العدد 56

Page 1

‫السنة الثانية العدد‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ 4 ( 56‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫العدد ‪56‬‬

‫‪ 11-4‬يونيو ‪2012‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫تسوية أوضاع طنطاوي ومن على شاكلته‬ ‫دونالد رامسفيلد شاعراً صوفي ًا ‪!......‬‬

‫الوضع العصيـــب حلكومــــــة الكيب‬ ‫مدينــة سبها ُتنافس املدن الليبية ‪..‬‬

‫التقرير النهائي عن انتخابات اجمللس احمللي _ بنغازي ‪ 19‬مايو ‪2012‬‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫تسوية أوضاع طنطاوي ومن على شاكلته‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri_55@hotmail.com‬‬ ‫عنوان الصحيفة ‪ :‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪-‬‬ ‫فندق مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫ميادين صحيفة ليبية متنوعة‬ ‫تصدر من بنغازي‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫هليل البيجو‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫حسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزواية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صاكو ‪ /‬سبها‬ ‫مدير إداري‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬

‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫صدور حكم على ديكتاتور هو الحدث المهم في تاريخ البش��رية ‪ ،‬أما اعدامه فحكم ضرورة يصنعها‬ ‫التاريخ ‪ ،‬فالديكتاتورية عدوان على البش��رية بل وحتى على س��نن الطبيعة ‪ ،‬فالديكتاتور يخرج على‬ ‫الس��نن حين يكون الفاعل الواحد األحد ويتخذ س��لوكا ما فوق طبيعي ألنه يقصي ما يش��اء كما يشاء‪،‬‬ ‫فهو اله الشر كما جاء في كل األساطير والديانات‪ ،‬وهو كما حيوان مسعور ينهش حتى لحمه أو نبات‬ ‫يستحوذ على المحيط ويقتل امكانية الحياة ألي نبات غيره‪.‬‬ ‫الديكتاتور قاتل يمسك بالزمام فهو الدولة والقانون واقصائه عادة ما يكون بما صنعت يداه وجماعته‪،‬‬ ‫القتل والقمع واالقصاء والتعذيب وكل ما ال تستسيغه الحياة هي ركائز الديكتاتورية‪،‬وإذا كانت السن‬ ‫بالسن عدالة فالقاتل يقتل ‪.‬‬ ‫ف��ي ع��رف األنظمة الديكتاتورية كل ما يحافظ على النظ��ام القائم جائز‪ ،‬هكذا تبدو األمور في مصر‬ ‫في غاية السوء ألن النظام تمكن – ألجل االلتفاف على الثورة – من اجراء عملية جراحية سريعة ‪:‬‬ ‫انقلب النظام على نفسه واتخذ الديمقراطية شكال من أجل تسويغ انقالبه وبذا وجدت الثورة المصرية‬ ‫قب��وال من جميع االطراف بكل تنقضاتهم‪ ،‬فص��ارت ثورة ‪ 25‬يناير كثورة في اطار االنجاز‪ :‬النظام‬ ‫السابق غير جلده وأقوى فصائل المعارضة أي االخوان يتقلبون ويغيرون جلدهم حسبما اتجاه الريح‬ ‫وج��اء الحكم على رأس النظام بالمؤبد ‪ -‬وفي هذه الس��اعة ‪ -‬والحكم بب��راءة أبنائه كتتويج لالنقالب‬ ‫العسكري الذي نجح في ترويض الثورة التي حولها النظام الى هجين ال لون و ال رائحة له ‪.‬‬ ‫لكن هل هذا يعني فشل ثوار ‪ 25‬يناير وبالتالي ضرب الربيع العربي في القلب؟‬ ‫إذا كان ليس باالمكان التراجع واستعادة الماضي‪ ،‬فإن الشعوب التي خرجت للمرة األولي في تاريخ‬ ‫المنطق��ة جمل��ة ليس لديها أي فرص��ة للتخ��اذل‪ ،‬ألن الديمقراطية ليس حال ناج��زا وأيضا ليس ثمة‬ ‫خارطة للطريق غير هذه الديمقراطية التي تحت االنجاز‪ ،‬وهكذا خارطة طريق هي الحل لمش��اكل‬ ‫اقليم دولي هام وخطر في خارطة العالم الس��اعة‪ ،‬وأي تراجع س��يعنى تفاقم الوضع في هذه المنطقة‬ ‫الحساسة من العالم ‪.‬‬ ‫فلي��س ل��دى العالم والغربي منه على الخصوص من طريق يحي��د عن دعم الديمقراطية في المنطقة‪،‬‬ ‫وإال فإن الوضع القائم في المنطقة ‪ -‬ما قبل الثورة ‪ -‬س��يدفع الى تفاقم وتدهور نحو حروب أهلية ما‬ ‫يحدث في الصومال تمشهد ضئيل لها‪.‬‬ ‫اطالق سراح ابناء الطاغية وانتخاب البيدق القاتل أحمد شفيق محاولة أخيرة من قبل منظومة الفاشية‬ ‫في المنطقة لجرجرتها لحروب أهلية كما هي قائمة في سوريا اللحظة‪.‬‬ ‫ليبيا وكذا تونس وأيضا اليمن لن تخرج من هذا السيناريو الذي تتم محاولة بلورته في مصر‪ ،‬وليس‬ ‫بالمستطاع الفكاك منه ‪ ،‬كما أن الثورة تفجرت في تونس لتنطلق في ميدان التحرير ثم ساحة المحكمة‬ ‫فتع��ز ودرعا وكم��ا تواكبت ثورات الربيع العربي في البدء فكذا تكون في منطلقاتها ويكون س��بيلها‬ ‫للفكاك من الطوق واإلسورة‪.‬‬ ‫لقد فككت الثورات دولة الظلم‪ ،‬وكش��فت عن هشاش��ة المعارضة ذات اللبوس الديني‪ ،‬ولم تتخذ قيادة‬ ‫حزب أو تيار و ال زعيم بالطبع‪ ،‬فهي ثورات الشعب بكل أطيافه والتعددية ميسمها وليس ‪ 90%‬من‬ ‫مس��لكها‪ ،‬وم��ن هذا لم ولن يتمكن أحد من االنفراد بالب�لاد والعباد مرة ثانية حتى من خالل صندوق‬ ‫االقتراع‪.‬‬ ‫نع��م لم يكن الحكم على مبارك ع��ادال ألن الحكم صدر من قضاة وقوانين واجراءت كان قد وضعها‬ ‫مبارك نفسه حيث هو الخصم والحكم‪ ،‬والعدل في كل السنن‪ ،‬الحكم من نوع الجرم‪ ،‬فالقاتل يقتل كذا‬ ‫ج��اءت نواميس الحياة ‪ ،‬وعدا ذلك س��يبرر صندوق‬ ‫االقتراع القتل‪.‬‬

‫اهلوليودي حكيم املفوضني العرب ‪:‬‬ ‫النج��م في س��ينما هولي��ود يختفي ع��ن األنظار كلما‬ ‫قدم فيلما رديئا ‪ ،‬ثم يعود للظهور كأن لم يفعل ش��يئا‬ ‫حين يتمكن من الحصول على فلم جديد ‪ .‬وهذا النجم‬ ‫حريص على الظهور واس��تعراض انجازاته في كل‬ ‫مج��ال‪ ،‬وله��ذا يفتي في كل ش��يء ويداع��ب غرائز‬ ‫الجمه��ور والالعق��ل لديهم ‪ ،‬هو الفات��ق الناطق من‬ ‫يع��رف بواطن األمور وما في الغي��ب ‪ :‬أال يذكركم‬ ‫ه��ذا بش��خصية ليبي��ة بارعة ف��ي التنج��م والتنجيم‬ ‫ومتخصص��ة ف��ي فق��ه المفاوضات منذ عهد س��يف‬ ‫اإلسالم حتى عهد عمر سليمان الليبي !! ‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬

‫‪03‬‬

‫تقارير‬ ‫ُحكم مبارك رسالة قوية للرئيس املصري القادم‬

‫تربئة كبار مساعدي وزير الداخلية ضوء أخضر الستمرار االنتهاكات‬

‫( وكاالت انباء ‪:‬‬ ‫قالت هيوم��ن رايتس ووتش الي��وم إن الحُكم بالغ األهمية‬ ‫عل��ى الرئي��س المصري الس��ابق حس��ني مب��ارك في ‪2‬‬ ‫يونيو‪/‬حزي��ران ‪ 2012‬بناء على اتهامات بالمش��اركة في‬ ‫قت��ل المتظاهرين الس��لميين الذين خرج��وا في مظاهرات‬ ‫للمطالبة بالديمقراطية‪ ،‬يحمل رسالة قوية إلى حُكام مصر‬ ‫القادمين‪ ،‬بأنهم ليس��وا فوق القان��ون‪ .‬لكن تبرئة أربعة من‬ ‫مساعدي وزير الداخلية على أساس عدم كفاية األدلة‪ ،‬أمر‬ ‫يُلق��ي الضوء عل��ى اإلخفاق التاريخي للنياب��ة في التحقيق‬ ‫عل��ى النحو الكافي في المس��ؤولية عن إط�لاق النار على‬ ‫المتظاهري��ن ف��ي يناير‪/‬كانون الثان��ي ‪ ،2011‬وهو األمر‬ ‫ال��ذي يُعتب��ر بمثاب��ة ضوء أخض��ر الس��تمرار انتهاكات‬ ‫الشرطة‪ ،‬على حد قول هيومن رايتس ووتش‪.‬‬ ‫حكمت محكم��ة جنايات ش��مال القاهرة برئاس��ة القاضي‬ ‫أحم��د رفعت عل��ى مبارك ووزير داخليت��ه حبيب العادلي‬ ‫بالس��جن المؤب��د بتهم��ة معرفتهم��ا بوقوع أح��داث عنف‬ ‫ضد المتظاهرين دون التدخ��ل لوقفها‪ ،‬بعد محاكمة اعتبر‬ ‫مراقب��و هيومن رايتس ووتش مجرياتها بش��كل عام متفقة‬ ‫مع المبادئ الدولية للمحاكمة العادلة‪.‬‬ ‫وق��ال جو س��تورك‪ ،‬نائب المدير التنفيذي لقس��م الش��رق‬ ‫األوس��ط وش��مال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش‪" :‬هذه‬ ‫األح��كام باإلدانة تعتبر س��ابقة هامة‪ ،‬إذ م��ن كان قبل عام‬ ‫يتص��ور أن مبارك مدع��ى عليه في محكم��ة جنائية أمراً‬ ‫ال يمك��ن تخيله‪ .‬لكن تبرئة كبار مس��ؤولي وزارة الداخلية‬ ‫الي��وم من وقائع مقتل وإصابة المتظاهرين الس��لميين تأتي‬ ‫مصحوبة باس��تمرار إفالت الشرطة من العقاب واستمرار‬ ‫انتظار الضحايا للعدالة"‪.‬‬ ‫حصل على البراءة كل من أحمد رمزي‪ ،‬الرئيس الس��ابق‬ ‫لألمن المركزي‪ ،‬وإس��ماعيل الشاعر‪ ،‬رئيس أمن القاهرة‬ ‫الس��ابق‪ ،‬وكان��وا بحكم منصبهم على األق��ل‪ ،‬البد أن كان‬ ‫يع��رف باالس��تخدام غي��ر القانوني��ة للق��وة المميت��ة ضد‬ ‫المتظاهري��ن على ي��د قوات األمن تحت س��يطرتهم‪ ،‬هو‬ ‫وأحمد رمزي‪ .‬ويبدو أن المحكمة لم تطبق عليهم ا نفس‬ ‫المعايير المس��ؤولية عن طريق االمتناع التي طبقتها على‬ ‫مبارك والعادلي ‪ ،‬على حد قول هيومن رايتس ووتش‪.‬‬ ‫ه��ذه ه��ي أول محاكمة لرئيس دول��ة عربي��ة يمثل فيها‬ ‫المدعى عليه بنفس��ه‪ ،‬منذ بداية احتجاجات الش��وارع التي‬

‫طرأت على العالم العربي بداية من ديس��مبر‪/‬كانون األول‬ ‫‪ .2010‬في ‪ 24‬مايو‪/‬أيار ‪ ،2011‬اتهم النائب العام مبارك‬ ‫رس��ميا ً بالمش��اركة بطريق االتفاق في قتل والشروع في‬ ‫قتل المتظاهرين‪ ،‬والمشاركة في تيسير بيع الغاز الطبيعي‬ ‫إلس��رائيل‪ ،‬وقبول عطية (رش��وة) مقابل اس��تعمال نفوذه‬ ‫إلصدار قرارات تخصيص أراضي مملوكة للدولة ألفراد‪.‬‬ ‫كما أحال النائب العام نجلي مبارك‪ ،‬جمال وعالء مبارك‪،‬‬ ‫وحس��ين سالم‪ ،‬الذي تربطه صالت مزعومة بمبارك‪ ،‬إلى‬ ‫المحاكمة‪ ،‬بناء على اتهامات متعلقة برش��اوى وتخصيص‬ ‫أراضي مملوكة للدولة بشكل غير قانوني‪.‬‬ ‫ضمانات المحاكمة العادلة‬ ‫راقب��ت هيوم��ن رايتس ووتش المحاكم��ة وانتهت إلى أنه‬ ‫وبش��كل عام قام القاضي أحمد رفعت والقاضيان اآلخران‬ ‫معه ضم��ن هيئة المحكمة‪ ،‬بإدارة قاعة المحاكمة الخاصة‬ ‫بع��دد كبير من المدع��ى عليهم والتي ش��ارك فيها مدعين‬ ‫بالح��ق المدني‪ ،‬في مجموعة كبيرة متباينة من االتهامات‪،‬‬ ‫وس��محوا بش��كل عام للمدع��ى عليهم ومحاميه��م بفرصة‬ ‫معقول��ة لتقديم المذكرات والدفوع المختلفة‪ .‬رغم أن بعض‬ ‫المدعين بالحق المدني ذكروا أنهم لم ينالوا فرصتهم كاملة‬ ‫ف��ي المحكمة‪ ،‬فقد تف��ادت المحكمة إلى ح��د بعيد تعرض‬ ‫س��ير المحاكمة لمقاطعات كثي��رة‪ ،‬وتمكنت من تخصيص‬ ‫جلسات الستعراض طلبات ودفوع المدعين بالحق المدني‬ ‫بشكل جماعي‪ ،‬رغم عدد المدعين بالحق المدني الكبير في‬ ‫القضية‪ ،‬ورغم غياب القواع��د اإلجرائية الالزمة لضمهم‬ ‫في مجموعة واحدة في المحاكمة‪.‬‬ ‫إال أن ق��رار القضاة المفاجئ بإغالق ب��اب المداوالت في‬ ‫القضي��ة في ‪ 2‬يناير‪/‬كان��ون الثاني واالنتق��ال إلى مرحلة‬ ‫المرافع��ات الختامية في اليوم التال��ي أثارت مخاوف ألن‬ ‫دف��اع المدعى عليهم‪ ،‬والمدعين بالح��ق المدني لم يكن قد‬ ‫تم الفصل في طلباتهم بعد باالس��تماع إلى ش��هود إضافيين‬ ‫‪ ،‬ومنه��م مس��ؤولين بالمخاب��رات العامة‪ ،‬كما ل��م يُم ّكنوا‬ ‫من معلوم��ات اعتبروها مهمة‪ .‬ورغ��م أن قرار المحكمة‬ ‫باالنتق��ال للمرافع��ات الختامية ه��و قرار يمك��ن للمحاكم‬ ‫اتخاذه حس��ب أح��كام القوانين المصري��ة‪ ،‬فربما أدى إلى‬ ‫تقوي��ض بعض حق��وق المدعى عليهم ف��ي الحصول على‬ ‫فرصة ع��رض دفاعهم عل��ى النحو الذي يق��رره القانون‬ ‫الدولي‪.‬‬

‫أعلنت النيابة العامة ودفاع مبارك والعادلي اعتزام الطعن‬ ‫عل��ى الحُكم أم��ام محكمة النقض‪ ،‬أعل��ى محكمة مصرية‬ ‫للقضاي��ا الجنائية‪ ،‬لكن يقتصر الطع��ن فقط على األخطاء‬ ‫اإلجرائي��ة ف��ي تطبي��ق القان��ون‪ .‬إال أن مص��ر وبصفتها‬ ‫دولة ط��رف في العهد الدول��ي الخاص بالحق��وق المدنية‬ ‫والسياس��ية‪ُ ،‬ملزمة بالس��ماح ألي مدعى علي��ه بمراجعة‬ ‫الحُكم الصادر ضده أمام محكمة أعلى درجة‪ ،‬والبد أن تمتد‬ ‫هذه المراجعة إلى موضوع القضية وما تشمل من حقائق‪،‬‬ ‫وإلى مسألة كفاية األدلة الالزمة للحُكم‪ .‬لجنة األمم المتحدة‬ ‫لحق��وق اإلنس��ان‪ ،‬في تعليقها العام رق��م ‪ 32‬عن الحق في‬ ‫المحاكمة العادلة‪ ،‬انتهت إلى أن "المراجعة القضائية التي‬ ‫تقتص��ر على األبعاد الرس��مية أو القانونية للحُكم دون أي‬ ‫اعتب��ار لحقائق وموضوع القضية‪ ،‬ال تعتبر كافية بموجب‬ ‫أحكام العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية"‪.‬‬ ‫عرقلة األجهزة األمنية لمجريات التحقيق‬ ‫ف��ي أثناء عرض حيثيات الحُكم‪ ،‬قال القاضي أحمد رفعت‬ ‫أن النياب��ة أخفق��ت في التع��رف على الفاعلي��ن األصليين‬ ‫مرتكبى الجرائم أو تقديم شهود موثوقين وأدلة مادية تربط‬ ‫الجريم��ة بالمتهمي��ن‪ .‬أضاف أن األدلة الخاصة بأش��رطة‬ ‫الفيديو والتس��جيالت المقدمة كأدلة لم تقنع المحكمة‪ ،‬ومن‬ ‫ث��م كان من المس��تحيل تحميل المس��ؤولية لمعاوني وزير‬ ‫الداخلية األربعة‪.‬‬ ‫‪.‬كان الشاهد األول الذي مثل أمام المحكمة‪ ،‬في ‪ 5‬سبتمبر‪/‬‬ ‫أيل��ول ‪ 2011‬ه��و الل��واء حس��ين موس��ى‪ ،‬مدي��ر إدارة‬ ‫االتص��االت بقطاع األم��ن المركزي‪ ،‬أثن��اء االحتجاجات‬ ‫التي بدأت ف��ي ‪ 25‬يناير‪/‬كانون الثان��ي ‪ .2011‬أدين أمام‬ ‫محكمة جنح في القاهرة وحُكم عليه بالس��جن عامين بتهمة‬ ‫إتالف س��جالت االتصاالت الهاتفية لغرفة عمليات األمن‬ ‫المرك��زي أثن��اء احتجاج��ات يناير‪/‬كانون الثان��ي‪ .‬اللواء‬ ‫موسى ُمطلق السراح حاليا ً بكفالة‪ ،‬في انتظار نتيجة الطعن‬ ‫في الحُكم الصادر بحقه‪.‬‬ ‫وثائق تلك القضية تتضمن الرد الكتابي التالي‪ ،‬بتاريخ ‪17‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪ 2011‬من اللواء رأفت شحاتة من المخابرات‬ ‫العامة إلى النائب العام المساعد عدنان فنجري‪:‬‬ ‫باإلش��ارة لكتاب س��يادتكم‪ ...‬بشأن طلب أش��رطة تسجيل‬ ‫كامي��رات المراقب��ة المثبت��ة بالمتح��ف المص��ري خالل‬ ‫الفت��رة من ‪ 25/1‬إل��ى ‪ ...3/2/2011‬أتش��رف بأن أرفق‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬

‫طيه عدد (‪ )6‬أش��رطة فيديو تم تس��جيلها خالل الفترة من‬ ‫‪ 1-3/2/2011‬أم��ا الم��دة م��ن ‪ 25-31/1/2011‬فقد تم‬ ‫التس��جيل عليها حيث أن ه��ذا النظام ت��م تركيبه منذ عام‬ ‫‪ 1995‬وال يق��وم بالتس��جيل األوتوماتيكي للكاميرات إنما‬ ‫يعتمد على اإلنذار وأفراد التشغيل‪.‬‬ ‫عندم��ا تقدمت النيابة بمرافعتها في ‪ 4‬يناير‪/‬كانون الثاني‪،‬‬ ‫ق��ال المستش��ار مصطف��ى س��ليمان للمحكم��ة إن وزارة‬ ‫الداخلية وفرع األمن القومي بالمخابرات العامة لم يتعاونا‬ ‫م��ع تحقيقات النيابة‪ ،‬ولم يوفرا األدلة أو المس��تندات ذات‬ ‫الصل��ة المطلوبة في القضية‪ .‬س��أل القاضي أحمد رفعت‬ ‫النيابة إن كانت األجهزة األمنية قد تعمدت رفض التعاون‬ ‫مع تحقيقات النيابة‪ ،‬أم أن عدم التعاون مسألة قدرات على‬ ‫العمل وموارد‪ .‬قال المستش��ار س��ليمان إنه ال يمكنه تقديم‬ ‫إجابة حاس��مة على الس��ؤال "على المس��توى الرس��مي"‬ ‫حت��ى تنتهي التحقيقات‪ ،‬لكنه يعتق��د‪ ،‬على حد قوله "على‬ ‫المستوى الشخصي" أن عدم التعاون متعمد أو على األقل‬ ‫جراء اإلهمال‪.‬‬ ‫وق��ال ج��و س��تورك‪" :‬ف��ي عهد مب��ارك‪ ،‬كان��ت وزارة‬ ‫الداخلية تق��وم دائما ً بالتغطية على انتهاكاتها لتضمن عدم‬ ‫مالحقة ضباطها أم��ام القضاء مطلقاً"‪ .‬وأضاف‪" :‬يظهر‬ ‫م��ن محاكمة مب��ارك أنه في ظل وجود ت��وازن قوى بين‬

‫النياب��ة والداخلي��ة‪ ،‬فاألخيرة ما زال��ت تحتفظ بالكثير من‬ ‫الكروت التي تضمن لها اليد العليا"‪.‬‬ ‫محاكمات أخرى ونقص المحاسبة‬ ‫االتهامات المنس��وبة لمب��ارك والعادلي واآلخرين تخص‬ ‫فق��ط أح��داث ش��هدتها الفت��رة م��ن ‪ 25‬إل��ى ‪ 31‬يناي��ر‪/‬‬ ‫كان��ون الثان��ي ‪ ،2011‬وق��د ركزت على اس��تخدام القوة‬ ‫ض��د المتظاهرين أثن��اء أيام االحتجاج��ات األولى‪ .‬هناك‬ ‫مس��ؤولين حكوميين س��ابقين آخرين خاضعين للمحاكمة‬ ‫ف��ي أحداث العن��ف ضد المتظاهرين في مي��دان التحرير‬ ‫في الفترة من ‪ 2‬إلى ‪ 4‬فبراير‪/‬ش��باط‪ ،‬فيما يُعرف إعالميا ً‬ ‫بمحاكم��ة "موقع��ة الجم��ل"‪ .‬ال توجد اتهام��ات أمام أية‬ ‫محكمة متعلق��ة بالدور المزعوم لمب��ارك أو العادلي في‬ ‫تعذي��ب وإخفاء اآلالف من المحتجزين قس��راً على مدار‬ ‫سنوات حكم مبارك الثالثين‪ ،‬على حد قول هيومن رايتس‬ ‫ووتش‪.‬‬ ‫منذ م��ارس‪/‬آذار ‪ 2011‬أحالت النياب��ة العامة ‪ 26‬قضية‬ ‫على األقل إلى المحاكم‪ُ ،‬متهم فيها أكثر من مسؤول أمني‬ ‫يشغلون مناصب رفيعة إلى عادية في الشرطة‪ ،‬بتهمة قتل‬ ‫وإصابة متظاهرين أثناء احتجاج��ات يناير‪/‬كانون الثاني‬ ‫في مدن القاهرة واإلسكندرية والسويس ودمنهور وطنطا‬ ‫والزقازيق ودمياط والمنصورة وبني سويف‪ .‬كانت الثقة‬

‫الجماهيرية في هذه المحاكمات متدنية بس��بب طول المدد‬ ‫بين الجلس��ات‪ ،‬والجلسات التي غيّر فيها شهود أساسيون‬ ‫ش��هاداتهم‪ ،‬وفي بعض الحاالت ضغطت الش��رطة على‬ ‫الضحايا وعائالتهم لس��حب ش��كاويهم كما وثقت المبادرة‬ ‫المصري��ة للحق��وق الش��خصية‪ .‬كذل��ك‪ ،‬ف��إن أغلب هذه‬ ‫القضايا تخص مقتل وإصابة أش��خاص إلى جوار أقس��ام‬ ‫ش��رطة‪ ،‬حيث للشرطة اليد العليا في سير القضايا‪ ،‬بحجة‬ ‫استخدام القوة للدفاع عن النفس‪.‬‬ ‫ق��ال االدع��اء ف��ي محاكمة مب��ارك إن نتيج��ة محاكمات‬ ‫مس��ؤولي األمن األدنى رتبة ف��ي مختلف أنحاء مصر ال‬ ‫صلة له��ا بمحاكمة مب��ارك ألن هذه محاكم��ات منفصلة‬ ‫تخص وفاة وإصابة أفراد إلى جوار مراكز شرطة‪ ،‬بينما‬ ‫االتهام��ات المنس��وبة لمبارك والعادل��ي والمدعى عليهم‬ ‫اآلخرين في القضية‪ ،‬تخص مقتل وإصابة متظاهرين في‬ ‫ميادين عامة‪.‬‬ ‫وقال جو س��تورك‪" :‬نم��ط التبرئة ف��ي القضايا الخاصة‬ ‫بمس��ؤولي األمن في القضايا الس��ابقة‪ ،‬يش��ير إلى إخفاق‬ ‫نظ��ام العدالة الجنائية في وضع حد لمش��كلة اإلفالت من‬ ‫العقاب على انتهاكات حقوق اإلنسان"‪.‬‬

‫عرب االقرتاع السري ‪ ..‬أعضاء اجمللس احمللي املنتخب ملدينة بنغازي‬ ‫خيتارون رئيسا للمجلس ونائبا له وناطقا رمسيا بامسه‬ ‫ق��ام أعضاء المجلس المحل��ي لمدينة بنغ��ازي المنتخبون‬ ‫مس��اء الجمعة المواف��ق لألول من يوني��و بانتخاب رئيس‬ ‫للمجل��س وهو”ش��حات إبراهي��م العوامي”المرش��ح عن‬ ‫الدائ��رة االنتخابية الثالث��ة‪ ،‬ونائبه”فرج العبار”المرش��ح‬ ‫ع��ن الدائرة االنتخابية التاس��عة‪،‬في حين ت��م اختيار”خالد‬ ‫الجازوي”المرش��ح عن الدائ��رة االنتخابي��ة الثامنة ناطقا‬ ‫رسميا باسم المجلس‪.‬‬ ‫وقد جرت مراس��م االنتخاب عبر صناديق االقتراع ووفق‬ ‫نظام التصويت الس��ري بين األعضاء جميعهم لشغل مهام‬ ‫رئيس المجلس ونائبه والناطق الرسمي باسمه‪.‬‬ ‫ونقلت مصادر مطلعة للمنارة أن المجلس المحلي لبنغازي‬ ‫س��يصدر في وقت الحق من يوم الس��بت بيانا ينش��ر عبر‬ ‫وسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫مؤكدا أن العمل جار على تش��كيل لجان متخصصة وفرق‬ ‫للعمل والتسليم واالس��تالم بين المجلسين الحالي المنتخب‬ ‫والس��ابق التوافقي‪،‬إلى جانب تحديد مواعيد معينة ألمكنة‬ ‫وأزمنة المؤتمرات الصحفية للمجلس‪.‬‬ ‫وفي وقت س��ابق أدى أعضاء المجل��س المنتخبون صباح‬ ‫اإلثنين الموافق للثامن والعش��رين من مايو القسم القانونية‬

‫أمام رئيس المجلس الوطني االنتقالي مصطفى عبد الجليل‬ ‫ليستلموا بعدها مهامهم بشكل رسمي‪.‬‬ ‫وكان عض��و المجل��س المحلي لبنغازي محم��د ازواوة قد‬ ‫ذكر أن واحدا وأربعين عضوا من أعضاء مجلس بنغازي‬ ‫المحل��ي الجدد عقدوا اجتماعا يوم الس��بت الماضي تم فيه‬ ‫التأكيد على االس��تعانة بالخبراء و االستشاريين في اتخاذ‬ ‫القرارات األصلح للمدينة‪،‬وتحديد الخطوات األولى لعمل‬

‫المجلس الجديد‪.‬‬ ‫يش��ار إلى أن مدينة بنغازي قد ش��هدت يوم السبت التاسع‬ ‫عشر من مايو الحالي أول عملية انتخابية لمجلسها المحلي‬ ‫أس��فرت عن اختيار أهالي المدينة لمجلس��هم المحلي ألول‬ ‫م��رة منذ أكثر م��ن س��تين عاما‪،‬وهي عملية أش��ادت بها‬ ‫مؤسسات المجتمع المدني المحلية والدولية في تقاريرها‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬

‫‪05‬‬

‫التقرير النهائي عن انتخابات اجمللس احمللي _ بنغازي ‪ 19‬مايو ‪2012‬‬ ‫قس��مت مدينة بنغازي ألحدى عش��ر دائرة انتخابية وكان‬ ‫إجمال��ي عدد المقاعد ‪ 41‬مقع��د ‪ ،‬وكان عدد المقيدين فى‬ ‫س��جالت الناخبين بالمدينة قرابة ‪ 220000‬طبقا إلعالن‬ ‫اللجن��ة العلي��ا المش��رفة عل��ى االنتخاب��ات ‪ ،‬وكان عدد‬ ‫المترشحون في المدينة‪: 414‬‬ ‫وكان المرص��د الليب��ي لحقوق اإلنس��ان قد ق��رر مراقبة‬ ‫االنتخابات من خالل حملته تحت اس��م (راقب _ بنغازي‬ ‫تنادي��ك )‪ ،‬وقام المرصد بتنظي��م دورة تأهيلية للمراقبين‬ ‫الذي��ن تطوع��وا للقيام بعملية المراقبة أي��ام (من ‪ 1‬إلى ‪4‬‬ ‫إبري��ل ‪ ، )2012‬ث��م تقدم المرصد للجنة العليا المش��رفة‬ ‫على االنتخاب��ات _ محلى بنغازي الس��تخراج تصاريح‬ ‫المراقبة لهم ‪ ،‬وتم اعتماد عدد (‪ )79‬مراقب للمرصد من‬ ‫قبل اللجنة العليا المش��رفة على االنتخابات‪.‬من أصل ‪80‬‬ ‫طلب تم التقدم بهم ‪ ،‬لكن رئيس اللجنة المستش��ار سليمان‬ ‫زوبى ‪ ،‬ق��ام بمنع رئيس المرصد ومدي��ر حملة المراقبة‬ ‫األستاذ ‪ /‬ناصر الهواري ‪ ،‬من استخراج تصريح للمراقبة‬ ‫بدون إبداءأس��باب ‪ ،‬وهو ما يعد انتقاصا ً من حقه وتعسفا ً‬ ‫وسوء استخدام للسلطة من قبل رئيس اللجنة ‪.‬‬ ‫ أقسام التقرير‬‫لضمان توافق االنتخابات مع المعايير الدولية لالنتخابات‬ ‫الحرة النزيهة ‪ ،‬فإن جهات المراقبة الفاعلة يجب أن تقوم‬ ‫بمراقبة العملية بد ًء من إصدار القوانين وصوالً لإلعالن‬ ‫النهائي للنتائج ‪ ،‬حتى نخرج بتقييم شامل للعملية ‪.‬‬ ‫أوال ً ‪ :‬مراقبة التشريعات المنظمة للعملية االنتخابية ‪.‬‬ ‫التش��ريعات المنظمة للعملية قام��ت بحرمان بعض فئات‬ ‫المجتمع الليبي من الترش��ح ‪ ،‬حيث اشترطت ‪ ،‬أن يكون‬ ‫المترش��ح يحمل الجنس��ية األصلي��ة وه��و المولود ألب‬ ‫ليب��ي ‪ ،‬وهذا قرار تمييزي ‪ ،‬ال يس��اوى بين أبناء الوطن‬ ‫الواحد وينتقص من حقهم الدستوري في الترشح ‪ ،‬ويقسم‬ ‫المواطنين لدرجات وهو ما يتعارض مع مفهوم المواطنة‬ ‫‪ ،‬وكذل��ك اإلع�لان العالمي لحقوق اإلنس��ان ‪ ،‬واإلعالن‬ ‫الدس��توري ‪ ،‬وكذلك قان��ون انتخاب��ات المؤتمر الوطني‬ ‫العام ‪،‬األمر الذي ال يساوى بين المواطنين ‪.‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬مراقبة اإلج��راءات المطبقة من اللجنة المش��رفة‬ ‫والمشاركين فى العملية ‪.‬‬ ‫شاعت في العديد من اللجان المخالفات اإلجرائية التالية ‪:‬‬ ‫* ع��دم وجود مندوبين للمرش��حين ف��ي العديد من لجان‬ ‫الدوائر وقت فتح اللجان صباحا‪ ،‬وعند الفرز ‪.‬‬ ‫* نق��ص بطاقات اإلقتراع في عدد م��ن مراكز االقتراع‬ ‫حين تم فتح اللجان وصل إلى (‪ 40‬اس��تمارة ناقصة في)‪،‬‬ ‫وتلقى مراقبو الجمعية ش��كوى من وكيل أحد المرش��حين‬ ‫تفي��د بأن االس��تمارات الناقص��ة قد يتم تس��ويدها لصالح‬ ‫أحد المرش��حين ووضعها في الصناديق فيما بعد‪.‬وقد بلغ‬ ‫النقص في محطة ‪ 2‬مدرس��ة بن خل��دون بالدائرة األولى‬ ‫‪ 400‬استمارة وتم أخذ ‪ 100‬بطاقة من محطة ‪ 1‬ليستكمل‬ ‫الناخبين االقتراع ‪.‬‬ ‫* تأخر وص��ول صناديق االقتراع في العديد من الدوائر‬ ‫‪ ،‬حيث وصلت بعض الصناديق الساعة التاسعة وبعضها‬ ‫الساعة العاشرة والنصف ‪.‬‬ ‫* س��قوط أس��ماء العديد من الناخبين من الس��جالت ‪ :‬في‬ ‫بعض الدوائر مثل الدائرة الس��ابعة ففي مدرس��ة الرابطة‬ ‫بلغ عدد األس��ماء الساقطة من سجالت الناخبين ‪ 5‬أسماء‬ ‫‪ .‬في محطة ‪. 2‬‬ ‫*أوراق زائ��دة في بع��ض اللجان مث��ل ‪ :‬الدائرة األولى‬ ‫مركز ‪ 8‬محطة ‪. 1‬العدد الزائد ‪ 43‬بطاقة اقتراع ‪.‬‬

‫وأيضا ً بمركز المعاقين كان عدد الناخبين ‪ 61‬والبطاقات‬ ‫‪ 90 ، 151‬بطاقة زائدة‬ ‫*لوح��ظ ع��دم تعلي��ق س��جالت الناخبين خ��ارج مراكز‬ ‫االقتراع في عدد من الدوائر ‪.‬‬ ‫*تك��رار أس��م مرتين في أحد الس��جالت الدائ��رة األولي‬ ‫مركز ‪ 5‬محطة ‪ 1‬صندوق ‪. 1‬‬ ‫* لم تقم اللجان المشرفة بعد البطاقات ومقارنتها بسجالت‬ ‫الناخبين في بعض محطات االقتراع ‪.‬‬ ‫* ع��دم وج��ود خانة للتوقيع أمام أس��ماء الناخبين في كل‬ ‫الدوائ��ر وهى مخالفة جس��يمة تس��هل التصوي��ت مرتين‬ ‫للشخص الواحد ‪.‬‬ ‫وه���ذه المخالفات اإلجرائية تك���رر رصدها في عدد من‬ ‫مراكز االقتراع ‪.‬‬ ‫ثالثا ً ‪ :‬مراقبة الممارسات المصاحبة لعملية االقتراع ‪.‬‬ ‫المخالفات االنتخابية التي ارتكبها المرشحون للتأثير على‬ ‫الناخبين حيث‪:‬‬ ‫* شوهد في بعض اللجان ‪.‬‬

‫‪ )2‬س���جالت الناخبي���ن ‪ :‬هي الخط��وة األول��ى إلجراء‬ ‫إنتخاب��ات س��ليمة‪ ،‬ومما يؤس��ف ل��ه عدم انضب��اط هذه‬ ‫الس��جالت ‪ ،‬من حيث الترتيب والس��قط والتكرار ‪ ،‬حتى‬ ‫وإن كانت األخطاء التي رصدت بها قليلة ‪.‬‬ ‫‪ )3‬اإلشراف القضائي‪ :‬يرى المرصد أن عدم وجود قضاة‬ ‫عل��ى الصناديق االنتخابية قد أدى في الكثير من الحاالت‬ ‫إلى حدوث مخالفات جسيمة تُش ِّكك في نتائج االنتخابات‪.‬‬ ‫‪ )4‬موظفو اللجان‪ :‬يوصي المرصد الس��لطات المختصة‬ ‫بتنظي��م دورات تأهيلي��ة للموظفين القائمي��ن على اللجان‬ ‫لتعريفهم بالقوانين المنظمة للعملية االنتخابية وإجراءاتها‬ ‫السليمة‪.‬‬ ‫‪ )5‬الناخبون‪ :‬يوصي المرصد بإجراء حمالت توعية من‬ ‫خالل أجهزة اإلعالم ومؤسس��ات صناع��ة الوعي لحث‬ ‫المواطنين على اإلدالء بأصواتهم‪.‬‬ ‫‪ )6‬الس���لطة التنفيذي���ة‪ :‬يوص��ي المرص��د بض��رورة‬ ‫التزام الس��لطات التنفيذية معايي��ر الحيدة التامة تجاه كافة‬ ‫المرش��حين والقيام بدورها دون التدخل في س��ير العملية‬

‫* وجود الفتات لمرش��حين يوم اإلقتراع مثل س��ور أحد‬ ‫المدارس بالدائرة ‪ 9‬مركز ‪ 2‬بمنطقة اللويفية ‪.‬‬ ‫* وص��ول احد المرش��حين وأبنه يرت��دون ماليات عليها‬ ‫صورة ورمز المرشح ‪ ،‬الدائرة العاشرة ‪.‬‬ ‫* وج��د ملص��ق ألحد المترش��حين داخل اللجن��ة الثامنة‬ ‫محطة ‪ 1‬صندوق ‪ 7‬بمنطقة الحليس ‪.‬‬ ‫* قام اللجنة المشرفة بالدائرة الحادية عشر مركز ‪ 7‬بمنع‬ ‫عدد من الناخبين من التصويت لنس��يانهم إحضار إيصال‬ ‫التسجيل ‪.‬‬ ‫التوصيات ‪-:‬‬ ‫‪ )1‬اللجنة العليا لالنتخابات‪ :‬توصي الجمعية بضرورة أن‬ ‫تكون اللجنة العليا المش��رفة عل��ى االنتخابات لجنة يتمتع‬ ‫أفراده��ا بالنزاه��ة التامة وعدم التمييز بي��ن المواطنين ‪،‬‬ ‫وأن تتوفر آلية س��ريعة للطعن عل��ى قراراتها ‪ ،‬حتى يتم‬ ‫إنصاف أصحاب الدعاوى في وقت يمكنهم من الحصول‬ ‫على حقوقهم ‪.‬‬

‫االنتخابية‪.‬وبالفع��ل حدث هذا فى انتخابات محلى بنغازى‬ ‫ونتمنى أن يستمر فى كل االنتخابات القادمة‬ ‫‪ ) 7‬القواني���ن المنظم���ة للعملي���ة ‪ :‬يوص��ى المرصد‬ ‫بضرورة إصدار قانون موحد للمجالس المحلية‪.‬‬ ‫الخالصة‪-:‬‬ ‫ش��ابت انتخابات مجلس محلى بنغ��ازي بعض المخالفات‬ ‫االنتخابي��ة واإلجرائي��ة على النحو المذك��ور بالصفحات‬ ‫الس��ابقة ‪ ،‬ويرى المرصد أن تل��ك المخالفات تتعارض و‬ ‫المعايي��ر الدولية لالنتخابات الح��رة والنزيهة وكذلك مع‬ ‫القواني��ن المنظمة للعملية االنتخابية ؛ لكنها ال تش��كك في‬ ‫صحة النتائج ‪ ،‬حيث أنها لم تصل لحد االنتهاكات الجسيمة‬ ‫التي توجب إعادة العملية االنتخابية أو إلغاء نتائجها ‪.‬‬

‫‪ 28‬مايو ‪2012‬‬ ‫ناصر الهواري‬ ‫رئيس المرصد الليبى لحقوق اإلنسان‬ ‫مدير حملة المراقبة‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬

‫بيان التيار الشبابي اللييب مبناسبة الذكرى‬ ‫‪ 63‬لإلعالن التارخيي إلمارة برقة‬ ‫‪ -‬إع�لان برق��ة التاريخي كان فعل وحدة ال فعل انفصال !! وهو يوم وطني نحتفل‬‫به تأكيدا على الوحدة الوطنية ألنه قاد لوالدة الدولة الليبية الحرة الواحدة الموحدة ‪--‬‬ ‫بسم هللا والصالة والسالم على خير خلق هللا محمد بن عبدهللا‬ ‫تحي��ة الحري��ة والكرامة والمجد والخلود لألباء المؤسس��ين و الش��هداء الذين بذلوا‬ ‫أنفس��هم في س��بيل إقامة الدولة الليبية الحرة الواحدة الموحدة ‪.‬ونحن نحيي الذكرى‬ ‫‪ 63‬لإلع�لان التاريخ��ي إلمارة برقة تحت قيادة الملك ادري��س رحمه هللا ‪ ..‬نحييها‬ ‫ونحن نفتخر بتاريخ األجداد واألباء المؤسس��ين ‪ ..‬فكل تلك الجهود المباركة س��واء‬ ‫اعالن الجمهورية الطرابلس��ية أو اعالن امارة برقة أو اعالن اس��تقالل ليبيا ‪ ،‬كلها‬ ‫قادت لوالدة ليبيا الدولة الحرة الواحدة الموحدة ‪ ،‬التي أعدنا تأسيسها كجيل الشباب‬ ‫من جديد بعد أن حررناها من حكم الطاغية معمر المقبور الذي اغتصبها لما يقارب‬ ‫النصف قرن ‪ ،‬وها نحن اليوم مقبلين على أهم اس��تحقاق وطني لتأس��يس دولة ليبيا‬ ‫الجدي��دة من خالل انتخاب المجلس التأسيس��ي للدولة المتمث��ل في المؤتمر الوطني‬ ‫العام ‪ ،‬هذا يضع على عاتقنا كجيل الشباب أمانة ومسؤولية تجعلنا عازمين بكل ما‬ ‫اوتين��ا من قوة على توحيد الجه��ود وتنظيم الصفوف لضمان وحدة الصف الداخلي‬ ‫وتنمية ثقافة الحوار ونبذ العنف واإلقصاء أيا ً كان مصدره أو هدفه ‪ ،‬من أجل خلق‬ ‫تن��وع يؤدي إلى جودة في األداء تحقيقا ً للصال��ح العام ‪ ،‬والوقوف بحزم وثبات من‬ ‫خالل الوسائل السلمية الديمقراطية أمام أي اضطرابات قد تؤدي بنا إلى االنحراف‬ ‫عن مس��ار مبادئ وأهداف ث��ورة فبراير المجيدة ‪ ،‬األمر ال��ذي يُربك ويُعرقل قيام‬ ‫الدولة التي يتطلع إليها كافة الليبيين والليبيات ‪ ،‬و نؤكد على التالي ‪:‬‬ ‫‪ 1‬التأكي��د عل��ى الهوية االس�لامية العربية للش��عب الليبي و التأكي��د على الوحدة‬‫الوطنية من خالل تحقيق المصالحة الوطنية والعدالة االنتقالية ‪.‬‬

‫‪ 2‬دعم ُكل الجهود المبذولة لتأسيس جيش وأمن وطني قوي ‪ ،‬فالجيش الليبي سور‬‫الوطن واألمن الوطني حافظا ً له ‪.‬‬ ‫‪ 3‬المس��اهمة في تفعيل دور السلطات العامة في الدولة ومنظمات المجتمع المدني‬‫‪ ،‬للنهوض بليبيا إلى دولة القانون والمؤسسات ‪.‬‬ ‫‪ 4‬السيادة الوطنية للدولة الليبية على كامل التراب والثروات والقرار السياسي ‪.‬‬ ‫‪ 5‬ليبيا دولة ديمقراطية قائمة على أُس��س الحكم الرش��يد والتداول الس��لمي للسلطة‬‫والتعددية الحزبية وتمكين المجتمع المدني والمشاركة السياسية ‪.‬‬ ‫‪ 6‬ليبيا دولة مدنية ‪ ..‬تقوم على العدل والمس��اواة و مبدأ المواطنة و احترام حقوق‬‫اإلنسان والحريات العامة واإللتزام بالعهود والمواثيق الدولية ذات الصلة ‪ ،‬يحكمها‬ ‫القان��ون ‪ ،‬وتنتفي فيها كل النعرات والدعوات العرقية والطبقية والطائفية والجهوية‬ ‫والقبلية وتنبذ التعصب الديني والفكري‪.‬‬ ‫‪ -‬إع�لان برق��ة التاريخي كان فعل وحدة ال فعل انفصال !! وهو يوم وطني نحتفل‬‫به تأكيدا على الوحدة الوطنية ألنه قاد لوالدة الدولة الليبية الحرة الواحدة الموحدة ‪--‬‬ ‫نحن التيار الش��بابي الليبي س��نعمل بكل ما اوتينا من قوة للرقي بوطننا فنحن جيل‬ ‫التمكين الذي س��يبني ليبيا دولة حرة واحدة موحدة قوية رائدة فعالة فاعلة بين دول‬ ‫العالم وعاشت ليبيا حرة موحدة ‪.‬‬ ‫حرر في بنغازي "عاصمة الثورة وقلب ليبيا النابض "‬ ‫الجمعة ‪6- 1-‬ـ ‪2012‬ـ‬ ‫التيار الشبابي الليبي‬ ‫ثورة فبناء فنهضة فنماء‬

‫االهتمام بربامج التدريب يف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬ ‫في س��ياق مس��اعي الوزارة لتنمية ق��درات وكفاءات‬ ‫أعض��اء هيئ��ة التدري��س واإلدارات بالجامعات ‪،،‬‬ ‫أنجزت الوزارة البرامج اآلتية ‪-:‬‬ ‫أوالً ‪ :‬ورش��ة عم��ل تحت عن��وان " برنام��ج القيادة‬ ‫واإلدارة في التعليم العالي " والتي قام بإنجازها فريق‬ ‫تدريب��ي من مؤسس��ة ‪Leadership Foundation‬‬ ‫‪ for Higher Educator‬البريطانية تحت إش��راف‬ ‫المجلس الثقافي البريطاني مكتب ليبيا خالل الفترة من‬ ‫‪3/2012/-/25-29‬م ‪.‬‬ ‫وق��د احتضن��ت هذه الورش��ة ع��دد (‪ )30‬متدرب‬ ‫يمثل��ون الجامعات والكلي��ات التقني��ة والمعاهد العليا‬ ‫العامة باإلضافة إلى (‪ )3‬من طاقم الوزارة ‪.‬‬ ‫وتضمن��ت الورش��ة ع��دد م��ن الجلس��ات التدريبي��ة‬ ‫وتنوعت طرق األداء بين أساليب المحاضرة ‪ ،‬والعمل‬ ‫ف��ي مجموع��ات صغي��رة ‪ ،‬والنق��اش بي��ن المدربين‬ ‫والمستهدفين ‪ ،‬وكذلك توزيع مواد عملية للتدريب من‬ ‫خالل ما دار في فعاليات الورشة ‪.‬‬ ‫ثاني��ا ً ‪ :‬محاضرة تحت عنوان"اس��تراتيجيات إصالح‬ ‫التعلي��م العالي"ألقاه��ا الس��ير‪/‬مايكل بارب��ر(‪Sir‬‬ ‫‪ )Michal Barber‬ي��وم األربعاء ‪2012 /05 /09‬م‬ ‫بمقر األكاديمية الليبية ‪ /‬جنزور ‪.‬‬ ‫يذكر أن الس��يد ميش��يل عمل لفترة كأستاذ زائر بكلية‬

‫التربي��ة جامع��ة هارف��رد ‪ ،‬وحصل عل��ى الدكتواره‬ ‫الفخرية من جامعتي ‪ :‬ايكزيتر ونوتنقهام ‪.‬‬ ‫وقد حضر هذه المحاضرة الس��ادة رؤس��اء الجامعات‬ ‫وعم��داء الكلي��ات والمعاه��د العليا العام��ة وعدد من‬ ‫المعنيي��ن بال��وزارات ذات العالق��ة ‪ ،‬وبع��ض من‬ ‫الوزارات األخرى‪ ،‬وزارة االقتصاد ‪ ،‬ووزارة العمل‬ ‫‪ ،‬ووزارة التربية والتعليم ‪.‬‬ ‫وعنيت المحاض��رة في مجملها بإس��تراتيجية التعليم‬ ‫الس��يما في االنتقال م��ن الدكتاتورية إلى الديمقراطية‬ ‫وأثرها على إصالح التعليم العالي ‪.‬‬ ‫ثالثا ً ‪ :‬ورش��ة عمل تحت عنوان " المواطنة الفعالة "‬ ‫التي استضافتها جامعة بنغازي وبمشاركة الجامعات‬ ‫العام��ة األخ��رى ‪ ،‬وذل��ك ي��وم ‪2012 /05 /12‬م‬

‫واستمرت لمدة ثالثة أيام‪ .‬وهذه الدورة تؤسس لمناهج‬ ‫ومفهوم التربية الوطنية وثقافتها وقد حضرها أعضاء‬ ‫هيئ��ة تدري��س من جمي��ع الجامعات العام��ة و نفذها‬ ‫االستاذ علي بو زعكوك‪.‬‬ ‫رابع��ا ً ‪:‬تنفيـــ��ذ محاض��رات عام��ة ودورة تدريبي��ة‬ ‫بالتنس��يق م��ع ش��ركة المب��ادرة للتدري��ب والتأهي��ل‬ ‫واالستشارات ‪ ،‬خالل الفترة ما بين ‪20-26/5/2012‬م‬ ‫من خالل محاضرات في ‪:‬‬ ‫(‪ )1‬مهارات التفكير اإلبداعي‪.‬‬ ‫وكان مقررا لها االنعقاد في جامعة طرابلس لكنها لم‬ ‫تعقد بسبب الظروف المترتبة عن اعتصامات مزمعة‬ ‫للعاملين بالجامعة ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬روح االبداع ودورها في تطوير العليم العالي ‪.‬‬ ‫ألقاها السيد‪ /‬د‪.‬جمال أحمد بادي ‪ -‬أستاذ زائر وعضو‬ ‫هيئ��ة تدريس بالجامعة اإلس�لامية العالمي��ة بماليزيا‬ ‫بمدرج االكاديمية الليبية بجنزور‪.‬‬ ‫دورة تدريبية في مجال التفكير االبداعي‬ ‫(‪ )2‬‬ ‫ت��م تنفيذها ألعضاء هيئة التدريس بعدد من الجامعات‬ ‫العامة في مج��ال التفكير االبداع��ي ولمدة يومين في‬ ‫مركز تدريب اللغات بجامعة طرابلس‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬

‫‪07‬‬

‫رئيس الوزراء يقدم تعازيه لألسر االيطالية واحلكومة‬ ‫والشعب اإليطالي يف احداث الزلزال األخرية‬ ‫تقدم رئيس الوزراء عبدالرحيم الكيب بتعازيه لألس��ر‬ ‫االيطالي��ة التي نكبت في احداث الزلزالل الذي ضرب‬ ‫اقلي��م ايمليا رومانيا بش��مال ايطاليا مؤخ��را‪ .‬كما عبر‬ ‫عن مواس��اته ألس��ر الموتي والمتضررين وللحكومة‬ ‫اإليطالية وللشعب االيطالي جراء هذه الكارثة االنسانية‬

‫المفزع��ة‪ ،‬التي ادت الى موت أكثر من ‪ 10‬أش��خاص‬ ‫وإصاب��ة أكثر م��ن مائة آخرين‪ .‬وقد أعرب عن أس��اه‬ ‫وألمه لما تس��بب فيه الزلزال من فزع وذعر وتش��ريد‬ ‫بين الس��كان‪ ،‬وما أدى اليه من خس��ائر مادية واضرار‬ ‫كبيرة‪.‬‬

‫رئيس احلكومة االنتقالية يقدم تعازي احلكومة والشعب اللييب‬ ‫لدولة قطر يف ضحايا حريق جممع فيالجيو التجاري‬ ‫طرابلس ‪ 31‬مايو ‪ :2012‬قدم رئيس الحكومة االنتقالية‬ ‫الدكت��ور عبدالرحيم الكيب تعازي الحكومة والش��عب‬ ‫الليب��ي لدولة قطر ف��ي ضحايا الحريق الذي ش��ب في‬ ‫مجم��ع فيالجي��و التجاري والذي أس��فر ع��ن وفاة ‪19‬‬ ‫شخصا بينهم ‪ 13‬طفال‪.‬‬

‫ج��اء ذلك ف��ي اتصال هاتف��ي أجراه رئي��س الوزراء‬ ‫الكيب مس��اء ام��س الخمي��س برئيس ال��وزراء وزير‬ ‫الخارجية في دولة قطر الش��يخ حمد بن جاسم آل جبر‪.‬‬ ‫تغمد هللا الموتى برحمته وأس��كنهم فس��يح جناته وألهم‬ ‫آلهم وذويهم الصبر والسلوان‪.‬‬

‫يف اتصال هاتفي من مدينة سبها يف تصريح خاص لـ ميادين ‪-‬‬

‫العقيد ونيس بومخادة آمر قوات الصاعقة ‪:‬‬

‫أتوقع يف املرحلة القادمة أن ُتنافس مدينة سبها املدن الليبية االخرى ‪،‬‬ ‫وحتديدا على صعيد االنتخابات‬ ‫منذ أكثر من ش��هر أنا موجود بمدينة سبها ‪ ،‬وأتواجد‬ ‫حاليا بس��بها المركز ‪ ،‬االمور تس��ير س��يرا حس��نا ‪،‬‬ ‫هناك نخب تعمل ف��ي الجامعة في التنظيمات المدنية‬ ‫‪ ،‬النس��اء ‪ ،‬والش��باب ‪ ،‬أمنوا أنه على الليبين في كل‬ ‫مناط��ق ليبيا أن يس��يروا الى االم��ام ويقلبوا صفحة‬ ‫الماضي بكل س��يئاتها ومشاكلها ‪ ،‬اتوقع في المرحلة‬ ‫القادمة أن تنافس مدينة س��بها الم��دن الليبية االخرى‬ ‫‪ ،‬وتحدي��دا عل��ى صعيد االنتخابات س��نرى االفضل‬ ‫واالكث��ر تنظيمي��ا هنا بفض��ل وع��ي ورجاحة عقل‬ ‫س��كانها وهذه هي س��بها التي عهدناها قبل أن يغيب‬ ‫الطاغي��ة دورها وحضوره��ا ويس��تخدمها كتابع له‬ ‫ومنفذ الوامره ‪.‬‬ ‫ماذا عن ما يش��اع م��ن اضطراب��ات وفوضى أمنية‬ ‫في غيبة التغطية االعالمية لش��ؤون جنوبنا الحبيب ؟‬ ‫ت ‪،‬هناك تضخيم واش��اعات‬ ‫هو مايش��اع كما أش��ر ِ‬ ‫ُمغرض��ة ‪ ،‬ع��ارض بس��يط ربم��ا بع��ض توتر بين‬ ‫بعض الش��باب يتم تكبي��ر القصة لتصبح خالف قبيلة‬ ‫؟؟ أس��مع عن قصص ملفقة عن احي��اء تخص التبو‬ ‫واحي��اء تخص أخرين وكالهما ال يدخل مكان االخر‬ ‫؟ هذا كالم ملفق وأكاذيب ‪ ،‬الحمدهلل االمور متحس��نة‬ ‫ومس��تقرة وال م��كان لم��ن يتصيد في مائ��ه العكر ‪،‬‬ ‫وبجهود اهالي سبها الطيبين والمتعاونين مع بعضهم‬ ‫البعض ‪ ،‬التب��و يذهبون ويمارس��ون حياتهم اليومية‬

‫وذل��ك حقهم كما حق كل مواطن ومواطنة في جنوبنا‬ ‫‪ ،‬س��بها االن أمنة وال صحة لما يش��اع من عزلة فئة‬ ‫عن أخرى ‪ ،‬التبو واهالي س��بها مندمجين وملتحمين‬ ‫لم يعد هناك احقاد أو احتقانات او مشاكل ‪ ،‬بدأ حُكماء‬ ‫المدينة جهودا أدت دورها والحمدهلل مازالوا يكملون‬

‫العقيد ونيس بومخادة‬

‫مش��وارهم في تهدئة االوضاع بين القبائل المختلفة ‪،‬‬ ‫وهنا الجيش الوطني يؤدي دوره ‪،‬ونحن نتبع رئاس��ة‬ ‫االركان واتصاالتنا منظمة ومباش��رة ‪ ،‬وسبها أيضا‬ ‫بها عضو مجلس عس��كري وتم ضم الكتائب وهناك‬ ‫تع��اون والتف��اف ودعم فيما بينهم وبي��ن الناس الذين‬ ‫يريدون االمن واالمان ‪.‬‬ ‫وماذا عن الحدود الجنوبية لليبيا ؟‬ ‫موضوع الحدود موضوع شائك ‪ ،‬ومعقد فالحدود كل‬ ‫شيء فيها مباح وانت تعرفين الجغرافية الصحراوية‬ ‫المفتوحة والخالية من أي منظومة للحماية وقد أهملها‬ ‫نظ��ام المقبور وتركت حس��ب مزاجه السياس��ي في‬ ‫عالقته بدول الجوار ‪،‬وعلينا هنا أن نذكر بدور الثوار‬ ‫في تأمي��ن الحدود ‪ ،‬رغم أننا لدين��ا دورية تعرضت‬ ‫ألطالق رصاص من قبل مروجي المخدرات أرادوا‬ ‫أن يجتازوا الحدود بما يقارب أربعة سيارات محملة‬ ‫بالمخدرات ‪ ،‬مما أدى الى مقتل أحدهم وجرح أربعة‬ ‫‪.‬ولن ننسى االشارة الى الهجرة الغير شرعية االفارقة‬ ‫بصف��ة عام��ة الصومال ‪ ،‬ارتيري��ا ‪ .... ،‬ومؤخرا تم‬ ‫ضبط مهاجرين من باكستان وبنغالديش !‬ ‫نحتاج الى وقفة جادة وقد ناشدنا عبر وسائل االعالم‬ ‫المختلفة المرئية والمسموعة وزارة الداخلية ووزارة‬ ‫الدفاع ‪ ،‬ألن يقوما بدورهما في المنطقة الجنوبية كما‬ ‫أمنوا منطقتي الشرق والغرب ‪ ،‬ونتمنى ‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬

‫هيومن رايتس ‪ :‬على جملس األمن أن يضغط على ليبيا لوقف اإلفالت من العقاب‬ ‫جملس األمن ينتظر عرض مدعي عام احملكمة اجلنائية الدولية ملستجدات حتقيقاته‬ ‫عل��ى مجلس األمن أن يعلن بوض��وح للحكومة الليبية أنه‬ ‫عندم��ا أحال الوضع ف��ي ليبيا للمحكم��ة الجنائية الدولية‬ ‫قب��ل الحرب‪ ،‬لم يكن يقصد أنه س��يتغاضى عن تجاوزات‬ ‫الط��رف المنتص��ر‪ .‬وثقت هيومن رايت��س ووتش جرائم‬ ‫مروع��ة ف��ي ليبيا حتى بعد س��قوط حُك��م القذافي‪ ،‬وعلى‬ ‫المجلس االنتقال��ي أن يعرف أن الجنائية الدولية ما زالت‬ ‫قادرة على التحقيق في االنتهاكات التي تشهدها ليبيا‪.‬‬ ‫(وقال��ت هيوم��ن رايتس ووتش إن عل��ى أعضاء مجلس‬ ‫األمن باألمم المتحدة أن يدينوا محاوالت المجلس االنتقالي‬ ‫الليبي لمنع المحاس��بة على الجرائم الجسيمة والقائمة في‬ ‫ليبيا حالياً‪..‬‬ ‫وقد قام المجلس االنتقالي الليبي في الثاني من مايو ‪2012‬‬ ‫بتفعيل قانون جديد يمنح حصانة شاملة لمن ارتكبوا جرائم‪،‬‬ ‫إن كان��ت جرائمهم تهدف إلى "إنج��اح أو حماية الثورة"‬ ‫ضد معمر القذافي‪ .‬وثقت هيومن رايتس ووتش انتهاكات‬ ‫جس��يمة ارتكبتها الميليشيات المناوئة للقذافي أثناء النزاع‬ ‫المسلح‪ ،‬وكذلك أعمال قتل وتعذيب واختفاءات قسرية‪.‬‬ ‫وق��ال ريتش��ارد ديكر‪ ،‬مدي��ر برنامج الع��دل الدولي في‬ ‫هيوم��ن رايت��س ووتش‪" :‬عل��ى مجلس األم��ن أن يعلن‬ ‫بوض��وح للحكومة الليبية أنه عندما أحال الوضع في ليبيا‬ ‫للمحكم��ة الجنائية الدولية قبل الح��رب‪ ،‬لم يكن يقصد أنه‬ ‫سيتغاضى عن تجاوزات الطرف المنتصر‪ .‬وثقت هيومن‬ ‫رايتس ووتش جرائم مروعة في ليبيا حتى بعد سقوط حُكم‬ ‫القذاف��ي‪ ،‬وعلى المجلس االنتقال��ي أن يعرف أن الجنائية‬ ‫الدولية ما زالت ق��ادرة على التحقيق في االنتهاكات التي‬ ‫تشهدها ليبيا"‪.‬‬ ‫القان��ون رق��م ‪ 38‬الجدي��د‪" ،‬بش��أن بع��ض اإلج��راءات‬ ‫الخاص��ة بالمرحلة االنتقالية" ورد في��ه أنه لن تتم معاقبة‬ ‫"ما استلزمته ثورة السابع عشر من فبراير من تصرفات‬ ‫عس��كرية أو أمني��ة أو مدنية قام بها الث��وار بهدف إنجاح‬ ‫الث��ورة أو حمايته��ا"‪ .‬قال��ت هيوم��ن رايت��س ووتش إنه‬ ‫م��ن الواض��ح أن فرض هذا القانون ب��ادرة قوية على أن‬ ‫السلطات الليبية غير مستعدة للتحقيق في الجرائم المرتكبة‬ ‫من جميع األطراف‪.‬‬ ‫وقال��ت هيومن رايتس ووت��ش إن أي عفو يقدمه المجلس‬ ‫االنتقال��ي لن يك��ون فعاالً في أي محاكم ب��دول أخرى أو‬ ‫محاك��م دولية مث��ل المحكم��ة الجنائية الدولي��ة‪ ،‬صاحبة‬ ‫االختصاص في نظر االنتهاكات الجسيمة للقانون الدولي‪.‬‬ ‫للمحكمة الجنائية الدولية اختصاص قائم في جرائم الحرب‬ ‫والجرائم ضد اإلنس��انية المرتكبة في ليبيا منذ ‪ 15‬فبراير‬ ‫‪ ،2011‬أخ��ذاً في االعتبار – من بين عوامل أخرى – ما‬ ‫إذا كانت الس��لطات الليبية مس��تعدة وقادرة على محاكمة‬ ‫المسؤولين عن هذه الجرائم‪.‬‬ ‫انته��ى تقري��ر لبعث��ة أممية لتقص��ي الحقائ��ق صدر في‬ ‫‪ 2‬م��ارس إلى أن الميليش��يات المعارض��ة للقذافي بمدينة‬ ‫مصراتة ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد اإلنسانية أثناء‬ ‫النزاع‪ ،‬ويبدو أنها ارتكبت جرائم ضد اإلنسانية في الفترة‬ ‫التالية على انتهاء النزاع‪ .‬تورطت بعض الميلش��يات من‬ ‫مصراتة في جرائم جس��يمة‪ ،‬مثل إعدام ‪ 53‬شخصا ً على‬ ‫األق��ل – على م��ا يبدو – ف��ي أكتوبر ‪ 2011‬في س��رت‬ ‫وطردها قسراً لنحو ‪ 30‬ألف نسمة من بلدة تاورغاء‪.‬‬ ‫في رسالة بتاريخ ‪ 4‬أبريل أرسلتها هيومن رايتس ووتش‬ ‫إلى القيادة العسكرية والمدنية لمصراتة‪ ،‬حذرت السلطات‬

‫م��ن الجرائ��م الجس��يمة الت��ي ترتكبها بعض ميليش��يات‬ ‫مصرات��ة‪ ،‬وبينها إس��اءة معامل��ة المحتجزي��ن طرفهم‪،‬‬ ‫وقالت إنه يجب محاسبة قيادة مصراتة على هذه الجرائم‪،‬‬ ‫من قبل المحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬ ‫في رد بتاريخ ‪ 11‬أبريل قال المجلس المحلي لمصراتة إنه‬ ‫ش��كل لجنة مكلفة بمنع االنته��اكات في مراكز االحتجاز‪.‬‬ ‫إال أن ثالثة محتجزين ماتوا في ‪ 13‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬وربما‬ ‫كان التعذيب هو الس��بب‪ ،‬بحسب ما ذكرته األمم المتحدة‪.‬‬ ‫أرسل المجلس العسكري لمصراتة رداً إلى هيومن رايتس‬ ‫ووت��ش في ‪ 3‬مايو‪/‬أيار وذكر فيه أنه لم تقع انتهاكات في‬ ‫السجون الخاضعة إلشرافه‪.‬‬ ‫وقال ريتش��ارد ديك��ر‪" :‬لم تتمك��ن الحكوم��ة الليبية من‬ ‫الس��يطرة عل��ى االنته��اكات الت��ي ترتكبه��ا الميلش��يات‬

‫المعارضة للقذافي‪ ،‬ناهيك عن محاسبة المسؤولين عنها"‪.‬‬ ‫وأض��اف‪" :‬مع محاول��ة المجلس االنتقال��ي بكل وضوح‬ ‫اآلن حماية قادة الميليش��يات م��ن العدالة‪ ،‬فقد أصبح على‬ ‫عات��ق مدعي الجنائية الدولي��ة أن يبذل الجهد للتحقيق في‬ ‫هذه الجرائم"‪.‬‬ ‫ق��ام قضاة المحكمة الجنائية الدولية بإصدار أوامر توقيف‬ ‫بح��ق معمر القذافي ونجله س��يف اإلس�لام القذافي وعبد‬ ‫هللا السنوس��ي رئي��س مخابرات��ه‪ ،‬ف��ي ‪ 27‬يونيو ‪.2011‬‬ ‫الثالث��ة كانوا مطلوبي��ن باتهامات بجرائم ضد اإلنس��انية‬ ‫ج��راء أدوارهم في مهاجمة المدنيين‪ ،‬ومنهم المتظاهرين‬ ‫الس��لميين‪ ،‬ف��ي طرابلس وبنغ��ازي ومصرات��ة وأماكن‬ ‫أخرى في ليبيا‪.‬‬ ‫م��ن المنتظر أن تش��مل جلس��ة مدعي المحكم��ة الجنائية‬ ‫الدولية أمام مجلس األمن تقديم ملخص بأنشطته التحقيقية‬ ‫حتى تاريخه‪ .‬في جلسته األخيرة أمام المجلس في نوفمبر‬ ‫‪ ،2011‬ذك��ر المدعي العام للمحكمة إن مكتبه يركز على‬ ‫جمع أدلة ضد س��يف اإلسالم القذافي وسنوسي في الفترة‬ ‫الس��ابقة للقبض عليهما ومحاكمتهم��ا في الهاي‪ .‬كما أفاد‬ ‫المدعي العام بأنه س��يحقق في مزاعم بوقوع أعمال عنف‬ ‫جنسي‪.‬‬ ‫في تلك الجلس��ة ألم��ح المدعي العام إل��ى مزاعم بجرائم‬ ‫ارتكبته��ا قوات على صلة بالمجلس االنتقالي‪ .‬أش��ار إلى‬ ‫أن مكتب��ه يبحث فيما إذا كان��ت هناك ضرورة لمالحقات‬ ‫وتحقيقات إضافية‪ ،‬وأنه سوف ينظر في أمر فتح تحقيقات‬

‫إضافية‪.‬‬ ‫بينم��ا انتهت إجراءات الجنائية الدولية ضد معمر القذافي‬ ‫بعد وفاته في ‪ 20‬أكتوبر ‪ ،‬فإن القوات المعارضة للقذافي‬ ‫قبضت على سيف اإلسالم القذافي في ‪ 19‬نوفمبر‪/‬تشرين‬ ‫الثاني جنوب��ي ليبيا وتم احتجازه ف��ي الزنتان‪ .‬تم القبض‬ ‫على السنوسي في ‪ 17‬مارس في موريتانيا‪.‬‬ ‫وفي ‪ 1‬مايو طعنت ليبيا في قضية س��يف اإلسالم القذافي‬ ‫الخاصة بالجنائية الدولية‪ ،‬وطلبت تأجيل تسليمه للمحكمة‬ ‫إل��ى حين صدور ق��رار في الطعن‪ .‬دعا قض��اة المحكمة‬ ‫الجنائية الدولية األطراف األخرى إلى تقديم مذكرات رداً‬ ‫عل��ى طعن ليبيا‪ ،‬في موعد أقص��اه ‪ 4‬يونيو ‪ ،‬ولم تفصل‬ ‫المحكمة بعد في طلب التأجيل‪.‬‬ ‫المحكم��ة الجنائية الدولية ال يمك��ن الطعن على أحكامها‪.‬‬ ‫بموج��ب نظ��ام المحكمة الحال��ي‪ ،‬فإذا ق��ررت المحكمة‬ ‫عدم قب��ول قضية ما‪ ،‬فالبد من وج��ود إجراءات تقاضي‬ ‫وطنية داخلية تستوعب الشخص والمخالفة التي ارتكبها‪،‬‬ ‫موض��وع قضية المحكمة الجنائي��ة الدولية‪ .‬كما أن الدول‬ ‫الت��ي تطع��ن ف��ي نظ��ر المحكم��ة الجنائي��ة الدولية ألية‬ ‫قضاي��ا‪ ،‬عليه��ا أن تُظهر اس��تعدادها وقدرته��ا الحقيقيين‬ ‫على تنفيذ المحاكمة بنفس��ها‪ .‬وفي نهاية المطاف‪ ،‬فاألمر‬ ‫من��وط بقضاة الجنائية الدولي��ة‪ ،‬أن يفصلوا فيما إذا كانت‬ ‫إجراءات التقاضي داخل الدولة تفي بمعايير قبول الطعن‬ ‫على نظر الجنائية الدولية للقضايا‪.‬‬ ‫إث��ر انتهاء عه��د القذافي‪ ،‬التزم أعض��اء مجلس األمن –‬ ‫الذين طالبوا بقرار ‪ 1970‬القاضي بإحالة الوضع في ليبيا‬ ‫للجنائية الدولية – الصمت إلى حد بعيد‪ ،‬بشأن التزام ليبيا‬ ‫بالتعاون مع المحكمة‪.‬‬ ‫وقال ريتش��ارد ديك��ر‪" :‬باس��تخدام إج��راءات المحكمة‬ ‫الخاصة بالطعن في نظرها للقضايا‪ ،‬فإن ليبيا تتبع قواعد‬ ‫وإجراءات المحكمة كما طالبها القرار ‪ .1970‬إننا نتطلع‬ ‫ألن يضم��ن مجل��س األمن اس��تمرار المجل��س االنتقالي‬ ‫ف��ي التع��اون الكامل مع ق��رارات القضاة بش��أن القضايا‬ ‫المطروح��ة على طاولة المحكمة‪ ،‬بغض النظر عن نتائج‬ ‫قرارات المحكمة"‪.‬‬ ‫يطالب قرار مجلس األمن الصادر باإلجماع من السلطات‬ ‫الليبية التعاون بش��كل كامل م��ع المحكمة‪ .‬وقالت هيومن‬ ‫رايتس ووت��ش إن االلتزام بإجراءات المحكمة هو مكون‬ ‫أساسي في التعاون الليبي مع المحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬ ‫وألن لي��س ل��دى المحكم��ة الجنائية الدولية قوة ش��رطية‬ ‫خاص��ة بها فهي تعتم��د على تعاون س��لطات الدول‪ ،‬في‬ ‫القبض على وتس��ليم المش��تبهين‪ .‬على ال��دول األطراف‬ ‫ف��ي المحكمة الجنائية الدولية الت��زام قانوني بالتعاون مع‬ ‫المحكم��ة‪ .‬إث��ر القبض على السنوس��ي ف��ي ‪ 17‬مارس‪/‬‬ ‫آذار أحي��ل طل��ب بالقبض عليه وتس��ليمه إل��ى المحكمة‬ ‫الجنائية الدولية‪ ،‬إلى وزارة الخارجية في موريتانيا‪ .‬بينما‬ ‫موريتانيا ليس��ت طرفا ً ف��ي المحكمة‪ ،‬ف��إن قرار مجلس‬ ‫األم��ن ‪ 1970‬يدعو جميع الدول إلى التعاون مع المحكمة‬ ‫الجنائية الدولية‪.‬‬ ‫طبقا ً لمعلومات واردة في طلب ليبيا الخاص بالطعن‪ ،‬فإن‬ ‫صحة السنوس��ي متدهورة‪ .‬قالت هيوم��ن رايتس ووتش‬ ‫إنه كان على موريتانيا أن تس��مح له فوراً بمقابلة محامي‬ ‫وبالحصول على رعاية صحية‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬

‫‪09‬‬

‫من الزواية فوزية عبداهلل ‪ :‬املرأة الليبية يف الظل والرجل أيضاً‬ ‫سلوى العالقي‬

‫بعدما كانت المرأة الليبية في الظل لعدة عقود والتعطيل المتعمد لدورها المفصلي والحساس في‬ ‫المجتمع ‪ ،‬وبعد قيام ثورة فبراير ‪ 2011‬المباركة وتحرير كافة تراب ليبيا العظيمة بدأت تظهر‬ ‫العديد والعديد من الجمعيات واالتحادات النس���ائية في ع���دة مناطق ليبية كصبراتة وطرابلس‬ ‫الزاوي���ة بنغازي أوباري ‪ ...‬وبدأنا نرى من���ذ اندالع الثورة حظور الفت وقوي للمرأة الليبية‬ ‫العنيدة والمجاهدة في المش���هد العام فأمس رأيناها وسط الصورة وراء الرجل تدعمه وتحفزه‬ ‫فضح���ت بأغلى ما تملك من أج���ل الوطن وكانت مثال عظيم إلمرأة لم يعرفها أحد واليوم نراها‬ ‫حاضرة لتش���ارك في تجربة سياس���ية معق���دة وجديدة ولكن هي قادرة عل���ى الدخول في هذه‬ ‫التجربة ‪ ،‬حول هذه النقاط التقيت بالس���يدة فوزية عبد هللا رئيسة اتحاد نساء الزاوية لنتحدث‬ ‫عن تفاصيل بسيطة تخص هذه المرأة المثالية وبدأنا حوارنا كاآلتي‪:‬‬ ‫ــ هناك نخبة من النس���اء قامت بالعمل على إنشاء اتحاد‬ ‫نس���اء الزاوية من هم النس���اء المبادرات بوجود اتحاد‬ ‫نساء الزاوية ‪ ،‬وكيف جاءت فكرة إنشاء اتحاد نسائي ‪ ،‬؟‬ ‫التقينا مجموعة من النس��اء ال أس��تطيع أذكر أسماء يهمنا‬ ‫الوط��ن تهمنا الزاوية التي نحن منه��ا ‪ ،‬تهمنا المرأة حول‬ ‫هذه الفكرة جاء اتحاد نساء الزاوية نحن أول اتحاد أنشيء‬ ‫في ليبيا ‪ 4‬ديس��مبر ‪2011‬بعدها بفترة انش��يء اتحاد نساء‬ ‫بنغازي وضواحيه��ا وعندما أقمنا المؤتم��ر االول للمرأة‬ ‫في الزاوية أتو الينا من طرابلس يس��تعدون العالن اتحاد‬ ‫نسائي ونتعاون نحن ونساء أوباري ويتواصلون معنا عبر‬ ‫صفحتنا عالفيس��بوك ‪ ،‬على أمل زم��ن المفترض في يوم‬ ‫م��ن االيام والطبيعي أن كل هذه االتحادات تكون اتحادات‬ ‫فرعية ويصبح هناك اتحاد نساء ليبي عام ‪،.‬لدينا ‪ 9‬جمعيات‬ ‫منظمين الينا مع االحتفاظ باس��تقاللية كل جمعية ‪ ،‬االتحاد‬ ‫لم نفعل مثل الباقي كاألحزاب أو الجمعيات حفل وصحافة‬ ‫وتليفزيون لالش��هار ‪ ،‬الن االش��هار عمل انتاج المؤسسة‬ ‫فانتاج المؤسسة ومالذي تقدمه هو الذي يشهرها الذي يعلن‬ ‫عن اتحاد نساء الزاوية هي األعمال التي يقوم بها االتحاد‬ ‫‪،‬بدأن��ا أعمالنا بالندوات والتوعوي��ة التثقيفية ورش العمل‬ ‫حول العنف االس��ري ‪ ،‬المرأة والسياس��ة ‪ ...‬المشكلة التي‬ ‫تواجهن��ا اآلن ه��ي أن في بداية التحري��ر كان تواجد كبير‬ ‫من الناس للمش��اركة والحضور وكان هناك تفاعل جميل‬ ‫ولكن اآلن أصبحنا نعمل اعالنات عالفيس��بوك ‪ ،‬ملصقات‬ ‫‪ ،‬مكالم��ات هاتفي��ة ورغم ذلك يأتي الين��ا عدد محدود من‬ ‫‪ ،‬وم��ع ه��ذا العدد المحدود يكيفينا فمثال أتى الينا خمس��ين‬ ‫ش��خص لحضور الندوة أو ورشة عمل هؤالء االشخاص‬ ‫ظه��رو (فكل وحدة هدرزت لجارتها وال زميلتها في ش��ن‬ ‫صار في الن��دوة يعني وصلت المعلوم��ة والتانية روحت‬ ‫للح��وش وحكتها وهك��ذا) به��ذا المعنى الفك��رة التي نود‬ ‫قوله��ا وصل��ت الى عدد الب��أس به من النس��اء ‪ ،‬نحن كنا‬ ‫نعم��ل محاضرات في بيت الثقافة ف��ي مركز البحوث في‬ ‫االماكن العامة والمعروفة والتي تعطى فيها المحاضرات‬ ‫وتعق��د في المؤتمرات والن��دوات فربما يكون من الصعب‬ ‫عل��ى البعض التنقل لمثل هذه األماكن ويكون بذلك س��بب‬ ‫من أس��باب العزوف عن الحضور فنح��ن أصبحنا نذهب‬ ‫غل��ى الم��دارس مدارس معروف��ة في الزاوية كمدرس��ة‬ ‫فاطم��ة الزهراء والمدرس��ة المركزية يعن��ي طالما هم لم‬

‫يأت��و الينا نحن نذهب اليهم فأصبحن��ا نذهب الى المدارس‬ ‫ونعق��د الندوات ونلقي المحاضرات وكان مدراء المدارس‬ ‫متعاوني��ن معن��ا بصراح��ة ‪ ،‬فنحن هدفنا توعي��ة وتثقيف‬ ‫الم��رأة والنهوض بها وتحس��ين صورتها كانت المرأة في‬ ‫عهد الطاغية اللي تخرج والتي تش��ارك موصوفة بصفات‬ ‫نرفضه��ا تمام��ا ‪ ،‬نحن اآلن نخرج ونش��ارك في الندوات‬ ‫واالحتف��االت والمؤتم��رات ونفرض احترامن��ا وكرامتنا‬ ‫لكي تكون بلدنا فخورة بنا وهذا من ش��أنه تحس��ين وتلميع‬ ‫ص��ورة الم��رأة الليبية بعدم��ا كانت ألكثر م��ن ‪ 40‬عاما‬ ‫مغيبة مهمش��ة أو صورة (مرأة اللجان الثورية ) ومن أهم‬ ‫األش��ياء التي حققتها ورش العمل على صعيد المناس��بات‬ ‫االجتماعية فعلى س��بيل المثال في الفت��رة الماضية توفت‬ ‫عمت��ى رحمها هللا وجدت نفس��ي ال أبكي ب��ل نتكلمو عن‬ ‫أعمالنا عن مناش��طنا وتجدي نس��اء مهتم��ة أن تعرف ما‬ ‫الذي يحصل في الحياة العامة يعد الحديث مجرد ( هدرزة‬ ‫ف��ي كالم فاضي ) تغيرت نظرة المرأة بدأ لديها اهتمامات‬ ‫ثقافية سياسية ‪ ،‬فعندما تتحدث عن عيوب الثورة عن ملف‬ ‫الجرحى هذا نتيجة وعي وحرية أكيد فالمرأة الليبية تحتاج‬ ‫لمن يدعمها ويأخذ بيدها‪.‬‬ ‫لدين��ا أعمال خيرية ولكن نحن لس��نا جمعية خيرية هدفها‬ ‫جمع التبرعات ولكن هذه االعمال جزء من من نش��اطاتنا‬ ‫الجانبية وعندنا بحوث ميدانية السر الفقراء لبحث مشاكلهم‬ ‫ومساعدتهم ومن خالل العديد الجوالت الميدانية لبعض هذه‬ ‫األس��ر هناك قصص وحكايا هن��اك ما تدمي القلب وهناك‬ ‫ما تثير الدهش��ة واالس��تغراب هذا عملن��ا المرافق وحاليا‬ ‫متبنيين مل��ف االيتام في الزاوية ‪ ،‬هدفنا االساس��ي أعمق‬ ‫وعلى مدى بعيد ‪ ،‬وهي االس��رة وعماد هذه االسرة المرأة‬ ‫وهو المرأة فكر المرأة ان تظهر المرأة من س��لبيتها فمثال‬ ‫عندما نش��اهد في التليفزيون المرأة التونسية أو المصرية‬ ‫كيف يتحدثون نتسأل حينها ونقول(ليش المرأة الليبية مش‬ ‫زيهم) حت��ى أطفالهم عندما يتحدثون نظ��ل مبهورين بهم‬ ‫نح��ن الكبار بعك��س أطفالنا تجدهم منطويي��ن ‪ ،‬بمعنى أن‬ ‫عندما نوع��و المرأة ضمنت طفل (كويس) الطفل ش��اب‬ ‫المستقبل بهذا المعنى ضمنت مستقبل ليبيا ‪،‬ألن المرأة هي‬ ‫كل ش��ي (وخليهم يقولو مجتمع ذكوري ماهي المرأة اللي‬ ‫ربات��ه )نحن عش��نا الثورة وهذا أكبر مث��ال على مفصلية‬ ‫دور الم��رأة في المجتم��ع وداخل األس��رة ‪ ،‬وهذا يبرهن‬

‫أيضا أن وراء كل رجل عظيم امرأة ‪ ،‬كان من الممكن أن‬ ‫تق��وم األم بمنع أبنائها من الخروج الى الجبهات وهذا ليس‬ ‫صعب��ا عليها ولكن هي التي ش��جعت أبنآها وزوجها على‬ ‫القت��ال والدفاع عن الوطن فمثال رأينا النس��اء في بنغازي‬ ‫(الش��رارة االولى) في المي��دان االيام االول��ى من الثورة‬ ‫هذا المنظر حفز النس��اء بالمناطق االخرى على االنطالق‬ ‫والمش��اركة في الثورة ورأينا في ذل��ك مثال للمرأة الليبية‬ ‫العظيمة ‪.‬‬ ‫من من أهم ش��روط االتح��اد أن تكون عض��وات االتحاد‬ ‫الالتي في الواجهة اال تكون قد س��بق وأن اشتغلت مع ذاك‬ ‫المقبور وانحس��بت عليه فعندما تتص��در الواجهة أحد من‬ ‫هذه النس��اء بالتأكيد س��نفقد احترام الناس وثقتهم بنا ‪ ،‬لكن‬ ‫عندما يتصدر الواجهة نس��اء اشتهرو بنظافتهم من العمل‬ ‫مع��ه هنا الوض��ع مختلف وف��ي نهاية المط��اف ليبيا لكل‬ ‫الليبيين وليبيا تستوعب الجميع ‪ ،‬طالما أنك لم تؤذ أحد فمع‬ ‫مرور الزمن نلتحم مع بعض نحن الليبيون (القذافي ) مات‬ ‫ولكن ثقافته الموبؤة على مدى ‪ 42‬عام لم تمت ولكن نحن‬ ‫نرفض كل من اس��تفاد من النظام بأي ش��كل من االشكال‬ ‫أن يتصدر المش��هد مثال أن يترأس ح��زب أو يرأس نقابة‬ ‫‪ ،‬ليبيا أرض الجميع ولكن يجب أال يتصدر المش��هد فمثال‬ ‫نحن ف��ي عيد الطفل قمنا بحفل أكاديمي��ة جنزور البحرية‬ ‫ألطفال تاورغاء رغم أن تاورغاء لم تبق ش��يء ولم تفعله‬ ‫في مصراتة ولك��ن األطفال هم األطفال ليس لهم ذنب بما‬ ‫ارتكب الكبار ‪.‬‬ ‫ــ بعد ثورة فبراير ‪ 2011‬أصبحنا في ليبيا نأخذ خطوات‬ ‫كبيرة وس���ريعة ‪ ،‬فمن م���رأة مقصاة ومهمش���ة ثقافيا‬ ‫وسياسيا باستثناء البعض طبعا إلى موضوع االنتخابات‬ ‫ومؤتمر وطني عام عملية سياس���ية معق���دة أنتم كاتحاد‬ ‫ونشاط نسائي كيف تس���توعبون هذه التغيرات ؟ وكيف‬ ‫تقيمين سير نش���اط االتحاد بعد خمسة أشهر من إعالنه‬ ‫‪ ...‬ومن خالل هذا االتحاد النس���ائي مالذي تطمحون إلى‬ ‫تحقيقه؟‬ ‫السيدة فوزية ‪ :‬تعويض المرأة الليبية على سنوات االقصاء‬ ‫والتهميش ‪ ،‬ف��رض أداميتها أنا مرأة لكني موجودة ‪ ،‬وأن‬ ‫يك��ون المجتمع مجتمع ذكوري مس��يطر ال فوال المرأة لم‬ ‫يك��ن الرجل فه��ي وراءه وهي التي تدعم��ه نحن ال ننكر‬ ‫فضل الرجل والنس��تطيع فعل شيء بدونه فالوطن يخدمه‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬

‫االثني��ن فمثال موضوع االحزاب اآلن اش��ترطو أن تكون‬ ‫القوائ��م االنتخابية المترش��حة في المؤتم��ر الوطني العام‬ ‫‪ 2012‬رج��ل ام��رأة رجل ام��رأة وهذه اح��دى ايجابيات‬

‫الثورة المساواة بين الرجل والمرأة ‪.‬‬ ‫الحظت ش��يء بع��د الثورة ماهي الثورة ه��ي التغيير فمع‬

‫الثورة اس��تعدنا اكتش��اف ذواتنا من جديد فهناك من كانت‬ ‫لديه��ا االس��تعداد للتغيير م��ن البداية وكان��ت تنتظر هذه‬ ‫اللحظ��ة وهناك من تأثر بهذه الث��ورة وأصبح لديه القابلية‬ ‫للتغيير بس��رعة فحس��ب وجه��ة نظري أن الم��رأة الليبية‬ ‫موج��ودة وإنما كان هناك س��تار يحجبها ‪ ،‬قامت ثورة ‪17‬‬ ‫فبراير سدل الستار ورأينا المشهد المسرحي تسيطر عليه‬ ‫المرأة ‪،‬المرأة الليبية قادرة أن أن تدخل تجربة االنتخابات‬ ‫وبج��دارة ‪ ،‬لدينا نس��اء ف��ي االتحاد دفعنا به��م ليدخلو في‬ ‫االنتخابات ودفعنا أيضا بس��يدات من خارج االتحاد ‪ ،‬ألن‬ ‫المرأة هي المرأة سواء كانت عضوة في االتحاد أو لم تكن‬ ‫فه��دف االتحاد هو الم��رأة والنهوض بها في كل مكان من‬ ‫ليبي��ا ‪ ،‬فالسياس��ة وعي وثقافة واالهتم��ام بالقضايا العامة‬ ‫وغير مش��روط ذلك بش��هادات عليا كي يكون الش��خص‬ ‫سلوى العالقي السيدة فوزية عبد هللا‬ ‫مؤه��ل للدخول في العملية السياس��ية ‪ ،‬فنح��ن في االتحاد‬ ‫راضين جدا إلى ما وصلنا اليه لحد اآلن وحسب امكانياتنا امكانياتهن وأحسو أنهم حققوا ذاتهن ‪.‬‬ ‫الحظ��ي أن تمويلنا ذاتي وال يمك��ن أن يفعل أكثر من هذا وفي نهاية الحوار تقول الس��يدة فوزية للمرأة الليبية ‪:‬أريد‬ ‫حس��ب االمكانيات ‪ ،‬قمنا بنشر مطبوعات عن االنتخابات منه��ا أال تخاف وتطالب بكافة حقوقها دون أن يس��تعطف‬ ‫وعن الدس��تور وحاولنا أن ندعم مش��اريع صغرى وجدنا عليها أحد أو تس��تجدي في ذلك أحد ‪ ،‬فعندما تش��ارك في‬ ‫مجموعة من النساء لديهم الرغبة في االنخراط للعمل معنا االنتخابات هذا من حقها عندما تنخرط للعمل في مؤسسات‬ ‫ولكن ال يس��تطعون أن يخرجو فأخذنا مكانيين واش��ترينا المجتم��ع المدني هذا حقها ‪ ،‬أن تش��ارك الرجل في الحياة‬ ‫لهؤالء السيدات مواد لعمل الحلويات وبعد ذلك تم تسويقهم العام��ة بكاف��ة مجاالتها ه��ذا حقها ‪ ،‬فانطلق��ي أيتها الليبية‬ ‫وتوزيعه��م على عدد من المحالت وهكذا ‪ ...‬فحس��نو من للحياة من كافة جوانبها‪.‬‬

‫حممد شنيب ‪ :‬الصياغة النهائية مليثاق الوفاق الوطين للشعب اللييب سيتم‬ ‫اعتمادها يف احتفال مليوني بساحة التحرير‬ ‫ميادين – فاطمة غندور ‪.‬‬

‫جانب من الحضور‬

‫االس��تاذ محمد شنيب عضو من مجموعة الوفاق الوطني‬

‫الذي��ن حملوا مس��ؤلية الدعوة الى التوافق ولم الش��مل والتأكيد‬ ‫على وحدة االهداف والمصالح تجاه ليبيا الواحدة وان اتس��عت‬ ‫الجغرافي��ا الليبية وبعد تجربة المركزي��ة المجحفة لمدينة على‬ ‫حساب مدن أخرى ‪ ،‬قررت المجموعة اتخاذ ‪.‬‬ ‫خط��وات عملية اعتم��دت العمل الوطني التطوع��ي بااللتقاء‬ ‫بنم��اذج من مكون��ات المجتمع الليبي والتي وس��عت من دائرة‬ ‫ع��رض مقت��رح الميثاق الوطني ‪ ،‬هنا يخص االس��تاذ ش��نيب‬ ‫جري��دة ميادين بتل��ك الخطوات من االجتم��اع االول ببنغازي‬ ‫وحتى اللقاء المليوني القادم لفئات من الش��عب الليبي في ساحة‬ ‫التحرير ببنغازي شرارة الثورة ‪.‬‬ ‫كي��ف بدأت��م كمجموع��ة خطتكم للوح��دة ولم الش��مل وإطالق‬ ‫مشروع الميثاق؟‬ ‫كمجموع��ة وفاق بدأن��ا بطريقة عفوية كل واح��د فينا كان من‬ ‫مدينة ُمختلفة ‪ ،‬ثم جمعتنا اللقاءات وال ُملتقيات التي نشارك فيها‬

‫أونؤس��س له��ا كل في مجاله واهتمامه ‪،‬هك��ذا توحدت والتقت‬ ‫رؤان��ا ألجل ليبيا بعد ثورتنا المباركة ‪،‬ونحن في س��ياق حياتنا‬ ‫وسماعنا لبعض االراء من الداخل والخارج أيضا ‪ ،‬فقد خرجت‬ ‫افكار هدامة وال تس��تند عل��ى مرجعية واقعي��ة ‪ :‬كالقاعدة في‬ ‫شرق ليبيا وكذلك الفيدالية التي تنادي بتقسيم البالد ‪ ،‬بل وصل‬ ‫االم��ر أن هناك من يهدد بانه لن يدخل االنتخابات ‪،‬جراء هكذا‬ ‫نداءات ودعوات وبش��عوري وطن��ي واجب وال جميل والمنة‬ ‫في��ه ‪،‬كان إصرارنا على انته��اج طريق عملي يتقصد التحاور‬ ‫واالس��تماع الى بعضن��ا البعض ولم الش��مل كان ضروري ‪،‬‬ ‫وقلنا دعونا نس��تبق ونحن االخوة ونلُم الليبين على كلمة واحدة‬ ‫بمختل��ف أطيافهم وتوجهاتهم ‪،‬ورصدن��ا أهم مكونات أو البنية‬ ‫االجتماعي��ة ف��ي مدننا المختلفة التي ه��ي تنظيمية وقيادية فلن‬ ‫يك��ون بإمكاننا أن نلتقى بالماليين من ش��عبنا لنتناقش ونتحاور‬ ‫بش��كل موسع ولينتج عنه نقاط اساسية مشتركة ‪،‬ومن نماذجها‬ ‫‪ :‬أعض��اء المجالس المحلية و مجالس الحكم��اء‪،‬و التنظيمات‬ ‫المدنية ‪،‬بما فيها اتحادات نس��ائية وطالبية ش��بابية ‪ ،‬المشترك‬ ‫موضوع أساس��ي ‪ ،‬بل حجر أساس��ي وهو الدس��تور ‪ ،‬نتوافق‬ ‫ونتف��ق عليه ق��رارات ولوائح بم��ا يرضي طموح��ات الليبين‬ ‫والليبيات ستكون المشاكل أقل وكل الجهويات ستكون راضية‬ ‫وال يضي��ع حقه ‪ ،‬التوافق حول الدس��تور مهم – نريد أن نتكلم‬ ‫مع غرب ليبيا والى جنوبها ‪ ،‬سيس��ألون ماذا عن الش��رق فقلنا‬ ‫نتفق أوال في ش��رق ليبيا ونحدد خياراتنا لذلك اعددنا مشروع‬ ‫ميثاق الوفاق الوطني ‪.‬‬ ‫نريد ان نقول ال للمركزية قبل أن نقول ال للفيدرالية‪.‬‬ ‫نري��د ان نق��ول ال للمركزية قبل أن نق��ول ال للفيدرالية ‪ ،‬لكي‬ ‫نتفق على بناء دولة العدالة دولة المساواة ‪ ،‬مااتفق عليه سكان‬ ‫ش��رق ليبيا ‪ ،‬وق��د توجهنا اليهم كل المناطق والقرى الش��رقية‬ ‫‪،‬وطلبن��ا منهم مندوبين يرش��حونهم ثم اجتماعن��ا في بنغازي‪،‬‬ ‫وتم وضع هذا المقترح يوم ‪-5-2012 12‬وتمت الموافقة عليه‬ ‫في منطقة قصر ليبيا بالبيضاء الجبل االخضرحيث التقى اكثر‬

‫محمد شنيب‬

‫من اربعة االف ش��خصية ودعيني أُشير الى ما تكفلت به قبيلة‬ ‫الدرس��ة (تكالي��ف المقر ووجبة الغذاء ) له��ذا اللقاء الوحدوي‬ ‫ال��ذي حضرت في��ه ممثلين من‪ :‬اعض��اء المجالس المحلية و‬ ‫ُمؤسس��ات المجتم��ع المدني ومجال��س الحكم��اء واالتحادات‬ ‫النس��ائية واالتح��ادات الش��بابية ‪،‬في ه��ذا اللقاء ال��ذي حددت‬ ‫جغرافيته من النوفلية الى الحدود المصرية الى الكفرة جنوبا ‪.‬‬ ‫االن‪ ...‬أنتم كمجموعة في طرابلس أين كنتم والى أين وجهتكم؟‬ ‫نحن س��لمنا المقترح وانطلقنا منذ الس��بت الماضي في نش��ره‬ ‫وتداول��ه ‪ ،‬توجهنا من بنغازي الى الوادي االحمر التقينا هناك‬ ‫بالش��باب المعتصمي��ن ‪ ،‬عرضنا المقترح انبس��طوا فالموجود‬ ‫اكث��ر مما حلم��وا وتوقعوه – ث��م الى الغرب مصرات��ه التقينا‬ ‫بالفعالي��ات هناك ‪ ،‬ثم توجهنا الى زليطن ‪،‬الخمس ‪،‬ترهونة ‪،‬و‬ ‫الزاوية وقابلنا سكان الزهراء‪ ،‬الماية‪ ،‬المشاشية في سواني بن‬ ‫يادم ‪،‬وأيضا واعذوروني لعشدم الترتيب الجغرافي ‪ ،‬فنحن كنا‬ ‫أيض��ا في ‪ :‬زوراة ‪،‬رقدالين‪ ،‬صرمان صبراته وهؤالء التقينا‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬

‫بهم في نفس المكان جلس��نا سوية تمكنا من بذر الوفاق بين مدن‬ ‫غرب ليبيا ببيوت الشباب تداولنا نفس المقترح ايضا مع نالوت‬ ‫وب��در وتيجي – وطرابلس التقينا بعينة م��ن تنظيمات المجتمع‬ ‫المدني والنس��ائية والشبابية ‪ ،‬و المجالس المحلية سنذهب غدا ‪،‬‬ ‫وبع��د هذا اللقاء مع ميادي��ن لنكمل رحلتنا الى غريان والزنتان‬ ‫والقلع��ة وجادو وما حولها ‪،‬ثم الى س��بها الم��دن والضواحي‪،‬‬ ‫ث��م الجف��رة ودان وهون ثم الى س��رت مع المجالس والمش��ايخ‬ ‫‪ ،‬وس��أعود ألك��رر أننا ف��ي كل االجتماعات نس��لم صورة من‬ ‫مش��روع الميثاق الوفاق لمناقش��تها وكل مدينة تش��كل لجنة من‬ ‫اربع��ة أو ثالثة أو حتى اثنين يوس��عوت من دائرة المعرفة بما‬ ‫نحم��ل واليصال المقترحات التي قد تخضع للقبول أو لإلضافة‬ ‫‪ ،‬وفي ختام اللقاء نتفق معهم ‪ ،‬مع كل من التقينا بهم ‪ ،‬أن عليهم‬ ‫بعد اش��باعها نقاش��ا وحوارا أن يقوموا باحضارها الى بنغازي‬ ‫يوم ‪ 12-6-‬حيث سيتم الصياغة النهائية لميثاق الوفاق الوطني‬ ‫للشعب الليبي ‪ ،‬وسيتم اعتمادها في احتفال مليوني بها في سلحة‬ ‫الحرية ‪ .-2012 15-6‬لالعالن النهائي عن هذا الميثاق ‪.‬‬ ‫طبع��ا قبله��ا وليوم واح��د لجنة الصياغ��ة المقترح��ة هي التي‬ ‫س��تجتمع مع المجموعة التي أحضرت مقترحاتها من كل المدن‬ ‫الليبي��ة ‪ ،‬ونختار االفض��ل فيها ونتوافق علي��ه ‪،‬الفكرة اننا قبل‬ ‫االنتخابات نلتقي م��ن ليبيا الواحدة نبث روح الوطنية ونحييها‬ ‫ألننا نؤمن انها موجودة أصال ‪ ،‬س��نتوقع أن هناك من س��يقترح‬ ‫نظ��ام المحافظات حي��ث كل محافظة ‪ ،‬وتكون لها االس��تقاللية‬ ‫المالي��ة واالدارية في أوباري ‪ ،‬في بنغ��ازي‪ ،‬في البيضاء‪ ،‬في‬ ‫مصراته مثال النش��اط االقتصادي يوزع حس��ب طبيعة المدينة‬ ‫وامكاناته��ا وال يمكن أن يفكر في انها كمحافظات تعني تقس��يم‬ ‫لليبيا مثال االمازيغ او التبو سيتاح لهم حقوقهم وتغيب المركزية‬ ‫البغيضة‪ ،‬التي القت بظاللها ظلما واقصاءا طوال عهد الطاغية‬ ‫ال ُمب��اد ‪ ،‬ولم نجن منه��ا إال البؤس االقتصادي واالجتماعي لكل‬ ‫مدن البالد ‪.‬‬ ‫اس��مح لن��ا أن نع��رف قراءن��ا بمجموعتكم والتي‬ ‫ ‬ ‫تطوعت لتنفيذ هذا الوفاق ؟‬ ‫مجموع��ة الوف��اق الوطني وهم الس��ادة ‪ :‬ف��رج العبدلي رئيس‬ ‫المجموعة ‪ ،‬موس��ى الزوي منسق المجموعة ‪ ،‬حسين الحاسي‬ ‫‪ ،‬محم��ود الجويف��ي ‪ ،‬س��عد العبار ‪ ،‬س��ليمان الترهوني ‪ ،‬علي‬ ‫الس��عيطي ‪ ،‬ونيس الزوي‪ ،‬بشير المهش��هش ‪ ،‬سعد منصور ‪،‬‬ ‫محمد شنيب ‪ ،‬محمد موسى العبيدي ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫الملتقى العام لسكان المنطقة الشرقية للوفاق الوطني‬ ‫من أجل وحدة التراب الليبي وتحقيق دولة العدل والمساواة‬ ‫تأسيس��ا على أن ليبيا عادت الى أبنائه��ا بفضل تضحياتهم التي‬ ‫قدموها خالل هبتهم في وجه الظلم والطغيان ‪،‬فكان ثمن انتزاع‬ ‫حريتها ارواحا غالية ودماء زكية في صورة عبرت عن أروع‬ ‫مالحم الفداء وحب الوطن وتالحم مناطقه ‪،‬اليحرك ذلك الزخم‬ ‫أي بعد جهوي أو قبلي أو طائفي أو فكري وإنما امتزجت دماء‬ ‫أبنائه على كل بقعة منه في كل رقعة فيه ‪.‬‬

‫* ووف��اء لتضحيات ث��وار ‪ 17‬فبراير تنادت ه��ذه الجموع من‬ ‫س��كان المناطق الش��رقية إلص��دار هذه الوثيقة كميثاق ش��رف‬ ‫يلتزم��ون به ويعمل��ون متكاتفين على تحقي��ق مبادئه واضعين‬ ‫نص��ب أعينهم أواصر الرحم ووح��دة التاريخ ونضال الماضي‬ ‫والحاضر وتطلعات المستقبل ‪.‬‬ ‫* بم��ا أن ليبي��ا الجدي��دة مقبلة على اس��تحقاق المؤتمر الوطني‬ ‫العام وتشكيل هيئة لصياغة الدستور ‪،‬فإن الليبين مطالبون برفع‬ ‫أصواتهم للتعبير عن رؤيتهم لليبيا المس��تقبل التي طالما حلموا‬ ‫بها وليكون الدستور ترجمة لرؤاهم وتطلعاتهم جميعا ‪.‬‬ ‫* وتحقيقا لهذه الغايات فإن المجتمعين اليوم يعلنون هذا الميثاق‬

‫ويدع��ون إخوانه��م في كل ربوع ليبيا لاللتف��اف حوله من أجل‬ ‫وحدة الوطن وبناء دولة القانون والعدل وفق المباديء التالية ‪:‬‬ ‫‪ --1‬ليبيا دولة حرة مس��تقلة ذات سيادة تقوم على مبدأ المواطنة‬ ‫والتداول الس��لمي للس��لطة ‪ ،‬والديمقراطي��ة التعددية ‪ ،‬والفصل‬ ‫بين السلطات ‪.‬‬ ‫‪ --2‬ليبي��ا كل ال يتجزأ وجغرافيته��ا متصلة بحدودها المعروفة‬ ‫وال يجوز تبني أو اعتماد أي اجراء أو توجه من شأنه أن يؤدي‬ ‫الى تقسيمها تقسيما سياسيا ‪.‬‬ ‫‪ --3‬الس��يادة هلل ‪،‬وه��ي وديع��ة ل��دى االم��ة التي ه��ي مصدر‬ ‫السلطات وال سيادة الدولة إال بسيادة القانون ‪.‬‬ ‫‪ --4‬االس�لام دين الدولة والش��ريعة االس�لامية مصدر رئيس‬ ‫للتشريع ‪،‬وهي من المباديء فوق دستورية يستقى منها الدستور‬ ‫وكافة التش��ريعات مبادئها الس��امية واالس�لام الوس��طي خيار‬ ‫المجتمع الليبي ‪.‬‬ ‫‪ --5‬الدس��تور تعبي��ر عن ضمير االمة وهو حج��ر الزاوية في‬ ‫بناء ليبيا الحديثة‪.‬‬ ‫‪ --6‬التأكي��د عل��ى انجاز عملية انتخاب المؤتم��ر الوطني العام‬ ‫ف��ي موعدها دون أي تأخير‪،‬على أن يتم اعتماد نس��بة االغلبية‬ ‫الالزمة إلجازة أي تشريعات بما يضمن عدم الهيمنة المناطقية‬ ‫أو الجهوية ‪.‬‬ ‫‪ --7‬تحقي��ق العدالة السياس��ية عب��ر االخذ بنظ��ام الغرفتين في‬

‫تنظيم الهيئة التش��ريعية (نواب وشيوخ) تحقيقا للعدالة السكانية‬ ‫والجغرافية ‪.‬‬ ‫‪ --8‬اعتماد مبدأ انتخاب السلطات المحلية وفق معايير النزاهة‬ ‫والشفافية كأساس لتكوين قيادات المجتمع وتسيير شؤونه‪.‬‬ ‫‪ --9‬تقسم الدولة تقسيما اداريا متوازنا من خالل نظام ال مركزي‬ ‫يح��ول دون الهيمن��ة المناطقي��ة‪ ،‬ويتوافق عليه جميع الس��كان‬ ‫ويضمن توزيعا عادال للتورات‪ ،‬ويتم تأمينه بنص دستوري‪.‬‬ ‫‪ -10‬القضاء مستقل والسلطان عليه وإنشاء المحاكم االستثنائية‬‫محظورة‪.‬‬ ‫‪ -11‬بناء جيش وطني محترف‪ ،‬يضمن حماية الدس��تور وأمن‬‫ووحدة التراب الليبي ويكون بعيدا عن لعب اي دور سياسي‪.‬‬ ‫‪ -12‬توفير االمن وتطبيق الفانون مس��ؤولية الدولة واجهزتها‬‫المتخصصة واليجوز حمل السالح إال البناء علي القانون‪.‬‬ ‫‪ -13‬الليبيون متس��اوون في التمتع بالحقوق المدنية والسياسية‬‫واالقتصادي��ة وفي تكاف��ؤ الفرص ويكون التكلي��ف بالواظائف‬ ‫العام��ة وفق الكفاءة والخبر والق��درة والنزاهة ‪،‬وااليكون ذالك‬ ‫حكرا علي اي فئة بعينها ألسباب جهوية او عرقية او اي اسباب‬ ‫اخرى‪.‬‬ ‫‪ -14‬حري��ة التعبير والتفكير وممارس��ة البح��ت العلمي وفق‬‫قواعد قانونية مكفولة للجميع‘وكذش��الك حرية تكوين منظمات‬ ‫المجتمع المدني كي تؤدي دورها في مس��اندة مؤسس��ات الدولة‬ ‫والحافظ علي االمن والسلم االجتماعيين‪.‬‬ ‫‪ -15‬الم��وارد الطبيعي��ة مل��ك ل��كل اليبيين‪،‬ويق��وم النظ��ام‬‫االقتص��ادي علي االس��تخدام األمثل للم��وارد والتوزيع العادل‬ ‫للثورات والتنمي��ة المكانية المتكاملة‪ ،‬ويهدف الي توفير فرص‬ ‫العمل‪ ،‬وحل مشكلتي الفقر والبطالة ‪.‬‬ ‫‪ -16‬المال العام يجبى بحق وينفق في حق وعلى الدولة حفظه‬‫وإنفاقه بكل شفافية ‪.‬‬ ‫‪ -17‬الملكية الخاصة حق يحميه القانون وتكفلة االمة ‪.‬‬‫‪ -18‬العدال��ة االنتقالية ض��رورة لتحقيق المصالح��ة الوطنية‬‫المبينة علي نهج الحوار الرش��يد والصراحة وعدم استفاء الحق‬ ‫بالذات ‪.‬‬ ‫‪ -19‬االع�لام الملتزم بالمصداقية المهنية ضمان لحرية الكلمة‬‫والرأي الحر‬ ‫‪ -20‬القبيل��ة أكبر واهم من أن تهمش وهي مس��ؤولة اجتماعيا‬‫أفرادها ‪ ،‬ويجب أن اليزج بها في العمل السياسي واالداري ‪.‬‬ ‫‪ -21‬االس��رة ه��ي اللبنة االساس��ية في بن��اء المجتمع ‪ ،‬وعلي‬‫الدولة حمايتها ورعايتها ‪،‬والشباب عماد الوطن ورواد نهضته‬ ‫وسر قوته ‪.‬‬ ‫‪ -22‬النس��اء ش��قائق الرجال لهن مثل الذي عليهن بالمعروف‬‫وفق ماتقتضيه طبيعة المرأة وقواعد الشرع الحنيف ‪.‬‬ ‫حفظ هللا ليبيا من كل سوء‬

‫وفق ابناءها المخلصين لكل خير‬

‫المجتمعون في ُملتقي الوفاق الوطني لسكان المنطقة الشرقية‬ ‫قصر ليبيا في‪2012 /5 /12:‬م‬

‫ورشة تعزيز سيادة القانون‬ ‫نظمت المنظمة الليبية للقضاة يومي ‪ 29‬و‪ 30‬مايو بالتعاون مع‬ ‫مجموعة السياس��ات والقانون الدولي العام ورشة عمل بعنوان‬ ‫تعزيز س��يادة القان��ون اقيمت في قاعة احمد الش��ريف بجمعية‬ ‫الهالل االحمر الليبي ببنغازي واش��ترك فيها اكثر من خمس��ين‬ ‫متدرب من الوس��ط القانوني من قضاة وأعضاء نيابة ومحامين‬ ‫ونش��طاء حقوقيي��ن وبع��ض المهتمي��ن م��ن المجتم��ع المدني‬ ‫وتناولت الورش��ة بعض المس��ائل الهامة التي تواجه الدول في‬ ‫مراحل ما بعد النزاع مثل آليات تعزيز س��يادة القانون والعدالة‬ ‫االنتقالية ودور القضاء في االنتخابات وصياغة الدستور ‪.‬‬ ‫وكان الورش��ة ناجحة بكل المقايي��س حيث اقيمت على فترتين‬ ‫صباحية ومس��ائية التنظيم كان جي��دا والمدربين خبراء دوليين‬ ‫على مستوى عالي من الخبرة والكفاءة ساهموا بطرق التدريب‬ ‫الحديثة في اثراء النقاش بالورشة كما كان المتدربين متحمسين‬ ‫وعلى مستوى الحدث وقدموا وجه مشرف لوجهة النظر الليبية‬ ‫ورؤيتهم للمستقبل‪.‬‬

‫والجدير بالذكر ان هذه الورشة تعد اول نشاطات المنظمة الليبية‬ ‫للقضاة التي تأسست حديثا وتسعى لتدريب وتأهيل اعضائها من‬ ‫قضاة وأعضاء نيابة ونشر الثقافة القانونية والدفاع عن استقالل‬ ‫القض��اء وق��د تعاون م��ع المنظمة ف��ي هذه الورش��ة مجموعة‬ ‫السياس��ات والقانون الدولي العام وهي مؤسسة دولية مقرها في‬ ‫الواليات المتحدة االمريكية معتمدة من االمم المتحدة ومرشحة‬ ‫سابقا لجائزة نوبل للسالم وتتمتع بخبرة كبيرة في مساعدة الدول‬ ‫الخارج��ة من النزاع لبن��اء الدولة وصياغة الدس��تور و تفعيل‬ ‫اليات سيادة القانون‪.‬‬ ‫وفي نهاية اليوم االخير للورش��ة قام��ت المنظمة الليبية للقضاة‬ ‫بتكري��م المدربي��ن والمترج��م بمنحهم ش��هادات تقدي��ر وهدايا‬ ‫تذكارية كما تم توزيع ش��هادات مشاركة على جميع المشاركين‬ ‫في الورش��ة وأعلن ع��ن اختتام اعمال الورش��ة وتمنى الجميع‬ ‫تك��رار مث��ل هذه الورش وال��دورات لما فيها م��ن فوائد كبرى‬ ‫مثل توس��يع المدارك وفتح أفق الحوار والنقاش وتبادل االراء‬

‫‪11‬‬

‫ووجهات النظر‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬ ‫السنة الثانية العدد ‪ 11-4 ( 56-‬يونيو ‪)2012‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬ ‫السنة الثانية العدد ‪ 11-4 ( 56-‬يونيو ‪)2012‬‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬

‫اتذكر ــ‬

‫السنوسي حبيب‬

‫اصبر ياطالب التبكي قريّب فجر الحق يجي ‪.‬‬ ‫يظل اإلستعداد النفسي لدى السجين يلعب دورا حاسما في مواجهة الصعوبات‪.‬‬ ‫كان في استقبالنا فريق من الجنود يقودهم العقيد حسن اشكال والنقيب عبد هللا السنوسي‬ ‫الحياة الس���جنية لها طعم خاص يختلف عن الحياة خارج الس���جن ‪ ،‬الحياة هنا لها طعم األشياء البائتة‪ ,‬طعم األطعمة الحامضة‬ ‫على اللسان أو طعم التراب ‪ ،‬تشتد صعوبة احيانا حد القنوط وتنفرج احيانا حد اإلقتراب من الحياة العادية‪ ،‬وفي كلتا الحالتين‬ ‫يظل اإلس���تعداد النفسي لدى السجين يلعب دورا حاس���ما في مواجهة صعوباتها ’ فالسجين الذي يمتلك قدرا كافيا من الوعي‬ ‫بحالته ويملك اس���تعدادا جيدا لمقاومة الحالة الس���جنية يكون تأثير السجن عليه اقل ضراوة منه على زميله الذي يفتقد الوعي‬ ‫الكافي بحالته ‪ ،‬والذي يفتقد روح المقاومة فيقع في ش���باك التذمر والتش��� ّكي مما يُفضي به حي���ن تطول المدة الى أنواع من‬ ‫األمراض النفسية كاإلكتئاب ‪،‬وفصام الشخصية ‪،‬بل واحيانا حتى الجنون وفقدان العقل ‪.‬‬

‫حياة السجني‬ ‫والحال��ة الس��جنية تترك��ب م��ن البناء والس��جانين‬ ‫والزم�لاء الس��جناء ‪ ،‬فالبن��اء ل��ه تأثير مباش��ر على‬ ‫الس��جين من حيث اتس��اع الغ��رف او ضيقها وجودة‬ ‫التهوية او ردائتها ‪،‬وعن حالة الجدران هل هي سليمة‬ ‫وخالية من الرطوب��ة او تفوح برائحة الرطوبة ؟‪ .‬اما‬ ‫السجانون فهم العنصر األكثر تأثيرا على السجين إذ هم‬ ‫الذين يحددون نوع المعاملة التي يلقاها منهم الس��جين‬ ‫‪،‬فحين يكونون أجالفا واش�� ّداء أو حاقدين ومشحونين‬ ‫من قبل رؤس��ائهم ضد السجين تكون معاملتهم صعبة‬ ‫وال تط��اق ‪ .‬اما الزمألء الس��جناء فانهم يش��كلّون في‬ ‫بع��ض األحيان حالة س��جنية إضافية حي��ن ال تتوفر‬ ‫ارضية من التعاطف والمشاركة الوجدانية والمعيشية‬ ‫وخاصة حين تلعب الخالفات السياس��ية دورا ‪،‬أوحين‬ ‫يتوف��ر بعض قصي��ري النظ��ر الذين يتولون ش��حن‬ ‫غيرهم من السجناء البسطاء ضد خصومهم ‪.‬‬ ‫مررت في سجون القذافي ومعتقالته بعدة انواع من‬ ‫المعاملة تتدرج من الس��يء الى األسوأ حيث ال يوجد‬ ‫في الس��جن حسن ‪ ،‬ربما كان للمكان تأثير على البشر‬ ‫‪ ،‬س��جناء وس��جانين او ربما كان من باب الصدفة ان‬ ‫ارتبط كل مكان في ذاكرتي بنوع ودرجة من المعاملة‬

‫السنوسي حبيب رفقة صديقة الشاعر عبدالوهلب قريقو‬

‫تختلف في درجة سُؤها من مكان الى آخر ‪.‬‬ ‫لتحصل على فراش تنام عليه ذلك ال يكون اال بعد ان‬ ‫تُدلي باعتراف مكتوب يستجيب لرغبة المحقق‪.‬‬ ‫كان المكان األول س��جن كتيب��ة الحرس الجمهوري‬ ‫بالبرك��ة حين دخلت��ه ي��وم ‪ 9‬ابريل تقريب��ا‪ .‬كان في‬ ‫اس��تقبالنا فريق من الجنود يقودهم العقيد حسن اشكال‬ ‫والنقي��ب عبد هللا السنوس��ي وضابط��ا األمن الداخلي‬ ‫س��الم المقروس وعلى هوي��دي ‪ ,‬كان الفريق بجنوده‬ ‫وضباطه اشبه بالكالب المسعورة ‪ ,‬يصدرون اصواتا‬ ‫عالي��ة النب��رة ومزعج��ة وينها ل��ون على اجس��امنا‬ ‫بالس��ياط والعصي واس�لاك الكهرباء رق��م ‪، 24‬كان‬ ‫الوقت ليال ونهارا يمر على ايقاع الضرب والصراخ‬ ‫‪،‬كان النوم عندما يتاح ليال او نهارا شبيه بالوقوع في‬ ‫حفرة هلوسة او كابوس شديد الوقع ‪ .‬كان المكان يفوح‬ ‫برائحة الدماء التي كانت تنزفها اجس��امنا ثم برائحة‬ ‫الصديد والعرق البشري ‪،‬كان تبادل الكالم واألحاديث‬ ‫م��ع بعضنا فاكهة ال تطال حيث كانوا يحرصون على‬ ‫تفريقن��ا عن بعضن��ا في الزنزانات وغير مس��وح لنا‬ ‫بمخاطبة بعضنا حين نلتقي في الهرولة او في دورات‬ ‫المي��اه ‪،‬أ ن تحصل على فراش تنام عليه ذلك اليكون‬

‫اال بع��د ان تدل��ي باعتراف مكتوب يس��تجيب لرغبة‬ ‫المحقق في تفصيل تهمة لك ‪ .‬حين انتهى ضباط األمن‬ ‫الداخلي من تكوين محاضر جمع اإلستدالل كما كانوا‬ ‫يصفون ما لفقوه لنا من تهم تم نقلنا الى زنزانات سجن‬ ‫الكويفي��ة حيث بتن��ا ليلتين تقريبا ‪ ,‬كان��ت الزنزانات‬ ‫فس��يحة وتتفاب��ل ابوابه��ا بش��كل م��وارب مم��ا اتاح‬ ‫لنافرصة التحادث وتبادل المعلومات وتنسيق األقوال‬ ‫التي سندلي بها في تحقيقات النيابة ‪ ،‬كان الحراس من‬ ‫الش��رطة المدنية يظهرون شيئا من الحياد في معاملتنا‬ ‫‪,‬كان يهمهم ان نظل تحت الس��يطرة والمراقبة الى ان‬ ‫يحين موعد س��فرنا الى طرابل��س ‪ ،‬كانت العالقة بهم‬ ‫تنحصر ف��ي احضار الطعام والخروج بش��كل فردي‬ ‫ال��ى دورات المياه لم يكونوا ف��ي حاجة ألن يظهروا‬ ‫نوعا من القس��وة في المعاملة ‪ ,‬بل ربما كانوا يحملون‬ ‫داخله��م نوعا م��ن التعاطف المكتوم ال��ذي عبر عنه‬ ‫شاعر شعبي سجين حين رأنا ندخل الزنزانات فقال ‪:‬‬ ‫اصبر ياطالب التبكي قريّب فجر الحق يجي ‪.‬‬ ‫كان��ت المرحلة الثانية من التحقيق��ات تقوم بها نيابة‬ ‫امن الثورة بمدينة طرابلس األمر الذي اس��توجب ان‬ ‫نقيم في بيوت تابعة لألمن الداخلي خلف سجن الجديدة‬ ‫‪ ,‬وان يتولى حراس��تنا افراد م��ن األمن الداخلي كانوا‬ ‫يتحاشون اإلحتكاك بنا ويكتفون بدور المراقبة واقفال‬ ‫الغرف علينا عندما كنا تحت تحقيقات النيابة ‪ ,‬ثم عندما‬ ‫س��مح لنا باإلختالط س��محوا لنا بش��راء ادوات طبخ‬ ‫ومواقد كهربائية وكانوا يفتحون لنا ابواب البيوت من‬ ‫الس��اعة الثامنة صباحا الى العاشرة ليال ‪ ,‬كانت الحياة‬ ‫داخل هذا المعتقل تسير بشكل عادي خال من الضرب‬ ‫واإلهانات ولكنهم كانوا يحرصون ليال على ان يكون‬ ‫المعتقل هادئا حتى ان احد الحراس اشتهر بيننا بجملة‬ ‫كان يح��رص على ترديدهاباس��تمرار (ص ّكر المرش‬ ‫وارقد )‪.‬‬ ‫حي��ن حضرنا الى طرابلس للمرة الثانية في فبراير‬ ‫‪1977‬م بناء على استدعاء للمثول أمام محكمة الشعب‬ ‫بتهمة الفس��اد المالي واإلداري في الوقت الذي كنا فيه‬ ‫طالب جامعة أي لم نكن موظفين بالدولة لنتهم بالفساد‬ ‫المالي واإلداري ‪ ,‬بعد ان مثلنا امام المحكمة في جلسة‬ ‫لم تستغرق سوى ربع الساعة أمر القاضي العقيد احمد‬ ‫محمود بحبسنا بس��جن الجديدة حيث اودعنا زنزاناته‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬

‫الصغي��رة والت��ي كان��ت تف��وح بالرطوبة لش��دة قدم‬ ‫البن��اء ‪ ,‬كانت ابواب الزنزانات مفتوحة طوال الوقت‬ ‫ويكتف��ي الحراس باقفال الب��اب الخارجي ‪ ,‬كانوا من‬ ‫الشرطة المدنيين يكتفون بمراقبتنا عبر تشبيكة الباب‬ ‫الخارجي ويسمحون لنا في الفترة الصباحية بالخروج‬ ‫الى المقهى الذي كانوا يس��مونه (سباتش��و )يبدو انها‬ ‫تسمس��ة ايطالية ‪ ,‬كنا نرفه عن انفسنا بأن نشتري من‬ ‫السباتش��و سندوتشات تن بالهريس��ة وزجاجة الكيتي‬ ‫كوال الش��هيرة بشناب قطوس��ها ‪ ،‬في هذه الزنزانات‬ ‫كن��ا نس��تغرق اغلب الوقت ف��ي مراجع��ة اقوالنا في‬ ‫النيابة وفي تحليل الوضع واألمل في اإلفراج عنا بعد‬ ‫عدة جلس��ات ‪ ،‬ما كنا في البداية نتصور ان الجلسات‬ ‫س��تفضي ال��ى جلس��ة احكام قاس��ية كم��ا حصل يوم‬ ‫‪5‬ابريل‪1977‬م‪.‬‬ ‫قام سجين من قسم السجنا ءالسياسيين بالهروب من‬ ‫الس���جن األمر الذي جعل السلطة تعلن حالة طواري‬ ‫وتفتيش‪.‬‬ ‫في س��جن الكويفية بنغ��ازي للمرة الثانية نبدأ حياة‬ ‫اإلس��تقرار الس��جني ‪ ,‬كنا جميعن��ا محكومين باحكام‬ ‫ثقيل��ة في الغالب ‪ ,‬اودعنا قس��ما خاصا بنا يتكون من‬ ‫ثالث غ��رف كبيرة وغرفتين صغيرتين تفتح جميعها‬ ‫في س��احة صغي��رة تظ��ل االب��واب مفتوح��ة عليها‬ ‫طوال النهار اما الس��احة الكبي��رة الموالية فكان قليال‬ ‫ما يس��مح لنا بالخروج اليها كونه��ا تمثل الممر الذي‬ ‫يعبره الس��جناء من األقسام األخرى الى عيادة السجن‬ ‫المج��اورة والت��ي كان يس��مح لن��ا بالترددعليها كلما‬ ‫احتجنا ذلك‪ ،‬لزيارة طبيب األس��نان الباكستاني الذي‬ ‫عالج لي ضرس��ا ظلت حشوته له بالرصاص صامدة‬ ‫ال��ى ان خرجت من الس��جن ‪ ,‬او زيارة الطبيب العام‬ ‫مصري الجنس��ية ‪ ,‬كان مس��ؤول العيادة نائب ضابط‬ ‫اجش الصوت وله ش��نب كبي��ر ملفت للنظر وهو من‬ ‫يسمح للسجناء بالخروج الى مستشفيات مدينة بنغازي‬ ‫حين يقرر طبيب عيادة الس��جن ذ لك ‪،‬وافق في ثالث‬ ‫أو راب��ع ايام ش��هر رمضان أن س��مح ألحد زمالئنا‬ ‫بالخروج الى مستش��فى بمدينة بنغازي ‪ ،‬والذي حين‬ ‫وصل المستش��في طلب من الش��رطي المرافق له ان‬ ‫يدخل لدورة المياه ليغادرها من نافذة تطل على الشارع‬ ‫وليظل الشرطي ينتظره امام بابها ‪ ،‬ظل زميلنا سجين‬ ‫بيت اهله مدة عام كامل وفي ثاني ايام عيد الفطر من‬ ‫العام التالي استغل سيارة صديق له ليهرب الى تونس‬ ‫ولكن س��وء الح��ظ كان له بالمرص��اد حيث في نفس‬ ‫اليوم أي ثاني ايام عيدالفطر للعام ‪1979‬م قام س��جين‬ ‫من قس��م الس��جنا ءالسياس��يين بالهروب من الس��جن‬ ‫األمر الذي جعل الس��لطة تعلن حالة طواري وتفتيش‬ ‫ف��ي كل البوابات والمنافذ ف��كان ان قبض على زميلنا‬ ‫في مدخل مدينة الخمس ‪ ,‬واحضر لنا في الكويفية بعد‬ ‫رحل��ة هروب اس��تمرت عاما كام�لا ‪ ,‬وترتب عليها‬ ‫ان ش��ددت علينا الحراسات وحرمنا من الساحة فترة‬ ‫من الزمن وارغمنا اثناء الخروج للزيارة على ارتداء‬ ‫مالبس سجنية خاصة عبارة عن بدلة قماشية خضراء‬ ‫اللون ومكتوب عليها حرف نون أي نزيل ‪.‬‬ ‫ظللت في س��جن الكويفية ما يقارب ‪3‬س��نوات كانت‬ ‫اإلقامة بش��كل ع��ام غير س��يئة تتخللها اي��ام متفرّقة‬ ‫م��ن التش��ديد حين يهرب س��جين او تك��ون في البالد‬

‫‪15‬‬

‫قرب المستشفى الذي يقيم به في باريس‬

‫كله��ا حالة طواري ‪ .‬الس��جانون من رجال الش��رطة‬ ‫والضباط كذل��ك جميعهم كانوا من المنطقة الش��رقية‬ ‫وحيث الن��اس في الغالب يعرفو ن بعضهم ويهتمون‬ ‫بش��كل أساس في الس��ؤال عن قبيلتك األمر ذلك جعل‬ ‫الس��جانين يقومن بدورهم كش��رطة وليس كس��اجنين‬ ‫عك��س ما كان الوضع في س��جون طرابلس وخاصة‬ ‫بورتابينيتو‪ .‬زيارة األهل واألصدقاء مسموح بها مرة‬ ‫في األس��بوع وكان مس��موحا فيها باختالط السجنا ء‬ ‫بكل العائالت الزائرة وكان مس��موحا بإدخال األغذية‬ ‫والمالب��س بل وحت��ى المجالت والكت��ب مما وفر لنا‬ ‫فرص��ة ثمينة للقراءة ومراجعة كثي��را من كتبنا التي‬ ‫كنا قرأناها في الماضي بالنسبة لي راجعت كثيرا من‬ ‫كت��ب التراث العربي والتاريخ الليبي والعربي اضافة‬ ‫ال��ى محاول��ة تنمية لغت��ي األنجليزية بق��راءة بعض‬ ‫الرواي��ات في لغتها األصلية ‪ ,‬كانت اجهزة التس��جيل‬

‫والراديو والتلفزيون مس��موحا بادخاله��ا مما وفر لنا‬ ‫تواصال مع المجتمع والحياة خارج السجن‪.‬‬ ‫كنا حوالي ثالثين س��جينا سياس��يا جميعنا في اعمار‬ ‫ش��بابية متقاربة ربما كنت اكبر الجميع س��نا ‪ .‬نتوزع‬ ‫على قضيتين مترافقتين ومتجاورتين منذ القاء القبض‬ ‫وحتى يوم صدور األحكام افترقنا لفترة بسيطة لنلتقي‬ ‫ف��ي س��جن الكويفية ‪ ،‬نح��ن الحاملين عن��وان قضية‬ ‫(طلب��ة جامعة بنغ��ازي) وزمالؤنا يعرف��ون بقضية‬ ‫(نص��ب جمال عب��د الناصر) ومع م��ر األيام صرنا‬ ‫مجموع��ة واحدة التكاد تميز احدنا من اآلخر‪ ،‬جمعنا‬ ‫حب الوطن ومدينة بنغازي كساحة فعل اودى بنا الى‬ ‫السجن ‪ ،‬صارت اهتماماتنا مشتركة واهلنا مشتركين‬ ‫يعرف��ون بعضهم في الزيارة ‪،‬وألن اهلي بعيدون عن‬ ‫مدينة بنغازي فإن اهل زمالئي يقومون بإخراجي الى‬ ‫الزيارة كل اسبوع ‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬

‫دونالد رامسفيلد شاعرا صوفي ًا ‪!............‬‬ ‫نعيم عبد مهلهل‬

‫الشاعر ‪ /‬والت ويتمان‬

‫وزير الدفاع ‪ /‬رامسفيلد‬

‫م��رة كتب وال��ت ويتمان ‪ :‬الصقر ال يكتب الش��عر ولكنه‬ ‫يطي��ر مثل ش��اعر ‪ .‬تذكرت ه��ذا وأنا أقرأ كت��اب محمد‬ ‫حس��نين هي��كل ( اإلمبراطوري��ة األمريكي��ة واإلغ��ارة‬ ‫على الع��راق ) والصادر في أكتوب��ر ‪2003‬وفيه وصف‬ ‫لحادث��ة يب��دي فيها كولن ب��اول وزير خارجي��ة الواليات‬ ‫المتحدة الس��ابق شيئا ً من المفاجأة وهو يرى في واحدة من‬ ‫الجرائد عرضا ً لديوان ش��عر من منشورات دار ( سيمون‬ ‫وشوس��تر ) وصاحب الديوان هو وزير الدفاع األمريكي‬ ‫المتقاع��د ( والمخ��ذول م��ن وهم وعود ناطحات س��حاب‬ ‫بغداد والديمقراطية التي س��تكون بطع��م اللوز وهي اآلن‬ ‫بطع��م المفخخ��ة والخاطرة الطائفية وتعاس��ة موت الورد‬ ‫والكهرباء وقصائد الحب) والمحسوب على صقور البيت‬ ‫األبيض ( دونالد رامس��فيلد ) ‪ .‬حي��ث ال يعرف الكثيرون‬ ‫أن رامس��فيلد هو ش��اعر وآخر إصدار له هو هذا الديوان‬ ‫ف��ي ‪ .2003‬وه��ي ذات الس��نة التي ذهبت به��ا الواليات‬ ‫األمريكي��ة إلى العراق ‪ .‬ويبدو أن كولن باول كان في تلك‬ ‫اللحظات واقع تحت تأثير المجادالت القائمة حول الحرب‬ ‫بين الخارجية والدفاع حيث كان باول يحسب على الحمائم‬ ‫ورامسفيلد على الصقور ‪ ،‬وبدى لباول أن أحد قصائد هذه‬ ‫الديوان هي رسالة موجهة أليه شخصيا ً وكانت تقول ‪:‬‬ ‫(( كما نعرف‬ ‫فهناك أشياء ال نعرفها‬ ‫بعضها نعرف أننا ال نعرفها‬ ‫وبعضها اآلخر ال نعرف أننا ال نعرفه‬ ‫األشياء التي ال نعرفها – ال نعرفها‬ ‫واألشياء التي نعرفها قد ال نعرفها‪)).‬‬ ‫كان األم��ر بالنس��بة لب��اول مث��ل متاهة صنعتها ش��عرية‬ ‫رامس��فيلد وأراد به��ا أن يذك��ر زميله بمحس��ومية األمر‬ ‫بالنس��بة له ‪ .‬عند ذلك دفع كولن باول بقصاصة ورق إلى‬ ‫مستش��ارة األمن القوم��ي ( كوندليزا راي��س ) تقول‪ :‬إذا‬ ‫كنا ال نعرف ما يجري في رؤوس��نا ‪ ،‬فكيف لنا أن نزعم‬ ‫معرفة ما يجري في العالم‪!...‬‬ ‫وهكذا اكتشفنا أن الوزير رامسفيلد أنه شاعر من الطراز‬ ‫الجي��د ‪ ،‬وه��و بهذا قد ال يصل في هذا المجال إلى ش��هرة‬ ‫ش��اعر وكاتب ولكنه كان بمنصب رفيع وبدرجة مستشار‬ ‫ووكيل وزارة في الخارجية األمريكية وأقصد ( أرش��يبالد‬ ‫ماكليش ) صاحب الكتاب المهم ( التجربة والشعر ) ‪.‬‬ ‫وهكذا تقودني الرغبة أن أقرأ ش��عر دونالد رامسفيلد الذي‬ ‫كنت أظن أن أخر تفكير بالنسبة لي لهذا الرجل الذي يقود‬ ‫المعركة دون س��يكار كوبي وبدلة مرقطة أن يكون مرهفا ً‬ ‫حد التصوف ويكتب الش��عر ‪ .‬وهكذا أع��ادت ألي كلمات‬ ‫وال��ت ويتمان ش��كل الصقر وتفكي��ره ‪ ،‬بعدما كنت أظن‬ ‫وربما العالم كله أن رجال مثل رامس��فيلد يكتب الشعر هو‬

‫وزير الخارجية ‪ /‬كولن باول‬

‫منهمك في صياغة ما يراه دوراً أمريكا ً جديداً لقيادة العالم‬ ‫بعد انهيار برجي منهاتن ‪ .‬وربما رامسفيلد بتلك الشاعرية‬ ‫التي بدا عليها شيئا ً من احتراف الجمال كان قد كتب مرثية‬ ‫عن ذلك اليوم الحزين في حياة أمريكا ‪.‬‬ ‫ما توفر لي سوى هذه األبيات القليلة والتي أعتبرها السيد‬ ‫باول ( لغز ومتاهة ) موجهة أليه ‪ .‬ولكنها بالحقيقة تتحدث‬ ‫عن شعور عام في الذات األمريكية وهي تدخل مع العولمة‬ ‫في مس��احات أوسع من تلك التي خططها أيزناهاور بيديه‬ ‫بعد نجاح عملية اإلنزال الكبير على ساحل النورماندي ‪.‬‬ ‫ويبدو أن الشاعر رامسفيلد أراد هنا من خالل وعيه المتسع‬ ‫وحساس��يته المفرط��ة المعجون��ة بعطر الب��ارود وزهور‬ ‫حديق��ة منزل��ه أن يع ّْي الحدث الذي كان هو من مبش��ريه‬ ‫من��ذ أن كان ال��روس موجودون بكامل هيبتهم الس��وفيتية‬ ‫أن يرينا دوامة المش��هد الذي يدرك��ه األمريكيون ليصبح‬ ‫وعيه��م مرهون��ا بفك��رة‪ :‬أن تك��ون الديمقراطية هاجس‬ ‫يرتدي الحلم األمريكي ‪.‬‬ ‫وه��و وفق رؤى القصيدة يحتاج إلى الكثير من المعادالت‬ ‫وإس��قاط نظم يعتقدها بمزاجه إنها مزعجة ‪ ،‬وتنبيه أنظمة‬ ‫وتصحيح مناهج وتأسيس فروع لمؤسسة فرانكلين وغير‬ ‫ذلك ‪ ،‬وإال كما يقول السيد رامسفيلد ‪ :‬األشياء التي نعرفها‬ ‫قد ال نعرفها‪.‬‬ ‫وهك��ذا يبدو ل��ي بعد أن أدركت إن الس��يد رامس��فيلد هو‬ ‫ش��اعر من طراز يعي الفهم اآلخر للش��عر ‪ ،‬بات وضوح‬ ‫الرؤيا يتس��ع وفق ا لرؤية األمريكية ال وفق رؤية الشاعر‬ ‫والمفكر المتصوف النفري والقائلة ( كلما اتس��عت الرؤية‬ ‫ضاق��ت العب��ارة ) ‪ .‬وكان منه��ا أن يك��ون األمر صارما ً‬ ‫التخ��اذ ق��رار حتى من دون س��ند ق��وي لذريع��ة الجدال‬ ‫ال��ذي كان موجوداً بين الخارجية والدف��اع ‪ ،‬وذلك األمر‬ ‫ربما حس��مته القصيدة أع�لاه والتي نش��رت في صحيفة‬ ‫كريستيان ساينس مونتر ‪.‬‬ ‫وهك��ذا ذهب الس��يد رونالد رامس��فيلد إلى أفغانس��تان مع‬ ‫قصائ��ده ‪ ،‬وربما فيها أناش��يد لمعارك محس��ومة س��لفا ً ‪.‬‬ ‫ومعها جاء إلى العراق ‪ ،‬ليلقيها على مس��امع من ش��ملهم‬ ‫ه��وس العولمة والغزو ‪ ،‬وربما س��يذهب بها إلى بلد آخر‬ ‫تحس فيه أمريكا ضدا لرؤى عولمتها وهيمنتها الجديدة‪.‬‬ ‫دونالد رامس��فيلد شاعراً ‪ ..‬يبدو هذا العنوان غريب بعض‬ ‫الش��يء ‪ ،‬ولكن في عالم يفكر اإلنس��ان في��ه أن يبني على‬ ‫س��طح كوكب المريخ مشفى لمجانين األرض ‪ ،‬فال نسبية‬ ‫في التفكير بحصول ش��يء أو ع��دم حصوله ‪ ،‬فالقلب هو‬ ‫القل��ب ‪ ،‬عند اإلمبراط��ور وعند اإلس��كافي ‪ ،‬وكما يقول‬ ‫النفوتين ( مش��اعل القلوب لها نارا واح��دة ) فحتما ً النار‬ ‫التي في مش��عل قلب الش��اعر رونالد رامس��فيلد هي ذات‬ ‫الن��ار التي في قلب الش��اعر األمريكي الحال��م أدغار ألن‬ ‫بو ‪ .‬ولكنه��ا تختلف في طباع الضوء والدفء ‪ ،‬فهي عند‬

‫الرئيس ‪ /‬جورج بوش‬

‫ألن بو تتميز بأزلية الحزن والرومانس الغارق في ش��يء‬ ‫من عدمي��ة الحياة والبؤس الذي ظ��ل يالحق ألن بو حتى‬ ‫في قبره ‪ ،‬فيما يكون الش��عر عند رامس��فيلد هواية تتحكم‬ ‫فيه��ا لحظات القيلولة النادرة وس��ط حياة مليئة بمغامرات‬ ‫الح��روب واجتياح البلدان بغمضة عين كما حدث في بنما‬ ‫وغراينيدا وأفغانس��تان وأخيراً وليس آخ��راً العراق الذي‬ ‫كان ول��م يزل بيت الش��عر األول والحال��م األزلي بوقيعة‬ ‫الكون وبوابة اإلنس��ان صوب السماء ويوم فكر بعقله ‪:‬أن‬ ‫هذا الكون العجيب ‪ ،‬ثمة يد خفية تسيره ‪ ،‬وهي حتما ً التي‬ ‫صنعته ‪.‬‬ ‫الجنرال المدني رامس��فيلد يحاول أن يصوغ ش��عره وفق‬ ‫مبتك��رات م��ن حس��ية مهنية واله��ام ال يم��ت بصلة إلى‬ ‫الشعاع االستخباري الذي يبرق من خالل نظارتين عميقة‬ ‫التقعر ‪ ،‬ويبدو شكله الجرماني أنه وريث ثقافة القفز على‬ ‫األعراق وأن أمريكيته اكتس��بت ثقافة ( غاس��تيبي العظيم‬ ‫) وص��ارت ال��ذات األمريكية في كل أش��تغالتها هي نمط‬ ‫االرتق��اء والهيمنة ‪ ،‬ورغم تصوف الجملة الش��عرية عند‬ ‫رامس��فيلد إال انه يحاول أن يظهر في مش��اعره ش��يئا ً من‬ ‫توه��ج الحديد والصواريخ العاب��رة للقارات ‪ ،‬فالمضامين‬ ‫الروحي��ة للدي��وان حملت هم��ا ً فكريا ً بمجري��ات الحدث‬ ‫الكوني بالرغم من هذا أن الشاعر رامسفيلد أراد أن يظهر‬ ‫للقراء ‪:‬أن ما يفعله ليس سوى هواية ‪ ،‬وأنه يحترم موهبته‬ ‫ويعطيه��ا جزء من االهتمام ‪ ،‬ربما ألنها تحس��ن الس��يرة‬ ‫اإلنس��انية لرجل كان يمس��ك البنتاغون بقبضة من حديد ‪.‬‬ ‫ولم يهتز جفنه لمش��اهد إذالل الجسد العراقي في قواويش‬ ‫سجن أبي غريب‪.‬‬ ‫دونالد رامسفيلد ش��اعراً ‪ ،‬فرانكو لديه أيضا ً دفتر خرائط‬ ‫‪ ،‬والحجاج كان يقول ‪ :‬خطبة المنبر قصيدة تنحر الرقاب‬ ‫‪ ،‬مصطف��ى طالس يكتب الش��عر تحت رمش��ي جورجينا‬ ‫رزق ‪ ،‬الملك��ة اليزابيث تحب أم��ام زائريها التعليق على‬ ‫سونيتات شكسبير ‪ ،‬بينوشيت ‪ ،‬رأوه يراجع كتاب ( أشهد‬ ‫أني قد عشت ) وهو مذكرات نيرودا ‪ ،‬بولند أجاويد شاعر‬ ‫… ليبود سنغور واحدا من اشهر شعراء الفرانكوية ‪...‬‬ ‫كثيرون ‪!........‬‬ ‫أذن ال غراب��ة ‪..‬في أمر يتعلق بالش��عر ‪ ،‬فهو مباح ‪ ،‬ألنه‬ ‫ليس سوى مشاعر يصنعها الضد الذي فينا سلبا ً وأيجابا ً ‪،‬‬ ‫وهو مسموح للجميع ‪..‬لرامسفيلد وغير رامسفيلد ‪..‬‬ ‫لكن ‪ ،‬أن كنت أنت مثالً ‪ ،‬ال تحب رامسفيلد ‪ ،‬وشعره عال‬ ‫الجودة والنقاوة والحسية ‪ ،‬كيف تتعامل معه ؟‬ ‫أحدهم قال ‪ :‬سأتصوره عزرا باوند ‪.‬‬ ‫وال أدري أن كان صديق��ي صائب��ا ً في مقارنة رامس��فيلد‬ ‫بباوند أم ال؟!‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المانيا ‪ /‬مايس ‪2012‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬

‫‪17‬‬

‫«الكتاب األكثر مبيع ًا» شعار يثري االعجاب والريبة‬ ‫ميادين‪ -‬خلود الفالح‬ ‫قائم��ة االكثر مبيعا تمثل اش��كالية بين الك��م والكيف غير‬ ‫ان ما يحس��مها أرقام المبيع��ات والتوزيع‪ ،‬رغم ان الكثير‬ ‫م��ازال يعتبر االمر مجرد دعاي��ة في عالمنا العربي الذي‬ ‫تس��جل نس��بة القراءة فيه انخفاضا ملحوظا قياسا بالقارئ‬ ‫االجنبي‪.‬‬ ‫ولو تتبعا التطور التاريخي لش��عار"االكثر مبيعاً" حس��ب‬ ‫موس��وعة ويكيبيدي��ا تعد صحيفة كنس��اس س��تار تايمز_‬ ‫‪ 1889‬بوالية كنس��اس س��يتي أو صحيفة تص��در قائمة‬ ‫بالكت��ب االكث��ر مبيع��ا‪ .‬وتق��ول القاصة باس��مة العنزي‬ ‫"النس��بة لي عبارة األكثر مبيعا تجذبن��ي كقارئة فضولية‬ ‫تود أن تعرف ما الذي س��اهم في نج��اح كتاب ما‪ ،‬بمعنى‬ ‫انتشاره في زمن عزت فيه القراءة وانقرض القراء"‪ .‬وال‬ ‫تتوقع العنزي دقة األرقام في عالمنا العربي لذا تبقى عبارة‬ ‫األكثر مبيعا متأرجحة‪ ،‬وبالنسبة للكتاب في الغرب االكثر‬ ‫مبيعا يعني األكثر نجاحا في استقطاب قاعدة عريضة من‬ ‫القراء‪ .‬وتخت��م قولها في الحالتين الق��رار النهائي للقارئ‬ ‫الحصيف وقناعاته بما قرأ بعيدا عن االحصائيات‪.‬‬ ‫مستوى القراءة‬ ‫وترف��ض الروائي��ة لينا هويان الحس��ن النظر إلى االدب‬ ‫كس��لعة تخضع لقان��ون التصنيع والتعليب مثل أي ش��يء‬ ‫اس��تهالكي‪ ،‬وتضي��ف لدينا حركة أدبية بالفع��ل ولكننا لم‬ ‫نس��تطع تقديم أديب عالم��ي رائج ومق��روء مثل غابريل‬ ‫غارس��يا ماركيز او ماريو بارغاس يوس��ا‪ .‬لهذا س��يكون‬ ‫كالمنا عن عمل أدبي ش ّكل منعطفا في حركة األدب كالما‬ ‫مفتع�لا‪ .‬وتنظر لينا لعبارات مث��ل "األكثر مبيعا" و"عدد‬ ‫الطبعات" كالم ال معنى له والعرب أقل ش��عوب األرض‬ ‫قراءة‪ ،‬فإذا كان ما يخصصه الفرد العربي العادي للقراءة‪،‬‬ ‫ال يتجاوز ‪ 10‬دقائق سنويا‪ ،‬فان الحديث عن الكتب األكثر‬ ‫مبيعا سيكون نسبيا ومحصورا للغاية‪.‬‬ ‫حملة دعائية‬ ‫ويوضح الباحث محمد ميلود غرافي "عبارة األكثر مبيعا‬ ‫التي نقرأها في بعض الصحف أو المواقع الرقمية ووضع‬ ‫عدد الطبعات على الكتاب تدخل في إطار الدعاية لتسويق‬ ‫الكت��ب‪ .‬وه��ي تش��كل خطابا ضمن م��ا يطل��ق عليه في‬ ‫سوس��يولوجيا األدب بالخطاب الخارج ـ نصي أو خطاب‬ ‫المش��روعية األدبي��ة أو النصية بش��كل ع��ام‪ .‬قد نضيف‬

‫الروائي محمد ميلود غرافي‬

‫باسمة العنزي‬

‫إليهما‪ :‬الخطاب المقدمات��ي وخطاب الصفحة الرابعة من‬ ‫الغالف سواء كانت مقطعا اقتبس من النص نفسه أو شهادة‬ ‫لصوت أدبي أو نقدي مشهور‪ ،‬وخطاب الناشر‪ .‬باإلضافة‬ ‫إل��ى محفّزات أخرى على التس��ويق مثل ظاهرة الجوائز‪.‬‬ ‫كل هذه التقنيات تعمد اس��تراتيجيا إلى إضفاء قيمة نوعية‬ ‫على الكتاب وتقريبه من القراء وتس��ويقه بش��كل واسع"‪،‬‬ ‫وأض��اف غراف��ي‪ :‬يمكن اعتبار ه��ذه الخطاب��ات بمثابة‬ ‫إعالن��ات دعائية ال تختل��ف كثيرا عن إعالنات تس��ويق‬ ‫المنتوج��ات المختلفة ف��ي عالم الس��وق الليبرالي‪ .‬ومثلها‬ ‫مثل كل خط��اب دعائي مرتبط ببضاع��ة معينة‪ ،‬لديها ال‬ ‫ش��ك تأثير على تس��ويق الكتاب‪ ،‬وبالتالي فإن متلقي هذه‬ ‫الخطاب��ات ال يختلف من حيث موقعه من المنتوج عن أي‬ ‫مس��تهلك مفترض أو فعلي‪ ،‬أي أنه قد يكون أحيانا كمتل ٍّ‬ ‫ق‬ ‫ساذج وأحيانا كمتلق واع وحذر‪ .‬ومثله مثل أي مقبل على‬ ‫المنت��وج قد يصاب بالخيبة نتيجة اكتش��افه لرداءة الكتاب‬ ‫أو ق��د يكون راضيا بمحتوى الكتاب مثنيا عليه‪ .‬األكيد في‬ ‫الموضوع أن عبارة "األكثر مبيعا" التي نجدها في بضع‬ ‫الصح��ف العربي��ة هي خطاب��ات إعالني��ة تضعها بعض‬ ‫المكتبات إما لتس��ويق كتاب لم يحظ بأي اهتمام من طرف‬ ‫الق��راء وإم��ا ألن الكت��اب موضوع الدعاي��ة تلقى رواجا‬ ‫كبير وبالتالي فإن اإلعالن يهدف إلى استدراج المزيد من‬ ‫القراء إلى المنتوج‪ .‬نفس الش��يء تقريبا يمكن أن يقال عن‬ ‫وضع عدد الطبعات على غالف الكتاب‪ ،‬قد يكون الكتاب‬

‫لينا هويان الحسن‬

‫محمد األصفر‬

‫قد تلق��ى رواجا كبير بالفعل إلى درجة اضطرت الناش��ر‬ ‫إل��ى إعادة طبع��ه أكثر من مرة‪ ،‬وهذا أمر وارد بالنس��بة‬ ‫للعديد من الكتب ألقالم مش��هورة‪ .‬لكن في غياب الشفافية‬ ‫لدى الناش��رين العرب في ما يتعلق بعدد النسخ المطبوعة‬ ‫م��ن الكت��اب‪ ،‬ال ندري إن كان نفاذ الكت��اب يعني فعال أن‬ ‫مبيعاته فافت كل توقع‪ .‬هنا أيضا‪ ،‬يظل القارئ‪ /‬المستهلك‬ ‫وح��ده قادرا على تصديق أو تكذيب الخطاب اإلش��هاري‬ ‫للكت��اب‪ .‬كل هذا في اعتق��ادي ليس مرحلة عابرة أو آنية‪،‬‬ ‫ألن تسويق الكتاب هو تسويق لمنتوج استهالكي في عالم‬ ‫رأس��مالي يش��كل فيه الربح العنصر العضوي في العميلة‬ ‫التجارية‪ .‬وبذلك س��يظل الخطاب اإلشهاري للكتاب قائما‬ ‫طالما أن قيم المجتمع الرأسمالي مازالت قائمة‪.‬‬ ‫خداع القارئ‬ ‫وق��ال الروائي محمد األصفر‪ :‬لم أر ه��ذه العبارات على‬ ‫كتب ديوستوفس��كي وجيمس جوي��س وهمنجواي ونجيب‬ ‫محفوظ ومحمد شكري ورأيتها على كتب كثير من ال ُكتاب‬ ‫الضعف��اء الذي��ن نالوا جوائز أدبية ال قيم��ة لها واعتقد أن‬ ‫األمر عبارة عن دعاية من دار النش��ر كي تس��لب القارئ‬ ‫نق��وده بع��د أن انتهت من س��لب المؤلف ومعظ��م األرقام‬ ‫المكتوب��ة عل��ى ه��ذه الرواي��ات الطبعة الس��ابعة الطبعة‬ ‫العاش��رة هي نوع من الك��ذب‪ .‬الغرض منه خداع القارئ‬ ‫الساذج بأن هذا الكتاب جيد ويستحق القراءة واالقتناء‪.‬‬

‫قصتان‬ ‫إبراهيم محيدان‬ ‫درس اليوم‬ ‫سأل المعلم الطالب ‪ :‬لماذا لم تكتب الواجب ؟‬ ‫صاح الطالب ‪ :‬هللا أكبر‬ ‫ردد ط�لاب الفصل على الفور صيح��ة زميلهم في صوت‬ ‫واحد ‪ :‬هللا أكبر ‪.‬‬ ‫تراج��ع المعلم نحو الس��بورة قال ‪ :‬طي��ب دعونا نبدأ درس‬ ‫اليوم ‪ .‬وقفوا وساروا نحوه وهم يرددون بغضب ‪ :‬هللا أكبر‬ ‫‪.‬‬ ‫رك��ض المعلم خارج��ا من الفصل ج��اء المدير على عجل‬ ‫وج��د الفصل فارغا ‪ ،‬عاد إلى مكتب��ه أبلغه نائبه بأن جميع‬ ‫الطالب غادروا فصولهم ووقفوا في س��احة المدرس��ة في‬ ‫حالة اعتصام ‪ .‬خرج إليهم مسرعا‪.‬‬ ‫قال لهم وهو يلهث ‪ :‬ما األمر يا أبنائي ؟‬

‫ق��ال أحدهم ‪ :‬نري��دك أن تط��رد المعلم الذي تجرأ وس��أل‬ ‫الطالب عن الواجب ‪.‬‬ ‫هتف آخر ‪ :‬ال نريد امتحانات بعد اليوم‬ ‫صاح ثالث ‪ :‬نريد أن ننجح جميعا وبتقدير ممتاز ‪.‬‬ ‫زمجر رابع ‪ :‬نريد أن نأتي للمدرس��ة في الوقت الذي نريد‬ ‫ونغادر ساعة نشاء ‪.‬‬ ‫صرخ خامس ملوحا بقبضته ‪ :‬ال ديكتاتورية بعد اليوم ‪.‬‬ ‫ردد الحشد الطالبي الهتاف وراءه ‪ .‬واندفعوا نحو المدير ‪.‬‬ ‫بعد ساعات كان المدير راقدا في المستشفى يئن من أوجاع‬ ‫ناجمة عن إصابات في ساقه وصدره وذراعيه ‪ ،‬أما المعلم‬ ‫الذي س��أل الطالب عن واجبه فقد كان غائبا عن الوعي في‬ ‫غرفة العناية الفائقة !!‬

‫سرقة‬ ‫المواطن س ‪.‬ل يس��كن في حي ش��عبي األبواب تطل على‬ ‫بعضها وكذلك البلكونات والنوافذ والنساء والبنات واألوالد‬ ‫والرج��ال والش��باب بحيث إذا أدخل المواط��ن س ‪.‬ل إبرة‬ ‫إل��ى بيته ف��إن خبرا عاجال سينتش��ر في الحي مف��اده إبرة‬ ‫دخلت لبيت س ‪.‬ل ‪ ،‬أما إذا أدخل هذا المواطن لبيته ربطة‬ ‫معدن��وس أو دالع��ة فالخبر س��يتعدى الحي الش��عبي ربما‬ ‫ليصل قناة الجزيرة وحتى البي بي سي‬ ‫ال��ذي يحير المواطن س‪.‬ل كيف لح��ي مثل هذا ترصد فيه‬ ‫األعين تحركات حتى النمال الس��ارحة على الجدران كيف‬ ‫يتس��لل لص في وضح النهار ليسرق بيت المواطن س ‪ .‬ل‬ ‫محطما بابه ‪ ،‬ثم يعلن الجيران أنهم لم يروه البتة !!‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬

‫الدكتور حممد املقريف وعرب التاريخ‬ ‫أمني مازن‬

‫أع��دت‪ ،‬في األي��ام القريبة الماضي��ة‪ ،‬الجلوس إل��ي المائدة‬ ‫المعرفية التي وضعها أمامنا في كرم وس��خاء الدكتور محمد‬ ‫يوس��ف المقري��ف‪ ،‬حاملة كل ما تش��تهيه النفس و تس��عد به‬ ‫ال��روح من كنوز التاريخ الليبي الذي طالما عانى من تس��لط‬ ‫األدعي��اء و المتس��رعين‪ ،‬وقد كانت عودتي ه��ذه متمثلة في‬ ‫مراجعة المجلد الضخم الذي وسمه بالحقبة النفطية‪ ،‬وكرسه‬ ‫عل��ى نحو خ��اص للفترة الت��ي انيطت فيها رئاس��ة الوزارة‬ ‫الليبية‪ ،‬للدكتور محي الدين فكيني‪ ،‬تلك الوزارة التي أنجزت‬ ‫الخطوات األخيرة من إلغاء النظام االتحادي و إعالن الوحدة‬ ‫الشاملة ذلك المطلب الذي دعت إليه األغلبية الشعبية الساحقة‬ ‫عندما قس��مت البالد إلي عش��ر محافظات‪ ،‬ثالثة في برقة و‬ ‫اثني��ن ف��ي الجنوب وخمس��ة بطرابلس‪ ،‬هو تقس��يم توصلت‬ ‫إليه الحكومة بفضل دراس��ة أعدتها األم��م المتحدة ممثلة في‬ ‫خبرائه��ا الموجودي��ن ‪ ،‬والذين لحقوا بهم لق��د كانت الخطوة‬ ‫األولى في هذا التوجه متمثلة في الرسوم الملكي بقانون الذي‬ ‫استصدرته حكومة السيد محمد عثمان الصيد ونقلت بموجبه‬ ‫االختصاصات المشتركة بين الواليات و الحكومة االتحادية‬ ‫إل��ي هذه األخيرة ‪ ،‬و أنهت بواس��طته م��ا كان يعرقل الدولة‬ ‫الليبية و يحد من تس��يير دواليبها بالسرعة المطلوبة ‪ ،‬وينال‬ ‫بالتال��ي من وص��ول الخدمات كما يجب له��ا أن تصل وهي‬ ‫إش��كالية أطلت على الواقع الليبي منذ الس��نوات األولى لقيام‬ ‫دولة االس��تقالل وطرح أمرها للمشورة على أكثر من صعيد‬ ‫‪ ،‬و اش��تكى من ع��دم معالجتها أكثر من ط��رف دولي وهو‬ ‫يتعاون مع الدول��ة الفتية ‪ ،‬وتعذر عالجها حتى كانت خطوة‬ ‫الب��دا األول��ى لتتلوها بعد ذل��ك مرحلة الدكت��ور فكيني التي‬ ‫حس��مت األمر نهائيا عبر إكمالها إلجراءات الوحدة الشاملة‬ ‫‪،‬فأزاح��ت بخطوتها هذه جميع مح��اوالت العرقلة و مظاهر‬ ‫االرتباك‪ ،‬وال س��يما في أهم مورد من موارد البالد هو النفط‬ ‫و ما صار يف��رض من عمالة أجنبية و تخطيط في الصناعة‬ ‫‪ ،‬وأخرى للتخزين و ثالثة للدراسة و التسويق ‪،‬وبعد ذلك كله‬ ‫ال��دور الذي يمك��ن أن تنهض به ليبيا الجدي��دة ‪ ،‬وهي تدخل‬ ‫الن��ادي النفطي ‪،‬و م��ا يفرضه محليا و دولي��ا و قاريا ‪ .‬ذلك‬ ‫إن ليبيا كانت قبل ذلك التاريخ تعيش على مس��اعدات الدول‬ ‫المانح��ة ‪،‬وقد أمكنها أن تحلحل واقعه��ا االقتصادي ذاك مع‬ ‫بدء عمليات التنقيب و ما صاحبها في مجال التشغيل وبعض‬ ‫الموارد ‪ ،‬إم��ا وقد أصبحت دولة مصدرة فإن التنافس عليها‬ ‫ب��ات اقوي من ذي قب��ل و المخاطر التي يمك��ن أن تتهددها‬ ‫س��تزيد على ما س��واها ‪ ،‬و احتياجاتها األمنية و التعليمية و‬ ‫الصحية ستتغير هي األخرى ‪ ،‬فقد دخلت و الحق يقال حقبة‬ ‫جدي��دة و كان من المفروض أن تش��مل ه��ذه الحقبة التغيير‬ ‫ف��ي أكث��ر من مج��ال ‪ ،‬فكان الب��د أن يقع التفكير في إس��ناد‬ ‫مس��ئولية الس��لطة التنفيذية إلي رجل في حجم الدكتور محي‬ ‫الدين فكيني ليخلف الس��يد محمد عثمان الصيد الذي آلت إليه‬ ‫رئاس��ة الوزارة في خضم الصراع الناتج عن تنفيذ مشروع‬ ‫طري��ق ف��زان الذي ش��هد اعنف نق��اش في مجل��س النواب‬ ‫الليب��ي الذي جاءت به حكومة الس��يد عب��د المجيد كعبار في‬ ‫انتخابات اختلفت عما س��بقها من حيث طريقة التصويت ‪ ،‬و‬ ‫أدى في وقت الحق إلي س��قوطها‪،‬لتأتي بدلها حكومة الصيد‬ ‫التي ش��ارك فيها عدد كبير من النواب األكفاء أمثال األس��تاذ‬ ‫عب��د المولى لنقي و الس��يد عب��د القادر البدوي و الس��يد أبو‬ ‫القاسم العالقي و السيد محمد سليمان بوربيده ‪ ،‬الذين استلموا‬ ‫جميع��ا حقائب وزارية ‪ ،‬وتزام��ن وجودها مع إزاحة الكثير‬ ‫من األس��ماء التي كان احتمال إزاحته��ا بعيدا للغاية ‪ ،‬وعلى‬

‫الدكتور حممد املقريف‬

‫رأس هؤالء السيد عبد الرزاق شقلوف الوكيل الدائم للوزارة‬ ‫المالية ‪ ،‬فاقتضت ش��روط اللعب��ة أن يحرم الصيد من إكمال‬ ‫مش��وار الوحدة الكاملة ‪،‬فخرج ومعه كل هذه األسماء القوية‬ ‫داخل الواقع الصاعد‪.‬‬ ‫كل��ف الدكت��ور الفكين��ي بمهمت��ه ه��ذه ‪ ،‬بعد انتظ��ار قارب‬ ‫الش��هرين م��ن عودته من عمله ‪-‬عن غي��ر طريق الخارجية‬ ‫الليبي��ة – باعتب��اره ممث�لا لليبيا ف��ي هيئة األم��م المتحدة ‪،‬‬ ‫ووس��ط ش��ائعات دامت طوال هذه المدة ‪ ،‬بي��ن مؤكد لتغيير‬ ‫حكومة الصيد و نافي لذلك ‪ ،‬حتى لقد قيل أن األمر بتش��كيل‬ ‫ال��وزارة قد صدر و الرجل يوش��ك أن يعود إلي مقر عمله ‪،‬‬ ‫وكانت سيرته العملية قد بدأت بعودته إلى البالد عقب إعالن‬ ‫االس��تقالل مباش��رة ‪ ،‬حين ع��اد حامال مؤهل��ه الجامعي في‬ ‫مج��ال القانون حيث كان تاهليه بين تونس و فرنس��ا‪ ،‬وعقب‬ ‫هجرة تمت م��ع والده احد قادة الجهاد الذين نهضوا بمهمتهم‬ ‫ه��ذه عقب تخلي تركيا عن ليبيا ‪ ،‬فجمعت مواقفهم بين القتال‬ ‫و المفاوض��ة ‪،‬كما انجروا إلي الصراع بين بعضهم البعض‬ ‫على نح��و ما حصل للحاج محمد الفكيني ويوس��ف خربيش‬ ‫ومحمد س��وف وغيرهم من مش��ائخ الجبل الغربي ومن غير‬ ‫الممك��ن إال يكون قد ت��زود بالكثير من أخبار ذلك الواقع ‪ ،‬و‬ ‫انطالق��ا من تخصصه القانوني انضم إلى كادر نظارة العدل‬ ‫بوالي��ة طرابلس و لبروز أول أش��كال قانوني بين س��لطتي‬ ‫الوالي��ة التنفيذية والتش��ريعية ‪ ،‬كان البد أن يقف إلى جانب‬ ‫الرأي المعارض لمس��ئولية الوالي أمام المجلس التش��ريعي‬ ‫المرؤوس من األس��تاذ على الدي��ب وخصمه والى طرابلس‬ ‫الغ��رب الذي كان قد آل إلى الس��يد الصدي��ق المنتصر الذي‬ ‫ش��غل قبل هذا التاريخ كبير متصرفى في مصراته و اشرف‬ ‫على االنتخابات النيابية التي قيل حولها ما قيل ‪ ،‬وعندما اجمع‬ ‫المجلس التش��ريعي على ضرورة مسئولية الوالي كان األمر‬ ‫الملكي القاضي بحل المجلس المذكور ومن ثم إعادة تش��كيل‬ ‫مجلس الوالية التنفي��ذي ‪ ،‬فكانت انطالقة الفكيني من نظارة‬ ‫العدل إلي رئاس��ة المجلس التنفيذي إلي وزارة العدل فالعمل‬ ‫الديبلوماس��ي المتمثل ف��ي أكثر من س��فارة و أخيرا مندوب‬ ‫ليبيا الدائم في األمم المتحدة حتى كانت رئاسة الوزارة‪ ،‬التي‬ ‫ترجمت هذه الظروف مجتمعة ‪ ،‬كأوضح ما تكون الترجمة ‪،‬‬ ‫وربما أثارت الكثير مما لم يكن موضوعيا بالكامل‪.‬‬ ‫وبمراجع��ة قائم��ة األس��ماء الت��ي حمل��ت بع��ض الحقائب‬

‫الوزارية التي تعتبر من اختيار فكيني ش��خصيا أو من إيجاز‬ ‫بعض من استش��ار وه��م بالتحديد منصور اق��دراه حامد أبو‬ ‫سرويل ‪ ،‬على الحسومي محمد الكريكشي ‪ ،‬احمد فؤاد شنيب‬ ‫عبد اللطيف الشويرف ‪ ،‬إلي جانب سيف النصر عبد الجليل‬ ‫ف��ان القول بغلبة الذاتية يبدو من األمور المتيس��رة ‪ ،‬فالرجل‬ ‫الذي جاء بيانه الوزاري مليئا بالكثير من اإلش��ارات التي ال‬ ‫تخل��وا من الفخر بس��ابقيه في الحكم ‪ ،‬عج��ز عن أن يصون‬ ‫م��ا ذهب إليه من تقول المتقولين ‪ ،‬فالس��يد منصور بن قدارة‬ ‫الذي جاء على رأس المالية و االقتصاد فبالرغم من س��ابقته‬ ‫في الجه��اد والعمل الوطني ووجوده في أول وزارة ش��كلت‬ ‫عقب االستقالل ‪ ،‬فهو في هذه المرة والد السيد حذامي المرأة‬ ‫العصرية التي اقترن بها الش��اب فكيني قبل ذلك بس��نوات و‬ ‫الس��يد على الحس��ومي الذي دخل الوزارة هو اآلخر مراعاة‬ ‫للتقليد المعمول به في وجود حقيبة وزارية لألمازيغ كثيرا ما‬ ‫كانت من نصيب زواره و ذهبت في اآلونة األخيرة إلي السيد‬ ‫س��الم الصادق من الصعب أن تخف��ى تذمر الكثير من وجوه‬ ‫نالوت أو فس��اطوا و قل مثل ذلك عن احمد فؤاد شنيب الذي‬ ‫التقاه فكيني بالس��لك الديبلوماسي وقد كان احد الذين يكتبون‬ ‫الش��عر ال يدخ��ل ضمن كف��اءات رجال درن��ة البارزين من‬ ‫أمثال عبد هللا س��كته ومحمد سرقيوه ‪،‬وال يخلو األمر بالنسبة‬ ‫للسيدين محمد الكريكشي و حامد أبو سرويل من جميل سابق‬ ‫أو اتفاق في الموقف من لألمازيغ ‪ ،‬بحيث لم يبق سوى سيف‬ ‫النص��ر عبد الجلي��ل الذي ظل عل��ى رأس المجلس التنفيذي‬ ‫لوالية فزان منذ االستقالل حتى أعلنت التعديالت الدستورية‬ ‫األخيرة فمجيئه ف��ي الغالب ال يعود الختيار فكيني وال حتى‬ ‫صداقة البوصيري الش��لحي بقدر ما هو التقدير المتبادل بين‬ ‫الملك وآل س��يف النصر بمعنى ان الوزير التقليدي من فزان‬ ‫سمى عليه السيد المهدي بوزو احد وجوه فزان وشخصيات‬ ‫الط��وارق ‪ ،‬و الجهتان من اختصاص الملك بالدرجة األولى‬ ‫‪ ،‬فلم يبق و الحالة هذه س��وى األستاذ الشويرف الذي جاءت‬ ‫به األهلية العلمية و تقول أوثق المصادر أن الناصح به الشيخ‬ ‫محمود القندي وتؤكد ممارس��ته انه ظل وزي��را فنيا مراهنا‬ ‫على ما رآه االبقى و األكثر جدوى ‪ ،‬إال وهو الجانب الثقافي‬ ‫بش��قيه األدب��ي والفني ‪ ،‬األم��ر الذي ما لب��ث أن دفع رئيس‬ ‫ال��وزراء فكيني أن يخت��ار وكيال للوزارة دون ترش��يح من‬ ‫ط��رف الوزير كم��ا هو العرف المتبع ‪ ،‬مم��ا أدى إلي تفجر‬ ‫األزمة بين االثنين ‪ ،‬وقد تسبب ذلك كله في انبعاث الكثير من‬ ‫مشاعر القلق إزاء تكليف الدكتور فكيني برئاسة تلك الوزارة‬ ‫‪ ،‬إذ جاءت مختلفة عن الكثير ممن سبقها ‪ ،‬والسيما خلوها من‬ ‫أعض��اء مجلس النواب و كذلك المتنفذين في القبائل ‪ ،‬أولئك‬ ‫الذين اس��تفزهم بيان ال��وزارة ‪ ،‬ومن ثم تداعيهم إلى الحديث‬ ‫عن الكثير مما بدالهم سلبيا ‪ ،‬مما كان قد تردد في حينه األمر‬ ‫الذي لم تصمد أمامه بعض المشاعر الطيبة التي أبداها شباب‬ ‫المدن و بع��ض الوطنيين الليبيين و نظرائهم القوميين ‪ ،‬فمع‬ ‫تدف��ق النفط وتحرك دواليب االقتصاد غدا الكثير من الليبيين‬ ‫أكثر ميال إلي التفكير في مصالحهم الحقيقية ‪ ،‬وعدم التجاوب‬ ‫المطلق مع السياسات العربية التي و إن ادعت السعي باتجاه‬ ‫التحرر إال إنها لم تستطع أن تخفى ما اكتنفها من تلهف على‬ ‫االستفادة من الثروة الليبية التي تطورت بسرعة وتوفر أكثر‬ ‫م��ن مبرر لمحاولة الظفر بش��يء منها تحت ه��ذا المبرر أو‬ ‫ذاك ‪ ،‬وال س��يما مص��ر المجروحة من انفصال س��وريا عن‬ ‫الوحدة الواعدة ‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬

‫‪19‬‬

‫الثورة والثورة املضادة‬

‫من يطيل النوم يف سرير السلطة البد ان تسحقه السلطة‬ ‫فوزي عمار اللولكي‬ ‫ال يوجد هناك تعريف جامع مانع لمفهوم الثورة ‪ ،‬وكأن‬ ‫الثورة عصية علي التعريف كطبعها العنيف ولكن ابسط‬ ‫التعاريف المتاحة قد يكون بأنها ‪ :‬التغير الشامل والجدري‬ ‫السريع لألفضل ‪,‬‬ ‫(( من وجهة نظري ‪ ،‬الثورة هي ‪ :‬قلب المقلوب ليستوي‬ ‫))‬ ‫فعندما تكون هناك عدة عوامل سلبية متوفرة في بلد‬ ‫ما فالبد أن تقوم ثورة لتسوي األوضاع المقلوبة ‪ ،‬يبقي‬ ‫موضوع الزمن والذي يصعب التنبؤ به بدقة ألنه ما من‬ ‫شخص يملك القدرة علي معرفة الغيب ‪.‬‬ ‫من المهم هنا التعرف علي أهم األسباب والعوامل التي‬ ‫تقوم من اجلها الثورة في بلد ما ‪ ،‬وهي ‪:‬‬ ‫ االستبداد من قتل وتعذيب ‪.‬‬‫ الفساد من بعثرة الثروات ونهب المال العام والواسطة‬‫والمحسوبية والرشوة‬ ‫ اإلقصاء لألخر المختلف ايدولوجيا دون وجه حق‬‫وحرمانه حتى أبسط حقوقه اإلنسانية ‪.‬‬ ‫ سد األفاق بمعني أن ال يجد اإلنسان فرصة في التعبير‬‫عن آراءه بحرية ‪،‬‬ ‫فمثال لقد لجئت األنظمة العربية المستبدة إلي عسكرة‬ ‫المجتمعات وهيمنة المؤسسات األمنية علي كل صور‬ ‫المجتمع من اقتصاد وتجارة وتعليم ‪..‬وغيرها من كل سبل‬ ‫الحياة حتى إن كان ذلك في شكل منح الموافقة في تأسيس‬ ‫جمعية لحماية نوع من الحيوانات القادم علي االنقراض‬ ‫علي سبيل المثال ‪.‬‬ ‫فغاب العدل واألمان وأصبحت الحكومة تتسلط علي‬ ‫اإلنسان بدل من حل مشاكله ‪ ،‬فالحكومات لم تقم اصال إال‬ ‫لنشر العدل كما يقول ابن خلدون في مقدمته‪.‬‬ ‫كل ذلك ضرب اإلنسان في كرامته ‪ ،‬فكان عليه إما الحياة‬ ‫خانعا خائفا مهمشا فقيرا غريبا في وطنه أو الجئا في‬ ‫الغرب يعيش في الشوارع الخلفية للمدينة ‪ ،‬إأل من رحم‬ ‫ربي وكانت لديه اإلمكانيات العلمية والمادية لينخرط في‬ ‫حياة طبيعية في تلك المجتمعات الديمقراطية ‪.‬‬ ‫حتى خرج جيل الثورة وهو جيل تغلب علي الخوف‬ ‫تحصن باإليمان وبالعلم والعمل ‪.‬‬ ‫فمن من يطيل النوم في سرير السلطة البد ان تسحقه‬ ‫السلطة ‪،‬‬ ‫انها لعنة السلطة ومكر التاريخ‬ ‫أهداف الثورة ببساطة هي ‪ :‬حرية ‪ ،‬كرامة ‪ ،‬عدالة ‪،‬‬ ‫مساواة ‪ ،‬وتنمية مستدامة‬ ‫آلية تحقيق الثورة من وجهة نظري هي أشبه بمبارة لكرة‬ ‫قدم من شوطين فالشوط األول هو هدم البناء القديم البالي‬ ‫والشوط الثاني بناء الدولة الديمقراطية الحديثة التي‬ ‫تؤسس علي دستور مدني يقوم علي المواطنة و يفصل‬ ‫بين السلطات ويبني المؤسسات وأولها مؤسسة الجيش‬ ‫الوطني والقضاء‪.‬‬ ‫الجيش الوطني والذي ينطوي تحته كل الثوار والمظاهر‬ ‫المسلحة ويعيد تنظيم و توزيع السالح ‪.‬‬ ‫والمؤسسة الثانية مؤسسة القضاء واألمن ‪ ،‬ولكي نضمن‬ ‫سيادة القانون ‪.‬‬ ‫فبناء أي دولة حديثة في العالم اليوم يقوم علي ثالث‬

‫مقومات هي ‪:‬‬ ‫المشاركة في القرار السياسي والتوزيع العادل للثروة‬ ‫وبناء مؤسسات الدولة ‪.‬‬ ‫والرهان كل الرهان علي الشعب فهم فلسفيا كالحجارة‬ ‫التي تتكاثر حين تتفقتت ‪.‬‬ ‫ما أود التركيز عليه كباحث هو العامل االقتصادي في‬ ‫بلدان الربيع العربي وكيف ستواجه مشروع صناعة‬ ‫ثروتها في زمن أزمة مالية خانقة تعصف بالعالم وبدول‬ ‫أوربا األقرب لنا جغرافيا وهي دول اليورو والتي تعاني‬ ‫من أزمة خاصة بعد مشكلة اليونان ‪،‬رغم كل ما تحاول أن‬ ‫تقوم به ألمانيا والتي نجحت نجاح باهر في مساعدة تركيا‬ ‫وبولندا مؤخرا في حين أخفقت فرنسا في مساعدة تونس‬ ‫والمغرب ‪.‬‬ ‫إن المشروع االقتصادي القادم البد أن يكون اقتصادا‬ ‫تنافسيا مؤسسا علي المعرفة ومتكامل مع دول المنطقة في‬ ‫شراكة ال غالب وال مغلوب فيها‬ ‫والتحول من االقتصاد الريعي إلي االقتصاد المعرفي‬ ‫ليس فقط في دولة مثل ليبيا بل أيضا في دول مثل مصر‬ ‫وتونس والتي تزخر بطاقات شابة صنعت ربيعها العربي‬ ‫باستخدام المعرفةو التقنيات المتاحة لها في ضل ظروف‬ ‫جد قاهرة ‪ ،‬فحري بها أن تبدع اآلن في ظروف أفضل‬ ‫وأريح ‪ ،‬أليس كذلك ؟‬ ‫المشروع االقتصادي يجب أن يكون احد ركائزه القطاع‬ ‫الخاص في اعتراف صريح من الدولة ‪،‬‬ ‫المهم تغير كل رموز الفساد السابق واالهم القضاء علي‬ ‫عقلية الفساد و اإلقصاء السابقة من خالل عقلية جديدة‬ ‫تشجع القطاع الخاص وتؤسس لتراكم الثروة كمخرج‬ ‫لمشكل نضوب النفط الذي سيبدأ في العشرين سنة القادمة‬ ‫‪ ،‬ودعم االبتكار والبحث العلمي وضمان الجودة والسعي‬ ‫لتعظيم الثروات الطبيعية من خالل التصنيع للوصول‬ ‫للقيمة المضافة ‪ ،‬واستغالل الطاقات البديلة وعلي رأسها‬ ‫الطاقة الشمسية‬ ‫قد يكون اإلعفاء الضريبي في سنوات األولي لبناء الدولة‬ ‫الليبية عامل مساعد للتأسيس علي قاعدة اقتصادية خاصة‬ ‫سليمة تقلل من التهرب منه في شكله الحالي وتؤسس‬ ‫لقاعدة بيانات صحيحة ومتينة يستفيد منه صانع القرار ‪،‬‬ ‫فال قرار سليم بدون معلومات صحيحية ‪،‬‬ ‫إعفاء ضريبي يكون حافز للقطاع الخاص للمساهمة في‬ ‫القضاء علي البطالة وخاصة في صفوف المرأة ‪.‬‬ ‫إنشاء هيئة مستقلة لمكافحة الفساد مند بداية بناء الدولة‬ ‫الوليدة قبل أن ينتشر في مؤسسات الدولة ويصبح كالسابق‬ ‫ثقافة شطارة وعملية ممنهجة يصعب استئصالها أو حتى‬ ‫التقليل منها ‪.‬‬ ‫من جهته القطاع الخاص مطالب أن يبدء بتجهيز نفسه‬ ‫لمنافسة شرسة في سوق مفتوح مع شركات عالمية من‬ ‫خالل االطالع وامتالك أفضل التقنيات والمعرفة بواسطة‬ ‫التدريب المتواصل واالسثتمار في الموارد البشرية ‪،‬‬ ‫والمشاركة في تمويل البحث العلمي ‪ ،‬وتشيع االبتكار‬ ‫التكنولوجي كحلول للمشاكل المحلية ‪.‬‬ ‫وان يلتزم أخالقيا من خالل ميثاق شرف ذاتي بمكافحة‬ ‫الفساد والرشوة ‪،‬‬

‫باعتباره احد طرفي العملية ‪ ،‬فكما أن هناك موظف‬ ‫مرتش هنالك رجل أعمال راش ‪.‬‬ ‫إن مشاركة القطاع الخاص في صياغة ووضع القوانين‬ ‫مند البداية عامل أساس في إنجاح تنفيذها فهو المستهلك‬ ‫للعدالة في نهاية المطاف‬ ‫وعلي الحكومات أن تخلق مناخ جاذب من خالل قوانين‬ ‫وتشريعات جديدة ‪،‬‬ ‫وصيغ تمويل سهلة وميسرة ‪ ،‬عليها ايضا ان تحمي المنتج‬ ‫والمستهلك ‪ ،‬وتمنع االحتكار واالغراق وتؤسس لتنافس‬ ‫االنداد باالضافة الي االهتمام بتعزيز معايير الكفاءة‬ ‫والجودة والشفافية والمحاسبة والرقابة ‪.‬‬ ‫وإفراز قيادات ال تعاني من فقر في الخيال اإلبداعي لديها‬ ‫وال تتحرك إال لمصلحة شخصية ومبتلية بعدة أمراض‬ ‫نفسية كالرشوة والمحاباة والشللية وحب التسلط ‪ ،‬علي‬ ‫حساب الوطن وضمان حياة أفضل لألجيال القادمة في‬ ‫بلد بال نفط ‪،‬‬ ‫و توظيف أحدث التقنيات خاصة في مجال االتصاالت‬ ‫وخلق منظومة‪System‬‬ ‫للتقليل من االتصال بالبشر مصدر الفساد ‪.‬‬ ‫ولنجاح الثورة البد أن يكون هنالك شكل من أشكال‬ ‫التوافق لكل الالعبين علي الساحة السياسية حثي يتسنى‬ ‫للثورة أن تلعب شوطها الثاني وهو شوط بناء الدولة‬ ‫الحديثة المستقرة اآلمنة ‪ ،‬دولة القانون والمؤسسات ‪،‬‬ ‫أساسها المواطنة والتداول السلمي علي السلطة والتنافس‬ ‫الشريف ‪.‬‬ ‫أخيرا نقول ‪ :‬في غياب األمن والمؤسسات سيرجع‬ ‫االستبداد والفساد واإلقصاء وسد اآلفاق وهي العوامل‬ ‫التي سببت كل ثورات الربيع العربي وعندها ستحدث‬ ‫الثورة المضادة في شكل انتفاضات وأعمال عنف ورفض‬ ‫ودعاوي انفصال ثمتل مظاهر الثورة المضادة والتي‬ ‫تاريخيا كانت مصاحبة لمعظم الثورات التي حدثت في‬ ‫العالم ‪،‬‬ ‫ونكون قد ضحينا بدم الشهداء وبمزيد من الدماء الجديدة ‪،‬‬ ‫والتي عندها لن نجمع علي أن كلهم شهداء ‪،‬‬ ‫ونبدو كأنك يا زيد ما غزيت‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬

‫برج الكناسة ‪ ..‬يسرق الثورة‬ ‫عمر عبدالدائم بشري‬ ‫يعتقد البع��ض أن مجرد الكالم عن البيئة في هذه المرحلة التي‬ ‫تم��ر به��ا ليبيا ‪ ،‬هو ضربٌ من الت��رف ‪ ،‬أو على األقل هروبٌ‬ ‫لألم��ام ‪ ،‬نظراً لما يعتبره المواطن الليبي مش��اكل حيوية يجب‬ ‫إعطاؤه��ا – حس��ب اعتق��اده – األولوي��ة ‪ ،‬مث��ل موضوعات‬ ‫إنتش��ار السالح ‪ ،‬و االنتخابات ‪ ،‬والجرحى ‪ ،‬والمشاكل األمنية‬ ‫والصحية والمالية األخرى ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ورغم إقرارنا بان كل المشاكل المذكورة آنفا هي مشاكل حيوية‬ ‫بالفع��ل ويج��ب العمل من قِبَ��ل الجميع – ال س��يما الحكومة –‬ ‫على مواجهتها ووضع الخطط والحلول لها بأس��رع ما يمكن ‪،‬‬ ‫ألنها تمسّ المواطن مباش��رةً ‪ ،‬ويترتب عليها اس��تقرار الوطن‬

‫‪ ،‬وبن��اء الدول��ة ‪ ،‬إال أن موض��وع البيئ��ة ج ّد حي��وي ‪ ،‬وقد ال‬ ‫نجانب الصواب عندما نق��ول أن الموضوع البيئي يهيمن على‬ ‫كل الموضوع��ات األخرى ويحتويها ‪ ،‬ذلك ألن موضوع البيئة‬ ‫يؤثر بش��كل مباشر على صحة اإلنسان وحياته التي هي مركز‬ ‫ومح��ور وبؤرة وهدف وركيزة بناء المجتمع بر ّمته ‪ ،‬فال ش��ك‬ ‫أن وجود مواطن س��ليم ُمعافى هو انعكاس مباشر لبيئة نظيفة ‪،‬‬

‫لتنعكس بالتالي هذه النتيجة اإليجابية على المجتمع بشكل عام ‪.‬‬ ‫إنها دورة التكامل ‪ ،‬وسلسلة الحلقات ‪ ،‬التي ال تستقيم إال بتداخل‬ ‫وتماس��ك حلقاته��ا ‪ ،‬فإذا م��ا انفصمت إحدى ه��ذه الحلقات فإن‬ ‫انفراط السلسلة واق ٌع ال محالة ‪.‬‬ ‫م��ا دفعني للكتاب��ة عن موضوع البيئة ش��ي ٌء واح��د إيجابي ‪،‬‬ ‫وأشياء كثيرة سلبية تبعث األسى في النفس ‪ ،‬والشعور باإلحباط‬ ‫‪ ،‬ناهيك عن الخوف والقلق من مس��تقبل قاتم لألجيال القادمة ‪،‬‬ ‫قد يتجاوز محنة جيلنا وما عشناه في ظل الثقافة البيئية الضحلة‬ ‫‪ ،‬نتيجة تكميم األفواه عن النقد لكل ظاهرة من ظواهر التس��يب‬ ‫البيئي الذي ظ ّل لس��نوات طويلة َمعلما ً من معالم ليبيا ‪ ،‬إما ألنه‬ ‫تدمي ٌر ممنهج لإلنس��ان والوط��ن ‪ ،‬او – على األقل – ال مباالة‬ ‫من قِبَل النظام السابق لهذا الموضوع الخطير ‪.‬‬ ‫أ ّما الش��يء اإليجابي المفرح فهو ما قرأته في إعالن عن انعقاد‬ ‫مؤتمر وطني للبيئة بطرابلس ‪ ،‬ورغم نذرة مثل هذه المؤتمرات‬ ‫البيئي��ة ‪ ،‬وانخفاض س��قف التوقعات المرجّوة منها ‪ ،‬وحتى في‬ ‫حال��ة جاءت التوصيات على قدر من اإليجابية الطموحة ‪ ،‬فإن‬ ‫مس��ألة التطبيق العملي تظ ّل مرب��ط الفرس ‪ ،‬والمعيار الحقيقي‬ ‫لحصد نتائج تلك المؤتم��رات ‪ ،‬فالكلمات المكتوبة على الورق‬ ‫تبق��ى جث��ت هامدة ما لم تقترن بفعل يجس��دها لتنتفض حية من‬ ‫جديد ‪.‬‬ ‫وم��ع الثن��اء والتقدير واالحترام لكل اإلخ��وة القائمين على هذا‬ ‫المؤتمر والمش��اركين فيه ‪ ،‬في هذه الظروف التي تمر بها ليبيا‬ ‫الهتمامهم أوالً بهذا الموضوع ‪ ،‬وإحساس��هم بحجم المش��كلة ‪،‬‬ ‫ومحاولة وضع الحلول لها ‪ ،‬وهذا – بال شك – سمةٌ من سمات‬ ‫الوطني��ة واإلخالص لهذه البالد ‪ ،‬لكن يبقى هاجس الخوف بأن‬ ‫تك��ون العقليات نفس��ها والثقافة ذاتها التي كان��ت تقيم مثل هذه‬ ‫المؤتمرات اإلستعراضية في الماضي ‪ ،‬والتي تنطفئ مع إطفاء‬ ‫الميكروفونات التي تنقلها ‪ ،‬وال يتبقّى منها عند من ش��ارك فيها‬ ‫إال مق��دار ما تحص��ل عليه ما ّديا ً من مش��اركته بورقة عمل أو‬ ‫مصاريف المؤتمر ونفقاته ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قلت ّ‬ ‫ان الش��يء المفرح الوحيد هو انعق��اد المؤتمر البيئي ‪ ،‬أ ّما‬ ‫األشياء المحزنة فهي أكثر من أن تُ َح ّدد أو تُع ّد ‪.‬‬ ‫فمظاهر التع ّدي على البيئة لتحقيق مصالح شخصية ضيقة هي‬ ‫السمة الغالبة اليوم في ليبيا لألسف ‪ ،‬وال يكاد يمر يوم دون أن‬

‫نرى مش��هداً أو نسمع خبراً مدمراً للبيئة ‪ ،‬وقد يكون بعض هذه‬ ‫التعديات ُمجرّما ً بحكم القانون الليبي ‪.‬‬ ‫فقط��ع أش��جار الغابات – مثالً – جريمة في ح��ق المجتمع قبل‬ ‫ان تكون س��لوك غوغائي مشين وغير حضاري ‪ ،‬وهو مع هذا‬ ‫وذاك يحم��ل في طياته م��ا يحمل من دمار للبيئ��ة ‪ ،‬خصوصا ً‬ ‫ف��ي ظ��ل ارتفاع مع��دالت ظاه��رة االحتباس الح��راري على‬ ‫مس��توى العالم ‪ ،‬واتس��اع رقعة التصحر في منطقتنا على وجه‬ ‫الخصوص ‪.‬‬ ‫إن من تس��وّل له نفسه ولمصلحة ش��خصية ضيقة أن يقطع في‬ ‫دقائق معدودات شجرةً ْ‬ ‫نمت خالل عشرات السنين ‪ ،‬وظلّت تم ّد‬ ‫ً‬ ‫البيئ��ة بمقومات الحياة ‪ ،‬واإليجابيات ش��كالً ومضمونا ‪ ،‬هو ‪-‬‬ ‫حسب تقديري – ليس فقط ال يمتلك الشعور بالمسؤولية الوطنية‬ ‫‪ ،‬ولكنني أشكك في إنسانيته جرّاء هذه النزعة اإلجرامية ‪.‬‬ ‫لذلك يجب علينا العمل وبس��رعة وقوّة على اس��تصدار قوانين‬ ‫بيئية صارمة و ُملزمة لردع هؤالء الجناة ‪.‬‬ ‫وألن اإلهتم��ام بالبيئة مس��ألة ثقافة ‪ ،‬فالبد م��ن تضمين حماية‬ ‫البيئ��ة والحف��اظ عليها في ثقافتن��ا الجديدة ‪ ،‬وترس��يخ المفاهيم‬ ‫البيئي��ة عند النشء ‪ ،‬وهذا يتطلب جهاداً وجهداً إس��تثنائيين في‬ ‫قطاعات التربية والتعليم والمجتمع المدني ‪.‬‬ ‫أخي��راً أق��ول ‪ّ ..‬‬ ‫أن الليبيين ف��ي امسّ الحاجة لحماي��ة بيئتهم ‪..‬‬ ‫من أنفس��هم ‪ .‬فه��ذه الغوغائية ‪ ،‬وهذا اإلهمال والتس��يّب البيئي‬ ‫‪ ،‬والالمب��االة س��تؤدي حتما ً إل��ى كارثة بيئي��ة ‪ ،‬وهذه األخيرة‬ ‫بدورها تُع ّد س�لاحا ً من أس��لحة الدمار الش��امل ‪ ،‬فهل نريد أن‬ ‫نعلن بتصرفاتنا هذه أننا شعبٌ ينتحر ؟؟‬ ‫كم��ا أنني – من زاوية أخرى – أراها ال س��يما بعد نجاح ثورة‬ ‫فبراير ‪ ،‬س��رقة لهذه الثورة ‪ ،‬فال يختل��ف من يقوم بالمخالفات‬ ‫البيئي��ة من قطع األش��جار إل��ى تلويث الهواء بح��رق النفايات‬ ‫الطبية وجبال القمامة المك ّدس��ة على مرأى من الحكومة وأعين‬ ‫المس��ئولين وغيرها من الغازات واألدخن��ة المنبعثة من عوادم‬ ‫المصانع وحتى السيارات ‪ ،‬ال يختلف من يقوم بهذه السلوكيات‬ ‫ع ّمن يعرقل بناء ليبيا الجديدة ‪ ،‬من َح َملة السالح الغير مشروع‬ ‫ومحبّي اس��تمرار الفوضى وغيرهم ‪ ،‬فهي��ا ‪ ..‬لننحاز لبيئتنا ‪..‬‬ ‫وننتصر لها ‪.‬‬

‫يا م ّدعي العموم ‪...‬‬

‫سليمان عوض الفيتوري‬ ‫مبع��ث الحديث ال��ذي يجر بعض��ه بعضا ً هو س��يف و أوكامبو ‪،‬‬ ‫وهما وجهان لعملة مزيفة ‪،‬استُقبل باسم العدل وباسم القانون الذي‬ ‫ينص على س��يادة الدولة في مقاضاة مواطنيها ‪ ،‬خالف مس��رحية‬ ‫األمي��ر بندر ‪ ،‬رغم رفض المؤتم��رات قائلة ‪( :‬ال فحيمة جانا وال‬ ‫المقرحي ش��اورنا) ‪ ،‬وخالف ذلك محكمة البلغاريات الممثالت ‪،‬‬ ‫فهي تج��ارب على الجرذان ‪ ،‬ورفعت الس��تارة ‪ ،‬ليغطي البترول‬ ‫كل الحماقات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫* كان عل��ى (العالق��ي) أن يتخط��ى البس��اط األحم��ر بالمطار‬ ‫ف��األرض ارتوت بدم��اء ‪ 20‬ألفا ً ‪ ،‬ونصف هذا العدد جرحى ‪ ،‬أما‬ ‫بح��ر الدموع التي ذرفتها أعين األرام��ل والثكالى واليتامى فعينه‬ ‫كليل��ة ‪ ،‬فهو غير ملوم ‪ ،‬فقد جاء معزيا ً ومعتذراً لس��يف ومطمئنا ً‬

‫‪ ،‬يحمل رس��الة تحذير من أن حماية االس��رة المالكة فلهم الخيار ‪،‬‬ ‫فقد تنقلب المعادلة حفاظا ً على حقوق اإلنسان ‪ ،‬وهكذا (قتل امرئ‬ ‫في غابة جريمة ال تغتفر‪ ،،‬وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر) ‪.‬‬ ‫هذا ليس أسيراً ‪ ،‬يا م ّدعي العموم ‪ ،‬بل محارب مارس القتل جزافا ً‬ ‫بمرتزقته ‪ ،‬ولكل ولي دم قتله ‪ ،‬ومفخرة لقاتل أبيه الطاغية‪.‬‬ ‫أما المحاكم��ة العادلة ‪ ،‬فهي على غرار محكمة نورنبيرج وإعدام‬ ‫مجرمي الحرب النازيين إثر انتحار هتلر فوراً‪.‬‬ ‫والواج��ب عل��ى الع��دل طل��ب أوكامبو اص��دار مذك��رة (ضبط‬ ‫وإحض��ار) من ش��اركوا الطاغي��ة وجرائمه الوحش��ية ‪ ،‬ففي كل‬ ‫القوانين ‪ ،‬الش��ريك بالمس��اعدة له عقوبة الفاع��ل األصلي ‪ ،‬أولهم‬ ‫بوتفليق��ة وبش��ار و ِدبّي وآخري��ن عند الويكليكس ‪ ،‬أم��ا بلير أرى‬

‫بص��اق تشرش��ل عل��ى وجه��ه ‪ ،‬وجاك ش��يراك يركل��ه ديغول ‪،‬‬ ‫والرئي��س السويس��ري أهان أ ّمته ‪ ،‬وبرلس��كوني ش��ارك القذافي‬ ‫الدعارة واالنحطاط‪ ،‬وهكذا االنحطاط الخلقي يؤدي إلى االنحطاط‬ ‫العقلي كما يراه د‪ .‬كاريل‪ ،‬وهذا يوحي بانحطاط أوروبا ‪،‬‬ ‫* وفي شأن الضبط واإلحضار المحلي على النائب العام إصدار‬ ‫مذك��رة موجهة إلى االنتربول لضبط عصابات اإلجرام في النيجر‬ ‫وف��ي الجزائر وغيره��ا ‪ ،‬لتقديمهم إلى المحاكم��ة العادلة على ما‬ ‫اقترفوه من جرائم بشعة في حق الشعب الليبي ‪.‬‬ ‫وعلى الصحافة الحرة المطالبة بتصفية الحس��اب معهم واسترداد‬ ‫الرشاوى وش��راء الذمم من مثل األكاديمية االقتصادية البريطانية‬ ‫واس��ترداد المهربات ‪ ،‬فهي من أقوات البؤس��اء وغ��ذاء األطفال‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬

‫‪21‬‬

‫الوضع العصيب حلكومة الكيب‬ ‫(‪)2-1‬‬

‫فوزية بريون‬ ‫نش��ر القسم األول من هذه المقالة بجريدة “فبراير” في شهر‬ ‫مارس الماضي‪ ،‬وحي��ث أن معظم أفكار المقال مازالت نافدة‪،‬‬ ‫فه��و يدرج هنا ألنه يوفر للق��اريء خلفية بانورامية لألوضاع‬ ‫التي وضع��ت الحكومة المؤقتة في عن��ق الزجاجة‪ ،‬ثم تركتها‬ ‫عاج��زة ‪ ..‬لي��س على الخروج منها فق��ط ‪ ..‬وإنما على محاولة‬ ‫ذلك محاولة جادة مدروسة‪ .‬ال يستغرب أحد أن تكون الحكومة‬ ‫اإلنتقالي��ة ف��ي وض��ع عصيب ‪ ..‬فلق��د ورثت ترك��ة هائلة من‬ ‫الفس��اد والتدهور لكيان أبعد ما يكون عن ش��كل الدولة؛ س��واء‬ ‫بالمعنى المعقد الحديث‪ ،‬أو المعنى التقليدي القائم على المواثيق‬ ‫الضمنية‪ ،‬واألعراف المستقرة‪ ،‬ومباديء العمران البشري‪.‬‬ ‫ومع ذلك فإن اإلنطباع العام عن الوضع السياس��ي العام في‬ ‫البالد لدى الشارع الليبي يمكن تلخيصه في اإلطار التالي‪:‬‬ ‫• يب��دو الوض��ع اآلن بعد إثني��ن وأربعين عاما من اإلس��تبداد‬ ‫والظلم والفس��اد‪ ،‬أحس��ن ‪ ..‬مهما تجمعت األس��باب لنقض هذا‬ ‫اإلستنتاج‪.‬‬ ‫• ق��ام المجل��س اإلنتقالي ف��ي البداية بدور عظيم وق��اد الثورة‬ ‫ونضال الشعب نحو النصر السياسي واإلعتراف العالمي‪.‬‬ ‫• ولك��ن هذا المجل��س ‪ ،‬وخاصة بعد تحري��ر طرابلس أصبح‬ ‫يعكس هشاش��ة ف��ي الهيكلية وضعفا في األداء ‪ ..‬ربما لس��ببين‬ ‫رئيسيين‪:‬‬ ‫‪ 1‬اإلختيار العشوائي لألعضاء على أساس قبلي وجهوي يفتقد‬‫غالبا معايير الكفاءة والحنكة السياسية‪.‬‬ ‫‪ 2‬تمركز الس��لطة داخل اإلنتقالي ف��ي يد مجموعة صغيرة لم‬‫تعرّف أو تعلن عن كافة أعضائه‪ ،‬مما جعله كيانا كرتونيا ظهر‬ ‫عنه مجلس تنفيذي ال يلتقي معه في الرؤية أو أس��لوب العمل‪،‬‬ ‫وهو ما انعكس جليا قبل التحريروبعده‪.‬‬ ‫• أثناء تكوين الحكومة أش��رف اإلنتقالي إش��رافا مباش��راعلى‬ ‫اختيار الوزراء‪ ..‬ورغم أن الكيب جلب معه عددا من أصدقائه‪،‬‬ ‫فق��د ترك لإلنتقالي إختي��ار األكثرية التي فرضها إلرضاء هذه‬ ‫القبيلة أو كسب ود هذه الجهة‪.‬‬ ‫• بعد ش��هور من دخول الحكومة ميدان األداء والتنفيذ‪ ،‬استمر‬ ‫اإلنتقال��ي ف��ي إش��رافه األب��وي وتدخل��ه في فرض ق��رارات‬ ‫وأش��خاص من مثل فرض مدير البنك المركزي رغم توفر ما‬ ‫يدينه‪ ،‬والس��ماح بتس��لل عناصر من النظ��ام المنهار من الذين‬

‫رد جوابي‬

‫ودواء المرضى ‪ ،‬فكلهم ش��ركاء ‪ ،‬وما ضاع حق وراءه مطالب ‪،‬‬ ‫فهل من مجيب؟‬ ‫بنغازي في ‪2011 /11 /29‬‬ ‫هذه األس��طر ‪ ،‬كملحق ‪ ،‬موجّه إلى أوكامبو في س��ياق الرد على‬ ‫تطاول (وائل الكوافي) ‪ ،‬في حينه ‪ ،‬على القضاء ‪ ،‬اقتضته المناسبة‬ ‫‪ ،‬تبصيراً لقرّاء قورينا (الجديدة) ‪ ،‬عقب اعتقال س��يف ‪ ،‬ولم يكتب‬ ‫للرد أن ينشر ‪ ،‬لتعرّض الموقع إلى قرصنة مصدرها الجزائر‪.‬‬ ‫ثم نشر على موقع قورينا ‪ ،‬ومنها على موقع (منتدى جوكم)‪.‬‬ ‫* وأخي��راً نش��ر على العددي��ن ‪ 680‬و ‪ ، 681‬دون هذا الملحق ‪،‬‬ ‫الذي الحقته القرصنة على الورق‪.‬‬ ‫فس��يفنا لم يصدأ بعد ‪ ،‬وشركة الغد أنبتت ورقا ً ‪ ،‬وحين ّ‬ ‫جف ماؤها‬ ‫تذ ّكروا (أن البئر التي شربت منها ال تلق فيها حجراً)‪.‬‬ ‫* وقف��ت برهة حداداً على تردي المعامل��ة التي جابه بها صاحب‬ ‫المقر ه��ؤالء القائمين على إصدار قورينا ‪ ،‬حين أقدم على إقفاله ‪،‬‬

‫قفزوا من السفينة في اللحظة األخيرة!‬ ‫• رغم تش��كيل الحكومة على أساس تكنوقراطي‪ ،‬كما قيل‪ ،‬فإن‬ ‫هن��اك ضعف غير خاف عن العيان في أداء الحكومة‪ ،‬وخاصة‬ ‫عل��ى مس��توى إصدار الق��رارات التي من ش��أنها إعادة األمن‬ ‫وتثبيت قوانينه ومظاهره وتوفير الخدمات الضرورية للش��عب‬ ‫(فقد اس��تمر انتشار السالح وغالء األس��عار وفوضى المرور‬ ‫وتدهور الخدمات الصحية وفوضى القنوات اإلعالمية)‬ ‫• هناك فجوة تتنامى بين الحكومة والشعب ‪ ..‬فبعد أربعة شهور‬ ‫لم تنجح الحكومة في اختيار متحدث رسمي لها يخاطب الناس‪،‬‬ ‫ويجيب عن تس��اؤالتهم‪ ،‬ويش��رح لهم الخطط المعتمدة لتحسين‬ ‫وضع الب�لاد‪ ،‬ويكون حلق��ة الوصل بين الحكوم��ة المتورطة‬ ‫وبين شعب يتحكم فيه القلق على مصير ثورته‪ ،‬وشك في قدرة‬ ‫أولي األمر الجدد على قيادة المركب‪.‬‬ ‫• فشل المجلسين الذريع في معالجة الهموم اليومية ذات العالقة‬ ‫المباش��رة بالفرد ومزاجه وأسلوب حياته ‪ ..‬وعجز كليهما على‬ ‫ق��راءة البوصلة الش��عبية وعدم اس��تيعاب مف��ردة "التهميش"‬ ‫الت��ي تتغنى بها مدن ومناطق ع��دة ‪ ..‬حتى ظهرت اآلن أمامنا‬ ‫تهديدات اإلنفصال والتقسيم والفدرالية!!‬ ‫• غي��اب أبجدي��ات اإلدارة العصرية في المجلس��ين من أعلى‬ ‫المس��تويات إلى أدناها‪ ،‬مما أدى إلى تكريس الفوضى اإلدارية‬ ‫الت��ي أنتجه��ا النظ��ام المنهار‪ ،‬وظه��ور ذلك عب��ر التخبط في‬ ‫الق��رارات والتناقض في التصريح��ات‪ ..‬وهو ما يعكس غياب‬ ‫الرؤي��ة وضع��ف التفكي��ر اإلس��تراتيجي والعج��ز عن وضع‬ ‫الخطط وضبط مراحلها واستيعاب شروطها‪.‬‬ ‫• غموض العالقة بين المجلسين وبين دول بعينها‪ ..‬عربية تعمل‬ ‫لنفس��ها‪ ،‬وأخرى تعمل بالوكال��ة لتحقيق مصالح وخطط تنتمي‬ ‫إلى اس��تراتيجيات عالمي��ة أكبر من اس��تيعابنا تحاول توظيف‬ ‫مكتس��بات الثورة الليبية وخصوصياته��ا الفكرية واإلجتماعية‬ ‫لخدمة تلك المصالح ‪ ..‬وغربية وضعتنا الظروف تحت سمعها‬ ‫وبصره��ا وفي متناول اقتراحاتها وضغوته��ا وربما إمالءاتها‬ ‫أحيانا‪.‬‬ ‫• ضع��ف العالق��ة مع المنظم��ات الدولية واإلقليمي��ة ومراكز‬ ‫الخبرة العالمية‪ ،‬المتخصصة في دراس��ة مش��اكل المجتمعات‬ ‫الخارج��ة م��ن الح��روب والمكبل��ة بالعجز عن وض��ع رؤية‬

‫لعسرة الصحيفة عن س��داد اإليجار ‪ ،‬ومنهم الصامدون في صمت‬ ‫دون مؤازرة إعالمية لهذا التفاني واإلخالص للمهنة ‪ ،‬رغم العسرة‬ ‫التي حالت دون مستحقاتهم ‪.‬‬ ‫* فه��ل القرصن��ة جفف��ت المنب��ع ؟ أم ألنهم لم يش��كلوا كتيبة ثوار‬ ‫تستوفي حقها ‪ ،‬أترك الجواب لمن عنده فصل الخطاب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وهذه األسطر بسبب أوكامبو بصفته (م ّدعي العموم) المكلف بحفظ‬ ‫حقوق اإلنس��ان ‪ ،‬وباعتباره راعي المستضعفين ‪ ،‬والحريص على‬ ‫العناية بس��يف ‪ ،‬فهو يتيم ‪ ،‬وقد حظي برحالت دورية إش��فاقا ً على‬ ‫أصبعه المض ّمدة ‪ ،‬حتى كاد يتكحّل بهذه األصبع ‪ ،‬التي كان يش��ير‬ ‫به��ا في خطوطه الحم��راء ليختم عبارته ‪( :‬اللي ما يعجبه يش��رب‬ ‫من البحر)‪.‬‬ ‫فه��ذه الرحالت واالتص��االت ‪ ،‬خالل هذه الحقبة اس��توجبت وقفة‬ ‫تأم��ل مع أوكامبو ‪ ،‬فهذه (هيومان رايت��س ووتش) ‪ ،‬قد أقامت هنا‬ ‫ليطمئن أوكامبو ‪ ،‬ولربما لتحقيق مبتغاه ‪ ،‬باستالم سيف فهو مجرّد‬ ‫ضيف ‪ ،‬األمر الذي يستوجب نشر مالم ينشر بعد ‪ 6‬أشهر ‪.‬‬ ‫* وتل��ك الرحالت تح��ط بالمطار الخاضع لكتائ��ب الزنتان ‪ ،‬كقوة‬ ‫ضاربة ‪ ،‬وليس عند (ناكر) ‪.‬‬ ‫والحدي��ث الصريح يم��س الزنتان ‪ ،‬في صمي��م التضحيات بالنفس‬

‫اس��تراتيجية ناجعة‪ ،‬بهدف مس��اعدتها وتمهي��د الطريق أمامها‬ ‫لحل مش��كالت م��ا بعد النزاع��ات والصدامات ‪ ..‬فمن��ذ البداية‬ ‫أب��دى اإلنتقالي ثقة مفرطة بالنف��س في تولي أمور البالد وعدم‬ ‫اإلس��تعانة بهيئات دولي��ة (وأعيد دولية) عل��ى تنظيم أطرافها‬ ‫المنفرطة بفعل عوامل عدة متشابكة‪.‬‬ ‫• ع��دم تنس��يق العالق��ة بي��ن المجال��س المحلية وبي��ن مجلس‬ ‫ال��وزراء عامة وبينها وبين وزارة الحكم المحلي خاصة (رغم‬ ‫ظهور الوزير في القن��وات الفضائية واإلبانة عن رؤية إدارية‬ ‫محكم��ة)‪ ..‬وعدم قدرة الحكومة على عالج الضعف المتلبس��ة‬ ‫به هذه المجالس وعدم ش��رعيتها طالما ل��م ترض باإلنتخابات‬ ‫وس��يلة لذلك ‪ ..‬وضرورة إظهار الحكومة حزما الزما في هذا‬ ‫األمر وإلزام تلك المجالس بإجراء انتخابات وتحمل المسؤولية‬ ‫المنوطة بها بعد تقنينها عددا وصالحيات‪.‬‬ ‫إن الوزارة اإلنتقالية هذه ليست سوى وزارة لتسيير األمور‪،‬‬ ‫وح��ل األزمات‪ ،‬وتمهيد الطريق من الناحية اإلدارية والقانونية‬ ‫لدولة تبنى على الدس��تور والمؤسس��ات الفاعل��ة‪ ..‬وإلى جانب‬ ‫ذل��ك فمن واجب ه��ذه ال��وزارة العمل على خلق هيب��ة الدولة‬ ‫وبسط س��لطانها على المؤسس��ات واإلدارات وفرض القوانين‬ ‫المنظمة لش��ؤؤن البالد ‪ ..‬ولعل أبرز أس��باب تعقد هذا الوضع‬ ‫العصي��ب هو عدم اس��تيعاب أعضاء الوزارة له��ذه الحقائق‪،‬‬ ‫وبالتال��ي فهم غير قادرين على تحقي��ق توقعات الناس‪ ..‬ولذلك‬ ‫لم تفل��ح هذه الحكومة ف��ي وضع آليات التعاطي مع المش��اكل‬ ‫المستش��رية في المدارس والشوارع والمستش��فيات والمكاتب‬ ‫واإلدارات الحكومي��ة‪ ..‬وهكذا فإن المواطن مضطر أن يرس��م‬ ‫صورة لحكومته من خالل هضاب القمامة المنتش��رة في طول‬ ‫الب�لاد وعرضها بروائحها الكريهة الت��ي تعد بأن تهدي للناس‬ ‫حزم��ة من األمراض في الصي��ف القادم بعد ذبول الربيع الذي‬ ‫غنينا له طويال ‪..‬‬ ‫وم��ا ل��م يس��تقم فه��م الحكومة لدورها‪ ..‬وما لم تس��رع في‬ ‫أدائها وتفهم جيدا أن التاريخ يرقبها ويس��جل تفاصيل نجاحاتها‬ ‫وإخفاقاته��ا ‪ ..‬فإن ثورتنا س��تجد نفس��ها في م��أزق صنعه لها‬ ‫سياس��يوها الذين تنقصه��م الحنكة والخبرة السياس��ة واإلدارية‬ ‫معا‪.‬‬

‫والنفيس ‪ ،‬والتي أ ّدت إلى اعتقال سيف المثقل بأفظع الجرائم ‪ ،‬بسفك‬ ‫دم��اء األبرياء جزافا ً ‪ ،‬ولم يكن مجنّداً يحكمه القانون العس��كري ‪،‬‬ ‫وهم أرفع من أن يجعلوا منه رهينة ابتغاء فدية ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كنهم م ّدوا في أيامه ‪ ،‬ليتواصل مع أزالمه ‪ ،‬تحقيقا ألحالمه ‪،‬‬ ‫وكان لهم والحال هكذا ‪ ،‬أسوة في محكمة نورنبيرغ ‪ ،‬بتشكيل‬ ‫محكمة عرفية فوراً ‪،‬‬ ‫ه��ذا مالم يقم أحد أولي��اء الدم بقتله قصاصا ً وث��أراً لمئات األرواح‬ ‫الت��ي أزهقها بمرتزقته وليش��رب أوكامبو من البح��ر ‪( ،‬وطز في‬ ‫محكمته الدولية)‪.‬‬ ‫* فه��م ث��وار (خارجون ع��ن دائرة القان��ون) ‪ ،‬ش��رعيتهم تبيح‬ ‫االقتص��اص بأن يلحق��وه بأبيه وليكن ما يك��ون ‪ ،‬وحتى أوكامبو ‪،‬‬ ‫لقب مرحوم خير له من م ّدعي العموم ‪ ،‬وعليه أن يتراجع لمراجعة‬ ‫أوراق عمر البشير وحسن نصر هللا ‪.‬‬ ‫وم��ن هن��ا صح القول بأنه عل��ى الزنتان تح ّمل تبعة ما جرى‬ ‫ويجري من قرصنة وإخالل باألمن وتهديدات فيها من المؤش��رات‬ ‫الخارجي��ة ‪ ،‬م��ا يوحي بأن عبد هللا السنوس��ي يتأهب الس��تقباله ‪،‬‬ ‫وس��يعلن أوكامبو براءته وتمكينه من التر ّشح ليصبح من الناجحين‬ ‫ّ‬ ‫ولتعلمن نبأه بعد حين ‪.‬‬ ‫‪ ،‬وعند يوسف شكير الخبر اليقين ‪،‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬

‫الفاضلي مديرا للمهرجان‬ ‫الكوميدي‬

‫وأخي��ر وبع��د ط��ول إنتظ��ار س��تنطلق فعاليات‬ ‫المهرج��ان الكوميدي للمس��رح في مدينة بنغازي‬ ‫خالل األس��بوع األخي��ر من ش��هر يونيو ‪2012‬‬ ‫حيث صدر قرار من قبل رئيس لجنة إدارة الهيئة‬ ‫العامة للس��ينما والمس��رح والفنون بتكليف الفان‬ ‫خالد الفاضلي رئيسا للجنة هذا المهرجان‬ ‫في دورته األولي والتي ستش��ارك بها العديد من‬ ‫الفرق المس��رحية من مختلف مناط��ق ليبياوالتي‬ ‫لديها نصوصجاهزة للعرض تنطبق عليها شروط‬ ‫المهرجان ‪.‬‬ ‫ويعك��ف الفن��ان خال��د الفاضل��ي ه��ذه األيام‬ ‫ف��ي إجتماع��ات متواصلة مع ذوي الش��ان ألجل‬ ‫الوص��ول إلي تنظيم جيد وراق��ي لهذا المهرجان‬ ‫في دورته األولي ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أصالة تغين‬ ‫للثورة السورية‬

‫الفنانة السورية أصالة نصري قدمت‬ ‫تحية لثوار سوريا وغنت لهم أثناء تواجدها في‬ ‫مهرجان األغنية العالميةالذي أقيم بالمغرب ‪،‬‬ ‫وقالت أصالة أنني مع الثوار وأتمني من كل قلبي‬ ‫أن أكون بينهم ولقد أشتقت كثيرا لبالدي التي‬ ‫تعاني من سطوة نظام بشار الذي يقتل‬ ‫شعبه كل يوم في سبيل الجلوس علي الكرسي‬ ‫وأقول لبشار أن كل الكراسي قد أنهارت‬ ‫وتحطمت وكل الطغاة أنتهوا إلي غير رجعة ‪.‬‬ ‫وكانت أصالة قد أهدت للثوار أغنية ( آه‬ ‫‪ ..‬هالكرسي لو يحكي ) وكذلك أغنية ( أنا‬ ‫الدمشقي ) ‪.‬‬

‫خليل العرييب‬

‫فيلم قسم طربق يف مهرجان كان‬ ‫فيلم عن ثورة ‪ 17‬فبراير سمي قسم‬ ‫طبرق دخل مهرجان كان السينمائي‬ ‫الدولي هذا العام في دورته الخامسة‬ ‫والستين ‪ ،‬وهذا الفيلم من إعداد بيير‬ ‫هنري ليفي الذى زار ليبيا في بداية‬ ‫ثورة ‪ 17‬فبراير ليرصد ثورة الشعب‬ ‫الليبي ضد حكم الطاغية المقبور معمر‬ ‫القذافي ‪ ،‬وهذا الفيلم كما يقول بيير‬ ‫هنري ليفي يجسد الجدية التي تحرك‬ ‫بها أبناء ليبيا بكافة أطيافهم من أجل‬ ‫الخالص من هذا الكابوس الذي كان‬ ‫جاثما علي صدور الليبيين طيلة إثنان‬ ‫وأربعين عاما من الظلم واإلضطهاد‬ ‫واإلستعباد ونهب ثروات الشعب الليبي‬ ‫وإستباحتها ألوالده وأزالمه ‪.‬‬

‫املشاركة العربية يف مهرجان كان‬ ‫يعتبر مهرجان كان السينمائي الدولي‬ ‫من أهم المهرجانات العالمية في مجال‬ ‫السينما حيث تأسس هذا المهرجان العام‬ ‫‪ 1939‬ويقام بشكل سنوي في شهر مايو‬ ‫من كل عام في مدينة كان الفرنسية ‪،‬‬ ‫ويوزع المهرجان عدد من الجوائز في‬ ‫مختلف مجاالت السينما من‬ ‫إخراج وتمثيل وتصوير وغيرها ومن‬ ‫أهم هذه الجوائز جائزة السعفة الذهبية‬ ‫ألفضل فيلم ‪.‬‬ ‫المشاركة العربية تميزت هذا العام‬ ‫بأختيار الممثلة الفلسطينية هيام عباس‬ ‫للجنة التحكيم وتعتبر هيام عباس ممثلة‬ ‫ومخرجة من أشهر أعمالها في مجال‬ ‫التمثيل ‪ ( :‬حيفا – منطقة حرة – الحرير‬ ‫األحمر – باب الشمس – منبع النساء –‬ ‫اإلضطهاد – ميونيخ – والزائر )‬ ‫كما أختير الفيلم المصري ( بعد الموقعة‬ ‫) للمسابقة الرسمية وهو من بطولة منة‬ ‫شلبي – باسم سمره – ناهد السباعي –‬

‫من المعلوم أن الفيلم الجزائري‬ ‫ومن إخراج يسري نصرهللا ‪.‬‬ ‫وكذلك تم عرض شريط قسم طبرق ( وقائع سنين الجمر ) سبق وأن فاز‬ ‫لالحتفال بثورات الربيع العربي وهو بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان‬ ‫فيلم يصور ثورة الشعب الليبي ضد حكم العام ‪ 1975‬لمخرجه الجزائري محمد‬ ‫األخضر حامينه ‪.‬‬ ‫الطاغية الديكتاتور معمر القذافي ‪.‬‬

‫جوائز مهرجان كان ‪2012‬‬ ‫جائزة السعفة الذهبية ذهبت لفيلم‬‫(الحب )‬ ‫للمخرج مايكل هانيكي (النمسا )‪.‬‬ ‫جائزة لجنة التحكيم الكبري ذهبت لفيلم‬‫(حصة المالئكة‬ ‫للمخرج كين لوتش ‪.‬‬ ‫جائزة أحسن ممثل ذهبت للفنان مادس‬‫بيكلن عندوره في فيلم (هانت ) ‪.‬‬ ‫جائزة أحسن ممثلة ذهبت مناصفة إلي‬‫الفنانتان ‪:‬‬ ‫‪ .‬كريستينا فلوتوز و كوسمينا ستراتان‬

‫عن دورهما في فيلم (خلف التالل)‬ ‫المكسيكي كارلوس ريجاداس ‪.‬‬ ‫جائزة أفضل سيناريو ذهبت إلي ‪-‬جائزة لجنة التحكيم ذهبت إلي فيلم‬‫كريستيان مونجو عن فيلم (خلف التالل ( الواقعية ) للمخرج اإليطالي ماتيو‬ ‫)‬ ‫جاروني ‪.‬‬ ‫‪-‬جائزة أحسن إخراج ذهبت إلي‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬ ‫أمحد بشون‬

‫فريق الدفاع راقصي السامبا ‪..‬‬ ‫فتحي علي الساحلي‬ ‫أس��س ه��ذا الفري��ق بح��ي البرك��ة بمدينة‬ ‫بنغازي عام ‪1955‬م ‪ ،‬أسس��ه مجموعة من‬ ‫الشباب على رأسهم المرحوم ‪ /‬عبد الحميد‬ ‫معت��وق والصادق الش��حومي الذي أصبح‬ ‫ممث��ل الفريق ومندوبه في الهيئة الرياضية‬ ‫العليا واتحاد كرة القدم ‪.‬‬ ‫وكان له��ذا الفريق إيق��اع راقص لو قارناه‬ ‫بمفه��وم كرة العصر لقلنا انه يتبع أس��لوب‬ ‫الك��رة الالتينية التي اش��تهر به��ا الالعبين‬ ‫البرازيليين راقصي السامبا ‪ ،‬فقد كان يلعب‬ ‫للفريق ثالثي رائع ‪ ..‬سليمان باله ‪ ،‬جبريل‬ ‫الوداوي ‪ ،‬إبراهيم البقرماوي ‪.‬‬ ‫ول��م يكن في ذل��ك الزمن ثم��ة فريق بحي‬ ‫البرك��ة إال فري��ق التقدم الذي أسس��ه حماد‬ ‫الضبيع ‪.‬‬ ‫اش��تهر ه��ذا الفري��ق بالس��رعة والجدي��ة‬ ‫والعط��اء الس��خي ‪ ،‬فلدي��ه صان��ع اللع��ب‬ ‫الجيد س��ليمان باله والجناح األيمن السريع‬ ‫جبري��ل ال��وداوي والهداف الرائ��ع والذي‬ ‫يجي��د ضربات الرأس بش��كل جيد إبراهيم‬ ‫البقرم��اوي ال��ذي لع��ب فيما بع��د لفريقي‬ ‫األهل��ي واله�لال وق��دم لهم��ا ك��رة جيدة‬ ‫وأه��داف رائع��ة الزال جمه��ور الكرة في‬ ‫مدين��ة بنغازي يذكرها جي��داً ‪ ،‬وكان يلعب‬ ‫له أيضا ً المدافع المقاتل منصور بوختالة ((‬ ‫العم��دة )) وربما أطلق عليه هذا اللقب ألنه‬ ‫كان يلعب الكرة بجدية تامة وبحرص شديد‬ ‫‪ ،‬أيض��ا ً كان يلعب له العب وس��ط س��ريع‬ ‫وذو مجه��ود كبير وهو الالع��ب عزالدين‬ ‫الشيخي ‪ ،‬هذا هو فريق الدفاع الذي أصبح‬ ‫منافس��ا ً قويا ً لفريق التقدم على كس��ب حب‬

‫جمه��ور البرك��ة وكانت بينهم��ا صوالت‬ ‫وجوالت لعل أقواها فوزه على فريق التقدم‬ ‫ف��ي ‪1957 / 01 / 05 :‬م بأربع��ة أه��داف‬ ‫مقابل صفر ‪.‬‬

‫ولقد ظل هذا الفريق يؤدي مبارياته بمنتهى‬ ‫الجدي��ة وتذكر لنا النتائ��ج التي رصدها لنا‬ ‫رائد الجدولة الرياضية والرصد الرياضي‬ ‫لنتائ��ج الفرق والمنتخب��ات المرحوم مفتاح‬

‫لع��ب لفريق الدفاع أيض��ا ً كل من ‪ :‬محمود‬ ‫الطرابلس��ي (( الجم��ل )) ‪ ،‬وخليفة البزار‬ ‫(( لحراسة المرمى )) ‪ ،‬منصور بوختالة ((‬ ‫العمدة )) عز الدين الشيخي ‪ ،‬فرج الشريف‬ ‫(( المذي��ع )) ‪ ،‬احمد الطرابلس��ي ‪ ،‬جبريل‬ ‫ال��وداوي ‪ ،‬ف��وزي اليمن��ي ‪ ،‬عب��د الحميد‬ ‫معت��وق ‪ ،‬إبراهيم البقرم��اوي ‪ ،‬مصطفى‬ ‫العنيزي ‪ ،‬س��ليمان بال��ه ‪ ،‬فرج االوجلي ‪،‬‬ ‫سعد عاشور ‪ ،‬بالعيد عجاج ‪ ،‬فتحي الختال‬ ‫(( بوختال��ة )) و(( الحكم الدولي )) س��الم‬ ‫بشير ‪.‬‬

‫الدراج��ي يذكر لنا نتائج رائعة حققها فريق‬ ‫الدفاع ضد فرق س��بقته من ناحية التأسيس‬ ‫والخب��رة واإلمكان��ات مثل فري��ق النجمة‬ ‫القديمة الذي تأس��س عام ‪1943‬م ‪ ،‬وفريق‬ ‫اله�لال الذي تأس��س في ع��ام ‪ 1952‬ومع‬ ‫ذل��ك كان فريق الدفاع ن��داً قويا ً لهذه الفرق‬ ‫وحقق أمامها نتائج مرضية جداً ‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 1957‬دمج فريق الدفاع مع فريق‬ ‫التقدم وكونا فريقا ً قويا ً تحت مس��مى فريق‬ ‫االتحاد بالبركة وهذا ما س��نتناوله في مقال‬ ‫قادم (( بأذن هللا ))‬

‫كالم يف كرة القدم ‪..‬‬ ‫فرج العقيلي‬

‫‪.‬‬ ‫أي فري��ق ف��ي‬ ‫الدني��ا يحت��اج‬ ‫إل��ى مدي��ر‬ ‫فن��ي وم��درب‬ ‫ع��ام وم��درب‬ ‫حراس ومعد بدن��ي وإداري وطبيب خبير‬ ‫في إصابات المالعب ‪.‬‬ ‫الكل مس��ئولون أمام مجلس اإلدارة بالنادي‬ ‫عند اإلخف��اق والفش��ل في تحقي��ق النتائج‬ ‫االيجابي��ة بش��رط أن توف��ر اإلدارة كاف��ة‬ ‫المتطلب��ات واالحتياجات الالزم��ة الكفيلة‬ ‫بتحقيق األه��داف المرج��وة المقترحة من‬ ‫قبل إدارة النادي ‪.‬‬ ‫المس��ئولية تضامنية وجماعية ال احد يمكن‬

‫له أن ينفرد بتحمل مسئولية الخسارة وحده‬ ‫‪.‬‬ ‫المهاج��م ال��ذي يضي��ع الف��رص الس��هلة‬ ‫ببراعة مسئول !!‪.‬‬ ‫والالعب الذي يخرج عن النس��ق الجماعي‬ ‫للفريق في خطة اللعب مسئول !!‬ ‫والمدافع الذي ال يتوخى الحذر مسئول !!‬ ‫والح��ارس الذي يتوانى في أداء دوره على‬ ‫الوجه األكمل مسئول !! المدير الفني يضع‬ ‫الخطة ويحدد الالعبين المناس��بين لتنفيذيها‬ ‫خالل ساعات التدريب ‪.‬‬ ‫الم��درب يق��وم بتنفي��ذ ه��ذه الخط��ة عمليا ً‬ ‫لمعرفة مدى مه��ارة الالعبين في تطبيقيها‬ ‫فنيا ً وعقليا ً المعد الفني يهيئ الالعبين بدنيا ً‬ ‫الكتس��اب الطاقة والمرون��ة الالزمة ألداء‬

‫الخطة بسهولة ويسر ‪.‬‬ ‫أم��ا الطبي��ب فله القرار النهائ��ي في تحديد‬ ‫نوعي��ة اإلصاب��ة واإلس��راع ف��ي عالجها‬ ‫وإعالن مشاركة الالعب من عدمها بنزاهة‬ ‫وكفاءة واثقا ً من قدرته الطبية حرصا ً على‬ ‫سالمة اللعب ومصلحة الفريق ‪.‬‬ ‫وهؤالء جميعا ً المدير الفني ـ المدرب العام‬ ‫ـ المع��د البدن��ي ـ الطبيب ـ مدرب الحراس‬ ‫ـ اإلداري يبدأ دورهم الفعلي والحاس��م مع‬ ‫انطالقة صافرة الحكم ‪.‬‬ ‫ليدي��ر كل منهم الفريق م��ن منطلق واجبه‬ ‫وتخصص��ه ويبقى جان��ب التوفيق هو أداة‬ ‫الحس��م األخير في تحقيق النتيجة االيجابية‬ ‫المطلوبة ‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫كلمـة العـدد‪..‬‬

‫األندية الرياضية ‪..‬‬ ‫إىل أين ‪..‬؟!‬ ‫تعكف األندي��ة الرياضية خالل هذه األيام‬ ‫على إصدار بطاقات العضوية للمنتس��بين‬ ‫له��ا وتتوافد على بع��ض األندي��ة أعداداً‬ ‫هائلة من الش��باب والش��يوخ أيضا ً لتجديد‬ ‫بطاقاتهم لمن لهم بطاقات س��ابقة وإصدار‬ ‫بطاق��ات جدي��دة للراغبين في االنتس��اب‬ ‫‪ ..‬يح��دث ه��ذا بن��اءاً عل��ى ما ج��اء في‬ ‫الق��رار رقم (( ‪ 164‬ـ لس��نة ‪ 2012‬م ))‬ ‫الصادر ع��ن مجلس ال��وزراء والخاص‬ ‫بآلي��ة انتخاب��ات مجال��س إدارات األندية‬ ‫الرياضية والذي جاء قاصراً ناقصا ً وخلى‬ ‫من كثير من الش��روط والقواعد بل وأكثر‬ ‫من ذلك تضمن ش��روطا ً وقواعد س��اذجة‬ ‫ولقد س��بق اإلش��ارة إليها في أعداد سابقة‬ ‫م��ن ه��ذه الصحيفة ولكن ال ب��أس من أن‬ ‫نش��ير إليها مرة أخرى ألهميتها رغم انه‬ ‫فات األوان ‪ ...‬والمشكلة تأتي دائما عندما‬ ‫يتول��ى أن��اس موضوع��ا ً ال يعرفون عنه‬ ‫ش��يئا الن الذين صاغوا ه��ذا القرار يبدو‬ ‫انه��م ليس له��م عالقة باألندي��ة الرياضية‬ ‫وكيف تدار وضمن هذه العيوب ما يلي ‪:‬‬ ‫أوالً ‪:‬‬‫عدم وجود نص يمنع أزالم النظام السابق‬ ‫من الترش��ح لمجلس اإلدارة مثل أعضاء‬ ‫اللجان الثورية وغيرهم ‪..‬‬ ‫ثانيا ً ‪:‬‬‫تحديد س��ن الراغب في الترش��ح لمجلس‬ ‫اإلدارة ‪ ،‬ب��ان ال يقل عن (( ‪ 35‬س��نة ))‬ ‫مم��ا يترتب علي��ه منع فئات الش��باب من‬ ‫الترش��ح في الوقت ال��ذي يمكن حتى لمن‬ ‫بلغ السبعين أو المائة عشر أن يرشح نفسه‬ ‫‪!!..‬‬ ‫ثالثا ً ‪:‬‬‫الن��ص على ض��رورة أن يدفع المرش��ح‬ ‫مبل��غ (( ‪ 1000‬دين��ار )) وكأنه��ا دعوة‬ ‫(( إلقصاء )) الذين ال يملكون األموال ‪..‬‬ ‫ودعوة ألصحاب األموال الحتواء األندية‬ ‫والس��يطرة عليها بأمواله��م حتى لو كانت‬ ‫مشبوهة المصدر ‪!!...‬‬ ‫رابعا ً ‪:‬‬‫تمدي��د أعضاء مجل��س اإلدارة بم��ا فيهم‬ ‫الرئيس و (( ‪ )) 7‬سبعة أعضاء ‪.‬‬ ‫خامسا ً ‪:‬‬‫ل��م ينص عل��ى أية آلي��ة النتخ��اب أمانة‬ ‫الجمعية العمومية واختصاصاتها‪!!..‬‬ ‫ورغ��م كل ه��ذا فق��د انطلق��ت األندي��ة‬ ‫الرياضي��ة ف��ي إجراءاتها ول��م تبدي أية‬ ‫اعتراض مثل عادتها دائما ً ‪!!...‬‬ ‫وأخيراً‪..‬هل ستسفر هذه اإلجراءات على‬ ‫وصول رجال أكفاء لديهم المصداقية ‪..‬؟!‬ ‫ارجوا ذلك ‪. !..‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 4 ( 56-‬ـ‪ -11‬يونيو ‪)2012‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.