العدد 74

Page 1

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫ما حدث يوم اخلميس يف العاصمة‪ ،‬وحيدث يف بين وليد ‪.....‬‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫احلجر املهمل يصبح احلجر األساس !‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫هليل البيجو‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫حسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزاوية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫مفتاح ميلود ‪ /‬البيضاء‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫املراجعة اللغوية‬

‫صالح السيد أبوزيد‬ ‫لوحة الغالف‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫الذين يطرحون اإلنس���ان حمركاً وغاية ووس���يلة ‪ ،‬وألن هذا اإلنسان ال يصح النظر‬ ‫الي���ه ب���أي اعتبارات حتمية وما ش���ابه ‪ ،‬هؤالء هم من جيعلون اإلنس���ان حجراً مهم ً‬ ‫ال ‪،‬‬ ‫هؤالء العقائديون من يتمرتس���ون خل���ف أيديولوجيا احلتمية مادية كانت أو روحية‬ ‫يصدمهم مسار احلجر املهمل حني يصري حجر األساس ‪.‬‬ ‫هك���ذا كان اللي�ب�ي خ���ارج اطار القولب���ة واملتوقع خ�ل�ال الفرتة املاضية من���ذ ليلة ‪15‬‬ ‫فرباير ‪2011‬م وحتى الس���اعة‪ ،‬لكن هذا أزعج الكثريين ممن يريدون مصادرة الناس‬ ‫أهداف رمست خارج سياق االنسان اللييب ‪.‬‬ ‫وقولبتهم ألجل حتقيق‬ ‫ٍ‬ ‫لقد كان املطلوب أن يكون الليبيون منصاعني لتوقعات أو نتائج معروفة مس���بقا ‪،‬وملا‬ ‫مل يتم ذلك مت مصادرة البالد من خالل تكريس فوضى ما بعد اس���قاط النظام ‪ ،‬وهذا‬ ‫التكريس جيين منه احلريصون عليه غنائم وأس�ل�ابا وجينون سلطة خفية ومقسمة‬ ‫يف الكواليس ‪.‬‬ ‫حينم���ا مل تأت االنتخاب���ات مبا كانوا يتصورون ويريدون هل���ا كان البد أن يتحول‬ ‫صندوق االقرتاع إلي أداة للتقسيم و والتشتيت‪ ،‬وصار السالح ‪ -‬كما هو دائما ‪ -‬احلكم‬ ‫وما فوق كل ش���يء‪ ،‬وه���ذا يعين أن تبقي الب�ل�اد يف هذا املختنق‪ ،‬الس�ل�اح يتكفل فيها‬ ‫بتسيري األمور‪ ،‬وكأمنا ما حدث من ثورة ألجل تكريس األمر الواقع ‪.‬‬ ‫وهذا يعتربه املغامرون مكسبا دونه املوت‪ ،‬لكن هذا اإلنسان اللييب الذي يفاجئ اجلميع‬ ‫كان يوم ‪ 23‬سبتمرب مرة ثانية يعيد ما فعله يوم االنتخابات ‪.‬‬ ‫وكان���ت االنتخاب���ات يف نتائجها متثل الطي���ف اللييب باعتب���ارات ليبية حمضة‪ ،‬هذه‬ ‫االعتب���ارات يقرأها القارئ النابه الوطين بأنها تفويض ش���عيب ألج���ل الوفاق الوطين ‪،‬‬ ‫هذا الوفاق الذي هو اآلن وهنا قارب النجاة ‪.‬‬ ‫أم���ا التكت�ل�ات احلزبي���ة الضيقة أو العقائدي���ة االقصائية فلم تفلح م���رة يف ما ذهبت‬ ‫إلي���ه‪ ،‬وان عرقلت احلراك‪ ،‬أو عال صوتها باتهام���ات ال تصوغ إال الغوغائية اليت تذهب‬ ‫حلد الفوضى وتبديد اجلهد والوقت ليس إال ‪،‬وإن كان هــذا خللق ش���يء من البلبلة‬ ‫يف هذه الساعة احلرجة ممكنا فإنه رغم ذلك مل يعد باإلمكان فرض رأي أو معتقد أو‬ ‫تصور علي اإلنسان اللييب‪.‬‬ ‫وما اس���تخلصتاه مما س���ـــلف أن حكومة مثل حكومة الكيب ليست إال مضيعة للوقت‬ ‫واجلهد‪ ،‬وهلذا إعادة إنتاج هذه احلكومة حتت أي مصوغ معناه أن هناك إرادة الستبعاد‬ ‫قارب النجاة ‪ :‬الوفاق الوطين ‪.‬‬ ‫وم���ا قوبل���ت به حماولة إعادة إنتاج حكومة الكيب إال تعب�ي�را قويا وفعال جليا من أجل‬ ‫انق���اذ البالد من دوامة تضييع الوقت وتبديد اجله���د‪ ،‬لقد خربت الناس كافة عملية‬ ‫التدوي���ر اليت كان يق���وم بها نظام الطاغية يف مراكز الدولة اليت حوهلا إلي س���احة‬ ‫شطرنج ينقل هذا البيدق من وزارة ألخرى وهو امللك الواحد القهار‪.‬‬ ‫هل���ذا علين���ا ادراك أن الوزارة أيا كان���ت جديتها وجدارتها لن تكون الس���حر‪ ،‬كما مل‬ ‫يكن صندوق االقرتاع إال وس���يلة لالس���تحقاق األهم يف اللحظ���ة الراهنة وهو الوفاق‬ ‫الوطنى‪ ،‬ألجل وضع دس���تور ومقوم���ات الدولة الوطنية وثوابتها ‪ ،‬أم���ا ما يبيع هذا أو‬ ‫ذاك م���ن أحالم فليس���ت إال جم���رد أكاذيب تض���اف إىل أكاذيب زي���ف االحالم اليت‬ ‫خربناها مجيعا‪.‬‬ ‫•نقطة علي السطر‬ ‫وعلين���ا مجيع���ا أن ندرك أن مصاب بلد كبالدنا يف أن يك���ون الوطن هو البنك الوطين‬ ‫والسالم‪.‬‬ ‫تنبيه‬

‫يرجى من األستاذ ‪ /‬عيسى احممد البجاحي االتصال باجلريدة على أرقامها املنشورة‬ ‫ألننا مل نتمكن من االتصال به على الربيد اإللكرتوني ( األمييل ) مع الشكر ‪.‬‬


‫‪03‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫ناشطات بطرابلس يقابلن السيد‬ ‫املقريف احتجاجا على تهميش املرأة‬ ‫يف حكومة بوشاقور ‪.‬‬ ‫خاص – ميادين – طرابلس ‪.‬‬ ‫ناش���طات ميثلن تنظيم���ات اجملتمع املدني ‪ ،‬مس���تقالت بطرابلس ‪،‬يتقدمهن الس���يدات ‪:‬‬ ‫فاطم���ة باق���ي وعبري احلض�ي�ري ‪ ،‬وعبري الكي���ب ‪،‬وانتصار ع���زوز قابلن صب���اح اخلميس‬ ‫‪ ، 2012 10- 4‬رئيس املؤمتر الوطين العام حممد املقريف مبقر املؤمتر الوطين العام‬‫مبدي���ات احتجاجه���ن على تهميش امل���رأة الليبية ضم���ن تركيبة أعض���اء احلكومة اليت‬ ‫قدمها الس���يد مصطفى أبو شاقور ‪،‬واليت مل تشمل سوى س���يدة واحدة كوزيرة للشؤون‬ ‫االجتماعية ( وكانت وكيلة يف نفس الوزارة حبكومة الكيب؟) وصرحت السيدة فاطمة‬ ‫باق���ي مليادين عقب املقابلة ‪ :‬أنهن وجدن توافقا من الس���يد املقريف يف قبوله الحتجاجهن‬ ‫وأنه من حق املرأة الليبية أن متكن سياسيا وان تتبوأ مكانتها وقد شاركت جبانب الرجل‬ ‫يف كل تفاصيل النضال لثورة ‪ 17‬فرباير املباركة ) ‪ ،‬السيدة فاطمة اعلنت فى تصريح‬ ‫هلا عن الش���روع يف تأس���يس تنظيم مدني حتت مس���مى ‪ :‬كتلة التمكني السياسي للمرأة‬ ‫الليبية ‪ ،‬مس���تهدفة التجهيز لولوج النساء الليبيات وفق كوتة يتوافقن عليها كعضوات‬ ‫يف الربملان وأيضا الرتشح للرئاسة والوزارات السيادية لليبيا ما بعد الدستور ‪.‬‬

‫خنساء نالوت‬

‫احل���دث كان يف مدين���ة نال���وت‬ ‫الصام���دة والتاري���خ ‪، 2011/5/22‬‬ ‫عندم���ا قيل هلا بأن ابنها عماد قد أصيب‬ ‫وأن���ه موج���ود يف عي���ادة املدين���ة ‪ ،‬لكنها‬ ‫بش���عور األم الدف�ي�ن أدرك���ت غري ذلك‬ ‫وعلم���ت أن األم���ر يتجاوز ذل���ك بكثري‪.‬‬ ‫أس���رعت بناته���ا وأخواته���ا إل���ي العيادة‬ ‫بواس���طة الس���يارة نادب���ات ومول���والت‪،‬‬ ‫لك���ن خنس���اء نالوت رفض���ت الولوج إلي‬ ‫الس���يارة وق���ررت الذه���اب مش���يا عل���ي‬ ‫األقدام مهللة ومك�ب�رة وراضية بقضاء‬ ‫اهلل وق���دره ‪ ،‬وعندما وصلت إلي العيادة‬ ‫وجدت ابنها مس���جي يف كفنه األبيض‬ ‫وقد قضي ش���هيدا يف سبيل اهلل والوطن‬ ‫والكرامة مبتسما وكأنه يزف إلي حور‬ ‫اجلن���ة يف مقام عند رب���ه ال يدركه إال‬ ‫الش���هداء الذي���ن خرج���وا هلل بنية طيبة‬

‫صادقة وقلب سليم ‪.‬‬ ‫دخلت عليه وه���ي تزغرد وتهلل وتكرب‬ ‫بأمي���ان عمي���ق ب���أن هلل ما أخ���ذ وهلل ما‬ ‫أعط���ي وتقول بصوت مفع���م بالثقة يف‬ ‫م���راد اهلل اللهم أجعلين م���ن الصابرات‪،‬‬ ‫وهي تقب���ل جبين���ه املضيء وتتحس���س‬ ‫حليت���ه الكث���ة ‪ ،‬إنه���ا خنس���اء نال���وت أم‬ ‫الش���هيد عم���اد ال�ت�ي ترمج���ت حدي���ث‬ ‫الرس���ول صل���ي اهلل علي���ه وس���لم إل���ي‬ ‫حقيقة واقعة ‪ :‬إمنا الصرب عند الصدمة‬ ‫األولي ‪.‬‬ ‫هذا منوذج من خنس���ا وات حرائر ليبيا‬ ‫يف ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر وه���ن كثريات يف‬ ‫ط���ول الب�ل�اد وعرضها ‪ ،‬رح���م اهلل عماد‬ ‫وب���ارك اهلل يف أم عم���اد خنس���اء نال���وت‬ ‫الصابرة احملتسبة وحفظ اهلل ليبيا واهلل‬ ‫أكرب وهلل احلمد ‪.‬‬

‫بيان وزارة الثقافة و اجملتمع املدني خبصوص بعض املمارسات اخلاطئة‬ ‫إن الث���ورات الك�ب�رى ال�ت�ي تغ�ي�ر جم���رى‬ ‫التاري���خ‪ ،‬و تؤس���س ملراحل جدي���دة يف تاريخ‬ ‫األم���م‪ ،‬ه���ي تل���ك الث���ورات ال�ت�ي تقتل���ع من‬ ‫اجل���ذور تلك املفاهيم اخلاطئة و املمارس���ات‬ ‫املقيتة‪ ،‬والسلوكيات البغيضة‪ ،‬اليت تنحرف‬ ‫باإلنس���ان عن جادة الطريق وس���واء السبيل‪،‬‬ ‫وتتع���دى عل���ى حري���ات اآلخري���ن و تبي���ح‬ ‫لنفسها زوراً وبهتاناً التعدي عليهم واإلساءة‬ ‫هل���م‪ ،‬س���واء أكان���ت تل���ك اإلس���اءة مادية أم‬ ‫معنوية‪ ،‬فمحصلة الفعل املشني ال ختتلف‪.‬‬ ‫و لع���ل راص���دي حرك���ة التاري���خ املعاص���ر‬ ‫سيقفون طوي ً‬ ‫ال أمام ما أجنزه الشعب اللييب‬ ‫‪ ،‬حني فجر ثورته يف السابع عشر من فرباير‪،‬‬ ‫ليس���دل الس���تار إىل األب���د عل���ى زم���ن كان‬ ‫عنوان���ه امتهان اإلنس���ان‪ ،‬و انته���اك حرماته‪،‬‬ ‫والتعدي على خصوصياته‪ ،‬والرفض املطلق‬ ‫لآلخ���ر وختوين���ه وتس���فيه كل م���ا يط���رح‬ ‫وإدانت���ه واالعتداء على حريت���ه وعلى حياته‬ ‫حتت مربرات واهية وشرعية ظاملة‪.‬‬ ‫لقد ثار الليبيون الش���رفاء ليقضوا على كل‬ ‫ظلم���ات تل���ك احلقب���ة‪ ،‬و يرس���خون القي���م‬ ‫اجلديدة قيم احلق واخلري والعدالة واملروءة‬

‫والنبل‪ ،‬وهو ما جتلى يف معارك‬ ‫التحرير املباركة‪ .‬ولن يرضى‬ ‫الليبي���ون أنفس���هم الثائ���رون‬ ‫احلقيقي���ون أن يدن���س ث���وب‬ ‫ثورته���م الناص���ع‪ ،‬أو أن يلط���خ‬ ‫جبينه���ا الطاه���ر‪ ،‬بس���لوكيات‬ ‫قلة تتمثل لألس���ف سلوكيات‬ ‫املاض���ي البغي���ض‪ ،‬وتس���تحضر‬ ‫ممارس���اته املقيت���ة‪ ،‬وتتقم���ص‬ ‫ش���خوصه اجملردة من األخالق‬ ‫ليهدره يف صراع���ات ونزاعات واتهامات بغري‬ ‫والقيم واملثل العربية واإلس�ل�امية األصيلة ح���ق‪ ،‬و يكاد يضيق ذرعاً ب���كل احملاوالت غري‬ ‫السمحاء‪.‬‬ ‫املقبول���ة ال�ت�ي جت���ره للخل���ف‪ ،‬وتعي���د إنتاج‬ ‫إن مظاه���ر االس���تقواء واالس���تعالء وانتهاك ممارسات الظلم والبغي‪.‬‬ ‫القوانني والتع���دي على من وضعوا يف مواقع وينبغي لنا مجيعا أن حنفظ للدولة هيبتها‪،‬‬ ‫املس���ؤولية‪ ،‬بتقم���ص لب���اس الث���ورة وه���ي ونكرس مبدأ احرتام شخصياتها االعتبارية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫منهم براء‪ ،‬واس���تباحة كل ش���يء اس���تغالال وننبذ أس���اليب الش���تم والقذف واإليذاء اليت‬ ‫ً‬ ‫كريه���ا ملناخ احلرية املطلق���ة‪ ،‬اليت حتققت حترمه���ا األدي���ان وميجه���ا ال���ذوق‪ ،‬وتأباه���ا‬ ‫بفضل تضحيات الرجال األش���اوس‪ ،‬والنساء املروءة‪ ،‬وينفر منها العقل والعرف‪.‬‬ ‫ً‬ ‫املاجدات‪ ،‬هلي أفعال حمرمة دينيا وجمرمة إن م���ا تعرضت له معالي الدكتورة "فاطمة‬ ‫أخالقياً واجتماعياً وثوريا‪.‬‬ ‫احلمروش" وزير الصحة من تطاول وإيذاء‬ ‫ً‬ ‫إن الش���عب اللييب الذي عاني كثريا مبا تنوء ل���ه خمالف لقي���م امل���روءة‪ ،‬بعيد عم���ا متليه‬ ‫حبمله اجلبال‪ ،‬مل يعد لديه متس���ع من وقت‬

‫قيم ليبي���ا اجلديدة‪ ،‬ليبيا ال�ت�ي حنلم مجيعاً‬ ‫أن يك���ون احل���وار ع�ب�ر مؤسس���اته املدنية هو‬ ‫الوس���يلة الوحي���دة ال�ت�ي ُنظه���ر م���ن خالهلا‬ ‫موقفن���ا ونب���دي ع���ن وجه���ات نظرن���ا بغض‬ ‫النظر عن أي دوافع او مظامل اليت من شئننا‬ ‫ان نردها بأس���اليب حضارية وع�ب�ر اجراءات‬ ‫قانونية سليمة ‪.‬‬ ‫إن ليبيا اجلديدة ليس���ت مجاهريية ثانية إذ‬ ‫يبدو أن البعض مل يستوعب بعد ان ثورة ‪17‬‬ ‫فرباير هي ثورة من أجل ارساء دولة القانون‬ ‫وحق���وق االنس���ان وانه���ا ليس���ت اس���تمراراً‬ ‫هلمجية العهد املنهار وال تعين إزاحة القدايف‬ ‫وأبنائه وأزالمه لكي حيل البعض حملهم يف‬ ‫ممارساتهم اهلمجية غري األخالقية ‪.‬‬ ‫عاشت ليبيا طاهرة ناصعة متطلعة ملستقبل‬ ‫بهي���ج يف���وح بأري���ج احلري���ة دون تعكري من‬ ‫تصرف���ات غ�ي�ر مس���ؤولة أو رؤي���ة ضيق���ة‬ ‫تض���رب بع���رض احلائط كل م���ا خيالفها‪..‬‬ ‫والعزة للشعب واجملد للشهداء‪.‬‬ ‫وزارة الثقافة واجملتمع املدني‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫بيان احلكومة الليبية لتقديم الشكر والتقدير ملؤسسات اجملتمع املدني‬ ‫تتق���دم رئاس���ة جملس ال���وزراء بالش���كر والتقدير ملؤسس���ات‬ ‫اجملتمع املدني للموقف ال���ذي اختذته خالل اجلمعة املاضية‬ ‫بتاريخ ‪28/09/2012‬م املوافق ‪ 12‬ذو احلجة ‪1433‬هـ لعدم‬ ‫االلتف���ات للدعوات اليت نادت للخ���روج يف مظاهرات ما مسي‬ ‫مجع���ة إنق���اذ طرابلس وما تق���وم به من أج���ل احملافظة علي‬ ‫األم���ن واألم���ان واملمتلكات العام���ة واخلاص���ة وتضامنها مع‬ ‫أجه���زة الدول���ة ممثل���ة يف وزارة الداخلي���ة واللجن���ة األمنية‬ ‫املؤقتة التابعة هلا ووزارة الدفاع وقيادة أركان اجليش اللييب‪.‬‬ ‫إن احلكوم���ة تؤك���د حرصه���ا عل���ى حق املواطن�ي�ن مجاعات‬

‫وأفراداً يف التظاهر الس���لمي الذي كفله اإلعالن الدس���توري‬ ‫وس���وف يكفل���ه الدس���تور الدائم للب�ل�اد ب���إذن اهلل كونه أحد‬ ‫ثوابت ثورة السابع عشر من فرباير وال جيوز املساس به‪ ،‬لكن‬ ‫احلكوم���ة يف ذات الوق���ت تؤكد حرصها عل���ى ضرورة اختاذ‬ ‫اإلجراءات الالزمة لتفادي اس���تغالل املظاهرات الس���لمية من‬ ‫ضعاف النفوس واملندس�ي�ن وحتويلها إل���ي مظاهرات عنيفة‬ ‫ُتزه���ق فيها األرواح وال يأتي م���ن ورائها إال الدمار والتخريب‬ ‫وزرع بذور الفتنة بني شرائح اجملتمع كافة‪.‬‬ ‫إن كتائ���ب الث���وار اليت أخذت على عاتقه���ا حترير البالد من‬

‫حك���م الطاغية ومن ثم انضمت ألجهزة الدولة هي جزء منها‬ ‫واملساس بها هو مساس بالدولة‪.‬‬ ‫إن اجملتمع الذي ننش���ده جيب أن يس���ود في���ه احلب والتعاون‬ ‫الصادق والدائم خدمة للصاحل العام‪ ،‬جندد الش���كر ملؤسس���ات‬ ‫اجملتمع املدن���ي بكافة مدن وقرى بلدن���ا احلبيب متمنني هلم‬ ‫التوفيق والسداد يف كل ما يقومون به لبناء الدولة والنهوض‬ ‫بها إلي ما نصبوا إليه مجيعاَ من تقدم وازدهار‪.‬‬ ‫وفق اهلل اجلميع ملا فيه خري البالد والعباد‬ ‫والسالم عليكم ورمحه اهلل وبركاته‬

‫املهرجان العربى للرسم الكاريكاتريي حتت شعار‪:‬‬ ‫(ربيع الثورات العربية)‪ ..‬ومسابقة جبوائز قيمة‬

‫معتز بن محيد‬ ‫تعت���زم وزارات الثقاف���ة بليبيا ومصر وتونس‬ ‫ يف تراب���ط ثق���ايف بينها ‪ -‬إط�ل�اق املهرجان‬‫العرب���ي للرس���م الكاريكات�ي�ري حتت ش���عار‪:‬‬ ‫"ربيع الثورات العربية" مع مسابقة تنافسية‬ ‫جبوائز قيمة‪ ،‬يتم ع�ب�ره اختيار أفضل ثالث‬ ‫لوحات‪ ،‬تستهدف يف مضمونها ثورات الربيع‬ ‫العربي‪ ،‬وس���يقام املهرجان يف ش���هر ديسمرب‬ ‫‪ .2012‬ويستهدف مجيع رسامي الكاريكاتري‬ ‫اهل���واة واحملرتفني م���ن مجيع أحن���اء العامل‪..‬‬ ‫وس���يضم املهرج���ان جناحا خاص���ا باألطفال‬ ‫واهل���واة دون س���ن ‪ 16‬س���نة وذل���ك إلب���راز‬ ‫اجلوانب النفس���ية لألطفال إزاء هذه الثورات‬ ‫وكيف ينظرون إليها بعيونهم الفتية‪.‬‬ ‫ويش�ت�رط يف األعمال املقدمة يف املس���ابقة ما‬ ‫يل���ي‪" :‬أن يكون موضوع املس���ابقة يس���تهدف‬ ‫ربيع الثورات العربية‪ ،‬وجيب أن يكون مقاس‬ ‫اإلعم���ال املش���اركة ‪ A3 (42*29.7‬س���م)‬ ‫ودق���ة األعم���ال املرس���لة ‪ 300Dpi‬وتك���ون‬ ‫بصيغ���ة ‪ .JPEG‬ملونة أو غري ملونة‪ .‬وتقبل‬ ‫األعمال القدمية واليت نش���رت سابقاً بشرط‬ ‫عدم حصوهلا على أية جوائز"‪.‬‬ ‫وم���ن الش���روط األخ���رى‪" :‬أنه س���يتم حذف‬ ‫أي مش���اركة يت���م فيها التطاول أو املس���اس‬ ‫باألدي���ان الس���ماوية‪ ...‬وأيضا ال يتم اس���تالم‬ ‫األعم���ال إال بع���د تعبئ���ة من���وذج املش���اركة‬ ‫واملوافقة على ما ورد فيه‪ ..‬ويُشرتط أن يكون‬

‫املش���ارك ه���و صاح���ب الفك���رة ومنفذها‪ ،‬وال‬ ‫حيق ألحد أن يشارك بعمل مل ينفذه بنفسه‪،‬‬ ‫حتى لو أخذ موافقة من صاحب العمل الفين‪،‬‬ ‫و ال تقبل األعمال املشرتكة"‪.‬‬ ‫ومن الش���روط اليت وضعته���ا اللجنة ‪" :‬حيق‬ ‫ملنظمي املهرجان استخدام رسوم الكاريكاتري‬ ‫املش���اركة للرتوي���ج أله���داف املهرج���ان‪ ،‬و‬ ‫أهداف���ه‪ ،‬و لك���ن لي���س ألغ���راض جتاري���ة‪..‬‬ ‫واملوافقة من املشاركني على إدراج لوحاتهم‬

‫داخ���ل البوم املهرج���ان والذي س���يتم طباعته‬ ‫م���ن قب���ل اللجن���ة التحضريي���ة للمهرجان‪..‬‬ ‫وس���يكون آخ���ر موع���د الس���تالم األعم���ال‬ ‫املشاركة هو يوم ‪2012.10.30‬م‪.‬‬ ‫وللمهرج���ان العرب���ي للرس���م الكاريكاتريي‬ ‫أه���داف عدي���دة منها ‪ :‬نش���ر وتوضي���ح أفكار‬ ‫الربيع العربي‪ ،‬وتنش���يط احلركة الثقافية‬ ‫والس���ياحية يف دول الربي���ع العرب���ي‪ ،‬وإعادة‬ ‫االعتبار للرسم الكاريكاتريي بعد سنوات من‬

‫االستبداد وقمع احلريات"‪.‬‬ ‫وت���رى اللجنة املنظمة أنها تس���تهدف يف هذا‬ ‫املهرجان اس���تقطاب أكثر من ‪ 1000‬لوحة‬ ‫لفنانني حمرتفني من ش���تى ال���دول العربية‬ ‫والعاملية ألنهم أصحاب احلرفة اليت تس���عى‬ ‫م���ن خالهل���ا إلظه���ار م���ا أجنزت���ه الث���ورات‬ ‫العربية بلغة الكاريكاتري‪.‬‬ ‫ع���رض اللوح���ات والن���دوات املصاحب���ة‬ ‫للمهرج���ان ستقس���م بالتوال���ي عل���ى ال���دول‬ ‫الثالثة املستضيفة‪ ،‬وسوف يقام حفل ختامي‬ ‫كبري يف دولة حمايدة جارى التنس���يق معها‬ ‫مل يعلن عنها بعد‪ ،‬حيث سيتم فيها نشر كل‬ ‫األعم���ال املقدمة باإلضاف���ة إىل حفل تكريم‬ ‫كب�ي�ر يت���م في���ه توزي���ع جوائز وس���يتم فيه‬ ‫تكريم بعض الرواد يف جمال الكاريكاتري‪.‬‬ ‫وقد أعلنت اللجن���ة املنظمة عن أمساء جلنة‬ ‫التحكيم‪" :‬حممد الزيتونى – ليبيا‪ ،‬والشاذىل‬ ‫بلخامس���ة ‪ -‬اجلمهوري���ة التونس���ية‪ ،‬وعمرو‬ ‫س���ليم ‪ -‬مجهوري���ة مص���ر العربي���ة‪ ،‬وأجمد‬ ‫رمس���ى – األردن‪ ،‬عب���د الغن���ى الده���دوه –‬ ‫املغرب‪ ،‬وحبيب حداد – لبنان‪ ،‬وحممد مفتاح‬ ‫الفيتورى ‪ -‬عن اللجنة التحضريية"‪.‬‬ ‫وس���تكون اجلوائز على النحو التالي‪" :‬اللوحة‬ ‫األوىل مبل���غ مالي وق���دره ‪ 10.000‬دوالر ‪-‬‬ ‫واللوح���ة الثانية مبل���غ مالي وق���دره ‪7000‬‬ ‫دوالر ‪ -‬واللوح���ة الثالث���ة مبل���غ مالي وقدره‬ ‫‪ 5000‬دوالر"‪.‬‬


‫‪05‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫اعضاء من املؤمتر الوطين العام يصرحون مليادين مبا يدور من جتاذبات واراء داخل جلسات املؤمتر ‪:‬‬

‫حول ‪ :‬حكومة بوشاقور ‪...‬قانون الطواريء ‪.....‬جلنة الدستور ‪...‬‬

‫ما حدث يوم اخلميس يف العاصمة‬ ‫م���ع اقرتاب نهاية األس���بوع حناول عرب صفحات جري���دة ميادين متابعة‬ ‫آخ���ر املوضوعات اليت تربز على س���احة األخب���ار يف مدينة طرابلس حيث‬ ‫تتمركز (املوضوعات) كما تتمركز رئاس���ة ال���وزراء والوزراء واملؤمتر‬ ‫الوطين بأعضائه وجلس���اته ‪ ،‬فانتخابات طرابلس جمللسها احمللي حتضر‬ ‫عرب بدء تاريخ التس���جيل للناخبني الذي مل يش���هد االس���تجابة املطلوبة‬ ‫‪ ،‬ولذلك ق���ررت ميادين إجراء متابعة للموضوع على التاس���عة والنصف‬ ‫صباح���ا يوم اخلمي���س ‪!!...‬كنت يف مقر جلنة االنتخاب���ات ( مبنى وزارة‬ ‫الس���ياحة ) ومل أجد إال الس���يد فيصل أبو قرين ليخربني بأنه على متام‬ ‫الس���اعة ‪ 12‬ظه���را س���يتم توجيه نــداء م���ن اللجنة املس���تقلة اىل أهالي‬ ‫طرابلس ‪ ،‬ومادمت قد حضرت كجريدة مبكرا ‪،‬فقد منحين هذا السبق‬ ‫بالبيان ‪ ،‬وس���لمين ُنس���خة منه قبل س���اعات من إعالنه ‪ ،‬فأخربته أن فى‬ ‫جعبيت الكثري من أس���ئلة الناس فهل بإمكانه تولي مس���ؤولية اإلجابة يف‬ ‫حال غياب الرئيس للجنة وعضو اإلعالم املُخول ‪ ،‬فرد الس���يد فيصل أنه‬ ‫ال يس���تطيع اإلجابة عن أس���ئليت وبإمكاني العودة الحق���ا للجنة ‪،‬غادرت‬ ‫ومع���ي الن���داء املوجه م���ن اللجنة إىل حي���ث املوضوع األب���رز واألهم وهو‬ ‫التصويت وإبداء الرأي حول تشكيلة أبو شاقور ‪.‬‬ ‫كانت العاشرة والنصف صباحا وبانتظار التصويت على أعضاء حكومة‬ ‫رئي���س الوزراء مصطفى بو ش���اقور ‪،‬من قبل أعض���اء املؤمتر ‪ ...‬وكنت يف‬ ‫بهو الصحفيني بانتظار االس�ت�راحة األوىل (‪ 11‬صباحا ) ألعضاء املؤمتر‪،‬‬ ‫لك���ن دخول اجلمه���ور الغاضب الذى ق���دم من مدينة الزاوي���ة ( والذى‬ ‫توافد بالعش���رات ) دخلوا ساحة الريكسوس بسياراتهم الصغرية والكبرية‬ ‫ومنبهاتهم تعلو ثم بدت أصوات كوابح الس���يارات كما لو أن استعراضا‬ ‫لرالي س���يارات قد بدأ ( يس���ميه الش���باب تس���طريب !!) خ���رج أعضاء من‬ ‫األمن وبع���ض الصحفيني مل يتجاوزوا الس���تة ؟ ( اثنان من الصحفيني‬ ‫األجانب ‪ ،‬ومن قناة العاصمة اثنان ‪ ،‬والعبد هلل !) احلشد العشريين األول‬ ‫اخرتق أعمال املؤمتر بأصواتهم املُطالبة بإسقاط حكومة بو شاقور وأيضا‬ ‫برحيل���ه ( أرحل إرحل ‪...‬الش���عب يريد اس���قاط بوش���اقور !) خرج أعضاء‬ ‫املؤمت���ر من قاعتهم يتقدمه���م الرئيس حممد املقري���ف ُملوحا بالتحية‬ ‫هل���م ‪ ،‬وبرغبة االس���تجابة ملا يطلبون ‪ ،‬بل أخذ أح���دى الالفتات ( ال نريد‬ ‫حربا ثانية ‪ )..‬وقام برفعها يف مواجهة املتظاهرين الذين علت أصواتهم ‪،‬‬ ‫وعباراتهم ‪ ،‬بل إن بعضهم لوح مهددا ب ُعكاز واألخر حبذاء ! ( وكان ذلك‬ ‫اجيابيا فمن املعتاد أن يعلو صوت الرصاص فيما ظهر مؤخرا ) وخرجت‬ ‫بع���د األلفاظ اليت جت���اوزت احل���د أخالقيا ‪:‬ع���دا التهديد بقف���ل مصفاة‬ ‫الزاوي���ة ‪ ،‬ب���ل مبن���ع الدخول للمدين���ة ‪ ،‬وقط���ع الطريق عل���ى القادمني‬ ‫إليها ‪ ،‬إن مل يس���تجب بوش���اقور ويعيد النظر يف حكومته اليت مل ُترش���ح‬ ‫وزي���راً م���ن املنطقة املمتدة من جن���زور وحتى حدودنا عن���د رأس اجدير‬ ‫‪....‬ش���اهدت كل م���ا حدث والتقطت بعض الص���ور وكانت فرصة ألخذ‬ ‫أراء أعض���اء وعضوات املؤمت���ر حول احلكومة املقرتحة ل ‪(:‬أبو ش���اقور) ‪،‬‬ ‫وقان���ون الط���وارئ ‪ ،‬والدس���تور ‪ ،‬فاالحتج���اج امت���د من الس���اعة احلادية‬ ‫عش���ر وحتى الثالثة ظهرا مم���ا اضطر املؤمتر اىل رفع اجللس���ة والعودة‬ ‫عن���د الرابعة مس���اء ( عقب الغداء مباش���رة )‪ ،‬وكانت جلس�ت�ي مع بعض‬ ‫عضوات املؤمتر الوطين الالتي ش���كون تهميش���ا ذكوري���ا من قبل أعضاء‬ ‫املؤمت���ر وأنه���ن يناضلن من أجل إمس���اع أصواتهن والدخ���ول كعضوات‬ ‫يف عدي���د اللج���ان وأنه���ن ينتبه���ن اىل التصح���ر يف اخلط���اب السياس���ي‬ ‫واإلعالم���ي لدى بع���ض األعضاء فيما يتم اتهامهن بذلك ‪ ،‬وش���كون من‬ ‫إهماهلن أثناء التنقل واإلقامة خاصة بالنس���بة للالتي يأتني من املناطق‬ ‫الداخلي���ة ‪،‬ويتحتم عليهن الذهاب والعودة أثناء انعقاد اجللس���ات ‪ ،‬كما‬ ‫إن بعضا من رج���ال األمن ال يتعاملون معهن كما يتعاملوا مع األعضاء‬ ‫‪ ،‬واعت�ب�رن أن اإلعالم احمللي حتدي���دا ال يطلبهن كما خيصص لبعض‬ ‫األعضاء تواجدا مس���تمرا بل وحوهلم اىل جن���وم ‪ ،‬فيما يتم تهميش كل‬ ‫العضوات لوال دعوة بعضه���ن يف اإلعالم اخلارجي كاجلزيرة ‪،‬واحلرة ‪،‬‬ ‫والعربية ‪ ،‬واآلن !! ‪.‬‬

‫خاص ميادين ‪ -‬فاطمة غندور ‪.‬‬

‫كن���ا ‪ -‬أول الداخل�ي�ن لبهو الصحفيني بقاعة الريكس���وس مقر جلس���ات املؤمتر الوط�ن�ي صبيحة اخلميس‬ ‫‪ 4‬أكتوبر‪ ،‬ثم التحقت بنا قناة العاصمة ‪ ،‬رغم انها صبيحة التصويت على تشكيلة ‪ -‬أثارت جدال واسعا‬ ‫عش���ية إعالنها ‪ -‬حكومة د‪ .‬مصطفى بوشاقور ‪(،‬ومألتنا الدهشة اذ وجدنا قبلنا فقط صحفياً وصحفية من‬ ‫األجان���ب) توقعنا حضورا صحفيا ملتابعة س�ي�ر موقف املؤمتر من احلكومة املُقرتحة ‪ ،‬وبالنس���بة مليادين فقد‬ ‫حضرنا من أجل استطالع الرأى حول أول تشكيل يصدر عن حكومة (منتخبة) ممن انتخبهم الشعب اللييب‬ ‫ضمن اول ممارس���ة سياس���ية دميقراطية ‪ ،‬ولعلمي املُس���بق باس�ت�راحة يأخذها أعضاء املؤمتر بني جلس���اته‬ ‫الصباحية قررت اختيار التوقيت املناس���ب ‪ ،‬لكن تأخر الس���يد رئيس املؤمتر حممد يوسف املقريف عن موعد‬ ‫االنعق���اد الصباحي املعتاد أجل أيضا االس�ت�راحة املقررة ‪ ،‬وفيما كنت أجالس فري���ق قناة العاصمة بانتظار‬ ‫االس�ت�راحة فاجأتنا س���يارات مندفعة محُ دثة اصواتا بكواحبها ( أحد أعضاء األمن علق رمبا هم من مجاعة‬ ‫جويلي فعادة ما يدخلون بنفس الطريقة ) ثم بدات أصوات بشرية تتعاىل خرجنا لالستعالم وكنت أحاول‬ ‫التخاطب مع احدهم فنهرني قائال ( إنيت منو وشن تيب وخريك تشبحي ) قلت له انا صحفية وأريد معرفة‬ ‫ما يدور فلم يرد وأشاح بوجهه عين ‪ ،‬ويف شكل هجومي مندفع من املدخل اىل قاعة الريكسوس الداخلية اليت‬ ‫تس���بق قاعة املؤمتر جتمهر أهالي الزاوية وأخذوا باهلتاف بس���قوط حكومة ابو شاقور ‪ ...‬وكانت االسرتاحة‬ ‫فرصة ملقابلة بعض أعضاء املؤمتر وعلى صدى صوت اهلتافات العالية مت تسجيل هذا االستطالع ‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫عبدالسالم عبداهلل نصيه عضو‬ ‫املؤمتر عن مدينة الزنتان‬ ‫وقد يس���يطر حزب ما عل���ى اجلو العام داخل‬ ‫الربمل���ان لكن صراحة قناعات���ي هلذه املرحلة‬ ‫تق���ول نرفض االس���تحقاق السياس���ي نريد‬ ‫اس���تحقاق وطين م���ا أراه حيدث خطأ كبري‬ ‫جدا ‪ ،‬حنن لس���نا بصدد م���ن ينتصر العدالة‬ ‫والبناء أو التحالف أو اجلبهة حنن بصدد أن‬ ‫تنتصر ليبيا جيب ان يكون االستحقاق وطنياً‬ ‫وليس سياسياً صحيح س���اد املؤمترمناخ من‬ ‫االس���تحقاق السياس���ي وموج���ود يف املؤمت���ر‬ ‫وس���اد من بعد انتخاب رئيس املؤمتر وتأكد‬ ‫بعد انتخاب رئيس الوزراء لكن هذا مناخ غري‬ ‫صحي يف هذه الفرتة‪.‬‬ ‫بع���د ت�ل�اوة الدكت���ور ب���و ش���اقور ألعض���اء‬ ‫حكومته خرجت عدة اراء بعض اراء االعضاء‬ ‫ه���و تك���رار اختي���ار اعض���اء م���ن احلكوم���ة‬ ‫الس���ابقة بعض األعضاء رفض أمساء بعينها‬ ‫بعض األعض���اء رفضوا بالكام���ل ‪...‬وبعضهم‬ ‫ركز عل���ى أن املنطق���ة الفالنية ليس���ت هلا‬ ‫حص���ة فأنه يرف���ض ‪،‬كان���ت االراء متعددة‬ ‫‪،‬ولكن كان النصيب االكرب العادة انتخاب‬ ‫أعض���اء س���ابقني يف التجاذب���ات اليت حصلت‬

‫بني االعضاء االمر جيب أن ينظر إليه بعقل‬ ‫وبروي���ة وحكم���ة ‪،‬املرحلة خط�ي�رة ‪،‬مرحلة‬ ‫انتقالي���ة ال حتتاج اىل أن نتجاذب االراء على‬ ‫حس���اب عدم تش���كيل حكومة او على حساب‬ ‫الوط���ن ‪،‬وم���ن ناحية أخرى جيب أن تش���كل‬ ‫حكوم���ة قوي���ة ق���ادرة عل���ى تس���يري املرحلة‬ ‫وإال س���نقع يف أخط���اء احلكوم���ة الس���ابقة‬ ‫‪،‬صحي���ح أنن���ا نعي���ش معادلة صعب���ة ولكن‬ ‫أكي���د هن���اك حل‪ ،‬وح���ل مناس���ب وخيضع‬ ‫للوائ���ح وقوان�ي�ن نعتمده���ا ونقره���ا داخ���ل‬ ‫القاع���ة وعموما مما يش���اع عن قص���د ازاحة‬ ‫د‪.‬ابو ش���اقور عن حكومته فلم يأتيين احدهم‬ ‫الوقع عل���ى اقصاء بوش���اقور‪ ،‬ولكين مسعت‬ ‫كما نقل غ�ي�ري ‪ ،‬واعترب ان اح���د اخليارات‬ ‫ان يتم تعديل التش���كيلة ويت���م قبوهلا ‪،‬أو أن‬ ‫يت���م حجب الثقة وهذا أم���ر طبيعي ‪ ،‬رئيس‬ ‫الوزراء مخُ ول دس���توريا وقانونيا ‪ ،‬وباالمكان‬ ‫أن يبق���ى اخليار موج���وداً ‪ ،‬لكن هل هذا خيار‬ ‫وطين وخيار خيدم املرحلة هذا هو السؤال ‪.‬‬

‫مش���روع قان���ون للطواريء ‪ :‬املش���روع ُقدم يف‬ ‫احدى اجللسات‪ ،‬وقبل ان يُشرع يف مناقشته‬ ‫ُطل���ب من بع���ض األعض���اء إعط���اء مهلة او‬ ‫فرص���ة إلعادة دراس���ته او ملزيد م���ن البحث‬ ‫يف القان���ون واعتقد ويف رأي الش���خصي هذا‬ ‫وضع س���ليم جدا فلن نقع يف اخطاء اجمللس‬ ‫االنتقالي رغ���م الظروف اليت ختصه وعاش‬ ‫فيها ‪ ،‬فأي قانون قبل ان يصدر البد ان يُطرح‬ ‫للش���ارع وللمجتم���ع املدن���ي وللمؤسس���ات ‪،‬‬ ‫ونس���مع اراء الناس عرب وس���ائل االعالم من‬ ‫الش���ارع ‪ ،‬نس���مع الرأي يف القانون ثم يطرح‬ ‫للت���داول يف قاع���ة املؤمت���ر ويتخ���ذ بش���أنه‬ ‫الق���رار النهائ���ي ألص���داره خالل ف�ت�رة من‬ ‫ع���رض القانون عل���ى األعض���اء ‪...‬وبصراحة‬ ‫اىل اآلن اس���تمعنا اىل العدي���د م���ن اآلراء‬ ‫س���واء جاءتنا املس���اهمات مكتوب���ة من بعض‬ ‫االخ���وة املختصني يف القانون بعضهم كتبوا‬ ‫تربع���ا م���ن تلق���اء أنفس���هم ‪..‬كتب���وا رأيهم‬ ‫ووجه���ة نظره���م الش���خصية والقانونية يف‬ ‫القان���ون املتعل���ق بالط���واريء ايض���ا اطلعن���ا‬ ‫عل���ى بع���ض املعلوم���ات ال���واردة يف الصحف‬ ‫وبعض االش���ياء ح���ول القان���ون تكونت لدينا‬ ‫فكرة جي���دة (اذا م���ا كان االعضاء االخرين‬ ‫مثل���ي ) لط���رح القانون للمناقش���ة والتداول‬ ‫او إلق���راره م���ن عدمه الرأي الس���ائد حس���ب‬ ‫م���ا قرأت ه���و ع���دم اق���رار القان���ون صراحة‬ ‫كل االراء تؤك���د ان م���ا ورد يف القانون اوال‬ ‫هو تقيي���د للحري���ات ثانيا ان هن���اك العديد‬ ‫م���ن القوان�ي�ن االوىل والص���ادرة تغطي هذه‬ ‫اجلوان���ب باالم���كان ان تغطي ه���ذه القوانني‬ ‫احلال���ة ال�ت�ي حن���ن فيه���ا والداع���ي ألعالن‬ ‫حال���ة الط���واريء لو جئن���ا بالطريق���ة املثلى‬ ‫للتفكري فش���عبنا عاش أربع�ي�ن عاماً طوارئ‬ ‫كان���ت القوان�ي�ن مكبلة وكذل���ك احلريات‬ ‫‪ 42‬يف حال���ة قان���ون طواريء غ�ي�ر معلن او‬ ‫حم���دد او مفص���ل وبالتالي اعتق���د أن االمر‬ ‫جي���د نوع���ا م���ا ألن طرح���ه على مؤسس���ات‬

‫اجملتم���ع املدني وللهيئ���ات املتخصصة جيب‬ ‫أن يكون طرح رمسي يعرض القانون عليهم‬ ‫ثم بع���د ذلك يصدر القانون امتنى ان يس���ود‬ ‫ذلك يف املس���تقبل وجيب ان اليتسرع املؤمتر‬ ‫يف اص���دار قان���ون جدي���د قب���ل اعالن���ه على‬ ‫املختصني وتنظيمات اجملتمع املدني ألن هذا‬ ‫مناخ صحي اس���تطالع الرأي ومن ثم نصدر‬ ‫القانون املناس���ب ‪ ،‬تس���ألني عن تغيب االعالم‬ ‫احملل���ي م���ن صحفيني وقن���وات ‪..‬مل يس���مح‬ ‫ألي اع�ل�ام خارجي بالدخ���ول لقاعة املؤمتر‬ ‫ال اجلزي���رة وال غريه���ا ‪ ،‬مل يُس���مح اال لقناة‬ ‫الوطنية اليت تنقل جلسات املؤمتر وهي قناة‬ ‫حملي���ة وطنية ‪ ،‬ايض���ا يف الالئحة الداخلية‬ ‫أُقر السماح ملؤسسات اجملتمع املدني حبضور‬ ‫اجللس���ات اتي���ح ذل���ك وبانتظ���ار التطبي���ق ‪،‬‬ ‫وامتنى ان يُعذرنا الناس س���نة ونصف نعمل‬ ‫وم���ا زلن���ا نرت���ب امورن���ا ‪ ،‬واملرحل���ة صعب���ة‬ ‫‪،‬واصدق���ك الق���ول املؤمت���ر مازال‬ ‫وخط�ي�رة‬ ‫ِ‬ ‫يُرت���ب يف بيت���ه الداخل���ي ‪،‬وجي���ب أن تك���ون‬ ‫العالق���ة وثيق���ة ب�ي�ن املؤمتر الوط�ن�ي‪ ،‬وبني‬ ‫الش���ارع واالع�ل�ام والتنظيم���ات املدني���ة وانا‬ ‫مستاء جدا من اإلعالم الغري مسؤول والذى‬ ‫ينقل أخبارا عنا غري صحيحة ‪ ،‬س���نحاول ان‬ ‫نكون ش���فافني ونقضي على كل الش���ائعات‬ ‫وه���ذا يبن���ى من خ�ل�ال مكت���ب اعالمي جيد‬ ‫يف املؤمتر املش���كلة املتطلبات عديدة القضايا‬ ‫كثرية األمن أخذ حيزاً كبريا من جلس���ات‬ ‫املؤمت���ر ‪ ،‬االخرتاق���ات االمني���ة اخلطوات يف‬ ‫االجت���اه الصحيح بطيئ���ة ولكنها يف االجتاه‬ ‫الصحي���ح وفع�ل�ا حن���ن م���ع التواص���ل ومع‬ ‫االعالم الشفاف هكذا لكي نبين البالد ‪.‬‬ ‫حكوم���ة بوش���اقور ‪ :‬مل يق���دم د‪.‬مصطف���ى‬ ‫ابوش���اقور اي���ة حكوم���ة إال حكوم���ة األمس‬ ‫(األربع���اء) نهائيا وما يش���اع غ�ي�ر ذلك ليس‬ ‫صحيح���ا ‪،‬ومبا يتعل���ق حبظوة ح���زب لعدد‬ ‫اعضائ���ه داخ���ل املؤمتر‪،‬ف���إن الربملان���ات هي‬ ‫يف عمومه���ا كت���ل واح���زاب يف كل الع���امل‬

‫ماجدة الفالح عضو املؤمتر ‪ -‬حي االندلس عن ح‬

‫فا‬

‫طمة‬

‫غن‬ ‫دو ر و‬

‫ما‬

‫جدة ا‬

‫أعتقد يف ش���به إمج���اع م���ن اعضاء املؤمت���ر‪ ،‬وأنا‬ ‫ب���كل صراحة ه���ذه التش���كيلة ال تل�ب�ي‪ ،‬ال نبض‬ ‫الش���ارع وال غ�ي�ره وحن���ن كليبي�ي�ن ‪ُ ،‬صدمن���ا‬ ‫بهذه التش���كيلة‪ ،‬واعتق���د حتى قب���ل دخول هذه‬ ‫املظاه���رة او االعتص���ام كان التوج���ه للتصويت‬ ‫عل���ى إم���ا س���حب الثق���ة ‪ ،‬أو مطالبته بتش���كيلة‬ ‫جدي���دة ‪ ،‬بعده���ا انقطعت هذه اجللس���ة بس���بب‬ ‫ه���ذه االعتصام���ات ‪ ،‬لك���ن يف نف���س الوقت حنن‬ ‫نطال���ب كل الليبيني أن ال يضغطوا على املؤمتر‬ ‫الوطين حتى تكون قراراته صحيحة ونابعة منه‬ ‫دون ضغ���ط او تأثري ‪ ،‬ألننا ممثليني من الش���عب‬

‫لفالح‬

‫اللي�ب�ي ‪ ،‬ويفرتض بهذا االعتص���ام أن يكون أمام‬ ‫رئاسة الوزراء وال يكون امام هذا املبنى التشريعي‬ ‫وتنته���ك حرم���ة هذا املؤمت���ر ‪ ،‬إذا كن���ا نريد أن‬ ‫نب�ن�ي دولتنا ‪ ،‬جيلس���وا مع رئيس املؤمت���ر أو مع‬ ‫ممثلي���ه يف الزاوي���ة ويوصلوا صوته���م للمؤمتر‬ ‫ويفك���روا يف مصلحة ليبيا وليبي���ا فقط ‪ ،‬صرنا‬ ‫يف كل م���رة حيصل انته���اك لقاعة املؤمتر بهذا‬ ‫الشكل إننا يف حاجة االن اىل تشريع يضبط حال‬ ‫هذا املكان واملؤمتر ‪.‬‬ ‫قانون الطواريء مل يناقش ‪ ،‬طرح لدراسته ‪ ،‬ومل‬ ‫يوض���ع يف جدول االعمال حت���ى االن ‪،‬واعتقد أن‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫د‪ .‬الضاوي املنتصر عضو املؤمتر عن دائرة االصابعة ‪.‬‬ ‫صدمن���ا بعملي���ة االختي���ار ال�ت�ي قدمها‬ ‫بوش���اقور ‪،‬واس���جل عل���ى االق���ل وعل���ى‬ ‫مس���تواي الش���خصي حتفظ���ي عل���ى ان‬ ‫يتم اختي���ار ‪ 40‬اىل ‪ % 50‬من احلكومة‬ ‫السابقة فهل عجزت البالد عن ان تنجب‬ ‫وزراء جدد رجعنا حلكم القذايف الس���ابق‬ ‫الذى كان يغري ما يس���مى باالمناء من‬ ‫أمانة المانة!! هذا اول استياء ان االغلبية‬ ‫خرجوا حت���ى الذين كانوا مؤيدين ألبو‬ ‫ش���اقور يف عملية االختي���ار والثقة اليت‬ ‫كان���وا يتمن���وا فيها يف ش���خص مثقف‬ ‫حيمل ش���هادات مميزة ‪،‬ش���عرنا باستياء‬ ‫اول ماب���ادر باالع�ل�ان حت���ى قب���ل أن‬ ‫نعرف األمساء وس�ي�رهم الذاتية جمرد‬ ‫تك���رار نف���س االش���خاص املوجودين يف‬ ‫احلكوم���ة هو عب���ارة عن تثبيت الفش���ل‬ ‫ال���ذي ع���رف ع���ن احلكوم���ة الس���ابقة‬ ‫حكوم���ة الكي���ب واالن أخ���ذ ش���رعية‬ ‫حلكومة الفشل وكأننا يف املؤمتر أيضا‬ ‫س���نعطي ش���رعية ‪،‬مم���ا س���يصدمنا مع‬ ‫الش���ارع ‪ ،‬الناس املعرتضني م���ن الزاوية‬ ‫االن أيضا اعضاء املؤمتر شبه معرتضني‬

‫حزب العدالة– طرابلس‬

‫هناك استحقاقات سبقت هذا وهي استحقاقات‬ ‫تش���كيلة احلكوم���ة فكما تعرف�ي�ن حنن االن يف‬ ‫م���أزق ويف فراغ سياس���ي يفرتض أن تش���كيلة‬ ‫احلكومة تسارع حتى تضبط الدولة ونستطيع‬ ‫الوصول اىل االستقرار الذي ننشده ‪.‬‬ ‫الدس���تور ‪ :‬يف إحدى جلس���ات األس���بوع املاضي‬ ‫بدأن���ا يف مناقش���ة ولك���ن انقطعنا بس���بب ورود‬ ‫تش���كيلة احلكوم���ة م���ن قبل الس���يد بوش���اقور‬ ‫‪،‬واعتقد أنه س���تكون من االولويات بعد تشكيل‬ ‫احلكومة ‪.‬‬

‫بأكمله���م وانت تش���اهدين اغلبهم غري‬ ‫راضني عل���ى تش���كيلة بوش���اقور وحتى‬ ‫قب���ل أن خن���رج ملقابلة الن���اس ‪ ،‬كنا يف‬ ‫اجللس���ة الصباحية معرتض�ي�ن ‪،‬قبل ان‬ ‫ترفع اجللسة واخلروج ملظاهرة الزاوية‬ ‫وميك���ن ان تس���حب الثقة م���ن احلكومة‬ ‫بالكام���ل الن اعط���اء فرصة م���رة ثانية‬ ‫س���يضيف مزيدا م���ن احلاج���ة الوحيدة‬ ‫ال�ت�ي س���أحرص عليه���ا وعلى مس���تواي‬ ‫الش���خصي ان ال نعي���د ونك���رر نف���س‬ ‫االش���خاص رمب���ا وزي���ر اثب���ت جدارته‬ ‫ممكن ال ضري ولكن ان يتم اعادة الوزراء‬ ‫او الوكالء فذلك ما نرفضه ‪.‬‬ ‫قانون الطواريء ‪:‬باختصار شديد وبعيدا‬ ‫ع���ن التفاصي���ل حنن ل���ن من���رر قانون‬ ‫الط���واريء ‪،‬هن���اك من ح���اول ان ميرره‬ ‫‪،‬ولك���ن االغلبي���ة رفض���وا ب���ل ان بع���ض‬ ‫مم���ن وافقوا يف البداية اع���ادوا النظر يف‬ ‫وجهتهم ورجعوا ورفض���وا القانون ‪،‬الن‬ ‫قان���ون الط���واريء يُرجعنا لق���ذايف ثاني‬ ‫وبش���رعية ‪،‬واحنا اعضاء املؤمتر الوطين‬ ‫الش���عب وضع ثقته فين���ا ‪ ،‬فنقوم بإعادة‬

‫الديكتاتوري���ة هلم وبوجه اخر من خالل‬ ‫قانون الط���واريء ‪ ،‬بع���ض االخوة الذين‬ ‫مسعته���م قالوا لي مصر عاش���ت بقانون‬ ‫الطواريء ‪ ،‬ولك���ن املصريني عملوا ثورة‬ ‫على اش���ياء من ضمنها قانون الطواريء‬ ‫حتى حنن عملنا ثورة على القذايف وهو‬ ‫من جس���د قانون الطوارئ‪ ،‬ال اعتقد اآلن‬ ‫أن أعضاء املؤمتر س ُيجمعون على قانون‬ ‫الطوارئ وان مررته جمموعة فلن حيوز‬ ‫على ثقة االغلبي���ة ‪،‬ويعترب قانون باطل‬ ‫وجمرد خروج القانون من اجل ( سني او‬ ‫ص���اد من الناس ‪ )..‬ال اعتقد أن الوس���ائل‬ ‫االخ���رى عاج���زة ك���وزارة الداخلي���ة‬ ‫والدف���اع واالركان ‪،‬م���ع بدائ���ل اخ���رى‬ ‫باالم���كان إش���راكها لتعدي���ل االوضاع‬ ‫واالمور ب���دون اللجوء لقانون الطواريء‬ ‫الذي يكبل م���ن احلريات املدنية وحرية‬ ‫املواطن ‪ ،‬واعلن لك ونطمئن الش���ارع ان‬ ‫هذا القرار لن مير حس���ب وجهة نظري‬ ‫من خالل هذا املؤمتر ‪.‬‬

‫د‪ .‬سليمان قجم عضو املؤمتر‬ ‫عن دائرة يفرن ‪.‬‬ ‫قان���ون الط���واريء مل نصدره اىل ح���د اآلن وحن���ن اقرتحتاه ليس‬ ‫للتطبي���ق كقان���ون عام ‪ ،‬بل يص���در يف حالة حص���ول توتر يف أي‬ ‫منطق���ة اي ملكان مع�ي�ن يف زمن معني هذا ال���ذي كنا نقصده من‬ ‫قان���ون الطوارئ ولكن���ه اىل اآلن مل يصدر لكنن���ا خايفني ان نورط‬ ‫الش���عب اللييب يف متاهة كب�ي�رة فكما هو معل���وم ان دول تريد ان‬ ‫متارس الديكتاتورية على شعوبها س���نت قانون الطوارئ فبالتالي‬ ‫احنا على حذر ش���ديد عندما قلنا انن���ا نريد قانون الطوارئ ملناطق‬ ‫متوترة بتاريخ حمدود وزمن حمدود ولكن اىل حد االن مل يصدر‬ ‫شيء ‪.‬‬ ‫حكومة بو ش���اقور ‪ :‬الش���عب اللييب له خصوصي���ة وقلت هذا داخل‬ ‫املؤمت���ر لو هذه الوزارة قدمت ‪ 2051‬لقبلنا بها رمبا الدميقراطية‬ ‫جت���ذرت يف حينها لكننا االن خرجن���ا من حرب ومن جمتمع قبلي‬ ‫وقلنا ان على الدكتور بوش���اقور أن يراعى ما حصل يف عهد امللك‬ ‫رمحه اهلل كان يراعي الثقل السياس���ي واالجتماعي أما السلطات‬ ‫التنفيذية مثل الوكاالت وغريها من املمكن وضع ناس تكنو قراط‬ ‫‪،‬وبالتال���ي ان يأتي دكتور بو ش���اقور به���ذه التحاصصية منطقة‬ ‫تأخذ مخس ومنطقة تأخذ ثالثة واربعة ومنطقة ال تأخذ مطلقا‬ ‫وهي ذات كثافة س���كانية كبرية تقع من غ���رب طرابلس وحتى‬ ‫زوارة هذه مت تهميش���ها بالكامل وهو ما س���بب ه���ذا اهليجان الذي‬ ‫ترين���ه (مظاه���رة اهل الزاوية ) وهذا يظهر ان الدكتور بوش���اقور‬ ‫غري مس���يس كما كان الدكتور الكيب وذكرت ذلك يف االعالم‬ ‫أكثر من م���رة فنحن حنتاج اىل منصب رئي���س وزراء كمنصب‬ ‫سياس���ي عارف بأطياف وجغرافية وتطلعات الش���عب اللييب اما ان‬ ‫يأتي هكذا جزافا وخيتار ليس وقته مما جعلنا يف هذه الورطة اليت‬ ‫نش���هدها االن وليس���ت الزاوية فقط كثري م���ن املناطق االخرى ‪،‬‬ ‫اختي���ار غري صحيح والرجل غري مس���يس النه لو كان مسيس���ا ملا‬ ‫تصرف هكذا هو غري مطلع على اجلو العام ‪.‬‬

‫‪07‬‬ ‫عبدالرمحن السوحيلي‬ ‫عضو املؤمتر الوطين عن‬ ‫مصراته ‪:‬‬

‫بكل أس���ف اقوهلا السيد مصطفى بو شاقور خيب‬ ‫آم���ال الكثريي���ن م���ن مؤيدي���ه‪ ،‬وكب���ار داعمي���ه‬ ‫يف ترش���يحاته كرئي���س لل���وزراء ‪،‬وأن الرج���ل‬ ‫ب���دا وكأن���ه ال يع���رف ليبي���ا ‪،‬وال ي���درك معنى‬ ‫التوازن���ات السياس���ية ‪،‬والتوازن���ات اجلغرافي���ة‬ ‫‪،‬وه���ذا يف احلقيق���ة جانب مهم فيج���ب على من‬ ‫يت���وىل ادارة ليبي���ا ان يع���ي جي���دا أن التوازن�ي�ن‬ ‫السياس���ي واجلغ���رايف ش���يء ال ميك���ن جت���اوزه‬ ‫يف ليبي���ا ‪،‬وخاص���ة يف املرحل���ة احلالي���ة ‪ ،‬حن���ن‬ ‫ال نع���رف معاي�ي�ر بوش���اقور عندم���ا مي���ز هؤالء‬ ‫ال���وزراء والوكالء واختاره���م واعادهم وظلوا يف‬ ‫ترش���يحهم كوزراء فل���و كان���ت حكومة جيدة‬ ‫االداء وقدم���ت الكثري فلتبق احلكومة ككل لكن‬ ‫الش���عب اللييب ص���وت يف انتخاب���ات املؤمتر العام‬ ‫عل���ى التجديد وبث دماء جدي���دة ووجوه جديدة‬ ‫كان من املتوق���ع وهو من وعد بهذا انه لن يبقي‬ ‫اكث���ر من اثن�ي�ن م���ن ال���وزراء ‪،‬ولكنن���ا تفاجأئا‬ ‫بوجود سبع اشخاص من احلكومة السابقة على‬ ‫مستوى الوزراء ووكالء الوزراء البد من التداول‬ ‫الس���لمي والب���د من اب���راز وجوه جدي���دة تتداول‬ ‫السلطة يف ليبيا )‪.‬‬ ‫القش���ة اليت قصمت ظهر البعري ‪،‬التش���كيلة اليت‬ ‫قدمه���ا بو ش���اقور كان���ت صادمة بش���كل كبري‬ ‫جدا الغلبية اعضاء املؤمت���ر ‪ ،‬انا ال اقبل املُزايدات‬ ‫ال�ت�ي نعلنها بالقول اننا حنت���اج كفاءات بصرف‬ ‫النظر عن املناطق وعن التوازنات السياسية ففي‬ ‫كل مناط���ق العامل هناك التوازن���ات اجلغرافية‬ ‫والسياس���ية واي انسان االن ال يستطيع ان يتوىل‬ ‫ادارة ليبيا العليا دون االخذ باالعتبار بهذه االمور‬ ‫‪.‬‬ ‫قانون الطواريء ‪:‬هو كان فكرة طرحت للنقاش‬ ‫ومل تأخ���ذ وقت���ا طوي�ل�ا واملؤمت���ر ق���رر ان حتال‬ ‫للجنة القانونية لدراس���ته ‪ ،‬رغ���م ذلك اعتقد ان‬ ‫القان���ون غري قابل للتمرير حالي���ا وانا من الذين‬ ‫اعرتض���وا عليه الن هناك من القوانني يف ليبيا ما‬ ‫يكفي للتعامل مع االحداث احلالية وليس هناك‬ ‫اي���ة ض���رورة لوضع قان���ون للط���وارئ باإلضافة‬ ‫اىل ان���ه من الس���هل ان تقر وتعل���ن حالة طوارئ‬ ‫واألصح بعد الثورة ان تلغى حالة الطواريء ‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫السنوسي رحومة حممد عضو املؤمتر الوطين ‪/‬‬ ‫الشاطيء ‪ /‬جنوب ليبيا‬ ‫بالنسبة ملا حيصل االن كنا رفضنا‬ ‫التش���كيلة ‪،‬وال أرى فيه���ا ج���دوى‬ ‫الننا حتى كأعض���اء مؤمتر وطين‬ ‫ع���ام رفضن���ا التش���كيلة ‪ ،‬باعتبارها‬ ‫تش���كيلة تعتم���د على تقس���يم قبلي‬ ‫ومناطق���ي ومل تغ���ط كل املناط���ق‬ ‫يبدو أنه أعتمد عالقاته الشخصية‬ ‫وم���ا تبعه���ا م���ن معرف���ة مناطقية‬ ‫حمدودة ‪،‬ما يعرفه فقط عن ليبيا ‪،‬‬ ‫مل يلم بتقسيمات ليبيا االجتماعية‬ ‫وحكومة س���ابقة مت تقييمها بكونها‬ ‫فاش���لة ‪،‬حكومة الكيب يت���م اعادتها‬ ‫وتكراره���ا ‪ ،‬كان االجت���اه الع���ام يف‬ ‫نقاش���نا وتدولنا صباح هذا اليوم هو‬ ‫س���حب الثق���ة ال�ت�ي منحت للس���يد‬

‫ب���و ش���اقور اجللس���ة تداول���ت ه���ذا‬ ‫الرأي ‪ ...‬وطريق���ة تقدميه للوزارة‬ ‫كانت مطبوعة بشكل سيء وبعض‬ ‫االمس���اء ناقص���ة بع���ض ال���وزارات‬ ‫مل ت���رد بالقائمة وكأنها اس���قطت‬ ‫س���هوا كالتخطي���ط مل تذك���ر‬ ‫نهائي���ا ‪ ،‬اخلارجي���ة مت حجبها احنا‬ ‫كان توجهنا س���حب الثقة وتكليف‬ ‫شخصية أخرى لتشكيل احلكومة ‪.‬‬ ‫بالنس���بة لقان���ون الط���واريء قانون‬ ‫مرفوض م���ن اغلب اعض���اء املؤمتر‬ ‫ومل نقب���ل ب���ه بص���دق ‪ ،‬مت طرح���ه‬ ‫وحن���ن لس���نا حباج���ة اىل قان���ون‬ ‫ط���واريء وفيم���ا يتعلق بالدس���تور‬ ‫بدأنا االمس يف مناقشة آلية اختيار‬

‫جلن���ة اع�ل�ان الدس���تور والتوج���ه‬ ‫العام داخ���ل املؤمتر هو اختيار جلنة‬ ‫إلعداد الدس���تور حتى نس���تطيع أن‬ ‫خن���رج بكفاءات ق���ادرة عل���ى إعداد‬ ‫دس���تور الن اع���داد الدس���تور ش���يء‬ ‫مه���م وأساس���ي م���ن االم���ور املهمة‬ ‫اليت تواجهنا النها خطة حياة شعبنا‬ ‫لعش���رات ب���ل ملئات الس���نني بدأنا يف‬ ‫ت���داول املوض���وع وس���يكون خ�ل�ال‬ ‫االس���بوع الق���ادم س���يتم ام���ا اختيار‬ ‫جلنة اعداد الدس���تور تعيني اعضاء‬ ‫للجنة ‪ ،‬الننا لدينا س���ؤال مهم جدا‬ ‫هل س���يفرز االنتخاب عناصر قادرة‬ ‫عل���ى إعداد الدس���تور ؟ قد ال خترج‬ ‫افرازات مناسبة لذلك ‪.‬‬

‫حممد العريشية عضو املؤمتر الوطين عن‬ ‫سرت ‪:‬‬ ‫حكومة بو شاقور ‪ :‬وجهة نظري بالنسبة للتشكيلة اليت‬ ‫تق���دم بها الس���يد أبو ش���اقور ‪ ،‬كانت تش���كيلة حمبطة‬ ‫جدا ومرفوضة من أغلب أعضاء املؤمتر الوطين ‪ ،‬وكنا‬ ‫صباح���ا وقبل دخول االخوة احملتجني من أهالي الزاوية‬ ‫كان يف توج���ه ع���ام ل���دى الكث�ي�ر منهم حلج���ب الثقة‬ ‫ع���ن ه���ذه احلكومة احملبط���ة لآلمال وأثبتت أن الس���يد‬ ‫بوشاقور غري ملم بتفاصيل كثرية يف ليبيا ‪،‬‬ ‫بالنسبة لقانون الطواريء حنن نرفض هذا القانون ألنه‬ ‫قان���ون تكميم األف���واه ألنه قانون يضي���ق احلريات على‬ ‫كافة الش���عب اللي�ب�ي وهو مرفوض مجل���ة وتفصيال ‪،‬‬ ‫بالنس���بة للدس���تور مت مناقش���ة الكيفية اليت سيتم من‬ ‫خالهلا اختيار جلنة الستني وأن تتم عن طريق التعيني‬ ‫ويبدو أننا توافقنا على ذلك ‪ ،‬ألن االنتخاب رمبا يورطنا‬ ‫يف ش���خصيات غ�ي�ر قادرة عل���ى صياغة الدس���تور الذي‬ ‫س���نعمل به لس���نوات طويلة رمبا نقوم بصياغة دس���تور‬ ‫حيت���اج لس���نوات لتعديل نق���اط خاطئة منه ‪ ،‬بالنس���بة‬ ‫لن���ا كأعض���اء جيب أن يك���ون عن طري���ق التعيني رمبا‬ ‫نتمكن من صياغة دستور يناسب الشعب اللييب ويناسب‬ ‫احلريات العامة يف ليبيا ‪.‬‬

‫سعاد القديري عضو املؤمتر من بنغازي‬ ‫لألسف الشديد كنا نتمنى أن يوفق‬ ‫السيد بوش���اقور يف تش���كيلة حكومة‬ ‫وطنية توافقية متكن من بناء الدولة‬ ‫بعد االتفاق عليها لكن هذه التشكيلة‬ ‫ج���اءت خميب���ة لألمال مما س���بب يف‬ ‫هذا االرباك ال���ذي حنن فيه وقبل ما‬ ‫جي���وا مجاعة الزاوي���ة كنا يف نقاش‬ ‫ح���ول نقطت�ي�ن يا إم���ا حج���ب الثقة‬ ‫عن ه���ذه احلكومة‪ ،‬أواعط���اء فرصة‬ ‫للتعدي���ل ‪ ،‬احن���ا فعال كن���ا مقررين‬

‫أبو بكر مرتضى مدور عض‬ ‫غدامس‬

‫ذلك ‪.‬‬ ‫بالنس���بة لقانون الط���واريء ‪ :‬اعضاء‬ ‫بنغازي مل حيضروا النقاش الذي مت‬ ‫حول���ه ألنه كانت مش���كلة بنغازي ملا‬ ‫صارت مظاه���رة مجعة إنقاذ بنغازي‬ ‫‪ ،‬كن���ا يف بنغ���ازي اىل ح�ي�ن ح���ل‬ ‫املش���كلة ‪ ،‬ومل���ا وصلن���ا فوجئن���ا بأنهم‬ ‫طرح���وا موض���وع قان���ون الط���واريء‬ ‫للنقاش ‪ ،‬لكننا نرفض ذلك اي قانون‬ ‫للطواريء دون دولة دون دستور دون‬

‫جيش وشرطة وأمن ‪.‬‬ ‫الدستور مت البدء فى تداول موضوع‬ ‫هيئة الدس���تور اقصد جلنة الس���تني‬ ‫تك���ون انتخ���اب أو تعي�ي�ن ومعاي�ي�ر‬ ‫االختيار وكيف س���تكون العش���رين‬ ‫الثالث من املناطق لكن ملا قدم السيد‬ ‫ب���و ش���اقور ع���رض تش���كيلته عل���ى‬ ‫أعض���اء املؤمتر مت تأجيل املوضوع اىل‬ ‫حني اجللسة قادمة ‪.‬‬

‫الواقع هناك ش���عور عام بعدم الرضا عن هذه احلكومة وعن خيارات‬ ‫الس���يد بوشاقور انا شخصيا لدي اسباب كثرية اوال ‪ :‬السيد بوشاقور‬ ‫اكتف���ى بعرض قائمة ب ‪ 26‬وزير ووزي���رة واحدة ودون ان يرفقها‬ ‫بس�ي�رهم الذاتية وبعض ال���وزراء ‪ 13‬منهم عل���ى االقل جمرد ذكر‬ ‫االس���م االول واالسم االخري حتى االسم الثالثي او الرباعي املتعارف‬ ‫علي���ه يف ليبيا غري مذك���ور ومعظم الناس ال تعلم عن هؤالء الوزراء‬ ‫ش���يئا ان���ا ال اعرف إال ع���ن القلة القليل���ة منهم ثم مل يق���دم برنامج‬ ‫حكومته قال ملا اخرتناه رئيس���ا لل���وزراء ‪ ،‬اخرتناه على الربنامج الذي‬ ‫قدم���ه ‪ ،‬وكان مالمح برنامج ‪ ،‬االن عندما تش���كل حكومة ينبغي أن‬ ‫تق���دم برنامج كام���ل ويف كل القطاعات انا أري���د أن أعرف الوزراء‬ ‫الذي���ن إختارهم م���اذا يريدون بليبي���ا املس���تقبل يف كل جماالتهم ‪،‬‬ ‫ث���م انه اوال على احلكومة تقدي���م برناجمها يف كل القطاعات وهذا‬ ‫معروف يف كل أحناء العامل و‪،‬كنا قد صوتنا اول أمس على أن يتم‬ ‫االس���تماع اىل الوزراء واحدا واحدا واملوافقة عليهم واحدا واحدا رغم‬ ‫انه���ا عملية مرهقة وقتا وجهدا لكن هذا ما مت االتفاق عليه ثم أيضا‬ ‫مأخذ أخر عليه ‪ :‬تكون إمرأة واحدة يف ‪ 26‬وزارة وتنسب دائما لوزارة‬ ‫الش���ؤون االجتماعية وكأن املرأة الليبية غري قادرة أن تتوىل وزارات‬ ‫س���يادية أخرى داخلي���ة وخارجية ودف���اع ونفط والتعلي���م والتعليم‬ ‫العالي ‪....‬اخل ‪ ،‬هناك س���يدات ليبيات عظيمات يف هذا الوطن وقادرات‬ ‫أن يتحملن مس���ؤليات كبار يف هذا الوطن ‪ ،‬أنا عندي جمموعة من‬ ‫املأخ���ذ علي���ه ثم يب���دو أن الدكتور بوش���اقور ال يع���رف ال جغرافية‬ ‫ليبي���ا وال تارخيها االجتماعي كان بإمكانه ان يقدم حكومة متوازنه‬

‫علي زيدان عضو املؤتــ‬ ‫( يرفض التعليق‬ ‫ميادي���ن ‪ /‬مارأي���ك أس���تاذ ه���ل‬ ‫ستش���ارك معنا يف امساع اصواتكم‬ ‫ع�ب�ر جري���دة (ميادي���ن ) ح���ول ما‬ ‫ي���دور اآلن م���ن تش���كيلة الس���يد‬ ‫بوش���اقور اىل قانون الطواريء اىل‬ ‫جلنة الدستور ‪.‬‬ ‫أه�ل�ا ب���ك ومبيادي���ن لكن�ن�ي اآلن‬ ‫لست متهيئ ألي تصريح ‪.‬‬


‫‪09‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫ضو املؤمتر الوطين عن دائرة‬ ‫الكربى‬

‫يرض���ي بها كل الناس هناك ‪ 13‬دائرة انتخابية ‪ ،‬وبهم أناس أكفاء‬ ‫موجودين ب���كل ليبيا ويرضي كل الناس مثال الزاوية اليت مل تنحن‬ ‫ول���ن تنح�ن�ي دوره���ا ال ميكن أن ينس���ى يف إس���قاط الطاغي���ة ال أحد‬ ‫من ال���وزراء اختري منها وهي املنطقة الغربي���ة عموما اىل حدودنا مع‬ ‫تونس اعتقد أنه اخفق اخفاقا شديدا يف التعرف على أطياف اجملتمع‬ ‫اللييب والتعامل معه كما جيب انا اعتقد أن حكومته س���وف لن تنال‬ ‫ثقة املؤمتر وس���نبقى مع األس���ف يف مرحلة أخرى من اختيار رئيس‬ ‫ال���وزراء اجلدي���د وعملية س���تكون مكلفة وقت���ا ومرهق���ة والليبيون‬ ‫ينتظرون بفارغ الصرب تش���كيل حكومة تنقذن���ا من املأزق الذي حنن‬ ‫فيه اآلن وانا فعال حزين على هذا الوضع ‪.‬‬ ‫قان���ون الط���واريء ‪ :‬طرحت مس���ودة لقان���ون الط���واريء ‪ ،‬وقد أصبح‬ ‫تقلي���داً عندن���ا يف املؤمتر نض���ع جدول أعمال ثم نقف���ز على اجلدول‬ ‫ألنه تظهر مس���تجدات أخ���رى أكثر اس���تعجاال فنرتكه���ا ثم نعود‬ ‫اليه���ا م���رة ثانية أكاد أق���ول أننا مل نلتزم قط جب���دول أعمال كما‬ ‫جيب بالنس���بة لقانون الطواريء رمبا من األفضل أن ال يبت فيه اآلن‬ ‫ألن قانون الطوارئ هو منح س���لطات تشريعية وقضائية اىل السلطة‬ ‫التنفيذي���ة وتعلي���ق الكث�ي�ر م���ن القوان�ي�ن املتعلقة حبقوق االنس���ان‬ ‫وغريه���ا ‪ ...‬ويتطل���ب ذل���ك أجهزة أمنية وق���وة رادعة قابل���ة لتطبيق‬ ‫ه���ذا القانون وم���ا نراه يف احلكوم���ة احلالية ال متلك جيش���ا قويا وال‬ ‫متل���ك أجهزة أمني���ة قوية وبالتال���ي أذا أصدرت قانون���اً وهي عاجزة‬ ‫عن تطبيقه فس���وف ي���ؤدي اىل تآكل هيبة الدول���ة فمن االفضل أن‬ ‫ال يصدر أي قانون االن‪.‬‬

‫ــــــمــر الوطين‬ ‫أو التحدث )‬ ‫ميادي���ن ‪ /‬ه���ل صحي���ح‬ ‫انكم قررمت حجب الثقة‬ ‫عن حكومة ابو شاقور‪.‬‬ ‫ال ال مل يتم أي شيء من‬ ‫هذا القبي���ل ‪....‬وامسحي‬ ‫لي اىل هن���ا فقط ‪That‬‬ ‫‪!! said‬‬

‫شعبان بوستة عضو املؤمتر عن نالوت‬ ‫تش���كيلة الس���يد مصطف���ى بوش���اقور‬ ‫‪،‬بالنسبة لنا كانت التشكيلة ستحجب‬ ‫عنها الثقة ‪ ،‬واالش���كالية القانونية أننا‬ ‫ذهبن���ا يف ق���رار أن ال منن���ح هل���ا الثقة‬ ‫واآلن وبوجود مظاهرة أهالي الزاوية‬ ‫س���يقال أننا حتت تأثريهم وضغطهم‬ ‫حقيق���ة وضعن���ا يف موق���ف حم���رج ‪،‬‬ ‫رغم ان القاعة بالكامل كانت متجهة‬ ‫اىل ع���دم منحها الثق���ة وكان الرأي‬ ‫الغال���ب أن حتج���ب الثق���ة بالكامل أو‬ ‫إعطاء الفرصة األخرية اىل يوم األحد‬ ‫املوعد احمل���دد ‪ ،‬كنا نناقش رأيني قبل‬ ‫ان يدخل���وا علينا مجاع���ة الزاوية رأي‬ ‫يق���ول ال منن���ح الثق���ة للحكومة دون‬ ‫أن يعمل تعديل يف التش���كيلة وآخرين‬ ‫قالوا أن (أبو ش���اقور) أثبت عدم قدرته‬ ‫وأنه جهوي وبالتالي سحب الثقة منه‬ ‫وحنن اآلن يف موقف حمرج ‪.‬‬ ‫بالنس���بة لقان���ون الط���واريء ‪ :‬انا أحد‬ ‫أعضاء اللجنة التش���ريعية والقانونية‬ ‫جلس���نا واجتمعن���ا ووجدن���ا أن هن���اك‬

‫قان���ون ‪ 32‬لس���نة ‪ 2012‬ص���ادر م���ن‬ ‫اجملل���س الوط�ن�ي االنتقال���ي يغين عن‬ ‫قان���ون الط���واريء ‪ ،‬وقلنا حنن اآلن يف‬ ‫اجت���اه إق���رار قان���ون الط���واريء هكذا‬ ‫كان رأي اللجنة الدستورية ‪.‬‬ ‫الدس���تورعندنا نقط���ة هام���ة ‪ ،‬لدين���ا‬ ‫طعن دس���توري مق���دم ض���د التعديل‬ ‫الدس���توري الل���ي ص���ار م���ن اجملل���س‬ ‫االنتقالي اآلن يف اللجنة الدس���تورية‬ ‫رأين���ا ان نرج���ئ الب���ت يف هذه املس���الة‬

‫حل�ي�ن ص���دور احلك���م النه ل���و صدر‬ ‫بإلغ���اء التعدي���ل واذا مل يل���غ ‪...‬القصة‬ ‫ب���دأت أن حمام���ي م���ن بنغ���ازي طعن‬ ‫يف التعدي���ل الدس���توري ال���ذي أج���راه‬ ‫اجملل���س ‪ ،‬لذلك قلنا احرتام���ا للقضاء‬ ‫س���نحرتم القرار الذي س���يصدر حول‬ ‫الطع���ن وه���و قري���ب وقلن���ا خناط���ب‬ ‫احملكمة العليا يف حماولة االستعجال‬ ‫والفص���ل يف الطعن املق���دم ‪ ،‬وموضوع‬ ‫الطع���ن حتديدا كيف س���يتم انتخاب‬ ‫أو تعيني جلنة الدستور‪،‬وهناك نقطة‬ ‫قانوني���ة أخرى يف تفس�ي�ر النص ‪ ،‬هل‬ ‫االنتخ���اب يكون م���ن املؤمت���ر الوطين‬ ‫جملموع���ة الس���تني أو م���ن القاع���دة‬ ‫الش���عبية فه���ذه اش���كالية ألن الن���ص‬ ‫غري واض���ح ‪،‬مل حيدد ‪ ،‬قال عن طريق‬ ‫االقرتاع املباش���ر هل الش���عب بكامله أو‬ ‫عن���د طريق املؤمتر الوطين ‪ ،‬قلنا أيضا‬ ‫ممك���ن نعمل ورش���ة ولقاء م���ع فقهاء‬ ‫القانون يف ليبيا لتفس�ي�ر غموض هذا‬ ‫النص ‪.‬‬

‫عثمان أدريس كريم – عضو املؤمتر عن طربق‬ ‫طربق البوابة الش���رقية والبوابة اليت‬ ‫أدخل���ت امل���ؤن والذخائ���ر واالس���لحة‪،‬‬ ‫واالدوي���ة ‪ ،‬ولديكم أنت���م الصحفيني‬ ‫فكرة مبن أدخل الصحفيني من عرب‬ ‫وأجانب الذين أطلعوا الش���ارع العربي‬ ‫والع���امل على معاناتنا كش���عب كان‬ ‫لط�ب�رق فضل كب�ي�ر ‪ ،‬وفيم���ا يتعلق‬ ‫بأب���و ش���اقور مل أك���ن م���ن املؤيدي���ن‬ ‫حلكومت���ه من���ذ البداي���ة ومل أص���وت‬ ‫حلكومت���ه واعت�ب�ر أنه حمس���وب على‬ ‫حكوم���ة الس���يد الكيب ال�ت�ي مل تقدم‬ ‫ش���يئا للش���عب اللي�ب�ي وه���و النائ���ب‬ ‫االول وج���زء من احلكومة الس���ابقة ‪،‬‬ ‫وكان عندن���ا إعرتاض ولكن احرتمنا‬ ‫إرادة الن���واب الذين انتخب���وه وتوقعنا‬ ‫حبس���ب كالم الذين معنا بأنه سيتم‬ ‫تش���كيل حكومة تراعي جغرافية ليبيا‬ ‫حكومة مناطقية ولكن يبدو أن أخانا‬ ‫بو ش���اقور ال يفه���م يف جغرافية ليبيا‪،‬‬ ‫املنطقة املمتدة من بنغازي ش���رقا اىل‬ ‫ط�ب�رق ‪ 500‬كيلو م�ت�ر ‪،‬ومن طربق‬ ‫اىل امساعد ‪ 140‬كيلو مرت ‪ ،‬مل تمُ ثل‬ ‫يف هذه الوزارة وهذا يعترب خلل كبري‬ ‫‪ ،‬اىل جان���ب أن���ه من جن���زور غربا اىل‬ ‫ح���دود رأس جدي���ر مل تمُ ث���ل ويعرف‬ ‫الكل معاناته���ا كمناطق ‪ ،‬وما قدمته‬ ‫لث���ورة فرباي���ر ‪،‬اىل جان���ب منطق���ة‬ ‫طربق منطقة جهادية ومنها الش���يخ‬ ‫عم���ر املخت���ار ‪ ،‬اىل جانب انه���ا حاوية‬ ‫ش���رائح متعددة م���ن القبائل العريقة‬ ‫‪ ،‬وبه���ا س���يدات اجن�ب�ن خ�ي�ر وأكف���أ‬ ‫الرج���ال ‪ ،‬التهمي���ش مت َمنهجت��� ُه يف‬ ‫الس���ابق أي���ام الق���ذايف ‪ ،‬اىل احلكوم���ة‬ ‫االنتقالية لألس���ف الشديد ‪ ،‬واحتدى‬ ‫أي واح���د يقول أن���ه مت اعتم���اد وزير‬ ‫م���ن ط�ب�رق ‪ ،‬التهميش يَنطب���ق على‬ ‫ليبي���ا بالكام���ل أمتن���ى ان يكون ظين‬

‫فمبادل���ة الكراس���ي ُتعق���د‬ ‫خاط���يء ‪ُ ،‬‬ ‫عليه���ا صفقات يف العامل االخر يُعطى‬ ‫أي ش���يء مقابل منح الكراسي ‪ ،‬ويبدو‬ ‫أن���ه ه���ذا ما حص���ل يف هذه التش���كيله‬ ‫‪ ،‬هن���اك وزراء نع���رف أداءه���م وم���ن‬ ‫البداي���ة كان االداء واضح���ا ‪ ،‬اخوتن���ا‬ ‫يف الزاوي���ة نق���در ش���عورهم وحن���ن‬ ‫نعترب الزاوية هي املدينة اليت قس���مت‬ ‫ظهر البعري عندما قرر معمر االنفراد‬ ‫بالغرب وقس���مة البلد ش���رق وغرب ‪،‬‬ ‫وزرت الزاوي���ة ووقفت مبيدانها ولكن‬ ‫الطريقة ال�ت�ي مت التعبريبها اليوم مل‬ ‫تك���ن صحيحة ‪ ،‬ولو طلبوا من املؤمتر‬ ‫أن ياتيهم يف الزاوية كان س���يأتيهم ‪،‬‬ ‫كان جي���ب ان يكون���وا أكثر حتضرا‬ ‫‪ ،‬لألس���ف األس���تاذ مصطفى بوشاقور‬ ‫عندما ب���دأ دعايت���ه االنتخابية إتصل‬ ‫جبمي���ع أعضاء املؤمتر الوطين وملا بدأ‬ ‫بتش���كيلة احلكوم���ة انتخب كرئيس‬ ‫للحكوم���ة هم���ش الكث�ي�ر ‪ ،‬وان���ا ع���ن‬ ‫نفسي جمموعة من املستقلني حوالي‬ ‫‪ 20‬من مناطق خمتلفة من ليبيا مل‬ ‫يتصل بنا ولذلك حكومته ولدت ميتة‬ ‫ول���ن تس���تمر بهذا الش���كل ونصيحيت‬ ‫لألس���تاذ مصطف���ى بوش���اقور م���ع‬ ‫احرتامنا وتقديرنا أن يقدم اس���تقالته‬ ‫حفظا للدماء وحفظا ملاء الوجه ‪.‬‬ ‫قان���ون الط���واريء ‪ :‬نق���ول للش���ارع ان‬ ‫قان���ون الط���واريء مت االعرتاض عليه‬ ‫بش���دة وان���ا م���ن ضم���ن املعرتض�ي�ن‬ ‫حت���ى كتابي���ا باعتب���ار م���ن يطب���ق‬ ‫قان���ون الطواريء الس�ل�اح عن���د أناس‬ ‫ليس���وا ثوار حقيقني وال م���ن الكتائب‬ ‫احلقيقي���ة بل اس���تغلوا الناس وعملوا‬ ‫ض���د الن���اس لذل���ك ب���دل قان���ون‬ ‫الط���واريء نري���د أن ننادي بش���رعية‬ ‫اجليش والش���رطة واالم���ن عندها قد‬

‫نقبل مبسؤول يطبق قانون الطوارئ ‪,‬‬ ‫الدس���تور ‪ :‬امتن���ى ان كاف���ة االعضاء‬ ‫املوجودي���ن يت���م االحس���اس به���م‬ ‫م���ن قب���ل الش���ارع ‪،‬وتعط���ى الفرصة‬ ‫للمؤمت���ر لك���ي يعم���ل ‪ ،‬به���ذا الش���كل‬ ‫كمظاه���رة الي���وم ال يمُ كنن���ا العم���ل‬ ‫حتت تهديد الس�ل�اح ‪،‬ولذلك إذ يتخذ‬ ‫اي من���ا ق���رارا حت���ت تهدي���د الس�ل�اح‬ ‫س���يكون ق���راره خاط���يء وق���رار غ�ي�ر‬ ‫أمن���ا بأن التظاهر‬ ‫م���دروس ‪ ،‬حتى إن َ‬ ‫مطل���وب وكذلك املس�ي�رات كتعبري‬ ‫س���لمي يف الس���احات املخصصة لذلك‬ ‫‪،‬ومس���تعدين كأعض���اء مؤمت���ر أن‬ ‫نتظاه���ر معهم‪ ،‬لكن ب���أن يتم الزحف‬ ‫عل���ى قاع���ة املؤمت���ر‪ ،‬ان���ا ش���خصيا‬ ‫ق���ررت اخلروج ‪ ،‬وه���ذه الفوضى اليت‬ ‫حصلت خلقت توت���را وقلقا عند أهلنا‬ ‫وأقربائنا البعيدي���ن مبجرد مساعهم‬ ‫ومش���اهدتهم ملا حيصل عل���ى القنوات‬ ‫‪ ،‬جي���ب أن يرتكوا لن���ا الوقت لنعرف‬ ‫كيف نعمل ‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫ّ‬ ‫أتذكر‬

‫يتباهى شارعنا على غريه من شوارع البلدة القدمية كونه انتج عددا من الشخص ّيات املتميزة يف جماالت‬ ‫العمل والعمل التطوعي والتف ّرد يف نوع األنشطة حيث مت ّيز بالكثرة النسبية للنساء العامالت به دون غريه‬ ‫من الش���وارع‪ ,‬اربعة من معلمات الرعيل األول مبدرس���ة البنات اإلبتدائية ‪ ,‬مديرة املدرس���ة املربية الفاضلة‬ ‫فاطم���ة الش���غيوي واملعلمات زهرة اخل�ي�ر وكوكا الديف وفاطمة الزهرة إضافة اىل ساس���ية الوش�ي�رية‬ ‫مباشرة املدرسة ‪ ,‬يف جمال التمريض املمرضة واملو ّلدةالوحيدة يف مستشفى البلدة رقية السنوسي واحدى‬ ‫بناتها ينضاف اليهما الس���يدة ام العز املس���ماري األرمل���ة اليت كانت تربّي لوحدها ثالثة أطفال وتش���تغل‬ ‫عامل���ة باملستش���فى ‪ ,‬ويف جمال العمل بأج���ر عيين اونقدي يف أعمال البيوت تش���تغل إمرأة زجنية تس���مى‬ ‫عتيق���ة وكان األطفال ينادونها بعتيقة امق ّرص ‪ ,‬كانت حتب األطفال فتالعبهم وتغين هلم اغنية اصبح‬ ‫حيفظها مجيع أطفال الشارع تقول (درادك دوده داريه والعني السودا داريه ) يبدو ان كلماتها املبهمة‬ ‫تس���مى بوالكة‬ ‫هي آخر ما ظّلت حتفظه من لغة قومها قبل ان جتلب من بالدها النيجر ‪ ,‬كانت هلا اخت ّ‬ ‫ه���ي آخر ما تبق���ى لعائليت من األتباع وقد توفيت وانا طفل صغري والزلت أذكرها يوم ختاني حني حش���ت‬ ‫فمي ببيضة مس���لوقة ‪ ,‬هكذا يكون عدد النس���اء العامالت بش���ارعنا تس���عة نس���اء وهو عدد كبري يف ظروف‬ ‫وعادات جمتمع القرية يف مخسينيات القرن العشرين‬

‫ش���ارعنا يف املدين���ة القدمية ‪ ,‬اقصد الش���ارع‬ ‫الذي ول���دت وترع���رت فيه يف مخس���ينيات‬ ‫القرن العش���رين كغريه من شوارعها مي ّتد‬ ‫م���ن الش���مال اىل اجلن���وب حي���ث ينته���ي أو‬ ‫يبتديء من س���احة الس���وق ‪ ,‬طول���ه حوالي‬ ‫ثالمثائة مرتا ‪ ,‬وعرضه حوالي مرتين وربع‬ ‫امل�ت�ر ‪ ,‬ارضيته من تراب وس���قفه من مشس‬ ‫ساطعة يف النهار ومن قمر حلييب يف الليل ‪,‬‬ ‫ال يلتقي عند مدخله مباشرة بوسط السوق‬ ‫ولك���ن بإحنن���اء اىل اليم�ي�ن ثم اىل اليس���ار‬ ‫‪ ,‬عل���ى احلائ���ط األيس���ر م���ن جهة الس���وق‬ ‫ث ّب���ت رخامة صغرية حتم���ل امسه الرمسي‬ ‫(ش���ارع خال���د ب���ن الولي���د ) وكان يع���رف‬ ‫بني الناس بش���ارع الن ّوار رمب���ا لتم ّيزه بعدد‬ ‫م���ن البنات اجلمي�ل�ات ‪ ,‬أو لكث���رة األطفال‬ ‫اللذي���ن يلعب���ون به ‪ ,‬يتفرع منه اىل الش���رق‬ ‫والغرب ستة شوارع فرعية ‪ ,‬ومثانية زناقي‬ ‫‪ ,‬يرتب���ط بش���وارعه الفرعي���ة بثالثة نقاط‬ ‫تقاطع (راس ش���وكة أو راس ش���ارع )كما‬ ‫كن���ا نص���ف ذل���ك ‪ ,‬يضيئ���ه يف الليل س���تة‬

‫يف وصف شارعنا‬

‫مصابي���ح إض���اءة عامة تطفاء عند الس���اعة‬ ‫الواحدة ليال حني يتوقف مولد الكهرباء عن‬ ‫العمل ‪,‬تتع ّرش على اسالك الكهرباء اسراب‬ ‫م���ن طي���ور ّ‬ ‫اخلطي���ف مبناقريه���ا الطويلة‬ ‫وريش���ها األسود فتبدو األس�ل�اك املتارجحة‬ ‫ب�ي�ن األعم���د ةاخلش���بية كأنها عق���ود من‬ ‫األبنوس‪ ,‬حيتوي دون تفرعاته على حوالي‬ ‫مخس�ي�ن بيت���ا أو( دارا) كم���ا كن���ا نص���ف‬ ‫البيت‪ ,‬يزدان حبوالي ‪ 12‬قوسا كانت تسند‬ ‫حيطان���ه وتعطيه ش���كال مجاليا‪ ,‬يف س���احة‬ ‫صغ�ي�رة بوس���طه صنبور مي���اه ع���ام يقابله‬ ‫الزاوي���ا األمسري���ة اليت كنا يف عي���د املولد‬ ‫النبوي نستمتع فيها بسماع اإلنشاد باصوات‬ ‫شيوخ ميلكون موهبة يف الغناء واإلنشاد ‪ ,‬ثم‬ ‫حبلقة احلضرة ‪.‬‬ ‫شخصيات متم ّيزة من شارعنا ‪.‬‬ ‫يتباهى شارعنا على غريه من شوارع البلدة‬ ‫القدمية كونه انتج عددا من الش���خص ّيات‬ ‫املتميزة يف جماالت العمل والعمل التطوعي‬ ‫والتف ّرد يف نوع األنشطة حيث مت ّيز بالكثرة‬

‫النس���بية للنس���اء العامالت به دون غريه من‬ ‫الش���وارع‪ ,‬اربعة من معلم���ات الرعيل األول‬ ‫مبدرس���ة البنات اإلبتدائية ‪ ,‬مديرة املدرسة‬ ‫املربية الفاضلة فاطمة الشغيوي واملعلمات‬ ‫زه���رة اخل�ي�ر وك���وكا الدي���ف وفاطم���ة‬ ‫الزه���رة إضاف���ة اىل ساس���ية الوش�ي�رية‬ ‫مباش���رة املدرس���ة ‪ ,‬يف جم���ال التمري���ض‬ ‫املمرض���ة واملو ّلدةالوحي���دة يف مستش���فى‬ ‫البل���دة رقي���ة السنوس���ي واح���دى بناته���ا‬ ‫ينض���اف اليهم���ا الس���يدة ام العز املس���ماري‬ ‫األرمل���ة اليت كان���ت تربّ���ي لوحدها ثالثة‬ ‫أطف���ال وتش���تغل عامل���ة باملستش���فى ‪ ,‬ويف‬ ‫جمال العمل بأج���ر عيين اونقدي يف أعمال‬ ‫البيوت تش���تغل إمرأة زجنية تسمى عتيقة‬ ‫وكان األطف���ال ينادونه���ا بعتيقة امق ّرص‬ ‫‪ ,‬كان���ت حتب األطف���ال فتالعبه���م وتغين‬ ‫هل���م اغني���ة اصب���ح حيفظها مجي���ع أطفال‬ ‫الش���ارع تقول (درادك دوده داريه والعني‬ ‫الس���ودا داري���ه ) يب���دو ان كلماتها املبهمة‬ ‫ه���ي آخر م���ا ظّل���ت حتفظه من لغ���ة قومها‬

‫السنوسي حبيب‬

‫قب���ل ان جتلب م���ن بالدها النيج���ر ‪ ,‬كانت‬ ‫تس���مى بوالكة ه���ي آخر ما تبقى‬ ‫هلا اخت‬ ‫ّ‬ ‫لعائل�ت�ي من األتب���اع وقد توفي���ت وانا طفل‬ ‫صغ�ي�ر والزلت أذكره���ا ي���وم ختاني حني‬ ‫حش���ت فمي ببيضة مس���لوقة ‪ ,‬هك���ذا يكون‬ ‫عدد النس���اء العامالت بش���ارعنا تسعة نساء‬ ‫وهو ع���دد كبري يف ظروف وعادات جمتمع‬ ‫القرية يف مخسينيات القرن العشرين‬ ‫يقطن بش���ارعنا إمام القرية ومعلم القرآن‬ ‫يف الكتاب ‪ .‬سيدي حممد اخلري الذي حفظ‬ ‫الق���رآن طفال وورث إمام���ة اجلامع العتيق‬ ‫عن والده ‪ ,‬كان يؤم صالة األوقات واجلمعة‬ ‫والعي���د ي���ن بكامل البل���دة ‪ ,‬صب���اح يوم عيد‬ ‫األضحى كان األطفال بعد انقضاء الصالة‬ ‫يقف���ون قرب بيته يف إنتظ���ار أن خيرج احد‬ ‫ابنائه قطع���ة حجر ملطخة ب���دم اخلروف‬ ‫ال���ذي ضحى ب���ه ويك���ون بذلك إع�ل�ان بدء‬ ‫ذب���ح األضاحي ‪.‬كان خيتتم صالة اجلمعة‬ ‫بالدع���اء على الكف���ار والنصارى يف اخلامتة‬ ‫التقليدي���ة للخطب���ة ‪ ,‬ذات مجعة وهو عائد‬ ‫اىل بيت���ه عق���ب الص�ل�اة اس���توقفه املواطن‬ ‫حممد انت تدعو اهلل‬ ‫ّ‬ ‫محود وقال له (سيدي ّ‬ ‫أن يهل���ك الكفار ويبيد نس���لهم ‪ ,‬من س���وف‬ ‫يو ّف���ر لنا الكهرب���اء اليت تدي���ر املروحة اليت‬ ‫كن���ت ختط���ب حتته���ا وامليكروف���ون الذي‬ ‫ختاطبن���ا عربه ‪ .‬من يومها توقف اإلمام عن‬ ‫الدعاء على الكفار والنصارى ‪.‬‬ ‫ثالثة رجال متقدمني يف العمر يشتهرون‬ ‫بتق���دم عزوبيته���م ‪ ,‬اكربه���م س���نا ادريس‬ ‫عبد العالي ويلقب ب (الطودا ) كان يس���كن‬ ‫يف الزنق���ة املقابل���ة لزنقتنا بش���كل موارب ‪,‬‬ ‫وكانت ل���ه عالقة قرابة بوالدتي لذا كان‬ ‫يأت���ي اىل بيتنا من حني آلخر ليتعش���ى مع‬ ‫وال���دي ويقضي جزأ من اللي���ل كانت امي‬ ‫تع���د هلما طاس���تني ش���اهي أخض���ر ‪ ,‬كان‬ ‫الس���يد ادريس يس���كن لوحده يف بيته الكبري‬ ‫ال���ذي ورثه ع���ن والده ومل يكن ي���زره احد ‪,‬‬ ‫يف الصب���اح خي���رج راكبا محارته الس���وداء‬ ‫متجه���ا اىل حقل���ه الصغ�ي�ر خ���ارج القرية ‪,‬‬ ‫ليع���ود يف املس���اء ‪ ,‬كان دائ���م الصمت كما‬ ‫لوكان الجييد الكالم حتى عندما يستف ّزه‬ ‫األطف���ال بأغني���ة تق���ول (ادري���س والطودا‬ ‫ومحارته السودا ) ‪ ,‬كان اليرد عليهم ‪ ,‬كان‬ ‫يكتف���ي بأن يس���تحث محارته على س���رعة‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫املشي ‪ .‬األعزب اآلخر والذي يسكن يف نفس‬ ‫الزنقة كان الس���يد معروف األس���طى ‪ ,‬هو‬ ‫اآلخر كان متوغال يف العزوبية وقد س���بق‬ ‫أن ت���زوّج مرة ثم طّل���ق ومل يعاود التجربة‪,‬‬ ‫ظل يعيش وحيدا يف غرفته من بيت عائلته‬ ‫‪ ,‬كان اليس���مح ألحد بدخ���ول غرفته حتى‬ ‫لغ���رض النظاف���ة ‪ ,‬هو اآلخ���ر كان صموتا‬ ‫قلي���ل الكالم وحني يتكل���م وخاصة يف حالة‬ ‫الغضب كان يتمتم بطريقة يصعب أحيانا‬ ‫فهم���ه ‪ ,‬كان من املداومي�ي�ن على اجللوس‬ ‫بركابة وسط السوق حيث يلتقط األخبار‬ ‫وينتظر فرص الش���غل حيث كان يش���تغل‬ ‫مياوم���ا اى باألج���ر اليومي عن���د من يطلب‬ ‫خدمات���ه ‪ ,‬م���ن طرائف���ه أن���ه كان يرف���ض‬ ‫أن يذه���ب للعم���ل إن مل تك���ن أخ���ذت مع���ه‬ ‫موعدا من اليوم الس���ابق ويظل جالس���ا على‬ ‫الركابة مستمتعا مبراقبة حركة السوق‬ ‫وتسقط األخبار ‪ ,‬ظل السيد معروف يسكن‬ ‫ٌ‬ ‫املدينة القدمي���ة حتى بعد أن غادرها مجيع‬ ‫الس��� ّكان األصليني وافرتق عن اخواته الألي‬ ‫ّ‬ ‫يس���كن مع���ه ‪ ,‬ظ���ل وحي���دا مبنزله يف‬ ‫كن‬ ‫املدينة القدمي���ة إىل أن تقدّم به العمر واحل‬ ‫عليه أحد أبناء اخيه ان ينتقل معه اىل سكنه‬ ‫باألحياء اجلديدة فخرج معه مظطرا حيث‬ ‫مل يعد عمره يس���مح ل���ه بالعناد الذي كان‬ ‫يتصف به‪ .‬األعزب الثالث يف ش���ارعنا كان‬ ‫ّ‬ ‫سيدي حممد حبيب كما تقتضي العادة أن‬ ‫انادي���ه كونه ابن عم وال���دي ‪ ,‬كانت ذراعه‬ ‫اليمين ق���د قطعت وهو صغري حني وقع من‬ ‫عل���ى ظهر مح���ار فكس���رت ذراع���ه ونتيجة‬ ‫لع���دم تو ّفر الع�ل�اج املالئم تعفن���ت فبرتت ‪,‬‬ ‫كان يلقب بقاميد ويتضايق من هذا اللقب‬ ‫خاصة وانه كان حواىل نصف العام يقضيه‬ ‫وهو يف حالة قريب���ة من اجلنون حيث حني‬ ‫يس���خن اجلو يف الربيع ثم يف الصيف يكثر‬ ‫كالمه ويتصف س���لوكه بسرعة الغضب ‪,‬‬ ‫فيدخل احيانا يف مالسنات مع مشاكسيه ‪,‬‬ ‫كاد أن يصبح جمنون القرية لوال احلماية‬ ‫املعنوي���ة ال�ت�ي تو ّفره���ا ل���ه العائل���ة ‪ ,‬كان‬ ‫الس���يد قامي���د يش���تغل يف مصلح���ة الطرق‬ ‫اليت كانت حينها تعرف باإلحتادية س���اقيا‬ ‫لألش���جار على جانيب الطريق ‪ ,‬كان يؤدي‬ ‫عمل���ه حب���ب وتفان مس���تعينا جبه���از راديو‬ ‫يس���مع ب���ه األغان���ي يف اإلذاع���ات العربي���ة ‪,‬‬ ‫كان الراديو اليفارقه اينما ذهب لذا اشتهر‬ ‫به خاص���ة وأن امتالك جه���از راديو مل يكن‬ ‫متاح���ا للجمي���ع يف س���نوات اخلمس���ينات ‪,‬‬ ‫وهكذا كان يدخل كثريا من بيوت شارعنا‬ ‫بطلب من النساء ليس���معن جبهازه األغاني‬ ‫يف اإلذاعة الليبي���ة ‪ ,‬يقدمن له وجبة إفطار‬ ‫ح�ي�ن ال تعجب���ه يصفه���ا بأنه���ا كلي���ط أو‬ ‫س�ل�اطة ‪ ,‬األمر الذي جعل األطفال ينادونه‬ ‫بكّلي���ط وس�ل�اطة ث���م طوروه���ا اىل قاميد‬ ‫ح���رارة نظرا لس���رعة غضبه ح�ي�ن يكون يف‬ ‫فثرة املرض ‪ ,‬رغ���م ذلك كان حيافظ على‬ ‫نظاف���ة مالبس���ه وطي���ب رائحت���ه ‪ ,‬وكان‬ ‫حيمل دائما يف جيب���ه زجاجة عطر صغرية‬ ‫حني يك���ون راضيا عن حمادثي���ه ‪ ,‬خيرجها‬ ‫ويطل���ب من���ك أن مت���د قفا كفك ليس���كب‬ ‫يسميه التفويح‬ ‫عليها قليال من العطر فيما ّ‬ ‫(هي م���د ايدك خّل���ي انف ّوح���ك ) ‪ ,‬لقد ط ّور‬ ‫قامي���د اس���لوبا يف التعامل م���ع مرضه حيث‬ ‫ح ّول���ه اىل حالة من التواص���ل مع اآلخرين‬ ‫تقوم على فكرة التس���لية ‪ ,‬كان مثال يضع‬ ‫الرادي���و اىل جواره على األرض مفتوحاعلى‬

‫اغني���ة أو برنامج مس���ل ثم يب���دأ يف ترديد‬ ‫كلم���ات واق���وال مس���ّلية فيم���ا يس���ميه‬ ‫(اخليطة ) اليت اصب���ح الكبار يطلبونها منه‬ ‫حني يك���ون مزاجه رائقا ‪ ,‬طوره���ا فيما بعد‬ ‫اىل (التزي�ي�ن ) ‪ ,‬ح�ي�ن خرجت من الس���جن‬ ‫أوج برناجم���ه التزي�ي�ن ‪,‬ح�ي�ن جاء‬ ‫كان يف ّ‬ ‫اىل بيتن���ا ليقي���م ل���ي حفلة تزي�ي�ن ‪ ,‬كان‬ ‫حيم���ل معه حقيبة متوس���طة احلجم (وقد‬ ‫خنل���ى ع���ن الرادي���و ) به���ا ل���وازم التزي�ي�ن ‪,‬‬ ‫طل���ب صف���رة كب�ي�رة ح�ي�ن احض���رت ل���ه‬ ‫طرح فوقه���ا قطعة قماش صفراء زاهية ثم‬ ‫ب���دأ يف إخراج حمتوي���ات احلقيبة ورصفها‬ ‫عل���ى الصف���رة بش���كل متناس���ق ( زجاجات‬ ‫عطر ومرايا صغرية وأمش���اط ش���عرومشع‬ ‫صغرية ومقتنيات بيتي���ة ضغرية متنوعة ‪,‬‬ ‫حني اكم���ل تزيينه كان���ت الصفرة تزدان‬ ‫بتش���كيلة مجيل���ة م���ن األل���وان ألش���ياء ال‬ ‫جيم���ع بينها س���وى صف���رة تزي�ي�ن قاميد ‪,‬‬ ‫خيتتم اجللس���ة بالتفويح من زجاجة عطر‬ ‫ال يس���تعملها إال يف التزيني )‪ ,‬حني تقدّم يف‬ ‫العمر واقعده املرض عن التجوال يف شوراع‬ ‫املدينة فخش���رت املدينة بذلك معلما شعبيا‬ ‫تعود ته حواىل ستني عاما ‪.‬‬ ‫يف نفس زنقتنا بل ويف بيتنا بالتحديد ‪ ,‬يف‬ ‫غرفة عند بداية البيت يس���كن عجوز زجني‬ ‫هو آخر م���ا تبقى من أتباع العائلة ‪ ,‬كان قد‬ ‫جلب من بلده النيجر وهو يف رعيان الشباب ‪,‬‬ ‫توقريا لسنه وكما هي العادة يف البلدة كنا‬ ‫ننادي���ه ب(بوي معت���وق )‪ّ ,‬‬ ‫قض���ى جل عمره‬ ‫يف عم���ل امل���زارع الش���اق وخاصة يف س���حب‬ ‫املي���اه من البئر حي���ث يقضي ط���وال الفرتة‬ ‫الصباحية صاعد ا نازال خلف محار اجلبادة‬ ‫وال ينال مقابل ذلك س���وى أكله وكسوته‬ ‫‪ ,‬ح�ي�ن تقدم به العمر ضع���ف بصره كثريا‬ ‫‪,‬ص���ار الي���رى إال بصيصا ل���ذا كان مالزما‬ ‫لعص���ا يسرتش���د بها عل���ى الطري���ق ‪ ,‬يتميز‬ ‫ب���وي معتوق ه���ذا مبيزة حف���ظ عدد كبري‬ ‫م���ن أغاني القنق���ا يف ب�ل�اده النيج���ر بلغته‬ ‫األصلي���ة ‪ ,‬ومل يك���ن يف البلدة م���ن يضاهيه‬ ‫يف ذل���ك م���ن أبن���اء جلدته لذ ا اصبح ش���يخ‬ ‫القنق���اء وهي حفل غنائي موس���يقي راقص‬ ‫كانوا يقيمونه يف املواسم واألعياد اخلاصة‬ ‫يتجمعون أم���ام بيتنا لتنطلق‬ ‫بهم ‪ ,‬كان���وا‬ ‫ّ‬ ‫مس�ي�رة الغن���اء من أم���ام بيت ش���يخ القنقا ‪,‬‬ ‫يب���د أون يف ق���رع الطبول وشكش���كة الكبلك‬ ‫املعدن���ي ذا اإليق���اع الصادح ‪ ,‬ث���م يرفع بوي‬

‫معتوق عقريت���ه بالغن���اء ‪ ,‬كان صوته رغم‬ ‫تقدمه يف السن صادحا مجيال كأنه تو ّقف‬ ‫عند مرحلة الشباب ‪ ,‬يقوم اآلخرو ن برتديد‬ ‫الكلم���ات ال�ت�ي مل يع���ودوا يعرف���ون معانيها‬ ‫حممولني على انتظ���ام اإليقاعات‪ ,‬يطوفون‬ ‫بها ش���وارع القري���ة ويتوقف���ون خاصة عند‬ ‫البيوت اليت بها ابناء ينتسبون هلم عن طريق‬ ‫ما كان يعرف بنظام البيع االمسي هلم من‬ ‫قبل العائ�ل�ات الي حرمت من إجناب االبناء‬ ‫ث���م تنجب إبنا فتبيعه هلم وتعطيه امسا من‬ ‫امسائهم كعاشور ومخيس وزايد ومعتوق‬ ‫‪ ,‬حني تكمل القنقا جولتها يف ش���وارع البلدة‬ ‫تتج���ه اىل غ���رد العبي���د وهوكثي���ب رم���ل‬ ‫يقع خ���ارج القرية من جهة الغ���رب ‪ ,‬هناك‬ ‫تبلغ’القنقا ذروتها وختتتم برقصة كيسه‬ ‫كيس���ه حيث يرددون وعلى إيقاعات عالية‬ ‫وبص���دوح ص���وت ب���وي معت���وق (كيس���ه‬ ‫كيس���ه بابا كوريه كيس���ه كيسه طاح‬ ‫قعريي���ه )‪ ,‬يذحب���ون حينها دي���كا على رمال‬ ‫الغرد يكون للشيخ نصيب من حلمه ومرقه‬ ‫‪ ,‬ومتأل النساء اطباقا صغرية من رمل الغرد‬ ‫تأخذها اىل بيوتهم تربكا وذكرى ‪.‬‬ ‫ج���رت عادة الناس أن يس���مى من يش���تغل‬ ‫بالتمري���ض يف العه���د اإليطال���ي بالطبي���ب‬ ‫وهك���ذا كان احل���ال مع الس���يد علي ميالد‬ ‫ال���ذي اخت���زل كام���ل امس���ه يف الطبي���ب‬ ‫لتفرده مبهنة التمري���ض يف القرية ‪ ,‬كان‬ ‫أول م���ن اش���يغل بالتمريض يف املستش���فى‬ ‫وكان بعد انتهاء الدوام اليتوانى عن تقديم‬ ‫خدمات���ه يف بيت���ه الواقع يف الزنق���ة املقابلة‬ ‫لزنقتن���ا ‪ ,‬كان يقوم خبتان األطفال وخلع‬ ‫األسنان املتسوس���ة دون تبنيج ‪ ,‬كان يطلب‬ ‫من املتواجدين قربه أن ميس���كوا جيدا ّ‬ ‫بيدي‬ ‫املري���ض ث���م يد خ���ل كالب���ة قدمي���ة لفم‬ ‫املصاب وبتلتني قويتني جيذب الضرس اىل‬ ‫الس���و‪ .‬كان السيد‬ ‫اخلارج قائال افتكني من ّ‬ ‫الطبيب مغرما بلعب الكارطة وشرب الشاي‬ ‫األخضر ‪ ,‬حني يند مج يف اللعب يقوم بعض‬ ‫اصدقائه مبناكفته ‪ ,‬حني تكون يده اليمنى‬ ‫مشغولة بورق اللعب واليسرى متسك بكوب‬ ‫الش���اى يس���تغفلون اندماجه ويسألونه عن‬ ‫كم تكون الساعة ودون إنتباه يدير يده اىل‬ ‫الش���مال لرياها ‪,‬حينها يتبدد كوب الش���اى‬ ‫ويغ���رق األصدقاء يف الضح���ك والطبيب يف‬ ‫شتمهم ورمي الكوب وورق اللعب ‪.‬‬ ‫كان الس���يد مح���د يوس���ف م���ن الذي���ن‬

‫‪11‬‬

‫هاجروا اىل تونس طلبا للعمل ‪ ,‬حني اشيغل‬ ‫عند رب عمل فرنس���ي ال���ذي كان يقول له‬ ‫(دومس���ه )كلم���ا رآه مس���تعجال يف عمل���ه‬ ‫أو يب���دي حت���ركا ال يتطلب���ه العمل ‪ ,‬حني‬ ‫رجع الس���يد محد اىل البل���دة كانت عالقة‬ ‫على لس���تنه مف���ردة دومس���ه ‪ ,‬كان يرددها‬ ‫كث�ي�را كمكتس���ب م���ن تغرب���ه يف تون���س‬ ‫‪ ,‬م���ع األيام ص���ارت املف���ردة لقبا ل���ه ‪ ,‬كان‬ ‫دومس���ه كما اصبح يع���رف يف البلدة رجال‬ ‫نش���يطا جيرب حظه يف عدي���د من األعمال‬ ‫طلبا للرزق صعب املنال يف تللك الس���نوات ‪,‬‬ ‫افتتح يف وس���ط الس���وق دكان كان غريبا‬ ‫يف البل���دة حي���ث حي���اول أن يبي���ع األطفال‬ ‫وسائل تسلية ‪ ,‬ص ّنع يف ورشة جنارة خشب‬ ‫كرس���يا دوّارا مرتفع���ا ودون مس���اند كان‬ ‫يس���ميه اللويذة حني يرك���ب فوقه الطفل‬ ‫ويق���وم دومس���ه بلف���ه مرتني او ث�ل�اث وهو‬ ‫يصي���ح لوي���ذة ‪ ,‬عقبها ينزل الطف���ل بعد ان‬ ‫ج ّرب اللويذة ‪ ,‬كان يبيع يف نفس الدكان‬ ‫نوعا من البش���ماط الذي كان يص ّنعه بيتيا‬ ‫وينادي عليه (كرامشي هرماشي ياعمري‬ ‫وي���ن ماش���ي) ‪ ,‬واك���واب الش���ربات ح�ي�ن‬ ‫خيلط مقدارا من عص�ي�ر الرمان أو النعناع‬ ‫ّ‬ ‫املرك���ز مع كمية م���ن املاء وين���ادي عليها‬ ‫ب ّرد ياعطش���ان ‪ ,‬حني تقدّم به العمر وكرب‬ ‫أوالده كان جيل���س ام���ام بقالت���ه للم���واد‬ ‫الغذائي���ة ‪ ,‬يبي���ع قلي�ل�ا من الس���لع وحيكي‬ ‫كثريا عن أيام شبابه ومغامراته يف تونس ‪.‬‬ ‫يباه���ي ش���ارعنا ايض���ا بش���خصني كانانا‬ ‫متميزي���ن على مس���توى البل���دة وكنت قد‬ ‫كتبت عنهما يف حلقات سابقة من ّ‬ ‫أتذكر‬ ‫محود‬ ‫احل���اج غري���ان ابوقصيص���ة والس���يد ّ‬ ‫الغليط ‪.‬‬ ‫يفتخر ش���ارعنا بكون���ه إخر مكان يف ليبيا‬ ‫أقام به اجملاهد امحد الش���ريف الذي استقر‬ ‫يف بيت جماور لبيتن���ا حيث أقام به مركزا‬ ‫للقيادة يصحبه فيه ع���دد من اعوانه اىل أن‬ ‫عس���كر اجملاهد عبد النيب باخل�ي�ر على بعد‬ ‫ثالثة كيلومرتات من البلدة وأرسل للسيد‬ ‫امحد الش���ريف طالبا منه مغادرة هون وإال‬ ‫دخ���ل عليه عن���وة ‪ ,‬حينها قال الس���يد امحد‬ ‫قولت���ه الش���هرية (أن���ا ال اح���ارب املس���لمني)‬ ‫وغادر يف اجتاه الربيقة ومنها اىل تركيا ‪.‬‬ ‫السنوسي حبيب –مستشفى جورج مببيدو‬ ‫باريس يف ‪ 2012 3-5‬م‬


‫‪12‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫العدد‪- ) (74‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثانية‬ ‫‪)2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪15 /15‬‬ ‫‪9 (/ 9- )( 74‬‬ ‫الثانية‬ ‫السنةالسنة‬ ‫لوحات الفنان الربتغالي جورج أزفيدوا‬

‫مطر‬ ‫ُ‬ ‫القلب املُ ِ‬ ‫ْ‬ ‫وطفاء‬ ‫فؤادي دَمي ٌة‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫جرداء‬ ‫بلقع‬ ‫وأرض ِك ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مسافات ‪..‬‬ ‫وبينهما‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مسافات‬ ‫مسافات ‪..‬‬ ‫احلب ‪ ..‬و املط ُر‬ ‫نساها ّ‬ ‫شب ‪..‬‬ ‫فال ُع ٌ‬ ‫وال شج ُر‬

‫عمر بشري‬

‫ْ‬ ‫الصحراء‬ ‫يل ّو ُن هذه‬ ‫*‬ ‫ْ‬ ‫وطفاء‬ ‫فؤادي دَمي ٌة‬ ‫الغيث‬ ‫‪ ..‬ويبدأ أ ّو ُل ِ‬ ‫يسح‬ ‫يسح ‪ُّ ..‬‬ ‫ّ‬ ‫خجل‬ ‫يف ِ‬ ‫الرمل‬ ‫يداعب حّبة‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬

‫يغازهلا‬ ‫يعا ِنقها‬ ‫يقّبلها على استحيا ْء‬ ‫الشوق ُّ‬ ‫يشتد‬ ‫وهج‬ ‫و ُ‬ ‫ِ‬ ‫العرس‬ ‫موس ُم‬ ‫فيبدأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫يدق طبوله ال ّرع ُد‬ ‫ْ‬ ‫األجواء‬ ‫ويغم ُر هذه‬ ‫ُ‬ ‫األمل‬ ‫الربق ‪ ..‬و ِ‬ ‫خيال ِ‬ ‫*‬ ‫فؤادي دَمي ٌة وطفا ْء‬ ‫‪ ..‬و يأتي ّ‬ ‫نهمرا‬ ‫الشع ُر ُم ِ‬ ‫قصائد ما هلا ُّ‬ ‫َ‬ ‫حد‬ ‫وال عد ٌد ‪..‬‬ ‫وال ِن ُّد‬ ‫َ‬ ‫املطر‬ ‫تسب ُق َ‬ ‫قوايف ِ‬ ‫احلب‬ ‫در ُك ِفع َله ُّ‬ ‫ف ُي ِ‬ ‫و ُ‬ ‫كن َه وجو ِدها األشيا ْء‬ ‫*‬ ‫فؤادي دمي ٌة وطفا ْء‬ ‫ُتسقى منه أزها ُر‬ ‫و ُتروى منه ٌ‬ ‫غابات وأشجا ُر‬ ‫و جتري منه أنها ُر‬ ‫مناب ُعها هناك ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫هناك ُ‬ ‫حيث اهلل‬

‫والشعرا ْء‬ ‫بديعاً ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫و ُ‬ ‫مالئك ال ّر ِب‬ ‫حيث‬ ‫خالداً ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫كل���كل أبداً‬ ‫حي���ث ال ّن���و ُر يقه��� ُر‬ ‫و‬ ‫ْ‬ ‫الظلما ْء‬ ‫الوطفاء‬ ‫الدمية‬ ‫بتلك‬ ‫ِ‬ ‫احلب‬ ‫موك ُب ِّ‬ ‫ليبقى ِ‬

‫قرقريا‬ ‫كم هي مجيلة سن الالمسؤولية ‪!!..‬‬ ‫مازلت أذكر تل���ك احلادثة ‪ ..‬كأنها حدثت‬ ‫باألمس ‪ ..‬كنا ثالثة أصدقاء مجعنا عش���ق‬ ‫األف�ل�ام اهلندية والبكاء يف صالة الس���ينما ‪. .‬‬ ‫تأث���راً بأحداث القصة املأس���وية اليت عادة ما‬ ‫تكون لغ���ز الفيلم ‪ ..‬فكلم���ا تعلن دار العرض‬ ‫عن فيلم هندي جند أنفس���نا يف أول الطابور‬ ‫عن���د ش���باك التذاك���ر ‪ ..‬لدرجة أننا أسس���نا‬ ‫عالقة مع ذلك الرجل الذي يقبض الدراهم‬ ‫مقاب���ل " بوليت " الدخول ‪ ..‬فكان يبتس���م لنا‬ ‫حبنو كلما طلت رؤوس���نا عليه خالل الكوة‬ ‫الصغرية املخصصة حلجز التذاكر ‪..‬‬ ‫كان " إبراهيم" أفضل حالة مادية منا فكان‬ ‫يتكفل بتوفري الس���يارة ومث���ن التذاكر وما‬ ‫يتبعه���ا م���ن س���جائر وسندوتش���ات ومحص‬

‫س���يارته ‪ ..‬مازل���ت أذك���ر لونه���ا ونوعه���ا ‪..‬‬ ‫كانت صفراء ‪ ..‬تويوتا نوع فونشا ‪..‬‬ ‫ذات ي���وم مسعنا عن عرض فيل���م " من أجل‬ ‫ابنائ���ي " وم���ا زاد إصرارن���ا عل���ى ض���رورة‬ ‫حض���وره ألكث���ر من حفل���ة أو جول���ة بلغة‬ ‫تل���ك احلقب���ة أن���ه ح���از عل���ى ع���دة جوائز ‪..‬‬ ‫فش���اهدناه ثالث م���رات ويف كل مرة خنرج‬ ‫والدم���وع حمتقن���ة يف مآقين���ا ‪ ..‬وال يطف���ئ‬ ‫لوع���ة التأث���ر س���وى أق���راص سندوتش���ات‬ ‫الفاصولي���ا من مطع���م " على كيفك" ‪ ..‬لكن‬ ‫هذه املرة مترد " إبراهيم " على ما عودنا عليه‬ ‫ولعل الس���بب راج���ع إىل أن الس���يارة مل تكن‬ ‫ناجي احلربي‬ ‫يف أحس���ن حاالته���ا ‪ ..‬فهي كث�ي�را ما كانت‬ ‫مقل���ي أو قراطيس الذريع���ة ‪ ..‬كان يتحني تتوقف رمبا لتهالك احملرك الذي يئن حتت‬ ‫فرصة عودة والده من املزرعة كي نس���تقل أقدام إبراهيم الضخمة ‪..‬‬


‫يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬ ‫أكتوبر‪-2‬‬ ‫‪ 26‬ـ‬ ‫‪( 59‬‬‫الثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2012‬‬ ‫‪)2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪15‬‬ ‫‪/ 15‬‬ ‫العدد( ‪9‬‬ ‫‪/-9) (74‬‬ ‫‪- )(74‬‬ ‫العدد‬ ‫العدد (‬ ‫الثانيةالثانية‬ ‫السنةالسنة‬

‫ري ٌة ِجـ ّداً‬ ‫ـص ٌ‬ ‫ِق َ‬ ‫ص َق ِص َ‬

‫لمْ‬ ‫يْ‬ ‫َس َت ِد ُ‬ ‫ـال؛ ِل َي ْشترَ ِ ي‬ ‫ين ِم ْن َص ِدي ِق ِه َم ْب َلغاً ِم َن ا َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫لهَ َ ���ا ُ‬ ‫ري‬ ‫���ر ٌة‪ُ ،‬ت ِث ُ‬ ‫ك َّـل َم���ا ُت ِري���دُ‪ ،‬تخَ ُط ُر َل��� ُه ِفك َ‬ ‫ُق ِّر ُر َت ْن ِف َ‬ ‫���م ي َ‬ ‫ُر َع َلى‬ ‫ِإ ْع َجا َب ُه‪َ ،‬يترَ َ َّددُ‪ُ ..‬ث َّ‬ ‫يذ َها‪ ،‬يمَ ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ات وَالهْ َ َدايَا‪ ،‬ي َْن ُظ��� ُر ِب َت َم ُّع ٍن‬ ‫���ر ِل ْل ُم َج ْو َه َ‬ ‫���ر ِ‬ ‫َمت َج ٍ‬ ‫ْ‬ ‫���ر ُه ِق َ‬ ‫ال َد ٌة ثمَ ِ ي َن��� ٌة‪َ ،‬ي َت َدلىَّ‬ ‫���ام‪َ ،‬ت ْل ِف ُت َن َظ َ‬ ‫وَاه ِت َم ٍ‬ ‫ري‪ ،‬ي ْ‬ ‫ِم ْنهَ���ا َق ْل ٌب َذ َه�ِب�يِ ٌّ َ‬ ‫���را ِئهَا‪،‬‬ ‫ك ِب ٌ‬ ‫ُق ِب ُل َع َلى ِش َ‬

‫الس َحا ِتي‬ ‫خالد مخيس َّ‬ ‫ثمَ َ ُنهَا َ‬ ‫َص َل ِإلىَ َب ْي ِت ِه ِب ُسْ���ر َع ٍة ِل ُي َق ِّد َم‬ ‫ُه ُّم‪ ،‬و َ‬ ‫ال ي ِ‬ ‫لهَ َ ا َق ْل َب ُه َه ِدي ً‬ ‫َّة‪َ ،‬ل ِكَّن ُه لمَ ْ يجَ ِ ْد أَ َحداً ِسـ َوى َو َر َق ٍة‬ ‫ك َت َب ْت َل��� ُه ِفيهَا‪( :‬لمَ ْ‬ ‫�ي�ر ٍة َع َلى َّ‬ ‫���ة َ‬ ‫َص ِغ َ‬ ‫ـاو َل ِ‬ ‫الط ِ‬ ‫لحْ‬ ‫ْ‬ ‫أَ ُع ْد أَ ْح َت ِم ُل ا َ َيا َة َم َع َك‪ِ ،‬إَّن َك َمغ ُرو ٌر مخُ َ ـا ِدعٌ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫���ر ُف َم ْع َنى ْال َو َفـ���ا ِء وَاإل ْخـ َ‬ ‫ص)‪َ ،‬م َّـز َق‬ ‫ال ِ‬ ‫َوال َت ْع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْال َو َر َق َة‪َ ..‬وو َ‬ ‫���ع ْال َق ْل َب َّ‬ ‫الذ َهبيِ َّ تحَ ْ َت َق َـد َم ْي ِه‪،‬‬ ‫َض َ‬ ‫َخَّب َـأ ب َْه َج َت ُه َّ‬ ‫الن ِز َق َ‬ ‫َم َضى ِل ُي ْك ِم َـل‬ ‫���ة فيِ َج ْي ِب ِه‪ ،‬و َ‬ ‫َحيـداً َ‬ ‫ك َما ب َ‬ ‫َـدأَ َها‪.‬‬ ‫ِر ْح َل َت ُه و ِ‬

‫‪13‬‬

‫ْال َق ْل ُب َّ‬ ‫الذ َهبيُِّ ‪:‬‬ ‫ــيج الصـَّ ْـم ِت‪:‬‬ ‫* َض ِج ُ‬ ‫ْاس َت َش َ‬ ‫���ك ِب َت َ‬ ‫���ت َغ َضب���اً‪ ،‬أَ ْم َس َ‬ ‫الص ْم ُ‬ ‫يب‬ ‫���اط َّ‬ ‫ال ِب ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الز َمن ال َك ُس ِ َ‬ ‫ض‪،‬‬ ‫���ول‪ ،‬أ ْو َق َع ُه َع َلى األ ْر ِ‬ ‫َح ِ‬ ‫���ار ِ‬ ‫س َّ ِ‬ ‫���ر ًة‪َ ،‬حـ���او َ‬ ‫َن َظ َر يمَ ْ َن ًة َوي ْ‬ ‫َل ِإيهَـا َم َن ْف ِس��� ِه أَ​َّن ُه‬ ‫َس َ‬ ‫بخِ َ �ِْي�رْ ‪َ ،‬ل ِك َّ‬ ‫ـ���را َء لمَ ْ َي ُر ْق َل��� ُه!‪َ ،‬ف َذ َه َب‬ ‫���ن َه َذا الهْ ُ َ‬ ‫َج ِه ِه ِت ْل َك ُّ‬ ‫اب ِل ُي ْف ِر َغ فيِ و ْ‬ ‫الش ْح َن ِة‬ ‫اح َي َة َّ‬ ‫الس َ‬ ‫َن ِ‬ ‫���ر ِ‬ ‫َالص َخ ِب َّ‬ ‫الل َذ ْي ِن َي ُنو ُء بحِ َ ْم ِل ِه َما‬ ‫���ر ِاخ و َّ‬ ‫ِم َن ُّ‬ ‫الص َ‬ ‫���ة‪َ ،‬ت َن َ‬ ‫اب‬ ‫اه���ى ِإلىَ سمَ ْ ِع َّ‬ ‫الس َ‬ ‫ِل َس��� َنـ َو ٍ‬ ‫ات َط ِوي َل ٍ‬ ‫���ر ِ‬ ‫َح َ‬ ‫���ب‪ ،‬لمَ ْ ي َْع ِر ْف َم ْص َ‬ ‫ني‬ ‫َض ِج ٌ‬ ‫ي���ج ُم ْر ِع ٌ‬ ‫���د َرهُ‪ ،‬و ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّل و ْ‬ ‫الص ْم َ‬ ‫���ة أَفـ َز َع��� ُه َما َرأَى!‬ ‫���ر َّ‬ ‫أَ ْب َص َ‬ ‫َه َل ٍ‬ ‫���ت ألو ِ‬ ‫َه َّـدأَ ِم ْن َر ْو ِع ِه َقـا ِئ ً‬ ‫ال َل ُه‪:‬‬ ‫ إَّن َ ْ‬‫الص ْم ُ‬ ‫���ت ِبهُ���دُو ٍء‬ ‫���ب‪ .‬أَ َج َ‬ ‫���اب َّ‬ ‫ِ‬ ‫���ك ِم���ن َذ َه ٍ‬ ‫َه ْ‬ ‫اه ُ‬ ‫���اس َّ‬ ‫���ل َّ‬ ‫ُم ْص َط َ‬ ‫���ل َي َت َج َ‬ ‫���ع‪ :‬و َ‬ ‫���ب‬ ‫ن‬ ‫الذ َه َ‬ ‫الن ُ‬ ‫ٍ‬ ‫َوي ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫���ة؟ ِع ْن َد َه���ا َف َق ْط‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫َ���ة‬ ‫ي‬ ‫او‬ ‫ز‬ ‫ه‬ ‫���‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ُق ُصو َن فيِ ِ ٍ‬ ‫يقـان َ‬ ‫َت َب���اد َ‬ ‫اب‪،‬‬ ‫���ـر ُ‬ ‫َل َّ‬ ‫األ ْدوَا َر‪َ ،‬ف َص َم َت َّ‬ ‫الس َ‬ ‫الص ِد َ ِ‬ ‫َخ َ‬ ‫َود َ‬ ‫الص ْم ُت فيِ َحـا َل ٍة ِم َ‬ ‫الص َر ِاخ المَُّْت ِص ِل‬ ‫���ن ُّ‬ ‫���ل َّ‬ ‫اب!!‪.‬‬ ‫َح َّتى تحَ َ َّو َل ِإلىَ َس َـر ٍ‬ ‫* ْان ِت َشا ٌء ‪:‬‬ ‫���م ٌر َع َل���ى ِم ْق َع��� ِد ِه الهْ َ َّز ِاز‪ ،‬ي َ‬ ‫���ع ُص َو َر ُه‬ ‫ُطا ِل ُ‬ ‫ُم َت َس ِّ‬ ‫َة ِب َنهَم‪َ ،‬ت ُعو ُد ِب ِه ُ‬ ‫ْال َق ِدمي َ‬ ‫ك ٌّل ِم ْنهَا ِإلىَ لحَ ْ َظ ِتهَا‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫َي َت َو َّق ُ‬ ‫���س فيِ َم َكـا ِن ِه‪َ ،‬ف َر َك‬ ‫���ف ِع ْن َد ِإ ْح َد َاها‪َ ،‬ت َيَّب َ‬ ‫َع ْي َن ْي��� ِه المُْ ْت َع َب َت�ْي�نْ ِ َج ِّي���داً‪ ،‬د َّ‬ ‫���ق َّ‬ ‫َق َ‬ ‫���ر ِفيهَ���ا‪،‬‬ ‫الن َظ َ‬ ‫َه َو ُي َك َّر ُم فيِ ِعي ِد المُْ َعِّلم‪َ ،‬ق ْب َل َث َ‬ ‫ال ِث َ‬ ‫ُصو َر ُت ُه و ُ‬ ‫ني‬ ‫ِ‬ ‫أل ْت َن ْف ُس ُه ُح ُبوراً لمَ ْ‬ ‫َام َت َ‬ ‫َعاماً‪ْ ،‬ان َت َش���ى َف َرحاً‪ ،‬و ْ‬ ‫���ث أَ ْن تحَ َ َّول إلىَ ُح ْ‬ ‫ي َْل َب ْ‬ ‫الص َو َر‬ ‫���ز ٍن َقا ِت ٍل‪ ،‬أَ ْل َقى ُّ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫���ر َع ُب َكـ���ا ٍء َطوي���ل َ ْ‬ ‫ِم ْ‬ ‫���ن يَ��� ِد ِه‪ ،‬و َ‬ ‫ـ���ل‬ ‫ك ِطف ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫َش َ فيِ‬

‫َي َت َغَّن ُج َع َلى أُ ِّم��� ِه ِل ُت ْع ِط َي ِه ِق ْط َع َة َح ْل َوى‪َ ،‬و َبينْ َ‬ ‫لمْ‬ ‫لحَ ْ َظ ْ‬ ‫���ات الحْ ُ ْز ِن‬ ‫���ة وَمحَ َ َّط ِ‬ ‫���ة ال َف َـر ِح ا ُ ْخ َت َل َس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫المُْ ْم َت َّد ِة أق َفل ُه َو دَف�َت�رَ​َ‬ ‫َات‪َ ،‬و َنا َم َعلى‬ ‫الذك َري ِ‬ ‫ِف َراش َ‬ ‫األ ْحـ َ‬ ‫ال ِم المَْ ْب ُتو َر ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ات َّ‬ ‫اه ُ‬ ‫* َم َت َ‬ ‫الت َش ِّظي‪:‬‬ ‫َحيداً‪ ،‬أَ ْق َت ِف���ي أَ َث َر َّ‬ ‫الز َم ِـن‪َ ،‬وأَبحْ َ ُث َع ْن‬ ‫أَ ْبـدُو و ِ‬ ‫عنقه لتلبية مطلبنا وهو التوجه حنو مطعم‬ ‫عل���ى كيف���ك أخرج���ت رأس���ي م���ن ناف���ذة‬ ‫السيارة وبصوت مسعه املارة الذين يلتزمون‬ ‫اجلانب األمين للطريق م���ن األفارقة قلت ‪:‬‬ ‫يا قرقرياااااااااااااا‪.‬‬ ‫ارتب���ك " إبراهي���م " عندم���ا ألتف���ت ليج���د‬ ‫بعض منهم يس���ابقون الريح لإلمساك بنا ‪..‬‬ ‫وتوقفت س���يارتنا بعد أن ارتعشت عدة مرات‬ ‫‪ ..‬ومل نع أي ش���يء إال وثالثتنا يف املستشفى‬ ‫متأثرين بكدمات وجروح وخدوش لكماتهم‬ ‫‪ ..‬فكان���ت تل���ك الليل���ة طويلة ج���داً ‪ ..‬كانت‬ ‫طرحية تش���به طرحية رب���اش القبور كما‬ ‫يقول���ون ‪ ..‬باإلضاف���ة إىل أنن���ا مل نتن���اول‬ ‫العشاء املعتاد مبطعم على كيفك ‪..‬‬

‫عن���د عودتن���ا كان���ت الطري���ق املمت���دة بني‬ ‫مدينة البيض���اء واجلامعة اإلس�ل�امية اليت‬ ‫عرف���ت فيما بعد جبامعة عم���ر املختار تعج‬ ‫بزراف���ات م���ن األفارقة املتوجه�ي�ن من وإىل‬ ‫بي���وت اإلقامة لطلبة القس���م الداخلي حيث‬ ‫كان ضم���ن خط���ة جامعة حمم���د بن علي‬ ‫السنوس���ي ومن بعدها اجلامعة اإلس�ل�امية‬ ‫تعلي���م الطالب الوافدين من أفريقيا وآس���يا‬ ‫وكذلك أوروبا أصول الدين واللغة العربية‬ ‫وحتفي���ظ الق���رآن الكري���م ‪ ..‬وألن عالقتن���ا‬ ‫بالطلبة كانت ليس���ت عل���ى ما يرام إذ كنا‬ ‫نتبارى معهم يف مباريات وغالباً ما ميطرون‬ ‫شباكنا بأهداف كثرية نظراً لفارق اللياقة‬ ‫والس���رعة واخلربة املتقدمة نوعاً ما يف لعبة‬ ‫ك���رة الق���دم ‪ ..‬وهل���ذا كان التناف���س على‬ ‫أش���ده وكان األفارق���ة ال حيب���ون كلم���ة "‬ ‫قرقريا" اليت يبدو أنها سبة أو ما يشبه الشتم‬ ‫ً‬ ‫‪..‬‬ ‫مل أك���ن واهم���ا هذه امل���رة ‪ ..‬حينما ش���عرت‬ ‫وانتقام���ا م���ن زميلن���ا " إبراهي���م" الذي لوي بإحس���اس دافق أن�ن�ي أعرفها منذ س���نوات ‪..‬‬

‫دفق‪!!..‬‬

‫َم ْو ِط���ى ِء َق َد َم ْي��� ِه فيِ ُد ُر ِ َّ‬ ‫َم َدا ِئ ِن‬ ‫���اع‪ ،‬و َ‬ ‫وب الض ِي ِ‬ ‫ْ‬ ‫���ة‪َ ،‬ل ِكَّن�ِن�يِ لمَ ْ أَ ِج ْ‬ ‫���د أَ َحـ���داً‪َ ،‬ولمَ ْ أَسمْ َ ْع‬ ‫ال َو ْح َش ِ‬ ‫ام َد ًة‪َ ،‬ت َيَّب َس ْ‬ ‫���ت ِش َف ُ‬ ‫ـاههَا‪،‬‬ ‫َص ْوتاً!‪ِ ،‬س��� َوى د َ‬ ‫ُم ًى َج ِ‬ ‫َه َي َم َ‬ ‫ـاب َع ْنهَا‬ ‫وَ‬ ‫س َغ َ‬ ‫ألى‪َ ،‬وأَ ْن ُف ٌ‬ ‫َم َن ِاز َل َف ِار َغ ًة و ِ‬ ‫اع ْ‬ ‫ِت ْري ُ‬ ‫َ���اق المْحَ َ َّب ِة َّ‬ ‫���ت فيِ َم َت َ‬ ‫ـات‬ ‫اكي‪َ ،‬ف َض َ‬ ‫اه ِ‬ ‫الز ِ‬ ‫َّ‬ ‫الت َش ِّظي‪.‬‬ ‫جثيت ما تزال تائهة يف عمق الظالم ‪ ..‬الوقت‬ ‫قبيل الفجر يرتاءى لي يف الساعة احلائطية‬ ‫املائل���ة أمامي ‪ ..‬مل أكن أنوي أن أنام ‪ ..‬فقط‬ ‫أريد أن أريح جس���دي املنه���ك ‪ ..‬وأحترر من‬ ‫مرئي���ات هذا االخ�ت�راع اللعني الذي يس���مى‬ ‫(الب توب) ‪ ..‬لكنين على حني غرة أغفيت ‪..‬‬ ‫رأيتها يف حلمي وألول مرة ‪ ..‬كم استجديت‬ ‫أحالم���ي ك���ي أراه���ا !! كانت واقف���ة أمام‬ ‫مرآته���ا تصل���ح ضفائ���ر ش���عرها الفاح���م‬ ‫‪..‬وفجأة أطلت من خلف إطار النافذة ‪ ..‬فيما‬ ‫قطرات املطر تس���يل من عينيها باتصال من‬ ‫وراء غبش زجاج غرفيت‪ ..‬هبطت إىل جواري‬ ‫‪ ..‬قال���ت ل���ي‪ :‬لق���د غ���دوت ح���رة ‪ ..‬ومتتمت‬ ‫بكلمات حب أغبطتين ‪ ..‬كانت أنفاسها تلفح‬ ‫أخاديد وجهي ‪ ..‬أفقت منتش���ياً ألجد غرفيت‬ ‫يف ظ�ل�ام خانق ‪ ..‬وجه���از (الالب توب) مازال‬ ‫حي���دق يف وجهي ببالدة ‪ ..‬يا إهلي !! كم يلذ‬ ‫لي أن أتعذب باألحالم ‪..‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫هل انتزع الشعب الليبى كله ‪ ...‬ليبيا من خمالب القذافى بالقوة‬ ‫ليتم اختطافها من قبل بعض ( الدعاة ) بدعوى أسلمة اجملتمع ؟؟؟‬ ‫كش���ف ح���ادث االعت���داء عل���ى القنصلي���ة‬ ‫األمريكي���ة فى بنغازى ي���وم ‪2012/09/11‬‬ ‫م الكثري من الكذب س���واء م���ن الفاعلني أو ما‬ ‫يس���مى جت���اوزاً بأجه���زة الدولة حي���ث ادعى‬ ‫اجلانب���ان ب���أن مظاه���ر ًة حدث���ت الس���اعة‬ ‫التاس���عة لي ً‬ ‫ال جب���وار القنصلي���ة حتولت إىل‬ ‫عن���ف‪ ،‬والعنف فى مثل ه���ذه احلالة أن تقوم‬ ‫ق���وات األمن بالتص���دي للمخربني فى الوقت‬ ‫الذى ق���ال فيه وكيل وزارة الداخلية أنه أمر‬ ‫بسحب عناصر األمن أى أن األمن مل يتدخل‬ ‫و بالتال���ي ف���إن املهامج�ي�ن نف���ذوا أجندته���م‬ ‫اخلاص���ة احمل���دد هل���ا ي���وم ‪ 09/11‬لتتواف���ق‬ ‫م���ع ذكرى ( غزوة مانهات���ن ) ولتنفيذ طلب‬ ‫مرشدهم الروحى الدكتور أمين الظواهرى‬ ‫ال���ذى طالب أحفاد املختار بضرورة االنتقام (‬ ‫الستش���هاد ) أبو حيي الليبى ولتكون للليبيني‬ ‫( غ���زوة ) خاصة بهم مسوها غزوة القنصلية‬ ‫األمريكية فى بنغازى‪.‬‬ ‫وش���هد ش���هود عيان ب���أن املهامج�ي�ن يتبعون‬ ‫لكتيب���ة أنص���ار الش���ريعة ‪ ،‬وحت���ت اخل���وف‬ ‫تضاربت تصرحيات هذه الكتيبة عندما نفت‬ ‫أى عالق���ة هلا باألم���ر وإن كان هناك بعض‬ ‫أفراد الكتيبة ولكن بصفتهم الشخصية كما‬ ‫لو أن اهليئة الشرعية للكتيبة ال تسيطر على‬ ‫منتسبيها‪.‬‬ ‫بكل تأكيد ستتمكن اجلهات األمنية احمللية‬ ‫ول���و حتت ضغط القوة األجنبية من الوصول‬ ‫إىل الفاعل�ي�ن احلقيقيني فرداً فرداً ألن األمر‬ ‫لي���س كاغتيال عبد الفت���اح يونس أو ضباط‬ ‫اجليش الليبى واألم���ن الداخلى من الليبيني‬ ‫الذين ذهب دمهم هدراً‪.‬‬ ‫كما ظه���رت كذبة أخرى وهى أن التحرك‬ ‫كان بسبب اإلس���اءة للرسول صلى اهلل عليه‬ ‫وس���لم س���واء فى الفيلم أو الرس���وم التى بكل‬ ‫تأكي���د مل يش���اهدها حت���ى ‪ % 3‬من املاليني‬ ‫الذين خرجوا عرب العامل وأحرقوا وخربوا مبا‬ ‫يتناقض مع س���لوك الرس���ول الذى حتى فى‬ ‫حدي���ث اإلفك مل يقتل أح���داً ومل حيرق بيت‬ ‫أحد ‪ ،‬ولك���ن هذه التصرف���ات تأتى بالنقيض‬ ‫جلوهر اإلس�ل�ام وتؤكد على غبائنا ألننا مل‬ ‫نس���تفد من تأثري فت���وى اخلمينى فى قضية‬ ‫سليمان رش���دى امللحد حيث خلقت منه هذه‬ ‫الفت���وى ( علماً ) يتحدث عنه العامل ويباع من‬ ‫كتابه اآليات الش���يطانية املاليني عرب العامل‬ ‫وب���كل اللغ���ات والنتيجة أن س���ليمان رش���دى‬ ‫مازال حياً وأصب���ح مليونرياً وبذلك مل تضره‬ ‫الفتوى ولكن احلقيقة أنها أضرت باإلسالم‬ ‫أضعاف أضعاف هراء رشدى‪.‬‬ ‫هذه اإلساءات سوف لن تتوقف ولكن البد من‬ ‫حب���ث كيفية ال���رد عليها لي���س باملظاهرات‬ ‫احلمق���اء ولكن بالبحث العلمى كالتش���كيك‬ ‫ف���ى أع���داد احملرق���ة (هولوكوس���ت ) ونش���ر‬ ‫األحب���اث والكت���ب ككت���اب ج���ارودى وفيلم‬ ‫الش���تات الذى من أجله مـُنعت قناة املنار على‬ ‫األقم���ار الصناعي���ة األوربية ونش���ر ترمجات‬ ‫لس���خافات التلمود وتوزيع (موس���وعة اليهود‬ ‫واليهودي���ة والصهيونية) للمرحوم الدكتور‬ ‫عب���د الوهاب املس�ي�رى حبيث تك���ون فى كل‬

‫إبراهيم حممد الزغيد‬ ‫مس���جد وجامعة على نطاق واسع ألن هذا ما‬ ‫يقي���ض اليهود الذين هم وراء هذه اإلس���اءات‬ ‫أليسوا هم ( أشد الناس عداوة للذين آمنوا )‪.‬‬ ‫اس���م كتيبة أنصار الشريعة حيوى فرزاً فى‬ ‫اجملتم���ع الليبى الذى يدعى أنه كله مس���لم‬ ‫ألن���ه إذا كان هن���اك أنص���ار للش���ريعة ف���ى‬ ‫طرف فإن من مل يكن ضمن األنصار هو أحد‬ ‫أثنني ال ثالث هلما أما أعدا ًء للشريعة أو رعاع‬ ‫قـُصر جيب أن يكونوا حتت الوصاية واحلجر‬ ‫عليهم‪.‬‬ ‫واملؤس���ف حق���اً أن ح���ال اإلس�ل�اميني يدع���و‬ ‫للش���فقة لي���س عليه���م ولك���ن على اإلس�ل�ام‬ ‫الذى يقطعونه بني إخوان مسلمني وسلفيني‬ ‫وجهاديني وأنصار وال���كل يعتقد أنه هو الذى‬ ‫ميل���ك احلق وأن���ه الفرق���ة الناجي���ة من بني‬ ‫الثالث والس���بعني فرقة ف���ى احلديث املُدعى‬ ‫بنس���بته لرس���ول اهلل صل���ى عليه وس���لم وإن‬ ‫كان هناك من ش���كك فى وجود وصحة هذا‬ ‫ً‬ ‫أص�ل�ا وينتهى األمر بكل طائفة إىل‬ ‫احلديث‬

‫الق���ول أو النتيج���ة ( إذا مل تك���ن معن���ا فأن���ت‬ ‫ضدنا )‪.‬‬ ‫الش���عب الليبى خ���رج للثورة ض���د معمر بكل‬ ‫فئاته مس���لمون ملتزمون وهم قلة ومسلمون‬ ‫معتدل���ون كباق���ى الليبي�ي�ن ( راجع���وا صور‬ ‫الثوار فى بداية الثورة ) الكل مس���لم بالفطرة‬ ‫كربوا وعزفوا على القيثارة وقالوا ‪ ( :‬سيبقى‬ ‫وطنى حراً ‪ ...‬سيبقى وطنى طليقاً ) نصرهم‬ ‫اهلل عل���ى الداعر ال���ذى نازع اهلل فى س���لطانه‬ ‫جبنود من عنده ( وال يعلم جنود ربك إال هو )‬ ‫ومنها قطعاً الناتو ‪...‬‬ ‫الس���لفيون وأنصار الش���ريعة يتغاضون عمداً‬ ‫ع���ن ممارس���اتنا حن���ن املس���لمني ف���ى الصدر‬ ‫األول من اإلسالم ‪...‬‬ ‫ فأي���ن كان أنص���ار الش���ريعة ي���وم موقع���ة‬‫اجلم���ل عندم���ا كان���ت عائش���ة أم املؤمن�ي�ن‬ ‫وطلح���ة والزب�ي�ر ف���ى جان���ب وعلى ب���ن أبى‬ ‫ طال���ب وأبنائ���ه أبن���اء فاطم���ة الزه���راء ف���ى‬ ‫جانب ‪......‬‬ ‫ وأي���ن كان أنص���ار الش���ريعة ي���وم موقع���ة‬‫صفني ( على بن أبى طالب وعمار بن ياس���ر )‬ ‫ف���ى صف وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبى‬ ‫سفيان فى جانب ‪......‬‬ ‫ وأين كان أنصار الشريعة يوم أخذ معاوية‬‫ونـصب ابنه يزيد السكري‬ ‫احلكم حبد الس���يف ّ‬ ‫أمرياً للمؤمنني ‪......‬‬ ‫ وأي���ن كان أنصار الش���ريعة يوم حوصرت‬‫مكة فى عهد يزيد واس���تبيحت املدينة املنورة‬ ‫ثالثة أيام ‪......‬‬ ‫ وأي���ن أنص���ار الش���ريعة ي���وم وىل عبد امللك‬‫ب���ن م���روان احلج���اج ب���ن يوس���ف ( ال���ذى مل‬ ‫يك���ن أحد حيفظ القرآن خ�ي�راً منه فى زمانه‬ ‫) حلص���ار مكة ورمجه���ا باملنجنيق ( صواريخ‬

‫ذلك العصر ) حتى تهدمت الكعبة وقـُتل أمري‬ ‫املؤمن�ي�ن اآلخر عبد اهلل ب���ن الزبري الذى جده‬ ‫أبو بكر الصديق‪.‬‬ ‫الكث�ي�ر خيلط بني ش���رع اهلل والش���ريعة وفق‬ ‫تفاس�ي�ر املذاه���ب الت���ى جت���اوزت ( عن���د أهل‬ ‫الس���نة ) اخلمس���ة ويتجاهل���ون الواق���ع على‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫بعد أن فاض الكي���ل بأهل بنغازى مما جيرى‬ ‫فيه���ا من اغتي���االت وخطف وص���ل األمر إىل‬ ‫ح���رق القنصلي���ة األمريكي���ة ف���ى بنغ���ازى‬ ‫وبالتأكي���د ال يق���وم بهذا العم���ل إ ّ‬ ‫ال كتائب‬ ‫منظم���ة متل���ك الس�ل�اح والنف���وذ والرج���ال‬ ‫املؤمن�ي�ن بفكره���ا فخرجت مظاه���رة ( إنقاذ‬ ‫بنغ���ازى ) بأع���داد ال تق���ل ع���ن أربعمائة ألف‬ ‫رج���ا ً‬ ‫ال ونس���ا ًء ش���يباً وش���باباً مطالب�ي�ن حبل‬ ‫التش���كيالت املسلحة املسماة ( كتائب ) الثوار‬ ‫وتفعيل اجليش الوطنى احلقيقى والشرطة‬ ‫وحصر الس�ل�اح فى هذين اجلهازين ال غري ‪...‬‬ ‫وقد وصلت الرسالة بأن الشعب ال يريد فرق‬ ‫عس���كرية ختطط ألهداف أيديولوجية تريد‬ ‫فرضها مس���تقب ً‬ ‫ال بقوة السالح ولذلك تعمل‬ ‫ب���كل نش���اط فى تأخري بن���اء القوات املس���لحة‬ ‫واألم���ن وه���ذه الكتائ���ب متمثل���ة ف���ى أنصار‬ ‫الش���ريعة وراف اهلل الس���حاتى و‪ 17‬فرباي���ر‬ ‫ودرع ليبيا‪.‬‬ ‫وأمام اجلم���وع اهلادرة ختل���ت كتيبة أنصار‬ ‫الش���ريعة ع���ن مقره���ا وخ�ي�راً فعل���ت ف���ى‬ ‫منتس���بيها وف���ى الوط���ن وه���ذه ب���ادرة طيبة‬ ‫تؤك���د وجود الكث�ي�ر م���ن العناص���ر العاقلة‬ ‫والرش���يدة‪ .‬ومل تلتف���ت إىل كالم ذل���ك (‬ ‫األنص���اري ) ال���ذى صرح فى إح���دى القنوات‬ ‫الليبي���ة تلك الليلة أنه ض���د حل هذه الكتائب‬ ‫ألن حله���ا ف���ى اعتق���اده س���يؤدى إىل ظه���ور‬ ‫الش���مس من مغربها وهو ي���رى أن تبقى هذه‬ ‫الكتائ���ب إىل أن يت���م إع���داد الدس���تور ال���ذى‬ ‫جي���ب أن يعده علماء الش���رع وأن هناك جلنة‬ ‫برئاسة ( الفاخرى ) نائب املفتى تراجع حالياً‬ ‫كل القوان�ي�ن لتتالءم مع العصر اإلس�ل�امي‬ ‫اجلدي���د بع���د أن ودعن���ا العص���ر اجلماهريى‬ ‫وبعد ذلك سيكون لكل حادث حديث‪ ،‬ولنرمى‬ ‫بقوان�ي�ن عبد الرزاق الس���نهوري ( أحد أعالم‬ ‫الفقه والقانون يف الوطن العربي ) فى البحر‪.‬‬ ‫يتمرتس الكثريون من إس�ل�اميي ليبيا خلف‬ ‫ق���ول البارى ج���ل جالل���ه ( و َْل َت ُك ْن ِم ْن ُك ْ‬ ‫���م أُ َّم ٌة‬ ‫ْ‬ ‫يْ‬ ‫ْ‬ ‫ون ِإلىَ الخْ َ يرْ ِ َوي َْأ ُم ُر َ‬ ‫َد ُع َ‬ ‫وف َويَنهَو َن‬ ‫ون ِبالمَْ ْع ُر ِ‬ ‫لمْ‬ ‫لمْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َع ِن ا ُن َك ِر َوأو َل ِئ َك ُه ُم ا ُفِل ُح َ‬ ‫ون ) ويتجاهلون‬ ‫ك ْر ِإنمَّ َ ا أَ ْن َت ُم َذ ِّ‬ ‫عن عمد قوله تعاىل ( َف َذ ِّ‬ ‫ك ٌر‬ ‫ْ‬ ‫َل ْس َت َع َل ْي ِه ْم بمِ َ‬ ‫ُس��� ْي ِط ٍر ) وقوله ( ال ِإك َرا َه فيِ‬ ‫الر ْشُ���د ِم ْ‬ ‫���ن ال َغ ِّي ) وقوله ( َو َلوْ‬ ‫ِّين َق ْد َت َبينَّ َ ُّ‬ ‫الد ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ض ُ‬ ‫كُّله ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُم جمَ ِ ي ًعا‬ ‫ر‬ ‫األ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫آلم‬ ‫ُّك‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫َش���ا َء‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فيِ‬ ‫ِ‬ ‫���ت ُت ْك ِر ُه َّ‬ ‫���اس َح َّتى َي ُكو ُن���وا ُم ْؤ ِم ِن َ‬ ‫أَ َفَأ ْن َ‬ ‫ني ) ؟‬ ‫الن َ‬ ‫الق���رآن ال يضارب بعضه بعضاً ولكن يـُفس���ر‬ ‫بعضه بعضا‪.‬‬ ‫م���ن رمح���ة اهلل أن مل جيع���ل ف���ى اإلس�ل�ام (‬ ‫رج���ال دي���ن ) ولكن ميك���ن أن يك���ون هناك (‬ ‫علم���اء دي���ن ) والعامل ال يكتس���ب هذه الصفة‬ ‫ال بع���د جهد جهيد وبعد أن يس���توعب جبا ً‬ ‫إّ‬ ‫ال‬ ‫م���ن الكت���ب وتك���ون ل���ه رجاحة ( عق���ل ) غري‬


‫‪15‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫عادي���ة ولذلك جتد م���ن يتصف بذلك‬ ‫قل���ه فى كل جمتمع‪ ،‬ولكن عندنا بعد‬ ‫ثورة ‪ 17‬فرباير أصبح كل من حفظ‬ ‫جزءاً من القرآن وقرأ س�ي�رة ابن هشام‬ ‫وسرية ابن إسحاق وأجرت من الرتاث ما‬ ‫تيس���ر أن يصبح ( شيخاً ) أى عامل دين‬ ‫ربانى على وصفهم‪.‬‬ ‫وبس���بب ه���ذا أبتلين���ا خبل���ط صحيح‬ ‫للشأن الدينى بالسياس���ى سواء احمللى‬ ‫أو األجن�ب�ي أن���ا أعل���م ب���أن الدين ليس‬ ‫العب���ادات فق���ط ‪ !!...‬وه���ذه مس���ؤولية‬ ‫ش���خصية ولكن املنهج املتطور والدليل‬ ‫على ذل���ك قيام خليفة املس���لمني عمر‬ ‫ب���ن اخلطاب عندما أوق���ف إقامة احلد‬ ‫عام الرمادة ( على شاكلة حتت خط‬ ‫الفقرفى يومنا ه���ذا ‪ ) ..‬وأوقف صرف‬ ‫نصي���ب املؤلف���ة قلوبه���م م���ن الزكاة‬ ‫حي���ث مل تعد هناك حاجة للمس���لمني‬ ‫باسرتضائهم‪.‬‬ ‫معن���ى ( مفت���ى ) ً‬ ‫لغ���ة وش���رعاً ه���و (‬ ‫عامل دي���ن متمكن ) جييب من يس���أله‬ ‫( يس���تفتيه ) ودليل���ه (ي ْ‬ ‫َس��� َت ْف ُتو َن َك ُق ِل‬ ‫اللهَُّ ي ْ‬ ‫ُف ِتي ُكْ���م ) أم���ا عندن���ا فق���د حتول‬ ‫املفتى إىل ( مرش���د ) يرش���د الناس فى‬ ‫االنتخاب���ات التى ال وج���ود لذكرها ال‬ ‫ف���ى مذهب مالك وال غريه من املذاهب‬ ‫وعندم���ا مل يتقي���د الليبيون مبش���ورته‬ ‫وج���اءت نتيج���ة االنتخاب���ات بف���وز‬ ‫حتال���ف القوى الوطنية الت���ى ُص ِنفت‬ ‫بالعلمانية ( اى ملحدة حس���ب فهمهم‬ ‫املبت���ور ) تص���دى صبي���ه املدع���و عب���د‬ ‫الباس���ط غويل���ه بتقري���ع املصل�ي�ن فى‬ ‫مس���جد موالى حممد اجلمعة التالية‬ ‫لالنتخاب���ات زاعمني أن ه���ذا التحالف‬ ‫س���وف يبي���ح ش���رب اخلمر وغ���اب عن‬ ‫ه���ذا الطفل أن يزيد ب���ن معاوية كان‬ ‫يشرب اخلمر ونـُصــّب أمرياً للمؤمنني‬ ‫ومل يك���ن عض���واً ف���ى حتال���ف الق���وى‬ ‫الوطني���ة‪ .‬كما قال ب���أن هذا التحالف‬ ‫سيس���مح بإص���دار قان���ون زواج الرجل‬ ‫بالرج���ل وبالتأكي���د ل���و عرضن���ا هذا‬ ‫الس���فيه على طبيب نفس���اني ألخربنا‬ ‫الش���ئ الكثري نسأل اهلل العافية وأن آفة‬ ‫قوم لوط ال حتتاج إىل عقد زواج حتى‬ ‫فى كندا‪.‬‬ ‫املفت���ى تغاف���ل ع���ن أمر ش���رعى كان‬ ‫جي���ب أن يق���ول رأي���ه في���ه وه���و أنه ملا‬ ‫اش���تكى بع���ض احلج���اج م���ن ارتف���اع‬ ‫التكلف���ة س���تة آالف دين���ار منه���ا ألف‬ ‫ومخس���مائة مث���ن تذك���رة اس���تصدر‬ ‫وزير األوقاف ( الشيخ ) قراراً بأن تدفع‬ ‫اخلزانة العامة ( أموال مجيع املسلمني‬ ‫) مث���ن التذاكر وهو الغل���و بعينه ألنه‬ ‫يفض���ى إىل حماب���اة بع���ض املس���لمني‬ ‫على غريه���م ثم كيف س���يكون األمر‬ ‫العام القادم والذى بعده ‪ ......‬أليس هذا‬ ‫تصرف���اً مم���ن ال ميلك ملن ال يس���تحق‬ ‫‪ ......‬واهلل جع���ل احلج ملن اس���تطاع إليه‬ ‫س���بيال !!! وق���د يكون الكث�ي�ر من هؤالء‬ ‫احلج���اج موس���رين ف���ى الوق���ت ال���ذى‬ ‫يعتصم فيه كثري من الناس مطالبني‬ ‫برواتبهم إلطعام ذويهم‪.‬‬ ‫ع���ود عل���ى ب���دء ‪ ...‬الش���عب طالب حبل‬ ‫الكتائب الثالثة الس���ابق ذكرها ولكن‬ ‫املفاج���أة كانت ف���ى تصريح اجلنرال‬ ‫يوس���ف املنق���وش بأنه���ا تتب���ع رئاس���ة‬

‫األركان واملع���روف أن اى كتيب���ة‬ ‫– كتيب���ة مش���اة – كتيب���ة مدفعية‬ ‫– كتيب���ة دفاع جوى ‪ ......‬اخل البد أن‬ ‫يك���ون قائدها إم���ا عقي���داً أو مقدماً أو‬ ‫رئي���س ال أن يرتأس���ها ( ش���يخ ) حتت���ه‬ ‫هيئ���ة ش���رعية تص���در بيان���ات وتقرر‬ ‫أفعا ً‬ ‫ال ال عالقة هل���ا باألركان كقول‬ ‫كتيبة الس���حاتى أنهم لن يقبلوا بأى‬ ‫دس���تور ال يوافقون عليه وأن من مسح‬ ‫للطائرات بدون طي���ار بدخول األجواء‬ ‫الليبي���ة يكاد يوص���ف باخليان���ة وأنها‬ ‫ترسل جماهدين إىل سوريا عودوا إىل‬ ‫موقعها على االنرتنت إن أردمت املزيد‪.‬‬ ‫ال يقر ه���ذا الوض���ع إ ّ‬ ‫ال رئيس أركان‬ ‫خائ���ف وال تزي���د عالقته���ا ف���ى الواقع‬ ‫ب���األركان إال م���ن حي���ث أنه���ا تأخ���ذ‬ ‫مرتب���ات منتس���بيها ومصروفاته���م‬ ‫م���ن وزارة الدف���اع وأن إع�ل�ان رئي���س‬ ‫األركان تبعيتها له هو الحتواء طلبات‬ ‫اجلماه�ي�ر ‪ ...‬ولك���ن فليعل���م الس���يد‬ ‫يوس���ف املنقوش طاملا مل يلتزم بالرتبة‬ ‫العسكرية وما متليه أن الشعب خاصة‬ ‫فى بنغازى ال يـُخدع‪.‬‬ ‫واخل���وف أن ه���ذا اإلحل���اق برئاس���ة‬ ‫األركان هو صورى فقط ألن اإلعالن‬ ‫ع���ن غرفة العمليات أش���ار أنه���ا تتكون‬ ‫م���ن ( اجليش – الكتائب – األمن ) مما‬ ‫يعن���ى أنه���ا مازالت بهيكلته���ا ووضعها‬ ‫ألنه���ا ل���و أُدجم���ت ف���ى اجلي���ش لكان‬ ‫اإلعالن عن غرفة العمليات أنها تتكون‬ ‫( م���ن كتائب اجلي���ش واألم���ن ) وإن‬ ‫كان ق���د غاب هذا الفه���م عن اجلنرال‬ ‫وع���ن الدكت���ور املقري���ف فإن���ه حتت‬ ‫املتابعة بالنسبة للجمهور ‪.‬‬ ‫كتيب���ة ش���هداء بوس���ليم وأنص���ار‬ ‫الشريعة فى درنة حلتا نفسيهما حتى‬ ‫ال حي���دث هن���اك ما حدث ف���ى بنغازى‬ ‫حيث اتهم اح���د قادتها األربعمائة ألف‬ ‫متظاه���ر بأنه���م أزالم وجل���ان ثورية‬ ‫ولعبة أمريكية ‪ ...‬وغاب عن هذا الشيخ‬ ‫أن أمري���كا عندما تتع���رض مصاحلها‬ ‫للخطر تعرف كيف تسوى حساباتها‬ ‫ولك���م ف���ى اليم���ن وف���ى باكس���تان‬ ‫ع�ب�رة فل���م تكن ف���ى حاج���ة ال ملوافقة‬ ‫حكومتى اليمن وباكس���تان وال تعول‬ ‫على رأى الش���عوب املغل���وب على أمرها‬ ‫التى م���ن قدرها أن جنى عليها أبناؤها‬ ‫ومن التح���ق بهم من ش���تات األرض‪...‬‬ ‫فاعتربوا يا أوىل األلباب ‪..‬‬ ‫م���ا أري���د قول���ه باختص���ار أن الش���عب‬ ‫الليب���ى عل���ى اخت�ل�اف أطياف���ه خ���رج‬ ‫وحتم���ل امل���وت والعذاب���ات والعاه���ات‬ ‫خ���رج ليعي���د ليبيا إىل حظ�ي�رة الدول‬ ‫املتقدمة فى القرن الواحد والعشرين ‪..‬‬ ‫دولة مدني���ة مبعنى الكلمة فيها فصل‬ ‫للسلطات وتبادل سلمى للحكم تـُحرتم‬ ‫فيها احلريات ال خترج عن ش���رع اهلل ‪...‬‬ ‫ال تـُكتف بش���ريعة املذاهب ال تقبل من‬ ‫رجل أو فئة أو طائفة أن يكون فرعوناً‬ ‫َما‬ ‫ثاني���اً يقول ( َم���ا أُ ِري ُك ْم ِإال َم���ا أَ َرى و َ‬ ‫أَ ْه ِدي ُك ْم ِإال َس ِب َ‬ ‫الر َشا ِد )‪.‬‬ ‫يل َّ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫التاريخ ‪2012/09/25 :‬‬ ‫‪E-mail i_elzughaid@yahoo.com‬‬

‫وحتى الـرمق األخري‪ ....‬ألنه اختار‬ ‫وأحب أن يعيش فاعال‪....‬‬ ‫عبد العزيز الزني‬

‫‪ 2‬من ‪2‬‬

‫املرحوم أمحد الغزواني و عبد العزيز الزني‬ ‫حينه���ا ـ يذك���ر ـ أن أألس���تاذ مصطف���ي بن عامر كان يعمل مفتش���ا مبجال التعليم و لقي منه تش���جيعا‬ ‫كب�ي�را وحتفي���زا ‪ ،‬ومتثل هذا يف توفري العديد من الكتب امله���ة يف هذا اجملال وفيما كان يدور بني األثنني‬ ‫من نقاش���ات وحوارات طالت الكثري من املواضيع ‪ ،‬واإلجتاهات املختلفة‪ .‬أيضا يؤكد على إس���تفادته ‪ ،‬واىل‬ ‫حد بعيد من عال قته اليت توطدت ـ بنيكوال زيادةـ الشخصية الفلسطينية املعروفة ‪ ..‬عندما قدم للعمل يف‬ ‫ليبيا كمستش���ار يف ميدان التعليم حينذاك‪..‬وكان لالثنني جوالت بني اآلثار الليبية ‪..‬وإس���تمرت العالقة‬ ‫متينة بني االثنني حتى بعد عودة الرجل إىل لبنان ‪ ..‬ويذ كر الغزواني انه كان قد التقاه آخر مرة يف بريوت‬ ‫يف ‪2005‬م و قد بلغ من العمر( ‪ ) 99‬عاما حينها أخربه كم يتمنى لو أنه يبلغ الـ ‪ 100‬عام ـ غري أنه مل‬ ‫يبلغها اذ فارق احلياه قبل ذلك بشهور قليلة ‪.‬‬ ‫ومن الش���خصيات اليت يذكر الغزواني انه تعرف عليها الرئيس التونس���ي احلبيب بورقيبه وكان هذا إبان‬ ‫أقامته مبدينة درنة وسكناه مبنزل يقع بني منازل املدينة القدمية قبل متكنه من اهلروب الي مصر ملواصلة‬ ‫نضاله ضد االستعمار الفرنسي ‪ ،‬ويذكر كيف كان يرتدد على مقهى يعود الي صاحبه املعروف (أمحيده‬ ‫اهل���رش ) مبي���دان "البياص���ه احلم���راء" و أن احلبيب كان يطلب القه���وة باألجل وكي���ف أن صاحب املقهى‬ ‫فيم���ا بع���د و عندما كان يس���تمع خلطب احلبيب بورقيبه بعد أن أصبح رئيس���ا لتونس كان يقول ممازحا‬ ‫ومسرورا ملن حوله من زبائن املقهى "ليته يدفع لي ما عليه من ديون "‬ ‫ويف عام ‪1938‬م يقول الغزواني أن الكهرباء دخلت بيتهم وكان هذا بعد أن اشرتى والده وبالتقسيط مذياع‬ ‫نوع (جي لوس���ي) صناعة ايطاليه وكان يدفع ضريبة ش���هرية ملكتب الربيد مقابل استعمال املذياع وحتدث‬ ‫كذلك عن بدء انتش���ار اس���تعمال املذياع والذي كان بطيئا جدا وقتذاك بس���بب احلالة األقتصادية وعدم‬ ‫معرف���ة الن���اس هل���ذا األخ�ت�راع مبا يكف���ي ‪ ..‬وان هذا األخ�ت�راع الرائع واملده���ش كان يلقى م���ن العناية و‬ ‫االهتمام الكبريين من صاحبه ‪....‬فندرة االشياء عادة ما تكون دافعا للمحافظةعليها واالحتفاء بها ‪...‬ويقول‬ ‫كنا نس���تمع من املذياع اىل القرآن الكريم بصوت حممد رفعت و الشعش���اعي ‪ ....‬ونستمع الي برامج خاصه‬ ‫بليبياعن طريق االذاعة اإليطالية يف روما عرب طرابلس واليت كانت ختصص ساعتني يوميا هلذا وكان‬ ‫املعل���ق يف ذلك الوقت الصحفي ـ حممد الس���وكين ـ وش���ارة هذه الفرتة كانت عب���ارة عن "صوت البندير"‬ ‫‪..............‬‬ ‫ويتوق���ف األس���تاذ أمحد هنا ويتحدث عن والده ـ مفتاح ـ الذي إش�ت�رى له املذي���اع ‪ ..‬فيقول بأن والده كان‬ ‫عل���ى صل���ة بأهل العلم واملعرفة باملدينة وأن نصيبه م���ن املعرفة أهله ليكون مفيدا يف هذا اجملال ومما أتقنه‬ ‫حل مس���ا ئل املرياث فكانوا يلجاون اليه يف هذا اخلصوص ويضيف ان والده وبس���بب مس���اعدته لعمر فائق‬ ‫ش���نيب عل���ى اهلروب اىل خارج أرض الوطن ‪ ..‬حكم عليه بالنف���ي اىل جزيرة " ‪ " ponza‬اإليطالية ونفي‬ ‫معه كذلك كل من ‪ :‬إمساعيل جربيل الفرجاني دربي ـ سامل إزويك ـ علي اإلمام ـ رشيد القاللي ـ خليفة‬ ‫اخلرم ـ علي عفان ــ سليم اجلباني ـ فرج بشون ـ مفتاح ـ عوض إمسلم ـ وحاجب القنصلية األيطالية ـ وكان‬ ‫عم���ر مفت���اح الغزواني حينه���ا ـ‪ 16‬ـ عاما ووقع النفي ع���ام ‪ .1913‬وعن إقتن���اء الكتب وكيفية احلصول‬ ‫عليها ‪ ..‬يذكر يف هذا الصدد ان مدرس اللغة العربية ‪ ..‬االس���تاذ عبد الكريم جربيل ـ الش���خصية التعليمية‬ ‫املعروف���ة املتوف���ى عام (‪1956‬م) كان يحُ ضر هلم من مصر وع���ن طريق التهريب قصص كاتب االطفال‬ ‫املع���روف كام���ل الكيالني و كتب العقاد وطه حس�ي�ن واملازني … ومن بني ركاب الس���فينة اليت كانت‬ ‫تصل اىل درنة قادمة من االس���كندريه مرة كل مخس���ة عشر يوما من حيضر الكتب لبيعيها حمليب القراءة‬ ‫واألط�ل�اع‪ .....‬ويوض���ح ان يف ثالثينيات القرن املاضي مل تعرف املكتبات العامه وان كنا نس���تفيد واىل حد ما‬ ‫م���ن الكتب املتوف���رة يف مكتبات بعض املدارس وهي قليلة و فقرية ‪.......‬وعن عالقته باملس���رح يقول ‪ :‬ـ كنت‬ ‫وعندم���ا بدأ املس���رح طفال واس���تطيع ان أق���ول انين حضرت أغل���ب أو كل االعمال املس���رحيه وقتذاك ومن‬ ‫أه���م م���ا يلفت النظر حينها اجلمه���ور وإهتمامه بالعروض ‪ ،‬وإحرتامها ‪ ..‬ويتحدث باس���هاب عن حممد عبد‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫اهل���ادي كممثل متت���ع بقدرات كب�ي�رة وقدرة‬ ‫علي االضحاك عجيبة و عن متكنه من السيطرة‬ ‫عل���ي مجهو ر املش���اهدين ‪ ،‬فكنت ترى اجلميع يف‬ ‫حالة انش���داد تام اىل هذا الفن���ان وهو يتنقل فوق‬ ‫خش���بة املس���رح بكل إقتدار وخفة روح ‪..‬ويوضح‬ ‫ان تذاك���ر الدخول كانت هلا قيمتها رغم قلتها‬ ‫‪....‬ومن ألزمالء الذين كانوا يشاركونه الذهاب‬ ‫اىل املس���رح مفت���اح املاج���ري ـ محي���دة س���رقيوة ـ‬ ‫صف���ي الدي���ن القرق�ن�ي ـ عب���د احلميد الش���افعي‬ ‫ـ وكان���ت هن���اك ع���روض س���ينمائية إيطالي���ة‬ ‫وأحيان���ا عربية " وأذكر ان�ن�ي حضرت وعدد من‬ ‫زمالئي ش���ريط "الوردة البيض���اء" بطولة املطرب‬ ‫املص���ري املعروف حممد عبد الوه���اب وكان هذا‬ ‫يف ع���ام ‪1938‬م" ومل تق���ف ع�ل�ا ق���ة الغزواني‬ ‫باملس���رح عند هذا احلد فنج���ده ويف عام ‪1944‬م‬ ‫عن���د ما عيــــن مدرس���ا مبدين���ة طلميثة ـ كما‬ ‫ذكرنا ـ يعمل على تشكيل فريق متثيل من طلبة‬ ‫وطالبات املدرسة ‪.‬‬ ‫و م���ن ه���ؤالء يذك���ر ‪ :‬عبدالق���ادر إمسيع وهو‬ ‫االن حماض���ر يف اجلامع���ة ‪ ،‬وأن���ور بونب���وس‬ ‫وكذل���ك التلميذة دولت الس���احلي ‪ ...‬وبكل حب‬ ‫وإعت���زاز يؤك���د عل���ى إس���تمرار عالقت���ه بهوالء‬ ‫وبال���ذات تلميذته دولت ‪....‬وقد إختار هلذا الفريق‬ ‫مس���رحية لكاتب س���وري عنوانها ـ شهامة العرب ـ‬ ‫وق���د توىل بنفس���ه إعداده���ا و إخراجه���ا ‪ .‬وقدمت‬ ‫املس���رحية يف املناط���ق اجملاورة مث���ل مدينة املرج‬ ‫وج���ردس العبيد ـ ـ ويعد هذا العمل ‪..‬وفوق كونه‬ ‫عرضا مسرحيا ‪ ..‬تعريفا بهذا الفن هناك ويف ذاك‬ ‫الزمن ـ‪1944‬م ـ‬ ‫وع���ن قدوم���ه اىل مدين���ة طلميث���ة يق���ول ‪ :‬لقد‬ ‫حس���مت القرع���ة األم���ر م���ا بي�ن�ي وب�ي�ن زميل���ي‬ ‫األس���تاذ "رج���ب غني���م" إذ ذهب���ت ب���ه القرع���ة‬ ‫اىل مدين���ة سوس���ة وال�ت�ي متني���ت كث�ي�را أن‬ ‫تك���ون م���ن نصييب ‪ ..‬اال أنه وم���ع األيام اتضح لي‬ ‫أن قدوم���ي ا ىل طلميثة كان من حس���ن حظي‬ ‫اذ اس���تفدت كث�ي�را يف جم���ال هوايات���ي ‪ ،‬ك���ون‬ ‫ادارة التعلي���م "بوالية برقة " عام ‪1944‬م كانت‬ ‫توجد مبدينة املرج ‪ ،‬و كان مديرها "علي أس���عد‬ ‫اجلرب���ي" ويق���ول ‪:‬أن املناهج املدرس���ية حينها‬ ‫كان���ت ذات املناهج يف امل���دارس املصرية ‪ .‬وكان‬ ‫باملدرس���ة فصلني فص���ل للبنني وب���ه ـ‪ 20‬ـ طالبا‬ ‫وأخر للبنات وبه ـ ‪ 26‬ـ طالبة‬ ‫وبع���د س���نتني م���ن العم���ل بطلميث���ة إنتق���ل اىل‬ ‫امل���رج وهناك إلتقى االس���تاذ مصطفى بن عامر "‬ ‫رئيس قس���م التفتيش " وال���ذي لطاملا زاره مبقره‬ ‫الس���ابق ـ طلميثة ـ كما أس���لفنا وكان بن عامر‬ ‫رج�ل�ا واس���ع األط�ل�اع ‪ ،‬ذوثقاف���ة عالي���ة ‪ ،‬ومن‬ ‫الذي���ن نالوا حظا من التعليم و أكملوا دراس���تهم‬ ‫مبصر و التقى عددا كبريا من رجاالته حينذاك‬ ‫‪ ..‬وأن���ه كثريا ما كان حيدث اش�ت�راك اإلثنني‬ ‫يف قراءة بعض الكتب ومناقش���تها ‪ ..‬وممن قويت‬ ‫عالقته بهم األس���اتذة عبد الكريم جربيل وحامد‬ ‫الش���ويهدي والسنوس���ي عزوز والذي كان يعمل‬ ‫حماسبا ماليا يف مديرية التعليم ‪.‬‬ ‫وعن عال قة الغزواني بالسياحة والرتحال عرفنا‬ ‫انه قام بعدة رحالت سياحية ودراسية ‪ ،‬فيذكر‬ ‫أن���ه ويف عام ‪1955‬م ش���د الرح���ال إىل بريطانية‬ ‫يف دورة دراس���ية مل���دة س���نة جبامع���ة "اكس�ت�را‬ ‫" إال أن���ه اس���تدعي يف العام الذي يلي���ه ليعود اىل‬ ‫ليبيا وتس���ند اليه إدارة معه���د العويلية الزراعي ـ‬ ‫خلفا لألس���تاذ حممد بوغ���رارة ـ ويعد املعهد من‬ ‫أق���دم املعاه���د املتخصص���ة يف ليبيا ـ واس���تمرت‬ ‫إدارت���ه له ‪ ،‬أربعة أعوام حت���ى عام ‪1960‬م حيث‬ ‫س���افر اىل أمري���كا ‪ ،‬وم���رة أخ���رى للدراس���ة ويف‬ ‫جم���ال عمل���ه ‪......‬و من ال���دول اليت رح���ل اليها ‪...‬‬ ‫فرنس���ا ‪ ..‬املاني���ا ‪ ...‬إيطالي���ا ‪...‬روماني���ا ‪ ..‬واهلند‬ ‫وفلس���طني ‪...‬بإختصار زار أوروبا كلها او أغلبها‬ ‫شرقها وغربها ومشال افريقيا بالكامل وعدداً من‬

‫دول آس���يا ‪..‬أما أول رحلة له فكانت اىل مصر عام‬ ‫‪1941‬م وكان الغ���رض منه���ا الع�ل�اج وهناك‬ ‫ت ّع َرف على ش���اعر الوحدة ابراهيم االسطى عمر‬ ‫‪...‬وع���ن رحلته اىل ألبانيا يروي ‪ :‬انه كان موجودا‬ ‫يف إيطالي���ا حلض���ور معرض " الس���ماء املش���رقة‬ ‫" والتق���ى هن���اك الوف���د االلبان���ي وعندما حتدث‬ ‫معهم خبصوص عدم فتح بالدهم امام الس���ياحة‬ ‫وجده���م خيربون���ه وباصرار أن ه���ذا غري صحيح‬ ‫وأن بالده���م مفتوحة أمام اجلمي���ع وانه بامكانه‬ ‫الس���فر اىل هن���اك واالن ‪...‬وفع�ل�ا انتهزالغزواني‬ ‫وه���و احملب للس���فر والرتحال الفرص���ة وبعد أن‬ ‫امت االج���راءات املطلوب���ة رح���ل اىل البانية وقضى‬ ‫بها أربعة أيام وكان هذا إبان حكم الرئيس " أنور‬ ‫اخلوجة " يف عام ‪1979‬م ‪.....‬‬ ‫ومل يق���ف أمحد الغزواني فى جتواله للدول اليت‬ ‫ذكرها عند متع���ة التجوال واملش���اهدة فقط بل‬ ‫جنده ق���د كتب عدي���د املق���االت والكتيبات حول‬ ‫تاريخ وجغرافية وش���خصيات هذه البلدان واملدن‬ ‫مدون���ا إنطباعات���ه ومالحظات���ه وكل م���ا لف���ت‬ ‫نظره عنها ‪ ،‬فعندما زار مدينة القدس بفلسطني‬ ‫احملتل���ة ع���ام ‪1965‬م ومك���ث بها عدة أس���ابيع ‪،‬‬ ‫كان نت���اج هذه الزيارة كتيبا قيم���ا ‪ ،‬عن املدينة‬ ‫وتارخيها وما تعرضت له ‪.‬‬ ‫وع���ن التعلي���م ونش���اطه يف ه���ذا اجمل���ال احليوي‬ ‫واملهم يقول ‪:‬ـ‬ ‫حتصل���ت عل���ي الش���هادة اال بتدائية (يف املدرس���ة‬ ‫العربي���ة االيطالي���ة) وال�ت�ي كانت تعت�ب�ر وقتها‬ ‫ارفع ش���هادة تعليمي���ة وكان عم���رى حينهاـ ‪15‬ـ‬ ‫عاما‪ ..‬ومقر املدرس���ة مبدرسة اجلالء حاليا ومن‬ ‫زمالء الدراسة ‪-:‬‬ ‫‪ .1‬مفت���اح املاجري والذي اصبح من رجال العلم‬ ‫املرموقني‬ ‫‪2‬ـ صفى الدين القرقين ‪.‬‬ ‫‪3‬ـ بوزيد الصفطيه ‪.‬‬ ‫‪4‬ـ حممد سرقيوة ‪ ".‬له نشاطه املسرحي ‪ ،‬وعمل‬ ‫خ�ل�ال س���تينيات الق���رن املاض���ي وكيال ل���وزارة‬ ‫الرتبية والتعليم "‬ ‫ويوضح أنه وزم�ل�اءه والذين بلغ عددهم ‪-20-‬‬ ‫تلمي���ذا كانوا س���عداء احلظ ‪ ،‬اذ ت���وىل تعليمهم‬ ‫جمموعة طيبة وممتازة من املدرس�ي�ن املخلصني‬ ‫منهم ‪-:‬‬

‫الش���يخ (حمم���ود الوفاتي) والذي قام بتأس���يس ‪،‬‬ ‫مدرس���ة ثانوي���ه باملدين���ه ‪ ،‬وه���ي وكم���ا يؤكد‬ ‫تعترب أول مدرسة ثانويه يف ليبيا ‪.‬‬ ‫واس���تمرت هذه املدرس���ة ملدة عام�ي�ن خترج منها‬ ‫عدد من الشخصيات اليت أصبح هلا شأن فيما بعد‬ ‫منهم ‪-:‬‬ ‫‪.1‬علي أسعد اجلربي‪.‬‬ ‫‪.2‬عبد الكريم جربيل‪.‬‬ ‫‪.3‬رمضان غنيم‪.‬‬ ‫‪.4‬حممد سرقيوة‪.‬‬ ‫ويوض���ح ان���ه كان���ت هن���اك وبالطبع قب���ل هذه‬ ‫املدرس���ة مدرس���ة ايطالية إال أنه���ا مل تكن تقبل‬ ‫الطلب���ه اللبي�ي�ن اال نــــ���ادراً وخاص���ة م���ن كانت‬ ‫(الواس���طة) س���نداً هلم وعن نفس���ه يق���ول وبعد‬ ‫حصوله علي الش���هادة اليت س���بقت األشارة إليها‬ ‫عم���ل موظف���ا مبكت���ب للتأمني األجتماع���ي أو ما‬ ‫يس���مي باهليئ���ة العام���ة للرعاي���ة االجتماعي���ه و‬ ‫كان هذا يف عام ‪1936‬م‪.‬‬ ‫و يق���ول أنه وعدد م���ن زمالئه ((مفتاح املاجري ــ‬ ‫أمحد املفيت ــ فتح اللة األش���قر ــ وأخرين)) كانوا‬ ‫ق���د واصلوا تعليمه���م مع املربي الفاضل األس���تاذ‬ ‫عب���د الكريم جربي���ل ‪ .‬ويضيف ‪:‬أن���ه حدث وبعد‬ ‫عودة عدد من الدارس�ي�ن الليبيني من مصر((فرج‬ ‫بو خش���يم ـ عب���د احلميد بن حليم ـ���ـ رجب غنيم ــ‬ ‫حس�ي�ن احلاليف ــ حممد السعداوية ) أن اتصل به‬ ‫ناظر التعليم بوالية برقه((علي اسعد اجلرييب))‬ ‫و طل���ب منه وكذل���ك صديق���ه مفت���اح املاجري‬ ‫ش���قيق الش���اعر املعروف ((رجب املاجري)) العمل‬ ‫كمعلم�ي�ن م���ع اجملموع���ة املذك���ورة ـ العائدة‬ ‫م���ن مصر ــ ثم يوضح ‪ :‬أنه وبس���بب توحد املناهج‬ ‫م���ا بني ليبيا ومص���ر كان أن حقق الطلبة الذين‬ ‫ذاهب���وا إلي مصر ملواصلة دراس���تهم هناك جناحا‬ ‫ملحوظا‪ .‬وكان هلؤالء شأن فيما بعد ومــنهم ‪:‬ـ‬ ‫‪ - 1‬رج���ب املاج���ري ـ الش���اعر املع���روف ـ و ال���ذي‬ ‫أصبح وزيرا للعدل يف العهد امللكي ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ خليف���ة الغزوان���ي و هو ش���اعر معروف عمل‬ ‫بسلك القضاء و عاش مبدينة طرابلس‪.‬‬ ‫‪ _ 3‬س���امل ساس���ي ‪..‬طبي���ب م���ارس عمل���ه بع���د‬ ‫عودتة مبدينة درنة ‪.‬‬ ‫وع���ن نش���اطه التعليمي أيضا يذك���ر أنه و بعد‬ ‫أن ت���رك ادارة معهد العويلة الزراعي عام ‪1964‬‬

‫‪.1‬االستاذ عبد الكريم جربيل وهو صاحب فضل‬ ‫كبري الينس���ى على الكثري من الدارسني وطاليب‬ ‫العلم واملعرفة حينذاك ‪.‬‬ ‫‪.2‬خليفه عيسى ‪ .....‬وآخرين ‪.‬‬ ‫ومل يفته أن يذكر ما قامت به الكتاتيب من دور‬ ‫كان يف غاية االهمية يف جمال التعليم واحلفاظ‬ ‫على اهلويه االسالميه والعربية ‪.‬‬ ‫ويذك���ر أنه قد حضر م���ن مصر يف عام ‪1922‬م‬

‫نقل إىل بنغازي و عمل مفتشاً للمواد األجتماعية‬ ‫باملرحلت�ي�ن ((األبتدائي���ة و األعدادي���ة)) و بع���د‬ ‫عودت���ه إلي مدين���ة درن���ة تولي مكتب األش���راف‬ ‫الف�ن�ي للتوجيه مبحافظ�ت�ي درنة و البيضاء إلي‬ ‫ان ح���ان موع���د التقاع���د ع���ام ‪ 1971‬م ‪ ....‬وفــي‬ ‫ع���ام ‪ 1995‬عمل منس���قا للجن���ة العلي���ا لرعاية‬ ‫الطفولة مبدينة درنة ‪.‬‬ ‫و هوكذلك عضو اجلمعي���ة اجلغرافية الوطنية‬

‫وا ش���نطن ((وال�ت�ي تأسس���ت هن���اك يف ‪1885‬م‬ ‫ويقول أنه كان يس���تلم كل عشرة أعوام رسالة‬ ‫م���ن اجلمعي���ة املذك���ورة فيما يتص���ل بتجديد‬ ‫عضويت���ة ‪ ..‬وأخره���ا كان يف‪1989‬م و أنه كان‬ ‫والزال يبعث هل���ذه اجلمعية حبوث جغرافية من‬ ‫حني الي حني ‪.‬‬ ‫ومــن أال عمال اليت ش���ارك يف إجنازها ويعتز بها‬ ‫كثريا ‪..‬أنه وزميـــــــــــــــــله ‪....‬‬ ‫صاحل السنوس���ي ‪..‬رمس���ا خريطة ليبي���ا احلالية‬ ‫بتكلي���ف م���ن "وزارة الرتبية والتعلي���م" وقتذاك‬ ‫ع���ام ‪1954‬م و مل يك���ن ه���ذا العم���ل بس���يطا اذ‬ ‫تطلب الكثري من االتص�ل�ات بالعديد من اجلهات‬ ‫املختصة كتلك اليت هلا عالقة برس���م اخلرائط‬ ‫على س���بيل املثال حيت متكنا من اجناز هذا العمل‬ ‫بنجاح ‪ .‬أمـــا عــن تعلمه للغة االجنليزية فيقول‬ ‫أن���ه اتفق مع اس���قف درن���ه اثناء احل���رب العاملية‬ ‫الثانية (وأالس���قف مرتبة تقرب م���ن البابا ويه )‬ ‫ان يتول���ي تعليم���ه األجنليزي���ة ‪ ،‬يف الوقت الذي‬ ‫كان االسقف نفسة يتعلمها عن طريق كتاب‬ ‫(ايطال���ي اجنلي���زي ) وس���اعدني كث�ي�را اجادتي‬ ‫األيطالية ‪ ،‬وحتق���ق لي هذا ‪ ،‬وكذلك لزميلي ‪-‬‬ ‫امح���د املف�ت�ي ‪ -‬وبو زيد الصفطي���ة ‪ ...‬ومن يومها‬ ‫توليت تدري���س اللغه االجنليزيه مبدارس مدينة‬ ‫درن���ة ‪ ..‬بع���د أن اضطر مدرس���ها ‪..‬وه���و احملامي‬ ‫املع���روف س���امل االط���رش ‪..‬لالنتقال ال���ي مدينة‬ ‫بنغازي وكان هذا يف مدرسة النصر‪.‬‬ ‫ويضي���ف انه ق���ام بتدري���س ضباط م���ن اجليش‬ ‫االجنليزي وعائالتهم اللغة العربية وإس���تغليت‬ ‫يف ه���ذا كت���ا ب (( ج���ون وعلي يف بالد الش���رق ))‬ ‫والذي كانت االدارة أالجنليزيه قد قامت بطبعه‬ ‫‪.‬وأعتقد ان هذا الكتاب اس���تمر حتى عام ‪1956‬م‬ ‫‪ ....‬وعن التعليم يف درنة يقول أنه حقق ويف عام‬ ‫ع���ام ‪1948‬م وحس���ب رأي���ه طفرة بس���بب قدوم‬ ‫جمموعة من املدرسني من مصر ‪.‬‬ ‫و من مناشطه أيضا ‪:‬‬ ‫توىل ادارة نادي" االحتاد" االفريقي حاليا ما بني‬ ‫عام ‪1966‬م ـ‪ 1970‬م‬ ‫و عض���و مؤس���س جبمعية اهلالل االمح���ر اللييب‬ ‫بدرن���ه ومستش���ار جلمعي���ة اهليل���ع للدراس���ات‬ ‫امليدانية درنة‬ ‫وكذل���ك م���ن املؤسس�ي�ن للحرك���ة الكش���فية‬ ‫مبدينة درنة‪.‬‬ ‫‪...........................................‬‬ ‫وختم���ت بأن س���ألته ‪ ....‬وبعد ت���ردد ‪ ....‬عن احلب‬ ‫يف حياته ‪.‬‬ ‫أجابين ‪.‬‬ ‫" فى واحد يكره الــــحب ‪ ....‬يا أستاذ ؟!!! ‬ ‫احلب موش عيب ‪....‬‬ ‫حتى احلشــــرة حتب ‪......‬‬ ‫اللي ما حيب موش إنسان ‪.....‬‬ ‫واحلب قــد يكون ‪ ..‬بنظرة كتومة ‪..‬‬ ‫أمــا حيب فهو نظيف عفيف ‪.....‬‬ ‫اخرتت زوجيت وهي إبنة خالــــي ‪......‬‬ ‫وبالطبع بعد موافقة والـــدي ‪.......‬‬ ‫‪...............................................‬‬ ‫وطبق���ت األوراق وأعــ���دت قل���م احلرب اىل جييب‬ ‫بعد أن قال لي ـ بونو ـ‬ ‫فقلـــــت لــــــــه ألف ـ بونــــو ـ وشكرا ـ درنه ‪2010‬م‬ ‫( و كالعادة أخذتنا مشاغل احلياة واليت ال تنتهي‬ ‫‪ ،‬ومل اقم بنشر احلديث ‪ ،‬رغم انين قمت بتبييضه‬ ‫واعداده ‪ ..‬وها أنا األن أقوم بهذاوبعد وفاته وانتقاله‬ ‫اىل رمح���ة اهلل يوم اجلمعة ـ ‪2012/7/27‬م ــ ‪/8‬‬ ‫رمض���ان ‪1433/‬هج���ري ‪ .‬واألس���تاذ الغزوان���ي‬ ‫م���ن مواليد مدينة درن���ة ‪1921 /4/27‬م ‪ ،‬وحقا‬ ‫وحت���ى الرم���ق األخري ‪ ،‬مل يتوق���ف الرجل حلظة‬ ‫‪،‬عن عشق احلياة ‪ ،‬العــــــــــطاء‬

‫‪2012/8/6‬م‬


‫‪17‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫مـحـطـات ليـبـيـة (‪)29‬‬ ‫يا سـالم!‪....‬إصدار قانون‬ ‫طوارئ بدون دستور؟!‬

‫يا ناس‪ ،‬ش���ـدّوا م���ا جاك���م‪ ..‬إذ هكذا ع���اد ًة ُتولد‬ ‫الديكتاتورية‪..‬حبج���ة حف���ظ األم���ن ودرء الفنت‬ ‫واحملافظ���ة عل���ى الوطن م���ن مؤام���رات األعداء‬ ‫وتكمم األف���واه والعصا ملن‬ ‫– األزالم مؤخ���راً – ّ‬ ‫عصى‪.‬‬ ‫أُع���دت وك��� ّررت منذ قي���ام ثورة الش���عب اللييب‬ ‫ّ‬ ‫وس���أظل أعي���د وس���أكرر إىل‬ ‫ف���ى ‪ 17‬فرباي���ر‪..‬‬ ‫ماال نهاية‪ّ " :‬‬ ‫بأن اجتاهه لدس���تور االس���تقالل –‬ ‫الذي وُل���دت من رمحه دولة امسه���ا " ليبيا"–قد‬ ‫كشف املس���تور عن مؤامرة‪،‬بل‪،‬وجرمية ارتكبها‬ ‫املستش���ار مصطفى عب���د اجلليل عم���داً هو ومن‬ ‫كان–آنذاك ‪ -‬من ضمن جوقته ومستش���اريه‪..‬‬ ‫ضمت العديد م���ن "الكريم دو‬ ‫واليت مع األس���ف ّ‬ ‫الكري���م" من خن���ب بنغازى املتألق���ة فى مجيع‬ ‫علوم الدنيا التى ختطر على البال‪..‬‬ ‫إذ ّ‬ ‫أن االجت���اه لدس���تور اس���تقالل ليبيا‪،‬عقب قيا‬ ‫م ث���ورة ش���عب ليبيا ض���د القذافى‪ ..‬ه���و اعرتاف‬ ‫ضم�ن�ي وقبول بش���رعية ذلك النظام األس���رى‪/‬‬ ‫القبل���ي القذافى‪..‬اخل���ارج ع���ن مجي���ع قوان�ي�ن‬ ‫اإلنسان واحليوان‪..‬‬ ‫فهاهوالدكت���ور املقريف‪،‬من���ذ أي���ام وم���ن عل���ى‬ ‫منرب األم���م املتح���دة‪ ..‬يعتذر للعامل ع���ن جرائم‬ ‫القذاف���ى؟‪ ..‬وه���و يعل���م أكث���ر م���ن غ�ي�ره‪ّ ..‬‬ ‫بأن‬ ‫فجر طائ���رة – اليو ت���ى أى –تلك‪ ،‬من‬ ‫القذاف���ى ّ‬ ‫أجل اغتياله هو– املقريّف ش���خص ّياً – غري عابئ‬ ‫فى س���بيل قتله‪ ،‬مبوت ولو مئات من البش���ر فوق‬ ‫مساء النيجر!‬ ‫لقد كان أح���رى بالدكتور ااملقريف أن يطالب‬ ‫بإعتذار اجلمعية العامة لنا –حنن ش���عب ليبيا ‪-‬‬ ‫الس���تقباهلا جمرماً عامليا‪ ،‬س���لبنا حرياتنا وسلبنا‬ ‫ثرواتن���ا وأهدر مس���تقبل أجيالنا‪ ..‬وم��� ّزق ميثاق‬ ‫األم���م أمام أعينه���م وهم يتفرج���ون‪ ،‬ومل يفعلوا‬ ‫حيال هذا اجملرم اجملنون شيئاً‪.‬‬ ‫فهاه���ى وزي���ادة ف���ى كآبتن���ا‪ ..‬حكوم���ة الكي���ب‬ ‫املليارية‪..‬تل���وّح مبلي���ار دوالر أخ���رى م���ن ث���روة‬ ‫الليبيني‪،‬كهديّ���ة الغتيال ش���يخ إيران���ي لبناني‬ ‫ّ‬ ‫وكأن قتلته هم الش���عب‬ ‫امسه موس���ى الص���در‪..‬‬ ‫اللي�ب�ي!‪ ..‬كما الننس���ى اجتماعات املستش���ارعبد‬ ‫اجللي���ل املك ّثفة مع كامريون ف���ى لندن‪..‬وح ّتى‬ ‫قبل حتري���ر طرابل���س!– أوحترير ملي���م واحد‬ ‫اجملمدة – عن تعويض بريطانيا على‬ ‫من أموالنا ّ‬ ‫تس���ليح القذاف���ى اإلرهابي وأيرلندة الش���مالية‪..‬‬ ‫وعن مقتل ش���رطية إمسهاإيفون فلتش���ر‪ ..‬وهم‬ ‫يعرفون بالضبط قتلة إيفون من داخل السفارة‪..‬‬ ‫وبأمسائهم الرباعية!؟‪..‬‬ ‫أمل تالحظوامعى‪..‬ب���أن احلكوم���ة الربيطانية قد‬ ‫صمتت فجأة عن طارئ التعويضات!‪..‬‬

‫فه���ل ياترى‪،‬ق��� ّد حصل وأن قبضوا‪،‬م���ا لذّ وطاب‬ ‫اجملمدة والنزيكة فى بنوكهم؟‬ ‫من أموالنا ّ‬ ‫إ ّنفتح سريب التعويضات – وشرعنة نظام اجملرم‬ ‫القذافى‪ ،‬كم���ا أراده مصطفى عبداجلليل – مل‬ ‫ول���ن تنتهى!‪ ..‬فهل نس���يتم جرائم اجملرم الدوىل‬ ‫فى تش���اد وأوغندا ودارفور والفلبني‪،‬وتلغيم قناة‬ ‫الس���ويس؟‪ ..‬وووو‪ ..‬وما خفي كان أعظم وأش��� ّد‬ ‫هوال؟‬ ‫غ�ي�ر ّ‬ ‫أن جتاه���ل الدس���تور م���ن ناحي���ة أخ���رى‪..‬‬ ‫وذات فائ���دة‪ ..‬قد فتح هل���ؤالء اإلصحاح وصحاح‬ ‫الوج���وه‪ ..‬ثالث���ة مراح���ل انتقالية–لإلس���تثراء‪،‬‬ ‫ولالس���تفراد بنا ‪ -‬فهذا جمل���س وطين وجملس‬ ‫تنفيذي‪ ،‬مؤق���ت!‪ ..‬تتبعه حكومة انتقالية مؤقتة‬ ‫ثاني���ة‪،‬و‪ 68‬مليارتبدّدت وتالش���ت كما الغبار!‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫مؤق���ت ه���وا آلخ���ر –‬ ‫ث���م جمل���س تأسيس���ي –‬ ‫ّ‬ ‫ولكن ّ‬ ‫ل���كل عضو فيه وضع و ل���ه مم ّيزات رئيس‬ ‫حكومة‪،‬فى غياب الدستور واحلكومة!‬ ‫ثم‪،‬حكوم���ة انتقالي���ة مؤقت���ة ثالث���ة – والتا لته‬ ‫ّ‬ ‫–خلل���ق املزيد من االضط���راب والفوضى داخل‬ ‫مجي���ع مفاص���ل الدولة‪،‬وتفاقم الوض���ع األمين‬ ‫الذى ال مف��� ّر منه كنتيجة حتم ّي���ة‪ ،‬ثم‪ ،‬العمل‬ ‫حبجة معاجلة تلك الكوارث‬ ‫على قانون طوارئ‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫األزمات‪..‬التى هم أساس���ا‪،‬من تسبب فيها‪،‬عند ما‬ ‫متّتغييب دستور البالد!؟‪ .....‬وعجبى؟‬

‫عبدالنبى أبوسيف ياسني‬

‫العاملي���ة وس���ط ّ‬ ‫خض���م مع���ارك ثورةفرباي���ر‬ ‫احلامسة‪ ..‬على تس���م ّيةكتائب محاية القذافى‬ ‫ّ‬ ‫وأتذكر كيف‬ ‫األمنية ب���ـ "كتائب القذاف���ى"‪..‬‬ ‫كان يش���طح ذلكم الشاكريالشهري‪ ،‬مك ّذباًلتلك‬ ‫اإلدعاءات‪ ..‬ومهدّداً لعجائزنا املسكينات بسبحته‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ومؤك���داً ملش���اهديه الذي���ن يس���هرون م���ن أجل‬ ‫متابعت���ه خصيص���اً قصيص���اً‪ ،‬بأ ّنه���ا ‪ :‬إنمّ ���ا ه���ى‬ ‫كتائب رئاس���ة أركان اجليش اللييب ويرأس���ها‬ ‫بوبك���ر يون���س ولي���س للعقيد–أب���و رات���ب ‪465‬‬ ‫دينار‪-‬املسكني ‪ّ -‬‬ ‫أي كتائب أمنية!‬

‫بك م ّر ًة‬ ‫لـقد غدروا ِ‬ ‫أخرى‪ ..‬يا بنغازي!‬

‫يوسـف الـمنقوش ‪ّ -‬‬ ‫خطر‬ ‫عليّا ‪ -‬يوسـف شـاكري!؟‬

‫‪‎‬‬

‫الس���يد اللواء يوس���ف املنقوش ص���رح يف "املؤمتر‬ ‫الصحف���ى" ‪-‬املخج���ل إيّ���اه‪ -‬حل ّكامن���ا اجلدد فى‬ ‫مطار بنغازى‪ ،‬قبل أن يف ّروا عائدين لريكس���وس‬ ‫طرابلس‪ّ " :‬‬ ‫بأن مظاه���رة (إنقاذ بنغازي)املطالبة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بف���ك املليش���يات املس���لحة وبتفعي���ل اجلي���ش‬ ‫الوط�ن�ي‪ ،‬ق���د احنرف���ت ع���ن مس���ارها(!!)‪ّ ..‬‬ ‫ألن‬ ‫كتيبة (راف اهلل السحاتي) وكتيبة (درع ليبيا)‬ ‫وكتيب���ة (‪ 17‬فرباي���ر)‪ ..‬ه���م ف���ى الواق���ع قوات‬ ‫ونواة للجيش‪،‬وتابعةأساس���اً لرئاس���ة األركان"‬ ‫أن أه���ل بنغازى يعلمون متاماً ّ‬ ‫(!!)‪ ..‬وهو يعلم ّ‬ ‫‪،‬أن‬ ‫كالمه ال أس���اس له من الصحة‪ ..‬كما يعلمون‬ ‫من تأمتر‪ّ ..‬‬ ‫ملن تتبع هذه الكتائ���ب‪ ،‬وبأوامر ّ‬ ‫وبأن‬ ‫س���يادته وحت���ى تل���ك الليل���ة الغاضب���ة ‪ ..‬مل يكن‬ ‫يتج���رأ– كرئي���س أركان –بأم���ر إش���عال أو‬ ‫أي من معس���كراتها‬ ‫إطف���اء مصباح كهرباء! فى ٍّ‬ ‫املدججة بالس�ل�اح القط���ري‪ ..‬ناهيك عن دخوهلا‬ ‫بدون إذن ُمسبق!‪..‬‬ ‫بالطبع مل ينطل إدعاء اللواء املنقوش يومها على‬ ‫طفل فيها‪.‬‬ ‫مواطنى بنغازى‪ ..‬حتى على أصغر ٍ‬ ‫وال أدرى ملاذا ه���ذه اإلدعاءات الفارغة – وال أريد‬ ‫األصح ّ‬ ‫ّ‬ ‫ذكرتنى‬‫أن أقول الكاذبة – وإن كانت‬ ‫ّ‬ ‫بإنزعاجات وتش��� ّنجات " يوس���ف ش���اكري"‪ ،‬على‬ ‫إمجاع وإصرار اإلذاعات والفضائيات والوكاالت‬

‫يا ش���ايلة هم���وم الوطـ���ن(**) يا حــ ّرةي���ا ثايره‬ ‫عالظلــــــــم ‪ 100‬مـــــ ّرة‬ ‫وس���تظّلي طول عم���رك‪ ،‬فنط���ازى وعنطازى يا‬ ‫قص���ة‪ ،‬ومع الغدر‬ ‫وقصتك مع احلس���د ّ‬ ‫بنغازى‪ّ ..‬‬ ‫بالك‬ ‫ّ‬ ‫قص���ة‪ ،‬من���ذ عهود ليس���ت ببعي���دة؟‪ ..‬فم���ا ِ‬ ‫بقرون وقرون؟‬ ‫ّ‬ ‫ال���كل حيتاجك يوم���اً ما ويلجأ إليك ي���ا بنغازى‪..‬‬ ‫بك‪ ،‬وقت الع���ازة‪ ..‬ولكن مبج ّرد – ّ‬ ‫أن‬ ‫���ن‬ ‫ويتحص‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ملوك‬ ‫ّ‬ ‫يش���م صنان���ه –ويس���تقوي ويصبح مل���ك ٍ‬ ‫ً‬ ‫مث�ل�ا‪ ..‬أ ّو رئي���س جمل���س انتق���اىل!‪ ..‬أ ّو رئي���س‬ ‫حكوم���ة‪ ..‬أو نائ���ب ُمنتخ���ب‪ ..‬ولك���ن ف���ى منزلة‬ ‫رئي���س حكوم���ة ! ونزيل أحد أجنحة ريكس���وس‬ ‫الفاره���ة!‪ّ ..‬‬ ‫أنت يا‬ ‫ف���إن أوّل مدينة يغدر بهاه���ي ِ‬ ‫بنغازى؟‬ ‫ناهي���ك‪ ..‬حت���ى ع���ن (بعض)م���ن ذوي النق���ص‬ ‫ّ‬ ‫املرك���ب‪ ..‬ممن جاؤوك يا ربايّ���ة الذوايح‪ ،‬حفا ًة‪،‬‬

‫عراة‪ ،‬فى كنف أس���يادهم ال�ت�رك ‪ ،‬ومن بعدهم‬ ‫الطليان واليهود‪ ..‬واليوم يقولون بأنهم هم الذين‬ ‫أنت‬ ‫بنوك من رماد‪ ،‬فوق من سبخة من ملح!‪ ،،‬ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫الت���ى بنيتيهم!هكذا يردبعضهم ل���ك اجلميل‪ ،‬يا‬ ‫بنغازى!‪..‬‬ ‫ً‬ ‫وكر‬ ‫دك‬ ‫م���ن‬ ‫س���ود‬ ‫أعوام‬ ‫ع���ن‬ ‫‪..‬‬ ‫ا‬ ‫أيض���‬ ‫وناهي���ك‬ ‫ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫وانس���حابات ماراثونية‪..‬‬ ‫اس���طورية‪،‬‬ ‫لفيالق‬ ‫وفر‬ ‫ٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫يقصفك‪،‬‬ ‫أثناء احلرب الكونية‪ ،‬الثاني���ة؛‪ ..‬عندما‬ ‫ِ‬ ‫وتقصف���ك ق���وات احملور‬ ‫احللف���اء يوم���اً‪ ..‬لتع���ود‬ ‫ِ‬ ‫ف���ى اليوم الذى يلي���ه‪ ،‬أ ّو بعد ال���ذى يليه‪ ..‬وهكذا‬ ‫كنت ما بني احملوري���ن الكون ّيني‪ ..‬ومع‬ ‫دوالي���ك‪ِ ،‬‬ ‫ذلك ما حسيتى حدّ!‬ ‫هكذا حدّثتنى والدتى يرمحها اهلل‪ ،‬عندما قالت‪" :‬‬ ‫بنغازى واخذه عالقهاير يا ولدى‪ ..‬لكن عمرها ما‬ ‫حس���ت حدّ"‪ ..‬قالتها‪،‬بعدما مسعت ّ‬ ‫أن عبدالسالم‬ ‫ّ‬ ‫جل���ود ألغ���ى عط���اء مط���ار بنغ���ازى ال���دوىل فى‬ ‫منتصف السبعينات عندما كان رئيساً للوزارة‪..‬‬ ‫وقال بنغ���ازى حتتاج القلع‪ ،‬ال للبن���اء‪ ..‬ولو كان‬ ‫بإمكانه نقل املدينة اجلامعية واملدينة الرياضية‬ ‫من بنغازى‪ ،‬لنقلهما على الفور!‬ ‫هك���ذا كانت‪ ،‬وهك���ذا الزال���ت بنغ���ازى‪ ..‬مازالت‬ ‫حتس���ش فى ح���د‪ ..‬ول���و كان فرع���ون مصر‬ ‫م���ا ّ‬ ‫رمس���يس الثان���ى ح ّت���ى رمس���يس الس���ادس‪ ،‬أو‬ ‫اخلليفة أو الواىل العثمانى‪ ،‬أو الدتشى الطليانى‪،‬‬ ‫أو ملك ملوك الطغاة أمجعني!‪..‬‬ ‫بنغ���ازى عمره���ا ما خاف���ت من ح���دّ‪ ..‬وال عمرها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ورع‬ ‫نافق���ت ح���دّ‪ ..‬وال متلق���ت ألحد‪ ،‬حت���ى مللك ٍ‬ ‫رشي ٍد‪ ،‬إمسه إدريس‪ ..‬وهذه حقيقة تارخيية‪.‬‬ ‫همش���ة‪ /‬املُهملة‪ /‬واملُعاقبة‬ ‫فهي بنغازى فقط‪ ..‬املُ ّ‬ ‫على الدوام‪ ..‬رمبا‪..‬‬ ‫لك ّنه���ا العص ّي���ة دوم���اً‪ .‬فه���ى عاصم���ة الغض���ب‪،‬‬ ‫وعاصم���ة الكف���اح‪ ،‬وعاصمة التح��� ّرر‪ ،‬وعاصمة‬ ‫ّ‬ ‫كل الثورات‪..‬‬ ‫ف�ل�ا مت ّنوا عليها بعاصمة ثقافي���ة أو إقتصادية‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫عاصم���ة لليبي���ا جبان���ب‬ ‫أيّه���ا الس��� ّذج‪ ..‬فه���ى‬ ‫طرابلس‪ ،‬دستور ّياً‪..‬‬ ‫كما ه���ى العاصمة األبدي���ة للحريّــــ���ة‪ ،‬فعل ّياً‪..‬‬ ‫وه���ذا وح���ده يكفيها‪ ..‬فم���ن غ�ي�ر مجايلكم‪ ،‬هى‬ ‫فقط ‪ :‬بـنـغـــــــــازى‪.‬‬ ‫" حمـطـ���ات ليـبيـ���ة " سلس���لة مقاالت ب���دأت فى‬ ‫نش���رها ع���ام ‪ 2005‬وتو ّقف���ت ع���ن كتابتها فى‬ ‫بداي���ة عام ‪ .2008‬غري أننى اش���تقت هلا مؤخراً‪..‬‬ ‫أل ّنه���ا ُتغني�ن�ي ع���ن كتاب���ة مق���االت مطوّلة ال‬ ‫أطيقه���ا وال أتقنها‪ ..‬فأكتفى م���ن خالهلا ّ‬ ‫بالبث‬ ‫ع���ن رأي مخُ تص���ر عنما جي���رى ف���ى بالدنا من‬ ‫أحداث‪.‬‬

‫غرسيانى ويـن؟‪ ..‬بوشفشوفه ويـن؟‪ ..‬إسألوا التاريخ عن بنغازى؟‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫العداء للغرب‪ ..‬هل حقا‪ ..‬يعترب دلي ً‬ ‫ال على الوطنية؟‬

‫(‪)3/2‬‬

‫هذا املقال مهدي اىل روح السيد كريستوفر ستيفنز ‪ Chris Stevens‬السفري االمريكي لدى ليبيا‬ ‫وغاضب���ون على حكومتهم ملا ح���دث‪ .‬مل يكتف‬ ‫املتظاه���رون بض���رب املواطن�ي�ن املصري�ي�ن‪،‬‬ ‫وحس���ب‪ ،‬بل قتلوا مواطناً مصري���اً واحداً على‬ ‫األق���ل‪ ،‬دون ذن���ب‪ُ .‬ضرب املصري���ون ُ‬ ‫وطوردوا‪،‬‬ ‫و ُقت���ل واحد منهم‪ ،‬بالرغم من أنهم مس���لمون‬ ‫موحدون‪ ،‬من أبناء جلدتنا‪ ،‬ومن أبناء عقيدتنا‪.‬‬ ‫فقارن���ت ب�ي�ن املوقف�ي�ن‪ ،‬موق���ف الش���رطة‬ ‫األمريكي���ة‪ ،‬عندما حاصرت احلي اإلس�ل�امي‬ ‫أو العرب���ي املذك���ور حلمايت���ه‪ ،‬عق���ب أحداث‬ ‫س���بتمرب‪ ،‬وب�ي�ن م���ا ح���دث يف بنغ���ازي‪ ،‬عق���ب‬ ‫سقوط الطائرة‪ ،‬فلم أجد ما أضيف‪.‬‬ ‫وعقب أحداث احلادي عشر من سبتمرب أيضا‪،‬‬ ‫انتشرت قوات مدججة بالسالح‪ ،‬ورمبا كانت‬ ‫ه���ذه الق���وات‪ ،‬تتب���ع الوالي���ة‪ ،‬أو تتب���ع القوات‬ ‫االحتادي���ة (الفيدرالي���ة)‪ .‬انتش���رت يف س���احة‬ ‫املسجد أو املركز اإلس�ل�امي‪ ،‬يف نفس املدينة‬ ‫ونف���س احل���ي‪ ،‬حلماي���ة املرك���ز‪ ،‬واملس���احة‬ ‫احمليطة به‪ .‬كان أفراد ه���ذه القوات‪ ،‬يرتدون‬ ‫مالبس عس���كرية س���وداء‪ ،‬وكانوا منتش���رين‬ ‫يف ساحة املركز اإلس�ل�امي‪ ،‬بطريقة يصعب‬ ‫مالحظته���م أو حتدي���د أماكنه���م‪ .‬اق�ت�رب‬ ‫م�ن�ي احدهم‪ ،‬وكان مس���لحا‪ ،‬وقال‪ :‬س���نقاتل‬ ‫(س���نتصدى) هلذا األمر مع���ا‪ .‬يقصد التصدي‪،‬‬ ‫ملن تس���ول له نفس���ه املس���اس باحلي أو بأهله‪،‬‬ ‫وأض���اف قائ�ل�ا‪ ،‬حن���ن هن���ا (يف ه���ذا احل���ي)‬ ‫حلمايتكم‪.‬‬ ‫وبع���د تفج�ي�رات س���بتمرب أيض���ا‪ ،‬أح���اط‬ ‫أطفال احدي امل���دارس األمريكية املس���يحية‪،‬‬ ‫مبجموع���ة م���ن أطف���ال اح���دي امل���دارس‬ ‫اإلس�ل�امية‪ ،‬كانوا يؤدون الصالة‪ .‬لقد ش���كل‬ ‫أطف���ال املدرس���ة املس���يحية‪ ،‬دائ���رة أحاط���ت‬ ‫باألطفال املس���لمني‪ ،‬حلمايته���م‪ ،‬إىل أن انتهوا‬ ‫من صالتهم‪ .‬كما أرسلت عدة سيدات‪ ،‬باقات‬ ‫م���ن الزهور‪ ،‬إىل املس���جد‪ ،‬بع���د تصاعد موجة‬ ‫التهدي���دات‪ ،‬وموج���ة اهلج���وم اإلعالمي على‬ ‫املس���اجد‪ ،‬عق���ب أحداث س���بتمرب‪ ،‬كم���ا تلقت‬ ‫املس���اجد عش���رات املكاملات‪ ،‬اليت يعرب أصحابها‬ ‫عن تعاطفهم مع املسلمني‪.‬‬ ‫نواصل س���ردنا لش���يء م���ن اجيابي���ات الغرب‪،‬‬ ‫فنتح���دث ع���ن تدم�ي�ر الرت���ل‪ ،‬ال���ذي أراد أن‬ ‫يدم���ر مدينة بنغازي‪ .‬أليس ق���ادة وأفراد ذلك‬ ‫الرت���ل من أبناء جلدتن���ا! ويفرتض أيضا‪ ،‬أنهم‬ ‫من أبن���اء عقيدتنا‪ ،‬امل تدم���ره طائرات الغرب‬ ‫بقيادة أمريكا وفرنس���ا‪ .‬إال يعترب إنقاذ مدينة‬ ‫بنغازي (وأنا أؤمن ب���ان إنقاذها كان هبة من‬ ‫اهلل‪ ،‬اخت���ار هلا من اخت���ار لتنفيذها)‪ ،‬أال يعترب‬ ‫إنقاذ مدينة بنغازي احلبيبة‪ ،‬وس���كانها‪ ،‬عربة‬ ‫ملن يعت�ب�ر‪ ،‬وملن يرى أن الغرب ش���ر كله‪ .‬أية‬ ‫كارثة كانت س���تحل بنا‪ ،‬إذا اس���تطاع الرتل‪،‬‬ ‫إن يصل إىل مدينة بنغازي؟‪.‬‬ ‫ال أحتدث هنا عن فش���ل الثورة‪ ،‬او جناحها‪ ،‬إذا‬ ‫اس���تطاع الرت���ل ان جيتاح بنغ���ازي‪ .‬بل أحتدث‬ ‫عما حدث لبناتن���ا يف مدينة زواروة‪ ،‬وبناتنا يف‬ ‫مدين���ة مصراتة‪ ،‬وبناتنا يف إحناء متفرقة من‬ ‫الوطن‪ .‬انظروا ماذا حدث لبنات الوطن‪ ،‬عندما‬ ‫اس���تطاع جزء حمدود جدا‪ ،‬من قوات الطاغية‪،‬‬ ‫الوصول هلذه املناطق والبي���وت واملدن‪ .‬ماذا لو‬ ‫تغلغ���ل هذا الرت���ل‪ ،‬يف مدينة بنغ���ازي‪ ،‬بكل ما‬ ‫حيمل���ه قادت���ه‪ ،‬ورمبا اغل���ب أف���راده من حقد‬ ‫وغ���ل وجه���ل‪ .‬ناهي���ك عم���ا صاحب ذل���ك‪ ،‬من‬ ‫أسلحة تكفي الحتالل دولة بكاملها‪.‬‬

‫فتحي الفاضلي‬ ‫ب���ل م���ا ه���ي مش���اعر احل���ركات واجلماعات‬ ‫والتنظيمات اليت تتبنى العنف‪ ،‬وتكن مش���اعر‬ ‫الع���داء حن���و الغ���رب‪ ،‬ما ه���ي مش���اعر أفرادها‬ ‫وقادتها جتاه الغ���رب النصراني‪ ،‬عندما أنقذوا‬ ‫مئات األلوف من املس���لمني املوحدين السنيني‪،‬‬ ‫يف بنغ���ازي‪ ،‬م���ن براث���ن طاغية أمح���ق ارعن‬ ‫أه���وج‪ . ،‬ماذا كانت س���توفر تل���ك احلركات‪،‬‬ ‫أكث���ر م���ن الدعاء عل���ى الطاغية بع���د خراب‬ ‫بنغازي واس���تباحتها واستحيا نساءها وحرقها‬ ‫وتدمريه���ا عل���ى من فيها‪ ،‬ل���وال رمحة من اهلل‬ ‫ث���م طائ���رات النص���ارى‪ .‬يذكرن���ي ذل���ك مبا‬ ‫حدث لكوس���وفو أيضا‪ ،‬وإنقاذ مئات اآلالف من‬ ‫املس���لمني‪ ،‬من القتل والتصفي���ة واالغتصاب‪.‬‬ ‫أق���ول ذلك م���ع علمي ب���ان بع���ض احلركات‬ ‫اليت تتبنى القوة والعنف والقتال كمنهجية‪،‬‬ ‫قد حاول���ت بش���جاعة التصدي للرت���ل‪ ،‬ولكن‬ ‫اخلطب كان اكرب مما يتخيلون‪.‬‬ ‫البع���ض يتحدث عن مصاحل الغرب يف النفط‬ ‫اللييب‪ .‬وان الغرب فعل يف ليبيا‪ ،‬ما فعله‪ ،‬فقط‬ ‫م���ن أج���ل مصاحل���ه‪ ،‬وليس م���ن أجل “س���واد‬ ‫عيونن���ا”‪ ،‬يقولون ذلك وكأن الليبيني س���ذج‪،‬‬ ‫ال يفهم���ون‪ ،‬وال يفقه���ون‪ ،‬وال يدرك���ون مثل‬ ‫هذا األمر‪ .‬م���ع ان تالميذ امل���دارس االبتدائية‬ ‫يف ليبيا‪ ،‬يدركون ذلك‪ ،‬بوعي ش���امل وكامل‬ ‫وواض���ح‪ .‬ثم ال ادري‪ ،‬ما هو االش���كال والضرر‪،‬‬ ‫يف ان تتف���ق مصاحل الدول واجملتمعات واألمم‬ ‫واجلماع���ات‪ ،‬مع اخت�ل�اف ثقافاتها وخلفياتها‬ ‫وعقائده���ا‪ .‬الغ���رب يريد النف���ط‪ ،‬وحنن نريد‬ ‫أن نس���قط أع�ت�ي واغ�ب�ي وأعن���ف ديكتاتور يف‬ ‫املنطق���ة‪ .‬ديكتات���ور جثم عل���ى صدورنا أربعة‬ ‫عقود ويزيد‪.‬‬ ‫فم���ا هو الض���رر‪ ،‬يف أن تش���ارك ق���وات الغرب‪،‬‬ ‫يف صد اآللة العس���كرية الرهيبة‪ ،‬اليت كانت‬ ‫حب���وزة طاغي���ة جمن���ون‪ ،‬ال قل���ب‪ ،‬وال عق���ل‪،‬‬ ‫وال ضم�ي�ر له‪ .‬طاغي���ة‪ ،‬جبان‪ ،‬حقود‪ ،‬ش���رس‪،‬‬ ‫ال يع���رف للعق���ل‪ ،‬واملنطق‪ ،‬والرمح���ة‪ ،‬معنى‬ ‫وال س���بيال‪ .‬يأمر باستحياء النس���اء‪ ،‬نساء ليبيا‬ ‫املس���لمات العفيفات‪ ،‬بناتنا وأمهاتن���ا وأخواتنا‪،‬‬ ‫عرضن���ا وش���رفنا‪ ،‬وش���رف الوط���ن بكامل���ه‪.‬‬ ‫طاغي���ة حي���رق األخض���ر‪ ،‬والياب���س‪ ،‬وحيرق‬ ‫الشجر‪ ،‬والزرع‪ ،‬واخلري‪ ،‬والبشر‪ .‬طاغية يدمر‬ ‫املساجد‪ ،‬واملنازل‪ ،‬واملباني‪ ،‬والبيوت على أهلها‪،‬‬ ‫أطفاال‪ ،‬ونساء‪ ،‬وشيبا‪ ،‬ورجاال‪ ،‬وشبابا‪.‬‬ ‫م���ا ه���و الض���رر يف أن مي���د لن���ا ه���ذا الغ���رب‬ ‫النصراني‪ ،‬يد املس���اعدة يف مثل هذه الظروف‪،‬‬ ‫ويس���تفيد هو م���ن نفطنا‪ .‬ليس ذلك فحس���ب‪،‬‬

‫ب���ل أن عقود النفط مباعة أص�ل�ا للغرب‪ ،‬قبل‬ ‫ثورة ‪ 17‬فرباير‪ .‬ثم متى اس���تفاد الليبيون من‬ ‫النف���ط!‪ .‬لق���د كانت عقود النف���ط مضمونة‪،‬‬ ‫حتى ألمم ودول وحكومات‪ ،‬س���اعدت الطاغية‬ ‫عل���ى ذبح الش���عب اللي�ب�ي‪ .‬ث���م أن النفط‪ ،‬من‬ ‫جهة أخرى‪ ،‬مل يس���تفد منه إال ش���لة س���ارقة‬ ‫خائنة غبي���ة مقززة مارق���ة‪ ،‬ال تعرف للوطن‬ ‫والوطنية معنى‪ .‬النفط مل يستفد منه الوطن‬ ‫أص�ل�ا‪ .‬وليلتف���ت كل من���ا يف ه���ذه اللحظة‪،‬‬ ‫حول���ه‪ ،‬فلن ي���رى إال اجلهل والفق���ر والدمار‪،‬‬ ‫لبنيتن���ا التحتي���ة‪ ،‬ان كان هن���اك م���ن بني���ة‪.‬‬ ‫يوازي ذلك‪ ،‬دمار آخر‪ ،‬للخري والقيم واإلنسان‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬حتطيم مادي‪ ،‬وحتطيم معنوي‪ ،‬جاهز‬ ‫ومربمج وممنهج‪ .‬ال أول له وال آخر‪.‬‬ ‫لي���س ذل���ك فحس���ب‪ ،‬ب���ل إن الع���امل العرب���ي‬ ‫والع���امل اإلس�ل�امي‪ ،‬إال م���ن رحم رب���ي‪ ،‬كان‬ ‫يتف���رج علين���ا مل���دة ش���هر ويزي���د‪ ،‬والطاغي���ة‬ ‫منهم���ك يف ذحبن���ا‪ ،‬واغتصاب حرائرنا‪ .‬ش���هر‬ ‫كامل ويزيد (من ‪ 15‬فرباير إىل ‪ 19‬مارس‪-‬‬ ‫تاريخ صدور قرار تدخل الناتو)‪ .‬ش���هر كامل‬ ‫وعاملن���ا العرب���ي واإلس�ل�امي يتف���رج‪ ،‬وين���دد‬ ‫وجيتمع ويصرح ويس���تنكر‪ ،‬وه���و يرى املذابح‬ ‫اليت ينزف هل���ا الصخر دما‪ .‬كما حيدث اآلن‪،‬‬ ‫مع أخوتنا يف س���وريا‪ .‬يتفرج���ون علينا دون أن‬ ‫يتدخل���وا‪ .‬تغتصب نس���اء الوط���ن‪ ،‬و ُنذبح على‬ ‫أي���دي الكتائب‪ ،‬وعلى أي���دي املتطوعني‪ ،‬وعلى‬ ‫أي���دي ق���وات أجنبي���ة (مرتزق���ة)‪ ،‬ال ختتل���ف‬ ‫ع���ن قوات النات���و‪ ،‬فجميعهم أجانب‪ .‬بل أس���وأ‪،‬‬ ‫فاملرتزق���ة‪ ،‬أجانب يذحب���ون يف الليبيني‪ ،‬على‬ ‫ارض الليبيني‪ ،‬والناتو أف���راده‪ ،‬أجانب‪ ،‬لكنهم‪،‬‬ ‫يدافع���ون ع���ن الليبيني‪ ،‬ب���دون ان يطأوا ارض‬ ‫ليبيا‪.‬‬ ‫أين كانت جيوش وطائرات الدول اإلسالمية‪،‬‬ ‫وجي���وش وطائرات وق���وات “أبن���اء جلدتنا”‪ ،‬و‬ ‫“أبن���اء عقيدتن���ا”‪ .‬ش���هر كام���ل ويزي���د‪ ،‬من‬ ‫املذاب���ح‪ ،‬واالغتص���اب‪ ،‬والتدم�ي�ر‪ ،‬والدم���ار‪،‬‬ ‫يتفرج���ون دون أن حيركوا س���اكنا‪ .‬بل جزء‬ ‫م���ن دع���اة العنف‪ ،‬مم���ن يدم���رون ويفجرون‬ ‫وحيطم���ون ويقتل���ون الي���وم‪ ،‬ميين���ا ويس���ارا‪،‬‬ ‫يف بالدن���ا‪ ،‬ه���م أيضا كان أغلبه���م يتفرجون‪.‬‬ ‫بعضه���م حبج���ة درء الفتن���ة‪ ،‬ال�ت�ي تضخمت‬ ‫أصال كاإلخطب���وط‪ ،‬وبعضهم حبجة طاعة‬ ‫ولي األمر املعتوه‪ .‬وال ادري أية فتنة بعد القتل‬ ‫واحل���رق واغتصاب املؤمنات وتدمري بيوت اهلل‪.‬‬ ‫وبعد أن ش���بع اجلمي���ع من “التف���رج”‪ ،‬تدخل‬ ‫النات���و‪ .‬فأي���ن الضرر يف ذلك؟ وم���ا هو الضرر‪،‬‬ ‫يف تب���ادل املصاحل م���ع الغرب؟ وم���ا هو الضرر‬ ‫يف صداق���ة الغ���رب؟ وم���ا هو الض���رر يف تغيري‬ ‫اخلطاب العدائي جتاه الغرب؟‬ ‫ب���ل اذك���ر جي���دا‪ ،‬إن املص���احل األمريكي���ة‪،‬‬ ‫التقت مع مص���احل اجملاهدين األفغان‪ .‬والذين‬ ‫ش���كل اغلبهم تنظيم القاع���دة فيما بعد‪ .‬كان‬ ‫األمريكي���ون يري���دون أن مينعوا ال���روس من‬ ‫الوص���ول إىل املياه الدافئ���ة‪ ،‬وكان اجملاهدون‬ ‫الع���رب واألفغان‪ ،‬يري���دون أن يطردوا الروس‬ ‫من أفغانستان‪ .‬فتعاون الطرفان يف هذا األمر‪،‬‬ ‫باألس���لحة واملعلوم���ات ويف ش���تى اجمل���االت‪،‬‬ ‫وحقق كل منهما م���ا يريد‪ .‬فما هو الضرر يف‬ ‫ذلك؟‬ ‫وأعج���ب العجب‪ ،‬أن تس���مع البع���ض يردد‪ ،‬يف‬ ‫ه���ذه الظ���روف القاس���ية اليت مر به���ا الوطن‪،‬‬

‫تس���مع البعض يردد حبم���اس‪ ،‬مقولة‪“ :‬دعهم‬ ‫يتقاتل���ون‪ ،‬ف���ان اهلل يض���رب ظاملاً بظ���امل”‪ ،‬أو‬ ‫“ض���رب اهلل الظامل�ي�ن بعضه���م ببع���ض”‪ ،‬أو‬ ‫مب���ا يفيد ه���ذا املعنى‪ ،‬ي���رددون ذل���ك‪ ،‬دون أن‬ ‫يكلف���وا أنفس���هم عن���اء االس���تماع أو النظر أو‬ ‫التفك���ر أو التمع���ن ملا تنطق به ألس���نتهم‪ .‬لقد‬ ‫كانت ألسنتهم مفصولة عن عقوهلم يف تلك‬ ‫اللحظات‪ .‬فتلك املقولة‪ ،‬أو احلديث‪ ،‬أو الدعاء‪،‬‬ ‫قد ينطبق على احلالة الليبية‪ ،‬لو كان الناتو‪،‬‬ ‫هو الذي أرس���ل األرتال املسلحة‪ ،‬ليدمر مدننا‬ ‫وقرانا‪ ،‬ويغتصب نس���اءنا وميزق أشالء البشر‪،‬‬ ‫وحي���رق رجالنا‪ ،‬وجث���ث رجالن���ا‪ ،‬فتصدى له‬ ‫النظام الس���ابق‪ .‬عندها قد نقول إن اهلل “ضرب‬ ‫ظاملا بظامل”‪.‬‬ ‫أم���ا م���ا ح���دث يف ليبي���ا فه���و العك���س‪ ،‬أن من‬ ‫يف�ت�رض أنه���م م���ن أبن���اء جلدتنا‪ ،‬وم���ن أبناء‬ ‫عقيدتن���ا‪ ،‬ه���م م���ن يغتصب���ون وحيرق���ون‬ ‫ويدم���رون‪ ،‬ه���م الصائل���ون‪ ،‬والغ���رب ه���و من‬ ‫يداف���ع عن���ا‪ ،‬فكي���ف يصب���ح م���ن يداف���ع ع���ن‬ ‫مس���اجدنا ومدننا ومدارس���نا وش���يبنا وشبابنا‬ ‫ونس���ائنا (حت���ى بني���ة املصاحل) ظامل���ا!!‪ .‬كيف‬ ‫يتحول إىل ظامل م���ن يرد عنا الصائل‪ .‬خاصة‬ ‫وق���د اس���تعان أبن���اء جلدتن���ا‪ ،‬وم���ا أظنهم من‬ ‫أبن���اء جلدتن���ا‪ ،‬بق���وات أجنبي���ة‪ ،‬حتت مس���مى‬ ‫“مرتزق���ة”‪ ،‬وما أظن اغلبه���م مبرتزقة‪ ،‬بل ما‬ ‫زل���ت اعتق���د اعتق���ادا جازما‪ ،‬أن ج���زءاً كبريا‪،‬‬ ‫مم���ن أمسيناه���م باملرتزقة‪ ،‬ه���م يف احلقيقة‪،‬‬ ‫قوات أجنبية‪ ،‬حكومية‪ ،‬رمسية‪ ،‬مدربة‪ ،‬ضمن‬ ‫جيوش بعض الدول‪ ،‬وقد تثبت األيام ذلك‪.‬‬ ‫هذا هو الغرب إذا‪..‬‬ ‫ه���ذا ه���و الغ���رب إذا‪ ،‬وكان���ت تل���ك بع���ض‬ ‫اجيابياته‪ ،‬فهل يعترب ع���داء الغرب‪ ،‬دليال على‬ ‫حب الوط���ن والوطنية‪ ،‬وحب اإلس�ل�ام‪ .‬أكاد‬ ‫ابك���ي كلما أرى دول الغرب‪ ،‬يهبون إس���رائيل‬ ‫الفيت���و بع���د الفيت���و بع���د الفيت���و‪ ،‬ويزودونها‬ ‫بأحدث املعدات واألس���لحة‪ ،‬واملساعدات املالية‬ ‫الرهيبة‪ ،‬واملعلومات احلساس���ة‪ ،‬القيمة اهلامة‬ ‫الدقيقة‪ ،‬فاتسأءل يف نفسي‪ ،‬كيف استطاعت‬ ‫دول���ة واح���دة‪ ،‬ان تكس���ب الغ���رب‪ ،‬جبانبه���ا‪،‬‬ ‫ب���كل قوت���ه وإمكانياته وتقدم���ه‪ ،‬وتوظف هذه‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫الصداق���ة‪ ،‬يف خدمة قضاياه���ا‪ ،‬بينما‬ ‫فش���لت أكث���ر م���ن مخ���س وأربعني‬ ‫دولة عربية وإسالمية يف ذلك!!‬ ‫ثم اتسأءل حبسرة وأمل‪ ،‬أيضا‪ :‬كيف‬ ‫ميكننا كسب الغرب جبانبنا؟ دون أن‬ ‫نتخلى عن هويتنا وعقيدتنا وقضايانا‬ ‫وثقافتن���ا‪ .‬أو بصيغ���ة أخ���رى‪ ،‬ما هي‬ ‫العوائق اليت تواجهنا‪ ،‬إذا أردنا أن نبين‬ ‫جس���ورا جديدة مع الغرب‪ .‬جسور من‬ ‫التفاه���م والتعاون والتنس���يق وتبادل‬ ‫املص���احل واملناف���ع يف مجي���ع اجملاالت‪،‬‬ ‫كي���ف نس���تطيع أن نوط���د عالقاتنا‬ ‫م���ع الغرب‪ ،‬وان نتعاي���ش معه يف أمن‬ ‫وأم���ان وس�ل�ام‪ ،‬كي���ف نس���تطيع أن‬ ‫نستفيد‪ ،‬وتستفيد شعوبنا‪ ،‬وامتنا من‬ ‫مقدرات وإبداعات وإمكانيات الغرب‪.‬‬ ‫شيء من العوائق‪..‬‬ ‫لع���ل العائق األول‪ ،‬أم���ام هذا الطموح‪،‬‬ ‫يكم���ن يف طبيع���ة خطابن���ا جت���اه‬ ‫الغرب‪ ،‬فهو خط���اب غري واقعي‪ ،‬وغري‬ ‫موضوع���ي‪ ،‬مم���زوج دائم���ا بالعاطفة‬ ‫واالندف���اع واحلماس‪ .‬نردد عن الغرب‬ ‫ما نسمع‪ ،‬دون ترو ودراسة ومتحيص‪.‬‬ ‫نركز كث�ي�را‪ ،‬وبكثافة‪ ،‬على مواقف‬ ‫الغرب السلبية‪ ،‬أكثر‪ ،‬بكثري جدا‪ ،‬من‬ ‫تركيزنا على اجيابياته‪ .‬بل نضخم يف‬ ‫أحيان كثرية‪ ،‬من سلبياته‪ ،‬وحنجم‪،‬‬ ‫يف نف���س الوقت‪ ،‬من اجيابياته‪ .‬بقصد‬ ‫أو بغري قصد‪ .‬ب���ل ونتجاهل يف أحيان‬ ‫كث�ي�رة‪ ،‬مواق���ف الغ���رب االجيابي���ة‪،‬‬ ‫جتاه الع���رب واإلس�ل�ام‪ ،‬جتاهال تاما‪.‬‬ ‫وه���ذا م���ن اخط���ر مؤث���رات ثقاف���ة‬ ‫الصوت العدائي التارخيي‪.‬‬ ‫انظر‪ ،‬على س���بيل املث���ال‪ ،‬كيف متت‬ ‫تغطي���ة أح���داث س���جن أب���و غري���ب‪،‬‬ ‫البش���عة‪ ،‬مقاب���ل تغطي���ة املظاه���رات‬ ‫ال�ت�ي خرجت يف أوروب���ا وأمريكا تندد‬ ‫باحلرب على الع���راق‪ ،‬وقارن كذلك‬ ‫بني حج���م تدخل الناتو يف كوس���فو‪،‬‬ ‫وحجم التغطية اإلعالمية اإلسالمية‬ ‫هل���ذا احل���دث‪ .‬لق���د تفاع���ل اإلع�ل�ام‬ ‫األمريك���ي وح���ده‪ ،‬غضبا‪ ،‬واس���تنكارا‪،‬‬ ‫وتنديدا‪ ،‬وحتقيق���ا‪ ،‬تفاعل مع حادثة‬ ‫س���جن ابوغري���ب‪ ،‬بكثاف���ة أكثر مما‬

‫تفاعل معها‪ ،‬إعالمي���ا‪ ،‬العامل العربي‪،‬‬ ‫والع���امل اإلس�ل�امي برمت���ه‪ .‬لق���د‬ ‫تفاع���ل اإلع�ل�ام األمريكي‪ ،‬م���ع هذه‬ ‫القضي���ة‪ ،‬علن���ا‪ ،‬إم���ام الع���امل‪ ،‬وعل���ى‬ ‫اهل���واء‪ ،‬يف جملس الش���يوخ‪ ،‬وجملس‬ ‫النواب‪ ،‬والبيت األبي���ض‪ ،‬والبنتاغون‪،‬‬ ‫والصحاف���ة‪ ،‬واإلذاع���ات‪ ،‬واحملاك���م‪،‬‬ ‫واجلامع���ات‪ ،‬والفضائي���ات احمللي���ة‬ ‫والعاملية‪ .‬بل انظ���روا أيضا إىل ضعف‬ ‫التغطي���ة اإلعالمية والسياس���ية‪ ،‬من‬ ‫جانبن���ا‪ ،‬لواقعة التص���دي للرتل الذي‬ ‫كان متجها لتدم�ي�ر مدينة بنغازي‪،‬‬ ‫وضع���ف توظيف هذا احل���دث‪ ،‬يف مد‬ ‫جسور الصداقة والتعاون مع الغرب‪.‬‬ ‫خطابن���ا السياس���ي واإلعالم���ي جتاه‬ ‫الغ���رب‪ ،‬إذا‪ ،‬هو خطاب اع���ور ومبتور‪،‬‬ ‫وغري موضوعي‪ ،‬يركز على السلبيات‬ ‫ويعطيها حجمها الذي تستحقه‪ ،‬لكنه‬ ‫ال يفع���ل ذل���ك م���ع اجيابي���ات الغرب‪.‬‬ ‫خطابن���ا جت���اه الغ���رب‪ ،‬يرك���ز على‬ ‫االختالف���ات‪ ،‬أكثر مم���ا يركز على‬ ‫املش�ت�ركات‪ .‬هذا العائق البد ان يزال‪،‬‬ ‫لك���ي منه���د الطريق‪ ،‬حنو بناء جس���ر‬ ‫م���ن التعاون‪ ،‬والصداقة‪ ،‬والتفاهم مع‬ ‫الغ���رب‪ ،‬م���ن اجل اإلس�ل�ام‪ ،‬ومن اجل‬ ‫الوطن‪.‬‬ ‫لق���د كان الرس���ول الكري���م صل���ى‬ ‫اهلل علي���ه وس���لم يرك���ز‪ ،‬يف اجملتمع‬ ‫والدول���ة‪ ،‬عل���ى االجيابي���ات‪ ،‬أكث���ر‬ ‫مما كان يركز على الس���لبيات‪ .‬لقد‬ ‫كان صل���ى اهلل علي���ه وس���لم يركز‬ ‫عل���ى االجيابي���ات وينميه���ا‪ ،‬فينم���و‬ ‫اجملتمع بكامل���ه ويتق���دم‪ ،‬ولكن دون‬ ‫أن يتغاض���ى‪ ،‬صل���ى اهلل عليه وس���لم‪،‬‬ ‫ع���ن الس���لبيات‪ .‬كان ال يتغاضى عن‬ ‫السلبيات‪ ،‬بل يرصدها ويتعامل معها‬ ‫ويعاجلها‪ ،‬ولك���ن بدون ضجيج‪ ،‬حتى‬ ‫ال يطغى الصوت السليب‪ ،‬على احلالة‪،‬‬ ‫أو الواقعة‪ ،‬آو اجملتمع‪ ،‬أو الزمان‪.‬‬ ‫إن تأث�ي�ر اخلط���اب العدائ���ي القدي���م‬ ‫(االمربيالي���ة‪ ،‬العمال���ة‪ ،‬الصليبي���ة‪،‬‬ ‫االس���تعمار‪ ...،‬اخل) م���ا زال قوي���ا‪ .‬ه���ذا‬ ‫الص���وت صن���ع حاج���زا نفس���يا أم���ام‬ ‫اجلماع���ات‪ ،‬واألف���راد‪ ،‬واملثقف�ي�ن‪،‬‬ ‫والساس���ة‪ ،‬واملفكري���ن‪ ،‬واألح���زاب‪،‬‬ ‫واملنظم���ات‪ ،‬واحلكوم���ات‪ ،‬واهليئ���ات‪.‬‬ ‫صنع‪ ،‬ه���ذا الص���وت العدائ���ي‪ ،‬حاجزا‬ ‫أمام تدش�ي�ن‪ ،‬وبن���اء‪ ،‬وتثبيت‪ ،‬عالقات‬ ‫اجيابي���ة‪ ،‬مبني���ة عل���ى الع���دل‪ ،‬وعلى‬ ‫املنفع���ة وتب���ادل املص���احل والس�ل�ام‪.‬‬ ‫مراجع���ة ه���ذا الص���وت‪ ،‬ودراس���ة‬ ‫أسبابه‪ ،‬وخلفياته‪ ،‬بنظرة موضوعية‪،‬‬ ‫وإصالح���ه‪ ،‬أو تعديله‪ ،‬او تغيريه‪ ،‬أمر‪،‬‬ ‫ق���د ميه���د اىل تغي�ي�ر نظرتن���ا جت���اه‬ ‫الغرب‪.‬‬ ‫الب���د‪ ،‬إذا أردنا إن نقيم جس���راً لتبادل‬ ‫املص���احل‪ ،‬والتع���اون‪ ،‬والصداق���ة م���ع‬ ‫الغرب‪ ،‬أن يتسلح املثقفون بالشجاعة‪.‬‬ ‫وان ال يهاب���وا ق���وة وس���يطرة وهيمنة‬ ‫الص���وت القدي���م‪ .‬جي���ب أن يتح���دث‬ ‫املثقف اللييب‪ ،‬بكل شفافية‪ ،‬وصراحة‪،‬‬ ‫ووضوح‪ ،‬عن اجيابيات الغرب‪ ،‬دون أن‬ ‫خي���اف‪ ،‬م���ن ردود أفع���ال كائ���ن من‬ ‫كان‪.‬‬ ‫ولعل عقلية املؤامرة‪ ،‬تعترب من اكرب‬ ‫العوائ���ق‪ ،‬أم���ام بناء جس���ر م���ن الثقة‪.‬‬

‫بينن���ا وب�ي�ن الغ���رب‪ .‬عقلي���ة املؤامرة‪،‬‬ ‫ذلك املرض املزمن الذي يالزمنا منذ‬ ‫أجي���ال‪ ،‬وينخ���ر يف طريق���ة تفكرينا‪،‬‬ ‫ويس���مم حتليالتن���ا واس���تنتاجاتنا‪،‬‬ ‫وينحرف بنا عن احلقيقة‪ ،‬والواقعية‪،‬‬ ‫واملوضوعي���ة‪ ،‬والواق���ع‪ .‬وخيلق كماً‬ ‫هائ ً‬ ‫ال من الش���ك‪ ،‬يف أذهانن���ا وعقولنا‬ ‫ونفوسنا جتاه الغرب‪ .‬عقلية املؤامرة‪،‬‬ ‫امل���رض املزم���ن ال���ذي س���د الطري���ق‬ ‫أم���ام مالي�ي�ن احلقائ���ق‪ ،‬نض���رب بها‬ ‫ع���رض احلائط‪ ،‬ألنن���ا نعتقد ان كل‬ ‫ش���يء وراءه ش���يء آخر‪ .‬وراءه مؤامرة‪.‬‬ ‫كل ش���يء وراءه “الس���ي‪ .‬اى‪ .‬إي���ه”‪،‬‬ ‫وخماب���رات العامل‪ ،‬والغ���رب‪ ،‬واليهود‪.‬‬ ‫ن�ت�رك التمحي���ص وال�ت�روي والتبني‬ ‫وننطل���ق اىل اس���تنتاجات هالمي���ة‪،‬‬ ‫نب�ن�ي عليه���ا مواق���ف وآراء وتصرفات‬ ‫حقيقي���ة‪ .‬نصن���ع م���ن كل ش���يء‪،‬‬ ‫مؤامرة م���ا‪ ،‬ترض���ي غرورن���ا‪ ،‬وتثبت‬ ‫فق���ط أننا “ش���طار” ال يس���تطيع احد‬ ‫أن يضح���ك علينا‪ .‬بالغنا يف هذا األمر‪،‬‬ ‫إىل درجة‪ ،‬يكاد معها العامل أن يش���فق‬ ‫علينا‪ .‬فحتى صراع احليتان يف البحر‪،‬‬ ‫يق���ف وراءه اليه���ود‪ .‬وحت���ى الظواهر‬ ‫الطبيعي���ة تق���ف وراءه���ا خماب���رات‬ ‫الغرب‪.‬‬ ‫العائ���ق األخر‪ ،‬ه���و أنن���ا مل نفرق بني‬ ‫مواقف وقرارات وتصرفات احلكومات‬ ‫الغربي���ة‪ ،‬وب�ي�ن الش���عوب الغربي���ة‬ ‫نفس���ها‪ .‬وخلطن���ا ب�ي�ن م���ا يبث���ه جزء‬ ‫من اإلع�ل�ام الغربي‪ ،‬املضاد لإلس�ل�ام‬ ‫واملس���لمني‪ ،‬وب�ي�ن ما تصدق���ه وتتبناه‬ ‫وت���راه‪ ،‬ش���عوب الغ���رب‪ .‬اعتربن���ا م���ا‬ ‫يروج���ه بع���ض اإلع�ل�ام الغربي‪ ،‬ضد‬ ‫اإلس�ل�ام واملس���لمني‪ ،‬متفق���اً علي���ه‪،‬‬ ‫وجممعا علي���ه‪ ،‬بني مواط�ن�ي الغرب‪.‬‬ ‫نتعام���ل م���ع ق���رارات احلكوم���ات‬ ‫الغربي���ة‪ ،‬وكأنه���ا حم���ل اتف���اق بني‬ ‫الش���عوب واحلكوم���ات‪ .‬نعتق���د أن‬ ‫الناس‪ ،‬يف الغرب‪ ،‬يتفقون مع الصوت‬ ‫اإلعالم���ي والسياس���ي حلكوماته���م‪.‬‬ ‫وه���ذا ليس صحيح���ا‪ .‬لذل���ك‪ ،‬أصبح‬ ‫حت���ى املواط���ن الغرب���ي املتعاطف مع‬ ‫قضايانا‪ ،‬ضحية لتعميماتنا‪.‬‬ ‫وم���ن العوائ���ق أيض���ا‪ ،‬أننا كش���عوب‬ ‫عربية وإسالمية‪ ،‬لسنا من املساهمني‬ ‫يف عجلة التط���ور والتقدم والنماء يف‬ ‫الع���امل‪ .‬بالرغ���م من الطاق���ات املبدعة‬ ‫اهلائلة‪ ،‬اليت ميتلكها اإلنس���ان العربي‬ ‫واإلنس���ان املسلم‪ .‬حنن ال نقدم للعامل‬ ‫ش���يئاً‪ .‬حن���ن نس���تهلك م���ا يصنع���ه‬ ‫وينتج���ه اآلخ���رون‪ .‬حنن عال���ة على‬ ‫الع���امل‪ .‬حنن ال نقدم للبش���رية أدوية‬ ‫أو خمرتع���ات أو أدوات تيس���ر حي���اة‬ ‫البش���ر‪ .‬قارن���وا بني ما نقدم���ه للعامل‪،‬‬ ‫وبني ما يقدمه الع���امل الغربي لنا‪ ،‬بل‬ ‫وللعامل بأس���ره‪ .‬وحتى الذين ساهموا‪،‬‬ ‫م���ن الع���رب واملس���لمني‪ ،‬يف العص���ر‬ ‫احلديث‪ ،‬ويس���اهمون يوميا يف عملية‬ ‫البن���اء والتط���ور والتق���دم‪ ،‬يف الع���امل‪،‬‬ ‫يعيش���ون يف دول الغ���رب‪ .‬احتضنه���م‬ ‫الغرب‪ ،‬ورعاه���م‪ ،‬ووفر هلم حاجاتهم‬ ‫العلمي���ة واالجتماعي���ة واملادي���ة‪،‬‬ ‫فأبدع���وا وس���اهموا وقدم���وا للع���امل‬ ‫إبداعاته���م‪ ،‬لكنهم بش���كل أو آخر‪ ،‬غري‬ ‫حمسوبني عامليا على املسلمني او على‬ ‫العرب‪... .‬‬

‫‪19‬‬ ‫احملامي‬

‫عبد اهلل شرف الدين‬ ‫إن احملام���ي إنس���ان ‪ ,‬وأخطر ما يف رس���الته هل���ذا العامل أنها‬ ‫تضعه وجها لوجه أمام قضية اإلنسان !!!‬ ‫ولع���ل ه���ذا امل���أزق احلرج يف ق���دره ‪ ,‬هو ال���ذى جعل الناس‬ ‫يطلبون فيه ما ال يطلبونه يف بقية البش���ر ‪ .‬ولعل الس���بب يف‬ ‫أن احملامي ال يكون حماميا إال إذا اتسم بأدق وأشد وأمنت ما‬ ‫يتصف به خملوق بش���ري من خل���ق ‪ِ ,‬ص ْدق األنبياء وإميان‬ ‫الش���هداء األبرار ‪ ,‬والس���بب الثالث ‪ ,‬أنه س���واء يف قضاياه اليت‬ ‫يعيشها يوميا ‪ ,‬أو يف قضية اإلنسان الكربى ‪ ,‬هو دائما يف قلب‬ ‫املعركة الطاحنة املستعرة املستمرة اليت أشفقت من محلها‬ ‫ومواجهتها اجلبال الرواسي ‪.‬‬ ‫محله قدره ما ال يطيقه اإلنسان ‪ ,‬فمما ال شك‬ ‫انه إنسان قد ّ‬ ‫في���ه – أو على أقل تقدير ‪ ,‬هذا اعتقادنا – أن قضية احملامي‬ ‫أو قضية اإلنس���ان األصلية واألساسية واجلوهرية ‪ ,‬هو هذا‬ ‫الصراع الدائم واملس���تمر بني اخلري والش���ر ‪ ,‬ذلك اإلحساس‬ ‫الذي حنسه ونشعر به جليا واضحا يف بعض األحيان ‪...‬‬ ‫ومما ال شك فيه أيضا – حسب ما وصل إلينا من مسموع‬ ‫ومقروء من يوم ما عرف املس���موع واملق���روء –أن قضية هذا‬ ‫الصراع يف عاملنا هذا قدمية قدم اإلنسان نفسه ‪ ,‬بل إن قدمها‬ ‫قد يرجع إىل قدم هذا الكون مبا احتواه من سدم وكواكب‬ ‫وأفالك وخملوقات شتى ال تقع حتت ع ّد أو حصر ‪.‬‬ ‫وبالرغ���م م���ن قدم ه���ذه القضية وجترجرها يف س���احة‬ ‫ه���ذا الكوكب األرضي كل هذه األحقاب فإنها مل ّ‬ ‫حتل بعد‬ ‫‪ ,‬وال يبدو أنها وشيكة احلسم ‪ ,‬ولعل ذلك يرجع إىل أنها وان‬ ‫كان���ت تبدو واضحة جلية ألول وهلة ‪ ,‬فإنها يف واقع األمر‬ ‫معق���دة متش���ابكة ومتداخل���ة ‪ ,‬يصع���ب ح���ل ألغازها وفض‬ ‫غموضه���ا ومعمياتها على الكثري من البش���ر إن مل نقل كل‬ ‫البش���ر ‪ .‬ولقد تاه الكثري من الفالسفة والعلماء الدارسني يف‬ ‫منعرجاتها وس���راديبها ‪ ,‬وفضل املتواضع منهم أن يرجع إىل‬ ‫فطرته ويرتك ما عجز عنه عقله إىل قلبه ووجدانه‪.‬‬ ‫ه���ذا ه���و احملام���ي ‪ .‬وهذه ه���ي قضيته ‪ .‬وم���ا قضاياه اليت‬ ‫حيمله���ا كل يوم يف أروقة احملاكم مب���ا حتويه من أخطاء‬ ‫الن���اس الكبرية والصغرية ‪ ,‬وطموحاتهم الضيقة والواس���عة‬ ‫إال متثيال بسيطا لتلك القضية الكربى اليت حيملها احملامي‬ ‫يف أعماق وجدانه باحثا عن الطريق ‪.‬‬ ‫وحنن نعتقد أن مأس���اة اإلنس���ان ليس���ت بالدرجة األوىل‬ ‫يف ق���دم قضيته أو تعقيده���ا وصعوبة حّلها ‪ ,‬وإمنا مأس���اتنا‬ ‫احلقيقي���ة الك�ب�رى وآالمن���ا اليت نعيش���ها كل ي���وم يف هذا‬ ‫الوطن العربي العريض ‪ّ ,‬‬ ‫ترتكز أساسا يف من اغتصبوا رداء‬ ‫احملامي من حكام جهلة ومتغطرس�ي�ن تائهني بالقضية عن‬ ‫الطريق ‪.‬‬ ‫وحن���ن ال ندع���ي إننا وجدنا احلل ‪ ,‬ولكننا نؤمن أن معامل‬ ‫الطريق إليه قد أصبحت لدينا واضحة ‪ ,‬واحملامي اإلنس���ان‬ ‫يعد اإلنسان بالطريق‪ ....‬العدالة والصدق واحلرية‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫بني ادريس وابليس‬ ‫‪1‬‬ ‫يف أوائل اخلمس���ينات من الق���رن املاضي مل تكن‬ ‫اململك���ة الليبية املتح���دة تتمتع بأي قدر يس���مح‬ ‫هلا بأن تكون دول���ة باملعنى احلديث ‪ ..‬دولة تنعم‬ ‫بكي���ان اقتصاد ق���وي وبنيان اجتماعي وسياس���ي‬ ‫مت�ي�ن ‪ ..‬ب���ل كانت دول���ة مهلهة يعمه���ا اخلراب‬ ‫والدم���ار نتيجة للح���روب وما قاس���ته قبل ذلك‬ ‫من تش���تيت وتهتك وانتهاك للحرمات وانتقاص‬ ‫للقدرات ولكل ما هو مقدس على مرأى ومسمع‬ ‫م���ن العامل كل���ه ‪ ..‬كان���ت دولة قليلة الس���كان‬ ‫معظمه���م ب���دو رح���ل يش���تهرون برع���ي الغن���م‬ ‫واملاش���ية ويتنقلون م���ن مكان آلخ���ر طلبا للكأل‬ ‫واملرع���ى ‪ ..‬عدمي���ة امل���وارد الطبيعي���ة او ما ظهر‬ ‫منه���ا وقتئ���ذ ‪ ..‬معظمها صح���راء قاحلة ال ضرع‬ ‫فيها وال ماء ‪ ..‬صحراء شاسعة مرتامية األطراف‬ ‫يصعب التحكم يف حدودها ويف بعض األحيان يف‬ ‫دواخلها ايضا ‪ ..‬مل تك���ن مطمعا كبريا ألحد من‬ ‫مؤسسي دولة االستقالل ‪ ..‬بل كانت عبئا ثقيال‬ ‫ملن يقدّر له أن يتوىل أمرها ويقوم عليها ‪ ..‬وكان‬ ‫ذل���ك ق���درا حمتوم���ا للس���يد ادريس السنوس���ي‬ ‫حتمله بأمانة ‪ ..‬وس���ار به حبكمة اخلبري ببواطن‬ ‫األمور ‪ ..‬وسلمه بشرف حيسد عليه كما حيسب‬ ‫له ‪.‬‬ ‫وباس���تثناء الصح���راء الشاس���عة فليبي���ا كان���ت‬ ‫عب���ارة ع���ن جمموع���ة قليلة م���ن امل���دن والقرى‬ ‫والكه���وف بناها يف العصور الس���الفة الفينيقيون‬ ‫واألغري���ق والبيزنطي���ون والروم���ان والربب���ر‬ ‫واالت���راك العثمانيون ثم الطلي���ان ال زال بعضها‬ ‫حيمل امساء من ش���يدوها حت���ى اآلن ‪ ..‬وقليلون‬ ‫ه���م املواطن���ون الليبي���ون م���ن س���كان ه���ذه املدن‬ ‫والق���رى م���ن كان ذا ق���درة مالية يس���تطيع ان‬ ‫يبين لنفس���ه بيتا متواضعا من الطني واألخشاب‬ ‫يف أراض حازوها عن طريق الطابو من احلكومة‬ ‫الرتكي���ة او وض���ع اليد او "اللم���س" كما يطلق‬ ‫عليه س���كان البادية حتى بات عام اللمس تارخيا‬ ‫يؤرخ به ‪ ..‬وله شرعية قانونية كشرعية الطابو‬ ‫او التس���جيل العقاري ويعترب ب�ي�ن القبائل عرفا‬ ‫سائدا ختللته كثري من احلروب والغزوات بينها‬ ‫وم���ن ه���ذه املبان���ي اخت���ذت احلكوم���ة الليبي���ة‬ ‫اجلدي���دة مقاراً هلا وملؤسس���اتها ومرافقها العامة‬ ‫حتت اش���راف مستش���ارين أجان���ب معظمهم من‬ ‫االجنلي���ز خصوص���ا يف األم���ور الفني���ة كالطب‬ ‫واملواص�ل�ات والش���ئون احلساس���ة كاألم���ور‬ ‫األمنية واملالية وكان جلهم معارا من احلكومة‬ ‫الربيطاني���ة وم���ن بقاي���ا االدراة العس���كرية‬ ‫الس���ابقة م���ن امثال املس�ت�ر ش���و مدي���ر البوليس‬ ‫وكريكباتري���ك وكارت���ر وديف���س ‪ ..‬ف���كان‬ ‫االجنليزي املس�ت�ر ديفيس وكيال دائما للمالية‬ ‫يعاونه السيد عبدالرازق شقلوف الذي ما لبث ان‬ ‫ح���ل حمله بعد ان اكتس���ب خربة ال قب���ل له بها‬ ‫م���ن قب���ل ‪ ..‬وحيضرني يف ه���ذه املناس���بة أن أول‬ ‫عملة ُس���كت يف عه���د االس���تقالل كانت حتمل‬ ‫توقي���ع الس���يد عبدال���رازق ش���قلوف وذل���ك قبل‬ ‫تأسيس بنك ليبيا الوطين ‪ ..‬وكانت تلك العملة‬ ‫مش���مولة بضمان اجلنيه االس�ت�رليين وهلا نفس‬ ‫القوة الش���رائية ‪ ..‬كما حيضرن���ي رواية كانت‬ ‫تروى على س���بيل الدعاب���ة والفكاهة حيث كان‬ ‫وال���دي حين���ذاك يش���غل منصب متص���رف أول‬ ‫منطقة درنة اليت كانت متتد من القبة غربا اىل‬ ‫احل���دود املصرية ش���رقا (من أواخر س���نة ‪1949‬‬ ‫اىل ‪ )1952‬اذ طلب���ت احلكوم���ة م���ن املواطن�ي�ن‬ ‫تغي�ي�ر ما لديه���م من عم�ل�ات مصري���ة – حيث‬ ‫انها كانت الس���ائدة يف التعامل بني املواطنني يف‬ ‫عهد االدراة الربيطانية بعد انتهاء احلرب العاملية‬ ‫الثاني���ة وبطالن التعامل م���ع اللرية االيطالية –‬ ‫طلبت تغيريها بالعمالت الليبية اجلديدة وكان‬ ‫أحد كبار التجار يف مدينة درنة ويدعى الس���يد‬

‫بوزيد الصافطية حيمل شواالت معبأة بالعمالت‬ ‫املصري���ة طالب���ا تبديله���ا وتغيريه���ا م���ن بن���ك‬

‫ياسني ابوسيف ياسني‬ ‫باركلي���ز بدرن���ة ‪ ..‬وعندما اطلع عل���ى العملة‬ ‫اجلديدة ووجدها حتمل توقيع الس���يد ش���قلوف‬ ‫امتن���ع عن التغي�ي�ر قائال " واهلل م���ا انديرها ‪ ..‬أنا‬ ‫عارف عبدالرزاق شقلوف شخصيا وهو ال ميلك‬ ‫حتى بيت���ا واحدا يف درنه فكي���ف أرضى بتوقيعه‬ ‫عل���ى آالف من اجلنيهات املصري���ة ؟" ‪ ..‬وقد بذل‬ ‫موظفو البنك جمهودات كبرية يف سبيل اقناعه‬ ‫بأن اجلنيه االس�ت�رليين وغطاؤه الذهيب يدعمان‬ ‫اجلنيه اللييب اجلديد ‪.‬‬ ‫اخت���ذت احلكوم���ة للمل���ك مق���رات احلاك���م‬ ‫االيطالي الس���ابق يف كل من طرابلس وبنغازي‬ ‫واختذت املعسكرات الرتكية وااليطالية مقرات‬ ‫للشرطة (البوليس) واجليش ومدارس ابتدائية‬ ‫داخلي���ة وخارجي���ة مث���ل مدرس���ة توريلل���ي يف‬ ‫بنغ���ازي واملدرس���ة الداخلية يف االبيار ومعس���كر‬ ‫قورج���ي والعزيزي���ة يف طرابل���س ‪ ..‬أم���ا املبان���ي‬ ‫اخلاص���ة بااليطال�ي�ن الفاشيس���ت الفاري���ن بعد‬ ‫احلرب العاملية الثانية كمبين التأمني االيطالي‬ ‫(الس���يكورازيوني) فت���م توزعيه���ا عل���ى موظفي‬ ‫الدولة وغريه���م من املواطن�ي�ن ‪ ..‬كما مت اعادة‬ ‫األم�ل�اك واألراض���ي ال�ت�ي متلكه���ا بن���ك روم���ا‬ ‫بواس���طة الش���راء بش���روط جمحف���ة اىل أهله���ا‬ ‫واصحابها القدامى ‪.‬‬ ‫املل���ك ادري���س ختلى عن قص���ر املن���ار يف بنغازي‬ ‫ليجعله أول جامعة ليبية قبل اكتشاف النفط ‪..‬‬ ‫وأجنبت هذه اجلامعة الرعيل األول من الش���باب‬ ‫املتعلم بُعيد االس���تقالل اجمليد كما ختلى امللك‬ ‫عن مقر س���كنه فيما كان يعرف (باجلخ) الواقع‬ ‫عل���ى طريق بنينا يف بنغ���ازي ليكون مقرا للكلية‬ ‫العسكرية امللكية ‪.‬‬

‫واس���تمرت الدول���ة اجلدي���دة روي���دا روي���دا يف‬ ‫حتديث كوادرها واحالل الليبني حمل االجانب‬ ‫يف شغل الوظائف جبميع القطاعات ‪.‬‬ ‫وبانت اهلمة وانقش���عت الغم���ة ‪ ..‬ومشر الليبيون‬ ‫عن س���واعدهم ‪ ..‬وبدأوا العمل حيدوهم األمل يف‬ ‫غد س���عيد ميحوا ذكريات م���اض تعيس كثري‬ ‫العتم���ة ‪ ..‬ماض فيه الكثري من الفخر واالفتخار‬ ‫بأجي���ال ضرب���وا أروع أمثل���ة البطول���ة واجله���اد‬ ‫والتضحي���ة اليت أصبحت مثال حيتذى يف مجيع‬ ‫بقاع الدنيا ‪..‬‬ ‫ومت اكتش���اف النف���ط ‪ ..‬نعم���ة ونقم���ة يف ذات‬ ‫الوقت ‪ ..‬كما قال عنه امللك السنوس���ي رمحه اهلل‬ ‫رمحة واسعة ‪..‬‬ ‫وكان الفضل يف ذلك الكشف راجع اىل مهندس‬ ‫وسياس���ي لي�ب�ي خت���رج م���ن كلي���ة اهلندس���ة‬ ‫باالس���كندرية امس���ه مصطفى ب���ن حليم رئيس‬ ‫وزراء اململكة الليبية املتحدة ‪..‬‬ ‫‪2‬‬ ‫كان املل���ك ادري���س السنوس���ي صاح���ب رؤي���ة‬ ‫واضحة وبصرية ثاقبة ‪ ..‬رأى أن حليفته السابقة‬ ‫بريطاني���ا العظمى ‪ ..‬األمرباطورية اليت ال تغيب‬ ‫عنه���ا الش���مس ‪ ..‬ق���د غابت الش���مس عنه���ا فعال‬ ‫وأفلت ‪ ..‬وفقدت س���يطرتها عن الشرقني األدنى‬ ‫واألقصى دون رجعة ‪ ..‬وأصبح األس���د الربيطاني‬ ‫العج���وز ال يكاد ينش الذباب ع���ن اململكة املتحدة‬ ‫فما بالك بالدول اليت كانت حتت لوائه من دول‬ ‫الكومنويل���ث الواقعة حتت تأثري التاج الربيطاني‬ ‫‪..‬‬ ‫ورأى بعني ثاقبة أن أمريكا قد أخذت بيدها زمام‬ ‫األمور اقتصاديا وسياس���يا وعس���كريا ‪ ..‬رأى ذلك‬ ‫يف اي���ران حينم���ا حاول الدكتور مص���دّق تأميم‬ ‫الب�ت�رول فخرج���ت مظاه���رات حاش���دة دبرته���ا‬ ‫ورتبت هلا املخاب���رات األمريكية طالبة االطاحة‬ ‫برئي���س الوزراء مصدّق يف عهد الشاهنش���اه رضا‬ ‫بهل���وي ‪ ..‬وكان هل���ا ما أرادت ‪ ..‬وس���قط مصدق‬ ‫وسقط معه نفوذ بريطانيا وخمابراتها ‪.‬‬ ‫ورأى ذل���ك قب���ل ذل���ك ‪ ..‬عندما حض���ر الرئيس‬ ‫االمريكي األسبق فرانكلني روزفيلت وقابل على‬ ‫ظهر س���فينته يف عرض البحر األبيض املتوسط‬ ‫املل���ك عبدالعزي���ز آل س���عود ليعقد مع���ه صفقة‬ ‫الصفق���ات ‪ ..‬البرتول وال���دوالر ‪ ..‬مقابل التخلي‬ ‫ع���ن حلفائه االجنليز الذين كان هلم الفضل يف‬ ‫اعتالئه عرش اململكة العربية الس���عودية بعد ان‬ ‫كان أمريا وسلطانا على صحراء جند القاحلة ‪.‬‬ ‫رأى املل���ك ادري���س ان يبحث ع���ن مربط الفرس‬ ‫‪ ..‬عمن يس���تطيع أن يوط���د عالقاته مع الواليات‬ ‫املتح���دة األمريكي���ة ‪ ..‬ومل جي���د ذل���ك متوفرا يف‬ ‫الزعماء السياس�ي�ن التقليدين من أمثال حممود‬ ‫املنتصر وال بن ش���عبان وال حممد الس���اقزلي وال‬ ‫آل الكيخيا وال حسني مازق وال آل العابدية ‪ ..‬إمنا‬

‫وج���د ضالته املنش���ودة يف مهن���دس مغمور كان‬ ‫يش���غل منصب ناظر (وزير) لألش���عال العامة يف‬ ‫والي���ة برقة عقد صفقة مش���بوهة مع ش���ركة‬ ‫مانسمان يف مشروع خط أنابيب املياه العذبة بني‬ ‫عني الدبوس���ية بدرنه وطربق ‪ ..‬وخرج منها نقي‬ ‫اليد مثل الشعرة من العجني ‪.‬‬ ‫وجد ضالته يف املهندس مصطفى بن حليم الذي‬ ‫خترج من كلية اهلندسة يف جامعة االسكندرية‬ ‫اليت كانت تس���مى جامعة امللك ف���اروق األول ‪..‬‬ ‫كان مصطف���ى بن حلي���م باالضاف���ة اىل اتقانه‬ ‫اللغة االجنليزية يتمتع بقدر كبري من الذكاء‬ ‫والفطن���ة وس���رعة البديه���ة والدهاء السياس���ي‬ ‫‪ ..‬وبق���در أك�ب�ر م���ن (الفهول���ة املصري���ة) اليت‬ ‫اكتس���بها اثناء إقامت���ه ودراس���ته يف مصر فمن‬ ‫عاش���ر قوما أربعني يوما صار منهم ‪ ..‬كان ايضا‬ ‫عل���ى دراي���ة جي���دة بأح���وال ليبيا وعل���ى عالقة‬ ‫طيبة م���ع معظم زعم���اء البالد وش���يوخ القبائل‬ ‫ول���ه عالق���ات ممت���ازة مبص���ر وال���دول الغربية‬ ‫ذات املص���احل املش�ت�ركة ‪ ..‬كان صاح���ب دعاب���ة‬ ‫‪ ..‬خفي���ف الظل ‪ ..‬كثري الش���به بالزعيم الوفدي‬ ‫الالمع فؤاد سراج الدين ‪ ..‬وشك ً‬ ‫ال وحجماً واألهم‬ ‫من ذلك عقال راجحا وفكرا ‪.‬‬ ‫أغل���ب الظن – وبعض الظن إثم – أن من رش���ح‬ ‫مصطفى ب���ن حليم لتولي رئاس���ة احلكومة هم‬ ‫االمريكان انفس���هم إذ ان���ه كان يرتبط بعالقات‬ ‫وثيقة مع بعض الساس���ة واملستشارين العاملني‬ ‫يف ليبيا ويف مقدمتهم السفري االمريكي حينذاك‬ ‫‪ ..‬وكان لألمري���كان وجه���ة نظر ت�ب�رر ذلك فهو‬ ‫ش���اب متعلم حيمل أف���كارا جديدة ومن الس���هل‬ ‫عليه���م التفاه���م مع���ه والتأثري علي���ه أكثر من‬ ‫غريه ‪.‬‬ ‫عندم���ا توىل الس���يد مصطفى بن حليم رئاس���ة‬ ‫الوزراء يف اململكة الليبية املتحدة وضع حلكومته‬ ‫أولوي���ات منه���ا ض���رورة البح���ث ع���ن الث���روات‬ ‫املعدني���ة ويف مقدمته���ا الب�ت�رول ‪ ..‬فق���ام بس���ن‬ ‫قانون البرتول وأجازه جملس األمة بعد مناقشة‬ ‫مس���تفيضة من قبل جملس���ي النواب والشيوخ ‪..‬‬ ‫وكوّن جلنة البرتول حتت اشراف أنيس القاسم‬ ‫يعاون���ه الربملان���ي القدي���ر والش���يخ املفوّه الس���يد‬ ‫حمم���د الس���يفاط بوف���روة ‪ ..‬تل���ك اللجن���ة اليت‬ ‫منح���ت امتيازات التنقيب ع���ن مصادر النفط يف‬ ‫كل رب���وع ليبيا حس���ب خارط���ة وضعتها جلنة‬ ‫من اخلرباء واالستش���ارين ‪ ..‬وكان الش���ك يف ان‬ ‫اجلبل األخض���ر حيوي أكثر الف���رص حظوظا‬ ‫يف اكتش���اف البرتول ‪ ..‬ول���ذا قفد تقرر منح حق‬ ‫االمتياز والتنقيب يف تلك املنطقة اىل الش���ركة‬ ‫الليبي���ة ‪ -‬االمريكي���ة ‪ ..‬وقد ُعلق���ت آمال كثرية‬ ‫عل���ى ه���ذا احل���دث ‪ ..‬غ�ي�ر أن���ه مل ت���ؤدي نتائ���ج‬ ‫التنقي���ب عن البرتول يف منطق���ة جردس العبيد‬ ‫اىل نتائج اجيابية ب���ل كانت خميبة لآلمال اىل‬ ‫حد كبري مما أصاب الليبيون بكثري من االحباط‬ ‫ث���م كانت فرحة الليبي���ون عظيمة عندما أعلن‬ ‫عن أول اكتش���اف للبرتول بكمي���ات جتارية يف‬ ‫حقل زلطن بواس���طة الش���ركة األمريكية أيسو‬ ‫ستاندرد ليبيا ‪ ..‬ثم تبعتها شركات عاملية أخري‬ ‫كش���ركة الربيتش برتوليم ( بي بي) وشركة‬ ‫اكس���يندنتال وش���ركة أوزيس وأموسيز وشل‬ ‫ونيلسون بانكرهانت وغريها ‪..‬‬ ‫وأصبح مس���تقبل ليبيا كدولة منتجة للبرتول‬ ‫والغ���از حقيق���ة واقع���ة ‪ ..‬وأصبح الره���ان عليها‬ ‫من كل األط���راف الصديقة والعدوة ‪ ..‬العربية‬ ‫واألجنبي���ة رهانا ممزوجا بني احلب والكراهية ‪..‬‬ ‫وبني احلس���د واحلقد ‪ ..‬وبني املنفعة واملصلحة ‪..‬‬ ‫وفوق ذل���ك وقبله ‪ ..‬بني اخلري والش���ر من داخل‬ ‫الوطن وخارجه على السواء ‪..‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•‪yasinabuseif@yahoo.com‬‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫‪21‬‬

‫يف هجاء الوطنية ومديح املواطنة‬ ‫يع���د مفه���وم " الدول���ة الوطني���ة" أو "الدولة‬ ‫القومي���ة" حديث���اً باملقارن���ة مع تاري���خ تكون‬ ‫الدولة كمفهوم سياس���ي غ�ي�ر حمدد بعرق‬ ‫أو جمموع���ة بش���رية متجانس���ة تتعاي���ش‬ ‫على مس���احة م���ن األرض‪ .‬وإن كان مفهوم‬ ‫الوطني���ة احلدي���ث ش���هد تغ�ي�رات كبرية يف‬ ‫الثقاف���ة الغربي���ة واألوروبية بش���كل حمدد‪،‬‬ ‫وخاص���ة بعد احل���رب العاملية الثاني���ة‪ ،‬إال أن‬ ‫الوطنية والقومية ش���هدت تنامي���اً متصاعداً‬ ‫يف املنطق���ة العربي���ة‪ ،‬وخاص���ة م���ع ارتباطها‬ ‫حب���ركات التح���رر ومقاوم���ة املس���تعمر‬ ‫واحملتل‪.‬‬ ‫وبعد تراجع الفكر القومي العروبي يف نهاية‬ ‫الستينات من القرن املاضي‪ ،‬والذي حل حمله‬ ‫تنامي الفكر القوم���ي الديين‪ ،‬فإن حالة التيه‬ ‫الفكري���ة يف املنطقة العربية أف���رزت ختبطاً‬ ‫ثقافياً إلعادة إنتاج مفهوم القومية يف ش���كل‬ ‫جدي���د هو الوطني���ة القطرية‪ ،‬وال�ت�ي تكونت‬ ‫م���ن خ�ل�ال ح���دود الدول���ة احلديث���ة‪ ،‬فيم���ا‬ ‫يش���ابه نس���بياً مفهوم الوطني���ة التحررية يف‬ ‫مطل���ع الق���رن املاضي‪ ،‬وال���ذي يعد انعكاس���اً‬ ‫خليبة أمل جمتمعات هذه الدول لسياس���ات‬ ‫أنظم���ة قامع���ة اس���تعملت املفه���وم القوم���ي‬ ‫ووح���دة املصري (العرق���ي والثق���ايف والديين)‬ ‫يف مش���روعها لرتس���يخ قبضته���ا السياس���ية‬ ‫احلاكمة يف بلدانها‪.‬‬ ‫وعل���ى الرغ���م م���ن صعوب���ة اخت���اذ األحداث‬ ‫التارخيي���ة كوس���يلة للمقارن���ة الخت�ل�اف‬ ‫احمل���ددات‪ ،‬إال أن اس���تقاء العرب م���ن التجربة‬ ‫القومي���ة والوطني���ة يف البل���دان األوروبي���ة‬ ‫وفيما بعد القومية العربية يف العامل العربي‪،‬‬ ‫أنت���ج أنظم���ة وسياس���ات كان م���ن ضم���ن‬ ‫أوصافها‪ ،‬القمع واإلقصاء والتهميش العرقي‬ ‫والفاش���ية التطهريي���ة‪ .‬ولع���ل ما نش���هده يف‬ ‫العامل العربي يف زمن س���بق الثورات العربية‬ ‫بقلي���ل وما نعيش���ه م���ن إح���داث تارخيية لن‬ ‫ن���رى نتائجها إال بعد حني من الزمن‪ ،‬يؤكد‬ ‫أن فشل األنظمة العربية القامعة جعل الفرد‬ ‫العربي يعود إىل مرحلة االنتماءات البدائية‪،‬‬ ‫وال�ت�ي ختت���زل يف البعد الثق���ايف االجتماعي‪،‬‬ ‫وال�ت�ي من أهمه���ا الدي���ن والوطني���ة احمللية‬ ‫القبلية العصبية‪.‬‬ ‫ولع���ل اح���د أكث���ر املصطلح���ات تعرض���اً‬ ‫للتش���ويه االس���تبدادي هو مفه���وم "الوطنية"‬ ‫و"الوط�ن�ي" وال���ذي اس���تعمل م���ن كحال���ة‬ ‫توصيفي���ه لألنظم���ة الش���مولية‪ ،‬وأصب���ح‬ ‫اس���تخدام املصطلح وس���يلة الحت���واء كافة‬ ‫األص���وات يف الدول���ة الواح���دة حت���ت مظل���ة‬ ‫سياس���ية‪ ،‬حزبي���ة أو مجاعي���ة‪ ،‬ملن���ع تس���رب‬ ‫أص���وات معارضة للنظ���ام احلاك���م‪ .‬وقد ال‬ ‫أبال���غ يف الق���ول أن مفهوم الوطنية املرت س���خ‬ ‫يف اخليال اجلمع���ي للنخب���ة العربية‪ ،‬مازال‬ ‫مرتبط���اً بالفك���ر القوم���ي العرب���ي‪ ،‬والصراع‬ ‫ضد قوى االس���تعمار واهليمن���ة واليت وجدت‬ ‫هل���ا أرضا خصبة يف بيئة فقرية سياس���ياً بعد‬ ‫احل���رب العاملي���ة الثاني���ة ومرحل���ة احل���رب‬ ‫الباردة‪.‬‬ ‫ش���هد مفه���وم الوطنية السياس���ي يف املنطقة‬ ‫العربي���ة حت���و ً‬ ‫ال أصولي���ا يف العق���د األخ�ي�ر‪،‬‬ ‫ليش���مل معاني الوالء واإلخ�ل�اص واالنتماء‬ ‫"للوط���ن"‪" .‬الوط���ن" ال���ذي تراج���ع ليش���مل‬

‫غازي القبالوي‬ ‫املفه���وم العرق���ي "العربي" وال���ذي مل يعرتف‬ ‫بالف���وارق العرقي���ة األخ���رى‪ ،‬إىل مفه���وم‬ ‫"الوط���ن" املخت���زل يف الدول���ة الوطنية‪ ،‬اليت‬ ‫مت خنريطه���ا ككيان سياس���ي‪ ،‬مصطنع يف‬ ‫الغالب‪ ،‬يف النصف الثاني من القرن املاضي‪.‬‬ ‫الوطني���ة مبفهومه���ا السياس���ي احلدي���ث يف‬ ‫املنطق���ة العربي���ة أصبحت تس���تغل من اجل‬ ‫إضف���اء الش���رعية للجماع���ات والتي���ارات‬ ‫السياس���ية املتعددة واملختلف���ة‪ ،‬بل إن بعضها‬ ‫أصبح ويف مش���هد س���اخر يتفنن يف استعمال‬ ‫مش���تقات الوطن من "وطني���ة" و"وطين" لكي‬ ‫ينفي عن نفس���ه وجمموعته االتهامات بعدم‬ ‫االنتماء للوطن‪ ،‬أو الش���عب‪ ،‬أو النقاء الوطين‬ ‫غ�ي�ر املرتبط بش���بهات االنتماء لوط���ن أو بلد‬ ‫آخر من خالل التجنس أو املواطنة القانونية‪.‬‬ ‫مؤخ���راً افرز احل���س "الوطين" ش���ك ً‬ ‫ال متكرراً‬ ‫من أش���كال اإلقصاء من خالل جلان سياسية‬ ‫لتقديم صكوك "النزاهة والوطنية" كما هو‬ ‫احلال يف ليبيا بعد الثورة‪ ،‬أو من خالل وضع‬ ‫الوطني���ة يف قال���ب حمدد يض���ع تعريفه تيار‬ ‫فك���ري أو سياس���ي يضفي على نفس���ه صفة‬ ‫الوطنية ويتم�ت�رس وراء ش���رعية امتالكه‬

‫للقوة الش���عبية يف الش���ارع واجملتمع‪ ،‬وينفي‬ ‫صف���ة الوطني���ة‪ ،‬وبالتال���ي االنتم���اء لكي���ان‬ ‫جغرايف‪/‬سياس���ي أطلق عليه "وطن" يف غفلة‬ ‫من أزمة هوية م���ازال غالبية اجملتمع يعاني‬ ‫منها‪.‬‬ ‫يف املقاب���ل يعاني مفه���وم "املواطن���ة" من قلة‬ ‫االس���تعمال وس���وء الفه���م واخلل���ط املتعم���د‬ ‫أحيانا مع مفه���وم "الوطنية"‪ .‬وتعين املواطنة‬ ‫يف املفه���وم احلدي���ث العالق���ة القانوني���ة بني‬ ‫الف���رد والدول���ة ال�ت�ي يقطنها ويعي���ش فيها‪،‬‬ ‫حي���ث حت���دد العالقة بينهما م���ن خالل عقد‬ ‫اجتماعي ومساهمة الفرد يف حركة اجملتمع‬ ‫أو الدول���ة وال�ت�ي تف�ت�رض حقوق���اً أساس���ية‬ ‫تنظم هذه العالقة‪ ،‬وكثرياً ما يتم استعمال‬ ‫مفهوم "اجلنس���ية" كمرادف للمواطنة‪ ،‬وإن‬ ‫كانت تعرب ع���ن احلالة القانوني���ة للفرد يف‬ ‫الدول���ة أكثر م���ن توصيفها لعالق���ة الفرد‬ ‫باجملتمع واملواطنني يف البلد‪.‬‬ ‫وال تف�ت�رض املواطن���ة يف ش���كلها الع���ام أي‬ ‫معان���ي للوطنية العرقي���ة أو الدولة القومية‬ ‫احمل���ددة بانتم���اء‪ ،‬أو عالق���ة مباش���رة ألصل‬ ‫عرق���ي أو قبل���ي أو عائل���ي مش�ت�رك‪ ،‬تفرض‬ ‫فيه قوالب أخرى قد تكون من بينها حمددات‬ ‫اللغة أو الدين أو التاريخ االجتماعي املشرتك‪،‬‬ ‫فاملواطن���ة هي اعرتاف بش���رعية انتماء الفرد‬ ‫للمجموعة املكونة للبلد أو الكيان السياسي‪/‬‬ ‫اجلغ���رايف وال���ذي اعرتف به باس���م (الدولة)‪،‬‬ ‫وهي بذلك ال تضع شروطاً أخرى ال حيددها‬ ‫قانون يتف���ق عليه من قبل ه���ذه الدولة لكي‬ ‫يصب���ح الف���رد مواطن���اً منتمي���اً هل���ا‪ ،‬ويتمتع‬ ‫فيها حبقوق متس���اوية أمام القانون مع باقي‬ ‫األف���راد املواطنني الذين قد يك���ون لكل منهم‬ ‫أو جملموعة منهم حم���ددات أخرى للتعريف‬ ‫بهويتهم اجلمعي���ة يف داخل جمتمع املواطنة‬ ‫الذي حيدده قانون الدولة‪.‬‬ ‫وال تعين املواطنة تغليب أو حمو هوية معينة‬ ‫داخ���ل الدول���ة عل���ى باق���ي اهلوي���ات املتعددة‬ ‫يف داخله���ا‪ ،‬ولكنه���ا تس���عى إىل تكوي���ن هوية‬

‫جديدة تكون من ضمن اهلويات املكونة للفرد‬ ‫املواط���ن لتصبح الراب���ط بني أف���راد اجملتمع‬ ‫بغ���ض النظ���ر ع���ن اختالفاته���م العرقي���ة أو‬ ‫الديني���ة أو اللغوية أو الوطني���ة‪ ،‬وبهذا تكفل‬ ‫دول���ة املواطن���ة‪ ،‬للف���رد إمكاني���ة االس���تثمار‬ ‫املادي واملعن���وي يف هذا اجملتمع عندما يصبح‬ ‫االعرتاف بش���رعية وجوده فيه عام ً‬ ‫ال إلتاحة‬ ‫االس���تقرار والبناء واملساهمة يف تطوير الفرد‬ ‫واجلماعة‪.‬‬ ‫يصب���ح مفه���وم املواطن���ة يف ال���دول املتعددة‬ ‫الثقاف���ات والقوميات‪ ،‬أو اجلماع���ات القبلية‪،‬‬ ‫أم���را أساس���يا ومهم���اً لتحدي���د العالق���ة بني‬ ‫الف���رد والدول���ة ال�ت�ي حتتضنه‪ ،‬كم���ا تنظم‬ ‫العالق���ة ب�ي�ن األف���راد يف اجملتم���ع ال���ذي قد‬ ‫حيت���اج إىل زم���ن م���ن التعام���ل م���ع املواطنة‬ ‫لكي ينبذ أش���كال التمييز والقمع االجتماعي‬ ‫اليت متارسها ثقافة أو هوية غالبة على باقي‬ ‫الثقاف���ات حبجة النق���اء العرق���ي أو الوطين‪،‬‬ ‫وق���د يصب���ح اإلحس���اس الوط�ن�ي ال���ذي ال‬ ‫حتكمه القوانني والتشريعات مصدراً للتفتت‬ ‫والتناح���ر الذي ي���ؤدي إىل املزيد من التصدع‬ ‫يف اجملتمع‪.‬‬ ‫قد تقضي املواطنة يوماً ما على س���ؤال اهلوية‬ ‫املتأزم الذي نعانيه‪ ،‬والذي ال يكتفي بالتعامل‬ ‫م���ع الفرد اجمل���رد من باقي حم���ددات هويته‪،‬‬ ‫ولكنه يس���عى إىل حتجي���م وتقييم هذا الفرد‬ ‫من خ�ل�ال انتمائ���ه إىل هذه القبيل���ة أو تلك‬ ‫املنطق���ة أو ذل���ك الدين أو اللغ���ة أو القومية‪،‬‬ ‫وال���ذي عل���ى أساس���ه س���يتم أما قب���ول الفرد‬ ‫أو نب���ذه يف داخ���ل الوطن احملاصر بش���عارات‬ ‫الوطنية‪ ،‬واليت قد تؤدي إىل تكوين مواطنني‬ ‫يف درج���ات أدن���ى م���ن غريه���م‪ ،‬ويذك���ي‬ ‫أحاس���يس التهمي���ش واإلقص���اء يف داخ���ل‬ ‫اجملتمع‪.‬‬ ‫فه���ل حنتف���ي قريب���اً بدول���ة املواطن���ة أم‬ ‫س���تفتت دولة الوطنية ما تبق���ى من كياننا‬ ‫االجتماعي؟!‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫ماما قمرية علي‬ ‫مسرح الكشاف‬

‫ش���هد مس���رح الكش���اف بطرابل���س األي���ام‬ ‫القريب���ة املاضية عرض���ا للمس���رحية الغنائية‬ ‫االس���تعراضية اجلدي���دة ( ماما قم�ي�رة ) وهي‬ ‫من تألي���ف وإخراج وأحل���ان الفنان املوس���يقار‬ ‫رش���يد س���عد الدين ومتثيل كل من ‪ :‬عبدا اهلل‬ ‫الشاوش ومهيبة جنيب وعلي دعدوش وحسين‬ ‫عبد احلميد وعبد الرزاق عبد العالي والصديق‬ ‫الش���اوش ‪ ،‬وقدم االس���تعراضات فرق���ة األنوار‬ ‫بقيادة الفنانة نعيمة التاورغي ‪.‬‬ ‫مس���رحية مام���ا قم�ي�رة تتح���دث ع���ن كفاح‬ ‫األجداد من خالل سرد لبطلة املسرحية اجلدة‬ ‫قمرية اليت حتدث أحفادها جيل املس���تقبل عن‬ ‫بطوالت أجدادهم ومعاناته���م وكفاحهم ضد‬ ‫املس���تعمر ه���ؤالء األج���داد الذي���ن مه���دوا هلذا‬ ‫اجليل طريق احلري���ة وعلموهم معين وقيمة‬ ‫التضحي���ات يف س���بيل الوط���ن ‪ ،‬ليحافظوا علي‬ ‫حريته���م الغالية اليت بذل م���ن أجلها ثوار ‪17‬‬ ‫فرباي���ر أرواحه���م ليتخلصوا م���ن نظام طاغية‬ ‫مس���تبد إس���تعبد هذا الش���عب أكثر من أربعة‬ ‫عقود ‪.‬‬

‫جديد الفنانة فريوز‬

‫ذك���ر موقع صدي البلد بأن الفنانة اللبنانية‬ ‫القديرة فريوز تس���تعد هذه األي���ام للتحضري‬ ‫أللبومه���ا الغنائ���ي اجلدي���د وذل���ك بعقد عدة‬ ‫جلس���ات الختيار األغاني اليت سيتضمنها هذا‬ ‫األلبوم اجلديد ‪ ،‬واجلدير بالذكر أن الفنانة‬ ‫فريوز س���بق وأن طرح���ت منذ عام�ي�ن ألبوما‬ ‫غنائي���ا حيم���ل عنوان ( أي���ه فيه أم���ل ) والذي‬ ‫حقق جناحا كب�ي�را يف لبنان والوطن العربي‬ ‫ومن أش���هر ذلك األلبوم أغان���ي ‪ :‬اهلل كبري –‬ ‫أي���ه يف أم���ل – األرض لك���م – بكت���ب أمسهن‬ ‫–ديار بكر –تل الزعرت ‪.‬‬

‫خليل العرييب‬

‫احلكم بسجن منتج الفيلم املسيء‬ ‫أص���درت احملكم���ة االحتادي���ة مبدينة‬ ‫لوس أجنلوس األمريكية حكما بسجن‬ ‫نيقوال باسيلي املسئول عن إنتاج الفيلم‬ ‫املس���يء للرس���ول حممد صلي اهلل عليه‬ ‫وس���لم ‪ ،‬ومت احتجاز باس���يلي يف سجن‬ ‫وس���ط مدين���ة ل���وس اجنليس بس���بب‬ ‫انتهاكه لشروط اإلفراج عنه يف قضية‬ ‫احتي���ال مصريف س���ابقة س���نة ‪، 2011‬‬ ‫ويواجه مثاني���ة اتهامات لكنها ال عالقة‬ ‫هلا بإنتاج الفيلم املسيء ‪.‬‬ ‫وكان حمام���ي بس���يلي ق���د أب���دي‬ ‫قلق���ه حول موكله باعتبار أن الس���جن‬ ‫ال���ذي أودع به عدد كبري من الس���جناء‬ ‫املس���لمني األمر الذي يشكل خطرا علي‬ ‫حياة موكله ‪ ،‬وكان باس���يلي املسيحي‬ ‫املصري األصل س���بق وأن استخدم عدة‬ ‫أمساء مستعارة وأنه قد شارك يف منط‬ ‫مط���ول من اخلداع حس���ب م���ا قضت به‬ ‫القاضية س���وزان س���يجال املسئولة عن‬ ‫قضيته ‪.‬‬

‫عروض سينمائية مصرية بطرابلس‬ ‫بالتع���اون الفين والثقايف م���ا بني النادي‬ ‫الس���ينمائي اللي�ب�ي واملرك���ز الثق���ايف‬ ‫املص���ري انتظ���م منت���دى الع���روض‬ ‫الس���ينمائية املصري���ة بقاع���ة املرك���ز‬ ‫الثق���ايف املص���ري ويش���مل املنت���دى‬ ‫خمت���ارات م���ن األف�ل�ام القص�ي�رة‬ ‫والوثائقي���ة م���ن إنتاج املرك���ز القومي‬ ‫للس���ينما املصرية وكانت عروض هذا‬ ‫املنتدى علي النحو التالي ‪:‬‬

‫ش���ريط س���اعة العص���ا ري ‪ :‬س���يناريو‬‫وإخراج شريف البداري ‪.‬‬ ‫ش���ريط آخر النهار ‪ :‬ع���ن قصة األديب‬‫إبراهيم أصالن ‪.‬‬ ‫ش���ريط أيام الراديو ‪ :‬سيناريو وإخراج‬‫مسري عودة ‪.‬‬ ‫ش���ريط يعيش بيننا ‪ :‬سيناريو وإخراج‬‫حممود سليمان ‪.‬‬ ‫‪-‬شريط قصة من واقع احلياة ‪.‬‬

‫شريط خليك قاعد ‪:‬س���يناريو وإخراج‬‫ملياء رجائي ‪.‬‬ ‫شريط اللون األزرق ‪:‬سيناريو وإخراج‬‫مصطفي يوسف ‪.‬‬ ‫وقد شهد هذا املنتدى حضور دبلوماسي‬ ‫متمي���ز م���ا يزي���د عن عش���رين س���فريا‬ ‫ومثله���م مبعوثا دبلوماس���يا إضافة إلي‬ ‫لفي���ف م���ن الفنان�ي�ن والنق���اد والكتاب‬ ‫والصحفيني واملهتمني بقضايا السينما‬

‫أطفال تاورغاء املشردون واألسبوع الدولي للكتاب‬

‫مبناس���بة األس���بوع الدول���ي للكت���اب ‪،‬‬ ‫وكجزء من السعي املتواصل للتشجيع‬ ‫على الق���راءة يف اجملتم���ع وزرع البذور‬ ‫األوىل حن���و املصاحل���ة الوطني���ة‪ ،‬ن ّفذ‬

‫فريق "مشروع كتابي" التابع حلركة موطن���اً للمئ���ات من األطف���ال الليبيني‬ ‫جيل األح���رار أول مب���ادرة للتوعية يف النازح�ي�ن من تاورغ���اء ومناطق أخرى‬ ‫ه���ذا اجملال يف أح���د خميمات الالجئني من ليبيا ‪.‬‬ ‫يف طرابل���س ‪ ،‬حي���ث يعترب ه���ذا املخيم‬


‫ميادين الرياضة‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬ ‫أمحد بشون‬

‫حكاية الالعب صاحل بوزيد الشطيطي الذي‬ ‫اغتاله أزالم الطاغية يف عاصمة بالد اإلغريق‬ ‫تق���ول احلكاي���ة احملزنة ج���دا أن هناك‬ ‫معلومات اس���تخباراتية أرس���لها طالبان‬ ‫كان يدرس���ان يف بالد اليونان يف بداية‬ ‫الثمانين���ات تق���ول " أن الث���ري ص���احل‬ ‫بوزيد املهاجر إىل بالد اليونان يقوم بني‬ ‫احلني واألخر باس���تقبال أش���خاص من‬ ‫املعارض�ي�ن يف اخل���ارج ‪ ،‬كم���ا انه يقوم‬ ‫بتقدي���م األم���وال إىل املعارض���ة إضافة‬ ‫إىل ان���ه من أعداء النظام يف ليبيا " هكذا‬ ‫تقول رس���الة أولئك الطلبة العاش���قني‬ ‫لنظام الطاغية الدكتاتوري ‪!..‬‬ ‫وعل���ى الف���ور أم���ر الطاغ���وت مكت���ب‬ ‫االتص���ال بإرس���ال أزالمه���م إىل أثين���ا‬ ‫لتصفي���ة ه���ذا املع���ارض ال���ذي اقل���ق‬ ‫راحتهم يف الساحة اليونانية ‪.‬‬ ‫وال���ذي التقيت���ه قب���ل هجرت���ه إىل‬ ‫اثين���ا وقد طل���ب م�ن�ي أن أعطيه بعض‬ ‫املس���رحيات الكوميدي���ة لك���ي حيمله���ا‬ ‫مع���ه إىل هن���اك وقد أهديت���ه جمموعه‬ ‫من املس���رحيات منها ‪ (..‬شاهد ماشافش‬ ‫حاج���ة ) ‪ ( ،‬والعي���ال ك�ب�رت ) ‪(،‬‬ ‫واملتج���وزون ) ‪ ( ،‬وع الرصي���ف ) ‪ (،‬وإال‬ ‫مخس���ة ) فحملها معه عس���ى أن تدخل‬ ‫االبتسامة إىل قلبه وقد جاء اغتياله عن‬ ‫طري���ق راكبني لدراج���ة نارية أطلقت‬ ‫علي���ه الرص���اص بينما كان يس�ي�ر يف‬ ‫اح���د ش���وارع أثينا يف ش���هر رمضان عام‬

‫فرج العقيلي‬ ‫كان األهلي داعم���ا للمنتخب الوطين‬ ‫لكرة الق���دم بأكثر من العب وخاصة‬ ‫يف حراسة املرمى بداية من عبد العالي‬ ‫العقيلي وعلى بوعود ونهاية بالفيتوري‬

‫‪ 1984‬م واملرحوم الالعب صاحل بوزيد‬ ‫بدأ حيات���ه الرياضية م���ع فريق اهلالل‬ ‫حيث فاز معهم ببطولة بنغازي للدرجة‬ ‫الثاني���ة يف موس���م ‪52/1953‬م كان‬ ‫ذل���ك برفق���ة أحممد الش���ريف وبوبكر‬ ‫شاميس���ه وعل���ى الش���عالية وحمج���وب‬ ‫بوكر وخالد الغن���اي واحلارس عوض‬ ‫بسيكري وغريهم ‪.‬‬ ‫وق���د كان الالعب ص���احل بوزيد ضمن‬ ‫فري���ق املدرس���ة الثانوي���ة ال���ذي ف���از‬ ‫ببطول���ة املص���احل احلكومي���ة للموس���م‬ ‫الرياضي ‪ 1953/1954‬م ‪.‬‬ ‫وبعد ه���ذه البطولة ازداد تألقا وش���هرة‬ ‫فاس���تدعاه فري���ق األهل���ي لك���ي يلع���ب‬ ‫معه أفضل مومس�ي�ن يف حياته ‪55/56‬‬ ‫و ‪ 56/57‬ليف���وز مع���ه ببطولة بنغازي‬ ‫مرت�ي�ن عل���ى التوال���ي وحي���رز معه���م‬ ‫كاس البطول���ة ال�ت�ي كان ينافس���ه‬ ‫عليه���ا أقوى الف���رق يف ذلك الوقت ففي‬ ‫البطولة األوىل ‪ 1955/1956‬م فاز‬ ‫الفريق ببطولة بنغازي للدرجة األوىل‬ ‫أم���ا يف البطول���ة ‪ 1956/1957‬م فق���د‬ ‫فاز معهم ببطولة برقة واليت شاركت‬ ‫فيها فرق من امل���رج ودرنه وطربق وقد‬ ‫لع���ب مع���ه يف البطول���ة األوىل العب�ي�ن‬ ‫عمالقة أمثال ‪ :‬إبراهيم الفزاني ( باليال‬ ‫) ومصطف���ى املك���ي ‪ ،‬وحمم���د احلداد (‬

‫اقعي���م ) ‪ ،‬واحل���ارس العم�ل�اق امله���دي‬ ‫كوي���ري وبوبك���ر شاميس���ه ‪ ،‬وس���امل‬ ‫الربغثي ‪ ،‬وعمر الفالح ( بوذينه ) وسعد‬ ‫ف���رج ‪ ،‬وحمم���ود بوس���تة ‪ ،‬وعبدالعالي‬ ‫العقيلي ‪ ،‬وغريهم من الالعبني ‪.‬‬ ‫أما يف البطولة الثانية اليت ش���ارك فيها‬ ‫الالع���ب الرائع ص���احل بوزيد فقد كان‬ ‫م���ن ضم���ن أعض���اء الفري���ق باإلضافة‬ ‫للذين ذكرتهم سابقاً ‪ ..‬مفتاح األصفر‬ ‫(‬ ‫وخمت���ار الغناي وامحد الضراط‬ ‫بيون���دو ) ‪ ،‬وعب���داهلل اليدري ‪ ،‬ويوس���ف‬ ‫الكب�ت�ي ‪ ،‬هك���ذا ه���و الرياض���ي الرائ���ع‬ ‫واب���ن بنغازي الب���ار الذي كان يعش���ق‬ ‫بنغ���ازي حتى الثمال���ة وكان ال يتوانى‬ ‫يف تقدي���م املس���اعدة إىل كل رياض���ي‬ ‫يستحق املس���اعدة فقد ُعرف عنه الكرم‬ ‫والش���جاعة ومس���اعدة اآلخرين وكان‬ ‫قلب���ه ملئ حب���ب الن���اس الطيبني وهلذا‬ ‫ْ‬ ‫يس���تطع احلياة يف ه���ذه املدينة اليت‬ ‫مل‬ ‫كان نظام الطاغية قد زرع فيها احلقد‬ ‫والكراهي���ة والنف���اق والتزل���ف للنظام‬ ‫‪ .‬وهل���ذا أيض���اُ اغتالته يد الغ���در اليت ال‬ ‫ترح���م أب���داً ‪ .‬فهل حي���ق لن���ا أن نطالب‬ ‫م���ن وزي���ر العدل فت���ح مل���ف التحقيق‬ ‫يف اغتيال هذا الالعب واإلنس���ان الرائع‬ ‫ال���ذي افتقدن���اه مجيع���اً يف امليادي���ن‬ ‫الرياضية ‪.‬‬

‫رمزي الكوايف أخر احل ّراس‬ ‫الدوليني باألهلي !!‬ ‫رج���ب ورمزي الكوايف ولكن بعد رمزي‬ ‫الكوايف ختل���ي األهلي عن ه���ذه املهمة‬ ‫نتيج���ة إلهم���ال املس���ؤولني باالهتمام‬ ‫بالفئ���ات الس���نية وحص���ر جمهوداتهم‬ ‫على الفريق األول لكرة القدم لكس���ب‬ ‫ود املتعصب�ي�ن من املناصرين فال فريق‬ ‫بنوا وال بطوالت حققوا‬ ‫اجته املس���ؤولون يف األهلي بالبحث عن‬ ‫الالع���ب اجلاه���ز م���ن الف���رق األخرى‬ ‫ولألس���ف مل تك���ن اختياراته���م ناجحة‬ ‫س���واء من الداخل أو اخلارج وألول مرة‬ ‫يتطل���ع األهلي إىل ح���ارس مرمى من‬ ‫خ���ارج األهلي واىل عدد غ�ي�ر قليل من‬ ‫الالعب�ي�ن يف املراك���ز األخ���رى األم���ر‬ ‫ال���ذي انعك���س عل���ى األهل���ي بضع���ف‬ ‫املستوى وسوء النتائج واجرتار اجنازات‬ ‫املاضي فهل يهتم املس���ؤولون احلاليون‬ ‫بالفئات الس ّنية وجلب العناصر الكفؤة‬ ‫هل���ا للبن���اء الصحي���ح وف���ق األس���س‬ ‫العلمي���ة واخلط���ط املدروس���ة واملنهاج‬ ‫السليم ؟‬ ‫ّ‬

‫كلمة العدد‬

‫عـودة للـتاريخ‬ ‫اجلميل ‪!!!..‬‬ ‫ه���و رج���ل فاضل م���ن مدين���ة بنغازي‬ ‫األبي���ة متيز باالس���تقامة وحب اخلري‬ ‫أحرتم��� ُه وأحب���ه اجلمي���ع ‪ ..‬أرتب���ط‬ ‫جبمعي���ة عم���ر املخت���ار من���ذ أعوامها‬ ‫األوىل ع���رف أغل���ب قادته���ا وع���اش‬ ‫بينه���م ‪ ..‬كم���ا أحب األهل���ي وواكب‬ ‫مس�ي�رته وأرتب���ط بأجياله وأس���هَم يف‬ ‫دعم املس�ي�رة املتألق���ة ‪ ..‬عندما ش���اهد‬ ‫مالم���ح ع���ودة رياض���ة املالكمة بعد‬ ‫زوال حكم الظلم والتس���لط والطغيان‬ ‫عادت ب���ه الذاك���رة إىل جمموعة من‬ ‫األوراق والص���ور والذكري���ات ال�ت�ي‬ ‫حتك���ي قصص���اً وت���ؤرخ ملالح���م ع���ن‬ ‫جمموع���ة م���ن ال���رواد املناضلني من‬ ‫أبناء بنغ���ازي الذين مكنتهم وطنيتهم‬ ‫وش���جاعتهم م���ن مواجهة االس���تعمار‬ ‫االيطالي وقي���ادة احلركة الرياضية‬ ‫يف أحلك األوقات والظروف ‪.‬‬ ‫يف األع���داد القادم���ة م���ن ه���ذه‬ ‫الصحيف���ة ال�ت�ي حت���رص عل���ى ربط‬ ‫املاض���ي باحلاض���ر وتتطل���ع إىل‬ ‫املس���تقبل الزاه���ر بع���ون اهلل س���وف‬ ‫ّ‬ ‫وتطلع���ون عل���ى س�ي�رة‬ ‫ تق���رأون‬ ‫( عيس���ى احمليش���ي ) بقلم الدكتور (‬ ‫املهدي املطردي ) وعلى س�ي�رة ( سامل‬ ‫املكح���ل ) بقلم األس���تاذ ( عبدالرمحن‬ ‫ب���ركات ) وأيض���اً عل���ى حكاي���ة ف���وز‬ ‫املالكم املبدع ( حممد الربناوي ) على‬ ‫املالكم االيطالي الشهري ( رود جريو )‬ ‫وقصصاً أخرى ‪.‬‬

‫أخـــر األخـــبار ‪....‬‬

‫مجعي���ة عمر املخت���ار اليت تن���ادي منذ عدة‬ ‫ش���هور جمموعة من الشباب والشيوخ ألجل‬ ‫إع���ادة إش���هارها حيث أس���فرت االجتماعات‬ ‫ال�ت�ي عق���دت عل���ى وض���ع واعتم���اد نظامها‬ ‫األساس���ي تعود من جديد الس���تكمال مهمة‬ ‫مش���اركتها وإس���هامها يف احل���راك ال���ذي‬ ‫تش���هده بالدنا احلبيبة حي���ث تقرر فتح باب‬ ‫الرتش���يح ألنتخاب رئي���س وأعضاء جملس‬ ‫اإلدارة وكذلك اجلمعي���ة العمومية وذلك‬ ‫اعتب���ار من يوم اجلمع���ة ‪ 2012/10/5‬م‬ ‫وسيتم قفله يوم األربعاء ‪ 2012/10/10‬م‬ ‫‪ .‬على أن تعقد اجلمعية العمومية اجتماعها‬ ‫الع���ادي ي���وم اجلمع���ة ‪ 2012/10/12‬م‬ ‫بقاع���ة فينيس���يا عن���د الس���اعة اخلامس���ة‬ ‫والنصف مساءا إلجراء عملية االنتخاب ‪..‬‬ ‫نأم���ل من اإلخ���وة األعضاء إعط���اء األهمية‬ ‫وذلك باحلضور واملشاركة‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 15 / 9 ( - ) 74‬أكتوبر ‪)2012‬‬

‫شارع دبي ـ بنغازي‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.