العدد 73

Page 1

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫رسالة خاصة يف مسألة قانون الطوارئ‬ ‫هل هــو ‪ :‬مسألة انفالت أمين أم تقييد حلرية الرأي ‪...‬؟؟‬ ‫قانون ألزم بيتك ؟؟؟!!!‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫رسالة خاصة يف مسألة قانون الطوارئ‬ ‫إىل السيد احملرتم حممد يوسف املقريف‬ ‫إىل السيد احملرتم مجعة أمحد عتيقة‬ ‫و إىل الليبيني كافة‬ ‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬ ‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬

‫ميادين صحيفة ليبية متنوعة‬ ‫تصدر من بنغازي‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫هليل البيجو‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫حسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزواية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫مفتاح مليود ‪ /‬البيضاء‬ ‫مدير إداري والعالقات العامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫املراجعة اللغوية‬

‫صالح السيد أبوزيد‬ ‫لوحة الغالف‬

‫الفنان علي فرزات‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫حتية طيبة وبعد‬ ‫امسحا لي أن أخاطبكما من خالل الصداقة اليت ربطت بيننا والود وما مجعنا من مشرتك ‪ ،‬امسحا لي‬ ‫أن أخاطب جتربتكما الشخصية مع القمع واملطاردة واملعارضة ومع نظام القذايف بالذات ‪ ،‬أخاطبكما‬ ‫بش���أن إعداد العدة الس���تصدار قانون الط���وارئ ولتنفيذه فور ص���دوره وأن أذكركما أن بالدنا من‬ ‫امساعد حتى رأس جدير ومن الكفرة حتى غات عاشت وتعيش يف حالة طوارئ منذ العهد العثماني‬ ‫‪ ،‬حيث ما زالت السلطة فوق القانون والسلطة هي سلطة السالح‪.‬‬ ‫وأننا فى هذه الساعة نعيش ظرفا طارئا أصال وللمرة األوىل حنن من خلق هذا الظرف ‪ ،‬وأننا قدمنا‬ ‫الغاىل والنفيس من أجل أن حيق لنا أن حنيا ألول مرة يف التاريخ كالبش���ر أحرارا يف دائرة قدرنا ‪:‬‬ ‫الوطن الذي خلقنا فيه ومسى من طرفنا ليبيا ‪.‬‬ ‫ليبيا اليت صارت بلداً على كف عفريت ‪ ،‬لكنها حمزمة بإرادة شعب حتى الساعة يف حالة ثورة أي يف‬ ‫حالة طارئة‪ ،‬فأي قانون طوارئ يكون حلالة ال قانونية وطارئة أصال ؟ ‪ ،‬وكيف يكون قانون طوارئ‬ ‫لش���عب ثائ���ر وقدم ويق���دم األرواح من أجل حريته‪ ،‬احلري���ة اليت أصبحت مش���روعاً قاب ً‬ ‫ال لالنقالب‬ ‫عليها من كل القوى الفاش���ية اليت ترتبص بالس���لطة يف البالد‪ ،‬هذه الروح الفاش���ية اليت انبثت فينا‬ ‫خالل عقود مخس���ة عجاف ‪ ،‬كان األمن فيها وم���ازال يعين وبالقوة والفعل ‪ :‬مصادرة احلريات ووأد‬ ‫روح املب���ادرة‪ ،‬وإقصاء صاح���ب الرأي احلر باعتباره اخلطر على هذه الروح الفاش���ية اليت ترتبص بنا‬ ‫خل���ف كل قن���اع ‪ ،‬وتدعى أنها تعرف مصلحتنا خ�ي�را منا‪ ،‬وتعتربنا مجيعا أطف���ا ً‬ ‫ال من لزوم ما يلزم‬ ‫محايتهم من أنفسهم‪.‬‬ ‫أيها الصديقان ‪!!!!!...‬‬ ‫لقد عانيتما ما عانينا وكنتما مثلنا حتت تس���لط س���لطة غامشة تتحدث عن الدميقراطية وسلطة‬ ‫الشعب وتلوك املاء صبح مساء‪ ،‬وترونا اليوم من يلوك خطابها حتت شعارات سلطوية عدة ومل يفطن‬ ‫هذا وذاك للمصري البش���ع لصاح���ب هذا اخلطاب وأتباعه ولو بعد ح�ي�ن ‪ ،‬ذاك املصري حصل يف بالدنا‬ ‫وغريها ‪ .‬وكان هذا اخلطاب يربر نفس���ه بنفسه لنفس���ه ليمارس السلطة الغامشة‪ ،‬ولذا جعل البالد‬ ‫حت���ت طائلة قانون طوارئ دومنا حاجة إلصداره ‪ ،‬وحتت طائل���ة هذا القانون الصادر بالقوة والفعل‬ ‫أزهقت روح البالد والناس كافة ‪ ،‬فالكثري منا ان مل نكن مجيعا عشنا بروح امليت‪ ،‬واليوم وهذه الروح‬ ‫يف حالة نهوض عسري يربر البعض وجوب العودة إىل روح السلطة الغامشة اليت دمرت بالدنا‪.‬‬ ‫أيها السيدان احملرتمان ‪!!!!...‬‬ ‫أخاطب فيكما كل البالد فأنتما هنا امسان من أمساء آل البالد فردا فردا ‪ ،‬ولو متكنت لوضعت س���تة‬ ‫ِّ‬ ‫كمسؤولني فعهد املسؤول الفرد قد ولي شاء من شاء وأبى من‬ ‫ماليني امساً أو يزيد ‪ ،‬و ال أخاطبكما‬ ‫أبى‪ .‬فال تنفردا عن كافة الناس الذين خرجوا من ‪ 17‬فرباير ‪ 2011‬م وحتى ‪ 28‬س���بتمرب ‪2012‬م‬ ‫ي���ذودون ع���ن حريتهم بأرواحهم وما زالوا ‪ ،‬وأما من انفرد مس���تخدما خط���اب الطاغية يف توصيف‬ ‫الن���اس ب���أرذل األوصاف وحتى ختوينه‪ ،‬فه���و يرتد على ما محل الناس منذ ليل���ة ‪ 15‬فرباير‪ ،‬ويرتد‬ ‫وعن الشهداء منهم واجلرحى واملفقودين‪ ،‬وكل من محل الروح علي الكف وكان مشروع شهيد‪.‬‬ ‫لقد عاش���ت بالدنا حروبا صغرية عدة خالل عقود منذ انقالب س���بتمرب العسكري‪ ،‬وعاشت يف فرتات‬ ‫حروب شوارع ودك اجلبل األخضر بالنابامل ومت حرق أحراش هذا اجلبل‪ ،‬وفتشت بيوت درنة وسرت‬ ‫بيت���ا بيت���ا‪ ،‬ومت حماصرة أجدابيا وبين وليد‪ ،‬وحولت بنغازي إىل مدينة املش���انق ومت أس���ر مصراته ‪،‬‬ ‫وكان أبوسليم سجن املذحبة ‪ ،‬أفال يكفي ذاك وغريه من دافع ألن جنعل بالدنا خارج حالة الطوارئ‬ ‫اليت عاشتها كل تلكم العقود املقتلة‪.‬‬ ‫ومن جانب أخر حنن نؤسس لدولة القانون وهلذا ال بد من قضاء مستقل ‪ ،‬وتكوين اجليش والشرطة‬ ‫مهمة صعبة وقاسية ألنه ليس لدينا مؤسسة عسكرية – بعد حل الطاغية هلذه املؤسسة حتت شعار‬ ‫الس�ل�اح للشعب – وألن األمن كان مهمة لقمع الناس وليس ألمنهم ‪ ،‬فمن سيطبق قانون الطوارئ‬ ‫؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ‪.‬‬ ‫يف ليبيا دائماً الش���عب يف خدمة الش���رطة وهل���ذا يتدافع الناس حلماية مراك���ز البوليس !!‪ ،‬واألفراد‬ ‫يتدافع���ون حلماي���ة معس���كرات اجليش ‪ ،‬وحتت محاي���ة املتطوعني مت اج���راء االنتخاب���ات يف مدينة‬ ‫بنغازي و غريها‪ ،‬بل وتدافعوا منذ اللحظات األوىل حلماية املسؤولني يف البالد‪ ،‬ومن هذا وذاك املهمة‬ ‫األولي تكوين مؤسسات الدولة القانونية من قضاء وشرطة وجيش وليس قانون طوارئ يف بالد يعز‬ ‫فيها فعل القانون ‪.‬‬ ‫أيها الناس يف بالدي كافة قانون الطوارئ عود على بدء‪ ،‬مبعنى استعادة ملا خرجتم عليه‪.‬‬ ‫والسالم عليكم ولكم السالم ‪...‬‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫‪03‬‬

‫مجعة طرابلس ‪2012 - 9- 28‬من ميدان اجلزائر اىل ميدان الشهداء‬ ‫خاص‪ -‬ميادين – طرابلس ‪.‬‬ ‫ض���د مظاهر التس���لح البعيدة عن مؤسس���ات‬ ‫احلكومة من امن وشرطة وجيش وطين ‪.‬‬ ‫كان عل���ى طرابلس ايض���ا أن تقول كلمتها‬ ‫الداعية اىل قواعد سليمة لنشر االمن واالمان‬ ‫يف ربوع ليبيا ‪ ،‬مت االعالن عن مجعة التظاهر‬ ‫‪ ،‬وب���دأ اللق���اء وتواج���د العش���رات يف مي���دان‬ ‫اجلزائ���ر ومنه���م م���ن اف�ت�رش االرض يكتب‬ ‫اجلم���ل عل���ى اليافط���ات القماشية‪،‬واس���تمر‬ ‫تدافع املتظاهرين عابرين ش���ارع االس���تقالل‬ ‫متجه�ي�ن اىل مي���دان الش���هداء عندها كانت‬ ‫املئات يف املوعد شباب رجال ونساء وكان من‬ ‫أول اهلتافات الصادحة ‪:‬‬ ‫بالروح بالدم نفديك يا بنغازي‪.‬‬ ‫وكانت عينا السيد حمي الدين الكريكشي قد‬ ‫امتألتا دموعا وأجاب ‪:‬اعذروني فقد تذكرت‬ ‫انتفاض���ة ش���بابنا يف ‪ 20‬فربايروكن���ت هن���ا‬ ‫يومه���ا رفقة ش���قيقي وصديق���ي العائد بعد‬ ‫غربة‪ ،‬وأثار يف هذا اهلتاف شجوناً وذكريات‬ ‫عزي���زة على قليب ح�ي�ن دوت اصوات ش���بابنا‬ ‫وب���روح واحدة ش���جاعة غ�ي�ر عابئ���ة بكتائب‬ ‫الديكتاتور اليت اخذت تسور امليدان يومها ‪.‬‬ ‫إل���زم بيت���ك إلزم بيت���ك يوم الث���ورة ما ال‬ ‫لقيتك ‪.‬‬ ‫صرخ���ت الطالب���ة بكلي���ة احلق���وق من���ال‬ ‫الساعدي كيف جيرؤ مفيت البالد ويطالبنا‬ ‫بأن ال نتظاهر ضد الس�ل�اح وضد املوت الذي‬ ‫يرتص���د حياتن���ا يف كل حلظ���ة ه���ل املف�ت�ي‬ ‫متواط���يء م���ع الكتائ���ب االمني���ة والس���رايا‬ ‫وأش���باه الثوار‪ ،‬كيف ينظر لألمر‪ ،‬انا مسعت‬ ‫ان الوهابيني بالس���عودية يعت�ب�رون التظاهر‬ ‫كفر وعصيان لولي االمر ؟ ما الذي حيصل‬ ‫عندن���ا كن���ت امتن���ى عل���ى املفيت أن يناش���د‬ ‫أبن���اءه مم���ن حيملون الس�ل�اح يف غ�ي�ر مكانه‬ ‫وال نظامه أن يس���لموه اىل مؤسس���اته ‪ ،‬ثم ما‬ ‫عالقة طلبه بع���ودة املقريف الذي ميثل وجه‬ ‫ليبيا امام العامل يف حلظة تارخيية‪ ،‬امتنى ان‬ ‫ينشغل بالدعوات لصاحل البالد وليس العكس‬ ‫ساحمه اهلل ‪.‬‬ ‫معليش معليشي املفيت ما نبوشي‪.‬‬ ‫معليشي معليش وهابي ما نبوشي ‪.‬‬ ‫الصحف���ي خال���د العاق���ل ق���ال ‪:‬م���ع احرتامي‬ ‫لش���يخنا الفاض���ل وحت���ى وانا اس���تمع داخل‬ ‫املي���دان اىل مناش���دات الش���يخ عبداللطي���ف‬ ‫مهله���ل وحتى ال أته���م بأني أتب���ع التحالف!‬ ‫فأن���ا ارج���و ان يطال���ع املف�ت�ي دس���اتري العامل‬ ‫املتقدم والدميقراطي والذي حيقق معدالت‬ ‫يف التق���دم الوظيفي واالمين كيف يعتربون‬ ‫ان التظاهر الس���لمي صورة م���ن صور املدنية‬ ‫والتحض���ر ومس���اع بعضن���ا البع���ض مادامت‬ ‫سلمية وال تستهدف االذى او الضرر ‪.‬‬ ‫احلاج���ة مناني م���ن ش���ارع النوفلي�ي�ن ترفع‬ ‫بيدها علم االستقالل ‪.‬‬ ‫قال���ت ‪ :‬كان اب�ن�ي ش���هيد وكلمت���ه ترن يف‬ ‫ودن���ي (خ�ل�اص يامي نب���و بالدن���ا تعيش ف‬ ‫حرية كايف ما قتلنا وش���ردنا الطاغي )‪ ،‬واهلل‬ ‫وصل���ت للميدان أن���ا وبنات���ي يف االول كنت‬ ‫خايف���ة عليه���م لني ش���بحت والدن���ا حبوايج‬ ‫الش���رطة واجليش وحايطني بينا وسالحهم‬

‫يف ايديه���م ‪...‬متني���ت وليدي مع���اي ( تبكي )‬ ‫اهلل حيميه���م وحيفظه���م وميال بالدن���ا امان‬ ‫ويسخر كل اخلري ياربي ياعامل بالنية‪.‬‬ ‫رغم احلرارة الشديدة اليت صادفت أجواء هذا‬

‫تراقبنا م���ن مجيع االجتاه���ات‪ .‬وبعد دخولي‬ ‫يف مقابل���ة مباش���رة م���ع االعالم���ي معت���ز‬ ‫اخلري���ف من قن���اة ليبيا االح���رار معربا فيها‬ ‫عن مطالبنا الش���رعية وال�ت�ي كان من بينها‬

‫الي���وم إال ان الش���باب والش���ابات تواجدوا منذ‬ ‫الظه�ي�رة وعقب اداء ص�ل�اة اجلمعة بدأوا يف‬ ‫التجمع واالعالن عن املظاهرة ‪ ،‬وكان تواجد‬ ‫رجال م���ن الش���رطة واالنضباط العس���كري‬ ‫وبع���ض عناصر اجليش ملفت���اً النظر بزيهم‬ ‫املتكامل والذين احاطوا باملتظاهرين ‪،‬ووقفوا‬ ‫بعيدي���ن عن االزدحام ال���ذي زاد مع االقرتاب‬ ‫من ميدان الشهداء ‪.‬وقد تابعت بعض القنوات‬ ‫احمللي���ة املظاه���رة ‪،‬ومت نقله���ا عل���ى اهل���واء‬ ‫مباش���رة كما مت إجراء العديد من املقابالت‬ ‫احلي���ة ال�ت�ي توافق���ت على رس���الة واح���دة ‪:‬‬ ‫احلد م���ن املظاهر املس���لحة وتصرفات بعض‬ ‫الكتائ���ب والس���رايا بكونه���ا صاحبة الس���لطة‬ ‫بعيدا عن مؤسسيت الداخلية والدفاع ‪.‬‬

‫املطالبة بتأس���يس جملس أعل���ى لإلفتاء من‬ ‫مجي���ع التي���ارات كس���را الحت���كار الفت���وى‬ ‫يف ش���خص الش���يخ الص���ادق الغريان���ي الذي‬ ‫حنرتمه وجنله ومن ث���م انتهت املقابلة وهي‬ ‫موج���ودة عل���ى موق���ع اليوتي���وب ويس���تطيع‬ ‫اجلميع مش���اهدتها‪ .‬وعن���د مغادرتي ولفيف‬ ‫من األصدقاء مليدان الش���هداء وحتديدا شارع‬ ‫االس���تقالل (املقريف)‪ ،‬تفاجأت بش���خص قد‬ ‫أوقفين ممس���كا بيدي حماوال آال يلفت أنظار‬ ‫املارة‪ .‬حينها تدخل رجال من الشرطة كانوا‬ ‫عل���ى مقرب���ة م�ن�ي وحاول���وا ان مينع���وه من‬

‫هكذا مت اعتقالي يف مظاهرة‬ ‫طرابلس اجلمعة ‪ 28‬سبتمرب ‪2012‬م‬ ‫كتب ‪ :‬حممد مجعة الطالب‬ ‫م���ا حدث مع���ي الي���وم ه���و انين خرج���ت من‬ ‫بييت متجه���ا للمش���اركة يف مجع���ة االنقاذ‬ ‫يف طرابل���س معتق���دا أن�ن�ي أس�ي�ر يف ش���وارع‬ ‫طرابل���س احل���رة وال�ت�ي دف���ع ابناؤن���ا مث���ن‬ ‫حريته���ا بدمائه���م الزكي���ة‪ .‬من ث���م وصلت‬ ‫إىل مي���دان اجلزائ���ر وتظاهرنا بكل س���لمية‬ ‫ومل نلم���س ال حج���را وال ش���جرا وس���ار كل‬ ‫ش���يئ على م���ا يرام حت���ى وصلن���ا اىل ميدان‬ ‫الش���هداء وواصلنا تظاهرنا الس���لمي حبضور‬ ‫وس���ائل االع�ل�ام الليبي���ة ‪،‬العربي���ة والعاملية‪.‬‬ ‫ث���م الحظ���ت آن هنالك عي���ون مندس���ة بيننا‬

‫اعتقال���ي وصاح بأحد عناصر الش���رطة قائال‬ ‫“( هذا مادخلكش فيه‪....‬الكالم جاي عليه من‬ ‫ف���وق) ومن ثم قام هو ومن معه بدفعي خلف‬ ‫إح���دى س���يارات الدف���ع الرباعي حم���اوال ان‬ ‫يلبسين األغالل ولكنين قاومت ورفضت ذلك‬ ‫وقلت له ل���ن أمسح لك بآن تلبس�ن�ي األغالل‬ ‫وقلت له مستشهدا بنشيدنا الوطين (لن نعود‬ ‫للقي���ود)‪ .‬وبعده���ا ق���ام ه���و وأخري���ن بدفعي‬ ‫داخ���ل س���يارة دف���ع رباع���ي مدني���ة ال حتمل‬ ‫أي ش���عارات ونزع���وا م�ن�ي هاتف���ي ومنعوني‬ ‫باالتصال بأي ش���خص واقتادوني الي سيارة‬ ‫أخرى كانت تنتظ���ر يف ميدان الغزالة حيث‬ ‫مكث���ت به���ا لبع���ض الوقت ث���م جاءت س���يارة‬ ‫ثالثة اقتادتين اىل مق���ر تابع لللجنة األمنية‬ ‫العليا املؤقتة تس���مى فرقة االس���ناد العاش���رة‬ ‫خلف مركز األوسط ومن ثم اقتادوني وهم‬ ‫ممس���كني يدي وأوقفوني يف أحد املمرات ملدة‬ ‫س���اعة كاملة تناوب خالل هذه الساعة على‬ ‫اس���تجوابي أكثر من ستة أشخاص نعتوني‬ ‫فيها بأنين مثري للفوضى وقمت بالتحريض‬ ‫على ش���خص فضيلة املف�ت�ي وكان يف نهاية‬ ‫كل اس���تجواب معي خيتم���ون جبملة ( جايا‬ ‫فيك معلومة من فوق وأنهم س���يحيلوني اىل‬ ‫مقر آخ���ر وقام احدهم مبحاولة تلفيق تهمة‬ ‫لي بأن�ن�ي من األزالم وأنين م���ن ضمن خلية‬ ‫يتتبعونه���ا‪ .‬وعندها قمت بالتعريف بنفس���ي‬ ‫بأنين ناش���ط يف االنرتنت وأن���ه يف ‪ 20‬فرباير‬ ‫‪ 2011‬ق���د اعتقل���ت ومت تعذي�ب�ي س���ابقا يف‬ ‫م���كان ما يعرف باألم���ن الداخلي س���ابقاً وأن‬ ‫آث���ار التعذي���ب الزال���ت ظاهرة على جس���دي‬ ‫حت���ى اليوم‪ .‬ثم رفض���ت أن يت���م اقتيادي اىل‬ ‫أي جهة أخرى حتى أعرف التهمة املنس���وبة‬ ‫ال���ي ومن هي اجلهة العلي���ا اليت أصدرت أمر‬ ‫توقيف���ي وطليت منهم اعادة هاتفي ليتس���نى‬ ‫ل���ي االتص���ال بأهل���ي ومسح���وا ل���ي بإج���راء‬ ‫مكامل���ة‪ ،‬فاتصلت بهم وتفاج���أت بأن أهلي قد‬ ‫علم���وا مبوض���وع ايقايف ع���ن طريق وس���ائل‬ ‫االع�ل�ام ال�ت�ي تعرفين جي���داً‪ .‬وحينها انتش���ر‬ ‫اخل�ب�ر يف الفيس���بوك وعندها علم���ت ملاذا مت‬ ‫ترجي���ع هاتف���ي لي وذل���ك لقي���ام لفيف من‬ ‫أصدقائي مش���كورين بنش���ر خرب اعتقالي‪ .‬يف‬ ‫الوق���ت الذي قام فيه بعض من نش���طاء ثورة‬ ‫‪ 17‬فرباير اىل املقر املذكور وطالبوا باإلفراج‬ ‫ع�ن�ي‪ .‬وعند منتصف الليل ق���ام أحد معتقلي‬ ‫بإعالم���ي بأن���ه مت اإلفراج عين وإب���راء ذميت‬ ‫مما نس���ب ال���ي بعدما ش���اع خ�ب�ر اعتقالي يف‬ ‫االع�ل�ام‪ .‬وغادرت املق���ر دون أن أعرف ملاذا مت‬ ‫تقييد حرييت بش���كل غري مربر ومل أعرف ما‬ ‫ه���ي اجلهة العليا اليت أص���درت أمر اعتقالي‪.‬‬ ‫فه���ل رج���ع بن���ا الوقت لزم���ن اجله���ات العليا‬ ‫واخلط���وط احلم���راء !!!!!؟؟؟؟؟؟؟ وأود أن‬ ‫أتقدم لكل من ساندني وسعى لتحريري من‬ ‫أس���ري ظلما وبهتانا وأنن���ا ماضون يف طريق‬ ‫احلرية وبن���اء الدول���ة الليبية املنش���ودة اليت‬ ‫استش���هد من أجلها خرية ش���بابنا‪ .‬واهلل أكرب‬ ‫وعاش���ت ليبيا حرة واجملد واخللود للذين لن‬ ‫ننساهم شهداءنا وجرحانا ومفقودينا…‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫رئيس املؤمتر الوطنى العام حممد املقريف ‪:‬‬

‫ليبيا لن تكون مأوى للجماعات املتطرفة أبــداً ‪....‬‬ ‫أول مسؤول لييب منتخب يف تاريخ ليبيا وهو‬ ‫حمم���د املقريف رئيس املؤمت���ر الوطين العام‬ ‫يتحدث أمام اجلمعية العامة لألمم املتحدة‬ ‫‪ ،‬ومم���ا جاء يف كلمت���ه “أقف أمامك���م اليوم‬ ‫ممث ً‬ ‫ال للش���عب اللييب وألعتذر لكم عن كل‬ ‫األذى واإلجرام الذي س���ببه ذلك الطاغية يف‬ ‫ح���ق الكثريي���ن من األبري���اء وما مارس���ه من‬ ‫ابتزاز وإرهاب يف كثري من الدول”‪.‬‬ ‫وأضاف “الش���عب اللييب ع���ازم على بناء دولة‬ ‫حتس���ن اجلوار وحت�ت�رم التزاماته���ا الدولية‬ ‫وحقوق اإلنسان‪ ،‬وتؤمن بأن السالم احلقيقي‬ ‫ال يس���تتب يف الع���امل ما مل يك���ن ضمري كل‬ ‫فرد فيه مفعماً بالس�ل�ام‪ .‬ليبيا ستكون أرض‬ ‫سالم وأمن وقوة داعمة من أجل السالم”‪.‬‬ ‫وأبرز قت���ل الس���فري األمريكي كريس���توفر‬ ‫س���تيفنز وثالث���ة أمريكي�ي�ن آخري���ن فيم���ا‬ ‫وصفت���ه واش���نطن بأن���ه “هج���وم إرهاب���ي”‬ ‫على القنصلية األمريكي���ة يف بنغازي يف ‪11‬‬ ‫س���بتمرب‪ /‬أيل���ول‪ ،‬خم���اوف الغرب م���ن نفوذ‬ ‫اإلسالميني املتشددين يف ليبيا‪.‬‬ ‫ووص���ف املقريف وف���اة األمريكي�ي�ن األربعة‬ ‫بأنه خسارة لليبيا‪ ،‬وقال إن ستيفنز “خسرته‬ ‫ليبيا مثلما خسرته أمريكا”‪.‬‬ ‫وأض���اف “نؤك���د للحكوم���ة وللش���عب‬ ‫األمريك���ي أن ه���ذه الفاجع���ة س���تزيد م���ن‬

‫تضامنن���ا وتالمحنا من أجل ترس���يخ اآلمال‬ ‫واأله���داف ال�ت�ي آم���ن به���ا الس���فري كريس‬ ‫س���تيفنز‪ ،‬وس���نهزم خمطط���ات اإلرهابي�ي�ن‬ ‫املتخلفني الذي���ن ال ميثلون ليبيا وال يعربون‬ ‫عن اإلسالم دين التسامح واحملبة والسالم”‪.‬‬ ‫وكلم���ة املقري���ف ال�ت�ي اس���تغرقت أق���ل من‬ ‫نصف س���اعة تعترب قص�ي�رة ج���داً إذا قورنت‬ ‫بالظه���ور الوحيد للقذايف يف اجلمعية العامة‬ ‫لألم���م املتح���دة يف ‪ 2009‬عندم���ا حت���دث‬ ‫لساعة و‪ 35‬دقيقة‪ ،‬متناو ً‬ ‫ال موضوعات شتى‬ ‫من اغتي���ال الرئيس األمريكي األس���بق جون‬ ‫كنيدي‪ ،‬إىل الغ���زو األمريكي جلرينادا‪ ،‬إىل‬

‫احلاج���ة إىل توف�ي�ر أدوية جماني���ة ألطفال يف نيوي���ورك احتجاج���اً على زي���ارة الطاغية‬ ‫ً‬ ‫العامل‪.‬‬ ‫كلمة‬ ‫القذايف وابنه ووف���ده ألمريكا وإلقاءه‬ ‫ٌ‬ ‫أمام األمم املتحدة ‪....‬واليوم ليبيا حرة أبيـّه ‪،..‬‬ ‫ويف ( ‪ 27‬س���بتمرب ‪2012‬م ) ؛ ألقى الدكتور‬ ‫حممد يوس���ف املقريف كلم���ة ليبيا احلرة‬ ‫ث�ل�ا ش���رعياً‬ ‫أم���ام من�ب�ر األم���م املتح���دة ‪ ،‬ممُ ً‬ ‫منتخب���اً عنه���ا بع���د زوال الطاغي���ة الق���ذايف‬ ‫وحكمه بس���واعد وهمم ثوار ليبيا و انتفاضة‬ ‫ُأخ���ذ ْت‬ ‫ه���ذه الص���ورة ِ‬ ‫بتاري���خ األربع���اء ‪ 23‬شعبها البطل ‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫س���بتمرب ‪ 2009‬م ‪..‬؛ وبه���ا الدكت���ور “‬ ‫حممد يوس���ف املقري���ف “ واملعارضة الليبية‬ ‫يتظاهرون أم���ام مبنى منظمة األمم املتحدة‬

‫املقريف معارضا ‪...‬‬ ‫املقريف رئيسا‬

‫أهالي وادي الشاطئ يعلنون أن منطقتهم حتت تصرف اجليش الوطين‬ ‫ميادين‪ :‬خاص‬ ‫اتفق القائد العسكري مبنطقة وادى الشاطئ‬ ‫باجلنوب اللييب”العقيد ونيس بومخادة”مع‬ ‫أهال���ي املنطق���ة عل���ى أن ال ته���اون يف أم���ن‬ ‫ليبيا‪،‬وأن املنطق���ة تعد حتت تصرف اجليش‬ ‫اللييب‪ ،‬وأنها لن تقبل بأي جهة أخرى للقيام‬ ‫بعمليات القبض إال للجيش أو األمن الوطين‬ ‫وبطريقه شرعية‪.‬‬ ‫ون���ص االتفاق عل���ى إجراء انتخاب���ات يف جو‬ ‫تس���وده املودة والتنافس الش���ريف ب�ي�ن أفراد‬ ‫املنطقة‪،‬والب���د من تفعي���ل القض���اء والنيابة‬ ‫العامة داخل املنطقة‪.‬معربني عن رغبتهم يف‬ ‫ضم ثوار املنطق���ة إىل اجليش الوطين‪،‬ومنع‬ ‫دخول أف���راد مس���لحني داخل منطق���ة وادي‬ ‫الشاطئ خارج شرعية الدولة‪.‬‬ ‫وأعلن مش���ائخ وأعيان القبائل مبنطقة وادي‬ ‫الش���اطئ أنهم مسؤولون”مس���ؤولية كاملة‬ ‫على أي حترك مش���بوه من قبل أي ش���خص‬ ‫كان يف املنطق���ه يس���ئ ويش���وه ث���ورة ‪17‬‬ ‫فرباير‪.‬واعدين بتس���ليم األش���خاص املشتبه‬ ‫يش���ار إىل أن آم���ر ق���وات الصاعق���ة املوجودة اس���تالمه ملهامه وهو يعمل من أجل استتباب‬ ‫بهم لكي حياكموا حماكمه عادلة‪.‬‬ ‫ويف وقت س���ابق خ�ل�ال األي���ام املاضية وصل خالل هذه الفرتة مبدينة سبها العقيد ونيس األم���ن يف املنطق���ة طالبا م���ن اجلميع حتمل‬ ‫ع���دد كب�ي�ر م���ن الث���وار يف كتيب���ة ش���هداء بومخادة أعلن يف تصرحيات س���ابقة أدىل بها املس���ؤولية م���ن أجل توف�ي�ر األم���ن فالتنمية‬ ‫الزاوية مبدينة بنغازي إىل أقاصي الصحراء أن اجليش الوطين س���يعمل على بسط نفوذه يف منطق���ة اجلن���وب وه���ي املنطق���ة األكثر‬ ‫تهميش���ا يف ليبيا متوقفة اآلن بس���بب الوضع‬ ‫اجلنوبي���ة على حدود ليبيا و تش���اد للبدء يف على كامل اجلنوب اللييب‪..‬‬ ‫وخ�ل�ال االجتم���اع أك���د بومخ���ادة أن���ه منذ األمين فالشركة املنفذة ملشروع إسكان سبها‬ ‫تأمني احلدود بني البلدين‪.‬‬

‫تنتظر والش���ركة املنفذة ملش���روع مستشفى‬ ‫وادي الش���اطئ ه���ي األخرى تنتظ���ر وأضاف‬ ‫نري���د أن نبين ليبيا من اجل مس���تقبل أبنائنا‬ ‫وان���ه تلقى العديد من التهديدات بالقتل لكن‬ ‫ذلك لن يثنيه ع���ن اكمال مهمته فى توفري‬ ‫األم���ن ومحاي���ة س���كان املنطق���ة يذك���ر أن‬ ‫عضو املؤمتر الوطين العام ومس���ؤول اللجنة‬ ‫األمني���ة باملؤمتر الوط�ن�ي عبد الوه���اب قايد‬ ‫كلف مبتابعة ملف أحداث براك الشاطئ‪.‬‬ ‫وعن األحداث اليت ش���هدتها منطقة الغريفة‬ ‫اليت تبعد حوالي ‪ 150‬كيلو مرتاً عن مدينة‬ ‫س���بها قال���ت األس���تاذة من���ى كوكل���ة من‬ ‫منطقة الغريفة و عض���و املؤمتر الوطين عن‬ ‫ح���زب العدال���ة والبناء مليادي���ن ان ماجرى يف‬ ‫منطق���ة الغريف���ة هو هج���وم مس���لح لكتيبة‬ ‫املغاوير اليت قاتل���ت اىل جانب املقبور القذايف‬ ‫اثن���اء ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر واحتل���ت املش���روع‬ ‫الس���كين اجلدي���د وأضاف���ت أنهم اس���تخدموا‬ ‫س���يارات اجلي���ش الوط�ن�ي واللجن���ة األمنية‬ ‫العلي���ا وق���د ق���ام ش���باب منطق���ة الغريف���ة‬ ‫مبحاول���ة إخراجه���م م���ن املش���روع الس���كين‬ ‫ولكن املوضوع تطور اىل اس���تخدام األس���لحة‬ ‫الثقيلة وه���ذا مادفع أعض���اء املؤمتر الوطين‬ ‫اىل التدخ���ل ومتابع���ة املوض���وع م���ع وزارتى‬ ‫الداخلية والدفاع ‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫‪05‬‬

‫برعاية رئاسة األركان‬

‫انطلقت محلة مجع السالح فى طرابلس وبنغازى‬ ‫انطلقت بس���احة الش���هداء وس���ط العاصمة‬ ‫الليبية طرابل���س وميدان التحرير بوس���ط‬ ‫مدين���ة بنغ���ازى اليوم محل���ة كربى جلمع‬ ‫األسلحة النارية بكافة أنواعها من املواطنني‬ ‫الليبي�ي�ن برعاية مؤسس���ات اجملتمع الليبية‬ ‫ومؤسس���ات رمسي���ة عدي���دة تابع���ة للدولة‬ ‫وعلى رأسها رئاسة األركان الليبية‪.‬‬ ‫وش���رعت قن���وات التليفزي���ون الليب���ى ومنها‬ ‫قناة ليبي���ا الوطنية فى ب���ث إعالنات عديدة‬ ‫حلث املواطنني الليبيني على تسليم مالديهم‬ ‫من أس���لحة للجي���ش الوطن���ى الليبى‪ ،‬حيث‬ ‫س���يتم عمل من���ح مالية وجوائ���ز عديدة ملن‬ ‫يقوم بتسليم الس�ل�اح لديه للدولة‪ ،‬مضيفة‬ ‫أن احلملة بدأت من العاشرة صباحا وسوف‬ ‫تنتهى فى الثامنة مساء اليوم‪.‬‬ ‫وقالت مصادر عس���كرية برئاس���ة األركان‬ ‫الليبية‪ ،‬فى تصرحيات خاصة لوكالة أنباء‬ ‫الش���رق األوس���ط الي���وم الس���بت‪" :‬إن محلة‬ ‫مجع الس�ل�اح ش���هدت إقباال كبريا من قبل‬ ‫املواطنني"‪ ،‬موضحة أن ذلك يأتى إس���تمرارا‬ ‫وإس���تكماال لضبط األمن فى ليبي���ا ‪ ،‬وعودة‬ ‫اإلستقرار ‪.‬‬ ‫وكان م���ن املق���رر أن تب���دأ احلمل���ة فى ‪16‬‬ ‫سبتمرب املاضى ‪ ،‬إال أن اللواء الركن يوسف‬ ‫املنقوش رئيس أركان اجليش اللييب صرح‬ ‫بأنه س���وف يتم تأجيلها إىل يوم ‪ 29‬سبتمرب‬ ‫ألسباب أمنية‪.‬‬ ‫أس���رى يعلن���ون اإلض���راب ع���ن الطع���ام يف‬

‫سجون ليبيا‬ ‫أعل���ن أكث���ر من ‪ 19‬ألف أس�ي�ر يف س���جون‬ ‫" مصرات���ه ‪ ،‬طرابل���س ‪ ،‬بنغ���ازي " الب���دء يف‬ ‫اإلض���راب عن الطع���ام اعتباراً م���ن منتصف‬ ‫ليل االثنني املوافق ‪ 1‬أكتوبر‪.‬‬ ‫يأتي ذل���ك احتجاجاً علي أوضاعهم منذ عام‬ ‫دون حماكمات رغم مناش���داتهم املس���تمرة‬ ‫ملنظم���ات اجملتم���ع املدن���ي وحقوق اإلنس���ان‬ ‫واألم���م املتحدة اليت زارته���م أكثر من مرة‬ ‫دون فائدة ‪.‬‬ ‫وناش���دوا يف بي���ان للجمعية الليبية لش���ئون‬ ‫األس���ري واملفقودي���ن أهله���م يف م���دن ليبيا‬ ‫كافة بالتح���رك إلنقاذهم دون انتظار بكل‬ ‫الوس���ائل ‪ ،‬خصوص���ا وأنهم اعت�ب�روا قرارات‬ ‫الدول���ة الوهمي���ة يف ليبي���ا ال قيم���ة هل���ا وال‬ ‫احرتام هلا عند العصابات اليت حتتجزهم ‪.‬‬ ‫و مح���ل الس���جناء األم���م املتح���دة وجملس‬ ‫األم���ن الدول���ي مس���ئولية ما حي���دث معهم‬ ‫حي���ث أن تدخ���ل حل���ف الناتو هو ال���ذي نتج‬ ‫عنه هذا الوضع املزري والفوضى العارمة يف‬ ‫ليبي���ا و اليت ما زالت ختضع للفصل الس���ابع‬ ‫م���ن ق���رارات جمل���س األم���ن وحيتفظ���ون‬ ‫حبقهم مبقاضاته مهما طال الزمن ‪.‬‬ ‫وطالب���وا حمكمة اجلناي���ات الدولي���ة بفتح‬ ‫حتقيق حمايد يف كل ما حدث يف ليبيا منذ‬ ‫‪ 15‬فرباي���ر ‪ 2011‬ملعرف���ة حقيقة املؤامرة‬ ‫اليت تعرضت هلا البالد من وجهة نظرهم‪.‬‬

‫ميادين وأكادميية دوتشي فيال األملانية‬

‫ضم���ن دورة تدريبي���ة الكادميية دوتش���ي‬ ‫فيال شاركت املدير العام مليادين اإلعالمية‬ ‫فاطمة غن���دور يف دورة لتدريب ُمدربني يف‬ ‫جم���ال الصحاف���ة واإلع�ل�ام ب���دأت االثنني‬ ‫‪( 17-9‬قاع���ة فن���دق البرتاء بش���ارع أمحد‬‫شوقي ) استمرت ملدة أسبوع رفقة صحفيني‬ ‫وإعالميني من طرابل���س‪ ،‬ومصراته ‪،‬وهون‬ ‫يف جماالت الصحاف���ة والراديو والتلفزيون‬ ‫وصحاف���ة النت ‪،‬وكان���ت أه���م املوضوعات‬ ‫املقرتح���ة ضم���ن ورش���ة عم���ل ومتاري���ن‬ ‫تدريبي���ة قادته���ا اخلبرية ش���يال مايوركر‪،‬‬ ‫وبرتمجة السيد طارق بغدادي ‪:‬‬ ‫مراح���ل التدري���ب – قاع���دة التدري���ب – ما‬

‫االهداف املوجبة واملس���تطاعة واملفرتضة –‬ ‫أس���اليب وطرق التدريب – املعرفة باملعايري‬ ‫الدولية الخالقيات املهن���ة ‪ -‬طرائق لتقييم‬ ‫املدرب واملتدرب – التقييم الذاتي ‪.‬‬ ‫وق���د مت توزي���ع ش���هادات يف الي���وم اخلتامي‬ ‫حبضور مدير االكادميية ملنطقة الش���مال‬ ‫االفريق���ي ‪،‬وأعض���اء زوار م���ن مؤسس���ة‬ ‫إنرتني���وز ‪ ،‬وس���تكون ذات ال���دورة مبدين���ة‬ ‫بنغ���ازي ش���هر أكتوب���ر املقبل كم���ا صرح‬ ‫بذل���ك الس���يد خ�ي�ري بوش���اقور مس���ؤول‬ ‫برام���ج االكادميي���ة بليبيا ومنس���ق الدورة‬ ‫التدريبية ‪.‬‬

‫فضيل املنفي وحاكم اليهودية‬ ‫ميادين ‪:‬درنة‬ ‫بقاعة االجتماعات والنش���اط بنادي دارنس‬ ‫وبالتعاون مع القس���م الثقايف بنادي دارنس‬ ‫ق���ام ن���ادي القص���ة باس���تضافة الدكت���ور‬ ‫فضي���ل املنفي يف أمس���ية أدبية قدم خالهلا‬ ‫ترمجت���ه لقص���ة ((حاك���م اليهودي���ة ))‬ ‫للكاتب الفرنس���ي أنات���ول فرانس الذي ولد‬ ‫يف باري���س يف ‪ 16‬أبري���ل ‪ 1844‬م لعائل���ة‬ ‫تعم���ل يف الفالح���ة وت���ويف يف ‪ 12‬أكتوب���ر‬ ‫‪ 1924‬وق���د ق���دم األمس���ية األس���تاذ عب���د‬ ‫العزي���ز الزني الذي اهت���م بقضية الرتمجة‬ ‫كعام���ل مهم لنهض���ة اجملتمع مستش���هدا به���ا أنات���ول فران���س القص���ة ويف عملي���ة‬ ‫حبرك���ة الرتمج���ة ال�ت�ي قام���ت يف عه���د الرتمجة يس���مى مثل هذا العم���ل الذي قام‬ ‫الدول���ة العباس���ية واليت س���اهمت يف ريادة ب���ه الدكت���ور فضي���ل املنف���ي الرتمجة عن‬ ‫املسلمني حلقل العلوم واحلضارة اإلنسانية لغة وسيطة وقد كانت مداخالت احلضور‬ ‫وقد ق���ام الن���ادي بتوزيع القص���ة مطبوعة بني مضمون القص���ة وقضية الرتمجة ‪ ...‬و‬ ‫على احلاضرين ملتابعة املرتجم الذي س���رد يف اخلتام ذك���ر الدكتور فضيل املنفي أن‬ ‫أح���داث القصة بادئ���اً إياه���ا مبقدمة حول القصة مل تأخذ طريقها للنشر يف الصحف‬ ‫كيفي���ة نقل النص األدب���ي إىل لغة أخرى واجمل�ل�ات بس���بب طوهلا كقص���ة قصرية‬ ‫مستش���هدا بآراء كبار النق���اد يف هذا اجملال وه���ي الرتمج���ة األوىل إىل اللغ���ة العربي���ة‬ ‫وبعد إكمال سرده للقصة أشار املنفي إىل كم���ا ذكر املرتج���م وأفص���ح املرتجم على‬ ‫أن الرتمج���ة كانت عن اللغ���ة االجنليزية ان���ه يعكف على تقدي���م جمموعة قصصية‬ ‫ولي���س عن اللغ���ة الفرنس���ية ال�ت�ي كتب مرتمجة من اختياره ‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫ملف العدد‬

‫مسودة قانون الطوارئ‬

‫هل هــو ‪ :‬مسألة انفالت أمين أم تقييد حلرية الرأي ‪...‬؟؟‬ ‫يواج���ه الش���ارع اللي�ب�ي عدي���د االنتق���ادات‬ ‫للمؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام بع���د أح���داث عنف‬ ‫ش���هدتها الب�ل�اد مؤخ���را منه���ا مواجه���ات‬ ‫باألس���لحة ب�ي�ن متظاه���ري مجع���ة إنق���اذ‬ ‫بنغازي وبعض امليلش���يات املس���لحة أس���فرت‬ ‫عن مقتل حوالي أحد عشر ‪.‬شخصاً وعدد من‬ ‫اجلرح���ى‪ ،‬إضافة إىل اإلحداث اليت ش���هدتها‬ ‫منطق���ة ب���راك الش���اطئ الواقع���ة جبن���وب‬ ‫ليبي���ا وانته���اء بتع���رض مقر أعض���اء املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي هلجوم متظاهري���ن مطالبني بإقالة‬ ‫رئي���س ال���وزراء اجلديد مصطفى بوش���اقور‪.‬‬ ‫وجاء أعل���ن املؤمتر الوط�ن�ي األربعاء املاضي‬ ‫املواف���ق ‪ 23‬من الش���هر اجلاري عن ش���روعه‬ ‫يف إع���داد وإص���دار قانون للط���وارئ ملعاجلة‬ ‫حاالت اس���تثنائية‪ ،‬زاد من حال���ة عدم الرضا‬ ‫ع���ن أداء احلكوم���ة املنتخب���ة وق���ال املتحدث‬ ‫باس���م املؤمت���ر الوط�ن�ي‪ ،‬عم���ر محي���دان‪ :‬إن‬ ‫قانون الطوارئ الذي أقرته اللجنة القانونية‬ ‫للمؤمت���ر س���يمكن من إط�ل�اق يد الس���لطة‬ ‫التنفيذية للس���يطرة عل���ى االنفالت األمين‬ ‫ال���ذي تعاني من���ه البالد وتوفري اجل���و واملناخ‬ ‫ملعاجل���ة هذا االنفالت‪ ،‬وأض���اف محيدان" أن‬ ‫تطبيق هذا القانون سيكون مبوجب قرار من‬ ‫الربملان على كل حالة معينة يف أي منطقة‬ ‫وحسب درجة الوضع األمين فيها‪.‬‬ ‫وتاب���ع أن الق���رار ال���ذي اخت���ذه املؤمتر حبل‬ ‫الكتائب وامليليش���يات املس���لحة غري املنضوية‬ ‫حت���ت ش���رعية الدول���ة يس���ري عل���ى مجيع‬ ‫ه���ذه الكتائب يف ليبيا‪ ،‬مش���ددا عل���ى أن دمج‬ ‫هذه امليليش���يات يف اجليش س���يتم بعد حلها‬ ‫وضمه���ا كأف���راد ولي���س ككتائ���ب حس���ب‬ ‫تشكيلها السابق ‪.‬‬

‫تدابري طوارئ املرحلة االنتقالية‬

‫ج���اء القانون يف مخس مواد حتدد صالحيات‬ ‫القانون املتوق���ع التصويت عليه األيام املقبلة‪.‬‬ ‫تق���ول مادت���ه األوىل جي���وز إع�ل�ان حال���ة‬

‫خطره���م على األم���ن العام أو من���ع إقامتهم‬ ‫وترددهم مبناطق معينة ملدة أقصاها ش���هر‪،‬‬ ‫إضاف���ة إىل احل���ق يف القب���ض على املش���تبه‬ ‫فيه���م أو معت���ادي اإلج���رام أو م���ن يش���كلون‬ ‫خط���را عل���ى األماكن واعتقاهل���م‪ ،‬وتفتيش‬ ‫األش���خاص واألماكن واملس���اكن ووس���ائل‬ ‫النقل‪.‬كم���ا للمؤمتر تقري���ر األمر مبراقبة‬ ‫الرس���ائل أيا كان نوعها ووسائل االتصاالت‬ ‫املختلف���ة وإيقافه���ا‪ ،‬وإعالن منطق���ة معينة‬ ‫عسكرية وتعيني حاكم عسكري هلا‪.‬‬ ‫وج���اء يف امل���ادة الرابع���ة أن حال���ة الط���وارئ‬ ‫تنته���ي بانته���اء أو زوال س���ببها‪ ،‬وتنته���ي يف‬ ‫مجيع األحوال بانتهاء املرحلة االنتقالية‪.‬‬ ‫وتتوع���د املادة اخلامس���ة باحلبس ملدة ال تقل‬ ‫ميادين‪ -‬خلود الفالح‬ ‫عن س���تة أش���هر وبغرام���ة ال تتج���اوز ثالثة‬ ‫آالف دين���ار لي�ب�ي كل م���ن خيال���ف أيا من‬ ‫الط���وارئ بق���رار م���ن املؤمت���ر الوط�ن�ي بن���اء التداب�ي�ر أو اإلج���راءات أو األوامر اليت تصدر‬ ‫عل���ى اقرتاح رئيس���ه حممد يوس���ف املقريف طبقا للقانون‪.‬‬ ‫أو جمل���س ال���وزراء كلما تع���رض األمن أو‬ ‫النظ���ام العام يف ليبيا للخطر‪ ،‬س���واء بس���بب حقوق االنسان واحلريات يف خطر‬ ‫وق���وع حرب أو قي���ام حالة ته���دد بوقوعها‪ ،‬أو اعترب املرصد اللييب حلقوق اإلنس���ان مقرتح‬ ‫ح���دوث اضطرابات بالداخل أو كوارث عامة قانون الط���وارئ الصادر ع���ن املؤمتر الوطين‬ ‫اعت���داء صارخ���اً عل���ى احلق���وق واحلري���ات‬ ‫أو انتشار وباء‪.‬‬ ‫وحددت املادة الثانية أسباب قرار إعالن قانون ويعيدن���ا لعصر الدولة البوليس���ية‪ .‬ويضيف‬ ‫الط���وارئ ومدته ونط���اق تطبيق���ه والتدابري املرصد‪ ،‬به���ذا القانون يواصل املؤمتر الوطين‬ ‫والس���لطات املختصة به‪ .‬وال تكون اإلجراءات م���ا ابتدئ���ه اجملل���س االنتقال���ي م���ن قوان�ي�ن‬ ‫أو التداب�ي�ر املتخ���ذة وفق���ا ألح���كام القان���ون اس���تثنائية متثل���ت فى قان���ون ‪ 37‬و ‪ 38‬لعام‬ ‫صحيحة إال إذا كانت الزمة ملواجهة السبب ‪ ،2012‬وأكد املرصد املادة الثالثة من القرار‬ ‫متثل انتهاكاً واضحاً للحريات العامة وتعد‬ ‫احملدد يف القرار‪.‬‬ ‫وحت���دد امل���ادة الثالث���ة ان���ه حي���ق للمؤمت���ر ٍعلى س���لطة النيابة العامة فعمليات القبض‬ ‫الوط�ن�ي مجع ومصادرة األس���لحة والذخائر والتفتي���ش واالعتق���ال ومراقب���ة االتصاالت‬ ‫واملفرقعات يف أي يد كانت‪ ،‬وحتديد مواعيد والرس���ائل وتفريق املظاهرات‪ ،‬كلها س���تتم‬ ‫فت���ح احمل���ال العمومية وإغالقه���ا‪ ،‬إىل جانب بعي���داً ع���ن النياب���ة العامة وقد يظ���ل هؤالء‬ ‫حظ���ر التج���ول يف مواعيد وأماك���ن معينة املوقوفني لشهور قيد االعتقال‪ ،‬ومن يعارض‬ ‫أو منع امل���رور منها أو إخالء بعض املناطق أو اياً م���ن التدابري يعاقب باحلب���س مدة ال تقل‬ ‫عن ستة أشهر‪.‬‬ ‫عزهلا‪.‬‬ ‫وح���ق حتدي���د حم���ال إقام���ة م���ن يتب�ي�ن ه���ذا القانون س���يصبح قيداً وس���يفاً مس���لطاً‬ ‫عل���ى كل صاح���ب رأى أو فك���ر أو مع���ارض‬ ‫للسياس���ات وأعم���ال الس���لطة التنفيذي���ة أو‬ ‫متظاه���ر ض���د ما س���ينتج ع���ن القان���ون من‬ ‫ٍ‬ ‫إج���راءات‪ ،‬وستش���هد بس���ببه أوض���اع حق���وق‬ ‫اإلنسان فى ليبيا انتكاسة كربى‪.‬‬

‫قانون يؤسس حلقبة استبدادية‬

‫يق���ول الناش���ط السياس���ي يون���س فن���وش‬ ‫معاجل���ة مس���ألة االنفالت األم�ن�ي ال حتتاج‬ ‫إىل قوان�ي�ن وتش���ريعات‪ ،‬بق���در م���ا حتت���اج‬ ‫إىل دول���ة قوية هل���ا مؤسس���ات أمنية (جيش‬ ‫وشرطة) قوية ومؤهلة للتعامل مع خمتلف‬ ‫مظاهر اخلروج عن سلطة الدولة والقانون‪..‬‬ ‫وهذه مس���ألة حمددة‪ ،‬هناك من التشريعات‬ ‫القائم���ة م���ا يكف���ي للتص���دي هل���ا‪ ،‬وكل ما‬ ‫حنتاج���ه ه���و األدوات الق���ادرة عل���ى تنفي���ذ‬ ‫القوان�ي�ن وفرضها على اجلميع‪ ...‬أما التفكري‬ ‫يف قانون طوارئ‪ ،‬دون س���ند دس���توري‪ ،‬ووفق‬ ‫ما جاء يف النص املق�ت�رح للقانون فهو منزلق‬ ‫خطري حنو وضع القيود واحلدود على حقوق‬

‫املواطن�ي�ن وحرياته���م وحصانة أش���خاصهم‬ ‫وممتلكاته���م‪ ...‬احل���ل ه���و يف التعجي���ل ببناء‬ ‫املؤسس���تني العس���كرية واألمني���ة‪ ،‬ومنحهما‬ ‫الصالحي���ات الالزم���ة‪ ،‬واإلمكان���ات املادي���ة‬ ‫املنسبة‪ ،‬ووضع خطة زمنية حمددة‪ ،‬إلجناز‬ ‫م���ا عليهم���ا إجن���ازه‪ ،‬ويف مقدمة ذل���ك تأتي‬ ‫مس���ألة إنهاء مظاهر انتش���ار الس�ل�اح وإنهاء‬ ‫ظاه���رة اجلماعات املس���لحة خارجة س���لطة‬ ‫ومؤسسات الدولة‪.‬‬ ‫ويعت�ب�ر احلقوقي عبد الس�ل�ام املس���ماري أن‬ ‫الوض���ع يف ليبيا يف ه���ذه الفرتة ال حيتاج إىل‬ ‫قوانني طوارئ قد تؤس���س حلقبة استبدادية‬ ‫جدي���دة‪ ،‬بل هي حباج���ة أن تعتمد الس���لطة‬ ‫االنتقالي���ة رؤي���ة واضحة وسياس���ة وطنية‬ ‫تركز على اس���تحقاقات املرحلة وال تتهرب‬ ‫منها‪ ،‬فلن يك���ون هناك حاجة لقانون طوارئ‬ ‫إذا ش���عر املواطن أن ثورته تس�ي�ر يف مس���ارها‬ ‫الصحي���ح‪ ،‬ويضي���ف املس���ماري "املؤس���ف أن‬ ‫أداء الس���لطة االنتقالي���ة الس���ابقة جبناحيها‬ ‫اجمللس���ي واحلكوم���ي ألقيا الب�ل�اد يف كثري‬ ‫من املش���اكل اخلطرية‪ ،‬واملؤسف أن السلطة‬ ‫االنتقالية "اجلديدة" تعطي إش���ارات س���لبية‬ ‫تشي بسريها على خطى سابقتها"‪.‬‬ ‫ويوضح املس���ماري الس���ؤال ال���ذي يتبادر إىل‬ ‫الذهن ملاذا أخرجت مس���ودة قان���ون الطوارئ‬ ‫ال�ت�ي أحج���م االنتقال���ي ع���ن إصداره���ا بعد‬ ‫الرفض الشعيب الذي واجهها‪ ،‬ملاذا إعادة طرح‬ ‫هذا القانون س���يء الذكر اآلن بالذات؟! فهل‬ ‫ج���اء ذلك كرد فعل غ�ي�ر صحيح على اهلبة‬ ‫الش���عبية ال�ت�ي ش���هدتها بنغ���ازي يف اعتصام‬ ‫مجع���ة إنقاذ بنغ���ازي اليت رفع فيها الش���عب‬ ‫مطالبه املشروعة بإنهاء فوضى السالح‪ ،‬وهو‬ ‫مطلب يطالب حبل كل التشكيالت املسلحة‪،‬‬ ‫دون اس���تهداف أو استثناء تش���كيل أو كتيبة‬ ‫معين���ة‪ ،‬وب���د ً‬ ‫ال م���ن أن تس���تجيب الس���لطة‬ ‫االنتقالي���ة إىل هذا املطلب الش���عيب‪ ،‬وتتخذه‬ ‫وس���يلة ضغط تس���اعدها على تنفيذ مهمتها‬ ‫األساس���ية اليت انتخبت من أجلها وهي وضع‬ ‫أسس الدولة اجلديدة‪ ،‬جند أن هذه السلطة‬ ‫مل تكتف باملسارعة إىل تفويت هذه الفرصة‬ ‫بإص���دار تصرحيات وبيان���ات صدمت الناس‬ ‫وخيب���ت أماهل���ا خبط���اب إعالمي وسياس���ي‬ ‫عاب���ث جنح حن���و التميي���ز ب�ي�ن الكتائب غري‬ ‫النظامي���ة مثبتاً الش���رعية لبعضه���ا ومزي ً‬ ‫ال‬ ‫للش���رعية عن البعض اآلخ���ر! بل متادت إىل‬ ‫اهلروب بالس���عي إىل إص���دار قانون للطوارئ‬ ‫تستعني به حلرمان الشعب من أجنع وسائل‬ ‫التعبري عن مطالبه املشروعة‪ ،‬وهذا ما يظهر‬ ‫م���ن ن���ص امل���ادة ‪ 3‬يف فقرته���ا الثامن���ة اليت‬ ‫ختول إص���دار أوامر التف���رق ألي جمموعة‬ ‫أشخاص يشكل جتمعهم خطراً حمدقاً على‬ ‫األم���ن العام كما خت���ول القبض على من ال‬ ‫ميتثل لذلك‪.‬‬ ‫ويصف املسماري املؤمتر الوطين العام كمن‬ ‫أراد أن يأخذها م���ن قصريها! ألن النزوع إىل‬ ‫س���ن قوانني الطوارئ ميثل ضرباً من اهلروب‬ ‫من املشاكل خبلق مش���اكل أكثر صعوبة‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫ملف العدد‬ ‫وتعقيداً‪ ،‬إذ يؤدي إصدار قوانني الطوارئ إىل‬ ‫إهدار اهلدف األس���اس لثورة ‪ 17‬فرباير نظراً‬ ‫ألن تطبي���ق ه���ذا القان���ون حيم���ل يف طيات���ه‬ ‫انته���اك حزمة احلقوق األساس���ية لإلنس���ان‬ ‫املدنية والسياس���ية واالجتماعي���ة والثقافية‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬وهذه احلقوق األساس���ية فهي‬ ‫ليس���ت منحة من س���لطة أو من أية جهة‪ ،‬بل‬ ‫هي لصيقة مباهية اإلنس���ان وقد كرس���تها‬ ‫يف اإلعالن���ات واملواثيق الدولية ويف مقدمتها‬ ‫اإلع�ل�ان العامل���ي حلق���وق اإلنس���ان لس���نة‬ ‫‪1958‬م والعه���د الدولي اخل���اص باحلقوق‬ ‫املدنية والسياسية‪ ،‬ولذلك جيب أن تكون هذه‬ ‫احلق���وق مطلق���ة وغري مقيدة أو مش���روطة‬ ‫إال مبقتضي���ات الض���رورة وضم���ن جمتم���ع‬ ‫دميقراط���ي‪ ،‬ويأتي على رأس ه���ذه احلقوق‬ ‫احل���ق يف حرية ال���رأي والتعب�ي�ر الذي ميثل‬ ‫ركي���زة ه���ذه احلقوق ال�ت�ي ال يتعزز املس���ار‬ ‫الدميقراط���ي واالس���تقرار السياس���ي إال بها‪،‬‬ ‫ومن أهم مظاهر هذه احلقوق‪ ،‬حق اإلضراب‬ ‫والتظاه���ر والتجم���ع الس���لمي‪ ،‬باعتباره���ا‬ ‫الوس���يلة ال�ت�ي متك���ن األف���راد م���ن الضغ���ط‬ ‫على الس���لطات التنفيذية م���ن خالل التعبري‬ ‫اجلماع���ي ع���ن مطالبه���م املش���روعة س���واء‬ ‫بعقد املؤمترات والفعاليات العامة واملس�ي�رات‬ ‫واملظاهرات واالعتصامات السلمية‪.‬‬ ‫ويضيف أن أحد أهم أس���باب جن���اح ثورة ‪17‬‬ ‫فرباير هو جلوء املواطنني الليبيني من بدايتها‬ ‫وحتى التحرير إىل اس���تخدام ح���ق التظاهر‬ ‫الس���لمي وإش���هاره يف وج���ه النظ���ام الذي مل‬ ‫حتمه من الس���قوط القوان�ي�ن الصارمة اليت‬ ‫كان ق���د أصدرها ملن���ع هذا احل���ق‪ ،‬ومن هنا‬ ‫حن���ذر املؤمتر الوط�ن�ي العام م���ن اللجوء إىل‬ ‫س���ن هذا النوع من القوانني‪ ،‬واالستعاضة عن‬ ‫ذلك بالعمل ال���دؤوب واجلاد واملمنهج لوضع‬ ‫أس���س الدول���ة من خ�ل�ال دع���م مؤسس���اتها‬ ‫الس���يادية وعل���ى رأس���ها اجليش والش���رطة‪،‬‬ ‫وع���دم الص���دور يف السياس���ة املوروث���ة ع���ن‬ ‫اجمللس االنتقالي من تهميش هلذه املؤسسات‬ ‫ملصلح���ة التش���كيالت غ�ي�ر النظامي���ة ال�ت�ي‬ ‫يفاقم اس���تمرارها فوضى السالح ويهدد أمن‬ ‫واستقرار ليبيا‪.‬‬

‫سلطة أم قانون طوارئ‬

‫ي���رى الناش���ط السياس���ي مج���ال احلاجي انه‬ ‫جيب على املؤمتر الوطين أال يصدر القرارات‬ ‫يف القضايا الس���يادية قبل نفاذ كل الوس���ائل‬ ‫والس���بل األفض���ل واملمكن���ة قب���ل القفز على‬ ‫األس���وأ وحن���ن أم���ام حال���ة خمالفة للس���نن‬ ‫والش���رائع حي���ث مل ينظ���ر يف هذه الوس���ائل‬ ‫والس���بل مع أنها س���هلة وواضح���ة ومعلومة‬ ‫األس���باب ال�ت�ي م���ن ش���أنها معاجل���ة األم���ور‬ ‫دون اخت���اذ ق���رارات ارجتالي���ة ومرفوض���ة‬ ‫ً‬ ‫أص�ل�ا وس���يتم مواجهته���ا بق���وة ألنه���ا متس‬ ‫الكرام���ة اليت من أجلها قامت الثورة‪ ،‬وأضاف‬ ‫احلاجي"التوجه إىل قوانني الطوارئ هو تسرت‬ ‫عن الس���لطات يف املاضي وتربير للعجز املبكر‬ ‫للمؤمت���ر خبطوة غري مدروس���ة وحمس���وب‬ ‫عواقبها وهذا تقليل من ش���أن الش���عب اللييب‬ ‫جملرد حماولة مناقشة أمر كهذا دون النظر‬ ‫يف صحة مناقش���ته أص ً‬ ‫ال فحقيق���ة األمر ما‬ ‫تعيش���ه ليبيا م���ن بداية الثورة (ش���عب أفتقد‬ ‫قي���ادة وطنية ) وثوار حيمون البالد وس���لطة‬ ‫تكذب على الشعب والعامل‪ ..‬من يتابع األخبار‬ ‫العاملي���ة جي���د أن الع���امل يق���ول مليش���يات‬ ‫حتكم ليبيا مبعنى س���لطة حاكمة بشرعية‬

‫‪07‬‬

‫امليليشيات ومل يكذب العامل ألن هذا ما مسعه‬ ‫م���ن مجيع الس���لطات اليت توال���ت على البالد‬ ‫يف غي���اب احلقيق���ة هكذا يصفن���ا العامل فمن‬ ‫يكذب على من‪..‬؟!‬ ‫ويؤك���د احلاج���ي ال���كل جيم���ع عل���ى فش���ل‬ ‫السلطة ( اجمللس االنتقالي واملكتب التنفيذي‬ ‫واحلكوم���ة) يف أه���م ملف وهو املل���ف األمين‬ ‫دون مربر يذكر غري اجلهل والالمس���ؤولية‬ ‫فاأليادي املرتعش���ة ال تصن���ع التاريخ‪ ،‬فلماذا‬ ‫الش���عب م���ن يدفع مث���ن ذلك بالتع���دي على‬ ‫حريت���ه وانته���اك حقوق���ه ما عالق���ة حقوق‬ ‫اإلنسان يف ليبيا عندما منع رئيس املؤمتر من‬ ‫الدخ���ول إىل بين وليد بس�ل�احه وم���ا حاجتنا‬ ‫لقان���ون يقيد حرية الش���عب اللي�ب�ي للدخول‬ ‫إىل براك مث ً‬ ‫ال ما عالق���ة هذا بذاك واألمثلة‬ ‫كثرية…؟!‬

‫مسودة قانون على قياس السلطة‬

‫يق���ول الكات���ب علي مجع���ة املزوغ���ي الكتائب‬ ‫املس���لحة التابع���ة للس���لطات العلي���ا كم���ا‬ ‫وصفها د‪ .‬الكيب وبناء على أجنداتها مارس���ت‬ ‫الش���رعية الثورية على الدولة ومنعت تكوين‬ ‫اجليش واألم���ن الوطنيني متعلل���ة بأنها هي‬ ‫من ق���ام بالث���ورة وهى م���ن هلا حق تأس���يس‬ ‫اجليش واألمن حسب رؤيتها وأيديولوجيتها‬ ‫ومارس���ت االعتقال التعسفي واقتحام املنازل‬ ‫للقبض وأنش���ئت الس���جون ح���دث كل ذلك‬ ‫على مرأى ومس���مع من املواط���ن العادي فلم‬ ‫يع�ت�رف به���ا أنه���ا متث���ل اجله���ات الرمسي���ة‬ ‫م���ن ش���كلها وتصرفاته���ا ال�ت�ي ختال���ف كل‬ ‫معايري اجلي���وش واألجهزة األمنية‪ ،‬ويضيف‬ ‫املزوغ���ي لتدارك األمر ولتكون الكلمة األوىل‬ ‫واألخرية ( للس���لطات العليا ) قامت بتفصيل‬ ‫مس���ودة قانون للطوارئ لتن���ص مادته األوىل‬ ‫بأن���ه جي���وز إع�ل�ان حال���ة الط���وارئ كلم���ا‬ ‫تعرض األم���ن والنظام العام للخطر بس���بب‬ ‫حدوث اضطرابات يف الداخل (يفهم من ذلك‬ ‫حق التظاهر) فت���م ابتكار الفقرة الثامنة من‬ ‫املادة الثالثة بالقانون اليت تنص على‪ :‬إصدار‬ ‫أوامر التفرق ألي جمموعة من األش���خاص‬ ‫يش���كل جتمعه���م خط���ر حمدقا عل���ى األمن‬ ‫العام والقبض على من مل ميتثل منهم لذلك‪،‬‬ ‫(مثال على ذلك مظاهرة إنقاذ بنغازي)‪.‬‬ ‫وبهذه الطريقة مينع الشعب من القدرة على‬ ‫الفع���ل املؤثر فالذي قامت به مجاهري بنغازي‬ ‫ه���و واج���ب الدولة ال���ذي تهربت من���ه طويال‬ ‫لدرج���ة اضط���رت مج���وع الش���عب للتحرك‬ ‫وأخذ املب���ادرة بيدها وعندم���ا جنحت مبادرة‬ ‫الش���عب وخوفا من اقت���داء امل���دن األخرى بها‬ ‫أع���د قان���ون الط���وارئ العتماده م���ن املؤمتر‬ ‫وجاءت كلمة املفتى يف نفس السياق‪.‬‬ ‫أي���ن كان كل ه���ؤالء عندم���ا كانت حقوق‬ ‫الش���عب تنتهك وتنصب ل���ه البوابات الوهمية‬ ‫فتزهق األرواح وتنهب األموال‪.‬‬

‫من ينفذ حالة الطوارئ؟‬

‫تق���ول احلقوقية ع���زة املقهور نص���ت املادة ‪2‬‬ ‫م���ن مش���روع القانون عل���ى أن "ق���رار" إعالن‬ ‫حال���ة الط���وارئ جي���ب أن حي���دد "الس���لطات‬ ‫املختص���ة بإنف���اذه"‪ .‬وموض���وع التنفي���ذ يف‬ ‫الوقت احلالي موضوع ش���ائك ومتش���ابك‪ ،‬وال‬ ‫ميك���ن ترك أمره دون ربط���ه جبهات رمسية‬ ‫يف الدول���ة أو على األقل النص على اس���تبعاد‬ ‫مش���اركة اجملموع���ات املس���لحة بتنفي���ذه‬ ‫حت���ى وإن كان مأذون���ا أو مرخص���ا هل���ا من‬

‫وزارة الدف���اع أو الداخلية‪ .‬ذل���ك أنه وملا كان‬ ‫أم���ر اس���تيعاب ه���ذه الكتائب مل حيس���م بعد‪،‬‬ ‫كم���ا وان انضمامها للجي���ش اللييب ككتل‬ ‫حم���ل انتق���اد‪ ،‬فإنه من امله���م حتديد اجلهات‬ ‫الرمسي���ة املخولة (ش���رطة نظامية أو جيش‬ ‫نظام���ي) أو اس���تبعاد الكتائ���ب املس���لحة م���ن‬ ‫أم���ر تنفيذ حال���ة الطوارئ‪ .‬وتضي���ف املقهور‬ ‫ف���إن التش���ريعات القائم���ة تع���ج بالعقوب���ات‬ ‫واإلجراءات االستثنائية سواء تلك املنصوص‬ ‫عليه���ا يف قانون���ي العقوب���ات واإلج���راءات‬ ‫اجلنائي���ة‪ .‬ولعل اإلج���راءات املنصوص عليها‬ ‫يف قانون حمكمة الش���عب الذي مازال مطبقا‬ ‫وبقوة يدعو للتس���اؤل فيم���ا إذا كانت هناك‬ ‫م���ن حاجة إلص���دار قان���ون بش���أن الطوارئ‪،‬‬ ‫والتش���ريعات القائم���ة تكف���ل حال���ة طوارئ‬ ‫مس���تمرة‪ .‬إضافة إىل القانون رقم ‪ 38‬لس���نة‬ ‫‪ 2012‬بش���أن بع���ض اإلج���راءات اخلاص���ة‬ ‫باملرحلة االنتقالي���ة الصادر يف ‪، 2012 .5 .2‬‬ ‫وهو قان���ون لو مت تبنيه حبالت���ه اليت قدم بها‬ ‫كمش���روع ملا كان هناك من حاجة إلصدار‬ ‫قانون خ���اص بالطوارئ‪ ،‬لكن التش���ويه الذي‬ ‫حلق���ه خاص���ة يف امل���ادة (‪ )4‬وال���ذي أعط���ى‬ ‫حصان���ة لـما اس���تلزمته ثورة الس���ابع عش���ر‬ ‫م���ن فرباير من "تصرفات عس���كرية أو أمنية‬ ‫أو مدني���ة قام بها الثوار به���دف إجناح الثورة‬ ‫أو محايته���ا"‪ ،‬وخل���ق بذل���ك متيي���زا وع���دم‬ ‫مس���اواة ب�ي�ن املواطن�ي�ن ال���ذي ج���اءت الثورة‬ ‫لوض���ع حد هلا‪ ،‬قد حد م���ن فعاليته‪ .‬كما أن‬ ‫بعض نصوصه أخلت مببادئ حقوق اإلنسان‬ ‫وعلى س���بيل املث���ال حرمت امل���ادة ‪ 5‬كل من‬ ‫ص���در له أمر ب���أال وجه أو حك���م بالرباءة من‬ ‫حق���ه "يف الرج���وع مدنيا عل���ى الدولة أو على‬ ‫م���ن ق���ام باعتقاله"‪ .‬وه���ذه نص���وص أضرت‬ ‫باملرحل���ة االنتقالية اليت نعيش���ها أكثر مما‬ ‫نفعته���ا‪ .‬ل���ذا أمل يكن م���ن األج���دى مراجعة‬ ‫ه���ذا القان���ون والع���ودة إىل أصله كمش���روع‬ ‫قانون لكي يس���توعب حالة الطوارئ القائمة‪،‬‬ ‫خاص���ة بالتوس���ع يف امل���ادة ‪ 1‬وع���دم ربطه���ا‬ ‫فقط "باملعتقلني واملتحفظ عليهم من أعوان‬ ‫النظام السابق أثناء العمليات احلربية خالل‬ ‫الثورة أو مبناس���بتها حتى نفاذ ه���ذا القانون"‬ ‫وذلك بالتوس���ع يف األش���خاص املش���تملني يف‬ ‫ه���ذا القانون وع���دم حتديده���ا بتاري���خ نفاذ‬

‫القانون‪.‬‬ ‫وتوضح املقهور طاملا أن هناك قوانني تتصف‬ ‫باالس���تثنائية ما تزال سارية فإنها من وجهة‬ ‫نظ���ري كافي���ة ملواجه���ة حال���ة أو ح���االت‬ ‫الطوارئ اليت تنش���أ خالل الف�ت�رة االنتقالية‬ ‫مبا يف ذل���ك نصوص قانون حمكمة الش���عب‬ ‫رق���م ‪ 5‬لس���نة وتعديالت���ه وقان���ون رق���م ‪38‬‬ ‫لسنة ‪ 2012‬بشأن بعض اإلجراءات اخلاصة‬ ‫باملرحلة االنتقالية‪.‬‬

‫أمحد لنقي عضو‬ ‫املؤمتر الوطين ‪ :‬لســنا‬ ‫فى حاجة ‪ ..‬لقانون‬ ‫الطوارئ‪!!!.....‬‬

‫حس���ن الفه���م مي���زة ونعم���ة م���ن اهلل وم���ن‬ ‫غري قس���م أقول أننا لس���نا فى حاج���ة لقانون‬ ‫الط���وارئ ملاذا ‪..‬؟؟ ألن قان���ون الطوارئ هو يف‬ ‫األصل تعطي���ل للقانون العادي الذي يضمن‬ ‫ويص���ون احلريات العامة وذلك لفرتة معينة‬ ‫وظ���رف مع�ي�ن ‪ ،‬وحنن اآلن نش���اهد تعطي ً‬ ‫ال‬ ‫كام ً‬ ‫ال للقوانني العادية اليت تضمن وتصون‬ ‫احلري���ات العام���ة وذلك من قب���ل اجلماعات‬ ‫املس���لحة فنحن نعيش يف حال���ة طوارئ غري‬ ‫معلن���ة ول���ذا أك���رر وأق���ول ‪ :‬ال حاج���ة لن���ا‬ ‫إلص���دار قان���ون ط���وارئ يقيد احلري���ات بل‬ ‫احلاج���ة لقوانني ترفع حال���ة الطوارئ اليت‬ ‫نعيش���ها وتص���ون وتضمن حياتن���ا يف العيش‬ ‫بس�ل�ام وأمن وتتعقب اخلارجني عن شرعية‬ ‫ٍ‬ ‫الدولة‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫ملف العدد‬

‫قانون ألزم بيتك ؟؟؟!!!‬ ‫أعل���ن املؤمتر الوط�ن�ي عن ش���روعه يف إعداد‬ ‫وإص���دار قان���ون للط���وارئ ملعاجل���ة ح���االت‬ ‫اس���تثنائية‪ ،‬وق���ال املتح���دث باس���م املؤمت���ر‬ ‫الوط�ن�ي ‪ ،‬الدكت���ور عمر محي���دان أن قانون‬ ‫الط���وارئ ال���ذي أقرت���ه اللجن���ة القانوني���ة‬ ‫للمؤمت���ر الوط�ن�ي س���يمكن م���ن «إطالق يد‬ ‫السلطة التنفيذية للس���يطرة على االنفالت‬ ‫األم�ن�ي‪ ،‬وتوف�ي�ر اجل���و واملن���اخ ملعاجل���ة هذا‬ ‫االنف�ل�ات»‪ .‬وأضاف محي���دان أن «تطبيق هذا‬ ‫القان���ون س���يكون مبوجب ق���رار م���ن املؤمتر‬ ‫الوطين على كل حالة معينة يف أي منطقة‬ ‫ووفق درج���ة الوضع األمين فيه���ا»‪ .‬وتابع أن‬ ‫قرار حل الكتائب وامليليش���يات املس���لحة غري‬ ‫املنضوية حتت ش���رعية الدولة يس���ري على‬ ‫«مجي���ع هذه الكتائب»‪ ،‬مش���ددا عل���ى أن دمج‬ ‫هذه امليليش���يات يف اجليش «س���يتم بعد حلها‬ ‫وضمها كأفراد وليس ككتائب»‪.‬‬ ‫وجاءت مس���ودة القانون ال�ت�ي حصلت عليها‬ ‫ميادي���ن يف مخ���س م���واد حت���دد صالحيات‬ ‫القانون املتوقع التصوي���ت عليه خالل األيام‬ ‫القليلة املقبلة‪.‬‬ ‫وحبس���ب املسودة املس���ربة جيوز إعالن حالة‬ ‫الطوارئ بقرار من املؤمت���ر الوطين بناء على‬ ‫اق�ت�راح من رئيس���ه حمم���د يوس���ف املقريف‬ ‫أو جمل���س ال���وزراء كلما تع���رض األمن أو‬ ‫النظام العام يف أرض الدولة الليبية للخطر‪،‬‬ ‫س���واء بس���بب وقوع حرب أو قي���ام حالة تهدد‬ ‫بوقوعه���ا‪ ،‬أو ح���دوث اضطراب���ات بالداخل أو‬ ‫كوارث عامة أو انتشار وباء‪.‬‬ ‫وح���ددت امل���ادة الثاني���ة أس���باب ق���رار إعالن‬ ‫الط���وارئ ومدته ونط���اق تطبيق���ه والتدابري‬ ‫والسلطات املختصة به‪.‬‬ ‫وال تكون اإلج���راءات أو التدابري املتخذة وف ًقا‬ ‫ألح���كام القان���ون صحيح���ة إال إذا كان���ت‬ ‫الزمة ملواجهة السبب احملدد يف القرار‪.‬‬ ‫وللمؤمت���ر الوط�ن�ي‪ ،‬وف���ق املس���ودة‪ ،‬اخت���اذ‬ ‫تداب�ي�ر مجع ومص���ادرة األس���لحة والذخائر‬ ‫واملفرقعات يف أي يد كانت‪ ،‬وحتديد مواعيد‬ ‫فت���ح احمل���ال العمومية وإغالقه���ا‪ ،‬إىل جانب‬ ‫حظ���ر التج���ول يف مواعيد وأماك���ن معينة‬ ‫أو منع امل���رور منها أو إخالء بعض املناطق أو‬ ‫عزهلا‪.‬‬ ‫كما له حق حتديد حم���ال إقامة من يتبينّ‬ ‫خطره���م على األم���ن العام أو من���ع إقامتهم‬ ‫وترددهم مبناطق معينة ملدة أقصاها ش���هر‪،‬‬ ‫باإلضاف���ة إىل حق���ه يف القبض على املش���تبه‬ ‫فيه���م أو م���ن هل���م س���وابق إجرامي���ة أو م���ن‬ ‫يش���كلون خط ًرا عل���ى األماك���ن واعتقاهلم‪،‬‬ ‫وتفتيش األش���خاص واألماكن واملس���اكن‬ ‫ووسائل النقل‪.‬‬ ‫وحبس���ب املس���ودة فإن للمؤمت���ر تقرير إبعاد‬ ‫األجانب الذين يش���كل وجوده���م خط ًرا على‬ ‫األم���ن والس�ل�امة العام���ة‪ ،‬وإص���دار أوام���ر‬ ‫التفرق ألفراد يشكل جتمعهم خط ًرا حمد ًقا‬ ‫عل���ى األمن العام والقبض على من مل ميتثل‬ ‫منهم لذلك‪.‬‬ ‫وتش�ي�ر املس���ودة إىل إمكانية فرض احلراسة‬ ‫عل���ى األموال ووض���ع قيود عل���ى التحويالت‬ ‫املالي���ة يف الداخ���ل أو اخلارج وحظر اس���ترياد‬ ‫سلع معينة‪.‬‬ ‫وللمؤمت���ر تقري���ر األم���ر مبراقبة الرس���ائل‬

‫ميادين ‪:‬خاص ‪ :‬احلسني املسوري‬ ‫أيا كان نوعها ووس���ائل االتصاالت ووس���ائل‬ ‫اإلعالن املختلفة وإيقافه���ا‪ ،‬وإعالن منطقة‬ ‫معينة عسكرية وتعيني حاكم عسكري هلا‪.‬‬ ‫وج���اء يف امل���ادة الرابع���ة أن حال���ة الط���وارئ‬ ‫تنته���ي بانته���اء أو زوال س���ببها‪ ،‬وتنته���ي يف‬ ‫مجيع األحوال بانتهاء املرحلة االنتقالية‪.‬‬ ‫وتوعد مش���روع القان���ون باحلبس ملدة ال تقل‬ ‫عن س���تة أش���هر وبغرامة ال تتج���اوز (ثالثة‬ ‫آالف دين���ار لي�ب�ي) كل من خيال���ف أيًا من‬ ‫التداب�ي�ر أو اإلج���راءات أو األوامر اليت تصدر‬ ‫طب ًقا للقانون‪.‬‬ ‫وق���د أصدر املرص���د اللييب حلقوق اإلنس���ان‬

‫بيانا جاء فيه ‪:‬‬ ‫إن املرص���د اللي�ب�ي حلق���وق اإلنس���ان‪ ،‬اطل���ع‬ ‫عل���ى مق�ت�رح قان���ون الط���وارئ الص���ادر عن‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي ‪،‬واملك���ون م���ن مخ���س مواد‬ ‫متثل يف جمملها اعتداء صارخاً على احلقوق‬ ‫واحلريات ويعيدنا لعصر الدولة البوليسية‪.‬‬ ‫أن���ه به���ذا القان���ون يواص���ل املؤمت���ر الوطين‬ ‫م���ا ابت���دأه اجملل���س االنتقال���ي م���ن قوان�ي�ن‬ ‫اس���تثنائية متثل���ت يف قان���ون ‪ 37‬و‪ 38‬لع���ام‬ ‫‪ ،2012‬و إن امل���ادة الثالث���ة من القرار متثل‬ ‫انته���اكاً واضح���اً للحري���ات العام���ة وتعديا‬ ‫عل���ى س���لطة النياب���ة العام���ة‪ ،‬موضح���ا أن���ه‬ ‫مبوجب هذه املادة عمليات القبض والتفتيش‬ ‫واالعتق���ال ومراقب���ة االتصاالت والرس���ائل‬ ‫وتفري���ق املظاه���رات‪ ،‬كلها س���تتم بعيداً عن‬ ‫النياب���ة العام���ة‪ ،‬وق���د يظل ه���ؤالء املوقوفون‬ ‫لش���هور قي���د االعتقال‪ ،‬ومن يع���ارض أياً من‬ ‫التدابري يعاقب باحلبس مدة ال تقل عن ستة‬ ‫أشهر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مسلطا‬ ‫أن هذا القانون س���يصبح قيدًا وسي ًفا‬ ‫عل���ى كل صاح���ب رأى أو فك���ر أو مع���ارض‬ ‫للسياس���ات وأعم���ال الس���لطة التنفيذي���ة أو‬ ‫متظاه���ر ض���د ما س���ينتج ع���ن القان���ون من‬ ‫ٍ‬ ‫إج���راءات‪ ،‬وستش���هد بس���ببه أوض���اع حق���وق‬ ‫اإلنس���ان يف ليبيا انتكاسة كربى‪ ،‬وليس أدل‬ ‫على ذل���ك مما حدث بش���أن مب���ادرة منظمة‬ ‫العفو الدولية املعروضة على املؤمتر الوطين‪.‬‬

‫أن القان���ون اجلدي���د ستش���هد بس���ببه أوضاع‬ ‫حق���وق اإلنس���ان يف ليبيا انتكاس���ة‪ ،‬الفتا إىل‬ ‫أن منظم���ة العف���و الدولي���ة تقدم���ت بإعالن‬ ‫حول حقوق اإلنس���ان وضعته بني يدي جلنة‬ ‫حقوق اإلنس���ان املُنش���أة حديث���اً حتت مظلة‬ ‫املؤمتر الوطين العام‪.‬‬ ‫كن���ا نتوقع أن يص���در املؤمت���ر قانوناً جيرم‬ ‫التعذي���ب يف الس���جون واملعتق�ل�ات‪ ،‬ويض���ع‬ ‫ضواب���ط لعملي���ات القب���ض والتوقيف خارج‬ ‫نط���اق القان���ون‪ ،‬وأن يوف���ر آلي���ات للقب���ض‬ ‫عل���ى وحماكم���ة منتهك���ي حقوق اإلنس���ان‬ ‫والقائمني بالتعذيب بعد ثورة ‪ 17‬فرباير"‪.‬‬ ‫وطالب املرصد اللييب حلقوق اإلنسان مجيع‬ ‫منظم���ات اجملتمع املدني والنش���طاء للوقوف‬ ‫بق���وة يف وجه ه���ذا املق�ت�رح واحليلول���ة دون‬ ‫إقراره‪.‬‬ ‫ميادي���ن أج���رت اس���تطالع ألراء املواطن�ي�ن‬ ‫وردود أفعاهلم حول مشروع القانون فنقلتها‬ ‫وكانت على النحو التالي ‪:‬‬ ‫أمينة طاهر ‪:‬ال ‪..‬ال‪..‬ال لقانون طوارئ ‪...‬ونعم‬ ‫و بق���وة جلي���ش وطين قوي و ش���رطة ينظم‬ ‫إليه���م الث���وار احلقيقي���ون بش���كل ف���ردي و‬ ‫كل من ينتخبه الش���عب ميارس صالحياته‬ ‫يف جم���ال عمله ب���دون تردد و بق���وة ‪...‬اعلموا‬ ‫إننا ش���عب مدرك مل���ا جي���ري و مرتبص بكل‬ ‫من تسول له نفسه املس���اس بثورة ‪17‬فرباير‬ ‫اجمليدة و حياول س���رقتها حتت أي مسمى‪...‬‬ ‫عاش���ت ليبيا حرة أبية ‪...‬لن نع���ود للقيود قد‬ ‫حتررنا و حررنا الوطن‪.‬‬ ‫علي الغرياني ‪ :‬أص�ل�ا قانون طوارئ يف دولة‬ ‫ليس هلا دستور وال مؤسسات أمنيه عسكريه‬ ‫تنف���ذ ه���ذا القانون ه���و اهل���روب إىل اخللف‬ ‫يان���اس قان���ون الط���وارئ بتنف���ذه كتاي���ب‬ ‫ومليش���يات مؤدجل���ه وميك���ن تس���تغل ه���ذا‬ ‫يف تصفي���ة خصومه���م الاننا نعل���م أن كثري‬ ‫م���ن الكتايب املؤدجل���ة عندها أف���كار أو أفراد‬ ‫اليؤمن���ون بالدميقراطي���ة وان اقروه���ا لكن‬ ‫بداخله���م رافضينه���ا بعدي���ن اح�ن�ي من غري‬ ‫قانون طوارئ ش���باب وضب���اط ليبيا األحرار‬ ‫قريب يتموا مابالك ل���و طبق قانون الطوارئ‬ ‫أجنحة عس���كريه الاح���زاب متول من اخلارج‬ ‫يان���اس ه���ذه سياس���ة وجي���ب أن النتعاطف‬ ‫الن الوض���ع ليس مهيأ لقانون الطوارئ حنن‬ ‫نس���عى إلنش���اء دوله باهلل قانون ط���وارئ قبل‬ ‫دوله كيف جت ‪.‬‬ ‫منى الش���ريف ‪ :‬عن نفس���ي الب�ل�اد يف الوقت‬ ‫الراهن حتت���اج إىل قانون الطوارئ ‪ ..‬فانا أرى‬ ‫اس���تهتار مجاهريي بأمور عدة ابسطها سفك‬ ‫الدم���اء وإزه���اق األرواح واخلطف والفوضى‬ ‫العارم���ة اليت جتتاح الب�ل�اد ‪ ..‬قانون الطوارئ‬ ‫ال يكم���م األفواه ولن يكس���ر األق�ل�ام ‪ ..‬هناك‬ ‫أم���ور من���وط ب���ه املؤمت���ر ليس���تخدمها إذا‬ ‫احتدت أمور الدولة وألت إىل أن تنجرف إىل‬ ‫منحدر يودي بنا إىل اهلاوية ‪ ..‬البد من قانون‬ ‫الطوارئ وان مل يسن الدستور‪.‬‬ ‫حممد عم���ار ‪ :‬معاجلة أوضاع البالد األمنية‬ ‫ليس���ت حباج���ة لقانون ط���وارئ ‪ ،‬فتحت هذا‬ ‫القانون س���تتم مصادرة احلري���ات يف التعبري‬ ‫والنق���د واحلق يف التظاه���ر واالعتصام ‪ ،‬وقد‬ ‫يس���تخدم لتنفي���ذ أجندات خصوص���ا يف هذا‬ ‫املرحلة اليت مل تقم فيها الدولة وال زال الشد‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫ملف العدد‬ ‫واجل���ذب بني التيارات املختلفة على أش���ده ‪ ،‬كما أن البالد‬ ‫يف مرحلة انتقالية ومقبلة على دس���تور وانتخابات برملانية‬ ‫ورئاسية ‪ ..‬وبالتالي فإنين أراه قانون حق يراد به باطل ‪.‬‬ ‫حممود عطية ‪ :‬متخض اجلمل ‪ ...‬فولد فأر لن نعود للقيود‬ ‫قد حتررنا وحررنا الوطن ( أطالب وبش���دة بكش���ف وفضح‬ ‫والتحقيق مع م���ن طرح هذا املوضوع باملؤمتر الوطين العام‬ ‫ومع من يسعي من وراء هذه السخافة إىل مصادرة احلرية‬ ‫اليت حققها الليبيني ودفع مثنها غالياً ‪.‬‬ ‫س���اجدة امحد ‪ :‬احلرية املطلقة مفس���دة مطلقة ‪..‬املفس���دة‬ ‫مفس���دتني يف بيئة التعي قيمة احلريات‪ ..‬ليس بالضرورة‬ ‫تكون القيود بسن قانون للطوارئ ‪ ..‬ألنه سيحوي استثناءات‬ ‫وسيقفز فوق القانون العادي ‪ ..‬وتعظم يف وجوده احملظورات‬ ‫‪..‬هل إىل هذه الدرجة قادتنا عاجزين‪.‬‬ ‫عبد الكريم الرقيعي ‪ :‬من السهل جدا إجياد قانون الطوارئ‬ ‫جب���رة قلم نكبل ونض���ع يف أقفاص مثل احلم���ام‪ ..‬لكن من‬ ‫الصعب جدا ج���دا التخلص من ذلك‪..‬الش���عب املصري قاتل‬ ‫لعق���ود طويلة من أج���ل التخلص من قان���ون الطوارئ ومل‬ ‫يفل���ح حت���ى س���قوط مبارك‪..‬فش���لت النخبة م���ن مفكرين‬ ‫وق���ادة فكر يف ذل���ك ‪..‬انتبهوا ملنزلق خط�ي�ر لغاية حياك لذا‬ ‫وجب التصدي له‪.‬‬ ‫فيص���ل عبد العزيز ‪ :‬من خالل التش���خيص املبدئي يبدو أن‬ ‫احلكوم���ة االنتقالية القادمة س���تولد ميت���ة‪(( ....‬وذلك بداء‬ ‫يسمى قانون الطوارئ))‬ ‫الناجي ش���عبان ‪ :‬أنا مع كل شي يفيد النخبة السياسية يف‬ ‫ردع احلركات واحلركات املضادة ماال ختالف الش���رع أما‬ ‫من يبحث عن التح���رر والتحرر املطلق فليبحث عن أرض‬ ‫كذا وك���ذا نريد قوانني صارمة وآلي���ة تطبيق تردع كل‬ ‫خمالف‪.‬‬ ‫اهل���ادي احلام���ي ‪ :‬إذا اعتمد ه���ذا القانون فمعن���اه عدنا إىل‬ ‫نقط���ة " الصف���ر " قب���ل قي���ام ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر ‪ ،‬وضاع دم‬ ‫الش���هداء هب���اء منثورا ‪ ..‬حنن نريد حري���ة كاملة يف حدود‬ ‫القان���ون والدس���تور والعم���ل الوط�ن�ي ال قي���ود عل���ى كل‬ ‫احلريات ‪.‬‬ ‫أس���امة امح���د ‪:‬قان���ون الط���وارئ‪ ،‬حب���س‪ ،‬ومن���ع ورف���ض‪،‬‬ ‫وانتهاكات‪،‬وجت���اوزات‪ ،‬حبج���ة هالقان���ون‪ ،‬ول���و كان ييب‬ ‫ينفع رآه نفع مصر وتونس‪.‬‬ ‫كرمية حممد ‪:‬طبعا أكيد هذا لي كانوا جيروا يف جرته‬ ‫ب���اش يضمنوا حقه���م‪ .‬ه���ذا القانون يف صاحله���م ومش يف‬ ‫صاحل الشعب اللييب ‪.‬‬ ‫ولي���د الغابرى ‪ :‬قانون الط���وارئ الينفع إال من كان له قوة‬ ‫تنفيذية وه���ذا يعين دكتاتورية ولكن رمب���ا حنتاجه اآلن‬ ‫لتصحيح مسار البالد‪.‬‬ ‫انتصار حممد ‪:‬أن���ا ضد هذا القانون وبقوة‪..‬قانون الطوارئ‬ ‫هو التفاف على الثورة من يقول نعم تعود على االستعباد‪..‬‬ ‫جمدي امحد ‪ :‬ليس جبديد صرح رئيس األركان املنقوش‬ ‫بذل���ك منذ ف�ت�رة واعت�ب�ره رأى س���ديد جينبن���ا العديد من‬ ‫املشاكل لو وجد تعاون من املواطن ‪.‬‬ ‫بش�ي�ر فرج‪ :‬ما فيش ثقة يف اجليش اللييب وال يف احلكومة‬ ‫وعندهم حق ياجيش ويا حكومة كونوا كفؤ وتشوفوا ردة‬ ‫فعل الشعب وكيف يوقوف معاكم ‪.‬‬ ‫امحد ش���اهني ‪:‬ياودي ش���دوا اجملرمني واملتطوعني و ش���دو‬ ‫املخانب وملوا السالح بعدين أصال السالح الناس إلي كانت‬ ‫يف اجلبهة توا أجتي تسلمه بروحها متستناش إلي يتجاروا‬ ‫عاملناصب وربي يأخذ احلق‪.‬‬ ‫س���فيان س���يفاو ‪ :‬ومن يطبقه‪ ...‬هل الكتايب املنتشرة وكل‬ ‫ي���وم أتف���رخ وال اجليش والش���رطة ‪ ....‬ما هو دي���روا زي ما‬ ‫يقوللكم لشارع وبعدين يطبق كل شيء ‪.‬‬ ‫رم���زي عجاج ‪ :‬جي���ب جتميع الس�ل�اح أوال وتفعيل القضاء‬ ‫وقان���ون ط���وارئ مؤقت جلمع س�ل�اح فقط وه���و يف صاحل‬ ‫الشعب وليس لصاحل ا لفرد املهم تقف وتستقر البالد ‪.‬‬ ‫إس�ل�ام الطبول���ي ‪:‬هل يعنى قان���ون الطوارئ فش���ل حكومة‬ ‫مل تب���دءا بع���د وكيف يطبق قان���ون للط���وارئ قبل صدور‬ ‫الدستور؟ ‪.‬‬

‫‪09‬‬

‫حمي الدين الكريكشي يف حماضرة عن‬ ‫جتربته يف التاريخ اللييب‬ ‫تتزاح���م انش���طة مركز البح���وث والدراس���ات التارخيية (مركز‬ ‫اجلهاد اللييب) بعد ثورة ‪ 17‬فرباير فقد حتدد أن يكون يوم (األربعاء)‬ ‫من كل أسبوع تكون فيه نشاطات املركز صباحية ومسائية كما‬ ‫اتاح املكان لكثري من املؤسسات واالحزاب والتنظيمات املدنية لتدير‬ ‫انش���طتها من خالله ‪ ،‬مدير املركز د‪.‬حممد الطاهر اجلراري أشار‬ ‫اىل حماولته الس���ابقة والالحق���ة يف أن ينحازباملكان للصاحل العام‬ ‫‪،‬وأن حياول التوفيق بني االرادات املختلفة ‪،‬واكد قائال ‪ :‬كنا دائما‬ ‫ننحاز للصاحل العام ‪ ،‬واستطعنا ان جنتاز املرحلة بكثري الفالح بعون‬ ‫اهلل تع���اىل هناك نواقص يف توثيق تاريخ املرحل���ة امللكية وقد بدأنا‬ ‫يف اس���تقصاء املرحلة وبكثري من االستعجال حتى ال يطويها الزمن‬ ‫كما طوى غريه���ا ‪،‬وبهذا اجلهد نعترب االصبوحات هدفها التوعية‬ ‫وحفظ الذاكرة وحماولة تكوين إطار وتراث معريف هلذا اجملتمع‬ ‫ال�ت�ي خنصصه���ا من���ذ ‪ 17‬فرباير هل���ذه الس���نة ‪ ، 2012‬خنصصها‬ ‫للمجتم���ع للسياس���ة والتوثيق وضمن هذا االط���ار توثيق املرحلة‬ ‫امللكية وضمن هذا اجلهد ولالمانة وإحقاقا للحق فمنذ عام ‪2009‬‬ ‫كون���ا جلنة يرأس���ها ‪ :‬د‪.‬صالح الدي���ن الس���وري يف طرابلس ‪ ،‬ويف‬ ‫بنغ���ازي د‪.‬منصور حممد الكيخيا ‪،‬الي���وم أصبوحة (االربعاء ‪19-9‬‬ ‫) ويف االطار التوثيقي التجميعي الروائي الشفاهي للمرحلة نقدم‬ ‫السيد احلفيد ضيفنا ‪ :‬حمي الدين الكريكشي من اسرة الكريكشي‬ ‫وهي من االسر اليت ساهمت يف العمل السياسي واملدني يف جمتمع‬ ‫طرابلس ‪،‬وهو مرتجم وناش���ط سياسي ش���ارك يف انتفاضة يناير‪-‬‬ ‫وابريل ‪ ، 1976،‬وقد مت فصله من الدراس���ة رفقة طالب وطالبات‬ ‫كليات اخرى انتفضوا ضد عسكرة اجلامعة والتدخل يف انتخابات‬ ‫احت���اد الطالب ‪،‬هو رج���ل اعمال أيضا وحقق وع���د ُه مؤخرا بالعودة‬ ‫اىل مقاع���د الدراس���ة – كلي���ة االداب ‪ -‬باجلامع���ة بطرابلس بعد‬ ‫تغيب قسري ظامل استمر ‪36‬عاما ‪ ،‬نتمنى له التوفيق والنجاح ‪.‬‬

‫ميادين ‪ -‬طرابلس‪-‬‬ ‫فاطمة غندور‪.‬‬

‫املناض���ل حم���ي الدين الكريكش���ي يعود الس���تكمال دراس���ته‬ ‫اجلامعي���ة بعد تغيب قس���ري ‪،‬ملدة ( ‪) 36‬عاماً ملش���اركته يف‬ ‫أحداث اجلامعة ‪1976‬م بطرابلس ‪.‬‬

‫‪ 21‬نوفمرب ‪ - 1951‬االحتفال بالذكرى االوىل بقرار االمم املتحدة الستقالل ليبيا‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫تن���اول الس���يد حم���ي الدي���ن الكريكش���ي يف‬ ‫حماضرت���ه احلقب���ة الزمنية م���ن ‪ 1943‬وحتى‬ ‫‪ 1969‬مفس���را حس���ب معلومات وصور ووثائق‬ ‫تع���رض هل���ا ونقلها ع���ن والده ال���ذي رافق اجلد‬ ‫وه���و من أبرز اعيان طرابلس لكثري من األحداث‬ ‫ال�ت�ي مت تغييبه���ا أو حتميله���ا تفاس�ي�ر ملفقة ال‬ ‫صلة هلا حبقيقة ظروف املرحلة ‪.‬‬ ‫الش���عب اللي�ب�ي ف���رح برحي���ل االيطالي�ي�ن بع���د‬ ‫انهزامه���م يف احلرب‪ ،‬لكنه أيضا اس���تقبل االدارة‬ ‫العس���كرية الربيطانية يف طرابل���س مبظاهرات‬ ‫طالب���ت بإقام���ة جمل���س حمل���ي أو جمل���س‬ ‫استش���اري ليقوم مبهمة توصيل طلبات الش���عب‬ ‫ويراع���ي حقوقه أم���ام اإلدارة الربيطانية ‪ ،‬فقام‬ ‫باختيار جمموعة من األعيان ( يش�ي�ر اىل صورة‬ ‫تع���رض عل���ى احلض���ور ‪ :‬جمموعة م���ن االدارة‬ ‫الربيطاني���ة ويظهر منهم منري برش���ان ‪ ،‬حممد‬ ‫الكريكش���ي )‪،‬اس���تمر اجمللس البلدي طوال فرتة‬ ‫االربعيني���ات ‪،‬وكان خط���وة اوىل جملتمع مدني‬ ‫وجمتم���ع سياس���ي ‪ 1944 ،‬يف طرابل���س أيض���ا‬

‫املعن���ى االنفصالي ‪ 1944 29-7- ،‬تأس���س نادي‬ ‫وعهدت رئاس���ته ( مع حفظ األلقاب)‬ ‫االحتاد ُ‬ ‫اىل حمم���ود اخلوجه تنازل عنه���ا حملمد الكريو ‪،‬‬ ‫أثن���اء املباريات ف���از الوحدة على فريق االس���رى‬ ‫االمل���ان ‪،‬وفري���ق االيطالي�ي�ن واالجنلي���ز الذي���ن‬ ‫كان���وا موجودين ‪ ،‬من اهم االمس���اء اليت انتجها‬ ‫الن���ادي حتص���ل مس���عود الزنتوت���ي حتصل على‬ ‫الوس���ام العالي يف الوطن العرب���ي وأفريقيا ‪،‬وهو‬ ‫رائد احلرك���ة االولمُ بي���ة الليبية‪ ،‬ن���ادي االحتاد‬ ‫أحتض���ن احلركة الوطني���ة ف�ت�رة االربعينيات‬ ‫‪،‬حيث تاسس���ت (هيئة حترير ليبيا ) اليت عقدت‬ ‫أول اجتماعاتها بنادي االحتاد ‪ ،‬وتاسست برئاسة‬ ‫بش�ي�ر بي السعداوي ‪،‬وأمحد الس���وحيلي ‪،‬شقيق‬ ‫اجملاهدي���ن املعروف�ي�ن ‪ ،‬م���اذا فعل ن���ادي االحتاد‬ ‫؟ ت���رك مكان���ه هليئة حترير ليبيا ملدة س���بعة او‬ ‫مثاني���ة أش���هر ‪،‬وانتقل اىل ش���ارع عم���ر املختار(‬ ‫ش���ارع بنغ���ازي ) أم���ام مكت���ب الضرائ���ب ‪ ،‬حيث‬ ‫اُس���تعمل الن���ادي للحرك���ة الوطني���ة ‪1944 ،‬‬ ‫تأس���س احلزب الوطين وكان س���ريا عن طريق‬ ‫الفقي���ه حس���ن ‪ ،‬ويف ‪ 1946‬مت االع�ت�راف به ثم‬ ‫تواله السيد مصطفى ميزران ‪ ،‬اىل ان مت االحتاد‬

‫السيد حمي الدين الكريكشي وكاترين أشتون‬ ‫مت تكوي���ن النادي االدبي الذي انش���ق عن احلزب‬ ‫الوط�ن�ي ال���ذي أسس���ه عل���ي الفقيه حس���ن وقام‬ ‫بأعم���ال جليل���ة منه���ا ‪ :‬نش���ر العل���م واملعرفة يف‬ ‫صور خمتلفة منها تعليم اللغة العربية ‪،‬واللغة‬

‫‪1946‬مع حزب املؤمتر الوطين العام الطرابلسي‬ ‫‪،‬واجلبه���ة الوطني���ة املُتح���دة وكون���ا ح���زب‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي ان���ذاك ‪ ،‬ويف ‪1946‬وتأسس���ت‬

‫حبي���ب وه���و يه���ودي ميث���ل اجلالي���ة اليهودية ‪،‬‬ ‫أص���در مذك���رة طالب فيه���ا بوح���دة ليبيا وان‬ ‫تك���ون ليبيا حت���ت امارة تاج املل���ك ادريس وكان‬ ‫االنضمام للجامعة العربية مطلب كل األحزاب‬ ‫يف طرابل���س ‪،‬يف فرباي���ر ‪ 1947‬وقع���ت معاهدة‬ ‫بتن���ازل ايطاليا عن مس���تعمراتها االفريقية ومت‬ ‫ذل���ك يف وزارة اخلارجي���ة الفرنس���ية ‪ ،‬اجلبه���ة‬ ‫الوطنية بطرابلس قامت مبفاوضات مع اجلبهة‬ ‫الوطني���ة الربقاوي���ة لكنه���ا فش���لت ‪،‬فاجتم���ع‬ ‫جمموع���ة م���ن الطرابلس���يني يف القاه���رة يف‬ ‫من���زل (جواد بن زكري اللي�ب�ي الذي توىل فيما‬ ‫بعد منصب س���فري الس���عودية يف ب���ون ) وقرروا‬ ‫انش���اء هيئة حترير ليبيا ‪،‬كان���ت تضم ‪ :‬الطاهر‬ ‫املريض ‪،‬وأمحد الس���وحيلي ‪،‬منص���ور بن قدارة ‪،‬‬ ‫وحممود املنتصر‪ ،‬وترأسها بشري السعداوي الذي‬ ‫كان مستش���ارا للملك عبدالعزيز يف السعودية ‪،‬‬ ‫االم�ي�ر ادري���س مل يت���م ابالغه باملوض���وع ‪،‬لذلك‬ ‫مل يواف���ق عل���ى الفك���رة ‪ ،‬ومل تعجب���ه ‪ ،‬وطال���ب‬ ‫بهيئ���ة متثل كل ليبيا ‪ ،‬س���أرجع يف األربعينيات‬ ‫ومازلت أتابع مالمح تأس���يس تنظيم مدني فقد‬ ‫تأسس���ت اجلمعية اخلريية األهلية الطرابلسية‬ ‫ثم اإلس�ل�امية أسسها جدي (وش���هادتي ستكون‬ ‫جمروح���ة لكنها جزء من التاريخ ) احلاج حممد‬ ‫الكريكش���ي وبقيت اىل ‪ 1952‬الطفولة املش���ردة‬ ‫كان���ت منتش���رة كان ج���دي يلتقطه���م م���ن‬ ‫الش���ارع عندما يب���دأ جولته بالعربة ( الكروس���ة‬ ‫) ليتفق���د احوال الن���اس ‪ ،‬فيلتقطه���م ويعهدهم‬ ‫اىل املس���ؤول ع���ن امللجأ اإلس�ل�امي احلاج حممد‬ ‫القريو‪ ،‬ويتم االهتمام بهم بعضهم االن دكاترة‬ ‫وحمام���ون وس���ادة اج�ل�اء‪ ،‬كان���ت املالج���يء يف‬ ‫بوهري���دة وفش���لوم وقرق���ارش واهلان���ي وغريها‬ ‫يف طرابلس‪،‬ه���ذه اجلمعية وقف���ت ونهضت الن‬ ‫الن���اس كان���ت س���خية فقام���ت التربع���ات من‬ ‫كل م���كان لتأم�ي�ن املس���اعدات هل���ؤالء األطفال‬ ‫الفق���راء ‪ ،‬وسأش�ي�ر اىل تفاع���ل ودور الن���اس يف‬ ‫الضغط والتأثري ‪ ،‬فف���ي ‪ 1921‬كان كارلوس‬ ‫س���فورزا ال���ذي رف���ض االنضم���ام اىل احلكوم���ة‬ ‫الفاش���ية حكوم���ة موس���وليين وقته���ا ‪ ،‬وبع���د ان‬ ‫س���لمت ايطاليا وتنازلت عن مس���تعمراتها كان‬ ‫ه���ذا وزير اخلارجي���ة يف العش�ي�رينات كانت له‬ ‫مطام���ع ‪..‬وايطالي���ا ليس هل���ا ح���ق التصويت يف‬ ‫اجلمعي���ة العمومي���ة ‪،‬اخ���ذ طائ���رة وذه���ب اىل‬ ‫ارنس���ت بيف�ي�ن واتف���ق معه عل���ى مش���روع لئيم‬ ‫وهو الوصاية على طرابلس ‪،‬ايطاليا خرجت من‬ ‫الب���اب وتريد الرجوع من الش���باك ‪ ،‬لكن جمتمع‬ ‫طرابلس والناس اسقطت مشروع الوصاية خرج‬ ‫الن���اس يف طرابل���س يف مظاه���رات عارمة (منها‬ ‫يف طرابل���س وه���ذه ص���ورة مل تنش���ر) املواطنون‬ ‫البس���طاء مظاهرة اس���قطت امر الوصاية كانت‬ ‫مصيبة ُ‬ ‫كربى ‪،‬عش���رين الف ش���خص ‪،‬راجلني‬

‫مع رفاقه يف النضـــــــــــــــــــــ‬ ‫والنضال من اجل احلصول على االستقالل‪ ،‬ولنا‬ ‫يف جترب���ة ادريان بيلت يف ليبي���ا خري مثال على‬ ‫النضج السياس���ي حني جاء وزار الواليات الثالث‬ ‫واجتمع مع اعيان واح���زاب وخنب ليبية فاعلة ‪.‬‬ ‫اريد االش���ارة اىل تاريخ ه���ام ‪ 21:‬نوفمرب ‪1949‬‬ ‫ق���رار مهم وذك���راه اعتربت االوىل لالس���تقالل‬ ‫‪،‬ث���م ‪ 17‬نوفم�ب�ر ‪ 1950‬ص���در ق���رار ُمع���زز ان‬ ‫جتتم���ع مجعي���ة وطنية متث���ل س���كان ليبيا يف‬ ‫اق���رب وقت وان تنقل الدولتان القائمتان بأعمال‬ ‫االدارة ‪ :‬فرنس���ا وبريطانيا‪ ،‬السلطات اىل حكومة‬ ‫مؤقت���ة ليبية وس���نذكر مندوب االم���م املتحدة‬ ‫السياس���ي اهلولن���دي املخض���رم ادري���ان بل���ت(‬ ‫‪1893‬ول���د )ال���ذي س���اعد خنب الش���عب اللييب‬ ‫واخلص العطاء يف قضيته لدينا شارع بامسه (هو‬ ‫شارع الش���ط االن ) تكرميا له واعطي شهادات يف‬ ‫حفل خاص ولدينا ش���خصية اخرى قامت بدور‬ ‫كب�ي�ر وهو من���دوب هاييت اميل س���ان ل���و الذي‬ ‫اقنعه بالتصويت الس���تقالل ليبيا املندوب اللييب‬ ‫امح���د العنيزي ‪ ،‬ومن���دوب هاي�ت�ي كان مقتنعا‬ ‫بقضية الش���عب اللي�ب�ي مل خيضع الش�ت�راطات‬ ‫ال���دول االس���تعمارية وصوت عك���س رغبة بالده‬ ‫وطردته وكنا حنتاج صوته ‪،‬فيما بعد اس���تقبله‬ ‫امللك ادريس وخص���ه حبفل تكرميي ثم خصص‬ ‫ل���ه مرت���ب اىل ان ج���اء االنقالب االس���ود واوقف‬ ‫املقبورذل���ك العمل اخلري‪ ،‬وكنت ق���د ذهبت اىل‬ ‫املرافق وطلبت منهم اعادة تسمية الشارع بامسه‬

‫بدء مالمح اجملتمع املدني يف طرابلس ‪ :‬اجمللس احمللي – النادي االدبي‬ ‫– نادي االحتاد‪ -‬اجلمعية اخلريية االهلية الطرابلسية ‪.‬‬ ‫االجنليزية حيث أنشأ مدارس خاصة بها دراسة‬ ‫ليلية من أس���اتذتها علي الفقيه حس���ن ‪ ،‬والشيخ‬ ‫الطاهر باكري ومن طالبها والدي تعلم مباديء‬ ‫االجنليزي���ة فيها ‪،‬ونش���رالعمل اخل�ي�ري ‪ ،‬هو يف‬ ‫احلقيقة تأسس يف العشرينات بعد صلح بين ادم‬ ‫‪،‬لكن السلطات االيطالية أقفلته ‪ ،‬ثم اعيد فتحه‬ ‫يف االربعينات ‪.،1943‬نادي االحتاد هو عبارة عن‬ ‫احتاد ‪ :‬نادي الشباب ونادي النهضة حيث كانت‬ ‫تقام مباريات ودائم���ا كانت الفرق حتصل على‬ ‫اهلزمي���ة وال حتقق الفوز‪ ،‬جاء جمموعة االعيان‬ ‫م���ن بينهم ج���دي وطلب���وا تكوي���ن ن���ادي موحد‬ ‫ق���وي ميث���ل الرياض���ة الطرابلس���ية ‪ ،‬فانضم���وا‬ ‫وأسسوا نادياً واحداً ‪،‬كان يقال مفردات ‪ :‬الشعب‬ ‫الربق���اوي‪ ،‬الش���عب الطرابلس���ي لي���س بقص���د‬

‫اجلبه���ة الوطني���ة الطرابلس���ية ‪،‬وبع���د الفش���ل‬ ‫لل���دول االربع���ة الكربى يف حل القضي���ة الليبية‬ ‫‪،‬وجتمع الطرابلس���يون وأسسوا اجلبهة الوطنية‬ ‫الطرابلس���ية ‪ 1946،‬بع���د فش���ل ال���دول االربعة‬ ‫الك�ب�رى الت���ى ‪ ،‬مل تقدم حل���وال للقضية الليبية‬ ‫‪ ،‬جتمع الطرابلسيون وتأسست اجلبهة الوطنية‬ ‫الطرابلس���ية ‪ ،‬وكم���ا ه���و مع���روف كان القس‬ ‫االيطال���ي ماكنتي�ن�ي طالب بع���ودة االيطاليني‬ ‫فحصل���ت أعم���ال ش���غب يف طرابل���س وقام���ت‬ ‫مظاه���رات وقام���ت اعت���داءات عل���ى االيطالي�ي�ن‬ ‫ان���ذاك ‪،‬احل���زب ترأس���ه س���امل املنتص���ر ‪،‬وكان‬ ‫نائبه امحد عون سوف ‪،‬وقام باعمال السكرتارية‬ ‫الش���يخ عبدالرمح���ن القله���ود ‪ ،‬وكان فيه���ا ‪:‬‬ ‫ابراهي���م بن ش���عبان وحممود املنتصر واس���حاق‬

‫وعل���ى الدراج���ات ‪ ،‬ورفق���ة بع���ض الس���يارات‬ ‫السقاط مشروع الوصاية من ‪ 1949‬اىل ‪1959‬‬ ‫وصاية بريطانية على طرابلس وبرقة ولفرنسا‬ ‫اجلنوب فرنس���ا ‪،‬وصاي���ة على طرابل���س وبرقة‬ ‫ملا جرى التصويت عل طول فش���ل املش���روع نتاج‬ ‫تلك املظاه���رات ‪،‬ونذكر هنا أنه يف بعض الدول‬ ‫العربي���ة كان���ت تكت���ب يف صحافته���ا ان ليبي���ا‬ ‫تقع ش���رق مص���ر ‪،‬وكلها ب���دو صح���راء قاحلة‬ ‫ال يعرف���ون الق���راءة والكتاب���ة بل جل س���كانها ال‬ ‫يتحدثون العربي���ة !‪ ،‬رمبا املتعلمون كانوا بعدد‬ ‫اصاب���ع اليد الواحدة لكن رغ���م ذلك كان الوعي‬ ‫بالوطن‪ ،‬والوالء له ‪ ،‬وجهاد إمتد لثالثني س���نة ‪،‬‬ ‫والعم���ل التطوعي ‪ ،‬وتفاعل الناس مع ما حيصل‬ ‫ووجود املوقف ووجهة النظر من النخبه الوطنية‬

‫تأسيس املؤمتر الوطين يف مسالته ‪-‬‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫ملا قررت االمم املتحدة الجل موضوع االس���تقالل‬ ‫تكوي���ن مجعي���ة وطنية ليبي���ة ممثل���ة لالقاليم‬ ‫الث�ل�اث جاء أدريان بيلت ‪ ،‬وبدأ يفكر يف جتس���يم‬ ‫ذلك القرار يف الواقع ‪:‬‬

‫يوني���و ‪ 1949‬حتصل���ت على االس���تقالل الذاتي‬ ‫كإم���ارة ‪،‬وهل���ا جمل���س ن���واب يرأس���ه الكخييا‬

‫‪،‬وجملس وزراء يرأسه الساقزلي)‪.‬‬

‫‪ 11‬ابري��ل ‪ 1949‬رس��الة موجه��ة اىل‬ ‫جلن��ة الواح��د والعش��رين مل��اذا ؟ جلنة ال‬ ‫األمني العام لالمم املتحدة الش��عب اللييب‬ ‫‪ 12‬؟ جلنة ‪ 18‬؟‬ ‫كان م���ن الض���روري القس���مة عل���ى ثالثة يطالب حبقوقه واستقالله‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــال الطالبي‬ ‫‪،‬لكن احدهم ويبدو انه ال يعرف الش���خصية اليت‬ ‫س���اعدتنا وقامت بدور عظيم ومنحنا االستقالل‬ ‫أثن���اء التصوي���ت ‪،‬فق���ام بط�ل�اء اللوحة واالس���م‬ ‫الخفائه عن االنظار !! ‪.‬‬ ‫لدي وثيقة مهمة جدا س���أقدمها لكم ( انا لس���ت‬ ‫مس���تعمال جيدا الظهار الصور عل���ى الكومبيوتر‬ ‫) وبالنس���بة للح���زب املؤمت���ر الوط�ن�ي حيت���اج‬ ‫س���اعات للتح���دث عن���ه س���نخصصها حملاض���رة‬ ‫قادم���ة سأش�ي�ر هن���ا اىل ‪ 1949‬احل���زب الوطين‬ ‫الذي احتد مع اجلبه���ة الوطنية املتحدة ‪،‬وكونا‬ ‫ح���زب املؤمتر وكان تأسيس���ه يف امس�ل�اته تيمنا‬ ‫باجلمهورية الطرابلس���ية ‪،‬يف الصورة اجلماهري‬ ‫باملئات ‪ :‬حممد الكريكش���ي عالقته مبسالته منذ‬ ‫الثالثيني���ات ‪ ،‬السنوس���ي القاض���ي كب�ي�ر اعيان‬ ‫مس�ل�اته ‪،‬وفؤاد ش���كري وبشري الس���عداوي هيئة‬ ‫حتري���ر ليبي���ا‪ ،‬مل���اذا اختي���ار امس�ل�اته ؟ منطق���ة‬ ‫حمايدة ولعدم وجود قي���ادات كربى فيها ‪،‬وهي‬ ‫مكان اهل العلم واشجار الزيتون وتوافق وارتضى‬ ‫الكل على التواجد بها ‪،‬يف الصورة يظهر كش���افة‬ ‫وباملناس���بة احلرك���ة الكش���فية س���بقت الس���يد‬ ‫خليف���ة الزائ���دي ‪ 1954‬ومل يك���ن ُمؤسس���ا هل���ا‪،‬‬ ‫رمبا ه���و نظمها ووضع قوانينه���ا ولكنها موجودة‬ ‫من���ذ االربعينيات ونوع�ي�ن من الكش���فية كانت‬ ‫موج���ودة كان س���نامو وكان الزقلع���ي يف زنقة‬ ‫ش�ل�اكه‪ ،‬وهناك شخصيات تعرف ذلك ومازالت‬ ‫على قيد احلياة مثل فرنكة ‪.‬‬

‫حممد الكريكشي وبشري السعداوي‬

‫اقالي���م او الواليات ‪،‬عدد س���كان ليبيا تقريبا كان‬ ‫يف س���نة مخسني وواحد ومخسني ‪ :‬مليون وواحد‬ ‫وتس���عني الف ‪ ،‬فزان عدد س���كانها مخسني الف ‪-‬‬ ‫برقة اقل من ثالمثائة الف ‪ -‬وطرابلس مثامنائة‬ ‫الف فقط ‪.‬‬ ‫الس���ؤال‪ :‬كيف يتم تش���كيل اجلس���م اللجنة من‬ ‫‪ 21‬عض���و ؟ مل يوضح الق���رار كيفية عملها او‬ ‫مهامها‬ ‫كان رأي بلي���ت تش���كيل جلن���ة م���ن ‪ 15‬عض���واً‬ ‫‪ ،‬مخس���ة م���ن كل اقلي���م لكن���ه مل يل���ق ترحيبا‬ ‫يف بع���ض املنظم���ات بليبيا وال من جلنة املش���ورة‬ ‫الدولي���ة‪ ،‬اال ان من���دوب الباكس���تان وه���و م���ن‬ ‫(جلنة ليبيا ) تقدم املش���ورة يف موضوع اس���تقالل‬ ‫ليبي���ا ‪،‬ق���دم اقرتاح���اً ب‪ 21 :‬عض���واً ب���أن يت���م‬ ‫اختياره���م ولي���س انتخابهم ‪،‬لكن الس���يد بش�ي�ر‬ ‫الس���عداوي م���ن ح���زب املؤمت���ر الوطين ق���ال ملاذا‬ ‫االختي���ار ولي���س التعيني ؟ واحلقيق���ة كان من‬ ‫حقه���م ان خيت���اروا ‪،‬الن طرابلس حت���ت املعتمد‬ ‫الربيطان���ي وكان���ت لديه الس���لطات وخافوا من‬ ‫التزوير‪ ،‬الش���عب وخنبه اصبح يشعر بان الطريق‬ ‫جت���اه االس���تقالل قد ب���دأ وباعدت عن���ه اهليمنة‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬ش���كلت اللجن���ة يف طرابل���س مت الرتش���يح ع���ن‬ ‫طري���ق االح���زاب اهليئ���ات السياس���ية وكذل���ك‬ ‫يف برق���ة حص���ل نفس الش���يء ‪،‬الش���يخ املفيت ابو‬ ‫االس���عاد مف�ت�ي طرابلس م���ن ‪ 1921‬ترأس هذه‬ ‫اجملموع���ة ‪،‬واب���و الربيع البارون���ي قاضي القضاة‬ ‫وش���خصيات عظيمة اخرى‪ ،‬هنا صورة نادرة ‪23‬‬ ‫ديس���مرب‪ 1950‬مظاهرة ديس���مرب من طرابلس‬ ‫مكتوب ‪ :‬فلتس���قط الفيدرالية ‪،‬االستقالل التام ‪،‬‬ ‫ملاذا اس���قطت الفيدرالية يف‪ 26‬ابريل ‪ 1963‬عيد‬ ‫الوح���دة الذي مل حنتفل به ‪،‬م���ر ‪ 21‬نوفمرب ومل‬ ‫حنتف ‪ ،‬سيأتي ‪ 7‬اكتوبر وله ذكرى ايضا ‪ ،‬أهل‬ ‫طرابل���س طالبوا بالوح���دة ‪ ،‬حتول���ت اىل اململكة‬ ‫الليبي���ة ‪ ،‬قس���مت ليبيا اىل عش���ر حمافظات وهو‬ ‫نظ���ام جيد ‪ ،‬هن���اك تواريخ م���رت ومل حنتفل بها‬ ‫تتعل���ق باهلوي���ة الليبي���ة ‪ ،‬وكنت اتص���ل بالقناة‬ ‫التلفزيوني���ة ومل يس���تجب أح���د لطل�ب�ي ‪ ،‬علينا‬

‫االصلي���ة موج���ودة عن���دي ‪،‬رس���الة موجه���ة اىل‬ ‫االمني العام لالمم املتحدة الش���عب اللييب يطالب‬ ‫حبقوقه واس���تقالله موقعة من عدة ش���خصيات‬ ‫مس���اندة للس���عداوي ‪،‬ت���دل على الوع���ي وموقف‬ ‫وتفاعل النخب والتنظيمات السياسية واالحزاب‬ ‫‪،‬اجملتم���ع املدني ‪ ،‬وهذه بع���ض التوقيعات يتاريخ‬ ‫‪ 11‬ابريل ‪ 1949‬ومنها ‪ :‬قاضي القضاة – مفيت‬

‫دراس���ة تارخين���ا الكبار والش���باب ‪ ،‬جلنة الس���تني‬ ‫علينا دراس���ة حماضر اجللس���ات ‪،‬وهي اجلمعية‬ ‫الوطني���ة التأسيس���ية الليبي���ة وعرف���ت بلجن���ة‬ ‫الس���تني ‪،‬ما هي مه���ام جلنة الواحد والعش���رين ‪:‬‬ ‫كيفية تش���كيل اجلمعي���ة الوطنية التأسيس���ية‬ ‫‪،‬وهو اجلسم الذي سيعد للدستور ‪ ،‬ويعد لتشكيل‬ ‫احلكومة املؤقته لتستلم الس���لطات من االدارتني‬ ‫الربيطاني���ة والفرنس���ية ‪ ،‬كي���ف يت���م متثي���ل‬ ‫االقلي���ات ‪ :‬االيطالي���ة واليون���ان واليهود يف جلنة‬ ‫‪َ (،21‬مثلهم ماركوني) ‪ ،‬ولكن يف جلنة الستني‬ ‫مت التش���ديد عل���ى العنص���ر الوط�ن�ي فقد رفض‬ ‫الشعب ‪ ،‬وامللك ادريس وجود عناصر من االقليات‬ ‫النها جلنة لتقرير مصري الوطن اللييب ( ‪1949‬‬ ‫كان ام�ي�را لربق���ة الس���يد ادري���س ‪ ،‬وبرقة يف ‪1‬‬

‫ليبي���ا – مصطف���ى مي���زران ‪ -‬س���ليمان رج���ب –‬ ‫احملاكم العليا بليبيا – حممد الكريكش���ي عضو‬ ‫اجملل���س البل���دي– ام�ي�ن س���وق اللف���ة ‪ -‬رئي���س‬ ‫ش���ركة املزارع�ي�ن – ام�ي�ن اجلزاري���ن – من�ي�ر‬ ‫برش���ان – حممد فخر الدين بوخطوة ‪ -‬رمضان‬ ‫ميزران – امحد احلصائري – عجاج تامر ‪ -‬سعد‬ ‫علي الش���ريف ‪ -‬صاحل عم���ار النايلي ‪ -‬وحكى لي‬ ‫وال���دي قصة ه���ذه الوثيق���ة ال�ت�ي اقرتحها جدي‬ ‫ومج���ع توقيعاته���ا‪ ،‬وج���د ان احملفظ���ة نس���يها يف‬ ‫البي���ت وقد ام���ره جدي بأرس���اهلا فاس���تلف ماال‬ ‫ألن الوقت ميش���ي بس���رعة ‪ ،‬ووثيقة اخرى هامة‬ ‫اىل رئي���س اجلمعي���ة العمومية ليك سكاس���ك ‪-‬‬ ‫‪ 1949.4‬وقعها الكريكشي والزنتوتي والطاهر‬‫الشريف اس���تنكار بيان بيفني س���فورزا ‪،‬ومتسكنا‬ ‫باالستقالل‪.‬‬

‫اول اجتم���اع للجنة الواحد والعش���رين ‪ 27‬يونيو‬ ‫‪ 1950‬دع���ا الي���ه البي���ه الس���عداوي‪ ،‬كيف يتم‬ ‫االختيار بالتعيني او باالنتخاب متى املوعد ومتى‬ ‫االختي���ار ‪،‬امح���د س���يف النص���ر يف ف���زان رفض‬ ‫التعيني وكان ُمصراً على االنتخاب ‪،‬موقف برقة‬ ‫وطرابلس متش���ابه من االنتخاب طلبوا االختيار‬ ‫‪،‬والوق���ت يه���دد اجلميع تش���كيل حكوم���ة مؤقتة‬ ‫قب���ل واحد ابريل ‪ ،1950‬جلن���ة ‪ ، 18‬تربز حكمة‬ ‫آبائن���ا واجدادنا بعيدا عن اجلهوي���ة واالختالفات‬ ‫‪،‬كان بش�ي�ر يلقي خطابه يف ليكسوس بأمريكا ‪،‬‬ ‫فم���اذا فعل اهل طرابلس ‪ :‬هذه وثيقة والنس���خة‬

‫‪11‬‬ ‫جلن���ة ال ‪ 12‬أربع���ة م���ن كل والي���ة ‪ :‬أع���دت‬ ‫الالئح���ة الداخلية وعقدت جلس���تها األوىل عدة‬ ‫اجتماع���ات أهم ش���يء مت تالوة العش���رين عضوا‬ ‫عن كل إقليم وكان اجملموع ستني ‪ ،‬ماذا حصل‬ ‫يف جلسة ‪ 2‬ديس���مرب متت املبايعة للملك ادريس‬ ‫‪ ،‬جلسة ‪ 4‬ديسمرب عرض فائق شنيب علم البالد‬ ‫‪،‬ومتت املوافقة عليه ‪،‬‬ ‫مت اختي���ار جلنة ‪( 18‬تقبل القس���مة على ثالثة‬ ‫) الس���تني ليس���وا مجيعهم من س���يضع الدس���تور‬ ‫‪ ، !!..‬وعق���دت اجتماعه���ا وبها اش���خاص قانونيني‬ ‫كلما قدموا جمموعة م���واد تعرضها على جلنة‬ ‫الستني تراجعها ‪،‬وهي جلنة اعدت الدستور ‪ ،‬اول‬ ‫االجتماعات يف قص���ر اخللد العامر ( قصر بالبو)‬ ‫ثم بالفن���ون والصنايع ‪ ،‬ث���م اىل برقة يف جملس‬ ‫الن���واب الربق���اوي‪ ،‬اخ���ذوا الكث�ي�ر م���ن الدس���تور‬ ‫االردن���ي باقرتاح���ات م���ن الدجان���ي فلس���طيين‬ ‫االص���ل الذي قدم مقرتحات دس���اتري ‪ 7 ،‬اكتوبر‬ ‫اس���س للدولة الليبية باللمس���ات االخرية بإعالن‬ ‫الدستور والذي جيب ان حنتفي به ‪.‬‬ ‫س���لموا الدستور للملك ( االمري ) للموافقة عليه‬ ‫‪ ،‬وفوجئ���وا بدخوله ي���وم ‪ 7‬اكتوبر ومعه الس���يد‬

‫امري برقة السنوسي يف زيارته لطرابلس وجبانبه حممد الكريكشي يقدم له أعيان املدينة‬ ‫حمم���ود املنتصر القى خطاب���ه وكثرت اهلتافات‬ ‫كان���ت مفاجأة هلم ‪،‬وتاله املنتصر ثم الش���يخ ابو‬ ‫االس���عاد ‪ ،‬القى خطابه املعروف يف جلنة الس���تني‬ ‫كان اخ���ر يوم لالجتماعات ي���وم ‪ 6‬نوفمرب الذي‬ ‫ص���در في���ه قان���ون االنتخاب���ات أصدرت���ه آنذاك‬ ‫احلكوم���ة االنتقالية ‪ ،‬تش���كلت احلكوم���ة املؤقته‬

‫‪ 23‬يناي���ر ‪ 1943‬دخ���ول الق���وات االجنليزي���ة ‪،‬وبداي���ة االدارة‬ ‫العسكرية الربيطانية‪:‬‬ ‫‪ 29‬م���ارس ‪، 1951‬الن املوعد احملدد ‪ 1‬ابريل ال‬ ‫يتعداه ‪،‬رفض امللك تش���كيل احلكومة وقال اتبعوا‬ ‫ما أقرت���ه هيئة االمم املتح���دة اجلمعية الوطنية‬ ‫هي اليت تؤسس للدس���تور وللحكومة االنتقالية‬ ‫املستقلة وهذا ما كان ‪.‬‬ ‫وعد السيد الكريكش���ي مبواصلة احلديث حول‬‫احلكومات املتعاقبة من املنتصر اىل ونيس القذايف‬ ‫قائ�ل�ا ‪ 11 :‬وزارة ما هلا وما عليها وما حصل أثناء‬ ‫تزوير بعض االنتخابات وس���نكون منصفني هلم ‪،‬‬ ‫بعد ذلك أتاح د‪ .‬اجلراري الفرصة لطرح االسئلة‬ ‫على احملاضر ‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪- ) (73‬‬ ‫العدد (‬ ‫‪)2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪8 / 28 (/ -2)(73‬‬ ‫العدد‬ ‫الثانيةالثانية‬ ‫السنةالسنة‬

‫ّ‬ ‫أتذكر‬

‫هكذا وجدت نفسي يف الشهور األخرية من العام ‪1991‬م أبدأ من الصفر ليس حتيت سوى سيارتي املازدا وحبمولة أسرة من زوجة‬ ‫وطفلني ‪ ,‬ومرة أخرى جلأت اىل حس���اب زوجيت باملصرف الذي كنت وال أزال أتعامل معه كحس���اب طوارئ اليتم الس���حب منه‬ ‫إال يف حالة املبالغ الكبرية ‪ ,‬وجدت به ألفي دينار س���حبتهما ‪ ,‬وقبل أن أس���افر اس���تأجرت بوس���ط املدينة بالش���ارع الرئيس أي ش���ارع‬ ‫اخلمسمائة جراجا من منزل مواطن كان يقيم مبدينة بنغازي ‪ ,‬قمت بتجديد طالئه واتفقت مع ورشة جنارة خشب على تصنيع‬ ‫طاولة كبرية للتفصيل واملكواة وكذلك على فرتينة صغرية ودرج مكتب جللوسي يف احملل ‪ ,‬سافرت اىل بنغازي ألحضر منها بعد‬ ‫أربعة أيام ماكينة خياطة كبرية وبعض اخليوط ولوازم اخلياطة مبا يكفي الفتتاح احملل وتسيريه يف املدة األوىل‬

‫السنوسي حبيب‬

‫تصوبر ‪ :‬مجيلة الوحيدي‬

‫من الصفر مرة ثانية‬ ‫كانت األمور يف احملالت تس�ي�ر سريا حسنا‬ ‫مما مكنين من تصفية كل الديون املرتاكمة‬ ‫مبا يف ذلك رس���وم ضرائب الرخصة ‪ ,‬وكان‬ ‫أخ���ي األوس���ط يأخ���ذ م�ن�ي من ح�ي�ن آلخر‬ ‫مبالغ يس���دد بها بع���ض التزاماته ‪ ,‬ولكنه مع‬ ‫األيام اس���تمرأ الوضع وص���ار يكثر من طلب‬ ‫املبال���غ األمر الذي كان يتعارض مع خطيت‬ ‫لتطوير احمل�ل�ات مبا يتوفر منها من عائدات‬ ‫‪ ,‬كن���ت انوي اس���تكمال بن���اء ال���دور العلوي‬ ‫للمقهى الذي كان األخ األكرب قد بدأه ومل‬ ‫تسعفه األيام إلستكماله ‪ ,‬وحني أعلمت أخي‬ ‫األوس���ط ع���ن نييت كان���ت إجابت���ه الرفض‬ ‫الت���ام للفكرة ومل اس���تطع فه���م دافعه لذلك‬ ‫والذي سوف يتكش���ف لي الحقا ‪.‬بدأت غيوم‬ ‫اخل�ل�اف تتجم���ع بينن���ا يف تض���ارب للرأيني‬ ‫‪ ,‬أن���ا اطم���ح إىل تطوي���ر احمل�ل�ات وبالتال���ي‬ ‫زي���ادة الدخل وه���و يريد اإلنف���اق من املقهى‬ ‫عل���ى املزرع���ة واليت كان به���ا جمموعة من‬

‫األبق���ار يفرتض أن يك���ون منها عائد جمزي‬ ‫اضافة اىل ما تنتج���ه املزرعة من متور ولكن‬ ‫س���وء اإلدارة واإلنفاق بطريق���ة غري منظمة‬ ‫جعلت���ه يتع ّود على س���حب مبال���غ من املقهى‬ ‫وإنفاقها يف مش���اريع زراعي���ة غري مضمونة‬ ‫النتائ���ج األم���ر ال���ذي كان تع��� ّود عليه منذ‬ ‫أيام املرحوم األخر األكرب الذي كان يتوىل‬ ‫اإلهتم���ام بالبي���وت واإلنفاق عليه���ا وتاركا‬ ‫لألخ األوس���ط أم���ر املزرعة وأمر اإلش���راف‬ ‫عل���ى حمل احلالقة الذي كان يش���تغل فيه‬ ‫بنفس���ه يف فرتات س���ابقة ثم أوكل امره اىل‬ ‫حالق�ي�ن تونس���يني كان���وا يعطون���ه حصته‬ ‫م���ن عائ���د احمل���ل ‪ ,‬كان األخ األكرب أرحييا‬ ‫يف تعامل���ه مع أخيه األوس���ط ومل يكن حيب‬ ‫إغضابه أو التضييق علي���ه األمر الذي جعله‬ ‫يش���عر بأن اجلميع عليهم مس���ايرته والسري‬ ‫وفق ما ي���راه ومل تكن رؤيته لألمور يف اغلب‬ ‫األحيان صائبة خاصة بعد وفاة األخ األكرب‬

‫وانفراده بتسيري شؤون العائلة وهكذا حت ّول‬ ‫اخل�ل�اف اىل خصومة ترت���ب عليها أن طلب‬ ‫م���ن بع���ض أقاربن���ا التدخ���ل والفص���ل بيننا‬ ‫عارض���ا أن آخ���ذ ما أريد من حم���ل اخلياطة‬ ‫وأن أذهب إىل حال سبيلي‪.‬‬ ‫حني اجتمعنا لي�ل�ا مع جمموعة من كبار‬ ‫أقاربن���ا وطرح موضع اخل�ل�اف خلصه أخي‬ ‫األوس���ط يف مطلب واحد ه���و أن آخذ ما أريد‬ ‫من احملل وان أغادر ‪ ,‬وكان طرحي يتلخص‬ ‫يف ان�ن�ي حني باش���رت العم���ل باملقهى كنت‬ ‫انطل���ق من فكرة أنين اش��� ّغل رزقنا املش�ت�رك‬ ‫وف���ق وثيق���ة كان أخي األكرب ق���د كتبها‬ ‫عق���ب وف���اة والدن���ا ع���ام ‪1963‬م وحبض���ور‬ ‫وش���هادة عدد من األقارب تنص على انه بعد‬ ‫وف���اة والدنا إتفقنا حبضور الش���هود على أننا‬ ‫س���نكون ش���ركاء يف كل ما منلك مستقبال‬ ‫‪ ,‬كان األخ األك�ب�ر ق���د ق���ام به���ذا اإلج���راء‬ ‫ليحف���ظ ل�ل�أخ األصغ���ر حقوقه ولك���ن بعد‬

‫وفات���ه وح�ي�ن مت اإلحتياج اىل ه���ذه الوثيقة‬ ‫أنكرها األخ األوس���ط بش���كل مطل���ق وأردف‬ ‫ذل���ك بقول���ه مل أكن على اس���تعداد ان ترقد‬ ‫بالس���جن وأق���وم خبدمتك ‪ !! ..‬وقد س���بق أن‬ ‫حذرناك وطلبنا منك االبتعاد عن السياس���ة‬ ‫والع���ودة اىل ه���ون ولكن���ك رفض���ت ‪ .‬بع���د‬ ‫ليلت�ي�ن طويلتني من النقاش وتبادل احلجج‬ ‫والتوس���طات من األقارب مل نستطع أن نصل‬ ‫مع���ه اىل اتف���اق منصف يرضي�ن�ي ويقبل به‬ ‫جمل���س الوس���طاء األقارب ‪ ,‬يف نهاي���ة الليلة‬ ‫الثانية وحني اقرتب الليل من نهايته وأوشك‬ ‫الفج���ر عل���ى انط�ل�اق آذانه كان ش���قيقى‬ ‫م���ازال مص���را عل���ى وجه���ة نظ���ره وان���كاره‬ ‫للوثيقة املذك���ورة رغم ش���هادة بعضهم انه‬ ‫مس���ع عنها من املرحوم أخي األكرب ابلغتهم‬ ‫انين وصل���ت اىل اليأس من معاجلة املس���ألة‬ ‫وال أري���د مزي���دا م���ن النق���اش الف���ارغ فق���د‬ ‫أوكل���ت أمري هلل وان ال���رزق الذي خيصين‬ ‫س���وف يتبع�ن�ي ‪ ,‬وان�ن�ي غدا س���وف أذهب اىل‬ ‫احملالت آلخذ رخص���ة اخلياطة اليت بامسي‬ ‫والدفات���ر اخلاص���ة بتس���جيل دخ���ل املقه���ى‬ ‫واخلي���اط و حرك���ة إنف���اق العوائ���د ول���ن‬ ‫التف���ت اىل أي ش���يء آخ���ر ‪ ,‬وه���ذا م���ا نفذته‬ ‫حرفي���ا صب���اح الي���وم الثان���ي ‪ ,‬ش���يئان فقط‬ ‫تبعاني من حمل اخلياطة ‪ ,‬مقص التفصيل‬ ‫وال���ذي أص���ر اخلي���اط حمم���د امساعي���ل‬ ‫الصومال���ي عل���ى أخ���ذه وماكين���ة لص���ق‬ ‫أكي���اس النايل���و ال�ت�ي أحضرتها م���ن مصر‬ ‫العام املاضي ‪ ,‬أخذتها كذكرى من مرحلة‬ ‫انتهت لتبدأ مرحلة غريها ‪.‬تقول الس���جالت‬ ‫إن أخي األوس���ط اس���تلم مين يف فرتة ثالثة‬ ‫سنوات ما جمموعه ‪7‬آالف دينار نقدا وثالثة‬ ‫آالف تسديد ديون وحوالي ‪6‬آالف مصروفات‬ ‫منزلي���ة منها ج���زء على منزله الش���خصي ‪,‬‬ ‫أي م���ا جمموع���ه ‪16‬الف دين���ار وقد تركت‬ ‫خلف���ي جتهي���زات وماكينات وم���واد خام يف‬ ‫املقهى وحم���ل اخلياطة ما جممل���ه ‪19‬الف‬ ‫دينار ‪ ,‬مل حيز يف نفسي سوى فقداني ملكتبيت‬ ‫اليت اصر على عدم تسليمها لي معتربا إياها‬ ‫هي األخرى مم���ا خيصه ‪ ,‬واليت بعد ان مرت‬ ‫عدة ش���هور وبوس���اطة بعض األقارب عقدنا‬ ‫اجتماع���ا يف بي���ت احده���م من اجل مناقش���ة‬ ‫امكاني���ة أن يفرج عنها ‪ ,‬يف تل���ك الليلة جرنا‬ ‫النقاش مرة أخرى اىل مس���ألة الوثيقة اليت‬ ‫كان ينكره���ا وبع���د ضغ���ط ومن���اورات من‬ ‫األق���ارب ولش���عوره بأنه حص���ل على كل ما‬ ‫يري���د ‪ ,‬اضطر لإلعرتاف بها وانه مزقها حني‬ ‫رفض���ت اإلبتعاد عن الش���أن السياس���ي وعن‬


‫يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬ ‫أكتوبر‪-2‬‬ ‫أكتوبر‪ 26‬ـ‬ ‫‪(859‬‬‫الثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2012‬‬ ‫‪/-2) (73‬‬ ‫‪- )( 73‬‬ ‫العدد (‬ ‫‪)2012‬‬ ‫العدد(‪/ 28‬‬ ‫العدد‬ ‫الثانيةالثانية‬ ‫السنةالسنة‬

‫بنغ���ازي والرجوع اىل هون ‪ ,‬وق���د حررنا بهذ‬ ‫اإلع�ت�راف حمضرا و ّق���ع علي���ه احلاضرون ‪,‬‬ ‫ام���ا املكتبة فل���م يصلين منها س���وى كرتونة‬ ‫واح���دة م���ن جمموع���ة كرات�ي�ن كن���ت قد‬ ‫بعثت بها اىل هون قبل اعتقالي ‪.‬‬ ‫هكذا وجدت نفس���ي يف الش���هور األخرية من‬ ‫الع���ام ‪1991‬م أب���دأ من الصف���ر ليس حتيت‬ ‫س���وى س���يارتي امل���ازدا وحبمول���ة أس���رة من‬ ‫زوج���ة وطفل�ي�ن ‪ ,‬وم���رة أخ���رى جل���أت اىل‬ ‫حساب زوجيت باملصرف الذي كنت وال أزال‬ ‫أتعامل معه كحس���اب طوارئ اليتم السحب‬ ‫من���ه إال يف حال���ة املبال���غ الكب�ي�رة ‪ ,‬وج���دت‬ ‫به ألف���ي دين���ار س���حبتهما ‪ ,‬وقبل أن أس���افر‬ ‫استأجرت بوسط املدينة بالشارع الرئيس أي‬ ‫ش���ارع اخلمس���مائة جراجا من منزل مواطن‬ ‫كان يقي���م مبدينة بنغ���ازي ‪ ,‬قمت بتجديد‬ ‫طالئه واتفقت مع ورش���ة جنارة خشب على‬ ‫تصني���ع طاول���ة كب�ي�رة للتفصي���ل واملكواة‬ ‫وكذل���ك عل���ى فرتينة صغ�ي�رة ودرج مكتب‬ ‫جللوس���ي يف احمل���ل ‪ ,‬س���افرت اىل بنغ���ازي‬ ‫ألحضر منها بعد أربعة أيام ماكينة خياطة‬ ‫كبرية وبعض اخليوط ولوازم اخلياطة مبا‬ ‫يكفي الفتتاح احملل وتسيريه يف املدة األوىل ‪,‬‬ ‫أعارني احد األصدقاء لعدة ش���هور ماكينة‬ ‫خياط���ة بيتي���ة كان���ت بها خاصي���ة خياطة‬ ‫احلاش���ية ‪ ,‬هكذا بعد أس���بوع م���ن توقفنا عن‬ ‫العم���ل بالتمام والكمال كما يقال اس���تأنف‬ ‫الصومالي الشغل واس���تأنفت اجللوس خلف‬ ‫مكتيب الصغري أتس���لى بالقراءة والكتابة إىل‬ ‫أن يتوف���ر م���ن امل���ال ما يس���اعد عل���ى تطوير‬ ‫احمل���ل‪ .‬مبثابرة الصومالي على الش���غل الذي‬ ‫تدف���ق علي���ه وخاصة م���ن النس���اء حيث مثل‬ ‫وجودن���ا بوس���ط املدينة فرصة هل���ن للقدوم‬ ‫س�ي�را على االق���دام وطلب ما حيل���و هلن من‬ ‫التفصي�ل�ات حي���ث كان اخلي���اط بارع���ا يف‬ ‫تلبية طلباتهن واإللتزام بتقليد ما حيضرنها‬ ‫م���ن مناذج أو ما خيرتنه م���ن جمالت البوردا‪,‬‬ ‫بعد حوالي ش���هرين او ثالثة ش���هور اشرتينا‬ ‫ماكينة أخرى حني التحق للعمل معنا أحد‬ ‫أق���ارب الصومال���ي ش���اب صغ�ي�ر كان جييد‬ ‫خياطة البنطلون���ات الرجالي���ة والتصاليح ‪,‬‬ ‫ح�ي�ن أكملن���ا عام���ا م���ن العم���ل انتقلنا من‬ ‫اجل���راج إىل داخ���ل البي���ت حيث فصلن���ا منه‬ ‫غرفت�ي�ن والربن���دا عن بقي���ة البي���ت حباجز‬ ‫خشيب ‪ ,‬يف احدى الغرفتني وضعنا املاكينات‬ ‫وأرف���ف لألقمش���ة واملكم�ل�ات ويف الغرف���ة‬ ‫الثانية أقمت مشغال نسائيا خلياطة مالبس‬ ‫جاهزة من فساتني وجالبيب وبدل مدرسية‬ ‫‪ ,‬يف هذا املش���غل شاركت سيدة كانت جتيد‬ ‫اخلياطة ّ‬ ‫وشغلنا عددا من البنات ّ‬ ‫كن مجيعا‬ ‫يس���تعن خب�ب�رة الصومال���ي ح�ي�ن ّ‬ ‫ّ‬ ‫تع���ن هلن‬ ‫مشكلة ما ‪.‬‬ ‫ظلل���ت به���ذا احمل���ل حوال���ي ثالثة س���نوات ‪,‬‬ ‫كنت خالهلا قد حصلت على قطعة جتارية‬ ‫مبنطق���ة حديث���ة النش���أة بالط���رف الغربي‬ ‫للمد ينة كان جهاز تطوير املراكز اإلدارية‬ ‫مبنطق���ة اجلفرة قد باش���ر بناء عم���ارات بها‬ ‫فيما عرف باإلسكان الوظيفي ‪ .‬كانت قطعة‬ ‫األرض امام الس���احة الش���عبية وجم���اورة ملا‬ ‫كان يعرف بس���وق التوانس���ة او سوق العرب‬ ‫ما يعين أنه رمبا س���يكون هلا مستقبال جتاريا‬ ‫‪ ,‬عل���ى كل ح���ال مل يكن أمام���ي خيار افضل‬ ‫‪ ,‬ب���دأت العم���ل مب���ا كان متوف���را ل���دي من‬ ‫امكانيات وق���د كان للمهندس حفاظ زيدان‬ ‫مدير جهاز تطوير املراكز اإلدارية مبنطقة‬

‫اجلفرة فضل كبري يف اجناز املرحلة األوىل‬ ‫م���ن املبن���ى ال���ذي كان يتك ّون م���ن حمالت‬ ‫عل���ى الواجه���ة الش���مالية ومش���غل خياط���ة‬ ‫على بقية القطعة ‪,‬لقد س���اعدني بكمية من‬ ‫حديد التس���ليح وآالف م���ن الطوب اإلمسنيت‬ ‫ونقالت من اخلرس���انة اجلاه���زة ‪ ,‬باإلعتماد‬ ‫عل���ى اجمله���ود الذات���ي وبفض���ل مس���اعدة‬ ‫املهن���دس حف���اظ اجنزت يف ظ���رف عامني ما‬ ‫يعرف بوض���ع العظم لكامل املبنى واحملالت ‪,‬‬ ‫ّ‬ ‫ركزت جهدي بعدها يف امتام اجناز احملالت‬ ‫واستطعت بعد عام آخر اجنازها تاركا بقية‬ ‫املبنى ملرحلة الحقة ‪.‬‬ ‫كنا على وش���ك اإلنتقال اىل مقرنا اجلديد‬ ‫ح�ي�ن ق���رر اخلي���اط الصومال���ي الس���فراىل‬ ‫الصوم���ال ليحض���ر عيال���ه ‪ ,‬كان معن���ا يف‬ ‫احملل خياط نيجريي الجييد سوى اخلياطة‬ ‫الرجالية األمر الذي سيفقدنا اجلزء األساسي‬ ‫من العمل ومع احتمال عدم عودة الصومالي‬ ‫ف���إن وض���ع حم���ل اخلياط���ة ب���دأ يف النزول‬ ‫خاصة ح�ي�ن انتقلن���ا اىل منطقتن���ا اجلديدة‬ ‫ال�ت�ي مل تك���ن عماراتها الس���كنية ق���د اجنزت‬ ‫بعد مما دفعين يف اجت���اه التفكري يف اإلنتقال‬ ‫التدرجيي اىل نشاط آخر ‪ ,‬كان احملل يتك ّون‬ ‫من جزئ�ي�ن متداخلني احدهم���ا يفتح مشاال‬ ‫واآلخ���ر يفت���ح غرب���ا ‪ ,‬يفصل بينهم���ا حاجز‬ ‫زجاجي ‪ ,‬يف القسم األصغرالذي يفتح مشاال‬ ‫اقمت اخلياط حيث باشر اخلياط النيجريي‬ ‫العم���ل يف التصالي���ح وخياط���ة البنطلونات ‪,‬‬ ‫ام���ا انا فل���م يعد لي من عمل س���وى اجللوس‬ ‫على مكتيب الصغري ومتابعة القراءة والكتابة‬ ‫بينم���ا كان د خل احملل ينحدر بش���كل مقلق‬ ‫األم���ر ال���ذي دفع�ن�ي ان اف ّكر جدي���ا يف تغيري‬ ‫نش���اطي ‪ ,‬حيث اس���تلفت من مص���رف األمة‬ ‫قرض���ا تس���هيليا بقيم���ة عش���رة آالف دين���ار‬ ‫س���افرت بها اىل مصراته ألجل���ب بها بضاعة‬ ‫قرطاس���ية م���ن حم���ل مجل���ة للقرطاس���ية‬ ‫كان ميلك���ه صديقي ورفيق رحلة الس���جن‬ ‫احلاج مصطفى نصر‪.‬‬ ‫اس���تمرت جتربة القرطاس���ية املزدوجة مع‬ ‫حمل اخلياطة عاما كامال ‪ ,‬ومل يكن اإلثنان‬ ‫جمتمع�ي�ن يوفران دخال مالئما ‪ ,‬وملا انقضت‬ ‫كل هذه املدة ومل حيضر اخلياط الصومالي‬ ‫ال���ذي حاول مرتني ان يأت���ي ولكنه مل يتوفق‬ ‫‪ ,‬ل���ذا ق���ررت م���رة اخ���رى أن اغ�ي�ر نش���اطي ‪,‬‬

‫صفيت القرطاس���ية والغي���ت حمل اخلياطة‬ ‫وغريت نش���اط الرخصة اىل حمل لبيع املواد‬ ‫الغذائي���ة فيما كان يعرف باس���م م ّوزع فرد‬ ‫‪ ,‬ومببل���غ حوالي مخس���ة آالف دينار هو كل‬ ‫ما كان متوفرا عندي اعدت تكييف وجتهيز‬ ‫احملل واشرتيت من حمالت اجلملة باملدينة‬ ‫بضاع���ة منتق���اة ومتن ّوع���ة مبا يتماش���ى مع‬ ‫منطقتنا حديثة النش���أة واليت بدأت عماراتها‬ ‫تعمر بس���كان حمدودي الد خ���ل قادمني من‬ ‫خمتل���ف احن���اء ليبي���ا ‪,‬عس���كر وموظفني يف‬ ‫امانة مؤمتر الشعب العام اليت انتقلت حديثا‬ ‫اىل هون ‪.‬‬ ‫توفق���ت يف تش���غيل عامل م���ن العائدين من‬ ‫تشاد ‪ ,‬كان يسكن باملدينة القدمية ‪ ,‬وحيمل‬ ‫من البطاقات والوثائق الليبية ما مل أفكر يوما‬ ‫ان امحله ‪ ,‬كان رجال امينا وخدوماواستطاع‬ ‫يف فرتة وجيزة ان يس���توعب العمل ومعاملة‬ ‫الزبائن وقد س���اهم يف جلب زبائن من قاطين‬ ‫املدين���ة القدمية من بين جلدته من العائدين‬ ‫والذي���ن مل يعودوا بعد أي مل يتمكنوا بعد من‬ ‫احلصول على أوراق ثبوتية من س���بها او من‬

‫‪13‬‬

‫اوباري ‪ ,‬ظل هذا العامل يشتغل باحملل حوالي‬ ‫عشر سنوات‪ ,‬كان اثناءها غاية يف اإلستقامة‬ ‫واحل���رص عل���ى احمل���ل ‪ ,‬اىل ان قام���ت ثورة‬ ‫فرباي���ر اجمليدة و بدأت ح���رب حترير الوطن‬ ‫‪ ,‬واتض���ح ان الش���امي ش���امي والبغ���دادي‬ ‫بغ���دادي ‪,‬ومثل كثريين غ�ي�ره من العائدين‬ ‫والتش���اديني ‪ ,‬ودون ان يعلمين س���افر بعياله‬ ‫اىل س���بها ‪ ,‬ومن هناك اعلم�ن�ي بالتليفون انه‬ ‫سيس���افر اىل النيج���ر ألن عياله (أي زوجته )‬ ‫ال تريد البقاء يف ليبيا ‪.‬‬ ‫خالل هذه الس���نوات العش���ر ‪ ,‬بدأت وبعوائد‬ ‫احمل���ل ورات���ب زوج�ت�ي اس���تأنف العم���ل يف‬ ‫اس���تكمال املب�ن�ي ال���ذي بع���د إلغ���اء مش���روع‬ ‫اخلياطة ‪ ,‬وحيث بدأ بييت الش���عيب يضيق بنا‬ ‫ألن األوالد ب���دأوا يكربون األمر الذي يتطّلب‬ ‫غرفت�ي�ن منفصلتني واح���دة للبنات س���نوات‬ ‫‪ ,‬كن���ا خالهل���ا نعي���ش حي���اة به���ا ش���يء من‬ ‫الضب���ط يف اإلنف���اق إن مل نقل ّ‬ ‫التقش���ف ‪ ,‬مل‬ ‫تكن زوجيت تشكو من ذلك واألوالد مل يكونوا‬ ‫قد ك�ب�روا مبافي���ه الكفاي���ة ألن يتدخلوا يف‬ ‫ام���ور إدارة البي���ت ‪ ,‬اىل ج���اء العام ‪2007‬م و‬ ‫انتقلنا اىل بيتنا اجلدي���د‪ ,‬واعلمت زوجيت أن‬ ‫مرحل���ة ّ‬ ‫التقش���ف قد انته���ت ‪ ,‬حيث اصبحت‬ ‫لدين���ا املتطلبات الضرورية حلياة مس���تقرة ‪,‬‬ ‫بيت وس���يارة ودخل احملل وراتبها من التعليم‬ ‫‪ ,‬كانت املشكلة الوحيدة اليت تواجهنا هي أنه‬ ‫الج�ي�ران لنا فنحن نس���كن يف س���وق حماذي‬ ‫للطري���ق الع���ام مم���ا يع�ن�ي ح���ذرا خاص���ا يف‬ ‫التعام���ل م���ع الش���ارع خاص���ة وأن األطف���ال‬ ‫كانوا ق���د تعودوا على تقضي���ة أوقات اللعب‬ ‫يف الساحة املوالية للبيت عندما كنا يف احلي‬ ‫الشعيب وقد نسجوا عالقات لعب وتواصل مع‬ ‫أبناء اجلريا ن األمر الذي افتقدوه هنا ‪ ,‬كان‬ ‫اكثرهم ضجرا وتربما اإلبن األصغر حبيب‬ ‫اهلل ال���ذي اضطرن���ا ان نأخ���ذه م���ن حني إىل‬ ‫آخ���ر اىل بيت جده وس���ط املدين���ة ليلعب مع‬ ‫ابن���اء اخواله وبقية ابن���اء اقاربنا الذين كانوا‬ ‫يقطن���ون الش���ارع ال���ذي كان يعرف باس���م‬ ‫العائلة ‪.....‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫السنوسي حبيب – باريس‬ ‫مستشفى جورج مببيدو‬ ‫‪7‬ابريل ‪2012‬م‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫ملف العدد‬

‫مشروع قانون بشأن الطوارئ ‪...‬ليبيا إىل أين؟‬

‫عزة كامل املقهور‬ ‫وليبي���ا الي���وم وهي يف ف�ت�رة انتقالية ماتزال‬ ‫تنظمه���ا ذات القوان�ي�ن اجلائ���رة مب���ا فيه���ا‬ ‫قانوني العقوب���ات بقوانينه املكمل���ة‪ ،‬وقانون‬ ‫حمكم���ة الش���عب رق���م ‪ 5‬لس���نة ‪1988‬‬ ‫وتعديالت���ه‪ ،‬وبع���ض نص���وص م���ن قان���ون‬ ‫اإلج���راءات اجلنائي���ة وتعديالت���ه اليت اخلت‬ ‫بتوازن���ات العدال���ة‪ ،‬كل ذل���ك اس���تنادا إىل‬ ‫امل���ادة (‪ )35‬م���ن اإلع�ل�ان الدس���توري ال�ت�ي‬ ‫تنص "يستمر العمل جبميع األحكام املقررة‬ ‫يف التشريعات القائمة‪ ،‬فيما ال يتعارض مع‬ ‫احكام ه���ذا اإلعالن إىل ان يص���در ما يعدهلا‬ ‫أو يلغيها‪"...‬‬ ‫كم���ا ال يفوتن���ا الق���ول أن اجملل���س الوطين‬ ‫االنتقال���ي س���ن قانونا حت���ت عن���وان "قانون‬ ‫اإلج���راءات اخلاص���ة" نش���ر يف الع���دد ‪ 6‬من‬ ‫اجلري���دة الرمسي���ة‪ .‬ويض���ع ه���ذا القان���ون‬ ‫قواع���د خاص���ة للف�ت�رة االنتقالي���ة ميك���ن‬ ‫وصفها بإجراءات استثنائية تطلق يد الدولة‬ ‫على حس���اب حرية األفراد ولك���ن بضوابط‪.‬‬ ‫وه���و قان���ون اعتورت���ه عي���وب مج���ة مقارنة‬ ‫مبش���روع القان���ون ال���ذي ق���دم للمجل���س‬ ‫الوطين االنتقالي آنذاك‪.‬‬ ‫إذن يف ظ���ل وجود ه���ذه الرتكة من "قوانني‬

‫قبل أن نس���تعرض نصوص مش���روع ه���ذا القانون‪ ،‬يتعني الق���ول بأن ليبيا عاش���ت يف حقبة طوارئ‬ ‫طوال مدة ‪ 42‬سنة‪ ،‬لعدة أسباب أوهلا انها عاشت يف غيبة دستور واضح وحمدد‪ ،‬وهي غيبة ادت إىل‬ ‫اتباع سياس���ة جتريم واس���عة النطاق دون ضوابط‪ ،‬إضافة إىل ضعف ش���اب قواعد قانون اإلجراءات‬ ‫اجلنائية مما أدى إىل تغليب مصلحة اإلدارة واألمن العام على مصلحة األفراد وضمانات حقوقهم‪،‬‬ ‫كل ذل���ك أدى إىل اس���تخدام القان���ون كأداة قمعية بدل من أن تكون أداة تضمن احلقوق و تنش���د‬ ‫العدالة‪.‬‬ ‫الط���وارئ" دون أن تس���مى هك���ذا‪ ،‬ه���ل حنن‬ ‫حباجة لقانون طوارئ؟‬ ‫حملة عن قانون الطوارئ‪:‬‬ ‫اقرتن���ت قوانني الط���وارئ بانتهاكات حقوق‬ ‫اإلنس���ان‪ ،‬كما اقرتن���ت يف األذه���ان بالدول‬ ‫الديكتاتوري���ة وعرف���ت بأنها أداة اس���تثنائية‬ ‫للقم���ع ‪ .‬ولعل قانون الط���وارئ املصري خري‬ ‫ش���اهد على ذلك‪ .‬وعادة ما تتضمن الدساتري‬ ‫ن���ص يبني حالة الطوارئ ‪ ،‬ويضع ش���روطها‬ ‫وحي���دد م���ن يعلنه���ا أو يقرره���ا‪ ،‬ومدته���ا‪،‬‬ ‫وطريقة رفعها‪.‬‬ ‫وقان���ون الط���وارئ هو قان���ون معلق ال يصبح‬ ‫ناف���ذا إال بإج���راء الح���ق (مرس���وم أو ق���رار)‬ ‫يعل���ن حال���ة الط���وارئ‪ .‬ويتضم���ن قان���ون‬ ‫الطوارئ تقليص بعض صالحيات السلطات‬ ‫التش���ريعية والقضائي���ة ومنحها للس���لطات‬ ‫التنفيذية‪ ،‬كم���ا وأن أهم ما يتضمنه قانون‬ ‫الط���وارئ هو تل���ك التدابرياليت متس حقوق‬ ‫اإلنسان وحتد منها‪ ،‬وأخطرها القبض على‬ ‫"املش���تبه بهم" لفرتة غري حمددة دون توجيه‬ ‫إتهام‪ ،‬احلد من حري���ة التعبري والرأي وحق‬ ‫التجمع وغريها‪.‬‬ ‫والس���ؤال هو ه���ل من حاج���ة لقانون بش���أن‬ ‫حالة الطوارئ يف املرحلة االنتقالية‪:‬‬ ‫ال ميك���ن ألح���د إال أن يالح���ظ أن ليبيا متر‬ ‫بإضطراب���ات أمني���ة م���ن ح�ي�ن آلخ���ر‪ ،‬تقل‬ ‫أو تزي���د‪ ،‬لك���ن مبع���ث ه���ذه االضطراب���ات‬ ‫واالنفالت���ات األمني���ة ه���و انتش���ار الس�ل�اح‬ ‫عق���ب ث���ورة ش���عبية وإن ب���دأت س���لمية إال‬ ‫أنه���ا حتول���ت إىل حرب ب�ي�ن نظام سياس���ي‬ ‫اس���تبدادي من جهة و ثوار مدنيني مسلحني‬ ‫وبعض املنشقني من القوات املسلحة‪ ،‬وتدخل‬ ‫عس���كري من دول بعينها‪ ،‬إضافة إىل تدخل‬ ‫"الناتو" عسكريا اس���تنادا إىل قرارات جملس‬ ‫األم���ن الدول���ي‪ .‬كما وان عدم جن���اح املكتب‬ ‫التنفي���ذي وال اجمللس الوطين االنتقالي وال‬ ‫احلكوم���ة االنتقالي���ة بإدم���اج الث���وار ومجع‬ ‫الس�ل�اح ووض���ع احلل���ول للكتائب املس���لحة‬ ‫املنتشرة يف البالد‪ ،‬قد فاقم من الوضع‪.‬‬ ‫ورغم أن هذه االضطرابات والقالقل صاحبت‬ ‫وواكب���ت ومازالت التح���ول الدميقراطي و‬ ‫الفرتة االنتقالية‪ ،‬فإن التس���اؤل املطروح هو‬ ‫ملاذا مل يصدر قانون للطوارئ حتى اآلن؟‬ ‫ال ش���ك أن تقيي���م حال���ة الط���وارئ مس���ألة‬ ‫خت���ص القائمني على ش���ؤون الدول���ة‪ ،‬لكن‬ ‫ه���ذا التقيي���م ال يك���ون دون ط���رح املس���ألة‬ ‫للنقاش وعرضه���ا وتقديم املربرات هلا‪ ،‬ذلك‬ ‫ان إص���دار قان���ون للطوارئ يع�ن�ي فتح الباب‬ ‫على مصراعي���ه إلعالن حال���ة الطوارئ من‬

‫السلطات املختصة‪.‬‬ ‫وكما س���بق القول فإن التش���ريعات القائمة‬ ‫تعج بالعقوبات واإلجراءات األستثنائية سواء‬ ‫تل���ك املنصوص عليه���ا يف قانون���ي العقوبات‬ ‫و اإلج���راءات اجلنائي���ة‪ .‬ولع���ل اإلج���راءات‬ ‫املنصوص عليه���ا يف قانون حمكمة الش���عب‬ ‫ال���ذي مازال مطبق���ا وبقوة يدعو للتس���اؤل‬ ‫فيم���ا إذا كان���ت هن���اك من حاج���ة إلصدار‬ ‫قانون بش���أن الطوارئ‪ ،‬والتشريعات القائمة‬ ‫تكف���ل حال���ة ط���وارئ مس���تمرة‪ .‬إضافة إىل‬ ‫القانون رقم ‪ 38‬لس���نة ‪ 2012‬بش���أن بعض‬ ‫اإلج���راءات اخلاص���ة باملرحل���ة االنتقالي���ة‬ ‫الص���ادر يف ‪ ، 2012 .5 .2‬وه���و قان���ون لو مت‬ ‫تبني���ه حبالت���ه ال�ت�ي ق���دم بها كمش���روع ملا‬ ‫كان هن���اك من حاجة إلصدار قانون خاص‬ ‫بالطوارئ‪ ،‬لكن التش���ويه الذي حلقه خاصة‬ ‫يف امل���ادة (‪ )4‬وال���ذي اعط���ى حصان���ة لـم���ا‬ ‫استلزمته ثورة الس���ابع عشر من فرباير من‬ ‫"تصرفات عس���كرية أو أمني���ة أو مدنية قام‬ ‫به���ا الثوار بهدف إجناح الث���ورة أو محايتها"‪،‬‬ ‫وخل���ق بذل���ك متيي���زا وع���دم مس���اواة ب�ي�ن‬ ‫املواطن�ي�ن ال���ذي ج���اءت الث���ورة لوض���ع حد‬ ‫هل���ا‪ ،‬قد ح���د م���ن فعاليت���ه‪ .‬كم���ا أن بعض‬ ‫نصوص���ه أخل���ت مبب���ادئ حق���وق اإلنس���ان‬ ‫وعلى س���بيل املثال حرمت امل���ادة ‪ 5‬كل من‬ ‫صدر له أم���ر بأال وجه أو حك���م بالرباءة من‬ ‫حق���ه "يف الرجوع مدنيا عل���ى الدولة أو على‬ ‫م���ن ق���ام بإعتقال���ه"‪ .‬وهذه نص���وص أضرت‬ ‫باملرحل���ة االنتقالية اليت نعيش���ها اكثر مما‬ ‫نفعته���ا‪ .‬لذا أمل يك���ن من األج���دى مراجعة‬ ‫ه���ذا القانون والع���ودة إىل أصله كمش���روع‬ ‫قانون لكي يستوعب حالة الطوارئ القائمة‪،‬‬ ‫خاص���ة بالتوس���ع يف امل���ادة ‪ 1‬وع���دم ربطها‬ ‫فقط "باملعتقلني واملتحفظ عليهم من أعوان‬ ‫النظام السابق اثناء العمليات احلربية خالل‬ ‫ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر أو مبناس���بتها حت���ى نفاذ‬ ‫هذا القانون" وذلك بالتوس���ع يف األش���خاص‬ ‫املش���تملني يف ه���ذا القانون وع���دم حتديدها‬ ‫بتاريخ نفاذ القانون؟‬ ‫إذن طامل���ا أن هن���اك قوان�ي�ن تتص���ف‬ ‫باالستثنائية ما تزال سارية فإنها من وجهة‬ ‫نظ���ري كافي���ة ملواجه���ة حال���ة أو ح���االت‬ ‫الطوارئ اليت تنش���أ خالل الف�ت�رة االنتقالية‬ ‫مب���ا يف ذلك نصوص قانون حمكمة الش���عب‬ ‫رق���م ‪ 5‬لس���نة وتعديالت���ه وقان���ون رقم ‪38‬‬ ‫لسنة ‪ 2012‬بشأن بعض اإلجراءات اخلاصة‬ ‫باملرحلة االنتقالية‪.‬‬ ‫وإذا ما رأي املؤمتر الوطين العام عدم كفاية‬ ‫هذه التش���ريعات أو تبعثرها‪ ،‬فإن عليه وقبل‬

‫اص���دار قانون بش���أن الط���وارئ أن يكتفى به‬ ‫ويلغ���ي كافة اإلج���راءات االس���تثنائية اليت‬ ‫تنص عليها القوانني السارية‪.‬‬ ‫قان���ون بش���أن الط���وارئ يف غي���اب قان���ون‬ ‫للمجتمع املدني‪:‬‬ ‫رغ���م أن هناك مش���روع قانون قدم من جلنة‬ ‫خ�ب�راء إىل وزارة الثقاف���ة و اجملتم���ع املدني‬ ‫بشأن اجلمعيات منذ شهر مارس ‪ ،2012‬إال‬ ‫أن القانون مل ير النور بعد‪.‬‬ ‫وحي���ث أن املادة ‪ 15‬من اإلعالن الدس���توري‬ ‫تن���ص عل���ى "تكف���ل الدول���ة حري���ة تكوي���ن‬ ‫األح���زاب السياس���ية واجلمعي���ات وس���ائر‬ ‫منظم���ات اجملتم���ع املدن���ي‪ ،‬ويص���در قان���ون‬ ‫بتنظيمها"‪ ،‬ورغم صدور قانون لألحزاب‪ ،‬إال‬ ‫أن���ه مل يصدر حتى اليوم قان���ون للجمعيات‪.‬‬ ‫وحيث أن مش���روع القانون بشأن الطوارئ له‬ ‫حماذيره خبص���وص احلراك املدني يف ليبيا‬ ‫وس���يؤثر س���لبا عليه وقد يعص���ف باجملتمع‬ ‫املدني الوليد خاصة ما تعلق بالفقرات ‪،8 ،5‬‬ ‫‪ 10 ،9‬من املادة ‪ 3‬من مشروع القانون‪.‬‬ ‫ل���ذا‪ ،‬ويف غيبة قانون حيم���ي اجملتمع املدني‬ ‫م���ن تغ���ول الس���لطة التنفيذي���ة يف حال���ة‬ ‫الط���وارئ – إذا ما قرر اص���دار القانون‪ -‬فإنه‬ ‫من الالزم إص���دار قان���ون للجمعيات ينص‬ ‫على ضمان���ات و يوفر محاي���ة هلا من خالل‬ ‫تشريع حيمي مركزها يف حالة الطوارئ‪.‬‬ ‫م���ن يقرتح حالة الطوارئ وم���ن يعلنها ‪ ،‬وما‬ ‫مدتها؟‬ ‫ج���اء اإلعالن الدس���توري خاليا من اإلش���ارة‬ ‫إىل حال���ة الطوارئ وتنظيمه���ا رغم صدوره‬ ‫يف ف�ت�رة حرج���ة وقب���ل حتري���ر طرابل���س‪،‬‬ ‫عل���ى عك���س اإلع�ل�ان الدس���توري املص���ري‬ ‫والقان���ون التأسيس���ي للس���لط العمومي���ة‬ ‫التونس���ي اللذي���ن نظما حالة الط���وارئ‪ .‬إال‬ ‫أن التعدي���ل االخ�ي�ر لإلع�ل�ان الدس���توري‬ ‫الصادر ع���ن املؤمتر الوطين الع���ام نص على‬ ‫أن للمؤمت���ر الوطين العام إصدار تش���ريعات‬ ‫بإع�ل�ان حالة الطوارئ ورفعها وإعالن حالة‬ ‫احلرب ورفعها‪ ،‬ونص التعديل على أن يكون‬ ‫التصوي���ت على صدور تش���ريع باخلصوص‬ ‫بأغلبية مائة وعشرين عضوا على األقل‪.‬‬ ‫إال أن االش���كالية وإن كان���ت ليس���ت يف‬ ‫ص���دور القانون ذاته الذي يس���توجب أغلبية‬ ‫‪ 120‬صوت���ا‪ ،‬فإنه���ا تدق عن���د اإلعالن عن‬ ‫حال���ة الط���وارئ مبوجب ق���رار (كما جاء يف‬ ‫امل���ادة ‪ 1‬م���ن مش���روع القانون)‪ ،‬فهل س���يتم‬ ‫التعام���ل مع قرار اإلعالن بذات الطريقة أي‬ ‫بأغلبية ‪ 120‬صوتا كما س���يتم التعامل مع‬ ‫القان���ون؟ واجل���واب من وجه���ة نظرنا بنعم‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫ملف العدد‬ ‫ذل���ك أن القرار بإع�ل�ان حالة الطوارئ‬ ‫يس���توجب ‪ 120‬صوتا كم���ا هو احلال‬ ‫يف إص���دار قان���ون بش���أن الط���وارئ‪،‬‬ ‫فالقرار باإلعالن هو تش���ريع كما هو‬ ‫ح���ال القانون الص���ادر بش���أن الطوارئ‬ ‫مما يدخل يف نطاق املادة ‪ 1‬من التعديل‬ ‫الرابع لإلعالن الدستوري‪.‬‬ ‫إال أنه ويف حالة اإلجتاه إىل تبين قانون‬ ‫بش���أن الطوارئ‪ ،‬فإننا نب�ي�ن املالحظات‬ ‫التالية حول مشروع القانون املعروض‪:‬‬ ‫‪ .1‬إن اختصاص���ا جدي���دا وممي���زا ق���د‬ ‫من���ح لرئي���س املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام‬ ‫بإق�ت�راح إعالن حالة الط���وارئ‪ .‬وحيث‬ ‫أن اإلع�ل�ان الدس���توري ت���رك فراغ���ا‬ ‫دس���توريا فيما خي���ص رئاس���ة الدولة‬ ‫كم���ا وأن���ه مل ينص عل���ى "صالحيات‬ ‫خاصة" لرئي���س املؤمتر‪ ،‬إضافة إىل ان‬ ‫احلديث ع���ن اإلختصاصات ج���اء عاما‬ ‫"للمؤمتر" الذي حل حمل اجمللس وفقا‬ ‫لنص املادة ‪ 17‬من اإلعالن الدستوري‪،‬‬ ‫كما تبني لنا من خالل مشروع النظام‬ ‫الداخلي للمؤمتر أن هناك اجتاها ملنح‬ ‫رئي���س املؤمت���ر صالحي���ات م���ن بينها‬ ‫التوقيع على القوانني والقرارات‪ ،‬إال انه‬ ‫ليس من بينها اقرتاح التشريع (قوانني‬ ‫أو ق���رارات)‪ .‬وعليه فإنه من املهم التنبه‬ ‫هل���ذه النقط���ة و اس���تيعاب أن مش���روع‬ ‫قان���ون الط���وارئ س���يمنح اختصاص���ا‬ ‫جدي���دا لرئي���س املؤمتر الوط�ن�ي العام‬ ‫أال وهو ان إع�ل�ان حالة الطوارئ تكون‬ ‫بن���اء على إقرتاح إما م���ن رئيس املؤمتر‬ ‫الوطين العام أو من جملس الوزراء‪.‬‬ ‫‪ .2‬أنه ومن خالل املادة ‪ 1‬من مش���روع‬ ‫القان���ون‪ ،‬وح���ول إق�ت�راح ق���رار بإعالن‬ ‫حال���ة الط���وارئ‪ ،‬يتب�ي�ن أن���ه يف ح�ي�ن‬ ‫أن اإلق�ت�راح أعط���ي جملل���س ال���وزراء‬ ‫"كهيئ���ة" ولي���س لرئيس���ه‪ ،‬فإنه حني‬ ‫تعل���ق باملؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام من���ح‬ ‫اإلختصاص "لفرد" وهو رئيس املؤمتر‪.‬‬ ‫لذا فإنه قد يك���ون من األفضل أخذا يف‬ ‫اإلعتبار النموذج التونسي أن يكون بناء‬ ‫على اقرتاح م���ن عدد معني وكاف من‬ ‫أعضاء املؤمتر الوطين العام ‪.‬‬ ‫‪ .3‬إن���ه واس���تنادا للتعدي���ل األخ�ي�ر‬ ‫لإلعالن الدستوري الصادر عن املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي الع���ام‪ ،‬و حي���ث أن ن���ص املادة‬ ‫‪ 1‬من���ه تش�ت�رط موافق���ة ‪ 120‬عضوا‬ ‫على "التش���ريعات" ذات العالقة بإعالن‬ ‫حالة الطوارئ‪ ،‬ل���ذا فإننا نرى أن كال‬ ‫م���ن القانون بش���أن الط���وارئ أو القرار‬ ‫بإع�ل�ان حال���ة الطوارئ جي���ب أن يناال‬ ‫موافقة ‪ 120‬عضوا بإعتبار أن كليهما‬ ‫ينضويان حتت "التشريع"‪.‬‬ ‫‪ .4‬م���ن امله���م إعادة النظ���ر يف املادة ‪3‬‬ ‫م���ن مش���روع قان���ون حال���ة الط���وارئ‪،‬‬ ‫وه���ي التداب�ي�ر ال�ت�ي ميك���ن اختاذه���ا‬ ‫باخلص���وص‪ .‬ونلف���ت العناي���ة إىل‬ ‫نص���وص امل���واد ‪ .10 ،9 ،8 ،5‬وهي مواد‬ ‫متس احلريات العامة وحقوق اإلنسان‬ ‫بش���كل مباش���ر خاص���ة إج���راء القبض‬ ‫على "املش���تبه فيه"‪ ،‬أو املس���اس حبرية‬ ‫ال���رأي والتعبري"مبراقب���ة الرس���ائل‬ ‫أي���ا كان نوعه���ا ووس���ائل االتص���االت‬ ‫ووسائل اإلعالم املختلفة وايقافها"‪.‬‬ ‫‪ .5‬أن مش���روع القان���ون مل ينص على‬ ‫أي وس���يلة من وس���ائل الطعن يف هذه‬

‫التدابري االس���تثنائية‪ ،‬خاص���ة ما تعلق‬ ‫منها حبقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪ .6‬إن املش���روع وإن ن���ص عل���ى أن أي‬ ‫ق���رار بإع�ل�ان حالة الط���وارئ جيب أن‬ ‫حي���دد مب���دة حم���ددة (م‪ )2‬عل���ى أن‬ ‫تنته���ي يف كل األح���وال بإنتهاء الفرتة‬ ‫االنتقالي���ة (م ‪ ،)4‬ومل���ا كان���ت امل���دة‬ ‫االنتقالي���ة املتبقي���ة غري حم���ددة املدة‬ ‫خاص���ة وأنها ترتبط بوضع دس���تور مل‬ ‫تش���كل هيئته التأسيسية بعد‪ ،‬فإنه من‬ ‫األفضل وضع سقف حمدد رقميا على‬ ‫أن يربط أم���ر جتديده بعرضه جمددا‬ ‫عل���ى املؤمت���ر الوطين الع���ام وخضوعه‬ ‫للتصويت جمددا‪.‬‬ ‫ومن ينفذ حالة الطوارئ؟‬ ‫نصت املادة ‪ 2‬من مش���روع القانون على‬ ‫أن "ق���رار" إعالن حال���ة الطوارئ جيب‬ ‫أن حيدد "الس���لطات املختصة بإنفاذه"‪.‬‬ ‫وموض���وع التنفي���ذ يف الوق���ت احلال���ي‬ ‫موض���وع ش���ائك ومتش���ابك‪ ،‬وال ميكن‬ ‫ترك أمره دون ربطه جبهات رمسية يف‬ ‫الدولة أو على األقل النص على استبعاد‬ ‫مشاركة اجملموعات املسلحة بتنفيذه‬ ‫حت���ى وإن كان مأذون���ا أو مرخصا هلا‬ ‫من وزارة الدف���اع أو الداخلية‪ .‬ذلك أنه‬ ‫ومل���ا كان أمر اس���تيعاب ه���ذه الكتائب‬ ‫مل حيس���م بع���د‪ ،‬كم���ا وان انضمامه���ا‬ ‫للجي���ش اللي�ب�ي ككتل حم���ل انتقاد‪،‬‬ ‫فإنه من املهم حتديد اجلهات الرمسية‬ ‫املخول���ة (ش���رطة نظامي���ة أو جي���ش‬ ‫نظام���ي) أو اس���تبعاد الكتائب املس���لحة‬ ‫من أمر تنفيذ حالة الطوارئ‪.‬‬ ‫اخلامتة‪:‬‬ ‫خنلص إىل ما يلي‪:‬‬ ‫‪ .1‬أنن���ا ال ن���رى حاجة لص���دور قانون‬ ‫بش���أن الط���وارئ يف ظ���ل قوان�ي�ن م���ا‬ ‫ت���زال س���ارية تك���رس حال���ة الطوارئ‬ ‫مب���ا يف ذل���ك قان���ون حمكم���ة الش���عب‬ ‫وقان���ون اإلج���راءات اخلاص���ة‪ .‬وأنه يف‬ ‫حالة اإلجت���اه إلصدار قان���ون طوارئ‪،‬‬ ‫فإن���ه جي���ب إع���ادة النظ���ر يف القوانني‬ ‫االستثنائية السارية و‪ /‬أو الغاؤها‪.‬‬ ‫‪ .2‬إن مش���روع القان���ون يف حاج���ة‬ ‫ملراجع���ة جدي���ة‪ ،‬وفت���ح ب���اب النق���اش‬ ‫بش���أنه‪ .‬كم���ا وانه حباج���ة لضبط يف‬ ‫مصطلحات���ه وإجراءت���ه وقواع���ده مبا‬ ‫حي���د م���ن طريق���ة اقرتاح���ه وإصداره‬ ‫ومدته و أمر تنفيذه‪.‬‬ ‫‪ .3‬إن احلاج���ة ملح���ة إلص���دار قانون‬ ‫اجلمعيات حلماي���ة اجملتمع املدني من‬ ‫أي افتئات أو س���وء تقدير من الس���لطة‬ ‫التنفيذية‪.‬‬ ‫إننا اليوم‪ ،‬وبعد أن قطعنا شوطا يذكر‬ ‫يف مرحل���ة التح���ول الدميقراطي إمنا‬ ‫نأمل رغم الظروف األمنية املضطربة‬ ‫أن ال يك���ون الس���بيل إىل ح���ل األزمات‬ ‫األمنية اللجوء إىل تشريعات استثنائية‬ ‫بشكل واسع ظنا منها أنها احلل الوحيد‬ ‫ألنه���ا احل���ل االس���رع‪ ،‬ب���ل جي���ب بن���اء‬ ‫منظومة متكاملة من التدابري مبا فيها‬ ‫طرق مجع السالح وادماج الثوار ونشر‬ ‫ثقافة البناء والتسامح ونبذ اجلهوية‪ ،‬و‬ ‫قط���ع خطوات جدية يف ملف املصاحلة‬ ‫الوطني���ة وه���ي ملف���ات مل تنج���ح‬ ‫احلكومات املتعاقبة يف إجياد حلول هلا‪.‬‬ ‫واهلل املستعان‬

‫‪15‬‬

‫مسودة مشروع قانون الطوارئ‬ ‫•املؤمتر الوطين العام‬ ‫•بعداإلطالع‪ - :‬على اإلعالن الدستوري املؤقت الصادر يف ‪ 2011\8\3‬وتعديالته‪.‬‬ ‫ وعلى قانون اإلجراءات اجلنائية والقوانني املعدلة له‪.‬‬‫وبن���اء على مقتضيات املصلحة العامة واحلاجة إىل معاجل���ة التهديدات والتحديات األمنية اليت متر بها‬ ‫ليبيا يف املرحلة االنتقالية من الثورة إىل الدولة‪.‬‬ ‫أصدر القانون اآلتي‪:‬‬ ‫•املادة األوىل‪:‬‬ ‫جي���وز إعالن حالة الطورائ بقرار من املؤمت���ر الوطين العام يصدر بنا ًء على إقرتاح رئيس املؤمتر الوطين‬ ‫الع���ام أو جمل���س الوزراء كلما تع���رض األمن أو النظام الع���ام يف أرض الدولة الليبي���ة أو يف أي منطقة‬ ‫للخطر س���واء كان ذلك بس���بب وقوع حرب او قيام حالة تهدد بوقوعها أو حدوث اضطرابات يف الداخل أو‬ ‫حدوث كوارث عامة أو انتشار وباء‪.‬‬ ‫•املادة الثانية‪:‬‬ ‫حيدد قرار إعالن حالة الطوارئ سببها ومدتها ونطاق تطبيقها والتدابري والسلطات املختصة بإنفاذها‪.‬‬ ‫وال تكون اإلجراءات أو التدابري املتخذة وفقا ألحكام القانون صحيحة إال إذا كانت الزمة ملواجهة السبب‬ ‫احملدد يف القرار‪.‬‬ ‫•املادة الثالثة‪:‬‬ ‫للمؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام أن يقرر يف حدود ما تدعو إلي���ه الضرورة املوجبة إلعالن حال���ة الطوارئ‪ ،‬اختاذ‬ ‫واحد أو أكثر من التدابري التالية‪:‬‬ ‫‪ :1‬مجع ومصادرة األسلحة والذخائر واملفرقعات يف أي يد كانت‪.‬‬ ‫‪ :2‬حتديد مواعيد فتح احملال العمومية وإغالقها‪.‬‬ ‫‪ :3‬حظر التجول يف مواعيد أو أماكن معينة أو منع املرور منها أو إخالء بعض املناطق أو عزهلا‪.‬‬ ‫‪ :4‬حتديد حمال إقامة األشخاص الذين يتبني خطرهم على األمن العام أو منع إقامتهم وترددهم يف‬ ‫مناطق معينة ملدة اقصاها شهرا‪.‬‬ ‫‪ :5‬القبض على املشتبه فيهم أو معتادي اإلجرام أو اخلطرين على األمن واعتقاهلم‪.‬‬ ‫‪ :6‬تفتيش األشخاص واألماكن واملساكن ووسائط النقل‪.‬‬ ‫‪ :7‬إبعاد األجانب الذين يشكل وجودهم يف البالد خطرا على األمن أو السالمة العامة‪.‬‬ ‫‪ :8‬إصدار أوامر التفرق ألي جمموعة من األش���خاص يش���كل جتمعهم خطرا حمدقا على األمن العام‬ ‫والقبض على من مل ميتثل منهم لذلك‪.‬‬ ‫‪ :9‬ف���رض احلراس���ة على األموال ووضع قيود على التحوي�ل�ات املالية يف الداخل أو مع اخلارج وحظر‬ ‫إسترياد أو تصدير سلع معينة‪.‬‬ ‫‪ :10‬األمر مبراقبة الرسائل أيا كان نوعها ووسائل االتصاالت ووسائل اإلعالم املختلفة وإيقافها‪.‬‬ ‫‪ :11‬إعالن منطقة معينة منطقة عسكرية وتعيني حاكم عسكري هلا‪.‬‬ ‫•املادة الرابعة‪:‬‬ ‫تنتهي حالة الطوارئ بانتهاء مدتها أو زوال سببها‪ ،‬وتنتهي يف مجيع األحوال بانتهاء املرحلة االنتقالية‪.‬‬ ‫•املادة اخلامسة‪:‬‬ ‫يعاق���ب باحلب���س مدة ال تقل عن س���تة أش���هر وبغرام���ة ال تزيد عن ثالث���ة آالف دين���ار أو بأحدى هاتني‬ ‫العقوبت�ي�ن كل م���ن خيالف أيا م���ن التدابري أو اإلج���راءات أو األوامر ال�ت�ي تصدر طبقا هل���ذا القانون أو‬ ‫القرارات الصادرة مبقتضاه‪.‬‬ ‫•املادة السادسة‪:‬‬ ‫يعمل بهذا القانون من تاريخ صدوره وينشر يف اجلريدة الرمسية‪.‬‬ ‫املؤمتر الوطين العام‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫من دكتاتور ّية الطغاة إىل دكتاتور ّية ضحاياهم‬ ‫خض���م الغليان االجتماعي الذي نعيش���ه‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫من���ذ ان���دالع الث���ورة العربية ‪ ،‬طف���ت عدّة‬ ‫مس���ائل كان���ت حمبوس���ة يف قمق���م “‬ ‫املس���كوت عنه “ ‪ ،‬وأضحت كاحلقل امللغوم‬ ‫الذي جي���ري فيه جدل الساس���ة واملثقفني‬

‫‪ ،‬ومب���ا أ ّن���ي مواطن عربي إىل ح��� ّد كتابة‬ ‫ه���ذه الزف���رة‪ ،‬أمس���ح لنفس���ي باخل���وض‬ ‫يف ه���ذه اللج���ة اخلط�ي�رة وليك���ن ّ‬ ‫تدخلي‬ ‫احملف���وف ّ‬ ‫ب���كل اال ّتهامات املمكن���ة‪ ،‬احملّلية‬ ‫ّ‬ ‫منه���ا واملس���توردة‪ ،‬بعرض ملخ���ص ملفهوم‬

‫وعامة الناس مبا يف ذلك اخلالة مربوكة‬ ‫ّ‬ ‫بائع���ة البخ���ور واملس���ك‪ ،‬وج���اري الثقي���ل‬ ‫املخت���ص س���ابقا يف حتلي���ل مباريات كرة‬ ‫ّ‬ ‫القدم الوطنية والعاملية‪.‬‬ ‫م���ن ضم���ن ه���ذه املس���ائل املتداول���ة عل���ى‬ ‫ّ‬ ‫كل لس���ان‪ ،‬قض ّي���ة املواطن���ة ومقتضياتها‬

‫املواطنة لدينا قبل قيام الثورة‪.‬‬ ‫ببس���اطة ش���ديدة هي أن حتكم غلق فمك‪،‬‬ ‫بهم���ة عالية كّلم���ا أنهى أحد‬ ‫وأن تص ّف���ق ّ‬ ‫الطغ���اة خطبت���ه العصم���اء‪ ،‬وم���ن فروعها‬ ‫كذل���ك أن ترض���ى بالفت���ات وتزه���د يف‬ ‫احلي���اة وتنتظر امل���وت آمن���ا مطمئ ّن���ا‪ ،‬فإذا‬

‫فثمة جم���االت عدّة‬ ‫ح ّن���ت نفس���ك للتعبري ّ‬ ‫لذل���ك‪ ،‬منها التعلي���ق على مباري���ات الكرة‬ ‫مّ‬ ‫وال�ت�رن بإح���دى األغان���ي هليف���اء أو ألحد‬ ‫ممن ثبتت براءته من‬ ‫الفنانني الش���عبيني ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫هم سياس���ي أو ميوالت ثقافية ال قدّر‬ ‫كل ّ‬ ‫اهلل‪ ،‬ه���ذه خالص���ة املواطن���ة يف مفهومه���ا‬ ‫القديم ولك ّننا قمنا بثورات عظيمة لنقضي‬ ‫على الظلم والتهميش وتنش���ئة اإلنس���ان ‪،‬‬ ‫فهل حنن يف مسعانا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫مل ال نلقي نظرة على مفهوم املواطنة لدى‬ ‫ّ‬ ‫البعض م ّنا وحنن نتن���زه يف رياض الربيع‬ ‫العربي؟‬ ‫وم ّنا من يرى ّ‬ ‫أن عيش���نا املشرتك يف رقعة‬ ‫جغراف ّي���ة حم���دّدة يع�ن�ي متاث���ل نظرتن���ا‬ ‫للعامل وتقاسم األفكار واملعتقدات وامليوالت‬ ‫ّ‬ ‫وكل م���ن يف ّك���ر بطريق���ة مغايرة‬ ‫ذاته���ا‪،‬‬ ‫ننظر إليه شذرا ونكيل له ال ّتهم فهو كافر‬ ‫من���دس أو مائ���ع أو‬ ‫أو خائ���ن أو عمي���ل أو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫احل���ظ تتهاطل‬ ‫متخّل���ف ‪ ،‬ف���إن كان وافر‬ ‫علي���ه ح ّتى الته���م املتضاربة ‪ ،‬ولن���ا يف هذا‬ ‫الضجي���ج املهيمن عل���ى األرض العربية ما‬ ‫ال حيصى من األمثلة‪.‬‬ ‫م���اذا فعلن���ا إذن؟‪ ،‬ه���ل بدّلن���ا دكتاتوريّ���ة‬ ‫اجلبابرة بدكتاتوريّة ضحاياهم؟‪ ،‬يا خيبة‬ ‫املس���عى إن ُق���دّر هل���ذه الث���ورات أن تتح ّول‬ ‫إىل ب���ؤر لإلقصاء واإللغ���اء وفرض مواطن‬ ‫م���ا معتق���ده وآراءه ومجل���ة أف���كاره وح ّتى‬

‫بني املثقف والدولة جدل الرمز‪.....‬والسلطة‬ ‫ظل���ت العالق���ة ب�ي�ن املثق���ف كفاع���ل مؤث���ر يف‬ ‫اجملتم���ع وبني م���ن ينظم ذاك اجملتم���ع واملتمثل‬ ‫يف الدول���ة غائب���ة ع���ن الط���رح التفعيل���ي اجلاد‬ ‫على مس���توى حميطن���ا العرب���ي س���واء بالقراءة‬ ‫واالس���تنطاق ملوضوعية تلك العالق���ة وما يدور‬ ‫يف فلكه���ا أو بوض���ع تص���ورات و استش���راقات‬ ‫ملس���تقبل قريب وبعيد عن تل���ك العالقة من أجل‬ ‫صياغ���ة دور اجتماع���ي مؤث���ر للمثق���ف وداف���ع‬ ‫جملتمعه(دولته)‪...‬‬ ‫ولع���ل املفك���ر العرب���ي الدكتور حمم���د حافظ‬ ‫دي���اب هو أه���م من عرض هلذا ال���درس وجنح يف‬ ‫وض���ع قراءة فكري���ة اجتماعي���ة جريئة وخالقة‬ ‫معاص���رة يف دراس���ته "املثق���ف العرب���ي والدولة ـ‬ ‫جدل الرمز والسلطة"‬ ‫اليت ح���ددت أزمة العالقة ب�ي�ن املثقفني والدولة‬ ‫يف أوج���ه ثالث���ة‪ :‬أوهلا‪ ،‬غياب انتجلنس���يا عربية‪،‬‬ ‫كجماع���ة اجتماعي���ة منظم���ة‪ ،‬مس���تقلة ذاتياً‪،‬‬ ‫أصيل���ة‪ ،‬منتج���ة خلطاب���ات نقدي���ة‪ ،‬ومع�ب�رة‬ ‫ومنس���قة ومنظ���رة للممارس���ات اجملتمعي���ة‬ ‫املختلف���ة‪ ،‬وعضوية عل���ي املس���توي االجتماعي‪،‬‬ ‫ومتخلص���ة م���ن التبعي���ة النظرية والفلس���فية‬ ‫النتلجنس���يا املرك���ز الرأمسال���ي‪ .‬ثانيه���ا يكمن‬ ‫يف س���يطرة اجملتم���ع السياس���ي والدول���ة عل���ي‬ ‫احلي���اة االجتماعية والثقافي���ة واجملتمع املدني‪،‬‬ ‫حي���ث ظلت العالقة بينهم���ا عالقة تبعية ضيقة‬ ‫ميارس���ها السياس���ي علي الثقايف‪ ،‬بالسعي حثيثاً‬ ‫إلدم���اج املثق���ف يف مش���روع الدول���ة السياس���ي‪.‬‬ ‫أم���ا الثال���ث فيتح���دد يف حداث���ة التع���رف عل���ي‬

‫الفيتوري الصادق‬ ‫العالق���ة املعق���دة ب�ي�ن الثق���ايف والسياس���ي‪ .‬إذ‬ ‫كان الب���د من م���رور فرتة كافي���ة‪ ،‬لكي تعرف‬ ‫البني���ة األيديولوجية اليت كان���ت تنظم نظرية‬ ‫وممارس���ة احلرك���ة الوطنية‪ ،‬أثناء االس���تعمار‬ ‫وبع���ده‪ ،‬أن الثق���ايف ميك���ن أن تك���ون ل���ه وظائف‬ ‫أخ���ري‪ ،‬م���ن خ�ل�ال الرم���زي (الف�ن�ي‪ ،‬واألدبي)‪،‬‬ ‫ولي���س ع�ب�ر الفك���ري والعقالني‪ ،‬كم���ا كانت‬ ‫تت���م األم���ور بالنس���بة للخط���اب األيديولوج���ي‬ ‫والسياسي‪.‬‬ ‫وج���اء ه���ذا االس���تخالص التفصيل���ي للدكتور‬ ‫دياب بعد أن قدم عرضا عميقا وتارخييا للعالقة‬ ‫بني السياسي والثقايف الذي بدأه‬ ‫برف���ض تقلي���ص العالقة ب�ي�ن املثق���ف والدولة‬ ‫إل���ي منوذج ملثق���ف فرد يقف قبالة س���لطة دولة‬ ‫وقس���م املثقفني إل���ي‪" :‬املثق���ف احلاذق‬ ‫مطلق���ة‪َّ ،‬‬ ‫ال���ذي يتعي���ش علي رض���ا الناس والس���لطة معاً‪،‬‬ ‫واالنتلجنس���ي الناق���د املنخ���رط يف مش���روع‬ ‫مجع���ي‪ ،‬والنرجس���ي ال���ذي يدَّع���ي يف كل وقت‬ ‫أن���ه قال ذل���ك‪ ،‬واخلبري الذي يقتص���ر دوره علي‬ ‫تقديم املش���ورة أو الرأي يف ح���دود ما يطلب منه‪،‬‬ ‫واملدرسي الذي يروي دائماً عن غريه‪ ،‬واإلشكالي‬ ‫باملع�ن�ي اللوكاتش���ي‪ ،‬ال���ذي يبح���ث ع���ن جتاوز‬ ‫يع���رف مس���بقاً أنه لن يطال���ه‪ ،‬ناهينا ع���ن "األرز‬ ‫ق���ي" الذي يكرس همه يف اإلف���ادة من االمتيازات‬

‫الداعمة ملصلحته‪ ،‬والعوملي املرتبط بالكومربادور‬ ‫والش���ركات الكونية عابرة الق���ارات"‪ .‬أما الدولة‬ ‫فـ"تتناهب العامل العربي تنويعات هلا‪ ،‬مل يتأسس‬ ‫جماهلا السياسي علي مفاهيم التعاقد واملصلحة‬ ‫العامة‪ ،‬ب���ل علي مفهوم ديين للهوية‪ ،‬وعلي مبدأ‬ ‫تبعي���ة اجملتمع هل���ا‪ ،‬مبا حدا باجملالني السياس���ي‬ ‫والثق���ايف أن يضحي���ا ج���زءاً منه���ا‪ .‬س���اعد عل���ي‬ ‫ذلك‪ ،‬اتس���ام الدولة العربي���ة القطرية يف اجململ‬ ‫بالتقلب���ات الش���ديدة‪ ،‬ومج���ود األجه���زة‪ ،‬وحتول‬ ‫آلياتها املادية إل���ي قوة قمع حمضة‪ ،‬تؤكد ذاتها‬ ‫بالغلب���ة‪ ،‬وبتمك�ي�ن فري���ق اجتماعي م���ن اآلخر‪،‬‬ ‫وتس���ند أيديولوجياته���ا س���لطة رمزي���ة لضمان‬ ‫والء مواطنيه���ا‪ ،‬م���ع غياب آليات تداول الس���لطة‬ ‫وانتقاهل���ا‪ ،‬وتآكل ظاه���رة النخب���ة والعجز عن‬ ‫تدويرها‪ ،‬وحصره���ا يف حلقات ضيقة‪ ،‬وخباصة‬ ‫يف اجمل���ال السياس���ي املؤم���م وتصاع���د ارتهانه���ا‬ ‫للم�ت�رو بول‪ .‬وزاد يف الوط���أة‪ ،‬تواجد هذه الدولة‬ ‫يف إط���ار جمتم���ع عربي‪ ،‬مل يقط���ع فيه احلديث‬ ‫عالئقه علي حنو جذري مع ما سبقه‪ ،‬أي ما قبل‬ ‫احلداث���ة‪ ،‬مما أنتج حداث���ة معاقة‪ ،‬وقاد إلي حال‬ ‫من التصحر السياسي والثقايف"‪.‬‬ ‫____________‬ ‫هامش‬ ‫•الدكت���ور حمم���د حاف���ظ دي���اب أس���تاذ‬ ‫األنثربولوجي���ا بكلي���ة اآلداب ‪/‬جامع���ة بنه���ا‬ ‫املصرية‬

‫حممد اهلادي اجلزيري‬ ‫هواجس���ه وهلوس���اته عل���ى املواط���ن اآلخر‬ ‫ش���ريكه يف الوطن‪ ،‬ولكن هل املش���اركة يف‬ ‫ثم‬ ‫الوطن تعين أ ّننا نس���خ مطابقة لألصل‪ّ ،‬‬ ‫ما أصل هذه الثورات ؟‪ ،‬أليس���ت صادرة عن‬ ‫رغبتن���ا اجلماع ّية يف احلريّ���ة واالنعتاق ؟‪،‬‬ ‫مم���ن يدعون إىل حتويل‬ ‫حذار حذار حذار ّ‬ ‫اجملتم���ع إىل ش���ركة “ وطن ّي���ة “ إلنت���اج‬ ‫طوابع الس���كر أو علب السردين ‪ ،‬حذار قبل‬ ‫فوات األوان وندم الشهداء‪.‬‬

‫املسرح الــ‬ ‫أغلب املراقبني واحملللني السياس���يني واملهتمني بالشأن‬ ‫العام فى بالدنا يرون أن هذا البلد الذي عاش أهله حتت‬ ‫نظام حكم قمعي دكتاتوري طيلة أربعة عقود ون ّيف‬ ‫وق���د ثاروا ومحلوا الس�ل�اح وانتصروا فى حرب كانت‬ ‫ب���كل املقايي���س العس���كرية والسياس���ية واالجتماعية‬ ‫خاس���رة لكنهم انتصروا وصارت بالدهم غابة ينتش���ر‬ ‫فيها الس�ل�اح جبميع أنواعه وهو يف أيدي ش���باب قد ال‬ ‫ميك���ن أن ينضبطوا أو خيضع���وا حلكم قانوني أو عريف‬ ‫‪ ،‬وفي���ه قبائل خمتلف���ة يف توجهاتها ومصاحلها وحتى‬ ‫أصوهلا وانتماءات زعمائها ‪ ،‬وهكذا فقد كانت الصورة‬ ‫س���وداوية خميف���ة وانعكس ه���ذا التص ّور عل���ى القوى‬ ‫الوطني���ة والقومي���ة يف الوطن العرب���ي واىل حد ما يف‬ ‫العامل وخصوصا الغربي وعلى رأس���ه الواليات املتحدة‬ ‫األمريكية ‪ ،‬وهلؤالء مصاحل كثرية وكبرية ‪،،‬‬ ‫فالقومي���ون رأوا دون روّية أن الليبي�ي�ن خانوا القضية‬ ‫القومي���ة عندم���ا طلبوا مس���اعدة النات���و (حلف مشال‬ ‫األطلس���ي ) وقال���وا لنا أنك���م بطلب تدخ���ل الغرب إمنا‬ ‫فتحتم أبواب بالدكم مرة أخرى للس���يطرة األجنبية‬ ‫واالستعمار الغربي ‪،‬‬ ‫والوطني���ون انقس���موا ب�ي�ن م���ن يطلب���ون احلري���ة‬ ‫والدميقراطي���ة وحق���وق اإلنس���ان وم���ن يرتبط���ون‬ ‫مبصاحلهم م���ع حكم فتح هل���م أبواب الكس���ب احلرام‬ ‫دون رقيب أو حسيب وأرادوا إبقاء ذلك احلكم ‪،‬‬ ‫وف���ى أت���ون احل���رب أنقس���م الوطني���ون م���رة أخ���رى‬ ‫ب�ي�ن منتص���ر ومه���زوم ‪ ،‬وكان املنتص���رون علمانيون‬ ‫وس���لفيون وإخ���وان وقومي���ون وانتهازي���ون يف حني أن‬ ‫املنهزمني بني هارب يبحث عن مكان يوارى فيه رأس���ه‬


‫‪17‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫درس بنغازي‪ :‬إنقاذ الربيع‬ ‫هك���ذا ب���كل بس���اطة خرج أه���ل بنغ���ازي إىل‬ ‫الش���وارع وطردوا املليشيات املس���لحة املوالية‬ ‫لتنظي���م القاع���دة م���ن مدينته���م‪ ،‬ك���م هي‬ ‫عظيمة هذه البنغازي فمثلما أثبتت من قبل‬ ‫أن���ه ميكن التخلص من الق���ذايف ها هي تثبت‬ ‫الي���وم أن املليش���يات اإلرهابي���ة ال�ت�ي حتاول‬ ‫س���رقة ربيع العرب ليس���ت نتيجة حتمية ال‬ ‫مفر منه���ا بل هي جم���رد كائن���ات طفيلية‬ ‫تك�ب�ر وتتعاظ���م يف غف�ل�ات التاري���خ ‪ -‬مثلها‬ ‫مثل الطغاة – ومتى ما كان الشعب حريصا‬ ‫على الدفاع عن حريته ووفيا لدماء ش���هدائه‬ ‫فإن التخل���ص منها ال يكلف أكثر من ثالث‬ ‫ساعات!‪.‬‬ ‫مأس���اة الربي���ع العرب���ي أنه فص���ل واحد من‬ ‫أربع���ة فص���ول حي���ث مل تكن أغلب الش���عوب‬ ‫العربية متلك خطة للتعامل مع ما يتبعه من‬ ‫صيف وخريف وش���تاء‪ ،‬مت اختص���ار احلرية‬ ‫يف حلظ���ة إس���قاط الطاغي���ة ومت اخت���زال‬ ‫الدميقراطي���ة يف صن���دوق االنتخاب���ات‪،‬‬ ‫وتناس���ى الق���وم أن الرحل���ة باجت���اه الع���امل‬ ‫احل���ر طويل���ة ج���دا‪ ،‬ولذلك ش���اهدنا يف دول‬ ‫الربي���ع صورا ليس هلا أدن���ى عالقة باحلرية‬ ‫أو الدميقراطي���ة فالصحفي���ون يتعرض���ون‬ ‫للمالحقة واألقليات تضطهد والفن حمارب‬

‫والفساد الذي كان مرتبطا بشخص الزعيم‬ ‫األوحد حتول إىل مؤسس���ة ش���عبية يتقاسم‬ ‫غنائمه���ا أم���راء األح���زاب‪ ،‬أما املواط���ن الذي‬ ‫كان يتلق���ى الصفعات يف س���جون املخابرات‬ ‫بس���بب تعاطيه السياس���ة فقد أصب���ح يتلقى‬ ‫الصفع���ات أم���ام بيت���ه بس���بب ع���دم تعاطيه‬ ‫السياسة!‪..‬أي أن القمع أصبح (ديلفري)!‪.‬‬ ‫باختص���ار ال ميك���ن صناع���ة الدميقراطي���ة‬ ‫مبج���رد خل���ع احلاك���م املس���تبد واس���تبداله‬ ‫حباكم منتخب‪ ،‬حتى أمريكا جباللة قدرها‬ ‫حاول���ت تطبي���ق ه���ذه النظري���ة البائس���ة يف‬ ‫العراق وفش���لت فش�ل�ا ذريعا‪ ،‬ظنت أنها حني‬ ‫تزيح صدام حسني وتأتي برجل عرب صناديق‬ ‫االقرتاع مثل نوري املالكي سوف تصنع عراقا‬ ‫دميقراطي���ا يكون منوذجا ل���كل دول املنطقة‪،‬‬ ‫ولكنها اكتش���فت بعد س���نوات قليلة أن كل‬ ‫ما فعلته ه���و أنها غريت مكان مقود الس���يارة‬ ‫من اليس���ار إىل اليمني بينما بقي الطريق هو‬ ‫ذاته مل يتغري‪ ،‬فالعراق اليوم يتصدر القائمة‬ ‫العاملية يف أكثر الدول فسادا ويتذيل القائمة‬ ‫العاملية يف احلريات الصحفية‪ ،‬أما الس���جون‬ ‫اليت كانت تغص مبعارضي صدام أصبحت‬ ‫تغص مبعارضي املالكي‪ ،‬ومثلما كان بإمكان‬ ‫الطاغية املستبد أن يصدر أحكام اإلعدام ضد‬

‫خلف احلربي‬ ‫نوابه ووزرائ���ه الذين خيتلفون معه يف الرأي‬ ‫أصبح بإمكان الطاغية املنتخب إصدار أحكام‬ ‫اإلع���دام ضد نواب���ه ووزرائ���ه‪ ..‬وبالطبع دائما‬ ‫توجد حمكمة تفهم مزاج الزعيم!‪.‬‬ ‫الدميقراطي���ة ال تعين أبدا اس���تبداد األغلبية‬ ‫ال�ت�ي جييء بها صن���دوق االنتخابات‪ ،‬فنتائج‬ ‫االنتخاب���ات متغ�ي�رة بينما الثاب���ت هو حقوق‬ ‫اإلنس���ان واحرتام األقليات وحماربة الفس���اد‬

‫واس���تقالل القضاء واملس���اواة ب�ي�ن املواطنني‪،‬‬ ‫ب���ل إن نتائ���ج االنتخابات يف بع���ض األحيان‬ ‫ال تعك���س تطلع���ات اجملتمع بق���در ما تعكس‬ ‫طبيع���ة املرحل���ة السياس���ية ال�ت�ي مي���ر به���ا‪،‬‬ ‫وأك�ب�ر دليل على ذل���ك ف���وز الليرباليني يف‬ ‫انتخابات بلد ع���رف باحملافظ���ة والتقليدية‬ ‫مثل ليبيا وفوز اإلس�ل�اميني يف انتخابات بلد‬ ‫عرف بالتسامح واالنفتاح مثل تونس!‪.‬‬ ‫يف بنغ���ازي أثب���ت الليبي���ون أن الدف���اع ع���ن‬ ‫الدميقراطي���ة أهم بكثري من حلظة الوصول‬ ‫إليها‪ ،‬فالشعب الذي أسقط الطاغية بدباباته‬ ‫وطائرات���ه وخمابرات���ه ل���ن يك���ون عاجزا عن‬ ‫إس���قاط مليش���يات مارق���ة تس���عى إلعادت���ه‬ ‫إىل القرون الوس���طى‪ .‬لقد ق���دم أهل بنغازي‬ ‫درس���ا رائعا ملخصه أنه م���ن الغباء التارخيي‬ ‫دفع كل ه���ذه التضحيات إلزاح���ة ديكتاتور‬ ‫دم���وي ث���م االستس�ل�ام جملموع���ات إرهابية‬ ‫س���وف حتيل حياته���م إىل جحي���م حقيقي‪..‬‬ ‫لو مل يقوموا بذل���ك جلاءهم زمان يرتمحون‬ ‫فيه عل���ى أيام الديكتات���ور مثلما يفعل بعض‬ ‫العراقيني اليوم!‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫عكاظ السعودية‬

‫ــــــــــــسياسى فى ليبيا بعد ثورة الشعب ‪2012 – 9 – 20‬م‬ ‫عبدالوهاب حممد الزنتانى‬ ‫وسجني ال يعرف ما الذي سيواجهه ‪،‬‬ ‫وكان املوق���ف األوربي األمريك���ي يرى توجيه‬ ‫د ّف���ة السياس���ة الليبي���ة إىل القب���ول حبك���م‬ ‫اس�ل�امى بعد الث���ورة وهذا االجت���اه مبنى على‬ ‫عدة اعتب���ارات واس�ت�راتيجيات خت���دم بالطبع‬ ‫مصاحله���م فى ليبيا وأفريقي���ا كما نرى فيما‬ ‫يلي ‪:‬‬ ‫األول ‪ ،‬أن دول أورب���ا الغربية مدعومة باملوقف‬ ‫األمريكي وذراعها العس���كري ( الناتو ) ترى أن‬ ‫من حقه���ا وقد قدم���ت العون العس���كري الذي‬ ‫س���اعد الليبي�ي�ن عل���ى حتطي���م آل���ة القذاف���ى‬ ‫العس���كرية ول���وال ذل���ك م���ا كان للث���وار أن‬ ‫ينتص���روا عل���ى األق���ل يف املنظ���ور القريب مع‬ ‫حتم���ل تبع���ات م���ا حتدث���ه تل���ك احلمل���ة اليت‬ ‫ّ‬ ‫أعده���ا القذاف���ى للقضاء عل���ى ثورة الش���عب ‪،‬‬ ‫وتلك حقيقة‬ ‫وثاني���ا ‪ ،‬أنه���ا اى دول أورب���ا الغربي���ة ومعه���ا‬ ‫الوالي���ات املتح���دة األمريكية كان���ت وما تزال‬ ‫ترى فى تنظيم‪ ....‬القاعدة اليت صارت تنش���ط‬ ‫عس���كريا مبنطقة غ���رب أفريقي���ا متثل خطرا‬ ‫مباش���را على املصاحل الغربية وتهدد االستقرار‬ ‫السياس���ي ف���ى مش���ال وغ���رب أفريقي���ا وأنه���ا‬ ‫أكثر بكث�ي�ر من خطر القاعدة يف أفغانس���تان‬ ‫نظ���را لقرب املنطق���ة اليت تتح���رك منها وهى‬ ‫تق���وم خبطف وقتل األوربي�ي�ن وأن دول مشال‬ ‫أفريقيا غ�ي�ر قادرة منف���ردة عل���ى اقتالعها أو‬ ‫مواجهتها ‪ ،‬أو على األق���ل غري راغبة فى الوقت‬

‫احلاضر على القيام بذلك رمبا بس���بب وضعها‬ ‫األمين الداخلي‬ ‫ثالث���ا ‪ ،‬وبن���ا ًء على احتماالت خط���ر القاعدة يف‬ ‫غ���رب أفريقيا على مصاحل الغرب يف املس���تقبل‬ ‫املنظ���ور كان الب���د من املس���اعدة عل���ى إقامة‬ ‫نظام حكم اسالمى بدول مشال أفريقيا مبا فى‬ ‫ذلك مصر والس���ودان ألن هذا احلكم االسالمى‬ ‫س���وف يكون ملزم���ا حبكم املس���ؤولية الوطنية‬ ‫والرغبة فى إبعاد الليرباليني وإزاحتهم‪ ..‬وتوىل‬ ‫حكم هذه البلدان ( ولقد أثبت الليرباليون فعال‬ ‫قدرتهم على كس���ب الش���ارع الوطين فى ليبيا‬ ‫مث�ل�ا ) وعلى ض���وء هذا س���يقف اإلس�ل�اميون‬ ‫حائال ب�ي�ن القاعدة فى غرب أفريقي���ا وأوربا (‬ ‫اى حمارب���ة الس���لفيني نيابة عن الغرب س���واء‬ ‫ف���ى داخل بلدانه���م أو خارجها وق���د تأكد هذا‬ ‫اآلن ف���ى تون���س وليبيا خصوص���ا عندما جترأ‬ ‫ه���ؤالء على نب���ش القبور وحتطي���م األضرحة‬ ‫واملعامل التارخيية اإلسالمية وهو الشيء الذي‬ ‫منح الطرف األول تفويضا تلقائيا من الش���عب‬ ‫لقمعه���م ) ومن املؤك���د أن احلكم اإلس�ل�امي‬ ‫الرمس���ي س���يواجه اجلماع���ات اإلس�ل�امية‬ ‫املتطرف���ة بش���كل أكث���ر فعالي���ة م���ن حال���ة‬ ‫أفغانس���تان وهذا بالتالي س���يكون مردودا جيدا‬ ‫مقابل املس���اعدة العسكرية األوربية األمريكية‬ ‫إضاف���ة إىل فتح الباب على مصراعيه سياس���يا‬ ‫وعس���كريا ومالي���ا وق���د ش���هدنا ه���ذا مباش���رة‬ ‫بعد أح���داث القنصلي���ة األمريكي���ة يف بنغازي‬

‫والس���فارات األمريكية فى بلدان عربية أخرى‬ ‫اخل ‪...‬‬ ‫رابع���ا ‪ ،‬ليس خافي���ا على أحد أن الس���لفيني قد‬ ‫خس���روا مراهناتهم أمام اإلسالميني املعتدلني‬ ‫كما خس���رها قبله���م الليربالي���ون ألنهم رمبا‬ ‫كان���وا ين ّفذون رغبات ط���رف ما مما أظهرهم‬ ‫متعصب�ي�ن ال حيرتم���ون حتى األم���وات فكيف‬ ‫ّ‬ ‫بهم إذا حكموا ؟‬

‫ولق���د أس���تغل الط���رف اآلخر الفرص���ة ليعزز‬ ‫موقف���ه وتوجهه‪،‬والدلي���ل عل���ى ه���ذا موق���ف‬ ‫النهض���ة فى تون���س واإلنقاذ فى ليبي���ا ‪ ،‬والبد‬ ‫أن هؤالء قد تعّلموا أصول اللعبة السياس���ة فى‬ ‫منافيه���م وأجادوها عندما أتيحت هلم الفرصة‬ ‫‪ ،‬وال منلك إال أن ندعو هلم بالتوفيق فى خدمة‬ ‫البالد والعباد وأن يؤكد عملهم حسن نواياهم‬ ‫‪ ،،‬والسالم ‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫العداء للغرب‪ ..‬هل حقا‪ ..‬يعترب دلي ً‬ ‫ال على الوطنية؟‬

‫(‪)3/1‬‬

‫هذا املقال مهدي اىل روح السيد كريستوفر ستيفنز ‪ Chris Stevens‬السفري االمريكي لدى ليبيا‬ ‫ما هي مش���اعر الظواهري‪ ..‬جت���اه الغرب‪ ..‬عندما‬ ‫أنقذ الغرب مدينة بنغازي من رتل الطاغية ‪..‬؟؟‬ ‫منذ نعوم���ة أظافرنا‪ ،‬بل وقبل ذل���ك بقليل‪ ،‬أبناء‬ ‫جيل���ي‪ ،‬وأن���ا معه���م‪ ،‬نس���تمع اىل ن���داءات العداء‬ ‫للغ���رب‪ ،‬حت���ى أصبح���ت كلمة الغ���رب‪ ،‬مرادفة‬ ‫لكلمة العدو‪.‬‬ ‫كان اخلطاب املضاد للغرب يربز بصورة مباشرة‬ ‫أحيان���ا‪ ،‬ويربز ضم���ن مفردات ارتبط���ت بالغرب‪،‬‬ ‫أحيان���ا أخ���رى‪ ،‬كـالرأمسالي���ة‪ ،‬واالمربيالي���ة‪،‬‬ ‫والربجوازي���ة‪ ،‬والصليبية‪ ،‬والنص���ارى‪ ،‬والعمالة‪،‬‬ ‫واالس���تعمار‪ ،‬وغريها من املف���ردات اليت تصب يف‬ ‫نف���س اإلطار‪ ،‬حت���ى أصبحت تلك املف���ردات‪ ،‬من‬ ‫مكونات ثقافتنا األساس���ية‪ .‬وأصبح اس���تخدامها‪،‬‬ ‫وتداوهل���ا‪ ،‬والتفاع���ل معه���ا‪ ،‬وإبرازه���ا‪ ،‬ونش���رها‪،‬‬ ‫بوع���ي أو بغري وعي‪ ،‬دليال عل���ى الوطنية‪ ،‬ودليال‬ ‫عل���ى االنتم���اء الصحي���ح للعروب���ة واإلس�ل�ام‬ ‫والوطن‪.‬‬ ‫لي���س ذل���ك فحس���ب‪ ،‬بل م���ر بن���ا زم���ن‪ ،‬كان ال‬ ‫يتص���ف فيه امل���رء بالوطني���ة‪ ،‬إال إذا ك���رر وردد‬ ‫واج�ت�ر‪ ،‬كل أو ج���ل أو بع���ض تل���ك املصطلحات‬ ‫واملف���ردات واملرتادف���ات‪ ،‬أثناء حوارات���ه ومقابالته‬ ‫وخطبه وأحاديثه وتصرحياته وكتاباته‪.‬‬ ‫خط���اب الع���داء للغ���رب‪ ،‬مل يرفعه فق���ط‪ ،‬بعض‬ ‫احل���كام واملل���وك والرؤس���اء‪ ،‬بغ���رض املزاي���دة‬ ‫السياس���ية‪ ،‬بل تبناه مفك���رون‪ ،‬ومثقفون‪ ،‬وقادة‪،‬‬ ‫وأساتذة‪ ،‬وكتاب‪ ،‬ومجاعات‪ ،‬وحكومات‪ ،‬وأحزاب‪،‬‬ ‫وش���خصيات مس���تقلة‪ ،‬وأخ���رى ذات انتم���اءات‬ ‫سياسية‪ ،‬ودينية‪ ،‬واجتماعية‪ .‬أصوات العداء جتاه‬ ‫الغرب‪ ،‬تبناه إس�ل�اميون‪ ،‬وليربالي���ون‪ ،‬وقوميون‪،‬‬ ‫وبعثي���ون‪ ،‬ويس���اريون‪ ،‬وغريه���م كث�ي�رون‪ ،‬من‬ ‫خمتل���ف املدارس‪ ،‬والس���بل‪ ،‬واملش���ارب‪ .‬مجيعهم‪،‬‬ ‫اش�ت�ركوا يف نش���ر وتش���جيع وترس���يخ اخلطاب‬ ‫املع���ادي للغ���رب‪ ،‬بالرغ���م مما ب�ي�ن هذه الس���بل‪،‬‬ ‫والش���خصيات‪ ،‬واملذاهب‪ ،‬واألحزاب‪ ،‬واملؤسس���ات‪،‬‬ ‫واجلماعات‪ ،‬من خالف���ات‪ ،‬قد تصل إىل القطيعة‬ ‫والتصادم‪ ،‬والقتال‪ ،‬أحيانا‪.‬‬ ‫روج اجلمي���ع هل���ذا الع���داء‪ ،‬ع�ب�ر كل م���ا وصلوا‬ ‫إلي���ه‪ ،‬م���ن س���بل ووس���ائل وأدوات‪ .‬روج���وا هل���ذا‬ ‫الصوت يف املساجد‪ ،‬واملعاهد‪ ،‬واملدارس‪ ،‬واهليئات‪،‬‬ ‫واجلامع���ات‪ ،‬واملؤمترات‪ ،‬واجلمعي���ات‪ .‬رفعوا هذا‬ ‫اخلطاب عرب الصح���ف‪ ،‬واجملالت‪ ،‬وعرب خمتلف‬ ‫املطبوعات‪ ،‬وعرب املواق���ع االلكرتونية‪ ،‬واإلذاعات‪،‬‬ ‫والفضائي���ات‪ .‬روج���وا هل���ذا الع���داء‪ ،‬م���ن خ�ل�ال‬ ‫املناه���ج‪ ،‬واألف�ل�ام‪ ،‬والتمثيلي���ات‪ ،‬والتصرحيات‪،‬‬ ‫والبيان���ات‪ ،‬واخلط���ب‪ ،‬واخلطاب���ات‪ ،‬والن���دوات‪،‬‬ ‫والنشرات‪ ،‬واحملاضرات‪ .‬وعرب خمتلف النشاطات‬ ‫الثقافي���ة واالجتماعي���ة والسياس���ية‪ ،‬األخ���رى‪،‬‬ ‫وعرب منابر وأدوات ووس���ائل وسبل أخرى‪ ،‬ال تعد‬ ‫وال حتص���ى‪ .‬مجيعها تبث‪ ،‬لعق���ود وعقود وعقود‪،‬‬ ‫نفس اخلطاب العدائي جتاه الغرب‪.‬‬ ‫اخلط���اب العرب���ي واخلط���اب اإلس�ل�امي‪ ،‬وب���كل‬ ‫اختص���ار‪ ،‬خط���اب ال خيف���ي ع���داءه للغ���رب‪ ،‬ب���ل‬ ‫ويتنافس أصحاب هذا اخلطاب‪ ،‬حبماس خميف‪،‬‬ ‫يف تفخيم‪ ،‬وتضخي���م‪ ،‬وتربير‪ ،‬وتهويل‪ ،‬وتأكيد‬ ‫هذا العداء التارخيي‪.‬‬ ‫اجلمي���ع غذى هذا اخلط���اب‪ ،‬من نف���س الينابيع‬ ‫تقريب���ا‪ .‬البع���ض يع���زو هذا الع���داء‪ ،‬مل���ا جرى يف‬ ‫احلقبة االس���تعمارية‪ ،‬من ممارس���ات بشعة‪ ،‬ضد‬ ‫الش���عوب العربي���ة واإلس�ل�امية‪ .‬والبعض اآلخر‬ ‫ي���رى أن الغ���رب م���ا زال ميت���ص خ�ي�رات ونفط‬

‫فتحي الفاضلي‬ ‫وثروات الش���عوب العربية واإلسالمية‪ .‬والبعض‬ ‫اآلخ���ر يع���زو ه���ذا الع���داء إىل حماول���ة اهليمنة‬ ‫السياسية والثقافية على الشعوب‪ .‬وكان للظلم‬ ‫ال���ذي وقع على الفلس���طينيني‪ ،‬حصة األس���د يف‬ ‫ترس���يخ صوت العداء للغرب‪ .‬لكن البعض اآلخر‪،‬‬ ‫واألخطر‪ ،‬هم الذين يغ���ذون هذا العداء‪ ،‬انطالقا‬ ‫م���ن أن الغرب قوم كف���ار‪ ،‬ال خالق‪ ،‬وال أخالق‪،‬‬ ‫وال حقوق هلم‪ ،‬وان نار الصراع بيننا وبينهم‪ ،‬البد‬ ‫إن تستمر متأججة إىل أبد اآلبدين‪3 / 1 .‬‬

‫مفارقات وتناقضات‪..‬‬

‫لك���ن ه���ذا اخلط���اب‪ ،‬إي خط���اب الع���داء‪ ،‬تقابله‬ ‫وتواجه���ه وتصادمه‪ ،‬م���ن جهة أخرى‪ ،‬تس���اؤالت‬ ‫ومفارق���ات وتناقض���ات عديدة‪ .‬فه���ذا الكم اهلائل‬ ‫من الع���داء املزمن تقريبا‪ ،‬موج���ه فقط‪ ،‬ملا يُعرف‬ ‫بـ"العامل احلر"‪ .‬بالرغم مم���ا قامت به أمم أخرى‪،‬‬ ‫تنتم���ي إىل الغ���رب‪ ،‬لكنه���ا ال تنتم���ي‪ ،‬تارخيي���ا‬ ‫وسياسيا وإعالميا‪ ،‬إىل العامل احلر‪ ،‬من ممارسات‬ ‫إرهابي���ة‪ ،‬ال إنس���انية‪ ،‬ضد الع���امل العربي‪ ،‬وضد‬ ‫العامل اإلسالمي‪ .‬ممارسات تأبى الضباع والذئاب‬ ‫واهلوام‪ ،‬ممارستها ضد فرائسها‪ .‬ممارسات يدمي‬ ‫هلا الصخر‪ .‬الوثائق حول تلك املمارسات البشعة‪،‬‬ ‫متوف���رة‪ ،‬بكم هائل وضخم ومهول‪ ،‬يضاهي كم‬ ‫األرواح والدم���اء واآلالم‪ ،‬ال�ت�ي أزهقتها وس���كبتها‬ ‫وس���ببتها األمم اليت ال تحُ س���ب على الغرب احلر‪.‬‬ ‫وم���ع ذل���ك تربينا على مع���اداة ما يع���رف بالعامل‬ ‫احلر فقط‪.‬‬ ‫وه���ذه املفارق���ة ليس���ت اليتيم���ة‪ ،‬ب���ل تصاحبه���ا‬ ‫مفارقات أخرى‪ ،‬ال تق���ل عنها إثارة‪ ،‬فبالرغم من‬ ‫ه���ذا اخلطاب العدائي املزمن املس���تمر الش���رس‪،‬‬ ‫ف���ان أغلبي���ة الن���اس م���ن املس���لمني والع���رب‪،‬‬ ‫يعش���قون الغ���رب‪ .‬فنح���ن نتزاحم عل���ى مدارس‬ ‫وجامع���ات ومعاهد الغرب‪ .‬نعش���ق لغ���ات الغرب‪.‬‬ ‫نتباه���ى أحيان���ا بتعلمها واحلديث به���ا وإجادتها‪.‬‬ ‫نعش���ق مدن ومدنية وبضائع ومنتج���ات الغرب‪.‬‬ ‫ي���كاد أغلبن���ا أن يقات���ل م���ن أجل احلص���ول على‬ ‫بعثة دراس���ية يف إح���دى دول الغرب‪ .‬نوفر اجلهد‬ ‫وامل���ال والوقت‪ ،‬وجبه���د جهيد‪ ،‬لنق���وم جبولة يف‬ ‫ديار الغرب‪ .‬نتباهى بس���فر أو ترحال أو زيارة إىل‬ ‫إح���دى دول الغرب‪ .‬نقف يف الطوابري باملئات أمام‬ ‫س���فارات الغرب‪ ،‬ننتظر شهورا بل أعواما أحيانا‪،‬‬ ‫للحص���ول عل���ى تصري���ح للدخول إلح���دى دول‬ ‫الغ���رب‪ .‬حنب مالب���س الغرب‪ ،‬موس���يقى الغرب‪.‬‬ ‫أفالم الغرب‪ .‬حن���ب عصائر واجبان ومش���روبات‬ ‫الغ���رب‪ .‬نفض���ل مليون مرة‪ ،‬ويزيد‪ ،‬مستش���فيات‬ ‫وأطب���اء وأدوية الغرب‪ .‬حنل���م بالعالج يف الغرب‪.‬‬

‫حن���ب الرياض���ة يف الغرب‪ .‬نث���ق يف عملة الغرب‪،‬‬ ‫ونفضله���ا عل���ى غريه���ا م���ن العمالت‪ .‬نس���تخدم‬ ‫حاس���وبات وطابع���ات وآالت نس���خ مصنوع���ة يف‬ ‫الغرب‪ .‬نش�ت�ري وحن���ب ونبي���ع س���يارات الغرب‪.‬‬ ‫نس���افر إىل كافة بقاع األرض‪ ،‬يف بواخر الغرب‪،‬‬ ‫وطائ���رات الغرب‪ .‬تلفوناتنا ال�ت�ي ال غنى لنا عنها‪،‬‬ ‫مصنوع���ة يف الغرب‪ .‬األقم���ار الصناعية اليت تبث‬ ‫كل ش���يء‪ ،‬وأي ش���يء‪ ،‬وتتحك���م يف الفضائي���ات‬ ‫والتواص���ل واالتص���االت‪ ،‬ويف غ�ي�ر ذل���ك من أهم‬ ‫جوانب حياتن���ا‪ ،‬مصنعة يف الغرب‪ .‬نس���تورد قمح‬ ‫وأرز ودقيق الغرب‪ .‬نتغ���زل يف الغرب‪ .‬صيدلياتنا‬ ‫مزدمح���ة بأدوية الغ���رب‪ .‬بيوتنا مكتظ���ة بأدوات‬ ‫وأجه���زة وآالت الغ���رب‪ .‬مستش���فياتنا ممل���وءة‬ ‫بأجهزة وأدوات طبية مصنع���ة يف الغرب‪ .‬طرقنا‬ ‫مرصوف���ة بقط���ران صنعت���ه ورصفت���ه آالت‬ ‫الغرب‪ .‬مكون���ات دورات املياه واجملاري‪ ،‬وتصريف‬ ‫قاذوراتن���ا وفضالتنا‪ ،‬مصنوع���ة يف الغرب‪ .‬الغرب‬ ‫يس���تخرج لنا النفط‪ ،‬ويصنع لن���ا‪ ،‬باإلضافة إىل‬ ‫ذلك‪ ،‬مص���ايف النف���ط‪ .‬الغ���رب يبيع لنا الس�ل�اح‪.‬‬ ‫الغرب اخرتع وصنع كل ش���يء‪ ،‬من الشبشب إىل‬ ‫االنرتني���ت‪ ،‬وم���ا بينهما‪ ،‬الغرب‪ ..‬الغ���رب‪ ..‬الغرب‪.‬‬ ‫الغرب موجود يف حياتنا‪ .‬ش���ئنا أم أبينا‪ .‬اعرتفنا أو‬ ‫أنكرنا‪ .‬حتى الس�ل�اح الذي جياهد به اجملاهدون‪،‬‬ ‫ويناض���ل ب���ه املناضلون‪ ،‬مصن���وع يف الغرب‪ .‬حتى‬ ‫امليكروفون���ات اليت ن���ؤذن بها للص�ل�اة‪ ،‬مصنوعة‬ ‫يف الغ���رب‪ .‬حتى الطائ���رات اليت نس���افر بها ألداء‬ ‫فريضة احلج‪ ،‬مصنوعة يف الغرب‪.‬‬ ‫املفارق���ة الثالث���ة‪ ،‬ان���ه م���ا أن حت���ط بن���ا الطائرة‬ ‫الغربي���ة‪ ،‬يف إحدى دول الغ���رب‪ ،‬حتى حتتضنك‬ ‫النظاف���ة‪ ،‬واحلض���ارة‪ ،‬واالبتس���امات‪ ،‬والزه���ور‪،‬‬ ‫واجلمال‪ .‬حتتضنك املدني���ة‪ ،‬واللياقة‪ ،‬حيتضنك‬ ‫اإلتق���ان‪ ،‬واإلب���داع‪ ،‬واالنت���اح‪ .‬حتاص���رك األنوار‬ ‫والزين���ة واألض���واء‪ .‬ترى عل���ى أرض الواقع‪ ،‬قيم‬ ‫إس�ل�امية عدي���دة‪ :‬تتجس���د حية أم���ام ناظريك‪:‬‬ ‫ح���ب وإتق���ان وعش���ق العم���ل‪ ،‬الوطني���ة‪ ،‬وح���ب‬ ‫الوطن‪ ،‬الذوق‪ ،‬اإلخ�ل�اص‪ ،‬الدقة‪ ،‬احلرص على‬ ‫الوقت‪ ،‬وتقدير قيمة الوق���ت‪ ،‬التنافس االجيابي‪،‬‬ ‫الش���جاعة‪ ،‬وغري ذل���ك من القي���م العظيمة‪ ،‬اليت‬ ‫يدعو إليها اإلسالم‪.‬‬ ‫م���ا ان حت���ط ب���ك الطائ���رة الغربية‪ ،‬عل���ى أرض‬ ‫إح���دى ال���دول الغربي���ة‪ ،‬حتى حيتضن���ك القرن‬ ‫الواحد والعش���رون‪ ،‬بكل مكوناته‪ .‬لذلك س���رعان‬ ‫م���ا يف���رض الس���ؤال املنطق���ي نفس���ه عل���ى كل‬ ‫شيء‪ ،‬يفرض نفسه على اإلنسان‪ ،‬وعلى احلدث‪،‬‬ ‫والذاكرة‪ ،‬والتاريخ‪ ،‬والزمان‪ :‬هل هذا هو الغرب‬ ‫الذي تربينا على معاداته؟!‬

‫حقائق ومواقف وأحداث‪..‬‬

‫دعون���ا‪ ،‬قبل أن نكمل تداعيات هذا األمر‪ ،‬نتحدث‪،‬‬ ‫لربه���ة‪ ،‬ع���ن الغ���رب‪ ،‬ولك���ن م���ن زاوي���ة أخرى‪.‬‬ ‫دعون���ا نتحدث من زاوي���ة اجيابية‪ ،‬دعونا نس���رد‬ ‫عن الغ���رب‪ ،‬بعض الوقائع واحلوادث واملالبس���ات‬ ‫واألحداث‪ ،‬بصوت خمتلف‪.‬‬ ‫لق���د خ���رج عش���رات اآلالف‪ ،‬م���ن الغربي�ي�ن يف‬ ‫أوروبا وأمريكا‪ ،‬يف مظاهرات غاضبة‪ ،‬مس���تنكرة‬ ‫الغ���ارة األمريكية عل���ى ليبيا‪ .‬وخ���رج املاليني يف‬ ‫أوروبا وأمريكا‪ ،‬يف مظاه���رات غاضبة أيضا‪ ،‬ضد‬ ‫احلرب يف العراق واحلرب يف أفغانستان‪ ،‬مع تنوع‬ ‫واختالف وتعدد النوايا م���ن وراء هذه املظاهرات‪،‬‬ ‫كاخل���وف الطبيعي من نتائ���ج احلرب‪ ،‬واخلوف‬ ‫عل���ى أبنائه���م‪ ،‬واحل���رص عل���ى مصاحله���م مع‬

‫الش���عوب األخ���رى‪ ،‬واخل���وف م���ن ردود األفع���ال‬ ‫بعد نهاية احل���روب‪ ،‬واخلوف من االنتقام‪ ،‬وعدم‬ ‫اإلمي���ان بعدالة ق���رار احلرب‪ ،‬والش���ك يف اللعبة‬ ‫السياس���ية‪ ،‬ويف نوايا السياس���يني‪ ،‬والتعاطف مع‬ ‫األمم والشعوب الضعيفة عسكريا‪ ،‬وحقن الدماء‪،‬‬ ‫وحب الس�ل�ام‪ ،‬واإلميان بتواف���ر بدائل أخرى غري‬ ‫عس���كرية‪ ،‬ملعاجل���ة القضايا واملش���اكل واألمور‪،‬‬ ‫والرغب���ة يف بن���اء جس���ر م���ن التع���اون‪ ،‬وامل���ودة‪،‬‬ ‫والصداق���ة ب�ي�ن كاف���ة الش���عوب‪ .‬ومجي���ع هذه‬ ‫النوايا طبيعية واجيابية وطيبة‪.‬‬ ‫لي���س ذلك فحس���ب‪ ،‬ب���ل إن أص���وات الغربيني‪،‬‬ ‫ال�ت�ي ُتن���دد باحل���روب وتطالب بإيقافه���ا‪ ،‬وإجياد‬ ‫بدائ���ل س���لمية‪ ،‬ت���زداد كل ي���وم‪ ،‬املئ���ات م���ن‬ ‫الكت���اب‪ ،‬والرياضيني‪ ،‬والنش���طاء‪ ،‬والسياس���يني‪،‬‬ ‫ونش���طاء حقوق اإلنس���ان‪ ،‬واحلكم���اء‪ ،‬واملثقفني‪،‬‬ ‫والطلبة‪ ،‬واألس���اتذة‪ ،‬والصحفيني‪ ،‬واإلعالميني‪،‬‬ ‫واملدرسني‪ ،‬والفنانني‪ ،‬والرياضيني‪ ،‬والسياسيني‪،‬‬ ‫ودع���اة الس�ل�ام‪ ،‬ونش���طاء حق���وق اإلنس���ان‪،‬‬ ‫والقديس�ي�ن‪ ،‬والش���يوخ‪ ،‬والعلم���اء‪ ،‬وهيئ���ات‪،‬‬ ‫ومنظمات‪ ،‬ومجعيات‪ ،‬ومجاعات‪ ،‬وأحزاب عديدة‪،‬‬ ‫يف الغرب‪ ،‬بل ورؤساء دول‪ ،‬ينادون بإيقاف العنف‬ ‫واحلروب‪ ،‬ض���د الش���عوب العربية واإلس�ل�امية‪.‬‬ ‫ب���ل أن إعداد الغربيني املؤثري���ن‪ ،‬واملتعاطفني مع‬ ‫قضاي���ا اإلس�ل�ام والعرب ت���زداد كل ي���وم‪ ،‬أيضا‪.‬‬ ‫وحت���ى النظرة إىل قضية فلس���طني‪ ،‬تغريت عند‬ ‫كتلة عريض���ة من األحزاب واهليئات واملنظمات‬ ‫والدول والشخصيات املؤثرة يف الغرب‪ .‬اهلوة بني‬ ‫صوت العداء للغرب‪ ،‬وبني ما نراه يف الغرب‪ ،‬تزداد‬ ‫اتساعا‪.‬‬ ‫وحت���ى عل���ى املس���توى االجتماع���ي‪ ،‬األس���ري‬ ‫البس���يط‪ ،‬ل���و تأملن���ا‪ ،‬عل���ى س���بيل املث���ال‪ ،‬واق���ع‬ ‫األس���رة يف أمري���كا‪ ،‬ألدركنا أنه���ا‪ ،‬ال ختتلف يف‬ ‫كثري م���ن أحواهلا اليومي���ة واحلياتية‪ ،‬وطبيعة‬ ‫مش���اكلها وآالمها ومعاناتها‪ ،‬عن األسرة الليبية‪،‬‬ ‫وع���ن األس���رة املس���لمة‪ ،‬بصفة عام���ة‪ ،‬فرتى األم‬ ‫قلق���ة عل���ى مس���تقبل أبنائه���ا‪ ،‬وعلى دراس���تهم‪،‬‬ ‫وواجباته���م‪ ،‬وس�ل�امتهم‪ .‬تس���مع كالم إح���دى‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫األمه���ات األمريكي���ات وإرش���اداتهن‪،‬‬ ‫وتوبيخه���ن‪ ،‬ونصائحه���ن ألطفاهل���ن‪،‬‬ ‫فتظن ان���ك تس���تمع إىل أم ليبية‪ .‬نفس‬ ‫مقاصد الكلم���ات‪ ،‬والنصائح‪ ،‬واحملاذير‪،‬‬ ‫واملش���ادات‪ ،‬والتحذي���رات‪ ،‬والتحفظات‪،‬‬ ‫م���ن األم إىل فل���ذات كبده���ا‪ ،‬ع���ن‬ ‫املدرس���ة‪ ،‬واملالب���س‪ ،‬ع���ن البق���اء خ���ارج‬ ‫البيت‪ ،‬لس���اعات متأخرة م���ن الليل‪ ،‬عن‬ ‫نوعية وطبيع���ة األصدقاء والرفاق‪ ،‬عن‬ ‫احملاذي���ر الصحي���ة (التحذي���ر من احلر‬ ‫الش���ديد‪ ،‬او من الربد القارس‪ ،‬اخل) وعن‬ ‫املالب���س‪ ،‬وتصفي���ف الش���عر‪ ،‬واحلالقة‪،‬‬ ‫وغريها من األمور املشرتكة بني كافة‬ ‫البشر‪.‬‬ ‫أم���ا األب‪ ،‬فيك���دح اغلب يوم���ه‪ ،‬بل اغلب‬ ‫يوم���ه وليل���ه أحيانا‪ ،‬ت���راه يق���وم أحيانا‪،‬‬ ‫بأكث���ر من عمل‪ ،‬من اج���ل توفري لقمة‬ ‫العيش الكرمية ألسرته‪ ،‬وتطوير حياته‬ ‫وحي���اة أس���رته باس���تمرار‪ .‬يعان���ي ه���و‬ ‫األخر‪ ،‬مما يعاني منه رب األسرة اللييب‬ ‫(اإلجي���ار‪ ،‬الفوات�ي�ر‪ ،‬تربي���ة األطف���ال‪،‬‬ ‫املالب���س‪ ،‬ال���دواء‪ ،‬الس���كن‪ ،‬املواص�ل�ات‪،‬‬ ‫الطع���ام‪ ،‬تكاليف احلي���اة‪ ،‬اخل)‪ .‬ترى بني‬ ‫ال���زوج والزوج���ة‪ ،‬أيض���ا‪ ،‬نف���س أمناط‬ ‫احلي���اة‪ ،‬املش���ادات‪ ،‬املش���اجرات‪ ،‬املالم���ة‪،‬‬ ‫اخلصوم���ات‪ ،‬األفراح‪ ،‬األت���راح‪ ،‬الطالق‪،‬‬ ‫القل���ق‪ ،‬الطموح���ات‪ ،‬اآلالم‪ ،‬املش���اكل‬ ‫العائلية‪ ،‬الغرية‪ ،‬الش���ك‪ ،‬احملبة‪ ،‬الظنون‪،‬‬ ‫احل���وارات‪ ،‬اخلالفات‪ ،‬التفاه���م‪ ،‬الوفاق‪،‬‬ ‫وما إىل ذلك‪ ،‬مما متر به األسر يف العامل‪.‬‬ ‫يف ب�ل�اد الغ���رب‪ ،‬ترى اخلدم���ات العامة‬ ‫الراقي���ة‪ُ ،‬تق���دم يف اغل���ب املؤسس���ات‪،‬‬ ‫واألماك���ن‪ ،‬واهليئ���ات‪ ،‬تراه���ا تق���دم‬ ‫للجمي���ع‪ ،‬ومل���ن أراده���ا بال���ذات‪ ،‬حت���ى‬ ‫لألجانب والفقراء‪ .‬فما أن نذهب لزيارة‬ ‫الطبي���ب‪ ،‬أو نص���ل إىل غرف���ة الطوارئ‪،‬‬ ‫يف مستش���فى ما‪ ،‬يف أمريكا‪ ،‬على س���بيل‬ ‫املث���ال‪ ،‬حتى يه���رع طاقم ط�ب�ي كامل‪،‬‬ ‫مك���ون م���ن ممرض�ي�ن‪ ،‬وموظف�ي�ن‪،‬‬ ‫وممرضات‪ ،‬وفنيني يهرعون الستقبالنا‪،‬‬ ‫والعناي���ة بن���ا‪ ،‬عناية فائق���ة تقرتب من‬ ‫اخلي���ال‪ ،‬كل منهم يعرف عمله‪ ،‬ويقوم‬ ‫ب���ه عل���ى أمت وج���ه‪ ،‬بإخ�ل�اص‪ ،‬ورغبة‪،‬‬

‫ومح���اس‪ ،‬واهتم���ام‪ ،‬بالرغ���م ان���ه م���ن‬ ‫الواضح جدا ج���دا‪ ،‬إننا ننتمي اقتصاديا‪،‬‬ ‫لذوي الدخل احمل���دود‪ ،‬بل ومن الواضح‬ ‫جدا جدا أيضا‪ ،‬أننا عرب‪ ،‬وأننا مسلمون‪،‬‬ ‫كم���ا ت���دل مالبس���نا وهيئاتن���ا وهيئات‬ ‫بناتن���ا وزوجاتن���ا‪ .‬م���ا أن نذه���ب لزيارة‬ ‫الطبي���ب‪ ،‬أو نص���ل إىل غرف���ة الطوارئ‪،‬‬ ‫وأحت���دث هن���ا ع���ن الوالي���ات املتح���دة‬ ‫األمريكي���ة‪ ،‬حت���ى تس���تقبلك "مالئك���ة‬ ‫الرمحة" باالبتسامات‪ ،‬يستقبلونك‪ ،‬وهم‬ ‫جيسدون‪ ،‬عمليا‪ ،‬الرقة والرأفة والصرب‬ ‫واإلنس���انية والتش���جيع واإلخ�ل�اص‬ ‫واالهتم���ام‪ ،‬واحلن���ان‪ .‬فنتس���اءل‪ :‬أليس‬ ‫هذا م���ا يدعو إلي���ه ديننا؟ ألي���س هذا ما‬ ‫يدع���و إليه س���يد ول���د آدم‪ ،‬حممد صلى‬ ‫اهلل عليه وس���لم؟ هل هؤالء هم من جيب‬ ‫علينا أن نعاديهم!!!‬ ‫كنت وأسرتي (إنا وزوجيت‪ ،‬واثنني من‬ ‫بناتي‪ ،‬واثنني من أجنالي)‪ ،‬يف رحلة من‬ ‫مدين���ة يف اح���د الوالي���ات‪ ،‬غ���اىل مدينة‬ ‫أخ���رى‪ ،‬يف والية أخرى‪ ،‬وفج���أة انفجر‬ ‫احد إطارات الس���يارة‪ ،‬فأوقفت الس���يارة‬ ‫الس���تبداهلا‪ ،‬لكن�ن�ي عج���زت ع���ن ف���ك‬ ‫اإلطار االحتياطي‪ ،‬بسبب تراكم الصدأ‬ ‫حول حلقة حديدي���ة‪ ،‬كانت موضوعة‬ ‫لتثبي���ت اإلط���ار يف مكان���ه‪ .‬عندها بدأت‬ ‫يف إيقاف الناس‪ ،‬لعلين احظي مبن ميد‬ ‫لنا ي���د املس���اعدة‪ ،‬قبل إن حي���ل الظالم‪،‬‬ ‫عل���ي وعلى أس���رتي يف طريق‪ ،‬س���يكون‬ ‫خاليا وموحشا وخميفا يف الليل‪ .‬وفجأة‬ ‫وقفت سيارة هبط منها شابا أمريكيا‪ ،‬يف‬ ‫مقتبل العم���ر‪ .‬أوقف س���يارته بعيدا عنا‬ ‫نسبيا‪ .‬وسأل عما يستطيع أن يقدمه لنا‪.‬‬ ‫وعندما عل���م باملوقف ب���دأ دون تردد‪ ،‬يف‬ ‫جتميع أدواته‪ ،‬وانهم���ك يف فك احللقة‪،‬‬ ‫ال�ت�ي اس���تعصت علي���ه أيض���ا‪ ،‬فقض���ى‬ ‫اغل���ب الوق���ت ذهاب���ا وإيابا‪ ،‬بني س���يارته‬ ‫وسيارتي‪ ،‬الختيار األدوات املناسبة‪.‬‬ ‫استمر الشاب يف العمل ألكثر من ساعة‬ ‫ونص���ف تقريبا‪ ،‬وكان الع���رق يتصبب‬ ‫من���ه‪ ،‬وه���و ويعمل ب���كل جدي���ة‪ ،‬وجرب‬ ‫الكث�ي�ر م���ن امل���واد والوس���ائل واألدوات‪،‬‬ ‫وتوق���ف إثناء العمل فج���أة‪ ،‬وقال لي لن‬

‫أتركك وأسرتك‪ ،‬يف هذا املكان‪ ،‬سأعمل‬ ‫كل م���ا يف وس���عي‪ ،‬عل���ى ف���ك احللقة‪،‬‬ ‫واس���تخراج اإلطار‪ ،‬قب���ل أن حيل عليك‪،‬‬ ‫وعل���ى أس���رتك الظالم‪ .‬وفع�ل�ا جنح يف‬ ‫ذلك بعد جهد جهيد‪.‬‬ ‫كنت أتأمل ذلك الش���اب‪ ،‬الذي يفرتض‬ ‫ان���ه م���ن املتعصب�ي�ن‪ ،‬الذي���ن يكره���ون‬ ‫األجان���ب‪ ،‬أتأمل���ه وه���و يعمل ب���كل هذه‬ ‫اهلم���ة واجلدي���ة واحلم���اس‪ ،‬وكان‬ ‫وعرقن���ا ولونن���ا‪ ،‬ت���دل مجيعه���ا‪،‬‬ ‫ش���كلنا ِ‬ ‫وبوضوح على أننا أجانب‪ ،‬بل أن مالبس‬ ‫زوج�ت�ي وبنات���ي ومظهرهن اإلس�ل�امي‬ ‫وحاجباته���ن‪ ،‬ت���دل عل���ى أننا مس���لمون‪.‬‬ ‫كن���ت أتأم���ل ذلك الش���اب إثن���اء عمله‪،‬‬ ‫وقد غمرني الشعور باالمتنان والتقدير‬ ‫واالحرتام‪ ،‬ومن ال يشكر الناس ال يشكر‬ ‫اهلل‪ .‬كنت أتأمل ذلك الش���اب‪ ،‬وهو يبذل‬ ‫كل ه���ذا اجله���د تطوع���ا‪ ،‬يف خدم���ة‬ ‫اجلان���ب‪ ،‬ع���رب‪ ،‬مس���لمني‪ ،‬ال ينتم���ون‬ ‫إلي���ه ثقافي���ا وال اجتماعي���ا وال عرقي���ا‬ ‫وال ديني���ا‪ ،‬أتأمل ذل���ك وأتذكر خطاب‬ ‫العداء للغرب‪ ،‬ف���ازداد حرية‪ ،‬لكنها حرية‬ ‫ممزوجة دائما باألمل‪.‬‬ ‫يف الي���وم الثان���ي‪ ،‬آو الثالث‪ ،‬م���ن أحداث‬ ‫احل���ادي عش���ر م���ن س���بتمرب‪ ،‬م���ن عام‬ ‫‪2001‬م‪ .‬خرج���ت مظاه���رة تن���دد‬ ‫باجلرمي���ة‪ ،‬جرمي���ة تفج�ي�ر األبراج يف‬ ‫مدينة نيوي���ورك‪ ،‬واقرتبت املظاهرة من‬ ‫احلي الذي كنت اقط���ن فيه‪( ،‬ضاحية‬ ‫ب���ردح فيو‪ -‬وه���ي ضاحية م���ن ضواحي‬ ‫شيكاغو)‪ ،‬وهو حي إس�ل�امي‪ ،‬به مركز‬ ‫إس�ل�امي‪ ،‬ومدارس إس�ل�امية‪ ،‬ومتاجر‬ ‫عربية‪ ،‬ونادي للش���باب املسلمني‪ ،‬واغلب‬ ‫س���كانه م���ن املس���لمني‪ ،‬وم���ا إن اقرتب���ت‬ ‫املظاهرة من حدود احل���ي‪ ،‬حتى هرعت‬ ‫ق���وات م���ن الش���رطة احمللي���ة‪ ،‬حلماي���ة‬ ‫احلي‪ ،‬وس���كان احلي‪ .‬حاصرت الشرطة‬ ‫مداخ���ل احلي‪ ،‬ومنعت االق�ت�راب منه‪ ،‬او‬ ‫الدخول إليه‪ ،‬إال من يثبت انه من سكانه‪.‬‬ ‫واذكر أن�ن�ي ُمنعت‪ ،‬من الدخول‪ ،‬اىل أن‬ ‫أب���رزت تعريف���ا‪ ،‬حيت���وي عل���ى عن���وان‬ ‫س���كين‪ .‬وظلت الش���رطة حتاص���ر املكان‬ ‫وحتمي���ه‪ ،‬اىل ان خف���ت ح���دة الغض���ب‪،‬‬ ‫وانفضت املظاهرة‪.‬‬ ‫وهنا تذكرت س���قوط الطائرة الليبية‪،‬‬ ‫البوين���غ ‪ ،727‬رحل���ة رق���م ‪ ،114‬واليت‬ ‫أقلع���ت من مط���ار بنين���ة‪ ،‬يف ‪ 21‬فرباير‬ ‫م���ن ع���ام ‪1973‬م‪ ،‬حتمل مائة وتس���عة‬ ‫راكبا‪ ،‬مجيعهم من املدنيني‪ ،‬أس���قطتها‬ ‫إس���رائيل‪ ،‬بالصواري���خ‪ ،‬ظلم���ا وعدوانا‪،‬‬ ‫ف���وق صح���راء س���يناء‪ ،‬وذه���ب ضحيتها‬ ‫مائ���ة ومثاني���ة م���ن ركابه���ا‪ ،‬وجن���ا‬ ‫راك���ب واح���د (فتح���ي الك���وم)‪ .‬ذه���ب‬ ‫ضحيتها أطفال ونس���اء وش���يوخ ورجال‬ ‫وشباب‪ .‬تذكرت س���قوط تلك الطائرة‪،‬‬ ‫وتذك���رت املظاه���رات ال�ت�ي انطلق���ت‬ ‫يف مدين���ة بنغ���ازي‪ ،‬عل���ى خلفي���ة ه���ذه‬ ‫اجلرمي���ة‪ .‬لقد كان���ت اجلماه�ي�ر اليت‬ ‫اش�ت�ركت يف املظاه���رة غاضب���ة ج���دا‪،‬‬ ‫كانت تندد باملوقف املتخاذل للنظامني‬ ‫اللييب واملصري‪ ،‬جت���اه اجلرمية‪ ،‬وجتاه‬ ‫إس���رائيل‪ .‬لكن�ن�ي تذك���رت أيض���ا‪ ،‬أن‬ ‫اجلماه�ي�ر الغاضب���ة أخ���ذت أيض���ا‪ ،‬يف‬ ‫االعتداء على املصريني يف ليبيا‪ ،‬مطاردة‬ ‫وضرب���ا وتنكي�ل�ا‪ .‬وه���م أبري���اء ال ذن���ب‬ ‫هلم يف احل���ادث‪ .‬بل هم أنفس���هم كانوا‬ ‫غاضبني على إسرائيل‪.. ،‬‬

‫‪19‬‬ ‫القاضي‬

‫عبد اهلل شرف الدين‬ ‫إن البش���رية ق���د أخط���أت الطري���ق باعتقاده���ا أن بالنار‬ ‫كانت البداية ‪ ,‬وأخط���أت مرة أخرى حينما اعتقدت أن يف‬ ‫العجلة ودوائرها املتعددة تكونت تباش�ي�ر حضارة اإلنسان ‪.‬‬ ‫وأخط���أت مرة ثالثة خطأها الفاحش املدمر اخلطري عندما‬ ‫ربطت مصريها بشيطان العصر الذي يسمونه الطاقة ‪.‬‬ ‫فالن���ار تنري‪....‬وحترق‪......‬والعجلة وان محلت األثقال‪.....‬‬ ‫فقد محلت املآس���ي أيضا‪....‬وه���ذه الطاق���ة الرهيبة ال تنبئ‬ ‫مؤشراتها إال بدمار العقل الذي خلفها وآمن بها ‪.‬‬ ‫إن البداي���ة يف رأين���ا كان���ت قاضيا‪........‬والقاض���ي يف‬ ‫اعتقادنا هو الذي أتاح لإلنس���ان أن يرى تباش�ي�ر احلضارة ‪,‬‬ ‫وحنن نؤمن بأن مصري البشرية ومستقبلها هو رهن مبدى‬ ‫إميانها بالقاضي ‪.‬‬ ‫إن النقل���ة العمالق���ة ال�ت�ي قفزت بهذا املخل���وق العجيب‬ ‫املتح���دي وأخرجت���ه م���ن أعم���اق اللج���ج ‪ ,‬وأركان الغابة‬ ‫‪ ,‬وج���وف الكه���وف ‪ ,‬وجعلت���ه خيط���و خطوت���ه األوىل يف‬ ‫الطري���ق ‪ ,‬كان���ت قاضيا‪.......‬كانت إش���عاعا مساويا هدى‬ ‫ذلكما الوحش�ي�ن الدموي�ي�ن املتصارعني أن حي ّكم���ا ثالثا‪.....‬‬ ‫ومل يصرع قابيل أخاه هذه املرة ‪....‬ونش���أت األس���رة واألسر‬ ‫‪...‬وتكونت القبيلة والقبائل‪.....‬ثم العش�ي�رة والعشائر‪...‬ومن‬ ‫ثم الدولة والدول ‪.‬‬ ‫ان اجملموعات البش���رية ال زالت مع األسف املؤمل ترسف‬ ‫يف أغالل رواسب وحشية ذلكما اجلدين املاجدين الدمويني‬ ‫‪ ,‬فما تنفقه الدول اليوم على الس�ل�اح والتس���لح‪ ,‬هو أضعاف‬ ‫أضعاف ما تنفقه على العلم والتعليم ‪.‬‬ ‫ان أدوات احلرب والدمار تستنزف من سكان هذا الكوكب‬ ‫ما ال ّ‬ ‫يقل عن نص���ف دخلهم وجمهودهم وطاقتهم ‪ ,‬وحنن‬ ‫نؤم���ن أنه لو حول هذا الدخل واجملهود والطاقة إىل اجل ّرار‬ ‫واحمل���راث واملعلم ‪ ,‬ألمكننا فع�ل�ا أن نطمح إىل إنقاذ نصف‬ ‫سكان العامل من اجلهل الذي يسيطر عليهم ‪ ,‬واجلوع الذي‬ ‫يفت���ك بهم ‪ ,‬وبالتال���ي إزالة احلقد والضغين���ة من أرضنا ‪,‬‬ ‫ومن ثم االقرتاب من الفردوس املنشود ‪.‬‬ ‫إن هذا األمل الرائع ّ‬ ‫الوضاء هو رهن بأن نسّلم صراعاتنا‬ ‫وخالفاتن���ا ش���عوبا ودوال إىل القاضي ‪ ,‬كما س���لمناها إليه‬ ‫أفرادا ومجاعات ‪ .‬وه���و أن نبعث الروح والقوة والفاعلية يف‬ ‫حمكمة عاملية مثل حمكمة العدل الدولية‬ ‫هل ترانا نبسط األمور أكثر مما ينبغي ؟؟؟‪...‬‬ ‫هل ترانا حنّلق يف مثاليات ال وجود هلا يف هذه األرض ؟؟؟‪...‬‬ ‫ق���د يبدو ذلك كذل���ك ‪ ,‬ولكن احلقيق���ة أن كل اخلطوات‬ ‫العمالقة اليت قفزت باإلنس���ان حنو التقدم والرقي كانت‬ ‫نتيجة مثل هذه التحليقات ‪.‬‬ ‫إنن���ا احملام���ون ق���وم مشاكس���ون ‪ ,‬ش���كاكون ‪ ,‬حذرون‬ ‫‪ ,‬يصع���ب ترويضن���ا وإقناعنا ‪ ,‬ولكن إميانن���ا بالقاضي ليس‬ ‫له حدود ‪ ,‬ولع���ل هذا اإلميان هو الذي جيعل وقفة احملامي‬ ‫أم���ام القاض���ي ملتمس���ا احل���ق والعدال���ة ‪ ,‬ال تقل خش���وعا‬ ‫وتقديسا عن وقفته أمام الباري ّ‬ ‫جل جالله ملتمسا الرضي‬ ‫والغفران ‪.‬‬ ‫وق���د قالت الس���ماء ‪ ,‬وما أروعه وم���ا أصدقه من قول فال‬ ‫ورب���ك ال يؤمنون حت���ى حيكموك فيما ش���جر بينهم ثم ال‬ ‫جيدوا يف أنفسهم حرجا مما قضيت ويسّلموا تسليما >‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫متى تنتهي دكتاتورية الفوضى ؟‬ ‫خيط���ئ َمن جيع���ل احلرية مركبا يس���تبيح بها‬ ‫كل ش���يء دون ضواب���ط وخيط���ئ م���ن جيع���ل‬ ‫مقاييس���ه الش���خصية معيارا يتصرف يف ظالله‬ ‫كما يش���اء ‪ ،‬وخيطئ من يودع ضمريه يف غيبوبة‬ ‫إل�ل�ا وع���ي وخيم���د صوت عقل���ه فال يف���رق بني‬ ‫احل���ق الع���ام واحلق اخل���اص وال امل���ال الع���ام أو‬ ‫اخل���اص ‪ ،‬إن التخري���ب والتدم�ي�ر ال���ذي مي���س‬ ‫املمتل���كات العامة وقط���اع اخلدم���ات الصحية أو‬ ‫التعليمي���ة أو املؤسس���ات االقتصادي���ة أو االدارية‬ ‫و املع���امل الدينية واملقابر أو غريها ال يريد س���وى‬ ‫نش���ر ثقافة الفوضى وأن فه���م احلرية على هذا‬ ‫النح���و يس���وق اجملتم���ع إىل حال���ة م���ن التخبط‬ ‫ويع��� ّرض ثوابته للخراب ‪ ،‬وأي متاس���ك يبقى يف‬ ‫اجملتمع وكل ف���رد فيه يعمل مبا يرى وما يريد‬ ‫حت���ى ولو أضر ذلك باآلخرين وباجملتمع ككل ‪،‬‬ ‫باألمس القريب يف عهد الدكتاتور كان العديد‬ ‫من االش���خاص أو اجملموعات ال جترؤ على البوح‬ ‫حت���ى مبكنون اف���كاره واليوم بعد انتصار ش���عبنا‬ ‫على الظلم والظامل اطلق البعض العنان لنفس���ه‬ ‫لف���رض م���ا يري���د بالعن���ف وإن عج���ز بالتدمري‬ ‫والتخري���ب بدال من أن يس���هم يف بن���اء الوطن يف‬ ‫ه���ذه املرحلة اليت احوج ما يكون فيها هذا الوطن‬ ‫لس���واعد ابنائه النتش���اله من التخلف والتأخر و‬ ‫االس���راع حبل مش���اكله العدي���دة ‪ ،‬إن اخطر ما‬ ‫يف احلرية أن ميارسها من ال يعرف حدودها وال‬ ‫حيسن استعماهلا‪.‬‬ ‫ال يوج���د خ�ل�اف عل���ى أن االس���تقرار حيتاج اىل‬ ‫امن وأم���ان وهذا األم���ر لن يتحق���ق إال يف غياب‬ ‫كل مظاه���ر الفوض���ى ووجود القان���ون وفرض‬ ‫احرتامه على اجلميع دون اس���تثناء ولكي يتحقق‬ ‫اي تصحي���ح أو تطور وصوال لاللتحاق باملس�ي�رة‬ ‫احلضارية فالبد أن يبدأ االمر بتصحيح السلوك‬ ‫الف���ردي واجلماع���ي وبتنظيم احلي���اة وبقدر ما‬ ‫تضاءلت أو شبه تالش���ت األنا الذاتية أثناء اندالع‬ ‫الثورة وم���ا صاحبها من تضحي���ات وعطاء وبذل‬ ‫اتس���م بالرباءة والوطنية على كل األصعدة ويف‬ ‫مجي���ع اجمل���االت لريتف���ع بقيمة االنس���ان اللييب‬ ‫اىل مرحلة من الس���مو أو التس���امي حيث طبعت‬ ‫س���لوكيات الغالبية العظمى من الليبيني بصفة‬ ‫راقي���ة اذهل���ت الكثريي���ن م���ن حولن���ا ‪ ،‬بق���در ما‬ ‫تفزعنا االحداث اليت تتواىل يف املش���هد السياس���ي‬ ‫اللي�ب�ي ‪ ،‬م���ن تفج�ي�رات و اغتي���االت و خط���ف ‪،‬‬ ‫ختريب ‪ ،‬وتدمري حتى اصبحنا امام موقف عبثي‬ ‫يري���د أن يرس���خ دكتاتوري���ة الفوضى وحنن ال‬ ‫نزال يف ظل ظروف استثنائية وليس يف ظروف‬ ‫طبيعي���ة ومل نتمك���ن بعد كمجتم���ع من وضع‬ ‫دعائ���م النظام الوطين اجلديد القادر على بس���ط‬ ‫سيطرته وحماربة الفساد بكل اشكاله وعناصره‬ ‫ومواجهة الواق���ع اللييب ب���كل متناقضاته ووضع‬ ‫دعائم الدولة اليت نطمح مجيعا اليها‬ ‫ودكتاتورية الفوضى يف شقها السياسي يتسبب‬ ‫فيه���ا اف���رادا أو جمموع���ات يطرح���ون مف���ردات‬ ‫سياس���ية ومش���روعات مكتوم���ة ال تفص���ح ع���ن‬ ‫نفس���ها يف امل���دى القص�ي�ر تتأرجح بني م���ا تعلن‬ ‫عنه وما ختفي من ش���عارات تدغدغ مشاعر فئات‬ ‫قبلي���ة أو جهوي���ة أو عرقي���ة أو مليش���يات ش���به‬ ‫عس���كرية تس���اوم على تضحياته���ا وخدماتها يف‬ ‫مرحلة ما للشعب اللييب وتطلب باملقابل حصتها‬ ‫م���ن الكعكه الليبية باعتباره���ا صاحبة الفضل يف‬ ‫الث���ورة ودون أي اعتبار ملا عانته ليبيا حتت حكم‬ ‫القذاف���ى وحماول���ة نس���يان تضحي���ات كث�ي�رة‬ ‫قدمت على امتداد س���نوات طويل���ة من ابناء ليبيا‬ ‫فضال عن جتاهل ما قدمه الشعب اللييب من دماء‬ ‫وش���هداء ومصابني ومفقودين ‪ ،‬فه���ذه الثورة بل‬

‫عبد املنصف البوري‬ ‫وكل التضحيات اليت متت من اجل اخلالص من‬ ‫الظلم والظامل ولألس���ف هذا يتم يف الوقت الذي‬ ‫مل يلمم فيه بعد الليبيون جراحهم ويس���تعيدون‬ ‫عافيتهم بينما مرتكيب الفوضى يريدون حتويل‬ ‫االنظار اليهم وحتقيق اكرب املكاس���ب حلسابهم‬ ‫الش���خصي م���ن اجل بن���اء جمدهم الش���خصي و‬ ‫دورهم املرتقب وهم يف احلقيقة بس���لوكهم هذا‬ ‫ال يتطلعون سوى لكس���ب سياسي ووظيفي على‬ ‫حساب مصلحة الوطن‪.‬‬ ‫ولع���ل املظاه���رة اليت خرجت ي���وم اجلمعة حتت‬ ‫اس���م مظاهرة "إنق���اذ بنغازي " هي تعبري صريح‬ ‫وواض���ح عن اجتاه���ات الرأي الع���ام لرفض كل‬ ‫االشكال واملظاهر العسكرية خارج نطاق السلطة‬ ‫الشرعية ومؤسسيت اجليش واألمن الداخلى ويف‬ ‫ظل غياب اختاذ قرار من قبل الس���لطة الرمسية‬ ‫ملعاجلة هذا االمر جاء حترك الش���ارع ومؤسسات‬ ‫اجملتم���ع املدن���ي يف مواجه���ة االنف�ل�ات األم�ن�ي‬ ‫ومظاهر التسلح يف املدن الليبية‪.‬‬ ‫والصورة االخ���رى للفوضى يف اجملال السياس���ي‬ ‫تتمث���ل يف التع���دد املف���رط للكيانات السياس���ية‬ ‫(األح���زاب) حبي���ث جت���اوز عددها املائ���ة وميكن‬ ‫تصني���ف اغلبها يف باب الش���عارات السياس���ية وال‬ ‫ق���درة هلا عل���ى وضع رؤية عملي���ة وآليات تنفيذ‬ ‫جاه���زة للتطبي���ق وم���ن حيث املب���دأ ليس هناك‬ ‫م���ن اع�ت�راض عل���ى التع���دد السياس���ي ولكن ما‬ ‫يتطلب���ه الواقع السياس���ي اللييب يف ه���ذه املرحلة‬ ‫هو وجود كيانات وقوى سياسية متتلك برامج و‬ ‫اطروحات قابلة للتطبيق بناء على الواقع املعاش‬ ‫‪.‬‬

‫الفوضى يف الدوائر احلكومية والرمسية احلالة‬ ‫الختتل���ف كث�ي�را عن الص���ورة العامة الس���ائدة‬ ‫م���ن حي���ث ش���يوع ثقافة الفوض���ى وتدن���ي االداء‬ ‫اىل اقل املس���تويات وعدم الق���درة على االجناز بل‬ ‫أن الكث�ي�ر من مصاحل الن���اس ضاعت بني االدراج‬ ‫وب�ي�ن اإلهمال وع���دم االهتمام وي���كاد يصبح من‬ ‫املستحيل امتام أي اجراء حتى لو كان بسيطاً إال‬ ‫من خالل معرفة ش���خص أو بعض االش���خاص‬ ‫داخ���ل الدوائ���ر احلكومي���ة واملؤسس���ات الرمسية‬ ‫ليقوم بنفس���ه بذلك االجراء أو يشرف من خالل‬ ‫ش���خص آخ���ر على إمت���ام اإلج���راء املطل���وب ‪ ،‬قد‬ ‫توج���د مواعيد و س���اعات عمل حم���ددة يفرتض‬ ‫أن يلت���زم به���ا املوظف���ون والعاملون ف���ى الدوائر‬ ‫احلكومي���ة والرمسي���ة ولك���ن م���ن الصع���ب أن‬ ‫جتده���م يف مكاتبهم اإل م���ا ن���در ‪ ،‬اإلدارة الليبية‬ ‫مل يتم حتديثها لكي جتاري ما يعرف باحلكومة‬ ‫االلكرتوني���ة م���ن اج���ل س���رعة االجن���از وإمت���ام‬ ‫اج���راءات املواطن�ي�ن وح���ل مش���اكلهم وتذلي���ل‬ ‫كافة العقب���ات امام تغ���وّل البريوقراطية وأمام‬ ‫انتش���ار الرشوة واحملس���وبية بصورة مل يسبق هلا‬ ‫مثيل من قبل يف تاريخ ليبيا‪.‬‬ ‫ام���ا دكتاتوري���ة الفوض���ى يف ش���ق الس���لوك‬ ‫االجتماع���ى فح���دّث وال حرج فصوره���ا متعددة‬ ‫وتطبيقاته���ا اليومي���ة يف كل م���كان ‪ ،‬ففي اطار‬ ‫حركة امل���رور خيتف���ي رجاله و املس���ئولني عنه‬ ‫ع���ن االنظ���ار ويتعم���د الكث�ي�ر م���ن املواطنني اىل‬ ‫عدم احرتام اشاراته ومضايقة االخرين والسطو‬ ‫عل���ى حقوقه���م يف العب���ور واألولوي���ة يف الس�ي�ر‬ ‫واالستهتار بأرواح الناس ويف اصطفاف السيارات‬ ‫بش���كل فوضوى يف الش���وارع و االزقة ومنع املشاة‬ ‫م���ن امل���رور اآلم���ن واالس���تيالء عل���ى األرصف���ة‬ ‫حتى خيي���ل اليك إن كل صاحب س���يارة يعيش‬ ‫مبف���رده يف صح���راء مرتامي���ة االط���راف وال‬ ‫اح���د اخر يش���اركه فيه���ا بل إن بع���ض موردين‬ ‫ووكالء ش���ركات الس���يارات اس���تولوا عل���ى‬ ‫االرصف���ة كملكية خاصة ليقوم���وا ببيعها على‬ ‫هذه االرصف���ة دون تدخل من البلدية او اجلهات‬ ‫الرمسية يف امل���دن الليبية حلماية حق املش���اة يف‬ ‫امل���رور والعب���ور اآلمن عل���ى االرصف���ة اصحاب‬ ‫االسواق واحملالت التجارية يقومون ايضا بتكرار‬ ‫ظاهرة االس���تيالء على الش���وارع و االرصفة فال‬ ‫يكتف���ى اصحابها بعرض بضائعه���م ومنتجاتهم‬ ‫داخ���ل حمالته���م ومتاجره���م بل يص���رون على‬ ‫عرضه���ا خارجها ووصل االمر اىل حد الس���يطرة‬

‫عل���ى نصف الطريق العام ليصبح املمر الذي متر‬ ‫منه الس���يارات يف غاية الضيق مما يس���بب ازمات‬ ‫واختناقات مرورية شديدة وهم بذلك يشرتكون‬ ‫م���ع الباعة اجلوالون يف عرقلة حركة املرور ‪ ،‬و‬ ‫إذا أضفن���ا إىل ه���ذه الفوض���ى حرك���ة س���يارات‬ ‫االج���رة والنق���ل اجلماع���ي اليت وضع���ت قانونها‬ ‫اخلاص للوقوف واالنطالق كيفما تشاء دون أي‬ ‫اعتبار للسالمة وانسياب حركة املرور مما يعين‬ ‫س���يطرتها على الش���وارع بالكيفية ال�ت�ي تريدها‬ ‫‪ ،‬يف ظ���ل ه���ذه الص���ورة ن���درك حال���ة االزدحام‬ ‫وحجم املعاناة اليت يعيش���ها املواطن ‪ ،‬يف املطارات‬ ‫الليبي���ة اليت تع���د وجه البالد تش���عر بالكثري من‬ ‫الفوض���ى واإلرباك وحالة من التخلف الش���ديد‬ ‫يف القي���ام بأبس���ط االج���راءات اخلاصة بالس���فر‬ ‫فف���ي الوق���ت ال���ذي تعد في���ه املط���ارات يف مجيع‬ ‫احن���اء الع���امل مظه���را حضاريا من حي���ث املبانى‬ ‫واملنش���آت والنظاف���ة والتس���هيالت ودورات املي���اه‬ ‫واملعامل���ة اجليدة واالس���تقبال والتودي���ع وتوفر‬ ‫كل انواع اخلدمات لراحة املس���افرين والقادمني‬ ‫جتد العك���س يف املط���ارات الليبية وبش���كل يدعو‬ ‫اىل الرثاء رغم اننا نعيش يف القرن ‪ ، 21‬املش���كلة‬ ‫ليس���ت يف املبانى احلديثة وإمنا يف السلوك العام‬ ‫م���ن قبل املواطن�ي�ن يف حب التزاح���م وخلق حالة‬ ‫من االزدحام املتعمد وعدم احرتام القوانني بداية‬ ‫من عدم االنتظام يف الطواب�ي�ر وانتها ًء بالتدخني‬ ‫الكثي���ف دون مراع���اة حلالة االطفال والس���يدات‬ ‫واملرضى وأصحاب احلساسيات اخلاصة‪.‬‬ ‫يف املستش���فيات حال���ة م���ن الفوض���ى ال يتخيلها‬ ‫انس���ان والتس���اؤل املطروح ه���ل املش���كلة يف ادارة‬ ‫ه���ذه املستش���فيات أم يف اجلمه���ور ؟ أم يف انعدام‬ ‫الضواب���ط ال�ت�ي تنظ���م تس���يري ه���ذه القطاع���ات‬ ‫اهلام���ة بداية م���ن الدخ���ول واخل���روج وااللتزام‬ ‫بآداب وس���لوك ه���ذه املؤسس���ات احليوي���ة ‪ ،‬أو يف‬ ‫تعثر االدارات عن الضبط والربط ومتابعة حالة‬ ‫املرضى والش���كوى من اإلهمال و األوساخ ‪ ،‬أو يف‬ ‫عدم التأكد من وجود املعدات واألدوية الالزمة ‪،‬‬ ‫أو بسبب انعدام االلتزام باملواعيد وغياب أي اجواء‬ ‫للهدوء والراحة للمرضى ‪.‬‬ ‫إن االم���ر يع���ود اىل اس���تهتار بع���ض املواطن�ي�ن‬ ‫للدرج���ة اليت تدفعه���م لالعتداء عل���ى االطباء و‬ ‫االطق���م الطبي���ة وحماول���ة فرض اس���لوبهم يف‬ ‫التعامل ‪.‬‬ ‫على من تقع مسؤولية الفوضى ليس من املعقول‬ ‫أن يبح���ث كل م ّنا على مش���جب لكي يعلق عليه‬ ‫مسؤولية هذه الفوضى اليت صبغت كل شيء يف‬ ‫حياتن���ا وإذا كان الدكتاتور الق���ذايف قد فرض‬ ‫علينا يف الس���ابق كل اش���كال الفوضى وتعمد أن‬ ‫يلط���خ ويعج���ن كل م���ا خيصنا على املس���تويني‬ ‫الرمسي وغ�ي�ر الرمسي بالفوضى حتى اتس���مت‬ ‫حياتن���ا بكل صور عدم االنضباط ‪ ،‬فأنه بعد ثورة‬ ‫‪ 17‬فرباير ال ينبغي علينا أن نستمر يف تفكرينا‬ ‫وس���لوكنا عل���ى نفس الوت�ي�رة بل علين���ا أن نقر‬ ‫أننا مجيع���ا نتحم���ل كأفراد يف اجملتم���ع اللييب‬ ‫احلر وكمؤسس���ات رمسية حال���ة الفوضى اليت‬ ‫عمت حتى ملس���ت كل ش���يء يف البالد ويف غياب‬ ‫ت���ام للقوانني ومع اقرارنا بض���رورة وجود قوانني‬ ‫وضوابط وحمددات تعمل على منع انتشار حالة‬ ‫الفوضى ووجود حس���اب وعق���اب وجهات رمسية‬ ‫تراقب وتتابع املخالف�ي�ن وجترمهم على أفعاهلم‬ ‫‪ ،‬يبق���ى العامل املهم واألساس���ي يتعلق بالس���لوك‬ ‫االنس���اني الف���ردي ال���ذي علي���ه أن يرتق���ي لكي‬ ‫يشعر وحيس مبسؤوليته جتاه كل ما حييط به‬ ‫ال أن يغلق نفسه على ذاته فحسب وكأنه يعيش‬ ‫يف كوكب اخر اليهمه ماحيدث له وحوله ‪..‬‬


‫‪21‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫ـاه َر ُة َو َّ‬ ‫ان َّ‬ ‫َ‬ ‫الث ْو َر ُة َو َم ْي َد ُ‬ ‫ير َوأَ ْش َيـاء أُ ْخ َـرى‬ ‫الق ِ‬ ‫الت ْح ِر ِ‬

‫ُ‬ ‫ـوق َّ‬ ‫َّة‪ُ :‬س ُ‬ ‫الث َق َ‬ ‫ـافِة َّ‬ ‫الداِئِم (‪)3‬‬ ‫ي‬ ‫َك‬ ‫ب‬ ‫ز‬ ‫األ‬ ‫ُسـوُر‬ ‫ِ ِ‬ ‫َت ْ‬ ‫يق ُ‬ ‫���ة وَالحْ َ ِدي َث ُ‬ ‫َاض��� ُر ْال َع ِت َ‬ ‫���زد ُ‬ ‫–ع َلى‬ ‫���ة َ‬ ‫َان الحْ َ و ِ‬ ‫ان ِم ْ‬ ‫ِّ‬ ‫���ذا ْال َع���المَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫���ن َه َ‬ ‫ك‬ ‫���‬ ‫م‬ ‫ـ���ل‬ ‫ك‬ ‫‬‫ء‬ ‫َا‬ ‫و‬ ‫���ـ‬ ‫س‬ ‫���د‬ ‫َ ٍ‬ ‫َْح ٍّ َ ٍ فيِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تمُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال ِم َح‬ ‫َم‬ ‫و‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ـر‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫���ن‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ز‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫���يح بمِ َ َع لمِ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫الف ِس ِ‬ ‫ُضوح َع ْ‬ ‫���ف ِبو ُ‬ ‫ـاري ً‬ ‫َّة َت ْك ِش ُ‬ ‫َ‬ ‫���ن َجـوَا ِن َب َع ِد َ‬ ‫يد ٍة‬ ‫ض‬ ‫َح ِ‬ ‫ٍَ‬ ‫لحْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫يل‬ ‫اص‬ ‫ض‬ ‫َع‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ش‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫َط‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ـ���ا‬ ‫ي‬ ‫ِمن َت َف ِ ِ َ ِ ِ َ ِ َ ِ َ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ار‬ ‫الت‬ ‫ل‬ ‫اح‬ ‫ر‬ ‫يخ أَ ِو الجْ ُ ْغ َراف َيا َّالتيِ َم َّـر ْت ِبهَا ِت ْل َك‬ ‫َلحْم َ​َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫َاض ُر أَ ِو المُْـد ُ‬ ‫ُن‪.‬‬ ‫ا و ِ‬ ‫���ب َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫األ ْح َيـا ُء وَالمَْ َع���المِ ُ المَُْت َع ِّد َد ُة‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫ة‬ ‫���ر‬ ‫ـاه‬ ‫ق‬ ‫ُ‬ ‫َوفيِ ْال َ ِ َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َار َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خيهَا‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫���ي‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫�‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫ِق َص َصهَ���ا ْال َع ِ َ ِت�يِ‬ ‫ِ َ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َما تحَ ْ ِم ُل ُه‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫وص‬ ‫ص‬ ‫خ‬ ‫ن‬ ‫المَُْت َف ِّر َد َة‪ِ ،‬ب ُك ِّل َما لهَ َ ا ِم ْ ُ ِ َّ ٍ َ‬ ‫لمْ‬ ‫ِم ْ‬ ‫ال َ‬ ‫���ن ِد َ‬ ‫َّة َف ِر َ‬ ‫اضي‬ ‫ي���د ٍة‪ ،‬تمَ ْ ِز ُج َبينْ َ ا َ ِ‬ ‫ال ٍت َق ِ‬ ‫ـاه ِري ٍ‬ ‫لمْ‬ ‫لحْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫سمْ‬ ‫َار ِع‪،‬‬ ‫و‬ ‫َالش‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ين‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ء‬ ‫ـا‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫خ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫اض‬ ‫ِ‬ ‫وَا َ ِ ِ ِ َ ِ ِ َلحْ ِ َ ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َا‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫���ة‬ ‫ق‬ ‫ز‬ ‫َاأل‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ء‬ ‫���ا‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫َاأل‬ ‫���ور‪،‬‬ ‫ص‬ ‫ق‬ ‫َال‬ ‫و‬ ‫ي‪،‬‬ ‫َار‬ ‫و‬ ‫���‬ ‫و َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫لمْ‬ ‫ـاج ِد‪ ،‬و َ‬ ‫َغيرْ ِ َها‪..‬‬ ‫وَا َ َس ِ‬ ‫لحْ‬ ‫ْ‬ ‫َم ْ‬ ‫���ن أَ ْب َر ِز َم َ‬ ‫"س���ـو ُر‬ ‫َّة ُ‬ ‫ال ِم���ح ال َق ِ‬ ‫وِ‬ ‫ـاه َر ِة ا َ َضاري ِ‬ ‫َه��� َو أَِ ْش��� َه ُر ُس���ـوق ِل َب ْي ِـ���ع ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫���ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫"‪،‬‬ ‫���ة‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫ز‬ ‫َ‬ ‫األ ِ َّ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫���مى‬ ‫ُس‬ ‫ي‬ ‫وف‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫���ـر‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ـا‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ـع‬ ‫َق‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫َة‬ ‫مي‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْال ِ ِ َ ُ‬ ‫َ ٍ ُ ٍ َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َم ْس َ ْ‬ ‫���ـط‬ ‫ان "ال َعـ َت َب ِة" ِبو َ‬ ‫َس ِ‬ ‫���س فيِ َم ْي َـد لمِْ‬ ‫���ـر َح ال َع َـرا ِئ ِ‬ ‫لمْ‬ ‫���ث ُي َع ُّد َه َ‬ ‫���ر ِة‪َ ،‬ح ْي ُ‬ ‫���ذا ا َ ْي َد ُ‬ ‫ان ِم َ‬ ‫ين‬ ‫ـاه َ‬ ‫ْال َق ِ‬ ‫���ن ا َ َيا ِد ِ‬ ‫لمْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ���ة ب َْع َ‬ ‫���د َم ْي َدا َني‬ ‫المَْ ْش���هُو َر ِة فيِ ال َع ِ‬ ‫���ة ا ِ ْص ِري ِ‬ ‫اص َم ِ‬ ‫َّ‬ ‫مسيس"‪.‬‬ ‫ير"‪ ،‬وَ" َر ِ‬ ‫"الت ْح ِر ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫الص‬ ‫"‬ ‫���ة‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ـا‬ ‫ق‬ ‫"‬ ‫ة‬ ‫ري‬ ‫���ه‬ ‫الش‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫َا‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َوفيِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ َ ِ ْ ِ لمْ ِ َّ ِ َ ِ فيِ‬ ‫َ‬ ‫َاخ ِر َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اضي(‪)1959‬‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ات‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ِ ِ‬ ‫اخل ِ ِ َّ ِ ِ‬ ‫آو ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي���ب يُوس���ف إدري���س َم ْي َ‬ ‫���د َان‬ ‫د‬ ‫األ‬ ‫���ف‬ ‫َص‬ ‫ِ ُ‬ ‫يِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫���ة تخَ ْ َتِل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫���ط ْال َع َرب ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َة‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫���‬ ‫ل‬ ‫ـو‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫���ة‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ال َ َ ِ ِ ِ ِ فيِ َ َ ِ‬ ‫لمْ‬ ‫ُ‬ ‫���ار ِة وَال َكا ُرو‪،‬‬ ‫���ات‪ ،‬و َ‬ ‫َات الترَّ َ ِام‪ ،‬وَا َ َّ‬ ‫وب َ‬ ‫َع َرب ِ‬ ‫يس ِ‬ ‫ِباأل ُت ِ‬ ‫لجْ‬ ‫ك ُة‪َ ،‬و َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫���ف الحْ َ َر َ‬ ‫يب‪َ ،‬و َت ْع ُن ُ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫أ‬ ‫���د‬ ‫َو َت ْب‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ال َي ْب َقى‬ ‫ِ ُ‬ ‫َالصو َر ُة ْال َي ْ‬ ‫���و َم َت ْبدُو أَ ْك َث َر‬ ‫ثمَ َّ ة ِن َظـامٌ"(أ‪.‬ه���ـ)‪ ،‬و ُّ‬ ‫ـ���د ُ ْ‬ ‫َص َخب���اً‪َ ،‬ف َم ْي َ‬ ‫���ة" أَ ْض َحى‬ ‫ْاز ِد َحام���اً و َ‬ ‫ان "ال َع َت َب ِ‬ ‫لحْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫���ج‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫���يح‬ ‫َم ْي َـدان���اً َف ِس‬ ‫���ة‪َ ،‬س���وَا ٌء ِم َن‬ ‫ك‬ ‫ـر‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ ِ َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َس���ـا ِئ ِل َّ‬ ‫َ‬ ‫الن ْق ِل‬ ‫و‬ ‫اك‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ام‬ ‫���د‬ ‫ق‬ ‫األ‬ ‫���ار ِة‪َ ،‬ع َلى‬ ‫المَْ َّ‬ ‫ِ َ ِ بيِ َ‬ ‫لحْ‬ ‫ْ‬ ‫َة‪،‬‬ ‫الس َّ‬ ‫المُْ ْخ َتِل َف ِة‪ِ ،‬م َن َّ‬ ‫���يا َر ِ‬ ‫���ة وَال َقـ ِدمي ِ‬ ‫ات ا َ ـ ِدي َث ِ‬ ‫لمْ‬ ‫ُ‬ ‫���ة أَ ْيض���اً‪ِ ،‬إلىَ "م ُ‬ ‫رتو‬ ‫وب َ‬ ‫يس ِ‬ ‫���ات" ا ُ ْخ َت ِل َف ِ‬ ‫ِإلىَ​َ ْ "األ ُت ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُوج ُد محَ َ َّط ٌة ِللم ُ‬ ‫رتو فيِ ال َع َت َب ِة‪،‬‬ ‫اق"‪َ ،‬ح ْي ُث ي َ‬ ‫األن َف ِ‬ ‫ْ‬ ‫"سـور ُ‬ ‫لىَ‬ ‫األ ْز َب ِك َّي ِة" ُم َب َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫اش َر ًة‪.‬‬ ‫إ‬ ‫وج‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ان‬ ‫ِبهَا َم َك ِ ُ​ُ ِ ُ ِ‬ ‫َو َق ْد َ‬ ‫"األ ْز َبِ ِك َّي ُة" فيِ َع ْه ِد محُ َ َّمد َعِلي ب َ‬ ‫َاشا‬ ‫كا َن ِت‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ات‬ ‫ذ‬ ‫َا‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫���ذ‬ ‫ف‬ ‫َا‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫َط‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫َا‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫اه‬ ‫َق‬ ‫ف‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُت ْع َ‬ ‫ِ ِ ُ ِ ِ‬ ‫���ر بمِ ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫الص ْنع‪ ،‬المُْ ِطَّل ِة َع َلى ْالبرِ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ة‬ ‫يق‬ ‫ق‬ ‫الد‬ ‫ات‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫ك ِة‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫الش ْ ِ ْ ِ ِ ً ِ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـاه َر ِة‪َ ،‬و َق ْد‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ام‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ز‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُِ ِ‬ ‫ُوَْالتيِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫���ق‬ ‫س‬ ‫الن‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ـات‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫َخ‬ ‫و‬ ‫���ان‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ث‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫���ئ‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫أن ِ‬ ‫ِْ َ ٍ‬ ‫َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫لمَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َح ِد َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫يق ٌة‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫َا‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ـر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـان‪ ،‬و َ‬ ‫ْال ِف َ ِ ِّ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أُ ْن ِش َئ ْت َع َلى ِن َظام َح َدا ِئق أُو ُروبَا‪َ .‬و َق ْد أُ ِق َ ْ‬ ‫يمت فيِ‬ ‫ِ‬ ‫لمْ‬ ‫لخْ‬ ‫ُِ‬ ‫ديوي‬ ‫وب َرا"‪َ ،‬وأَ َم َ‬ ‫َه َذا ا َ َك ِ‬ ‫ـامهَا أَ َقـا َم ا ِ ِ‬ ‫ـان "دَا ُْر األ ِ‬ ‫ي���ل تمِ َث���ا ً‬ ‫ـاع ُ‬ ‫ال ِلوَا ِل ِد ِه ِإ ْب َر ِاهيم (ب َ‬ ‫َاش���ا) و ُ‬ ‫َه َو‬ ‫ِإسمْ َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ش‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫َا‬ ‫و‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ة‬ ‫و‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ص‬ ‫َع َل���ى‬ ‫���ه َـد َه َذا الجْ ُ ْـز ُء ِم َن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫لمْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـاض َي ِة َت ْو ِس��� َع ًة َو َت ْط ِـويراً‪،‬‬ ‫ا‬ ‫َات‬ ‫و‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫���‬ ‫الس‬ ‫ة‬ ‫ْال َع َت َب ِ فيِ َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ـاه َر ِة‪.‬‬ ‫ير َم ِدي َن ِة ال َق ِ‬ ‫وع َتط ِو ُ ِْ‬ ‫ض ْم َن َمشـ ُر ِ‬ ‫لخْ‬ ‫ـديوي َعَّباس‬ ‫ا‬ ‫"‬ ‫���ة‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫ز‬ ‫األ‬ ‫ر‬ ‫���ـو‬ ‫"س‬ ‫ر‬ ‫اص‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫َو َق‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫���ر ِم ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫���ن ‪ 8‬يناي���ر‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ـدي���و‬ ‫خ‬ ‫���ي‬ ‫ن‬ ‫ـا‬ ‫الث‬ ‫���ي‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ِ ِ ِ ِ َ‬ ‫ِح ِ‬ ‫‪ِ 1892‬إلىَ أَ ْن تمَ َّ َع ْز ُل ُه فيِ ‪ 19‬سبتمرب ‪،1914‬‬ ‫ام���ل ِم ْ‬ ‫ـان ُحس�ي�ن َ‬ ‫َالس ْ���ل َط ُ‬ ‫���ن ‪ 19‬س���بتمرب‬ ‫و ُّ‬ ‫كِ‬ ‫لمْ‬ ‫‪َ 1914‬ح َّت���ى أكتوب���ر ‪ ،1917‬وَا َِل ُ‬ ‫���ك ُفـ��� َؤاد‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫األوَّل ِم ْ‬ ‫���ن ‪10‬‬ ‫أكتوب���ر ‪ِ 1917‬إلىَ أَن ُتـوفيِّ َ فيِ‬ ‫لمْ‬ ‫أبريل ‪ ،1936‬وَا َِل ُك َفـا ُر ُ‬ ‫وق ِم ْن ‪ 28‬أبريل َعا َم‬ ‫‪ِ 1936‬إلىَ ‪ 26‬يوليو ‪ُ ،1952‬م ُروراً ِب ُر َؤ َس���ـا ِء‬ ‫���ر‪ :‬محُ َ َّم���د نجَ ِ يب‪ ،‬وَجمَ َ ���ال َع ْب���د َّ‬ ‫اص ِر‪،‬‬ ‫ِم ْص َ‬ ‫الن ِ‬ ‫السـادَات‪ ،‬وَمحُ َ َّمد ُح ْس ُم َبـا َرك‪َ ،‬وأَ ِخيـراً‬ ‫َوأَ ْن َو ُر َّ‬ ‫نيِ‬ ‫يس الدكتـور‪ :‬محُ َ َّمد ُم ْـر ِسي‪.‬‬ ‫الر ِئ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫���ة" ْال َي ْ‬ ‫يُ‬ ‫ـ���و َم َحـوَا ِل���ي ِمـا َئ ًة‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫ز‬ ‫األ‬ ‫ر‬ ‫���ـو‬ ‫"س‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َض ُّ‬ ‫ُ‬ ‫���م ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وْ‬ ‫َاث َن َتينْ ِ َو َث َ‬ ‫ال ِث َ‬ ‫يـع مخُ ْ َت ِل َف‬ ‫يـن (‪َ )132‬م ْك َت َب ًة‪َ ،‬ت ِب ُ‬ ‫لمْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َح َّت���ى‬ ‫َ���ة‪ ،‬وَا ُ ْس��� َت ْع َم َل ِة‪ ،‬و َ‬ ‫���ب ال َقـ ِدمي ِ‬ ‫َاع ال ُك ُت ِ‬ ‫ألجْنـ���َو ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـاس��� َب ٍة‪،‬‬ ‫ن‬ ‫َم‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫يد‬ ‫ه‬ ‫ز‬ ‫ـار‬ ‫ع‬ ‫���‬ ‫س‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ان���‬ ‫يـ‬ ‫ح‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫ي���د‬ ‫د‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ا ِ ِ َ ِ‬

‫َاط ُن ْال َب ِس ُ‬ ‫���يط َم َعهَا اإل ْق َب َ‬ ‫يْ‬ ‫ـال َع َلى‬ ‫َس��� َت ِط ُ‬ ‫يع المُْـو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َمـ���ا يُري��� ُد ِم ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ـ���رى‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫���ن‬ ‫���ب أ ْو َمط ُب َ‬ ‫ـ���ات أخ َ‬ ‫وع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وَِإ ْق ِت َنـا َئهَا‪.‬‬ ‫���ب المَْ ْعـ ُر َ‬ ‫وض َ‬ ‫���ـوق‬ ‫وَ‬ ‫َي��� ُز ْال ُك ُت َ‬ ‫َم���ا يمُ ِّ‬ ‫���ة فيِ َه َـذا ُّ‬ ‫الس ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َاض ُـح‪،‬‬ ‫الثقـَ���افيِ ِّ الدَّا ِئ ِم ِبال ان ِقط ٍاع ُه َو ت َنـو ُ‬ ‫ُّعهَا الو ِ‬ ‫���ف َّ‬ ‫���ات‪ِ ،‬م َن َّ‬ ‫َح ْي ُ‬ ‫���ث تجَ ِ ��� ُد مخُ ْ َت ِل َ‬ ‫الش ْ‬ ‫���ـر ِق‬ ‫الث َقـا َف ِ‬ ‫لجْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ـات َعـ ِد َ‬ ‫َا‬ ‫و‬ ‫ـال‬ ‫���م‬ ‫َالش‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ـر‬ ‫يد ٍة‪،‬‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫وب‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫َبل َغ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وَال َغ ْ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫لىَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـ���وز‬ ‫���ة ِإ و ُ‬ ‫كتـاب ِ‬ ‫ُجـ���و ِد ِ‬ ‫اإلضـاف ِ‬ ‫َ���ات وَآ َرا ِْء ُر ُم ِ‬ ‫ِب ِ‬ ‫���ن َّ‬ ‫ْال َع ِدي��� ِد ِم َ‬ ‫���ة‬ ‫ـاس َّ‬ ‫ات ِّ‬ ‫الت َّي���ا َر ِ‬ ‫الس َي ِ‬ ‫���ي ِة (ال َع َر ِب َّي ِ‬ ‫لمْ‬ ‫ْ‬ ‫ـ���د َّ‬ ‫���ة ِإلىَ َح ِّ‬ ‫���ض‬ ‫���ة) ا ُ ْخ َت ِل َف ِ‬ ‫وَال َغ ْر ِب َّي ِ‬ ‫الت َنـا ُق ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫لىَ‬ ‫َّ‬ ‫َم َ‬ ‫وَالت َصـ���ا ُر ِع‪ِ ،‬م َ‬ ‫���ن‬ ‫���ـار‪ ،‬و ِ‬ ‫يـ���ن ِإ ال َي َس ِ‬ ‫���ن ال َي ِم ِ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تجَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ـار ِبهَ���ا‬ ‫و‬ ‫َ���ا‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ز‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫َم‬ ‫و‬ ‫���ا‬ ‫ه‬ ‫ـوز‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الش���يـُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وع َّي ِة ِب ُر ُم ِْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫لىَ‬ ‫المَُْت َع ِّ‬ ‫ـ���ر الليبرْ َ ا ِل ِّي‬ ‫���د َد ِة‪ِ ،‬إ َّ‬ ‫الرأسمِـَا ِل َّيِ���ة‪ ،‬وَال ِفك ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َه َكذاَ‬ ‫َم َد ِار ِسِ���ه‪ ،..‬و َ‬ ‫َمفك ِري ِه‪ ،‬و َ‬ ‫ُخ َت ِل ِف ُروَّا ِد ِه‪ ،‬و ُ‬ ‫بمِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫���ة‬ ‫ـ���ال األد‬ ‫الحْ َ ـ���ال ِبالن ْس��� َب ِة ِلألع َم‬ ‫���ة ِبكـاف ِ‬ ‫َب َّي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـاس���هَا َ‬ ‫ات ْال َق َص ِص َّي ِة‬ ‫َة وَالمْجَ ْ ُم َ‬ ‫(ك ِّ‬ ‫وع ِ‬ ‫أَ ْج َن ِ‬ ‫الروَاي ِ‬

‫ك ِّ‬ ‫َج ِّي���داً‪َ ،‬وتمَ ُ َّر َع َل���ى ُ‬ ‫���ـوق‪،‬‬ ‫ـات فيِ ُّ‬ ‫ـ���ل المَْ ْك َت َب ِ‬ ‫السْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫���ل بترَ َ ٍّو بَ�ْي�نْ َ أَ‬ ‫َام ال ُك ُت ِب‬ ‫و‬ ‫ـ���‬ ‫ك‬ ‫َو َت ْف َح َ‬ ‫���ص‪َ ،‬و َت َتـأْ َّم َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫���ة‪َ ،‬و َتن ُف َ‬ ‫���ض َعنهَا ُغ َبـ���ا َر َّ‬ ‫الز َم ِن‪َ ،‬ف َق ْد‬ ‫المَُْت َـر ِ‬ ‫اك َم ِ‬ ‫ْ‬ ‫لحْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُس��� ِعف َ‬ ‫تجَ ِ ـ ُد َما َتط ُل ُب ُه‪ ،‬وَِإ ْن لمَ ي ْ‬ ‫ـك ا َ ُّظ ِل َت َج َد ُه‬ ‫َفاتـْ��� ُر ْك ُع ْنـ���و ْ‬ ‫���م َهـا ِت ِف َ‬ ‫���ك َع ْن َ‬ ‫���د‬ ‫ـ���اب َو َر ْق َ‬ ‫ِ‬ ‫َان ال ِك َت ِ‬ ‫ْ‬ ‫َس��� َي َّت ِص ُل ِب َك ُم َب َ‬ ‫ـاش َر ًة ِعن َد َما‬ ‫ـاح ِب المَْ ْك َت َب ِة‪ ،‬و َ‬ ‫َص ِ‬ ‫ي َْع ُث ُر َع َلى َط َل ِب َ‬ ‫ـك‪.‬‬ ‫"س���ـو َر‬ ‫ـات َّالتيِ َيترَ َ َّد ُد َص َـد َاها ُهـ َنا أَ َّن ُ‬ ‫َم َن ْال َك ِل َم ِ‬ ‫وِ‬ ‫لمْ‬ ‫لمْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ـ���ع وَا َ َصـا ِد ِر‬ ‫اج‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ري‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫���ـاه‬ ‫ُس‬ ‫ي‬ ‫"‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫ز‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫األ ِ ِ‬ ‫ِ فيِ ِ ِْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّال يحَ ْ ُص ُل ِبهَا ُّ‬ ‫الط َّ‬ ‫احثـُ َ‬ ‫ون َع َلى أَ ْر َف ِع‬ ‫ـال ُب وَال َب ِ‬ ‫تيِ‬ ‫ات ْال ِع ْل ِم َّي ِة َ‬ ‫َّ‬ ‫(كاملَاجس���تري وَالدكتوراه)‬ ‫الد َر َج ِ‬ ‫ْ‬ ‫���ف المْجَ َ ـ���ا َ‬ ‫ـ���ات‪ِ ،‬ل َذ ِل َ‬ ‫ال ِت و َّ‬ ‫���ك‬ ‫َالت َخ ُّص َص ِ‬ ‫فيِ مخُ َت ِل ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـان‪،‬‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ـل‬ ‫ك‬ ‫���ن‬ ‫م‬ ‫ـون‬ ‫ث‬ ‫اح‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ء‬ ‫ال‬ ‫ؤ‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َيترَ َ َّد ُد َع َل ْي��� ِ‬ ‫ٍ‬ ‫���ر‪ ،‬أَ ْو ِم ْ‬ ‫َس���ـوَا ٌء ِم ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ـار ِجهَ���ا‪،‬‬ ‫خ‬ ‫���ن‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫ـ���ل‬ ‫َاخ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫���ن ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجو َن��� ُه ِم ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫���ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫���ن‬ ‫تـ‬ ‫ـ���ا‬ ‫م‬ ‫���ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ِل َي ْح ُص ُل���وا‬ ‫َ‬ ‫يحَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫اس���تـِه ْم بَ‬ ‫ُتـ ِعي ُنه ْ‬ ‫ْ‬ ‫ـار َز ِه َ‬ ‫يـد ٍة‪ ،‬تخُ َ ِّف ُف‬ ‫ع‬ ‫���‬ ‫س‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُم فيِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ لمْ ِ‬ ‫ِم ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ���ة َع َل���ى ُش���ـ ُؤو ِن ِهم‬ ‫ِّي‬ ‫ـاد‬ ‫ا‬ ‫���م‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ـا‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫���ن َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِّ‬ ‫اس َّي ِـة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫الد ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫���ة ْال َع َر ِب َّي ِة‬ ‫ف‬ ‫ـا‬ ‫ق‬ ‫الث‬ ‫م‬ ‫ـ�ل�ا‬ ‫ع‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫�ي�ر‬ ‫ث‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫���ا‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َال ُع َل َمـ���ا ِءِ و ْ‬ ‫َح َّت���ى ْال َغ ْرب َّي���ة و ْ‬ ‫ُ‬ ‫���اب َ‬ ‫ّ‬ ‫كـا ُن���وا‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫َال‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َْ ِ‬ ‫ُم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ترَ‬ ‫���ـور‪ِ ،‬إ ْد َراكـ���اً ِمنه ْ‬ ‫َ‬ ‫أل َه ِّم َّي ِت ِه‬ ‫الس‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ُون‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫َي‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫إل ْس��� ِت َفـا َد ِة ممِ َّ ���ا يحَ ْ ِوي ِه ِم ْـن‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫يـ‬ ‫���ع‬ ‫َس‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫�ي�ر‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِّ ِ‬ ‫َم ْ‬ ‫ُ‬ ‫���ن‬ ‫���ة و َ‬ ‫���ة َن ِف َ‬ ‫���ة‪ ،‬و ِ‬ ‫كنـُ‬ ‫يس ٍ‬ ‫َم ْع ِـر ِف َّي ٍ‬ ‫���وز َث َقـا ِف َّي ٍ‬ ‫ال ِءٍ ْال ُك ّتـ���اب و ْ‬ ‫َال ُع َل َمـ���ا ِء و ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫���ب َما‬ ‫ؤ‬ ‫ـ���‬ ‫َه‬ ‫َاأل َدبَـا ِء َ‬ ‫(ح َس َ‬ ‫َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َس���ا ِئ ِل‬ ‫الس‬ ‫ات‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ض‬ ‫َع‬ ‫ب‬ ‫اب‬ ‫ح‬ ‫ص‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫���ور فيِ و َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الم)‪ :‬الدك ُتور ُم َ‬ ‫اإل ْع َ‬ ‫صط َفى محَ ُمود‪َ ،‬ونجَ ِ يب‬ ‫ِ ِ‬ ‫الت ِاب ِعي‪َ ،‬و َت ْو ِفي���ق َ‬ ‫محَ ْ ُف���وظ‪ ،‬وَمحُ َّم���د َّ‬ ‫احل ِكيم‪،‬‬ ‫َويُوس���ف إدريس‪ ،‬و ْ‬ ‫َال َكـا ِت َب ُة سيمون دي بوفوار‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫و َ‬ ‫يب جـان بول سـارتر‪ ،‬و َ‬ ‫َغ ْيـ ُر ُه ْم َ‬ ‫ري‪..‬‬ ‫ك ِث ٌ‬ ‫َاأل ِد ُ‬ ‫َ‬ ‫لس���ور َف َق ْ‬ ‫���ة َّ‬ ‫���د تمَ َّ‬ ‫الث َقـا ِف َّي ِ‬ ‫َب َس��� َب ِب األ َه ِّم َّي ِ‬ ‫���ة ِل ُّ ِ‬ ‫وِ‬ ‫ْ‬ ‫ي���ص َم��� َكان َل��� ُه ب َن ْ‬ ‫ْ‬ ‫(س���ـو ُر‬ ‫االس‬ ‫���س‬ ‫ف‬ ‫ص‬ ‫ُ‬ ‫���م ُ‬ ‫تخَ ِ‬ ‫ٍ ِْ ِ‬ ‫َّو ِل ِّيِ ِل ِْ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ـاب‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫الد‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ـاه‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫)‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫األز َب ِ ِ فيِ ِ ِ‬ ‫ِ‬

‫���عـري ِ َ‬ ‫الر ْحـ َ‬ ‫ين َّ‬ ‫و َّ‬ ‫ال ِت و ِّ‬ ‫َب ِّ‬ ‫َالس�َي�رَِ‬ ‫الش ْ ِ‬ ‫َّة َوأد ِ‬ ‫َالدو ِ‬ ‫َاو ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫���ة‪..‬إخل)‪َ ،‬وت ّيـَا َرا ِتهَا‪َ ،‬ولغـا ِتهَ���ا‪َ ،‬عبرْ َ ال َع ِدي ِد‬ ‫ال َف ِّن َّي ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫لىَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِم َ‬ ‫ُصـ���وال ِإ وَق ِتن���ا‬ ‫���ر ِة و ُ‬ ‫ـاب َ‬ ‫���ن ال ُع ُص ِ‬ ‫ـ���ور الغ ِ‬ ‫ـاض ِر‪.‬‬ ‫الحْ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫وَإ َذا َس َ‬ ‫���أ ْل َت َع ْ‬ ‫َب أَ ِو‬ ‫���ن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك َت ٍ‬ ‫ـ���اب ُم َع�َّي�نَّ ٍ فيِ األد ِ‬ ‫ـ�ل�ام أَ ْو َغيرْ َها ِمنْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اإلع‬ ‫���ة أ ِو‬ ‫ال ّتـَ ِار‬ ‫السيـَ َ‬ ‫يخ أ ِو ِّ‬ ‫اس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َص ُن ِ لمْ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫���ة‪َ ،‬ف ُربمَّ َ���ا‬ ‫ـ���وم و ُ‬ ‫���وف ا َ ْع ِـر َف ِ‬ ‫مجَ َ ـ���اال ِت ال ُعل ُِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـور األز َب ِك َّي ِة"‪ ،‬ل ِكن َعل ْيك أن ت ْب َح َث‬ ‫تجَ ِ ـ ُد ُه فيِ ُ‬ ‫"س ِ‬

‫ـ���ل َعام‪َ ،‬وي ْ‬ ‫ك َّ‬ ‫ُع َقـ ُد ُ‬ ‫���ذي ي ْ‬ ‫���ور‬ ‫َش��� َه ُد َج َن ُ‬ ‫اح ُّ‬ ‫َّال ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫لمْ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ين يَأ ُت َ‬ ‫َّار؛ َّال ِذ َ‬ ‫َ‬ ‫ـون‬ ‫و‬ ‫الز‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ري‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫إ‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ِبا َ ْ ِ ِ ِ‬ ‫ْ ِ ِ ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ض‪،‬‬ ‫ُخ ِّصيص���اً ِم ْن مخُ َت ِل ِف ُدو ِْ‬ ‫َل ال َعـ���المِ ِ ِلل َم ْ​ْع ِر ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُـ���ر َ‬ ‫���ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫���ن‬ ‫ع‬ ‫���ث‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫���ـور ِل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ون َع َل���ى ُّ‬ ‫وَيمَ ُّ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َة و َّ‬ ‫َ‬ ‫َالنا ِد َر ِة‪.‬‬ ‫مي‬ ‫د‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫ـال‬ ‫وَالمْجَ َ ِ ِ ِ‬ ‫"س���ـو َر‬ ‫َ���رى ْال َكـا ِت ُ‬ ‫���ب َخِلي���ل الجْ ِ ي��� َز ِاوي أَ َّن ُ‬ ‫َوي َ‬ ‫ُ‬ ‫األ ْز َب ِك َّي ِة َي َت َع َّر ُ‬ ‫ض َ‬ ‫اآلن لهِ َ ْج َم ٍة َش ِر َسٍ���ة تحُ َ ِاو ُل‬ ‫ْ‬ ‫ُج���و ِد ِه‪ ،‬وَاغ ِت َيـا ِل��� ِه‪َ ،..‬ح ْي ُ‬ ‫ـ���ر َر‬ ‫ُم َص���ا َد َر َة و ُ‬ ‫���ث َق َّ‬

‫خــالد مخيس السحــاتي‬

‫محُ َ ا ِف ُظ ْال َق ِ ْ‬ ‫ـان َ‬ ‫آخ َر‪ ،‬بحِ ُ َّج ِة‬ ‫ـاه َر ِة َنق َل��� ُه ِإلىَ َم َك ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫الس���ـو َر ي ْ‬ ‫���ب‪،‬‬ ‫أَ َّن ُّ‬ ‫���ه ُم فيِ َج ِرمي ِ‬ ‫ُس ِ‬ ‫َ���ة َتز ِو ِْ‬ ‫ي���ر ال ُك ُت ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ـور‬ ‫الس‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ء‬ ‫ـا‬ ‫َج‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫يص‬ ‫خ‬ ‫ر‬ ‫ـار‬ ‫ع‬ ‫س‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫َا‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َو َب ْي ِع ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫يخ تمَ َّ َن ْق ُل َم ْك َت َبا ِت ِه‬ ‫ار‬ ‫الت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ن‬ ‫َم‬ ‫و‬ ‫‪،1993‬‬ ‫َعـا َم‬ ‫ُ‬ ‫ِ َّ ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َار المَْ ْس َر ِح‬ ‫و‬ ‫ـ‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫خي‬ ‫ـار‬ ‫الت‬ ‫َا‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ ِّ ِ‬ ‫ِم ْن ِ‬ ‫بجِ ِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫لىَ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫���ة‬ ‫ق‬ ‫ط‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫���ر‬ ‫وب‬ ‫األ‬ ‫ان‬ ‫ـ���د‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫���ى‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫���ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْال َق ْـو ِم ِّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َات‪َ ،‬وب َْع َد ان ِتهَـا ِء ِب َنـا ِء‬ ‫الد َّ‬ ‫َّر َ‬ ‫���ة‪َ ،‬وب َْع َد ِع َّـد ِة َس��� َنو ٍ‬ ‫اس ِ‬ ‫محَ َ َّطة ِم�ْت�رُْ و ْ‬ ‫َ‬ ‫لىَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ـان ُم ْغ َل ٍق‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫ُوه‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ـار ٍد ِل َّ‬ ‫لزبَا ِئ ِـن‪ُ ،‬ث َّم َت َص َّو ُروا أَ َّن َم ْأ َسا َته ْ‬ ‫ُم‬ ‫َع َل ْي ِه ْم‪َ ،‬ط‬ ‫ِ‬ ‫ْان َته ْ‬ ‫َت ِع ْن َد َما َخ َّص ُصوا لهَ ُ ْم املَ َك َ‬ ‫ـان الحْ َ ا ِل َّي (أَ َمـا َم‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ترْ‬ ‫���ة ِم ُ و ال َع َت َب ِة)‪،‬‬ ‫َم ْس َ‬ ‫س‪ ،‬أَ ْع َلى محَ َ َّط ِ‬ ‫���ر ِح ال َع َـرا ِئ ِ‬ ‫و َّ‬ ‫َال ِذي تمَ َّ ِب َنا ُؤ ُه ِب َد ْع ٍم ِم ْن ُم َؤ َّس َس ِة َآغا َخان‪ ،‬أَ َّما‬ ‫الس��� َب ُب الحْ َ ِقي ِق ُّي َو َرا َء َن ْ‬ ‫���ـور ُه َو ُموَا َف َق ُة‬ ‫الس‬ ‫ـل‬ ‫ق‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫���ج ِد ِع َمـا ِد‬ ‫محُ َ ـا ِف ِظ ْال َق ِ‬ ‫ـاه َر ِة َع َلى َت ْو لجِْس��� َع ِة َم ْس ِ‬ ‫اإل ْس َ‬ ‫�ل�ا ِم َّ‬ ‫الس َل ِف َّي ِة)‪،‬‬ ‫ات َّ‬ ‫إل ْح َـدى ا َ ْم ِع ّيـَ ِ‬ ‫(الت ِاب ِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ـاف"‪( .‬أ‪.‬هـ)‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫األ‬ ‫ير‬ ‫َز‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َب َت ْو ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وِ‬ ‫الس َب ُب إ ْص َدار َق َـرار َن ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ـور ِم ْن‬ ‫الس‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫فيِ ِ ْ ِ ِ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوأ ِ‬ ‫لحْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫���‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫اج‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ـر‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫���ذ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ـإ‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ات تحَ ْ َت ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َم ِ ِ ِ ِّ ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ْ‬ ‫ك َم���ا ُه��� َو َم ْع��� ُر ٌ‬ ‫لىَ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫يم‪،‬‬ ‫ل‬ ‫���‬ ‫الس‬ ‫ي���ط‬ ‫ط‬ ‫خ‬ ‫الت‬ ‫إ‬ ‫َّ‬ ‫وف ِ‬ ‫ِ ِ َ ِ ِ‬ ‫لمْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ض‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫اس‬ ‫ر‬ ‫َالد‬ ‫و‬ ‫األ َه ِّم َّي ِة‬ ‫َم َر َاعا ِة‬ ‫وع َّي ِة الجْ َ َّ‬ ‫ـاد ِة‪ ،‬و ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫التارخي َّيِ���ة وَالحْ َ َضاريَّ���ة ِل ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫���را ِد َن ْق َل ُه‪،‬‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ـ���ان المُْ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َح َّت���ى َ‬ ‫الن ْق ُ‬ ‫���ب َب َّ‬ ‫���ل فيِ ِإ ْح َ‬ ‫���اك َل‬ ‫ال َي َت َس َّ‬ ‫اث َم َش ِ‬ ‫���د ِ‬ ‫���رى‪َ ،‬ق ْ‬ ‫���د َت ْن ُج ُم َع ِن َّ‬ ‫���ة‬ ‫���ر ِع‪ ،‬و َ‬ ‫َع َد ِم ِد َر َ‬ ‫الت َس ُّ‬ ‫أُ ْخ َ‬ ‫اس ِ‬ ‫َ‬ ‫ك ِّ‬ ‫���ر ِم ْن ُ‬ ‫ـ���ل َجوَا ِن ِب ِه‪َ .‬وفيِ َه َ‬ ‫َرى‬ ‫���ذا َّ‬ ‫الص َد ِد ي َ‬ ‫األ ْم ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫تليمة أُس َتا ُذ َّ‬ ‫َب ِّي‬ ‫الدك ُتور َع ْب ُد املُن ِع ِم َ‬ ‫النقـ ِد األد ِ‬ ‫ْ‬ ‫فيِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ـاه َر ِة‪" :‬أَ َّن ُس���ـو َر‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫َاب بجِ َ ِ‬ ‫ـام َ ِ‬ ‫كِّل َّيِ���ة اآلد ِ‬ ‫ُ‬ ‫َم ْع َلماً ُم ِه ّماً ِم ْ‬ ‫���ة َصـ���ا َر أَ َث���راً‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫���ن‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫األ ْز َب ِ ِ‬ ‫لمَِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫���ر ِة َّ‬ ‫س ُس���وقاً ِلل ُخ َض ِار أ ِو‬ ‫الث َقا ِف َّي ِة‪ِ ،‬إَّن ُه َل ْي َ‬ ‫اه َ‬ ‫ْال َق ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫"س���ـو ُر األز َب ِك َّي ِة"‪ ،‬وَيجَ ِ ُب‬ ‫َ���ة‪ِ ،‬إنمَّ َ ا اسمْ ُ ُه ُ‬ ‫ِل ْل َف ِ‬ ‫اكه ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َع َل���ى أُو ِلي األ ْم َ‬ ‫���ر بمِ َ َكـا ِن ِه؛‬ ‫���ر أن ُي ْب ُقوا َع َلى األ َث ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫أل َّن اآل َث���ا َر َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫خي َّي ِة‪،‬‬ ‫ار‬ ‫الت‬ ‫َ���ا‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ـاك‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ـ���ل‬ ‫َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ال ُت ْن َق ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫لمْ‬ ‫َ‬ ‫ـ���ذا أَ ْمـ��� ٌر‪ ،‬وَاأل ْمـ ُر َّ‬ ‫َه َ‬ ‫الثا ِن���ي‪ ،‬و ُ‬ ‫���م ِج ّداً‪ ،‬أَ َّن‬ ‫َهـ َو ا ُ ِه ُّ‬ ‫لحْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـاه َر ِة ُه��� َو َّ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫���‬ ‫ن‬ ‫َم َكـا‬ ‫الض َما َن ُة‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫���ط‬ ‫َس‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِْ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�ي�ر َث َقا َف ِة‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫يف‬ ‫َظ‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ام‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫ي���د‬ ‫َح‬ ‫َه َي َت ْي ِس ُ‬ ‫َ‬ ‫ْالو ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫���ات ال ُك ُت ِب‪،‬‬ ‫�ي�ر َم���ا َن َف َد ِم ْن َط ْب َع ِ‬ ‫ال ُف َق َـرا ِء‪َ ،‬و َت ْي ِس ِ‬ ‫ْ‬ ‫���ات المْجَ َ َّ‬ ‫�ل�ا ِت َّ‬ ‫ُور َها‪،‬‬ ‫وَمجَ ْ ُم َ‬ ‫وع ِ‬ ‫الناِْد َر ِة‪ُ ،‬من��� ُذ ُصد ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫���ـوق ْال ُك ُت ِب ِم ْن‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫يمُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وَِإلىَ ي َْو ِ‬ ‫ِ‬ ‫���ذا المَْ ْو ِقـع‪ ،‬وَِإ َّ‬ ‫ال َف َق ْ‬ ‫َ‬ ‫َه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َيرْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫غ‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫يف‬ ‫َظ‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫���‬ ‫ت‬ ‫يم‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ثمَ َ ٍن‪ِ ،‬إَّن ُه َذِ ِخَ�ي�ر ٌة و َ‬ ‫َط ِن َّي ٌة‪َ ،‬وأُ َح ِّـذ ُر ِم َن ْال َع َب ِث ِب ِه؛‬ ‫َ‬ ‫أل َّن��� ُه ِم ْن آ َث ِار َنا الخْ َ ـا ِل َد ِة‪َّ ،‬ال َس��� َت ْب َقى ِإلىَ ي ْ‬ ‫َـو ِم‬ ‫تيِ‬ ‫ِّين"‪( .‬أهـ)‬ ‫الد ِ‬ ‫���اب و ُ‬ ‫وه َك َ‬ ‫َاأل َدبَ���ا ُء وَالمُْ ْب ِد ُع َ‬ ‫َ‬ ‫���ون‬ ‫���ذا‪َ ،‬س��� َي َظ ُّـل ْال ُك ّتـَ ُ‬ ‫"س���ـو َر ُ‬ ‫ـ���د َر لهَ ُ ْ‬ ‫َّال ِذ َ‬ ‫ي���ن ُق ِّ‬ ‫األ ْز َب ِك َّي ِة"‬ ‫���م أَ ْن يَ��� ُزو ُروا ُ‬ ‫���ك َّ‬ ‫ون ِت ْل َ‬ ‫َي َت َذ َّ‬ ‫ك��� ُر َ‬ ‫ـ���ات الحْ َ ِم َ‬ ‫الل َح َظ ِ‬ ‫���ة َّال�ِت�يِ‬ ‫يم ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْي�نْ‬ ‫(طـا َل ْ‬ ‫َق َض ْـو َه���ا ِفي��� ِه َ‬ ‫���ت أَ ْم َق ُص َرت)‪ ،‬بَ� َ أَ ْر ُف ِف‬ ‫يق ِ َ ْ‬ ‫َام ُ‬ ‫ك ُت ِب ِه َّ‬ ‫َم ْك َت َبا ِت��� ِه ْال َع ِت َ‬ ‫���ة‪،‬‬ ‫الن ِف َ‬ ‫يس ِ‬ ‫���ة‪َ ،‬وأك���َّو ِْ‬ ‫ْ‬ ‫���ون َع ْ‬ ‫َي ْب َح ُث َ‬ ‫���ـان‪،‬‬ ‫���ن َروَا ِئ َ‬ ‫اإلن َس ِ‬ ‫���ع َخْطتهَ���ا يَ��� ُد ِ‬ ‫اآلت المْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـابع ِبإِق ِت َد ٍار‪ ،‬فيِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫وف‬ ‫ط‬ ‫َ���ا‬ ‫َو َن َّف َذ ْته‬ ‫ك ِّل ُص ُن ِ‬ ‫���تِ ِمجُ َ َّـر ُد ِحبرْ َع َلى َو َرق‪ ،‬بَلْ‬ ‫المَْ ْعر َف ِة‪ ،‬إَّنهَا َل ْي َس ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫���ذاٌِء ِل ْل ُع ُقـ���ول و َ‬ ‫ِه َي ِغ َ‬ ‫َاح‪ ،‬تجَ ْ ِل ُب لهَ َ ���ا ْال ِع ْل َم‬ ‫َاأل ْرو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َك َما َي ُق ُ‬ ‫الس��� َعا َد َة‪ ،‬و َ‬ ‫ـ���ول المَُْت َنبيِّ ‪ :‬أَ َع ُّز‬ ‫َوتمَ ْ َن ُحهَ���ا َّ‬ ‫ـابح * و َ‬ ‫الد َنى َس ْ‬ ‫ـان فيِ ُّ‬ ‫َم َك ٍ‬ ‫يس فيِ‬ ‫َخيرْ ُ َجِل ٍ‬ ‫���رَ ُج َ​َس ِ ٍ‬ ‫ـ���اب‪ِ ،‬لذ ِلك ي َّ‬ ‫َّ‬ ‫���م املَُث َّق ِف َ‬ ‫ني‬ ‫ك َت ُ‬ ‫َت ِف ُق ُم ْع َظ ُ‬ ‫ـ���ان ِ‬ ‫الز َم ِ‬ ‫يـ���ن ُهنـا َع َلى َضـ ُرو َر ِة ْ‬ ‫اب و ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َة‬ ‫ي‬ ‫ـا‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ث‬ ‫اح‬ ‫ب‬ ‫َال‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫َال‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫و ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫���ة َع َل ْي���ه‪،‬‬ ‫ي���ق‪ ،‬وَالمْحُ َ ا َف َظ ِ‬ ‫���ـور األز َب ِك َّي ِ‬ ‫���ة ال َع ِت ِ‬ ‫ِب ُس ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫َم َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ــ�ل�ا ٍذ‬ ‫ف‬ ‫ـا‬ ‫ق‬ ‫لث‬ ‫ل‬ ‫���م‬ ‫ئ‬ ‫َا‬ ‫د‬ ‫���ـوق‬ ‫س‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ي���ر‬ ‫َو َتط ِـو‬ ‫���ة‪ ،‬و َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الك ِت َس ٍ���اب المْ‬ ‫َغيرِْ ُم َكِّل ٍف ٍْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ــر َف ِة‪ ،‬و ِل َي َظ َّـل‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِآم ٍ‬ ‫ــن ِ‬ ‫ـاري ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫���م المَْ َعـالــِ​ِم‬ ‫ض‬ ‫ح‬ ‫َ���ة‬ ‫ه‬ ‫َاج‬ ‫َّ���ة‪ ،‬و َ‬ ‫َ‬ ‫َم ْع َلــم���اً ِم ْن أَ َه ِّ‬ ‫ْو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ـاه‬ ‫َّة الجْ َ ِمي َل ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ال َق ِ ِ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪2012/9/20‬‬ ‫‪khalidasshati@yahoo.com‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫إجتماع إلحتاد‬ ‫الفنانني العرب‬ ‫عق���د يف اليوم�ي�ن املاضي�ي�ن إجتم���اع مبق���ر‬ ‫إحت���اد الفنان�ي�ن الع���رب بالقاه���رة للجن���ة‬ ‫املقرتحة من قبل املكت���ب التنفيذي لإلحتاد‬ ‫للنظ���ر يف تعدي�ل�ات القان���ون األساس���ي‬ ‫لإلحت���اد الذي تأس���س س���نة ‪ . 1986‬وهذه‬ ‫اللجن���ة مكونة م���ن مندوبني م���ن كل من‬ ‫ليبي���ا والعراق واألردن والكويت وفلس���طني‬ ‫ولبن���ان باإلضافة إلي مص���ر حيث اقرتحت‬ ‫اللجن���ة ع���دة مالحظات يف تعدي���ل القانون‬ ‫األساس���ي لالحت���اد تتعل���ق بش���روط ومدة‬ ‫انتخاب الرئي���س واألمني العام وبعض املواد‬ ‫املتعلق���ة بآلية عمل اإلحت���اد وجلانه الفنية‬ ‫وبعض األحكام القانونية اخلاصة بتس���يري‬ ‫العمل وتفعيل نشاط اإلحتاد ‪.‬‬ ‫هذا وس���تعرض هذه املقرتحات والتعديالت‬ ‫عل���ي املكت���ب التنفي���ذي لإلحتاد لدراس���تها‬ ‫واملوافق���ة عليه���ا وم���ن ث���م إحالته���ا إل���ي‬ ‫اجلمعية العمومية لإلحتاد للتصديق عليها‬ ‫وإقرارها حتى يتس�ن�ي لإلحتاد اإلعالن عن‬ ‫موع���د اإلنتخابات اجلديدة ال�ت�ي من املقرر‬ ‫أن تكون مع بداية العام القادم ‪ 2013‬م‪...‬‬

‫خليل العرييب‬

‫نشاط فين وثقايف يف بنغازي‬ ‫تش���هد مدين���ة بنغ���ازي خ�ل�ال الف�ت�رة‬ ‫القريب���ة القادمة نش���اطا ثقافي���ا وفنيا‬ ‫منوع���ا برعاي���ة وزارة الثقافة واجملتمع‬ ‫املدني ‪ ،‬حيث ستنطلق فعاليات مهرجان‬ ‫املس���رح الكومي���دي مبش���اركة العديد‬ ‫من الفرق املس���رحية من مدينة بنغازي‬

‫وخارجها والذي سيتولي اإلشراف علي ويتضمن ه���ذا املهرجان ن���دوات ثقافية‬ ‫وأمس���يات ش���عرية وقصصية ومعرض‬ ‫هذا املهرجان الفنان خالد الفاضلي ‪.‬‬ ‫كماستش���هد املدين���ة إنط�ل�اق فعالية للفنون التش���كيلية ويشارك يف فعالياته‬ ‫ثقافي���ة نس���ائية م���ن خ�ل�ال مهرج���ان مبدعات عربيات من عدة أقطار عربية‬ ‫املبدع���ات العربي���ات وال���ذي ستش���رف‬ ‫علي���ه الكاتبة والصحفية خل���ود الفالح‬

‫مسلسل عن بليغ محدي‬

‫الفنان نصري‬ ‫مشه والنازحني‬ ‫مسلس���ل جدي���د بعن���وان ( م���داح القمر‬ ‫) يتن���اول الس�ي�رة الذاتي���ة للموس���يقار‬ ‫املع���روف بلي���غ مح���دي ‪ ،‬حي���ث س���يتم‬ ‫تنفي���ذه يف الف�ت�رة القريب���ة القادم���ة‬ ‫‪ ،‬املسلس���ل م���ن إخ���راج جم���دي أمح���د‬ ‫وكتاب���ة وس���يناريو حمم���د الرفاعي ‪،‬‬ ‫وس���يقوم بدور بليغ محدي الفنان عمر‬ ‫واكد وس���تقوم الفنانة منة شليب بدور‬

‫سرية بين غازي يف مرييت‬

‫الفن���ان العراق���ي نص�ي�ر مش���ه ع���ازف العود‬ ‫الش���هري صاحب بي���ت العود بالقاه���رة يهتم‬ ‫ه���ذه األيام بالنازح�ي�ن ويقود محلة كبرية‬ ‫ملس���اعدة النازح�ي�ن الس���وريني باألراض���ي‬ ‫األردني���ة ال س���يما وأن ه���ؤالء النازح�ي�ن‬ ‫مقدمون علي موس���م شتوي قارس واخليام‬ ‫التى تؤويهم ال حتميهم من قسوة هذا الربد‬ ‫‪.‬‬ ‫احلمل���ة ال�ت�ي يقوده���ا الفن���ان نصري مشه‬ ‫تتمث���ل يف مجع عدد هائل م���ن الكارفانات (‬ ‫البي���وت املتحركة ) إليواء ه���ؤالء النازحني‬ ‫يف فص���ل الش���تاء ‪ ،‬وكان ع���دد كب�ي�ر م���ن‬ ‫رج���ال األعمال العرب يس���اهمون يف متويل‬ ‫هذه احلملة اخلريية ومت االتفاق مع مصنع‬ ‫لتجهيز البيوت املتنقلة ب���األردن والذي بدأ‬ ‫بالفعل بتزويد النازحني بهذه البيوت ‪.‬‬

‫وردة اجلزائري���ة كما س���تقوم املطربة‬ ‫الس���ورية ميادة بغن���اء مقدم���ة ونهاية‬ ‫املسلسل جمانا وفا ًء هلذا الفنان الكبري ‪.‬‬ ‫يتناول املسلس���ل العديد من األسرار يف‬ ‫حي���اة املوس���يقار بليغ مح���دي وعالقته‬ ‫بأبن���اء جيل���ه الذي���ن إرتبط به���م أمثال‬ ‫عبداحللي���م حافظ وأم كلث���وم ووردة‬ ‫اجلزائريه وغريهم‪،‬‬

‫ص���در يف القاه���رة خالل‬ ‫األي���ام املاضي���ة ‪ ( :‬س�ي�رة‬ ‫بين غ���ازي للكات���ب أمحد‬ ‫الفيت���وري ‪ ،‬الناش���ر ‪ ..‬دار‬ ‫مرييت املعروفة ‪ ،‬الغالف‬ ‫تصميم كريم أدم ‪.‬‬

‫يأت���ي ه���ذا املسلس���ل يف ف�ت�رة تناول���ت‬ ‫في���ه الس���ينما والتلفزي���ون ش���خصيات‬ ‫فنية م���ن زم���ن الفن اجلميل س���خرت‬ ‫هل���ا مسلس�ل�ات وأ ف�ل�ام مثل مسلس���ل‬ ‫ام كلث���وم ومسلس���ل حلي���م وكذل���ك‬ ‫إمسهان والشحرورة صباح وليلي مراد‬ ‫وإمساعيل ياسني وغريهم ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬ ‫أمحد بشون‬

‫فتحي الساحلي‬

‫امحـد أبو هروس فـاكهة تنس الطــاولة‬ ‫الــذي رحــل عن عــاملنا سـريعا‬

‫كان العب���ا لتن���س الطاول���ة يف زم���ن رواد‬ ‫ه���ذه اللعب���ة يف الس���تينات أمث���ال عطي���ة‬ ‫عبداجللي���ل ‪ ،‬وفتحي حنيش ‪ ،‬وفتحي باقو‬ ‫‪ ..‬وكانت بينهم صوالت وجوالت ‪.‬‬ ‫وبعد اعتزاله تفرغ للتدريب وقدم أو ساهم‬ ‫يف تقدي���م الكثري من الع�ب�ي تنس الطاولة‬ ‫البارعني أمث���ال إبراهي���م قريدبو وحممد‬

‫كن���ا نس���أله عنه���ا ‪ ..‬كان يق���ول النجمة‬ ‫األوىل النادي الذي أحب���ه والنجمة الثانية‬ ‫ال�ت�ي ف���وق كتف���ي ‪ !!..‬م���ن ن���وادره أيضا ‪..‬‬ ‫كان يق���ف عل���ى الس���ياج يف ملع���ب ‪24‬‬ ‫ديس���مرب يف مب���اراة األهل���ي والنجم���ة (‬ ‫ودرب���ي ذل���ك الزم���ن ) فلم���ا دخ���ل فري���ق‬ ‫األهل���ي إىل امللع���ب ه���اج امللع���ب بصيحات‬

‫زينوب���ه ‪ ،‬وعل���ى الزردوم���ي ‪ ..‬وغريهم من‬ ‫األبطال ‪.‬‬ ‫كان ميتاز خبفة الدم والبديهة احلاضرة‬ ‫وكان عاشقا لنادي النجمة القدمية ومن‬ ‫قفش���اته ان���ه كان يقس���م بالنجمتني فلما‬

‫األهلوي�ي�ن وكانوا يرددون ( األهلي المس‬ ‫خ���ط الن���ار ايقولوا منه يا س���تار ) ‪ ..‬وحينها‬ ‫التفت امحد ابوه���روس إىل فريق النجمة‬ ‫فوجد إبراهيم املص���ري يف املرمى فقال ‪( ..‬‬ ‫يا نار كوني بردا وسالما على إبراهيم ) ‪!..‬‬

‫هذا الرجل !!‬ ‫قضى ج���ل عمره يف اجمل���ال الرياضي لعب‬ ‫يف بدايت���ه العبا بفري���ق التع���اون بإجدابيا‬ ‫مل���دة عام�ي�ن م���ارس فيه���ا ك���رة الق���دم‬ ‫والك���رة الطائرة والع���اب القوى وعلى وجه‬ ‫اخلص���وص رياض���ة اجل���ري ‪ .‬بع���د ذل���ك‬ ‫انتق���ل إىل فري���ق التحدي ونظ���را ملا حباه‬ ‫اهلل جبس���د وطول ف���ارع مت اختي���اره للعب‬ ‫يف صف���وف الفريق األول اعت���زل اللعب يف‬ ‫منتص���ف الس���بعينيات نتيج���ة لإلصاب���ة‬ ‫تولي بعض املناصب يف إدارة نادي التحدي‬ ‫بع���د ذل���ك أجت���ه إىل تدريب فري���ق النجم‬ ‫الساحلي لكرة القدم بالكويفية ‪.‬‬ ‫ان���ه الفهد األمسر س���عد س���ليمان عصمان‬ ‫الع���ب التح���دي واملنتخ���ب الوط�ن�ي يف‬ ‫الس���تينيات وبداي���ة الس���بعينيات أحرز مع‬ ‫فري���ق التحدي بطول���ة ليبيا موس���م ‪66-‬‬ ‫‪ 1967‬وجل���ب أول كأس إىل مدين���ة‬ ‫بنغ���ازي واملنطقة الش���رقية بع���د أن اخفق‬ ‫األهل���ي بنغ���ازي يف موس���م ‪1964 – 63‬‬ ‫واهلالل يف موسم ‪ 1965 – 64‬ودارنس يف‬ ‫موسم ‪. 1966 – 65‬‬ ‫ف���از التحدي على االحت���اد مرتني األوىل ‪2‬‬ ‫– ‪ 0‬مبلعب ‪ 24‬ديسمرب بالربكة " نادي‬ ‫النص���ر حالياُ " أثناء التصفي���ات والثانية ‪2‬‬ ‫– ‪ 0‬مبلعب ‪ 24‬ديسمرب يف املباراة النهائية‬ ‫بع���د تع���ادل الفريقني يف النق���اط وكانت‬ ‫القرع���ه إىل جان���ب التحدي ال���ذي جعلته‬ ‫بلع���ب املباراة النهائية على ملعبه ويف كال‬ ‫املباراتني س���جل أهداف التح���دي الالعبان‬ ‫س���عد س���ليمان ‪ ،‬وحممد اجملربي ‪ ،‬ويعترب‬ ‫س���عد س���ليمان عصم���ان واح���داً م���ن أه���م‬ ‫مؤسسي نادي بنغازي اجلديدة الرياضي يف‬

‫‪ 1984 – 10 – 28‬م وتقل���د مهام تدريب‬ ‫فريق ك���رة الق���دم بالن���ادي يف الس���نوات‬ ‫اخلم���س األوىل إضاف���ة إىل كونه رئيس‬ ‫الن���ادي وكانت س���يارته اليت اس���تهلكها يف‬ ‫س���بيل الن���ادي احلافلة اليت تق���ل الالعبني‬ ‫أثن���اء املباري���ات وكان منزله ورش���ة عمل‬ ‫إلع���داد الوجب���ات والعصائر ومس���تلزمات‬ ‫الالعبني خالل املوسم الرياضي ‪.‬‬ ‫يف أواخ���ر ش���هر س���بتمرب ‪ 2009‬م ت���رك‬ ‫الن���ادي نتيج���ة لظروف���ه الصحي���ة ‪،‬‬ ‫ه���ذا الرج���ل واج���ه العدي���د م���ن الصف���ات‬ ‫واتهمه املبطل���ون بكثري من الته���م الباطله‬ ‫واإلش���اعات املغرضة يف ع���ام ‪ 1997‬م أدت‬ ‫ب���ه إىل املثول للتحقيق أمام جلان التطهري‬ ‫ويف النهاية إىل حمكمة الشعب ‪ ،‬وقد كان‬ ‫القاض���ي واح���دا م���ن طلبة األس���تاذ س���عد‬

‫كان ش���خصية موهوب���ة ومرح���ة ج���داً‬ ‫وقف يف يوم م���ن األيام مع املالكم حممد‬ ‫الربناوي وس���اعده يف أن يؤس���س مدرس���ة‬ ‫لتدري���ب املالكم���ة يف الوق���ت الذي ختلى‬ ‫عنه اجلميع ‪ .‬بل وحاربته األغلبية ‪.‬‬ ‫كم���ا انه أس���س ونش���ر يف مدين���ة بنغازي‬ ‫رياض���ة املرأة وك���ون فريق تن���س طاولة‬ ‫نس���ائي ‪ ..‬وكان���ت لدي���ه قدرة غ�ي�ر عادية‬ ‫عل���ى مداعب���ة الن���اس وكس���ب عواطفهم‬ ‫ومشاعرهم واملزاح معهم ومصادقتهم ‪.‬‬ ‫وجدت���ه ذات م���رة حزينا ميش���ي وحيدا يف‬ ‫ش���وارع بنغازي فقلت ل���ه عبارته اليت كان‬ ‫يردده���ا دائم���ا ‪ ..‬ت���وه ‪ ..‬لوه منك ‪ ..‬ل���وه ‪ !..‬يا‬ ‫محادي ‪.‬ولكنه مل يستجب كثرياً لدعابيت‬ ‫وش���عرت بأن���ه يعان���ي م���ن مرض نفس���ي‬ ‫يقلقه كثريا ‪ !..‬وجيعله شارد الذهن ‪.‬‬ ‫قل���ت ل���ه أين أن���ت يا أس���تاذ امح���د ‪ ..‬فقال‬ ‫ل���ي ‪ (..‬بطاي ي���ا عزيز عليك ده���ش أيام ما‬ ‫هون���ت غال ) ‪.‬بع���د أيام مسعت ان���ه إصابته‬ ‫الغرغرين���ه يف رجل���ه وذلك بس���بب مرض‬ ‫الس���كري ‪ ..‬ورفض برت رجله وقرر مغادرة‬ ‫احلياة ‪ !..‬ورحل سريعاً ملقابلة اهلل سبحانه‬ ‫وتع���اىل غاف���ر الذن���وب ‪ .‬وال زال عش���اق‬ ‫الرياض���ة والرياضي�ي�ن يف مدين���ة بنغازي‬ ‫يذكرونه دائماً باخل�ي�ر كأحد رواد لعبة‬ ‫تن���س الطاول���ة وأحد الذين قدم���وا الكثري‬ ‫هلذه اللعبة وأسهموا يف انتشارها ‪.‬‬ ‫فرج العقيلي‬ ‫س���ليمان ‪ ،‬س���عد س���ليمان عصم���ان فري���ج‬ ‫معه���د املعلمني بنغازي عام ‪ 1967‬م قس���م‬ ‫اللغ���ة االجنليزية وخري���ج جامعة بنغازي‬ ‫كلية اآلداب قس���م اجلغرافي���ا عام ‪1973‬‬ ‫م وم���ارس مهن���ة التدري���س إىل أن تقاعد‬ ‫يف عام ‪ 2007‬م وش���اءت الصدف أن يلتقي‬ ‫الطال���ب واألس���تاذ القاضي واملتهم ابتس���م‬ ‫القاض���ي واعتذر لألس���تاذ ألن���ه على يقني‬ ‫بأن���ه نق���ي القلب وحس���ن اخلل���ق ونظيف‬ ‫اليد ‪.‬‬ ‫ولدراية القاضي مبش���اكل األندية ولعدم‬ ‫وج���ود األدل���ة ‪ .‬ولعدم معرف���ة اجلهة اليت‬ ‫تقدم���ت بالش���كوى ق���رر حف���ظ القضي���ة‬ ‫وتربئ���ة أس���تاذه م���ن كل الته���م الباطلة‬ ‫واملزعومة ‪.‬‬ ‫هذا الرجل أول من أقام مشروعاً استثمارياً‬ ‫يف األندية يف مدينة ببنغازي ورمبا املنطقة‬ ‫الشرقية بأكملها ‪.‬‬ ‫كان املش���روع إنش���اء ع���دد ( ‪ ) 92‬اثن�ي�ن‬ ‫ً‬ ‫حم�ل�ا جتاري���ا مل يك���ن م���ن‬ ‫وتس���عني‬ ‫املستفيدين منها ابنه األكرب وبعض أقاربه‬ ‫على الرغم من كونهم مواطنني كغريهم‬ ‫تفاديا التهامه بالوساطة واحملسوبية ‪.‬‬ ‫ه���ذا الرجل ال���ذي أعطى اجمل���ال الرياضي‬ ‫زه���رة ش���بابه ومث���رة صحت���ه يقب���ع اآلن‬ ‫يف بيت���ه يعان���ي من ف���رص فق���دان جزئي‬ ‫للذاك���رة منذ س���نتني دون ان يس���ال عنه‬ ‫احد من املس���ؤولني الذين عاصروه وكثري‬ ‫م���ن رفاقه الذي���ن لعبوا معه وعمل���وا معه ‪.‬‬ ‫وهل جزاء اإلحساس إال اإلحساس ؟؟!!‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫كلمة العدد‬

‫الالهثون خلف‬ ‫السفر ‪!!!..‬‬ ‫هؤالء الذي���ن ال هم هل���م إال إجياد املربرات‬ ‫واألس���باب ال�ت�ي تص���ل به���م إىل حتقي���ق‬ ‫غاياته���م يف إقام���ة املس���ابقات الرياضي���ة‬ ‫الرمسي���ة أغلبه���م م���ن ه���واة الس���فر‬ ‫وال���دوالرات وق���د تع���ودوا عل���ى ذل���ك عرب‬ ‫كل العص���ور واألزمن���ة وه���م يبالغون يف‬ ‫الس���عي حنو ه���ذا اهلدف مدع�ي�ن أن بالدنا‬ ‫اآلن مس���تعدة إلقام���ة املس���ابقات بع���د أن‬ ‫توفر فيها ( األم���ن واألمان ) وبينهم بعض‬ ‫املعلق�ي�ن ( الرياضيني ) الذي���ن يرددون (‬ ‫كالببغ���اوات ) ه���ذه العب���ارة مبج���رد أن‬ ‫يس���معونها م���ن أصحاب املص���احل اخلاصة‬ ‫من عشاق السفر وعبيد الدوالرات ‪!!..‬‬ ‫أود أن أقول هلذه الشرحية بالذات (( حرام‬ ‫عليك���م )) حت���ى إذا أردمت أن تكذب���وا عل���ى‬ ‫أنفس���كم ‪ ..‬لي���س لك���م احل���ق يف ممارس���ة‬ ‫الك���ذب عل���ى اآلخري���ن الذي���ن يعيش���ون‬ ‫الواق���ع ( امل���ؤمل ) ال���ذي نعيش���ه مجيعا مبا‬ ‫في���ه م���ن خط���ورة وتوت���ر ‪ ..‬املش���كلة ال�ت�ي‬ ‫تواجه�ن�ي وتواج���ه غ�ي�ري أننا ال نس���تطيع‬ ‫ألس���باب تفرضها املصلحة العامة ومحاية‬ ‫الوط���ن من اخلوض يف تفاصيل املش���اكل‬ ‫واخلروق���ات اخلطرية ال�ت�ي تواجهها بالدنا‬ ‫احلبيب���ة وال�ت�ي يعيش���ها ش���عبنا العظي���م‬ ‫ويتأثر بها ويتأمل ‪!!..‬‬ ‫حن���ن مجيعا نتمن���ى أن يتحقق لنا ( األمن‬ ‫واألمان ) وبالتالي نتمنى أن تعود املسابقات‬ ‫الرياضي���ة حبضور مجاه�ي�ري غري متوتر‬ ‫ثم أن الذي يهم الش���عب اللي�ب�ي اآلن أيها (‬ ‫املرجف���ون يف األرض ) ه���و أن نبين الدولة‬ ‫بع���د أن نصدر الدس���تور ونش���كل احلكومة‬ ‫ونقضي على كل مظاهر ( س�ل�اح الشوارع‬ ‫) ويع���ود كل املواطن�ي�ن إىل أعماهل���م‬ ‫وحنس���م مس���ألة بناء جيش قوي حمرتف‬ ‫ق���ادر على محاي���ة حدودنا وجهاز ش���رطة‬ ‫يعرف كي���ف حيمي املواط���ن وحيفظ له‬ ‫قيمت���ه ومكانته ويؤمن ل���ه احلياة الكرمية‬ ‫!!! أم���ا هذا التهريج الذي ميارس���ه بعض ((‬ ‫اجلهل���ة )) وأصحاب املص���احل اخلاصة و ((‬ ‫بع���ض األزالم )) وكذلك بعض البس���طاء‬ ‫الذي���ن ال ينطلق���ون م���ن أجن���دات خاص���ة‬ ‫وكل ما يس���عون إلي���ه مش���اهدة املباريات‬ ‫لغ���رض الفرج���ة واالس���تمتاع الرتباطهم‬ ‫العاطفي لألندية الرياضية !!!‬ ‫س���وف أع���ود وأتابع ه���ذا املوض���وع اخلطري‬ ‫وه���ذا التوج���ه اخلاطئ ملواجه���ة األمر بكل‬ ‫ق���وة وقس���وة الن الوط���ن اك�ب�ر من كل‬ ‫الرغبات ( الرخيصة ) والتطلعات املتسرعة‬ ‫!!‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 8 / 2 ( - ) 73‬أكتوبر ‪)2012‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.