلة صدرت في ليبيا؟‬ ‫ماذا تقترح إلبداع جاد‪ ..‬وحركة ثقافية متميزة؟ منافسة!‬ ‫ ليبي��ا جزء من الوطن العربي‪ ،‬وجزء من الثقافة اإلنس��انية‬‫بش��كل عام‪ .‬والثقافة فيها ليس��ت بمنأى عن التيارات الثقافية‬ ‫العربي��ة والعالمية خاصة بعد ثورة المعلومات التي يش��هدها‬ ‫عصرنا‪ ،‬والمشروع الثقافي في ليبيا ال ينفصل عن المشروع‬ ‫الثقاف��ي العربي‪ ،‬واإلنس��اني‪ ،‬م��ع االحتف��اظ بالخصوصية‬ ‫المحلي��ة‪ ،‬وثواب��ت تعتمد عل��ى مرجعية ثقافية له��ا أصولها‬ ‫وتاريخها وسماتها!‬ ‫وتمكن��ت الثقاف��ة الليبي��ة أن تخل��ق نقاط التماس ف��ي الوطن‬ ‫العرب��ي‪ ،‬أو العالم��ي من خالل المش��اركات ف��ي الندوات‪،‬‬ ‫والمؤتم��رات‪ ،‬والمع��ارض‪ ،‬والفعالي��ات الفني��ة والثقافي��ة!‬ ‫باإلضافة إلى ترجمة أعمال ليبية إلى لغات أجنبية!‬ ‫وإن كان انتشارنا متواضعا ً إال أن ذلك ال يلغي كوننا جزءاً‬ ‫مهما من الثقافة اإلنس��انية‪ ..‬والمستقبل للثقافة والمعرفة! شئنا‬ ‫أم أبينا! ألنها هي التي تؤكد وجودنا‪..‬‬ ‫بصفت��ي رئي��س تحرير مجل��ة الثقاف��ة العربي��ة‪ ..‬ال أود أن‬ ‫أنفرد بالحديث عن مزايا ه��ذه المطبوعة العريقة! لكن يكفي‬ ‫اس��تمرارها في الص��دور لما يزيد عن خم��س وثالثين عاما ً‬ ‫ولقد كانت بوابة عبور ومحطة مهمة ألقالم عربية معروفة!‬ ‫بالرغ��م من توقفها عن الصدور ألس��باب إدارية‪ ،‬لكنها تعود‬ ‫م��ن جدي��د ولعل ما أواله مجل��س الثقافة العام م��ن دعم لهذه‬ ‫المجل��ة بعد أن آلت إليه مهمة اإلش��راف عليها له أكبر األثر‬ ‫في استمرار هذه المجلة‪.‬‬ ‫اإلب��داع بش��كل عام ال يحتاج إل��ى اقتراحات! فه��و ينبع من‬ ‫الحياة ذاتها‪ ،‬اإلبداع مبتكر‪ ،‬يتجدد‪ ،‬لكنه ال يُقترح!‬ ‫* م��اذا نق��رأ للكات��ب الكبي��ر محمد المس�لاتي بع��د أعماله‬ ‫القصصية (الضجيج‪ ،‬الدوائر‪ ،‬والمرأة الفرح‪ ،‬تفاصيل اليوم‬ ‫العادي‪ ،‬وكتاب الحكايات)؟‬ ‫ ال أعرف ماذا أقول؟ في داخلي مشاريع كثيرة‪ ،‬وطموحات‪،‬‬‫وتخطيطات‪ ..‬لكنني أتخيل أن الوقت لم يعد يسعفني! ال أدري‬ ‫من منا ينتصر أنا في تنفيذ مشاريعي أم الزمن السريع!‬ ‫على أية حال‪ ..‬مجموعة جديدة تحت الطبع قدمتها للمؤسس��ة‬ ‫العام��ة للثقافة بعنوان (التماه��ي) تتضمن عدداً من القصص‬ ‫القصيرة‪.‬‬ ‫مجموع��ة أخ��رى ه��ي مخط��وط جاه��ز للطباع��ة بعنوان‬ ‫(اشتهاءات الدم والرماد) قصص قصيرة‪..‬‬ ‫مخطوط ش��به جاه��ز للطبع يتضمن (قص��ص قصيرة جدا)ً‬ ‫باإلضافة إلى أجزاء كتاب الحكايات الثاني‪ ،‬والثالث‪ ،‬والرابع‬ ‫هي تحت اإلعداد‪.‬‬ ‫وهناك مشاريع أخرى لكن من األفضل أن أتوقف ألن الوقت‬ ‫يسرقنا ‪..‬‬ ‫ألم أقل لك إنه الزمن!‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫كاتب وشاعر‬ ‫‪Athabalrekabi22@yahoo.com‬‬


‫‪12‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬ ‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫اجلائزة‬

‫قصة قصرية‬ ‫إبراهيم محيدان‬

‫عند اإلش��ارة الضوئي��ة الحمراء توقفت بس��يارتي ‪ .‬كنت‬ ‫أقف في وس��ط الطريق ‪ .‬مرقت س��يارة من جانبي األيمن‬ ‫واخترق��ت اإلش��ارة الحمراء بع��د أن التفت س��ائقها يمنة‬ ‫ويس��رة قب��ل أن يندفع مس��رعا إلى األمام ‪ .‬لف��ت انتباهي‬ ‫أنها لم تكن تحمل اللوحة المعدنية التي بها رقم السيارة ‪.‬‬ ‫جاءت بعدها س��يارة من الجانب األيمن واخترقت اإلشارة‬ ‫الحمراء بعد أن التفت س��ائقها يمنة ويس��رة قبل أن ينطلق‬ ‫بس��يارته إلى األم��ام ‪ .‬بعدهما مرقت أكثر من س��يارة من‬ ‫الجانبين األيمن واأليس��ر مخترقة اإلش��ارة الحمراء دون‬ ‫حت��ى أن يلتفت س��ائقوها يمنة ويس��رة ‪ .‬جميعها كانت بال‬ ‫لوحات معدنية وأنا طوال هذا الوقت أقف بس��يارتي أتأمل‬ ‫كل هذا وعيني على اإلش��ارة الضوئي��ة التي مازالت عند‬ ‫اللون األحمر ‪.‬‬ ‫فجأة س��معت صوت فرمل��ة قوية لس��يارة توقفت خلفي ‪.‬‬ ‫نظ��رت عب��ر الم��رآة الداخلي��ة وجدت س��يارة ق��د وقفت‬ ‫وراء س��يارتي مباش��رة وس��ائقها يرفع ي��ده نحوي يحثني‬

‫عل��ى التحرك ‪ ،‬ث��م راح يطلق بوق س��يارته ويحرك يديه‬ ‫االثني��ن في غضب محتجا على وقوفي ‪ .‬تجاهلته ‪ ،‬وعدت‬ ‫أرقب اإلش��ارة الحمراء ‪ .‬رأيت س��ائق السيارة التي خلفي‬ ‫يتراجع بسيارته ثم ينحرف بها قليال إلى اليمين متقدما إلى‬ ‫األمام ليقف إلى جوار س��يارتي ‪ .‬أخرج رأس��ه من النافذة‬ ‫وخاطبني قائال ‪ :‬هل تنتظر الجائزة ؟ استمر في االنتظار‬ ‫بع��د قليل س��يأتون رفقة مص��وري التلفزيون ويس��لمونك‬ ‫الجائ��زة ‪ .‬ث��م انطلق بس��يارته بقوة جاعال م��ن عجالتها‬ ‫تحتك بعنف باإلس��فلت مصدرة صوتا حادا ‪ .‬كانت سيارته‬ ‫أيضا باللوحة معدنية ‪ .‬التفت إلى اإلشارة الضوئية فرأيتها‬ ‫تتح��ول إل��ى الل��ون األخضر ‪ ،‬تقدم��ت بب��طء ملتفتا يمنة‬ ‫ويسرة خشية قدوم سيارة من الجانب األيمن أو األيسر بال‬ ‫لوحة وس��ائقها اليبالي باإلشارة الحمراء ‪ ،‬وعندما تأكدت‬ ‫م��ن خلو الطريق واصلت س��يري إلى األمام قائال لنفس��ي‬ ‫وأنا مازلت أفكر في الرجل الذي خاطبني منذ قليل ‪ :‬يبدو‬ ‫أنني أغضبت الرجل دون أن أدري ‪.‬‬

‫غيمات‬ ‫مفتاح ميلود‬

‫غيمة وثلة رجال‬ ‫هطلوا‬ ‫غسلوا واغتسلوا‬ ‫سقطت "كتيبة "‬ ‫ونهض وطن ‪.‬‬ ‫***‬ ‫علي ناصية التجاري‬ ‫يقف باسما ً مل ّوحا ً للمارة‬ ‫وحده اليمني‬ ‫يملك السر‬ ‫وعندهُ البشارة ‪.‬‬ ‫***‬ ‫نما الفـّطر‬ ‫علي أشالء الزنوج‬ ‫وأبَي العشب ‪..‬‬ ‫إال أن ‪..‬‬ ‫ينبت في مقابر الشهداء ‪.‬‬ ‫***‬

‫عند كومة‬ ‫صناديق الذخيرة الفارغه‬ ‫اهتداء الغيم‬ ‫وأنـّبت القمح‬ ‫سبع سنابل ‪.‬‬ ‫***‬ ‫صّخبُ عصافير‪..‬‬ ‫تعشق الضوء ‪.‬‬ ‫زغاريد أمهات ‪..‬‬ ‫من شارع عثمان‬ ‫إلي البريقة‪..‬‬ ‫الطريق ال يمل ‪.‬‬ ‫***‬ ‫في البريقة‬ ‫كان هللا قريبا ً‬ ‫إلي الحد الذي‬ ‫يشدنا فيه من الخلف‬ ‫لحظة مرور القذيفة ‪.‬‬ ‫***‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬ ‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫‪13‬‬

‫َل ْس َنا ً‬ ‫يدا واحد ًة‬ ‫حسن خضر(*)‬ ‫ك لي َس ْ‬ ‫ت ي ِدي‬ ‫ي ُد َ‬ ‫وال ال َجس ُد الذي يَح ِم ُل اليدي ِْن‬ ‫واح ٌد‪.‬‬ ‫ي ِدي ُمجردةٌ‬ ‫ك السِّال ُح‬ ‫وفي ي ِد َ‬ ‫َ‬ ‫بإصبعين‬ ‫النصر‬ ‫ة‬ ‫عالم‬ ‫أنا أرف ُع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ق الزنا ِد‪..‬‬ ‫ك فو َ‬ ‫وإصب ُع َ‬ ‫َ‬ ‫مكنُ‬ ‫هاتين‬ ‫ك‬ ‫ْن‬ ‫ي‬ ‫ليد‬ ‫فكيفَ يُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن تكونَا يدًا واحدةً؟‬ ‫***‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُمري‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫اعي‬ ‫ج‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ظهر‬ ‫علَى‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫التي أعرفُ كم تجعيدة تزي ُد‬ ‫عام‪.‬‬ ‫ك َّل ٍ‬ ‫اللصوص‬ ‫ك َو ْش ُم‬ ‫على‬ ‫ظهر ي ِد َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫الطريق‪.‬‬ ‫اع‬ ‫ِ‬ ‫وقُط ِ‬ ‫حينَ أب ُسطُ يَ ِدي‬ ‫ِّ‬ ‫أ َرى الني َل محفُورًا في كفها‬ ‫أرى دلتاهُ‪.‬‬ ‫ك أثرًا لدما ٍء‬ ‫أرى في كفِّ ي ِد َ‬ ‫تشبهُ دمائي‬ ‫ودما َء َجارتِي؛‬

‫دما ٍء‪ -‬للمر ِة األولى‪-‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ليست كالدما ِء التي طال َما من َحتنَا الفخ َر ب َ‬ ‫حينَ كنتَ تحاربُ‬ ‫ك‬ ‫وأله َم ْتنا ال ُّدعا َء ل َ‬ ‫بالسالم ِة‪.‬‬

‫متقابالت‬ ‫السنوسي حبيب‬

‫عند بوابة الروح‬ ‫سد يم ال يفضي‬ ‫عند بوابة القلب‬ ‫إظطرام ال يشعل‬ ‫عند بوابة العقل‬ ‫حيرة ال تصل‬ ‫عند باب غرفة البنات‬ ‫خجل كاذب واندماج في الفيس بوك‬ ‫عند باب غرفة األوالد‬ ‫يصدح الستيريو‬ ‫عند باب غرفة النوم‬ ‫سيدة البيت‬

‫وعلى رأسها مشفة نصف مبتلّة‬ ‫عند باب المكتبة‬ ‫هدوء يجرح الصمت‬ ‫وسط صالة الجلوس‬ ‫تلفاز يجالس نفسه‬ ‫عند باب البيت‬ ‫قطّة تخرمش‬ ‫هاربة من برد الليل‬ ‫عند الفجر هدوء مطبق‬ ‫مواء قطط يتعاشق‬ ‫مع صوت آذان بعيد‬ ‫–باريس في ‪ 5- 2-‬ـ ‪2012‬ـ م‬

‫***‬ ‫ك‬ ‫أنتَ ل ْم تس َحبْ ي َد َ‬ ‫ك من ُذ البِداي ِة لم تض ْعهَا في ي ِدي‪.‬‬ ‫ألن َ‬ ‫ربما ألننا َحملنَا السِّال َح معًا‬ ‫ك بي ِدي‬ ‫ب كثير ٍة وناولتُ َ‬ ‫في حرو ٍ‬ ‫أحجار؛‬ ‫من‬ ‫ت‬ ‫البي‬ ‫ء‬ ‫بنا‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ك َّل ما يلز ُ َ‬ ‫ٍ‬ ‫توهّ ُ‬ ‫صرنَا حبيبي ِْن‬ ‫مت أننا ِ‬ ‫ك ِسرْ تَ م ِعي‬ ‫وأن َ‬ ‫ك في ي ِدي‪-‬‬ ‫ وي ُد َ‬‫خطوةً‬ ‫أو خطوتي ِْن‪..‬‬ ‫َ‬ ‫أنتَ شئتَ أن تخذلني‬ ‫ُ‬ ‫قررت‬ ‫وأنا‬ ‫َلف ُدرّ"‪،‬‬ ‫أمركَ‪":‬للخ ِ‬ ‫ِعصْ يانَ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ق ب ُمف َردي‪.‬‬ ‫وأن أُك ِم َل الطري َ‬ ‫أنتَ تعرفُ ما صن ْ‬ ‫ك‬ ‫َعت يَدا َ‬ ‫وأعرفُ‬ ‫ما سوفَ تصن ُعهُ يَ ِدي‪.‬‬ ‫_________________‬ ‫(*) شاعر وكاتب من مصر‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫رباعيات جالل الدين الرومي‬ ‫ترمجة عاشور الطوييب‬

‫يأتي بحضور الصباح‬ ‫نسيمه‬ ‫تتابعه المالئكة‬ ‫في دهشة ‪.‬‬ ‫معا ً‬ ‫دموع‬ ‫وصمت يتنفس‪.‬‬ ‫وذلك الصباح‪،‬‬ ‫يكبر‬ ‫أكثر قوة‪،‬‬ ‫ينادي‪،‬‬ ‫َمن الذي يُحبّ َمن‪،‬‬ ‫ِمن هاذين اإلثنين؟‬ ‫*‬ ‫ا ّد ُ‬ ‫عيت عين ّي‪.‬‬ ‫إلى النهر سألتحق بهما‬ ‫في الفصل المطير‪.‬‬ ‫صبابتي‪ .‬فاقعة الحمرة‪.‬‬ ‫على األقل جسدي لي‬

‫قبل مرور يومين‪،‬‬ ‫سيشير الناس نحوه و يستهجنون‬ ‫ويجبرونك على الخروج من المدينة‪.‬‬ ‫*‬ ‫وضعت قدما على البراح الشاسع للموت‪،‬‬ ‫وعلى الفراغ ضجّت ضخامة هائلة‪.‬‬ ‫لم أشعر‬ ‫بشيء أبدا كدهشة تلك اللحظة‪.‬‬ ‫*‬ ‫ُ‬ ‫كنت خجوال‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫جعلتَني أغنّي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كنت أرفضُ أشياء عند الطاولة‬ ‫اآلن أصرخ لمزيد من النبيذ‪.‬‬ ‫في كرامة متجهمة‬ ‫كنت أجلس على سجادتي وأصلي‪.‬‬ ‫اآلن يجري حولي األطفال اآلن‬ ‫وأمامي يلعبون‪.‬‬ ‫*‬ ‫يريد الناس أن تكون سعيدا‪.‬‬ ‫ال تمنحهم لهم ألمك‬ ‫‪.‬‬ ‫إذا استطعت ح ّل جناحيك‬ ‫وحرر روحك من الغيرة؛‬ ‫أنت وكل واحد من حولك‬ ‫قادر على الطيران عاليا كاليمام‪.‬‬ ‫*‬ ‫لماذا تدع األشياء اليومية تزعجك؟‬ ‫هل نسيت كيف هي في الزمن؟‬ ‫أبوك لم يلتق مع أمك أبدا‪.‬‬ ‫حديقتك الغناء التي تحيا فيها‬ ‫لم تغرس بعد‪.‬‬ ‫*‬ ‫العمل في داخلك دائما‪.‬‬ ‫ال تنف ّ‬ ‫ك هذه العقدة‬ ‫باالستماع إلى حكايا اآلخرين‪.‬‬ ‫البئر داخل بيتك‬ ‫ماؤه أكثر‬ ‫مرارة من النهر الذي يجري عبر المدينة‪.‬‬ ‫*‬ ‫أنت داخل المعنى‪ ،‬ليس الكلمات‪.‬‬ ‫أنت القلب‪،‬‬ ‫ليس واحدة من لغات القلب‪.‬‬ ‫أنت الجوهر ضمن الكون‪،‬‬

‫ليس الكون‪.‬‬ ‫أنت ال غائب وال موجود‪.‬‬ ‫*‬ ‫مبارك أنا باإليمان وملعون بالنسيان‪.‬‬ ‫واضح‪ ،‬لكن مغطى بالطين‪.‬‬ ‫راشد‪ ،‬أهرم‪ ،‬وال أزال طفال صغيرا‪.‬‬ ‫حين أموت‪ ،‬ال تقل‪ ،‬هو ميت‪.‬‬ ‫قل‪ ،‬كان ميتا‪ .‬ثم عاد إلى الحياة‪،‬‬ ‫وأخده أصدقاؤه إلى الصداقة مرة أخرى‪.‬‬ ‫*‬ ‫هذه الكلمات التي أقولها ال تمت لي‪.‬‬ ‫أقولها ولست على دراية تامة بما أقول‪.‬‬ ‫فيها طاقة وشيء قادر على استنزاف الطاقة‪.‬‬ ‫ال حُك َم لي على أي من ذلك‪.‬‬ ‫أعلم أنها من قلبي تجيء‪ ،‬من عشقي‪.‬‬ ‫ومازلت ال أعلم لمن هذه الكلمات‪.‬‬ ‫*‬ ‫كن صقرا بكيف تسير مباشرة إلى الهدف‪.‬‬ ‫كن أسدا في كيف تمشي‪.‬‬ ‫ملوكيا‪ ،‬بطريقة اختيارك لمكان الراحة‪.‬‬ ‫ادخل عالم الروح ككنز لذلك‪.‬‬ ‫سر سريعا حيث ال سرعة وال بطء‪.‬‬ ‫اصعد وراء أي علو وانخفاض‪.‬‬ ‫ألن الروح في مئة ألف جسد‪.‬‬ ‫ما الروح؟ ما الجسد؟‬ ‫أنا كالهما‪ ،‬ويوجد شخص أخر أنا أيضا‪.‬‬ ‫إلرضائه‪،‬‬ ‫أضع شخصيات متعددة‪ .‬أقول سطوري‪.‬‬ ‫*‬ ‫إذا استطعت أن تكون سيد نفسك للحظة‪،‬‬ ‫ستكون لك معرفة األنبياء‪.‬‬ ‫الجمال الذي يتوق له العالم‪،‬‬ ‫جمال الغياب‪،‬‬ ‫سيظهر‬ ‫في مرآة بصرك‪.‬‬ ‫*‬ ‫أنا جدا قريب‪ ،‬قد أبدو بعيدا‪.‬‬ ‫ممتزجا معك تماما‪ ،‬قد أبدو معزوال‪.‬‬ ‫لذا في الفضاء المفتوح‪،‬‬ ‫أبدو مخفيا‪،‬‬ ‫أيها الصمت‪،‬‬ ‫ألنني أتكلم معك باستمرار‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫اليوم‪ ،‬كنتَ داخل عين ّي طوال الوقت‪.‬‬ ‫أنا مشوش‪ ،‬مقلوب‪.‬‬ ‫في غاية القرب والوضوح أنت‪،‬‬ ‫أشعر بانفصال عنك‪.‬‬ ‫واع بك جدا‪ ،‬ال أعرف شيئا‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫*‬ ‫بدأت أتعب من المخلوقات‪ ،‬أري ُد جمال الخالق‪.‬‬ ‫لكن حين أتطلع هناك‪ ،‬أرى نفسي‪.‬‬ ‫وحين أتطلع إلى نفسي‪ ،‬أرى ذلك الجمال‪.‬‬ ‫*‬ ‫ليس العاشق مسلما أو مسيحيا‪،‬‬ ‫أو جزءا من أي عقيدة‪.‬‬ ‫دين العشق ال مذهب له‬ ‫لتؤمن به أو ال تؤمن‪.‬‬ ‫*‬ ‫طالما روحي في جسدي هذا‪،‬‬ ‫أركع للقرآن‪،‬‬ ‫غبارا على طريق يمشيه محمد‪.‬‬ ‫ال تأول كلماتي كأنها مختلفة عن كلماته‪.‬‬ ‫كل من يقول هذا‪ ،‬سأقطع معه‬ ‫وأرفض ما يقول‪.‬‬ ‫*‬ ‫أنت بحر في قطرة ندى‪،‬‬ ‫كل األكوان في كيس دم رهيف‪.‬‬ ‫إذن ما هاته المتع‪،‬‬ ‫هاته اللذائذ‪ ،‬هاته العوالم‪،‬‬ ‫التي تجهد للوصول إليها‪،‬‬ ‫آمال أن تجعلك أكثر حياة‪.‬‬ ‫*‬ ‫تعال‪ ،‬تعال‪ ،‬أيا من تكون‪،‬‬ ‫الهائم‪ ،‬عابد النار‪ ،‬عاشق الرحيل‪.‬‬ ‫هذه ليست قافلة اليأس‪.‬‬ ‫ال يهم إن اخلفت نذرك‬ ‫ألف مرة‪ ،‬استمر بالمجيء‪،‬‬ ‫و مرة أخرى تعال‪.‬‬ ‫*‬ ‫أريد أن أكون حيث‬ ‫تمشي قدمك الحافية‪،‬‬ ‫لعل قبل أن تخطو‪،‬‬ ‫ستنظر إلى األرض‪.‬‬ ‫أطمح في تلك المباركة‪.‬‬ ‫*‬ ‫مخمو ٌر‬ ‫يبصرني قادما‪،‬‬ ‫يصفق بيديه‪،‬‬ ‫أنظر هنا‪،‬‬ ‫لقد عاد حاجّنا‪.‬‬ ‫عكس كل نذر التوبة‪.‬‬ ‫هذا صحيح‪،‬‬ ‫لكنه ال يعرف الكثير‬ ‫عن صناعة الزجاج‪،‬‬

‫‪15‬‬

‫العمل المضني‪.‬‬ ‫تذكر‪.‬‬ ‫جهد أكثر‪،‬‬ ‫يكسرنا بسهولة أكثر‪.‬‬ ‫*‬ ‫مطر يسقط‬ ‫فوق رجل واحد‪،‬‬ ‫يتحول إلى بيت‪.‬‬ ‫البجعة تمد جناحيها وتقول‪،‬‬ ‫أهطل عل ّي أكثر من تلك القوة‬ ‫التي منها نشأت‪.‬‬ ‫*‬ ‫دوران ودوران طوال الليل‬ ‫في بيت الصديق‪.‬‬ ‫هكذا يجب أن يكون‪،‬‬ ‫فالمعشوق في حاجة إلى‬ ‫الكأس فارغا‪ ،‬فارغا‪.‬‬ ‫*‬ ‫ليلة البارحة جاء الصديق للزيارة‪.‬‬ ‫سألت الليل أن يحفظ السرّ‪.‬‬ ‫لكن انظر‪ ،‬قال الليل‪،‬‬ ‫خلفك تصعد الشمس‪،‬‬ ‫كيف أرى أي أحد أي شيء؟‬ ‫*‬ ‫هكذا أود أن أموت‬ ‫في العشق الذي أكنه لك‪.‬‬ ‫كقطع سحب‬ ‫تذوب في ضوء الشمس‪.‬‬ ‫*‬ ‫َم ْن ال يركض‬ ‫إلى فتنة العشق‬ ‫يمشي طريقا‬ ‫ال شيء فيه حي‪.‬‬ ‫*‬ ‫قد ينتهي طريق عند بيت واحد‪،‬‬ ‫لكن ليس طريق العشق‪.‬‬ ‫العشق نهر‪.‬‬ ‫اشرب منه‪.‬‬ ‫*‬ ‫نسمة خفيفة آتية أسفل الهضبة‪،‬‬ ‫أغنية العصفور‪.‬‬ ‫الكتابة الغريبة التي أقرأها‬ ‫على باب حبيبي‬ ‫تقول نفس الرسالة‬ ‫اآلن نوديت إلى الخارج فوق أعالي السقوف‪.‬‬ ‫*‬ ‫عبقك يمأل المرج‬ ‫فمك في حمرة شقائق النعمان‪،‬‬ ‫وبعد رحيل رسائل التذكير تلك‪،‬‬ ‫ينفتح فمي‪،‬‬ ‫وفي أي شيء أقوله‪ ،‬أسمعك‪.‬‬ ‫*‬

‫كم من الوقت ستضربني مثل طبل‬ ‫وتجعلني أتأوه لك مثل كمان؟‬ ‫تجيب‪ ،‬تعال‪.‬‬ ‫سأمسك بك قريبا مني‬ ‫وأضربك مثل عود‪.‬‬ ‫لكني أحس أكثر أني مثل ناي‬ ‫تضعه في فمك و تغفل أن تنفخ‪.‬‬ ‫*‬ ‫وفد طيور يأتي إلى سليمان شاكيا‪،‬‬ ‫لماذا لم تنتقد أبدا العتدليب؟‬ ‫ألن طريقتي ‪ ،‬يشرح العندليب‪،‬‬ ‫مختلفة‪ .‬منتصف مارس إلى منتصف يونيو‬ ‫أغني‪ .‬األشهر التسعة الباقية‬ ‫فيما أنتم مستمرون بالزقزقة‪ ،‬أصمت أنا‪.‬‬ ‫*‬ ‫اعتقدتَ أن االتحاد كان سبيال‬ ‫أنك قادر على أن تقرر الذهاب‪.‬‬ ‫لكن عالم الروح‬ ‫يتبع أشياء مرفوضة وتكاد تنسى‪.‬‬ ‫دليلك الحقيقي يشرب‬ ‫من جدول غير مسدود‪.‬‬ ‫*‬ ‫أكثر عالمات البذرة العميقة ف ّي هي الشوق‪.‬‬ ‫في مركز الرغبة ما يرغب في اإلختفاء‬ ‫في طعم النبيذ الذي فيه‬ ‫شيئ منك‪.‬‬ ‫*‬ ‫ال تمنع األشياء الطيبة عن نفسك‪.‬‬ ‫انظر رفقائك يبتسمون‪.‬‬ ‫هم يعلمون‪.‬‬ ‫خلوة عشقك ليست سجنا‪،‬‬ ‫ولو أنها فوق الباب تقول‪،‬‬ ‫لن تغادر هذا المكان أبدا‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫أدبيات انقالب سبتمرب ‪1969‬‬ ‫عبد السالم الزغييب‬

‫عاش��ت ليبيا الحبيبة أربعة عقود تحت ضروب العس��ف‬ ‫والقهر والقمع وامتهان كرامة اإلنسان‪ ،‬وإغراقه في بحر‬ ‫م��ن اليأس مع تكرار النظام لمقولته‪ ،‬أنه جاء ليبقى لمدى‬ ‫الحياة( الفات��ح أبدا!)‪ ،‬وال تتعدى حركة اإلصالح والبناء‬ ‫الدعاي��ة الت��ي تتوالها اآللة اإلعالمي��ة‪ ،‬التي ال تفتر عن‬ ‫التعظي��م والتبجيل لإلنجازات العمالقة التي صنعها القائد‬ ‫العظيم‪ ،‬وهي في حقيقتها أبس��ط حقوق المواطن‪ ،‬هذا إذا‬ ‫تحققت بالفع��ل!! ومحصلة إنجازات النظام ال تتعدى في‬ ‫معظم األحيان أن تكون (كالم س��اكت) كما يقول التعبير‬ ‫السوداني الشائع!‪.‬‬ ‫واآلن بعد س��قوط وانته��اء نظام القذاف��ي وعصابته من‬ ‫زمرة االنقالبيين فما محصل��ة إنجازات ما يعرف بثورة‬ ‫الفاتح على مدى هذه السنين الطويلة؟‪.‬‬ ‫المتأمل والمتابع لس��جل هذه (الثورة) يكتشف أنها ثورة‬ ‫تهدف إلى زعزعة ثوابت األمة وأساس��اتها‪ ،‬فقد اتس��مت‬ ‫سياسة القذافي منذ أوائل س��نوات حكمه بالفوضوية التي‬ ‫دع��ا إليها صراحة‪ ،‬وفك��رة (الفوضوية) ه��ي متناقضة‬ ‫ومتصادمة تماما ً لفكرة (السلطة) حيث ينظر الفوضويون‬ ‫إلى الس��لطة بأنها تتناق��ض مع الحرية الفردي��ة ‪ .‬والعقد‬ ‫الفوضوي أيضا ً هو نقيض العقد االجتماعي تماماً‪.‬‬ ‫يق��ول القذاف��ي في خطاب��ه أمام رابطة األدب��اء والكتاب‬ ‫الليبيي��ن ‪ "..‬إن الجماهيرية هي الب��ؤرة التي ترتكز فيها‬ ‫تطلعات الفوضوية والشيوعية والمدينة الفاضلة"‪.‬‬ ‫واعتم��د نظ��ام القذاف��ي الديكتاتوري مثل��ه مثل االنظمة‬ ‫الش��مولية عل��ى رف��ع ش��عارات براقة مص��ل ( حرية‪..‬‬ ‫اشتراكية‪ ..‬وحدة)‪ ،‬ليوهم الجماهير بحرصه على تحقيق‬ ‫ه��ذه الش��عارات‪ ،‬وأتخذ في ب��ادئ األمر الخ��ط القومي‬ ‫العرب��ي‪ ،‬وح��اول إعالن الوح��دة االندماجي��ة مع تونس‬ ‫ومصر والس��ودان‪ ،‬إال أن محاوالته المتسرعة‪ ،‬جميعها‬ ‫ب��اءت بالفش��ل الذري��ع‪ .‬فتحول م��ن مش��روعه القومي‬ ‫العربي إلى المشروع اإلفريقي‪ ،‬وسمى نفسه "ملك ملوك‬ ‫أفريقيا"!!‪.‬‬ ‫وتش��كل الهتاف��ات والش��عارات الثورية الت��ي تعتبر من‬ ‫أدبي��ات انق�لاب س��يتمر ‪ ، 69‬ثقافة الس��ائرين في ركب‬ ‫النظ��ام الجديد‪ ،‬الذي بدأ عهده بمهاجمة رموز نظام العهد‬ ‫الملكي (العهد البائد كما كان يسمي في ذلك الوقت)‪،‬حيث‬ ‫كان الهتاف أو الشعار السائد هو ( يا وكال دجاج محمر‪..‬‬ ‫ما تحس��اب وراك معم��ر)‪.‬أي ( أنت الذي ت��أكل الدجاج‬ ‫المحمر‪ ،‬لم تضع في حس��بانك‪ ،‬اليوم الذي يجي فيه حاكم‬ ‫اس��مه معمر! س��وف يحرمك من هذه األكلة‪ ،‬باعتبارها‬ ‫كان��ت م��ن ضم��ن وجبات كب��ار الق��وم‪ .‬وه��ذه مغالطة‬ ‫تاريخي��ة‪ ،‬الن ه��ذه األكلة كان��ت في متن��اول الناس في‬ ‫ذل��ك الوقت‪ ،‬وس��عرها زهيد‪ ،‬وهي م��ن ضمن الوجبات‬ ‫الجاهزة‪ ،‬لكن الهتاف يدل على الفضفاضة والسوقية في‬ ‫التعبير والحقد‪.‬‬ ‫ث��م توالت الهتاف��ات‪ ،‬بعد محاولة االنق�لاب على انقالب‬ ‫القذافي في ديس��مبر ‪ ، 69‬والتي عرفت بمحاولة موس��ى‬ ‫احم��د والح��واز‪ .‬وكان الهت��اف الذي يعبر عن وحش��ية‬ ‫وقسوة رجال انقالب القذافي على الملك ادريس السنوسي‬ ‫يق��ول ‪ ..‬ع��ود وقيد ( كبريت) وشيش��ة ( زجاجة) جاز‪..‬‬ ‫موس��ى أحم��د والحواز‪ ،‬أي أن هؤالء يس��تحقون الحرق‬

‫بإش��عال النار فيهم ‪ ،‬وهذا الهتاف الوحشي ردده الغوغاء‬ ‫الذي��ن كانوا يس��يرون في مس��يرات منظمة م��ن أجهزة‬ ‫النظ��ام‪ ،‬دون أن يعرف��وا معرفة جيدة‪ ،‬م��اذا جنا هؤالء‬ ‫ليكون مصيرهم الحرق‪.‬‬ ‫وف��ي حال��ة االنقالب��ات العس��كرية الناجح��ة‪ ،‬وصدور‬ ‫البي��ان األول‪ ،‬تخرج الجماهي��ر‪ ،‬أو هكذا يصور الواقع‪،‬‬ ‫فرحة مؤيدة بالثورة المباركة‪ ،‬معلنة استعدادها التضحية‬ ‫م��ن أجله��ا‪ ،‬هاتفة الهتاف الش��ائع "بال��روح بالدم نفيدك‬ ‫ياثورتنا"‪ .‬مؤمنة بأن قائ��د االنقالب هو البطل التاريخي‬ ‫العظي��م الذي كان��ت تنتظره من مئات أو أالف الس��نين!‬ ‫وه��و أملها في النصر والحري��ة وتحقيق األمجاد‪ ،‬وأنها‬ ‫تضع نفسها تحت إشارته‪ ،‬وهي مستعدة ألن تخوض معه‬ ‫غمار المعارك في س��بيل الوطن‪ ..‬ال��خ‪ ...‬الخ‪ ...‬والثورة‬ ‫مس��تمرة والخائن يطلع بره! وتتواصل مسيرة الشعارات‬ ‫التي تعبر عن كل مرحلة‪..‬‬

‫فأثن��اء إع�لان ما عرف بس��لطة الش��عب المزعومة في‬ ‫مارس ‪ ، 77‬رفع شعار (الشعب يحكم نفسه بنفسه)‬ ‫وفي فترة اإلعدامات والشنق على الهواء مباشرة‪ ،‬كانت‬ ‫هتاف��ات عضوات اللجان الثوري��ة من أمثال هدى فتحي‬ ‫ب��ن عامر ‪ ..‬وجميلة درمان بالمش��اركة في عملية إعدام‬ ‫الشهيد الصادق حامد الش��ويهدي‪ ،‬بالمدينة الرياضية في‬ ‫بنغ��ازي ي��وم ‪ 5‬يونيو ‪ .1984‬وقد ش��رعت المدعوات ـ‬ ‫قبيل تنفيذ عملية اإلعدام ـ بترديد هتافات تقول ‪":‬ما نبوش‬ ‫كالم لسان‪..‬نبو شنقه في الميدان"‬ ‫وأثن��اء انتفاض��ة الطلبة في ع��ام ‪ ،76‬وتص��دي أعوان‬ ‫القذاف��ي له��م‪ ،‬وبعد تنفيذ عمليات الش��نق ف��ي الجامعات‬ ‫خرج��ت هتافات ثورية تقول( اطلع ي��ا خفاش الليل جاك‬ ‫السابع من ابريل)‪.‬‬ ‫وكان��ت الش��عارات منظم��ة عند بدايات تكوي��ن اللجان‬ ‫الثورية ‪ ،‬هذه اللجان التي قامت بارتكاب أفظع الجرائم‬ ‫في حق كافة فئات الش��عب الليبي‪ ،‬إذ طالت أياديهم اآلثمة‬ ‫الشرفاء من الطلبة والمحامين والعمال والتجار واألطباء‬ ‫داخل ليبيا وخارجها! واس��تقطبت في صفوفها شلة فاسدة‬ ‫مارق��ة ‪ ،‬ليكونوا له معاول لس��لب ونه��ب وتعذيب وقتل‬

‫المواطنين األبرياء‪ .‬وكان أول الش��عارات المضللة التي‬ ‫رفعتها من ش��عارات متوالية تخ��دم هذا الغرض مثل( ال‬ ‫ثوري خارج اللجان الثورية)‬ ‫واللجان الثورية والحكومات الدكتاتورية‪ ..‬يمارسان نفس‬ ‫األس��لوب"‪ ،‬إن المس��ميات المتعددة‪ ،‬من أمثال "س��لطة‬ ‫الش��عب" و"ثورة الفاتح" و"الجماهير" و"الجماهيرية"‪،‬‬ ‫وغيره��ا من المصطلحات المس��تخدمة في ليبيا‪ ،‬هي في‬ ‫الواق��ع كلمات لتمجيد "القذافي" نفس��ه‪ ،‬وان الهتاف بها‪،‬‬ ‫يعني تمجيده‪.‬‬ ‫كما انتش��رت في عهد الطاغي��ة مقوالت من نوع مقولة‬ ‫(التمثيل تدجيل)‪ (،‬من تحزب خان!) و( الحزبية إجهاض‬ ‫للديمقراطي��ة! لكن أي ديمقراطي��ة يعرفها‪ ،‬صانع عصر‬ ‫الجماهي��ر‪ .‬ديمقراطية‪ ،‬ديمو كراس��ي‪ ،‬أي الش��عب كله‬ ‫يجلس على الكراسي!! أي ال للشكل النيابي والحزبي‬ ‫‪(.‬الفاتح أبدا)‪ ،‬والفاتح هو معمر أي أن معمر أبدا‬ ‫ومقول��ة ‪ :‬الفاتح (عقيدة) ‪ ..‬الفاتح (ايمان) ‪ ..‬الفاتح ثورة‬ ‫ف��ي (الوجدان) ‪ .‬و الفاتح ه��و معمر أي أن معمر عقيدة!‬ ‫معمر إيمان! معمر إيمان في القلب!‬ ‫بس��م هللا وبس��م الفاتح العظيم القذافي يكتفي باسم هللا فقط‬ ‫ويضي��ف إل��ى نفس��ه العظم��ة دون هللا قائال بس��م الفاتح‬ ‫العظيم!‬ ‫وهتافات أخر من نوع (احنا جيل بناه معمر‪ ..‬واللي يعادينا‬ ‫ي ّدمر!( تبي واال ما تبيش من غير امعمر ما فيش!!)‪).‬‬ ‫كان القذاف��ي يق��ف أمام الناس لس��اعات يس��تمع ويبتهج‬ ‫بهتافاتها‪ ،‬وقد أدرك المنافقون حوله حاجته لهذا النمط من‬ ‫التعام��ل كل فترة‪ ،‬فأنش��ئوا في كل إدارة ومكتب وجامعة‬ ‫ومصنع‪ .‬مجموعات خاصة لكتابة وإطالق الهتافات التي‬ ‫ترضي غرور الرجل‬ ‫وف��ي ح��االت كثي��رة كان العقيد نفس��ه يرتب ش��عارات‬ ‫ويعطيها لمقربين كي يطلبوا من الناس إطالقها بحضوره‬ ‫وفي غيابه على اإلعالم وفي التظاهرات‪ ..‬وكلها تبدأ من‬ ‫التمجيد به والتغني بخصاله‬ ‫ومن الش��عارات التي رفعها أنصار القذاف��ي‪ :‬بعد الغارة‬ ‫األمريكية على باب العزيزية‪« :‬زيد تحدي زيد ياصقري‬ ‫الوحيد"!‪».‬‬ ‫يابو عباء دونك ثالث ماليين)‪( ،‬كل الرؤؤس فدا لراسك‪،‬‬ ‫ي��ا قائد احنا حراس��ك)‪ (،‬احنا التون��س وال قرينادا‪ ،‬نحنا‬ ‫ش��عب صعي��ب اعن��اده!)‪ (.‬طز م��ره ثانية ف��ي أمريكا‬ ‫وبريطانيا)‬ ‫وعند انعقاد مؤتمر الشعب العام وحضور القذافي لترشيد‬ ‫الجماهي��ر تكون الهتافات المتف��ق عليها هي ( علم يا قائد‬ ‫علمنا كيف نحقق مستقبلنا)‬ ‫وللتصدي للحصار االمبريالي على الجماهيرية العظمى!‬ ‫كان الهت��اف في ذلك الوقت يقول‪ ((:‬قررنا الحياة بالخبز‬ ‫والماء)!‪( .‬عشتي دوم جماهيرية للعالم رمز الحرية!!)‪).‬‬ ‫وعم��ل اإلعالم الرس��مي الحكومي الليب��ي على إطالق‬ ‫األوص��اف والنعوت بالدول واألش��خاص في مناس��بات‬ ‫عدي��دة‪ ،‬فالرئيس األمريك��ي ريجان وصف بع��د الغارة‬ ‫األمريكي��ة عل��ى ليبيا ب��ـ ( كلب اس��رائيل المس��عور)‪،‬‬ ‫ورئيس��ة وزراء بريطانيا مارغريت تاتش��ر‪ ،‬لقبت بقاتلة‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫األطفال‪ .‬ولقد تم نعت القاهرة باس��م "المهزومة" وحركة‬ ‫أمل باسم "اليأس"‪ .‬كما أن البيت األبيض أخد نعت "البيت‬ ‫األس��ود"‪ ،‬والمملك��ة المتحدة س��ميت بـ"حاملة الطائرات‬ ‫الثابتة ألمريكا"‪ ،‬في إش��ارة إل��ى الترخيص الذي أعطي‬ ‫للطائرات األمريكي��ة لإلقالع من القواعد البريطانية إبان‬ ‫القص��ف الجوي ضد ليبي��ا‪ .‬ولق��د كان الرئيس المصري‬ ‫حس��ني مبارك يدع��ى حينه��ا "البارك"‪ ،‬ومل��ك األردن‬ ‫حسين "الخائن" ثم الرئيس التشادي‪،‬الذي كان في صراع‬ ‫م��ع ليبيا‪ ،‬لقب ب��ـ "المرتش"‪.‬و الرئيس الس��وداني جعفر‬ ‫النمي��ري‪ ،‬لقب بـ (الذيل النمي��ري!) وبعد حادثة المنصة‬ ‫واغتيال الرئيس المصري‪ ،‬تم وصفه بالمقبور الس��ادات‪.‬‬ ‫كما وصف حكام الخليج بـ ( خنازير الجزيرة)‪ ،‬وس��لطان‬ ‫عمان‪ ،‬بالسلطان كابوس‪!..‬‬ ‫وبعد انطالق انتفاضة ‪ 17‬فبراير‪ ،‬والمسيرات المليونية!‬ ‫وخطب القذاف��ي‪ ،‬التي بدأت بمن أنتم! والتك توك!‪ ،‬ومن‬ ‫فوق السور‪ ،‬وأخر ظهور علني له في الساحة الخضراء!‬ ‫وبعده��ا بدا مسلس��ل‪ ،‬الخطابات اليومي��ة اآلتية من تحت‬ ‫األرض! والصور المركبة للمسيرات المليونية‪ ،‬والوجوه‬ ‫المتكررة‪ ،‬واألتوبيسات التي تنقل الناس من طرابلس حتى‬ ‫الخمس وبني وليد!والماليين التي سوف تزحف!لكن‪ ،‬أين‬ ‫ه��م من قالوا أن أرواحنا فداك ياقائد أين الذين خرجوا في‬ ‫المسيرات المليونية وهتفوا بصوت واحد وقالوا كلمتهم‬ ‫أي��ن هي القبائل التي تعد الع��دة والجحافل والماليين التي‬ ‫س��وف تزح��ف وتطهر ليبيا ه��ل ابتلعته��م األرض‪ .‬أنها‬ ‫الكذبة الكبرىّ!‪.‬‬ ‫في تلك المس��يرات خرجت مقولة‪ :‬عشانك يا بات خميس‬ ‫نطيح��وا في الن��ار كراديس)‪ .‬أي من أجل��ك يا أبا خميس‬

‫(وخمي��س رجل عس��كري وأحد أبناء القذافي نس��قط في‬ ‫النار جماعات!‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وش��عار‪( :‬هللا ومعمر وليبيا وبس)‪ ،‬أي أن أحدا ال يس��بق‬ ‫معم��ر القذافي إال هللا‪ ،‬وكل ش��يء يأتي بع��ده‪ ..‬حتى ليبيا‬ ‫وطنه وبالده التي تضم الماليين‬ ‫)هللا ومعمر وليبيا وبس)‪ ،‬هذه من األذكار الثورية القذافية‬ ‫! شرك واضح عندما تشهد له القرائن‪ .‬فالقذافي يجعل من‬ ‫نفسه ندا هلل تعالى‪ .‬والند يشارك هللا تعالى في كل أو بعض‬ ‫صفاته سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ومع هذا‪ ،‬فقد كان معمر القذافي يظن نفس��ه أيضا أهم من‬

‫‪17‬‬

‫الناس‪ ،‬من ليبيا وش��عبها‪ ،‬وهو كمصاب بجنون العظمة‪،‬‬ ‫كان القذاف��ي يعتقد بأنه الذكاء التام‪ ،‬ويعزو لنفس��ه س��ائر‬ ‫المزايا‪ ،‬وجميع ض��روب الوضوح‪ ،‬وكل الفضائل‪ ،‬وهو‬ ‫يطلب من الناس االحترام الذي يدينون له به‪ .‬وهذا الشعار‬ ‫ليس جديدا‪ ،‬كما يعتقد البعض‪.‬‬ ‫فق��د قال القذافي في حوار م��ع الصحفية االيطالية ميريال‬ ‫بيانكو في كتابها الذي أسمته " القذافي رسول الصحراء"‬ ‫‪ (:،‬اإلنجي��ل الجدي��د كتبته أنا ‪ .‬كتاب��ي األخضر هو كلمة‬ ‫هللا!!)‬ ‫ولك��ن ف��ي نهاي��ة المط��اف‪ ،‬كان��ت نهاي��ة الطاغي��ة‬ ‫المتجبر‪،‬معم��ر القذاف��ي عل��ى أي��دي الثوار ه��و الحدث‬ ‫المشحون بالقدر األكبر من الدراما حتى اآلن‪.‬‬ ‫وبمقتل��ه ‪ ،‬يك��ون قد أس��دل الس��تار في ليبي��ا على حقبة‬ ‫مظلم��ة امتدت على مدى اثنين وأربعي��ن عاما من الحكم‬ ‫االستبدادي الفردي الذي لم تشهد المنطقة العربية مثيال له‬ ‫في تاريخها الحديث‬ ‫وبرحيل��ه م��رة وإلى األبد‪ .‬وبينما وج��د العديد من الناس‬ ‫األسلوب العلني والدموي الذي لقي به حتفه عسير الهضم‬ ‫فعال‪ ،‬فيجب أن يقاس هذا األمر بنوع المعاملة التي تلقاها‬ ‫اآلالف من ضحايا نظامه عبر أكثر من أربعة عقود‪.‬‬ ‫ما يثير الدهش��ة واالستغراب هو أن احدا ‪ -‬دولة أو حزبا‬ ‫أو جماعة أو وس��يلة إعالمية أو منظمة مجتمع مدني ‪ -‬لم‬ ‫يندد أو حتى يعترض على الطريقة التي قتل فيها القذافي‪.‬‬ ‫وهذا ما يدل على أن العالم كله ارتاح‪.‬‬ ‫ومع نهايته‪ ،‬انتهت ش��عارات وهتافات ومقوالت‪ ،‬وجدت‬ ‫الكثي��ر من البس��طاء الذين صدقوه��ا‪ ،‬وانس��اقوا خلفها‪،‬‬ ‫ألسباب مختلفة‪..‬‬

‫عن احلروب والشعوب والتاريخ‬ ‫عصام طرخان‬ ‫ف��ي نهاية الحرب العالمية الثانية ‪ ..‬كانت كالً من ألمانيا‬ ‫والياب��ان ‪ ،‬ف��ي حال��ة يرثى لها من الدم��ار والخراب ‪.‬‬ ‫فالم��دن والق��رى األلمانية تحولت إلى أط�لال ‪ ،‬جرّاء‬ ‫زح��ف الجي��وش الغاضبة م��ن دول الحلف��اء األمريكية‬ ‫واألوروبي��ة القادم��ة من الغرب ‪ ،‬ومن الش��رق تولى‬ ‫الجيش األحمر السوفييتي ‪ -‬بقيادة المغول ‪ -‬بقية المهمة‬ ‫‪ .‬م��دن وقرى دُمرت بالكامل ‪ ،‬حيث تم ّش��ت الدبابات‬ ‫والمدرعات فوق المباني ‪ ،‬وس��وّت كل ما في طريقها‬ ‫ب��األرض ! أم��ا في الياب��ان ‪ ..‬فالقناب��ل الذرية الثالث‬ ‫‪ ،‬تمكن��ت وحده��ا م��ن حس��م المعركة ‪ .‬دمار ش��امل‬ ‫وحرق وإشعاعات ذرية ‪ ،‬قضت على األخضر واليابس‬

‫‪ ،‬المي��اه تلوث��ت ‪ ،‬والحيوان��ات نفق��ت ‪ ،‬واألراضي‬ ‫الزراعي��ة لم تعد صالحة للزراع��ة ‪ ،‬والمباني تفتت ‪،‬‬ ‫أما البشر ‪ ..‬فمن نجا من الحرق لم ينجو من اإلشعاعات‬ ‫‪ ،‬وآثارها الزالت مستمرة حتى يومنا هذا ‪.‬‬ ‫بعد مضي عدة س��نوات قليلة ‪ ..‬مرّت الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية بأزمة إقتصادية شديدة ‪،‬وبحثت عمن يستطيع‬ ‫مد يد العون للنهوض باإلقتصاد األمريكي المنهار ‪ ..‬ولم‬ ‫تجد س��وى ألمانيا !! حيث قام روزفلت وفي نفس‬ ‫المكان الذي وقّع فيه على إستس�لام برلين ‪،‬تم التوقيع‬ ‫عل��ى طلب القرض من الحكومة األلمانية ‪ ..‬فقد تمكن‬ ‫األلم��ان م��ن إعادة بناء دولته��م ‪ ،‬والنهوض باقتصاد‬ ‫قوي ‪ ،‬في زمن قياسي أبهر العالم أجمع ‪.‬‬ ‫هك��ذا يخبرن��ا التاريخ ‪ ..‬ويخبرنا أيضا ً ‪ ..‬بأن ما حدث‬ ‫لم يكن معجزة قادمة من السماء ‪..‬ولم يكن حكاية خرافية‬ ‫‪ ..‬بل حقيقة واقعية ‪ ،‬قام بها الشعب األلماني عندما قرر‬ ‫الجميع ‪ ،‬حكومةً وشعبا ً ‪ ..‬بأن ساعات الدوام الرسمي‬ ‫سوف تصبح إثنتي عشرة ساعة ‪ ،‬بدالً من ثمان ساعات‬ ‫‪ ،‬وأن المواط��ن األلمان��ي س��وف يتقاض��ى مرتبا ً عن‬ ‫ثمان س��اعات فقط ‪ ،‬والباق��ي عمل تطوعي ! وذلك‬ ‫لع��دة س��نوات قادم��ة ‪ ،‬حتى تمكنت ألماني��ا من إعادة‬ ‫البناء وتحقيق الحلم المستحيل ‪ .‬أما اليابانيون ‪ ..‬فال‬ ‫زالوا يعملون بنظام الساعات اإلثنتي عشرة حتى يومنا‬

‫ه��ذا ؟ وأصبحت��ا ألمانيا واليابان من الدول العظمى‬ ‫والرائدة في شتى المجاالت ‪ ..‬واحتلتا بجدارة مكانتهما‬ ‫في المقدمة ‪.‬‬ ‫هك��ذا أخبرنا التاريخ ‪ ..‬وس��وف يخبر األجيال القادمة‬ ‫بأن الش��عب الليبي ‪ ..‬بعد أن إنتفض على حكم طاغية‬ ‫دام أكث��ر من أربعين عاما ً ‪ ..‬وتحققت ثورته المباركة‬ ‫‪ ..‬مس��جالً أروع المالح��م البطولية ‪ ،‬بش��هادة العالم‬ ‫أجم��ع ‪ ،‬ال��ذي وقف إحتراما ً وتقديراً لش��عبنا الصغير‬ ‫‪ ،‬الكبي��ر ف��ي مواقف��ه الش��جاعة ‪ ،‬س��عيا ً وراء حريته‬ ‫وكرامته ‪.‬‬ ‫بع��د أن حقق الش��عب الليبي المناض��ل طموحاته التي‬ ‫س��جلها التاري��خ بح��روف من ذهب ‪..‬س��جل أيضا ً ‪..‬‬ ‫بعد ذلك مباش��رةً ‪ ..‬بأن الش��عب قد مكث معظمه قابعا ً‬ ‫في بيته ‪ ،‬أو مس��افراً خارج الوطن ‪ ،‬أو معالجا ً على‬ ‫حس��اب ميزانية الجرحى والمصابين ‪ ،‬فترك وظيفته‬ ‫وامتن��ع ع��ن تأدية أعماله ‪ ،‬ثم طف��ق الجميع يطالبون‬ ‫بحص��ة إضافي��ة من إيرادات النف��ط ! هكذا ‪ ..‬وبكل‬ ‫بساطة ‪ ..‬سوف يسجل التاريخ ‪ ..‬وهكذا سوف يقرأ‬ ‫أحفادن��ا صفح��ات م��ن األنانية وحب ال��ذات ‪ ..‬و من‬ ‫األطماع الش��خصية والمصالح الفردية ‪ ..‬والجش��ع في‬ ‫أبشع صوره ؟ حينها سوف يسخر التاريخ ‪ ..‬ويخجل‬ ‫األحفاد منا في المستقبل القريب ‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫زاوية حرة‬

‫مأمت رتاج متواصل‬ ‫سليمان عوض الفيتوري‬ ‫راعن��ي م��ا‬ ‫أذاعه عبد الحميد (الكبتي) ‪ ،‬عن المرأة التي قتلت طفلة ثم‬ ‫حرقتها ‪ ،‬ض ّمنت هذا ‪ ،‬عرضا ً‬ ‫‪ ،‬ف��ي س��ياق عبارة ‪ :‬العق��اب غير االنتق��ام ‪ ،‬صفحة ‪19‬‬ ‫ميادين ‪ ،‬عدد ‪ 43‬في ‪2012 /3 /6‬‬ ‫وروّعن��ي ما كتب��ه في قورينا الجديدة ي��وم ‪، 4/2/2012‬‬ ‫بعنوان ‪ :‬حياة للمجتمع ‪ ...‬حين تقوده العقول الطاهرة‪.‬‬ ‫مما يدعو قرّاء ميادين إلى المشاركة في تقبّل العزاء‪.‬‬ ‫لكنن��ي آثرت الكتابة عم��ا أوحت به أبعاد الموضوع‬ ‫‪ ،‬باعتبار رتاج ‪ ،‬ليس��ت كبتية ‪ ،‬وإال تحوّلت المنطقة إلى‬ ‫تبو و زوية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ومن عباراته ‪( :‬ما حدث للطفلة البريئة رتاج ‪ ،‬يشكل‬ ‫صدم��ة للناس ‪ ،‬يش��مئزون ويس��تنكرون ‪ ،،‬لتقطيع قلوب‬ ‫األس��رة كلها ‪ ،،‬والحرق يدل على دناءة وخس��ة ‪ ..‬قلوب‬ ‫ميتة ‪ ،،‬لحالة الرعب والترويع ‪)،،‬‬ ‫وتس��اءل عن الحل ‪( :‬ف��ي الرز واللح��م ‪ ،،‬والتنازل عن‬ ‫القصاص) مستدالً باآلية ‪:‬‬ ‫(الحر بالحر والعبد بالعبد واألنثى باألنثى) وكرر ‪( :‬ولكم‬ ‫في القصاص حياة يا أولي األلباب)‬ ‫ليروي قصة مفادها ‪:‬‬ ‫(أن يمني��ة مع خليلها وآخ��ر قتلوا ربيبها لئال يفضحهما ‪،،‬‬ ‫وأن عم��ر أم��ر بقتلهم قائالً ‪ :‬لو اجتم��ع عليه أهل صنعاء‬ ‫لقتلتهم به ‪ ،،‬والخبر في صحيح البخاري ‪ ،‬وكيف أمس��ى‬ ‫القتل ألتفه األس��باب في عهد المقبور ويخشى لعدم الردع‬ ‫تضاعف نقص المجتمع لكثرة القتل)‪.‬‬ ‫* ولما كان م��ن األهمية بمكان ‪ :‬البحث عن الباعث على‬ ‫الجريمة في أي مجتمع قبل العقاب ‪ ،‬ومؤسس علم العقاب‬ ‫س��يزاري اإليطال��ي يقول‪ :‬مقي��اس ارت��كاب الجريمة بما‬ ‫تلحقه من ضرر باألمة‪ ،‬قبل نية القاتل ‪،‬‬ ‫وم��ن هنا يحس��ن النظر في دوافع القت��ل قديمها وحديثها‬ ‫كواقع من جبلّة البشر من ذلك ‪:‬‬ ‫‪ 1‬قابي��ل قتل أخاه هابيل ‪ ،‬حس��داً لئ�لا يتزوج من توأمته‬‫األجمل ‪ ،‬فأصبح من النادمين ‪ ،‬المائدة‪.‬‬ ‫‪( 2‬وإذا الم��وءودة س��ئلت ب��أي ذنب قتل��ت) عند العرب‬‫كراهية وغيْرة ( أيمس��كه على هون أم يدسه في التراب)‪،‬‬ ‫النحل‪.‬‬ ‫‪ 3‬الخضر ‪ ،‬قتل الغالم ‪ ،‬الكهف‪ ،‬خش��ية أن يغشى والديه‬‫المؤمنين بالعقوق ‪ ،‬ففي الحديث ‪ :‬الغالم طبع كافراً‪.‬‬ ‫‪ 4‬وهذا موسى يدخل مصر ويقتل قبطيا ً نصرة إلسرائيلي‬‫‪ ،‬في حالة غضب ‪ ،‬من عمل الشيطان واستغفر ‪ ،‬القصص‪.‬‬ ‫‪ 5‬وإبراهيم جعل أصنامهم التي يعبدونها جذاذاً ‪ ،‬فأضرموا‬‫له ناراً ذات لهب ‪ ،‬فلم تلتهم سوى وثاقه ‪ ،‬االنبياء‪.‬‬ ‫‪ 6‬المأمون ‪ ،‬أمه جارية ‪ ،‬قتل أخاه األمين واستولى على‬‫الحكم لشعوره بالدونية ‪،‬‬ ‫‪ 7‬جوردان��و برونو ‪ ،‬ي��وم ‪ 17‬فبراير ‪ ، 1600‬ش��هدت‬‫البندقي��ة ركاما ً م��ن الحطب لحرقه ‪ ،‬تنفي��ذاً لحكم محكمة‬ ‫التفتي��ش ‪ ،‬ألن��ه أنكر الاله��وت الكنس��ي ‪ ،‬وبيع صكوك‬ ‫الغفران‪ ،‬وبعد ‪ 300‬عام أقاموا له تمثاالً في روما ‪ ،‬وبكاه‬ ‫البابا‪.‬‬ ‫‪ 8‬وعرفت مصر س��فّاح كرموز ‪ ،‬كم��ا عرفت بريطانيا‬‫قاتل الشقراوات‪.‬‬ ‫‪ 9-‬وفي منتصف الستينات‬

‫بالبيض��اء ‪ ،‬الته��م‬ ‫التن��وّر ربيعة على يد امرأة رعناء ‪ ،‬كما ش��هدت محكمة‬ ‫ش��مال بنغازي انتحار قاتل الشيخ سليم سليمان احطيطيب‬ ‫‪ ،‬إذ ألقى بنفسه ليفتت الرصيف جمجمته ‪ ،‬وقد دفنا معاً‪.‬‬ ‫‪ 10‬وم��ن الصعيد جاءوا للثأر ليحرقوا طليبهم بمدرس��ة‬‫صالح الدين وهي تحت اإلنشاء ‪.‬‬ ‫ومع تطور المجتمعات الحضارية وتق ّدم العلوم االجتماعية‬ ‫‪ ،‬عللت لماذا ‪ ،‬وكيف ‪ ،‬ابتغاء المعرفة والتشخيص ‪ ،‬للحد‬ ‫من اإلجرام ‪ ،‬ولئال تهدر الدماء ‪،‬‬ ‫*ولندع المتش��ابهات والمتنافرات ‪ ،‬فلكل قضية لبوس��ها ‪،‬‬ ‫إل��ى ضئالة قضية رتاج ‪ ،‬واالش��مئزاز جاء من حرقها ‪،‬‬ ‫وأجزم أن ذلك إلخفاء الجثة ‪ ،‬كصاحبة التنور ‪ ،‬وليس عن‬ ‫غلظة وتوحّش ‪ ،‬كما فعلت هند بنت عتبة بحمزة‪.‬‬

‫هذه األمثلة ‪ ،‬غيض من فيض ‪ ،‬تعكس طبيعة البشر ‪( ،‬إال‬ ‫من رحم ربك‪ ،‬ولذلك خلقهم)‪.‬‬ ‫ال جديد في ذلك يبعث على الكتابة ‪ ،‬ولكن ما قصّه وارتئاه‬ ‫‪ ،‬وتس��اءل بشأنه ‪ ،‬وباعتباره صاحب قلم ‪ ،‬محسوب عليه‬ ‫‪ ،‬ما يس��توجب الوق��وف عن��ده ‪ ،‬تبيانا ً للحقيق��ة ‪ ،‬ديانة ‪،‬‬ ‫وتاريخا ً ‪.‬‬ ‫أوالً ‪ /‬لفتح الشهية ‪( ،‬بالرز واللحم) ‪ ،‬فمن تجارب البادية‬ ‫أن يس��بق الطعام التفاوض بش��أن الموضوع ‪ ،‬فالش��ر في‬ ‫الجوع‪.‬‬ ‫وفي المثل ‪ :‬قطعت َجهيزة قول كل خطيب‪ ،‬أثناء التفاوض‬ ‫ف��ي الصلح كي يرض��وا بالدية إذ قالت ظف��ر بالقاتل ول ّي‬ ‫للمقتول فقتله‪.‬‬ ‫ثاني��ا ً ‪ /‬الديّ��ة بدل القص��اص (تخفيف م��ن ربكم) حتى ال‬ ‫يذهب الدم هدراً ‪ ،‬ولئال يؤدي الثأر إلى حروب كتلك التي‬ ‫أوقدتها بأشعارها (البسوس) حينما قتل جسّاس كليبا ً ‪ ،‬وقد‬ ‫تتح ّملها العاقلة للتكافل االجتماعي‪.‬‬ ‫ثالثاً‪( /‬الح��ر بالحر والعبد بالعبد واألنث��ى باألنثى) نزلت‬ ‫عندما أقس��م أح��د المتقاتلين أن يقتل بكل عب��د حراً وبكل‬ ‫أنثى ذكراً‪.‬‬ ‫رابع��اً‪ /‬وم��ع التط��ور الحض��اري ورقي التش��ريع نص‬ ‫القان��ون المدني عل��ى تعويض المضرور م��ن الجريمة ‪،‬‬ ‫مطلقا ً ‪ ،‬إلى جانب واجب السلطة ‪ ،‬حماية للمجتمع ‪ ،‬عقاب‬ ‫الجاني قانونا ً ‪.‬‬

‫خامس��اً‪ /‬قضي��ة‬ ‫الخيان��ة الزوجي��ة ‪ ،‬والتخلّص من الش��اهد ‪ ،‬تحامالً ‪ ،‬مع‬ ‫ش��ركائها بإلق��اء جثته في بئ��ر مهجورة ‪ ،‬دوافع جنس��ية‬ ‫انتقاما ً من الزوج ‪ ،‬لالنعتاق ‪ ،‬طبيعة بشرية‪.‬‬ ‫سادس��ا ً ‪/‬األهم لمن يعتبر ‪ :‬أن عمر (رضي هللا عنه) أمر‬ ‫بقتلهم مع أهل صنعاء ‪ ،‬لو اجتمعوا عليه ‪،‬‬ ‫* أبع��اد القصة فيما لو ترجمت ‪ ،‬ال الس��تنكارها عالميا ً ‪،‬‬ ‫ولكن للمفهوم الراس��خ محلي��ا ً ‪ ،‬من حيث تاريخنا الغابر ‪،‬‬ ‫ومدى ومبلغ تحضرنا وتحررنا ‪ ،‬ونمو عقولنا (الطاهرة)‬ ‫فاالستدالل بها عبثا ً لمخالفتها ما نهى هللا عنه من اإلسراف‬ ‫ف��ي القت��ل ‪ ،‬أي ال تمثي��ل بالقات��ل ‪ ،‬وال قتل معه س��واه ‪،‬‬ ‫اإلسراء ‪.33‬‬ ‫ً‬ ‫والقص��ة تعط��ي انطباعا على جاهلي��ة وعنجهية عمر بن‬ ‫الخط��اب ‪ ،‬فحياته مفعمة بالبط��ش واإلرهاب ‪ ،‬مما زرع‬ ‫الخ��وف ف��ي قلوب العرب م��ن حكامهم إل��ى يومنا هذا ‪،‬‬ ‫وسنظل تحت مس��مى الطاعة العمياء ألولي األمر‪ ،‬فعدله‬ ‫في زمانه ‪ ،‬استبداد وتسلّط في زماننا‪.‬‬ ‫ومن تصرفاته كأمير للمؤمنين ‪ ،‬مطلق اليدين للمثال ‪:‬‬ ‫‪ 1‬سجن الحطيئة ‪ ،‬منعا ً لحرية الكلمة ‪ ،‬فكتب إليه ‪:‬‬‫(ماذا تق��ول ألفراخ بذي مرخ ‪ ،،‬زغب الحواصل ال ماء‬ ‫وال ش��جر‪ ،،‬ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة ‪ ،،‬فاغفر عليك‬ ‫سالم هللا يا عمر)‬ ‫ولزم الصمت إلى أن قتل عمر‪.‬‬ ‫‪ 2‬نزع ثنايا س��هيل بن عمر خطيب المشركين ‪ ،‬ليخرس‬‫صوت المعارضة‪.‬‬ ‫‪ 3‬حلق رأس نصر بن حجاج ‪ ،‬ثم نفاه غيرة منه لوسامته‪.‬‬‫‪ 4‬تن��ازع المخزومي مع أبي س��فيان ‪ ،‬فعلى الطبيعة أمر‬‫الثان��ي بأن يض��ع حجراً في ح��د بينهما ‪ ،‬ولم��ا تلكأ رفع‬ ‫هراوته فأذعن ‪.‬‬ ‫‪ 5‬تجسس ‪ ،‬وتسلّق الجدار لشبهة تعاطي الخمور‪ ،‬مخالفا ً‬‫قوله تعالى ‪(:‬وال تجسسوا) ‪( ،‬وأتوا البيوت من أبوابها)‬ ‫‪ 6‬انت��زع ابنه من مطلقت��ه ليقول له علي ‪ :‬ريحها وريقها‬‫وعطفها وحنانها خير له منك يا عمر‪.‬‬ ‫‪ 7‬هش��م واجه��ات الدكاكي��ن المخالفة وض��رب األَ َمة ‪،‬‬‫الرتدائها لباس الحرائر (تفرقة عنصرية)‪.‬‬ ‫‪ 8‬وفي مجلسه ضحك من صنعه لصنم من العجوة ليعبده‬‫‪ ،‬ثم بكى ألنه وأد ابنته في سن (رتاج) وهي تنفض التراب‬ ‫عن لحيته‪.‬‬ ‫‪ 9‬وجاءه أبو لؤلؤة فيروز الفارس��ي ‪ ،‬متظلما ً من التسلّط‬‫الضريبي ‪ ،‬كح ّداد ‪ ،‬فقال له ‪ :‬أنت عندك طاحونة ‪ ،‬فتو ّعده‬ ‫ب��أن يصنع له طاحونة ‪ ،‬كانت خنجراً ‪ ،‬وخلّدوه في إيران‬ ‫بضريح إلى يومنا هذا ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وختام��ا ً ‪ ،‬جاء النائب العام القطري ‪ ،‬إلى مصر داعيا إلى‬ ‫اس��تقاللية القضاء في عالمنا العربي ‪ ،‬وسُ��قط في يده لدى‬ ‫س��ؤاله عن الرئيس األعلى للقضاء ف��ي بلده ‪ ،‬ليقول ‪ :‬إنه‬ ‫رئي��س الدولة ‪ ،‬تأس��يا ً بأمير المؤمنين عم��ر بن الخطاب‬ ‫رض��ي هللا عنه ‪ ،‬ف��ي تحقيق العدالة ‪ ،‬تمهي��داً وترويجا ً ‪،‬‬ ‫لوالي��ة الفقهاء ‪ ،‬ثقافة الخنوع ‪ ،‬فالخوف يجري في الدماء‬ ‫‪ ،‬وفوقها الدعاء ‪ ،‬بأن يرضى عنه إله الس��ماء ‪ ،‬ترس��يخا ً‬ ‫لل��والء ‪ ،‬ويمنحنا الصبر الجميل وحس��ن العزاء ‪ ،‬وعلى‬ ‫الدنيا العفاء‪.‬‬ ‫بنغازي في ‪2012 /3 /30‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫‪19‬‬

‫الغراب والثعلب‬ ‫حممد حممد مستجاب‬

‫في حياة كل منا غراب‪ ،‬اختطف قطعة جبن فاخر‪ ،‬وطار‬ ‫بها بعيداً ليحط على فرع الش��جرة العالية‪ ،‬فإذا اس��تطعت‬ ‫التعرف – يا صديقي – على غرابك أو س��ارقك الخاص‪،‬‬ ‫فالبد أنه قد طار بحبيبتك‪ ،‬وربما زوجتك التي زهقت منك‪،‬‬ ‫أو بدرج��ة مأمولة في وظيفت��ك‪ ،‬أو كل الوظائف المتاحة‪،‬‬ ‫أو بجائزة كنت تستحقها أو وسام كان منقوش عليه اسمك‪،‬‬ ‫والبد أن الغراب كان أسرع منك في اقتناص قطعة أرض‬ ‫أو شقة أو شالية على شاطئ الساحل الشمالي أو كوخ على‬ ‫الس��احل الجنوب��ي‪ ،‬وبالتأكيد أنه قد ط��ار وحلق وأخذ كل‬ ‫ش��ئ‪ ،‬وتركك تق��ف على األرض تص��رخ وتبكي وتمزق‬ ‫مالبسك وتلعن الزمان وأيامك الغابرة وحظك النحس‪.‬‬ ‫واآلن‪ ..‬علي��ك أن تتوق��ف ع��ن الح��زن الش��ديد والبكاء‬ ‫المري��ر والنواح المتوالي لمش��هد هذا الغراب المؤثر وهو‬ ‫ينق��ر قطع��ة الجبن الفاخ��رة اللذيذة‪ ،‬وأن تتحول بس��رعة‬ ‫إلى ثعلب‪ ،‬نعم ثعلب ماك��ر بمخالب وأنياب وعيون تبرق‬ ‫بالش��رر‪ ،‬يتس��لل‪ ،‬أو‪ :‬تتس��لل في خفة بحثا ً عن سارقك أو‬ ‫غراب��ك ايهم��ا أدق‪ ،‬وأن تتذرع بالصب��ر والحيلة والمكر‬ ‫والدهاء والمراوغة‪ ،‬وتبدأ في ارتداء مالبس مناس��بة تليق‬ ‫بك‪ ،‬فأن لم تجدها يمكن أن تس��تلفها كالعادة‪ ،‬ثم تحلق ذقنك‬ ‫وتمشط شعرك وتضع عليه كريم المع رخيص‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫ترس��م على شفتيك ابتسامة جميلة عذبة‪ ،‬ثم تبدأ في حوار‬ ‫مهذب وأنت أس��فل الشجرة أو الشقة أو الوسام أو الوظيفة‬ ‫أو الش��الية أو الك��وخ‪ ،‬لتم��دح غرابك اآلثم‪ ،‬تمدح ريش��ه‬ ‫األسود ومنقاره المعوج ومشيته العرجاء ونعيقه الممزوج‬ ‫بالش��ؤم‪ ،‬والبد أن الغراب – أي غراب – سوف يستهويه‬

‫ما تراه فيه – أيها الثعلب – من صفات‪ ،‬فينتشي باإلعجاب‬ ‫ويمتأل بالس��عادة ويح��رك جناحيه بق��وة‪ ،‬ويتقافز فخوراً‪،‬‬ ‫لتسقط قطعة الجبن الفاخر فور بدئه الشدو والغناء والنعيق‬ ‫والطرب‪ ،‬تسقط قطعة الجبن عليك‪ ،‬هدفك وأملك وحبيبتك‬ ‫وأحالم��ك ورغبتك‪ ،‬وهو الوقت المالئم كي تقتنص قطعة‬ ‫الجب��ن ( دعك من كونها قد تلوث��ت بالتراب )‪ ،‬وعليك أن‬ ‫تفر بها وبس��رعة‪ ،‬حت��ى ال تفاجأ بأن الغ��راب كان أذكي‬ ‫منك‪ ،‬وأبلغ السلطات عن متابعتك له ومضايقتك وإزعاجك‬ ‫الدائ��م‪ ،‬فتجد يدا ثقيلة تخبط على قفاك أو كتفك‪ ،‬أو ش��لوط‬ ‫عل��ى مؤخرتك‪ ،‬أن��ت‪ :‬أيها الثعلب‪ ،‬مته��م بإقالق الناس‪،‬‬ ‫والتس��كع أمام بيوت المواطنين‪ ،‬والجلوس على النواصي‬ ‫تنظ��ر في المارين بنظرات مريبة‪ ،‬مما يعرضك لالش��تباه‬ ‫في تصرفاتك‪ ،‬ووقوعك في قبضة القانون‪ ،‬حيث ال يفيدك‬ ‫وال ينقذك ما يصدر منك – أيها الثعلب الماكر‪ ،‬من حجج‪،‬‬ ‫أو أقوال‪ ،‬أو رائحة كريهة أيضا‪.‬‬ ‫وك��ي تتجنب كل ذل��ك‪ ،‬تعود بقطعة جب��ن كبيرة وجديدة‬ ‫وفاخ��رة ولذيذة‪ ،‬وتقدمها للغراب‪ ،‬ث��م تنحني وتقبل قدميه‬ ‫ثم تبدأ في التفاخر بعيونه الرمادية وريش��ه األسود الجميل‬ ‫ونعيق��ه ال��ذي أصبح هديل يمام��ة‪ ،‬وأعمال��ه الخارقة في‬ ‫الطي��ران والتحليق‪ ،‬وبع��د كل ذلك تتقدم على مهل وتقف‬ ‫على باب مكتبه أو أس��فل عمارته أياماً‪ ،‬منتظراً أن يسمح‬ ‫لك بالدخ��ول‪ ،‬وعنما يحّن الغراب عليك ويتذكرك ويتذكر‬ ‫محنتك ومعاناتك ودعائك وابتهاالتك للسماء‪ ،‬فسوف يفتح‬ ‫ل��ك الباب‪ ،‬لتقف أمامه منحن��ي ذليل وتعتذر عما بدر منك‬ ‫م��ن كالم أو أفعال أو تصرفات حمقاء طائش��ة‪ ،‬وس��وف‬

‫يتأمل��ك كثي��راً وأنت تق��ف أمامه‪ ،‬ث��م يبتس��م أو يضحك‬ ‫ويح��رك ي��ده ويخرج من جيبه كارت منقوش عليه أس��مه‬ ‫وبالطبع مكتوب أس��فل االس��م‪ :‬مناصبه ومواقعه المؤثرة‬ ‫بصفته عضواً مؤث��را في الكثير من الجمعيات واألحزاب‬ ‫والنوادي والجمعي��ات التي ال تحصي‪ ،‬ثم يطل في وجهك‬ ‫م��رة أخري وأخيرة ويبتس��م ويوقع على ال��كارت توقيعه‬ ‫المبه��ر الغي��ر مفهوم‪ ،‬ويصبح هذا ال��كارت‪ ،‬طوق النجاة‬ ‫والتوصي��ة المؤثرة لش��خص هام‪ ،‬كي تنقذ نفس��ك – أيها‬ ‫الثعلب الماكر المزعج مما وقعت فيه‪.‬‬

‫ال للبوح بعشق الوطن‬ ‫مصطفى الطرابلسي‬

‫الوط��ن هذا الش��ارد م��ن أقبية اللغ��ة النافر م��ن حواجز‬ ‫الوصف العصي على اإلمساك والقنص ‪.‬‬ ‫كم كان مضحكا إصبع معلم الجغرافيا حين أراد أن يلفت‬ ‫أعينن��ا لمكان الوطن على الخارطة وهو يجهل أن الوطن‬ ‫أكبر من أن تحتويه الخرائط والمناهج وأس��وار المدارس‬ ‫‪،‬معل��م النص��وص ه��و اآلخر ب��دا هزيال حي��ن تال على‬ ‫مس��امعنا قصيدة قديمة تتغزل في الوط��ن واصفة رجاله‬ ‫باألس��ود وكيف حزت س��يوفهم الباترة رق��اب األعداء‪،‬‬ ‫وكان األج��در به أن يله��ب خيالنا الط��ازج بالحديث عن‬ ‫مساء صحراءه واستدارة قمره وفسحة شواطئه ومراعيه‬ ‫دون الحاج��ة إلى األس��ود والس��يوف ‪ ,‬مت��ى كان العنف‬ ‫والقتل دليال على الحب !‬ ‫معلم الوعي السياس��ي كم كانت عيناه ترشح بالكذب حين‬ ‫ش��رح لن��ا "الوثيقة الخضراء لحقوق اإلنس��ان وس��لطة‬ ‫الش��عب "ونظرة واحدة للش��ارع المحاذي للمدرسة كفيلة‬ ‫بفضح��ه حيث الدباب��ات ترتصف الش��وارع والطائرات‬ ‫تتوسد الس��ماء ألن أحد عشر شابا مدوا أبصارهم صوب‬

‫لقد جهلوا أن حب الوطن اليدرس ألنه يولد فينا ومعنا‬ ‫الش��مس والحرية فكان جزاؤهم المطاردة والقتل متلحفين‬ ‫وحين نتجاهله يتجاهلنا ونفقد إحساسنا بالحياة ونندثر ‪.‬‬ ‫بالكهوف والمغارات واألشجار ‪.‬‬ ‫م��ا أقبحنا حين نتكل��م عن تضحياتنا من أجل��ه! وما أنكر‬ ‫األصوات التي تلهج بالخطابات المس��جوعة في عش��قه‪،‬‬ ‫إن أكث��ر م��ن ذبحوا الوط��ن أولئك الذين أدموا مس��امعنا‬ ‫ومألواالدني��ا صراخا زاعقا بحبهم على المأل وفي الحقيقة‬ ‫حبهم للوطن لم يتجاوز حناجرهم ومحط نعالهم ‪.‬‬ ‫إن الغربة عذاب عبقري ألنها تصيب اإلنسان في مكمنه‬ ‫وهل هناك أقسى من أن يجتث اإلنسان من وطنه !‬ ‫الداعي بأن يكون عشق الوطن "مارثونا" وحلبة لأل لفاظ‬ ‫وال ج��دوى م��ن التنابز والطعن في أحقية كل منا بعش��قه‬ ‫‪.‬حي��ن نتيقن نح��ن الليبيين أن ليبيا مالذن��ا األول واألخير‬ ‫وبيتنا الواس��ع وفراشنا الوثير ما من حضن إال هي وكل‬ ‫بوح بعش��قها هدر وغثاء دون أن يتجسد هذا العشق واقعا‬ ‫وعمال الزيغ فيه والمنة وال رياء "بالس��ر إن باحوا تباح‬ ‫دماؤهم‪:‬وكذا دماء العاشقين تباح" "السهر وردي"‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫احلراك السياسي ومعامل النظام املغاربي اجلديد‬ ‫سعيد هادف‬ ‫ف��ي الندوة المغاربية التي انعق��دت بمدينة وجدة المغربية‪،‬‬ ‫يومي األربعاء و الخميس‪ 18‬و ‪ 19‬أبريل ‪ ،2012‬تطارح‬ ‫الباحث��ون جملة من القراءات الت��ي أجمعت على خطورة‬ ‫الوض��ع ال��ذي تعيش��ه المنطق��ة المغاربي��ة‪ ،‬لي��س جراء‬ ‫التح��والت المنزلقة في اتجاه ب��روز الحركات االنفصالية‬ ‫وتنامي العن��ف واإلرهاب واالحتقان السياس��ي والتردي‬ ‫االقتصادي‪ ،‬بل جراء اس��تقواء جيوب الفس��اد واالستبداد‬ ‫المتمترس��ة ض��د أي تغيي��ر يصب في مصلحة الش��عوب‬ ‫و بس��بب هشاش��ة المجتم��ع المدن��ي وقص��ور األحزاب‬ ‫الديمقراطية‪ .‬الندوة العلمية التي نظمها مركز الدراس��ات‬ ‫والبح��وث اإلنس��انية واالجتماعية بوجدة‪ ،‬أطرها خمس��ة‬ ‫عش��ر باحث��ا في موض��وع‪" :‬الح��راك السياس��ي ومعالم‬ ‫النظ��ام المغاربي الجديد"‪ .‬كما عرفت أش��غال هذه الندوة‬ ‫مائدة مس��تديرة حول مفاهيم البن��اء الديموقراطي والهوية‬ ‫والتحدي األمني ووصول االسالميين لسدة الحكم‬ ‫البدي��ل ع��ن الديمقراطي��ة‪ ،‬وال ديمقراطية ب��دون حقوق‬ ‫اإلنسان‬ ‫إن الوضعية المأزومة لالتحاد المغاربي ليست سوى نتاج‬ ‫غي��اب أرضية ديمقراطية صلبة؛ و غياب إرادة سياس��ية‬ ‫حقيقي��ة تترج��م إرادة الش��عوب المغاربي��ة وتوقه��ا نحو‬ ‫التع��اون واالندماج؛ على طريق بن��اء تكتل إقليمي عربي‬ ‫ف��ي منطقة اس��تراتيجية هامة؛ ه��ذا ما أكد علي��ه الباحث‬ ‫واألستاذ الجامعي إدريس لكريني (أستاذ العالقات الدولية‬ ‫ومدير مجموعة الدراس��ات الدولية حول إدارة األزمات)‪،‬‬ ‫في مداخلته "المدخل الديمقراطي لبناء االتحاد المغاربي"‪،‬‬ ‫واعتبر أن تكلفة االس��تبداد في المنطقة المغاربية باهظة؛‬ ‫على المس��تويين‪ :‬الداخل��ي عبر قمع الحري��ات والحقوق‬ ‫وص ّد أي تغيير سياس��ي بنّ��اء وإهدار الطاق��ات وتعطيل‬ ‫مس��ار التنمي��ة‪ ..‬أو الخارجي المتمثل ف��ي تدهور النظام‬ ‫اإلقليمي العربي وتنامي التهديدات الخارجية والصراعات‬ ‫ف��ي عدد م��ن البلدان العربي��ة وتأ ّزم المنظم��ات اإلقليمية‬ ‫العربية‪ .‬وفي عرضه المس��تفيض‪ ،‬خل��ص إلى القول انه‬ ‫المن��اص من إعمال إصالحات سياس��ية ديمقراطية مبنية‬ ‫عل��ى الح��وار والحرية وحق��وق اإلنس��ان واالنفتاح على‬ ‫المجتمع‪..‬؛ وفي نفس السياق كانت مداخلة األستاذ التونسي‬ ‫عفيف البوني في موضوع‪" :‬الديمقراطية وحقوق اإلنسان‬ ‫ش��رط االندم��اج المغارب��ي"‪ ،‬معتب��را أن ش��روط نجاح‬ ‫االتح��اد المغاربي تكمن في انته��اج الديمقراطية واحترام‬ ‫حقوق اإلنس��ان‪ .‬وهو ماذهب إليه األستاذ أنس المشيشي‪،‬‬ ‫ف��ي مداخلته‪" :‬الديمقراطية واإلص�لاح في دول المغرب‬ ‫العربي"‪ ،‬حيث يرى أن الديمقراطية في البلدان المغاربية‪،‬‬ ‫مشروع حتمي سواء عبر الثورات أو عبر اإلصالح‪ ،‬وأن‬ ‫االتح��اد المغاربي لن يتحقق إال بس��يادة الديمقراطية على‬ ‫كافة البلدان المغاربية‪.‬‬ ‫في مداخلتها‪" :‬آفاق اإلصالحات السياس��ية بعد الحراك"‪،‬‬ ‫اس��تهلت الباحثة س��مية حامدي حديثها بطرح اإلشكاالت‬ ‫التالية‪ :‬ه��ل اإلصالحات التي تمت مباش��رتها في البلدان‬ ‫المغاربية تمهد فعال للتحول الديمقراطي؟ وهل تؤدي هذه‬ ‫التح��والت إلى إحياء مش��روع االتح��اد؟ ولمقاربة هذين‬ ‫اإلش��كالين‪ ،‬تناول��ت وضعية كل بلد عل��ى حدة‪ ،‬ومظاهر‬ ‫التحول التي انخرط فيها طوعا أو كرها‪ ،‬غير أن اإلشكال‪،‬‬

‫في رأي الباحثة‪ ،‬هو مآل هذه اإلصالحات تفعيال وتنزيال‪.‬‬ ‫لكن ثمة سياق عالمي ال يجب إغفاله‪ ،‬وهذا ما ما انتبه إليه‬ ‫الباحث مصطفى البوعزاتي (طالب بس��لك الماستر)‪ ،‬في‬ ‫مداخلته‪" :‬الحراك المغارب��ي‪ :‬قراءة في الفهم والتحديد"‪،‬‬ ‫وقد قدم قراءة حول السياق العام للحراك المغاربي وأسبابه‬ ‫المباشرة ومساره ونتائجه؛ فعلى المستوى العالمي تطرق‬ ‫إلى األزمة المالية ودكتاتورية األسواق وهيمنة المال على‬ ‫عالم السياس��ة واالقتصاد‪ ،‬وبالموازاة الحراك االحتجاجي‬ ‫ف��ي اليونان وبع��ض البلدان الغربية‪ ،‬أما الس��ياق الوطني‬ ‫بكل تجليات��ه السياس��ية والثقافية واالفتصادية‪ ،‬فقد اتس��م‬ ‫بطغيان النزعة الفردانية والفس��اد واقتصاد الريع وغياب‬ ‫الش��فافية واإلفالت من العقاب؛ كما أش��ار إلى تس��ريبات‬

‫السياسي بمفهومه العميق‪ ،‬ومادام هناك نقاش حقوقي فالبد‬ ‫أن تكون حقوق المرأة جزء من كينونة هذا النقاش بوصف‬ ‫المرأة عنصرا أساس��ا من مكون��ات المجتمع المدني‪ ،‬في‬ ‫ه��ذا الس��ياق‪ ،‬كانت مداخل��ة األس��تاذة نعيم��ة البالي في‬ ‫موضوع‪" :‬تأثير الحراك السياس��ي على الحقوق السياسية‬ ‫للم��رأة واالجتماعي��ة والثقافية للم��رأة‪ ،" ،‬فقدمت عرضا‬ ‫ح��ول حقوق المرأة ف��ي مرآة القانون األمم��ي والوطني‪،‬‬ ‫كما تحدثت عن المرور من القانون الش��كلي إلى الواقعي‪،‬‬ ‫وتنصيص��ه على الحقوق السياس��ية والمدنية وحول تغير‬ ‫الوضع ومآل��ه‪ ،‬لتخلص الباحثة إل��ى أن التمثيلية المتدنية‬ ‫تعك��س النظرة الدوني��ة التي تكرس��ها ثقاف��ة المجتمع ما‬ ‫يس��تلزم ضرورة التأطير الجي��د للمواطنين وتجديد الثقافة‬ ‫السياسية‪.‬‬

‫االندماج مطلب الشعوب وحتمية ديمقراطية‬

‫وكيليكس التي سبقت الحراك ودور الشباب في االستعمال‬ ‫الجي��د لتكنلوجي��ا االتصال ودورها في تعبئ��ة الرأي العام‬ ‫وتش��جيعه على االحتجاج‪ .‬فالح��راك‪ ،‬في منطوق مداخلة‬ ‫الباحث ومضمره��ا‪ ،‬عالمي بقدر ما هو محلي‪ ،‬فالمعركة‬ ‫الديمقراطي��ة مفتوحة على الم��كان والزمان‪ ،‬ومتجددة في‬ ‫خطابها وآلياته��ا‪ ،‬ويمكن القول أن خالصة المداخلة تؤكد‬ ‫أن المعركة تدور رحاها بين قيم تحاول االنتصار لإلنسان‬ ‫وأخرى تكيد بكل الوسائل من اجل استغالله‪.‬‬

‫قوة الديمقراطية من قوة المجتمع المدني وقوته‬ ‫من قوتها‬

‫ح��ول الديمقراطي��ة والمجتم��ع المدني‪ ،‬اس��تعاد الدكتور‬ ‫عثم��ان الزياني في عرض��ه‪" :‬دور المجتم��ع المدني في‬ ‫البن��اء المغاربي"‪ ،‬الوض��ع المغاربي غداة االحتالل‪ ،‬وقد‬ ‫رك��ز على الحراك المدني وبوادر تش��كل مجتمع مغاربي‬ ‫مدن��ي‪ ،‬غير أن��ه تعرض لإلجه��اض بعد االس��تقالل في‬ ‫ظ��ل الدولة الوطني��ة‪ ،‬كما تحدث عن المعيقات السياس��ية‬ ‫والقانوني��ة والبيروقراطية وأثر ذلك على قدرات المجتمع‬ ‫المدن��ي‪ ،‬كما تطرق إلى االنقس��ام الذي ظ��ل يطبع أنظمة‬ ‫لبل��دان المغاربي��ة؛ وخل��ص إلى الق��ول أن نج��اح البناء‬ ‫المغارب��ي ل��ن يك��ون إلى على أس��س ديمقراطي��ة‪ ،‬وهذا‬ ‫مش��روط بتشكل مجتمع مدني مغاربي قوي وفاعل‪ ،‬يتمتع‬ ‫باالستقاللية ومتشبع بالثقافة الحقوقية‪.‬‬ ‫المظاه��ر الحقوقي��ة والمدنية ليس��ت س��وى تج��ل للفعل‬

‫ثم��ة وش��ائج عضوي��ة وروابط جدلي��ة بي��ن الديمقراطية‬ ‫وحق��وق اإلنس��ان والمجتم��ع المدن��ي وروح االندم��اج‬ ‫اإلقليم��ي‪ ،‬مكونات وبنيات ومؤسس��ات وقوانين ينتظمها‬ ‫نس��ق واح��د‪ .‬فليس��ت ثمة س��بيل تفضي إل��ى االتحاد إال‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬فكيف تحققت االس��تقالالت الوطنية وفشلت‬ ‫ف��ي اتحاده��ا؟ يرط��ع الباحثان عفي��ف البون��ي وإدريس‬ ‫لكريني إلى البدايات من أجل اس��تنطاقها‪ ،‬فمشروع حركة‬ ‫التحرر المغاربية‪ ،‬لم يكن يفصل االس��تقالل عن االتحاد‪،‬‬ ‫فأين وقع الخلل وكيف ومن المسؤول؟ وهل يصلح الربيع‬ ‫المغاربي ما أفس��دته سياسات االس��تقالالت الوطنية؟ في‬ ‫هذا المنحى كانت مداخلة الباحث محمد بوبوش (باحث في‬ ‫العالقات الدولي��ة – جامعة محمد الخامس) في موضوع‪:‬‬ ‫"الربي��ع العرب��ي ومس��تقبل التكام��ل المغارب��ي"‪ ،‬حيث‬ ‫استهل مداخلته بمحور حول "االتحاد المغاربي وتحديات‬ ‫الربي��ع العرب��ي"‪ ،‬تطرق‪ ،‬م��ن خالله‪ ،‬إل��ى المخاضات‬ ‫الت��ي عرفته��ا المنطق��ة المغاربي��ة أثن��اء الثمانينيات من‬ ‫القرن العش��رين وما أس��فرت عنه من تحوالت‪ ،‬ومن هذا‬ ‫المدخ��ل تح��دث عن ث��ورات الربي��ع العرب��ي وما ترتب‬ ‫عنه من س��قوط النظامين (التونس��ي والليبي) ومس��ارعة‬ ‫باق��ي األنظم��ة إل��ى اإلصالحات‪.‬وحول مح��ور "مالمح‬ ‫النظام اإلقليمي المغارب��ي الجديد"‪ ،‬عرض الباحث جملة‬ ‫الخصائ��ص العامة للتح��والت المغاربية التي بدأت تس��م‬ ‫المش��هد المغاربي بمالم��ح جديدة‪( :‬الريادة التونس��ية في‬ ‫قدرتها على تج��اوز الثنائيات‪ ،‬البراغماتية التي جنح إليها‬ ‫النظام��ان المغربي والجزائري من أج��ل تجاوز الجمود‪،‬‬ ‫انخ��راط المجتمع المدني في النقاش السياس��ي‪ ،‬التحوالت‬ ‫التي مس��ت اإلس�لام السياس��ي)‪ .‬أما المح��ور الثالث فقد‬ ‫أفرده لـ"محفزات تفعي��ل التكامل االقتصادي المغاربي"‪،‬‬ ‫وق��د أجملها في توفر المنطقة عل��ى مخزون من الثروات‬ ‫وعوام��ل بن��اء التكامل االقتصادي‪ ،‬فضال عن المش��ترك‬ ‫الثقاف��ي والحض��اري‪ .‬و قد خلص إلى الق��ول‪ ،‬أن تحقيق‬ ‫المس��يرة التكاملي��ة يتوق��ف على م��دى تواف��ر المقومات‬ ‫السياس��ية ومدى فاعلية المؤسس��ات التكاملية‪ ،‬وخلص أن‬ ‫الظ��روف الحالي��ة المفعمة بالديمقراطية والحرية تش��جع‬ ‫على تحقيق االتح��اد خاصة إذا صدقت نوايا الحكام‪ ،‬غير‬ ‫أن "محف��زات بوبوش"‪ ،‬ليس��ت كافية لبن��اء االتحاد‪ ،‬هذا‬ ‫ما ورد في مداخلة‪" :‬إش��كالية االندماج المغاربي" (أعدها‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫األس��تاذان لؤي عب��د الفتاح ويوس��ف اليحي��اوي‪ ،‬أطرها‬ ‫األستاذ يوسف اليحياوي)‪ ،‬حيث يرى الباحث أنه رغم هذا‬ ‫االنس��جام فإن البلدان المغاربية ظلت عاجزة عن االندماج‬ ‫في ما بينها‪ ،‬وتجلى هذا القصور بشكل صارخ في ضعف‬ ‫االعتماد المتبادل‪ ،‬وهو ضعف‪ ،‬في رأيه‪ ،‬يرجع إلى غياب‬ ‫النظ��م والبنيات القانوني��ة الكفيلة بتحقي��ق وتنظيم وضبط‬ ‫التكام��ل بمختل��ف مجاالت��ه‪ .‬واعتب��ر الديمقراطية عامال‬ ‫أساس��ا في بن��اء الصي��رورة االندماجية‪ .‬وح��ول تعاطي‬ ‫البلدان المغاربية مع الخي��ار الديمقراطي تناول محطتين‪،‬‬ ‫اعتبرهما أساس��يتين في مس��ار الديمقراطي لهذه البلدان‪،‬‬ ‫وهما انهيار المنظومة الشيوعية ثم ثورات الربيع العربي‪.‬‬ ‫المداخل��ة التي جاءت ف��ي موض��وع‪" :‬دور تماثل العقائد‬ ‫السياس��ية في عملية االندماج" (من إع��داد الباحثين حميد‬ ‫بلغيت ولطفي عالي – س��لك الماس��تر)‪ ،‬كشفت أن العقائد‬ ‫المتحكمة في السلوك الخارجي للبلدان المغاربية تتمثل في‬ ‫مجمله��ا في (عقي��دة االحتواء‪ ،‬عقي��دة االرتهان للماضي‪،‬‬ ‫عقي��دة الت�لازم بين أمن النظ��ام والفوض��ى اإلقليمية‪.)...‬‬ ‫وقد اعتمد الباحثان في قراءتهما معيارين كأس��اس للتحليل‬ ‫(معيار ش��كلي وآخر سلوكي)‪ ،‬األول يتمثل في االتفاقيات‬ ‫والمعاه��دات‪ ،‬وهي ف��ي الغالب ال يُحت��رم تفعيلها والثاني‬ ‫س��لوكي يقف عل��ى الط��رف النقيض م��ن األول؛ وحول‬ ‫الطبيعة السياسية لهذه العقائد‪ ،‬يتساءل الباحثان‪ :‬هل نشأت‬ ‫عن طبيعة التفاعالت العالمية؟ أم أنها ناجمة عن سلوك هذه‬ ‫البلدان إزاء محيطه��ا المغاربي؟ وكيف تتحكم هذه العقائد‬ ‫الموروث��ة في تأزيم العالقات البينية؟ وكيف يمكن للحراك‬ ‫السياسي أن يؤسس لعقائد بديلة ذات نزعة اندماجية؟‬ ‫ويخلص��ان إلى القول‪ ،‬أنه رغم كل ما يؤش��ر على إمكانية‬ ‫التماثل العقائدي للس��لوك السياس��ي المغارب��ي‪ ،‬فإن واقع‬ ‫الح��ال السياس��ي يبدو اس��تاتيكيا أكث��ر من��ه ديناميا‪ ،‬وأن‬ ‫العالق��ات البينية لن تخضع إال لمراجعة س��طحية دون أن‬ ‫تمس بجوهر االتجاهات والمواقف والسمات والخصائص‪.‬‬

‫اإلسالم كانتماء ثقافي للشعوب المغاربية‪ :‬عامل‬ ‫قوتها واتحادها‪،‬‬

‫‪21‬‬

‫واإلس�لام في تمثله المغارب��ي وتجلياته الجغرافية والتيار‬ ‫الس��لفي كظاهرة جدي��دة‪ ،‬ثم كفرضية للنق��اش تحدث عن‬ ‫بروز التيار الس��لفي مع انتش��ار العنف السياس��ي ( تونس‬ ‫‪ – 2002‬المغرب ‪.)2003‬‬ ‫وق��د صنف التيارات الس��لفية إلى تقليدي��ة وهي المعروفة‬ ‫بالس��لفية العلمي��ة‪ ،‬والجهادية ذات التوجه الس��لفي األكثر‬ ‫بروزا في المنطقة وثالثا‪ ،‬السياسية ذات التوجه الذي يؤمن‬ ‫بالمش��اركة السياس��ية وقد ظهر في الجزائر مع مش��روع التكنلوجيا في خدمة المعلومة والشفافية‬ ‫جبهة اإلنق��اذ كتيار يتبنى الفكر الوهاب��ي ويؤمن بالتفاعل مداخل��ة الدكت��ور محمد اإلمام ماء العيني��ن (جامعة محمد‬ ‫السياسي‪.‬‬ ‫األول بوج��دة) ف��ي موض��وع‪" :‬التعاط��ي اإلعالم��ي مع‬ ‫أما عن معالم التوجهات المس��تقبلية للقضايا ذات االرتباط الحراك وآفاق المش��هد بدول المغرب العربي"‪ ،‬تمحورت‬ ‫بالتيار الس��لفي‪ ،‬فيرى انها مرتبط��ة بطبيعة التحوالت في ح��ول ال��دور الفعال لإلع�لام البدي��ل في نج��اح الحراك‬ ‫المنطقة المغاربية ومحيطها الجنوبي‪.‬‬ ‫الشعبي‪ ،‬من خالل االستغالل الجيد لتكنلوجيا التواصل في‬ ‫م��ن زاوية أخ��رى‪ ،‬كان��ت مداخل��ة الباح��ث الموريتاني نق��ل األحداث وتعبئة الرأي الع��ام المحلي والعالمي وربط‬ ‫سيدي اعمر بن ش��يخنا في موضوع‪" :‬أزواد امتداد ثقافي االتصاالت بين مختلف الفاعلين‪.‬‬ ‫واجتماع��ي للمغ��رب العربي"‪ .‬تحدث الباح��ث عن ثالثة في مقاربته لمشهد الحراك المغاربي‪ ،‬أفرد الباحث فقرتين‬ ‫مظاهر تؤك��د االمتداد الثقافي واالجتماع��ي المغاربي في خاصتين بتونس وليبيا بوصفهما البلدين اللذين عرفا مشهدا‬ ‫منطقة أزواد‪ ،‬والمتمثلة في (التركيبة الس��كانية األمازيغية إعالميا مطبوعا بالكثافة واإلثارة والتنوع س��واء بالنس��بة‬ ‫العربية) و (ارتباط حواضر أزواد مثل "تمبكتو" و"غاو" لإلع�لام الداعم للحراك أو لإلعالم الرس��مي‪ ،‬بينما أجمل‬ ‫بالحواضر المغاربية مثل "فاس" و"تلمسان" وغدامس") باق��ي البل��دان في فق��رة واحدة‪ .‬بعد ذلك أعط��ى فكرة عن‬ ‫مالمح المش��هد اإلعالمي بعد الحراك‪ ،‬سواء على مستوى‬ ‫األداء أو التضيي��ق أو اإلصالح��ات الت��ي مس��ت قان��ون‬ ‫الصحاف��ة‪ .‬وتناول البحث كيف اس��تطاع ش��باب الحراك‬ ‫استثمار التكنلوجيا في معركته اإلعالمية بكفاءة أبطلت كل‬ ‫مناورات اإلعالم الرس��مي‪ .‬ويجدر في هذا المقام أن نشير‬ ‫أن الثورة التي عرفتها تكنلوجيا االتصال‪ ،‬س��حبت البساط‬ ‫م��ن تحت أق��دام المحتكرين للمعلومة‪ ،‬ووف��رت إمكانيات‬ ‫أكثر فاعلية للمبادرات الفردية وحررت الش��باب من طوق‬ ‫التلقي الس��لبي إلى التلقي التفاعلي‪ ،‬فكانت هذه التكنلوجيا‪،‬‬ ‫فعال‪ ،‬في خدمة اإلعالم الجماهري‪.‬‬

‫وكأديولوجيا‪ :‬أداة لتكبيلها والهيمنة عليها‬ ‫ف��ي مداخلته‪" :‬البع��د الديني وأث��ره على مس��يرة االتحاد‬ ‫المغاربي"‪ ،‬انطلق الدكتورعمران محمد عبدالنبي (جامعة‬ ‫الزاوية بيلبيا)‪ ،‬من البحث في مسألة الدين والدولة واإلثنية و(وحدة المرجعي��ة الثقافية الصوفي��ة)‪ .‬تطرق إلى جذور‬ ‫كمجال يكتنفه الكثير م��ن الصعوبة والجدل‪ ،‬وقدم الباحث المطالب��ة بلس��تقالل أزواد‪ ،‬م��ن خالل وثيق��ة مؤرخة في‬ ‫قراءة متأنية خرج من خاللها إلى جملة من المالحظات من ‪ 30‬أكتوب��ر ‪ ،1957‬بعثها أعي��ان أزواد عبر نائب اإلقليم‬ ‫ضمنه��ا أن ثالوث (الدعوة‪ ،‬القبيل��ة والدولة) يمثل القانون بالبرلم��ان الفرنس��ي حبي��ب مصطفى وافي إل��ى الجنرال‬ ‫المضمر والسبب الخفي والعقل الباطن الذي حرك التاريخ ديغ��ول الذي رد عليه��م عبر قاضي تمبكتو محمد الش��يخ‬ ‫ووجه مس��اره ورس��م غاياته وجعل منه مسرحا تتصارع ف��ي رس��الة بتاريخ ‪ 18‬ديس��مبر م��ن نفس الس��نة‪ ،‬معبرا‬ ‫فيه قوى يطبعها التضاد والتحالف‪ ،‬وهذا ما جعل المس��ألة ع��ن اهتمامه وتقديره لمطلبهم‪ ،‬وح��ول العالقة المغاربية‬ ‫السياس��ية دائما جوهرية في اإلس�لام‪ ،‬وتبعا لذلك تشكلت بمحيطها الجنوبي‪ ،‬يقول الباحث‪ ،‬اتصفت بالالمباالة كون‬ ‫مالمح الوضع في ليبيا‪ ،‬التي اعتبرها أرضا بكرا للدراسة المحيط المغاربي نفس��ه ظل يعيش حالة من التشرذم‪ ،‬وما‬ ‫والبح��ث‪ .‬كما تح��دث عن العامل الدين��ي كموجه وضابط الراهن الذي تعيشه البلدان المغاربية ومحيطها ليس سوى‬ ‫للسياس��ة المغاربي��ة‪ ،‬باعتبار أن مختل��ف األنطمة وظفت تج��ل للماضي‪ ،‬وهو راهن أمام��ه تحديات عديدة جراء ما‬ ‫الدي��ن كأديولوجي��ا‪ ،‬وانعك��س ذلك على صعوب��ة التحول تتع��رض له منطقة أزواد من قب��ل (الجماعات اإلرهابية‪،‬‬ ‫م��ن منظومة إلى أخرى‪ ،‬ف��كان الثمن مكلف��ا وباهظا‪ .‬في وتج��ارة الممنوع��ات كالمخ��درات والس�لاح‪ ،‬والهج��رة‬ ‫نف��س الس��ياق السوس��يوتاريخي‪ ،‬كان��ت مداخل��ة الباحث الس��رية فضال عن األطماع الخارجي��ة)‪ ،‬وتطرق الباحث‬ ‫محم��د الكنفودي ف��ي موضوع‪ " :‬تحوالت التيار الس��لفي إل��ى تداعيات هذه األزمة على المنطقة المغاربية مما يؤكد‬ ‫بالمغرب العربي في ضوء الحراك السياس��ي خالل س��نة ضرورة االنخراط في اإلصالحات الدس��تورية والسياسية‬ ‫‪ ،."2011‬حيث تطرق إلى التفاعل السياسي للتيار السلفي المؤسسة للممارسة الديمقراطية بوصفها الحل الوحيد لبناء‬ ‫و التفاع��ل األمني وتح��والت تنظيم القاع��دة في المغرب منطق��ة مغاربية آمنة‪ ،‬وبالتالي المس��اهمة في بس��ط األمن‬ ‫اإلس�لامي وطبيع��ة االحتجاجات الس��لفية والعالقة البينية ب��أزواد عبر بدائل حقوقية وديمقراطية وتنموية‪ ،‬بعيدا عن‬ ‫بين السلفية واألحزاب اإلسالمية ثم مؤشرات التحول؛ بعد المقاربات األمنية الصرفة التي برهنت على إفالسها‪.‬‬ ‫ذل��ك انتقل إل��ى مقاربة المحور الثاني‪،‬ح��ول تحديد بعض ويتضح م��ن خالل هذه المداخالت‪ ،‬كيف ان اإلس�لام في‬ ‫معالم التوجهات المس��تقبلية للقضاي��ا ذات االرتباط بالتيار بعده الش��عبي وعمق��ه المدني‪ ،‬ظل يش��كل المناعة الثقافية‬ ‫الس��لفي ومنها التفاعل الديني السياس��ي مع الفكر السلفي‪ ،‬بتجلياتها السوس��يولوجية واألنتربولوجية للجسم المغاربي‬

‫وعمقه اإلفريقي‪ ،‬وبالموازاة‪ ،‬كيف تم اس��تغالل اإلس�لام‪،‬‬ ‫أيديولوجيا‪ ،‬من قبل جهات معادية للشعوب (سواء تلك التي‬ ‫اس��تولت على الحكم وأقصت الديمقراطية من ممارستها)‬ ‫أو التي ظلت تس��عى إل��ى الحكم بالتحري��ض على العنف‬ ‫واإلرهاب ومع��اداة الديمقراطية‪ ،‬وبث مش��اعر الكراهية‬ ‫واالنغالق واالس��تغراق في الغيبي��ات ومحاصرة المجتمع‬ ‫بسياج من الممنوعات‪.‬‬

‫هل األزمات األمنية استراتيجية ضد االندماج؟‬

‫األس��تاذ خالد القضاوي اس��تهل مداخلته‪" :‬األبعاد األمنية‬ ‫في االندماجات اإلقليمية"‪ ،‬بمدخل مفاهيمي ونطري حول‬ ‫االندم��اج اإلقليمي انطالقا من نظري��ات مختلفة (النظرية‬ ‫االتحادية‪ ،‬والوظيفية الجدي��دة‪ ،‬والنظرية االتصالية)‪ ،‬بعد‬ ‫ذل��ك انتقل إلى األه��داف العامة للتكام�لات واالندماجات‬ ‫ومن بينها (الوحدة السياس��ية‪ ،‬الس��لم واألم��ن اإلقليميين‪،‬‬ ‫االزدهار االقتصادي والرفع من مستوى عيش المواطنين‪،‬‬ ‫مش��اريع تنموي��ة تكاملية ومس��تديمة‪ ،‬التعام��ل مع قضايا‬ ‫العولم��ة‪ ،)...‬لينتق��ل بعد ذلك إل��ى األبعاد االس��تراتيجية‬ ‫األمنية في البلدان المغاربية‪ ،‬على مس��توى الواقع المحلي‬ ‫والبيني وعلى مس��توى االتفاقيات والمعاهدات وفي ضوء‬ ‫تج��ارب أخ��رى‪ ،‬وخلص إل��ى أن بناء االتح��اد المغاربي‬ ‫مش��روط بصيرورة العمل التكاملي على أسس ديمقراطية‬ ‫بوصفها مدخال عريضا لكل مشروع تنموي أو اندماجي‪.‬‬ ‫في ض��وء مداخلة الباحث خالد القضاوي ومداخلة الباحث‬ ‫س��يدي اعمر بن شيخنا‪ ،‬نستنتج أن التدهور األمني اليمكن‬ ‫معالجته إال في إطار اندماجي‪ ،‬غير أن االندماج كما أكدت‬ ‫كل المداخالت اليمكنه أن يتحقق إال على أسس ديمقراطية‪،‬‬ ‫وعلي��ه ف��إن الديمقراطية تكون ثمرة نض��ال مجتمع مدني‬ ‫مغارب��ي قوي يع��رف كيف يحرر ثقافته م��ن األيديلوجيا‬ ‫ويس��تثمر ما تحمله من قيم إنس��انية كونية الفتكاك حقوقه‬ ‫الت��ي ترتهنها ش��بكات الفس��اد واالس��تبداد الت��ي ليس من‬ ‫مصلحتها االندماج‪ ،‬بل هناك ما يؤشر على افتعالها‪ ،‬بشكل‬ ‫محترف وبتحالف لوبيات عالمية‪ ،‬لألزمات األمنية بهدف‬ ‫تعطي��ل أي تقارب بين الش��عوب‪ ،‬كما لو أن لس��ان حالها‪،‬‬ ‫يقول للشعوب‪" :‬الخنوع مقابل األمن"‪.‬‬


‫‪22‬‬ ‫‪10‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫مهرجان للسينما‬ ‫العربية واملتوسطية‬ ‫بليبيا‬ ‫أق��رت وزارة الثقافة والمجتمع المدني في‬ ‫ليبي��ا إقام��ة مهرجان س��ينمائي يخصص‬ ‫للس��ينما العربي��ة والمتوس��طية ‪ ،‬ويق��دم‬ ‫المهرج��ان‪ ،‬الذي يعد األول من نوعه في‬ ‫البالد‪ ،‬ويجري التحضي��ر له حاليا أفالما‬ ‫متوسطة وقصيرة تتناول الربيع العربي‪.‬‬ ‫وق��ال الناق��د الس��ينمائي الليب��ي رمضان‬ ‫سليم‪ ،‬الذي سمي رئيسا للمهرجان المقبل‪،‬‬ ‫إن “المهرجان سيقام في األسبوع األخير‬ ‫من يونيو ف��ي طرابلس‪ ،‬وإن البحث جار‬ ‫ع��ن مق��ر يحتضن ه��ذا المهرجان األول‬ ‫الذي يحتفي بالسينما في ليبيا على مستوى‬ ‫عربي ومتوسطي”‪.‬‬ ‫وأضاف سليم‪ ،‬الذي يتابع منذ فترة طويلة‬ ‫كافة أنشطة الس��ينما في العالم العربي أن‬ ‫مسابقات المهرجان في دورته األولى هذا‬ ‫العام‪ ،‬س��تقتصر على األعم��ال الوثائقية‬ ‫والقصيرة‪ ،‬لكن المهرجان سيسعى ليطور‬ ‫نفس��ه في الس��نوات المقبلة ليشمل األفالم‬ ‫الطويلة‪.‬‬ ‫وتعمل لجنة تحضيرية يقودها س��ليم على‬ ‫اختي��ار األعمال الس��ينمائية وترش��يحها‪.‬‬ ‫وستركز األعمال المشاركة على أفالم ما‬ ‫يع��رف بالربيع العرب��ي‪ .‬ويمنح الفائزون‬ ‫في مس��ابقتي األف�لام الوثائقية والقصيرة‬ ‫ثالث جوائز باإلضاف��ة إلى جائزة أفضل‬ ‫إس��هام فني‪ .‬كما سيتم تقديم جوائز أخرى‬ ‫غير رسمية تقدمها نواد وجمعيات‪.‬‬ ‫وتحمل الجائزة األولى اس��م “الس��يلفيوم‬ ‫الذهب��ي” ‪-‬نب��ات ينم��و في ليبي��ا منذ أيام‬ ‫اإلغري��ق‪ -‬كم��ا ستس��لم جائ��زة فضي��ة‪،‬‬ ‫وأخ��رى ثالث��ة للفائزين في المس��ابقتين‪.‬‬ ‫وس��يتم ع��رض أف�لام بالتقني��ة الرقمي��ة‬ ‫وأخ��رى ف��ي أق��راص (دي ف��ي دي)‬ ‫باإلضافة إلى أفالم ‪ 35‬مم‪ .‬وتضم تظاهرة‬ ‫“البانوراما” أفالما من حوض المتوسط‪،‬‬ ‫تتضم��ن أعم��اال روائي��ة طويل��ة‪ ،‬كم��ا‬ ‫يخصص المهرجان قس��ما ألفالم الشباب‬ ‫القصيرة من ليبيا‪.‬‬ ‫وتش��رف على فعاليات المهرجان وزارة‬ ‫الثقافة والمجتمع المدني‪ ،‬وس��تقوم جهات‬ ‫خاص��ة بدعم هذه التظاهرة‪ ،‬التي تس��اهم‬ ‫في تفعيل الحياة الثقافية في البالد‪ ،‬بعد أن‬ ‫كانت الثقافة مهمشة‪.‬‬ ‫وكان��ت ق��د ش��هدت طرابلس قب��ل فترة‬ ‫مهرجانا عالميا للش��عر حضره عدد كبير‬ ‫من الشعراء من مختلف بلدان العالم‪.‬‬

‫وفاة الفنانة وردة اجلزائرية مبستشفى بالقاهرة‬ ‫أعلن التلفزيون الجزائري مس��اء يوم الخميس الماضي عن وفاة‬ ‫الفنان��ة وردة الجزائرية بأحد مستش��فيات القاهرة عن عمر ناهز‬ ‫‪ 72‬عاما‪.‬‬ ‫وأوضح المصدر أن جثمان وردة الجزائرية س��ينقل غدا الجمعة‬ ‫إلى الجزائر حيث سيوارى الثرى‪.‬‬ ‫وول��دت وردة الجزائرية يوم ‪17‬يوليو ‪ ،1940‬وبدأت الغناء عام‬ ‫‪ ،1951‬وكان آخ��ر عم��ل لها ه��و تصوير كلي��ب غنائي تخليدا‬ ‫للذكرى الخمسين الستقالل الجزائر‪.‬‬ ‫والجدي��ر بالذك��ر أن النجوم الفن من بينه��م عمرو دياب وهيفاء‬ ‫وهبي وإليسا تعازيهم فى وفاة الفنانة وردة الجزائرية اليوم‪ ،‬عبر‬ ‫حساباتهم علي موقع التواصل االجتماعى ‘تويتر’‪.‬‬ ‫كتب��ت إليس��ا ‘فلترقد روح وردة العظيمة فى س�لام‪ ,‬واحدة من‬ ‫أعظم أس��اطير العصر ‪ ..‬أسطورتك ستعيش من خالك موسيقتك‬ ‫ف��ى قلبى الى االبد ‪ ’..‬بينما كتب عمرو ‘إنا هلل وانا اليه راجعون‬ ‫خال��ص عزائ��ي في وفاة الفنان��ة وردة للفقيدة الرحمه واألس��رة‬ ‫الصبر والسلوان’‪.‬‬ ‫وكتب س��امو زين ‘فقدت األمة العربية والعالم أما ومدرس��ة لنا‬ ‫جميع��ا‪ ..‬رحم��ك هللا يا وردة وجعل مس��كنك الجنة ‪..‬هللا يرحمك‬ ‫وان��ا هلل وانا اليه راجع��ون‪ ’..‬وكتب المخرج الس��ينمائي عمرو‬ ‫س�لامة متذكرا أغانيها الوطنية ‘وردة راحت يوم حرب اكتوبر‬

‫التليفزيون هي وبليغ حمدي واشتغلوا لحد ما اتكتبت اغنية ‘على‬ ‫الربابة بغني’ واتلحنت واتغنت واتسجلت واتذاعت‪’.‬‬

‫منة شليب تتفوق على ناهد السباعي فوق البُساط األمحر ملهرجان كان‬ ‫عُ��رض ي��وم الجمع��ة الماضي��ة بباريس‬ ‫الفيلم المصري “بعد الموقعة” والمشارك‬ ‫في المس��ابقة الرسمية لمهرجان كان‪ .‬وقد‬ ‫حضرت النجمتان المصريتان منة ش��لبي‬ ‫وناهد الس��باعي الحفل برفقة مخرج الفيلم‬

‫من الجوانب‪.‬‬ ‫من الناحية األخري ظهرت ناهد السباعي‬ ‫بمظه��ر متكلف بعض الش��ئ خاصةً وأن‬ ‫ثوبه��ا الذهبي حمل الكثير م��ن التفاصيل‬ ‫والتمويجات‪ ،‬أس��دلت ناهد شعرها الرائع‬

‫ظهرت منة ش��لبي في بدلة رمادية مكونة‬ ‫م��ن بنط��ال وصدي��ري قصي��ر وقميص‬ ‫أبي��ض بجان��ب رابطة عن��ق فضية‪ ،‬كان‬ ‫مظهره��ا رائع لك��ن بنطاله��ا كان طويل‬ ‫بشكل ملحوظ‪.‬‬

‫يسري نصر هللا وبطله باسم سمرة‪.‬‬ ‫إطالل��ة منة البس��يطة والناعمة تفوز على‬ ‫تفاصيل ثوب ناهد الكثيرة‬ ‫منة ش��لبي ظهرت في ل��وك إغريقي بديع‬ ‫بث��وب أبي��ض منس��دل‪ ،‬بحم�لات ح��ول‬ ‫العن��ق‪ ،‬وحزام فضي عن��د الخصر‪ ،‬بدت‬ ‫بس��يطة ورقيق��ة للغاي��ة خاص��ةً مع رفع‬ ‫شعرها وجديلتين صغيرتين تلفان شعرها‬

‫في شكل جيد وظهر مكياجها بسيط ورائع‪.‬‬ ‫بنطال منة الطويل وإنطالق ناهد‬ ‫م��ن ناحية أخري وفي صب��اح نفس اليوم‬ ‫ظه��رت النجمتان بلوك مختلف تماما ً عما‬ ‫ظهرتا ب��ه في المس��اء‪ ،‬كان ذلك في لقاء‬ ‫صُناع الفيل��م بالمصوريين إللتقاط بعض‬ ‫الص��ور قب��ل المؤتمر الصحفي لمناقش��ة‬ ‫الفيلم‪.‬‬

‫بينم��ا إرت��دت ناهد فس��تان قصي��ر على‬ ‫الركب��ة‪ ،‬نصف��ه العل��وي أس��ود وتنورته‬ ‫بيضاء‪ ،‬وأكس��واراتها أضفت الكثير على‬ ‫مظهرها‪ ،‬كانت إطاللتها رائعة وبس��يطة‪،‬‬ ‫وهو م��ا أعطاه��ا الكثير م��ن الثقة‪ ،‬حتي‬ ‫إنه��ا كانت منطالق��ة تماما ً أمام عدس��ات‬ ‫المصوريين‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬ ‫أمحد بشون‬

‫حكاية الصاروخ الذي قتل أفضل العيب الكرة يف الثالثينيات‬ ‫فتحي علي الساحلي‬ ‫كان س��ى عم��ران أو (إعميرين��ه) كم��ا كان‬ ‫يطل��ق عليه أصدقائه من العب��ى فريق (االنتى‬ ‫سبورتيفو) و (الفولقو) فى عشرينيات وثالثينيات‬ ‫الق��رن الماضى أمثال أمحمد الفيتوري وعوض‬ ‫الفونش��ه وبوبك��ر العبود وس��عيد الحوته وحمد‬ ‫شارلوت ‪ ..‬وغيرهم ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كان اعميرين��ه ف��ى ذلك اليوم س��عيدا ج��دا فقد‬ ‫تحصل على وظيفة (حارس) بالمدينة الرياضية‬ ‫وكان يق��وم بقطع األعش��اب بالملعب وتنظيف‬ ‫غ��رف الالعبي��ن والح��كام والتأكد م��ن وجود‬ ‫األع�لام فى زواي��ا الملعب (الركني��ة) ‪ ..‬يومها‬ ‫ج��ال بفكره ألى ذل��ك الزمن عندم��ا كان العبا ً‬ ‫كبيراً فى زمن االحتالل اإليطالى للمدينة وكيف‬ ‫انه��م كانوا يس��عون بكل جهدهم لتأس��يس فرق‬ ‫قوية يهزم��ون بها الفرق اإليطالية المس��تعمرة‬ ‫والمتدرب��ة تدريبا ً جي��داً وتذكر س��ى أعميرينه‬

‫البطولة التى جرت ف��ى مدينة بنغازي بالملعب‬ ‫البل��دى (كامبو مونش��يبالى) والتى ش��ارك فيها‬ ‫أربعة فرق من مدينة بنغازي هى‪:‬‬

‫‪ )1‬فريق جمعية الصابرى الرياضية ‪.‬‬ ‫‪ )2‬فريق اللتوريو العربى (القال) بنغازي‬ ‫‪ )3‬فريق اللتوريو العربي (القال ) البركة‬ ‫‪ )4‬فريق جمعية ليبيا ‪.‬‬ ‫وقد تبرع الس��يد فخرى المحيشى صاحب مجلة‬ ‫ليبيا المصورة بكأس هذه البطولة ‪.‬‬ ‫ويق��ول الصحف��ى الرياضى بمجل��ة الرياضة (‬ ‫ج��رت يوم األحد الثالث من ش��هر يوليو‪1937‬‬ ‫بطولة بنغازي لنيل كأس بريد برقة وقد فاز بهذه‬ ‫البطول��ة فريق جمعية ليبيا الذى يلعب له ‪ ..‬عبد‬ ‫هللا فجرية ومصطفى دومه وعوض الطرشانى‬ ‫وعمران المغربى (اعميرينه) وعوض السالك‬ ‫ورج��ب ب��ن كاط��و وبوبك��ر العب��ود ومحم��د‬ ‫القطوس ومحمد على البيجو وعوض الفونش��ه‬ ‫وس��الم الحداد وعياد ادري��زه) تذكر أعميرينه‬ ‫تلك المباراة التى احرز فيها هدفين وتذكر ايضا ً‬ ‫كي��ف ذه��ب ال��ى مدرج‬ ‫الش��رف بالملع��ب البلدى‬ ‫وق��ام بتحية الجمهور على‬ ‫طريقت��ه ب��أن أنحن��ى إلى‬ ‫االم��ام وازال قبعت��ه م��ن‬ ‫ف��وق رأس��ه ! وأصر بعد‬ ‫ذلك أن يش��رب ق��دح من‬ ‫(اللب��ن الرائ��ب) بع��د أن‬ ‫يضعه فى الكأس التى فاز‬ ‫بها مع فريقه ليبيا ‪.‬‬ ‫ه��ذه الذكري��ات كان��ت‬ ‫عزي��زة عل��ى قلب��ه وكان‬ ‫يختزنه��ا داخل فكره وعقله ‪ ..‬وهو يتحس��ر أن‬ ‫العب��ى ه��ذا العصر ال��ذى يخدم��ه ويجهز له‬ ‫الملع��ب وغرفة المالب��س ال يعرف ش��يئا ً عن‬

‫ماضي��ه الكروى الرائع ( وهذه قضية إعالمية)‬ ‫ب��ل واليع��رف ان��ه كان يص��ول ويج��ول فى‬ ‫المالعب مثلهم تماما ً بل وافضل منهم قدرة على‬

‫محاكاة هذه المس��تديرة الصم��اء التى التعرف‬ ‫الوفاء على اإلطالق !!‬ ‫س��ى أعميرينه لم يلعن الزم��ن وال النظام الذى‬ ‫جعل��ه هكذا وانما لعن الفاقة والعازة وس��كرات‬ ‫الجوع القاسية ‪.‬‬ ‫رج��ع الى منزل��ه وهو محبط العزيم��ة بمنطقة‬ ‫جليان��ة عم��ارة بوجازي��ة وجل��س مع اس��رته‬ ‫الحتس��اء الش��اى ‪ ..‬واذا بي��د مرتعش��ة وغي��ر‬ ‫حريصة تطلق ذلك الص��اروخ من على بارجة‬ ‫بحرية فيصيب سى أعميرينه ويحمله إلى العالم‬ ‫اآلخ��ر ويحيل��ه إلى أش�لاء ممزق��ة ‪ ..‬ورحل‬ ‫أعميرين��ه الالعب الهداف ال��ذى لم يتذكره أحد‬ ‫فى وس��ط عالم قاس��ى اليرحم وعجيب ومجرد‬ ‫من العاطفة‬

‫حديث لرياضي قديم !!‬ ‫فرج العقيلي‬

‫انا العب مخلص للمؤسس��ة‬ ‫الت��ي انتمي اليها منذ الصغر‬ ‫بغ��ض النظ��ر عم��ن فيه��ا‬ ‫العالقة لي باالش��خاص الذي��ن يديرونها من حيث‬ ‫الس��لوك والفهم واختالف السبل الى تحقيق الغايات‬ ‫‪ ,‬احت��رم كل النظم واللوائ��ح والقوانين اتدرب بجد‬ ‫وابذل ما اس��تطيع من جهد لتحقيق النتائج االيجابية‬ ‫التي ترضي وتس��عد جمهوري وتضع مؤسستي في‬ ‫المرات��ب االولى ‪ ,‬قد اختلف م��ع مدربي او زميلي‬ ‫او ادارت��ي لكنني ال اتخ��اذل وال اتواطأ وال ارضى‬ ‫لفريقي الخسارة والتراجع الى المراكز الدنيا فأنا ابن‬ ‫لمؤسس��تي التي كان لها الفضل في صقلي واعدادي‬ ‫وشهرتي بين الناس ال احبذ الشللية واكره التعصب‬ ‫اؤم��ن بالح��وار والنق��د المبن��ي على اس��س علمية‬ ‫وواقعية واشهد باالحسان لمن احسن وباالساءة لمن‬ ‫اس��اء واعترف لكم ب��أن الالعبي��ن يتحملون جزءاً‬ ‫كبي��راً من اخفاق الفريق اذا خس��ر فنحن االداة التي‬ ‫بواس��طتها ينفذ الم��درب خطته ويحقق به��ا غايتنا‬ ‫جميعا ً معظمنا يلعب لنفسه ولصيحات مشجعيه التي‬ ‫غالبا ً ال تفيد الفريق ‪ ,‬بعضنا قد يمكر المر في نفسه‬

‫لمجرد خالف بس��يط مع م��درب او اداري او حتى‬ ‫مشجع ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اذا فزن��ا نرب��ح جميعا واذا خس��رنا يصبح المدرب‬ ‫وحده الضحية والمس��ؤول ام��ر غاية في االجحاف‬ ‫وسوء النية ‪ ,‬المسؤولية جماعية تضامنية في الفوز‬ ‫والخس��ارة يتحمله��ا الالعب��ون والمدرب��ون وربما‬ ‫االداري��ون في بع��ض االحي��ان ‪ ،‬االدارة يجب ان‬

‫تكون قوي��ة وقرارتها حاس��مة ال تجامل وال تهادن‬ ‫ان تتعامل مع الواقع وفقا ً لالمكانات المتاحة وتسعى‬ ‫ق��در االم��كان الى حل المش��اكل وتذلي��ل الصعاب‬ ‫وتوفير المتطلبات المعقولة ‪.‬‬ ‫التواضع شي جوهري واحترام الغير واجب اساسي‬ ‫ابغض العبارات الوقح��ة والتعصب االعمى والكيد‬ ‫ف��ي الخفاء الرياضة تنافس ش��ريف وتهذيب للنفس‬ ‫وصق��ل للمه��ارات واع��داد للب��دن وخل��ق صالت‬ ‫انسانية واجتماعية بين المشجعين تبقى ابداً‬ ‫شعاري االخالص ‪ ,‬الجدية ‪ ,‬حسن االداء ‪.‬‬ ‫الجمهور الالعب رقم ‪ 12‬اذا احس��ن وش��جع بادب‬ ‫والمنافس االول اذا اساء وتعصب ‪.‬‬ ‫الجمهور العريض للمؤسسة الرياضية سند قوي لها‬ ‫اذا كان خلوق��ا ً وواعيا ً وايجابيا ً وه�لاكا ً ودماراً اذا‬ ‫كان غير ذلك ‪.‬‬ ‫لهذا فإني اناشد المدربين الذين نشهد لهم بالكفاءة في‬ ‫التدريب والعطاء الحس��ن في المالعب ان يمارسوا‬ ‫مهن��ة التدريب في االندي��ة الصغيرة التي الجمهور‬ ‫له��ا ‪ ،‬فف��ي تل��ك االندي��ة تج��دون االدارة الواعية‬ ‫واالحترام المتبادل واالس��تقرار التام والمدة الزمنية‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫كلمـة العـدد‪..‬‬

‫الحياة ملن‬ ‫تنادى ‪!!..‬‬ ‫جرت العادة إبان حكم الفساد المنهار‬ ‫أن تتم الدعوة إلى مؤتمر رياضي أو ندوة‬ ‫رياضية يشارك فيها بعض العاملين في‬ ‫الوسط الرياضي ‪ ..‬منهم من يحضر على‬ ‫أمل أن يسهم في تقديم رأى أو فكرة من اجل‬ ‫رفع مكانة الرياضة ودعم حركتها ومنهم‬ ‫من يهوى مثل هذه اللقاءات والمناسبات‬ ‫ألنها فرصة ( للثرثرة ) وأحيانا الستعراض‬ ‫( العضالت ) استعراض الجهل والسعي‬ ‫لنفاق النظام وأزالمه ‪ !..‬المهم أن هذه‬ ‫المناسبات تختم عادة بمقترحات وتوجيهات‬ ‫ثم إحالتها إلى الجهة المختصة لتتخذ بشأنها‬ ‫اإلجراءات الالزمة وتحويلها إلى قرارات‬ ‫ولوائح من اجل مصلحة الشباب ‪ ..‬هذا‬ ‫الواقع المرير جعل الكثيرون يعزفون عن‬ ‫المشاركة والحضور في مثل هذه التجمعات‬ ‫ألنها التؤدى إلى أية نتيجة الن توصياتها‬ ‫ستذهب أدراج الرياح يضاف إلى ذلك أنها‬ ‫تمر بلحظة إحراج للكثير من الحضور‬ ‫وفيها في نفس الوقت ‪ ..‬طعم ‪ ..‬ومزاج‬ ‫‪ ..‬وحماس عند البعض األخر من األزالم‬ ‫والمتسلقين ‪ ..‬هذه اللحظة التي يتم فيها تالوة‬ ‫برقية ( للقائد) تأييدا وتمجيدا ونفاقا ‪ ..‬يقوم‬ ‫بتالوتها شخص وهو محرج ويتحاشى أن‬ ‫يظهر عبر الشاشة المرئية !! أو شخص‬ ‫أخر يتلوها وهو ( يفتعل ) حماسه وبتصبب‬ ‫( عرقا ) ممعنا فى النفاق من الذين تربوا في‬ ‫أحضان ( اللجان الثورية ) !! ‪.‬‬ ‫مايحدث عندنا اآلن فيه فرق واحد عما‬ ‫كان يحدث في السابق هذا الفرق ( اختفاء‬ ‫) هذه البرقية ( المقيتة ) واختفاء من يتلوها‬ ‫ولكن مع كل أسف صارت التوصيات‬ ‫والمقترحات واألفكار التلقى سمعا وال‬ ‫استجابة وال أدنى اهتمام ‪ ..‬أو بعبارة أخرى‬ ‫اليعيرها المسؤلون اى اهتمام ‪ ..‬وكأننا لم‬ ‫نقم بثورة مجيدة قدمنا فيها أالف الشهداء من‬ ‫اجل أن نقضى على التهميش ‪ ..‬ومن اجل‬ ‫أن يصل صوت الشباب إلى أذان المسؤلين‬ ‫وعقولهم وقلوبهم أيضا ومن ثم يعملون على‬ ‫تحقيق أمالهم وتطلعاتهم في حياة كريمة‬ ‫فاضلة وبناء حركة رياضية يسود فيها‬ ‫األخالق واالحترام المتبادل ويقودها رجال‬ ‫أكفاء يحبون بالدهم ويحترمون مسئولياتهم‬ ‫وتقضى على كافة مظاهر الفساد والطغيان ‪.‬‬ ‫هل يحاول المسؤلون ذلك ‪..‬؟ أم من حقنا‬ ‫أن نقول الحياة لمن تنادى ‪..‬؟!!‬ ‫الكافي��ة لالعداد والبناء ب��دالً من ان يكون مصيركم‬ ‫رهن النتائج وبي��ن ايدي عابثة وهائجة غير مدركة‬ ‫لعواقب التصرفات السيئة ‪.‬‬ ‫احب الالعب الموهوب واحترام الفريق المجتهد ‪.‬‬ ‫امنيت��ي ان يك��ون س��جلي الرياضي نظيف��ا ً عامراً‬ ‫بالعط��اء واالنج��ازات الطيبة على مس��توى فريقي‬ ‫ووطني يش��هد لي الناس بحس��ن االخ�لاق وروعة‬ ‫االداء وحسن الخاتمة ‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 22 ( 54-‬ـ ‪ 28‬مايو ‪)2012‬‬

‫العدد‪ 22( 54‬ـ ‪ 28‬مايو ‪2012‬م)‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.