العدد 79

Page 1

‫السنة الثانية العدد ( ‪19 - 13 ( - ) 79‬نوفمبر ‪)2012‬‬

‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫‪13( (- -) )77‬‬ ‫العدد( (‪79‬‬ ‫الثانيةالعدد‬ ‫السنةالثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2012)2012‬‬ ‫‪19‬نوفمبرنوفمبر‬ ‫‪ -30‬أكتوبر‪5 -‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫ميادين تسرق احلكومة واملفوضية العليا لالنتخابات !‬

‫اجملد للسفنز بـالدحي‬

‫بنغــــازي‬

‫تنتخب أوباما‬

‫ملف العدد‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪19 - 13 ( - ) 79‬نوفمبر ‪)2012‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪:‬تكتبها فاطمة غندور‬

‫ميادين تسرق احلكومة واملفوضية العليا لالنتخابات !‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫هليل البيجو‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫حسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزاوية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫مفتاح ميلود ‪ /‬البيضاء‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫املراجعة اللغوية‬

‫صالح السيد أبوزيد‬ ‫لوحة الغالف‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫ب���دا املش���هد الصحف���ي (كم���ا ونوع���ا ) عقب انتص���ار ثورتن���ا ذا أف���ق مفتوح عل���ى مفاهي���م احلرية‬ ‫واالس���تقاللية كم���ا لو كنا االكث���ر حرية كصحافة يف مش���هد إعالم العامل !‪ ،‬لك���ن هذه احلرية‬ ‫وذل���ك االس���تقالل مل يرت���ق يف الفهم العام حكومة وش���عبا اىل ما متثله ومتارس���ه من س���لطة الفعل‬ ‫والتأثري والتغيري مبا قد يتجاوز السلطات الثالث تشريعية وتنفيذية وقضائية واذا ما استوعبنا ذلك‬ ‫فقد وصلنا اىل عالمة من عالمات الدميقراطية اليت عرفتها دول تقدمت بذلك ‪،‬ان ما يالقيه اجلهد‬ ‫الصحف���ي من إقصاء ونظرة جمحف���ة حبقه والنظر إليه من زاوية قاصرة فكأن الصحافة – لديهم‬ ‫ هي انش���غال العابث ‪،‬أو طمع من يس�ت�رزق أو من ميارس العداء لكل ش���يء ( كما أشار عبداحلفيظ‬‫غوقة عضو اجمللس االنتقالي السابق فى لقاء حول االعالم ) ‪ ،‬ومن ثم تأتي دعوات من اعلى السلطات‬ ‫‪ ،‬وأحيانا من ممتهين الصحافة نفسها حبجة تنظيم املهنة ‪،‬العالن الرقابة ‪،‬والتحكم ‪ ،‬وفرض مظلة‬ ‫مبجلس اعلى على املُنش���غلني بهموم البالد ‪ ،‬واملُش���تغلني على حتريك ال���رأي العام وإمساع صوته ملن‬ ‫يهمهم امره ‪.‬‬ ‫كان م���ن املُقص�ي�ن لدورن���ا كصحافة حرة رئاس���ة الوزراء ممثل���ة حبكومة الكيب ال�ت�ي أبدت نقدا‬ ‫حادا حني مطالبتنا حبقنا يف س���عر تش���جيعي ‪ ،‬فم���ا الفرق بيننا وبني صحف تدعمها هيئة تش���جيع‬ ‫الصحافة – حسب فهمهم ‪ -‬واليت تعرب جمانا ملكاتبهم ونسوا اننا نتكفل مبصاريف الطباعة والشحن‬ ‫وغريها مما يستلزم دوران العدد االسبوعي‪.‬‬ ‫والحقا حينما مت إنش���اء املفوضية العليا لالنتخابات بادرنا اىل القسم االعالمي ‪ ،‬والذي ترأسه مجال‬ ‫ال���زوي ال���ذي كن���ت اول املواجهني له رفق���ة صحفيني أخرين للس���يد نوري العب���ار ومبقر اجمللس‬ ‫االنتقالي بطرابلس حينها‪ ،‬حني أبديت دهش�ت�ي من تعيينه مديرا العالم أول انتخابات تشهدها ليبيا‬ ‫يف فرتته���ا االنتقالي���ة ‪،‬واجلميع يعلم عالقته بالنظام الس���ابق فهو اعالمي مبكت���ب االتصال باللجان‬ ‫ومقدم نش���ط لنش���اطات املهدي امبريش املُفكر اجلماهريي!‪ ،‬وقد مت نش���ر‬ ‫الثوري���ة ‪ ،‬ومثابة املدينة‪ُ ،‬‬ ‫كل املعلومات على صفحات الفيسبوك مرفقة بصور تثبت تلك العالقة حتى أشهر الثورة الليبية ؟ ‪.‬‬ ‫مجال الزوي الذي قابله رئيس حترير ميادين ‪ ،‬واس���تلم منه نسخا من جريدة ميادين ليتم ارشفتها‬ ‫ضمن نش���اط مركز اعالم املفوضية التوثيقي ُمبديا اس���تغرابه وكيف أنه مل يعرف ومل يسمع عن‬ ‫ميادي���ن قبال‪،‬وطلب منا نش���ر اعالنات االنتخابات الصادرة عن املفوضية يف جريدتنا ‪ ،‬وكان يرس���ل‬ ‫لن���ا االعالنات ع�ب�ر االمييل من قبل اآلنس���تني ( راضية و نس���رين) املكلفتني به���ذا العمل ‪،‬وقد كان‬ ‫يس���تدعيها بإحل���اح ويدعوها للتاكد من االرس���ال‪ ،‬وكأي عم���ل حيتاج اج���را ًء قانونيا كنا حنضر‬ ‫أوراقن���ا املُتعلق���ة بالتخليص الضرييب ونس���ختني من الع���دد الصادر بهما االعالن ونس���تلم التكليف‬ ‫مباشرة من مدير قسم االعالم‪ ،‬وقد حصل ذلك وكنت قد أستلمت شيكا ُمصدقا كخطوة لتواصل‬ ‫التعامل بذات الطريقة ‪.‬‬ ‫‪ ..‬وم���ع تواصلن���ا مع اعالنات املفوضي���ة أو ً‬ ‫ال بأول ويف عز أيام االنتخاب���ات فوجئنا بإيقاف عمل مدير‬ ‫قس���م االعالم باملفوضية (الس���باب غ�ي�ر معلنة وأيضا يف وقت غ�ي�ر مناس���ب!)‪ ،‬وكان أن أعد مديرنا‬ ‫االداري واملال���ي الس���يد خليل العرييب املصوغ���ات املعتادة مرفقة بالعددين اللذين مت نش���ر االعالنني‬ ‫بهم���ا ‪،‬وتقدم���ت بهما اىل القس���م االداري باملفوضية ففوجئت برد ش���فوي ‪ :‬ان ال تكليف لدينا بنش���ر‬ ‫االعالن�ي�ن ‪ ،‬طلب���ت مقابلة مدير االعالم اجلديد الس���يد وس���ام فقي���ل لي انه يف إج���ازة متتد لثالثة‬ ‫اسابيع ! فطلبت مقابلة رئيس املفوضية نظرا القرتاب إنهاء املفوضية لدورها مع أول انعقاد للمؤمتر‬ ‫الوطين العام ‪،‬فلم يكن يداوم فى املكان إال وفد أوروبي يتابع عمله إلعداد التقييم النهائي وعدد قليل‬ ‫م���ن املوظف�ي�ن ‪ ،‬وبعد إج���ازة عيد الفطر متكنت م���ن مقابلة رئيس املفوضية ‪ ،‬ووع���د بإنهاء املوضوع‬ ‫وطل���ب مهلة متتد ألس���بوع ‪ ،‬وجئ���ت بعدها ‪،‬ومل اج���د عند القس���مني االداري واملال���ي اي إجراء جتاه‬ ‫موض���وع (ح���ق اعالنات ميادين ) عند املفوضي���ة‪ ،‬وعندما اعدت طليب مبقابلة الس���يد العبار قيل لي ‪:‬‬ ‫انه لن حيضر ملقراملفوضية ملش���اكل كثرية تالح���ق املفوضية منها ديون اعالنات الصحف ؟ وكان‬ ‫أن عاد وس���ام (مدير اعالم املفوضية اجلديد) من إجازته ‪ ،‬فطلبت مقابلته‪ ،‬وس���ردت له كل احلكاية‬ ‫‪ ،‬ف���رد ‪ :‬ال ح���ل وال حقوق بدون أمر التكليف ‪،‬ثم ان مجال الزوي اخربنا ان كل من يطلب حقه بدون‬ ‫تكلي���ف مين فه���و كاذب ؟ قلت له أين هو مجال ال���زوي اليس بإمكاننا مقابلت���ه وإثبات انه من طلب‬ ‫منا نش���ر االعالنات ومن كان يع���د التكليف حلظة إحضار ما يثبت نش���رنا لالعالن كما فعل معنا‬ ‫مسبقاً؟ رد إننا حني نقرر إحضاره سنحضره وهناك مشكلة لدينا معه ‪،‬قلت له ‪ :‬ومشكلتنا حنن معه‬ ‫كيف نس���توفيها ؟ ق���ال موضوعكم انتهى وال حل لدي ‪،‬وال ميكنين االع�ت�راف بأي حق ‪ ،‬كنتم على‬ ‫خطأ ؟ الحقا اخربني س���كرتري حترير ميادين السيد هليل البيجو أنه أتصل بالسيد العبار وأنه اخربه‬ ‫بان���ه حمرج من كث���رة الديون اليت تركها مجال الزوي ‪،‬وكما أنه ال يس���تطيع إيفاء ميادين حقها‬ ‫حتى ال يزيد احراجه عن حده !‪.‬‬ ‫هذه ليس���ت قصتنا فحسب هي قصة صحف توقفت وأخرى تتهيأ لذلك ‪،‬وكذا ميادين مهددة بذلك‬ ‫يف تواص���ل هلكذا هضم للحقوق ‪ ،‬وانعدام مبادرات التش���جيع والدعم ‪،‬ومن حيث املبدأ االميان بالدور‬ ‫الذي يُعول على الصحافة ممارسته ‪ ،‬وباملقابل اميان االطراف املتعاطية ملُنتجها بأحقية احلياة اينما‬ ‫ظهرت احلقيقة على صفحاتها ودأبت على أداء رسالتها كسلطة رابعة ‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪19 - 13 ( - ) 79‬نوفمبر ‪)2012‬‬

‫‪03‬‬

‫أخبار االسبوع‬

‫حمكمة عسكرية تأمر باحالة عبد اجلليل إىل النيابة العسكرية‬ ‫‪،‬وتصدر حكما باعدام ثالثة من ضباط كتائب القذايف‬ ‫أص���درت احملكم���ة العس���كرية يف مدين���ة‬ ‫بنغ���ازي‪ ،‬أمراً بإحالة رئي���س اجمللس الوطين‬ ‫االنتقالي الس���ابق‪ ،‬مصطفى عبداجلليل‪ ،‬إىل‬ ‫النياب���ة العس���كرية للتحقيق مع���ه يف قضية‬ ‫مقتل الل���واء عبدالفتاح يون���س‪ ،‬وقتل يونس‪،‬‬ ‫الذي انش���ق عن نظام القذايف وق���اد الثوار‪ ،‬يف‬ ‫يوليو‪/‬مت���وز عام ‪ 2011‬يف ظ���روف غامضة‪،‬‬ ‫بع���د أن مت اس���تدعاؤه من اجلبه���ة للتحقيق‬

‫مصطفى عبداجلليل‬

‫معه بشأن الوضع العسكري يف ليبيا‪.‬‬ ‫رواي���ات عدي���دة ومتضارب���ة ع���ن مقت���ل‬ ‫عبدالفت���اح يون���س مع إثنني م���ن معاونيه يف‬ ‫تس���ريبات تشري اىل متعلقات اتهامه يف العمل‬ ‫العسكري أثناء الثورة ‪.‬‬ ‫وكان���ت حمكمة عس���كرية ليبي���ة قد قضت‬ ‫بإع���دام ‪ 5‬ضب���اط يف كتائ���ب الق���ذايف بع���د‬ ‫إدانته���م بقص���ف مدني�ي�ن عش���وائياً وانتهاك‬ ‫حرمات واغتصاب نساء خالل الثورة‪.‬‬ ‫وقالت الوكالة الليبية إن احملكمة العسكرية‬ ‫ببنغ���ازي أص���درت أحكاماً قضائي���ة تراوحت‬ ‫بني اإلع���دام رمي���اً بالرصاص والس���جن ‪10‬‬ ‫سنوات ضد ‪ 8‬عس���كريني من بينهم ضابطان‬ ‫برتبتني عاليتني‪.‬‬

‫املدعية العامة للمحكمة‬ ‫اجلنائية تدعو ليبيا لعدم العفو‬ ‫عن مرتكيب جرائم حرب‬

‫•األمم املتحدة (رويرتز) –‬ ‫حث���ت املدعي���ة العام���ة للمحكم���ة اجلنائي���ة‬ ‫الدولي���ة يوم األربعاء ليبيا إىل عدم العفو عن‬ ‫جرائم ح���رب ارتكبت خ�ل�ال االنتفاضة اليت‬ ‫أطاح���ت مبعمر الق���ذايف الع���ام املاضي بغض‬ ‫النظر عمن ارتكبها‪.‬‬ ‫ويف أول إف���ادة رمسي���ة هل���ا كم���دع ع���ام‬ ‫للمحكم���ة ال�ت�ي مقرها الهاي أم���ام جملس‬ ‫األم���ن الدول���ي قال���ت فات���و بنس���ودا إن دائرة‬ ‫النظ���ر يف جدية اإلدعاء على املتهمني التابعة‬ ‫للمحكمة س���تقرر "يف الوقت املناس���ب" بشأن‬ ‫ما إذا كان سيف اإلس�ل�ام ابن الزعيم اللييب‬ ‫الراح���ل ينبغ���ي أن حياك���م يف ليبي���ا او يف‬

‫الهاي‪.‬‬ ‫وذك���رت بنس���ودا بالت���زام الس���لطات الليبية‬ ‫املعلن بضم���ان عدم إفالت أحد م���ن العقوبة‬ ‫بش���أن جرائم ارتكبت خالل القتال لالطاحة‬ ‫بالق���ذايف ال���ذي أس���ره معارض���وه وقتلوه يف‬ ‫اكتوب���ر تش���رين األول ‪ 2011‬بع���د ح���رب‬ ‫أهلية استمرت حنو ستة اشهر‪.‬‬ ‫وأشارت إىل قانون لييب أقر يف اآلونة األخرية‬ ‫يث�ي�ر إمكاني���ة العفو ع���ن أفعال "اس���تلزمتها‬ ‫ثورة ‪ 17‬فرباير" وه���و ما يطرح على ما يبدو‬ ‫احتم���ال عدم احملاكمة عل���ى جرائم ارتكبها‬ ‫مقاتل���ون معارض���ون للقذايف‪.‬وقال���ت جمللس‬ ‫األم���ن "أش���جع احلكوم���ة الليبي���ة اجلدي���دة‬ ‫اليت م���ن املق���رر أن ت���ؤدي اليم�ي�ن القانونية‬ ‫غ���دا الثام���ن م���ن نوفم�ب�ر على ضم���ان عدم‬ ‫العفو ع���ن اجلرائ���م الدولية وع���دم اإلفالت‬ ‫م���ن العقاب ع���ن اجلرائ���م بغ���ض النظر عن‬ ‫اجلاني وع���ن الضحية‪".‬وأضاف���ت انها تدرك‬ ‫ان احلكوم���ة الليبي���ة التزمت باس�ت�راتيجية‬ ‫للتعام���ل م���ع كل اجلرائ���م ال�ت�ي ارتكبت يف‬ ‫البالد‪.‬وقالت "أش���جع احلكوم���ة الليبية على‬ ‫إع�ل�ان هذه االس�ت�راتيجية وعل���ى العمل مع‬ ‫الش���ركاء الرئيس���يني ملعرف���ة اآلراء بش���أن‬ ‫ه���ذه االس�ت�راتيجية والس���عي للتع���رف على‬ ‫آراء وبواعث قلق الضحايا يف ليبيا‪ .‬إجناز هذه‬ ‫االس�ت�راتيجية مبكرا سيكون معلما هاما آخر‬ ‫على طريق ليبيا حنو الدميقراطية وس���يادة‬ ‫القانون‪".‬‬ ‫وقال ابراهيم الدباش���ي نائب سفري ليبيا لدى‬ ‫األمم املتحدة أمام جملس األمن إن طرابلس‬ ‫ال تتجاه���ل أي قضية بناء عل���ى هوية املتهم‪.‬‬ ‫لكن���ه ق���ال إن تركي���ز الس���لطات الليبية يف‬ ‫البداية سيكون على نظام القذايف‪.‬‬

‫وليبي���ا ليس���ت عض���وا باحملكم���ة اجلنائي���ة‬ ‫الدولي���ة لك���ن جمل���س األم���ن أح���ال محلة‬ ‫الق���ذايف العنيف���ة ض���د احملتج�ي�ن املطالب�ي�ن‬ ‫بالدميقراطي���ة خالل انتفاض���ة العام املاضي‬ ‫إىل احملكم���ة يف فرباير ش���باط ‪ .2011‬ويلزم‬ ‫هذا ليبيا بالتعاون مع احملكمة‪.‬‬ ‫وقال���ت بنس���ودا إن مكتبه���ا يواص���ل مج���ع‬ ‫معلومات بش���أن قضية ليبية أخرى حمتملة‬ ‫ترك���ز عل���ى مزاع���م باالغتص���اب والعن���ف‬ ‫اجلنس���ي ض���د رج���ال ونس���اء ومزاع���م ض���د‬ ‫اعضاء آخري���ن حبكومة القذايف وتهم بش���أن‬ ‫جرائ���م ارتكبه���ا مقاتل���و املعارضة‪.‬واضاف���ت‬ ‫"سأختذ قرارا بشأن قضية ثانية حمتملة يف‬ ‫املستقبل القريب‪".‬‬ ‫ورفض���ت الس���لطات الليبي���ة تس���ليم س���يف‬ ‫اإلس�ل�ام ملواجه���ة اتهام���ات يف جرائ���م حرب‬ ‫ارتكبت خالل االنتفاضة اليت أطاحت بوالده‪.‬‬ ‫وتري���د ليبي���ا حماكم���ة س���يف اإلس�ل�ام يف‬ ‫حماكمها لكن خ�ب�راء قضائيني يقولون إنه‬ ‫م���ن املس���تبعد أن يواج���ه حماكم���ة نزيهة‪.‬‬ ‫وسيقرر قضاة احملكمة الدولية ما إذا كانت‬ ‫مرياي باليسرتازي‬ ‫ليبيا ق���ادرة على حماكمة س���يف اإلس�ل�ام‬ ‫بش���كل الئ���ق أو أنه يتعني عليها تس���ليمه إىل‬ ‫الهاي‪.‬‬ ‫وقالت بنس���ودا "إذا قضت احملكمة بأنه ينبغي من���ذ ‪ 1975‬مفوض���ة يف الش���رطة وه���ي‬ ‫نظ���ر القضية أمام احملكمة اجلنائية الدولية معروف���ة يف فرنس���ا بانه���ا اول ام���رأة تت���وىل‬ ‫فس���أعول عل���ى الدع���م والتع���اون الكامل من مسؤوليات عليا يف جهاز الشرطة‪.‬‬ ‫ليبيا لضمان جناح إجراءات احملكمة وضمان وه���ي امل���رة الثانية ال�ت�ي يتوىل فيها فرنس���ي‬ ‫أن يراها الليبيون ناجحة‪".‬‬ ‫رئاس���ة االنرتب���ول علم���ا ان املنص���ب االه���م‬ ‫ه���و منصب االمني الع���ام الذي يش���غله حاليا‬ ‫االمريك���ي رونال���د نوب���ل يف واليت���ه الثالثة‬ ‫امرأة ألول مرة ترأس االنرتبول‬ ‫حالي���ا‪ ،‬واالنرتبول هي أك�ب�ر منظمة دولية‬ ‫باليس�ت�رازي‬ ‫انتخب���ت الفرنس���ية م�ي�راي‬ ‫للشرطة وتضم ‪ 190‬دولة عضوا‪.‬‬ ‫اخلميس يف روما رئيس���ة للش���رطة الدولية‬ ‫(انرتب���ول) لتصبح بذل���ك اول ام���رأة ترتأس‬ ‫ه���ذه املنظم���ة الدولي���ة للتعاون ب�ي�ن اجهزة‬ ‫الش���رطة‪ ،‬كما اعلنت املنظم���ة اجملتمعة يف‬ ‫العاصمة االيطالية منذ االثنني‪.‬‬ ‫وباليسرتازي (‪ 58‬عاما) كانت تشغل منصب‬ ‫نائب���ة الرئي���س لش���ؤون اوروب���ا يف اللجن���ة‬ ‫التنفيذي���ة يف االنرتبول‪ ،‬كانت باليس�ت�رازي‬

‫وزارة االتصاالت متنح رخصة اجليل الثالث املطور لشركة املدار اجلديد‬ ‫وكاالت‪ :‬مت صب���اح أم���س االثن�ي�ن التوقي���ع على عق���د ترخيص‬ ‫مزاولة نش���اط االتصاالت باس���تخدام تقنية اجليل الثالث املتطور‬ ‫( ‪ ) +HSPA‬لصاحل ش���ركة املدار اجلديد‪ ،‬ووقع عقد الرتخيص‬ ‫كً‬ ‫ال م���ن وزي���ر االتص���االت واملعلوماتية أنور الفيت���وري و رئيس‬ ‫جمل���س إدارة ش���ركة امل���دار اجلديد مج���ال احلج���اج‪ .‬ويعد منح‬ ‫هذا الرتخيص دفعة قوية لش���ركة املدار اجلديد لتقديم خدمات‬ ‫متط���ورة يف جمال نقل البيانات من صوت وصورة بس���رعة فائقة‬ ‫وج���ودة عالي���ة لتوفر أس���رع و أك�ب�ر تغطية انرتنت الس���لكي يف‬ ‫كافة أحناء ليبيا‪.‬‬ ‫و تتمي���ز هذه اخلدمة بس���رعة اس���تخدام التقني���ة إىل ‪ 42‬ميغا‪/‬‬ ‫ثاني���ة مما يتيح إمكانية تصف���ح االنرتنت ونقل و حتميل البيانات‬ ‫بس���رعات عالية وخدم���ات الربيد االلكرتوني عل���ى املوبايل جبودة‬ ‫عالي���ة وإجراء احملادثات اهلاتفية الصوتية مع الفيديو و مش���اهدة‬ ‫قن���وات فضائي���ة من خالل اهلات���ف‪ .‬كما س���تتاح الفرصة ملزودي‬ ‫اخلدم���ة االلكرتوني���ة لتقدي���م خدم���ات أفض���ل عرب ش���بكة املدار‬ ‫اجلديد‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪19 - 13 ( - ) 79‬نوفمبر ‪)2012‬‬

‫لقاء دولي بتونس ضد ا‬

‫تونس‬

‫وزير حقوق االنسان‬ ‫والعدالة االنتقالية‬ ‫بتونس ‪ :‬حنتاج‬ ‫جهداً يتجاوز اجلهد‬ ‫الدستوري ‪.‬‬ ‫لق���اء دول���ي إقليمي (الش���رق االوس���ط‬ ‫ومش���ال أفريقي���ا ) حت���ت عن���وان ‪:‬‬ ‫م���ن الث���ورة اىل املواطن���ة الفاعل���ة‬ ‫واالس�ت�راتيجيات الس���لمية والتضام���ن‬ ‫االقليمي مجع مفكرين وخرباء مهتمني‬ ‫باالنتق���ال الدميقراط���ي م���ع فاعل�ي�ن‬ ‫ونش���طاء صحافيني ومدونني ونقابيني‬ ‫من حنو ثالثني دولة منها ‪ :‬تونس ‪،‬ليبيا‬ ‫‪،‬اجلزائر ‪ ،‬املغرب ‪ ،‬مصر ‪ ،‬االردن ‪ ،‬سوريا‬ ‫‪ ،‬فلس���طني ‪ ،‬لبن���ان ‪ ،‬الع���راق ‪،‬البحري���ن‬ ‫‪،‬الكويت ‪،‬اليمن ‪ ،‬ايران ‪ ،‬اسبانيا ‪ ،‬ايطاليا‬ ‫‪ ،‬هولن���دا ‪ ،‬روماني���ا ‪ ،‬أملاني���ا ‪،‬وعلى مدى‬ ‫ثالث���ة أي���ام بتون���س العاصم���ة ( ‪1-3‬‬ ‫نوفم�ب�ر ‪ ) 2012‬وكان مرك���ز احلوار‬ ‫الذي ترأسته مؤسسة املستقبل ‪ ،‬واملعهد‬ ‫الروماني للتكوي���ن والبحث والعمل من‬ ‫أج���ل الس�ل�ام ي���دور ح���ول االجابة على‬ ‫االسئلة التالية ‪:‬‬ ‫كي���ف يت���م حتقي���ق ح���وار حقيق���ي‬ ‫و دميقراطي���ة ش���املة ب�ي�ن االف���راد‬ ‫املُدافعني عن االيدولوجيات االجتماعية‬ ‫والسياس���ية املختلف���ة ؟ ماه���ي مواط���ن‬ ‫االلتق���اء املمكن���ة ب�ي�ن حري���ة التعب�ي�ر‬ ‫وحدوده���ا يف التن���وع الثق���ايف ؟ كي���ف‬ ‫ننج���ح يف تطبي���ق ط���رق غ�ي�ر عنيف���ة‬ ‫عندما تستعمل املعارضة طرقا عنيفة ؟‪.‬‬

‫السيدة امال قرامي تتوسط متحدثي اجللسة الثانية‬

‫العامل يتابع كتابة الدستور‬

‫بارك���ت للمنطقة العربي���ة وبعد الثورات‬ ‫ال�ت�ي خاضتها ال���دول س���لميا يف انها بدات‬ ‫تفكر مبش���اريع تدعو اىل الالعنف وتبدي‬ ‫رغبتها الش���ديدة يف ذل���ك ‪،‬يف وقت كانت‬ ‫دعوتن���ا لالعن���ف منذ عق���ود ينظ���ر إليها‬ ‫بكثري من الوصف بالسذاجة السياسية ‪.‬‬

‫إفتتح���ت اللقاء صب���اح اخلميس الس���يدة‬ ‫نبيل���ة مح���زة مديرة مؤسس���ة املس���تقبل‬ ‫‪،‬وال�ت�ي قدم���ت لكلم���ة الناط���ق الرمس���ي‬ ‫للحكوم���ة التونس���ية مس�ي�ر ديل���و ووزير‬ ‫حقوق االنسان والعدالة االنتقالية والذي‬ ‫خ���ص احلالة التونس���ية حبديث���ه بقوله ‪ :‬الفس��اد اخرتق اجلهات احلكومية كما‬ ‫إن ماحص���ل يف تونس هو س���قوط للنظام اخرتق اجملتمعات‬ ‫وبقي���ت الدول���ة قائم���ة وعن���د املواطن�ي�ن دارت اجللس���ة االوىل بعد اس�ت�راحة ش���اي‬ ‫ال���ذي س���قط ليس النظ���ام وإمن���ا مفهوم حول التحديات واملخاطر والفرص املتاحة‬ ‫الدول���ة وان الع���امل االن يتاب���ع مراح���ل بالنظ���ر للواق���ع السياس���ي واالجتماع���ي‬ ‫كتاب���ة الدس���تور وال���ذي يكت���ب يف مناخ مابعد الث���ورة يف املنطق���ة وكان املتحدث‬ ‫حر حي���ث الطاقات موجودة لدى من فازوا االول الس���يد ص�ل�اح الدي���ن اجلروش���ي‬ ‫باالنتخاب���ات ول���دى أيض���ا م���ن مل يف���زوا الصحفي واحمللل السياسي التونسي الذي‬ ‫باالنتخاب���ات م���ن الفاعل�ي�ن م���ن اجملتمع عل���ل قيام الثورات ملا اس���تلزمته التحديات‬ ‫املدن���ي والذين دورهم رئيس���ي ‪ ،‬وإن كنا السياس���ية واالقتصادي���ة والثقافي���ة‬ ‫حنتاج اىل جهد يتجاوز اجلهد الدس���توري وباس���تناده اىل أراء اعت�ب�رت الثورات جاءت‬ ‫وإقامة املؤسس���ات حنتاج جهد بيداغوجي نتيج���ة لفش���ل االنظم���ة واحلكوم���ات يف‬ ‫طويل املدى وحنتاج جهد مجعي مواطين ‪ .‬عالقته���ا مبواطنيها وهي م���ن تورطت يف‬ ‫منحت الكلمة االفتتاحي���ة العمال اللقاء الفس���اد الذي اخ�ت�رق اجله���ات احلكومية‬ ‫للس���يدة اوغاري���ت يون���ان وه���ي رئيس���ة كم���ا اخرتق اجملتمعات ‪ ،‬كم���ا أن اختيار‬ ‫اجلامع���ة العربي���ة للألعن���ف وحق���وق من���ط تنم���وي فاش���ل ادى اىل تف���اوت‬ ‫االنسان بلبنان واليت سردت بدايات جتربة طبق���ي وتف���اوت يف الف���رص ‪ ،‬اجلروش���ي‬ ‫اجلامع���ة ال�ت�ي انش���ات ع���ام ‪ ،1982‬ث���م الذي خل���ص إجابته البحثية حول س���ؤال‬

‫اجللس���ة باس���ئلة أخ���رى منه���ا ‪ :‬كي���ف‬ ‫ميك���ن ان حنافظ عل���ى احلري���ة الفردية‬ ‫واجلماعي���ة ب���دون اجه���اض الث���ورات‬ ‫؟‪،‬خاصة وان احلرية ه���ي املطلب والنصر‬ ‫الرئيس���ي ال���ذي حققت���ه تل���ك الث���ورات ‪،‬‬ ‫كيف حنقق الت���وازن بني احلرية واالمن‬ ‫وحقوق االنس���ان ؟ هناك حركات عنيفة‬ ‫تري���د أن تب�ن�ي س���لطة داخ���ل الس���لطة‬ ‫‪،‬واضاف اجلروشي ‪ :‬إننا حنتاج بالضرورة‬ ‫اىل ان نرس���خ لثقاف���ة الدميقراطية واليت‬ ‫ليس���ت انتخاب���ات فق���ط وليس���ت اختيارا‬ ‫ش���عبيا فق���ط الدميقراطي���ة منظوم���ة‬ ‫وثقاف���ة ‪ ،‬فمن أهم التحدي���ات اليت تواجه‬ ‫الث���ورات كيف ميكن أن حنق���ق التعايش‬ ‫السلمي بني السلفي والعلماني والليربالي‬ ‫واحلزبي ب���كل متذهباته ‪ ،‬بني اجلميع من‬ ‫يركب���ون نف���س الباخرة ! ‪ ،‬هن���اك أهمية‬ ‫للربط اجلدل���ي بني احلري���ة والعدالة ال‬ ‫ميك���ن ان نتحدث عن حرية ب���دون عدالة‬ ‫اجتماعي���ة ‪ ،‬ثم أننا حنتاج مدنية الدولة ؟‬ ‫وحني نسأل ماهي ؟ فإننا نعين انها الضمان‬ ‫وانها صمام دولة دميقراطية دولة حترتم‬ ‫احلريات وال تعتدي على حقوق االقليات ‪،‬‬ ‫حتمي حقوق النس���اء ‪ ،‬وليكن املشرع لتلك‬ ‫الدولة ‪ :‬الربملانات املختلفة ‪ ،‬احمللل صالح‬

‫صالح الدين اجلروشي (تونس) ‪ :‬قال لي الشهيد املُغيب منصور الكيخيا ‪ :‬إن‬ ‫أخطر ما فعله الطاغية القذايف أنه حول شعبه اىل ذرات تطوف حوله ‪،‬وحول‬ ‫العصابة اليت حيكم بها ‪ ،‬وختم (اجلروشي) تعليقه ‪:‬واحلمد هلل أن الذرات‬ ‫اليوم جتمعت واحتدت لتصنع ثورتها ضد الطاغية املستبد‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪19 - 13 ( - ) 79‬نوفمبر ‪)2012‬‬

‫‪05‬‬

‫العنف ومع الدميقراطية‬ ‫الدين اجلروشي ذكر يف معرض اجابته عن العالجية الوض���اع املرحلة االنتقالية ومنها ‪:‬‬ ‫س���ؤال االعالمية فاطمة غندور حول مشهد تقدير كلفة التغي�ي�ر الدميقراطي والكلفة‬ ‫الثورة الليبي���ة يف املرحلة االنتقالية ‪ ،‬بعد أن تتطل���ب البن���اء املش�ت�رك وتقدي���م التن���ازالت‬ ‫ح���ي التجربة الليبية الناجحة يف االنتخابات فعل���ى النخب العربي���ة أن تدفع مثن التحول‬ ‫رغ���م انتش���ار الس�ل�اح ‪ ،‬ذكر مجل���ة قاهلا له ‪ ،‬والوع���ي مبخاط���ر منزالق���ات االحتف���اظ‬ ‫الشهيد املُغيب منصور الكيخيا والذي مجعته واسرتجاع السلطة فكما السلفية كما اليسار‬ ‫بص�ل�اح صداقة قدمي���ة ‪ :‬أن أخطر م���ا فعله حنن يف مرحلة اعادة بناء مش�ت�رك وجيب أن‬ ‫الطاغي���ة الق���ذايف أنه ح���ول ش���عبه اىل ذرات حيص���ل تواف���ق ح���ول الدميقراطي���ة وحول‬ ‫تطوف حوله وحول العصابة اليت حيكم بها ‪ ،‬امليثاق االجتماعي ‪،‬حتتاج الثورات العربية يف‬ ‫وختم اجلروشي تعليقه واحلمدهلل أن الذرات مرحلته���ا االنتقالية اىل اط�ل�اق فضاء حلوار‬ ‫اليوم جتمع���ت واحتدت لتصن���ع ثورتها ضد وط�ن�ي وحتت���اج اىل بن���اء توافقات م���ع تعدد‬ ‫االنشغال السياسي لدول الثورات ‪.‬‬ ‫الطاغية املستبد‪.‬‬ ‫عل��ى النخ��ب العربي��ة أن تدف��ع مث��ن وكان من املقرر ان تلقي السيدة عزة سليمان‬ ‫رئيسة مركز املساعدة القانونية للنساء من‬ ‫التحول‬ ‫مصر ورقتها لكن اعتقال إبنيها اثناء دفاعهما‬ ‫العلي‬ ‫عب���د‬ ‫للس���يد‬ ‫التالي���ة‬ ‫الورق���ة‬ ‫كان���ت‬ ‫مس���تور من املغ���رب ‪،‬والذي ب���دأ ورقته مبثل عن ناشطة أوروبية تعرضت لتحرش جنسي انها الحتسن التحدث بالعربية !) ونور الدين ‪،‬والفرنس���ية ‪،‬وكان لنش���طاء الصحاف���ة‬ ‫ش���عيب مغرب���ي عطف���ا عل���ى ربي���ع الث���ورات يف تظاهرات ميدان التحرير مؤخرا منعها من بن بره���م (اجلزائر) وس���عد س���لوم (العراق) والتدوين على الس���احتني العربية واالروبية‬ ‫احلضور واملشاركة ‪،‬وكانت ورقة الناشطة‬ ‫مس���احتهم يف االجاب���ة ع���ن دور وس���ائل‬ ‫العربية ‪،‬وهو مثل يشري يف فحواه اىل ان فصل الصحفي���ة واملدون���ة ومدي���رة موق���ع اع�ل�ام‬ ‫التواص���ل االجتماع���ي ع�ب�ر طرح أس���ئلة من‬ ‫الربيع فص���ل مليء باملتناقض���ات واملفاجآت ‪ ،‬اجتماعي الس���ورية االس���بانية ليلى نش���واتي‬ ‫قبيل ‪ :‬ماهي أفضل املمارسات يف التواصل من‬ ‫ومن املث���ل انتقل عبد العلي اىل اعاقات تواجه وال�ت�ي انتق���دت مواق���ف الغ���رب وأمريكا من‬ ‫خالل وس���ائل االعالم التقليدي���ة واحلديثة‬ ‫الربي���ع العرب���ي ومنه���ا ‪ :‬فداح���ة االعط���اب أحوال الش���عب السوري بعد مضي سنتني وال‬ ‫ال�ت�ي اس���تخدمتها احل���ركات واملنظمات يف‬ ‫واالعاقات مما خلفه االستبداد والقمع والذي إفراج���ة أمل تلوح يف االفق م���ع ازدياد العنف‬ ‫الث���ورات العربي���ة ؟ وكي���ف ميكن لوس���ائل‬ ‫والضحايا الذين يستهدفهم النظام احلاكم‬ ‫فاطمة غندور‬ ‫االتص���ال االجتماع���ي دع���م مب���اديء حقوق‬ ‫‪،‬وانه���ت مداخلتها بأغنية اس���بانية جتعل من‬ ‫امام شعار اللقاء‬ ‫االنسان والدميقراطية ؟ وماهي النتائج اليت‬ ‫تع���دد االصوات عند س���احل البح���ر هو االمل‬ ‫خرجت بها الث���ورات العربي���ة ؟وكف ميكن‬ ‫حلياة الشعوب املقبلة على احلرية والتغيري !‬ ‫لوسائل التواصل االجتماعي املساهمة يف بناء‬ ‫السالم والتشجيع على التعايش والتسامح ؟‬ ‫نش��طاء الصحاف��ة والتدوي��ن عل��ى‬ ‫اجللس���ة اخلتامي���ة ناقش���ت كيفي���ة تعزيز‬ ‫الساحتني العربية واالروبية يتحدثون‬ ‫عالق���ات التع���اون بني احل���ركات واملنظمات‬ ‫اجللس���ة الثاني���ة كان���ت على مس���رح اللقاء‬ ‫املختلف���ة باق�ت�راح أس���اس تنظيم���ي يضم���ن‬ ‫وق���ادت احل���وار في���ه الس���يدة أم���ال قرام���ي‬ ‫االنتماء‪ ،‬والفاعلية‪ ،‬والتأثري ‪.‬‬ ‫احملامية والناش���طة يف جمال حقوق االنسان‬ ‫البي���ان الصحف���ي ال���ذي خل���ص جه���ود هذا‬ ‫وكان املتحدث���ون م���ن أجاب���وا ع���ن أس���ئلة ‪:‬‬ ‫اللق���اء الدول���ي ارتك���ز عل���ى أم���ال املؤمتر يف‬ ‫ماهي القيم الشخصية والدوافع اليت حفزت‬ ‫خل���ق فضاء يتمكن من خالل���ه العامل العربي‬ ‫أث���ر عل���ى العالق���ات ب�ي�ن االف���راد ومقومات لدي���ك العم���ل يف اجملتم���ع املدن���ي ؟ وم���ا هو‬ ‫واجملتم���ع املدني االروبي م���ن تبادل خرباتهم‬ ‫العي���ش املش�ت�رك ‪ ،‬ضع���ف جاهزي���ة اجملتمع اهل���دف الذي تناضل من أجل���ه ؟ وماهو االثر‬ ‫ووضع اس�ت�راتيجية إقليمية مش�ت�ركة من‬ ‫املدني لتقرير وتوجيه ديناميات العمل املدني ال���ذي تتوق خللقه يف بلدك ؟ وماهي املباديء‬ ‫اج���ل تس���هيل عملي���ة االنتقال م���ن االنظمة‬ ‫جل���دة الثقافة الدميقراطية وضعف ترس���خ ال�ت�ي ترغب ببثه���ا يف جمتمعك؟ م���ن تونس‬ ‫الش���مولية واالس���تبدادية اىل دميقراطي���ة‬ ‫مبادئها وكذلك نقص مترتس وخربة أغلب راضي���ة بلح���اج رئيس���ة اجلمعية التونس���ية‬ ‫القوى املدني���ة وحمدودية جت���ارب التواصل للنساء الباحثات حول التنمية‪ ،‬ورحاب احلاج ‪،‬عم���ر أب���و رص���اع (االردن)‪،‬ماه���ر الس���احلي ش���املة حت�ت�رم حق���وق االنس���ان والعدال���ة‬ ‫واحل���وار واخل�ب�رة يف خل���ق التواف���ق بدي�ل�ا ناش���طة من ليبي���ا ( تقيم باخل���ارج واختارت (تونس)‪،‬اوجيني���ا فاتوك���ي مدي���رة مرك���ز االجتماعية لتعزيز جمتمع مدني يعمل من‬ ‫للعنف واالقصاء ‪ ،‬وقدم عبد العلي مقرتحاته اللغة االجنليزية للردود على االسئلة وقالت التنمي���ة والتعلي���م يف النظ���رة االروبي���ة ‪ ،‬أجل التعايش بني االيدولوجيات املختلفة يف‬ ‫فراشيسكو مورتاني عضو احلركة اخلضراء جم���االت االتفاق املش�ت�رك ‪،‬وتب���ادل اخلربات‬ ‫م���ن اج���ل تعزي���ز وتاث�ي�ر وفعالي���ة منظمات‬ ‫(ايطاليا)‪.‬‬ ‫وكانت اجللس���ة الثالثة قبل جلس���ة ورشات اجملتمع املدني الالعنفية‪.‬‬ ‫العم���ل اليت ج���رت عل���ى جمموعت�ي�ن ‪،‬حول‬ ‫خصائ���ص وأولوي���ات احل���ركات‬ ‫الالعنفية السيدة عزة سليمان رئيسة‬ ‫وس���بل اح���داث التغي�ي�ر وكان النم���وذج‬ ‫االس���باني ال���ذي حت���دث عن���ه املفك���ر وعضو مركز املساعدة القانونية‬ ‫حرك���ة (العدالة يف ب���او) أركادي أو ليفرز‬ ‫كتجربة ذات اجيابيات مفيدة وممكنة فقد للنساء من مصر تعتذر عن‬ ‫اخنرط اس���بان يف ‪ 15‬ماي���و يف عمل‬ ‫تطوعي احلضور واملشاركة العتقال‬ ‫للعمل على املس���توى احمللي لرتسيخ مباديء‬ ‫الدميقراطي���ة واالخن���راط يف الش���أن الع���ام إبنيها اثناء دفاعهما عن‬ ‫‪ ،‬وأش���ار اركادي اىل مهم���ة االع�ل�ام ل���دوره‬ ‫ناشطة أوروبية تعرضت‬ ‫الفاعل واملؤثر‪.‬‬ ‫توالت اجللس���ات العامة تعقبها ورش���ات عمل‬ ‫ديدنها االجابة عن اس���ئلة اللقاء عرب حوارات لتحرش جنسي يف تظاهرات‬ ‫الناشطة السورية ليلى نشواتي‬ ‫انفتح���ت بثالث لغات ‪:‬العربي���ة ‪ ،‬االجنليزية ميدان التحرير ‪.‬‬ ‫نبيلة محزة رئيسة مؤسسة املستقبل‬

‫أوغاريت بوفار (لبنان)‪:‬‬ ‫كانت دعوتنا للالعنف‬ ‫منذ عقود ُينظر إليها‬ ‫بكثري من الوصف‬ ‫بالسذاجة السياسية ‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪19 - 13 ( - ) 79‬نوفمبر ‪)2012‬‬

‫ماذا تريد بنغازي‬ ‫يف كل م���رة تثب���ت بنغ���ازي أنها قلب‬ ‫الب�ل�اد الناب���ض وإذا كان���ت بنغ���ازي‬ ‫خبري ف���ان البالد س���تكون خب�ي�ر وإذا‬ ‫اس���تقرت بنغازي فان الس���لطة سوف‬ ‫تس���تقر وأي س���لطة ترفضها بنغازي‬ ‫إم���ا أن تعيش يف حالة ط���وارئ وعدم‬ ‫استقرار أو تسقط فمن سلطة اململكة‬ ‫إىل س���لطة العقي���د املقب���ور وحت���ى‬ ‫س���لطة املليش���يات ال�ت�ي نش���أت عقب‬ ‫الثورة س���قطت ألنه���ا مل ترض عنها‬ ‫بنغازي ‪ ..‬اليوم حيني موعد استحقاق‬ ‫كتابة الدس���تور فماذا تريد عاصمة‬ ‫الثورة ومهدها ؟‬ ‫لإلجاب���ة عل���ى ه���ذا الس���ؤال قمن���ا‬ ‫باس���تطالع رأي الش���ارع يف بنغ���ازي‬ ‫وكانت اإلجابات على النحو التالي ‪:‬‬ ‫نريد من الدستور أن حيفظ لنا‬ ‫كمواطنني ومواطنات حقوقنا‪ ،‬نريد‬ ‫أن يوضح لنا ما لنا وماعلينا‪ ،‬مبعنى‬ ‫ضرورة أن يتضمن الدستور مسؤوليات‬ ‫املواطن‪/‬املواطنة جتاه الوطن وجتاه‬ ‫الدستور وكيفية احملافظة عليه‬

‫ميادين ‪ :‬احلسني املسوري‬

‫يونس جنم‬

‫رحاب بوخنيلة‬

‫اميان بوبطينة‬

‫جيهان اجلازوي‬

‫مربوكة املسماري‬ ‫منري زغبية‬

‫الدكتورة فريوز النعاس‬

‫منري زغبية ‪ :‬االلتجاء إىل اخليار الثاني وهو‬ ‫الفيدرالية باالستفتاء‪.‬‬ ‫نري���د دس���توراً حيف���ظ للجمي���ع حقوقه���م‬ ‫الكامل���ة بنمط العدال���ة االجتماعية والتنمية‬ ‫املكاني���ة واملش���اركة يف كتابة الدس���تور تتم‬ ‫ع���ن طري���ق التوعي���ة والربام���ج التثقيفي���ة‬ ‫والن���دوات وتس���خري اإلعالم هلذا الش���يء وعن‬ ‫طريق اس���تبيانات الكرتونية فقط أن يتضمن‬ ‫الدس���تور يف حال���ة ع���دم القدرة عل���ى حتقيق‬ ‫الالمركزية اإلدارية يتم االلتجاء إىل اخليار‬ ‫الثاني وهو الفيدرالية باالستفتاء‬

‫إمي��ان بوبطينة ‪ :‬الدس���تور كت���اب حيوي‬ ‫تش���ريعات وقوان�ي�ن حلماي���ة حري���ة وح���ق‬ ‫املواطن‪.‬‬ ‫أس���تاذي العزي���ز الدس���تور كت���اب حي���وي‬ ‫تشريعات وقوانني حلماية حرية وحق املواطن‬ ‫ه���ذا يف مفهوم���ي البس���يط ألن���ي صيدالني���ه‬ ‫ولس���ت قانونيه امله���م أن يكون ع���ادال ومنصفا‬ ‫للمواطن اللييب البس���يط الذي يس���عي لعيش‬ ‫كري���م س���وي اللج���ان القانونية ق���ادرة على‬ ‫صياغة قوانني من حق املواطن ومعه وليس���ت‬ ‫ضده وكذل���ك نتمنى أن تكون للمرأة الليبية‬ ‫ح���ق يف مناصب الدولة الس���يادية ألنها نصف‬ ‫اجملتمع وان تتس���ع جملاالت ختصصيه كانت‬ ‫والزال���ت حك���راً ‪ ...‬للرجال‪....‬تعدي���ل قوان�ي�ن‬ ‫الصحة ‪...‬وكذلك بإمكان املواطن املش���اركة‬ ‫يف صياغت���ه حبي���ث يعط���ي فرص���ه التصويت‬ ‫عل���ى التعدي�ل�ات مع أنه���ا صعبه ب���س ممكنه‬ ‫‪...‬يف نظام السؤال وهو يصوت للتعديل وهناك‬ ‫طرق عده وأن تكون بنغازي عاصمة اقتصاديه‬ ‫أمتين هذا‪.‬‬

‫ريم بوخنيلة‬

‫ريم بوخنيل��ة ‪ :‬توضيح دور امل���رأة يف تولي‬ ‫املناصب القيادية ‪.‬‬ ‫نريد وضع أس���س وشكل الدولة الليبية تكون‬ ‫صاحل���ه لكل زمان ومكان كذلك توضيح دور‬ ‫املرأة يف تولي املناص���ب القيادية وأنا أمتين أن‬ ‫تك���ون طريق���ة عرض الدس���تور علي الش���عب‬ ‫لالستفتاء عليه كل مادة علي حدا وأن ينص‬ ‫الدستور علي بنغازي عاصمة اقتصادية‪.‬‬ ‫يون���س جن���م ‪ :‬املش���اركة‪ ،‬فهي أهم ش���يء يف‬ ‫صناعة دستور ليبيا‪.‬‬ ‫عل���ي الصعي���د الش���خصي أريد من الدس���تور‬ ‫أن يك���ون فعال صمام أم���ان البالد حبيث يكفل‬ ‫للجمي���ع مبختل���ف أفكاره���م وتوجهاته���م‬ ‫ومناطقهم وأعراقهم‪ ،‬فبهذا التمثيل سيضمن‬ ‫االستقرار احلقيقي ويضمن حقوق اجلميع‪...‬‬ ‫وأريد منه أن يكون دستوراً للحاضر واملستقبل‬ ‫ويضم���ن حقوق األجي���ال القادم���ة و ال يتأثر‬ ‫بالقضاي���ا احلالي���ة فق���ط مما جيعله دس���توراً‬ ‫مرحلي���اً ليس له نظره مس���تقبلية وبالنس���بة‬ ‫للمشاركة ‪.‬‬ ‫فبذك���ر كلم���ة مش���اركة‪ ،‬فهي أهم ش���يء‬ ‫يف صناع���ة دس���تور ليبيا احلديثة لكي يش���عر‬ ‫كل ش���خص بانتمائ���ه إليه والدف���اع عن هذا‬ ‫العق���د االجتماعي ويكون فعال القانون األعلى‬ ‫واألمس���ى يف الب�ل�اد وليس جمرد م���واد وبنود‬ ‫شكلية وال يُعمل بها‪.‬‬ ‫ليش���ارك اجلمي���ع جي���ب أن يت���م يف البداي���ة‬ ‫ش���رح مفاهيم الدس���تور وماه���و للجميع لكي‬ ‫يع���و جي���داً أهمية الش���يء الذي يقبل���ون عليه‬ ‫وذلك بعمل ندوات ولقاءات حوارية وتناقش���يه‬ ‫ختف���ف احلم���ل عل���ي جلنة إع���داد الدس���تور‬ ‫وتأت���ي هلم بتوصي���ات واضحة عن م���اذا يريد‬

‫الش���عب يف الدستور ‪ ..‬فبمش���اركة املواطن يف‬ ‫النقاشات واحلوارات يش���عر بأنه جزء من هذه‬ ‫العملية ويدافع عن الدس���تور يف املستقبل ألنه‬ ‫كان ج���زءاً يف صناعت���ه ويعلم جي���داً أهميته‬ ‫وبالنسبة لبنغازي ‪.‬‬ ‫كمطال���ب أي مدين���ة معرض���ة للتهمي���ش‬ ‫وتعان���ي م���ن املركزي���ة وتراكم���ات النظ���ام‬ ‫الس���ابق ‪ ..‬ولك���ن ملدينة بنغازي أطالب بش���يء‬ ‫واح���د يضمن���ه هل���ا الدس���تور وه���و العاصم���ة‬ ‫االقتصادي���ة مل���ا كان���ت علي���ه قب���ل االنقالب‬ ‫وأيض���ا اس���تنادا عل���ي قان���ون اجملل���س الوطين‬ ‫االنتقال���ي به���ذا اخلص���وص وعلي الش���ارع يف‬ ‫هذه املدينة حيث يعترب مطلباً شعبياً لدى أهل‬ ‫هذه املدينة‪...‬‬

‫فاطمة س�لام ‪ :‬أول ش���ي حتكيم شريعة اهلل‬ ‫وسنة رسول اهلل‪.‬‬ ‫ماذا نريد من الدستور أكيد أول شي حتكيم‬ ‫ش���ريعة اهلل وس���نة رس���ول اهلل مبا أننا ش���عب‬ ‫مس���لم وض���ع القوان�ي�ن واللوائح مبا يتناس���ب‬ ‫مع عاداتنا وتقاليدنا مراعاة العدالة واملس���اواة‬ ‫بني أفراد الش���عب عدم تدخل أطراف خارجية‬ ‫يف كتاب���ة الدس���تور ألن هذا الدس���تور خاص‬ ‫بالليبي�ي�ن وهم هلم احلق يف وضعه عدم وجود‬ ‫أحزاب أو تكتالت سياس���ية كط���رف ثاني يف‬ ‫الدس���تور هدفها مصاحل شخصية أما الوسائل‬ ‫ال�ت�ي متكن الليبيني من املش���اركة الفاعلة يف‬ ‫كتاب���ة الدس���تور وإق���رار م���ا يريدون���ه تكون‬ ‫عن طري���ق توعية وتثقيف الن���اس يف املرحلة‬ ‫األول���ي باعتب���ار الدس���تور ش���ئ جدي���د عليهم‬ ‫وهذه أه���م خط���وة لتوصيل مفهوم الدس���تور‬ ‫ومبادئه وذلك عن طريق اإلعالم واملنش���ورات‬ ‫والن���دوات بش���كل مكث���ف وم���ن هنا يأت���ي دور‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪19 - 13 ( - ) 79‬نوفمبر ‪)2012‬‬

‫‪07‬‬

‫ي من الدستور ؟؟؟‬ ‫اإلع�ل�ام ثم تأتي مش���اركة الليبي�ي�ن يف كتابة‬ ‫الدس���تور عن طريق االس���تبيان ومن���اذج وإعطاء‬ ‫مقرتحاته���م ومتطلباته���م ول���و أخ���ذ وق���ت أهم‬ ‫ش���ئ مشاركه الليبيني حتى يش���عروا باملسؤولية‬ ‫وأن ه���ذا واجب عليهم وأنهم م���ن اختاروا قوانني‬ ‫الدس���تور ح�ت�ي يت���م تطبيق���ه بكل أرحيي���ه ليس‬ ‫هن���اك مطلب خ���اص ببنغازي فق���ط بل املنطقة‬ ‫الش���رقية ألنها همش���ت يف عهد الطاغي والزالت‬ ‫مهمش���ة أال وهو إلغ���اء كافه مظاه���ر املركزية‬ ‫وإعط���اء كل ذي ح���ق حقه ألننا كلنا ش���اركنا‬ ‫يف الثورة ومن حقنا إن نش���ارك يف الدستور كل‬ ‫مدن ليبي���ا احلبيبة والنريد أن نقول أن من ابتدأ‬ ‫بالث���ورة هو األح���ق أو أن بنغ���ازي عاصمة الثورة‬ ‫بالعكس الكل ش���ارك والكل سيش���ارك يف دس���تور‬ ‫وعاشت ليبيا حرة ‪...‬‬ ‫جيهان اجل���ازوي‪ :‬كفالة ح���ق املواطن اللييب يف‬ ‫إبداء الرأي‪.‬‬ ‫أريد من الدس���تور كفالة حق املواطن اللييب يف‬ ‫إب���داء ال���رأي ب���دون أي قيود ش���رط أن ال تتعدى‬ ‫حري���ة الرأي عل���ى حري���ات اآلخري���ن وأن تكون‬ ‫هن���اك قوان�ي�ن صارم���ة تكف���ل حق���وق اإلنس���ان‬ ‫يف الس���جون الليبي���ة وان يك���ون للم���رأة الليبي���ة‬ ‫املتزوج���ة بغري لييب حق منح األبناء جنس���ية األم‬ ‫وان يكون هناك قانون يردع التعنيف ضد النس���اء‬ ‫فكريا و جسديا وان يكون هناك قانون يضمن حق‬ ‫أطفال الرعاية االجتماعية يف الدراسة و التعيني‬ ‫بع���د التخرج واصدار قان���ون يكفل لذوي اإلعاقة‬ ‫يف ليبي���ا عي���ش حي���اة تت�ل�اءم م���ع احتياجاته���م‬ ‫وإص���دار قان���ون صارم جي���رم كل م���ن يتالعب‬ ‫بامل���ال العام و تكون ف�ت�رة العقوبة ترتاوح بني ‪20‬‬ ‫و ‪ 25‬عاماً ‪...‬‬ ‫أما الوس���ائل اليت متك���ن الليبيني من املش���اركة‬ ‫الفاعل���ة يف كتابة الدس���تور وإقرار م���ا يريدونه‬ ‫ه���ي ع���ن طري���ق مواق���ع التواص���ل االجتماع���ي‬ ‫واستطالع رأي الشارع من خالل القنوات الوطنية‬ ‫‪ ,‬ختصيص برامج عرب اإلذاعة و التلفزيون تكون‬ ‫برامج مباش���ره م���ع املواطنني من مجي���ع الفئات‬ ‫وض���ع صناديق باجلوام���ع و املراف���ق العامة مثل‬ ‫صناديق االقرتاع و يكون من حق املواطن أن يكتب‬ ‫ما يريد و يضعه بالصندوق‬ ‫يبقى مطليب لبنغازي أن تكرم باالس���م و الفعل و‬ ‫أن تصبح عاصمة ليبيا الثانية‪.‬‬

‫ف��رج الكاديك��ي ‪ :‬االس���تعانة ب���ذوي اخل�ب�رة و‬ ‫القبائل‪.‬‬ ‫الدس���تور هو وثيقة تفاهم أو عق���د بني احلاكم‬ ‫واحملك���وم و علي���ه جي���ب أن يراعى يف الدس���تور‬ ‫مصلح���ة كل األطي���اف و اخلصوصي���ات ل���كل‬ ‫إقلي���م و اس���تخدام دس���تور ‪ 51‬م���ع تغيري بعض‬ ‫الفقرات اخلاصة بالنظام امللكي إىل نظام برملاني‬ ‫فيدرالي دس���توري و رئيس ش���رف و تفعيل املادة‬ ‫‪ 188‬أما الوسائل هي مشاركة كل إقليم من‬ ‫األقاليم الثالثة على حدا من مجعيات حقوقية و‬ ‫مدنية و االستعانة بذوي اخلربة و القبائل وباهلل‬ ‫التوفيق‪.‬‬

‫مربوك��ة املس��ماري ‪ :‬إقام���ة احملاض���رات حلث‬ ‫الناس للمشاركة يف الدستور‪.‬‬ ‫أريد من الدس���تور أن يضمن حق كل مواطن يف‬ ‫العيش يف دولة حيكمه���ا القانون و العدالة هناك‬ ‫أكثر من وس���يلة متكن الليبيني من املش���اركة‬ ‫الفاعل���ة يف كتابة الدس���تور وإقرار م���ا يريدونه‬ ‫مث���ل إصدار كتيب���ات حتمل رس���وم كاريكاتري‬ ‫ورسوم توضيحية توضح أهمية الدستور وإقامة‬

‫احملاضرات حلث الناس للمش���اركة يف الدستور‬ ‫ل���دي مطل���ب خ���اص لبنغ���ازي يف الدس���تور وان‬ ‫ختصص بنغازي عاصمة اقتصاديه لليبيا‪.‬‬ ‫أيه���اب القزي���ري ‪ :‬أه���ل مدين���ة بنغ���ازي يذوقوا‬ ‫األمرين يف مجيع األشياء‪.‬‬ ‫بعد ما ننظر ملدن يف شرق ليبيا وغربها يف سهولة‬ ‫اإلجراءات اإلدارية وف���ى احلصول على الوظائف‬ ‫يف الدول���ة يف مجي���ع العهود ولألس���ف طال حتى‬ ‫هذه احلقب���ة ‪،‬بينما أه���ل مدينة بنغ���ازي يذوقوا‬ ‫األمرين يف مجيع األش���ياء وتدفق ونزوح األهالي‬ ‫ليبي���ا م���ن مش���رقها ومغربه���ا وجنوبه���ا احلبيب‬ ‫أصبح���ت بنغازي عصي���ا علي أهلها بغالء أس���عار‬ ‫عقارها أو عدم اس���تقرارها امنني وضياع ش���بابها‬ ‫يف املهجر‪،‬ل���ذا جيب أن يكون لبنغازي دور بارز يف‬ ‫املرحل���ة التالية لتخفيف الع���بء و احلمولة عن‬ ‫أهلها ‪،‬جيب أن تكون بنغازي العاصمة االقتصادية‬ ‫لليبيا يف الدستور ألنها مقصد اجلميع‬ ‫هدى مرغان ‪ :‬نظام احلكم يكون برملانيا‪ً.‬‬ ‫أري���د من الدس���تور أن تك���ون ليبيا دول���ة مدنية‬

‫بنغ���ازي اطل���ب تفعيل املادة ‪ 118‬من دس���تور ‪51‬‬ ‫و كذلك توفري اآلليات اليت من ش���انها املس���اعدة‬ ‫يف توفري البيئة املناسبة حيت تكون بنغازي مدينه‬ ‫اقتصاديه علي ارض الواقع‪.‬‬

‫س��هري الكوايف ‪ :‬ليبيا حتتاج إىل دس���تور جديد‬ ‫يليق بتارخيها وحضارتها‬ ‫إن إع���ادة الش���رعية الدس���تورية إىل احلي���اة‬ ‫السياسية الليبية أمر أساسي لبناء حياة سياسية‬ ‫مس���تقرة وواع���دة‪ ،‬ميارس م���ن خالهل���ا املواطن‬ ‫اللي�ب�ي دوره يف البن���اء والتنمي���ة ب���كل حري���ة‬ ‫وفاعلي���ة و ليبيا حتت���اج إىل دس���تور جديد يليق‬ ‫بتارخيها وحضارتها ومكانتها ومواردها البشرية‬ ‫والطبيعية ويرتجم أهداف ثورة ‪ 17‬فرباير‪ ،‬وهو‬ ‫حتد ملق���ى على كاف���ة تيارات وفئ���ات وأطياف‬ ‫اجملتمع اللييب بالتواف���ق واالتفاق على األهداف‪،‬‬ ‫فه���و الضام���ن الختي���ار أفض���ل العناص���ر لكتابة‬ ‫الدس���تور أيا كانت طريقة االختي���ار وقبل ذلك‬ ‫أهمية ثقافة احرتام الدستور والقانون‪ .‬باختصار‬ ‫إن م���ا نريده من واضعي الدس���تور ع���ودة احلياة‬

‫أن يوض���ح لنا ما لنا وماعلين���ا‪ ،‬مبعنى ضرورة أن‬ ‫يتضم���ن الدس���تور مس���ؤوليات املواطن‪/‬املواطنة‬ ‫جتاه الوطن وجتاه الدس���تور وكيفية احملافظة‬ ‫علي���ه‪ ،‬نري���د دس���توراً قوي���اً متيناً ال يت���م اخرتاقه‬ ‫أو تعديل���ه م���ن أي كان‪ ،‬دس���تور ميل���ك الش���عب‬ ‫والشعب فقط حق تعديل أو تغيري بعض فقراته‪،‬‬ ‫نريد دس���توراً يضمن أن اجلميع خيضع للقانون‬ ‫وال أحد فوق القانون‪ ،‬دس���تور يضمن أن الش���عب‬ ‫هو صاحب كل السلطات‪.‬‬ ‫نريد دس���توراً يس���اوي يف حق���وق املواطنة‪ ،‬مجيع‬ ‫املواطنني رجا ً‬ ‫ال ونساء‪ ،‬شيباً وشباباً‪ ،‬عرباً وأمازيغ‬ ‫وتبو وط���وارق‪ ،‬وجيب أن ال يغفل الدس���تور ذوي‬ ‫االحتياج���ات اخلاص���ة يف فق���رة ح���ق املواطن���ة‪،‬‬ ‫واملس���اواة يف حق املواطنة مطلب أساس���ي وأصيل‬ ‫وجيب أن يكفله الدستور‪.‬‬ ‫مش���اركة الش���عب يف كتاب���ة الدس���تور بصورة‬ ‫فاعلة تضمنها بالدرجة األوىل مؤسسات اجملتمع‬ ‫املدن���ي عن طريق البدء بعملية التوعية والش���رح‬ ‫املفصل لكل ما يتعلق بالدستور وكيفية وضعه‪،‬‬

‫نريد دستوراً يساوي يف حقوق املواطنة‪ ،‬مجيع املواطنني رجا ًال ونساء‪ ،‬شيب ًا وشباب ًا‪ ،‬عرب ًا وأمازيغ‬ ‫وتبو وطوارق‪ ،‬وجيب أن ال يغفل الدستور ذوي االحتياجات اخلاصة يف فقرة حق املواطنة‬

‫تكون حقوق املواطنة فيها متساوية للجميع سواء‬ ‫أف���راد رجل أو امرأة أو فئ���ات أو هيئات مرجعيتها‬ ‫يف التش���ريع القرآن الكريم الفصل بني السلطات‬ ‫الثالث القضائية و التشريعية و التنفيذية فصل‬ ‫ألي منها سلطة على األخرى ونظام‬ ‫تام و ال تكون ٍ‬ ‫احلك���م يك���ون برملاني���اً و منص���ب رئي���س الدولة‬ ‫ه���و منص���ب فخ���ري و التأكيد عل���ى أن احلزب‬ ‫الفائ���ز يف االنتخاب���ات ه���و وحده م���ن ميلك حق‬ ‫تش���كيل احلكومة ‪ ,‬على أن تستمر فرتة احلكومة‬ ‫أربع س���نوات قابلة للتمديد ف�ت�رة إضافية واحدة‬ ‫فقط‪ .‬اللغة الرمسية للب�ل�اد هي اللغة العربية (‬ ‫لغة الق���رآن الكريم طاملا اجلميع مس���لمون ) مع‬ ‫التأكيد على ح���ق البقية كاألمازيغ و الطوارق‬ ‫و التب���و يف االحتفاظ بلغته���م و تراثهم و عاداتهم‬ ‫وتقس���م الدولة إدارياً إىل واليات أو حمافظات أو‬ ‫َّ‬ ‫أقالي���م ‪ ,‬على أن يكون ٌ‬ ‫كل ل���ه موارده اخلاصة و‬ ‫املس���تقلة و إجراءاته اإلدارية ( األساس يف احلكم‬ ‫اإلداري هو الالمركزية التأكيد على أن النفط‬ ‫هو ث���روة س���يادية ريع���ه يذهب خلزين���ة الدولة‬ ‫العام���ة على أن ختص���ص حصة من���ه للمراكز‬ ‫املتواجد بها‪.‬وانتخاب اللجنة التأسيس���ية من قبل‬ ‫املؤمت���ر الوطين العام ‪ ,‬و من ثم عرض الدس���تور‬ ‫الس���تفتاء ع���ام و ال يصب���ح الدس���تور ناف���ذاً إال‬ ‫بع���د موافقة الش���عب عليه واالهم إق���رار بنغازي‬ ‫كعاصمة ثانية للدولة الليبية بصفتها عاصمة‬ ‫اقتصادية‪.‬‬ ‫رحاب بوخنيلة‪ :‬أن ينص الدس���تورعلي نس���بة‬ ‫متثيل املرأة يف احلكومة‪.‬‬ ‫الدستور أريده أن يتضمن حق األقليات يف احلفاظ‬ ‫علي هويتهم ‪ .‬كذلك أن ينص علي نسبة متثيل‬ ‫امل���رأة يف احلكومة و مواقع صن���ع القرار ‪.‬كفالة‬ ‫احلري���ات الش���خصية ‪.‬أم���ا الوس���ائل ال�ت�ي متكن‬ ‫الليبي�ي�ن من املش���اركة يف كتابة الدس���تور عن‬ ‫طريق استطالعات الرأي ‪ .‬و كذلك ورش العمل‬ ‫اليت من ش���أنها توعيه الناس بضرورة املش���اركة‬ ‫يف إب���داء ال���رأي و اخلروج بتوصي���ات من خالهلا‬ ‫توجه إل���ي اللجان املعدة لوضع الدس���تور ملدينيت‬

‫الكرمي���ة ل���كل الليبي�ي�ن أينم���ا كان���وا و أن تتاح‬ ‫كل الوس���ائل ال�ت�ي متكن املواطن من املش���اركة‬ ‫يف كتابه الدستور وإقرار ما يريدونه أنا متفائلة‬ ‫ج���دا بكتاب���ه الدس���تور و م���ن س���وف يكتب���ه مت‬ ‫اختيارهم دميقراطيا فبالتأكيد لن ينسوا نبض‬ ‫الثورة بنغازي احلبيبة‪.‬‬ ‫د‪.‬ف�يروز النعاس ‪ :‬نريد دس���توراً قوياً متيناً ال‬ ‫يتم اخرتاقه أو تعديله من أي كان‬ ‫‪:‬بداية أش���كر صحيف���ة ميادين عل���ى إتاحة هذه‬ ‫الفرص���ة للمش���اركة يف االس���تطالعات ح���ول‬ ‫الدس���تور وه���ي خط���وة حتس���ب للصحيف���ة يف‬ ‫اهتمامه���ا بأه���م القضاي���ا ال�ت�ي خت���ص املرحل���ة‬ ‫احلالية‪.‬‬ ‫س���أبدأ بعن���وان االس���تطالع‪ ،‬ال أعتق���د أن بنغازي‬ ‫تريد ش���يئاً خيتلف عما تري���ده كل ليبيا وجيب‬ ‫أن ال ننسى أن بنغازي هي قلب ليبيا النابض وجل‬ ‫ما تريده بنغازي هو االس���تقرار واألمان واحلرية‬ ‫والعدال���ة والكرام���ة ل���كل ليبي���ا ولي���س لبنغازي‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫ما الذي نريده من الدستور‪ ،‬نريد من الدستور أن‬ ‫حيفظ لن���ا كمواطنني ومواطنات حقوقنا‪ ،‬نريد‬

‫كما تتحم���ل مجيع وس���ائل اإلعالم املس���ؤولية‬ ‫يف فت���ح ب���اب النق���اش واملش���اركة لنش���ر الوعي‬ ‫الالزم وللتأكيد على توس���يع قاعدة املش���اركة‬ ‫م���ن مجيع ش���رائح اجملتمع‪ ،‬كم���ا تتحمل جلنة‬ ‫صياغة الدستور املس���ؤولية األكرب يف مشاركة‬ ‫الش���عب يف وض���ع وصياغ���ة الدس���تور وبإم���كان‬ ‫اللجن���ة االسرتش���اد بتج���ارب ال���دول األخرى يف‬ ‫كيفي���ة إش���راك مجي���ع فئ���ات الش���عب ومجيع‬ ‫املدن والقرى واملناطق يف وضع الدس���تور وهلم يف‬ ‫جنوب أفريقيا خري مثال‪.‬‬ ‫كم���ا نوهت يف البداية إن بنغازي ال تطلب ش���يئا‬ ‫لنفس���ها فقط ب���ل كل ما تطلب���ه ضمان حتقيق‬ ‫الع���دل واملس���اواة يف العي���ش حبري���ة وكرام���ة‬ ‫وإنس���انية‪ ،‬ولك���ي نضم���ن ه���ذا جي���ب أن يضمن‬ ‫الدس���تور ما حيقق تطبيق الالمركزية اإلدارية‬ ‫يف إدارة الدول���ة وتطبي���ق نظ���ام احلك���م احملل���ي‬ ‫واالبتع���اد ع���ن املركزي���ة املقيت���ة وال�ت�ي ته���دد‬ ‫وح���دة الب�ل�اد‪ ،‬واملقصود بنظام احلك���م احمللي أن‬ ‫تتمت���ع كل حمافظ���ة يف الدول���ة الليبية حبقها‬ ‫يف التنمي���ة والنم���و االقتص���ادي وتنمي���ة امل���وارد‬ ‫البشرية‪ ،‬وهذا يؤدي إىل إزدهار مجيع احملافظات‬ ‫والذي سينعكس على إزدهار البالد ككل‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪19 - 13 ( - ) 79‬نوفمبر ‪)2012‬‬ ‫ملف العدد ‪ :‬بنغازي تنتخب أوباما‬

‫بنغازي تنتخب أوباما !‬ ‫بيان للرئيس‬ ‫االمريكي براك‬ ‫اوباما حول اهلجوم‬ ‫يف بنغازي‬

‫إنين أدين بشدة اهلجوم الشائن على مقر‬ ‫بعثتنا الدبلوماس���ية يف بنغ���ازي‪ ،‬والذي‬ ‫أودى حبي���اة أربع���ة أمريكي�ي�ن‪ ،‬م���ن‬ ‫بينهم السفري كريس ستيفنز‪ .‬ويف هذه‬ ‫اللحظ���ات‪ ،‬يتوج���ه الش���عب األمريك���ي‬ ‫بصلوات���ه وخواط���ره إىل عائ�ل�ات م���ن‬ ‫فقدناهم‪ .‬إنهم جيسدون التزام أمريكا‬ ‫باحلرية والعدالة والشراكة مع الدول‬ ‫والش���عوب ح���ول الع���امل‪ ،‬وه���م نقي���ض‬ ‫ص���ارخ ألولئك الذي���ن أزهق���وا أرواحهم‬ ‫دون رمحة‪.‬‬ ‫ولق���د أوعزت إىل حكوميت بتوفري مجيع‬ ‫امل���وارد الضروري���ة لدعم أم���ن موظفينا‬ ‫يف ليبي���ا‪ ،‬ولتعزي���ز األم���ن يف بعثاتن���ا‬ ‫الدبلوماس���ية ح���ول الع���امل‪ .‬ويف ح�ي�ن‬ ‫تس���تنكر الوالي���ات املتح���دة أي حماولة‬ ‫لإلساءة إىل املعتقدات الدينية لآلخرين‪،‬‬ ‫فإنه ينبغي علينا مجي ًعا أن نقاوم دون أي‬ ‫لبس ذلك النوع من العنف الطائش الذي‬ ‫أودى حبياة هؤالء املوظفني احلكوميني‪.‬‬ ‫ول���دي مالحظ���ة ش���خصية‪ :‬لق���د كان‬ ‫شجاعا‬ ‫كريس ممثال للواليات املتحدة‬ ‫ً‬ ‫وق���دوة لآلخري���ن‪ .‬وطيلة ف�ت�رة الثورة‬ ‫الليبي���ة‪ ،‬خدم ب���كل إيثار بلدنا والش���عب‬ ‫اللي�ب�ي يف بعثتن���ا يف بنغ���ازي‪ .‬وبوصف���ه‬ ‫ريا يف طرابل���س‪ ،‬فق���د س���اند حتول‬ ‫س���ف ً‬ ‫ليبي���ا إىل الدميقراطية‪ .‬ولس���وف يبقى‬ ‫إرثه ساط ًعا حيثما ظل بنو البشر يسعون‬ ‫إىل احلرية والعدال���ة‪ .‬وإنين ممنت كل‬ ‫االمتن���ان خلدمت���ه حلكوم�ت�ي‪ ،‬وحزي���ن‬ ‫كل احلزن لفقدانه‪.‬‬ ‫إن األمريكيني البواسل الذين فقدناهم‬ ‫جيس���دون اخلدم���ة والتضحي���ات‬ ‫االس���تثنائية ال�ت�ي يبذهل���ا موظفون���ا‬ ‫املدنيون كل يوم ح���ول العامل‪ .‬وإذ نقف‬ ‫متحدي���ن م���ع عائالته���م‪ ،‬دعون���ا اآلن‬ ‫قدما بأعماهلم‪.‬‬ ‫نضاعف جهودنا للمضي ً‬

‫أمحد الفيتوري‬ ‫‪1‬‬ ‫بنغازي املدينة اليت مثلت للرئيس االمريكي‬ ‫ب���راك أوبام���ا ارتب���اكا خاص���ا يف محلته من‬ ‫أجل اعادة ترشيحه لرئاسة الواليات املتحدة‬ ‫األمريكي���ة ‪،‬ه���ذا الرج���ل يف مناظرات���ه م���ع‬ ‫خصم���ه متن���ى أن يك���ون باس���تطاعته ذكر‬ ‫امس���ه الثاني أي اس���م والده ( حس�ي�ن ) الذي‬ ‫ج���اء أمريكا كي ي���زرع يف رمحها أول رئيس‬ ‫من أصول أفريقية ‪،‬أمريكا غذت بذلك دولة‬ ‫أخ���رى ‪،‬هذه الدولة الك�ب�رى تربك مدينة يف‬ ‫مشال أفريقيا رئيسها ‪ :‬لقد حققت له الثورة‬ ‫الليبي���ة نص���را ممي���زا ح�ي�ن خ���رج الليبيون‬ ‫يف س���احة بنغ���ازي يرفعون العل���م األمريكي‬ ‫وينادون بتدخل دول���ي حلمايتهم ‪،‬ألول مرة‬ ‫من���ذ زمن طوي���ل تقاب���ل الق���وات االمريكية‬ ‫بالرتحي���ب وموافق���ة دول وش���عوب الع���امل‬ ‫تقريب���ا ‪،‬والربي���ع العرب���ي جعل م���ن أمريكا‬ ‫دول���ة مقبولة يف الش���رق االوس���ط وموقفها‬ ‫م���ن القضية الفلس���طينية تراج���ع إىل خلف‬ ‫املشهد السياسي الراهن‪.‬‬ ‫لق���د زارت مندوبت���ه يف األمم املتحدة س���احة‬ ‫الث���ورة يف مدين���ة بنغ���ازي كما زاره���ا قادة‬ ‫ل���دول ك�ب�رى‪ ،‬لك���ن س���وزان راي���س كانت‬ ‫تتص���ور أنها ت���زور مدينة س���اهمت يف حتول‬ ‫نوع���ي يف بالده���ا ويف نظ���رة العامل هل���ا ‪،‬هذا‬ ‫جع���ل م���ن محل���ة أوبام���ا االنتخابي���ة أق���وى‬ ‫حتى حدثت الكارثة حني مت اغتيال الس���فري‬ ‫االمريكي كريس ستيفنز الذي اعترب نفسه‬ ‫حمظوظا ملش���اركته يف ه���ذه الفرتة الرائعة‬ ‫م���ن التغيري واألم���ل يف ليبي���ا‪ .‬ولكونه ممث ً‬ ‫ال‬ ‫للرئي���س األمريكي‪ ،‬فإن وظيفته تس���توجب‬ ‫تطوي���ر عالقة قوية م���ن املنفعة املتبادلة بني‬ ‫الوالي���ات املتحدة وليبيا‪ .‬ولقد كان الس���فري‬ ‫س���تيفنز ممثل أمريكا ل���دى اجمللس الوطين‬ ‫االنتقالي يف بنغازي خالل الثورة‪.‬‬ ‫بع���د هذه اجلرمية صار عل���ى أوباما أن يقف‬ ‫يف موقع الدف���اع أمام خصم���ه يف االنتخابات‬ ‫‪،‬لق���د جعلت���ه بنغ���ازي يف حال���ة ارب���اك فلقد‬ ‫قدمت له نصرا سه ً‬ ‫ال ثم أردفت ذلك بهزمية‬ ‫نك���راء ‪،‬هكذا ب���دا أن بنغازي معضل���ة وعملة‬ ‫ذات وجه�ي�ن كم���ا جاينوس االل���ه الروماني‬ ‫صاحب الوجهني ‪ :‬الشر واخلري معا ‪.‬‬ ‫للم���رة االول���ي يف التاريخ تتخ���ذ مدينة هذه‬ ‫املكان���ة يف انتخاب���ات أكرب دول���ة يف التاريخ‪.‬‬ ‫أوباما من يعاني م���ن أصوله االفريقية ومن‬ ‫أبيه املس���لم تش���كل مدينة أفريقية مس���لمة‬ ‫معضلة يف مس���اره السياس���ي هلذا تلكأ براك‬ ‫أوبام���ا كثريا نتيجة خف���ة هذا الثقل اليت ال‬ ‫حتتمل ‪،‬وقد ظهرت س���وزان رايس ‪،‬املرشحة‬ ‫كوريثة هلرلي كلينتون يف وزارة اخلارجية‬ ‫‪ ،‬يف موقف ال حتس���د عليه وهي تنفي أن وراء‬ ‫جرمي���ة قت���ل س���فريهم عملي���ة خمطط هلا‬ ‫‪،‬ورغم تفضي���ل أوباما هلا ف���إن حصوهلا على‬ ‫منصب الوزيرة مش���كوك في���ه بفضل املدينة‬ ‫اليت زارتها كمنتصرة ‪،‬ادارة أوباما إذا تواجه‬

‫معضلة وطائراتها اليت من غري طيار خترط‬ ‫مساء مدينة بنغازي ومل تقم مبهمة ما حتى‬ ‫الساعة بعد هذا التخريط ‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫لق���د واجه���ت محل���ة أوبام���ا صعوب���ات مجة‬ ‫ك���ي جتت���از العقبات وحت���رز الف���وز ‪،‬ورغم‬ ‫أن املش���اكل الداخلي���ة و عصبه���ا االقتص���اد‬ ‫االمريك���ي املري���ض وخاص���ة البطالة كانت‬ ‫هلا الس���بق عند الناخبني لكن معضلة بنغازي‬ ‫كان���ت أيض���ا مش���كل داخل���ي فقت���ل س���فري‬ ‫أمريكي ميس أمن الدولة الكربي يف الصميم‬ ‫‪،‬لكن الش���عب األمريكي ال���ذي صوت للتغيري‬ ‫ال���ذي عن���ى أن أمريكا ص���ارت دول���ة البالك‬ ‫وايت ‪ :‬خالئط من البش���ر واألفكار متتزج يف‬ ‫جمتمع بشري نوعي يكفل احلرية واملساواة‬ ‫للجمي���ع ‪،‬ه���ذا اجملتم���ع الذي لي���س كمثله‬ ‫ش���يء م���رة ثانية يرش���ح الرجل االس���ود من‬ ‫ول���د من أب ع���اد إىل بالده كيني���ا بعد والدة‬ ‫ابن���ه مباش���رة ‪،‬وهذا الرتش���يح الثان���ي يصبغ‬ ‫إرادة التغي�ي�ر يف هذا اجملتم���ع والتغيري ليس‬ ‫يف ل���ون الرئي���س فحس���ب بل يف قل���ب األمة‬ ‫اليت تعيد تكييف نفس���ها مع املستجدات و مع‬

‫االس���تحقاقات يف الدولة األك�ب�ر اليت تعمل‬ ‫من أجل أن تكون األوىل يف السبق‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫حن���ن حباج���ة إلع���ادة ق���راءة ما نع���رف وما‬ ‫خربنا عن أمريكا ومنها ‪ :‬وحنن نعيد تش���كيل‬ ‫معطي���ات بالدنا علين���ا أن ن���درك أن البناء ال‬ ‫يكون دون تغيري يف الرؤية والرؤى ويف الفكر‬ ‫والعمل ‪،‬ألول مرة بالدنا كما يبدو تكون أما‬ ‫للمس���ألة الشكس���بريية األش���هر ‪ :‬نكون أو ال‬ ‫نكون ‪.‬‬ ‫ان أمري���كا ليس���ت ق���وة عمي���اء ختب���ط هن���ا‬ ‫وهن���اك كما كنا ن���رى ‪،‬يف ع���امل اليوم وما‬ ‫بع���د ‪ 11‬س���بتمرب الق���وة ق���د تثق���ل صاحبها‬ ‫والتبصر جيعل من القوة بصرا حادا ‪،‬والعامل‬ ‫كما هو اآلن وهنا يف مجيع قاراته جينح إىل‬ ‫مش���اركة الش���عوب يف إدارة بلدانها ومن ثم‬ ‫مش���اركة دول ه���ذه البل���دان يف ادارة العامل‬ ‫‪،‬ويف بلدانن���ا ال�ت�ي ظ���ن الكث�ي�رون أنها خارج‬ ‫التاري���خ ه���ا ه���ي الش���عوب تس���تعيد إرادته���ا‬ ‫وتث���ور ثم تدخل يف حراك داخلي مس���تهدفه‬ ‫االنتظام يف جمتمع البشرية من يقدم الكثري‬ ‫من أجل الدميقراطية واالزدهار‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪19 - 13 ( - ) 79‬نوفمبر ‪)2012‬‬ ‫ملف العدد ‪ :‬بنغازي تنتخب أوباما‬

‫‪09‬‬

‫فوز أوباما‬ ‫• ميادين ‪ :‬وكاالت انباء‬ ‫متثل نتائج االنتخابات الرئاسية األمريكية‬ ‫''الق���وة العظمى'' أهمية للعامل أمجع ألنها‬ ‫تغري التوازنات بالسياس���ة املتبعة فى مناطق‬ ‫وأحناء خمتلفة بالعامل ‪.‬‬ ‫ف���از أوباما بوالية رئاس���ية ثاني���ة وهو ثاني‬ ‫رئي���س دميوقراط���ي من���ذ احل���رب العاملي���ة‬ ‫الثاني���ة بعد بيل كلينتون‪.‬وق���د اعلن اوباما‬ ‫يف تغري���دة عل���ى صفحت���ه الرمسي���ة عل���ى‬ ‫موقع توي�ت�ر فوزه‪ ،‬متوجه���ا لناخبيه بالقول‬

‫االمريكي���ة ان أوباما حص���ل على ‪ 303‬من‬ ‫أصوات كبار الناخب�ي�ن مقابل ‪ 206‬أصوات‬ ‫لروم�ن�ي ‪ ،‬وق���د احتش���د مناص���رو اوباما يف‬ ‫وق���ت متأخ���ر الثالثاء ام���ام البي���ت االبيض‬ ‫لالحتف���ال باع���ادة انتخابه رئيس���ا للواليات‬ ‫املتحدة ورددوا هتافات "اربع سنوات اخرى"‪.‬‬ ‫وق���د أق���ر روم�ن�ي بهزميت���ه‪ ،‬مش�ي�راً اىل أنه‬ ‫اتص���ل بالرئي���س االمريك���ي ب���اراك اوباما‬ ‫ليهن���أه بالفوز والتمين ل���ه بالتوفيق‪ .‬وتوجه‬ ‫روم�ن�ي يف خط���اب ملؤيدي���ه ً‬ ‫قائ�ل�ا‪" :‬جيب أن‬

‫"ه���ذا حصل بفضلك���م‪ .‬ش���كرا"‪.‬وعقب اوباما‬ ‫على تغريدت���ه االوىل بثانية قال فيها "حنن‬ ‫مجيع���ا معا‪ ،‬هك���ذا خضن���ا احلملة وه���ذا ما‬ ‫حن���ن عليه‪ .‬ش���كرا‪ .‬ب‪.‬أ"‪ ،‬احلرف�ي�ن االوليني‬ ‫م���ن امسه لتاكي���د صدورها عنه ش���خصيا‪.‬‬ ‫ويف تغري���دة ثالث���ة كت���ب الرئي���س "ارب���ع‬ ‫س���نوات جدي���دة" وارفقه���ا بص���ورة ل���ه م���ع‬ ‫زوجته ميش���يل وذلك يف الوقت الذي كانت‬ ‫في���ه ش���بكات التلف���زة تعل���ن ف���وزه بوالي���ة‬ ‫ثانية‪ .‬وأظهرت نتائج االنتخابات الرئاس���ية‬

‫جيتم���ع الدميقراطي���ون واجلمهوري���ون‬ ‫"‪.‬وتاب���ع روم�ن�ي‪" :‬نصل���ي للرئي���س املنتخب‬ ‫ولبالدنا"‪.‬‬

‫الدميقراطي خاص���ة بعد عملت إدارة أوباما‬ ‫على مس���اعدة بعض املهاجرين الش���باب غري‬ ‫الش���رعيني يف التس���جيل للحص���ول عل���ى‬ ‫تصاري���ح عمل‪.‬مراس���لنا يف ل���وس أجنلوس‬ ‫يقول‪ :‬إعادة انتخاب الرئيس اجلديد القديم‬ ‫جعل العديد من املواطنني يتنفسون الصعداء‬ ‫عل���ى الرغم من التوقعات يف أن يواجه أوباما‬ ‫حتدي���ات كبرية خالل ف�ت�رة حكمه املمتدة‬ ‫ألربع سنوات‪.‬‬

‫•أراء حمللني ‪:‬‬

‫•فوز اوباما رفض لسياسة اخلوف‬ ‫وعدم التسامح واخلداع‬

‫قالت صحيفة نيوي���ورك تاميز األمريكية‬ ‫إن انتص���ار الرئي���س ب���اراك أوبام���ا "لي���س‬ ‫عالم���ة على أن أم���ة مفككة توح���دت أخريا‬ ‫يوم االنتخابات"‪ ،‬بل هو "قبول قوي بسياسات‬ ‫اقتصادية تشدد على أهمية توفري الوظائف‬ ‫وإصالح الرعاي���ة الصحية وزيادة الضرائب‬ ‫واخلفض املتوازن لعجز امليزانية"‪.‬‬ ‫وأضاف���ت الصحيف���ة يف افتتاحيته���ا عق���ب‬ ‫إع�ل�ان ف���وز أوبام���ا بف�ت�رة رئاس���ية ثاني���ة‬ ‫أن ه���ذا االنتص���ار يش�ي�ر أيض���ا إىل "القبول‬ ‫الواس���ع بالسياس���ات املعتدلة" جت���اه اهلجرة‬ ‫واإلجه���اض‪" .‬إنها رفض ألف���كار عهد ريغان‬ ‫ح���ول خف���ض الضرائ���ب‪ ،‬وحري���ة الس���وق‬ ‫املتوحش���ة‪ ،‬وسياس���ة اخلوف وعدم التسامح‬ ‫واخلداع"‪.‬‬ ‫وأش���ارت إىل أن انتص���ار الرئي���س اعتم���د‬ ‫كثريا على حزام وس���ط الغ���رب مثل والية‬ ‫أوهاي���و حي���ث أثبت اإلنق���اذ املال���ي لصناعة‬

‫سياس���ي روس���ي معروف‪ " ،‬إن فوز أوباما يف‬ ‫مصلح���ة روس���يا‪ ،‬موضح���ا أن مستش���اري‬ ‫أوباما الذين هلم مشاعر عدائية جتاه روسيا‬ ‫ه���م القلة القليل���ة باملقارنة مع مستش���اري‬ ‫روم�ن�ي‪ .‬ثاني���ا‪ ،‬إن أوباما "خال من ترس���بات‬ ‫احل���رب الب���اردة"‪ .‬ثالثا‪ ،‬رب���ط أوباما مصريه‬ ‫السياسي بتحسني العالقات مع روسيا‪.‬‬

‫•ساندي س��اعدت أوباما على حتقيق‬ ‫الفوز‬

‫وي���رى مارك���وف وكذل���ك سلوتس���كي أن‬ ‫إعص���ار س���اندي كان أح���د العوام���ل ال�ت�ي‬ ‫س���اعدت أوبام���ا عل���ى حتقي���ق الف���وز يف‬ ‫االنتخابات‪ .‬فلقد جنح أوباما يف قيادة جهود‬ ‫معاجلة تداعيات اإلعصار‪.‬‬ ‫ومن جانبه ق���ال رئيس جلنة االتصاالت مع‬ ‫ال���روس املقيم�ي�ن باخلارج مبجل���س النواب‬ ‫الروس���ي‪ ،‬ليوني���د سلوتس���كي‪ ،‬عل���ى ش���بكة‬ ‫تلفزي���ون "روس���يا ‪ "24‬إن غالبي���ة ال���روس‬ ‫املقيم�ي�ن يف الوالي���ات املتحدة أي���دوا أوباما‪،‬‬ ‫معتربي���ن أن���ه يكف���ل حتس�ي�ن العالق���ات‬ ‫األمريكية الروسية‪.‬‬

‫خطاب أوباما عقب فوزه ‪:‬‬ ‫بالنسبة للواليات املتحدة‬ ‫األمريكية‪ ،‬األفضل مل يأت بعد‬

‫ق���ال أوبام���ا أم���ام احلش���ود يف مق���ر محلته‬ ‫بش���يكاغو عق���ب الف���وز "الليل���ة يف ه���ذه‬ ‫االنتخاب���ات‪ ،‬أن���ت أيه���ا الش���عب األمريك���ي‬ ‫ذكرتن���ا أنه رغ���م أن طريقن���ا كان صعبا‪،‬‬ ‫و أيامن���ا كانت طوال‪ ،‬إال أننا رفعنا أنفس���نا‬

‫إعادة انتخاب الرئيس اجلديد القديم جعل العديد من املواطنني يتنفسون‬ ‫الصعداء على الرغم من التوقعات يف أن يواجه أوباما حتديات كبرية خالل فرتة‬ ‫حكمه املمتدة ألربع سنوات‪.‬‬

‫التيين يسمح ببقاء الرئيس‬ ‫األمريكي باراك أوباما سيدا للبيت‬ ‫األبيض‬

‫هذا وقد س���اهم إقبال الناخبني األمريكيني‬ ‫من أص���ل التيين ببق���اء الرئيس األمريكي‬ ‫ب���اراك أوبام���ا س���يدا للبي���ت األبيض‪.‬فق���د‬ ‫أظه���رت إس���تطالعات ال���رأي أن ه���ذه‬ ‫الدميوغرافي���ة ال�ت�ي تع���د األس���رع من���وا يف‬ ‫أمريكا تتكون من عش���رة باملائة من جمموع‬ ‫األصوات املدىل بها‪.‬ما يصل اىل سبعني باملائة‬ ‫من أصل التيين اقرتعوا ألوباما مما س���يجرب‬ ‫اجلمهوريني على إع���ادة التفكري يف التعامل‬ ‫مع قضية املهاجرين يف البالد حس���بما يقول‬ ‫احملللون‪.‬سيدة من أصول التينية تقول‪:‬‬ ‫“إن األمريكني الالتينيني يش���عرون مبزيد‬ ‫م���ن الراحة م���ع أوباما ألنهم يعتق���دون أنه‬ ‫سيحسن حياة املهاجرين”‪.‬‬ ‫غالبي���ة األص���ول الالتيني���ة تعي���ش يف‬ ‫ل���وس اجنل���وس معظمه���م يؤي���د احل���زب‬

‫الس���يارات ‪-‬ال���ذي ابتدع���ه أوبام���ا وعارض���ه‬ ‫املرش���ح اجلمه���وري ميت روم�ن�ي‪ -‬أنه وجد‬ ‫ترحيبا شعبيا كبريا‪.‬‬

‫أوباما "خال من ترسبات احلرب‬ ‫الباردة‬

‫أك���د الكات���ب الصحف���ي س���ولي أوزل عضو‬ ‫اهليئ���ة التدريس���ية يف جامعة (ق���ادر هاس)‬ ‫برتكي���ا ''أن ف���وز الدميقراطي�ي�ن حيق���ق‬ ‫نتائج إجيابية بالنس���بة لرتكيا ألن اإلدارة‬ ‫احلالي���ة برئاس���ة أوباما تتع���اون مع تركيا‬ ‫فى كاف���ة اجملاالت ويف مقدمتها السياس���ة‬ ‫اخلارجي���ة إضافة إىل اس���تخدامها سياس���ة‬ ‫متوازن���ة مع تركيا يف إع���ادة بناء اخلارطة‬ ‫السياس���ية ملنطقة الشرق االوس���ط''‪ .‬وأشار‬ ‫أوزل إىل أن أمريكا فى عهد أوباما وقفت إىل‬ ‫جان���ب تركيا مع أوروبا مضيفا أن ''تركيا‬ ‫حباجة ماسة الستمرار إدارة أوباما''‪.‬‬ ‫وبدوره قال س�ي�رغي ماركوف‪ ،‬وهو حملل‬

‫عالي���ا‪ ،‬لق���د حاربن���ا طري���ق عودتن���ا‪ ،‬وحنن‬ ‫نع���رف يف قلوبن���ا‪ ،‬أن���ه بالنس���بة للوالي���ات‬ ‫املتحدة األمريكية‪ ،‬األفضل مل يأت بعد ‪".‬‬ ‫واضاف أوباما "اننا رمبا قد تنافسنا بضراوة‪،‬‬ ‫ولكن هذا فقط ألننا حنب هذا البلد كثريا‪،‬‬ ‫ونهتم اهتماما عميقا مبستقبله‪".‬‬ ‫ويف كلمته‪ ،‬شكر أوباما مجيع األمريكيني‬ ‫الذين ش���اركوا يف االنتخابات الرئاسية يوم‬ ‫الثالث���اء‪ ،‬بغ���ض النظ���ر عن من هو املرش���ح‬ ‫الذي صوت���وا له ‪ ،‬منوه���ا بالطوابري الطويلة‬ ‫ال�ت�ي اصطف���ت يف مراكز االق�ت�راع جبميع‬ ‫أحناء البالد‪.‬‬ ‫وقال "س���واء قمت بالتصويت فور قدومك‪ ،‬أو‬ ‫انتظ���رت يف الطاب���ور لفرتة طويل���ة أو مهما‬ ‫تكن الطريق���ة اليت ص ّوت بها‪ ،‬س���واء اخرتت‬ ‫أوبام���ا أو رومين ‪ ،‬فق���د قمت بإمساع صوتك‬ ‫وأحدثت فرقا‪".‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪19 - 13 ( - ) 79‬نوفمبر ‪)2012‬‬ ‫ملف العدد ‪ :‬بنغازي تنتخب أوباما‬

‫الرئيس اوباما يفوز بدورة رئاسية ثانية‬ ‫رومين علق على أحداث بنغازي‬ ‫الكثري‪:‬‬

‫حممد نوري الراعي‬ ‫مل يك���ن ف���وز الرئي���س اوبام���ا ل���دورة ثاني���ة‬ ‫بالرئاسة س���هال‪ ،‬فقد بدأت احلملة األنتخابية‬ ‫مند ش���هور وكلفت ما يزيد عل���ى أربعة مليار‬ ‫وس���تمائة مليون دوالرحس���ب األرقام املنشورة‬ ‫يف وسائل األعالم األمريكية‪ .‬تركزت احلملة‬ ‫األنتخابي���ة على مواضيع حم���ددة تهم الناخب‬ ‫األمريك���ي منه���ا حتس�ي�ن األقتص���اد الراك���د ‪،‬‬ ‫البطالة‪ ،‬رفع الضرائب على األغنياء الذين يزيد‬ ‫دخله���م على ‪ $ 250.00‬الف دوالر يف ا لس���نة ‪،‬‬ ‫التأم�ي�ن الصحي ومس���ألة اهلج���رة‪ ،‬العجز يف‬ ‫ميزاني���ة الدول���ة‪ ،‬ام���ا يف م���ا يتعلق بالسياس���ة‬ ‫اخلارجي���ة فق���د اتفق اخلصم���ان الدميقراطي‬ ‫واجلمه���وري عل���ى أغل���ب املس���ائل ومل تك���ن‬ ‫مواضع اخلالف واس���عة بينهم���ا‪ .‬نقاط األتفاق‬ ‫كان���ت ح���ول مس���اندة اس���رائيل واجي���اد ح���ل‬ ‫للقضية الفلس���طينية‪ ،‬احليلول���ة دون امتالك‬ ‫ايران لس�ل�اح نووي ‪ ،‬مس���اندة الش���عب السوري‬ ‫معنوي���ا‪ ،‬وغريه���ا م���ن األساس���يات يف الع���داء‬ ‫األمريكي لنظام كوريا الشمالية وموقعها من‬ ‫بع���ض األنظمة الش���مولية يف افريقيا‪ .‬ما يلفت‬ ‫األنتباه هو األتفاق بني اخلصمني على مكافحة‬ ‫وحمارب���ة األرهاب واقتالع ج���دوره وهو ما ظل‬ ‫من الثوابت يف السياسة االمريكية‪.‬‬

‫املرش���ح اجلمه���وري م���ت روم�ن�ي كان يعل���ق‬ ‫على احداث بنغازي الكثري يف حماولة للكش���ف‬ ‫للرأي العام األمريكي بأن السياس���ة األمريكية‬ ‫يف اخل���ارج يف عه���د الرئي���س أوبام���ا تس���ودها‬ ‫الفوض���ى والضع���ف‪ .‬وبالتال���ي ح���اول اخلصم‬ ‫اجلمهوري الرتكيز عليها يف احلوارات العلنية‬ ‫م���ع الرئي���س أوباما واألس���تفادة منه���ا ألظهار‬ ‫ضع���ف اخلص���م‪ .‬وهذا م���ا حدث‪ ،‬فلق���د كانت‬ ‫أح���داث العنف يف بنغازي وال�ت�ي أدت اىل مقتل‬ ‫الس���فري األمريكي كرستفور س���تيفنز وثالته‬ ‫من ك���وادر القنصلية كان���ت حمورا للنقاش‬ ‫ب�ي�ن اخلصم�ي�ن املتنافس�ي�ن عل���ى الرئاس���ة ‪:‬‬ ‫الرئي���س أوباما وحاكم والي���ة ‪......‬مت رامين؟‬ ‫م���ن تاب���ع انتخاب���ات الرئاس���ة األمريكي���ة مل‬ ‫يفاج���أ باس���تغالل منافس الرئي���س ألي نقطة‬ ‫ضع���ف يراه���ا يف األدارة وعل���ى كل األصعدة‬ ‫الداخلية أو يف ما يتعلق بالسياسات أو األحداث‬ ‫الدولية‪ .‬لقد اتهم م���ت رومين منافس الرئيس‬ ‫ادارة اخلارجية على ضعف األمن يف القنصلية‬ ‫وع���دم تصنيف احلادث على انه عملية ارهابية‪.‬‬ ‫كان ذل���ك يف احل���وار الثاني ال���ذي دار بينهما‪.‬‬ ‫وم���ع اصرار رومين عل���ى اتهام الرئي���س اوباما‬ ‫على عدم األس���تجابة السريعة وعدم تصنيفه‬ ‫للح���ادث على انه عمل رهاب���ي ‪ ،‬اال ان الرئيس‬ ‫اجاب بكل ثقه ومبساندة مديرة احلوار على انه‬ ‫فعل ذلك وهو متبث يف وسائل األعالم وعلين‪.‬‬ ‫نتيج���ة لرد الرئيس كش���ف روم�ن�ي عن عدم‬ ‫متابعت���ه لالح���داث وفض���ل ع���دم احلديث عن‬ ‫اح���داث بنغازي يف لقائهم���ا الثالث والذي كان‬ ‫يعل���ق علي���ه خصوم الرئي���س الكث�ي�ر‪ .‬كان رد‬ ‫الرئي���س مدون���ا يف التصرحي���ات ال�ت�ي أدى بها‬ ‫يف مدين���ة جول���دن بوالي���ة كول���رادو بقوله ‪:‬‬ ‫"اريد ان يس���معين كل العامل‪ ،‬س���وف لن يفلت‬ ‫كل م���ن اراد ان يؤذين���ا من العق���اب" ‪ ،‬وأضاف‬ ‫" لي���س هناك فعل يزع���زع اصرارنا على اقتالع‬ ‫األرهاب"‪ .‬أما فيما يتعلق بضعف احلراسة على‬ ‫القنصلي���ة ف���كان رد الرئيس ب���ان اجلمهوريني‬ ‫هم الذي���ن خفضوا ميزانيات محاية الس���فارات‬ ‫يف اخل���ارج‪ .‬لقد كان للتعاطف الش���عيب الكبري‬ ‫يف بنغ���ازي وحزن���ه وتظاهرات���ه الش���عبية ضد‬ ‫املليش���يات عام�ل�ا كب�ي�را يف اس���كات خص���وم‬ ‫الرئي���س وخصوصا بعد ان اعتذر رئيس املؤمتر‬ ‫الوطين ع���ن احلادت بصفته الرمسي���ة ‪.‬ما يهم‬ ‫يف ه���ذا اجمل���ال ه���و الرتكيز عل���ى ان العالقات‬ ‫الليبي���ة األمريكي���ة ال زال���ت كم���ا كان���ت‬ ‫علي���ه قب���ل احل���ادث بالرغم من مؤش���رات عدم‬ ‫األستقرار والعنف على الساحة الليبية‪.‬‬

‫أهم التوابث يف السياسة‬ ‫األمريكية جتاه ليبيا هي‪:‬‬

‫‪)1‬حمارب���ة واقت�ل�اع ج���دور األره���اب ‪ ،‬فل���ن‬ ‫تس���مح األدارة األمريكية ب���أي أحداث عنف قد‬ ‫تهدد أمنه���ا‪ ،‬وبالتالي ما هو مطل���وب هو تعاون‬ ‫النظام اللييب اجلديد يف هدا اجملال‪.‬‬ ‫‪ )2‬ان التح���ول الديقراط���ي يف املنطق���ة مهم‬ ‫ج���دا ألح�ل�ال الس�ل�ام ونب���د النزاع���ات ‪ ،‬فلق���د‬ ‫جن���ت وحص���دت امريكا مبس���اندتها لألنظمة‬ ‫الدكتاتوري���ة م���ا حصدته ش���عوب املنطقة من‬ ‫ب���روز انظمة مارقة ال تلت���زم بالقانون والعهود‬

‫واألعراف الدولية واليت كان نظام القدايف من‬ ‫ابرزها‪.‬‬ ‫‪ )3‬احملافظ���ة عل���ى مناب���ع النف���ظ وتأم�ي�ن‬ ‫تدفقه���ا وال���ذي يعت�ب�ر م���ن األساس���يات املتفق‬ ‫عليها يف احملافظة على األمن األمريكي‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫) زيادةاألس���تتمارات األمريكي���ة يف املنطق���ة‬ ‫والص���ادرات األمريكية لرفع املي���زان التجاري‬ ‫وخصوص���ا مع ليبي���ا باعتبارها دول���ة برتولية‬ ‫ال حتتاج اىل ق���روض ‪،‬وميكن القول بان اعادة‬ ‫بن���اء ليبيا س���يتطلب الباليني وهذا س���يكون يف‬ ‫ص���احل املي���زان التج���اري األمريك���ي ‪ ،‬اضاف���ة‬ ‫للرغبة األمريكية يف تش���جيع املبعوثني الليبني‬ ‫للدراسة يف اجلامعات األمريكية وما ينتج عنه‬ ‫من مصادر مالية للجامع���ات اضافة اىل اطالع‬ ‫الطالب الليبيني عن قرب على احلياة والثقافة‬ ‫األمريكية‪.‬‬ ‫‪ )5‬موقع ليبيا اجلغرايف والدي يؤهلها كمنفذ‬ ‫للعبور األمريكي للدول األفريقية‪.‬‬ ‫ه���ذا يف م���ا يتعل���ق بالثواب���ت األمريكي���ة واليت‬ ‫ميك���ن ان نقيمها يف عالقاتها م���ع ليبيا بأنها ال‬ ‫زالت خبري أن مل تتح���ول ليبيا بتصاعد أعمال‬ ‫العنف اىل دولة فاشلة‪.‬‬ ‫•أسباب فوز أوباما‬ ‫ان جن���اح الرئي���س اوبام���ا ل���دورة ثاني���ة ي�ب�رز‬ ‫ع���دة نق���اط م���ن اهمه���ا ان معركة الرئاس���ة‬ ‫األمريكي���ة اصبحت علما وارقام���ا اتبعها اوباما‬ ‫يف ف�ت�رة رئاس���ته االوىل وكرره���ا يف محلت���ه‬ ‫من اجل الرئاس���ة لدورة ثانية ‪ .‬حققت له هده‬ ‫العوامل الفوز من أهمها ‪:‬‬ ‫‪ )1‬قبول���ه باحلقائ���ق الدميوغرافي���ة وه���ي ان‬ ‫هناك واليات يصبغها اللون اجلمهوري األمحر‬ ‫وهن���اك والي���ات يصبغه���ا الل���ون الدميقراطي‬ ‫األزرق وهن���اك والي���ات رمادي���ة يتب���ارى فيها‬ ‫اخلصم���ان وحي���اول كل منهما كس���بها وهي‬ ‫يف العادة العامل احلس���م للفوز بالرئاس���ة ومن‬ ‫اهمها والييت اوهايو وفلوردا‪.‬‬ ‫‪ :)2‬تركيزمحلت���ه على التجمعات الس���كانية‬ ‫ولي���س عل���ى املس���احة اجلغرافي���ة يف الواليات‬ ‫وق���د ادى ذلك اىل كس���به للعديد من الواليات‬ ‫من اهمها اوهايو وفلوردا‪.‬‬ ‫‪ )3‬الرتكيز على األقليات مثل السود ورغبتهم‬ ‫يف احلصول على فرص معيش���ية أفضل ‪ ،‬أيضا‬ ‫املهاج���رون م���ن اص���ل مكس���يكي وم���ن امريكا‬ ‫الالتيني���ة وتطلعه���م للحصول على اجلنس���ية‬ ‫األمريكية والبقاء والعمل يف امريكا الش���مالية‬ ‫ملا يوفره ذلك من رفع من مستوياتهم املعيشية‪.‬‬ ‫‪ )4‬الرتكيز على اصح���اب الياقات الزرقاء من‬ ‫عم���ال وفني���ي املصان���ع واخلدم���ات واعطائهم‬ ‫األم���ل باحملافظ���ة عل���ى أعماهل���م وحتس�ي�ن‬ ‫مكتس���باتهم وخصوص���ا مصان���ع الس���يارات يف‬ ‫والي���ة ميتش���غان واوهاي���و‪ )5.‬الرتكي���ز عل���ى‬ ‫املس���نني والطبقات الفقرية وتطمينها بتواصل‬ ‫اخلدمات الصحية واملس���اعدات األجتماعية‪)5.‬‬ ‫اب���راز مش���اريع للنه���وض باألقتص���اد وخقض‬ ‫العجز يف ميزانية الدول���ة برفع الضرائب على‬ ‫االغني���اء‪ )6.‬الرتكي���ز على صوت امل���رأة واليت‬ ‫يش���كل غالبي���ة س���كانية ‪ ،‬وم���ن املفارق���ات يف‬ ‫األس���رة األمريكية هي تصويت الزوج للمرشح‬ ‫اجلمه���وري يف بع���ض االوق���ات والزوج���ة‬ ‫للمرشح الدميقراطي يف اغلت األوقات ملا يوفر‬ ‫هلا األخري من دعم يف جماالت العمل واحلقوق‬ ‫واملساعدات األجتماعية‪.‬‬

‫الطبقة الوسطي يف املوعد مرة‬ ‫أخري‪!!...‬‬

‫‪ .‬لق���د كث���ف الرئي���س اوبام���ا يف محلت���ه‬

‫األنتخابي���ة عل���ى الطبق���ة الوس���طي والفئ���ات‬ ‫احملتاج���ة وكان���ت مع���ه يف املوعد م���رة اخري‪.‬‬ ‫ميك���ن ان نق���ول ان فرص النج���اح للرئيس يف‬ ‫واليت���ة الثاني���ة س���تكون افضل فهو ل���ن يكون‬ ‫مقيدا بهموم ترضية الناخبني لرتش���يح نفس���ه‬ ‫مل���رة تالث���ة ‪ ،‬فالقانون األمريكي حي���دد الوالية‬ ‫بفرتت�ي�ن كل منهم���ا اربع س���نوات غ�ي�ر قابلة‬ ‫للتجدي���د‪ .‬كم���ا ان الوالي���ة للم���رة الثاني���ة‬ ‫تتيح للرئي���س التحاور واملفاوض���ات اكثر مع‬ ‫املش���رعني يف اجمللس�ي�ن للوصول اىل موافقتهم‬ ‫على متري���ر برامج معينة مثل رف���ع الضرائب‬ ‫على األغنياء او يف ما خيص العجز يف امليزانية‪.‬‬ ‫ان املوافق���ة عل���ى اي قانون ال ب���د ان يفوز بثقة‬ ‫اجمللس�ي�ن وموافق���ة الرئي���س ‪ ،‬ويف حال���ة عدم‬ ‫موافق���ة الرئي���س ‪ ،‬يرجع مش���روع الق���رار اىل‬ ‫املشرعني وال بد من احلصول على موافقة تلثي‬ ‫األعضاء ألقراره‪.‬‬

‫املنافسة باحلجة وعرب‬ ‫احلمالت االعالمية وليس عن‬ ‫طريق العنف‪!!..‬‬

‫قد نأخ���د من احلم�ل�ات األنتخابية األمريكية‬ ‫ودول دميقراطي���ة اخ���رى العرب وال���دروس يف‬ ‫انتخاباتنا القادمة منها س���يادة اجلو األنتخابي‬ ‫الس���لمي رغ���م احلم�ل�ات الدعائي���ة الشرس���ة ‪،‬‬ ‫املنافس���ة باحلج���ة وع�ب�ر احلم�ل�ات االعالمية‬ ‫وليس ع���ن طريق العنف‪ ،‬غي���اب االحتجاجات‬ ‫واملظاه���رات والتس���ليم مبا تنتج عن���ه صناديق‬ ‫االنتخاب‪ ،‬القبول والتس���ليم باخلسارة وتهنئة‬ ‫الفائ���ز بف���وزه دون ضغائ���ن‪ ،‬القب���ول بالنظ���ام‬ ‫األنتخاب���ي رغم تعقي���ده ‪ ،‬فالغالبي���ة العددية‬ ‫األمجالي���ة يف النظام األمريكي ليس���ت بكافية‬ ‫للفوزبالرئاس���ة ب���ل م���ن الض���روري احلصول‬ ‫على العدد الكايف من اصوات الواليات وهو ‪270‬‬ ‫صوت���اً للف���وز‪ .‬لقد جنحت امري���كا يف ان تصبح‬ ‫دول���ة ك�ب�ري لي���س فق���ط بس���بب الش���رحية‬ ‫املتعلم���ة الك�ب�رى ال�ت�ي هاجرت اليه���ا أو بتوفر‬ ‫امل���وارد الزراعي���ة واملعدني���ة بل ايضا بتمس���كها‬ ‫بنظ���ام دميقراط���ي متماس���ك ل���ه الكث�ي�ر م���ن‬ ‫الضواب���ط والتوازنات مما ميك���ن ان نصفه بأنه‬ ‫عمل���ي وليس نظام جامد‪ .‬جن���ح ابوما يف دورته‬ ‫االوىل رغم كل التحديات وخصوصا ما شكلته‬ ‫اصوله الزجنية من‬ ‫األمريك���ي بعض م���ن مطالبه‪ .‬ق���د ميكن جناج‬ ‫اوبام���ا ل���دورة ثاني���ة بعث���ا جدي���دا للمحادثاث‬ ‫املتعلق���ة بالوص���ول اىل ح���ل بش���أن القضي���ة‬ ‫الفلس���طينية ‪ ،‬اذ ان تأث�ي�ر اجلالي���ة اليهودي���ة‬ ‫النفس���ي يف امري���كا س���يكون أق���ل علي���ه ‪ ،‬فه���و‬ ‫ل���ن حيت���اج اىل اصواته���م او امواهل���م يف محلة‬ ‫انتخابي���ة قادم���ة‪ .‬أم���ا بالنس���بة لن���ا فنأمل ان‬ ‫ننج���ح يف معركتنا القادمة يف بناء دولة ليبية‬ ‫حرة هل���ا دس���تورها ومؤسس���اتها الدميقراطية‬ ‫وينتخ���ب رئيس���ها ويت���م الت���داول فيه���ا عل���ى‬ ‫الس���لطة بطريق���ة س���لمية ولن���ا يف النظ���ام‬ ‫األمريكي عربة‪.‬‬


‫‪11‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪19 - 13 ( - ) 79‬نوفمبر ‪)2012‬‬ ‫ملف العدد ‪ :‬بنغازي تنتخب أوباما‬

‫خطاب أوباما‪ ..‬دروس لربيع العرب!‬

‫أعلية عالني‬ ‫الطريف يف خط���اب النصر ألوباما هذا الصباح‬ ‫هو ان���ه اختصر املش���اكل الداخلية واخلطوط‬ ‫العام���ة للسياس���ة الدولي���ة يف مج���ل مفاتيح‪،‬‬ ‫نتع���رض للبع���ض منه���ا يف ه���ذه االطالل���ة‬ ‫القص�ي�رة‪ .‬الرئيس اوباما ق���ال يف هذا اخلطاب‬ ‫ان امريكا قوة عسكرية “ وأن جامعتنا وثقافتنا‬ ‫مصدر قوتن���ا” وختم بقوله أن املواطنني الذين‬ ‫اعط���وه اصواته���م هم الالعب���ون الرئيس���يون‪،‬‬ ‫وبذل���ك رب���ط اوبام���ا اس���باب الق���وة بالعل���م‬ ‫والثقافة‪ ،‬وجعل تفاعل املواطن مع قضايا بلده‬ ‫هو مفتاح النجاح‪.‬‬ ‫اجلامع���ات والثقاف���ة هي مفتاح جن���اح أمريكا‬ ‫من���ذ عقود‪ ،‬فحت���ى يف عز االزم���ة االقتصادية‬ ‫مل يق���ع التخفي���ض يف نفقات البح���ث العلمي‬ ‫بل وقع التقليص نسبيا يف النفقات العسكرية‪..‬‬

‫اجلامعات والثقافة هي أحد العناصر األساسية‬ ‫يف ق���وة أمريكا‪ ،‬هذا ما اش���ار اليه اوباما‪ ،‬وهذا ما‬ ‫ينقص شعوبنا العربية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫والقلي���ل الن���ادر‬ ‫حكامن���ا يكدس���ون األس���لحة‪،‬‬ ‫يس���تثمر يف العل���م والثقاف���ة‪ .‬وحتضرن���ي هنا‬ ‫نصيح���ة العامل املص���ري أمحد زوي���ل‪ ،‬صاحب‬ ‫جائ���زة نوب���ل عندم���ا زار تون���س بع���د الث���ورة ‪،‬‬ ‫فقد أك���د أن جناح الثورة السياس���ية يف بلدان‬ ‫الربيع العربي لن يكتب هلا النجاح اذا مل تقرتن‬ ‫بتف���وق يف مس���توى البح���ث العلم���ي وتطوي���ر‬ ‫مناه���ج التعليم‪ .‬وقد قيل ه���ذا الكالم أيضا منذ‬ ‫أكثر من قرن‪ ،‬فقادة اإلصالح يف القرن ‪ 19‬يف‬ ‫تونس ومصر كانوا يلحون على ضرورة االخذ‬ ‫بأس���باب العل���م كمدخ���ل للتق���دم واإلص�ل�اح‬ ‫الش���امل (الطهط���اوي وعب���ده وخ�ي�ر الدي���ن‬ ‫التونسي وغريهم )‪.‬‬ ‫ثوراتن���ا العربي���ة وهي تقرتب م���ن نهاية عامها‬ ‫الثان���ي كان���ت ث���ورات سياس���ية‪ ،‬خالي���ة م���ن‬ ‫مضم���ون ثقايف‪ .‬كم���ا ان جامعاتن���ا العربية ما‬ ‫تزال مصنفة يف اسفل س���لم اجلامعات العاملية‪.‬‬ ‫لذل���ك اعت�ب�ر تأكي���د اوبام���ا يف خطاب���ه عل���ى‬ ‫أهمي���ة اجلامع���ات والثقافة ليس ام���را عفويا‪،‬‬ ‫بل ه���و يف مقدم���ة اولويات أمري���كا وكان من‬ ‫املف���روض ان يكون يف مقدم���ة اولويات احلكام‬ ‫اجلدد يف بلدان الربيع العربي‪.‬‬ ‫إن م���ا نش���هده م���ن تضخ���م يف احلدي���ث ع���ن‬ ‫اهلوية‪ ،‬وم���ن معارك فقهية وكالمية وهمية‪،‬‬ ‫ومن ص���والت وجوالت س���لفية جيعلنا نأس���ف‬ ‫على مس���تقبل دول الربيع العرب���ي‪ .‬لكن االمل‬ ‫فج���ر هذه الثورات‬ ‫الوحيد هو أن الش���باب الذي ّ‬ ‫ق���ادر على افت���كاك املب���ادرة من جدي���د‪ .‬إن امام‬ ‫الش���عوب العربي���ة فرص���ة تارخيي���ة يف والية‬ ‫اوباما الثانية لالس���تفادة من جتربة الرجل يف‬ ‫اإلص�ل�اح مثلما فعلت أملانيا واليابان املنهزمتني‬ ‫يف احل���رب العاملي���ة الثاني���ة وحققت���ا بعد ذلك‬

‫أرفع نس���ب النم���و االقتصادي بفض���ل تفوقهما‬ ‫العلمي والثقايف ‪.‬‬ ‫فالرج���ل ص���ادق يف دع���م الدميقراطي���ة ويف‬ ‫مقاوم���ة االرهاب والتط���رف‪ .‬واعتقد أن تفاعل‬ ‫خنبن���ا الفكري���ة مع م���ا ج���اء يف خط���اب اوباما‬ ‫من تش���جيع على تطوير التعلي���م والثقافة هو‬ ‫الس���بيل الوحيد اىل بر االمان ألن االستثمار يف‬ ‫البحث العلمي والثقافة سواء عن طريق الدولة‬ ‫او اخل���واص او االس���تثمار االجن�ب�ي س���يكون‬ ‫البوابة الرئيس���ية للتقدّم‪.‬إنه ال يوجد حبث وال‬ ‫ثقافة دون حداث���ة‪ ،‬وال حداثة دون انفتاح على‬ ‫االخر ودون تفاعل جدلي مع خمتلف الثقافات‬ ‫االنس���انية‪ .‬ه���ذا م���ا جي���ب ان يفهم���ه حكامن���ا‬ ‫العرب‪ .‬إن إمكانياتن���ا املالية اجلبارة قادرة على‬ ‫إحداث هذه النقلة النوعية يف املس���توى العلمي‬ ‫والثق���ايف‪ ،‬تبقى فق���ط‪ ،‬اإلرادة السياس���ية اليت‬ ‫جي���ب ان تك���ون حاض���رة وباس���تمرار ولي���س‬ ‫بش���كل مومسي‪.‬الدرس الثان���ي الذي نأخذه من‬ ‫ه���ذا اخلط���اب ه���و ان أوبام���ا ربط ق���وة أمريكا‬ ‫العس���كرية والعلمية والثقافية بتفاعل املواطن‬ ‫معه���ا‪ ،‬ه���ذا املواط���ن هو ال���ذي حَت��� ّرك وصوّت‬ ‫للربنام���ج‪ ،‬واع َت�ب�ر س���ر بق���اء ق���وة امري���كا يف‬ ‫تكريس هذا الربنامج على أرض الواقع‪ .‬فالقوة‬ ‫العلمية والثقافية رغم أهميتها ال تصنع الكثري‬ ‫إذا مل يتحمس هلا املوطن ويس���اهم يف تطويرها‬ ‫وإثرائه���ا‪ .‬اذن املواطنة يف خط���اب أوباما مفهوم‬ ‫متع���دد األبعاد‪ ،‬فه���و إىل جانب كونه حق كل‬ ‫األع���راق واألل���وان واألدي���ان يف التمت���ع ب���كل‬ ‫احلقوق‪ ،‬فه���و أيضا تفاعل اجيابي ومش���اركة‬ ‫مباش���رة إلثرائها‪ .‬املواطن االمريكي اليوم رغم‬ ‫تداعي���ات الفيل���م املس���يء لالس�ل�ام‪ ،‬وتداعيات‬ ‫إعصار س���اندي‪ ،‬وتداعيات االزم���ة االقتصادية‬ ‫ال�ت�ي بدأ به���ا الرئيس األمريك���ي واليته األوىل‬ ‫مل يفق���د ثقت���ه يف اوبام���ا بل أصر عل���ى منحه‬ ‫فرصة ثانية ليكمل ما مل يقدر على اس���تكماله‬

‫يف الوالي���ة االوىل وه���و متحرر م���ن إكراهات‬ ‫االنتخابات القادمة‪.‬‬ ‫أعتقد ان الش���رق االوس���ط مقدم على خارطة‬ ‫جدي���دة وحتالف���ات جدي���دة‪ .‬واعتق���د ان تي���ار‬ ‫اإلس�ل�ام السياس���ي اإلخوان���ي بالع���امل العربي‬ ‫سيعيد قراءته بش���كل عميق لنتائج االنتخابات‬ ‫االمريكية‪ .‬وس���تضطر هذه التي���ارات اىل تغيري‬ ‫العدي���د م���ن مقارباته���ا يف اجت���اه التخلص من‬ ‫رواس���ب الفكر الش���مولي‪ .‬أما التي���ارات الدينية‬ ‫املتش���ددة ف�ل�ا أتص���ور أن مس���تقبلها س���يكون‬ ‫هام���ا ومؤث���را يف ظ���ل والي���ة اوبام���ا الثاني���ة‪.‬‬ ‫كم���ا ان االزم���ة الس���ورية رمب���ا تش���هد توجها‬ ‫حن���و الس���يناريو اليم�ن�ي يف ق���ادم االيام‪.‬إمجاال‬ ‫ميك���ن القول أن خط���اب أوباما اليوم اس���تكمال‬ ‫خلطاب القاهرة مع اضافات اساس���ية ابرزها ان‬ ‫الدميقراطي���ة لن تنجح ب���دون مضمون ثقايف‪،‬‬ ‫وان االس���تبداد بكل اشكاله لن يكون له مكان يف‬ ‫عامل معومل‪.‬‬ ‫س���يكتب التاري���خ أن أمريكا س���تبقى قوية بكل‬ ‫الوانها وأعراقها وأديانها وأن أوباما الذي منحه‬ ‫املواطن���ون األمريكي���ون ثقته���م للم���رة الثانية‬ ‫دلي���ل على أن الش���عب االمريكي يق���در خصال‬ ‫الساس���ة‪ ،‬وال ش���ك ان كاريزم���ا الرئيس اوباما‬ ‫وال���ذي مازالت تبدو عليه معامل الش���باب‪ ،‬لعبت‬ ‫دورا كبريا يف محله لسدة الرئاسة مرة ثانية‪.‬‬ ‫فكي���ف س���يتفاعل الع���رب م���ع ه���ذا اخلط���اب‬ ‫الربنامج والرس���الة؟ وهل سيتجهون اىل تغيري‬ ‫جذري يف سياس���اتهم وأولوياتهم؟ وهل ستفهم‬ ‫تيارات االس�ل�ام السياس���ي والتيارات الس���لفية‬ ‫عموم���ا ان البحث العلمي والثقافة لن ينتعش���ا‬ ‫يف ظ���ل الرته���ل ال���ذي ن���راه اآلن يض���رب كل‬ ‫قطاعاتنا احليوية‪.‬‬ ‫‪......................‬‬ ‫– أكادميي تونسي‪.‬‬

‫أوباما يبكي وهو‬ ‫يشكر افراد محلته‬ ‫االنتخابية‬

‫ظه���ر الرئيس االمريكي باراك أوباما يف فيديو وهو ميس���ح‬ ‫دموع���ه يف الي���وم التالي الع���ادة انتخابه وهو يوجه الش���كر‬ ‫الفراد محلته واملتطوعني الش���بان على العمل الش���اق الذي‬ ‫بذلوه‪.‬‬ ‫وقال أوباما يف الفيديو ‪-‬الذي نش���رته محلته‪ -‬وهو يتحدث‬ ‫م���ع منظم���ي احلملة يف مق���ره االنتخابي يف ش���يكاجو يوم‬ ‫االربعاء بعد انتصاره على منافس���ه اجلمهوري ميت رومين‬ ‫"لدي ثقة مطلقة يف أنكم مجيعا س���تفعلون أش���ياء مذهلة‬ ‫يف حياتكم‪".‬‬ ‫وأض���اف أوبام���ا أن افراد محلت���ه "أفضل كث�ي�را منه" حني‬ ‫كان منظما شابا يف شيكاجو يف حتقيق االهداف والتأثري‪.‬‬ ‫وقبل ان يظهر عليه التأثر الش���ديد وميس���ح دموعه قال "انا‬ ‫فخور بكم حقا‪ .‬انا فخور بكم مجيعا‪".‬‬ ‫ورد افراد محلته بالتصفيق‪.‬‬ ‫وب���دى أوباما متأث���را ايضا يف املؤمتر االنتخاب���ي النهائي له‬ ‫مساء االثنني املاضي يف أيوا عندما تغريت نربة صوته ومسح‬ ‫الدموع من عينيه وهو يتحدث عن من ساعدوه يف محلته‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫‪19‬نوفمبر‪)2012‬‬ ‫‪19- -13‬نوفمبر‬ ‫‪13( (- -) )79‬‬ ‫العدد( (‪79‬‬ ‫الثانيةالعدد‬ ‫السنةالثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2012‬‬

‫الطريق إىل‬ ‫كان "ص���دام حس�ي�ن" ق���د ارتك���ب محاقته‬ ‫القاتلة؛ بغزوه للكويت يف األول من أغس���طس‬ ‫س���نة ‪ ،1990‬معتقدا بغباء‪ ،‬ال ينقصه الغرور‪،‬‬ ‫من مص���ر ب���دأت فص���ول الرحلة‬ ‫أن الواليات املتحدة س���تغض النظر عن فعلته ‬ ‫مكافأة له على اس���تنزاف قوة الثورة اإليرانية األوىل إىل اس���طنبول‪ ..‬م���ا أن وصلت القاهرة‪،‬‬ ‫يف حرب الس���نوات الس���بعة‪ .‬وحني أبلغ "أبريل حت���ى اجتهت‪-‬وألول م���رة‪ -‬لإلقام���ة يف بيت‬ ‫غالس�ب�ي" س���فرية أمريكا يف بغداد آنذاك‪ ،‬عن الش���اعر املص���ري "حمم���د عفيف���ي مط���ر"‬ ‫حقيق���ة نواياه جت���اه الكوي���ت‪ ،‬مل تعل���ق على مبنطقة مصر القدمية‪ ،‬بالقرب من كوبري‬ ‫م���ا قال‪ ،‬ب���ل تركته س���اد ًرا يف وهم���ه‪ .‬وكان املل���ك الصاحل‪ .‬وهي الش���قة اليت منح الش���اعر‬ ‫ذل���ك هو الف���خ الكبري ال���ذي ُنص���ب للمنطقة مفاتي���ح بابه���ا ل���كل أصدقائ���ه احلميمني من‬ ‫بأكمله���ا‪ ،‬وه���و الب���اب املفت���وح‪ ،‬ببع���ض املكر املثقف�ي�ن واملبدعني العرب الذين ش��� ُرفت بأن‬ ‫وكث�ي�ر م���ن الدم���اء‪ ،‬لع���ودة الق���وى الغربية أكون من بينهم‪.‬‬ ‫ح�ي�ن فتح���ت ب���اب ش���قة عفيفي‬ ‫جمددًا بثقلها العسكري‪ ,‬بقواعدها ومدمراتها ‬ ‫ومح�ل�ات طائرتها‪ ،‬حتت ذريع���ة محاية أمن مط���ر‪ ،‬مل أج���د أح���دًا بالداخل‪ ..‬لك���ن وضعها‬ ‫وطبيعة األش���ياء فيها‪ ،‬تش���ي بوج���ود حياة ما‬ ‫دويالت اخلليج الضعيفة!!‬ ‫شخصا ما يقطنها‪ ،‬ويف األغلب‬ ‫تل���ك ال ِفعل���ة احلمق���اء‪ ،‬كانت الس���بب يف قريبة‪ ،‬أن مثة‬ ‫ً‬ ‫اتساع هوة الشقاق يف الشارع العربي‪ ،‬وانقسام أنه الش���اعر نفس���ه‪ ..‬م���ا أن وضع���ت حوائجي‪،‬‬ ‫وتناحر خنبه السياس���ية والثقافي���ة‪ .‬والتزال حت���ى أخ���ذت أس���تعد للمغ���ادرة إىل منطق���ة‬ ‫شارعي سليمان باشا وطلعت‬ ‫منطقتن���ا العربية تدفع مثنه���ا الباهظ حتى "وسط البلد"‪ ،‬أي‬ ‫ّ‬ ‫حلظتن���ا الراهن���ة‪ ..‬ف���كل ه���ذا م���ن نتائجه���ا حرب وامليدان املسمى بامسه ويتوسطه متثاله‬ ‫الربون���زي‪ ،‬كرج���ل لالقتص���اد الوط�ن�ي يف‬ ‫وتداعياتها‪.‬‬ ‫ذل���ك اجل���و املش���حون برائح���ة الب���ارود‪ ،‬النص���ف األول م���ن الق���رن العش���رين‪ .‬يف هذا‬ ‫صن���ع حال���ة م���ن الغلي���ان الفكري‪ ،‬انعكس���ت املثلث املكاني الذي اعتاد األصدقاء املخضرمون‬ ‫يف النقاش���ات املتصادم���ة ب�ي�ن املثقف�ي�ن على تس���ميته بـ "مثلث الرع���ب"‪ ،‬من املعتاد أن‬ ‫والسياس���يني‪ -‬األصدقاء‪ -‬يف ليبيا‪ ،‬وانقسمت يتنقل أصدقاؤنا املثقفون واملبدعون املصريون‬ ‫آراؤهم ح���ول واقعة غزو ص���دام للكويت‪ ..‬من ما ب�ي�ن أض�ل�اع ه���ذا املثل���ث احليوي‪":‬أتيلييه‬ ‫جان�ب�ي ال أجد مرب ًرا على اإلطالق ألي اعتداء القاهرة لألدباء والفنانني"؛ حيث ندوة الثالثاء‬ ‫على ش���عب آمن‪ ..‬على أية كنت أترقب آنذاك الرئيسية‪ ،‬ومقهى "زهرة البستان" اليت حيط‬ ‫عليها اجلم ًيع يوم ًيا‪ ،‬ثم يتقاطرون مع املس���اء‬ ‫حد ًثا عائل ًيا‪ ،‬هو والدة "أم العز" للتوأم‪..‬‬ ‫إىل الضلع الثالث وهو بار "ستيال"‪ ،‬حيث حتلو‬ ‫أعاجل الرتقب والقلق بالسفر‬ ‫الدردش���ة والتواصل يف أمور األدب والفكر مع‬ ‫والقل���ق‬ ‫الرتق���ب‬ ‫وألن�ن�ي يف الع���ادة أع���اجل‬ ‫بع���ض الش���راب وأنغ���ام أم كلثوم ال�ت�ي غال ًبا‬ ‫وس���وريا‬ ‫مص���ر‬ ‫إىل‬ ‫بالس���فر‪ ،‬رتب���ت رحل���ة‬ ‫ما تتهادى مع الس���اعة احلادية عش���رة مس���اء‬ ‫زيارة‬ ‫كان‬ ‫الرحل���ة‬ ‫تلك‬ ‫وتركي���ا‪ .‬األصل يف‬ ‫م���ن مذياع‪ ،‬كان قد أه���داه لصاحب البار أحد‬ ‫الرتهوني"‪،‬‬ ‫"ف���رج‬ ‫الصديق‬ ‫س���وريا حيث يقيم‬ ‫الزبائ���ن‪ ،‬م���ن أج���ل عي���ون أم كلث���وم وملزاج‬ ‫ح���رب‬ ‫ألركان‬ ‫دراس���ية‬ ‫املوف���د يف رحل���ة‬ ‫السميعة من األصدقاء‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫البحري���ة‪ً ،‬‬ ‫كانت‬ ‫الليبي���ة‬ ‫الس���وق‬ ‫ألن‬ ‫أيض���ا‬ ‫يف "ب���ار س���تيال" وعل���ى "مقه���ى‬ ‫ ‬

‫مفاتي��ح ش��قة حمم��د عفيف��ي مطر يف‬ ‫جيوب االصدقاء‬

‫ادريس املسماري‪.‬‬ ‫عام���ا تفص���ل ب�ي�ن أول‬ ‫اثن���ان وعش���رون ً‬ ‫وآخ���ر زيارة أقوم بها اىل مدينة اس���طنبول‬ ‫الرتكي���ة ال�ت�ي كن���ت ق���د جافيته���ا بعد‬ ‫زي���ارة أوىل قدمي���ة وبائس���ة‪ .‬مل يك���ن هذا‬ ‫انطباع���ي آن���ذاك عل���ى وج���ه الدق���ة‪ ،‬لكنه‬ ‫ش���عور ب���دأ يتس���رب ىل من���ذ الصفح���ات‬ ‫األوىل من رواية أورهان باموق “اسطنبول‬ ‫الذكري���ات واملدينة”‪ ،‬أو باألحرى س�ي�رته‬ ‫الذاتي���ة ال�ت�ي أعادت لي اكتش���اف املدينة‪:‬‬ ‫ألقه���ا الس���احر‪ ،‬وأس���رارها املخب���وءة‪ .‬إن‬ ‫“اسطنبول الذكريات واملدينة” هي سرية‬ ‫غنية باملتعة واملعرفة‪ ،‬يستبطن فيها باموق‬ ‫تاريخ مدينة اسطنبول‪ ،‬ويكتب رثاءها على‬ ‫رجع صدى ذكري���ات طريقتها يف العيش‬ ‫ومعامل وجودها املاضي يف س���تينيات القرن‬ ‫املنصرم‪.‬‬ ‫كان���ت زيارت���ي األوىل إىل اس���طنبول‪،‬‬ ‫يف ش���هر نوفمرب س���نة ‪1990‬م‪ ،‬وما أدراك‬ ‫م���ا نوفم�ب�ر ‪ ،1990‬حي���ث الربوس�ت�رويكا‬ ‫واجلالزونيس���ت‪ ،‬وبداي���ة مي���ل مي���زان‬ ‫السياس���ة حن���و جه���ة واحدة‪ ،‬حن���و كفة‬ ‫وحي���دة راجح���ة‪ ..‬يبدو ً‬ ‫أيضا أن ما يس���مى‬ ‫مبنطق���ة “الش���رق األوس���ط”‪ ،‬مل تع���د‬ ‫كافي���ة‪ ،‬أو باتت ضيق���ة كتعريف قديم‪،‬‬ ‫فأمسوه���ا “الش���رق األوس���ط الكب�ي�ر”‪،‬‬ ‫وأصبح���ت ش���عوبها تعي���ش أج���واء قل���ق‬ ‫وترقب‪ ،‬جراء دق طبول احلرب اليت الحت‬ ‫ُن ُذرها يف األفق‪ ،‬مع مش���اهد احلش���ود اليت‬ ‫حتش���دها كفة امليزان الراجحة؛ الواليات‬ ‫املتح���دة األمريكي���ة وأرب���ع وثالثني دولة‬ ‫من حلفائها‪ ،‬اس���تعدادًا لش���ن حرب اخلليج‬ ‫الثاني���ة‪ ،‬أو ح���رب حترير الكوي���ت (يف ‪17‬‬ ‫يناير سنة ‪.)1991‬‬

‫الرع���ب القدي���م والتارخيي ه���ذا‪ ،‬مكانان هما‬ ‫"اجلريون" بشارع س���ليمان على بعد أمتار من‬ ‫"جروب���ي" طلعت حرب‪ ،‬و"ريش" القديم الذي‬ ‫عاد بع���د غيابه لس���نوات عن احلرك���ة‪ ..‬هذه‬ ‫األماكن وما حوهلا يعرف تفاصيلها مثقفون‬ ‫عرب كث�ي�رون‪ ،‬وبعض م���ن مرتمجي األدب‬ ‫األجان���ب‪ ،‬بل حيفظها بع���ض املغرمني منهم‪،‬‬ ‫مثلي‪ ،‬عن ظهر قلب‪.‬‬ ‫الوق���ت مس���اء‪ ..‬تركت ش���قة عفيفي مطر‬ ‫قاص���دًا "بار س���تيال"‪ ،‬املس���افة ليس���ت بعيدة‪..‬‬ ‫جالس���ا م���ع اثنني‬ ‫هن���اك عث���رت على عفيفي ً‬ ‫م���ن أصدقائ���ه املقرب�ي�ن‪ ،‬هم���ا األديب س���عيد‬ ‫الكف���راوي‪ ،‬والش���اعر حمم���د س���ليمان الذي‬ ‫كان ه���ذا أول تعارفن���ا‪ ..‬ومعه���م جل���س عدد‬ ‫من شباب املثقفني‪ .‬كان احلوار الساخن الذي‬ ‫مطروح���ا خلف ظه���ري يف ليبيا‪ ،‬هو‬ ‫تركت���ه‬ ‫ً‬ ‫نفسه املسيطر على أجواء اجللسة‪ ..‬ما حقيقة‬ ‫وأبع���اد ما جيري من اس���تعدادات دولية لش���ن‬ ‫ح���رب على العراق‪ ..‬هل هي حرب مش���روعة؟‬ ‫وم���ا أهدافه���ا اليت ق���د ال تكون معلن���ة؟ وعلى‬ ‫اجلان���ب اآلخ���ر‪ ..‬ه���ل م���ا قدم���ه الع���راق من‬ ‫م�ب�ررات غ���زوه للكوي���ت حي���وي مصداقي���ة‬ ‫م���ا؟ الحظت اخت�ل�اف مواق���ف وآراء املثقفني‬ ‫املصري�ي�ن اجلالس�ي�ن‪ ،‬خاص���ة أن الس���لطة‬ ‫املصري���ة الرمسية أب���دت احنيازه���ا للموقف‬ ‫الغربي بوضوح‪ ،‬وس���ار عل���ى نهجها بعض من‬ ‫املثقفني املصريني املعروفني!!‪.‬‬

‫خمربون من أمن الدولة منتشرون حولنا‬

‫تعاني غالء ً‬ ‫وش���حا يصل‬ ‫فاحش���ا يف األس���عار‪،‬‬ ‫ً‬ ‫حد الندرة يف كل ش���يء تقريبا‪ ،‬فقد رأت "أم‬ ‫الع���ز" واألبناء أن مرافقيت يف الرحلة أم ًرا جاء‬ ‫خصوصا ما‬ ‫يف وقته املناسب لشراء ما يلزمهم‬ ‫ً‬ ‫يتطلبه مولد التوأم من مالبس وغريه‪ ،‬فضال‬ ‫عن أن الش���راء من تركيا كان "موضة" لدى‬ ‫الليبيني يف ذلك الوقت‪.‬‬

‫البستان"‪ ،‬يأتي أشخاص ال ميارسون الثقافة‪،‬‬ ‫وال يتخذون من اإلبداع والفنون حرفة‪ ،‬منهم‬ ‫الطبي���ب ومنه���م املستش���ار ومنه���ك املواط���ن‬ ‫الع���ادي‪ ،‬جتمعه���م حمب���ة الثقاف���ة وجلس���ة‬ ‫أصدقائه���م من املبدع�ي�ن واملثقفني‪ ،‬وال خيلو‬ ‫أحده���م م���ن "لطش���ة" فنية م���ا‪ ..‬رمب���ا جيب‬ ‫عل���ي أن أذكر هنا أنه انضم مؤخ ًرا إىل مثلث‬ ‫ّ‬

‫عل���ى أية حال‪ ،‬ميكن�ن�ي القول إن امل���زاج العام‬ ‫لطاول���ة النق���اش‪ ،‬كان ميي���ل باحنياز ش���به‬ ‫كام���ل إىل دع���م ومس���اندة الع���راق فيما قام‬ ‫ب���ه‪ ..‬بدا احلوار س���اخ ًنا وس���ط ه���رج ومرج يف‬ ‫امل���كان الضي���ق ال���ذي تع���ج مناضده العش���رة‬ ‫مبجموع���ات أخ���رى تناق���ش املوضوع نفس���ه؛‬ ‫ٌّ‬ ‫كل حس���ب هواه ووعيه‪ .‬ومث���ل فقاعات رغاء‬ ‫اجلعة اليت يش���ربونها‪ ،‬تالش���ت األصوات اليت‬ ‫حت���اول جاهدة أن تتن���اول املوضوع من وجهة‬ ‫نظ���ر خمتلف���ة‪ .‬وبالرغ���م م���ن أن امل���كان ب���دا‬ ‫أكث���ر رحابة من حجمه مع صخب احلديث‪،‬‬ ‫توجس���ا م���ا خف ًي���ا كان يس���وده‪ .‬تلفتت‬ ‫اال أن‬ ‫ً‬ ‫العيون إىل إحدى الزوايا‪ ،‬وكانت رسالة ذلك‬


‫‪)2012‬‬ ‫العدد (‬ ‫يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬ ‫‪19‬نوفمبرـ ‪-2‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪( 59-- 13‬‬ ‫العدد‬ ‫السنة‬ ‫‪)2012‬‬ ‫‪19‬نوفمبر‬ ‫الثانية‪- 13( -‬‬ ‫‪( )- 79‬‬ ‫‪) 79‬‬ ‫الثانيةالعدد (‬ ‫السنةالثانية‬ ‫السنة‬

‫ىل اسطنبول‬

‫‪2/1‬‬ ‫م���ن حولنا ما ب�ي�ن فاهم وبني مش���اهد مندهش‪..‬‬ ‫مض���ي حجازي بعفيف���ي حيث طرف ن���ا ٍء يف بهو‬ ‫االس���تقبال‪ ..‬كنت أتابعهما يف مش���هد يوحي بأن‬ ‫احل���وار ال ي���زال ح���ادًا بينهم���ا‪ ،‬وأنهما ل���ن يتفقا‪.‬‬ ‫متض إال دقائق معدودة حتى افرتقا‪.‬‬ ‫وبالفعل مل ِ‬ ‫ع���اد عفيف���ي إلينا ومالم���ح التوتر الت���زال بادية‬ ‫خارجا‪،‬‬ ‫عليه‪ ،‬ومض���ى حجازي حنو باب الفن���دق ً‬ ‫وعالم���ات الغضب تعلو وجهه‪ ،‬يه���رول خلفه من‬ ‫كانوا معه‪.‬‬

‫حجازي املنحاز للس��لطة كثم��ن يدفعه منذ‬ ‫عودته من غربته‬

‫التوج���س الذي يتضح م���ن اهلمهم���ات‪ ،‬تقول‪ :‬ان‬ ‫مثة خمربي���ن من أمن الدولة منتش���رون حولنا‪،‬‬ ‫يرصدون ما جيري من أحاديث‪.‬‬ ‫يف اجل���و املتوج���س املختن���ق بالكالم‪ ،‬دخ���ل علينا‬ ‫عال‪ :‬حج���ازي ومجاعته‬ ‫فجأة َمن ص���رخ بصوت ٍ‬ ‫(يقصد الشاعر املصري أمحد عبد املعطي حجازي‬ ‫ومن يس���اندون مثل���ه غزو الع���راق) موجودون يف‬ ‫فن���دق "ش�ب�رد" يرتب���ون إلقامة مهرجان للش���عر‬ ‫العامل���ي مس���اندة للكوي���ت‪ .‬هن���ا ض���ج امل���كان بعد‬ ‫مساع هذا اخلرب‪ ،‬وعملت آلة التعليقات والش���تائم‬ ‫والتخوين عملها جتاه كل من سيشارك يف مثل‬ ‫هذا املهرجان‪.‬‬ ‫وحسمت التعليقات؛ حيث وقف‬ ‫مل يطل احلديث‪ُ ،‬‬ ‫"حممد عفيفي مط���ر" كجنرال اختد للتو قرا ًرا‬ ‫باملضي إىل املعركة‪ ،‬وقال حبزم ملن يشاركونه‬ ‫الطاول���ة‪ّ ":‬‬ ‫يل�ل�ا بين���ا نش���وف إي���ه الل���ي بيحصل‬ ‫جالس���ا أتاب���ع باس���تغراق‪،‬‬ ‫هن���اك"‪ .‬كن���ت الأزال ً‬ ‫إلي عفيفي‪ ،‬قائ�ل�ا‪ ":‬يل ّ‬ ‫ال يا إدريس‬ ‫عندم���ا التفت ّ‬ ‫تعال معانا"‪.‬‬ ‫خرجنا مس���رعني خلفه أربعة أو مخس���ة‪ ،‬قطعنا‬ ‫املس���افة م���ن طلع���ت ح���رب إىل فن���دق "ش�ب�رد"‬ ‫مش��� ًيا عل���ى األق���دام يف دقائق‪ ،‬فهو لي���س ببعيد‪..‬‬ ‫ف���ور دخولن���ا ش���اهدنا يف بهو الفندق أم���ام مكتب‬ ‫االس���تقبال "أمح���د عبد املعط���ي حج���ازي" واق ًفا‬ ‫تتحل���ق حول���ه جمموع���ة م���ن األش���خاص‪ ،‬وهو‬ ‫يتحدث إليهم وكأنه يلق���ي بتعليمات وليس يف‬ ‫ح���وار‪ .‬ما أن رآنا مقبلني حن���وه توجه إلينا قاصدًا‬ ‫"حممد عفيفي مطر" ومد إليه يده بالسالم‪ ،‬لكن‬ ‫عفيف���ي مل ميد يده اليه‪ ،‬وإمنا بادره قائ ً‬ ‫ال بصوت‬ ‫عال وغاضب‪":‬إيه اللي انت بتعمله ده يا حجازي‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫خالص بتبيع لألمريكان علشان شوية خالجية؟‬ ‫فني قوميتك يا حمم���د؟!"‪ّ .‬‬ ‫ختضب وجه حجازي‬ ‫ً‬ ‫خج�ل�ا‪ ،‬ث���م م���ال على عفيف���ي وقال‬ ‫باالمح���رار‬ ‫بص���وت حاول أن يك���ون هادئا ألقص���ى حد‪":‬عيب‬ ‫ي���ا حممد‪ ..‬ايه اللي بتقوله ده؟!"‪ .‬كان رد عفيفي‬ ‫س���ري ًعا‪ ":‬عيب م�ي�ن‪ ..‬اللي بتعمله ه���وه اللي عيب‬ ‫و‪ .".......‬مل يرتكه حج���ازي يكمل عبارته‪ ،‬وأخذه‬ ‫م���ن ذراع���ه لينتح���ي به جان ًب���ا‪ ،‬وهو يق���ول‪ ":‬بس‬ ‫تعال يا حممد‪ ،‬تعال‪ ..‬ب���س تعال‪ ،"..‬مكر ًرا عبارته‬ ‫تلك أكث���ر من م���رة‪ ،‬وهو جي���ذب عفيفي مطر‬ ‫م���ن يده ليبتع���د به عن التجمع ال���ذي بدأ يتزايد‬

‫‪13‬‬

‫يب���دو أن���ه كان الب���د م���ن اس�ت�راحة حم���ارب‪..‬‬ ‫فجلسنا بالداخل يف مقهى الفندق‪ ،‬نكمل احلديث‬ ‫الس���اخن ال���ذي دار ب�ي�ن الش���اعرين الكبريي���ن‪،‬‬ ‫وحن���اول أن نه���دئ أعص���اب عفيفي ال���ذي كان‬ ‫يف قمة انفعاله‪ ..‬كنت أع���رف عفيفي مطر منذ‬ ‫س���نوات‪ ،‬وعايش���ت مع���ه مواق���ف عام���ة وظرو ًفا‬ ‫ش���خصية خمتلفة بعضها عصي���ب‪ ،‬لكنين مل أره‬ ‫أبدًا من قب���ل على هذه الصورة من حدة االنفعال‬ ‫والغضب‪.‬‬ ‫يف مقهى الفن���دق‪ ..‬تطرق بنا احلديث إىل موقف‬ ‫حجازي من غزو العراق‪ ،‬املنحاز للسلطة كثمن‬ ‫يدفعه منذ عودته من غربته اليت استمرت أكثر‬ ‫م���ن عش���ر س���نوات يف فرنس���ا‪ ،‬نتيج���ة مناهضته‬ ‫لنظ���ام الس���ادات ومعاه���دة ديفي���د‪ ،‬فخ���رج م���ن‬ ‫مصر ضمن عدد م���ن الكتاب والفنانني واملثقفني‬ ‫الذين ذه���ب بعضهم إىل ب�ي�روت والبعض اآلخر‬ ‫إىل باريس‪ ..‬وحول تل���ك الفرتة‪ ،‬يتداول مثقفون‬ ‫مصري���ون‪ -‬برواي���ات ش���فاهية خمتلف���ة‪ -‬واقعة‬ ‫مفصلي���ة يف عالقة حج���ازي بالنظام السياس���ي‬ ‫يف مص���ر‪ ..‬وذلك أن���ه دُعي مع عدد م���ن املثقفني‬ ‫الع���رب املقيم�ي�ن يف باريس‪ ،‬حلض���ور احتفال يف‬ ‫بي���ت أحد س���فراء دول���ة عربية‪ ،‬وأثن���اء نقاش يف‬ ‫حديقة املنزل بني مثقفني عرب ومصريني حول‬ ‫كامب ديفيد‪ ،‬احتد هذا السفري صاحب الضيافة‬ ‫وجاوز كالمه االعرتاض على املعاهدة إىل س���ب‬ ‫مصر‪ .‬وهن���ا وقف حجازي حمت���دًا‪ ،‬وقال له أمام‬ ‫اجلميع‪ ":‬اخرس ي���ا كلب‪ ..‬مصر برقبتك ورقبة‬ ‫بل���دك"‪ ..‬والتق���ط معطفه ووىل منصر ًفا وس���ط‬ ‫ذهول اجلميع‪ .‬وبقي���ة الرواية أن التقارير ُرفعت‬ ‫متضمن���ة موقف حج���ازي وأثنت علي���ه‪ ،‬مما دعا‬ ‫الس���ادات إىل الس���ؤال عن أحواله بنفسه‪ ..‬ويتندر‬ ‫البع���ض عل���ى ه���ذا املوقف قائ�ل�ا‪ :‬الس���ادات كلم‬ ‫حج���ازي يف التليفون وقال ل���ه‪ :‬إزيّك يا حجازي‪..‬‬ ‫أمك ما وحش���تكش؟ يف حوارات صحفية أجريت‬ ‫مع���ه‪ ،‬طالعتها بنفس���ي فيما بع���د‪ ،‬يتحدث أمحد‬ ‫عب���د املعط���ي حج���ازي عن س���يارة الرئاس���ة اليت‬ ‫ج���اءت لتصطحب���ه للقاء الس���ادات يف اس�ت�راحته‬ ‫باإلس���كندرية‪ ..‬ويفيض يف س���رد تفاصيل اللقاء‬ ‫بزهو يلمحه القارئ العادي من بني السطور‪.‬‬ ‫أراد نظ���ام مب���ارك أن يعيد مص���ر للصف العربي‬ ‫من جديد‪ ،‬وكانت الثقافة هي الالعب الرئيس���ي‬ ‫هلذا الدور‪ ،‬فعمل يف التس���عينيات على اس�ت�رضاء‬ ‫بع���ض املثقف�ي�ن‪ ،‬وأطراف أخ���رى م���ن املعارضة‬ ‫املصري���ة يف اخلارج‪ ،‬عرب جتس�ي�ر العالقة معهم‪..‬‬ ‫ومن ذلك منح جملة "القاهرة" للكاتب الصحفي‬ ‫الناقد "غالي شكري" الذي استطاع باالعتماد على‬ ‫ع���دد من الكتاب والش���عراء اجل���دد النابهني‪ ،‬ومن‬ ‫بينهم فتحي عبد اهلل ومهدي مصطفى‪ ،‬أن يصنع‬ ‫منه���ا جملة ناجح���ة قكريً���ا وثقاف ًي���ا‪ ،‬إىل درجة‬ ‫أن أعداده���ا القدمي���ة الت���زال مرغوب���ة م���ن قبل‬ ‫الكتاب والباحثني‪ .‬وبش���هادة الفنان الراحل عدلي‬ ‫مقيم���ا يف باريس آنذاك‪ ،‬أن‬ ‫رزق اهلل ال���ذي كان ً‬ ‫فاروق حسين وزير الثقافة املصري األسبق ذهب‬

‫للقائهم وإقناعهم بالعودة الحتياج البلد هلم‪ ،‬وأن‬ ‫حج���ازي قال له بالنص‪" :‬س���أعود لك���ن ليس أقل‬ ‫من رئيس حتري���ر!!"‪ .‬كان م���ن الصعب أن يعود‬ ‫رئيسا لتحريرها يف‬ ‫حجازي ابن جريدة "األهرام" ً‬ ‫ظ���ل متوليها القوي "إبراهي���م نافع" أحد املقربني‬ ‫من مبارك‪ ..‬فكان احل���ل أن يكتب حجازي زاويته‬ ‫الثابت���ة اليت م���ازال يكتبه���ا إىل اآلن يف "األهرام"‪،‬‬ ‫إىل جان���ب رئاس���ة حتري���ر جمل���ة "إب���داع" خل ًفا‬ ‫للدكتور عبد الق���ادر القط؛ على أن تفتح اجمللة‬ ‫الباب لإلبداع الشعري اجلديد واملبدعني الشباب‪..‬‬ ‫أمجعوا على أننا مقبلون على مرحلة عاصفة‬ ‫أثن���اء حديثن���ا املس���موع يف مقه���ى "ش�ب�رد"‪ ،‬وقف‬ ‫إىل جانبن���ا اثنان م���ن الش���باب‪ ،‬كان واضحا من‬ ‫مالحمهم���ا وم���ن هلجتهم���ا أنهم���ا كويتي���ان‪..‬‬ ‫طل���ب الش���ابان النق���اش م���ع عفيف���ي‪ ،‬فدعاهم���ا‬ ‫للجل���وس بينن���ا‪ ..‬انص���رف بع���ض مم���ن كان���وا‬ ‫معنا من���ذ البداية‪ ،‬وبقيت أنا وعفيفي والش���ابني‬ ‫الكويتي�ي�ن‪ .‬دار حدي���ث في���ه م���ن العاطف���ة ومن‬ ‫السياس���ة والعقالني���ة ش���ذرات خمتلف���ات‪ .‬كان‬ ‫رأي الش���ابني أن م���ا يعتربان���ه وطنهم���ا تع��� ّرض‬ ‫لغ���زو واعت���داء‪ ،‬وأن أه���ل وحكوم���ة ه���ذا الوطن‪،‬‬ ‫هم من كانوا مس���اندين وداعمني لصدام حسني‬ ‫يف حرب���ه الطويل���ة مع إيران‪ ،‬فه���ل يكافئهم اآلن‬ ‫بغزوه ألراضيهم‪ ،‬واحتالل بالدهم؟ تكلم الشابان‬ ‫حب���س في���ه م���ن العاطف���ة أكث���ر مما في���ه من‬ ‫السياس���ة‪ ..‬كنت أس���تمع بعقلي وعاطفيت هلما‪،‬‬ ‫ملام���ا‪ ،‬وال أنكر صدى‬ ‫ومل أش���ارك يف احلديث اال ً‬ ‫ملا يقوالنه يف نفس���ي‪ ،‬لك���ن عفيفي مطر كان له‬ ‫رأي آخ���ر‪ ،‬ترك���ز حول تضحية أف���راد من األمة‬ ‫يف سبيل قضية أكرب‪ ،‬هي قضية األمة العربية‪..‬‬ ‫آملين روح ًيا أن احلديث بني الطرفني مل يصل إىل‬ ‫غايته من االتفاق‪ ،‬خاصة أن الش���ابني كانا غاية‬ ‫يف التهذي���ب والذوق‪ ،‬وأنهم���ا برغم ذلك عبرّ ا عن‬ ‫تقدي���ر وحمبة خاص���ة لعفيفي باعتب���اره أحدى‬ ‫الشعراء العرب املهمني‪.‬‬ ‫مش���ينا على الكورنيش الذي يط���ل عليه الفندق‪،‬‬ ‫وعل���ى امتداده لبضع���ة كيلوم�ت�رات جنوبًا‪ ،‬يقع‬

‫لي���س البط���ل القوم���ي املث���ال‪ ،‬فه���و جم���رد رجل‬ ‫يبح���ث ع���ن جم���د ش���خصي‪ ،‬وال يه���دف إطال ًقا‬ ‫ملش���روع نهوض قومي حقيقي‪ ..‬وأن هكذا مشروع‬ ‫ال ميك���ن أن يتحقق إال ع�ب�ر الدميوقراطية اليت‬ ‫ال يعرفه���ا صدام حس�ي�ن‪ .‬وأبديت له أس���في على‬ ‫أس���لوبه اجلاف يف ال���رد على الش���ابني الكويتيني‬ ‫اللذين حرصا على حماورته مبودة حتى النهاية‪.‬‬ ‫بدا لي أن عفيف���ي مل يعجبه الكالم‪ ،‬ألنه اكتفى‬ ‫باالستماع ومل يعلق‪.‬‬ ‫يف الي���وم التالي غادر عفيف���ي القاهرة إىل قريته‬ ‫"رمل���ة األجنب" التابعة للمنوفية يف غرب الدلتا‪..‬‬ ‫فمن عاداته املعروفة أنه ميكث أغلب الوقت هناك‬ ‫طل ًب���ا لله���دوء والكتابة‪ ،‬وال يأت���ي إىل القاهرة إال‬ ‫أليام حتددها االرتباطات‪ ..‬بقيت وحدي يف ش���قة‬ ‫امللك الصاحل‪ .‬مع انتص���اف النهار‪ ،‬قررت اخلروج‬ ‫واملرور عل���ى عدد من األصدق���اء؛ ممن يهمين أن‬ ‫أس���تطلع مواقفه���م وآراءه���م ح���ول ه���ذا احلدث‬ ‫املزلزل وتداعياته املرتقبة على املنطقة‪ .‬فالتقيت‬ ‫باملفك���ر "حممود أمني الع���امل" و"ماج���دة رفاعة"‬ ‫و"مجال الش���رقاوي" و"بهيجة حس�ي�ن" والش���اعر‬ ‫"حلمي سامل"‪ .‬تباينت اآلراء واختلفت التحليالت‪،‬‬ ‫وإن أمجع���وا عل���ى أنن���ا مقبل���ون عل���ى مرحل���ة‬ ‫عاصف���ة لن تحُ م���د عقباه���ا‪ ،‬خاص���ة وأن القوى‬ ‫الثانية يف العامل (أي االحتاد الس���وفيييت س���اب ًقا)‪،‬‬ ‫تل���ك اليت كان���ت حت���دث الت���وازن يف الصراعات‬ ‫العاملي���ة واإلقليمي���ة‪ ،‬أصبحت اآلن خ���ارج ميزان‬ ‫القوى املؤثرة يف الصراع وجمرياته‪.‬‬ ‫يف ليل�ت�ي األخ�ي�رة بالقاه���رة‪ ،‬اليت أمضي���ت فيها‬ ‫ثالث���ة أيام بلياهلا‪ ،‬اس���تضافين الصديق الش���اعر‬ ‫"رفعت س�ل�ام" يف بيته بضاحية مص���ر اجلديدة‪،‬‬ ‫نظ ًرا لقرب بيته م���ن املطار‪ ،‬وألن موعد طائرتي‬ ‫صباحا‪..‬‬ ‫املتوجهة إىل دمش���ق يف الثامنة والنصف‬ ‫ً‬ ‫جالسا مع "رفعت"‬ ‫أثناء سهرتنا قبيل النوم كنت ً‬ ‫وزوجت���ه الفنان���ة التش���كيلية املرتمج���ة "راوي���ة‬ ‫صادق" ابنة املفكر املصري اليساري "أمحد صادق‬ ‫س���عد"‪ ،‬حني جاءنا خرب وف���اة الكاتب املبدع "حيي‬ ‫حقي" مؤلف "خليها على اهلل" و"كناس���ة دكان"‬

‫ح���ي مص���ر القدمي���ة وفي���ه بي���ت عفيف���ي الذي‬ ‫نقص���ده اآلن للراحة‪ ..‬يف الطريق أبديت لعفيفي‬ ‫مالحظاتي حول ما ج���رى يف ليلتنا‪ ،‬وحتديدًا يف‬ ‫ش���قها السياس���ي‪ ..‬وأن�ن�ي ال أرى يف نظ���ام صدام‬ ‫حس�ي�ن س���وى من���وذج لألنظم���ة الديكتاتوري���ة‪،‬‬ ‫أش���به بالنظام الن���ازي‪ ،‬وذكرت���ه بتصفياته اليت‬ ‫تع���دت خصوم���ه السياس���يني األف���راد إىل جرائم‬ ‫إبادة عرقية حبق الش���يعة واألكراد‪ ..‬وأن صدام‬

‫و"قنديل أم هاش���م"‪ ،‬و"ال ِفراش الش���اغر"‪ ،‬و"دمعة‬ ‫َ‬ ‫فابتس���امة"‬ ‫و"تعال معي إىل الكونس�ي�ر"‪ ..‬وغريها‬ ‫م���ن املؤلفات ال�ت�ي جعلته قمة ش���اخمة بني قمم‬ ‫اإلبداع العربي املعاص���ر‪ ..‬مع غبش الفضاء وندى‬ ‫الساعات األوىل من صباح القاهرة‪ ،‬غادرت أرضها‬ ‫طائ��� ًرا باجتاه دمش���ق اليت قابلت�ن�ي بريح الفحة‬ ‫احل���رارة‪ ،‬م���ع أنين وصل���ت ونهار أحد أيام ش���هر‬ ‫نوفمرب مل ينتصف بعد‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪19 - 13 ( - ) 79‬نوفمبر ‪)2012‬‬

‫ّ‬ ‫أتذكر‬ ‫يف الع���ام ‪1995‬م ‪ ,‬كن���ا يف ذاك���رة‬ ‫املدين���ة نناق���ش فك���رة إقام���ة أي���ام‬ ‫لأللع���اب الش���عبية نقيمه���ا باملدينة‬ ‫القدمي���ة لتنش���يط ذاكرة املس���نني‬ ‫وتعري���ف األجي���ال اجلدي���دة عل���ى‬ ‫جزء م���ن الرتاث الش���عيب مل���د ينتهم‬ ‫‪ ,‬لذا ح�ي�ن اعلن���ت اللجنة الش���عبية‬ ‫للس���ياحة ع���ن ن ّيته���ا إط�ل�اق ع���دد‬ ‫من املهرجانات الس���ياحية ‪ ,‬تدارس���نا‬ ‫الفكرة واس���تقر رأين���ا أن نقدم طلبا‬ ‫بأنش���اء مهرج���ان تراث���ي ‪ .,‬كان���ت‬ ‫مدين���ة غدامس قد س���بقتنا بش���هور‬ ‫يف إنش���اء مهرجانه���ا ل���ذ ا إرتأينا أن‬ ‫نس���تفيد م���ن برنام���ج مهرجانه���ا ‪,‬‬ ‫أحض���ر لي امني س���ياحة اجلفرة يف‬ ‫تلك الفرتة الش���اعر عب���داهلل زاقوب ‪,‬‬ ‫ملفا يش���تمل على برنامج مهرجان‬ ‫غدام���س وبنيت���ه اإلداري���ة ‪ ,‬عكف���ت‬ ‫على دراسته واسرتشدت به يف وضع‬ ‫تص���ور مفص���ل ملف���ردات مهرجانن���ا‬ ‫وهيكليت���ه اإلداري���ة ‪ ,‬اس���تعرضناه‬ ‫يف إجتم���اع بالذاكرة ث���م قام عضو‬ ‫س���ياحة اجلفرة بتحويل���ه إىل أمانة‬ ‫اللجن���ة الش���عبية للس���ياحة حي���ث‬ ‫أص���در أمينه���ا املهن���دس البخ���اري‬ ‫ح���ودة ق���رارا بتاس���يس املهرج���ان‬ ‫مس���مى (مهرج���ان اخلري���ف‬ ‫حت���ت‬ ‫ّ‬ ‫لفنون الصح���راء ومنتجاتها )‪ ,‬كان‬ ‫برناجمن���ا للمهرج���ان يق���وم عل���ى‬ ‫ركيزت�ي�ن أساس���يتني ‪ ,‬الدعاي���ة‬ ‫للتم���ور وتس���ويقها بإعتبارها املنتج‬ ‫األساس���ي للمنطقة ‪ ,‬وإحياء الفنون‬ ‫الش���عبية للمنطق���ة م���ن أع���راس‬ ‫وتقاليده���ا وأغانيه���ا وم���ن الع���اب‬ ‫ش���عبية والعاب ومواسم اإلحتفاالت‬ ‫الشعبية كإستقبال الربيع ‪,‬و موسم‬ ‫العيد التقلي���دي ألطفال املدينة يوم‬ ‫‪ 26‬من شهر رمضان ‪,‬ومباراة الصراع‬ ‫ال���ي كان���ت تقام مس���ا ًء طيل���ة أيام‬ ‫عي���دي الفطر واألضحى ويش���ارك‬ ‫فيه���ا الفتي���ان والش���باب وحبض���ور‬ ‫وتش���جيع م���ن املس���ننني ‪ ,‬وت���دور‬ ‫ااملنافس���ة بني جهيت املدينةالقدمية‬ ‫الش���رقية والغربي���ة ‪ ,‬تبدأ املنافس���ة‬ ‫بالفتي���ان وتت���د ّرج بالش���باب اىل أن‬ ‫يصل أحد ش���باب اجلهت�ي�ن ان يكون‬ ‫بطل املنافس���ة حني اليتقدم منافس‬ ‫م���ن اجله���ة املقابلة ملنازلت���ه ‪ ,‬حينها‬ ‫حيمل عل���ى األكتاف ويطاف به يف‬ ‫شوارع البلدة كبطل للجهتني ‪.‬‬

‫كان آدا ء املهرج���ان يف أدنى درجاته يف الدورتني الس���ابعة‬ ‫والثامن���ة ‪ ,‬حي���ث أن الدورة الس���ابعة ثاني أي���ام املهرجان‬ ‫م���رض فجأة مدير ال���دورة فأدخل املستش���فى ومل يتقدم‬ ‫نائبه وهو احد املتسللني ليشغل مكانه اختفى وكأن األمر‬ ‫ال يعنيه فلم تتم حتى مراسم حفل اإلختتام ‪ ,‬ولكن ابتد ا ًء‬ ‫من الدورة التاسعة بدأ املهرجان يسرتد عافيته ‪.‬‬

‫مهرجانات سياحية‬ ‫إس���تنادا اىل قرار التأس���يس ‪ ,‬اصدر امني‬ ‫س���ياحة اجلفرة قرارا بإنش���اء جلن���ة عليا‬ ‫يتمثل فيه���ا اعضاء‬ ‫للمهرج���ان راعين���ا أن ّ‬ ‫الس���ياحة لبل���دات اجلفرة اخلم���س (هون‬ ‫وودان وزل���ة وس���وكنة والفقه���اء ) كن���ا‬ ‫نطم���ح أن يك���ون املهرجان لكام���ل منطقة‬ ‫اجلف���رة ولك���ن لألس���ف الش���ديد كان���ت‬ ‫مش���جعة ‪ ,‬حي���ث‬ ‫إس���تجابة جريانن���ا غ�ي�ر‬ ‫ّ‬ ‫كان اعضاؤه���ا يتخلف���ون ع���ن حض���ور‬ ‫اإلجتماعات بإستثناء عضو زلة الذي رغم‬ ‫بع���د املس���افة كان يواظب عل���ى احلضور‬ ‫واملس���اهمة يف وضع التص���ورات والربامج ‪,‬‬ ‫كان لزل���ة يف ال���دورات االوىل للمهرجان‬ ‫حضور ع�ب�ر فرقتها للفنون الش���عبية اليت‬ ‫دأب���ت على املش���اركة يف دورات املهرجان ‪,‬‬ ‫ويف ال���دور ة األوىل نقلنا فعاليات املهرجان‬ ‫يوم���ا كامال لزلة من اصل ثالثة أيام هي‬ ‫زمن املهرجان ‪ ,‬ويف الدورة الثانية كان أن‬ ‫نقلنا فعاليات الي���وم الثاني لقرية الفقهاء‬ ‫‪,‬وح�ي�ن مل جند جتاوبا م���ن بقية األطراف‬ ‫اظطررنا اىل اإلكتف���اء مبدينة هون اليت‬ ‫إلتف الناس فيها ح���ول املهرجان يقيمونه‬ ‫سنويا جبهد تطوعي خالص ‪.‬‬ ‫قب���ل حوال���ي ش���هر م���ن ميع���اد إنطالق‬ ‫ال���دورة األولي وق���ع إختيارن���ا على احلاج‬ ‫العرب���ي محي���دة مدي���را للمهرج���ان ‪ ,‬وقد‬ ‫اظه���ر كف���اءة وص�ب�را ومثاب���رة يف إدارة‬ ‫الدورت�ي�ن األوىل والثانية ‪ ,‬ث���م أصر قبيل‬ ‫ال���دورة الثالث���ة أن يفس���ح اجمل���ال لغريه ‪,‬‬ ‫كان���ت حينه���ا اللجن���ة الش���عبية العام���ة‬ ‫للس���ياحة قد قررت التخلي عن اإلش���راف‬ ‫املباش���ر على املهرجانات واقرتحت تش���كيل‬ ‫جل���ان أهلية تت���وىل هذه املهم���ة ‪ ,‬فكان أن‬ ‫اخرتنا احلاج العربي محيدة ليكون رئيس���ا‬ ‫لللجنة األهلية ملهرجان اخلريف اليت من‬ ‫مهامها تدبر الش���ؤون املالية وتعيني مدير‬ ‫املهرجان لكل دورة ‪.‬‬ ‫كان���ت مف���ردات املهرج���ان يف دورت���ه‬ ‫األوىل‪ :‬حفل���ي اإلفت���اح واخلت���ام واللذي���ن‬ ‫ميثالن ذروت���ي املهرجان يقع فيما يبنهما‬ ‫مع���ارض للتم���ور و اصبوح���ة ثقافي���ة‬ ‫ع���ادة م���ا تس���تضيف هلا ذاك���رة امل���د ينة‬ ‫حماض���را يف الش���ؤون الرتاثي���ة ومعارض‬ ‫املقتني���ات الش���عبية ومع���ارض للكت���اب‬ ‫والفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرايف‬ ‫وزيارات للمدينة القدمية وإقامة امس���ية‬ ‫برمال الب�ل�اد احلويلة ال�ت�ي مت ّثل املرحلة‬

‫الثانية م���ن تطور مدينة ه���ون وهي طمر‬ ‫حتت الرمال تظه���ر بعض معاملها وخاصة‬ ‫اجلامع وقباب ش���يوخ صوفي�ي�ن مبقربتها‬ ‫‪ ,‬يف ه���ذه األمس���ية نقي���م بع���ض األلع���اب‬ ‫الش���عبية ختتتم بلعبة الصراع و مش���اهدة‬ ‫غ���روب الش���مس ‪ ,‬كن���ا نس���تضيف ع���ددا‬ ‫م���ن الفنانني وف���رق الفنون الش���عبية اليت‬ ‫إضاف���ة اىل مش���اركتها يف اس���تعراض‬ ‫حف���ل اإلفتتاح تقوم بتقدي���م عروضها اىل‬ ‫جان���ب الفعالي���ات األخرى وتق���دم فقرات‬ ‫مطول���ة يف الس���هرات الليلي���ة ال�ت�ي كان‬ ‫الشباب يس���تمتعون بالرقص والغناء فيها‪,‬‬ ‫كان الي���وم الثان���ي خمتلف���ا حي���ث رمال‬ ‫زل���ة البضاء العالية الكثب���ان وغناء ورقص‬ ‫فرقته���ا للفنون الش���عبية وفرق���ة القنقاء‬ ‫ال�ت�ي تق���دم رقصاته���ا عل���ى إيقاع���ات ذات‬ ‫طاب���ع افريقي الش���بيهة برقصة الكاس���كا‬ ‫واليت يش���ارك فيها أكثر من مائة راقص‬ ‫من الشباب الذين حيضر كل واحد منهم‬ ‫عص���ا ويف حلظ���ة معين���ة يضب���ط إيق���اع‬ ‫جس���ده على ايقاع الطبل���ة ويلتحق بدائرة‬ ‫الرقص كما لوكان راقصا حمرتفا ‪.‬‬ ‫كن���ا حن���رص عل���ى ابتع���اد املهرج���ان‬ ‫ع���ن التوظي���ف الدعائ���ي املس���يس لصاحل‬ ‫احلكومة ولذا مل نكن ندعو رمسيا حلضور‬ ‫إفتت���اح املهرج���ان أي موظ���ف حكومي ومل‬ ‫تكن به خطب أو كلمات باس���تثناء كلمة‬ ‫قصرية ألمني الس���ياحة أو م���ن ينوب عنه‬ ‫تتلخص يف إعطاء اإلذن بإنطالق فعاليات‬ ‫املهرج���ان ‪ ,‬م���رة واح���دة اضطررن���ا اىل‬ ‫دع���وة العميد يوس���ف الدب���ري حني كان‬ ‫أمين���ا لش���عبية اجلف���رة واعلمن���ا برغبت���ه‬ ‫يف احلض���ور وبرفقته زوج���ة رئيس وزارء‬ ‫مال���ي ترتب على ذل���ك أن اح���اط بامل ّنصة‬ ‫ع���دد من رج���ال األمن الس���ري ‪ ,‬أحدث لنا‬ ‫تواجده���م ربك���ة وتأخ���ر إفتت���اح املهرجان‬ ‫حوالي س���اعة مما ساعد يف تأكيد صحة‬ ‫رؤيتنا يف عدم دعوة املس���ؤولني احلكوميني‬ ‫‪ ,‬به���ذ ه الطريق���ة اليت تأك���دت كتقليد‬ ‫ثاب���ت يف املهرج���ان اس���تطعنا أن حناف���ظ‬ ‫عل���ى إس���تقالليته رغم ش���ح امل���وارد املالية‬ ‫ب���ل وافتقارها األم���ر الذي ترت���ب عليه أن‬ ‫يكون املهرجان مدينا مببالغ ملواطنني كنا‬ ‫نعمل عل���ى تغطيتها باحلص���ول على دعم‬ ‫مالي من املؤسس���ات واجلهات العامة داحل‬ ‫وخارج املد ينة‪ ,‬كانت أمانة الس���ياحة قبل‬ ‫أن يت���م إلغاؤها تقدم دعما يس���اوي تقريبا‬

‫السنوسي حبيب‬ ‫‪2/1‬‬ ‫ثلث تكلفة الدورة ‪.‬‬ ‫من���ذ البداي���ة حرصن���ا عل���ى أن نب�ن�ي‬ ‫للمهرجان جسما مستقال متاما عن ذاكرة‬ ‫املدينة ‪ ,‬يعتمد على قيادات جديدة تفرزها‬ ‫املدينة كي النثقل مبهام املهرجان اضافة‬ ‫اىل مهام الذاكرة واملدينة القدمية ورغم‬ ‫ذل���ك كان حضورن���ا يف الدورت�ي�ن األوىل‬ ‫والثاني���ة مكثفا وظاهرا للعيان ‪ ,‬ش���خصيا‬ ‫رغ���م تواج���دي العمل���ي ع�ب�ر كل دورات‬ ‫املهرجان فلم ّ‬ ‫أتول مسؤولية مباشرة سوى‬ ‫يف ال���دورة األوىل كنائ���ب احتياطي ملدير‬ ‫الدورة ‪ ,‬وعضوا يف جلنة اإلشراف واملتابعة‬ ‫يرافقين فيها األس���تاذ عل���ى عبد احلفيظ‬ ‫والعقي���د ت���اج الدي���ن غريان���ي والدكتور‬ ‫بلقاس���م بش�ي�ر ‪ ,‬كن���ا كأعل���ى جلن���ة يف‬ ‫املهرج���ان نت���وىل امل���رور عل���ى ّ‬ ‫كل مواقع‬ ‫التجهيز ونس���جل مالحظاتنا ومالحظات‬ ‫رؤس���اء اللجان و متطلباتهم ‪ ,‬ثجتمع ليال‬ ‫لنعد تقريرا يومي���ا مفصال ملدير املهرجان‬ ‫مشفوعا مبشورتنا واقرتاحاتنا ‪.‬‬ ‫بع���د ال���دورة الرابع���ةو بع���د أن تأكدت‬ ‫جتربة املهرجان وك ّونا كوادر قادرة على‬ ‫إدارت���ه بكفاءة كما كان يبدو لنا ونتيجة‬ ‫لإلره���اق كنا مجيع���ا متطوعني ويف عدة‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪19 - 13 ( - ) 79‬نوفمبر ‪)2012‬‬

‫مواق���ع تطوعي���ة انس���حب اغلبنا ع���ن العمل‬ ‫املباش���ر يف املهرج���ان ‪ ,‬واصبح احل���اج العربي‬ ‫ش���به وحيد يف إدارة اللجنة األهلية لتقاعس‬ ‫بقي���ة اعض���اء اللجن���ة ‪ ,‬حت���ت ضغ���ط ه���ذه‬ ‫العوام���ل اضطر احل���اج العربي ان يس���تجيب‬ ‫لرغبة جمموعة مكونة من أربعة أش���خاص‬ ‫اعلن���وا ع���ن رغبته���م يف إدارة مجاعية ألربع‬ ‫دورات متتالية ‪ ,‬تس���لل ضمنهم لألسف اثنني‬ ‫من خصوم الذاكرة السابقني ‪ ,‬وكانت تلك‬ ‫حلظ���ة مل يس���تطع احل���اج العرب���ي حس���ابها‬ ‫بدق���ة ‪ ,‬حني أقر نظام املقطوعية هذا وبد أ آدا‬ ‫ء املهرج���ان يتد ني‪ ,‬مل يكن ينقذه س���وى األد‬ ‫اء املتفان���ي للجنة التجهيز ال�ت�ي ظل أفرادها‬ ‫القيادي���ون ه���م أنفس���هم منذ ال���دورة األوىل‬ ‫وقد اكتس���بوا خربة دعمت حسهم التطوعي‬ ‫العال���ي ‪ ,‬وصل آدا ء املهرج���ان أدنى درجاته يف‬ ‫الدورتني الس���ابعة والثامنة ‪ ,‬حيث أن الدورة‬ ‫الس���ابعة ثان���ي أي���ام املهرجان م���رض فجأة‬ ‫مدي���ر الدورة فأدخ���ل املستش���فى ومل يتقدم‬ ‫نائبه وهو احد املتسللني ليشغل مكانه اختفى‬ ‫وكأن األم���ر ال يعنيه فلم تتم حتى مراس���م‬ ‫حف���ل اإلختت���ام ‪ ,‬ولك���ن ابت���د ا ًء م���ن الدورة‬ ‫التاسعة بدأ املهرجان يسرتد عافيته ‪.‬‬ ‫يف السنوات األخرية وبعد أن تأكدت جتربة‬ ‫املهرج���ان ‪ ,‬بدأت تغلب عليه صبغة إحتفاالت‬ ‫لفرق الفنون الشعبية ‪ ,‬حيث أكثرت اإلدارات‬ ‫املتعاقبة منذ الدورة اخلامس���ة من إس���تقدام‬ ‫ف���رق للفنون الش���عبية من خمتل���ف مناطق‬ ‫ليبي���ا وضمرت كثري من فعالي���ات املهرجان‬ ‫األخرى مثل جتسيد احلياة اليومية وامسية‬ ‫البالد احلويلة ومعارض التمور ‪ ,‬بدأت تطغى‬ ‫اجتهادات مل تكن م���ن ضمن فقرات املهرجان‬ ‫األصلي���ة ‪ ,‬بدأاملهرج���ان يفتق���د اىل ح���د م���ا‬ ‫طابعه الرتاثي اجلاد الذي إبتدأ به ‪.‬‬ ‫يف حماول���ة م�ن�ي إلث���راء املهرج���ان ودون‬ ‫اإلخالل بتوجهه األساسي ومفرداته األصلية‬ ‫‪ ,‬أنش���أت من���ذ ال���دورة العاش���رة ملهرج���ان‬ ‫اخلريف تفريعة ثقافية حتت اس���م (ملتقى‬ ‫اخلريف الثق���ايف )تنطلق موازي���ة ومتكاملة‬ ‫مع مف���ردات املهرجان ‪ ,‬نقدم فيها يف اليومني‬ ‫الثاني والثالث مفردات امللتقى وبتنس���يق مع‬ ‫ج���دول فعالي���ات املهرجان حي���ث حرصنا ان‬

‫موحدا كي ال حيدث‬ ‫يك���ون جدول العروض ّ‬ ‫تضارب بني املنشطني ‪ ,‬كان إنشاء امللتقى من‬ ‫أج���ل متتني وحتس�ي�ن أد اء املهرجان ‪ ,‬وكان‬ ‫للملتقى استقالليته اإلدارية واملالية ‪ ,‬كنت‬ ‫اح���رص على أن احص���ل له على دع���م خارج‬ ‫ميزانية املهرجان ‪ ,‬من مؤسس���ات وش���ركات‬ ‫حملي���ة ومن جهات خ���ارج املدينة ‪ ,‬يف الدورة‬ ‫األوىل مث�ل�ا اقمن���اه حت���ت رعاي���ة جمل���س‬ ‫الثقاف���ة العام وقد حصلت م���ن اجمللس على‬ ‫دع���م مال���ي ‪ ,‬كن���ت اح���اول اإلس���تفادة مما‬ ‫الحظت���ه يف مهرج���ان لودي���ف بفرنس���ا م���ن‬ ‫تبس���يط يف األداء مم���ا يرتت���ب علي���ه تقلي���ل‬ ‫يف املصاري���ف ‪ ,‬كان���ت املصاريف األساس���ية‬ ‫عل���ى إقام���ة الضيوف وإعاش���تهم ل���ذا كنت‬ ‫احرص ان يكون عدد املدعويني للمش���اركة‬ ‫ليس كبريا يف حدود عش���رين مشاركا ‪ ,‬من‬ ‫ش���عراء وقاصني وفنانني تشكيليني وعارضي‬ ‫صور فوتوغرافية ‪ ,‬كنا نستفيد من عروض‬ ‫فرقة املسرح اليت دأب مهرجان اخلريف على‬ ‫دعوة فرقة مس���رحية يف كل دورة ونستفيد‬ ‫أيض���ا ممن يتم حضوره���م ملهرجان اخلريف‬ ‫م���ن مش���اركني وم���ن صحفي�ي�ن ‪ .‬حرصن���ا‬ ‫تبس���يطا لألم���ور ان تك���ون مجي���ع فعالي���ات‬ ‫امللتق���ى يف م���كان واح���د حيث إخرتنا املس���رح‬ ‫األهل���ي لالمس���يات واالصبوح���ات والندوات‬ ‫‪ ,‬كان���ت اع�ل�اه ص���االت كانت مهمل���ة وبها‬ ‫ركام���ات م���ن املخلف���ات ‪ ,‬قمن���ا بتنظيفه���ا‬ ‫وصيانته���ا وجتهيزه���ا كم���كان ملع���ارض‬ ‫التش���كيل والصور الشمسية ومعرض الكتاب‬ ‫ومعرض���ا للمقتني���ات أقامته ذاك���رة املدينة‬ ‫‪ ,‬وضع���ت إلدارة امللتقى ج���دوال دقيقا حددت‬ ‫في���ه الزمن املت���اح ل���كل فعالية وكن���ت الزم‬ ‫من يقوم بإدارة الفعالي���ة باإللتزام الدقيق با‬ ‫لوق���ت ليتوف���ر للضيوف املش���اركني فرصة‬ ‫حض���ور بقي���ة فعالي���ات مهرج���ان اخلريف ‪,‬‬ ‫كن���ا ّ‬ ‫نركز على ان تكون فعاليات امللتقى يف‬ ‫األوقات ال�ت�ي تقدم فيه���ا مبهرجان اخلريف‬ ‫الفقرات الثانوي���ة ‪ ,‬باحلضور املتنوع واملنتقى‬ ‫بعناي���ة للمش���اركني م���ن الش���عراء والكتاب‬ ‫والفنان�ي�ن حق���ق ملتق���ى اخلري���ف جناح���ا‬ ‫متمي���زا وكان حضور اجلمه���ور الفتا حيث‬ ‫كانت صالة املسرح متتلئ يف أغلب األحيان‪,‬‬ ‫ضم���ن مف���ردات ملتق���ى اخلري���ف الثق���ايف‬ ‫قمن���ا بتكري���م األديب�ي�ن الكبريي���ن املنتميني‬ ‫اىل منطق���ة اجلفرة األس���تاذين أم�ي�ن مازن‬ ‫واألس���تاذ يوس���ف الش���ريف ‪ ,‬كان صديق���ي‬ ‫عمر اليذك���ر أحدهم���ا إال مت ّ‬ ‫تذكر األخر‬ ‫هل���ذا مجعنا بينهما يف جلس���ة تكريم واحدة ‪,‬‬ ‫كانت جلسة محيمية تدفقت فيها العواطف‬ ‫بني األديبني و معاصريهم من أبناء املنطقة ‪.‬‬ ‫كانت إدارة امللتقى تتم فقط بأربعة عناصر‬ ‫‪ ,‬السنوسي حبيب لإلشراف العام وطه حصن‬ ‫لإلش���راف عل���ى امل���كان وبقصيص���ة عب���داهلل‬ ‫للعالقات العامة وعلي الدبري لضبط أجهزة‬ ‫الصوت والوس���ائل البصري���ة وكان العنصر‬ ‫اخلامس شديد الفعالية اهلواتف النقالة اليت‬ ‫كن���ا عربها نتبادل املالحظ���ات والتوجيهات ‪,‬‬ ‫اس���ندت إدارة أغلب األصبوحا ت واألمس���يات‬ ‫اىل األصدق���اء م���ن الضي���وف ومبش���اركة‬ ‫حملي���ة من قب���ل الش���اعرين عب���داهلل زاقوب‬ ‫ّ‬ ‫وعبدالوه���اب قرينق���و ‪ ,‬اقمنا حتى اآلن اربعة‬ ‫دورات ‪ ,‬يف ال���دورة الرابع���ة وكنت قد اصبت‬ ‫باملرض فلم اكن قادرا على إدارتها فاسندت‬ ‫إدارته���ا اىل الش���اعر عب���د الوه���اب قرينق���و‬ ‫واكتفيت بدور املشاركة واحلضور ‪ ,‬متيزت‬

‫هذه الدورة حبضور عدد كبري من األصدقاء‬ ‫األدباء من خمتلف جهات ليبيا حضر اغلبهم‬ ‫من باب املواساة والتضامن معي ‪.‬‬ ‫كان لتواج���دي مبهرج���ان اخلري���ف األثر‬ ‫احلاس���م يف توجي���ه اهتم���ا م���ي باملهرجانات‬ ‫الس���ياحية ‪,‬حي���ث كان���ت الرغب���ة يف تطوير‬ ‫وحتسني آداء املهرجان دافعا مهما لزيارة اغلب‬

‫‪15‬‬

‫املهرجان���ات الس���ياحية ال�ت�ي كان���ت تقيمها‬ ‫بع���ض امل���دن الليبي���ة وخاص���ة الصحراوية‬ ‫منها ‪ ,‬كانت زيارتي األوىل ملهرجان غدامس‬ ‫والذي ج���رت العادة ان تكون دورته الس���نوية‬ ‫قريبة م���ن موع���د دورة مهرج���ان اخلريف ‪,‬‬ ‫ام���ا قبلنا باس���بوع أو اثنني أوبعدنا باس���بوع أو‬ ‫إثنني ‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪19 - 13 ( - ) 79‬نوفمبر ‪)2012‬‬

‫مايو‬

‫من حتب أكثر ليبيا أم كـــــ‬ ‫إبراهيم‬ ‫عثمونة‬

‫م���ا أش���قى "بن وليد" ل���و كان فع ً‬ ‫ال‬ ‫يعي���ش يف ركن م���ن وجدانه���ا معمر‬ ‫القذايف‪ ,‬قلت هذا قبل أكثر من ش���هر‪,‬‬ ‫ح�ي�ن ق���رأت تل���ك الرمزي���ة يف مقت���ل‬ ‫"عمران شعبان"‪ ,‬هذا الفتى الذي قبض‬ ‫على رأس القذايف حياً‪ ,‬وقتله أيضاً قبل‬ ‫أكثر من عام‪ ,‬وأنا أتابع على الشاش���ة‬ ‫الصغ�ي�رة تلك البش���اعة ال�ت�ي أُخذ بها‬ ‫ش���باب ‪ 28‬مايو يف املدرسة "الوليدية"‪,‬‬ ‫أولئ���ك الفتية املكبلون يف أحد فصوهلا‪,‬‬ ‫قبل أن ميوتوا وحتى بعدها‪.‬‬ ‫كانت العدس���ة اليت تنقل لنا املشهد‬ ‫خلسة‪ ,‬تهتز من قبل ان يبدأ املوت داخل‬ ‫الفص���ل الدراس���ي‪ ,‬والص���وت املعدن���ي‬ ‫الص���ادر من س���حبات البن���ادق يتالحق‬ ‫طردي���اً مع اق�ت�راب اللحظ���ة‪ ,‬والفتية‬ ‫املكبلون الذين وصفوا من صوت قريب‬ ‫بـ"اخلونة" مرميون على البالط‪.‬‬ ‫وما هي إال حلظات حتى تهتز العدسة‬ ‫بش���كل عنيف‪ ,‬حلظات والدم الس���اخن‬ ‫عل���ى ب�ل�اط فصله���ا الواس���ع‪ ,‬حلظات‬ ‫وتفي���ض األرواح من أجس���ادها واحدة‬ ‫بعد أخ���رى يف أرج���اء الفصل‪ ,‬حلظات‬ ‫وأمه���ات يف أحناء متفرق���ة من املدينة‬ ‫يش���ع ّرن بش���يء ق���وي ميخ���ر فؤادهن‬ ‫م���ن الداخ���ل‪ ,‬وحلظ���ات واملكبلون على‬ ‫أرض الفص���ل يتل���وون حول أنفس���هم‪,‬‬ ‫ويرفس���ون ويرفس���ون ويرفس���ون‪,‬‬ ‫ويسكنون إىل األبد‪.‬‬ ‫يا ربيييييي‪......‬‬ ‫مل كل هذا‪....‬مل‪.‬؟!‬ ‫واهلل لق���دم رفس���ت م���ن ح���رارة املوت‬ ‫يف ه���ذا الفص���ل‪ ,‬هي أح���ق باحلياة من‬ ‫معمر القذايف‪.‬؟!‬ ‫ولكن لألسف‪.......‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪2012/10/10‬‬

‫كنت عائ���داً يوماً بس���يارتي م���ن أمريكا ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫داخ�ل�ا كندا ُ‬ ‫حيث إقام�ت�ي ‪ ..‬وعلى احلدود‬ ‫َّ‬ ‫الكن���دي إىل املوظفة‬ ‫أعطيت جواز س���فرى‬ ‫ففتحته ‪ ..‬وبالطب���ع مكتوب فيه أني مولود‬ ‫يف ليبي���ا فقالت‪ :‬كيف ليبيا ؟ قلت‪ :‬خبري ‪..‬‬ ‫ونرجو اهلل أن تبقى خبري !!‬ ‫ منذ متى وأنت تعيش فى كندا‪..‬؟؟‬‫ أوشكت أن تنتهي السنة العاشرة‬‫ متى زرت ليبيا‪..‬؟؟‬‫ من���ذ ثالث���ة أع���وام ‪ ..‬فنظ���رت إ ّ‬‫ىل وه���ى‬ ‫تبتس���م وسألتين ‪ ...‬من حتب أكثر ليبيا أم‬ ‫كندا ؟ ؟‬ ‫ً‬ ‫وص ُّ‬ ‫م���ت قليال ‪ ..‬ث���م قلت هلا‪:‬‬ ‫نظ���رت إليها َ‬ ‫الفرق عندى ب�ي�ن ليبيا وكن���دا كالفرق‬ ‫بني األم والزوجة ‪ ..‬فالزوجة حني أختارها‬ ‫أرغب جبماهلا ‪ ..‬وأحبها وأعشقها ‪ ..‬ولكين‬ ‫‪ُ ..‬‬ ‫لو تزوجت بأمجل نساء العامل فال ميكن أن‬ ‫تنسينى أمي ‪ ..‬أما األم فال أختارها ‪ ..‬ولكين‬ ‫أنا نفسي ِمل ُكها ‪ ..‬فحيب ألمي له مذاق آخر‬ ‫‪ ..‬وأن���ا ال أرتاح إال فى أحضانه���ا ‪ ..‬وال أبكي‬ ‫إال عل���ى صدره���ا ‪ ..‬وال أمتنى املوت إال على‬ ‫تراب حتت أقدامها ‪...‬‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫إلي‬ ‫تنظر‬ ‫وراحت‬ ‫س���فرى‬ ‫•فأغلق ْت جواز‬ ‫َّ‬ ‫بشي ٍء من ال َع َجب وقالت باستفهام إنكاري‪:‬‬ ‫نس���مع عن ضي���ق العيش فيه���ا فماذا حتب‬ ‫ُ‬ ‫فى ليبيا ؟ !!!‬

‫على رغ���م أن ثورة ليبيا تعد من إحدى الثورات‬ ‫العربي���ة األكثر جناح���اً‪ ،‬إال أن ليبيا بلد مكون‬ ‫م���ن أقالي���م ومناطق يش���د كل منها البس���اط‬ ‫حنوه‪ ،‬تتجول فيه اجلماعات املدججة بالسالح‬ ‫كما حتلو هلا‪ .‬وجاء مقتل الس���فري األمريكي‬ ‫وثالث���ة م���ن زمالئ���ه يف ‪ 11‬س���بتمرب ليك���ون‬ ‫مبثاب���ة جرس إنذار ّ‬ ‫يذكر بالتحديات األمنية‬ ‫اليت تواجهها ليبيا ما بعد القذايف‬ ‫إال أن خ�ل�اص ليبي���ا ينبع من حقيق���ة أن هذه‬ ‫اجلماعات املس���لحة ال تزال أكثر مي ً‬ ‫ال للسعي‬ ‫حنو السالم واحلفاظ عليه من افتعال الفوضى‪.‬‬ ‫إذ عندم���ا ق���رر الليبي���ون االحتفاظ بس�ل�احهم‬ ‫كان ذل���ك به���دف تأم�ي�ن بالده���م وثورته���م‬ ‫ومس���تقبلهم‪ .‬ول���ن تتمك���ن احلكوم���ة الليبي���ة‬ ‫اجلديدة س���وى اختاذ خط���وات صغرية ملعاجلة‬ ‫ذلك عل���ى املدى القصري‪ ،‬على رغ���م أنها تتمتع‬ ‫بدع���م الغالبي���ة العظم���ى م���ن الش���عب اللييب‬ ‫واجلماعات املسلحة‬ ‫خرج عش���رات اآلالف م���ن الليبيني يف مس�ي�رة‬ ‫«حف���ظ بنغ���ازي» ضد امليليش���يات اإلس�ل�امية‪،‬‬ ‫وه���رع بعده���ا املئ���ات م���ن املواطن�ي�ن إىل مق���ر‬ ‫مجاعة «أنصار الش���ريعة» وثكناتها‪ ،‬وأجربوهم‬ ‫عل���ى إخالئه���ا‪ .‬ضح���ى بعضه���م خ�ل�ال ه���ذه‬ ‫االش���تباكات حبيات���ه‪ .‬أم���ر حمم���د يوس���ف‬ ‫املقري���ف‪ ،‬رئيس املؤمت���ر الوطين اللي�ب�ي العام‪،‬‬ ‫مجيع امليليشيات املوجودة يف ليبيا بالعمل حتت‬ ‫س���لطة الدولة أو إلقاء السالح‪ .‬وبالفعل أعلنت‬ ‫كل م���ن مجاعة «أنصار الش���ريعة» يف بنغازي‬ ‫وجمموع���ات من امليليش���يات األخ���رى يف درنة‬ ‫عن إخالء قواعدها‪ .‬ولكن يف ظل حكومة وليدة‬ ‫مل تع�ي�ن حت���ى وزرائه���ا بع���د‪ ،‬وبالنظ���ر إىل أن‬ ‫بن���اء قوات األمن هو مش���روع يتطلب من ثالثة‬

‫أبوبكر حسن‬ ‫أتقصدين أمي؟‬ ‫قلت هلا ِ‬ ‫فابتسم ْت وقالت‪ :‬لتكن أمك ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫فقل���ت‪ :‬أح���ب فيه���ا طفول�ت�ي ‪ ..‬أح���ب فيها‬ ‫ذكرياتي ‪ ....‬أحب ضربَها لي وأنا صغري ‪...‬‬ ‫أحبها حتى وأن���ا مريض حني تضمين على‬ ‫صدرها ‪..‬‬ ‫قد ال متلك أمي مثن الدواء وال أجرة طبيب‬ ‫ولكن َ‬ ‫يعاجلين ‪َّ ..‬‬ ‫حنان أحضانها وهى تضم‬ ‫َ‬ ‫وهلف���ة قلبها وأنا أرتعش‬ ‫جس���دي امللتهب ‪..‬‬ ‫بني يديها يَشفيين بال دواء وال طبيب‪.‬‬ ‫راح���ت تدق���ق بنظره���ا ف���ى وجه���ي وه���ى‬ ‫تس���ألين‪ :‬عش���رة أع���وام ‪ ..‬وم���ا زال احلنني‬ ‫باقي���اً ف���ى قلب���ك هل���ا ؟ومازل���ت تذك���ر‬ ‫ذكرياتك فيها ؟ !! ‪ ،‬فقلت هلا‪ :‬أنا إن نسيت‬ ‫ُت ّ‬ ‫ذكرنى األماكن واألشياء ‪ ..‬فهذا الشارع‬ ‫س���رت فيه ي ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُذكرني حني كادت عرب ٌة‬ ‫إن‬ ‫ان تص ِد َم�ن�ي ‪ ..‬ووقع���ت برأس���ي عل���ى هذا‬ ‫َ‬ ‫احل َجر من هذا الرصيف ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫وه���ذا املطع���م إن م���ررت علي���ه ينادي�ن�ي ‪..‬‬ ‫وحيكي لي كم أكل���ت فيه مع أصدقائي‬ ‫‪ ..‬وك���م ضحكن���ا وك���م ملكن���ا الدنيا فى‬ ‫شبابنا ‪ ..‬وهذه الشجرة يروي لي ظلها كم‬ ‫ُ‬ ‫جلس���ت فيه ساعات وساعات ‪ ..‬حتى حبرها‬

‫ً‬ ‫مس���رعة‬ ‫‪ ..‬ما إن يراني حتى جتري أمواجه‬ ‫حنوي تسألين ‪ ..‬تطمئن على أحالمي التى‬ ‫متس���ح مبياهها على‬ ‫كنت أحكيها هلا ‪ ..‬ثم‬ ‫ُ‬ ‫هموم بحُ ت‬ ‫من‬ ‫فكم‬ ‫‪..‬‬ ‫ظهر قدمي تواسيين‬ ‫ٍ‬ ‫دمع س���قط فيها وراح‬ ‫به���ا هلا !! وك���م من ٍ‬ ‫يضرب الصخر معها !!‬ ‫ح�ي�ن أزور ليبي���ا ‪ ..‬ف���إن أمجل م���ا فيها هذا‬

‫ليبيــا بيـن جنــاح وفوضــــــــ‬ ‫وليام لورنس‬ ‫إىل عش���رة أعوام وفقاً لقائ���د كتيبة طرابلس‬ ‫املق���رب من احلكومة‪ ،‬فهل باس���تطاعة األخرية‬ ‫استعادة االستقرار يف املدى القصري؟‬ ‫خلف���ت النهاي���ة الدموي���ة للق���ذايف وانهي���ار‬ ‫الق���وات املس���لحة وق���وات الش���رطة الليبي���ة يف‬ ‫أعقابها مواطنني مدججني بالس�ل�اح وباملظامل‬ ‫املرتاكم���ة عل���ى م���دى أثن�ي�ن وأربع�ي�ن عاماً‪.‬‬ ‫لقد قامت اس�ت�راتيجية فرق تس���د ال�ت�ي اتبعها‬ ‫الق���ذايف عل���ى تأجي���ج الصراعات ب�ي�ن املكونات‬ ‫املختلف���ة يف اجملتمع اللي�ب�ي‪ ،‬حبيث كان ٌ‬ ‫كل‬ ‫منه���ا يتهافت للحصول عل���ى حصته من املوارد‬ ‫واكتساب احلظوة عند النظام‪ .‬يف هذه األثناء‪،‬‬ ‫كان���ت األجهزة األمنية تؤج���ج الصراعات بني‬ ‫الفئ���ات املختلف���ة وتس���تغلها ملصلحته���ا‪ .‬وحاملا‬ ‫رفع السقوط الس���ريع واملفاجئ للنظام الغطاء‬ ‫ع���ن ه���ذا املرج���ل‪ ،‬اندفع���ت ه���ذه اجملموع���ات‬ ‫للحصول على كل ما تستطيع احلصول عليه‪،‬‬ ‫فيما س���عت اجلماع���ات املس���لحة املختلفة اليت‬ ‫انتش���رت وتكاث���رت خالل الث���ورة إىل احلصول‬ ‫على املكاس���ب املادية‪ ،‬والنفوذ السياس���ي‪ ،‬أو إىل‬ ‫االنتقام‬ ‫س���رعان م���ا انتش���رت الفوض���ى‪ ،‬لك���ن إىل ح���د‬ ‫معني فقط‪ .‬اندلعت االش���تباكات بني خمتلف‬ ‫الفصائل يف س���ائر أحناء البالد خ�ل�ال وما بعد‬ ‫الص���راع الذي دار ع���ام ‪ .2011‬ب���دأت التوترات‬ ‫اليت كانت تنضج ببطء حتت الغطاء بالغليان‪،‬‬ ‫وتفاقم���ت حبكم املواق���ف املتباينة اليت اختذتها‬ ‫املكونات املختلفة للمجتم���ع اللييب حيال نظام‬

‫القذايف‪ .‬انتهت معظم املعارك بس���رعة نس���بية‬ ‫بفض���ل اجله���ود ال�ت�ي بذهل���ا الق���ادة احمللي���ون‪،‬‬ ‫والكتائ���ب الثوري���ة وخمتلف اجملال���س املدنية‬ ‫والعسكرية اليت اضطلعت مبهمة احلفاظ على‬ ‫وحدة البالد‪ .‬وعلى الرغم من إحرازها جناحات‬ ‫كب�ي�رة فاج���أت الكثريي���ن‪ ،‬إال أنه���ا ال تعت�ب�ر‬ ‫منوذج���اً يحُ ت���ذى ب���ه‪ ،‬إذ وحتى عندم���ا تتمكن‬ ‫م���ن احت���واء الصراع���ات‪ ،‬فإنها تغذيه���ا يف اآلن‬ ‫ذاته‪ .‬مثة إغراءات ال تس���تطيع بعض اجلماعات‬ ‫املس���لحة مقاومته���ا كاس���تهداف اخلص���وم‬ ‫وتصفية احلس���ابات‪ ،‬والقتال الكتساب النفوذ‬ ‫السياس���ي واالقتص���ادي‪ ،‬وحتاش���ي املس���اءلة‪،‬‬ ‫وتعزيز التنافسات اجلهوية والقبلية‬ ‫اكتفت الس���لطات املركزي���ة بالوقوف موقف‬ ‫املتف���رج‪ ،‬وإي���كال مهم���ة احملافظة عل���ى األمن‬ ‫فعلياً إىل مجاعات مس���لحة تتمتع بقدر كبري‬ ‫م���ن االس���تقاللية‪ .‬هل���ذه اجلماع���ات املس���لحة‬ ‫مربراته���ا للقي���ام ذل���ك‪ ،‬فاجلي���ش والش���رطة‬ ‫يعانيان من التش���تت ومن نقص حاد يف األعداد‬ ‫واملعدات‪ ،‬كما أن هذه اجلماعات غري مس���تعدة‬ ‫للتخل���ي ع���ن اس���تقالليتها‪ .‬لك���ن م���ن اخلط���أ‬ ‫االفرتاض أن القوات العسكرية وقوات الشرطة‬ ‫املوازي���ة ال�ت�ي ظه���رت فعل���ت ذلك ض���د رغبات‬ ‫الس���لطات املركزية‪ .‬فعلى رغم أن هذه القوات‬ ‫ُش���كلت من قبل الكتائب الثورية نفسها‪ ،‬إال أنها‬ ‫ُمنحت التفويض والتشجيع على العمل واختاذ‬ ‫اإلجراءات م���ن قبل اجمللس الوط�ن�ي االنتقالي‬ ‫احلاك���م‪ ،‬الذي اعتربها ق���وات خاصة ال ميكن‬ ‫للدولة أن حتافظ على أمن البالد من دونها‬ ‫وفيم���ا انغمس���ت اجلماع���ات املس���لحة يف ف���ك‬ ‫االش���تباك بني األطراف املتحاربة‪ ،‬قاد الوجهاء‬ ‫احمللي���ون املفاوض���ات اهلادف���ة لتحقي���ق وق���ف‬


‫‪17‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪19 - 13 ( - ) 79‬نوفمبر ‪)2012‬‬

‫قليل من كثري‬

‫ـــــندا ؟ ؟‬

‫احل���وار الصامت بيين وبينها ‪ ..‬س���يدتي ! أنا‬ ‫إن نسيت‪ ،‬فأمي ال تنسى ‪....‬‬ ‫فمال���ت قلي ً‬ ‫ال إىل األمام على مكتبها وقالت‬ ‫لي "صف لي ليبيا"‬ ‫فقل���ت‪ :‬ه���ي ليس���ت بالش���قراء اجلميل���ة ‪..‬‬ ‫ولك ّن ِك ترتاح َ‬ ‫رأيت وجهها ‪ ..‬وليس���ت‬ ‫ني إذا ِ‬ ‫ب���ذات العيون الزرق���اء ‪ ..‬ولكن���ك تطمئنني‬

‫نظ���رت إليه���ا ‪ ..‬ثيابها بس���يطة ‪ ..‬ولكنها‬ ‫إذا‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫حتمل فى ثناياها ً‬ ‫ورمحة ‪ ..‬ال تتزين‬ ‫طيبة‬ ‫بالذه���ب والفض���ة ‪ّ ..‬‬ ‫ولكن ف���ى عنقها عقد‬ ‫من س���نابل قمح تطعم به اجلائع ‪ ....‬سرقها‬ ‫كل سارق ‪ ..‬ولكنها ما زالت تبتسم‪!!! ...‬‬ ‫وض َع ْ‬ ‫���ت ج���واز س���فري عل���ى مكتبه���ا ‪ ..‬ثم‬ ‫كلتا يديها عليه وقالت لي‪ :‬أشاهد‬ ‫وضعت ِ‬ ‫َ‬ ‫وصفت لي ‪!! ...‬‬ ‫التلفاز ومل أ َر ما‬ ‫ُ‬ ‫ذهب���ت خبي���اىل بعي���داً ‪ ..‬ث���م ع���دت إليه���ا‬ ‫رأيت‬ ‫أن���ت ِ‬ ‫ونظرت ف���ى عينيه���ا وقلت هلا‪ِ :‬‬ ‫ليبيا ال�ت�ي يف أفريقيا عل���ى اخلريطة!! أما‬ ‫أنا فأحتدث عن ليبيا التى تقع فى أوس���اط‬ ‫وأحشاء قليب ‪....‬‬ ‫فم���دت يده���ا تعطيين ج���واز س���فرى وهى‬ ‫تقول‪ :‬أراك تقول ش���عراً ف���ى ليبيا ‪ ..‬وأرجو‬ ‫أن يكون وفاؤك لكندا َ‬ ‫مث���ل وفائك لليبيا ‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫ضحكت وقالت‪ :‬أقصد وفاءك لزوجتك‬ ‫ثم‬ ‫مثل وفائك لوالدتك‪.‬‬ ‫وأشرت إليها قائ ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال‪:‬‬ ‫فأمسكت جبواز سفرى‬ ‫أنا بي�ن�ي وبني كن���دا وفا ٌء وعه ٌد ‪ ..‬ولس���ت‬ ‫علمت أن هذا‬ ‫م���ن ال يفي بعهده ‪ ..‬وحبذا لو‬ ‫ِ‬ ‫الوفاء بالعهد ‪ ..‬هو ما علمتين إياه أمي !!‬ ‫فلم َع ْ‬ ‫���ت عيناها وأش���ارت بيدها كي أدخل‬ ‫كندا ‪...‬‬ ‫هيجت ف���ى قليب ش���جوناً‬ ‫فقل���ت هلا‪ :‬لق���د‬ ‫ِ‬ ‫حتتاج أياماً وأياماً لكي تهدأ ‪...‬‬ ‫وهيهات أن تهدأ ‪.‬‬

‫ــــــــى‬ ‫إلطالق الن���ار أكثر صم���وداً‪ .‬دأب هؤالء على‬ ‫اس���تحضار املُثل العليا للهوي���ة الليبية والقيم‬ ‫اإلسالمية واللجوء إىل الضغوط االجتماعية‬ ‫والقوان�ي�ن العرفي���ة‪ ،‬وفعل���وا م���ا مل تس���تطع‬ ‫احلكوم���ة فعله وأثبت���وا أنهم وس���طاء فعالون‬ ‫وناجحون‬ ‫إال أن ذل���ك ال يش���كل ً‬ ‫ح�ل�ا مس���تداماً؛ فق���د‬ ‫جتم���دت الصراع���ات احمللي���ة لكنه���ا مل تس��� َّو‬ ‫بش���كل نهائ���ي‪ .‬فالتنفي���ذ الف ّع���ال التفاق���ات‬ ‫وق���ف إط�ل�اق الن���ار يعتم���د إىل ح���د كب�ي�ر‬ ‫على وجود س���لطة حيادية ق���ادرة على فرض‬ ‫تنفيذ القرارات‪ .‬كما خيفي اخنراط الكتائب‬ ‫الثوري���ة واجلماع���ات احمللي���ة املس���لحة يف‬ ‫املس���اعي إىل وق���ف األعم���ال العدائية‪ ،‬اخلط‬ ‫الفاص���ل ب�ي�ن التوس���ط احلي���ادي والتدخ���ل‬ ‫ملصلحة أح���د الطرفني‪ .‬فف���ي بعض احلاالت‬ ‫أدت حماوالتهم للعب دور اجليش‪ ،‬والشرطة‪،‬‬ ‫والقض���اة‪ ،‬واحمللف�ي�ن يف آن واح���د إىل إع���ادة‬ ‫إحياء العداوات ب�ي�ن أطياف اجملتمع أو تأجيج‬ ‫التنافس للسيـطرة على طـرق التهريـب‬ ‫تتطل���ب تس���وية ه���ذه النزاع���ات تفاهم���ات‬ ‫واضح���ة ومكتوب���ة‪ ،‬ومتابع���ة حكومي���ة هل���ا‪،‬‬ ‫وآليات تنفيذ ومساءلة حقيقية‪ .‬كما أن ذلك‬ ‫يتطل���ب مراقبة احلدود وضبطه���ا؛ والتحديد‬ ‫الع���ادل مللكي���ة األراضي ال�ت�ي صادره���ا نظام‬ ‫القذايف‪ ،‬وش���ك ً‬ ‫ال من أشكال العدالة االنتقالية‪.‬‬ ‫وكل هذه األمور غائبة اليوم‪ .‬رغم أن الوجهاء‬ ‫احمللي�ي�ن يتفاوض���ون للتوص���ل إىل اتفاقيات‪،‬‬ ‫فإن هذه االتفاقيات غالباً ما يعرتيها الغموض‪،‬‬ ‫ونادراً ما تكون مكتوبة أو يتم التنس���يق بشأنها‬ ‫مع الس���لطات املركزي���ة‪ .‬ودون وجود حكومة‬

‫ف ّعالة‪ ،‬ومؤسس���ات دولة قوية وقوات ش���رطة‪،‬‬ ‫فإن متابع���ة تنفيذ ه���ذه االتفاقيات يظل غري‬ ‫ممكن‪.‬‬ ‫مث���ة الكثري مما ميكن االحتفاء ب���ه يف ليبيا ما‬ ‫بعد القذايف‪ ،‬لكن مثة أيضاً ما يدعو إىل القلق‪.‬‬ ‫يؤمل بأن تتمكن الدولة املركزية من تأسيس‬ ‫قوات وطنية حقيقية مؤهلة ملعاجلة النزاعات‬ ‫احمللية‪ ،‬خصوصاً قوات الشرطة وقوات خاصة‬ ‫داخل اجليش‪ .‬وإىل أن يت���م حتقيق ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫االعتم���اد عل���ى الكتائ���ب الثوري���ة واجلماعات‬ ‫احمللية املس���لحة سيستمر وسيشكل رهاناً غري‬ ‫مضمون النتائج‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫•مدير مشروع «جمموعة األزمات الدولية» لشمال أفريقيا‬

‫نصوص آمنة مطمئنة‬ ‫حنن أبهى ْ‬ ‫األمم‬ ‫أصلنا ثابت يف خناع الزمان‬ ‫وراياتنا فوق ّ‬ ‫ْ‬ ‫القمم‬ ‫كل‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫فاعلن ‪.............................‬‬ ‫فاعلن‬ ‫الب��� ّد أن تنتهي القصيدة بالك���رم وتتلوها‬ ‫مح���ى م���ن التصفي���ق وموج���ة‬ ‫مباش���رة ّ‬ ‫ّ‬ ‫عارم���ة م���ن اهليج���ان ‪ ،‬تتخلله���ا تهان���ي‬ ‫ث���م تنغل���ق األمس���ية‬ ‫النص���ر واإلب���داع ‪ّ ،‬‬ ‫عل���ى ه���ذه الس���كرة اجلماعية وينس���حب‬ ‫اجلمه���ور مرتنحّ ���ا منتش���يا ‪ ،‬يوغ���ل ّ‬ ‫كل‬ ‫ف���رد من���ه يف غاب���ة التج���ار والسماس���رة‬ ‫وي�ب�رد دمه تدرجي ّي���ا وينطفئ متاما حني‬ ‫خيتلي بنفس���ه‪ " :‬بهزائمه اليومية وديونه‬ ‫األبدي���ة إضاف���ة إىل هوس���ه بك���رة القدم‬ ‫ومقته الش���ديد للكتب وذع���ره من فواتري‬ ‫املاء والكهرباء وال‪......‬أخل‬ ‫أم���ا الش���عراء الفطاح���ل حم��� ّررو األرض‬ ‫ّ‬ ‫وحم ّققو النصر املبني ‪ ،‬فيتسّللون اجلهبذ‬ ‫تل���و الفــذ تل���و التحري���ر إىل مكتب مدير‬ ‫الفض���اء الثق���ايف الذي احتضن األمس���ية‪،‬‬ ‫ويدس���ون يف جيوبهم نزرا من وسخ الدنيا‬ ‫ّ‬ ‫ثم يهرولون باجتاه‬ ‫‪،‬‬ ‫الشهداء‬ ‫بدماء‬ ‫د‬ ‫املعم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بيوت خمتلف���ة العناوين ‪ ،‬منهم من يأوي‬ ‫إىل بي���ت الطاع���ة ‪ ،‬ومنهم م���ن يلوذ ببيت‬ ‫العن���ب‪ ،‬ومنه���م من يط�ي�ر إىل بي���ت املال‬ ‫ويك���دّس غنيمت���ه اجلدي���دة يف رصي���ده‬ ‫البنك���ي احمل�ت�رم ‪ ،‬وقد يغضب من تكاس���ل‬ ‫ّ‬ ‫موظ���ف البن���ك ‪ ،‬فه���و كش���اعر فح���ل له‬ ‫تضج يف رأسه‬ ‫مشاريع شعرية حتريرية ‪ّ ،‬‬ ‫‪ ،‬ووقته من ذهب‪ّ ،‬‬ ‫كل قصيدة جديدة هي‬ ‫ّ‬ ‫مبثابة الغزوة اجلدي���دة ‪ ،‬وكل غزوة هلا‬ ‫غنائمها طبعا‪.‬‬ ‫هذه حال بعض شعرائنا يف الوطن العربي‬ ‫عموم���ا‪ ،‬ولس���ت أحت���دّث ع���ن املتط ّفل�ي�ن‬ ‫عل���ى الش���عر بل أقص���د ش���عراء مبدعني ‪،‬‬ ‫هلم مواه���ب كبرية وق���درة متم ّيزة على‬ ‫تطويع اللغ���ة واقتناص الصور الش���عرية‬ ‫‪ ،‬ولك���ن ّ‬ ‫كل هذا اليكف���ي لكتابة قصيدة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حديث���ة ‪ ،‬تتنف���س الفوض���ى املتفش���ية يف‬ ‫أوطانن���ا ومتش���ي يف األس���واق وتنزف مع‬ ‫النازفني دون أن تذبل أو تهرع إىل الصياح‬ ‫الس���هل ‪ ،‬قصيدة تقامسنا حلظتنا الراهنة‬ ‫ّ‬ ‫ب���كل ما فيه���ا من تفاصيل ت���ؤدّي مجيعها‬ ‫إىل اجلن���ون أو العن���اد العظي���م ‪ ،‬قصي���دة‬ ‫مغام���رة ‪ ،‬ح ّرة ‪ ،‬مث ّقفة الختش���ى التوغل‬ ‫ّ‬ ‫والتك���ف ع���ن‬ ‫يف غاب���ة العص���ر احلدي���ث‬ ‫احلفر والبحث والتجريب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن نقاط اختاليف مع هذه الش���رحية من "‬ ‫ومتش���عبة مثل‬ ‫املبدعني " العرب ‪،‬كثرية‬ ‫ّ‬ ‫أحزاننا العربية‪ ،‬ومن ضمنها أ ّنين‬ ‫ـ أرفض نس���خ جتارب شعرية شاهقة مثل‬ ‫جت���ارب املتن�ّب�يّ أو أم���ل دنق���ل أو حممود‬ ‫درويش‬ ‫ّ‬ ‫ـ أرف���ض بش���دّة أن يك���ون الش���اعر موظفا‬ ‫ل���دى الثورة أو ألي قض ّي���ة أخرى وداعية‬ ‫لعدالته���ا وقدس��� ّيتها ‪25‬س���اعة عل���ى‬ ‫‪24‬ساعة ‪ ،‬فالشاعر أكرب من ّ‬ ‫كل قض ّية‬ ‫وم���ن ّ‬ ‫كل حزب ومجاعة وقبيل���ة ‪...‬إخل ‪،‬‬ ‫م���ن ح ّقه أن يدافع ع���ن قض ّية ما ‪ ،‬بل من‬

‫واجبه ذلك ‪ ،‬لكن دون أن يقدّم نفس���ه من‬ ‫خالل ش���عره ناطقا رمس ّيا بامسها ‪ ،‬وكم‬ ‫لدينا اليوم من ناطق رمسي باسم الثورة‪،‬‬ ‫‪...‬أنا هنا لس���ت أحس���ده على ه���ذا املنصب‬ ‫العال���ي ‪ ،‬ب���ل أدافع ع���ن ّ‬ ‫ح���ق القصيدة يف‬ ‫معانق���ة الع���امل ّ‬ ‫وكل تفصيل���ة فيه ‪ ،‬وأن‬ ‫تلتف���ت ميين���ا ويس���ارا وإىل ّ‬ ‫كل اجلهات‬ ‫وتوغل يف األرض واإلنسان ‪ ،‬من اجلور أن‬ ‫حن ّول القصيدة إىل منرب خطابي إلعالن‬ ‫احل���رب عل���ى أمم مش���غولة ع���ن صياحنا‬ ‫وهياجنا بإنتاج املعرفة واألسلحة الرادعة‬ ‫‪.‬‬ ‫ـ‬

‫حممد اهلادي اجلزيري‬ ‫أرفض أيضا أن نظهر كش���عراء ويف ّ‬ ‫كل‬ ‫مناسبة أشدّاء أقوياء متماسكني ‪ ،‬ال تدمع‬ ‫لنا عني وال ننكسر أبدا ‪،‬هذا كذب خمدّر‬ ‫ووهم مس���موم ‪ ،‬علين���ا أن نعرتف لبياض‬ ‫الورق���ة وللق���ارئ أ ّنن���ا نبه���ت أم���ام ه���ذه‬ ‫الفوض���ى اخلالق���ة أو ربمّ ���ا اخل ّناقة واهلل‬ ‫ثم الش���يء يدف���ع األمم إىل األمام‬ ‫أعلم ‪ّ ،،‬‬ ‫مث���ل اإلع�ت�راف بنقائصه���ا واإلش���ارة إىل‬ ‫اآلفات الكثرية اليت تنخرها ‪ّ ،‬اما ان نواصل‬ ‫هذا الش���طح احملموم وتفادي اإلشارة إىل‬ ‫اجلهات اليت حتاول حتويل وجهة الثورة ‪،‬‬ ‫فهذه جرمية لن أشارك فيها ‪.‬‬ ‫نيّ‬ ‫ختام���ا هلذا احل���زن املتد ّفق م يف ش���كل‬ ‫لغة‪ ،‬أسأل ببساطة وعفويّة ‪:‬‬ ‫أيّه���ا الش���عراء حم��� ّررو األرض وصائن���و‬ ‫الع���رض ‪ ،‬مجي���ل ه���ذا التطري���ب املأجور‬ ‫ولك���ن ‪ ،‬أمل تعش���قوا بنت اجل�ي�ران مثال؟‪،‬‬ ‫أي���ن ه���ي يف نصوصك���م ‪ ،‬أمل حتدّق���وا يف‬ ‫وج���ه امل���وت يوم���ا ‪ ،‬أي���ن بش���اعة وجهه يف‬ ‫نصوصكم؟‪ ،‬أال تعان���ون من رقابة جديدة‬ ‫باس���م الع ّف���ة واملق���دّس واحمل��� ّرم من قبل‬ ‫األوصي���اء على الس���ماء؟‪ ،‬أين ذل���ك البكم‬ ‫املف���روض يف نصوصك���م؟‪ ،‬أي���ن أنت���م يف‬ ‫ّ‬ ‫والش���ك‬ ‫نصوصك���م؟‪ ،‬أي���ن اللي���ل والنهار‬ ‫واليق�ي�ن واحل�ي�رة والس���ؤال ؟‪ ،.......‬أي���ن‬ ‫وج���ه هذه العابرة اآلن يف الش���ارع املزدحم‬ ‫باألش���باه ؟‪ ،‬أي���ن وجهه���ا القات���ل ونهده���ا‬ ‫الس ّفاح يف نصوصكم اآلمنة املطمئ ّنة ؟‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪19 - 13 ( - ) 79‬نوفمبر ‪)2012‬‬

‫آغرم ( املدينة )‬

‫حامد فاضل‬ ‫(آس ي���رى أمقارأدينغتوطوف���ت أدس جيو‬ ‫افراوان دغ اجل ن أجنا) ‪ :‬تفريت ن امياجغن‪.‬‬ ‫(اذا أراد اهلل نهاي���ة للنم���ل جعل هلا أجنحة‬ ‫فى يوم ماطر) ‪ :‬مثل عند امياجغن‪.‬‬ ‫اقرتب���و من بداي���ة الوادى وق���د وقف حتت‬ ‫الصخرة “ تيكضت ن أغزر” عدة أشخاص‬ ‫ُعرف���وا من مالحمه���م أنهم أغ���راب ‪ ،‬ففى‬ ‫ه���ذه األي���ام م���ن الس���نة يتقاط���ر األغراب‬ ‫لكى يصوروا تلك الرموز وتلك الرس���ومات‬ ‫وخيرجوا من سجنهم الكبريآغرم ” املدينة‬ ‫”…كانت دقات قلب “ادّار” ُتسابق خطواته‬ ‫للوص���ول اىل” تيكض ن أغ���زر” أو صخرة‬ ‫ال���وادى كما حيلو للبعض تس���ميتها‪..‬وقد‬ ‫جلس بعض الس���واح بقربه���ا يتكلمون ً‬ ‫لغة‬ ‫اليفهمه���ا وال تفهمها الصخ���رة‪..‬كان من‬ ‫بينهم”الربوفوس�ي�رجون”والذى كان‬ ‫ميسك ورقة وقلما ‪..‬‬

‫“مسرتآدمز”‪ :‬مالذى يعنيه الرسام بوضع‬ ‫ه���ذا الش���كل ؟ ومل���اذا وضع ق���رب عنق هذا‬ ‫احليوان‪..‬؟‬ ‫“مس�ت�ر جون”‪ :‬بعض هذه الرموز طالسم‬ ‫سحرية يتقرب بها القدماء لآلهلة‪..‬‬ ‫كان”ادّار”حينه���ا واقفاً أم���ام “ تيكض ن‬ ‫أغزر” وعيناه تتفق���دان كل حرف ‪،‬كما‬ ‫تتفق���د األم وليدها بعد ط���ول غياب‪..‬وقد‬ ‫س���افر به الزمن لتلك اللحظ���ات التى أتى‬ ‫فيه���ا أول م���رة عندما لب���س العمامة منذ‬ ‫أربعني سنة…‪.‬‬ ‫ه���ا قد وصل���ت “نانس���ى “ و ”الدليل” وقد‬ ‫ب���دا الف���رح عليه���ا بعدم���ا ألتقط���ت ع���دة‬ ‫صور س��� ُتباهى به���ا أصدقاءها ف���ى بلدها‪،‬‬ ‫وحتدثه���م ع���ن مغامراته���ا م���ع أبيه���ا‪،‬‬ ‫وحتدثهم عن اجلمل وعن الصحراء…‪.‬‬ ‫داد ‪ :‬لنلتق���ط بع���ض الص���ور م���ع ه���ؤالء‬ ‫الرجال فأزياءهم تبدو “ستايل”…‬ ‫كان الدليل يجُ هز األمتع���ة ‪،‬ايذاناً بقرب‬ ‫االنتق���ال مل���كان آخ���ر‪ ،‬بعدم���ا قض���و يوم���ا‬ ‫كام�ل�ا ق���رب ” تيك���ض ن أغ���زر”…‬ ‫وقد ن���زل “أدّار” ليلح���ق بالقافلة التى مل‬ ‫تبتعد كثرياً ُمس�ت�رجعاً ف���ى كل خطوة‬ ‫“ تف�ي�رت” " كلمه ” من ذكريات االمس‬ ‫القريب البعيد ‪ ،‬كان لسانه ينشد بعفوية‬ ‫‪ “( :‬نك أس���نينغ وهلن وات دس تيندى…‪.‬‬ ‫أدليغ غور الديناتشونداس هيغ تينريى…‬ ‫أدنسيغتيهورجيقمكا نغداتىتيبدى”)‬ ‫…وكان” آميدى “ يستعجل املسري‪ ،‬وهو‬ ‫يحُ ���دث “اغ�ل�اس” والذى ال يع���رف أغرم‬ ‫”املدين���ة ” ألنه وضع العمامة منذ أش���هر‬ ‫فى حفل مهيب دقت فيه حس���ناوات “أغزر‬ ‫مل���ن” الطب���ل ”تين���دى” وتغن�ي�ن بأعذب‬ ‫األشعار…وهذه أول رحلة له مع القافلة‪..‬‬ ‫كان “اميدى”حي���دث “اغالس”ع���ن رقة‬ ‫بنات ”أغرم” وأنوثتهن ُمعرجا بني الفينة‬ ‫واالخ���رى عل���ى حمبوبته التى اش���تاق هلا‬

‫كثرياً…‪.‬وكي���ف أنه���ا اختارته من دون‬ ‫كل ش���باب املدبن���ة…كان وه���و حيدثه‬ ‫يستعجل املسري …يلتفت للوراء هاهو “‬ ‫أدّار” يقرتب ‪..‬‬ ‫“أميدى”‪ :‬ماذا كانو يفعلون‪..‬؟‬ ‫“ادّار”‪( :‬غ���ارن تيف�ي�ر ننغ!)…(يق���رؤون‬ ‫عباراتنا)…‪..‬‬ ‫ضحك اجلميع…‪.‬‬ ‫“ادّار”‪ :‬على رسلكم فإن معكم عجوزاً‪..‬‬ ‫مازلت فى أوج شبابك‪..‬‬ ‫“آميدى”‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫“ادّار” ‪( :‬كوامدج واس ترى تغلمت أزال)‬ ‫…تفريت ن اماجغن‪.‬‬ ‫(أم أنه االجتاه الذى تش���تهى االبل الس�ي�ر‬ ‫له) …مثل عند امياجغن‪.‬‬ ‫ضحك اجلميع ‪ ،‬وأكثرو من الضحك‪..‬‬ ‫ع���دل “ادّار” لثام���ه ُمستغفراً…أس���تغفر‬ ‫اهلل…أستغفر اهلل…‬ ‫فالضحك الكثري ف���ى عرف أهل الصحراء‬ ‫فال س���وء…بل االكثار من أي ش���يء فى‬ ‫عرف أهل الصحراء فال هو سوء‪..‬‬ ‫هاهى أشجار السرول تطل من خلف تلك‬ ‫التلة‪..‬وص���وت الضجي���ج يق�ت�رب أكث���ر‬ ‫فأكثر…‬ ‫“اغالس”‪:‬مل���اذا يس���تغفر “ادّار”كل ه���ذا‬ ‫االستغفار ‪..‬؟هل اغرم مسكون باجلن‪..‬؟‬ ‫“آمي���دى” ‪ :‬هذه عادت���ه ‪ ،‬كلما أقرتب من‬ ‫املدينة أكثر من االستغفار…‬ ‫كان “ ادّار” يسمع قوهلما واليسمعه‪..‬‬ ‫“ادّار” ‪ :‬س���وف ننزل هناك وأش���ار باصبعه‬ ‫اىل القرب من شجرية رمت…اجته حنوها‬ ‫‪،‬أش���عل الن���ار ث���م أخ���رج االبري���ق وض���ع‬ ‫الك���ؤوس على جانبيه فبدا كملك حتميه‬ ‫بيادقه…‪.‬لتب���دأ طق���وس رحلة “الش���اى‬ ‫األخضر” والتى جيله���ا أهل الصحراء…‬ ‫كان ميسك عصاه بيده ويزيح بها اجلمر‬ ‫جانباً‪..‬و يتمتم بصوت غري مسموع ‪..‬جلس‬ ‫حوله رفاق الرحلة…‬ ‫“ادّار”‪ :‬سأحدثكم عن قصة شيخ وحفيده‬ ‫من الزمان الغابر………‬ ‫مكان ن���اء وكان‬ ‫(كان ش���يخ يس���كن فى ِ‬ ‫مع���ه حفي���ده…وال ميل���ك م���ن ركام‬ ‫الدني���ا س���وى فرس‪..‬تعينه عل���ى مصاعب‬ ‫احلياة…يأتي���ه ب�ي�ن الف�ت�رة واألخ���رى‬ ‫أقارب���ه م���ن قري���ة بعي���دة حيثون���ه عل���ى‬ ‫الرحيل معهم لكى يس���تطيعوا مس���اعدته‬ ‫…ألن هذا املكان بعيد وقد أصبح ش���يخا‬ ‫كب�ي�را…وكان ي���رد عليه���م أفضل هذا‬ ‫املكان…ليع���ودوا أدراجه���م…‪.‬اىل أن‬ ‫مسع���و بضياع فرس���ه فذهبو له ‪،‬مواس�ي�ن‬ ‫…‪.‬فضحك الش���يخ‪ ،‬وقال ‪ :‬رمبا أراد اهلل‬ ‫بذل���ك خريا‪..‬فعل���ت وجوهه���م عالم���ات‬ ‫الدهش���ة ‪ ،‬والذهول…ومرت أيام وأش���هر‬ ‫قبل أن تع���ود الفرس وقد أتت معها خيول‬ ‫بري���ة كثرية…‪.‬مسع الناس به���ا ‪ ،‬فأتوه‬ ‫مهنئ�ي�ن به���ذا الرزق‪..‬فرد عليهم الش���يخ‬ ‫رمبا كان ف���ى األمر ش���ر!…وكعادتهم‬ ‫خرجوا من عنده ‪ ،‬وهم جازمون أن الشيخ‬ ‫ق���د تقدم به العمر ‪ ،‬ورمبا أصابه اخلرف‪..‬‬ ‫ومتر األيام واألش���هر ويسقط حفيده من‬ ‫على ظه���ر أحد اخليول وه���و يروضها…‬ ‫انكس���رت س���اقه ‪ ،‬فأتى أقاربه اليه مواسني‬

‫وملح�ي�ن ف���ى نف���س الوق���ت على الش���يخ‬ ‫بالرحي���ل معهم‪ ،‬لكن���ه كعادته قال ‪ :‬رمبا‬ ‫أراد اهلل باألمر خري……وبعد عام قامت‬ ‫احل���رب ‪..‬وجن���د امللك “ أمن���وكال ” كل‬ ‫شباب املنطقة اال حفيد الشيخ ( ألنه كان‬ ‫أعرج‪)..‬‬ ‫أكم���ل “ أدار” ه���ذه القص���ة ‪ ،‬وهو يصب‬ ‫الش���اى ف���ى الك���ؤوس ليلبس���ها غيم���ة‬ ‫بيضاء…‬ ‫…………………‪..‬‬ ‫“ أن���ا م���ن جنس قدي���م صديق للش���مس‪،‬‬ ‫أولئ���ك الذي���ن غنموا كل ش���ئ وخس���روا‬ ‫كل شئ” بابلونريودا‪..‬‬ ‫……………………………‪.‬‬ ‫ف���ى الصب���اح الباك���ر انطل���ق كل م���ن‬ ‫“أميدى”و”أغالس”…كل وش���وقه حنو‬ ‫أغ���رم” ”آميدى” حيدوه الش���وق حلبيبته‬ ‫…و”اغالس” س�ي�رى املدين���ة ألول مرة‪،‬‬ ‫وهاهى الش���مس تعرب هذا الفضاء الرحب‬ ‫‪..‬وهاه���و املس���اء يق�ت�رب قبل أن يل���وح ل ”‬ ‫أ دّار” ش���خص يه���رول صوب���ه ‪..‬حدق فى‬ ‫املدى انه “أغالس”…‬ ‫“أدَار” ‪ :‬ماذا حدث‪..‬؟ وأين “آميدى”‪.‬؟‬ ‫“أغالس” ‪ :‬لقد توفى…‪..‬‬ ‫“أدّار”‪ :‬انا هلل وانا اليه راجعون…‪.‬‬ ‫“ادّار” ‪ :‬كيف حدث ذلك‪..‬؟‬ ‫“أغ�ل�اس”‪ :‬كان جالس���ا ‪ ،‬وفج���أة لف���ظ‬ ‫أنفاسه…‬ ‫وص���ل “ أدّار” و” أغالس ” اىل املستش���فى‬ ‫‪،‬انهال عليهم أحدهم باألسئلة‪..‬‬ ‫_(ماينى‪..‬؟)‪(.………,‬ماذا قال‪..‬؟)‬ ‫_(أران تكردي ان ايبانت)……(يريدون‬ ‫شهادة وفاته)‬ ‫_(أنس���ن توفكن���ت ده)……‪(.‬ق���ل هل���م‬ ‫‪،‬هاهو جثمانه)‬ ‫_ال ال ي���ا ”أدّار” ففى املدينة عندما يولد‬ ‫امل���رء يس���تخرجون ل���ه ش���هادة مي�ل�اد…‬ ‫وعندم���ا يتوف���ى يس���تخرجون له ش���هادة‬ ‫وفاة ‪.‬‬ ‫وق���ف وه���و يع���دل لثام���ه به���دوء أح���س‬ ‫ب���ه كل احلاضري���ن ‪،‬يس���ود حت���ى املكان‬ ‫فعندم���ا يلتق���ى الوج���ود بالع���دم اليع���م‬ ‫الضجيج واليعم الصمت‪ ،‬التصبح األمور‬ ‫ثنائي���ة …‪.‬م���وت وحي���اة ‪,‬ظل���م وع���دل‪،‬‬ ‫ن���ور وظالم…خت���رج األمور م���ن نطاقها‬ ‫الضيق أو الواسع ‪ ،‬وتصبح املسافة شاسعة‬ ‫مابني الصوت والش���عور الذى أرس���ل ذلك‬ ‫الصوت ‪،‬وجتارب ما قبل الوالدة‪..‬لتولد فى‬ ‫النفس الصحراء بصمتها وضجيجها ‪.‬‬ ‫ع���دل لثام���ه ورعش���ة عل���ى ي���ده مل يكن‬ ‫كربي���اؤه يس���مح ل���ه أن يلحظها أحد…‬ ‫ق���ال بص���وت ه���ادئ جدا‪(:‬آنس���ن‪ :‬يه���و‬ ‫ورهاستكيس���متكردى…‪.‬أغورا آس تب���ا‬ ‫تنس���ا توفكنتدات���وان …جتامي���م دس‬ ‫ت���ان ايب���ا‪ (..…………)!..‬ق���ل هل���م ‪ :‬مل‬ ‫تس���تخرجوا له ش���هادة مي�ل�اد عندما ولد‬ ‫…‪.‬والي���وم تطالبون���ه بش���هادة وفاة وهو‬ ‫جثة هامدة أمام أعينكم‪.………… )!..‬‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪19 - 13 ( - ) 79‬نوفمبر ‪)2012‬‬

‫‪19‬‬

‫األزمة السياسية الداخلية يف ليبيا‬

‫ليبيا اجلديدة بني سطوة الكتائب الثورية واألزمات السياسية‬

‫هانسبيرت ما ِّتس‬ ‫ترمجة‪ :‬رائد الباش‬ ‫مراجعة‪ :‬هشام العدم‬

‫حتت���اج عملي���ة إجي���اد األم���ن الع���ام‬ ‫وترس���يخه م���ن ناحي���ة وج���ود قي���ادة‬ ‫سياس���ية تتم َّت���ع بش���رعية واس���عة‬ ‫النط���اق‪ ،‬ومن ناحي���ة أخرى االعرتاف‬ ‫باحت���كار الدولة للعنف‪ .‬بي���د َّ‬ ‫أن كال‬ ‫األمري���ن غ�ي�ر متو ّف���ر يف ليبي���ا حتى‬ ‫اآلن يف ش���هر تش���رين األ َوّل‪/‬أكتوبر‬ ‫‪ ،2012‬أي بع���د ع���ام م���ن إس���قاط‬ ‫وقتل معمر الق���ذايف وإعالن “اجمللس‬ ‫الوطين االنتقالي” عن “حترير ليبيا”‪،‬‬ ‫على الرغم من التقدّم امللحوظ يف بناء‬ ‫املؤسسات‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وصحيح َّ‬ ‫أن اجمللس الوطين االنتقالي‬ ‫ق���ام يف ش���هر تش���رين الثاني‪/‬نوفمرب‬ ‫‪ 2011‬بتش���كيل احلكومة املؤ ّقتة اليت‬ ‫كان يع���د بتش���كيلها وف ًق���ا لإلع�ل�ان‬ ‫الدس���توري املؤ ّق���ت ال���ذي اعتم���ده‬ ‫يف الثال���ث م���ن ش���هر آب‪/‬أغس���طس‬ ‫‪ 2011‬وبرئاس���ة رئيس ال���وزراء عبد‬ ‫الرمحن الكيب وأج���رى كذلك ً‬ ‫أيضا‬ ‫ً‬ ‫خمطط���ا يف الس���ابع من‬ ‫مثلم���ا كان‬ ‫ش���هر ّ‬ ‫متوز‪/‬يولي���و ‪ 2012‬االنتخابات‬ ‫التش���ريعية اجلدي���دة ملائ�ت�ي نائ���ب‬ ‫وه���م أعض���اء املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام‬ ‫الذي انتخب يف التاس���ع من ش���هر آب‪/‬‬ ‫اغس���طس املعارض السياسي املعروف‬ ‫من���ذ ف�ت�رة طويل���ة يوس���ف املقري���ف‬ ‫رئيس���ا له‬ ‫واملول���ود يف مدين���ة بنغازي ً‬ ‫رئيس���ا للدولة‪،‬‬ ‫وبذلك و حبكم الواقع ً‬ ‫ولك���ن م���ع ذل���ك لق���د تع َّث���رت عملية‬ ‫تشكيل احلكومة‪.‬‬

‫•خالف���ات عل���ى تش���كيلة احلكومة تطي���ح برئيس‬ ‫الوزراء‪:‬‬ ‫انتكاس���ة أوىل يف الص���راع م���ن أجل إجي���اد حكومة‬ ‫مس���تقرة ‪ -‬أقي���ل رئي���س ال���وزراء املنتخ���ب حدي ًث���ا‬ ‫مصطفى أبو ش���اقور م���ن منصبه بع���د حجب الثقة‬ ‫عن���ه وعل���ى الرغم م���ن قيام املؤمت���ر الوط�ن�ي العام‬ ‫ال���ذي يع��� ّد أعلى س���لطة تش���ريعية وقد َّ‬ ‫ح���ل حمل‬ ‫اجمللس الوط�ن�ي االنتقالي بانتخاب صديق يوس���ف‬ ‫املقري���ف احلزب���ي مصطفى أبو ش���اقور ال���ذي يعود‬ ‫أصله إىل طرابلس يف الثاني عش���ر من شهر أيلول‪/‬‬ ‫رئيس���ا جديدًا لل���وزراء‪،‬‬ ‫س���بتمرب وبأغلبي���ة ضئيلة ً‬ ‫ولكن تش���كيلته الوزارية املك َوّنة من مثانية وعش���رن‬ ‫وزي ًرا واليت قدّمها يف الثالث من شهر تشرين األ َوّل‪/‬‬ ‫أكتوبر اجلاري واجهت انتقادات شديدة؛ إذ انتقدت‬ ‫عل���ى احتوائها الكثري م���ن َّ‬ ‫املرش���حني الوزاريني غري‬ ‫املعروف�ي�ن وقليلي اخل�ب�رة والكثري ج���دًا من مم ِّثلي‬ ‫اإلخوان املس���لمني (مثانية َّ‬ ‫مرشحني)‪ ،‬باإلضافة إىل‬ ‫احتوائها القليل من التوازن اإلقليمي وأل َّنها ال تضم‬ ‫إ َّ‬ ‫ال امرأة واحدة (وزارة الش���ؤون االجتماعية) وأل َّنها‬ ‫املرش���حني مثل َّ‬ ‫تضم عالوة على ذلك بعض َّ‬ ‫املرشح‬ ‫املقرتح لوزارة الداخلية العميد عمر آل األسود الذي‬ ‫لدي���ه عالقات قوية مع النظام الس���ابق‪ ،‬نظام معمر‬ ‫القذايف‪.‬‬ ‫ويف ي���وم األح���د الس���ابع من ش���هر أكتوب���ر حجب‬ ‫املؤمت���ر الوطين اللييب العام الثقة عن رئيس الوزراء‬ ‫أبو ش���اقور‪ ،‬وبالتالي أقي���ل أ َوّل رئيس وزراء منتخب‬ ‫بعد إس���قاط معمر القذايف‪ .‬وبن���ا ًء على ذلك صار ال‬ ‫املؤسسات اليت سارت حتى اآلن مثلما‬ ‫بد لعملية بناء َّ‬ ‫تق ّرر هلا من جتاوز أ َوّل اختبار تواجهه‪ .‬وذلك أل َّنه لن‬ ‫يكون هناك م���ن دون وجود وزراة "وطنية" خمتصة‬ ‫وحتظى بقبول واس���ع النط���اق ووزيرين حمرتمني‬ ‫لوزارتي الداخلي���ة والدفاع‪ ،‬ال السياس���ة الضرورية‬ ‫إلع���ادة اإلعمار وال حتى االس���تقرار األمين املطلوب‬ ‫للمضي يف عملية إع���ادة اإلعمار‪ .‬لقد ظهر بوضوح‬ ‫مدى هشاش���ة األوضاع األمني���ة يف البالد من خالل‬ ‫اهلجوم الذي اس���تهدف مبن���ى القنصلية األمريكية‬ ‫يف مدين���ة بنغ���ازي يوم احلادي عش���ر من س���بتمرب‬ ‫املاض���ي يف الذك���رى الس���نوية ألح���داث احل���ادي‬ ‫عش���ر من س���بتمرب وراح ضحيته الس���فري األمريكي‬ ‫كريس���توفر س���تيفنز نتيج���ة استنش���اقه الدخ���ان‬ ‫بسبب تواجده صدفة داخل مبنى القنصلية‪.‬‬ ‫كش���ف هذا اهلجوم من ناحية ع���ن ضعف األجهزة‬ ‫األمني���ة احلكومية اجلدي���دة يف احلفاظ على األمن‬ ‫الع���ام ومحاي���ة البعث���ات الدبلوماس���ية‪ ،‬وكذل���ك‬ ‫كش���ف ً‬ ‫أيض���ا ع���ن ضعف اجلي���ش اللي�ب�ي اجلديد‬ ‫التاب���ع ل���وزارة الدفاع وامليليش���يات الثوري���ة اليت مت‬ ‫دجمه���ا يف اجليش‪ ،‬وم���ن ناحية أخ���رى عن ضعف‬

‫وحدات الش���رطة اخلاصة بوزارة الداخلية والتابعة‬ ‫للجن���ة األمني���ة العلي���ا‪ .‬وضمن إطار عملية بس���ط‬ ‫س���يطرة الدولة مت دمج العديد من الكتائب الثورية‬ ‫يف اللجن���ة األمني���ة العليا وم���ع احلف���اظ التام على‬ ‫هياكله���ا القيادي���ة‪ .‬وحت���ى اآلن حيول ع���دم وجود‬ ‫حكوم���ة قوي���ة ووج���ود الكثري ج���دًا م���ن اجلماعات‬ ‫املس���لحة ال�ت�ي ال تري���د اخلض���وع للقي���ادة اجلديدة‬ ‫وكذلك التعقيد املس���يطر على اهلي���اكل القيادية‬ ‫وع���دم التدريب باإلضاف���ة إىل تباين ال���والءات دون‬ ‫قدرة ق��� َوّات األمن على العمل بش���كل ف َّعال من أجل‬ ‫توطيد األمن واالستقرار يف البالد‪.‬‬ ‫•مقاومة الكتائب‬ ‫تباط���ؤ يف تس���ليم األس���لحة ‪ -‬امتنع���ت العدي���د من‬ ‫اجلماع���ات املس���لحة بع���د إس���قاط الرئي���س معمر‬ ‫ريا‬ ‫القذايف يف العام املاضي عن تسليم أسلحتها وكث ً‬ ‫ما تتوىل هذه اجلماعات تطبيق القانون بنفسها‪.‬‬ ‫يواجه احتكار الدولة للعنف حتديات قبل ِّ‬ ‫كل شيء‬ ‫من الكتائب الثورية اليت يرتاوح عددها بني أربعمائة‬ ‫ومخس���مائة كتيبة وتضم من مائ���ة إىل ألف ثائر‬ ‫وقد تش َّكلت يف العام ‪ 2011‬نتيجة املعارك ض ّد ق َوّات‬ ‫معم���ر القذايف وما يزال معظ���م أفرادها منذ املعارك‬ ‫ال�ت�ي دارت العام املاض���ي يفرضون س���يطرتهم على‬ ‫مناط���ق وأحياء صغرية بعيدًا ع���ن مدنهم وبلداتهم‪.‬‬ ‫وهذه الكتائب تك َوّنت إىل ح ّد كبري حس���ب األصول‬ ‫القبلي���ة أو اإلقليمي���ة‪ .‬ولكن مع ذل���ك كانت توجد‬ ‫بع���ض الكتائ���ب اليت تش��� َّكلت عل���ى أس���اس إقليمي‬ ‫وأما الكتائ���ب اليت تك َوّنت على أس���اس‬ ‫أو عقائ���دي‪َّ .‬‬ ‫عقائ���دي فه���ي بصورة خاص���ة الكتائب ال�ت�ي تتبنى‬ ‫التوجه السلفي‬ ‫باإلضافة إىل إس���قاط القذايف فكرة ّ‬ ‫اإلسالمي يف ليبيا الثورية‪.‬‬ ‫وم���ن ه���ذه الكتائ���ب العقائدي���ة "كتيب���ة أنص���ار‬ ‫الشريعة" يف بنغازي ودرنة‪ ،‬وكذلك "كتيبة شهداء‬ ‫بوس���ليم" ال�ت�ي يع���ود أصله���ا إىل اجلب���ال اخلضراء‬ ‫و"كتيب���ة عم���ر املخت���ار" وكتيبة الداعي���ة املعتقل‬ ‫عمر عبد الرمحن أو س���رايا راف اهلل الس���حاتي اليت‬ ‫مت دجمه���ا يف اجلي���ش أو كتيبة ش���هدا ‪ 17‬فرباير‪.‬‬ ‫زد عل���ى ذلك َّ‬ ‫أن بعض القادة العس���كريني واملقاتلني‬ ‫يتم ا ِّتهامه���م بأ َّنهم على عالقات بالتنظيم اإلرهابي‬ ‫القاعدة يف بالد املغرب اإلسالمي‪ ،‬ولكن حتى اآلن ال‬ ‫تتو َّفر أية أدلة قوية على هذه اال ِّتهامات‪.‬‬ ‫ويف ح�ي�ن تس���نى دم���ج ج���زء م���ن أف���راد الكتائ���ب‬ ‫الذي���ن يبل���غ عدده���م حت���ى اآلن حن���و أربع�ي�ن أل ًفا‬ ‫م���ن "الث َوّار" طب ًق���ا لدعوات نزع الس�ل�اح اليت وج َهّها‬ ‫اجملل���س الوطين االنتقالي منذ ش���هر فرباير ‪2012‬‬ ‫يف اجلي���ش‪ ،‬حي���ث حتاف���ظ ه���ذه الكتائ���ب بتكليف‬ ‫م���ن وزارة الدف���اع عل���ى أم���ن املرافق العام���ة أو يتم‬ ‫اس���تخدامها كجزء من وحدات ّ‬ ‫التدخل اخلاصة يف‬ ‫الصراعات احمللية مثلما حدث يف الكفرة وسبها‪َّ ،‬‬ ‫فإن‬ ‫اجلزء األكرب من الكتائب يتجاهل حتى اآلن وعلى‬ ‫املوجهة من‬ ‫الرغم م���ن رواتبهم املرتفع���ة الدع���وات َّ‬ ‫أجل نزع السالح وتسليم األسلحة اليت حبوزتهم‪.‬‬ ‫وه���م يطالب���ون م���ن خ�ل�ال جتمعاته���م ِحّ‬ ‫واتاداتهم‬ ‫اإلقليمي���ة مثل ِحّاتاد ث َوّار مصراتة أو جتمع س���رايا‬ ‫التجمع الوطين لث َوّار ليبيا الذي‬ ‫الث َوّار يف بنغازي أو‬ ‫ّ‬ ‫مت تأسيس���ه عل���ى مس���توى إقليم���ي يف ش���هر أبريل‬ ‫‪ 2012‬برئاس���ة عب���د اجمليد الككل���ي أو ً‬ ‫ال بتحقيق‬ ‫املطالب السياس���ية املركزية‪ .‬ومن هذه املطالب قبل‬ ‫ِّ‬ ‫كل ش���يء إصدار قان���ون حصانة جلمي���ع األعمال‬ ‫اليت ارتكبت خالل احلرب ودفع تعويضات باإلضافة‬ ‫إىل وج���ود متثي���ل مناس���ب "للث��� َوّار" داخ���ل اهليئات‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫•املطالبة خبلق فرص عمل‬ ‫معقل املقاومة املعارضة للقيادة السياسية اجلديدة‬ ‫‪ -‬م���ا ي���زال يوج���د يف كتائب ب�ن�ي ولي���د الكثري من‬

‫أنصار القذايف كما َّ‬ ‫أن هذه الكتائب يف حالة تنافس‬ ‫مع ميليشيات منطقة مصراتة اجملاورة والواقعة يف‬ ‫الش���مال واليت تعرف باس���م "عاصمة الثورة"‪.‬غري َّ‬ ‫أن‬ ‫هذا غري متوفر هلم ال يف املؤمتر الوطين العام وال يف‬ ‫احلكومة املقرتحة برئاسة أبو شاقور اليت عزل منها‬ ‫وزير الدفاع العقيد أس���امة اجلويلي القائد الس���ابق‬ ‫لكتائب الزنتان‪ .‬لكن من ناحية أخرى يطالب أعضاء‬ ‫الكتائ���ب بأن ختلق هلم فرص عم���ل مدني بد ً‬ ‫ال عن‬ ‫خي���ار دجمهم يف اجليش‪ .‬وهناك ً‬ ‫أيضا قس���م صغري‬ ‫ يع��� ّد كذلك جز ًء من مش���هد ما بع���د الصراع ‪ -‬قد‬‫كرس نفسه ملمارس���ة األنشطة اإلجرامية املرحبة‬ ‫َّ‬ ‫مثل التهريب وجتارة الس�ل�اح واالجت���ار باملخدرات‪،‬‬ ‫ويع���ارض بش���دة الضغوط���ات الرامي���ة إىل تفكيك‬ ‫امليليشيات وتسريح أعضائها‪.‬‬ ‫وأخ�ي�را تش��� ِّكل بعض الكتائ���ب املوج���ودة يف منطقة‬ ‫ً‬ ‫ب�ن�ي ولي���د‪ ،‬أي يف منطق���ة قبيل���ة ورفل���ة املرتبطة‬ ‫ً‬ ‫ارتباط���ا وثي ًقا مبعمر الق���ذايف والقذاذف���ة واليت ما‬ ‫ً‬ ‫معق�ل�ا للمعارضة املناوئة‬ ‫ت���زال تعترب مثل ذي قبل‬ ‫للقي���ادة اجلدي���دة حال���ة خاصة م���ن نوعه���ا‪ .‬وتلك‬ ‫الكتائ���ب م���ا ي���زال فيه���ا الكثري م���ن أنص���ار القذايف‬ ‫كم���ا أ َّنه���ا يف حالة تناف���س مع ميليش���يات منطقة‬ ‫مصرات���ة اجملاورة والواقعة يف الش���مال واليت تعرف‬ ‫باس���م "عاصمة الثورة"‪ .‬ولكن مع ذلك يبقى نفوذها‬ ‫السياس���ي وقدرتها على اإلخالل بتش���كيل احلكومة‬ ‫حمدودي���ن للغاية‪.‬وم���ع ذل���ك َّ‬ ‫إن حرك���ة اجملتمع‬ ‫املدن���ي واالحتجاجات اليت خرجت إثر قتل الس���فري‬ ‫األمريكي يف بنغادي كريس���توفر س���تيفنز جتعلنا‬ ‫نأمل يف أن تتم الس���يطرة عل���ى الكتائب ودجمها يف‬ ‫هي���اكل الدول���ة أو تس���ريح أعضائها عل���ى مراحل‪.‬‬ ‫فق���د خرجت م���ن ناحي���ة يف الثالث والعش���رين من‬ ‫ش���هر أيلول‪/‬س���بتمرب يف بنغ���ازي مظاه���رة كربى‬ ‫تراوح عدد املش���اكني فيها بني ثالثني ألف وأربعني‬ ‫أل���ف متظاهر حتت ش���عار أنقذوا بنغ���ازي بالتوازي‬ ‫مع خروج مظاهرات مماثلة ولكن أصغر يف مدينيت‬ ‫موجهة‬ ‫طرابلس ودرنة‪ .‬وقد كانت تلك املظاهرات َّ‬ ‫ض��� ّد الكتائب ال�ت�ي تعمل بش���كل مس���تقل وكذلك‬ ‫أيضا وقبل ِّ‬ ‫ً‬ ‫كل شيء ض ّد تلك الكتائب اإلسالمية ‪-‬‬ ‫مثل أنصار الشريعة ‪ -‬اليت ت ّتهم بتو ّرطها يف اهلجوم‬ ‫على القنصلية األمريكية‪.‬‬ ‫ومن جانبه أصدر رئيس املؤمتر الوطين العام حممد‬ ‫املقري���ف يف الثال���ث والعش���رين من ش���هر س���بتمرب‬ ‫املاض���ي أم��� ًرا يقض���ي حبل مجي���ع الكتائ���ب اليت مل‬ ‫يت���م دجمها يف اجليش أو يف اللجن���ة األمنية العليا‪،‬‬ ‫ولك���ن يف الواقع م���ن دون أن يكون ق���اد ًرا على تنفيذ‬ ‫ه���ذا األمر‪ .‬وينطب���ق هذا ً‬ ‫أيضا على قان���ون الطوارئ‬ ‫أقره املؤمتر الوطين العام يف السابع والعشرين‬ ‫الذي َّ‬ ‫من شهر س���بتمرب املاضي‪.‬ويف احلقيقة يظهر قانون‬ ‫الط���وارئ هذا بوض���وح َّ‬ ‫أن القيادة السياس���ية الليبية‬ ‫وكذل���ك غالبي���ة املواطنني غري مس���تعدة للرضوخ‬ ‫ف�ت�رة طويل���ة لضغوط���ات امليليش���يات ومقاومته���ا‪.‬‬ ‫ولذل���ك عل���ى األرج���ح أن يت���م على املدى املتوس���ط‬ ‫أخضاعه���ا أو حِّله���ا‪ .‬وكذلك بدأ العم���ل على مجع‬ ‫األسلحة املنتشرة منذ بدء األعمال القتالية يف العام‬ ‫املاض���ي ‪ 2011‬واليت يوجد من بينها على األقل حنو‬ ‫مائيت ألف بندقية آلي���ة‪ .‬وقد كانت احلملة األوىل‬ ‫جلم���ع الس�ل�اح يف أواخ���ر ش���هر أيلول‪/‬س���بتمرب يف‬ ‫جم���رد محلة رمزية‬ ‫طرابلس وبنغ���ازي أكثر من‬ ‫َّ‬ ‫على الرغم من عدم ميول الكثرييني يف أجزاء أخرى‬ ‫من البالد إىل تس���ليم أس���لحتهم نط��� ًرا إىل األوضاع‬ ‫األمنية غري املستقرة‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•الكاتب هانس���بيرت ما ِّتس خبري من معهد ‪GIGA‬‬ ‫لدراسات الشرق األوسط‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪19 - 13 ( - ) 79‬نوفمبر ‪)2012‬‬

‫هجرة العقول ال هجرة القلوب‬

‫ياسني ابوسيف ياسني‬ ‫يندفع كثري من املغالني واملبالغني‬ ‫اىل وص���ف الليبي�ي�ن املقيم�ي�ن يف‬ ‫اخل���ارج بأوص���اف ونعوت ش���تى ال‬ ‫تلي���ق به���م أقلها ض���ررا وعنصرية‬ ‫ليبي���و اخل���ارج ‪ ..‬وأكثره���ا ضررا‬ ‫املس���توردون والعائدون ‪ ..‬وأحقرها‬ ‫ضررا املازقرو باعتبارهم معيزا غري‬ ‫وطين ‪ ..‬بعد أن كانوا كالبا ضالة‬ ‫أي���ام الطاغي���ة وأعوان���ه ومعاوني���ه‬ ‫االنتهازيني الفاس���دين واملفس���دين‬ ‫والفاسقني‬ ‫ولكم يف رسول اهلل وصحابته أسوة‬ ‫وق���دوة حس���نة يا أول���ي األلب���اب ‪..‬‬ ‫فعندما هاج���ر النيب علي���ه الصالة‬ ‫والس�ل�ام من مكة اىل املدينة وتبعه‬ ‫املهاجرون تركوا أمواهلم وأهليهم‬ ‫وأرضهم واس�ت�رخصوا كل نفيس‬ ‫وغ���ال يف س���بيل نص���رة الدي���ن‬ ‫والرس���ول ‪ ..‬وكان الن�ب�ي وصحبه‬ ‫يع���ز عليهم ف���راق مك���ة ‪ -‬ألكثر‬ ‫من عش���رة أعوام كاملة ‪ -‬كانت‬ ‫قلوبهم يف مك���ة وعقوهلم يف يثرب‬ ‫‪ ..‬وعندم���ا رجعوا مس���ي ذلك اليوم‬ ‫الش���هري يف التاريخ االسالمي بفتح‬ ‫مك���ة ‪ ..‬وأصبح املهاجرون واألنصار‬ ‫يراع���ون بعضه���م بعض���ا وحيب���ون‬ ‫يف اهلل بعضه���م بعض���ا ‪ ..‬كان ذلك‬ ‫قب���ل أن توج���د ال���دول واحلكومات‬ ‫العربية ‪.‬‬ ‫ولك���م يف التاري���خ اللي�ب�ي احلديث‬ ‫أيضا ع�ب�رة ‪ ..‬فعندما هاجر الس���يد‬ ‫ادري���س السنوس���ي اىل القط���ر‬ ‫املص���ري يف س���نة ‪ 1923‬م وتبع���ه‬ ‫العديد من ابطال اجلهاد ‪ ..‬بعضهم‬ ‫م���ن هاجر مع���ه وبعضهم من حلق‬ ‫ب���ه كأمث���ال اجملاهدي���ن ورؤس���اء‬ ‫القبائ���ل ومنه���م على س���بيل املثال‬ ‫ال احلص���ر مح���د بك س���يف النصر‬ ‫وصاحل باشا لطويش وعبد احلميد‬ ‫العب���ار ‪ ..‬ومنه���م السياس�ي�ن مث���ل‬ ‫السيد بش�ي�ر السعداوي وعمر فائق‬ ‫ش���نيب من الذين هاجروا اىل الشام‬ ‫‪ ..‬وقض���وا يف منفاه���م االختي���اري‬ ‫م���ا يزي���د ع���ن العش���رين عام���ا ‪..‬‬ ‫يف غرب���ة ش���اقة ونض���ال وكف���اح‬ ‫مريرومس���تمر مل يه���دأ أوج���ه‬ ‫حت���ى تكلل مثرة جهاده���م بالنصر‬ ‫املب�ي�ن ‪ ..‬كانوا غائبني بأجس���ادهم‬ ‫وعقوهل���م تفكروتعم���ل ‪ ..‬وقلوبهم‬ ‫وأفئدته���م مل تف���ارق أرض الوطن‬ ‫‪ ..‬وعندم���ا ع���ادوا مكلل�ي�ن بالنص���ر‬ ‫اس���تقبلوا اس���تقبال الفاحت�ي�ن ‪..‬‬ ‫وعم���ت الفرح���ة والبهج���ة كل‬

‫احن���اء الوطن ‪ ..‬مل حيدث أن نعتهم‬ ‫أي م���ن مواطنيهم– حتى من أش���د‬ ‫وأعت���ى معارضيه���م – بأوصاف ال‬ ‫تلي���ق ‪..‬ينقدونهم وينتقدونهم بكل‬ ‫احرتام وتقدي���ر ‪ ..‬وما من أحد فوق‬ ‫النقد واالنتقاد ‪..‬‬ ‫غ�ي�ر أننا نش���اهد ه���ذه األي���ام َمن‬ ‫ينتق���د ه���ؤالء املهاجري���ن مبنط���ق‬ ‫ال�ل�ا منط���ق بأنه���م هرب���وا س���اعة‬ ‫الضي���ق وج���اءوا س���اعة الف���رج ‪..‬‬ ‫ابتع���دوا وقت الكرب وحضروا وقت‬ ‫الغنيمةوالوليم���ة ‪ ..‬وأنه���م كان���وا‬ ‫ينعم���ون برغد العي���ش يف اخلارج ‪..‬‬ ‫وتركوا غريهم يعاني قسوة احلياة‬ ‫وظلم احلكام يف الداخل ‪..‬‬ ‫ونس���وا أن أرض اهلل واس���عة ‪..‬‬ ‫فاضرب���وا يف مناكبه���ا ‪ ..‬وأن ديننا‬ ‫احلني���ف حي���ض على ترك املس���لم‬ ‫أرضا فيها س���لطان جائ���ر ملن يقدر‬ ‫على ذلك ويس���تطيعه ‪ ..‬بل ويعترب‬ ‫ذلك جهادا يف س���بيل اهلل‪ ..‬ونس���وا او‬ ‫تناس���وا أن الغربة عن األوطان م ّرة‬ ‫و ثقيلة ومذلة وفيها من اهلوان ما‬ ‫فيه���ا ‪ ..‬وأن احلن�ي�ن اليها ال يعادله‬ ‫ش���يئ ‪ ..‬وال يقاس مبقي���اس ّ‬ ‫مادي‬ ‫‪ ..‬وأن بع���ض املهاجري���ن كان���وا‬ ‫جي���دون صعوبة كب�ي�رة يف توفري‬ ‫لقم���ة العي���ش الكري���م ‪ ..‬وكان���وا‬ ‫يقبلون أعماال أقل من مستواهم ‪.‬‬ ‫ب���ل أن معظ���م املعارض�ي�ن للنظ���ام‬ ‫اجلائ���ر وج���دوا يف اخل���ارج مناخ���ا‬ ‫مالئماوصاحلا لبث الروح الوطنية‬ ‫واذكاء جذوته���ا يف الداخ���ل ع�ب�ر‬ ‫مجي���ع الوس���ائل املتاح���ة ‪ ..‬إعالمياً‬ ‫ومادي���اً وروحي���اً ‪ ..‬ومنه���م من قدم‬ ‫التضحي���ات تلو التضحي���ات مباله‬ ‫وجهده وحياته ‪ ..‬فمنهم من مات او‬ ‫قتل ش���هيدا ‪ ..‬ومنه���م من اختطف‬ ‫وال يعل���م إال اهلل مص�ي�ره ‪ ..‬وفيه���م‬ ‫ومنهم ث���وار وآباء لثوار هب���وا ولبوا‬ ‫ن���داء الوط���ن س���اعة اجلد وس���اعة‬ ‫احلس���م ‪ ..‬ومنه���م م���ن لع���ب دورا‬ ‫اعالميا راقياً يف سبيل اجناح الثورة‬ ‫الش���عبية وتعاط���ف العامل بأس���ره‬ ‫معه���م ‪ ..‬ومنهم من ق���اد مظاهرات‬ ‫كبرية يف عواصم العامل للتذكري‬ ‫مبعاناة الشعب اللييب ‪.‬‬ ‫فال تبخس���وا الناس أش���ياءهم ‪ ..‬وال‬ ‫تبخس���وهم حقوقه���م ال�ت�ي ناضلوا‬ ‫من أجلها ‪ ..‬وقل قوال كرميا ‪ ..‬وإال‬ ‫فاصمت‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪yasinabuseif@yahoo.com‬‬

‫من طينة أخرى‬ ‫حممد بن أمحيدة كان طالبا بأملانيا يف مثانينات‬ ‫القرن املاض���ي ‪ ..‬وكان بإمكانه الزهو و االفتخار‬ ‫باحلي���اة يف ه���ذا البل���د املتق���دم بعيدا ع���ن ليبيا و‬ ‫مش���اكلها وأن ينع���م بالعي���ش هن���اك ‪ ..‬خصوصا‬ ‫أن التكلفة مل تكن أكثر من ارس���ال برقية تأييد‬ ‫"للقائ���د" بني احلني و األخر ‪ ..‬أو حضور نش���اطات‬ ‫السفارة ‪ ..‬ولكنه مل يفعل ‪...........‬‬ ‫و كان بإمكان حمم���د أن يلتحق جبوقات املغنني‬ ‫و الراقص�ي�ن جلماهريي���ة " س���يف" االصالحي���ة‬ ‫والذين إدع���وا "العقالنية و التبص���ر" و اتهموا من‬ ‫تبقى من املعارضني بالته���ور و الطيش ‪..‬و انعدام‬ ‫الواقعية السياسية ‪ .‬ولكنه مل يفعل ‪.....‬‬ ‫و كان بإمكان حممد أن " يسكن" بإحدى حمطات‬ ‫التلفزي���ون بع���د انتصار ثورة فرباير ليس���تعرض‬ ‫مواهبه يف التحليل و التنظري و اهلدرزة السياسية‬ ‫ام���ام ش���عب ق���د خرج لت���وه م���ن اربعة عق���ود من‬ ‫احلرم���ان م���ن ابس���ط حقوقه االنس���انية و جيهل‬ ‫اجبديات السياسة الدولية ‪ ...‬ولكنه مل يفعل ‪...‬‬ ‫وكان بإم���كان حمم���د أن يزاح���م رواد فن���ادق‬ ‫تبيس�ت�ي و امله���ارى و ريكس���وس ف���ى الصم���ود و‬ ‫النضال الفندقي لتس���ويق ذاته لعل املطاف ينتهي‬ ‫به عضوا يف االندية السياس���ية املغلقة‪ ...‬ولكنه مل‬ ‫يفعل ‪...‬‬ ‫حمم���د ياس���ادة كان م���ن طينة أخ���رى ‪ ...‬كان‬ ‫الوطن يسكنه ‪..‬‬ ‫فمحمد عارض النظام كطالب و مت اس���تدراجه‬ ‫للس���فارة الليبي���ة حي���ث مت تعذيب���ه يف قضي���ة‬ ‫مش���هورة على يد مصطفى الزائ���دي الذي اصبح‬

‫عطية صاحل األوجلي‬ ‫فيم���ا بعد وزي���را للصحة يف عهد الق���ذايف‪ .‬تدخل‬ ‫البولي���س االملاني و مت االف���راج عن حممد بعد أن‬ ‫طال���ه تعذيب الزائ���دي و رفاقه ‪ ..‬ولكن التعذيب و‬ ‫اإلرهاب مل يرهبا حممد بل واصل نضاله بإصرار‬ ‫و عن���اد وكان صوت���ا قويا يف وجه نظ���ام الطاغية‬ ‫‪ ..‬وحت���ى عندما متكن القذايف م���ن عقد مصاحلة‬ ‫مع الغ���رب و بالتال���ي مع اجزاء و ش���خصيات من‬ ‫املعارض���ة رفض حممد أن يغري موقفه و اس���تمر‬ ‫يف مناص���رة قضاي���ا ش���عبه حت���ى قيام ث���ورة ‪17‬‬ ‫فرباي���ر حيث قام وزمالئ���ه يف اخلارج حبث الرأي‬ ‫العام و السياس���يني على مناص���رة وتأييد ثورتنا ‪..‬‬ ‫وه���و موقف لألس���ف يقوم البع���ض اآلن بتجاهله‬ ‫أو االنق���اص من قيمته ‪ ..‬و عندم���ا جنحت الثورة‬

‫اجملد للسفنز بــــ‬

‫غازي القبالوي‬

‫حت���اول الذاك���رة أن تعي���د ترتي���ب‬ ‫ص���ورة (الس���نفاز) يف ش���ارع (مي���زران)‬ ‫والذي اعتاد اجي���ال من طلبة الثانويات‬ ‫بطرابلس ارتياده يف الصباحات الباردة‪،‬‬ ‫ما يزال رائحة زيته يصلين يف صباحات‬ ‫لندنية مشابهة ليعيد بعضاً من الدفء‪.‬‬ ‫كن���ا يف مطلع التس���عينات ن���زوره قبل‬ ‫طاب���ور التم���ام بثكن���ة (مدرس���ة) عل���ي‬ ‫وري���ث الثانوي���ة املتخصص���ة يف س�ل�اح‬ ‫(اجل���راد)‪ ،‬نذه���ب إلي���ه قبل أن تلس���عنا‬ ‫الري���اح الصباحي���ة الب���اردة وحنن نقف‬ ‫يف الطاب���ور يف انتظ���ار جل���دة مس���واق‬ ‫العس���كري (عم���ار) ال���ذي كان يعش���ق‬ ‫املؤخرات اليافعة‪ ،‬بينما يصدح يف ارجاء‬ ‫الس���احة “نداء الراية اخلضراء”‪ .‬كنت‬ ‫ومازل���ت أفض���ل الس���فنز بالدح���ي‪ ،‬وال‬ ‫بأس من أن تكون رايبة‪.‬‬ ‫تذك���ر املص���ادر أن (الس���فنز) أكل���ة‬ ‫منتش���رة يف يف عدد من ال���دول العربية‬ ‫وخاص���ة مغاربيها‪ ،‬ففي تونس يس���مي‬ ‫بنف���س االس���م‪ ،‬وم���ازال الس���نفازة م���ن‬ ‫اصل تونس���ي يعملون يف اعداد الفطائر‬ ‫العجيني���ة املقلي���ة يف ليبيا حت���ى اليوم‪،‬‬ ‫أم���ا يف املغ���رب فيس���مى (س���فنج) وه���و‬ ‫اق���رب للكع���ك احملل���ى الذي نس���ميه يف‬ ‫ليبيا (بريوش)‪ .‬ومجيع هذه التس���ميات‬ ‫أصل���ه يف الغال���ب واح���د‪ ،‬وه���و تعري���ب‬ ‫للكلم���ة العربي���ة (س���وفج)‪ ،‬واليت تعين‬ ‫(اس���فنج)‪ ،‬حيث تقلى فطائر العجني يف‬ ‫الزيت الس���اخن ومتتصه مثل االسفنج‪،‬‬ ‫وع���ادة يعد ويقدم يف عي���د (احلانوكا)‬

‫اليه���ودي والذي حيتفل ب���ه ملدة مثانية‬ ‫ايام ابت���دأ من اخلامس والعش���رين من‬ ‫ش���هر (كيس���ليف) العربي والذي يقع‬ ‫بني شهري نوفمرب وديسمرب‪.‬‬ ‫تقول احلكاية أن ث���ورة يهودية (الثورة‬ ‫املكابي���ة) اندلع���ت يف فلس���طني الع���ام‬ ‫‪ 166‬قبل امليالد ضد الدولة الس���لوقية‬ ‫االغريقي���ة اليت كانت حتك���م املنطقة‬ ‫من���ذ عه���د االس���كندر االك�ب�ر‪ .‬تعددت‬ ‫األق���وال يف اس���باب ه���ذه الث���ورة فم���ن‬ ‫قائ���ل أن اليه���ود ث���اروا عل���ى انتهاكات‬ ‫ديني���ة قام به���ا احلاك���م (أنطيوخوس‬ ‫الراب���ع) ض���د اليه���ود يف فلس���طني‪ ،‬من‬ ‫بينه���ا انته���اك حرم���ة اهلي���كل املقدس‬ ‫مبن���ع العب���ادة في���ه وتدنيس���ه بتقدي���م‬ ‫قراب�ي�ن م���ن اخلنازير لإلل���ه االغريقي‬ ‫(زي���وس) والذي بين ل���ه مذبح يف داخل‬ ‫اهلي���كل‪ ،‬إىل جانب جتريم تالوة التوراة‬ ‫وتعليمها‪ ،‬إىل جانب منعه لعادة اخلتان‪،‬‬ ‫كل ه���ذه االنته���اكات جعل���ت اليهود‬ ‫يث���ورون إلع���ادة حرمة املعبد وترس���يخ‬ ‫املعتق���دات والعب���ادات اليهودي���ة يف‬ ‫منطقتهم‪ .‬وهناك قول آخر أن احلاكم‬ ‫انطيوخ���وس تدخل ملس���اندة أحد طريف‬ ‫ح���رب اهلية اندلع���ت يف الق���رن الثاني‬ ‫قب���ل املي�ل�اد ب�ي�ن األصولي�ي�ن اليه���ود‬ ‫وجمموعة أخرى من اليهود الذين تبنوا‬ ‫الثقاف���ة والع���ادات والتقاليد الس���لوقية‬ ‫االغريقية ومل يلتزموا بشعائر وتعاليم‬ ‫اليهودية كما جيب‪.‬‬ ‫يف العام ‪ 164‬قبل املي�ل�اد انتصر اليهود‬


‫‪21‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪19 - 13 ( - ) 79‬نوفمبر ‪)2012‬‬

‫كيف الصحة !! ‪..‬‬

‫ى ‪!!!...‬‬

‫حممد بن أمحيدة‬ ‫قام حمم���د بعرض خدمات���ه على اجمللس‬ ‫الوط�ن�ي االنتقال���ي ‪ ..‬و اتص���ل بأح���د‬ ‫املس���ؤولني فيه ولكن كم���ا قال حممد يف‬ ‫رسالة لصديق له ‪..‬‬ ‫" اكتش���فت ان األس���وار ُش���يدت بس���رعة‬ ‫ال�ب�رق وان الش���للية البغيض���ة هي س���يدة‬ ‫املوق���ف‪ .‬م���ا أحزن�ن�ي فع�ل�ا وترك م���رارة‬ ‫اليمة عندي أن امسع بعد هذا ال ُعمر الذي‬ ‫قضيته يف مقارعة النظام من احد املكلفني‬ ‫بش���ؤون اخلارجية وهو يق���ول لي باهلاتف‬ ‫بع���د عب���ارات اجملاملة‪" :‬حن���ن نصرف من‬ ‫جيوبن���ا وكل حتركاتن���ا ه���ي م���ن مالنا‬ ‫اخل���اص"‪ ،‬رغم انين مل أس���اله ع���ن مال أو‬

‫منص���ب ومل اتق���اض يوما يف حياتي س���نتا‬ ‫واح���دا م���ن خزينة ليبي���ا‪ ،‬وحتى دراس�ت�ي‬ ‫مولتها بع���رق جبيين‪ .‬وما يزي���د املرارة ان‬ ‫هذا اإلنس���ان مل يع���رف املعارض���ة اال بعد‬ ‫‪ 17‬فرباي���ر‪ ،‬وكان اح���د الس���ادة املقربني‬ ‫ج���دا واملستش���ارين لس���يف الق���ذايف‪ .‬لع���ل‬ ‫امل���ال والرب���ح واخلس���ارة ه���ي مقايي���س‬ ‫الوطنية عند البعض‪ .‬ولألس���ف ال يش���كل‬ ‫ه���ذا الش���خص اس���تثناء بل اكتش���فت أن‬ ‫الكثريي���ن والكثريي���ن م���ن أصح���اب ه���ذا‬ ‫التفك�ي�ر ه���م اآلن جن���وم اجملل���س‪ .‬عموما‬ ‫أعاهد نفسي وأعاهدك بأن هذا لن حيبط‬ ‫من عزمييت وس���أواصل الدفاع عن حقوق‬ ‫الشعب اللييب وحفظ ماله وصون عرضه‪،‬‬ ‫وفا ًء ألغلى ما منلك وهم ش���هدائنا األبرار‬ ‫الذي ضح���وا بأعز ما لديه���م‪ ،‬رمحهم اهلل‬ ‫مجيعا وأسكنهم فسيح جناته‪." .‬‬ ‫ال أري���د التش���هري بأح���د ‪ ..‬و ال ل���وم أح���د‬ ‫‪....‬و لكنه���ا احلرق���ة و الدهش���ة و احل���زن‬ ‫ال���ذي ينتاب�ن�ي ‪ ..‬كيف عجزن���ا يا حممد‬ ‫على أن نفي���ك جزءاً من حق���ك ‪..‬؟‪ .‬كيف‬ ‫عجزنا عن أن نش���كرك و أن نعطيك بعض‬ ‫التعويض على سنوات من عمرك قضيتها‬ ‫يف مقارع���ة النظ���ام و كنت فيه���ا صوتنا‬ ‫حينم���ا مل نكن منلك صوتاً ‪...‬؟؟؟‪ .....‬كيف‬ ‫ي���ا حممد ؟‪ ....‬رمبا ألننا لس���نا من طينتك‬ ‫وإمنا من طينة أخرى‪.‬‬

‫ــــــالدحي‬ ‫االصوليون بقيادة (يهوذا املكابي) على الدولة‬ ‫الس���لوقية يف الق���دس واعاد (املكاب���ي)‪ ،‬ويعين‬ ‫امسه املطرقة‪ ،‬املعبد إىل سابق عهده بتطهريه‬ ‫م���ن الدنس الذي حل���ق به‪ ،‬ويذك���ر التلمود‬ ‫أن���ه عند تدش�ي�ن اهلي���كل من قب���ل (املكابيني)‬ ‫مل يب���ق يف املعبد ما يكفي م���ن الزيت الصاحل‬ ‫إليقاد الش���معدان املق���دس (املين���ورا)‪ ،‬وبرغم‬ ‫ذلك فقد اس���تطاعوا انارة اهلي���كل مثانية أيام‬ ‫بالكمي���ة القليل���ة من الزي���ت املتبقي حتى مت‬ ‫اع���داد الزي���ت اجلديد‪ ،‬ل���ذا فقد اعل���ن (يهوذا‬ ‫املكابي) أنه س���يتم االحتف���ال بهذه املعجزة يف‬

‫نفس الوقت من كل عام بإنارة الش���معدانات‬ ‫يف البي���وت واالحتفال ملدة مثانية أيام‪ ،‬ومسي‬ ‫حينه���ا (بعي���د األن���وار) وال���ذي مس���ي الحقاً‬ ‫بعيد احلان���وكا (هانوكا) وال�ت�ي تعين (عيد‬ ‫التدشني) أي اعادة تدش�ي�ن هيكل سليمان يف‬ ‫القدس من قبل املكابيني‪.‬‬ ‫ومن���ذ ذل���ك التاري���خ أو رمب���ا يف وق���ت الحق‬ ‫اصب���ح اعداد وتقدي���م االكل املقلي يف الزيت‬ ‫أح���د الع���ادات اليت تصاح���ب االحتف���ال بعيد‬ ‫احلان���وكا للتربك مبعجزة الزيت يف اهليكل‪،‬‬ ‫وتتع���دد الوصف���ات ال�ت�ي يتم اعداده���ا يف هذا‬ ‫الي���وم بني يهود الغ���رب والش���رق‪ ،‬فهناك من‬ ‫يعد فطائر مقلية تصنع من البطاطا تس���مى‬ ‫(التكس)‪ ،‬وهناك فطائر اخرى اقرب للدونات‬ ‫(بريوش) تس���مى (س���وفجنية)‪ ،‬املشتق امسها‬ ‫م���ن كلم���ة اس���فنج العربي���ة‪ ،‬ألنه���ا تش���به‬ ‫االسفنجة اليت متتص الزيت عند قليها‪.‬‬ ‫كان���ت العائ�ل�ات اليهودي���ة تعد الس���فنز يف‬ ‫ش���تاءات ليبي���ا وذل���ك احتف���ا ً‬ ‫ال بعي���د االنوار‪،‬‬ ‫وم���ازال الكث�ي�ر منه���م يع���ده يف منافي���ه‬ ‫االختيارية واجلربية يف ش���تى احن���اء العامل‪،‬‬ ‫الس���فنز اللييب‪ ،‬الذي كثرياً ما أدفأنا من برد‬ ‫يف صباحات عديدة‪ ،‬حيمل بني طياته الزيتية‬ ‫وتنوع اشكاله غري املتكررة تارخياً طوي ً‬ ‫ال‪ ،‬لعل‬ ‫م���ن بينها بعض االس���اطري البش���رية اليت ما‬ ‫تزال تنسج يف تلك املساحة من االرض‪ ،‬ورمبا‬ ‫علينا أن نعد س���فنزاً وليك���ن بالبيض احتفا ً‬ ‫ال‬ ‫مبعج���زة انتصارن���ا عل���ى عق���ود طويل���ة من‬ ‫االستبداد والقمع‪.‬‬ ‫اجمل���د للس���فنز مش���بع اجليعان�ي�ن وم���ديف‬ ‫الصقعانني‪.‬‬

‫زهرة الشيخي‬

‫بالرغم م���ن كل االعتصامات و املظاهرات و‬ ‫كل الفوضى ‪..‬مازال قطاع الصحة مثق ً‬ ‫ال مبا‬ ‫حيمل من مش���اكل ترتاك���م لدرجة مل تعد‬ ‫حتتمل ‪..‬‬ ‫ل���و ق���دّر اهلل – و مرض أحد اف���راد عائلتك‬‫ستش���عر بقيم���ة املعرف���ة و الواس���طة ال�ت�ي ال‬ ‫تستطيع قضاء حاجتك إال بها ‪..‬‬ ‫* م���رض وال���دي يف الفرتة الس���ابقة بارتفاع‬ ‫ضغ���ط ال���دم و احتاج ال���ي ص���ورة تلفزيونية‬ ‫للقل���ب تس���مي (‪ ).E.C.H.O‬بش���كل عاجل ‪..‬‬ ‫فكان موعد الصورة بعد ثالث أش���هر ‪ !!.‬وذلك‬ ‫الن اطب���اء القل���ب يعمل���ون أيام���اً معين���ة يف‬ ‫األسبوع ‪..‬كما انهم يستقبلون عدداً معيناً من‬ ‫املرضي ‪ ..‬و لألس���ف هذا التأخري يش���مل حتى‬ ‫املرضياملناط بهم الدخول للمستشفي ‪..‬‬ ‫يف العي���ادات اخلاص���ة ميكن���ك التصوي���ر ‪,‬‬ ‫خبمس�ي�ن دينار او اكثر ‪( ..‬راقد الريح ) الذي‬ ‫حيت���اج هل���ذه الصورة ق���د ميوت و ه���و ينتظر‬ ‫موعده باملستشفيات العامة ‪..‬‬ ‫* الكث�ي�ر م���ن التحالي���ل غ�ي�ر متوف���رة‬ ‫باملستش���فيات ‪ ..‬املعامل اخلاصة تعمل جاهدة‬ ‫لتوفريه���ا و تقدي���م اخلدم���ات اكث���ر م���ن‬ ‫املستش���فيات احلكومية ليضط���ر املريض الي‬ ‫دف���ع امل���ال إلج���راء حتالي���ل معين���ة كبعض‬ ‫اهلرمون���ات او حتالي���ل املناع���ة و مطابق���ة‬ ‫االنسجة ‪..‬‬

‫الفوضى و الواسطة تعم الربنامج الي االن ‪.‬‬ ‫* اجلرح���ي و مصاب���ون ثورة فرباي���ر هلم منا‬ ‫كل التقدير و االح�ت�رام ‪..‬و هلم االولويات يف‬ ‫العالج ‪..‬و لكن بسبب التالعب و غياب الضمري‬ ‫‪..‬ادى ال���ي زيادة اعباء الب�ل�اد مببالغ لو مجعت‬ ‫ألحضرن���ا افض���ل االطب���اء و افض���ل االطق���م‬ ‫الطبي���ة الي بالدنا و عالجه���م بعناية و اكثر‬ ‫دقة و اقل تكلفه ‪..‬‬ ‫* مرك���ز خدم���ات الكل���ي مل يع���د يس���تطيع‬ ‫استيعاب مرضي الفشل الكلوي الذين يفوقون‬ ‫‪400‬مريض ‪,‬مع العلم انهم يف تزايد مستمر‬ ‫كل يوم ‪..‬و جبميع االعمار ‪.‬‬ ‫و العناصر الطبية املساعدة املتخصصة بإدارة‬ ‫أجهزة الغسيل الكلوي يف نقص مستمر ايضاً‬ ‫‪..‬و ع���دم توفر األطباء املختصني يش���كل عبئأ‬ ‫آخر يرهق سري العمل ‪..‬‬ ‫* اري���د التنبي���ه علي اهمي���ة برنام���ج التعداد‬ ‫و االحصائي���ات الطبي���ة هنا إلج���راء البحوث‬ ‫و الدراس���ات ع���ن س���بب زي���ادة م���رض معني‬ ‫‪..‬خصوصا بالنسبة لألمراض املزمنة ‪..‬‬ ‫فعلي س���بيل املث���ال اجراء دراس���ة عن انتش���ار‬ ‫م���رض الفش���ل الكل���وي و معرفة االس���باب و‬ ‫العم���ل علي الوقاية منها و التوعية االعالمية‬ ‫‪...‬اعتق���د من االم���ور املهمة ال�ت�ي حتتاج وقفه‬ ‫جادة ‪.‬‬ ‫* التخلص من النفاي���ات او املخلفات الطبية‬

‫* كم���ا ان هن���اك مرض���ي بأم���راض مزمنة‬ ‫كضغ���ط ال���دم ‪ ,‬الس���كري ‪ ,‬الفش���ل الكل���وي‬ ‫‪,‬القلب والس���رطانات و غريها ‪..‬هذه الفئة من‬ ‫املرض���ي حيتاج���ون ال���ي جهات خاص���ة تعمل‬ ‫عل���ي توفري و توزي���ع العالج املوص���وف ‪ ..‬جند‬ ‫ان املريض حيتاج الي كمية معينة ال توفرها‬ ‫ل���ه املستش���فيات ‪ ..‬فيضط���ر ال���ي ش���رائها من‬ ‫الصيدليات اخلاصة اليت اصبحت و احلمد هلل‬ ‫متوفرة يف كل شارع تقريبا !‬ ‫ف���أي ع�ل�اج جمان���ي و أي صح���ة تق���دّم ال���ي‬ ‫الليبيني و أي اهتمام ‪!! ..‬‬ ‫* ال انس���ي ان اذك���ر برنام���ج س���فر املرضي‬ ‫ع���ن طريق اللج���ان الطبي���ة برنام���ج حيتاج‬ ‫الي اع���ادة نظ���ر ‪..‬فهناك مرض���ي ذوو حاالت‬ ‫مستعجلة و مس���تعصية ال تستطيع االنتظار‬ ‫‪ ..‬وإع���ادة الرتتي���ب يف توجي���ه كل مرض���ى‬ ‫مبرض معني لدول معينة أمر مهم ‪ ..‬مازالت‬

‫م���ازال يت���م بط���رق اس���تطيع الق���ول عنه���ا‬ ‫(متخلفة ) ‪..‬‬ ‫علي سبيل الذكر توجد خملفات بالستيكية‬ ‫مث���ل (اجلالون���ات ) اليت كان���ت حتتوي علي‬ ‫مواد كيماوية يتم بها تشغيل بعض االجهزة‬ ‫الطبي���ة او املعملي���ة ‪..‬جند ان املواط���ن العادي‬ ‫اجلاه���ل مبصدرها يقوم بإعادة اس���تعماهلا يف‬ ‫منزله للشرب مثال ‪..‬‬ ‫اذك���ر ان وال���دي اش�ت�ري يف اح���دي امل���رات‬ ‫(جال���ون بوط���اس ) وكن���ت ق���د تعرفت علي‬ ‫مصدر اجلالون من خملفات طبية اعرفها ‪..‬‬ ‫ل���ذا اج���د التوعي���ة الصحي���ة غائبة ج���دا عن‬ ‫املواطن العادي ‪..‬‬ ‫فرفقا يا وزير الصح���ة بصحة الليبيني ‪ ..‬هي‬ ‫أمانة يف عنق���ك ‪..‬قال تع���اىل ‪( :‬وقفوهم انهم‬ ‫مسؤولون ) صدق اهلل العظيم ‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪19 - 13 ( - ) 79‬نوفمبر ‪)2012‬‬

‫مهرجان تافسوت‬ ‫للثقافة األمازيغية‬

‫إنطلقت فعاليات مهرجان تافسوت األول للثقافة‬ ‫األمازيغي���ة برعاية وزارة الثقاف���ة واجملتمع املدني‬ ‫مبدينة جادو جببل نفوسة أيام ‪ 7‬و ‪ 8‬و ‪ 9‬من شهر‬ ‫نوفم�ب�ر ‪ ، 2012‬يتضمن برنامج املهرجان معرض‬ ‫للكت���اب ومع���ارض للفن���ون التش���كيلية والص���ور‬ ‫الفوتوغرافية والرتاثية ومعرض لآلالت املوسيقية‬ ‫وس���هرات غنائية وندوات ثقافية لع���ل أهمها ندوة‬ ‫حول الش���يخ س���ليمان البارون���ي وحماضرات حول‬ ‫العم���ارة األثري���ة وع���روض مس���رحية وأمس���يات‬ ‫ش���عرية وزي���ارات للم���دن التارخيي���ة ( ويف���ات‬ ‫وطرمس���ية وجن���اون ) ولق���د خص املهرج���ان هذه‬ ‫ال���دورة لألديب املناضل س���عيد احملروق بيوم ثقايف‬ ‫متكامل وفا ًء وتكرميا ل���دوره يف التعريف بالثقافة‬ ‫األمازيغية ‪.‬‬ ‫مهرج���ان تافس���وت للثقاف���ة األمازيغي���ة يه���دف‬ ‫للتعري���ف بامل���وروث الثق���ايف واحلض���اري للثقافة‬ ‫األمازيغية اليت متتد جذورها عرب آآلف السنني‬

‫حكم لصاحل‬ ‫إهلام شاهني‬

‫حكم���ت حمكمة القض���اء اإلداري يف مصر لصاحل‬ ‫الفنان���ة املصري���ة إهل���ام ش���اهني بوق���ف برنام���ج‬ ‫الداعي���ة املصري الش���يخ عبداهلل بدر والذي س���بق‬ ‫وأن ش���ن هجمة شرس���ة ضد الفنانة إهلام شاهني‬ ‫متهما إياها بالفجور طيلة فرتة عملها يف الس���ينما‬ ‫وبتلفيق صور عارية هلا جبسد سيدة أخري ‪.‬‬ ‫وكانت الفنانة إهلام ش���اهني ق���د علقت علي هذا‬ ‫احلك���م من احملكم���ة اإلداري���ة بقوهل���ا ( احلمد هلل‬ ‫علي احلكم ‪ ،‬علي األقل الناس حتس���لم من لس���انه‬ ‫) وأضاف���ت أن ه���ذه القضي���ة من بني س���تة قضايا‬ ‫أخري مرفوعة ضد هذا الش���يخ مبا فيها التش���هري‬ ‫والسب والقذف والتحريض علي الفتنة الطائفية‬ ‫وإزدراء األديان ‪ .‬وأستدلت بالقول ( املسلم من سلم‬ ‫الناس من يديه ولس���انه ) ‪ ،‬مؤك���دة بأن مصر بها‬ ‫دول���ة قانون ول���ن نرتك بالدن���ا تتحول إل���ي غابة‬ ‫وفوض���ي وما حدث ميثل إس���اءة لألع�ل�ام املصري‬ ‫ولإلس�ل�ام ‪ ،‬علم���ا ب���ان الفنان���ة إهل���ام ش���اهني قد‬ ‫رفضت ع���دة وس���اطات للتنازل عن ه���ذه القضية‬ ‫ولكنها رفضت التنازل‬

‫خليل العرييب‬

‫مهرجان طرابلس ألفالم حقوق اإلنسان‬ ‫بتنظيم من احلركة الوطنية للتوعية‬ ‫إنتظمت مبدينة ط��راب��ل��س األس��ب��وع‬ ‫امل��اض��ي ف��ع��ال��ي��ات م��ه��رج��ان طرابلس‬ ‫ألفالم حقوق اإلنسان يف دورته األولي‬ ‫بقاعة فندق املهاري وهو أول مهرجان‬ ‫س��ي��ن��م��ائ��ي متخصص يف ه���ذا ال��ن��وع‬ ‫من األف�لام اليت تهتم بقضايا حقوق‬ ‫اإلن��س��ان ع��ن طريق صناعة السينما‬ ‫إح����دي ال��وس��ائ��ل اإلع�لام��ي��ة امل��ؤث��رة‬ ‫لطرح مثل هذه القضايا اليت تتحدث‬ ‫عن معاناة وآالم اإلنسان يف كل مكان‬ ‫وزم��ان وال��ذي يتعرض فيها ألنتهاك‬ ‫حقوقه اليت منحها له الرب ‪ ،‬ويهدف‬ ‫املهرجان إلي تعريف املواطن وتوعيته‬ ‫مبثل هذه اإلنتهاكات اليت حتدث يف‬ ‫مجيع أحناء العامل ‪ ،‬ومن أهم األفالم‬ ‫اليت عرضت يف هذا املهرجان ‪:‬‬

‫ فيلم يف ظل رجل‬‫ فيلم عودة إلي امليدان‬‫فيلم صلي لعودة الشيطان للجحيم‬‫ فيلم املنسيون‬‫وخالل أيام املهرجان عقدت ندوة حول‬ ‫( حقوق امل��رض��ي وامل��ع��اق�ين وكيفية‬ ‫محايتها ) مبشاركة عدد من املهتمني‬

‫بشؤون حقوق اإلنسان ‪ ،‬تابع فعاليات‬ ‫املهرجان الذي إستمر ملدة أربعة أيام‬ ‫ع��دد كبري م��ن النشطاء احلقوقيني‬ ‫وال���س���ي���اس���ي�ي�ن وأع������ض������اء ال��س��ل��ك‬ ‫الدبلوماسي يف ليبيا وعدد من وسائل‬ ‫اإلع�ل�ام احمللية وال��دول��ي��ة واملهتمني‬ ‫مبجال حقوق اإلنسان يف ليبيا ‪.‬‬

‫صورة العربي يف السينما األمريكية‬ ‫• ما أس���باب تش���ويه صورة اإلنسان العربي‬ ‫يف السينما األمريكية ‪...‬؟‬ ‫• ما هي الوس���ائل لتحسني صورة اإلنسان‬ ‫العربي يف السينما األمريكية ‪..‬؟‬ ‫• هل س���تتغري ص���ورة اإلنس���ان العربي يف‬ ‫الس���ينما األمريكي���ة والغربي���ة بع���د ثورات‬ ‫الربيع العربي ‪...‬؟‬ ‫أس���ئلة كث�ي�رة تط���رح الي���وم بعد س���نوات‬ ‫طويلة من تشويه صورة اإلنسان العربي يف‬ ‫الس���ينما األمريكية والغربية بدءا من فيلم‬ ‫الش���يخ الذي أنت���ج الع���ام ‪ 1923‬وفيلم إبن‬ ‫الش���يخ العام ‪ 1926‬وفيل���م اخلروج ‪1967‬‬ ‫وصوال إلي فيل���م الكأس النهائي الذي أنتج‬ ‫الع���ام ‪ 1991‬وما بعدها من أفالم إلي يومنا‬ ‫ه���ذا الزالت تظهر اإلنس���ان العربي مبظهر‬ ‫اإلرهاب���ي واملتوحش والبدائي وزير النس���اء‬

‫ال���ذي يتبع أه���واءه وراء النس���اء الرخيصات‬ ‫واملبذرواملغفل الذي ظهرت صورته ممتطيا‬ ‫حصان���ه ش���اهرا س���يفه يف مواجه���ة دباب���ة‬ ‫أو مدف���ع ويق���ف أمامه اإلنس���ان األمريكي‬ ‫مبس���دس لريديه قتيال عن بع���د وهو واقف‬ ‫يف مكانه قبل أن يصله العربي ‪.‬‬ ‫م���ن يك���ون وراء ه���ذا التش���ويه لإلنس���ان‬ ‫العرب���ي ال���ذي نق���ل حضارت���ه وإخرتاعاته‬ ‫العلمي���ة إلي الغرب ال���ذي كان يتخبط يف‬ ‫ظ�ل�ام العصور الوس���طي ‪ ،‬هن���اك من يقول‬ ‫بان اللوبي الصهيون���ي املهيمن علي صناعة‬ ‫السينما واإلعالم يف أمريكا وأوروبا هو وراء‬ ‫ه���ذه احلملة الشرس���ة ‪ ،‬وقائ���ل آخر يرجع‬ ‫ذل���ك إل���ي س���لوك اإلنس���ان العرب���ي ال���ذي‬ ‫يسافر إلي أمريكا أو أوروبا وتصرفاته الغري‬ ‫حضارية جعلت���ه يف نظر الغرب وأمريكا يف‬

‫هذه الصورة املشوهة إلنسان بدائي جاهل ‪.‬‬ ‫كل ذل���ك واإلع�ل�ام العرب���ي يف س���بات‬ ‫عميق وكأن األمر اليعنيه ‪ ،‬فهل تستيقظ‬ ‫الضمائ���ر العربي���ة للتصدي هل���ذه احلملة‬ ‫املوجه���ة لقي���م ومب���ادئ األنس���ان العرب���ي ‪،‬‬ ‫نتص���دي هل���م بنف���س األس���لوب والوس���ائل‬ ‫واألدوات ال�ت�ي يس���تخدمونها يف س���بيل‬ ‫متري���ر خمططاته���م ومحلتهم املس���عورة ‪،‬‬ ‫م�ت�ي نعرتف بقيم���ة ودور صناعة الس���ينما‬ ‫كس���احة صراع إعالمية وثقافية أساسية‬ ‫يف مواجه���ة اللوبي والصهيون���ي ونثبت بها‬ ‫وجودن���ا فيه���ا كط���رف فاعل ومؤث���ر قادر‬ ‫عل���ي ال���رد عل���ي ه���ذا التش���ويه والتزيي���ف‬ ‫للحقائق ‪.‬‬

‫جوائز مهرجان أبوظيب السينمائي‬

‫يف خت���ام فعالي���ات مهرج���ان أبوظ�ب�ي‬ ‫الس���ينمائي يف دورت���ه السادس���ة أعلنت‬ ‫جلن���ة التحكي���م ع���ن جوائ���ز املهرجان‬ ‫واليت جاءت علي النحو التالي ‪:‬‬ ‫•جائ���زة أفض���ل فيل���م وكان���ت م���ن‬ ‫نصي���ب الفيل���م الرتك���ي ( أع���راف ‪..‬ما‬ ‫بني وبني )‬ ‫للمخرج���ة الرتكي���ة بيش���يم أوس���طا‬

‫أوغلو ‪.‬‬ ‫•جائ���زة أفض���ل خم���رج وكان���ت من‬ ‫نصيب التونس���ي نوري بوزيد عن فيلمه‬ ‫(مامنوتش ) ‪.‬‬ ‫•جائ���زة أفض���ل ممث���ل وكان���ت م���ن‬ ‫نصي���ب جاي���ل جارس���يا برين���ال بط���ل‬ ‫الفيلم التشيلي ( ال ) ‪.‬‬ ‫•جائ���زة أفض���ل ممثل���ة وكان���ت من‬

‫نصيب فرانشيس���كا بيرتي بطلة الفيلم‬ ‫الروسي ( خيانة ) ‪.‬‬ ‫وكان���ت إدارة املهرج���ان ق���د كرم���ت‬ ‫الفنانت���ان ‪ :‬اإليطالي���ة كلودي���ا‬ ‫كاردينال���ي واملصري���ة سوس���ن ب���در‬ ‫جبائزة ( فخر العمر ) ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪19 - 13 ( - ) 79‬نوفمبر ‪)2012‬‬ ‫أمحد بشون‬

‫أمحد األحول راقص الباليه ‪ ..‬وقائد‬ ‫اوركسرتااملنتخب اللييب يف دورتني عربيتني‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫وجـهة نظر ‪...‬‬

‫فتحي الساحلي‬

‫فرج العقيلي‬

‫العب م���ن طراز رفيع ج���داً ‪ ،‬فهو يلعب‬ ‫كرة القدم بطريقة السهل املمتنع ‪ ،‬وان‬ ‫أردت أن تتع���رف على اقرأنه يف مركز‬ ‫اجلن���اح األمين أو أصح���اب الفانلة رقم‬ ‫( ‪ ) 7‬فعلي���ك أن تتب���ع خط���وات أفض���ل‬ ‫العيب الربازيل يف اجلناح األمين ‪..‬‬ ‫كاني���ه العب فريق نابولي يف منتصف‬ ‫الس���تينات ‪ ،‬وجارنيش���يا رفيق بيليه يف‬ ‫كأس الع���امل يف الس���ويد ‪1958‬م م ‪،‬‬ ‫وجايري زينه���و جناح أمي���ن الربازيل يف‬ ‫السبعينات ‪.‬‬ ‫وامح���د األح���ول ال يق���ل أداء ومتع���ة‬ ‫كروية عن هؤالء العمالقة ‪.‬‬ ‫يف منتص���ف س���تينات الق���رن املاض���ي‬ ‫س���افرت مع والدي إىل مدينة طرابلس‬ ‫ملش���اهدة دربي ذلك الزم���ن بني االحتاد‬ ‫واألهل���ي الطرابلس���ي واصري���ت أن‬ ‫تلتق���ط ل���ي صورة م���ع الالع���ب الكبري‬ ‫امح���د األحول فق���د كنت معجب���اً جداً‬ ‫بهذا الالعب الرائع وقد أعطاني صورة‬ ‫لفريق االحت���اد وطلب م�ن�ي أن أقدمها‬ ‫هدي���ة إىل احل���اج مراج���ع ( نق���ارة )‬ ‫صديقه يف مدين���ة بنغازي ‪ ..‬أنها مسات‬ ‫الالعب�ي�ن الكب���ار الع�ب�ي ذل���ك الزم���ن‬ ‫اجلميل ‪.‬‬ ‫وقد أص���اب الصحفي الرياضي منصور‬ ‫ص�ب�ره حني أطل���ق علي���ه لق���ب ثعلب‬ ‫الك���رة الليبي���ة ‪ ..‬فه���و ي���راوغ ويباغ���ث‬ ‫وينطلق كما تفعل الثعالب يف الرباري‬ ‫‪ ..‬فه���و خببث الثعل���ب املاكر يف دهاءه ‪..‬‬ ‫وله كارزما كروية وقوة شخصية ال‬ ‫ميلكها غريه حتى من العيب جيله ‪ ..‬فهو‬ ‫يتظاهر أمام خصمه الذي يراقبه بشدة‬ ‫التع���ب وع���دم قدرت���ه عل���ى االنط�ل�اق‬ ‫الس���ريع حت���ى يطمئ���ن م���ن يراقب���ه‬ ‫ويعتق���د يف ق���راره نفس���ه بأن���ه س���هل‬ ‫املراقب���ة وال يش���كل أي���ة خط���ورة على‬

‫مرم���اه ‪ ..‬ولك���ن عندم���ا مي���رر له العب‬ ‫الوسط شقيقه رجب األحول ( مسروبة‬ ‫) الك���رة خل���ف املداف���ع ال���ذي يراقب���ه ‪..‬‬ ‫ينطلق امحد األحول كالس���هم الناري‬ ‫ويل���م الك���رة ويتج���ه بها ص���وب مرمى‬ ‫اخلصم ليسجل منها ‪ ،‬أو يلعبها بعرض‬ ‫امللعب ليكملها البس���كي أو الس���وكي أو‬ ‫فتحي مس���عود أو العب الوس���ط اجليد‬ ‫( كوسة ) ‪.‬‬ ‫وبعد ه���ذه اخلديعة اليت أمث���رت هدفاً‬ ‫يغري األح���ول مكانه وطريقته يف اللعب‬ ‫ت���اركاً املداف���ع ال���ذي كان يراقب���ه يف‬ ‫حالة ذه���ول تام ‪ ..‬ويذه���ب إىل مركز‬ ‫قل���ب اهلجوم ليم���ارس خديع���ة أخرى‬ ‫عل���ى قلب الدف���اع ختتل���ف كلية على‬ ‫األوىل ‪ ..‬هكذا هو ثعلب الكرة الليبية ‪.‬‬ ‫ق���اد منتخ���ب ليبي���ا يف ال���دورة العربية‬ ‫الثالث���ة باملغ���رب ع���ام ‪ 1961‬م برفقة‬ ‫البس���كي ومس���روبة واملصري وحس���ن‬ ‫السنوس���ي ون���وري الرتهون���ي وعل���ى‬ ‫الزق���وزي وعل���ى الش���عالية ومصطفى‬ ‫املكي وبوبكر مشيس���ه وامحد األش���هب‬ ‫وكان رائع���اً ج���داً ول���وال خروج���ه‬ ‫بالبطاق���ة احلم���راء يف مب���اراة مص���ر‬ ‫وليبيا وال�ت�ي خس���رناها ( ‪ ) 1 – 2‬لكان‬ ‫هناك كالم أخر يف تلك البطولة ورمبا‬ ‫تقابلنا يف النهائ���ي مع املغرب بطل تلك‬ ‫الدورة ‪.‬‬ ‫ويف ال���دورة العربية الرابع���ة بالقاهرة‬ ‫ع���ام ‪ 1965‬م ق���اد امح���د األح���ول أروع‬ ‫املع���ارك الكروي���ة وق���دم م���ع اجلوق���ة‬ ‫املوسيقية أروع الس���يموفونيات وأفضل‬ ‫الع���روض الكروي���ة ولكن حك���م مباراة‬ ‫مص���ر وليبي���ا أخرج���ه م���ن املب���اراة‬ ‫بالبطاقة احلمراء مع انه رئيس الفريق‬ ‫ومل يفع���ل ش���يء س���وى اعرتاض���ه على‬ ‫احتس���اب خطأ لي���س صحيح���اً لصاحل‬

‫الفريق املصري ‪.‬‬ ‫هك���ذا ه���و امح���د األح���ول عط���اء وف���ن‬ ‫وغ�ي�ره عل���ى الغالل���ة الوطني���ة ذات‬ ‫األل���وان الث�ل�اث ( األمحر واألس���ود‬ ‫واألخض���ر ) والنجمة واهلالل هو امحد‬ ‫األحول العب نادر وقائد حمنك سنضل‬ ‫نتذك���ره دائماً إذا م���ا تكلمنا عن عصر‬ ‫الالعبني العمالق���ة يف كرة القدم وإذا‬ ‫ما أردنا اختيار عش���رة العبني كأفضل‬ ‫عش���رة العبني خالل قرن من الزمان ‪..‬‬ ‫بالتأكيد سيكون امحد األحول من بني‬ ‫هؤالء العش���رة وجبدارة واس���تحقاق ملا‬ ‫بدل���ه من جهد وما قدمه من عطاء رائع‬ ‫ويف الصورة املرفقة بهذا املقال نشاهده‬ ‫يراوغ‬ ‫اح���د الالعب�ي�ن يف دوري اململك���ة ع���ام‬ ‫‪ 1968‬م واليت جرت مبدينة طرابلس‬ ‫‪..‬‬ ‫انظ���روا إىل الص���ورة بدق���ة وإمع���ان‬ ‫وشاهدوا االنسيابية يف جسمه وتطويع‬ ‫اجلس���د ألوامر العقل والفك���ر وحاولوا‬ ‫أن تكتش���فوا ( اهلرمون���ي ) والتناس���ق‬ ‫وإبداع���ات اخلال���ق يف ه���ذه احلركة ‪..‬‬ ‫وقارنوه���ا مبا نش���اهده الي���وم يف العيب‬ ‫هذا الزمن من تش���نج عضلي وإس���عاف‬ ‫بدن���ي وفك���ري وكان أجس���ادهم مل‬ ‫تصافح عقوهلم بعد ‪!..‬‬ ‫انه الفرق بني الثري ‪ ..‬والثريا ‪.‬‬ ‫فه���ل كان امحد األحول راق���ص باليه‬ ‫‪ ..‬أم الع���ب ك���رة ق���دم س���بق عص���ره‬ ‫بعشرات السنني ‪.‬‬ ‫حتي���ة إىل احد عمالق���ة العصر الذهيب‬ ‫لكرة القدم‬ ‫الذين أمتعونا بفنهم الراقي واجلميل‬

‫البع���ض يطالب���ون بع���ودة دوري الدرج���ة‬ ‫األوىل لك���رة الق���دم حتى يتمك���ن املنتخب‬ ‫الوط�ن�ي م���ن أداء اس���تحقاقاته العربي���ة‬ ‫والقارية والدولية بش���كل يليق مبس���توى‬ ‫الكرة الليبية اليت حققت مس���تويات جيدة‬ ‫وتراتيب متقدمة ‪.‬‬ ‫وع���دم إقامة ال���دّوري ترت���ب عليه هبوط‬ ‫املس���توى البدن���ي وال ّف�ن�ي وفق���دان حرارة‬ ‫املنافس���ة عن���د الالعب�ي�ن وع���دم تزوي���د‬ ‫املنتخب الوطين بدماء جديدة يُستعان بها‬ ‫كبديل عند الضرورة ‪.‬‬ ‫ال���كل يتمن���ى ع���ودة ال���دّوري يف خمتل���ف‬ ‫الدّرجات لكن ّ‬ ‫الظروف اليت متر بها بالدنا‬ ‫حالي���اً ال تش���جع على ذلك نتيجة انتش���ار‬ ‫الس�ل�اح بشكل عش���وائي واالنفالت األمين‬ ‫املخيف ‪.‬‬ ‫وما مل تس���يطر الدولة بقوة على جمريات‬ ‫األم���ور مبؤسس���ات قوي���ة عل���ى رأس���ها‬ ‫مؤسس�ت�ي اجليش واألمن ال ميك���ن لنا أن‬ ‫نراهن على ش���يء ‪ ،‬بداية م���ن دورة عجلة‬ ‫االقتص���اد وع���ودة الش���ركات العاملي���ة‬ ‫والعمال���ة العربي���ة واألجنبي���ة إلع���ادة‬ ‫األعمار ونهاية بعودة الدوري ‪.‬‬ ‫بالتأكي���د ال احد لديه االس���تعداد لتحمل‬ ‫تبع���ات االنف�ل�ات األم�ن�ي يف حال���ة إقامة‬ ‫مسابقة الدّوري يف الوقت احلاضر ‪.‬‬ ‫ولك���ن جيب إجي���اد حل منطق���ي كبديل‬ ‫السالمة واألمان لكل اإلطراف ‪.‬‬ ‫يكفل ّ‬ ‫احل���ل بالنس���بة لوجهة نظ���ري املتواضعة‬ ‫تتلخص يف إقامة مسابقات وديّة منتظمة‬ ‫بف���رق خمتلط���ة بأمس���اء خمتلف���ة لنزع‬ ‫صف���ة التعص���ب ووأد أي حماول���ة إلثارة‬ ‫الشغب يف حالة سمُ ح حلضور اجلمهور ‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪19 - 13 ( - ) 79‬نوفمبر ‪)2012‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.