العدد 71

Page 1

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫بنغازي يف خطر ‪....‬‬ ‫سيادة رئيس املؤمتر الوطين العام‬ ‫سيادة رئيس احلكومة االنتقالية‬ ‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬ ‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان‬ ‫السلفيوم خلف عمارة شركة ليبيا‬ ‫للتأمين ‪ -‬فندق مرحبا سابقا ‪ -‬الدور‬ ‫األول‬ ‫ميادين صحيفة ليبية متنوعة‬ ‫تصدر من بنغازي‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫هليل البيجو‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫حسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزواية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫مفتاح مليود ‪ /‬البيضاء‬ ‫مدير إداري‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫املراجعة اللغوية‬

‫صالح السيد أبوزيد‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫حتية طيبة وبعد‬ ‫يذكر البعض أن امللك إدريس السنوس���ي قرر عدم دخول مدينة بنغازي عقب اغتيال الش���لحي من قبل ابن‬ ‫عمه الش���ريف‪ ،‬وأن أخر زيارة له كانت يف مارس ‪ 1969‬يف االحتفال بعيد ميالده مر باملدينة عابرا‪ ،‬وأقيم‬ ‫االحتفال خارج املدينة بقرية القوارشة‪.‬‬ ‫ثم عقب االنقالب العس���كري الس���بتمربي املش���ؤوم الذي قام به زعيمه معمر القذايف من معس���كر قاريونس‬ ‫ببنغازي ‪ ،‬عقب هذا واجهت املدينة صعابا متتالية منها ما هو غري شهري كالنقص املزمن يف التموين ‪ ،‬ومنها‬ ‫الش���هري كش���نق املعارضني يف ابريل ‪1976‬م ‪ :‬عمر دبوب وحممد بن سعود واملطرب عمر خمزوم ‪ ،‬ثم تتالت‬ ‫جرائمه حتى حول املدينة إلي حرب ش���وارع يف التس���عينات من القرن املاضي مع اجلماعة املقاتلة مستخدما‬ ‫حتى الدبابات يف ش���وارع املدينة ‪ ،‬وليس آخرها حني أخرج الناس ضد الرسوم الدامناركية املسيئة إلي النيب‬ ‫املعظم ‪ ،‬ويف تلكم التظاهرة االحتجاجية اليت انقلبت ضد النظام قتل ما يربو عن العشرين شابا بكثري ‪ ،‬كان‬ ‫ذلك يف ‪ 17‬فرباير ‪ 2006‬م والذى حتول يف ذكراه السادسة إلي ثورة فرباير‪.‬‬ ‫لق���د كان لغض���ب املل���ك مايربره أن بنغ���ازي املدينة املعارضة اليت خي���رج طالبها يف يناي���ر ‪ 1964‬م ويقتل‬ ‫بعضهم فيما عرف بشهداء يناير ‪ ،‬لكن جتاوز غضب الطاغية العسكري كل احلدود مما جعله ينكل باملدينة‬ ‫وأهلها‪ ،‬ومتثل ذلك فى إسقاط الطائرة يف مطار طرابلس و مذحبة بوسليم األشهر‪ ...‬اخل ‪.‬‬ ‫نرصد هنا اخللفية التارخيية للتنكيل مبدينة واجهت عقابا مجاعيا ‪ ،‬حتولت هذه املدينة إلي عاصمة الثورة‬ ‫‪ ،‬وقد دفعت من أجل ذلك الكثري أوالهــا أن تكون املأوى لكل من ضاقت بهم السبل أثناء احلرب الغامشة اليت‬ ‫قادها الطاغية ضد البالد ومن شردوا من مدنهم ‪ ،‬ثم هذا الكم اهلائل من الكتائب العسكرية اليت تكونت أثناء‬ ‫احلرب ملواجهة كتائب الطاغية ‪ ،‬وهذا جعل من املدينة تنام علي كف عفريت أو كما يقال‪.‬‬ ‫وبع���د جن���اح الث���ورة تدفع بنغازي مثن هذا النجاح فتعيش ما متثله أخطار النجاح ‪ ،‬لقد خرج الش���عب من‬ ‫قمقم الطاغية حممال بكل أثقال ما خرج من أجله ‪ ،‬وزد على ذلك أن هذا الشعب ألول مرة يف تارخيه يعرف‬ ‫احلرية وبالتالي التعدد والتنوع والتباين واملشارب املختلفة اليت ليس أقلها التطرف ‪ ،‬فكانت الفاشية الربيئة‬ ‫وه���ي تلك القوى ال�ت�ي تعتقد أنها دفعت الثمن فحق هلا محاية ما دفعت من أجل���ه الثمن الغالي ‪ ،‬هذه القوى‬ ‫تعتقد وهذا من طبائع األمور يف نفسها النقاء الثوري ما تربر به سلوكها الفاشي فتعيد – دون دراية – إنتاج‬ ‫ما خرجت عليه ‪ ،‬هذه ما أطلق عليها املفكر اإليطالي أمربتوا ايكو ‪ :‬الفاشية الربيئة ‪.‬‬ ‫بنغ���ازي يف خط���ر من هذا كل���ه‪ ،‬ومن أنها حتولت إلي س���احة حيول إليها وعليها كل األزم���ات اليت تعانيها‬ ‫الب�ل�اد اخلارجة من أتون حمرقة احلرب احمللية واملش���اركة دوليا ‪ ،‬وما ينبثق من علل يف جس���د البالد اليت‬ ‫تق���وم فيها ثورة ش���عبية حترق األخضر والياب���س ‪ ،‬فمن بني ثورات الربيع العربي جنح���ت الثورة الليبية يف‬ ‫اجتث���اث النظ���ام ما يعن���ى أن البالد يف طور التكوي���ن‪ ،‬ونذكر أن البالد حتى اللحظة تق���ع حتت طائلة البند‬ ‫السابع من قرار جملس األمن ‪. 1973‬‬ ‫و مب���ا أن بنغ���ازي يف خط���ر من هذا وغريه س���تكون خطرا علي نفس���ها وعلى البالد ‪ ،‬اليت مترتس���ت حكومتها‬ ‫العاجزة يف طرابلس ( عاصمة البالد األبدية ) اليت تبعد عن بنغازي ( املدينة عاصمة الثورة ) املسافات ؟‪.‬‬ ‫واملؤمتر الوطين العام يف طور التش���كل مقره يزيد من بعده عن عني احلدث الذي كثريا ما حيدث بعيدا عن‬ ‫الي���د وحت���ى العني ‪ ،‬وما تظهره الشاش���ات وتبالغ يف تقييمه احملطات جمرد ما يظهر م���ن جبل الثلج ‪ ،‬فألمر‬ ‫ليس ذاك اللغو الذى نسمعه ونشاهد و ال هو ما خيتصر يف مجلة كالتى تقول ‪ ( :‬بنغازي آمنة والبالد خبري‬ ‫)‪ ،‬فكل يوم هناك جرمية اغتيال غامضة أو حماولة تفجري أو كتائب تستعرض قوتها بأن حتمى ما عجزت‬ ‫الدولة عن محايته ‪ ،‬وقد كان إعالم الغرب مجلة – وأيضا أعداء ثورة فرباير‪ -‬حيذرون من أن ليبيا س���احة‬ ‫للقاعدة ( اليت قد تعين أي شيء خطر ) ‪ ،‬وأنها سلة السالح بكل أنواعه وبأمثان خبسة‪.‬‬ ‫ال جيب النظر لألمر أنه تنافس جهوي كما نظر ملس���ألة الفيدرالية ‪ ،‬أو جمرد اس���تعراض لدور يف مس���رح‬ ‫الثورة ‪،‬عقب كل ثورة مثة مكان رجراج هو بطن الثورة الرخو ما يعتربه النظار مركز الركح متناسني أن‬ ‫املرك���ز لي���س هو الدائرة ‪ ،‬بنغازي هي املدينة اليت تدفع الثمن فيتم حتويلها من عاصمة للثورة إىل عاصمة‬ ‫لإلرهاب ويف كل األحوال تكون املدينة يف خطر ‪.‬‬

‫•ليس هذا مببالغة !‬

‫ومما يؤسف له أن يعد هذا حالة مبالغة يف نظرة سيكولوجية ختتزل املشهد‪ ،‬ومل تعترب حني استقال شحات‬ ‫العوامي ‪ -‬كتبنا مقالة حتت عنوان ( اس���تقالة ش���حات ) – و هو من انتخب كرئيس للمجلس احمللي ملدينة‬ ‫عما هو حاصل ‪.‬‬ ‫بنغازي ‪ ،‬وكتبنا ما كتبنا حمذرين فاالستقالة كانت حتمل الكثري من املؤشرات َّ‬ ‫وليس ما حيدث يف بنغازي كاحلاصل يف مدن وبلدات أخر يف البالد اليت حيدث فيها احتقان بني السكان لعل‬ ‫ما حدث بني الزاوية و ورشفانة خيتزله وأمكن تداركه ‪ ،‬هنا حنن لسنا أمام احتقان مشابه ‪،‬و ال حتى مطالب‬ ‫مشروعة ميكن حلها على الطريقة القذافية ما مارسته حكومة الكيب من سحر دوالري‪ ،‬وما أهمل من حجر‬ ‫حتول إىل احلجر األساس ‪ :‬حني حولت بنغازي إىل ساحة ألزمات البالد عقب ثورة فرباير حولت بقدرة قادر‬ ‫إىل ساحة ألزمات دولية ‪ :‬معركة قتل السفري األمريكي هي مؤشر خطري لذلك‪.‬‬ ‫ف���إذا كان اغتي���ال املواط���ن اللييب دون معرفة اجملرم أو األس���باب ‪ ،‬وهدم القبور يف ش���رق البالد ‪ ،‬وحماوالت‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫التفجري هذه ليس���ت باملس���ائل اليت تهدد أمن‬ ‫البالد فال ش���ك أنها كان���ت مقدمة إىل جعل‬ ‫بنغازي يف خطر ‪.‬‬ ‫لقد حول���ت املدين���ة كما حلظة الث���ورة إىل‬ ‫مرك���ز ومث���ال ويف غض���ون ش���هور قليل���ة‬ ‫صارت من األخبار الرئيسة يف حمطات الدنيا‬ ‫‪ ،‬كانت مركزا لإلش���عاع الثوري يشاد بها يف‬ ‫جملس األمن وخطب ق���ادة العامل‪ ،‬وتتظاهر‬ ‫الش���عوب لنصرتها ‪ ،‬واليوم أمس���ت يف األخبار‬ ‫كمدين���ة خط���ر عل���ى الع���امل كم���ا هي يف‬ ‫خطر ‪ ،‬أال يستدعى هذا أن يعيد عضو املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي الع���ام الس���يد احملرتم عب���د الرمحن‬ ‫الشاطر دعوته لعقد جلس���ة خاصة للمؤمتر‬ ‫لتدارس حال البالد ‪.‬‬ ‫أم " أبعد عن العني تبعد عن اخلاطر "‬ ‫يا س���يادة رئيس املؤمتر الوطين العام ‪ :‬حممد‬ ‫يوسف املقريف‬ ‫يا س���يادة رئي���س وزراء احلكوم���ة االنتقالية‬ ‫املنتخب ‪ :‬مصطفي بوشاقور‬ ‫السالم عليكم ‪.‬‬ ‫ملحوظة أولي ‪:‬‬ ‫البت���ة ال ألومك���م إن مل تتطلع���ا عل���ى ه���ذه‬ ‫الرس���الة‪ ،‬ال���ذي ي���وزع ميادي���ن مس���ؤول‬ ‫ش���ركة املخت���ار للتوزي���ع ‪ ،‬أعلمين األس���بوع‬ ‫الفائ���ت ‪ :‬أن اجلري���دة توزع يف غ���رب وجنوب‬ ‫البالد ‪ 250‬نس���خة ال أكثر‪ ،‬رغ���م أن البالد‬ ‫تعجبحامل���ي الدكت���وراه والربوفس�ي�رات‬ ‫َُ‬ ‫واألطباء والصحفيني والناشطني السياسيني‬ ‫واإلعالمي�ي�ن ‪ ،‬وبينهم عمداء وعقداء وزعماء‬ ‫كتائب‪،‬وحت���ى كت���اب ش���فهيني ‪ ،‬كل ذلك‬ ‫أكث���ر بأضع���اف من عدد س���كان ليبي���ا ‪ .‬وال‬

‫غرابة يف ذلك فبعض ممن يكتبون يف ميادين‬ ‫يس���ألين بعد نش���ر موضوع له ‪ :‬متى ستنش���ر‬ ‫املوض���وع ؟ ‪ ،‬هو نفس���ه ال يق���رأ اجلريدة اليت‬ ‫تنشر ما كتب وأرسله لنشره ‪.‬‬ ‫ملحوظة ثانية ‪:‬‬ ‫كت���ب إدوارد كاليان���و الكات���ب األمريك���ي‬ ‫الالتي�ن�ي ع���ن ص���ورة بريوقراط���ي ‪ :‬هن���اك‬

‫بني الذين جيب أن خيش���ى منه���م أكثر من‬ ‫غريه���م ‪ ،‬البريوقراط���ي‪ ،‬املدم���ر كاإلعصار‪،‬‬ ‫اخلانق كاإلمربيالية ‪.‬‬ ‫لي���س هناك ثورة ال حتمل هذه اجلرثومة يف‬ ‫بطنها‪.‬‬ ‫البريوقراط���ي ه���و الرج���ل اخلش�ب�ي ‪ ،‬خط���اء‬ ‫اآلهل���ة ال���ذي ب�ل�ا دم ‪ ،‬ليس حامس���ا و ال غري‬

‫‪03‬‬

‫حاسم ‪ ،‬إنه صدى دون صوت‪ ،‬مصدر لألوامر‬ ‫‪ ،‬ال لألف���كار ‪ .‬ينظر إىل أي ش���ك كهرطقة ‪،‬‬ ‫وإىل أي تناق���ض كخيان���ة‪ ،‬خيل���ط الوحدة‬ ‫باإلمجاع ‪ ،‬ويرى الش���عب كطفل أبدي جيب‬ ‫أن يقاد من أذنه‪. .‬‬

‫الطريق اىل رسالة الوحدة والسالم‬ ‫عبد اهلل شرف الدين‬ ‫اجلانبية وتركنا جوهرها وأهدافها السامية‬ ‫النبيلة ‪ ,‬فرس���الة اإلسالم يف جوهرها ليست‬ ‫ذقون���ا وال حجاب���ا وال جباه���ا بل ه���ي الدعوة‬ ‫الصرحي���ة الواضح���ة اجمللجل���ة اىل وح���دة‬ ‫وأخ��� ّوة البش���رية وس�ل�امها يف مجي���ع أرجاء‬ ‫هذا الكوك���ب ‪ ,‬فالنداء بوحدانية اخلالق ( ال‬

‫بن���اءا عل���ى الظ���روف القائم���ة يف املنطقة‬ ‫العربي���ة ال�ت�ي يس���مونها الش���رق االوس���ط ‪,‬‬ ‫تتساءل منظمتنا يف هذا اإلجتماع املو ّقر ‪ ,‬هل‬ ‫اجملتمع البش���ري الذي‪ -‬نعتق���د ان املنظمات‬ ‫غ�ي�ر احلكومي���ة مت ّث���ل ضم�ي�ره احلقيق���ي‪-‬‬ ‫يواف���ق على ما جي���ري يف ه���ذه املنطقة اليت‬ ‫هي مهد احلضارات والرساالت السماوية ؟؟‬ ‫إن م���ا جي���ري يف ه���ذه املنطق���ة منذ أوائل‬ ‫القرن املاضي وحتى اآلن هو ما كان س���ائدا‬ ‫يف الع���امل الغرب���ي إبّ���ان الق���رون الوس���طى‪,‬‬ ‫حي���ث ت���ولىّ بع���ض الباب���اوات إدارة رس���الة‬ ‫خضم‬ ‫املس���يح علي���ه الس�ل�ام وتاه���وا به���ا يف‬ ‫ّ‬ ‫عقده���م وجهلهم وصراعاته���م عن جوهرها‬ ‫اىل مظاه���ر اإلحنط���اط وال�ت�ردّي ‪ ,‬حت���ى‬ ‫حباه���ا اخلالق بعلماء اف���ذاذ من امثال مارتن‬ ‫لوث���ر ونظرائه فأقالوها م���ن عثرتها ورجعوا‬ ‫بها اىل جوهر رس���الة املس���يح عليه الس�ل�ام ‪,‬‬ ‫فازده���رت روائع التقدم واحلض���ارة يف ربوع‬ ‫العامل الغربي مما دفع شيخنا اجلليل حممد‬ ‫عبده يف أوائل الق���رن املاضي عندما زار اوربا‬ ‫وعاي���ش أهله���ا اىل قولت���ه املش���هورة ( لق���د‬ ‫رأي���ت يف هذه الربوع مس���لمني بدون إس�ل�ام‬ ‫وترك���ت يف بالدي إس�ل�اما بدون مس���لمني‬ ‫تفس���ر إل���ه إ ّ‬ ‫والتوجه من اجلميع اىل الكعبة‬ ‫ال اهلل )‬ ‫ّ‬ ‫!!) إن ه���ذه الكلمة الصارخة املدوّية ّ‬ ‫حت���ى اآلن الواق���ع ال���ذي نعيش���ه يف ربوعن���ا يف الص�ل�اة وإمتام ه���ذه الص�ل�اة بالنداء اىل‬ ‫العربية ‪ ,‬فنحن قد أخذنا من رسالة اإلسالم الس�ل�ام ( الس�ل�ام عليك���م ) ‪ ,‬واملش���اركة يف‬ ‫الرائعة الق ّيمة العظيمة قشورها ومظاهرها أمل اجل���وع والفرح���ة العامة عن���د اإلفطار (‬

‫الصوم ) ‪ ,‬وذلك اللقاء العظيم املبهر يف رحاب‬ ‫عرف���ات بلباس اإلحرام حيث يتعدّر التفريق‬ ‫ب�ي�ن ّ‬ ‫غ�ن�ي وفقري أو خ���ادم أو أم�ي�ر ( احلج ) ‪,‬‬ ‫وواج���ب الزكاة بأداء ج���زء من راس املال اىل‬ ‫توجهات‬ ‫احملتاج�ي�ن ( الزكاة ) ‪ .‬ه���ذه كلها ّ‬ ‫رائع���ة وهادف���ة بإحل���اح اىل وحدة البش���رية‬

‫تظّلله���ا راي���ة الص���دق والس�ل�ام واالخ��� ّوة‬ ‫البش���رية ‪ .‬فأين حنن اآلن من هذه الرس���الة‬ ‫وتوجهاتها الرائعة املبهرة العظيمة ؟؟!!‬ ‫ّ‬ ‫فه���ل هن���اك أمل يف أن خي���رج لنا الربيع‬

‫العربي امليئات من أمثال حممد عبده فيزيلو‬ ‫أشباه الباباوات كما أزالوا الطغاة من طريق‬ ‫فيع���م اخل�ي�ر‬ ‫ه���ذه اإلنتفاض���ة املبارك���ة‬ ‫ّ‬ ‫والس�ل�ام هذه املنطقة حت���ى تقوم بدورها يف‬ ‫تقدم العامل وازدهاره ‪.‬‬ ‫إننا يف هذا اإلجتماع علينا ان نذكر جيدا‬ ‫ان اإلنس���انية وح���دة متكامل���ة ‪ ,‬ف���إذا اصيب‬ ‫ج���زء منها باإلحندار فال ب ّد أن تتأ ّثر له بقية‬ ‫األجزاء‪ ,‬فتص���اب اجملموعة كلها بالتش���تت‬ ‫واإلنهي���ار ‪ ,‬وبالتال���ي من الواج���ب احمل ّتم أن‬ ‫نق���ف مجيعا اىل جانب ه���ذا الربيع الذي بدأ‬ ‫ينم���و يف ه���ذه األرض مه���د الرس���االت حتى‬ ‫تتف ّتح أزهاره فيعم خريها على اجلميع ‪.‬‬ ‫فهل حنن فاعلون ذلك ؟؟؟؟ إن األمل فيكم‬ ‫واسع كبري ‪ ,‬واسع كبري ‪.‬‬

‫‪THE INTERNATIONAL ORGANIZA‬‬‫‪TION FOR THE ELIMINATION OF ALL‬‬ ‫‪FORMS OF RACIAL DISCRIMINATION‬‬ ‫‪)(EAFORD‬‬ ‫‪Route des Morillons, CP 2100. 1211 5‬‬ ‫‪Geneva 2, Switzerland‬‬ ‫)‪Telephone: (022) 788.62.33 Fax: (022‬‬ ‫‪788.62.45 e-mail: info@eaford.org‬‬ ‫‪www.eaford.org‬‬

‫‪EAFORD 28-1-2012‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫فيلم “مشؤوم” يشعل موجة غضب إسالمية ‪!!!!....‬‬

‫بلغت الذروة مبقتل السفري االمريكي ببنغازي ‪!!!...‬‬

‫ميادين‪ -‬خلود الفالح‬

‫فجر فيلم “براءة املس���لمني” املسيء لالسالم الذي أخرجه االمريكي االسرائيلي سام باسيلي موجة غضب‬ ‫َّ‬ ‫يف ليبيا ومصر واليمن وتونس والسودان واالردن واملغرب ولبنان بوجه واشنطن بلغت ذروتها مبقتل السفري‬ ‫األمريك���ي كريس���توفر س���تيفنز وثالثة من موظفي الس���فارة األمريكي���ة يف ليبيا يف مدين���ة بنغازي يوم‬ ‫الثالثاء ‪ _11‬سبتمرب من العام احلالي‪.‬‬ ‫وقال املخرج للصحافة األمريكية ان “االسالم سرطان”‪ .‬ولقي الفيلم دعم القس األمريكي تريي جونس‬ ‫الذي تعرض إلنتقادات كثرية خاصة من املس���لمني حول العامل بعد أن اقدم على حرق نس���خة من القرآن‬ ‫واعرتض بقوة على بناء مسجد بالقرب من منطقة الربجني يف نيويورك‪.‬‬ ‫أدان الرئي���س االمريك���ي باراك اوباما اهلج���وم وأمر بزيادة االج���راءات األمنية على البعثات الدبلوماس���ية‬ ‫االمريكية يف أحناء العامل‪ .‬وقال أوباما يف بيان نشره البيت االبيض “أدين بشدة اهلجوم املشني على البعثة‬ ‫الدبلوماسية يف بنغازي والذي أدى إىل مقتل أربعة أمريكيني من بينهم السفري كريس ستيفنز”‪.‬‬ ‫القلبية‪ ،‬فحاولت إنعاش القلب والرئتني ملدة‬ ‫‪ 45‬دقيق���ة لكنه قضى حنبه اختناقاً بس���بب‬ ‫استنشاقه الدخان"‪.‬‬ ‫وأضاف���ت التقاري���ر إن أفراد أم���ن القنصلية‬ ‫حاولوا إخراج الس���فري من املبنى احملرتق لكن‬ ‫" هال���ة كثيفة م���ن الدخ���ان واللهب" حالت‬ ‫بينهم وبينه‪.‬‬ ‫ومتك���ن رجال األم���ن من اخلروج م���ن املبنى‬ ‫بس�ل�ام قب���ل أن يدرك���وا أن كريس���توفر‬ ‫س���تيفنز وضابط إدارة املعلومات بالقنصلية‬ ‫ش�ي�ن مسي���ث ال ي���زاالن بالداخ���ل‪ .‬وحاول���وا‬ ‫الرجوع للبحث عنهم���ا لكنهم مل يعثروا على‬ ‫السفري بل وجدوا جثة مسيث‪.‬‬ ‫وقال مس���ؤولون ‪ّ :‬‬ ‫إن املس���لحني الذين اعتدوا‬ ‫عل���ى القنصلية ب���دأوا بإط�ل�اق النار وخالل‬ ‫ربع ساعة من اقتحام املقر اشعلوا فيه النريان‬ ‫مما أعاق الوصول إىل ستيفنز ومسيث‪.‬‬ ‫توىل ستيفنز منصبه سفريا للواليات املتحدة‬ ‫يف طرابلس يف شهر مايو املاضي‪.‬‬

‫أنصار الشريعة ترد على االتهام‬ ‫‪!!!...‬‬

‫وقال رئيس املؤمت���ر الوطين حممد املقريف‬ ‫يف مؤمتر صح���ايف عقد يف مدين���ة طرابلس‬ ‫ي���وم االربعاء ‪ 12‬من الش���هر اجل���اري "نعتذر‬ ‫للوالي���ات املتح���دة وللش���عب األمريك���ي‬ ‫ول���كل الع���امل عم���ا ح���دث وحن���ن واحلكومة‬ ‫االمريكي���ة نقف يف صف واح���د يف مواجهة‬ ‫هؤالء اجملرمني القتلة"‪.‬‬ ‫وحبسب املتحدث باسم اللجنة األمنية العليا‬ ‫يف وزارة الداخلي���ة الليبية عب���د املؤمن احلر‪،‬‬ ‫ف���ان قذائ���ف صاروخي���ة م���ن ن���وع ار بي جي‬

‫اطلقت على القنصلية‪.‬‬ ‫نذكر ان مدينة بنغازي ش���هدت يف األش���هر‬ ‫األخ�ي�رة موج���ة م���ن اعم���ال العن���ف مشلت‬ ‫تفج�ي�رات واغتي���االت لضب���اط س���ابقني يف‬ ‫اجليش اللييب‪.‬‬ ‫وتواج���ه الس���لطات الليبي���ة ال�ت�ي جتاوزه���ا‬ ‫تصاع���د العنف وانتش���ار االس���لحة وتش���كيل‬ ‫امليلشيات املسلحة تنامي تاثري التيار السلفي‪.‬‬ ‫وظهر ذلك جليا يف نبش قبور وهدم أضرحة‬ ‫األولي���اء الصاحل�ي�ن يف غ���رب ليبي���ا بأي���دي‬

‫اسالميني متطرفني‪.‬‬

‫مدنيني ينقذون السفري‪!!!!...‬‬

‫كش���فت تقارير وزارة اخلارجية األمريكية‬ ‫وش���هود العي���ان يف بنغ���ازي أن الس���فري‬ ‫األمريك���ي ُنق���ل إىل املستش���فى بواس���طة‬ ‫مدني�ي�ن جمهولني يف وق���ت كان رجال أمن‬ ‫البعثة الدبلوماس���ية يبحثون عنه داخل مقر‬ ‫القنصلية‪ .‬وحبسب شهود العيان قال الطبيب‬ ‫"لقد أُحضر س���تيفنز وهو يعاني من الس���كتة‬

‫حماول���ة منها للرد على االتهامات املوجهة‬ ‫يف‬ ‫ٍ‬ ‫هلا سواء من الشارع أو بعض القنوات الفضائية‬ ‫خبص���وص اقتح���ام القنصلي���ة األمريكي���ة‬ ‫ومقتل الس���فري " كريس س���تيفنز" و ثالثة‬ ‫م���ن طاق���م الس���فارة‪ .‬ق���ال الناط���ق الرمسي‬ ‫لكتيب���ة أنصار الش���ريعة هان���ي املنصوري يف‬ ‫مؤمت���ر صحايف يف بنغازي يوم ‪ 9_13‬الفيلم‬ ‫املسئ للرسول تطاول ال يرضي مسلما يؤمن‬ ‫باهلل وباليوم الآلخرة‪.‬‬ ‫وأض���اف ان التظاهرة أم���ام القنصلية كانت‬ ‫سلمية إال ان إطالق النار من داخل القنصلية‬ ‫على املتظاهري���ن أدى إىل تفاقم األمر وأخذ‬ ‫منحى آخر وقتل الس���فري اختناقا من الدخان‬ ‫ً‬ ‫الناتج عن احلرق داخل القنصلية‪.‬‬ ‫وأك���دت كتيبة أنصار الش���ريعة والتى "مل‬ ‫تش���ارك يف ه���ذه التظاهرة" وطالبت وس���ائل‬ ‫االعالم توخي املصداقية يف نقل احلدث‪.‬‬ ‫و يف معرض رده على األسئلة املوجهة له من‬ ‫الصحفي�ي�ن عن الس���بب الرئيس���ي ألتهامهم‬ ‫م���ن قبل الناس قال‪ :‬بعض الناس استس���هلت‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫املركب اإلضايف أي "انصار الش���ريعه" حسب‬ ‫قوله‬ ‫ف�ل�ا ميي���زوا ب�ي�ن التي���ارات اإلس�ل�امية وال‬ ‫يفرقوا ب�ي�ن الصويف أو اإل خواني أو الس���لفي‬ ‫أو اجلهادي‪.‬‬

‫ردود أفعـــال دولية ‪!!!!...‬‬

‫بدوره���ا‪ ،‬قال���ت مصادر أمريكي���ة إن تنظيم‬ ‫القاع���دة رمب���ا يق���ف وراء اهلج���وم عل���ى‬ ‫القنصلي���ة األمريكي���ة يف بنغ���ازي‪ ،‬مش�ي�رة‬ ‫إىل أن���ه يتوق���ع ان تنض���م طائرات اس���تطالع‬ ‫أمريكي���ة إىل عملي���ة مط���اردة جهاديني قد‬ ‫يكونوا على عالقة باهلجوم‪ .‬وأش���ارت املصادر‬ ‫لش���بكة "سي أن أن" األمريكية إىل أن هجوم‬ ‫بنغازي خمطط له وأن املهامجني استخدموا‬ ‫االحتجاج خارج القنصلية كوسيلة لتشتيت‬ ‫االنتب���اه‪ .‬وقال���ت املص���ادر إنه���ا ال تعتق���د أن‬ ‫السفري كريس���توفر ستيفنز كان مستهدفاُ‬ ‫بالذات‪.‬‬ ‫وأعرب���ت وزي���رة اخلارجي���ة األوروبي���ة‬ ‫كاثري���ن آش���تون‪ ،‬ع���ن "صدمته���ا العميقة"‬ ‫جراء اهلج���وم عل���ى القنصلي���ة األمريكية‪.‬‬ ‫ودع���ت إىل اإلس���راع يف اخت���اذ كل التداب�ي�ر‬ ‫الضروري���ة حلماي���ة مجي���ع الدبلوماس���يني‬ ‫واملوظف�ي�ن األجانب الذين يعمل���ون يف ليبيا‪،‬‬ ‫وإىل الس���عي احلثيث "إلحالة املس���ؤولني عن‬ ‫هذه االغتياالت إىل القضاء"‪.‬‬ ‫وأكد مس���اعد األم�ي�ن العام لألم���م املتحدة‬ ‫للش���ؤون السياس���ية أم���ام جمل���س األم���ن‬ ‫الدول���ي‪ ،‬جيف���ري فيلتم���ان‪ ،‬أن عملية القتل‬ ‫" تزيد التأكيد عل���ى التحديات األمنية اليت‬ ‫تواجه السلطات يف ليبيا"‪.‬‬

‫‪05‬‬

‫وس���ط إمجاع دولي على إدان���ة االعتداء على‬ ‫القنصلي���ة األمريكي���ة يف بنغ���ازي أعلن���ت‬ ‫الوالي���ات املتحدة أنها سرتس���ل ق���وات خاصة‬ ‫تابع���ة ملش���اة البحري���ة "املارين���ز" إىل ليبي���ا‪،‬‬ ‫مؤك���د ًة يف الوق���ت نفس���ه رف���ض الوالي���ات‬ ‫املتح���دة تش���ويه مسع���ة معتق���دات اآلخرين‬ ‫الديني���ة‪ .‬وق���ال‪ :‬أدي���ن بش���دة اهلج���وم على‬ ‫منش���آتنا الدبلوماس���ية يف بنغ���ازي ال���ذي‬ ‫أودى حبي���اة ‪ 4‬أمريكي�ي�ن‪ ،‬الفت���اً إىل أن���ه‬ ‫أص���در توجيهاته إلدارت���ه لتقديم كل املوارد‬ ‫الضروري���ة لدع���م أم���ن الطاق���م األمريكي‬ ‫يف ليبي���ا‪ ،‬وزي���ادة أم���ن املواق���ع الدبلوماس���ية‬ ‫األمريكي���ة حول العامل‪ .‬وأض���اف "يف الوقت‬ ‫ال���ذي ترفض في���ه الواليات املتح���دة اجلهود‬ ‫لتش���ويه مسعة معتقدات اآلخري���ن الدينية‪،‬‬ ‫علين���ا مجيع���اً معارضة هذا الن���وع من العنف‬ ‫املغتال ‪ :‬هدية الفيتوري‬ ‫األعم���ى‪ ،‬بش���كل قاط���ع‪ ،‬ال���ذي أودى حبي���اة‬ ‫ه���ؤالء املوظف�ي�ن الرمسي�ي�ن"‪ .‬وأثن���ى عل���ى‬ ‫تقل هذه اجلملة اطالق���ا‪ ،‬وان هناك عمليات "سرطان" اإلسالم بأفكاره وأفالمه السياسية‪.‬‬ ‫ش���خص الس���فري األمريك���ي‪ ،‬ال���ذي دع���م‬ ‫مونتاج متت على هذا الفيلم بالكامل‪.‬‬ ‫العملي���ة االنتقالي���ة حن���و الدميوقراطية يف‬ ‫جارسيا تتربأ من دورها ‪!!!..‬‬ ‫اعرتفت املمثلة األمريكية سيندي لي جارسيا وعربت املمثلة األمريكية عن هلعها الش���ديد هل هناك فيلم مسئ للرسول؟؟؟؟؟؟‬ ‫ليبيا‪ ،‬معرباً عن األسى خلسارته‪.‬‬ ‫كذلك علقت وزي���رة اخلارجية األمريكية إح���دى املش���اركات يف الفيل���م أنه���ا وغالبية مما حدث يف اعقاب ع���رض الفيلم‪ ،‬والغضب بعد تزايد التناقضات فى قصة املنتج واملخرج‬ ‫هي�ل�اري كلينت���ون‪ ،‬عل���ى االعت���داء بالقول املمثلني تعرض���وا للخداع من جانب القائمني الكبري للمس���لمني‪ ،‬وقالت "لق���د أصبح هناك اللغز س���ام باس���يلى‪ ،‬وصعوبة حتديد هويته‪،‬‬ ‫"كيف ميكن أن حيدث هذا يف بلد س���اعدناه على الفيلم‪ ،‬وانها ما كانت لتش���ارك يف مثل قتل���ى اآلن بس���بيب وبس���بب الفيل���م ال���ذي ب���ل وجنس���يته‪ ،‬مصري���اً كان أم أمريكي���اً أم‬ ‫عل���ى التح���رر‪ ...‬يف مدين���ة س���اعدنا عل���ى هذا الفيلم لو كانت تعلم أنه يسيء للرسول ش���اركت فيه"‪،‬وكش���فت املمثلة األمريكية إس���رائيلياً‪ ،‬يهودي���اً أم مس���يحياً‪ ،‬إجنيلي���اً أم‬ ‫إنقاذه���ا من الدم���ار؟؟ وأضافت "هذا الس���ؤال حمم���د‪ ،‬بل كان���ت تعتق���د أنه يص���ور حياة مفاجأة مدوية‪ ،‬وهي أن خمرج الفيلم والذي أرثوذكسياً‪ ،‬بدأ الس���ؤال األهم يطرح نفسه‪:‬‬ ‫يدعى "س���ام باس���يلي" جاءها على أنه مصري "هل هناك فيلم مسىء للرسول من األصل؟"‪.‬‬ ‫يعكس ببس���اطة مدى التعقي���د وأحياناً مدى املصريني قدميا قبل ‪ 2000‬عام‪.‬‬ ‫االرتباك ال���ذي ميكن أن يك���ون عليه العامل"‪ .‬ولعبت سيندي جارسيا من كاليفورنيا‪ ،‬دور وكان يتح���دث العربي���ة أمامه���ا القناعه���ا‪ ،‬جمالت السينما‪ ،‬وأهمها "هوليوود ريبورتر"‪،‬‬ ‫وتابع���ت "لكن جيب أن تك���ون رؤيتنا واضحة والدة اح���دى الفتي���ات اليت م���ن املفرتض أن لكنها عرفت بعد ذلك انه اسرائيلي‪.‬‬ ‫تس���اءلت إن كان���ت املعلوم���ات الت���ى و ّفره���ا‬ ‫حت���ى يف حزنن���ا‪ .‬كان ه���ذا عم���ل جمموعة يتزوجه���ا النيب حممد صلي اهلل عليه وس���لم وبعد تصاعد املوقف اتصلت جارس���يا باملخرج باس���يلى ع���ن الفيل���م حقيقية من األس���اس‪،‬‬ ‫صغ�ي�رة وهمجي���ة ولي���س عمل ش���عب ليبيا وفقا لس���يناريو الفيلم‪ ،‬وأنه امعانا يف خداعها باس���يلي لتس���أله "ملاذا فعلت ه���ذا؟" فجاء رده فالفيلم ش���ديد الرداءة فى أس���لوب التصوير‬ ‫أو حكومته���ا؟‪ .‬وأك���دت أن "حري���ة ليبي���ا مل يذك���ر الس���يناريو اس���م الن�ب�ي حمم���د‪ ،‬أن���ا متع���ب‪ ،‬من قتل املتش���ددين اإلس�ل�اميني واإلضاءة‪ ،‬ويستخدم خدعاً سينمائية شديدة‬ ‫واس���تقرارها أمر خيدم املصاحل األمريكية‪ ،‬وقالت "خ�ل�ال التصوير واحل���وار الذي كان لبعضهم البعض‪ ،‬وأريد منك ان ختربي باقي الس���ذاجة‪ ،‬وم���ن املس���تحيل أن يتكل���ف ه���ذا‬ ‫ول���ن تك���ون العالق���ات ب�ي�ن البلدي���ن ضحية ي���دور بني املمثل�ي�ن مل يكن هناك اس���م النيب املمثلني أنه ليس خطأهم‪.‬‬ ‫الفيلم الضعيف ‪ 5‬ماليني دوالر‪.‬‬ ‫النقط���ة الثاني���ة‪ ،‬إن���ه إن كان هن���اك فيل���م‬ ‫للهجوم"‪.‬‬ ‫حممد نهائيا‪ ،‬بل كان الش���خصية الرئيسية‬ ‫يتكل���ف ‪ 5‬مالي�ي�ن دوالر‪ ،‬ف�ل�ا ب���د أن يظه���ر‬ ‫يف الفيل���م يس���مى رحلة البحث عن سام باسيلى‬ ‫وكالة األسوشيتد برس األمريكية التقطت امس���ه ف���ى مواقع األف�ل�ام املس���تقلة‪ ،‬واملواقع‬ ‫"مسرت جورج"‪.‬‬ ‫ودلل���ت جارس���يا اخلي���ط األول‪ ،‬ف���ى مكاملة هاتفي���ة مع رجل املهتم���ة بأخب���ار الس���ينما‪ ،‬أو حت���ى تصاري���ح‬ ‫عل���ى اخل���داع الذي يدعى س���ام باس���يلى‪ ،‬ع ّرف نفسه بأنه خمرج التصوي���ر وغريها م���ن األوراق الرمسية‪ ،‬فى‬ ‫تعرض���ت له جبملة ومنتج الفيلم‪ ،‬وأنه يعمل فى األساس مبجال ح�ي�ن أنه ال يوجد أثر على اإلطالق ألى فيلم‬ ‫هلا يف احلوار عندما مسس���رة العق���ارات‪" .‬س���ام" ق���ال ف���ى املكامل���ة حيمل اسم "براءة املسلمني"‪.‬‬ ‫كان���ت تتحدث مع اهلاتفي���ة إنه إس���رائيلى أمريك���ى‪ ،‬عمره ‪56‬‬ ‫زوجه���ا يف الفيل���م عام���اً‪ ،‬يعم���ل ف���ى جم���ال الرتوي���ج للعقارات‬ ‫بطل الفيلم جنل قيادي يف‬ ‫بوالي���ة كاليفورنيا‪ ،‬وأكد أنه خمتبئ خوفاً‬ ‫وال���ذي أراد ارس���ال‬ ‫محاس‪!!!!..‬‬ ‫للن�ب�ي على حياته‪ ،‬ثم بدأ فى سرد املعلومات اخلاصة‬ ‫ابنتهم���ا‬ ‫بإنتاج الفيلم وتكلفته‪.‬وكالة األنباء حصلت نش���رت صحيفة الوط���ن االلكرتونية تقريراً‬ ‫ليتزوجه���ا‬ ‫حمم���د‬ ‫على رقم سام من موريس صادق"أحد نشطاء كش���فت في���ه ان التحقيق���ات احملموم���ة فى‬ ‫وفق���ا مل���ا ج���اء يف أقب���اط املهج���ر ال���ذى اش���تهر بتصرحيات���ه الواليات املتحدة حول شخصية صناع الفيلم‬ ‫الفيل���م‪ ،‬وكان���ت الش���اذة‪ ،‬الداعية لوضع مص���ر حتت احلماية املس���ىء للرس���ول (صل���ى اهلل علي���ه وس���لم)‪،‬‬ ‫اجلملة ال�ت�ي قالتها األجنبية حلماية األقب���اط واألقليات"‪ ،‬لكنها فجرت مفاجأة من العيار الثقيل‪ ،‬باكتشاف‬ ‫أثن���ا اعرتاضه���ا مل تقاب���ل صاحب الرقم حتى ه���ذه اللحظة‪ ،‬أن فيل���م "ب���راءة املس���لمني" مل جي���ر تصويره‬ ‫"ه���ل اهل���ك طف���ل ومل تس���تطع التحق���ق م���ن هويت���ه‪ ،‬وطبق���اً أصال‪ ،‬وأنه غري موجود على أرض الواقع‪ ،‬وأن‬ ‫مثله���ا (البن���ت)؟" لباس���يلى ف���إن الفيلم مدته س���اعتان‪ ،‬وتكلف ما جرى تداوله جم���رد "تريلر" إعالنى مدته‬ ‫لك���ن اجلمل���ة ال�ت�ي ‪ 5‬ماليني دوالر‪ ،‬تربع بها ‪ 100‬يهودى يودون ‪ 14‬دقيق���ة‪ ،‬جرى تلفيقها‪ ،‬برتكيب أصوات‬ ‫مسعته���ا يف الفيل���م "فضح مس���اوئ الدي���ن اإلس�ل�امى"‪ ،‬على حد على ص���ور املمثل�ي�ن‪ ،‬بعملية دوب�ل�اج رديئة‪،‬‬ ‫كان���ت خمتلف���ة قول���ه‪ ،‬وأن عنوانه التجارى "براءة املس���لمني"‪ ،‬فيما أكدت "الوطن" حصوهلا على معلومات‬ ‫حي���ث ج���اءت "ه���ل وأوض���ح أن تصوي���ره اس���تغرق ‪ 3‬أش���هر فى تؤك���د أن بطل الفيلم املس���ىء‪ ،‬جنل القيادى‬ ‫حممد طفل مثلها؟"‬ ‫املغتال ‪ :‬بدر مخيس العبيدي‬ ‫ممث�ل�ا‪ ،‬فى حركة محاس‪ ،‬حسن يوسف‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأك���دت أنه���ا مل صي���ف ‪ ،2011‬وش���ارك في���ه ‪57‬‬ ‫ومضى يقول فى املكامل���ة اهلتافية إنه حيارب‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫اهال مبيادين ومبلفها املفتوح ‪ :‬الدستور الذي نريد‬ ‫هي حوصلة ألراء بعض من املشاركني الناشطني الفاعلني واعضاء من خمتلف التنظيمات املدنية يف اللقاء التشاوري‬ ‫الوطين الذي عقده منرب املرأة الليبية من أجل السالم يومي ‪ 13-8‬و‪ 2012 1-9-‬بقاعة فندق املهاري ( راديسون بلو‬ ‫– طرابلس )‪ ،‬ما أهمية الدستور ‪ ،‬وعن أي دستور نتحدث ‪ ،‬ما الذي يهمك فيه وكيف تراه ‪ ،‬هل تتوقع ان تشارك‬ ‫منظم���ات ومؤسس���ات عاملي���ة يف صياغت���ه ‪ ،‬ما موقع الن���اس وما دور املنظم���ات جتاههم لفهم ما هو الدس���تور تركنا‬ ‫االجابة للمجيب وعلى س���جيته ووفق معارفه ومعلوماته عن االس���تطالع الذي افتتحته ميادين على مستوى البالد ‪:‬‬ ‫الدستور الذي نريد والدعوة مفتوحة للجميع ‪.‬‬ ‫ميادين – طرابلس‬ ‫فاطمة غندور ‪.‬‬

‫دستورنا جيب أن يكون صناعة ليبية صرفة بعيدا عن أي تدخل أجنيب يف مضمونه‬

‫د‪.‬اهلادي بو محره‪ :‬خبري قانوني ‪:‬‬

‫اهال مبيادين ومبلفها ( الدس���تور الذي نريد‬ ‫) يف رأي أن الدس���تور ه���و انع���كاس لواق���ع‬ ‫معني انعكاس ذو واق���ع تارخيي ‪ ،‬اجتماعي ‪،‬‬ ‫حضاري وبالتالي جيب أن يعرب الدستور عن‬ ‫هذا الواقع جي���ب ان ال حيوي افكار أخرى ال‬ ‫وجود هلا يف الواقع ‪ ،‬أو مبعنى ليس هلا قاعدة‬ ‫ش���عبية حتى أنه جيب أن يكون الدس���تور يف‬ ‫منأى عن االجتاهات االيدولوجية أيا كانت‬ ‫‪ ،‬االجت���اه االيدولوجي س���واء كان ايدلوجي‬ ‫دي�ن�ي ايدولوج���ي اقتص���ادي ‪...‬اخل أي���ا كان‬ ‫وبالتال���ي عندنا ثوابت جي���ب أن نتفق عليها‬ ‫توابث هلا عمق يف اجملتم���ع اللييب ‪ ،‬وبالتالي‬ ‫اعتق���د ان���ه أي اجت���اه متط���رف أي���ا كان���ت‬ ‫صبغته نعتقد انه ال جذور له وبالتالي جيب‬ ‫أن يكون الدس���تور يف منأى عن ذلك هذا بكل‬ ‫بساطة الدس���تور الذي نريد دستور جيب أن‬ ‫ال يكون غريب عن اجملتمع اللييب ‪.‬‬ ‫ث���م أنه هناك فرق بني حاجتني‪ :‬االس���تعانة‬ ‫بالغ�ي�ر باملنظم���ات الدولية باالم���م املتحدة‬ ‫ومبن هلم خربة يف هذا اجملال لكن اس���تعانة‬ ‫ليست يف مضمون الدستور بل تتعلق بكيفية‬ ‫ادارة النق���اش حول الدس���تور‪ ،‬كيفية ادارة‬ ‫التش���اور حول الدس���تور‪ ،‬كيفية الوصول ملا‬ ‫جي���ب أن يتضمنه الدس���تور‪ ،‬جي���ب أن ننأى‬ ‫ع���ن التدخل االجن�ب�ي يف مضمون الدس���تور‬ ‫‪ ،‬وموج���ودة عن���دي ه���ذه التخوف���ات ‪ ،‬لنا أن‬ ‫نس���تعني باخل�ب�رات الدولي���ة يف كيفي���ة‬ ‫الوصول اىل مضمون الدستور يعين الناحية‬ ‫االجرائية ‪ :‬كيفية قيادة التش���اور ‪ ،‬كيفية‬ ‫التش���اور مع اجملتمع املدني ‪ ،‬كيفية تكوين‬

‫الزهراء لنقي‬

‫اللج���ان واالس���تعانة باخل�ب�رات‪ ،‬لك���ن جيب‬ ‫أن نن���أى بأك�ب�ر قدر ممكن ع���ن التدخل يف‬ ‫مضمون الدس���تور ‪ ،‬دس���تورنا جيب أن يكون‬ ‫صناعة ليبية صرفة ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الزهراء لنقي رئيسة منرب املرأة الليبية‬ ‫من اجل السالم ‪:‬‬

‫حن���ن دائما كمجتمع مدن���ي نريد ان نأخذ‬ ‫زمام املبادرة واملؤسسية وهي تنسيق للجهود‬ ‫لذلك حن���رص دائما يف حلظ���ات فارقة من‬ ‫املرحل���ة االنتقالي���ة والتح���ول الدميقراطي‬ ‫الذي نشهده يف ليبيا االن ‪ ،‬وعلينا ان نتشاور‬ ‫م���ع خ�ب�راء قانوني�ي�ن وأعضاء م���ن اجملتمع‬ ‫املدني وكش���باب وشابات وناس من خمتلف‬ ‫االماك���ن يف ليبي���ا (جغرافي���ة أو عرقي���ة )‬ ‫جنلس مع بعض ونتش���اور أوال ونضع خطة‬ ‫للعمل ملهام حمددة‪ ،‬وطبعا أهمية الدس���تور‬ ‫يف هذه املرحلة كونه ميثل العقد االجتماعي‬ ‫وهو شريعة املتعاقدين والبد من تفهيم هذه‬ ‫الفك���رة االساس���ية ل���كل الن���اس والب���د هلذا‬ ‫الدستور ان يضعه ويشارك فيه كل الناس‪،‬‬ ‫لذل���ك حن���ن حريص�ي�ن كل احل���رص أن‬ ‫اهليئة التأسيسية اليت ستضع الدستور بأننا‬

‫سنشارك فيها كنساء‪ ،‬ويف معايري اختيارها‪،‬‬ ‫وألي���ة عمله���ا ‪ ،‬منرب امل���رأة الليبي���ة من أجل‬ ‫الس�ل�ام ناويني نتجه أكثر بعد سلسلة من‬ ‫احلوارات التش���اورية ال�ت�ي كانت عن قانون‬ ‫االنتخاب���ات وعن مش���اركة املرأة والش���باب‬ ‫السياسية‪ ،‬وعن اهليئة التأسيسة ‪،‬والدستور‪،‬‬ ‫أنن���ا نتح���دث أكثر عن ه���م يش���غلنا كلنا‬ ‫كاليب�ي�ن‪ ،‬وه���و إش���كال االم���ن ‪،‬واملصاحلة‬ ‫الوطنية ولذلك خالل ش���هر من االن أو أقل‬ ‫س���ندعو ملؤمتر للحوار الوطين سيكلل جهود‬ ‫الع���ام املاض���ي وس���ندعو كل الش���خصيات‬ ‫الذي���ن ش���اركو معنا م���ن الع���ام املاضي من‬ ‫خمتلف املدن واليت ذهبنا اليها‪ ،‬وس���يكون يف‬ ‫طرابلس النه سيدعى اليه شخصيات‪ :‬منهم‬ ‫الس���فراء ‪،‬واعضاء من املؤمتر الوطين العام‪،‬و‬ ‫شخصيات سياس���ية واعالمية ‪،‬وناشطني يف‬ ‫مؤسس���ات اجملتمع املدني‪ ،‬حناول���وا أن نضع‬ ‫خطة عمل بعد تش���اور‪ ،‬املقصود به ماذا نريد‬ ‫من ه���ذا الدس���تور؟ حوار وطين يك���ون بذرة‬ ‫ملب���اديء موجودة يف الدس���تور‪ ،‬اولويات عمل‬ ‫مؤسس���ات اجملتمع املدني ‪ ،‬مؤسسات الدولة‬ ‫مب���ا فيها املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام ‪ ،‬املصاحلة‬ ‫الوطنية واالم���ن‪ ،‬وجنهز ايضا بعدها لورش‬ ‫عم���ل س���تكون أكث���ر ختصص���ا يف موضوع‬

‫امل���رأة ‪،‬واملصاحل���ة الوطني���ة ‪ ،‬وق���رار االم���م‬ ‫املتحدة سيكون يف االعتبار‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫•منال عبدالرمحن زقالم (موظفة‬ ‫بالتوتال الفرنسية ورئيسة املنظمة‬ ‫الدولية للمرأة – طرابلس) ‪.‬‬

‫انا احس ان الدستور هو الذي سيشكل دولتنا‬

‫جمدولني عبيدة‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫املقبلة ‪ ،‬ال مؤمتر عام وال حكومة جديدة ‪،‬انا‬ ‫ارى ان الدس���تور أه���م حاج���ة الزم نركزوا‬ ‫عليه���ا ‪ ،‬م���ا ه���و االمجل م���ن انن���ا االن نكتب‬ ‫دستورنا هذه اللحظات اليت نعيشها االن هي‬ ‫من اهم اللحظات وأنا أمتنى ان تش���ارك كل‬ ‫الناس ‪ ،‬اع���رف ان هناك ن���اس واعيه وهناك‬ ‫ن���اس مس���اكني ينقصه���م االمي���ان بأهمية‬ ‫الدستور ومبعناه ‪ ،‬لذلك جيب علينا أن ننزل‬ ‫للناس‪ ،‬انا يف منظميت سأعمل على مساعدة‬ ‫وتوعية الناس يف ( املنظمة الدولية للمرأة )‬ ‫سنحاول ذلك‪ ،‬وانا مهتمة بهذه االموراملهمة‬ ‫ان ُنفه���م الن���اس البس���يطة ‪ ،‬حنت���اج جه���ود‬ ‫كبرية يف التوعية ‪ ،‬الدستور سيبقى لسنني‪،‬‬ ‫للمستقبل‪ ،‬وانا اعرف ان هناك ناس متعلمني‬ ‫لكنهم س���لبني ‪،‬ومل يشاركوا يف اجلهود اليت‬ ‫تب���ذل أمتنى ان يش���عروا مبس���ؤلياتهم جتاه‬ ‫ليبيا االن ومستقبال ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ابتهال النايض ‪ -‬منظمة العنقاء‪. -‬‬ ‫الدس���تور ال���ذي نري���د ‪ :‬طبعا دس���تور حيمي‬ ‫حقن���ا كمواطن�ي�ن رج���ل‪ ،‬م���رأة ‪ ،‬ذوي‬ ‫احتياج���ات خاصة حيمي كل الش���رائح ويف‬ ‫كل مراح���ل احلي���اة ه���ذا باختص���ار رأي ‪،‬‬ ‫حقوق املرأة حقوق املواطنة وأن يكون الناس‬ ‫سواسية أمام القانون ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫شهرزاد املغربي – رئيسة منرب املرأة‬ ‫الليبية للتمكني ‪.‬‬

‫اىل اي ش���يء اخر الننا إذا ضمنا حق املواطنة‬ ‫ضمنن���ا ح���ق املس���اواة يف الدول���ة يف التعليم‬ ‫يف كل ش���يء املواطن���ة يف املعن���ى الصحي���ح‬ ‫وبالتطبي���ق ايض���ا ال أن توض���ع يف الدس���تور‬ ‫فقط وهو املطلوب حتديدا ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فعل���ي املؤمتر الوطين رمب���ا تصله مقرتحات‬ ‫ه���ذه اللق���اءات ث���م يهملها ولك���ن االن هناك‬ ‫تواصل ومواكبة من اجلمهور ‪ ،‬من الش���ارع‬ ‫وعين���ه عل���ى املؤمت���ر الوط�ن�ي ‪ ،‬وكذل���ك‬ ‫منظم���ات اجملتم���ع املدن���ي تق���وم بدوره���ا‬ ‫كمراقب ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫نري���د دس���تور حي�ت�رم احلق���وق واحلري���ات‬ ‫وأيض���ا يضم���ن وجود امل���رأة بدءا م���ن اهليئة‬ ‫التأسيس���ية وبالتال���ي ضم���ان حقوقه���ا يف‬ ‫الدس���تور املس���اواة ب�ي�ن الرجل وامل���رأة بدون‬ ‫متيز جلمي���ع املواطن�ي�ن وكمواطمة ليبية‬ ‫اري���د ان يكون الدس���تور ذو رؤية مس���تقبلية‬ ‫حفظ���ا حلق���وق االجي���ال القادم���ة دس���تور‬ ‫متطور نوعا ما نتطلع فيها للمس���تقبل كما‬ ‫احلاض���ر ‪ ،‬دس���تور حي�ت�رم حق���وق االنس���ان‬ ‫حقوق املواطن���ة وال نريد مواطن درجة اوىل‬ ‫ومواطن درجة ثانية !‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫احلقيق���ة انا اعتق���د انه لوال االش���تغال الذي‬ ‫تقوم به منظمات اجملتمع املدني لكنا يف أسوء‬ ‫ح���ال ‪ ،‬مل يتم تعديل قانون االنتخاب وتغريه‬ ‫واشياء اخرى لذلك مؤسسات اجملتمع املدني‬ ‫وحت���ى هذه اللحظ���ة هي من محل���ت العبء‬ ‫االكرب وفاءا هلذه الثورة وحماولة الوصول‬ ‫بها اىل اهلدف املطلوب ‪ ،‬لذلك دور مؤسس���ات‬ ‫اجملتمع املدني ومن بينهم منرب املرأة للسالم‬ ‫كان دور فاعل ومهم جدا خصوصا بالنسبة‬ ‫للتش���ريعت وبالنس���بة الداء املؤمت���ر الوطين‬ ‫الس���ابق وحاليا لتحس�ي�ن أداء املؤمتر الوطين‬ ‫الع���ام والوصول به اىل املس���توى املطلوب ‪ ،‬انا‬ ‫كم���رأة ارى يف بنود الدس���تور انه ال ينقص‬ ‫م���ن املكتس���بات ال�ت�ي حققته���ا امل���رأة خ�ل�ال‬ ‫املس�ي�رة الطويلة من النضال س���واء يف العهد‬ ‫الس���ابق أو يف نظام القذايف النن���ا حققنا فيه‬ ‫الكث�ي�ر م���ن املكتس���بات اس���تنادا اىل م���ا تعلق‬ ‫بالقوان�ي�ن ال�ت�ي جاءت بع���د مطالب���ات وبعد‬ ‫نض���ال فأنا ال أمتنى خس���ارة هذه املكتس���بات‬ ‫وانن���ا حنق���ق املزيد م���ن املكتس���بات لألجيال‬ ‫القادم���ة وال نف���رط يف حقوقهن االن وحنن‬ ‫علينا ال���دور الكبري لنحف���ظ حقوق االجيال‬ ‫القادم���ة ‪ ،‬وحنن نصي���غ دس���تورنا نتوقع ان‬ ‫تستقر بالدنا به وان يعيش الجيالنا القادمة‬ ‫فعلين���ا مس���ؤلية نفس���نا واالجي���ال القادمة‬ ‫ونتمن���ى أن يعيش���وا يف حري���ات مكفولة ويف‬ ‫ضمانات حقيقية يف الدستور ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫جمدولني عبيدة – رئيسة مجعية حقي‬ ‫حلقوق املراة ‪.‬‬

‫رويدة الغويل – منرب املرأة الليبية من‬ ‫اجل السالم ‪.‬‬

‫اللق���اء التش���اوري ال���ذي قادت���ه من�ب�ر امل���رأة‬ ‫الليبي���ة من أج���ل التعجي���ل س���يكون له دور‬ ‫خاص���ة وان ظ���روف التواصل صارت أس���رع‬ ‫م���ن خ�ل�ال تواف���ق املوحودي���ن هن���ا يف قاعة‬ ‫التش���اور م���ن املنظم���ات املدني���ة م���ن أكثر‬ ‫م���ن مدين���ة ليبية ل���دي ثقة انه س���يكون هلا‬ ‫رد فع���ل ‪ ،‬الس���تور الذي نري���د ‪ :‬بصفة عامة‬ ‫تش���غلنا حق���وق االنس���ان يف كل جم���ال ‪،‬‬ ‫للطف���ل للم���رأة للرج���ل ملختلف الش���رائح ‪،‬‬ ‫ال حق���وق للمرأة لدين���ا ال رعاية صحية وال‬ ‫تعلي���م وال بيئة وال طفول���ة امتنى ان يراعى‬ ‫كل ذلك دس���تور شامل لكل شيء من تقنية‬ ‫وتط���ور الل���ي صاير يف الع���امل كفانا ختلف‬ ‫من الس���نوات اللي فاتت دستور ليس البنائنا‬ ‫فق���ط بل الحف���اد احفادنا ‪ ،‬االن حنن نش���يد‬ ‫بدس���تور سنة مخسني الن اجدادنا ملا وضعوه‬ ‫وضعوه النه مستقبلي وفيه حاجات جديدة ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫م���ن أه���م االساس���يات ال�ت�ي نتطل���ع اليها يف‬ ‫الدس���تور تش���كيل الدول���ة حن���رص حرص‬ ‫كبري على ان تكون الدولة يف مصاف الدول‬ ‫الدميقراطي���ة احلق���ة النظ���ام ال���ذي خيتار‬ ‫جي���ب ان يك���ون هناك فص���ل بني الس���لطات‬ ‫يكون رأس الدولة ال يس���تفرد باحلكم يكون‬ ‫جمل���س الن���واب التش���ريعي يكون ل���ه صوت‬ ‫مؤثر مع الدولة حتى يتم مراقبة حتركات‬ ‫رئيس الدولة من جملس النواب عند اختاذه‬ ‫للق���رارات حتى ال حيي���د عن ارادة الش���عب ‪،‬‬ ‫ش���عبنا الذي ق���دم تضحيات كبرية ‪،‬ش���بابنا‬ ‫ونس���ائنا ‪ ،‬جي���ب ان حيرص من س���يمثلنا يف‬ ‫جمل���س الن���واب هلم ال���رأي الكبري يف مس���ار‬ ‫الدولة ‪ ،‬نظام رئاس���ي ولكن ال مينح له احلق‬ ‫يف اختاذ القرار كام�ل�ا ‪،‬ثانيا نريد ان نكون‬ ‫مع العامل اي حنتف���ظ ونتعامل مع القوانني‬ ‫الدولية من قوانني حلقوق االنسان هناك ما‬ ‫يعلن من حني اىل اخر نريد ان نضمن حقوق‬ ‫الف���رد يف الدولة من واق���ع القوانني الدولية‬ ‫اليت جيب ان يشار اليها يف الدستور ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫لو مافيش حديث يف الش���ارع عن اي حدث يف‬ ‫الدولة وخصوصا الدس���تور فمعناها الش���عب‬ ‫يف مع���زل عن احلكومة وع���ن اجملتمع املدني‬ ‫ممثل الش���عب ‪ ،‬الذي جي���ب أن خيوض االن‬ ‫يف ح���وارات ومؤمترات ب�ي�ن خمتلف املناطق‬ ‫وهن���اك تواصل حتى ل���و كان ضمين وليس‬

‫الدس���تور ومن خالل ورش���ة عمل منرب املرأة‬ ‫الليبية من أجل الس�ل�ام خاصة بالنس���بة لي‬ ‫وان���ا لس���ت قانوني���ة ولك���ن الورش���ة أفادتين‬ ‫كث�ي�را فهن���اك أش���ياء كان���ت غائب���ة ع�ن�ي‬ ‫كرئيس���ة مجعي���ة حقوقي���ة وم���ا قي���ل هنا‬ ‫يه���م كل املواطن�ي�ن فالدس���تور وتفاصيل���ه‬ ‫مهم���ة وجي���ب ان يعرفها الن���اس النه كان‬ ‫غائب عليهم انا كرئيسة مجعية من واجيب‬ ‫توعي���ة اجملتمع وخاصة النط���اق الذي اعمل‬ ‫به وأوضح هلم ما استفدته وهذا واجيب حتى‬ ‫كام���رأة ليبية ‪ ،‬وس���أدعو يف الدس���تور الذي‬ ‫نريد اىل محاية حقي كاليبية وكمواطنة‬ ‫ولو يضمن حق املواطنة يف الدستور ال احتاج‬

‫منال زقالم‬

‫هدى الغالي – مجعية أزر احلقوقية –‬ ‫زوارة‬

‫وافية سيف النصر – منرب املرأة الليبية‬ ‫للسالم ‪.‬‬

‫‪07‬‬

‫أمال بو قعيقيص ‪ :‬خبرية قانونية‬

‫شهرزاد املغربي‬

‫رويده الغويل‬

‫تركية عبداحلفيظ ‪ -‬ناشطة وعضوة‬ ‫منرب املرأة ‪.‬‬

‫للمجتم���ع املدن���ي دور كب�ي�ر يف عملي���ات‬ ‫التغيري اجلارية يف اجملتمع ‪ ،‬الدس���تور جيب‬ ‫أن يضم���ن حق املواطنة لكل لييب وليبية وان‬ ‫الس���يادة تكون للش���عب وال احد غري الش���عب‬ ‫وحناول االن يف هذا الوقت من خالل منظمات‬ ‫اجملتمع املدني اوال التعجيل بتش���كيل اهليئة‬ ‫التأسيس���ية حي���ث ان املدة ال�ت�ي كان متفق‬ ‫عليها املق���ررة يف االعالن الدس���توري قاربت‬ ‫عل���ى االنته���اء علين���ا كمجتم���ع مدن���ي أن‬ ‫نطالب املؤمتر الوط�ن�ي بالتعجيل بهذا االمر‬ ‫لذلك كان ه���ذا اللقاء بقيادة منرب املرأة من‬ ‫أجل الس�ل�ام حيث مت دعوة ع���دد من ممثلي‬ ‫منظمات جمتم���ع مدني ومجعيات خمتلفة‬ ‫مهتمة حبقوق االنسان ومهتمة بوضع املرأة‬ ‫‪،‬اس���فر هذا اللق���اء عن ع���دد م���ن التوصيات‬ ‫سرتس���ل اىل املؤمتر الوطين وه���ي عبارة عن‬ ‫مراسلة فيها تذكري ألعضاء املؤمتر الوطين‬ ‫العام بأن���ه من اهم اولوياتهم تش���كيل اهليئة‬ ‫التأسيس���ية والتعجي���ل به���ا ‪،‬والتأكيد على‬ ‫ض���رورة وجود امل���راة فيها من أج���ل ان يكون‬ ‫للمرأة صوت والجل ضمان حقوق املرأة ‪،‬وان‬ ‫يك���ون اص���وات ترتفع مطالبة حبق���وق املرأة‬ ‫من خالل ضغط التنظيمات املدنية ‪.‬‬

‫وافية سيف النصر‬

‫أمال بو قعيقيص‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫جلنة النزاهة القبلية !!!!‬

‫ميادين – اوباري‬ ‫خدجية االنصاري‬

‫مت تعلي���ق عضوية م���ن أختارهم و انتخبهم‬ ‫املواط���ن أنا ال أع���رف من ه���م أعضاء جلنة‬ ‫النزاه���ة القبلية أو م���ن أختارهم ؟؟؟و علي‬ ‫أي أس���اس مت اختياره���م و ماه���ي املعاي�ي�ر‬ ‫ال�ت�ي اختاروهم عل���ي أساس���ها و الغريب يف‬ ‫األم���ر أن ه���ذه اللجن���ة هي الت���ى مت املرور‬ ‫عليه���ا قبل اإلنتخابات ما الذي حل بها كي‬ ‫تصحو من س���باتها يف هذه األي���ام ‪..‬؟؟؟ و ما‬ ‫االذي خطر علي جلنة النزاهة القبلية ‪..‬؟؟‪،‬‬ ‫إذن هن���ا العلة يف هذه اللجن���ة أرادوا تعليق‬ ‫عضوي���ة بع���ض أعض���اء املؤمت���ر الوطين يف‬ ‫اجلن���وب بنا ًء علي أدلة خصومهم فى الوقت‬ ‫الذى كان فيه املواطن يريد إس���تقالة هذه‬ ‫اللجنة ‪ ،‬جلنة احملسوبية و اجلهوية اللجنة‬ ‫���م مت تعلي���ق عضويتهم‬ ‫املعمري���ة و م���ن ثــَ َّ‬ ‫وقلت���م َّ‬ ‫أن م���ن مت تعليق عضويت���ه قاتل يف‬ ‫زم���ن القذايف و الثاني قلتم إنه كان يصفق‬ ‫للنظام السابق إذن كانت هذه هي األسباب‬ ‫الضعيفة فإن أغلب من مت ترشيحهم كانوا‬ ‫يطبلون للنظام الس���ابق !!!!!!!! و املواطن هنا‬ ‫يس���أل ويقول مهما كانت األسباب ال يوجد‬ ‫مربر أب���دا لتعليق عضوية ش���خص أختاره‬ ‫الصن���دوق ألن ه���ذا يس���مي تالع���ب بصوت‬ ‫الناخب و بالتالي نفقد ثقة الناخب ألن هذه‬ ‫أول جتربة و يف نظر الناخب فاشلة ‪.‬‬ ‫عموم���ا ال تزال هن���اك أيادي س���وداء و أفكار‬ ‫عنصري���ة و أص���وات عالية تدع���و للتطرف‬ ‫القبل���ي و الدي�ن�ي و طغ���اة صغ���ار خلفه���م‬ ‫الطاغي���ة و نظامه الديكتاتوري فمن العيب‬ ‫جدا أن يقرب طاغي���ة أربعة عقود و ال يرتك‬ ‫خلفاء له !!!‬ ‫ردا عل���ي من قال وص���رح ‪ :‬علي قن���اة ليبيا‬ ‫الدولي���ة أن مدين���ة أوب���اري غ�ي�ر حمررة‬ ‫و أصبح���ت أوب���اري مدينة تض���م األزالم و‬ ‫املليش���يات و املرتزقة و نريد م���ن الوزارة أن‬ ‫تعلن مدينة أوباري منطقة عسكرية !!!‬ ‫نق���ول ‪ :‬أوب���اري حم���ررة من���ذ كن���ت‬ ‫أنت يا س���يدي احمل�ت�رم الجئ���ا يف أمريكا ‪ ،‬و‬ ‫أن م���ن ح���رر مدين���ة أوب���اري هم م���ن قلت‬ ‫عنه���م املرتزق���ة ‪ ،‬األزالم ل���ن جي���رؤوا علي‬ ‫دخ���ول مدينة أوباري ألنه���ا من أكثر املدن‬ ‫املس���تقرة أمنيا ‪ !!!..‬إذن م���ا الداعي إلعالنها‬ ‫منطقة عس���كرية ‪ ،‬أما خبصوص املليشيات‬ ‫هنا ال وجود ألى مليشيات أنا أري اإلنضمام‬ ‫للجي���ش فقط من باب الرزق و هذا إلنعدام‬ ‫فرص العمل و كثرة البطالة يف املنطقة !!!‬ ‫حن���ن نطالب كل من ل���ه ضلع يف مماطلة‬ ‫عم���ل أعض���اء املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام جيب‬ ‫اعط���اء الفرصة قليال ألعض���اء املؤمتر حيت‬

‫ال نضي���ع وقته���م و وقتن���ا كما ض���اع وقت‬ ‫اجمللس اإلنتقالي و إال سيتم تعليق عضوية‬ ‫حيت املواطن اللييب يف هذه احلالة !!!‬ ‫نريد بناء فكر متحرر للمواطن اللييب و بناء‬ ‫دول���ة مدنية دولة تتوف���ر فيها فرص عمل‬ ‫للش���باب و دولة الوعي السياس���ي للمواطن‬ ‫كما كنا حنلم قبل سقوط طاغية العصر‬ ‫أما اإلنش���غال بأنفس���نا فهذا ال جيلب لنا إال‬ ‫لعنة الناموس !!!‬ ‫علي الش���ريف ‪ :‬على كافة الشباب والنخب‬ ‫احل���راك م���اذا تنتظ���رون ؟ الي���وم وجه���ت‬ ‫صفعة للط���وارق يف بداية تأس���يس الدولة‬ ‫الليبية فى رس���الة واضحة على استخفاف‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي بصوتن���ا ‪،‬قب���ل يوم�ي�ن من‬ ‫تش���كيل احلكوم���ة وكذل���ك ف���ى إس���تهتار‬ ‫واضح بأص���وات الناخبني وكذلك جيب ان‬ ‫يقف اجلميع ليعربوا عن إس���تيائهم وإمتعا‬ ‫ضهم م���ن أداء هيئة الكراهية واحملس���وبية‬ ‫اليت تس���تند على أقوال اخلصوم السياسيني‬ ‫مقاب���ل املاليني ‪ ،‬على كل الش���باب فى غات‬ ‫وسبها ومرزق وغدامس وأوباري احلراك ‪...‬‬ ‫أمغ���ار أك�ن�ي ‪ :‬ه���ذه اهليئ���ة الغ�ي�ر عادل���ة‬ ‫املس���ماة (النزاهة الوطنية)=(مكتب االتصال‬ ‫)‪...‬إذن يا ت���وارق جاء الدور عليكم من هؤالء‬ ‫العنصري�ي�ن اجل���دد يف حقنا حن���ن إميوهاغ‬ ‫ف���زان بصف���ة عام���ة و تقلي���ص متثيلن���ا‬ ‫ملناطقنا متهيدا إلحالل آخرين بالنيابة عنا‬ ‫‪،‬عندما قامت الثورة املباركة‬ ‫ألتح���ق التوارق من صح���راء فزان و قطعوا‬ ‫الفي���ايف و ع���ن طري���ق تونس ج���وا ألتحقوا‬ ‫بأخوتهم الثوار يف مي���دان احملكمة ومل يكن‬

‫هذا إال من أجل حتقيق احلرية و‬ ‫العدال���ة يف كاف���ة رب���وع ليبي���ا ‪ ،‬و لك���ن ما‬ ‫حيدث هو عبارة عن بداية عهد جديد للظلم‬ ‫بع���د أن طوينا أربعة عقود من الظلم املطلق‬ ‫الذي طالنا حنن أمازيغ فزان من تهميش و‬ ‫إقصاء و سرقة ثرواتنا اجلوفية املوجودة يف‬ ‫باط���ن أرضنا و أرض أجدادنا األولني ‪..‬عليه‬ ‫نعلمك���م ب���أن التجم���ع الوط�ن�ي لإلميوهاغ‬ ‫(الت���وارق)يف فزان س���يعمل عل���ي التحقق و‬ ‫نطلب م���ن مجيع منظم���ات اجملتمع املدني‬ ‫التابع���ة للتجمع ان تنس���ق اجلهود من أجل‬ ‫توصي���ل احلقيقة للش���عب اللي�ب�ي عن هذه‬ ‫املؤام���رات اليت حتاك ضدن���ا‪...‬اهلل أكرب اهلل‬ ‫أك�ب�ر اهلل أك�ب�ر و هلل احلم���د ‪...‬كل ظامل‬ ‫مصريه ال���زوال بأذن اهلل تعال���ي ‪ .‬اهلل أكرب‬ ‫علي من طغي و جترب هذا املوضوع حس���اس‬ ‫فأرجو أن يكون احلوار سلس���اً للتوصل حلل‬ ‫مضمونه جذريا‪.‬‬ ‫يف أول تصري���ح له حول ق���رار اهليئة العليا‬ ‫للنزاه���ة ح���ول تعلي���ق عضويت���ه يف املؤمتر‬ ‫الوطين‪ .‬حسني األنصاري يقول يف صفحته‬ ‫اخلاصة على الفيس بوك‪:‬‬ ‫تعليقي علي ق���رار هيئة النزاه���ة أن اهليئة‬ ‫جتته���د ق���د ختط���ئ وق���د تصي���ب ‪،‬وأعتقد‬ ‫يقين���ا ه���ذه امل���رة مل جيانبها الص���واب ‪ ،‬وما‬ ‫خي���ب أمل���ي فع�ل�ا إن كل األعض���اء الذين‬ ‫علق���ت عضوياته���م يف م���دن اجلن���وب إل���ي‬ ‫هذه اللحظ���ة هم من قبيلة واحدة وهم من‬ ‫(الط���وارق ) إميوه���اغ الصح���راء وهم أربعة‬ ‫أعض���اء باإلضافة إلي غي���اب التمثيل ملدينة‬ ‫مهمة مثل غات يف املؤمتر الوطين العام ‪ ،‬ويف‬

‫توقيت حاسم يتم فيه إختيار رئيس الوزراء‬ ‫وتش���كيل احلكومة ‪ ،‬وهو إستحقاق تارخيي‬ ‫يرتقب���ه كل الليبي�ي�ن ‪ ،‬إن ماحدث من هذه‬ ‫اهليئ���ة من حي���ث التوقيت واألش���خاص هو‬ ‫إقصاء صريح يطرح عالمات إستفهام ‪.‬‬ ‫كوس���يال توماس���ت ‪ :‬إىل ث���وار تينريي إىل‬ ‫مح���اة توماس���ت اآلن نواجه حرب���اً مفتوحة‬ ‫ومتع���ددة اجلبه���ات فلنجه���ز أس���لحتنا‬ ‫وأقالمن���ا لنكون جيش���اً ال يقهر ونهزم كل‬ ‫من ميس توماست بسوء ‪...‬‬ ‫ماديهري���ن ‪ :‬علين���ا حنن الط���وارق أن نقف‬ ‫وقفة جادة ضد م���ا نتعرض له من الغنب و‬ ‫الظلم و إس���كات صوتنا بشتى الطرق وعلى‬ ‫النخ���ب و السياس���يني و املثقف�ي�ن و كذلك‬ ‫اإلعالمي�ي�ن م���ن قبائلنا عليهم أن يكرس���وا‬ ‫اجلهود وينس���وا احلس���ابات الضيقة و ننسى‬ ‫خالفاتن���ا وعلين���ا أن نعي إس���تحقاقات هذه‬ ‫املرحل���ة اليت تعترب اللبنة املؤسس���ة للدولة‬ ‫الليبية احلديثة فإن مل حنصل على حقوقنا‬ ‫كامل���ة وغ�ي�ر منقوص���ة اآلن فلن حنصل‬ ‫عليه���ا مس���تقب ً‬ ‫ال و أخ�ي�راً نري���د م���ن كل‬ ‫إميوه���اغ أفع���ا ً‬ ‫ال وليس ال���كالم الكثري الذي‬ ‫تسمع جعجعته وال ترى طحينه جيب على‬ ‫كل من���ا أن ي���درك مس���ؤولياته املنوطة به‬ ‫ٍ‬ ‫جتاه اميوهاغ تامنريت ‪ ،‬واهلل ولي التوفيق ‪..‬‬ ‫و إس���تياء املواط���ن يف اجلن���وب واض���ح جدا‬ ‫من ردود أفعاله هذه ‪ ،‬مس���تائني من قرارات‬ ‫جلن���ة النزاه���ة ال�ت�ي ال مربر هل���ا لكي تربر‬ ‫للمواطن هذه الغقصــاءات ‪...‬‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫ٌ‬ ‫ري من الثورة‬ ‫بعض من الشعر ‪..‬والكث ُ‬

‫‪09‬‬

‫أجمد ناصراستثناٌء يف القوميني العرب‪..‬احلرية وإن َصعُب اخليار‬

‫حاورته ‪:‬سعاد سامل‬ ‫أمل���ك َّ‬ ‫ُ‬ ‫إال‬ ‫أكت���ب قصيدتي‪/‬وأن���ا ال‬ ‫كي���ف‬ ‫ُ‬ ‫حطا َم لبوصف؟‪/‬كيف ُ‬ ‫اهيئ مدحياً غامراً‪/‬‬ ‫البياض؟‪/‬‬ ‫س���كينة‬ ‫الغائم‪/‬يف‬ ‫لوج ِه األم�ي�ر ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫بالش���واظ‬ ‫‪/‬املرمية‬ ‫الغزالة‬ ‫أثر‬ ‫كي���ف أقتفي َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يب؟*‬ ‫الذه َ‬ ‫(ألول مرة يف عالقتنا‪ ،‬كعرب‪ ،‬مع الثورات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مدفوع���ة بأيديولوجيا مس���بقة وال‬ ‫ال تأت���ي‬ ‫هي تقليد أو َن ْس ٌ‬ ‫���خ‪ ،‬لتج���ارب يف اخلارج‪ .‬أنها‬ ‫ش���وق‪ ،‬أكاد أقول غريزياً‬ ‫ثورات طالع ٌة من‬ ‫ٍ‬ ‫وعضوياً‪ ،‬اىل احلرية‪ ) ..‬كتبت يف ذات املقال‬ ‫" بلطجي���ة بالطجة مرتزقة وش���بيحة " أن‬ ‫الربيع العربي تأخر كث�ي�را ‪..‬إذن ماذا دفعه‬ ‫للمجيء أصال ؟ وكيف أتت نار البوعزيزي‬ ‫يف س���يدي بوزيد على عتاة الديكتاتورية من‬ ‫تونس العاصمة إىل دمشق مرورا بطرابلس‬ ‫والقاه���رة وصنع���اء‪ ،‬ديكتاتوري���ات حتى قبل‬ ‫الشهر األخري من العام ‪ 2010‬بدت كفكرة‬ ‫راسخة مثل وجود اهلل ؟‬ ‫أظ���ن أن م���ا حيص���ل اآلن يف الع���امل العربي‬ ‫استحقاق متآخر‪ ،‬ليس بالضرورة من حيث‬ ‫الش���كل وامنا من حيث املطال���ب‪ .‬هذه النظم‬ ‫من االس���تبداد العائلي واالمين املتحالف مع‬ ‫أسوأ اشكال النخب املالية مل تعد موجودة يف‬ ‫الع���امل‪ .‬لقد انقرضت ه���ذه الطغم يف امريكا‬ ‫الالتينية وآس���يا‪ ،‬وتقريب���ا يف افريقيا وظلت‬ ‫حتيا على دماء شعوبها يف العامل العربي‪.‬‬ ‫وحيصل عندن���ا اآلن حماول���ة الجناز ما مل‬ ‫ينج���ز منذ خروج املس���تعمر االجنيب‪ ،‬أي اننا‬ ‫نواج���ه مه���ام واس���تحقاقات كان ينبغي أن‬ ‫نواجهه���ا يف االربعين���ات واخلمس���ينات م���ن‬ ‫القرن املاضي‪ .‬لقد اعاقت النظم اليت تعرف‪،‬‬ ‫زورا وبهتان���ا‪ ،‬بالدولة الوطنية‪ ،‬تقدمنا على‬ ‫خمتلف املستويات‪ ،‬فلم حتقق تنمية مادية‪،‬‬ ‫أو معنوي���ة‪ ،‬ومل حت���رر أرضن���ا وارادتن���ا من‬ ‫االحت�ل�ال أو التبعي���ة‪ .‬كان ال بد أن حيصل‬ ‫ما حيص���ل اليوم‪ .‬كان ال بد أن يأتي‪ ،‬وليس‬ ‫غريب���اً أن يأت���ي راش���حا بال���دم يف ال���دول‬ ‫العربية اليت حتكمها الديكتاتورية الفردية‪،‬‬ ‫والعائلي���ة‪ ،‬مقنعة بقن���اع الوطنية واملقاومة‬ ‫واملمانعة أكثر من غريها‪.‬‬ ‫يف حني ينس���اق املثقف العربي يف الغالب إىل‬ ‫مهادنة يس���ميها املمكن ‪ ..‬م���ع الديكتاتوريات‬ ‫أو الس���لطة مبفهومها األمش���ل النفوذ ‪ ،‬املال‬ ‫‪ ،‬واجلوائ���ز ‪ ..‬غ�ي�ر أن س���ؤال احلري���ة ظ���ل‬ ‫كب�ي�را و مضي���ت وراءه إىل لبنان وترمجته‬ ‫يف انضمام���ك للعم���ل الفدائ���ي ‪..‬وعمل���ت‬ ‫باهل���دف اجمللة اليت أسس���ها األديب الش���هيد‬

‫ما حيصل اآلن يف العامل العربي استحقاق متأخر ليس بالضرورة من حيث الشكل وإمنا من حيث املطالب‪.‬‬ ‫ما مل حيصل تغري جدي على الصعيد االقتصادي يف بلدان ما يسمى "الربيع العربي"فستكون الثورات ناقصة‪.‬‬ ‫يس���تحيل قياس فع���ل الفنون يف حياة اجملتمعات ومن ضمنها الش���عر‪،‬ولكين أظن أن هناك تأث�ي�راً داخلياً عميقاً‬ ‫يفعل فعله يف الوعي اجلمعي‪.‬‬ ‫يبقى األمل معقود على الليبيني يف أن ال يسمحوا بعودة أي شكل‬ ‫من االستبداد سواء باسم الوطنية والقومية أم باسم الدين‬ ‫والشرع‪.‬‬

‫غس���ان كنفاني وواصلت عمل���ك اإلعالمي‬ ‫يف مس�ي�رة طويل���ة اس���تقرت ب���ك يف لن���دن‪،‬‬ ‫ماذا حتمل من هذه التجرب���ة العميقة ‪..‬ملاذا‬ ‫اخرتت هذه الطريق الوعرة ؟‬ ‫أكره الكليش���يهات ألنها متتل���ك القوة على‬ ‫الذيوع واالنتشار وختتزن نوعاً من االختزال‬ ‫املُخل ولك�ن�ي ال أج���د‪ ،‬أحياناً‪ ،‬تعب�ي�راً أفضل‬ ‫منها‪ ،‬لذلك سأس���تخدم كليش���ة شهرية رداً‬ ‫عل���ى س���ؤالك وأقول يب���دو أن ه���ذه الطريق‬ ‫ه���ي ال�ت�ي اختارتين أكث���ر مما أن���ا اخرتتها‪.‬‬ ‫إذا كان ميك���ن لالختيار أن يكون واعياً قبل‬ ‫أن يبلغ املرء العش���رين م���ن العمر‪ ،‬فيمكنك‬ ‫الق���ول إني اخرتت ه���ذه الطري���ق وإذا كان‬ ‫العكس هو الصحي���ح فبمقدورك القول إنها‬ ‫هي ال�ت�ي اختارتين‪ .‬يف كل األح���وال هذا ما‬ ‫حصل‪ ،‬وال سبيل اآلن العادة عقارب الساعة‬ ‫اىل الوراء‪.‬‬ ‫يف ف�ت�رة من الوقت‪ ،‬وقبل اندالع االنتفاضات‬ ‫العربية الراهنة‪ ،‬غلبين نوع من اليأس حيال‬ ‫احتم���االت التغيري وكدت أق���ول إن كل ما‬ ‫علي‪،‬‬ ‫فعل���ه جيلي‪ ،‬ورمب���ا األجيال الس���ابقة ّ‬ ‫قد ذه���ب ه���دراً‪ ،‬ومل يرتك أث���را يذكر عن‬ ‫أديم هذه احلياة العربية‪ ،‬املستس���لمة ملشيئة‬ ‫االستبداد‪ ،‬ولكن ما إن اندلعت االنتفاضة يف‬ ‫تونس وانتشرت النار من جسد بائع اخلضار‬ ‫التونس���ي إىل األفق العربي املظلم حتى دبَّت‬ ‫ّ‬ ‫يف ويف غ�ي�ري احليوية‪ ،‬من جديد‪ .‬عاد األمل‬ ‫ً‬ ‫يرتاقص أمامنا جم���ددا بعدما فقدنا القدرة‬ ‫عل���ى األم���ل‪ ،‬فم���ن كان جيرؤ عل���ى األمل‬ ‫واالس���تبداد عميم وراس���خ ويعمل بال كلل‬ ‫على جتديد نفس���ه من خ�ل�ال االبناء‪ ..‬ورمبا‬

‫االحفاد؟!‬ ‫هكذا أرى أن تلك املس�ي�رة اليت تشريين اليها‬ ‫ترج‬ ‫تتواص���ل مع خطى ش���ابة جديدة راحت ّ‬ ‫عروش الطغي���ان وتقتلعها يف أكثر من بلد‬ ‫عرب���ي وعلينا‪ ،‬اآلن أن ال نفلت هذه الفرصة‬ ‫التارخيي���ة للتغي�ي�ر‪ .‬التغي�ي�ر احلقيق���ي‬ ‫والعميق وليس تغيري الوجوه واجللود فقط‪،‬‬ ‫بل تغيري احملتوى واألعماق‪.‬‬ ‫الثورة الفرنس���ية وهى األمنوذج هنا بس���بب‬ ‫م���ا تالها من تغي�ي�رات جذري���ة يف منظومة‬ ‫العالق���ات على أنواعها ‪..‬امن���ا هيأت هلا خنب‬ ‫الثقاف���ة والفك���ر والفلس���فة ماذا ع���ن ربيع‬ ‫املنطق���ة لن أق���ول العربية حت���ى ال نتخطى‬ ‫قومي���ات وأعراقا أخ���رى وان ش���كلت أقليات‬ ‫ش���اركت يف ه���ذه الث���ورات ؟ وان كان م���ن‬ ‫قاده���ا ال ينتظم���ون يف خن���ب هي���أت لثورات‬ ‫الكرام���ة ببعده���ا ال���ذي يتماس م���ع الثورة‬ ‫الفرنس���ية ث���ورة اجلي���اع ‪..‬هل س���تقود هذه‬ ‫الث���ورات بدوره���ا إىل إلغ���اء امتي���ازات خنب‬ ‫السلطة السياسية والدينية وخنب املال ؟‬ ‫حت���ى اآلن مل تفع���ل الث���ورات العربية ذلك‪،‬‬ ‫رمب���ا س���يحصل ه���ذا قريب���اً‪ ،‬يف ليبي���ا مث ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫حيث حطمت الثورة هيكل الالنظام الس���ابق‬ ‫وتعد بقيام هيكل سياسي واقتصادي جديد‪،‬‬ ‫باس���تثناء ذل���ك مل تصل الث���ورة بعد اىل قدر‬ ‫من الرديكالية يسمح بالقول إننا أمام مشهد‬ ‫سياسي واقتصادي جديد بالكامل‪ ،‬خصوصا‬ ‫يف مص���ر‪ .‬فما حصل هن���اك ال يتجاوز حتى‬ ‫اآلن‪ ،‬حدود اطاحة رأس النظام ورمبا أدواته‬ ‫ولي���س هن���اك برنام���ج سياس���ي واقتصادي‬ ‫جذري لالخوان املسلمني يف مصر‪ .‬يف الواقع‬

‫هم ال خيتلفون عن النظام السابق من حيث‬ ‫النظرة اىل االقتصاد‪ ،‬قد خيتلفون من حيث‬ ‫التعامل مع الفس���اد ولكنهم ال خيتلفون عنه‬ ‫من حيث برناجمهم االقتصادي القائم على‬ ‫ما يس���مى "اقتصاد الس���وق"‪ .‬وم���ا مل حيصل‬ ‫تغري جدي على الصعيد االقتصادي يف بلدان‬ ‫ما يس���مى "الربيع العربي" فستكون الثورات‬ ‫ناقصة‪ ،‬بل ناقصة جداً‪ ،‬وليس مس���تبعداً أن‬ ‫تندلع ث���ورات رغيف بعد ه���ذه الثورات اليت‬ ‫قوامها الرئيسي احلرية والكرامة‪.‬‬ ‫م���اذا جيعل ش���اعرا يتح���دث سياس���ة خارج‬ ‫نصه ‪..‬؟ وبالنص السياس���ي ماذا فعل الش���عر‬ ‫يف العق���ل العرب���ي ه���ل ش���كل وعي���ه أم قاده‬ ‫إىل امكانية التغي�ي�ر أم ظل جمرد جلد ذات‬ ‫ومتنفسا للمواطن املنتهك واملنهك ؟‬ ‫ـ تدخلي يف الش���أن العام قديم‪،‬بل هو مرتافق‬ ‫يف الواق���ع‪ ،‬مع بداياتي كش���اعر‪ ،‬فأنا أنتمي‬ ‫اىل جيل أدبي نش���أ يف قلب االنشغال بالشأن‬ ‫الع���ام س���واء على املس���توى النظ���ري أم على‬ ‫مس���توى االخن���راط يف االح���زاب والق���وى‬ ‫السياس���ية‪ .‬بداياتي الشعرية ترافقت‪ ،‬متاماً‪،‬‬ ‫م���ع اخنراط���ي يف تنظي���م يس���اري ج���ذري‪،‬‬ ‫لذلك لي���س غريباً أن تكونه السياس���ة‪ ،‬أو ما‬ ‫أمسي���ه العم���ل يف الش���أن الع���ام احملل���ي منه‬ ‫والقوم���ي (القضي���ة الفلس���طينية) جزء من‬ ‫حيات���ي‪ .‬لق���د رمس���ت السياس���ة‪ ،‬يف الواق���ع‪،‬‬ ‫مس���اري األول يف احلياة الذي َّ‬ ‫حتكم‪ ،‬الحقاً‪،‬‬ ‫مبعظ���م خطاي‪ .‬كث�ي�رون من أبن���اء جيلي‬ ‫م���ن الكتاب واملثقفني تعرض���وا اىل االعتقال‬ ‫والنف���ي ومل تكن حياتي خمتلف���ة عن حياة‬ ‫هؤالء‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫عم فعل الش���عر يف الوع���ي العربي‪ ،‬فمن‬ ‫أم���ا َّ‬ ‫الصع���ب قياس ذلك‪ .‬من الس���هل أن تقيس���ي‬ ‫ما فعلته السياس���ة س���لباً أم إجياب���ا يف حياة‬ ‫اجملتمع���ات‪ ،‬وكذل���ك من الس���هل أن نقيس‬ ‫ما فعل االقتصاد‪ ،‬ولكن ليس الش���عر‪ ،‬ليست‬ ‫الفن���ون عام���ة‪ .‬يصع���ب‪ ،‬أن مل يك���ن‬ ‫يس���تحيل‪ ،‬قي���اس فع���ل الفنون يف‬ ‫حي���اة اجملتمعات وم���ن ضمنها‬ ‫الشعر‪ ،‬ولكين أظن أن هناك‬ ‫تأثرياً داخلي���اً عميقاً يفعل‬ ‫فعله يف الوع���ي اجلمعي‪.‬‬ ‫للش���عر مثلم���ا للفن���ون‪،‬‬ ‫تأث�ي�ر بط���يء وداخل���ي‬ ‫وبعيد املدى‪.‬‬ ‫حيل���و ل���ي أن أرى األم���ر‬ ‫عل���ى ه���ذا النح���و ولي���س‬ ‫ل���دي بره���ان عل���ى ذل���ك‬ ‫س���وى أن���ه يس���تحيل أن‬ ‫تذه���ب آالف األعم���ال‬ ‫الش���عرية ومالي�ي�ن‬

‫الكلم���ات وما تتضمنه من رس���ائل ومش���اعر‬ ‫واعتبارات س���دى‪ ،‬يس���تحيل أن تتبدد كأنها‬ ‫مل تكن‪.‬‬ ‫عرف���ت الث���ورات يف التاري���خ بدمويته���ا ‪..‬هل‬ ‫العنف ال���ذي صاحب هذه الث���ورات العربية‬ ‫مربر برأيك ؟‬ ‫مل يك���ن العن���ف ضروري���اً إال‬ ‫حي���ث قاوم���ت النظ���م‬ ‫املس���تبدة ري���اح التغيري‬ ‫احلتمية‪ .‬طبع���اً كان‬ ‫هناك عن���ف يف مثالي‬ ‫تونس ومص���ر اللذين‬ ‫نعتربهم���ا س���لميني‬ ‫قياس���اً اىل م���ا حص���ل‬ ‫يف ليبي���ا وس���ورية‪،‬‬ ‫بدرجة اساسية‪ ،‬واليمن‬ ‫والبحري���ن بدرج���ة أق���ل‪.‬‬ ‫ه���ذه ه���ي بل���دان "الربي���ع‬ ‫العرب���ي" ال�ت�ي عرف���ت‬ ‫حت���ركات ش���عبية عارمة أدت‬ ‫اىل اقت�ل�اع االس���تبداد يف‬ ‫بعضه���ا واىل احتي���ال‬ ‫االستبداد على‬

‫مقاومة رياح التغيري يف بعضها اآلخر فمشت‬ ‫يف طريق االصالح الكاذب‪ .‬ولكن إذا تذكرنا‬ ‫أن الثورة هي اطاحة عنيف���ة بالعامل القديم‬ ‫واقامة ع���امل جديد وخمتل���ف بالكامل عنه‪،‬‬ ‫ال نس���تغرب أن تكون مصحوب���ة بالعنف‪ .‬إن‬ ‫أمثل���ة التغيري اجل���ذري يف التاري���خ تعطينا‬ ‫فكرة كم كانت عنيفة‪ :‬الثورة الفرنس���ية‪،‬‬ ‫الث���ورة االمريكي���ة‪ ،‬ثورة اكتوبر الروس���ية‬ ‫اخل‪...‬‬ ‫ال ميكن أن ِّ‬ ‫يسلم االستبداد بانهياره بسهولة‪.‬‬ ‫ال َّ‬ ‫ب���د أن يقاوم وأن يلج���أ اىل العنف ملقاومة‬ ‫التغيري‪ ،‬وهذا ما رأين���اه يف املثال اللييب الذي‬ ‫هدَّد فيه القذايف شعبه مبا يشبه االبادة‪ :‬زنقة‬ ‫زنقة‪ ،‬دار دار؟!‬ ‫طبع���ا أن���ا أنظ���ر اىل أمثلة ال���دول املذكورة‬ ‫من منظار واحد‪ ،‬واقيس���ها مبس���طرة واحدة‬ ‫م���ن حيث املوقف وليس م���ن حيث الظروف‪.‬‬ ‫ال ميكن أن تكون هناك مس���طرتان للموقف‬ ‫املبدئي واحدة خاصة بسورية وأخرى خاصة‬ ‫بالبحرين‪ ،‬مث ً‬ ‫ال‪ .‬هذا لألسف ما حيصل اآلن‪.‬‬ ‫هناك من يرى أن الثورة حمقة يف البحرين‬ ‫وغ�ي�ر حمقة يف س���ورية‪ ،‬والعك���س صحيح‪،‬‬ ‫واحلج���ة بالطب���ع‪ ،‬ه���ي أن النظام الس���وري‬ ‫مقاوم وممان���ع وهو براء متام���اً من املقاومة‬ ‫احلقيقية واملمانعة احلقة‪.‬‬ ‫ه���ل تعتق���د أن املثق���ف ال���ذي ش���ارك يف‬ ‫ث���ورة ب�ل�اده كان يفع���ل ذل���ك كمثقف أم‬ ‫كمواطن وحسب ؟‬ ‫املثقف���ون والكتاب الذين ش���اركوا يف ثورات‬ ‫ش���عوبهم ش���اركوا من موقع مزودج‪ ،‬موقع‬ ‫املواطن بالدرجة االوىل‪ ،‬ثم من موقع الفاعل‬ ‫يف األح���داث واملؤث���ر فيها من خ�ل�ال الكلمة‬ ‫واملوقف والتفكري يف مصائر التغيري‪.‬‬ ‫عموم���ا‪ ،‬لق���د أُخ���ذ عل���ى املثقف�ي�ن الع���رب‬ ‫غيابه���م ع���ن ث���ورات بالده���م‪ ،‬بل أُخ���ذ على‬ ‫بعضهم تزيني االس���تبداد وتس���ويقه بامساء‬ ‫براق���ة‪ ،‬مثل التنوي���ر والعقالنية يف مواجهة‬ ‫التكفريي���ة واجلماع���ات الديني���ة املس���لحة‪.‬‬ ‫لق���د حصل ذلك يف مصر حي���ث اعتمد نظام‬ ‫مب���ارك عل���ى مواقف بعض املثقف�ي�ن‪ ،‬فض ً‬ ‫ال‬ ‫ع���ن رجال دي���ن املؤسس���ة كغط���اء ملواجهة‬ ‫اجلماع���ات املس���لحة‪ ،‬كم���ا حص���ل ش���يء‬

‫مماث���ل‪ ،‬على ما أظ���ن‪ ،‬يف ليبيا اليت جلأ فيها‬ ‫الق���ذايف وابن���ه س���يف حتدي���داً‪ ،‬اىل النخب���ة‬ ‫لتس���ويق مش���روعه االصالح���ي ال���ذي تبني‬ ‫الحق���اً م���دى زيف���ه‪ .‬األمثلة على اس���تخدام‬ ‫االستبداد العربي للثقافة واملثقفني كغطاء‬ ‫لتثبي���ت أركان���ه أكث���ر وخلل���ق انطباع أن‬ ‫معركة املثقفني والنظام واحدة يف مواجهة‬ ‫الظ�ل�ام والظالمي�ي�ن ولكن واق���ع احلال مل‬ ‫يكن كذلك‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كنت مع الثورة الليبية وثوارها يف املقابالت‬ ‫التلفزيونية اليت تابعها الليبيون حبرص ويف‬ ‫املقاالت العديدة اليت كتبتها على الرغم من‬ ‫نظرة القوميني وانفعاالتهم جتاه ما اعتربوه‬ ‫تدخال أجنبي���ا مرفوضا ‪..‬ماذا جعلك ختتلف‬ ‫عنهم ؟‬ ‫عندما قلت إن مسطرتي حيال الواقع العربي‬ ‫واحدة فهذا ينطبق عل���ى ليبيا مثلما ينطبق‬ ‫عل���ى غريه���ا م���ن الب�ل�اد الواقع���ة يف قبضة‬ ‫االس���تبداد‪ ،‬لذلك كان طبيعياً أن أكون مع‬ ‫الث���ورة الليبي���ة منذ الي���وم األول‪ ،‬وأن أتفهَّم‬ ‫طل���ب الليبي�ي�ن للحماية الدولي���ة من حرب‬ ‫االبادة اليت هدد بها القذايف ش���عبه‪ .‬لست مع‬ ‫احللف األطلسي ولن أكون‪ ،‬بل أنا ضد هذا‬ ‫احلل���ف ذي الطبيع���ة االمربيالية على طول‬ ‫اخل���ط‪ ،‬غ�ي�ر أن هن���اك حلظ���ات يف التاريخ‬ ‫تقبل فيها ش���عوب يد للمس���اعدة ممن ليسوا‬ ‫أصدقاءها‪ .‬تشرشل رجل امربيالي بريطاني‬ ‫شهري‪ ،‬غري أن القرار الذي اختذه يف مواجهة‬ ‫جرائ���م هتل���ر واحتالل���ه ألكث���ر م���ن بل���د‬ ‫أوروبي يعترب يف نظر التاريخ عم ً‬ ‫ال تقدمياً‪.‬‬ ‫ال أرغ���ب يف تزي�ي�ن تدخل احللف األطلس���ي‬ ‫يف ليبيا ولكين أظن أنه مل يكن أمام الليبيني‬ ‫غري ذلك‪ ،‬ويبقى األمل معقوداً يف أن ال مي ّكن‬ ‫الليبي���ون ال احلل���ف االطلس���ي وال غريه من‬ ‫قرارهم وسيادتهم وثروات بالدهم‪ ،‬كما أن‬ ‫األمل يبقى معقوداً عليهم يف أن ال يس���محوا‬ ‫بعودة أي ش���كل من االس���تبداد س���واء باس���م‬ ‫الوطنية والقومية أم باسم الدين والشرع‪.‬‬ ‫•من نص للشاعر ‪:‬برار‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫‪11‬‬

‫قصة قصرية‬

‫املنزل أمام البحر‬ ‫ماري ‪ -‬سيلي اينان‬ ‫وضعنا بعد املأس���اة على النوافذ اليت تطل على‬ ‫البحر ستائر مسيكة جدا حتى مننع البحر من‬ ‫رؤي���ة أفراحن���ا وأتراحنا ونهدئ األش���باح اليت‬ ‫تصر عل���ى الوقوف على الرم���ل ‪ .‬يكون بالنهار‬ ‫كل ش���يء عل���ى ماي���رام يف زمح���ة األح���داث‬ ‫اليومي���ة ولك���ن عندما تغ���رب الش���مس ويلف‬ ‫الظالم الك���ون نتذكره���م ‪ :‬نتذكره كذلك‬ ‫فوقن���ا هن���اك يف « الروش���يل » القص���ر الصغري‬ ‫الذي ش���يده يف الغابة ونتذك���ر نفس اجلملة‬ ‫احملزن���ة ونف���س الكام���ات‪ :‬انته���ى كل ش���يء‬ ‫أو باالح���رى ب���دأ كل ش���يء يف مدينة « س���ان‬ ‫سلفس�ت�ر» القدمية حيث توقف ليساعد سائق‬ ‫دراجة نارية ‪.‬‬ ‫رأيت نفسي مع أمي أدريان وراء النوافذ املغلقة‬ ‫‪ ...‬كنا ظلني ‪ ...‬ش���بحني على ضفاف التالشي‬ ‫‪ ...‬رم���اد ‪ ...‬وج���ود اليتذك���ره أح���د ‪ ...‬هاجرت‬ ‫كل العائ�ل�ات اليت عاش���ت مثلنا االحداث اليت‬ ‫وقعت يف مدينة س���ان سلفس�ت�ر حاملني معهم‬ ‫مابقي من خرق ‪ ...‬هل استطاعوا النسيان ؟ هل‬ ‫عرفوا االطمئنان ؟ ‪.‬‬ ‫لن نغادر س���ابوتيل ‪ .‬عندما كنت طفال كنت‬ ‫أعتق���د أن الع���امل خيت���زل يف ه���ذه املدين���ة ‪...‬‬ ‫منازلن���ا ذات أروق���ة واس���عة وفن���اءات مظلمة‬ ‫‪ ...‬كان فن���اء منزلن���ا مملكيت حبوض���ه اململوء‬ ‫م���اء حي���ث تطف���و أوراق االش���جار الصف���راء‬ ‫كالق���وارب وش���جرة اخلب���ز الدهري���ة بورقها‬ ‫الكب�ي�ر‪ ...‬أم���ا ش���جرة الرم���ان املزه���رة ال�ت�ي‬ ‫تتوس���طه فهي قصري العجيب‪ ...‬هناك رعييت‬ ‫واخوتي وطبع���ا فيليب‪ ...‬أجذب الس���تار والقي‬ ‫على املشهد نظرة عابرة‪...‬‬ ‫عندما كنت صغرية كنت اعتقد ان كنيس���ة‬ ‫س���ابوتيل بناقوسها املهيمن على هضبة يعقوب‬ ‫ويش���رف على ما حييط بها ه���ي العامل ‪ ...‬ملح‬ ‫البحر يس���لخ ج���دران منازل س���ابوتيل اليت مل‬ ‫اغادرها ابدا تبقى الع���امل الذي وهبته قليب مبا‬ ‫حيتويه من حب وكره وعشق ‪...‬‬ ‫مل يب���ق لنا أن���ا وأمي م���ا حنبه يف ه���ذه املدينة‬ ‫غري احل���روف احملف���ورة عل���ى ش���واهد القبور‬ ‫والش���وارع اململوءة حفرا وهمهم���ة الذكريات‬ ‫ال�ت�ي التنتهي ‪ ...‬الميكن ان نرتك هذه االش���ياء‬ ‫‪ ...‬الذكري���ات س���جن بش���ع طاغية مس���تبد ‪...‬‬ ‫تالحقنا تستبد بنا تعذبنا حتدد حياتنا ‪ ...‬فقدنا‬ ‫(ان���ا وام���ي ) ال���كالم وأصبحن���ا مث���ل احلجارة‬ ‫النعرف غري ما ميلى علينا ‪...‬‬ ‫أمي تكت���ب يف بعض االحي���ان‪ ،‬حلمت ان تكون‬ ‫كاتب���ة يف ي���وم م���ن االي���ام ‪ ...‬ظه���ر عش���قها‬ ‫للكلمات باكرا ‪...‬تركت اقالمها واوراقها بكل‬ ‫ه���دوء ألنه المكان اال لالقوي���اء يف هذا البلد ‪...‬‬ ‫عندما يش���تد عليها االمل ترجع اليها ‪ ...‬تنفض‬ ‫عنه���ا الغب���ار وتش���رع يف الكتاب���ة لتنس���ى أملها‬ ‫وحزنها اللذين يس���تبدان بها مثل محى خبيثة‬ ‫‪...‬‬ ‫انته���ى كل ش���يء أو باألح���رى بدأكل ش���يء‬ ‫يف ه���ذه املدينة حي���ث وقف ليمد يد املس���اعدة‬ ‫لس���ائق الدراجة النارية ‪ .‬كنت مع ادريان وراء‬ ‫النافذة املغلقة جزيرتان قرب اجلزيرة الكبرية‬ ‫نتس���اءل كي���ف تواصل هذه املدين���ة حياتها ‪...‬‬ ‫تس���اءلنا كثريا‪ ،‬وحاولنا طويال معرفة س���بب‬ ‫وق���وع كل ه���ذه املصائ���ب وكي���ف اس���تطعنا‬ ‫البق���اء ؟ مل يبق لنا غري األمل ‪ ...‬االمل يف نهاية‬

‫ترمجة ‪ :‬ساسي محام‬ ‫حتررنا من كل ش���يء هوالشيء الوحيد الذي‬ ‫بقي حيا خافقا متك���ورا فينا مثل طفل حنمله‬ ‫على الدوام يف هذا املنزل الذي ينظر اىل البحر‪.‬‬ ‫يف ه���ذا الفص���ل االخرق ال���ذي الينتهي اململوء‬ ‫خوف���ا ورعبا غ���ادر س���ابوتيل كل الذي���ن بقوا‬ ‫عل���ى قيد احلياة على اط���راف اصابعهم ‪ ...‬آخر‬ ‫م���ن غادرها ( غي ) الصغري الذي كان نائما يف‬ ‫املخ���زن فرتكوه يف غفلة منهم ‪ .‬اجتاز احلدود‬ ‫يف ثياب امرأة ارتداها على عجل ‪ ...‬حاول البقاء‬ ‫معنا ولكنه عجز عن دفن املاضي فقرر الرحيل‬ ‫‪.‬‬ ‫كان هن���اك فوقنا أم���ام النافورة مع حراس���ه‬ ‫وكالب���ه وخيول���ه ش���اهدا على م���وت اجلميع‬ ‫‪ .‬ام���ام العج���ز مل يب���ق غ�ي�ر الرحيل تل���ك اخر‬ ‫الكلمات اليت قاهلا غي منذ ثالثني سنة قبل ان‬ ‫يغرق يف ليل النسيان‪.‬‬ ‫هن���اك ذل���ك الش���اب ‪ ...‬ان���ه فيلي���ب بروت���ون ‪...‬‬ ‫أقول لك���م امسه حتى تتذكروه مثلي ‪ ...‬كان‬ ‫خطي�ب�ي ‪ ...‬ش���ب معن���ا ‪ ...‬لق���د احببت���ه من���ذ ‪...‬‬ ‫الأتذك���ر مت���ى ‪ ...‬كل ما أتذك���ره اليوم بعد‬ ‫ثالثني عاما ه���ذه املوجة العاتي���ة اليت تصاعد‬ ‫م���ن أعمق أعماق���ي كلم���ا التقين���ا يف املخزن‬ ‫ولفتين انفاسه فتهز كياني ‪ ...‬كنت افكر فيه‬ ‫وانا بني اغصان ش���جرة الرم���ان ‪ ...‬لقد احببته‬ ‫يف الثامنة عش���رة من عم���ري ذلك احلب الذي‬ ‫اليعرف له امسا ‪.‬‬ ‫كتب���ت ام���ي ‪ :‬كان فيلي���ب طف�ل�ا صغ�ي�را‬ ‫يلعب بالكجات فيس���قط عل���ى االرض وجترح‬ ‫ركبتاه بنف���س احلجارة اليت جرح���ت ابين ‪...‬‬ ‫كم���ا كتبت امي كذلك ‪ ...‬لـ(ماريس���ا) س���ت‬ ‫اخوة يذهبون اىل املدرس���ة ويتبارون ويذهبون‬ ‫اىل الشاطئ جيرون على الرمال ويغطسون يف‬ ‫زبد االمواج االبيض ويرتاشقون باملاء ضاحكني‬ ‫‪ ...‬يف بع���ض االحي���ان يتن���اول فيلي���ب غ���داءه‬ ‫عل���ى مائدتنا مع ابنائ���ي ويقضي مع اكربهم‬ ‫ج���اك الليالي يف الق���راءة يف املخزن وكثريا ما‬ ‫يفاجئهم النوم ‪...‬‬ ‫كنت اتاملهما قبل ان اوقظهما وافاجئ فيليب‬ ‫ب�ي�ن الكتب ال�ت�ي يريد أن يقرأه���ا دفعة واحدة‬ ‫مرتبكا ينظر كاالبله‪.‬‬ ‫اليدخ���ل مكتبة أبي غري ج���اك وفيليب ‪ .‬كان‬ ‫فيليب يف ذلك الزمن لطيفا ‪ ،‬حمرتما‪،‬ناش���طا ‪،‬‬ ‫جمدا جتس���دت فيه كل الصفات اليت يقدرها‬ ‫أبي املربي النبيه حق قدرها‪.‬‬ ‫يق���ول عنه أب���ي باعجاب وينظر ال���ي خفية «‬ ‫هل���ذا الطفل مس���تقبل باهر» ويواص���ل دون ان‬ ‫خيفي تاففه الدائم من ضياع ابنيه « خسارة ان‬

‫غي وانطوان اليشبهانه» ‪.‬‬ ‫أب���ي ( داني���ال س���ان س�ي�ريان ) كان حمامي���ا‬ ‫كذل���ك ولكن���ه انقط���ع عن ممارس���ة احملاماة‬ ‫الن���ه ي���رى ان الزم���ن تغ�ي�ر لي���س يف مدينة (‬ ‫سابوتيل ) فقط ولكن يف كامل الوطن ‪ ،‬هؤالء‬ ‫الذي���ن ق���رروا مراقب���ة كل ش���يء جعل���وا من‬ ‫السكان شهودا على وجودهم ‪.‬‬ ‫انتهى كل ش���يء أو باالحرى بدأ كل شيء يف‬ ‫مدينة ( س���ان سلفس�ت�ر) ‪ .‬يف تلك الليلة كنت‬ ‫اجتول فرايت ابي يقطع مفرتق االربع طرقات‬ ‫فاعرتضه رجل تعطبت دراجته النارية‬ ‫ـ غري���ب ‪ ...‬فيلي���ب ‪ ...‬م���اذا تفع���ل هن���ا يف ه���ذه‬ ‫الساعة ؟‬ ‫ـ س���يد ( س���ان س�ي�ريان ) التقرتب ! قال فيليب‬ ‫آمرا بصوت بارد ‪.‬‬ ‫رغ���م الظ�ل�ام ع���رف اب���ي ان عي�ن�ي فيلي���ب‬ ‫حمتقنت���ان ويدي���ه وثياب���ه ملون���ة باالمح���ر‬ ‫القان���ي ‪ .‬كان حياول اخفاء مس���دس راى ابي‬ ‫بريق معدنه يف العتمة ‪.‬‬ ‫مل يس���تطع رؤية وجه هذا الـ( فيليب ) الذكي‬ ‫‪ ،‬اجملتهد كم���ا عرفه دائما‪ ...‬على بعد خطوات‬ ‫من���ه يق���ف ش���خص ش���وهه احلق���د مس���تعد‬ ‫الطالق النار عليه ‪.‬‬ ‫ـ أنت كذلك يا فيليب ؟‬ ‫ـ س���يدي س���ان س�ي�ريان‪ ...‬مبا أنك عرفت كل‬ ‫شيء ‪ ...‬ماذا ستفعل ؟‬ ‫رج���ع أب���ي عل���ى أعقاب���ه ينه���ش قلب���ه احلزن‬ ‫والقرف‪.‬‬ ‫نهض أبي باكرا على غري عادته‪ ،‬ونهضت أمي‬ ‫برأس حمكوم عليه باالعدام بعينني محراوين‬ ‫حتيط بهما منطقة زرقاء من قلة النوم‪.‬‬ ‫حدثن���ا أبي ع���ن( فيلي���ب) وعن مجاع���ة مثله‬ ‫انتدب���وا من كل اجلهات ليدرب���وا على القتل ‪.‬‬ ‫لقد فس���ر لنا دورهم يف ترس���يخ مناخ االرهاب‬ ‫الذي حل بس���ابوتيل وكل الب�ل�اد وقال خامتا‬ ‫حديث���ه « رائح���ة الفس���اد العفن���ة والرش���وة‬ ‫واحملس���وبية واخليان���ة انتش���رت يف كل مكان‬ ‫ووصل���ت اىل بيوتنا ‪ ....‬س���يأتي ي���وم ينهش فيه‬ ‫هؤالء األوغاد حلم أمهاتهم ‪» ...‬‬ ‫منذ زمن خفف( فيليب) من زياراته اىل منزلنا‬ ‫متعل�ل�ا بق���رب االمتحانات‪..‬ق���ال أب���ي « كنت‬ ‫أعرف‬ ‫أن هذا الغياب خيفي شيئا غريبا‪ ...‬وكنت أدعو‬ ‫اهلل أن تكون هذه االشاعات افرتاء‪. »...‬‬ ‫من���ذ ذل���ك الوق���ت أصبح���ت أش���عر بالضي���ق‬ ‫والغض���ب وأن ظ�ل�ا ثقي�ل�ا حيط عل���ى قليب‪...‬‬ ‫يدخل اخوتي غرفيت خلسة وخيربونين بصوت‬ ‫منخف���ض ع���ن اصدقائه���م الذي���ن فقدوه���م‬ ‫واليعل���م أح���د اي���ن اختف���وا يف الس���جون أم يف‬ ‫القبور‪ .‬غادرونا بكل بس���اطة واعتزل أولياؤهم‬ ‫خوف���ا ومل يعرف���وا اىل أي���ن يتوجه���ون أو م���ن‬ ‫يكلمون ‪ ...‬كل الس���كان مثلنا يرتعش���ون خوفا‬ ‫عند مرور شاحنة يف الليل ‪.‬‬ ‫يأت���ون عند منتصف الليل مدججني بالس�ل�اح‬ ‫يض���ع بعضه���م عل���ى وجه���ه لثاما أس���ود‪ ...‬هل‬ ‫يكون (فيلي���ب ) معهم؟ الأري���د أن أعرف ‪...‬لن‬ ‫أنس���ى أب���دا نظ���رات أم���ي اليائس���ة واملندي���ل‬ ‫ال���ذي تضعه يف فمها حت���ى الينفلت صراخها‪..‬‬ ‫اختطفوا (جاك) و(دانيال) و(كارل) و(فكتور)‬ ‫و(انتوان) وطبعا أبي« ستذهبون‬

‫س���تذهبون معن���ا اىل املرك���ز ونلق���ي عليك���م‬ ‫بعض االس���ئلة » نعرف أنه���م لن يعودوا ولكننا‬ ‫بقينا متشبثني بقول قائدهم ‪.‬‬ ‫م���رت االيام والليالي ومل يرج���ع احد اىل اليوم‬ ‫‪...‬قط���ع ثياب ممزقة تطفو عل���ى املاء ‪ ...‬وجثث‬ ‫فقدت معاملها يتقيؤها البحر ‪ ...‬يتجمع س���كان‬ ‫(سابوتيل) على الرمل ‪...‬أمهات تولول وجتري‬ ‫صوب البحر للتعرف عل���ى اجلثث ‪ ...‬أبقى مع‬ ‫أدري���ان أمام النافذة اىل أن تبزغ الش���مس على‬ ‫البحر يف لون الدم ‪.‬‬ ‫كي���ف أص���ف العوي���ل والصياح ال���ذي يرتفع‬ ‫يف الش���اطئ؟ كي���ف أص���ف ه���ذه البلي���ة اليت‬ ‫أصبحنا نعيشها؟‬ ‫ترج���ع النس���اء اىل منازهلن يف س���اعة متأخرة‬ ‫م���ن اللي���ل يلفه���ن الصم���ت وميأل رؤوس���هن‬ ‫هدير البحر‪ ...‬فجأة يقف كل شيء‪ ...‬األيام ‪...‬‬ ‫الس���اعات ‪ ...‬أبقى مع أم���ي يف هذا الصمت أمام‬ ‫البحر‪...‬‬ ‫يف النه���ار تصلن���ا أص���وات الباع���ة تتصاعد من‬ ‫الس���وق وأصداء احلياة فنتظاهر بالنس���يان يف‬ ‫هذا اخلضم اليومي وما ان يأتي املس���اء وخاصة‬ ‫مس���اءات آخر اخلريف جند من جديد يف كل‬

‫ص���وت ويف كل حركة ويف كل ملعة نور هذا‬ ‫اجلمع الغفري من االموات االحياء ومن االشباح‬ ‫اليت تقيم يف‬ ‫( سابوتيل ) ويف منزلنا أمام البحر‪.‬‬ ‫*ماري‪-‬سيلي اينان ‪:‬‬ ‫أديب���ة من هاي�ت�ي تعيش يف الكيبيك منذ س���نة‬ ‫‪. 1970‬‬ ‫درس���ت اللغ���ة الفرنس���ية وعمل���ت مرتمج���ة‬ ‫لسنوات عديدة ‪.‬‬ ‫متفرغة االن للكتابة ‪.‬‬ ‫ه���ي قاصة وروائي���ة وش���اعرة وراوية وممثلة‬ ‫ومهتمة باملسرح‬ ‫كتبت عدة اعمال لليافعني‬ ‫ترمج���ت اعماهل���ا اىل االس���بانية واهلولندي���ة‬ ‫واالنكليزية والكورية‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫سبتمبر‬ ‫‪( ) 71‬‬ ‫العدد (‬ ‫‪)2012‬‬ ‫سبتمبر‬ ‫‪-24-24‬‬ ‫‪ 18‬ـ‪ 18‬ـ‬ ‫‪( ) 71‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثانيةالثانية‬ ‫السنةالسنة‬

‫رحلت أم َ‬ ‫جنوت ‪ ..‬يا حلمي‬ ‫َ‬ ‫من أي زاوية أستعيدك‬ ‫يا صديقي البهي‬ ‫من زاوية احللم‪ ،‬من زاوية الشعر‬ ‫من زاوية النزيف‬ ‫أم من فوق سطح لعبة امسها املوت واحلياة ؟!‬ ‫َ‬ ‫قلت لي يف وداعنا القصري ‪:‬‬ ‫ال اصدق أنين عش���ت س���تني عاما فوق ظهر هذا‬ ‫الكوكب‬ ‫ٌ‬ ‫حمظوظ‬ ‫كم أنا‬ ‫ُ‬ ‫غرست البذرة وقطفت الثمرة‬ ‫لكن يبدو أن حلظة قطفي أصبحت يسرية‪.‬‬ ‫كان املساء طفال‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الشعيب‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫واملقهى يستعيد سمَ‬ ‫َّ‬ ‫يف الصيدلية اصطفت املالئكةُ‬ ‫يف انتظار أن يكشف عن ُخضرة الوريد‬ ‫ابتسم وأنا أداعبه‪:‬‬ ‫هل ي ْ‬ ‫لح الغرا ُم املسلح يف ترميم الشقوق‬ ‫َص ُ‬ ‫وهل ميكن أن تذهب الكرة َ‬ ‫أبعد من ظلها املعلوم‬ ‫َّ‬ ‫تسند على حشرجة رئتيه‬ ‫وهو يتمتم‪ ":‬الشهيق رسالة األنبياء‬ ‫والزفري معجزة الرب "‪.‬‬ ‫خصالت شعره ِّ‬ ‫تقلب دفرت اهلواء‬ ‫فرد جناحيه على ظالل التحاليل واألشعة‬ ‫ُ‬ ‫وتضيق‬ ‫تتسع‬ ‫غرفة العمليات ُ‬ ‫أنسجة الصباح تستفيت حصى الكليتني‪:‬‬ ‫" قالت بنته الصغرية ‪ :‬ال تكن سييء الظن باحلياة‬ ‫وقالت بنته الكبرية ‪ :‬رمحة اهلل واسعة"‬ ‫وعلى شاشة التلفاز‬ ‫شعب بألف لسان يتهته فوق سرير اللغة"‪.‬‬ ‫" ٌ‬ ‫أنا الشاع ُر‪..‬‬ ‫من دمي يبدأ ُ‬ ‫َ‬ ‫النشيد‬ ‫الكون‬ ‫وفوق صدري ُّ‬ ‫حتط النجمات‬ ‫سأعيش يف ألف زهر ٍة‬ ‫ال حتفظوا أشيائي الصغرية فوق ال ّرف‬ ‫ال متنحوها قالدة أو نيشانا‬ ‫انثروها يف اجلهات كلها‬ ‫رمبا يعرف العازفون‬ ‫ُ‬ ‫اللحن‬ ‫كيف يستوي‬ ‫كيف ترجتل القصيدة غيمتها ‪.‬‬

‫مجال القصاص‬ ‫مطر على النافذة‬ ‫مطر يف الطرقات‬ ‫كيف ستكتب وصيتك للعشب واخلبز والنهر‬ ‫يا فيت القطف‬ ‫املرميات مررن من هنا‬ ‫وضعنا القلب يف اإلبريق وصبنب الشاي‬ ‫واحل���واة يف عتم���ة املي���دان يس���تبدلون األقنع���ة‬ ‫واألضرحة‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫حكمتك القدمية‬ ‫اسند‬ ‫خبئها حتت لسانك‬ ‫أو اغرسها يف شرفة ليلى مراد‬ ‫رمبا يسأل عابر عن صخرة امسها احلرية‬ ‫عن شجرة امسها الوطن ‪.‬‬ ‫مل أصدق وأنت تشع يف غبشة النور‬ ‫مسجى فوق السرير‬ ‫وأنت ًّ‬ ‫أنين قبلتك‬ ‫أنين مسدت شعرك‬ ‫هل ابتسمت‬ ‫أم كن���ت ِّ‬ ‫���ع كعكة الصم���ت وتوزعها على‬ ‫تقط ُ‬ ‫الكائنات‬ ‫لوهلة ختيلت أنك حي‬ ‫أننا قرب مقربة النبالء ندفع العربة‬ ‫ونرفع الكأس باجتاه السماء‬ ‫هنا إرث اآلباء‬ ‫حقيقة أن تكون مصريا‬ ‫نشوة أن ترى املرئي ال مرئيا‬ ‫ال���روح يف جس���د التمث���ال وتنتظ���ر‬ ‫أن تش���بك‬ ‫َ‬ ‫معجزة اخللق‬ ‫أن تلمس األشياء‬ ‫وكأنها انتفضت للتو‬ ‫أن تص���رخ من ف���رط تأملك‪ :‬يا اهلل أن���ا مثرة هذا‬ ‫البدن‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫رفعت املالءة فوق وجهه ‪:‬‬ ‫من يا صغريي من‬ ‫أمامنا عمل كثري‬ ‫يف الصبح سنذهب إىل اإلسكندرية‬ ‫سنجلس يف مقهى البورصة‬ ‫سرتوي لي كيف اكتوت كليوباترا مبائها‬ ‫السرة‬ ‫كيف كانت تكشط البياض من صدف ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫عشاق وشعرا ُء وحماربون‬ ‫وينتحر‬ ‫مل حيسنوا وضع البوصلة يف الدوالب‬ ‫أو كيف ينعس البح ُر يف هياكل الغرقى‬ ‫من يا صغريي من‪..‬‬ ‫لسنا يف حميط جملس الوزراء‬ ‫والعسكر ال يعرفون علة العني‬ ‫وال كم ضلعا يف قفص الروح‬

‫وال كم عصفور ًة سوف جتدل العش‬ ‫ذهب الشهداء إىل احلدائق والرايات‬ ‫واملرشد األعمى يفتش عن ظل األرنب‬ ‫املسلوخ يف أحراش اخلرائط‬ ‫وصباح وحيد‬ ‫َم َّر مخسون كوكبا‬ ‫ٌ‬ ‫وأنت حتبس املساء يف قبضة املخدر‬ ‫وتصرخ خدعتين حكمة املرايا‪.‬‬ ‫من ‪ ..‬يا صغريي من‬ ‫خذ نفسا عميقا ‪ ..‬ابتسم وأنت حتاذي ظلك‬ ‫ليس مطلوبا أن ترفع صوتك بالدعاء أو الغفران‬ ‫الشعر مغفرة احلياة‬ ‫ختيل أننا يف فينا أو بغدا َد‬ ‫َّ‬ ‫برقة سوف جيرحك املشهد‬ ‫وتكتب " فضة من أجل فينيا وقربان"‬ ‫يا فتى القطف‬ ‫أنا الذي سرقت لك النبيذ من السوبر ماركت‬ ‫وأطعمتك مكعب الشيكوالتة يف شارع موزار‬ ‫وأشعلت لك الشمعة يف كعكة امليالد‪.‬‬ ‫جيمي يا حبييب يا صنوي‬ ‫معذر ًة ‪..‬خذلتك يف فينا وبكيت‬ ‫مل أحتمل أناقة احلداثة‬ ‫وال كيف يفيض الغرا ُم على مقعد يف احلديقة‬ ‫كنا مغامرين‬ ‫نتسلق ق ّبة احللم‬ ‫نلوِّنه برسم القلب‬ ‫ونعرف كيف نفكك عقدة اجلرح‬ ‫وأحبولة الندى‪.‬‬ ‫تتكسر فوق اجلدار‬ ‫أصداء ضحكته َّ‬ ‫( يأتي عوادون من جلطة املخ‬ ‫ويأتي عازفو بيانو من عجز كليتني‬ ‫ويأتي العبو كمنجة من ارتفاع الضغط )‬ ‫هل تنوي احتالل األوبرا‬ ‫همس وهو يتحسس جمرى الشريان‬ ‫أردت تنظيف النبع‬ ‫كي يتسع الشط لنجوى عاشقني‬ ‫لبحة ناي أرهقته الدموع‬ ‫لطفل قال للشجرة أنت أمي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الوقت رما ٌد‬ ‫ُّ‬ ‫اخلرايف ٌّ‬ ‫يرف يف عنقه‬ ‫طائره‬ ‫ودمعيت ساحت‬ ‫علي ‪ ..‬أيوجد هنا عميان‬ ‫من دلين ّ‬ ‫فتح الكراس‬ ‫كان هنا ثورة‬ ‫كان مثة حلم مينح الغصن حرية الطريان‬ ‫غسلت عباءة جسمي‬ ‫ليقول فيت لفتاة‪ :‬شكرا‬ ‫ِ‬ ‫تكاثر الذئاب وبائعو الشعارات‬ ‫العملة‬ ‫وجتا ُر‬ ‫ِ‬ ‫من يشرتي من‬ ‫فريسة‬ ‫ذئب يف فروة‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫أم فريس ٌة يف فروة ذئب ؟‬ ‫الوقت رماد واملعزون فوق مدار النجوم‬ ‫َّ‬ ‫يتمتم‬ ‫السحري وهو‬ ‫َّح منظا َر ُه‬ ‫طو َ‬ ‫ُ‬ ‫أشهد أنين عشت‬ ‫أنين ضحكت‬ ‫أنين بكيت‬ ‫أن قصيدتي مل تغرق يف إناء اللوز‬ ‫أغرب أن تفتش يف الشر عن عقالنية الروح‬ ‫ما َ‬ ‫أغ���رب أن تكون ح ّي���ا وجتهل كي���ف تتنفس‬ ‫م���ا‬ ‫َ‬ ‫البئر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫املنفلت أبدا‬ ‫سأمسيك‬ ‫يلوذ بنسمة تتلكأ يف حواف الضوء‬

‫نسهَا‬ ‫صحرا ُء شاسعة ختلع ب ُْر َ‬ ‫وتتكوّر بني ذراعيه‬ ‫تذكر لوحة املمستحمات وتفاحةَالعشاء األخري‬ ‫تذكر ميدان الدقي‬ ‫وجو َه أصدقا ٍء خطفتهم عربة النسيان‬ ‫ملاذا كل األشياء جامدة‬ ‫انتهى وجعي مازلت أرغب يف اإلصغاء‬

‫حلمي سامل‬ ‫جيمي ‪ ..‬ناولين القدح‬ ‫اجعل الكاسيت يف منطقة وسطى بني اهلسيس‬ ‫والرنيم‪..‬‬ ‫سأصعد‬ ‫بقوة الشعر‬ ‫بقوة الغرابة‬ ‫سأكون خفيفا‬ ‫حني تباغتين املالكة‬ ‫سأرشوها بقطعة من الشعر‬ ‫بكوب من عصري القصب‬ ‫خبامت من فضة إيزيس‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫انكشف الغطا ُء‬ ‫ُ‬ ‫الليل َّ‬ ‫غض البصر‬ ‫مط ٌر على النافذة‬ ‫مط ٌر يف الطرقات‬ ‫الكتاب بقو ٍة‬ ‫هيا ‪ ..‬خذ‬ ‫َ‬ ‫امنح ُه رقة الذوبانِ‬ ‫اجللطة‬ ‫هذا مديح‬ ‫ِ‬ ‫قم ٌر مل نكتشف كيف نبتت له أثداءٌ وريش‬ ‫كيف نشعله بالليل فتختلط األلوان باألشجار‬ ‫تلمع حتت نصل الشمس وتبتكر املدى‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫هيا‪..‬رتل حكمتك‬ ‫انثرها فوق الصراط‬ ‫رب‪..‬‬ ‫ستع ُ‬ ‫َ‬ ‫ليس مهما أن تلمس قرون املشهد‬ ‫انتهت ِحيل الشعراء ‪..‬الوقت رما ٌد‬ ‫وأغنييت سوف تذهب ‪..‬‬ ‫عيناه تبتسمان‬ ‫أرب ُ‬ ‫ِّت على كتفي ِه‬ ‫افتح الكراس‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫جنوت يا حبييب ؟!‬ ‫رحلت أم‬ ‫حلمي ‪ ..‬هل‬


‫العدد )( (‬ ‫الثانية ( ‪71‬‬ ‫الثانية العدد‬ ‫يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬ ‫‪-2)2012‬‬ ‫سبتمبرـ‬ ‫سبتمبر( ‪26‬‬ ‫‪59‬‬‫‪)2012‬‬ ‫العدد‪-24‬‬ ‫‪ -24‬ـ‬ ‫الثانية‪18‬‬ ‫السنة‪ )1871‬ـ(‬ ‫السنة السنة‬

‫‪13‬‬

‫القفزة األخرية يف فضاء حلمي سامل‬ ‫مثلما كان ش���اعرا اس���تثنائيا‪ ،‬كان حلمي‬ ‫س���امل مريضا اس���تثنائيا بامتياز‪ ،‬أدرك منذ‬ ‫البداي���ة أن صراع���ه م���ع امل���رض س���يطول‬ ‫وسيتفرع ويتش���ابك‪ ،‬فقرر أن ينتصر عليه‬ ‫بإرادة الشعر‪ ،‬وكان موقنا أنه بذلك ينتصر‬ ‫إلرادة احلياة‪.‬‬ ‫ختلي حلمي مع اش���تداد ضراوة املرض عن‬

‫فك���رة اللع���ب مع املرض نفس���ه ومصادقته‬ ‫وكأن���ه جم���رد طف���ل ينبغ���ي مالطفت���ه‬ ‫ومس���امرته‪ ،‬وهي الفكرة ال�ت�ي قّلب أوجهها‬ ‫وأقنعتها الش���عرية مبهارة الصانع والعراف‬ ‫معا يف ديوانه "مديح جلطة املخ"‪ ،‬ثم ناوش���ها‬ ‫عن بعد يف ديوانه "الثناء على الضعف"‪.‬‬ ‫وكان السؤال الذي يواجهه بأمل وحرية‪ :‬هل‬ ‫تس���تطيع القصيدة أن تس���بق املوت وتهزمه‪،‬‬ ‫طاملا أنا أصبحت غري قادر على ذلك‪ ،‬ثم هل‬ ‫يعين ذلك انتصارا للش���اعر نفس���ه والذي مل‬ ‫ينفصل ع���ن قصيدته‪ ،‬وما زال قادرا على إن‬ ‫اجلدة واملغامرة‪.‬‬ ‫يضخ يف شرايينها روح ِ‬ ‫ومع دخوله يف حمنة "الفشل الكلوي"‪ ،‬وبعد‬ ‫أن جنا من"س���رطان الرئ���ة" أدرك حلمي أن‬ ‫سؤاله سيظل مسكونا بالنقص‪ ،‬وأن اإلجابة‬ ‫عنه س���يختلط فيها العبث مب���رارة الرجاء‪..‬‬ ‫فكأن���ه إذن س���ؤال ناقص يبحث ع���ن إجابة‬ ‫ناقصة‪.‬‬ ‫معنوي���ا ب�ن�ي حلم���ي إس�ت�راتيجيته جملابهة‬ ‫امل���رض على فكرة التس���امي عليه واعتباره‬ ‫جم���رد حمط���ة ضم���ن حمط���ات كث�ي�رة‬ ‫خربه���ا يف احلي���اة‪ ،‬ورغ���م أن���ه كان يدرك‬ ‫أنه���ا احملط���ة األحرج‪ ،‬ال من حي���ث الوصول‬ ‫إليه���ا‪ ،‬وإمن���ا م���ن حي���ث صعوب���ة تغي�ي�ر‬ ‫مسارها احملتوم‪ ،‬إال أن روح التسامي كانت‬ ‫أداة الش���حن األساس���ية يف أن ينتص���ر‪ -‬ولو‬ ‫مؤقتا‪ -‬بإرادة الشعر ويقاوم بشراسة‪ ،‬عسى‬ ‫أن يس���تطيع أن يؤج���ل ول���و لبض���ع دقائق‬ ‫حلظ���ة الوص���ول إلي هذه احملط���ة األحرج‪،‬‬ ‫حيث ينهي اجلس���د لعبته مع املرض اللعني‪،‬‬ ‫مستس���لما إىل ق���دره‪ ،‬وتنفت���ح ال���روح على‬ ‫حياة أخرى‪ ،‬يش���كل املوت البوابة الرئيس���ية‬ ‫للدخول إليها‪.‬‬

‫فني���ا أدرك حلم���ي أنه يطل عل���ى القصيدة‬ ‫وعلى احلي���اة من ثقوب امل���رض‪ ،‬وأنه يقف‬ ‫عل���ى حاف���ة املوت ال���ذي قد خيطف���ه يف أية‬ ‫حلظة‪ ،‬فرغم معاناته املضنية كثف طاقته‬ ‫الش���عرية ترك���ز كل جهده���ا يف حماولة‬ ‫تثبي���ت املش���هد يف جس���د الزم���ن وحرك���ة‬ ‫العناصر واألش���ياء‪ ،‬ويف الوقت نفسه توثيق‬ ‫نثريات���ه ومفردات���ه وش���خوصه ومقومات���ه‬ ‫املباش���رة وغ�ي�ر املباش���رة‪ ،‬ب���كل هوامش���ها‬ ‫وحمموالته���ا اإلنس���انية والرتاثي���ة‪ ،‬وأيضا‬ ‫حلظته���ا اآلني���ة واملنقضي���ة‪ ،‬وكأن���ه يريد‬ ‫أن خيل���ق م���ن كل ه���ذا مش���هد وداع يليق‬ ‫بش���اعر‪ ،‬عاش حياته يف الشعر وعاش الشعر‬ ‫فيه‪ ،‬وتعلما سويا كيف تكون الطفولة هي‬ ‫الرحم اخلصب ملدارات الفعل الشعري‪.‬‬ ‫ه���ذا اهل���م ي�ب�رز على حن���و الف���ت يف ديوانه‬ ‫األخ�ي�رة وال���ذي اخت���ار ل���ه اس���م "معج���زة‬ ‫التنف���س"‪ .‬فاملش���هد مل يع���د جم���رد حال���ة‬ ‫من القن���ص العاب���ر لزوايا وك���وادر معينة‬ ‫تعم���ل على دعم ش���عرية املوض���وع والرؤية‬ ‫يف الن���ص‪ ،‬كم���ا أن حركيت���ه اإليقاعي���ة‬ ‫أصبح���ت تتس���م بالب���طء‪ ،‬ومل تع���د واخ���زة‬ ‫وخاطفة‪ ،‬مس���كونة بالتحول والتبدل‪ ،‬كما‬ ‫كان يف دواوينه الس���ابقة‪ ،‬وإمنا تس���عى إىل‬ ‫تثبي���ت املش���هد ومللمته‪ ..‬ال تري���ده أن ينفلت‬ ‫أو ينقل���ب على ماهيت���ه الصوري���ة والفنية‪،‬‬ ‫وأيضا النفس���ية‪ ،‬تريده أن ي���وازي الصعوبة‬ ‫اليت أملت حبرك���ة الش���هيق والزفري‪ ،‬واليت‬ ‫أصبح���ت متعثرة وقص�ي�رة متاما كاحلياة‬ ‫يف حمنة املرض‪.‬‬ ‫عل���ى ه���ذا النحو يثب���ت حلمي س���امل صورة‬ ‫العائلة يف املش���هد ويوثقها بطرق ش���تى يف‬ ‫م�ت�ن الن���ص‪ ،‬ويف الوق���ت نفس���ه‪ ،‬ال يتعامل‬ ‫معه���ا كتيم���ة أو حيل���ة ش���عرية أو أيقونة‬ ‫داللي���ة‪ ،‬وإمن���ا كحقيق���ة مائل���ة وحية يف‬ ‫طبقات اجلس���د والروح والتاريخ مبستوييه‬ ‫الش���خصي والعام‪ ..‬يقول يف إح���دى قصائد‬ ‫الدي���وان بعن���وان "حتلي���ل دم" مس���تحضرا‬ ‫صورة أسرته الصغرية‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫"قلت لشقيقة النهر‬ ‫أريد بعد خروجي من البئر بناتي أمامي‬ ‫قفة‬ ‫نشلوني من البئر يف ٍ‬ ‫ُ‬ ‫قفة أتبني الصبايا‬ ‫فكنت خلف خوص ٍ‬ ‫مليس‪ :‬ذكا ُء القلب والنديّة‪ ،‬حكمة احلنان‬ ‫عيون القطط‪ ،‬ورائحة "زاهية"‬ ‫الرقة‪ ،‬القافزة خلف البحر‬ ‫رنيم‪ّ :‬‬ ‫حص ٌة يف ِّ‬ ‫قبل موسم القفز‪ ،‬الذوبان حلاله‪.‬‬ ‫حنني‪ :‬سالمة الفطرة‪ ،‬ملح األرض اليت‬ ‫ال يعجبها "دهاليزي والصيف ذو الوطء"‬ ‫وبسبيب حفظت مستشفيات القطر"‪.‬‬ ‫وال يكتفي حلمي بذلك بل يطل على صورة‬ ‫العائل���ة يف إطاره���ا األوس���ع‪ ،‬حي���ث تتع���دد‬ ‫ص���ور أخوت���ه وأخوات���ه‪ ،‬وأعمام���ه وأخواله‪،‬‬ ‫ويق���رن حضورهم بصيح���ة الديك‪ ،‬وكأنه‬ ‫يس���تنهض بها صحوة أخرى حللم يش���ارف‬ ‫عل���ى ال���زوال‪ ..‬يق���ول يف قصي���دة بعن���وان‬ ‫"مستقبل احلب"‪:‬‬ ‫"قلت ألمهاتي‬ ‫أريد أن أرى أخوتي‬ ‫قبل أن يصيح الديك‬ ‫منزلة‬ ‫ورحت يف‬ ‫ٍ‬

‫بعد برهة ميزتهم بني نوم وصحو أمامي"‪.‬‬ ‫ثم يس���رد أمساءهم‪ ،‬وكأنها كتاب مفتوح‬ ‫أمامه للتو‪ .‬يعيد ترتي���ب أحرفه وصفحاته‪،‬‬ ‫ويتأم���ل صورت���ه يف ظالل���ه وهوامش���ه‬ ‫بلهف���ة األب العاش���ق واألم احلن���ون‪ ،‬واألخ‬ ‫األك�ب�ر الذي ي���درك ثقل األمان���ة وحكمة‬ ‫الس���نني‪ ،‬كم���ا أن���ه يوس���ع املش���هد ليض���م‬ ‫أصدق���اء أصبح���وا حبك���م م�ي�راث الصداقة‬ ‫النبي���ل أغصانا يف ش���جرة العائلة‪ ..‬يقول يف‬ ‫القصي���دة الس���الفة نفس���ها وكأنه يرس���م‬ ‫مشهدا طقسيا للحن اخلتام‪:‬‬ ‫"قبلت أيديهم‬ ‫وتقدمتم ويف صعوده ربوة‪،‬‬ ‫وهم يذرفون الدمع‪،‬‬ ‫الصيب‬ ‫لي‬ ‫همس‬ ‫وقبل أن خيتفوا‬ ‫ُّ‬ ‫الذي جعل مهاتفته لي جزءا من دوائي‬ ‫احرتس يا رفيقي‬ ‫والنوات والصبايا الغارقات والغريق‬ ‫من املوج َّ‬ ‫من َ‬ ‫والفراق والفريق‬ ‫رق‬ ‫ِ‬ ‫الف ِ‬ ‫عند هذا الربزخ سنقابل األندلس‬ ‫حيث الفتى النحيل يصرخ‪:‬‬ ‫ستنجو يا شقيق األب‪،‬‬ ‫وحيث نعرف أننا عميان‬ ‫ما مل نر باللسان‬ ‫َ‬ ‫احلب‪،‬‬ ‫مستقبل ّ‬ ‫وحيث حيضن اجلندي طفال‬ ‫فوق دبابة"‪.‬‬ ‫ورغ���م أن حلم���ي خي���رج باملش���هد م���ن هذا‬ ‫الفض���اء اخل���اص إىل اخلارج ويش���تبك مع‬ ‫تداعيات���ه الراهنة‪ ،‬إال أن صورة العائلة تظل‬ ‫هي الن���واة الصلبة لتثبيت املش���هد‪ ،‬إنه يطل‬ ‫عل���ى الواق���ع اخلارج���ي م���ن م���رآة العائلة‪،‬‬ ‫وحتدي���دا واق���ع ث���ورة ‪ 25‬يناي���ر‪ ،‬ب���كل م���ا‬ ‫أفرزته من تداعيات ومفارقات على املستوى‬ ‫السياسي واالجتماعي واإلنساني‪.‬‬ ‫وم���ن الالف���ت هن���ا أن حلم���ي يف تعامله مع‬ ‫ص���ورة العائل���ة يض���ع الش���خوص يف حالة‬ ‫ش���عرية رقيق���ة حاني���ة‪ ،‬وخيل���ق هل���ا إطارا‬ ‫مجالي���ا وتش���كيليا ش���فيفا يعتم���د عل���ى‬ ‫البس���اطة اللغوية ولطش���ات الس���رد املش ّربة‬ ‫بطاقة ش���عرية محيمة‪ ،‬وذل���ك على عكس‬ ‫تعامله مع تداعي���ات الواقع اخلارجي‪ ،‬حيث‬ ‫تتس���م الص���ورة الش���عرية باحل���دة وتصبح‬ ‫س�ل�احا لإلدانة والتعرية يف مواجهة العنف‬ ‫والقم���ع‪ ،‬حت���ى أننا نلمس نوعا م���ن التوازن‬ ‫الرهيف بني توتر اللغة وعنف الواقع نفسه‪.‬‬ ‫يض���اف إىل ذلك أن املفارق���ة يف هذا الديوان‬ ‫مل تعد جم���ردة أداة ومقوم فين ذي وظيفة‬ ‫داللية حمددة‪ ،‬وإمنا أصبحت أكثر مشوال‬ ‫وجتذرا‪ ،‬فهي مفارقة وجود مسكون بالفناء‪،‬‬ ‫وبروائ���ح م���وت تتناثر هنا وهناك‪ ،‬تتجس���د‬ ‫صورته���ا يف مظاه���رات الث���وار يف امليادي���ن‬ ‫والش���وارع حبثا ع���ن حلم الع���دل واحلرية‪،‬‬ ‫ويلمس���ها من حول���ه باملستش���في يف صورة‬ ‫املرض���ي وه���م يصارع���ون األمل م���ن أج���ل‬ ‫التش���بث باحلي���اة ‪ ..‬تنعك���س روح املفارق���ة‬ ‫بشكل واضح ومباشر يف قصيدة "السارقون"‪،‬‬ ‫واليت يستهلها على هذا النحو‪:‬‬ ‫"كان الطبيب بالنجمات الثالث والنسر‬ ‫ُّ‬ ‫حيط مبضعا على فأر ليستأصل الدا َء‬

‫بينما كان النقيب الشاب يف شارع جانيب‬ ‫يصيح‪:‬‬ ‫فتى‬ ‫ُ‬ ‫يصوب الرصاص حنو عيون ً‬ ‫يا ُ‬ ‫عدل‪..‬‬ ‫وجن ُد النقيب حوله يهتفون فيه‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أحسنت يا باشا"‪.‬‬ ‫وحينم���ا كان الطبي���ب بالنجم���ات الث�ل�اث‬ ‫والنسر‬ ‫يشفط املا َء عن َّ‬ ‫رئيت‬ ‫حتى ال متوتا غرقانتني‬ ‫بعد أن أفلتتا من أن متوتا مأكولتني‬ ‫بالكيمياء والفئران‬ ‫كانت مجو ٌع يف قارعة الطريق‬ ‫َ‬ ‫الس���ر‬ ‫حتم���ل‬ ‫نع���وش أبنائها الذين س���ّلموا ِّ‬ ‫اإلهلي"‪.‬‬ ‫ولي���س خفي���ا أن املصادف���ة هن���ا تدع���م روح‬ ‫املفارق���ة‪ ،‬فالش���اعر كان يعاجل مبستش���فى‬ ‫الق���وات املس���لحة وعل���ى نفقته���ا‪ ،‬كم���ا أن‬ ‫جنوده���ا ه���م م���ن يواجه���ون املتظاهرين يف‬ ‫الشارع بالتعاون مع الشرطة‪.‬‬ ‫هذا الوع���ي اجلديد التلقائي ب���روح املفارقة‬ ‫انعك���س أيضا على فض���اء التناص والكوالج‪،‬‬ ‫وهم���ا عنصران أحس���ب أنهما أساس���يان يف‬ ‫جتربة حلمي الش���عرية‪ .‬لك���ن فعاليتهما يف‬ ‫هذا الديوان انكمشت إىل حد كبري‪ ،‬فلم يعد‬ ‫التن���اص حييل إىل اخلارج‪ ،‬ب���ل أصبح ينبع‬ ‫من الداخل‪ ،‬من اإلحساس بالفقد وهواجس‬ ‫االخنط���اف والرحيل املباغ���ت‪ ،‬كما اختفت‬ ‫ش���رائح الكوالج يف بي���اض اخللفية‪ ،‬ليصبح‬ ‫النص الش���عري مبثابة حبل س���ري‪ ،‬وقفزة‬ ‫أخرية لتثبيت صورة العائلة يف املشهد‪.‬‬ ‫* مجال القصاص‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫ما تيسر من سرية حممد يوسف املقريف‬ ‫رئيس املؤمتر الوطين العام‬ ‫كنت يف بنغازي نقض���ي رمضان مع العائلة‬ ‫بعد سلمت تقرير ديوان احملاسبة ‪ ،‬وقلت بعد‬ ‫رمض���ان جن���ي لطرابل���س ‪ ،‬وصل���ت بنغازى‬ ‫و ثان���ي ي���وم جاني تليف���ون وع���اود ثاني من‬ ‫س���كرتري ديوان احملاس���بة ببنغ���ازي وقال لي‬ ‫الرائ���د عبد الس�ل�ام يري���دك ح���ول موضوع‬ ‫اللجن���ة‪ ،‬وضروري جت���ي وجائتن���ا تعليمات‬ ‫خبصوص���ك من الرائد عبد الس�ل�ام ‪ ،‬حممد‬ ‫الربعصي كان مدير مكتب ‪ ...‬قلت له ‪ :‬أبعث‬ ‫برقية للعقيد معمر ‪ :‬ال أملك أمام أوامرعبد‬ ‫الس�ل�ام جلود إال أن احتج وأش���تكي‪ ،....‬قالوا‬ ‫ل���ي ‪ :‬ي���ا حمم���د جاءتن���ا تعليم���ات بضرورة‬ ‫حض���ورك ‪ ،‬قلت له انت تع���رف يف من تكلم ‪،‬‬ ‫ان���ت تكلم يف رئيس ديوان احملاس���بة ‪ ،‬قلت له‬ ‫ال تق���ل لي م���رة ثانية جتي لطرابلس ش���نو‬ ‫لعب اطفال ؟ س���اعة وشوي كلمين سليمان‬ ‫حمم���ود كان ماس���ك احل���رس اجلمهوري ‪:‬‬ ‫قال لي هو فقط حاب يس���لم ويتعرف عليك‬ ‫‪ ،‬وكلم�ن�ي الرائ���د عب���د الس�ل�ام طل���ب مين‬ ‫نقولك جت���ي لطرابلس وال داعي للشوش���رة‬ ‫‪ ،‬مش���يت لطرابلس قدمت اس���تقاليت جمللس‬ ‫قي���ادة الث���ورة ‪ ،‬كان عمر احمليش���ي ماس���ك‬ ‫امني جملس قيادة الثورة كلمته رد علي‪....‬‬ ‫قلت ل���ه يا أخ عمر ايش الل���ي صاير قال لي ‪:‬‬ ‫س���احمين واهلل ‪...‬ان���ت تعرف الش���غل مازالت‬ ‫(اللعب���ة وقته���ا ) اللج���ان الش���عبية والث���ورة‬ ‫الش���عبية والزحف ‪ ،‬قال لي انت عارف السبب‬ ‫الل���ي طلبوك الجل جتي لطرابلس ‪ ،‬الس���بب‬ ‫ه���و تقري���رك ‪ ...‬قلت له رجاء اصعد وش���وف‬ ‫ايش اللي صاير عندكم انا نيب نشوفه قالي‬ ‫اهو فرصة كويس���ة معم���ر قاعد تعال خش‬ ‫عليه ‪.‬‬ ‫•بع��د أن ق��رأ الق��ذايف اس��تقاليت ق��ال ل��ي ال‬ ‫داعي لتقديم االستقالة وســـنحل املوضوع‪.‬‬ ‫مش���يت وج���اء واح���د م���ن االعض���اء الضباط‬ ‫خ���ش عل���ي وس���لم ‪ ،‬ق���ال ‪ :‬م���ن االخ ‪ ،‬قلت له‬ ‫حمم���د املقري���ف قل���ت له خ�ي�ر ان ش���اء اهلل‪،‬‬ ‫قال لي توقعتك وكنت حنس���ابك بش���عرك‬ ‫وبلحيتك راجل ش���ايب ( ص���ورة غول يعين )‪،‬‬ ‫قلت له خري ان شاء اهلل ‪ ،‬ساعة و شوية وخش‬ ‫علين���ا عمر ‪،‬ق���ال لي خش بروحك ‪ ،‬خش���يت‬ ‫س���لم علي معمر حبرارة وقال ‪:‬كيف حالك‬ ‫كي���ف هلك ؟ تقول عيلة واح���دة !! قال لي ‪:‬‬ ‫كنت الفرتة الفائتة منش���غل باملهام القومية‬ ‫وكن���ت علي س���فر ‪ ،‬وعلى العم���وم قال‪ ( :‬يف‬ ‫ح���ال يتقصد اس���تفزازي ) اهلل تعاىل‪ :‬اطيعوا‬ ‫اهلل ورس���وله واول���ي االمر منكم‪ ،‬قل���ت له يا‬ ‫اخ معم���ر ‪ ،‬انا نعرف ش���ن ندير ونعرف ادائي‬ ‫وان���ا اىل االن مل أقصر وان���ا ال امسح الحد أن‬ ‫يعب���ث بوق�ت�ي ‪ ،‬قلت ل���ه احلاجات الل���ي يدير‬ ‫فيهن عبدالس�ل�ام غلط ‪ ،‬ق���ال نعرف وايدير‬ ‫يف اس���وء منه���ن ‪ ،‬قلت ل���ه كان عندي موعد‬ ‫م���ع عب���د الس�ل�ام وحضرع���دد م���ن ال���وزراء‬ ‫س���بعة او مثاني���ة وعطل���وا مصاحله���م ‪ ،‬وانا‬ ‫ش���خصيا ال أمسح بذل���ك يت���م التعامل معي‬ ‫بهذه الطريقة‪ ،‬وانا انس���ان واع���رف واجباتي‬ ‫‪ ،‬كان س���امل س���عيد (جبال���ي) ام�ي�ن جملس‬ ‫الوزراء ‪،‬كان عن���دي ميعاد و جيت ملوعد مع‬ ‫عب���د الس�ل�ام ‪ ،‬وقع���دت ربع س���اعة ويبدو ان‬

‫احللقة اخلامسة‬

‫كانت اجللسة مع عبد اجمليد القعود ‪ ،‬وكان رئيساً جمللس التنمية‬ ‫الزراعية ‪ ،‬اجمللس األكثرواألكرب خمالفات يف تلك الفرتة‪.‬‬ ‫عبد الس�ل�ام مش���غول ذكرت ه���ذه الواقعة‬ ‫ملعم���ر قال لي كي���ف يا حمم���د الناس جيو‬ ‫ويراجوا بالساعات ! قلت له كل واحد مسؤل‬ ‫عن نفسه ‪ ،‬وانا ال يهمين ما يفعلون ‪ ،‬فضحك‬ ‫تلك الضحكة البلهاء بصوته العالي املهم قال‬ ‫ما فيش داعي لالستقالة ‪،‬واحنا شبه تفاهمنا‬ ‫بع���د أن قرأ ورقة اس���تقاليت ق���ال لي ال داعي‬ ‫لتقديم االس���تقالة وتوا حنلوا املوضوع مع ان‬ ‫القناعة اللي عندي ان عبد الس�ل�ام ما دارش‬ ‫اي حاجة ‪.‬‬ ‫•عمر بن حليم قالي اس��حب تقريرك فقلت له‬ ‫‪ :‬هذه ليست مهميت ‪.‬؟؟؟‬ ‫تان���ي يوم او ثالث يوم من هذه الواقعة وانا يف‬ ‫طرابلس ننتظر يف رد عبد السالم جلود ‪،‬رن‬ ‫التليف���ون م���ن مكتب الرئاس���ة وكان عندي‬ ‫مستشار مصري امسه عباس قلت له يا استاذ‬ ‫عباس ش���ن تتوقع انا رمضان وما شي صايم‬ ‫‪ ،‬ق���ال ل���ي اس���تقبل كل اللي حيص���ل ‪ ،‬املهم‬ ‫من املفآج���ات اول ما جي���ت للمكتب كان يف‬ ‫اخللف باملكتب الش���اعري ‪ ،‬وقف عبد السالم‬ ‫واذا به يس���تقبلنى باالحضان ويقول لي واهلل‬ ‫أنا آس���ف أنا ه���ذه الليلة مارقدت���ش ‪ ،‬واهلل أنا‬ ‫آخ���ر واحد يتوق���ع اللي حص���ل بيننا حيصل‪،‬‬ ‫واهلل مارقدتش بكل ‪ ،‬وانا معجب بدراس���اتك‬ ‫وتقاري���رك وفرحان�ي�ن بيك وقع���د جييب يف‬ ‫امس���اء انا جبت جاد اهلل م���ن الوزارة ‪ ،‬وحممد‬

‫البكوش ‪ ،‬وم���ن تقريرك قررنا زيادة مرتبات‬ ‫املوظفني وتبنينا فكرتك ‪ ،‬قال لي يا اخ حممد‬ ‫ان���ا اعاني معاناة ش���ديدة ونقرأ يف كتب اقل‬ ‫من املس���توى وس���ببت حدة يف التفكري بتاعي‬ ‫‪ ،‬طبع���ا االم���ر مل ينت���ه اىل هذا احل���د ‪ ..‬بدأت‬ ‫االشاعات بأن تدني االعالم من تقرير ديوان‬ ‫احملاس���بة ‪،‬جان���ي يف ي���وم م���ن األي���ام ( ه���ذه‬ ‫االحداث ب�ي�ن ‪ )1975 1974-‬عمر بن حليم‬ ‫كان ماس���ك امني جمل���س ‪...‬وقال لي عندي‬ ‫تعليمات بانك تسحب تقريرك ‪ ،‬وكان بيننا‬ ‫مودة انا وعمر وقالي اسحب التقرير قلت له‬ ‫‪ :‬هذه ليس���ت مهميت ان���ا مهميت اعد التقرير‬ ‫وأوزعه ‪ ،‬تبوا تس���حبوه اس���حبوه هذه ليس���ت‬ ‫���م مت اس���تدعائي مرة ثانية‬ ‫مهم�ت�ي ‪ ،‬ومن َث َّ‬ ‫وجيت خش���يت ( بعد اجلولة مع عبد السالم‬ ‫) جيت جمللس قي���ادة الثورة يف باب العزيزية‬ ‫‪ ،‬ودخلون���ي جمموع���ة ضب���اط كان اللق���اء‬ ‫واجللس���ة األوىل م���ع أبوبك���ر يون���س جابر ‪،‬‬ ‫وعنده التقرير ملخص وموقع عليه القذايف‬ ‫‪،‬س���ألين هذا ش���نو ؟ قلت له تفضل لو ‪ ،‬عندك‬ ‫مالحظ���ات ديوان احملاس���بة على احلس���ابات‬ ‫العسكرية ‪ ،‬وثاني يوم كانت اجللسة مع عبد‬ ‫اجملي���د القع���ود وكان وقتهارئي���س جملس‬ ‫التنمية الزراعية األكثرواألكرب خمالفات‬ ‫يف تلك الف�ت�رة كانت مع الث���ورة الزراعية ‪،‬‬ ‫‪...‬وكان وزي���ر املالية وقته���ا خائفاً‪...‬من تلك‬

‫التقاري���ر وكان موقفهم عجيب���اً‪ ،‬املهم بعد‬ ‫ثالث���ة ايام من تل���ك الواقع���ة كان امللخص‬ ‫املؤش���ر عليه خبط ي���ده القذايف ‪ :‬حيث أش���ر‬ ‫على القوات املس���لحة وعل���ى جملس التنمية‬ ‫الزراعية وكاف���ة االدارات واهليئات ان تأخذ‬ ‫باالعتبار وأن تتقيد بتقرير ديوان احملاس���بة‬ ‫ووق���ع علي���ه وعامل نفس���ه ب���ريء الق���ذايف ‪،‬‬ ‫ومازل���ت احتفظ به موق���ع وكتب معه على‬ ‫اجلميع‪(...‬كم���ا قلت لك )‪ .‬واالخطر من هذا‬ ‫صار اجتماع جمل���س التخطيط االعلى ‪ ،‬مع‬ ‫جمل���س قيادة الث���ورة وال���وزراء وانصب على‬ ‫تقرير ديوان احملاس���بة وب���دأ كالتالي جاءنا‬ ‫تقري���ر ديوان احملاس���بة واالخ حمم���د يتكلم‬ ‫يف تقريره وكأنه رئيس جملس النواب‪،‬وهو‬ ‫فعال ليحاس���ب السلطة التنفيذية ‪ ،‬و قلت له‬ ‫شكرا النك اعطيتين الكالم وهذه صالحيتنا‬ ‫‪ ،‬واذا كان رأيت���وا كس���لطة تش���ريعية انكم‬ ‫تقلل���وا أو تغريوا من صالحياتنا وواجبنا احنا‬ ‫ادينا واجبنا ‪....‬كان���ت حماولة الحتواء ردود‬ ‫فع���ل وتاث�ي�ر التقري���ر واخلوف م���ن وصوله‬ ‫للناس اللي تنتبه ‪ ،‬وخاصة اوس���اط تربت يف‬ ‫االدارات ‪،‬كان فيه ص���دى كبري ختوف من‬ ‫احداث وردود فعلهم ‪،‬بعد شوي تبني لي شيء‬ ‫اخر جاء تعديل للتقرير وقلصوا فيه املعاملة‬ ‫املالي���ة ال�ت�ي ختص�ن�ي ‪ ،‬جوهر االم���ر عندهم‬ ‫معامليت املالية ‪ ،‬عملوا اكرب تعديل يف ديوان‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫‪15‬‬

‫ال أملك أمام أوامر سلطات عبد السالم جلود ‪َّ ...‬‬ ‫إال االحتجاج والشكوى ‪.... ..‬‬

‫عمر احمليشي قال لي انت عارف السبب اللي طلبوك ألجله لطرابلس ‪ :‬تقريرك‬ ‫كان السبب‪.. !!..‬‬

‫احملاس���بة ‪ ،‬وتدخلوا يف القرارات ‪،‬كان كله‬ ‫ش���كلي بس اه���م م���ا يف االم���ر كان العقاب‬ ‫ش���خصي ويف املرحل���ة الثاني���ة مت تقلي���ص‬ ‫وس���حب املصري�ي�ن من خ�ل�ال الص���راع اللي‬ ‫حص���ل يف ‪ ، 1977‬وقلص���وا القوى البش���رية‬ ‫م���ن املوظفني الق���وى الضاربة ذات املس���توى‬ ‫العال���ي ‪ ،‬وج���اء موض���وع التجيي���ش ‪ ،‬فت���م‬ ‫تفري���غ الديوان‪ ،‬رمب���ا هم اس���تكثروا عملية‬ ‫الصالحي���ات ‪ ،‬يف ‪1‬ماي���و ‪ 1975‬يف تقري���ر‬ ‫دي���وان احملاس���بة كنوع من املناش���دة اش���رنا‬ ‫اىل االحت���اد االش�ت�راكي باعتب���اره س���لطة‬ ‫س���يادية غري قابل بس���لطة ديوان احملاس���بة ‪،‬‬ ‫بعدها لقيت رس���الة من الرائد بش�ي�ر هوادي‬ ‫كلم�ن�ي عن���د الس���كرتارية بتاع���ي‪ ،‬وال���ذى‬ ‫يتخ���ذ املكتب بتاعه يف قصر الش���عب ‪ ،‬دعاني‬ ‫واول م���ا خش���يت ‪ ،‬كان الس���ادات خيط���ب‬ ‫كان���ت االح���داث يف تش���ابك وص���راع عنيف‬ ‫وغري معل���ن ‪ ،‬يقولون لي ان���ت تنتقد النظام‬ ‫‪ ،‬يعين ش���نو حنطلك مس���طرة ونضع منوذج‬ ‫لضبط النظام كيف ما يبوه‪...‬عش���ت صراع‬ ‫ومكابدة مهنية ‪ ،‬كان خيطب الس���ادات قال‬ ‫لي هوادي ويعاود لي اربع مرات انه واهلل واهلل‬ ‫ه���ذا زنديق ‪ ،‬وبعدين ق���ال لي لو مش خايف‬ ‫من اهلل منش���يك‪ ...‬مت قال املغاربه واالش���راف‬ ‫خوت ‪ ،‬كان من احلاجات اللي كنت خايف‬ ‫منه���ا انه���م ينصبولي ف���خ الدخ���ل يف صراع‬ ‫م���ع اخرين ‪ ،‬وخ���ارج دائرت���ي ‪ ،‬وبعدين ختم‬ ‫كالم���ه ان الق���ذايف س���ينتقم من���ك بس���بب‬ ‫م���ا ظه���ر يف التقري���ر ‪ ،‬وخلي���ك راج���ل يف‬ ‫كالم���ك ‪،‬وظهر فيما بعد انه���م تبنوا ما جاء‬

‫يف التقرير‪ ،‬وادخلوه يف صراعهم مع القذايف‬ ‫وكان م���ن احلاج���ات احملرك���ه هل���م ‪ ،‬تبني‬ ‫لي ذلك ملا قرات مذكرات احمليش���ي عرفت‬ ‫وكان واضح انهم اس���تخدموني ليوقعوا بي‬ ‫‪ ،‬يف صراعه���م مع الق���ذايف ‪ ،‬كلمين ودعاني‬ ‫عمر احمليش���ي كان وقته���ا وزير التخطيط‬ ‫والبح���ث العلم���ي ‪....‬اللق���اء كان يف مبن���ى‬ ‫ال���وزارة وكأن���ه ال ران���ي وال علم له بش���يء‬ ‫هكي فقش !! كان يف مايو قبل ثالثة ش���هور‬ ‫م���ن احلركة بتاعه���م ‪ ،‬قلت ل���ه ‪ :‬ريت يا اخ‬ ‫عم���ر اذا كان القذايف قاب���ل باللعبة ‪،‬هذا من‬ ‫سوء حظنا وسوء حظ البالد ‪ ،‬وأنا ال أستطيع‬ ‫أن أتعام���ل معه اال كما جاء يف القرآن‪ :‬اذهبا‬

‫اىل فرع���ون فإن���ه طغ���ى وق���وال قوال حس���نا‬ ‫علي ‪ ،‬فيه‬ ‫وكان الكالم كان ممكن حيسب َّ‬ ‫واقع���ة عجيبة يف هذه الفرتة ملا جت احملاولة‬ ‫وص���ارت االعتقاالت وكان في���ه تقرير عن‬ ‫عمل الش���ركات ومؤسس���ات القط���اع العام ‪،‬‬ ‫طل���ع القذايف يف ‪ 31‬اغس���طس وف���ى خطابه‬ ‫املوجه اىل ديوان احملاس���بة وبه التقرير الذى‬ ‫جع���ل اجلو ملبداً ‪ ،‬لي���ش القذايف تعامل معي‬ ‫بقانونه ‪ ،‬عمر احمليش���ي وبشري هوادي كانوا‬ ‫خيططوا حملاولته���م ‪،‬عملن���ا تقريرنا اآلخر‬ ‫عن مؤسس���ات وش���ركات القطاع الع���ام ‪ ،‬أنا‬ ‫أخذت وال���دي ووالدتي ومش���يت للحج املهم‬ ‫رجع���ت واطلع���ت على الربي���د بت���اع الديوان‬

‫لمََْل َمة‬ ‫من���ذ أن ملل���م اجملل���س الوط�ن�ي اإلنتقال���ي بالصرب وال نس���تعجل األمر ‪ ..‬وم ّرت الش���هور‬ ‫جمموع���ة أمس���اء ليتحفن���ا به���ا ك "حكومة تباع���اً ‪ ،‬واحلكوم���ة غارق���ة يف نومه���ا اهلينء ‪،‬‬ ‫مؤقت���ة " ُعرف���ت فيما بع���د حبكوم���ة الكيب ومل ن���ر منه���ا ولو جم���رد حلم مجي���ل يلملم‬ ‫‪ ،‬حي���ث ج���اءت مللمته���ا بطريق���ة هجينة بني‬ ‫"الرتش���يد" و "التصعيد" و"التهديد" ‪ ..‬املهم ّ‬ ‫أن‬ ‫احلكاي���ة لمُ ِل ْ‬ ‫م���ت وقلنا وقتها ال ب���أس "مللمتها‬ ‫خري من شرتعتها" ‪ ،‬وعسى أن تنفعنا أو تلملم‬ ‫جراحنا ‪ ،‬منذ ذلك احلني واأليام تتتابع وتليها‬ ‫الشهور وتلك احلكومة مل تستطع مللمة شيء‬ ‫مم���ا أردناه ‪ ..‬فلم تس���تطع مللمة جراح الوطن‬ ‫‪ ،‬وال مللم���ة م���ا نت���ج ع���ن احلرب م���ن خراب‬ ‫نفس���ي وم���ادي ‪ ،‬وال مللمة احل���دود املفتوحة‬ ‫ً‬ ‫مين���ة و يس���رة ‪ ،‬وال مللم���ة األزالم يف اخلارج‬ ‫وال األيتام يف الداخل ‪ ،‬وال أن تلملم النازحني‬ ‫داخل الوط���ن ‪ ،‬ناهيك عن عجزه���ا عن مللمة‬ ‫عمر عبد الدائم بشري‬ ‫الس�ل�اح ‪ ،‬أو مللمة اجملرمني اجلنائيني الذين‬ ‫يعيثون يف البالد إجراماً و فس���اداً ‪ ،‬بل عجزت‬ ‫ه���ذه احلكومة مبيزانيتها الضخمة حتى عن‬ ‫مللمة القمامة من ش���وارع م���دن ليبيا وقراها كوابيسنا ويطردها خارج أدمغتنا ‪...‬‬ ‫‪ ...‬أختلقن���ا األع���ذار للحكوم���ة وقلن���ا حينها وعل���ى عك���س املكت���ب التنفي���ذي الذي س���بق‬ ‫ً‬ ‫فاع�ل�ا ومؤثراً‬ ‫ّ‬ ‫إن الرتك���ة ثقيل���ة وأن حكومتنا تش���تغل يف ه���ذه احلكوم���ة ‪ ،‬والذي كان‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫صم���ت وأن م���ا ينقصها هو فق���ط أن نتحلى إجيابيا يف الداخ���ل واخلارج ‪ ،‬رغم حمدودية‬

‫أعضائ���ه و رغ���م أن وج���وده كان يف وق���ت‬ ‫أعصب وأصعب من الوقت الذي اس���تلمت يف‬ ‫احلكوم���ة املؤقت���ة أعماهلا ‪ ،‬لك ّنه اس���تطاع أن‬ ‫الفت رغ���م ّ‬ ‫كل التحديات ‪ ،‬على‬ ‫بدور ٍ‬ ‫يق���وم ٍ‬ ‫عكس ذلك جند احلكومة مبيزانيتها املليارية‬ ‫الطارئة و وزرائها ال ُك ُثر وشهورها الطوال بال‬ ‫إجناز يُذكر ف ُيشكر ‪.‬‬ ‫الي���وم ‪ ..‬وبع���د أن و ّف���ق اهلل الليبيني وجنحت‬ ‫اإلنتخاب���ات وظه���ر املؤمتر الوط�ن�ي للوجود‬ ‫كسلطة تش���ريعية شرعية ـ ويف هذا الصدد‬ ‫ُتش���كر جه���ود املفوض ّي���ة العلي���ا لإلنتخابات ـ‬ ‫نس���تطيع الق���ول وبصراحة ّ‬ ‫أن م���ا على هذه‬ ‫احلكومة س���وى أن تلملم أوراقها وتذهب غري‬ ‫مأسوف ‪ ،‬عليها ‪ ..‬و هل سنأسف على إجنازاتها‬ ‫أما‬ ‫الباهرة ‪ ...‬أم عل���ى خدماتها اجلليلة ؟؟!! ‪ّ ،‬‬ ‫حماس���بتها على أوج���ه صرف تل���ك امليزانية‬ ‫والتالعب���ات املالي���ة فال ّ‬ ‫أظ���ن أنها س���يطاهلا‬ ‫ش���يء من ذاك ‪ ،‬رغم اللملم���ة العظيمة اليت‬ ‫يبدو أنها حصلت يف اجلانب املالي ‪.‬‬ ‫حن���ن هن���ا ال نتكّل���م ع���ن نواي���ا من تش��� ّكلت‬ ‫ُ‬ ‫فحس���ن النوايا وس���وئها أمر‬ ‫منهم احلكومة ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ل���رب العاملني ‪ ،‬ولكن ما يهمنا هو أن‬ ‫موكول ّ‬

‫رس���ائل وتقارير عن اس���قاط النظام رس���الة‬ ‫قل���ت زعمك ش���افوها ‪ ،‬من وضعه���ا عندي ؟‪،‬‬ ‫اخذت منها صورة اىل طه الش���ريف بن عامر‬ ‫واحلت رس���الة س���ردت له الواقع���ة ‪ ،‬وصارت‬ ‫واقع���ة اخرى غريب���ة كان املقص���ود االيقاع‬ ‫بي ‪ ،‬ناداني الس���كرتري وق���ال لي باالمس جاء‬ ‫شخص قريبك س���أل عنك ‪ ،‬وثاني يوم خش‬ ‫علي راجل مشيته عسكرية وقال انا صاحبك‬ ‫َّ‬ ‫ابو العنيني ابن عمك ‪ ،‬وانا مريت علي بنغازي‬ ‫واجدابي���ا ‪...‬جاب لي وقائع وح���كاوي عائلية‬ ‫وهلجته لييب‪ ،‬قلت له تفضل ايش تريد ؟ قلت‬ ‫علي بكرة ‪ ،‬تصورت انه امن وان وراءه‬ ‫ل���ه مر َّ‬ ‫أح���د أو أنه مخُ رب‪ ،‬حولته على جربيل وقلت‬ ‫انا اش���ك واحيل���ه عليكم‪ ،‬وبعدي���ن يف مقالة‬ ‫كتبها س���يد ق���ذاف الدم مقال���ة وقحة فيها‬ ‫ج���رأة حيكي فيه���ا عن أس���رار القبائل وفيها‬ ‫س�ي�رة وإش���ارة لقصة ابو العينني ‪...‬وكانت‬ ‫في���ه حماولة أخ���رى لتوريط���ي يف فضيحة‬ ‫أخالقية أرسلوا فتاتني وجدتهن امام منزلي‬ ‫بطرابلس ‪ ،‬ويسألن عن عبد الرمحن الصيد‬ ‫‪ ،‬واقتحم���ن البي���ت وكادن يوصل���ن لغرفة‬ ‫نومي جاني خاطر انهن مرسالت إلي لقصد‬ ‫ايذائ���ي أخالقي���ا فقم���ت بس���رعة باالتصال‬ ‫بالشرطة ‪ ،‬كل ما حيدث كان يضع أسئلة‬ ‫عندي ماالذي جيري ؟وكيف شكل التعامل‬ ‫مع���ي بعد كل ما قدم���ت وقلت ودافعت ؟ يف‬ ‫تلك االثناء ‪.....1975‬؟؟؟؟‬

‫هذه احلكومة مل تقدّم ش���يئاً يلمس���ه املواطن‬ ‫الصع���د ‪ ،‬خصوصاً إذا ما‬ ‫عل���ى أي صعيد من ّ‬ ‫وضعنا أمامنا اآلم���ال والطموحات العريضة‬ ‫متأم ً‬ ‫ال أن حتققها‬ ‫اليت وضعها املواطن اللييب ّ‬ ‫له هذه احلكومة ال�ت�ي جاءت يف معظمها من‬ ‫أش���خاص كانوا يف دول متقدم���ة إقتصادياً‬ ‫وعلم ّياً ‪ ،‬لك���ن يبدو أن الواقع العملي خيتلف‬ ‫كثرياً عن التنظري والدراس���ات األكادميية‬ ‫!!!‬ ‫أخ�ي�راً ‪ ،‬وإن كان هن���اك م���ن ع���ذر هل���ذه‬ ‫احلكومة هو أنها جاءت بدون أي غطاء شرعي‬ ‫‪ ،‬حي���ث ّ‬ ‫مت اختياره���ا على أس���اس مناطقي و‬ ‫ّ‬ ‫جهوي وإلعتب���ارات معروفة للجميع ‪ ،‬األمر‬ ‫ال���ذي ـ رمب���ا جعلها غري قادرة عل���ى التعامل‬ ‫م���ع كثري م���ن املش���اكل القائم���ة واليت يف‬ ‫معظمه���ا حتت���اج إىل حس���م واختاذ ق���رارات‬ ‫جريئة تس���ندها ش���رعية (برملان ّية ـ شعبية )‬ ‫‪ ،‬غ�ي�ر ّ‬ ‫أن املس���اءلة وبالذات املالي���ة عن الفرتة‬ ‫الس���ابقة يُف�ت�رض أن تط���ال ه���ذه احلكومة‬ ‫س���وا ًء قبل أن تلملم أوراقه���ا وتذهب ‪ ،‬أو بعد‬ ‫ذهابها ‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫سرية عبدالنيب بوسيف ياسني‬ ‫اجلزء الثالث واألخري‬ ‫للحركة‬ ‫بالفعل كن���ت تنتمي‬ ‫ميادي���ن ‪//‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجلدي���د ِة وال�ت�ي متثل���ت يف قي���اد ِة الث���ورة ‪،‬‬ ‫اللحظ���ة األولي اخت���ذت موقفاً‬ ‫ولكن���ك منذ‬ ‫ِ‬ ‫جتاهها ‪..‬؟؟‬ ‫عل���ي‬ ‫* كون���ي إنس���ان عس���كري يتوج���ب ّ‬ ‫أن أُطي���ع األوام���ر ‪ ،‬وبالفع���ل ح���دث ما كنا‬ ‫نتمن���اه ‪ ،‬مل يك���ن هنال���ك دم يُس���فح‪ ،‬مجي���ع‬ ‫أهالين���ا يرزق���ون وكل قبائلنا ني���ام ‪ ،‬أي أنها‬ ‫ث���ورة بيضاء ‪ ،‬وكل م���ن كان له صلة خرج‬ ‫ليبارك ه���ذا التحول ‪ ،‬وحتى زي���ارة الرئيس‬ ‫مج���ال عبدالناصر لبنغازي ‪ ،‬الكل كان يعرب‬ ‫حياهل���ا ع���ن تأيي���ده هل���ذا التح���ول ‪ ،‬أي أنهم‬ ‫فرحني بالثورة وبزيارة مج���ال عبدالناصر ‪،‬‬ ‫و كنت أحدث نفس���ى ب�ي�ن الفينة واألخرى‬ ‫‪ ..‬كيف هلؤالء أن يباركوا هذه الثورة ‪..‬؟؟؟‬ ‫ومن يقودها ( وهنا أقصد معمر القذايف ) ‪.‬‬ ‫بار ُك هذا‬ ‫ميادي���ن ‪ //‬وأنت أصبحت مثلهم ‪ُ ،‬ت ِ‬ ‫التحول ؟‬ ‫أن���ا عس���كري ‪ ،‬وحبك���م عس���كريتى مل أكن‬ ‫راضي���اً عن ه���ذه الث���ورة ‪ ،‬ومن اهلمن���ى هذا‬ ‫ال���رأي ه���و ‪ ..‬ف���رج الرتهون���ي ‪ ،‬وكن���ا دائم���اً‬ ‫نتواج���د يف بهو الضب���اط ‪ ،‬حني َم ّرض علينا‬ ‫معمر الق���ذايف حني حضر من القاهرة ‪ ،‬وقد‬ ‫كان���ت ثاني زيارة ل���ه للقاهرة بع���د مقابلة‬ ‫الرئي���س مج���ال عبدالناص���ر ‪ ،‬تب���دو عل���ى‬ ‫مالحمه ابتس���ام ٌة تنم عن جناح مهمته التى‬ ‫ذهب هلا ‪ ، ...‬وكان هذا احلدث يف عام ‪1970‬‬ ‫‪ ،‬ويومه���ا ‪ ،‬قلت هلم هذا الرجل س�ت�رون منه‬ ‫الويل ( واقصد هنا معم���ر القذايف ) فيما بعد‬ ‫بدأوا يتندرون علي قولي هذا ‪ ،‬ليس���ت هنالك‬ ‫أي فائ���دة ترجى مين ‪،‬أي أنين إنس���ان رجعي‬ ‫وإن�ن�ي مازل���ت م���ن الذي���ن ينتم���ون للمل���ك‬ ‫ادري���س ‪ ،‬وكالم بهذا املعنى ‪ ،‬وقد كنت من‬ ‫الضب���اط الذين مت تهديده���م ومعي حممود‬ ‫‪،‬ألن���ه هو القائ���د ‪ ،‬بعد ذلك جاءن���ي وقال لي‬ ‫‪ :‬أري���دك أن تذهب مع���ي يف مأمورية للجبل‬ ‫‪ ،‬قل���ت ل���ه حاضر ‪ ،‬فقال لي س���أقول لك فيما‬ ‫بع���د ما ه���ي مهم���ة املأموري���ة ‪..‬؟؟‪ ،‬واملوضوع‬ ‫أن معم���ر الق���ذايف كان يريدن���ي أن أذه���ب‬ ‫للحمام���ة ك���ي أبقى وه���و ي���زور عائلته يف‬ ‫البيض���اء ‪ ،‬يغفو عندهم ليل���ة وبعدها نرجع ‪،‬‬ ‫وأنا أبقى يف حالة انتظار كي ال يتعقبه أحد‬ ‫كونه ضابط صغري ‪ ،‬ولكنين تعاركت معه ‪،‬‬ ‫فقال لي ان أبن خاليت عائد من مصر ‪،‬أنه آدم‬ ‫احل���واز ‪ ،‬أمل تعرف من ه���و آدم احلواز أو ماذا‬ ‫يك���ون ؟فقلت له م���ن يك���ون ؟ ( فقلت له طز‬ ‫عل���ي بكل وقاحة‬ ‫في���ك ويف آدم احل���واز ) فرد ّ‬ ‫س���وف أقتلك ‪ ،‬فأجبته إذا كن���ت رج ً‬ ‫ال حبق‬ ‫هيا أقتل�ن�ي وبالفعل أخرج مسدس���ه ‪ ،‬ولكنه‬ ‫كان أجنب من أن يفعل ‪ ،‬وكان موقفي أنين‬ ‫اعتربته عديم الرجولة وخاصة بيننا ‪ ،‬وهلذا‬ ‫الس���بب أحببت أن أبتعد عن الثورة وبس���رعة‬ ‫‪ ،‬بع���د ذلك جاء محدي الصويع���ي ‪ ،‬وهو اآلن‬ ‫قائد البحرية ‪ ،‬وهو مل يأت إال بعد أش���هر من‬ ‫االنق�ل�اب ‪ ،‬كان يف ‪ ، 1970‬فه���ذا م���ا حدث‬ ‫حينما جاء ومعه شخص اهلل يذكره باخلري‬ ‫ويس���احمه ولكنه كان سبب املشاكل ‪ ،‬كان‬ ‫صديق���اً ملعمر القذايف ولكن���ه لطيف ‪ ،‬أي أنه‬

‫كث�ي�راً مع املوانئ ‪ ،‬ولك���ن هنالك صديق قال‬ ‫ل���ي ما عليك إال االتصال ب���األخ رجب الكوايف‬ ‫يف مدينة الزاوي���ة ‪ ،‬وبالفعل ذهبت وحتدثت‬ ‫ً‬ ‫رج�ل�ا حمرتم���اً ‪ ،‬وطبيعة عمله‬ ‫مع���ه وكان‬ ‫مدي���ر مصف���اة الزاوي���ة لتكري���ر النف���ط ‪،‬‬ ‫وأذكر أنه كان لديه���م ميناء وعمل كثري‬ ‫‪،‬وأذك���ر ان الصفقة أدرته���ا معهم كتاجر ‪،‬‬ ‫وبعدها فكرنا ان ننشئ مصنع ( الفايرب بالس‬ ‫للق���وارب) يف منطقة الكويفية ‪ ،‬وبدأ أخي يف‬ ‫العم���ل وجتهي���ز األرض ‪،‬وبطبيع���ة احل���ال‬ ‫قدمت مس���اعدتي يف توس���يع امل���كان وقدمت‬ ‫خربتي يف جم���ال البحري���ة ‪ ،‬ومازلت أذكر‬ ‫مس���اعدة اللواء عبدالفتاح لنا رمحة اهلل عليه‬ ‫‪ ،‬ولقد أش�ت�رى منا بعض القوارب ‪ ،‬وذات يوم‬

‫قال لنا اذهبوا ‪ ،‬فقلنا له من أنت ؟تعال للعمل‬ ‫وسوف نريك العمل كيف يكون‪ ،‬رقم الرادار‬ ‫‪ ، 202‬ولقد ش���اهدهم األس���طول السادس ‪،‬‬ ‫‪ 150‬حاملة الطائرات ‪ ،‬أال ترى هذه النقط ‪،‬‬

‫يف عام ‪ 1996‬حضر معم���ر القذايف لبنغازي‬ ‫‪ ،‬وج���اء عندن���ا يف املصنع ‪ ،‬بطبيع���ة احلال مل‬ ‫حيض���ر مباش���رة بل جاء م���ن خيربن���ا بهذا ‪،‬‬ ‫وهن���ا حيكي ل���ي أخي يق���ول ‪ -:‬حينم���ا كنا‬

‫ونبي���ع بش���كل عل�ن�ي دومن���ا خوف أو تس�ت�ر ‪،‬‬ ‫مبع�ن�ي أص���ح مل يعد عملن���ا بش���كل عالقات‬ ‫مصلح���ة فق���ط ‪ ،‬ب���ل ان���ه عمل عل�ن�ي وجهد‬ ‫مبذول ‪ ،‬وأقول احلق لقد استفدنا من املوقف‬ ‫كثرياً ‪،‬بع���د ذلك يف عام ‪ 1977‬وعام ‪1978‬‬ ‫‪ ،‬كانت عندنا شركة جتارية ‪،‬للمحركات‬ ‫‪ ،‬جاء الق���رار ومت الزحف عليها وعلى مجيع‬ ‫الش���ركات ‪ ،‬عائلة بن حليم يف ش���ارع مجال‬ ‫عبدالناص���ر ‪،‬ويف منطقة الربك���ة ( عمارات‬ ‫األندل���س ) واملكت���ب كان يف عم���ارة‪ ،‬ولكننا‬ ‫جعلن���اه بأس���م الش���ركة ‪ ،‬وتق���رر مش���روع‬ ‫بناء مصيف واس�ت�راحات وقرية س���ياحية يف‬ ‫منطق���ة تاجوراء يف طرابل���س‪ ،‬وذهبت وقلت‬ ‫تع���رف أن���ت حكاي���ة الزح���ف وان املصنع مت‬ ‫الزح���ف علي���ه ‪ ،‬فقال لي كيف ح���دث هذا ؟‬ ‫أنها القوات املس���لحة معكم ‪ ،‬ومن املؤس���ف أن‬ ‫الذي ق���ام بعملية الزحف ‪ ،‬مت تفكيك املصنع‬ ‫وأدار املكان كش���قة خاصة به ‪ ( ،‬وراح املصنع‬ ‫) كن���ا نق���وم بإنت���اج ‪ 1200‬زورق يف الس���نة‬ ‫‪،‬كان أك�ب�ر مصن���ع يف الش���رق االوس���ط‬ ‫بالكام���ل ‪،‬كن���ا نق���وم بعمل هي���اكل دبابات‬ ‫‪،‬وأيض���ا قمن���ا بعم���ل غواص���ات ‪ ،‬واجلماع���ة‬ ‫الذي���ن قاموا بعملية الزح���ف قاموا بعمليات‬ ‫بيع للمصن���ع واألدوات ‪ ،‬وكان هنالك مكان‬ ‫للمبيت ‪،‬وقمنا بتمديد جمموعة كبرية من‬ ‫االنابيب منه���ا ‪ 28‬بوصة ‪ 48 ،‬بوصة ‪،‬حوالي‬ ‫‪ 120‬خ���ط ‪ (،‬فيربب�ل�اس مق���وي ) يتحم���ل‬ ‫الرمل والرطوبة ‪ ،‬يعين بدل ما يقوموا بعمل‬ ‫انب���وب واحد ‪ ،‬قمنا بعم���ل أنبوبني وثالثة ‪،‬يف‬ ‫حالة لو تعطل خط ‪ ،‬جند اخلطوط األخرى‬ ‫جاه���زة للعمل ‪،‬وهذا ما جعلنا ننش���ئ املصنع‬ ‫وقمنا جبلب متويل له ‪،‬ولكن ال ش���يء بقى يف‬ ‫مكان���ه ‪ ،‬وحنن ٌ‬ ‫كل س���ار يف طريق وحمور ‪،‬‬ ‫ذات مرة قالوا لي ـ خرجت نهاية ‪ ، 1979‬ويف‬ ‫عام ‪ 1980‬بدأت عملية التصفيات اجلسدية‬ ‫يف اخلارج ويف داخ���ل ليبيا ‪،‬وخرجت يف العام‬ ‫‪ 1980‬حتصلت على التأشرية ‪ ،‬اضطررت أن‬ ‫أذهب ‪ ،‬يعين كانت اهلجرة مفروضة عليك‬

‫غري الغواصات اليت ال ميكن رؤيتها ‪ ،‬وحاملة‬ ‫الطائرات على ظهرها ‪160‬طائرة ‪ ،‬أنا الوحيد‬ ‫الشجاع ‪ ،‬وعبدالوهاب اهلل يرمحه ‪ ، ،‬املهم بعد‬ ‫أن انته���ت قص���ة حرب أكتوب���ر ‪ ،‬ذهبت مرة‬ ‫أخ���رى إىل أبوبكر وحتدث م���ع عبدالرمحن‬ ‫‪ ،‬فقال ليّ أذهب س���وف أحل املش���كل ‪ ،‬فقلت‬ ‫هل���م املفروض أنين طال���ع ‪ ،‬صربت وحتملت‬ ‫الي���وم فعليك أن تكمل���ه ‪ ،‬خرجت وحاولت ان‬ ‫أفعل ش���يئا مرتبط مبجال دراسيت البحرية‬ ‫وأي ش���يء ل���ه عالق���ة بعمل���ي أو أن أحتصل‬ ‫عل���ى توكي�ل�ات من مصنعي أو أي ش���يء له‬ ‫عالق���ة باملوان���ئ ‪ ،‬وتعاونت م���ع إدارة املوانيء‬ ‫يف طرابل���س ‪ ،‬وقته���ا كان عمل���ي يف مدينة‬ ‫طرابل���س وكنت مس���تأجر هنال���ك ‪ ،‬حاولت‬

‫نشرح له كيفية سري العمل يف املصنع كان‬ ‫مع���ه رج���ل مصوراتي وأذكر ان���ه أعجب به‬ ‫‪ ،‬ويف حلظ���ة املصورات���ي مل جيد ش���يئاً ‪ ،‬وبدأ‬ ‫يتحدث لشخص آخر ‪ ،‬قال وجد قطعة حجر‬ ‫كب�ي�رة ( طوبة ) ويأخذها بني يديه ويقول (‬ ‫وبعدي���ن ) كأنه مل يفعل ش���يئاً ‪،‬وحتدث مع‬ ‫الوكيل احلربي وقال هلم البد أن تس���اهموا‬ ‫جبهدكم يف اجملموعة ‪،‬وكان املس���ؤول عن‬ ‫اجملموعة احلربي���ة أمحد دخيل ‪،‬رجل ممتاز‬ ‫وصاحب مواق���ف اجيابية ‪،‬أذكر قال ‪ ،‬وقتها‬ ‫أن���ا مازلت يف طرابل���س ‪ ،‬قال ل���ي لقد جاءت‬ ‫لنا تعليمات البد لنا أن نس���اهم بش���كل جدي‬ ‫وفعلي يف املصنع ‪،...‬‬ ‫الفائ���دة يف ه���ذا املوض���وع أنن���ا بقين���ا نعم���ل‬

‫فرض���اً ‪،‬مل أك أرغبه���ا ‪ ،‬وهنال���ك يف ق�ب�رص‬ ‫بقي���ت فيه���ا ‪ 9‬س���نوات ‪ ،‬وبعده���ا مت احلصار‬ ‫عل���ى ليبيا ‪ ،‬قمت بأعم���ال جتارية ‪ ،‬بعد ذلك‬ ‫علي أن ‪ ،‬أقوم بعم���ل دورات متقدمة‬ ‫ع���رض ّ‬ ‫يف جم���اىل ‪ ،‬بع���د ذل���ك حينما بقي���ت ‪ ،‬طلب‬ ‫م�ن�ي املعهد ان أقوم بإعطاء حماضرات ‪ ،‬يعين‬ ‫يف الش���هر حصت�ي�ن أو ث�ل�اث ‪ ،‬درب���ت بع���ض‬ ‫ش���ركات النفط واالمن الصناع���ي واإلدارة‬ ‫‪ ،‬إدارة اإلعالن���ات ‪ ،‬يف ش���هر أكتوب���ر للع���ام‬ ‫‪ 2011‬قررت أن أرجع إىل ليبيا ‪ ،‬مبا معين‬ ‫األوالد بدأوا يكربون واألحفاد أيضاً ‪ ،‬من عام‬ ‫‪ 1992‬حت���ى ع���ام ‪ 19 ، 2011‬س���نة هجرة‬ ‫كنا وقتها يف قربص ‪.‬‬

‫دخ���ل ع���امل الثقاف���ة وامتل���ك كت���ب ‪ ،‬ولقد‬ ‫تعاون���وا كي خيرجوا منص���ور بدر ‪ ،‬صاحب‬ ‫الشخصية غري املستقرة واحملبوبة ‪ ،‬فيما بعد‬ ‫معمر الق���ذايف أزاهل���م مجيعاً من���ذ خروجي‬ ‫األخري من البحرية يعين حبوالي عشرين أو‬ ‫مخسة عشرة سنة ‪ ،‬أما محدي حويل ‪ ،‬وأخيه‬ ‫عبدالرمحن ‪ ،‬لقد كانا مع األخوان املسلمني‬ ‫وكان���ا م���ن املطلوب�ي�ن أمنياً ‪ ،‬امله���م يف نهاية‬ ‫‪ 1973‬ترك���ت البحري���ة ‪ ،‬وكن���ت كلما‬ ‫أتقدم باالستقالة ‪،‬افكر يف حرب اكتوبر ‪ ،‬و‬ ‫‪ ،‬يوم أن داهمنا األسطول السادس ‪ ،‬أقسم لك‬ ‫باهلل أن عل���ى الفيتوري‪ /‬الورفلي ‪ ،‬اآلن ليس‬ ‫لدي���ه أي ذكرى ‪ ،‬كانت أوامره مس���تجابة‬ ‫‪،‬كان آمر املنطقة الش���رقية ( معمر رقم ‪) 2‬‬

‫وزير الدفاع يف العهد امللكي بوسيف ياسني يلقي التحية‬

‫أنا عس���كري ‪ ،‬وحبكم عسكريتى ‪ ..‬مل أكن راضياً عن هذه الثورة ‪،‬‬ ‫ومن أهلمــنى هذا الرأي‪ ....‬فرج الرتهوني‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫على عاتق َم ْن تقع ‪..‬؟؟‬

‫مسؤولية إجناح هذه احلكومة‬ ‫كما توقع���ت ميادين احنصر التنافس‬ ‫ب�ي�ن جربي���ل وابوش���اقور على رئاس���ة‬ ‫احلكوم���ة وف���از الربوفس���ور مصطفى‬ ‫أبوش���اقور برئاس���ة احلكوم���ة بف���ارق‬ ‫صوتني عن منافس���ه الدكتور حممود‬ ‫جربيل رئيس حتال���ف القوى الوطنية‬ ‫حيث حصل الربوفس���ور أبوشاقور على‬ ‫‪96‬صوت���اً مقابل ‪94‬صوت���اً للدكتور‬ ‫جربي���ل بع���د غي���اب عضوي���ن ع���ن‬ ‫التصوي���ت وجتمي���د( ‪ ) 8‬أعضاء بطلب‬ ‫م���ن هيئ���ة النزاه���ة والوطني���ة وكان‬ ‫الدكتور جربي���ل قد حصل يف اجلولة‬ ‫األوىل عل���ى ‪86‬صوت���اً والربوفس���ور‬ ‫أبوش���اقور عل���ى ‪55‬صوت���اً فيم���ا ج���اء‬ ‫مرش���ح اإلخ���وان الدكت���ور ع���وض‬ ‫الربعص���ي ثالث���ا ب ‪41‬صوت���اً وكم���ا‬ ‫اش���رنا يف الع���دد املاض���ي أن اجلول���ة‬ ‫الثاني���ة س���يكون فيه���ا الربوفيس���ور‬ ‫أبوش���اقور هو اخلي���ار الثان���ي لإلخوان‬ ‫املس���لمون وه���و م���ا ح���دث بالتفصي���ل‬ ‫حي���ث ذهب���ت األص���وات ال‪ 41‬ال�ت�ي‬ ‫حصل عليها مرش���ح اإلخوان املسلمون‬ ‫عوض الربعصي يف اجلولة األوىل إىل‬ ‫الربوفسور مصطفى أبوشاقور لنتوقع‬ ‫أن الدكتور عوض الربعصي س���يكون‬ ‫النائب األول لدولة الرئيس أبوش���اقور‬ ‫الذي مج���ع يف اجلولة األوىل ‪55‬صوتا‬

‫احلسني املسوري‬

‫األمريكي���ة احتجاجا على فلم مس���يء‬ ‫للرس���ول الكري���م من إنتاج إس���رائيلي‬ ‫صور يف أمريكيا ويعرض فيها ومبا أن‬ ‫مل���ف مقتل الس���فري األمريكي ورفاقه‬ ‫س���يكون ه���و املل���ف األول عل���ى طاولة‬ ‫دول���ة الرئي���س مصطف���ى أبوش���اقور‬ ‫حت���ى قب���ل أن يفكر بتش���كيل حكومته‬ ‫خاصة وأن هذا امللف س���يكون احلاس���م‬ ‫يف ضب���ط األم���ن يف ليبي���ا وعلى ضوء‬ ‫معاجلة هذا امللف س���تتضح األمور إما‬ ‫أن جتتاز البالد هذا املأزق ويكون نقطة‬ ‫انط�ل�اق حلل مجيع املش���اكل األمنية‬ ‫بالتعاون م���ع اجملتمع الدولي وبالتالي‬ ‫انط�ل�اق ليبي���ا إىل‬ ‫اللحاق بالعامل املتقدم‬ ‫وانط�ل�اق اإلعم���ار‬ ‫والتنمي���ة يف الب�ل�اد أو‬ ‫ال مس���ح اهلل س���نعود‬ ‫إىل املرب���ع األول حيث‬ ‫بالد حتكمها املليشيات‬ ‫وتس���قط ليبي���ا إىل‬ ‫ال���دول‬ ‫مس���تنقع‬ ‫الفاش���لة وس���نضيع‬ ‫املزي���د م���ن الس���نوات‬ ‫إضاف���ة إىل الس���نوات‬ ‫اليت ضيعها املقبور من‬ ‫عمر هذا الشعب وهذه‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫دول���ة الرئي���س‬ ‫مصطف���ى أبوش���اقور‬ ‫سيكون أمام خيار واحد‬ ‫وه���و حكومة ط���وارئ‬ ‫مصطفى بوشاقور رئيس الوزارة‬ ‫وس���يكون امللف األمين‬ ‫هو األول إن مل يكن الوحيد فامن ليبيا‬ ‫ليصب���ح بعدم���ا ص���وت ل���ه اإلخ���وان كما يف الس���ابق ه���و أمن اس�ت�راتيجي‬ ‫املسلمون يف اجلولة الثانية فائزا ب‪ 96‬للمنطقة بكاملها وليس لليبيني فقط‬ ‫صوتا ليعلن أن مصطفى أبوشاقور هو وال مف���ر م���ن معاجل���ة املل���ف األم�ن�ي‬ ‫رئيس احلكومة املقبل‪.‬‬ ‫مبش���اركة اجملتمع الدولي لفشلنا يف‬ ‫الرئي���س‬ ‫دول���ة‬ ‫وب���دل أن يتــلق���ى‬ ‫معاجلة هذا املل���ف طيلة فرتة حكومة‬ ‫عليه‬ ‫كان‬ ‫التهاني‬ ‫مصطفى أبوشاقور‬ ‫دول���ة الرئي���س عب���د الرحي���م الكي���ب‬ ‫أن يس���تعد لتقدي���م التع���ازي للواليات وال�ت�ي كان رئي���س احلكوم���ة اجلديد‬ ‫املتح���دة يف مقتل س���فريها وثالثة من مصطف���ى ابوش���اقور نائب���ا أول فيه���ا‬ ‫دبلوماس���ييها الذين قتل���وا إثر اهلجوم وهنا تأت���ي إمكانية جناح ابوش���اقور يف‬ ‫باألس���لحة الثقيل���ة عل���ى القنصلي���ة إجياد حلول س���ريعة فهو يعرف الكثري‬ ‫األمريكية يف بنغازي قام به مس���لحون من تفاصيل املش���اكل والعراقيل اليت‬ ‫استغلوا مظاهرة سلمية أمام القنصلية‬

‫تنتظره وكذل���ك احللول اليت جربت‬ ‫وال داع���ي لتكراره���ا وهن���ا س���يختصر‬ ‫الكث�ي�ر من الوقت يف العديد من امللفات‬ ‫والش���ك أن أه���م احلقائ���ب يف تش���كيل‬ ‫احلكوم���ة س���تكون حقيبت���ا الداخلي���ة‬ ‫والدف���اع ويع���رف اجلمي���ع طيلة املدة‬ ‫املاضي���ة كانت حكوم���ة دولة الرئيس‬ ‫الكي���ب تناقش تغيري وزي���ري الداخلية‬ ‫والدف���اع وبالتأكي���د كان هن���اك‬ ‫مرشحون خلالفتهم وهذا يعين أنه من‬ ‫الطبيع���ي أن يكون ل���دى دولة الرئيس‬ ‫مصطف���ى بوش���اقور اخلي���ار اجلاه���ز‬ ‫واألفضل لش���غل هاتني الوزارتني أخريا‬ ‫م���ا جيعل�ن�ي أرى أن دول���ة الرئي���س‬ ‫مصطف���ى أبوش���اقور لدي���ه فرص���ة‬ ‫كب�ي�رة لتحقي���ق النج���اح يف مهمت���ه‬ ‫الصعبة هو الدعم الداخلي لبناء الدولة‬ ‫حي���ث هناك مطالب���ة داخلية قوية من‬ ‫الش���ارع اللييب بعودة الشرطة وسرعة‬ ‫بناء األجهزة األمنية الوطنية واجليش‬ ‫الوطين لضب���ط األمن على األرض بل‬ ‫وص���ل األم���ر إىل أن الش���ارع اللييب بدا‬ ‫يسأم من االنتش���ار املسلح وينزعج من‬ ‫مش���هد الكتائب املس���لحة وهن���اك تيار‬ ‫ألبأس ب���ه م���ن الث���وار مقتنع���ون بأنه‬ ‫حان الوقت لبن���اء الدولة وأن احلكومة‬ ‫ل���ن تنجح إال بوقوف اجلميع معها وإذا‬ ‫م���ا فش���لت احلكوم���ة المس���ح اهلل فان‬ ‫البديل هو الفوضى اليت جيب أن نفهم‬ ‫أن هناك أطرافا معادي���ة لقيام الدولة‬ ‫الليبي���ة يف الداخل واخل���ارج تعمل من‬ ‫أجل إحالل الفوضى بدل الدولة‪.‬‬ ‫وبعيداً ع���ن كل هذه امللفات الدقيقة‬ ‫والصعبة يبقى انتخ���اب دولة الرئيس‬ ‫مصطف���ى أبوش���اقور والتهنئ���ة ال�ت�ي‬ ‫قدمه���ا ل���ه الدكت���ور حمم���ود جربيل‬ ‫هي أح���دى اللحظ���ات التارخيية اليت‬ ‫ش���هدتها بالدن���ا حي���ث ش���اهدنا انتقال‬ ‫س���لمي دميقراطي للس���لطة واخلاسر‬ ‫يهنئ الفائز إن هذا املشهد املليء باألمل‬ ‫والفخ���ر يضعن���ا مجيع���ا مس���ؤولني‬ ‫ومواطن�ي�ن أمام مس���ؤولية إجناح هذه‬ ‫احلكومة بأي مث���ن ألنها هي احلكومة‬ ‫ال�ت�ي س���ننتقل به���ا إىل الدول���ة وأخريا‬ ‫فالب���د أن نق���ف عن���د اخلصوصي���ة‬ ‫الليبية اليت أنتجته���ا االنتخابات وهي‬ ‫ف���وز جبهة إنقاذ ليبي���ا بأعلى منصبني‬ ‫للس���لطة يف ليبيا رغم عدم امتالكها‬ ‫لألغلبي���ة داخ���ل املؤمت���ر الوط�ن�ي فقد‬ ‫فاز رئيس���ها الدكت���ور حممد املقريف‬ ‫برئاس���ة املؤمت���ر الوط�ن�ي وعضوه���ا‬ ‫الس���ابق مصطف���ى ابوش���اقور برئاس���ة‬ ‫احلكومة لتثب���ت جبهة إنقاذ ليبيا أنها‬ ‫مدرسة يف السياس���ة و النضال باعتبار‬ ‫أن مرش���حيها حيظ���ون باالح�ت�رام‬ ‫والتقدي���ر وكان���وا احلل الوس���ط بني‬ ‫القوى السياسية األخرى ‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫أصحاب الفخامة ‪ -‬ومعالي‬ ‫‪ 200‬رئيس وزراء! ‪ -‬راكم‬ ‫حشمتوا بينا‬

‫عبدالنبى أبوسيف ياسني‬ ‫س ّيدي رئيس وأعضاء مؤمتر الشعب – الوطنى؟ ‪ -‬العام!‬ ‫إذا كان ّ‬ ‫ترش���حكم نيابة ع ّنا‪ ،‬يعنى بالنس���بة لكم‪ ،‬جم ّرد‬ ‫وس���يلة "تفتف���ة" وأكل عي���ش‪ ..‬فباهلل عليكم‪ ،‬م���ا الفرق‬ ‫بينكم وبني أعضاء مؤمتر الشعب العام؟!‬ ‫ّ‬ ‫ب���ل عل���ى العكس متام���اً‪ ..‬لق���د ك ّن���ا – بصراح���ة ‪ -‬نرى‬ ‫رجاجيل املؤمترات واللجان الش���عبية‪ ،‬بشفافية وبأكثر‬ ‫مصداقية منكم‪..‬‬ ‫وس��� ّراق حمرتفني‪ّ ،‬‬ ‫أي‬ ‫لقد كانوا " كوالس���ة" وبزناس���ة ُ‬ ‫نعم‪ ..‬غري ّ‬ ‫أن نواياهم‪ ،‬كانت واضحة البيان‪..‬‬ ‫أش���كر مي���دان‪ ..‬م���ن أوّل ي���وم‪ ،‬لدين���ا ولديه���م‪ ..‬حيث أن‬ ‫ش���عارهم كان بإختصار‪ :‬بالد خاربة ومنهوبة على ّ‬ ‫كل‬ ‫ح���ال‪ ..‬م���ن قبل القذاف���ى ومن قب���ل أبنائه وبق ّي���ة زمرته‬ ‫وعصابته فى مجاهريية " ّ‬ ‫كل من إيده إلوه" ال ُعظمى‪.‬‬ ‫ب���أن تنتظروا ‪ -‬ولو قلي ً‬ ‫أمل ينصحك���م أحد‪ّ ،‬‬ ‫ال ‪ -‬مناقش���ة‬ ‫بن���د مرتباتك���م وامتيازاتك���م‪ ..‬قب���ل ّ‬ ‫أن تطمئن���وا العب���اد‪..‬‬ ‫وتؤمنوا البالد أ ّو ً‬ ‫ال؟‬ ‫أمل (؟) يعّلمك���م أح���د‪ ،‬أن اجملال���س التش���ريعية فى بقية‬ ‫دول الع���امل‪ ..‬تنتخب جلان – منكم فيكم ‪ -‬خاصة بهموم‬ ‫مواطنيك���م‪ ..‬وبأم���ن بالدك���م – الداخل���ى واخلارجى –‬ ‫للصحة‪،‬‬ ‫وبالدفع بعجل���ة اإلقتصاد الوطن���ى‪ ..‬واإللتفات‬ ‫ّ‬ ‫والتعلي���م‪ ،‬وبالش���باب‪ ،‬وبالبيئ���ة‪ ،‬وبالط���رق واجمل���ارى‪..‬‬ ‫تدم���رت؟‪ ..‬وبامل���دن الت���ى‬ ‫وبإعم���ار امل���دن والق���رى الت���ى ّ‬ ‫تش ّردت!‪ ..‬وبأسر شهداء الثورة وجرحاها؟‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫وبأن تكافئوا الثوّار – احلقيقيني! – الذين وهبوا أرواحهم‬ ‫لتحقيق مؤسسات وانتخابات وجمالس دميقراطية‪..‬‬ ‫والتى أنتم ( فقط) نتاجها‪ ..‬ولستم من حققها ‪...‬؟‬ ‫أن تتق���وا اهلل‪ّ ،‬‬ ‫أطل���ب منك���م – كمواطن بس���يط – ّ‬ ‫وأن‬ ‫تتوض���وا وتصل���وا ركعتني من أج���ل هذا الوط���ن وأرواح‬ ‫الش���هداء وم���ن أج���ل جراح وجه���اد الث���وار‪ ،‬رجا ً‬ ‫ال ونس���اءاً‬ ‫ال وعما ً‬ ‫وأطف���ا ً‬ ‫ال وفن ّيون ومتطوع���ون وجتاراً‪ ..‬أعطوا أع ّز‬ ‫م���ا لديهم‪ ..‬من أج���ل حريّة ومن أجل إنق���اذ هذا الوطن‪/‬‬ ‫حفرة‪ /‬حفرة‪ ..‬وإنقاذكم أنتم أ ّو ً‬ ‫ال؟‬ ‫مالحظة‪ :‬الوطن الذى أعنيه‪ ..‬س���وف لن تروه من أجنحة‬ ‫"كورينثيا"‪ ..‬وال من " ليكسوس" وغابته‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ألن‪ % 99 ،‬م���ن أهاليك���م ف���ى ه���ذا الوط���ن‪ ..‬ال يزال���وا‬ ‫يعيشون فى املطّبات واألتربة والعجاج واجملارى والبؤس‪،‬‬ ‫تعمده الطاغية عن قصد وعمد‪ ..‬وعندما حياول ّ‬ ‫أي‬ ‫الذى ّ‬ ‫مواطن من البؤس���اء منهم‪ ،‬إنقاذ عزيز لديه‪ ..‬يغادر وطنه‪،‬‬ ‫بائعا أغلى ما عنده‪ ..‬طلباً للعناية والرمحة والشفقة‪ ..‬فى‬ ‫بلدان هي أفقر من بلدهم!‬ ‫فاس���تحوا ‪ ..‬راك���م ( واهلل) (وفع ً‬ ‫ال) حش���متوا بين���ا‪ ..‬حرام‬ ‫عليكم‪.‬‬ ‫ُمرسله املواطن‪ :‬عبدالنبى أبوسيف ياسني‬ ‫ليلة الفاتح من سبتمرب العطيب‪،‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫مردوخ العربي يف الفضاء اللييب‬ ‫يف ه���ذا الزم���ن ال���ذي أصبحن���ا في���ه‬ ‫نس���مع ونرى الع���رب يتقاتل���ون‪ ،‬ويصدرون‬ ‫البالغ���ات احلربي���ة ع���ن تدم�ي�ر قواعدهم‪،‬‬ ‫وحرق مستودعات أسلحتهم عرب فضائياتنا‬ ‫"املرموق���ة"‪ ،‬ونق���رأ ع���ن "أبطال ش���هداء" يف‬ ‫صحفن���ا "املوثوق���ة" ميوت���ون ك���ي ينصروا‬ ‫"جي���وش التحري���ر" ال�ت�ي تقات���ل "جي���وش‬ ‫التحرير" ال يس���عنا إال أن ّ‬ ‫نفك ك ّبة اخليط‬ ‫كيف منسك باخليط‪.‬‬ ‫يف مقال���ة س���ابقة أعربت ع���ن حريتي من‬ ‫موق���ف "اململك���ة العربي���ة الس���عودية" حول‬ ‫ثورة الليبيني العظيمة‪ ،‬وقلت لعل "اململكة"‬ ‫ّ‬ ‫تستش���ف مؤام���رة خط�ي�رة حت���اك‬ ‫كان���ت‬ ‫لتوقع الش���عب العربي اللي�ب�ي يف حبائلها‪ ،‬أو‬ ‫لعله���ا نفرت من املش���اركة بعد أن س���بقتها‬ ‫صديقتها اللدود "قط���ر" اليت أحرزت قصب‬ ‫الس���بق يف إس���تمالة من تولوا أم���ر البالد يف‬ ‫ذلك الزمن‪.‬‬ ‫راعن���ا من���ذ البداي���ة الصم���ت املطبق اليت‬ ‫خ ّي���م على القنوات الفضائية والصحف اليت‬ ‫ميلكه���ا "مردوخ" العربي‪ ..‬ال إش���ارة بيد‪ ،‬وال‬ ‫لفت���ة ود‪ ،‬وال حت���ى متني���ات مبا س���يأتي به‬ ‫الغ���د‪ ...‬قلن���ا أن ذل���ك يبدو مريب���ا‪ ،‬خصوصا‬ ‫وأنا نعلم مدى العداء الذي يك ّنه كل خصم‬ ‫إىل غرمي���ه‪ ،‬وصل إىل ح���د حماولة إغتيال‬ ‫"امللك عبد اهلل" بعد فضحه خللفيات مل تكن‬ ‫خافية على أحد‪.‬‬ ‫وعل���ى النقيض من ذلك كانت "اململكة‪"،‬‬ ‫ال�ت�ي ترجتف من كلمة ثورة ‪ ،‬جتازف بكل‬ ‫تصب‬ ‫م���ا لديه���ا يف أماك���ن أخ���رى‪ ..‬فه���ي ّ‬ ‫يم البحري���ن‪ ،‬وتتمايل مع املوجة يف‬ ‫امللح يف ّ‬ ‫احململ�ي�ن باملال إىل‬ ‫اليم���ن‪ ،‬وتبعث بالرس���ل ّ‬ ‫الل���ج املضطرب يف‬ ‫مص���ر‪ ،‬وتركم���ج ف���وق ّ‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫إذن ملاذا مل يس���تعرض الس��� ّباح الس���عودي‬ ‫نت���وءات جس���ده املرصوص���ة بالش���حم على‬ ‫حبار املتوسط الليبية‪ ،‬وملاذا مل تنطق أقالمه‬ ‫املش���بوهة بكلمة حق عن ش���عب كان يواجه‬ ‫القتل‪ ،‬والتعذي���ب‪ ،‬واإلضطهاد‪ ،‬والتش���ريد‪،‬‬ ‫واإلغتص���اب‪ ،‬والتجوي���ع‪ ،‬والرتويع!‪ ..‬صمت‬ ‫مري���ب‪ ،‬وش���ك قات���ل‪ ،‬وختم�ي�ن متش��� ّعب ال‬ ‫يق���ودك إال إىل أش���راك الوه���م والتوج���س‬ ‫واخلوف من يوم قادم‪.‬‬ ‫كن���ا نلته���م احل���روف الناف���رة من ورق‬ ‫"جري���دة الش���رق األوس���ط‪ ،‬وصحيف���ة‬ ‫ونتس���مع رن�ي�ن الكلم���ات املتناثرة‬ ‫اخلليج‪"،‬‬ ‫ّ‬ ‫م���ن "قن���اة العربي���ة" وأكث���ر م���ن ‪ 36‬قناة‬ ‫أخ���رى تتب���ع "م���ردوخ" العربي فم���ا مشمنا‬ ‫إال عش���با‪ ،‬وم���ا مسعن���ا إال عجب���ا‪ ..‬كالم‬ ‫يقول���ه امللتص���ق بك والنائي عن���ك‪ ،‬ال حيرج‬ ‫وال يف���رح‪ ،‬وال يطمئن‪ ،‬وال يق ّن���ن‪ ..‬هل وراء‬ ‫األكم���ة م���ا وراؤها كم���ا يق���ول املثل اليت‬ ‫شبع تدوينا فوق صفحات األدب العربي‪ ،‬أما‬ ‫أن "للمملكة" عذرها‪ ،‬أو أن هلا غدرها‪.‬‬ ‫وألنن���ا م���ن بل���د تع��� ّود أهل���ه أن ال يأخذوا‬ ‫بالظاه���ر‪ ،‬وتفننن���وا يف إخ�ت�راع األع���ذار‬ ‫للماك���ر‪ ،‬فقد منن���ا على جنوبن���ا‪ ،‬وتركنا‬ ‫الري���ح تلعب بأمسالنا‪ ،‬ومسحن���ا للماء املاحل‬ ‫أن يتس��� ّرب إىل غورن���ا ظا ّنني األحس���ن من‬ ‫جعبة األرعن‪.‬‬ ‫نع���ود إذن للس���بب الذي م���ن أجله رفض‬

‫علي عمر التكبالي‬ ‫"الس���باح الس���عودي املرتهل" العوم يف حبارنا‬ ‫الزرقاء‪ ،‬واليت إستحالت محراء أمام عينيه‪..‬‬ ‫ولك���ي نفهم علين���ا أن نقرأ األحداث س���طرا‬ ‫سطرا‪.‬‬ ‫بع���د تدخ���ل "النات���و" وب���روز دور "دول���ة‬ ‫قطر" كمنقذ للبالد دفعت من قوت ش���عبها‬ ‫متس���ك الناس‬ ‫ك���ي تغيث ش���عبنا املنكوب!‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫بالقش���ة اليت طف���ت‪ ،‬ثم إعتل���وا املوجة اليت‬ ‫طغت‪ ،‬وصدقوا أن "قطر" شقيقتنا يف األمان‬ ‫اخلطر‪ ،‬ما جاءت إال لكي متد يدها لتنتش���ل‬ ‫ش���عبنا الغريق من املاء اآلس���ن‪ ،‬ونس���ينا أمر‬ ‫"السعودية‪ "،‬وما ختبئه لنا األقدار من أذيّة‪.‬‬ ‫وحني جاءتنا األخبار مبا ال يسر‪ ،‬وصفعتنا‬ ‫األي���ام مب���ا ق���د إس���ترت عرفن���ا س���بب تريث‬ ‫املاك���ر‪ ،‬ونك���وص القادر‪ ..‬كانت ش���قيقتنا‬ ‫األكثر أثرا‪ ،‬تطم���ح يف غنيمة أعظم قدرا‪..‬‬ ‫تب�ي�ن لن���ا أن أحباءنا كانوا يدجن���ون الثائر‪،‬‬ ‫ويرشدون احلائر‪ ،‬وحيركون الفاتر‪.‬‬ ‫مئ���ات من الش���باب املتحم���س املؤمن غيبا‬ ‫يش���مون عب���ق األماني املرصوص���ة يف باقات‬ ‫ّ‬ ‫الزهور الورقية اليت ال تنشر إال آماال وماال‪،‬‬ ‫تساقط على اللحي املستعارة‪ ،‬املختبئة‬ ‫وهي ّ‬ ‫يف ج���وف كل من���ارة‪ ،‬فيندفع���ون أرت���اال‬ ‫بس���راويل مش���مرة‪ ،‬وهمم مدمرة‪ ،‬ينشدون‬ ‫مص���در الوحي اإلهلي الق���ادم من الكعبة اجل‬

‫ديدة‪.‬‬ ‫من���ذ زمن قال "املس���ؤول الس���عودي" ال بد‬ ‫م���ن اإلنتقام من ه���ذا أالفاق اجمل���رم‪ ..‬ليس‬ ‫لزحزحته عن كاهل الشعب املسكني‪ ،‬ولكن‬ ‫ألن���ه جت���اوز خ���ط الق���در بطعن���ه يف "امللك‬ ‫األمني‪ "..‬إذن عليه أن يذهب‪ ،‬وحترير شعبه‬ ‫على الطريق���ة واملذهب‪ ..‬نربّ���ي يف أهله من‬ ‫ي���رث حس���ن اخلط���اب‪ ،‬ويذيع للن���اس مبدأ‬ ‫"عب���د الوه���اب‪ "،‬فتف���رخ احلظائر املنتش���رة‬ ‫يف ج���وف الس���جون‪ ،‬واملس���اجد‪ ،‬واألقبي���ة‬ ‫والدهاليز ش���بابا مضّلال ّ‬ ‫ظ���ن أن خالصه يف‬ ‫تدم�ي�ر ذات���ه‪ ،‬وأن دين���ه يف ديدن م���ن عّلمه‪،‬‬ ‫وأن س���بب هالك���ه يف الذين ظ ّنه���م أولياء‪،‬‬ ‫وكان���وا يف احلقيقة دعاة هرطق���ة ومراء‪..‬‬ ‫طف���ق هذا اجلم���ع ينهل م���ن أس���اتذة ألواح‬ ‫الن���ار‪ ،‬ورث���ة الش���ياطني واجل���ان‪ ،‬الكارهني‬ ‫ل���كل من مح���ل مشعة ك���ي يلع���ن الظالم‪،‬‬ ‫فنش���أ مع ّقدا‪ ،‬تافها‪ ،‬تابعا ي���رى مصلحته يف‬ ‫كرش���ه‪ ،‬ومستقبله يف جيبه‪ ،‬وحلمه يف سي‬ ‫فه‪.‬‬ ‫عيون شاخصة إىل البعيد‪ ،‬وقلوب مملوءة‬ ‫باحلقد والوجيب‪ ..‬خميل���ة تغذيها األحالم‪،‬‬ ‫ورؤوس تعوزه���ا األح�ل�ام‪ ،‬وعي���ون ال ت���رى‬ ‫إال الظ�ل�ام‪ ..‬ه���ذا هو اإلنس���ان ال���ذي تربى‬ ‫عل���ى أيدي الدجال�ي�ن واملط ّوعني واحلاملني‬ ‫للكلم���ة اجملروب���ة‪ ،‬واحلكم���ة املعطوب���ة‪..‬‬ ‫ه���ل مسعت كبريه���م وهو يأمره���م بالقتل‬ ‫والتدمري‪ ،‬ويعدهم بأن خامتة املطاف سوف‬ ‫تك���ون إنكار "ش���د الرحال" إىل قرب الرس���ول‬ ‫الكريم‪ ..‬هل رأي���ت نكريهم الذي يعيش بني‬ ‫ظهرانين���ا يتظاهر بالنظ���ر إىل البحر حتى‬ ‫يتم ما بدؤوه من شر‪ ،‬وهل مسعت نصريهم‬ ‫ّ‬ ‫أمنه عليه الشعب ويقول‬ ‫الذي‬ ‫بسيفه‬ ‫يرمي‬ ‫ّ‬ ‫بذل التابع‪" :‬هم كثر‪ ،‬وحنن نع ّد على األص‬ ‫ابع!"‬ ‫إذن تعاظم���ت اللحي‪ ،‬وحففت الش���وارب‪،‬‬ ‫وانكش���ف املس���تور‪ ،‬وبانت النوايا‪ ..‬مل حترك‬ ‫"اململكة" ساكنا لنصرة ش���عبنا إبان ثورتنا‪،‬‬ ‫ألنها كانت ّ‬ ‫ختطط إلنقالب سلس معتمدة‬

‫سياس���ة األرانب يف التكاث���ر‪ ..‬كانت تنتظر‬ ‫يع���ج الرب والبح���ر باللح���ي املضمخة‬ ‫حت���ى ّ‬ ‫باحلناء‪ ،‬كي تقفز على رقبة العنقاء‪ ...‬لكن‬ ‫ثورة الش���عب اللييب البط���ل فاجأت كل من‬ ‫فصمت‬ ‫أع ّد خطة‪ ،‬وقلبت موازين احلس���بة‪ّ ،‬‬ ‫اآلذان‪ ،‬وعمى البصر‪ ،‬وخرست األلسن‪ ..‬ومل‬ ‫يب���ق هلؤالء إال أن يك ّروا بنفر باعوا أنفس���هم‬ ‫لغري مذهبه���م‪ ،‬واعتمدوا والة التخلف أئمة‬ ‫هل���م‪ ،‬م ّتخذي���ن من دخ���ان الفوضى س���تارا‪،‬‬ ‫ومن وهج النار أفكارا‪.‬‬ ‫وح�ي�ن وعى الش���عب املخط���ط ّ‬ ‫ونط فوق‬ ‫رقاب القطط اليت جسرت حني سرقت بعضا‬ ‫من الطعام املرمي على قارعة الطريق‪ ،‬حط‬ ‫فجأة اإلحس���اس يف قل���وب املتآمرين فبعثوا‬ ‫لنا ببعض املساعدات الطبية‪.‬‬ ‫مالذي أخرك أيتها "اململكة" عن ورود املاء‬ ‫منذ البداية؟‪.‬‬ ‫مال���ذي جعل���ك تلهث�ي�ن بع���د أن ج���اوز‬ ‫املتسابقون خط النهاية؟‪.‬‬ ‫ومال���ذي يروم���ه األ ّفاقون بنبش قبور من‬ ‫علمونا اهلداية؟‪.‬‬ ‫أق���ول لك���م‪ ،‬واحل���ق أق���ول‪ ..‬وأذكركم‪،‬‬ ‫والتذكري فض���ول‪ ..‬أنه بعيد حادثة احلادي‬ ‫عش���ر من س���بتمرب فطنت الوالي���ات املتحدة‬ ‫األمريكي���ة إىل أن معظ���م مدبريه���ا م���ن‬ ‫"اململكة الس���عيدة‪ "،‬احملس���وبة ضمن س���كان‬ ‫قفصه���ا املري���ح‪ ،‬فضاق���ت وزف���رت ونطقت‬ ‫ع�ب�ر وزير حربها ب���أن ذلك املذهب الش���ديد‬ ‫ال يفرخ إال كل جبان رعديد‪ ،‬وهددت بأنها‬ ‫س���وف تتخلى ع���ن "العائلة الس���عيدة" كي‬ ‫تعيد ترتيب احلسبة العتيدة‪.‬‬ ‫ه���رع األم���راء والغلم���ان وكالب الصي���د‬ ‫ومقتفو األثر وتدبروا األمر‪ :‬نرتك للمواطن‬ ‫املس���كني بعض احلرية حت���ى يتنفس الرياح‬ ‫الغربي���ة‪ ،‬فبدأت بعض من النس���يم يدور يف‬ ‫احلي املوبوء‪ ،‬وحتركت املياه الراكدة كي‬ ‫تف���رغ ما فيها على ما فيه���ا‪ ..‬متخض البحر‬ ‫فولد ّ‬ ‫جله‪ ،‬وامتطت النس���اء رقاب الس���يارات‬ ‫الرباعية ‪ ،‬وطالنب بشم عبري احلرية‪.‬‬ ‫الحظ يا صديقي أنك يف ربوع بلد ال يؤمن‬ ‫ب���أن للمرأة حق يف أن تتكل���م قبل الرجل‪ ،‬أو‬ ‫أن ّ‬ ‫حتل فطرها يف ش���هر الصيام قبل الرجل‪،‬‬ ‫أو حت���ى أن متش���ي جبان���ب الرج���ل‪ ..‬إذن‬ ‫م���اذا‪ ..‬هل ّ‬ ‫حنل "رباط اململك���ة‪ "،‬ونرمي بكل‬ ‫م���ا أتى به احلل���ف ما بني الس���لطة والديانة‬ ‫احملنط���ة؟‪ ..‬لن حيدث ه���ذا وحنن يف رحاب‬ ‫أمري���كا الذكي���ة ال�ت�ي تصرف عل���ى ورش‬ ‫صنع القرار ماليني الدوالرات ‪ ..‬إذن ماذا؟‪..‬‬ ‫ندجن األرعن‪ ،‬ونس���تأنس املتوحش‪ ..‬جنمع‬ ‫ّ‬ ‫البيانات ع���ن احلالة النفس���ية‪ ،‬والتارخيية‪،‬‬ ‫والثقافية‪ ،‬والوراثية اليت تتحكم يف س���لوك‬ ‫هؤالء "املتأس���لمني‪ "،‬وندخلها يف حواس���يبنا‪،‬‬ ‫ونقطعها ش���رائح حت���ت جماهرنا ثم خنرج‬ ‫عليه���م "بقاع���دة مدجن���ة" مقنع���ة بلح���ي‬ ‫جممدة حت���ى إذا ما وصلنا‬ ‫معم���دة‪ ،‬وأفكار ّ‬ ‫ّ‬ ‫إىل نب���ش جث���ة كل ش���يخ تظل���ه قب���ة‪ ،‬من‬ ‫سيش���كو إذا م���ا هدّم���ت "إس���رائيل" املس���جد‬ ‫ااألقصى؟‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫طرابلس ‪2012/ 9 / 1‬‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫‪19‬‬

‫لو كنت نائبًا لقلت ماال يقال !!!!!!‬ ‫عرف���ت ليبي���ا معنى االنتخاب���ات ‪ ،‬حينما‬ ‫ول���دت ‪ 1952‬م‪ ،‬الختي���ار أعض���اء (الربملان)‬ ‫‪ ،‬وتع�ن�ي مكان ال���كالم ‪ ،‬نيابة ع���ن اجلماهري‬ ‫‪ ،‬ملمارس���ة الس���لطة التش���ريعية ‪ ،‬ومراقب���ة‬ ‫احلكومة ‪ ،‬تش ّبهاً بدميقراطية بريطانيا اليت‬ ‫هلا قرون ‪ ،‬يس���مونه جمل���س اللوردات ‪ ،‬وأعم‬ ‫من���ه جملس العموم ‪ ،‬مايش���به ‪ ،‬م���ع الفارق ‪،‬‬ ‫جملس األمة وجملس الشيوخ‪.‬‬ ‫ويف العه���د اإليطال���ي اخت�ي�ر الن ّواب حتت‬ ‫قبة (املبعوثان) وقيل فيه ‪:‬‬ ‫مبعوثان وشيخ مشايخ ‪،‬‬ ‫حديثاً كايخ ‪،‬‬ ‫يفرغ غري أوكال طبايخ ‪،‬‬ ‫مبعوثان وشيخ البنده ‪،‬‬ ‫والطلياني جر بنده ‪.‬‬ ‫وأس���وأ م���ا أس���فر عن���ه ص���راع ‪ ، 1952‬وأد‬ ‫احلزبية املعارضة ‪ ،‬بإقصاء بش�ي�ر السعداوي‬ ‫حبجة منحه اجلنسية السعودية ‪ ،‬ولو التجأ‬ ‫إىل القضاء ألنصفه كما أنصف علي الذيب‬ ‫بإلغاء األمر امللكي حبل اجمللس التشريعي ‪.‬‬ ‫تكمل كيان‬ ‫وهك���ذا الس���لطة القضائي���ة ّ‬ ‫الدولة الدميقراطية ‪.‬‬ ‫وإعالن دس���تور اجمللس االنتقالي املؤقت ‪،‬‬ ‫مس���اه املؤمتر الوطين الع���ام ‪ ،‬آمل أن يصحح‬ ‫ّ‬ ‫امس���ه ‪ ،‬فاملؤمت���ر يع�ن�ي التش���اور والتآم���ر ‪،‬‬ ‫والوط�ن�ي خ�ل�اف األجن�ب�ي والع���ام نقي���ض‬ ‫اخلاص ‪ ،‬والصواب جملس الن ّواب‪.‬‬ ‫* أما أن يقال للعائدين عندكم جنس���يات‬ ‫أجنبي���ة ‪ ،‬فبئ���س الق���ول م���ا قال���وا‪ ،‬خ�ل�اف‬ ‫اإلنس���انية ال�ت�ي آوت ه���ؤالء املهاجرين ‪ ،‬دون‬ ‫أن تطل���ب تنازهل���م ع���ن هويّته���م ‪ ،‬فه���ذا هو‬ ‫االضطه���اد واإلقصاء ‪ ،‬وهي نقطة س���وداء يف‬ ‫باكورة ‪ 17‬فرباير ‪.‬‬ ‫* فى إسرائيل أميا يهودي يطأ أرض امليعاد‬ ‫له كامل احلقوق ‪،‬‬ ‫* وإيطاليا حتى اآلن من حيمل جنس���يتها‬ ‫يتم ّت���ع باملزاي���ا ألن���ه ول���د يف ظ���ل حكمه���ا‬ ‫للمستعمرات ‪.‬‬ ‫* ودس���تور اململكة ال جييز اجلمع ‪ ،‬مبعنى‬ ‫عند طل���ب التج ّن���س ‪ ،‬أما الليبي���ون فحقهم‬ ‫مكتسب حيميه الدستور‪.‬‬ ‫وعرف���ت انتخابات الحق���ة منها اجملالس‬ ‫التش���ريعية يف الوالي���ات ‪ ،‬وقوانينها ش���اهدة‬ ‫زاخ���رة بال���روح الرياضي���ة والدميقراطي���ة‬ ‫رغ���م التعص���ب القبل���ي ‪ ،‬وقد ف���از بوجاراهلل‬ ‫لعثوره على كميات ذهب بس���احل سوسة و‬ ‫يف أول جلس���ة نال ش���هادة باإلمج���اع ‪ ،‬ليم ّتع‬ ‫ناخبي���ه بأغاني���ه ‪ ،‬و أراه أعقل م���ن اإلخواني‬ ‫الذي أ ّذن مبجلس الش���عب املصري ‪ ،‬وهناك‬ ‫م���ن فاز على منافس���ه بالطعن يف أم ّيته ‪ ،‬ويف‬ ‫التش���ريعي طعن منري البعباع يف عقلية عبد‬ ‫احلمي���د النيه���وم ‪ ،‬ال���ذي كانت دعاي���ة له ‪،‬‬ ‫بأنه املرشح الوحيد الذي حيمل شهادة تثبت‬ ‫صح���ة ق���واه العقلي���ة ‪ ،‬وال أظ���ن ّ‬ ‫أن من بني‬ ‫مرشحينا من حيمل شهادة العقالنية ‪.‬‬ ‫وق���د ش���اب انتخاب���ات ‪ 1964‬جت���اوزات‬ ‫تذمرت منه���ا معظم الدوائر ‪ ،‬مما‬ ‫وإجراءات ّ‬ ‫جعل املل���ك يس���تجيب حلل اجملل���س وإعادة‬ ‫االنتخابات ‪ ، 1965‬واليت مل جتدد بعد أيلول‬ ‫األسود ‪. 1969‬‬ ‫خالص���ة املقدّم���ة كان هن���اك مل���ك فري���د‬

‫سليمان عوض الفيتوري‬

‫ودستور عتيد وشعب رشيد ‪.‬‬ ‫ه���ب الليبي���ون والليبي���ات ‪ ،‬إميان���اً‬ ‫واآلن ‪ّ ،‬‬ ‫منه���م بأحقيتهم يف تكوي���ن دولتهم كبقية‬ ‫األم���م املتحض���رة جب���دارة ث���ورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫ال�ت�ي ردّت إليهم االعتب���ار ‪ ،‬وكادت املواجهة‬ ‫تعص���ف به���ذا املغن���م ‪ ،‬لتحام���ل اجلهالة مع‬ ‫النذال���ة م���ع العمالة ‪ ،‬ثالوث دع���اة التجزئة‬ ‫املغرر بهم وأدعياء التديّن الس���لفي ش���ريكني‬ ‫يف الراية الس���وداء ‪ ،‬واحلاقدون ثأراً من فلول‬ ‫الطاغي���ة اجمللّل���ة باخل���زي والع���ار ‪ ،‬هدفهم‬

‫من���ع التصوي���ت ‪ ،‬يبغ���ون إش���عال الفتن���ة ‪،‬‬ ‫لالنفص���ال ‪ ،‬ولالنتق���ام ‪ ،‬وللث���أر ‪ ،‬ولتحريم‬ ‫الدميقراطي���ة ‪ ،‬دعاة احلجاب وقد انكش���فت‬ ‫دعوتهم ‪ ،‬ودعايته���م ‪ ،‬ال بالكالم بل باألفعال‬ ‫بالتخري���ب واإلرهاب إىل االغتيال علناً أرضاً‬ ‫وجواً ‪( ،‬أربعة ضحايا) س���قطوا فداء املسرية ‪،‬‬ ‫اليت زادت عنفواناً حتدياً وإصراراً يف مواجهة‬ ‫التجزئ���ة ‪ ،‬الضالع�ي�ن يف ركاب التط���رف‬ ‫الس���لفي وخلف فلول الطاغوت اليائسني من‬ ‫ترجيع عقارب الساعة ‪.‬‬ ‫فالنجاح أذهلهم ليموتوا بغيظهم ووراءهم‬ ‫القض���اء قصاص���اً ‪ ،‬لئال تذهب دم���اء األربعة‬ ‫ه���دراً ‪ ،‬فه���م ش���ركاء عصب���ة بالتحري���ض‬ ‫واملساعدة ‪.‬‬

‫اجمللس االنتقالي‬

‫(يف خلوة النجع) ب���رز مصطفى عبد اجلليل‬ ‫‪ ،‬وكان جدي���راً بامل���ؤازرة ‪ ،‬وس���بق لس���يف‬ ‫توظيفه كما ّ‬ ‫وظ���ف الصالبي ليج ّر العربة‬ ‫بعيداً عن األلغام لكنه تن ّكب الطريق اكتفا ًء‬ ‫بلوحتها الليبية ‪ ،‬وإن مل يثن على ساركوزي‬ ‫الذي استهدفوه كمنشق فقد كان رج ً‬ ‫ال يف‬ ‫وزن ديغول ‪ ،‬ولعله على علم ِب َوكر الدعارة‬ ‫‪ ،‬بأكثر من ش���لقم الذي عاشرهم يف خمدع‬ ‫الس���ر ‪ ،‬وق���د س���ئل على اهل���واء ع���ن التوريث‬ ‫فنف���اه ‪ ،‬ألن اإلبداع هبة ‪ ،‬كنجيب حمفوظ ‪،‬‬ ‫وضرب مث ً‬ ‫ال بعدم تصديق الشائعات‪ :‬إذا قيل‬ ‫عين أ ّني حامل وأنا رجل (يف الكتاب األخضر‬ ‫‪:‬املرأة حتيض والرجل ال حييض)‪.‬‬

‫والرئيس الفرنسي ميرتان ‪ ،‬ينسب إليه قوله نصابه���ا وإعادة احلقوق إىل أصحابها ‪ ،‬أليس‬ ‫‪ :‬ل���و علم هذا الش���عب كي���ف حيكم ألصيب كذلك؟‬ ‫بالذهول ‪ ،‬وعن هذا وغريه احلديث يطول‪ .‬أين الشرعية إذاً ؟‬ ‫‪-----------------------------‬‬‫ش���رعية الغلبة ‪ ،‬انق�ل�اب كان أم ثورة ‪ ،‬إىل‬ ‫بلدية بنغازي ‪ ،‬أطلقت اس���م امييل س���ان لو ‪ ،‬أن يس���تتب هل���ا األمن ال مناص م���ن الرجوع‬ ‫���ح صوته كفة ليبيا إىل الش���عب صاحب احلق يف رس���م ( خريطة‬ ‫ممث���ل هايييت الذي َّ‬ ‫رج َ‬ ‫يف األم���م املتح���دة ‪ ،‬وطمس���ه الق���ذايف ‪ ،‬فهل الطري���ق) بلغت���ه ال ع���ن طري���ق الرتمج���ة ‪،‬‬ ‫س���يك ّرم س���اركوزي يوم ‪ 19‬م���ارس ؟ ويعاد وهناك عنوان للش���رعية ‪ ،‬على ميادين العدد‬ ‫ش���ارع سان لوا‪ ،‬ولكن للبلية ‪ ،‬ال حمافظة وال ‪ ، 12‬وعلى الشبكة (جيل ليبيا) فيها اجلواب ‪.‬‬ ‫والتم���س بعض فقهاء الدس���تور ش���رعية‬ ‫بلدية ‪.‬‬ ‫* واالنتقال���ي بأعضائ���ه ‪ ،‬وهيئ���ة الدع���م املنجزات‬ ‫واملشورة وحرية اإلعالم (كدراويش الزوايا وانقالب ‪ 1969‬مل يكتس���ب ش���رعية شعبية‬ ‫فقدوا ش���يخ الطريقة) ‪ ،‬حيارى بني التجديد بانتخاب أو اس���تفتاء ‪ ،‬من منشئه إىل منتهاه ‪،‬‬ ‫والتقلي���د ‪ ،‬وكان األوىل قب���ول احلي���اة على غزو وغدر وتسّلط وقهر وسلب ونهب حروب‬ ‫عالتها بشؤونها احمللية املدنية من مؤمترات ونكبات وإسقاط طائرات‪.‬‬ ‫ش���عبية وأمن وقضاء وصح���ة وزراعة ‪...‬إخل وإىل أن حطم���ت الطغي���ان الق���وة العظم���ى‬ ‫بشرعية القرار ‪ ، 1973‬إنقاذاً للمستضعفني‬ ‫وتكف�ي�راً ع���ن مدّه���م يف طغي���ان صنيعته���م‬ ‫الرقطاء‪.‬‬ ‫وأما املنجزات فال وجه للقياس مبا جرى‬ ‫يف الع���امل خ�ل�ال األربعة عق���ود ‪ ،‬فق���د ازداد‬ ‫الفقر واملرض ‪ ،‬ونسبة اجلرائم واالحنطاط‬ ‫اخللق���ي والي���أس م���ن العدال���ة االجتماعية‬ ‫‪ ،‬فبع���د االس���تيالء عل���ى النف���ط غصب���ت‬ ‫ممتل���كات األفراد جتارة ونش���اطاً مع خفض‬ ‫س���عر الصرف ‪ ،‬واملعتقالت واهلجرة ضغوط‬ ‫نفس���ية وال من جميب ‪ ،‬ش���رقاً وغرباً س���وى‬ ‫الشامتني ‪.‬‬ ‫حصيلة ذلك انعدام الشرعية ‪ ،‬فالباطل يظل‬ ‫ً‬ ‫باط�ل�ا مهم���ا طال علي���ه الزم���ن (إن الباطل‬ ‫كان زهوقاً) ‪،‬‬ ‫وأحكام ومباديء الدساتري ال تتقادم كحق‬ ‫طبيعي راسخ يف الوجدان‪.‬‬ ‫فالل���ص ال���ذي خط���ف الس���لطة زال بهتان���ه‬ ‫‪ ،‬لك���ن االنتقال���ي تس���ّلط عليه���ا ‪ ،‬ليتعّل���م وحبط م���ا ترتب عليه ‪ ،‬لتع���ود االمور إىل ما‬ ‫كانت عليه ‪ ،‬أي ال مجهورية وال مجاهريية‬ ‫احلجامة يف رؤوس اليتامى ‪.‬‬ ‫‪ ،‬إمن���ا مملكة ليبية بعلمها ونش���يدها يف ظل‬ ‫‪----------------------------‬‬‫دس���تورها ‪ ،‬الذي ال يلغيه إع�ل�ان ‪ 1969‬وال‬ ‫املدسرتين‬ ‫ويف ‪ 7/7‬أفرزت الصناديق الش���رعية انعتاقاً إعالن ‪ ، 2011‬املرجتل ب���دون رويّة الجتياز‬ ‫املرحل���ة القلق���ة ‪ ،‬فهو املؤق���ت االنتقالي إىل‬ ‫وجهتها الدستور ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫(املدس�ت�رين) وصف أطلقه إم���ام اليمن على الدستور الدائم ‪ ،‬ذهوال عن عدم احلاجة إليه‬ ‫السالل (كالع�ي�ر يف البيـــ���داء يقتلها الظم���أ ‪ ،،،‬واملاء‬ ‫املطالبني بالدستور إرهاصاً النقالب ّ‬ ‫‪ .‬أم���ا املدس�ت�رون عندن���ا فعدده���م جي���اوز فوق ظهورها حممول)‬ ‫مجاع���ة علي بابا ‪ ،‬من الصالبي وحتى إعالن (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خري) ؟‬ ‫فهو أشبه بعقد من مأذون شرعي على حمل‬ ‫نص على ‪:‬‬ ‫االنتقالي ‪ ،‬الذي ّ‬ ‫(إلغ���اء الوثائ���ق والقوان�ي�ن ذات الطبيع���ة مشغول ‪ ،‬فمن يحَ ُ ول دون الدخول؟‬ ‫الدستورية املعمول بها قبل ‪ )3/8/2011‬أي أخ���ذا مب���ا س���لف وللمصلح���ة العام���ة ‪ ،‬من‬ ‫األفضل تدارك األمر بعرض العمل بدستور‬ ‫ما بعد ‪، 17/2/2011‬‬ ‫وم���ؤدى ه���ذا اإللغ���اء ‪ :‬إق���رار بش���رعية تلك اململكة ‪ ،‬ولو س���ئلت األمم املتحدة اليت أق ّرته‬ ‫الوثائ���ق الدس���تورية ال�ت�ي ه���ي اإلع�ل�ان مل���ا ت���رددت بإف���ادة س���ريانه ‪ ،‬لع���دم ش���رعية‬ ‫الدس���توري يف ‪ 11/12/1969‬ال���ذي يلغ���ي الغصب ‪ ،‬وألنه األصلح حالياً ومستقب ً‬ ‫ال ‪.‬‬ ‫دس���تور اململك���ة الص���ادر يف ‪ ، 7/10/1951‬غ�ي�ر أن النف���ور م���ن امللكي���ة ‪ ،‬نتيج���ة أبواق‬ ‫م���ع النص على نفاذه حتى الدس���تور الدائم ‪ ،‬االنقالبي�ي�ن العرب واالحن���راف باآلية ‪( :‬إن‬ ‫غ�ي�ر أن صاحبه جتاهله ظن���اً منه أن الوثيقة امللوك إذا دخلوا قرية أفسدوها)‬ ‫اخلضراء اليت مل تعرض حتى على املؤمترات لك���ن األرذلني داس���وا رقاب العب���اد ‪ ،‬يف مصر‬ ‫تعطي���ه كرس���ي الدميوم���ة وه���ي ال تع���دو وبغ���داد ‪ ،‬واليمن وإيران ‪ ،‬ويف ليبيا ‪ ،‬وقد جنا‬ ‫األردن كم���ا جن���ا املغ���رب والس���عودية ‪ ،‬من‬ ‫(كالم الليل املدهون بزبدة)‬ ‫لعبة الكراس���ي حتى إش���عار آخر ‪ ،‬والواقع أن‬ ‫ومبفهوم منطقي واقعي ‪:‬‬ ‫أن إلغاء دس���تور االنقالب الذي ألغى دستور األنظمة العربية رهينة النظام العاملي ‪.‬‬ ‫اململك���ة يع�ن�ي ع���ودة دس���تور اململك���ة إىل‬ ‫ش���رعيته اليت كان عليه���ا ‪ ،‬بوضع األمور يف‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫قراءات يف أمثالنا الشعبية‬ ‫األمثال الش���عبية هي الوسيلة التعبريية اليت‬ ‫يتخذها اإلنس���ان يف وصف جتربته اخلاصة‬ ‫وطرق معيشته وتعايشه مع الناس وكذلك‬ ‫تعامله مع الكائنات األخرى من دواب وشجر‬ ‫وحجر وكذل���ك رص���ده للظواه���ر الكونية‬ ‫وغريها من األح���داث احمليطة يف البيئة اليت‬ ‫يعيش���ها و األمثال الشعبية كاجلواهر تزداد‬ ‫قيمته���ا بقدمها وتكرارها واقتن���اع الناس بها‬ ‫وهي يف جمملها تتوافق مع الفطرة السليمة‬ ‫وم���ع ديننا احلني���ف والقليل منه���ا يتعارض‬ ‫مع شرعنا الكريم وبالتالي جيب نبذ األمثال‬ ‫ال�ت�ي تتعارض مع الش���رع والفطرة الس���وية‬ ‫وال�ت�ي تدعو للظلم والس���لبية وكمثال على‬ ‫األمثال الش���عبية الس���يئة واليت يت���م تداوهلا‬ ‫ب�ي�ن الناس املثل القائل "أخطى راس���ي وقص‬ ‫" وكذل���ك املث���ل القائ���ل " صاح���ب صنعتك‬ ‫عدوك " والكثري من أمثالنا الش���عبية تتوافق‬ ‫م���ع ش���رعنا الكريم مث���ل املث���ل القائل " كل‬ ‫ش���اه معلقة مع عرقوبها " فهذا املثل له أصل‬ ‫يف ش���رعنا الكريم حيث يقول املوىل عز وجل‬ ‫يف كتاب���ه الكريم " كل نفس مبا كس���بت‬ ‫رهينة " أي ال جيب أن نلحق ذنوب و مساوئ‬ ‫ش���خص م���ا بش���خص آخ���ر مل يش���ارك ذاك‬ ‫الش���خص يف ذنوبه وأفعاله ومساوئه واليكم‬ ‫بعض األمثال الش���عبية ال�ت�ي مت تداوهلا عرب‬ ‫السنني يف حياة آبائنا وأجدادنا ‪-:‬‬ ‫اجبد وال ترد حتى اجلبال تنهد‪:‬‬ ‫يستخدم هذا املثل الشعيب ويستحضر عندما‬ ‫يكون اإلنس���ان مس���رفا يف أمور حياته ويأخذ‬ ‫وال يرد حبيث انه ال يدخر من يومه لغده وال‬ ‫يبال���ي حتى جيد نفس���ه يف يوم م���ا يف ورطة‬ ‫بس���بب ع���دم اعتدال���ه واقتص���اده يف إنفاق���ه‬ ‫ووج���ه البالغ���ة يف املثل انه اس���تحضر اجلبل‬

‫وبالرغ���م من ذلك عندما يؤخذ منه كل يوم‬ ‫فانه سوف ينهار يف يوم ما و ينهد ‪.‬‬ ‫أخط���م على ع���دوك جعان وال ختط���م عليه‬ ‫عريان ‪:‬‬ ‫والسر يف هذا املثل إن العدو غالبا ما مييل إىل‬ ‫الشماتة وبالتالي فانك عندما متر عليه وأنت‬ ‫بهندام ولباس مهرتئ متسخ وغري الئق فانه‬ ‫س���وف يش���مت بك ألنه يرى لباس���ك وأما إذا‬ ‫مررت عليه وأنت جائ���ع فانه لن يعرف ذلك‬ ‫وبالتال���ي لن يش���مت بك ألن���ه ال جيد مربرا‬ ‫للش���ماتة وبناء على ذلك ف���ان هذا املثل حيث‬ ‫اإلنسان على أن حيرص على لباسه ومظهره‬ ‫الالئق�ي�ن أكث���ر م���ن حرص���ه عل���ى بطن���ه‬ ‫مالك املسالتي‬ ‫وأكله وشبعه ورمبا يتفق هذا املثل أيضا مع‬ ‫بقوته وهيبته ورس���وخه عل���ى األرض وثباته مثل مش���ابه يقول " كول على ذوقك والبس‬

‫على ذوق الناس "‬ ‫أبن آدم يقول قول وربي يفعل فعل ‪:‬‬ ‫يس���تخدم ه���ذا املثل عندما خيطط ش���خص‬ ‫ما ويقول غدا أو الس���نة القادمة س���وف افعل‬ ‫وافعل وهو إذ خيطط كأنه على يقني تام أن‬ ‫ما خيطط له حاصال ال حمالة غري أن قضاء‬ ‫اهلل وق���دره يأت���ي خمالفا ملا خط���ط له وفكر‬ ‫فيه وليس معنى ذلك أن يرتك اإلنسان أمور‬ ‫حيات���ه دون ختطيط أو ترتيب ولكن عليه أن‬ ‫خيطط ويستحضر نية أن األمر هلل من قبل‬ ‫ومن بعد وان األمور بيد اهلل يس�ي�رها كيفما‬ ‫يش���اء وذلك أص�ل�ا من أص���ول ديننا احلنيف‬ ‫حيث يأمرنا املوىل عز وجل عند‬ ‫التخطي���ط والق���ول بأن���ه س���وف نفعل كذا‬ ‫وك���ذا يف قوله تعاىل " وال تقولن لش���يء إني‬ ‫فاعل ذلك غدا " إال أن يشاء اهلل "‬ ‫ادب���ارة الفار على أه���ل الدار بيع���وا القطوس‬ ‫واشروا اجلبنة ‪:‬‬ ‫يق���ال ه���ذا املث���ل عندم���ا يأتي إليك ش���خص‬ ‫ويدب���ر علي���ك ب���رأي يص���ب يف مصلحته هو‬ ‫بالدرجة األوىل ويف نفس الوقت يضرك أنت‬ ‫ضررا بليغا وألن الفار عدوه اللدود هو القط‬ ‫فهو يرتب���ص به يف كل مكان ويتمنى ويدبر‬ ‫عل���ى أهل ال���دار أن يبيع���وا الق���ط ليتخلص‬ ‫هو من ش���ره ويس���رح وميرح كم���ا حيلو له‬ ‫ويأكل ويفس���د ما يبدو ل���ه وألن الفار مولع‬ ‫باجلبنة ولعا ش���ديدا فأنه يكمل دبارته على‬ ‫أهل الدار أن يش�ت�روا بثمن القط الذي باعوه‬ ‫واس�ت�راح منه أن يش�ت�روا بثمن���ه جبنا أكلته‬ ‫املفضلة ليس���تمتع بأكلها وهو يف مأمن من‬ ‫ش���ر القط الذي مت بيع���ه والتخلص منه إىل‬ ‫األبد ‪.‬‬

‫فلنغلق نوافد االرهاب وجتريف احلداثة‬ ‫ميلود منصور سعد‬ ‫أول القول‬ ‫( إذا قبل���ت دعوة العش���اء مع حاذق ‪ ,‬فلت���أكل مبلعقة يدها‬ ‫طويلة } ‪ -‬مثل إجنليزى‬ ‫لس���ان ح���ال م���ن خ���رج ألج���ل ع���زة وكرام���ة وط���ن على‬ ‫{الطاغي���ة وأعوان���ه رواد خيمت���ه اللعين���ة } ي���ردد املوروث‬ ‫الش���عبى الذى يق���ول { مش���هاب ياعزي���ز غ�ل�اك ‪...‬خذناه‪...‬‬ ‫والدوا‪...‬جا‪...‬لغرينا} ’ وأش���هر السفسطائيني برونا حوراس‬ ‫{ ‪ 420 .... 490‬ق‪.‬م ) كان يقول ما معناه { الطريق إىل‬ ‫الوصول إىل ما تبتغيه ‪ ,‬هو اإلعرتاف بعادات اجملتمع وقبوهلا‬ ‫‪ ,‬ال ألنه���ا صحيح���ة ‪ ,‬ولكن ألن هذا أقص���ر الطرق ملنتهزى‬ ‫الفرص } ‪ ,‬وحتى النعط���ي الفرصة لعقليات مؤمنة بهكذا‬ ‫قول ‪ ,‬نصيحيت لكيان سياس���ي حاز على قبول وثقة الناخب‬ ‫اللييب ‪ ,‬ورأى فيه الكفاءة والقدرة على قيادة الوطن فى هذه‬ ‫املرحلة ‪ ,‬أال يقبل تش���كيل حكومة مع صنيعة سدنة مرابيع‬ ‫اإلصطفاف القبلي ومحلة مباخر اخليمة اللعينة ‪ ,‬وعرابي‬ ‫غي�ل�ان وزواح���ف كهوف وجح���ور التخلف م���ن تنظيمات‬ ‫معتمرة الطربوش العثماني ترى فى الدميقراطية { رجسآ‬ ‫م���ن اجلاهلية احلديثة } ال تث���ق إال فى من يعتنق أفكارها ‪,‬‬ ‫وال تتواف���ق مع أح���د ‪ ,‬تقوم على جتريد فئ���ات اجملتمع من‬ ‫كل س���لطة لتتحكم فى املشهد السياس���ي ‪ ,‬عايتها جتريف‬ ‫احلداث���ة وش���خصنة الدول���ة ف���ى ملك عض���وض لتحقيق‬ ‫أوه���ام فاق���ت أح�ل�ام الدوتش���ى موس���يلينى الروماني���ة فى‬

‫النصف األول من القرن املاضي ‪.‬‬ ‫م���ا أقول���ه ح���ذارى أن يك���ون أداء مهمتك���م فيها من حس���ن‬ ‫النواي���ا أكث���ر مما فيه���ا من فه���م طبيعة األم���ور ‪,‬وإال فهو‬ ‫األنتقال من الطاعون إىل الكولريا ‪ ,‬وعليكم أن تضعوا نصب‬ ‫أعينك���م الث���ل األجنليزي الذى ذكرته ف���ى أول قولي هذا ‪,‬‬ ‫حتى اليقع كيانكم فريس���ة حذاق الكولس���ة واإلصطفاف‬ ‫القبلي ‪ ,‬ويكون الوطن رهينة هويات بدائية مسكونة بأوهام‬ ‫اخلراف���ة ‪ ,‬ومفاهيم عدوانية غري إجيابية ال تبعث برس���الة‬ ‫أطمئن���ان على املس���تقبل ‪ ,‬وجتعل املش���هد السياس���ي املقبل‬ ‫فى ه���ذا الوط���ن عرض���ة أليدولوجية مشولي���ة هادفة إىل‬ ‫إلغ���اء اآلخر وإقصائ���ه ‪ ,‬وحتد من الدميقراطي���ة التعددية‬ ‫واحلري���ات العام���ة ‪ ,‬يقوده���ا رواد فوض���ى م���ا قب���ل الدولة‬ ‫احلديثة مبرجعية األخالقيات السياسية ألمري مكيافيللي‬ ‫مم���ن يس���تمرؤن تس���لط يزي���د وعنف حج���اج ب�ن�ي أمية ‪,‬‬ ‫وباله���ة من ولي قضاء وق���در كجعفر املنصور ‪ ,‬وش���هوات‬ ‫املتوكل العباس���ي وش���بقه الذى جعله { ميلك ويطأ ‪3000‬‬ ‫جارية } ‪ ,‬ويس���تهويهم حرمل���ك بين عثمان وأفكار حبراوى‬ ‫تونس من يطالب فى ه���ذه األيام جبارية إىل جانب زوجته‬ ‫أن مل تكن حمضيات الطريق الزراعى املصري ‪.‬‬ ‫األمل كل األم���ل أال تغيب عن الق���وى الدميقراطية فكرة‬ ‫الدول���ة املدني���ة احلديث���ة ومفهومه���ا الفك���ري األجتماعي‬ ‫السياسي ‪ ,‬دولة املواطنة وما تكفله من حقوق وحريات ‪ ,‬وأال‬

‫تلع���ب القوى الوطني���ة دور احمللل بالتحال���ف مع تنظيمات‬ ‫غايته���ا ملك عض���وض ‪.‬أو بالتحالف م���ع خملوقات تعيش‬ ‫عل���ى هامش العص���ر إن مل تك���ن غائبة عنه كلي���آ مطيتها‬ ‫إصطفاف قبلي وعهر أخالقى إلش���باع غرائز بدائية المتت‬ ‫للمدنية احلديثة بصلة ‪.‬‬ ‫فلنغلق نوافذ اإلرهاب وجتريف احلداثة كما أغلقنا أبواب‬ ‫قهر وش���ذوذ الطاغية ‪ ,‬حتى التنتابنا ظنون الش���اعر فاروق‬ ‫جويدة أو ال قدر اهلل تتحقق هواجس���ه التى تضمنتها أبياته‬ ‫التى يقول فيها‪. :‬‬ ‫ما كان ظين أن تكون نهاييت ‪ ... .‬فى آخر املشوار دمع عتاب‬ ‫ويضي���ع عم���ري ف���ى دروب مدين�ت�ي ‪ .....‬م���ا بني ن���ار القهر‬ ‫واإلرهاب ‪.‬‬ ‫ويك���ون آخر ما يطل غلى املدى ‪ .....‬ش���عب يهرول فى س���واد‬ ‫نقاب‬ ‫آخر القول ‪:‬‬ ‫{ إن���ك لن تس���تطيع أن متنع طيور األح���زان من أن تطري‬ ‫فوق رأس���ك ‪ ,‬غري أنك تس���تطيع أن متنعها من أن تعش���عش‬ ‫فوقه }‪ - .‬مثل صيين‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪2012-9-11‬‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫‪21‬‬

‫ضمور األدب املسرحي يف ليبيا‬ ‫ويف ذلك عجب املتعجبون‪ ،‬وتساءل املتسائلون‪،‬‬ ‫وأُبطل م���ن حديث املتكلمني‪ ..‬منهم من ترك‬ ‫لكالمه محق البساطة‪ ،‬ومنهم من أعلن ذلك‬ ‫يف فص���ول الكتاب���ة‪ ،‬القص���ار منه���ا والطوال‪،‬‬ ‫وآخ���رون ذهب بهم القول إىل مذهب املبالغة‪،‬‬ ‫ومنهم من اس���تخف به اإلخب���ار؛ ليتحدث به‬ ‫ً‬ ‫متعافى‪،‬‬ ‫متكام�ل�ا‬ ‫إىل جمايلي���ه‪ ،‬والكل يراه‬ ‫ً‬ ‫منصباً عل���ى باط���ن األرض‪ ،‬وكلما حدثين‬ ‫ش���خص عنه أصبت بعدم الرض���ى والقبول‪،‬‬ ‫وأن���ي أع���رف بأن الرض���ى فيه غ�ي�ر معدول‪،‬‬ ‫واالقتن���اع باألم���ر يقتض���ي الولوج في���ه أوال‪،‬‬ ‫ثم تصديقه‪ ،‬ومش���اهدة ما أث���اره وما أحدثه‬ ‫يف حميطه أخريا‪ ..‬وأن���ي ال أقنع بالتمين وال‬ ‫أكتفي باالنتظ���ار‪ ،‬فاألمنيات ترهق كاهل‬ ‫صاحبه���ا انتظارا‪ ،‬واالنتظ���ار يعطي لصاحبه‬ ‫أمني���ات زائف���ة‪ ،‬وإمن���ا أرغ���ب يف أن يتح���ول‬ ‫التم�ن�ي إىل حدث افتعل‪ ،‬وأن ينتهي االنتظار‬ ‫إىل عمل اكتمل‪.‬‬ ‫هك���ذا أرى حال الكتابة املس���رحية عندنا‪ ،‬وما‬ ‫أراه بالكاد يك���ون رؤية مطلقة جل ّية‪ ،‬فالقدر‬ ‫اآلخ���ر ال يتع���دى عن���دي ح���دود النس���بية‬ ‫الناقصة اخلفية‪.‬‬ ‫األدب أجن���اس متفارقة‪ ،‬جلها هل���ا من الوقع‬ ‫نصي���ب‪ ،‬وأقربه���ا تطلع���ا للقل���ب م���ا يقع يف‬ ‫مكنون���ه اللني‪ ،‬وما أدراك م���ا اللني؟! فالقارئ‬ ‫العام بطبيعته ملول‪ ،‬كس���ول‪ ،‬ال يفتش عن‬ ‫الكات���ب‪ ،‬ب���ل إن الكاتب جيهد نفس���ه ليفتش‬ ‫عن���ه ومبف���رده؛ لريضي���ه وميل���ي ش���هوته‬ ‫القليلة‪ ،‬كذلك القارئ املولع انفعالياً باألدب‬ ‫ل���ه كس���ل واض���ح يف اإلقب���ال عل���ى جن���س‬

‫املس���رح‪ ،‬ويضاهي كس���له وملله ه���ذا لذلك‬ ‫الذي ميتكله القارئ العام‪...‬‬ ‫وألن جتارب الكتابة املس���رحية اليت خربناها‬ ‫قليل���ة ضئيل���ة‪ ،‬مقارنة مب���ا ينش���ده الك ّتاب‬ ‫اآلخرون م���ن أمناط أخرى ل�ل�أدب‪ ،‬فإن من‬ ‫واجبن���ا أن نبح���ث عن أس���باب ه���ذه الضآلة‪،‬‬ ‫ونلتم���س مواطن القل���ة‪ ،‬وليطمئ���ن ك ّتاب‬ ‫املس���رح ـ���ـ األحي���اء طبع���ا ـ���ـ الذي���ن يضع���ون‬ ‫أنفس���هم موضع الش���ك والريبة‪ ،‬ويعتقدون‬ ‫أن���ي قصدتهم أو قص���دت بعضهم حني أردت‬ ‫الكتاب���ة‪ ،‬فإني مل أرم لكات���ب بعينه‪ ،‬ومل أعن‬ ‫ب���أن يكون لي وقع الني���ة عن هذا أو ذاك‪ ،‬فأنا‬ ‫لست هنا بصدد دراسة ما قدّمه كاتبو املسرح‬ ‫القلة بالقليل من جنس���ه‪ ،‬بل دراسة مسببات‬ ‫هات�ي�ن الظاهرتني‪ :‬القلة والقليل‪ .‬ولدراس���ة‬ ‫األس���باب يأخذني األم���ر يف مرجعيتها لعدة‬ ‫عوام���ل أهمه���ا‪( :‬الظ���رف وامل���كان والزم���ان‪،‬‬ ‫واجلمه���ور بأنواعه)‪ ..‬وجله���ا لصيقة ببعض‬ ‫ومرجعات لبعض‪...‬‬ ‫فن���رى أن الت���وزع اجلغ���رايف لظه���ور ك ّتاب‬ ‫املس���رح اقتصر بش���كل ش���به متكامل يف املدن‬ ‫اليت ش���هدت صح���وة مس���رحية دون غريها‪،‬‬ ‫وكأنه���م انتظ���روا انتفاض���ة لتخرجهم من‬ ‫مصباح سباتهم‪ ،‬وحافز وبيئة تطلقان العنان‬ ‫ألقالمه���م‪ ،‬وألننا ال منلك دور نش���ر مهمة ــ‬ ‫حت���ى يومنا ه���ذا ــ فأولئك الذي���ن يقبعون يف‬ ‫أراض بعيدة ع���ن الصحوة اندثرت جتاربهم‬ ‫واختف���ت‪ ،‬وحن���ن ال ن���دري ل�ل�آن م���ا م���دى‬ ‫نضوجها ؟‬ ‫وس���اهم الزمن هو اآلخ���ر يف تأخري احلركة‬ ‫املس���رحية الليبي���ة ال�ت�ي ب���دأت فعلي���ا من���ذ‬ ‫ثالثيني���ات القرن املاضي‪ ،‬على عكس أس���س‬ ‫الكتاب���ة العربية ــ خصوصا الكتابة املصرية ــ‬ ‫اليت كان هلا نصيب يس���بق نظريتها الليبية‬ ‫حبوال���ي ق���رن م���ن الزم���ان‪ ،‬فل���م يصل نص‬ ‫املس���رحية الليبي���ة للتهذي���ب كالذي وصل‬ ‫إلي���ه النص العرب���ي اآلخر‪ ،‬وه���ذا كان من‬ ‫األسباب اهلامة‪.‬‬ ‫ثقاف���ة ه���اوي األدب اللي�ب�ي انصب���ت بش���كل‬ ‫كب�ي�ر عل���ى أمن���اط أخ���رى‪ ،‬كـ���ـ (احلك���ي‬ ‫والس���رد القصص���ي والش���عر) فأخ���ذ ي���ؤرخ‬ ‫حكاياته االجتماعية والعس���كرية يف أساليب‬ ‫غ�ي�ر ناضج���ة‪ ،‬إىل أن عرف بعضه���م طريقا‬ ‫للمسرح‪ ،‬فكانت التجربة بداية غري واضحة‪،‬‬ ‫إىل أن أقبل���ت فرق مس���رحية ليبية يف وقت‬ ‫متأخر على اخلش���بة‪ ،‬ومن هن���ا نفخ الركح‬ ‫من روحه يف الكتابة‪.‬‬ ‫"إن���ك متثل بش���كل رائ���ع‪ ..‬لكنك تلع���ب دورا‬ ‫مل أكت���ب عنه"‪ ..‬ه���ذه اجلملة قاهل���ا أنطون‬ ‫تش���يكوف ألح���د أبط���ال مس���رحياته‪ ،‬عندما‬ ‫ش���اهد عرض���ا مس���رحيا كان ه���و كاتب���ه‪..‬‬ ‫وق���د ذك���رت ما قال هن���ا ألبني م���دى ابتعاد‬ ‫أداء الف���رق املس���رحية لدينا ـ���ـ لنصوص غري‬ ‫ركحي���ة ــ مأخ���وذة من كاتب ل���ه مضمون‬ ‫رس���ائل ومفاهي���م ال ختتل���ف عن تل���ك اليت‬ ‫حيملها صاح���ب األجناس األدبي���ة األخرى‪،‬‬

‫وإظهاره���ا بش���كل مغاير ال يرتضي���ه الكاتب‬ ‫نفس���ه‪ ،‬وه���ذا يف اعتق���ادي س���بب آخ���ر يبين‬ ‫حاج���زا متين���اً لبع���ض الك ّت���اب يف خ���وض‬ ‫إقحامهم جتاربهم الكتابية يف أدب املسرح‪.‬‬ ‫مث���ة أخطر األس���باب وهو اجلمه���ور القارئ‪،‬‬ ‫فقراءة املسرحية تكون عسرية صعبة‪ ،‬ال يكاد‬

‫كذل���ك جغرافي���ة امل���كان بالنس���بة للعم���ل‬ ‫املس���رحي ل���ن تأخ���ذ حيزا واس���عا‪ ،‬مل���ا تأخذه‬ ‫الرواي���ة‪ ،‬والوص���ف و"ش���رح ما ع���دا احلوار"‬ ‫جيب أن يكون بس���يطا يف املسرح‪ ،‬وأي جوانب‬ ‫حتمله���ا القص���ة جي���ب أن يظهره���ا احلوار‪،‬‬ ‫وتك���ون احملصلة عندئذ االبتعاد النس�ب�ي عن‬ ‫كتابة جنس املسرح الصعب‪.‬‬ ‫أيضا يفهم باخلطأ الك ّتاب احملدثون أن واجباً‬ ‫عليهم يف كتابة النص املسرحي وضع كل‬ ‫املفاهيم اليت سينفذها املخرج واملمثل وبقية‬ ‫الطاق���م إذا ُن ّفذ النص‪ ،‬وحت��� ّول إىل الركح‪،‬‬ ‫لتصل رؤيته الكتابي���ة للمتلقي‪ ،‬أو إذا وقعت‬ ‫بني ي���دي قارئ���ه فيتمكن من اس���تيعاب تلك‬ ‫الرؤي���ة‪ ،‬فيجتم���ع لدى ه���ؤالء الك ّتاب جانب‬ ‫صع���ب يُض���اف إىل اجلوان���ب الس���ابقة ال�ت�ي‬ ‫َذكرت‪.‬‬ ‫إن اإلق���دام عل���ى إص�ل�اح احل���ال‪ ،‬وإنق���اذ‬ ‫ضم���ور الكتابة املس���رحية ل���ن ينتظر خروج‬ ‫ّ‬ ‫خي���ط يف خباي���ا املس���رح‬ ‫كات���ب أس���طورة‪،‬‬

‫يُق���دم عليه���ا إال املعنيون بدراس���تها طالبا أو‬ ‫عامل�ي�ن مبجاهلا‪ ،‬أو من هلم اهتمامات ش���اذة‬ ‫يف األدب ككل‪ ،‬ل���ذا جي���د من خيتار لنفس���ه‬ ‫طريقا لألدب أن يس���لك أيسرها للقارئ وله‬ ‫أيضا‪ ،‬وإن اختار أصعبها فقد يرى أن الرواية‬ ‫ه���ي االختي���ار األفض���ل‪ ،‬فكات���ب الرواية لن‬ ‫جيه���د قلمه يف اخلضوع لقواعد املس���رح اليت‬ ‫تتألف من مش���اهد ومقاط���ع حيددها احلوار‬ ‫وال غ�ي�ر احلوار‪ ،‬وخي���ال الروائي الذي يص ّبه‬ ‫عرب أفكار ش���خوصه لن يقدر عليه املسرحي‪،‬‬ ‫وطبعا لن يرتك هذه األفكار تنساب عرب حوار‬ ‫مفتعل هل���ذه الش���خوص "هذا أم���ر حمال"‪..‬‬

‫أفض���ل التخطي���ط‪ ،‬أو يتح��� ّول املبدع���ون‬ ‫ّ‬ ‫يس���طرون فنه لف�ت�رة من‬ ‫اآلخ���رون لك ّت���اب‬ ‫الزم���ان أحك���م التس���طري‪ ..‬إن احل���ال يلزمه‬ ‫اهتم���ام حقيقي ممن يتعامل���ون مع الركح‬ ‫ً‬ ‫تعام�ل�ا نزيهًا‬ ‫(بأنواع���ه املختلف���ة)‪ ،‬ويتطلب‬ ‫مم���ن ميلك���ون زم���ام األم���ر‪ ،‬وهل���م ش���رعية‬ ‫"احلق اإلهلي" ألماكن وجوده‪ ،‬من ‪ :‬مكتبات‬ ‫وخش���بات وكلي���ات‪ ،‬وأيض���ا يتطل���ب مم���ن‬ ‫يرغ���ب يف األخ���ذ بيد ه���ذا النوع م���ن الكتابة‬ ‫العقيمة ال�ت�ي بلغت من الكرب عتي���ا‪ ،‬أن يُلزم‬ ‫نفس���ه شرعية معاشرتها‪ ،‬ليهب لنا من َلدُنها‬ ‫إرثا عظيما‪.‬‬

‫معتز بن محيد‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫ندوة حول‬ ‫السينما يف ليبيا‬

‫نظم النادي الس���ينمائي اللييب ندوة فكرية‬ ‫حول ( املش���هد الس���ينمائي اللييب )مبشاركة‬ ‫س���ينمائيني ونق���اد وصحفي�ي�ن وفنان�ي�ن‬ ‫م���ن أه���ل اخل�ب�رة واإلختص���اص واملهتم�ي�ن‬ ‫مبج���ال صناع���ة الس���ينما يف ليبي���ا ‪ ،‬أقيم���ت‬ ‫الندوة برواق دار الفن���ون بطرابلس وتناولت‬ ‫حماورها املوضوعات التالية ‪:‬‬ ‫•أضواء حول التجربة السينمائية الليبية ‪.‬‬ ‫•البنية األساسية للسينما الليبية ‪.‬‬ ‫•الكوادر املهنية والتأهيل واملستوي الفين ‪.‬‬ ‫•التش���ريعات الس���ينمائية – الصالحي���ة‬ ‫واإلختصاص ‪.‬‬ ‫•القط���اع العام والقط���اع اخلاص وجتاربهما‬ ‫املتداخلة ‪.‬‬ ‫•دور الع���رض ومش���كالت إس���ترياد وتوزيع‬ ‫األفالم ‪.‬‬ ‫•ليبيا والعالقات السينمائية يف اخلارج ‪.‬‬ ‫وكان م���ن أه���م املش���اركني يف ه���ذه الندوة‬ ‫‪:‬الس���ينمائي صربي النع���ال – املخرج عبداهلل‬ ‫ال���زروق – والكات���ب البوص�ي�ري عب���داهلل –‬ ‫والس���ينمائي غيث الش���امس – وعميد كلية‬ ‫الفنون واألعالم الدكتور عبدالسالم املدني ‪،‬‬ ‫وقد تناول املتحدثون خمتلف قضايا السينما‬ ‫يف ليبيا وس���بل تفعيلها وكي���ف تكون هناك‬ ‫صناعة سينمائية جادة وسبل تذليل الصعاب‬ ‫أم���ام املنتجني وح���ث رؤؤس األم���وال الليبية‬ ‫للمس���اهمة يف اإلس���تثمار يف صناعة السينما‬ ‫يف ليبي���ا ‪ ،‬أدار ه���ذه الن���دوة بأقت���دار الناق���د‬ ‫السينمائي رمضان سليم ‪.‬‬

‫خليل العرييب‬

‫الفنانون األمريكيون يؤيدون أوباما‬ ‫أب���دي العديد من جن���وم الفن يف أمريكا‬ ‫تأييدهم للرئيس باراك أوباما يف محلته‬ ‫للرتش���ح لوالي���ة ثانية وقد ع�ب�ر هؤالء‬ ‫الفنان�ي�ن ع���ن تأييدهم للرئي���س أوباما‬ ‫حبضوره���م ملؤمتر احلزب الدميقراطي‬ ‫الذي مت فيه ترشيح أوباما للرئاسة مرة‬ ‫ثانية ‪.‬‬ ‫من أشهر هؤالء الفنانني ‪ :‬جورج كلوي‬ ‫واإلعالمي���ة واملذيع���ة الش���هرية أوب���را‬ ‫وينف���ري ونتال���ي بورمتان وس���كارليت‬ ‫جوهانس���ن وبيونيس���يه وغريه���م كما‬ ‫أنضم���ت إليه���م املغنية الش���هرية مادونا‬ ‫ال�ت�ي أب���رزت ومشاً عل���ي كتفها حيمل‬ ‫إس���م الرئي���س أوبام���ا وذلك م���ن خالل‬ ‫حفلها مبدينة نيويورك‪.‬‬

‫متفرقات فنية‬

‫•نقاب���ة الفنان�ي�ن املصري���ة تقيم ندوة‬ ‫للتضامن مع الفنانة إهلام ش���اهني بعد‬ ‫ما ق���ام داعي���ة س���لفي بس���بها وإتهامها‬ ‫بالزن���ي والفجور عل���ي اهلواء مباش���رة‬ ‫م���ن خ�ل�ال إح���دي القن���وات الفضائية‬ ‫الدينية ‪ ،‬ولقد حضر الندوة اليت أقيمت‬ ‫يف ن���ادي نقابة املمثل�ي�ن عدد كبري من‬ ‫جن���وم الفن من أبرزهم ‪ :‬يس���را ونيللي‬ ‫ومسرية أمحد ومساح أنور ومعالي زايد‬ ‫وأمحد بدير ونبي���ل احللفاوي واملخرج‬ ‫ج�ل�ال الش���رقاوي ورج���اء اجل���داوي‬ ‫واملنتج حممد العدل ‪.‬‬ ‫•الفنان���ة معالي زايد أنهم���رت بالبكاء‬ ‫خ�ل�ال املؤمت���ر الصحفي ال���ذي أقامته‬

‫نقاب���ة امله���ن التمثيلي���ة تضامن���ا م���ع‬ ‫الفنان���ة إهل���ام ش���اهني ض���د اهلج���وم‬ ‫ال���ذي تعرضت ل���ه أخريا م���ن قبل عدد‬ ‫من رجال الدين احملس���وبني علي التيار‬ ‫الس���لفي يف مص���ر ‪ ،‬وقال���ت معالي زايد‬ ‫‪ :‬أن���ا خايف���ة علي مص���ر وعل���ي حرية‬ ‫اإلب���داع والفنان�ي�ن والكت���اب واملثقف�ي�ن‬ ‫‪ ،‬خايف���ة مم���ا حي���دث م���ن تهدي���دات‬ ‫وإهانات لرم���وز الفنان�ي�ن ‪ ،‬وأضافت ال‬ ‫أع���رف أين س���تذهب مص���ر وال أعرف‬ ‫مصريه���ا ‪ ،‬فأعي���ش حال���ة م���ن القل���ق‬ ‫واحلزن والبكاء املستمر علي حال البلد‬ ‫اليت عشنا فيها وتربينا وكربنا ‪ ،‬لذلك‬ ‫أبكي يوميا علي ما وصلت إليه مصر ‪.‬‬

‫دموع الفنانة أجنلينا جولي‬ ‫تواصل جنمة هوليود الفنانة أجنلينا جولي جولتها كس���فرية للنوايا احلس���نة‬ ‫مبعوث���ة من األم���م املتحدة إلي خميمات الالجئني الس���وريني يف مشال األردن‬ ‫حي���ث إس���تمعت وش���اهدت أثناء هذه اجل���والت إل���ي معان���اة اآلالف من هؤالء‬ ‫الالجئني واملأساة اليت يعيشونها ‪ ،‬ومل تتمالك املمثلة األمريكية نفسها فذرفت‬ ‫دموعه���ا اليت إنهمرت من ش���دة تأثرها مبا ش���اهدته ومسعته م���ن أطفال هذه‬ ‫املخيم���ات ‪ ،‬وق���د دعت الفنان���ة األمريكي���ة اجملتم���ع الدولي لألهتم���ام بهؤالء‬ ‫الالجئني وتقديم املس���اعدة والدعم الالزمني هلم لتجاوز حمنتهم اإلنس���انية‬ ‫املتفاقمة ‪.‬‬

‫•بع���د األخب���ار ال�ت�ي أنتش���رت مؤخ���را‬ ‫ح���ول ني���ة الفنان���ة القدي���رة فات���ن‬ ‫محام���ة بكتابة مذكراتها الش���خصية‬ ‫وإطالقه���ا يف كت���اب يص���در ع���ن دار‬ ‫الش���روق ‪ ،‬حي���ث نف���ت فات���ن محام���ة‬ ‫صحة هذه األخب���ار مؤكدة عدم نيتها‬ ‫كتاب���ة مذكراتها يف الوق���ت احلالي ‪،‬‬ ‫وقالت لن أكتب مذكراتي اآلن ألنين‬ ‫أنتظر الوقت املناس���ب ‪ ،‬كما أن حياتي‬ ‫الشخصية ملكي وحدي وأنا أمثل كل‬ ‫الن���اس ‪ ،‬يف حيات���ي أمل وفرح وإنكس���ار‬ ‫وإنتص���ار ‪ ،‬مضيف���ة بأنه عل���ي الصعيد‬ ‫الفين تستبعد عودتها للفن مرة أخري ‪.‬‬ ‫حيث قالت ‪ :‬بصراحة شديدة ال أفكر يف‬ ‫العم���ل اآلن وأحبث عن اهلدوء وال أحب‬ ‫أن يقال عين إنين ممتنعة عن العمل أو‬ ‫معتزل���ة ‪ ،‬ألن الفن���ان ملا يق���ع بني يديه‬ ‫موض���وع ق���وي أو قصة رائعة تس���تفزه‬ ‫فيقرر العودة للفن وتقدميها ‪ ،‬وأتصور‬ ‫أن الفنان احلقيقي هو الذي يتوحد مع‬ ‫آالم وأحالم جمتمع���ه وحياول التعبري‬ ‫عنها من خالل أعمال جادة وهادفة ‪.‬‬ ‫حققت رضيعتان توأم شهرة‬ ‫• ‬ ‫واس���عة يف أمري���كا والياب���ان واملكس���يك‬ ‫واملاني���ا وبقية دول الع���امل حيث حققت‬ ‫مشاهدتهما علي موقع اليوتيوب أكرب‬ ‫مش���اهدة ( حوال���ي ‪ 10‬ماليني مش���اهد‬ ‫) وهما يرقصان ويضح���كان علي أنغام‬ ‫اجليتار الذي يعزف والدهما عليه ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫أمحد بشون‬

‫فريق املختار يفوز ببطولة املوسم الرياضي‬ ‫‪ 1955 \ 54‬م للدرجة الثانية يف مدينة بنغازي‬ ‫فتحي الساحلي‬

‫يف عام ‪ 1953‬م كان واحداً من عش���اق‬ ‫ك���رة الق���دم يف مدينة بنغ���ازي ميلك‬ ‫حمال صغريا إلصالح األحذية ( اسكايف‬ ‫) ويطل���ق عليه بالعامي���ة ( إكنادرجي‬ ‫) ‪ ،‬وكان ل���ه أصدق���اء كث�ي�رون م���ن‬ ‫الع�ب�ي مدين���ة بنغ���ازي القدام���ي مثل‬ ‫مفت���اح الدراجي والالعب الكبري حس���ن‬ ‫مادي تربل وس���ي عياد ادريزه واالستاذ‬ ‫عبداهلل الشريف ‪ ،‬وكانوا يرتددون على‬ ‫( دكانه ) بشارع العقيب ويتسامرون يف‬ ‫حكايات كرة القدم الشيقة ‪.‬‬ ‫وكان ب���ذات الش���ارع جمموع���ة م���ن‬ ‫الع�ب�ي الك���رة الصغار ميارس���ون كرة‬ ‫الق���دم وي�ت�رددون عل���ى دكان املرحوم‬ ‫حممد فان���دي إلصالح بعض أحذيتهم‬ ‫أو صناع���ة أحذي���ة جدي���دة باملق���اس‬ ‫املناسب‬ ‫ويف ي���وم م���ن أي���ام ع���ام ‪ 1953‬م ق���رر‬ ‫السيد فاندي تأسيس فريق لكرة القدم‬ ‫واالش�ت�راك يف بطول���ة الدرج���ة الثانية‬ ‫وس���اعده يف ذلك أصدق���اؤه األعضاء يف‬ ‫احت���اد الكرة ‪ .‬مبدين���ة بنغازي وحتصل‬ ‫عل���ى الرتخي���ص واش�ت�رك يف بطول���ة‬ ‫املوس���م الرياض���ي ‪ 1955 / 54‬م وق���د‬ ‫أطل���ق على ه���ذا الفريق فري���ق املختار‬ ‫حباً يف البطل الشهيد عمر املختار الذي‬ ‫أعدمه االيطاليون عام ‪ 1931‬م ‪.‬‬ ‫وقد تك���ون فريق املختار م���ن الالعبني‬ ‫اآلتية أمساؤهم ‪-:‬‬ ‫‪ 1‬سامل بن حليم ( حارس مرمى ) ‪.‬‬‫‪ 2‬منصور الكيخيا ‪.‬‬‫‪ 3‬حممد فرج الرقيق(دميس الكبري‬‫‪ 4-‬أحممد الشريف ‪.‬‬

‫‪ 5‬عاشور االسكندراني ‪.‬‬‫‪ 6‬السنوسي الدغيلي ‪.‬‬‫‪ 7‬امحد اجلهاني ( مانيطا ) ‪.‬‬‫‪ 8‬امحد بن إدريس ‪.‬‬‫‪ 9‬الصاحلني الفرجاني ‪.‬‬‫‪ 10‬حسن كمرباكي ‪.‬‬ ‫‪ 11‬عبداللطيف شاهني ‪.‬‬‫‪ 12‬عبدالقادر الشعايف ‪.‬‬‫‪ 13‬امحد الو رفلي ‪.‬‬‫‪ – 14‬مفتاح املسماري ‪.‬‬ ‫‪ 15‬إبراهيم الزليتين ‪.‬‬‫‪ 16‬عاشور عبداهلل ‪.‬‬‫‪ 17‬على عبدا لكريم ‪.‬‬‫‪ 18‬حممد فرج سلحيب ‪.‬‬‫‪ 19‬عبد احلميد معتوق ‪.‬‬‫‪ – 20‬مصطفى فتيتة ‪.‬‬ ‫‪ 21‬منصور بن حليم ‪.‬‬‫وقام بتدريب الفريق أحممد الشريف‬ ‫والن فري���ق املخت���ار كان به جمموعة‬ ‫رائع���ة م���ن الالعب�ي�ن أمث���ال أحمم���د‬ ‫الش���ريف وعاش���ور اس���كندراني وس���امل‬ ‫ب���ن حليم ودمي���س الكبري ‪ ،‬اس���تطاع أن‬ ‫يفوز يف العام الذي اش�ت�رك فيه ببطولة‬ ‫الدرجة الثاني���ة بالرغم من وجود فرق‬ ‫قوي���ة ج���داً يف بطول���ة الدرج���ة الثانية‬ ‫أمثال فريق التق���دم بالربكة ‪ ،‬وفريق‬ ‫الصب���اح ‪ ،‬والفج���ر ‪ ،‬واحلري���ة ‪ ،‬واجمل���د‬ ‫‪ ،‬والصح���ة وكذلك فريق من أس���رى‬ ‫األملان الثاني ‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن مش���اركته تلك كانت‬ ‫ألول م���رة إال ان���ه اس���تطاع أن حي���رز‬ ‫كأس بطولة الدرج���ة الثانية ويصعد‬ ‫إىل الدرجة األوىل ‪.‬‬

‫لك���ن األندية والكش���افني الذي���ن كانوا‬ ‫يتابع���ون مباريات الفري���ق مزقوا فريق‬ ‫املخت���ار وأخ���ذوا من���ه أج���ود العبي���ه‬ ‫‪ ..‬فذه���ب دمي���س الكب�ي�ر إىل اهل�ل�ال‬ ‫وكذلك أحممد الشريف وذهب عاشور‬ ‫اس���كندراني إىل فريق النجمة القدمية‬ ‫وكذلك سامل بن حليم احلارس اجليد‬ ‫ال���ذي لعب لفريق���ي النجم���ة القدمية‬ ‫مبدين���ة بنغ���ازي وفري���ق احت���اد درنة ‪.‬‬ ‫مبدينة درنة ‪.‬‬ ‫وم���ن بقى م���ن العبي���ه ش���ارك بهم يف‬ ‫بطولة الدرجة األوىل للموسم الرياضي‬ ‫‪ 1957 \ 56‬م مع فريق اهلالل واألهلي‬ ‫والتح���دي واملرج ‪ ..‬ومل يك���ن الفريق يف‬ ‫مس���توى جيد ومل يتحص���ل على نقطة‬ ‫واحدة حيث ف���از عليه األهلي ‪ 11‬صفر‬ ‫‪ ،‬وف���از علي���ه اهل�ل�ال ‪ . 1 – 3‬وفاز عليه‬ ‫التح���دي ‪ 6‬مقاب���ل صفر ‪ ،‬وتع���ادل مع‬ ‫فريق املرج تعاد ً‬ ‫ال سلبياً ‪.‬‬ ‫وبه���ذا اإلخف���اق للفريق قرر مؤسس���ه‬ ‫حممد فاندي االنس���حاب م���ن البطولة‬ ‫يف العام الذي يليه وانتهى فريق املختار‬ ‫ال���ذي كان���ت انطالقت���ه جيدة وتبش���ر‬ ‫باخلري ‪.‬‬ ‫فريق املختار‬ ‫السيد حممد فاندي مؤسس فريق عمر‬ ‫املختار‬ ‫يف إح���دى املباريات مبلعب ‪ 24‬ديس���مرب‬ ‫بالربكة وهو الواقع على ميني الصورة‬ ‫جبان���ب الالعب�ي�ن منص���ور الكيخي���ا‬ ‫ودميس الكبري ‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫كلمة العدد‬ ‫عندم���ا مسع���ت أن منتخ���ب الناش���ئني‬ ‫يعس���كر يف ( أملانيا ) اعتربت األمر طبيعيا‬ ‫الن مدرب الفريق من أملانيا وجرت العادة‬ ‫أن معس���كراتنا تقام دائم���ا يف بلد ( املدرب‬ ‫) مثلم���ا كان���ت ( عني دراه���م ) يف تونس‬ ‫مق���راً ملعس���كرات فريقن���ا الوط�ن�ي عندما‬ ‫كان ( البنزرت���ي ) مدرب���اً ل���ه ومع ذلك‬ ‫رأي���ت ان اع���رف قيم���ة التذك���رة وكم‬ ‫تكل���ف إقامة هذا املعس���كر ؟ فأجابين أحد‬ ‫اإلخوة املس���ؤولني ع���ن كرة الق���دم بأنه‬ ‫توج���د اتفاقي���ة ب�ي�ن ليبي���ا وأملاني���ا تنص‬ ‫على تب���ادل اخل�ب�رات وإقامة املعس���كرات‬ ‫واملباري���ات التحضريي���ة لذل���ك فس���وف‬ ‫يك���ون ه���ذا املعس���كر جماني���اً باإلضاف���ة‬ ‫إىل أن الفرص���ة س���تكون متوفرة إلجراء‬ ‫ع���دد م���ن املباري���ات الودية ه���ذه املعلومة‬ ‫ذكرت�ن�ي بع���دد م���ن االتفاقي���ات املوقعة‬ ‫م���ع ع���دة دول وعل���ى س���بيل املث���ال مع (‬ ‫رومانيا ) اليت أُتيح لي أن أش���ارك فيها يف‬ ‫أواخر الس���بعينات ( بوخارست ) وكذلك‬ ‫اتفاقي���ة م���ع أكادميي���ة ( اجمل���ر ) واليت‬ ‫اس���تفاد منه���ا عدد كبري م���ن املدربني يف‬ ‫خمتلف األلعاب أمتنى أن يعيد املسؤولون‬ ‫عل���ى الرياض���ة مراجعة ه���ذه االتفاقيات‬ ‫وتفعيلها بد ً‬ ‫ال م���ن أن نرتكها يف اإلدراج‬ ‫يغطيها الرتاب ويلفها اإلهمال والنسيان ‪.‬‬ ‫احملرر‬

‫اجلانب الثقايف‬ ‫واالجتماعي يف األندية‬

‫فرج العقيلي‬ ‫كل األندي���ة وعل���ى رأس���ها املس���ؤولني فيه���ا‬ ‫وضع���وا ُج���ل جهده���م م���ن أج���ل لعب���ة كرة‬ ‫القدم إرضا ًء لرغبات املتعصبني من املناصرين‬ ‫لذل���ك مت ص���رف كل األم���وال عل���ى الع�ب�ي‬ ‫ك���رة القدم فذهبت هب���ا ًء منثوراً ‪ ،‬ومت إهمال‬ ‫اجلان���ب الثق���ايف واالجتماع���ي يف األندي���ة‬ ‫الس���وي واندثرت‬ ‫فانعدم بناء اإلنس���ان الواعي ّ‬ ‫الفرق الثقافية واملوسيقية واملسرحية وغابت‬ ‫عن األندي���ة احملاضرات التوعوي���ة واحللقات‬ ‫اإلرشادية ّ‬ ‫وحث املرتدّدين على األندية للشعور‬ ‫باملس���ؤولية واالخنراط يف اللج���ان التطوعية‬ ‫والنش���اطات االجتماعية كتش���كيل ال ّروابط‬ ‫ذات الصبغة اإلنس���انية لتفقد أحوال الالعبني‬ ‫واملس���ؤولني واإلداري�ي�ن واملرافق�ي�ن الطبي�ي�ن‬ ‫القدامى وكل من قدّم خدمات جليلة للنادي‬ ‫م���ن كافة أطي���اف اجملتمع بإع���داد املطويات‬ ‫عنهم وذكر مناقبهم والتعريف بهم لألجيال‬ ‫املتعاقبة ‪ ،‬ليكون النادي منارة للثقافة وساحة‬ ‫للمصاحلة واحملب���ة والبناء وليس بؤرة للنزاع‬ ‫السوء ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫والصراع ومرتعاً للمتعصبني وأهل ّ‬


‫نادي القصة يعلن عن برناجمه الثقايف‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 18 ( ) 71‬ـ ‪ -24‬سبتمبر ‪)2012‬‬

‫درنة ‪:‬ميادين خاص‬ ‫بصال���ة املرحوم اهلواري ساس���ي بنادي‬ ‫دارنس وبالتعاون مع اللجنة الثقافية‬ ‫بنادي دارنس أقام نادي القصة أمسية‬ ‫أدبية أعلن فيها ع���ن برناجمه الثقايف‬ ‫هل���ذه الس���نة وق���د افتت���ح األمس���ية‬ ‫األس���تاذ عبد العزيز الزني الذي ش���كر‬ ‫احلض���ور وأك���د عل���ى م���دى أهمي���ة‬ ‫الثقافة بالنس���بة للمجتمع واستغرب‬ ‫أن اغلب املرش���حني لرئاس���ة احلكومة‬ ‫مل يركزوا يف براجمهم على الثقافة‬ ‫ودورها املهم يف بناء الدولة ومل يولوها‬ ‫أي أهمي���ة وه���ذا يقودنا إىل م���ا تعنيه‬ ‫الثقافة يف حسابات املسؤولني يف بالدنا‬ ‫بعدها قدم األس���تاذ عبد العزيز الزني‬ ‫مش���اركته القصصي���ة بع���ده اعتل���ى‬ ‫الق���اص مس�ي�ر الش���ويهدي منص���ة‬ ‫التقديم وقدم لقصتيه بعنوان ((ثــقة‬ ‫)) و((مثن احللم ))ث���م جاء الدور على‬ ‫الق���اص أمني بورواق ال���ذي قدم ثالث‬ ‫قص���ص األوىل بعن���وان ((لعب���ة ث���وار‬ ‫وكتائ���ب ))والثاني���ة بعن���وان ((زرع‬ ‫حص���د )) والثالث���ة بعن���وان ((قبي���ل‬ ‫االفتتاح ))‬ ‫ويف خت���ام األمس���ية قام االس���تاذ عون‬ ‫الفريطي���س بتوزي���ع برنام���ج ن���ادي‬ ‫القص���ة عل���ى احلاضري���ن متضم���ن‬ ‫النش���اط واملواعي���د واملش���اركني يف‬ ‫خط���وة رائ���ع تؤس���س لتنظي���م العمل‬ ‫الثق���ايف وكان الربنام���ج عل���ى النحو‬ ‫التالي‪:‬‬

‫جدول األماسي الثقافية بالتعاون مع كل من‬ ‫اللجنة الثقافية بنادي دارنس ونادي القصة ‪ /‬درنة‬ ‫م‬

‫اليوم والتاريخ‬

‫‪ 1‬األربعاء ‪ 2012 / 09 / 12 :‬م األساتذة ‪ :‬سمير الشويهدي ‪ /‬عبد العزيز الزني ‪ /‬أمين بورواق‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬

‫ ‬

‫األربعاء ‪ 2012 / 09 / 26 :‬م‬

‫الدكتور ‪ /‬فضيل المنفي‬ ‫قراءة لقصة الكاتب الفرنسي “ أنانول فرنس “ الحاكم الروماني‬ ‫لمقاطعة اليهودية ‪ ..‬ترجمة د‪ .‬فضيل المنفي‬

‫األربعاء ‪ 2012 / 10 / 10 :‬م‬ ‫األربعاء ‪ 2012 / 10 / 24 :‬م‬ ‫األربعاء ‪ 2012 / 11 / 07 :‬م‬

‫األستاذ ‪ /‬سليم هابيل‬ ‫الشرق والغرب ‪ :‬امثولة الروح‬ ‫الدكتور ‪ /‬نجيب الحصادي‬ ‫التفكير الناقد استحقاقاً تنموياً‬ ‫األستاذ ‪ /‬الناجي الحربي‬

‫القصة القصيرة جداً ‪ ..‬مفهومها ونشأتها في ليبيا‬

‫•ملحوظة ‪ /‬اللقاء بعد صالة المغرب مباشرة ‪.‬‬

‫ً‬ ‫أهال ‪ ..‬يسعدنا حضوركم‬ ‫عبد العزيز الزني ‪ /‬رئيس مجلس إدارة نادي القصة‬

‫حفل تأبني الدكتور ‪ /‬منصور بن عــامر‬ ‫َ‬ ‫‪..‬حفـــل تأبني الدكت���ور ‪ /‬منصور بن عامر ‪..‬وفـــا ًء‬ ‫يقـــي���م جممع كليات الطب البش���رى جبامعة بنغازى‬ ‫للراحل فى ذكراه األربعينية ‪...‬‬ ‫وذلك على متام العاشرة من صباح الثـــالثاء الــموافق ‪ 2012 / 9 / 18 ..‬م بقاعة اجملمع ‪.‬‬ ‫الدعوة عامة‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.