العدد 68

Page 1

‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ ‪ 3‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪)2012‬م‪WWW.miadeen.com‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ ‪ 3‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪)2012‬م‬

‫فضيلة املفيت والدكتور جربيل‬ ‫‪...‬صراع مفتعل أم ‪....‬؟‬

‫فاطمة احلمروش ‪ :‬خذلونى ‪ ..‬وتركونى‬ ‫للوحوش تنهشنى ‪ !!..‬ووقفوا يتفرجون عليَ‪....‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫وزير الشباب والرياضه‬ ‫( يف الصيف ضيعت اللنب )‬

‫حممد املقريف ‪:‬‬ ‫كانت أمجل سنوات حياتي‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ ‪ 3‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪)2012‬م‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬الحسين المسوري‬

‫فضيلة املفيت والدكتور جربيل ‪...‬صراع مفتعل أم ‪....‬‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri_55@hotmail.com‬‬ ‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان‬ ‫السلفيوم خلف عمارة شركة ليبيا‬ ‫للتأمين ‪ -‬فندق مرحبا سابقا ‪ -‬الدور‬ ‫األول‬ ‫ميادين صحيفة ليبية متنوعة‬ ‫تصدر من بنغازي‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫هليل البيجو‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫حسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزواية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫مدير إداري‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫املراجعة اللغوية‬

‫صالح السيد أبوزيد‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫يف البداية ال ميكن ألحد أن ينكر الدور الكبري الذي لعبه فضيلة املفيت الدكتور الصادق الغرياني أثناء‬ ‫ثورة فرباير حيث كان له موقف حاسم خالل ثورة ‪17‬فرباير وكان للفتوى اليت أصدرها مع انطالقة‬ ‫ث���ورة فرباير عظي���م األثر يف نفوس الليبيني وصفعة قويه يف وجه نظ���ام املقبور كذلك فان الدكتور‬ ‫حممود جربيل هو األخر كان له دور سياس���ي كبري وموازي لدور الش���يخ الصادق الغرياني وكالهما‬ ‫قام بواجب وطين جتاه شعبه وبالده وال احد يستطيع أن يعطي أو ينزع الوطنية من األخر‪.‬‬ ‫لقد ش���ن فضيل���ة مفيت الديار الليبية ‪ ،‬الش���يخ الصادق الغريانى ‪ ،‬هجوماً عل���ى حتالف القوى الوطنية‬ ‫الذي يقوده الدكتور حممود جربيل ‪ ،‬حيث اتهم فضيلة املفيت أعضاء التحالف يف نياتهم واصفاً إياهم‬ ‫بأنهم علمانيون ويظهرون خالف ما يبطنون ‪ ،‬ودعا الشيخ الصادق الغرياني أعضاء املؤمتر الوطين العام‬ ‫للتكتل يف املؤمتر ضد حتالف جربيل ‪ ،‬وأوضح الشيخ الغرياني يف حديثه الذي نقلته قناة ليبيا الوطنية‬ ‫مباش���رة أن أعض���اء التحالف الوط�ن�ي ‪ (( :‬يريدون أن يلغوا وزارة األوق���اف ودار اإلفتاء ‪ ،‬ويريدون منع‬ ‫الش���ريعة اإلس�ل�امية ‪ ،‬وتطبيق العلمانية ‪ ،‬وأنهم يتوارون وراء اإلس�ل�ام ‪ ،‬وجي���ب أن يبينوا للناس أنهم‬ ‫علمانيون ومن شاء أن يؤمن ومن شاء فليكفر ‪ ،‬يريدون إسالم مع وقف التنفيذ ‪ ،‬ويدعوا أعضاء املؤمتر‬ ‫الوطين من إسالميني وسلفيني وصوفيني وإخوان ‪ ،‬أن يكونوا يف خندق واحد ضد من ال يريدون حتكيم‬ ‫شرع اهلل وإنهم لو متكنوا من احلكم فسيفتحون سجن بوسليم مرة أخرى وسيملئونه ))‪.‬‬ ‫كما اتهم الش���يخ الغرياني جربيل بالتحايل على الناس حيث أن الناس يأتون ملراكز االقرتاع ويقولون‬ ‫نري���د ترش���يح حمم���ود جربيل ويف حقيق���ة األمر حممود جربيل مل يرش���ح نفس���ه وهو جم���رد صورة‬ ‫دعائية للتحالف ومن كس���ب األصوات هم األمساء اليت ترشحت حتت عباءة الدكتور حممود جربيل‬ ‫‪ ،‬وبالتال���ي فجربيل خدع الناس حيث مت اختيار مرش���حني جتهلهم الن���اس ويف هذه النقطة بالذات هل‬ ‫يعرف فضيلة املفيت أن هناك العديد من الش���يوخ وعلماء الدين وأس���اتذة الشريعة ضمن أعضاء حتالف‬ ‫القوى الوطنية من أمثال فضيلة الشيخ عبد اللطيف املهلهل فهل الشيخ املهلهل علماني وليربالي؟ ‪.‬‬ ‫كذل���ك وصف املفيت حتالف القوى الوطنية ككيان سياس���ي خمادع ميارس التدليس على الليبيني و‬ ‫ال ينتمي للوطن وال للدين اإلسالمي وعن تصريح رئيس التحالف د حممود جربيل بأنه طلب من أهل‬ ‫االختصاص يف الشريعة اإلسالمية أن جيتمعوا ويتفقوا مع بعضهم البعض و أن يضعوا تصوراً كام ً‬ ‫ال‬ ‫ملفهوم الش���ريعة والتحالف موافق بدون ادني نقاش أو تعديل ق���ال فضيلته العربة باألفعال ال باألقوال‬ ‫وهنا نطلب من فضيلة املفيت أن ينتظر أفعال الدكتور جرييل وحتالف القوى الوطنية ومن ثم احلكم‬ ‫عليها بدل اس���تباق األمور واحلكم من خالل قراءه سياس���ية تدخل فضيلتكم يف س���جال سياسي اليليق‬ ‫مبقامكم ومكانتكم ‪.‬‬ ‫والش���ك أن هجوم الش���يخ الصادق الغرياني على الدكتور جربيل وحتالف القوى الوطنية جاء ليتوج‬ ‫هجوم بعض خطباء املساجد الذين لديهم انتماءات حزبية وارتكز كالم فضيلة املفيت على أن الدكتور‬ ‫حممود جربيل وأتباعه هم جمموعة من اللرباليني والعلمانيني الذين يريدون نشر اللربالية والعلمانية‬ ‫يف ليبيا وحتويل اجملتمع اللييب إىل جمتمع ليربالي علماني على الطريقة األوربية وإذا كان الصراع‬ ‫ب�ي�ن الدكتور جربيل وفضيلة املفيت بس���بب الليربالي���ة والعلمانية فهو صراع مفتع���ل ألننا يف ليبيا ال‬ ‫يوج���د لدينا حزب ليربال���ي أو علماني حتى هذه اللحظة فكل الكيانات السياس���ية م���ن تيارات وأحزاب‬ ‫وجتمعات تبنت الشريعة اإلسالمية كأساس لدستور ليبيا العتيد بل إن اغلب مؤسسات اجملتمع املدني‬ ‫هي األخرى طالبت بتبين الش���ريعة اإلس�ل�امية كمادة أساس���ية يف الدس���تور وأكثر م���ن ذلك فان أياً‬ ‫من خاليا احلزب الش���يوعي الس���ابقة مل تس���تطع أن تش���هر حزبا اشرتاكيا أو ش���يوعيا لرفض اجملتمع‬ ‫اللي�ب�ي هل���ذه األفكار ونهجه���ا وإذا كان���ت اللربالية تع�ن�ي التحرر من القي���ود السياس���ية واالجتماعية‬ ‫والثقافي���ة و تتح���رك وفق أخالق وقيم اجملتمع ال���ذي يتبناها وتتكيف الليربالية حس���ب ظروف كل‬ ‫جمتم���ع والعلماني���ة تعين فص���ل الدين عن احلياة العامة والسياس���ة فان املواط���ن اللييب ال يفصل بني‬ ‫حياته ونظرته السياسية وبني الدين وال يستطيع أن خيرج عن عادات وتقاليد اجملتمع اللييب ‪.‬‬ ‫فالليربالي���ة والعلماني���ة إلمكان هلا يف ليبيا لعدة أس���باب أهمها أن الليبيني يعت���زون بدينهم وهويتهم‬ ‫اإلس�ل�امية والس���بب األخر هو العادات والتقاليد للمجتمع اللييب حيث يتمس���ك الليبي�ي�ن بهذه العادات‬ ‫والتقالي���د إىل درجة أنها أصبحت جزء ال يتجزأ من الش���خصية الليبية لدرجة أن من حياضر و ينظر‬ ‫للربالي���ة والعلماني���ة اليلت���زم بها وال ميارس���ها يف بيته وال يف حيات���ه ألنه لييب وعن���د التطبيق يلتزم‬ ‫بالعادات والتقاليد‬ ‫ث���م إن العلماني���ة و الليربالية فرضها الواقع حل���ل الصراع يف الدول اليت لديه���ا طوائف دينيه خمتلفة‬ ‫وعانت من اس���تبداد الس���لطة الدينية كما الكنيس���ة يف العصور الوس���طى يف أوربا وهذا غري موجود يف‬ ‫ليبيا مما يؤكد أن الصراع مع أطراف توصف باخلطرية على اجملتمع اللييب هو يف احلالة الليبية صراع‬ ‫خمتل���ق ومفتع���ل وال وجود ل���ه على ارض الواقع الن الليبيني حس���موا أمرهم واهلج���وم على الدكتور‬ ‫جربيل وحتالف القوى الوطنية وإعالن حرب مقدس���ة عليهم يدخل ضمن االغتيال السياسي وقد جير‬ ‫البعض إىل استخدام العنف ضد الدكتور جربيل وأعضاء حتالف القوى الوطنية متكئني على كالم‬ ‫فضيل���ة املفيت وبالتالي جر البالد إىل دوامة من العنف اليس���لم منها احد باملقابل إن الش���عب اللييب أراد‬ ‫واحناز مبحض إرادته و احتكم إىل الش���ريعة اإلس�ل�امية وصوت غالبيت���ه لتحالف القوى الوطنية على‬ ‫برناجمها التنموي وفق الش���ريعة اإلس�ل�امية ولش���خص الدكتور حممود جربيل لقيادة هذا املش���روع‬ ‫التنم���وي فعل���ى املرجعي���ات الدينية و العلماني�ي�ن والليرباليني إن وج���دوا يف ليبي���ا أن حيرتموا خيارات‬ ‫الشعب اللييب ‪.‬‬


‫‪03‬‬

‫‪)2012‬م‬ ‫أغسطس ‪-‬‬ ‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ‬ ‫‪ -18‬يونيو ‪)2012‬‬ ‫سبتمبر( ‪ 12‬ـ‬ ‫العدد ‪57-‬‬ ‫السنة‪ 3‬الثانية‬

‫أخبار ليبيا هذا األسبوع‬

‫اخلارجية الروسية‪ :‬الرد‬ ‫احلاسم على االعمال‬ ‫االرهابية يف ليبيا جيب ان‬ ‫يرافقه حوار وطين‬ ‫أعلنت وزارة اخلارجية الروسية يف بيان أصدرته‬ ‫يوم ‪ 22‬أغس���طس‪/‬آب‪ ،‬حول األعم���ال اإلرهابية‬ ‫يف ليبيا‪ ،‬أن الرد احلاسم على العمليات اإلرهابية‬ ‫يف هذا البلد جيب ان يرافقه حوار وطين‪.‬وأشارت‬ ‫ال���وزارة يف بيانه���ا إىل حوادث تفجري ‪ 3‬س���يارات‬ ‫مفخخ���ة يف طرابل���س اليت أس���فرت ع���ن مقتل‬ ‫شخصني وجرح ‪ 5‬آخرين يوم ‪ 19‬أغسطس‪/‬آب‪،‬‬ ‫وحماولة اغتيال دبلوماس���ي مص���ري يف مدينة‬ ‫بنغازي‪ .‬وجاء يف البيان “تش�ي�ر موسكو بقلق إىل‬ ‫أن هذا النشاط اإلرهابي يزعزع استقرار األوضاع‬ ‫الداخلية املعقدة يف ليبيا‪ ،‬ويعيق جهود احلكومة‬ ‫املوجهة حنو تطبيع األوض���اع يف البالد وتقدمها‬ ‫عل���ى طريق التح���والت الدميقراطية‪ .‬إننا ندين‬ ‫كاف���ة أش���كال اإلره���اب‪ ،‬ال�ت�ي بس���ببها يتضرر‬ ‫األبري���اء‪ ،‬ونؤك���د عل���ى ان���ه ليس لإلره���اب أي‬ ‫مربرات سياسية أو اجتماعية أو دينية”‪.‬وأضافت‬ ‫اخلارجية الروس���ية يف بيانها‪“ :‬حنن واثقون من‬ ‫أن ال���رد احلاس���م على األعم���ال اإلرهابية‪ ،‬جيب‬ ‫ان يرافقه حوار وطين واس���ع مبش���اركة كافة‬ ‫األح���زاب واالحت���ادات الليبي���ة لضم���ان التوصل‬ ‫اىل حلول بعي���دة املدى للمش���اكل احلالية اليت‬ ‫تواجهها ليبيا يف اجملال االقتصادي – االجتماعي‬ ‫وللوقوف بوجه التطرف”‪.‬‬

‫اللواء الركن سلمان‬ ‫حممود يصرح ملوقع‬ ‫مغاربية ‪:‬‬

‫الس�ل�اح إذا انتش���ر يف أي���دي غ�ي�ر مس���ؤولة‬ ‫خط���ر ج���دا‪ ،‬وأنا أختي���ل أن القاع���دة موجودة‬ ‫ولكن ج���زء منها فق���ط ولكن ال أتص���ور إنهم‬ ‫يش���كلون خطورة‪ ،‬ألن تركيبة الشعب اللييب‬ ‫أصال لس���نا دمويني بني بعضنا رغم أننا كلنا‬ ‫مسلحون‪.‬‬

‫بدأت مبدنية زلينت انتخابات اجمللس احمللي باملدينة يف أجواء‬ ‫من البهجة والفرح ‪.‬‬ ‫مقام الشيخ عبدالسالم األمسر‬

‫أف���اد مراس���ل وكال���ة األنب���اء الليبية‬ ‫باملدين���ة ‪ ،‬بأن الناخبني من اجلنس�ي�ن‬ ‫تواف���دوا من���ذ الس���اعات األوىل م���ن‬ ‫الصباح عل���ى (‪ )52‬مرك���زا لالقرتاع‬ ‫‪ .‬وأك���د أن عدد الناخب�ي�ن الذين أدلوا‬ ‫بأصواته���م جت���اوز الـ ‪ 14‬أل���ف ناخب‬

‫وناخب���ة ‪ .‬وأوض���ح املراس���ل أن رج���ال‬ ‫امل���رور عمل���وا عل���ى تس���هيل حرك���ة‬ ‫الس�ي�ر يف كاف���ة ش���وارع املدين���ة‬ ‫بطريق���ة ميس���رة ‪ ،‬وأن رج���ال األمن‬ ‫والث���وار واجلي���ش الوط�ن�ي وأف���راد‬ ‫اللجن���ة األمني���ة املؤقت���ة ف���رع زلينت‬

‫قاموا بتأم�ي�ن هذه االنتخابات بش���كل‬ ‫منظ���م يف مداخ���ل املدينة وس���احاتها ‪.‬‬ ‫وأش���ار إىل أن راديو “ بالدنا “ وراديو “‬ ‫زلينت “ قاما بنقل مباش���ر لوقائع هذه‬ ‫االنتخاب���ات وتغطيته���ا عل���ى أكم���ل‬ ‫وجه‪.‬‬

‫فتحي البعجة العضو باجمللس الوطين االنتقالي الذي سلم السلطة‬ ‫أتوق���ع توجي���ه ضربات جوي���ة عنيفة‬ ‫و قص���ف ل���ـ [ آجملموع���ات املتش���ددة‬ ‫آلتكفيي���ة ] يف ليبي���ا آلن‪ ،‬ال���دول‬ ‫رّ‬ ‫الكربى تطارد يف اجملموعات املتطرفة‬ ‫و لي���س ْ‬ ‫م���ن مصلحته���آ وج���ود هكذآ‬ ‫جمموعآت يف دول صديقة هلآ خآصة‬ ‫دول ال يوجد بهآ ّ‬ ‫جيش كـ ليبيآ و هذآ‬ ‫س���بب متابعتها ع���ن طري���ق آجلو هلا‬ ‫ألنها تريد معرفة أماكنها يف ليبيآ و‬ ‫هذآ مت بإتفاق بني آطرآف دآخل ليبيآ‬ ‫وبني الدول الصديقة اليت سآعدتنآ و‬ ‫ْ‬ ‫آملعروفني بأصدقآء ليبيآ ‪.‬‬ ‫هم‬ ‫الس���يد فوزى بو كتف عرب قناة ليبيا‬ ‫االحرار ‪:‬‬ ‫ف���ى الوقت ال���ذى هرعت في���ه وزارت‬ ‫الداخلي���ة ف���ى طرابل���س واالع�ل�ان‬ ‫ع���ن القائه���ا القبض عل���ى اجملموعة‬ ‫الت���ى قام���ت بالتفج�ي�رات بطرابلس‬ ‫قمن���ا من���ذ م���دة بالقب���ض مبدين���ة‬ ‫بنغ���ازى عل���ى جمموع���ات وش���بكات‬ ‫كب�ي�رة هلا اتصاالت م���ع دول اجنبية‬

‫وضباط كبار (رجال ونس���اء) كانت ‪14‬أل���ف ناخ���ب وناخب���ة يدل���ون‬ ‫وراءاالغتي���االت ببنغ���ازى اال أنن���ا مل بأصواتهم الي���وم يف انتخابات اجمللس‬ ‫نعل���ن عن ه���ذا ن���زوال عن���د تعليمات احمللي زلينت‬ ‫املسؤولني وللمصلحة العامة ‪.‬‬

‫عـاجـــل ‪ -:‬واخريا بعد طول انتظار‬ ‫حالة أستنفار أمين بـ العاصمه طرابلس وتركيب عدد كبري من كامريات املُراقبة يف األماكن احلساسه والعامه ومحلة‬ ‫تفتيش واس���عه عن الس���يارات اليت ال حتمل لوحات معدنيه كما جاء بقرار اجمللس احمللي طرابلس عن خمالفة وتوقيف‬ ‫السيارات اليت ال حتمل اللوحات املعدنية‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ ‪ 3‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪)2012‬م‬

‫رئيس وزراء احلكومة املؤقتة عبد الرحيم الكيب ‪:‬‬

‫انا أشعر بالنسبة هلذه احلكومة أن االنتخابات كانت مسألة أساسية و جناحها كان‬ ‫هو املهم حتقيقه ‪..‬‬ ‫•ميادين تنفرد بنش���ر وقائع لقاء الصحافة احمللية‪ ،‬ورئاسة احلكومة‬ ‫ح���ول ع���دة قضايا هامة وش���ائكة وألهمي���ة احلوار واملكاش���فة وخدمة‬ ‫لصحفيين���ا وجلمهور القراء نضع بني ايديك���م وقائع وتفاصيل احلوار‬ ‫ال�ت�ي مجعت بني خنبة من الصحافة احمللية ورئاس���ة احلكومة وبعضا‬ ‫من الوزراء وكنا نشرنا اجلزء األول من اللقاء يف العدد املاضي ‪.‬‬ ‫•خاص ميادين – طرابلس‬ ‫اجلزء الثاني واالخري‬

‫( رئيس اجللسة إدريس املسماري يشري‬ ‫اىل السيد عمر اخلضراوي إذا كان‬ ‫لديه ما يضيف )‬

‫نعم سأضيف بصفيت وكيل وزارة الداخلية‪:‬‬ ‫حقيقة مبدأ الس�ل�اح وانتشار السالح و ايضا‬ ‫الفوض���ى ال�ت�ي ام���ام وزارة الداخلي���ة ‪ ،‬لدينا‬ ‫برام���ج ننفذه���ا للح���د من انتش���ار الس�ل�اح‬ ‫والشرطة لدينا تس���لحت باالسلحة الثقيلة‬ ‫مث���ل الدوش���كا حت���ى ختل���ق ت���وازن مقاب���ل‬ ‫الط���رف االخر ‪ ،‬مثال جرائم القتل واخلطف‬ ‫نعم���ل وب���كل جدي���ة اىل التقلي���ل م���ن ه���ذه‬ ‫املخاطر ‪،‬ولعل االيام االخرية املاضية ش���هدنا‬ ‫أن هناك حتسن يف هذا اجملال بعدما مت انشاء‬ ‫غرفة خاص���ة يف حالة اختط���اف أي مواطن‬ ‫تنعق���د تلقائيا وكأن ش���خص مهم جدا وان‬ ‫كل املواطن�ي�ن لدينا متس���اويني يف احلقوق‬ ‫والواجب���ات ولك���ن اي مواط���ن يبل���غ ع���ن انه‬ ‫عن���ده حالة خطفه فإن ه���ذه اللجنة جتتمع‬ ‫من أجل وضع خطة للبحث عنه وقد جنحنا‬ ‫يف حتري���ر كث�ي�ر م���ن املخطوف�ي�ن وامتنى‬ ‫أن نوف���ق يف فك أس���ر الذي���ن مل نعثر عليهم‬ ‫او اهاليه���م ايض���ا مل يعثروا عليه���م ولكن ال‬ ‫أس���تطيع أن أق���ول وأج���زم أن االمن س���وف‬ ‫يك���ون مئة باملئة حتى منن���ع جرائم القتل أو‬ ‫جرائم االختطاف ولعل حيتاج ذلك لفرتة ‪.‬‬ ‫حاف���ظ أمح���د (جري���دة احلري���ة) ‪ :‬س���ؤالي‬ ‫االول اىل رئاس���ة ال���وزراء وانت���م تس���تعدون‬ ‫للتس���ليم للمؤمت���ر الوطين العام‪ ،‬س���ؤالي ما‬ ‫ه���و أب���رز اجن���از مت تقدميه للش���عب اللييب ‪.‬‬ ‫والس���ؤال الثاني لوزارة الداخلية من يتحكم‬ ‫يف منف���ذ رأس جدير ه���ل وزارة الداخلية أم‬ ‫وزارة الدفاع ؟وهل جيوز أن يكون جيش على‬ ‫احلدود؟‬

‫د‪.‬عبدالرحيم الكيب ‪:‬‬

‫ه���ذا الس���ؤال قي���م ج���دا ‪،‬احن���ا س���عداء مب���ا‬ ‫أجنز‪،‬واذا كان فيه اجناز فال حيس���ب فقط‬ ‫للحكومة ‪،‬ولكن يحُ س���ب هلذا اجلمع الكريم‬ ‫الطي���ب الذي ه���و جزء أساس���ي من الش���عب‬

‫اللي�ب�ي ‪،‬وأيض���ا ل���كل االجهزة اليت س���اهمت‬ ‫ومازالت تس���اهم يف بناء هذا الوطن ‪،‬انا أشعر‬ ‫بالنسبة هلذه احلكومة أن االنتخابات كانت‬ ‫مس���ألة أساس���ية ‪،‬صحيح مل نتحدث كثريا‬ ‫يف ه���ذا املوضوع‪ ،‬أن االنتخاب���ات تنجح كان‬ ‫أه���م ش���يء ممكن حنقق���ه والفض���ل اىل اهلل‬ ‫س���بحانه وتعالي أوال ثم ل���كل الليبيني‪ ،‬كل‬ ‫الليبي�ي�ن س���اهموا مس���اهمة فاعل���ة ج���دا يف‬ ‫اجن���اح االنتخابات ‪ ،‬وأرج���و ان يكون لنا جزء‬ ‫م���ن ه���ذا النج���اح هن���اك احلقيق���ة جماالت‬ ‫اخرى ‪ :‬يعين على مس���توى اخلدمات انا أقرأ‬ ‫تقري���ر يومي يف جم���ال الكهرب���اء يف العراق‬ ‫عل���ى س���بيل املث���ال ‪ 23‬ملي���ار دوالر صرفت‬ ‫على الكهرباء ‪ ،‬ولكن اىل حد االن الكهرباء مل‬ ‫ترجع اىل ما كانت عليه ‪ ،‬الواحد الزم يقارن‬ ‫ش���وية ‪ ،‬فيه ‪ :‬م���ن ضرب اخلط���وط وضرب‬ ‫احملط���ات وأوقف���وا الغاز؟؟ لك���ن احلمدهلل يف‬ ‫ليبيا لو انقطعت الكهرباء س���اعة يف النهار أو‬ ‫س���اعتني يعين يعتربهذا جناح كبري جدا يف‬ ‫مقايي���س الدول الكربى موض���وع االتصاالت‬ ‫ايضا االس���كان واملراف���ق وإن مل تظهر للعيان‬

‫املدرس���ة االبتدائي���ة االعدادي���ة اىل الثانوية‬ ‫‪،‬هن���اك ايضا موضوع االرص���دة اجملمدة بذل‬ ‫جهد كبري جدا ج���دا جدا جدا يف واقع االمر‬ ‫حت���ى اس���تطعنا أن حن���رر ونرف���ع التجميد‬ ‫وهذا س���اعدنا نرفعوا عجل���ة االقتصاد أيضا‬ ‫هناك ايضا حركة الس���وق وأن���ا أذكر أول‬ ‫ي���وم اس���تلمنا في���ه العم���ل فيه ن���اس كانت‬ ‫ظروفهم جدا س���يئة مرتباتهم مل تنزل االن‬ ‫االغلبية املطلقة إن مل تكن كلها اللي كان‬ ‫عنده���م مرتبات رجعت هلم مرتباتهم ‪ ،‬يعين‬ ‫هذه بعض االش���ياء ‪ ،‬ونرتكها للبيانات اليت‬ ‫ستقدم للحكومة القادمة ‪.‬‬

‫د‪.‬مصطفى بوشاقور ‪:‬‬

‫الس�ل�ام عليك���م ان���ا احبب���ت ان اضيف بعض‬ ‫االجنازات ال�ت�ي حققتها احلكومة يف املرحلة‬ ‫املاضي���ة ‪ ،‬احلكومة بداي���ة وضعنا جمموعة‬ ‫من االه���داف اليت س���عينا لتحقيقها يف هذه‬ ‫املرحلة ‪،‬وهي مثانية ش���هور‪ ،‬طبعا ملا استلمنا‬ ‫مل تكن هناك مؤسسات نستطيع البناء عليها‬ ‫والتأس���يس عل���ى أساس���ها ‪،‬ولذل���ك كان���ت‬ ‫القضي���ة يف غاي���ة التحدي‪ ،‬وهي اننا س���نبدأ‬ ‫م���ن البداي���ة لكي نؤس���س هل���ذه الدولة اليت‬ ‫مجيعا نس���عى إليه���ا ‪،‬لعل من أهم مش���اغلها‬ ‫واهدافه���ا احملافظ���ة عل���ى وح���دة الب�ل�اد‬ ‫‪،‬واس���تطاعنا بفض���ل اهلل س���بحانه وتع���اىل‬ ‫حناول ان نوصل الب�ل�اد اىل االنتخابات اليت‬

‫التمويني���ة ‪ ،‬وكذل���ك اع���ادة املرتب���ات مل���ن‬ ‫انقطعت به الس���بل ‪،‬ايض���ا التعامل مع بعض‬ ‫الب���ؤر الس���اخنة ال�ت�ي حدثت ب�ي�ن اخواننا يف‬ ‫املناطق املختلفة سواء أكانت يف الكفرة او يف‬ ‫زوارة أو املناطق االخرى ولعله بدا للمتتبع يف‬ ‫تعامل احلكومة معها وم���ع االجهزة االمنية‬ ‫يف الدول���ة فكان���ت يف البداية فيها ش���يء من‬ ‫البطيء أذكر اول ملف الكفرة التعاون معها‬ ‫أم���ا يف زوارة فقد مت التعام���ل معها يف نفس‬ ‫الي���وم مما ي���دل على زي���ادة فاعلي���ة أجهزة‬ ‫الدولة يف هذا اجلان���ب ‪ ،‬أيضا ‪،‬كيف نؤصل‬ ‫هلذه احلرية (حرية التعبري وحرية احلراك‬ ‫الدميقراط���ي ) وهلذا كان م���ن البداية تأتي‬ ‫االعتصامات واملظاهرات أمام جملس الوزراء‬ ‫‪،‬وكان الدكتور عبدالرحيم ينزل شخصيا‬ ‫لكي يتحاور مع الناس ونتعاون معه يف حوار‬ ‫أخوي واهلدف من ذلك اننا نريد للش���عب أن‬ ‫ال خي���اف وه���و يعرب عن رأي���ه ‪،‬وان احلكومة‬ ‫س���وف تتفاعل معه مباشرة وحتاول أن حتل‬ ‫هذه املشاكل وهذه القضية يف غاية االهمية‬ ‫خللق دولة فيها حرية التعبري واستمرينا يف‬ ‫ه���ذا االمر حت���ى يف ظروف ال�ت�ي كانت قد‬ ‫وصلت مرحلة االعتداء على جملس الوزراء‬ ‫ولك���ن كان هدفنا أن نتعامل مع هذه القوى‬ ‫النن���ا ال نري���د أن نقت���ل أبنائنا ‪ ،‬ب���ل نريد ان‬ ‫نعوده���م أن هل���م احل���ق يف مطالبه���م ولك���ن‬

‫رئيس الوزراء يجُ يب ‪ :‬من قال أننا اشرتينا الذمم فهو خمطئ‪.‬‬ ‫حت���ى ‪،‬فيه توقي���ع ‪ 1100‬عقد ملش���اريع منذ‬ ‫فرتة ش���هر ‪،‬وهن���اك أيض���ا موض���وع التعليم‬ ‫فالتعلي���م ليس بالس���هل ان يعود بالبس���اطه‬ ‫ه���ذه واحلم���د هلل وان كان���ت هن���اك بعض‬ ‫املشاكل وميكن احلكومة اجلاية تغطي تلك‬ ‫االمور ‪،‬ع���اد التعليم علي كل املس���تويات يف‬ ‫اجلامعات وكل املدارس صح بعض املدارس‬ ‫حتت���اج اىل إع���ادة ترتيب يف بع���ض اجملاالت‬ ‫مرة اخرى سأقول أننا يف اخر اجتماع جمللس‬ ‫ال���وزراء مقرتح من قبل دي���وان احلكومة ُقدم‬ ‫جمللس الوزراء وهو موضوع الصحة املدرسية‬ ‫عملنا جلنة وطنية رؤية ملتابعة هذا املوضوع‬ ‫‪ %30‬م���ن س���كان ليبيا سيس���تفيد من هذا‬ ‫ش���باب صغ���ار أقص���د االطف���ال م���ن بداي���ة‬

‫كانت قد ابهرت العامل كله والشعب اللييب‬ ‫اجنزه���ا ‪،‬وهي دول���ة موحدة من ش���رقها اىل‬ ‫غربه���ا اىل مشاهلا وجنوبها ‪،‬ايضا االنتخابات‬ ‫كما ذكر الس���يد رئيس الوزراء مما الش���ك‬ ‫في���ه ان احلكوم���ة أدت دورا رئيس���يا يف ذلك ‪،‬‬ ‫واملفوضية العليا عملت عمل جبار‪ ،‬ومخس���ة‬ ‫عش���ر من وزارات الدولة قد ساعدت بطرقها‬ ‫الجن���اح ه���ذه العملي���ة ‪،‬وقد ش���ارك يف هذه‬ ‫العملي���ة ‪ 1600‬مرك���ز انتخاب���ي ح���واىل‬ ‫عش���رة االف من املدرس�ي�ن وحوالي ‪ 30‬الف‬ ‫من الش���رطة واالجهزة االمنية واالتصاالت‬ ‫واملواص�ل�ات يع�ن�ي كان���ت عملي���ة ضخمة‬ ‫ج���دا ‪،‬وايضا إعادة احلي���اة اىل طبيعتها كما‬ ‫ذكر السيد رئيس الوزراء ‪ ،‬وبالنسبة للسلع‬

‫علي���ه أن يطالب بأس���لوب حديث نؤس���س له‬ ‫‪ ،‬وكان م���ن أهدافن���ا يف البداي���ة أن نؤس���س‬ ‫لقضية الشفافية ‪،‬ومن موقع احلكومة جتد‬ ‫مجيع الق���رارات ال�ت�ي تصدر مباش���رة أيضا‬ ‫جلس���ات جملس الوزراء تنشر كلها مباشرة‬ ‫وخطة عمل الوزارت نش���رت مجيعا واملواعيد‬ ‫الزمني���ة هل���ا ‪،‬واالكثر م���ن ذل���ك اننا كان‬ ‫هدفن���ا اىل أن يأت���ي الش���عب للوزي���ر ويقول‬ ‫له ان���ك قلت انك ‪،‬وس���تحقق ك���ذا ‪،‬وملاذا مل‬ ‫حتق���ق كذا القضية يف غاي���ة االهمية نريد‬ ‫أن نؤس���س لذلك وانا ال اتص���ور ذلك حيدث‬ ‫فكث�ي�ر م���ن الدول ال�ت�ي حوالين���ا عندها هذه‬ ‫الش���فافية يف التعامالت فدون ش���ك واجهت‬ ‫احلكوم���ة التحدي���ات الكبرية ثورة مس���لحة‬


‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ ‪ 3‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪)2012‬م‬

‫ينتش���ر فيها الس�ل�اح اكثر من اي مكان أخر‬ ‫يف أي دول���ة أخ���رى يف عدد الس�ل�اح اخلفيف‬ ‫والثقي���ل عند الثوار أو عن���د من يدعي الثورة‬ ‫بعد ذلك ‪ ،‬االنتخابات قد حس���مت كثري من‬ ‫القضاي���ا وكان راي كل املراقب�ي�ن الدوليني‬ ‫أن انتخاباتن���ا م���ن أجن���ح االنتخاب���ات يف‬ ‫املنطقة‪،‬لعل ذلك ف���اق حتى بعض الدول هلا‬ ‫عش���رات الس���نوات يف مزاول���ة الدميقراطية‬ ‫اذن ال يعين أن احلكومة قد أخفقت يف بعض‬ ‫القضاي���ا حن���ن نتعام���ل مع جمتمع بش���ري‬ ‫ودائما الس���لبيات واالجيابي���ات موجودة دائما‬ ‫وليس���ت لدينا مش���كلة يف ان ينتقدوا االعالم‬ ‫احلكوم���ة ولك���ن ارجو أيض���ا أن يتحدثوا عن‬ ‫اجلوان���ب االجيابية اليت قام���ت بها احلكومة‬ ‫فالنقد سلبا واجيابا وليس سلبا فقط ‪.‬‬ ‫د‪.‬عبدالرحيم الكي���ب ‪ :‬انا لدي إضافة ختص‬ ‫ملف (املُتهمني يف الع���راق )‪،‬اجلهد الذي بُذل‬ ‫يف هذا اجمل���ال ليس بس���يطا ‪،‬وعلى فكرة من‬ ‫قال أننا حنن أش�ت�رينا الذمم حتى نأتي مبن‬ ‫أتين���ا به���م فه���و خمط���يء ‪،‬كل م���ن تع���اون‬ ‫معنا وس���يتعاون معنا ان���ا أؤكد لكم بأن املال‬ ‫مل يك���ن ل���ه دور ‪،‬يع�ن�ي هناك ن���اس فعال وانا‬ ‫افخر ان هذه االم���ة وانا اقصد االمة العربية‬ ‫واالس�ل�امية فيه���ا ن���اس مازل���ت لديهم ذمم‬ ‫ومواق���ف ورجال ونس���اء من ال يُش�ت�روا باملال‬ ‫‪،‬ولكنهم يريدوا أن يس���جلوا مواقف تحُ س���ب‬ ‫هل���م وتعك���س احاسيس���هم جت���اه إخوانهم يف‬ ‫ليبي���ا ‪،‬وان ش���اء اهلل حن���ن ماش�ي�ن ملص���ر يف‬ ‫اليومني اجلايات والس���بب ذهابنا ملصر حتية‬ ‫ألخوانن���ا يف مص���ر وش���كرا هلم هل���ذه الثورة‬ ‫ال�ت�ي س���اهمت يف دع���م ث���ورة الش���عب اللييب‬ ‫وج���زء اخر للتأكيد عل���ى العالقة احلميمة‬ ‫بني ش���عبينا والعالقة التارخيي���ة ‪،‬وجزء اخر‬ ‫الن اولئ���ك الذي���ن يتحرك���ون يف اخلفاء يف‬ ‫ب�ل�اد جم���اوراة قد ال تك���ون حكوم���ات الدول‬ ‫اجمل���اورة تعلم بذل���ك‪ ،‬نريد ان نق���ول هلم ان‬ ‫اولئ���ك جي���ب أن يوقف���وا ونري���د أن يُس���لموا‬ ‫ويع���ودوا الحض���ان بلده���م اليت س���تعطيهم‬ ‫حقهم يف حمكم���ة عادلة ‪،‬وتأخذ حق الليبني‬ ‫ب���كل اس���لوب حمرتم وحض���اري ‪،‬ه���ذا أعتقد‬ ‫ملف م���ن امللفات ال�ت�ي مل نرتكها واش���تغلنا‬ ‫عليها بشكل جدي ‪ ،‬هناك أيضا التواصل على‬ ‫مستوى الدول يف حلظة من اللحظات هددت‬ ‫بش���كل مباش���ر وغري مباش���ر من قب���ل بعض‬ ‫ال���دول حتى ال�ت�ي كانت ش���قيقة يف حلظة‬ ‫من اللحظات وإن كان أس���لوبهم يقول حنن‬ ‫حريص�ي�ن على هذه الثورة واهتموا مبس���ألة‬ ‫حق���وق االنس���ان والتواص���ل كان لقاءن���ا يف‬ ‫ظروف صعبة وقيل لنا اننا أخطانا ملا مش���ينا‬ ‫اىل جمل���س االمن ‪،‬نؤكد لك���م اهم الزيارات‬ ‫ال�ت�ي قمنا بها كان���ت الزي���ارة جمللس االمن‬ ‫والكلمة اليت القي���ت هناك واحلضور اجلدي‬ ‫والفاع���ل للحكومة الليبي���ة يف جملس االمن‬ ‫كان هناك ايضا التواصل مع منظمة حقوق‬ ‫االنس���ان التابع���ة لالم���م املتح���دة يف جنيف‬ ‫كان دور فاعل وجدي للدولة الليبية ‪.‬‬ ‫حممود املصراتي رئيس حترير جريدة ليبيا‬ ‫اجلديدة ‪ :‬الس�ل�ام عليكم ‪(.‬هنا حيصل تدخل‬ ‫م���ن اجل االجابة عن س���ؤال س���ابق عن منفذ‬ ‫راس جدير )‬ ‫وكي���ل وزارة الداخلي���ة ‪ :‬م���ن يتواج���د االن‬ ‫مبنفذ رأس جدي���ر‪ :‬تتواج���د وزارة الداخلية‬ ‫وبالنس���بة ل���درع ليبي���ا وه���و يتب���ع االركان‬ ‫اصبح االطار اخلارجي حلماية املنفذ واجهزة‬ ‫االمن والش���رطة املختصة باملع�ب�ر باالضافة‬ ‫اىل احلماي���ة م���ن اللجن���ة االمني���ة العلي���ا‬

‫‪05‬‬ ‫‪ ،‬الكف���رة ص���ح العب���دهلل مل يذه���ب للكف���رة‬ ‫ولالسف الش���ديد اني كنت امتنى ان أكون‬ ‫من أول يوم هناك ‪،‬نقدر نقولك كان صحيح‬ ‫املف���روض كان للدول���ة ش���كل فاعل وأكرب‬ ‫مم���ا كان���ت ه���ي موج���ودة كان متواض���ع‬ ‫نسبيا وان كان هلا دور ‪ ،‬فيما خيص الربامج‬ ‫واخلطط املس���تقبلية فيه اش���ياء كثرية جدا‬ ‫أخوتن���ا واخواتنا يف احلكومة املقبلة س���يالقوا‬ ‫ارضية يقدروا يتحركوا من خالهلا ‪.‬‬ ‫(يش�ي�ر حمم���ود املصرات���ي اىل أن س���ؤاله مل‬ ‫يكتم���ل وهن���ا حيص���ل احتجاج م���ن مندوبة‬ ‫جري���دة ميادي���ن ب���أن االس���ئلة مجيعه���ا‬ ‫متركزت يف جرائد قاطع اليسار ومل يحُ رتم‬ ‫رئيس اجللس���ة عندم���ا طل���ب أن توجه كل‬ ‫جري���دة س���ؤالني فق���ط ‪ ،‬ي���رد الس���يد الكيب‬ ‫حاضر معليش عندك احلق !)‪.‬‬ ‫هن���ا يتدخل الكم���ال االجابة الس���يد النائب‬ ‫مصطف���ى بوش���اقور متوافقا مع راي الس���يد‬ ‫الكيب انه كان للحكومة الدور الكبري‪.‬‬

‫وعندنا سرية احلدود الرابعة التابعة للجمة‬ ‫االمنية العليا ‪،‬السيطرة بالكامل اداريا لوزارة‬ ‫الداخلي���ة بالنس���بة للحماية وه���ذه حتى يف‬ ‫املعايري الدولية ان اجليش يطوق ويس���تطيع‬ ‫التدخل للحماية يف حال���ة ضرورة التدخل ‪،‬‬ ‫كانت هناك مش���اكل من اجلانب التونس���ي‬ ‫حصلت ضد بع���ض من الليبني ابلغنا اجلانب‬ ‫التونس���ي ع���ن طري���ق وزارة اخلارجية بتلك‬ ‫االعت���داءات واالنتهاكات ‪،‬وباالمس الس���اعة‬ ‫الثاني���ة والنص���ف ع���اد منف���ذ راس جدي���د‬ ‫للحركة الطبيعية ‪.‬‬

‫‪ ،‬يع�ن�ي هل هي حكومة حماصصة ‪،‬الن كان‬ ‫االخ وكيل الوزارة هو الشخص املؤهل ليحل‬ ‫حمل الوزير الذي ترك بس من حق اي واحد‬ ‫من���ا وليبيا ح���رة االن أن تش���كك ولكن اؤكد‬ ‫ل���ك انها ليس���ت حكوم���ة حماصص���ة واقول‬ ‫لك ان ليبيا يف كل ج���زء منها فيها كفاءات‬ ‫ان���ا أقول أن ذلك صحي���ح ونعم اذا كان جزء‬ ‫كب�ي�ر من ليبي���ا وجد يف ه���ذه احلكومة فهو‬ ‫نتيج���ة لتصورن���ا أن االخ او االخ���ت املوج���ود‬ ‫يف احلكوم���ة لديه على االق���ل ملا عني لديه ما‬ ‫يقدم���ه ‪ ،‬ه���ذا ما خيص االم���ر االول ‪ ،‬كونه‬ ‫املواط���ن اللي�ب�ي وعيه يص���ل به اىل مس���توى‬ ‫رفع اخلالفات واملش���اكل فأن���ا اقول لك نعم‬ ‫وانا جزء من هذا الوطن الطيب ‪ ،‬وهذا الشعب‬ ‫الذي اظهر معدنه احلقيقي هذا ش���يء طيب‬ ‫خف���ف على احلكومة ‪،‬كون���ه مل يكن لنا دور‬ ‫وهذا هو رايك فهو مقبول ولكين اقول لك بأنه‬ ‫كان لن���ا دور يف اغلبية هذه املش���اكل أن مل‬ ‫تكن كلها ‪،‬واحنا لي���س لدينا جيش باملفهوم‬ ‫ال���ذي تعرفه ولي���س لدينا أجه���زة فنية مثل‬ ‫فاطمة غندور ‪ -‬جريدة ميادين ‪:‬‬ ‫ما تتمنى انت وامتنى ان���ا وليس لدينا أجهزة مساء اخلري وشكرا على الدعوة واالستضافة‬ ‫ش���رطة وما يس���مى زم���ان باالم���ن الداخلي خاص���ة كونن���ا صحيفة ح���رة ومس���تقلة ‪،‬‬

‫ص���ارت فيها ‪،‬نتمنى ان جند جواب ش���ايف من‬ ‫الس���يد وكي���ل الوزارة‪،‬والس���ؤال للدكت���ور‬ ‫عبدالرحي���م الكي���ب والدكت���ور بوش���اقور‬ ‫بشكل عام أحي جهودكم مع احرتامنا النكم‬

‫الذي نتمناه مجيعا غري موجود تقول لي االن‬ ‫فيه نواة اقول لك نعم ان ش���اء اهلل االخوة اللي‬ ‫بعدنا يفعلوا ذلك ‪ ،‬لكن تريد مين أن اقول لك‬ ‫أن احلكوم���ة مل يكن هل���ا دور ؟ حنن نصرف‬

‫حممود املصراتي رئيس حترير جريدة‬ ‫ليبيا اجلديدة ‪:‬‬

‫الس�ل�ام عليك���م ‪(.‬هنا حيص���ل تدخل من‬ ‫اجل االجابة عن س���ؤال سابق عن منفذ راس‬ ‫جدير )‬ ‫حتى خنرج عن إطار املؤمتر الصحفي ويكون‬ ‫بيننا احلديث ودي اوال س���ؤالي االول للس���يد‬ ‫وكي���ل وزارة الداخلي���ة فل���م يص���در عنه���ا‬ ‫اي تعلي���ق او مؤمت���ر صحف���ي ح���ول قضي���ة‬ ‫العش���رة مليون ؟ قضية املعدات والقصة اليت‬

‫ُهددت بشكل مباشر وغري مباشر من قبل بعض الدول حتى الشقيقة‪.‬‬

‫س���ؤالي االول يتعلق باي طريقة س���يتم حل‬ ‫املش���كلة االنس���انية والقانوني���ة ال�ت�ي وص���ل‬ ‫صداه���ا اىل مؤسس���ات دولية انس���انية ‪ ،‬ففي‬ ‫هذا الش���هر الكريم مازال يقبع عدد من ناسنا‬ ‫واهالينا خارج مدنهم وحمُ لوا وزر من اخطأوا‬ ‫وأس���اءوا مت���ى س���نرى حماكم���ات تط���ال‬ ‫املذنب�ي�ن واجملرمني الذي���ن مت إالقاء القبض‬ ‫عليهم‪،‬وماذنب من ليس���ت هناك ضدهم تهم‬ ‫كبار السن واالطفال ؟ وهناك سؤال محلين‬ ‫إي���اه موظفي قناة احلكومي���ة النهم ال يامنوا‬ ‫عل���ى أنفس���هم م���ن ث���وار اصبح���وا يدخلون‬ ‫االستديوهات ويطالبون بوظائف داخل املكان‬ ‫‪ ،‬والس���ؤال لوزير الثقافة مااحلل برايكم فقد‬ ‫ت���رك املوظف���ون املكان بع���د التهدي���دات اليت‬ ‫واجهوها ؟‬

‫د‪.‬عبد الرحيم الكيب ‪:‬‬

‫فاطمة غندور مع السيد عبدالرحيم الكيب‬ ‫جئتم يف ظروف حساس���ة عرج���ت الدكتور‬ ‫مصطف���ى بوش���اقور عن االنته���اكات والبؤر‬ ‫الس���اخنة يف ليبيا ‪،‬احلكومة مل يكن هلا الدور‬ ‫الكبري والفاعل يف فض االش���تباكات فكل ما‬ ‫رايناه ه���و وجود املواطن اللييب هو الذي فض‬ ‫االش���تباكات وف���ض النزاعات( اقع���اد اللحم‬ ‫والرز هي اليت حلت االمور الش���ائكة )مل نرى‬ ‫دور فاع���ل للحكومة يف امل���دة املاضية كانت‬ ‫فيه تفجريات يف مدينة بنغازي شرارة الثورة‬ ‫مل جند اونس���مع بيان او خطاب اعالمي حول‬ ‫م���ا حصل هل اع���دت احلكومة خط���ط اليات‬ ‫جديدة الخراج ليبيا من هذا املازق ‪.‬‬

‫د‪.‬عبدالرحيم الكيب ‪:‬‬

‫ش���كرا لالس���ئلة املهمة وأنا احب ان أقول لك‬ ‫أن احلكومة ليس���ت حكوم���ة حماصصة ومل‬ ‫تك���ن ‪،‬انا أؤك���د لك ذلك يع�ن�ي يف البداية مل‬ ‫يكن هناك أحد م���ن االخوة االمازيغ ثم وجد‬

‫وق���ت كبريم���ن وقتن���ا حن���اول التواصل مع‬ ‫االخ���وة واالخ���وات لك���ي نعرف تلك املش���كلة‬ ‫حلها كيف س���يكون ؟ أجياد نوع من احللول‬ ‫املعقولة ال�ت�ي هلا معنى ‪ ،‬وذلك كله يس���رق‬ ‫م���ن وقتن���ا أحيان���ا ال جند وق���ت لكي جنلس‬ ‫ساعة لنفكر‪ ،‬ليس لديك وقت ‪،‬وفجاة ياتيك‬ ‫تليف���ون يق���ول لك ص���ارت مش���كلة يف املكان‬ ‫الفالن���ي حنن جي���ب أن ال ننس���ى أن اركان‬ ‫النظ���ام الس���ابق يف بع���ض االحي���ان مازال���وا‬ ‫متغلغلني بيننا ‪ ،‬تصور ياس���يدي رس���الة لكي‬ ‫تصل���ك من وزارة ثاني���ة فيما كان تاخذ يوم‬ ‫تاخذل���ك اس���بوع او اس���بوعني‪ ،‬احيانا تضطر‬ ‫انت لكي تتفادى تلك املشاكل ‪،‬وتلك النماذج‬ ‫املوجودة يف الطريق تكتبها لوحدك الرس���الة‬ ‫وتبعثها بش���كل ش���خصي جله���ة معينة أقول‬ ‫لك ب���ان حزب النظ���ام الس���ابق الزال موجود‬ ‫يف الدول���ة ‪ ،‬هن���اك أيضا يف س���بها واحلمدهلل‬ ‫جلن���ة الط���واريء موجودة وتش���بح م���ن أول‬ ‫يوم واحلم���دهلل وصلنا اىل حل���ول جيدة جدا‬

‫مرحب���ا ب���ك أس���تاذة فاطم���ة بالنس���بة هلذه‬ ‫القضي���ة س���وف تفي���دك الس���يدة يف وزارة‬ ‫الش���ؤون االجتماعية وهي موجودة بيننا وهلا‬ ‫جه���ود مبذولة يف ذل���ك ‪ ،‬اما م���ا يتعلق براي‬ ‫املنظم���ات او ما تكتب���ه جرائدهم ح���ول هكذا‬ ‫قضي���ة حساس���ة ختص الش���ان الع���ام اللييب‬ ‫فأق���ول لك انا ال يهمين ما يقولون عليهم اوال‬ ‫ان ينش���غلوا مبا لديهم م���ا حصل يف العراق او‬ ‫غوانتاناموا ال يهتم���ون به او يقيمون له وزنا‪،‬‬ ‫ياسيدتي دعك منهم ‪.‬‬ ‫ثم قدمت الوزي���رة جمموعة من االيضاحات‬ ‫( مل يلتقطها القط الصوت اخلاص مبيادين‬ ‫للمسافة بينهما ) وكان جواب وزير الثقافة‬ ‫ان القناة مل تعد تتبع الوزارة ‪.‬‬ ‫ختمت االمس���ية (والقرتاب موعد الس���حور)‬ ‫بنقاش���ات على مائدة الس���حورتعلقت بش���أن‬ ‫املساعدات املقدمة للشعب السوري‪ ،‬وكيفية‬ ‫التاكد من وصوهلا وقد كان الس���ؤال موجه‬ ‫من الس���يدة هند ش���قليله‪ ،‬فيما متنى الكاتب‬ ‫الصحف���ي بش�ي�ر زعبي���ة أن كانت اجللس���ة‬ ‫عرض لكيفية تسلم‬ ‫احلكومة ملهامها وسرية البدايات ‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ ‪ 3‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪)2012‬م‬

‫د فاطمة احلمروش يف حوار مطول مع ميادين حول خمتلف القضايا ‪: !! ..‬‬

‫خذلونى ‪ ..‬وتركونى للوحوش تنهشنى ‪ !!..‬ووقفوا يتفرجون عليَ‪....‬‬ ‫ميادين‪ /‬طرابلس – فاطمة غندور‬

‫اجلزء الثاني واألخري ‪:‬‬

‫فاجأتنا الطريقه ال�ت�ي كان يطلب بها عالج‬ ‫اجلرحى ‪ !!..‬والتىصاحبتها العشوائية وعدم‬ ‫التنظيم؟‬ ‫ال���دور ال���ذي قدمت���ه اجلمعي���ة الليبي���ة‬ ‫االيرلندية لإلغاثة أثناء أشهر الثورة ‪.‬‬ ‫قيمة املس���اعدات ال�ت�ي منحتها لن���ا احلكومة‬ ‫االيرلندي���ة س���تة مالي�ي�ن ي���ورو ‪،‬كان���ت‬ ‫ط���وال االش���هر م���ن ‪ 26-2‬اىل اخ���ر دفع���ة‬ ‫وصل���ت قب���ل حتري���ر طرابل���س ف���ى ش���هر‬ ‫أغس���طس ‪ 2011‬م ‪،‬أن���ا حض���رت اىل بنغازي‬ ‫قب���ل اس���بوعني م���ن حترير طرابل���س وزرت‬ ‫مستش���فى البيض���اء لغرض املس���اعدة ‪،‬زيارة‬ ‫باس���م اجلمعية الليبي���ة االيرلندية لإلغاثة‬ ‫‪،‬وعندن���ا االن ف���رع منها يف بنغ���ازي ‪،‬تعرفت‬ ‫خ�ل�ال هذه الف�ت�رة على ن���اس أفاض���ل اعتز‬ ‫مبعرفته���م د‪.‬عمر اخلازمي هو املس���ؤول عن‬ ‫فرعنا والس���يد عبداملطلب عم���ار معه أيضا ‪،‬‬ ‫مصطف���ى الس���اقزلي كلهم كن���ت اعرفهم‬ ‫بالتليفون���ات أول تاس���يس اجلمعي���ة فيم���ا‬ ‫بعدد قابلتهم شخصيا وما زال بيننا االحرتام‬ ‫والرابطة االنس���انية اليت ربطتنا أيام وأشهر‬ ‫العمل ليس���وا هم وحدهم معهم اخرون ايضا‬ ‫ث���م رجعت اىل ايرلندا وطلب مين أن امس���ك‬ ‫املكتب الصحي ‪ ،‬وصل جرحى اليرلندا ليس‬ ‫ع���ن طريق هيئة ش���ؤون اجلرح���ى ‪ ،‬وخالل‬ ‫هذه الفرتة كان���ت قوائم اجلرحى تأتي من‬ ‫تونس للعالج ثم قوائم من طرابلس ‪،‬وكان‬ ‫السيد الكيسه والسيد ابوحجر وجلنة تسفري‬ ‫اجلرح���ى فاجأتن���ا ان الطريق���ه الل���ي كان‬ ‫يطل���ب فيها عالج اجلرحى كان���ت فيها نوع‬ ‫من العش���وائية وعدم التنظيم ‪ ،‬كنت امتنى‬ ‫أن أش���رح للس���يد رئيس اهليئة املشاكل اليت‬ ‫رأيتها وعاصرتها خبربت���ي واتصالي بأكثر‬ ‫من طرف لتحاش���ي اخفاق كثري من االمور‬ ‫‪ ،‬لكن الس���يد رئي���س اهليئة مل يك���ن متفرغا‬ ‫لس���ماعي طلبت كم م���رة ويف احداها وصل‬ ‫اىل مكتيب ثم مت االتصال به فخرج ‪ ،‬ارس���لت‬ ‫له امييل فيه تفاصيل كاملة حتى يبتعد عن‬ ‫املشاكل لكنه مل يكن (فاضي ) لريى االمييل‬ ‫او يسمعين ثم انا أيضا انشغلت بالوزارة ‪.‬‬ ‫مل���ا عملنا املكتب رفضت عروض كثرية اوهلا‬ ‫ادخال طرف ثالث يأخذ ‪ 30%‬من املصاريف‬ ‫ملا عملنا املكتب رفضت عروض كثرية اوهلا‬ ‫ادخال طرف ثالث يأخذ ‪ 30%‬من املصاريف‬ ‫مم���ا يعين ان���ه على كل عش���رة ملي���ون‪( !!..‬‬

‫د‪ /.‬فاطم���ة عب���داهلل احلم���روش الوزيرة املث�ي�رة لكثري من اجل���دل‪ ،‬وردود‬ ‫االفع���ال حوهلا ‪ :‬احتجاج���ات واعتصامات ـ وتعليقات عربو س���ائل االعالم‪،‬‬ ‫واليت ب���دأت منذ االيام االوىل لتوليها مهام ال���وزارة‪ ،‬هنا نكمل حوارنا معها‬ ‫حول اهم القضايا الشائكة يف وزارتها‪.‬‬

‫حمرقة وينأى‬ ‫بنفس���ه‬ ‫معنا ه���ا‬ ‫م���ن‬ ‫سيمس���ك‬ ‫بز م���ا م‬ ‫املبادرة‬

‫فت���ح س���فارة او قنصلي���ة يف‬ ‫ايرلن���دا ‪ ،‬اتص���ل ب���ي بع���ض‬ ‫الزم�ل�اء الن���اس الذين هم‬ ‫يف املعارضة الس���يد أمحد‬ ‫ش�ل�ادي املوج���ود االن‬ ‫يف جمل���س ال���وزراء‬ ‫واتصل بي ‪....‬نس���يت‬ ‫امس���ه ( تفت���ح ال‬ ‫اي ب���اد ) وكان‬ ‫عن���دي طم���وح‬ ‫أن أؤس���س اول‬ ‫س���فارة نظيفة‬ ‫م���ن البداي���ة‬ ‫وكن���ت‬ ‫‪،‬‬ ‫متأك���دة ان���ي‬ ‫أس���تطيع تأسيسها اعرف‬ ‫نفس���ي ومتأكدة من نزاهيت ومن‬ ‫وطني�ت�ي واع���رف ان���ي س���أختار ن���اس بثقة‬ ‫وليس���وا تركة من النظام السابق ‪ ،‬ويف نفس‬ ‫الوق���ت اعمل على برنامج اجلرحى ‪ ،‬تفاجأت‬ ‫يف البداي���ة بعد اختيار الس���يد الكيب خرجت‬

‫أقل وطنية‪.‬‬ ‫كنت أتوقع أني س���أجد هيكل معني للوزارة‬ ‫للمرحلة اليت سبقتين‪ ،‬طلع مافيش حاجة!‬ ‫ُ‬ ‫وجـــ���دت ‪ :‬خبايا كثرية وغريبة ‪،‬ثم بدأت يف‬

‫كوزي���رة ‪ ،‬فم���ع نهاي���ة الربنام���ج كان���ت اش���اعات حول الدكتورة ليل���ى بو قعيقيص‬ ‫الدفعة االوىل تيب جتي كانوا يف البداية ‪ 12‬بأنه���ا الوزي���رة وكنت قد اتصل���ت أبارك هلا‬ ‫ه���ي قالت ل���ي ال هذا كالم غ�ي�ر مؤكد ‪ ،‬يف‬ ‫شخص اىل ‪ 17‬تقريبا ‪.‬‬ ‫حني تس���لمت الوزارة كن���ت اعلــم أن املهمة الي���وم التال���ي مت االتص���ال ب���ي بإيرلندا ومت‬ ‫ـــد صعبة‪ :‬وخاصة ملفها املــليئ بالفس���اد ‪ ..‬إبالغ���ي بتكليف���ي بال���وزارة ‪ ،‬خرج���ت م���ن‬ ‫ِج ُّ‬ ‫ايرلندا يوم ‪ 29‬وصلت طبعا ملا مسعت اخلرب‬ ‫!!‬ ‫كي���ف مت اختياركم كوزي���رة للصحة يف كنت جالس���ة م���ع مدير التأهيل اجلس���دي‬ ‫واالط���راف الصناعي���ة لعمل اتفاق ملس���اعدة‬ ‫احلكومة االنتقالية ؟‬ ‫رمبا بس���بب نشاطي يف املعارضة مسبقا ‪،‬ومع من ه���م داخل ليبي���ا ويتم تس���فري من هم يف‬ ‫ارهاصات الثورة كن���ت بدأت العمل االغاثي حالة صعبة استطعنا احلصول على موافقة‬ ‫‪،‬رغم ذلك ملا جاء تش���كيل احلكومة مل يكن يف من مرك���ز التأهيل الوطين بإيرلندا مل يكن‬ ‫بالي ان يتم تعيي�ن�ي كوزيرة ‪ !!...‬كل الذي احلمل بس���يطاً‪ ،‬لكن الذي جعلين أقبل املهمة‬ ‫اش���تغل عليه قبل التعي�ي�ن كوزيرة ‪،‬االموال ما يلي ‪:‬اتصلت ببعض االصدقاء فباركوا لي‬ ‫اجملمدة قابلت نائب مدير املصرف املركزي استالم الوزارة ‪ ،‬وأخرين قالوا لي ال ال العمل‬ ‫وكان عن���دي اتص���ال باجملل���س االنتقال���ي االن في���ه حمرق���ة ‪ ،‬كان���وا ن���اس وطني�ي�ن‬ ‫واملكت���ب التنفيذي لتس���هيل االج���راءات لكي وكنت احرتمهم ولكنين أس���تأت من رأيهم ‪،‬‬ ‫نس�ت�رجع أموالن���ا وكن���ت احب���ث امكاني���ة فإذا كان كل شخص يف هذه الرحلة يقول‬

‫توزيع االعمال‪.‬‬ ‫ان���ا كن���ت أتوق���ع أن���ي س���أجد هي���كل معني‬ ‫للوزارة للمرحلة اليت سبقتين‪ ،‬طلع مافيش‬ ‫حاجة ‪،‬ومل���دة أس���بوعني ‪،‬وكل املطلوب مين‬ ‫تفعي���ل االدارات مل أفه���م إال بع���د أس���بوعني‬ ‫كان���ت ال تفعل ش���يء ‪،‬إدارات متوقفة علي ‪،‬‬ ‫موظفني ينتظروا مين االوامر لكي يش���تغلوا‬ ‫‪ ،‬ووج���دت خباي���ا كثرية وغريب���ة ‪ ،‬بدأت يف‬ ‫توزيع االعمال انت يامدير ادارة املش���روعات‬ ‫افع���ل كذا ‪...‬كانت خطيت واضحة يف ذهين‬ ‫بكل تفاصيلها ( تس���لمين اخلطة اليت أعدتها‬ ‫) وكان���ت ه���ذه صياغته���ا( تقلب ل���ي أوراق‬ ‫اخلط���ة) انا أعددتها كهي���كل‪ ،‬اما التفاصيل‬ ‫كانت من مكتب التوثيق واملعلومات االرقام‬ ‫مثال مل تكن لدي ‪،‬اخلطة نفسها ( لدي كتيب‬ ‫أخر أوضح من هذا )خطط كاملة وواضحة‬ ‫ب�ل�ا لب���س وال اي غم���وض انا اس���تعنت أيضا‬

‫ثالثة ماليني) تذه���ب للطرف الثالث ‪ ،‬قلت‬ ‫هلم اننا ال حنتاج لطرف ثالث كل االجراءات‬ ‫بيين وب�ي�ن املرض���ى واملستش���فيات ‪ ،‬الطرف‬ ‫الثال���ث يش���تغل عل���ى املرضى اقام���ة وعالج‬ ‫‪،‬لالس���ف الطرف الثال���ث يف اغلب االحيان مل‬ ‫يك���ن هدفه ع�ل�اج املرضى واجلرح���ى‪ ،‬هدفه‬ ‫االس���تغالل والتج���ارة وهلذا الس���بب حصلت‬ ‫مشاكل كبرية ‪،،‬اتصلنا عن طريق احلكومة‬ ‫االيرلندية فمن الس���هل الوصول اىل الوزير‪..‬‬ ‫ايرلندا صغرية وحمددة‪ ،‬وقلنا هلم سيحضر‬ ‫لكم ناس حمملني بتقاريرهم لتدرس���وها اذا‬ ‫وافقت���وا س���نبعث لكم ‪،‬تعطلنا كثريا بس���بب‬ ‫الرح�ل�ات ال�ت�ي كان���ت حتضر ان���اس بدون‬ ‫تنظيم ‪ ،‬رغم ان التأش�ي�رة االيرلندية صعبة‬ ‫وحنن اش�ت�رطنا موافقة املستش���فى ‪،‬واتفقنا‬ ‫م���ع اخلارجية انه���م يعطونا او يس���محوا لنا‬ ‫بع�ل�اج ‪ 150‬لييب يف الس���نة قابل���ة للتجديد‬ ‫ولكن مرهونة ومشروطة مبوافقة املستشفى‬ ‫املعاجل ‪ ،‬وسهلوا لنا التأشرية اليت كانت تأخذ‬ ‫‪ 6‬أس���ابيع اىل أكث���ر ‪،‬تدخلنا وقلصناها اىل‬ ‫يومني ‪ ،‬ه���ذا كنت قد أجنزت���ه قبل وجودي‬

‫بالتأكيد ناس‬

‫تصرحيات���ي غالبا ماتفهم بش���يء من اخلط���أ ‪،‬وهناك‬ ‫حرب اعالمية كبرية ضدي‪.‬‬


‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ ‪ 3‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪)2012‬م‬

‫بإدارة الشؤون املالية ‪،‬سأعطيك ايضا امللخص‬ ‫الذي س���نقدمه لرئيس الوزراء س���يكون رائع‬ ‫من���ذ قليل ش���اهدته ‪،‬اخلط���ة كانت واضحة‬ ‫طويلة االمد ‪،‬وقصرية االم���د ‪ ،‬ومل يكن فيها‬ ‫اي غباشة‪ ،‬ومنتصف ش���هر يناير قدمتها اىل‬ ‫جملس الوزراء ‪ ،‬وننتظ���ر يف امليزانية اليت مل‬ ‫تعتم���د اال يف منتصف م���ارس يعين بند اول‬ ‫وثان���ي وراب���ع وال اس���تطيع التنفي���ذ اال ببند‬ ‫ثالث الذي خيرج عن وزارة التخطيط ‪،‬الباب‬ ‫الثالث مت اعتماده ‪ 1-6-‬مل أس���تطع تنفيذ أيا‬ ‫من املش���روعات املوجودة ‪،‬احلقيق���ة انه خارج‬ ‫ع���ن ارادتن���ا التأخ�ي�ر احلاصل يف من���ح اموال‬ ‫ملشروعاتنا على مستوى البالد ‪،‬والذي واجهنا‬ ‫خ�ل�ال تل���ك الف�ت�رة بع���ض املش���روعات ذات‬ ‫مبالغ خيالية‪،‬ثالث اضعاف الس���عر الصيانة‬ ‫تضاهي اقامة او تاس���يس مستش���فى بالكامل‬ ‫فهن���اك تالع���ب واض���ح‪ ،‬واملالحظ���ة الثاني���ة‬ ‫أن االم���وال ماش���ية ألزم النظ���ام الس���ابق هم‬ ‫من مس���ك عمل الوزارة ف�ت�رة الثورة ‪،‬هل من‬ ‫املعقول ان نضخ ام���وال الزالم النظام هم من‬ ‫مس���ك علينا الصيانة يف فرتة الثورة وشهدت‬ ‫املستش���فيات م���ا يش���به الش���لل واالن رجع���وا‬ ‫يريدون العمل معنا من جديد نس���دد الديون‬ ‫ويبق���وا ماس���كني يف قطاع هو ش���ريان احلياة‬ ‫‪،‬متس���ربني ازالم النظ���ام الس���ابق ومن بعض‬ ‫مناذجه���م م���دراء ش���ركات مع���دات طبي���ة‬ ‫ممثلي ش���ركات صيان���ة مازال���وا موجودين‬ ‫اىل االن ‪ ،‬في���ه ش���ركة معين���ة ومعروف���ة‬ ‫باالس���م عندها اجهزة يف املستش���فيات طالبة‬ ‫عش���رين مليون دي���ن لكي تس���تانف الصيانة‬ ‫فلم���ا ش���اهدنا الصيان���ة كي���ف ؟ وجدن���ا ان‬ ‫املعدات واقفة واملستشفيات شبه مشلولة هلذا‬ ‫الس���بب ‪،‬ووجدن���ا ان هناك اجهزة مس���تأجرة‬ ‫‪،‬وجهاز معني وصل اجي���اره اىل اربعة مليون‬ ‫ونصف وهو س���عره االصلي ملي���ون ونصف‪،‬‬ ‫مره���ون يف البن���ك ومازلن���ا مل نس�ت�رده ‪!!..‬‬ ‫وحيت���اج ‪ 20‬ملي���ون نضعه���م لك���ي يصل اىل‬ ‫النص���ف ! هل تس���تطيعي عم���ل صيانة هلكذا‬ ‫جهاز ومش���اريع اخرى متوقفة هلكذا أس���باب‬ ‫‪ ،‬وبوج���ود نفس االش���خاص ‪ ،‬الناس ال تعرف‬ ‫ه���ذه التفاصي���ل وتعتق���د اننا عندن���ا ‪ 4‬مليار‬ ‫ونص���ف وال نريد ان نفعل ش���يئاً ‪ ،‬واحلقيقة‬ ‫ان االربع���ة ملي���ارات ونصف مل نراه���ا ‪،‬تأتينا‬ ‫فق���ط مرتب���ات واالدوي���ة ‪ ،‬ولالس���ف املكتب‬ ‫االعالم���ي مدي���رة املكتب النزاهة من أس���بوع‬ ‫طلعته���ا ‪ ،‬ه���ي كان���ت املس���ؤولة ع���ن املكتب‬ ‫االعالمي ومل يكن اعالمنا ناجح ‪،‬حنن طلبنا‬ ‫منه���ا ه���ي تظه���ريف التلفزيون م���ن حني اىل‬ ‫أخر لكن حتكي كالم ال يعطي الصورة اليت‬ ‫حكيت لك عنه���ا االن ‪ ،‬هناك تعمد تعتيم من‬ ‫قبلها ‪ ،‬علي���ك ان تري واقع عملنا لكي جتدي‬ ‫ش���خص مناس���ب صعب جدا والناس اليت من‬ ‫املف�ت�رض ان تتقدم ال تتقدم اىل درجة زعلت‬ ‫‪ ،‬وم���ن ش���هرين فقط حضر أن���اس وقالوا لي‬ ‫مل نك���ن حنب الظهور يف البداي���ة فقلت هلم ‪:‬‬ ‫لقد خذلتون���ي وتركتوني وس���ط الوحوش‬ ‫تنهشين وأنتم تتفرجون ؟كل القادرين عليه‬ ‫الكتاب���ة يف الن���ت وتنتق���دوا يف ‪ ،‬ولكن بفضل‬ ‫الناس الوطنيني الذين لديهم من الش���جاعة‬ ‫ملا يكفي لدخول احملرقة زي ما كانوا يس���موا‬ ‫فيها جوني وعندي ناس س���اعدوني بس مش‬ ‫عدد كبري استطعنا أن جنتاز أزمات كبرية ‪.‬‬ ‫امل���رأة الليبي���ة زي���ادة عل���ى وطنيته���ا ُتعرف‬ ‫بصدق مش���اعرها جتاه اطفاهل���ا جتاه زوجها‬ ‫جتاه وطنها ‪ ،‬ثم إخالصها وجديتها ملا متسك‬

‫عمل‪.‬‬ ‫ان���ا فخورة بأني ليبية ‪،‬الن���اس تقول علي اني‬ ‫متحيزة للمراة لك���ن حقيقة مش حتيز مية‬ ‫يف املي���ة صح ل���وال املراة م���ا كانت���ش الثورة‬ ‫ممكن الن���اس تقول مبالغة م���ن الوزيرة ‪ ،‬أنا‬ ‫نعترب الثورة بدات ش���رارتها االوىل يف س���جن‬ ‫بوس���ليم املراة ش���الت الش���علة ي���وم ‪ 15‬طلع‬ ‫صوت النس���اء نوض���ي نوضي يا بنغ���ازي هذا‬ ‫الي���وم الل���ي فيه تراج���ي توا اتذكرها أش���عر‬ ‫بقش���عريرة حلج���م الن���داء وقوت���ه ‪ ،‬هي اليت‬ ‫قامت بالث���ورة حنن ال ننك���ر ان الرجال فيما‬ ‫بع���د محلوه���ا وخاضوه���ا لكنه���ا مل ترتك���ه‬ ‫ب���ل دفعت باالب���ن وال���زوج من أع���ز منهم يف‬ ‫تلك الفرتة كان فيه ش���يء أح���ب وأغلى من‬ ‫االب���ن والزوج والذي هو الوطن ‪ ،‬املرأة الليبية‬ ‫زي���ادة عل���ى وطنيتها هناك صدق مش���اعرها‬ ‫جتاه اطفاهل���ا جتاه زوجها جت���اه وطنها ‪ ،‬ثم‬ ‫إخالصها وجديتها ملا متسك عمل ‪ ،‬أنا تقابلت‬ ‫مع نس���اء م���ن العامل ومن جنس���يات خمتلفة‬ ‫أكثر النساء حرصاً على أطفاهلن هن النساء‬

‫‪ ،‬وأيضا أسرتي وأطفالي يعين ساعات فراغي‬ ‫اق���رأ بعض املق���االت للكت���اب عل���ى االنرتنت‬ ‫ليس يف ذاكرتي كاتب لييب معني ‪.‬‬ ‫كان���ت ال���ردود االحتجاجي���ة ع�ب�ر مواق���ع‬ ‫االنرتنت‪ -‬واليت وصلت حد طلب االس���تقالة‬ ‫ تطال���ك كث�ي�را دون���ا ع���ن وزراء أخرين ما‬‫تعليقك ؟‬ ‫تصرحيات���ي غالبا ماتفهم بش���ئ من اخلطأ و‬ ‫هناك حرب اعالمية كبرية ضدي ‪ ،‬وبش���كل‬ ‫غري���ب ‪،‬مث�ل�ا مت اختالق قص���ة كاذبة أنين‬ ‫اتهم���ت امل���راة الليبي���ة وزعل���ت ج���دا كي���ف‬ ‫يص���دق الن���اس كالم مثل ه���ذا ‪،‬وكنت قد‬ ‫خرج���ت يف مقابل���ة وقل���ت رأي ان���ا أرى املراة‬ ‫الليبية من افضل النس���اء‪ ،‬وجناحي كوزيرة‬ ‫صحة ه���و جناحي كإم���رأة ليبي���ة معقولة‬ ‫ادلي بتصريح يسيء للمراة الليبية ‪،‬‬ ‫ه���ل صحي���ح أن وزارة الصح���ة م���ن الوزارت‬ ‫ال�ت�ي مل تنجز مهمتها الكامل���ة وانها انطلقت‬ ‫من حال سيء لتصرييف وضع االسوأ‪..‬؟؟؟‬ ‫ماحدث ارس���ال العشرات واآلالف من الليبني‬

‫الليبي���ات وعل���ى بيته���ا وعل���ى ش���رفها وعلى‬ ‫صورته���ا العائلية وعندي صورة لرأي أكثر‬ ‫من ش���خص هناك من قال ل���ي انت تعرضني‬ ‫حيات���ك للخطر وجئيت حتكي ع���ن احلقائق‬ ‫وتقابل���ي يف جمرم�ي�ن يف االخ���ر ب���كل هناك‬ ‫سراق لفلوس الليبني ومتاجرين يف حقوقهم‬ ‫‪ ،‬كنت أتكلم بصراحة هلؤالء ‪ ،‬حتى أبين قال‬ ‫ل���ي أنا أخ���اف عليك ممكن يغتال���ك أحدهم ‪،‬‬ ‫قلت له يابين انا عندي عمر واحد واشرف لي‬ ‫اعيش عم���ر قصي ويكون ل���ي صيت أتركه‬ ‫حتى أحفادكم يرفعوا رأسهم بيه وال اعيش‬ ‫عم���ر أطال وتطأطئون روؤس���كم وأن���ا حية ‪،‬‬ ‫النس���اء فاعالت حتى عضوات املؤمتر الوطين‬ ‫‪ 39‬م���ن مائتني احلكومة كانت ‪ 2‬من أربع‬ ‫وعش���رين فيه زيادة وانا أعتقد انه ليس الكم‬ ‫امله���م ‪،‬املهم النوع وانا ش���خصيا لو حددوا رقم‬ ‫كنت س���أزعل الن الرقم يعين أنك تيب متال‬ ‫فراغ مبرأة ‪.‬‬ ‫م���اذا ع���ن عالقت���ك بالثقاف���ة واالدب وان���ت‬ ‫املهاجرة منذ سنوات؟‬ ‫ش���غلي يف التخص���ص الط�ب�ي اخذن���ي ع���ن‬ ‫مزاول���ة أي نش���اط ثق���ايف ع���دا كتاباتي يف‬ ‫موق���ع بامس���ي املس���تعار ‪ :‬الليبي���ة ‪(،‬يف موقع‬ ‫ليبي���ا املس���قبل حلس���ن االمني) وقيت مقس���م‬ ‫بني عملي وبني نش���اطي السياسي والتوعوي‬ ‫كن���ت نائبة حترير يف موقع ليبيا املس���تقبل‬

‫مل تق���م ب���ه وزارة الصح���ة ‪ ،‬ح���دث ذلك رغم‬ ‫اع�ت�راض وزارة الصح���ة من البداي���ة رفضنا‬ ‫ومن ش���هر واحد قدمت ورقة جمللس الوزراء‬ ‫وللمجل���س االنتقالي بعن���وان اخلطوات اليت‬ ‫ت���ؤدي اىل إفش���ال مش���روع الدول���ة الليبي���ة‬ ‫حتذي���ر للجميع قل���ت فيه أن هن���اك برنامج‬ ‫منظم يتضمن إاهلاء الوزراء بأشياء وتفاصيل‬ ‫صغرية اكتش���فت ذلك بعد ثالث اجتماعات‬ ‫جمللس الوزراء كنت أس���جل كل املش���اكل‬ ‫املش�ت�ركة فاجأت�ن�ي قائم���ة س���جلتها منه���ا‬ ‫ضياع رس���ائل ووثائق مما يضطره اىل إعادة‬ ‫كتابة اهدار املال العام باس���م اجلرحى حيث‬ ‫يت���م إرس���ال مئات م���ن الليبني حي���ث ضيعنا‬ ‫فلوس���نا وأس���أنا لعالقتن���ا مع الدول وتس���يء‬ ‫للث���ورة والث���وار ‪ ،‬وكن���ت ق���د طالب���ت حبل‬ ‫اهليئة النها حل طاريء لظرف طاريء ‪ ،‬يتم‬ ‫ع�ل�اج اجلرح���ى حت���ت وزارة الصح���ة ‪ (،‬وأنا‬ ‫على استعداد الرس���اهلا المييل جريدتكم )مل‬ ‫يؤخذ بها يف ش���هر ثالثة جاء الس���يد أش���رف‬ ‫وق���ال صرفنا مليار ؟ صعقت ملا مسعت الرقم‬ ‫وأصري���ت أن ينته���ي الربنام���ج وقبلها طالب‬ ‫مبيزانية مليار يف الش���هر طبع���ا أنا قلت هذه‬ ‫نكتة القرن الواحد والعش���رين معقولة حتى‬ ‫وزارة مل تتج���رأ عل���ى طلب هك���ذا مبلغ منها‬ ‫بدأت اعمل عل���ى ان ال���وزارة تهتم باجلرحى‬ ‫وبش���كل ف���رض عل���ي اخذه���ا بكل ماهل���ا وما‬

‫‪07‬‬ ‫عليها م���ن ديون وليس لديه���م قاعدة بيانات‬ ‫مل يس���لموا لنا شيء‪ ،‬مل اس���تطع استالم ملف‬ ‫مليء بالفساد وهيئة مديونة ومفلسة‪.‬‬ ‫ملن حتملني املس���ؤولية فى هذا اخللل االداري‬ ‫واملالي ؟‬ ‫أمح���ل املس���ؤلية اوال‪ :‬لرئيس اهليئ���ة ‪،‬ونائبه‬ ‫اش���رف ب���ن امساعي���ل ‪،‬ود‪ .‬عل���ى الشواش���ي‪،‬‬ ‫واملهندس عثمان الريش���ي‪ ،‬وهم طبعا كانوا‬ ‫مباش���رة حت���ت الرئاس���ة امحله���م مجيع���ا‬ ‫املس���ؤلية االم���ر كان بينهم ‪ ،‬حتى التس���ليم‬ ‫واالس���تالم بيننا تعث���ر يف األخري حلت اهليئة‬ ‫واصبح���ت إدارة الس���باب واضح���ة ج���دا وانا‬ ‫رفض���ت اس���تالمها كهيئ���ة لك���ي ال أك���ون‬ ‫مس���ؤولة عن اخط���اء غريي طلب���ت فتح باب‬ ‫التحقي���ق فل���م يفت���ح حتوي���ل املل���ف لديوان‬ ‫احملاس���بة واىل جملس ال���وزراء اضطرت اىل‬ ‫مقابل���ة الس���يد املستش���ار ليخول�ن�ي فتح باب‬ ‫التحقي���ق وبالفع���ل مت ذل���ك ‪ ،‬ال���وزارة قامت‬ ‫بأعم���ال كثرية والن���اس مل تنتبه النه غطى‬ ‫عليه���ا ملف الفس���اد وال���ذي حتمل���ت أوزاره‬ ‫وزارة الصح���ة وال���وزارة بريئة ب���راءة الذئب‬ ‫من دم يوسف الوزارة طلبت ايقاف هذا النزف‬ ‫ومعاجلةالليب�ي�ن عن طريق ال���وزارة واقفال‬ ‫ادارة اهليئ���ة وحماس���بتها وبدأن���ا يف وض���ع‬ ‫احلل���ول من اربع�ي�ن الف أبقين���ا ثالثة االف‬ ‫فق���ط تركيا من اثين عش���ر ألف أبقينا كم‬ ‫مئ���ة أملانيا نف���س احلكاية ‪ ،‬كان���وا يف فندق‬ ‫مخ���س جن���وم ومعه���م أس���رهم ومصاري���ف‬ ‫مبال���غ فيه���ا وبعضه���م أخذ املنح���ة وباقي يف‬ ‫البلد واجلرحى احلقيق�ي�ن مازلوا موجودين‬ ‫هن���ا كن���ت أرى فيه���م وجه ابين وم���ان حتى‬ ‫م���ن الصع���ب عل���ي أن أراهم كان���ت دموعي‬ ‫اليت مل يروه���ا تغلبين ‪ ،‬كانت احلرب املعلنة‬ ‫ض���دي كوزيرة الن���ي أقفلت ابواب الكس���ب‬ ‫غري املش���روع جملرمي ع�ل�اج اجلرحى فكل ما‬ ‫كان ينتش���ر من مظاهرات يتم حتريكها من‬ ‫قبلهم ‪.‬‬ ‫ مل���اذا أحضرت���ي ش���قيقتك للعم���ل مع���ك‬ ‫بالوزارة ؟‬ ‫هذا صحي���ح الني وجدت مدير مكتيب حيول‬ ‫االوراق والرس���ائل باملكت���ب ‪،‬عل���ى صفحت���ه‬ ‫بالفيس بوك يس���رب الرس���ائل م���اذا علي أن‬ ‫أعم���ل بقي���ت ب�ل�ا مدي���ر مكتب وص���ادف أن‬ ‫زارتين ش���قيقيت وهي تعمل بقط���اع الصحة‬ ‫ببنغ���ازي قلت ان���ا االن حباجته���ا ولن تطعين‬ ‫يف الظهر مبجرد ما ب���دأت العمل معي قامت‬ ‫الدنيا فأوقفتها عن العمل معي ‪ ،‬وقد حصلت‬ ‫بينن���ا قطيع���ة ‪ ،‬ومنه���ا اىل االن حوال���ي س���ت‬ ‫مدراء مكت���ب الذين أحضرتهم‪ ،‬أُفاجأ بطعين‬ ‫م���ن اخللف‪ ،‬يب���دو أنه من الصع���ب احلصول‬ ‫على مدير كفؤ جيد ! لالس���ف هذا ما حصل‬ ‫لي‪،‬‬ ‫مباذا ختتمني هذه املُكاشفة جلريدة ميادين‬ ‫اليت أخذت من وقت���ك فيها ما يقارب الثالث‬ ‫ساعات ؟‬ ‫أن���ا قوي���ة واحلم���دهلل وتق���ول الع���رب االوىل‬ ‫(اللي م���ا تقتلك تقويك) وه���ذا فعال صحيح‬ ‫ومعتمدة على اهلل ‪،‬وماش���يه‬ ‫ملا تكوني صادقة ُ‬ ‫صح وتقولي حس�ب�ي اهلل هو نعم الوكيل ‪،‬هو‬ ‫ال خيذل���ك وبالنهاية ال يص���ح إال الصحيح ‪،‬‬ ‫ويف رأي ان الن���اس تعودت عل���ى نظام يرعب‬ ‫فينت���ج اخلوف ‪ ،‬الش���جاعة وجدته���ا نادرة يف‬ ‫ج���زء كبري من الن���اس الذي���ن اتعامل معهم‬ ‫‪،‬اخل���وف واض���ح ‪ ،‬مل���اذا اخلوف؟ ان���ا ضمريي‬ ‫ُمرتاح وما أفعله راضية عنه‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ ‪ 3‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪)2012‬م‬

‫ملف العدد ‪ :‬الدستور الذي نريد‬

‫"الدس���تور يف أي بلد هو عبارة عن اتفاق بني‬ ‫س���كانها على جمموعة قواعد أساسية حتدد‬ ‫شكل دولتهم ونظامها وحقوقهم وواجباتهم‪،‬‬ ‫وبناء عليه يتم صدور القوانني اخلاصة بأي‬ ‫شئ داخل الدولة"‬ ‫معنى كلمة "دستور" ‪:‬‬ ‫• كلم���ة "دس���تور" ليس���ت كلم���ة عربية‬ ‫وإمن���ا هي م���ن أصل فارس���ي عل���ى األرجح‪،‬‬ ‫دخل���ت اللغ���ة العربي���ة ع���ن طري���ق اللغ���ة‬ ‫الرتكي���ة ومعناه���ا "األس���اس" أو "القاعدة"‪،‬‬ ‫و قبل اس���تخدام ه���ذا املصطلح كانت مصر‬ ‫تستعمل لفظ "القانون األساسي" أو "القانون‬ ‫النظامي" (القانون النظامي املصري الصادر‬ ‫س���نة ‪ ،1883‬والقان���ون النظام���ي املص���ري‬ ‫الصادر ع���ام ‪ .)1913‬وظهر هذا املصطلح يف‬ ‫مصر مع صدور دستور ‪.1923‬‬ ‫وتعن���ى ه���ذه الكلمة يف اللغ���ة العربية كما‬ ‫ورد باملعج���م الوس���يط‪“ :‬قاع���دة يُعم���ل‬ ‫مبقتضاه���ا“‪ ،‬وف���ى االصط�ل�اح املعاص���ر‪:‬‬ ‫“جمموعة القواعد األساسية اليت تبني شكل‬ ‫الدول���ة ونظ���ام احلكم فيها ومدى س���لطتها‬ ‫إزاء األف���راد“‪ .‬و تعين كلمة "الدس���تور" فى‬ ‫اللغت�ي�ن الفرنس���ية واإلجنليزي���ة“ “‪Co n‬‬ ‫‪ ”stitution‬أي قانون أساس���ي‪ .‬ويرجح أن‬ ‫أول ظهور لكلمة "دس���تور" تضمنته املادة ‪16‬‬ ‫م���ن إعالن حقوق اإلنس���ان واملواطن الصادر‬ ‫س���نة ‪ 1789‬بعد الثورة الفرنسية حيث ورد‬ ‫بتلك املادة أن‪“ :‬كل جمتمع ال يكفل ضمان‬ ‫احلقوق وتطبيق مبدأ الفصل بني السلطات‬ ‫ال دستور له”‪.‬‬ ‫أسس الدستور ‪!! :‬‬ ‫مفه���وم الدس���تور عن���د أه���ل القان���ون ه���و‬ ‫جمموع���ة م���ن القواعد اليت ترس���ي مبادىء‬ ‫محاي���ة احلق���وق واحلريات العام���ة‪ ،‬وحتدد‬ ‫شكل الدولة وقواعد احلكم وشكل احلكومة‪.‬‬ ‫أي أن الدستور يوضح ما يأتي‪:‬‬ ‫شكل الدولة هل هي دولة بسيطة‬ ‫ ‬‫الش���كل أم أنها دولة مركب���ة أي ناجتة من‬ ‫احت���اد فيدرالي ( مكونة م���ن واليات متحدة‬ ‫مع بعضه���ا ) أو احتاد كونفدراىل( حتتفظ‬ ‫في���ه الدولة الداخلة يف االحتاد بش���خصيتها‬ ‫الدولي���ة م���ع بعضه���ا البع���ض حبي���ث يت���م‬ ‫حتقي���ق بع���ض األه���داف املش�ت�ركة مث���ل‬ ‫جامعة الدول العربية)‬ ‫ يبني نظ���ام احلكم ملك���ي أم مجهوري وما‬‫هي الش���روط الواجب توافرها يف شخص ما‬ ‫حتى يصب���ح ملكا أم رئيس���ا وكيفية توليه‬ ‫هلذا املنصب ‪.‬‬ ‫ يب�ي�ن كي���ف حيك���م املل���ك أو الرئيس عن‬‫طري���ق نظ���ام حك���م رئاس���ي أم برملان���ي وما‬ ‫ه���ي اختصاصات كال منهما أو مس���ئولياته‬ ‫وحدودها ‪.‬‬ ‫ ينظم السلطات العامة للدولة (التشريعية‬‫والتنفيذي���ة والقضائي���ة) م���ن حي���ث‬ ‫اختصاصاته���ا وحدوده���ا وعالقاتها ببعضها‬ ‫البع���ض م���ن ناحي���ة‪ ،‬وم���ن ناحي���ة أخ���رى‬ ‫بعالقاته���ا بالف���رد فيم���ا يتعل���ق باحلق���وق‬ ‫والواجبات واحلريات العامة ‪.‬‬ ‫ يب�ي�ن واجب���ات املواطنني وكيفي���ة أدائهم‬‫للواجب���ات وحقوقه���م وحرياته���م وضمانات‬

‫حصوهل���م عليه���ا ممارس���تهم هل���ا جت���اه‬ ‫السلطة ‪.‬‬ ‫ و جي���ب أن يتص���ف الدس���تور بصفت�ي�ن‬‫أساسيتني‪:‬‬ ‫ األوىل ه���ي الثب���ات ‪ :‬وتع�ن�ي أن الدس���تور‬‫ال يتغ�ي�ر بس���هولة إال ع���ن طري���ق اس���تفتاء‬ ‫الش���عب مثل االس���تفتاء ال���ذي أجرته مصر‬ ‫يف م���ارس ‪ 2011‬عل���ى دس���تورها القدي���م‪،‬‬ ‫بينم���ا القوان�ي�ن العادية ميك���ن تغيريها عن‬ ‫طري���ق جملس الش���عب وتصوي���ت األعضاء‬ ‫في���ه دون اللج���وء إىل رأي كل الناس كما‬ ‫حيدث يف االس���تفتاء على الدستور‪ .‬والسبب‬ ‫يف ه���ذا الثبات أن عادة ما يك���ون هناك اتفاق‬ ‫ب�ي�ن ش���عب أي دولة عل���ى القواع���د املنظمة‬ ‫لدولته���م ويصع���ب تغي�ي�ر ه���ذه القواع���د‬ ‫الثابت���ة إال بقيام ثورة كم���ا حدث يف مصر‬ ‫ع���ام ‪ 2011‬أو بع���د ح���دث ضخ���م جي�ب�ر‬ ‫اجلمي���ع على إع���ادة االتف���اق عل���ى القواعد‬ ‫اليت حتكمهم‪ -.‬أم���ا الصفة الثانية فهي علو‬ ‫املكانة‪ :‬وتعين أن الدستور أعلى من أي قانون‬ ‫يتف���ق علي���ه أعضاء جمل���س الش���عب أو أي‬ ‫قرار لرئي���س اجلمهورية ويقول القانونيون‬ ‫إن “الدس���تور هو أب���و القوان�ي�ن” ويقصدون‬ ‫بذل���ك أن أي قان���ون سياس���ي أو اقتصادي أو‬ ‫اجتماع���ي ‪...‬إخل ‪ ,‬جي���ب أن يتفق م���ع أحكام‬ ‫الدس���تور وقواعده‪ ،‬وأس���هل طريق���ة إللغاء‬ ‫أي قانون هو الطعن بعدم دس���توريته مبعنى‬ ‫ع���دم اتفاق���ه م���ع القواع���د العامة ال�ت�ي قرر‬ ‫الش���عب منذ إنش���اء الدولة على السري عليها‬ ‫وبالتال���ي يفقد القان���ون املخالف للدس���تور‬ ‫قيمت���ه‪ .‬وال ينطب���ق مبدأ علو الدس���تور على‬ ‫القوان�ي�ن فقط بل على اللوائح املفس���رة ألي‬ ‫قان���ون وعل���ى ق���رارات رئي���س اجلمهوري���ة‬ ‫والوزراء وأي مسئول‪.‬‬ ‫وق���د ع ّرف���ت احملاك���م العلي���ا املصري���ة‬ ‫(الدستورية العليا واإلدارية العليا والنقض)‬ ‫الدستور بأنه "القانون األساسي األعلى‪ ،‬وهو‬ ‫ال���ذي يُرس���ى القواعد‪ ،‬واألص���ول اليت يقوم‬ ‫عليها نظام احلكم‪ ،‬وحيدد السلطات العامة‪،‬‬ ‫ويرسم هلا وظائفها‪ ،‬ويضع احلدود والقواعد‬ ‫الضابط���ة لنش���اطها‪ ،‬ويق���رر احلري���ات‬

‫ما هو ال‬

‫الدستور الذي نريد يف غر‬

‫واحلق���وق العام���ة وضمان���ات محايتها‪ ،‬وهو‬ ‫اإلط���ار الع���ام مبا حيوي���ه من مب���ادئ يتعني‬ ‫التزامها من السلطات العامة ومن املواطنني‪،‬‬

‫وجي���ب أن تأت���ى مجي���ع القوان�ي�ن متوافقة‬ ‫مع مبادىء الدس���تور‪ ،‬وف���ى حالة خمالفتها‬ ‫ميكن الطعن بعدم دس���تورية ه���ذه القوانني‬ ‫وإلغائها"‪.‬‬ ‫أنواع الدساتري ‪:‬‬ ‫تقسم الدساتري إىل أنواع كما هو مبني‪:‬‬ ‫أوال تدوين الدساتري‬ ‫إن التمييز بني الدس���اتري املكتوبة والدساتري‬ ‫غري املكتوبة يقوم على أساس العنصر الغالب‬ ‫أو األع���م ‪ ،‬حيث ي���رى بعض فقه���اء القانون‬ ‫الدس���توري إن الدس���تور يعت�ب�ر مكتوب���اً إذا‬ ‫كان يف أغلبه صادر يف ش���كل وثيقة أو عدة‬ ‫وثائق رمسية من املشرع الدستوري ‪ ،‬ويعترب‬ ‫غري مكت���وب إذا كان يف أغلبه مس���تمدا من‬ ‫العرف والقضاء أي من غري طريق التشريع‪.‬‬ ‫و الدول اليت تأخذ بالدستور املكتوب ال تنكر‬ ‫إن للقواعد العرفي���ة دوراً إىل جانب الوثائق‬ ‫الدستورية املكتوبة‪.‬‬ ‫و هن���اك عناص���ر مك ّونة للع���رف فاملادة من‬ ‫النظام األساس���ي حملكمة العدل الدولية هو‬ ‫املمارس���ة املقبول���ة مبثابة قانون و يش�ت�رط‬ ‫لتكوينه تواف���ر عنصرين "مادي" و "معنوي"‪.‬‬ ‫العنصر املادي هو تكرار وقائع مع ّينة بصورة‬ ‫دائمة و واضحة و ثابتة‪ .‬أما العنصر املعنوي‬


‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ ‪ 3‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪)2012‬م‬

‫ملف العدد ‪ :‬الدستور الذي نريد‬

‫لدستور؟‬

‫رفة املؤمير الوطين العام‬

‫به���ا لس���نوات طويلة حت���ى أصبح���ت مبثابة‬ ‫القان���ون املل���زم وتس���مى أحيان���ا "الدس���اتري‬ ‫العرفي���ة"‪ ،‬نظ���را ألن الع���رف يعت�ب�ر املصدر‬ ‫الرئيس���ي لقواعدها‪ .‬و تكون الدساتري عرفية‬ ‫عندما تس���تند إىل الع���رف وال تضمها وثيقة‬ ‫خاص���ة ‪ ،‬والعرف هو تصرف مادي وس���لوك‬ ‫معني تق���وم ب���ه مؤسس���ات الدول���ة أو بعض‬ ‫ه���ذه املؤسس���ات وال حيص���ل اع�ت�راض عل���ى‬ ‫هذا الس���لوك بوصفها تتمي���ز بوصف قانوني‬ ‫‪ .‬و يعت�ب�ر الدس���تور اإلجنليزي املث���ال األبرز‬ ‫على الدس���اتري غري املدونة ألنه يأخذ غالبية‬ ‫أحكامه م���ن العرف وبعضها من القضاء‪ ،‬وإن‬ ‫وجدت بع���ض األح���كام الدس���تورية املكتوبة‬ ‫كالعه���د األعظ���م (‪) Magna Carta‬‬ ‫الصادر سنة ‪ 1215‬ووثيقة ملتمس احلقوق‬ ‫(‪ ) Petition of Rights‬الص���ادرة س���نة‬ ‫‪ ، 1629‬ووثيق���ة إعالن احلق���وق (‪Bill of‬‬ ‫‪ )Rights‬الص���ادرة س���نة ‪ ، 1688‬و وثيقة‬ ‫االنضمام بني إجنلرتا و ايرلندا س���نة ‪1800‬‬ ‫‪ ،‬و وثيق���ة الربمل���ان (‪)Parliament Act‬‬ ‫س���نة ‪ 1911‬و وثيق���ة تنظي���م الوصاية على‬ ‫العرش (‪ )The Regency Bill‬سنة ‪1937‬‬ ‫و القانون الصادر عام ‪ 1949‬اخلاص بتقييد‬ ‫اختصاص���ات جملس اللوردات و قانون س���نة‬ ‫‪ 1958‬الذي مسح للنس���اء بأن يكن عضوات‬ ‫يف جمل���س اللوردات‪ .‬وي���كاد يكون الدس���تور‬ ‫االجنليزي املثال الوحيد للدستور غري املدون‬ ‫يف العصر احلديث‪.‬‬

‫ثانيا تعديل الدساتري‬ ‫الدساتري املرنة‬ ‫ ‬‫الدساتري اجلامدة‬ ‫ ‬‫هي ال�ت�ي ميك���ن تعديله���ا بنفس اإلج���راءات‬ ‫ال�ت�ي يت���م به���ا تعدي���ل القوان�ي�ن العادية أي‬ ‫بواسطة السلطة التش���ريعية وأبرز مثال هلا‬ ‫هو الدس���تور اإلجنليزي (إذ تعترب الدس���اتري‬ ‫العرفي���ة دس���اتري مرن���ة)‪ .‬فس���لطة التعديل‬ ‫ممنوح���ة للربملان حي���ث يس���تطيع أن يعدل‬ ‫ينت���ج ع���ن اإلعتق���اد الس���ائد لدى أش���خاص هي القاعدة العامة و الدس���اتري غري املكتوبة ( الدس���تور بالطريقة اليت يعدل بها أي قانون‬ ‫القان���ون املختص�ي�ن بتنفي���ذ الع���رف بأنه���م العرفية ) هي االستثناء‪.‬‬ ‫ع���ادي آخر ‪ ،‬كما ميكن أن تتس���م الدس���اتري‬ ‫العمل‬ ‫اس���تمر‬ ‫عرفية‬ ‫وه���ي عبارة عن قواعد‬ ‫خيضعون لقاعدة قانونية ملزمة‪.‬‬ ‫املكتوب���ة باملرون���ة إذا مل تش�ت�رط إج���راءات‬ ‫الدساتري املدونة ‪:‬‬ ‫الدساتري غري املدونة‬ ‫ ‬‫ً‬ ‫يعت�ب�ر الدس���تور مدون���ا إذا كان���ت غالبي���ة‬ ‫قواع���ده مكتوب���ة يف وثيق���ة أو ع���دة وثائ���ق‬ ‫رمسية صدرت من املُش���رع الدستوري (يعنى‬ ‫من امسه���ا مدونة = "مكتوب���ة")‪ .‬و قد ظهرت‬ ‫أول الدس���اتري املكتوبة يف القرن الثامن عشر‬ ‫‪ ،‬حيث أخ���ذت به���ا الوالي���ات األمريكية اليت‬ ‫ب���دأت تض���ع دس���اتريها بع���د اس���تقالهلا عن‬ ‫إجنل�ت�را ‪ ،‬وبازدي���اد الرواب���ط ب�ي�ن الوالي���ات‬ ‫حتولت إىل نظ���ام الدول���ة االحتادية‪ ،‬وظهر‬ ‫أول دس���تور م���دون و هو الدس���تور االحتادي‬ ‫ب�ي�ن الواليات س���نة ‪ 1787‬دخل حي���ز النفاذ‬ ‫بع���د س���نتني وه���و الس���اري اآلن يف الواليات‬ ‫املتحدة األمريكية بع���د أن اُدخل عليه الكثري‬ ‫م���ن التعدي�ل�ات‪ .‬و تبن���ت بع���د ذل���ك ال���دول‬ ‫األخرى فكرة الدساتري املكتوبة‪ ،‬فتلت فرنسا‬ ‫الواليات املتحدة يف وضع دستور مكتوب وهو‬ ‫دس���تور س���نة ‪ 1791‬بعد الثورة الفرنسية‪ .‬و‬ ‫انتش���رت فك���رة الدس���اتري املكتوب���ة إىل كل‬ ‫بالد العامل‪ ،‬حبيث أصبحت الدساتري املكتوبة‬

‫‪09‬‬ ‫معقدة لتعديلها ‪ ،‬مثل دس���تور إيطاليا لسنة‬ ‫‪ 1848‬و دس���تور االحتاد الس���وفييت السابق‬ ‫لس���نة ‪ .1918‬ويرتتب على ذلك أن الدستور‬ ‫امل���رن ال يتمتع بأي مسو ش���كلي على القانون‬ ‫الع���ادي‪ ،‬فل���و أص���در املش���رع الع���ادي قانون���اً‬ ‫خالف به نصاً دس���توريا‪ ،‬فه���ذه املخالفة تعد‬ ‫تعدي ً‬ ‫ال للنص الدس���توري‪ .‬و ينبين على ذلك‬ ‫عدم وجود فرق بني الدس���تور املرن والقانون‬ ‫العادي م���ن الناحية الش���كلية‪ ،‬ويبقى الفرق‬ ‫موج���وداً م���ن الناحية املوضوعي���ة فقط‪ ،‬ألن‬ ‫املوضوع الذي تعاجله النصوص الدس���تورية‬ ‫خيتل���ف بطبيع���ة احلال ع���ن املواضي���ع اليت‬ ‫تنظمها وتعاجلها القواعد القانونية العادية‪.‬‬ ‫إن معظم الدساتري النافذة يف الوقت احلاضر‬ ‫هي دساتري جامدة بالنظر الختالف إجراءات‬ ‫تعديلها عن إجراءات تعديل القوانني العادية‪،‬‬ ‫حيث يستلزم تعديلها إجراءات أشد و أصعب‬ ‫من تلك اليت مت به���ا تعديل القوانني العادية‪.‬‬ ‫و يتميز الدستور اجلامد بالثبات و االستقرار‬ ‫‪ ،‬وحتقيق االحرتام للدستور سواء لدى أفراد‬ ‫الش���عب أو اهليئ���ات احلاكم���ة‪ .‬و م���ن أمثلة‬ ‫الدساتري اجلامدة‪ :‬دس���تور أمريكا و الدستور‬ ‫الفرنسي و دستور أسرتاليا الفيدرالي‪.‬‬ ‫و ي�ت�راوح مجود الدس���تور بني حظ���ر تعديل‬ ‫الدس���تور‪ ،‬و ب�ي�ن ج���واز التعدي���ل بش���روط‬ ‫خاصة‪ .‬و ختتل���ف الدس���اتري اختالفا كبرياً‬ ‫فيما تورده من أحكام بش���أن كيفية تعديلها‬ ‫و تك���ون إج���راءات التعدي���ل مكتوب���ة عادة يف‬ ‫صلب الدس���تور و يعترب هذا مجود نسيب‪ .‬أما‬ ‫اجلمود املطلق فيعين حتريم تعديل الدستور‬ ‫جزئي���اً أو كلياً بش���كل مطل���ق‪ .‬و إن واضعي‬ ‫الدس���اتري احملظ���ور تعديلها ع���اد ًة ال يوردون‬ ‫فيه���ا نص���اً باحلظ���ر املطل���ق م���ن كل قي���د‪،‬‬ ‫ب���ل يلج���أون إىل نوعني من احلظ���ر‪ .‬احلظر‬ ‫الزمين حيث يتم حتديد فرتة زمنية كافية‬ ‫لتثبيت أحكام الدس���تور قبل الس���ماح باقرتاح‬ ‫تعديله���ا‪ ،‬أو احلظر املوضوعي وذلك حلماية‬ ‫أح���كام معين���ة يف الدس���تور بطريق���ة حتول‬ ‫دون تعديلها أصال‪ ،‬حي���ث يتقرر هذا احلظر‬ ‫بالنس���بة ألح���كام معين���ة يف الدس���تور تعترب‬ ‫جوهرية كنظام احلكم املق���رر‪ ،‬و من أمثلة‬ ‫الدس���اتري اليت أخذت باحلظ���ر املوضوعي هو‬ ‫دس���تور الربتغ���ال لس���نة ‪ 1991‬الذي حيظر‬ ‫تعديل شكل احلكومة اجلمهورية ‪.‬‬ ‫أما حتريم املس���اس جبميع نصوص الدستور‬ ‫بش���كل مطل���ق ودون حتي���د لف�ت�رة زمني���ة‬ ‫معين���ة يس���مى باحلظ���ر أو اجلم���ود املطل���ق‬ ‫الكل���ي الدائ���م كالدس���تور اليونان���ي الصادر‬ ‫ع���ام ‪ .1864‬و هن���اك اخت�ل�اف ب�ي�ن الفقهاء‬ ‫حول مش���روعية احلظ���ر املطل���ق ولكن وفق‬ ‫ال���رأي أن املس���ألة تعتم���د عل���ى مضم���ون‬ ‫احلظ���ر وهدف���ه البعي���د‪ .‬ف���كل حظ���ر هدفه‬ ‫احلفاظ على مبدأ الدس���تورية مطلوب وهذا‬ ‫ما يقرره الش���عب صاحب السلطة احلقيقي‪.‬‬ ‫وقد جس���دت الثورة الفرنسية هذه احلقيقة‬ ‫فنص���ت امل���ادة األوىل من الفصل الس���ابع من‬ ‫الدس���تور الفرنس���ي لع���ام ‪ 1791‬عل���ى أن‬ ‫"اجلمعية الوطنية التأسيس���ية تعلن بأن حق‬ ‫األمة بتغيري دس���تورها غري قابل للسقوط أو‬ ‫التقادم"‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ ‪ 3‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪)2012‬م‬

‫ملف العدد ‪ :‬الدستور الذي نريد‬

‫حديث التاريخ‪ :‬دستور االستقالل بني َج َي َشان العواطف وبرودة الوثائق‬ ‫“ما الوثائق؟ َّإنها مبنتهى البساطة أشياء ناطقة”‬ ‫ال تروم هذه املقالة‪ ,‬مثلما قد يوحي االقتباس‬ ‫الذي يتصدرها‪ ,‬التعريف بالوثائق التارخيية‬ ‫وموقعه���ا يف منهجي���ة َّ‬ ‫التأريخ‪ ,‬فه���ذا مبحث‬ ‫َّ‬ ‫يتطل���ب كتابة عش���رات الصفح���ات إليفائه‬ ‫َّ‬ ‫ق���در م���ن املوضوعي���ة‪.‬‬ ‫حق���ه باعتب���ار أدن���ى ٍ‬ ‫َّ‬ ‫إن غاي���ة ه���ذه املقال���ة ال خت���رج ع���ن نط���اق‬ ‫ُّ‬ ‫مص���در أوَّل ي ‪Pr i‬‬ ‫أه���م‬ ‫ُعد‬ ‫ي‬ ‫م���ا‬ ‫"اس���تنطاق"‬ ‫ٍ‬ ‫‪ mary source‬من مصادر َّ‬ ‫التأريخ‪ ,‬أال وهو‬ ‫الوثائق‪ ,‬يف مسألة التطور التارخيي لدستور‬ ‫دول���ة االس���تقالل يف ليبي���ا‪ .‬فه���ذا الدس���تور‬ ‫أضح���ى حدي���ث الس���اعة وكان موض���وع‬ ‫العدي���د من الدراس���ات واملقاالت اليت ُنش���رت‬ ‫َّ‬ ‫مؤخ���راً (إضاف���ة إىل كت���اب واح���د على أقل‬ ‫تقدي���ر)‪َّ .‬‬ ‫إن الالف���ت يف جل تل���ك اإلصدارات‬ ‫كان اعتمادها صيغة اخلط الزم ين ‪Tim e‬‬ ‫‪ line‬ال�ت�ي ال تهت���م ببحث العوام���ل الكامنة‬ ‫وراء تط���ور مواد ذلك الدس���تور قدر اهتمامها‬ ‫بتدوي���ن تواريخ تط���وره على اخل���ط الزمين‬ ‫قبال���ة م���ا ارتب���ط بتل���ك التواريخ م���ن أفراد‬ ‫وأح���داث‪ .‬وإليضاح ه���ذه اجلزئية س���نركز‬ ‫على مواده اليت ِّ‬ ‫تغطي‪:‬‬ ‫‪.1‬حقوق الشعب (الفصل الثاني)‪.‬‬ ‫‪.2‬الس���لطات العامة والفص���ل بينها (فصول‬ ‫خمتلفة من الدستور)‪.‬‬ ‫تتناول اإلصدارات سالفة الذكر مواد هذين‬ ‫البندي���ن م���ن باب وقوفه���ا على قدم املس���اواة‬ ‫م���ع م���ا يناظره���ا يف أفض���ل دس���اتري ال���دول‬ ‫ال�ت�ي س���بقت ليبيا يف مس�ي�رتها الدس���تورية‪.‬‬ ‫واحلدي���ث ع���ن تل���ك امل���واد باعتباره���ا واقعة‬ ‫تارخيية يصدق عليها التوصيف السابق أم ٌر‬ ‫ٌ‬ ‫حد ما بالنس���بة مل���واد البند األول‪,‬‬ ‫مقبول إىل ٍّ‬ ‫ولكنه ال ينسحب على مواد البند الثاني كما‬ ‫س���نرى الحقاً‪ .‬على أيَّة حال‪ ,‬م���ا يعنينا فع ً‬ ‫ال‬ ‫م���ن الناحية التارخيية يكمن أو ً‬ ‫ال‪ :‬يف معرفة‬ ‫الكيفية اليت دخلت بها تلك املواد إىل دس���تور‬ ‫دول���ة االس���تقالل‪ ,‬وثاني���اً‪ :‬فيم���ا إذا كان���ت‬ ‫ش���واهد التاريخ تقطع َّ‬ ‫بأنه كان حمرتماً من‬ ‫نزل‬ ‫الدول���ة الليبية اليت انبثقت عنه‪ .‬وهكذا ُن ِ‬ ‫ه���ذه الوثيقة التارخيي���ة منزلتها املوضوعية‬ ‫بعيداً عن ذاتية السجال الدائر بني من يرون‬ ‫الزمن َّ‬ ‫ألن َّ‬ ‫وجوب جتاوزها َّ‬ ‫عفاها ومن يرون‬ ‫َّ‬ ‫أن مس���تقبل ليبيا رهن باس���تعادة "الشرعية"‬ ‫من خالل استعادة العمل بها‪.‬‬ ‫رمبا كان املدخل التارخيي األنس���ب‪ ,‬وإن مل‬ ‫يك���ن الوحيد‪ ,‬لبحث مس���ألة حقوق الش���عب‬ ‫يف دس���تور الع���ام ‪ 51‬ه���و االنتق���ال مباش���رة‬ ‫إىل مرحل���ة اإلدارة العس���كرية الربيطاني���ة‪,‬‬ ‫وحتدي���داً إىل واقع���ة تعليقه���ا كل م���واد‬ ‫القوان�ي�ن اإليطالية املجُ حفة حب���ق الليبيني‪.‬‬ ‫ميزت تلك اإلدارة بني "العرب"‬ ‫ويف هذا الصدد َّ‬ ‫و"اليهود" من الليبيني‪ ,‬وذلك بسريان التعليق‬ ‫املُق�ت�رح على الفئة األوىل قب���ل الفئة الثانية‪.‬‬ ‫حي���ث تش�ي�ر الوثائق الربيطاني���ة إىل حدوث‬ ‫تباين يف اآلراء عند املستوى التنفيذي األدنى‬ ‫انته���ى بتبنيِّ ما ذهب إليه الس�ي�ر أ‪ .‬بارس���ونز‬ ‫"بش���أن وجوب تعليق القوانني التمييزية ضد‬ ‫اليهود [باعتبار] َّ‬ ‫أن املستش���ار القانوني ملسؤول‬ ‫الشؤون املدنية األول يبالغ يف التحذلق بشأن‬

‫دميومة القوانني السارية‪ .‬يُضاف إىل ما سبق‬ ‫إغف���ال [املستش���ار] لواقع���ة َّ‬ ‫أن برقي���ة وزارة‬ ‫احلرب رقم ‪ 16829‬بتاريخ العاشر من يناير‬ ‫(‪ )J 205/73/66‬تخُ طر الضابط السياس���ي‬ ‫األول َّ‬ ‫بأن له أن يُع���دِّل وفق تقديره القوانني‬ ‫الس���ارية املنح���ازة ملص���احل اإليطالي�ي�ن على‬ ‫حس���اب مصاحل العرب‪ .‬فإذا مل يكن مسموحاً‬ ‫بالتمييز ضد املس���لمني فال موجب لوجود أي‬ ‫متييز ضد اليهود"(‪.)1‬‬ ‫انتهت احلرب العاملية الثانية بانتصار احللفاء‬ ‫وإص���دار األم���م املتح���دة قراره���ا القاض���ي‬ ‫باس���تقالل ليبي���ا‪ ,‬وم���ا تالهم���ا م���ن تعي�ي�ن‬ ‫الس���يد أدري���ان بلت مفوض���اً أممي���اً مخُ تصاً‬ ‫كون من عش���رة‬ ‫يعاون���ه جملس استش���اري ُم َّ‬ ‫أف���راد كان من ضمنهم ممث���ل عن األقليات‬ ‫ه���و اإليطال���ي جياكوم���و ماركين��� و ‪Gi a‬‬ ‫‪( como Marchino‬صار الحقاً عضواً يف‬ ‫اللجنة التحضريي���ة‪ ,‬املعروفة بلجنة الواحد‬ ‫والعش���رين‪ ,‬ضم���ن ممثل���ي والي���ة طرابلس‬ ‫عقب جت���اوز اخلالف حول مفهوم بعينه ورد‬ ‫يف قرار األمم املتحدة)‪.‬‬ ‫س���يجد املتابع حل���راك ممثل األقلي���ات فيما‬ ‫يتعل���ق بدس�ت�رة حقوقه���ا َّأن���ه مل يك���ن َّ‬ ‫إال‬ ‫واجه���ة حل���راك جه���ة أخرى كانت تنش���ط‬ ‫يف هذا الش���أن بعيداً ع���ن الضجيج اإلعالمي‬ ‫واملناكفات السياس���ية اليت صاحبت كتابة‬ ‫الدس���تور‪ .‬تل���ك اجله���ة اش���تهرت بامسه���ا‬ ‫املُختص���ر ‪ ,AJC‬وه���ي التس���مية األوائلي���ة‬ ‫الدَّالة عل��� ى ‪American Jewish Co m‬‬ ‫‪ mittee‬أو اجملل���س اليه���ودي األمريك���ي‬ ‫حبس���ب الرتمجة املعتمدة م���ن اجمللس ذاته‪.‬‬ ‫ومب���ا َّ‬ ‫أن املق���ام ال يس���مح باخل���وض يف كل‬ ‫وثائق اجملل���س ذات العالقة‪ ,‬فس���ننتقي منها‬ ‫ما يلقي الضوء على دوره ِّ‬ ‫املؤثر يف صوغ مواد‬ ‫الفص���ل الثاني من دس���تور دولة االس���تقالل‬ ‫(وثائ���ق اجمللس اليه���ودي األمريك���ي املُنتقاة‬ ‫َس�ت�رد َّ‬ ‫مرقم���ة يف آخر املقالة لع���دم معيارية‬ ‫األرشفة املَُّتبعة يف موقع اجمللس)‪.‬‬ ‫وتتض���ح معامل ه���ذا ال���دور يف الرس���الة اليت‬ ‫بع���ث به���ا زكري���ا شوس�ت�ر(الوثيقة رقم ‪,)1‬‬ ‫مدي���ر الف���رع األوروب���ي للمجل���س اليهودي‬ ‫األمريك���ي‪ ,‬إىل نائ���ب ـ املدي���ر التنفيذي جون‬ ‫لوسن يف نيويورك‪ ,‬حيث يُعلمه فيها باللقاء‬ ‫ْس ُ‬ ‫الثالثي الذي ُعقد ب�ي�ن أبراهام كارليكيف‪,‬‬ ‫أح���د أعض���اء مكت���ب باري���س‪ ,‬وأدري���ان ِبل���ت‬ ‫وجياكوم���و ماركين���و‪ .‬وه���و اللق���اء ال���ذي‬ ‫تزام���ن مع اتص���ال دائرة الش���ؤون اخلارجية‬ ‫يف اجملل���س اليه���ودي األمريك���ي ببع���ض‬ ‫أعض���اء اجلمعية العامة لألمم املتحدة خالل‬ ‫م���داوالت املس���ألة الليبية‪ ,‬حيث ُس ِّ‬ ‫���لم أولئك‬ ‫األعض���اء بعض املقرتح���ات ِّ‬ ‫املتعلقة بعدد من‬ ‫النص���وص املطل���وب تضمينه���ا يف الدس���تور‬ ‫اللييب‪.‬‬ ‫ال أري���د أن أطي���ل عل���ى القارئ باس���تعراض‬ ‫كل الوثائ���ق ذات العالقة‪ ,‬وس���أوجز بالقول‬ ‫إن اليه���ود حصلوا عل���ى مبتغاه���م املُ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫تمثل يف‬ ‫االلتزام مببادئ ش���رعة حقوق اإلنسان‪ .‬وهو‬ ‫م���ا تنص عليه رس���الة جياكوم���و ماركينو‬

‫َد ْي ِف ْد ِليفي‪.‬‬

‫أبوالقاسم اشتيوي‬ ‫إىل أبراه���ام كارليكي���ف (الوثيق���ة رقم ‪,)2‬‬ ‫ِّ‬ ‫مسودة‬ ‫ويؤكده التعليق على الفقرة (‪ )C‬من َّ‬ ‫الدس���تور اللييب املُرسلة إىل اجمللس اليهودي‬ ‫األمريك���ي (الوثيق���ة رق���م ‪ .)3‬حي���ث يرد يف‬ ‫ذلك التعليق ٌ‬ ‫قول للمستش���ار عوني الدجاني‬ ‫مف���اده َّ‬ ‫أن وثيقة احلقوق يف الدس���تور اللييب‬ ‫تقوم على تعديالت الدستور األمريكي وعلى‬ ‫إعالن األمم املتحدة لش���رعة حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫كم���ا ميكن للراغ���ب يف االطالع عل���ى املزيد‬ ‫م���ن التفاصيل‪ ,‬م���ن وجهة نظر أح���د اليهود‬ ‫الليبيني‪ ,‬الرجوع إىل كتاب موريس روماني‬ ‫املوسوم ‪The Jews of Libya: Coexis t :‬‬ ‫‪ence, Persecution, Resettlement‬‬ ‫(ال عل���م لي بوج���ود ترمجة عربي���ة للكتاب)‪.‬‬ ‫ميك���ن أيضاً االط�ل�اع على بع���ض التفاصيل‬ ‫مسودة الدستور اللييب‪ ,‬ضمن‬ ‫املهمة‪ ,‬مبا فيها َّ‬ ‫وثائق اجمللس اليهودي األمريكي‪.‬‬ ‫احل���راك اليهودي العامل���ي انتهت فصوله على‬ ‫الس���احة الليبي���ة‪ ,‬ولكن هذه الس���احة مل تكن‬ ‫غايت���ه ابت���دا ًء‪ .‬فكل ه���ذه املنظم���ات اليهودية‬ ‫العاملي���ة (‪ )AJC, AJA, WJC‬وأذرعه���ا‬ ‫املختلف���ة كان���ت تس���عى لتحقي���ق ه���دف‬ ‫اس�ت�راتيجي يتج���اوز مص���احل بضع���ة آالف‬ ‫م���ن اليهود الليبي�ي�ن‪ .‬وهنا أرجو م���ن القارئ‬ ‫أن يعذرن���ي يف االس���تطراد لتبيان الفرق بني‬ ‫التفكري السياس���ي االس�ت�راتيجي املؤسساتي‪,‬‬ ‫ميز هذا احل���راك‪ ,‬واالنفعاالت القبلية‬ ‫ال���ذي َّ‬ ‫متيز احلراك السياسي (إذا جاز التعبري)‬ ‫اليت ِّ‬ ‫يف ِّ‬ ‫جل أقطار الوطن العربي حتى يومنا هذا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وم���ا دام حديثن���ا يدور ع���ن اليهود ف���إن أحد‬ ‫أفضل من عبرَّ وا عن عالقة اإلنس���ان مبفهوم‬ ‫اإلس�ت�راتيجيا كان لي���ون تروتس���كي‪ ,‬فه���و‬ ‫صاح���ب املقول���ة الش���هرية "إذا مل تك���ن معنياً‬ ‫باإلس�ت�راتيجيا َّ‬ ‫فإنها معنية بك"‪ ,‬وهي املقولة‬ ‫ال�ت�ي اهتدى به���ا احلراك اليه���ودي العاملي يف‬ ‫مس���ألة حق���وق األقلي���ات‪ .‬فمخططاته���م مل‬ ‫يك���ن قطب رحاه���ا يهود ليبيا‪ .‬وهذا ما تش�ي�ر‬ ‫إلي���ه فق���رة وردت يف الوثيقة رق���م ‪ 1‬مفادها‬ ‫َّأنه "رمب���ا كان مفيداً العمل على التأس���يس‬ ‫لس���ابقة‪ ,‬فاألهمي���ة احليوية لليبي���ا تكمن ‪...‬‬ ‫يف كونها الدولة األوىل اليت تنش���أ يف مشال‬ ‫أفريقي���ا بق���رار من األم���م املتح���دة‪ .‬ويوحي‬

‫مس���ار األح���داث بأرجحي���ة نش���وء كيان���ات‬ ‫بقية الش���مال‬ ‫سياس���ية جديدة عل���ى امتداد َّ‬ ‫األفريق���ي يف نهاي���ة املط���اف‪ ,‬وه���و االمت���داد‬ ‫اجلغرايف الذي يضم بني س���كانه قرابة نصف‬ ‫ملي���ون يهودي‪ .‬فإذا ُقدِّر لدولة ليبيا املس���لمة‬ ‫أن تق���وم عل���ى مفاهي���م املس���اواة وحق���وق‬ ‫اإلنس���ان اليت س���تضمن الوجود اليهودي‪َّ ,‬‬ ‫فإن‬ ‫حظوظ اجلماع���ة اليهودية س���تكون أوفر يف‬ ‫األجزاء األخرى من مشال أفريقيا"‪.‬‬ ‫لق���د جنح���ت إس�ت�راتيجيتهم جناح���اً باهراً‪.‬‬ ‫ولع���ل الدور الذي أدَّاه‪ ,‬وم���ا زال يؤدِّيه‪ ,‬اليهود‬ ‫املغاربة يف خدمة دولة إس���رائيل على حساب‬ ‫"انتمائه���م" العرب���ي املزع���وم خ�ي�ر دليل على‬ ‫يتكب���د القارئ املهتم‬ ‫ذلك‪ .‬ويف هذا الش���أن لن َّ‬ ‫كب�ي�ر عن���اء يف احلصول على الش���واهد اليت‬ ‫ِّ‬ ‫تعزز هذا االستنتاج‪ ,‬فأدبيات املوضوع متوفرة‬ ‫يف املراج���ع وعل���ى الش���بكة الدولية ملن ش���اء‬ ‫معرف���ة التفاصي���ل‪ .‬ولك���ن م���ن ب���اب تبي���ان‬ ‫عرفان دولة إس���رائيل باجلمي���ل ال بأس من‬ ‫خت���م هذا اجل���زء بذك���ر َّ‬ ‫إن جغرافية الكيان‬ ‫العربي تتضمن على األقل ستة مواقع حتمل‬ ‫طيب اهلل‬ ‫اس���م "أمري املؤمنني" احلس���ن الثاني َّ‬ ‫ث���راه! هذه هي اخللفية التارخيية الواجب َّ‬ ‫أال‬ ‫تغي���ب عن أذهانن���ا عند احلدي���ث عن الفصل‬ ‫الثاني من دستور دولة االستقالل‪.‬‬ ‫باالنتق���ال إىل بن���د الفصل بني الس���لطات يف‬ ‫دس���تور دول���ة االس���تقالل س���نفاجأ َّ‬ ‫ب���أن من‬ ‫صاغوه صيرَّ وا تلك الس���لطات جمتمعة رهن‬ ‫املش���يئة امللكية حبس���ب نصوص املواد التالية‬ ‫قيدة ال يتس���ع هلا املقام‪" :‬املادة‬ ‫ومواد أخرى ُم ِّ‬ ‫(‪ ,)58‬امللك هو الرئي���س األعلى للدولة‪ .‬املادة‬ ‫(‪ ,)41‬الس���لطة التش���ريعية يتواله���ا املل���ك‬ ‫باالش�ت�راك مع جملس األم���ة‪ .‬ويصدر امللك‬ ‫القوان�ي�ن بع���د أن يقرها جمل���س األمة على‬ ‫الوج���ه املب�ي�ن يف ه���ذا الدس���تور‪ .‬امل���ادة (‪,)94‬‬ ‫يؤل���ف جملس الش���يوخ من أربعة وعش���رين‬ ‫عض���واً يعينه���م املل���ك‪ .‬امل���ادة (‪ ,)42‬الس���لطة‬ ‫التنفيذي���ة يتواله���ا املل���ك عل���ى ح���دود هذا‬ ‫الدستور‪ .‬املادة (‪ ,)72‬امللك يعني رئيس الوزراء‬ ‫ول���ه أن يقيل���ه أو يقبل اس���تقالته من منصبه‬ ‫ويعني ال���وزراء ويقيلهم أو يقبل اس���تقالتهم‬ ‫بناء على ما يعرضه عليه رئيس الوزراء‪ .‬املادة‬ ‫(‪ ,)43‬الس���لطة القضائي���ة تتواله���ا احملكمة‬ ‫العليا واحملاكم األخرى اليت تصدر أحكامها‬ ‫يف حدود الدس���تور وفق القانون وباسم امللك‪.‬‬ ‫وال معن���ى ِّ‬ ‫لتول���ي احملكم���ة العلي���ا للس���لطة‬ ‫القضائية ألن قضاتها‪ ،‬حبس���ب املادة (‪,)141‬‬ ‫م���ن الدس���تور‪ ،‬يعينه���م امللك مباش���رة بدون‬ ‫حت���ى املوافق���ة الش���كلية للربمل���ان الص���وري‪.‬‬ ‫فض ً‬ ‫ال عن َّ‬ ‫أن تنفي���ذ األحكام ونقضها تربطه‬ ‫بعض مواد الدستور األخرى باملشيئة امللكية‪.‬‬ ‫وماذا بشأن الضوابط الرقابية على السلطات؟‬ ‫لقد حس���م الدس���تور أمرها يف امل���واد التالية‪:‬‬ ‫املادة (‪ ,)59‬امللك مصون وغري مس���ؤول‪ .‬املادة‬ ‫(‪ ,)60‬يت���وىل امللك س���لطته بواس���طة وزرائه‬ ‫وه���م املس���ؤولون" (مل أورد هذه املواد حبس���ب‬ ‫تسلسلها يف الدس���تور كي يسهل الربط بني‬ ‫مواده املتعلقة بالفصل بني السلطات)‪.‬‬


‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ ‪ 3‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪)2012‬م‬

‫ملف العدد ‪ :‬الدستور الذي نريد‬

‫هذا الرتكيز للسلطات يف شخص امللك‪ ,‬هل‬ ‫كان بطل���ب منه أم كان اجته���اداً من اآلباء‬ ‫املؤسس�ي�ن؟ أم تراه كان نتاج ختطيط جهة‬ ‫مؤمنة َّ‬ ‫أخرى ارتأت َّ‬ ‫إال‬ ‫أن مصاحلها لن تكون َّ‬ ‫يف ظل ملكية مطلقة ترتبط معها بتفاهمات‬ ‫ُمس���بقة؟ كثرية هي املصادر اليت تذهب إىل‬ ‫أن دستور االستقالل ال يعدو أن يكون تطبيقاً‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫معدال لدس���تور برق���ة الذي وضعت���ه اإلدارة‬ ‫العس���كرية الربيطانية احلاكم���ة لإلقليم‪.‬‬ ‫حيث يرد يف أحد تلك املصادر َّ‬ ‫أن "رأي القوى‬ ‫املعنية [بالتطور الدستوري لليبيا] قد استقر‬ ‫عل���ى ن���وع الدس���تور ال���ذي يريدون���ه لليبي���ا‬ ‫املس���تقلة‪[ .‬فهم يرون] َّ‬ ‫أن الدستور الربقاوي‪،‬‬ ‫املُع َل���ن يف احل���ادي عش���ر من أكتوب���ر العام‬ ‫ك���رس مس���بقاً ض���روب الرتتيبات‬ ‫‪َّ ,1949‬‬ ‫اليت تناس���ب املقاربة األيديولوجي���ة للغرب‪.‬‬ ‫فالس���يد إدريس ميثل يف برق���ة رأس الدولة‬ ‫ُقره الربملان‬ ‫‪ ...‬وميلك حق نقض أي تشريع ي ُّ‬ ‫[الربقاوي] ‪ ...‬ومب���ا َّ‬ ‫أن األمري إدريس املدعوم‬ ‫م���ن اإلدارة الربيطاني���ة ال خيف���ي احني���ازه‬ ‫للغرب‪َّ ,‬‬ ‫فإن صوغ دس���تور مماث���ل لليبيا أم ٌر‬ ‫حيظى بقبول واسع عند القوى االستعمارية‬ ‫التقليدية"(‪.)2‬‬ ‫وه���و الرأي ال���ذي يزيده باحث آخ���ر إيضاحاً‬ ‫بالق���ول َّ‬ ‫إن "هيمن���ة بريطاني���ا عل���ى الوطن‬ ‫متيزت باعتمادها على بُنى سياس���ية‬ ‫العربي َّ‬ ‫قائم���ة تط���ورت إىل حممي���ات للدول���ة‬ ‫عد امللكية السنوس���ية أساساً‬ ‫االمربيالية ‪ ...‬و ُت ُّ‬ ‫مثالي���اً لتطبيق هذا النمط عل���ى ليبيا‪ ,‬حيث‬ ‫س���تعمل بريطاني���ا عل���ى إدخ���ال تعدي�ل�ات‬ ‫���ول [إم���ارة برق���ة] إىل ملكية‬ ‫دس���تورية تحُ ِّ‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫دس���تورية تعتمد اعتماداً كليا على احلماية‬ ‫الربيطانية‪ .‬ما يعين يف الوقت ذاته َّ‬ ‫أن هيمنة‬ ‫بريطاني���ا عل���ى [اإلقلي���م التابع للسنوس���ية]‬ ‫هي ما َس��� ُيحدِّد منط اهليمنة فيما َّ‬ ‫تبقى من‬ ‫أجزاء ليبيا"(‪.)3‬‬ ‫ه���ل يوجد يف وثائ���ق الدول املعني���ة ما يدعم‬ ‫ه���ذه النظ���رة إىل التطور الدس���توري لدولة‬ ‫االس���تقالل؟ ك���م هي كث�ي�رة الوثائق اليت‬ ‫تعزز م���ا ذهب إلي���ه ذان���ك الباحث���ان‪ ,‬ولكننا‬ ‫س���نقصر اهتمامن���ا عل���ى وثيق���ة واح���دة‬ ‫مصدره���ا دائرت�ي�ن م���ن دوائر صن���ع القرار‬ ‫العلي���ا يف احلكوم���ة الربيطاني���ة‪ :‬وزارت���ي‬ ‫اخلارجية واحلرب‪ .‬ففي مذكرة مشرتكة‬ ‫تقدم بها وزير اخلارجية أرنست بيفن ووزير‬

‫احل���رب إمانوي���ل ش���ينويل‪ ,‬نق���رأ يف فقرتها‬ ‫نص‬ ‫الس���ابعة النص التالي‪" :‬يف الوقت الذي َت ُّ‬ ‫مس���ودة الدس���تور [الربق���اوي] عل���ى تش���كيل‬ ‫َّ‬ ‫جملس تش���ريعي غالبية أعضائ���ه ُمن َت َخبة‪,‬‬ ‫ً‬ ‫فض�ل�ا عن َن ِّصها على تش���كيل جملس وزراء‬ ‫مس���ؤول تضامنياً أمام األم�ي�ر [إدريس]‪َّ .‬‬ ‫فإن‬ ‫جم���رد‬ ‫الس���لطة التش���ريعية النهائي���ة‪ ,‬ال‬ ‫َّ‬ ‫الس���لطة التنفيذي���ة‪ ,‬س���تكون َّ‬ ‫مرك���زة يف‬ ‫شخص األمري"(‪.)4‬‬ ‫نأتي اآلن إىل املس���ألة األهم اليت أحملنا إليها‬ ‫يف بداي���ة املقالة‪ :‬هل كان دس���تور العام ‪,51‬‬ ‫عل���ى َّ‬ ‫عالته ال�ت�ي أتينا عل���ى ذكرها‪ ,‬موضع‬ ‫اح�ت�رام الدول���ة ال�ت�ي انبثقت عن���ه؟ مل يطل‬ ‫انتظ���ار الليبيني ليعلموا إجابة هذا الس���ؤال‪.‬‬ ‫ففي أول اختبار ملدى دستورية النظام امللكي‬ ‫أصدرت احملكمة العليا قرارها الشهري بتاريخ‬ ‫‪ 5‬أبري���ل م���ن الع���ام ‪ 1954‬يف الدعوى اليت‬ ‫رفعه���ا أمامها عل���ى الدي���ب‪ ,‬وفحواها الطعن‬ ‫يف دستورية مرس���وم ملكي صدر بتاريخ ‪19‬‬ ‫يناي���ر من العام نفس���ه يقض���ي حبل اجمللس‬ ‫التش���ريعي لوالي���ة طرابلس‪ .‬ق���رار احملكمة‬ ‫العلي���ا ذاك قض���ى بعدم دس���تورية املرس���وم‬ ‫امللكي‪ ,‬فكي���ف جاء رد امللك املُن���اط به محاية‬ ‫الدستور؟‬ ‫كان رده منس���جماً م���ع الغاية م���ن تركيز‬ ‫السلطات يف ش���خصه‪ .‬فقد أمر حبل حكومة‬ ‫الساقزلي الذي أصر على إنفاذ قرار احملكمة‬ ‫العليا وأتى بالس���يد مصطفى بن حليم خلفاً‬ ‫ل���ه‪ .‬وهنا علين���ا أن نبح���ث مرة أخ���رى فيما‬ ‫وراء ه���ذا احل���دث التارخيي‪ .‬مبعن���ى البحث‬ ‫لش���خص بعينه‬ ‫عن الس���بب وراء اختيار امللك‬ ‫ٍ‬ ‫رئيس���اً لوزرائ���ه‪ .‬اإلجابة ميدنا به���ا أصدقاء‬ ‫الس���يد ب���ن حلي���م نفس���ه‪ ,‬فربقي���ة القنصل‬ ‫األمريك���ي‪ ,‬يف بنغ���ازي‪ ,‬إىل وزارة اخلارجية‬ ‫األمريكية تص���ف رئيس ال���وزراء املُ َّ‬ ‫كلف مبا‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫"مصطف���ى بن حليم‪ ,‬كما ه���و معلوم لوزارة‬ ‫اخلارجية‪ ,‬سياس���ي َّ‬ ‫مقرب‬ ‫حمن���ك وصديق َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫من الش���لحي وامللك‪ .‬كما يتصف بالتس���لط‬ ‫والقس���وة والطموح الش���خصي ‪ ...‬وي َّ‬ ‫ُتوقع يف‬ ‫حال تش���كيله للحكومة أن ِّ‬ ‫ينف���ذ أوامر امللك‬ ‫ب���دون أدنى مراعاة أليَّة اعتبارات دس���تورية‪.‬‬ ‫فالس���يد بن حليم م���ا انفك ي���ردد َّ‬ ‫أن ليبيا ال‬ ‫يصلح هلا هذا القبيل من الدستور"(‪.)5‬‬ ‫بوص���ول الس���رد التارخيي إىل ه���ذا ِّ‬ ‫احلد قد‬

‫‪11‬‬

‫يتساءل القارئ عن جدوى العودة إىل دستور إعالن شرعة حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫التمكن من ناصية الكلمة ليس مستغرباً‬ ‫يتبقى من ذلك هذا ُّ‬ ‫االس���تقالل‪ .‬مبعنى ما ال���ذي َّ‬ ‫ِّ‬ ‫الدس���تور عق���ب ح���ذف كل امل���واد املتعلق���ة م���ن رج���ل ينتم���ي إىل "حمف���ل املثقفني" يف‬ ‫بنظام احلكم والس���لطات العامة؟ قد ال نكون احلرك���ة املارتيني���ة ‪ .Martinism‬وه���ي‬ ‫مغال�ي�ن إذا قلنا َّ‬ ‫إن ما س���نخرج به لن يتعدَّى احلرك���ة ال�ت�ي كان���ت ت���رى َّأنه���ا طليع���ة‬ ‫حدود الدولة ودينها والنش���يد وش���كل العلم! الفك���ر املاس���وني عل���ى امتداد رقع���ة األرض‪.‬‬ ‫املتعلقة حبقوق وهو الرجل نفس���ه الذي ألقى خطاب���اً ِّ‬ ‫حت���ى مواد الفص���ل الثان���ي‪َّ ,‬‬ ‫مؤثراً‬ ‫َّ‬ ‫الشعب‪ ,‬ال تصلح للبناء عليها ألن جل موادها تن���اول في���ه القضي���ة الليبية أم���ام اجلمعية‬ ‫العام���ة لألم���م املتح���دة‪ .‬ولك���ن يتع�َّي�نَّ على‬ ‫مقيدة من قبيل‪:‬‬ ‫تنتهي بعبارات ِّ‬ ‫‪َّ ...‬‬ ‫إال يف احلاالت اليت ينص عليها الليبيني‪ ,‬بوصفهم عرباً ومس���لمني‪ ,‬مراجعة‬ ‫‪ .1‬‬ ‫املكاس���ب واخلس���ائر املرتتبة على دوره الذي‬ ‫القانون‪.‬‬ ‫‪ ...‬عل���ى َّ‬ ‫أال خي���ل ذل���ك بالنظ���ام يق���ول بعضه���م َّأن���ه كان حامس���اً يف نيلهم‬ ‫‪ .2‬‬ ‫االس���تقالل‪ .‬وذلك إذا م���ا علم���وا َّ‬ ‫أن خطيبنا‬ ‫العام وال ينايف اآلداب‪.‬‬ ‫‪َّ ...‬‬ ‫إال يف األحوال اليت ينص عليها البليغ استبق خطابه حول ليبيا خبطاب آخر‬ ‫‪ .3‬‬ ‫َّ‬ ‫ال يق���ل بالغة قال فيه إن "حق تقرير املصري‬ ‫القانون‪.‬‬ ‫‪َّ ...‬‬ ‫إال يف األح���وال ال�ت�ي يبينه���ا وحق نشدان السعادة من احلقوق َّ‬ ‫الثابتة لكل‬ ‫‪ .4‬‬ ‫رج���ل وامرأة‪ ,‬ويف صلبهم���ا يقع حق االنتماء‬ ‫القانون‪.‬‬ ‫فحري���ة الصحاف���ة والطباع���ة‪ ,‬على س���بيل إىل وطن"‪ .‬مل يبق َّ‬ ‫إال القول َّ‬ ‫إن مناس���بة هذه‬ ‫املث���ال ال احلصر‪ ,‬تكفلها امل���ادة (‪ )23‬ولكن ‪ ...‬الكلم���ات البليغة كانت ق���رار األمم املتحدة‬ ‫يف حدود القانون‪" .‬ما يعين َّ‬ ‫أن حقوق اإلنسان إنشاء دولة إسرائيل‪ ,‬اليت خرجت إىل الوجود‬ ‫ال���واردة يف الدس���تور ميك���ن ب���كل بس���اطة بفارق صوت حاس���م واحد هو صوت صاحب‬ ‫إبطاهلا ِّ‬ ‫بس���ن [ما يلزم] من تشريعات قمعية‪ .‬الكلمات الس���ابقة؛ صوت مندوب دولة هاييت‬ ‫فم���ن الصعوب���ة مب���كان تصور أيَّ���ة ضمانات يف األمم املتحدة‪ :‬السناتور إميل سان لو‪.‬‬ ‫دس���تورية حت���ول دون ُّ‬ ‫حتق���ق ه���ذه النهاية خالص���ة الق���ول‪ ,‬الرك���ون إىل العاطف���ة يف‬ ‫املحُ َّتم���ة‪ .‬ذلك َّ‬ ‫أن أيَّ���ة دولة [تعتمد دس���توراً ق���راءة التاري���خ يعم���ي بص�ي�رة كل من رام‬ ‫كهذا] متلك ضمن حدود واليتها القضائية تدبَّر وقائعه‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫حق ِّ‬ ‫س���ن أيَّة قوانني معادية حلقوق اإلنسان‪ .‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫َّ‬ ‫ومن هنا تتأتى األهمية القصوى آللية س���ن ‪Minute by G. Mackereth, 4th .1‬‬ ‫التش���ريعات يف أيَّ���ة دول���ة من ال���دول‪[ .‬وهي ‪December 1943, FO 371/35661‬‬ ‫اجلزئية] اليت جتعل دستور العام ‪ 51‬عرضة ‪Simons, Geoff. Libya and the .2‬‬ ‫‪West : from independence to‬‬ ‫للطعون واالعرتاضات"(‪.)6‬‬ ‫رحلتن���ا ب�ي�ن الوثائ���ق ش���ارفت عل���ى نهايتها ‪Lockerbie, (I. B. Tauris, 2003), p.‬‬ ‫وحمطتها األخرية رجل يثري عواطف كثرة ‪.29‬‬ ‫مم���ن عاصروا إعالن االس���تقالل‪ .‬فض ً‬ ‫ال عن ‪First, Ruth. Libya: the Elusive .3‬‬ ‫َّ‬ ‫أن امس���ه‪ ,‬وهذا ه���و األهم‪ ,‬ارتب���ط باإلعالن ‪Revolution, (Penguin Books,‬‬ ‫العامل���ي حلق���وق اإلنس���ان الذي اعتم���د عليه ‪.1974), p. 68‬‬ ‫الفص���ل الثان���ي من الدس���تور اللي�ب�ي‪ .‬كان ‪Memorandum by the secr e M 4‬‬ ‫الرج���ل خطيب���اً بليغ���اً‪ ,‬فهو م���ن اعتلى منرب ‪tary of state and the secretary of‬‬ ‫اجلمعية العامة لألمم املتحدة يف يوم التاسع ‪.war. CAB 129/30. p. 2‬‬ ‫من ديس���مرب س���نة ‪ 1948‬ليخاطب سامعيه ‪FRUS. 1952 - 1954, V. XI, P. .5‬‬ ‫قائ ً‬ ‫ال‪َّ :‬‬ ‫ونيف ‪.584‬‬ ‫الشر‪ ,‬منذ مثانية أعوام ِّ‬ ‫"إن قوى ِّ‬ ‫[اندالع احلرب العاملية الثانية]‪ُ ,‬فِّلتت إلفساد ‪.Op. Cit. Simons, 2003. P. 36 .6‬‬ ‫القي���م الروحي���ة واألخالقية ال�ت�ي يرى فيها ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫وجب احلياة األوحد"‪ashtaiwie@gmail.com .‬‬ ‫س���واد البش���ر األعظم ُم َ‬ ‫هذه الكلمات كانت مستهل خطابه مبناسبة‬


‫‪12‬‬

‫‪)2012‬م‬ ‫سبتمبر‪)2012‬م‬ ‫أغسطس‪- -‬سبتمبر‬ ‫‪28‬ـ ـ‪33‬أغسطس‬ ‫‪28()()68‬‬ ‫العدد( (‪68‬‬ ‫الثانيةـ ـالعدد‬ ‫السنةالثانية‬ ‫السنة‬

‫ميادين احلر ّية‬ ‫عمر عبد الدائم بشري‬

‫( أقالم )‬ ‫يف عقود الظالم ‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫ونطقت أقالم ‪..‬‬ ‫سك َت ْت أقال ٌم ‪،‬‬ ‫وصو ِد ْ‬ ‫ْ‬ ‫إنكفأت ‪ ،‬و ُغ ّي ْ‬ ‫رت ‪ ،‬أقالم‬ ‫بت ‪ُ ،‬‬ ‫زم ْ‬ ‫رت و ص ّف َق ْت أقالم‬ ‫و ط ّب َل ْت و ّ‬ ‫يف عقود الظالم ‪..‬‬ ‫تض ّو ْ‬ ‫عت بعطرها يف صمتها أقالم‬ ‫َ‬ ‫اجلوقة الكئيبة الوحيد َة أقالم‬ ‫وعز َف ْت‬ ‫يف عقود الظالم ‪..‬‬ ‫أُ ْق ِص َي ْت أقالم‬ ‫و ُق ّر ْ‬ ‫َ‬ ‫وأس���ق ْت‬ ‫َم ْت ‪..‬‬ ‫ب���ت أق�ل�ام ‪..‬‬ ‫فأخص َي ْت ‪ ..‬وناد َ‬ ‫ِ‬ ‫املُدام‬ ‫يف عقود الظالم ‪..‬‬ ‫ُنس َي ْت يف زنازينها أقالم‬ ‫حت و فر ْ‬ ‫مر ْ‬ ‫و َس َر ْ‬ ‫حت أقالم‬ ‫حت و َ‬ ‫ِ‬ ‫يف عقود الظالم ‪..‬‬ ‫بت ‪ ..‬و يف الشتات ُش ّر ْ‬ ‫نز َف ْت ‪ ..‬و ُغ ِّر ْ‬ ‫دت أقالم‬ ‫ْ‬ ‫أصفرت ‪ ..‬تل ّو ْ‬ ‫و َ‬ ‫نت أقالم‬ ‫باض ْت و‬ ‫يف عقود الظالم ‪..‬‬ ‫ُش ِن ْ‬ ‫قت أقالم‬ ‫ونص َب ْت هلا تلك املشانق اقالم‬ ‫َ‬ ‫يف عقود الظالم ‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫هربت فراراً جبلدها أقالم‬

‫وتبعتها لتغتاهلا أقالم‬ ‫ِ‬ ‫يف عقود الظالم ‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫وساومت أقالم‬ ‫حا َو َر ْت و نا َو َر ْت‬ ‫و َد َف َع ْت مثن رفضها أقالم‬ ‫يف عقود الظالم ‪..‬‬ ‫ل ِع َب ْت على حبال البهلوانات أقالم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شاخمة أقالم‬ ‫واقفة ‪..‬‬ ‫و ظّل ْت‬ ‫ألنها ‪..‬‬ ‫تنكس ْر ‪ ..‬مل تنكسر ‪ ..‬مل تنكسر‬ ‫مل ِ‬ ‫واليوم ‪..‬‬ ‫ُتسرج هذه األقالم‬ ‫لتنطلق ُش ّزباً بعد عقود الظالم‬ ‫لتقدح حبوافرها كالعاديات ضبحاً ‪..‬‬ ‫على أديم صفحات ميادين احلريّة‬ ‫ترقص طرباً ‪ ..‬طرباً حيناً‬ ‫وتنزف أملاً ‪ ..‬أملاً حيناً‬ ‫ِ‬ ‫تعرف اجلفاف‬ ‫لن‬ ‫‪..‬‬ ‫ها‬ ‫لك ّن‬ ‫ِ‬ ‫ألن من ِمدادها سترُ سم األحالم‬ ‫ّ‬ ‫ألن من حروفها‬ ‫حيّلق احلمام‬ ‫ليفضح الظالم‬ ‫ليفضح الظالم‬

‫قطع غيار لصوتي‬ ‫إىل عمر الكدي‬

‫نص ورسوم ‪:‬‬ ‫رضوان بوشويشة‪.‬‬

‫انفط���ر صم���ام ال���كالم يف اجله���از‬ ‫امل���زروع ماب�ي�ن القصب���ة اهلوائي���ة‬ ‫واملريء وتغايرت األش���ياء ‪...‬السعال‬ ‫بطع���م القه���وة‪ ...‬والعط���س بطع���م‬ ‫الشاي‪...‬‬ ‫‪ ...‬وص���ار ضروري���ا تغ�ي�ر اجل���زء‬ ‫اخل���رب يف تون���س‪ ...‬وألني ال أملك‬ ‫نق���ودا ‪...‬ويف أنتظار املنح���ة املالية‪...‬‬ ‫هدي���ة اجملل���س الوط�ن�ي االنتقالي‬ ‫املس���وفة ش���غلت نفس���ي بكتاب���ة‬ ‫حكاي���ات عن تط���ور املس���روقات يف‬ ‫ليبيا من س���رقة احلمري اىل سرقة‬ ‫املاليني ‪!...‬‬


‫سبتمبر‬ ‫العدد ـ ‪3‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪68()(68‬‬ ‫العدد‬ ‫الثانية ـ‬ ‫السنةالسنة‬ ‫‪)2012‬م‬ ‫سبتمبر‬ ‫‪()28‬ـ ‪3‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثانية ـ‬ ‫‪)2012‬م‪)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫أغسطسـ ‪-2-‬‬ ‫أغسطس ‪26-‬‬ ‫‪( 59‬‬‫الثانية‬ ‫السنة‬

‫‪13‬‬

‫َّ‬ ‫الثاِئ ُر ا َ‬ ‫حلقُّ‬ ‫هنية على الكاديكي‬

‫س ُت ْش ِر ُق فيِ ِب َ‬ ‫لأِ َّن َّ‬ ‫ال ِدي‬ ‫الش ْم َ‬ ‫ِمن َ َ‬ ‫ورا‬ ‫اجل َب ِل األ َش ِّم َر َض ْع ُت ُن ِ‬ ‫َف َل ْم أَ ُك َخا ِنعاً َما ِع ْش ُت ُع ْم ِري‬ ‫َولمَ ْ أَ ُك بَا ِنياً ِل ْل َق ْم ِع ُسو َرا‬ ‫َْ‬ ‫ض َجاِري‬ ‫َولمَ أ ُك َخا ِئضاً فيِ ِع ْر ِ‬ ‫َولمَ ْ أَ ُك َز ِارعاً أَ ْرضي ُش ُرو َرا‬ ‫َولمَ أَ ُك َر ِ ً ُّ‬ ‫الظ ْلم َع ْيشاً‬ ‫اضيا ِب ِ‬ ‫َولمَ ْ أَ ُك َنا ِفخاً ِل َّ‬ ‫ريا‬ ‫كَ‬ ‫لش ِّر ِ‬ ‫ان ي َْو ُم َّ‬ ‫َولمَّا َح َ‬ ‫الث ْأ ِر ُث ْر َنا‬ ‫َو َح َّط ْم َنا ال َك ِتي َبة َوال ُق ُصو َرا‬ ‫ان حمُ َ ا ُة َث ْو َر ِت َنا ِع َظاماً‬ ‫َو َ‬ ‫كَ‬ ‫ُ‬ ‫اب َ‬ ‫كا ُنوا ُّ‬ ‫والن ُسورا‬ ‫أ ُسو َد ال َغ ِ‬ ‫يم ُح ْكماً‬ ‫َر َت ُضوا َّ‬ ‫أَب َْوا أَ ْن ي ْ‬ ‫الت ْق ِس َ‬ ‫ريا‬ ‫َو َر ُاموا ِب َش ْم ِس ِهم َغ ْرباً َم ِس َ‬ ‫ِإلىَ أَ ْن َع َّم َض ْو ُء َّ‬ ‫س أَ ْر ِضي‬ ‫الش ْم ِ‬ ‫ان ُغ ُرو ُبهَا َ‬ ‫َو َ‬ ‫كَ‬ ‫ريا‬ ‫اجل َب َل ال َك ِب َ‬ ‫َك َثا ِئراً َح ًّقا َش ِريفاً‬ ‫َف َل ْم ي ُ‬ ‫ان َو َ‬ ‫َم ِن ْاخ َتا َر املَ َغ َ‬ ‫يرا‬ ‫احل ِر َ‬ ‫مِ‬ ‫ال َح ِب َ‬ ‫الس َ‬ ‫ال ِجهَا ٍد‬ ‫َو َم ْن حمَ َ َل ِّ‬ ‫اك َ‬ ‫ُب َع ْي َد ِق َتالهِ​ِ ْم َذ َ‬ ‫ريا‬ ‫احل ِق َ‬ ‫َو َم ْن لمَ ْ ي ْ‬ ‫ُذ ِع ُنوا ِل ِن َدا ِء َع ْق ٍل‬ ‫ريا !!‬ ‫َو َم ْن َر ُاموا َت َش ْر ُذمناَ َم ِص َ‬ ‫أَ ِص ْد ًقا َه َذا َما ُر ْم َنا ُه َح ًّقا‬ ‫الصدُو َرا‬ ‫ِب َث ْو َر ِتنا التيّ َش َف ِت ُّ‬ ‫وقد ُف ِق َد األ ُل ُ‬ ‫وف ِمن َّ‬ ‫الض َحايَا‬ ‫الد ُم القاني غزيراً‬ ‫َوقد َف َ‬ ‫اض َّ‬ ‫َ‬ ‫أعراض َق ْو ٍم‬ ‫وقد ُه ِت َك ْت َل َنا‬ ‫األحرار يأبون ال ُفجورا‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫أَ ِص ْدقاً هذا ما ُر ْم َنا ُه َح ًّقا‬ ‫ِب َثور ِتنا اليت اج َت ّثت ُج ُذورا ؟؟‬ ‫بطيش‬ ‫َم َعا َذ اهلل أن نرضى‬ ‫ٍ‬ ‫الشعب أسريا !!‬ ‫ي ُقو ُد لعود ِة‬ ‫ِ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫بنغازي يف ‪2012/04/28‬م‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ ‪ 3‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪)2012‬م‬

‫ملف العدد ‪ :‬الدستور الذي نريد‬

‫املؤمتر الوطين العام واهليئة التأسيسية لصياغة الدستور الدائم‬ ‫عبد الرازق املرتضي‬ ‫يف ‪ 2012 .7 .5‬أص���در اجملل���س املذك���ور‬ ‫التعدي���ل الدس���توري رق���م ‪ 3‬لس���نة ‪2012‬‬ ‫م قاضي���ا بتعدي���ل الفقرة الثاني���ة من البند‬ ‫السادس من املادة ‪ 30‬من اإلعالن الدستوري‬ ‫ال�ت�ي تناول���ت مراحل بن���اء الدول���ة‪ .‬وأعتمد‬ ‫التعدي���ل االق�ت�راع احلر املباش���ر يف تش���كيل‬ ‫هيئ���ة تأسيس���ية م���ن غ�ي�ر أعض���اء املؤمت���ر‬ ‫الوطين العام تتوىل صياغة مش���روع دستور‬ ‫دائ���م للب�ل�اد‪ ،‬وذلك من س���تني عض���وا على‬ ‫غرار جلنة الستني التى شكلت إلعداد دستور‬ ‫اس���تقالل ليبيا عام ‪ 1951‬م‪ .‬ونص التعديل‬ ‫عل���ى تول���ي املؤمت���ر الوطن���ى الع���ام حتديد‬ ‫معايري وضوابط انتخاب جلنة الستني والتى‬ ‫يراعى فيه���ا وجوب متثي���ل مكونات اجملتمع‬ ‫اللييب ذات اخلصوصية الثقافية واللغوية ‪.‬‬ ‫وبرزت بع���ض االصوات‪ ،‬مبا يف ذلك اصوات‬ ‫ق���وى سياس���ية يف املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام‪،‬‬ ‫من���ددة بهذا التعديل وتوقيت���ه املتأخر ومدى‬ ‫إختص���اص اجملل���س الوط�ن�ي اإلنتقال���ي‬ ‫بإص���داره قبل إنتخابات املؤمتر الوطين العام‬ ‫بقلي���ل يف جلس���ة طارئ���ه‪ ،‬وأعت�ب�ر التعديل‬ ‫من���اورة سياس���ية حركته���ا عل���ى عجل‪ ،‬يف‬ ‫اجمللس اإلنتقالي‪ ،‬حس���ابات الربح واخلسارة‬ ‫يف إنتخاب���ات املؤمتر الوط�ن�ي العام‪ ،‬وبالتالي‬ ‫الس���عي للني���ل م���ن إختصاصات���ه لص���احل‬ ‫هيئ���ة تأسيس���ية تتي���ح إنتخاباته���ا القادمة‬ ‫فرص���ة تاليف مامت وإس�ت�رداد املواقع‪ .‬وكرد‬ ‫فع���ل على هذا النهج تك���ررت مطالبة املؤمتر‬ ‫بإعادة النظر يف التعديل بل بالغائه وبالتالي‬ ‫"إس�ت�رداد" إختصاص���ه بإختي���ار أو باألحرى‬ ‫"تعي�ي�ن" أعض���اء اهليئ���ة‪ .‬و تص���دت أق�ل�ام‬ ‫أخرى هل���ذا الطرح مثرية خلفي���ات التعديل‪،‬‬ ‫منبتة الصلة بتطور اإلنتخابات وحس���اباتها‬ ‫الضيق���ة‪ ،‬وج���ذوره القدمية املتصل���ة بواقع‬ ‫الث���ورة ومس���تقبلها ومقتضي���ات الوح���دة‬ ‫واملصلحة الوطنية العليا ودروس املمارسات‬ ‫الدستورية املتواترة‪.‬‬ ‫ويفرض هذا النقاش إبداء بعض املالحظات‬ ‫منها‪:‬‬ ‫‪ 1‬جي���ب التذكري بأن األم���ر يتعلق بهيئة‬‫صياغة دس���تور دائم ميثل العقد اإلجتماعي‬ ‫ل���كل الليبي�ي�ن‪ ،‬وبذل���ك ميك���ن فه���م إهتمام‬ ‫اجلمي���ع بهذه اهليئ���ة وصالحياتها‪ ،‬وس���بب‬ ‫تع���رض امل���ادة ‪ 30‬م���ن اإلعالن الدس���توري‬ ‫لثالثة تعدي�ل�ات متتالية‪ .‬ومل يكن التعديل‬

‫األخري ه���و أول تعديل للم���ادة ‪ 30‬املذكورة‬ ‫فقد س���بقته‪ ،‬وقبل إنتخابات املؤمتر الوطين‬ ‫العام بشهور‪ ،‬تعديالت أخرى تناولت تشكيل‬ ‫اهليئ���ة وإختصاصاته���ا ‪ :‬جلن���ة لصياغ���ة‬ ‫الدس���تور تش���كل وتعم���ل يف إط���ار املؤمت���ر‬ ‫الوط�ن�ي الع���ام‪ ،‬هيئة الس���تني اليت يش���كلها‬ ‫املؤمت���ر الوطين الع���ام من غ�ي�ر أعضائه‪ ،‬إىل‬ ‫التعدي���ل األخري ال���ذي جعل إختي���ار أعضاء‬ ‫هيئة الس���تني باالنتخ���اب ولي���س بالتعيني‪.‬‬ ‫وكان وراء مجي���ع هذه التعدي�ل�ات مطالب‬ ‫متوات���رة ملكون���ات جغرافي���ة وإجتماعي���ة‬ ‫هام���ة للش���عب اللي�ب�ي أس���تمرت لش���هور‬ ‫طويل���ة وكادت أن تعص���ف بعملية إنتخاب‬ ‫ه���ذا املؤمت���ر بل وتؤث���ر جديا على مس���تقبل‬ ‫الدميقراطي���ة ووحدة الوط���ن‪ .‬ومن هنا برر‬

‫النظم الدميقراطية‪.‬‬ ‫ ‪3‬إن الس���عي إىل إحي���اء اختصاص���ات‬‫دستورية هامة ملؤمتر وطين‪ ،‬ليس يف شروط‬ ‫اختي���ار اعضائ���ه ما يتعل���ق بإعداد الدس���تور‬ ‫س���يحيي ويله���ب ذات التحفظات واملش���اغل‬ ‫السياس���ية اليت أثريت حت���ى األمس القريب‬ ‫ح���ول قواع���د انتخاب���ه‪ .‬ذلك يف الوق���ت الذي‬ ‫يتعني فيه إعداد الدستور بتوافق وطين بعيداً‬ ‫ع���ن اإلعتبارات السياس���ية والفئوية الوقتية‬ ‫الضيق���ة‪ .‬ويف كل األح���وال ف���إن التوج���ه‬ ‫حن���و جتاوز التعدي���ل النافذ وإناط���ة إختيار‬ ‫أعض���اء اهليئ���ة التأسيس���ية باملؤمتر يفرض‬ ‫أن يق�ت�رن بوضع ضوابط ش���فافة يلتزم بها‬ ‫تؤمن حس���ن اختي���ار اعضاء اهليئ���ة كهيئة‬ ‫تأسيسية ختتلف ش���روط إختيار أعضائها‬

‫إص���دار ه���ذا التعدي���ل والتعديالت الس���ابقة‬ ‫مبقتضي���ات مصلح���ة وطنية علي���ا متصلة‬ ‫بالوحدة الوطنية ومستقبلها‪.‬‬ ‫‪ - 2‬لق���د أعتم���د التعدي���ل األخ�ي�ر االقرتاع‬ ‫احلر املباش���ر يف تش���كيل اهليئة التأسيسية‪،‬‬ ‫و عل���ى مس���توى املب���ادئ يصع���ب الطع���ن يف‬ ‫االنتخ���اب كأمسى أس���اليب الدميقراطية‬ ‫والدف���ع باس���تبداله بالتعي�ي�ن! إن إنتخ���اب‬ ‫اهليئات التأسيسية‪ ،‬وهو السائد يف ممارسات‬ ‫ال���دول مبا يف ذل���ك دول اجل���وار التواقة إىل‬ ‫الدميقراطي���ة "تون���س مث�ل�ا"‪ ،‬ه���و اس���اس‬ ‫الدميقراطي���ة احلقيقي���ة والضامن االمسى‬ ‫حلق���وق اجلمي���ع وحرية ضحى م���ن أجلها‬ ‫الش���هداء‪ ،‬وه���ذا م���ا يظه���ره تاري���خ جممل‬

‫جذري���ا عن ش���روط إختيار أعض���اء اهليئات‬ ‫النيابية التقليدية‪ .‬و ضمان اإلستقالل التام‬ ‫للهيئة ‪ ،‬كهيئة تأسيسية يتعني اال ختضع‬ ‫ألية إرادات أومواقف خارجها‪.‬‬ ‫‪ - 4‬إن املصلح���ة الوطني���ة ق���د تتحق���ق من‬ ‫خ�ل�ال ع���دم إقح���ام مؤمتر"انتقال���ي" يف‬ ‫مناقش���ات سياس���ية لن تنتهي س���وى بإطالة‬ ‫مرحل���ة انتقالية صعبة من خ�ل�ال إجراءات‬ ‫ال نهاي���ة منظ���ورة هل���ا بش���أن أداة صياغ���ة‬ ‫الدس���تور‪ .‬إن ه���ذه املصلحة متل���ي تركيز‬ ‫املؤمت���ر خ�ل�ال امل���دة القص�ي�رة احمل���ددة ل���ه‬ ‫عل���ى إختصاصات���ه التش���ريعية‪/‬احلكومية‬ ‫كجه���از سياس���ي إنتقال���ي منتخ���ب خيلف‬ ‫جمل���س وط�ن�ي إنتقالي غري منتخ���ب‪ ،‬وهي‬

‫العدي���دة واهلام���ة‪ .‬و تربز هنا بإحل���اح مهام‬ ‫تصري���ف األعمال وإنتظام نش���اطات املرافق‬ ‫العام���ة وامله���ام املتعلقة باألمن واإلس���تقرار‬ ‫وما يتصل بذلك حول إنهاء املظاهر املسلحة‬ ‫كأولوي���ة حيوية من اولوي���ات عمله وعمل‬ ‫احلكومةالقادمة‪ .‬يضاف لذلك إختصاصات‬ ‫هامة أخرى مب���ا يف ذلك ما أنيط به مبوجب‬ ‫التعدي���ل االخ�ي�ر لالع�ل�ان الدس���توري م���ن‬ ‫إختصاص مؤثر يف بناء دولة املس���تقبل‪ ،‬وهو‬ ‫حتدي���د معاي�ي�ر وضواب���ط إنتخ���اب اعضاء‬ ‫اهليئ���ة التأسيس���ية مبا تكفل‪ -‬وف���ق ما جاء‬ ‫يف التعديل‪ -‬متثيل مجي���ع مكونات اجملتمع‬ ‫اللي�ب�ي بكل خصوصياته الثقافي���ة واللغوية‪.‬‬ ‫بذل���ك يؤدي املؤمت���ر رس���الة تارخيية هامة‬ ‫ويس���اهم بفعالي���ة يف بن���اء دول���ة القان���ون‬ ‫والدميقراطي���ة املنش���ودة من خ�ل�ال معايري‬ ‫وضواب���ط ش���فافة تؤم���ن إختي���ار كفاءات‬ ‫وطني���ة تتمتع حبكم���ة ومس���ؤولية وطنية‬ ‫تسمو على احلسابات اإلنتخابية الضيقة‪.‬‬ ‫‪- 5‬عل���ى ه���ذا األس���اس يتم تن���اول األمور‬ ‫املعق���دة ال�ت�ي تتضمنها أحكام الدس���تور‪ ،‬من‬ ‫خ�ل�ال هيئ���ة تأسيس���ية مس���تقلة تتوفر يف‬ ‫أعضائه���ا القدرة عل���ى وضع دس���تور دائم و‬ ‫تتف���رغ لصياغة وإعتماد مش���روع الدس���تور‬ ‫خ�ل�ال امل���دة القص�ي�رة املتاح���ة "ال تتج���اوز‬ ‫مائ���ة وعش���رون يوما م���ن انعق���اد اجتماعها‬ ‫األول"‪ ،‬ومن خ�ل�ال قرارات تصدرها بأغلبية‬ ‫غايته���ا ضم���ان توافق وطين ال غن���ى عنه يف‬ ‫إصدار الدس���اتري "أغلبية ثلثي األعضاء زائد‬ ‫واح���د"‪ .‬بذلك نضم���ن فعالية أعم���ال إعداد‬ ‫مش���روع دس���تور توافق���ي وما ينط���وي عليه‬ ‫من حبث ودراس���ة من خ�ل�ال عناصر مؤهلة‬ ‫متوفرة يف كافة املناطق الليبية وجامعاتها‪.‬‬ ‫به���ذا تس���تبعد خماط���ر اهليمنة السياس���ية‬ ‫أو حت���ى االس���تبداد ال�ت�ي تنجم ع���ن تركيز‬ ‫مجي���ع الس���لطات‪ ،‬التأسيس���ة والتش���ريعية‬ ‫واحلكومية‪ ،‬بيد كيان سياس���ي يضم تيارات‬ ‫وأجن���دات سياس���ية متباين���ة‪ ،‬ويت���م وض���ع‬ ‫دستور مجيع الليبيني من قبل هيئة مستقلة‬ ‫وش���فافة متثلهم مجيعا لتعك���ف على إعداد‬ ‫دستور توافقي دائم‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•عض���و جلنة القانون الدولي‪/‬‏‪‎ ‎‬جنيف‪‎ - ‎ 6‬‬ ‫اغس���طس ‪ 012‬‏‪www.aelmurtadi. - 2‬‬ ‫‪com‬‬

‫إعالن واعتذار إلي كتاب ميادين‬ ‫نتق���دم إلي كت���اب ميادي���ن االعزاء‬ ‫باالعت���ذار عن نش���ر مقاالتهم يف ه ذا‬ ‫الع���دد ‪ ،‬واليت مت تأجيله���ا حبكم أننا‬ ‫أصدرن���ا العدد املاضي م���زدوج ‪– 66‬‬ ‫‪ ، 67‬لك���ن نعدهم بنش���رها يف العدد‬ ‫القادم ‪:‬‬

‫•احللقة الثالثة من سرية عبد النيب •قصة شعب‪...‬كفاح ومأساة كتاب •الفن���ان الش���عيب عل���ي اجلهان���ي‬ ‫(العليويك���ي)‪ ....‬كما عرفته – هليل‬ ‫املرحوم مصطفي الطرابلسي‬ ‫بوسيف ياسني‬ ‫•حمم���د مرس���ي‪ ...‬أمح���دي جن���اد •ينبغي أن نعرتف – سليمان عوض البيجو ‪.‬‬ ‫•رحليت اىل أمريكا ‪ -‬فاطمة غندور‬ ‫الفيتوري‬ ‫مصر! ‪ -‬عبد السالم الزغييب‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ير‬ ‫•االعتماد املتبادل والتكامل املنظومي •مقاالت ياسني بوسيف ياسني‬ ‫•الق ِ‬ ‫ــر ِ‬ ‫ــاه َرة والثـَّـورة وميدان التح ِ‬ ‫– خالد السحاتي‬ ‫•من تاريخ الوجدان اللييب‬ ‫‪ -‬فوزي عمار اللولكي‬


‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ ‪ 3‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪)2012‬م‬

‫ملف العدد ‪ :‬الدستور الذي نريد‬

‫‪15‬‬

‫حممد بالروين‪ :‬رسالة مفتوحة للسادة أعضاء مؤمترنا الوطين األفاضل‬ ‫رس���الة مفتوح���ة للس���ادة أعض���اء مؤمترن���ا‬ ‫الوط�ن�ي األفاض���ل ح���ول بع���ض آلي���ات‬ ‫ومتطلبات وضع الدستور وإدارة الدولة‬ ‫سيداتى سادتى‬ ‫السالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته‬ ‫يف الوقت ال���ذي أهنئكم فيه علي فوزكم يف‬ ‫أول عملي���ه انتخابي���ة علي مس���توي الوطن‬ ‫وأدعو لكم بالنج���اح والتوفيق وحتقيق كل‬ ‫م���ا عاهدمت به ش���عبنا وم���ا يتوق���ع منكم أن‬ ‫تقوموا به يف هذا الوقت التارخيي الذي تقف‬ ‫فيه دولتنا على مف�ت�رق الطرق‪ ،‬امسحوا لي‬ ‫س���يداتي س���ادتي أن أتقدم إليكم مبجموعة‬ ‫م���ن االقرتاح���ات مس���اهمة م�ن�ي يف جن���اح‬ ‫مؤمترنا الوطين وال�ت�ي أعتقد أنها ضرورية‬ ‫إذا أردنا ملؤمترنا الس�ي�ر يف االجتاه الصحيح‬ ‫وحتقيق���ا أله���داف ثورتنا املبارك���ة‪ .‬ولعله‬ ‫م���ن املناس���ب أن أكتف���ي يف ه���ذه العجال���ة‬ ‫باإلش���ارة جملموعت�ي�ن من االقرتاح���ات هما‪:‬‬ ‫(‪ )1‬اجملموعة األوىل تتعلق بإعداد الدستور‪،‬‬ ‫(‪ )2‬اجملموع���ة الثاني���ة تتعلق ب���إدارة الدولة‬ ‫وممارسة الشفافية‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬إعداد الدستور‬ ‫لع���ل أه���م م���ادّة تتعلق بإع���داد الدس���تور يف‬ ‫اإلعالن الدستوري ‪ -‬الصادر يوم ‪ 3‬أغسطس‬ ‫‪ 2012‬م ‪ -‬ه���ي املادّة‪( 30 :‬وحتديدا الفقرة‬ ‫نصت (قبل تعديلها) ّ‬ ‫بأن‪:‬‬ ‫الثانية منها) واليت ّ‬ ‫"م���ن مه���ا ّم املؤمت���ر‪ :‬اختيار هيئة تأسيس���ية‬ ‫لصياغة مشروع دستور للبالد تسمى اهليئة‬ ‫التأسيسية لصياغة الدستور‪ ،‬على أن تنتهي‬ ‫من تقديم مشروع الدستور للمؤمتر يف مدّة‬ ‫ال تتج���اوز س���تني يوماً من انعق���اد اجتماعها‬ ‫األول" "يُعتم���د مش���روع الدس���تور م���ن قبل‬ ‫املؤمتر الوطين العام ويطرح لالستفتاء عليه‬ ‫ب (نعم) أو (ال) خالل ثالثني يوما من تاريخ‬ ‫اعتماده من قبل املؤمتر‪"....‬‬ ‫واحلقيق���ة أن اجمللس الوط�ن�ي االنتقالي قد‬ ‫ق���ام بتعدي���ل هذه الفق���رة مرت�ي�ن‪ ،‬التعديل‬ ‫األول ص���در ي���وم ‪ ،2012 .3 .13‬ونتيج���ة‬ ‫هل���ذا التعدي���ل أصبحت تق���رأ كاآلتي‪" :‬من‬ ‫مه���ا ّم املؤمت���ر اختي���ار هيئ���ة تأسيس���ية من‬ ‫غري أعضائه لصياغة مش���روع دستور للبالد‬ ‫تس���مى اهليئة التأسيس���ية لصياغة الدستور‬ ‫تتك��� ّون م���ن س���تني عض���واً على غ���رار جلنة‬ ‫الس���تني اليت ش���كلت إلعداد دستور استقالل‬ ‫ليبيا ع���ام ‪ 1951‬م‪ ،‬ويف كل األحوال تصدر‬ ‫قرارات اهليئة التأسيس���ية لصياغة الدستور‬ ‫بأغلبي���ة ثلثي األعض���اء زائد واح���د على أن‬ ‫تنتهي من صياغة مش���روع الدستور واعتماد‬ ‫هذا املشروع يف مدّة ال تتجاوز مائة وعشرين‬ ‫يوماً م���ن انعق���اد اجتماعه���ا األول ‪ ،...‬يطرح‬ ‫مش���روع الدس���تور لالس���تفتاء عليه (ب نعم‬ ‫أو ال) خالل ثالثني ً‬ ‫يوم���ا من تاريخ اعتماده‬ ‫فإذا وافق الشعب اللييب على املشروع بأغلبية‬ ‫ثلث���ي املقرتعني تصادق اهليئ���ة على اعتباره‬ ‫دس���توراً للبالد وحي���ال إىل املؤمت���ر الوط ّ‬ ‫ين‬ ‫تتم املوافقة عليه تقوم‬ ‫العام إلصداره وإذا مل ّ‬ ‫اهليئ���ة بإعادة صياغته وطرح���ه م ّرة أخرى‬ ‫لالستفتاء خالل مدّة ال تتجاوز ثالثني يوماً‬ ‫من تاريخ إعالن نتائج االستفتاء األول‪"...‬‬ ‫وهنا قد يس���أل س���ائل فيقول‪ :‬ملاذا حدت هذا‬ ‫التعدي���ل؟ واالجاب���ة كما ذكرتها الس���يدة‬ ‫س���لوى الدغيل���ي رئيس���ة اللجن���ة القانونية‬

‫يف اجملل���س الوط�ن�ي االنتقالي ّ‬ ‫ب���أن الغرض‬ ‫من ه���ذه التعديالت ميكن حص���ره يف ثالث‬ ‫أس���باب هي‪ )1( :‬امتصاص التوتر الذي ظهر‬ ‫يف الش���رق بس���بب املركزي���ة والتهمي���ش‪.‬‬ ‫(‪ )2‬رفض الش���رق لع���دد املقاعد اليت كانت‬ ‫يت���م‬ ‫خمصص���ة ل���ه‪ .‬و(‪ )3‬ق���رر اجملل���س أن ّ‬ ‫التصوي���ت يف اجملل���س التأسيس���ي بأغلبي���ة‬ ‫الثلث�ي�ن حت���ى ال تتمك���ن منطق���ة الغ���رب‬ ‫م���ن مترير ق���رار ب���دون موافق���ة املنطقتني‬ ‫األخريني‪.‬‬ ‫ومل يكت���ف أعضاء اجمللس الوطين االنتقالي‬ ‫به���ذا التعدي���ل بل قاموا ي���وم ‪ 5‬يوليو ‪2012‬‬ ‫م بتعدي���ل ه���ذه الفق���رة م��� ّرة ثاني���ة وذلك‬ ‫بإضافة شرط ‪" :‬أن يتم اختيار أعضاء اهليئة‬ ‫التأسيس���ية باالنتخ���اب ولي���س بالتعي�ي�ن"‪.‬‬ ‫وهذه امل ّرة مل يقدّموا لنا أس���باب هذا التعديل‬ ‫أوالشرط‪.‬‬ ‫أيه���ا الس���يدات والس���ادة انطالق���ا م���ن ه���ذه‬ ‫املقدّم���ة املختص���رة امسح���وا ل���ي أن أتق���دم‬ ‫إليكم ببعض املقرتحات يف هذا الشان‪:‬‬ ‫أو ً‬ ‫ال‪ :‬أق�ت�رح القبول بالتعدي���ل األول للفقرة‬ ‫(‪ )2‬م���ن امل���ادّة (‪ )30‬وال�ت�ي أصبح���ت تق���رأ‬

‫ثالث���ا‪ :‬أقرتح ب���أن يطلب املؤمت���ر الوطين من‬ ‫اجملالس احمللية يف كل منطقة (من املناطق‬ ‫الثالث – اجلنوبية والش���رقية والغربية من‬ ‫ليبيا) أن تقدّم للمؤمتر قائمة من املرشحني‬ ‫– ال تق���ل ع���ن ‪ 20‬مرش���ح ‪ -‬تتوف���ر فيهم‬ ‫ش���روط العضوي���ة ال�ت�ي اعتمده���ا املؤمت���ر‪.‬‬ ‫وم���ن خالل ه���ذه القوائم للمرش���حني يقوم‬ ‫املؤمتر باختيار ال ‪ 60‬عضوا‪ .‬وأن تتم عملية‬ ‫اختيارهم بأسلوب أغلبية ثلثي األعضاء زائد‬ ‫واحد‪.‬‬ ‫رابع���ا‪ :‬أقرتح بان يقوم املؤمت���ر برفض فكره‬ ‫ط���رح مش���روع الدس���تور لالس���تفتاء علي���ه‬ ‫(دفعة واحدة) بنعم أو ال‪.‬‬ ‫خامس���ا‪ :‬هن���اك م���واد يف الدس���تور جي���ب‬ ‫االس���تفتاء عليه���ا ُمنف���ردة وذل���ك ب���ان يتم‬ ‫كتاب���ة هذه املواد لالس���تفتاء عليها يف ورقة‬ ‫يض���ع الناخب عالم���ة "نعم" أمام امل���واد اليت‬ ‫يواف���ق عليه���ا وعالم���ة "ال" أم���ام امل���واد اليت‬ ‫يرفضه���ا‪ّ .‬‬ ‫ولعل من أهم هذه املوا ّد التى جيب‬ ‫االس���تفتاء عليها ُمنفردة ه���ي‪( :‬أ) املادّة اليت‬ ‫س���تحدّد ش���كل الدولة‪ :‬مجهورية أو ملكية‪.‬‬ ‫(ب) امل���ادّة ال�ت�ي س���تحدّد نوع نظ���ام احلكم‪:‬‬

‫كاآلت���ي‪" :‬من مه���ا ّم املؤمت���ر اختي���ار هيئة‬ ‫تأسيس���ية من غري أعضائه لصياغة مشروع‬ ‫دس���تور للب�ل�اد تس���مى اهليئ���ة التأسيس���ية‬ ‫لصياغ���ة الدس���تور تتكون من س���تني عضواً‬ ‫على غرار جلنة الس���تني اليت ش���كلت إلعداد‬ ‫دستور استقالل ليبيا عام ‪ 1951‬م ويف كل‬ ‫األح���وال تصدر ق���رارات اهليئة التأسيس���ية‬ ‫لصياغ���ة الدس���تور بأغلبي���ة ثلث���ي األعضاء‬ ‫زائ���د واح���د‪ّ ... ".‬‬ ‫إن القب���ول به���ذا التعدي���ل‬ ‫ّ‬ ‫– يف اعتق���ادي ‪ -‬س���يعزز وح���دة دولتن���ا‬ ‫ويؤكد حبنا لوطننا ووفاءنا لدماء شهداءنا‪،‬‬ ‫وس���يقطع الطري���ق‪ -‬ب���إذن اهلل‪ -‬أم���ام كل‬ ‫املزايدين وأصحاب املآرب األخرى‪ ،‬وس���نثبت‬ ‫للجميع ب���أن القضية الليبية ليس���ت قضية‬ ‫جهوية وإمنا هي قضية وطن ومواطنة قبل‬ ‫أي شي آخر‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أقرتح أن يقوم املؤمتر الوطين بتحديد‬ ‫املعاي�ي�ر ال�ت�ي جي���ب توافره���ا يف كل عضو‬ ‫ّ‬ ‫ولع���ل من‬ ‫م���ن أعض���اء اهليئ���ة التأسيس���ية‪،‬‬ ‫أه���م هذه املعايري‪ :‬الوطني���ة والنزاهة‪ ،‬وأن ال‬ ‫ّ‬ ‫يكون‪ -‬العضو‪ -‬ممن مارس القتل والتعذيب‬ ‫أوأثرى على حس���اب الليبيني بسرقة املال أو‬ ‫وقف ضد ثورة ‪ 17‬فرباي���ر أوح ّرض ضدها‬ ‫بالقول واملال والعمل‪.‬‬

‫رئاس���ي أو برملان���ي‪ .‬و(ج) املادة اليت س���تحدد‬ ‫دور ومكانة الش���ريعة االس�ل�امية يف دولتنا‬ ‫وذلك بان يوضع الس���ؤال كاالتي‪" :‬اإلسالم‬ ‫دين الدولة وكل القوانني والسياسات جيب‬ ‫اال تتعارض معه؟ واالجابة‪ :‬نعم أو ال‪.‬‬ ‫سادس���ا‪ :‬أقرتح بان يتم طرح مسودة الدستور‬ ‫على الرأي العام وذلك بنشرها علي صفحات‬ ‫االنرتنت والفي���س بوك والصحف واجلرائد‬ ‫وحتدي���د ف�ت�رة زمني���ة (ال ّ‬ ‫تق���ل عن ش���هر)‬ ‫ملناقش���تها وتقديم اقرتاحات وآراء حوهلا قبل‬ ‫موعد االستفتاء عليها‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إدارة الدولة وممارسة الشفافية‬ ‫يف هذا الش���أن امسحوا لي سيداتي سادتي أن‬ ‫أتقدم إليكم باملقرتحات التالية‪:‬‬ ‫أو ً‬ ‫ال‪ :‬أق�ت�رح ب���أن يق���وم مؤمترن���ا بتش���كيل‬ ‫حكوم���ة إدارة أزم���ة‪ ،‬تتك���ون م���ن ال���وزارات‬ ‫الضروري���ة واليت ال يزي���د عددها عن ثالثة‬ ‫عش���ر وزارة‪ ،‬واق�ت�رح أن تك���ون كاآلت���ي‪:‬‬ ‫الداخلية واخلارجية والدفاع واألمن والعدل‬ ‫والتعلي���م والصح���ة واالقتص���اد والطاق���ة‬ ‫والعمل واإلسكان والكهرباء واملواصالت‪.‬‬ ‫ثاني���اً‪ :‬أقرتح أن يقوم املؤمت���ر باختيار رئيس‬ ‫لل���وزراء وأن ُتعط���ى ل���ه مهلة ثالث أس���ابيع‬ ‫الختي���ار فريق���ه ال���وزاري‪ ،‬وبعد أن يرش���ح‬

‫رئي���س ال���وزراء فريق���ه ال���وزاري وتقدي���م‬ ‫يت���م عرض ال���وزراء عل���ى املؤمتر‬ ‫برناجم���ه ّ‬ ‫العتمادهم‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أقرتح بان يق���وم مؤمترنا املؤقر بإعادة‬ ‫تفعيل اهليئ���ة العامة للمعلوم���ات والتوثيق‬ ‫(اإلحص���اء والتعداد) ودعمها بكل ما حتتاجه‬ ‫من امكانيات مالي���ة ومادية ومعنوية للقيام‬ ‫بإحص���اء للس���كان وإع���داد بطاق���ة تعري���ف‬ ‫ميكن ان نطلق عليها "بطاقة الرقم الوطين"‬ ‫ل���كل مواطن‪ .‬إن القيام به���ذا اإلحصاء يعترب‬ ‫ض���رورة وطني���ة واس�ت�راتيجية إلعم���ار‬ ‫وإعادة بناء مس���تقبل بالدن���ا‪ .‬فال ميكن – يف‬ ‫أعتق���ادي ‪ -‬القي���ام باي خطط اس�ت�راتيجية‬ ‫دون معرف���ة العدد احلقيقي لكل املواطنيني‪.‬‬ ‫وال ميكن أيضا توزيع الثروة التوزيع العادل‬ ‫وال القضاء علي الغش والفس���اد يف مؤسسات‬ ‫الدولة دون وجود الرقم الوطين‪.‬‬ ‫رابع���ا‪ :‬أق�ت�رح ب���ان يق���وم مؤمترن���ا املؤق���ر‬ ‫باالس���راع يف ح���ل الف���راغ اإلداري يف الوطن‬ ‫وذل���ك باالس���تمرار يف العم���ل بالتقس���يم‬ ‫االداري احلال���ي بش���رط تغي�ي�ر ُمس���ميات‬ ‫الش���عبيات الي حمافظات وأمس���اء املؤمترات‬ ‫الش���عبية االساس���ية الي بلدي���ات‪ .‬وان مينح‬ ‫هل���ذه احملافظ���ات اجلدي���دة ح���ق إنتخ���اب‬ ‫حمافظيه���ا وحتدي���د الكيفي���ة واآللية التى‬ ‫يتم بها أدارة ش���ؤونها احمللية‪ .‬إن الس���تمرار‬ ‫يف عدم اختاد قرار س���ريع لس���د ه���ذا الفراغ‬ ‫سيقود الي املزيد من التشردم واالنقسام‪.‬‬ ‫خامس���ا‪ :‬أقرتح أن يتم اعتم���اد احلكومة على‬ ‫أنها اهليئة التنفيذية واإلدارة العليا للدولة‪،‬‬ ‫األساس���ي ه���و تنفيذ‬ ‫وبذل���ك يك���ون دوره���ا‬ ‫ّ‬ ‫القوانني والسياس���ات ال�ت�ي يصدرها املؤمتر‪،‬‬ ‫ويتح ّول املؤمتر إىل مؤسس���ة تش���ريعية هلا‬ ‫حق مراقبة احلكومة وحماسبتها‪.‬‬ ‫سادس���ا‪ :‬أق�ت�رح أن تك���ون كل اجتماع���ات‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي مفتوح���ة وذل���ك بالقي���ام‬ ‫باالت���ي‪( :‬أ) ان تك���ون كل االجتماع���ات – ما‬ ‫ع���دا املتعلقة بأم���ن الدول���ة‪ -‬منقول���ة نق ً‬ ‫ال‬ ‫حياً ومباش���راً على التلفزي���ون والراديو‪( .‬ب)‬ ‫أال تك���ون عملية التصوي���ت الختاذ القرارات‬ ‫مبجرد نعم أو ال أو بأس���لوب ّ‬ ‫سري‪ ،‬بل جيب‬ ‫أن تتم بأس���لوب ُمعل���ن‪ ،‬حتى يعرف اجلميع‬ ‫من ص��� ّوت على كل ق���رار بنعم ومن صوت‬ ‫ب ال ‪ ،‬وأن يتم توثيق ذلك يف سجل حماضر‬ ‫اجللسات‪.‬‬ ‫أخ�ي�راً أدعو اهلل ع��� ّز ّ‬ ‫وجل أن يوفقك���م ملا فيه‬ ‫خري الوطن وحتقيق أهداف ثورتنا اجمليدة‪...‬‬ ‫فكون���وا عن���د حس���ن ظ���ن م���ن وثق فيك���م‪...‬‬ ‫وكون���وا املؤسس�ي�ن احلقيقي�ي�ن لدولتن���ا‬ ‫الدس���تورية الثانية اليت حنلم به���ا مجيعاً‪...‬‬ ‫ويف النهاي���ة ال تنس���وا يا أحبابن���ا أن هذه هي‬ ‫جم���رد اقرتاحات أعتقد إنه���ا صواب‪ ،‬وإميانا‬ ‫منى بأن ذلك س���يعود باخلري علي مس���تقبل‬ ‫الوطن‪ ...‬وال أمل���ك إال أن أدعو اهلل أن أكون‬ ‫به���ذا ق���د س���اهمت يف خدمة ش���عيب وإجناح‬ ‫مؤمترن���ا الوط�ن�ي وبذل���ك حنق���ق أه���داف‬ ‫ثورتنا املباركة‪...‬‬ ‫واهلل املستعان‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪berween@hotmail.com‬‬ ‫‪http://mohamedberween.blog‬‬‫‪spot.com‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ ‪ 3‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪)2012‬م‬

‫ملف العدد ‪ :‬الدستور الذي نريد‬

‫علي مائدة املؤمتر الوطين‬ ‫أنعق���د املؤمتر الوط�ن�ي بأعضائ���ه املنتخبني‬ ‫كأول جتربة دميقراطية حقيقية ش���فافة‬ ‫متر بها ليبي���ا يف‏العصر احلدي���ث وبانعقاده‬ ‫حتقق���ت الش���رعية املبني���ة على أس���اس أن‬ ‫الش���عب مص���در الس���لطات وأن ‏ممثلي���ه يف‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي ه���م ممثل���ون هلذا الش���عب‬ ‫مبوج���ب عق���د يلت���زم في���ه أعض���اء‏املؤمت���ر‬ ‫بالعم���ل عل���ي حتقي���ق رغب���ات الش���عب يف‬ ‫التح���ول من‏الثورة اىل الدول���ة وأقامة دولة‬ ‫املؤسسات والقانون وحتقيق اخلري العام‪.‬‬ ‫ان نظرن���ا إىل ه���ذه املهم���ة الصعب���ة م���ن‬ ‫الناحية العملية فقد نواجه بتضاريس وعرة‬ ‫ق���د تواجه املؤمتر الوطين‏واليت س���تؤدي الي‬ ‫وقوعة يف مدار املراوحة السياس���ية‪ ،‬ما بني‬ ‫القضايا‏األجرائي���ة وصعوبة احلصول علي‬ ‫األغلبي���ة لتمري���ر ق���رار أو مش���روع قانون‪،‬‬ ‫أوالدخ���ول يف‏جمال الرتضيات علي حس���اب‬ ‫املصلح���ة العامة ‪ .‬املراقب لتش���كيلة األعضاء‬ ‫يف اجملل���س الوط�ن�ي‏يالح���ظ ع���دم حصول‬ ‫أي م���ن أألحزاب عل���ى األغلبي���ة الكافية يف‬ ‫املؤمتروال�ت�ي ميكن أن تكف���ل ألحد األحزاب‬ ‫متري���ر قوان�ي�ن وق���رارات بس���هولة‪ .‬غي���اب‬ ‫التجان���س ب�ي�ن كتل���ة‏‪‎‎‬التحال���ف والعدالة‬ ‫والتنمي���ة واألح���زاب األخ���رى ناهي���ك ع���ن‬ ‫‏املس���تقلني ترجح كفة املس���تقلني يف اجناح‬ ‫أوافش���ال اي قرار يتمش���ى أو ال يتمش���ى مع‬ ‫رغبات األغلبية منهم‪ ،‬وما يش���اع عن تشكيل‬ ‫يضم املس���تقلني يف كتلة واحدة سيمكنهم‬ ‫حس���ب تصورهم م���ن ترجيح كف���ة امليزان‬ ‫ومتري���ر ق���رار أو مش���روع أو أفش���اله‪ ،‬هو يف‬ ‫رأي���ي خمالف ومناق���ض ملبدأ االس���تقاللية‬ ‫الذي انتخبوا من أجله‪.‬‬ ‫املتاب���ع للجلس���ات األوىل للمؤمت���ر يالح���ظ‬ ‫ض���رورة ان يتبن���ى املؤمت���ر نظ���ام أساس���ي‬ ‫والئحة داخلية لتس�ي�رأعماله‪ ،‬وعليه جيب‬ ‫االش���ارة اىل بعض األساسيات اليت نرى أنها‬ ‫من املمكن أن تسهل عمل املؤمتر‪.‬‬ ‫أن وظيف���ة املؤمت���ريف األس���اس تتمث���ل يف‬ ‫التش���ريع والرقاب���ة مبعن���ى أنه���ا ال تش���مل‬ ‫املس���ائل التنفيدية واليت ه���ي من اختصاص‬ ‫احلكوم���ة بالدرج���ة األول���ي ‪ .‬م���ا دعاني اىل‬ ‫اث���ارة هده النقط���ة هو ما مل حي���رص عليه‬ ‫اجمللس االنتقالي الس���ابق م���ن فصل واضح‬ ‫بني السلطة التشريعية والسلطة التنفيدية‬ ‫‪ ،‬وجتاوز بعض األعض���اء ملهامهم بتدخلهم‬ ‫يف املس���ائل التنفيدي���ة ‪ .‬وم���ا نعني���ة حبصر‬ ‫مهام���ه يف التش���ريع والرقاب���ة ه���و أع���ادة‬ ‫النظر يف االعالن الدس���توري مبا يتمشى مع‬ ‫متطلب���ات املرحلة أضافة اىل س���ن القوانني‬ ‫والتش���ريعات الضروري���ه لتس���يري املرحل���ة‬ ‫األنتقالي���ة املقبل���ة واىل أن يق���ر الش���عب‬ ‫الدس���تور الدائم ‪ ،‬أما مسألة الرقابة فتتمثل‬ ‫يف متابع���ة عمل احلكوم���ة و أدائها واحلق يف‬ ‫اس���تجواب رئي���س ال���وزراء أو أح���د اعضائها‬ ‫ومس���اءلتهم ولومه���م او نزع الثق���ة عنهم ان‬ ‫استدعى األمر ‪.‬‬ ‫وبانعق���اد اجمللس أصبح جلي���ا ضرورة تبين‬ ‫املؤمتر الئحة داخلية نرى ان تتضمن التاىل‬ ‫‪:‬‬ ‫أوال‪:‬احلصان���ة ألعض���أء املؤمتر يف ما يتعلق‬ ‫بأعمال املؤمتر‪.‬‬

‫احلصان���ة "الربملاني���ة" لألعض���اء‪ ،‬مبعن���ى‬ ‫كفال���ة ح���ق التعب�ي�ر داخ���ل اجملل���س يف ما‬ ‫يتعل���ق بأرائه���م داخل اجملل���س دون اخلوف‬ ‫من التبعات القانونية‪ .‬وكما هلذه احلصانة‬ ‫م���ن أهمي���ة قص���وى ‪ ،‬جي���ب ان تك���ون هل���ا‬ ‫تش���ريعاتها واملثمثل���ة يف تعري���ف احلصانة‬ ‫وحدوده���ا وط���رق حجبها أو نزعه���ا ان أخل‬ ‫العضو بش���روطها‪ .‬ومتثل احلصانة يف رأيي‬ ‫حجر األس���اس يف قيام األعض���اء بوظائفهم‬ ‫دون خوف من الس���لطة اليت ستحاول بسط‬ ‫نفوده���ا من جه���ة على أجنح���ة الدولة ومن‬ ‫جه���ة اخ���رى حتجي���م الس���لطات الرقابي���ة‬ ‫املثمتلة يف املؤمتر ومؤسساته ‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الشفافية يف نشر احلقائق واملعلومات‪.‬‬ ‫من أساسيات احلكم الدميقراطي ‪ :‬املكاشفة‬ ‫والش���فافية‪ ،‬وال�ت�ي تع�ن�ي أن كل املعلومات‬ ‫السياس���ية واالقتصادي���ة واملالي���ة واألدارية‬ ‫ه���ي مل���ك للمجتم���ع وبالتال���ي م���ن ح���ق‬ ‫أف���راد اجملتمع االط�ل�اع عليها عرب الوس���ائل‬ ‫الرمسية وغري الرمسية ويف ما ال ميس أمن‬ ‫الدولة‪ .‬أن عمل املؤمتر مببدأ الشفافية يقلل‬ ‫من الغموض والضبابية ويقتل الشائعات يف‬ ‫مهدها مم���ا ينتج عن���ه ثقة املواط���ن العالية‬ ‫مب���ن أوكل هلم األم���ر‪ .‬كما أن للش���فافية‬ ‫دور ه���ام يف حمارب���ة الفس���اد والكش���ف عن‬ ‫اخلل���ل يف امليزاني���ة والتدقي���ق يف مراجعتها‬ ‫وحماس���بة املس���ؤولني ان اس���تغلوا مناصبهم‬ ‫أو أخل���وا بواجباته���م‪ .‬م���ا جي���ب أن يس���عى‬ ‫إلي���ه املؤمت���ر هو اتباع سياس���ة الب���اب املفتوح‬ ‫واحليلول���ة دون حم���اوالت البع���ض فرض‬ ‫سياس���ات األبواب املغلقة واليت تعطي اجملال‬ ‫لتمرير أجندات خاصة‪ ،‬أو ممارس���ة الفس���اد‬ ‫حتت أبواب متعددة وعلي رأسها أمن وأسرار‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫ثالث���ا ‪ :‬الدول���ة تق���وم على املؤسس���ات وليس‬ ‫على األفراد‪.‬‬ ‫ما نقصده هو تأطري مؤسسات الدولة وبنائها‬ ‫من حيث الشكل قبل الش���روع يف املضون‪ ،‬أي‬ ‫قب���ل تعي�ي�ن األش���خاص أو املوظف�ي�ن الذين‬ ‫س���ينفذون براجمه���ا‪ .‬فكم���ا للدس���تور م���ن‬ ‫أهمية قصوى من ناحية الشكل والبناء جيب‬ ‫التأكيد علي بناء املؤسس���ات قبل الشروع يف‬ ‫ش���غر وظائفها‪ .‬الدولة تقوم على املؤسسات‬ ‫ولي���س عل���ى األف���راد‪ .‬فاملؤسس���ات باقية أما‬ ‫األفراد زائل���ون‪ .‬وبالرغم م���ن تأكيدنا على‬ ‫بناء املؤسسات اال أنه قد يتبادر اىل الدهن ما‬ ‫اّلت اليه كثري من املؤسس���ات القائمة تتمثل‬ ‫يف أم���راض مزمن���ة ومس���تعصية قد يكون‬ ‫احل���ل األمث���ل ألصالحها هو حله���ا واحالهلا‬ ‫ببدائ���ل عنه���ا‪ .‬فالفس���اد والبريوقراطي���ة‬ ‫واملركزية تعترب من األمراض املس���تعصية‬ ‫اليت س���ادت الدولة وحول���ت قطاع اخلدمات‬ ‫اىل هي���اكل مرتهل���ة ال يرى فيه���ا املواطن‬ ‫اال الش���كل املقيث للدولة ‪ .‬املؤسس���ات كونت‬ ‫وشكلت وقامت خلدمة املواطن وليست ملكا‬ ‫لالفراد الذين يشغرونها‪ ،‬حتولت مؤسسات‬ ‫الدول���ة يف عه���د النظام املقب���ور اىل وظائف‬ ‫لألث���راء وملكية مل���ن يقومون بتس���يريها‪ .‬ما‬ ‫نريد التأكي���د عليه هو ض���رورة اعادة بناء‬ ‫مؤسس���ات الدولة أو اح���داث بدائل هلا تتقيد‬ ‫بالش���فافية وتس���هل خدمات املواط���ن وتوفر‬

‫حممد نوري الراعي‬ ‫التس���هييالت ل���ه بس���تخدام وس���ائل التقنية‬ ‫احلديث���ة واليت تضع حدا للمركزية وحكر‬ ‫املعلوم���ات فيما ميكنها م���ن حتقيق األهداف‬ ‫اليت قامت من أجلها‪.‬‬ ‫إن كان املؤمتر ميثل السلطة التشريعية يف‬ ‫الدولة فان من املهام املوكلة له هو تسمية‬ ‫احلكومة أو السلطة التنفيذية‪.‬‬ ‫ه���ذه احلكوم���ة متث���ل احلكوم���ة االنتقالية‬ ‫التالثة‪‎‎‬من‪‎‎‬عمر الثورة الليبية وهي س���تكون‬ ‫‏تابعة للمؤمتر الوطين مبعنى أنها مسؤولة‬ ‫أم���ام املؤمت���ر الوطين يف تنفيد امله���ام املكلفة‬ ‫‏به���ا ‪ ،‬وبالتال���ي حي���ق للمؤمت���ر اس���تجواب‬ ‫ومس���اءلة أو التحف���ظ أوأقال���ة‏احلكومة ان‬ ‫أخل���ت بالش���روط التعاقدية ال�ت�ي قامت من‬ ‫أجلها بصفة تضامنية‏أو فردية‪ ،‬كل حسب‬ ‫وزارت���ه ‏‪ .‬نس���تنتج من ذلك ض���رورة حتديد‬ ‫العالق���ة الدس���تورية ب�ي�ن املؤمت���ر الوط�ن�ي‬ ‫واحلكوم���ة وال�ت�ي تش���مل األط���ار الش���كلي‬ ‫واحمل���ددات واخلط���وات العملي���ة‪ ،‬وال�ت�ي‬ ‫متك���ن املؤمت���ر من تس���مية من ي���وكل اليه‬ ‫األمر بتش���كيل احلكومة وطرق األستجواب‬ ‫وحج���ب الثق���ة عنه���ا أو أقالته���ا ناهيك عن‬ ‫األهداف والربامج املنوطة بتحقيقها ‪.‬‬ ‫ه���ل س���تكون احلكوم���ة القادم���ة حكوم���ة‬ ‫حماصصة ؟‬ ‫احلكومة القادمة حسب املؤشرات على أرض‬ ‫الواقع تش�ي�ر اىل أنها ستكون حكومة إئتالف‬ ‫وبالتال���ي ق���د يؤدي ذل���ك اىل تش���كيلها على‬ ‫أس���اس حكوم���ة خماصص���ة‪ .‬فق���د تتصارع‬ ‫األجنح���ة واملس���تقلون أوم���ن ي���دور يف‬ ‫فلكه���م على منص���ب رئيس ال���وزارة أوعلى‬ ‫ال���وزارات الس���يادية كالدف���اع والداخلي���ة‬ ‫واخلارجي���ة واملالي���ة ‪ .‬الس���ؤال ه���و ؟ ه���ل‬ ‫س���تعكس األح���زاب اضاف���ة ال���ي املس���تقلني‬ ‫الصراع���ات القبلية واجلهوي���ة؟ ان انصبغت‬ ‫احلكومة باحملاصصة فما حظها من النجاح‪.‬‬ ‫م���ا أري���د ان أؤك���د عليه هوض���رورة رفض‬ ‫املخاصصة‪ ،‬والدعوة اىل املواطنة‪ ،‬فمن يدعو‬ ‫اىل احملاصص���ة ‪ ،‬امن���ا يدعوال���ي ع���ودة حكم‬ ‫القبيلة والقرية والعشرية ‪ . ،‬التعايش يف ظل‬ ‫احملاصصة يعين اما أن أحصل علي قس���ميت‬ ‫م���ن الكل أو أعلن حربي وانفصالي عن الكل‪،‬‬ ‫ل���ن يكون هناك وط���ن يف ظل احملاصصة بل‬ ‫قبائل وجهويات تتقاس���م الوط���ن وتتعايش‬ ‫وتس���مي نفس���ها وط���ن ‪ .‬الي���وم س�ل�ام وغ���د‬ ‫تهدي���د وح���رب‪ .‬احملاصصة تغل���ب مصلحة‬ ‫األج���زاء علي الكل وليس ال���كل علي األجزاء‪.‬‬

‫الوط���ن يبين عل���ي األف���راد والذي يتس���امى‬ ‫في���ه املواط���ن ع���ن مرحل���ة األنتم���اء القبلي‬ ‫واجله���وي ويتجاوزه���ا اىل مرحل���ة األنتماء‬ ‫الوطين ‪ .‬هنا تسود هويه الوطن وتذوب هوية‬ ‫القبيلة والعشرية واجلهة ‪ ،‬قد حنلم باقامة‬ ‫جمتم���ع مدني يقوم عل���ي املواطنة واملواطن‬ ‫الف���رد ولكن لن يتحقق هذا ان ظلت والءاتنا‬ ‫وهويتن���ا تنتم���ي بالدرج���ة األول���ي للجه���ة‬ ‫والقبيلة وليس للوطن‪.‬‬ ‫ه���ل س���تكون احلكوم���ة القادم���ة حكوم���ة‬ ‫تكنوقراط؟‬ ‫حكومة التكنوق���راط الغري مؤدجلة واليت ال‬ ‫تتبع حزباً سياس���ياً بعينه قد تكون هي احلل‬ ‫لعدة أسباب‪:‬‬ ‫القضايا العالقة‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬املرحلة تتطلب حلول واجنازات سريعة‬ ‫لقضاي���ا راهنة مل يس���تطع اجملل���س الوطين‬ ‫حله���ا وأيض���ا احلكوم���ة االنتقالي���ة وال�ت�ي‬ ‫غل���ب عليه���ا الضع���ف يف األداء واملراوحة يف‬ ‫تس���يري مرحل���ة ما بع���د الث���ورة‪ .‬لقد فش���ل‬ ‫اجمللس واحلكوم���ة يف اعادة بناء املؤسس���ات‬ ‫وتفعي���ل القض���اء وبن���اء اجلي���ش الوط�ن�ي‬ ‫واألم���ن الداخل���ي‪ .‬حكوم���ة التكنوق���راط‬ ‫املطلوب���ة ه���ي حكومة من ميتلك���ون املعرفة‬ ‫والكف���اءة واخل�ب�رة ‪ .‬فم���ن س���يتحصل علي‬ ‫ثقة املؤمترجيب ان يبدأ بقائمة األولويات و‬ ‫الش���روع يف حتقيق اجنازات ملموسة رقمية‬ ‫عل���ى أرض الواق���ع‪ ،‬وبالتالي ق���د تكون ألهل‬ ‫اخل�ب�رة والكف���اءة والعلم والوطني���ة األولية‬ ‫عل���ي اصحاب االيديولوجي���ا‪ .‬لن يكون هناك‬ ‫اجناز ‪ ،‬ان مل يكن هناك اتفاق على األولويات‬ ‫وخطط عمل وخارطة طريق ‪.‬‬ ‫تانيا‪ :‬املرحل���ة تتطلب احالل األمن والس���لم‬ ‫األجتماعي‪:‬‬ ‫وه���ي مهم���ة قص���وى جي���ب أن تك���ون م���ن‬ ‫أولوي���ات احلكوم���ة القادم���ة‪ .‬ق���د نتف���ق او‬ ‫خنتل���ف عل���ي الكث�ي�ر م���ن األولوي���ات ولكن‬ ‫الكثري من االولويات لن تتحقق بدون االمن‬ ‫واألمان ‪ ،‬فالس���لم االجتماعي جيب ان يكون‬ ‫م���ن أولوياتن���ا‪ .‬م���ا نري���د التأكي���د عليه هو‬ ‫الض���رورة القص���وى لبن���اء اجلي���ش الوطين‬ ‫اللييب واألمن الداخلي"وزارة الداخلية" على‬ ‫أس���اس ح���ريف تراعى فيها اخل�ب�رة واملعرفة‬ ‫والدراي���ة بالش���ؤون الليبية ‪ .‬مس���ألة أخرى‬ ‫يف رأي���ي وه���ي يف غاي���ة األهمية تش�ي�ر اىل‬ ‫تغ���ول نظ���ام الكتائب وغريها م���ن األجهزة‬ ‫األمني���ة واحت���ادات الث���وار ‪ .‬وم���ع تقديرن���ا‬ ‫وحتياتن���ا للث���وار احلقيقيني مل���ا قاموا به من‬ ‫دور نوع���ي بطول���ي يف القض���اء عل���ى نظ���ام‬ ‫الطاغي���ة وتضحيته���م بالغالي والتفيس يف‬ ‫حرب التحري���ر اىل ان حتقق النصر اال أننا‬ ‫نش���دد على ان نظام الكتائب وكتائب الثوار‬ ‫واللج���ان األمنية ال ب���د أن ينتهي وال بد من‬ ‫حتدي���د موع���د زم�ن�ي أللغائه وح���ل حمله‬ ‫جيش حريف مهين مدرب يتمسك بالدستور‬ ‫و حيمى احلدود ويرس���خ األمن والسالم يف‬ ‫اجملتم���ع‪ .‬الفرق بني اجلي���ش الوطين ونظام‬ ‫الكتائ���ب وجل���ان األم���ن العلي���ا للثوارفرق‬ ‫شاسع ‪ ،‬نظام الكتائب وجلان األمن هو نظام‬ ‫أمراء حرب‪ ،‬الوالء فيه لألفراد ولألقوى أي‬ ‫من يستطيع فرض س���يطرته بقوة السالح ‪،‬‬


‫‪17‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ ‪ 3‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪)2012‬م‬

‫ملف العدد ‪ :‬الدستور الذي نريد‬ ‫قد يتف���ق أمراء احلرب وقد خيتلف���ون ‪ ،‬ان اتفقوا‬ ‫فهناك اتف���اق أني وان أختلفوا فهو ايذان بنش���وب‬ ‫اخلالف���ات وتردي األمن‪ ،‬ال���والء يف نظام الكتائب‬ ‫والث���وار ألم���راء الكتائ���ب والثوارولي���س للوطن‪،‬‬ ‫جترب���ة املقبور أثبت���ث ان تنظي���م الكتائب حول‬ ‫أم���ن الوطن اىل أمن النظام القائم ومن يدورون‬ ‫يف فلك���ه ‪ .‬م���ا نطلبه م���ن حكوم���ة تكنوقراط هو‬ ‫تعي�ي�ن وزي���ر دف���اع مدني ح���ريف متمك���ن ‪ ،‬خربة‬ ‫وعلما ‪ ،‬يسعي الي اقامة جيش بعيدا عن السياسة‬ ‫وصراع األفكار‪ ،‬مهمته األساس���ية ه���ي الذود عن‬ ‫الوطن ‪ ،‬والتمس���ك بالدس���تور ومحاية مؤسسات‬ ‫الدول���ة وتأمني الس���لم األجتماع���ي ‪ ،‬انتماء هذا‬ ‫اجلي���ش أوال وأخريا جيب ان يكون للوطن وليس‬ ‫لالفراد الذين يسريونه ‪.‬‬ ‫تالثا‪ :‬اس���تقالل الس���لطة القضائية والعمل مببدأ‬ ‫فصل السلطات‪.‬‬ ‫ان تتبيث مبدأ استقالل السلطة القضائية والعمل‬ ‫به هو تأكيد على مبدأ العدل واملس���اواة وس���يادة‬ ‫القان���ون دون حتيز‪ .‬عدم تفعي���ل القضاء أدى اىل‬ ‫تده���ور األمن وضع���ف أجهزة الدولة وممارس���ة‬ ‫البع���ض ل���دور اخلص���م واحلك���م يف اّن واحد‪ .‬من‬ ‫املهام الرئيس���ية من وجه���ة نظري هي احملافظة‬ ‫عل���ي اس���تقاللية القض���اء وتفعي���ل وتطهري هده‬ ‫املؤسس���ة من الفاس���دين يف عهد املقبور والتمسك‬ ‫بنزاهة وكف���اءة القضاة وحتريم قيام احملاكم‬ ‫األستثنائية أضافة اىل مراجعة مشاريع القوانني‬ ‫والتأكد من عدم خمالفتها للمبادئ الدس���تورية‬ ‫‪.‬‬ ‫هناك مهم���ة أخرى ال بد من االش���ارة اليها وهي‬ ‫التأكيد عل���ى حقوق املواطن واحلري���ات العامة‪،‬‬ ‫وم���ن أهمها ح���ق احلي���اة وحري���ة التعبريوالعمل‬ ‫مببدأ أن املتهم ب���رئ حتى تتبث ادانته ونبذ كل‬ ‫حم���اوالت التميي���ز على أس���اس الع���رق واللون‬ ‫واجلنس واللغ���ة اضافة اىل حق التجمع وتكوين‬ ‫املنظم���ات واجلمعي���ات واالحت���ادات واألح���زاب‬ ‫السلمية حسب ما ينص عليه القانون‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬جمالس احلكم احمللي واملركزية املقيتة‪:‬‬ ‫املركزي���ة هي نظ���ام هرمي يتحكم في���ه الرأس‬ ‫يف باقي أطراف النظام السياس���ي‪ ،‬املتتبع لشؤوننا‬ ‫الليبي���ة يالح���ظ أن نظ���ام املقب���وركان حيرص‬ ‫عل���ى املركزي���ة املقيته ألس���باب عدة م���ن أهمها‬ ‫التحك���م األم�ن�ي والس���يطرة عل���ى حي���اة املواطن‬ ‫املعيش���ية وخنق احلريات وقفل األبواب أمامه يف‬ ‫التطلع اىل حياة حرة كرمية‪ ،‬نتج عن هذا كله‬ ‫مركزيه مقيثة كبلت حياة املواطن وس���اهمت‬ ‫يف انتشار الفس���اد واهدار املال العام وسيطرة فئة‬ ‫م���ن الطفيلي���ات امست نفس���ها "اللج���ان الثورية"‬ ‫عل���ى مفاصل الدولة‪ .‬ما نري���د التأكيد عليه هو‬ ‫ضرورة الس�ي�ر يف اجت���اه الالمركزية واحلرص‬ ‫عل���ى أن تن���ص م���واد الدس���تور القادم عل���ى مبدأ‬ ‫تفوي���ض الس���لطات عل���ى ش���كل دائ���ري ولي���س‬ ‫هرم���ي تتواصل فيه اجملالس مع املركز بطريقة‬ ‫متس���اوية ‪ ،‬حبيث تتوف���ر هلا وبس���هولة تصريف‬ ‫أعماهلا وتنفيذ املش���اريع املخولة هلا بالتعاون مع‬ ‫املركز وب���دون الوق���وع يف براث���ن البريوقراطية‬ ‫وحلقات الفس���اد املستش���رية الي���وم‪ .‬ومع حرصنا‬ ‫عل���ى الالمركزيه نؤكد أيضا م���رة اخرى علي‬ ‫مبدأ األنتخاب هلذه اجملالس وااللتزام بش���فافية‬ ‫وتفعي���ل األجهزة الرقابية عل���ى هذه اجملالس‪ .‬ان‬ ‫العم���ل عل���ي األخذ بالنظ���ام الالمرك���زي يؤدي‬ ‫ليس فقط اىل السرعة يف تنفيد القرارات واجناز‬ ‫املش���اريع وتسهيل اخلدمات بل أيضا توسيع دائرة‬ ‫املش���اركة السياسية واحس���اس املواطن باالنتماء‬ ‫وازدياد الشعور باملواطنة‪.‬‬

‫ّ‬ ‫أتذكر‬ ‫فادن���ي التع��� ّرف على ه���ذه اجملموعة برئاس���ة‬ ‫املهندس حس���ام باش إم���ام كثريا حيث كنت‬ ‫استفيد من خربة ومعارف مهندسيها‪.‬‬ ‫السنوسي حبيب‬

‫( اجلزء االول)‬

‫معارك املدينة القدمية‬ ‫ط���وال ثالثة عش���ر عاما ‪ :‬من س���نة ‪1992‬م اىل ‪2005‬م ‪،‬‬ ‫م�ل�أت املدينة القدمية حي���زا كبريا من وق�ت�ي وأهتمامي‬ ‫كن���ت امحلها معي أينما حلل���ت ‪ ،‬خضت من اجلها معارك‬ ‫‪ ،‬اكس���بتين عداوات مع اصدقاء واقارب كانت مصاحلهم‬ ‫الش���خصية تتع���ارض م���ع برناجمن���ا يف ذاك���رة املدين���ة‬ ‫الداعي اىل احملافظة على املدينة القدمية كرمز تارخيي‬ ‫وذاك���رة جمس���دة لنض���ال أجدادنا م���ن أجل البف���اء عرب‬ ‫مئات الس���نوات ‪ ،‬كتب���ت من اجله���ا يف الصحف وحتدثت‬ ‫م��� ّرات كث�ي�رة يف إذاعة اجلف���رة احمللية ش���ارحا اهميتها‬ ‫وموضح���ا براجمن���ا من اج���ل اخالئه���ا م���ن القاطنني بها‬ ‫وصيانتها وارجاعها اىل رونقها املاضي ‪ ،‬شاركت من اجلها‬ ‫يف ملتقي���ات وندوات‪ ،‬لعل اهمها تلك ال�ت�ي كانت تعقدها‬ ‫اجملموع���ة الوطني���ة حلماي���ة املبان���ي التارخيي���ة بنقاب���ة‬ ‫املهندس�ي�ن مبدينة طرابلس ‪ ،‬شاركت مع هذه اجملموعة‬ ‫يف ن���دوات يف كل ‪ :‬م���ن نال���وت ‪،‬ومركز جه���اد الليبيني‪،‬‬ ‫وكنيسة املدينة القدمية طرابلس ‪ ،‬كنت اشارك بورقات‬ ‫حبثي���ة ح���ول املدينة القدمية ه���ون ‪،‬وقد أفادن���ي التع ّرف‬ ‫عل���ى ه���ذه اجملموعة برئاس���ة املهندس حس���ام ب���اش إمام‬ ‫كثريا حيث كنت اس���تفيد من خربة ومعارف مهندسيها‬ ‫يف ش���ؤون الصيانة وأس���اليبها ‪ .‬ترددت من أجلها عش���رات‬ ‫امل���رات عل���ى مقر مصلح���ة اآلثار بالس���راي ‪،‬وعل���ى جهاز‬ ‫املدن التارخيية ش���ارحا للمس���ؤلني وضعها ‪ ،‬وحاضا ايّاهم‬ ‫على ايالئها ش���يئا من اإلهتمام ‪،‬خاصة وأن مسؤول مكتب‬ ‫اإلع�ل�ام باجلف���رة مل يك���ن اجيابي���ا يف تعامله م���ع املدينة‬ ‫القدمي���ة ومعن���ا ‪ ،‬حني جاءت جلن���ة من طرابلس لرس���م‬ ‫خارط���ة للمدينة القدمية هون واسرتش���دوا به ‪ ,‬ارش���دهم‬ ‫اىل ح���دود غ�ي�ر حقيقي���ة هلا وخاص���ة يف اجله���ة احملاذية‬ ‫للس���وق حيث اخرج األراضي اليت كانت قد ازحيت بيوتها‬ ‫ق���ي حني ينص قان���ون محاية اآلث���ار على ان ما ينش���أ من‬ ‫أراض بامل���دن القدمي���ة نتيجة اهل���دم او اإلنهيار حيس���ب‬ ‫ضمنه���ا مضاف���ا الي���ه حرم بع���رض ‪ 50‬م�ت�را ‪ ,‬األمر الذي‬ ‫كان يتجاهله مدير مكتب آثار اجلفرة وقد خلق لنا بذلك‬ ‫مصاعب ومش���اكل إضافي���ة ‪ ,‬قد اعط���ى املواطنني الذين‬ ‫تقع اراضيهم ضمن هذا التصني���ف تصاريح بأن اراضيهم‬ ‫التعترب ضمن أراضي املدينة القدمية فخلق بذلك مشكلة‬ ‫عندما ارادت امانة الس���ياحة اجلفرة بناء البوابة الشمالية‬ ‫للمدينة حي���ث طالب أحدهم وكان���ت األرض اليت كان‬ ‫يق���وم عليهابي���ت جده امل���زال‪ ,‬حماذية للبواب���ة من جهتها‬ ‫الغربي���ة ‪ ,‬فطال���ب ب���أن نب�ن�ي البواب���ة بعد ان ن�ت�رك ارضه‬ ‫خارجها ‪ ,‬وكان رفضنا لذلك قاطعا وقد تأخر بناء البوابة‬ ‫حوال���ي عام كامل اىل ان رضخ املواطن لوجهة نظرنا ومت‬ ‫بناء البوابة يف مكانها الصحيح‪.‬‬ ‫كانت معركتنا من اجل املدينة القدمية تدور على ثال‬ ‫ثة حماور رئيسية ‪:‬‬ ‫إو َ‬ ‫ال ‪ :‬معرك���ة إزالة الركام���ات واكوام القمامة ‪,‬ومن‬ ‫ثم القي���ام بأعمال الصيان���ة وهذه اطول املعارك واس���هلها‬ ‫‪ .‬ثاني���ا ‪ :‬معرك���ة اإلبق���اء عل���ى ما بقي منه���ا حيث كان‬ ‫الكثريون ينادون بإزالتها ‪.‬‬ ‫ثالث���ا ‪ :‬معرك���ة إخالئه���ا م���ن قاطنيه���ا م���ن العائدي���ن‬

‫واألفارقة ‪.‬‬ ‫قل���ت ب���دءا إن معرك���ة إزالة الركام���ات والصيانة هي‬ ‫األسهل ‪ ،‬كوننا نواجه اكوام خملفات وركامات ما نزيله‬ ‫منه���ا اليع���ود إىل التواجد ثاني���ة ‪،‬خاصة أننا اس���تطعنا أن‬ ‫جن���ذب للعمل اعدادا كبرية م���ن املتطوعني ‪،‬وهي األطول‬ ‫حي���ث ابتدأناها س���نة ‪، 1992‬والزالت مس���تمرة حتى هذه‬ ‫اللحظ���ة ‪ ،‬كن���ا كلما فتحنا ش���ارعنا ال���ذى كان مغلقا‬ ‫بالركامات تس���هل علين���ا احلركة‪ ،‬ونتمكن م���ن التن ّقل‬ ‫أكثر داخلها ونبس���ط ش���يئا من س���يطرتنا املعنوية عليها‬ ‫‪ ،‬كان قاطنوه���ا يتضايقون من ذل���ك ولكننا كنا نعاملهم‬ ‫بالل�ي�ن واحلكم���ة ‪ ،‬حيث كن���ا نقنعهم أن ما نق���وم به من‬ ‫اعمال هو يف صاحلهم بقدر ما هو يف صاحلنا ‪ ،‬كنا احيانا‬ ‫نقوم ببناء أحد اجلدران يف الوقت الذي تكون عائلة تقطن‬ ‫خلف���ه ‪،‬مع م���ر األيام تكون���ت لديهم قناعة ب���أن أعمالنا ال‬ ‫تلحق به���م ضررا بل أن بعضهم أصبح يتعاون معنا عندما‬ ‫ب���دأوا حيس���ون جب���دوى نظافة امل���كان رغم قي���ام بعضهم‬ ‫اآلخ���ر برم���ي خملفاتهم خل���ف اجل���دران ال�ت�ي نبنيها يف‬ ‫البيوت اليت ال تكون صاحلة للس���كن وق���د ترتب على ذلك‬ ‫أن ص���ارت أماكن كثرية مكّب���ات للقمامة ‪ ،‬الوضع الذي‬ ‫سيكلفنا جهدا إضافيا حني يتم إخالء املدينة ‪.‬‬ ‫نتيجة لتك ّد س مئآت بل آالف الوافدين واألفارقة باملدينة‬ ‫القدمي���ة وما ميثله ذلك من حت ّوهلا اىل وكر خارج نطاق‬ ‫الس���يطرة مث���ل غريه���ا م���ن املخيم���ات (الكامب���وات ) اليت‬ ‫كانت تنشأ يف كثري من مدن اجلنوب كأماكن لتجمع‬ ‫العائدي���ن وب���ؤرة للمخ���دّرات والدع���ارة ‪ ,‬كان املواطنون‬ ‫األصليون يبدون حتسس���هم وحرقتهم وه���م يرون مرابع‬ ‫ش���بابهم بل مضاجعهم عندما كانوا ش���بابا وعرس���انا وقد‬ ‫حتول���ت اىل اوكار للمخ���درات والدع���ارة ‪ ,‬كنا نتعاطف‬ ‫م���ع أهلنا ولكنن���ا كنا نطرح رؤيتنا لألم���ر اليت تقوم على‬ ‫اس�ت�رجاعها بالنظاف���ة والصيان���ة‪,‬و بانه���م مت ّكن���وا منه���ا‬ ‫بس���بب إهمالنا هلا وأننا نس�ت�رجعها باإلعمار وباس���تعمال‬ ‫القان���ون يف إخ���راج هوألء القاطنني غري الش���رعيني ‪ ,‬كان‬ ‫الكثريون يرون اس���تحالة ذلك بل أن البعض كان يتهمنا‬ ‫بأنن���ا بالنظافة والصيانة نزيد م���ن راحتهم ومتكينهم من‬ ‫اإلستمرار بها ‪.‬‬ ‫يف مجي���ع دورات انعقاد املؤمتر الش���عيب لس���نوات عديدة‬ ‫‪ ،‬كن���ت وزمالئي يف ذاكرة املدين���ة حنرص على حضور‬ ‫جلس���ات املؤمت���ر ‪،‬وخاصة الي���وم املخصص للش���أن احمللي‬ ‫‪ ،‬حي���ث كان خصومنا وخاص���ة يف اللجنة الش���عبية هون‬ ‫ينجح���ون يف وض���ع موض���وع إزال���ة املدين���ة القدمية على‬ ‫ج���دول األعم���ال حماولني النف���خ يف قرار قدي���م للمؤمتر‬ ‫ين���ص عل���ى إزالتها ‪ ،‬كن���ا نتوىل ال���رد عليهم متس���لحني‬ ‫مبا اجنزن���اه فيها من اعمال وبقان���ون محاية اآلثار واملدن‬ ‫القدمية ‪،‬وكان النقاش ميتد أحيانا اىل أكثر من س���اعة‬ ‫وكنا يف ّ‬ ‫كل م ّرة ننجح يف إقناع اجملتمعني بوجهة نظرنا‬ ‫وبتعاط���ف اغل���ب اعض���اء املؤمتر معنا وحنص���ل باإلمجاع‬ ‫على توصية لص���احل اإلبقاء على املدينة القدمية وبوجوب‬ ‫دعم جهود الذاكرة يف ذلك ‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ ‪ 3‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪)2012‬م‬

‫ملف العدد ‪ :‬الدستور الذي نريد‬

‫وثائق ميادين‬

‫من أوراق األربعينيات‬

‫نوري الثلثي‬

‫وقد اس���توقفتين بضعة نقاط يف س���ياق هذه‬ ‫الورقة‪:‬‬ ‫يطال���ب اجملتمع���ون اإلدارة الربيطاني���ة ب���ـ‬ ‫"الس���ماح للموظف�ي�ن الليبي�ي�ن باالش���تغال‬ ‫بالسياس���ة الوطني���ة ال�ت�ي ال تتناف���ى م���ع‬ ‫السياس���ة الربيطاني���ة العليا‪ ،‬وذل���ك ألن ُج َّل‬ ‫الش���خصيات املفكرة يف الب�ل�اد‪ ،‬حبكم احلالة‬ ‫الراهن���ة موظف���ون يف اإلدارة احلالية‪ ".‬نعم‪،‬‬ ‫’مب���ا ال يتناف���ى م���ع السياس���ة الربيطاني���ة‬ ‫العلي���ا‘‪ .‬هكذا كان األمر الواقع‪ ،‬وهكذا كان‬ ‫تفهم اجلمي���ع لظروف املرحلة‪ ،‬فلم نس���مع‬ ‫وقته���ا بتقاذف لالتهام���ات بالعمالة‪ ،‬يف حني‬ ‫نسمع بالكثري من هذه اللغة يف أيامنا هذه‪.‬‬ ‫ويطالب اجملتمعون ب���ـ "توحيد النقد واإلدارة‬ ‫يف ليبي���ا‪ ،‬ورفع مجي���ع احلواجز اجلمركية‬ ‫يف الب�ل�اد باعتبارها وحدة جنس���ية‪ ،‬ودينية‪،‬‬ ‫وجغرافي���ة‪ ،‬وتارخيية‪ ".‬وح���دة ليبيا كانت‬ ‫ركن���اً أساس���ياً من املطلب الش���عيب‪ ،‬فش���تات‬ ‫البالد وقتها كان يش ّكل لدى الليبيني "وحد ًة‬ ‫جنس���ية ودينية وجغرافية وتارخيية" متثل‬ ‫هدفاً مالزماً هلدف التحرير واالستقالل‪.‬‬ ‫ويطال���ب اجملتمع���ون ب���ـ "وض���ع نظ���ام دقيق‬ ‫لس���لطة األم���ن العام يكف���ل تنفي���ذ العدالة‪،‬‬

‫ٌ‬ ‫س���جل اجلهاد املس���لح صفحات‬ ‫كان لكف���اح الليبي�ي�ن يف س���بيل نيل حريتهم من املس���تعمر‬ ‫أش���كال متعددة‪ ،‬فقد ّ‬ ‫ش���عب صغ�ي�ر العديد وفقري الع���دّة ض ّد واحدة من كربي���ات الدول األوروبية االس���تعمارية‪.‬‬ ‫أس���طورية يف تاريخ‬ ‫ٍ‬ ‫وحتالف الليبيون مع حلفاء احلرب العاملية الثانية ّ‬ ‫فش���كلوا جيش���هم الذي س���اهم خلف خطوط العدو يف دحر دول‬ ‫احملور يف مشال إفريقيا‪ ،‬ممهداً الطريق لكسب املساندة الدولية لقضية االستقالل (ومل يصفهم أح ٌد وقتها بأنهم‬ ‫’جماهدو احللفاء‘ مث ً‬ ‫عرب وبعض ُتّب ٍع من وصف ثوار فرباير بأنهم ’ثوار‬ ‫ال على غرار ما خرج به علينا بعض ٍ‬ ‫النات���و‘)‪ .‬وواصل الش���عب اللييب النضال إبّان اإلدارة العس���كرية الربيطانية على جبهة السياس���ة الدولية واإلعداد‬ ‫لتحمل مسئوليات بناء الدولة متى حتقق االستقالل‪.‬‬ ‫اجلمة‪ ،‬عبد‬ ‫الصفح���ات اليت أنش���رها فيما يلي هي من أوراق املرحوم األس���تاذ الكبري بعطائه ووطنيت���ه وتضحياته ّ‬ ‫اهلل س���كته‪ ،‬سكرتري مجعية عمر املختار يف درنة يف أربعينيات القرن املاضي‪ ،‬تلقي ضوءاً على اجلانب السياسي من‬ ‫نضال الليبيني حتت اإلدارة العسكرية الربيطانية‪.‬‬

‫واس���تتباب األمن والنظام والطمأنينة العامة‬ ‫واخلاص���ة يف مجي���ع أحن���اء الب�ل�اد‪ ".‬وم���ن‬ ‫احمل���زن أن جن���د ه���ذا املطلب أكث���ر إحلاحاً‬ ‫اليوم مما كان عليه منذ ستة وستني عاماً‪.‬‬ ‫من امله���م عند قراءة هذه الوثيقة اس���تذكار‬ ‫أنها ص���ادرة عن أعيان ووجه���اء مدينة درنة‬ ‫وأعض���اء جملس���ها البل���دي وجملس���ي إدارة‬ ‫مجعي���ة عمر املخت���ار ورابط���ة الش���باب بها‪،‬‬ ‫مبعن���ى أنه���ا متث���ل إمجاع���اً ش���عبيا باملدينة‬ ‫وقتها‪ .‬وتضعنا الوثيقة يف املناخ العام الس���ائد‬ ‫جانب‬ ‫وقت كان مس���تقبل الب�ل�اد ال يزال يف ٍ‬ ‫منه رهناً مبي���زان مصاحل القوى الكربى‪ ،‬ويف‬ ‫اجلانب اآلخر بإص���رار الليبيني على حتقيق‬ ‫اس���تقالل بالدهم ووح���دة ترابه���ا‪ .‬واملطالب‬ ‫ال�ت�ي تتضمنه���ا ه���ذه الوثيق���ة تعك���س ذلك‬ ‫اإلص���رار وكذلك روح التفاؤل واألمل‪ .‬نص‬ ‫الوثيقة‪:‬‬ ‫مذكرة تتعلق بتحسني اإلدارة املؤقتة بليبيا‬ ‫يف الي���وم الثال���ث عش���ر م���ن ش���هر ديس���مرب‬ ‫‪ ،1946‬اجتم���ع ب���دار مجعي���ة عم���ر املختار‬ ‫بدرنة‪ ،‬أعيان هذه املدينة ووجهائها‪ ،‬وأعضاء‬ ‫اجملل���س البل���دي‪ ،‬وأعض���اء جملس���ي اإلدارة‬ ‫جلمعية عمر املختار‪ ،‬ورابطة الش���باب ألجل‬

‫البح���ث فيما جي���ب اخت���اذه مبناس���بة قدوم‬ ‫جلن���ة إداري���ة م���ن لن���دن ل���درس احلالة يف‬ ‫ً‬ ‫توطئة لوضع نظام جديد تس�ي�ر عليه‬ ‫البالد‬ ‫اإلدارة الربيطانية املؤقتة يف ليبيا‪.‬‬ ‫وبعد أن استعرض اجملتمعون حالة البالد من‬ ‫مجيع نواحيه���ا منذ احتالهلا إىل اليوم اتضح‬ ‫هل���م أن مجيع ه���ذه النواح���ي من سياس���ية‪،‬‬ ‫واقتصادي���ة‪ ،‬وثقافي���ة‪ ،‬واجتماعي���ة‪ ،‬ه���ي يف‬ ‫أش���د احلاج���ة إىل إع���ادة النظ���ر‪ ،‬والتعدي���ل‬ ‫والتحسني‪.‬‬ ‫وحي���ث أصب���ح م���ن املق���رر حبك���م الظروف‬ ‫السياس���ية العام���ة‪ ،‬أن تس���تمر اإلدارة‬ ‫الربيطاني���ة املؤقت���ة يف تصريف ش���ئون هذه‬ ‫الب�ل�اد إىل أن يق���رر مصريها نهائي���ا‪ ،‬وحيث‬ ‫أن حكوم���ة صاح���ب اجلالل���ة الربيطاني���ة‬ ‫وحكوم���ات ال���دول املتحالف���ة عل���ى عل���م تام‬ ‫بتضحيات الش���عب اللييب ومساهمته القيمة‬ ‫يف اجمله���ود احلربي وبأهدافه املرس���ومة اليت‬ ‫أعلنه���ا مس���و األم�ي�ر املف���دى الس���يد حممد‬ ‫إدريس املهدي السنوس���ي‪ ،‬ونادى بها الش���عب‬ ‫يف كل مناس���بة وهي‪ :‬اس���تقالل ليبيا التام‪،‬‬ ‫ووحدته���ا جبمي���ع أجزائه���ا‪ ،‬واالع�ت�راف‬ ‫بصاحب السمو الس���يد حممد إدريس املهدي‬

‫السنوس���ي أم�ي�راً هلا‪ ،‬واالنضم���ام إىل جامعة‬ ‫الدول العربية كدولة مستقلة ذات سيادة‪.‬‬ ‫ل���كل هذا قرر اجملتمعون بصورة إمجاعية أن‬ ‫نقدم – بواسطة املتصرف األول ملنطقة درنة‬ ‫– إىل حض���رات أعضاء جلنة لندن اإلدارية‪،‬‬ ‫هذه املذك���رة اليت حتتوي على بيان املطالب‬ ‫اإلصالحية لتحس�ي�ن حالة اإلدارة املؤقتة يف‬ ‫البالد‪ ،‬ليتمتع الش���عب بنظ���ام يكفل له حياة‬ ‫تتمش���ى وحي���اة الش���عوب يف عص���ر املدني���ة‬ ‫والنور‪ .‬وهذه هي املطالب‪:‬‬ ‫(‪)1‬الناحية السياسية‬ ‫أ ‪-‬توحي���د النق���د واإلدارة يف ليبي���ا‪ ،‬ورف���ع‬ ‫مجي���ع احلواج���ز اجلمركي���ة يف الب�ل�اد‬ ‫باعتبارها وحدة جنسية‪ ،‬ودينية‪ ،‬وجغرافية‪،‬‬ ‫وتارخيية‪.‬‬ ‫ب‪-‬تش���كيل جمل���س استش���اري ل�ل�إدارة‬ ‫املركزي���ة يف ليبي���ا يتك���ون م���ن ع���دد م���ن‬ ‫األعضاء يتناسب مع عدد املتصرفيات بنسبة‬ ‫أربع���ة ع���ن كل متصرفية ميثلون س���كانها‬ ‫حاض���رة وبادية‪ ،‬هؤالء األعضاء يعينهم مسو‬ ‫األمري حس���ب اختياره‪ ،‬وتكون هلم الصالحية‬ ‫يف مناقش���ة امليزاني���ة العام���ة والقوان�ي�ن‬ ‫واألنظمة اليت تصدرها اإلدارة يف البالد‪.‬‬


‫‪19‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ ‪ 3‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪)2012‬م‬

‫ملف العدد ‪ :‬الدستور الذي نريد‬ ‫املؤسسة اإليطالية( (‪ENTE DI CO L‬‬ ‫‪ )ONIZZAZIONE‬يف ليبيا وتتمتع‬ ‫من اإلدارة بنفس االمتيازات واملس���اعدات‬ ‫اليت كانت تتمتع بها املؤسس���ة املذكورة‬ ‫من احلكومة اإليطالية‪.‬‬ ‫(‪)3‬الناحية الثقافية‬ ‫أ ‪ -‬زي���ادة ع���دد امل���دارس يف الب�ل�اد حبيث‬ ‫تتس���ع جلمي���ع الطلبة الذين هم يف س���ن‬ ‫الدراسة‪.‬‬ ‫ب‪-‬زيادة عدد املدارس الداخلية للذكور‪،‬‬ ‫وإنش���اء م���دارس داخليةلإلن���اث لتعلي���م‬ ‫الفتيات البدويات‪.‬‬ ‫ج‪-‬إنشاء مدارس صناعية لتدريب النشء‬ ‫على خمتلف الصناعات احلديثة‪.‬‬ ‫د‪‘-‬نش���اء م���دارس لتخري���ج املمرض�ي�ن‬ ‫واملمرضات‪.‬‬ ‫هـ‪-‬إدخال نظام الكشاف يف برامج املدارس‬ ‫الليبية‪.‬‬ ‫و‪-‬وضع تش���ريع جيع���ل التعلي���م يف ليبيا‬ ‫إجباريا‪.‬‬ ‫العم���ل عل���ى إرس���ال البعث���ات‬ ‫ز‪ -‬‬ ‫إىل اخل���ارج لتلق���ي الفن���ون الزراعي���ة‪،‬‬ ‫والصناعي���ة‪ ،‬ع�ل�اوة عل���ى البعث���ات ال�ت�ي‬ ‫ش���رعت اإلدارة احلالي���ة يف إرس���اهلا إىل‬ ‫اخلارج‪.‬‬ ‫ح‪ -‬تش���جيع ومعاونة املؤسس���ات الوطنية‬ ‫ال�ت�ي أخ���ذت عل���ى عاتقه���ا نش���ر الثقافة‬ ‫ومكافحة األمية يف البالد‪.‬‬ ‫(‪)4‬احلالة االجتماعية‬ ‫أ ‪-‬وض���ع نظ���ام جدي���د للجناي���ات يتف���ق‬ ‫وحياة الب�ل�اد االجتماعية‪ ،‬ويضمن احلق‬ ‫العام بفرض العقوبة الرادعة وتنفيذها‪.‬‬ ‫ب‪-‬وضع نظام دقيق لس���لطة األمن العام‬ ‫يكف���ل تنفي���ذ العدال���ة‪ ،‬واس���تتباب األمن‬ ‫والنظ���ام والطمأنينة العامة واخلاصة يف‬ ‫مجيع أحناء البالد‪.‬‬ ‫ج‪-‬حتس�ي�ن حال���ة املستش���فيات يف البالد‪،‬‬ ‫وتزويده���ا جبمي���ع اآلالت العلمي���ة‬ ‫واألدوية الالزمة‪.‬‬ ‫د‪-‬وضع تش���ريع يس���مح بإنش���اء النقابات‪،‬‬ ‫وينظمه���ا وحيميه���ا وحي���دد حق���وق‬ ‫أعضائها وواجباتهم‪.‬‬ ‫هـ‪-‬العم���ل عل���ى حتس�ي�ن حال���ة العم���ال‬ ‫بزيادة أجورهم‪ ،‬وإجي���اد العمل للعاطلني‬ ‫منهم للقضاء على البطالة‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫هذا م���ا نتقدم به حنن املوقع�ي�ن بأمسائنا‬ ‫أدن���اه إىل أعض���اء جلن���ة لن���دن اإلدارية‪،‬‬ ‫حتس���ينا لس�ي�ر اإلدارة الربيطانية املؤقتة‬ ‫يف ليبيا‪ ،‬على اعتب���ار أن هذه الطلبات هي‬ ‫ن���واة لنظ���ام الوطنية احلرة يف املس���تقبل‬ ‫عندم���ا تتحق���ق أه���داف الب�ل�اد بتقري���ر‬ ‫مصريها‪.‬‬ ‫وإننا لعلى يقني ال يتطرق إليه الشك من‬ ‫أن حكوم���ة صاحب اجلالل���ة اليت تعطف‬ ‫عل���ى آمال هذا الش���عب الصديق س���وف ال‬ ‫تأل���و جه���دا يف العم���ل على حتقي���ق هذه‬ ‫املطالب‪.‬‬

‫ج‪-‬جع���ل اجملال���س البلدي���ة يف امل���دن‬ ‫(مراكز املتصرفيات) ذات صبغة متثيلية‬ ‫وختويله���ا الصالحية القانوني���ة املعمول‬ ‫به���ا يف الب�ل�اد املتمدن���ة‪ .‬أم���ا يف املناط���ق‬ ‫ال�ت�ي يديره���ا ح���كام دون رنب���ة املتصرف‬ ‫وال�ت�ي تك���ون ذات أهمية فتك���ون اجملالس‬ ‫استش���ارية متثيلية هلا صالحية جمالس‬ ‫البللدي���ات يف امل���دن‪ ،‬وم���ع ذل���ك يس���تنري‬ ‫برأيهم���ا ح���كام املناطق يف حل املش���اكل‬ ‫اإلدارية اليت تعرتضهم‪.‬‬ ‫د‪-‬اخت���اذ اللغ���ة العربي���ة لغ���ة رمسي���ة‬ ‫لإلدارة‪.‬‬ ‫ه‪-‬ختويل املواطن�ي�ن الليبيني وظائف ذات‬ ‫مسئولية كربى يف خمتلف أقسام اإلدارة‬ ‫لك���ي يتمرن���وا على القي���ام بإدارة ش���ئون‬ ‫بالدهم يف املس���تقبل‪ ،‬وجيب أن يراعى يف‬ ‫اختيارهم توفر الكفاءات الشخصية‪.‬‬ ‫و‪-‬إص���دار أنظم���ة لش���ئون التوظي���ف‬ ‫واملوظف�ي�ن‪ ،‬حت���دد فيه���ا واجباته���م‬ ‫وحقوقهم وتنظمها تنظيما قانونيا ثابتا‪.‬‬ ‫ز‪-‬الس���ماح للموظفني الليبيني باالشتغال‬ ‫بالسياس���ة الوطني���ة ال�ت�ي ال تتناف���ى مع‬ ‫السياس���ة الربيطاني���ة العلي���ا‪ ،‬وذل���ك ألن‬ ‫جل الش���خصيات املفك���رة يف البالد‪ ،‬حبكم‬ ‫احلال���ة الراهن���ة موظف���ون يف اإلدارة‬ ‫احلالية‪.‬‬ ‫ح‪-‬ع���دم قب���ول التمثي���ل الدبلوماس���ي‬ ‫األجنيب يف البالد قبل تقرير مصريها‪.‬‬ ‫(‪)2‬الناحية االقتصادية‬ ‫أ ‪ -‬رف���ع القي���ود التجاري���ة احلالية حبيث‬ ‫تتمك���ن الب�ل�اد م���ن تصدي���ر الفائ���ض‬ ‫م���ن منتجاته���ا إىل أروج أس���واق الع���امل‪،‬‬ ‫وتوريد الضروري م���ن حاجياتها بالطرق‬ ‫احل���رة م���ع وح���دة الضرائ���ب واملعامالت‬ ‫اجلمركية‪.‬‬ ‫ب‪-‬إلغاء نظ���ام بطاقات التموي���ن للقضاء‬ ‫عل���ى الس���وق الس���وداء وملكافح���ة غ�ل�اء‬ ‫املعيشة‪.‬‬ ‫ج‪-‬وضع تش���ريع جت���اري يس���مح وينظم‬ ‫وحيم���ي التج���ارة الفردية‪ ،‬والش���ركات‬ ‫التعاوني���ة‪ ،‬وش���ركات املس���اهمة‪،‬‬ ‫واملؤسسات املالية يف البالد‪.‬‬ ‫حل مجيع الشركات األجنبية‬ ‫د‪ -‬‬ ‫يف البالد لتحل حملها ش���ركات وطنية‪،‬‬ ‫م���ع عدم الس���ماح بتأس���يس أية ش���ركة‬ ‫أجنبي���ة يف الب�ل�اد قب���ل تقري���ر مصريها‬ ‫النهائي‪.‬‬ ‫هـ‪-‬العم���ل على إنش���اء بنك أهلي‪ ،‬تس���اهم‬ ‫فيه احلكومة تش���جيعا للنش���اط التجاري‬ ‫والزراعي يف البالد‪.‬‬ ‫و‪-‬عناية بيطرية واس���عة النطاق حلماية‬ ‫املواشي من اآلفات‪.‬‬ ‫ز‪-‬عناي���ة ك�ب�رى بتصلي���ح اآلب���ار‪،‬‬ ‫والصهاري���ج‪ ،‬وعي���ون امل���اء (الينابي���ع)‬ ‫ومواصل���ة األعم���ال الس���تخراج املياه من‬ ‫األرض‪ ،‬ومجعه���ا على س���طحها يف فصل‬ ‫األمط���ار خصوص���ا يف البطن���ان واجلهات‬ ‫اجلنوبية من القطر اللييب‪.‬‬ ‫ح‪-‬تش���جيع األعم���ال الزراعي���ة يف الب�ل�اد‬ ‫باسترياد اآلالت الزراعية احلديثة وتعيني التوقيعـــــــــــــات‬ ‫أخصائيني يف فنون الزراعة للقيام مبهمة ‪ 13‬ديسمرب ‪1946‬‬ ‫النص���ح واإلرش���اد للمزارع�ي�ن ومكافحة‬ ‫اآلفات الزراعية‪.‬‬ ‫ط‪-‬تكوي���ن مؤسس���ة تعاوني���ة زراعي���ة‬ ‫كربى تدي���ر أعماهل���ا على غ���رار ونظام‬

‫سريب صديقي أمحد‬ ‫يوسف الشريف‬

‫سريب مدونة أنشأها أمحد الفيتوري قبل الثورة‬ ‫بس���نوات‪،‬كان يريدها أكثر من مدونة‪،‬لذلك‬ ‫كان هو رئيس حتريرها‪،‬جريدة‪،‬مل متر بضعة‬ ‫ش���هور على صدورها إال وتأكد لكل من تابعها‬ ‫أنها ليس���ت ألي كتابة أو ألي كالم‪،‬وليس���ت‬ ‫للمرتف�ي�ن من حم�ت�ريف بي���ع الكالم أو عش���اق‬ ‫حكاي���ات ما قب���ل النوم‪،‬من���ذ أن عرفت���ه وحلمه‬ ‫باجلريدة يتصاع���د يوما بعد يوم وكأنه كان‬ ‫عل���ى يقني أن حلمه س���يتحقق قريبا‪،‬كثريا ما‬ ‫كتب مطالب���ا بوجود الصح���ف اخلاصة‪،‬كان‬ ‫يعلم أن مطلبه مستحيل يف ظل صحف اللجان‬ ‫الش���عبية واللج���ان الثورية لكن ه���ذا مل مينعه‬ ‫م���ن إرس���اء ح���ق املطالب���ة بصح���ف خاصة‪،‬ثم‬ ‫كان أن وجد ضالته يف ش���بكة املعلومات العامة‪،‬أنش���أ سريب‪،‬أنشأها من أجل قضية‬ ‫ورسالة واضحة‪،‬فلتسقط كل كلمة ليست من أجل ليبيا‪،‬لذلك جعل منها جريدة‬ ‫ش���املة بكل ما حتمل هذه الكلمة من معنى‪،‬جري���دة التقى يف فضائها كتاب وأدباء‬ ‫ومثقفون ليبيون وعرب من معظم البلدان العربية‪،‬مجعهم حبكم عالقاته الواس���عة‬ ‫ومش���اركاته يف املش���هد الثقايف العربي‪،‬حيث ش���كلوا بتنوع بلدانهم قوس قزح كان‬ ‫فري���دا يف مضمونه ورس���الته‪،‬ميزتها أنها كانت حتتف���ي باملختلف حوله قبل املتفق‬ ‫عليه‪،‬لذل���ك تنوع���ت اآلراء واختلف���ت وأحيان���ا تصادم���ت لكنها يف النهاي���ة التقت يف‬ ‫رؤاها اإلنس���انية املنحازة لإلنس���ان ومس���تقبل اإلنس���ان وقضاياه‪،‬لذل���ك مل يكن من‬ ‫الغري���ب أن حتتف���ي بأول مليون قارئ يف زمن قياس���ي‪،‬فقد وجد فيها الفن والش���عر‬ ‫واألدب والقص���ة والرواي���ة والتاري���خ واجلغرافي���ا والفلس���فة والسياس���ة واجملتمع‬ ‫املدن���ي والرتمجة والس�ي�رة واملقالة والدراس���ة فضاء بال حدود‪،‬وجدت فيها األس���ئلة‬ ‫تعبريه���ا ووجد فيها القارئ م���ا يبحث عنه وما يدور يف عقله من أس���ئلة‪،‬واليوم وأنا‬ ‫أع���ود بالذاكرة إىل م���ا كتبت فيها‪،‬يتأكد عندي أنين م���ا كنت أكتب ما كتبت‬ ‫لوال هذه املدونة واليت ال أتردد يف القول أنها مثلت مرجعية ثقافية ال بد للمنش���غل‬ ‫بقضاي���ا الثقافة وأس���ئلتها أن يع���ود إليها‪،‬أيضا ه���ي مرجعية لكل م���ن صفيت نيته‬ ‫ليجد فيها ما كان يكتبه الكتاب واألدباء الليبيون من آراء مناهضة للسائد السياسي‬ ‫الذي كان يس���د أي كوة للتنفس‪،‬كان رئيس حتريرها يبحث بل ويشجع أي رأي‬ ‫ش���جاع ليكتب يف فضائها‪،‬ومل يكن ذلك غريبا عنه‪،‬فه���و مثقف يؤمن حبرية الكلمة‬ ‫واخت�ل�اف الرأي‪،‬وقد جرب الس���جن س���نني ط���وال ألنه حض���ن راي���ة الكلمة احلرة‬ ‫وداف���ع عنها‪،‬وعندما خرج صار أش���د إصرارا عل���ى أن جتد الكلمة احل���رة حياتها يف‬ ‫مدونته‪،‬وصفته ذات يوم وما زلت ملتزما بوصفي‪،‬أنه مؤسسة صحفية ألنه صحفي‬ ‫شامل على علم وخربة بكل مفردات العملية الصحفية‪،‬اآلن الثورة العظيمة حققت‬ ‫حلمه على أرض الواقع‪،‬ميادين‪،‬جريدة متميزة متثل رحلة أخرى من مسرية أمحد‬ ‫الفيتوري‪،‬رحلة تبدأ بليبيا وتنتهي يف ليبيا‪.‬‬

‫ملف الدستور الذي نريد‬ ‫– دعوة للمشاركة‬ ‫منذ صدور ميادي���ن يف األول من مايو ‪ 2011‬دأبت الصحيفة على طرح قضايا‬ ‫املسألة الليبية الراهنة يف ملفات ‪ ،‬االنتخابات مثال نالت حيزا واسعا منذ األعداد‬ ‫األولي وكذا الدس���تور ‪ ،‬هنا يف هذا العدد نفتح ملف الدستور كقضية رئيسة‬ ‫تهم كل الليبيني اآلن وهنا‬ ‫وليس هذا امللف إال الفاحتة فس���نعمل على اس���تطالع الرأى العام اللييب وكذا‬ ‫النخبة واملهتمني بهذه املسألة ‪ ،‬وهلذا نأمل أال نفشل يف حتريك اهلمم يف هذا –‬ ‫كما فشلنا يف غري مرات عدة ‪.‬‬ ‫نأمل املش���اركة بالكتابة والتعليق من اجلميع حتى ال جند أنفس���نا فجأة وقد‬ ‫طالنا سيل الوقت‪.‬‬ ‫ما جتدونه هنا جمرد اجتهاد وليس كل اجتهاد صائب وحنن يف ميادين نعتقد‬ ‫أن ش���عبا ال يقرأ لن يتمكن من احلياة ‪،‬أما من يلهيه اللغو ويعتمد املش���افهة عن‬ ‫الكتابة والتدوين وقبلها البحث فهو غري جدير باحلياة ‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ ‪ 3‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪)2012‬م‬

‫سرية حممد املقريف‬ ‫( رئيس املؤمتر الوطين العام )‬

‫ميادين تنفرد بنشر ما تيسر من سريته الذاتية يف حلقات‬ ‫احللقة الثانية‬

‫•كانت أمجل سنوات حياتي‬ ‫قدر اهلل س���بحانه وتعاىل وجنحت بتفوق ‪،‬مت‬ ‫اختياري كمعيد ‪،‬وفعال كانت سنة مجيلة‬ ‫أمجل سنوات حياتي ‪،‬أحقق طموح غري عادي‬ ‫تفوق يف دراس�ت�ي ‪،‬وأك���ون باجلامعة معيداً‬ ‫‪،‬وأخل���ص الدراس���ة بالش���كل املرض���ي الذي‬ ‫حص���ل ‪،‬وأدرس الطلب���ة باجلامع���ة ‪،‬حقيقة‬ ‫كان ش���يئاً مجي ً‬ ‫ال وقته���ا ‪،‬وزميل اخر كان‬ ‫معي ُعني معيداً وهو د‪ .‬حممد املكي ‪ ،‬وحتولنا‬ ‫من طلبة زمالء اىل أس���اتذة يعين شعور مش‬ ‫ع���ادي ‪،‬نقل���ة نوعية م���ش بس���يطة ‪،‬يف تلك‬ ‫السنة كتبت أول كتاب يف ختصصي ‪،‬وهو‬ ‫الكتاب الوحيد يف جمال���ه حينها ‪( :‬تطبيقات‬ ‫عملية يف احملاسبة )‪ .‬بعد أن خترجت الوقت‬ ‫أصب���ح ملك���ي بني الش���غل والدراس���ة ‪ ،‬كان‬ ‫كثري من الطلبة يستعينوا بي ‪.‬‬ ‫ويف تلك السنة إن مل يكن يف السنة اليت قبلها‬ ‫يبدو أن االشارة أُعطيت ألصحاب التوجهات‬ ‫السياس���ية بأن يش���كلوا أحزاب���اً لذلك عقدت‬ ‫اللق���اءات وش���ارك فيها ألول م���رة أصحاب‬ ‫خمتلف التوجه���ات‪ ،‬لكن الفك���رة املطروحة‬ ‫كانت غامضة ‪ :‬أحزاب ونوادي ؟‪ ،‬طبعا كان‬ ‫الصراع حمتدما بني االخوان والبعثيني ‪.‬‬ ‫أذك���ر أن عبد القادر غوق���ه كان من الناس‬ ‫الل���ي احتدم���ت معهم ش���خصيا يف النقاش ‪،‬‬ ‫وأن���ي حلد اآلن ما وضعتش يدي على معنى‬ ‫الذي ح���دث مع���ي بالضب���ط كان التعاطي‬ ‫م���ن طريف معه س���طحي ‪ ،‬وكان عبد القادر‬ ‫من ضمن الن���اس اللي ش���اركوا يف االخوان‬ ‫وطلعوا فجأة ‪.‬‬ ‫كان في���ه حترك وحماولة من العهد امللكي‬ ‫الستيعاب املوقف ‪ ،‬وقتها حكومة فكيين اليت‬ ‫ج���اءت ‪ 1963‬وبق���ت لعن���د م���ارس ‪1966‬‬ ‫اتذكر جاءت ببعض التغيريات آنذاك ‪ ،‬اعتقد‬

‫اجلامع���ة ‪ ،‬حاولت أن أتزوج ‪ -‬قبل الس���فر يف‬ ‫البعث���ة للدراس���ات العليا ‪ -‬يف تلك الس���نة ما‬ ‫س���خرش ربي ‪ ،‬ثم أجلت املوضوع ‪ .‬ومش���يت‬ ‫اىل بريطاني���ا ‪،‬احلقيق���ة الل���ي ص���ار يف هذه‬ ‫السنة األولي يف بريطانيا أصابتين ما حيكوا‬ ‫عليها ‪ :‬الصدمة الثقافية ‪ ،‬ووجدت نفسي يف‬ ‫نهم غري عادي فالميكن تلقاني بدون كتاب‬ ‫‪ ،‬اعتقد أن كمية الكتب اليت قرأتها فى تلك‬ ‫السنة تتجاوز كل ما قرأت يف حياتي كلها‬ ‫‪،‬ال ادري مالذي حصل بالضبط كان عندي‬ ‫رؤي���ة واضحة ج���دا لألم���ور وبس���يطة جدا‬ ‫ومتطرفة ج���دا (يضحك مافيه���اش تعقيد)‬ ‫فع�ل�ا أتذك���ر كان���ت عن���دي قناع���ة وثقة‬ ‫بأنين أس���تطيع إقناع احلجر برؤييت ‪ ،‬والتى‬ ‫هى ‪ :‬أن احلياة دار عمل‪ ،‬واآلخرة دار حس���اب‬ ‫والفرصة للعمل الصاحل يف هذه الدنيا ‪،‬وانها‬ ‫ممك���ن حياتك تنته���ي يف أي حلظة ‪ ،‬و جيب‬ ‫عليك ان تس���تعد لذلك ‪،‬حقيقة دينية اخرى‬ ‫ما فيهاش غموض م���ا فيهاش تردد ‪ ،‬احلرام‬ ‫بينِّ واحلالل بينِّ ‪،‬واهلل سبحانه وتعاىل خلق‬ ‫االنس���ان وه���و ال���ذي صنع���ه ‪ ،‬الوحي���د الذي‬ ‫عمل له منهج يف احلياة ‪ ،‬اهلل أعطاه القدرات‬ ‫واهلل وح���ده يعلم هذه املواه���ب واليت وحدها‬ ‫ال تكفي لذلك أرس���ل لإلنس���ان الرسل ‪،‬واهلل‬ ‫وحده يعلم وأرسلنا الرس���ل ‪ ،‬وبالوحي ‪،‬هذه‬ ‫هي الفكرة ال أدري لو استمريت بهذا التصور‬ ‫‪ ،‬بهذا املوقف ‪،‬بهذه احلالة وين كنت سأجد‬ ‫نفسي ؟‪.‬‬

‫•حالة التعاطي عندهم مع املشروع‬ ‫االسالمي كان باهت وضعيف‬

‫بالتاكي���د كان���ت عن���دي عالقات���ي العامة‬ ‫وكن���ت يف منته���ى الس���ماحة ‪،‬يف منته���ى‬ ‫التع���اون ‪،‬كان مل���ا جيون���ا زوار باس���تمرار‬ ‫حنك���ي بنفس الفكرة والط���رح‪ ،‬أذكر كان‬ ‫ن���وري الصديق رئيس األركان جاي للعالج‬

‫كنت أحت���دث مع أي ش���خص ع���ادي بثقة‬ ‫وباعتداد ومبش���روع إس�ل�امي ‪ ،‬االن سبحان‬ ‫اهلل بع���د أن م���ررت به���ذه التجرب���ة ‪ ،‬أخ���ي‬ ‫الكريم أسأل نفسي لو مشيت يف هذه احلالة‬ ‫‪،‬وين س���أجد نفس���ي‪ ،‬اعتقد أن مروري بهذه‬ ‫التجربة وحال���ة التعاطي اليت كانت عندي‬ ‫توريك أن حالة التعاطي عندهم مع املشروع‬ ‫االس�ل�امي كان باه���ت وضعي���ف ليس���ت به‬ ‫تل���ك ال���روح أو احليوية ‪ ..‬بعده���ا ومن خالل‬

‫كانت عندي قناعة وثقة بأنين أستطيع إقناع احلجر برؤييت ‪.‬‬ ‫تقوم حرب اخر الزمن وينتصر فيها العرب على اليهود بسبب تدخل الليبيني!‬ ‫حالة التعاطي عندهم مع املش���روع االس�ل�امي كان باهتا وضعيفا ليس���ت به‬ ‫تلك الروح أو احليوية ‪..‬‬ ‫عبد القادر غوقه كان من الناس اللي احتدمت معهم شخصيا يف النقاش ‪..‬‬ ‫أن احل���راك يف تل���ك الف�ت�رة كان مقص���ودا‬ ‫لكن املوضوع أُجه���ض وأوقف ومت االكتفاء‬ ‫بإص���دار بع���ض الصح���ف ‪ ،‬ب���س أذك���ر يف‬ ‫عل���ي هو وج���ودي يف‬ ‫حينه���ا كان املس���يطر ّ‬

‫وبناخ���ذه للمستش���فى وكن���ت وكيل���ه أنا‬ ‫وعاش���ور الش���امس‪ ،‬أذكر أني قعدت حنكي‬ ‫بنف���س النه���ج ‪،‬وعاش���ور ق���ال ل���ي ‪ :‬أنا مش‬ ‫مص���دق ال���كالم الل���ي نس���مع في���ه ؟ ‪،‬وفعال‬

‫ه���ذه الق���راءات املتعمق���ة واملتواصل���ة‪،‬اآلن‬ ‫ه���ي يف ذاكرتي دائم���ا زي املنار‪...‬يعين فعال‬ ‫بفض���ل اهلل س���بحانه وتع���اىل أن���ي جتاوزتها‬ ‫من لطف اهلل بي‪ ،‬ل���و مل اجتاوزها لكنت االن‬

‫س���أتعامل مع كثري م���ن القضاي���ا بطريقة‬ ‫متطرفة ‪ ،‬لذلك كانت تلك التجربة مهمة‬ ‫بالنسبة لي ‪...‬‬

‫•لذلك أنا أتفهم حالة الشباب االن‬ ‫‪،‬السيطرة التامة للمنهج‬ ‫كان فيه رس���ائل بيين وب�ي�ن د‪.‬عمرو النامي‬ ‫رمبا يف يوم من األيام أنشرها ال توجد رسالة‬ ‫أق���ل من ‪ 15‬اىل ‪ 20‬صفحة ‪ ،‬يف لندن أذكر‬ ‫يف مرة من املرات يف املدينة اليت كنت أسكن‬ ‫فيه���ا ‪،‬كن���ت ماش���ي وعل���ى الطري���ق كان‬ ‫في���ه مكتب���ة ومقهى عرب���ي ‪ ،‬املكتب���ة كانت‬ ‫تبي���ع بع���ض الكتب وفيه���ا بع���ض الصحف‬ ‫أخ���ذت جملة (روزاليوس���ف) ووجدت مقالة‬ ‫وقرأتها وملا وصلت حملل إقامة الشباب وقبل‬ ‫أن أن���ام كتبت رس���الة يف ‪ 35‬صفحة لعلي‬ ‫الغزال وه���و ُ‬ ‫أخ صاحل الغ���زال ‪ ،‬بعد أن بعثت‬ ‫الرس���الة خوي علي قالل���ي مبجرد ما فتحت‬ ‫الرس���الة وقرأتها اش�ت�ريت عدد روز اليوسف‬ ‫وقريت املقالة اللي علقت عليها يف رس���التك‬ ‫‪ ،‬وق���ال ل���ي ‪ :‬مس���تحيل ال ميكن وأن���ا قرأتها‬ ‫عش���رات امل���رات أن أتوقف الوقف���ات اللي انت‬ ‫وقفته���ا ‪ .‬لذلك أنا أتفهم حالة الش���باب اآلن‬ ‫‪،‬الس���يطرة التام���ة للمنه���ج ‪،‬كن���ت ال ارتاح‬ ‫الي أحس���اس باملفاصلة مع العامل اآلخر‪ ،‬هو‬ ‫صحي���ح ما قدر اهلل فعل‪ ،‬لكن تعلقي يف تلك‬ ‫املرحل���ة بذلك املنهج خيار حقيقي مش لعب‬


‫‪21‬‬

‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ ‪ 3‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪)2012‬م‬

‫‪،‬و يتس���اءل االنس���ان كيف ت���درج وخرج من‬ ‫س���يطرة ذلك التفكر على تفك�ي�ره وتوجيهه‬ ‫له ؟ ‪،‬تظل االجابة حقيقة وحقيقة ضرورية‬ ‫ان اهلل ينح���و باإلنس���ان يف حلظة ومين عليه‬ ‫وخيرج���ه مما يكبل���ه وتبق���ى الذكرى حتى‬ ‫حي���س به���ا يف مس���اره ويهت���دى‪،‬و يبقى مما‬ ‫فات الش���يء اجلميل‪ ،‬الش���يء املضيء العالمة‬ ‫الفارقة اليت تنبه االنس���ان حت���ى يقيس بها ‪،‬‬ ‫ويتس���اءل وين هو اآلن ؟ ويذه���ب مع احلياة‬ ‫وحتدياتها األخرى الواسعة ‪.‬‬

‫•أول مرة حنكي فيها عن هذه‬ ‫اللمحة من حياتي‬ ‫الش���اهد ه���ذا م���ا حص���ل‪...‬واهلل أن���ا أول مرة‬ ‫حنك���ي فيها ع���ن ه���ذه اللمحة م���ن حياتي ‪،‬‬ ‫طبع���ا بع���د ه���ذا ج���اءت االنش���غاالت للحياة‬ ‫‪..‬للدراس���ة ‪... ،‬أن���ا قرأت الكث�ي�ر الكثري‪ ،‬كان‬ ‫م���ن الناس الذين أس���روني هو (س���يد قطب)‬ ‫ب���س ايضا قري���ت حلظتها رواي���ات وقصص‬ ‫‪...‬حاجة انفجرت يف داخلي بش���كل غري عادي‬ ‫لدرج���ة أن حتى عالقيت بالدراس���ة أصبحت‬ ‫س���يان نكمل الدراس���ة ما نكملش س���يان‪،‬هذه‬ ‫فرصيت يف العمل االنساني ‪ ،‬لذلك ما تلومش‬ ‫الناس وهذا حيصل الصحاب كل التوجهات‬ ‫هؤالء بشر‪،‬احلالة تاخذ كيانك وكينونتك‬ ‫كله���ا توجهك ترتب���ط بيه���ا‪ ،‬وترتبط بهذه‬ ‫االفكارواألحداث ‪ ،‬يف هذه األثناء يش���اء اهلل أن‬ ‫تعرف���ت على بعض الصداقات املختلفة منهم‬ ‫د حممد مصطفى رمضان ‪ ،‬وأيضا يش���اء اهلل‬ ‫املقريف رفقة رفيقة السنوسي البيجو يف يوم عيد الفطر املاضي‬ ‫س���بحانه وتعاىل جاء د‪.‬عمرو النامي استطاع‬ ‫ان يغادر مصر من جديد حينها كانت حمنة كان فيه نش���اط طالبي يف ( رابطة الش���باب " بريت���ش أربيك " يتكلم عن اجلذور العرقية‬ ‫االخوان يف مصر واس���تطاع هو أن ينجو ‪ .‬ويف املس���لم ) ‪،‬ويف حماض���رة ألقاها جعفرالش���يخ للع���رب عرب التاريخ ‪ ،‬ويش�ي�ر يف ه���ذا الكتاب‬ ‫بريطانيا اس���تأنفنا العالقة والصداقة بيننا ‪ ،‬ادري���س وه���و س���وداني وكان في���ه ش���باب ‪ :‬اىل نبوءة تقول أنه ستقوم حروب بني العرب‬ ‫اعتقد أن ذل���ك كان يف نهاية ‪ ،1965‬وكان عراقيني ‪،‬شيعه‪ ،‬وس���نه ‪ ،‬ومصريني ‪ ،‬تعرفت والصهاين���ه ‪...‬ستس���تمراىل أن تق���وم ح���رب‬ ‫فيه صداقة أيضا مع د‪.‬حممد غيث كنا على على شخصية مهمة كان حمامي وليس من اخ���ر الزمن ينتص���ر فيها العرب عل���ى اليهود‬ ‫عالقة طيبة ‪ ،‬وشاركنا يف جمال النشاطات االخوان ‪ ،‬كان معين بالقضية الفلسطينية ‪ ،‬بس���بب تدخ���ل الليبي�ي�ن ‪ ،‬وفع�ل�ا وقتها حفر‬ ‫العامة ‪.‬‬ ‫والصهيوني���ة ودورها األساس���ي‪ ،‬كان معين هذا يف وجداني وأدخل هذه املُعطية يف راس���ي‬ ‫بالقضية الفلس���طينية بشكل أساسي ‪،‬كنت وصبغت قراءاتي وتفسريي وحبثي ‪.‬‬ ‫دائم���ا نلتقي أنا وإي���اه وكان يزودن���ي دائما‬ ‫الكتيب الذي غريني أو صبغ‬ ‫بالكتب هذه ش���كلت جانباً مهماً من تفكريي‪• ،‬مافيش فائدة فليس لنا مكان يف‬ ‫وجداني !‬ ‫كان امس���ه (ابراهي���م أباض���ة )‪ .‬ومث���ة أم���ر‬ ‫اهتمامات االخوان!‬ ‫بس���يط لكنه هام كان مث���ة كتيب صغري ‪:‬‬

‫الزميلة خدجية االنصاري وحممد املقريف اثناء ندوة جلريدة ميادين حول املرأة اليت عقدت بطرابلس‬

‫كان هناك استثمار لنشاط الطالب ‪ ،‬وكان‬ ‫دور د‪.‬عم���رو النام���ي متواص���ل مع���ي وكان‬ ‫أيضا أخونا حممد مصطفى رمضان ود‪.‬غيث‬ ‫‪ ،‬لك���ن ال ادري حص���ل ل���ي ما حص���ل أوال يف‬ ‫االح���داث بتاع الطلب���ة يناي���ر ‪1964‬م كان‬ ‫فعال حدثا قويا يف ذاكرتي ‪ 1964،‬قوي جدا‬ ‫وكان وقعها على أمساعنا هائال ‪ ،‬لكن يونيو‬ ‫‪ 1967‬كان الواحد منا فقد احرتامه لنفسه ‪،‬‬ ‫احرتامه النتمائه ‪،‬االعالم كان االعالم معبأ‬ ‫ضد العرب‪ ،‬ينظروا لنا باحتقار‪ ،‬كان ممكن‬ ‫بي�ن�ي وبني نفس���ي فيه نوع من االمل او ش���به‬ ‫يقني ان هذه أي هزمية ‪ 67‬نهاية االنقالبات‬ ‫‪،‬نهاية للنظم الديكتاتورية‪.‬‬ ‫وقبله���ا ‪ 1965‬كان الص���راع حمتدم���اً بني‬ ‫االخ���وان وب�ي�ن عب���د الناص���ر‪ ،‬وق���د خرجن���ا‬ ‫يف مظاه���رات عند اعدام س���يد قط���ب اعتقد‬ ‫‪ . 1966‬املش���كلة يف الل���ي حص���ل ‪،‬حص���ل‬ ‫في���ه نوع من االحس���اس ‪ ،‬بأن مافي���ش فائدة‬ ‫فلي���س لن���ا م���كان يف اهتمامات االخ���وان‪ ،‬بدأ‬ ‫يرتس���ب عندي ه���ذا االحس���اس حنن جمرد‬

‫أدوات تس���تعمل خلدمة قضايا كلها ليس���ت‬ ‫لن���ا‪ ..‬لب�ل�اد املس���لمني ‪ ،‬ب���دأت أدرك ذل���ك‬ ‫م���ن خ�ل�ال مجل���ة احل���وارات واالتص���االت‬ ‫وهك���ي تطورت وتوس���عت وتنوع���ت عالقاتي‬ ‫واتصاالت���ي‪ .‬أذك���ر أن التواج���د يف النش���اط‬ ‫العام واإلحس���اس القوى مبا حيصل صقلين‪،‬‬ ‫أدرك���ت حينهاالف���رق بني الوس���يلة والغاية‬ ‫وأنه جيب ان ال نسمح للوسيلة أن تتحول اىل‬ ‫غاية ‪ ،‬رمبا هذا من تاثري املرحلة االوىل‪ ،‬وبدا‬ ‫التباعد بيين وبينهم ‪ ،‬أنا خرجت عن االخوان‬ ‫طبعا بتأث�ي�ر تلك اللحظ���ة اخلارقة ‪ ،‬وكان‬ ‫جيب أن اقرر أن أستمر أو أن أترك ‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ ‪ 3‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪)2012‬م‬

‫خليل العرييب‬

‫ندوة حول عمل‬ ‫مرئي‬ ‫وج���ه الكات���ب املس���رحي واإلذاعي مخيس‬ ‫أمب���ارك مؤلف حلق���ات ( مقال���ب البيتزا )‬ ‫وج���ه دع���وة للنق���اد واملهتمني لعق���د ندوة‬ ‫ح���ول ه���ذا املسلس���ل الرمضان���ي كبادرة‬ ‫من���ه الس���تطالع آرائه���م يف ه���ذا العم���ل‬ ‫وتقييم���ه فنيا واالس���تفادة من ه���ذه اآلراء‬ ‫واالنطباعات يف أعمال قادمة ‪.‬‬ ‫مقالب البيتزا م���ن تأليف مخيس أمبارك‬ ‫وإخ���راج مفت���اح ب���ادي ومتثي���ل ‪ :‬ميل���ود‬ ‫العمرون���ي – ط���ارق الش���يخي – نعيم���ة‬ ‫بوزي���د – عيد س���عيد – وخنب���ة من جنوم‬ ‫التمثيل يف بنغازي ‪.‬‬ ‫مكتب إدارة املدن القدمية بنغازي‬ ‫( منزل عمر باشا منصور الكيخيا )‬ ‫بيت املدينة الثقايف‬

‫مبدعون يف‬ ‫الذاكرة‬ ‫السيدة محيدة العنيزي‬ ‫( ‪) 1982 – 1892‬‬

‫( رائدة العمل النسائي يف ليبيا )‬ ‫يوم اخلميس املوافق ‪ 30‬أغس���طس ‪2012‬‬ ‫السادسة مساء‬ ‫برعاية الشركة العاملية خلدمات الكهرباء‬ ‫( جيسكو )‬ ‫( شكر خاص جمللس الثقافة العام )‬

‫متفرقات‬ ‫•أول مطربة ليبية خريية املربوك ‪.‬‬ ‫•أول ممثلة ليبية فوزية العجيلي مبدينة درنة ‪.‬‬ ‫•أول ممثلة مس���رحية مصرية ظهرت علي خش���بة املس���رح‬ ‫( زكي���ة حس���ن منص���ور ) الش���هرية ب ( منرية املهدي���ة ) أو (‬ ‫سلطانة الطرب ) وذلك عام ‪ 1915‬مع فرقة (عزيزعيد) ‪.‬‬ ‫•أكرب مس���رح يف العامل هو املبين الش���عيب يف ساحة (تيان‬ ‫أن ص���ن ) يف بكني بالصني ومت بناؤه عام ‪1959‬م ويس���توعب‬ ‫‪ 10‬آالف متفرج ‪.‬‬ ‫•أول فرقة ملوسيقي اجلاز نشأت يف أمريكا العام ‪1865‬م مع‬ ‫حترير العبيد ‪.‬‬ ‫•أول فرق���ة مس���رحية ليبي���ة تأسس���ت مبدينة درن���ة العام‬ ‫‪ 1926‬م ومؤسسها الفنان الراحل حممد عبد اهلادي ‪.‬‬

‫اول مطربة ليبية‬ ‫وحم���دود الطبقات لكنه معرب عن اللون‬ ‫الش���عيب اللييب املميز وكانت عفوية يف‬ ‫أدائها حيت عند أدائها للمواويل ‪.‬‬

‫فضلت الغن���اء من خ�ل�ال اإلذاعة فقط‬ ‫كتب يوسف بن صرييت‬ ‫تعت�ب�ر الفنانة الراحلة خريية املربوك ‪ ،‬واس���تمرت باإلذاعة ملدة ثالث س���نوات‬ ‫أول مطربة ليبية دخلت اإلذاعة الليبية ترك���ت بعدها اإلذاع���ة يف العام ‪1961‬‬ ‫منذ بداية إرساهلا العام ‪ 1957‬مبحطة‬ ‫رأس أعبي���دة وقدمه���ا لإلذاع���ة الفنان‬ ‫الراح���ل عل���ي الش���عالية وكان���ت أول‬ ‫أغني���ة قدمته���ا بعنوان ‪( :‬قليب إنش���غل)‬ ‫م���ن كلم���ات الش���اعر الغنائ���ي الراحل‬ ‫حمم���د املرمي���ي ث���م قدم���ت أغني���ة ‪:‬‬ ‫(جم���روح لكن ما ق���درت أنقول���ه) وهي‬ ‫من كلمات الشاغر علي سليمان وغنت‬ ‫أيضا أغنية (خذ النصيحة) من كلمات‬ ‫الشاعر حممد املرميي أيضا ‪،‬‬ ‫ش���اركت يف اجملموعة الصوتية بفرقة‬ ‫اإلذاعة وقد شاركتها فيما بعد مطربة‬ ‫أخري تسمي فوزية حممود ‪ ،‬ولكن بقاء‬ ‫الثنائى يف اإلذاعة مل يستمر طويال نظرا‬ ‫لعدم اهتمام اإلذاعة بهما وتش���جيعهما‬ ‫وحتفيزهما علي االستمرار إضافة إلي ورصيده���ا م���ن األغان���ي أربع���ة أغان���ي الفنان���ة خريي���ة امل�ب�روك م���ن موالي���د‬ ‫بنغازي العام ‪ 1933‬وأنتقلت إلي رمحة‬ ‫عدم تقبل أقاربهما لدخوهلما هذا اجملال فقط ‪.‬‬ ‫‪ ،‬ومل حت���اول الفنان���ة خريي���ة امل�ب�روك متي���ز ص���وت خريي���ة امل�ب�روك بالروح اهلل العام ‪1963‬م ‪.‬‬ ‫الغناء يف مناس���بات األفراح الش���عبية بل الليبي���ة وكان معربا خاليا من النش���از‬

‫رحيل املوسيقار املصري حممد نوح‬ ‫ع���ن عم���ر ج���اوز ‪ 75‬عاما ت���ويف الفنان‬ ‫واملوس���يقار حمم���د ن���وح بع���د مس�ي�رة‬ ‫طويل���ة من العط���اء الف�ن�ي يف جماالت‬ ‫املوسيقي والغناء والتمثيل واإلخراج ‪.‬‬ ‫خت���رج الفنان حمم���د نوح م���ن كلية‬ ‫التج���ارة يف جامع���ة اإلس���كندرية ث���م‬ ‫حتص���ل عل���ي دبل���وم معه���د املوس���يقي‬ ‫العربية كما درس التأليف املوس���يقي‬ ‫يف جامعة ستانفورد األمريكية ‪.‬‬ ‫ب���دأ حيات���ه الفني���ة يف املس���رح الغنائي‬ ‫كمطرب وممثل كما اش���تهر بقدرته‬ ‫عل���ي ع���زف ع���دة آالت موس���يقية مثل‬ ‫البيان���و والعود والكم���ان والناي ‪ ،‬وحلن‬ ‫حمم���د نوح موش���حات وأغاني ملطربني‬ ‫كبار مث���ل جناح س�ل�ام وعلي احلجار‬ ‫وحمم���د احللو وحممد ث���روت وعفاف األغان���ي الوطني���ة احلماس���ية ‪ ،‬كم���ا من أش���هر أغنياته ( مدد ‪ ..‬مدد ‪ ..‬ش���دي‬ ‫راض���ي ‪ ،‬كم���ا أس���س فرق���ة النه���ار أسس فرقة النهار املسرحية اليت قدمت حيل���ك يا بل���د ) اليت رددها ش���باب ثورة‬ ‫الغنائي���ة عق���ب ح���رب أكتوبر‪ 1973‬العديد من األعمال املس���رحية اهلادفة ‪ 25 .‬يناير علي نطاق واسع ‪.‬‬ ‫ق���دم م���ن خالهل���ا موج���ة جدي���دة من‬

‫جديد الفنان حممد جنم‬

‫الفنان الكبري حممد جنم الذي‬ ‫إشتهر بغناء القصائد الصعبة وبعد‬ ‫توقف دام لسنوات طويلة يعود‬ ‫لعشاق فنه اآلصيل بعمل مميز‬ ‫جديد بعنوان ( فجر ليبيا ) من‬ ‫كلمات الشاعر الكبري راشد الزبري‬ ‫ومن أحلان الفنان املبدع عادل عبد اجمليد يقول مطلع‬ ‫القصيدة ‪:‬‬

‫طلعة الفجر لنا مدت يدا فشفت نفسا وداوت كبدا‬ ‫فأرفعوا الرايات حيوا الشهداء وأهتفوا عادت إلينا ليببا‬ ‫وكان الفن���ان حمم���د جن���م ق���د أجن���ز ه���ذا العم���ل يف األيام‬ ‫القريبية املاضية بأستديوهات القاهرة ‪,‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ ‪ 3‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪)2012‬م‬ ‫أمحد بشون‬

‫وزير الشباب والرياضه‬ ‫( يف الصيف ضيعت اللنب )‬ ‫مث���ل قدي���م كان ي���ردده أجدادن���ا يف‬ ‫ذلك الزم���ن القديم ‪ ،‬وه���و يقال عندما‬ ‫يضي���ع املرء فرصة ذهبية واليس���تغلها‬ ‫االس���تغالل املناس���ب ‪ ..‬فيصب���ح كم���ن‬ ‫أض���اع كوب م���ن الل�ب�ن الب���ارد يف يوم‬ ‫شديد احلرارة يف فصل الصيف ‪. ! ..‬‬ ‫وهـــــ���ذا م���ا حـــــدث لوزي���ر الرياضـــــــــة‬ ‫الذي كان قدره أن يكون وزيراً الكثر‬ ‫م���ن ( ‪ ) % 65‬م���ن الش���عب اللييب وهو‬ ‫قطاع الشباب ‪.‬‬ ‫كن���ا نتخي���ل أن ياتين���ا بتص���ور عامل���ى‬ ‫وعلم���ى ومقن���ع م���ن ش���أنه أن يرف���ع‬ ‫مس���توى الكفاءات الرياضية والرتبوية‬ ‫واالدارية يف هذا القطاع اهلام جداً وايضاً‬ ‫يشبعنخم عشاق الرياضة وحمبيها ‪.‬‬ ‫كنا نتص���ور أن يضع يده على أمراض‬ ‫املاضي املمقوته بكل ما فيها من وجع ‪.‬‬ ‫كنا نتصور أن يس���تعني ب���كل اخلربات‬ ‫والكف���اءات الت���ى يف بالدنا من أس���اتذة‬ ‫يف عل���وم االقتص���اد واحملاس���بة ورجال‬ ‫الدي���ن واخل�ب�رات الكروي���ة واالداري���ة‬ ‫الذين اش���تغلوا يف املاض���ي يف االحتادات‬ ‫واللج���ان االوملبية والالعب�ي�ن القدامى‬ ‫وكذل���ك بع���ض م���ن مجاهري الش���عب‬ ‫العاشق للرياضة ‪.‬‬ ‫كنا نتص���ور وهو االكادمي���ي احلامل‬ ‫للس���انس القان���ون والق���ادر على رصف‬ ‫الكلم���ات وجعلها ن���وارس حتلق وطيور‬ ‫ذات أجنح���ه نوراين���ة أن يق���ول كلمة‬ ‫احل���ق الفاصل���ة ب�ي�ن احل���ق والباط���ل‬ ‫وأن يدي���ن اجملتم���ع الرياض���ي يف عهد‬ ‫الطاغي���ة الذي جعل م���ن الدخالء على‬ ‫الرياض���ة ق���ادة وممثل�ي�ن يف االحتادات‬ ‫واللج���ان االوملبي���ة ويف ال���دورات يف‬ ‫اخل���ارج وحتى يف احملافل الدولية ‪ ..‬ويف‬ ‫صحف الرياضة التى تصدر يف الداخل‬ ‫واخلارج ‪.‬‬ ‫واس���ألوا ع���ن كيف ق���دم تص���ور ليبيا‬ ‫الستضافة كأس العامل ‪. !! ..‬‬ ‫كنا نتوقع ان يدي���ن االعالم الرياضي‬ ‫يف عه���د الطاغ���وت ال���ذي طب���ل وزم���ز‬ ‫للساعدى وحممد أبناء الطاغية وجعل‬ ‫منهما أبرز الوجوه الرياضية يف ليبيا ‪.‬‬ ‫كن���ت امتن���ى أن يأتينا بق���رار يبرت فيه‬ ‫النفاق والتضليل الذي حدث يف املاضي‬ ‫يف الس���احتني االعالمي���ة والرياضي���ة‬ ‫م���ن جذوره���ا ويدين���ه ب���كل أمراض���ه‬ ‫املمقوته ويس���دل الس���تار في���ه عن كل‬ ‫التج���اوزات املاضية التى جعلتنا جندف‬ ‫عك���س التيار وأن يكون ه���ذا القرار قوياً‬ ‫ومفاجئاً كثورة ‪ 17‬فرباير الربانية ‪.‬‬ ‫كن���ت امتن���ى أن خيص���ص ل���كل نادى‬ ‫استاذ يف االقتصاد ومراقب ماىل وباحث‬ ‫اجتماع���ى ورياض���ي قدي���م واعالم���ى‬ ‫ليقوم���وا مع���اً بدراس���ة اح���وال االندية‬ ‫ويقدموا تقاريره���م وعرض االمراض‬ ‫وط���رق عالجها وان يقدموا لنا دراس���ة‬ ‫متكامل���ة ع���ن وضعي���ة كل االندي���ة‬

‫فتحي الساحلي‬ ‫ابتدأ من دخل الدكاكني التى سرقت‬ ‫وحتى اصغر العب يف فريق الرباعم ‪.‬‬ ‫كن���ت امتن���ى ان جتل���س م���ع مجي���ع‬ ‫االندي���ة وتس���تمع اىل الش���رفاء فيه���ا‬ ‫وتعم���ل عل���ى ختليصه���م م���ن اللج���ان‬ ‫الكفري���ة وازالم الطاغي���ة وم���ن حال���ة‬ ‫النف���اق الت���ى كان���ت تعيش���ها االندية‬ ‫وكيف كان���ت تتكالب لك���ى يلعب هلا‬ ‫الس���اعدى او يرتأس جمالس���ها او حتى‬ ‫يزوره���ا ‪ ..‬واس���ألوا ع���ن الذي���ن كان���وا‬ ‫ينتظ���رون الس���اعات الط���وال يف املطار‬ ‫لكى يستقبلوا الساعدى عبدالسالم ‪.‬‬ ‫كن���ت اتص���ور ان يقدم تص���ور رياضي‬ ‫موق���ع م���ن كل الش���رائح الرياضي���ة‬ ‫الش���ريفة ختربن���ا فيه���ا ع���ن الطري���ق‬ ‫الصحي���ح ال���ذي يوصلنا ل���كأس العامل‬ ‫وبطول���ة الع���رب وافريقي���ا ‪ ..‬وكي���ف‬ ‫نقدم فرق رائعه وقوية يف السلة والكرة‬ ‫الطائ���رة والس���باحة والتن���س االرض‬ ‫وتنس الطاولة وغريها ‪.‬‬ ‫كن���ت اتص���ور ان تق���دم لن���ا برنام���ج‬ ‫متكام���ل ‪ ..‬كي���ف جنع���ل م���ن انديتن���ا‬ ‫اندي���ه منوذجي���ة وتقافي���ة واجتماعية‬ ‫هلا رس���الة تربوي���ة رياضية تق���ام فيها‬ ‫الن���دوات العلمي���ة واالمس���يات االدبية‬ ‫واللقاءات الفكرية وتصدر فيها صحف‬ ‫رياضي���ة هادف���ة ال مأج���ورة وتعم���ل‬ ‫حلس���اب من يدفع هل���ا وباملناس���ـــــــــــــبة‬ ‫اس���ـــــــألوا ع���ن صحيف���ة الص���دى التى‬ ‫كن���ا نصدره���ا يف الربازي���ل ( وضاق���ت‬ ‫الواسعه ) ‪! ..‬‬

‫كنت اتصور بانك ستسعى إىل االلتقاء‬ ‫بالرياضيني القدامى ذوى اخلربة ‪ ،‬لكى‬ ‫خي�ب�روك كي���ف كان���ت الرياضة يف‬ ‫س���تينيات الق���رن املاضي هواي���ة وبدون‬ ‫اح�ت�راف مزي���ف وكيف كان���ت رائعه‬ ‫ونقية ‪ ..‬وكان مظهرنا مشرف جداً يف‬ ‫ال���دورة العربية الثالث���ة التى اقيمت يف‬ ‫املغرب عام ‪ 1961‬م ‪.‬‬ ‫كنت اتصور بأنك س���تجلس ولساعات‬ ‫طوال مع الدكتور خليفة الباح وامحد‬ ‫بشون وعلى الشعالية وحمجوب بوكر‬ ‫وابراهيم املص���ري وعبدالعاىل العقيلي‬ ‫وبوبكر مشيسة وحممد قعيم وابراهيم‬ ‫النوال ومفتاح الدغيلي وشحات عثمان‬ ‫وعبداهلل املطردى وصاحل اجلهمى وعلى‬ ‫بوالكريع���ات وارحيم���ة ش���تيوى ومحاد‬ ‫الضبي���ع والصاحلني الغ���زاىل واحممد‬ ‫الش���ريف ليخ�ب�روك كي���ف كان���ت‬ ‫رياضتن���ا الرائع���ه وكيف ش���اركنا يف‬ ‫كل تل���ك ال���دورات وامللتقيات وكيف‬ ‫كنا ناجحني وبارعني ومتألقني ‪.‬‬ ‫كن���ت امتن���ى ان تص���در لن���ا دس���تور‬ ‫رياض���ي جدي���د حي���دد طريقن���ا صوب‬ ‫املس���تقبل ولكن���ك اضعت الل�ب�ن يف يوم‬ ‫ش���ديد احل���رارة ‪ !! ..‬وطلب���ت املش���ورة‬ ‫والنص���ح مب���ن الميل���ك أن يس���ديها‬ ‫ولي���س ل���ه عالق���ة بالرياض���ة ومل‬ ‫ميارس���ها والحت���ى يف االح�ل�ام ‪ ..‬وذلك‬ ‫بس���بب حجب الرؤي���ة وحماولة بعض‬ ‫االعــــــــــــالميني تضخيم ملف الرياضة‬ ‫لك���ى يعجزوك ع���ن االنط�ل�اق واعتقد‬ ‫انهم جنحـــــوا فيم���ا أرادوه ‪ ..‬ولكن على‬ ‫ً‬ ‫قليل�ل�ا وارتديت‬ ‫يقني بأنك ل���و تريثت‬ ‫( رداء ) املرافع���ه االس���ود وترافع���ت عنا‬ ‫حنن الرياضة التى ارتكبت بأمسها ويف‬ ‫حرمه���ا جرائ���م التعد والحتص���ى ‪ ..‬أنا‬ ‫واثق بأنك س���تنجح النك حمامى جيد‬ ‫وتعرف كيف تغزل الكلمات وترصفها‬ ‫لتجعله���ا تقات���ل كم���ا فعل���ت يوم���اً ما‬ ‫وحتيا الرياضة ‪.‬‬

‫الفريق الوطين لكرة القدم يف الدورة العربية الثالثة يف املغرب ‪1961‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫العبون حمرتفون‬ ‫ومسئولون هواة‬

‫فرج العقيلي‬ ‫هذا حال األندي���ة الرياضية يف بالدنا الكل‬ ‫يعم���ل مبقابل عدا أعض���اء اللجنة اإلدارية‬ ‫أو جملس اإلدارة وأعض���اء أمانة اجلمعية‬ ‫العمومية ‪.‬الالعبون – املدربون – اإلداريون‬ ‫– املرافقون الطبيون – السائقون مجيعهم‬ ‫ً‬ ‫مقاب�ل�ا بينم���ا املس���ؤولون أمام‬ ‫يتقاض���ون‬ ‫القانون اليتقاضون شيئاً ‪.‬نأمل من السادة‬ ‫املس���ؤولني يف وزارة الش���باب والرياض���ة‬ ‫النظ���ر بع�ي�ن االعتب���ار هلذه الش���رحية يف‬ ‫األندية اليت تكد وجتد على حس���اب أسرها‬ ‫ووقته���ا دون أن تتقاض���ي ش���يئاً وتتحم���ل‬ ‫الكث�ي�ر م���ن األعب���اء وإخفاق���ات الف���رق‬ ‫واملس���اءالت القانونية م���ن أكثر من جهة‬ ‫فال ب���أس إن خصص���ت هلم مكاف���أة مالية‬ ‫نظ�ي�ر حتمله���م ملس���ؤولية قي���ادة األندية‬ ‫الرياضية ومعاناتهم اليومية مع الالعبني‬ ‫واملشجعني عموماً واملتعصبني منهم بشكل‬ ‫خ���اص ‪.‬الش���ك أن منظومة االح�ت�راف يف‬ ‫األندي���ة الليبي���ة م���ا ت���زال ناقص���ة وغ�ي�ر‬ ‫صحيحة وغري فعالة ‪.‬جيب إدخال كافة‬ ‫األطراف املش�ت�ركة يف تكوي���ن األندية يف‬ ‫منظوم���ة االح�ت�راف ويف عملي���ة املكس���ب‬ ‫واخلس���ارة والنج���اح واإلخف���اق ويش���عر‬ ‫فيها اجلميع بش���مولية املس���ئولية وحتمل‬ ‫األخطاء ‪.‬‬ ‫نأمل من السادة املسؤولني يف وزارة الشباب‬ ‫والرياض���ة دراس���ة اخلارط���ة الرياضي���ة‬ ‫م���ن جدي���د واالس���تعانة بأه���ل اخل�ب�رة‬ ‫والتخصص يف هذا اجملال ‪.‬واهلل املستعان‬


‫التشكيلية الليبية ندى قليوان تهدى أمريكا (احلب واجلمال)‬ ‫السنة الثانية ـ العدد ( ‪ 28 () 68‬ـ ‪ 3‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪)2012‬م‬

‫ندى قليوان ولوحتها يف املتحف االمريكي‬ ‫طوله تقريبا مرت يف ‪ 70‬رمستها سنة ‪2007‬‬ ‫وكنت الليبية الوحيدة العارضة املشاركة‬ ‫يف املتح���ف ‪ ،‬وكانت هناك عدة مش���اركات‬

‫خاص – ميادين – أمريكا‬ ‫عل���ى صفحته���ا بالفيس ب���وك وضعت خرب‬ ‫ع���رض لوحته���ا كفنان���ة ليبي���ة ش���ابة يف‬ ‫متح���ف (جي�ت�ي )العامل���ي الش���هري ‪،‬ودع���ت‬ ‫م���ن يرغ���ب يف متابع���ة االفتت���اح مباش���رة‬ ‫ع�ب�ر الصفحة ‪،‬وق���د كانت هلا مش���اركات‬ ‫تطوعي���ة س���ابقة رفق���ة فنان�ي�ن آخرين من‬ ‫أحن���اء العامل (لوح���ة قماش‪ :‬ألي���س يف بالد‬ ‫العجائ���ب ) ميادي���ن إلتقط���ت اخلرب وكان‬ ‫هل���ا ه���ذه االطالل���ة احلصرية ال�ت�ي خصتنا‬ ‫بها الفنانة ندى قليوان ومن عني املكان ‪،‬عرب‬ ‫إجابتها التالية‬ ‫مربوك ن���دى ‪ ،‬كيف ب���دأت حكاية وصول‬ ‫لوحتك اىل متحف (جييت ) العاملي بأمريكا ؟‬ ‫لقد قدم���ت ملفي كي أك���ون متطوعة يف‬ ‫متح���ف ‪ Getty‬وه���و يعترب أك�ب�ر متاحف‬ ‫امري���كا ‪،‬فت���م قبول���ي كفنان���ة تش���كيلية‬ ‫‪،‬واجت���زت االمتح���ان ‪،‬وكون���ي أيض���ا أتكلم‬ ‫العربي���ة واالجنليزي���ة والرتكي���ة ‪ ،‬ومب���ا‬ ‫أنين اعم���ل متطوع���ة االن يف املتح���ف ‪،‬فقد‬ ‫أعلمون���ا أنه من حقنا ان نش���ارك يف املعرض م���ن صديق ل���ي من غان���ا ‪،‬وهو ايض���ا خريج‬ ‫ال���ذي س���يتم افتتاح���ه يف اغس���طس وفع�ل�ا كلية الفنون ‪،‬ومن اليابان والصني وامريكا‬ ‫مألت النمادج وأرس���لتها عرب االمييل وطبعا ايضا‪،‬ه���ده باختص���ار رحل���ة لوح�ت�ي ال�ت�ي‬ ‫صورة إلح���دى لوحاتي ‪ :‬اللوحة حتت اس���م ُعرضت ومازالت موجودة يف متحف جييت‪.‬‬ ‫(احل���ب واحلي���اة ) وه���ي كوالج عل���ى ورق حدثين���ا عن املُتحف الذي وُضعت به لوحتك‬

‫‪،‬وما قصة (جييت ) ؟‬ ‫ه���ذا املتح���ف (جي�ت�ي ) كان صاحب���ه يهوى‬ ‫الف���ن وهو فن���ان ثري جدا ‪ ،‬يش�ت�ري ويقتين‬ ‫لوحات الفنانني العظماء متل بيس���ارو وفان‬ ‫جوخ‪ ،‬وبيكاس���و‪ ،‬كما وحيت���وي هذا املتحف‬ ‫على مقتنيات فنون الب���اروك والروكوكو‬ ‫‪....‬والعدي���د العدي���د م���ن األواني ال�ت�ي تعود‬ ‫للقرن الس���ابع عش���ر ‪،‬وقبل أن يغادر احلياة‬ ‫(جي�ت�ي صاح���ب املتح���ف أخ�ب�ر احلكوم���ة‬ ‫االمريكي���ة انه س���وف يتطوع لعام���ة الناس‬ ‫بهدا الكنز الفين‪ ،‬واش�ت�رط ان تكون عروضه‬ ‫جمانا ‪،‬وفعال ظل هدا املتحف باس���م صاحبه‬ ‫(جي�ت�ي )‪ ،‬وص���ار الدخ���ول جمانا لتس���تمتع‬ ‫البشرية بفن عظيم دون مقابل‪.‬‬ ‫صف���ي لنا مش���اعرك كفنانة ليبي���ة يوم ان‬ ‫عرضت اللوحة رفقة فناني العامل ؟‬ ‫ع���ن فرحيت ي���وم االفتت���اح فه���ي ال توصف‬ ‫‪ ....‬فق���د كان ل���ي معرض���ي اخل���اص األول‬ ‫يف تركي���ا حتديدا يف مدينة (انقرة ) س���نة‬ ‫‪، 1997‬وكان ش���عوري وقته���ا ممزوج���ا‬ ‫باخل���وف والس���عادة ‪،‬ولك���ن ل���ن أنس���ى أن‬ ‫معرض���ي االول كان ه���و دافع���ي احلقيقي‬ ‫وراء ثقيت بنفس���ي ‪ ...‬وال يس���عين هن���ا اال ان‬ ‫اش���كر ابي ‪ ..‬ذلك الرجل ال���ذي قدم لي كل‬ ‫تش���جيع وح���ب مند نعوم���ة أظف���اري ‪ ،‬وهو‬

‫السبب احلقيقي وراء جناحي وتقيت العالية‬ ‫بنفسي ‪ ..‬ابي هو اخي وصديقي وكل حياتي‬ ‫‪ ...‬فم���ا كان بعد ذل���ك املعرض األول والدي‬ ‫كان امس���ه (قط���رات الندى )‪،...‬وش���اركت‬ ‫يف املع���ارض يف ليبيا م���ع اصدقائي ‪ ،‬وكان‬ ‫اخرها معرض (العش���رة )وكن���ت انا الفتاة‬ ‫الوحي���دة م���ع ‪ 9‬ش���باب س���نة ‪ 2008‬وهأنذا‬ ‫اآلن اش���عر بالس���عادة وانا افتخر بانين ليبية‬ ‫وأن�ن�ي أحقق اجلمال قبل النجاح حتت اس���م‬ ‫بل���دي‪ ،‬وش���كرا جلريدتك���م ( ميادي���ن ) اليت‬ ‫طالعتها وأعجبتين ‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.