العدد 66 67

Page 1

‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ‬

‫‪ 14 () 67‬ـ ‪ -20‬أغسطس ‪)2012‬م‪WWW.miadeen.com‬‬

‫اطلب‬ ‫امللحق‬

‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪ 14 () 67‬ـ ‪ -20‬أغسطس ‪)2012‬م‬

‫ميادين تنفرد بنشر ما تيسر من سرية حممد املقريف‬

‫الليبيون ينجحون مرة ثالثة ‪..‬‬ ‫فاطمة احلمروش تسرد ألول مرة سريتها الذاتية‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪ 14 () 67‬ـ ‪ -20‬أغسطس ‪)2012‬م‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫الليبيون ينجحون مرة ثالثة ‪..‬‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri_55@hotmail.com‬‬ ‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان‬ ‫السلفيوم خلف عمارة شركة ليبيا‬ ‫للتأمين ‪ -‬فندق مرحبا سابقا ‪ -‬الدور‬ ‫األول‬ ‫ميادين صحيفة ليبية متنوعة‬ ‫تصدر من بنغازي‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫هليل البيجو‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫حسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزواية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫مدير إداري‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫املراجعة اللغوية‬

‫صالح السيد أبوزيد‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫‪ – 1‬معارضو اخلارج ‪ ..‬معارضو الداخل !‬ ‫كتب اإلعالمي حممود مشام تغريدة يف تويرت مفادها ‪:‬أن معارضي اخلارج الليبيني قد فرحوا‬ ‫ألن من رشحوا أنفسهم لرئاسة املؤمتر الوطين العام هم من معارضي اخلارج‪.‬‬ ‫فتذكرت أننا يف س���جن أبوس���ليم يف مطلع مثانينات ‪)، 81/ 80 (،‬القرن املاضي أثرنا مس���ألة‬ ‫معارضي الداخل واخلارج‪ ،‬وككل مس���ألة شائكة اختلفنا حوهلا‪ ،‬وذات مرة ُهربت لنا قصاصة‬ ‫ورق – مت ل���ف مل���ح بالورق���ة‪ ،‬وكان كل من ل���ه عالقة بالثقافة والصحاف���ة ممنوعا دخوله‬ ‫للس���جن‪ ،‬فربعت عجائزنا املناضالت يف فك اجمللة ولف األشياء املسموح بها بأوراق اجمللة اليت‬ ‫مت فكه���ا ‪ ، -‬كان���ت قصاص���ة من جملة الوطن العرب���ي اليت تصدر يف باري���س‪ ،‬ومن الصدف‬ ‫أن يكون الكاتب املصري غالي ش���كري قد كتب مقالته يف اجمللة حول هذه املس���ألة‪ ،‬وخالصة‬ ‫رأي���ه عن املعارض���ة املصرية أن ليس مثة خارج أو داخل بل هنــاك معارضة ملش���اريع الس���ادات‬ ‫االنفتاحية والتسوية‪ ،‬أعجبنا الرأي ولقي صدى يف نفوسنا اليت تبحث عن تسوية ما ‪.‬‬ ‫كنت يوم األربعاء املاضي يف طرابلس بقاعة فندق ريكس���وس حيث متت مراس���م حفل تسليم‬ ‫الس���لطات من اجمللس الوطين االنتقالي إلي املؤمتر الوطين العام‪ ،‬ومل أفكر يف مس���ألة اخلارج‬ ‫والداخ���ل ه���ذه‪ ،‬ومل يثره���ا أحد من قريب أو بعي���د‪ .‬الغريب أن ال أحد فكر يف هذه املس���ألة يوم‬ ‫كنت من املشاركني يف تأسيس اجمللس الوطين االنتقالي مبقر اجلامعة الدولية ببنغازي يف‬ ‫األسبوع األول من الثورة وشاهدت أن اجلمع احلاضر كان ّ‬ ‫جل اهتمامه مركزا على معارضي‬ ‫العاصمة ‪.‬‬ ‫ومل يلفت معارضو اخلارج النظر إليهم يف الداخل كما فعلوا يف مؤمتر لندن للمعارضة الذي‬ ‫عق���د ع���ام ‪ 2005‬م ‪ ،‬لقد نال ذلكم املؤمتر تغطية إعالمية جيدة وكان املؤمترون يف مس���توى‬ ‫اللحظة التارخيية حتى جن جنون الديكتاتور ودفع مبشروعه للتوريث دفعة جعلت الكثريين‬ ‫يعطون بظهرهم ملوقف املؤمتر احلاس���م واملطالب بإس���قاط النظام ‪ ،‬وأظن أن هذا من املس���ائل‬ ‫اليت س���اهمت يف فش���ل اإلخ���وان الليبيني يف حتقي���ق أهدافهم حي���ث قاطعوا املؤمت���ر واحنازوا‬ ‫ملشروع التوريث كما هو معروف‪.‬‬ ‫لك���ن النج���اح الذي حصلت عليه املعارض���ة فيما بعد – بعد جناح ثورة فرباي���ر ويف االنتخابات‬ ‫بالتحدي���د ‪ -‬كان جناحا فرديا ألش���خاص‪ ،‬س���اهم فيه التلفزيون ‪،‬أي كان���ت امليديا وراء هذه‬ ‫النجاح���ات ال�ت�ي قدمت بعض ش���خصيات معارضة اخل���ارج بقوة ‪ ،‬ومن هنا حن���ن أمام ظاهرة‬ ‫واضحة لقوة معارضي اخلارج يف مؤسس���ات الدولة الناش���ئة‪ ،‬ولع���ل حكومة الكيب خري دليل‪،‬‬ ‫وحت���ى اللحظة مل تثر مس���ألة اخل���ارج والداخ���ل بل أن االنتخاب���ات الليبية اكتس���حت كل‬ ‫التوقعات ورشحت عن حالة وطنية فوق كل االعتبارات يف أغلب البالد‪.‬‬ ‫ول���ذا فإن املنتخبني رش���حوا مهام وطنية ذات طبيعة توافقية ب�ي�ن من متكنوا من الوصول إىل‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي العام‪ ،‬فبات الف���وز القوى وغري احملس���وب للتحالف يلزمه بأخذ زم���ام املبادرة‬ ‫والعم���ل م���ن أجل توافق ّ‬ ‫خ�ل�اق ال يضع العص���ي يف الدواليب ‪ ،‬ويلزم أيض���ا معارضي اخلارج ‪،‬‬ ‫<(العائدون )بتفهم وضع املعارضة يف الداخل منذ جنحت الثورة لكنها دفعت الثمن غاليا من‬ ‫أجل ذلك‪ ،‬بأن افتقرت يف أحوال معينة لقلة الكفاءة‪،‬فقد كابدت كما كل الليبيني التجهيل‬ ‫واإلقصاء وعانت من التشرذم ‪ ،‬حتى مل يتمكن معارضو الداخل من اللقاء معا إال يف السجون ‪.‬‬ ‫تبقي مس���ألة رش���حت بها احلالة الليبية كزكام مزمن وهي عقلي���ة املوظف فالنخبة كما‬ ‫كافة الناس ترزح حتت هذه العقلية ‪ ،‬فيبدو املس���تقبل ال ضمان له غري الوظيفة احلكومية ‪،‬‬ ‫و ال مص���در للعي���ش غري خزينة الدولة الريعية اليت ال متلك غري أنبوب أكس���جني واحد أحد‬ ‫‪ :‬الب�ت�رول الذي دون���ه كل حلم مقبور حتى عند اخلواص من هم أيض���ا موظفون عند الدولة‬ ‫بدرج���ة تاج���ر أو مقاول‪ ،‬ويصل األم���ر عند هؤالء حالة م���ن هوس النهب فكأمن���ا مال الدولة‬ ‫غنيمة وأن مصدره ينضب يف التو ‪ ،‬وهذا جعلنا شعبا مسلحا ويف كل فج كتيبة‪ ،‬حتت مظلة‬ ‫السالح نتمرتس حتى اللحظة الراهنة‪.‬‬ ‫‪ – 2‬يف وداع مصطفي عبد اجلليل‬ ‫مل تك���ن حلظ���ة بل هي اللحظة وليس حلما ما حتقق بل هو كل حلم ‪ ،‬س���اعة وقفت يف قاعة‬ ‫املؤمتر الوطين‪ ،‬حني أعلن الس���يد املستش���ار مصطفي عبد اجلليل فاحتة الدس���تور الذي عمد‬ ‫بال���دم كان���ت الفاحتة تس���ليم الس���لطة ‪ ،‬مل يكن هذا الرجل من املؤسس�ي�ن للب�ل�اد لكنه كان‬ ‫الفاعل ملا مل حيدث قبل ‪ ،‬كانت يد الش���عب يده وهو يس���لم سلطاته اليت شرعنتها دماء الشعب‬ ‫إلي ما ش���رعه الش���عب الناخب ‪ ،‬هل كان الس���يد املستش���ار غري تفاؤل إرادة شعب خط امللحمة‬ ‫الثانية الستقالله‪.‬‬ ‫مل يك���ن الرج���ل م���ن الساس���ة ‪ ،‬مل يكن متمرس���ا يف كواليس ‪ ،‬مل يكن سياس���يا لك���ن اللحظة‬ ‫االس���تثنائية جاءت إليه تسعى ‪ ،‬كنت من ش���هودها تلك اللحظة االستثنائية ‪ :‬إعالن تأسيس‬


‫الثانية ‪-20‬‬ ‫السنة)( ‪ 14‬ـ‬ ‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪67‬‬ ‫‪)2012‬م يونيو ‪)2012‬‬ ‫أغسطس‪ 12‬ـ ‪-18‬‬ ‫العدد ‪( 57-‬‬

‫اجمللس الوطين االنتقالي وأن املستش���ار‬ ‫مصطف���ي عب���د اجللي���ل رئيس���ا ل���ذا‬ ‫اجملل���س‪ ،‬من���ذ تل���ك الس���اعة ع���ده أهل‬ ‫البالد رئيسهم يف الزاوية يف غربها جبل‬ ‫نفوس���ة ‪ ،‬يف مصراته غ���راد ‪ ،‬ومن بوابة‬ ‫ش���رق البالد حت���ى اجدابيا ال�ت�ي تكبدت‬ ‫كثريا كي تص���د الطغيان عن بنغازي‬ ‫مقر الثورة‪ ،‬مس���تقر التعويذة املستش���ار‬ ‫الذي يف رقبته علق���ت البالد‪ ،‬البالد اليت‬ ‫كانت يف أتون الدم‪.‬‬ ‫مل يك���ن ه���ذا اخلطــ���أ الكبري ي���درك أنه‬ ‫ال���رأس حلظ���ة رفعت الب�ل�اد الرأس‪،‬مل‬ ‫يك���ن ي���درك – كم���ا أغل���ب الليبي���ات‬ ‫والليبيني‪ -‬أنه مش���روع شهيد حني أعلن‬ ‫يف البيض���اء اعتزال���ه ‪ ،‬البيض���اء املدين���ة‬ ‫اليت بأظافرها مزقت البيت احلامي من‬ ‫النووي – بيت الطاغية‪.‬‬ ‫مصطفي عبد اجلليل مل يستش���ره أحد‪،‬‬ ‫كان الشعب قاضي القضاة يف يده كل‬ ‫الس���لطات فخول���ه س���لطاته‪ ،‬ومل يك���ن‬ ‫الرج���ل يف مق���ام القب���ول ولي���س املق���ام‬ ‫للمراجع���ة‪ ،‬بس���م الش���عب أن���ت خمول‬ ‫بالث���ورة حتى التحري���ر‪ ،‬املهمة ليس هلا‬ ‫من قوة غري التفاؤل واإلرادة‪.‬‬ ‫ما أكثر الصغائر حني تعدها لكن ما أقل‬ ‫ال���زاد حينها‪ ،‬ما أصع���ب أن تكون أيقونة‬ ‫شعب نهض من رماد‪ ،‬هكذا كانت ليبيا‬ ‫ُتنهض يف العامل همة‪ ،‬الش���عوب ليس���ت‬ ‫ما يعد‪،‬إن األفعال م���ا جعلت هذا الكائن‬ ‫الصغري هذا اإلنس���ان من ال حول له ‪ ،‬له‬ ‫تركع اجلبال‪.‬‬ ‫‪–3‬‬ ‫يف الرتحيب باملؤمتر الوطين العام‬ ‫منذ ليل���ة ‪ 15‬فرباير والب�ل�اد يف املوعد‪،‬‬ ‫االنتخاب���ات يف حينها‪ ،‬تس���ليم الس���لطة‬ ‫يف الس���اعة‪ ،‬املؤمت���ر الوطين الع���ام عند‬ ‫الوعد‪ ،‬للم���رة الثالثة ففي فرتة موجزة‬ ‫تلتوي األعناق ذهوال مما حيدث يف بالد‬ ‫مت التواط���ؤ إلخراجه���ا م���ن اجلغرافي���ا‬ ‫والتاري���خ ‪ ،‬كان���ت مواق���ع االنرتن���ت ال‬ ‫تكت���ب اس���م الب�ل�اد كم���ا بقي���ة البالد‪،‬‬ ‫وطرابل���س الغ���رب ال تذك���ر أحواهل���ا‬ ‫اجلوي���ة يف تلفزيون���ات الكث�ي�ر من دول‬ ‫العامل ‪.‬‬ ‫البالد اليت ال أين هلا غذت حجر األساس‪،‬‬ ‫فأي حلظة صعبة وتكليف أصعب يكون‬ ‫فيه بش���ر كما ه���م فيه أعض���اء املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي العام يف ليبي���ا ؟ ‪ ،‬بالد مدججة‬ ‫باآلم���ال كم���ا مدججة بالس�ل�اح تتوق‬ ‫للحي���اة ومت�ن�ي النف���س بدس���تور‪ ،‬بالد‬ ‫مقس���مة وغ�ي�ر منقس���مة ‪ ،‬ليبي���ا معرب‬ ‫كما هي باب املتوسط األكرب مدججة‬ ‫بالنفط ‪.‬‬ ‫مرحبا بكم ‪:‬‬ ‫أيها الرئيس حممد يوسف املقريف‬ ‫أيها النائب األول مجعة أمحد عتيقة‬ ‫أيها النائب الثاني صاحل خمزوم‬ ‫أيها األعضاء مجعا وفردا فردا‬ ‫أنت���م رأس ب�ل�اد مدجج���ة ب���كل ش���يء ‪:‬‬ ‫الطوق والتوق‪ ،‬تبغي األمن والسالم ‪.‬‬

‫‪03‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪ 14 () 67‬ـ ‪ -20‬أغسطس ‪)2012‬م‬

‫تسليم السلطة يف ليبيا يكمل فرحة االنتخابات‬ ‫سلم رئيس اجمللس الوطين االنتقالي اللييب‬ ‫مصطفى عبد اجللي���ل مقاليد احلكم رمزياً‬ ‫إىل حممد علي س���ليم‪ ،‬أكرب أعضاء املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي اجلديد‪ ،‬وذل���ك يف احتفال تارخيي‬ ‫ج���رى‪ ،‬فج���ر أم���س اخلمي���س‪ ،‬وحضرت���ه‬ ‫شخصيات ليبية وضيوف عرب وأجانب‪.‬‬ ‫وق���ام عبد اجلليل بتس���ليم الراية إىل رئيس‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام حمم���د علي س���ليم‪،‬‬ ‫وق���ام االثن���ان بالتوقي���ع عل���ى ن���ص وثيقة‬ ‫التس���ليم والتس���لم ال�ت�ي ج���اء فيه���ا “يس���لم‬ ‫اجملل���س الوطين االنتقالي املؤقت الس���لطات‬ ‫الدس���تورية يف قي���ادة الب�ل�اد إىل املؤمت���ر‬ ‫الوط�ن�ي الع���ام‪ ،‬ويُع���د من���ذ ه���ذه اللحظ���ة‬ ‫التارخيية هو املمثل الشرعي الوحيد للشعب‬ ‫اللي�ب�ي‪ ،‬واملؤمتن على اس���تقالل ليبيا وأمنها‬ ‫ووحدة أراضيها” ‪.‬‬ ‫وأقس���م األعضاء ال ‪ 200‬اليمني الدستورية‬ ‫أم���ام رئي���س احملكمة العلي���ا الليبي���ة ‪ .‬وقال‬ ‫عض���و اجمللس عثم���ان بن الساس���ي لوكالة‬ ‫“فران���س ب���رس” “اآلن مل يع���د اجملل���س‬ ‫الوطين موجوداً ‪ .‬لقد حل” ‪.‬‬ ‫وج���رى االحتف���ال بع���د اإلفط���ار يف قاع���ة‬ ‫املؤمترات بأحد الفنادق الفخمة يف العاصمة‬ ‫الليبي���ة‪ ،‬فيم���ا س���تخصص قاع���ة أخرى يف‬ ‫الطاب���ق الثان���ي م���ن الفن���دق لتك���ون مق���راً‬ ‫للمؤمتر الوطين العام ‪.‬‬ ‫ويف خت���ام االحتفال الذي مل يس���تمر أكثر‬ ‫من أربع�ي�ن دقيقة‪ ،‬دعي أعض���اء املؤمتر إىل‬ ‫البق���اء يف الصال���ة لعق���د أول اجتماع رمسي‬ ‫يت���م خالل���ه انتخاب رئي���س ونائ�ب�ي رئيس‬ ‫للمؤمتر الوطين العام ‪.‬‬ ‫ويف خطابه الطويل نس���بياً‪ ،‬أشاد عبد اجلليل‬ ‫ب”أول عملي���ة انتق���ال للس���لطة يف تاري���خ‬ ‫ليبي���ا” متث���ل “حلظ���ة تارخيي���ة” لليبيني ‪.‬‬ ‫وأقر حبص���ول “أخطاء” خالل فرتة العملية‬ ‫االنتقالية “االستثنائية” كما حصل “تأخري‬ ‫يف بع���ض امللفات املهمة اليت نتمنى أن ينجح‬ ‫املؤمتر يف أقفاهلا ومنها استقرار األمن ونزع‬ ‫السالح والعالج السريع للنازحني داخل ليبيا‬ ‫وخارجه���ا”‪ ،‬مضيف���اً “حن���ن مل نتمك���ن من‬

‫إجياد حلول هلذه املآسي رغم أننا يف اجمللس‬ ‫الوطين اختذنا الكثري من القرارات وأصدرنا‬ ‫القوانني ال�ت�ي أضفت الش���رعية على أعمال‬ ‫إخواننا اجملاهدين” ‪ .‬وأعلن عبد اجلليل‪ ،‬من‬ ‫جه���ة أخرى‪ ،‬أنه س���يتقاعد‪ ،‬وأن���ه ختلى عن‬ ‫مسؤولياته يف اجمللس الوطين االنتقالي ويف‬ ‫جملس القضاء األعلى الذي كان عضواً فيه‬ ‫يف ظل نظام العقيد الراحل معمر القذايف ‪.‬‬ ‫ولقي تسليم الس���لطة ترحيباً عربياً ودولياً‪،‬‬ ‫ورحبت جامعة الدول العربية بتسلم املؤمتر‬ ‫السلطة ‪.‬وأعرب األمني العام جلامعة الدول‬ ‫العربي���ة‪ ،‬الدكتور نبيل العربي‪ ،‬عن تهنئته‬

‫الش���عب اللييب بتس���ليم الس���لطة السياسية‬ ‫ع�ب�ر انتخاب���ات ح���رة ونزيه���ة يف يوليو‪.‬ويف‬ ‫لندن‪ ،‬ق���ال وزير الدولة الربيطاني لش���ؤون‬ ‫الش���رق األوس���ط ومش���ال إفريقيا ألس���تري‬ ‫ب�ي�رت‪ ،‬إن ه���ذا التط���ور “ه���و معل���م آخر يف‬ ‫عملي���ة االنتق���ال م���ن دكتاتورية وحش���ية‬ ‫إىل التمثيل السياس���ي يف ليبي���ا‪ ،‬وأنا فخور‪،‬‬ ‫كوزير ونائ���ب‪ ،‬بالدور ال���ذي لعبته اململكة‬ ‫املتح���دة يف دعم الش���عب اللي�ب�ي يف كفاحه‬ ‫ليك���ون صوت���ه الدميقراط���ي مس���موعاً”‬ ‫‪.‬وأض���اف “نتطل���ع إىل املؤمت���ر اجلدي���د‬ ‫النتخ���اب زعي���م له عل���ى حممل الس���رعة‪،‬‬

‫منع املذيعة سارة املسالتي (غري احملجبة ) من حفل تسليم السلطة يف ليبيا‬ ‫عبداجلليل أمر باستبداهلا فتوىل أعضاء من اجمللس االنتقالي تقديم احلفل‬ ‫سارة املسالتي‬

‫•العربية‪.‬نت‬ ‫أم���ر رئي���س اجملل���س اللي�ب�ي‬ ‫الوط�ن�ي االنتقال���ي مصطف���ى‬ ‫عبداجللي���ل باس���تبدال مذيعة‬ ‫غري حمجب���ة كان م���ن املقرر‬ ‫أن تق���دم حفل انتقال الس���لطة‬ ‫يف طرابلس‪.‬‬ ‫وكان ش���عر املذيع���ة ظاه���را‬ ‫كليا ووجهها مطلياً مبساحيق‬ ‫التجمي���ل‪ ،‬ومل تك���ن ترت���دي‬ ‫احلج���اب‪ .‬وق���د أرغم���ت عل���ى‬ ‫ت���رك القاع���ة‪ ،‬وت���وىل أعض���اء‬ ‫م���ن اجمللس الوط�ن�ي االنتقالي‬ ‫تقديم احلفل‪.‬‬ ‫وق���ال عب���د اجللي���ل قب���ل أن‬ ‫يلق���ي خطاب���ه خ�ل�ال حف���ل‬

‫تس���ليم الس���لطة اىل املؤمت���ر‬ ‫الوط�ن�ي الع���ام ال���ذي انتخ���ب‬ ‫أعض���اؤه يف الس���ابع من‪/‬يوليو‬ ‫املاضي "حنن نؤم���ن باحلريات‬ ‫الفردي���ة وس���وف نعم���ل عل���ى‬ ‫ترس���يخها ولكن حنن مسلمون‬ ‫ومتمس���كون بقيمن���ا‪ .‬جي���ب أن‬ ‫يفهم اجلميع هذه النقطة"‪.‬‬ ‫ومر احلادث بش���كل عابر‪ ،‬وفقاً‬ ‫مل���ا أف���ادت وكال���ة "فران���س‬ ‫ب���رس"‪ ،‬ومل يالح���ظ معظ���م‬ ‫احلض���ور م���ا ج���رى كم���ا مل‬ ‫يفهم���وا املالحظ���ة ال�ت�ي أدىل‬ ‫بها عب���د اجلليل‪ .‬ويع���رف عبد‬ ‫اجللي���ل بتوجهاته اإلس�ل�امية‬ ‫خصوصا يف ما يتعلق بالنساء‪.‬‬

‫وتعي�ي�ن رئي���س وزراء جدي���د وحكوم���ة‬ ‫للمس���اعدة عل���ى حتقيق طموحات الش���عب‬ ‫اللي�ب�ي يف إقام���ة دول���ة س���لمية ومزده���رة‬ ‫ودميقراطي���ة” ‪.‬وقال���ت وزارة اخلارجي���ة‬ ‫الروس���ية إن موسكو ترحب بتسليم السلطة‬ ‫يف ليبي���ا إىل املؤمتر الوط�ن�ي العام ‪ .‬وأضافت‬ ‫ال���وزارة‪“ :‬يدخل ضمن مهام املؤمتر تش���كيل‬ ‫احلكومة املؤقت���ة وصياغة الدس���تور وإقرار‬ ‫القوان�ي�ن اخلاص���ة باالنتخاب���ات ‪ .‬إن عملية‬ ‫تس���ليم الس���لطة يف طرابل���س مت���ت يف ظل‬ ‫إجراءات أمنية مشددة بسبب التوتر الذي ما‬ ‫زال موجوداً يف بعض مناطق البالد” ‪.‬‬

‫عتيقة نائباً أول‬ ‫لرئيس املؤمتر الوطين‬ ‫العام وصاحل خمزوم‬ ‫نائباً ثانياً‬ ‫طرابلس‪ :‬أسفرت نتائج اجلولة الثانية إلنتخاب‬ ‫النائ���ب األول لرئي���س املؤمتر الوط�ن�ي العام بني‬ ‫الس���يد مجعة عتيقه والس���يد صاحل املخزوم عن‬ ‫فوز الس���يد مجعة عتيقة مبنص���ب النائب االول‬ ‫لرئي���س املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام‪ .‬حي���ث حتصل‬ ‫الس���يد عتيق���ة على ع���دد ‪ 103‬ص���وت وحتصل‬ ‫الس���يد املخ���زوم عل���ى ع���دد ‪ 93‬ص���وت‪ .‬وبذلك‬ ‫تنتهي جلس���ة اليوم وس���تعقد جلس���ة أخرى غداً‬ ‫بعد صالة اجلمعة إلنتخاب النائب الثاني‪.‬‬


‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪ 14 () 67‬ـ ‪ -20‬أغسطس ‪)2012‬م‬

‫من اوباري وداعا للمجلس اإلنتقالي!‬ ‫(اإلتصاالت و سوء وضع اإلنرتنت هذه‬ ‫األس���باب ال�ت�ي حالت بينن���ا و بني ممثل‬ ‫أوباري املس���تقيل الس���يد موسي الكوني‬ ‫بعد ترحيبه الشديد جبريدة ميادين ‪ ،‬و‬ ‫نعتذر له ألننا مل نتمكن من اإلتصال به‬ ‫جمددا و السبب معروف ‪ ...‬اإلتصاالت و‬ ‫الكهرباء و اإلنرتن���ت !!! مل منل من قول‬ ‫هذا يف كل عدد مليادين )‪.‬‬ ‫س���اعات ‪ :‬مع���دودة تفصلن���ا ع���ن حفل‬ ‫وداع اجملل���س اإلنتقال���ي هل���ذا أجري���ت‬ ‫عم���ا إذا كان‬ ‫إس���تطالعاً آلراء البعض َّ‬ ‫اجملل���س اإلنتقالي قد ق���ام مبهامه علي‬ ‫أكمل وجه أم العكس صحيح ‪ ...‬؟؟؟‬ ‫•م���ا رأي���ك يف أداء اجملل���س الوط�ن�ي‬ ‫اإلنتقال���ي ملهام���ه ؟؟؟ و رأي���ك يف عمل‬ ‫ممث���ل مدين���ة أوب���اري يف ذات اجمللس‬ ‫‪..‬؟؟ ؟‬ ‫أمحد اخل�ي�ر ‪ :‬اجملل���س اإلنتقالي كان‬ ‫عبارة عن مظلة سياسية بررت لعصابة‬ ‫حك���م ليبي���ا ‪ ،‬أم���ا ممث���ل أوب���اري فيه (‬ ‫مس���كني ) أراد متثيلنا و مل يستطع حيت‬ ‫متثيل نفسه يف وسط عصابة مدربة ‪.‬‬ ‫علي مروان ‪ :‬يا ش���يخة خلينا ساكتني‬ ‫أحس���ن ‪ (،‬إن اهلل ال يغ�ي�ر م���ا بقوم حيت‬ ‫يغريوا ما بأنفسهم)‬ ‫و يقدموا إستقاالتهم أحسن و أرحم ‪...‬‬ ‫مهيمد أس���ونفة ‪ :‬لس���ت راضي���اً عن آداء‬ ‫اجمللس ‪ ،‬و آداء ممثل أوباري س���يئ جدا‬ ‫حسب رأيي ‪..‬‬ ‫ه���ل تع���رف م���ن ه���م أعض���اء اجملل���س‬ ‫الوطين اإلنتقالي ؟‬ ‫عزي���زة ‪ ( :‬تفك���ر ) نس���يتهم أو ال أعرف‬

‫اوباري – ميادين ‪ :‬خدجية االنصاري‪...‬‬

‫منهم إال مخسة فقط تقريبا أن مل يكن‬ ‫أقل ‪..‬‬ ‫إمساعي���ل خلي���ل ‪ :‬أداء اجملل���س الوطين‬ ‫اإلنتقال���ي ممتاز و لك���ن مل نر منهم أي‬ ‫ش���يئ إلي اآلن إال اإلغاثة اليت هي األرز‬ ‫و املكرون���ة و هذا يذكرن���ا باجلمعيات‬ ‫اإلس���تهالكية يف أي���ام الطاغي���ة حنن‬ ‫كث���وار مل نأخ���ذ مكافأتن���ا و مرتباتنا و‬ ‫كش���باب مل توفر لنا فرص عمل إسوة‬ ‫باملناط���ق اآلخ���ري م���ن يضم���ن لن���ا أن‬ ‫املؤمت���ر الوطين س���يعطينا حقوقنا اليت‬ ‫مل يعطه���ا لن���ا اجمللس اإلنتقال���ي و هنا‬ ‫بع���ض الكتائب هي ال�ت�ي أخذت املرتبات‬ ‫‪،‬الكتائب هذه مت تش���كيلها بعد التحرير‬ ‫مثل كتيبة عمر املختار مل نسمع بهذه‬ ‫الكتيب���ة أبدا قب���ل التحري���ر و حنن هنا‬ ‫ساهمنا يف حترير املنطقة و مل نأخذ أي‬ ‫ش���يئ س���وي اإلغاثة اليت ال حيتاج إليها‬ ‫أي مواطن لييب ‪ .‬بالنسبة ملمثل اجمللس‬

‫اإلنتقال���ي ألوب���اري املمث���ل املس���تقيل‬ ‫س���اعد املنطق���ة يف ف�ت�رة متثيل���ه أم���ا‬ ‫املمث���ل التال���ي فأنا أع�ت�رض عليه متاما‬ ‫ألنه ش���خص تارخيه أس���ود و له سوابق‬ ‫كثرية و لألسف إلي حد اآلن مل يتخل‬ ‫عن طباعه تلك ‪...‬‬ ‫•مل يك���ن اجملل���س اإلنتقالي صارما يف‬ ‫اختاذ قراراته‪!!!...‬‬ ‫بينت���و ‪ :‬حنن ال نعرف م���ا عاناه اجمللس‬ ‫م���ن ضغوط و لك���ن رغم ه���ذا نلومه يف‬ ‫بع���ض األخط���اء ال�ت�ي أرتكبه���ا مل يكن‬ ‫اجملل���س اإلنتقال���ي صارم���ا يف اخت���اذ‬ ‫قرارات���ه يف مواضي���ع كث�ي�رة و لك���ن‬ ‫أن���ا معجبة ج���دا بكونه س���ارع يف رجوع‬ ‫احلي���اة اليومية لطبيعته���ا و املدارس و‬ ‫املستشفيات و ساهم كثريا يف إستتباب‬ ‫األم���ن و وف���ر لن���ا األم���ان رغ���م كثرة‬ ‫الس�ل�اح بصراحة ق���ام اجملل���س جبهود‬ ‫كبرية و جبارة يف س���بيل ع���ودة احلياة‬ ‫و حقيقت���ا يش���كروا علي ذل���ك و عيبهم‬ ‫الوحي���د إنه���م مل يتخ���ذوا إج���راءات‬ ‫قانوني���ة صارمة و ممكن الس���بب يكون‬ ‫خوفا من تده���ور الوضع األمين نتيجة‬ ‫لقل���ة وعي البع���ض و التصرف الس���يئ‬ ‫حيال ذلك من البعض ‪.‬‬ ‫حمم���د آبت���ة ‪ :‬اجملل���س اإلنتقال���ي قدم‬ ‫كل م���ا ميك���ن تقدمي���ه رغ���م األخطاء‬ ‫املرتاكم���ة و بع���ض الق���رارات الغ�ي�ر‬ ‫مدروس���ة ‪ ...‬بالنس���بة ملمث���ل أوب���اري‬ ‫أوب���اري مل يك���ن ميثلها أحد ب���ل كانوا‬ ‫ميثلون أنفسهم ‪...‬‬

‫‪05‬‬ ‫نشاط رمضاني‬ ‫جلمعية أهالينا‬

‫ميادين ‪ :‬خاص‬ ‫أقام���ت مجعي���ة أهالين���ا لإلعم���ال اخلريية‬ ‫درن���ة بالتعاون م���ع مجعية الزنت���ان وذلك‬ ‫بدع���م من مجعية س���نابل اهلداي���ه اخلريية‬ ‫بنغ���ازي محل���ة ملس���اعدة األس���ر الفق�ي�رة‬ ‫واحملتاجة وذل���ك بتوفري ما يل���زم من مواد‬ ‫غذائي���ة و توف�ي�ر احتياج���ات ش���هر رمضان‬ ‫املب���ارك من أنواع التمور واحلليب والعصائر‬ ‫ومستلزمات أطفال بتوزيع مالبس وأحذية‬ ‫وإكسسوارات والعاب أطفال كما قامت يف‬ ‫بداية الش���هر الفضيل بتوزي���ع غازات حجم‬ ‫كب�ي�ر ومتوس���ط ‪..‬تلفزيون���ات ‪ 29‬بوص���ه‬ ‫‪ 24‬بوص���ه غس���االت ومت توزيع ه���ذه املواد‬ ‫ع���ن طريق املتطوعني م���ن أعضاء اجلمعية‬ ‫كم���ا ش���اركت اجلمعي���ة باملس���اهمة يف‬ ‫موائد الرمحن اليت أقيم���ت باملدينة وقالت‬ ‫الس���يدة عزيزة دمدوم رئيس���ة اجلمعية أن‬ ‫هذا النش���اط هو احد األنشطة اليت ستلتزم‬ ‫اجلمعي���ة بأدائه���ا باإلضاف���ة إىل التزامه���ا‬ ‫ب���كل القضايا ال�ت�ي متس املواط���ن اللييب يف‬ ‫معيشته وحريته وحقوقه الدستورية‬

‫األمم املتحدة ترحب باالنتقال السلمي للسلطة يف ليبيا وتتطلع ملواصلة‬ ‫العمل مع ليبيا‬ ‫رح���ب املمث���ل اخلاص لألم�ي�ن الع���ام لألمم‬ ‫َّ‬ ‫املتحدة إيان مارتن يوم اخلميس ‪ 8‬أغسطس‬ ‫اجل���اري باالنتق���ال الس���لمي للس���لطة م���ن‬ ‫اجمللس الوطين االنتقالي إىل املؤمتر الوطين‬ ‫املنتخب حديثاً‪.‬‬ ‫وق���ال الس���يد إي���ان مارت���ن يف بي���ان لألم���م‬ ‫املتحدة تلقت صحيفة االنباء الليبية نس���خة‬ ‫تهاني احلارة لليبيني مبناسبة هذا‬ ‫منه "أقدم َّ‬ ‫االنتق���ال الس���لمي والدميقراطي للس���لطة‪،‬‬ ‫ال���ذي ال ميث���ل فقط أول حدث م���ن نوعه يف‬ ‫ه���ذا البلد ب���ل ميثل أيض���اً إهلام���اً لآلخرين‪،‬‬ ‫ويبني ه���ذا االنتقال ثقة الش���عب يف العملية‬ ‫السياس���ية كما ميثل قطيع���ة مع املاضي يف‬ ‫هذا البلد وقفز ًة ً‬ ‫هائلة إىل األمام على طريق‬ ‫الوصول إىل دولة دميقراطية تكون خاضعة‬ ‫للمساءلة"‪.‬‬ ‫وأوض���ح الس���يد مارت���ن يف البي���ان إىل أن‬ ‫الليبي�ي�ن س���يعززون يف الف�ت�رة القادم���ة‬ ‫مكاسبهم السياس���ية من خالل االخنراط يف‬ ‫عملية تهدف إىل وضع دستور جديد‪.‬‬

‫وأش���ار مارتن أن األمم املتحدة تتطلع للعمل‬ ‫مع األعضاء اجل���دد يف املؤمتر الوطين الذين‬ ‫وض���ع الش���عب ثقت���ه فيه���م‪ ،‬وم���ع احلكومة‬ ‫اجلديدة اليت سيعينها املؤمتر‪.‬‬ ‫وأكد السيد مارتن أن األمم املتحدة ستبقى‬ ‫مستعدة ملواصلة تقديم املساعدة للليبيني يف‬ ‫انتقاهلم الدميقراطي‪ ،‬ويف بناء قطاع أمين يف‬ ‫ظ���ل رقاب���ة دميقراطي���ة‪ ،‬ويف محاية حقوق‬ ‫اإلنسان من خالل حكم القانون‪.‬‬ ‫وأضاف الس���يد مارتن فى البيان " أنه ال يزال‬ ‫هن���اك الكثري من العمل ال�ل�ازم لتعزيز ما مت‬ ‫إجنازه والبن���اء عليه‪ ،‬وهذا يتطلب من مجيع‬ ‫الليبي�ي�ن والزعم���اء السياس���يني واجملتم���ع‬ ‫املدن���ي أن يوح���دوا جهوده���م من أجل رس���م‬ ‫مستقبل بالدهم"‪.‬‬ ‫واختت���م الس���يد مارتن البي���ان بقول���ه "إن ما‬ ‫مت إجن���ازه من خ�ل�ال هذا االنتقال الس���لمي‬ ‫والدميقراط���ي للس���لطة ه���و مدع���اة فخ���ر‬ ‫كبري لليبيني"‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪ 14 () 67‬ـ ‪ -20‬أغسطس ‪)2012‬م‬

‫عبدالرحيم الكيب رئيس احلكومة الليبية املؤقته ‪:‬‬

‫حنن النشك أن هذه احلكومة ينقصها التعامل مع الشارع عن طريق االعالم بشكل جيد‬ ‫ميادي���ن تنفرد بنش���ر وقائع لق���اء الصحافة‬ ‫احمللية‪ ،‬ورئاس���ة احلكوم���ة حول عدة قضايا‬ ‫هامة وشائكة‪.‬‬ ‫يف لق���اء ضم نخُ بة م���ن الصحفيني احملليني‬ ‫على مس���توى الب�ل�اد ‪ ،‬ود‪ .‬عبدالرحيم الكيب‬ ‫وبعض���ا م���ن أعض���اء احلكومة ‪ ،‬وعل���ى متام‬ ‫الس���اعة احلادي���ة عش���ر والنص���ف‪ ،‬لي���وم‬ ‫اجلمع���ة ‪،‬ويف س���هرة رمضاني���ة امتدت اىل‬ ‫الثالث���ة صباح���ا بالفن���دق األ ث���ري زميط ‪-‬‬ ‫طرابلس‪،‬حيث اس���تهل اللقاء وم���ن الطاولة‬ ‫املس���تطيلة ! السيد ادريس املس���ماري رئيس‬ ‫اهليئ���ة مبعايدة للحضور‪ ،‬وأكد على اهمية‬ ‫هكذا لقاء مباش���ر وحواري م���ع اقرتاب انتهاء‬ ‫مهمة ه���ذه احلكومة ‪،‬واعالن موعد تس���ليم‬ ‫الس���لطة ب�ي�ن اجملل���س االنتقال���ي واملؤمت���ر‬ ‫الوط�ن�ي الع���ام اجلس���م الش���رعي املنتخ���ب‬ ‫بدميقراطي���ة م���ن الش���عب اللي�ب�ي ‪ ،‬ثم قدم‬ ‫لكلم���ة الس���يد رئي���س احلكوم���ة االنتقالية‬ ‫د‪.‬عبدالرحيم الكيب‪.‬‬

‫يف احلكوم���ة بينك���م ‪ ،‬حن���ن مجيعا نش�ت�رك‬ ‫يف ح���ل هموم ه���ذا الوطن كما نش�ت�رك يف‬ ‫الطموح���ات واآلم���ال والش���كل ال���ذي نري���د‬ ‫لوطننا أن يكون عليه يف الس���نوات املقبلة‪ ،‬انا‬ ‫وكل زمالئي نش���عر بالس���عادة وكلنا أذان‬ ‫صاغية لس���ماع رأيكم وحملاول���ة االجابة عن‬ ‫أسئلتكم شكرا لكم ‪.‬‬ ‫أدريس املس���ماري رئيس هيئة دعم وتشجيع‬ ‫الصحافة ‪:‬‬ ‫امتنى م���ن الدكت���ور عبدالرحي���م وزمالئه‬ ‫أن يك���ون لديه���م رحاب���ة الص���در ملش���اغبات‬ ‫الصحفي�ي�ن ‪ ،‬وس���نبدأ بأخ���ذ االس���ئلة‪ ،‬لكل‬ ‫صحفي س���ؤالني يف البداي���ة‪ ،‬وال ادري اذا ما‬ ‫مسح لنا الوقت سنضيف مساحة للحوار ‪.‬‬ ‫اعط���ي الكلمة لالس���تاذ ابراهيم ب���ن عمران‬ ‫(اجلزيرة الليبية ) احلرة ‪:‬‬ ‫م���اذا عن مكات���ب الوزارة يف بنغازي وس���بها ‪،‬‬ ‫فق���د قمت بزيارة مكاتب بنغازي ورأيت عدم‬ ‫وجود صالحية اداري���ة ألداء دور‪ ،‬وعدم دعم‬ ‫اجملال���س احمللية ومن بينه���ا جملس بنغازي‬

‫‪ !!..‬املس���ؤول ع���ن وزارة احلك���م احملل���ي غ�ي�ر‬ ‫موجود معنا حتى يعطيك التفاصيل الدقيقة‬ ‫للنش���اط الذي حيصل بني الوزارة واجملالس‬ ‫احمللي���ة ‪،‬ولك���ن م���ع كل تقديري لس���ؤالك‬ ‫‪،‬اجمللس احملل���ي ملدين���ة بنغ���ازي زار الوزارة‬ ‫ملرت�ي�ن او ثالث‪ ،‬والتقينا بهم وحس���ب علمي‬ ‫رجعوا مبس���وطني ‪ ،‬وأحس���وا ان هناك الكثري‬ ‫من األشياء اليت عملت بعون اهلل وبشكل جدي‬ ‫يُعطيهم القدرة على تفعيل مشاريعهم ‪،‬وأنا‬ ‫اعتقد وأقول ش���به جازم أن االخوة واألخوات‬ ‫هن���اك اىل حد بعيد مرتاحني للتعامل بينهم‬ ‫وبني احلكومة‪،‬خاصة ان���ه كانت يف البداية‬ ‫انع���دام للتواص���ل ‪ ،‬وكان هن���اك ع���دم فهم‪،‬‬ ‫وهو عند اغل���ب اجملالس احمللية ان احلكومة‬ ‫املركزية مل يعد هلا دور‪ ،‬وان اجمللس احمللي‬ ‫هو الذي يقوم ب���كل االدوار اليت كانت تقوم‬ ‫به���ا احلكوم���ة ‪،‬ولك���ن وجدن���ا الي���ة للتعامل‬ ‫م���ع بعضن���ا البع���ض وتفعيلهم بش���كل يتيح‬ ‫الفرص���ة ألن يرتك���وا بصماته���م يف مدنهم‬ ‫ومرافقه���م فيم���ا خي���ص الدي���وان ان���ا اتفق‬

‫ألهمية احلوار واملكاشفة اليت مجعت بني خنبة من الصحافة احمللية ورئاسة‬ ‫احلكوم���ة وبعضا من ال���وزراء وخدمة جلمهور القراء نض���ع بني ايديكم وقائع‬ ‫وتفاصيل احلوار ( اجلزء االول ) ‪.‬‬ ‫كل الع���ام وانتم خب�ي�ر نس���أل اهلل ان يعيده‬ ‫علين���ا باخلري والربكة واش���كركم الش���كر‬ ‫اجلزيل ‪،‬عل���ى هذه الدعوة الكرمية ‪ ،‬يش���عر‬ ‫االنس���ان ان���ه ب�ي�ن إخ���وة وأخ���وات ميثل���ون‬ ‫الثقافة والعل���م واالعالم وهلم دور كبري يف‬ ‫تعليمنا مجيعا مبا فيهم العبدهلل وتثقيفنا يف‬ ‫جم���االت عديدة ومهمة ج���دا خاصة يف هذه‬ ‫الفرتة اهلامة م���ن تاريخ ليبيا وهي فرتة بناء‬ ‫الدول���ة فهنيئا لك���م بليبيا اجلدي���دة وهنيئا‬ ‫لليبيا ولنا مجيعا بكم ‪ ،‬انا احلقيقة يسعدني‬ ‫ويش���رفين أن أكون واخوتي االعزاء الزمالء‬

‫املنتخ���ب‪ ،‬مل���اذا مل ُتفع���ل مكات���ب ال���وزارت‬ ‫واجملالس احمللي���ة ‪،‬وهل أنت���م راضون وانتم‬ ‫تنه���ون مهمتك���م التنفيذيةع���ن وضع األمن‬ ‫والدف���اع؟ وما راي���ك يف اداء وزارتي الداخلية‬ ‫والدفاع ؟وهل بالفعل توجد قوى وميليشيات‬ ‫تتحك���م يف عم���ل الوزارت�ي�ن ومل���اذا مل توح���د‬ ‫اجله���ات االمني���ة اقص���د مديري���ات االم���ن‬ ‫واللجنة الفنية العليا ؟‬ ‫رئيس الوزراء السيد د‪ .‬عبدالرحيم الكيب ‪:‬‬ ‫ه���ذه جمموع���ة م���ن االس���ئلة املهم���ة ج���دا‪،‬‬ ‫بالنس���بة لتفعيل اجملالس احمللية فالألسف‬

‫مع���ك يف ان احملاول���ة مازالت يف ط���ور النمو‬ ‫هن���اك على س���بيل املث���ال او اغلبيتهم لديهم‬ ‫وكالء مس���اعدون موجودي���ن يف هذه املدن‪،‬‬ ‫ولألس���ف اىل حد االن مازال���ت عقلية العمل‬ ‫بش���كل مرك���زي ُمهيمن���ه عل���ى األداء‪ ،‬وأنا‬ ‫أق���ول أن ه���ذا األمر س���ينتهي قريب���ا ‪،‬بعدما‬ ‫اعتم���د نظ���ام احلك���م احمللي ‪،‬وال���ذي يتمثل‬ ‫يف ش���كل حمافظ���ات وبلدي���ات بهذا الش���كل‬ ‫ام���ور كث�ي�رة ج���دا س���تحل يف الوق���ت الذي‬ ‫نذكر فيه بأن بعض الوزارات قامت بنشاط‬ ‫مه���م جدا وقد طلب���ت منهم يف ال���وزارات أن‬

‫يعطون���ا كل االنش���طة ‪ -‬اليت مت تركيزها‬ ‫يف العاصم���ة طرابل���س – وان يعطونا بعض‬ ‫االف���كار لنب���ذ املركزية حبيث تك���ون هناك‬ ‫حركة علىاملستوى احمللي واعتقد ان هناك‬ ‫نش���اطاً يف هذا االجتاه أيضا و يف االمر يطول‬ ‫احلديث حن���ن جيب أ ّ‬ ‫ال ننس���ى انن���ا حكومة‬ ‫انتقالية وأتينا يف وقت مل تكن االمور س���هلة‬ ‫( االخ ادري���س خوفن���ا ش���وي وق���ال جي���ب ان‬ ‫تكون لديك���م رحابة صدر) الكل يعرف جيدا‬ ‫الظروف اليت أت���ت فيها هذه احلكومة هناك‬ ‫من ق���ال لنا أنتم أتيت���م اىل حمرقة لكننا مل‬ ‫نش���عر بذلك ‪،‬بعد ان رأينا ش���بابنا يواجه ألة‬ ‫عس���كرية م���ن الط���راز االول عل���ى مس���توى‬ ‫العامل وأحسسنا أن دخولنا اىل هذه احلكومة‬ ‫وان كان���ت الظ���روف صعب���ة وقاس���ية فما‬ ‫نفعله ش���يء بس���يط جدا ‪ ،‬عموم���ا االمور يف‬ ‫حتس���ن وبش���كل جيد ‪،‬وانا مع���اك اخ ابراهيم‬ ‫املفروض يُفع���ل ديوان ال���وزارة احلكومى يف‬ ‫بنغازي بشكل جيد واحسن مما هو عليه ‪.‬‬ ‫االس���تاذ عم���ر اخلض���راوي وكي���ل وزارة‬ ‫موجود معنا ‪،‬وهو موضوع حيتاج اىل جلسات‬ ‫طويل���ة ‪،‬ولكن نعطي���ك املُختصر املُفيد حنن‬ ‫امامنا فيما خيص اجلي���ش واحد من األمور‬ ‫الس���هلة وال�ت�ي ه���ي بديهي���ة ج���دا ‪ ،‬فاالخوة‬ ‫واألخ���وات يتحدث���ون عن بن���اء اجليش وهو‬ ‫أم���ر مجيعنا حن���س بأهميته ‪ ،‬احلل الس���هل‬ ‫والبس���يط ان���ك ترجع تض���م اف���راد اجليش‬ ‫الس���ابق والكتائب تبين منه���م اجليش ‪،‬وهذا‬ ‫تستطيع عمله يف ايام او اسابيع على االكثر‬ ‫‪،‬كان ممك���ن نفع���ل هذا ومتش���ي االم���ور انا‬ ‫متأكد لو عملنا هذا االمر كلكم س���تتفقوا‬ ‫ان هذا االس���لوب خاطيء ‪ ،‬هن���اك ايضا ‪ :‬انك‬ ‫تب���دأ يف بناء جيش باالس���لوب التقليدي وهو‬ ‫انك تس���توعب االفراد من الشباب‪ ،‬وانا اؤكد‬ ‫لك بنا ًء على احلديث مع املختصني س���يكون‬ ‫س���يء الن قب���ول ه���ذه الفك���رة عند الش���باب‬ ‫لن يك���ون جي���دا ‪ ،‬كونه���م غري مس���توعبني‬ ‫اجليش كيف س���يكون ش���كله ‪ ،‬احلل الثالث‬ ‫‪ :‬انن���ا نعتم���د عل���ى اهلل س���بحانه وتع���اىل يف‬ ‫كل أمورن���ا ‪ ،‬الثوار كأس���اس لبناء اجليش‬ ‫‪ ،‬وه���ذا احل���ل الذي اخرتناه بقينا يف مش���كلة‬ ‫كي���ف سنش���تغل م���ع الث���وار الذي���ن كان‬ ‫يف باهل���م أن اي ش���خص اش���تغل يف النظ���ام‬ ‫الس���ابق – وهذه قناعتنا بش���كل ع���ام – ويده‬ ‫ُملطخ���ة بدماء الليب�ي�ن ‪...‬ع���ذب او ضرب او‬ ‫عمل مش���اكل ‪..‬ه���ذا لن نعمل مع���ه ‪ ،‬وذلك‬ ‫من حقه���م ب���ل كان عنده���م ختوف‪...‬قالوا‬ ‫انتم حكومة انتقالية ‪،‬وحنن غري مس���تعدين‬ ‫نس���لم س�ل�احنا ‪،‬وندخل حتت راي���ة الدولة‪،‬‬ ‫وال نع���رف م���ن س���يأتي بعدك���م ‪،‬وه���ذا ما‬ ‫عط���ل عملية تكوي���ن اجلي���ش يف احلكومة‪،‬‬ ‫ه���ذا اجته���اد ل���و احن���ا اخطأن���ا في���ه نتحمل‬ ‫مسؤليته ‪ ،‬املشكلة كانت االعداد الكبرية من‬ ‫الش���باب من حاملي االسلحة ‪ ،‬فظهرت فكرة‬ ‫اللجنة االمنية يف الش���رطة ‪،‬واخريا الش���باب‬ ‫الث���وار اقتنعوا بأنه ممك���ن يدخلوا حتت راية‬ ‫اجلي���ش ‪،‬مبا يس���مى جهاز (قوة دع���م ليبيا )‬ ‫اُعتم���د من اجمللس الوطين االنتقالي ‪،‬وبدأت‬


‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪ 14 () 67‬ـ ‪ -20‬أغسطس ‪)2012‬م‬

‫تتش���كل وترتكب بش���كل جيد ‪ ،‬عندنا بعض‬ ‫الش���رطة اللي اش���تغلوا مع النظام الس���ابق‪،‬‬ ‫واالخ���وة الث���وار ال يري���دون العم���ل معه���م‪،‬‬ ‫حن���اول اس���تعمال احلكم���ة للجم���ع ب�ي�ن‬ ‫االثن�ي�ن ومازلن���ا مس���تمرين يف ه���ذا االمر ‪،‬‬ ‫اللجن���ة االمني���ة املؤقتة ‪،‬بعد فرتة س���تذوب‬ ‫يف أجه���زة الدول���ة ‪ ،‬وتصب���ح تابع���ة جله���از‬ ‫الش���رطة ‪،‬س���أترك االضافة لالس���تاذ عمر ‪،‬‬ ‫والش���هادة هلل ملا نرى جهود االخوة يف الغرف‬ ‫االمنية وحه���ود الثوار هو جهد كبري وجهد‬ ‫جبار ‪،‬نسأل اهلل ان يعيننا مجيعا ‪.‬‬ ‫ عمر اخلضراوي وكيل وزارة الداخلية ‪:‬‬‫االخ���وة الك���رام يش���رفين ان اك���ون بينك���م‬ ‫الليل���ة ‪ ،‬موض���وع الداخلي���ة واملش���هد األمين‬ ‫يف ليبي���ا موضوع مثري للج���دل ملا لألمن من‬ ‫أهمي���ة حبيث لن تكون هناك تنمية أو دولة‬ ‫يف وجود الفراغ األمين ‪ ،‬وعندما نتحدث عن‬ ‫املشهد األمين يف ليبيا لن نستطيع عزل ذلك‬ ‫عن الظروف اليت متر بها بالدنا ‪ ،‬فقد مررنا‬ ‫بتجربة قاس���ية ج���دا واحلكوم���ة االنتقالية‬ ‫تش���كلت يف ظ���روف غاية يف القس���وة وغاية‬ ‫يف التعقي���د حت���ى وصلن���ا اىل ه���ذه املرحلة‬ ‫وق���د مررنا بكثري م���ن النجاح���ات وكذلك‬ ‫بع���ض االخفاقات وتع���رض احلكومة للنقد‬ ‫أحيان���ا وللتش���جيع أحيان���ا ام���ا بالنس���بة‬ ‫لوزارة الداخلية فمن���ذ البداية ومنذ حترير‬ ‫طرابل���س ‪ ،‬مل نفك���ر فيم���ا فع���ل يف الع���راق‬ ‫عندم���ا حل���ت الش���رطة والق���وات املس���لحة‬ ‫‪ ،‬حن���ن هن���ا ظل���ت وزارة الداخلي���ة وقمن���ا‬ ‫بعملية اصالح واسعة بالنسبة للذين عملوا‬ ‫مع النظ���ام وأس���اءوا لليبني باه���دار دمائهم‬ ‫وقمعه���م ‪ ،‬وبقي���ت القيادات الش���ريفة تقود‬ ‫العمل األمين كان اول ش���يء عملناه تفعيل‬ ‫عمل االدارات التابع���ة للوزارة ومررنا بفرتة‬ ‫ش���اقة وصعبة عانينا من قلة املورد وخاصة‬ ‫ف���ى بداي���ة تكوي���ن احلكومة ووصلن���ا اآلن‬ ‫اىل م���ا وصلن���ا الي���ه واحلم���د هلل ولعل كل‬ ‫اجله���د االم�ن�ي ظاه���ر وموجود يف الش���وارع‬ ‫وبقي���ت مس���ألتني ‪ :‬مس���ألة س���د الف���راغ يف‬ ‫جمال الش���رطة كانت كجيش مهزوم يف‬ ‫تلك الف�ت�رة ‪ ،‬اقرتحنا البدء ومسيت باللجنة‬ ‫االمني���ة العلي���ا املؤقت���ة لتق���وم باالعم���ال‬ ‫األمني���ة وضب���ط األم���ن ومراقب���ة ومتابعة‬ ‫الطاب���ور اخلام���س وجنحن���ا يف كث�ي�ر من‬ ‫األحي���ان يف التغل���ب عل���ى املش���اكل ال�ت�ي‬ ‫حصل���ت يف رب���وع ليبيا والي���وم بعدما انتهت‬ ‫فرتة التوكي���ل للجنة األمني���ة العليا حنن‬ ‫بصدد ورش عمل واع���ادة النظر يف كيفية‬ ‫اس���ناد األش���خاص الذي���ن عمل���وا يف اللجنة‬ ‫األمني���ة العلي���ا اىل الق���وات املختلفة وأتوقع‬ ‫خالل أسابيع قادمة سوف نشهد دمج لكثري‬ ‫م���ن الثوار يف أجه���زة األمن والش���رطة ولن‬ ‫يكون مؤقتاً بل االجهزة املعتادة كالش���رطة‬ ‫واجهزتها ‪(.‬يعلق املسماري ‪ :‬االن الصحفيني‬ ‫ فرحانني واجد ‪ ،‬وسيلقوا ما يكتبوا من السيد‬ ‫اخلضراوي)‬ ‫منى الرقيق رئيس حتريرصحيفة فرباير‪:‬‬ ‫السؤال لوكيل وزارة الداخلية السؤال االول‬ ‫‪ :‬الس���جناء يف العراق يحُ ملونكم املسؤولية ملا‬ ‫يعانون ‪،‬وبأنكم السبب يف التقصري واملماطلة‬ ‫خاصة ‪،‬وان هناك عفو بش���أنهم ‪،‬مل تتخذوا‬ ‫أي اج���راء يف هذا الش���أن ؟ بالنس���بة لوكيل‬ ‫وزارة الداخلي���ة ‪ :‬ع���دم اس���تتباب األم���ن‬ ‫‪،‬وانتشار الس�ل�اح وعدم وضع الية لتسليمه‪،‬‬

‫حقيقة ال ميكن نكرانها ‪،‬أو التنصل منها مع‬ ‫انتشار جرائم القتل واخلطف ‪...‬فمنذ دقائق‬ ‫حدثت يف الظهرة جرمية قتل بس���بب اثنني‬ ‫اصدق���اء فمن يتحمل مس���ؤولية هذا االمر ‪،‬‬ ‫هل هناك خطة لوضع ألية صحيحة تكفينا‬ ‫شر انتشار الس�ل�اح‪،‬ثم ماذا عن ملف الفساد‬ ‫يف قط���اع النف���ط ؟ أم ان قرارتكم ظلت حرباً‬ ‫على الورق ‪.‬‬ ‫د‪.‬عبدالرحيم الكيب ‪:‬‬ ‫(ان���ا الس���ؤال األول انتبه���ت ل���ه ب���س الثاني‬ ‫ضاعت مين كلمة او اثنني بعدين ذكريين‬ ‫ببع���ض ماغ���اب ع�ن�ي )الس���ؤال االول حن���ن‬ ‫الشك ان هذه احلكومة ينقصها التعامل مع‬ ‫الش���ارع عن طريق االعالم بشكل جيد ‪ ،‬أنا ال‬ ‫أعرف من أي���ن جاءت األخب���ار‪ ،‬ان احلكومة‬ ‫غري ُمهتم���ة بالس���جناء الليب�ي�ن يف العراق ‪،‬‬ ‫الذي حصل ان���ه كان لدينا من���دوب ُمكلف‬ ‫به���ذا األمر وهو وكيل الش���ؤون السياس���ية‬ ‫يف احلكوم���ة يف الديوان االخ ناصر املانع وأنا‬ ‫ادعوك���م أيضا ملعرف���ة تفاصيل ه���ذا امللف‬ ‫م���ن خالل األخ ناصر ‪ ،‬ش���غل جدا ممتاز من‬ ‫البداي���ة ‪ ،‬األخ ناص���ر أجنز زيارتني للس���ادة‬ ‫يف الع���راق ث���م االخ وزي���ر اخلارجية كلف‬ ‫بالتواص���ل م���ع وزارة اخلارجي���ة العراقي���ة‬

‫ومش���ى معه األخ وزير العدل ‪،‬يف املرة األوىل‬ ‫والثاني���ة أيضا صار فيه لق���اء بني األخ وزير‬ ‫الع���دل ووزي���ر الع���دل العراق���ي وال اع���رف‬ ‫إذا علمت���م أم ال كان في���ه اتفاقي���ة بينن���ا‬ ‫فيم���ا خيص ه���ذا املوض���وع ‪ ،‬ويف الفرتة اليت‬ ‫ج���رت فيها القمة العربي���ة كان غرضنا –‬ ‫ولألس���ف اضطررنا الستخدام هذا االسلوب‬ ‫فتأخ���ر يف احلضور ملؤمتر القم���ة ‪ ،‬اذا كان‬ ‫مل يوقع���وا االتفاقية ‪،‬قمن���ا بذلك ليس خوفا‬ ‫او ش���كا يف زمالئن���ا يف احلكوم���ة العراقية و‬ ‫نك���ن احرتاما وتقدي���را هلم ‪ ،‬واحسس���نا باننا‬ ‫هذه الفرص���ة ‪،‬فرصة مؤمت���ر القمة ميكن‬ ‫استخدامها فيما يفيد البلدين يف هذا اجملال‬ ‫وتعطل���ت العملي���ة قليال ولك���ن بالنهاية مت‬ ‫توقي���ع ه���ذه االتفاقي���ة ‪ ،‬مت بع���د ذلك كان‬ ‫في���ه نوعني م���ن الس���جناء – نس���أل اهلل هلم‬ ‫الس�ل�امة‪ -‬نوع كان���وا حمكوم�ي�ن باالعدام‬ ‫‪ ،‬وه���ؤالء يتطل���ب ختفيف احلك���م بأمر من‬ ‫رئيس الدولة ورئيس ال���وزراء وايضا رئيس‬ ‫جملس النواب وجملس النواب ‪ ،‬ثم بعد ذلك‬ ‫االخوة االخرين احملكومني باملؤبد أو بسنوات‬ ‫س���جن ‪ ،‬وهؤالء هلم اج���راءات خاصة وصلنا‬ ‫اىل ه���ذا احلد ‪ ،‬وخليين نقول لكم ‪،‬هناك من‬ ‫يَظه���ر يف االع�ل�ام ‪ ،‬ويتح���دث ويري���د ان ال‬

‫‪07‬‬

‫يعطي ه���ذه احلكومة حقها فيما خيص هذا‬ ‫امللف ‪،‬وانا متأس���ف جدا ألن أقول ذلك ‪ ،‬اخر‬ ‫حاجة حصلت وهي قريبة جدا خرج أحدهم‬ ‫‪،‬وقال أن موضوع العفو مت وهذا سبب مشكلة‬ ‫لنا ‪ ،‬حنن أمام أسر الشباب واُحرجنا ‪ ،‬وحطنا‬ ‫يف موقف حمرج وكان أمامنا حلني اضطر‬ ‫االن الن اق���ول ذلك ‪ ،‬اما ان خنرج يف االعالم‬ ‫ونق���ول هذا الش���خص كاذب مثال ولكن مل‬ ‫نكن نريد ذلك والذي حصل – ياس�ت�ي – هو‬ ‫ان كان رئي���س اجلمهوري���ة كان يعاجل يف‬ ‫املاني���ا رئيس ال���وزراء وقع عل���ى العفو ولكن‬ ‫كان ضروري يوقع رئيس اجلمهورية الذي‬ ‫مل يك���ن موجودا ‪ ،‬فخرج اخل�ب�ر ان احلكومة‬ ‫العراقية اصدرت عفوا وأن احلكومة هنا غري‬ ‫مهتم���ة – مش معدلة علي���ه‪ -‬كيف ذلك ؟‬ ‫البد من توقيع رئيس اجلمهورية اضطررنا‬ ‫الس���تعمال عالقاتن���ا اخلاصة داخ���ل مكتب‬ ‫الرئاس���ة حتى وصلت األوراق اخلاصة بهذا‬ ‫االم���ر اىل رئي���س الدولة ووقعها مش���كورا ‪،‬‬ ‫وزير العدل يتصل بش���كل مس���تمر باالخوة‬ ‫يف العراق ‪ ،‬واخ�ي�را تواصلوا مع بعض الجل‬ ‫التوقيع وقيل له باحلرف الواحد ‪ :‬ان املسألة‬ ‫ش���به انتهت وجم���رد رجوعها للع���دل الذي‬ ‫سيحيلها اىل رئاسة الوزراء ثم بعدها يصدر‬ ‫أم���ر بالتس���ليم ‪ ،‬فاألم���ر جي���ري عل���ى قدم‬ ‫وس���اق ‪ ،‬ه���ذا فيما خي���ص الس���جناء الليبني‬ ‫ونسأل اهلل هلم الصحة والرجوع بالسالمة ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫العدد القادم تتابعون ردود الرئاس���ة والوزراء‬ ‫للصحفيني حول ‪:‬‬ ‫ ش���رطة ليبي���ا دون ش���رطة العامل تتس���لح‬‫باالس���لحة الثقيلة خللق التوازن مع مالدى‬ ‫الطرف االخر‪.‬‬ ‫ توقي���ع ‪ 1200‬عق���د ملش���اريع يف كل‬‫اجملاالت كهرباء وتعليم ‪...‬‬ ‫ د‪ .‬مصطفى بوش���اقور نائب رئيس الوزراء ‪:‬‬‫يع���رض مللفات ‪ :‬فض االش���تباكات يف البؤر‬ ‫الس���اخنة ‪،‬االمن ‪ ،‬املتهمني من ازالم النظام ‪،‬‬ ‫االرصدة اجملمدة ‪ ،‬حركة السوق ‪ ،‬املرتبات ‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪ 14 () 67‬ـ ‪ -20‬أغسطس ‪)2012‬م‬

‫املرأة الليبية املثرية للجدل‪ :‬د ‪ /‬فاطمة احلمروش ‪!!...‬‬

‫يف حوار مطول مع ميادين تثري الكثري من القضايا وتسرد ألول مرة سريتها الذاتية!‬ ‫ميادين‪ /‬طرابلس – فاطمة غندور‬

‫اجلـــزء األول ‪:‬‬

‫ميادي���ن ‪ /‬كل الع���ام وان���ت خب�ي�ر د‪.‬فاطمة‬ ‫ورغ���م عتابن���ا ورمب���ا احتجاجن���ا ايض���ا على‬ ‫مرور ش���هرين على الطلب الذي قدمه مكتب‬ ‫ميادي���ن يف طرابل���س الجراء مقابل���ة معكم‬ ‫الس���تيضاح كث�ي�ر م���ن االم���ور خاص���ة وان‬ ‫بعضه���ا محلنا إياها قراؤنا وبعض ممن مروا‬ ‫حب���وادث اهم���ال أو عدم االنص���اف يف اجملال‬ ‫الصحي‬ ‫د‪.‬فاطم���ة ‪ :‬أعت���ذر بش���دة ع���ن تقصرين���ا يف‬ ‫موض���وع اللق���اء ‪،‬ولك���ن رمب���ا للتغي�ي�ر الذي‬ ‫يط���ال ادارة وس���كرتارية مكت�ب�ي يف الوزارة ‪،‬‬ ‫فق���د مت االمر بش���كل غ�ي�ر مقص���ود فأنا من‬ ‫طلب���ت منه���م االتص���ال بك���م ودعوتك���م يف‬ ‫املوع���د ال���ذي ختتارونه‪ ،‬وهذا م���ا حصل االن‬ ‫فاالعتذار موصول ايضا لقرائكم الكرام ‪.‬‬ ‫البــداية ‪ :‬بالطفولة ‪ ..‬والتعريف بالدكتورة‬ ‫‪!! ..‬‬ ‫فاطمة عبداهلل احلم���روش ولدت يف بنغازي‬ ‫مستش���فى اجلمهوري���ة ‪ 14-2-1959‬هكذا‬ ‫س���جل يف ش���هادة امليالد‪ ،‬ويف احلقيقة ولدت‬ ‫‪ 23-7-1959‬لكن س���جلت قبل س���تة أشهر‬ ‫س���ابقة ألدخل املدرس���ة مبكرا (ب���دري)‪ ،‬بعد‬ ‫والدت���ي مباش���رة انتقلن���ا للس���كن مبدين���ة‬ ‫الزاوي���ة مل���دة اربع س���نوات‪ ،‬وال���دي كان يف‬ ‫اجليش خرجيي العراق ومن ضباط اجليش‬ ‫املوجودين يف الزاوية ‪ ،‬ملا جاء االنقالب ‪1969‬‬ ‫كان عقي���د ورئي���س حمكم���ة عس���كرية‬ ‫(قاض���ي )كان���وا في���ه ث�ل�اث قض���اة يف ليبيا‬ ‫اثن�ي�ن يف املنطق���ة الغربي���ة وه���و كان يف‬ ‫املنطق���ة الش���رقية ‪،‬بعد االبتدائ���ي حولنا اىل‬ ‫بنغازي وسكنا بداية ش���ارع (قصر محد) ملدة‬ ‫س���نة ثم انتقلن���ا اىل (راس عبيدة ) يف عمارة‬ ‫تقاب���ل راس عبيده يف ذلك الوق���ت ‪،‬بقينا اىل‬ ‫س���نة ثالثة ابتدائ���ي ثم انتقلن���ا اىل احلدائق‬ ‫اىل اخلامس���ة االبتدائي عندها سجن والدي‬ ‫‪ ،‬كان عمري عش���ر س���نوات ‪ ،‬مت اس���تدعائه‬ ‫عقب االنق�ل�اب ومل نره اال بعد ثالث س���نني‬ ‫وس���بعة أش���هر ‪،‬كان قد اصدر حكما قضائيا‬ ‫عس���كريا يف ‪ 1967‬عل���ى الق���ذايف بتهم���ة‬ ‫تعذيب جن���دي ‪ ،‬ثبتتت التهم���ة على القذايف‬ ‫يومها ‪،‬اول حمكمة شعب مع حماكمة امللك‬ ‫وضب���اط اجلي���ش يف اململك���ة ‪ ،‬احلك���م صدر‬ ‫عل���ى والدي بال�ب�راءة كان يتمتع بصيت انه‬ ‫من انزه القضاة وع���رف عنه انه حتى اهلدية‬

‫د‪.‬فاطمة عبداهلل احلمروش الوزيرة املثرية لكثري من اجلدل وردود االفعال حوهلا‪:‬احتجاجات‬ ‫ع�ب�ر االعتصامات ـ ووس���ائل االعالم‪ ،‬ب���دأت منذ األيام األوىل لتوليها مه���ام الوزارة فقد طاهلا‬ ‫اتهام بتعيني شقيقتها القانونية كمستشارة ومديرة ملكتبها ‪ ،‬ورغم استجابتها لضغط الرأي‬ ‫الع���ام بتنحية الش���قيقة إال أن ذلك االس���تياء من االداء الصحي لوزارتها ط���ال أكرب القضايا‬ ‫(مل���ف عالج اجلرح���ى ) والحقتها الكثري م���ن االتهامات وصلت حلد املس���وؤلية عن اإلضرار‬ ‫باملال العام ‪ ،‬وزيادة التدهور يف احوال املرافق واملؤسس���ات الصحية ‪ ،‬بعضها كما أش���يع أودى‬ ‫حبياة عدد من االطفال مبستشفى اجلالء بطرابلس ‪ ،‬محلنا أسئلتنا الكثرية اليها واعتربنا أن‬ ‫مهمتنا أيضا امساع صوت الطرفني الش���اكي واملش���تكى عليه ‪،‬ويف هك���ذا حال فاالمر يالمس‬ ‫اهم مفاصل دولتنا املقبلة الصحة والعناية والرعاية مبن فقدوا تاج رؤسهم – كما يقال‪-‬‬

‫ال يقبله���ا ‪،‬خوفا من تأويلها اىل رش���وة‪ ،‬وبعد‬ ‫صدور احلكم رفض أبي التعويضات ‪ ،‬ورفض‬ ‫مغادرة البالد بعد خروجه من السجن رفض‬ ‫الع���ودة للعم���ل رغ���م الع���روض ال�ت�ي قدمت‬ ‫ل���ه ‪ ،‬ق���رر ان ال يعم���ل يف احلكوم���ة ‪ ،‬بعده���ا‬ ‫اش���تغل يف ش���ركة أملاني���ة اس���ترياد اجه���زة‬ ‫زراعي���ة ولك���ن بعده���ا مت تأميم الش���ركات‬ ‫‪،‬فافتت���ح حم���ل للم���واد املنزلي���ة يف الربكة‬ ‫بعد س���نة صدر قرار بغلق احملالت التجارية‬ ‫‪ ،‬توق���ف ع���ن العمل احل���ر‪ ،‬واس���تمربالراتب‬ ‫التقاع���دي الش���ركة كان مرتبه���ا جيد ثم‬ ‫مرتب اجليش كان كافي���ا للحياة العائلية‬ ‫‪ ،‬ان���ا درس���ت االبتدائي يف املدرس���ة االيطالية‬ ‫للراهب���ات ‪،‬ال�ت�ي عل���ى الكرني���ش ببنغ���ازي ‪،‬‬ ‫درس���ت االع���دادي يف مدرس���ة االس���تقالل‬ ‫كان مديرته���ا فتحي���ة ش���نيب ث���م دخل���ت‬ ‫مدرس���ة خدجي���ة الكربى مديرته���ا خدجية‬ ‫اس���تيته ‪،‬يف االبتدائ���ي كان���ت رفيقيت اميان‬ ‫حس�ي�ن بن عامر‪ ،‬كان���ت صديقيت وكذلك‬ ‫رج���اء بوخنيل���ة ‪ ،‬ث���م كان ل���دي صديق���ات‬

‫‪ 1967‬ع���ام النكس���ة كنت يف املدرس���ة‬ ‫االيطالي���ة واذك���ر مظاه���رات‬ ‫عارمة ت���ويف فيها ابن���اء البيجو‬ ‫حي���ث مت اط�ل�اق الرص���اص‬ ‫عل���ى املتظاهري���ن وأتذك���ر‬ ‫ان وال���دي كان يف اجليش‬ ‫تأخر علينا ‪ ،‬كانت هناك‬ ‫حماولة حلرق مدرس���ة‬ ‫تابع���ة للراهبات خلفها‬ ‫او الس���ور املش�ت�رك‬ ‫كان في���ه حمالت‬ ‫الدوس���ه ال�ت�ي مت‬ ‫حرقه���ا كان‬ ‫فيه غضب من‬ ‫الناس تصورنا‬ ‫ان الدراس���ة‬ ‫قف‬ ‫س���تو‬ ‫و ا ملد ر س���ة‬ ‫ستغلق ‪ ،‬لكن مت‬ ‫فتحه���ا واالس���تمرار يف‬

‫ايطالي���ات واس���تمرت عالق�ت�ي بالراهب���ات‬ ‫ايض���ا ه���ن وفي���ات س���وارا لزبيتا مل���ا خترجت‬ ‫م���ن كلية الطب واش���تغلت يف مستش���فى ‪7‬‬ ‫اكتوبر وجدتها تش���تغل وم���ن فرتة قصرية‬ ‫زارني أحد األس���اقفة ومحل لي س�ل�اما منها‬ ‫‪ ،‬يف الثان���وي كانت س���عاد كرداش هي االن‬ ‫مساعدة بروفس���ور يف مستشفى اجلمهورية‬ ‫فيم���ا اعتق���د ‪ ،‬ود‪ .‬فاطم���ة عيس���ى القزيري‬ ‫اخصائية نساء ووالدة كنا يف الكلية يسمونا‬ ‫ثالثي املرح ( تضح���ك ) ارتبطنا كصديقات‬ ‫من���ذ املرحلة الثانوية‪ ،‬ث���م يف اجلامعة بكلية‬ ‫الطب بنغازي انا كنت الدفعة السابعة بدأنا‬ ‫يف ‪ 1976‬الس���نة االوىل اع���دادي ‪ ،‬حضرن���ا‬ ‫بداي���ة حتركات اللجان الثورية واالعدامات‬ ‫والش���نق واالرهاب يف اجلامعة ‪ :‬شاهدنا هدى‬ ‫بن عامر ويونس معافه وعبداهلادي واهلريمه‬ ‫ه���ؤالء مازال���وا احي���اء ‪،‬اذك���ر هن���ا مظاهرة‬

‫الدراسة ‪،‬يف اجلامعة الطيب الصايف كان يف‬ ‫كلية التجارة كان طالب عادي ش���قيقه مت‬ ‫القب���ض عليه يف االحداث والغريب ان الطيب‬ ‫احن���از للنظام ومل يكن م���ن وجهة نظر اخيه‬ ‫ال���ذي ظه���ر يف االحت���اد والث���ورة الطالبي���ة‬ ‫‪،‬بشري جربوع من جرياننا سجن لفرتة طويلة‬ ‫‪ ،‬ابن سعيد جربوع ‪،‬نتفكر احتفاالت ‪ 7‬ابريل‬ ‫ال�ت�ي كان���ت باالع���دام والش���نق ‪،‬واح���داث‬ ‫ميدان الش���جرة كنا نع���ي وندرك ما جيري‬ ‫‪ ،‬بالنس���بة لي كنا حمصنني م���ن بروباقندا‬ ‫الق���ذايف ‪ ،‬لقد س���جن وال���دي ‪ ،‬مل أكن احبه‬ ‫‪ ،‬خرج والدي من الس���جن وعمري ‪ 14‬س���نة‬ ‫‪ ،‬والق���ذايف اخذ يف ارت���كاب احلماقات العنيفة‬ ‫ضد ش���عبه ‪ ،‬حتى يف أ حداث اصبح الصبح مل‬ ‫نكن لنص���دق ان القذايف ص���ار رجال حاكما‬ ‫طيب���اً وان صدق���ه بع���ض الن���اس ‪ ،‬اذك���ر ان‬ ‫وال���دي عندما ش���اهد ذل���ك احل���دث‪( :‬اصبح‬

‫الصب���ح) ق���ال س���يخرج‬ ‫الق���ذايف ه���ؤالء ليض���ع‬ ‫اضعافه���م يف‬ ‫السجن وكانت‬ ‫هذ احلقيقة ‪.‬‬ ‫اهل���روب من‬ ‫ا جلحي���م‬ ‫يف س���يارة‬ ‫خزان املاء ‪:‬‬ ‫‪! ! ! ...‬‬ ‫أ ثن���ا ء‬ ‫ح���ر ب‬ ‫تش���ا د‬ ‫كن���ا‬

‫بع���د خروجه من الس���جن رف���ض وال���دي الع���ودة للعمل رغم‬ ‫العروض اليت قدمت له ‪ ،‬قرر ان ال يعمل يف احلكومة ‪.!!!..‬‬ ‫متخرج�ي�ن يف الثمانيني���ات كان���وا يأخذون‬ ‫االطب���اء اىل هن���اك لعالج اجلرح���ى ‪ ،‬يف احد‬ ‫االي���ام واذك���ر صباحا س���رب االع�ل�ام خرب‬ ‫االنتص���ار يف وادي الدوم ؟ احسس���نا ان هناك‬ ‫كارث���ة ‪ ،‬زوج���ي كان هن���اك طبي���ب ‪،‬ج���اء‬ ‫بعد اس���بوع اس���تطاعوا اهلروب م���ن اجلحيم‬ ‫يف س���يارة خ���زان امل���اء وحك���ى ع���ن بعضه���م‬ ‫ال���ذي انفجر حتته لغم ‪ ،‬وص���ل زوجي ويده‬ ‫حمرتق���ه ‪ ،‬ثم أخ���ذت االوضاع تس���وء ‪ ،‬كان‬ ‫حدث سقوط طائرة سيدي السايح اليت تويف‬ ‫فيها ‪ 14‬طيارواطقم طريان ‪ ،‬كان ش���قيقي‬ ‫طي���ار وكذلك ‪ 3‬م���ن ابناء خال�ت�ي طيارين‬ ‫وكان من املتوقع ان خيرجوا يف تلك الرحلة‬ ‫‪ ،‬ل���دورة يف طرابل���س يع���دون حلضوره���ا ‪،‬‬ ‫كان���وا قد التقوا يف ع���زاء جدتي اهلل يرمحها‬ ‫‪،‬وقرروا السفر ‪،‬لكنهم سهروا يف العزاء وواحد‬ ‫منه���م قال هلم فلنأجلها اىل الغد ‪ ،‬توفت فيها‬


‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪ 14 () 67‬ـ ‪ -20‬أغسطس ‪)2012‬م‬

‫بنت عم���ت والدتي ومعها ولد عمتها وزوجته‬ ‫حام���ل ‪ ،‬الصدف���ة ان زينب املصري االس���تاذة‬ ‫يف اجلامع���ة ش���قيقها ت���ويف يف ح���رب تش���اد‬ ‫ووالدته���ا مل تص���دق ان���ه تويف مل ت���ر جثمانه‬ ‫‪ ،‬وكذل���ك ابنته���ا مل يصله���ا جثمانها فكانت‬ ‫من القص���ص احملزنة جدا مل���ا ارتكبه القذايف‬ ‫من جرائم طالت العائالت الربيئة ‪ 13.‬يناير‬ ‫‪ ، 1996‬كنا يف ايرلندا كنا متضايقني من‬ ‫االوض���اع اخلدمات الصحية ب���دأت حالة من‬ ‫التخري���ب يف االجه���زة ‪،‬والس���رقات ‪ ،‬نق���ص‬ ‫بع���ض االدوي���ة الضروري���ة وكث���رت املكائد‬ ‫بني البعض واالخر كنت قد عملت ‪ 12‬سنة‬ ‫يف مستش���فى العيون مبدينة بنغازي تعلمت‬ ‫فيه بش���كل جيد وملا ذهب���ت اىل ايرلندا كنت‬ ‫متدرب���ة كان���ت تنقصين ش���هادة عليا كان‬ ‫عندي دبلوم يف ‪1988‬كنت افكر انا وزوجي‬ ‫يف اهلج���رة لكن القرار كان صعب النه يعين‬ ‫الالعودة كنا حناول حنصل على بعثة علها‬ ‫تكون جتربة للس���فر واالختبار حمنة الغربة‬ ‫‪ ،‬ونس���اعد انفس���نا باملنح���ة ونبق���ى لس���نوات‬ ‫الدراس���ة ث���م نع���ود لع���ل االمور ق���د تكون يف‬ ‫االحسن مبجرد ذهبنا مسعنا حبادثة بوسليم‬ ‫‪،‬بدأ يف شكل اش���اعة ثم اتسع املوضوع مبقتل‬ ‫‪ 1200‬سجني ‪،‬يف ذلك الوقت ظهرت االمور‬ ‫على حقيقته���ا وزادت االوضاع س���و ًء‪،‬حصلت‬ ‫وظيفة بعد س���فري اىل ايرلن���دا وظيفة غري‬ ‫دائمة كمل���ت ش���هادتي يف ‪ 1999‬كنت قد‬ ‫اخذت شهادة الزمالة ‪ ،‬وواتتين فرصة العمل‬ ‫كرئيسة قس���م يف مستشفى جترييب الفرتة‬ ‫االوىل ‪ ،‬ويف ‪ 2002‬اعطيت لي وظيفة دائمة‬ ‫فاس���قريت يف ايرلندا ‪.‬كرب ابنائي زرت ليبيا‬ ‫م���ن ‪1996‬اىل ‪ 2003‬جئت ث�ل�اث مرات اىل‬ ‫ليبيا الس���باب كثرية التكلفة للعودة كانت‬ ‫عالية مل نك���ن نرغب يف العودة بالكامل ‪،‬كنا‬ ‫جنت���از املطار اول عودتنا وجميب بأن الس���فر‬ ‫للدراس���ة ‪ ،‬يف ‪ 2003‬ص���ادف وف���اة وال���دي‬ ‫وأبدوا تعاطف���ا معنا ومل نتع���رض للتحقيق‬ ‫او الس���ؤال عن س���بب العودة ‪ ،‬كنت مس���افرة‬ ‫للدراسة مل جيرؤا على س���ؤالنا ‪ ،‬وحقيقة مل‬ ‫تكن لي نش���اطات ظاه���رة لكي يت���م رصدها‬ ‫م���ن قبل اجهزة االمن يف نظام القذايف ‪ ،‬بدأت‬ ‫نش���اطي يف ‪ 2008‬م���ع املعارض���ة ب���دأت يف‬ ‫كتابة املق���االت يف ليبيا املس���قبل ‪،‬ويف موقع‬ ‫اجلبه���ة الوطني���ة لالنق���اذ ‪،‬املؤمت���ر الوطين‬ ‫‪ ،‬وليبي���ا جي���ل‪ ،‬ويف نف���س الوق���ت أخ���ذت يف‬ ‫االتصال ببعض املعارضني املستقلني ‪ :‬تعرفت‬ ‫على الس���يد د‪.‬حممد املقريف ‪ ،‬ابراهيم صهد‬ ‫حمم���د علي عب���داهلل ‪ ،‬عالء املقريف ‪ ،‬حس���ن‬ ‫االمني مفتاح الطيار ‪،‬علي بوزعكوك ومجعة‬ ‫القماط���ي مل يكن لي معهما اتصال مباش���ر ‪،‬‬ ‫حممد بن محيدة كانت عالقتنا طيبة جدا‪،‬‬ ‫تبادلنا الزيارات ‪ ،‬حممود مشام ‪ ،‬عبد املنصف‬ ‫الب���وري ‪ ،‬عل���ي زي���دان ايض���ا غ�ي�ر مباش���رة ‪،‬‬ ‫تعرفت عل���ى الس���يدة فوزية بري���ون تواصل‬ ‫غري مباش���ر ‪ ،‬مل تكن هناك كثري من النس���اء‬ ‫الناشطات سياسيا ‪،‬ندا عياد تعرفنا على بعض‬ ‫من التعليقات على كتاباتنا ‪ ،‬عامل السياس���ة‬ ‫غالب���ا عامل رجال أكث���ر منه عامل نس���اء ‪ ،‬انا‬ ‫حقيقي���ة مل أكتب بامس���ي احلقيقي كنت‬ ‫اضع امسا مس���تعارا وهو ( الليبية ) حتى قيام‬ ‫الث���ورة عندها خرجت بامس���ي وهناك بعض‬ ‫الن���اس اعتقدتين رج���ل وليس ام���رأة ! كان‬ ‫خويف على اهلي داخ���ل البالد وعلى ابنائي يف‬ ‫ايرلندا ‪.‬‬ ‫•قي���ل ل���ي ان كتابات���ي كان���ت ت���وزع يف‬

‫الدكتورة فاطمة احلمروش وفاطمة غندور‬ ‫بعض االفراح واملناس���بات كنت انتقد بش���دة‬ ‫تصرفات القذايف وابنائه‪.‬‬ ‫كان���ت كتابات���ي كان���ت كله���ا حتريض‬ ‫عل���ى العصي���ان املدني‪،‬الس���لمي ب���دون محل‬ ‫الس�ل�اح وقيل لي ان كتاباتي كانت توزع يف‬ ‫بعض االفراح واملناس���بات كنت انتقد بش���دة‬ ‫تصرفات القذايف وابنائه واس���تغالهلم لطيبة‬ ‫الش���عب اللييب وحماولة خداع العامل بصورة‬ ‫غري حقيقية عن الشعب اللييب التخلف الذي‬ ‫يعيش���ون ب���ه ‪ ،‬مل���ا خ���رج الق���ذايف يف االجتماع‬ ‫الثمان���ي يف ايطالي���ا كان خمج���ل كالم���ه‬ ‫وش���كله وتصرفاته ‪ ،‬ثم ملا خ���رج يف الذكرى‬ ‫‪ 64‬جمللس االمم املتحدة عندها انهى نفس���ه‬ ‫واظهر حقيقته للرأي العام واجملتمع الدولي‬ ‫‪ ،‬وحن���ن بق���در اخلجل ال���ذي كنا نش���عر به‬ ‫كان فيه نوع من الغبطة فأخريا شاهد العامل‬ ‫ه���ذا الوجه املش�ي�ن والقبيح ‪ ،‬طبعا املش���اكل‬ ‫اليت صاحبت تس���ليم املقرح���ي كانت مهينة‬ ‫للجميع ثم مش���كلة ابن القذايف يف سويس���را‬ ‫كلها تفاصيل تعاقبت ‪ .....‬بدأنا يف اعتصامات‬ ‫كان���ت تتزامن مع تلك االحداث كل س���بت‬ ‫عندما خرجت النساء عند حمكمة بنغازي ‪ ،‬ثم‬ ‫شاركت ماديا ومعنويا يف التجهيز واملساعدة‬ ‫على نش���ر وتوزيع املناشري‪،‬ثم ملا قامت الثورة‬ ‫كن���ا متفق�ي�ن على اخل���روج ي���وم ‪ 17‬كان‬ ‫عن���دي علم ليبيا فخرجت ب���ه كان اول علم‬ ‫يرتفع يف ايرلندا ‪ ،‬يف شارع مركزي (مركز‬ ‫املدين���ة) ه���و يف ميدان امام الربي���د املركزي‬ ‫‪،‬كما ش���ارع مج���ال عبدالناص���ر يف بنغازي‪،‬‬ ‫طبعا االعتصام يسبقه اذن من الشرطة ‪ ،‬قلت‬ ‫للش���باب اعملوا اعتصامات منظمة وس���لمية‬ ‫‪،‬ب�ل�ا تصرف���ات عصبي���ة او هوج���اء ‪ ،‬املفاجأة‬ ‫قب���ل خروجي تذك���رت مدي���ر ادارة حترير‬ ‫ليبي���ا الي���وم ادم رقي���ق كلمت���ه الن���ه كان‬ ‫ينظ���م االعتصام او الوقف���ة التضامنية ‪ ،‬قلت‬ ‫ل���ه عندكم اعالم قال لدينا االعالم اخلضر‪،‬‬ ‫قلت ل���ه كيف حيصل ه���ذا ؟ فاجاب بذكاء‬ ‫‪ :‬س���نكتب عليهم يس���قط القذايف( تضحك) ‪،‬‬ ‫كنت املك علمني واحد صغري وواحد كبري‬ ‫كثريون س���ألوا هذا علم من ؟ تفاجأت هناك‬ ‫من ال يعرف علم البالد علم االستقالل ‪،‬قالوا‬ ‫ل���ي انت جهزت���ي للثورة ؟ من منتصف ش���هر‬ ‫‪ 11‬كان فيه نشاط كبري على الفيس بوك‬ ‫‪ ،‬شاركت فيه واعرف السيد منصف البوري‬ ‫كان من الناش���طني يف الربنامج التحريضي‬ ‫‪،‬كان عندنا نش���اط حت���ى مع(حممد االمني‬ ‫العيس���اوي) ‪ ،‬وه���و الس���يد مس�ي�ر الش���ارف‬ ‫يعم���ل كمستش���ار قانون���ي وحماس���ب م���ع‬

‫هدى بن عامر كان م���ن املعارضني ومل يكن‬ ‫يظه���ر بامس���ه احلقيقي‪ ،‬كنت ان���ا متخوفة‬ ‫م���ن اكتش���ايف وخفت عل���ى ابنائ���ي وكنت‬ ‫منفصلة ع���ن زوج���ي من���ذ ‪ ،2006‬لكن بعد‬ ‫قام���ت الثورة مباش���رة اعلنت عن نفس���ي عن‬ ‫امسي ‪ ،‬الني حس���يت انه ظل���م وعدم انصاف‪،‬‬ ‫هناك ناس خرجت وواجهت وعرت صدورها‬ ‫مل يك���ن لديها اال أس���لحة بيض���اء او حجارة ‪،‬‬ ‫لس���ت اعز منهم وان���ا بعيدة واعمل بواس���طة‬ ‫الكومبيوتر يف اخ���ر الدنيا قررت االعالن عن‬ ‫امس���ي ‪ ،‬ي���وم ‪ 26-2‬اب�ن�ي ( عب���داهلل النيه���وم‬ ‫) عم���ره ‪ 25‬س���نة ‪ ،‬قال لي بعد ان ش���عرنا ان‬ ‫موض���وع الث���ورة ليس ي���وم او يومني ‪ ،‬عرض‬ ‫علي فكري انشاء مؤسسة خريية وافقت على‬ ‫ط���ول رغم ع���دم وج���ود اخلربة املس���بقة ومل‬ ‫نك���ن نعرف ح���دود قدراتنا اىل اين س���تصل ‪،‬‬ ‫يف ايرلندا االعم���ال اخلريية تنمى يف الطفل‬ ‫منذ بداية تكوينه ‪،‬العمال اخلريية ‪ ،‬والصدق‬ ‫وعدم الغش ش���يئني اساس���يني يربى عليهما‬ ‫الطف���ل ‪ ،‬وعندهم عقوبة ش���ديدة عند الغش‬ ‫يف االمتحان���ات تص���ل ح���د احلرم���ان لس���بع‬ ‫س���نوات من االمتح���ان يف الدولة يف الش���هادة‬ ‫التوجيهي���ة مثال ‪ ،‬مل���ا يغ���ش يف االمتحان ثم‬ ‫يصب���ح وزير او رئي���س يف الدولة ومبين على‬ ‫اخلط���أ ماذا س���يقدم للدولة وكيف س���يقود‬ ‫الذي���ن معه‪،‬وعنده���م االه���ل يقدم���وا قضية‬ ‫ل���و االب���ن مظل���وم والتهم���ة غ�ي�ر صحيحة ‪،‬‬ ‫أعود لفك���رة ابين قال لي س���نفتح موقع على‬ ‫اإلنرتنت ونعلن عن املؤسسة اخلريية ونفتج‬ ‫حساب ونرى مدى تعاون الناس معنا ‪،‬‬ ‫•قالوا لنا حنن سنساعدكم ‪،‬قيمة املساعدات‬ ‫اليت منحتها لنا احلكومة االيرلندية‬ ‫•بلعت فى مجلتها ستة ماليني يورو ‪!!!....‬‬ ‫بدأت بأرسال االمييالت اىل زمالئي بأن ليبيا‬ ‫يف وضع سيء والناس حباجة اىل املساعدات ‪،‬‬ ‫رد الفع���ل كان مجيل وكان عندي صديقة‬ ‫اخصائية أطفال ‪،‬وزميليت باملستش���فى الذي‬ ‫اعمل به رئيس���ة قس���م‪ ،‬وه���ي من اه���ل البلد‬ ‫ايرلن���دا ‪ ،‬قال���ت لي اع���رف املخ���ازن الفالنية‬ ‫فاتصل���ي بف�ل�ان عنده���م خم���زون ملس���اعدة‬ ‫ال���دول ال�ت�ي تص���اب بالنكبات والك���وارث وقد‬ ‫منحوا منذ ف�ت�رة هاييت ‪ ،‬وغريها اتصلت بهم‬ ‫وفوجئت بأنهم يعرضوا عل���ي اطنان واطنان‬ ‫‪،‬مساعدات طبية كبرية مل نكن نتوقعها ‪ ،‬مت‬ ‫حتولنا اىل املس���اعدات املالية هناك من يتربع‬ ‫خبمس���ة يورو‪ ،‬وهناك من يعطي الف يورو ‪،‬‬ ‫كل التربع له معناه ايا كان املبلغ ‪ ،‬كان فيه‬ ‫تضامن كبري من الدولة االرلندية والش���عب‬

‫‪09‬‬ ‫االرلندي بش���كل كب�ي�ر ‪ ،‬االن علينا بل وجب‬ ‫ش���كر احلكوم���ة االرلندية ‪ ،‬حبك���م عالقاتها‬ ‫م���ع الق���ذايف كان���ت مل تس���تطع االع�ل�ان‬ ‫رمسي���ا ولك���ن اخلارجي���ة االرلندي���ة اتصلت‬ ‫بن���ا وقال���وا لن���ا حنن س���ندعمكم بش���كل غري‬ ‫رمس���ي ‪ ،‬خالل فرتة الثورة متكنا من ارس���ال‬ ‫مثان شحنات معونات طبية اول شحنة تصل‬ ‫اىل بنغ���ازي من اجلمعي���ة االرلندية لالغاثة‬ ‫‪،‬كان توزيعه���ا ع���ن طي���ق مصر ع���ن طريق‬ ‫البحر ثم الرب تدخل احل���دود الليبية وتتوزع‬ ‫اىل بنغ���ازي واملنطقة الش���رقية ‪ ،‬بنغازي اول‬ ‫ش���حنة املنتصف االول من ش���هر ثالثة وجاء‬ ‫ابين رفقتها قبل دخوا النيتو ‪ ،‬قبل القرار ابين‬ ‫ي���وم ‪ 17-3‬غادر ليبي���ا ‪ ،‬تعاونا م���ع مجعيات‬ ‫خمتلفة على مس���توى العامل عملنا سابقا يف‬ ‫املعارض���ة ذل���ل كثري م���ن الصعوبات كانت‬ ‫مؤسس���ة تواص���ل لع�ل�اء املقريف تس���تلم منا‬ ‫من مص���ر وحوهلا عل���ى ليبي���ا ‪ ،‬ووزعت على‬ ‫املستش���فيات واعتق���د جزء منه���ا مت نقله اىل‬ ‫مصرات���ه ‪،‬ه���ذه اول دفعت�ي�ن مس���اعدات ث���م‬ ‫بعثنا س���فينتني مالط���ا – مصراته س���اعدتنا‬ ‫فيه���م مالطا في���ه تواصل مجي���ل بيننا ‪،‬كنا‬ ‫ندفع قيمة االيصال ‪ ،‬س���فينة االنتصار نقلت‬ ‫لن���ا املعون���ات اىل مصرات���ه ‪ ،‬ثم بعثنا س���فينة‬ ‫ثاني���ة اىل بنغازي‪ ،‬مت ايقافه���ا يف ايطاليا الن‬ ‫الش���ركة املس���جلة اليت جيب ان تسلمها بني‬ ‫ايطالي���ا وليبي���ا م���ازال مقره���ا يف طرابل���س‬ ‫فمنع���ت م���ن الوص���ول اىل بنغ���ازي ‪ ،‬باعتبار‬ ‫العذر وقتها انه مامن ميناء يف ليبيا يس���تقبل‬ ‫الش���حنة ‪،‬ظلت شهر ونصف يف ميناء ايطاليا‬ ‫اىل ان تدخلت الس���لطات االيطالية ووجهوها‬ ‫اىل بنغازي ‪ ،‬املس���اعدات كله���ا كانت طبية‬ ‫‪،‬ث���م احضرن���ا مس���اعدات عن طري���ق تونس‬ ‫اعدتها اجلالي���ة الليبية قافل���ة طبية ‪،‬وبعتنا‬ ‫قافل���ة ايض���ا ع���ن طريق م���ا نشس�ت�ر ‪ ،‬هناك‬ ‫مس���اعدات بعثناه���ا وصل���ت جل���ادو ‪،‬ويفرن‬ ‫مجيع مستشفيات املنطقة ‪ ،‬اخلالصة كانت‬ ‫مثان رحالت ‪ ،‬الرحل���ة االخرية كانت قافلة‬ ‫طبي���ة كان ابين هو قائ���د القافلة ‪،‬جاءت من‬ ‫ايرلندا – مشال فرنس���ا –ايطاليا ‪ ،‬واحلقيقة‬ ‫مت���ت مس���اعدتنا من مالط���ا يف املصاريف اىل‬ ‫حني ايصاهلا اىل فرنس���ا‪ ،‬وعندنا بعض رجال‬ ‫االعم���ال يف قط���ر س���اعدونا كان���ت تكلف���ة‬ ‫النقل عالي���ة ‪،‬وهناك ايضا رج���ال أعمال من‬ ‫ليبي���ا تضامن���وا بش���كل مجيل كان���ت الثقة‬ ‫متبادل���ة ‪،‬رغ���م ان اجلمي���ع مل يتعرف���وا على‬ ‫بع���ض م���ن قب���ل الثق���ة كس���بناها بعملن���ا‬ ‫املنظم‪،‬حم���ركات كهربائي���ة نقلناه���ا اىل‬ ‫بع���ض امل���دن‪ ،‬ب���ل حت���ى مستش���فى س���يدي‬ ‫الكاس���ح ‪ ،‬بالكفرة ملا صارت معضلة نقلها من‬ ‫ايطاليا اىل بنغازي ‪ ،‬س���يارتني اسعاف وعيادة‬ ‫متنقلة وحاوية ‪ 50‬قدم طويلة‪،‬مثل القطار‪،‬‬ ‫ساعدنا فيها اجليش االيطالي وعلى حسابهم‬ ‫نقلوه���ا ‪،‬الغريبة يف تل���ك الفرتة مل خيطر يف‬ ‫بالنا اننا سنتعامل مع النيتو ‪ ،‬حكومات الدول‬ ‫املشاركة كنا ببساطة نتصل وحنصل على‬ ‫املساعدات ‪ ،‬كان هناك تضامن دولي ملساعدة‬ ‫ليبي���ا ‪ ،‬احلكوم���ة االيرلندي���ة مل تظهرعلن���ا‬ ‫باعتباره���م خاف���وا م���ن ردة فع���ل الق���ذايف‬ ‫كان���ت هلم عالقات جيدة معه ‪،‬قالوا لنا حنن‬ ‫سانس���اعدكم قيمة املس���اعدات اليت منحتها‬ ‫لنا احلكومة االيرلندية ستة مليون يورو ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•تابعوا يف العدد القادم بقية احلوار وفيه جتدون‬ ‫اجابات الس���يدة فاطمة مح���روش وزيرة الصحة‬ ‫عن الكثري من االسئلة !!!!‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪ 14 () 67‬ـ ‪ -20‬أغسطس ‪)2012‬م‬

‫سرية حممد املقريف‬ ‫ميادين تنفرد بنشر ما تيسر من سريته الذاتية على حلقات ) )‬

‫احللقة االولي‬

‫بيتنا يف ش���ارع قريب من سوق اجلريد نهايته‬ ‫•من هو حممد يوسف املقريف ؟‬ ‫انا حممد يوسف املقريف من مواليد أخر عام جمموع���ة مس���اكن مبني���ة وبقي���ة الش���ارع‬ ‫‪1939‬م ‪،‬حتديدا ‪ 31‬ديس���مرب ‪،1939‬ولدت كان���ت خرائ���ب ‪،‬فيه قصف وخ���راب يف وقت‬ ‫يف بنغازي ش���ارع ‪ (،‬زقاق) البعب���اع ال أتذكر مـتأخر م���ن الليل ‪ ،‬مسعت فزع الناس كانت‬ ‫الكثري من طفوليت ‪،‬مشاهد قليلة اتذكرها‪ ..‬والدت���ي ش���ايلتين يف ُغمره���ا ‪،‬وكان مدخل‬ ‫كل ال���ذي اذك���ره‪ ...‬أن والدت���ي يف ش���هر البيت مربوع���ة وس���قيفة ‪ ،‬وكان جمموعة‬ ‫رمض���ان وقع���ت غ���ارة جوي���ة عل���ى مدين���ة م���ن الش���باب م���ن اس���رتي خارجني للش���ارع‬ ‫بنغازي ‪ ،‬بداية احل���رب ووقعت منها طنجرة وهرج���ه واج���ده‪ ،‬معاه���م ‪...‬ظل���وا يط���اردوا‬ ‫الش���ربة على االرض ( يضحك )‪ ،‬اذكر ايضا جمموعة م���ن اجلن���ود االجنليز يب���دوا انهم‬

‫ميادي���ن ‪ :‬هلذه احللقات قص���ة حيث بعد عودة الدكتور حممد املقريف إىل‬ ‫الب�ل�اد زرته ومجع���ة عتيقة يف بيته‪ ،‬ث���م اتفقت مع هلي���ل البيجو أن نصبغ‬ ‫الزيارة حبوار س���رعان ما حتول إىل سرد متأني لسريته‪ ،‬سجلنا عدة ساعات‬ ‫لكن يف غمرة من انشغاالته وانشغالنا توقف السرد ‪ ،‬ومل يتم تفريغ الساعات‬ ‫اليت س���جلت‪ ،‬ومن احلرج لعدم امتام املهم���ة اعتذرنا للدكتور علنا يف ندوة‬ ‫اقامتها ميادين لالس���تاذ مفتاح الس���يد الش���ريف‪ ،‬يوم تس���ليم الس���لطة من‬ ‫اجملل���س االنتقال���ي اىل املؤمتر الوطنى التقيته يف بهو الفندق وقلت سننش���ر‬ ‫الس�ي�رة يف حينها ‪ ،‬هذا هو احلني ففي اليوم التاىل مت انتخابه لرئاس���ة أول‬ ‫مؤمت���ر وطين لييب جاء يف انتخابات ح���رة نزيهة وألول مرة يف تاريخ البالد‬ ‫يتم تس���ليم الس���لطة سلميا ‪ ،‬وبهذه املناس���بة نتقدم اليه بالتهنئة على الثقة‬ ‫اليت حازها من قبل أعضاء املؤمتر ‪.‬‬ ‫– رئيس التحرير‬ ‫دخل���وا ‪ ،‬اىل نهاي���ة الش���ارع ويب���دوا أن هؤالء‬ ‫اجلنود جمموعة ترص���دوا وكانوا خيططوا‬ ‫لالعت���داء ‪ ،‬فخ���رج وال���دي وبعض الش���باب‬ ‫للحماي���ة ‪،‬وعمل���وا حواج���ز تغري م���ن مظهر‬ ‫الزق���اق بتاعنا ‪ ،‬لو فكر اجلن���ود يعاودوا ثاني‪،‬‬ ‫اذك���ر كنت صغرياً وفيه مظاهرة ‪1949‬يف‬ ‫بنغازي اعتقد الذي اعلن فيها استقالل برقة‬ ‫‪،‬اذك���ر ايضا ال اع���رف حتدي���دا االن كانت‬ ‫يف مظاه���رة وق���ع فيه���ا االعتداء عل���ى مبنى‬ ‫مجعي���ة عمر املخت���ار‪ ،‬هذه مش���اهد طبعا يف‬ ‫بيتن���ا ملتقى اونوع م���ن التعايش الغريب بني‬ ‫جوان���ب كث�ي�رة يف احلي���اة ‪،‬كان���ت جدت���ي‬ ‫وال���دة وال���دي م���ن امس�ل�اته كان���ت تتكلم‬ ‫هلجة غرباوية ‪،‬كانت عميت ايضا ‪ ،‬كان عم‬ ‫والدي ايضا يتكلم هلجة طرابلس���ية ‪ ،‬وكان‬ ‫ايض���ا م���ن ي�ت�ردد على بيتن���ا الكثري م���ن اهل‬ ‫بادية اجدابيا ‪ ،‬طباع مخُ تلفة كل االختالف‬ ‫ع���ن اه���ل طرابل���س‪ ،‬كان عم���ي اهلل يرمحه‬ ‫هو ع���م والدي حممود ال يطي���ق التعامل مع‬ ‫‪،....‬كان خليط عجي���ب جدا ‪،‬والدتي وزوجة‬ ‫والدي وإخوتي ‪ ،‬واربع اخوات ‪ ،‬وبعض اقاربنا‬ ‫س���اكنني معانا يف البيت ال���ي يضم ‪ 21‬رجل‬ ‫وامراة‪ ،‬كانت احلياة غنية مليئة تفاعالت و‬ ‫تعدد العالقات ‪ ،‬بالنس���بة لدراسيت االبتدائية‬ ‫درس���تها يف مدرس���ة االم�ي�ر ‪ ،‬واول م���درس‬ ‫ل���ي من (عيل���ة) بن عمران كن���ت يف البداية‬ ‫يف الكت���اب يف اجلام���ع مل احف���ظ كثرياً من‬ ‫القرأن وان حفظت من الش���يخ كان مغربى‬ ‫االص���ل ‪،‬الكث�ي�ر م���ن العب���ارات البذيئة اليت‬

‫أستاذي حممد زغبية ‪،‬وكان من بني املدرسني أستاذ فتحي اجلدي‪،‬‬ ‫الطاهرشنيب ‪ ،‬وأستاذ حسن بن دردف ‪،‬ومصطفى األسطى‪.‬‬ ‫الغري���ب يف األمر كنت يف دراس�ت�ي متوس���ط املس���توى ‪،‬و بعد أن‬ ‫حصل هذا احملك والتحدي أمامي‪ ،‬تغري وضعي الدراسي ‪.‬‬

‫يس���تعملها‪ ( ،‬يضح���ك ) لألس���ف ال ادري ‪،‬‬ ‫ماجع���ل الوال���د يطلع�ن�ي من اجلام���ع ‪ ،‬كان‬ ‫جزء من فصل الدراس���ي يتب���ع اجلامع ‪،‬فيما‬ ‫بعد مسيت مدرس���ة االمرية درست فيها بنات‬ ‫كان اعتقد اسم الناظر استاذ حممود استيته‬ ‫‪ ،‬كان استاذي حممد زغبية ‪،‬وكان من بني‬ ‫املدرسني استاذ فتحي اجلدي‪ ،‬الطاهرشنيب ‪،‬‬ ‫واستاذ حسن بن دردف ‪،‬ومصطفى االسطى ‪.‬‬ ‫•جمد الفتاة ُمقامها يف بيتها ال يف املعم!!!!!‬ ‫كان يف اخلام���س ابتدائ���ي اس���تاذ مص���ري‬ ‫درس علين���ا ‪ ،‬كان عنده توجه يس���اري‪ -‬اهلل‬ ‫يرمح���ه‪ -‬يف ذل���ك العام اهتم بن���ا اهتمام غري‬ ‫عادي‪ ،‬حممد ابراهيم نصر‪ ،‬واقام ندوة حول‬ ‫تعليم املرأة‪ ،‬وأختار س���تة م���ن الطلبة كانوا‬ ‫ثالث���ة ض���د تعليم امل���رأة ‪،‬وثالثة م���ع تعليم‬ ‫املراة أذك���ر منهم حممد اجلري���دي ‪ ،‬امحد‬ ‫الطاهر ‪،‬ابراهيم الش���ريف ‪ ،‬وامحد التاجوري‬ ‫‪ ،‬وس���اعدنا هو يف كتابة امل���ادة ‪ ،‬وكنت ضد‬ ‫تعليم امل���راة واتذكر ابيات من الش���عر ابيات‬ ‫بسيطة‪:‬‬ ‫جم���د الفت���اة ُمقامه���ا يف بيته���ا ال يف املعم���ل‬ ‫واملرء يعمل يف احلقول ويف السهول‪..‬‬ ‫كان احلض���ور طيب يومها ‪،‬يف صالة كبرية‬ ‫يف مدرس���ة االم�ي�ر ‪ ،‬كان وضع���ي التعليمي‬ ‫عادي متوسط مل اكن متميزا ‪،‬ال يف املرحلة‬ ‫االبتدائي���ة وال يف االعدادي���ة ‪،‬وكان وض���ع‬ ‫وال���دي ميس���ور احل���ال تاجر اوضاع���ه جيدة‬ ‫‪،‬يدي���ر اموال���ه ب�ي�ن الس���عي وزراع���ة وحرث‬ ‫وكان يع���ول يف اس���رته كان يرع���ى اخواته‬ ‫واقارب���ه وقريبات���ه‪ ،‬كان يف وض���ع وصي���ت‬ ‫اجتماع���ي طي���ب‪ ،‬مندمج يف النش���اط القبلي‬ ‫االجتماعي والعالق���ات القبلية ‪ ،‬كان والدي‬ ‫رغم اميته كان يتمتع بعالقات طيبة وعلى‬ ‫نط���اق واس���ع بأقاربن���ا يف بنغ���ازي‪ ،‬واجدابيا‬ ‫‪،‬والش���ق الغربي‪ ،‬كان يشدني إليه قدرة غري‬ ‫عادية ‪ ،‬عل���ى احلكمة اليت يتميز بها ‪،‬والنظر‬ ‫يف ش���ؤون االق���ارب وقضاي���ا الناس‪،‬كن���ت‬ ‫اعجب به ودائما كنت احاول ان أقلده ‪،‬ظلت‬ ‫احوالن���ا تس�ي�ر ‪ ،‬وطغ���ت مجلة م���ن االوضاع‬ ‫فيم���ا بع���د افقدت���ه وضع���ه املال���ي‪ ،‬تعرض���ت‬ ‫اسرتنا اىل اختبار صعب جد لكن اهلل سبحانه‬


‫‪11‬‬

‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪ 14 () 67‬ـ ‪ -20‬أغسطس ‪)2012‬م‬

‫كان كاالخ غ�ي�ر الش���قيق أكث���ر الن���اس‬ ‫أث���روا يف حياتي‪ ،‬ورمبا اث���رت فيه لكن ليس‬ ‫بنف���س الدرجة كن���ا نبحث نف���س القضايا‬ ‫م���ع بعض عاش معنا س���نتني ‪ ،‬مع انش���غالي‬ ‫وانغماس���ي بالعمل ويف الدراس���ة ورغبيت يف‬ ‫ان امتي���ز ‪.‬أصب���ح وقيت يضيق عن االنش���غال‬ ‫بالتح���رك م���ع بع���ض االخ���وان ‪ ،‬فعوض�ن�ي‬ ‫د‪.‬عم���رو بتميزه الثق���ايف واملنهجي ‪ ،‬ولعالقة‬ ‫بيننا كان فيه���ا خصوصية غري عادية‪ ،‬فيها‬ ‫رفع ملستوى العالقة ‪ ،‬جتاوزت االمر الشكلي‬ ‫اىل العالق���ة الفكري���ة املتعمق���ة الروحي���ة ‪،‬‬ ‫سبحان اهلل كان وقيت يضيق امام الفعاليات‬ ‫واالنش���طة الكثرية لالخوان ‪ ،‬السياسة تعين‬ ‫ان تولد االفكار‪ ،‬لالس���ف الشديد احد االشياء‬ ‫اليت طبع���ت مناهج االخوان والذي يس���مونه‬ ‫املنه���ج الرتب���وي التقلي���د ‪،‬الرتاب���ة ‪،‬التكرار ‪،‬‬ ‫االبتع���اد ع���ن التجديد ملا يك���ون وقتك ضيق‬ ‫يضي���ق ايضا بهذا الن���وع من التك���رار املضيع‬ ‫للوقت ‪،‬واذك���ر ان االخ ابراهيم محاد رئيس‬ ‫احلرك���ة حبك���م طبيعته املنفتح���ة رغم انه‬ ‫مل يتخرج من اجلامعة ‪،‬كان فكره مس���تنري‬ ‫وكان صادق وكان متفهم وسابق ملن حوله‬ ‫ولكث�ي�ر م���ن القضاي���ا يف جمتمع���ه ‪،‬وكان‬ ‫ط���ارح ان خترج احلرك���ة واالخوان عن هذا‬ ‫املنه���ج ال���رديء وتتفاعل م���ع قضايا اجملتمع‬ ‫‪،‬والص���راع م���ن اج���ل قضاي���ا الن���اس ‪ ،‬وقوبل‬ ‫بالرف���ض من اجملموعة وكن���ت انا ايضا من‬ ‫الذين رفضوا ( يضحك)‪.‬‬ ‫( غداً نتابع )‬

‫احلرية متاعي شرحت هلا حاليت ‪ ،‬فقالت لي‬ ‫واقرتحت علي أن ابدأ والتحق بالدراسة رغم‬ ‫أن���ي كن���ت مس���ؤل عائل���ة ‪،‬ومازلت مس���ؤل‬ ‫وعل���ى رايه���م ساس���ي ونتش���رط ‪،‬علي���ك ان‬ ‫حتضر الساعة أو الساعتني على ان تعوضهم‬ ‫س���اعة ونص���ف الالنش ‪ ،‬وج���دت يف هذا حل‬ ‫وهذا اجلانب حبي���ث اصبح العمل له محاس‬ ‫شديد عندي‪.‬‬ ‫•من الش���خصيات اليت عرفته���ا منذ الثانوية‬ ‫جاد اهلل عزوز الطلحي‪!!! ...‬‬ ‫كن���ت دائم���ا موج���ود منك���ب عل���ى عملي ‪،‬‬ ‫ويش���اء اهلل ش���غل الس���ابعة ونص الصبح اىل‬ ‫اخلامس���ة بعد الظه���ر كنت رئيس القس���م‬ ‫‪ ،‬ووفقين اهلل س���بحانه وتعاىل ثالث س���نوات‬ ‫يف اجلامع���ة كن���ت االول ‪،‬الس���نة االخ�ي�رة‬ ‫حصل ش���يء كيف كانت اجلامعة جامعة‬ ‫‪ ،‬نش���اطات وحرك���ة وطق���وس‪ ،‬كان داميا‬ ‫ل���ي صداقاتي وصداق���ات متنوعة ‪،‬وكان لنا‬ ‫نش���اطات من الش���خصيات اليت عرفتها منذ‬ ‫الثانوية ج���اداهلل عزوز الطلحي تعرفت عليه‬ ‫يف الثانوي���ة قري���ب من النف���س ‪ ،‬حممد انور‬ ‫ابوبك���ر ‪،‬وحممد املنق���وش ‪،‬اق���رب اصدقائي‬ ‫واعز االصدقاء بدأت عالقيت به ثانية ثانوي‬ ‫كان مفتاح الشارف ‪،‬من كنا اصدقاء بشكل‬ ‫غ�ي�ر ع���ادي كان���ت والدتي حتلف براس���ه ‪،‬‬ ‫الدكتور حممد املقريف يقبل رأس املستشار سليمان زوبي عضو املؤمتر الوطين العام‬ ‫اىل ان ق���رر ه���و يف الس���نة ثانية الدراس���ة يف‬ ‫وتعاىل داميا شاملنا بالسرت مع ذلك ‪ ،‬ضائقة العري�ب�ي ‪،‬وكان فيه جمموعة ثالثة مسوها الع���راق ‪، ،‬كثريين كان هلم توجه اس�ل�امي‬ ‫ش���ديدة جدا داخل البيت ‪،‬وم���ع ذلك كان ملا جمموع���ة الط�ل�اب ‪،‬االس���تاذ ابراهي���م محاد تعرف���ت عليه���م ‪ ،‬مث�ل�ا االس���تاذ حمم���ود‬ ‫يأتينا الضيف يس���تقبل برتحاب‪،‬وجيد حسن عرفين عليه االس���تاذ حمم���د معتوق ‪،‬كنت الناك���وع‪ ،‬أيض���ا قام���ت بيين وب�ي�ن د‪ .‬عمرو‬ ‫الضياف���ة‪ ،‬وقليل من الناس كانوا يش���عروا‬ ‫مب���ا كنا منر ب���ه ‪ ،‬هذه احلال���ة ‪،‬تاثر والدي‬ ‫كث�ي�را مب���ا حص���ل ‪ ،‬كن���ت أن���ا االك�ب�ريف‬ ‫اس���رتنا ‪ :‬ارب���ع بن���ات وبقي���ة إخوت���ي صغار ‪،‬‬ ‫لعل���ه وضعتين يف االختب���ار االول‪ ،‬وكان له‬ ‫فائ���دة كبرية س���واء اهتمام���ي بالقيام بدور‬ ‫احملافظة على االسرة وحتمل املسؤلية كان‬ ‫هم���ي كل���ه اجن���ح يف ذل���ك ‪،‬احملن���ة زلزلت‬ ‫زلزل���ة كامل���ة بيتن���ا الكث���ر من عش���رين‬ ‫نف���ر ‪،‬خاصة فجاة وقد تعودت على منط من‬ ‫احلياة ‪ ،‬بدأت اش���تغل‪ ،‬وبدأت ادرس يف نفس‬ ‫الوقت ‪ ،‬وكان هلذا معان���ي كبرية ‪ ،‬الغريب‬ ‫يف االمر كنت يف دراس�ت�ي متوسط املستوى‬ ‫‪ ،‬بع���د حصل ه���ذا احمل���ك والتح���دي امامي‪ ،‬احضر ن���دوات كثرية ورحالت ‪ ،‬كانت هذه‬ ‫تغري وضعي الدراس���ي ‪ ،‬اذكر اني جنحت يف اه���م مع���امل املرحل���ة ‪ ،‬طبعا كان م���ع نهاية‬ ‫العق���د النهائ���ي للمرحل���ة التوجيهية‪ ،‬كان‬ ‫الثانية ثانوية ‪.‬‬ ‫"•كن���ت األول يف القس���م األدب���ي عل���ى عندي أمل و رغبة شديدة ادرس االدبي‪ ،‬رغم‬ ‫اني كنت جي���د يف العلوم والرياضيات ‪ ،‬لكن‬ ‫ليبيا !!!!!!‬ ‫يف التوجيهية كنت األول يف القس���م االدبي اخرتت االدبي ختصص لغة عربية‪ ،‬لالس���ف‬ ‫على ليبيا ‪،‬اخر سنة نهاية العطلة الصيفية الش���ديد جنحت االول يف التوجيهي ‪،‬يف ذلك‬ ‫كنت لس���بب ما مار بش���ارع اجلري���د التقيت الع���ام بالذات مل تكن هن���اك ختصص حقوق‬ ‫بزميل يف الدراس���ة عبداحلميد الربيكي قال ‪،‬ومل تكن هناك دراس���ات يف اخل���ارج ‪ ،‬لعل يف‬ ‫لي ع���ن جتربة خيوضها ‪ ،‬كن���ا يف رحلة يف ذلك نوع من الرعاية من اهلل سبحانه وتعاىل‬ ‫خمي���م قضينا ي���وم يف ن���دوات وحماضرات‪ ،‬الن���ه يف تقدي���ري قع���دت افكر رمب���ا لو صار‬ ‫قل���ت ل���ه واهلل ش���وقتين‪ ،‬طبع���ا ه���ذا يب���دو وخرج���ت يع�ن�ي كن���ت اختلى عن اس���رتي ‪،‬‬ ‫بدايت���ه عالقت���ه باالخ���وان ‪ ،‬هذا كان س���نة وش���اء اهلل ان الحي���دث هذا لكي اس���تفيد من‬ ‫(‪ )1951-1952‬تقريب���ا ‪ ،‬مبك���را ج���دا ‪ ،‬قبل هذا أق���رأ ختصص جت���ارة التخص���ص اللي‬ ‫ه���ذا كان���ت جمل���ة (س���ندباد) واذك���ر أنها صاروعمل���ت ب���ه‪ ،‬ان���ه يف العطل���ة الصيفي���ة‬ ‫كانت تدعو قرائها لتنظيم وتشكيل حلقات اشتغلت مع شركة إسوا كان مرتبها أفضل‬ ‫وندوات‪،‬كنت اذكر ان م���ن قرائها‪ ...‬بودراع ‪ ،‬كان مع���ي يف نف���س ال���دورة عبدالعاط���ي‬ ‫‪ ،‬ش���كلنا ن���دوة كان واح���د م���ن قرائها امسه العبي���دي كان صدي���ق دراس�ت�ي االبتدائي���ة‬ ‫عي���اد ش���هيوة ‪،‬واذك���ر ان���ي ب���دأت احض���ر ‪،‬وكان معي ش���خص امسه ادريس احلاس���ي‬ ‫بعض الندوات‪،‬وهناك نش���اط وعمل مجاعي دخل فيما بع���د اجليش وحوكم فيما اعتقد‬ ‫منظ���م‪ ،‬كان في���ه االخ���وان يف تل���ك الف�ت�رة ‪،‬مع نهاية العطل���ة الصيفية ‪ ،‬واجهت اختبار‬ ‫أعتق���د فيه ث�ل�اث جتمع���ات البراهيم محاد ش���ديد وهو مواصلة الشغل مع الشركة ‪ ،‬أو‬ ‫عدد طي���ب قليل م���ع موظف�ي�ن ‪ ،‬كان ايضا الدراس���ة يف اجلامع���ة عام جدي���د‪ ،‬قعدت يف‬ ‫يعانق رفيق دربه وصهره عبد العزيز صهد‬ ‫جمموع���ة اخ���رى برئاس���ة االس���تاذ مصباح حرية واضطراب ‪،‬ال حظت احدى السكريرتات‬

‫لألس���ف الشديد أحد األش���ياء اليت طبعت مناهج االخوان أنذاك‬ ‫والذي يسمونه املنهج الرتبوي التقليد ‪،‬الرتابة ‪،‬التكرار‬ ‫كان والدي رغم أُميته يتمتع بعالقات طيبة وعلى نطاق واسع‬ ‫بأقاربنا يف بنغازي‪ ،‬وأجدابيا ‪،‬والشق الغربي‬


‫‪12‬‬

‫أغسطس‪)2012‬م‬ ‫‪-20‬أغسطس‬ ‫‪ 14‬ـ‪-20‬‬ ‫‪ 66‬ـ‪ 14()()6767‬ـ‬ ‫العددان (‪ 66‬ـ‬ ‫الثانية ـالعددان (‬ ‫السنةالثانية ـ‬ ‫السنة‬ ‫‪)2012‬م‬

‫من جنوب أفريقيا ‪ :‬در‬

‫بقلم ‪ :‬نينا توتينربج‬ ‫ترمجة ‪ :‬ياسني أبوسيف ياسني‬ ‫ولكن دعونا ال نتعج���ل ‪!...‬ولنبدأ القصة من‬ ‫بدايتــــها‪!!...‬‬ ‫أل�ب�ي س���اخس رج���ل أبي���ض يه���ودي واب���ن‬ ‫لناش���ط يف النقاب���ات العمالي���ة انض���م اىل‬ ‫حركة مقاوم���ة التفرقة العنصرية عندما‬ ‫كان طالبا يف الس���ابعة عشر من عمره منذ‬ ‫أكث���ر من س���تني عام���ا وعندما خت���رج من‬ ‫اجلامع���ة حيمل ش���هادة يف القان���ون التحق‬ ‫مبجموع���ة م���ن الناش���طني يف املؤمت���رات‬ ‫الوطني���ة الذين تعرضوا للس���جن والتعذيب‬ ‫بل للحكم باالعدام لنشاطهم السياسي ‪.‬‬ ‫���م اعتقلت���ه الس���لطات ع���ام ‪1963‬‬ ‫وم���ن َث ّ‬ ‫ووض���ع يف الس���جن يف حب���س انف���رادي ملدة‬ ‫س���تة أش���هر ‪ ..‬وبع���د ث�ل�اث س���نوات أعي���د‬ ‫اعتقاله واس���تجوابه وتعذيب���ه وعندما أخلي‬ ‫س���بيله هذه املرة فر خارج بالده ليقضي ‪24‬‬ ‫عام���ا يف املنف���ى معظمه���ا يف موزمبيق حيث‬ ‫ق���ام بتدريس القانون يف جامعتها وعمل مع‬ ‫قي���ادات املؤمت���ر الوطين االفريق���ي من أجل‬ ‫اس���قاط حكومة جنوب أفريقي���ا العنصرية‬ ‫اليت يسيطر البيض عليها ‪.‬‬ ‫" سوف ننتقم لك "‬ ‫ال يوج���د ناش���ط سياس���ي ض���د التفرق���ة‬ ‫العنصري���ة كان يف مأم���ن يف ذل���ك الوقت‬ ‫مبا يف ذل���ك املتواجدون خارج جنوب أفريقيا‬ ‫وقد اس���تهدف بعض هؤالء فرق االغتياالت‬ ‫األمني���ة التابع���ة حلكوم���ة جن���وب أفريقيا‬ ‫‪ ..‬فف���ي موزمبيق س���نة ‪ 88‬انفج���رت قنبلة‬ ‫مفخخ���ة يف س���يارة س���اخس كادت تقضي‬ ‫علي���ه لوال أن متكن األطب���اء من إنقاذ حياته‬ ‫وبس���بب ذل���ك التفجري فق���د ذراع���ه اليمنى‬ ‫كم���ا فقد البصر يف اح���دى عينيه ويف وقت‬ ‫الحق مت نقله اىل اجنلرتا‪.‬‬ ‫إن االنتق���ام القاس���ي جيع���ل املنتقم يقف يف‬ ‫نفس املس���توى يرتكب نفس األشياء البشعة‬ ‫ال�ت�ي ارتكبت ض���ده ‪ ..‬بينما االنتق���ام الناعم‬ ‫ميث���ل انتص���اراً للم ُث���ل واملب���ادئ يف احلي���اة‬ ‫وحتقيقا لألهداف السامية ‪.‬‬ ‫وقال أليب ساخس ‪:‬‬ ‫بينم���ا كن���ت أتلق���ى الع�ل�اج يف املستش���فى‬ ‫بلندن وقد مت���زق ذراعي إرب���ا وأعيد لعيين‬ ‫الساملة بصرها تذكرت أحد أصدقائي الذي‬ ‫ترك لي رس���الة قال فيها " س���وف ننتقم لك‬

‫املستش���ار يف احملكمة الدس���تورية العليا جلنوب افريقيا أليب ساخس كما يبدو يف جوهانسربيج سنة ‪2009‬‬ ‫مقاوما احلافز والدافع على االنتقام من مفجر القنبلة الثي أدت اىل برت يده اليمنى‬ ‫يف حي���اة الصحف���ي الذي يغطي األحداث مت���ر أحيانا حاالت نادرة يقابل فيها ش���خصا غري عادي ومثري جدا‬ ‫ورائعاً لدرجة تدعوه ملشاركة اآلخرين هذه التجرية الفريدة‪.‬‬ ‫تلك كانت حالة أليب ساخس الذي قابلته يف جنوب أفريقيا عندما كنت أقضي إجازتي هناك ‪ .‬كان ساخس‬ ‫ينعم حبياة مميزة من مناضل يف س���بيل احلرية اىل راع ومؤس���س هلا ‪ ..‬ومن الس���جن والتعذيب والنفي اىل‬ ‫مساعدته يف كتابة دستور جنوب أفريقيا ‪ ..‬وقد عني من قبل نيلسون مانديال قاضيا يف احملكمة الدستورية‬ ‫اليت متاثل احملكمة العليا ‪ ..‬ويف وقت فراغه نشر عشرة مؤلفات كان آخرها “ الكيمياء العجيبة بني احلياة‬ ‫والقانون “‪.‬‬ ‫"فش���عرت بعدم ارتياح كبري إزاء ذلك األمر الغالبي���ة م���ن غري البي���ض ‪ .‬وبعد ‪ 24‬س���نة‬ ‫‪ ..‬فه���ل س���نقطع أذرع كل من قام���وا بذلك قضاها يف املنفى عاد ساخس اىل بالده ليعني‬ ‫العمل وهل س���نفقأ ع�ي�ن كل واحد منهم ؟ يف جلنة اعداد مس���ودة دس���تور جديد لدولة‬ ‫أي ن���وع من البلدان هذا ؟ وهل هذا ما حاربنا غري عنصرية ‪.‬‬ ‫ومل���ا كان من اآلب���اء املؤسس�ي�ن وأحد صناع‬ ‫وناضلنا من أجله؟‬ ‫وبدال من ذلك فان ما يريده ساخس ‪ -‬حتى دس���تور ب�ل�اده متلكين س���ؤال طاملا ت���ردد يف‬ ‫للذين فجروا سيارته ‪ -‬هو ما يقول عنه انه األوس���اط القانوني���ة بالوالي���ات املتحدة ‪ :‬ما‬ ‫رأي���ه يف ماهيةالغ���رض األصل���ي كمفهوم‬ ‫نوع من " االنتقام الناعم "‬ ‫وقال س���اخس موضحاً " ّ‬ ‫إن االنتقام القاسي وطريقة ملعرفة ما يعنيه الدستور؟‬ ‫يرتكك يف نفس مستوى األشخاص الذين وق���ال س���اخس ان���ه فيم���ا يتعل���ق بالواليات‬ ‫يقومون بهذه األفعال البشعة بينما االنتقام املتح���دة يبدو األمر واضح���ا أما يف ما يتعلق‬ ‫الناعم ميثل انتصارا حليات���ك ومثلك العليا جبن���وب أفريقيا وم���ع أنه يعترب نفس���ه من‬

‫وأهدافك النبيلة "‬ ‫وبع���د عامني م���ن ذل���ك التفج�ي�ر اضطرت‬ ‫حكوم���ة جن���وب افريقي���ا للرض���وخ حت���ت‬ ‫الضغ���وط الدولي���ة فأفرج���ت عن نيلس���ون‬ ‫مانديال بعد ‪ 27‬عاما من الس���جن واعرتفت‬ ‫باجلماع���ات املعارض���ة وب���دأت مفواض���ات‬ ‫دميوقراطي���ة انتقالي���ة يف جمتم���ع تس���وده‬

‫صن���اع الق���رار إال أن إبراز القص���د أقرب اىل‬ ‫املستحيل ‪.‬‬ ‫القصد األصلي ‪:‬‬ ‫وأوض���ح أن س�ي�ر عملي���ة وض���ع مس���ودة‬ ‫الدس���تور املعق���دة م���ع أن ذلك أم���ر طبيعي‬ ‫حي���ث " أنن���ا نضع املس���ودة ويعل���ق اآلخرون‬ ‫عليه���ا ثم تعرض على جل���ان خمتلفة ومن‬

‫ث���م توض���ع يف صيغته���ا النهائي���ة وتربطها‬ ‫مجل ومواد متجاورة " ويف مثل هذه العملية‬ ‫املتع���ددة الوج���وه ميك���ن الق���ول ان املقص���ود‬ ‫بقاؤه عرب األجيال وطول الزمان "‬ ‫ويقول ساخس انه يتعجب كثريا حني يعود‬ ‫اىل قراءة مس���ودة الدس���تور هذه األي���ام‪ " ،‬يا‬ ‫إهلي هل كان يف ذهننا ذلك ؟ فأنا ال أتذكر‬ ‫أننا شطبنا بعض العبارات ويف احلقيقة يبدو‬ ‫ان ما سقط من كلمات يف الصيغة النهائية‬ ‫على قدر كبري من األهمية ويف العادة ختلو‬ ‫السجالت من توثيق ذلك "‪.‬‬ ‫وحت���ى كلم���ة " القصد " يص���ر أنها مل تكن‬ ‫واضح���ة ‪ " ،‬ماذا علي���ك أن تقبل من الطرف‬ ‫ال���ذي يق���ف اىل جانب���ك ؟ او عل���ى اجلان���ب‬ ‫اآلخر ممن يرون الكلمات بطريقة خمتلفة‬ ‫؟" وق���د الح���ظ أن���ه كلم���ا ورد خ�ل�اف يف‬ ‫ال���رأي تأتي حلظات يقول فيها املرء لنفس���ه‬ ‫" كفاي���ة" وجي���ب علينا أن نف���رغ من اعداد‬ ‫الدستور ‪".‬‬ ‫غ�ي�ر أن���ه يف بع���ض األم���ور بالطب���ع وج���د‬ ‫ساخس نفسه متمسكا بها ومن بينها ضمانة‬ ‫أال يك���ون هن���اك توقيف ب���دون حماكمة ‪..‬‬ ‫وميض���ي قائال ان���ه ال يكفي الق���ول بضمانة‬ ‫احلق يف اجراء حماكمة خالل ‪ 48‬ساعة ‪".‬‬ ‫وعوضا ع���ن ذلك " رأينا وض���ع نص صريح‬ ‫يقول ان���ه ال توقيف ب���دون حماكمة لكون‬ ‫ذل���ك هو الس�ل�اح ال���ذي تس���تخدمه حكومة‬ ‫التفرقة العنصرية ضد املناهضني هلا " للزج‬ ‫ب���اآلف املؤلف���ة من���ا يف احلب���س ‪ ..‬وبالتالي‬ ‫كانت تقلب قانون االجراءات اجلنائية رأسا‬ ‫على عق���ب ومن ثم وضعت لش���رطة األمن‬ ‫حق تقرير من املذنب ومن الربئ ‪".‬‬ ‫فجر جديد ‪:‬‬ ‫ويق���ول س���اخس أن���ه يف كل مرحل���ة م���ن‬ ‫املراح���ل االنتقالي���ة للدميقراطي���ة غ�ي�ر‬ ‫العنصري���ة توج���د صعوب���ات وعقب���ات حتى‬ ‫بالنسبة للمحكمة الدستورية اجلديدة حني‬ ‫وج���د القضاة اجلدد ان عليه���م ان يقرروا ما‬ ‫اذا كان متهما ما س���يحاكم طبقا للقوانني‬ ‫اليت كانت س���ارية وق���ت ارتكاباجلرميه يف‬ ‫ظ���ل احلكوم���ة العنصري���ة او حت���ت طائلة‬ ‫القانون اجلديد ووفقا لنصوصه‪.‬‬ ‫ق���ال س���اخس " أتذك���ر ح�ي�ن كان رئي���س‬


‫‪)2012‬م‬ ‫أغسطس‬ ‫‪14‬ـ ـ‬ ‫‪()()67‬‬ ‫‪66‬ـ ـ‬ ‫العددان( (‬ ‫‪)2012‬م‬ ‫أغسطس‬ ‫‪-20‬‬ ‫العدد‪14‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪66‬‬ ‫الثانيةـ ـالعددان‬ ‫السنةالثانية‬ ‫السنة‬ ‫يوليو ‪)2012‬‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫‪ 26-20‬ـ ‪-2‬‬ ‫‪( 59‬‬‫الثانية‬ ‫السنة‬

‫‪13‬‬

‫روس يف االنتقام الناعم‬ ‫حمكمتن���ا ي���دور ح���ول الطاول���ة ويس���أل‬ ‫قاضيا ع���ن رأيه ؟ فكانت اجاب���ة القاضي انه‬ ‫طبقا للنصوص االنتقالية يف الدس���تور فإن‬ ‫املعنى احل���ريف واضح مع األس���ف ولكن هذا‬ ‫ش���يئ مؤقت وواف���ق القضاة اآلخ���رون على‬ ‫ه���ذا ال���رأي اىل أن ج���اء الدور على س���اخس‬ ‫ليتحدث فق���ال حمتجا "ال" وغصت الكلمات‬ ‫يف حلقه ومل يعد قادرا على توضيح األسباب‬ ‫وق���ال متذكرا " لقد عرف���ت حينها ان خطأ‬ ‫ما قد وقع "‬ ‫" فه���ذا الدس���تور كان فج���را جدي���دا ‪ ..‬فهو‬ ‫متزي���ق ت���ام للنظ���ام الس���ابق وان الفك���رة‬ ‫يف جع���ل العم���ل جي���ري كس���ابق عه���ده‬ ‫فالعنصرية وس���لطة الفرد قد جتد طريقها‬ ‫يف املس���تقبل ولو لدقيقة واحدة فذلك ميثل‬ ‫يف نظ���ري خرق���ا ملعنى حركة الدس���تورية‬ ‫‪ .‬إن حمن���ة س���اخس مل تلبث طوي�ل�ا عندما‬ ‫قرر القضاة اآلخ���رون ان ميضوا وقتا أطول‬ ‫يف مناقش���ة املوضوع وانته���وا اىل قبول وتبين‬ ‫وجهة نظره بفارق ‪ 7‬ضد ‪ 4‬أصوات ‪.‬‬ ‫فالنظام القضائي العادل شيئ ‪ ..‬ولكن الزائر‬ ‫جلنوب افريقيا ال ميلك أن يس���أل نفسه ملاذا‬ ‫مل تكن العدالة أكثر تدفقا وعمقا وملاذا بعد‬ ‫مرور عق���ود من القس���وة الوحش���ية مل يقم‬ ‫الغالبية من اجلنس غ�ي�ر األبيض باالنتقام‬ ‫من البيض املعتدين ؟‬ ‫كانت إجابة س���اخس هلذا الس���ؤال معقدة ‪.‬‬ ‫كانت جتمع م���ا بني تقاليد غان���دي املبنية‬ ‫عل���ى ع���دم العن���ف ال�ت�ي ب���دأت ح�ي�ن كان‬ ‫غان���دي يعي���ش يف جن���وب أفريقي���ا وب�ي�ن‬ ‫التقاليد الربيطاني���ة يف عدالة القضاء وبني‬ ‫عقود النضال والكفاح اليت مارس���ها نيلسون‬ ‫مانديال وأوليفر تامبو وزعماء آخرون كان‬ ‫هدفهم اقامة جمتمع غري عنصري ‪.‬‬ ‫" إنن���ا نري���د أن نثب���ت لرفاقن���ا اجلن���وب‬ ‫افريقي�ي�ن ونري���د أن نثب���ت ل���كل الع���امل أن‬ ‫السود والبيض ميكن أن يعيشا معاً وهذا نوع‬ ‫من الرؤيا والطموح " وأضاف ساخس انه نوع‬ ‫من الصداع لكي نتجاوز التقسيم ‪.‬‬

‫واحلقيقة الثابتة أن أياً من الس���ود والبيض‬ ‫ال ميكن أن يعيش مبفردهما " فإننا حباجة‬ ‫لبعضنا بعضا "‬ ‫فلدى البيض رأس املال كما لديهم املهارات‬ ‫مم���ا سيس���اعد جن���وب افريقي���ا اجلدي���دة‬ ‫عل���ى التق���دم واالزدهار ‪ ..‬كم���ا أن عدد غري‬ ‫البي���ض ال���ذي يرب���و عل���ى ‪ 90‬يف املائ���ة من‬ ‫الس���كان حيتاجون راس امل���ال واملهارات لبناء‬ ‫املؤسسة التعليمية الغري عنصرية واالسكان‬ ‫والصحة اليت حرموا منها لعقود طويلة ‪.‬‬ ‫وم���ن ث���م فه���ل يطل���ب مم���ن قاس���وا وعانوا‬ ‫يف عه���د التفرق���ة العنصري���ة أن يس���احموا‬ ‫ويعفوا ويتناسوا ‪.‬‬ ‫قال ساخس ‪ " :‬ان نعفوا فنعم ‪ ..‬وأما أن ننسى‬ ‫‪...‬فال "‬ ‫طلب العفو ‪:‬‬ ‫يف ه���ذا الس���ياق ذك���ر س���اخس اجتماع���ا‬ ‫م���ع أح���د الذين زرع���وا القنبلة يف س���يارته‬ ‫وامسه هن���ري وهو ضابط ش���رطة يف قوات‬ ‫األمن حيث حضر ملقابلة س���اخس يف مكتبه‬ ‫باحملكمة طالبا السماح والعفو ‪.‬‬ ‫تكل���م الرج�ل�ان طويال اىل أن أنهى س���اخس‬ ‫احلدي���ث بقوله " ع���ادة عندما أودع ش���خصا‬ ‫أصافح���ه ‪ ..‬ولكين ال أس���تطيع أن أصافحك‬ ‫‪ ..‬اذه���ب اىل جلنة تقصي احلقائق وقل كل‬ ‫م���ا تعرفه ‪ ..‬ومن يعرف رمبا س���نتقابل مرة‬ ‫أخرى ‪.‬‬ ‫بعد ذلك نس���ي س���اخس الرج���ل الذي حاول‬ ‫قتل���ه ‪ ..‬ولك���ن بعد عدة أش���هر وعندما كان‬ ‫القاضي يف حفلة كبرية مسع صوتا يناديه‬ ‫" أل�ب�ي " فنظر من حوله ليس���مع " أليب " من‬

‫جدي���د ويتذكر س���اخس " حبق االل���ه ‪ ..‬انه‬ ‫هنري ‪.‬‬ ‫وجد الرج�ل�ان ركن���ا هادئ���اً يتجاذبان فيه‬ ‫أط���راف احلدي���ث فأبلغ���ه هن���ري بأن���ه ق���د‬ ‫ذه���ب اىل جلنة تقص���ي احلقائق واملصاحلة‬ ‫وأبلغهم بكل ما يعرف ‪.‬‬ ‫فقلت ل���ه يا هنري ليس أمام���ي غري وجهك‬ ‫لتقول لي أن م���ا قلته صحيح وأنه احلقيقة‬ ‫وهأنذا أمد يدي اليسرى ألصافحك ‪ ..‬فذهب‬ ‫بعي���دا عين مبتهجاوقريباً م���ن حالة فقدان‬ ‫الوع���ي ‪ ..‬وكان يف ذل���ك صدمة كربى لي‬ ‫‪ ..‬ولكن�ن�ي علمت أن���ه كان يرق���ص ثم بعد‬

‫ذلك خ���رج من احلفلة فج���أة اىل بيته وظل‬ ‫يبكي أسبوعني متتاليني ‪ ..‬وقد تأثرت لذلك‬ ‫بالغ التأثر ‪ ..‬فلس���ت صديق���ا هلنري مبعنى‬ ‫أنين قد أصحب���ه للس���ينما ‪ ..‬ولكننا أصبحنا‬ ‫نعي���ش يف نفس الوطن ‪ ..‬وبالنس���بة لي على‬ ‫األقل ذلك أمر يع�ن�ي لي الكثري ‪ ..‬أكثر مما‬ ‫لو أرسل اىل السجن ‪..‬‬ ‫وذل���ك م���ن وجه���ة نظ���ر أل�ب�ي س���اخس هو‬ ‫االنتقام الناعم ‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪ 14 () 67‬ـ ‪ -20‬أغسطس ‪)2012‬م‬ ‫ملف العدد ‪ :‬املؤمتر الوطين العام إىل أين ؟‬

‫اتذكر‬ ‫اجلزء الثاني‬

‫منذ خرجت من السجن وعدت اىل هون ‪،‬مل يشغلين شيء كما شغلتين‬ ‫املدين���ة القدمي���ة ‪ ،‬كن���ت مهموم���ا به���ا طول الوق���ت ‪ ،‬يف دردش���اتي مع‬ ‫أصدقائ���ي ويف مناكفاتي ‪ !.‬م���ع زوجيت اليت أوش���كت يف احدى املراحل‬ ‫ان تعتربه���ا ضرة هلا ‪ ،‬كانت املدينة القدمي���ة ترقد وتقوم معي بل إنها‬ ‫أحيانا تغزو أحالمي ‪.‬‬

‫السنوسي حبيب‬

‫املدينة القدمية‬ ‫املدين���ة احلل���م اكث���ر م���ن املدين���ة الواق���ع‬ ‫والتاريخ ‪:‬‬ ‫منذ خرجت من الس���جن وعدت اىل هون ‪،‬مل‬ ‫يشغلين شيء كما شغلتين املدينة القدمية ‪،‬‬ ‫كنت مهموما بها طول الوقت ‪ ،‬يف دردش���اتي‬ ‫مع أصدقائ���ي ويف مناكفات���ي ‪ !.‬مع زوجيت‬ ‫ال�ت�ي أوش���كت يف اح���دى املراح���ل ان تعتربها‬ ‫ض���رة هل���ا ‪ ،‬كان���ت املدين���ة القدمي���ة ترقد‬ ‫وتقوم معي بل إنها أحيانا تغزو أحالمي ‪.‬‬ ‫كان���ت املدين���ة احلل���م أكث���ر م���ن املدينة‬ ‫الواق���ع والتاري���خ ‪ ،‬كان���ت املدين���ة الواق���ع‬ ‫متثل تقريب���ا نصف مس���احة ومباني املدينة‬ ‫التاريخ واحلل���م والذكرى ‪ ،‬ترتكب املدينة‬ ‫التاريخ والذكرى من س���تة شوارع منتظمة‬ ‫بش���كل متواز ومس���تقيم متجهة من الشمال‬ ‫إىل اجلن���وب ‪ ،‬تتقاط���ع معه���ا ثالثة ش���وارع‬ ‫ال تأخ���ذ ش���كال منتظم���ا بل متقطع���ا ينتهي‬ ‫كل قس���م م���ن الش���ارع عند ش���ارع املنتصف‬ ‫ومتجه���ة م���ن الغ���رب اىل الش���رق‪ ،‬وكان‬ ‫اجلام���ع العتي���ق ينتصب يف الوس���ط منحازا‬ ‫إىل الش���مال أكث���ر م���ن اجلن���وب ومقتطعا‬ ‫بالساحة الصغرية احمليطة به جزءاً من كل‬ ‫م���ن اجلهتني الغربية والش���رقية بالتس���اوي‬ ‫جماورا ل���ه وباإلقتطاع من البي���وت احملاذية‬ ‫ّ‬ ‫كل م���ن الزاويت�ي�ن العيس���اوية اليت كانت‬ ‫تتمي���ز بتقدي���م حف���ل حض���رة العيس���اوية‬ ‫ي���وم اإلثن�ي�ن م���ن كل اس���بوع والزاوي���ة‬ ‫السنوس���ية ذات املبنى الكبري نس���بيا ‪،‬وكانت‬ ‫تق���وم بتحفيظ الق���رآن ويلتق���ي فيها اخوان‬ ‫السنوس���ية ‪ ،‬وكت���اب القرية املتف���رغ منهم‬ ‫لتحفي���ظ الق���رآن وكان يع���رف باس���م‬ ‫احملضرة وهو عبارة عن غرفة كبرية أمامها‬ ‫س���احة مس���قوفة ‪ ،‬كان اجلام���ع الصغ�ي�ر(‬ ‫مبئذنت���ه املربّعة على النم���ط املغاربي) كما‬ ‫كان يس���مى متيي���زا ل���ه عن اجلام���ع الكبري‬ ‫أو العتيق يف اجل���زء الغربي مالصقا للبيوت‬ ‫ولك���ن بس���احة صغ�ي�رة أمام���ه األم���ر الذي‬ ‫جيعل���ه ضمن املباني األساس���ية عند تصميم‬ ‫القرية ‪ ،‬ويف ش���ارعنا (ش���ارع خالد بن الوليد‬ ‫) باجلهة الغربية زاوية الش���يخ عبدالس�ل�ام‬ ‫الش���هرية بإقامة احتفال املول���د النبوي ‪،‬و يف‬ ‫اجله���ة الش���رقية كان���ت الزاوي���ة القادرية‬ ‫وهي بناء صغري ولكن له مسعة خاصة حيث‬ ‫كانت تس���مى (املدرس���ة ) لقيامها بتحفيظ‬ ‫الق���رآن‪ ،‬اضاف���ة اىل جامع�ي�ن صغريين جدا‬ ‫‪،‬واحد عن���د نهاي���ة اجلهة الش���رقية حماذيا‬ ‫للس���وق والثاني يف الركن الشمالي الشرقي‬ ‫مواجهة مباش���رة للمدخل الشمالي للقرية ‪،‬‬

‫كانت صالة األوقات تؤدى يف جوامع القرية‬ ‫األربع���ة بينما مت ّي���ز اجلام���ع العتيق بصالة‬ ‫اجلمعة والعيدين ‪،‬‬ ‫أص���در املؤمتر الش���عيب ه���ون ق���راراً بإزالتها‬ ‫وح ّرض الناس على تفكيك ما بها‪:‬‬ ‫كان الس���وق مالصق���ا للقري���ة م���ن اجلهة‬ ‫اجلنوبي���ة تفت���ح دكاكين���ه املقتطع���ة من‬ ‫البيوت يف الس���احة الواسعة (البياصة ) كما‬ ‫كان يس���ميها اإليطاليون الذين انش���أؤوها‬ ‫مقتطعة من أطراف القرية و مقابلة لقصر‬ ‫احلكومة (الكوماندا ) كما كان يُنعت عندما‬ ‫كن���ا أطف���اال ‪،‬يف الط���رف اجلنوب���ي الغربي‬ ‫يقع الس���وق اجلديد الذي انش���أه اإليطاليون‬ ‫بأقواس���ه األندلس���ية (أقواس نص���ف دائرية‬ ‫) وال���ذي كان مكرس���ا لبي���ع اللح���وم يف‬ ‫واجهت���ه وبيع املو اش���ي يف س���احته اخللفية ‪،‬‬ ‫أي���ام طفوليت كانت ب���ه دكاكني لصانعي‬

‫بالرحية املنقوش���ة خبيوط احلرير والفضة‬ ‫‪ ،‬وكان���ت غالي���ة الثم���ن وم���ن التجهي���زات‬ ‫األساس���ية اليت حيضرها العريس لعروس���ه‬ ‫‪ ،‬كان الس���كان قريبا من هذا الس���وق قد بنوا‬ ‫دورة مي���اه صغرية (س���نداس )وهوعبارة عن‬ ‫حفرة يوضع أعلى احد اطرافها سقفتان يتم‬ ‫قض���اء احلاجة عربهم���ا ويت���م ردم املخلفات‬ ‫بال�ت�راب إىل ْأن يأخذها املزارعون مسادا ‪ ،‬حل‬ ‫هذا الس���نداس مش���كلة ج ّ‬ ‫الب املواشي الذين‬ ‫كانوا يس���تقرون بالسوق أياما حيث يبيتون‬ ‫جبانب مواشيهم وإبلهم ‪.‬‬ ‫مل يب���ق م���ن ه���ذه املدين���ة القدمية س���وى‬ ‫نصفها تقريبا ‪ .‬كانت أغلب البيوت متهالكة‬ ‫وبعضها آيل للس���قوط ‪ ,‬كان���ت قد تعرضت‬ ‫جملموعة من محالت اإلزالة ‪ ,‬كان أوهلا اليت‬ ‫مت���ت بدافع توس���يع بعض الش���وارع لغرض‬ ‫تس���هيل احلرك���ة ‪،‬ح�ي�ن مت توس���يع ش���ارع‬

‫البيوت على جانيب الشارعني ‪ ,‬ومل تكن املدينة‬ ‫حينها قد هجرت ‪،‬كان جزء من الس���كان قد‬ ‫انتقلوا اىل بي���وت خارجها ولكن ظل بها جزء‬ ‫كب�ي�ر منه���م ‪ ,‬وكان���ت احلمل���ة الثانية قد‬ ‫متت بش���كل عشوائي ودون هدف حمدد حني‬ ‫أمر العقيد حس���ن اشكال عندما كان عميدا‬ ‫لبلدية سرت بكل عنجهيثه وتكبرَّ ه وسلطته‬ ‫العس���كرية الغامشة ‪ ،‬أمر بإزالة جزء كبري‬ ‫منها كان مواليا للس���وق‪ .‬ويف العام ‪1988‬م‬ ‫تعرض م���ا تبقى منها ألس���وأ محلة ختريب‬ ‫وحتطي���م ‪ ،‬حني أصدر املؤمتر الش���عيب هون‬ ‫ق���رارا بإزالتها وح��� ّرض الناس عل���ى تفكيك‬ ‫م���ا بها م���ن أب���واب وس���قوف مرتك وأل���واح ‪،‬‬ ‫فانطلق���ت محلة شرس���ة م���ن خل���ع األبواب‬ ‫والس���قوف مما أسفر عنه ختريب واسع طال‬ ‫أغل���ب البيوت وترتب علي���ه انهيار كثري من‬ ‫اجل���دران ‪،‬ومت االنته���اء م���ن االزال���ة وب���كل‬

‫أمر العقيد حس���ن اش���كال عندما كان عميدا لبلدية س���رت‬ ‫ب���كل عنجهيت���ه وتكربه وس���لطته العس���كرية الغامشة ‪ ،‬أمر‬ ‫بإزالة جزء كبري منها‬ ‫األحذية ‪،‬وخراّزي البلغة احلريرية الشهرية الوسط وشارع بري الش���عبة بإزالة أجزاء من اس���ف بع���د ان بدأن���ا يف صيانته���ا بالتواطوء‬ ‫ب�ي�ن مس���ؤول مرافق ه���ون املهن���دس فضيل‬ ‫ح���اج ص���احل وبع���ض ذوي املص���احل اخلاصة‬ ‫من إزالتها حني كان آمر املنطقة العسكرية‬ ‫باجلف���رة العقي���د احمم���د كيط���ة ال���ذي‬ ‫ب���دأ يف إزالتها وق���د باش���رت اجلرافات اهلدم‬ ‫حمروس���ة بفصيل من الش���رطة العسكرية‬ ‫‪ .‬كان وقته���ا املهندس البخ���اري حودة امينا‬ ‫للس���ياحة والش���اعر عب���داهلل زاق���وب عض���و‬ ‫س���ياحة ع���ن منطق���ة اجلفرة ‪ ،‬حي���ث اتصل‬ ‫بالبخاري طالبا منه س���رعة ّ‬ ‫التدخل إليقاف‬ ‫اهلدم ‪،‬وكانت فوزية ش�ل�ابي ً‬ ‫أمينة لإلعالم‬ ‫وكان���ت امل���دن القدمي���ة ضم���ن مش���موالت‬ ‫أمانتها ‪ ،‬فأرس���لت اىل اجلهات املختصة بهون‬ ‫برقية بالوق���ف الفوري لعملية اهلدم‪ ،‬وهكذا‬ ‫مت إنق���اذ م���ا تبقى بعدم���ا طال���ت اجلرافات‬ ‫حوالي نصف اجلهة الشرقية‪.‬‬ ‫هك���ذا كان���ت املدينة القدمية ح�ي�ن ابتدأنا‬ ‫اإلهتم���ام به���ا‪ ،‬وكان ج���زء منه���ا حمروث���ا‬ ‫باجلرافات وأج���زاء أخرى مهدم���ة اجلدران‬ ‫ومنزوع���ة األب���واب ‪ ،‬تتك���دس يف ش���وارعها‬ ‫أك���وام ال�ت�راب ‪،‬والطوب الناجتة ع���ن انهيار‬


‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪ 14 () 67‬ـ ‪ -20‬أغسطس ‪)2012‬م‬ ‫ملف العدد‪ ::‬املؤمتر الوطين العام إىل أين ؟‬

‫‪15‬‬

‫يف دردشاتي مع أصدقائي‪ ،‬ويف مناكفاتي مع زوجيت اليت أوشكت يف احدى املراحل ان تعتربها ضرة هلا‪.‬‬ ‫ايام طفوليت كانت به دكاكني لصانعي األحذية ‪،‬وخراّزي البلغة احلريرية الش���هرية بالرحية املنقوشة‬ ‫خبيوط احلرير والفضة‬ ‫اجل���دران ‪ ،‬ورغ���م ذل���ك ب���د أت أف���واج م���ن‬ ‫العائدي���ن يقطنونه���ا ‪ ،‬ب���دءاً جبن���ود كان���وا‬ ‫يتبع���ون العقيد مس���عود عب���د احلفيظ الذي‬ ‫أمرهم بالسكن يف املدينة القدمية ثم تبعهم‬ ‫أقاربه���م ومعارفه���م وم���ن كان يبح���ث عن‬ ‫مكان يأويه من تشاديني وأفارقة وسودانيني ‪.‬‬ ‫كان���ت خطتن���ا يف ذاك���رة املدينة ان نقوم‬ ‫بتنظي���ف وصيان���ة ج���دران الش���وارع أوّال ثم‬ ‫نش���جع الن���اس عل���ى‬ ‫ننتق���ل اىل األزق���ة وأن ّ‬ ‫اس�ت�رداد بيوته���م وصيانته���ا ‪ ,‬كان الب���د من‬ ‫وج���ود ب���ؤرة للبداية ننطل���ق منه���ا اىل بق ّية‬ ‫أجزاء املدينة وكانت فكرتنا قد استقرت على‬ ‫صيانة بيت يكون منوذجا لبيت اجملاهد ‪ ,‬وقد‬ ‫وجدن���ا ضالتنا يف أحد بي���وت اجلهة الغربية‬ ‫‪ ,‬كان بيت���ا كب�ي�را يتكون من أرب���ع وحدات‬ ‫سكنية ووسطه حوش وقسم خدمات (مطبخ‬ ‫ودورة مي���اه وج���رن ) ب���ه جمل���س للضيوف‬ ‫بالدور العلوي ‪ ,‬بوس���ط احلوش به بئر وسّلم‬ ‫يؤدي اىل وحدة س���كنية ‪ ,‬وجوار املطبخ س���ّلم‬ ‫آخر يؤدي اىل جملس الضيوف ‪ ,‬وعند مدخل‬ ‫البيت غرفة كانت تس���تعمل لس���مر العائلة‬ ‫وخاصة يف ليالي الشتاء ‪,‬و غرفة صغرية جدا‬ ‫حتت الس���ّلم الثالث الذي ي���ؤدّي هواآلخر اىل‬ ‫اجمللس بالدور العلوي‪ ,‬كان بيتا متميزا عن‬ ‫كل بي���وت املدينة القدمية باتس���اعه وتكامل‬ ‫تقسيماته ‪.‬‬ ‫وب���دأت العمل يف بيت اجملاه���د وحدي اىل أن‬ ‫حلق بي أس���طى البناء املتط ّوع احلاج امحيدة‬ ‫عبداجلليل‪!!!.. :‬‬ ‫كان���ت باجل���دران الكث�ي�ر م���ن التش���ققات‬ ‫وبع���ض اجلدران منهارة متاما ‪ ,‬كان س���قف‬ ‫الشويرع (الطرقة املؤدية اىل وسط احلوش )‬ ‫منهارا ومينعنا الردم من الدخول إال بصعوبة‬ ‫فكان علينا أن نبــدأ أوال بفتح هذه الطرقة ‪.‬‬ ‫خ�ل�ال عامني متواصلني كنت يوم اجلمعة‬ ‫يف الصب���اح الباكر ألب���س (القاجمو) وحذاءا‬ ‫رياضي���ا وأذه���ب اىل املدين���ة القدمي���ة وابدأ‬ ‫العم���ل يف بيت اجملاهد وح���دي ‪ ،‬اىل أن حلق‬ ‫ب���ي أس���طى البن���اء املتط��� ّوع احل���اج امحي���دة‬ ‫عبداجللي���ل ثم يتقاطر بعض أعضاء ذاكرة‬ ‫املدين���ة بعده���ا ‪ ,‬ابتدأن���ا بتش���ققات اجلدران‬ ‫لنثبتها ومننعها من اإلنهيار ثم نشد السقوف‬ ‫نّ‬ ‫)ومن�ّت� أج���زاء ج���ذوع‬ ‫برافع���ات (اكري���ك‬ ‫النخيل املس���تعملة كس���قوف‪ ,‬وح�ي�ن يكون‬ ‫لدينا بناء جدار كامل أواعادة ةتسرير سقف‬ ‫غرف���ة كامل كن���ا نقيم محلة مل���دة يومني‬ ‫أوثالث���ة أيام ندعوا هل���ا متطوعني إضافيني ‪,‬‬ ‫كنا نستعني باعضاء الكشافة وشبيبة اهلالل‬ ‫األمحر وبيوت الش���باب ‪ ،‬مع م���ر األيام تك ّون‬ ‫لدين���ا فري���ق كب�ي�ر م���ن املتطوع�ي�ن كانوا‬ ‫يتبادلون احلضور معنا يوم اجلمعة‪.‬‬ ‫حرصن���ا عل���ى ان نص�ّي�نّ بامل���واد األولي���ة‬ ‫الطبيعي���ة ال�ت�ي س���بق وان بنيت به���ا البيوت‬ ‫‪،‬الط�ي�ن و(اجلري املش���وي وهوعب���ارة عن نوع‬ ‫من اجلب���س احمللي )عثرنا على مكان تتواجد‬ ‫ب���ه مادت���ه األولية ‪ ،‬كن���ا جنمع م���ن حطايا‬ ‫النخيل جذوع النخل البالية اليت نضعها فوق‬

‫الرتبة اخلاصة تلك مع خلط اجلذوع ببعض‬ ‫العيدان وكرناف النخيل و نش���ارة اخلش���ب‬ ‫للمس���اعدة يف اش���عال اجل���ذوع ث���م نض���ع‬ ‫فوقها طبقة من األحج���ار اجلريية الصغرية‬ ‫ونش���عل فيها النار ملدة اس���بوع او إثنني حسب‬ ‫حجم املش���وي ‪ ،‬ح�ي�ن حترتق اجل���ذوع متاما‬ ‫نرتك املشوى ليومني أو ثالثة أيام حتى تربد‬ ‫ثم نق���وم بتنقيتهام���ن الش���وائب وتعبئتها يف‬ ‫أكياس ثم مناولتها اىل موقع العمل ‪ ,‬كانت‬ ‫عملية ح���رق اجلري هذه من أصعب األعمال‬ ‫اليت كنا نتجشم القيام بها ولكننا كنا نقوم‬ ‫بها حبماس ومثابرة كون اجلري املشوي هذا‬ ‫ميثل عصبا أساس���يا يف اجن���از مهمة الصيانة‬ ‫‪ ,‬حبثن���ا أيضا عن موقع يوج���د به طني أمحر‬ ‫ميتاز بش���دة متاس���كه وكنا خنلط���ه بالطني‬ ‫العادي املتوفر باملدينة يف كل األماكن اليت‬ ‫تت���م بها عمليات حفر لغ���رض من األغراض‬ ‫وكن���ا دائما جن���د متطوع�ي�ن حيضرونه لنا‪,‬‬ ‫أم���ا الط�ي�ن األمحر فكن���ا حنضره بس���ياراتنا‬ ‫اخلاص���ة بع���د أن نعبئه يف أكي���اس ‪ ،‬كانت‬ ‫كل اعمالن���ا تت���م ّ‬ ‫بالتط���وع ‪ ,‬الش���يء الوحيد‬ ‫ال���ذي اظطررن���ا ان ندف���ع فيه نق���ود ا كان‬ ‫جريد النخل الذي نستعمله يف السقوف ‪.‬كنا‬ ‫نقوم بانفسنا بإزاحة السعف عن العصي اليت‬ ‫نق���وم بطرحه���ا فوق ج���ذوع النخي���ل ونقوم‬ ‫بش���دها اىل بعضها بس���لك معدني دقيق ومن‬ ‫ثم نطرح فوقها الس���عف ونغطيه بطبقة من‬ ‫كس���ر الطوب الصغرية لنطرح فوقها طبقة‬ ‫م���ن الط�ي�ن ونرويّه���ا بامل���اء لنحص���ل بذلك‬ ‫على س���قف جيد قادر عل���ى مقاومة األمطار‬ ‫والرياح لعشرات السنني‪.‬‬ ‫كن���ت ح�ي�ن يتو ّفر لدين���ا ع���دد فائض من‬ ‫املتطوع�ي�ن ع���ن حاج���ة العم���ل ال���ذي حتت‬ ‫اإلجن���از اوجههم لتجمي���ع الطوب املتناثر يف‬ ‫الش���وارع بس���بب انهيار اجل���دران أو التجهيز‬ ‫ألعمال س���نقوم بها يف الشارع يف املدة القادمة‬ ‫‪ ،‬كان غري مسموح يف موقع العمل باجللوس‬ ‫والدردشة وكان كل من يدخل املوقع عليه‬ ‫يتوجب دائما‬ ‫أن مي���د ي���ده للعمل ول���ذا كان ّ‬ ‫ان يك���ون هن���اك موقع عمل مل���ن يدخل موقع‬ ‫العم���ل ‪ ،‬القي���ت يف البداية صعوب���ة واحراجا‬ ‫يف تثبيت هذا الس���لوك ولكن م���ع بروز نتائج‬ ‫العمل للعيان اصب���ح معروفا عند اجلميع أن‬ ‫م���ن يدخل موقع عمل حتت إش���رايف عليه ان‬ ‫يشارك يف العمل أو ينصرف تاركا اآلخرين‬ ‫يعمل���ون ‪ ،‬مرة حضر أح���د املواطنني وقال أنا‬ ‫س���اقوم بإعداد الش���اى ‪ ،‬أجبته بان الشاى يعد‬ ‫نفسه بنفسه وبعد ان ابدى امتعاضه من ردّي‬ ‫م���د يده للعم���ل واندم���ج فيه ‪ ،‬كن���ت اتوىل‬ ‫بنفس���ي إعداد الش���اى وجتهي���ز الفطور ‪،‬لكي‬ ‫الجيلس أح���د لذلك ويكون م�ب�رارا جللوس‬ ‫م���ن يأت���ي زائ���را ‪ ،‬مجيع اه���ل املدين���ة كنت‬ ‫اعتربه���م متطوع�ي�ن للعمل عندم���ا يدخلون‬ ‫همة‬ ‫املوقع ‪ ،‬وقد س���اعد هذا التقليد يف شحذ ّ‬ ‫من يأتون لغرض العمل‪.‬‬ ‫ح�ي�ن انتهين���ا من صيانة بي���ت اجملاهد قمنا‬ ‫بافتتاحه مبعرض لصور تاريخ اجلهاد اللييب‬

‫يف الدورة األوىل ملهرجان اخلريف وبالتعاون‬ ‫مع مركز جهاد الليبي�ي�ن ‪ ،‬األمر الذي جعل‬ ‫اغل���ب اهل املدين���ة يزورونه ‪ ،‬رجاال ونس���اءا ‪،‬‬ ‫طوال اي���ام املهرجان كان بيت اجملاهد يغص‬ ‫بالزائري���ن الذي���ن كان���وا يب���دون اعجابه���م‬ ‫بصيانت���ه وتنظي���ف املنطق���ة احمليط���ة ب���ه ‪،‬‬ ‫األمر الذي كان له األثر احلسن على مسعة‬ ‫الذاكرة والعاملني يف صيانته ‪،‬واصلنا علمنا‬ ‫يف صيان���ة بقي���ة الش���ارع بإع���ادة بن���اء بعض‬ ‫اجلدران وصيانة ش���قوق بقية اجلدران منعا‬ ‫هلا من اإلنهيا ر‪.‬‬

‫ح�ي�ن حل فصل الصيف قمن���ا حبملة عمل‬ ‫ليلي���ة إلزال���ة الركامات من ش���ارع خالد بن‬ ‫الوليد املتقاطع مع شارع بيت اجملاهد ‪ ,‬كنت‬ ‫آت���ي اىل موق���ع الش���غل م���ع غروب الش���مس‬ ‫ابدأ يف مت���د يد كبالت الكهرب���اء من العمود‬ ‫احملاذي للجامع ‪ ،‬اتبعها بتمديد خرطوم املياه‬ ‫لتعبي���ة اآلنية البالس���تيكة بامل���اء للعمل‪,‬بعد‬ ‫صالة املغرب يبدا املتطوعون بالتقاطر وعلى‬ ‫رأس���هم احلاج امحيدة ‪ ،‬ننصب س���قالة عبارة‬ ‫ع���ن برميل�ي�ن ولوح خش�ب�ي بع���د ان نكون يف‬ ‫اليوم الس���ابق قد بنينا كتفي القوس اللذين‬ ‫نضع فوقهما الفورمة احلديدية اليت كانت‬ ‫كلية اهلندس���ة ق���د تطوع���ت بإعانتن���ا بها ‪،‬‬ ‫خ�ل�ال ثالثني ليل���ة متواصلة اس���تطعنا بناء‬ ‫س���بعة اق���واس ورممّ نا ثالثة أق���واس كانت‬ ‫حبال���ة جيدة ليزدان الش���ارع بعش���رة أقواس‬ ‫أعادت ل���ه الكثري من ش���كله ورونق���ه القديم‬ ‫رغ���م ما احلقته به عمليات اإلزالة اليت قادها‬ ‫حس���ن اش���كال وافقدت الش���ارع نصفه‪ ،‬كان‬ ‫العم���ل ميت���د اىل س���اعة متأخ���رة م���ن الليل‬ ‫الوض���ع ال���ذي اس���توجب ‪ ،‬إضافة اىل الش���اى‬ ‫األخض���ر أن حيص���ل املتطوعون عل���ى وجبة‬ ‫عشاء وحيث امكانياتنا املتواضعة جدا مل تكن‬ ‫تس���مح بذلك ‪ ،‬ل���ذا كنت اش�ت�ري جمموعة‬ ‫عل���ب ت���ن وهريس���ة وكمي���ة م���ن اخلب���ز‬ ‫لتقوم زوج�ت�ي باعدادها سندوتش���ات أقدمها‬ ‫للمتطوع�ي�ن مصحوب���ة بزجاج���ة مش���روب‬

‫م�ب�رد جي���دا ‪ ،‬ح�ي�ن ننتهي من العم���ل حوالي‬ ‫الس���اعة الثانية ليال ‪ ،‬أقوم وبعض املتطوعني‬ ‫جبم���ع أدوات الش���غل والكب�ل�ات الكهربائي���ة‬ ‫وخرط���وم املي���اه لنودعها املخ���زن ‪،‬كان عدد‬ ‫املتطوع�ي�ن يف محلتنا الليلي���ة هذه وصل اىل‬ ‫أكثر من مخسني متطوعا األمر الذي كان‬ ‫له األثر احلسن بإلتفاف كثري من املواطنني‬ ‫وتعاطفه���م م���ع جمهودن���ا ‪،‬كان مس���ؤول‬ ‫الش���ؤون املالي���ة بالذاكرة األس���تاذ على عبد‬ ‫احلفي���ظ مصرفي���ا قدمي���ا ‪ ،‬دقيق���ا وحريصاً‬ ‫ل���ذا كان يس���لمين عه���دة مالي���ة يف ح���دود‬ ‫مخس���مائة دينار كنت اقدم ل���ه حني نفادها‬ ‫كش���فا دقيقا باملصروفات اورد به حتى علبة‬ ‫الكربيت اليت كنت اوقد بها نار الشاي‪.‬‬ ‫بتموي���ل م���ن ذاك���رة املدينة اش���رف عضو‬ ‫الذاك���رة املص��� ّور (مصطفى عب���د اللطيف)‬ ‫على إع���ادة بن���اء اجل���دران اجلنوبية لش���ارع‬ ‫الزاوي���ا القادري���ة احملاذية للس���وق ‪ ،‬وقد أعاد‬ ‫للش���ارع أقواس���ه وش���كله القدي���م مم���ا ح ّفــ َز‬ ‫املتطوع�ي�ن ملزي���د من العم���ل ‪ ،‬فبدأن���ا يف بناء‬ ‫ما يشبه الس���ور باجلانبني اجلنوبي والشرقي‬ ‫احملاذيني للس���وق ‪ ،‬قمن���ا اوّالبإزالة املخلفات‬ ‫والقمام���ة وم���ن ث���م ببن���اء م���ا أمسيناه س���د‬ ‫الفتح���ات املؤدي���ة اىل داخل املدين���ة القدمية‬ ‫م���ن جهة الس���وق‪ ،‬أتبعنا ذلك ببن���اء اجلدران‬ ‫الش���رقية لش���ارع الوس���ط تارك�ي�ن مدخ�ل�ا‬ ‫كبريا ببواب���ة قمنا بإقفاهلا تاركني لقاطين‬ ‫اجله���ة الش���رقية مدخ�ل�ا واحدا بب���اب يظل‬ ‫مفتوح���ا ط���وال الوق���ت اىل ان حي�ي�ن وق���ت‬ ‫احتياجن���ا إلقفال���ه ‪ ،‬كنا نس���عى م���ن خالل‬ ‫ذلك اىل بسط سيطرتنا على املدينة القدمية‬ ‫ولضب���ط حرك���ة الدخ���ول واخل���روج منها‬ ‫لنقل���ل م���ن حال���ة اإل س���تباحة ال�ت�ي كانت‬ ‫تعانيها‪ ,‬كان اجلزء الغربي مأهوالء بعائالت‬ ‫عس���اكر يتبع���ون كتيب���ة األم���ن واقاربهم‬ ‫وم���ن حلــق بهم م���ن معارفه���م ‪ ،‬بينما كان‬ ‫اجلزء الش���رقي مكتظا بالعائدين من النيجر‬ ‫‪ ،‬ب���ل ومن بع���ض رعايا النيج���ر مضافا اليهم‬ ‫جمموعات كبرية من الغانيني والنيجرييني‬ ‫وغريهم من األفارقة الذين فتحوا عدة بيوت‬ ‫للدع���ارة ‪ ،‬وكان ذلك مصدر قلق وإزعاج لنا‬ ‫ونقطة ضعف عمل خصومنا على اس���تغالهلا‬ ‫ضدن���ا ‪ ،‬ورغ���م كلّ ذل���ك كانت ارش���اداتي‬ ‫لعناصرنا م���ن املتطوعني الش���باب أالحيتكوا‬ ‫بهوالء الس ّكان وخاصة يف اجلزء الغربي لكي‬ ‫ال ندخل معهم يف اش���تباك ق���د تتخذ اللجنة‬ ‫الش���عبية بس���ببه إجراءا س���لبيا جتاهنا كأن‬ ‫تطل���ب من���ا التو ّقف ع���ن عملي���ات التنظيف‬ ‫والصيانة حبجة تفادي الشغب ‪ ،‬أو ان تتدخل‬ ‫كتيبة األم���ن حبجة محاي���ة عناصرها من‬ ‫العسكريني القاطنني باملدينة القدمية ‪ ،‬كنا‬ ‫نعمل وس���ط حقل الغ���ام و كان علينا ّ‬ ‫توخي‬ ‫احلذ ر‪.‬‬ ‫•مستشفى جورج مببيدو‬ ‫باريس‪12-4-2012 .‬م‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪ 14 () 67‬ـ ‪ -20‬أغسطس ‪)2012‬م‬

‫سرية عبدالنيب بوسيف ياسني‬ ‫يوم ‪ :‬دخلت على جدي صاحل بو مخاده ‪ ،‬ووجدته ممسكاً بعكازته وقد تطاي الشرر من‬ ‫ذاتَ ٍ‬ ‫عينيه ‪ ،!..‬أي انه جاهز للضرب ‪،‬وقتها دخلت فقال لي أهنالك أح ٌد خلفك ‪ ،‬جايني وراك‪..‬؟؟! ‪،‬‬ ‫فقلت له‪ :‬ال‪ ،‬فقال لي لقد كانوا هنا يتتبعون أخاك حممود ‪ ،‬يبدو لي أنه لو مل يكن مريضاً‬ ‫لكان أنطلق خلفهم ‪ ،‬وكنت َّ‬ ‫كلما حاولت اخلروج كان مينعين ‪ ،‬كنا خناف منه كثرياً ‪،‬‬ ‫املهم بقيت هنالك عند جدي وأكلنا معاَ اخلبز ‪،‬وقت املغرب ذهبت للشارع ولكن من اخللف‬ ‫من شارع مصراتة ‪،‬صرت أخاف الشارع وهلذا نزلت نزول ملنطقة الربكة ‪.‬‬ ‫أكمل���ت املرحل���ة الثانوي���ة ‪ ،‬والغريب كان معي زاه���ي املغريبي الذي يكت���ب عرب صفحات‬ ‫جريدتكم كان معي لغاية ثانية ثانوي فيما بعد هو دخل القسم األدبي ‪ ،‬وكان معي أيضا‬ ‫حممد بوميس ‪،‬وس���عد اهلادي وكويري ومجعة املنقوش وحس���ن اجلربي وس���عد األوجلي‬ ‫الطيار ‪.‬‬ ‫اجلزء الثاني ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫أحداث انتفاضة ش���هداء يناير هل‬ ‫ميادين ‪//‬‬ ‫انتهت عند هذا احلد ؟؟‬ ‫أق���ول احلق أنه���ا انته���ت ومل تنت���ه ‪ ،‬الغريب‬

‫أم���ور أخ���رى ‪،‬‬ ‫ملق���ر األم���ن ‪ ،‬خوف���اً م���ن أي‬ ‫ٍ‬ ‫وبالفعل مرت األمور على خري ‪.‬‬ ‫ويف الس���نة الثاني���ة قمن���ا بتنظي���م اعتص���ام‬

‫التحق���ت بدورة امسها دورة البحرية ملدة ش���هرين وفيها تعلمنا لغة‬ ‫البيسك وبعدها سافرنا ملواصلة التدريب يف بريطانيا ‪.‬‬

‫يف األم���ر ان امللك ادريس بعد حوالي أس���بوع كبري فى الذكرى األوىل لشهداء يناير ‪:‬‬ ‫أس���تدعى وال���دي يف ط�ب�رق ‪ ،‬فيم���ا بنغ���ازي وكان وقته���ا وال���دي م���ازال يش���غل منصب‬ ‫كان���ت ثائ���رة ومش���تعلة كأنه���ا مج���رة ال املحُ اف���ظ ‪ ،‬وأح���اول االن أن أس���تجلب أس���م‬ ‫ميك���ن ألح��� ٍد أن يقرتب منها ‪،‬فق���ال له حنن مدير املدرسة اجلديد ‪ ،‬ولكن الذاكرة دائماً‬ ‫قررن���ا تعيينك حمافظاً لبنغ���ازي‪ ،‬فرد عليه ختذل�ن�ي ‪ ،‬امله���م كان ه���ذا املدي���ر يأتيين أنا‬ ‫وال���دي يام���والي ال���ذي ترغب به س���أقوم به وحمم���ود ويق���ول لنا أن والدك���م معروف ‪،‬‬ ‫يف احل���ال ‪ ،‬لكنين دخلت يف مش���روع جتارة ‪ ،‬وان خرجتم يف املُظاهرات س���يكون الويل لكم‬ ‫قم���ت مبش���روع دواجن يف بنغازي ومش���روع ‪ ،‬يع�ن�ي حديث���ه كان دائماً حتذي���ر وتهديد‬ ‫مق���اوالت يف الربيق���ة وه���ذه كله���ا تابع���ة ‪،‬وال يرغ���ب يف خروجن���ا ك���ى نش���ارك يف‬ ‫للمحافظة ‪ ،‬حمافظ وعندي ش���غل ‪،‬وبرغم مس�ي�رة االعتصام للذكرى السنوية األوىل‬ ‫ه���ذا أتريدن���ي أن أش���غل منص���ب محُ افظ ‪ ،‬لشهداء يناير ‪ ،‬وبقينا لغاية الساعة السادسة‬ ‫ف���رد عليه امللك أهذه مش���كلة ‪ ،‬ال عليك منها مس���اء وبالفع���ل صدقنا حديث���ه واختفينا يف‬ ‫‪ ،‬وفع ً‬ ‫ال صدر مرسوم بتعيني والدي محُ افظاً بيت أخ�ت�ي ‪،‬فكرنا وقلنا عنده���ا ملجأ ومكان‬ ‫‪،‬والغريب أنين مل أمتل���ك اجلرأة كي أذهب آم���ن ‪ ،‬وبعده���ا حتدثنا مع الوال���دة وتأكدنا‬

‫عبدالنيب بوسيف ياسني‬

‫ب���أن الوالد مل يطل���ق تهديده ووعي���ده علينا‬ ‫‪ ،‬ولكنه���م حياولون ف���ك الصعب كي خترج‬ ‫جمموع���ة وترج���ع األخ���رى ب���د ً‬ ‫ال منه���ا ‪،‬‬ ‫وحنم���د اهلل ان املوض���وع مت عل���ى خ�ي�ر ‪ ،‬بعد‬ ‫امت���ام املرحلة الثانوي���ة كانت لدي رغبة يف‬ ‫االلتح���اق بالبحري���ة ‪ ،‬حتدث���ت م���ع الوالدة‬ ‫وأفضيت بانين س���أقدم أوراقي يف البحرية ‪،‬‬ ‫يف ذل���ك الوقت رفض الوالد وبش���دة ‪ ،‬والعذر‬ ‫أنه ق���ال بأن أوالدي س���يكونون مع���اً وهذا ال‬ ‫ميك���ن ‪ ،‬ب���ل مس���تحيل وال ميك���ن حدوث���ه ‪،‬‬ ‫حتى وإن ق���دم أوراقه س���أقوم بالغاء الفكرة‬ ‫من اساسها ‪ ،‬وهنالك قدمت أوراقي وذهبت (‬ ‫جلالل الدغيلي ‪ ،‬مدير الدفاع احلالي ‪ ،‬قصة‬ ‫غريبة وتاريخ أغرب ) طبعا أصدقائي‪ :‬أخوه‬ ‫فت���ح اهلل واخوه الكبري ف���وزي برتبة ضابط ‪،‬‬ ‫لك���ن عالقتنا جبالل مرتاح���ة أكثر ‪ ،‬كان‬ ‫ف���وزي صع���ب ‪ ،‬وبالفع���ل ذهب���ت ل���ه للبيت ‪،‬‬ ‫وأفضيت له بأنين س���وف التحق ولكن والدي‬ ‫رافض للفكرة من اساسها ‪ ،‬وأنا لو مل التحق‬ ‫س���أتعب كثرياً ‪ ،‬وانت تعرف طفرة الش���باب‬ ‫وافكاره���م ‪،‬ف���كان رده ( ما عليك فيه ‪ ،‬س���وف‬ ‫احت���ادث مع���ه به���ذا اخلص���وص ) وبالفع���ل‬ ‫جنحت مس���اعيه ‪ ،‬ومت الكشف الطيب بنجاح‬ ‫‪ ،‬حت���ى وإن كان���ت ل���دي مش���كلة الق���دم(‬ ‫الفالت ف���وت) ‪،‬وبالفع���ل التحق���ت بالكلية ‪،‬‬ ‫وكان ج�ل�ال الدغيل���ي نائ���ب آم���ر الكلي���ة ‪،‬‬ ‫وقته���ا التحقت بدورة أمسه���ا دورة البحرية‬ ‫مل���دة ش���هرين وفيه���ا تعلمن���ا لغ���ة البيس���ك‬ ‫وبعدها سافرنا ملواصلة التدريب يف بريطانيا‬ ‫‪،‬وهنال���ك بقينا ملدة أربعة أش���ــهر متواصلة ‪،‬‬ ‫والغريب انين تعرفت على اجملموعة العاشرة‬ ‫اليت التحقت معها ‪ ،‬هي اليت س���يطرت على ‪،‬‬ ‫أي اجملموعة التاس���عة والعاشرة ‪ ،‬اجملموعة‬ ‫التاس���عة كان���ت املتقدم���ة اليت فيه���ا القنقا‬ ‫‪ ،‬والكث�ي�ر منهم كان���وا من ضم���ن الضباط‬ ‫األح���رار ‪ ،‬لكنه���ا كان���ت دفع���ة صغ�ي�رة ال‬ ‫تتع���دى الثالث�ي�ن ش���خصاً ‪ ،‬أم���ا اجملموع���ة‬

‫العاش���رة فيه���ا حوال���ي س���بعني أو مثان�ي�ن‬ ‫ش���خصاً ‪ ،‬وكان منه���م بوش���ريدة وامله���دي‬ ‫العرب���ي ‪ ،‬والعجيلي الذي كان مش���رفاً على‬ ‫املخاب���رات يف طرابل���س‪ ،‬يف الكلي���ة أقام���وا‬ ‫بصف���ة خاصة عن���د ابن بوزي���د مفتاح ومعنا‬ ‫أجع���ودة ‪ ،‬نتذكر أول ي���وم جئت فيه مجعة‬ ‫عوض وكان ضابط اخلفر ‪،‬ذهبنا للحالق ‪،‬‬ ‫وقال لي ‪ :‬قل له أتريده طويل ام من قص من‬ ‫هنا أوهنا ‪،‬أو تريد ختفيف فقط ‪ ،‬حينها قلت‬ ‫له ما أريد ‪ ،‬يعين عملية ختفيف بس���يطة يف‬ ‫الش���عر ‪ ،‬بطبيع���ة احلال كنت ش���اباً وأرغب‬ ‫بش���كل مع�ي�ن ‪ ( ،‬ولكن فيما بع���د تبني لي أن‬ ‫طلب���ه هذا كان لي مقلب���اً ) أعطوني كيس‬ ‫حبمول���ة الف طن م���ن األحذي���ة واخلوذات‬ ‫وأشياء أخرى وطلبوا مين ان أمحلها واهرول‬ ‫حوالي كيل���و مرت وبعد ذل���ك تذهب للعنرب‬ ‫اخل���اص ب���ك ‪ ،‬طبع���اً ه���ذا كان ِعقاب���اً على‬ ‫طريقة حالقة الشعر ‪،‬تعبت كثريا وخاصة‬ ‫أنين كنت ممتلئ بعض الش���يء ولكن أمحد‬ ‫اهلل ان املوضوع انتهى على خري ‪ ،‬بسبب قدرتي‬ ‫عل���ى حتمل الصع���اب واملش���اكل وكل هذا‬ ‫بفض���ل اهلل وانتمائي للكش���افة ‪ ،‬حيث دربت‬ ‫نفسي على الصرب والتحمل واجللد ‪،‬لوال هذا‬ ‫الصرب لكن���ت األن يف ِعداد املُنهارين نفس���ياً ‪،‬‬ ‫بع���د ذلك ذهب���ت إىل بريطانيا حي���ث الكلية‬ ‫امللكي���ة الربيطاني���ة وه���ي تعت�ب�ر م���ن أرقي‬ ‫الكلي���ات البحري���ة يف الع���امل واعرقها حيث‬ ‫خترج منها مجيع ملوك بريطانيا ‪،‬مبا فيهم‬ ‫األمري تش���ارلز ‪،‬لكن ابن���اءه مل يدخلوا الكلية‬ ‫ب���ل دخل���وا كلي���ة الط�ي�ران ‪ ،‬مجي���ع ملوك‬ ‫بريطانيا خترجوا من هذه الكلية ولقد رأيت‬ ‫صوره���م موجودة على جدران الكلية ‪،‬األمري‬ ‫تش���ارلز التحق بالكلية بعدم���ا التحقنا حنن‬ ‫بعام واحد ‪ ،‬حيث أنين كنت س���أنهي س���نيت‬ ‫األخرية يف الكلية ‪ ،‬كان رج ً‬ ‫ال دمث األخالق‬ ‫فقد أوصلين ذات يوم ملعلب الكلية بالس���يارة‬ ‫‪ ،‬كان���وا ق���د وضعون���ي بطريق���ة وانا كنت‬ ‫أكرهه���ا ‪ ،‬وكان ه���و يلع���ب بالبول���و واظن‬ ‫انه حملين أمش���ي وانا بطبيع���ة احلال ممتلئ‬ ‫عل���ي أن يوصل�ن�ي‬ ‫بع���ض الش���يء فع���رض ّ‬ ‫بالس���يارة حي���ث أن الطريق كان���ت موحلة‬ ‫بالطني والرتاب ‪،‬هذه املرة الوحيدة اليت فيها‬


‫الثانية ‪-20‬‬ ‫السنة)( ‪ 14‬ـ‬ ‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪67‬‬ ‫‪)2012‬ميونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬ ‫أغسطس‪ 26‬ـ ‪-2‬‬ ‫العدد ‪( 59-‬‬

‫تقابل���ت مع���ه حي���ث الصدفة وحده���ا لعبت‬ ‫دوره���ا ‪ ،‬ألنه ميتلك جن���اح خاص���اً بالكلية ‪،‬‬ ‫وأذك���ر أنه تن���اول وجبة العش���اء مع عميد‬ ‫الكلي���ة ‪ ،‬بطبيعة احلال لي���س معنا ‪،‬وأذكر‬ ‫أنين ختصص���ت يف جمال االتص���االت حيث‬ ‫أدرس بالكلي���ة البحري���ة‪ ،‬وكن���ت جمتهداً‬ ‫ومثاب���راً يف جم���ال البحرية ‪،‬بع���د ذلك و يف‬ ‫عام ‪ 1968‬كانت هنالك سنة تسمي امتياز‬ ‫‪ ،‬حيث يتوجب علينا البقاء يف البحر والس���نة‬ ‫األخ���رى يف حبرية البل���د ال���ذي تنتمي له ‪،‬‬ ‫وبعد إكمال الس���نة النهائية تتخرج برتبة‬ ‫مالزم اول ‪ ،‬وليس مالزم ‪..،‬‬ ‫حتم���ل الصع���اب واملش���اكل‬ ‫قدرت���ي عل���ى ُّ‬ ‫‪:‬كان ه���ذا بفض���ل اهلل وانتمائ���ي للكش���افة‬ ‫‪ ،‬حي���ث دربت نفس���ي على الص�ب�ر والتحمل‬ ‫واجللد‪:‬‬ ‫يف تلك الس���نة تويف والدي أي يف عام ‪1969‬‬ ‫‪ ،‬ب���ل يف منتص���ف ع���ام ‪ ، 1969‬أذك���ر أنين‬ ‫جلست يف بهو الضباط يف البحرية ‪ ،‬وهوبهو‬

‫وال���دي ‪،‬أتفقنا أن نذهب كي نرتاح نفس���ياً وبعدها أكتش���فت ب���أن من كانوايس���مون وتفرض س���يطرتك على ال���زوارق ‪ ،‬وحينها‬ ‫هن���اك ‪ ،‬وكان معــ���ى ‪ ،‬الورفلي وعبداهلل بن أعضاء جملس قيادة الثورة كانوا يف مصر ‪ ،‬منح�ن�ي (‪ )4‬ضب���اط ص���ف (‪ )12‬جندي���اً ‪،‬‬ ‫غزي وحممد املهدي ‪ ،‬ولقد أس���تأجرنا شقة منهم حممد جنم‪ ....‬وغريه ‪ ،‬حسني شرمدوا وث�ل�اث س���يارات ( الندروف���ر ) وس�ل�اح ال‬ ‫هناك ‪،‬كان الطقس رائع���اً للغاية ‪ ،‬وهنالك ‪ ،‬لك���ن حمم���د مل يك���ن لدي���ه أي مانع كي حص���ر له ‪ ،‬بطبيعة احلال م���ع (‪ )50‬بندقية‬ ‫يف نف���س العمارة كان���ت فرقة رضا للفنون يرج���ع ‪،‬امله���م أننا رجعن���ا وثاني ي���وم ذهبت ‪ ،‬و(‪ )60‬صندوقاً من صناديق الذخرية ‪ ،‬بعد‬ ‫الش���عبية موجودة ورأينا الكثري من الفنانني ملعس���كر الربك���ة ‪ ،‬يف الصورة اليت نش���رتها ذلك ذهبت للجمارك وكان املش���رفون شبه‬ ‫الذي ميتلكون احلرفي���ة الراقية يف الرقص صحيف���ة األه���رام املصري���ة يف الصفح���ة عس���كريني ‪ ،‬كان معه���م ضاب���ط ويف حالة‬ ‫مع الرقي يف التعام���ل ‪،‬وقضيا وقتاً من أروع األخ�ي�رة كن���ت اختي���ل يف الضب���اط الكبار اس���تعداد عن���د البواب���ة ‪ ،‬وكان���ت الس���يارات‬ ‫م���ا يك���ون ‪ ،‬امله���م جاءن���ا ذاك اليوم األس���ود ‪ ،‬وكنت أع���رف منهم الكثري ‪ ،‬ومخنت وقلت‪ :‬تأتي وعليه���ا الكثري من التحفظ ‪ ،‬والغريب‬ ‫طبع���اً كي أك���ون معك صري���ح جمموعة هذا وني���س العبار ‪ ،‬وحينما س���ألت معس���كر يف األم���ر مل أمتل���ك زي البحري���ة املتكامل ‪،‬‬ ‫أصدقائي أعجبتهم منه���م مخيس وعبداهلل الربك���ة تأك���دت أن حمم���د طاطاناك���ي كان عن���دي قمي���ص فق���ط ‪ ،‬تركت���ه عند‬ ‫كانوا سعداء يرتاقصون ويهتفون ثورة ثورة وخاص���ة رأس���ه من اخللف وش���كل ش���عره ‪ ،‬والدتي حينما كن���ت أزورها وكان قميص‬ ‫وأن���ا اصرخ به���م انها ثورة ‪ ،‬ليس على ش���يء وج���دت حممد على املقصيب رمحة اهلل عليه صيفي ‪ ،‬كنت أرتدي هذا القميص وبنطال‬ ‫مع�ي�ن ولك���ن هنالك ش���عور انتابين س���تكون كان إنس���ان رائ���ع وفنان مثق���ف ‪،‬وهو ( من عادي أزرق‪ ،‬وكنت أمتلك س�ل�اح ش���خصي‬ ‫حروبا دموي���ة خميفة ‪ ،‬ختي���ل قبائل ليبية ع���رب الربكة ) أبن األس���تاذ عل���ى املقصيب ‪،‬ترجلت وقلت هلم بش���كل واضح أنا املسؤول‬ ‫كان���ت تقول امللك وف���داء املل���ك خائفني أن رمحة اهلل عليه ‪،‬الناظر األس���طوري ملدرسة هن���ا اآلن على امليناء ( هي���ا ‪..‬كل من ميتلك‬ ‫يطلعوا ويشاركوا ‪ ،‬تالقيت مع أخيه حممد الربكة ‪ ،‬حضرت عن���ده وكان عند البوابة س�ل�احاً يس���لمه) ونصبت أثنني من جنودي ‪،‬‬ ‫رمح���ة اهلل عليه ‪ ،‬وحممود الكوايف وحس�ي�ن وكنت أنا بالزي املدني ‪ ،‬فقال لي ما الس���بب رأي���ت جيش���اً مل أره يف حيات���ي ‪ ،‬وال أعرفهم‬ ‫ش���رمدو رمحة اهلل عليهم���ا ‪،‬مل أكن أعرف ال���ذي جيعل���ك تلبس ال���زي املدن���ي ‪ ،‬وكان ‪ ،‬أتريدن���ي أن اعتم���د عليه���م ؟؟ ‪ ،‬وقته���ا من‬ ‫بعي���د كن���ت اتطل���ع ناحيته���م واراق���ب من‬ ‫الذي خ���رج ومن األق���دم ‪ ،‬وقتها ش���عرت أن‬ ‫احده���م ه���و األق���دم ‪ ،‬جئ���ت ناحيت���ه وقل���ت‬ ‫ل���ه عن���دي أمر م���ن قي���ادة الث���ورة ‪ ،‬بضبط‬ ‫عل���ي حاض���ر ‪ ،‬وطلب���ت منه‬ ‫ال���زوارق ‪ ،‬ف���رد ّ‬ ‫ل���ي أمساء املوجودي���ن وعناوينهم‬ ‫أن يذكر ّ‬ ‫‪ ،‬وأكت���ب ل���ي كل هذا يف قائم���ة ‪ ،‬وعليهم‬ ‫اآلن أن ينصرفوا ‪ ،‬وإذا مل يكن لديهم س���يارة‬ ‫فأمنحهم سيارة كي ينصرفوا إىل بيوتهم ‪،‬‬ ‫السيد بوسيف ياسني وزير الدفاع يف العهد امللكي‬ ‫علي بل عندنا س���يارة ‪ ،‬وختربهم مجيعاً‬ ‫فرد ّ‬ ‫بأن�ن�ي أنا املس���ؤول منذ ه���ذه اللحظ���ة هنا ‪،‬‬ ‫وبالفع���ل حت���دث اليهم وصرح هل���م بان هذا‬ ‫األفن���دي ( ويقصدن���ي بطبيعة احل���ال ) هو‬ ‫املسؤول هنا ‪ ،‬حينها ش���عرت ببعض االرتياح‬ ‫‪ ،‬أحسس���ت أن مهم���ة صعب���ة ق���د أجن���زت‪،‬‬ ‫وكانت تس�ي�ر بلمح البصر ويف نفس الليلة‬ ‫تش���هد اإلذاع���ة التغي�ي�ر نفس���ه ‪ ،‬وق���د كان‬ ‫مبنى اإلذاعة بالقرب مين ‪ ،‬فحدثت نفس���ي‬ ‫وقل���ت ما دخلي أنا ما ال���ذي أدخلين يف ثورة‬ ‫اجلي���ش ‪،‬ولكنها م���رت على خ�ي�ر ‪،‬بعد ذلك‬ ‫حتدثت مع القي���ادة وقلت هلم أن هنا زوارق‬ ‫‪ ،‬واس���تمرت احلياة بعد ذل���ك ‪ ،‬انهيت عملي‬ ‫بالبحرية وقدمت اس���تقاليت م���ن بداية عام‬ ‫‪ 1972‬وذهب���ت يف مهمة رمسية لربيطانيا‬ ‫لتب���ادل خمابرة أكرب باخ���رة ليبية وممكن‬ ‫إىل اآلن ‪ ،‬ذهب���ت يف دورة تدريبي���ة للمهم���ة‬ ‫الرمسية حتى نهاي���ة ‪ 1972‬وبعدها رجعت‬ ‫انه���م س���يكونون يف مص���ر ولكنن���ا تقابلنا يف ه���و برتبة رائد ‪ ،‬رتبة هلا ش���أنها العس���كري ‪ ،‬لبنغازي ‪ ،‬وخالل عملي بالبحرية ( مس���اعد‬ ‫مص���ر ‪ ،‬حممد كان قادما م���ن أمريكا وبعد كنت أرغب أن أقول له أنين سأدخل املعسكر آم���ر القاعدة البحرية يف بنغازي ) من بداية‬ ‫ذل���ك س���يكون يف بنغازي ‪،‬يعين ب���دل أن يبدأ ‪ ،‬دخ���ل للمعس���كر وهنال���ك أجن���ز مكامل���ة عام ‪ 1969‬وحتى عام ‪ 1972‬كان عملي يف‬ ‫الزي���ارة من بنغازي غ�ي�ر الفكرة وبدأها من هاتفي���ة ‪ ،‬تبادلنا الس�ل�ام باألحض���ان وكان القاعدة البحرية مس���اعد آم���ر القاعدة وهو‬ ‫القاه���رة ‪،‬وقته���ا تبادلنا الس�ل�ام معاً وأخذت حمم���د املقصيب ‪ ،‬كيف األم���ر ‪ ،‬صعدنا معاً سامل احلصادي ‪ ،‬وعلى فكرة بأشرايف وحتت‬ ‫عناوينه���م ‪ ،‬على أس���اس نتقاب���ل مرة أخرى وهنالك التقينا مبعمر القذايف ‪ ،‬مباش���رة من أمرتي أقيمت البوابات واألسوار ‪ ،‬وأذكر أن‬ ‫يف سهرة عشاء ‪ ،‬ثاني يوم ‪ 1969.8.31‬تلك القاه���رة لبنغازي وحينها قال لي حممد هذا مصطف���ى اخلروبي جع���ل طال���ب الرويعي‬ ‫الليلة الس���وداء ‪ ،‬أتصلت بهم مباش���رة ‪ ،‬طبعاً هو قائدن���ا ‪ ،‬وهنا بادلين الس�ل�ام باألحضان‪ ،‬مق���اول لنا ‪ ،‬بالنس���بة للمين���اء ( وحضرتكم‬ ‫حس�ي�ن ش���رمدو وحمم���د كان���وا مرتددين وق���ال له حمم���د أن�ن�ي يف الكلي���ة البحرية ‪ ،‬أقفل���وا لن���ا الطري���ق ‪ ،‬بالفعل ه���ذا ما حدث‬ ‫على السفر ‪ ،‬ولكن حممود مل تكن لديه أدني وس���ألين حس���ناً ‪..‬ما ه���و ختصص���ك ‪ ،‬أجبته نتحمل املس���ؤولية أمام بنغازي ‪ ،‬ولكنه كان‬ ‫علي حتى انا مخُ رب! أمر من مصطفى اخلروبي ‪.‬‬ ‫موافقة على الس���فر كان يرغ���ب يف البقاء ‪ ،‬ختص���ص خمابرة ‪ ،‬فرد ّ‬ ‫وحينم���ا أخربتهم انين س���أرجع وحكيت هلم ‪ ،‬هلذا أريدك أن تس���تطلع لي برنامج القطع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ما هي أسبابي ‪،‬لكوني إنسان عسكري ‪ ،‬فقط البحري���ة ‪ ،‬فقلت له ان بنغ���ازي ال يوجد بها ميادي���ن ‪ :‬نعت���ذر ع���ن اخلط���اء الرمضاني !‬ ‫من ه���ذه الناحية ‪ ،‬والعس���كري دائما يش���عر قط���ع حبرية ‪ ،‬توجد زوارق للش���رطة وهن عندما كتب اس���م والد االس���تاذ عب���د النيب‬ ‫عل���ي ‪..‬امع���ك يوس���ف ياس�ي�ن يف العنوان الرئي���س ‪ ،‬اعتذار‬ ‫باخلوف ‪!...‬‬ ‫الوحي���دات يف بنغ���ازي ‪ ،‬ف���رد ّ‬ ‫ُ‬ ‫عمل���ت يف القاع���دة البحرية مس���اعدا آلمر أح��� ٌد آخ���ر ‪..‬فأجبته ال واهلل ألن�ن�ي يف إجازة ‪ ،‬الي الس���يد بوس���يف ياس�ي�ن يف قربه عن هذا‬ ‫لي أذن س���وف تذه���ب وامنحك ضباط اخلطأ غري املقصود‪! ! ....‬‬ ‫القاع���دة وه���و س���امل احلص���ادي ‪،‬وباش���رايف وقال ّ‬ ‫صف وجنود وتذهب لتحت���ل ميناء بنغازي ‪،‬‬ ‫وحتت أمرتي أقيمت البوابات واألسوار‪.‬‬

‫لي القذايف‪ :‬أذن س���وف تذهب وامنحك ضب���اط صف وجنود و‬ ‫ق���ال ّ‬ ‫حتتل ميناء بنغازي ‪ ،‬وتفرض سيطرتك على الزوارق !‬ ‫قيادة ‪ ،‬واعتقد أنهم كانوا أناس���اً منفتحني‬ ‫لديه���م م���دارك واس���عة ووع���ي كام���ل‬ ‫يتفرجون على ‪،‬ويذهبون للشاطئ ميارسون‬ ‫الفن ‪،‬واملوس���يقي ‪،‬والثقافة بكل مصنفاتها ‪،‬‬ ‫ف���كان يأتيين إحممد املقري���ف وحبكم صلة‬ ‫الرح���م التى تربطن���ى به ‪ ،‬كلم���ا أتاحت له‬ ‫الظروف ان يكون موجودا يف طرابلس مبهمة‬ ‫دورة أو عمل كان تلقائيا يتصل بي ‪ ،‬وكان‬ ‫برفقت���ه معمر القذايف ‪ ،‬كان إحممد وقتها‬ ‫م�ل�ازم ومعمر القذايف م�ل�ازم أول ‪ ،‬بطبيعة‬ ‫احلال مل يأتوا بزيهم العس���كري ‪ ،‬وأذكر ان‬ ‫لي حيث‬ ‫أصدقائي يف البهو ‪ ،‬أفضوا بتصريح ّ‬ ‫قالوا أن أبن عمك رج���ل بدوي ودمه خفيف‬ ‫حمبوب وفعال اهلل يرمحه كان دمه خفيف‬ ‫‪ ،‬لك���ن ثقيل الدم ال���ذي يأتي معه ‪ ،‬ال يطاق ‪،‬‬ ‫وليس لديه قبول بينن���ا ‪ ،‬بطبيعة احلال بهو‬ ‫الضباط كب�ي�ر وحنن جنلس في���ه وأمامنا‬ ‫شاش���ة ع���رض التلفزي���ون ‪ ،‬مل تك���ن لدين���ا‬ ‫حمط���ة تلفزي���ون ذاك الوقت ‪ ،‬ف���كان معمر‬ ‫جيلس بش���كل خمالف لنا ‪ ،‬كي ال نقول انه‬ ‫مثلنا ‪ ،‬ولكن���ه كان يدقق النظر فينا وحنن‬ ‫جنتم���ع يف به���و الضب���اط ‪ ،‬وهن���ا همس ىل ‪،‬‬ ‫البعض من أصدقائنا ‪!!!..‬بأن أقول ألبن عمي‬ ‫حممد املقريف أن يأتي من غري صديقه ذاك‬ ‫أال وهو معم���ر القذايف ‪ ،‬مجاعة البهو كلهم‬ ‫م���ن بنغ���ازي منه���م عل���ي الع���ريف ‪،‬وص���احل‬ ‫السنوس���ي ‪،‬وخال���د الرتك���ي وكان وال���ده‬ ‫يدير دكان���اً هنا يف املي���دان ‪،‬يعين هؤالء هم‬ ‫أصدقائي ومعن���ا قائدنا منص���ور بدر‪ ،‬ومعه‬ ‫أيض���اً فهيم اجلربي الذي ميتلك ش���خصية‬ ‫حمرتمة وق���ورة ‪ ،‬ولقد خترجوا من تركيا‬ ‫‪ ،‬وهنال���ك مصطف���ى موري وه���و يف اجليش‬ ‫ولكنه كان يعم���ل عندنا يف اجملال اإلداري ‪،‬‬ ‫وبعد ذلك أنض���م للبحرية ‪ ،‬هذه جمموعتنا‬ ‫كان���ت صغ�ي�رة ومنس���جمة ‪ ،‬بع���د ذلك يف‬ ‫ش���هر أغس���طس ‪ 1969‬ذهب���ت جلمهوري���ة‬ ‫مص���ر ومعي عبداهلل بن غزي ‪ ،‬وقبلها توفى‬

‫‪17‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪ 14 () 67‬ـ ‪ -20‬أغسطس ‪)2012‬م‬

‫طربق من ذاكرة الطفولة‬ ‫قراءة يف كتاب الصايف الشريف خرياهلل‬ ‫حسني نصيب املالكي‬ ‫ُ‬ ‫اطلع���ت يف الس���نوات األخ�ي�رة عل���ى‬ ‫لق���د‬ ‫العدي���د من الكت���ب ‪ ،‬اليت كان���ت حتكي عن‬ ‫امل���دن الليبية يف اخلمس���ينيات والس���تينيات‪،‬‬ ‫م���ن الناحي���ة االجتماعي���ة واالقتصادي���ة‬ ‫والتعليمي���ة ‪ ،‬م���ن بينها على س���بيل املثال ال‬ ‫احلص���ر ‪ :‬كتاب���ي د‪ /‬حمم���د املفيت س���هارى‬ ‫درنة ‪ ،‬وهد رزة عن بنغازي ‪ ،‬وكتاب س���ريب‬ ‫للكاتب امح���د الفيتوري عن مدين���ة بنغازي‬ ‫‪ ،‬وكت���اب درن���ة الزاه���رة للش���يخ الراح���ل‬ ‫مصطفى الطرابلسي ‪ ،‬وكتاب شوي سهارى‬ ‫بني الس���يلس واألنصاري عن مدينة البيضاء‬ ‫ملؤلف���ه د‪ /‬إدري���س فضي���ل س���عد ‪ ،‬وكت���اب‬ ‫املراح���ل عن مدين���ة مصراته وهاه���و إصدار‬ ‫جدي���د عن مدينة ط�ب�رق بعنوان ‪ :‬طربق من‬ ‫ذاكرة الطفولة لألس���تاذ ‪ /‬الصايف الشريف‬ ‫خ�ي�ر اهلل ‪ ،‬والذي طبعه عل���ى نفقته اخلاصة‬ ‫ع���رف بصاح���ب ه���ذا الكت���اب‬ ‫‪ ،‬ويف البداي���ة ُن ِّ‬ ‫الصايف الشريف خرياهلل وهو من مواليد سنة‬ ‫‪1943‬م ب���وادي القط���ارة بنواح���ي املرصص‬ ‫‪ ،‬غربي ط�ب�رق حبوال���ي ‪ 30‬كيلومرت ‪ ،‬فتح‬ ‫عينيه طفال على شاطئ وبعالي وادي بالقمل‬ ‫‪ ،‬وكانت مس�ي�رته التعليمية بأحد الكتاتيب‬ ‫القرآنية ‪ ،‬على يد الفقيه امحد الزنتاني سنة‬ ‫‪1950‬م ‪ ،‬وم���ن بيئة البادية انتقل مع أهله‬ ‫إلي طربق بعد نهاي���ة احلرب العاملية الثانية‬ ‫ينتم���ي ال���ي جيل فت���ح عينيه عل���ى الدنيا يف‬ ‫ظروف مس���تقرة مبدينة طربق ويف األرياف‬ ‫القريب���ة م���ن املدين���ة حي���ث كان���ت احلياة‬ ‫تتطلب الكدح من أج���ل لقمة العيش وتعليم‬ ‫األبن���اء يف امل���دارس واملراوحة ب�ي�ن احلياة يف‬ ‫النجوع وبني النزوح الي املدينة‬ ‫حي���ث درس اإلعدادي���ة والثانوي���ة مبدرس���ة‬ ‫القوس بطربق سنة ‪1952‬م ودخل اجلامعة‬ ‫الليبي���ة ببنغازي كلية االدآب قس���م التاريخ‬ ‫وخت���رج منه���ا س���نة ‪1969‬م‪1970 -‬م عمل‬ ‫بعد التخ���رج يف االحتاد االش�ت�راكي اللييب‬ ‫كما عم���ل رئيس���ا لبلدية طربق ث���م إقالته‬ ‫سنة ‪1975‬م والزج به يف سجن االستخبارات‬ ‫العس���كرية كما ان���ه من مري���دي الطريقة‬ ‫السنوس���ية على يد ش���يخها األستاذ ‪ /‬حممد‬ ‫نصيب وق���د توىل هو ورفاق���ه بعض املناصب‬ ‫اإلدارية على مس���توى بلدية طربق ونتيجة‬ ‫التحقي���ق األمين مع���ه أكثر م���ن مرة فقد‬ ‫اضطر إلي ترك الوظيفة العامة واالخنراط‬ ‫يف األعم���ال احل���رة يتضم���ن ه���ذا الكت���اب‬ ‫س���تة فص���ول مل يكت���ف مبقدمة واح���دة بل‬ ‫مقدمت�ي�ن م���ن إع���داد صديقي���ه ورفيق���ي‬ ‫دراس���ته الثانوي���ة ‪1965‬م األس���تاذ عاش���ور‬ ‫بري���ك الدمنه���وري الكاتب يف اجمل���ال الديين‬ ‫وصاح���ب دار ومكتب���ة دار اهل���دى واألس���تاذ‬ ‫الصحفي حمم���ود علي الغراف ه���ذا الكتاب‬ ‫كم���ا يصف���ه يف اخلامتة الصدي���ق‪ /‬عبداهلل‬ ‫ه���ارون عب���د اخلال���ق ‪ ( :‬ش���هدت نهاي���ة هذه‬ ‫احل���رب ف�ت�رة االنت���داب الربيطان���ي والدة‬ ‫مؤل���ف هذا الكت���اب حيث عقد الع���زم وهو يف‬

‫العقد الس���ادس من حياته – خريف العمر –‬ ‫عل���ى أن يوثق ماعلق بذاكرته من ذكريات‬ ‫الطفول���ة املبك���رة وحت���ى ريع���ان ش���بابه من‬ ‫مش���اهدات وأق���وال وأح���داث مس���تعينا مب���ن‬ ‫عاص���ر تل���ك املرحلة م���ن أهل املنطقة لس���د‬ ‫النق���ص فضال عن اس���تقاء بع���ض املعلومات‬ ‫من مصادر عربية وأجنبية مرفقا بها الصور‬ ‫الفوتغرافي���ة واخلرائ���ط والوثائ���ق املتعلقة‬ ‫بأح���وال منطق���ة طربق موضوع ه���ذا الكتاب‬ ‫)) فالكت���اب يهدف إل���ي التوثيق م���ن ناحية‬ ‫والتعري���ف باجلوان���ب الثقافي���ة والتعليمية‬ ‫اليت شهدتها طربق والقرى والنجوع التابعة‬ ‫هل���ا البادية واحلضر وما طرأ على املدينة من‬ ‫حتوال ت اقتصادية فضال عن املعاناة وشظف‬ ‫العيش ال���ذي الزم حياتهم خالل نصف قرن‬ ‫وصوال الي االس���تقالل عام ‪1951‬م وتكوين‬ ‫اإلدارات الوطني���ة بع���د االس���تقالل وإنش���اء‬ ‫امل���دارس واملراف���ق اخلدمية كم���ا أن املؤلف‬ ‫مل يغف���ل التعري���ف بالتضاري���س اجلغرافية‬ ‫ملنطقة البطنان والسقايف ومصادر املياه ‪.‬‬ ‫الفصل األول يتطرق فيه املؤلف إلي البطنان‬ ‫قدمي���ا واالس���م التارخي���ي هل���ا انتيربج���وس‬ ‫املدينة املقابل���ة جلزيرة كري���ت وجغرافية‬ ‫ط�ب�رق واألراض���ي الزراعي���ة فيه���ا وأه���م‬ ‫السقايف غرب طربق والتضاريس والشواطئ‬ ‫اجلميلة مبدينة طربق ومعطن رأس بياض‬ ‫ال�ت�ي كانت ت���رد عليه أذواد اإلبل من ش���رق‬ ‫وغرب البالد وقصيدة اجملاهد الشاعر ‪ :‬سامل‬ ‫عبد الرازق البنكا يف وصف وادي بياض‬ ‫يابي���اض صل���ي علي الرس���ول اهل���ادي ***‬ ‫واشحال خاطرك علي أجواد سعادي‬ ‫كم���ا يتط���رق إل���ي س���كان ط�ب�رق قدمي���ا‬ ‫وكي���ف كانت عملي���ة إعداد بي���وت الربيع‬ ‫وبي���وت الصي���ف وعاداته���م وتقاليده���م يف‬ ‫األف���راح وكي���ف كانت ط�ب�رق تعتمد على‬ ‫املي���اه اجلوفي���ة كمص���در أساس���ي للش���رب‬ ‫واالس���تعماالت األخ���رى وكي���ف دخل���ت‬ ‫امليكنة م���ع دخول االحت�ل�ال االيطالي البالد‬ ‫متمثال يف حمط���ة حتلية مياه جنوب طربق‬ ‫سنة‪1941‬م‬ ‫وحمط���ات ضخ املي���اه يف وادي الع���ودة ووادي‬ ‫الس���هل ويذكر أمساء العاملني يف املياه و يف‬ ‫الكهرباء من الرعيل األول‬ ‫ويف الفص���ل الثان���ي يتط���رق إل���ي عكرم���ة‬ ‫واملرص���ص وترحي���ل األهالي إليه���ا يف أثناء‬ ‫احل���رب العاملية الثانية ثم عن بداية التعليم‬ ‫وافتت���اح أول مدرس���ة يف املرص���ص ويرج���ع‬ ‫الفضل يف ذل���ك إلي األس���تاذين امحد لياس‬ ‫وعطية لي���اس ويف حتفيظ الق���رآن للفقيه‬ ‫علواني الدرسي وعلي بالفقيه وكيف كانا‬ ‫يدرس���ان الطالب يف خيمة م���ن خيام النجع‬ ‫باملرصص عن���د قيام احل���رب العاملية الثانية‬ ‫ويذكر أمساء الطالب الذين درسوا مبدرسة‬ ‫املرصص وكذلك أمساء املدرسني ‪...‬‬ ‫ث���م يتط���رق إلي التعلي���م يف مدين���ة طربق‬

‫من أول مدرس���ة داخلية إلي افتتاح مدرس���ة‬ ‫الضاحي���ة ث���م مدرس���ة القوس عن���د مدخل‬ ‫املدين���ة ويذكر أمساء ط�ل�اب تلك املدارس‬ ‫وكذلك أمساء املدرسني بها وافتتاح مدارس‬ ‫تعليمي���ة جديدة وافتتاح مدرس���ة الضاحية‬ ‫الثانية واس���تحداث معهد املعلمات مبدرس���ة‬ ‫الفيحاء‬

‫ويتط���رق يف ه���ذا الفص���ل أيض���ا إل���ي املعامل‬ ‫التارخيية ملدينة طربق واليت من بينها س���ور‬ ‫جوس���تنيان واملن���ارة البحري���ة وغريه���ا م���ن‬ ‫املع���امل اليت اندثرت مث���ل كنتا ري دي يادي‬ ‫وكنت���ا ري ناح���وم ذل���ك املس���تثمر اليهودي‬ ‫ال���ذي انش���أ موقع���ا ومكتبا لتج���ارة خملفات‬ ‫احل���رب العاملي���ة الثاني���ة باجله���ة اجلنوبية‬ ‫لس���قيفة طربق واس���تغل حاجة األهالي إلي‬ ‫النق���ود يف جتمي���ع خملفات احل���رب العاملية‬ ‫الثانية من أس���لحة وذخرية وآليات وش���رائها‬ ‫من األهالي بأمثان زهيدة ‪....‬‬ ‫األثر اآلخر هو خط قضبان السكة احلديدية‬ ‫ال���ذي مل يع���د موج���ودا اآلن وكان ميتد من‬ ‫اإلسكندرية إلي احلمام إلي مطروح والسلوم‬ ‫باألراضي املصرية ومنها حتى الغرب يف خط‬ ‫مس���تقيم م���ارا بالغراب���ات جن���وب كمب���وت‬ ‫وصوال إلي احملطة النهائية يف طربق استمر‬ ‫تش���غيل خط قطار اإلس���كندرية طربق حتى‬ ‫اخلمس���ينيات إل���ي أن توقف���ت خدمات���ه عند‬ ‫الس���لوم ونظ���را إلهم���ال اإلدارة الربيطاني���ة‬ ‫للسكة املمتدة من السلوم الي طربق فقد أدى‬ ‫ذلك ببع���ض األهالي إل���ي تفكي���ك القضبان‬ ‫احلديدية واألخشاب والتصرف فيها ومعلوم‬ ‫ان جتارة وتصدير املواش���ي م���ن البطنان إلي‬ ‫مصر كانت تعتمد على الش���حن يف حظائر‬ ‫القط���ار من الس���لوم الي س���وق احلم���ام و ان‬ ‫املؤلف قد حدث���ه رفيقه حمم���ود الغراف انه‬ ‫قد صحب والده يف رحلة بالقطار من السلوم‬ ‫ال���ي احلمام لبيع قطيع م���ن األغنام هناك يف‬ ‫اواخ���ر األربعيني���ات ويف ه���ذا الفص���ل أيضا‬

‫يتط���رق املؤلف إل���ي أعطاء نب���ذ قصرية عن‬ ‫منطقة العدم وعن واحة اجلغبوب وس���كانها‬ ‫والطب الش���عيب فيها متناسيا االرديم بالرمل‬ ‫وع���ن املنطقة الش���رقية يتحدث ع���ن القرى‬ ‫الصغ�ي�رة مث���ل القع���رة – كمب���وت – بئ���ر‬ ‫األش���هب – قصر اجلدي – الربدي – مساعد‬ ‫ويف اجلهة الغربي���ة املرصص كنا نتمنى ان‬ ‫يتط���رق الي القرضبة وباخلاثر كما تطرق‬ ‫الي عني الغزالة ‪.‬‬ ‫ويف الفصل الثالث يتطرق الي اعيان ومشايخ‬ ‫البطنان وبنود وجمه���ودات اللجان الصلحية‬ ‫الع���رف ث���م يتط���رق إل���ي اإلدارة احمللية يف‬ ‫طربق ثم يعطي نبذة عن كل حي من أحياء‬ ‫املدين���ة مث���ل حي املط���ار القدي���م او اجلبيلة‬ ‫الش���رقية وحي النور وح���ي اجلبيلة احلمراء‬ ‫وح���ي احلطي���ة وحي س���وق العجاج وأش���هر‬ ‫املقاه���ي يف مدينةط�ب�رق يف اخلمس���ينيات‬ ‫والس���تينيات مث���ل مقهى قص���ار عند مدخل‬ ‫املدين���ة ومقهى ج�ل�ال طاطاناك���ي ومقهى‬ ‫بومسيح���ة يف ش���ارع فياروم���ا ومقه���ى عبد‬ ‫السيد إمساعيل ومقهى بورقيعة وغريها من‬ ‫املقاهي واقدم فندق هو فندق اجلبل األخضر‬ ‫مبدخل املدينة ومن أقدم املخابز خمبز احلاج‬ ‫سليم النعاس سنة ‪1943‬م‬ ‫ث���م تط���رق املؤل���ف ال���ي ط�ب�رق يف وج���دان‬ ‫الشاعرهاش���م بواخلطابي���ة وقصائده يف هذا‬ ‫اجمل���ال وهن���اك العدي���د م���ن الش���عراء الذين‬ ‫وصف���وا ط�ب�رق وأعجب���وا به���ا وذكروه���ا‬ ‫بقصائد يف شعرهم منهم الشاعر حممد عبد‬ ‫الق���ادر احلص���اد ي والش���اعر مصطفى بالل‬ ‫والشاعر فضيل حسني الشلماني وغريهم ‪.‬‬ ‫ويف الفص���ل الراب���ع يتط���رق املؤل���ف إل���ي‬ ‫طربق واملرصص وع�ي�ن الغزالة من الناحية‬ ‫التارخيي���ة ث���م يتط���رق إل���ي بلدي���ة طربق‬ ‫يف اخلمس���ينيات والس���ينيات وم���ن التقارير‬ ‫الطريفة أورد املس���ئول فمن األرش���يف نص‬ ‫تقري���ر يق���ول ‪ :‬بتاري���خ ‪15/8/1953‬م‬ ‫وق���ع ح���ادث انفجار خب���زان ش���ركة فلكس‬ ‫االيطالية الواقعة يف مقر سان جورج بطربق‬ ‫الذي ذهب ضحيته اثنا عش���ر ش���خصا كما‬ ‫أصيب تسعة آخرون وكان أحرى باملؤلف ان‬ ‫يعل���ق على التقرير ويذك���ر أمساء الضحايا‬ ‫من املعاصرين هلذه احلادثة فهم من مدينة‬ ‫طربق وكانوا ينظفون امليناء من األلغام‪.‬‬ ‫أما التقرير الطريف اآلخر عن ش���هر نوفمرب‬ ‫‪1955‬م فيفي���د ان اع���داد وقوائ���م الناخبني‬ ‫الذي���ن بلغ جمموعه���م بدائ���رة ب طربق قد‬ ‫بل���غ ‪5240‬ناخ���ب والقوائ���م معروض���ة على‬ ‫اجلمهور البداء طعونهم اذا لزم األمر ويقوم‬ ‫أشخاص بالدعاية لرتشيح أنفسهم والظاهر‬ ‫حت���ى اآلن أن الس���يد الق���ذايف س���عد النائ���ب‬ ‫السابق سيكون من ضمن املرشحني ‪.‬‬ ‫كما انه ويف يوم ‪ 20‬فرباير من سنة ‪1955‬م‬ ‫وصل���ت طربق ش���خصيات أملاني���ة عديد من‬ ‫بينها الدكتور اش���نيدر رئيس املانيا الغربية‬


‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪ 14 () 67‬ـ ‪ -20‬أغسطس ‪)2012‬م‬

‫وعقيل���ة املارش���ال رومي���ل وش���قيقته وق���د أقي���م‬ ‫احتفال مبناس���بة استكمال املقربة األملانية بطربق‬ ‫حضره ناظر الداخلية وعدد كبري من شخصيات‬ ‫البالد ‪.‬‬ ‫كم���ا أفاد التقرير أن املدرس���ة الداخلية اجلديدة‬ ‫ق���د افتتح���ت والتحق به���ا ع���دد ‪ 104‬تلميذ ومن‬ ‫املتوقع ان يزداد الع���دد إلي ‪ 160‬تلميذا وهو العدد‬ ‫املقرر هلذه السنة ‪.‬‬ ‫كم���ا يتطرق يف هذا الفص���ل الي طالئع موظفي‬ ‫متصرفية طربق والي الرعيل األول من العاملني‬ ‫يف املين���اء وكذل���ك العاملني يف الربي���د وكذلك‬ ‫يذك���ر املن���ارات التعليمي���ة والزواي���ا الصوفي���ة‬ ‫بط�ب�رق واألضرح���ة واملقام���ات وأول دار ع���رض‬ ‫للخيالة بطربق واملكتب���ة العامة واملركز الثقايف‬ ‫الذي افتتح يف سنة ‪1967‬م‬ ‫أم���ا الفص���ل اخلام���س فيتط���رق إل���ي طالئ���ع‬ ‫الرياضي�ي�ن ونادي الصقور الرياضي والناش���طني‬ ‫يف جم���ال املقاوالت وأصح���اب العربات الكراريس‬ ‫يف ط�ب�رق قبل صدور قرار إيقاف نش���اطها س���نة‬ ‫‪1977‬م ثم إلي طالئع احلركة الكشفية بطربق‬ ‫أم���ا الفص���ل الس���ادس فه���و ع���ن أح���داث مداهمة‬ ‫املثابة يف ‪ 19‬مارس ‪1980‬م والطريقة السنوسية‬ ‫واعتقاالت س���نة ‪1985‬م ثم ع���ن ثورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫واليت شارك فيها اجلميع شيبا وشبابا رجاال ونساء‬ ‫وخاصة املنطقة الش���رقية ال�ت�ي انفصلت بالكامل‬ ‫عن البالد وأعلنت الثورة على حكم الطاغية ‪..‬‬ ‫ه���ذا الكتاب هو عن طربق م���ن الناحية التارخيية‬ ‫واجلغرافية يف أواخر احلرب العاملية الثانية وحثي‬ ‫الس���تينيات ‪..‬كم���ا ازدان بالص���ور الفوتوغرافي���ة‬ ‫والوثائق ذات األهمية واملصادر واملراجع يف اخلتام‬ ‫ه���ذا الكت���اب جه���د غ�ي�ر مس���بوق ملؤلفه األس���تاذ‬ ‫الصايف الشريف خري اهلل‬ ‫تبق���ى هذه جم���رد مالحظات من خ�ل�ال قراءاتي‬ ‫هل���ذا الكت���اب القي���م للمحافظ���ة عل���ى تاري���خ‬ ‫البطن���ان االجتماع���ي والثق���ايف حت���ى اليندث���ر‬ ‫ويطوي���ه النس���يان وه���و ش���هادة فخر ل���كل الذين‬ ‫كان عطاؤهم للبطنان مش���هودا به سواء يف حقل‬ ‫التعلي���م أو اإلدارة أو اخلدم���ة العام���ة يف ش���تى‬ ‫امليادي���ن تأكيدا عل���ى أن للبطن���ان تارخيا ومآثر‬ ‫حواها ه���ذا الكتاب بني دفتيه وف���ا ًء هلم وألبنائهم‬ ‫وأحفادهم وهم يس���تحقون ذلك ع���ن جدارة علما‬ ‫بأنه���م ينتم���ون لكاف���ة املنحدرين م���ن الرتكيبة‬ ‫االجتماعية‪..‬القبائ���ل يف البطن���ان وبدون اس���تثناء‬ ‫ب���داوة وحض‪!..‬ر وان كان املؤلف قد غفل احلياة‬ ‫الثقافي���ة والفني���ة م���ن كت���اب وش���عراء وفنانني‬ ‫ومس���رح ووقوع بعض األخطاء املطبعية واللغوية‬ ‫اليت آمل ان ينتبه هلا املؤلف يف الطبعة الثانية هلذا‬ ‫الكتاب إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫وأخ�ي�را نؤك���د عل���ى ماكتب���ه األس���تاذ عاش���ور‬ ‫الدمنه���وري يف اس���تهاللية هذا الكت���اب أن الكمال‬ ‫هلل وح���ده الب���د وان جيد بع���ض الق���راء أن هناك‬ ‫نقصا غري مقصود يف جانب من جوانب الس���رد‪ ،‬أو‬ ‫معلوم���ة ناقصة اوامساء س���قطت س���هوا أو حادثة‬ ‫كانت جديرة بالذكر يف تفصيل أكثر مل يكتب‬ ‫عنه���ا أو موقع���ا جغرافي���ا ل���ه داللة اغف���ل ذكره‬ ‫أو معلم���ا أو ش���اعرا أو موظفا أداري���ا مل يأت على‬ ‫ذكره املؤلف ألس���باب غري مقصودة ألن األعمال‬ ‫بالنيات وحس���ن النية هو منب���ع هذا املطبوع بدون‬ ‫نعرة قبلية أوحتيز جهوي او تعتيم عن قصد ‪....‬‬ ‫حتي���ة ش���كر خالص���ة ملؤلف ط�ب�رق م���ن ذاكرة‬ ‫الطفول���ة على هذا اجلهد الش���مولي ملدينة طربق‬ ‫ذات التاري���خ العري���ق ال�ت�ي مات���زال حتت���اج إل���ي‬ ‫دراس���ات ومؤلفات عنها يف ش���تى جم���االت احلياة‬ ‫املختلفة فيها ‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫مالمح قاهري ٌة مخُ تبئ ٌة(‪)1‬‬ ‫ُ‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وميدان التحرير وأشياء أخرى‬ ‫والثورة‬ ‫القاهرة‬

‫حب ْأن أُمسيها‬ ‫تستأث ُر القاهر ُة ـ اليت أُ ُ‬ ‫دائم���اً قلب مصر النابض ـ باهتمام من‬ ‫ي ُزو ُره���ا‪ُ ،‬خ ُصوص���اً ألول م���رة‪ ،‬فيج ُد‬ ‫نفس��� ُه يف ح�ي�رة م���ن أم���ره‪ :‬إىل أي���ن‬ ‫يذه���ب أو ً‬ ‫ُرت���ب رحلت ُه؟‪،‬‬ ‫ال؟‪ ،‬وكيف ي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وإذا م���ا ق���رر أن ي�ت�رك الرحل���ة دُون‬ ‫ترتيب فسيجـ ُد نفس��� ُه حتماً غـارقاً يف‬ ‫مزيد من احلرية واالرتبـاك‪ ،‬فالقاهر ُة‬ ‫تص���د ُم زائريه���ا ُمباش���ر ًة وب���دُون‬ ‫ُمقدمات بصخبها و ُزحامها وأهراماتها‬ ‫الشـاخمة ُ‬ ‫وكورنيشها النيلي الساحر‬ ‫وش���وارعها املليئ���ة بعالم���ات غائرة ال‬ ‫تمُ حى يف جبني الزمن ُرغم مس���احيق‬ ‫ُ‬ ‫املدين���ة‬ ‫احلداث���ة والعصرن���ة‪ ،‬فه���ي‬ ‫ُ‬ ‫تتوس���ط فكرياً‬ ‫ُ‬ ‫العربي���ة ال ُك�ب�رى اليت‬ ‫وجغرافي���اً فيما بني حض���ارات العـامل‬ ‫ُ‬ ‫املُختلفة‪.‬‬ ‫وق ُ‬ ‫واملصريُ���ون ي��� ُر ُ‬ ‫ُس���موا‬ ‫هل���م أن ي ُ‬ ‫القاهرة "مصر"‪ ،‬أي أن العاصمة ُ‬ ‫تأخ ُذ‬ ‫اسم الدولة بكاملها‪ ،‬يف إشارة واضحة‬ ‫إىل أهميتها‪ُ ،‬‬ ‫تس���تقطب ُروح‬ ‫حيث أنها‬ ‫ُ‬ ‫وترم��� ُز إىل جوه���ر كيان���ه‬ ‫الوط���ن‪ُ ،‬‬ ‫وجغرافي���اً وتارخيياً‪،‬‬ ‫حضارياً ومادياً‪ُ ،‬‬ ‫باعتباره���ا البوتقة الت���ى تنصهر فيها‬ ‫ُ‬ ‫كل عناص���ر وأجناس وأقالي���م البلد‬ ‫عل���ى اختالفه���ا وتنوعه���ا ‪ ...‬ولذل���ك‬ ‫قي���ل‪" :‬من مل ير القاه���رة مل ير الدنيا؛‬ ‫ُ‬ ‫رب‪ ،‬وني ُلها س���ح ٌر‪ ،‬ونس���ا ُؤها‬ ‫فأرضه���ا ت ٌ‬ ‫ح���واري اجلن���ة يف بري���ق ُع ُيونه���ن‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫علي���ل‪،‬‬ ‫ونس���يمها‬ ‫ودُو ُره���ا ُق ُص���و ٌر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كعط���ر الندا‪ ،‬يُنع���ش القلب‪ ،‬وكيف‬ ‫ال ت ُك ُ‬ ‫���ون القاه���ر ُة كذل���ك؟ وه���ى أُم‬ ‫خيتلط على أرض هذه ُ‬ ‫ُ‬ ‫األم‬ ‫الدني���ا" ‪...‬‬ ‫الر ُؤوم ُ‬ ‫ُ‬ ‫التاريخ‬ ‫ك ُّل ش���يء ب ُك ِّل ش���ي ٍء‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫باجلغرافيا‪ُّ ،‬‬ ‫الش���رق‬ ‫الفن بالسياس���ة‪،‬‬ ‫بالغ���رب‪ ،‬املقاه���ي الش���عبية باملطاع���م‬ ‫احلديث���ة‪ُ ،‬‬ ‫املناخ الصحراوي بنس���مات‬ ‫الني���ل العليل���ة‪ ،‬تتش���ابك كله���ا يف‬ ‫خلي���ط غرائيب ق���ل مثي ُل���ه يف العامل‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫خليط بنكهة القاهرة‪ ،‬وبعبق تارخيها‬ ‫يرج���ع حس���ب بعض‬ ‫الطوي���ل‪ ،‬ال���ذى‬ ‫ُ‬ ‫املص���ادر إىل أكث���ر م���ن أربعة عش���ر‬ ‫قرن���اً عندما جنح القائد املس���لم عمرو‬ ‫بن العاص رضي اهلل عنه يف فتح مصر‬ ‫س���نة ‪20‬ه���ـ‪641 /‬م‪ ،‬ووض���ع حج���ر‬ ‫أس���اس مدين���ة "ال ُفس���طاط" كأول‬ ‫مدين���ة إس�ل�امية يف مص���ر وأفريقيا‪،‬‬ ‫حبكم‬ ‫وعندما استقل أمح ُد بن ُطو ُلون ُ‬ ‫مصر ع���ن اخلالفة العباس���ية‪ ،‬أضاف‬ ‫"القطائع"‪،‬‬ ‫امسها‬ ‫ُ‬ ‫إليها مدينة صغرية ُ‬ ‫وحينما جنح الفاطميون يف فتح مصر‬ ‫س���نة ‪358‬ه���ـ‪969 /‬م‪ ،‬وض���ع القائ��� ُد‬ ‫جوهر الصقلي أس���اس مدينة جديدة‬ ‫أُطلق عليها اسم "القاهرة"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقد تط���ورت القاه���ر ُة ُعمرانيا خالل‬ ‫احلقب التارخيية الالحقة التى مرت‬ ‫ِ‬ ‫به���ا (اململوكي���ة والعثماني���ة ‪ ..‬اخل)‪،‬‬ ‫ُص ُ‬ ‫���ول محُ م���د علي باش���ا إىل‬ ‫وكان و ُ‬ ‫ُ‬ ‫احلكم يف مصر سنة (‪1805‬م) ُنقطة‬ ‫حيث بدأ نوعاً‬ ‫حتول يف تاريخ القاهرة‪ُ ،‬‬ ‫م���ن اخلدم���ات البلدية‪ ،‬وق���ام بإدخال‬

‫بعض الصناعات األساسية‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إىل ُن ُش���ـوء واستقرار ُمؤسسات جديدة‬ ‫يف املدين���ة‪ .‬غ�ي�ر أن أهم تغي�ي�ر عرفت ُه‬ ‫القاهر ُة يف القرن التاسع عشر للميالد‬ ‫جاء على يد اخلديوي إمساعيل باش���ا‪،‬‬ ‫أول حاك���م ُمن ُذ تس���عة ُق��� ُرون يتبنى‬ ‫مش��� ُروعاً ش���ام ً‬ ‫ال لتنمي���ة املدينة‪ ،‬قام‬ ‫يف األس���اس عل���ى محُ ���اكاة األ ُ‬ ‫منوذج‬ ‫الغربي لتنمية املدن‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫بنموذجه���ا‬ ‫والي���وم‪،‬‬ ‫تعي���ش القاه���ر ُة ُ‬ ‫مي���زج ب�ي�ن القدي���م‬ ‫املُعاص���ر‪ ،‬ال���ذي‬ ‫ُ‬ ‫واحلديث‪ ،‬وي ُقو ُم على أس���اس استلهام‬ ‫ُروح التاري���خ وعبق���ه‪ ،‬فأصبح���ت‬ ‫ُ‬ ‫املدين���ة‪ ،‬ال�ت�ي ُتع��� ُد م���ن أكث���ر ُمدُن‬ ‫ُ‬ ‫رب من‬ ‫الع���امل كثاف���ة ُس���كانية‪( ،‬وتعت ُ‬ ‫العواص���م املل ُيوني���ة)‪ ،‬ت ُع���ج باملبان���ي‬ ‫احلديثة‪ ،‬واألبراج‪ ،‬والفنادق الفخمة‪،‬‬ ‫واملسارح والس���ينيمات‪ ،‬جنباً إىل جنب‬ ‫م���ع املقاه���ي والس���رايات‪ ،‬واألماك���ن‬ ‫السياحية املُتنوعة‪ ،‬كاملباني األثرية‪،‬‬ ‫واملتاحف املُختلفة واملعابد‪ ،‬والتماثيل‬ ‫الفرعونية العريقة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كل ذل���ك يف أم الدني���ا‪ ،‬ال�ت�ي كربت‬ ‫واتس���عت‪ ،‬وازدادت ق���وة م���ع مض���ى‬ ‫الس���نني‪ ،‬وأصبحت اليوم أكثر حناناً‪،‬‬ ‫واحت���وا ًء‪ ،‬ودفئاً عل���ى أبنائها وضيوفها‬

‫والصغ�ي�رة‪ ،‬القدمي���ة واحلديث���ة‪ ،‬إىل‬ ‫س���ور األزبكي���ة وكتب���ه املُعتق���ة‪ ،‬إىل‬ ‫جامعاته���ا العريق���ة (القاه���رة وع�ي�ن‬ ‫مشس واألزه���ر)‪ ،‬إىل ميدان التحرير‬ ‫حي���ث انطلقت الث���ورة املصري���ة (‪25‬‬ ‫ري‪ ،‬وسقط‬ ‫وص َ‬ ‫يناير ‪ُ ،)2012‬‬ ‫نع التغي ُ‬ ‫ُ‬ ‫فرعون مصر احلديث‪.‬‬ ‫عرش ُ‬ ‫رائع��� ٌة هي قاه���ر ُة املُعز بروع���ة أهلها‪،‬‬ ‫وطيبته���م النادرة‪ ،‬رائع���ة هي بوجهها‬ ‫اجلميل‪ ،‬وابتسامتها الساحرة‪ ،‬حيث ال‬ ‫تشعر هنا مبرور الوقت‪ ،‬رمبا ألن رمت‬ ‫احلياة فيه���ا يعج باحلرك���ة والعمل‬ ‫واالزدح���ام ‪ ...‬وهن���ا حتضرن���ي قص���ة‬ ‫طريف���ة‪ ،‬حي���ث أن أم أح���د األصدقاء‬ ‫ج���اءت لزيارت���ه يف القاهرة م���ن ليبيا‪،‬‬ ‫وبعد عدة أي���ام طلبت منه أن يعود بها‬ ‫بس���رعة إىل البل���د‪ ،‬فتعجب‪ ،‬وس���أهلا‪:‬‬ ‫مل���اذا ؟ فقال���ت ل���ه‪ :‬الوقت هن���ا جيري‬ ‫سريعاً‪ ،‬وأنا أريد أن أموت يف بالدي!‪.‬‬ ‫إنها القاهرة‪ ،‬اليت يقول عنها ُ‬ ‫اجلغرايف‬ ‫ُ‬ ‫الراحل مجال مح���دان‪ :‬إن ُ‬ ‫ك َّل حجر‬ ‫فيه���ا مش���بع بعب���ق املاض���ي وعراقته‪،‬‬ ‫وكل ش�ب�ر منه���ا حيم���ل بصم���ات‬ ‫اإلنس���ان‪ .‬إنهاـ كبي���ت مجاعي كبري‪،‬‬ ‫وكمنطق���ة مبني���ة ال مثي���ل لكتلتها‬ ‫يف مصرـ عمل فين من مقياس ضخم‬ ‫مهندس���ه وس���اكنه هو املصري ‪ ..‬وإن‬ ‫العواصم املُخضرمة العريقة‬ ‫ُحصرت‬ ‫ُ‬ ‫يف الدني���ا‪ ،‬فلعل القاهرة ه���ي أم املُدُن‬ ‫مجيعاً‪ ،‬وقليلة هي املُدُن التى يمُ ُ‬ ‫كن أن‬ ‫ُتنافسها يف هذه الصدارة ‪( ..‬أهـ)‪.‬‬ ‫جتمع املُتناقضات كما‬ ‫وألن القاه���رة‬ ‫ُ‬ ‫أس���لفنا‪ ،‬وتقه���ر القواع���د اجلام���دة‬ ‫وتكس���رها‪ ،‬فال تس���تغرب إذا رأيت هنا‬ ‫طواب�ي�ر العي���ش الطويل���ة‪ ،‬ومالم���ح‬ ‫الوج���وه الكادحة‪ ،‬وال تتعجب إذا حملت‬ ‫غن���ى فاحش���اً بكل ما هل���ذه الكلمة من‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫مدقع‪ ،‬أو‬ ‫معنى‪ ،‬يقابله‬ ‫ش���ظف وفق��� ٌر ٌ‬ ‫حمل���ت التك ت���ك إىل جان���ب احلافالت‬ ‫املُكيف���ة والقط���ارات احلديث���ة ومرتو‬

‫عل���ى تع���دد أجناس���هم وثقافاته���م‪،‬‬ ‫وكي���ف ال وهي تتميز بامتالك قدرة‬ ‫رهيبة على احتض���ان زائريها‪ ،‬لدرجة‬ ‫تنس���يهم معها أنهم غرب���اء عنها‪ ،‬حيث‬ ‫يندم���ج ه���ؤالء يف جنباتها‪ ،‬ويش���ربون‬ ‫م���ن نيله���ا‪ ،‬ويذوب���ون وهل���اً يف ه���ذه‬ ‫احملروسة‪ ،‬ذات احلسن واجلمال‪ ،‬فكل‬ ‫ش���يء فيها مجيل‪ ،‬من السيدة نفيسة‬ ‫والس���يدة زينب‪ ،‬إىل س���يدنا احلس�ي�ن‪،‬‬ ‫إىل مس���اجدها العام���رة الكب�ي�رة‬

‫األنف���اق‪ ،‬والدرج���ات الناري���ة ال�ت�ي‬ ‫تقوم بتوصي���ل الطلب���ات من احملالت‬ ‫والصيدلي���ات واملطاع���م إىل املن���ازل‪،..‬‬ ‫ُ‬ ‫كل ذلك يف القاهرة‪ ،‬وفيها املزي ُد من‬ ‫ُ‬ ‫تبحث عن من‬ ‫املالم���ح املُختبئة‪ ،‬الت���ى‬ ‫يكتش ُفها‪ ،‬وي ُف ُك طالمسها‪،‬‬ ‫وللحـديث بقي ٌة ‪...‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪2012/7/9‬‬ ‫‪khalidasshati@yahoo.com‬‬

‫خالد مخيس السحاتي‬ ‫القاهرة(خاص ميادين)‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪ 14 () 67‬ـ ‪ -20‬أغسطس ‪)2012‬م‬ ‫ملف العدد ‪ :‬املؤمتر الوطين العام إىل أين ؟‬

‫رائدات من درنة ‪!!!....‬‬ ‫بالصدفة وقع بني يدى كتاب ‪ ،‬يبدو للناظر‬ ‫الي���ه بان���ه غري ذا قيم���ة النه صغ�ي�ر جدا فى‬ ‫احلج���م ‪...‬وطريق���ة إخراج���ه بس���يطة جدا‪.‬‬ ‫ولكن حني اس���تغرقت يف مطالعته اكتشفت‬ ‫بأن���ه حيوى على كنوز معلوماتية ‪...‬مل يهتم‬ ‫بها أحد رغم ان الكتاب صدر منذ عام ‪2000‬‬ ‫بعن���وان "مشوس من مدينة درن���ة "‪..‬للباحثة‬ ‫"سليمة بن محادى "‬ ‫يبدو واضحا اجلهد الذي بذلته باحثة الكتاب‬ ‫ف���ى التقصي والرصد لتاريخ منس���ي ومهمل‬ ‫م���ن الذاك���رة الوطنية للنس���اء الرائدات فى‬ ‫بالدنا من كافة اجملاالت ‪...‬‬ ‫الكت���اب زاخ���ر بكثري م���ن األمس���اء للرائدات‬ ‫الليبييات من مدين���ة درنة ‪..‬على مدى تاريخ‬ ‫طوي���ل ‪..‬ولكن���ى أث���رت أن أقتط���ف بع���ض‬ ‫األمساء لوجوه رائدة نسائية من مدينة درنة‬ ‫فى التعليم والصحة وفى عامل الكتابة ‪....‬ألن‬ ‫اجمل���ال اليتس���ع لذكر مجي���ع األمساء التى‬ ‫أج���رت باحث���ة الكتاب جهدا دؤوب���ا يف البحث‬ ‫عن س�ي�رتها الذاتية واملهنية وعرض صورها‬ ‫وعطاءاتها للوطن ‪..‬س���واء م���ن خالل املراجع‬ ‫الصحفي���ة أواملقاب�ل�ات الش���خصية م���ع من‬ ‫الزلن على قيد احلياة ‪...‬‬ ‫من أهم الش���خصيات امللفتة ف���ى الكتاب التى‬ ‫افردت هلا الباحثة قسماً البأس به من الكتاب‬ ‫‪..‬ه���ى الس���يدة "مفي���دة كارلون"وه���ى اول‬ ‫ً‬ ‫فص�ل�ا لتعليم الفتيات فى‬ ‫مدرس���ة أفتتحت‬ ‫مدينة درنة‬ ‫فمن هى مفيدة كارلون ؟؟‬ ‫•مفيدة كارلون ‪:‬‬ ‫م���ن مواليد حلب بس���وريا ع���ام ‪، 1892‬تلقت‬ ‫تعليمها فى بالدها وش���اركت فى مظاهرات‬ ‫احلركة الوطنية ضد االس���تعمار الفرنسى‬ ‫ف���ى س���وريا ‪،‬تزوج���ت م���ن املرح���وم "عبداهلل‬ ‫الش���ويهدى" م���ن مواليد بنغ���ازى الذى كان‬ ‫مهاجرا اىل س���وريا ‪،‬وحني عاد اىل ليبيا عادت‬ ‫مبعيته اذ قدم بها ليقيما بدرنة وبعد تس���عة‬

‫•انتصار بوراوي‪...‬؟‬ ‫اشهر من استقرارهم باملدينة توفى وتركها‬ ‫ارمل���ة ‪ ،‬وتزوجت بعده باملرح���وم "حممد بن‬ ‫فايد"‬ ‫كانت جتيد اللغتني العربية والفرنسية اىل‬ ‫جانب أملامها بالرتكي���ة واليونانية ‪،‬وتعلمت‬ ‫فى ليبي���ا االيطلية ث���م األجنليزية ‪،‬وكانت‬ ‫بش���هادة مجي���ع عارفيه���ا متدين���ة صوام���ة‬ ‫صاحل���ة تش���ارك قدر األم���كان ف���ى األعمال‬ ‫اخلريي���ة ومنه���ا مجعه���ا للتربع���ات لصاحل‬ ‫القضية الفلسطينية ‪... 1948‬‬ ‫ب���دأت مفيدة اخلوجة بتش���جيع م���ن زوجها‬ ‫مش���وارها ف���ى تعلي���م البن���ات مبدين���ة درنة‬ ‫وفتح���ت اول فص���ل دراس���ى فى ع���ام ‪1926‬‬ ‫وب���دأت اخلطوة االوىل ف���ى تعليم امل���رأة فى‬ ‫مدينة درن���ة فى عصره���ا اجلديد جمموعة‬ ‫من الطالبات هن ‪:‬‬ ‫فتحي���ة ق���دور ‪..‬مجيل���ة ص���وان ‪..‬مربوك���ة‬ ‫بوغرارة ‪..‬نفيس���ة اجلاض���رة ‪..‬غالية بوغرارة‬ ‫‪..‬خدجي���ة اكس���يندة ‪..‬حل���وم مكراز‪..‬محيدة‬ ‫ص���وان ‪..‬خريي���ة الثلثى مربوك���ة اجلاضرة‬ ‫‪..‬مريم كريكش ‪..‬غزال���ة الطيب ‪..‬مربوكة‬ ‫حبريى ‪..‬عدوية بوخطوة‬

‫فتح���ت أول فص���ل دراس���ى لتعلي���م البن���ات‬ ‫ف���ى مبنى بش���ارع الفن���ار يق���وم علي���ه حاليا‬ ‫مبنى"مدرس���ة النص���ر للبن���ات" ورغ���م أن‬ ‫نظافة اهلندام كانت شرطاً أساسيا اال أنه مل‬ ‫يكن هناك زى مف���روض على الطالبات فكن‬ ‫يرتدين الزى الشعبى وكذلك احلقائب فقد‬ ‫كانت حس���ب ظروف كل طالبة كما كن‬ ‫حيضرن افطارهن م���ن بيوتهن وكان نظام‬ ‫الدراس���ة مخس س���نوات فقط وق���د انفردت‬ ‫الس���يدة "مفي���دة اخلوج���ة" بتدري���س مجيع‬ ‫امل���واد واس���تمرت مفي���دة ف���ى العط���اء حت���ى‬ ‫ع���ام ‪ 1944-1945‬ث���م اس���تقالت من العمل‬ ‫ولزمت بيته���ا اىل ان توفاها اهلل وتولت بعدها‬ ‫املرحومة "فتحية شنيب"‬ ‫نورية سامل الثلثى أول مدرسة ليبية ‪.... :‬‬ ‫فى عام ‪ 1931‬برز اس���م" نورة س���امل الثلثى"‬ ‫والت���ى ختصصت فى مادة الدين ويرجح أنها‬ ‫تلق���ت تعليمها على يد والدها الش���يخ "س���امل‬ ‫الثلثى" أحد حفاظ القران الكريم وأحد الذين‬ ‫أمتهنوا حتفيظه للطالب وتعد "نورية س���امل‬ ‫الثلثى" أول مدرس���ة ليبية ف���ى درنة ‪،‬وكان‬ ‫م عها غزالة عاش���ور الطي���ب النويصرى التى‬ ‫درست التمريض فى طرابلس لكنها اختارت‬ ‫مهن���ة التعلي���م ولطيف���ة كلف���ة وفاطم���ة‬ ‫حب�ي�رى وه���ن م���ن اوائ���ل املعلم���ات اللوات���ى‬ ‫خترجن من مدرسة "مفيدة اخلوجة"‬ ‫•خريي���ة على بن محادى أول طبيبة ليبية‪:‬‬ ‫‪!..‬‬ ‫تع���د "خريية عل���ى بن مح���ادى" اول من نالت‬ ‫شهادة فى جمال الطب متخصصة فى جمال‬ ‫امراض النس���اء والوالدة اىل جانب التمريض‬ ‫اي���ام االحت�ل�ال االيطاىل االس���تعمارى لليبيا‬ ‫وتلقت التعليم باللغتني العربية وااليطالية‬ ‫‪،‬وم���ن زميالتها ف���ى الدراس���ة مرزوقة عزوز‬ ‫‪،‬عائش���ة الش���ريف‪ ،‬من���ى ب���ن خي���ال‪ ،‬عزيزة‬ ‫القريتلى ‪،‬مرضية الش���ريف ‪،‬مرزوقة قدور ‪،‬‬ ‫لطيفة كلفة‪ ،‬امينة احلداد‪ ،‬غزالة بالقاسم‪،‬‬

‫علجي���ة الك���واش‪ ،‬مري���م اش���ليمبو ‪،‬س���املة‬ ‫احلصادى ‪،‬عصرانة ساسى ‪ ،‬مريى القريتلى‪،‬‬ ‫فاطمة اس���تيتة ‪،‬محيدة س���رقيوة‪ ،‬مربوكة‬ ‫االس���طى عم���ر‪ ،‬وغريهن ممن ك���ن يتلقني‬ ‫التعلي���م عل���ى ي���د املعلم���ة مفي���دة اخلوج���ة‬ ‫‪،‬وكان���ت الدراس���ة والس���فر خ���ارج املدين���ة‬ ‫ش���يئا غريبا على عقلية الرجل الليبى انذاك‬ ‫واليقب���ل به الع���رف وكان لوالده���ا املرحوم‬ ‫"على ب���ن محادى " وألخيه���ا االكرب "حممد‬ ‫عل���ى بن مح���ادى" اثر كبري على تش���جيعها‬ ‫‪ ،‬والنه���ا كانت م���ن املتفوقات فلقد س���افرت‬ ‫واكملت تعليمها مبدينة طرابلس فدرست‬ ‫سبع س���نوات فى طرابلس ثم عادت اىل درنة‬ ‫حتم���ل ش���هادة رمسي���ة تتضم���ن ختصصها‬ ‫فى جم���ال ط���ب النس���اء وال���والدة اىل جانب‬ ‫التمريض ولقد رش���حت للدراسات العليا يف‬ ‫ايطاليا لكن والدها مل يوافق وادت عملها بكل‬ ‫أخالص يف جمال الطب اىل أن توفت فى عام‬ ‫‪1999‬‬ ‫•أول روائية ليبية ‪..‬مرضية النعاس‪! ...‬‬ ‫ولدت فى درن���ة ع���ام ‪، 1948‬متحصلة على‬ ‫ليس���انس القان���ون م���ن جامع���ة قاريون���س‪،‬‬ ‫ب���دأت الكتابة لإلذاع���ة مبذكرات طالبة فى‬ ‫برنام���ج عن الطلبة واملعلمني لألس���تاذ "فرج‬ ‫الش���ويهدى" ‪،‬نش���ر إنتاجه���ا ف���ى صحبفت���ى‬ ‫الزم���ان والرقي���ب ‪،‬تعت�ب�ر اول ام���رأة ليبي���ة‬ ‫كتبت الرواية ‪،‬وذلك عرب روايتها "املظروف‬ ‫األزرق" ‪،‬اص���درت بعده���ا جمموع���ة م���ن‬ ‫الروايات واجملموعات القصصية ‪" ،‬ش���ىء من‬ ‫الدفء" بن���ات داخلى" "رجال ونس���اء" "غزالة"‬ ‫‪،‬كتبت خالل فرتة ستينيات القرن العشرين‬ ‫مقاالت صحافي���ة فى جملة "املرأة اجلديدة"‬ ‫ونش���رت بعدها ف���ى جمل���ة البيت" االس���بوع‬ ‫الثقاف���ى" وكتب���ت جمل�ل�ات عربي���ة الوع���ى‬ ‫العربى""الصياد"اللبنانية ‪ ،‬كتبت عنها الكثري‬ ‫من الدراس���ات واملقاالت النقدية كما كانت‬ ‫قصصها ورواياتها مصدر للبحاث والدارسني‬ ‫ف���ى جامعاتنا حيث اختذها الدارس���ون لألدب‬ ‫العرب���ى م���ادة لني���ل درج���ات علمي���ة مث���ل‬ ‫الدكت���ور امحد ابراهيم واالس���تاذة ش���ريفة‬ ‫القيادى والدكتورة ساملة ابراهيم وغريهم ‪...‬‬ ‫وهن���اك العديد م���ن الش���خصيات النس���ائية‬ ‫املختلف���ة الت���ى أوردتها الباحث���ة فى حبثها‬ ‫ورصده���ا لدور الرائ���دات مبدين���ة درنة فى‬ ‫دولة االستقالل الليبيية فى كافة اجملاالت‬ ‫املختلف���ة ‪..‬وال�ت�ي برهن���ت عل���ى أن امل���رأة‬ ‫الليبي���ة فى كل املدن الليبية كان هلا س���بق‬ ‫الريادة فى كافة اجملاالت وماحنتاجه فقط‬ ‫هومزيد من البحث والتنقيب عن هذا اجلانب‬ ‫املهمل واملنس���ى ل���دور املرأة الليبي���ة الريادى‬ ‫‪..‬وتكري���م كل أولئ���ك الرائ���دات وتقديرهن‬ ‫بانش���اء مركز خاص يعتنى بأرش���فة أمساء‬ ‫وأعم���ال كافة الرائ���دات فى مدنن���ا الليبية‬ ‫‪..‬ه���ذا ماحنلم ب���ه ونأم���ل عل���ى حتقيقه فى‬ ‫ليبيا اجلديدة التى الميكن أن تتنكر ملاضيها‬ ‫اجلميل ‪..‬والذى كان هو األساس لبناء دولة‬ ‫االس���تقالل ‪..‬الت���ى برتتها أكثر م���ن اربعني‬ ‫ع���ام عجاف تنك���ر لدور رائ���دات ورواد العلم‬ ‫والثقافةوالصنع���ة واالقتص���اد واملعرف���ة فى‬ ‫بالدنا ‪.‬‬


‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪ 14 () 67‬ـ ‪ -20‬أغسطس ‪)2012‬م‬ ‫ملف العدد‪ ::‬املؤمتر الوطين العام إىل أين ؟‬

‫‪21‬‬

‫اجملتمع والدولة واالستعمار يف ليبيا ‪...‬‬

‫دراسة يف األصول االجتماعية واالقتصادية حلركات وسياسات التواطؤ ومقاومة‬ ‫االستعمار ‪ 1932 - 1830‬م‬ ‫مقدمة الطبعة الثالثة‬ ‫هذه هي الطبعة الثالثة للكتاب‪ ،‬وليبيا والعامل‬ ‫العربي ميران مبرحلة ذات حتوالت مفصلية‬ ‫من انتفاضات وثورات ضد الدولة التسلطية‬ ‫األمني���ة إىل ث���ورات مض���ادة‪ ،‬وحم���اوالت‬ ‫توظي���ف إقليمية ودولية هلذه الثورات وتلك‪.‬‬ ‫ولذل���ك‪ ،‬فإنه ليس من الس���هل التنبؤ بنجاح‪،‬‬ ‫أو فشل‪ ،‬أو س���رقة هذه الثورات أالجتماعية‪،‬‬ ‫خاص���ة إذا نظرن���ا يف الس���ياق االجتماع���ي‬ ‫‪.‬‬ ‫للقرن العشرين ‪.‬‬ ‫يف ه���ذه الطبعة اجلدي���دة‪ ،‬أود الرتكيز على‬ ‫ثالث���ة أس���ئلة مهم���ة يف فه���م وق���راءة ه���ذا‬ ‫الكتاب‪:‬‬ ‫أو ً‬ ‫ال – كي���ف كان���ت ردود الفع���ل الرمسية‬ ‫وغري الرمسية للطبعتني األوىل والثانية؟‬ ‫ثاني���اً – ه���ل تغ�ي�رت النظ���رة النمطي���ة‪ ،‬عن‬ ‫التاري���خ االس���تعماري يف ليبي���ا‪ ،‬بع���د م���رور‬ ‫عقدين من نشر هذا الكتاب؟‬ ‫ثالثاً – ه���ل هناك تأثري قوي مباش���ر‪ ،‬أو غري‬ ‫مباش���ر‪ ،‬للمرحلة االس���تعمارية على حاضر‬ ‫اجملتم���ع اللييب الي���وم‪ ،‬وبالذات بعد س���قوط‬ ‫دول���ة اجلماهريي���ة‪ ،‬وجن���اح املرحل���ة األوىل‬ ‫لثورة ‪ 17‬فرباير ‪2011‬؟‪.‬‬ ‫•تع���رض الكت���اب للمص���ادرة م���راراً حت���ى‬ ‫إسقاط النظام الديكتاتوري‪.‬‬ ‫أو ً‬ ‫ال ردود الفعل للطبعتني األوىل والثانية ‪:‬‬ ‫على املستوى الرمسي دخل الكتاب ليبيا ضمن‬ ‫منش���ورات مركز دراس���ات الوح���دة العربية‬ ‫بريوت‪ ،‬إ ّ‬ ‫ال أنه تعرض للمصادرة مراراً حتى‬ ‫ً‬ ‫إس���قاط النظام الديكتاتوري‪ .‬وش���خصيا‪ ،‬مل‬ ‫أمتك���ن م���ن االط�ل�اع عل���ى التقري���ر املفصل‬ ‫للرقي���ب‪ ،‬إ ّ‬ ‫ال أنين أخربت أن املصادرة قد متت‬ ‫ميجد احلركة السنوسية‪.‬‬ ‫حبجة أن الكتاب ّ‬ ‫أم���ا عل���ى املس���توى الش���عيب‪ ،‬وبالرغ���م م���ن‬ ‫املص���ادرة‪ ،‬فإن العديد من الق���راء الليبيني قد‬ ‫متكنوا من ش���راء الكتاب من خارج ليبيا كما‬

‫املقاوم���ة‪ ،‬وش���رعية االخت�ل�اف ال�ت�ي رفضها‬ ‫النظ���ام الس���ابق‪ ،‬م���ن خ�ل�ال أدجل���ة التاريخ‬ ‫واجلامع���ة واملوس���يقى واألدب‪ ،‬فيما يس���مى‬ ‫النظام اجلماهريي الشعبوي‪.‬‬ ‫ثاني���اً– ه���ل تغ�ي�رت الص���ورة النمطي���ة ع���ن‬ ‫التاريخ االستعماري يف ليبيا ؟ ‬ ‫الش���ك يف أن مركز جهاد الليبيني للدراسات‬ ‫التارخيي���ة‪ ،‬وجامع���ة بنغازي‪ ،‬قد قاما بنش���ر‬ ‫العديد من الكتب والدراسات‪ ،‬وخاصة رسائل‬ ‫املاجس���تري والدكت���وراة‪ ،‬لباحث�ي�ن وباحثات‬ ‫من ليبيا ينتمون إلجيال جديدة أس���همت يف‬ ‫إنت���اج إضافات مهمة عن التاريخ االجتماعي‪،‬‬ ‫والثق���ايف‪ ،‬واالقتص���ادي‪ ،‬خ�ل�ال املرحل���ة‬ ‫االس���تعمارية‪ .‬لكن‪ ،‬لألس���ف الش���ديد‪ ،‬مازال‬ ‫هن���اك جهل ونقص معريف واس���تمرار لصور‬ ‫منطية عن اجملتمع والتاريخ اللييب‪ ،‬وبالذات‬ ‫افرتاضات النظام القبلي‪ ،‬والنفط ‪ ،‬والتخلف‬ ‫التقليدي االجتماعي‪ .‬واالستثناء الوحيد هو‬ ‫الفيلم الس���ينيمائي " أسد الصحراء " ‪،1981‬‬ ‫للمخرج السوري األمريكي الراحل مصطفى‬ ‫العقاد‪ ،‬الذي ع��� ّرف باملقاومة الليبية‪ ،‬و قيادة‬

‫علي عبداللطيف أمحيده‬ ‫ّ‬ ‫•وظ���ف النظ���ام الس���ابق التاري���خ لكس���ب‬ ‫شرعيته‪!!!...‬‬ ‫أما ع���ن ردود فع���ل األجيال الش���ابة يف ليبيا‪،‬‬ ‫اآلن‪ ،‬وم���دى معرفته���ا بهذا التاري���خ الدموي‬ ‫والبطول���ي‪ ،‬فإن اإلجابة تب���دو أكثر تعقيداً‪.‬‬ ‫لق���د ّ‬ ‫وظ���ف النظ���ام الس���ابق التاريخ لكس���ب‬ ‫ش���رعيته‪ ،‬وكأن���ه حام���ل ش���علة املقاوم���ة‬ ‫واجله���اد لألب���اء واألجداد‪ .‬وبس���بب تس���لطه‬ ‫وإلغائه للحريات والتعدد فقد دفع بالغالبية‬ ‫العظم���ى م���ن األجي���ال الش���ابة يف ليبي���ا إىل‬ ‫االغ�ت�راب ع���ن اخلط���اب امل���ؤدجل‪ .‬هل���ذا مل‬ ‫يك���ن مفاجئا‪ ،‬بالنس���بة لي‪ ،‬نتيجة اس���تبيان‪،‬‬ ‫أجريته منذ عش���ر س���نوات مضت على طلبة‬ ‫اجلامعات الليبية‪ .‬وساعدني زمالء وزميالت‬ ‫أكادميي���ون يف توزيع���ه عل���ى طلبتهم وذلك‬ ‫يف مخ���س جامع���ات ليبية ه���ي‪ :‬جامعة عمر‬ ‫املخت���ار‪ ،‬جامع���ة بنغ���ازي ( قاريونس س���ابقا‬ ‫)‪ ،‬جامع���ة طرابلس ( الفاتح س���ابقا )‪ ،‬جامعة‬ ‫الزاوية (الس���ابع من أبريل سابقا ) ‪ ،‬وجامعة‬ ‫سبها ‪ .‬كشف لي االستبيان أن معظم الشباب‬ ‫اللي�ب�ي اجلامعي ال يعرف الكثريفقط بل وال‬ ‫حت���ى القضايا األهم يف التاريخ االس���تعماري‬ ‫اللييب ‪ .‬‬

‫تعرض الكتاب للمصادرة مراراً حتى إسقاط النظام الديكتاتوري‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وظف النظام السابق التاريخ لكسب شرعيته‪..‬‬ ‫ثوار فرباير يرفعون صور رموز النضال ضد االيطاليني‬

‫أمك���ن آلخري���ن تصوي���ره وتوزيع���ه وفق���ا ملا‬ ‫أخربني به بعض األصدقاء والقراء‪ .‬وألكون‬ ‫منصف���اً‪ ،‬ف���إن بع���ض املس���ؤولني‪ ،‬يف النظ���ام‬ ‫الس���ابق‪ ،‬قد تساهلوا إزاء نشره وتوزيعه بعيداً‬ ‫ع���ن أعني الرقاب���ة‪ .‬وأعتقد جازم���اً أن النظام‬ ‫الس���ابق مل يقبل بالرؤي���ة املس���تقلة للكتاب‪،‬‬ ‫اليت تعارض رؤيته الرمسية واأليديولوجية‬ ‫للتاري���خ اللييب‪ ،‬وال�ت�ي دأبت عل���ى التوظيف‬ ‫السياسي حلركات املقاومة واجلهاد‪ ،‬حبسب‬ ‫تغريات التحالفات السياس���ية‪ ،‬يف املرحلة بني‬ ‫‪ .1969-2011‬ع�ل�اوة عل���ى ذل���ك‪ ،‬فإن هذا‬ ‫الكتاب يركز على تعددية وحيوية حركات‬

‫شيخ الشهداء عمر املختار‪ .‬وبالرغم من جهل‬ ‫شعوب املنطقة بطبيعة املرحلة االستعمارية‬ ‫يف ليبي���ا ف���إن هن���اك بع���ض االس���تثناءات‪.‬‬ ‫فالش���عب التونس���ي‪ ،‬والشعب التش���ادي‪ ،‬وإىل‬ ‫ح���د م���ا‪ ،‬الش���عب اجلزائ���ري أكث���ر إملام���ا‬ ‫بدموي���ة االس���تعمار االس���تيطاني يف ليبي���ا‪،‬‬ ‫وح���رب اإلب���ادة‪ ،‬خ�ل�ال املرحل���ة الفاش���ية‬ ‫بال���ذات‪ .‬وهنا‪ ،‬البد أن أعّلق على مرور مئوية‬ ‫االس���تعمار اإليطال���ي " ‪ 4‬أكتوب���ر ‪1911-‬‬ ‫‪4‬أكتوب���ر‪ ،" 2011‬وال�ت�ي مرت بال إش���ارة‬ ‫أو تقييم أو أعتبار‪ ،‬بس���بب ظ���روف ثورة ‪17‬‬ ‫فرباير يف ليبيا ‪.‬‬

‫ثالثاً‪ -‬هل هناك تأثري للمرحلة االستعمارية‬ ‫على احلاضر‪ ،‬اآلن‪ ،‬أي ثورة ‪ 17‬فرباير ؟‬ ‫الظاهرة البارزة‪ ،‬واليت مل ينتبه إليها العديد‬ ‫م���ن املثقف�ي�ن والق���راء الع���رب عن ث���ورة ‪17‬‬ ‫فرباير‪ ،‬هي الربوز املفاجئ لرموز ومؤسس���ات‬ ‫ذات ج���ذور يف ح���ركات وسياس���ات مقاومة‬ ‫االس���تعمار اإليطالي‪ ،‬مبا يؤك���د أن التاريخ‬ ‫االجتماعي والثقايف واملؤسسي مازال يؤثر يف‬ ‫التعبئة االجتماعي���ة والثقافية ‪ .‬هذا التأثري‪،‬‬ ‫وهذه اجلذور العميقة‪ ،‬يلقيان بظالهلما على‬ ‫الواقع اآلن‪ ،‬وكأن التاريخ هو تاريخ احلاضر‪.‬‬ ‫التاري���خ‪ ،‬هنا‪ ،‬يكش���ف عن اس���تمراريته‪ .‬لكن‬

‫لي���س يف ص���ورة ميكانيكية ومنطي���ة‪ ،‬بل يف‬ ‫ص���ورة إبداعي���ة وح���راك يوظ���ف الثقاف���ة‪،‬‬ ‫واملؤسس���ات‪ ،‬والرم���وز‪ ،‬يف مواجه���ة النظ���ام‬ ‫العس���كري الديكتات���وري الس���ابق‪ .‬كيف مت‬ ‫ذل���ك؟ وما الدليل على ماتق���ول؟ أود‪ ،‬هنا‪ ،‬أن‬ ‫أركز على رموز التعبئة واملقاومة ‪:‬‬ ‫•ث���وار فرباي���ر يرفعون صور رم���وز النضال‬ ‫ضد االيطاليني‪...‬‬ ‫من���ذ بداي���ة الث���ورة يف ش���هر فرباي���ر ‪،2011‬‬ ‫رف���ع الثوار واحملتج���ون صوراً وأمس���ا ًء لقادة‬ ‫اجلهاد اللييب ضد االستعمار اإليطالي‪ ،‬بداية‬ ‫بشيخ الشهداء عمر املختار إىل حممد فكيين‪،‬‬ ‫وخليف���ة ب���ن عس���كر‪ ،‬ورمضان الس���وحيلي‪،‬‬ ‫وعبدالنيب باخلري ‪ ،‬وسامل عبدالنيب الزنتاني‬ ‫‪ ،‬والفضي���ل بوعم���ر ‪،‬وأمح���د س���يف النص���ر‪،‬‬ ‫ويوسف بورحيل‪ ،‬وآخرون‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كان نظ���ام القذايف قد وظف البعد النضالي‬ ‫لش���يخ الشهداء عمر املختار إلضفاء الشرعية‬ ‫عل���ى حكم���ه م���ن خ�ل�ال الص���ور يف العمل���ة‬ ‫الليبي���ة‪ ،‬واملتاح���ف‪ ،‬وامليادي���ن العام���ة ‪ ،‬ب���ل‬ ‫إن معم���ر الق���ذايف وضع صورة الش���يخ عمر‬ ‫املخت���ار عل���ى معطفه عن���د زيارت���ه إليطاليا‪.‬‬ ‫كل ه���ذا الربط بني ذكرى ش���يخ الش���هداء‬ ‫والنظ���ام السياس���ي تبخ���ر بع���د ث���ورة ‪17‬‬ ‫فرباي���ر‪ ،‬فلقد انتزع الث���وار رمز ذكرى عمر‬ ‫املختار من النظام السياس���ي السابق ليصبح‪،‬‬ ‫م���رة أخرى‪ ،‬رمزا للث���ورة والكرامة واحلرية‬ ‫والدميقراطية( شعارات الثورة احلالية) ‪.‬‬ ‫يعطي العلم القديم علم االستقالل واململكة‬ ‫الليبية مثاال آخر لذل���ك التوظيف اإلبداعي‪.‬‬ ‫فق���د ع���اد العل���م رم���زا لالس���تقالل ولي���س‬ ‫للنظ���ام امللكي وفقا لتفس�ي�ر الث���وار اآلن‪ .‬أما‬ ‫املؤسس���ات األهلية ممثلة يف اجملالس احمللية‬ ‫والعس���كرية فه���ي قدمي���ة‪ ،‬تع���ود للمرحلة‬ ‫االس���تعمارية‪ ،‬و مهمته���ا تنظي���م الش���ؤون‬ ‫احمللية يف كل قرية‪ ،‬وناحية‪ ،‬ومدينة ‪ ،‬وقد‬ ‫عادت هذه املؤسسة للظهور بعد سقوط دولة‬ ‫اجلماهريي���ة لش���غل حال���ة الفراغ املؤسس���ي‪،‬‬ ‫ال���ذي كان مسة النظام السياس���ي الس���ابق‪.‬‬ ‫املفارق���ة هنا هي أن اجملتمع اللييب يف غالبيته‬ ‫الي���وم يعي���ش يف امل���دن ‪ ،‬ونس���بة التعليم بني‬ ‫الرجال والنس���اء معا هي األعل���ى يف إفريقيا‪.‬‬ ‫وبالتال���ي‪ ،‬فعل���ى الق���ارئ أن ي���درك طبيعة‬ ‫التأثري الذي ميارس���ه املاض���ي يف احلاضر يف‬ ‫ظل تفسريات وسياقات اجتماعية اقتصادية‬ ‫وثقافية متغرية ‪.‬‬ ‫أمل���ي أن جي���د الق���ارئ يف الطبع���ة الثالث���ة‬ ‫حماول���ة علمي���ة لفه���م ج���ذور احلاض���ر‪ ،‬و‬ ‫بالتال���ي بداية لفهم تاري���خ اجملتمع أو ً‬ ‫ال قبل‬ ‫الدول���ة‪ ،‬والنخب���ة‪ .‬فالدول���ة االس���تعمارية‬ ‫كان���ت دموي���ة وعنصري���ة‪ ،‬ودول���ة مابع���د‬ ‫االستقالل خنبوية ومتعالية ‪.‬‬ ‫أخريا – أود أن أش���كر مركز دراسات الوحدة‬ ‫العربي���ة على إعادة طبع الكت���اب وتوزيعه يف‬ ‫العامل العربي والعامل ‪.‬‬ ‫واهلل ولي التوفيق ‪.......‬‬ ‫•ساكو ‪ /‬مني ‪ ،‬الواليات املتحدة األمريكية‬ ‫‪ 17 -‬يوليو ‪ . 2012‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪ 14 () 67‬ـ ‪ -20‬أغسطس ‪)2012‬م‬

‫خليل العرييب‬

‫عودة لطفية ابراهيم‬

‫مهرجان طرابلس للمالوف واملوشحات‬ ‫م���ن املف�ت�رض أن تك���ون فعالي���ات‬ ‫مهرج���ان طرابل���س للمال���وف‬ ‫واملوش���حات يف دورت���ه العاش���رة قد‬ ‫إنطلقت فعالياته والصحيفة ماثلة‬ ‫للطباعة ‪ ،‬وه���ي الدورة األولي هلذا‬ ‫املهرجان بع���د التحرير والذي عادة‬ ‫ما يقام خالل شهر رمضان املبارك ‪.‬‬ ‫املهرجان يقام برعاية وزارة الثقافة‬ ‫واجملتمع املدني مبش���اركة أكثر‬ ‫من عش���رة فرق متخصصة يف هذا‬ ‫اللون م���ن الفن األندلس���ي األصيل‬ ‫ال���ذي أس���توطن منطق���ة مش���ال‬ ‫أفريقي���ا ووج���د إهتم���ام ومتابع���ة‬ ‫وتطوي���ر م���ن عدي���د م���ن رواد هذا‬ ‫الفن أمثال الش���يخ قني���ص والفنان‬ ‫حسن عرييب وغريهما ‪ .‬من احملتمل‬ ‫أن تقام دورة هذا العام بأسم الفنان‬

‫الرقص من أجل السياسة‬

‫الفنان���ة خفيف���ة الظل رغ���م وزنها ال���ذي يتج���اوز املائة‬ ‫كيلوج���رام ‪،‬هذه الفنان���ة الكبرية لطفي���ة ابراهيم تعود‬ ‫بع���د غياب طويل إل���ي جماهلا الفين ال���ذي أحبته وأحبها‬ ‫من خالل���ه مجهورها الكبري الذي أس���عدته بأدائها الرائع‬ ‫وإبداعها املتميز س���واء كان علي خش���بة املس���رح أم علي‬ ‫شاش���ة التلفزيون ‪ .‬لطفية ابراهيم اليت توقفت فجأة عن‬ ‫ممارس���ة نش���اطها الفين بعد زواجها من أح���د املصورين‬ ‫بالتلفزي���ون اللي�ب�ي وغابت س���نوات طويل���ة وأختفت عن‬ ‫كافة وس���ائل اإلعالم املختلفة وغابت أخبارها لس���نوات‬ ‫طويل���ة ‪ ،‬هذه الفنانة املبدعة تفاج���ئ مجهورها عرب قناة‬ ‫العاصمة يف برنامج يومي مس���موع ال تظهر فيه صورتها‬ ‫بعنوان ( خري يا عويلة ) يقدم علي مائدة اإلفطار صحبة‬ ‫الفنان سعد اجلازوي واإلعالمية املخضرمة فاطمة عمر‬ ‫‪ ،‬فهل س���تكون هذه اإلطالل���ة املس���موعة للفنانة لطفية‬ ‫ابراهي���م بداي���ة جدي���دة لتألقها ونش���هد بعده���ا حضورا‬ ‫مسرحيا وتلفزيونيا لفنانة حيمل هلا الليبيون ذكريات‬ ‫مجيلة وحمبة خاصة ‪.‬‬

‫أعتذار‬

‫ميادي���ن ‪ :‬تعت���ذر للفنان عزالدي���ن احلراري‬ ‫الذي سقط امسه سهوا يف( العدد ‪ )65‬وكان‬ ‫قد أهدى الصحيفة غالف الصفحة اإلوىل‬

‫حممد الشوشان أحد رواد هذا الفن وستقدم عدة جوائز للفرق املتميزة‬ ‫الرائع ويرأس جلن���ة املهرجان هذا من خالل جلنة تقييم ش���كلت هلذا‬ ‫الع���ام الفن���ان امللح���ن عل���ي الغناي الغرض ‪.‬‬

‫يعت�ب�ر فن الرق���ص يف أفريقيا جزء‬ ‫من حياة املواطن األفريقي فهو يعرب‬ ‫ع���ن خمتلف نواحي حياته بالرقص‬ ‫‪ ،‬ح�ت�ي يف السياس���ة واحل���ركات‬ ‫النضالي���ة يف افريقيا كان للرقص‬ ‫دور هام فيها ‪ ،‬وأنتصر ش���عب جنوب‬

‫افريقي���ا عل���ي النظ���ام العنص���ري‬ ‫باملظاه���رات ال�ت�ي يدخ���ل الرق���ص‬ ‫كعنصر أساس���ي فيه���ا ‪ .‬يف الصورة‬ ‫مل جتد وزيرة اخلارجية األمريكية‬ ‫هي�ل�اري كلينت���ون م���ا مينعها من‬ ‫إظه���ار موهبته���ا يف الرق���ص عل���ي‬

‫إعتماد خورشيد ومقتل سعاد حسين‬ ‫أك���دت الفنان���ة واملنتجة املصري���ة إعتماد‬ ‫خورش���يد حكاية إغتيال الفنانة سعاد حسين‬ ‫يف لندن ‪ ،‬مش�ي�رة إلي أن س���ندريال الس���ينما‬ ‫املصرية كانت جمندة للمخابرات املصرية‬ ‫يف عهد صالح نصر مدير املخابرات املصرية‬ ‫يف عهد الرئيس مجال عبدالناصر وذلك بعد‬ ‫أن مت إبتزازه���ا بواس���طة أف�ل�ام ظهرت فيها‬ ‫بوضع خمل وه���ي فاقدة الوعي داخل إحدي‬ ‫العيادات بعد أن مت ختديرها ‪.‬‬ ‫وكذل���ك إس���تغلها صف���وت الش���ريف وزير‬ ‫اإلعالم الس���ابق يف عهد حس�ن�ي مبارك وأنها‬

‫إتصل���ت به���ا يف أيامه���ا األخ�ي�رة م���ن لن���دن‬ ‫وأخربته���ا بأنه���ا س���تكتب مذكراته���ا ألنها‬ ‫حتت���اج للم���ال وأنه���ا إس���تخدمت الصحفي‬ ‫ورئي���س قط���اع األخبار الس���ابق عبداللطيف‬ ‫املناوي لكتابة مذكراتها وعندما إنتهت من‬ ‫كتابة املذكرات مت قتلها ‪.‬‬ ‫وقالت إعتماد خورشيد بان صفوت الشريف‬ ‫كان ق���وادا اخ���ذ نس���اء بالده���ا وباعه���م يف‬ ‫اخلارج ‪ ،‬وسيطر علي كثري من الشخصيات‬ ‫الكبرية بواسطة اجلنس ‪.‬‬ ‫وع���ن عالقته���ا بصالح نص���ر قال���ت إعتماد‬

‫خورش���يد بانه طلقه���ا من زوجه���ا بالتهديد‬ ‫وتزوجه���ا رغما عنها وه���ي حامل من زوجها‬ ‫الس���ابق مؤكدة ب���ان صالح نص���ر ال يصلح‬ ‫ك���زوج ألن���ه مثل���ي اجلن���س ‪ ،‬وأن���ه كان‬ ‫وراء جتني���د كثري م���ن الفنانات خالل فرتة‬ ‫الس���تينيات مث���ل الفنان���ة الراحل���ة برلن�ت�ي‬ ‫عبداحلميد ‪.‬‬ ‫ج���اءت تصرحي���ات إعتم���اد خورش���يد ه���ذه‬ ‫خ�ل�ال لق���اء تلفزيون���ي معه���ا بعن���وان ( أن���ا‬ ‫والعس���ل ) وال���ذي يقدمه املذيع نيش���ان علي‬ ‫قناة (احلياة ‪ ) 2‬املصرية ‪.‬‬

‫النغم���ات االفريقي���ة للتق���رب م���ن‬ ‫الساس���ة األفارق���ة وهاه���ي ترقص‬ ‫م���ع وزيرة خارجية جن���وب أفريقيا‬ ‫خالل حفل العش���اء ال���ذي اقيم علي‬ ‫ش���رفها علي هامش اللق���اء الذي مت‬ ‫بينهما يف مدينة بريتوريا ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪ 14 () 67‬ـ ‪ -20‬أغسطس ‪)2012‬م‬

‫أمحد بشون‬

‫فريق الصابري املكافح عام ‪ 1937‬م‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫كلمة العدد‬ ‫الراحة نص املونة‪!!!..‬‬

‫فتحي الساحلي‬ ‫فريق الش���باب اللتوري���و العربي والذي الدجياوى ‪ ) 11 ،‬فرج االوجلى ‪.‬‬ ‫وقد ش���ارك نادى الصابري يف مسابقة‬ ‫يطلق عليه ( فريق القال ) ‪.‬‬ ‫ويف احل���رب العاملي���ة الثاني���ة يف النش���اط املتكامل على مس���توى مجيع‬ ‫األربعيني���ات انته���ى فري���ق ألصاب���ري احملافظات يف عه���د اململكة وختلل هذا‬

‫يف ع���ام ‪ 1937‬م يف عه���د االس���تعمار‬ ‫االيطال���ي للب�ل�اد اس���تطاع امله���دي‬ ‫املط���ردى احلص���ول عل���ى ترخي���ص‬ ‫وإش���هار ن���ادي أطل���ق علي���ه فري���ق‬ ‫ألصاب���ري وبذل���ك أصب���ح فري���ق‬ ‫ألصاب���ري أول فري���ق يتحص���ل عل���ى‬ ‫ترخي���ص م���ن االيطالي�ي�ن ملمارس���ة‬ ‫األنش���طة الرياضية وقد تكون اجمللس‬ ‫اإلداري هلذا الفريق من الس���ادة اآلتية‬ ‫أمسائهم ‪-:‬‬ ‫‪ ) "1‬عمر فخرى احمليشـــــي ‬ ‫( رئيس شرف )‬ ‫‪ ) 2‬املهدى املطـــــــــــــــــــردى‬ ‫رئيس النادي‬ ‫‪ ) 3‬حممـــــــــــــــــــــــــــــــــد زيو ‬ ‫نائب رئيس النادي‬ ‫‪ ) 4‬عبدالسالعبيــــــــــــــــــد ‬ ‫عضو مشرف‬ ‫‪ ) 5‬عبدالسالم الشكماك‬ ‫عضو جملس اإلدارة‬ ‫‪ ) 6‬فرج قطـــــــــــــــــــــــــــــــاط‬ ‫ولك���ن يف عه���د اململك���ة الليبي���ة ع���ام‬ ‫عضو جملس اإلدارة‬ ‫‪ 1958‬م تأس���س ن���ادي ألصابري من‬ ‫‪ ) 7‬عوض الفيتـــــــــــــــــــــورى‬ ‫جديد ‪ ..‬ويف احدى بيوت الصفيح كان‬ ‫عضو جملس اإلدارة‬ ‫مقر هذا النادي الذي اسس���ه شباب حى‬ ‫‪ ) 8‬احلاج على بالــــــــــــروين‬ ‫ألصاب���ري ولكن يف ه���ذه املرحلة محل‬ ‫أمني الصندوق‬ ‫مشعل التأس���يس املناضل املهدى سعيد‬ ‫‪ ) 9‬على الفيتـــــــــــــــــــــــــورى‬ ‫الس���راوى واملرحوم جاب اهلل احللواجى‬ ‫عضو جملس اإلدارة‬ ‫واملرحوم ابوعجيل���ة مجعه وامساعيل‬ ‫‪ ) 10‬حسني الغنــــــــــــــــــــاى ‬ ‫اجملدوب ويوسف العامل وحممد سعيد‬ ‫سكرتري اجلمعية‬ ‫الشبلى وحممود الزوى وفرج الربناوى‬ ‫ويقول املؤس���س امله���دي املطردى ( بعد وحمم���د بوغ���رارة وحس���ن اجلهان���ى ‪،‬‬ ‫أن س���افرت م���رة ثاني���ة إىل روم���ا من وطاهر شهوب ‪.‬‬ ‫اج���ل احلصول عل���ى ترخي���ص النادي ويف عام ‪ 1965‬م تكون فريق الصابري‬ ‫ع���ام ‪ 1937‬م حيث التقي���ت باجلنرال وحس���ب الصورة املرفقه بهذا املقال من‬ ‫( فكارو ) املس���ئول عن احتاد عام كرة الالعبني االتى امسائهم ‪-:‬‬ ‫القدم يف ايطاليا حتصلت على املوافقة ‪ ) 1‬حمم���د الفارس���ي ‪ ) 2 ،‬ش���عيب‬ ‫وقمت بتأسيس نادي ألصابري وكان اجملبــــــ���ري ‪ ) 3 ،‬الرعي���ض ‪) 4 ،‬‬ ‫يضم خ�ي�رة ش���باب مدين���ة بنغازى يف عبدال���رازق حويـــــــــ���ل ‪ ) 5 ،‬ابراهي���م‬ ‫لعبة كرة الق���دم ومن بينهم الالعب بورزي���زة ‪ ) 6 ،‬عبدالقـــــ���ادر ‪) 7 ،‬‬ ‫الفنان عراب���ي العنيزى واحلارس عياد ميلود الش���بلــــــــــي ‪ ) 8 ،‬حممد الشبلي‬ ‫الطرابلس���ي واملداف���ع ف���رج الس���ودانى ‪ )9 ،‬حمم���ود بن محودة ‪ ) 10 ،‬ش���حات‬ ‫( تباك���ى ) والالع���ب ف���رج ق���دور‬ ‫والالعب الرائع س���عيد احلوته واجلناح‬ ‫االيس���ر احمم���د العلوان���ى والالع���ب‬ ‫عبداهلل اقدوره وقلب اهلجوم بالقاس���م‬ ‫الطري���دي ال���ذي ع���رض علي���ه اللعب‬ ‫ف���ى ايطاليا ولكنه رف���ض هذا العرض‬ ‫وكان لدين���ا املداف���ع الصل���ب بوبك���ر‬ ‫العب���ود والالع���ب ف���رج الرقي���ق ( والد‬ ‫دمي���س الكب�ي�ر والصغ�ي�ر ) وحمم���ود‬ ‫الشامخ وفرج فدغول وحسني مضغية‬ ‫( والد امحد العقيلي ) وعبدربه الغناى‬ ‫وعبدالقادر االث���رم وحممد بوزعكوك‬ ‫وابراهي���م العف���اس واحل���ارس الرائع‬ ‫فرج العقيلي‬ ‫حمم���د ادريزه كوم�ب�ي أفضل حارس‬ ‫يف مدينة بنغازى ‪.‬‬ ‫وق���د فزن���ا ب���كأس عيداالضح���ى على‬

‫نقطة نظام !!‬

‫النش���اط العم���ل االجتماع���ى والثقايف‬ ‫والرياض���ي وق���د حتصل الن���ادي على‬ ‫الرتتيب االول على مس���توى حمافظة‬ ‫بنغ���ازى وعل���ى مجي���ع احملافظ���ات‬ ‫االخ���رى ‪ ،‬وه���و الن���ادى الوحي���د الذي‬ ‫ش���ارك يف مجي���ع االلع���اب مش���اركه‬ ‫فعال���ه ومل يقتصر نش���اطه على كرة‬ ‫الق���دم فق���ط ب���ل تعداه���ا اىل االلعاب‬ ‫االخرى ومنها أم األلعاب ( العاب القوى‬ ‫) ومن مأثر عهد الطاغية أسدل الستار‬ ‫عل���ى هذه املؤسس���ة الرائعه جبرة قلم‬ ‫وصدر ق���رار الدمج حيث دمج يف نادى‬ ‫التحدي ع���ام ‪ 1970‬م وحتطمت كل‬ ‫طموحاته وطموحات شبابه الرياض ‪.‬‬ ‫ومل يراع���ي أصحاب هذا القرار الظامل‬ ‫واجملح���ف تاري���خ ن���ادى الصاب���ري‬ ‫العري���ق ‪ ،‬وال مش���اركاته يف كل‬ ‫االلع���اب والبطوالته وابطاله ‪ ،‬والحتى‬ ‫مشاعر س���كان وشباب هذا احلي الرائع‬ ‫( والصابر ي عرجون الفل ) ‪.‬‬ ‫س���امح اهلل العبين���ا القدام���ى كان���وا رم���زاً‬ ‫للعط���اء وأهال للوف���اء ‪ ،‬حت���ى تعبرياتهم عن‬ ‫الفرح���ه عن���د تس���جيل االه���داف أو الف���وز‬ ‫باملب���اراة كان���ت التتن���ايف م���ع االخ�ل�اق وال‬ ‫تتعارض مع العرف والخيدش احلياة ‪.‬‬ ‫تعب�ي�رات رياضيان���ا أالن بالفرح���ه كله���ا‬ ‫مستوردة من أقوام خنتلف عنهم وخيتلفون‬ ‫عنا يف كثري من العادات واالعراف والتقاليد‬ ‫تعب�ي�رات مش���ينة بالي���د وخمزن���ة باجلس���د‬ ‫تفق���د املرء وق���اره وجتعل���ه أضحوكة أمام‬ ‫االالف وعلى رأس���هم أهل���ه وذوية وأصحابه‬ ‫!! ‪.‬‬ ‫االحتاد ال���دوىل لكرة القدم ترك احلبل على‬ ‫الغارب فاس���تحدثت تعبريات غريبة العالقه‬ ‫هلا باجلنس البشري يف اغلبها ‪.‬‬

‫ه���ي حكاي���ة قدمي���ة وظريفة حدث���ت منذ‬ ‫عدة عقود م���ن الزمن تتعلق احلكاية بواحد‬ ‫من الفالس���فة الطليان متتع بثقافة واسعة‬ ‫وعل���م غزي���ر ولكن���ه ع���اش معيش���ة تدع���و‬ ‫لالس���ف واألس���ى وال تتناس���ب م���ع علم���ه‬ ‫ومكانت���ه رفض جمرد التفك�ي�ر فى الزوجة‬ ‫واألوالد وع���اش وحي���دا ‪ ،‬اخت���ذ م���ن إحدى‬ ‫املقاه���ي العتيق���ة ف���ى مدين���ة روم���ا مكان���ا‬ ‫يلتقي فيه مع معجبيه حيدثهم ويناقشونه‬ ‫‪ ،‬قض���ى ج���ل وقت���ه اليع���رف إال الكتاب���ة‬ ‫واالس���تماع للموس���يقى وتعاط���ي اخلمور ‪،‬‬ ‫رغم أن جملس���ه كان منارة لألفكار واآلراء‬ ‫واحلوارات اجلادة ‪.‬‬ ‫مل يع���ج ه���ذا الوض���ع ع���ددا م���ن أحباب���ه‬ ‫واملعجبني ب���ه فق���رروا مناقش���ته وحماولة‬ ‫إقناع���ه بتغي�ي�ر ه���ذا الواق���ع ‪ ..‬وذهب���وا إليه‬ ‫واس���تأذنوه فواف���ق هل���م ‪ ،‬قالوا ل���ه حنن نود‬ ‫أن تغ�ي�ر أس���لوب حيات���ك ألن���ك التس���تحق‬ ‫أن تعي���ش هكذا فس���أهلم م���اذا تريدون منى‬ ‫أن افع���ل ؟ أن ختت���ار قرين���ة ل���ك وتت���زوج‬ ‫وبالتالي س���يكون لك أوالد وعندها س���يكرب‬ ‫ه���ؤالء األوالد ويعمل���ون ويكون هلم مصدر‬ ‫رزق ومن ثم حيق لك أن تس�ت�ريح ‪ ..‬قابلهم‬ ‫بابتسامة فيها شي من السخرية ثم قال هلم‬ ‫‪ ..‬طاملا أن احملصلة النهائية هى أن أس�ت�ريح‬ ‫وحيث أنى أالن فى غاية االستقرار والراحة‬ ‫فم���ا الذى يدعوني اىل هذه الرحلة الطويلة‬ ‫الشاقة ‪ ،‬إنها رحلة ليس هلا ضرورة او قيمة‬ ‫طاملا ان هدفها ( الراحة ) أنا فى غاية الراحة‬ ‫أالن وه���ذا جيعلين الافكر ف���ى هذه الرحلة‬ ‫الشاقة ‪. !..‬‬ ‫ب���رزت امام���ى ه���ذه احلكاي���ة وخط���رت‬ ‫بب���اىل وان���ا أراقب ماتق���وم به وزارة الش���باب‬ ‫والرياض���ة الت���ى يب���دو ان هلا نف���س الرؤية‬ ‫ونف���س القناع���ة حي���ث األندي���ة الرياضية‬ ‫موج���ودة مب���ا فيه���ا م���ن ‪.....‬وتراج���ع ‪..‬‬ ‫واالحتادات الرياضية تعم���ل وفق أهوائها ‪..‬‬ ‫وفرقن���ا الرياضية جتوب أصق���اع الدنيا ‪..‬أذا‬ ‫فاألمور على ما يرام والرياضة فى الطريق‬ ‫الصحيح لذلك فال داعى اىل حركة بسبب‬ ‫التعب او حراك يرتتب عليها الش���قاء فليس‬ ‫ هن���اك أمج���ل وأحل���ى م���ن الراحة أليس���ت‬ ‫( الراحة نص املونة )؟ ‪.‬‬ ‫فأفس���دت الذوق وأث���ارت املش���اكل وبعد أن‬ ‫اس���تفحل ال���داء ش���عر االحتاد الدول���ي لكرة‬ ‫الق���دم خبطورة الوضع فب���دأ يفرض القيود‬ ‫وإق���رار اللوائ���ح وس���ن العقوب���ات الرادع���ة‬ ‫للقض���اء عل���ى ه���ذه الظاه���رة املش���ينه ال�ت�ي‬ ‫المت���ت للعب���ة ك���رة الق���دم والالي���ة لعبة‬ ‫أخرى بصلة ‪.‬‬ ‫نأم���ل م���ن رياضين���ا العناي���ة بامله���ارة وفهم‬ ‫قان���ون اللعبة ب���د ً‬ ‫ال من الرتكي���ز على أمور‬ ‫ثانوي���ة التقدم وال يؤخر وليفرحوا بطريقة‬ ‫عاقل���ة ومنطقي���ة حتف���ظ هل���م وقاره���م‬ ‫ومكانتهم عند الناس ‪.‬‬ ‫وعفا اهلل عما سلف !!‬


‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪ 14 () 67‬ـ ‪ -20‬أغسطس ‪)2012‬م‬

‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫السنة الثانية ـ العددان ( ‪ 66‬ـ ‪ 14 () 67‬ـ ‪ -20‬أغسطس ‪)2012‬م‬

‫الكيب ‪ :‬حنن النشك أن هذه احلكومة ينقصها التعامل مع الشارع‬

‫من أوباري وداعا للمجلس اإلنتقالي!‬ ‫من جنوب أفريقيا ‪ :‬دروس يف االنتقام الناعم‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.