العدد 72

Page 1

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪WWW.miadeen.com )2012‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫رسالة ملن ال يقرأون ‪...‬‬ ‫معاىل أصحاب املناصب !‬ ‫بنغازي ‪ 17 :‬فرباير ‪ 2011‬م ـــ ‪21‬سبتمرب ‪ 2012‬م‬

‫مجعة إنقــــــــــــاذ الثورة‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫رسالة ملن ال يقرأون ‪...‬‬ ‫معاىل أصحاب املناصب !‬ ‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬ ‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان‬ ‫السلفيوم خلف عمارة شركة ليبيا‬ ‫للتأمين ‪ -‬فندق مرحبا سابقا ‪ -‬الدور‬ ‫األول‬ ‫ميادين صحيفة ليبية متنوعة‬ ‫تصدر من بنغازي‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫هليل البيجو‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫حسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزواية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫مفتاح مليود ‪ /‬البيضاء‬ ‫مدير إداري‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫املراجعة اللغوية‬

‫صالح السيد أبوزيد‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫•ما يدعو للغبطة أن ليبيا مل تقف يوما دون مقاومة الطغيان منذ أكتوبر ‪1911‬م‬ ‫وحتى مجعة انقاذ بنغازي ‪.‬‬ ‫•وما يدعو لآلس���ي أن ليبيا بعد ثورة فرباير وس���قوط نظام الطاغية بأكثر من عام‬ ‫تعاني من االنقس���امات والتش���رذم ‪ ،‬وأن األمر يتفاقم جراء من ميلكون الس�ل�اح حتت‬ ‫أي���ة حج���ة أو صورة كانت ‪ ،‬وأن من يس���مون بـ " االزالم " يتحكم���ون يف الرقاب حقا أو‬ ‫تزويرا ‪ ،‬وأن القذايف حتى اللحظة يستنزف أرواح ومال البالد حيا وميتا وبأقنعة عدة ‪.‬‬ ‫•عقب نش���ر الرس���وم الدامناركية املس���يئة للرس���ول الكريم يف ‪ 17‬فرباير ‪ 2006‬م‬ ‫خرج���ت تظاه���رات يف مدينة بنغازي ‪ ،‬س���قط يف ه���ذه التظاهرات ما جتاوز العش���رين‬ ‫قتيال حسب اإلعالن الرمسي للنظام الفاشي الذي واجه املتظاهرين باألسلحة النارية‪.‬‬ ‫وعقب ذلك مباش���رة وصل املدينة أغلب ش���خصيات ذلك النظ���ام املعروفني مبناصبهم‬ ‫وغري املعروفني وبرفقتهم شخصيات اجتماعية وثقافية معروفة ‪ ،‬وكان عليهم زيارة‬ ‫املدينة وأهالي من قتل ‪ ،‬كان سيد قذاف الدم يرأس اجلماعة اليت قامت بهذه الزيارات‬ ‫اليت تقدم العزاء ‪ .‬ال يهم االهداف املعروفة للجميع ‪ ،‬ولكن املهم أنه عقب االحداث اليت‬ ‫م���رت بها الب�ل�اد خالل العام املنصرم من ثورة فرباير‪ ،‬قبع املس���ؤولون اجلدد يف بيوتهم‬ ‫بطرابل���س أو قص���ور الضياف���ة يتلقون أخبار بالده���م من خالل حمط���ات التلفزيون ‪:‬‬ ‫اجلزيرة والعربية ‪ ،‬وكفي اهلل املؤمنني شر القتال‪.‬‬ ‫•البالد بعد ذلك حتولت إىل جنازة وسكنت اجلبانة وتنام على سرير ديناميت ‪.‬‬ ‫•يف كل الب�ل�اد يتس���اقط القتل���ى ولكن ما حيدث يف بنغ���ازي تكمن خطورته ‪ :‬أن يف‬ ‫بنغ���ازي قام���ت دولة م���ن فرباير ‪2011‬م حتى أغس���طس م���ن نفس الع���ام ‪ ،‬دولة بكل‬ ‫مقوم���ات الدول���ة ‪ ،‬يف مقابلها كان مث���ة دولة يف طرابلس ميت���د نفوذها غرب وجنوب‬ ‫غرب البالد ‪ ،‬كان هذا ميثل خطرا حقيقيا على البالد ‪ ،‬أكثر من أدركه سكان مدينة‬ ‫الزاوية لألس���باب املعروفة من حترير للمدينة ثم اس���تيالء الطاغي���ة عليها مرة ثانية‬ ‫‪ ،‬حت���ى ه���ذه اللحظة تلكم احلالة تهيمن على البالد فليس���ت بنغازي متمردة فحس���ب‬ ‫ولكنها أيضا رهينة ‪.‬‬ ‫•اجملل���س احملل���ى ملدينة بنغازي كان انتخابه مؤش���را على ارادة الثورة ‪ ،‬هذا اجمللس‬ ‫عق���ب انتخاب���ه مت اقصاءه فص���ار امسا من غري مس���مى كذل���ك كل اجملالس احمللية‬ ‫اليت انتخبت يف مصراته وغريها ‪ ،‬هذا اجمللس احمللى نرى حاله الساعة قد تلبس املؤمتر‬ ‫الوطن���ى العام ‪ ،‬أم���ا احلكومة املؤقتة الس���ابقة والقادمة ‪،‬يف حالنا ه���ذا ‪ ،‬جمرد موظف‬ ‫رفيع يف بنك ليبيا مهمته التوقيع على الصكوك ‪.‬‬ ‫•الرصاص هو السلطة والثروة يف البالد وهو املواطن واملواطنة ‪ ،‬هو احلكم واخلصم‬ ‫‪ ،‬هو الدستور حتى الساعة ‪.‬‬ ‫والسالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫‪03‬‬

‫ميادين ‪ “ :‬وطن قيمته كلها يف بنك ليس بوطن “‬

‫ليبيا تشرتط تسليم أنصار القذايف ّ‬ ‫لضخ استثمارات جديدة يف مصر‬ ‫• وكاالت انباء‬ ‫رغ���م التوقع���ات بزي���ادة حجم االس���تثمارات‬ ‫الليبي���ة يف مصر إىل ‪ 30‬ملي���ار دوالر خالل‬ ‫‪ 10‬سنوات‪ ،‬إال أن ليبيا توقف ضخ استثمارات‬ ‫حالي���اً ألس���باب سياس���ية‪.‬قال رئيس جملس‬ ‫األعمال املصري اللي�ب�ي ناصر بيان يف مكاملة‬ ‫هاتفية مع وكالة األناض���ول لألنباء‪ ،‬اليوم‪،‬‬ ‫إن ليبي���ا متوقفة عن ضخ أية اس���تثمارات يف‬ ‫الس���وق املصري���ة‪ ،‬الش�ت�راطها تس���ليم بعض‬ ‫الش���خصيات املنتمية إىل نظام املقبور اللييب‬ ‫السابق‪ ،‬واملوجودين يف مصر حالياً‪.‬‬ ‫وكان اجملل���س الوطين االنتقال���ي اللييب قد‬ ‫طل���ب م���ن احلكوم���ة املصري���ة يف اخلام���س‬ ‫م���ن س���بتمرب‪/‬أيلول اجل���اري جتمي���د أموال‬ ‫وأرصدة ‪ 329‬ش���خصية وشركة ومؤسسة‬ ‫تعم���ل عل���ى األراض���ي املصري���ة‪ ،‬وترتب���ط‬ ‫بعالق���ات قوية مع مس���ؤول النظام االس���ابق‬ ‫معمر القذايف‪ ،‬الذي أطاحت به ثورة ش���عبية‬ ‫ّ‬ ‫يف ‪ 17‬فرباير ‪.2011‬‬ ‫وأض���اف ناص���ر بي���ان أن اجملل���س املص���ري‬ ‫اللييب يسعى إىل زيادة االس���تثمارات الليبية‬ ‫يف مصر إىل ‪ 30‬مليار دوالر خالل الس���نوات‬ ‫العش���ر املقبل���ة‪ ،‬أس���وة حبج���م االس���تثمارت‬ ‫الليبية يف تونس‪.‬‬ ‫وأوض���ح أن حج���م االس���تثمارات الليبي���ة يف‬

‫مصر ‪ 3‬مليارات دوالر‪ ،‬معظمها اس���تثمارات والب�ت�رول والزراعة‪ ،‬وأن نس���بة اس���تثمارات ولف���ت إىل أن حج���م التب���ادل التج���اري بني‬ ‫مصر وليبيا ال يرتقي إىل مس���توى العالقات‬ ‫حكومي���ة ترتك���ز يف قطاع���ات البن���وك الشركات اخلاصة واألفراد ضئيلة جدًا”‪.‬‬ ‫السياس���ية والتارخيية‪ ،‬حيث إن���ه ال يتجاوز‬ ‫‪ 450‬ملي���ون دوالر‪ ،‬منها ‪ 227‬مليون دوالر‬ ‫صادرات مصرية‪ ،‬و‪ 223‬مليون دوالر واردات‬ ‫ليبية‪.‬‬ ‫انفتاحا اقتصاديًا‪،‬‬ ‫وأش���ار إىل أن ليبيا تش���هد‬ ‫ً‬ ‫وتس���تعد لطفرة تش���ريعية من أج���ل تفعيل‬ ‫القط���اع اخل���اص‪ ،‬وتوس���يع حج���م التب���ادل‬ ‫التجاري مع العامل‪.‬‬ ‫وتوقع ناصر بيان زيادة االس���تثمارات الليبية‬ ‫يف مص���ر بع���د التش���كيل الكام���ل للحكوم���ة‬ ‫الليبية‪ ،‬وأن جملس األعمال سيدعو اجلانب‬ ‫اللييب إىل مؤمتر ضخم لبحث االس���تثمار يف‬ ‫مصر‪.‬‬ ‫وحول حقوق املصريني العاملني يف ليبيا‪ ،‬قال‬ ‫بيان إن “احلكوم���ة الليبية أكدت أن حقوق‬ ‫املصريني حمفوظة‪ ،‬وس���يتم اس�ت�ردادها بعد‬ ‫استقرار األوضاع”‪.‬‬ ‫وأض���اف رئي���س اجملل���س‪ ،‬أن الش���ركات‬ ‫تنس���ق إلعادة اإلعم���ار يف ليبيا‪ ،‬وأن‬ ‫املصرية ّ‬ ‫ع���دد املصري�ي�ن العامل�ي�ن هناك وص���ل قبل‬ ‫الثورة الليبية إىل مليوني عامل‪ ،‬ومن املتوقع‬ ‫حسن زقالم وزير املالية‬ ‫أن يزيد ع���دد العمالة املصرية يف ليبيا إىل ‪5‬‬ ‫ماليني عامل خالل األعوام القليلة املقبلة‪.‬‬

‫سري‬

‫أح���د الس���فراء الليبيني يف دولة اس�ل�امية كربي واملس���ؤول عن مل���ف اجلرحي يقال‬ ‫أن���ه س���رق قرابة عش���رين مليون ي���ورو حيت اآلن ‪ ، ..‬س���يفتح بها مستش���في خاصاً يف‬ ‫طرابل���س قريبا لع�ل�اج املرضي الليبيني وهو اجتهاد من���ه أن ينقل فلوس الليبيني من‬ ‫عالج اجلرحي الي عالج للمرضي ‪...‬‬

‫الزيات يف تصريح لقناة فرنس ‪: 24‬‬ ‫شعب بنغازي قدم أفضل هديه لرئيس الوزراء اللييب املنتخب‬ ‫يف قضي���ة مج���ع الس�ل�اح و ف���رض س���يادة الدول���ه وعليه أن‬ ‫يستثمرها ‪ ،‬وتؤسفين تصرحيات املقريف واملنقوش ‪.‬‬

‫الدكتور فتحى البعجه‪:‬‬

‫من كان يدعم فى هذه املليشيات هو مصطفي عبداجلليل‬ ‫ من كان يدعم فى هذه املليش���يات هو مصطفي عبداجلليل وقام‬‫بدعمه���ا لك���ى تق���وم حبماية تيار دي�ن�ي فى املس���تقبل وتعاطف مع‬ ‫كتائب ‪ 17‬فرباير والسحاتى ودرع ليبيا ‪.‬‬ ‫ واض���اف البعجه ‪ :‬هذه الكتائب لديها أجندات وتهدف حلماية تيار‬‫دينى وكلمتا املقريف واملنقوش كانتا ضعيفني وحاوال أن ميسكا‬ ‫العصا من النصف ‪...‬‬ ‫وقالت احملامية نيفني الباح على نفس الربنامج ‪:‬‬ ‫بع���ض هذه الكتائب تتلق���ي الدعم من اخل���ارج ‪ ...‬وأضافت أن هذه‬ ‫الكتائ���ب تق���وم باخلطف والتعذي���ب ‪ ...‬وجيب ان ينضم���وا كأفراد‬ ‫للجيش الوطين ‪...‬‬ ‫وقالت نيفني ‪ :‬توجد مليش���يات تريد أن تكوّن جناحا عسكريا لتيار‬ ‫مع�ي�ن يريد الس���يطره عل���ى الس���لطه وهو من حي���ارب فى اجليش‬ ‫والشرطه ‪ ...‬وتوجد كتائب متطرفه حتارب فى املرأة‪.‬‬

‫علي العيساوي ‪ :‬ما جيرى فى بنغازى‬ ‫بالذات من انفالت أمنى س ُيجِهض آماَلنا‬

‫تصري���ح لألس���تاذ‬ ‫ف���ى‬ ‫ٍ‬ ‫‪/‬عل���ى العيس���اوي ح���ول‬ ‫األح���داث األخ�ي�رة ال�ت�ي‬ ‫ج���رت يف بنغ���ازي ق���ال ‪:‬‬ ‫منذ فرتة نتاب���ع االحداث‬ ‫الت���ى جت���رى ببلدن���ا‬ ‫احلبي���ب والت���ى ال تس���ر‬ ‫فى واقع احلال فما جرى‬ ‫ف���ى بنغ���ازى م���ن اعتداء‬ ‫عل���ى الس���فري االمريك���ى‬ ‫ورفاقه الدبلوماسيني فى‬ ‫اعتق���ادى س���وف تكون له‬ ‫تداعي���ات س���لبية خطرية‬ ‫اذا مل تت���م معاجل���ة االمر‬ ‫من الدولة بطريقة متنع‬ ‫التدخ���ل األجنب���ى ف���ى‬ ‫البل���د (و هو م���ا مل حيدث‬ ‫حتى اآلن) سياس���يا كما‬ ‫ذك���رت م���ن قب���ل اننا مل‬ ‫نكس���ب أعداء األمس بل بدأنا خنس���ر أصدق���اء اليوم ‪ ،‬فالبداي���ة كانت بالتهجم‬ ‫عل���ى دول���ة مثل قطر ث���م االعتداء على قنصلي���ة تونس والبواب���ة احلدودية مع‬ ‫تون���س و حماول���ة االعت���داء على القنص���ل االجنليزى و ممثل األم���م املتحدة‪ ،‬و‬ ‫هل���م جرا وال ادرى ملاذا البداية باس���تهداف دول هل���ا دور كبري فى الثورة الليبية‬ ‫سؤال يستحق التمعن فيه؟‪،‬ما جرى وجيرى فى بنغازى بالذات من انفالت أمنى‬ ‫سيجهض آمالنا فى مدينة مجيلة متطورة و سيعجل بفرار رأس املال و املشاريع‬ ‫واالستثمارات من املدينة لتقع فى براثن التخلف و الفراغ وهلل املستعان‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫اراء يف الدستور الذي نريد ‪...‬‬ ‫•ماذا تعرف عن الدستور ؟‬ ‫•م��ا هو أهم ش��يء تعتقد إنه جي��ب أن ُي َ‬ ‫ضمــن‬ ‫الدستور ؟‬ ‫•يف رأي��ك م��ا هي أهم احلقوق و احلريات اليت‬ ‫جيب أن يضمنها يف الدستور ؟‬ ‫عدالة و إنصافاً‬ ‫ً‬ ‫لسان حالنا يف الدستور ‪ :‬نريد‬ ‫و ضمان���اً لكل احلق���وق و احلري���ات مبا فيها‬ ‫احلق يف حرية التعبري و حرية و أس���تقاللية‬ ‫اإلع�ل�ام كالصحف مثال و القنوات اخلاصة‬ ‫‪ ،‬و أيض���ا م���ن أه���م احلري���ات ال�ت�ي جي���ب أن‬ ‫يتضمنها الدس���تور حرية التظاهر السلمي و‬ ‫حرية التجمعات و حرية اإلعتقاد الديين ‪.‬‬ ‫علي الدس���تور أن يضم���ن كل هذه احلقوق‬ ‫مب���ا فيه���ا حق���وق األقلي���ات و ضم���ان ح���ق‬ ‫الش���عوب مع إحرتام خصوصيتها كش���عوب‬ ‫مت���ارس كل عاداته���ا و تقاليده���ا و كل‬ ‫الطقوس و املعتقدات اليت تؤمن بها كشعوب‬ ‫‪ ،‬و أن يضم���ن الدس���تور حقه���م يف التعام���ل‬ ‫بلغته���م ( تيفين���اغ ) يف اإلدارات و املؤسس���ات‬ ‫العام���ة كلغة وطنية إن مل تدس�ت�ر كلغة‬ ‫رمسي���ة و أال يتوق���ف إس���تعماهلا يف الكتاب���ة‬ ‫علي بوسرتات املؤمتر الوطين العام و اجمللس‬ ‫املنتهية واليته و احلديث بها يف البيوت كما‬ ‫كان يف السابق ‪...‬‬ ‫و يف ه���ذا املوض���وع األكث���ر أهمي���ة يف ه���ذه‬ ‫لكل‬ ‫املرحل���ة أس���تطلعنا آراء البع���ض و كان ٍ‬ ‫منهم رأيه و وجهة نظره ‪:‬‬ ‫•من مدينة سبها رمضان كرنفودة ‪ :‬إعالمي‬ ‫إنطالقا من مبدأ حقوق اإلنس���ان األساس���ية‬

‫بأن���ه يولد مجيع الن���اس أحراراً و متس���اوين‬ ‫يف الكرام���ة و احلق���وق وهم قد وهب���وا العقل‬ ‫و الوج���دان و عليهم أن يعاملوا بعضهم بروح‬ ‫اإلخ���اء و التفاه���م و علي���ه ال ميك���ن أن تقوم‬ ‫للعدالة قائمة ما مل ترتس���خ حقوق اإلنس���ان‬ ‫و س���يادة القانون و لن يعم السالم دون صون‬ ‫العدالة و الكرامة و تعزيزهما ‪.‬‬ ‫و علي���ه جي���ب عل���ى املواط���ن املش���اركة فى‬ ‫صياغة الدس���تور ألن هذا الدس���تور س���يضع‬

‫ميادين ‪ -‬خدجية األنصاري ‪ -‬أوباري‬ ‫أس���س مس���تقبل الدول���ة و هو أكث���ر أهمية‬ ‫م���ن اإلنتخاب���ات ألن اإلنتخاب���ات تعطي���ك‬ ‫حكومة لزمن قصري أما الدستور فإنه يؤسس‬ ‫ملس���تقبل بعيد عليه جيب املشاركة الواسعة‬ ‫م���ن املواطن و ه���ي فرصة ذهبية ملش���اركة‬ ‫املواطن يف صياغ���ة و ثيقة إجتماعية ترتقى‬ ‫إل���ي طموح���ه بعد ما ق���دم من أج���ل املطالبة‬ ‫باحلقوق اإلنسانية ‪..‬‬ ‫أن وجود دستور يعد شيئاً مهماً لنا يسمو علي‬ ‫كل القواع���د و القوانني اآلخري و الدس���تور‬ ‫يتعلق بتنظيم الدولة بإعتبارها هي مؤسسة‬ ‫املؤسس���ات أو إنها املؤسسة األم لكل املؤسسات‬ ‫داخ���ل الدول���ة من حي���ث كيفي���ة تكوينها و‬ ‫إختصاصاته���ا و كيفي���ة مباش���رتها هل���ذه‬

‫يت���م إنتخ���اب اجلمعية التأسيس���ة م���ن قبل‬ ‫الشعب يكون لديها مرجع و شرعية مصدرها‬ ‫الش���عب ‪.‬يتطلب األم���ر أن تكون املش���اركة‬ ‫كامل���ة وذل���ك من خ�ل�ال احل���وار ليس مع‬ ‫النخب فقط أو املثقفني أو مؤسسات اجملتمع‬ ‫املدن���ي ب���ل م���ع كل ش���رائح اجملتم���ع ألن‬ ‫الوثيقة الدس���تورية جيب أن تكون نابعة من‬ ‫األم���ة الليبي���ة و جمس���دة ملصلحته���ا و على‬ ‫املواط���ن أن يك���ون م���دركاً إدراكاً تاماً لكل‬ ‫حقوق���ه الدس���تورية و كيفي���ة الدف���اع عنها‬ ‫ضد أي���ة حماوالت خلرقه���ا و كما جيب أن‬ ‫يكون ملما بواجباته و كيفية اإلطالع عليها‬ ‫ليك���ون عل���ى معرف���ة بآلي���ات تس���يري احلياة‬ ‫السياس���ية يف الب�ل�اد حتى ميكنه املش���اركة‬ ‫فيها بكل اقتدار ‪..‬‬ ‫الدس���تور يتضمن بصورة عامة املس���اواة بني‬ ‫املواطنني و تقس���يم الس���لطات بني أكثر من‬ ‫جه���ة و بذل���ك ال ميك���ن ألي���ة واح���دة متلك‬ ‫القوة و احلكم بش���كل إس���تبدادى ألخذ حقك‬ ‫أو ملكيت���ك أو احلد من حريت���ك و هذا يعنى‬ ‫أن الدس���تور جيع���ل اجلميع متس���اويني أمام‬ ‫القانون و ليس أحد أو جمموعة فوق القانون‬ ‫‪..‬‬ ‫م���ن ذلك جند أن حقوق اإلنس���ان متثل طيفا‬ ‫واس���عا من احلقوق ميك���ن إمجاهلا يف حقوق‬ ‫أساسية هي احلقوق السياسية و اإلجتماعية‬ ‫و اإلقتصادية ‪...‬‬ ‫احلق���وق األساس���ية ( تش���مل حري���ة التعبري‬ ‫–حري���ة ممارس���ة العبادة –احلص���ول على‬

‫اإلختصاصات واحلدود و الضوابط ‪..‬كذلك حماكمة عادلة )‬ ‫فإن الدس���تور البد أن يعنى حبقوق اإلنس���ان احلق���وق السياس���ية ( فتش���مل ح���ق تش���كيل‬ ‫أو املواطن�ي�ن يف مواجه���ة الدولة و الس���لطات االحزاب السياسية حق املشاركة فيها )‬ ‫العامة و كيفية محاي���ة هذه احلقوق و هذا احلق���وق االجتماعي���ة ( ح���ق الثقاف���ة ح���ق‬ ‫ه���و املعن���ى العام املوج���ز للدس���تور من وجهة املشاركة يف التجمعات حق اإلضراب )‬ ‫احلق���وق االقتصادية ( ح���ق التملك اخلاص‬ ‫نظري ضمان حقوق اإلنسان أوال و أخريا‪.‬‬ ‫من كل ما س���لف يتبني أن الدس���تور البد أن احل���ق يف إنش���اء مش���اريع إقتصادي���ة احل���ق‬ ‫يكون نابع���ا من روح األمة مع�ب�را عن إرادتها يف ب���دء العم���ل أو إنهائه (‪،‬من هن���ا نتفهم أن‬ ‫احلرة و حائزاً عل���ى قبوهلا حمققا ملصاحلها الدس���تور ه���و األب الش���رعي للقوان�ي�ن و هو‬ ‫لتحقيق مشروعية الدس���تور ‪..‬و عليه عندما بذل���ك حي���دد العالق���ة أو نوعها ال�ت�ي تربط‬

‫احلاكم ( احلكومة ) بالشعب ( احملكوم ) ألنه‬ ‫يضع احلقوق و اإللتزامات ‪ .....‬فهو جمموعة‬ ‫م���ن القواع���د املنظم���ة اليت جاءت نت���اج جهد‬ ‫مجاع���ي توافقت فيه الرؤى فتبلورت حس���ب‬ ‫حاجة اجملتمع إليها ‪....‬‬ ‫من كل ما سبق يتضح لنا مدى خطورة‬ ‫وضع دس���تور دائم ألن عملية تنظيم العالقة‬ ‫بني احلكومة و الش���عب عن طريق الدس���تور‬ ‫أو الورق���ة الدس���تورية و م���دى حساس���يتها‬ ‫ه���ي أحد أهم اخلطوات للحد من اإلش���كاالت‬ ‫ال�ت�ي ذكرتها و رغم الصعوب���ات اجلمة اليت‬ ‫ترافق هذه العملية و إزدياد إحتماالت تفجر‬ ‫العنف مبختلف أشكاله إال أن مسألة اخلروج‬ ‫بدس���تور دائم ينظم احلياة و يضمن احلقوق‬ ‫لكل مواطن هو املطلب األساسي ‪....‬‬ ‫و أن مرحلة كتابة الدستور هي خطوة أولي‬ ‫يف طريق بناء الدولة أي دولة تتبعها خطوات‬ ‫آخ���ري تكفل ل���ه احلماية املناس���بة و الس���هر‬ ‫على تطبيقه بالشكل الذي يضمن له البقاء و‬ ‫الدميومة فالبد أن يدرك املواطن أن الدستور‬ ‫البد أن يتضمن بنداً حيرم علي كل رجل يف‬ ‫الدول���ة املس بالدس���تور كما تش���تهى ميوله‬ ‫أو تطلعات���ه خ���ارج إرادة الش���عب ألن املواطن‬ ‫الذي ذاق املآسي و الويالت على أيادي النظام‬ ‫الس���ابق هو املعنى به���ذا الدس���تور أي املواطن‬ ‫ألنه سوف ينظم حياته و يرسم مستقبله ‪...‬‬ ‫•من القطرون واسلي شها التباوي ‪:‬‬ ‫بالدس���تور جي���ب أن تك���ون حق���وق األقليات‬ ‫واجب���اً و ليس خي���اراً أو إتفاق���اً ‪ ،‬تتضمن هذه‬ ‫احلق���وق املواطن���ة و ثانيا حيق هلم ممارس���ة‬ ‫عاداته���م و تقاليدهم بكل حرية داخل الوطن‬ ‫و اإلع�ت�راف به���ا كحق مش���روع و حيق لكل‬ ‫من هلم لغة أو هلجة التحدث بها دون حتديد‬ ‫أمكن���ة و التح���دث بينهم و ه���ذا ليس مطلب‬ ‫ب���ل حق مش���روع و كذلك هل���م احلق فى أن‬ ‫يتضمن الدس���تور حرية التنقل حبرية داخل‬ ‫الوط���ن يف إط���ار القان���ون الذي يطب���ق علي‬ ‫الليبيني ‪..‬‬ ‫و ه���ذه آراء البع���ض كم���ا جاءتن���ا من خالل‬ ‫الفيس بوك ‪:‬‬ ‫•حمم��د أزاوي ‪ :‬على الدس��تور أن حيق��ق العدالة‬ ‫اإلجتماعية ‪...‬‬ ‫•أزاوي أمحد‪ :‬حق اهلوية واإلنس���انية بغض‬ ‫النظ���ر ع���ن جنس���ية اإلنس���ان املوج���ود يف‬ ‫ليبي���ا ‪ ,‬أم���ا احلري���ات أه���م حرية ه���ي حرية‬ ‫التعب�ي�ر… احلقوق ال�ت�ي جي���ب أن يضمنها‬ ‫الدس���تور حق���وق األقليات يف ليبي���ا الثقافية‬ ‫واالجتماعية واألخالقية ‪..‬‬ ‫•جرواخن��آ ابنق��رم ‪ :‬أعرف عنه إن��ه دااااائما‬ ‫يرفض أن يتضمن حقوقنا املشروعة ‪.‬‬ ‫•كاوس��ن ‪ :‬دس���تور يك���ون مب�ن�ي عل���ي أس���س‬ ‫دميقراطية حبتة الكل متساوون يف احلقوق‬ ‫والواجب���ات ال يف���رق ب�ي�ن ه���ذا وذاك حقوقه‬ ‫تكون شاملة جلميع أطياف اجملتمع اللييب ‪..‬‬ ‫ال���كل يتفق هنا عل���ي أن تراعي يف الدس���تور‬ ‫حقوق اإلنس���ان و ضمان احل���ق يف احلياة هو‬ ‫م���ن اهم احلقوق اليت جيب لإلنس���ان التمتع‬ ‫به���ا و هذا بالتأكي���د ال حيت���اج لتكليف و ال‬ ‫تفكري ألنه و ببساطة حق مينح مبنح احلياة‬ ‫من اخلالق و ال يستحق اإلستفتاء !!!‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫‪05‬‬

‫مقرتح توصيات ‪ :‬مؤسسات اجملتمع املدني‬ ‫الناشطون ‪ ..‬احلقوقيون‪ ..‬واإلعالميون الليبيون يف ملتقاهم األول بطرابلس‬ ‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬ ‫(ولتك���ن منكم أمة يدع���ون إىل اخلري ويأمرون‬ ‫باملع���روف وينه���ون ع���ن املنك���ر وأولئ���ك ه���م‬ ‫املفلحون )‬ ‫صدق اهلل العظيم‬ ‫أو ً‬ ‫ال ‪ :‬نتق���دم خبال���ص الع���زاء ألس���رة س���عادة‬ ‫الس���فري األمريك���ي الراح���ل كريس س���تيفنز‬ ‫ً‬ ‫حكومة‬ ‫ومرافقيه وللواليات املتحدة االمريكية‬ ‫وشعبا ‪ ..‬مستنكرين وبش���دة االعتداء على مقر‬ ‫الس���فارة االمريكي���ة يف مدين���ة بنغ���ازي ي���وم‬ ‫الثالث���اء املواف���ق ‪/11‬س���بتمرب ‪ 2012‬وال���ذي‬ ‫جن���م عن���ه وف���اة الس���فري وثالث���ة م���ن البعثة‬ ‫الدبلوماسية املرافقني له‪.‬‬ ‫ونعت�ب�ر ه���ذه التصرف���ات اهلمجي���ة العدوانية‬ ‫ال مت���ت لديننا االس�ل�امي بأي صل���ه هذا الدين‬ ‫الذي ينهي ع���ن قتل املدنيني العزل الذين ليس‬ ‫هلم أي ذن���ب مما أرتكبه بع���ض احلاقدين على‬ ‫الدين االسالمي احلنيف ‪ ..‬فعن النيب صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم قال (من قتل معاهداً مل يرح رائحة‬ ‫اجلن���ة وأن رحيه���ا توج���د م���ن مس�ي�رة أربعني‬ ‫عاماً) رواه وأخرجه أمحد والنسائي ‪..‬‬ ‫و م���ن هنـــ���ا نطالب مؤسس���ات اجملتم���ع املدني‬ ‫االمريكي���ة بالوق���وف صف���اً واح���داً م���ن أج���ل‬ ‫حتقيق العدالة والس���عي إلص���دار قانون دولي‬ ‫مينع االس���تهزاء بكافة االديان الس���ماوية ‪..‬فلن‬ ‫نسمح باالستهزاء برس���ولنا الكريم ‪ ..‬ولن نقبل‬ ‫مبصافحة أيادي من يقوم بذلك‪.‬‬ ‫ون���رى يف وجود االعتصامات الس���لمية البعيدة‬ ‫ع���ن العدواني���ة والغوغائي���ة م���ن الضروريات‬ ‫ال�ت�ي تعزز احلريات بني الش���عوب وترفع صوت‬ ‫احلق لكي ي���دوي عاليا مطالبني بإحقاق احلق‬ ‫وإبطال الباطل ‪.‬‬ ‫كم���ا نطم���ح م���ن حكومتن���ا الليبي���ة املنتخبة‬ ‫القي���ام بلق���اءات دورية مع مؤسس���ات اجملتمع‬ ‫املدن���ي احمللية لتفعيل دوره���ا ودعمها وتوطيد‬ ‫العالق���ة بينه���م و توظي���ف جهوده���ا لتحقي���ق‬ ‫استقرار الوطن ومحاية املواطن ‪.‬‬ ‫ففي االش���هر القليل���ة املاضية ش���هدنا تصاعدأً‬ ‫ألعم���ال العن���ف والتش���دد والتطرف م���ن قبل‬ ‫بعض املليشيات املس���لحة اخلارجة عن القانون‬ ‫فالربغ���م من الن���داءات املتك���ررة ال�ت�ي اطلقتها‬ ‫مؤسس���ات اجملتمع املدن���ي بس���رعة تفعيل دور‬ ‫اجلي���ش واألمن ل���ردع هؤالء وفرض س���يطرة‬ ‫الدولة على املناطق اخلارجة عن الشريعة بكل‬ ‫االدوات املتوف���رة هل���ا وذل���ك باخت���اذ االجراءات‬

‫والتدابري الالزمة فلم نلحظ أي حتس���ن وازداد‬ ‫االمر س���و ًءا فتطاولت أيادي هؤالء حتى وصلت‬ ‫إىل رعايا دولة صديقة لليبيا ‪ ..‬فرأت مؤسسات‬ ‫اجملتم���ع املدن���ي أن م���ن أولوي���ات امللف���ات‬ ‫املطروحة ‪..‬‬ ‫‪ 1‬امن واستقرار ليبيا وحتقيق العدالة ‪.‬‬‫‪ 2‬الشفافية والقضاء اللييب النزيه ‪.‬‬‫‪ 3‬تفعيل دور مؤسسات اجملتمع املدني ‪.‬‬‫• فلذلك نطلب حنن مؤسسات اجملتمع املدني‬ ‫قي ليبيا والناشطون واحلقوقيون واإلعالميون‬ ‫م���ن املؤمتر الوط�ن�ي الع���ام واحلكوم���ة الليبية‬ ‫األتي‪:‬‬ ‫• عل���ى احلكوم���ة ان تضمن للمواط���ن اللييب‬ ‫حقوق���ه االنس���انية واملدني���ة وان تق���وم باختاذ‬ ‫االج���راءات الس���ريعة واحلامس���ة حملاكم���ة‬ ‫رم���وز وأع���وان النظ���ام الس���ابق املتورط�ي�ن يف‬ ‫دم���اء الليبيني وإصدار احكام قضائية يف حقهم‬ ‫وأح���كام قضائي���ة غيابي���ة يف من هم ليس���وا يف‬ ‫قبضة العدالة وإصدار مذكرات توقيف دولية‬ ‫‪..‬‬ ‫• كم���ا نطال���ب احلكوم���ة مبعرف���ة اماك���ن‬ ‫املعتقالت والس���جون الس���رية اليت ليست حتت‬ ‫س���يطرة الش���رطة القضائية وفرض السيطرة‬ ‫بكاف���ة أنواع القوة املتوف���رة لديها ‪ ..‬وحماكمة‬ ‫كل املوقوف�ي�ن الذي���ن يثبت تورطه���م يف دماء‬ ‫ابناء الوطن ‪.‬‬ ‫• تكثي���ف اجلهود للتنس���يق دولياً لتوفري كل‬

‫مشروع العزل السياسي‬

‫عبد الرمحن الديباني‬

‫االمكاني���ات واألدوات لنتمك���ن م���ن بن���اء دولتنا‬ ‫الدميقراطي���ة البعي���دة كل البعد عن التش���دد‬ ‫والعن���ف والتط���رف ‪ ..‬ال�ت�ي تبن���ى على اس���اس‬ ‫الدين االسالمي احلنيف ‪.‬‬ ‫• تفعي���ل دور اجلي���ش اللييب واألم���ن والعمل‬ ‫على نزع الس�ل�اح بالط���رق العلمية الصحيحة‬ ‫واالستفادة من جتارب الشعوب اليت متكننا من‬ ‫التغيري الس���لمي وفرض ق���وة القانون بإخضاع‬ ‫كل اخلارجني عن الش���رعية لش���رعية الدولة‬ ‫بكل األساليب والطرق املتاحة للحكومة ‪.‬‬ ‫• تنظيم آلية وشروط حلمل السالح اخلفيف‬ ‫للمواطن�ي�ن عن طريق خط���ة عملية ختول بها‬ ‫جهة واحدة تابعة للحكومة ‪.‬‬ ‫• تفعي���ل دور القض���اء وتش���كيل جملس اعلى‬ ‫للقض���اء ينتخ���ب م���ن املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام‬ ‫ويكون س���لطة مس���تقلة ع���ن احلكومة ويعطى‬ ‫كاف���ة الصالحي���ة القانوني���ة مبحاس���بة كل‬ ‫اخلارجني عن القانون مهما كانت مناصبهم‪.‬‬ ‫• تنظي���م اخلط���اب االعالم���ي واملؤسس���ات‬ ‫االعالمية وتبعيتها وتوضيح طرق حماس���بتها‬ ‫يف حال���ة خروجها ع���ن املهنية ونش���رها ألخبار‬ ‫كاذب���ة تبث الفتنة والذع���ر والرعب يف نفوس‬ ‫املواطنني ‪.‬‬ ‫• نطال���ب املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام بض���رورة‬ ‫وج���ود بع���ض مؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي‬ ‫احمللي���ه داخ���ل املؤمت���ر للش���فافية و تفعي���ل‬ ‫العملية الدميقراطية وإش���راكها يف القرارات‬

‫ميادين خاص‬ ‫يف اتص���ال هاتف���ي م���ع ميادي���ن أك���د‬ ‫الدكتور عبد الرمحن الديباني رئيس‬ ‫كتل���ة ح���زب العدال���ة والبن���اء داخ���ل‬ ‫املؤمتر الوطين أن كتلة العدالة والبناء‬ ‫س���وف تدعم وتتبين أي مشروع لقانون‬ ‫الع���زل السياس���ي تتق���دم به مؤسس���ات‬ ‫اجملتم���ع املدن���ي وي���رى الديبان���ي أن‬ ‫إص���دار قان���ون الع���زل السياس���ي ه���و‬ ‫اخلط���وة األوىل للبناء الصحي���ح لليبيا‬ ‫اجلدي���دة ولتصحي���ح مس���ار الث���ورة‬ ‫كم���ا أك���د أن املفاوض���ات جاري���ة مع‬ ‫دول���ة الرئي���س مصطف���ى ابوش���اقور‬ ‫حول تش���كيل احلكومة يذكر أن مدير‬ ‫العالق���ات العام���ة الئت�ل�اف ‪17‬فرباير‬

‫يف طرابل���س عب���د ال���رؤوف املناع صرح‬ ‫بأن مس���ودة قانون العزل السياس���ي مت‬ ‫عرضه���ا على املؤمتر الوط�ن�ي العام يوم‬ ‫‪ 23‬من الشهر اجلاري ‪ ،‬مرجعا السبب‬ ‫يف تأخر عرضها إىل حني مجع التوقيع‬ ‫من كافة املدن الليبية على هذا املشروع‬ ‫و اختيار جلنة نهائية لتسليمه ‪.‬‬ ‫و أوض���ح املن���اع أن اجتماع���ا موس���عا‬ ‫عق���د م���ع خ�ب�راء بالقان���ون ليت���م أخذ‬ ‫مالحظاته���م النهائية مؤكدا س���عيهم‬ ‫ليكون هذا القانون قيد التطبيق‪.‬‬ ‫و لف���ت املن���اع النظ���ر إىل أنه���م واجهوا‬ ‫العديد من الصعوب���ات من كل الفئات‬ ‫‪ ،‬موضحاً أنهم جمموعة من الناشطني‬ ‫املس���تقلني من مؤسسات اجملتمع املدني‬

‫السياس���ية لبناء جس���م سياس���ي س���ليم وأسس‬ ‫قوي���ة حتق���ق دول���ة العدال���ة والدميقراطي���ة‬ ‫بالتعاون فيما بينهم ‪.‬‬ ‫• نطال���ب بضم اجملتم���ع املدني كجهة فعالة‬ ‫يف مشروع بناء دولة ليبيا اجلديدة ‪.‬‬ ‫• انش���اء مكتب يكون تبعيت���ه للمؤمتر الوطين‬ ‫الع���ام مباش���ر ًة لينس���ق ب�ي�ن املؤمت���ر الوطين و‬ ‫احلكومة ومؤسسات اجملتمع املدني ‪.‬‬ ‫• التنسيق مع مؤسسات اجملتمع املدني لربطها‬ ‫بال���وزارات ومؤسس���ات الدول���ة املختلف���ة ال�ت�ي‬ ‫تتشارك معها يف نفس جمال العمل‪.‬‬ ‫• نطال���ب احلكوم���ة الليبي���ة أن تقوم بتوجيه‬ ‫اخلارجي���ة الليبي���ة الخت���اذ موق���ف مل���ا ح���دث‬ ‫يف االي���ام القليل���ة املاضي���ة وان تق���وم بتكثيف‬ ‫جهوده���ا الدولي���ة حلص���اد املواق���ف العربي���ة‬ ‫واألوروبية الرافضة االس���تهزاء جبميع االديان‬ ‫الس���ماوية وان تدع���و ملؤمت���ر عاج���ل للجامعة‬ ‫العربي���ة وجملل���س علم���اء املس���لمني وان تتقدم‬ ‫مبش���روع قرار مينع االس���تهزاء جبميع االديان‬ ‫الس���ماوية وتوجيهه���ا للتنس���يق أيض���اً م���ع‬ ‫مؤسس���ات اجملتمع املدني املختلفة إلشراكهم‬ ‫يف املؤمت���رات وامللتقي���ات الدولي���ة املعني���ة بهم‬ ‫لتوطي���د العالق���ة ورب���ط أص���ول التع���ارف‬ ‫والتقارب بني الش���عوب وإظه���ار ليبيا يف افضل‬ ‫صورها ‪.‬‬ ‫• نطلب التنس���يق مع مؤسسات اجملتمع املدني‬ ‫واهليئات االستش���ارية لصياغة الدستور إلقامة‬ ‫جلس���ات حوارية لصياغة الدس���تور اللييب لكي‬ ‫يتم التوص���ل إىل صياغة متكاملة تكفل حقوق‬ ‫املواط���ن اللييب وترضي رغبات���ه وذلك بالتعاون‬ ‫مع بعضهم البعض ‪.‬‬ ‫• يقوم مكتب التنس���يق باختيار مواعيد قادمة‬ ‫لعقد ملتقيات ملؤسس���ات اجملتم���ع املدني ألخذ‬ ‫أرائه���م وصياغة توصياتهم حس���ب ما يس���تجد‬ ‫من ام���ور باعتبارهم جزءاً ال يتجزأ من القاعدة‬ ‫االساسية لبناء الدولة ‪.‬‬ ‫ه���ذا م���ا اقرتحت���ه مؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي‬ ‫والناشطون واإلعالميون الليبيون من توصيات‬ ‫ترفع للمؤمتر الوطين العام واحلكومة الليبية‬ ‫جن���دد تعازينا احلارة لعائالت وأصدقاء ضحايا‬ ‫العنف من ليبيني وأجانب ‪!!!...‬‬ ‫نسأل اهلل العلي القدير ان يوفق أوىل أألمر فينا‬ ‫وأن يسدد خطاهم ملا فيه صاحل ليبيا ‪...‬‬ ‫وأن حيفظ البالد والعباد‬ ‫حرر بتاريخ ‪2012/ 9 / 20 :‬‬

‫ال يتبعون ألي جهة ‪.‬‬ ‫و أض���اف املن���اع أن هدفه���م أن خي���رج‬ ‫ه���ذا القانون بصيغ���ة وطني���ة خالصة‬ ‫تقط���ع الطريق على أي إنس���ان س���اهم‬ ‫يف االس���تبداد أو حتت ما يسمى مشروع‬ ‫ليبيا الغد ‪.‬‬ ‫و توق���ع املن���اع أن حيظ���ى هذا املش���روع‬ ‫مبوافق���ة أعض���اء املؤمتر الوط�ن�ي العام‬ ‫‪،‬مش�ي�راً إىل أن اعتم���اده متوق���ف عل���ى‬ ‫موافق���ة ‪ 120‬عضواً من املؤمتر الوطين‬ ‫و ذل���ك حس���ب اإلع�ل�ان الدس���توري ‪،‬‬ ‫منوه���اً إىل أن هناك ني���ة من قبل حزب‬ ‫حتالف القوى الوطنية لعدم متريره‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫فاطمة باقي ‪ :‬أعشق يف السويد بساطة أهلها وتواضعهم ‪ ،‬عندهم حقوق‬ ‫انسان وعدالة ومساواة و يا رب ننقل التجربة السويدية اىل ليبيا‬ ‫فاطم���ة (أو س���ويلمة ) باق���ي ‪ ،‬امضت ثالث�ي�ن عاماً من عمرها يف الس���ويد ‪ ،‬عان���ت االمرين يف عز‬ ‫س�ن�ي حياته���ا ‪ :‬غرب���ة امل���كان ‪،‬واالغرتاب ع���ن االهل ‪ ،‬هرب���ا من خماب���رات القذايف بع���د مقابلتها ل‬ ‫د‪.‬عمرو النامي ُمش���رف موضوعها لنيل درجة املاجس���تري يف التاريخ االس�ل�امي ‪ ،‬عملت كمعلمة‬ ‫الثانوي‪،‬درس���ت الرياضيات‪،‬واللغة االجنليزية‪ ،‬واللغة الس���ويدية يف‬ ‫م���ن الرياض وحت���ى التعليم‬ ‫َّ‬ ‫املدارس الس���ويدية‪ ،‬وعلمت اللغة العربية ألوالد املهاجرين‪ ،‬وعملت أيضا كمرتمجة ‪ ،‬ثم عملت‬ ‫اس���تاذة محُ اضرة يف البلديات للمهاجرين القادمني للحياة يف الس���ويد ‪ ،‬حدثتين قائلة ‪ :‬سكنت يف‬ ‫عدة مدن س���ويدية قريبة من العاصمة اليت مل تكن تعجبين ‪ ،‬لكين اعش���ق يف السويد بساطة اهلها‬ ‫وتواضعهم ‪،‬واالرحيية يف املكان ‪ ،‬امللك والوزير ال يتم نفخهم وتضخيمهم حتى عند التحدث عنهم‬ ‫أو مشاهدتهم ‪،‬عندهم حقوق انسان وعدالة ومساواة ويارب ننقل التجربة السويدية اىل ليبيا ‪.‬‬ ‫• م���ن‬ ‫أنت ؟‬ ‫ِ‬ ‫وماذا‬

‫تعل���م الصنع���ة م���ن ج���دي وعندم���ا اش�ت�رك يف‬ ‫مس���ابقة نهاية الس���تينات يف روم���ا وذهب خالي‬ ‫اىل هن���اك ورب���ح مقابل كل من اش�ت�ركوا من‬ ‫االيطالي�ي�ن واالروبيني ‪ ،‬وج���اء ترتيبه األول‬ ‫جلائ���زة التفصي���ل والتصمي���م حتى‬ ‫االيطاليني كتبوا يف جرائدهم‬ ‫لييب يف���وز جبائ���زة ‪،‬كانوا‬ ‫ن���اس عصاميني ب���دءوا‬ ‫حياتهم من الصفر‬ ‫‪ ،‬وكافح���وا‬ ‫و م���ن‬

‫تذكرين عن طفولتك بطرابلس ؟‬ ‫أن���ا فاطم���ة مجع���ة باقي م���ن موالي���د طرابلس‬ ‫ش���ارع ميزران قضيت ج���زءاً كبرياً من طفوليت‬ ‫يف املدين���ة القدمي���ة وتربيت بني ش���ارع ميزران‬ ‫واملدين���ة القدمي���ة ‪ ،‬ان���ا اهل���ي ووال���دي م���ن‬ ‫النوفلي�ي�ن وش���ط اهلنش�ي�ر ووالدتي م���ن عائلة‬ ‫لكلوك أصوهلم سوق اجلمعة يسكنوا من أكثر‬ ‫من س���تني س���نة يف ش���ارع مي���زران يف طرابلس‬ ‫‪ ،‬ج���دي كان يش���تغل يف ش���ارع مي���زران وكان‬ ‫عن���ده اتيليي‪،‬وهو صغري اهل���ه توفوا ايام احلرب‬ ‫‪،‬وو ضع���وه خوال���ه يف مكت���ب الفن���ون والصنايع‬ ‫ج���دي ألم���ي ‪،‬ليتعل���م صنع���ه ‪،‬ترب���ى يف املكتب‬ ‫ومل���ا ج���اء الطليان اس���تولوا على امل���كان ووضعوا‬ ‫يدهم عليه ‪،‬وقعدوا يدربوا يف التالميذ اللي فيه‬ ‫وكله���م أيتام علموه���م االيطالي���ة ‪ ،‬واخذوهم‬ ‫فيم���ا بع���د كجيش يف احل���رب العاملي���ة األوىل‬ ‫فج���دي كان يس���موه طبيب جي���ش او ممرض‬ ‫‪ ،‬يف اجلي���ش االيطال���ي ذهب معه���م اىل إيطاليا‬ ‫ثم اجلبل األس���ود اىل احلبش���ة أخذوه كمطبب‬ ‫للجن���ود الل���ي يس���قطوا يف املي���دان ‪ ،‬ث���م رج���ع‬ ‫ج���دي اىل طرابل���س فتح حمل يف ش���ارع الوادي‬ ‫وكنت اتعل���م باملدرس���ة االيطاليةوأم���ر يوميا‬ ‫بدكان جدي ‪ ،‬حياة جدي حافلة وغنية وعندنا‬ ‫اوراق���ه وتارخي���ه ‪ ،‬فت���ح حم���ل يف ش���ارع الوادي‬ ‫كان يفص���ل الزي الغربي أحل���ى وامجل البدل‬ ‫الغربي���ة ‪ ،‬حتى اني أتذك���ر خالي محد الكلوك‬

‫ضمنه���م وال���دي وهو ش���اب صغري حكم���وا عليه‬ ‫االيطاليني باالعدام ‪،‬قالوا انه عامل شوشرة ‪.‬‬ ‫•بس���بب صغر س���ن وال���دي غ�ي�روا احلكم من‬ ‫االعدام اىل النفي اىل ايطاليا ‪:‬‬ ‫القص���ة ان وال���دي كان مغرم���اً بالس���ينما فتم‬ ‫القبض عليه يف الس���ينما واته���م بانه كان يريد‬ ‫عمل شوش���رة واش���عال النار كنوع من املقاومة‬ ‫‪ ،‬بس���بب صغ���ر س���ن والدي غ�ي�روا احلك���م عليه‬ ‫م���ن االع���دام اىل النفي اىل ايطال���ي حبكم مؤبد‬ ‫ظل لع���دة س���نوات اىل ان جاءت احل���رب العاملية‬ ‫الثانية فأطلقوا س���راحه ومن تون���س عاد راجال‬ ‫اىل طرابل���س حياته غني���ة ومغامرة وحافة جدا‬ ‫‪ ،‬اشتغل يف النول بالفنيدقة وعلم صناع وكانوا‬ ‫صناع���ه م���ن امل���دن الداخلي���ة يعط���ف عليه���م ‪،‬‬ ‫كان يس���اعدهم ويس���اعد اهاليه���م ‪ ،‬كان���وا‬ ‫ينادون���ه ياع���ريف وكان���وا حيبونه كن���ت اراهم‬ ‫يف بيتن���ا وكان���ت عالقته بصناع���ه فيها تواضع‬ ‫ش���ديد كان علم���اً من أع�ل�ام املدين���ة القدمية‬ ‫والفنيدق���ة واملوجود يف كرتولينه جبانب جامع‬ ‫الناقة صوروه بالزي الش���عيب ملا جاء من ايطاليا‬ ‫يتكل���م االيطالي���ة ويلبس االفرجن���ي لكنه احب‬ ‫ال���زي العربي اللييب وارت���داه ‪ ،‬اما والدتي منحها‬ ‫اهلل ط���ول العم���ر مازالت قوية الش���خصية ربت‬ ‫تس���عة اوالد كله���م خرجوا متعلم�ي�ن دكاترة‬ ‫ومهندس�ي�ن وخرجي���ي جامعات ‪،‬وتعلي���م عالي‬ ‫كان وال���دي س���خي ج���دا معن���ا ‪ ،‬كل اموال���ه‬

‫كان يصرفه���ا علينا ومل يبخل علينا بأي ش���يء‬ ‫‪ ،‬عش���نا يف رفاهي���ة وكان وال���دي م���ن املغرمني‬ ‫بالس���ينما كنت منش���ي معه اىل الس���ينما يوميا‬ ‫اىل احلم���راء اىل اللوك���س ‪....‬زم���ان طرابل���س‬ ‫فيها س���ينما اهلواء الطلق ‪ ،‬كانت يف شارع هاييت‬ ‫م���ن غري س���قف ‪،‬وكان هناك أيضا البوتش���يين‬ ‫كان فيه سينما اهلواء الطلق ‪،‬كنا نشرتي الفل‬ ‫واليامسني ومنش���وا ل (ش���هرزاد) متاع احللويات‬ ‫ونأخذ البوريك كانت احلياة يف طرابلس رائعة‬ ‫ومجيلة ‪ ،‬تش���به قصص الف ليلة وليلة ‪ ،‬الفرتة‬ ‫اليت عش���تها طفلة عندما احكيها الخواتي الذين‬ ‫ولدوا يف التسعينات ال يصدقوا ان طرابلس بهذا‬ ‫اجلمال بالطيبة والتس���امح ‪ ،‬وقبول اآلخر كان‬ ‫به���ا طليان ويهود ومالطيني ويونانيني ‪ ،‬واحلياة‬ ‫تع���اش بس�ل�ام وحمب���ة يف طرابل���س الناس من‬ ‫كل احن���اء ليبي���ا ‪ ،‬يف نفس ش���ارعنا ‪،‬أنا أتذكر‬ ‫وج���وه ه���ؤالء الن���اس ال���زواري واجلبال���ي ومن‬ ‫اجلنوب والتونسي واملصري وااليطالي واملالطي‬ ‫يف شارعنا ‪ ،‬وانا قرأت االبتدائي يف مدرسة شارع‬ ‫حممود رغ���م اني موج���ودة يف مي���زران ووالدي‬ ‫بس���بب ش���غله يف الفنيدق���ة واملدين���ة القدمي���ة‬ ‫انتقلنا واصبحنا قريبني قرأت أيضا يف مدرس���ة‬ ‫باب احلرية ‪.‬‬ ‫•ول���دت يف أجواء األقمش���ة واألل���وان واخليوط‬ ‫حتى أنين أصمم األزياء‪ ...‬أحياناً ‪..‬‬ ‫اتذك���ر مديرتن���ا كان���ت خدوج���ة الش���لي‬ ‫‪ ،‬مدرس���اتي أبل���ة لطفي���ة ب���ن موس���ى وال�ت�ي‬ ‫م���ن خالهل���ا أحبب���ت التاري���خ واجلغرافي���ا ‪ ،‬يف‬ ‫الرياضي���ات أبلة لطفي���ة الق�ب�رون ‪ ،‬أبلة بدرية‬ ‫بن ش���عبان ‪ ،‬وكنت اح���ب التطري���ز فقد ولدت‬ ‫يف اجواء االقمش���ة وااللوان واخلي���وط حتى اني‬ ‫كن���ت أصم���م االزياء ‪ ،‬عن���دي هواي���ة اخلياطة‬ ‫والتفصي���ل واالزياء مدرس�ت�ي عزيزة القرمانلي‬ ‫يف التطريز ‪ ،‬وزميالتي الرائعات ‪ :‬س���عاد فرنكة ‪،‬‬ ‫هي طبيبة االن يف القاهرة ‪ ،‬كنا نذهب للسينما‬ ‫م���ع بعض ‪ ،‬واختها مفيدة معنا يف نفس الصف ‪،‬‬ ‫نعيمة شرف الدين سكنوا يف جامع حممود ‪ ،‬االن‬ ‫شاهدت منزهلم مهدم حزنت كثريا ‪ ،‬انهار البناء‬ ‫بسبب عدم االهتمام باملدينة القدمية مت اهماهلا‬ ‫مع سبق االصرار والرتصد‪ ،‬بيت محل ذكريات‬ ‫طفول�ت�ي ولعيب ‪ ،‬ذكري���ات مجيلة كنا ندرس‬ ‫م���ع بعض يف املدرس���ة االيطالي���ة ‪،‬اخوتي الذين‬ ‫مل تلده���م ام���ي عائلة بن ق�ل�او كان���وا جرياننا‬ ‫واحباب���ي كن���ت الكب�ي�رة يف العائل���ة واهل���ي مل‬ ‫يستطيعوا مساعدتي يف دروسي النشغال والدي‬ ‫وأمي امرأة بس���يطة فكانوا يساعدونين يف شرح‬ ‫ال���دروس واداء الواجب���ات ‪ ،‬أخته���م عواش���ه اهلل‬

‫ميادين – طرابلس –‬ ‫فاطمة غندور ‪.‬‬ ‫يرمحها كنت متعلقة بيها ‪...‬هي كانت تدرس‬ ‫باملعلمات وكنا نش�ت�رك يف املسابقات يف االذاعة‬ ‫كان املذي���ع حممد مصطفى ب���ن رمضان الذي‬ ‫اغتال���ه الق���ذايف يف لن���دن ‪ ،‬كان يق���دم برنامج‬ ‫مس���ابقات كنا نش�ت�رك بعد ان نس���مع املسابقة‬ ‫يف الرادي���و‪ ،‬نبعثوا االجابة انا وعواش���ة ونتفق ان‬ ‫م���ن تربح فينا نقتس���م اجلائزة س���وية وبضربة‬ ‫حظ كنت انا من أفوز فنقتس���م اجلائزة س���وية‬ ‫‪ ،‬اتذكر فكرية ادم تقدم برنامج اطفال ‪ ،‬وقبلها‬ ‫عبداهلل كريس���ته كانوا فاعلني وكانت حياتنا‬ ‫حي���ة وغني���ة عائل���ة متفتحة ليس���ت متش���ددة‬ ‫كنا تقريبا الوحيدين اللي منش���وا اىل املدرس���ة‬ ‫االيطالي���ة ‪ ،‬فهيم���ه القروي درس���ت معي ولكن‬ ‫كان عددن���ا حم���دوداً بن���ات الوحيش���ي ‪ ،‬بن���ات‬ ‫الف�ل�اح ‪ ،‬س���هام وكرمي���ان س���كنوا يف بلخ�ي�ر ‪،‬‬ ‫كرمية بهج���ت والدها كان يصل���ح ماكينات‬ ‫اخلياط���ة ‪ ،‬قريب من باب احلري���ة ‪ ،‬هم أصدقاء‬ ‫وال���دي ‪ ،‬ال���ذي عرف�ن�ي باصدقائ���ه وعرفته���م ‪،‬‬ ‫االن عندم���ا رجعت من الس���ويد عرفوني بامسي‬ ‫احلقيق���ي املتداول ‪ :‬س���ويلمة ‪ ،‬االثانوي درس���ته‬ ‫يف طرابل���س الثانوي���ة املدرس���ة الوحيدة كانت‬ ‫مديرتن���ا ابل���ة رب���اب أدهم ‪ ،‬كان عددنا بس���يط‬ ‫اغلبية الصف مصريني او فلس���طينني والليبيات‬ ‫عددهم بس���يط ‪ ،‬كنا ننافس���هم رغ���م ان اباؤهم‬ ‫مدرس�ي�ن ودكات���رة يهتم���وا بأوالده���م ‪،‬بن���ت‬ ‫مصري���ة زميل�ت�ي كان���ت حتك���ي ل���ي ع���ن امها‬ ‫اليت تس���اعدها وكذلك والدها ‪ ،‬واحيانا مدرس‬ ‫خصوصي ‪ ،‬احنا مل يكن لنا نفس الفرصة كنت‬ ‫اخ���ذ اعلى درج���ة يف الفص���ل يف م���ادة التاريخ ‪،‬‬ ‫واجلغرافي���ا ‪ ،‬حت���ى يف اجلامعة كان ختصصي‬ ‫تاريخ ‪.‬‬ ‫•دراس�ت�ي يف بنغ���ازي قس���م تاري���خ – كلي���ة‬ ‫اآلداب‪ -‬خرجية ‪.1976‬م‪..‬‬ ‫يف االول كان في���ه اعرتاض م���ن خوالي وجدي‬ ‫‪ ،‬ج���دي متنور وع���اش يف ايطالي���ا يتكلم ويكتب‬ ‫االيطالي���ة مثقف‪ !!..‬اجلريدة اليومية االيطالية‬ ‫يتأبطها صباح كل يوم ‪ ،‬اال ان خوالي الدكاترة‬ ‫واملهندس�ي�ن كان���وا اكث���ر تش���ددا يف موض���وع‬ ‫س���فري م���ن أخوال���ي وأعمام���ي ‪ ،‬لك�ن�ي عني���دة‬ ‫وصمم���ت عل���ى الس���فر لبنغ���ازي وه���ددت بأني‬ ‫ل���ن أكم���ل حيات���ي الدراس���ية إن مت منع���ي (‬ ‫تضحك)‪.‬وفع�ل�ا أوصلين أبي بس���يارته وكانت‬ ‫برفقتن���ا أخيت وكان عندي ع���م مقيم ببنغازي‬ ‫‪ ،‬كان���ت حي���اة مجيلة ومفي���دة اول مرة س���كنا‬ ‫يف ش���ارع مجال عب���د الناصر ثم حولونا الس���نة‬ ‫الثاني���ة على الربكة ‪ ،‬كان عدد الطرابلس���يات‬ ‫قلي�ل�ات جئن���ا م���ن طرابل���س ثالث���ة طالب���ات ‪:‬‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫صديق�ت�ي ربيعة الفرجان���ي ‪ ،‬حبيبة الش���ريف ‪،‬‬ ‫درس���تا لغة فرنسية وأنا درست التاريخ ‪ ،‬عرضتا‬ ‫عل���ي االنضمام اليهما لكين مل أغ�ي�ر رأيي‪ ..‬احب‬ ‫دراس���ة التاريخ ‪،‬بعد س���نة من خترجي قدمت يف‬ ‫الدراس���ة العليا وحتصلت على شهادة يف التاريخ‬ ‫االس�ل�امي ‪،1979‬كان موضوعه���ا ( احلس���بة )‬ ‫ولكن بس���بب البريقراطي���ة عرقلوا حصولي على‬ ‫اوراق���ي اليت خبئ���ت يف وزارة التعلي���م بطرابلس‬ ‫وأضاعوها ‪،‬عاملوني معاملة س���يئة اىل ان هددت‬ ‫بأني سأش���تكي لوزي���ر التعليم فخاف���وا وارتعدوا‬ ‫‪ ،‬يف الي���وم التال���ي اخرجوا امللف ‪ ،‬تغيبت ش���هرين‬ ‫ع���ن الدراس���ة العليا ‪ ،‬كن���ت البن���ت الوحيدة يف‬ ‫الدراس���ات العلي���ا واحلم���دهلل جنح���ت وحصلت‬ ‫كمعيدة‬ ‫عل���ى تقدير جيد ج���دا ‪ ،‬واردت ان أقدم ُ‬ ‫ولدراسة املاجستري وكنت قد عينت مساعدة يف‬ ‫بيت الطالبات وكنت اعمل يف مدرس���ة الربكة‬ ‫االبتدائي���ة معلم���ة ‪،‬زرت طرابل���س ث���م ع���دت‬ ‫فتفاج���أت مبنعي من دخول بيت الطالبات ‪ ،‬قالوا‬ ‫ل���ي مت الزحف عليك ‪ ،‬أخذتين حالة من البكاء ما‬ ‫الذي حيصل ؟ ل���و مل يكن لي اصدقاء يف بنغازي‬ ‫احتوون���ي وع���ززوا ثق�ت�ي بنفس���ي كنت عش���ت‬ ‫صدمة نفسية حقيقية ‪ ،‬ثاني يوم ذهبت لرئيس‬ ‫القسم وكان شخص جيد اهلل يرمحه د‪ .‬مراجع‬ ‫الغن���اي انس���ان خل���وق حكيت له ما ج���رى معي ‪،‬‬ ‫ق���ال لي ‪ :‬تعال���ي نذهب اىل مدير ع���ام اجلامعة ‪:‬‬ ‫عبد احلفيظ الزليطين املس���ؤول ‪ ،‬ومعه مساعده‬ ‫سامل الش���يباني وهو االستاذ يف فصلي الدراسي ‪،‬‬ ‫تفاجأت به ينط يف وجهي وقد تواطأ معه مسجل‬ ‫ع���ام اجلامع���ة نس���يت امس���ه اآلن ‪ :‬قال ل���ي انت‬ ‫ممنوع���ة من دخ���ول املكان قلت ل���ه مامعنى انهم‬ ‫زحف���وا علي ! واحتلوا غرف�ت�ي ورموا حاجياتي يف‬ ‫املخزن وأس���كنوا مصريني كي���دا منهم ضدي ؟‬ ‫اكتش���فت انه اخلصم واحلك���م فزوجته يف فرتة‬ ‫اجازت���ي اليت قضيته���ا بطرابل���س وضعها مكاني‬ ‫مش���رفة عل���ى بي���ت الطالب���ات ‪ ،‬املس���جل رفض‬ ‫اعتم���اد أوراق���ي ‪ ،‬فرتته���ا خرجوا اعض���اء اللجان‬ ‫والثوريني تذكرت احدهم عمر السوداني طالب‬ ‫مع���ي ذهبت الي���ه وقلت له التعام���ل هنا باخلوف‬ ‫وهم خيافوا منكم وأنا أري���د أوراقي وانت زميلي‬ ‫تص���وري على طول مت توقيع الورق من املس���جل‬ ‫‪ ،‬تأث���رت به���ذه احلادث���ة اىل أبع���د درج���ة مم���ا‬ ‫اضطرني اىل الرجوع اىل طرابلس فقد مت منعي‬ ‫من دخول بيت الطالبات ‪ ،‬ومنعت من امتام دراسة‬ ‫املاجس���تري وان أكون معي���دة ‪ ،‬لكن هذه الضربة‬ ‫قوت�ن�ي وقل���ت س���أطالب حبق���ى ‪ ،‬والي���وم ومن���ذ‬ ‫سنتني قدمت ورقة ش���كوى وتظلم ملكتب حقوق‬ ‫االنس���ان ال���ذي ترأس���ه حممد طرني���ش ‪ ،‬قابلته‬ ‫بالفن���دق الكبريواعطيته املذك���رة وقرأها وقال‬ ‫ل���ي اآلن ان���ت راغبة يف احلصول على املاجس���تري‬ ‫قلت ل���ه االن بعد ‪ 30‬س���نة ضاع���ت علي فرصة‬ ‫كبرية ‪،‬عطل���وا اجتهادنا كنخب���ة ‪،‬على العموم‬ ‫رجعت لطرابلس وقدمت طلب يف قس���م التاريخ‬ ‫للدكتورة جناح القابس���ي اهلل يرمحها ‪،‬قالت لي‬ ‫د‪.‬جن���اح ( وكنت حائرة يف اختيار املوضوع ) هذه‬ ‫خمطوط���ة لعالمه م���ن علم���اء االباضية ‪،‬امسه‬ ‫ابي ربيع الوس���ياني بدأت يف جتمي���ع املعلومات ‪،‬‬ ‫فنصحتين باالستعانة بالدكتور عمرو النامي ‪،‬‬ ‫فهو رجل عامل ‪.‬‬ ‫•اكتش���فت بعده���ا أن الدكت���ور عم���رو النامي‬ ‫كان يرعى الغنم‪!!!!!...‬‬ ‫بالصدف���ة كنت عندها‪ !!..‬دخل علينا ش���خصية‬ ‫بهيب���ة ش���ديد التواض���ع ه���و د‪ .‬عم���رو ‪ ،‬عرفتين‬ ‫ب���ه الدكت���ورة جن���اح ‪ ،‬وق���ال ل���ي تفضلي كل‬ ‫ما ل���دي م���ن معلومات سأس���اعدك ب���ه ‪ ،‬فرحت‬ ‫كثريا وبعدها بأش���هر يف خري���ف واحد ومثانني‬ ‫ذهبت لنالوت مس���افة ألكثر من مخس ساعات‬ ‫أس���أل عن د‪.‬عمرو النامي ‪ ،‬قال���وا لي غري موجود‬ ‫اكتش���فت بعدها انه كان يرعى ! س���ألت نفسي‬ ‫خريج اكس���فورد او كامربدج ودرس يف اليابان‬ ‫اس���تقبلين مرتدي���ا ج���رد ( حول���ي) وما ش���اء اهلل‬ ‫كان وجهه وق���ار وهيبة ‪ ،‬وكان يرعى يف الغنم‬

‫!‪ُ ...‬ذهل���ت أخ���ذ حيك���ي وانا جالس���ة على ركبيت‬ ‫عل���ى األرض يف بيته البس���يط وأخذ ميليين وانا‬ ‫اكتب يف املعلومات وامدني خبطة سري انتهجها‬ ‫يف حبث���ي وان متاحف بولندا به���ا مراجع تهمين‬ ‫واصبحن���ا عل���ى تواص���ل ‪ ،‬بعده���ا كن���ت اتص���ل‬ ‫ب���ه ال أحد يرد ‪ ،‬فق���ررت الذهاب الي���ه يف نالوت‪،‬‬ ‫ووصلت هناك فقالوا أنه يف طرابلس ! مل يرغبوا‬ ‫بإعالمي بش���يء ‪،‬ث���م قابلت ش���قيقه ورجوته ان‬ ‫جييب�ن�ي بصراح���ة ‪ ،‬فق���ال ل���ي حنن يف مش���كلة‬ ‫كب�ي�رة هن���اك اعتق���االت يف العائل���ة ومت منعنا‬ ‫من الذهاب اىل املدرسة اخواته أقاربه ‪ ،‬ممنوعني‬ ‫من التعليم ثم مسع���ت ان حكومة القذايف هدت‬ ‫بيت���ه ‪ ،‬د‪.‬عمرو عنده مب���دأ ويعرف أنه على حق ‪،‬‬ ‫واحلق ال نس���تطيع املس���اومة فيه ‪ ،‬بعدها عرفت‬ ‫املخاب���رات ان���ي تلميذته وقابلته فج���اءوا لوالدي‬ ‫ومت اس���تدعائي وعملوا مع���ي حتقيق يف مركز‬ ‫االوس���ط ‪ ،‬انك���رت معرف�ت�ي ب���ه وانك���رت ذهابي‬ ‫للجب���ل ‪ ،‬أحسس���ت ان هن���اك ش���يئاً غ�ي�ر طبيعي‬ ‫مضايق���ات ومالحق���ات طالت�ن�ي ‪،‬ق���ررت مغادرة‬ ‫الب�ل�اد مل أعد احتمل اخذوا والدي للتحقيق بعد‬ ‫سفري ومن سذاجتهم قالوا له انت لست عربي ؟‬

‫خالي اخذ الرتتيب األول جلائزة التفصيل والتصميم بروما‬ ‫حتى االيطاليني كتبوا يف جرائدهم ‪ :‬لييب يفوز جبائزة‪.‬‬ ‫اللح���وم املس���توردة يف املطار‪ ،‬زوج���ي كان مدير‬ ‫ش���ركة سويس���رية وكان عقد العمل مستمر ‪،‬‬ ‫الظروف اجربتين على الس���فر م���ع ابين وكنت‬ ‫حامل باب�ن�ي الثاني ‪ ،‬تعاطف معي جاري وكنت‬ ‫مرعوب���ة ‪ ،‬وفعال س���افرت مملؤة رعب���ا ‪ ،‬اخلوف‬ ‫واالتهام بال س���بب جنون السلطة وفرضها عليك‬ ‫‪،‬فساد واس���تبداد واستئثار بالسلطة بقوة احلديد‬ ‫‪ ،‬هربنا من تون���س اىل زيوريخ حمملة برعب ان‬ ‫املخاب���رات ق���د ترج���ع الطائرة تص���وري اىل هذا‬ ‫احل���د ‪،‬حتى وان���ا يف الغربة جثيت هن���اك وعقلي‬ ‫وفكري هنا ‪،‬بعد سفري القوا القبض على والدي‬ ‫ث���م أخي ث���م زوج���ي حبس���وه وعامل���وه معاملة‬ ‫مهين���ة وابت���زوه مهددي���ن بارجاع���ي مس���اومة‬ ‫اس���تمرت لثالث���ة أش���هر ‪ ،‬عائل���ة زوج���ي لديهم‬ ‫قريب قاضي استش���اروه ما العمل ؟ ألنهم قرروا‬

‫فاطمة (أو سويلمة ) باقي و فاطمة غندور‬

‫يقول هلم انا لييب ابن طرابلس ؟ شككوه وهددوه‬ ‫بأنهم س���يفعلوا به االعاجيب إن مل أعد اىل البالد‬ ‫‪ ،‬كن���ت ق���د تزوج���ت س���ويدي ‪ !! ..‬الق���در الذي‬ ‫حدث لي يف بنغازي ال�ت�ي احببتها ولكين غادرتها‬ ‫حمبط���ة وحال�ت�ي النفس���ية حمطمة أن���ا انتمي‬ ‫جلامع���ة بنغازي ق���رأت فيها االس���اتذة عرفوني‬ ‫فيه���ا ‪ ،‬أحسس���ت بالغربة يف جامع���ة طرابلس ال‬ ‫اعرفه���ا ‪ ،‬اح���س ان املكان ليس ل���ي أحن جلامعة‬ ‫بنغ���ازي ‪ ،‬الق���در قال لي س���يتغري مس���ار حياتك‬ ‫فف���ي جامعة طرابلس قابل���ت زوجي الذي كان‬ ‫يدرس اللغة العربية ‪ ،‬أقدار حقيقة ‪،‬رأني اكثر‬ ‫من م���رة فأعجب بي وعرب لي عن رغبته بالزواج‬ ‫مبرأة عربية ولتك���ن ليبية وكنت أنا ؟ ضحكت‬ ‫كثريا قلت له املرأة املس���لمة ال تتزوج رجال غري‬ ‫مس���لم فأخرج لي ش���هادة اس�ل�امه اليت اعلنها يف‬ ‫مجعية الدعوة االس�ل�امية ‪ ،‬وكان يف استكوهلم‬ ‫تع���رف على طلبة عرب ‪ ،‬ويف تونس واش���تغل يف‬ ‫اجلزائ���ر ثم جاء اىل ليبيا ‪ ،‬تزوجنا وهو من ذهب‬ ‫مع���ي اىل نال���وت ملقابل���ة عم���رو النام���ي وكنت‬ ‫حامال بطفل���ي االول خلدون ‪ ،‬العقد متاع زوجي‬ ‫مل ينت���ه ورافق�ن�ي اىل التحقيق���ات ‪ ،‬كان زوج‬ ‫عم���ي بوليس فأدخلته يف املوضوع بس���بب اني قد‬ ‫يت���م اخفائ���ي او عمل اي تص���رف جتاهي وجتاه‬ ‫زوج���ي م���ن خماب���رات الق���ذايف ‪،‬ق���ررت الس���فر‬ ‫وكان القان���ون يش�ت�رط وج���ود (حم���رم) كان‬ ‫جاري مصري طبيب بيطري يش���رف على انزال‬

‫‪07‬‬

‫الكتاب���ة يف اجلرائد الس���ويدية عن س���جن ابنهم‬ ‫‪ ،‬خف���ت كث�ي�راً خاصة واني مسع���ت باملالحقات‬ ‫يف اخل���ارج واالغتي���االت ‪ ،‬رئيس ش���رطة املدينة‬ ‫اليت س���كنتها حذرني ايضا فالس���معة املخابراتية‬ ‫الدموية وصلت هناك ‪ ،‬عش���ت سنوات أنكرت أني‬ ‫ليبي���ة يف امل���كان الذي س���كنته ‪،‬قالت ل���ي عائلته‬ ‫س���نكتب يف اجلري���دة لنضغط على ال���رأي العام‬ ‫للحكوم���ة الس���ويدية ‪ ،‬قلت هلم أحبث���وا عن حل‬ ‫آخر وإال س���أذهب اىل أمري���كا باطفالي هناك لن‬ ‫يطالين الطاغي���ة ‪ ،‬كانوا هادئ�ي�ن وحكماء معي‬ ‫واس���توعبوني ووجهوا مذك���رة للخارجية اليت‬ ‫اتصل���ت بس���فارتها يف ليبي���ا اىل ان جنح���وا بع���د‬ ‫أش���هرمن اعتقاله من تس���وية األمر بعد س���رقة‬ ‫كل أموال���ه ومرتباته ‪ ،‬التح���ق بي ‪ ،‬ثم بعد فرتة‬ ‫مسع���ت ان أبي س���يزور أخي املقيم بيوغس�ل�افيا‬ ‫فأخ���ذت القط���ار وذهب���ت لرؤية عائل�ت�ي وهناك‬ ‫قابلت شباب ليبيني هاربني حكوا لي عن االوضاع‬ ‫الس���يئة وحكى لي والدي عن قت���ل د‪ .‬النامي وان‬ ‫الط�ي�ران ضرب على اجلبل كان ش���يئاً مؤس���فاً‬ ‫قتل النخب واغتياهلم ‪،‬حبقد وبضغينة ‪...‬‬ ‫•انا ليبية ‪ ....‬وانا سويدية‬ ‫يف نهاية التس���عينات اكتش���فت مواقع املعارضة‬ ‫عل���ى االنرتنت بعد س���نوات عش���تها مقصية عن‬ ‫ب�ل�ادي أمسيه���ا س���نوات الرع���ب ‪ ،‬وس���أحكي لك‬ ‫هذه القص���ة ‪ :‬كنت مرة يف مصعد باس���تكهومل‬ ‫ومع���ي اب�ن�ي الصغريي���ن وانا س���يدة حنيفة علي‬

‫قيس حالي ‪ ،‬صعدت سيدة ومعها فتاتني يتكلموا‬ ‫باللهجة الليبية عين وعن ابنائي واننا من أمريكا‬ ‫الالتيني���ة ‪ ،‬التزمت الصم���ت ومل اعلق وخرجت‬ ‫بس���رعة ان���ا وأطفالي ؟ على العم���وم بعد وصول‬ ‫الس���تاليت اصبحت اتفرج على القنوات العربية‬ ‫ومؤخ���را الليبي���ة حي���ث ال ش���يء غ�ي�ر الق���ذايف‬ ‫ومنظري���ه وأغاني���ه ‪ ،‬تأزم���ت وان���ا أرى الب���ؤس‬ ‫واخلراب ؟ اخ���ذت امسع الراديو ع�ب�ر التلفزيون‬ ‫مذيع�ي�ن ‪ :‬فتح���ي الس���احلي وسوس���ن حني���ش‬ ‫وحس���ام التاي���ب ‪ ،‬كنت اتصل ويف ذهين رس���ائل‬ ‫للق���ذايف كالم���ي ومش���اركاتي م���ن الس���ويد ‪،‬‬ ‫وم���ن بنغ���ازي خالد عثم���ان وع���وض القويري ‪،‬‬ ‫كله���م واحيانا اذك���ر امسي اضع ال���كالم الذي‬ ‫يعجب�ن�ي واحيانا يتم قطع اخل���ط علي ‪ ،‬وكنت‬ ‫اش���جع الناس عل���ى ذكر االس���م اعلنت متردي‬ ‫وان���ي موجودة ‪ ،‬تكلمت يف ‪ ، 2001‬كتبت مقالة‬ ‫يف ليبي���ا املس���تقبل عنوانه���ا ( مداعب���ة التن�ي�ن )‬ ‫م���ن فتح الن���ار واطلقه���ا على ش���عبنا القذايف هو‬ ‫التنني ‪ ،‬كنت اقول ش���وفوا حتى ايران املتش���ددة‬ ‫دولة املالك واملتطرفني دينيا يس���محوا لاليراني‬ ‫جبنس���يتني فلماذا حنن ال نس���مح ؟ انا ليبية وانا‬ ‫س���ويدية ‪ ،‬اىل ان أق���روا ذل���ك ‪ ،‬جئ���ت اول م���رة‬ ‫لليبي���ا ‪ 2001‬ش���اهدت مدينة ووج���وه مطفئة ‪،‬‬ ‫الناس علي اعصابها تس���معي كلمات يف الشارع‬ ‫مل اك���ن يف طفول�ت�ي المسعه���ا طرابل���س اهلها‬ ‫ذواقني وس���لوكهم مرتب ما الذي حصل كدت‬ ‫انفجر ورجعت اىل الس���ويد ثم ع���دت لطرابلس‬ ‫ب�ي�ن ‪ 2009 2007- – 2005‬عنده���ا مل أ َر‬ ‫االص�ل�اح ‪،‬كان كله دجل وذر للرماد يف العيون‬ ‫‪،‬عدت للس���ويد وقلت قدر شعبنا أن يسيطر عليه‬ ‫الطاغي���ة ‪ ،‬اخ���ذت يف الكتاب���ة ‪ :‬ليبي���ا وطنن���ا –‬ ‫املس���تقبل – اجلبه���ة – والذي ش���جعين االس���تاذ‬ ‫حس���ن األمني انطلق���ت وأخذت اكت���ب صراحة‬ ‫‪ ،‬اىل ظه���ور ب���وادر الث���ورة كنت اتابع الس���يدات‬ ‫العظيم���ات الالتي خيرجن كل س���بت احتجاجا‬ ‫عل���ى اختف���اء ابنائه���ن ‪،‬كان يص���ل صداهن اىل‬ ‫اخلارج وأذكر شخصية بن محيدة كان خيرج‬ ‫يف املاني���ا ‪...‬مجاع���ة أمريكا خيرج���وا ايضا كانوا‬ ‫ينقل���ون ص���دى م���ا حيصل ‪ ،‬مل���ا ق���رر كامريون‬ ‫املوافقة م���ع الناتو على ض���رب القذايف كنت يف‬ ‫لن���دن ومسعت صباحا أن هن���اك مظاهرة بقرب‬ ‫رئاس���ة الوزراء اىل ان حضر اجلميع ‪ ،‬حس���ن بن‬ ‫االم�ي�ن يهت���ف وآخري���ن ‪ ،‬ث���م اجتهن���ا للس���فارة‬ ‫الليبية ‪ ،‬اآلن تأس���فت للنخب ال�ت�ي تنظر لنخب‬ ‫اخلارج انهم ليبيون مس���توردون ‪ ،‬انا ليبية ابا عن‬ ‫جد واحب ليبيا ‪،‬و بعد التحرير جئنا للمشاركة‬ ‫يف بناء ليبيا لو استطعت نقل التجربة السويدية‬ ‫اكون حقق���ت حلم حياتي عش���رة يف املئة فقط‬ ‫لو نعمل ش���بكة احلماية االجتماعي���ة من امليالد‬ ‫حتى املمات حتس�ي�ن ظروف املعيش���ة ‪،‬من ضمن‬ ‫الربامج اليت امتنى ان تتحقق ‪ ،‬اطفالنا يرتكون‬ ‫الدراس���ة ليمألوا الش���وارع واألس���واق كبائعني‬ ‫حامل�ي�ن منادي���ل ال���ورق واكي���اس النايلون هل‬ ‫ه���ذا م���ا يس���تحقه الطفل اللي�ب�ي ؟ امل���رأة جيب‬ ‫أن تش���ارك يف صناعة الدس���تور ال تكون امعة او‬ ‫حتف���ة او زخرفة ملكان‪ ...‬جي���ب أن تكون صاحبة‬ ‫قضي���ة مثلي ومثلك ‪ ،‬انا صاحبة هم تهمين ليبيا‬ ‫ويهم�ن�ي املواط���ن اللي�ب�ي ‪،‬حمامي ق���ال لي متى‬ ‫يت���م احرتامن���ا يف بلدنا قلت ل���ه عندما حترتمك‬ ‫الدولة وتضعك انت الغاية واهلدف انت رأمساهلا‬ ‫‪ ،‬دول���ة ال حت�ت�رم مواطنيه���ا دول���ة ال حترتم يف‬ ‫اخل���ارج ‪،‬جي���ب ان نضغ���ط اف���راداً وتنظيم���ات‬ ‫مدنية لتحقيق اهداف الثورة وكرامة ورفاهية‬ ‫االنسان اللييب ‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫ٌ‬ ‫ري من الثورة‬ ‫بعض من الشعر ‪..‬والكث ُ‬

‫الشاعر محد الفقيه ‪..‬ثورة الصحراء على الرتابة والتأويل‬

‫حاورته ‪:‬سعاد سامل‬ ‫ال أتقم���ص دور الواع���ظ وال السياس���ي ويف‬ ‫حياتي كل حلظاتي تتقاطع مع الش���عر دور‬ ‫الشاعر الرس���ولي يف الشعر احلديث يبدو لي‬ ‫انتهى ‪،‬الوضعيات االجتماعية هى اليت ختلق‬ ‫انبياءها بش���كل ميثلها والش���اعر احلقيقي مل‬ ‫يعد نبيا ‪.‬‬ ‫هذا ما يفسر به الشاعر السعودي محد الفقيه‬ ‫دور النص‪..‬إنها حلظات���ه اليت جتعله مواطنا‬ ‫وإنس���انا بالت���وازي ‪،‬وجهه اهل���ادئ ومالحمه‬ ‫الالمبالية ختفي ثائرا حقيقيا وشى به نصه‬ ‫الذي يفتح بوابات الكالم اخلطر‪،‬الكالم الذي‬ ‫أيقظ أمم���اً ودفع بأخرى للحضي���ض ‪،‬ترانا‬ ‫إىل أين ُنقاد هذه املرة؟‬ ‫*صباح أليف كعادة‬ ‫يب‪/‬ولي���س عتب���اً لس���يد ٍة َّ‬ ‫رف‬ ‫لي���س أث���راً لن ّ‬ ‫َ‬ ‫يش���ح يف‬ ‫جناحاه���ا ح���ول قليب‪/‬لي���س م���ا ًء‬ ‫ُّ‬ ‫فنذهب‪/‬ليس السه َو الذي َ‬ ‫أخذ‬ ‫‪/‬يش���ح‬ ‫شغاف ِه‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬

‫لو صح أن التهيئة اخلارجية حتسم قدر الثورة اذن حلدثت الثورات يف دول أخرى يعمل الغرب على اسقاطها او حتسني‬ ‫شروط التفاوض معها‪.‬‬ ‫اإلسالم الذي طرح يف كثري من اللحظات حتت شعار إنه احلل كان إسالما انتهازيا يف خمترب هذه اجلماعات والتيارات‬ ‫اليت ظلت تبتز به تلك االنظمة‪.‬‬ ‫جيب أن يكون االحتجاج مشهدا يوميا و مألوفا ومؤثرا للدفع باألمور يف اجتاهها الصحيح‪.‬‬ ‫املثقف الذي كان يطرح مشروع الدولة املدنية كسعد الدين ابراهيم مثال الحقته كل لعنات االنظمة و عندما حدثت‬ ‫الثورات العربية ‪،‬كان هذا املثقف قد استنفذ متاما‪.‬‬ ‫على املستوى احلياتي أقدس العزلة وأعتقد أنها خمترب الفرادة يف التفكري ‪،‬واالستنتاج و الكتابة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫األحد الذي‬ ‫بأطراف مل���وك النهايات‪/‬وليس‬ ‫أدف ُعكم على أخشاب ِه يف مياه الضغائن‪/‬ليست‬ ‫ً‬ ‫ُدف���ع عليها موتى من َخ َ‬ ‫ات‬ ‫���د ِر‬ ‫عربة ي ُ‬ ‫ّ‬ ‫املصح ِ‬ ‫إىل فك���ر ِة اآلخرة‪/‬وليس���ت الصح���را َء ال�ت�ي‬ ‫قلوب‬ ‫تذك���ي يف ثيابن���ا البي���اض‪/‬وال ف���را َغ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لغيمة ضلت‬ ‫مصائد‬ ‫األخاديد‬ ‫قرويني أقاموا‬ ‫ٍ‬ ‫السماء‪/‬لكنها األحال ُم اليت ننفضها عن نومنا‬ ‫َّ‬ ‫ذهب يف نفايات الكالم‪/‬أو تلك‬ ‫كل‬ ‫صب���اح ل ُت َ‬ ‫ٍ‬ ‫ندس���ها ّ‬ ‫كل مس���ا ٍء‪/‬‬ ‫اليت‬ ‫الزاه���دة‬ ‫ال���دروس‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫صباح‬ ‫يف‬ ‫مبكري���ن‬ ‫خرج���وا‬ ‫أطفال‬ ‫حبقائ���ب‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أليف كعاد ٍة وقلوبهم نضرة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ه���ل ه���و ربي���ع عرب���ي حقيق���ي كم���ا جرت‬ ‫التسمية؟‬ ‫ب�ي�ن من س���يقول أن هذا ربي���ع الفقراء و بني‬ ‫من س���يقول إن���ه ربيع اإلس�ل�اميني ‪،‬قد أقول‬ ‫إن���ه خري���ف الطغ���اة ‪،‬الطغي���ان وص���ل حده‬ ‫األقص���ى ‪،‬يف تل���ك األنظم���ة مل يك���ن كثري‬ ‫من التونسيني يتخيلون أن الغنوشي سيكون‬ ‫البدي���ل ‪،‬ومل يس���أل نفس���ه البوعزي���زي م���ن‬ ‫س���يضع وردة عل���ى ق�ب�ره ‪،‬وكذل���ك ش���باب‬ ‫مي���دان التحري���ر ‪،‬وإخوانه���م يف كل الب�ل�اد‬ ‫العربية اليت ثارت وسالت دماؤهم ‪،‬مل يكونوا‬ ‫مش���غولني بالبدي���ل بق���در م���ا كان���ت تل���ك‬ ‫اللحظة السياس���ية ختنق انفاسهم و تفرض‬ ‫عليهم حلظة اخلالص ‪،‬فوجدوا أنفسهم و‬ ‫جها لوجه مع مستقبل الطغيان ‪ ،‬ومن وضع‬ ‫أمنيات هؤالء الش���باب يف سلته ‪،‬هو من كان‬ ‫مش���روعه جاه���زا يف تلك اللحظ���ة ومل يكن‬ ‫إال اإلس�ل�اميون الذي���ن ورثوا ه���ذه الرتكة‬ ‫الثقيل���ة يف مصر و تونس و غريه���ا لكن هذا‬ ‫اإلس�ل�ام الذي طرح يف كث�ي�ر من اللحظات‬ ‫حتت ش���عار إن���ه احلل كان إس�ل�اما انتهازيا‬ ‫يف خمت�ب�ر ه���ذه اجلماع���ات والتي���ارات اليت‬ ‫ظل���ت تبتز ب���ه تل���ك األنظمة وعندم���ا وجد‬ ‫حالة الفراغ السياسي الذي صنعتها األنظمة‬ ‫االس���تبدادية بتعطي���ل احلي���اة السياس���ية‬ ‫وإفس���ادها ‪،‬وج���د نفس���ه املش���روع الوحيد يف‬ ‫الشارع السياسي العربي ‪.‬‬ ‫أن���ت م���ع نظري���ة املؤام���رة ببطول���ة الغ���رب‬ ‫كالع���ادة ؟أم م���ع الفي���س ب���وك والرس���ائل‬ ‫القص�ي�رة اليت كانت وس���يلة ه���ذه الثورات‬ ‫للعلن والعمل؟‬ ‫مل���اذا مل حت���دث اي ثورة يف أي م���كان آخر ‪،‬لو‬ ‫صح أن التهيئة اخلارجية حتسم قدر الثورة‬ ‫اذن حلدث���ت الث���ورات يف دول أخ���رى يعم���ل‬ ‫الغ���رب عل���ى اس���قاطها او حتس�ي�ن ش���روط‬ ‫التفاوض معها ‪،‬لكن اإلنسان واإلنسان وحده‬

‫ه���و من يصنع معجزته فمن يصدق أن نظام‬ ‫بن علي ‪-‬الذي مترتس وراء‬ ‫بني���ة امني���ة كان���ت تقدم‬ ‫املش���ورة واخل�ب�رات األمنية‬ ‫لباق���ي ال���دول العربي���ة و‬ ‫تتمتع بغطاء غربي ‪،‬سيذوب خالل‬ ‫أيام ‪،‬ومن كان سيصدق أن نظام‬ ‫مب���ارك يت���آكل خ�ل�ال أس���ابيع‬ ‫‪،‬م���ن كان يصدق أن ش���يئا كهذا‬ ‫س���يحدث لو ال أنه خري���ف الطغيان‬ ‫فبق���در حاجة اإلنس���ان العربي‬ ‫إىل احلرية وإىل اخلروج من‬ ‫النف���ق ال���ذي اوصلته إليه‬ ‫هذه اإلدارات الفاس���دة و‬ ‫الذميم���ة و احلمق���اء ‪.‬‬ ‫هناك مش���روع تقوده‬ ‫ا لر أ مسا لي���ة‬ ‫ال ميك���ن أن‬ ‫ينس���جم‬ ‫م���ع ه���ذه‬

‫و هو اإلنس���ان ‪،‬جيب أن يكون‬ ‫االحتجاج مش���هدا يوميا‬ ‫و مألوف���ا ومؤث���را‬ ‫للدف���ع باألم���ور يف‬ ‫اجتاهها الصحيح‪.‬‬ ‫املثق���ف‬ ‫غي���اب‬ ‫العرب���ي القي���ادي‬ ‫وامل ّنظ���ر كم���ا يف‬ ‫أش���هر ث���ورات الع���امل‬ ‫يع���ري ه���ذه النخب���ة‬ ‫ال�ت�ي ات���كأ بعضه���ا‬ ‫على نضال سابق‬ ‫وبع���ض آخر‬ ‫اختار أن‬ ‫يكون‬

‫األنظم���ة بفس���ادها و حال���ة اإلفق���ار ال�ت�ي‬ ‫مارستها يف كل جمال ‪،‬وال ميكن أن تنسجم‬ ‫مع شروطه ‪،‬ومطالبه فنموذج الدميقراطية‬ ‫كمنتج إنس���اني يدفع الغرب إىل تعميمه و‬ ‫ش���روط الس���وق العاملية و املواثيق اإلنسانية‬ ‫األممية ‪،‬و اخلوف من الوجه اآلخر لإلسالم‬ ‫الوج���ه ال���ذي رآه اجلمي���ع يف تدم�ي�ر ب���رج‬ ‫التجارة ‪،‬كل ذل���ك دفع العامل إىل التعاطف‬ ‫و ل���و تدرجييا مع تطلع���ات هذه الثورات اليت‬ ‫س���يدفع اعين الغرب لتكون بشروط أقل من‬ ‫طموح���ات هذا اإلنس���ان لتكون عل���ى مقاس‬ ‫اطماعه و هيمنته‪.‬‬ ‫يبق���ى الدور ال���ذي لعبت���ه و س���ائل االتصال‬ ‫احلديث���ة و ال�ت�ي أوقعت حت���ى اإلعالم احلر‬ ‫يف احل���رج و دفعته لتقديم تلك الصورة اليت‬ ‫غالبا ما يتم االشتغال عليها حلساب ما ‪،‬لكنها‬ ‫يف النهاية مل تكن قادرة على قلب احلس���ابات‬ ‫واللعب كثريا ألن احملاس���بة كانت تلقائية‬ ‫ومتاحة للجميع للفضح و التشهري والتنكيل‬ ‫بكل وس���يلة لعب���ت على ذلك املش���هد لصاحل‬ ‫جهة ما ‪،‬و يبقي أن تس���تمر هذه الثورة ألنها‬ ‫يف كل حلظ���ة ختّل���ق نفس���ها م���ن جدي���د‬ ‫و بطريق���ة ال ميك���ن معه���ا مصادرته���ا ألي‬ ‫وجه���ة غري تل���ك الوجهة اليت قام���ت ألجلها‬

‫من مفك���ري األنظم���ة وك ّتابه���ا الرمسيني‬ ‫‪،‬أين النم���وذج الثالث هل لغياب���ه مربرات ؟ام‬ ‫ال تراه غائبا؟‬ ‫خالل عقدين مت تفكيك اليسار العربي الذي‬ ‫كان لس���ان حال املثقف العربي و مت اقتسام‬ ‫الرتكة ب�ي�ن مثق���ف مت اس���تعماله من قبل‬ ‫األنظم���ة القائم���ة و آخر حت���ول إلي اجلهة‬ ‫املقابل���ة ال�ت�ي متث���ل التي���ارات الديني���ة ‪،‬ألن‬ ‫األنظم���ة اس���تقوت به���ا يف فرتة م���ا و كانت‬ ‫دائماً حريصة على متثيلها للشارع السياسي‬ ‫لتج���د م�ب�ررا يف كل م���رة ألطروحاته���ا‬ ‫اهلزيلة اليت أغرقت احلياة العربية يف فس���اد‬ ‫سياسي و اقتصادي و أخالقي ‪،‬فاملثقف الذي‬ ‫م���ن وزن فرج ف���وده ‪،‬كان كب���ش فداء هذه‬ ‫األنظم���ة ‪،‬حت���ى أصبح���ت احلي���اة الفكرية‬ ‫ت���دور حول املس���الة الديني���ة درس���ا و نقدا و‬ ‫تفك�ي�را ‪،‬و أصبح���ت صل���ب مش���روع الدرس‬ ‫الفك���ري واملعريف عن���د ارك���ون و كمقابل‬ ‫للجابري ‪،‬ه���ذا املثقف حتص���ن يف حلظة ما‬ ‫وراء املقول���ة الدينية كاملس�ي�ري مثال ‪،‬و قد‬ ‫كان يف قلب املش���هد يف حركة كفاية ‪،‬إال‬ ‫إن املثقف الذي كان يطرح مش���روع الدولة‬ ‫املدنية كس���عد الدين إبراهيم مثال الحقته‬ ‫كل لعنات االنظمة و عندما حدثت الثورات‬


‫‪09‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫ليبيا الي أين ؟!!‬

‫العربي���ة ‪،‬كان ه���ذا املثق���ف قد أُس���تنفذ‬ ‫متاما ‪،‬وإن كس���ر ه���ذه القاعدة املرزوقي‬ ‫ألس���باب تتعلق بتونس و تون���س فقط ‪،‬و‬ ‫غلي���ون يف س���وريا ‪،‬لك���ن املثق���ف بإطالقه‬ ‫وخصوصا املثقف الذي كان يتعايش مع‬ ‫مهم بل كان‬ ‫تلك األنظمة مل يكن له دو ٌر ٌ‬ ‫يقرتح مواقف مائع���ة و غري جذرية جتاه‬ ‫هذه األنظم���ة للحفاظ عل���ى خط رجعة‬ ‫معها ‪،‬حتى الربادعي مل يستطع أن يصمد‬ ‫أم���ام ذل���ك الطوفان احملتب���س و راء فكرة‬ ‫الدولة الدينية أو املشروع اإلسالمي‪.‬‬ ‫يبق���ى ان نش�ي�ر ألمري���ن مهم�ي�ن األول‬ ‫يتعل���ق بتنب���ؤ املثقف مبا ح���دث و هو أمر‬ ‫مل يك���ن يستش���عره املثق���ف أو املفكر بهذا‬ ‫احلج���م وه���ذه اجلذرية ‪،‬والثان���ي يتعلق‬ ‫حبال���ة الفك���ر اليت توقف���ت عند املس���ألة‬ ‫الديني���ة فأصبحت املوض���وع املهيمن على‬ ‫املفكر ‪،‬و كان تناوهلا من أي وجهة يصب‬ ‫يف مصلح���ة األنظم���ة اليت كان���ت تفتح‬ ‫ذارعيه���ا ملثل هذا املش���روع إلغ���راق املفكر‬ ‫واملثقف بهذه احلالة‪.‬‬ ‫س بيدي‬ ‫ل َي َ‬ ‫َّ‬ ‫ليس بَاباً‬ ‫كستارة‬ ‫رف‬ ‫الذي‬ ‫البال‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ر ّف َ ِ‬ ‫كلّ‬ ‫خلف ُ‬ ‫يص���ر َ‬ ‫عل���ى ّ‬ ‫حال هذا الذي‬ ‫ُّ‬ ‫أي ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ري ٍح‬ ‫ليس ِط ْ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫باب َ‬ ‫آخ ٍر‬ ‫ء‬ ‫ورا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫حي‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫أنت تربع يف حتميل نصوصك بكل األفكار‬ ‫واأليدلوجيات لو ش���ئت ‪..‬شخصيا حيدث‬ ‫أن يس���قطين نصك يف عشرات املعاني _ال‬ ‫أقصد التشتت هنا_ بسبب من غنى النص‬ ‫وكثافته‪،‬م���اذا تأم���ل أن يفع���ل ش���عرك‬ ‫‪،‬وإىل أي مدى يف س���ؤال احلرية تريده أن‬ ‫يعبرّ ويعبرُ ؟‬ ‫وصب���اح ٌ‬ ‫نص ال تبدو بدايته‬ ‫أليف كعاد ٍة ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫أليفة وكذا كل س���طر فيه ببالد ال ّ‬ ‫متر‬ ‫فيها الكلمات دون بوابات تفتيش أو أحكام‬ ‫ش���أن أغل���ب املنطق���ة العربية م���اذا تفعل‬ ‫لتنج���و أو عل���ى األق���ل لتواص���ل التنفس‬ ‫املشاكس؟‬ ‫عندم���ا تتح���ول القصي���دة لتعبري يش���به‬ ‫تعب�ي�رات الوجه ‪،‬و ال يكون هناك ما متلكه‬ ‫يف كل هذا املشهد الصامت إال هذه احليلة‬ ‫فيج���ب أن يتط���ور العم���ل عل���ى الكتاب���ة‬ ‫الش���عرية بش���كل يس���تجيب هل���ذا الواقع‬ ‫املغلق على نفس���ه الن���ص الذي تذكرينه‬ ‫نص من جمموعة على طريقة لوركا ‪،‬و‬ ‫قد كتبت هذه اجملموعة ‪،‬يف أوج سيطرة‬ ‫احلالة الدينية ‪،‬عل���ى احلياة ‪،‬و قد كنت‬

‫أحاول أن تك���ون الفكرة أب���واب او مصارع‬ ‫تفت���ح عل���ى بعضه���ا البع���ض ‪،‬إن كل‬ ‫ميلك صورة الكتابة م���ن موقف خمتلف‬ ‫وكأنه���ا أبع���اد خمتلف���ة لنف���س الفكرة‬ ‫‪،‬أعتقد أن�ن�ي يف تلك اللحظات كنت أرى‬ ‫من مكان قريب و خمتلف يف الوقت نفسه‬ ‫‪،‬أرى م���ا حي���دث و ارويه م���ن كل ناحية‬ ‫‪،‬كم���ا أراه أو أحس���ه ‪،‬لقد كانت حلظات‬ ‫معتم���ة ‪،‬استس���لم فيه���ا اجلمي���ع و مرت‬ ‫لترتك داخلي م���رارات ال تنتهي ‪،‬إنه زمن‬ ‫توق���ف ألكثر م���ن ربع ق���رن على نفس‬ ‫املش���هد ‪،‬و ال زلنا نعاني مواجهته مع الفن‬ ‫واحلري���ات إىل اآلن وق���د حنتاج إىل زمن‬ ‫طويل للتعايف من تلك اللحظة املريضة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬كنت أطرح كثريا من‬ ‫يف تلك اللحظات‬ ‫األسئلة اخلانقة حول الشعر و الفن و حول‬ ‫االنس���ان ‪،‬و هذا ما حللته بشكل شعري يف‬ ‫جمموعة تالية ‪،‬بعنوان ‪ :‬تبس���يط شعري‬ ‫حلياة تستعمل ملرة واحدة ‪،‬تلك اجملموعة‬ ‫ال�ت�ي كان���ت كتابته���ا و كأنها جلس���ة‬ ‫عالجي���ة ‪،‬م���ن ف�ت�رة س���ابقة ‪،‬وإن كانت‬ ‫جمموع���ة ال تتج���اوز اخلمس�ي�ن صفحة‬ ‫لكنه���ا كان���ت تق�ت�رح علي تل���ك احللول‬ ‫الش���عرية ‪،‬اليت تنف���س هذا املخ���زون من‬ ‫حال���ة ال�ت�ردي واإلحب���اط اليوم���ي ‪،‬لق���د‬ ‫كن���ت أفك���ر أن الف���ن والثقاف���ة حال���ة‬ ‫اجتماعية ‪،‬لكن تل���ك اجملموعة اثبتت لي‬ ‫فساد هذه املقولة وأن حالة الفن هي حالة‬ ‫خالص فردي ‪،‬و لن يك���ون للمبدع صفة‬ ‫رس���ولية ‪،‬من هنا كانت الكتابة الشعرية‬ ‫متج���د هذه ال���روح الفرداني���ة و تؤكدها‬ ‫‪،‬وتسعى لتحقيقها ‪،‬على املستوى احلياتي‬ ‫أقدس العزلة وأعتقد أنها خمترب الفرادة‬ ‫يف التفك�ي�ر ‪،‬واالس���تنتاج و الكتاب���ة ‪،‬و قد‬ ‫أصبح���ت أحل���ل ه���ذه احلالة بأنه���ا حالة‬ ‫كلي‬ ‫م���ن االحتماء م���ن حميط ق���اس و ّ‬ ‫مشولي ‪،‬ال يسمح بهذا املوقف الذي سوف‬ ‫يكون دائما مصدرا النزعاج احمليط الذي‬ ‫يعمل لتذويب إرادة االنس���ان و فرديته يف‬ ‫ايقاع ما حوله‪.‬‬ ‫____________‬ ‫*نص للشاعر‬ ‫ٌ‬ ‫صدر له‪:‬‬ ‫على طريقة لوركا ‪2008‬‬ ‫نقف ملطخني بصحراء ‪1996‬‬

‫عند قيام ثورة السابع عشر من فرباير‬ ‫ارتفع���ت اهلمم ‪,‬و تعلق���ت أعني الناس‬ ‫بأمان���ي و طموح���ات عالي���ة خت���دم‬ ‫الب�ل�اد و تقوده الي الص�ل�اح و التغيري‬ ‫وكل ه���ذا من حق الش���عب الذي دفع‬ ‫الثمن باهظاً جدا ‪..‬‬ ‫و مض���ي العام���ان و مازال���ت تل���ك‬ ‫الطموح���ات ت���راوح مكانه���ا ‪ ( ..‬راق���د‬ ‫الري���ح ) مازال يع���ارك احلياة ليس���د‬ ‫حاج���ة اهله ‪ ..‬الش���باب يبحث���ون علي‬ ‫ف���رص العم���ل ‪ ..‬و منه���م من تس���ول‬ ‫العم���ل م���ع اح���دي الكتائ���ب ليج�ن�ي‬ ‫الدنان�ي�ر ( احل���رام ) ال�ت�ي ليس���ت من‬ ‫حقه ‪..‬‬ ‫التعلي���م م���ازال يبح���ث ع���ن خط���ط‬ ‫حتول م���ن ناحية املناه���ج و الطريقة‬ ‫التعليمي���ة ‪ ..‬العام الدراس���ي س���يبدأ‬ ‫قريب���ا ‪..‬و املعل���م مازالت اف���كاره كما‬ ‫ه���ي ب���دون أي تنش���يط و ال حتديث‬ ‫و خصوص���ا للمعل���م اجلدي���د و حتى‬ ‫اجملموع���ة الكب�ي�رة ال�ت�ي مت تقليصها‬ ‫س���ابقا ‪..‬فصل الصيف مير و املعلم يف‬ ‫البي���ت ال يس���تفيد و ال يفي���د ‪ ..‬فمثال‬ ‫تس���خري دورات يف التنمي���ة البش���رية‬ ‫للمعل���م و منحه���م ش���هادات معتمدة‬ ‫يرتق���ي بها عط���اؤه لألفضل و تعطيه‬ ‫الثق���ة حتى يف نفس���ه ليصب���ح قدوة‬ ‫ناجحة لتلميذه ‪.‬‬ ‫اما الفصل الدراس���ي م���ازال كما هو‬ ‫احيانا بنوافذ مكس���ورة تسرب الريح‬ ‫الب���اردة يف الش���تاء عل���ي التالمي���ذ و‬ ‫احيان���ا يتم صيانته بالت�ب�رع و املقاعد‬ ‫غري صاحلة للجل���وس ‪ ..‬اما عن توفر‬ ‫الكتاب املدرس���ي فهي امنية هذا العام‬ ‫‪..‬هم فقط اعلنوا عن اجازة يوم السبت‬ ‫الرمسية يف كل البالد ‪ ..‬إال ملن يعمل‬ ‫يف اجمل���ال الطيب ‪ ..‬فهم الذين يعملون‬ ‫دون ان ينال���وا حتى الش���كر ‪ ..‬الصحة‬ ‫مازلت مثقلة بأعبائها ‪ ..‬مل نر أي نقلة‬ ‫يف اجملال الصحي إال الي األسوأ – اال‬ ‫ما رحم ربي ‪ -‬فمثال بسيط ‪ :‬النظام‬ ‫اجملحف ال���ذى تقوم به املستش���فيات‬ ‫يف اس���تقبال املرضي ‪..‬كأن يقوم يوم‬ ‫السبت مثال املستشفي (س) باستقبال‬

‫املرضى ال غ�ي�ره ‪..‬و اذا اضطر املريض‬ ‫الذه���اب حبال���ة طارئ���ة ال���ي اق���رب‬ ‫مستش���في له ( غري املع�ن�ي باخلدمة )‬ ‫فلن جيد طبيب مناوب او حتى اسعافاً‬ ‫سريعاً له ؟؟‬ ‫ه���ذا م���ا ح���دث و رأيت���ه ب���أم عي�ن�ي‬ ‫عندم���ا كنت يف زي���ارة ألحد االقارب‬

‫زهرة الشيخي‬ ‫باملستش���في الطيب ‪ ..‬و عن���د خروجي‬ ‫كان���ت تلك املرأة تس���ند اخري و هي‬ ‫يف حال���ة حرج���ة ‪,‬تس���تجدي موظف‬ ‫األم���ن عند ب���اب الدخ���ول ان جيد هلا‬ ‫اس���عافاً س���ريعاً ‪ ..‬و هو يعت���ذر هلا بان‬ ‫اليوم االستقبال يف مستشفي آخر !!!‬ ‫فأي رمح���ة و أي صحة نتحدث عنها‬ ‫و حن���ن ال جن���د غرف���ة لإلس���عاف و‬ ‫الطوارئ حتى يف اكرب مستش���فياتنا‬ ‫؟؟‬ ‫ام���ا امللف األمين مل جيد بعد من يقوم‬ ‫ب���ه علي الوج���ه االكم���ل ‪..‬الكل كما‬ ‫يقال ( داير علي حل ش���عره ) ال رقيب‬ ‫و ال حسيب ‪..‬و لكن عني اهلل ال تنام ‪.‬‬ ‫م���ازال الس�ل�اح ه���و احلل احلاس���م يف‬ ‫النزاع���ات ‪..‬و ال أح���د يعب���أ باللوائح و‬ ‫القوانني ‪..‬‬ ‫ اخالق الش���ارع تزداد س���وءاً‪ ..‬األلفاظ‬‫النابي���ة ‪ /‬القمام���ة مت�ل�أ الش���وارع ‪/‬‬ ‫قوانني املرور غري معمول بها ‪..‬وغريها‬ ‫‪ ...‬الكثري املثيــر ‪!! ...‬‬ ‫عجل اهلل لك الفرج ليبيا ‪ ,‬ومحاك من‬ ‫ّ‬ ‫عيون الغدر واملرتبصني بك ‪..‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫حقيقة اإلساءة للمقدسات‬

‫االســالم قضية ‪...‬ناجحة ‪..‬لكن حماميها فاشل ‪!!!...‬‬ ‫((م��اذا علينا لو قلنا ببس��اطة احلق دون أن خيرجنا‬ ‫احلماس عن وعينا‪ ،‬وال أن يوقعنا يف مصائد ينصبها‬ ‫لنا خصومنا!)) اإلمام حممد الغزالي‬ ‫الشك أن اإلساءة للمقدسات بشكل عام وللدين‬ ‫اإلس�ل�امي ورم���وزه بش���كل خ���اص تص���در من‬ ‫بع���ض املتطرف�ي�ن وبع���ض الكتاب والرس���امني‬ ‫النكرة الذين يس���عون للش���هرة اعتمادا على ردة‬ ‫فع���ل الع���امل اإلس�ل�امي وقادته الديني�ي�ن ولعل‬ ‫س���لمان رش���دي أكرب دلي���ل على ذل���ك ففتوى‬ ‫اإلمام اخلميين بهدر دم���ه ورصد مكافأة مالية‬ ‫كب�ي�رة مل���ن يغتاله جعلت من س���لمان رش���دي‬ ‫ش���خصية معروفة وحتظى بشهرة واسعة وهو‬ ‫م���ا تكرر مع الرس���ام الدامنرك���ي واليوم نصل‬ ‫إىل صناع الفيلم املس���يء فيلم "براءة املس���لمني"‬ ‫املس���يء للرس���ول حممد صلى اهلل عليه وسلم و‬ ‫هو من إنتاج مطور عقارات إسرائيلي ‪-‬أمريكي‪،‬‬ ‫قام جبمع مخس���ة ماليني دوالر م���ن ‪ ١٠٠‬متربع‬ ‫يهودي إلجن���از العمل‪ ،‬وجري تصوير الفيلم يف‬ ‫والي���ة كاليفورنيا يف مدة ثالثة أش���هر خالل‬ ‫العام املاضي‪.‬‬ ‫وقال سام باسيل‪ ،‬منتج وخمرج وكاتب الفيلم‪،‬‬ ‫عاما‪ ،‬إنه ق���رر إنتاج الفيلم‬ ‫ويبلغ م���ن العمر ‪ً ٥٦‬‬ ‫إلظه���ار أن اإلس�ل�ام دين كراهي���ة‪ ،‬وأن الفيلم‬ ‫هو فيلم سياس���ي وليس فيلما دينيا وأضاف أنه‬

‫اغتيال السفري‬ ‫جهد سياسي من أجل لفت األنظار إلي ما مساه‬ ‫"النفاق يف اإلس�ل�ام" حس���ب تعبريه‪ ،‬و إن القس‬ ‫املتط���رف تريي جون���ز قد ق���ام بالرتويج للفيلم‬ ‫وه���و املع���روف عنه يف الس���ابق قيام���ه مبحاولة‬ ‫حرق نس���خ القراٌن الكريم أم���ام الكامريات وهو‬ ‫م���ا أثار موج���ة غضب عاملي���ة ومت منعه من قبل‬ ‫السلطات األمريكية ‪.‬‬ ‫وقد صرح املنتج الذي عرف نفس���ه بأنه "يهودي‬ ‫إس���رائيلي" بعد املظاه���رات يف القاهرة وبنغازي‬ ‫ومقت���ل الس���فري األمريك���ي يف القنصلي���ة‬ ‫األمريكي���ة ببنغ���ازي ‪ ،‬يف مقابل���ة صحفية عرب‬ ‫اهلات���ف من جن���وب كاليفورنيا إنه ق���ام بإنتاج‬ ‫العم���ل م���ن أج���ل مس���اعدة موطن���ه األصل���ي‬ ‫"إسرائيل" يف كشف حقيقة الدين اإلسالمي ‪-‬‬ ‫عل���ي حد قوله ونفي منتج الفيلم املس���يء علمه‬ ‫باجلهة اليت قامت بوضع الرتمجة العربية علي‬ ‫املقاطع املوجودة علي موقع "يوتيوب" واليت تبلغ‬ ‫‪ ١٤‬دقيقة من أصل ساعتني هي مدة العمل وقال‬ ‫ً‬ ‫عروض���ا كثرية لعرض‬ ‫س���ام باس���يل إنه تلقي‬ ‫الفيلم‬ ‫من وراء هذه احلملة املتكررة؟؟؟‬ ‫احلقيق���ة ال�ت�ي جي���ب أن نعلمه���ا أن اجله���ات‬ ‫اليت تق���ف وراء ه���ذه احلملة املتكررة لإلس���اءة‬ ‫للمقدس���ات ه���ي جه���ات معادي���ة لإلس�ل�ام‬

‫والتعايش اإلنساني الذي حيرص عليه اإلسالم‬ ‫فه���ذه اجله���ات تع���رف جي���دا أن اإلس�ل�ام دين‬ ‫وس���طي حي���ث يتمي���ز جوه���ر اإلس�ل�ام بالعدل‬ ‫واحلري���ة واملس���اواة والتس���امح وم���ا يقلقها هو‬ ‫االنتش���ار الس���ريع للدي���ن اإلس�ل�امي يف أورب���ا‬ ‫والق���ارة األمريكي���ة حي���ث أصبح���ت أع���داد‬ ‫املس���لمني تزي���د كل س���نة أضعاف الس���نة اليت‬ ‫قبلها وأصبح اإلس�ل�ام حيظ���ى باحرتام وتقدير‬ ‫الق���ادة واملؤثري���ن يف صناعة الق���رار الغربي بل‬ ‫وص���ل األمر من التق���ارب إىل حد أصبحت هذه‬ ‫الدول حتتفل بقدوم شهر رمضان وعيد الفطر‬ ‫املب���ارك وعيد األضحى لدرج���ة انه منذ وصول‬ ‫الرئي���س األمريك���ي ب���ل كلينت���ون إىل س���دة‬ ‫الرئاس���ة يف الواليات املتح���دة األمريكية اعتمد‬ ‫يوم حفل مائدة إفطار رمضان الذي يقام بالبيت‬ ‫األبي���ض الئمة املس���لمني األمريكي�ي�ن ويدعون‬ ‫بع���ض الش���خصيات اإلس�ل�امية املش���هورة يف‬ ‫العامل لتقديم رؤية وتعاليم اإلسالم أمام القادة‬ ‫والساس���ة األمريكيني كذلك حرصت الواليات‬ ‫املتح���دة عل���ى االحتف���ال بعي���د الفط���ر املبارك‬ ‫وتقدي���م التهنئ���ة ملواطنيها املس���لمني ودعوتهم‬ ‫لالحتف���ال داخ���ل البي���ت األبيض وس���ارت على‬ ‫نف���س النه���ج دول أوربا مثل بريطانيا وفرنس���ا‬ ‫وغريها‬

‫االمام الغزالي‬

‫ب�ل�اد أعظ���م ممثلي الس���ينما يف الع���امل هو أمر‬ ‫املقصود به تفجري الوضع الداخلي ملصر وتوجيه‬ ‫ضربة قوية للنسيج االجتماعي يف مصر حيث‬ ‫املكونان الرئيس���يان للمجتمع املصري املسلمني‬ ‫واملسيحيني‪.‬‬ ‫نبش القبور واهلجوم على األضرحة‬ ‫أما ال���دول اليت الحتمل نس���يجاً دينياً خمتلفا‬ ‫ف���ان التط���رف الدي�ن�ي س���يقوم باملهم���ة عل���ى‬ ‫أكم���ل وج���ه زاده يف ذل���ك احلم���اس والس�ل�اح‬ ‫‪.‬وه���ذا يدفعنا للع���ودة إىل أح���داث اهلجوم على‬ ‫األضرحة واملس���اجد ونبش القب���ور يف ليبيا فقد‬ ‫كان املقص���ود ه���و خل���ق اقتت���ال ب�ي�ن الليبيني‬ ‫باعتب���ار أن الليبي�ي�ن مجيعه���م مس���لمني فت���م‬ ‫اللعب على املذاهب والتي���ارات وأفضل من يقوم‬ ‫به���ذا الدور هو التي���ار الوهابي نظ���را خلالفاته‬ ‫حلد القطيعة والتكف�ي�ر للتيار الصويف صاحب‬ ‫اجلذور التارخيية يف ليبيا وكما حدث يف مقام‬ ‫الش���يخ عبد الس�ل�ام األمسر من ه���دم للضريح‬ ‫ونب���ش للق�ب�ر وحرق للمكتبة اتضح املش���هد يف‬ ‫مقام الشيخ الاليف يف منطقة الرمجة فقد حدث‬ ‫قتال مس���لح سقط على إثره مخس���ة قتلى من‬ ‫الش���باب الليبيني والس���بب هو الس�ي�ر بالعواطف‬ ‫واحلم���اس والعن���اد يف تغيي���ب كامل وخميف‬ ‫لصوت العقل والدعوة باليت هي أحس���ن والبعد‬

‫ضريح االمسر‬

‫ملاذا األقباط ؟؟؟!!!‬ ‫اجلمي���ع يع���رف أن املمثلني املش���اركني يف هذا‬ ‫الفيلم هم من األقباط املصريني وبدل أن نصب‬ ‫غضبنا على هؤالء األقباط فالبد أن نسال سؤا ً‬ ‫ال‬ ‫مهماً وهو ملاذا اختيار ممثلني أقباط للتمثيل يف‬ ‫هذا الفيلم؟!‬ ‫ولإلجاب���ة على هذا الس���ؤال جي���ب أن نعود إىل‬ ‫األح���داث األخ�ي�رة اليت ش���هدتها تون���س وليبيا‬ ‫واليم���ن وس���وريا والبحرين ومص���ر ومن حني‬ ‫ألخر يف السعودية فقد جاء الربيع العربي الذي‬ ‫اس���قط احل���كام الدكتاتوريني والذي���ن كانوا‬ ‫يقف���ون س���دا منيعا من حت���ول هذه ال���دول إىل‬ ‫دول دميقراطية حرة ومن جعل شعوب املنطقة‬ ‫فاعل���ة وتقرر مصريها وهذا يش���كل خطرا على‬ ‫وجود إس���رائيل ويدحض النظرية اإلسرائيلية‬ ‫بأنها واح���ة الدميقراطية الوحي���دة يف صحراء‬ ‫منطقة الش���رق األوس���ط فتح���ول دول الربيع‬ ‫العربي إىل النم���وذج الرتكي يعين التقارب مع‬ ‫الغرب وهنا جيب أن نركز على أن هذا التقارب‬ ‫س���يكون بني الشعوب اإلسالمية والغرب وليس‬ ‫احل���كام الدكتاتوري�ي�ن وه���ذا يع�ن�ي أن ه���ذه‬ ‫الش���عوب س���تكون حليفاً قوياً للغرب ولكن وفق‬ ‫معادلة غري مرضية وغري مقبولة لدى إسرائيل‬ ‫لذلك ف���ان اختيار ممثلني أقب���اط مغمورين يف‬

‫سلمان رشدي‬

‫عن جوهر اإلس�ل�ام وعظمته والبعد عن أخالق‬ ‫الرس���ول الكريم وكيفية معاجلت���ه لألمور إن‬ ‫استخدام العنف أمر غري مربر بل لنا يف الرسول‬ ‫الكري���م أس���وة حس���نة يف كيفي���ة التعامل مع‬ ‫الكفار واليهود وال ننس���ى قصة ج���اره اليهودي‬ ‫ال���ذي كان يرم���ي القمام���ة أم���ام بي���ت الن�ب�ي‬ ‫صلي اهلل عليه وس���لم وكيف تعامل معه س���يد‬ ‫اخللق بهدوء وكياس���ة فكانت النتيجة أن دخل‬ ‫هذا اليهودي اإلس�ل�ام فما بالنا حنن املس���لمون‬ ‫نتعامل مع بعضن���ا البعض بكل هذا العنف ولنا‬ ‫يف قول سيد اخللق‪:‬‬ ‫(الدين النصيحة ‪ ).‬أسوة حسنة ‪...‬‬ ‫الداعية يوسف ادوارد استس منوذجا‬ ‫كث�ي�رون هم م���ن دخلوا الدين اإلس�ل�امي من‬ ‫األمريكيني وكمثال ال للحصر يوس���ف إستس‬ ‫(‪1944‬م) هو مبشر أمريكي حتول إىل اإلسالم‬ ‫كان امس���ه قب���ل إس�ل�امه ه���و جوزي���ف إدوارد‬ ‫إس���تس ‪ ،‬ولد يف الواليات املتحدة ونشأ يف أسرة‬ ‫بروتس���تانتية مس���يحية وأصبح قسيساً‪ .‬حصل‬ ‫على ش���هادة ماجس���تري يف الفنون سنة ‪1974‬م‬ ‫وش���هادة الدكت���وراه يف علم الالهوت فالش���يخ‬ ‫يوس���ف استس الذي دخل إىل اإلسالم وهو يبلغ‬ ‫من العمر ‪ 42‬عاما أي انه دخل يف مرحلة يكون‬ ‫فيها اإلنس���ان يف قمة نضوجه الفكري وحتكيم‬

‫عقله وتك���ون األحكام واألفعال متزنة فال مكان‬ ‫حلماس الشباب وال لتعصب الكهول لقناعاتهم‬ ‫فالش���يخ يوسف اس���تس مل يأته جيش مسلح يف‬ ‫أمريكا فارضاً عليه اإلس�ل�ام ب���ل جاءهم ضيف‬ ‫مسلم من مصر امسه حممد عبد الرمحن و هو‬ ‫تاج���ر صديق لوالده كان ضيف���ا على الغداء يف‬ ‫ذلك اليوم يقول الشيخ يوسف استس لقد كان‬ ‫جم���رد ح���وار وحديث وتب���ادل لوجه���ات النظر‬ ‫انته���ت بقناعيت مبتابع���ة البحث وق���راءة املزيد‬ ‫من الكتب والش���روح عن اإلسالم أنهاها بإعالن‬ ‫إس�ل�امه اليوم الش���يخ يوسف اس���تس دخل على‬ ‫يدي���ه بفض���ل اهلل اآلالف م���ن األمريكي�ي�ن فهو‬ ‫جيوب الواليات واملدن والقرى األمريكية حامال‬ ‫ابتسامته املعتادة والقران الكريم متوك ً‬ ‫ال على‬ ‫اهلل ومس���تنداً عل���ى الدس���تور األمريك���ي ال���ذي‬ ‫يكف���ل له الدعوة بش���كل س���لمي مل���ا يعتقد بكل‬ ‫حرية حيث يقيم الندوات واحملاضرات ويش���رح‬ ‫لألمريكي�ي�ن معان���ي الق���رآن الكري���م ومب���ادئ‬ ‫اإلس�ل�ام العظيم���ة ل���ه أش���رطة صوتي���ة منها‬ ‫ش���ريط صوتي بعن���وان ‪" :‬‏‪Daddy..‭‬tell me‬‬ ‫‮" "‬‪ ((about God‬أب���ي‮ ‬‪..‬‮ ‬أخربن���ي‮ ‬ع���ن‮ ‬اهلل‮"))‬ ‫‬وهو‮‬عبارة‮‬عن‮‬حوار‮‬بني‮‬الشيخ‮‬و‬ابنته‮‬الصغرى‬ ‫ئ‪،‬‮‬ ‫‬تس���أله‮‬عن‮‬اهلل‮‬وهو‮‬جييب‮‪،‬‮‬بأسلوب‮‬لطيف‮‬بر ‮‬ ‫‬قال‮‬الش���يخ‮‬‪:‬‮‬عندما‮‬س���جلت‮‬احلوار‮‬م���ع‮‬ابنيت‮‬مل‮‬

‫الشيخ_يوسف استس‬ ‫‬أتوقع‮‬أن‮‬تكون‮‬فيه‮‬مادة‮‬طيبة‮‬للنش���ر‮‬إال‮‬بعد‮‬أن‮‬ ‫‬مسعت‮‬الش���ريط‮‬بعد‮‬التس���جيل‮‬فوجدته‮‬مفيد‮اً‬ ‫"‪.‬‮ وميضي‮‬الش���يخ‮‬أغلب‮‬وقته‮‬يف‮‬الدعوة‮‬إىل‮‬اهلل‮‬ ‫‬وتعليم‮‬الناس‮ وهو‮‬داعية‮‬يف‮‬السجون‮‬األمريكية‮‬ ‫‬يزور‮‬‬املس���لمني‮‬ويعلمهم‮‬أمور‮‬دينهم‮‬وعقيدتهم‮‬ ‫‬ويهدي‮‬هلم‮‬نس���خ‮اً‬م���ن‮‬ترمجة‮‬معان���ي‮‬القرآن‮‬ ‫‬الكريم‮‬باإلجنليزية‮‬ويلقي‮‬هلم‮‬درس‮اً‬مبسط‮اً‬يف‮‬ ‫‬العقيدة‮‬وأركان‮‬اإلس�ل�ام‮‬حيضره‮‬أيض‮اً‬بعض‮‬ ‫‬الس���جناء‮‬من‮‬غري‮‬املس���لمني‮‬ويس���لم‮‬عدد‮‬منهم‮‬ ‫‬يف‮‬كل‮‬مرة‮ على يديه فالش���يخ يوس���ف استس‬ ‫ال حيم���ل س�ل�احا وال يتوعد الن���اس بالقتل وال‬ ‫يرس���ل هل���م التهديد والوعيد ب���ل حيمل أخالق‬ ‫الرس���ول الكري���م ويرس���م هل���م تل���ك الص���ورة‬ ‫اجلميلة لعظمة اإلسالم ‪.‬‮‬ ‫إن م���ا يقوم به الش���يخ يوس���ف اس���تس جيب أن‬ ‫يكون دافعا وحافزا لنا يف كيفية نصرة اإلسالم‬ ‫فالدي���ن اإلس�ل�امي العظي���م حيت���اج إىل أن‬ ‫نستخدم عقولنا إلظهار عظمته وال أجد أفضل‬ ‫م���ا اختم به هذا املق���ال إ ّ‬ ‫ال بق���ول اإلمام حممد‬ ‫الغزالي رمحه اهلل(( اإلسالم قضية ناجحة لكن‬ ‫حماميها فاش���ل )) فهل حنن فاشلون يف تقديم‬ ‫جوهر اإلسالم وعظمته ؟‪ ..‬نعم اعتقد ذلك ‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫‪11‬‬

‫كوفمان‪ :‬اإلنسان هو احليوان الطباخ‪....‬‬ ‫الكاتب���ة واخلبرية األكادميية تؤكد يف كتابها‬ ‫أن���ه ما م���ن خملوق آخر س���وى اإلنس���ان يعرض‬ ‫طعامه للتسخني ليغري مذاقه قبل أكله‪.‬‬ ‫تفتت���ح الكاتبة واخلب�ي�رة األكادميية يف الطبخ‬ ‫وُمدِّرس���ة طب���خ مس���اعدة يف معه���د الرتبي���ة‬ ‫املطبخي���ة يف نيوي���ورك كاث���ي ك‪ .‬كوفم���ان‬ ‫كتابه���ا "الطبخ يف احلضارات القدمية" مؤكدة‬ ‫أن "اإلنس���ان هو احليوان الطباخ‪ ،‬وما من خملوق‬ ‫آخر س���واه يعرض طعامه للتسخني ليغري مذاقه‬ ‫قب���ل أكله‪ ،‬وما من خملوق س���واه طور كل هذا‬ ‫الق���در من األنظم���ة املعقدة والع���ادات للحصول‬ ‫عل���ى امل���واد الغذائي���ة وحتضريه���ا وتوزيعه���ا‬ ‫واستهالكها"‪.‬‬ ‫وتتن���اول كاثي ك‪ .‬كوفم���ان األطعمة وعادات‬ ‫األكل يف الع���امل القدي���م‪ ،‬وتق���دم الوصف���ات يف‬ ‫س���ياقها الثقايف والتارخي���ي متفحصة األطعمة‬ ‫املألوفة يف العامل القديم وهي الش���عري واحلنطة‬ ‫والس���يما كيميا صنع اخلبز القدي���م وتقنيتها‪،‬‬ ‫وتص���ف الطب���خ القديم وتقنيات حف���ظ الطعام‪،‬‬ ‫كما تقدم وس���يلة عملية لتحضري الوصفات يف‬ ‫املطابخ احلديثة‪.‬‬ ‫وت���درس كوفم���ان الطب���خ يف ب�ل�اد الرافدي���ن‬ ‫القدمي���ة ومص���ر واليون���ان وروم���ا م���ن خ�ل�ال‬ ‫الوصف���ات الغذائية اليت توض���ح ما كان يتناوله‬ ‫اجملتم���ع من احل���كام الكبار حتى أدن���ى املزارعني‬ ‫مكان���ة أو العبي���د قب���ل آالف الس���نني‪ ،‬وه���ذه‬ ‫الوصفات مثرية يف ذاتها كخصائص مطبخية‪،‬‬ ‫كونها تس���اعد يف الكشف عن بنية أية احلضارة‬ ‫وتقنيته���ا واقتصاده���ا وممارس���اتها التجاري���ة‬ ‫واملعتق���دات الفلس���فية والديني���ة والتنظي���م‬ ‫االجتماع���ي والسياس���ي فيه���ا‪" ،‬خذ مث�ل�ا اخلبز‬ ‫املصنوع م���ن احلنطة ـ وهو ش���يء حبكم البديهة‬ ‫حاليا ويتوفر واقعيا يف كل مكان وميكن تقدميه‬ ‫ألي شخص تقريبا‪ ،‬يف العامل القديم ـ كان خبز‬ ‫احلنطة قطعة ت���دل على الرتف‪ ،‬فاألنواع املبكرة‬ ‫م���ن احلنطة مل تكن تنمو من���وا صاحلا يف مجيع‬ ‫املناخ���ات‪ ،‬ف���كان دقي���ق احلنطة يف الغال���ب أغلى‬ ‫مثن���ا م���ن الدقيق املصن���وع من حب���وب أخرى‪ ،‬يف‬ ‫القرن الثاني امليالدي‪ ،‬حني أنزل اجلنود الرومان‬ ‫عند بئ���ر هادريان بالقرن من ح���دود اجنلرتا مع‬ ‫اس���كوتلندا‪ ،‬أصروا على احلنطة إلشباع مطلبهم‬ ‫يف أمناط اخلبز املألوف���ة لديهم يف إيطاليا‪ ،‬رمبا‬ ‫كان���ت احلب���وب احمللي���ة مث���ل الش���وفان تكفي‬ ‫لس���د حاجة الكتائب اليت تتض���ور جوعا‪ ،‬مع ذلك‬ ‫مت ش���حن احلنط���ة حتى نهايات الع���امل املعروف‬ ‫حينئذ إلطع���ام اجلنود‪ ،‬الذين دفعوا مس���رورين‬ ‫مث���ن احلب���وب الغالية م���ن رواتبهم الس���خية‪ ،‬إذ‬ ‫كان ينظ���ر الرومان القدم���اء إىل خبز احلنطة‬ ‫بوصفه أمرا جوهريا لتحقيق هويتهم الثقافية"‪.‬‬ ‫تتفح���ص كوفم���ان الطب���خ تارخيي���ا بوصف���ه‬ ‫ج���زءا ال يتج���زأ م���ن حق���ب مهم���ة يف التاري���خ‬ ‫س���واء أكان كوس���يلة لتفحص احلياة اليومية‬ ‫للنس���اء والرج���ال الذي���ن كان���وا يطبخ���ون‪ ،‬أم‬ ‫كوس���يلة الستكش���اف خ�ب�رات الش���عوب ال�ت�ي‬ ‫ت���أكل م���ا يق���دم هل���ا‪ ،‬وتق���ول "كان���ت ط���رق‬ ‫األكل عن���د اإلنس���ان بس���يطة فرج���ال العص���ر‬ ‫احلجري ونساؤه كانوا حيصلون على طعامهم‬ ‫باصطياد قطعان احليوان���ات الكبرية اليت كانت‬ ‫تغطي الش���رق األدن���ى ومنطقة البح���ر األبيض‬ ‫املتوس���ط‪ ،‬وجبمع ما تيس���ر م���ن فواكه وخضر‬ ‫بري���ة وحب���وب يصادفونها على امت���داد طريقهم‬ ‫لزي���ادة أطعمة اللحوم‪ ،‬وال نكاد نعرف ش���يئا عن‬ ‫الكيفية اليت كان حيضر به���ا البدائيون األوائل‬ ‫طعامهم‪ ،‬ولكن مع نقطة معينة يف الزمن قبل ما‬ ‫يقرب من مليون إىل مخس���مائة ألف سنة‪ ،‬تعلم‬ ‫اإلنس���ان األول كي���ف يس���تخدم الن���ار لتحويل‬ ‫الينء إىل مطب���وخ‪ ،‬ويف�ت�رض األنثروبولوجيون‬ ‫أن الص���ورة األوىل م���ن الطبخ كان���ت حتميصا‬ ‫وش���يا فوق نريان مفتوحة‪ ،‬يكملها بسرعة اخلبز‬ ‫عل���ى أحج���ار س���اخنة توض���ع بالقرب م���ن النار‬ ‫أو يف الرم���اد ال���ذي ختلفه الن���ار يف حفر أرضية‬ ‫مصفوفة باألحجار‪ ،‬وحني ظه���ر املطبخ البدائي‬

‫ص���ار يظه���ر ل���دى الن���اس مي���ل للمفاضلة بني‬ ‫األطعمة الربية الكثرية املتوفرة إلشباع حاجتهم‬ ‫من اجلوع"‪.‬‬ ‫وتضي���ف كوفم���ان "قبل زه���اء اثنى عش���ر ألف‬ ‫س���نة انته���ى العص���ر اجللي���دي وغ�ي�ر البنية يف‬ ‫مناخ الش���مال وحول احلي���اة النباتية واحليوانية‬ ‫ال�ت�ي تتوافر يف الش���رق األدنى والبح���ر األبيض‬ ‫املتوس���ط م���ا قب���ل التاري���خ‪ .‬أم���ا كي���ف ومل���اذا‬ ‫بالضبط ظهرت ـ أي استزراع احملاصيل وتدجني‬ ‫احليوان���ات ـ فأم���ر غري واض���ح‪ ،‬ألن الدليل يتنوع‬ ‫م���ن موقع إىل آخر‪ ،‬تذهب إح���دى النظريات إىل‬ ‫أن الطرائ���د الربي���ة تناقصت مما دع���ا الصيادين‬ ‫جامع���ي إىل أن يعتم���دوا أكث���ر عل���ى احلب���وب‬ ‫لالس���تمرار بقائه���م‪ ،‬وقد فضل���وا بعض احلبوب‬ ‫الربي���ة إما بس���بب تيس���رها أو س���هولة احلصول‬ ‫عليه���ا أو مذاقه���ا‪ ،‬ونش���ر ه���ؤالء البدائي���ون هذه‬ ‫احلبوب املفضلة حني كانوا يواصلون مطاردتهم‬ ‫لقطعان املتناقصة‪ ،‬فأكمل���وا طراز حياة الصيد‬ ‫باحملاصي���ل املزروع���ة‪ ،‬وحبوالي ع���ام ‪ 9000‬ق‪.‬‬ ‫م ص���ار الدليل يتوافر عل���ى حماصيل مت خزنها‬ ‫لالس���تهالك يف املس���تقبل‪ ،‬وكانت هذه املخازن‬ ‫واملس���تودعات حباج���ة إىل أن حتم���ى من تطفل‬ ‫احليوان وسرقة اإلنسان‪ ،‬فتشكلت القرى حوهلا‪،‬‬ ‫وحوَّلت البدائيني إىل مزارعني مستقرين"‪.‬‬ ‫ويب���دأ كل فص���ل من فص���ول الكتاب ع���ن بالد‬ ‫الرافدين ومص���ر واليونان وروما وخبالصة عن‬ ‫أه���م التحدي���ات البيئي���ة والتقني���ة ال�ت�ي كانت‬ ‫تواج���ه توف�ي�ر الطع���ام يف كل حض���ارة‪ ،‬وهك���ذا‬ ‫يت���م تصوي���ر البني���ة االجتماعي���ة االقتصادي���ة‬ ‫السياسية يف كل جمتمع باإلضافة إىل العوامل‬ ‫الثقافية والدينية املؤث���رة يف اختبارات األطعمة‬ ‫وتتم مناقش���ة مصادر الوصفات القدمية تتبعها‬ ‫وصف���ات ملحقة إضافي���ة‪ ،‬وحيثما أمكن جيري‬ ‫اقتب���اس النص���وص القدمي���ة ووصفه���ا‪ ،‬ال�ت�ي‬ ‫اعتم���دت عليه���ا املؤلف���ة يف الوصف���ات احمل���ورة ‪،‬‬ ‫حي���ث ال تتوافر نص���وص س���يتوافر الدليل الذي‬ ‫اعتمدت عليه يف الوصفة‪.‬‬ ‫وق���د مجع���ت املؤلف���ة الوصف���ات وف���ق أصنافها‪:‬‬ ‫اخلب���ز‪ ،‬احلب���وب‪ ،‬األلب���ان‪ ،‬اللح���وم‪ ،‬الطي���ور‪،‬‬ ‫واألمس���اك واخلض���ر والتواب���ل واملطيب���ات‬ ‫واملعجن���ات واحللوي���ات واألش���ربة‪ ،‬م���ع بع���ض‬ ‫املقرتحات اخلاصة بتجميع الوجبة‪.‬‬ ‫وبالرغ���م م���ن أن الكت���اب مكت���وب للمطاب���خ‬ ‫احلديثة ـ حبس���ب املؤلفة ـ فق���د اقرتحت املؤلفة‬ ‫تقنيات الطبخ وأدواته���ا لتقليد الطرق القدمية‪،‬‬ ‫حيثم���ا أمكن ذلك عمليا‪ .‬وتوف���ر املالحق معجما‬ ‫ينطوي على بعض البديالت املقرتحة للمكونات‬ ‫غ�ي�ر املتوف���رة وكذلك ملصادر تنظي���م األطعمة‬ ‫للمكونات غري االعتيادية‪.‬‬ ‫ينقس���م الكتاب إىل مقدمة وأربعة فصول األول‬ ‫ب�ل�اد الرافدين‪ ،‬والثاني مص���ر القدمية‪ ،‬والثالث‬ ‫بالد اإلغريق والرابع روما القدمية‪ ،‬تقدم املؤلفة‬ ‫يف كل منه���ا وصفات ألهم األطباق‪ ،‬يف األول ما‬ ‫يق���رب م���ن ‪ 40‬صنف���ا‪ ،‬ويف الثان���ي م���ا يزيد ‪70‬‬ ‫صنف���ا‪ ،‬ويف الثالث ‪ 130‬صنف���ا‪ ،‬ويف الرابع ‪207‬‬ ‫أصناف‪.‬‬ ‫وتشري املؤلفة إىل أنه برغم من أن بالد الرافدين‬ ‫كانت خليطا من اجملموعات العرقية فإن األدلة‬ ‫املكتوبة تش�ي�ر إل���ي أن الش���عوب املختلفة كانت‬ ‫تش�ت�رك بكث�ي�ر من ع���ادات الطع���ام‪ ،‬و"ق���د ابتكر‬ ‫السومريون الكتابة املسمارية زهاء عام ‪ 3100‬ق‪.‬‬ ‫م وانتشر النظام الكتابي املسماري يف جمموعات‬ ‫بالد الرافدين األخرى لتدون به لغاتها‪ ،‬وحبلول‬ ‫الع���ام ‪ 1900‬ق‪ .‬م مج���ع البابلي���ون م���ا يزيد عن‬ ‫‪ 800‬مصطل���ح خ���اص بالطع���ام والش���راب يف‬ ‫اللغتني الس���ومرية واألكدي���ة "اللغة اليت كان‬ ‫ينطقها البابليون" باس���تخدام الكتابة املس���مارية‬ ‫املش�ت�ركة‪ ،‬ويتمث���ل واحد من أك�ب�ر األصناف‬ ‫يف األطعمة املطبوخة يف الس���وائل‪ ،‬وليس���ت هذه‬ ‫س���وى أمس���اء ال تتواف���ر عنه���ا تفاصي���ل طهوية‬ ‫غري أن العدد األكرب م���ن املصطلحات املطبخية‬ ‫يوحي ب���أن نظام طبخ معقد قد انتش���ر يف عموم‬

‫عروض كتب ‪/‬حممد احلمامصي‬ ‫جمموعات بالد الرافدين املختلفة"‪.‬‬ ‫وتلفت إىل تطور معدات الطبخ يف بالد الرافدين‬ ‫أيضا مبا يسمح بأصناف معقدة من الطهو حيث‬ ‫"ط���ور الس���ومريون يف حقب ما قب���ل التاريخ (أي‬ ‫حق���ب ما قب���ل الكتاب���ة) أفران حجري���ة ميكنهم‬ ‫فيه���ا أن خيبزوا أرغفة اخلب���ز وتبعتهم بعد ذلك‬ ‫أف���ران الطابوق املفخ���ور زهاء ع���ام ‪ 2500‬ق‪ .‬م‪،‬‬ ‫وكان بعضه���ا مصمما حبيث تكون فيها مناطق‬

‫مس���طحة ميكنها استيعاب قدر الطهي أو الشواء‪،‬‬ ‫وهي قدر مصنوعة إما من الفخار أو الربونز‪ ،‬مبا‬ ‫يس���مح باس���تخدام كاف للوق���ود‪ ،‬وكان الطبخ‬ ‫يع���د فن���ا‪ ،‬وأض���اف األكادي���ون على الش���خص‬ ‫املس���ؤول ع���ن املطبخ لقب تش���ريف ه���و مبنو أي‬ ‫املزين أو املنمق"‪.‬‬ ‫وح���ول عالق���ة الطب���خ بالطبق���ة االجتماعي���ة‬ ‫تكش���ف املؤلفة عن أن النخ���ب احلضرية يف بالد‬ ‫الرافدي���ن كان���ت تتن���اول أرب���ع وجب���ات يوميا‪:‬‬ ‫وجبتني رئيسيتني إحداهما يف الصباح واألخرى‬ ‫م���ع الغروب‪ ،‬م���ع وجبتني خفيفت�ي�ن‪ ،‬أما العمال‬ ‫وخباص���ة الفالح�ي�ن يف احلق���ول ف�ل�ا يتناولون‬ ‫س���وى وجبتني‪ ،‬و"يس���تضيف امللوك الوالئم ليال‪،‬‬ ‫وهي متتاز برتف أكرب بس���بب املش���اعل الثمينة‬ ‫واملصابي���ح الزيتية اليت تض���يء االحتفال‪ ،‬ويبدأ‬ ‫العش���اء الرمسي وينتهي بغس���ل اليدين‪ ،‬ويدهن‬ ‫الضي���وف بزيت معطر ويش���عل البخ���ور‪ ،‬وكان‬ ‫ضي���وف الوالئ���م الرمسي���ة خيضع���ون لرتتي���ب‬ ‫هرم���ي ص���ارم وجيلس���ون يف أماكن خمصصة‬ ‫لكل منه���م حبس���ب الوظيفة أو األص���ل العرقي‬ ‫أو املكان���ة يف الب�ل�اط‪ ،‬وكان مبثاب���ة إهانة اتهام‬ ‫ضيف من الضيوف باألكل والش���رب مع اخلدم‬ ‫أو رف���ض املش���اركة يف الطعام‪ ،‬وكانت النس���اء‬ ‫حتض���ر أحيان���ا املوائ���د وجتل���س عل���ى املقاعد أو‬ ‫يف الكراس���ي‪ ،‬ويف األلفي���ة األوىل صار يضطجع‬ ‫الرجال األثرياء‪.‬‬ ‫وتض���رب املؤلف���ة مث�ل�ا بوجب���ة عمالق���ة تل���ك‬ ‫ال�ت�ي أومله���ا امللك األش���وري ناصر ب���ال عام ‪879‬‬ ‫ق‪.‬م احتف���ا ًء بتجدي���د مدين���ة كلخ���و واختاذها‬ ‫عاصمته العس���كرية‪ ،‬حيث أقام احتفاال باألكل‬ ‫والش���رب ملدة عشرة أيام‪ ،‬وقد س���جلت األطعمة‬ ‫ال�ت�ي اس���تهلكت عل���ى مس���لة عث���ر عليه���ا يف‬ ‫التنقيب���ات األثرية ع���ام ‪ 1951‬ووفقا ملا يذكره‬ ‫النق���ش أطع���م امللك األش���وري ع���ددا مذهال من‬ ‫الن���اس بل���غ تعداده���م ‪ 69574‬نفرا م���ن العمال‬ ‫وأس���رى احلرب و‪ 5000‬من الضيوف من وجهاء‬ ‫املناطق اليت غزاها‪ ،‬و‪ 16‬ألفا من السكان احملليني‬ ‫و‪ 1500‬م���ن موظفي القصر‪ ،‬ومن بني األطعمة‬ ‫املقدمة‪:‬‬ ‫‪ 1000‬ثور علفه الشعري‬ ‫‪ 200‬ثور و‪ 1000‬من األبقار الصغرية‬

‫‪ 1000‬من األغنام الصغرية‬ ‫‪ 14000‬من األغنام االعتيادية‬ ‫‪ 1000‬من األغنام املسمنة‬ ‫‪ 1000‬محل‬ ‫‪ 500‬من الظباء والغزالن‬ ‫وص���ف ال ينته���ي م���ن الب���ط والدج���اج واليم���ام‬ ‫واحلمام والطيور الصغرية وأنواع أخرى مل تفك‬ ‫شفرتها يف الكتابة املسمارية األصلية‬ ‫‪ 10000‬بيضة‬ ‫‪ 10000‬مسكة "دون حتديد النوعية"‬ ‫‪ 10000‬جرادة "مشدودة بسيخ"‬ ‫وت���رى املؤلف���ة أن���ه من���ذ أزمنة م���ا قب���ل التاريخ‬ ‫تأث���رت األطعم���ة املصري���ة بالع���امل اخلارج���ي‪،‬‬ ‫فاحلبوب املصرية األساس���ية والشعري واحلنطة‬ ‫النش���وية ظهرت يف الش���رق األدن���ى‪ ،‬وكثري من‬ ‫الوصف���ات اخلاصة ببالد الرافدي���ن رمبا كانت‬ ‫معروف���ة أيض���ا يف املطاب���خ املصري���ة "عل���ى أن‬ ‫ع���ادات الطعام املصرية كان���ت تتميز عن عادات‬ ‫تناول الطعام يف بالد الرافدين‪ ،‬والس���يما تأكيد‬ ‫املصريني على حلوم األبقار واس���تعماهلم العسل‬ ‫وبع���ض الفواك���ه واخلض���ر اليت ينف���ردون بها‪،‬‬ ‫وغري اإلغريق طرق األكل املصرية بتأكيدهم‬ ‫الزراعة الواسعة لقمح اخلبز وبتقدميهم تقنيات‬ ‫ري جدي���دة‪ ،‬فحول���وا ع���ادات الطع���ام املصري���ة‬ ‫وقربوها من عادات الطعام يف العامل اهللنسيت‪.‬‬ ‫وخالف���ا لب�ل�اد الرافدي���ن ومص���ر ف���إن األدب‬ ‫املطبخ���ي اإلغريق���ي زاخ���ر وغزي���ر "فق���د ابتكر‬ ‫اإلغري���ق فن الكتاب���ة التذوقي���ة‪ ،‬ومل يتعبوا أبدا‬ ‫من مناقش���ة األطعمة وشؤون الطبخ من منظور‬ ‫نقدي‪ ،‬وكلم���ة "فن التذوق" جتمع بني جذرين‬ ‫إغريقي�ي�ن يعنيان "املع���دة" و"القوانني" ويف اللغة‬ ‫اإلجنليزي���ة احلديثة‪ ،‬ي���رد الت���ذوق بوصفه فن‬ ‫األكل اجلي���د وعلم���ه‪ ،‬مما يش���ف ع���ن التقدير‬ ‫اإلغريق���ي اخل���رايف للطه���و الفاخ���ر‪ ،‬وحبل���ول‬ ‫الق���رن اخلام���س ق‪ .‬م‪ ،‬رب���ط اإلغري���ق الطع���ام‬ ‫بالط���ب يف مق���االت تعليمية وكتب���وا كتبا عن‬ ‫الطبيخ‪ ،‬وصلتنا ش���ذرات منها‪ ،‬وأوجدوا مدارس‬ ‫يف الطب���خ‪ ،‬بل س���خروا من الطباخ�ي�ن املخادعني‬ ‫وصوروه���م كش���خصيات بليدة يف املس���رحيات‬ ‫امللهاوية اإلغريقية"‪.‬‬ ‫وتلف���ت املؤلفة إىل أن البنى األساس���ية للوجبات‬ ‫يف ب�ل�اد اإلغري���ق القدمية كان���ت ترتكز على‬ ‫احلبوب األساسية اليت جتملها األطباق اجلانبية‬ ‫وه���ي األطب���اق الثانوي���ة أو املقب�ل�ات احملض���رة‬ ‫م���ن اللح���وم واألمس���اك واخلض���ر والفواك���ه‬ ‫والبقول واأللبان‪ ،‬ويف العصر الكالسيكي كانت‬ ‫الوجبات الرمسية تؤكل عموما من دون مخور‪،‬‬ ‫تظه���ر اخلم���رة يف الوليم���ة أي حفل���ة الش���راب‬ ‫بع���د اكتم���ال وجب���ة األكل الرئيس���ية‪ ،‬ومتتد‬ ‫الوليم���ة من مناقش���ة موضوع تأمل���ي إىل نوبات‬ ‫الشرب املعربدة اليت تنتهي باملوسيقيني واأللعاب‬ ‫االحتفالي���ة واحملظي���ات والس���لوك الش���ائن‪ ،‬أما‬ ‫الوجب���ات غ�ي�ر الرمسي���ة فق���د تض���م اخلم���رة‪،‬‬ ‫ومتي���ل املآدب واالحتف���االت العامة إىل أن تعزهلا‬ ‫اجلنوس���ة‪ ،‬يتمدد الرج���ال البالغون بينما جيلس‬ ‫الصبي���ان والرج���ال األق���ل منزل���ة يف احلض���ور‪،‬‬ ‫ويتناول���ون تلك األطعم���ة اليت خيت���ار إعطاءها‬ ‫هل���م الذك���ور الكب���ار‪ ،‬وكان يطلق عل���ى هؤالء‬ ‫املتواكلني اسم "الطفيليني"‪ ،‬ويقدم األكل على‬ ‫موائد صغرية يشرتك يف أكثرها اثنان أو ثالثة‬ ‫آكلني‪ ،‬وتستخدم السكاكني واملالعق‪ ،‬وكانت‬ ‫اجلفان واألوعية وأدوات الش���رب الفردية تصنع‬ ‫م���ن الط�ي�ن أو املع���ادن كالفض���ة أو الذه���ب أو‬ ‫الربونز‪.‬‬ ‫الكتاب صدر عن مشروع "كلمة" أحد مشروعات‬ ‫هيئة أبوظيب للس���ياحة والثقاف���ة‪ ،‬وقد نقله إىل‬ ‫العربية املرتجم العراقي املقيم بإس�ت�راليا س���عيد‬ ‫الغامن���ي‪ ،‬وال���ذي له أكثر من أربع�ي�ن كتابا ما‬ ‫بني مرتجم ومؤلف‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ -‬ميدل ايست أونالين‬


‫‪12‬‬

‫سبتمبر ‪1 /‬‬ ‫الثانية ( ‪72‬‬ ‫الثانية العدد‬ ‫‪)2012)2012‬‬ ‫أكتوبرأكتوبر‬ ‫سبتمبر ‪1 /‬‬ ‫العدد )( (‪ )2572‬ـ( ‪ 25‬ـ‬ ‫السنة السنة‬

‫بنغازي ‪ 17 :‬فرباير ‪2011‬‬

‫مجعة إنقــــــ‬

‫((إنقاذ بنغازي))‬ ‫كما أش���علت الثورة لتس���قط نظ���ام الدكتاتور‬ ‫املقب���ور كانت بنغازي مس���اء اجلمعة املاضي مع‬ ‫موعد أخر من اجل إنق���اذ بنغازي وبالتالي إنقاذ‬ ‫الث���ورة حي���ث أثبت���ت أنها عاصم���ة الث���ورة بكل‬ ‫ج���دارة وقلب ليبيا الناب���ض حيث بدأ التجمع يف‬ ‫س���احة تيبس�ت�ي الس���اعة ‪ 5:00‬مس���اء وانطلقت‬ ‫احلش���ود الغف�ي�رة إىل س���احة الش���هداء "الكيش"‬ ‫لالعتص���ام ال���ذي ش���ارك فيه ن���واب بنغ���ازي يف‬ ‫املؤمت���ر الوطين ص���احل جع���ودة و إبراهيم صهد‬ ‫و س���ليمان زوب���ي وأمحد لنقي وع�ل�اء املقريف‬ ‫وعن���د وص���ول املتظاهري���ن اىل هن���اك مت قراءة‬ ‫البيان الذي جاء فيه‪:‬‬ ‫((بيان إنقاذ بنغازي ))‬ ‫تداع���ى أهال���ي بنغازي م���ن مؤسس���ات اجملتمع‬ ‫املدن���ي واألح���زاب السياس���ية واملس���تقلني ‪..‬هذه‬ ‫اجلمع���ة اليت تبلورت يف مطالب أربعة ال خامس‬ ‫هلا ‪...‬‬ ‫وبه���ذا أفصح���ت مظاه���رة إنق���اذ بنغ���ازي ع���ن‬ ‫حمتواه���ا وهدفه���ا النبي���ل ب���دون إقص���اء ألحد‬ ‫وإميان���ا من منظم���ي املظاهرة ب���ان بنغازي قلب‬ ‫الث���ورة النابض وبوصلة تصحيح مس���ارها نأمل‬ ‫مم���ن دق���وا أول مس���مار يف نع���ش الدكتاتور أن‬ ‫يلتفوا حول املطالب األربعة ويكونوا يف املوعد ‪...‬‬ ‫ولننقذ معا ثورتنا ومدينتنا ‪...‬‬ ‫لس���نا ضد أي تش���كيل وال ضد أي شخص بعينه‬ ‫‪ ..‬لدين���ا أربع���ة مطال���ب ال خام���س هل���ا ‪ ..‬بلدن���ا‬ ‫ومدينتن���ا حيتض���ران وما كان احل���دث األخري‬ ‫إال الش���عرة اليت قصمت ظهر البعري بعد تراكم‬

‫ميادين خاص ‪:‬‬ ‫بنغازي –درنة –الزاوية –‬ ‫طرابلس‬ ‫ع���دة أش���ياء قبلها‪ ..‬س���ببه الفراغ األم�ن�ي وحدود‬ ‫مهددة وس�ل�اح يف أي���دي عابثه وقتلى م���ن أبناء‬ ‫شعبنا كل فرتة ‪!!..‬‬ ‫‪1‬مطالبة املؤمتر الوطين فورا بإصدار تش���ريع‬‫جيرم التشكيالت املسلحة ويقنن محل السالح‬ ‫‪2‬س���حب مجي���ع االختصاص���ات املمنوحة ألي‬‫تشكيل مسلح‪!!...‬‬ ‫‪3‬إخالء مجيع املباني واملنش���آت التابعة للدولة‬‫من كافة التشكيالت املسلحة‪..‬‬ ‫‪4‬تفعيل دور اجليش والش���رطة وتوفري الدعم‬‫الكامل هلما ‪...‬‬

‫وقد تواجد أفراد كتيبة أنصار الشريعة بساحة‬ ‫الكيش مكان االعتصام الذي دعت إليه مؤسسات‬ ‫اجملتمع املدني وش���كلوا جتمعا لوحدهم خمالفا‬ ‫ملظاه���رة مجع���ة إنق���اذ بنغ���ازي وعق���ب انته���اء‬ ‫االعتص���ام وع���ودة العائ�ل�ات واملش���اركني إىل‬ ‫بيوته���م ويف طريق الع���ودة جنح بعض الش���باب‬ ‫م���ن املتظاهرين مبهامجة مقرات كتيبة أنصار‬ ‫الش���ريعة واقتحامه���ا وإش���عال الن�ي�ران يف اح���د‬ ‫املبان���ي التابع���ة هل���ا واملتواجدة يف مق���ر كتيبة‬ ‫الفضيل بوعمر اليت انس���حبت وأخلت املكان غري‬ ‫أن املتظاهرين هامجوا مقرات درع ليبيا وكتيبة‬ ‫‪ 17‬فرباير ومقر كتيبة راف اهلل السحاتي اليت‬ ‫أطلق���ت الرصاص على املتظاهرين مما أوقع‪36‬‬ ‫جرحي���أ منهم علي مفتاح الرمل���ي املصور بقناة‬ ‫بنغازي الفضائية وسقوط ‪ 6‬قتلى ‪.‬‬ ‫وعق���ب ه���ذه األح���داث ق���ال الدكت���ور حمم���د‬ ‫املقري���ف رئي���س املؤمت���ر الوط�ن�ي لق���د تابعن���ا‬ ‫باهتمام ش���ديد املظاهرات احلاشدة اليت شهدتها‬ ‫بنغ���ازي إن مظاه���رة إنق���اذ بنغ���ازي جنحت يف‬ ‫إجالء وحل الكتائب الغري شرعية وقد طلبت من‬ ‫املتظاهري���ن بعدم اهلج���وم على ق���وات درع ليبيا‬ ‫وكتيبة راف اهلل الس���حاتي وكتيبة ‪ 17‬فرباير‬ ‫ألنه���ا تتبع وزارة الدفاع وطلبن���ا من املتظاهرين‬ ‫التزام اهلدوء واحلكمة والعودة إىل بيوتهم لعدم‬ ‫ج���ر الب�ل�اد لوضع ق���د يس���تغله أعداء ث���ورة ‪17‬‬ ‫فرباير ‪.‬‬ ‫الدكت���ور مصطفى ابوش���اقور رئي���س احلكومة‬ ‫املقبل���ة ‪:‬قال حن���ن مع املظاهرات الس���لمية وحل‬ ‫الكتائ���ب املس���لحة خ���ارج الش���رعية أم���ا اهلجوم‬

‫على قوات درع ليبيا وكتيبة راف اهلل الس���حاتي‬ ‫املنضم���ة ل���وزارة الدف���اع وهي تعمل م���ع الدولة‬ ‫وجيب أال تتحول هذه املس�ي�رات السلمية لضرب‬ ‫مص���احل الب�ل�اد وامللف األم�ن�ي هو م���ن أولوياتي‬ ‫كرئي���س حكومة ق���ادم وأود التذك�ي�ر أني إىل‬ ‫اآلن لس���ت رئيس���ا للحكومة ومل أعط أية أوامر‬ ‫للهجوم عل���ى مقرات الكتائب لق���د خرجت هذه‬ ‫املظاهرة عن هدفها ‪.‬‬

‫يوسف املنقوش‬ ‫الل���واء يوس���ف املنق���وش رئي���س أركان اجليش‬ ‫اللييب ‪:‬أك���د أن رئاس���ة األركان دعمت مجعة‬ ‫إنق���اذ بنغ���ازي وحرصت عل���ى س���لميتها ولكننا‬ ‫نعتق���د أن املظاه���رة احنرف���ت عن مس���ارها ومت‬ ‫اخرتاقه���ا حيث مت اهلجوم عل���ى كتيبة راف اهلل‬ ‫الس���حاتي وقوات درع ليبي���ا وكتيبة ‪ 17‬فرباير‬

‫مصطف‬


‫‪)2012‬‬ ‫سبتمبر(‪1 /‬‬ ‫‪( )( 72‬‬ ‫الثانية (‬ ‫الثانية العدد‬ ‫‪)2012)2012‬‬ ‫يوليو‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪59‬‬‫الثانية‬ ‫السنة‬ ‫أكتوبرأكتوبر‬ ‫سبتمبر ـ‪1 /‬‬ ‫العدد‪ 25‬ـ‬ ‫‪ 25‬ـ(‬ ‫‪) 72‬‬ ‫العدد‬ ‫السنةالسنة‬

‫‪13‬‬

‫‪ 2‬م ـــ ‪21‬سبتمرب ‪ 2012‬م‬

‫ـــــــاذ الثورة‬

‫وه���ي تتب���ع رئاس���ة األركان حن���ن م���ع حرية‬ ‫التعب�ي�ر عن ال���رأي ولكننا ض���د الفوضى اليت قد‬ ‫تستغل من أطراف أخرى‬ ‫((درنة تنحاز للدولة ))‬ ‫يف درن���ة مل يك���ن املش���هد خمتلف���ا فق���د كان���ت‬ ‫الكلمات والش���عارات تعرب عن اس���تياء واستهجان‬ ‫املواطن�ي�ن من غي���اب أجهزة األمن من الش���رطة‬

‫فى ابوشاقور‬

‫حممد املقريف‬ ‫واجلي���ش الوط�ن�ي وتراخ���ي احلكوم���ة يف بن���اء‬ ‫األجه���زة األمني���ة الوطني���ة ووج���ود كتائ���ب‬ ‫مس���لحة تعم���ل كجه���از ام�ن�ي لك���ن يف نف���س‬ ‫الوقت تعلن أنها غري مس���ؤولة عن تدهور الوضع‬ ‫األمين و ال احد يس���تطيع حماسبتها أو مراقبتها‬ ‫وق���د حدث���ت مش���ادة كالمية عل���ى املنصة بني‬ ‫املنظم�ي�ن وجمموع���ة م���ن ش���باب اجلماع���ات‬ ‫الس���لفية وصل���ت ح���د الع���راك أدت إىل خ���روج‬

‫اجلماعات الس���لفية من ساحة االعتصام والسري‬ ‫لوحدهم يف مظاهرة جابت ش���وارع املدينة بينما‬ ‫واصل املعتصمون اعتصامهم وسط حضور نواب‬ ‫درنة يف املؤمتر الوطين ‪.‬‬ ‫درن���ة ال�ت�ي كان���ت دائم���ا تتم���رد عل���ى الدولة‬ ‫فخالل سنوات احلكم امللكي كانت مدينة ثورية‬ ‫ب���كل ما تعني���ه الكلمة وكانت حكوم���ات اململكة‬ ‫حت���اول ع���دم االحتكاك بش���بابها وش���هدت درنة‬ ‫العدي���د من املظاه���رات أهمها مظاه���رة ‪1956‬م‬ ‫اليت اضطرت احلكومة إىل نقل معس���كر اجليش‬ ‫الربيطاني إىل طربق ليأتي حكم املقبور القذايف‬ ‫ويتك���رر املش���هد يف درنة س���نة ‪1970‬م وتندلع‬ ‫مواجهات بني شباب درنة وجيش القذايف أسفرت‬ ‫هي األخرى عن نقل تلك الكتيبة إىل خارج درنة‬ ‫أما اليوم وبعد الثورة زاد يقني الش���ارع الدرناوي‬ ‫أن ثورة ‪ 17‬فرباير قام���ت من اجل إقامة الدولة‬ ‫ومؤسس���اتها ال�ت�ي افتقدوه���ا طيلة حك���م املقبور‬ ‫الق���ذايف وان أبناءه���م الذين استش���هدوا يف كل‬ ‫م���دن وق���رى ليبي���ا قدم���وا أنفس���هم ألج���ل بناء‬ ‫الدول���ة وليس من اج���ل الفوضى فكانت س���احة‬ ‫مسجد الصحابة هي األخرى تشتعل غضبا على‬ ‫احنراف الثورة عن مس���ارها وانكش���اف مسلس���ل‬ ‫إفش���ال بن���اء الدول���ة فدرن���ة إىل اآلن ليس فيها‬ ‫ش���رطة وال جيش وطين وال قض���اء فعال وغياب‬ ‫كام���ل هليب���ة الدولة وكم���ا بنغ���ازي والزاوية‬ ‫كانت درن���ة هي األخرى يف املوعد ورفعت نفس‬ ‫املطالب اليت رفعها إخوتهم يف بنغازي والزاوية ‪.‬‬ ‫وق���د وصل عدد من أعضاء املؤمت���ر الوطين العام‬ ‫ملدينة درنة خالل األسبوع املاضي وذلك للوقوف‬ ‫عل���ى مطال���ب املعتصمني مبي���دان الصحابة بعد‬

‫اعتصام ألهالي املدينة للمطالبة باألمن واألمان‬ ‫واجتم���ع أعضاء املؤمتر م���ع املعتصمني واجمللس‬ ‫احملل���ي ملناقش���ة املش���اكل األمني���ة ال�ت�ي تواجه‬ ‫املدينة مع املعتصمني وقد أوضح عدد من أعضاء‬ ‫املؤمتر أنهم س���وف يعرضون مطالب املعتصمني‬ ‫عل���ى املؤمتر الوطين العام إلجياد حلول س���ريعة‬ ‫هلذه املطالب‬ ‫وأوضحت األستاذة ابتسام استيتة عضو باملؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي العام ع���ن حتالف الق���وى الوطنية وهي‬ ‫م���ن مدينة درن���ة بأنها كانت عل���ي تواصل دائم‬ ‫مع الش���باب املنظمني لالعتص���ام وقامت بتوزيع‬ ‫بي���ان التظاهرة داخل املؤمت���ر الوطين علي ‪200‬‬ ‫عض���و وطالبت بتش���كيل وفد من أعض���اء املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي لزي���ارة املدين���ة واالطالع عل���ي أحواهلا‬ ‫ومعرفه مطالب املواطنني لوضع اخلطة األمنية‬ ‫حت���ى يت���م تنفي���ذ خطواته���ا عل���ي ارض الواق���ع‬ ‫؛ وأك���دت األس���تاذة ابتس���ام اس���تيتة انه س���يتم‬ ‫االجتماع باجمللس احمللي درنة و اللجنة املنظمة‬ ‫لالعتصام ومؤسسات اجملتمع املدني لوضع خطه‬ ‫أمنيه وسيعمل أعضاء املؤمتر الوطين علي وضع‬ ‫هذه اخلط���ة موضع التنفيذ وأضافت انه س���يتم‬ ‫ختصيص جلس���ة ليقدم األعضاء تقريرهم عن‬ ‫زيارتهم ملدينة درنة ومناقش���تهم للوضع األمين‬ ‫ومعرف���ة احللول اليت متت مناقش���تها مع أهالي‬ ‫املدينة‪.‬‬ ‫((الزاوية يف املوعد ))‬ ‫كم���ا يف بداي���ة ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر خ���رج أهال���ي‬ ‫مدين���ة الزاوية يهتف���ون متوت الزاوي���ة لتعيش‬ ‫بنغازي رغم وجود اكرب قوة عس���كرية للمقبور‬ ‫عل���ى مش���ارف مدينته���م واألموال ال�ت�ي عرضها‬

‫عليه���م املقب���ور إال أنهم اخت���اروا بنغ���ازي واملوت‬ ‫بش���رف وكان���ت بط���والت أبن���اء الزاوي���ة س���ببا‬ ‫رئيسياً فى جناح الثورة و حتى عندما احتدمت‬ ‫اخلالف���ات السياس���ية ح���ول مقاع���د االنتخابات‬ ‫ظه���رت الزاوية مرة أخرى لتعطي لنا درس���ا يف‬ ‫كيف تكون التضحية من اجل مصلحة الوطن‬ ‫الي���وم عاصم���ة الث���ورة يف خط���ر فم���ن س���يكون‬ ‫يف جانبه���ا ؟؟ بالطب���ع كان���ت الزاوي���ة يف املوعد‬ ‫وخرجت ه���ي األخرى نص���رة لبنغ���ازي وإلنقاذ‬ ‫الث���ورة فق���د جتم���ع اآلالف من أبن���اء الزاوية يف‬ ‫ميدان الش���هداء حاملني نفس املطالب اليت رفعها‬ ‫إخوته���م يف بنغ���ازي الميكن للمش���اهد أن ينقل‬ ‫الوص���ف والش���عور احلقيق���ي للمش���هد غ�ي�ر أن‬ ‫احلقيقة الوحيدة ال�ت�ي جتدها أمامك أن مدينة‬ ‫الزاوية جبدارة هي مدرسة الوطنية ‪.‬‬ ‫((طرابلس تتضامن مع بنغازي ))‬ ‫تضامناً مع مجعة إنقاذ بنغازي و مبناس���بة اليوم‬ ‫الدولي للسالم‪ ,‬وتأكيدا للعامل أن الشعب اللييب‬ ‫ش���عب مس���امل يطمح للعيش يف أمان و استقرار‪,‬‬ ‫و تك���ون لليبيا بصمتها يف مس���تقبل الس�ل�ام بني‬ ‫دول العامل ش���هدت العاصم���ة طرابلس مظاهرة‬ ‫كب�ي�رة انطلق���ت الس���اعة ‪ 5:30‬م���ن حديق���ة‬ ‫طريق الشط و اجتهت حنو ميدان اجلزائر ‪.‬‬ ‫وقال���ت الناش���طة خدجي���ة ب���ن عل���ي إح���دى‬ ‫املش���رفات على املظاهرة لن يكون هناك سالم إال‬ ‫بدولة القانون و األمن و االستقرار و هلذا السبب‬ ‫نقف مع إخوتنا يف بنغازي لتحقيق هذه املطالب‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫ما تيسر من سرية حممد يوسف املقريف‬ ‫رئيس املؤمتر الوطين العام‬

‫احللقة السادسة‬

‫ميادين ‪ :‬هذا احلوار مع الدكتور حممد املقريف مل ينته بعد ‪ ،‬لكنه توقف عند هذا احلد نتيجة لظروف‬ ‫عدة‪ ،‬وهو على أي حال تناول مرحلة ما قبل انضوائه يف املعارضة الليبية يف اخلارج ‪ .‬اذا احلوار أضاء أهم‬ ‫مالمح ما قبل هذا التحول اىل املعارضة ‪ ،‬نأمل أن تتاح الفرصة لنا وله كي نكمل بقية املشوار ‪.‬‬ ‫التأميمات كانت مرحلة خشيتها‬

‫يف هذه األثناء مش���ت االمور عل���ى هذا النحو‬ ‫‪ ،‬يف نقط���ة مهم���ة خش���يتها‪ ،‬كانت خطرية‬ ‫‪،‬يف ‪ ،1975‬نتيج���ة التأميم���ات أصبح���ت‬ ‫تتبع الش���ركات العامة حس���ب قانون ديوان‬ ‫احملاس���بة حبك���م أن الدول���ة اصبحت متلك‬ ‫م���ا يزيد عل���ى ‪ 25%‬من املؤسس���ات توكلت‬ ‫على اهلل ‪ ،‬مش���يت لربيطاني���ا واعلنا ان ديوان‬ ‫احملاس���بة حيت���اج ملراجع�ي�ن حس���ابات م���ن‬ ‫مستوى معني ‪ ،‬وجبت معي مراجعني حوالي‬ ‫أكثر من عش���رة ل���كل القطاع���ات‪ ،‬يراجعوا‬ ‫حس���ابات الش���ركات النفطية ‪ ،‬كنا وصلنا‬ ‫يف حس���ابات اجلي���ش ‪ ،‬والش���ركات العام���ة‬ ‫‪ ،‬والش���ركات النفطي���ة ‪ ،‬ويف نف���س الوق���ت‬ ‫كن���ا نع���دوا يف تقري���ر عن القط���اع املصريف‬ ‫والتس���هيالت اإلئتمانية ال�ت�ي كانت تعطى‬ ‫بدون اية ضمانات أو ضوابط كانت كفيلة‬ ‫ب���أن تفل���س بالنظ���ام واخ���ذ بضم���ان عق���ود‬ ‫التنمية ‪.‬‬

‫وطلع هتاف ‪ :‬الشعب يطالب باالعدام‬

‫معمر كان ‪ ...‬واخذ اىل ‪ 52‬مليون ‪ ،‬واملوضوع‬ ‫كان متفج���ر‪ ،‬يف نوفم�ب�ر ‪ 76‬صارمؤمت���ر‬ ‫الش���عب العام بعد احلرك���ة الطالبية‪ ،‬بدوا‬ ‫حيضروا الص���ف االول ‪ ،‬نتفكر واقف حممد‬ ‫عل���ي الكاديك���ي! وبع���ض الضب���اط كان���وا‬ ‫جايبينهم هكي ‪،‬وبدت احملاضرة وطلع هتاف‬

‫‪ :‬الشعب يطالب باالعدام ‪ ،‬كنت جالس مش‬ ‫بعي���د ع���ن الق���ذايف ‪ ،‬كان تصفي���ق عال���ي ‪،‬‬ ‫اعتقد كنت الشخص الوحيد الذي مل يرفع‬ ‫يدي���ه بالتصفيق ‪ ،‬بعد ذلك املش���هد هذا اليوم‬ ‫حصلت جلس���ة سرية ‪ُ ،‬طلب ان ال ادعى اليها‬ ‫رغم انها تتعلق بنا مبا اجنز ديوان احملاسبة ‪،‬‬ ‫مسعت فيما بعد انها ردة فعل مباشرة ضدي‬ ‫‪ ،‬بع���د ب���دأ يف س���حب موظف���ي الدي���وان من‬ ‫املصريني بعد اعالن سلطة الشعب ‪ ،‬كنت يف‬ ‫بنغازي و القى القذايف خطابه يف ترهونه ‪77‬‬ ‫اعتق���د ‪ ،‬ذلك اخلطاب ان���ا مل ادعى اليه ‪ ،‬قال‬ ‫ان املؤمت���رات االن ستحاس���ب احلكوم���ة بتاع‬ ‫عبد العاطي العبيدي كان يرأسها ‪ ،‬يف ضوء‬ ‫التقاري���ر الواردة من ديوان احملاس���بة ‪،‬تقرير‬ ‫متن���وع ومطول جيي الف صفحة فيها الغث‬ ‫وفيها السمني‪ ،‬فيه حاجات تفصيلية بسيطة كنت يف بنغازي حني اعدامات ‪77‬‬ ‫ال تس���اوي ش���يء وفيه أش���ياء خط�ي�رة تعين يف تعرجي���ة عل���ى اعدام���ات ‪ 77‬كن���ت يف‬ ‫الكثري ومهم���ة‪ ،‬وهي ليس���ت مكيفة لغرض بنغازي ملا صارت اعدامات العس���كريني كان‬ ‫تعرض يف وقتها على املؤمتر ‪.‬‬ ‫يوم عاصف وكنت مع اصدقاء يف زردة واهلل‬ ‫ال شعوريا كنت متكدر جدا وقطعنا الزردة ‪،‬‬ ‫اثناء ذلك اجلو اخلانق كتب صحفي مقاال يف الرجعة قلت للسائق ‪ :‬تكي بي على اجلبانه‬ ‫‪،‬كان عندي ج���دي مدفون قربه جبانب قرب‬ ‫غري عادي‬ ‫هن���اك صحف���ي نس���يت امس���ه كت���ب مقال عم���ر املخت���ار‪ ،‬مش���يت قريت الفاحت���ة على‬ ‫جيد اثناء ذلك اجلو اخلانق كتب مقال غري روح���ه ‪ ،‬رد الفع���ل ه���ذا ش���ن يعين بالنس���بة‬ ‫عادي املهم جئت طرابلس وقابلت السيد طه ل���ي ال اعلم‪ ،‬ص���ارت االعدامات ‪ :‬خم���زوم ‪....‬‬ ‫‪،‬وباملناس���بة انه طه الش���ريف بن عامر كان ومش���يت لطرابلس ي���وم ‪ ، 7‬امله���م اتفكر وانا‬ ‫ممك���ن يكون اه���م م���ن خي���دم البالد‪،‬فقدته اع���د قبلها ل�ت�رك كل ش���يء ‪ ،‬كنت تعرفت‬ ‫الب�ل�اد ‪ ،‬قل���ت له ص���ار كذا وك���ذا ‪ ،‬قال لي عن طريق امساعيل تعرفت على الس���يد عبد‬ ‫مش���ي االم���ور توا لي���س هناك من ح���ل‪ ،‬قلت‬ ‫ل���ه عندي ملخص نيب نبعثه لك تراجعه فيه‬ ‫العناص���ر الضروري���ة كلم���ت اخون���ا عطية‬ ‫مح���وش كان وكي���ل الدي���وان ان���ا توكلت‬ ‫عل���ى اهلل وق���ررت الس���فر‪ ،‬يف ه���ذه اللحظة‬ ‫اتذكر اعدامات ‪ ، 77‬كنت شاعر ان النظام‬ ‫جيرن���ي اىل فق���د توازن���ي واص���ل اىل حال���ة‬ ‫اخل���روج عن صالحيات���ي ‪ ،‬عامل جديد ولدت‬ ‫فيه احسس���ت بالتعاس���ة رجعت م���ن الرحلة‬ ‫واس���تدعيت لكي ابل���غ باالبع���اد اللي صار يف‬ ‫‪ 77‬م ‪ ،‬كن���ت يف بنغ���ازي مع جمموعة من‬ ‫اصدق���اء ه���ذه الرحل���ة اعتق���د ‪ 2‬ابريل اليت‬ ‫اس���تدعيت منها س���تكون هناك رقابة شعبية‬ ‫وشخص لديه مؤهالت سيختارونها ‪.‬‬

‫الق���ادر كان وزي���ر خارجي���ة وكان���ت بيين‬ ‫وبين���ه مودة أصبح���ت اثق في���ه وكان لديه‬ ‫خربة قلت له يف موضوع اريد ان احكيه معك‬ ‫خارجا وكان هو ماش���ي اىل ايطاليا ‪،‬قال لي‬ ‫حاض���ر تفض���ل ‪ ،‬احاول ختليص نفس���ي من‬ ‫ه���ذا النظام ‪ ،‬كنت يف حال���ة انفعال وغضب‬ ‫قال لي الظرف مل حين بعد ‪.‬‬

‫‪ ...‬وحدة قالت لي تعال نقرا لك الكف‬

‫كنت ادعو اهلل ان خيلصين كانوا جيروا فيا‬ ‫اىل مذحب���ة ذهبت اىل ليم���ا واىل االرجنتني‬ ‫كن���ا طالعني ويف احلديقة ‪ ،‬واحدة قالت لي‬ ‫تع���ال نقرا ل���ك الكف قالت ل���ي‪ :‬انت مريض‬ ‫وان���ا كنت أعاني من أمل ش���ديد هي اعصاب‬ ‫يف املع���دة طبعا بس قالت لي عندك مش���كلة‬ ‫ب���س ممك���ن س���تحل بك���رة ‪ ،‬ضحك���ت وقلت‬ ‫هلا به���ذه الس���رعة ‪ ،‬عندها ضبي���ت اغراضي‬ ‫ورجعت من االرجنتني ‪.‬‬

‫مذكرة استدعاء لي‬

‫قالوا لي ثاني يوم فيه مذكرة اس���تدعاء لك‬ ‫‪ ،‬س���الت اول ماوصلت عطية محوش���ي ‪ ،‬قلت‬ ‫له ش���نو صار ‪ ،‬مش���يت كلمت طه الش���ريف‬ ‫ال���ذي ينتظ���ر يف ‪ ،‬قال لي يس���لم عليك االخ‬ ‫معم���ر وممنت ل���كل الش���غل ال���ذي درته لكن‬ ‫االن الرقابة الش���عبية س���تبدأ شغلها ‪،‬قلت له‬ ‫ي���ا طه وكنت اناور مع���ه وقلت له احلمد هلل‬ ‫رب���ي اس���تجاب لدعائ���ي وخلصين ‪ ،‬ق���ال لي‬ ‫كان فيه اقرتاح انك تعني س���فري ‪ ،‬شن رايك‬ ‫يف منصب يف ماليزيا كان فيها صراع كبري‬ ‫عملي���ة بويصري ‪ ،‬قل���ت بالك رب���ي يعجل يف‬ ‫ام���ري ‪،‬رفضوا النه م���ازال قضي���ة التمثيل ‪،‬‬ ‫وبعد مدة جاني طه وقال لي انصحك تسافر‬ ‫وفي���ه فرصة االن يف اهلن���د ‪ ،‬انصحك تقبلها‬ ‫‪ ،‬ومن هن���ا بدأت مرحلة اخ���رى ‪،‬أعتقد وفاة‬ ‫احمم���د كان���ت الس���بب الرئيس���ي يف ع���دم‬ ‫التفاع���ل مع���ي وكان مؤثرا تأجي���ل تقرير‬ ‫مصريي ‪ ،‬وكانت تلك اجابة على السؤال ‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫أهمية االستثمار يف احلالة االقتصادية احلالية بليبيا‬ ‫أوال تشخيص احلالـــة االقتصادية ‪-:‬‬

‫‪.-1‬حتص���ل ليبي���ا عل���ى ما يزي���د عن ‪%80‬‬ ‫من حاجتها من الس���لع واخلدمات عن طريق‬ ‫اس���تريادها م���ن خ���ارج احل���دود وه���ذه حالة‬ ‫موروثة أدت اىل تفاقم عدة أزمات حادة‪.‬‬ ‫وج���ود نس���بة عالي���ة م���ن البطال���ة ت�ت�راوح‬‫ب�ي�ن ‪ 30‬اىل ‪ %40‬وهذه النس���بة هي نتيجة‬ ‫ضمني���ة لقص���ور االنت���اج احملل���ي للس���لع‬ ‫واخلدمات عن تغطية نسبة ‪ %50‬على األقل‬ ‫من حاجة السوق للسلع واخلدمات ‪.‬‬ ‫م���ن ضم���ن األزم���ات املوروث���ة ع���ن نظ���ام‬‫الطاغية أزمة الس���كن ‪ ،‬وعالوة على معاناة‬ ‫املواطن�ي�ن م���ن الطبق���ة الفق�ي�رة وحمدودي‬ ‫الدخل من هذه األزمة فإن اس���تمرارها يؤثر‬ ‫سلبا على ازدهار أعمال املقاوالت والصناعات‬ ‫الصغ�ي�رة واملتوس���طة يف جم���ال املق���اوالت‬ ‫من الباط���ن وصناعة مواد البن���اء وكل املواد‬ ‫ذات العالق���ة باملبان���ي الس���كنية والتجاري���ة ‪.‬‬ ‫لذل���ك ينبغ���ي مرحليا تب�ن�ي نظ���ام للتطوير‬ ‫العمراني بتس���هيل منح القروض عن طريق‬ ‫صن���دوق مع�ي�ن لإلق���راض بضم���ان األرض‬ ‫موضوع القرض ألن انطالق نشاط التطوير‬ ‫العمران���ي ل���ه آث���ار واس���عة عل���ى قي���ام عدة‬ ‫نشاطات انتاجية وخدمية متعددة ‪.‬‬ ‫ضعف البنية األساسية للصحة واالستشفاء‬‫ضعف البني���ة التعليمية وما نت���ج عنها من‬‫ضعف مستوى خمرجات التعليم‪.‬‬ ‫وعلي���ه الب���د م���ن تضاف���ر اجله���ود م���ن أجل‬ ‫إقامة املشاريع االنتاجيه واخلدمية مبختلف‬ ‫أحجامه���ا لزي���ادة مع���دالت االنت���اج القومي‬

‫حممد حسني كانون‬ ‫وبكاف���ة الطرق وعلى الدول���ة أن تتحول اىل‬ ‫ورش���ة عمل يف مجيع الوزارات من اجل إزالة‬ ‫كل العراقي���ل اليت تعوق إقامة أي مش���روع‬ ‫مهم���ا كان حجمه ودون أي���ة قيود قد تتعلق‬ ‫بش���خصية صاحب املشروع س���واء كان فردا‬ ‫او شركة واس���تصدار التشريعات والقرارات‬ ‫ال�ت�ي ت���ؤدي يف آخ���ر األم���ر اىل إجي���اد من���اخ‬ ‫مناسب لالستثمار ‪.‬‬ ‫وعلي���ه وحت���ى ينجح االس���تثمار ع���ن طريق‬ ‫القط���اع اخلاص ويتمك���ن من القي���ام بدوره‬ ‫املطل���وب يف حتقي���ق التنمي���ة والنه���وض‬ ‫باإلقتصاد الوطين وتوفري ما حيتاجه الس���وق‬ ‫ال بد لنجاحه من تضافر العناصر اآلتية ‪-:‬‬ ‫‪)1‬نشاط متويل جريء وغري حمدود يتمثل‬ ‫يف حماف���ظ وصناديق متويل تنش���أ يف مجيع‬

‫أحن���اء ليبي���ا ‪ ،‬وحتري���ر املصارف م���ن القيود‬ ‫حتى خنلق مؤسس���ات ائتم���ان مؤهلة لتوفري‬ ‫التمويل وتوظيف املدخرات يف إقامة املشاريع‬ ‫الصغرية واملتوس���طة وغريها‪ .‬وخلق مشاريع‬ ‫ورص���د أمواهل���ا وطرحه���ا عل���ى اجلماه�ي�ر‬ ‫لتكوينها ‪.‬‬ ‫‪)2‬بيئة إدارية مس���تقرة تتمتع بآلية إدارية‬ ‫وإجرائي���ة مس���نودة بتش���ريعات واضح���ة‬ ‫تضم���ن حتقي���ق تكام���ل إداري ف ّع���ال يف‬ ‫كل اجمل���االت املتصل���ة بالنش���اط الصناع���ي‬ ‫والتج���اري واخلدم���ي ب���دءا باإلج���راءات‬ ‫اجلمركي���ة وانته���اء بإج���راءات مص���رف‬ ‫ليبي���ا املرك���زي وإدارة الرقابة عل���ى النقد ‪،‬‬ ‫ويتمث���ل ذلك يف حتري���ر اجلمرك من مجيع‬ ‫املسؤوليات يف ما عدا شيئني ال ثالث هلما هما‬ ‫‪ :‬هل الس���لعة مباحة للدخ���ول ‪ ،‬الثاني جباية‬ ‫الرس���وم وكذلك قص���ر إج���راءات اجلوازات‬ ‫على اإلجراءات اخلاصة باجلوازات والدخول‬ ‫واخلروج فقط ‪.‬‬ ‫‪)3‬العنصر الثاني هو وجود تش���ريع ضرييب‬ ‫س���ليم يعتمد على أس���عار مناسبة ال تهدد أي‬ ‫نش���اط بالتوقف خاصة عند اشتداد املنافسة ‪،‬‬ ‫وينبغ���ي أن حيتوي ذلك التش���ريع على نظام‬ ‫فع���ال للحوافز ّ‬ ‫يش���جع على إقامة املش���اريع‬ ‫االقتصادية الفعالة والناجحة يف جمتمع نام‬ ‫كمجتمعنا ‪.‬‬ ‫مم���ا تق���دم نؤك���د عل���ى أهمي���ة املص���ارف‬ ‫ومس���اهمتها األساس���ية يف خلق املن���اخ املالئم‬ ‫لالس���تثمار و إقام���ة املش���اريع االنتاجي���ة‬ ‫واخلدمية اليت تنهض بإقتصاد الوطن ‪.‬‬ ‫ونن���وه ب���أن املص���ارف تعان���ي أيضا م���ن قيود‬

‫وعقبات ‪.‬‬ ‫اول هذه العقب���ات األموال اليت باملصارف هي‬ ‫أموال مودعني وحتى تس���تطيع املس���اهمة يف‬ ‫التنمي���ة ينبغي إنش���اء حمافظ او مؤسس���ات‬ ‫لضمان تلك القروض وتعويضها عن خماطر‬ ‫عدم استعادة أجزاء من تلك القروض ‪.‬‬ ‫ثاني���ا – إنعدام الثقة يف الصكوك لعدم وجود‬ ‫نيابات وحماكم خاصة باملعامالت املصرفية‬ ‫وضرورة اتباع التحويل املباش���ر للنيابة بدون‬ ‫الرجوع للمستفيد يف حالة انعدام الرصيد ‪.‬‬ ‫ختفيف قيود املصرف املركزي ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ورقة قدمت يف ندوة املنتدى االقتصادي‬

‫أين الدولة من أحداث بنغازي ‪..‬؟؟‬ ‫عــندم���ا مت انتخاب املؤمت���ر الوطين العام ‪،‬مت‬ ‫مع���ه انتخاب رئي���س الوزراء ‪ ..‬وبناء اجلس���م‬ ‫الش���رعي للدول���ة‪ ,‬تضاعف���ت اآلم���ال لدين���ا‬ ‫ببزوغ الدولة دولة ليبيا اليت س���تحقق لنا ما‬ ‫نصبوا إليه ‪ ,‬وأوهلا‬ ‫م���ا كن���ت أمتن���اه أن تك���ون لن���ا دول���ة قوية‬ ‫تتفاع���ل م���ع األح���داث بإجيابي���ة وفاعلي���ة ‪,‬‬ ‫وتظهـر هيبة الدولة‬ ‫وقدرته���ا عل���ى معاجل���ة األم���ور حبكم���ة‬ ‫وعقالنية وتروي وعدم تس���رع ‪.‬وهذا فحوى‬ ‫م���ا ذكرته يف كتابيت ‪..‬بأن الدولة يف حاجة‬ ‫إىل رجال يتصفون برجاحة العقل والذكاء‬ ‫والنزاه���ة والكف���اءة والقوه ليدي���روا دفتها ‪..‬‬ ‫وعندم���ا وقعت األح���داث يف مدين���ة بنغازي‬ ‫واليت أسفرت عن إحراق مبين السفارة‬ ‫األمريكية وموت س���فريها ومقتل ثالثة من‬ ‫أعضائها ‪ ...‬وسارع رجال الدولة من طرابلس‬ ‫ومن على بعد(‪ )1050‬كيلومرتاً ومن مكان‬ ‫احل���دث يس���تنكرون ذل���ك ويصفونه بأبش���ع‬ ‫األوص���اف وزد على ذل���ك حتى ممثل مدينة‬ ‫بنغازي يف املؤمتر الوطين العام والذي أعطته‬ ‫لوح‬ ‫بنغازي ثقته���ا وعقد أهلها علي���ه اآلمال َّ‬ ‫بأصبعه مثلما فعل ذلك سيف اإلسالم ويندد‬ ‫بالعمل وينعي بنغازي ويتأس���ف عليها ألنها‬ ‫س���تفقد اخلدمات والبعثات والشركات ‪.!!...‬‬ ‫وإىل هن���ا توقفت ردة الفع���ل لديهم فلم جند‬

‫رشيـد يوسف بوليفة‬

‫ً‬ ‫أهمية‬ ‫ال املؤمت���ر الوطين يعطي هلذا املوضوع‬ ‫وأبعاداً فيعقد جلس���ه طارئ���ة للبحث يف هذا‬ ‫املوضوع اجللل ومعاجلة تداعياته ‪ ..‬بل جنده‬ ‫يواصل عقد جلس���ته العادية املتعلقة باختيار‬ ‫رئيس الوزراء ‪,‬وتناس���وا املوض���وع برمته ‪..‬فى‬ ‫الوقت ال���ذي أقام الدنيا ومل يقعدها إلحداث‬ ‫التفجريات اليت وقعت يف طرابلس …!!!!!‬ ‫‪ ,‬وكأن كل ال���ذى يهمه���ا حمص���ور ف���ى‬ ‫العاصم���ة أم���ا غريه���ا فه���ي عل���ى هام���ش‬ ‫اهتماماته���ا ‪ !!..‬وكذل���ك مل جن���د احلكومة‬ ‫تس���تنفر أعضاءه���ا وتش���كل جلن���ة للطوارئ‬

‫متمثل���ة يف رئي���س ال���وزراء ‪(... ..‬الكي���ب )‬ ‫ووزيري الداخلية والدفاع ورؤس���اء األجهزة‬ ‫األمنية ورئي���س األركان ‪ .‬كان يتعني على‬ ‫مجي���ع ه���ؤالء و املؤمت���ر الوط�ن�ي واحلكومة‬ ‫القائمة أن يشكلوا جلنة طوارئ وينتقلوا إىل‬ ‫بنغ���ازي – إذا كانت تهمهم – بصفتها موقع‬ ‫احلدث و اال ط�ل�اع عن كثب على األحداث‬ ‫وتفاصيله���ا ‪ ,‬والتحق���ق م���ن صح���ة األخبار‬ ‫ال���واردة منها ‪..‬ومعاجلة األخطاء حتى ال تقع‬ ‫حوادث مشابهه مستقبال ‪.‬‬ ‫ولك���ن الذي حدث أنن���ا وجدن���ا أن من حضر‬ ‫لبنغ���ازي هو رئيس املؤمتر الوطين ‪ ,‬بصحبة‬ ‫الذي���ن يقطن���ون باجله���ة الش���رقية الذي���ن‬ ‫انته���زوا عطل���ة األس���بوع ال�ت�ي يقضونه���ا يف‬ ‫بنغ���ازي ‪ ,‬ليقوم���وا جبول���ة تفقدي���ه ألداء‬ ‫الواج���ب ولكنها ليس���ت رمسي���ة ‪ ,‬ولكنها من‬ ‫ب���اب اجملاملة ‪ ..‬فهل مثل ه���ذا احلدث حيتاج‬ ‫إىل معاجلة مثلما حدث ؟؟!‬ ‫إن���ي أح���ب أن أطمئ���ن اجلمي���ع أن بنغ���ازي‬ ‫بعلوه���ا ومشوخها قادرة على مداواة جراحها‬ ‫والدف���اع عن طهارته���ا وأصالته���ا ‪ ,‬فهي التى‬ ‫وصف���ت بأنها ( رباي���ة الذايح ) وحتتضن من‬ ‫هو ضائع وتربيه وجتعل له مكانه ‪.‬‬ ‫ف���إذا ه���ي كذل���ك فإنه���ا ل���ن تق���وم بأعمال‬ ‫الغ���در واخليانة من أعطته���م األمن واألمان‬ ‫‪ ,‬ب���ل إنها تداف���ع عنهم وحتميه���م ‪ ,‬وخاصة‬

‫من أحبه���ا وجعل هلا مكانا يف قلب���ه ‪ ,‬فأبنائها‬ ‫ه���م من وج���دوا الس���فري وس���ارعوا مبحاولة‬ ‫إنقاذه بنقل���ه فورا للمستش���في ملعاجلته من‬ ‫حالة االختن���اق إال إن أرادة اهلل فوق اجلميع‬ ‫فصع���دت روح���ه إىل بارئه���ا ولي���س قت�ل�ا أو‬ ‫غدرا ولكن الدخان س���بب له االختناق فأودي‬ ‫حبياته ‪.‬‬ ‫وكان ذل���ك بش���هادة املس���ؤولني األمريكيني‬ ‫الذي���ن أعطوا ش���هادة الرباءة لبنغ���ازي وأثنوا‬ ‫عل���ى أبنائها الذي���ن حاولوا إنقاذ الس���فري يف‬ ‫الوق���ت الذي قام وس���ارع فيه مس���ؤولو ليبيا‬ ‫بإدانة بنغازي وتنكروا ألبنائها فالعربة دائما‬ ‫مبا يقال أول مساع احلدث ‪.‬‬ ‫فيا للعجب العجاب ‪...‬أهكذا تعامل بنغازي ؟؟‬ ‫أهك���ذا تنكروا هلا ؟؟ أهك���ذا تتخلوا عنها وهي‬ ‫بريئ���ة من كل ذن���ب ؟؟! فلك اهلل يا عاصمة‬ ‫الثوار يا من أطلقيت ش���رارتها ‪ ..‬ومل تتقاعس‬ ‫يف إذكاء جذوته���ا وزيادة هليبها حتى قضت‬ ‫عل���ى الطاغية ومن مع���ه ومت حترير الوطن‬ ‫بأكمل���ه ‪ ..‬فبنغازي ليس���ت إرهابيه ومل تكن‬ ‫راعيه لإلرهاب ‪ ...‬وهي تستنكر احلدث الذي‬ ‫أن���دس فيه م���ن ه���م ليس���وا بأبنائه���ا وقاموا‬ ‫بهذا العمل الذي لي���س من صنعها – بل إنها‬ ‫حاول���ت الدفاع ع���ن أعضاء الس���فارة حتى أن‬ ‫بعض أبنائها سقطوا وهم يدافعون عنهم ‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫األعالم ‪ ..‬والتـعبـئة‪...‬‬ ‫يلع���ب األعـ�ل�ام دورا مهما فى ايص���ال املعلومة‬ ‫وتوفريه���ا للجمي���ع م���ن أجـ���ل األط�ل�اع عليه���ا‬ ‫ومعرف���ة ما ي���دور ف���ى كل م���كان م���ن العامل‪،‬‬ ‫وخاص���ة بع���د التط���ورات العلمي���ة وانتش���ار‬ ‫ش���بكة تكنولوجي���ا املـــــعلوم���ات الت���ى متكن���ت‬ ‫م���ن أن جتعـ���ل الع���امل قري���ة صغ�ي�رة متجاوزة‬ ‫اآلف الكيلوم�ت�رات والت���ى تبعدهم ع���ن بعضهم‬ ‫البــــعض‪ ،‬فبامكان كل ش���خص أن يتعرف على‬ ‫ما جيرى ف���ى العامل حلظة بلحظ���ة عن طريق‬ ‫أجهـ���زة األنـــــرتني���ت وموقع الفي���س بوك‪ ،‬حيث‬ ‫باس���تطاعة مس���تخدمى األنرتنيت‪ ،‬ح���ث الكثري‬ ‫م���ن املواطنــــ�ي�ن أو املعارضني م���ن الــــــنزول اىل‬ ‫الش���ارع للتظاه���ر أو األعتص���ام أو األحتجاج من‬ ‫خ�ل�ال نـداء أو كلمة أو بـــــيان يوجهه لآلخـرين‬ ‫مم���ا يعن���ى أن هن���اك تغطي���ة اعالمي���ة جـديدة‬ ‫أجتاح���ت الش���ارع ومتكن���ت خ�ل�ال حلظ���ات أن‬ ‫توص���ل ما تري���د وأن تع���رض بياناته���ا ونداءاتها‬ ‫بش���كل متواص���ل ‪ ،‬وأن تنق���ل األح���داث بش���كل‬ ‫مباش���ـر‪ ،‬وهذا م���ا الحظناه من تغطي���ة ألحـداث‬ ‫تـــــون���س أو ً‬ ‫ال بأول فى ث���ورة اليامســني‪ ،‬كذلك‬ ‫متكن الش���باب ف���ى مصــ���ر ان يؤججــ���وا الــثورة‬ ‫وحيش���ـدوا مئ���ات اآلالف للمش���ـاركة بعمليات‬ ‫األعتص���ام أو التظاهـر‪،‬ونقـ���ل الصـ���ور احليــ���ة‬ ‫بالرغـ���م م���ن أن احلكوم���ة ق���د أوقف���ت خـدمات‬ ‫اهلاتف النقـ���ال‪ ،‬وكذلك خـدم���ة األنرتنيت من‬ ‫أجـــــ���ل ف���رض حصـ���ار اعــــــالم���ى رقمــ���ى على‬ ‫املـــــتظاهـري���ن وعـزهل���م وعـ���دم متكينه���م م���ن‬ ‫ايصـال صوتهم للعــــامل‪..‬‬ ‫لقـد أختـذت حكوم���ة الرئيس مبارك املخلــوع‬ ‫خطوة غري مس���بوقة بقطع خـدم���ات األنرتنيت‪،‬‬ ‫وخدمــــات الرسـائل النصية عرب اهلاتف اخلـلوى‬ ‫فى مناطق مهمـة م���ن مصـر‪ ،‬لكن كثريين من‬ ‫أفراد الشعب املصرى لديـــــهم مستقبالت األقمار‬ ‫الصـــــناعي���ة (‪ ،)Two Ways‬وبالت���اىل فان���ه‬ ‫يس���تطـــــــــيع أن يتابع املظاه���رات واألحتجاجات‬ ‫فى الش���وارع وعلى شاشات التليفزيون فى مجيع‬ ‫أحنـاء العــــــامل‪ ،‬وهو ما دفع أفراد الشعب املصرى‬ ‫اىل مغ���ادرة منازهل���م وتعري���ض س�ل�امــــتهم‬ ‫الش���خصية من أج���ل األنضم���ام اىل املتظاهرين‬ ‫‪ ،‬وإيص���ال صوته���م للعامل للتعبري ع���ن رفضهم‬ ‫هلك���ذا ديكتاتوري���ة وظل���م‪ ،‬ورغبته���م بنظ���ام‬ ‫دميقراط���ى مـــدن���ى حيــــق هلم في���ه التعبري عن‬ ‫أرائه���م ب���كل حـرية ودول���ة مدني���ة تضمن هلم‬ ‫مس���تقي ً‬ ‫ـال أفضل ميكن أن يوصلهم اىل مصــــاف‬ ‫الدول املتطورة دميقراطيا والقضاء على سلطـة‬ ‫الرجـل الــواحــد ‪.‬‬ ‫لقـ���د متكن املدونون ومس���تخـدمو األنرتنيت‬ ‫م���ن إش���عال مح���اس املواطـــــن�ي�ن‪ ،‬وإيص���ال‬ ‫املعلوم���ات هلـ���م وتبليغه���م باخلط���وات القادم���ة‬ ‫واملس���تقبلية مما جعل تل���ك الوس���ائل الرقمـــية‬ ‫األعـالمــــــي���ة أن يك���ون هل���ا صـدىًمـؤث���را جـدا‬ ‫وملمـوس���اً ومتكنت أن تس���قط حكــوم���ات‪ ،‬وهـذا‬ ‫ماالحظنــــــ���اه فى ثـ���ورة اليامســـــ�ي�ن فى تـونس‬ ‫الش���قيقة‪ ،‬وما الحظن���اه فى ثـ���ورة اللوتــس فى‬ ‫الث���ورة املصرية‪ ...‬وماتـم فى ثــورة الثورات‪..‬ثورة‬ ‫ش���ــــباب ‪ 17‬فرباير اجمليــ���دة‪ ،‬والتى أختلفت عن‬ ‫سابقاتها بداية بالســلم‪..‬ثم أضطرت للجــوء اىل‬ ‫الس�ل�اح ألن الطاغية ف���رض عليها ذلك حلماية‬ ‫نفسهــا من احلديد والنار‪.....‬‬ ‫رغــم كل ذلك‪..‬كانت األجراءات التعس���فية‬ ‫التى أخت���ذت بالتضييق على األتصاالت وحجب‬ ‫املواقـع‪..‬لك���ن الش���باب وجبهود فردي���ة وأبداعات‬ ‫فني���ة وعلمية متكن���وا من ابتكار وس���ائل أخـرى‬ ‫أكـــثر تطورا مكنــــهم من ادامة زخـم األتصاالت‬ ‫وعـدم توقفها بالرغـم من ضعفهـا‪ ،‬لكنها حتـاول‬ ‫ولو باحلـــــد األدنــــــى من ايصال صوت اجلماهري‬

‫الغاض���ب‪ ،‬وأن تس���تقطب ال���رأى الع���ام العاملـ���ى‬ ‫ومنظمات حقوق األنسـان‪ ،‬وكافـــة املنظمات‬ ‫الدولي���ة م���ن التضام���ن معه���ا والتح���رك ف���ى‬ ‫خمتل���ف دول الع���امل للقي���ام بتظاه���رات‬ ‫تضامــــــنية‪ ،‬تدعـــ���و الـــعامل املتحضـر وحكوماته‬ ‫لدعـم مطالب اجلماهري املش���ـروعة التى تطالب‬ ‫بالتغيـــر‪.‬‬ ‫لقـد س���ـاعد األعــالم الرقمــى الشباب املتحفـز‬ ‫للتغي�ي�ر م���ن ايصـال صـوت���ه عرب تلك الوس���ـائل‬ ‫املتطورة مم���ا حـدا بكثري من احلكومات القابضة‬ ‫عل���ى الس���لطة بالقـ���وة م���ن التخـ���وف م���ن هذه‬

‫للحـري���ة‪ ،‬وأن يك���ون عـائقا هلا طامل���ا أن أفعاهلم‬ ‫مش���روعة تطالب باصالحات ملموس���ة تس���ـاعد‬ ‫عل���ى حتقي���ق حريـــــــته���م املفق���ودة عل���ى مـدى‬ ‫العق���ود الطويل���ة التــ���ى أمس���ك فيه���ا احل���كام‬ ‫عل���ى الس���لطة‪ ،‬ومل يفس���حـوا اجملـ���ال لآلخـرين‬ ‫للقي���ام بدورهـم لبنــاء أوطــانه���م على حنــو من‬ ‫الدميقراطية والدستـــور‪...‬‬ ‫فلكى نسقط األنظمة البد من توافـر عدة أمـور‬ ‫مهمة ليخرج الشارع أو يثور‪ ،‬ومن ذلك األخالل‬ ‫بقواع���د اللعبة‪ ،‬مث���ل انتخابات مصـ���ر الربملانية‬ ‫األخرية ‪ ،‬أو التوريث‪ ،‬وكذلك الفسـاد واألنفراد‬ ‫بالسلطة فى تـونس‪ ،‬واليمن ‪ ،‬وليبيا‪..‬ناهيك عن‬ ‫اجلمود‪ ،‬وع���دم التطور‪...‬فجـل األنظمة القمعية‬ ‫والت���ى تواج���ه الزل���زال الــسياس���ى مبنطقتن���ا‬ ‫العربية‪ ،‬هى أنظمة جتمدت منذ قرابة األربعني‬ ‫عاما أو يزيد‪..‬فنــظام ميارك أس���ـــــتمر ‪ 30‬عاما‪،‬‬ ‫وأكث���ر من���ه الرئي���س اليمنى‪..‬وكذل���ك مل���ك‬ ‫مل���وك أفريقي���ا املنتهي���ة صالحيته‪..!..‬واألمـ���ر‬ ‫نفــــــس���ه ينــطب���ق عل���ى حـ���زب البعث الس���ـورى‬ ‫األن‪...‬والدائرة تـدور‪!!..‬‬ ‫ان تلك الوس���ائل الرقمية املتطورة قد أندرجت‬ ‫ضمن االعـالم الرقمـى الذى أخذ يغزو الس���ـاحة‬ ‫اإلعالمي���ة بق���وة ويعمل على تغي�ي�ر كثري من‬ ‫وس���ـائل األعـالم التقليدي���ة‪ ،‬وأن جيذب الكــــثري‬ ‫ويصب���ح القـــــــ���وة الفاعلة واملؤثرة فى الس���احة‬ ‫الدولي���ة‪ ،‬ألنها متكن���ت من أن توس���ع قواعـدها‬ ‫املنتش���ـرة فى العامل‪ ،‬لذلك أستـطاعت أن تكشف‬

‫الظاهـرة وتضيي���ق اخلناق عليها بكل الوس���ـائل‬ ‫املتاح���ة والغ�ي�ر املتاح���ة هل���ا كحكوم���ات‪ ،‬لك���ن‬ ‫م���ا جي���رى األن عــــك���س ازدي���اد تل���ك الظاه���رة‬ ‫وتصدرها للمش���هـد األعـالمى العاملـ���ى‪ ،‬ليجــعل‬ ‫مراس�ل�ا متطوعاً‬ ‫ً‬ ‫الكث�ي�ر م���ن الش���ـــباب أن يكون‬ ‫يرس���ل التقاري���ر ويلتقط���ـ الص���ور لتف���وق ف���ى‬ ‫أحيـ���ان كثرية ما يــقوم ب���ه األعـالم املعرتف بـه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫باعتبار تلك الصـور تبعث من قلـب األحـداث ومن‬ ‫صـانعى األحـداث أنفس���ـهم مم���ا اعطاهــا الكثـــري‬ ‫م���ن املصـداقية واحلـــــيوية لتك���ون حبـق وثيقـة‬ ‫يعتـ���د بهـ���ا حلـــ���د األفتخـــار‪ .‬ولكن هن���اك تنبيه‬ ‫وحتـذي���ر عل���ى أن احلدي���ث األعـالم���ى خطيـ���ر‬ ‫وال���كالم اخلطــ���أ رصــاص مصفوف فى جس���ــد‬ ‫الث���ورة ‪ ،‬فيا أيها الش���باب ال حتـــمل���وا ثورتكم ما‬ ‫ال تطــــــيـ���ق‪ ،‬فان روح الش���هيـــد تــرفرف‪ ،‬وعيون‬ ‫اجلــري���ح تــراقب‪..‬والــع���امل م���ن حــولن���ا يــرصد‬ ‫ويــراقــــب‪..‬فاحلــــ���ذر كل احلــ���ذر م���ن اختيــار‬ ‫الكلمـــة‪..‬‬ ‫لقـ���د أيقن���ت احلكوم���ات بأن كل م���ا تقوم به‬ ‫ال ميك���ن أن يوق���ف حـرك���ة الش���باب املتوث���ب‬

‫املس���ـكوت عن���ه وأن تتجـ���اوز املمن���وع منه‪..‬لتقوم‬ ‫بنش���ـر م���ا التس���تطيع الكـــث�ي�ر م���ن الصح���ف‬ ‫والقن���وات الفضـائية من نش���ـره ألس���باب أمنيــة‬ ‫أو سيـاس���ية وغريه���ا م���ن األس���باب الواهـــــــية (‬ ‫بالرغ���م من ه���ذه احلالة تكون هلا بع���ض اآلثـار‬ ‫الس���لبيـة‪ ،‬لك���ن على العمــ���وم فان ما يب���در منهـا‬ ‫من األجيــابيات يفوق كثريا احلــاالت الس���لبية‬ ‫النــادرة ) ‪.‬‬ ‫املــ���راد قـول���ه ف���ى هـ���ذا الس���ياق‪ ..‬ان األعـ�ل�ام‬ ‫يس���تطيع تأجيج املش���ـاعر‪ ،‬وزي���ادة االحتقان‪ ،‬أو‬ ‫إقناع الناس باحلقائق‪ ،‬واألوهام(كما فى اعـالم‬ ‫القذافى األن)‪...‬ويستطيع األعـالم أن خيلق رأيـاً‬ ‫عـام���ا‪ ،‬لكنه ال يس���ــقط نظـاما‪ ،‬فالب���د من توافـر‬ ‫القطــ���رة اىل تفي���ض بالكأس‪...‬وهـ���ى املظ���امل‬ ‫احلقيــــقي���ة الت���ى يش���عـر بهـ���ا املـــواط���ن العادى‬ ‫البسيط‪..‬وليس املثقف‪ ،‬مع اختالل قـواعد اللعبة‬ ‫فى اجملتمع‪ ...‬أى جمــــتمع‪ ،‬فالش���عوب التثـور اال‬ ‫عندما ينع���دم األمـل‪ ،‬وختتنق احلري���ات‪ ...‬وهـذا‬ ‫م���ا ينطبق على كثري من مجهـورياتنا املنهـارة‪...‬‬ ‫فـــــل���و كان األعالم قدميه وجـديده ‪ ،‬قـادرا على‬

‫عــلى الرفــاعى زوبـــى‬

‫اس���قاط أنظم���ة‪ ،‬ل���كان مبقـ���دوره أيض���ا األبقاء‬ ‫عليها‪...‬مبــــــعن���ى أن اإلعـالم املـ���واىل للقـذافى أو‬ ‫مبـارك‪..‬مل يستطيع أن مينع الناس من اخلـروج‬ ‫اىل الش���ـارع للتعبري عما جيـــــيش ف���ى داخلهـم‪..‬‬ ‫واألمـ���ر نفس���ـه ف���ى تون���س واليم���ن‪ ،‬وس���ـورية‬ ‫اليوم‪...‬نعـ���م حـاول هـذا األعـــــالم ايقاف وس���ـائل‬ ‫األتصال األلكرتونى ملنـ���ع التـواصل‪...‬لكن هنـاك‬ ‫آس���ـاليب وأدمغ���ة خـالق���ة م���ن الش���ـباب أبدعت‬ ‫وتــــفنن���ت ف���ى توصي���ل املعلومة لرجل الش���ارع‬ ‫باخلـروج واألعتصــ���ام‪ ...‬لذا ما يهم‪ ،‬أوال وأخريا‪،‬‬ ‫هـو‪ :‬هـل ش���ــــعبك معـك أيه���ا احلـاكم‪...‬ومتحـد‬ ‫خلفـ���ك أم ال‪..‬؟‪..‬عــدا عن ذل���ك ال يعـدو أن يكـون‬ ‫األعـالم تنظيــرا‪!!..‬‬ ‫ومب���ا أن ليبي���ا متل���ك م���ن األمكان���ات‬ ‫املادي���ة والبش���ـرية املؤهــل���ة‪ ،‬فى أغل���ب اجملاالت‬ ‫والتخصصات التى هلا عـالقة وطيـدة مبش���ــروع‬ ‫األعـ�ل�ام األلكرتونـى‪..‬مث���ل األتص���االت جبميع‬ ‫ختصصاته���ا واحلاس���وب واألدارة وغريها‪،‬ف���ان‬ ‫اقتح���ام ه���ذا اجمل���ال لي���س باألمـ���ر الصعب وال‬ ‫اهليـــ���ن اذا ما متكنا من اس���تغالل هذه القـــــدرات‬ ‫والت���ى ال زالت حتتاج لبعض الدعــم والش���د من‬ ‫عضــده���ا وتطويره���ا عل���ى حنـــو س���ــليم‪ .‬وذلك‬ ‫بوضــــــــع اخلطط الالزمـ���ة واملتطورة‪،‬وكذلك‬ ‫متابع���ة تنفيذه���ا جبميع املؤسس���ات ‪ ،‬والتس���يق‬ ‫والتظـــــــــي���م فيما بينه���ا ‪ ،‬وزيادة التعاون ودعمه‬ ‫م���ع صنـ���وف مـراك���ز البحـ���وث املتخصص���ة‬ ‫س���ـوا ٌء ف���ى الداخـ���ل أو اخلـارج‪،‬للحص���ول عل���ى‬ ‫استش���ـارات علميــة لكــ���ل مش���ــروع يطــرح‪...‬وال‬ ‫ننس���ـى الدول���ة واقحـامــــها فى هذا املـــــــــش���روع‬ ‫األلكرتونى‪،‬حبي���ث يغطـ���ى احملتـ���وى والزخـ���م‬ ‫املعلومات���ى للدول���ة األلكرتونية حبي���ث يغـــطى‬ ‫كل احتــــياجات املـواطنيــن‪..‬‬ ‫ان األعــالم الرقمــى قـد أصبح القـوة الفاعلــة‬ ‫اآلن‪ ،‬ومتك���ن من أن يتصــدر املش���هـد األعــالمى‬ ‫جبـدارة‪ ،‬ألنـه أستطــاع أن يتفــاعل مع األحــداث‬ ‫ويوصلهــا بش���ــكل صــ���ادق ومــؤثــ���ر للجميــــــع‪،‬‬ ‫ليك���ون حبـــــــق ش���ــاهداً حــىياًعـل���ى ما يدور فى‬ ‫العـــ���امل م���ن ارهــاص���ات فرض���ت نفس���ــها عل���ى‬ ‫الش���ــارع والواقـــــ���ع املعــ���اش‪ ،‬ولنــ���ا ف���ى ثــورتنــا‬ ‫اجمليدة‪..‬ثــ���ورة ‪ 17‬فبــراي���ر واعــالمهــا الش���ــاب‬ ‫خيـــر دليــل على ما جيـــرى ‪.‬‬ ‫وأخــر الكـــالم‪...‬‬ ‫اليفـوتن���ى االأن انـ���وه هن���ا اىل أنـ���ه الميك���ن‬ ‫لتأس���يس أيـة عملية دميقـراطي���ة‪ ،‬بدون خـــــلق‬ ‫نـــــاخب مثقف سياس���يا كم���ا الميكن خـلق هذا‬ ‫الناخب‪ ،‬بدون تـوعيـة اعـالمية رشيـدة تستهدف‬ ‫الـــق���اء الضـوء عل���ى كافـة التــيارات السياس���ية‬ ‫واملفرتض تـواجدها على الســـاحة األن ‪...‬‬ ‫أن أي عمليـ���ة م���ن ش���ـأنها أن يظـ���ل املواط���ن‬ ‫ق���ادرا على حتـديد خياراته السياس���ية‪ ،‬بأرحيية‬ ‫أكرب‪،‬وتنـأى به عن الـوقوع فى مصيــدة التبعيــة‬ ‫واخلنـوع‪ ،‬واألنس���يــاق لسيــاس���ة القطيــع‪ ،‬والتى‬ ‫كان الالنظام الســـــابق ينتهجهــــا بأمعــان‪!!....‬‬ ‫اذا‪...‬لقـ���د جـ���اء وق���ت األعـ�ل�ام التـوعــوى هلذه‬ ‫املرحلة‪ ،‬وذل���ك باثــــــراء اجلانب الســــياس���ى فى‬ ‫ش���خصية املواطن‪ ،‬وخاصة البس���يـــط منـه‪ ،‬ألن‬ ‫املعرف���ة كنــز الينبغ���ى للدميقراطية أن حترم‬ ‫أح���دا من العث���ور عليــــ���ه وهنا تكم���ن بالتحديد‬ ‫وظيف���ة األعــ�ل�ام‪ ،‬وكيفي���ة ايصــ���ال املعلوم���ة‬ ‫املفيدة للمتلقـى‪ ،‬وليس املفربكة‪..‬‬ ‫أمتنـى فى هذا الوقت بالذات‪ ،‬أن يـرقى اعــالمنا‬ ‫اىل حـ���د أن يكون مش���ـاركا فى صناع���ة نـاخـــب‬ ‫مــــثق���ف سياس���يا‪ ،‬مـ���دركا تـوجهات���ه ف���ى أيـن‬ ‫يض���ع صـوته‪ ،‬وفى أى صندوق اقرتاع‪ ،‬ومبحـض‬ ‫ارادتــه‪...‬أمتنى ذلك‪.‬‬


‫‪17‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫رسالة اىل السيد رئيس احلكومة اجلديدة‬ ‫االخ الكريم الدكتور مصطفي ابوشاقور‬ ‫حتية طيبة وبعد ‪/‬‬ ‫استمعت خلطابكم الذى وجهته لشعبنا اللييب‬ ‫وأحسست أن هذه هي البداية الصحيحة ومع‬ ‫ذل���ك أود أن أذكرك���م أنكم أمام مس���ؤولية‬ ‫جس���يمة يف ه���ذه املرحل���ة املهم���ة واخلطرية‬ ‫م���ن تاري���خ ليبي���ا ‪ ،‬والق���ول أن ه���ذه املرحل���ة‬ ‫مهم���ة وخط�ي�رة يف الوقت ذاته لي���س من باب‬ ‫التضخي���م والتهوي���ل ألنها تأتى بع���د مراحل‬ ‫س���ابقة تأرجح���ت فيها األوض���اع واألحوال يف‬ ‫ليبي���ا بصورة مل تكن مرضي���ة من حيث األداء‬ ‫وال من حيث القبول والرضى من قبل الغالبية‬ ‫من شعبنا ‪ ..‬وأنا هنا ال أدعى أنين أمثل الليبيني‬ ‫وال أحت���دث بالنيابة عنهم ولكن���ى فقط أريد‬ ‫أن انق���ل إليك���م وجه���ة نظر ش���رحية كبرية‬ ‫منهم ملس���تها من خالل تواصل���ي الدائم معهم‬ ‫ه���ذا من جانب ‪ ،‬ومن جان���ب آخر هذه املرحلة‬ ‫مهمة وخطرية أيضا ألنها تتعلق باملسار الذي‬ ‫س���وف تنتهجه احلكومة اجلديدة برئاس���تكم‬ ‫يف مواجه���ة التحدي���ات ال�ت�ي تواجهه���ا الب�ل�اد‬ ‫وم���دى قدرته���ا عل���ى التعاطي معه���ا بفاعلية‬ ‫وكف���اءة واقتدار وبش���فافية متناهية وعدالة‬ ‫وبالس���رعة املطلوب���ة وال خيف���ى علي���ك ايضا‬ ‫املش���اعر اليت تولدت م���ن الرتكة اليت خلفتها‬ ‫احلكوم���ات الس���ابقة واجملل���س االنتق���اىل‬ ‫بأخطائه���م وس���لبياتهم وع���دم قدرته���م على‬ ‫االجن���از وحتقي���ق ولو ج���زء بس���يط وضئيل‬ ‫من متطلبات ورغبات الش���عب اللييب يف األمن‬ ‫واألمان وبسط سيطرة الدولة على أراضيها ‪.‬‬ ‫الس���يد أبوش���اقور أصارحك القول أن االستياء‬ ‫ل���دى الناس حول الوضع الراه���ن يكمن يف أن‬ ‫البع���ض ي���رى أنكم حتمل���ون جزءاً م���ن عبء‬ ‫قصور وفش���ل حكومة كنتم طرفا فيها وهذا‬ ‫يضاع���ف م���ن مس���ؤوليتكم اآلن ام���ام الكث�ي�ر‬ ‫من الليبي�ي�ن الذين أصابه���م اإلحباط وغلبت‬ ‫على نفس���يتهم مشاعر التش���اؤم خاصة وأنهم‬ ‫مل ي���روا من الناحية الواقعي���ة والفعلية وعلى‬ ‫األرض تل���ك التغي�ي�رات ذات األهمي���ة ال�ت�ي‬ ‫تش���عرهم باإلطمئن���ان وال بص���ورة املس���تقبل‬ ‫ال���ذي كان���وا يتوقعون���ه وحيلم���ون ب���ه ‪ ،‬وال‬ ‫أخفيك س���راً الس���يد أبوش���اقور يف هذا السياق‬ ‫أن الكثريي���ن أصبح���وا ال يك ّن���ون مش���اعر الود‬ ‫والقب���ول مل���ن جاءوا م���ن الليبيني م���ن اخلارج‬ ‫رمب���ا من كواك���ب كونية عدي���دة حيملون‬ ‫الش���هادات العلي���ا ويعتق���د أنه���م يتس���لحون‬ ‫باملؤه�ل�ات عجزوا بش���كل واضح ع���ن معاجلة‬ ‫األوض���اع الليبي���ة ول���و جزئيا حت���ى اآلن ‪ ،‬مما‬ ‫دف���ع الن���اس اىل التش���كيك يف مصداقيته���م‬ ‫وقدرتهم على فهم الواقع اللييب بكل خملفاته‬ ‫من عه���د الق���ذايف وبتعقيداته الت���ى ال تنتهي‬ ‫‪..‬أن�ن�ي ادرك أن���ه ال اح���د يف ليبي���ا ميلك عصا‬ ‫س���حرية ليغري بها األوضاع بني ليلة وضحاها‬ ‫ولكن صرب الناس قد نفذ ألن درجة توقعاتهم‬ ‫كان���ت كبرية منذ البداي���ة وهذه معضلة مل‬ ‫تعاجل حبكم���ة وال بالتواصل االعالمي الفعال‬ ‫واملطل���وب يف حينه والبد يف ه���ذه املرحلة من‬ ‫التعام���ل معه���ا بفتح الكثري من قن���وات احلوار‬ ‫م���ع خمتل���ف قطاعات وفئ���ات الش���عب اللييب‬ ‫والدوائ���ر املختلف���ة ال�ت�ي بإمكانه���ا أن تق���دم‬ ‫النصيح���ة واملش���ورة وتس���اعد يف الش���روع يف‬ ‫حلحل���ة املش���كالت العالق���ة يف اجمل���ال األمين‬

‫والصحي واالقتص���ادي وغريها من القطاعات‬ ‫احليوية ‪.‬‬ ‫مجل���ة م���ن القضاي���ا واألمور تطرقت���م هلا يف‬ ‫خطابكم أريد أن اؤكد أنها حتتاج اىل أولوية‬ ‫يف التعاطي معها وبالسرعة املمكنه من أهمها ‪:‬‬ ‫املل���ف األمين علينا أن ندرك مجيعا أنه وبدون‬ ‫اس���تتباب األم���ن واألم���ان يف ليبيا فل���ن يكون‬ ‫هناك أي ش���كل من اشكال االستقرار السياسي‬ ‫وال أي ن���وع من أن���واع بناء الدولة وال الش���روع‬

‫من حيث وجود ه���ذه الظاهرة مل يعد كذلك‬ ‫اآلن ولي���س مقب���وال وال ش���رعيا بع���د مض���ي‬ ‫أكثر من س���نة على حتري���ر البالد ‪...‬البد من‬ ‫وض���ع االم���ور يف نصابها الطبيعي والش���رعي‬ ‫وبأس���رع ما ميكن وبالكيفي���ة اليت تضمن أمن‬ ‫وس�ل�امة الناس وسالمة ضيوفها من األجانب‬ ‫والبعثات الدبلوماسية والشركات االجنبية ‪.‬‬ ‫ملف احل���دود مع كل دول اجل���وار اجلغرايف‬ ‫أدرك صعوب���ة التعاط���ي م���ع ه���ذا امللف ولكن‬ ‫أهميت���ه تنب���ع م���ن كون���ه يتعلق بأم���ن ليبيا‬ ‫وش���عبها واحتماالت اخلط���ر الداهم من خالل‬ ‫التس���رب م���ن ح���دود ه���ذه ال���دول يف ش���كل‬ ‫حماوالت جملموعات مس���لحة أو اف���راد أو من‬ ‫خ�ل�ال اهلجرات غري الش���رعية اليت مل تتوقف‬ ‫بش���كل نهائي حت���ى اآلن وما يش���كله ذلك من‬ ‫تهدي���د قائ���م مما يتطل���ب وضع اس�ت�راتيجية‬ ‫متكاملة لضبط احلركة والتسرب واإلشراف‬ ‫عل���ى املناف���ذ احلدودية و االنذار املبكر بس���بب‬ ‫البع���د والتباع���د اجلغ���رايف وق���د تب���دأ الفكرة‬ ‫رمبا بتش���كيل جلنة أو هيئ���ة أو جملس أعلى‬ ‫لألمن الوطين يتوىل وضع هذه االسرتاتيجية‬ ‫وإعداد التصورات املثلى للتعامل مع هذا األمر‬ ‫بصورة مس���تمرة أيضا قد يتطلب األمر تعاون‬ ‫أكث���ر من جه���ة س���واء أمني���ة م���ن الداخلية‬

‫يف التنمي���ة اليت اح���وج ما تكون الب�ل�اد اليها‪...‬‬ ‫وال خيفى عليكم وال على أحد حالة االنفالت‬ ‫األمين اليت اصبحت عليها البالد منذ التحرير‬ ‫وحتى الي���وم ‪ ،‬وكما ال خيف���ى عليكم ما أدى‬ ‫إلي���ه ه���ذا االنف�ل�ات م���ن الرتوي���ع واخلطف‬ ‫والتعذيب واإلرباك و الفوضى من االساءة اىل‬ ‫مسع���ة بالدنا ‪ ،‬و لألس���ف لق���د أصبحت هيبة‬ ‫الدول���ة ومسعته���ا على احملك على املس���تويني‬ ‫الداخل���ي واخلارج���ي يف مواجهة ه���ذه احلالة‬ ‫م���ن االنف�ل�ات االم�ن�ي وتصرف���ات خمتل���ف‬ ‫املليش���يات املس���لحة أياً كان امسها وادعاءاتها‬ ‫الثورية أوأيدولوجياته���ا و مطلقاتها الفكرية‬ ‫أو ترهاتها املغلفة بالش���عارات الدينية‪ ...‬البالد‬ ‫أم���ام منعطف خطري اما أن تصب���ح ليبيا دولة‬ ‫باملعنى املتعارف عليه للدولة وإال تصبح مرتعا‬ ‫ل���كل اخلارجني عل���ى القانون وتقس���م أو تدار‬ ‫من قبل املليش���يات ومن ميلك السالح ‪...‬السيد‬ ‫أبوش���اقور ما كان مقبوال وشرعياً أيام الثورة‬

‫وم���ن القوات املس���لحة أو اجلي���ش اللييب ومن‬ ‫املخاب���رات العام���ة واملس���ؤولني م���ن س���كان‬ ‫املناطق احلدودية يف إط���ار منظومة متكاملة‬ ‫ختتص مبوضوع احلدود مع كل دول اجلوار‬ ‫اجلغرايف‪.‬‬ ‫ملف املركزية مازال هناك شعور سائد لدى‬ ‫أع���داد ال ب���أس بها م���ن املواطن�ي�ن يف خمتلف‬ ‫ومناط���ق ومدن ليبيا إلحساس���هم با لتهميش‬ ‫وع���دم االهتم���ام وغي���اب أو قل���ة اخلدم���ات‬ ‫العامة وفرص العمل والتوظيف وضآلة مبدأ‬ ‫تكاف���ؤ الف���رص أمامهم بس���بب تباع���د مدنهم‬ ‫ومناطقه���م جغرافياً م���ن مركز اختاذ القرار‬ ‫أو العاصم���ة فض�ل�ا ع���ن تكبده���م الكثري من‬ ‫املتاع���ب و املش���اق واجله���د واألموال يف س���بيل‬ ‫اجن���از أبس���ط املعامالت وامله���ام ‪ ،‬واآلن يصبح‬ ‫م���ن غري املقبول االس���تمرار عل���ى نفس النهج‬ ‫املركزي الذي سارت عليه ادارة شؤون الدولة‬ ‫طوال حك���م الق���ذايف واملرحلة الس���ابقة وهذا‬ ‫يتطلب إعادة ترتيب ادارة الدولة بشكل آخر ال‬

‫املنصف البوري‬

‫مرك���زي ‪ ،‬ومع اتفاقي م���ع ما طرحتموه عن‬ ‫دور البلديات والكثري من االستقاللية االدارية‬ ‫واملالي���ة اال أنه قد يكون من املفيد وجود بعض‬ ‫ال���وزارات واملؤسس���ات القليل���ة ذات االهمي���ة‬ ‫السياس���ية واالقتصادية والش���ركات الليبية‬ ‫واألجنبية يف مدن مثل بنغازى وسبها وغريها‬ ‫مما يعزز الش���عور باألهمي���ة والتكافؤ وانعدام‬ ‫االحس���اس بالتهمي���ش والتجاه���ل وخيل���ق‬ ‫حيوي���ة جدي���ة يف هذه امل���دن انتظ���ارا لتوزيع‬ ‫ع���ادل ملش���روعات التنمي���ة والبناء الت���ى نأمل‬ ‫أن تش���مل كافة مدن ومناطق ليبيا تكريس���ا‬ ‫لبداي���ة عه���د جديد ينع���م فيه املواط���ن اللييب‬ ‫يف كل بقع���ة م���ن ليبي���ا باخلدم���ات الالزمة‬ ‫والفرص املتكافئة والرفاهة ‪.‬‬ ‫القضاء على الفوضى العامة الس���يد ابوشاقور‬ ‫قد ال يغي���ب عنكم حالة الفوضى والتس���يب و‬ ‫االهم���ال وع���دم االك�ت�راث ال�ت�ي مس���ت كل‬ ‫رك���ن م���ن أركان الب�ل�اد ومشل���ت كاف���ة‬ ‫القطاع���ات إن مل يك���ن كل ش���ئ ل���ه عالق���ة‬ ‫باإلنس���ان واحلياة يف ليبيا ‪ ،‬يف كل املؤسسات‬ ‫احلكومي���ة مجيعه���ا دون اس���تثناء لألس���ف‬ ‫الش���ديد ‪ ،‬ويف الدوائر الرمسية وغري الرمسية‬ ‫‪ ،‬يف احملاك���م والقض���اء يف املستش���فيات‬ ‫واملصحات العام���ة ‪ ،‬يف املطارات واملنافذ الربية‬ ‫والبحرية واجلمارك واجلوازات ‪ ،‬ويف املدارس‬ ‫واملعاه���د واجلامع���ات ‪ ،‬ويف البنوك واملصارف ‪،‬‬ ‫ويف الش���ركات االقتصادي���ة والتجاري���ة ‪ ،‬يف‬ ‫املرور والطرق والشوارع ‪ ،‬يف األسواق واحملالت‬ ‫‪ ،‬فوض���ى يف البن���اء وانعدام لتخطي���ط املدن ‪،‬‬ ‫فوض���ى بيئية قد تكون هلا عواقب وخيمة على‬ ‫صحة وحياة الليبيني ‪.‬‬ ‫فوض���ى يف كل م���ا خيط���ر ببالك���م وم���ا ال‬ ‫خيطر مما أثر بش���كل كبري على حياة الناس‬ ‫وس���لوكهم ويف ظل ه���ذه الفوضى أصبح أداء‬ ‫الناس يتغري لكي يتالءم مع هذه الفوضى اليت‬ ‫فرضت نفس���ها عليه���م وأصبح���ت انتاجيتهم‬ ‫متدني���ة للغاية يف غياب تام للقوانني والرقابة‬ ‫واحملاس���بة واملتابع���ة واحلس���اب والعقاب ومل‬ ‫يعد اجناز أبس���ط وأقل املعامالت يتم بطريقة‬ ‫سلسة ووقت بس���يط بل بطرق ملتوية ووقت‬ ‫أكث���ر مما يس���توجب تدخ���ل س���ريع وعاجل‬ ‫بالقوان�ي�ن والرقابة واحملاس���بة ورمب���ا بإعادة‬ ‫هيكلة وإعداد االدارات الكفؤة وإدخال التقنية‬ ‫للتعامل مع واقع جديد يتطلب سرعة االجناز‬ ‫ألن ماهو موج���ود يف ليبيا اآلن ال يضعها حتى‬ ‫على اعتاب املسرية احلضارية ‪.‬‬ ‫يف اخلت���ام ‪ :‬أعرف الفرتة الزمنية لرئاس���تكم‬ ‫ق���د ال تك���ون كافية للكث�ي�ر م���ن العمل ومع‬ ‫ذلك أمتن���ى اآلن تتوىل جهة مركزية معينة‬ ‫وضع اس�ت�راتيجيات متعددة لفلس���فة التعليم‬ ‫على س���بيل املثال وما نتوقعه منه خالل العشر‬ ‫س���نوات القادم���ة ‪ ،‬وإس�ت�راجتية لالقتص���اد‬ ‫واجتاهات���ه ال�ت�ي ال تس���مح ب�ب�روز التف���اوت‬ ‫الطبق���ي ولك���ن التنمي���ة املتوازن���ة يف كل‬ ‫أحن���اء ليبيا ‪ ،‬وإس�ت�راتيجية إلع���ادة بناء املدن‬ ‫الليبي���ة ‪ ،‬وتنمية القدرات واملهارات الش���بابية‬ ‫والب���دء يف اقحامها يف جماالت العمل الرمسي‬ ‫وغ�ي�ر الرمس���ي حملي���ا ودولي���ا ‪ ،‬وغريه���ا من‬ ‫االسرتاتيجيات اليت تتطلبها املرحلة ‪.‬‬ ‫لكم التحية لعلي َّ‬ ‫بلغت بعض ما عندي‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫املشهد الدستوري وضجيج الصوت والصورة‬ ‫يعين الضجيج ‪ Noise‬يف علم االتصاالت(‪)1‬‬ ‫تل���ك العوامل اليت ميكن أن ِّ‬ ‫تؤث���ر على جودة‬ ‫املعلوم���ات املُتبادل���ة ع�ب�ر قن���وات االتص���ال‪.‬‬ ‫وينتم���ي الضجي���ج ع���اد ًة إىل إح���دى الفئات‬ ‫األرب���ع التالي���ة املُتع���ارف عليه���ا يف أدبي���ات‬ ‫املوض���وع‪ :‬الضجي���ج امل���ادي ‪Physical‬‬ ‫والضجي���ج الدالل���ي ‪ Semantic‬والضجيج‬ ‫الفس���يولوجي والضجي���ج الس���يكولوجي‪.‬‬ ‫وحمط اهتمامنا فيما سنتناوله هو الضجيج‬ ‫امل���ادي‪ ,‬يف حني س���نأتي على ذك���ر الضجيج‬ ‫الدالل���ي موجزاً عن���د حديثنا ع���ن لغة صوغ‬ ‫الدستور‪.‬‬ ‫الصلة ب�ي�ن ما تقدم واملش���هد الدس���توري يف‬ ‫ليبي���ا نلحظها يف قن���اة االتصال ال�ت�ي ُف َتحت‬ ‫ب�ي�ن املؤمتر الوط�ن�ي (اجلمعية التأسيس���ية)‬ ‫وبقي���ة مكون���ات الش���عب اللييب‪ .‬وس���يالحظ‬ ‫َّ‬ ‫املتابع لتبادل الرس���ائل ب�ي�ن هذين الطرفني‬ ‫َّأنه جيري ضمن بيئة يس���ودها ضجيج مادِّي‬ ‫َّ‬ ‫وتتجلى أبرز‬ ‫كم���اً ونوع���اً‪.‬‬ ‫آخ���ذ يف االرتفاع َّ‬ ‫مالمح ه���ذا االرتفاع يف التغطي���ة اإلعالمية‬ ‫املبال���غ فيه���ا لفئتني م���ن األخب���ار َط َغ َتا على‬ ‫بقي���ة ما تتناقله وس���ائط اإلعالم عن أحداث‬ ‫َّ‬ ‫الداخل اللييب‪ :‬احلوادث األمنية وترداد الزمة‬ ‫فش���ل املس���ؤولني يف إجناز ما أُني���ط بهم من‬ ‫مهام‪.‬‬ ‫ويف تفاصي���ل ه���ذه التغطية يلح���ظ املواطن‬ ‫هيمنة املش���هد األمين عل���ى خمتلف جوانبها‪,‬‬ ‫فأخب���ار التفج�ي�رات واالغتي���االت واخلطف‬ ‫حتجب ما عداها على حنو يوحي بأننا نعيش‬ ‫يف دولة فاش���لة بكل ال���دالالت اليت حيتملها‬ ‫التعبري‪ .‬فإذا أضفنا إىل ما س���بق متابعة ذلك‬ ‫املواط���ن ألخب���ار اهل���در املال���ي وس���وء اإلدارة‬ ‫فستزداد الصورة اليت تنطبع يف ذهنه عن حال‬ ‫ً‬ ‫قتامة وخيبة رج���اء‪ .‬واحلال ما وصفنا‪,‬‬ ‫البلد‬ ‫ْ‬ ‫ملحُ‬ ‫هل ميكن هل���ذا املواطن ا َب���ط املهووس مبا‬ ‫ي���رى ويس���مع أن يب���دي رأي���اً عقالني���اً فيما‬ ‫سيس���تفتيه فيه املؤمتر التأسيسي من قضايا‬ ‫وطنية؟‬ ‫أود إيصاله للق���ارئ م���ؤدَّاه التنبيه إىل َّ‬ ‫أن‬ ‫م���ا ُّ‬ ‫مس���ائل من قبي���ل االنفالت األمين والفس���اد‬ ‫املالي‪ ,‬على الرغم من أهميتها‪ ,‬جيب َّ‬ ‫أال حترف‬ ‫نظره عن قضية التأسيس الدستوري السليم‬ ‫لدولة ليبيا املس���تقبل‪ ,‬ويف ش���واهد التاريخ ما‬ ‫ي ِّ‬ ‫ُعزز هذا املذهب ملن أراد االستزادة(‪ .)2‬وحني‬ ‫أش���دِّد على سالمة التأس���يس الدستوري‪ ,‬من‬ ‫منظ���ور املواط���ن‪ ,‬فإن�ن�ي أع�ن�ي بذل���ك وعيه‬ ‫لوج���وب َّ‬ ‫���رر االس���تفتاء على الدس���تور‬ ‫أال يمُ َّ‬ ‫مبجرد حساب نس���بة من قالوا (نعم) إىل من‬ ‫قال���وا (ال)‪ .‬فثم���ة م���واد يف الدس���تور جيب أن‬ ‫ُتطرح لالستفتاء منفردة يف صورة جمموعة‬ ‫من البدائل املمكنة ل���كل مادة‪ .‬فرأس الدولة‪,‬‬ ‫علي س���بيل املثال‪ ,‬ميك���ن أن يُن َتخب ضمن ما‬ ‫يلي من بدائل‪:‬‬ ‫‪.1‬أن يكون مسلماً لييب املولد ألم وأب ليبيني‬ ‫وال حيمل جنس���ية أية دولة أخرى وبالغاً من‬ ‫العمر كذا عاماً‪.‬‬ ‫‪.2‬أن يكون مسلماً جنسية أحد والديه ليبية‪.‬‬ ‫‪.3‬أن يك���ون ليبياً (ال فرق هنا بني اكتس���اب‬ ‫اجلنسية حبق الدم أو حبق األرض)‪.‬‬ ‫أما املواد ِّ‬ ‫املتعلق���ة بالوزارة والنيابة فيمكن أن‬

‫أبوالقاسم اشتيوي‬ ‫ُتطرح لالستفتاء ضمن البديلني التاليني‪:‬‬ ‫‪.4‬جيوز اجلمع بني الوزارة والنيابة‪.‬‬ ‫‪.5‬ال جيوز اجلمع بني الوزارة والنيابة‪.‬‬ ‫م���ن املس���ائل األخ���رى املهم���ة‪ ,‬ال�ت�ي جيب أن‬ ‫يُن���ص عليه���ا الدس���تور‪ ,‬مس���ألة الس���لطة‬ ‫خول���ة ‪ :‬وتعديله ملواكبة التطورات اليت قد‬ ‫املُ َّ‬ ‫ُّ‬ ‫جتد مبرور الزمن وتغيرُّ الظروف‪ .‬وغين عن‬ ‫البيان يف هذا السياق وجوب استفتاء السلطة‬ ‫التشريعية للشعب بش���أن أية تعديالت تراها‬ ‫الزم���ة لتطور الدول���ة‪ .‬ويف املقاب���ل مثة مواد‬ ‫أخرى يف الدس���تور‪ ,‬مثل مدة الرئاس���ة‪ ,‬جيب‬ ‫الن���ص على عدم قابليتها للتعديل متى ما مت‬ ‫االتفاق بشأنها‪.‬‬ ‫مهما يكن األمر‪ ,‬تقع مهمة تنوير الرأي العام‬ ‫على كاهل اخل�ب�راء وأهل االختصاص‪ ,‬فهم‬ ‫ُمطالب���ون بتس���خري كل مقدراتهم الفكرية‬ ‫إلجناز ه���ذه املهمة الوطنية‪ .‬وذلك باالعتماد‬ ‫عل���ى كل م���ا ه���و ُمت���اح هل���م م���ن وس���ائط‬ ‫االتص���ال م���ع أفراد الش���عب‪ ,‬ومن ه���ذا الباب‬ ‫س���نعرج بإجياز على من���ط الضجيج الداللي‬ ‫م���ر بنا ذك���ره‪ .‬فم���ن َّ‬ ‫املؤك���د َّ‬ ‫أن لغة‬ ‫ال���ذي َّ‬ ‫صوغ الدستور س���تكون اصطالحية يف بعض‬ ‫موادها‪ ,‬ما يعين غياب الفهم املش�ت�رك لداللة‬ ‫تل���ك املصطلحات ب�ي�ن طريف قن���اة االتصال‪,‬‬

‫خرباء الدس���تور وأه���ل االختص���اص بيان ما‬ ‫يستغلق من داللة تلك املصطلحات وشرحها‬ ‫لعموم الشعب‪.‬‬ ‫وبالعودة إىل مس���ألة الضجي���ج الذي َّ‬ ‫يتخلل‬ ‫البيئ���ة الليبي���ة راهن���اً‪ ,‬أال حيق لنا التس���اؤل‬ ‫عم���ا إذا كان تضخيم���ه يف وس���ائط اإلعالم‬ ‫َّ‬ ‫جمرد مصادفة أم عن سابق تصور وتصميم؟‬ ‫ويف هذا الصدد س���ننطلق من فرضية إحسان‬ ‫الظ���ن واعتم���اد مب���دأ املصادف���ة يف كل م���ا‬ ‫م���ر بالب�ل�اد حت���ى اآلن‪ .‬فوس���ائط اإلع�ل�ام‬ ‫الليبي���ة حديث���ة النش���أة س���اهمت يف تغذي���ة‬ ‫ه���ذا الضجي���ج انطالق���اً من حريَّ���ة إعالمية‬ ‫ُم ِّ‬ ‫تفلت���ه من عق���ال أية معاي�ي�ر مهنية ترعى‬ ‫تطبيقه���ا جه���ة ش���رعية ناظم���ة‪ .‬ولك���ن‪ ,‬ما‬ ‫الذي سنس���تنتجه إذا تزامن عرض الدس���تور‬ ‫س���تقطبة‬ ‫لالس���تفتاء مع عقد حماكمات ُم‬ ‫ِ‬ ‫لالهتمام لشخصيات من قبيل سيف اإلسالم‬ ‫القذايف أو عبد اهلل السنوسي؟‬ ‫إذا اختذت األحداث هذا املَ ْن َحى فال مهرب من‬ ‫اللجوء إىل نظرية املؤامرة لتفسريها‪ ,‬فالكيان‬ ‫الس���لطوي اجلديد‪ ,‬ممُ َ َّث ً‬ ‫ال يف املؤمتر الوطين‪,‬‬ ‫أضح���ى يعي وجوده بوصف���ه جمموعة أفراد‬ ‫تس���عى لتحقيق مصاحلها واحملافظة عليها‪.‬‬ ‫ويف هذا الشأن قد تتقاطع مصاحل هذا الفريق‬ ‫"املؤق���ت" مع مصاحل جهات أخ���رى يف الداخل‬ ‫واخلارج‪ .‬ولفهم منطلقات ه���ذا املَ ْن َحى علينا‬ ‫َت ُّ‬ ‫ذكر َّ‬ ‫أن الف���رد (عضو املؤمتر الوطين أو أي‬ ‫ف���رد من الش���عب) غري مضمون ال���والء ِّ‬ ‫بغض‬ ‫النظر عن حالته األيديولوجية وبصرفه عن‬ ‫حالت���ه املادية‪ .‬فالفرد ال الش���عب جمتمعاً هو‬ ‫م���ن يقرتف ج���رم اخليانة الوطني���ة على مر‬ ‫العصور‪ ,‬مع األخذ يف االعتبار َّ‬ ‫أن ذلك ال يعين‬ ‫اتهام أولئك األفراد باخليانة ابتدا ًء‪ ,‬ولكن هذا‬ ‫ال يغ�َّي�رَّ م���ن واقع���ة َّ‬ ‫أن القضايا التأسيس���ية‬ ‫جي���ب َّ‬ ‫ً‬ ‫أال يك���ون فص���ل خطابه���ا حك���را على‬ ‫خنب���ة بعينها وإن تك���ن ُمن َت َخبة مثلما يوحي‬ ‫توصيفه���ا‪ .‬فالتفويض الش���عيب املمنوح هلا ال‬ ‫يع�ن�ي بأية حال من األح���وال انفرادها املطلق‬ ‫بكلية القرار يف القضايا الوطنية‪.‬‬ ‫َّ‬

‫َّ‬ ‫وتتعزز ه���ذه الرؤية إذا ما َع ِلمنا َّ‬ ‫أن الكثريين‬ ‫وهذا ه���و املقصود بالضجي���ج الداللي‪ .‬وعلى‬

‫مم���ن خاض���وا انتخاب���ات عضوي���ة املؤمت���ر‬ ‫الوطين ضمن فئة املستقلني سرعان ما بدَّلوا‬ ‫انتماءاته���م السياس���ية عقب الف���وز‪ .‬بعضهم‬ ‫يف خيانة س���افرة الس���تقالل مزعوم‪ ,‬مبعنى‬ ‫عدم االنتماء إىل أية جمموعة حزبية قائمة‬ ‫حلظة إع�ل�ان ُّ‬ ‫���حهم للش���عب‪ ,‬وبعضهم‬ ‫ترش ِ‬ ‫توجه سياس���ي‬ ‫ج���راء‬ ‫اس���تقطابه إىل ُّ‬ ‫اآلخ���ر َّ‬ ‫ِ‬ ‫جدي���د يف اس���تجابة "طوعي���ة" لتأث�ي�رات‬ ‫ِّ‬ ‫وللمش���ككني يف مس���ألة‬ ‫خمتلف���ة املص���ادر‪.‬‬ ‫املغري���ات والضغ���وط خمتلفة املص���ادر أقول‪,‬‬ ‫متيم‬ ‫معتذراً من حليمة بنت احلارث‪َ ,‬‬ ‫"ما يو ُم ٍ‬ ‫بسر"‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫ختاماً‪ ,‬منذ اربعينيات القرن املنصرم خاضت‬ ‫ش���عوب كث�ي�رة ُمس���تع َب َدة ح���روب حتري���ر‬ ‫دامية ضد مس���تبدي اخل���ارج والداخل حتت‬ ‫ش���عار رج���ل واحد صوت واح���د ‪One man‬‬ ‫‪ .one vote‬لقد كان الش���عار الذي توسلته‬ ‫تلك الش���عوب مدخ ً‬ ‫ال للتحرر ينادي باملساواة‬ ‫يف حقوق االق�ت�راع بغض النظر عن العرق أو‬ ‫اجلنس أو الدين‪ ,‬وهي احلقوق اليت س���تكون‬ ‫تالي���اً مدخلها إىل مراقبة التطور الدس���توري‬ ‫وإب���داء ال���رأي بش���أنه‪ .‬وانطالق���اً م���ن ه���ذه‬ ‫املعطيات عل���ى الليبي�ي�ن إدراك َّ‬ ‫أن مؤمترهم‬ ‫العام يضم كيانات سياس���ية تتوس���ل الشعار‬ ‫ذاته لالستحواذ على السلطة‪ ,‬ومتى ما َّ‬ ‫مت هلا‬ ‫ذلك ستعمل الحقاً على تعديله ليصبح رجل‬ ‫واحد ص���وت واحد مرة واح���دة ‪One man‬‬ ‫‪ one vote one time‬عل���ى رأي إدوارد‬ ‫جريجي���ان‪ .‬وعلى م���ن يرتاب���ون يف معقولية‬ ‫هذا الطرح َتدبُّر تطورات املش���هد الدس���توري‬ ‫ُس���مى "الربي���ع العربي"‪,‬‬ ‫يف بع���ض دول م���ا ي َّ‬ ‫ألنه���م إن مل يفعل���وا فل���ن يعت�ب�روا وس���يعود‬ ‫االس���تبداد يف متظه���ر جديد م���ن متظهراته‬ ‫املتع���دِّدة‪ .‬فالتاريخ‪ ,‬صدقاً‪ ,‬ال يعيد نفس���ه َّ‬ ‫إال‬ ‫ملن ال يعترب‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫خدم اتصاالت يف هذه املقالة مقاب ً‬ ‫‪ُ .1‬تس��� َت َ‬ ‫ال‬ ‫عربي���اً الس���م اجلن���س ()‪Mass noun‬‬ ‫‪ Communication‬يف صيغ���ة املف���رد‪,‬‬ ‫الذي تغطي داللته تبادل املعلومات بواس���طة‬ ‫احملادثة أو الكتابة أو س���واهما من الوس���ائط‬ ‫املسموعة واملرئية‪.‬‬ ‫‪ .2‬م���ن ش���واهد التاري���خ عل���ى فح���وى ه���ذا‬ ‫أن أكرب ميليش���يا َّ‬ ‫التنبي���ه َّ‬ ‫مس���لحة خاضت‬ ‫ح���رب حتري���ر حقيق���ة مل تحُ ���ل بع���د‪ ,‬ومل‬ ‫تصادر أس���لحتها‪ ,‬على الرغم من أنها ليس���ت‬ ‫يف السلطة وعلى الرغم من مرور قرابة ‪236‬‬ ‫عاماً على انتصارها يف تلك احلرب! ما أوردناه‬ ‫للتو ال ميثل نهاية القصة‪ ,‬فاآلباء املؤسس�ي�ن‬ ‫للدول���ة الناش���ئة ع���ن ذلك االنتص���ار صاغوا‬ ‫دس���تورها متضمناً تعدي ً‬ ‫يكرس حق ش���عب‬ ‫ال ِّ‬ ‫َّ‬ ‫تل���ك الدول���ة يف تكوين ميليش���يات مس���لحة‬ ‫غايته���ا احملافظة على ذلك االس���تقالل‪ .‬وقد‬ ‫ج���اء التعديل وف���ق صياغة حيثي���ة فيما يلي‬ ‫نصها‪:‬‬ ‫"حي���ث َّ‬ ‫جي���دة التنظي���م‬ ‫أن وج���ود مليش���يا َّ‬ ‫حرة‪ ،‬ف�ل�ا جيوز‬ ‫ض���روري ألم���ن أيَّة والي���ة َّ‬ ‫انته���اك ح���ق الش���عب يف حي���ازة األس���لحة‬ ‫ومحلها"‪.‬‬ ‫“‪A well regulated militia being‬‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫‪necessary to the security of‬‬ ‫‪a free state, the right of the‬‬ ‫‪people to keep and bear arms‬‬ ‫‪”.shall not be infringed‬‬ ‫الدول���ة املقص���ودة هي الوالي���ات املتحدة‬ ‫األمريكية والتعديل املقصود هو التعديل‬ ‫الثان���ي يف دس���تورها‪ ,‬ومل مت���ض ‪85‬‬ ‫عام���اً على نهاية حرب االس���تقالل حتى‬ ‫امتش���قت تلك امليليشيات أس���لحتها مرة‬ ‫أخ���رى خل���وض غم���ار احل���رب األهلية‬ ‫َّ‬ ‫موزع���ة هذه املرة بني طرفيها الش���مالي‬ ‫واجلنوبي‪.‬‬ ‫احلديث عن هذا املثل التارخيي س���يطول‬ ‫لو وددن���ا اخل���وض يف تفاصيل���ه‪ ,‬ولكننا‬ ‫س���نختمه بالق���ول َّ‬ ‫إن الوالي���ات املتح���دة‬ ‫املي���زة ب�ي�ن‬ ‫األمريكي���ة ال تنف���رد به���ذه ِّ‬ ‫دول الع���امل‪ ,‬فاالحتاد السويس���ري ميلك‬ ‫جيشاً وطنياً ِّ‬ ‫يش���كل عديده نسبة تقارب‬ ‫‪ 6%‬م���ن إمجال���ي الس���كان‪ ,‬وميل���ك يف‬ ‫الوقت نفسه ميليش���يا َّ‬ ‫مسلحة (حيتفظ‬ ‫أفراده���ا بأس���لحتهم اآللي���ة يف بيوتهم)‬ ‫يص���ل عديده���ا إىل قراب���ة ‪ 30%‬م���ن‬ ‫إمجال���ي الس���كان‪ .‬أي َّ‬ ‫أن كل الش���عب‬ ‫السويسري ُم َّ‬ ‫سلح إذا اس���تثنينا األطفال‬ ‫وكبار الس���ن! ولكن هذا االنتشار اهلائل‬ ‫لألس���لحة يف الدولتني اللتني س���قناهما‬ ‫مث ً‬ ‫ُرتجم انفالتاً أمنياً على األرض‪,‬‬ ‫ال مل ي َ‬ ‫َّ‬ ‫ذل���ك أن تطورهما الدس���توري وما انبثق‬ ‫لبي���اً لتطلعات‬ ‫عنه من مؤسس���ات ج���اء ُم ِّ‬ ‫من ْاس��� ُتف ُتوا بش���أنه‪ .‬وه���ي النتيجة اليت‬ ‫ميكن ردُّها إىل عدم ُّ‬ ‫تأثرهم بأي ضجيج‬ ‫خارجي قد حيرف تفكريهم عن مس���ألة‬ ‫التط���ور الدس���توري األه���م م���ن كل‬ ‫القضايا اجلانبية‪.‬‬ ‫ولع���ل احلدي���ث ال يكتم���ل ب���دون ذكر‬ ‫عملي���ات االغتي���ال السياس���ي واجلرمية‬ ‫املنظمة يف الوالي���ات املتحدة األمريكية‪,‬‬ ‫فه���ذه العملي���ات ال تق���ارن تارخيي���اً‬ ‫بالنجاح اإلمجالي ملؤسس���ات تلك الدولة‬ ‫األمني���ة يف مكافح���ة ظواه���ر اخل���روج‬ ‫عل���ى القان���ون‪ .‬وهن���ا يكم���ن الف���رق بني‬ ‫م���ا حي���دث يف أمريكا م���ن أعم���ال عنف‬ ‫َّ‬ ‫مسلح‪ ,‬ابتدا ًء باجلرمية الفردية ومروراً‬ ‫باجلرمي���ة املنظم���ة وانته���ا ًء باإلره���اب‬ ‫السياس���ي وال َع َق��� ِدي‪ ,‬وب�ي�ن م���ا حي���دث‬ ‫يف ليبي���ا‪ .‬فالدول���ة األمريكي���ة عمل���ت‬ ‫عل���ى بناء مؤسس���اتها األمني���ة وتقويتها‬ ‫خارج اش�ت�راط مصادرة الس�ل�اح الفردي‬ ‫وح���ل امليليش���يات أو ً‬ ‫ال‪ ,‬وه���ي السياس���ية‬ ‫ال�ت�ي فش���لت اجله���ات الليبي���ة املعنية يف‬ ‫اعتمادها وفق خمط���ط مدروس ينتهي‬ ‫يف ح���ال جناحه بتآكل تلك امليليش���يات‬ ‫اخلارجة عن سلطة الدولة بتآكل والء‬ ‫أفرادها‪ .‬فهي قطعاً غري قادرة على توفري‬ ‫امل���ال الالزم إلدامة هذا الوالء مبعزل عن‬ ‫َّ‬ ‫وس���يتعزز هذا‬ ‫متوي���ل الدول���ة الليبي���ة‪.‬‬ ‫الت���آكل ح�ي�ن َّ‬ ‫يتيقن م���ن يقف���ون وراء‬ ‫تل���ك امليليش���يات َّ‬ ‫أن الوقائع على األرض‬ ‫ِّ‬ ‫تؤكد ع���دم قابلية الس�ل�اح للصرف يف‬ ‫أية اس���تحقاقات سياس���ية قادمة (حادث‬ ‫القنصلي���ة األمريكي���ة يف بنغازي يندرج‬ ‫حتت هذا السياق بغض النظر عن هوية‬ ‫اجلهة املنفذة ومنطلقاتها)‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ashtaiwie@gmail.com‬‬

‫‪19‬‬

‫سـر تقدم األمـم التعليم وما أدراك ما التعليم ؟‬ ‫يف أحدي املعارك ال�ت�ي دارت رحاها بتاريخ‬ ‫‪14‬نوفمرب ‪ 1806‬مت اندحار أملانيا اندحاراً‬ ‫كام ً‬ ‫ال على أي���دي جيش نابليون بونابرت‬ ‫‪ .‬وكان ه���ذا االندح���ار صدم���ة مذهل���ة‬ ‫لألملان مل تكن متوقع���ة خاصة وأنها جاءت‬ ‫يف أعق���اب نهضة إصالحية واس���عة قام بها‬ ‫فردري���ك الكب�ي�ر يف نهاي���ة الق���رن الثام���ن‬ ‫عش���ر وبداية القرن التاس���ع عش���ر أنعشت‬ ‫آم���ال األملان وص���ورت هلم أنه���م علي أبواب‬ ‫مس���تقبل جدي���د حاف���ل باإلزده���ار واجملد‬ ‫القوة ‪.‬‬ ‫وجاءت املعاهدة اليت أبرمت يف الس���ابع من‬ ‫يوليو ‪1807‬م لتتوج انتصار فرنس���ا وتضع‬ ‫عالم���ة تارخيية على ضريح أملانيا املقهورة‬ ‫‪ ،‬لك���ن الدول���ة ب���دأت تس���تفيق تدرجيي���ا‬ ‫م���ن ه���ول الصدمة وأخ���ذ املس���ؤولون على‬ ‫ش���ؤونها‪ ،‬يإدخ���ال اإلصالح���ات املتنوعة يف‬ ‫جم���االت االقتص���اد واإلدارة واجلي���ش‪ ،‬إال‬ ‫أن االهتم���ام الكبري أُعطي لش���ؤون التعليم‬ ‫‪ ،‬واعت�ب�رت املؤسس���ات التعليمي���ة املص���در‬ ‫الرئيس���ي الذي ميكن أن تنبعث منه احلياة‬ ‫اجلديدة ‪ .‬وعرب فردريك وليم الثالث آنذاك‬ ‫عن هذا اإلميان بقوله ‪:‬‬ ‫(مع أننا خس���رنا يف احلرب مساحات واسعة‬ ‫م���ن االراض���ى ‪ ،‬وفق���دت بالدن���ا س���لطانها‬ ‫اخلارج���ي وقوته���ا ولكننا س���نربح س���لطاناً‬ ‫وق���وة داخليني ‪ .‬وهلذا ف���ان هديف أن تركز‬ ‫أقص���ى جهودن���ا على ش���ؤون التعليم وعلى‬ ‫بروسيا أن تستعيد ما فقدته من قوة مادية‬ ‫عن طريق الربح الفكري ‪. ).....‬‬ ‫مل يكن ملك بروسيا فرد ريك وحيدا يف‬ ‫هذا الطرح ‪ .‬لكنه اس���تمد أفكاره ومش���اعره‬ ‫م���ن الفيلس���وف فيختي���ه الذي توج���ه إلي‬ ‫الش���عب األملان���ي ع���ام ‪1808 1807-‬م‬ ‫خبطب���ه املعنون���ة ال�ت�ي منه���ا ( رس���ائل إلي‬ ‫األم���ة األملانية)‪ ،‬داعيا الش���عب إىل االلتفات‬ ‫للتعلي���م واالهتم���ام به النتش���ال البالد من‬ ‫ال���ذل واملأس���ي ال�ت�ي إصابتها ‪ ،‬فق���د قال يف‬ ‫إح���دى خطب���ه مش�ي�راً إىل اندح���ار أملاني���ا‬ ‫يف احل���رب وإىل اآلم���ال ال�ت�ي تنتظره���ا ‪":‬‬ ‫علينا أن ننظر إل���ي حالتنا احلاضرة نظرة‬ ‫واضحة وواقعية وأن نعرتف مبساوئ هذه‬ ‫احلال���ة اعرتافا كام�ل�ا ‪ ،‬وعلين���ا يف الوقت‬ ‫ذات���ه أن نع�ت�رف بأن���ه مل يب���ق لنا م���ن أمل‬ ‫يف حي���اة جدي���دة إال األمل ال���ذي توفره لنا‬ ‫املؤسس���ات التعليمية حي���ث تتعلم األجيال‬ ‫اجلدي���دة ‪....‬لقد أخذ البعض بالرأي القائل‬ ‫أن���ه مل يكن يعد بامكانن���ا أن نقاوم مقاومة‬ ‫فعال���ة ‪ .‬إزاء ه���ذا أتس���اءل كي���ف ميكنن���ا‬ ‫أن حناف���ظ علي وجودن���ا إذا م���ا قبلنا بهذا‬ ‫ال���رأي ؟ وماذا يبق���ي حلياتنا من معين ؟ مل‬ ‫يعد س���وي األمل ليمدني باحلياة ‪ ،‬فأنا أمل‬ ‫أن اقن���ع بعض األمل���ان وأن أريهم بأنه ليس‬ ‫هناك س���وى التعليم من وس���يلة خلالصنا‬ ‫من االضطهاد والذل الذي نعانيه ‪. ".......‬‬ ‫ويعل���ق املؤرخ���ون عل���ي األث���ر ال���ذي‬ ‫تركت���ه خطاب���ات فيخي���ه بالق���ول ‪ " :‬مل‬ ‫حيدث من قبل أن حتركت مش���اعر الناس‬ ‫‪ ،‬وانتعش���ت آماهلم حبياة أفضل كما حدث‬ ‫عندئ���ذ ‪ ،‬لع���ل احلال���ة األكث���ر مش���ابهة‬ ‫هلذه هي تل���ك اليت نش���أت يف مطلع الثورة‬ ‫الفرنس���ية ‪ ،‬ولك���ن الف���ارق ب�ي�ن احلالتني ‪،‬‬ ‫هي أن املش���اعر واآلمال ال�ت�ي أثارها فيخته‬

‫حممود معتوق‬ ‫كانت أقل اتس���اعا ومشوال وأكثر حتديداً‬ ‫باعتباره���ا حددت التعليم كنقطة انطالق‬ ‫النبعاث بروسيا من تلك اليت إثارتها الثورة‬ ‫الفرنس���ية ‪ ،‬ولعل���ه هل���ذا الس���بب بال���ذات ‪,‬‬ ‫كانت هذه املش���اعر واآلمال أكثر واقعية‬ ‫"‪.‬‬ ‫علي الصعيد العلمي أنشئت دائرة خاصة‬ ‫للتعلي���م ملحقة بوزارة الداخلية ‪ ،‬كما مت‬ ‫انتزاع املدارس من أيدي الكنيس���ة ووضعها‬ ‫يف خدمة الدولة‪،‬وأدخلت تعديالت واس���عة‬ ‫عل���ي مناهجها ومس���توياتها ‪ ،‬وزادت رواتب‬ ‫املعلم�ي�ن وبني���ت م���دارس جدي���دة ‪ .‬ولع���ل‬ ‫من أهم األعم���ال أن دائ���رة التعليم أوفدت‬ ‫س���نة ‪1808‬م سبعة عش���ر معلماً أملانياً إلي‬ ‫سويس���را ليقضوا هناك مدة ثالث س���نوات‬ ‫يدرس���ون خالهل���ا عل���ى املربي السويس���ري‬

‫الكبري بستلوزري ‪ ،‬ويتعرفون علي طريقته‬ ‫وأف���كاره ‪ ،‬و بع���د قض���اء ث�ل�اث س���نوات يف‬ ‫سويس���را عاد هؤالء ‪ ،‬ومت تعيينهم مباش���رة‬ ‫كمدراء لدور املعلمني أو مدراء التعليم يف‬ ‫مناط���ق خمتلف���ة من بروس���يا ‪ .‬وبدأت أثر‬ ‫ذلك أضخم عملية إصالح تربوي يف القرن‬ ‫التاس���ع عش���ر ‪ .‬وكان قد مت ع���ام ‪1809‬م‬ ‫تعي�ي�ن أحد كب���ار رجال الفكر والسياس���ة‬ ‫األملان ‪ ،‬ولي���م فون هامبلوت مدي���راً لدائرة‬ ‫الرتبي���ة يف وزارة الداخلي���ة ‪ ،‬وكان���ت‬ ‫مهمته أن يش���رف ويرعى هذه اإلصالحات‬ ‫ال�ت�ي كان م���ن أه���م نتائجه���ا أن حتول���ت‬

‫املدرس���ة االبتدائي���ة من مدرس���ة تقليدية‬ ‫تقوم بتعلي���م اللغات القدمي���ة والدين إلي‬ ‫مدرس���ة عصرية عرفت مبدرس���ة الش���عب‬ ‫تدرس اللغة األملاني���ة والتاريخ واجلغرافيا‬ ‫واملوس���يقي والرس���م واحلس���اب والرياضة‬ ‫البدني���ة واألخ�ل�اق وغريه���ا م���ن العل���وم‬ ‫األخرى ‪.‬‬ ‫بع���د أع���وام قليل���ة ‪ ،‬وبالتحديد يف عام‬ ‫‪1813‬م اندحر نابليون يف معركة ليبزيغ‬ ‫أمام قوات أملانيا وروس���يا والنمسا‪ ،‬ثم أنهزم‬ ‫م���رة ثاني���ة يف معرك���ة واترل���و الش���هرية‬ ‫اليت كانت بداي���ة النهاية له يف حربه ضد‬ ‫إنكلرتاوأملاني���ا‪ .‬وتوال���ت االنتص���ارات عل���ي‬ ‫فرنس���ا من ذلك التاريخ إلي أن شاع القول"‬ ‫ويف النهاي���ة ‪ ،‬لقد أنتصر معلم املدرس���ة يف‬ ‫أملانيا " ‪.‬‬ ‫وهنا جتدر اإلش���ارة إىل أن فرنس���ا قد‬ ‫هاهلا مبل���غ التقدم الذي حققت���ه غرميتها‬ ‫يف حق���ل التعليم ‪ ،‬عليه أرس���لت عام ‪1831‬‬ ‫(في���ك تور كوزن) مدير دار التعليم العالي‬ ‫يف فرنسا وأحد مش���اهري مربيها آنذاك إلي‬ ‫أملانيا ليس���تطلع األح���وال التعليمية هناك‬ ‫وأس���باب اس���تعادة أملانيا قوته���ا خالل فرتة‬ ‫قص�ي�رة م���ن الزم���ن بع���د احل���رب ‪ .‬فذهب‬ ‫ك���وزن إىل أملاني���ا مت وع���اد وق���دم تقريره‬ ‫الش���هري املع���روف بتقري���ر ك���وزن ناق�ل�ا‬ ‫يف ذل���ك التقري���ر مش���اهداته وانطباعات���ه‬ ‫بالتفصيل ومقدماً سلس���لة من االقرتاحات‬ ‫واألف���كار إلص�ل�اح التعلي���م يف فرنس���ا ‪،‬‬ ‫وعلي أس���اس هذا التقرير مت إصدار قانون‬ ‫التعليم الفرنسي لعام ‪1823‬م الذي يعترب‬ ‫أه���م أعم���دة النظ���ام الفرنس���ي يف الق���رن‬

‫التاسع عشر ‪.‬‬ ‫هل���ذا ‪،،،،‬نري���د حنن يف وطننا اللييب أن‬ ‫نس���تلهم من ه���ذه التجرب���ة الواقعية اليت‬ ‫أعادت إل���ي أملانيا هيبته���ا وجعلتها اليوم يف‬ ‫مصاف الدول املتقدمة على مستوي العامل‬ ‫أمج���ع ‪ ،‬إنن���ا على ثق���ة أن ه���ذا األمر ليس‬ ‫مستحي ً‬ ‫ال يف ظل ما يشهده العامل من تطور‬ ‫مذه���ل عل���ى مجي���ع األصع���دة ‪ ،‬خاصة إذا‬ ‫توفرت اإلرادة والعزمية الصادقة ‪ ،‬وتغليب‬ ‫املصلح���ة العام���ة على املصاحل الش���خصية‬ ‫الضيقة ‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫كلنا مشوهون أيها السادة‬ ‫األشهر التى مضت من عمر الثورة املصرية‬ ‫مسح���ت لنا ب���أن نتفرس ف���ى وجوهنا كما‬ ‫تبدت فى مرآة احلقيقة‪ ،‬األمر الذى كشف‬ ‫ع���ن انن���ا مجيع���ا خرجنا مش���وهني من رحم‬ ‫النظام السابق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫الفك���رة املفت���اح فيم���ا أحت���دث عن���ه أنن���ا‬ ‫مجيع���ا أبن���اء بيئ���ة اجتماعي���ة وسياس���ية‬ ‫واح���دة‪ ،‬وإن اختلف���ت مش���اربنا ومرجعياتنا‬ ‫الفكرية والسياس���ية‪ .‬وه���ذه البيئة خضعت‬ ‫ط���وال الثالث���ة أو األربع���ة عق���ود األخ�ي�رة‬ ‫لنظ���ام اقرتن فيه االس���تبداد املقيم بالفس���اد‬ ‫املستش���رى‪ .‬ولالس���تبداد طبائع���ه املدم���رة‪.‬‬ ‫فهو مؤذن بفس���اد العمران‪ .‬مبعنى االجتماع‬ ‫البش���رى‪ ،‬عند اب���ن خلدون‪ .‬وه���و أصل كل‬ ‫فس���اد آخر عند عبدالرمحن الكواكبى‪ ،‬وقد‬ ‫فص���ل ف���ى ذلك ف���ى كتاب���ه الش���هري الذى‬ ‫َّ‬ ‫حتدث ع���ن تلك الطبائع‪ .‬ون���وه فى مقدمته‬ ‫إىل أهمي���ة أن «يع���رف الذين قض���وا حنبهم‬ ‫أنهم هم املتس���ببون ملا حل به���م‪ ،‬فال يعقبون‬ ‫على األخيار وال على األقدار»‪.‬‬ ‫لي���س من���ا إذن م���ن جنا م���ن التأث���ر بأجواء‬ ‫املرحل���ة الس���ابقة‪ .‬وليس بوس���ع أى أحد أن‬ ‫يدع���ى أن���ه كان معصوم���ا م���ن أصدائه���ا‪.‬‬ ‫بالت���اىل فال حمل للتس���اؤل ع���ن وجود ذلك‬ ‫الفس���اد م���ن عدم���ه‪ ،‬ولكن الس���ؤال قد يصح‬ ‫إذا ما انصب على درجة التأثر بتلك األجواء‪.‬‬ ‫وه���و ما يس���وغ ىل أن أقول إنن���ا مجيعا أفرادا‬ ‫ومجاع���ات خرجنا من النظام الس���ابق بيوتنا‬ ‫م���ن زجاج‪ ،‬ق���د ختتلف فيه درجة اهلشاش���ة‬ ‫ولكنه يظل زجاجا فى نهاية املطاف‪.‬‬ ‫بوجه أخص‪ ،‬فإن طول عمر النظام الس���ابق‪،‬‬ ‫ال���ذى اس���تمر ثالث�ي�ن عاما‪ ،‬وفر له فس���حة‬ ‫كافي���ة لتفكي���ك اجملتمع واع���ادة تركيبه‬ ‫م���ن جديد باملواصف���ات التى ارتآها مناس���بة‬ ‫ل���ه‪ .‬رأين���ا ذلك بص���ورة جلية فى مؤسس���ات‬ ‫الس���لطة وجهازها اإلدارى‪ ،‬كم���ا رأيناه فى‬ ‫الكيان���ات السياس���ية الت���ى ظهرت ف���ى تلك‬ ‫الف�ت�رة‪ ،‬بل رأيناه أيضا ف���ى تراجع منظومة‬ ‫القيم السائدة فى اجملتمع‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫إن بع���ض أنص���ار النظ���ام الس���ابق وأبواق���ه‬ ‫م���ا برح���وا يتحدثون ع���ن األس���واق الكبرية‬ ‫(امل���والت) التى ظهرت ف���ى عهده واملنتجعات‬ ‫واجلس���ور التى انش���ئت‪ ،‬وش���بكة امل�ت�رو التى‬ ‫امت���دت وأع���داد املش���اركني ف���ى اإلنرتن���ت‬ ‫ومش�ت�رى اهلواتف النقالة وغ�ي�ر ذلك‪ .‬وهذا‬ ‫ق���د يك���ون صحيح���ا‪ ،‬إال أن���ه يظل منس���وبا‬ ‫إىل حمي���ط العم���ران اإلنش���ائى إذا ص���ح‬ ‫التعب�ي�ر‪ ،‬لكن���ه أبع���د ما يك���ون ع���ن العمران‬ ‫االجتماع���ى والبش���رى‪ .‬ب���كالم آخ���ر ف���إن‬ ‫البنايات واملشروعات التى نفذت ال تعد دليال‬ ‫كافي���ا على التقدم‪ ،‬وإمنا هى بعض مظاهر‬ ‫التق���دم ال���ذى ينبغى أال يقاس باملش���روعات‬ ‫االس���تهالكية واالنش���ائية وحده���ا‪ ،‬ولكنه‬ ‫يقاس أساس���ا مبدى اجيابية منظومة القيم‬ ‫احلاكمة للمجتمع فى اجملاالت املختلفة‪.‬‬ ‫ان ما تتحدث عنه هذه األيام وسائل اإلعالم‬ ‫وما تلوكه ألسنة الطبقة السياسية املصرية‪،‬‬ ‫عن االس���تحواذ واالقصاء والتهميش وإهدار‬ ‫أحكام القضاء وسلطة القانون‪ .‬هذه العناوين‬

‫فهمي هويدي‬ ‫كله���ا ليس���ت طارئة فى فضائنا السياس���ى‪،‬‬ ‫ولكنها من خملفات ومواريث النظام السابق‪.‬‬ ‫أو ق���ل انها جزء من ثقاف���ة تلك املرحلة التى‬ ‫مل نتخل���ص منها بعد‪ .‬فى ه���ذا الصدد أزعم‬ ‫أن الذي���ن مكن���وا م���ن موقع فى ظ���ل النظام‬ ‫السابق مارسوا ذلك الذى ينتقدونه اليوم‪ ،‬إال‬ ‫من رحم رب���ك بطبيعة احلال‪ .‬ال أعنى نظام‬ ‫مب���ارك وحزب���ه الوطن���ى فحس���ب‪ ،‬ولكننى‬ ‫أعن���ى أيض���ا خمتل���ف اجلماع���ات والق���وى‬ ‫السياس���ية التى حالفها حظ التمكني‪ ،‬وقدر‬ ‫هل���ا أن تدير منربا أو مجاع���ة أو منظمة فى‬ ‫تلك املرحلة‪ .‬أحتدث عن ش���رائح الليرباليني‬ ‫والعلمانيني واليساريني الذين كان أغلبهم‬ ‫ام���ا مرضيا عنهم من قبل النظام الس���ابق أو‬ ‫متحالف�ي�ن مع���ه‪ .‬صحي���ح أن مب���ارك س���لم‬ ‫مقالي���د السياس���ة واإلدارة جلماعت���ه الذين‬ ‫شغلوا املواقع األساسية فى السلطة واحلزب‪.‬‬ ‫إال أنه س���لم أب���رز مناب���ر اإلع�ل�ام والثقافة‬ ‫ملمثل���ى تل���ك الش���رائح‪ .‬وظ���ل االتف���اق غري‬ ‫املكت���وب بني اجلانبني مس���تقرا عل���ى اقصاء‬ ‫اإلسالميني وتهميشهم حيثما وجدوا‪ .‬عندى‬ ‫عش���رات القص���ص الت���ى تؤيد تل���ك املقولة‪،‬‬ ‫بعضه���ا يتعلق خب�ب�رات ش���خصية والبعض‬ ‫اآلخر خيص آخري���ن أعرفهم‪ ،‬لكنى ال أريد‬ ‫أن أذك���ر أمساء حتى ال أح���رج أحدا‪ .‬لذلك‬ ‫سأكتفى باإلش���ارة إىل ثالثة مناذج فقط‪،‬‬ ‫حرم���ت جوائز الدول���ة التقديرية على‬ ‫فقد ِّ‬ ‫أى مرش���ح من اإلس�ل�اميني حتى إذا مل يكن‬ ‫م���ن اإلخ���وان‪ .‬ومت ذلك طول الوق���ت بتوافق‬ ‫ب�ي�ن جمموعة من املثقفني وب�ي�ن جهاز أمن‬ ‫وع�ب�ر ىل أعضاء فى إح���دى اللجان‬ ‫الدول���ة‪َّ ،‬‬ ‫االستش���ارية ملش���روع ثقاف���ى خليجى كان‬ ‫خيت���ار كل عام ش���خصية عربي���ة مينحها‬ ‫جائزته عن اس���تيائهم من موق���ف اثنني من‬ ‫املثقفني املصريني أحدهم���ا صار وزيرا فيما‬ ‫بعد دأب���ا على االعرتاض على أى ش���خصية‬ ‫إسالمية ترش���ح للجائزة‪ ،‬خصوصا من بني‬ ‫املصريني ومل يكن هناك تفس�ي�ر لذلك سوى‬ ‫أن االثنني من العلمانيني األصوليني‪ ،‬الذين‬ ‫أصبح���وا اآلن يعظونن���ا فى ض���رورة القبول‬ ‫باآلخر واحرتامه‪.‬‬ ‫النموذج الثانى يتعلق بقصة الدكتور نصر‬ ‫أبوزي���د‪ ،‬ال���ذى اعرتض���ت حينها عل���ى فكرة‬ ‫حماكمت���ه ولكن القض���اء مبختلف مراتبه‬ ‫أدان���ه‪ ،‬مب���ا ف���ى ذل���ك حمكمت���ا االس���تئناف‬

‫والنق���ض‪ .‬حين���ذاك انهال���ت مق���االت‬ ‫وتصرحيات تسفيه القضاء واتهامه بالتحيز‬ ‫لص���احل اإلس�ل�اميني واخرتاقه م���ن جانبهم‪.‬‬ ‫وه���ؤالء الذي���ن ظل���وا يكيل���ون االتهام���ات‬ ‫للقضاء وقت���ذاك وجدناهم يتصدون للدفاع‬ ‫عنه ويش���ددون على ضرورة احرتام أحكامه‪،‬‬ ‫حني أص���درت احملكم���ة الدس���تورية مؤخرا‬ ‫حكمه���ا ال���ذى دع���ت في���ه إىل ح���ل جملس‬ ‫الشعب ذى األغلبية اإلسالمية‪.‬‬ ‫ال تزال تلك النخب متارس إرهابها الفكرى‬ ‫فى ذات االجتاه األمر الذى دفع وزير الثقافة‬ ‫احلاىل ألن يصرح لصحيفة (املصرى اليوم)‬ ‫فى حديث نش���رته له ف���ى ‪ 7/9‬احلاىل قائال‬ ‫ان���ه مل يس���تعن بإخوانى واحد ف���ى أى موقع‬ ‫ثقاف���ى‪ .‬ويب���دو أن���ه بذل���ك االقص���اء أراد أن‬ ‫يربئ س���احته ويثبت أنه عند حسن ظن تلك‬ ‫الفئ���ات به ليأم���ن من التش���هري واالتهام فى‬ ‫وسائل اإلعالم التى يسيطرون عليها‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ال أري���د أن أبرز االس���تحواذ الذى يتحدثون‬ ‫عن���ه هذه األيام وه���و ما أدينه وأس���تنكره إذا‬ ‫ص���ح‪ .‬ولكنى أردت فق���ط أن انبه إىل أن مثة‬ ‫أمراضا من خملفات النظام الس���ابق توطنت‬ ‫ف���ى الس���احة الثقافي���ة املصري���ة‪ ،‬فأصاب���ت‬ ‫اجلمي���ع ومل يع���د أحد م�ب�رأ منها‪ ،‬وبس���بب‬ ‫عم���وم البلوى‪ ،‬فليس ألح���د أن يكابر ويعاير‬ ‫اآلخر مبا أصاب���ه‪ .‬ولكن واجب الوقت ونداءه‬ ‫ه���و كيف ان نعاجل أنفس���نا لنربأ مجيعا من‬ ‫تل���ك اآلفات‪ .‬وأوىل مراحل العالج ان يعرتف‬ ‫املريض مبرضه‪.‬‬ ‫إن قس���مة البلدي���ن إىل معس���كرين األول‬ ‫اخنرط���ت في���ه م���ا مس���ى بالق���وى املدني���ة‪،‬‬ ‫والثان���ى مش���ل التي���ارات اإلس�ل�امية الت���ى‬ ‫عرف���ت باس���م الق���وى الديني���ة ه���و صياغة‬ ‫حديث���ة أضف���ت نوعا م���ن التقن�ي�ن للحرب‬

‫الب���اردة الت���ى ظلت مس���تمرة ط���وال الفرتة‬ ‫املاضي���ة‪ .‬وم���ا اس���تجد فيه���ا ان الط���رف‬ ‫اإلس�ل�امى اكتس���ب ش���رعية وخروج���ا من‬ ‫الظ���ل إىل الض���وء والن���ور‪ .‬وق���د ذكرت من‬ ‫قبل أنها صياغة خطرة ومغلوطة كرس���ت‬ ‫التقاطع ب�ي�ن الطرفني وأغلقت باب التالقى‬ ‫أو حت���ى الت���وازى بينهما‪ .‬األمر ال���ذى يعنى‬ ‫أن الطرف�ي�ن خرج���ا متخاصم�ي�ن من خربة‬ ‫النظ���ام الس���ابق‪ .‬وب���دت خصوم���ة الط���رف‬ ‫العلمان���ى والليرباىل واليس���ارى أش���د‪ .‬ليس‬ ‫فق���ط ألنه ظ���ل تارخييا منح���ازا إىل موقف‬ ‫الرف���ض احلاس���م لإلس�ل�اميني‪ ،‬ولكن أيضا‬ ‫ألن���ه استش���عر أن صع���ود األخريي���ن يه���دد‬ ‫احت���كار األولني للمواقع الت���ى هيمنوا عليها‬ ‫طوال الوقت‪.‬‬ ‫ه���ذه املفاصل���ة بني الطرفني ظل���ت مصدرا‬ ‫للتش���وهات الت���ى أصابتهم���ا مع���ا‪ .‬ذل���ك ان‬ ‫خصامه���م مل يت���ح هل���م أن يعملوا مع���ا‪ ،‬فلم‬ ‫يعرف���وا بعضه���م البع���ض ومل يثق���وا ف���ى‬ ‫بعضه���م البع���ض‪ .‬وبالت���اىل ظل س���وء الظن‬ ‫خميم���ا عل���ى عالقاته���م‪ .‬فق���د ظ���ن بعض‬ ‫اإلس�ل�اميني ان اآلخري���ن متفلتون وضالون‬ ‫ان مل يكون���وا كفارا ومطعونا فى إس�ل�امهم‬ ‫وه���ى مع���ان كرس���ها وضعه���م ف���ى موقف‬ ‫الض���د م���ن املتدين�ي�ن‪ .‬وش���اع ف���ى أوس���اط‬ ‫اآلخرين أن اإلس�ل�اميني جهالء ومتخلفون‬ ‫ويتاج���رون بالدي���ن‪ .‬وتنط���ع بعضه���م حتى‬ ‫وصفوه���م باملتأس���لمني‪( .‬الح���ظ أن بع���ض‬ ‫رس���امى الكاريكات�ي�ر اليزال���ون يقدم���ون‬ ‫اإلس�ل�اميني باعتباره���م رم���وزا للتخل���ف‬ ‫والقب���ح والغب���اء ولي���س فيهم م���ا يدعو إىل‬ ‫التقدير أو االحرتام)‪.‬‬ ‫ذل���ك التوج���س املتب���ادل املس���كون بالنف���ور‬ ‫وعدم الثقة‪ ،‬كان كفيال بتعطيل وإفس���اد‬ ‫أى عم���ل مش�ت�رك ب�ي�ن الطرفني‪ ،‬حت���ى بدا‬


‫‪21‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫ان كال منهم���ا لي���س مؤه�ل�ا للتع���اون م���ع‬ ‫اآلخر‪ ،‬األمر الذى مل يكن مستغربا ان يفشل‬ ‫الطرفان فى التفاعل فيما بينهما وان تصبح‬ ‫كلمة التوافق عنوانا فارغ املضمون‪.‬‬ ‫إذا أردن���ا أن نتص���ارح أكث���ر فينبغ���ى أن‬ ‫نع�ت�رف بأننا بعد الث���ورة حاولنا ان نؤس���س‬ ‫نظام���ا دميقراطي���ا ف���ى ح�ي�ن أنن���ا ظللن���ا‬ ‫نفتق���د إىل الثقاف���ة الدميقراطية‪ ،‬حيث مل‬ ‫نتعل���م كيف نعم���ل معا‪ ،‬وكي���ف ميكن ان‬ ‫نس���تخلص من اآلخر أفضل م���ا فيه لتنتفع‬ ‫ب���ه اجلماع���ة الوطني���ة‪ ،‬بدال من ان ننش���غل‬ ‫بإبراز اس���وأ ما فى اآلخر إلقصائه ونفيه من‬ ‫الساحة الوطنية‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫اخلالص���ة اننا الب���د ان نعرتف بأنن���ا مازلنا‬ ‫ف���ى «حضان���ة» أو متهيدي���ة الدميقراطي���ة‪.‬‬ ‫من ث���م فحاجتنا ملحة ألن نس���تعيد ثقافة‬ ‫املمارسة الدميقراطية‪ ،‬فيتعرف بعضنا على‬ ‫بع���ض‪ ،‬حبيث يكمل كل منا اآلن‪ ،‬وال يرتدد‬ ‫ف���ى التعل���م منه‪ .‬بغري اس���تعالء أو اس���تكبار‪.‬‬ ‫واحل���رص على التعل���م واكتس���اب اخلربة‬ ‫يتطل���ب تواضع���ا لل���ذات واحرتام���ا وتقديرا‬ ‫لآلخر‪.‬‬ ‫هذه الروح تس���تصحب اقتناعا ضروريا بأن‬ ‫اجلميع ش���ركاء فى الوطن‪ ،‬الذى هو أكرب‬ ‫م���ن أى طرف بذاته‪ ،‬وبالت���اىل فإن النهوض‬ ‫بذل���ك الوطن يقتض���ى تفاعال ب�ي�ن أطيافه‬ ‫واحتشادا لكل مكوناته‪ .‬فى هذا الصدد أذكر‬ ‫بأنن���ى دعوت م���ن قب���ل إىل ترحي���ل مطلب‬ ‫تطبيق الش���ريعة املثري للخالف‪ ،‬واالكتفاء‬ ‫فى الوق���ت الراهن باالتف���اق على جمموعة‬ ‫م���ن املب���ادئ والقي���م التى حتظ���ى باإلمجاع‬ ‫الوطنى‪ ،‬قياس���ا عل���ى ترحي���ب النبى حممد‬ ‫بفك���رة حل���ف الفضول الذى عق���ده نفر من‬ ‫وجهاء قريش حلماية الضعفاء قبل اإلسالم‪،‬‬ ‫وهو م���ا جيعلنى أدعو إىل خطوة أخرى على‬ ‫طري���ق تواض���ع األهداف‪ ،‬منادي���ا بالكف عن‬ ‫احلدي���ث عن مش���روع «النهض���ة» الذى يبدو‬ ‫املصطلح فيه أكرب بكث�ي�ر من قدرة وطاقة‬ ‫اجملتمع ال���ذى مير بفرتة النقاه���ة‪ .‬بل أدعو‬ ‫إىل االع�ت�راف ب���أن مجيع القوى السياس���ية‬ ‫واإلس�ل�امية فى املقدمة منهم ليس���ت لديها‬ ‫اس�ت�راتيجيات واضح���ة املع���امل للمس���تقبل‪.‬‬ ‫ذل���ك ان تل���ك الق���وى مل حتل���م يوما م���ا بأن‬ ‫تكون ش���ريكة ف���ى إدارة البل���د‪ ،‬ومل يتجاوز‬ ‫حلمه���ا ط���وال تل���ك املرحل���ة ح���دود إثب���ات‬ ‫احلض���ور ضم���ن مؤسس���ات النظام الس���ابق‪.‬‬ ‫أم���ا اإلخ���وان فق���د ظل���وا مش���غولني ط���وال‬ ‫الوق���ت بالدف���اع عن ال���ذات وأح���كام احلفاظ‬ ‫على التنظيم فى مواجهة الغارات املس���تمرة‬ ‫الت���ى ظلوا يتعرضون هلا‪ .‬وإذا صح ذلك فإنه‬ ‫ال ينبغ���ى أن يك���ون س���ببا إلحباطن���ا‪ ،‬ولكنه‬ ‫جي���ب أن يكون حاف���زا إلقناعنا حباجة كل‬ ‫من���ا لآلخر‪ ،‬لوض���ع اس�ت�راتيجيات النهوض‬ ‫املرج���وة م���ن خ�ل�ال التجربة واخلط���أ‪ .‬وهو‬ ‫ما ال يش�ي�ن أح���دا أو ينتقص م���ن قدره‪ .‬ألن‬ ‫املش�ي�ن حق���ا ان يدع���ى أى ط���رف أن لدي���ه‬ ‫اس�ت�راتيجيات كامل���ة األوص���اف للحاضر‬ ‫واملس���تقبل والداخ���ل واخلارج‪ ،‬ف���ى حني أنه‬ ‫اليزال يتعلم وحياول التعرف على حميطه‬ ‫وعلى العامل من حوله‪.‬‬ ‫إن أوىل خطوات عالج أى مريض أن يعرتف‬ ‫مبرض���ه‪ ،‬وهو م���ا ال أراه حاص�ل�ا حتى اآلن‪،‬‬ ‫رغم اننا لسا بالسوء الذى يعجزنا عن ذلك‪.‬‬

‫عــالمات استفهام ‪...‬؟؟؟‬

‫أمام اغتيال السفرياألمريكى ‪..‬؟؟‬ ‫فوجئ الليبيون كغريهم يف شتى أحناء‬ ‫املعم���ورة مبقت���ل الس���فري األمريكي يف‬ ‫مدينة بنغ���ازي ومل يع���رف أحد اجلهة‬ ‫املس���ؤولة ع���ن ذلك وال كي���ف قتل ولو‬ ‫تتبعن���ا املقدم���ات ال�ت�ي أدت إىل ه���ذه‬ ‫النتيجة لوجدناها تتمثل يف األتي ‪:‬‬ ‫أو ً‬ ‫ال‬ ‫من���ذ ع���دة أي���ام ح���ذرت احلكوم���ة‬ ‫األمريكية رعاياها من الس���فر إىل ليبيا‬ ‫واعتربتها منطقة خطرة على أرواحهم‬ ‫‪..‬‬ ‫ثانيا ‪:‬‬ ‫تبع���ث احلكومة األمريكية س���فريها يف‬ ‫طرابل���س إىل بنغ���ازي دون أن ختط���ر‬ ‫اجله���ات الرمسي���ة الليبي���ة ودون أي‬ ‫اعتب���ار لتحذي���ر احلكوم���ة األمريكي���ة‬ ‫لرعاياها السابق ذكره أي أهمية ‪!!...‬‬ ‫ثالثا ‪:‬‬ ‫ترك القنصلي���ة األمريكي���ة يف بنغازي‬ ‫بدون أي حراس���ة مش���ددة رغ���م إعالن‬ ‫حال���ة م���ن التأه���ب والط���وارئ يف كل‬ ‫س���فارات وقنصليات الواليات املتحدة يف‬ ‫العامل بسبب ذكري هجمات‪11‬سبتمرب‬ ‫و رغ���م الوضع األمين املهت���ز يف بنغازي‬ ‫واملخرتق ؟؟؟‬ ‫رابعا‪:‬‬ ‫خ���روج وكي���ل وزارة الداخلي���ة اللييب‬ ‫ليعل���ن عج���زه ع���ن محاي���ة القنصلية‬ ‫وتركه���ا لعبث العابث�ي�ن وكيف يتفق‬

‫ذل���ك م���ع مس���ؤولية وج���وده ك���ون نتيجة للنريان اليت ش���بت يف القنصلية‬ ‫اث���ر اهلج���وم املس���لح عليه���ا أو أن���ه قتل‬ ‫نتيجة اس���تهداف س���يارته بقذائف اآلر‬ ‫عبد الونيس اخلجخاج‬ ‫بي جي ‪.‬‬ ‫سادسا‪:‬‬ ‫رد الرئي���س األمريك���ي ال���ذي كان‬ ‫الداخلي���ة املس���ؤول األول ع���ن أم���ن وكأن���ه غري متفاجىء مب���ا حدث وعلى‬ ‫البعثات األجنبي���ة وملاذا مل يقل ويوضح عل���م مس���بق مب���ا ح���دث لس���فريه لدي‬

‫ه���ذا العج���ز إىل رئيس املؤمت���ر الوطين‬ ‫ورئي���س احلكوم���ة قبل م���رور ذكرى‬ ‫هجمات ‪11‬سبتمرب ليتخذوا أجراءاتهم‬ ‫وفق مس���ؤوليتهم‪.‬أمام الليبيني والدول‬ ‫املعنية‬ ‫خامساً‪:‬‬ ‫ع���دم وجود معلومات مؤك���دة وموثقه‬ ‫ح���ول مقتل الس���فري ه���ل م���ات اختناقا‬

‫ليبيا حيت كان االنتقاد املوجه للرئيس‬ ‫األمريك���ي ج���اء من املرش���ح اجلمهوري‬ ‫ميت رومين وكبار الساسة األمريكيني‬ ‫كل ه���ذه النق���اط ال�ت�ي أوردناه���ا‬ ‫س���ابقا تفت���ح الب���اب عل���ي الكث�ي�ر م���ن‬ ‫‪‭‬التكهنات واألس���ئلة حول مقتل السفري‬ ‫األمريكي ‪...‬؟؟؟!!!‬

‫التيار الوطين الدميقراطي والتحالف‬ ‫انطالق���ا م���ن التص���ور التنظيم���ي الع���ام‬ ‫واملبادئ واألهداف اخلاص���ة بالتيار الوطين‬ ‫الدميقراط���ي خ�ل�ال املرحل���ه االنتقالي���ة ‪،‬‬ ‫وال�ت�ي تنص علي ان هذا التنظيم ميثل اطار‬ ‫تنظيميا سياس���يا عاما يضم ش���رائح واسعه‬ ‫من املواطنني الليبيني الذين يؤمنون بأولوية‬ ‫املتطل���ب الدميقراط���ي يف ه���ذه املرحله من‬ ‫تاريخ بالدنا السياس���ي علي اساس انه البناء‬ ‫الرئيس���ي للدول���ه املدنيه احلديث���ه يف ليبيا‬ ‫اي ان التي���ار ميث���ل هيكال تنظيميا سياس���يا‬ ‫واح���د اهلدف(بن���اء الدول���ه الدميقراطي���ه‬ ‫) بغ���ض النظ���ر ع���ن اخللفي���ات الفكريه او‬ ‫االيديولوجيه للمنضوين يف عضويته ‪ .‬وهذا‬ ‫التنظيم وبهذه الصوره منذ بداية تأسيس���ه‬ ‫دع���ا مجيع م���ن يش���اركه اهل���دف الدخول‬ ‫معه يف حتالف جبهوي واس���ع حول برنامج‬ ‫احل���د االدن���ي (توحي���دا للجه���ود لتحقي���ق‬ ‫ه���ذا االس���تحقاق الوطين) ومشل���ت دعوته‬ ‫مجي���ع املنظم���ات والتجمع���ات واالح���زاب‬ ‫الدميقراطي���ه واالف���راد املس���تقلني الذي���ن‬ ‫يس���عون لبناء الدول���ه املدني���ه الدميقراطيه‬ ‫دول���ة القان���ون واملؤسس���ات الدول���ه الفاعله‬ ‫واملدعومه من الشعب عرب مؤسسات اجملتمع‬ ‫املدني وهو ألس���تحقاق الرئيسي يف املرحله‬ ‫االنتقالي���ه التأسيس���يه كم���ا أش���رنا وم���ن‬ ‫هنا جاء اش�ت�راك التيار الوط�ن�ي ودخوله يف‬ ‫تأس���يس حتال���ف الق���وي الوطني���ه باعتبار‬ ‫ذلك قناعه اصيله راسخه ومثبته من خالل‬

‫عمر الوايف‬ ‫برناجمه التاسيسي ‪ ،‬وبالفعل كان عنصرا‬ ‫فعاال س���اهم يف تاس���يس التحالف بالتوصل‬ ‫لربنام���ج احلد االدني بني الش���ركاء يف هذا‬ ‫التحالف كما عمل منتس���بوه علي اجناحه‬ ‫وحتقي���ق اجنازاته من جتميع للمؤيدين له‬ ‫والدعوه لربناجمه الوط�ن�ي يف هذه املرحله‬ ‫‪ ،‬كم���ا كان ملنتس�ب�ي التي���ار االث���ر الطيب‬ ‫فيم���ا حتص���ل علي���ه التحال���ف م���ن نتائ���ج‬ ‫مبهره يف انتخاب���ات املؤمتر الوطين ‪.‬غري انه‬ ‫م���ن اجلدير ذك���ره انه تبني ل���ي من خالل‬ ‫املتابعه الش���خصيه ومن خالل التصرحيات‬ ‫العلنيه لعدد من اعضاء املؤمتر الوطين ومن‬ ‫الش���كاوي من بعض التصرفات الغري الئقه‬

‫م���ن البعض مم���ن يش���اركون او حييطون‬ ‫بالعم���ل داخ���ل املؤمت���ر ‪ ،‬وكذل���ك بالنظر‬ ‫الي النتائ���ج املخيبه واملتواضع���ه اليت جناها‬ ‫التحالف بالقياس يف مسألة اختيار منصيب‬ ‫رئي���س املؤمت���ر ورئي���س جمل���س ال���وزراء‬ ‫‪.‬يتب�ي�ن ان هن���اك خل�ل�ا بنيوي���ا يف صف���وف‬ ‫عيئة ممثلي التحال���ف داخل املؤمتر عليهم‬ ‫اكتش���افه وتالفيه‪ ،‬وهذا ال يتأتي ‪ -‬ان اريد‬ ‫هلذا التحالف االستمرار بفعاليه ‪ -‬اال بعمل‬ ‫ورش عم���ل للتنس���يق والتش���اور والتحاور‬ ‫وتب���ادل االراء ومناقش���ة مجي���ع املس���ائل‬ ‫املطروح���ه عل���ي املؤمت���ر لتقري���ب وجه���ات‬ ‫النظ���ر والوص���ول ال���ي قناع���ات مش�ت�ركه‬ ‫بدون ام�ل�اءات فوقي���ه او وشوش���ات جانبيه‬ ‫ال تليق بعمل سياس���ي يتقرر فيه مس���تقبل‬ ‫وط���ن ‪.‬وليعل���م ش���ركاء التي���ار الوطين يف‬ ‫التحالف من املكونات السياسيه االخري اننا‬ ‫ملتزمون معهم فق���ط فيما خيدم املصلحه‬ ‫الوطني���ه م���ن خ�ل�ال برنامج احل���د االدني‬ ‫املش���ار اليه وما ميك���ن ان يت���م التوصل اليه‬ ‫م���ن نتائج من خ�ل�ال احلوارات والنقاش���ات‬ ‫داخل هذه الورش املطلوبه ‪.‬واتعشم ان يضع‬ ‫اجلميع مصلحة ليبيا فوق كل اعتبار واال‬ ‫ينج���روا الي���ة مع���ارك حزبيه او ش���خصية‬ ‫تصرفهم عن هذا اهلدف وان يكونوا قريبني‬ ‫من نبض الش���ارع ملبني الرادة الناس الذين‬ ‫اتوا بهم للمؤمترالوطين‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫جديد املسرح‬ ‫اللييب‬

‫سعاد خليل‬ ‫لق���اء ف�ن�ي جيم���ع ب�ي�ن املخ���رج املس���رحي‬ ‫عزالدي���ن امله���دي والكات���ب املس���رحي امح���د‬ ‫ابراهي���م حس���ن والفنان���ة املس���رحية س���عاد‬ ‫خلي���ل يف عمل مس���رحي لييب جدي���د بعنوان‬ ‫( أفك���ر فيك اآلن ) وهي مس���رحية ميلودراما‬ ‫تعتمد علي املمثل الواحد ‪ ،‬وقد بدأت التجارب‬ ‫الفعلية حول هذه املسرحية اليت من احملتمل‬ ‫املش���اركة به���ا يف فعاليات مهرج���ان القاهرة‬ ‫الدولي للمسرح التجرييب الذي سيقام خالل‬ ‫ش���هر نوفمرب ‪ . 2012‬وكانت الفنانة س���عاد‬ ‫خلي���ل قد متي���زت يف الفرتة األخ�ي�رة بتقديم‬ ‫مثل ه���ذه األعم���ال ال�ت�ي تعتمد عل���ي املمثل‬ ‫الفرد حيث س���بق هلا أن قدمت مسرحيات من‬ ‫هذا اللون مثل مسرحيات حنني الليل وصبايا‬ ‫أوالد ه�ل�ال ال�ت�ي حتصل���ت عل���ي اجلائ���زة‬ ‫الذهبية يف مهرجان اجلزائر ‪.‬‬

‫خليل العرييب‬

‫العالج بالفنون‬ ‫تعت�ب�ر الفن���ون م���ن األس���اليب‬ ‫املس���تحدثة يف الع�ل�اج خاص���ة ع�ل�اج‬ ‫اإلضطراب���ات النفس���ية واألم���راض‬ ‫املس���تعصية والرتويح ع���ن النفس وعن‬ ‫املسنني ‪.‬‬ ‫وكان املصري���ون القدم���اء يقوم���ون‬ ‫باعتم���اد احلفالت املوس���يقية والرقص‬ ‫يف عالج مرضي العقل كما إس���تخدم‬ ‫قدم���اء اليوناني�ي�ن العم���ل الدرام���ي‬ ‫املس���رحي كطريق���ة لتطه�ي�ر األفراد‬ ‫املتوتري���ن م���ن مش���اعر القل���ق وأعتمد‬ ‫الرومان علي األدب والش���عر واملوسيقي‬ ‫للرتفيه عن النفس املتضررة ‪.‬‬ ‫ويف العص���ر احلدي���ث توص���ل العلماء‬ ‫لعالج كثري من احلاالت املرضية مثل‬ ‫املصابني بأمراض عضوية وكبار السن‬ ‫والتخل���ف العقلي واإلدمان واإلكتئاب‬ ‫عن طري���ق الع�ل�اج باملوس���يقي والغناء‬ ‫والرس���م والنحت والزخرف���ة والتمثيل‬ ‫‪ ،‬إميان���ا منه���م بأن للف���ن دور كبري يف‬ ‫حترير النفس من الصراعات الداخلية‬ ‫والتوت���رات ‪ ،‬ولق���د أس���تخدم الع�ل�اج‬ ‫باملوس���يقي يف املصح���ات النفس���ية ويف‬ ‫الس���جون وأثن���اء احل���روب وبعده���ا ‪،‬‬ ‫وكان دور املوس���يقي يف رف���ع ال���روح‬ ‫املعنوية لدي جرحي احلرب وللتخلص‬

‫م���ن ضغ���وط املع���ارك وتأث�ي�ر كوارث‬ ‫اإلنفج���ارات والدمار الناجت���ة عن هذه‬ ‫احلروب‪،‬وتس���تخدم املوسيقي يف عالج‬ ‫اإلضطرابات النفس���ية ول���دي األطفال‬ ‫املتوحدين ‪.‬‬ ‫ويس���تخدم الع�ل�اج بالرس���م أو‬ ‫النح���ت وإس���تخدام األدوات الفني���ة يف‬ ‫التعب�ي�ر وصوال إلي أعماق الش���خصية‬ ‫املضطرب���ة حيث تس���اعد عملية حتليل‬ ‫املنت���ج اإلبداعي يف عملية التش���خيص‬ ‫أوال ث���م الع�ل�اج ثانيا ثم التأهي���ل ثالثا‬ ‫وأخ�ي�را ‪ ،‬واملري���ض النفس���ي يف ه���ذه‬ ‫احلال���ة يس���تطيع التعبري عم���ا بداخله‬ ‫ويف م���ا بص���دره من تعب�ي�رات خمتلفة‬ ‫بواس���طة الرس���م أو النح���ت وفيه���ا‬ ‫يع�ب�ر املريض ع���ن ذات���ه ويتخلص من‬ ‫الشحنات املكبوته يف صدره ‪ ،‬ويستخدم‬ ‫العالج بالرسم يف حاالت نقص الذكاء‬ ‫وح���االت القل���ق واإلكتئ���اب وح���االت‬ ‫التخلف الدراسي واخلجل واإلدمان ‪.‬‬ ‫والع�ل�اج بالتمثي���ل املس���رحي أو م���ا‬ ‫يس���مي بالس���يكودراما وه���ي طريق���ة‬ ‫إس���تخدام اجلس���د يف التعب�ي�ر ويك���ون‬ ‫ف���ن التمثي���ل العنص���ر األساس���ي يف‬ ‫ه���ذه الطريق���ة ملعاون���ة املريض يف حل‬ ‫مش���كالته ع���ن طري���ق املس���اعدة ال�ت�ي‬

‫يقدمه���ا ل���ه املخ���رج حبي���ث يتفاع���ل‬ ‫املريض املمث���ل مع املواقف اليت تس���بب‬ ‫ل���ه إضطراب���ات ويتعل���م خ�ل�ال قيامه‬ ‫به���ذا الدور كيف جيتاز ه���ذه األزمات‬ ‫وتعتمد ه���ذه الطريق���ة العالجية علي‬ ‫عملي���ة التنفي���س العقل���ي ويس���تفيد‬ ‫املريض عن طريق فن التمثيل مبعرفة‬ ‫ذات���ه والراح���ة م���ن خ�ل�ال ال���كالم عن‬ ‫نفسه وإستعادة الثقة يف شخص املمثل‬ ‫والق���درة عل���ي التعب�ي�ر أم���ام الن���اس ‪،‬‬ ‫وعادة ما يستخدم هذا النوع من العالج‬ ‫لألشخاص الذين يعودون من احلروب‬ ‫وق���د حتطمت نفس���ياتهم كذلك لدي‬ ‫الناس الذي���ن يعانون من عقدة اخلجل‬ ‫‪ .‬ويقول اخل�ب�راء املتخصصون بالعالج‬ ‫بالرق���ص ب���ان الرق���ص لي���س جم���رد‬ ‫ح���ركات رش���يقة وتش���كيالت مجيلة‬ ‫يق���وم به���ا الف���رد أو اجلماع���ة ‪ ،‬ولك���ن‬ ‫الرقص ينش���د غاي���ات أعظ���م من ذلك‬ ‫فه���و ينمي ال���ذوق واإلحس���اس ويهذب‬ ‫األخالق ‪ ،‬والرقص موجود يف سلوكنا‬ ‫جيعلنا نعيد إكتش���اف أنفس���نا ومينح‬ ‫أجس���ادنا حري���ة التعب�ي�ر واحلرك���ة‬ ‫واإلب���داع ‪ ،‬فالرقص نش���وة روحية ولذا‬ ‫قيل أن الرقص هو احلياة ‪.‬‬

‫إيران تطرد فنانيها‬

‫رحيل املخرج‬ ‫إمساعيل عبد احلافظ‬

‫رح���ل خم���رج الروائ���ع الفني���ة التلفزيوني���ة‬ ‫‪ ،‬رح���ل عم�ل�اق آخر م���ن عمالقة زم���ن الفن‬ ‫اجلميل ‪ ،‬رح���ل بعد معاناة طويلة مع املرض‬ ‫وعن عمر ناهز الس���بعني عام���ا ‪ ،‬رحل املخرج‬ ‫الكب�ي�ر إمساعي���ل عبداحلافظ خم���رج ليالي‬ ‫احللمية والشهد والدموع واملصراوية وغريها‬ ‫من الروائع الدرامية الراقية ‪ ،‬ويعترب املخرج‬ ‫الراحل مدرس���ة للفن الراق���ي اهلادف وكان‬ ‫خمرج���ا أله���م أعم���ال الكاتب الكبري أس���امة‬ ‫عكاشة ‪.‬‬

‫نش���رت صحف إيرانية خرب طرد إيران لكل الفنانني الذين شاركوا يف مسلسل عمر بن اخلطاب الذي عرض يف شهر رمضان‬ ‫ال مهيناً‬ ‫املب���ارك ‪ ،‬وج���اء قرار احلكومة اإليرانية عقابا هلم علي مش���اركتهم بالعمل الذي آثار ضجة يف طه���ران وأعتربته عم ً‬ ‫ومذ ً‬ ‫ال هلا حس���ب موقع ‪ ، mbc . net‬وباإلضافة إلي طرد هؤالء املمثلني مت منعهم من العمل باملسلس�ل�ات واألفالم اإليرانية ‪.‬‬ ‫وقد أعربت ش���خصيات إيرانية اس���تغرابها من مشاركة هؤالء الفنانني يف مسلسل عمر الذي وصفوه باملهني أليران وتارخيها‬ ‫بتناوله ملعركة القادس���ية اليت إنتصر فيها املس���لمون علي الفرس وكذلك اس���تخدام اسم اخلليج العربي ‪ ،‬واعتربت إيران أن‬ ‫الفيلم حيتوي علي الكثري من التزوير للحقائق التارخيية والدينية ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫أمحد بشون‬

‫قيالردي الالعب القدير‬ ‫فتحي الساحلي‬ ‫العب من ط���راز غري ع���ادي فهو العب‬ ‫م���ن العيار الثقيل ‪ ،‬إذا أردت أن تتحدث‬ ‫ع���ن الالعب�ي�ن العمالق���ة يف ليبي���ا من‬ ‫جي���ل اتعوله ش���توان ( أس���طورة كرة‬ ‫القدم الليبية ) أو على الزقوزي أو على‬ ‫الزنتوت���ي أو مصطف���ى املك���ي أو مفتاح‬ ‫األصف���ر أو بوبك���ر مشيس���ة ‪ ،‬البد لك‬ ‫أن تع���رج على مدينة الفل واليامسني (‬ ‫درنة ) وتذك���ر فاكهتها ( قيالردي )‬ ‫أو حممد حسني أرقيق الالعب اهلداف‬

‫‪ .‬إم���ا إذا أردت أن تقارن���ه بالالعب�ي�ن‬ ‫العرب فس���يربز يف خميلتك الشيخ طه‬ ‫إمساعي���ل ورفعت الفناجيلي وش���حته‬ ‫االمساعيل���ي والعرب���ي وغريه���م م���ن‬ ‫صانعي األلعاب اجليدين ‪.‬‬ ‫ب���دأ قي�ل�اردي اللعب ع���ام ‪ 1944‬م مع‬ ‫منتخب درنه ثم انتقل للعب مع فريق‬ ‫النجمة موسم ‪ 1955 / 54‬م وفاز معه‬ ‫ببطول���ة مدين���ة بنغ���ازي وكان ذل���ك‬ ‫برفق���ة األس���طورة اتعول���ه واحل���ارس‬ ‫املب���دع امله���دي كوي���ري ومشيس���ة‬

‫وصانع اللعب املبدع ‪.‬‬ ‫وإذا أردت أن تبحث عن طرازه وأسلوبه‬ ‫يف امللعب فهو ينتمي إىل طراز الظاهرة‬ ‫الكروي���ة العاملية ( الفريد ديس���تفانو )‬ ‫صان���ع اللعب واهل���داف يف وق���ت واحد‬

‫واألصف���ر وحمم���د اجلهان���ي وامح���د‬ ‫فن���ه وخمتار الغن���اي وبوبكر األش���هب‬ ‫وميتكال���ف املالط���ي وحمم���د ال���وراد‬ ‫وغريه���م ‪ .‬ويذكر قي�ل�اردي أن الذي‬

‫ضم���ه إىل النجم���ة األس���طورة اتعوله‬ ‫ش���توان والذي اكتش���فه مب���ا لديه من‬ ‫قدرة على اكتشاف مفاتيح الفوز اليت‬ ‫تسهم يف انتصارات النجمة ‪.‬‬ ‫كان القي�ل�اردي ( كاريزما ) كروية‬ ‫غري عادية داخل امللعب فعموده الفقري‬ ‫كان مس���تقيماُ ال ينح�ن�ي على الكرة‬ ‫كبع���ض الالعب�ي�ن حت���ى يف احملاورة‬ ‫أو التس���ديد أو حتري���ر الك���رة وه���ذا‬ ‫جعل���ه ميل���ك املباغت���ة يف كل ش���يء ‪.‬‬ ‫كان مش���هوراً بالتس���ديدات القوي���ة‬ ‫واملرك���زة م���ن خارج منطق���ة اجلزاء ‪.‬‬ ‫وأفضل طريقة تظهر فيها موهبته هي‬ ‫( ‪ ) 3 . 3 . 4‬حي���ث يك���ون ه���و الالعب (‬ ‫الس���اقط ) خلف املهامجني الذي يكمل‬ ‫املثل���ث م���ع العيب الوس���ط بش���رط أن‬ ‫يك���ون العب���ا الوس���ط الل���ذان يلعب���ان‬ ‫خلف���ه من ميزاتهما اس���تخالص الكرة‬ ‫( دكاك�ي�ن ) ويصب���ح عليهم كس���ر‬ ‫اهلجمات ولعب الكرة لالعب الس���اقط‬ ‫حي���ث يب���دأ صناعة اللعب���ة وحتريرها‬ ‫للمهامج�ي�ن ‪ .‬وبذل���ك يصب���ح مل���ك‬ ‫امللعب املتوج وتصب���ح لديه القدرة على‬ ‫التسديد أو التمرير والتهريب ‪.‬‬ ‫عرفت���ه ع���ام ‪ 1967‬م عندم���ا اخت���اره‬ ‫اتعوله جم���ددا ليق���وم بتدريب الفريق‬ ‫بعد اس���تقالة س���امل بالطيب ‪ ..‬وتدربت‬ ‫مع���ه وعرفت���ه جي���دا كالع���ب قدي���ر‬ ‫وكمدرب ميل���ك القدرة عل���ى العطاء‬ ‫واإلعداد التقين ‪.‬‬ ‫رح���م اهلل القي�ل�اردي الالع���ب واملدرب‬ ‫القدير‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫كلمة العدد‬ ‫فريقنا الوطين لكرة القدم ميارس نش���اطه‬ ‫ويجُ ���ري مباري���ات ودي���ة ورمسي���ة ويف‬ ‫مقدمته���ا تصفي���ات أفريقي���ا املؤهلة لكأس‬ ‫العامل ‪ ..‬وهو يف ظروف صعبة وغري طبيعية‬ ‫وسواء أحقق نتائج طيبة أو مل حيقق فاألمر‬ ‫ليس غريب���ا ألن العبني ال يتوفر هلم اللعب‬ ‫مع فرقهم من خالل مس���ابقات رمسية لن‬ ‫تتحق���ق هلم فيه���ا لياقة املباري���ات وتطوير‬ ‫املستوى الفين وخلق التجانس واحلماس من‬ ‫الصعب عليهم جماراة فرق أخرى يتوفر هلا‬ ‫فرص اللعب واالحتكاك ‪ ..‬كل هذا ندركه‬ ‫ويعرفه اجلميع ولكن العاطفة اليت حترك‬ ‫اجلماه�ي�ر ب���ل والرياضي�ي�ن واملس���ؤولني‬ ‫ع���ن الفريق واالنتم���اء للوطن وح���ب الفوز‬ ‫واالنتص���ار ظاهرة صحية وس���لوك عظيم‬ ‫وال���ذي جس���دته وأكدت���ه ثورتن���ا اجمليدة‬ ‫ولك���ن هذا كل���ه ال جيب أن ينزل���ق بنا إىل‬ ‫أعمال مش���ينة تس���يء هلذه التضحيات اليت‬ ‫قدمت األرواح ال�ت�ي أزهقت من اجل القضاء‬ ‫عل���ى نظ���ام الفس���اد والطغيان ‪ ..‬أق���ول هذه‬ ‫الكلم���ات وأنا اس���تعيد املش���هد الس���يئ الذي‬ ‫ش���اهدته بعد انتهاء مباراتن���ا مع اجلزائر يف‬ ‫ملع���ب حمم���د اخلام���س باملغرب ش���خصيا‬ ‫ال ميك���ن ل���ي أن اقتنع ببعض امل�ب�ررات اليت‬ ‫ردده���ا البع���ض دفاعا ع���ن الالعب�ي�ن الذين‬ ‫خرج���وا ع���ن ال���روح الرياضي���ة الن احرتام‬ ‫وعلمها أمانة يف أعناق‬ ‫ليبيا احلرة ومكانتها َ‬ ‫اجلميع ومسؤولية مقدسة ‪..‬‬ ‫لذل���ك فأن�ن�ي أطال���ب بض���رورة اخت���اذ‬ ‫اإلج���راءات الصارمة م���ع كل من خرج عن‬ ‫اخلط السليم والسلوك القويم ‪!!...‬‬ ‫ت���رى هل س���نرى قرارات حامس���ه ضد كل‬ ‫من أساء للوطن واسهم يف هذا املشهد السيئ‬ ‫الذي شاهده اجلميع يف ملعب املغرب ؟؟؟!!!‬

‫كــــــالم مــــــر !!‬

‫فرج العقيلي‬ ‫مباراة منتخبنا األول لكرة القدم مع شقيقه‬ ‫اجلزائري مس���اء يوم األحد ‪ 2012 / 9 / 9‬م‬ ‫ضمن التصفيات للرتش���ح إىل نهائي بطولة‬ ‫كاس األم���م األفريقية اليت جرت مبركب‬ ‫حمم���د اخلامس بالدار البيض���اء كانت دون‬ ‫املستوى من الفريقني وال أحد يستحق الفوز‬ ‫وفق���ا ملعطيات ك���رة القدم بينم���ا املنتخبان‬ ‫يستحقان اخلسارة عن جدارة ‪.‬‬ ‫كان الطاب���ع السياس���ي هو الغال���ب وكانت‬ ‫ج���راح ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر ‪ 2011‬م املعنوي���ة‬ ‫حاضرة بقوة بني الطرفني‬ ‫املنتخ���ب الوط�ن�ي تذك���ر موق���ف اجلزائ���ر‬

‫كحكوم���ة واحنيازه���ا التام لص���احل القذايف‬ ‫حي���ث راهن���ت عل���ى إنه���اء الص���راع لصاحله‬ ‫م���ن ناحي���ة وعدم تصدي���ر الث���ورة حلكومة‬ ‫اجلنراالت م���ن ناحية أخرى ‪ .‬ولعب املنتخب‬ ‫اجلزائ���ري على هذا الوتر الس���تفزاز عناصر‬ ‫املنتخب الوطين وإبعاده عن جو املباراة‬ ‫ك���رة القدم لعبة حيت���اج العبوه���ا للمهارة‬ ‫وسعة الصدر وبرودة األعصاب مهما كانت‬ ‫رداءة املنافس الذي يواجهونه ‪.‬‬ ‫قب���ل بداي���ة املب���اراة اقس���م الفريق���ان عل���ى‬ ‫التمس���ك بش���رف املنافس���ة ولكن مبجرد أن‬ ‫بدأت املباراة انتهى كل شيء ‪.‬‬ ‫الرياض���ة ترويض النفس وترييض اجلس���د‬ ‫واملراهن���ة عل���ى حس���ن االس���تعداد وتقدي���م مؤس���فة لي���س ألنن���ا فقدن���ا نتيج���ة املباراة الكلم���ة اهلادف���ة صحافة صف���راء ترعرعت‬ ‫األفض���ل وحتدي���د األه���داف للوص���ول إىل ولك���ن ألننا فقدنا أعصابن���ا وأجبديات الروح على الرش���وة وجبل���ت على النف���اق وأصيبت‬ ‫والنسيس الرياضي���ة وال يوج���د م�ب�رر أن نظه���ر به���ذا بالكمه “ العمى منذ الوالدة “‬ ‫الغايات وعلينا أن نريض الساس���ه‬ ‫ِّ‬ ‫الرياضة إذا أردنا أن نرقي مبس���توى املنافسة املظه���ر مهم���ا كان���ت االس���تفزازات ومهم���ا قال رس���ول اهلل صلى اهلل عليه وس���لم ‪ :‬ليس‬ ‫ونلحق بركب احلضارة كغرينا من البش���ر كان االحنطاط الس���لوكي واألخالقي من الش���ديد بالصرع���ة إمنا الش���ديد م���ن ميلك‬ ‫الذي���ن نتف���رج عليه���م بإعج���اب وال نفك���ر الطرف املقابل ‪.‬‬ ‫نفسه عند الغضب ‪.‬‬ ‫انظ���روا م���اذا كتب���ت بع���ض الصح���ف وقال���ت الع���رب ‪ :‬كل إن���اء مب���ا في���ه ينض���ح‬ ‫بكيفية إدراكهم جبدية ‪.‬‬ ‫بداية املب���اراة كانت س���يئة ونهايتها كانت اجلزائرية الرخيصة عن إحداث املباراة ؟!!‬ ‫‪ .‬وعلين���ا أن نظه���ر بش���كل مش���رف يف كل‬ ‫أس���لوب يفتق���د إىل البنية األساس���ية يف بناء الظروف ‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 25 ( ) 72‬ـ سبتمبر ‪ 1 /‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫اللــّــه يا عرب بنغـازي‬ ‫يا رفقتــي وإعزازي‬ ‫يا خوت عـز اخلوت‬ ‫يا من أعلنتو الرفض للطـاغوت‬ ‫كيف ما رفضتوا تنحنوا للغازي‬ ‫اهلل ياعرب بنغازي‬ ‫يا واقديـن امشـوع‬ ‫ترشـــد الذاهبيـن * * * كان صار النهار ظالم‬ ‫يا ماسحني الدموع‬ ‫للدايح املسكيــن * * * والفــارس املنضـــام‬ ‫يا شايلني الظلــم * * * يامداويــني األمل‬ ‫يا جمسدين احلــلم * * * يا طاردين أوهام‬ ‫اللــّـــــــه يا عرب بنغازي‬ ‫يا رفقيت وإعزازي‬

‫جــــاء صوت من بنغازي‬ ‫مدينة الليبيني‬ ‫هيا انهضو يا رجال‬ ‫وجـــاء العزم من بنغازي‬ ‫طمـّن الّلي خـــايفيــن‬

‫وبدّل اهلل احلـال‬

‫على اهلل منصورين * * * وبالنصر حمتفلني‬ ‫وعلى اهلل ملتمني * * * مش كيف ماينقال‬ ‫اهلل ياعرب بنغــازي‬ ‫يارفقيت وإعزازي‬ ‫يا خوت عز اخلوت‬ ‫يا من أعلنتوا الرفض للطاغوت‪.‬‬ ‫حممد اميمة ‪ -‬مصراتة‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.