العدد 57

Page 1

‫السنة الثانية العدد‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ 12 ( 57‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫العدد ‪57‬‬

‫‪ 18-12‬يونيو ‪2012‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫‪ .......‬لكن أمحد شفيق اللييب من يكون ؟‬ ‫أيها الساسة الهرمون‬ ‫ال تخونوا وصية الشهيد‬ ‫ال تجعلوا من الحلم القوي‬ ‫كابوسا ً جدي ْد‬ ‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬

‫سالم العوكلي‬

‫‪afaitouri_55@hotmail.com‬‬ ‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان‬ ‫السلفيوم خلف عمارة شركة ليبيا‬ ‫للتأمين ‪ -‬فندق مرحبا سابقا ‪ -‬الدور‬ ‫األول‬ ‫ميادين صحيفة ليبية متنوعة‬ ‫تصدر من بنغازي‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫هليل البيجو‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫حسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزواية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫مدير إداري‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫أحمد قذاف الدم‬

‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫تضارب��ت االقاوي��ل بين ناكر و بين نكير بش��أن المفاوضات التي اجرائها ش��يخ المفاوضين علي‬ ‫الصالب��ي ! مع عمدة من عم��د النظام الديكتاتوري الليبي – توصيف النظ��ام بالديكتاتور أقره هذا‬ ‫العمدة أيضا – ‪ ،‬فمن مقر أنها جاءت بناء على توجيه من المستشار مصطفي عبد الجليل إلى ناكر‬ ‫لصلة المجلس بذلك ‪.‬‬ ‫لك��ن ه��ذا من نافل القول فعادة ما يروج لموضوع ما بإث��ارة غبار اعالمي حوله ‪ ،‬وعادة ما يكون‬ ‫التوقيت أيضا في لبّ الموضوع ‪ ،‬اضافة لذا فإن طرفي المسألة نجمان لمعان أحدهما هو بالي بوي‬ ‫النظام المنهار لعقود‪ ،‬واألخر من مفكري التلفزيونات اإلسالميين وصاحب قول‪.‬‬ ‫الرجالن وللحق يمنحا الصحفيين كل مشوق ‪ ،‬ومجلسنا الوطنى الموقر مثير جيد للشغب‪ ،‬هذا على‬ ‫مس��توى الش��كل لكن الموضوع جد خطير ألنه كما نعرف جميعا يمس مصير ش��عوب‪ ،‬وإن خرج‬ ‫على شكل أحجية أي فزورة من فوازير رمضان ‪ ،‬وإن دبر في ليل ‪.‬‬ ‫الموض��وع جاء تحت عنوان م��ن العناوين الزاهية ومضمونها تخريب زاهي‪ ،‬األمر عندهم مجرد‬ ‫( تمش��كاي للكارطة ) أي قلب األوليات ‪ ،‬وعندنا إن كانت المصالحة الوطنية ضرورة والتس��امح‬ ‫ديدنه��ا فاألقرب أولي بالمعروف أي الحرة أول ما تزرب تزرب بيتها ‪ ،‬هذا البيت المليء بالثقوب‬ ‫وعظائم األمور ‪ ،‬لقد خلقنا ش��عوبا وقبائل لنتعارف فإذا بأهل تاروغاء في الش��تات كما الفلس��طيين‬ ‫وأشنع ألن آل تاورغاء مشردون في بالدهم ‪ ،‬وكذا مشكل ورشفانة والتبو والطوارق ‪ ...‬وغير ذلك‬ ‫من سالح مصراته والزنتان ومشروطيتهم ‪.‬‬ ‫وحين قمنا بالثورة كان أول األوليات إس��قاط النظام وليس إسقاط الديكتاتور معمر القذافي فحسب‪،‬‬ ‫وإال لقبلنا بسيف اإلسالم بديال واسترحنا ‪ ،‬وهذا االسقاط يعنى الرأس والجثة ‪ ،‬ذا يعرفه الكافة ومن‬ ‫بينهما المستشار أوال ثم المتفاوضان ‪.‬‬ ‫إذا األمر أبعد من هكذا معرفة إنه في مرحلة اإلنتخابات التي من خاللها سيكون المؤتمر الوطني‬ ‫من سيعد دستورا ويجريء انتخابات الدولة القادمة‪.‬‬ ‫ومصر الجارة كما كانت خير عون لنا حين س��بقتنا بالثورة في ‪ 25‬يناير وفتحت في الس��ور ثقب‬ ‫الس��لوم‪ ،‬فإنه��ا مرآة حالن��ا وهي تعيد بناء الدولة بكل صعوبة ومكاب��دة ومكائد ‪،‬في مصر هذه عاد‬ ‫النظام المنهار يعيد طرح ش��روطه على الواقع‪ ،‬والصراع السياس��ي في البالد فتحت الثورة أبوابه‬ ‫على مصارعها وجعلت المستقبل لعبة اليوم ‪.‬‬ ‫كأنم��ا قواني��ن اللعبة واحدة وإن تغير الالعبون وأن اإلرادة ضرب م��ن ضروب هذه القوانين‪ ،‬لذا‬ ‫ظن الظانون أنها لعبة يمكن اخراجها عبر التلفزيون وأن نجوم الجزيرة هم الهدافون في هكذا حال‪.‬‬ ‫لقد تم تجيير التضحيات إلرادة الفيس بوك والجزيرة محطة التلفزيون‪ ،‬فيما حول البشر وتضحياتهم‬ ‫لبانورام��ا لوس��يلتي‬ ‫اإلتص��ال المذكورتين‬ ‫‪.‬‬ ‫ما يتم ليس مفاوضات‬ ‫كم��ا أن م��ا ت��م ليس‬ ‫مش��اهد‬ ‫مج��رد‬ ‫تلفزيوني��ة أو كلم��ات‬ ‫صفح��ات تواص��ل‬ ‫افتراضي��ة‪ ،‬م��ا يت��م‬ ‫يخص مستقبل شعوب‬ ‫ومس��تقبل منطقة هي‬ ‫مرك��ز العال��م القدي��م‬ ‫مصطفى عبدالجليل‬ ‫علي الصالبي‬ ‫وه��ي اآلن مرك��ز‬ ‫معضالته ليس النفط فيها إال زيت القنديل‪.‬‬ ‫الفل��م الذي ينتج ويروج له النجوم الذين نرى‪ ،‬يخص إعادة ترتيب المنطقة التي تهم كل األطراف‪،‬‬ ‫فاطلبوا العلم ولو في الصين ‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬

‫ميادين ‪ :‬بنغازي ‪ /‬خلود الفالح‬

‫أعل��ن الش��اب الليبي جاب��ر المجبري ف��ي صفحته على‬ ‫الفيس بوك ان يوم الس��بت الموافق ‪ 7‬مايو س��يكون أول‬ ‫أي��ام اضراب��ه عن الطع��ام اعتراضا عل��ى‪ :‬غياب روح‬ ‫المحب��ة والتس��امح بي��ن الش��عب الليبي والتوزي��ع الغير‬ ‫ع��ادل للمقاع��د ف��ي المؤتمر الوطن��ي‪ .‬وع��ن اضرابه‬ ‫ال��ذي تجاوز الثالثين يوما ق��ال‪" :‬االضراب عن الطعام‬ ‫وس��يلتي إليصال صوت��ي‪ ،‬توزيع المقاع��د غير عادل‪،‬‬ ‫وظالم للمنطقة الش��رقية والمنطقة الوسطى‪ ،‬والجنوب"‪،‬‬ ‫وأضاف اعتصامي بإذن هللا س��يأتي بنتيجة مرضية فهذه‬ ‫البداية فقط وس��يكون هناك تصعيدات اقلها ان ‪ 60‬ش��اب‬ ‫س��يحرقون انفس��هم في ميادين المنطقه الش��رقيه‪ .‬حسب‬ ‫قوله‪.‬‬ ‫وعن مجلس برقة والفيدرالية قال‪ ":‬أنا ضد الطريقة التي‬ ‫قددم��ت به��ا الفيدرالية إذ يجب قياس ال��رأي العام الليبي‬ ‫حول اختي��ار الفيدرالية كنظام إداري للبالد" مضيفا بأنه‬ ‫غير معترف بمجلس برقة‪.‬‬ ‫دخ��ل المجب��ري أكثر من م��رة لغرفة العناي��ة المركزية‬ ‫لتلقي العالج بعد ان تعرضه لهبوط ش��ديد لمعدل الس��كر‬ ‫بالدم وانخفاض في معدل ضغط الجسم‪ ،‬وبخصوص ذلك‬ ‫قال‪ ":‬نحن نذرنا أرواحنا للوطن ومتأكد ان ما نطمح إليه‬ ‫سيتحقق"‪.‬‬ ‫مطالب شرعية‬ ‫ينظ��ر البعض إلضراب المجبري عل��ى انه قرار فردي‬ ‫وفي المقابل هناك من يؤيده ويعتبر اضرابه وسيلة تعبير‬ ‫يج��ب ان تحترم وعن ذلك قالت الناش��طة نجالء دغمان‬ ‫"ال توجد اس��تجابة من قبل الحكومة مع أن مطالب جابر‬ ‫ليست ش��خصية بل هى األجل التساوى والعدالة وهذا ما‬ ‫ندعو له نحن مؤسس��ات المجتمع المدني"‪ ،‬في حين يؤكد‬ ‫المحامي طارق زينوبة على ش��رعية مطالب جابر التى‬ ‫هى مطالب كل س��كان المنطقة الش��رقية ويرى ضرورة‬

‫‪03‬‬

‫سيأتي اضرابي عن الطعام بنتيجة مرضية فهذه البداية فقط وهناك تصعيدات‬ ‫شخصية‬ ‫ال توجد استجابة من قبل احلكومة مع أن مطالب جابر ليست‬ ‫ِ‬ ‫تعديل المقاعد ‪ -60 102‬قس��مه غير عادلة مضيفا "نحن‬ ‫فى مدينة بنغازى سوف نقاطع االنتخابات"‪.‬‬ ‫حملة تواقيع‬ ‫دعت حركة ش��باب ليبيا الحرة ف��ي صفحتها على الفيس‬ ‫بوك إل��ى حملة جمع ‪ 30‬ألف توقيع لوقف التوزيع الغير‬ ‫ع��ادل لمقاعد المؤتمر الوطني وقال أحد أعضاء الحركة‬ ‫عب��د هللا محمد عن إضراب جاب��ر المجبري "االضراب‬ ‫عن الطعام وس��يلة من وس��ائل الضغط ويجب التضامن‬ ‫م��ع جابر الن مطالب��ه عادل��ة وقانونية وحق التس��اوى‬ ‫والتسامح مطلب كل ليبي"‪.‬‬ ‫كم��ا اعلن المجب��ري عبر صفحته عل��ى الفيس بوك ان‬ ‫هدف��ه الوحيد هو توزيع المقاعد بالتس��اوي بين الش��رق‬ ‫والغ��رب والجن��وب‪ ،‬وأض��اف‪ :‬لس��ت م��ن المطالبين‬ ‫بالفيدرالي��ة وغي��ر مس��وؤل عن اس��تخدام صورتي في‬ ‫الدعاية أو الترويج ألي حزب او شخص ومطلبي واضح‬ ‫وال عالقة لي بأي مأرب اخرى‪ .‬وسأستمر في اإلضراب‬ ‫حت��ى تتحق��ق المطال��ب وإن ل��م تتحقق فأنى س��أضحي‬ ‫بحيات��ي ألج��ل العدل ف��ي ليبيا‪ .‬وف��ي ذات الوق��ت زا َر‬ ‫الناطق الرس��مي للمجلس االنتقالي السيد محمد الحريزي‬ ‫المجب��ري في مقر اعتصامه "فندق تيبس��تي" في وس��ط‬ ‫المدين��ة بنغازي لمناقش��ته عن الكيفية الت��ي تم بموجبها‬ ‫توزيع المقاعد حس��ب الكثافة السكانية من عدمها‪ ،‬ليكون‬ ‫رد المجب��ري َّ‬ ‫"أن توزيع المقاعد لم يتم بنا ًء على الكثافة‬ ‫َّ‬ ‫الس��كانية‪ ،‬بدليل أن المرج تحصلت على عدد مقاعد أقل‬ ‫أن الحريزي أقر َّ‬ ‫م��ن الزنتان"‪ ،‬وأضاف المجب��ري َّ‬ ‫بأن‬ ‫توزي��ع المقاعد ج��اء "توافقياً"‪ ،‬كما أق��ر أنَّه كان ظالما ً‬

‫لبعض المناطق دون غيرها‪.‬‬ ‫عن طيب خاطر يا ليبيا‬ ‫إن رحلت يوما عن هذه الدنيا الفانية‪ ،‬وما الموت إال حق‪،‬‬ ‫واقس��م بأني ال أهابه أبدا‪ ..‬أوصيكم ثم أوصيكم ال تتوقفوا‬ ‫وال تخاف��وا وال تهابوا في قول الحق لومه الئم‪ ،‬ال تبخلوا‬ ‫عل��ى وطنك��م بأرواحكم وال دمائكم كونوا الش��معة التي‬ ‫تحترق لتني��ر الطريق أمام الحقيقة‪ ،‬ياليبي ال تجعل أكبر‬ ‫وطنك‬ ‫همك مال ومنصب وبيت وأطفال وزوجه‪ .‬يستحق‬ ‫ِ‬ ‫من��ك أن تضحي ألجله‪ ،‬اجعل أكبر همك أن تش��ارك كل‬ ‫إخوان��ك األحرار ف��ي كفاحهم ضد الظل��م والغبن والفقر‬ ‫والتخلف والفس��اد‪،‬ال تتوقفوا انفضوا عنكم غبار الخوف‬ ‫والجهل والتخلف‪ ،‬ال تلتفتوا يمينا وال يسارا ضعوا هدفكم‬ ‫وس��يروا نحوه‪ ،‬من يهاب صع��ود األعالي يبقى دائما في‬ ‫أس��فل س��افلها ومن يهاب الخطر يبقى سجينا وعبدا مدى‬ ‫الحي��اة‪ ،‬من يري��د العيش ح��را عليه أن يح��ارب طيور‬ ‫الظ�لام وخفافيش االرت��زاق والوصولية والمتس��لقون‪،‬‬ ‫ه��ذه ليبيا أمامك��م وطن تركه لنا األجداد والش��هداء حرا‬ ‫أبي��ا فه��ل نتركه يضيع من��ا؟ الوطن يحت��اج لتضحيات‪،‬‬ ‫ياليبي س��تجد كل م��ا تتمنى إن ضاع من��ك ولكن الوطن‬ ‫إن ض��اع يوما فل��ن تجد له بديال‪ ،‬كون ل��ه الحبيب الذي‬ ‫ال يخ��ون صون عهده ادفع الظلم عنه‪ .،‬س��يذكر التاريخ‬ ‫يوما إن الرجال في ليبيا فعلوا الكثير وس��يفعلون إن شاء‬ ‫هللا‪ ،‬واقس��م برب موسى ومحمد وعيسى ومريم إن فنيت‬ ‫يوما س��أفني ألجلك ياليبيا‪ ،‬عن طيب خاطر كفني ترابك‬ ‫ولح��دي ومهدي أرض��ك وإني لفاعلها يوم��ا‪ ..‬جزء من‬ ‫وصية جابر المجبري ‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬

‫تقارير‬

‫تأمالت درناوية‬ ‫درنة –احلسني املسوري‬

‫أقامت مكتبة درنة األهلية معرض للصور الفوتوغرافية‬ ‫بعنوان (( تأمالت درناوية)) لألستاذ فتح هللا بوعزة‬ ‫بقاعة فندق لؤلؤة درنة وقد حضر حفل االفتتاح لفيف من‬ ‫المثقفين والشعراء واإلعالميين والمهتمين بفن التصوير‬ ‫الفوتوغرافي وعدد من شخصيات مدينة درنة المهتمة‬ ‫بالمشهد الدرناوي وقد قام بافتتاح المعرض األستاذ احمد‬ ‫الغزواني والسيد عبد المنصف الشيخ في لمسة جميلة‬ ‫باعتبار األول من جيل الرواد في التصوير الفوتغرافي‬ ‫والثاني من الناشطين في الوسط الشبابي رغم انه مقعد‬ ‫ومن ذوي االحتياجات الخاصة واحتوى المعرض علي‬ ‫صور ألزقة وبيوت ومعالم وشخصيات من المدينة‬ ‫القديمة بدرنة وقد تم توزيع كتيب يحمل نفس عنوان‬ ‫المعرض تأمالت درناوية وهو عبارة عن البوم صور‬ ‫مختلفة لمعالم المدينة القديمة بدرنة وجاء في مقدمة‬ ‫الكتاب سؤال هام وهو كيف يستطيع أبناء هذا البلد وضع‬ ‫خططهم العمرانية والمعمارية وفقا لثقافتنا الليبية األصيلة‬ ‫؟واإلجابة علي هذا السؤال تكمن في معرفة األجيال‬ ‫الصاعدة لطبيعة بالدهم البيئية واالجتماعية والفكرية‬ ‫والثقافية والروحية واليكون ذلك إال بالغوص في‬

‫التراث الليبي القديم بجميع تفاصيله الساكنة والمتحركة‬ ‫لالطالع علي صورة تمتزج فيها رائحة القديم وسحر‬ ‫العراقة من اجل اكتشاف شموخها الذي تحدت فيه كل‬ ‫الظروف رغم قسوتها وجبروتها فعندما تكون النوايا‬ ‫صادقة تجاه هذه الكنوز يمكننا المحافظة عليها من خالل‬ ‫ترميمها وصيانتها وإعادة تأهيلها وتطويرها بقناعتنا‬ ‫الذاتية من اجل المحافظة على أصالة الماضي وحاضر‬ ‫واعد ومستقبل مشرق وما مدينة درنة إال مدينة من بين‬ ‫المدن الليبية العريقة كل حي من أحيائها القديمة ومبانيها‬ ‫القديمة يحكي حكاية وكل زقاق من أزقتها العتيقة يروي‬ ‫رواية فهي سجل يحمل صفحات من الجهاد والعطاء‬ ‫والجمال والنماء وهذه محاولة لرصد اإلحساس بمعمار‬ ‫المدينة القديمة بدرنة من خالل لوحات ضوئية نتلمس في‬ ‫جدرانها وأزقتها وشوارعها ومداخلها وأبوابها ونوافذها‬ ‫وشرفاتها وساحتها وقبابها وعقودها وسطوحها وصفاء‬ ‫سمائها وهذه دعوة للمشاهدة والتأمل ‪...‬فتح هللا بوعزة ‪.‬‬ ‫انطباعات الحضور‬ ‫األستاذ احمد الغزواني ‪:‬تشرفت بافتتاح هذا المعرض‬ ‫الذي يعكس ثقافة ومحبة أبناء مدينة درنة لمدينتهم شكرا‬ ‫لكل القائمين علي هذا المعرض‪.‬‬ ‫األستاذة عزيزة دمدوم ‪ :‬جهد رائع وصور أروع لمعالم‬ ‫نفتقدها اشكر كل القائمين علي المعرض ألنهم اعادو لنا‬ ‫جزء من ذكرياتنا‬ ‫الحاج صالح صداقة ‪:‬نعم درنة تعرضت لعميلة طمس‬ ‫وإزالة معالمها ومثل هذه المعارض تذكرنا بقيمة هذه‬ ‫المعالم التي نفتقدها وأنا شخصيا لدي عدد من الصور‬ ‫لبعض المعالم لمدينة درنة ستكون تحت تصرف األستاذ‬ ‫فتح هللا بوعزة‬

‫القاص أمين بورواق ‪ :‬لم أتوقع أن تكون هذه االزقه‬ ‫والشوارع التي نسير فيها بهذه الروعة والجمال ال شك‬ ‫أن المصور يجيد التقاط الزوايا ليخرج لنا ما نشاهده‬ ‫عاديا في قالب مبهر‬ ‫األستاذة نبراس الرباطي ‪:‬معرض رائع وفية أزقة درنة‬ ‫القديمة ومبانيها التي أصبحت تختفي شيئا فشيئا شكرا‬ ‫لمكتبة درنة األهلية علي هذا المعرض الجميل‬ ‫الشيخ رجب بن عمران ‪:‬رائع وجميل أن نري معالم‬ ‫لمدينتنا الرائعة لكننا يجب أن نعمل علي المحافظة‬ ‫علي هذه المعالم وهي مسؤولية الجميع دولة ومجتمع‬ ‫ومؤسسات‬ ‫األستاذ عبد المنعم غنيم ‪ :‬درنة الجميلة تظهر بشكل أكثر‬ ‫جماال بكاميرة األستاذ فتح هللا بوعزة نشكره ونثني علي‬ ‫جهود كل القائمين علي هذا المعرض‬ ‫األستاذة ‪:‬زينب بن سعود ‪ :‬فكرة رائعة وصور جميلة‬ ‫تذكرنا بماضي درنة وعبقها وتاريخها الهام المعرض‬ ‫رائع واتمني أن تستمر مثل هذه المعارض لتزيد االهتمام‬ ‫بالمدينة القديمة درنة المهملة‬

‫اجملتمع املدني يلتقي يف درنة‬ ‫ميادين ‪:‬أمساء العبيدي‬ ‫انطلق��ت بمدين��ة درنة فعاليات أعم��ال ملتقى منظمات‬ ‫الثقاف��ة المدنية الذي ينظمه تجمع الوحدة الوطنية برعاية‬ ‫وزارة الثقاف��ة والمجتمع المدني تحت ش��عار (من أجل‬ ‫دور أكث��ر فاعلي��ة ف��ي نش��ر المضامي��ن الديمقراطية)‪.‬‬ ‫وش��ارك ف��ي الملتقى أكث��ر من مائة منظم��ة من مختلف‬ ‫م��دن ليبيا وحضر حفل االفتتاح ال��ذي أقيم بفندق لؤلؤة‬ ‫درنة وزير الثقافة والمجتمع المدني د عبد الرحمن هابيل‬ ‫ومجموع��ة من ممثلي المنظم��ات الدولية ومجموعة من‬ ‫المثقفي��ن وال ُكتّاب واإلعالميين وأعضاء من مؤسس��ات‬ ‫المجتم��ع المدني ويهدف الملتقى بحس��ب اللجنة المنظمة‬ ‫لمعاي��رة أداء وزارة الثقاف��ة والمجتم��ع المدني واقتراح‬

‫إس��تراتيجيات لتحس��ينه؛ كم��ا يهدف إلى اقت��راح آليات‬ ‫مش��روعة لحص��ول منظم��ات المجتمع المدن��ي موارد‬ ‫مالي��ة عل��ى المس��توى المحل��ي وللتعاون م��ع منظمات‬ ‫الدع��م األجنبية على المس��توى الدول��ي وتنمية الوعي‬ ‫الديمقراط��ي عب��ر القيام بحم�لات توعيه وس��بل تأمين‬ ‫موارد أخرى إضافة إلى تنمية الوعي الديمقراطي ‪.‬‬ ‫وكانت محاور اليوم األول علي النحو التالي ‪:‬‬ ‫‪ )1‬عالقة الدولة بالمجتمع المدني‬ ‫‪ )2‬مشروع قانون تنظيم المجتمع المدني‬ ‫‪ )3‬تقويم أداء وزارة الثقافة والمجتمع المدني‬ ‫‪ )4‬اقتراح استراتيجيات لتحسين أداء الوزارة‬

‫‪ )5‬أوجه الدعم المقدم من الوزارة‪.‬‬ ‫‪) 6‬سبل تأمين موارد محلية أخرى‪.‬‬ ‫وف��ي ختام اليوم األول تم افتتاح معرض للفن التش��كيلي‬ ‫ش��ارك فيه الفنان محمد زعطوط والفنان عوض رقص‬ ‫وتضمن المعرض ركن لمكتبة إدريس األول الوطنية‬ ‫والمصور شحات اشليمبو‬ ‫فيما كانت محاور اليوم الثاني علي النحو التالي ‪:‬‬ ‫‪ )1‬أوجه الدعم المقدم من الوزارة‪.‬‬ ‫‪ )2‬سبل تأمين موارد محلية أخرى‪.‬‬ ‫‪ )3‬أوجه التعاون مع المنظمات الدولية‪.‬‬ ‫‪ )4‬عرض نماذج للحمالت االنتخابية التوعية‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬

‫‪)5‬اقتراح مشاريع حمالت التوعية االنتخابية وتصنيفها‪.‬‬ ‫بعدها تم التنسيق بين المشاريع المقترحة‪ -‬حسب األهداف‬ ‫والمناطق ومن ثم الصياغة النهائية للمشاريع‪.‬‬ ‫وف��ي خت��ام الملتقى أقيمت أمس��ية ش��عرية ش��ارك فيها‬ ‫الشاعر عبد الحميد بطاو وعبد السالم العجيلي ومصطفى‬ ‫الطرابلسي‬ ‫وعن الملتقي قالت الدكتورة لمياء فتحي بوسدرة عضو‬

‫مجل��س إدارة دع��م المجتم��ع المدني إننا جئن��ا هنا لنقوم‬ ‫بالتعريف بمركز دعم منظمات المجتمع المدني وعرض‬ ‫إلية صندوق دعم المجتمع المدني‬ ‫أما الدكتور نجيب الحص��ادي عضو اللجنة المنظمة فقال‬ ‫أن اختي��ار مدنية درنة لهذا الملتقى جاء لتفعيل الحراك‬ ‫المدني وتحريك المناخ الثقافي بها‪ ،‬وأيضا ً عكس الصورة‬ ‫الس��لبية التي دائما ما تقال عن هذه المدينة الثقافية‪ ،‬ونثبت‬ ‫لليبي��ا وللعال��م أجم��ع أن درنة أمن��ة‪ ،‬والوزارة ش��جعت‬

‫‪05‬‬

‫ودعمت ه��ذا الملتقى ألن��ه يجمع أكثر م��ن مائة منظمة‪-‬‬ ‫لم��دن ليبيا كافة‪ ،‬وكذل��ك التعددية التي يحملها هذا الملتقى‬ ‫كان لها رونق خاص انطبع على المداخالت والمقترحات‬ ‫التي اقترحها المستهدفين في الملتقى‬ ‫كما أوضح رئيس اللجنة اإلعالمية للملتقى الدكتور أحمد‬ ‫المس��وري أن الملتقى يهدف إل��ى معايرة جهود الوزارة‬ ‫في دعم المجتمع المدني‪ ،‬ورسم معالم إستراتيجية تتضمن‬ ‫فاعلية واستقاللية‬

‫األحزاب الدينية صاحبة اليد العليا فى ليبيا‬ ‫رأت صحيفة "جارديان" البريطانية ان تأجيل االنتخابات‬ ‫الليبي��ة‪ ،‬ربم��ا يك��ون أمرا مفي��دا خصوص��ا ان الناخبين‬ ‫الليبيي��ن‪ ،‬لم يعرفوا حتى اآلن لمن س��يصوتون‪ ،‬ومن هى‬ ‫االحزاب صاحبة اليد العليا فى البالد‪.‬‬ ‫وقالت الصحيفة إن االنتخابات البرلمانية المقرر لها التاسع‬ ‫عش��ر من يونيو الجارى‪ ،‬ربما تتأجل ألسابيع قليلة‪ .‬ورغم‬ ‫ان اللجنة المس��ئولة عن االنتخابات ل��م تنته بعد من اعداد‬ ‫الكش��وف النهائية للمرش��حين وطبع اوراق االنتخاب‪ ،‬اال‬ ‫انه من المتوقع اال يكون تأجيل االنتخابات لفترة طويلة‪.‬‬ ‫وتوقعت الصحيفة ان تحقق االحزاب الدينية نصيب االسد‬ ‫ف��ى االنتخابات فى ظ��ل تعقيدات المجتم��ع الليبى‪ ،‬وعدم‬ ‫وجود ثقافة ديمقراطية وضعف االحزاب الليبرالية‪.‬‬ ‫وتس��اءلت الصحيف��ة ع��ن ضع��ف الحم�لات الدعائي��ة‬ ‫للمرش��حين للجمعي��ة الوطني��ة (البرلمان) وه��و ما جعل‬ ‫الناخب الليبى فى حيرة من أمره‪ ،‬فهو ال يعرف حتى االن‬ ‫لمن سيعطى صوته‪.‬‬ ‫واضافت ان اجراء انتخابات فى بلد مثل ليبيا ليس��ت مهمة‬ ‫سهلة‪ ،‬واللجنة العليا لالنتخابات قامت بعمل جيد حتى االن‪،‬‬ ‫حتى انه اصبح من الصعب الحديث عن تأجيل االنتخابات‬ ‫لفت��رة قد تصل الى اربعة اش��هر او يزي��د كما كان متوقعا‬ ‫م��ن قبل ‪ .‬كما ان الش��عب الليبى اظهر رغبت��ه القوية فى‬ ‫المش��اركة فى العملية االنتخابية‪ ،‬حيث اعلنت اللجنة العليا‬ ‫لالنتخابات‪ ،‬ان ‪ 80%‬من الذين لهم حق التصويت سجلوا‬ ‫انفسهم فى الجداول حتى االن ‪.‬‬

‫فبع��د ‪ 42‬عاما من الديكتاتورية‪ ،‬يتطلع الليبيون لذلك اليوم‬ ‫ال��ذى ينتخبون في��ه ممثليهم ب��كل حرية‪ ،‬حيث س��ينتخب‬ ‫الليبي��ون ‪ 200‬عضو هم اعضاء الجمعي��ة الوطنية‪ ،‬التى‬ ‫ستكون بداية لمرحلة البناء‪ ،‬وستكون مهمتها االولى كتابة‬ ‫الدستور الجديد‪.‬‬ ‫وقد ال يكون مستغربا موجة النشاط السياسى الواسعة التى‬ ‫شهدتها ليبيا‪ ،‬فى اآلونة االخيرة‪ ،‬حيث سجلت ‪ 370‬حركة‬ ‫سياس��ية نفس��ها كقوى رس��مية‪ ،‬باالضافة ال��ى عدد كبير‬ ‫من المرش��حين‪ ،‬والكل أصبح يتب��ارى لجذب االصوات‪،‬‬ ‫مس��تخدما كافة الطرق والوس��ائل‪ ،‬بما ف��ى ذلك االحزاب‬ ‫الدينية والليبرالية‪ ،‬حتى ان االحزاب الدينية س��عت القتناع‬ ‫الناخبين بأنها ليست متشددة‪ ،‬بل منفتحة ومتحررة‪.‬‬ ‫ورغم ان االحزاب السياس��ية تب��ذل جهودا كبيرة من اجل‬ ‫عق��د المؤتمرات االنتخابية والظهور فى وس��ائل االعالم‪،‬‬ ‫اال ان الناخبين الليبيين‪ ،‬ينتظرون بدء الحمالت االنتخابية‬ ‫الرس��مية‪ ،‬حت��ى يمكنهم التع��رف عن قرب عل��ى برامج‬ ‫المرش��حين واالحزاب‪ ،‬ومن هنا فإنه من الصعب التكهن‬ ‫بالنتيجة‪.‬‬ ‫ورأت الصحيف��ة ان هن��اك اربعة اح��زاب يمكن ان تؤدى‬ ‫بقوة فى االنتخابات‪ ،‬وهى‪ :‬الجبهة الوطنية وحزب العدالة‬ ‫والبن��اء وحزب االم��ة وح��زب تحالف الق��وى الوطنية‪،‬‬ ‫واثن��ان من هذه األحزاب لهم��ا توجهات دينية هما‪ ،‬حزب‬ ‫العدالة والبناء الذى ينتمي الى جماعة االخوان المس��لمين‬ ‫وحزب األمة الذى يحظى بدعم "علي الش��لبى" وهو عالم‬

‫دين ليبى مش��هور‪ ،‬وكال الحزبين لديهما سياسات مماثلة‪،‬‬ ‫واعلنوا سابقا انهم يريدون أن يروا ليبيا كدولة حرة وشفافة‬ ‫وديمقراطي��ة تقوم عل��ى مبادئ اإلس�لام‪ .‬وفى ظل وجود‬ ‫اح��زاب دينية اخ��رى صغيرة‪ ،‬فأإن اصوات االس�لاميين‬ ‫س��تتفتت‪ ،‬وهو ما يجع��ل التحالفات ف��ى الجمعية الوطنية‬ ‫أمرا ال مفر منه‪.‬‬ ‫وق��د اعلن "عب��د الحكي��م بلحاج" اح��د القادة السياس��يين‬ ‫البارزي��ن فى ح��زب األم��ة ان هناك مفاوض��ات تجرى‬ ‫بالفعل حاليا القامة تحالفات‪.‬‬ ‫وفى ظل عدم وجود اس��تراتيجيات واضحة من االحزاب‬ ‫الليبرالي��ة‪ ،‬وفى ظل التنظيم الجيد لالحزاب الدينية خاصة‬ ‫تل��ك المنتمي��ة لجماع��ة االخوان المس��لمين‪ ،‬ف��إن فرصة‬ ‫االح��زاب الدينية قوية‪ ،‬ومع ذلك تبقى المنافس��ة قوية من‬ ‫جان��ب االحزاب التى تحم��ل أفكارا ليبرلي��ة وتقدمية مثل‬ ‫حزب الجبهة الوطنية بزعامة "يوسف مجاريف" وحزب‬ ‫تحال��ف القوى الوطنية بزعامة "محم��ود جبريل"‪ ،‬اال ان‬ ‫عم��ل "جبري��ل" لفترة طويلة مع النظام الس��ابق يمكن ان‬ ‫يك��ون نقطة ضع��ف له‪ ،‬اما ح��زب الجبه��ة الوطنية‪ ،‬فقد‬ ‫يستفيد من تاريخه النضالى كحزب منظم منذ سنوات ‪.‬‬ ‫ورغ��م ان بع��ض المراقبين يتوقع��ون ان تحقق االحزاب‬ ‫الليبرالي��ة انتصارا ف��ى االنتخابات المقبل��ة‪ ،‬اال ان الواقع‬ ‫السياس��ى فى ليبيا وعدم وجود ثقافة ديمقراطية وتعقيدات‬ ‫المجتم��ع الليب��ى تجع��ل فرص��ة ف��وز االح��زاب الدينية‬ ‫بالنصيب االكبر من مقاعد الجمعية الوطنية اقرب للواقع ‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬

‫حفل اشهار حزب الليبيني األحرار فرع مدينة الزاوية‬ ‫ميادين – الزاوية‪ :‬سلوى حممد العالقي‬

‫جانب من الحضور‬

‫محم��د العالقي ( من مؤسس��ي الحزب) ‪ :‬نحن في حزب‬ ‫الليبيي��ن األحرار لم يكن هدفنا الدخول في هذه االنتخابات‬ ‫النها ليست عادلة من البداية‪.‬‬ ‫المستش��ارة القانوني��ة نج��اة قباصة ‪ :‬والئن��ا لليبيا أوال‬ ‫وأخيرا‪.‬‬ ‫و المرأة موجودة وبش��كل أساس��ي في الحزب وس��يكون‬ ‫دورها فاعل‪.‬‬ ‫عص��ام الم��اوي رئيس ح��زب التيار الوطن��ي ‪ :‬الخطوة‬ ‫االولى نحو الحل لن يأتى اال من خالل حوار وطني عام‪.‬‬ ‫احتفل��ت الزاوي��ة يوم الثالث��اء المواف��ق ‪ 29‬مايو ‪2012‬‬ ‫بإش��هار فرع حزب الليبيين األحرار بمدينة الزاوية وأقيم‬ ‫الحف��ل في بيت الثقاف��ة وذلك بحضور عدد جيد من أهالي‬ ‫الزاوي��ة ومناضليها األحرار وبع��ض منظمات المجتمع‬ ‫المدن��ي بالمدين��ة كاتح��اد نس��اء الزاوي��ة ومنظمة ‪xyz‬‬ ‫وجمعي��ة س��جناء الرأي ‪ ،‬ف��ي وجود بعض م��ن قيادات‬ ‫حزب الليبيين األحرار كالمحامي األس��تاذ محمد العالقي‬ ‫والمناض��ل السياس��ي عبد الفتاح البش��تي ‪...‬وب��دأ الحفل‬ ‫بقراءة النش��يد الوطن��ي وتالوة آيات من الذك��ر الحكيم ‪،‬‬ ‫القيت خالل هذا الحفل العديد من الكلمات للمباركة بميالد‬ ‫ف��رع حزب الليبيين األحرار في الزاوية فكانت البداية مع‬ ‫األس��تاذة نجاة قباصة مستش��ارة قانوني��ة بجامعة الزاوية‬ ‫وعض��و مؤس��س في اتح��اد نس��اء الزاوي��ة وعلى رأس‬ ‫قائمة المرشحين في حزب الليبيين األحرار حيث شكرت‬ ‫الحضور لتلبيتهم الدعوة والمشاركة في افتتاح فرع حزب‬ ‫الليبيين األحرار بالزاوية وبخصوص اعالن الحزب قالت‬ ‫‪ :‬نحن عندما نرفع شعار الحرية والمعاصرة هذا يعني أننا‬ ‫راس��خو األقدام متجذرون في أصالتنا العربية واإلسالمية‬ ‫ووالئن��ا لليبيا أوال وأخيرا‪ ،‬واليوم عن��د اعالننا عن فرع‬ ‫حزب الليبيين األحرار بالزاوية لنمد يد العون للجميع دون‬ ‫استثناء معا من أجل عزة ليبيا ورفعتها ومن أجل ازدهار‬ ‫ش��عبنا وحقه في أن يعيش بعزة وكرامة ‪ ،‬إن أبناء ش��عبنا‬ ‫والش��باب على وجه الخصوص الذي��ن فجروا هذه الثورة‬ ‫المباركة من حقهم أن يعيشو واألجيال من بعدهم في دولة‬ ‫مدني��ة ديمقراطي��ة حديثة ترف��رف عليها راي��ات الحرية‬ ‫والعدالة والمساواة تكفل حق المواطن بالعيش الكريم‪.‬‬ ‫وفي تعليق سريع لـ(ميادين) عن موضوع أجواء التحضير‬ ‫لالنتخاب��ات ودور المرأة في الحزب تقول األس��تاذة نجاة‬

‫المنصة ‪ -‬حزب االحرار‬

‫جانب من الحضور‬

‫‪ :‬بالنس��بة للتحضيرات لالنتخابات المش��هد لم يكتمل بعد‬ ‫فالوضع يش��وبه بع��ض الغموض لعدة أس��باب من أهمها‬ ‫الص��دور المتأخر لقانون األحزاب وبالتالي لم يعط الوقت‬ ‫الكاف��ي للتحضير الجيد ولك��ن الكل يعطي أقصى ما عنده‬ ‫للخ��وض بنج��اح في ه��ذه التجرب��ة الجديدة عل��ى الواقع‬ ‫الليبي ورغم كل ذلك أنا أتفاءل خير ‪ ،‬أما عن المرأة فهي‬ ‫موجودة وبشكل أساسي في الحزب وسيكون دورها فاعل‬ ‫جدا باذن هللا‪.‬‬ ‫وبعده��ا قام رئي��س التي��ار الوطني الديمقراطي االس��تاذ‬ ‫عص��ام الماوي بالقاء كلمة باس��م تحالف الق��وى الوطنية‬ ‫اس��تهل حديثه بالترحم على ش��هداء الحرية الذين ضحوا‬ ‫بأرواح فداء الوط��ن الغالي ووعد أوالئك األبطال بتكملة‬ ‫المش��وار وتحقي��ق الحلم الذي اش��تهدوا م��ن أجله وقال ‪:‬‬ ‫أن ه��ذا ال يق��ل أهمية عن م��ا قاموا به أثن��اء الثورة وأن‬ ‫الث��ورة لم تكم��ل أهدافها بعد ويجب أن نواصل المش��وار‬ ‫‪ ،‬وعن ما نعيش��ه اليوم ومانش��هده من تخبط في المش��هد‬ ‫السياس��ي واالختالفات والخالفات فيقول الس��يد الماوي ‪:‬‬ ‫بعد الخالص من النظام الس��ابق ظهرت للس��طح خالفات‬ ‫ه��ي في وجهة نظرنا يمكن وصفها بالحالة الطبيعية حيث‬ ‫أفرزتها ثوابت اجتماعية وسياسية تحكم المشهد العام لليبيا‬ ‫وإن انكار ذل��ك أو التغاظ عنه يؤدي إلى مزيد من التعقيد‬ ‫واالحتق��ان أما االعتراف بهذا الوض��ع والتعامل معه هو‬ ‫الخطوة االولى نحو الحل الذي لن يأتى اال من خالل حوار‬ ‫وطن��ي عام يجم��ع الجميع وال يكون في��ه ابعاد أو اقصاء‬ ‫ألحد ‪ .‬ودعى خالل هذه الكلمة كافة التنظيمات واالحزاب‬ ‫السياس��ية في ليبيا الى ح��وار وطني عام ‪ ،‬وبارك لحزب‬ ‫الليبيين االحرار على افتتاح فرعه في الزاوية ‪.‬‬ ‫وف��ي كلمة لح��زب العدال��ة والبن��اء القاها االس��تاذ خالد‬ ‫المشري بارك فيها لقيادات حزب الليبيين األحرار وتمنى‬ ‫لهم التوفيق وشدد حرصا على التعاون المشترك بين جميع‬ ‫الكت��ل واألحزاب السياس��ية في ليبيا وفا ًء لدماء الش��هداء‬ ‫وأرواحه��م التي عبدت الطريق أم��ام غد ليبي أفضل بكل‬ ‫المقاييس ‪.‬‬ ‫ول��م تغب المرأة عن الصورة فكان لالتحاد نس��اء الزاوية‬ ‫كلمة أيضا ألقتها السيدة فوزية عبد هللا باركت فيها انطالقة‬ ‫الحزب بفرعه في الزاوية واستبشرت به خيرا ‪ ،‬ووجهت‬ ‫نقط��ة مهمة حول مش��اركة المرأة في الحياة السياس��ية (‬

‫الترش��ح النتخابات المؤتم��ر الوطني العام ‪ )2012‬فقالت‬ ‫‪ :‬إنن��ا نأمل بأن يكون هذا التهافت ( المفاجيء ) من جميع‬ ‫األح��زاب وراء الم��رأة والدفع به��ا للترش��ح النتخابات‬ ‫المؤتم��ر الوطني الع��ام أن يكون نابعا م��ن إيمان حقيقي‬ ‫بأهمية مش��اركة المرأة في العملية السياس��ية ال مجرد سد‬ ‫لنقص في قائمة انتخابية أو مجرد ش��عارات تروج لدعاية‬ ‫حزبي��ة ) ‪ ،‬وكان لمنظمة ‪ xyz‬والتيار الوطني الوس��طي‬ ‫الذي حضر عنه الس��يد محمد حس��ن جندير قائد الكش��افة‬ ‫رمض��ان اس��كال وجمعية س��جناء ال��رأي الحاضر عنها‬ ‫الس��يد صالح الدعيكي كان لهم كلم��ة باركوا وحييوا فيها‬ ‫والدة الحزب وتمنو أن يكون أضافة تثري الحياة السياسية‬ ‫في ليبيا وخطوة نحو دولة ديمقراطية مدنية تس��ع الجميع‬ ‫‪ ،‬وفي نهاية الحفل كان للس��يد محم��د العالقي أحد قيادي‬ ‫الح��زب أن يلقي كلم��ة حيث قال فيها ‪ :‬الي��وم نفتتح فرع‬ ‫ح��زب الليبيين األح��رار في الزاوية وأي م��كان في ليبيا‬ ‫أفض��ل م��ن هذا الم��كان (الزاوية) ‪ ،‬الزاوي��ة التي عانت‬ ‫منذ س��نوات وس��نوات من ظلم النظام الس��ابق وس��نوات‬ ‫م��ن النضال والكفاح ألجل الوطن وأخيرا ما قامت به في‬ ‫الثورة ‪ ،‬ش��عارنا في الحزب (التحدي والرس��الة) التحدي‬ ‫ف��ي بناء دولة القانون ‪ ،‬والرس��الة ف��ي أن نتفادى أخطاء‬ ‫الماض��ي ونعلم معنى الصف��ح والمصالحة وأن نبني ليبيا‬ ‫معا ‪ ،‬دعونا نتصارح ونتكاشف عن المظاهر المسلحة في‬ ‫ليبيا فمامعنى لوجود كتائب ومظاهر مسلحة بعد التحرير‬ ‫أو بعد التوافق على تشكيل حكومة الكيب فالعالم كله ينتظر‬ ‫ماذا س��نفعل ‪ ،‬المجلس الوطني االنتقالي وقانون االحزاب‬ ‫وقان��ون الكيانات السياس��ية حقيقة كان له��ذه القوانين أن‬ ‫تصدر قبل نهاية السنة الماضية أو على األقل بداية ‪2012‬‬ ‫لألس��ف الش��ديد مارثون الس��باق لم يبدأ من نقطة واحدة‬ ‫‪ ،‬نحن ف��ي حزب الليبيين األحرار ل��م يكن هدفنا الدخول‬ ‫ف��ي هذه االنتخابات النها ليس��ت عادلة م��ن البداية ولكن‬ ‫ال��ذي اجبرنا عل��ى الخوض في هذه المعركة ولو بش��كل‬ ‫رمزي هو الحرص على وجود جس��م شرعي منتخب ألن‬ ‫االيقاع الجنائزي للمجلس الوطني االنتقالي ال يس��تقيم مع‬ ‫أداء الث��ورة في القوانين والقرارات التي يصدرها والدليل‬ ‫على هذا جملة القوانين التي اخترقت االعالن الدس��توري‬ ‫‪،‬وفي هذا النسق كان لـ(ميادين) حديث جانبي سريع معه‬ ‫للتعلي��ق على هذا الموضوع فيقول العالقي ‪( :‬أن س��باق‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬

‫االنتخاب��ات لم يبدأ من نقطة واحدة بمعنى أن صدر قانون‬ ‫االنتخابات بعد قفل مكاتب المرشحين وهذا لم يعطنا الوقت‬ ‫الكافي لتحضير أنفس��نا للدخول في هذه التجربة والس��بب‬ ‫في ذلك هو رعونة سياس��ية يتوفر عليها المجلس الوطني‬ ‫االنتقال��ي وقلة خب��رة وعدم اهتمام ولكن رأى مؤسس��ين‬ ‫ه��ذا الحزب من ظ��رورة المصلحة العام��ة أن ندخل في‬ ‫انتخابات المؤتمر الوطني العام وبالنسبة لموقفنا من الدين‬ ‫فنحن مس��لمون واالس�لام مرجعنا ولكن ه��ذا ال يمنع من‬ ‫إقامة دولة مدنية تحترم حقوق االنس��ان وتضمن له عيشة‬ ‫كريم��ة) وخالل كلمته ع��رف ببعض من قيادات الحزب‬ ‫كاألس��تاذ أنور فكيني مناضل سياس��ي ووبطل من أبطال‬ ‫الجبه��ة ف��ي الجبل الغربي فكان يقاتل م��ع الثوار ويمدهم‬ ‫بالسالح ‪ ،‬المريمي أستاذ جامعي حرم من دخول الجامعة‬ ‫في أحداث ‪ 7‬إبريل ‪،‬والمناضل األستاذ عبد الفتاح البشتي‬

‫محمد العالقي‬

‫‪07‬‬

‫معتقل سياس��ي س��ابق ‪ ،‬باإلضافة الى العدي��د من قيادات‬ ‫الحزب كاألس��تاذ عثمان مقيرحي واألستاذ جمال عيسى‬ ‫واألس��تاذ فتح��ي البعجة واألس��تاذ وحيد عزيزواألس��تاذ‬ ‫عبد الس�لام دقيمش ‪ ،...‬وفي مناكش��ة ودية علق االس��تاذ‬ ‫محمد على كلمة السيدة فوزية فيقول بالنسبة للسيدة فوزية‬ ‫والتلوي��ح بالخوف من اس��تعمال المرأة كدعاي��ة انتخابية‬ ‫فأق��ول لها أننا واضحون وال يوجد لدينا ش��يء مخفي وال‬ ‫نستغل أحدا ‪ ،‬ثم أنهى حديثه باعالن افتتاح حزب الليبيين‬ ‫األحرار فرع الزاوية في جو مفعم بالحياة جو مريح يبعث‬ ‫ف��ي النفس االطمئنان عل��ى ليبيا والتفاؤل بمس��تقبلها ألن‬ ‫هناك ناس تقف في المشهد باألمس عرفناهم بنضالهم ضد‬ ‫كل أش��كال الظل��م والطغيان والي��وم تجمعهم حب الوطن‬ ‫والدفاع عن حريته وكرامته ‪.‬‬

‫التيار الشبابي اللييب يصدر اعالن تأسيس‬ ‫هند علي‬ ‫الزمان اإلربعاء الموافق ‪ 2012 6- - 6‬م ‪ ،‬أما المكان فكان‬ ‫نف��س المكان الذي أعلن منه إس��تقالل ليبيا وتأس��يس الدولة‬ ‫" قص��ر المن��ار " ببنغازي ‪ ،‬ومما جاء ف��ي اعالن التيار‬ ‫الشبابي الليبي أنه ‪ :‬بأمانة ومسؤولية يعمل بقوة على‬ ‫‪ 1‬بن��اء ليبيا دولة رائدة فعالة فاعلة بين دول العالم ‪ ..‬دينها‬‫اإلس�لام والدولة ُم ْل َز َمة بأحكامه تشريعا ً وتنفيذاً ‪ ..‬دستورها‬ ‫َس��س لحكم رش��يد في دولة مدنية مؤسساتية ‪ ،‬الفصل بين‬ ‫يُؤ ِ‬ ‫س��لطاتها واضح بما يضمن الديمقراطي��ة والحرية والعدالة‬ ‫والمس��اواة والتنمية ف��ي ظل القانون ال��ذي تتحقق به الحياة‬ ‫الحرة الكريمة لكل مواطنيها‪.‬‬ ‫‪ 2‬مس��اءلة ومحاس��بة المجلس االنتقالي والمكتب التنفيذي‬‫والحكوم��ة االنتقالية عل��ى عملهم خالل المرحل��ة االنتقالية‬ ‫الس��ابقة ومراجعة ما ت��م إصداره من إج��راءات وقرارات‬ ‫وقوانين وتش��ريعات إللغاء ما ال يناسب المرحلة وتعديل ما‬ ‫يمكن اإلبقاء عليه تحقيقا للصالح العام‪.‬‬ ‫‪ 3‬إلغاء المركزية وإقامة النظام الالمركزي بالبناء اإلداري‬‫غير المرك��زي لهيكلية الدولة الذي يلغ��ي التهميش ويحقق‬ ‫التنمية المستدامة في كافة مناطق ليبيا ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ 4‬تطبيق مبدأ الليبي أوالً تش��ريعًا وتنفيذا ‪ ،‬ورفع المرتبات‬‫و خل��ق مواطن العمل وتوفير ف��رص اإلقراض االجتماعي‬ ‫المنظم والمدروس علميا ً وعمليا ً في مجاالت السكن والزواج‬ ‫للعازبي��ن ‪ ،‬ودع��م الدولة ألصح��اب المش��اريع الصغرى‬ ‫والمتوس��طة ‪ ،‬وتطوي��ر الضمان االجتماعي ‪ ،‬واس��تصدار‬ ‫حزمة قوانين تلغي قوانين سابقة من زمن االستبداد وأثارها‬ ‫الس��لبية على مس��تويات المعيش��ة و إلغاء حزمة كبيرة من‬ ‫تس��عيرات الخدمات في الكهرباء والماء والهواتف ووسائل‬ ‫المواص�لات والق��روض الس��كنية القديمة لتخفي��ف أعباء‬ ‫المعيشة على المواطن الليبي خاصة منهم محدودي الدخل ‪،‬‬ ‫والعمل ألن تكون لذوي اإلعاقة وكبار السن والضعفاء ممن‬ ‫ال ولي لهم أو كفيل حقوقا ً إضافية وضمان كل ما يحتاجونه‬ ‫من تعليم ودواء وإيواء وعمل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ 5‬دعم األس��رة الليبية ماديا ً ومعنويا ومنح إعانات ش��هرية‬‫لكافة األس��ر الليبية خالل المرحلة االنتقالية بما يضمن تلبية‬ ‫المتطلبات األساس��ية لألس��رة الليبي��ة والعمل عل��ى تحديد‬ ‫مع��دل للرفاهية بم��ا يُ َّم ِكن كل الليبيين م��ن العيش بكرامة ‪،‬‬ ‫و االهتم��ام و العناي��ة الخاصة بأهالي الش��هداء والمفقودين‬

‫والجرحى تقديراً ووفا ًءا لتضحياتهم وبطوالت أبنائهم ‪.‬‬ ‫‪ 6‬إرجاع كافة المؤسسات الوطنية التي تأسست في بنغازي‬‫وتم نقلها بقرارات تعسفية من نظام المقبور خارج بنغازي ‪،‬‬ ‫"إرجاعها" إلى (بنغازي عاصمة الثورة وقلب ليبيا النابض‬ ‫)‪.‬‬ ‫‪ 7-‬دعم الش��باب إناثا ً وذكوراً صانعي الثورة وحماة الوطن‬

‫وبناة الحاضر والمس��تقبل ‪ ،‬وتمكينهم في مؤسس��ات الدولة‬ ‫وخلق مواطن عمل للشباب ‪ ،‬بمراجعة المنظومة التشريعية‬ ‫والمؤسس��اتية ذات الصلة بالش��باب وتأهي��ل كل القطاعات‬ ‫المعنية بالش��أن الش��بابي حت��ى تكون في مس��توى تطلعاته‬ ‫وانتصارات��ه بم��ا يضمن مش��اركته في مختلف مس��تويات‬ ‫القرار‪.‬‬ ‫‪ 8‬دعم المرأة و تمكينها في مؤسسات الدولة وتبنى وجودها‬‫في العمل العام خدمة للوطن ‪ ،‬بمراجعة المنظومة التشريعية‬ ‫والمؤسس��اتية ذات الصلة بالمرأة بما يضمن مس��اواتها مع‬ ‫الرجل في الحقوق والواجبات انطالقًا من أن المرأة والرجل‬ ‫شركاء في المجتمع‪.‬‬ ‫‪ 9‬بن��اء جيش وأمن وطني قوي وال س�لاح خارج س��لطة‬‫الدولة ومؤسس��اتها الرس��مية وضبط االنفالت في الس�لاح‬ ‫وجمعه بطرق مجدية وقوانين ملزمة للجميع‪.‬‬ ‫‪ 10‬بناء وتطوير الصحة و التعليم واإلسكان و البنية التحتية‬‫واالتص��االت و المواصالت ‪ ،‬بحيث تكون الدولة الليبية في‬ ‫مصاف دول العال��م المتقدمة في هذه المجاالت وفق مقياس‬

‫التنافسية العالمي‪.‬‬ ‫‪ 11‬تحقيق التنمية االجتماعية الشاملة الممتدة للفكر والثقافة‬‫والفن��ون واآلداب والرياض��ة ‪ ،‬وبن��اء المؤسس��ات الهادفة‬ ‫والمتطورة للرقي بالمجتمع الليبي في هذه المجاالت‪.‬‬ ‫من نحن‬ ‫تأسيس��ا ً على ‪ ..‬اإلرث النضالي السياس��ي الوطني للش��عب‬ ‫الليب��ي عب��ر مراحل التاري��خ المختلفة من أجل االس��تقالل‬ ‫والتحرر من الظلم والطغيان واالستبداد ‪ ،‬وبناء دولة القانون‬ ‫والحريات والحقوق ‪.‬‬ ‫وانـطالق��ا ً م��ن ‪ ..‬ش��ريعتنا اإلس�لامية وقيمه��ا ومبادئه��ا‬ ‫الس��امية ‪ ،‬وقيمنا االجتماعي��ة من عادات وتقالي��د ‪ ،‬وإرثنا‬ ‫التاريخي والحضاري ‪ ،‬وأهداف ثورتنا المجيدة ‪ ،‬والمبادئ‬ ‫الديمقراطية‪.‬‬ ‫وتمس��كا ً ‪ ..‬بمبادئ الحرية والعدالة والمساواة والمشروعية‬ ‫والش��فافية وتكافؤ الفرص والتكاف��ل والتضامن االجتماعي‬ ‫وكرامة وحقوق اإلنس��ان وحريات��ه العامة ‪ ،‬ومكافحة الظلم‬ ‫والفقر والفس��اد والقه��ر واالس��تبداد واالنتهازي��ة والنفعية‬ ‫والتهميش واإلبعاد ‪ ،‬وصوالً إلى مجتمع الرفاهية والس��عادة‬ ‫في ليبيا الجديدة ‪.‬‬ ‫وتعبي��راً ع��ن ‪ ..‬تطلعات المواط��ن الذي اضطه��د وعُذب‬ ‫وهُم��ش وأُقصي ‪ ،‬وأهدرت كرامتهُ و ُكبل��ت حريتهُ ونُهبت‬ ‫ثروت��هُ وذاق ويالت الع��وز والحاجة طيل��ة العقود األربعة‬ ‫الماضيــــة ‪.‬‬ ‫واس��تجابةً ‪ ..‬ل ُمتطلبات الثوار الذين أقدم��وا بأرواحهم لكي‬ ‫يظف��روا بالحري��ة والكرام��ة وتحقيق المس��اواة ف��ي تكافؤ‬ ‫الفرص والعدالة االجتماعية ‪ ،‬لخلق حياة كريمة وسعيدة ‪.‬‬ ‫وضــرورةً لم��ا ‪ ..‬أدت إليه التطورات السياس��ية بعد ثورة‬ ‫فبرايـر ‪ ،‬ووصوالً لتوحيد الجهود وتنظيم الصفوف لضمان‬ ‫وحدة الصف الداخلي تحقيقا ً للصالح العام ‪ ،‬وللوقوف بحزم‬ ‫وثب��ات من خالل الوس��ائل الس��لمية الديمقراطي��ة أمام أي‬ ‫اضطراب��ات ق��د تؤدي بنا إلى االنحراف عن مس��ار مبادئ‬ ‫الث��ورة وبالتالي تحقيق أهدافه��ا ‪ ،‬األمر الذي يُربك ويُعرقل‬ ‫قيام الدولة التي يتطلع إليها كافة المواطنين ‪.‬‬ ‫بن��ا ًءا على كل ه��ذا ‪ ..‬من بنغازي "عاصم��ة الثورة و قلب‬ ‫ليبيا النابض" تأسس " الـتـيـار الـشــبـابـي اللــيـبـي " ليعمل‬ ‫على بناء ليبيا دولة رائدة فعالة فاعلة بين دول العالم ‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬

‫سوازييك دوللي رئيسة منظمة مراسلون بال حدود ل ‪ 19‬دولة عربية وإفريقية ‪:‬‬ ‫ختص ميادين وألول مرة بسرية البدايات من حياتها العملية ‪..‬‬ ‫فاطمة غندور‬ ‫س��وازيك دوللي رئيس��ة منظمة مراس��لون بال حدود في‬ ‫ش��مال افريقيا والشرق االوس��ط ‪ ،‬درست العلوم السياسية‬ ‫في معهد ستراتسبورغ ‪،‬ثم تعلمت اللغة العربية في سوريا‬ ‫‪،‬وعايش��تها ف��ي مص��ر حينم��ا انش��غلت بموضوعها في‬ ‫إج��ازة الماجس��تير ‪،‬والتي جاءتها صدف��ة فقبلها كان من‬ ‫المفت��رض أن تخصص موضوعها عن قطاع غزة ونظام‬ ‫الس��لطة المحلي��ة والداخلية ف��ي مجتمع غ��زة لكنها وبعد‬ ‫تجميع مادة الدراسة االولىة حصلت حرب العراق ‪،‬وكان‬ ‫أن غي��رت وجهته��ا البحثي��ة فاختارت مصر وس��اعدها‬ ‫باحث��ون م��ن جامعاتها في اختيار الموضوع مما أكس��بها‬ ‫الوقت ‪ ،‬وش��رعت في جمع مادتها بين عمال القمامة في‬ ‫أحياء الجيزة ‪-‬القاهرة ووس��ط زرائب المسيحين واالقباط‬ ‫مس��تطلعة ردود الفعل بعد وصول ش��ركات اجنبية ‪،‬تعيد‬ ‫التصنيع واالس��تفادة مم��ا يُجمع من االحي��اء ‪ ،‬ثم ركزت‬ ‫على الصعوب��ات التي واجهت الش��ركات االجنبية والتي‬ ‫مردها عدم تفهمهم لخصوصية المجتمع المصري ‪ ،‬حكت‬ ‫ل��ي أنها وعلى هامش بحثها اس��تمتعت كثيرا بغناء نس��اء‬ ‫المقط��م أثن��اء فرزهن لمواد المخلف��ات واعتبرت أن ذلك‬ ‫ذكاءا منهن للهروب من منغصات هكذا عمل !‬ ‫كي��ف التحقتي بعملك في منظمة مراس��لون ب�لا حدود ‪..‬‬ ‫كيف كانت البداية ؟‬ ‫أن��ا فرنس��ية االب واالم عمل��ت بال��وزراة ف��ي باري��س‪،‬‬ ‫كنت اري��د عمل الدكت��وراة لكن ظروفا حال��ت دون ذلك‬ ‫فاتجه��ت للعمل بالصليب االحم��ر الدولي تم توجيهي الى‬ ‫العمل في فلس��طين ربما لمرجعيتي العملية في س��وريا ثم‬ ‫مص��ر ‪ُ ،‬كلفت بقضية المعتقلين الفلس��طيني في الس��جون‬ ‫االسرائيلية السجون العسكرية والمدنية والذين قُدر عددهم‬ ‫بأحد عشرألف في ‪ 2006 2005-‬كان على مجموعتنا أن‬ ‫تكت��ب التقارير عنهم ‪،‬وتنقل الصورة الحقيقية ألوضاعهم‬ ‫الصحية والحقوقية ‪،‬كانت الزيارة لمركز التحقيق اسبوعية‬ ‫أطرح أس��ئلتي واستفس��اراتي وما س��معته من أهلهم من‬ ‫شكاوى بخصوص ظروف اعتقالهم ‪ ،‬على الشرطة وأعمل‬ ‫لقاءات أيض��ا مع المحققين‪ ،‬بعد حصولنا على المعلومات‬ ‫نعمل ضغط ونعزز طرحنا االعالمي بالدعوة الى تحسين‬ ‫طرق المعاملة ‪ ،‬وتقديم ظروف المعيش��ة الجيدة بدءا من‬ ‫مرك��ز التوقيف وأثناء االس��تجواب‪ ،‬ونرصد باهتمام بالغ‬ ‫م��ا يحصل من اعتداءات على حقوقهم االنس��انية ‪،‬‬ ‫نحن بالتأكيد ال نتدخل كصليب في القضية القانونية‬ ‫ولكن علينا تس��جيل ظروفه��م ومن ثم نضغط على‬ ‫االس��رائليين في قضايا عدة وعلى رأس��ها السماح‬ ‫بالزي��ارة العائلي��ة لالطمئنان ومعرف��ة مصيرهم ‪،‬‬ ‫ونوفر عالجهم من قبل الصليب االحمر ‪،‬وغالبا ما‬ ‫نحقق نتائج جيدة ‪.‬‬ ‫ثم كان علي أن أذهب الى ليبيريا في العاصمة كنت‬ ‫مس��ؤلة الش��غل – وأتبع دائرة س��يراليون للصليب‬ ‫االحمر‪ -‬كان الش��غل مختلف عما مررت به س��ابقا‬ ‫‪ ،‬ش��غلنا كان مركزيته اجتماعية نس��جل المفقودين‬ ‫والذي��ن تأث��روا باالحداث الجارية ف��ي مجتمعهم ‪،‬‬ ‫ومازلت أذكر عدي��د القصص وبعضها واجهنا فيه‬ ‫مخاطر تتعلق بعصابات الخطف والتهريب ‪ ،‬وأذكر‬ ‫هنا قصة مؤثرة ج��دا لكننا نجحنا في الوصول الى‬

‫صورته��ا النهائية ‪ ،‬حكاية تخص أب وأم‬ ‫انفصلوا خالل الحرب وتعرضت طفلتهم‬ ‫لحالة اختط��اف البنت كان عمرها ثالث‬ ‫س��نوات ف��ي ‪، 2003‬وصلنا ف��ي بحثنا‬ ‫عنها حتى المغرب فقد نقلها خاطفوها الى‬ ‫عائلة في طنج��ة لتقيم معهم وتعتاد الحياة‬ ‫وتصب��ح ابنته��م وبعد س��نوات من بحث‬ ‫االب عنها وباالس��تعانة بالصليب االحمر‬ ‫وكان يتب��ادل المعلوم��ات معن��ا ‪ ،‬عندهم‬ ‫معلومات عن الخاطف زعيم خطف عشر‬ ‫بنات قبلها هذه الشبكة وصلت بمختطفيهم‬ ‫الى حتى لغانا ليتوه��وا الباحثين عنهم !‪،‬‬ ‫ث��م بالمحصلة جمعنا العائلة مع بعضها ‪،‬ومازلت أذكر أن‬ ‫الطفل��ة لم تتعرف على اهلها ‪،‬لم تع��رف أمها ولم تتحدث‬ ‫لغتها ‪،‬اضطرننا الى عمل اتفاقية بين العائلتين االم ال ُمتبنية‬ ‫ال ُمتعه��دة واالم الحقيقي��ة ! ألج��ل مصلح��ة الطفلة ‪،‬بعد‬ ‫كثي��ر من العمل غادرت المكان لظ��روف جديدة وقررت‬ ‫العودة لبلدي فرنس��ا ألنخرط بمنظمة مراسلون بال حدود‬ ‫والت��ي من ابرز مهامها أنها تدافع ع��ن حرية الصحافيين‬ ‫واالعالميين‪ .‬هنا بدأت تاريخ عملك مع المنظمة كيف‬ ‫تدرجت كموظفة تم كرئيسة ؟‬ ‫ هو تاريخ ال أنساه أول يوم في عملي بالمنظمة (مراسلون‬‫ب�لا ح��دود) ‪ ،‬كان ‪ 5‬يناير ‪ ، 2009‬وبال أي��ة مقدمات أو‬ ‫خض��وع إلعداد أو تدريب تعليمي ُمس��بق تم تحديد مكان‬ ‫عملي ‪ ،‬االتجاه الى فلس��طين ألدخل غزة ‪ ،‬التي تتعرض‬ ‫لح��رب واعتداء ‪،‬توجه��ت لمتابعة االعت��داء على حقوق‬ ‫الصحفيي��ن الفلس��طينين أثناءها‪،‬رغ��م أن��ه وردت الين��ا‬ ‫شكاوي من صحفيين اسرائليين بأنهم تعرضوا الى إطالق‬ ‫رص��اص على أرجلهم من حم��اس ‪ ،‬وعلينا كمنظمة أن‬ ‫نك��ون عادلين في تقاريرنا حولهما ‪،‬كل التقارير دونت في‬ ‫كتاب صدر عن المنظمـة‬ ‫( الكتاب االس��ود) طبعا أضفن��ا مجموعة التقارير من ال‬ ‫هيومن رايتز( مش��كلة حقوق االنسان بش��كل عام) وكان‬ ‫الطرفي��ن الفلس��طينين واالس��رائيلين غي��ر راضيين أو‬ ‫مبس��وطين الننا حاولنا أن نقي��م العدل بينهما ‪ ،‬ونبحث في‬ ‫الحقائق ‪ ،‬بالنسبة لي‪ ،‬كان في الشرق االوسط االزمة اكثر‬

‫والظ��روف ف��ي العمل تحت��اج صبر‬ ‫وتوازن ‪.‬‬ ‫أش��رت قبل تس��جيل اللق��اء معك الى‬ ‫الش��مال االفريق��ي ‪ ،‬والصعوب��ات‬ ‫التي واجهتك��م كمنظمة تحاول رصد‬ ‫وإيصال أص��وات تتعرض لإلقصاء‬ ‫والقم��ع ويتعم��د تغي��ب حقيق��ة م��ا‬ ‫تتعرض له ‪..‬‬ ‫نعم سأضرب لك نموذج في تونس قام‬ ‫وسطه الصحفي بتقديم صور نضالية‬ ‫ضد نظ��ام مف��رط ف��ي الديكتاتورية‬ ‫كنظامك��م الس��ابق أيض��ا ‪ ،‬إش��تغلنا‬ ‫كمنظمة في تونس ‪،‬أثناء نظام بن علي الذي كان يترصدنا‬ ‫بمخابرات��ه منذ نزولنا الى أرض المطار ويبدأون معنا في‬ ‫الئح��ة الممنوعات أينما توجهنا ‪ ،‬س��يدة تعرفت عليها وال‬ ‫عالق��ة لها بالعمل االعالمي أو الصحفي زرتها في قريتها‬ ‫بأريانة تعرضت نتيجة لذلك لالستجواب المخابراتي المقيت‬ ‫‪ ،‬جئ��ت الى تونس عندما قام صحفي بعمل ش��ريط قصير‬ ‫يس��جل فيه حادثة ش��هيرة من قفصة إسم الصفي (فاحم بو‬ ‫قودوس) يشتغل مع قناة تلفزيونية ثم انتقل الى النت لينشر‬ ‫أرائه ‪ ،‬القاضي وبضغط النظام حكم عليه ودون وجه حق‬ ‫‪ ،‬تم اخفائه الكثر من سنة ونصف لم يُعرف مكانه ‪ ،‬وكنت‬ ‫قد نزلت في اكتوبر ‪ 2009‬وكانت أخر انتخابات لبن علي‬ ‫‪ ،‬منع��وا ح��وارت فكرنا في عملها م��ع المعارضة وكنا‬ ‫مهددي��ن بأن يتم طردنا من تونس لو ش��عروا بأننا نتجاوز‬ ‫حدوده��م لنا ‪ ،‬كنت أبحث ع��ن حلول ألعرف ما يجري ‪،‬‬ ‫كنت اتفحص الجرائد التونس��ية وأتابع الوسائل التلفزيونية‬ ‫وجدتها تتحدث ع��ن الرئيس فقط أخباره رحالته خطاباته‬ ‫والس��يدة زوجته والعائل��ة الحاكمة كان وضع��ا مزريا –‬ ‫التليفون��ات كانت مراقبة – الضغوطات الحياتية اليومية ‪،‬‬ ‫والشرطة السياس��ية تراقبك طول الوقت‪ ،‬االن بعد الثورة‬ ‫م��ن جانب كبير وجد التوانس��ة الصحفيون أنفس��هم ولكن‬ ‫هن��اك تيار س��ابق يحاول أن يع��ود بهم الى ال��وراء وهم‬ ‫يناضلون هناك غيبة الرادة الس��لطة ‪ ،‬القرارات واللوائح‬ ‫موجودة من زمان لديهم ولكنها لم تطبق بش��كلها الصحيح‬ ‫هن��اك حوداث تعرض لها الصحفيون ‪،‬االعتداءات جاءت‬ ‫من القوات االمنية عل��ى الصحفيين وايضا من‬ ‫السلفيين وفيه مشكلة بين الصحفيين انفسهم من‬ ‫عم��ل مع النظام الس��ابق وكان مؤذيا لزمالئه ‪،‬‬ ‫فريقنا يعمل هناك بش��كل جي��د ‪ ،‬خصوصا بعد‬ ‫االفتتاح الرس��مي لمكتب مراس��لون بالد حدود‬ ‫‪ ،‬عندن��ا لجن��ة قانوني��ة استش��ارية متخصصة‬ ‫بقانون الصحافة – اطلعنا على القانون التونسي‬ ‫وقدمنا نصائح اليهم ‪ ،‬التوانسة استعانوا بمنظمة‬ ‫بريطانية للصحافة وساعدناهم في ذلك ‪.‬‬ ‫مراسلون بال حدود بعد الثورة الليبية واالستعداد‬ ‫لإلنتخابات ما هو دوركم المقبل في ليبيا ؟‬ ‫ تجربة المنظمة ف��ي ليبيا ضعيفة االداء أثناء‬‫نظ��ام القذافي ‪،‬حيث لم تك��ن المعلومات متاحة‬ ‫م��ن نظام لم ينظر الى عمل الصحفي بكثير من‬ ‫الحريات واالس��تقاللية ‪ ،‬فيه ق��روب جاء لليبيا‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬

‫‪ 2006‬واعتق��د كان��ت النتائج والتقارير س��لبية التي كتبت استكش��اف الواقع مابعد الثورة ‪ ،‬قابلت صحفيين متعددين‪،‬‬ ‫ل��م تكن جي��دة إطالقا ‪،‬ل��م يتح لن��ا مقابلة مس��تقليين نقابل قابل��ت رئيس هيئة دعم وتش��جيع الصحافة الس��يد ادريس‬ ‫رجال م��ن الحومة ونعود ‪ ،‬كما تعلمين كان لديكم حاالت المسماري ثم مع خالد غالم مسؤل التدريب بالهيئة‪ ،‬وايضا‬ ‫اختطاف واغتيال وتعتيم عالي المس��توى ‪-‬االن (تبتس��م )‬ ‫وأثن��اء الثورة وما بعدها لدينا أعمال قدمناها ونحن مقبلون‬ ‫م��ن بعد رمضان المبارك في ش��هر س��بتمبر على افتتاح‬ ‫مكتب به ممثل ُمعين للمنظمة تش��اركه مسؤلة عن تقارير‬ ‫الدفاع ع��ن حرية الصحافة واالعالم ‪ ،‬س��نتعامل بالئحة‬ ‫ترص��د االعت��داءت ‪،‬م��ن اين؟ وكي��ف ؟ ك��ي ال تتكرر‪،‬‬ ‫س��تكون لدينا شبكة مراس��لين مثال بين العاصمة طرابلس‬ ‫وفي بنغازي وبعدها سبها لو أتيح لنا ذلك ‪،‬في هذه الزيارة‬ ‫االخي��رة ‪ ،‬عملن��ا اجتماع��ات ببيننا وبي��ن وزارة الداخلية‬ ‫والق��وات االمني��ة لنوض��ح دور منظمتنا (مراس��لون بال‬ ‫حدود )‪ ،‬ونصحناهم بجلس��ات تقابلي��ة وورش عمل الزم‬ ‫يحكوا مع بعض الصحفيين والمسؤلين في وزارات العدل‬ ‫واالمن ويتفهم االثن��ان ادوارهم في المجتمع ‪ ،‬نحن ندرك‬ ‫أن الحل��ول في ليبي��ا غير الحلول في تون��س ‪،‬واالوضاع‬ ‫مث�لا مختلفة كي��ف يتم الضبط االمن��ي ويتحقق للصحفي‬ ‫أ َمانهُ ويتم احترام عمله ‪ ،‬وصلتنا تخوفات من الميلش��يات‬ ‫المس��لحة ‪ ،‬نخ��اف من االعتداءات التي ق��د تقيد من حرية‬ ‫سوازيك وفاطمة‬ ‫التعبي��ر أيضا ‪،‬القض��اء العام ونيابة الصحاف��ة بعد الثورة‬ ‫‪،‬تحتاج ضوابط واعادة نظر كما صرح بذلك من قابلتهم ‪،‬لو الس��يدة الصحفية رئيس الربطة بطرابلس س��المة الشعاب‬ ‫عمل��وا الميثاق او المجلس االعالمي ما هو دوره ووظيفته ‪.‬وقبله ع��ن المجلس االنتقالي عبدالحفي��ظ غوقة ‪،‬ومختار‬ ‫‪،‬كي��ف يتم الوصول الى الوس��ائل التي تمكن االعالم العام الجدال كان ذلك في ديسمبرالماضي‪،‬‬ ‫والخاص في ان تكون ُمس��تقلة ‪،‬لكي ال تتدخل الحكومة في ‪ -‬كنت في ليبيا في بنغازي في ش��هر ‪ 7‬الماضي وشهدت‬ ‫ش��غل الصحافة ‪،‬هل الميثاق سيقرر االستقاللية ‪ ،‬حاولت أعم��ال المرك��ز االعالم��ي كانت ل��ي لق��اءات كثيرة مع‬

‫‪09‬‬

‫الصحفيين ومسؤلي وسائل االعالم في بنغازي ‪ ،‬ولقاءات‬ ‫م��ع ش��خصيات مهتم��ة مثل الس��يد علي بن س��عود كذلك‬ ‫م��ع بدايات تك��ون االحزاب ومنظم��ات المجتمع المدني ‪،‬‬ ‫أعجبتني النش��اطات الحرة في بنغازي والمدن الليبية التي‬ ‫زرتها في بدايات تحرر بعض المدن مثل الزاوية ‪،‬وزوارة‬ ‫‪،‬ومصرات��ه ‪ ،‬إقترب��ت من المناخ و العم��ل االعالمي بعد‬ ‫التحرير وعملت لقاءات مع الصحفيين ‪،‬قابلت أيضا السيد‬ ‫الناش��ط االعالم��ي عاش��ور الش��امس ‪ ،‬وس��أتحدث معك‬ ‫بصراح��ة ح��ول رأي كملخص لتقريري ع��ن واقع الحال‬ ‫رغم بع��ض االيجابيات ال ُمرضية ‪ ،‬المش��كالت تتمثل في‬ ‫ع��دم وربم��ا غياب التنظي��م ‪،‬هناك فوضى‪ ،‬كيف يش��تغل‬ ‫االعالمي��ون أو الصحفيون في مناخ ال تتوفر فيه المعلومة‬ ‫الصحيح��ة ‪ ،‬ينقص أيضا التنظي��م ‪ ،‬هناك من حدثني عن‬ ‫خطوط حمراء جديدة ماذا يكتب؟ وماذا ال يكتب ؟ اتهامات‬ ‫(الفتن��ة ) إذا ما قرر الصحف��ي البحث حول موضوع ما ‪،‬‬ ‫ُكل يحمل االخر مس��ؤلية الفتن��ة ‪،‬رغم أني الحظت وعبر‬ ‫الصح��ف رقابة ذاتي��ة عند الصحفين الليبي��ن ‪،‬الصعوبات‬ ‫أيض��ا ف��ي وص��ول المعلوم��ة ال معلوم��ات من الس��لطة‬ ‫االنتقالي��ة فهي تغيب حين يجب أن تحضر‪ .‬وس��أختم بأني‬ ‫أحببت ليبيا من خالل روح مبادرة لمس��تها وأنا أستمع الى‬ ‫نقاش��ات الليبين وهناك فه��م ووعي الى حد كبير بمس��ألة‬ ‫الحرية واالستقاللية فقط االلية كيف سيتم عرضها فالرغبة‬ ‫والش��غف ال يكفيان ‪...‬ش��كرا لميادين سحبتني بالحكي عن‬ ‫ماضي عملي الذي أحبه طبعا ‪...‬‬

‫الصحافة الليبية تتخبط بعيدة عن املهنية‬ ‫مسرية العجيلي‬ ‫إن المتتب��ع لإلص��دارات الصحفي��ة في ليبيا الي��وم ‪ ،‬يالحظ‬ ‫التخبط الذي تعيشه بعض هذه الصحف وابتعادها عن المهنية‬ ‫الصحفي��ة في معالج��ة األحداث التي تمر به��ا بالدنا‪ ،‬وعدم‬ ‫قدرته��ا عل��ى إدارة هذه األزم��ة إعالمياُ‪....‬وع��دم التزامها‬ ‫بأخالقي��ات العم��ل اإلعالمي التي ينبغ��ي أن توضع كالئحة‬ ‫داخلي��ة يت��م التعام��ل به��ا داخل ه��ذه الصح��ف واإلذاعات‬ ‫المرئية والمس��موعة المختلفة والتي يجب أن يطلع عليها كل‬ ‫الصحفيي��ن العاملين بها‪ ،‬وان يتم اعتماد قواعد س��لوك على‬ ‫مس��توى المهنة بش��رط أن يتولى الصحفيون أنفسهم إعدادها‬ ‫وإقراراها دون تدخل من الحكومة‬ ‫حي��ث ان��ه ال يمك��ن أن تف��رض المعايير المهنية والش��عور‬ ‫بالمس��ئولية بحك��م القان��ون‪ ،‬كم��ا أنه��ا ال تعتم��د فقط على‬ ‫حس��ن الني��ة من جان��ب الصحفيين كأف��راد إذ أنه��م يعملون‬ ‫لدى مؤسس��ات يمكن أن تحس��ن أو تعوق أداءه��م المهني ‪،‬‬ ‫ويتس��م بأهمية كبرى احترام الصحفيين ألنفس��هم ونزاهتهم‪،‬‬ ‫وتحمسهم إلنتاج عمل رفيع المستوى‪.‬‬ ‫إن حري��ة اإلعالم تكون مثلثا ً أحد أضالعه حقوق وضمانات‬ ‫اإلعالميي��ن وواجباته��م ‪ ،‬وضلعه الثاني حق��وق الجمهور ‪،‬‬ ‫أما قاعدته فتتصل بالضمانات والمس��ئوليات الخاصة بوسيلة‬ ‫اإلعالم نفس��ها‪ ،‬إن الحرية ليست مطلقة ‪ ،‬وإن الجهة المقابل‬ ‫له��ا هي المس��ئولية ‪ ،‬وم��ن الضروري أن يجم��ع الصحفي‬ ‫بي��ن الحري��ة والمس��ئولية من ناحي��ة عدم اس��تخدام هامش‬ ‫حريته كصحفي لإلس��اءة إلى حري��ة اآلخرين‪...‬أي ضرورة‬ ‫أن تم��ارس حري��ة اإلعالم مع وجود روح المس��ئولية ‪..‬هذه‬ ‫المس��ئولية التي تتضمن حق الجمهور ف��ي معرفة الحقيقة‪...‬‬

‫المس��ئولية التي يجب أن تتجسد في االهتمام باحترام الحقيقة‬ ‫أكثر من تجسيدها في مجرد وجود حق دستوري‪ ،‬إن الحرية‬ ‫والمس��ئولية وجهان لعملة واح��دة ال ينفصالن‪ ،‬أي ضرورة‬ ‫الجم��ع بين احترام حقوق الفرد وحقوق المجتمع بأس��ره‪..‬أي‬ ‫التوفيق بين حرية اإلعالم ومقتضيات األخالق‪.‬‬ ‫حيث تش��ير معظم قواعد الس��لوك المهني إل��ى مفاهيم مهمة‬ ‫مث��ل‪ :‬ضمان حري��ة اإلعالم ‪ ،‬حرية الوص��ول إلى مصادر‬ ‫المعلوم��ات ‪ ،‬الموضوعي��ة والدقة والص��دق وعدم تحريف‬ ‫ع��رض الحقائ��ق ‪ ،‬المس��ئولية إزاء ال��رأي الع��ام وحقوقه‬ ‫ومصالح��ه تج��اه المجتمع بض��رورة االمتناع عن التش��هير‬ ‫واالته��ام بالباطل والقذف وانتهاك الحي��اة الخاصة والنزاهة‬ ‫واالستقالل ‪ ،‬وحق الرد واحترام السرية المهنية‪.‬‬ ‫إن نطاق األخالقيات المهنية أوس��ع م��ن نصوص المدونات‬ ‫القانوني��ة وإنه البد من إيجاد حالة ت��وازن عادل بين الحرية‬ ‫والمسئولية‪ ،‬أي بين حرية الفرد ومصلحة المجتمع‪.‬‬ ‫تن��ص جميع الدس��اتير العربي��ة الدائمة منه��ا والمؤقتة على‬ ‫حرية الصحافة والحريات المرتبطة بها ‪ ،‬مثل حريات الرأي‬ ‫والتعبير والطباعة والنش��ر ‪ ،‬وتربطها في كل األحوال بقيود‬ ‫قانوني��ة في صياغات مختلفة مثل ‪ " :‬في حدود القانون" أو"‬ ‫بمقتضى القانون " أو " بشرط أال تتجاوز حدود القانون" ‪.‬‬ ‫ومع ذلك ال يوجد قطر عربي واحد يرفض األفكار األساسية‬ ‫لحقوق اإلنسان شكالُ أو مضموناً‪،‬‬ ‫إذ أصبح��ت هذه المبادئ تش��كل من الناحية الفلس��فية تطورا‬ ‫ًتاريخي��ا ً ال يمكن ألي��ة حكومة أن ترفضه علنا ً ‪ ،‬وعند تناول‬ ‫تطبيق��ات هذه الحقوق في مجاالت االتصال واإلعالم ‪ ،‬يتأكد‬

‫من��ذ الوهل��ة األول��ى أن المب��ادئ المتضمنة ف��ي النصوص‬ ‫الدس��تورية والمواثيق واالتفاقيات الدولية شئ والممارسات‬ ‫العملي��ة ش��ئ أخر‪ .‬وعند تقيي��م هذه الحق��وق وتطبيقاتها في‬ ‫مجال اإلعالم يتضح أن هذه المبادئ ليس��ت ذات قيمة فعلية‬ ‫وإن العبرة بالممارسات القائمة في الواقع المعاش‪.‬‬ ‫إن أغل��ب النظ��م في العال��م تؤكد على تواف��ر حرية اإلعالم‬ ‫ف��ي بناءه��ا االتصالي الداخل��ي ‪ ،‬أال أن تحقيق هذه الحرية‬ ‫مره��ون بمفه��وم وحدود ه��ذه الحري��ة ‪ ،‬وقد اهت��م االتحاد‬ ‫العام للصحفيين العرب منذ نش��أته األولى بتحديد المس��ئولية‬ ‫االجتماعي��ة للصحفيي��ن العرب حيال مجتمعه��م ‪...‬فقد نص‬ ‫دس��تور االتحاد الع��ام للصحفيي��ن العرب ال��ذي صدر عن‬ ‫االجتماع التأسيس��ي لإلتحاد في الحادي والعشرين من شهر‬ ‫فبراير ‪1964‬م على مسئوليات الصحفيين المهنية واألخالقية‬ ‫تج��اه مجتمعه��م ‪ .‬وتعد هذه المس��ئوليات ملزم��ة للصحفيين‬ ‫الع��رب بحك��م التزامهم بالقواع��د المهنية لنقاباته��م المكونة‬ ‫لإلتحاد ‪.‬‬ ‫لم يكتف الدستور المهني بترتيب قواعد المسئولية االجتماعية‬ ‫تجاه المجتمع وأفراده ومؤسس��اته ( مراعاة المصلحة العامة‬ ‫ف��ي كل ما يقدم للرأي العام) ‪ ،‬وتوخ��ي األمانة والصدق في‬ ‫بس��ط اآلراء وتفس��يره ‪ ،‬وإنما مد هذه المسئولية نحو المهنة‬ ‫ذاته��ا ؛ إذ نص على إنه يقع على الصحفي مس��ئولية الدفاع‬ ‫عن شرف المهنة( حماية القيم المهنية واألخالقيات) ‪.‬‬ ‫إنه��ا دعوة للصحفيين في ليبيا بض��رورة االلتزام بقيم العمل‬ ‫الصحف��ي الح��ر‪ ،‬وتطوي��ر األداء والعمل عل��ى الجمع بين‬ ‫الحرية والمسؤولية‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬

‫رؤيا الشهيد‬ ‫سامل العوكلي‬ ‫كل ما كان يعرفه خارج الحدس‬ ‫سوى نغمتها األخيرة‬ ‫"سوف نبقى هنا"‬ ‫************‬ ‫األم التي ال تغادر النشرة‬ ‫في الموجز األول‬ ‫ترى جنينها في رحم الغبار‬ ‫يرفع شارة النصر‬ ‫في النشرة الثانية‬ ‫تراه كقوس قزح محموال على أكتاف الرفاق فتبكي‬ ‫تبكي كثيرا‬ ‫وترفع الشاهد على سريره الفارغ‬ ‫ك َّل ليلة تغني له أرجوبةً‬ ‫لينام دون كوابيس‬ ‫***********‬ ‫ال تقتربوا من أشيائه الحميمة‬

‫صوب الشمس اتجهوا‬ ‫فتية كالسراب ال يدركهم عطش‬ ‫من رحيق األرض انبلجوا‬ ‫صدورهم دروع ونارهم حجر‬ ‫كيف يعودون إلى ناصية الشارع‬ ‫وألوان ليبيا‬ ‫لوحة انفجرت على أصابعهم‬ ‫*******‬ ‫الفتية المارقون‬ ‫كعباد الشمس هاماتهم تغزل الضوء‬ ‫كانوا في آخر عيد‬ ‫يلعبون ببنادق البالستيك‬ ‫واآلن خلف الميم طاء‬ ‫يجلسون كأنهم في مقهى‬ ‫هذه المرة يشترون العيد‬ ‫لعبةً ليوم البنادق‬ ‫*******‬ ‫يا فتى‬ ‫ح ِّد ْق في رائحة التراب‬ ‫وتذكرْ ‪ ..‬جر َح األمهات‬ ‫حين يعوي الرصاص في الزقاق المعتم‬ ‫تذكرْ أشباح اللغة‬ ‫حين تذبل على الجار وصايا الشهيد‬ ‫تذكرْ ليل السجون‬ ‫وأنت تضيء ليل الصحراء بجمرك الوارف‬ ‫********‬ ‫هذا الولد المغبر‬ ‫في الطريق إلى العاصمة‬ ‫يضحك تحت القصف ملء نزوته‬ ‫يعانق البندقية العتيقة بلهفة ويغفو‬ ‫يوقظه كل صباح جوال حبيبته‬

‫عمر بشري عبد الدائم‬ ‫صغا ًرا ُكنّا يا أبتاه‪....‬‬ ‫سرتَ ‪....‬‬ ‫يو َم أُ ِ‬ ‫للمجهول‬ ‫وحين اقتاد َك المجهو ُل‬ ‫ِ‬ ‫في الظـلما ْء‬ ‫ِ‬ ‫وأطفاالً‪....‬‬ ‫فلم نُدركْ ‪ ...‬بأنّا إذ فقدنا َك‬ ‫واألضواء‬ ‫فقدنا الدف َء ‪ ..‬واأللوانَ ‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫األشياء‬ ‫فقدنا الطع َم في‬ ‫ْ‬ ‫س‪..‬‬ ‫ولم تتركْ ِ‬ ‫سوى فأ ٍ‬ ‫ومسبح ٍة‪..‬‬ ‫ب‬ ‫وغي َر نُجيم ٍة في القل ِ‬ ‫سناء‬ ‫باق من سناها‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫وأذك ُر ‪ -‬حينـها‪ -‬قوالً‬ ‫ودمعا ن َّز من عيني َك ‪:‬‬ ‫أبنائي‪...‬أعيدوني‬ ‫أعيدوني‬ ‫فإني لن أعود هنا‬

‫حمـراء‬ ‫شقائق‬ ‫بغي ِر‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫**‬ ‫و َم َّر ال ُع ْم ُر يا أبتاه‪...‬‬ ‫أعواما ً تلي األعوام‬ ‫ت‪...‬‬ ‫بال صو ٍ‬ ‫وال وج ٍه‪...‬‬ ‫وال أسما ْء‬ ‫نشأنا دونما أسما ْء‬ ‫كبرنا دونما أحال ْم‬ ‫تزوجنا‪...‬وأنجبنا‬ ‫وسارت كيفما سارت بنا األيا ْم‬ ‫َم َّر العم ُر‪...‬أسقاما ً‬ ‫أكاذيب‪...‬‬ ‫و أوهاما ً‬ ‫صنعنا فيه أصنامـــــــــا ً‬ ‫وأصبحنا‪ -‬لفرط الجهل ‪-‬‬ ‫نعبد هذه األصنـــــا ْم‬

‫تقول األم‬ ‫وهي تلمع حذاءه الجديد‬ ‫دعوا عالمه يتشكل في الغرفة كما يشاء‬ ‫كراساتِه مكومة على الطاولة‬ ‫أغانيه المفضلة مرتبة في الدُرج‬ ‫جواربه المتناثرة على األرضية‬ ‫كتاب الجغرافيا مفتوحا على خارطة ليبيا‬ ‫دعوا مصباح الغرفة مضاء‬ ‫ألرى دائما ظله على الجدار يرقص‬ ‫دعوا جواله مشحونا‬ ‫لكي ال تيأس حبيبته‬ ‫********‬ ‫هذا الحزن البهيج‬ ‫مضيء كرذاذ الفوسفور في العتمة‬ ‫اآلباء في المآتم يبتسمون مجدداً‬ ‫يعرفون اآلن‬ ‫أن كل هذا األلم‬ ‫مخاض وطن يتلمس ثدي الفرح‬ ‫**********‬ ‫ليبيا واحدة ‪ ..‬حرة ‪ ..‬مدنية‬ ‫كتب الفتى وصيته على الجدار‬ ‫ومضى صوب الشفق‬ ‫في الجبهة أسدل عينيه على حلم شاسع‬ ‫رأى الحدائق تزهر في كل مكان‬ ‫وأسرابا من األطفال‬ ‫تحلق في أفق دون حدود‬ ‫أيها الساسة الهرمون‬ ‫ال تخونوا وصية الشهيد‬ ‫ال تجعلوا من الحلم القوي‬ ‫كابوسا ً جدي ْد‬

‫ّ‬ ‫فل ا َ‬ ‫الط ُ‬ ‫هل ِرم‬ ‫مســــــاء‪..‬‬ ‫وذات‬ ‫ْ‬ ‫مســــــــــاء‬ ‫يا أبتاهُ‪...‬ذات‬ ‫ْ‬ ‫أبنائي‪..‬‬ ‫تصاعد صوت‬ ‫ِ‬ ‫األرض بحثا ً عن َك ‪..‬‬ ‫وهم يطوون هذي‬ ‫َ‬ ‫واألرجاء‬ ‫ْ‬ ‫المجهول‪..‬في‬ ‫عن األب الذي اقتيد إلى‬ ‫ِ‬ ‫الظلماء‬ ‫ْ‬ ‫وإذ بالفأس صــــارت‬ ‫في أياديهم فؤوسا ً‬ ‫والنجيمات شموســـا ً‬ ‫وصدى التهليل والتكبير يرقى للسما ْء‬ ‫حطَّمـوا األصنام فينا‬ ‫وأعادوك إلينا‪..‬‬ ‫وأعادونا إلى حضن أبينا‬ ‫**‬ ‫ت‪...‬‬ ‫ُعدْتَ اليَو َم يا أبَ ِ‬ ‫الشمس غير الشمس‬ ‫كأنّ‬ ‫َ‬

‫كأن البح َر غير البحــــــر‬ ‫ض‬ ‫كأن‬ ‫َ‬ ‫األرض غير األر ِ‬ ‫وطن‪...‬‬ ‫في‬ ‫ٍ‬ ‫تَ َغ ّربنا بداخل ِه‬ ‫َه ِرمنا في طفولتنا‬ ‫ولَكنـــّـا‪...‬‬ ‫لعودت ِه‪...‬وعودتنا‬ ‫َحملناها معاولنــــــا‬ ‫َوقدّمنا القرابين له األحفاد واألبناء‬ ‫ق بين أضل ِعنا‬ ‫لتشر َ‬ ‫شموس مالها َحـ ُّد‬ ‫ٌ‬ ‫وال عددٌ‪...‬‬ ‫وال نـــدٌّ‪...‬‬ ‫أحياء‬ ‫لنشع َر أنّنا‬ ‫ْ‬ ‫حمراء‬ ‫في حديقتنا ورو ُد شقائق‬ ‫ْ‬ ‫وتز ِه َر ِ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫طرابلس في ‪2011|8|30‬م‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬

‫‪11‬‬

‫قصة قصرية مرتمجة‬

‫ماري‪-‬سيلي اينان ‪/‬‬ ‫وضعنا بعد المأساة على النوافذ التي تطل على البحر ستائر‬ ‫سميكة جدا حتى نمنع البحر من رؤية أفراحنا وأتراحنا ونهدئ‬ ‫االشباح التي تصر على الوقوف على الرمل ‪ .‬يكون بالنهار‬ ‫كل شيء على مايرام في زحمة االحداث اليومية ولكن عندما‬ ‫تغرب الشمس ويلف الظالم الكون نتذكرهم ‪ :‬نتذكره كذلك‬ ‫فوقنا هناك في « الروشيل » القصر الصغير الذي شيده في‬ ‫الغابة ونتذكر نفس الجملة المحزنة ونفس الكامات‪ :‬انتهى كل‬ ‫شيء أو باالحرى بدأ كل شيء في مدينة « سان سلفستر»‬ ‫القديمة حيث توقف ليساعد سائق دراجة نارية ‪.‬‬ ‫رأيت نفسي مع أمي أدريان وراء النوافذ المغلقة ‪ ...‬كنا ظلين‬ ‫‪ ...‬شبحين على ضفاف التالشي ‪ ...‬رماد ‪ ...‬وجود اليتذكره‬ ‫أحد ‪ ...‬هاجرت كل العائالت التي عاشت مثلنا االحداث التي‬ ‫وقعت في مدينة سان سلفستر حاملين معهم مابقي من خرق ‪...‬‬ ‫هل استطاعوا النسيان ؟ هل عرفوا االطمئنان ؟ ‪.‬‬ ‫لن نغادر سابوتيل ‪ .‬عندما كنت طفال كنت أعتقد أن العالم يختزل‬ ‫في هذه المدينة ‪ ...‬منازلنا ذات أروقة واسعة وفناءات مظلمة ‪...‬‬ ‫كان فناء منزلنا مملكتي بحوضه المملوء ماء حيث تطفو أوراق‬ ‫االشجار الصفراء كالقوارب وشجرة الخبز الدهرية بورقها‬ ‫الكبير‪ ...‬أما شجرة الرمان المزهرة التي تتوسطه فهي قصري‬ ‫العجيب‪ ...‬هناك رعيتي واخوتي وطبعا فيليب‪ ...‬أجذب الستار‬ ‫والقي على المشهد نظرة عابرة‪...‬‬ ‫عندما كنت صغيرة كنت اعتقد ان كنيسة سابوتيل بناقوسها‬ ‫المهيمن على هضبة يعقوب ويشرف على ما يحيط بها هي‬ ‫العالم ‪ ...‬ملح البحر يسلخ جدران منازل سابوتيل التي لم‬ ‫اغادرها ابدا تبقى العالم الذي وهبته قلبي بما يحتويه من حب‬ ‫وكره وعشق ‪...‬‬ ‫لم يبق لنا أنا وأمي ما نحبه في هذه المدينة غير الحروف‬ ‫المحفورة على شواهد القبور والشوارع المملوءة حفرا وهمهمة‬ ‫الذكريات التي التنتهي ‪ ...‬اليمكن ان نترك هذه االشياء ‪...‬‬ ‫الذكريات سجن بشع طاغية مستبد ‪ ...‬تالحقنا تستبد بنا تعذبنا‬ ‫تحدد حياتنا ‪ ...‬فقدنا (انا وامي ) الكالم وأصبحنا مثل الحجارة‬ ‫النعرف غير ما يملى علينا ‪...‬‬ ‫أمي تكتب في بعض االحيان‪ ،‬حلمت ان تكون كاتبة في يوم من‬ ‫االيام ‪ ...‬ظهر عشقها للكلمات باكرا ‪...‬تركت اقالمها واوراقها‬ ‫بكل هدوء ألنه المكان اال لالقوياء في هذا البلد ‪ ...‬عندما يشتد‬ ‫عليها االلم ترجع اليها ‪ ...‬تنفض عنها الغبار وتشرع في الكتابة‬ ‫لتنسى ألمها وحزنها اللذين يستبدان بها مثل حمى خبيثة ‪...‬‬ ‫انتهى كل شيء أو باألحرى بدأكل شيء في هذه المدينة حيث‬ ‫وقف ليمد يد المساعدة لسائق الدراجة النارية ‪ .‬كنت مع ادريان‬ ‫وراء النافذة المغلقة جزيرتان قرب الجزيرة الكبيرة نتساءل‬ ‫كيف تواصل هذه المدينة حياتها ‪ ...‬تساءلنا كثيرا‪ ،‬وحاولنا‬ ‫طويال معرفة سبب وقوع كل هذه المصائب وكيف استطعنا‬ ‫البقاء ؟ لم يبق لنا غير األمل ‪ ...‬االمل في نهاية تحررنا من‬ ‫كل شيء هوالشيء الوحيد الذي بقي حيا خافقا متكورا فينا مثل‬ ‫طفل نحمله على الدوام في هذا المنزل الذي ينظر الى البحر‪.‬‬ ‫في هذا الفصل االخرق الذي الينتهي المملوء خوفا ورعبا غادر‬ ‫سابوتيل كل الذين بقوا على قيد الحياة على اطراف اصابعهم ‪...‬‬ ‫آخر من غادرها ( غي ) الصغير الذي كان نائما في المخزن‬ ‫فتركوه في غفلة منهم ‪ .‬اجتاز الحدود في ثياب امرأة ارتداها‬ ‫على عجل ‪ ...‬حاول البقاء معنا ولكنه عجز عن دفن الماضي‬ ‫فقرر الرحيل ‪.‬‬ ‫كان هناك فوقنا أمام النافورة مع حراسه وكالبه وخيوله شاهدا‬ ‫على موت الجميع ‪ .‬امام العجز لم يبق غير الرحيل تلك اخر‬ ‫الكلمات التي قالها غي منذ ثالثين سنة قبل ان يغرق في ليل‬ ‫النسيان‪.‬‬ ‫هناك ذلك الشاب ‪ ...‬انه فيليب بروتون ‪ ...‬أقول لكم اسمه حتى‬

‫املنزل أمام البحر‬ ‫تتذكروه مثلي ‪ ...‬كان خطيبي ‪ ...‬شب معنا ‪ ...‬لقد احببته منذ ‪...‬‬ ‫الأتذكر متى ‪ ...‬كل ما أتذكره اليوم بعد ثالثين عاما هذه الموجة‬ ‫العاتية التي تصاعد من أعمق أعماقي كلما التقينا في المخزن‬ ‫ولفتني انفاسه فتهز كياني ‪ ...‬كنت افكر فيه وانا بين اغصان‬ ‫شجرة الرمان ‪ ...‬لقد احببته في الثامنة عشرة من عمري ذلك‬ ‫الحب الذي اليعرف له اسما ‪.‬‬ ‫كتبت امي ‪ :‬كان فيليب طفال صغيرا يلعب بالكجات فيسقط‬ ‫على االرض وتجرح ركبتاه بنفس الحجارة التي جرحت ابني‬ ‫‪ ...‬كما كتبت امي كذلك ‪ ...‬لـ(ماريسا) ست اخوة يذهبون الى‬ ‫المدرسة ويتبارون ويذهبون الى الشاطئ يجرون على الرمال‬ ‫ويغطسون في زبد االمواج االبيض ويتراشقون بالماء ضاحكين‬ ‫‪ ...‬في بعض االحيان يتناول فيليب غداءه على مائدتنا مع ابنائي‬ ‫ويقضي مع اكبرهم جاك الليالي في القراءة في المخزن وكثيرا‬ ‫ما يفاجئهم النوم ‪...‬‬ ‫كنت اتاملهما قبل ان اوقظهما وافاجئ فيليب بين الكتب التي‬ ‫يريد أن يقرأها دفعة واحدة مرتبكا ينظر كاالبله‪.‬‬ ‫اليدخل مكتبة أبي غير جاك وفيليب ‪ .‬كان فيليب في ذلك الزمن‬ ‫لطيفا ‪ ،‬محترما‪،‬ناشطا ‪ ،‬مجدا تجسدت فيه كل الصفات التي‬ ‫يقدرها أبي المربي النبيه حق قدرها‪.‬‬ ‫يقول عنه أبي باعجاب وينظر الي خفية « لهذا الطفل مستقبل‬ ‫باهر» ويواصل دون ان يخفي تاففه الدائم من ضياع ابنيه «‬ ‫خسارة ان غي وانطوان اليشبهانه» ‪.‬‬ ‫أبي ( دانيال سان سيريان ) كان محاميا كذلك ولكنه انقطع‬ ‫عن ممارسة المحاماة النه يرى ان الزمن تغير ليس في مدينة‬ ‫( سابوتيل ) فقط ولكن في كامل الوطن ‪ ،‬هؤالء الذين قرروا‬ ‫مراقبة كل شيء جعلوا من السكان شهودا على وجودهم ‪.‬‬ ‫انتهى كل شيء أو باالحرى بدأ كل شيء في مدينة ( سان‬ ‫سلفستر) ‪ .‬في تلك الليلة كنت اتجول فرايت ابي يقطع مفترق‬ ‫االربع طرقات فاعترضه رجل تعطبت دراجته النارية‬ ‫ـ غريب ‪ ...‬فيليب ‪ ...‬ماذا تفعل هنا في هذه الساعة ؟‬ ‫ـ سيد ( سان سيريان ) التقترب ! قال فيليب آمرا بصوت بارد ‪.‬‬ ‫رغم الظالم عرف ابي ان عيني فيليب محتقنتان ويديه وثيابه‬ ‫ملونة باالحمر القاني ‪ .‬كان يحاول اخفاء مسدس راى ابي بريق‬ ‫معدنه في العتمة ‪.‬‬ ‫لم يستطع رؤية وجه هذا الـ( فيليب ) الذكي ‪ ،‬المجتهد كما عرفه‬ ‫دائما‪ ...‬على بعد خطوات منه يقف شخص شوهه الحقد مستعد‬ ‫الطالق النار عليه ‪.‬‬ ‫ـ أنت كذلك يا فيليب ؟‬ ‫ـ سيدي سان سيريان‪ ...‬بما أنك عرفت كل شيء ‪ ...‬ماذا ستفعل‬ ‫؟‬ ‫رجع أبي على أعقابه ينهش قلبه الحزن والقرف‪.‬‬ ‫نهض أبي باكرا على غير عادته‪ ،‬ونهضت أمي برأس محكوم‬ ‫عليه باالعدام بعينين حمراوين تحيط بهما منطقة زرقاء من‬ ‫قلة النوم‪.‬‬ ‫حدثنا أبي عن( فيليب) وعن جماعة مثله انتدبوا من كل الجهات‬ ‫ليدربوا على القتل ‪ .‬لقد فسر لنا دورهم في ترسيخ مناخ‬ ‫االرهاب الذي حل بسابوتيل وكل البالد وقال خاتما حديثه «‬ ‫رائحة الفساد العفنة والرشوة والمحسوبية والخيانة انتشرت في‬ ‫كل مكان ووصلت الى بيوتنا ‪ ....‬سيأتي يوم ينهش فيه هؤالء‬ ‫األوغاد لحم أمهاتهم ‪» ...‬‬ ‫منذ زمن خفف( فيليب) من زياراته الى منزلنا متعلال بقرب‬ ‫االمتحانات‪..‬قال أبي « كنت أعرف‬ ‫أن هذا الغياب يخفي شيئا غريبا‪ ...‬وكنت أدعو هللا أن تكون هذه‬ ‫االشاعات افتراء‪. »...‬‬ ‫منذ ذلك الوقت أصبحت أشعر بالضيق والغضب وأن ظال‬ ‫ثقيال يحط على قلبي‪...‬يدخل اخوتي غرفتي خلسة ويخبرونني‬

‫ترمجة ‪ :‬ساسي محام‬ ‫بصوت منخفض عن اصدقائهم الذين فقدوهم واليعلم أحد اين‬ ‫اختفوا في السجون أم في القبور‪ .‬غادرونا بكل بساطة واعتزل‬ ‫أولياؤهم خوفا ولم يعرفوا الى أين يتوجهون أو من يكلمون ‪...‬‬ ‫كل السكان مثلنا يرتعشون خوفا عند مرور شاحنة في الليل ‪.‬‬ ‫يأتون عند منتصف الليل مدججين بالسالح يضع بعضهم على‬ ‫وجهه لثاما أسود‪ ...‬هل يكون (فيليب ) معهم؟ الأريد أن أعرف‬ ‫‪...‬لن أنسى أبدا نظرات أمي اليائسة والمنديل الذي تضعه‬ ‫في فمها حتى الينفلت صراخها‪..‬اختطفوا (جاك) و(دانيال)‬ ‫و(كارل) و(فكتور)و(انتوان) وطبعا أبي« ستذهبون‬ ‫ستذهبون معنا الى المركز ونلقي عليكم بعض االسئلة » نعرف‬ ‫أنهم لن يعودوا ولكننا بقينا متشبثين بقول قائدهم ‪.‬‬ ‫مرت االيام والليالي ولم يرجع احد الى اليوم ‪...‬قطع ثياب‬ ‫ممزقة تطفو على الماء ‪ ...‬وجثث فقدت معالمها يتقيؤها‬ ‫البحر ‪ ...‬يتجمع سكان (سابوتيل) على الرمل ‪...‬أمهات تولول‬ ‫وتجري صوب البحر للتعرف على الجثث ‪ ...‬أبقى مع أدريان‬ ‫أمام النافذة الى أن تبزغ الشمس على البحر في لون الدم ‪.‬‬ ‫كيف أصف العويل والصياح الذي يرتفع في الشاطئ؟ كيف‬ ‫أصف هذه البلية التي أصبحنا نعيشها؟‬ ‫ترجع النساء الى منازلهن في ساعة متأخرة من الليل يلفهن‬ ‫الصمت ويمأل رؤوسهن هدير البحر‪ ...‬فجأة يقف كل شيء‪...‬‬ ‫األيام ‪ ...‬الساعات ‪ ...‬أبقى مع أمي في هذا الصمت أمام البحر‪...‬‬ ‫في النهار تصلنا أصوات الباعة تتصاعد من السوق وأصداء‬ ‫الحياة فنتظاهر بالنسيان في هذا الخضم اليومي وما ان يأتي‬ ‫المساء وخاصة مساءات آخر الخريف نجد من جديد في كل‬ ‫صوت وفي كل حركة وفي كل لمعة نور هذا الجمع الغفير من‬ ‫االموات االحياء ومن االشباح التي تقيم في‬ ‫( سابوتيل ) وفي منزلنا أمام البحر‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫*ماري‪-‬سيلي اينان ‪:‬‬ ‫أديبة من هايتي تعيش في الكيبيك منذ سنة ‪. 1970‬‬ ‫درست اللغة الفرنسية وعملت مترجمة لسنوات عديدة ‪.‬‬ ‫متفرغة االن للكتابة ‪.‬‬ ‫هي قاصة وروائية وشاعرة وراوية وممثلة ومهتمة بالمسرح‬ ‫كتبت عدة اعمال لليافعين‬ ‫ترجمت اعمالها الى االسبانية والهولندية واالنكليزية والكورية‬

‫صورة ‪ :‬جميلة الوحيدي‬


‫‪12‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬ ‫السنة الثانية العدد ‪ 11-4 ( 56-‬يونيو ‪)2012‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬ ‫السنة الثانية العدد ‪ 11-4 ( 56-‬يونيو ‪)2012‬‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬

‫اتذكر‬ ‫كان وقتي مقسما بين القراءة والكتابة ووقت للرياضة في الفترة المسائية يتخلل ذلك الدردشة والحوارات مع زمالء القسم وزمالء‬ ‫الغرف��ة ‪ ,‬كن��ا نمارس بعض األش��غال اليدوية والهوايات وحيث ابتكرن��ا تصنيع بعض ما نحتاجة م��ن ارفف وطاوالت صغيرة‬ ‫وادراج من علب الس��جائر الفارغة ‪ ,‬كنا نطرح ورقة جريدة ثم نبلل علبة الس��جائر الفارغة بالحليب او بس��ائل خاثر ننتجه من‬ ‫تخمير بقايا الخبز عدة ايام تم نقوم بتصفيته نصف العلب جنب بعضها الى أن يتكون شكل لوح من الكرتون ثم بعد ان تجف نغلفها‬ ‫بورق المجالت المصقول عدة مرات ‪ ،‬وحين يتكامل لدينا عدداأللواح المطلوبة نقوم بتجميعها الى بعضها بنفس المواد ‪ ،‬الورق‬ ‫المصق��ول والم��ادة الالصق��ة الى أن يصير عندنا الرف او الدرج المطلوب حين نقوم ف��ي آخر مرحلة بتغليفه بورق الزينة الذي‬ ‫يحضره لنا الزوار بنا على طلبنا او بورق الدعاية واإلعالن في المجالت ‪.‬‬

‫حياة السجني‬ ‫حي��ن امضين��ا عاما كامال في القس��م س��محت لن��ا إدارة‬ ‫السجن باقامة مطبخ خاص بنا داخل القسم حيث احضرت‬ ‫اخش��ابا والواح صفيح وانشات كش��كا واحضرت ادوات‬ ‫طبخ وفرغت لنا أحد الس��جناء العاديي��ن القدامى طباخا ‪،‬‬ ‫كان ماه��را في اع��داد الوجبات وخاص��ة (برودو)عظام‬ ‫البقر التي كان يحضرها من مطبخ الس��جن ويضيف اليها‬ ‫انواع��ا من الخضار ليقدمه��ا لنا كصحن اضافي مع وجبة‬ ‫العشاء ‪.‬اضافة الى مخصصاتنا من مواد غذائية من مطبخ‬ ‫الس��جن‪ .‬كان األهل في الزيارة يحضرون اطعمة جاهزة‬ ‫ومواد قابلة للطبخ ‪ .‬كانت تلك الفترة اكثر فترات الس��جن‬ ‫شبها بالحياة العادية‪.‬‬ ‫في اليوم األول من العام ‪1980‬م انتقلت اراديا من س��جن‬ ‫الكويفي��ة في بنغازي الى س��جن (بورتابينيتو)او الحصان‬ ‫األس��ود ‪ ،‬اسكنت في قسم السياس��يين وهوقسم صغير يتم‬ ‫الوص��ول اليه عبر ممر ضيق يفضي الى س��احة صغيرة‬ ‫يفتح بها باب القس��م المتكون م��ن غرفتين كبيرتين وثالثة‬ ‫غرف صغيرة وهو عبارة عن جزء من قسم كبير فصلت‬ ‫منه الغرفتان وما يعرف بـ (الباغامينتو) ليش��كل ذلك قسم‬ ‫السياس��يين المدنيي��ن ‪ .‬هنا تعرفت على جماعة األبش��ات‬ ‫‪ ،‬وجماع��ة ج��زب التحري��ر ‪ ،‬وجماع��ة الصابرية ‪،‬وهم‬ ‫مجموعة ش��باب صغار الس��ن‪ ،‬هم اقدم نزالء السجن من‬ ‫المدنيين منذ العام ‪ 1972‬م ‪.‬‬ ‫كان رفيق��ي في القضية الطالبي��ة الحاج مصطفى نصر‬ ‫والذي لم يربطه رج��ال مباحث بنغازي بقضيتنا بل كانوا‬ ‫يحاولون الحاقه بقضية المحيش��ي وفي خاتمة المطاف قدم‬ ‫ال��ى المحكمة فردا وظل في طرابل��س اللتقيه هنا في هذا‬ ‫القس��م بع��د ان افترقنا منذ األيام األولى للتحقيقات بس��جن‬ ‫الح��رس الجمه��وري في مدين��ة بنغازي‪ ,‬رغ��م اختالف‬ ‫مش��اربنا الفكرية وطرائق تفكيرنا االان��ه ربطت بيننامنذ‬ ‫ايام النش��اط الطالبي وقيادة المظاهرات ضد نظام القذافي‬ ‫‪ ,‬صداق��ة توطدت في هذا القس��م وظل��ت تنمو حتى بعد‬ ‫ان خرجنا من الس��جن‪ ,‬كنا نتبادل الزي��ارات والمكالمات‬ ‫التلفونية ‪.‬‬ ‫كانت الحياة اليومية في هذا القس��م تّتسم بالرتابة والهدوء‬ ‫واإلنتظام في عالقات يس��ودها اإلحترام بين المجموعات‬ ‫المختلف��ة للن��زالء ‪.‬كان الجميع منتظمين ف��ي لجان يومية‬ ‫تق��وم بخدمة الجمي��ع من حي��ث النظافة وإع��داد وجبات‬ ‫الطعام بواقع نفرين في اللجنة يوميا ‪.‬‬ ‫كانت لدى الزمالء مجموعة من الكتب والملخصات بخط‬ ‫الي��د اضافة الى ما يحضره اهلهم في الزيارة االس��بوعية‬ ‫مما ك��ون لي مصدرا للقراءة وتقضية الوقت بش��كل نافع‬

‫السنوسي حبيب‬

‫الحلقة الثانية‬

‫اضاف��ة ال��ى مواصل��ة الرياضة ف��ي الفترة المس��ائية في‬ ‫الساحة الصغيرة للقس��م ‪ ,‬ولكن وضع اإلستقرار والرتابة‬ ‫هذا لم يدم طويال حيث في اليوم األوّل من ش��هر مايو في‬ ‫ي��وم عيد العمال العالمي حين كنت جالس��ا في ركن منزو‬ ‫في ممر القس��م اق��رأ كتابا الريك فروم حين عند الس��اعة‬ ‫الحادية عشر صباحا انفتح باب القسم ليدخل مجموعة من‬ ‫الش��رطة المدنية يتقدمهم كلبا حراس��ة ضخم��ان وليأمرنا‬ ‫الضاب��ط المترأس للمجموعة بالخروج الى الس��احة فورا‬ ‫ولم يس��محوا لنا حت��ى بتبديل مالبس��نا ‪ ,‬امرونا باإلنتظام‬ ‫في طابور وخرجوا بنا الى الس��احة الكبيرة وحيث مررنا‬ ‫وس��ط طابورين من الجنود المشرعين اسلحتهم باتجاهنا ‪,‬‬ ‫س��اروا بنا الى ساحة صغيرة تفتح بها ابواب ادارة السجن‬ ‫وأمرونا أن نستدير مواجهين الحائط المقابل وكان الجنود‬ ‫المش��رعي االس��لحة ورأنا ‪ ,‬ران على الجو صمت مطبق‬ ‫وسادنا جو من التوجّس حوالي ربع ساعة ونحن ننظر الى‬ ‫الحائط امامنا وغير مسموح لنا بالكالم ‪ ,‬والجنود باسلحتهم‬ ‫وراءن��ا نس��مع احيان��ا خشخش��ة بنادقهم ‪ ,‬ل��م يقطع ذلك‬ ‫الجوالمكهرب س��وى انفتاح باب صغير خرج منه ضابط‬ ‫جيش قصير القامة س��مين ومدور مثل برميل اخبرنا بأنه‬ ‫انش��يء سجن سياس��ي وتقرر نقلنا اليه وامرنا باإلستدارة‬ ‫الى الخلف وبالمسير في اتجاه السجن الموعود ‪.‬‬

‫كان الس��جن السياس��ي المزعوم عبارة عن القسم الثالث‬ ‫م��ن نف��س س��جن بورتابينيت��و خاض��ع إلدارة الش��رطة‬ ‫العس��كرية ‪ ,‬حين دخلناه كان ممره وزواياه مزحومة ببقايا‬ ‫مرتبات قديمة وبقايا مالبس لس��جناء كانوا قبلنا بالمكان ‪,‬‬ ‫قمن��ا باخراج تلك المخلفات الى الس��احة وبدانا في ترتيب‬ ‫اوضاعن��ا الجديدة ‪ ,‬لم يكن معنا من ممتلكاتنا الش��خصية‬ ‫س��وى ما تحمل اجسادنا من بيجامات او توتات رياضية ‪,‬‬ ‫وبعد مطالبات ومناقش��ات والحاحات سمحوا لنا بالذهاب‬ ‫الى قسمنا السابق في مجموعات صغيرة وان نحضر فقط‬ ‫ادوات الحالق��ة والبيجامات وس��جادات الص�لاة ‪ ,‬ولكننا‬ ‫وحس��ب الحظ وم��زاج الحراس��ات المرافق��ة للمجموعة‬ ‫اس��تطعنا وكل حس��ب قدرته في التحايل ان نحضر بعض‬ ‫مستلزماتنا ‪ ,‬شخصيا استطعت ان اهرب وسط ما استطعت‬ ‫من مالبس كمية من الس��جائر اس��تطعنا بها وبالتقسيط ان‬ ‫نوفر النفسنا اياما من التدخين ‪.‬‬ ‫م��دة ش��هر كام��ل كان اليس��مح لن��ا بالحص��ول على‬ ‫الس��جاير وقد س��مح لنا بالخروج الى س��احة القس��م بعد‬ ‫حوالي اس��بوعين ‪ ,‬كان رصيدنا من الس��جائر قد نفد وما‬ ‫كان بعض الس��جناء يهربونه لن��ا عبر النوافذ لم يكن كافيا‬ ‫حيث كنا نتجمع خمس��ة انفار نتداول سيجارة واحدة تنتقل‬ ‫من ش��خص ال��ى آخر وت��كاد تتحوّل الى ش��هاب من نار‬ ‫‪ ,‬ب��دا بعضن��ا في تجفي��ف اوراق الخص ث��م فركها ولفها‬ ‫كسيجارة ‪ ,‬كان طعمها مستساغا عكس بقايا الشاي األحمر‬ ‫ال��ذي كان يتجمع في قعر اآلنية التي نس��تقبله فيها ثم نقوم‬ ‫بتجفيفة ونحش��و يه البيبه التي كنا قد هربناها ‪ ,‬لكن طعمه‬ ‫كان حارق��ا وقويا ولكنه يحدث ش��دا في الرأس يوهم بأثر‬ ‫الس��جائر ‪ ,‬في ساحة القسم نبتت حش��ائش داكنة الخضرة‬ ‫قام العجوز التونسي الريبوني بتجفيف بعض نبتاتها وحين‬ ‫اقفل��ت األبواب بعد الدخول من الس��احة فركها ولف منها‬ ‫س��يجارة ما أن نفث منها ثالثة نفثات حتى ش��عر بثقل في‬ ‫راس��ه ودخل في نومة عميقة استمرت من الظهر الى بعد‬ ‫العشاء ‪ ,‬حين افاق قال (قريب قتلتني هالعشبة لمعفنة )‬ ‫بعد ما يقارب الش��هر احضر لنا زمالؤنا بسجن الكويفية‬ ‫ببنغازي ‪ ,‬صار عددنا حوالي ثمانين س��جينا سياس��يا نكاد‬ ‫جميعا نعرف بعضنا ‪ ,‬لم يغب من معارفنا الس��جناء سوى‬ ‫جماعة قضية الصحافة بمدينة بنغازي الذين كانوا بالقس��م‬ ‫الراب��ع المج��اور لن��ا والذين كن��ا نتواصل معه��م بالبريد‬ ‫الطائ��ر ‪ ,‬حيث تتجاور س��احتا قس��مينا واليفص��ل بينهما‬ ‫س��وى ممر ضيّق ‪ ,‬كان المتطوع بارسال البريد من جهتنا‬ ‫ّ‬ ‫يل��ف الم��ادة المكتوبة ث��م يغلفها بكتلة من ل��ب الخبز الى‬ ‫ان تصب��ح ك��رة صغيرة ث��م يقوم برمي حص��اة في اتجاه‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬

‫س��احة القس��م الرابع وحين يأتيه الرد م��ن الطرف اآلخر‬ ‫يقوم برمي كرة العجين ويستقبل بريد الطرف اآلخر ‪ ,‬كنا‬ ‫بهذه الطرييقة نعرف اخبار زمألئنا بالقس��م الرابع والذين‬ ‫كان باس��تطاعتهم معرف��ة اخبار القس��م الخامس المجاور‬ ‫لهم وحيث يش��تركون معه بجدار مشترك وفي هذه الحالة‬ ‫يق��وم طا لب اإلتصال بوضع وج��ه كوب الماء او صحن‬ ‫البالس��تيك او األلمونيوم على الجدار المش��ترك و وضع‬ ‫اذن��ه عليه وتمريره بمهل في ع��دة اتجاهات الى أن يلتقط‬ ‫وشيش��ا عبر الجدار فيقوم بالطرق على الصحن ومحاولة‬ ‫الكالم عبره الى ان ينتبه الطرف من الجانب اآلخر للجدار‬ ‫ويعطي استجابة بالطرق وبالكالم وتبدا محاوالت تحسين‬ ‫التقاط المكالمة بتحريك الصحن ببطء في اتجاهات مختلفة‬ ‫الى أن يتطابق وضع الصحنين وتصبح المكالمة واضحة‬ ‫والتتطلب رفع الصوت ‪.‬‬ ‫كنا مقطوعين تماما عن العالم خارج السجن ‪ ,‬فالالزيارة‬ ‫مس��موح بها والوس��ائل التواصل مع العال��م كالراديو او‬ ‫التلفزي��ون ‪ ,‬ولكن زميلنا المرحوم محمد مهذب اس��تطاع‬ ‫حين ذهب الى القس��م الحضار بعض اللوازم الش��خصية‬ ‫ان يه��رب جه��از راديو صغي��ر جدا ‪ ,‬يقوم ف��ي الصباح‬ ‫الباكر وبعد اخذ االحتياطات الالزمة واإلختباء جيدا داخل‬ ‫س��ريره يقوم بفتح الراديو والتقاط بعض نش��رات األخبار‬ ‫وتلخيصه��ا على ورقة يتم تداولها داخل القس��م حين تفتح‬ ‫ابواب الغرف ‪.‬‬ ‫كان الوقت داخل القس��م يمر ثقي�لا حيث لم يكن لدينا ما‬ ‫نقرأه من كت��ب او مجالت ‪ ,‬ولم يكن امامنا اال الحوارات‬ ‫فيم��ا بيننا خاصة وان اغلبنا ل��م يكن قد اقام فترات طويلة‬ ‫مع بعضنا‪ ,‬األمر الذي مثل فرصة للتحاور وتبادل اآلراء‬ ‫اثناء التواجد في الس��احة او اثناء التمش��ي في الممر حين‬ ‫تقفل الس��احة ‪ ،‬كان الممر يضج باصواتنا لكننا مع الوقت‬ ‫وبحكم الضرورة تعودنا على ذلك ‪.‬‬ ‫ومن اشكال تزجية اوقات الفراغ في هذه المرحلة ابتكر‬ ‫بعض الزمالء طريقة لإلس��تفادة من ن��وى ثمار الزيتون‬ ‫حيث نقوم بحكها من اطرافها على ارضية الغرفة ثم نقوم‬ ‫بثقبها ولظمه��ا في خيط رفيع كنا نحصل عليه من فوارغ‬ ‫اكياس البصل ‪ ،‬ونكون من ذلك مس��بحة او عقد تتوس��طه‬ ‫وردة من نفس المادة ‪ .‬ومن اإليتكارات الس��جنية األخرى‬ ‫كان لف كيس البالس��تيك الفارغ تم اشعال طرفه وتقطيره‬ ‫في قالب صغير من بقايا لب الخبز او أي ش��يء قابل الن‬ ‫يكون قالبا ‪ ,‬ثم نترك البالستك المذاب الى ان يجف ونقوم‬ ‫بنحت��ه عن طريق الحك على األرضية الى ان يتش��كل لنا‬ ‫المنحوتة المطلوبة ‪ ،‬ش��كلت هذه األش��ياء الصغيرة هدايا‬ ‫كان اهلن��ا يفرح��ون به��ا ويحتفظ��ون بها حين س��مح لنا‬

‫بالزيارة بعد عدة شهور‪.‬في هذا القسم واجهتنا ايضا مشكلة‬ ‫انعدام ورق الكتابة فلجأنا الى الفوارغ الكرتونية لمسحوق‬ ‫الغس��يل حي��ث نقوم بتنظيفه��ا من أثر الصاب��ون ثم نزيل‬ ‫القش��رة التي بها األلوان لنحصل على ورقة من الكرتون‬ ‫الخفيف ‪،‬كذلك األمر بالنس��بة لكرتون علبة الحليب المعقم‬ ‫اما الورق الجيد فقد كنا نحصل عليه من الورق المفضض‬ ‫بعلبة السجائر حيث ننقعها في الماء ثم وعلى مهل وبحذر‬ ‫شديد نقوم بسلخ الغش��اء الفضي لنحصل على ورق يشبه‬ ‫ورق الباف��رة نقوم بتجفيفه ث��م بازالة ما يكون لحق به من‬ ‫تجعدات بوضعه على قطعة كرتون ندس��ها تحت الفراش‬ ‫‪،‬على ورق علبة س��يجارة الرياضي هذه كنت انقش بخط‬ ‫دقي��ق وصغي��ر القصائد الت��ي اكتبها في الس��جن ثم الّفها‬ ‫بش��كل دقيق واخيطها في حاش��ية (كبوط��ي )الثقيل الذي‬ ‫رافقني طوال فترة الس��جن ‪ ،‬وهكذا اس��تطعت ان احتفظ‬ ‫باشعاري السجنية الى ان خرجت بها حين افرج عنّا ‪.‬‬ ‫كان حراس��نا من الش��رطة العس��كرية س��يئين جدا وقد‬ ‫سبق لهم ان قاموا بعمليات تعذيب بالجلد وبالفلقة لسجناء‬ ‫عسكريين كان يتم التحقيق مع في قضايا محاوالت انقالبية‬ ‫‪ ،‬كان احده��م زنجي قصير القام��ة مفتول العضالت يقال‬ ‫انه كان مالكما يقال ان الخروبي كان يلقبه بالدكتور لتفننه‬ ‫في تعذيب الس��جناء واإلساءة اليهم ‪ ،‬لسوء الحظ كان هذا‬ ‫الدكتور مكلفا باخذناالى عيادة الس��جن والى المستش��فيات‬ ‫خارج الس��جن ‪ ,‬كان التعامل معه غاية في الصعوبة وهو‬ ‫ال يتوانى عن مد يده بالضرب بس��بب وبدون سبب ناهيك‬ ‫ع��ن الس��باب والكالم البذي بش��كل عام كان الس��جانون‬ ‫جميعا شرس��ين ويتفاوتون في درجة الشراس��ة عدا اثنين‬ ‫م��ن مدين��ة الزاوية كانا وبش��كل متحفظ يبديان ش��يئا من‬ ‫التعاطف بل والتعاون احيانا في تهريب توصية او رسالة‬ ‫لقريب او صديق‪.‬‬ ‫كان زمالؤن��ا ف��ي قضي��ة الصحاف��ة يطالب��ون منذ مدة‬ ‫باإلنتق��ال الىالقس��م الثالث كونهم محكومي��ن بمدة المؤبّد ‪,‬‬ ‫وبعد عدة مطالبات اس��تجابت لهم إدارة الس��جن فكان إن‬ ‫اخرج من القس��م الثالث المحكومين بسنوات ليحل محلهم‬ ‫حماعة الصحافة وكنا نحن من ش��ملهم إجراءاإلخراج من‬ ‫القسم الثالث ‪.‬‬ ‫انتقلنا الى القس��م الرابع نحن ومجموعة جبل نفوس��ة من‬ ‫امازيغ يفرن والرحيبات ولنجد امامنا في القس��م مجموعة‬ ‫كبيرة من الموقوفين واصحاب االحكام الخفيفة ‪ ،‬خليط من‬ ‫مصريين ولبناني وتونس��ي وباكس��تاني وتشادي وحوالي‬ ‫عش��رة ليبيين مختلفي القضاي��ا واإلتهامات ولكن تجمعهم‬ ‫جميع��ا وضع من عدم اإلهتمام السياس��ي اوالثقافي ‪ ،‬كان‬ ‫اغلبه��م يقض��ي وقته ف��ي الرياض��ة والثرث��رة واختالق‬

‫بنغازي ‪ /‬سجن‬ ‫الكويفية ‪ 1976‬م‬ ‫السنوسي حبيب‬

‫‪15‬‬

‫معرض الفنان التشكيلي الفرنسي مونيه ‪ -‬باريس ‪ 2010‬م‬

‫المش��اكل وكان من بينهم اثنان فاقدا العقل‪ ,‬تونس��ي وآخر‬ ‫تش��ادي ‪,‬كان من نصيبنا الس��يء ان سكن معنا في الغرفة‬ ‫علي التش��ادي‪ ،‬من عاداته الغريبة صيفا وشتاءا ان يدخل‬ ‫الحمام ويدلق على جس��مه س��طل ماء ث��م دون ان يتجفف‬ ‫يلبس مالبس��ه التي ال يبدلها ثم يتغط��ى بالبطانيات األمر‬ ‫ال��ذي يجع��ل رائح��ة كريهة تص��در عنه ‪ ،‬كان س��ريره‬ ‫مجاورا لرضا بن موس��ى الذي اس��تيقظ ذات صباح ليجد‬ ‫اح��دي عينيه متورمة ومغلقة تمام��ا ‪،‬كان من نصيبنا في‬ ‫نف��س الغرفة ايضا اح��د الليبيين العائدي��ن من تونس كان‬ ‫يم��ارس بش��كل يومي رياضة حمل األثق��ال ويقضي بقية‬ ‫وقته في مشاكسة األخرين وإثارة المشاكل ولكننا استطعنا‬ ‫ان نحافظ على مسافة من اإلحترام بيننا وبينه ولم تنشأ لنا‬ ‫معه مشاكل تذكر رغم سكنه معنا عدة شهور ‪.‬‬ ‫كانت اجواء القس��م مش��حونة بالمش��اكل ط��وال الوقت‬ ‫خاصة وان بعض كبار الس��ن من الس��جناء كانوا يتسلون‬ ‫بالفتن��ة بين اآلخرين ولكننا بتوطد عالقة التعارف ومن ثم‬ ‫الصداقة مع مجموعة االمازيغ استطعنا معا ان نخلق حالة‬ ‫من اإلنتظام النسبي في العالقات داخل القسم ‪.‬‬ ‫كنا نس��تلم طعامنا بش��كل فردي في آنية بال س��تيكية اما‬ ‫الش��اى فكن��ا نس��تلمه بش��كل جماعي في س��طل صغير ‪,‬‬ ‫وبالنسبة للفطور فكنا نستلمه جماعيا ‪ ،‬حليب وخبز وجبن‬ ‫او سردين او بيض ‪ ،‬كان الطعام متوفرا في هذه المرحلة‬ ‫ومعقول اإلعداد ‪.‬‬ ‫في االس��ابيع األولى بالس��جن العس��كري او السياس��ي‬ ‫كن��ا نحل مس��ألة تس��خين األكل بأن نجم��ع الدهن الطافح‬ ‫على وجه األكل في علبة جبن فارغة ونضع وس��طه فتيال‬ ‫من قماش قطني لنش��عل موق��دا بدائيا نضع فوقه ما يتوفر‬ ‫لدين��ا من صحن معدني ونس�� ّخن األكل على دفعات ‪ .‬في‬ ‫فترة الحقة ابتكرنا طريقة اخرى لتسخسن مياه اإلستحمام‬ ‫حين كنا نوصل س��لكين كهربائيين بعمودي كربون بترية‬ ‫المصب��اح اليدوي ثم نوص��ل الس��لكين بالكهرباء ونغمر‬ ‫عمودي الكربون وس��ط جردل بالس��تيكي مملوءا بالماء‬ ‫وفي مدة التزيد عن نصف الساعة نحصل على مياه ساخنة‬ ‫‪ ,‬وبالنسبة لتسخين األكل كنا نضع عمودي الكربون وسط‬ ‫إناء بالس��تيكي به حوال��ي لتر ماء ثم نضع وس��طه إناءا‬ ‫بالس��تيكيا اصغر نضع به الطعام المراد تس��خينه ورغم‬ ‫إدراكن��ا لعدم صحية التس��خين في آنية بالس��تيكية إال أن‬ ‫للضرورة احكامها ‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬

‫عالقتنا مع حممد زيان‬ ‫صالح الدين عوض السوحيلي‬ ‫طالعنا في العدد الخمس��ين م��ن جريدة ميادين الصادر في‬ ‫‪ 24‬أبري��ل ‪ 2012‬مقابلة آجراه��ا الصحفي مرا د ألهوني‬ ‫مع محم��د زيان ( منس��ق التجمع الوطن��ي الديموقراطي‬ ‫الليب��ي) وتطرق الس��يد محم��د زيان في مت��ن حديثه إلي‬ ‫الحرك��ة الوطني��ة الديمقراطية الليبي��ة وإصدارها لجريدة‬ ‫صوت ليبيا ولكن لآلس��ف جانب��ه الصواب في كل ما قاله‬ ‫عن إصدار الجريدة ولذا وجدت نفسي مضطرا للكتابة عن‬ ‫هذا الموضوع ‪:‬‬ ‫كان أول منش��ورات للمعارض��ة ت��وزع ف��ي أورب��ا كان‬ ‫يحرره��ا الش��هيد محمود نافع وأق��وم أن��ا بتوزيعها علي‬ ‫القادمي��ن م��ن ليبي��ا إلي لن��دن باليد وترس��ل إل��ي الطلبة‬ ‫الدارس��ين في بريطانيا علي عنوانين مساكنهم بالبريد بعد‬ ‫إن تحصل��ت علي قائم��ة بعناوينهم من اتح��اد الطلبة عن‬ ‫طريق الدكتور عبد الرحمن الس��ويحلي أال إننا توقفنا عن‬ ‫هذا األمر الن تلك الكتابات غلبت عليها ايديولوجيا حزب‬ ‫البعث ‪ .‬ولذا أوقفنا هذا العمل حتى النتصف بميول حزبية‬ ‫ونحن بعيدين عنها‪.‬‬ ‫بعد ذلك قام عمر المحيش��ي في القاهرة بجانب برنامجه‬ ‫اإلذاعي بإصدار جريدة وكان يقوم بإرسالها لي إلي لندن‬ ‫أق��وم بتوزيعها عل��ي الطلبة الليبيين ف��ي بريطانيا بالبريد‬ ‫العادي ولكن نتيجة الختالف عمر مع الس��ادات بعد زيارة‬ ‫األخير للقدس توقفت الجريدة عن الصدور ‪.‬‬ ‫ومن هنا حز في نفس��نا إن يكتم صوت الشعب الليبي حتى‬ ‫في الخ��ارج وتولدت لدينا فكرة ص��دور جريدة ليبية في‬ ‫لن��دن وم��ن البداية كنت أود إن يش��اركنا األس��تاذ فاضل‬ ‫المس��عودى للرفع بمس��تواها لخبرته الكبيرة في الصحافة‬ ‫وكان فاضل آنذاك في جنيف يس��اعد الصادق النيهوم في‬ ‫إصدارته ( تاريخن��ا ) وغيرها من المعاجم وكان صديقنا‬ ‫مفتاح لملوم من العاملي��ن مع الصادق النيهوم فطلبت منه‬ ‫ان يع��رض علي فاضل أمر التع��اون معنا في هذا العمل‬ ‫ولكن فاضل ابدي عدم رغبته لمفتاح‪.‬‬ ‫وفي ديسمبر ‪ 1978‬اجتمعنا نوري الكيخيا وعبد الرحمن‬ ‫الس��ويحلي وأنا وتطرقنا ف��ي كالمنا مع نوري حول فكرة‬ ‫إص��دار جري��دة وطنية فرح��ب بالفكرة وابدي اس��تعداده‬ ‫للعم��ل معنا وعند حديثنا عن معوقات صدورها ذكرنا من‬ ‫بينه��ا ع��دم وجود اله كاتب��ه عربية فقال لدي��ه واحدة في‬ ‫مكتبه ويمكننا استالمها وفعال بعد يومين ذهبت إلي مكتبه‬ ‫واس��تلمتها ‪ .‬و بدأن��ا في جمع المق��االت وطبعها وكنت قد‬ ‫أحضرت معي بعض المقاالت من القاهرة من عمر جهان‬ ‫وعمر المحيشي ولكنها لم تكن كافية إلصدار عدد للجريدة‬ ‫بصورة مناسبة‪.‬‬ ‫في ش��هر مارس ‪ 1979‬اجتمعنا م��رة ثانية مع نوري في‬ ‫شقته المقابلة لشقة عبد الرحمن وكان الهدف من االجتماع‬ ‫ه��و البدء العداد أول عدد من الجريدة للصدور وفي بداية‬ ‫العم��ل قلت كن��ت أتمنى إن يكون بيننا فاضل المس��عودى‬ ‫وحكي��ت لن��وري قصة طلبي من��ه المس��اعدة عن طريق‬ ‫مفت��اح لمل��وم فقال ن��وري إن فاضل صديق��ي ولدي رقم‬ ‫هاتف��ه فطلب��ت منه االتصال به وعرضن��ا عليه األمر من‬ ‫جدي��د فرحب وواف��ق علي الحضور فق��ط طلب إن يكون‬ ‫أمر اشتراكه سرا بيننا وال يعلم به أحد آخر‪ .‬وفعال حضر‬ ‫فاضل وبدأت جريدة صوت ليبيا في الصدور ‪.‬‬

‫أما تس��ميتها فكان رأي د عبد الرحمن تسميتها "ليبيا" فقط‬ ‫الحياء االس��م الذي حاول معمر إن يمحيه من الوجود أما‬ ‫فاض��ل ونوري فطلبوا تس��ميتها "صوت ليبي��ا" و أخذنا‬ ‫بهذا الرأي بعد إن أيد عمر المحيشي الذي تواجد آنذاك في‬ ‫لندن وقاما األخوين نوري وفاضل بزيارته برفقتي ورفقة‬ ‫د عبد الرحمن ‪.‬‬ ‫فهذه قصة صدور صوت ليبيا بكاملها وليس��ت كما رواها‬ ‫السيد محمد زيان ولم يكن‬ ‫للسيد مهدي القجيجي أي دخل في اتصالنا‬ ‫برفيقنا في النضال فاضل المسعودى‪.‬‬ ‫ونذكر هن��ا بان معرفتن��ا باألخ نوري‬ ‫الكيخي��ا ترجع لنهاية س��نة ‪ 1976‬أو‬ ‫أوائ��ل ‪ 77‬فف��ي ذل��ك التاريخ كنت‬ ‫ف��ي زيارة لعمر المحيش��ي فاتصل‬ ‫نوري بعمر من إح��دى العواصم‬ ‫األوربية واخب��ره بصدور حكم‬ ‫اإلع��دام عل��ي ضب��اط حركة‬ ‫أغس��طس ‪ 1975‬وانه احضر‬ ‫معه نس��خه موثقة من الحكم‬ ‫ويرغب في إب�لاغ الهيئات‬ ‫األوربية المهتم��ة بحقوق‬ ‫اإلنس��ان لعله��ا تضغ��ط‬ ‫علي ديكتاتور ليبيا لوقف‬ ‫تنفيذ الحكم فكلمته بالهاتف‬ ‫وطلب��ت منه االتص��ال بعب��د الرحمن‬ ‫لمساعدته و أعطيته رقم هاتف عبد الرحمن وحاوال‬ ‫مع��ا جهدهما ف��ي حث المنظمات األوربي��ة إال إن طاغية‬ ‫ليبيا كان أصم لنداء هذه المنظمات ونفذ حكمه األسود‪.‬‬ ‫م��ن هنا ب��دأت عالقتنا بنوري وبدا عملنا س��ويا من اجل‬ ‫ليبيا الغير‪.‬‬ ‫ولقد ذكر السيد محمد زيان في هذه المقابلة أيضا انه اجتمع‬ ‫معنا وإننا انضممنا معه فعال قد اجتمعنا معه وتناقش��نا في‬ ‫ع��دة أمور ومن بينها توحيد المعارضة ولكننا بينا إن ذلك‬

‫من الصعب تحقيقه الختالف الفصائل في االتجاهات وفي‬ ‫االتفاق علي طريقة العمل المجدية للوصول لهدفنا الحقيقي‬ ‫وال��ذي نعتقد نحن إن اغل��ب الفصائل الصادقة تتفق عليه‬ ‫وهو تحش��يد وتنظيم المواطنين في الداخل لخوض معركة‬ ‫االطاحه بالنظام الحاكم في ليبيا وعليه فعلينا علي األقل إن‬ ‫نتوصل إلي ميثاق بين الفصائل يضمن التعاون والتضامن‬ ‫والتعاض��د والبعد عن المنافس��ة علي الظهور اإلعالمي‬ ‫والح��ط من مكان��ة الفصائل األخرى وكش��ف أس��رارها‬ ‫في مكات��ب مخابرات الدول العربي��ة التي كان غالب‬ ‫قادة الفصائل يت��رددون عليها والتي من‬ ‫المحتم��ل أن تص��ل أس��رار‬ ‫المعارضة ع��ن طريق هذه‬ ‫المكات��ب إل��ي المخاب��رات‬ ‫الليبي��ة بص��ورة أو أخ��رى‬ ‫وانته��ي ذلك اللق��اء بيننا وبينه‬ ‫عل��ي إن يك��ون بيننا لق��اء ثاني‬ ‫يش��مل اكث��ر من فصي��ل ونبحث‬ ‫الموضوع بصورة أكثر‪.‬ولم نوافق‬ ‫علي انضم��ام الفصيلين وهنا ايضا‬ ‫ارتكب خط��أ آخر عندم��ا ذكر قيادة‬ ‫تنظي��م الحرك��ة الوطني��ة فض��م الينا‬ ‫عصام الفيتو ري الس��ويحلي مع انه لم‬ ‫يشترك معنا في هذه الحركة بتاتا‪.‬‬ ‫وف��ي ‪ 1980‬عندم��ا ب��دأ النظ��ام الليب��ي‬ ‫المنهار ف��ي التصفية الجس��دية لمعارضيه‬ ‫في الخارج خش��ي محمد زي��ان علي حياته‬ ‫ونح��ن ال نلومه علي ذلك فالته��ور وان كان‬ ‫ش��يمتنا ان��ا وعبد الرحمن فه��و غير مطلوب م��ن الكل ‪.‬‬ ‫فف��ي ذلك الوق��ت وكان لم يمض وقت طوي��ل علي لقاءنا‬ ‫معه من اجل تجميع المعارضة اتصل بعبد الرحمن ش��اب‬ ‫م��ن أصدقائنا ف��ي روما وهو محمد عب��د المطلب الهوني‬ ‫واخب��ره بان رجل المخاب��رات الغزالي قد حضر لروما‬ ‫واتصل ببعض ق��ادة المعارضة واس��تطاع إقناع بعضهم‬ ‫بالرج��وع إلي ليبيا وذكر من بينهم محمد زيان فلم يصدق‬ ‫عبد الرحمن األمر واتصل بمحمد زيان وقال له بأنه سمع‬ ‫ذل��ك ولكنه يعتقد بان محمد زيان وع��د الغزالي بالرجوع‬ ‫ليبعد عنه ش��رهم حتى يس��تطيع التواري ع��ن أنظار هم‪.‬‬ ‫ف��رد عليه محمد زيان بان ما قاله عبد الرحمن هو الحقيقة‬ ‫بعينها فاتصل عب��د الرحمن بعبد المطلب وطلب منه عدم‬ ‫تكرار هذه الوشاية من جديد ورفض عبد الرحمن تصديق‬ ‫تأكيدات عبد المطلب من س��عي زي��ان للرجوع ولكن بعد‬ ‫ثالث��ة أيام اتصل محمد عبد المطلب من جيد بعبد الرحمن‬ ‫وق��ال له إنني أكلمك من مطار روم��ا وأمامي أالن محمد‬ ‫زيان مصاحب��ا الغزالي وهما متجهان إلي الطائرة الليبية‬ ‫وف��ي طريقهما إلي طرابلس‪ .‬وه��ذا الكالم يخالف ماذكره‬ ‫زيان في مقابلته فهو يقول في حديثه انه غادر روما متخفيا‬ ‫وذه��ب إلي بولندا والقاهرة ‪.‬ولم يذه��ب لطرابلس مع إننا‬ ‫تأكدن��ا من وصوله لطرابلس من أش��خاص في طرابلس‬ ‫في ذات الوقت وقال��وا إنهم قد زاروه في طرابلس لتهنئته‬ ‫بالرجوع‪.‬‬ ‫وتكل��م عبد الرحمن مع الدكتور محمود س��ليمان المغربي‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬

‫فاضل المسعودي‬

‫عمر المحيشي‬

‫عن ذهاب محمد زي��ان لطرابلس في هذا الوقت فكان رده‬ ‫ان��ه بعثه في مهمة ولم يبين الدكتور محمود ما هي المهمة‬ ‫وكان بودنا إن نس��مع عن ماهية هذه المهمة من زيان في‬ ‫لقاءه هذا بدال من ان ينكر ذهابه إلى طرابلس مع الغزالي‪..‬‬ ‫وبالمناس��بة احب أن اذكر هنا بأن��ه عندما اغتال عناصر‬ ‫الطاغي��ة الش��هيد محمد مصطف��ي رمضان أم��ام المركز‬ ‫اإلس�لامي بلندن اجتمع قادة المعارضة في لندن بناءا علي‬ ‫دعوة م��ن الدكتور عبد الرحمن الس��ويحلي وبين لهم عبد‬ ‫الرحمن إن اله��دف من اغتيال مجمد رمضان هو تخويف‬ ‫المعارضين وبذلك فنحن أمام أمرين إما االختفاء والسكوت‬ ‫وبذل��ك يكون الطاغية ق��د حقق هدفه وانتص��ر علينا واما‬

‫محمود عبدالسالم نافع‬

‫عبدالرحمن السويحلي‬

‫أن نتح��داه ونك��ون اكثر جرأة في الظه��ور و عليه قرروا‬ ‫( ن��وري الكيخب��ا ومحمود المغربي وعبد الحكيم برش��ان‬ ‫وعبد الرحمن ) الوقوف في الجمعة التالية في نفس المكان‬ ‫ال��ذي اغتيل فيه الش��هيد محمد رمضان وفع�لا تم ذلك أما‬ ‫أن��ا قررت القي��ام بتوزيع "صوت ليبيا" ف��ي نفس المكان‬ ‫فطلبت من بعض ش��بابنا الحض��ور والوقوف معي وفعال‬ ‫حضر خمس��ة من الش��باب اذكر من بين أس��مائهم فتح هللا‬ ‫ابزي��و ومما يجدر ذكره اآلن بأنني ش��هدت آنذاك عمران‬ ‫حمودة وكان من ازالم الطاغية الذين استولوا علي السفارة‬ ‫في لندن وكان تابعا لموس��ى كوسة واقفا أمامنا وينظر إلينا‬ ‫فأرسلت أحد الشباب ليعطيه نسخه من صوت ليبيا ويفهمه‬

‫‪17‬‬

‫الصادق النيهوم‬

‫إننا نعرفه وال نخش��اه وفعال ذهب الش��اب و أعطاه نسخه‬ ‫وس��به وسب سيده الطاغية ولكن عمران كان اجبن من أن‬ ‫يرد‪. .‬‬ ‫وكان لقائن��ا األخير بمحمد زي��ان بعد ذلك في المغرب في‬ ‫عزاء المرحوم س��ليمان دهان الذي وافته المنية في باريس‬ ‫ودفن بالرباط وكان العزاء في منزل سعيد الختالي ‪ .‬وليس‬ ‫هناك داعي لذكر ما حدث بيني وبينه من س��وء تفاهم ألن‬ ‫كان نتيج��ة من نتائج ذهابه لطرابلس وكان بحضور جمعة‬ ‫أعتيق��ه ومحمد المقريف ومجموع��ة كبيرة من المعارضة‬ ‫وكان أغلب الحضور مستاءين من ذهابه لطرابلس ورفض‬ ‫بعضهم حتى مصافحته‪.‬‬

‫باعة احلرية يف سوق العبيد ‪ ,‬باعة األمل يف سالل فارغة‬ ‫ميلود منصور سعد‬ ‫أول القول‪:‬‬ ‫(اثن���ان أه���ل األرض _عق���ل ب�ل�ا دين وآخ���ر دين ال‬ ‫عقل له ) المعري‬ ‫لم يكن الش��عب األكوادورى وح��ده وكما جاء في إحدى‬ ‫مقاالت الكاتب الكبير سمير عطا هلل و إنما معظم شعوب‬ ‫أمريكا الالتينية وش��عوب أوروبا الشرقية تتباهى وتقول ‪:‬‬ ‫( عدنا إلى أنفس��نا ‪,‬ال من يبيعنا الحرية في س��وق العبيد ‪,‬‬ ‫بينما هناك‬ ‫وال من يبيعنا األمل في سالل فارغة)‪.‬‬ ‫ولألسف ش��عب يداهمه كابوس وطن يتشظى إلى مرابع‬ ‫أن لم تك��ن مراتع قبلية مقيتة ‪ ,‬وقالع مماليك‪ ,‬ويتس��رب‬ ‫من بي��ن أياديه حلم دول��ة عصرية مؤجل��ة بفعل عقليات‬ ‫مطاريد مماليك بني العباس ‪ ,‬وانكشارية بني عثمان ممن‬ ‫يرى في اآلخرين أغيار ويريد آن يجعل من بعض المدن‬ ‫ق�لاع مماليك وحصون على ش��اكلة حصون بني قريضة‬ ‫وح��واري بن��ي يعقوب‪ ,‬وبفع��ل مخلوق��ات انتهازية (‬ ‫كانت باألمس من مرتادي الرفة الشرقية لخيمة الطاغية}‬ ‫فرضت نفس��ها على المكون��ات االجتماعية تدعي قيادتها‬ ‫وهي ال تمل��ك من القيادة إال غريزة وأنانية مخلوق بدائي‬ ‫غ��اب عقل��ه كليا { إن ل��م يكن فحل قطي��ع ماعزمجبوب‬ ‫الغيره } ال هم له إال حرمان اآلخرين من ثمار مجهودهم ‪,‬‬ ‫وممارسة شهواته غير المشروعة عنوة وتطفآل ‪,‬مخلوقات‬ ‫مصاب��ة بإرتجاج فى الفهم مالذها األخير التعصب القبلى‬ ‫الجه��وى‪ ,‬والتروي��ج لدول��ة القبيلة وما تعني��ه من تقوقع‬ ‫وعنصرية ولتس��لك بذلك طريق إنفصالى أفريقيا السوداء‬ ‫فى النصف الثانى من القرن الماضى تأسيآ بتشومبى الذى‬ ‫أراد أن يسلخ كاتنغا عن الكونغو ‪ ,‬وبأجوكو الذى أراد أن‬ ‫يقتط��ع بيافرا ع��ن نيجيريا ‪ ,‬وببارون��ات عصابات قبائل‬ ‫الهوتو والتوتسى فى رواندا ‪ ,‬و من جهلها وأنانيتها التى‬

‫أعم��ت بصيرتها التعلم ماجرته تلك المغامرات من أتون‬ ‫حرب أهلية وويالت ومعاناة على تلك الش��عوب اإلفريقية‬ ‫و من مذابح بشرية تجاوزت الماليين ‪,‬ناهيك عن معاناة‬ ‫الجوع والتشرد والمرض والش��رخ العميق الذى الزالت‬ ‫ندوبه بادية بين مكونات تلك الشعوب‪,‬‬ ‫‪ .‬ومن عناصر هذا التشظى فعل مخلوقات طلقت عقولها‬ ‫‪ ,‬تحكمها الخرافة التى تربط النتائج بغير أسبابها خرجت‬ ‫علين��ا من كه��وف وجحور تخلف التم��ت لعصرنا بصلة‬ ‫‪,‬تبث س��موم الكراهية وترفض اإلنتق��ال إلى الحاضر بل‬ ‫وتس��تعدى الغير حتى وإن كان هذا الغير قد هب لنجدتها‬ ‫من براثن طاغية كان باألمس يطاردها ‪.‬‬ ‫فهل من عاقل قادر على جبر الخواطر المكسورة وتغطية‬ ‫الضعف الذى س��يؤدى إلى ضياع الوطن يبعد عنا جنون‬ ‫هؤإل وشرهم لنسترد وشاح مجد ثورتنا من سارقى الوقت‬

‫والتوقع ‪ ,‬وهل من حكيم وسياس��ى بحنكة نيلسون مانديآل‬ ‫زعيم جنوب أفريقي��ا يجعل من حكمته وحنكته ردمآ بيننا‬ ‫وبي��ن تاريخ من القهر والرعب والغرور والجهل المفزع‬ ‫‪ ,‬وهل م��ن مفكر بفكر وقامة مهاتي��ر محمد بانى ماليزيا‬ ‫الحديثة يكون فكره مطل على دولة الرفاه والسعادة ‪ ,‬دولة‬ ‫مواطن��ة عصري��ة راعية للكافة وعلى مس��افة واحدة من‬ ‫أبناء الوطن وترفع الحواجز عن الحريات األساسية ‪.‬‬ ‫أيه��ا الس��ادة علينا أن نناقش المط��روح ‪,‬وإن لزم األمر‬ ‫نتص��دى وال نستس��لم له خوفآ أو رجاء وإال س��نظل فى‬ ‫مس��تنقع فكر إس��تحواذى يمارس الغلب��ة ال الحوار وتلفنا‬ ‫مذلة الحق الضعيف ومعزة الظلم القدير ‪. .‬‬ ‫فليتعظ كل من له لب ‪ ,‬وليبصر كل ذى بصيرة لعنة الظلمة‬ ‫والظلماء التى حلت بطغاة شمال أفريقيا والشرق األوسط‬ ‫وأعوانه��م ممن تس��يد باألم��س وتحكم فى رق��اب العباد‬ ‫والي��وم فى مقابر منس��ية أو مطاريد عدالة ‪ ,‬ولنس��ترجع‬ ‫‪,‬‬ ‫أبيات الشابى ‪:‬‬ ‫أال أيها الظلم المصعر خده‬ ‫رويدك أن الدهر يبنى ويهدم ‪.‬‬ ‫هو الحق يبقى راكدآ فإذا طغى‬ ‫بأعماقه السخط العصوف يدمدم ‪,‬‬ ‫وينحط كالصخر األصم إذا هوى‬ ‫على هام أصنام العتو‪,‬فيحطم ‪.‬‬ ‫إذا صعق الجبار تحت قيوده‬ ‫سيعلم أوجاع الحياة ويفهم ‪.‬‬ ‫آخر القول ‪:‬‬ ‫{ لن أكسر مغزلى طالما أنا على وجه األرض }‬ ‫اإلمام الغزالى ‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬

‫الدكتور حممد املقريف وعرب التاريخ‬ ‫أمني مازن‬ ‫الجزء األخير‬

‫لقد تابع المقريف عبر سرد جيد ولغة سليمة جملة األحداث‬ ‫التي رافقت األشهر العشرة التي هي كل مدة حكومة فكيني‬ ‫‪ ،‬و التي س��رت بعد ذلك على كل الحكومات التي ش��كلت‬ ‫بعدها باس��تثناء حكومة السيد حسين مازق ‪ ،‬والذي فضل‬ ‫أن يتركها أش��هرا تس��عة ‪ ،‬عقب تس��ميته رئيس��ا لها خلفا‬ ‫للس��يد محمود المنتصر دون أن يدخ��ل عليها أي تعديل ‪،‬‬ ‫و اس��تطاع إن يعدد جملة االنج��ازات التي حققها الدكتور‬ ‫فكيني ‪ ،‬كما لم يهمل أيضا ما ترى للكثيرين انه مثل نوعا‬ ‫من السلبية أو ما يتجاوزها بكثير ‪ ،‬و استعان على ما انتهى‬ ‫إليه من أحكام بأش��هر الكتب الت��ي تحدثت عن تلك الحقبة‬ ‫‪ ،‬ابتداء من مذكرات الس��يد محمد عثم��ان الصيد الذي لم‬ ‫يخف تبرمه من سياس��ة الدكتور الفكيني ‪ ،‬و الذي كان في‬ ‫وقت س��ابق قد طرق باب الصيد وحقق عن طريقه ما رآه‬ ‫حق��ا من حقوقه ‪ ،‬و مثل ذلك مذكرات الس��يد مصطفى بن‬ ‫حليم رئيس الوزراء الذي كان أول من فتح أبواب الحكومة‬ ‫االتحادي��ة أمام فكيني حين دفع به إلي وزارة العدل ومنها‬ ‫إلي األفق الديبلوماس��ي الذي بق��ى به إلي أن كانت عودته‬ ‫مكلفا برئاس��ة الوزارة ‪،‬و الس��تحقاقات كان حظ الخارج‬ ‫منها كثيرا ‪ ،‬و كذلك فعل بالدراس��ات الجامعية الليبية التي‬ ‫اشتغلت على تلك الحقبة مثل دراسة الدكتور عقيل البربار‬ ‫والدكت��ور صالح الدين حس��ن‪،‬خاصة كل ما استش��هد به‬ ‫بإب��داء المالحظات المركزة التي تش��ي بجدي��ة القراءة ‪،‬‬

‫وع��دم اخذ ما استش��هد ب��ه من دون تمحي��ص و مراجعة‬ ‫حت��ى رأيناه ال يغفل م��ا طرأ على الدكتور الس��وري من‬ ‫تن��وع النظرة مؤكدا في تعليق��ه إن ذلك من باب الحرص‬ ‫على التدقيق و البعد عن المثابرة ‪ ،‬في حين شكلت تقارير‬ ‫الدبلوماس��يين األمري��كان و البريطانيي��ن الت��ي ع��ج بها‬ ‫األرش��يف البريطاني بعد أن رفعت عنه السرية زادا غير‬ ‫بس��يط لما توصل إليه الدكتور المقريف حول تلك الحقبة ‪،‬‬ ‫بل لقد كانت المقاطع التي أثبتها مترجمة باللغة العربية مع‬ ‫اإلشارة الي مواقعها األصلية وبعض الصور الملتقطة لما‬ ‫كان ضروري��ا ‪ ،‬و اإلص��رار في أكثر من مرة على إيراد‬ ‫الن��ص الحرفي ‪ ،‬ربم��ا حين لم يجد ما ابتغ��اه من ترجمة‬

‫دقيق��ة ‪ ،‬نقول إن هذه المقاطع بقدر م��ا أفادت الباحث من‬ ‫نظرات��ه العميقة و أحكامه غي��ر الجائرة أو المتميزة و في‬ ‫أحي��ان كثيرة المحايدة ‪ ...‬ه��ذه المقاطع ما تزال في حاجة‬ ‫إلي تأمل الباحثين في مس��يرة األحداث التي شهدها الواقع‬ ‫الليب��ي منذ ذلك التاريخ و انعكس��ت أثاره��ا بعد ذلك على‬ ‫الحق��ب التي تلت تلك الحقبة إذ يتضح لنا بما ال يدع مجاال‬ ‫للشك أن الخطوط العامة لمستقبل ليبيا قد وضعت و لم يبق‬ ‫منذ ذلك التاريخ سوى التنفيذ ‪ ،‬فقد ثبت منذ ذلك الوقت أن‬ ‫ليبي��ا التي تحولت من دولة فقيرة تعول على المس��اعدات‬ ‫المالي��ة المترتبة عل��ى معاهداتها ‪ ،‬قد أصبحت دولة مالكة‬ ‫و قيل عنها بصريح العبارة إنها البد أن تسهم في مساعدة‬ ‫الواقعين ف��ي محيطها العربي و األفريقي ‪ ،‬وإنها ال يمكن‬ ‫أن تعي��ش ف��ي عزلة‪ .‬و لع��ل فكيني أن يك��ون في مقدمة‬ ‫الذي��ن انتبهوا لهذه الحقيقة و ح��اول أن ينطلق من خاللها‬ ‫و إن كان��ت انطالقته ه��ذه لم تصل كما يجب لها الوصول‬ ‫إلى الرجل الممس��ك بالقرار و ف��ي قصور غير خفي عن‬ ‫التعاط��ي مع المتغي��رات الجديدة ‪ ،‬وهو أي افكيني لم يكن‬ ‫بريئا من مس��ئولية المتاعب التي واجهته و لم يس��تطع أن‬ ‫يحسن التعامل معها ‪ ،‬فقد أصر على الجمع بين الخارجية‬ ‫و رئاس��ة الوزارة ‪ ،‬فلم يضمن إلى جانبه من يشير عليه ‪،‬‬ ‫ولم يخلق مع أصحاب الخبرة من وزرائه المس��توى الجيد‬ ‫من العالقة اإلنس��انية ‪ ،‬التي تجعل من مثقف كعبد اللطيف‬ ‫الش��ويرف يخرج بصالحياته في وزارة األنباء و اإلرشاد‬ ‫من حصر وإس��هام الوزارة المذكورة في استضافة الدولة‬ ‫لرئيس وزراء نيجريا “ س��وكوتو” بمشاركة فرقة الفنون‬ ‫الشعبية (( حديثة التأسيس )) وليس في ما كان يتوفر عليه‬ ‫من غزي��ر الثقافة اإلس�لامية المدركة لم��ا يمكن أن ينتج‬ ‫عن البعد اإلس�لامي في العالقات الدولية ‪ ،‬ولم يطلب إليه‬ ‫أن يستثمر عالقاته بالوسط الثقافي لشرح سياسة الحكومة‬ ‫الجديدة المفترض أن تكون معاصرة وذات برنامج مختلف‬ ‫‪ ،‬ولم يستفد كذلك من خبرة السيد سيف النصر عبد الجليل‬ ‫في استقطاب األجيال الجديدة و التي بدأها الرجل من موقعه‬ ‫في رئاسة المجلس التنفيذي لوالية فزان ‪ ،‬حين ننسج أوثق‬ ‫العالقات مع الطلبة الدارس��ين في مصر عبر نادي الطلبة‬ ‫و ما كان يقوم به من نشاط ‪ ،‬وهي الرؤية التي جعلت ذلك‬ ‫المسئول يس��تثمر صالحياته في الوالية المذكورة بإعطاء‬ ‫تراخي��ص المحاماة لعدد م��ن ذوي المواقف أمثال عبد هللا‬ ‫ش��رف الدين و عب��د الرحمن الجن��زوري ‪ ،‬قبل أن يدخل‬ ‫وزارة فكين��ي ‪ ،‬و يق��دم على مفاتحته ف��ي إمكانية العدول‬ ‫عم��ا أقدم عليه من وقف المخصصات المالية المقررة من‬ ‫ط��رف عثمان الصيد لع��دد من المس��ئولين أمثال محمود‬ ‫ب��وق ويطين ‪ ،‬حرصا على تجن��ب الدخول في صراع ال‬ ‫ل��زوم له ‪ ،‬و لك��ن الدكتور فكيني _ كما رويت ش��خصيا‬ ‫عن س��يف النصر – لم يعمل بهذه النصيحة ‪ ،‬و مضى في‬ ‫اس��تفزاز هذا النوع من المسئولين الذين ال تصعب عليهم‬ ‫اإلس��اءة الش��خصية و ال العرقلة الرس��مية‪ ،‬و أخيرا كان‬ ‫لعج��ز الملك عن إدراك طبيعة الرحلة و تخليه عن تقاليده‬ ‫القديم��ة المتمثل��ة في اس��تطالع آراء الس��فراء المهيمنين‬ ‫وكذلك محدودي��ة دراية ولي العهد ‪ ،‬فهذه مجتمعة أعطت‬ ‫اآلخر المزيد م��ن القناعة بأن البحث عن بديل للنظام أمر‬ ‫ال من��اص من��ه صونا لمصلحته أوال و أخي��را ‪،‬ال يهم أن‬

‫كان ه��ذا البدي��ل م��ن صن��ع‬ ‫اآلخ��ر مباش��رة أو اكتش��اف‬ ‫بدايت��ه وم��ن ث��م احتوائ��ه و‬ ‫تعه��ده و إزاح��ة أية مصاعب‬ ‫الدكتور حممد املقريف‬ ‫م��ن طريق��ه ‪ ،‬إذا م��ا توفرت‬ ‫الشروط المطلوبة و كذلك التي لن يصعب إيجادها‪ ،‬وهكذا‬ ‫‪ ،‬و كما يثبت المقريف بواس��طة الوثائق قام النش��طاء من‬ ‫الدبلوماس��يين األوروبيين باستطالع أكثر من رأي و أكثر‬ ‫من طرف ليجمعوا أخيرا بين الرس��مي و الشعبي إن عدم‬ ‫صالحي��ة النظام كان هو الرأي ألنج��ح ‪ ،‬بحيث لم تنقض‬ ‫س��وى سنوات خمس حتى كان النظام في ذمة التاريخ ‪ ،‬و‬ ‫كانت الحيلولة دون كل المحاوالت الرامية إلى إزاحته هي‬ ‫السياس��ة الثابتة ‪ ،‬نعم إن هذه الس��نوات لم تخل من بعض‬ ‫المحاوالت الرامية لإلصالح و لكن اليأس من عجز الملك‬ ‫وول��ي عه��ده صار اثبت مم��ا عداه ‪ ،‬كان��ت أجندة اآلخر‬ ‫مح��ددة و كان األداء – فيم��ا يب��دو – داخ��ل اإلطار ‪ ،‬فقد‬ ‫خرج��ت القواعد األجنبية و توفرت اليد التي تفيد الغرب ‪،‬‬ ‫ابتداء من إنزال طائرة الماركس��يين السودانيين و ما تالها‬ ‫من أنواع التدخل إلى حد اختفاء اإلمام الصدر‪.‬‬ ‫وعندما يتمكن محمد يوسف المقريف المحاسب األكاديمي‬ ‫الكبير ‪ ،‬و الرمز الوطني البارز في المعارضة من إصداره‬ ‫العلم��ي هذا في مج��ال التاريخ الوطني و تق��دم مرجعيته‬ ‫عل��ى هذا الكم الهائل من المعلومات الرس��مية ‪ ،‬و الوطن‬ ‫يعي��ش هذه اللحظة الفارقة وقد صار احد أعالمه المقيمين‬ ‫و عل��ى رأس تنظيم حزب ش��رعي يمتلك كل هذه الخلفية‬ ‫النضالية والوفي��ة ‪ ،‬كم يكون مفيدا لو يتولى تزويد كوادر‬ ‫الجبهة الوطنية و من تتمكن من استقطابه بهذا الفيض من‬ ‫المعرفة السياس��ية التي ال غنى عنها لكل من تتوق نفس��ه‬ ‫إلى اإلس��هام في قضايا الوطن و مصيره ‪ ،‬و النضال من‬ ‫اجل مس��تقبله ‪ ،‬بوعي مما يزخر به ماضيه و ما يمكن أن‬ ‫يعدل في ترتي��ب أولوياته ‪،‬و بهدي من إمكانياته ‪ ،‬المادية‬ ‫والروحية ‪ ،‬و موقع التركيبة السكانية في مسيرة األحداث‬ ‫‪ ،‬و كذا المكانة االجتماعية أن صح التعبير ‪ ،‬فهذا التقدير‬ ‫الج��م لدور الحركة السنوس��ية المباركة ف��ي التاريخ الذي‬ ‫يح��رص الدكت��ور المقري��ف على توكي��ده ‪ ،‬و االعتراف‬ ‫المس��بب بالدور الذي نهض به السيد إدريس السنوسي في‬ ‫رحل��ة التاريخ المعاصر منذ عش��رينات القرن الماضي ‪،‬‬ ‫و ما حصل بش��ـأنه من إجماع الكثير م��ن القيادات الليبية‬ ‫ف��ي معظ��م أرجاء الوطن ‪ ،‬م��ن المفيد للوط��ن كافة وفي‬ ‫هذه المرحلة الحساس��ة من التاريخ ‪ ،‬ووسط تكالب الكثير‬ ‫م��ن ذوي المصالح و الكثير م��ن المطامح‪ ،‬و ما ينتج عن‬ ‫ذلك من التس��طيح المفجع لعظائم األمور ‪ ،‬نقول من المفيد‬ ‫أن تب��ادر الجبهة الوطنية وهي تنهض برس��التها الحزبية‬ ‫‪ ،‬مس��تفيدة بال جدال من خبرة هذا األس��تاذ و المناضل إن‬ ‫يكون من بين مشموالتها بل على رأس مشموالتها المضي‬ ‫نحو بناء الكوادر السياس��ية المتمثلة لتلك المرحلة عس��ي‬ ‫أن تتواص��ل مع الدور المطلوب ف��ي عالم اليوم ‪ ،‬انطالقا‬ ‫م��ن ذلك المخزون و بوحي من المس��تجدات الحديثة ليس‬ ‫م��ن اجل العودة القهق��رى و الخوص في أحاديث تنال من‬ ‫قداس��ة الوحدة الوطنية تعلال ببعض األخط��اء العاجلة أو‬ ‫االداءات الس��يئة‪ ،‬فيك��ون العالج منذرا بأخط��ار اكبر و‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬

‫‪19‬‬

‫لقاءات مباش��رة مع ملك البالد وولي عهده ورئيس ديوانه‬ ‫و أحد رؤس��اء وزرائه الس��ابقين ورئيس وزرائه الحالي‬ ‫(( ف��ي ذلك الزمان )) وبع��ض وجوه المعارضة ووقفات‬ ‫دقيقة أمام ما نش��ر في الصحف من كتابات حتى إن هناك‬ ‫من ش��كلك في صحة نس��بة بعض ما كت��ب ألولئك الذين‬ ‫صدرت باس��مهم ‪ ،‬تؤكد إن ما كتب من وثائق عن الحقب‬ ‫التي تلت تلك األيام الش��ك أنها ليس��ت بس��يطة وال خالية‬ ‫م��ن القراءة التي لن تخرج عن تلك التي قالت في الوثائق‬ ‫النفطية إن الملكية ال مستقبل لها في ليبيا ‪ ،‬و ليس فقط في‬ ‫إقلي��م من أقاليمها‪ ،‬تماما مثلم��ا كان ثابتا إن القواعد فقدت‬ ‫إس��تراتيجيتها و أنه��ا لن تحمي أح��دا و إن كلما يمكن أن‬ ‫تفعله هو تأمين ممر للملك وولي عهده و أس��رتهما ‪ ،‬وقد‬ ‫فعلت ذلك بالفعل ‪ ،‬و لم تجد غضاضة في أن تعرض مثل‬ ‫هذه الس�لامة على من جاء بعده ‪ ،‬لوال أن اإلرادة اإللهية‬ ‫كان��ت فوق المخططات وفوق كل المحاوالت الرامية الي‬ ‫إنق��اذ الظلمة ‪ ،‬لقد أفرج المجتمع الدولي عن وثايقه لتكون‬ ‫أم��ام الليبيين وهاهو احدهم يقدمه��ا لهم في هذه الصورة‪،‬‬ ‫و ش��كرا لمحمد المقريف على ما بذله عمليا ‪ ،‬و ما الحق‬ ‫إلى ذلك علميا ‪ ،‬فالتاريخ عبر وويل لمن ال يعتبر ‪ ،‬و يفيد‬ ‫الالحقين بهذه العبر‪..‬‬

‫خس��ائر أفدح كالقول بتجزية المجزأ ‪ ،‬كما يلوح أكثر من‬ ‫مترب��ص بالوطن الكبي��ر ‪ ،‬فضال عن وطنن��ا األصغر ‪،‬‬ ‫فالجبه��ة الوطنية على ضوء ه��ذه المعلومات الثمينة عن‬ ‫المرحل��ة و أس��رارها و االتص��االت و تش��عبها يمكن أن‬ ‫تنهض أكثر من غيرها بما يفرض الواقع من اس��تحقاقات‬ ‫‪ ،‬يمك��ن أن يك��ون م��ن بينها تخري��ط الوط��ن زراعيا و‬ ‫صناعيا و اقتصاديا ‪ ،‬وصوال إلي تحرك سياس��ي يس��تفيد‬ ‫م��ن ذلك الزاد الروح��ي ‪ ،‬و يعول عل��ى المنزلة المميزة‬ ‫ألمثال محمد المقريف ليؤس��س الليبيون األكثر إحساس��ا‬ ‫بالمس��ئولية و األكثر ش��عورا بما يم�لأ المحيط من عديد‬ ‫السيناريوهات لتمر الرموز الليبية و بالذات المنحدرة من‬ ‫أص��ول كبيرة و المحتارة على الق��در الكافي من الرصيد‬ ‫المش��رف للدف��ع بالليبيين الجدد نح��و دور يبدأ من صون‬ ‫وحدته��م و يدف��ع بهم إل��ي محيطهم المتمث��ل في حدودهم‬ ‫التي تف��رض أكثر من واجب و تس��توجب أكثر من حذر‬ ‫و تقتض��ي قب��ل و بعد ذل��ك كله إن ما كان س��ببا في تألق‬ ‫األج��داد ‪ ،‬ليس بالضرورة أن يكون ه��و ذاته الذي يمكن‬ ‫أن يتحرك من خالله األحفاد ‪ ،‬فالتاريخ ال يعيد نفسه مهما‬ ‫خيل للبعض انه يفعل ذلك ‪ ،‬غير إن ما شهده من أحداث و‬ ‫ما حمل سجله من وقائع كثيرا ما ينطوي على ثمين العبر‬ ‫و انفعه��ا ‪ ،‬فمن اعد كل ه��ذه الوثائق التي قدمت خالصة‬

‫الوضع العصيب حلكومة الكيب‬ ‫(‪)2-2‬‬

‫فوزية بريون‬

‫‪ ..‬وهك��ذا‪ ،‬وبع��د مرور عدة ش��هور أخرى م��ن تولي حكومة‬ ‫الكيب زمام الشؤون التنفيذية في هذه المرحلة الحاسمة ؛ صار‬ ‫م��ن الواضح جدا أن التركة أكب��ر منها‪ ،‬وأنها عجزت على أن‬ ‫تح��ل األزمة‪ ،‬بل إنها لم تس��تطع أن تكون في مس��توى المهمة‬ ‫التي اوكلت إليها‪.‬‬ ‫وعل��ى أعتاب اإلنتخابات يب��دو للمراقبين أن المجلس اإلنتقالي‬ ‫قد تنازل – ولو جزئيا – عن س��لطته األبوية ووصايته الفوقية‬ ‫التي مارسها سابقاعلى الحكومة اإلنتقالية ‪ ..‬لكن ذلك لم يحدث‬ ‫بسبب تطبيق شروط الديمقراطية ‪ ،‬وإنما بسبب إنشغال المجلس‬ ‫بع��دة ملفات س��اخنة مث��ل اإلنتخابات (الصغ��رى والكبرى) ‪،‬‬ ‫واألوض��اع المضطربة في بؤر التهري��ب الحدودية ‪ ،‬وقانون‬ ‫العزل السياس��ي وتجميد أموال أعمدة النظام المنهار‪ ،‬وقضايا‬ ‫اإلعالم‪ ،‬وغيره‪.‬‬ ‫وم��ع ذلك ف��إن تخفيف المجلس م��ن تدخالت��ه ووصايته على‬ ‫الحكوم��ة ل��م يحس��ن أداء أجهزتها‪ ،‬ول��م تتمك��ن أي من هذه‬ ‫األجهزة من معالجة القضايا المس��تعجلة المتصلة بحياة الناس‪،‬‬ ‫مم��ا أنت��ج خيبة أمل كبي��رة في الوض��ع برمته وف��ي الهيئتين‬ ‫التشريعية والتنفيذية على السواء‪.‬‬ ‫ويمكن للمراقب والمتابع أن يجمل أس��باب تخبط وضعف هذه‬ ‫الحكوم��ة‪ ،‬التي وصفت تجاوزا بانها حكومة “تكنوقراط”‪ ،‬في‬ ‫اآلتي‪:‬‬ ‫‪.1‬مركزية رئيس الوزراء وإصراره على أن تكون األمور بيده‬‫وتحت س��معه وبصره! ومما يزيد الوضع تعقيدا أن “رئيسنا”‬ ‫يعاني مع مركزيته هذه من إحجام في اتخاذ القرارات الحاسمة‬

‫وإتخاذ المواقف الجريئة وقت الحاجة إليها‪ ،‬وال يُعرف إن كان‬ ‫السبب في هذا خوف من تحمل المسؤولية أوقلة خبرة‪.‬‬ ‫‪.2‬نق��ص الق��درات التكنوقراطية بين أعضاء ه��ذه الحكومة؛‬‫فالكف��اءة اإلداري��ة والفنية مح��دودة بينهم‪ ،‬وي��كاد يملكها عدد‬ ‫مح��دود من بضع وعش��رين وزيرا في ه��ذه الحكومة ‪ ..‬فكثير‬ ‫منه��م أكاديمي��ون ومعظمهم محدود الخبرة اإلدارية السياس��ية‬ ‫واإلدارية ‪ ،‬كما أن قدراتهم القيادية كما يبدو‪ ،‬ضعيفة‪.‬‬ ‫‪.3‬سيطرة الش��عور بـ “العد التنازلي” لبقاء المجلس اإلنتقالي‬‫والجه��از الحكوم��ي في الس��لطة‪ ،‬وقرب الدخ��ول في مرحلة‬ ‫المؤتم��ر الوطني المنتخب‪ ..‬وهو ما يزي��د من عملية اإلحجام‬ ‫ع��ن البث في ش��تى األمور‪ ،‬وتأجي��ل ملفات هام��ة وترحيلها‬ ‫للمرحل��ة القادمة ‪ ..‬وقد أنتج هذا مزيدا من اس��تمرار التس��يب‬ ‫والتخبط في مجاالت األمن والصحة والتعليم وغيرها‪.‬‬ ‫‪.4‬تمك��ن عناص��ر النظ��ام “الجماهي��ري” س��يء الس��معة‪،‬‬‫وخاص��ة في مجال الش��ؤون اإلدارية والمالي��ة والقانونية‪ ،‬من‬ ‫تس��يير دوالب الشؤون اإلدارية والفنية في البالد‪ ،‬ونجحوا في‬ ‫عرقلة األمور ونش��ر التس��يب والفوضى وتعقي��د األوضاع ‪..‬‬ ‫معظمهم بقص��د‪ ،‬وبعضهم ربما بدون قصد‪ ،‬وإنما لمجرد أنهم‬ ‫من خريجي مدرس��ة الفوضى التي تدربت على أس��اليب الكيد‬ ‫والزحف واإلفس��اد‪ ،‬والذين وجدوا في قواني��ن النظام المنهار‬ ‫ولوائح��ة النافدة فرص��ة للتفنن في تكريس��ها وفرضها لعرقلة‬ ‫الثورة بالدرجة األولى‪.‬‬ ‫وفي ه��ذا اإلطاريتضح أن حكومة الكي��ب مازالت مختنقة في‬ ‫عنق الزجاجة‪ ،‬وعل��ى الرغم من ذلك فالرئيس ال يتردد‪ ،‬رغم‬

‫ت��ردي الوضع‪ ،‬من التجول في العالم وإجراء المباحثات وتلبية‬ ‫الدعوات واإلستجابة للضغوطات العالمية دون اإللتفات لعملية‬ ‫“العد التنازلي” الممارسة في أمور مهمة أخرى‪ ..‬وهنا نتساءل‬ ‫م��ن الذي خ��وّل رئيس الحكوم��ة منح تونس مبل��غ مئة مليون‬ ‫دوالر واقراض مئة مليون أخرى؟ هل هذا ثمن تسليم البغدادي‬ ‫المحمودي؟ وهل يحق لنا تقليد الطاغية في أسلوب بذل األموال‬ ‫وإهمال المس��وغات الموضوعية والمطالبات القانونية؟ ثم هل‬ ‫كانت هذه المنحة ق��رارا حكوميا وافق عليه أعضاء الحكومة؟‬ ‫أم كان ي��ا ترى تكليفا م��ن المجلس اإلنتقالي؟ وبأي آلية توصل‬ ‫المجلس إلى هذا القرار والتكليف؟‬ ‫أس��ئلة كثيرة تثيرها ش��كاوى وزير التربية والتعليم أثناء مقابلة‬ ‫تلفزيوني��ة مع قن��اة العاصمة من عدم توفر األم��وال للقيام بما‬ ‫يجب القيام به من ترميم المدارس وتدريب وتأهيل المدرس��ين‬ ‫والمدراء والمفتش��ين ‪ ..‬فكيف يعاني قط��اع من أهم القطاعات‬ ‫بينم��ا يمن��ح الكيب تونس مئ��ة ملي��ون دوالر؟ ‪ ..‬مئة ‪ ..‬وليس‬ ‫خمسة أو عشرة أو عشرين!‪..‬‬ ‫أسئلة كثيرة وأجوبة قليلة في فترة حرجة اليرتفع إليها مستوى‬ ‫األداء الحكوم��ي ‪ ..‬وهو ما يصور لن��ا عمق الوضع العصيب‬ ‫ال��ذي لم تحس��ن الحكومة ب��كل عناصرها دراس��ته والتخطيط‬ ‫للخروج منه ‪ ..‬خدمة للثورة وتقديرا لدماء الشهداء!‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫نعتذر إلى ( موقع ليبيا المس���تقبل ) ألن المادة وصلتنا من الكاتبة مباشرة‬ ‫دون علمنا بأنها نشرت في الموقع المذكور‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬

‫طرابلس عروس البحر‪...‬؟‬ ‫عبدالسالم املدني‬ ‫* رغم صغر المدينة إال انها وعلى مدى اكثر من ثالثة‬ ‫قرون ظلت عنصرا هاما للنشاط التجاري واالجتماعي‬ ‫والثقافي‬ ‫‪...‬تأملت كثيرا بعد ان استمعت كغيري الى ترديد شائع‬ ‫عن اسم طرابلس المقترن ب عروس البحر ؟ هل كان‬ ‫ذلك مجرد ُمجاملة من محبي مدينة طرابلس الذين يكنون‬ ‫لها على مر التاريخ كل المحبة والتقدير‪ ..‬أم أن طرابلس‬ ‫تستحق فعال هذا االسم وعن جدارة ‪..‬؟‬ ‫لقد اختفى االسم لفترة طويلة في عهد النظام السابق ولفترة‬ ‫تزيد عن االربعين عاما ‪ ،‬ولم يعد يتردد كثيرا ألن النظام‬ ‫كان يغار حتى من اسماء المدن‪ .‬ولفترة ما تناسى الليبيون‬ ‫اسم ع��روس البحر ال��ذي كان يتداول كثيرا في فترة‬ ‫الستينات والسبعينات من القرن الماضي‪ .‬ألن طرابلس‬ ‫كانت في فترة ما مدينة لم تدخلها الفوضى واإلهمال كما‬ ‫كان السكان محافظين عليها ويعتبرونها جزءا منهم‪.‬‬ ‫في فترة الستينات وحتى نهاية السبعينات من القرن‬ ‫الماضي كانت مدينة طرابلس تعج بالحركة والنشاط ‪،‬‬ ‫االنشطة التجارية بالدرجة االولى والحرفية والثقافية‬ ‫ايضا‪ .‬وقد جمعت مدينة طرابلس بين القديم والحديث‬ ‫‪ ،‬فهي تضم بين اسوارها المدينة القديمة (العتيقة ) أي‬ ‫طرابلس القديمة واستمرت كذلك حتى مجيء االستعمار‬ ‫االيطالي فتوسعت الى خارج السور فأضيفت العديد من‬ ‫المباني والشوارع لتتسع للقادم الجديد‪ .‬إال ان االنشطة‬ ‫التقليدية والحرفية استمرت وانحسرت داخل المدينة‬ ‫القديمة ‪ .‬اما ماستحدثه االيطاليون من مباني ومحال خارج‬ ‫السور هي محال كانت تعرض كلما هو حديث ‪ .‬وبهذه‬ ‫الخصوصية حافظت المدينة القديمه على تميزها بأنها‬ ‫تعرض كلما هو تقليدي وحرفي‪ .‬ولذا نجد بعض االسواق‬ ‫تحمل اسم الحرفة ‪ :‬كسوق النساجين والحرارية وسوق‬ ‫الصاغة وسوق القزدارة ‪..‬الخ كما ضمت المدينة شوارع‬ ‫وأبواب ‪ :‬كـ باب الحرية ‪ ،‬باب البحر‪ ،‬باب الجديد ‪،‬وباب‬

‫الحلقة ‪ ،‬ثم الحارات أي االحياء فمنها ‪ :‬الحارة الكبيرة‬ ‫‪،‬والحارة الصغيرة ‪،‬وساحة البلدية ‪ ..‬وبرغم صغر المدينة‬ ‫إال انها وعلى مدى اكثر من ثالثة قرون ظلت عنصرا‬ ‫هاما للنشاط التجاري واالجتماعي والثقافي كالمدارس‬ ‫العربية واألجنبية والمعابد والمساجد باإلضافة الى‬ ‫المحال التجارية والحرفية التي كانت تزخر بها المدينة ‪.‬‬ ‫وقد تركزت فيها جاليات مختلفة ‪ :‬كالجالية االيطالية قبل‬ ‫وبعد االحتالل ‪،‬ثم الجالية اليونانية والفرنسية باإلضافة‬ ‫الى السكان االصليين من عرب ويهود ‪ .‬وقد خلق هذا‬ ‫المزيج تزاوجا في الثقافة والفنون ‪ ،‬فازدهرت العروض‬ ‫الغنائية والسهرات الفنية من مسرح وسينما وكراكوز‬ ‫الذي كان يعرض فنونه في مواسم شهر رمضان من كل‬ ‫عام ‪،‬واستمر كفن للكبار والصغار على حد سواء حتى‬ ‫فترة الثالثينات‪ ،‬ثم اندثر بسبب تقاعد ُمنشطيه‪.‬‬ ‫* كانت مثل هذه اللقاءات الفكرية في المدينة القديمة تبدو‬ ‫محتشمة نظرا للتضييق والرقابة الشديدة‬ ‫كانت المدينه القديمة ملتقى الفن واألدب اذ كانت تعقد‬ ‫فيها اللقاءات االدبية (الصالونات ) في العديد من البيوت‬ ‫والنوادي ويناقش فيها الشعر والقصة والمقالة والمقال‬ ‫الصحفي والقراءات االدبية وكل ماهو جديد‪ .‬وكانت‬ ‫هذه الصالونات تجمع رجال الفكر واألدب في ذلك الوقت‬ ‫‪ .‬وكانت جريدة الترقي لصاحبها علي البصيري ملتقى‬ ‫لمجموعة من االدباء والشعراء كالشاعر محمد السنوسي‬ ‫بن صالح و مصطفى بن زكري الذي طبع ديوانه االول‬ ‫سنة ‪ 1892‬ومحمد النائب االنصاري صاحب جريدة‬ ‫الشاعر أحمد قنابة رئيس تحرير طرابلس الغرب‬ ‫الكشاف ومحمد ناجي التركي رئيس تحرير جريدة‬ ‫ُ‬ ‫طرابلس الغرب ‪ ،‬عثمان القيزاني صاحب جريدة اللواء المكابي في طرابلس‪ ،‬ونادي الغال الذي أنشئ في مدينة‬ ‫الطرابلسي هذا باإلضافة الة المستشار خالد القرقني الذي بنغازي‪ .‬كما استحدثت هذه الجالية المدارس والمعاهد‬ ‫عين مستشارا لدى الملك سعود فيما بعد‪ .‬كانت مثل هذه التخصصية ‪،‬كمعاهد االدارة والعلوم الحديثة ‪،‬كما نشطت‬ ‫اللقاءات االدبية والصالونات الفكرية حافزا كبيرا في العروض المسرحية ‪.‬‬ ‫اثراء النشاط الثقافي والفكري في تلك الفترة من تاريخ في ذات الوقت كان المشهد الثقافي الليبي يشهد انحسارا‬ ‫مدينة طرابلس ادت فيما بعد الى قيام نشاط صحفي في كبيرا ورقابة شديدة من قبل السلطات العثمانية ‪ ،‬اذ لم‬ ‫نهاية القرن التاسع عشر‪.‬‬ ‫تسمح إال بنشر صحيفتي طرابلس الغرب وجريدة الترقي‬ ‫لصاحبها محمد البوصيري وذلك سنة ‪ .1897‬االولى‬ ‫الرقابة عثمانية والفنون الشرقية‬ ‫جريدة حكومية ناطقة بلسان الدولة العثمانية والثانية‬ ‫كانت مثل هذه اللقاءات الفكرية في المدينة القديمة تبدو نصف حكومية‪ .‬عندما زادت الضغوطات على الحكومة‬ ‫محتشمة نظرا للتضييق والرقابة الشديدة التي كانت العثمانية من الخارج والداخل وأصبحت ولم يبق لها من‬ ‫تفرضها السلطات العثمانية على كل ما فيه دعوة للحرية الواليات إال ليبيا في شمال افريقيا والوالية العثمانية‬ ‫الفكرية ‪ .‬كما كانت تنظر الى ان حرية التعبير يجب ان ال الوحيدة المتبقية تحت سيطرتها ومهددة باالستعمار في‬ ‫تتجاوز عتبات المساجد والكتاتيب وبعض الزوايا الدينية أي لحظة‪ .‬وصادف ان صعد حزب االتحاد والترقي في‬ ‫‪ .‬في هذه الفترة الحرجة حاول ابراهيم السراج وهو احد تركيا فسمح سنة ‪ 1908‬بما يسمى االصالح في الوالية‬ ‫المغامرين القادمين من الحجاز مارا بالجزائر وتونس‪ ،‬العثمانية اقتصرت على بعض االصالحات السطحية‬ ‫وكانت مهنته بيع الكتب والجرائد ‪،‬وحاول خالل وصوله منها السماح بإنشاء المدارس الحديثة للعرب خارج نطاق‬ ‫الى مدينة طرابلس انشاء نادي أدبي تحت عنوان " نصائح الكتاتيب اسوة ببعض الجاليات االجنبية كما سمحت بنشر‬ ‫ومصالح خيرية " ‪ .‬مابين سنة (‪ ) 1882-1883‬خالل الصحف وسمي ذلك باإلصالح العثماني في نهاية القرن‬ ‫والية راسم باشا‪ .‬إال ان السلطات تفطنت لألمر وأمرت التاسع عشر‪ .‬وقد شهدت السنوات العشر االول��ى من‬ ‫باعتقال ابراهيم السراج وأودعته السجن حيث قضي القرن العشرين وقبيل االحتالل االيطالي ثورة في مجال‬ ‫فيه‪ُ ،‬متهمة إياه بنشر االفكار الهدامة وزعزعة استقرار الصحافة بعد عصر الحريات سنة ‪. 1908‬‬ ‫الوالية‪ .‬كان ما يسمى باألندية او اللقاءات الفكرية في جاء االصالح وطلعت الصحافة‬ ‫العهد العثماني يعتبر من المحرمات ‪ .‬في ذات الوقت‬ ‫توسعت الجاليات االجنبية في بناء مدارسها الحديثة كما االصالح العثماني وان جاء متأخرا إال انه اعطى نفحة‬ ‫توسعت في انشاء مطابعها الخاصة لطبع الجرائد ونواديها‬ ‫ونشاطاتها الفنية مستفيدة من القانون العثماني الذي سمح‬ ‫لها من انشاء مدارسها و نواديها باعتبارها جاليات ال‬ ‫تخضع دينيا للسلطة العثمانية‪ .‬وقد استفادت بالمقابل‬ ‫الجالية اليهودية من هذا التسامح الديني بإنشائها هي‬ ‫االخرى جرائدها ‪،‬ونواديها الفكرية واألدبية مثل نادي‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬

‫جديدة من الحرية للفكر واألدب وللصحافة بالدرجة االولى‬ ‫التي ظهرت من خالل العديد المنشيتات تؤرخ لعصر‬ ‫جديد‪ .‬وقد ذكر بعض المؤرخين بان سنة ‪ 1908‬هي‬ ‫عصر النهضة بالنسبة للصحافة الليبية‪ ،‬ولوحظ في هذه‬ ‫الفترة والدة جديدة للصحافة الليبية على يد الرواد االوائل‬ ‫فظهرت المقالة الصحفية والنقد والتحليل الفني وتنوعت‬ ‫عناوينها بعد ان تنفست نسيم الحرية ‪ ،‬فالبعض منها يحمل‬ ‫رمزا كبيرا للمرحلة (االنفتاحية واإلصالحية ) والتي‬ ‫بدأت بخطواتها االولى جريدة طرابلس الغرب (‪)1866‬‬ ‫حيث ولدت بعد عدة محاوالت شد وجذب حتى حظيت‬ ‫برضى الدولة العثمانية لتصبح لسان حال الباب العالي‬ ‫في والية طرابلس الغرب‪ .‬وبعد عصر الحريات ظهرت‬ ‫جرائد مثل جريدة الترقي العصر الجديد الكشاف ابو‬ ‫قشة تأميم الحرية المرصاد الرقيب ثم الرقيب العتيد ‪.‬‬ ‫كما ظهرت ايضا جريدة الفنون والعلوم على السواء ‪.‬‬ ‫ان هذا الحراك الصحفي في ذلك الوقت لم يأت من فراغ‬ ‫بل جاء نتاج منابر علمية وفكرية كانت تزخر بها أندية‬ ‫المدينة القديمة وموائدها الفكرية ‪.‬لقد دفع الرواد االوائل‬ ‫من الفكر واألدب والفن الكثير من الجهد والوقت والمعاناة‬ ‫في سبيل اللحاق بركب الحضارة وتمدين المجتمع البدوي‬ ‫‪ .‬كانت مجهودات هذا المجتمع الصغير القابع بين جنبات‬ ‫وجدران المدينة القديمة ‪ ،‬يحاول ان يساهم قدر استطاعته‬ ‫في الرفع من المستوى الفني واألدب��ي في هذه المدينة‬

‫الصغيرة‬ ‫بشكل ع��ام‪.‬‬ ‫وف����ي ليبيا‬ ‫فالصحفيون واألدب���اء و ُم��ري��دي ال��زواي��ا والنساجون‬ ‫وأصحاب المهن والحرف المختلفة‪ ،‬وبعد االنتهاء من‬ ‫اعمالهم ينظمون في المساء الى االندية ويساهمون جميعا‬ ‫في الرفع من مستوى االنشطة الثقافية كانت تلك نبذة‬ ‫تاريخية قصيرة حول هذه المدينة وإمكانياتها الصغيرة‬ ‫والتي تبدو كبيرة االن ‪ .‬لقد ول��دت القصة والمقالة‬ ‫وترعرعت ونمت من بين زوايا ها وأزقتها العريقة التي‬ ‫يمتد عمرها الى اكثر من اربعمائة سنة ‪ .‬وتعتبر ليبيا حلقة‬ ‫وصل وبوابة عبور كانت وال زالت بين بالد المشرق‬ ‫والمغرب وبين الشمال والجنوب فهي منفتحة على الجميع‬ ‫فقصدها العديد من الرحالة العرب كأبو محمد التيجاني‬ ‫الذي زارها في القرن السابع ‪،‬والرحالة الحشائشي الذي‬ ‫زارها في نهاية القرن التاسع عشر أي سنة ‪ . 1895‬كما‬

‫‪21‬‬

‫زارها ايضا العديد من الرحالة والمستكشفين االجانب‬ ‫فأمدتهم بالمعرفة وفتحت لهم ذراعيها ‪ .‬فهذا ايموند‬ ‫بارناي الجغرافي والرحالة الفرنسي يصف رحلته الى‬ ‫طرابلس في نهاية القرن التاسع عشر فتحدث عن االنشطة‬ ‫االجتماعية والتجارية وحركة الناس في الشارع والمقاهي‬ ‫الممتدة من ميدان الساعة الى قوس ماركوس اوريليوس‬ ‫الذي يزدحم ليال بكل الشرائح االجتماعية في المدينة‬ ‫لمشاهدة العروض السينمائية ‪ .‬لقد امتدت رحلة هذا الزائر‬ ‫حتى مدينة غدامس مرورا بالجبل الغربي متوقفا عند كل‬ ‫مدينة وقرية‪ .‬وفيكتور دي مونتويسيو الذي اسهب في‬ ‫الحديث عن الحالة التعليمية في البالد في ذلك الوقت ما‬ ‫بين سنتي ‪ 1904‬و‪ ، 1905‬كما زار الرحالة االلماني افالد‬ ‫بانزا مابين سنة ‪ 1906‬و‪ . 1914‬وقد عاصرت االنسة‬ ‫توللي المدينة القديمة (طرابلس ) في العهد القرمانلي‬ ‫مابين سنة ‪ 1783‬و‪ 1793‬حيث كتبت مشاهداتها عن‬ ‫المجتمع الصغير في المدينة القديمة وتحدثت عن العادات‬ ‫والتقاليد والمناسبات الدينية واالجتماعية‪ .‬جاء بعدها‬ ‫الرحالة االلماني غيرهارد رولفس (‪.)-1867 1865‬‬ ‫وهناك العديد ايضا من الرحالة الذين نزلوا ضيوفا على‬ ‫أهالي المدينة القديمة فدونوا مشاهداتهم وإعجابهم بهذا‬ ‫المجتمع الصغير المنضم برغم فقره وإمكانياته المحدودة‬ ‫‪.‬‬

‫احلاج موسى هو موسى احلاج‬ ‫فتحى العكاري‬ ‫تحطم��ت أس��وار الس��جن و تحرر الس��جناء و انتش��روا‬ ‫في الطرقات و الش��وارع يهتفون للحري��ة و يرددون‪ :‬دم‬ ‫الش��هداء لن يضيع هب��اء‪ ،‬ولكن األمر اختل��ط عليهم فهم‬ ‫تع��ودوا على الهتاف ط��وال أربعة عقود من الس��جن أن‬ ‫يهتفوا صباح مس��اء‪ :‬بال��دم بالروح نفديك يا س��يدنا؛ ولم‬ ‫يتعلموا فن الحوار أو فنون البناء و التنمية و كل ما عرفوه‬ ‫هو كش��كول السجان و تفسيرات تالميذه أو باألحرى نباح‬ ‫كالبه الشرسة‪.‬‬ ‫ومن��ذ األس��ابيع األولى لته��اوي نظام الطاغ��وت التف‬ ‫الجميع حول س��عادة المستش��ار طلبا لدور القائد و الملهم‬ ‫كعادته��م في الماضي لكي يرتاحوا م��ن عناء التفكير أو‬ ‫المس��ئولية‪ .‬وهنا وجد س��عادة المستش��ار نفسه في ورطة‬ ‫ب��دون أن يعل��م وبدال من أن يحيط نفس��ه بخي��رة الخبراء‬ ‫و يت��رك له��م المج��ال إلدارة األزمات أخ��ذ يفتي في كل‬ ‫صغي��رة و كبيرة بالتدريج‪ .‬وتدرج هذا األمر من ش��كوى‬ ‫طالب رس��ب ف��ي امتحان ل��م يحضر له جي��دا إلى طلب‬ ‫بعثة دراس��ية مرورا بتعيين أستاذ جامعي غير مؤهل إلى‬ ‫توقيع اتفاقي��ات دولية إلى ملف العالق��ات الدولية مرورا‬ ‫بمصالح��ات وطنية غير محدودة المعال��م‪ .‬ووصل األمر‬ ‫في إحدى الجامعات أن اصدر المستشار للمسئول عن هذه‬ ‫الجامع��ة أمام الطلبة أمرا بتغيير عم��داء بعض الكليات‬ ‫ن��زوال عند رغبة مجموعة مح��دودة من الطلبة ‪ ،‬فقال لي‬ ‫المسئول عن الجامعة في اتصال هاتفي‪ :‬هذا ‪ 7‬أبريل جديد‬ ‫يا دكتور‪ .‬و بالتالي يمكننا فعال القول أن الحاج موسى هو‬ ‫موسى الحاج‪.‬‬

‫لي��س هذا فحس��ب بل أصبح��ت الحكومة بكاملها أس��يرة‬ ‫لقواني��ن ألقذاف��ي من خالل االلت��زام بس��ريان القوانين و‬ ‫اللوائح بش��كل ع��ام‪ .‬فلبس رئي��س الوزراء عب��اءة أمين‬ ‫اللجنة الشعبية العامة بما تحمل من إجراءات فيها عدم ثقة‬ ‫ف��ي كل ال��وزراء و بما تحمل من ح��س وخوف أمني من‬ ‫كل إج��راء يخرج عن المأل��وف‪ .‬و كذلك تم توزيع جميع‬ ‫االختصاصات و الهيئات حسب ما رسمه المجرم البغدادي‬ ‫المحمودي و زبانية مؤتمر الشعب العام المزورين‪.‬‬ ‫وأصبح كل ش��يء يمر عبر اعتماد الس��يد رئيس مجلس‬ ‫ال��وزراء مع بواب��ة موافقات من المجل��س االنتقالي وهذا‬ ‫تس��بب ف��ي تعطي��ل العديد من الق��رارات الت��ي ينتظرها‬ ‫المواطن��ون م��ن خ�لال عرضه��ا ع��دة م��رات و طلب‬ ‫التوضيح��ات لع��دة م��رات بالرغم من أنه��ا أتت عبرات‬ ‫وزارات و إدارات متخصص��ة و قد يتدخل في أمرها من‬ ‫ليس له عالقة مباشرة‪ ،‬فمجلس الوزراء يتفاعل على نمط‬ ‫ش��بيه باللجنة الشعبية العامة فكل شيء معروض للنقاش‪،‬‬ ‫أي أن الحاج موسى هو موسى الحاج‪.‬‬ ‫و الغري��ب ف��ي األمر أن ش��ريحة الطالب و األس��اتذة و‬ ‫الموظفين الزالت تنتظر توجيهات فوقية فكلما اجتمع أحد‬ ‫بهم يقولون ما هي توجيهاتكم و في كل مرة يقال لهم بأننا‬ ‫ليس لدينا عالقة بالتنظيمات النقابية‪ ،‬و لكننا نحبذ تشكيلها‬ ‫ليسهل لنا التعامل من خاللها مع المشاكل‪.‬‬ ‫ليس هذا فحسب بل تجد أنهم في كثير من األحيان يميلون‬ ‫إلى أس��اليب الزح��ف و التصعيد إلح��داث التغييرات في‬ ‫المواقع المختلفة‪ ،‬ويبدو أن هذه الثقافة ال زالت س��ائدة في‬

‫العق��ول بالرغم م��ن التحرر من الطاغية فأس��اليبه الزلنا‬ ‫نراها بش��كل متكرر‪ .‬ذات يوم مرت علي مس��يرة إلحدى‬ ‫الم��دارس الثانوي��ة وهم يهتفون‪ :‬عال��وزارة بره طول يا‬ ‫قاتل ي��ا مقتول‪ ،‬وين وين وينه حق الطالب وين‪ ،‬كان هذا‬ ‫وهم في طريقهم لوزارة التربية و التعليم‪ .‬وبالتالي يصبح‬ ‫الحاج موسى هو موسى الحاج‪.‬‬ ‫وعندم��ا نمر على المدارس في الصباح نس��مع التعليمات‬ ‫العس��كرية‪ :‬اس��تعد‪ ،‬اس��تريح والهتاف بصوت جماعي‬ ‫ولكن بالمقوالت الجديدة‪ :‬ارفع راسك فوق أنت ليبي حر‪.‬‬ ‫والزال أسلوب الرعب مستخدم في إدارة المدارس وداخل‬ ‫الفصول‪ .‬زار أحد الخبراء العائدون من الخارج مدرس��ة‬ ‫فالحظ إخفاء المدير لش��يء ما أثناء المرور على الفصول‬ ‫وعندما اطلع عليه وجده قطعة من خراطيم المياه"توبو"‪.‬‬ ‫فهل توافقون معي أن الحاج موسى هو موسى الحاج‪.‬‬ ‫ولك��ي ينتهي الحاج موس��ى من حياتنا علين��ا أن نتخلص‬ ‫م��ن عقلية الفردية األنانية التي ق��د تدفعنا للدمار من أجل‬ ‫مصالح وطموحات شخصية تصل إلى الرضا بتقسيم ليبيا‬ ‫لك��ي يصبح كل منا زعيم تحت خروب��ة أجداده‪ .‬علينا أن‬ ‫نعترف بذنوبنا و تقصيرنا قبل اتهام اآلخرين أو تهديدهم‪،‬‬ ‫إن تخوي��ن الناس أمر هين ف��ي غياب القانون أما إذا فعلنا‬ ‫المحاكم و الش��رطة والسجون سيكون لكل حادث حديث‪.‬‬ ‫عندها فقط يمكننا اعتبار السيد موسى مواطنا مثل الجميع‬ ‫ف��ي وطن يحترم الجميع و يحترم الفرد ويضمن له حقوقه‬ ‫‪ ،‬وعندها تصبح بالدنا دولة القانون و العدالة و المساواة‪،‬‬ ‫وعندها فقط لن تضيع دماء الشهداء هباء‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬

‫مشاركة ليبية يف‬ ‫األردن‬ ‫تتواصل المشاركات الليبية الفنية في المهرجانات‬ ‫العربية والعالمية وآخر هذه المش��اركات كانت‬ ‫للفرقة الليبية للمس��رح بمدينة ش��حات وذلك في‬ ‫فعاليات مهرجان ليالي المسرح الحر باألردن ‪.‬‬ ‫المش��اركة الليبي��ة كان��ت بمس��رحية ( وجوه )‬ ‫تأليف أحمد يوس��ف عقيلة وإخراج ش��رح البال‬ ‫عبد الهادي وسينوغرافيا فتحي القابسي وشارك‬ ‫في التمثيل كل من ‪ :‬عزالدين الدويلي –‬ ‫أحمد عبد العالي – يحي محمود – مهند المجدوب‬ ‫– عيسي سليمان – ولقد نال هذا عرض إعجاب‬ ‫وإستحس��ان الجمهور والنقاد وتناولته الصحافة‬ ‫الفنية والقنوات التلفزيونية الفضائية ‪.‬‬ ‫ولق��د تحصل��ت الفرق��ة عل��ي ش��هادة العرض‬ ‫المتميز من قبل لجنة المهرجان ‪.‬‬ ‫‪----------------------------------------‬‬

‫صبايا أوالد هالل‬

‫خليل العرييب‬

‫من ينقذ فرقة بنغازي‬ ‫ظاهرة اإلس��تيالء عل��ي المق��ار اإلدارية‬ ‫ربم��ا كان لها ما يبررها في بداية إنطالقة‬ ‫ث��ورة ‪ 17‬فبراي��ر المبارك��ة ‪،‬فالكتائ��ب‬ ‫المقاتل��ة التي تصدت بكل ش��جاعة وإقدام‬ ‫لق��وات ومرتزقة الطاغي��ة المقبور كانت‬ ‫تحتاج إلي أماك��ن ألدارة عملياتها القتالية‬ ‫ولتخزين معداتها وتجميع عناصرها ‪.‬‬ ‫ولك��ن وبعد تحري��ر كامل ت��راب ليبيا لم‬ ‫يك��ن لتواج��د ه��ذه الكتائ��ب به��ذه المقار‬ ‫اإلدارية العامة من مبرر ‪،‬ولذلك كثير من‬ ‫ه��ذه الكتائب القتالية إندمج��ت في الجيش‬ ‫الوطني واألمن الوطني وقامت‬ ‫بتس��ليم المق��ار الت��ي كان��ت تش��غلها إلي‬ ‫أصحابها ‪،‬غير أن عدد منها ال زال يشغل‬ ‫عدد من هذه المباني العامة ‪.‬‬ ‫ومن بي��ن هذه المباني مق��ر فرقة بنغازي‬ ‫للفن��ون الش��عبية هذه الفرق��ة العريقة التي‬ ‫آل��ت علي نفس��ها ومنذ تأسيس��ها في عهد‬ ‫المملك��ة الليبي��ة المحافظ��ة عل��ي تراثن��ا‬ ‫الش��عبي وعادات وتقاليد شعبنا في مختلف‬ ‫المناسبات اإلجتماعية والتعريف به تقديمه‬ ‫ف��ي ص��ورة فني��ة ف��ي الداخ��ل والخارج‬ ‫ولقد تحصلت هذه الفرق��ة علي العديد من‬ ‫الجوائز العالمية وشهادات التميز ‪.‬‬ ‫ه��ذه الفرق��ة س��لمت مقره��ا طواعية إلي‬ ‫إحدي الكتائ��ب القتالية من��ذ األيام األولي‬ ‫ألنطالقة ثورة ‪ 17‬فبراير المباركة وأندمج‬

‫أعضاء الفرقة في بع��ض الكتائب القتالية‬ ‫ومنهم م��ن إلتحق بالعمل التطوعي ‪ ،‬غير‬ ‫أن الكتيب��ة التي كانت تش��غل مق��ر الفرقة‬ ‫ولألس��ف الش��ديد بدل أن تعيد تسليم المقر‬ ‫لفرقة الفنون الش��عبية قامت بتس��ليمه إلي‬ ‫إدارة ش��ئون الهجرة الغير ش��رعية والتي‬ ‫الزالت تشغل المقر حتي هذه اللحظة ‪.‬‬ ‫وأصب��ح أعض��اء الفرقة ب��دون مقر رغم‬ ‫العديد م��ن المطالب��ات والمكاتبات بأعادة‬ ‫المق��ر لتباش��ر الفرق��ة تدريباته��ا الفني��ة‬

‫ومواصلة نشاطها الفني ‪.‬‬ ‫فه��ل ستس��تجيب الجه��ات المس��ئولة في‬ ‫وزارة الداخلي��ة لتعيد للفرقة مقرها ‪،‬وهل‬ ‫هناك في الدولة الليبية الجديدة من ينصف‬ ‫الفرقة وينحاز للثقافة والفن بأعتبرهما من‬ ‫وسائل تنمية الوعي والمعرفة لدي اإلنسان‬ ‫‪ ،‬وه��ل س��تقوم وزارة الثقاف��ة والمجتمع‬ ‫المدني وهي الجهة المس��ئولة عن النش��اط‬ ‫الفني والثقافي بأعادة المقر ألصحابه ‪...‬‬

‫إحتاد للنقابات الفنية‬ ‫في إختت��ام المرحلة األولي من البرنامج الثقافي‬ ‫لمجلس الثفافة العام الذى عنوانه ( مدائن الثقافة‬ ‫تعان��ق الحرية ) تحت ش��عار ( وال يزال الربيع‬ ‫مستمرا ) ولقد كان إختتام هذه المرحلة بعرض‬ ‫لمس��رحية (صبايا أوالد هالل ) تأليف الصديق‬ ‫ب��ودوارة وإخ��راج ناص��ر األوجل��ي وبطولة‬ ‫الفنان��ة س��عاد خليل وذلك علي خش��بة مس��رح‬ ‫الطف��ل والعرائ��س وس��ط حض��ور جماهيري‬ ‫كبي��ر ‪ ،‬وكان رئيس لجن��ة إدارة مجلس الثقافة‬ ‫الع��ام أفتتح الع��رض بكلمة تناول فيها مس��يرة‬ ‫ه��ذا الموس��م الثقافي الذي ط��اف مدائن الثقافة‬ ‫الليبيةم��ن بنغازى مرورا بالجبل األخضر حتي‬ ‫طب��رق ثم درنه والم��رج لتعود القافل��ة الثقافية‬ ‫الي بنغازي مهد ثورة ‪ 17‬فبراير المباركة التي‬ ‫أعادت للشعب الليبي حريته وكرامته وعزته ‪.‬‬ ‫جاء عرض مس��رحية صبايا أوالد هالل ليؤكد‬ ‫دور الم��رأة العربي��ة عبر العص��ور في صنع‬ ‫األحداث ومشاركتها الفعالة في إتخاذ القرارات‬ ‫الحكيم��ة ودوره��ا المتميز في كاف��ة المجاالت‬ ‫اإلجتماعية والسياس��ية ‪ ،‬وقد تناولت المسرحية‬ ‫من خآلل بطلتها س��عاد خليل شخصيات صبايا‬ ‫أوالد هآلل وهن ( أم أبوزيد وشقيقته وثم حكيمة‬ ‫أوالد هالل الجازية ‪).‬‬

‫لم يكن للنقاب��ات واإلتحادات أية دور يذكر‬ ‫طيلة حكم الطاغية المقبور الذي قام بتهميش‬ ‫العم��ل النقاب��ي وجرده م��ن كل صالحياته‬ ‫وتصاع��د هذا التهميش مع صدور قرار ما‬ ‫كان يسمي مؤتمر الشعب العام ( قرار تنظيم‬ ‫النقابات واإلتحادات والمؤتمرات المهنية )‬ ‫الذي قام بسحب كافة إختصاصات النقابات‬ ‫‪ ،‬ه��ذه اإلحتصاصات المعروفة دوليل لدي‬ ‫كافة النقابات واإلتحادات في العالم أجمع ‪.‬‬ ‫وكانت نقابة الفنانين التي صدر بتأسيس��ها‬ ‫القان��ون رق��م ‪ 45‬لس��نة ‪ 1976‬م��ن قب��ل‬ ‫مجل��س الوزراء في ذل��ك الوقت ولكن هذا‬ ‫القرار لم يس��تمر طويال حيث أمر الطاغية‬ ‫بضم ودمج نقاب��ة الفنانين مع إتحاد األدباء‬ ‫والكت��اب ف��ي الع��ام ‪ 1980‬تحت مس��مي‬ ‫رابط��ة األدباء والكتاب والفنانين ‪ ،‬غير أن‬ ‫هذا القرار كغيره من القرارات العش��وائية‬ ‫اإلرتجالية المزاجية الغير مدروسة لم يعمر‬ ‫طوي�لا أيضا وتم الفصل بي��ن الرابطتين ‪،‬‬ ‫رابط��ة األدب��اء والكتاب ورابط��ة الفنانين‬ ‫وه��ذه الرواب��ط مجرد مس��ميات ال قوانين‬ ‫وال لوائ��ح تنظ��م عمله��ا وال إمكانيات وال‬ ‫صالحيات ‪.‬‬ ‫ولق��د س��عي العاملين به��ذه الروابط لتفعيل‬ ‫وتأكي��د دوره��ا دون جدوي حي��ث قوبلت‬ ‫جميع هذه المح��اوالت بالرفض والتجاهل‬ ‫والتهميش ‪.‬‬ ‫وبع��د ث��ورة ‪ 17‬فبراي��ر المبارك��ة حي��ث‬ ‫تعززت الحري��ات وأصبح المواطن الليبي‬

‫حر في إختيار التنظيم الذي يناسبه في حرية‬ ‫وديمقراطية دون هيمنة السلطات ورقابتها‬ ‫ودون التدخل في تنظيماتهم المهنية ‪.‬‬ ‫وبدأ الفنانون يقترحون اإلطار الذي يناسب‬ ‫طبيع��ة عمله��م اإلبداع��ي الفن��ي ‪ ،‬فتنادي‬ ‫الفنانين التشكيليين في بغازي وأسسوا إتحاد‬ ‫الفنانين التشكيليين وقام الفنانين المسرحيين‬ ‫في طرابلس وشكلوا نقابة للفنون المسرحية‬ ‫( تمثي��ل وإخ��راج وتقنية فني��ة في مجالت‬ ‫المس��رح والتلفزيون والس��ينما ) وبالمقابل‬ ‫يس��عي منتسبي الفنون الش��عبية ( راقصين‬ ‫وعازفي��ن عل��ي ال�لآت الش��عبية ومدربي‬ ‫ومصمم��ي الرقص والمطربين الش��عبيين‬ ‫) لتأس��يس نقاب��ة للفن��ون الش��عبية ويفكر‬ ‫الموس��يقيون أيض��ا بتأس��يس نقاب��ة المهن‬ ‫الموس��يقية ( ع��زف وتلحي��ن وتوزي��ع‬ ‫موس��يقي وغناء وإنشاد وش��عر غنائي ) ‪،‬‬ ‫ولع��ل هؤالء الفنانين لهم وجهة نظرهم في‬ ‫أن لكل شريحة من هذه التخصصات الفنية‬ ‫خصوصيته��ا وحاجته��ا لتجميع منتس��بيها‬ ‫ورعاية مصالحهم والدفاع عنها أسوة ببقية‬ ‫النقابات واإلتحادات في كافة دول العالم ‪.‬‬ ‫وبعض األقط��ار العربية لديها تجاربها في‬ ‫ه��ذا المج��ال ( مصر – لبن��ان – تونس –‬ ‫المغرب – الس��ودان ) وله��ا نقاباتها الفنية‬ ‫التخصصية والتي يجمعها إتحاد عام يسمي‬ ‫إتح��اد ع��ام النقابات الفنية ف��ي كل من هذه‬ ‫األقطار العربية ‪.‬‬ ‫وحي��ث أن بالدنا قادمة عل��ي تنظيم إداري‬

‫مقترح علي مستوي محافظات ( من ‪ 10‬إلي‬ ‫‪ 15‬محافظ��ة ) وكذلك في إنتظار إنتخابات‬ ‫المؤتمر الوطني العام والذي بدوره سيعمل‬ ‫عل��ي إص��دار قان��ون اإلنتخاب��ات وقانون‬ ‫تنظيم النقابات وعندها سيكون لكل محافظة‬ ‫نقاباته��ا الفرعي��ة والت��ي تلتقي ف��ي النقابة‬ ‫العام��ة او اإلتحاد العام إلختيار مجالس��ها‬ ‫العامة علي مستوي ليبيا ‪.‬‬ ‫وبهذا يك��ون للفنانين نقاباته��م التخصصية‬ ‫وم��ن ث��م إتحاده��م الع��ام ( اإلتح��اد العام‬ ‫للنقاب��ات الفني��ة ف��ي ليبيا ) والذي يش��مل‬ ‫نقاب��ة الفن��ون المس��رحية ونقاب��ة الفن��ون‬ ‫الش��عبية ونقابة الفن��ون الموس��يقية ونقابة‬ ‫الفن��ون التش��كيلية ‪ ،‬وتصب��ح كل نقابة لها‬ ‫خصوصيته��ا وتتواصل م��ع نظيراتها من‬ ‫النقاب��ات في الوطن العرب��ي والعالم بل أن‬ ‫هناك منظم��ات عالمية تحمل تخصص في‬ ‫إحدي مج��االت ه��ذه الفنون مث��ل اإلتحاد‬ ‫العالم��ي للتش��كيليين واإلتح��اد العالم��ي‬ ‫للممثلين والمنظمة الدولية للفنون الش��عبية‬ ‫والمجلس العالمي للرقص والمعهد العالمي‬ ‫للمس��رح ‪ ...‬وغيره��ا وه��ي جميع��ا تتبع‬ ‫منظمة اليونس��كو ‪ ،‬وكذلك علي المس��توي‬ ‫العربي هن��اك إتحاد الفنانين العرب وإتحاد‬ ‫التش��كيليين الع��رب وإتح��اد الس��ينمائيين‬ ‫العرب وإتحاد المسرحيين العرب والمجمع‬ ‫العربي للموس��يقي والمجال متاح للتواصل‬ ‫مع جميع هذه الكيانات المهنية الفنية ‪...‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬ ‫أمحد بشون‬

‫فى زمن الطاغية حممد بالرأس على يكتب عن الالعب الساعدى معمر القذافى‬

‫حتت عنوان ‪ -:‬مهارات تواجه التحديات والضغوطات‬ ‫فتحي علي الساحلي‬ ‫كت��ب بال��راس عل��ى يق��ول ( ظ��ل فريق‬ ‫بيروجي��ا االيطال��ي لك��رة الق��دم يطالب‬ ‫بالحاح ضم الالعب الليبى الساعدى معمر‬ ‫القذافى الى صفوفه على مدى اربع سنوات‬ ‫حتى حقق ذلك فى مستهل موسم ‪2003-‬‬ ‫‪ 2004‬وبذل��ك كان الس��اعدى اول العب‬ ‫ك��رة قدم ليبى يخترق حواجز اندية اوروبا‬ ‫الكبار ويوق��ع عقداً مع فري��ق من الدرجة‬ ‫الممت��ازة ف��ى ايطالي��ا ووصف��ت صحيفة‬ ‫الجازيتا االيطالية الرياضية المشهورة فى‬ ‫عددها بتاريخ ‪ 25‬اغس��طس ‪ 2003‬تعاقد‬ ‫بيروجي��ا م��ع الس��اعدى بالتعاق��د الرابح‬ ‫وقالت ان الساعدى يملك من مهارات كرة‬ ‫القدم ما يجعله نداً وصنواً لكل التحديات‬ ‫والضغوطات التى س��تقابله فى دورى كرة‬ ‫قدم اوروبى محترف من الدرجة الممتازة‬ ‫‪.‬‬ ‫تح��ت عن��وان( تاريخ مرص��ع بالنجوم )‬ ‫كت��ب بالراس على ايض��ا ( ذهب الالعب‬ ‫الس��اعدى معم��ر القذافى للع��ب مع فريق‬ ‫بيروجي��ا ف��ى دورى الك��رة االيطال��ي‬ ‫الممتاز ت��اركا ً وراءه نجاحات تاريخية فى‬ ‫دورى الك��رة الليبى فالس��اعدى اختار ان‬ ‫يغادر صفوف فريق االتحاد فى مساء اليوم‬ ‫الذى اكم��ل معه الفوز بالبطولة العاش��رة‬ ‫فى الدورى الليبى ‪ ،‬بالتالى استحق توسيم‬ ‫رايت��ه الحم��راء بالنجم��ة الذهبي��ة الت��ى‬ ‫تكون حقا ً مس��تحقا ً لكل فريق يحصد عشر‬ ‫بطوالت فى الدورى الليبى وكان الساعدى‬ ‫قب��ل التحاق��ه بصف��وف فريق االتح��اد قد‬ ‫ق��اد فريق اهل��ى طرابلس للف��وز ببطولته‬ ‫العاش��رة فى الدورى الليب��ى وبالتالى نال‬ ‫معه اول نجمة ذهبية ليبية والفوز بنجمتين‬

‫ذهبيتي��ن م��ع الفريقي��ن العمالقي��ن اهل��ى‬ ‫طرابلس واالتحاد انجاز لم يحققه اى العب‬ ‫ليبى سوى الساعدى معمر القذافى ‪.‬‬ ‫الى هنا ينتهى كالم بالراس على والس��ؤال‬

‫مدينة طرابلس مع فريق بادفا االيطالى ‪.‬‬ ‫نع��ود الى م��ا كتبه بال��راس على ونقول‬ ‫هل كت��ب كل هذا بدافع التهديد او الس��جن‬ ‫او النفى الى ري��ودى جنيرو بالبرازيل او‬

‫الذ يطرح نفس��ه االن هل اص��اب بالراس‬ ‫على فى ما كتبه عن الالعب الساعدى وكم‬ ‫مبارة لعبها الس��اعدى مع فريق بيروجيا ؟‬ ‫وكم كان عقد الساعدى مع بروجيا!‬ ‫اما ع��ن حكاية اول العب كرة ليبى يلعب‬ ‫فى الفرق االيطالية فللعلم نشير الى الالعب‬ ‫مصطفى دوم��ة من مدينة بنغ��ازى حمله‬ ‫االيطاليون فى زمن االس��تعمار االيطالى‬ ‫للب�لاد عام ‪ 1928‬ال��ى ايطاليا ولعب مع‬ ‫فري��ق (كاتانيا) كالعب محترف وفى عام‬ ‫‪1930‬م لع��ب الالعب س��الم ش��رميط من‬

‫كت��ب هذا اعجابا ً باالعب الس��اعدى وهل‬ ‫هو حقيقة يتمت��ع بصفات الالعب الخارق‬ ‫والوحيد والنجم !‬ ‫نتمن��ى من القارئ الكري��م التواصل معنا‬ ‫واب��دأ ال��راى حول ماكتب عن الس��اعدى‬ ‫وهل هو حقيقة ‪.‬‬ ‫ملحوظة ‪-:‬‬ ‫الصورة المنش���ورة مع هذا المقال هى‬ ‫لالعب الساعدى اثناء التمرين مع فريق‬ ‫بيروجيا االيطالى ‪.‬‬

‫مسابقات ال فائز فيها !!‪..‬‬ ‫فرج العقيلي‬ ‫هي مس��ابقات‬ ‫كرة الق��دم في‬ ‫بالدنا بقس��ميها‬ ‫األول والثان��ي‬ ‫وحتى الثالث ‪.‬‬ ‫أنديتن��ا تبت��ز م��ن قب��ل االتح��اد الع��ام‬ ‫واالتح��ادات الفرعي��ة ولجان المس��ابقات‬ ‫العامة والفرعية وم��ن المرافق والكهرباء‬ ‫والضرائب منذ أن تبدأ المس��ابقات وأنديتنا‬ ‫تدفع رسوم االشتراكات ‪ ،‬رسوم البطاقات‬ ‫‪ ،‬رسوم التحكيم والمساعدين والحكم الرابع‬

‫ومراقب المباراة وحاملي النقالة وموزعي‬ ‫التذاكر والعاملين عل��ى األبواب وقبل هذا‬ ‫رس��وم النقل واإلقامة واإلعاش��ة وبعد هذا‬ ‫رس��وم الغرامات والعقوب��ات والجزاءات‬ ‫التي تمت��از بها الالئحة العامة للمس��ابقات‬ ‫وجعلته��ا مصدر تمويلها األساس��ي األمر‬ ‫الذي جعلها تصطاد ابسط الهفوات وتفتعل‬ ‫أهون المش��اكل وتتبجح بأضع��ف الحجج‬ ‫وتجعله��ا يقين��ا ً لتق��ع الف��رق ف��ي مصيدة‬ ‫الغرامات والعقوبات والجزاءات ‪.‬‬ ‫لجن��ة المس��ابقات تقيس نجاح المس��ابقات‬

‫بتضخم حجم الغرامات والعقوبات و امتالء‬ ‫خزين��ة االتحاد العام بالدين��ارات والدراهم‬ ‫‪ ،‬أما عن المس��توى الفني س��واء للفرق أو‬ ‫التحكيم فحدث وال حرج وال احد يبالي ‪.‬‬ ‫لذلك فالفائز بكاس البطولة الذي ال يتجاوز‬ ‫األلف دينار يعتبر الخاس��ر وربما الخاسر‬ ‫األكب��ر مقارنةً بما أنفق��ه من مئات اآلالف‬ ‫وربما الماليين من الدينارات خالل الموسم‬ ‫الرياضي الواحد‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫كلمـة العـدد‪..‬‬ ‫جمعني لقاء وحي��د ومطول مع األخ ‪/‬‬ ‫وزير الش��باب والرياض��ة دام حوالي‬ ‫(( ‪ )) 4‬س��اعات وذل��ك منذ ش��هرين‬ ‫تقريب��ا ً ‪ ..‬كان الرج��ل مثق�لاً بالهموم‬ ‫ي��كاد أن يفترس��ه (( اإلحب��اط )) وقد‬ ‫تحدث عن معاناته من خالل مجموعة‬ ‫م��ن المش��اكل والعوائ��ق ومنه��ا ان��ه‬ ‫عند اس��تالمه لمهمته كوزير للش��باب‬ ‫والرياض��ة ل��م يكن لها أي��ة مكاتب أو‬ ‫إدارات أو موظفي��ن ألنه لم يكن أصالً‬ ‫وجود لوزارة للش��باب بع��د أن ألغاها‬ ‫(( فرع��ون )) العصر ببضعة كلمات‬ ‫أثن��اء اجتم��اع م��ا يس��مى ((مؤتم��ر‬ ‫الش��عب الع��ام)) باإلضاف��ة إل��ى عدة‬ ‫مشاكل أخرى منها عدم اعتماد ميزانية‬ ‫الدول��ة وع��دم ص��دور ق��رار بتحديد‬ ‫الوض��ع اإلداري للبالد ب��ل وزاد عن‬ ‫ذلك مش��كلة أخرى حول مقر الوزارة‬ ‫في العاصمة طرابلس مش��غول بإحدى‬ ‫كتائ��ب الثوار ‪ ...‬وأوضح انه تردد في‬ ‫اس��تالم المهمة وتأخر في حلف اليمين‬ ‫القانوني أسوةً بباقي الوزراء ‪..‬ورغما‬ ‫عن قناعت��ي التامة بصعوبة مهمته في‬ ‫ظل ه��ذا الواقع ومع ذل��ك قلت له بان‬ ‫الفترة الزمنية لعمر الوزارة (( المؤقتة‬ ‫)) ال تتي��ح ل��ك الفرصة ‪ ،‬ف��ي تحقيق‬ ‫الكثير ولكن أتمنى أن تركز وان تنجح‬ ‫في انجازين اثنين لتمهيد الطريق حتى‬ ‫لمن يأتي من بعدك وهما ‪:‬‬ ‫أوالً ‪ :‬أن يعاد صياغة وإصدار الالئحة‬ ‫الموح��دة لألندية الرياضي��ة والالئحة‬ ‫الموح��دة لالتح��ادات الرياضي��ة وفقا ً‬ ‫ألهداف الثورة المباركة ‪.‬‬ ‫ثاني��ا ً ‪ :‬أن يع��اد بن��اء إدارات الوزارة‬ ‫وفروعه��ا واختيار عناصر ش��ابة لها‬ ‫الكف��اءة والمصداقية لم تتل��وث أيديها‬ ‫بأموال الشعب من خالل النظام الفاسد‬ ‫المنهار ول��م تتلوث نفوس��ها بأجندات‬ ‫الطغيان والفس��اد الن ه��ذه العناصر‬ ‫التي ت��ود أن تتولى قيادة المرحلة التي‬ ‫يجب أن تتوفر لها الفرصة مع الحماس‬ ‫الذي جس��دته الثورة س��تحقق األهداف‬ ‫المرجوة وتقضي عل��ى كل الطحالب‬ ‫والمتسلقين ولكن من المؤسف انه بدل‬ ‫أن يعاد صياغة هذه اللوائح صدر قرار‬ ‫من مجلس الوزراء بشأن آلية انتخابات‬ ‫مجال��ي اإلدارة باألندية الرياضية جاء‬ ‫قاص��راً عقيما ً ‪ ...‬وهن��ا ضعف األمل‬ ‫وانبطحت األندي��ة كعادتها منذ انقالب‬ ‫س��بتمبر ‪ .1969‬ولس��ت ادري م��اذا‬ ‫س��يترتب علي انتخاباتها ‪..‬؟ أتمنى أن‬ ‫يتم اختي��ار العناص��ر الكف��ؤة والنقية‬ ‫وذات الماضي المجيد ‪..‬التي تخاف هللا‬ ‫وتحب الوطن ‪!!..‬‬ ‫أتمنى ذلك ‪. !!..‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 12 ( 57-‬ـ ‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.