العدد 8

Page 1

‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫حراً أينما كنت‬ ‫السنة األولى‬

‫العدد الثامن‬

‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫مذحبة بوسليم ‪:2011/ 6/28 -1996 /6 /28‬‬ ‫أول مسمار يف نعش النظام‬

‫قرار حمكمة الهاي ‪:2011 /6 /26‬‬ ‫دم الشهداء يالحق القتلة‬


‫‪02‬‬

‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪ 21‬يونيو ‪2011‬‬

‫حراً أينما كنت‬ ‫السنة األولى‬

‫العدد الثامن‬

‫‪ 28‬يونيو ‪2011‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫يا قاتل الروح وين تروح‬ ‫مذحبة بوسليم ‪:2011/ 6/28 -1996 /6 /28‬‬ ‫أول مسمار يف نعش النظام‬

‫قرار حمكمة الهاي ‪:2011 /6 /26‬‬ ‫دم الشهداء يالحق القتلة‬

‫‪miadeenm@yahoo.com‬‬

‫ميادين صحيفة ليبية متنوعة‬ ‫تصدر من بنغازي‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫مدير التحرير‬ ‫سامل العوكلي‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫أمحد بللو‬ ‫إشراف فين‬

‫عمر جهان‬ ‫مدير إداري‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0926234108‬‬ ‫إخراج وتنفيذ‬ ‫رؤيا ألعمال الطباعة والتجهيزات الفنية‬

‫في الذكرى الخامسة عشر لمذبحة بوسليم يتمكن الشهداء الذين تجاوز عددهم‬ ‫‪ 1270‬من فعل ما لم يتمكنوا من فعله وهم أحياء ‪ :‬اليوم ‪ 26‬يونيو ‪ 2011‬م‬ ‫صار قاتلهم مطلوبا كمجرم دولي ‪ ،‬تطارده عدالة البشرية كافة ؛ وذلك حدث‬ ‫بفضل انتفاضة ‪ 17‬فبراير الليبية ‪ ،‬التي كانت هي أيضا في الذكرى الخامسة‬ ‫لشهداء ‪ -‬ما عرف بالقنصلية االيطالية ‪ -‬في ‪ 17‬فبراير ‪ 2006‬م ‪.‬‬ ‫فالشعب الليبي بهذه االنتفاضة وبما قدمه من تضحيات جعل المجتمع الدولي‬ ‫يجمع كما لم يحدث من قبل علي مناصرة عدالة قضيته ‪ ،‬وكما لو أن هذا‬ ‫المجتمع يكفر عن ذنب اقترفه ؛ ليس أقله أنه لم يعر قضية كقضية بوسليم أي‬ ‫اهتمام في حينها ‪ ،‬رغم ما بذلته المعارضة الليبية في الخارج وأهالي الشهداء‬ ‫ومناصروهم من جهود في الخصوص ‪.‬‬ ‫لكن أخيرا تمكن هذا الشعب بملحمة استقالله الثاني أن يستصدر القرارات‬ ‫الدولية في وقت ‪ :‬عاجل ‪ ،‬وباتفاق ال مثيل له كان القراران ‪ 1970‬و‪، 1973‬‬ ‫ثم يأتي قرار المحكمة الدولية ‪ .‬وهكذا تأتي ذكرى مذبحة بوسليم ‪ 28 :‬يونيو‬ ‫‪ 28 – 1996‬يونيو ‪ 2011‬م وقد بدأت العدالة تتحقق وإن بعد حني ‪ ،‬وقد بذل‬ ‫الليبيون الثمني والكثير من أجل ذلك ‪.‬‬ ‫السيد رئيس المجلس الوطني المؤقت‬ ‫إن قرارا كهذا ظهر في حينه وكان ثمنه غاليا ؛ وهذا يعني أن مهمتكم المؤقتة‬ ‫قد أثقلت كما هي مهمتكم في كل األحوال ‪ ،‬وإني أعتقد أنكم ملزمون بهذ‪ ،‬أن‬ ‫يكون مرجعكم في كل لحظة وكل موضوع هو دم الشهداء الذي تستضيئون‬ ‫به ‪ ،‬ويوجب عليكم الرجوع إلي الشعب وأن تحتكموا إليه ‪ ،‬خاصة مع ما‬ ‫تواجهونه من ضغوطات دولية وجمة ‪ ،‬وأن تصدقوه القول حتى وإن كان‬ ‫مؤلما وصعب المنال ‪ ،‬أما الكواليس فهي مجرد طاولة للتأمل واالستذكار ‪.‬‬ ‫السيد الرئيس‬ ‫أنتم المسؤول األول في هذه اللحظة االستثنائية ؛ لهذا فإني أرى أن القرارات‬ ‫المصيرية التي يتخذها مجلسكم الموقر والتي مرجعها الشعب من كلفكم بذلك‬ ‫؛ هذه القرارات البد أن يتوجه بها حضرتكم دون غيركم ومباشرة عبر كل‬ ‫الوسائل الممكنة ‪ ،‬وخروجكم عبر هذه المنابر وحديثكم لهذا الشعب األبي واجب‬ ‫وضروري ؛ حتى تزاح هذه الغمامة التي تظهرها التصريحات المتضاربة من‬ ‫جهة ‪ ،‬وهذا الغموض الذي يلبس موقف المجلس في بعض القضايا من جهة‬ ‫أخرى ‪ .‬كما ال يفوتني أن أعيد التوكيد ‪ ،‬على ما أشرت إليه في مجالس عدة ‪،‬‬ ‫أنه من الخطأ أن يكون الناطق الرسمي عضوا في المجلس ؛ فكل خطأ يرتكبه‬ ‫هذا الناطق محسوب على المجلس في هذه الحال ‪.‬‬ ‫السيد الرئيس‬ ‫في هذه المناسبة آمل لكم السؤدد والنجاح ‪ ،‬وأن نشاهدكم في كلمة توجهونها‬ ‫إلي الشعب في الذكرى الخامسة عشر لشهداء بوسليم وصدور قرار المحكمة‬ ‫الدولية ‪.‬‬

‫اعتذار‬ ‫تعتذر ميادين عن تأخر صدور‬ ‫هذا العدد أسبوعا نتيجة لالنقطاع‬ ‫المتكرر للكهرباء‪.‬‬

‫والسالم ‪..‬‬

‫أحمد الفيتوري‬


‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪03‬‬

‫أصداء قرار احملكمة الدولية بتوقيف القذايف‬ ‫الهاي ‪ -‬وكاالت‬ ‫أعلنت المحكمة الجنائية الدولية االثنين خالل‬ ‫جلسة عامة في الهاي إصدار مذكرة توقيف‬ ‫بحق القذافي بتهمة ارتكاب جرائم ضد اإلنسانية‬ ‫في ليبيا منذ ‪/15‬فبراير‪.‬‬ ‫وأصدر القضاة أيضا مذكرات توقيف بتهمة‬ ‫ارتكاب جرائم ضد اإلنسانية بحق نجل القذافي‬ ‫سيف االسالم ورئيس االستخبارات الليبية عبد‬ ‫هللا السنوسي‪.‬‬ ‫وبحسب مراسل العربية‪ ،‬فقد انطلقت فور‬

‫صدور القرار مظاهرات حاشدة في بنغازي‬ ‫ابتهاجا ً بمذكرات التوقيف‪.‬‬ ‫وكان مدعي المحكمة لويس مورينو‪-‬اوكامبو‬ ‫طلب من القضاة في ‪/16‬مايو إصدار‬ ‫مذكرات توقيف بحق الرجال الثالثة‪ .‬ويتهمهم‬ ‫بالمسؤولية عن أعمال القتل التي ارتكبتها‬ ‫قوات األمن الليبية بحق السكان المدنيين منذ‬ ‫اندالع االنتفاضة في منتصف‪/‬فبراير ال سيما‬ ‫في طرابلس وبنغازي ومصراتة‪.‬‬ ‫وتشير المصادر إلى أن مدعي الجنائية الدولية‬

‫لويس مورينو أوكامبو‪ ،‬ق ّدم أدلته في ملف من‬ ‫‪ 1200‬وثيقة‪ ،‬منها ما هو مصوّر‬ ‫ومنها ما هو مسجّل لشهود ومساجين ومعذبين‪.‬‬ ‫وهي وثائق تدين القذافي وابنَه ورئيس مخابراته‬ ‫في ‪ 6‬جرائم ضد اإلنسانية‪.‬‬ ‫واعتبر أوكامبو أن الجرائم ضد اإلنسانية‬ ‫وجرائم الحرب التي ترتكب في ليبيا لن تتوقف‬ ‫إال إذا اعتقل القذافي‪ .‬ويرى أن مذكرات‬ ‫االعتقال هي الطريقة الوحيدة إليقاف ما يحدث‬ ‫في ليبيا من جرائم‪.‬‬

‫رحب بإصدار احملكمة‬ ‫«اجمللس اإلنتقالي اللييب» ّ‬ ‫اجلنائية الدولية قراراً بتوقيف القذايف‬ ‫ ‬ ‫رحب «المجلس اإلنتقالي الليبي»‬ ‫ّ‬ ‫على لسان رئيسه مصطفى عبد الجليل‬ ‫بـ»إصدار المحكمة الجنائية الدولية قراراً‬ ‫يقضي بتوقيف القذافي «‪ ،‬مؤكداً أنَّ‬ ‫«القذافي هو من أسقط الطائرة التي كانت‬ ‫متوجهة نحو بنغازي‪ ،‬وهو من الحق‬ ‫الفا ّرين من نظامه وعمل على قمعهم‬ ‫وتصفيتهم‪ ،‬وهو المحرك األساسي‬ ‫لعمليات إرهابية كثيرة طاولت دوالً في‬ ‫العالم»‪.‬‬ ‫عبد الجليل‪ ،‬وخالل مؤتمر صحافي‪ ،‬أشار‬ ‫إلى أنّ «كل هذه األفعال ال عالقة لها بما‬ ‫صدر عن المحكمة الجنائية الدولية»‪،‬‬ ‫مضيفاً‪« :‬نثّمن عاليا ً قرار العدالة الدولية‬ ‫وعدالة ومصداقية المدعي العام‪ ،‬الذي‬ ‫حرص على جمع األدلة بشكل شفاف‬ ‫وحقوقي»‪ ،‬ووجه التحية «للمحكمة‬ ‫الجنائية الدولية»‪ ،‬ورأى أنّ «المحكمة‬ ‫بهذه القرارات إكتسبت ثقة العالم وطمأنت‬

‫جميع سكان العالم على أن حقوقهم في‬ ‫مأمن‪ ،‬أمام أشخاص أمثال القذافي»‪.‬‬ ‫وشدد عبد الجليل على أنَّ الليبيين‬ ‫يحتفظون في حقهم لجهة «تطوير‬ ‫امكانياتهم للتمكن من توقيف القذافي»‪،‬‬

‫مبديا ً في هذا السياق ترحيبه «بكل‬ ‫مساهمة ومساعدة من األشقاء‬ ‫واألصدقاء لتطوير القدرات الليبي في‬ ‫هذا الشأن‪ ،‬حتى تخليص الليبيين والعالم‬ ‫من القذافي‪ ،‬وتجسيد القرارات الدولية‬ ‫على أرض الواقع»‪ ،‬ولفت إلى أنَّ «هناك‬ ‫نصوصا ً قانونية تالحق كل من يسهل‬ ‫الفرار ألي شخص مطلوب قضائياً»‪،‬‬ ‫وقال في السياق عينه‪« :‬نوجه هذا‬ ‫الكالم لكل معاوني القذافي وسياسييه‬ ‫وعسكرييه‪ ،‬ألنَّ كل من يحاول مساعدته‬ ‫على الفرار أو االختباء‪ ،‬سيطاله العقاب‬ ‫والمالحقة»‪.‬‬ ‫وختم الجليل‪« :‬أقول للجميع إن القائمة‬ ‫لم تنته بعد‪ ،‬وهذا أول الغيث‪ ،‬والالئحة‬ ‫اليوم للقذافي ونجله والسنوسي»‪ ،‬داعيا ً‬ ‫«العسكريين والسياسيين أنه أن اآلوان‬ ‫للتخلي عنه نجاة بأنفسهم‪ ،‬وتخليا ً عن‬ ‫مطلوب قضائيا ً لدى العدالة الدولية»‪.‬‬

‫رامسوسن ‪:‬‬ ‫قرار احملكمة يعزز أسس املهمة فى ليبيا‬ ‫اعتبر األمين العام لحلف شمال األطلسى اندرس فوج راسموسن‪،‬‬ ‫االثنين الماضي‪ ،‬أن إصدار مذكرة توقيف بحق القذافى بتهمة ارتكاب‬ ‫جرائم ضد اإلنسانية يؤكد مرة جديدة عزلته‪ ،‬ويعزز دوافع شن العملية‬ ‫فى ليبيا‪.‬‬ ‫وقال راسموسن‪ ،‬إن قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة‬ ‫توقيف بحق القذافى ونجله ورئيس االستخبارات الليبية والذى أعلن‬ ‫فى الهاى ظهراً «يؤكد مرة جديدة العزلة المتزايدة للنظام»‪ ،‬مضيفا ً فى‬ ‫بيان «أنه يعزز أسس المهمة فى ليبيا وهى حماية الشعب الليبى من‬ ‫قوات القذافى»‪.‬‬ ‫وتابع أن «القذافى ورجاله يجب أن يدركوا أن وقتهم يضيق‪ ،‬أن حلف‬ ‫شمال األطلسى مصمم أكثر من أى وقت مضى على إبقاء الضغوط إلى‬ ‫حين وقف كل الهجمات ضد المدنيين وعودة قوات النظام إلى ثكناتها‬ ‫وإتاحة وصول المساعدة اإلنسانية بشكل كامل إلى كل الذين بحاجة‬ ‫إليها»‪.‬‬ ‫وكانت المحكمة الجنائية الدولية أعلنت االثنين إصدار مذكرة توقيف‬ ‫بحق القذافى بتهمة ارتكاب جرائم ضد اإلنسانية ليصبح ثانى رئيس‬ ‫دولة تالحقه هذه المحكمة أثناء وجوده فى السلطة بعد الرئيس‬ ‫السودانى عمر البشير‪.‬‬

‫برلني ترحب بأمر اعتقال القذايف والثوار يعتربون أن «العدالة حتققت»‬ ‫القذافي اصبح بموجب أمر‬ ‫المحكمة مالحقا‬

‫قال وزير الخارجية األلماني إن أمر‬ ‫اعتقال القذافي ونجله وأحد مساعديه‬ ‫«إشارة ال لبس فيها بأن الديكتاتوريين‬ ‫ومساعديهم ليسوا فوق القانون»‪ ،‬فيما‬ ‫أحتفل الثوار الليبيون بالقرار‪ ،‬معتبرين‬ ‫أن «العدالة تحققت» من خالله‪.‬‬ ‫رحب وزير خارجية ألمانيا غيدو‬ ‫فيسترفيله بإصدار المحكمة الجنائية‬ ‫الدولية في الهاي مذكرة اعتقال بحق‬ ‫القذافي ونجله ورئيس مخابراته‪ .‬وقال‬ ‫فيسترفيله االثنين (‪ 27‬حزيران‪ /‬يونيو‬ ‫‪ )2001‬في برلين إن «قرار المحكمة‬ ‫الجنائية الدولية إشارة ال لبس فيها‬ ‫بأن الديكتاتوريين ومساعديهم ليسوا‬ ‫فوق القانون‪ ،‬بل يتحملون مسؤولية‬ ‫جرائمهم»‪.‬‬ ‫وكانت القاضية سانجي مماسينونو‬ ‫موناغينغ قد أعلنت خالل جلسة عامة‬ ‫في الهاي أن المحكمة الجنائية الدولية‬ ‫«تصدر مذكرة توقيف بحق القذافي»‪،‬‬

‫مؤكدة أن «هناك دوافع معقولة لالعتقاد‬ ‫بأن القذافي وبالتنسيق مع دائرته‬ ‫المقربة صمم ودبر خطة تهدف إلى قمع‬ ‫وإحباط عزيمة السكان الذين كانوا ضد‬ ‫النظام»‪ .‬واصدر القضاة أيضا ً مذكرتي‬ ‫توقيف بتهمة ارتكاب جرائم ضد‬ ‫اإلنسانية بحق نجل القذافي‪ ،‬ورئيس‬ ‫االستخبارات الليبية بناء على طلب‬ ‫مدعي المحكمة لويس مورينو‪ -‬اوكامبو‬ ‫في ‪ 16‬أيار‪ /‬مايو‪ .‬ويواجه الثالثة تهما ً‬ ‫بارتكاب جرائم ضد اإلنسانية‪ ،‬بينها قتل‬ ‫مئات المدنيين والتعذيب واالغتصاب‬ ‫الجماعي المنظم‪.‬‬

‫المعارضة‬ ‫العدالة»‬

‫الليبية‪:‬‬

‫«تحققت‬

‫من جانبها سارعت المعارضة الليبية‬ ‫من جانبها إلى الترحيب بأوامر االعتقال‬ ‫التي أصدرتها المحكمة الجنائية قائلة‬ ‫إنها ستسرع من رحيل القذافي عن‬ ‫السلطة ومعتبرة أن «العدالة تحققت»‬ ‫بهذه الخطوة‪ ،‬فيما عمت أجواء فرح‬ ‫مدينة بنغازي تمثل بإطالق الرصاص‬ ‫في الهواء حسب ما أفاد مصور فرانس‬

‫برس الموجود في معقل الثوار‪ .‬وقال‬ ‫جالل القالل‪ ،‬المتحدث باسم المجلس‬ ‫الوطني االنتقالي‪ ،‬في مكالمة هاتفية مع‬ ‫وكالة رويترز من بنغازي إن المجلس‬ ‫سعيد للغاية ألن العالم بأكمله توحد‬ ‫في مقاضاة القذافي عن الجرائم التي‬ ‫ارتكبها وإن مثل هذه الخطوة جعلت‬ ‫الناس يشعرون أن هناك من يدافع عن‬ ‫حقهم‪.‬‬ ‫وعندما سُئل القالل ما إذا كان أمر‬ ‫االعتقال الذي أصدرته المحكمة‬ ‫الجنائية الدولية سيجعل تنحي القذافي‬ ‫ومغادرته البالد غير مرجح أجاب أن‬ ‫القذافي لم يمل قط إلى ترك ليبيا وأنه‬ ‫يشتري الوقت ويتمسك بالسلطة ألكبر‬ ‫وقت ممكن‪ .‬وتابع أن هذا الوضع‬ ‫سيسرع من رحيل القذافي ونظامه‪.‬‬ ‫وأضاف أن الكالم عن التفاوض لم‬ ‫تعد له أهمية اآلن بعد أمر االعتقال‪.‬‬ ‫وتابع أنه ال يمكن التفاوض مع مجرمي‬ ‫حرب وأن العالم أكد ما كانوا يقولونه‬ ‫طول الوقت‪ .‬وأضاف أن القذافي مجرم‬ ‫حرب والبد أن يحاكم على هذا‪.‬‬

‫«رسالة إلى الطغاة»‬ ‫وفي إطار ردود الفعل أيضا ً اعتبر‬ ‫األمين العام للحلف األطلسي اندرس‬ ‫فوغ راسموسن أن إصدار مذكرة‬ ‫توقيف بحق «يؤكد مرة جديدة عزلته»‬ ‫و»يعزز» دوافع شن العملية في ليبيا‪،‬‬

‫فيما خير وزير الخارجية البريطاني‬ ‫وليام هيغ المقربين من العقيد الليبي إلى‬ ‫أن «يتخلوا عنه» أو «أن يُحاسبوا» في‬ ‫حين أعربت الخارجية االيطالية عن‬ ‫«ارتياحها» للقرار‪.‬‬ ‫من جانبه قال ريتشارد ديكر من هيومن‬ ‫رايتس ووتش في بيان أن «مذكرة‬ ‫التوقيف اليوم بحق رئيس دولة يظن‬ ‫نفسه فوق القانون تبعث رسالة واضحة‬ ‫إلى الطغاة وتضمن للضحايا فرصة‬ ‫إلحالل العدالة»‪.‬‬ ‫وأعلن كريستيان فينافيسر‪ ،‬رئيس‬ ‫جمعية الدول األعضاء في معاهدة‬ ‫روما‪ ،‬أن من واجب هذه البلدان وليبيا‬ ‫تنفيذ مذكرة التوقيف التي أصدرتها‬ ‫االثنين المحكمة الجنائية الدولية بحق‬ ‫القذافي‪ .‬وقال فينافيسر خالل مؤتمر‬ ‫صحافي في الهاي حيث مقر المحكمة‬ ‫الجنائية «من واجب الدول األعضاء‬ ‫والجماهيرية الليبية تنفيذ مذكرات‬ ‫التوقيف»‪ .‬وأضاف‪« :‬ال يمكن‬ ‫للمحكمة تنفيذ مهمتها من دون الدعم‬ ‫التام والتعاون الكامل للدول»‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫حممدالعالقي‬

‫مسؤول العدل باجمللس التنفيذي ‪:‬‬ ‫نهاية المطاف اكتشفنا أن النظام لم يكن صادقا ً في شيء‬ ‫حاوره‪ :‬هشام الشلوي‬ ‫م��ح��م��د إب��راه��ي��م‬ ‫ال��ع�لاق��ي‪ ،‬مسؤول‬ ‫ملف العدل بالمجلس‬ ‫التنفيذي االنتقالي‪،‬‬ ‫ك��ان��ت ل��ه بصمات‬ ‫ف���ي ع��ال��م ح��ق��وق‬ ‫اإلن���س���ان‪ ،‬إذ عد‬ ‫ب��ع��ض المراقبين‬ ‫أن تقريري جمعية‬ ‫ح���ق���وق اإلن���س���ان‬ ‫ف��ي ع��ام��ي ‪2009‬‬ ‫و ‪2010‬م‪ ،‬هما‬ ‫األشد صراحة على‬ ‫م��دى ‪ 42‬سنة من‬ ‫نظام حكم القذافي‬ ‫ال��ش��م��ول��ي لليبيا‪،‬‬ ‫ح��اول ه��و وزميله‬ ‫ط��رن��ي��ش وب��ع��ض‬ ‫الشخصيات الوطنية‬ ‫ح��ل��ح��ل��ة ق��ض��ي��ة‬ ‫بوسليم بإجراء عدة‬ ‫ل��ق��اءات م��ع أهالي‬ ‫الضحايا للتوصل‬ ‫معهم ل��ح��ل ع��ادل‬ ‫للقضية‪ ،‬بما يشبه‬ ‫المصالحة الوطنية‬ ‫بجنوب إفريقيا من‬ ‫بعض الجوانب‪ ،‬إال‬ ‫أنه ومن خالل لقاءنا‬ ‫ب���ه ف���ي صحيفة‬ ‫م��ي��ادي��ن‪ ،‬اع��ت��رف‬ ‫أن النظام حاول أن‬ ‫يبيض وجهه بهكذا‬ ‫شعارات‪.‬‬

‫النشأة والبدايات‪ ،‬أين ومتى وكيف؟‬ ‫قضيت طفولتي بمنطقة قصر بن غشير قريبة من مطار طرابلس حتى الصف‬ ‫الثاني الثانوي‪،‬و أنتقلت إلى الزاوية الحقا ً ألن أهلي رجعوا إلى صبراته‪،‬و‬ ‫تخرجت من مدرسة الزاوية الثانوية عام ‪ ،1971‬وأكملت دراستي في بنغازي‬ ‫في كلية الحقوق بجامعة بنغازي ‪،‬ومن سنة ‪19 77‬و حتى ‪19 80‬عملت‬ ‫بالمحاماة الخاصة‪ ،‬وعندما ألغيت المحاماة الخاصة عملت في العديد من الشركات‬ ‫العامة‪،‬حاولت السفر خارج ليبيا و لكن ظروفي العائلية لم تسمح بذلك‪.‬عدت لمهنة‬ ‫المحاماة بعد أن عادت المهنة عام ‪1990‬م‬ ‫في سنة ‪1997‬م أصبحت نقيبا للمحامين‪ ،‬و أكملت دورة واحدة استمرت لمدة‬ ‫أربع سنوات ‪ ،‬و قامت النقابة في تلك الفترة برفع االيقاع بالشكل المعروف حيث‬ ‫كنا نحأول تأسيس نقابة فاعلة تخرج من اإلطار الذي ظلت قابعة فيه ردحا من‬ ‫الزمن ‪ ،‬و أنشئنا اللجأن العامة للحريات و حقوق اآلنسان و مركز الدراسات و‬ ‫البحوث و لجنة التشريعات‪،‬و تؤمة مع رابطة الكتاب و األدباء و الصحفيين‪،‬و‬ ‫شارك معنا في الكثير من الندوات رئيس تحرير صحيفة ميادين األستاذ أحمد‬ ‫الفيتورى و العديد من الزمالء من الكتاب و االعالميين‪.‬‬ ‫السلطة في ليبيا وقفت ضدي و حاربتني‪.‬‬ ‫بعد نقابة المحامين تم انتخابى أمينا عاما مساعدا إلتحاد المحامين العرب وبقيت‬ ‫لمدة أربع سنوات حاولت فيها أن أنزل إلى انتخابات األمين العام لالتحاد‪ ،‬و لكن‬ ‫لألسف السلطة في ليبيا وقفت ضدي و حاربتني و اضطررت إلى اآلنسحاب في‬ ‫أخر لحظات‪.‬‬ ‫كنت في تلك الفترة عضو المكتب التنفيذي لغرفة التحكيم العربية و بقيت ‪3‬‬ ‫سنوات ‪ ،‬في أثناء واليتي أسسنا المنظمة العربية للمحامين الشباب و التي كان‬ ‫تأسيسها في ليبيا تحت رعاية نقابة محامي ليبيا و تم أنتخابي كرئيس شرفي‬ ‫للمنظمة العربية للمحامين الشباب ‪ ،‬حاولت في تلك الفترة أن أغير من إيقاع العمل‬ ‫النقابي الليبي ‪ ،‬حأولنا أن نؤسس لمؤسسات مجتمع حقيقى‪ ،‬و لكن كل المحأوالت‬ ‫باءت بالفشل ‪،‬ربما استطعنا أن نوسع هامش المطالبة بالحقوق و الحريات في‬ ‫نقابة المحامين و أن نشتغل على المسألة الثقافية و الدستورية كان تركيزنا كثيرا‬ ‫‪ ،‬إلى أن تم تكليفي بمهمة رئيس لجمعية حقوق اآلنسان بمؤسسة القذافي للتنمية‬ ‫و الجمعيات الخيرية‪ ،‬قبلت هذه المهمة العتقادي أن باستطاعتى أن أوسع هامش‬ ‫المطالبة للحريات و الحقوق ‪ ،‬و سلطنا الضوء أكثر على القضايا العالقة التي تلكأ‬ ‫النظام في تسويتها كقضية أسر ضحايا ابوسليم و بعض القضايا األخري ذات‬ ‫العالقة بقضايا حقوق اآلنسان‪.‬‬ ‫العالقي؛ النظام أراد أن يبض وجهه بنا‪.‬‬ ‫و بنهاية المطاف اكتشفنا أن النظام لم يكن صادقا ً في شئ ‪ ،‬أراد أن يبيض وجه‬ ‫بنا‪ ،‬و لكن بنفس الوقت استغللنا هذ الهامش المتاح لتطوير أدائنا ‪ ،‬و تمكنا من‬ ‫إصدار تقريرين سنويين‪ ،‬و نالت اهتمام و إشادة من قبل منظمة هيومن رايتس‬ ‫وتش ‪ ،‬وحتى من بعض الحكومات الغربية و العربية و كان لتلك التقارير ايقاعها‬ ‫و صداها في الداخل الليبي‪ ،‬إذ أنه وألول مرة جمعية وطنية تصدر مثل هذه‬ ‫التقارير‪ ،‬كنا في الحقيقة نعمل تحت غطاء سيف االسالم و غطاء الجميعة‪.‬‬ ‫طالبنا بحل حركة اللجان الثورية‪.‬‬ ‫في نهاية المطاف اكتشفت أننى لم اعد أستطيع أن أقدم شيء خصوصا بعد أن‬ ‫قمنا بتقديم ندوة باالشتراك مع نقابة محامي طرابلس‪ ،‬و رفعنا فيها االيقاع أكثر‬ ‫و طالبنا باعتبار حركة اللجان الثورية حزب سياسي و يجب لها أن تختفي أو أن‬ ‫تتاح الفرصة أللوان الطيف الليبي أن تتشكل وفقا لقانون يجيز الحزبية و التعددية‬ ‫‪ ،‬هذه الندوة لم تنل رضا النظام و لم تلق قبوال منه ‪ ،‬و تم التحقيق معى أنا و‬ ‫زمالئي عزة المقهور وعبدالسالم قديميش و أخرين‪،‬و استقلت في شهر ‪10‬عام‬ ‫‪2010‬م‪.‬‬

‫و نحن حذرنا النظام بأن علىه أن يصلح ‪ ،‬كنا صادقين في مسألة اإلصالح ‪ ،‬نحن‬ ‫جيل اآلنكسار و الهزيمة وعانينا كثيرا بعد أن سوى النظام الليبي كل مشاكله‬ ‫العالقة مع الغرب‪،‬كانت وجهة نظرنا في الداخل ليس من سبيل أمامنا إال طريق‬ ‫اإلصالح و لعلك أنت كنت و بكتابتك ممن أنضموا لهذا المشروع االصالحي‬ ‫بشكل غير رسمي‪.‬‬ ‫لألسف ما فعلناه يبقى دائما محل تقييم المتلقي أو من تابع أداءنا طيلة هذه السنوات‪،‬‬ ‫وال نستطيع أن نقيمه نحن ما إذا كان سلبيا أو ايجابيا‪ ،‬على كل حال؛ لم يكن لدينا‬ ‫خيار ألن النظام و كما قلت قام بتسوية كل مشاكله و تفرغ لنا نحن بالداخل ‪،‬حاولنا‬ ‫أن نوسع من هذا الهامش و لم نتمكن حتى أتت ثورة ‪ 17‬فبراير ‪،‬التي تكاد أن‬ ‫تكون من رحم المستحيل ‪ ،‬و من قام بها ليس جيلي المملؤ بالهزيمة و اآلنكسارات‬ ‫سواء على مستوى الوطن أو القومية‪ ،‬كنت أتمنى أن يطيل هللا في عمري ألرى‬ ‫سقوط هذا النظام‪.‬‬ ‫أقدم الشكر موصوالً بأسمى آيات التقدير للسيد معمر القذافي‪.‬‬ ‫أوالدنا و أحبابنا شبأن ‪ 17‬فبراير هم الذين فجروا هذه الثورة ‪ ،‬لعب النظام على‬ ‫الوحدة الوطنية‪ ،‬و اليجب أن ننسي الفضل بينا‪ ،‬لذا أقدم الشكر موصوالً بأسمى‬ ‫آيات التقدير للسيد معمر القذافي ألنه أزال كل شك في قضية الوحدة الوطنية ‪،‬‬ ‫ألننا نعرف جميعا أن الزنتان و زوارة وطرابلس والزاوية في أول يومين لم تكن‬ ‫هناك أية مطالبات إال فداء بنغازي بالروح و الدم ‪،‬وعندما طالبوا بإسقاط النظام‬ ‫و تعرضت العاصمة الليبية إلى ما تعرضت له رأينا مدن الشرق تهتف للعاصمة‪،‬‬ ‫فمن من هذا الباب حقيقة ؛ ولو أنه لم يقصد أن تكون هناك وحدة وطنية‪ ،‬أوجه‬ ‫للعقيد الشكر‪ .‬هكذا باختصار هي حياتي و التي أعتقد أن ليس فيها ما يشد القارئ‪.‬‬ ‫كنت في تونس عندما بدأت الثورة‪ ،‬و قبل أن أسافر سمعت عبر اتصال من أقارب‬ ‫المحامي فتحي تربل بخبر اعتقاله‪ ،‬حيث أنني على اتصال دائم بهم‪،‬و حاولت عند‬ ‫القبض علىه أن أنسق مع الجمعية عن طريق صالح عبد السالم لإلفراج عن فتحي‬ ‫تربل‪ ،‬وربما تم اإلفراج عنه بعد أن حذرنا من مغبة القبض علىه‪.‬‬ ‫قدت مفاوضات اإلفراج عن غوقة‪.‬‬ ‫و بعد وصولي لتونس فوجئت بالقبض على نقيب المحامين السابق عبدالحفيظ‬ ‫غوقة ‪،‬ورجعت وقدت مفاوضات اإلفراج عن غوقة ‪ ،‬و المحامين في طرابلس‬ ‫قدموا بيانا عاما من أجل أن يحقنوا به الدماء‪ ،‬وكان االعتصام بساحة المحكمة‪،‬‬ ‫وحُذرنا أن خمسمائة عنصر من اللجان الثورية سيهاجمون ساحة المحكمة‪،‬‬ ‫و نصحت زمالئي االكتفاء ببيان في ذلك إلىوم‪ ،‬واالكتفاء كذلك باإلفراج عن‬ ‫النقيب عبد الحفيظ غوقة ‪ ،‬إلى أن بدأت الثورة تؤدي أدائها الحقيقي و أنتصر‬ ‫الشرق بأجمعه مع مصراته و الزنتان‪ ،‬و أجد نفسي متأسف كثيرا و أدين بشدة‬ ‫ما تعرضت له زوارة و مصراته و الزاوية و اجدابيا و مدن جبل نفوسة‪ ،‬فلم أكن‬ ‫أتصور يوما رئيس دولة يأتى بمرتزقة ليعيثوا في األرض فسادا و يغتصبون‬ ‫نساءنا و لكن المقربين منه يعلمون أنه قادر على ذلك‪.‬‬ ‫ما أريد أن اقوله أن هذا النظام استثنائي‪ ،‬لذا فإن هذه الثورة استثنائية فال نتعجل‬ ‫الوقت‪ ،‬ويفترض علىنا أن نصبر أكثر من الثورات العربية األخرى ‪ ،‬فنحن دفعنا‬ ‫فيها ثمن عظيم‪ ،‬وسنبني ليبيا ميدان ميدان‪ ،‬شارع شارع‪ ،‬زنقة زنقة‪ ،‬و نغني‬ ‫يا زنقة األحباب بلهجة أهل طرابلس عندما نتعانق جميعا مع األحباب في ميدان‬ ‫الشهداء في العاصمة الليبية طرابلس‪.‬‬ ‫ما هي ظروف خروجك الثانية من ليبيا؟‬ ‫حقيقة لم أكن أرغب في الخروج من ليبيا‪ ،‬ولكنني كلفت بمهمة ال يستطيع اآلنسان‬ ‫العاقل أن يقوم بها‪ ،‬و هي بأن أذهب إلى بنغازي للتفاوض وألحدد سقف المطالبات‬ ‫من قبل المؤتمر الشعب العام‪ ،‬و هذه المهمة قام بها فيما بعد جادهللا عزوز الطلحي‬ ‫ذلك رئيس الوزراء المحترم الذي ينال احتراما كبيرا بين أوساط الليبين‪ ،‬و أحييه‬ ‫رغم ظروف االختالف و نحن اآلن في خندقين متقابلين‪.‬‬


‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪05‬‬

‫هذا النظام استثنائي‪ ،‬لذا فإن هذه الثورة استثنائية‬ ‫خشيت أن أبقى في طرابلس بعد رفضي مهمة مؤتمر الشعب العام‪.‬‬ ‫طبعا هذه المهمة هي نوع من العبث السياسي ألن سقف المطالب كان محددا في الشرق الليبي‬ ‫و الزناتن و مصراته وهي إسقاط النظام‪ ،‬و بالتإلى هذا التكليف كنت أدرك تماما من خالل‬ ‫خبرتي باإلدارة الليبية كان وراءه سيف أو أبوه‪ ،‬و لم أقبل هذه المهمة و خشيت أن أبقى في‬ ‫طرابلس بعد رفضي لها ‪ ،‬و طلبت منحي عدة ساعات و التي من خاللها خرجت أنا و أسرتى‬ ‫إلى تونس وانتقلت إلى ميالنو لندن‪ ،‬وأجريت مؤتمرا صحفيا في مؤسسة الرقيب لحقوق‬ ‫اآلنسان‪ ،‬وأصررت على أن أجري هذا المؤتمر لدى مؤسسة الرقيب لحقوق اآلنسان تأكيدا‬ ‫على تنوع الطيف الليبي‪ ،‬ليست لدينا حساسيات مع أحد‪ ،‬كلهم مناضلين‪ ،‬وكلهم وطنيين‪.‬‬ ‫ثم أنطلقت و قلت لدي مهمة أخرى و هى إعالمية لنفضح و نرصد ما يكذب به النظام و‬ ‫تكتيكاته السياسية واالجتماعية و محاولته لتمزيق الصف الليبي ‪ ،‬تصدينا له بكل ما لدينا من‬ ‫خبرة سواء في مجاالت المحاماة أو مؤسسات العمل المدني‪،‬أحبطنا مع زمالئنا محاوالت‬ ‫النظام بث الفرقة بين نسيج المجتمع الليبي‪ ،‬أول لقاء لي كان في العربية ومن ثم قناة الحوار‬ ‫والعربية ثم الجزيرة وفضلت الجزيرة لإلنتشارالواسع لها‪،‬و حافظت على ميعاد محدد بها‪،‬‬ ‫و استمررت إلى أن تم تكليفي و تشريفي بحقيبة ملف العدل و السلم االجتماعى ‪ ،‬أتيت إلى‬ ‫بنغازي و سأبقى فيها إلى أن تتحرر العاصمة طرابلس‪ ،‬وسأكتفي في المرحلة الحإلىة بملف‬ ‫حقوق اآلنسان و السلم االجتماعى‪ ،‬وسأقترح على المجلس االنتقالي أن يتكفل بملف العدل‪.‬‬ ‫مهمتي تنتهي بإصدار القضاء أمرا بإيقاف القذافي‪.‬‬ ‫أعتقد أن مهمتي أريدها أن تنتهي إلى أن يصدر القضاة قرارهم بايقاف العقيد القذافي وأعوانه‪،‬‬ ‫هذه هي المهمة التي أركز علىها في إثبات الجرائم و إيجاد الدالئل و القرائن التي تمكنا من‬ ‫إدانة القذافي و عصابته و فضح الجرائم التي ارتكبوها ضد اآلنسانية‪ ،‬وبعد إنتهاء هذه المهمة‬ ‫سأعود إلى مكتبي كمحام و سأسس مع زمالئي حزب سياسي‪ ،‬سيكون مفتوحا للجميع تحت‬ ‫عنوان التيار الوطني المستقل؛ شعاره ليبيا أوال ‪،‬وسنبدأ النضال من أجل بناء دولة ليبيا‪.‬ليبيا‬ ‫الجديدة‪ ،‬ليبيا سيادة حكم القانون‪.‬‬ ‫كثير من الناس يتسائلون عن تحركاتكم و اتصاالتكم بالمنظمات الدولية غير حكومية أو‬ ‫دول عربية أو دول غربية بشأن المعتقلين الموجودين اآلن في طرابلس‪ ،‬سواء المعتقلين‬ ‫السابقين أو ممن اعتقلهم النظام بعد ثورة ‪ 17‬فبراير‪ ،‬هل هناك إجراءات في هذا االطار؟‬ ‫أنا شخصيا على اتصال دائم بمنظمة هيومن رايتس ووتش و نحن نتعاون معها كثيرا في‬ ‫السابق و حتى اآلن؛ حتى أيام النظام السابق ‪ ،‬لألسف الشديد يبدوا لي أننا نعمل بشكل فردي‬ ‫‪ ،‬كل شخص منا يقوم بما يتراء له أن يقوم به‪ ،‬وبداءنا اآلن في أن نجمع خطواتنا و أن نتوحد‬ ‫في االتصال وتوثيق الجرائم ضد اآلنسانية‪ ،‬و العديد من المظمات الدولية تتابع ما يحدث في‬ ‫ليبيا‪ ،‬و لها أجندتها الخاصة في الوصول للحقائق‪ ،‬نحن نعتمد كثيرا على زمالئنا المحامين‬ ‫واإلعالميين وا لصحفيين في فضح وتوثيق هذه الجرائم‪ ،‬وأعتقد أننا قطعنا شوطا مهما جدا‬ ‫مع وجود الشهود الذين رأوا تلك الجرائم‪ ،‬وشهود على بعض من أصدر أوامر بقتل أبنائنا‬ ‫في بنغازي والمناطق األخرى‪ ،‬لكن ما يسمى باألدلة األشد والجرائم األشد والخطورة األشد‪،‬‬ ‫أعتقد أننا تمكنا من ايجاد الكثيرمن األدلة وا لقرائن‪ ،‬و نبقى دائما في مرحلة الثورة باعتبارها‬ ‫عمل استثنائي ووهي مرحلة تتميز بعدم اآلنضباط والدقة‪ ،‬كما يعرف الجميع ذلك ‪ ،‬اآلن بدأنا‬ ‫نتنظم بعد أن حررنا معظم اجزاء الوطن و بقينا في بنغازي أمنين‪ ،‬كنا نخشى أن تضيق بنا‬ ‫االرض بما رحبت‪ ،‬ولعلك تجد أبناءءنا الليبين في تونس و مصر بأعداد كبيرة ‪ ،‬في أوقات‬ ‫السلم نذهب إلىهما للعالج‪ ،‬وفي أوقات الحرب نذهب كألجئين‪ ،‬هذا النظام يدعي أن هذه‬ ‫المظاهرات غير سلمية‪ ،‬وحجته مردودة علىه‪ ،‬باعتبار أن التظاهر السلمي أصال ممنوع‬ ‫بموجب القوانين الليبيية‪.‬كما أن القذافي من إلىوم األول استخدم األسحلة الثقيلة ضد أبناء‬ ‫الشعب الليبي‪ ،‬وسأل من أنتم؟ وتم الرد علىه من شعراءنا وكتابنا‪.‬‬ ‫مجلس حقوق اآلنسان التابع لألمم المتحدة تحدثت عن جرائم حرب وضد اآلنسانية ارتكبها‬ ‫النظام ‪ ،‬لكن الناس ال يفهمون حقيقة معنى أن الثوار ارتكبوا جرائم حرب ‪ ،‬فهل توجد أدلة‬ ‫ثبوتية جنائية لدى األمم المتحدة أم أنها نوع من االبتزاز السياسي؟‬ ‫بالنسبة للقذافي تكلم و هدد و حرض و فعل على األرض هو و كتائبه‪ ،‬فالجريمة عندهم‬ ‫ثابتة في حقهم‪ ،‬الدليل نتيجة للرعونة السياسية التي توفرعلىها سيف االسالم وأبوه حيث‬ ‫أنهما صرحا وأعلنا بأنهما سيقتالن ‪ ،‬والمحلل للخطاب السياسي يعرف أن النتيجة على‬ ‫األرض هي الصدى لصوت الخطاب السياسي الليبي في ذلك الوقت‪ ،‬نحن سجوننا مفتوحة‬ ‫في بنغازي‪ ،‬أسرانا يأكلون ويشربون مع الحراس ‪ ،‬معاملة إنسانية وفق المعايير الدولية ‪،‬‬ ‫نحن لم يكن لدينا سالح لنقاتل به أحد ‪ ،‬نحن عندما قتلنا واجهنا بأجسادنا‪ ،‬ثوارنا تحصلوا‬ ‫على بعض األسلحة دافعوا بها عن بنغازي والمدن األخرى ‪ ،‬نحن لم نعلن الحرب و ليس في‬ ‫نيتنا إعالن الحرب‪ ،‬نحن اآلن ندافع عن حقنا المشروع‪ ،‬وندافع عن حقنا في الحياة‪ ،‬تطور‬ ‫أداءنا نتيجة لقسوة النظام‪ ،‬اآلن الثوار يريدون تحرير باقي المدن ‪،‬أنا لم اشهد جرائم حرب‬ ‫للثوار و أنما كان منهم الدفاع عن النفس ‪ ،‬لومكنا من التعبيرعن أنفسنا كباقي الدول العربية‬

‫التي تشهد ربيع الحرية في كل مكان‪ ،‬لما كانت هناك رصاصة واحد من الثوار ‪ ،‬النظام الذى‬ ‫أبادنا وأرتكب جرائم ضد اإلنسانية و جلب المرتزقة ‪ ،‬نحن ليبين أحرار و حتى الذين يأتون‬ ‫من الخارج هم أوالدنا أحرار ليبيين تغنوا بالوطن وكتبوا وهؤالء ال يرتكبون جرائم باعتبار‬ ‫أن الثورة بدأت سلمية وحولها نظام القذافي إلى حمراء‪ ،‬وستعود الثورة بيضاء كما كانت‪ ،‬و‬ ‫ترسي دعائم المصالحة الوطنية وا لتسامح و تنبذ ثقافة االنتقام و تأسس لدولة مدنية كما قلت‬ ‫قوامها سيادة حكم القانون‪.‬‬ ‫باعتبارك وزيرا للعدل في الحكومة الوطنية االنتقالية ‪ ،‬يتساءل البعض أن الفراغ السياسي‬ ‫تم ملئه بالمجلس الوطني االنتقالي و أن الفراغ القانوني تم ملئه أيضا باعتبار التشريعات‬ ‫السابقة هي السارية مع استبعاد كل التشريعات التي تمس النظام السابق كإعالن سلطة‬ ‫الشعب ‪ ،‬لكن أين الدستور من هذه المسألة ‪ ،‬هل تشعرون بالحرج من عدم وجود دستور‬ ‫بعد مضي أكثر من ثالثة أشهر من الثورة؟‬ ‫المجلس الوطنى االنتقالي هو الممثل الشرعي و الوحيد للدولة الليبية ‪ ،‬وأنا طلبت كثيرا من‬ ‫الملجس الوطني االنتقالي أن ينزع الصفة العسكرية من العقيد و يعتبره منشق عن النظام‪،‬‬ ‫وهذه تأخرت‪.‬‬ ‫الشك أن كل التشريعات التي لها عالقة بالنظام السابق يفترض أنها لم تعد محال للتطبيق‬ ‫كتأسيس الجميعات و األحزاب السياسية و قرارات حماية الثورة ‪ ،‬بمعنى آخر أن الباب‬ ‫األول من الكتاب الثاني في قانون العقوبات لم يعد ينطبق‪ ،‬لكن البد أن نشير إلى أن المجلس‬ ‫الوطني االنتقالي لم يصدر قرارا منه بخصوص ذلك‪،‬هو لم يعد ينطبق عمليا‪ ،‬نحن يجب أن‬ ‫نجهز إلعالن دستوري‪ ،‬ليس خارطة الطريق و التي أعلنت للغرب لكى يعرف أننا في اتجاه‬ ‫لتأسيس الدولة ‪ ،‬خارطة الطريق يجب أن يتضمنها اإلعالن الدستوري ‪ ،‬و يعلن ليلة سقوط‬ ‫العاصمة ليحكم المرحلة االنتقالية و ليضبط ايقاعها حتى يصار إلى دستور دائم ‪ ،‬و حتى‬ ‫يصار إلى انتخابات برلمانية وانتخابات رئاسية‪.‬‬ ‫هناك لجنة عاكفة على مشروع إعالن دستوري ‪ ،‬بعد اكتماله سيعرض على المكتب التنفيذي‬ ‫الذي يتولي بدوره احالته إلى المجلس الوطنى االنتقالي ليقره في الوقت الذى يراه مناسبا ً‬ ‫في تقديرك ‪ ،‬ما هى الدوافع التي تدعو حلف شمال األطلسي ( الناتو) إلى أن العمليات‬ ‫العسكرية ستستمر حتى سبتمبر المقبل‪ ،‬أهو ضغط على النظام‪ ،‬أم على المجلس الوطني‬ ‫االنتقالي‪ ،‬أم كليهما؟‬ ‫ال نستطيع استبعاد أية فرضية‪،‬أعتقد أن المدة تحتاج إلى تجديد ‪،‬كما أعتقد أن النظام لن يستمر‬ ‫هذه المدة على اإلطالق ‪ ،‬نحن نحتاج في المجلس الوطني االنتقالي لترتيب أمورنا وأوراقنا‪،‬‬ ‫نحن نحتاج إلى ضبط إيقاع األمن في العاصمة ليلة سقوط النظام‪ ،‬هذا قد يستدعي المجلس‬ ‫الوطني االنتقالي بشكل جاد ليجد تكنوقراط من األمن و من النظام السابق نفسه‪ ،‬ليحافظوا‬ ‫على نظام األمن في طرابلس يقودون مع المجلس االنتقالي‪ ،‬والذين لم يكونوا قد تورطوا‬ ‫بدماء الليبيين هؤالء يجب أن يقودوا المرحلة االنتقالية المقبلة فيما يتعلق بالكتائب و الجيش‪.‬‬ ‫هل ترى أن حل هذه األزمة سيكون سياسيا ‪ ،‬أم سيكون الحل العسكري هو الفيصل في‬ ‫القضية الليبيية؟‬ ‫أعتقد أننا كمجلس وطني انتقالي وكثوار‪ ،‬معنيون بالقرار ‪ 1973‬الذي له عالقة بحماية‬ ‫المدنيين‪ ،‬لذا يجب علينا أن نقبل بأي مبادرة تنص على رحيل القذافي‪ ،‬ووقف سيل الدماء‪،‬وإذا‬ ‫ما تحقق هذا فنحن نرحب بهذا الحل السياسي‪ ،‬وإذا لم يرحل فإنه سيسقط بارادة الليبيين‪،‬‬ ‫وأتمنى أن يقبض عليه من قبل الثوار ليحاكم أمام المحاكم الليبية وفقا لضمانات المحاكم‬ ‫العادلة‪ ،‬و نوفر له كافة الضمانات القانونية‪ ،‬ولن يمثل أمام محكمة استثنائية على اإلطالق‪.‬‬ ‫رغم عدم استخدامهما حق الفيتو ضد القرار ‪(1973‬روسيا والصين)إال أنهما تلكأتا في‬ ‫االستجابة لعدالة القضية الليبيية‪،‬هل نحن أمام سيكوس بيكو جديدة‪ ،‬بمعنى آخر‪ ،‬هل هناك ثمة‬ ‫مصالح لم يتم االتفاق عليها بعد بين الدول الكبرى؟‬ ‫هذا التلكؤ الروسي الصيني مرتبط بالمصالح السياسية بشكل عام‪،‬كا أعتقد أنه لم يأخذ نوعا‬ ‫من الجدية‪،‬كما أن االيقاع السياسي يفرض هذه الحالة‪ ،‬فلوك كانت الصين وروسيا جادتين حقا‬ ‫لقاما باستعمال حق النقض ضد القرار ‪ ، 1973‬ولكن هذا لم يحدث حالة كون الصين الدولة‬ ‫المشمولة بأكثر رعاية من الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬كما أن روسيا قد تكون راهنت بشكل‬ ‫خاطئ على استمرار نظام القذافي‪،‬لكنهما تراجعتا عن موقفيهما المتذبذب‪ ،‬والمجتمع الدولي‬ ‫أقر بعدم شرعية نظام القذافي‪،‬واآلن نظام القذافي مطارد من قبل العدالة الدولية والوطنية‪،‬‬ ‫كما أن بعض األنظمة القضائية الوطنية في بعض الدول قد تطال النظام‪ ،‬ألننا نعلم أن الجرائم‬ ‫ضدد اإلنسانية ال تتقادم‪.‬وبالتالي القذافي محاصر سياسيا وقضائيا‪ ،‬ولم يعد له من مخرج‪،‬‬ ‫انتهى القذافي نهائيا‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫يف رده على أمحد بشون‬

‫املستشار عبداحلفيظ الشريف ‪:‬‬ ‫شجاعة القاضي إمنا تكون يف تطبيق القانون حسبما ميليه عليه ضمريه‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬ ‫الضوئية والمنشآت العامة والمركبات اآللية والمقاهي والمطاعم ‪ ،‬ووضع أشياء بالطرق تعيق‬ ‫وتعرقل حركة السير بها مع تحريض الغير على المشاركة ودفعهم إلى تكسير وتحطيم كل‬ ‫األستاذ ‪ /‬أحمد الفيتوري ‪ ،‬رئيس تحرير جريدة ميادين الموقرة ‪،‬‬ ‫ما يعترض سيرهم من آليات ومبان ومنشات على طول الطرق التي سلكوها بمختلف مناطق‬ ‫بعد التحية ‪,‬‬ ‫ ‬ ‫المدينة وإضرام النار في بعض اآلليات والممتلكات العامة والخاصة وإتالف صورة معمر‬ ‫‪ 7‬يونيو ‪ 2011‬القذافي والهتاف ضده باعتبار أنه السلطة العليا في الدولة وقت انطالقهم مع ترديد الهتافات‬ ‫اطلعت على ما نشر بصحيفتكم في العدد رقم ‪ 5‬الصادر بتاريخ ‪ ، 7/6/2011‬نقالً عن أحمد الدالة على عدائهم للنظام القائم ‪ ،‬وقد استخلصت المحكمة المذكورة من كل ذلك أن تلك األفعال‬ ‫بشون من أقوال تضمنت تجريحا وقدحا في شخصي ‪ ،‬وإساءة بالغة للقضاء ابتداء من العنوان ترمي إلى زعزعة االستقرار والمساس بكيان الدولة وتعريض نظامها السياسي واالقتصادي‬ ‫المثير الذي ورد بشكل استفهامي ‪:‬‬ ‫للخطر مستندة في ثبوت هذه العناصر على أقوال الشهود و اعترافات المتهمين على أنفسهم‬ ‫المقررة‬ ‫بالعقوبة الوحيدة‬ ‫ومعاقبتهم‬ ‫بإدانتهم‬ ‫القضاء‬ ‫وانتهت‬ ‫شخصيامعهم‬ ‫ممن كان‬ ‫وقلت أن القاضي‬ ‫المتهمين ‪..‬‬ ‫والتهمه وعدد‬ ‫القضية‬ ‫ومتابعه‬ ‫عليإلىالحكم‬ ‫تحصلت‬ ‫وعلى غيرهم أنا‬ ‫‪..‬والسيد مصطفي‬ ‫أسمائهم‬ ‫الجلسة‬ ‫وكاتب‬ ‫ولماالعام‬ ‫والمدعي‬ ‫الجلسات‬ ‫العقوباتتابع‬ ‫في قانون الذي‬ ‫(( من هو الذي حكم على النادي األهلي باإلعدام ؟! ))‬ ‫عنديعليهم‬ ‫المحكوم‬ ‫‪..‬كل من‬ ‫المقدمة‬ ‫الطعون‬ ‫كانت‬ ‫أولهاعنها ‪،‬‬ ‫التيمندانتهم‬ ‫للجريمة‬ ‫االستئناف التقيت‬ ‫لجلسة‬ ‫عند ذهابي‬ ‫االستئناففي‪..‬أذكر‬ ‫وجوده بهيأة‬ ‫المفترض‬ ‫تبرر كان‬ ‫أسباباالجليل‬ ‫لم تودع لها عبد‬ ‫الحكم‬ ‫استعرضت‬ ‫القانون‬ ‫بواجبها المقرر‬ ‫الدائرة قياما‬ ‫قبولهامنفإن‬ ‫وأنا على اتصال‬ ‫محترمة‬ ‫وكانمامتجه‬ ‫بالمطار‬ ‫مصطفى‬ ‫بالسيد‬ ‫بهدف لفت االنتباه وجذب القراء إلى مضمون المقابلة التي حرص أحمد بشون خاللها‬ ‫أصدرته‬ ‫شخصيةالتي‬ ‫أعرفهالمحكمة‬ ‫‪..‬كنتمن أن‬ ‫بنغازي تبين‬ ‫يسوغإلىنقضه لما‬ ‫تجد به‬ ‫ضدهم فلم‬ ‫الصادر‬ ‫وحازتبه عند اجتماع‬ ‫‪..‬كنت التقي‬ ‫الرياضة‬ ‫ويحب‬ ‫رياضي‬ ‫أنه‬ ‫حكم‬ ‫شخصية‬ ‫عالقات‬ ‫به‬ ‫تربطني‬ ‫‪..‬و‬ ‫به‬ ‫على استعراض نشاطه في مجال رياضة كرة القدم وتاريخ النادي األهلي ‪،‬‬ ‫قد بينت واقعة الدعوى و أوردت األدلة التي أطمأنت إليها‬ ‫الرياضيين القدامى وكان من المعترضين على أن يرجع األهلي إلى الدرجة الثانية ‪..‬‬ ‫وما ذكره في هذا الشأن ال معقب لي عليه لو كان قد قصر حديثه على هذا‬ ‫قناعتها مستخلصة منها بتبرير سائغ توافر عناصر الجريمة‬ ‫المجال ‪ ،‬لكنه حاد عن ذلك وعمد إلى التحدث عن الحكم الصادر من‬ ‫في حقهم مما جعل الدائرة بإجماع أعضائها تنتهي إلى‬ ‫المحكمة العليا بشأن الطعون المقدمة من المحكوم عليهم ضد‬ ‫إقرار ما قضى به الحكم طالما كان من المقرر طبقا لما‬ ‫حكم الدائرة االستئنافية بمحكمة الشعب القاضي بمعاقبتهم‬ ‫استقر عليه قضاء المحكمة العليا وغيرها من محاكم‬ ‫باإلعدام مستهال ذلك بقوله بأن الحكم االستئنافي تم‬ ‫النقض في معظم دول العالم أن وزن أقوال الشهود‬ ‫(( تمريره )) إلى المحكمة العليا ‪ ،‬وهي عبارة مشبوهة‬ ‫وتقديرها وتعويل القضاء عليها و استخالص‬ ‫من شأنها اإلساءة إلى الدائرة التي نظرت الطعون‬ ‫الصورة الصحيحة لواقعة الدعوى مرجعه إلى‬ ‫وإلى المحكمة العليا ذاتها لما فيها من تعريض جائر‬ ‫محكمة الموضوع دون رقابة عليها في ذلك‬ ‫واستهانة بإجراءات الطعون في األحكام التي ال‬ ‫من المحكمة العليا ‪ ،‬ولو كانت الدائرة قد فعلت‬ ‫تمرر إلى المحكمة في الخفاء دون إتباع اإلجراءات‬ ‫غير ذلك و نقضت الحكم موردة أسبابا من‬ ‫العهد هو الرئيس الفخر‬ ‫لي إن ولي‬ ‫أوردتهو قالوا‬ ‫بوشعراية ‪..‬‬ ‫المنظمة بالقانون والتي تبدأ بالتقرير بالطعن أمام‬ ‫مصدرته من‬ ‫المحكمة‬ ‫فتحي تغاير ما‬ ‫بعد فترة تم الحديث عن موضوع إعادة حكم االستئناف شعبية كان في ذلك الوقت يرأسهاعندها‬ ‫‪..‬‬ ‫ذلك‬ ‫‪..‬فأنكرت‬ ‫األوحد‬ ‫الليبية‬ ‫الكرة‬ ‫زعيم‬ ‫القذافي‬ ‫بن‬ ‫الساعدي‬ ‫‪..‬ألن‬ ‫ضابط السجن المختص أو لدى قلم كتاب المحكمة‬ ‫‪ 1-9‬استرضاء جمهور النادي‬‫تاريخبقصد‬ ‫ووقائع‬ ‫أدلةحتى‬ ‫في ذلك الوقت يريد العفو ‪..‬فرفض الطلب ‪..‬و فعال تم في بداية الحدث لم يتعرض لنا أحد ‪..‬‬ ‫العليا أو المحكمة مصدرة الحكم محل الطعن ‪ ،‬ثم ورود‬ ‫والبطولة على‬ ‫صفة‬ ‫وإسباغ‬ ‫أعضائها وضع حجر األس‬ ‫العهد هو من‬ ‫الشجاعة وان ولي‬ ‫‪..‬كان يوم‬ ‫النادي‬ ‫تمريره إلى المحكمة العليا و لألسف ‪..‬محمود مرسي ‪ 2000‬م سمعنا عن نيتهم في هدم‬ ‫ملف القضية إلى قلم التسجيل بالمحكمة العليا وإحالته‬ ‫األهلي ؟شجعانا أو أبطاال‬ ‫نكون حينئذ‬ ‫الهدملن‬ ‫بدأوا فإننا‬ ‫بغير حق‬ ‫‪..‬كنت‬ ‫و جماعه بنغازي ما عدا عبد القادر رضوان الذي الجمعة والناس تصلي صالة الظهر‬ ‫ليخبرني‬ ‫شجاعةابني‬ ‫اتصل بي‬ ‫إلى نيابة النقض إلعداد مذكرة مكتوبة برأيها القانوني في‬ ‫إنما تكون في تطبيق القانون‬ ‫القاضي‬ ‫تنحى بمبرر أنه كان رياضيا ً في نادي األهلي و كان في منزل أحد األقارب عندما ألن‬ ‫بما يحدث ‪..‬خرجت وإذا بهم قد أحضروا جرافات فقلت نحن انتقلنا إلى مقر جديد بدون أي حفل‬ ‫الطعن ‪ ،‬ثم إحالة القضية مع المذكرة إلى الدائرة المختصة‬ ‫حسبما يمليه عليه ضميره ضاربا عرض الحائط‬ ‫إداريا ً ويجوز له التنحي في هذه الحالة ‪..‬لكن البقية الهدم (الكواشيك ) وهدموا المبني اإلداري ‪ ،‬وكان أعرف أن ولي العهد هو من وضع حج‬ ‫تلخيص‬ ‫بالمحكمة حيث يقوم أحد أعضاء الدائرة بكتابة تقرير‬ ‫ويكون‬ ‫شبهات‬ ‫أو‬ ‫ظنون‬ ‫من‬ ‫حكمه‬ ‫حول‬ ‫يثار‬ ‫قد‬ ‫ما‬ ‫بكل‬ ‫الحكم‬ ‫أيدوا‬ ‫مرسي‬ ‫ومحمود‬ ‫الشريف‬ ‫الحفيظ‬ ‫عبد‬ ‫هناك من يبكي وشباب آخرون يرميهم بالحجارة ‪ ..‬لنادي االتحاد ‪..‬كنت سأقولها و لكنني تراج‬ ‫يتلى في جلسة علنية أمام الجمهور و المحامين ليصدر الحكم بعد‬ ‫الحكم الذي يصدره عنوانا للحقيقة و العدالة مستوجب‬ ‫باإلعدام ‪.‬‬ ‫مناقشةمنمااألمن‬ ‫تجوزشخص‬ ‫جاءني‬ ‫وبتاريخ‬ ‫بالطرقتم القبض عليّ ع‬ ‫األسئلة أنه‬ ‫تضمنهمنمنضمن‬ ‫المداولة مشتمال على أسبابه ومتضمنا الرد على أسباب الطعن لتنتهي‬ ‫قضاء إال‬ ‫‪15-11-2000‬مو ال‬ ‫االحترام‬ ‫الفرجاني‬ ‫سليم‬ ‫بالعقيد‬ ‫االتصال‬ ‫مني‬ ‫وطلب‬ ‫لذا أؤكد أن السيد مصطفي عبد الجليل ليس له عالقة الداخلي‬ ‫‪..‬فأنكرت ذلك‬ ‫البعث‬ ‫لحزب‬ ‫النتمائي‬ ‫المحكمة في قضائها إلى نقض الحكم أو رفض الطعن أو عدم قبوله حسب‬ ‫المقررة في القانون أو في مجال الدراسات و األبحاث القانونية التي‬ ‫‪..‬أخذت رقمه واتصلت به ‪..‬فقال عليّ االتصال‬ ‫بالقضية ‪..‬هذه كلمه حق أردت قولها ‪.‬‬ ‫والتجريح‬ ‫األحوال ‪ ،‬كما أن أحمد بشون لم يكتف بهذا القول بل تمادى في اإلساءة‬ ‫بطريقة‬ ‫به‬ ‫يرد‬ ‫ما‬ ‫ومناقشة‬ ‫حكم‬ ‫أي‬ ‫استعراض‬ ‫والدارسين‬ ‫للباحثين‬ ‫تجيز‬ ‫بالشخص عبد السالم بوغزيل ‪..‬سافرت إلى طرابلس سُئلت عن زاهي المغيربي وعن محمد العف‬ ‫‪..‬‬ ‫القضية‬ ‫األعضاء‬ ‫أسماء‬ ‫ذكر‬ ‫تفاصيلعن‬ ‫عندما ذكر أسمي وأسم رئيس الدائرة محمود مرسي فقط متغافال‬ ‫في‬ ‫المتخصصة‬ ‫والدوريات‬ ‫القانونية‬ ‫والموسوعات‬ ‫الكتب‬ ‫في‬ ‫عادة‬ ‫المتبع‬ ‫النحو‬ ‫على‬ ‫منهجية‬ ‫وفي الصباح ذهبت إلى محكمه الشعب ‪..‬فاخبروني ‪..‬وقالوا أن إدريس الطيب أعطى محاضرة‬ ‫كان‬ ‫أنه‬ ‫بمبرر‬ ‫القضية‬ ‫عن‬ ‫اآلخرين ‪ ،‬واسترسل قائال أن المستشار عبدالقادر رضوان تنحى‬ ‫القداسة‬ ‫صفة‬ ‫إسباغ‬ ‫ليس‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫والهدف‬ ‫‪،‬‬ ‫القضائية‬ ‫لألحكام‬ ‫التعرض‬ ‫فيه‬ ‫يباح‬ ‫الذي‬ ‫المجال‬ ‫هذا‬ ‫حدثت عام ‪ 2000‬م عندما كان رئيس اتحاد الكرة أنه ليس المكان المطلوب حيث كان المكان بطريق فقلت ‪..‬المحاضرات بالنادي تقام بشكل علني‬ ‫رياضيا ً وإداريا ً في النادي مختتما ذلك بقوله ‪:‬‬ ‫والواجب‬ ‫على قدسية‬ ‫حرصا‬ ‫بشرا ‪،‬‬ ‫ليسوا إال‬ ‫هناك مدعوين أيضا ‪.‬‬ ‫يؤدونها وكانوا‬ ‫التي الرياضة‬ ‫الرسالة أمانه‬ ‫مبرمج على‬ ‫التحقيق‬ ‫وإنما‪..‬كان‬ ‫للتحقيق‬ ‫‪..‬ذهبت‬ ‫إذ همالمطار‬ ‫القضاةفي‬ ‫على األهلي‬ ‫((الساعدي )) ‪..‬حينها كان وضع فريق‬ ‫األضرار أو التضحيات األمر‬ ‫تجريممهما‬ ‫‪..‬وقانونالقانون‬ ‫الناس بتطبيق‬ ‫الدوري ذلك الموسم سيء ‪ ..‬كانت المناط‬ ‫كانتلديهم‬ ‫الحزبية‬ ‫بين حزب‬ ‫العدل هو‬ ‫إقامة النادي‬ ‫وهو أن‬ ‫المباراةبهمستقام‬ ‫ثم سألني عن رأيي فيما حدث مؤخرا !‬ ‫باإلعدام‬ ‫(( لكن البقية عبدالحفيظ الشريف و محمود مرسي أيدوا الحكم‬ ‫تمكينا لهم من أداء هذه الرسالة‬ ‫لإلهانة وسؤ‬ ‫وحمايتهم‬ ‫توقيرهم‬ ‫يوجب‬ ‫بين))فريق األهلي و فريق الذي‬ ‫الظن يخلو‬ ‫استجوابهم ال‬ ‫التعرض‪ ..‬كان‬ ‫من باإلعدام‬ ‫الحكم‬ ‫يوصل إلي‬ ‫األخضر ‪..‬فتم نقلها‬ ‫ببنغازي‬ ‫ألشخاص‬ ‫والتهم القديمة‬ ‫والسباب‬ ‫وتحمل من‬ ‫الذيمعيحتمالبغدادي وكان معه‬ ‫تكلمت‬ ‫فقلت أني‬ ‫اإلحساس‬ ‫ينتسبون‪ ،‬وهو‬ ‫والكرامة‬ ‫بالشعور بالعزة‬ ‫متشبعة‬ ‫الشتم بروح‬ ‫مسئوليتها‬ ‫المقدسة‬ ‫ً‬ ‫إلي المرج ‪..‬واختار لها الساعدي حكما ‪..‬قد يكون‬ ‫السابع من‬ ‫ضرب في‬ ‫برجوازيفيوهذا‬ ‫‪ ...‬هذا‬ ‫جانب سياسي فيما ح‬ ‫المسوغاتأنه ال‬ ‫ومفتاح بوكر‬ ‫أسوأحتى‬ ‫رغم أن المستشار عبدالقادر رضوان لم يكن عضوا بالدائرة ‪،‬منوهو‬ ‫المبررة‬ ‫رغباتهم –‬ ‫اآلخرين و ال‬ ‫أوامر‬ ‫ضميره – ال‬ ‫للنادي في‬ ‫ركلةأن يلتمس‬ ‫القاضي‬ ‫بها ) على‬ ‫والذي منح‬ ‫عضوابالعيد‬ ‫كان (سالم‬ ‫الحكاملو وهو‬ ‫غير علي‬ ‫وأخرىفيأجبت‬ ‫أجبت عنها‬ ‫ابريلإلى‪..‬أسئلة‬ ‫لشبابلماتأثروا لفريقهم الذي‬ ‫قارئ هذه‬ ‫صحيحةذهن‬ ‫يتبادر إلى‬ ‫فإن تنحيه يكون مقبوالً للسبب الذي أبداه وليس لسبب أخر كما قد‬ ‫األخضر ‪..‬وتأثر‬ ‫لفريق‬ ‫جزاء غير‬ ‫فعلاعتبار‬ ‫ردة أي‬ ‫كانتودون‬ ‫قرار وجل‬ ‫خوف أو‬ ‫مسئولية ذلك‬ ‫أقصى حد‬ ‫الالعبونيتحمل‬ ‫لقضائه ‪ ،‬وأن‬ ‫‪..‬ألنهم‬ ‫االتهام فيها‬ ‫ضربوا صورة القذافي الموجودة الدرجة الثانية‪ ،‬وما حدث لم يكن مقصود‬ ‫يثار بعد‬ ‫الدرجة قدالثانية‬ ‫فريقهم إلى‬ ‫والجمهور‬ ‫الشكوك‬ ‫لنزول وإثارة‬ ‫في الدس‬ ‫العبارة وما تالها والتي تخفي في ثناياها نية أحمد بشون المبيتة‬ ‫ظنون ‪.‬‬ ‫شكوك أو‬ ‫حولهذهحكمه من‬ ‫للفريق ودخل الجمهور أمام المعسكر ‪..‬كان الدليل من جماعة من قوى الثورة تعبيرهم كان بهذا الشكل ‪.‬‬ ‫للمرة‬ ‫المباراة و‬ ‫بالنسبةعلى‬ ‫األوليويسبغ‬ ‫العليا ‪،‬‬ ‫المحكمة‬ ‫حول عدالة ونزاهة الدائرة التي أقرت الحكم مما يسئ إلى سمعة‬ ‫الملعب وحدث شغب ولم تكتمل المباراة ‪..‬ورجع الهيبلو ومحمود‪........‬أنها سقطت من الريح و ليس‬ ‫أنهمأقوال‬ ‫قائالمن‬ ‫أعضاء الدائرة سبغة الجالدين الذين ال يهمهم سوى سفك الدماء جاهال أو متجاهال أن المحكمة بناء على ما تقدم أرجو المبادرة بنشر ما ذكرته ردا عما صدر عن أحمدفردبشون‬ ‫مهينة لصفيه ) بالسب ع‬ ‫تعرضوا (‬ ‫بشئ آخر‪..‬‬ ‫النتيجة ‪...‬وهذه‬ ‫متأثرين‬ ‫المرج‬ ‫العليا هي محكمة قانون وليست محكمة موضوع ‪ ،‬وأن دورهااآلالف‬ ‫صحة‬ ‫وهممدى‬ ‫مراقبة‬ ‫منفي‬ ‫ينحصر‬ ‫اعتباري عما‬ ‫وللقضاء لمعموما ‪ ،‬محتفظا بحقي في اتخاذ اإلجراءات الالزمة ضده‬ ‫من لي‬ ‫يالساعدي يا ولد صفيه‬ ‫لردمثال (‬ ‫يرددون‬ ‫تكن سهله علي نفسية الجمهور‪.‬‬ ‫المساءلةالليبية )‬ ‫إجراءات المحكمة التي أصدرت الحكم محل الطعن ومدى سالمة تطبيق القانون على الواقعة انطوت عليه تلك األقوال من اإلساءة لشخصي على نحو يستوجب الكورة‬ ‫القانونية لكونها‬ ‫الدعوى وأن‬ ‫أوراق‬ ‫عليها‬ ‫جريمةهيإهانة أسرة القضاء المنصوص عليها في المادة (‪ )273‬من قانون العقوبات ‪ ،‬وذلك‬ ‫تشكل‬ ‫يعتز بها‬ ‫األشياء التي‬ ‫األهلي من‬ ‫فريق‬ ‫اشتملتكان‬ ‫المعروضة عليها ‪ ،‬فإذا تبين لها أن الحكم قد أستند على أدلة حيث‬ ‫فقلت إني لم احضر ما حدث حيث كنت‬ ‫لهيبة قط‬ ‫صوناالثانية‬ ‫االتهام للدرجة‬ ‫عليهالم ينزل‬ ‫المقامالذي‬ ‫الوقائعالوحيد‬ ‫بصحةالفريق‬ ‫المحكمة ُمصدرته بناء على األدلة التي أطمأنت إليها اقتنعت أنه‬ ‫القضاء واحتراما لرسالته المقدسة ‪.‬‬ ‫جنازة لوالد ناصر فكرون ‪..‬وعند رجوعي‬ ‫بعضمنالفرق مثل الهالل و‬ ‫بها‬ ‫مرت‬ ‫‪..‬وهيبمامرحلة‬ ‫ذلك‬ ‫ألن‬ ‫به‬ ‫اقتنعت‬ ‫القضاء‬ ‫فإن المحكمة العليا ال تملك مصادرة حق تلك المحكمة في‬ ‫المباراة لم تكتمل وحدث ما حدث ‪..‬‬ ‫وكانتتجمع الجمهور عند‬ ‫ونتيجة‪ ،‬لذلك‬ ‫التحدي‬ ‫والنصر‪،‬حكمها‬ ‫معقب على‬ ‫اختصاصها وحدها لكونها محكمة الموضوع ‪ ،‬وبهذه الصفة فإنه ال‬ ‫المستشار‬ ‫الشعبضد القذافي و ابنه ‪..‬‬ ‫محكمةوهتفوا‬ ‫وخرجوامنللشارع‬ ‫اعتمد عثمان الورفلي قرار إلغاء إجراء‬ ‫الناديالصادر‬ ‫الوقائع محل االتهام المدان عنه األشخاص الوارد ذكرهم في الحكم‬ ‫عبدالحفيظ عبدالدائم الشريف‬ ‫وكسروا المقهى عند المدينة‬ ‫القذافي‬ ‫صورة‬ ‫وضربت‬ ‫بوكر و أرسلوا لنا من يطلب ضرورة تس‬ ‫والتي أبانت عنها التحقيقات تتلخص في قيامهم مع آخرين بأعمال التخريب و إتالف اإلشارات‬

‫‪06‬‬

‫أمحد بشون ‪:‬‬

‫من هو الذي حكم على النادي األهلي باإلعدام ‪..‬‬

‫الرياضية وأحرقوا سيارة ‪..‬كان ذلك بتاريخ‬ ‫‪. 7-2000‬‬

‫‪20-‬‬

‫وقام النظام بإرسال جماعة في نفس التاريخ ليال إلزالة‬ ‫ضريح عمر المختار من مكانه ‪ ..‬ونحن على علم بان‬ ‫هناك ارتباط تاريخي بين النادي األهلي والضريح‪..‬‬ ‫حيث حُلت جمعيه عمر المختار في شهر يوليو‬ ‫عام ‪.. 1951‬وحُل النادي األهلي وأُغلقت صحيفة‬

‫كانت التهمة هي االنتماء‬ ‫إىل تنظيم س��ري معادي‬ ‫للمجتمع اجل��م��اه��ري‬ ‫مس��ي��ت��م��وه زورا ن���ادي‬ ‫األهلي ؟ وأنا عندما رفضت‬ ‫تسليم سجل النادي كانت‬ ‫تهميت األخرى هي إخفاء‬

‫؟‬

‫النادي ‪ ..‬سجل العضوية الذي هو من اختص‬ ‫المؤتمر التي تتولي صرف بطاقات العضو‬ ‫كانت منظمه ونتفق عليها جميعا قبل إصدار‬ ‫ورفضنا تسليم السجل ألن السجل يحتوي ع‬ ‫النادي وأعضاء الشرف فيه ‪..‬فرفضنا تسليم‬

‫في تاريخ ‪ 16-11-2000‬أصدروا في‬ ‫إيقاف بسجن الجديدة ‪..‬وكما هو معروف‬


‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪07‬‬

‫منطوق احلكم يف قضية نادي األهلي‬

‫باسم الشعب‬ ‫محكمة الشعب‬ ‫بالجلسة المنعقدة علنا في يوم السبت ‪14‬الموافق ‪1369/5/26‬‬ ‫و‪.‬ر(‪2001‬ف)‬ ‫بمقر المحكمة بدائرة طرابلس االبتدائية برئاسة األستاذ الطاهر‬ ‫الصادق يوسف القاضي‬ ‫وعضوية‬ ‫‪.1‬األستاذ‪/‬علي بالعيد السويح‬ ‫‪.2‬األستاذ ‪/‬محمد عياد الساحلي‬ ‫واألستاذين ‪:‬جبران سالم منصور ‪,‬حسين محمد دخيل عضوا‬ ‫مكتب االدعاء الشعبي‬ ‫و بحضور األخ عبدالعاطي األزرق كاتب الجلسة‬ ‫أصدرت الحكم اآلتي‬ ‫في قضية االدعاء الشعبي رقم (‪ 2000/353‬ف) ‪...‬ضد‬ ‫محمد محمد خير فرج الزالوي‬ ‫عبدالسالم عبدالسالم جمعة القماطي‬ ‫احمد عبدالسالم احمد العالم الشريف‬ ‫الفيتوري عبدالرحيم محمد قرقوم‬ ‫محمد رمضان عقوب العمامي‬ ‫عبدالسالم ضو عمران المزوغي‬ ‫ناصر عبدهللا مسعود الزالوي‬ ‫مراد ارحومة محمد الرياني‬ ‫انيس فتحي مفتاح النيهوم‬ ‫محمد صالح حمزة السعيطي‬ ‫ربيع خالد عمر عوض السعيطي‬ ‫ايمن محمد علي البوسيفي‬ ‫محمد علي محمد البرعصي‬ ‫محمود المبروك مفتاح الشامخ‬ ‫خالد رمضان عبدالقادر الدرسي‬ ‫خليفة محمد عبدهللا بن صريتي‬ ‫احمد صالح علي بشون‬ ‫صالح خليفة محمد الفرجاني‬ ‫محمد الزروق بن الزروق الرياحي‬ ‫عبدالسالم عبدهللا عبيد المرغني‬ ‫ايمن حامد عبدالكريم الجازوي‬ ‫محمد فرج مصطفي المصراتي‬ ‫فرج المبروك احمد المزوغي‬ ‫فرج فتح هللا فرج الزوي‬ ‫سالم علي سالم النائلي ‬ ‫حسن حسين حسن الحاسي‬ ‫هاني محمد موسي ماضي‬ ‫خليفة احمد ابوعجيلة طقطق‬ ‫محكمة الشعب‬ ‫تابع ألسباب الحكم في القضية ( ‪2000/353‬ف ادعاء شعبي)‬ ‫سليمان سعد عبدربه نجم‬ ‫عادل فتح هللا فرج الزوي‬ ‫سليمان علي سليمان المعداني‬ ‫الشريف مفتاح احمد العمامي‬ ‫فتحي محمد عبدهللا بوشعراية (مطلوب)‬ ‫محمود شمام القرقوري (مطلوب)‬ ‫توفيق مصطفي منينة (مطلوب)‬ ‫عبد الحفيظ بن صريتي(مطلوب)‬ ‫صالح بشير اجعوده (مطلوب)‬ ‫علي عبد السالم الترهوني (مطلوب)‬ ‫اتهم مكتب االدعاء الشعبي المذكورين بأنهم ‪ :‬بتاريخ ‪2000.7.20‬‬

‫ف بدائرة مكتب االدعاء الشعبي‪.‬‬ ‫أ‌‪.‬المتهمون جميعا ‪ :‬دعوا إلي إقامة تجمع سري محظور‬ ‫قانونا يقوم علي فكر سياسي مضاد لمبادئ فكر ثورة الفاتح‬ ‫من سبتمبر العظيمة في الغاية والوسيلة وقاموا بتأسيسه‬ ‫و إدارته واالنضمام إليه وذلك بان قام كال فيما يخصه بالدور‬ ‫المناط به متخذين من اسم النادي األهلي بنغازي اسما مزورا‬ ‫لتجمعهم ومن موقعه وإدارته مقرا لهذا التجمع وعملوا على نشر‬ ‫وترسيخ أفكارهم المضادة بين مرتادي النادي المذكور ومنتسبيه‬ ‫بقصد المساس بالنظام الثوري القائم علي ثورة الفاتح التاريخية‬ ‫واظهروا العداء والتعصب ومناهضة الثورة وقائدها بتحريض من‬ ‫بعض العناصر المعادية من الخارج ممن خانوا الوطن والثورة‬ ‫وتعاونوا وتعاملوا مع أجهزة المخابرات األجنبية المعادية مقابل‬ ‫حفنة من الدوالرات من اجل تنفيذ أهدافها بقصد النيل من كرامة‬ ‫الشعب الليبي وعرقلة معارك الثورة في الحرية والبناء واالنعتاق‬ ‫اإلنساني في الداخل والخارج ‪.‬وذلك على النحو المبين تفصيال‬ ‫باألوراق ‪.‬‬ ‫ب‌‪. 1.‬المتهمون من األول وحتي الخامس عشر‪ ،‬ومن الثامن عشر‬ ‫وحتي الثاني والثالثون‪ ،‬ارتكبوا في ارض الجماهيرية العظمي‬ ‫أفعاال ترمي إلي التخريب و النهب بقصد االعتداء على سالمة‬ ‫الدولة وذلك بان خرجوا من الوكر الذي أطلقوا عليه ظاهريا اسم‬ ‫النادي األهلي في مظاهرة عبروا أثناءه عن عدائهم للثورة والقائد‬ ‫من خالل أفعال التخريب والنهب التي استهدفت اإلشارات الضوئية‬ ‫ومباني المدينة الرياضية التابعة للدولة وعددا من المركبات العامة‬ ‫واحد المقاهي المعدة لالستعمال العام ونهبوا محتوياته وعلى النحو‬ ‫المبين باألوراق‪.‬‬ ‫‪.1‬قاموا بأعمال عدائية ضد النظام الجماهيري لثورة الفاتح‬ ‫العظيمة وذلك بان قاموا بالتظاهر بقصد معارضة النظام واإلخالل‬ ‫به وأثاروا الفتنة بين أبناء الشعب وعملوا من خالل ذلك على‬ ‫تخريب منجزات الثورة و ترديد هتافات معادية علي النحو المبين‬ ‫تفصيال باألوراق‪.‬‬

‫محكمة الشعب‬

‫تابع الحكم في القضية ( ‪ 2000/353‬ف ادعاء شعبي)‬ ‫بها في حقهم و تأخذ المحكمة في االعتبار ما جاء بالبحث‬ ‫االجتماعي لكل هؤالء عند تقديرها للعقاب‬ ‫إما باقي المتهمين وهو الثامن عشر والعشرون والواحد والعشرون‬ ‫والثالث والعشرون والثالثون والحادي و الثالثون ولسادس عشر‬ ‫والخامس عشر والثامن والعشرون فانه لم يثبت أمام هذه المحكمة‬ ‫ومن خالل األوراق ويؤكد ضلوعهم في هذه األفعال التي نسبت‬ ‫لهم مع غيرهم ‪.‬وان األوراق قد جاءت حالية من أي دليل لإلدانة‬ ‫في حقهم وان ما دفع به دفاع كل منهم تجده المحكمة في محله‬ ‫جديرا باألخذ به و تحكم في الدعوي لهؤالء ببراءتهم مما نسب لهم‬ ‫من تهم طبقا لنص المادة (‪ )277‬إجراءات جنائية‬ ‫و حيث انه فيما يخص المصاريف فان المحكمة قررت إعفاء‬ ‫المتهمين المحكوم عليهم باإلدانة منها عمال بمفهوم المخالفة لنص‬ ‫المادة (‪ )287‬إجراءات جنائية‬ ‫فلهذه األسباب‬ ‫بعد االطالع على أحكام القانون رقم ‪ )5‬لسنة ‪ 1988‬ف) بإنشاء‬ ‫محكمة الشعب وتعديالته‬ ‫ وعلى أحكام القانون رقم (‪)1991/5‬ف بشان تطبيق مواد مبادئ‬‫الوثيقة الخضراء الكبري لحقوق اإلنسان في عصر الجماهير‬ ‫وعلى أحكام القانون ( ‪ )1991/20‬ف بشان تعزيز الحرية‬‫االتهام‬ ‫مواد‬ ‫وعلى‬‫( ‪ )1/101,1/297,210,202‬عقوبات المواد (‪ )2,3,4‬من‬ ‫القانون رقم (‪ 1423/4‬م)بشان تحريم الخمر والمعدل بالقانون رقم‬ ‫(‪ 1425/20‬م) والمواد (‪ )81,301,1,2/457,2/348‬عقوبات‬ ‫وعلى نص المادة (‪ )195‬عقوبات المعدلة بالقانون رقم (‪1987/8‬‬ ‫ف)‬ ‫‪-‬وعلى أحكام المواد (‪ )36,33,29‬عقوبات و المادة (‪)1/76‬‬

‫عقوبات و المواد (‪ )112,424,277,210,113‬إجراءات جنائية‬ ‫أصدرت المحكمة الحكم اآلتي‪:‬‬ ‫باسم الشعب‬ ‫حكمت المحكمة حضوريا ‪:‬‬ ‫أوال ‪ /‬بإدانة كل من ‪:‬‬ ‫‪.1‬احمد محمد خيرر فرج الزالوي‬ ‫‪.2‬عبدالسالم جمعة القماطي‬ ‫‪.3‬أحمد عبد السالم العالم الشريف‬ ‫ومعاقبتهم باإلعدام رميا بالرصاص‬ ‫ثانيا ‪ /‬بإدانة كال من ‪:‬‬ ‫‪.1‬عبد السالم ضو عمران المزوغي‬ ‫‪.2‬الشريف مفتاح احمد العمامي‬ ‫‪.3‬محمد رمضان عقوب العمامي‬ ‫‪ .4‬الفيتوري عبدالرحيم قرقوم‬ ‫‪ .5‬محمود المبروك مفتاح الشامخ‬ ‫‪.6‬ربيع خالد عمر السعيطي‬ ‫‪.7‬سليمان سعد عبدربه نجم‬ ‫و معاقبتهم بالسجن لمدة عشر سنوات وتغريم السابع ألف دينار‬ ‫وحرمانهم من حقوقهم المدنية حرمانا دائما‬ ‫ثالثا ‪ /‬بإدانة كل من ‪:‬‬ ‫‪.1‬محمد علي محمد البرعصي‬ ‫‪.2‬محمد فرج مصطفي المصراتي‬ ‫‪.3‬فرج فتح هللا فرج الزوي‬ ‫ومعاقبتهم بالسجن لمدة خمس سنوات وحرمانهم من حقوقهم‬ ‫المدنية مدة تنفذ العقوبة لمدة سنة أخري بعدها‬ ‫رابعا‪ /‬بإدانة كل من ‪:‬‬ ‫‪.1‬حسن حسين حسن الحاسي‬ ‫‪.2‬هاني محمد موسي ماضي‬ ‫‪.3‬ايمن محمد علي البوسيفي‬ ‫‪.4‬سالم علي سالم النائلي‬ ‫ومعاقبتهم بالسجن لمدة ثالث سنوات وحرمانهم من حقوقهم المدنية‬ ‫مدة تنفيذ العقوبة وسنة بعدها‬ ‫خامسا ‪ /‬بإدانة كل من ‪:‬‬ ‫‪.1‬محمد الزروق بن الزروق الرياحي‬ ‫‪.2‬محمد صالح علي بشون‬ ‫‪.3‬امحمد صالح علي بشون‬ ‫ومعاقبتهم بالحبس سنة واحدة عن التهم المسندة لكل منهم وقدرت‬ ‫المحكمة كفالة لالستئناف مقدارها مئة دينار‬ ‫سادسا ‪ /‬بإدانة كل من ‪:‬‬ ‫‪.1‬ناصر عبدهللا مسعود الزالوي‬ ‫‪.2‬محمد صالح حمزة السعيطي‬ ‫‪.3‬أيمن فتحي مفتاح النيهوم‬ ‫‪ .4‬مراد ارحومة محمد الرياني‬ ‫ومعاقبتهم بالحبس لمدة سنة واحدة وأمرت المحكمة بوقف نفاذ‬ ‫العقوبة المقضي بها لمدة خمس سنوات تبدأ من تاريخ صيرورة‬ ‫هذا الحكم نهائيا و بال مصاريف جنائية‬ ‫سابعا‪ /‬ببراءة كال من ‪:‬‬ ‫‪.1‬صالح خليفة محمد الفرجاني‬ ‫‪.2‬عبد السالم عبدهللا عبيد المرغني‬ ‫‪.3‬ايمن حامد عبد الكريم الجازوي‬ ‫‪.4‬فرج المبروك حمد المزوغي‬ ‫‪.5‬عادل فتح هللا فرج الزوي‬ ‫‪.6‬سليمان علي سليمان المعداني‬ ‫‪.7‬خليفة محمد عبد هللا بن سريتي‬ ‫‪.8‬خالد رمضان عبد القادر الدرسي‬ ‫‪.9‬خليفة محمد ابوعجيلة طقطق‬ ‫وببراءة جميع المتهمين من التهم الواردة بالبند (أ) من قرار االتهام‬ ‫مالحظة‪ /‬نطقت بالحكم نفس الهيئة عدا عضو اليسار فقد حضر‬ ‫بدال منه العضو االحتياطي األستاذ إبراهيم القبائلي‪.‬‬ ‫كاتب الجلسة‬


‫‪08‬‬

‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫األيام‬

‫اجلنوبية‬

‫سرية‬

‫يوسف الشريف‬

‫_‪_1‬‬ ‫إىل أمحد الفيتوري‪..‬وط ًنا‪.‬‬

‫إلى أبي حائرا‪،‬أشار الرجل بإصبع يده إلى األعلى فارتجفت‬ ‫عظامي‪،‬يريدني أن أجد لنفسي مكانا فوق برج البضائع الذي يرتفع‬ ‫مترين أو أكثر في السماء‪،‬توقعت أن يكون مكاني معه في غرفة‬ ‫القيادة فهي شاسعة‪،‬لكن أبي ساعدني فتسلقت إلى األعلى‪،‬رأيت‬ ‫وجه أبي بعيدا ورأيت كل شيء بعيدا‪،‬حتى خيل لي أني أجلس‬ ‫في أعلى مكان من األرض‪،‬فرقع صوت المحرك‪،‬وعندما لوح أبي‬ ‫بيده مودعا قال لي قلبي أني لن أراه مرة أخرى‪،‬اعتصرني حنين‬ ‫مر إلى كل الوجوه بل إلى كل باب وبيت وعصف بي ندم لن‬ ‫أعرف له مثيال في مقبل حياتي‪،‬واريت وجهي وبكيت‪،‬إلى أين‬ ‫تأخذني األيام‪،‬لماذا في لحظات الوداع ينفجر فينا الحب العظيم‬ ‫فنتذكر كل ما هو صغير وعرضي وتافه ونرى فيه مالذا لكل ما هو‬ ‫جميل ورائع في حياتنا‪..‬؟ في تلك اللحظة أخذتني شيخوخة مبكرة‬ ‫فاسترجعت وجوه أصدقائي وجها فوجها‪،‬واسترجعت وجه صديقة‬ ‫طفولتي قبل اختفائها في تلك الليلة البعيدة واشتد حنيني إلى أمي‪.‬‬ ‫لم أجد لجسدي مكانا فوق البضائع‪ ،‬كانت محمية بغطاء سميك‬ ‫ومشدودة بحبال قوية تتقاطع في اتجاهات متعددة ‪،‬أخيرا استطعت‬ ‫أن أفسح لجسدي فضاء بين األكياس والضلع األخير من صندوق‬ ‫الشاحنة‪،‬لكن رغم صغر حجمي إال أنني لم أستطع أن أتمدد على‬ ‫طولي‪،‬فثنيت ساقي وشبكت ذراعي على صدري وأخفيت رأسي‬ ‫في ياقة المعطف العسكري القديم الذي اشتراه لي أبي‪،‬وقد وجدت‬ ‫فيه غطاء يحميني من موجات الهواء الباردة التي كانت تضرب‬ ‫بقوة ضد اتجاه الشاحنة‪.‬‬ ‫ب��دأت السيارة مثقلة بحملها تشق ش��وارع المدينة‪،‬شوارع‬ ‫ال أعرفها‪،‬الوجوه وكل شيء ال أعرفه‪،‬كل شيء كان غريبا‬ ‫عني‪،‬تمنيت ل��و أن أح���دا معي ي��ؤن��س وحشتي ويستمع‬ ‫لخواطري‪،‬من سأجد هناك وهل سأكون وحدي في المدرسة وكيف‬ ‫هي المدرسة وكيف هم التالميذ‪،‬هل هم في مثل عمري أصغر أو‬ ‫أكبر‪،‬كيف سيرون وجهي‪،‬هل مر الجدري على وجوههم مثل ما‬ ‫مر بوجهي‪،‬هكذا‪،‬أسئلة أحترق بأدوات استفهامها وال من يجيب‬ ‫وال من يعين‪.‬‬ ‫أخذ العمران يتراجع خلفنا‪،‬كلما تقدمت السيارة مترا اختفت‬ ‫عالمة وتراجع اللون األخضر وصارت السماء أشد زرقة‪،‬وعندما‬ ‫ألقيت خلفي بنظرة أخيرة لم أر سوى أفق رمادي‪،‬أمامي ال أرى‬ ‫سوى أرض لها لون التراب وجبال تظهر ثم تعود ثم تظهر‪،‬ال‬ ‫طير يطير وال إنسان يسير‪،‬ال سحابة وال غيمة‪،‬ال صوت سوى‬ ‫صوت السيارة يشق الطريق الضيق األسود بوهن يوحي إليك أنها‬ ‫ستتوقف في اللحظة التالية لكنها تواصل المسير بعناد الواثق على‬ ‫الوصول‪،‬هل هذه هي الصحراء‪..‬؟‬ ‫قرأت في الكتب المدرسية عن صحراء ليبيا ومدنها لكنني لم أر أيا‬ ‫منها‪،‬كانت حدودي تنتهي في ميدان الشهداء ومدرسة طرابلس‬ ‫الثانوية والميدان البلدي حيث كانت تقام مباريات كرة القدم بين‬ ‫الفرق وكنت شغوفا بمشاهدتها‪،‬اآلن أترك كل شيء ورائي وأبدأ‬ ‫غربتي األولى وأنا لم أتجاوز عمر المراهقة بعد‪،،‬كنت خائفا‬ ‫من رحلتي األول��ى إلى بلد بعيد‪،‬فزان كيف هي ولماذا اسمها‬ ‫هكذا‪،‬كيف سيكون طعامي وأين سيكون نومي‪،‬في أي بقعة من‬ ‫فزان سيبدأ الفصل الجديد من حياتي‪،‬فصل جديد سأكتبه وحدي‬ ‫دون معلم أو مرشد‪،‬ولم أكن أعلم أني سأشرب الخوف وأنا على‬ ‫صغر سنِّي وأني سأنام في الصحراء وحدي وأني سأكون صديقا‬ ‫للذئب وحدي‪،‬فصل جديد ال أعرف ماذا سيأتي بعده‪،‬تذكرت كلمات‬ ‫خوي المين وهو يؤكد « مع كل سيارة نبعتلك كتابات «وسيفعل‬ ‫وسيثريني بالكتب‪،‬سأنتظر كل سيارة قادمة بلهفة المشتاق لحبه‬ ‫الوحيد‪،‬كنت‪،‬وفي اللحظة التي أسمع قيها أنين عجالتها وهي تدفع‬ ‫أمامها بحر الرمال‪،‬أندفع لمالقاتها قبل أن تدخل القرية‪،‬يمكن أن‬ ‫يكون الوقت ليال أو قبل طلوع الفجر‪،‬ونادرا ما يكون نهارا‪،‬أحيانا‬ ‫يرافقني عم أحمد خوفا عل ّي من كواسر الليل‪،‬كان عندما يسمع‬ ‫الصوت قبلي يهتف‬ ‫ب���ف���رح‪..‬أس���ت���اذ‬ ‫يو سف ‪ . .‬ا لسيا ر ة‬ ‫ْوص��ل��ت‪،‬وإذا قال‬ ‫عمي أح��م��د أنها‬ ‫وص��ل��ت‪،‬ف��إن هذا‬ ‫يعني أن��ه��ا على‬ ‫مشارف « برقن‬ ‫« التي تبعد عن‬ ‫« ون����زري����ك «‬ ‫ثالثين كيلومترا‪.‬‬ ‫ونزريك هي التي‬ ‫علمتني كيف أقهر‬ ‫الخوف‪،‬والخوف‬ ‫ي��ا أص��دق��ائ��ي هو‬ ‫عدو المعرفة‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫معرفتي بالجنوب تعود إلى سنة ‪ 1957 /1956‬وأنا في سن‬ ‫الثامنة عشرة‪،‬أرسلتني الظروف التي كانت تعيشها العائلة في‬ ‫ذلك الزمان‪،‬وأرسلني معلم اللغة اإلنجليزية والذي رفض إضافة‬ ‫نصف درجة إلى درجاتي في االمتحان النهائي كي انتقل إلى السنة‬ ‫الثالثة من المرحلة الثانوية بنظامها القديم‪،‬ما بين ‪ 11,5‬و‪12‬‬ ‫درجة تتغير مسيرة حياتي وأجد نفسي في طريق لم أكن احلم وأنا‬ ‫بسنوات عمري المبكرة أنني سأسلكه‪،‬اذكر أني عدت إلى البيت‬ ‫والحزن يبكيني‪،‬انفردت بنفسي بعيدا عن أمي وعن إخوتي‪،‬مزقت‬ ‫كراسة اللغة اإلنجليزية‪،‬لم أحتمل فكرة إعادة السنة فيما أصدقائي‬ ‫ينتقلون إلى السنة الثالثة‪،‬لن أعيد السنة مرة أخرى‪،‬وألن المقادير‬ ‫لها حكمتها‪،‬فبعد يوم أو يومين أو أكثر جاء إلى بيتنا األستاذ محمد‬ ‫الش َريّف وكان يشغل وظيفة مفتش في التعليم آنذاك‪،‬وفي الليل‬ ‫سألني أبي‪:‬تمشي تقَ ِّري في فزان‪..‬؟ولم أفهم ما قال أبي كما لم‬ ‫أفهم معنى الذهاب إلى فزان‪،‬وعندما عاد األستاذ محمد إلى بيتنا‬ ‫بعد يوم‪،‬شرح لي فقال‪:‬نحن في حاجة إلى من يعلم أطفال المرحلة‬ ‫االبتدائية في فزان ألن البالد في بداية استقاللها وال يوجد ما‬ ‫يكفيها من المعلمين‪،‬ثم أضاف وكأنه يخفف من ترددي‪:‬لن تكون‬ ‫وحدك‪،‬كثيرون سبقوك وآخرون سيلحقون‪،‬اآلن وأنا أسترجع أيام‬ ‫ذلك التاريخ أرى في ما قال األستاذ محمد خطوة سبقت زمانها‬ ‫بتضحيات جيل من طلبة المدارس الثانوية أكل التراب والذباب من‬ ‫أجل أن ينهض جيل آخر قدر لي بعد سنين طويلة أن ألتقي بوجوه‬ ‫منه تذكرتني بفيض عارم من دمع وحنين‪،‬تذكرت معلم علمها‬ ‫الحروف األولى من سفر حياتها‪،‬مع ذلك فقد خفت من المجهول‬ ‫ومن التجربة األولى في بالد بعيدة ال أعرفها وال اعرف كيف‬ ‫أعلم‪،‬بل ال أعرف كيف أخاطب التالميذ وأنا تلميذ مثلهم‪،‬لكنني‬ ‫وافقت‪،‬في تلك الليلة وفي الليالي التي تلتها جفاني النوم‪،‬كنت‬ ‫أقضي الليل ساهرا أفكر في غربتي األولى وأنا الذي ال يعرف إال‬ ‫شارعا صغيرا ‪،‬فكرت في خوي المين كثيرا‪،‬فكرت في أمي وفي‬ ‫لحظات الوداع األول‪،‬فكرت قي أصدقائي الذين رافقتهم سنوات‬ ‫ونحن ننتقل معا من سنة إلى أخرى‪،‬أفرد صفحات كراساتي وأعيد‬ ‫قراءتها علها تبقى في الذاكرة بعد فراقها‪،‬أعيد قراءة عناوين‬ ‫كتبي التي اشتريتها من محمود في باب الحرية وانقلها من مكان‬ ‫إلى مكان‪،‬كتبي التي شكلت وعيي في عمر مبكر وفتحت أمامي‬ ‫نوافذ العقل والسؤال‪،‬كيف يمكن لقلبي أن يفارقها وكيف يمكن‬ ‫لعيني أال تراها‪،‬الكتب هي االسم اآلخر إلسمي‪،‬هل ستبقى هنا‬ ‫حتى عودتي‪،‬أهرب من عين أمي ومن أحضانها إلى أصدقائي‬ ‫في الشارع‪،‬كانت كلما رأتني بكت فأبكي لبكائها‪،‬أنسى ما أسمع‬ ‫من أبي‪..‬الراجل ميبكيش‪..‬يرى في البكاء جرحا للرجولة‪،‬وفي ما‬ ‫سيأتي من سنين سأقرأ عن بكاء الرجال فرحا وضعفا وعشقا‬ ‫وقهرا‪،‬وسأبكي فرحا وعشقا وضعفا لكنني لن أبكي قهرا ألن أبي‬ ‫علمني عزة نفس تأبى الهوان‪.‬‬ ‫بعد أي��ام جاء يوم السفر‪،‬تخلف خوي المين عن عمله وبقي‬ ‫يهيئ معي أشيائي الصغيرة‪،‬كان يبتسم ويخفف من توتري‪،‬يقول‬ ‫متخافش على كتاباتك‪،‬أعرف أنه سيصونها مثل عينيه‪،‬هو أيضا‬ ‫يحب الكتب ويحب القراءة وهو الذي قدم لي أول كتاب وقد كتب‬ ‫ونشر مرة واحدة في مجلة « هنا طرابلس الغرب «‪.‬سلّمت على‬ ‫جميلة وخالتي عتيقة والحاج محمد وحزنت ألني لم أجد زينوبة‪.‬‬ ‫رافقت أبي إلى ميدان في المدينة وإلى رجل في عمر أبي يقف‬ ‫جنب سيارة كبيرة مستطيلة صندوقها يرتفع أكثر من ثالثة أمتار‬ ‫فوق عجالتها التي كانت تقاربني ارتفاعا‪،‬في ذلك الزمان كانت‬ ‫طرابلس تتبادل اقتصاد المقايضة مع الجنوب‪،‬فمنها يصدرون كل‬ ‫ما تنتجه المدينة وتصنعه ويستوردون تمر الجنوب ومصنوعاته‬ ‫التقليدية‪.‬‬ ‫كان الوقت صيفا فاحتميت بظل جدار قريب فيما كان أبي يتبادل‬ ‫حديثا مع الرجل‪،‬طال‬ ‫ال���ح���دي���ث ب��ي��ن��ه��م��ا‬ ‫ورأي��ت على وجه أبي‬ ‫غضبا‪،‬نصف الرغيف‬ ‫الذي زودتني به أمي‬ ‫منقوعا ف��ي ال��ش��اي‬ ‫امتصه ج��دار معدتي‬ ‫ح��ت��ى ق��ب��ل أن أت��ل��ذذ‬ ‫بطعمه‪،‬ونار اإلسفلت‬ ‫ت��خ��ت��رق ج��ل��د ح��ذائ��ي‬ ‫ال��ق��دي��م‪،‬أخ��ي��را ل��وح‬ ‫ال��رج��ل ب���ذراع���ه في‬ ‫الهواء ناحيتي فذهبت‬ ‫إل��ي��ه‪،‬ول��م أك��د أقترب‬ ‫ح��ت��ى ق���ال ف��ي نبرة‬ ‫س��لّ�� ْم على‬ ‫آم��رة‪..‬ه��ي��ا َ‬ ‫َب‪..‬لم أعرف‬ ‫بُوكْ َو ْرك ْ‬ ‫أرك���ب‪،‬ن���ظ���رت‬ ‫أي����ن‬ ‫هنا أجلس على أطالل الدار التي عشت فيها‬


‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫قصة قصيرة‬

‫احل ّمى‬ ‫ك��ن��ا ن��س��ت��م��ع ف���ي أح��د‬ ‫مختبرات مركز البحوث‬ ‫ال��ص��ن��اع��ي��ة إل���ى آخ��ر‬ ‫أخبار الحرب الضروس‬ ‫بين مصطفى وحماته‪،‬‬ ‫عندما دخ��ل علينا أحمد‬ ‫الورشفاني وألقى بخبره‬ ‫ال��ص��اع��ق ال����ذي جمد‬ ‫الضحكات في حلوقنا ‪.‬‬

‫عمر الكدي‬

‫ ألقي القبض على علي بن عريس ‪.‬‬‫كنت أعرف مصداقية كالم الورشفاني فشقيقه األكبر ضابط كبير في أحد‬ ‫األجهزة األمنية‪ .‬قبل أن ينصرف حذرنا جميعا من االعتراف بأي شئ‪,‬‬ ‫ونصحنا بأن اإلنكار هو أفضل ما يمكن اللجؤ إليه إذا ما تم القبض علينا‪ ,‬وحتى‬ ‫في حالة استدعاءنا كشهود‪ ,‬وخصني بالتحذير أكثر من اآلخرين باعتباري‬ ‫صديق مقرب لبن عريس ‪.‬‬ ‫ذهبت إلى مكتبي ولم أستطع التركيز على شيء‪ .‬انتابتني الهواجس‪ ,‬وشعرت‬ ‫بقلق لم أجربه يوما في حياتي‪ ,‬حتى أنني أحسست بفتحة في صدري تتسع لتمر‬ ‫من خاللها كرة قدم‪ ,‬وفي رأسي تدفقت الذكريات مثل سيل ال أملك السيطرة‬ ‫عليه‪ .‬تذكرت علي بن عريس عندما عاد من الواليات المتحدة‪ ,‬والتحق بمركز‬ ‫البحوث الصناعية‪ ,‬بدماثة وحياء أثارتا إعجابنا واحترامنا له‪ .‬كان كثير‬ ‫االبتسام‪ ,‬قليل الضحك والكالم‪ ,‬وكان رفيقا رائعا في العمل‪ ,‬وأثناء سهراتنا‬ ‫المشتركة والتي حاول جاهدا أن ال تكون هذه السهرات من أجل لعب الورق‬ ‫و»القرمة»‪ .1‬حاول أن يحول هذه السهرات إلى جلسات نقاش‪ .‬إال أنه فشل‬ ‫فشال ذريعا أمام سخرية الزمالء الذين كانوا يقولون له‪« :‬فكنا يا راجل من النكد‬ ‫ومن المؤتمر الشعبي اللي بتفتحه الليلة «‪.‬‬ ‫وألنه ال يملك سيارة ويجاورني في السكن والعمل‪ ,‬فقد كنت اصطحبه بسيارتي‬ ‫إلى العمل‪ ,‬وأيضا كنت اصطحبه للتسوق‪ ,‬وهكذا توطدت بيننا الصداقة‪ .‬في‬ ‫إحدى المرات ونحن في طريقنا إلى طرابلس أخرج شريطا من جيبه‪ ,‬وعندما‬ ‫حاول وضعه في مسجل السيارة توجست من الشريط ‪ ,‬ومن الكلمات التي قالها‬ ‫قبل أن يهم بوضع الشريط في المسجل‪ ,‬فوضعت يدي على المسجل وقلت له‬ ‫إذا كان الشريط له عالقة بالسياسة أرجوك بالش منه‪ .‬أعاد الشريط إلى جيبه‬ ‫بينما كانت غمامة سوداء تحجب وجهه‪ .‬حاولت أن أروح عليه فقلت له‪»:‬اسمع‬ ‫يا بوصاحب أنا ليس لي إال أربعة اهتمامات فقط العمل والقرمة‪ ,‬والكارطة‪2‬‬ ‫والمبكبكة ‪ 3‬وغيرهم نو»‪ .‬انفرجت أساريره‪ ,‬وضحك ضحكته الخجولة‪.‬‬ ‫عندما حان موعد الغذاء نزل الزمالء والزميالت جميعا إلى المطعم ما عداي‪.‬‬ ‫لم أجد رغبة في األكل‪ .‬استسلمت لسيل الذكريات‪ ,‬ولهذا القلق الذي أخذ ينخر‬ ‫أحشائي‪.‬‬ ‫كنت أدرك أنني برئ ولم أفعل ما يستوجب اعتقالي‪ ,‬أال أنني أدرك أيضا أن‬ ‫رجال األمن سيقتلونني عدة مرات قبل أن يتأكدوا من براءتي‪ ,‬خاصة وأن‬ ‫البلد يمر بأقصى درجات االستنفار األمني منذ عشرة أيام؛ عندما اكتشفت‬ ‫قوات األمن خلية تابعة للجبهة الوطنية إلنقاذ ليبيا في إحدى العمارات بشارع‬ ‫الجمهورية‪ ,‬على مسافة غير بعيدة من مركز القيادة‪ .‬كان أفراد الخلية قد تسللوا‬ ‫من خارج البالد‪ ,‬لتنفيذ أكثر المحاوالت جراءة الغتيال العقيد ألقذافي في عقر‬ ‫داره‪ .‬طوقت الدبابات والدروع العمارة من كل جهة‪ ,‬وقصفتها بكل أنواع‬ ‫القذائف‪ ,‬ورغم الطوق األمني تمكن اثنان من الفرار‪ ,‬بينما قتل معظم أفراد‬ ‫المجموعة‪ ,‬وألقي القبض على اثنين اعترفا تحت التعذيب بأسماء بقية أعضاء‬ ‫الجبهة في الداخل‪ ,‬وكان بينهم صديقي وجاري بن عريس‪.‬‬ ‫قبل االنصراف من العمل بقليل اقتحم مصطفى مكتبي بطريقته الصاخبة‪,‬‬ ‫وعندما ألحظ توتري بادرني بالقول‪»:‬أنسى ما قاله الورشفاني ‪..‬طلع ها‬ ‫الهواجس من رأسك ‪ ..‬باهلل لو جاءوا العتقالك وشافوا وجهك هذا يقولولك‬ ‫آسفين كنا نحسابوك راجل «‪.‬‬ ‫قلت له‪« :‬باهلل لو اعتقلوني سأورطك معي»‪ .‬ضحك وقال‪»:‬اديرها وادير أكبر‬ ‫منها ‪ ..‬اسمع أنا سأستغل هذه األزمة وسأبلغ األمن بأن حماتي من جماعة‬ ‫الجبهة ‪ ..‬بالك يعتقلوها ويفكوني من شرها»‪.‬‬ ‫انصرف كعادته ضاحكا صاخبا‪ ,‬وعدت إلى هواجسي حاسدا مصطفى على‬ ‫قدرته العجيبة على تحويل أي مصيبة إلى موضوع للسخرية والمرح‪.‬‬ ‫ال أدري كيف وصلت إلى بيتي يبدو أن السيارة كانت تقودني‪ ,‬بالرغم من‬ ‫مروري بحاجزين أمنيين‪ ,‬فتشوا صندوق السيارة الخلفي‪ ,‬وتحققوا من هويتي‬ ‫وأوراق السيارة‪ .‬طوال المسافة إلى بيتي كنت غارقا في تذكر ما حدث باألمس‬ ‫عندما جاءني بن عريس وطلب مني اصطحابه إلى أقرب سوق مجمع‪ ,‬كان‬ ‫طوال الوقت واجما‪ ,‬وعزوت ذلك إلى مشكل مع زوجته‪ .‬اشترى كمية كبيرة‬ ‫من التموين مألت الصندوق الخلفي للسيارة‪ ,‬والباقي وضعناه داخل السيارة‪.‬‬ ‫قلت له‪»:‬ما هذا التموين يبدو أنك ستتزوج مرة أخرى»‪ .‬رد علي بتمتمة مبهمة‬ ‫فهمت منها أنه قد يفارقها لزمن طويل ‪.‬‬ ‫أثناء رحلة العودة كان يطلب مني تجنب الحواجز األمنية‪ .‬ثالث مرات نزل‬ ‫من السيارة وعبر الحواجز راجال من خلف رجال األمن الذين كانوا مشغولين‬ ‫مع راكبي السيارات‪ ,‬وقبل أن نصل إلى الحاجز األخير تلفت يمنة ويسرى‬ ‫وعندما ألحظ طريقا ترابيا على اليسار طلب مني االنعطاف يسارا‪ .‬عبرنا‬ ‫بساتين محاطة بالتين الشوكي‪ .‬قادنا الطريق مرة أخرى إلى الطريق العام تاركا‬ ‫الحاجز خلفنا‪.‬‬ ‫عندما اقتربنا من العمارة التي يقطن بها طلب مني التوقف خلف العمارة‪.‬‬ ‫استغربت طلبه كنت عازما على التوقف عند مدخل العمارة‪ ,‬حتى أعفيه من‬ ‫حمل كل هذه األكياس والصناديق مسافة طويلة‪ ,‬ولكنه أصٌر حتى أنه فتح باب‬ ‫السيارة مهددا بالقفز منها‪ .‬رضخت لطلبه وساعدته على إنزال الحمولة على‬ ‫الرصيف الخلفي للعمارة‪ ,‬وأنا مستغرب من غرابة أطواره التي فاجأتني ألول‬ ‫مرة منذ تعرفت عليه‪.‬‬ ‫بينما كنت أقفل باب السيارة أمام العمارة التي أقطن بها لمحت سيارة عسكرية‬ ‫تمرق مثل سهم‪.‬‬

‫‪09‬‬

‫اآلن وأنا أقفل باب السيارة في نفس المكان بعد أقل من أربع وعشرين ساعة‪,‬‬ ‫أدركت أنه كان يعلم أنهم ينتظرونه عند مدخل العمارة‪ ,‬وأنه كان يريد أن‬ ‫يبعدني عن أي شبهة قد تؤدي إلى اعتقالي‪ ,‬وأن السيارة العسكرية التي مرقت‬ ‫مثل السهم كانت تحمل بن عريس إلى محنته‪.‬‬ ‫دخلت شقتي وأنا في أشد حاالت اإلرهاق‪ ,‬وخف أطفالي لمالقاتي كعادتهم‪,‬‬ ‫وعندما الحظوا تجهمي تراجعوا إلي ركنهم في الصالة‪ ,‬أما زوجتي فقد أخذت‬ ‫تل ٌح بأسئلتها المتنوعة‪ ,‬وأخيرا انسحبت إلى المطبخ عندما زجرتها بحدة ‪.‬‬ ‫استلقيت في الصالة بكامل مالبسي‪ ,‬وبعد جهد وعناء تمكنت من نزع حذائي‬ ‫وجوربي‪ .‬جاءت زوجتي بالعشاء‪ ,‬فطلبت منها أن تتعشى وأطفالها‪ ,‬فليس لدي‬ ‫رغبة في أي شئ‪ .‬انتقلت عدوى كاَبتي وقلقي إلى أسرتي‪ .‬لم يستمتعوا بالعشاء‬ ‫كعادتهم‪ ,‬ودخلوا مبكرا إلى غرفهم وناموا‪.‬‬ ‫استيقظت مذعورا على جرس الباب‪ .‬سمعت زوجتي من غرفة النوم‬ ‫تقول‪»:‬الباب يا سالم الباب»‪ .‬فقلت لها ‪»:‬باهي ‪..‬باهي»‪ .‬نهضت بصعوبة‬ ‫على قدمي‪ ,‬وأنا أقول في سري أخيرا وصلوا أوالد الكلب‪ .‬سقطت مرتين‬ ‫على ركبتي ويدي قبل أن أصل إلى الباب‪ .‬عندما فتحت الباب رأيت على‬ ‫بصيص الضؤ المبعث من شقتي في الردهة المظلمة رجال وامرأة بلحاف أبيض‬ ‫وثالثة أطفال‪ ,‬ومن لهجة الرجل الشرقاوية عرفت أنه أخطأ الشقة‪ ,‬فأشرت إليه‬ ‫بإصبعي نحو الشقة المقابلة‪ .‬اعتذر بشدة‪ ,‬واتجهوا إلى شقة جاري الدرناوي‪.‬‬ ‫عدت إلى مضجعي‪ ,‬وأخذت أتقلب على فراش من األشواك محدقا في األرق‬ ‫طوال ما تبقى من الليل‪ ,‬وقبل أن تستيقظ أسرتي غسلت وجهي‪ ,‬وغادرت‬ ‫الشقة‪ .‬عندما وصلت إلى مدخل العمارة رأيت شرطيا عسكريا يدخن إلى جانب‬ ‫سيارته العسكرية‪ .‬تخشبت في مكاني ولم أعرف ماذا أفعل‪ ,‬ثم تذكرت أن‬ ‫شرطيا عسكريا يسكن في إحدى شقق الدور األرضي‪ ,‬وهذا زميله ينتظره‪.‬‬ ‫تقدمت خارج العمارة متحاشيا النظر إليه‪ ,‬فبادرني بتحية الصباح‪ ,‬رديت على‬ ‫تحيته بتلعثم‪.‬‬ ‫قدت سيارتي بطريقة آلية بينما تهب من ناحية البحر نسمات منعشة محملة‬ ‫برائحة اليود‪ ،‬وفي مرآة السيارة الحظت شحوب وجهي واصفراره‪ ،‬والحظت‬ ‫ألول مرة أن حرارتي مرتفعة‪.‬‬ ‫اتجهت إلى مكتبي فورا قبل بداية الدوام‪ ،‬وبعد مضي أقل من ساعة سمعت جلبة‬ ‫زمالئي وهم يدخلون مكاتبهم ومختبراتهم‪ ،‬بينما كنت أغرق في حمام بخاري‪،‬‬ ‫وترتخي مفاصلي‪ .‬استيقظت فجأة على يد تربت على خدي‪ ،‬وماء بارد ينسكب‬ ‫على وجهي ورأسي‪ ،‬ويد تجس نبضي‪ .‬حملوني ومددوني على الكرسي الخلفي‬ ‫لسيارة مصطفى‪ ،‬التي انطلق بها والى جواره زميل آخر بأقصى سرعة نحو‬ ‫المستشفى المركزي‪ ،‬كنت أرى أعمدة النور تمرق بسرعة‪ ،‬قبل أن أغرق مرة‬ ‫أخرى في بركة من الماء الكبريتي الساخن‪ ،‬وأفقد وع ٌي بالكامل‪.‬‬ ‫ال أدري كم مر من الوقت عندما استيقظت عاريا بالكامل في حوض استحمام‬ ‫ملئ بأكياس الثلج‪ .‬انتبهت إلى ممرضة فلبينية كانت تجلس على كرسي بجوار‬ ‫الحوض‪ ،‬وتضع أكياس الثلج فوق جسدي العاري‪ .‬سألتها ماذا جرى؟ فقامت‬ ‫لتستدعي الطبيب‪ .‬عادت بعد قليل ومعها الطبيب الذي كان يبدو عليه االنزعاج‪.‬‬ ‫أخبرني بأنهم أجروا كل أنواع التحليالت والفحوصات‪ ،‬ولم يجدوا سببا الرتفاع‬ ‫حرارتي إلى هذا الحد‪ ،‬باستثناء بعض الجفاف واإلرهاق‪ ،‬وأنه تم حقني بأكياس‬ ‫التغذية‪ ،‬وأدوية مخفضة للحرارة‪ ،‬وأخيرا اضطر لوضعي في هذا الحوض‪،‬‬ ‫ثم سألني إن كنت أعاني من مشكلة شخصية سببت توترا أدى إلى ارتفاع‬ ‫حرارتي‪ ،‬فنفيت أنني أعاني من أي مشكلة‪ .‬رفع حاجبيه وقال‪»:‬غريبة» وهو‬ ‫يحشر الترمومتر في فمي‪ ،‬وبعد أن اطمأن على حرارتي أمر الممرضة بنقلي‬ ‫إلى سريري‪.‬‬ ‫استلقيت على سرير في وسط العنبر‪ ،‬بينما أشعة شمس األصيل تتسلل من خالل‬ ‫النوافذ العالية شاحبة صفراء‪ .‬شعرت برغبة جارفة في النوم مثل سفينة في قاع‬ ‫المحيط‪ .‬جذبت الغطاء األبيض على وجهي ونمت على الفور‪.‬‬ ‫ال أدري كم مر من الوقت عندما امتدت يد وانتزعت الغطاء بقوة من فوق‬ ‫وجهي‪ .‬استيقظت مذعورا‪ ،‬وصرخة حادة تخرج من حلقي‪ ،‬رأيت وجه شرطي‬ ‫عسكري بقبعته الحمراء‪ ،‬وشاربه الكث‪ ،‬وذراعه المليئة بالشعر‪ .‬سقط رأسي‬ ‫على الوسادة‪ ،‬وابتلعني ثقب أسود‪.‬‬ ‫ال أدري كم مر من الوقت عندما استيقظت مرة ثانية في نفس الحوض‪ ،‬بينما‬ ‫كانت نفس الممرضة الفلبينية تضع أكياس الثلج فوق جسدي العاري‪ .‬جاء‬ ‫نفس الطبيب وقال‪»:‬حيرتني وهللا حيرتني ‪ ..‬أغرب حالة تمر عل ٌي»‪ ،‬وأمر‬ ‫الممرضة بنقلي إلى سريري‪ .‬وجدت نفسي في نفس السرير‪ ،‬وجميع المرضى‬ ‫كانوا نائمين‪ .‬مرت ممرضة ليبية فسألتها عن الشرطي العسكري‪ ،‬فأخبرتني‬ ‫بأن أحد األفارقة الذي ينتمي إلحدى الحركات العسكرية‪ ،‬والذي يتدرب في‬ ‫ليبيا كان ينام في نفس السرير‪ ،‬واليوم صباحا تمكن من الفرار من المستشفى‪،‬‬ ‫وجاءت الشرطة العسكرية لتعيده إلى وحدته‪ .‬تنفست الصعداء‪ ،‬ونمت كما لم‬ ‫أنم في حياتي‪.‬‬ ‫استيقظت في الصباح على صوت عربة اإلفطار ومزاجي رائق‪ .‬أكلت بشهية‬ ‫طيبة‪ ،‬وتذكرت بأنني لم أكل ولم أشرب منذ يومين‪.‬‬ ‫لبست مالبسي وتسللت من المستشفى بهدؤ‪ ،‬وبعد ساعات كنت مع عائلتي في‬ ‫قريتي بين أهلي وأقاربي‪ .‬بقيت أسبوعين في القرية قبل أن أعود إلى عملي‪ .‬لم‬ ‫يسأل عني أحد باستثناء زمالئي في العمل‪ ،‬الذين زاروني في نهاية األسبوع‪،‬‬ ‫وهم يضحكون بشدة‪ .‬وضعوني على القرمة‪ ،‬ومصطفى يروي لهم ما كنت‬ ‫أهذي به في طريقنا إلى المستشفى‪ »:‬ال‪..‬ال‪..‬ال أعرف ال بن عريس وال بن‬ ‫عروس»‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫أدب املقاومة‬

‫نتاج احلرب أم العسف السياسي‬ ‫استطالع ‪....‬هند الهوني‬ ‫«أدب ال��م��ق��اوم��ة»‪ .‬وه��و‬ ‫مصطلح قد يكون إشكاليا‬ ‫وخالفيا‪ ،‬ولكن يمكن االتفاق‬ ‫على مالمح رئيسة له‪ ،‬مثل‬ ‫ارتكازه على تجارب إنسانية‬ ‫عميقة تعيشها الشعوب‬ ‫في مفارق حياتية وقدرية‪،‬‬ ‫تجعل يومياتها أحداثا ً شديدة‬ ‫الدرامية‪.‬‬ ‫ولكن هل لهذا األدب أوقات‬ ‫وم��واس��م كالحروب مثالً ‪،‬‬ ‫أم أن��ه مصاحب لسياسيات‬ ‫دول وحكومات‪ ،‬من جانب‬ ‫آخ���ر أل��ي��س األدب‪ ،‬وبكل‬ ‫أجناسه‪ ،‬فعل مقاومة في حد‬ ‫ذاته ؟ مادام قدره أن يجابه‬ ‫جماليا ً كل أفعال التهميش‬ ‫واإلق��ص��اء ال��ت��ي تمارسها‬ ‫السلطة السياسة‪ ،‬خصوصا‬ ‫في المجتمعات التي تغيب‬ ‫عنها الديمقراطية ‪ ،‬أسئلة‬ ‫ن��ح��اول اس��ت��ب��ط��ان��ه��ا عبر‬ ‫مشاركة العديد من الكتاب‬ ‫الذين قاوموا بحبرهم األعزل‬ ‫كل هذه التجليات من االعتداء‬ ‫على القيم اإلنسانية ‪ .‬من‬ ‫أجل ترسيخ قواعد الوجود‬ ‫اإلنساني في مواجهة العدوان‬ ‫‪.‬‬

‫•األديب المصري الدكتور السيد نجم يذكر بأن هناك مقاومة‬ ‫بيولوجية نمارسها بال وعي عندما «نعطس» أو «نكح» حيث‬ ‫نقاوم ذلك الميكروب الذي يغزو الرئتين‪..‬أما المقاومة التي نعنيها‬ ‫تلك األفعال القائمة على «الوعي» والمواجهة من بعد‪..‬إال أن هذا‬ ‫«الوعي» على عالقة جدلية بين «الفرد» و»المجتمع»‪ ..‬ما بين‬ ‫الخاص والعام‪ ,‬وهو ما يولد «المعرفة» التي تسعى لفهم الذات‬ ‫واآلخر وكشف أسرار الطبيعة والمجهول لكن تلك الرؤية تتشكل في‬ ‫المجتمع بحسب مفهوم «المصلحة» أو «المنفعة»‪ ,‬في إطار ثقافة‬ ‫المجتمع نفسه ‪ .‬بالتالي فان «الوعي» قادر على تحريك األفراد‪,‬‬ ‫الجماعات‪ ,‬الشعوب‪ ,‬واألمم‪ ..‬بحيث يتحول إلى طاقة بشرية هائلة‪,‬‬ ‫ذلك ألن «الوعي» بمفهوم الحرية والعدوان والمقاومة‪ ,‬هو‬ ‫المدخل للوصول إلى تعريف مناسب ألدب كل همه الدفاع عن‬ ‫الذات (الجمعية) في مقابل (اآلخر العدواني)‪ ..‬والعدوان يبدأ من‬ ‫التهكم واالحتقار حتى اإلرهاب بكل أشكاله والحروب النظامية‪.‬‬ ‫فالفعل الواعي الحر المناهض للفعل العدواني هو الفعل المقاوم‪.‬‬ ‫كما تتبدى المقاومة على شكلين‪ ..‬مقاومة سلبية (ونموذج المهاتما‬ ‫غاندى مثاال لها)‪ ،‬والمقاومة االيجابية (وهى المعروفة للعامة‬ ‫والخاصة‪ ،‬حيث العنف تجاه اآلخر المعتدي )‬ ‫وبجهد خاص أقدم التعريف التالي ألدب‬ ‫المقاومة‪« :‬هو األدب المعبر عن الجماعة‬ ‫الواعية بهويتها‪ ،‬الساعية إلى حريتها‪ ،‬من‬ ‫أجل الخالص «‬

‫وقد أعيد طباعة هذا الكتاب خمس مرات‪.‬‬ ‫في النهاية يعد األدب السياسي ‪ ،‬أدب مبتور الرأي إال من رؤية‬ ‫وحيدة‪ ،‬تسعى كل حيل الكاتب على إذكائها‪ ..‬دون النظر إلى جدلية‬ ‫الواقع وتعدد الرؤى‪ ،‬تلك التعددية التي هي أهم سمات الفن الراقي‬ ‫أو الجيد‬ ‫في حين يعد أدب المقاومة أعم وأشمل من أدب الحرب إذ أنه‬ ‫األدب المعبر عن الرغبة في مواجهة اآلخر العدواني‪ ,‬من خالل‬ ‫إبراز القوى الذاتية وتنمية عنصر «االنتماء» والرغبة في «الفداء»‬ ‫من أجل الجماعة والوطن‪.‬‬ ‫•الشاعر والكاتب الفلسطينى عبد السالم العطاري يجد أن البحث‬ ‫في هذا األدب وإشكالياته لم تنته بعد للخالص إلى وجهة واحدة‬ ‫تعبّر عن سياقه فى التجربة العربية بشكل عام التجربة الفلسطينية‬ ‫بشكل خاص بصفتها ما زالت تخضع ألطول وأبشع احتالل‬ ‫عنصري ‪ ،‬ويذهب األستاذ العطاري بالقول ‪...‬أدب المقاومة‬ ‫ليس أدب التحريض فحسب أو شعر الثورة والمسيرات والهتافات‬ ‫ومديح القادة والشهداء فقط ‪ ،‬وإنما األدب الذي عليه أن يواجه‬ ‫ويجابه النقيض‪ ،‬النقيض العنصري المحتل‪ ،‬الذي يصارع ليس‬ ‫فقط على األرض وعلى جغرافية محدودة ولو نال كل الجغرافية‬ ‫لن ينهي ولن ينتهي صراعه‪ ،‬ألن هذا الصراع على التاريخ وعلى‬ ‫الحضارة وعلى شكل ولون وطعم الحياة‪،‬‬ ‫فهو من سلب ونهب وما زال يسرق كل‬ ‫ألوان الحكاية الفلسطينية سواء من تلك‬ ‫األسماء التي ض ّمنها ألبجديته أو من خالل‬ ‫ما استولى عليه من إرث يبوس وعسقالن‬ ‫وحضارة كنعان العربي‪ ،‬لذلك ال بد‬ ‫من وعي لدور األديب الفلسطيني الذي‬ ‫ذهب أحيانا في إجازة من أدبه إلى مدن‬ ‫الرخاء والى فضاء ال يشبه فضاء التعب‬ ‫الذي يحتاج إلى إيقاد المزيد من شموع‬ ‫التحدي واإلرادة والمواجهة‪ ،‬ألن األدب‬ ‫الفلسطيني؛ الثقافي والتربوي والسياسي‬ ‫واالجتماعي والفني‪ ،‬يجب أن يكون في‬ ‫سياق أدب المقاومة إلى أن يتسق ذلك مع‬ ‫تحالف جبهوي ثقافي عربي يواجه بشكل‬ ‫عام سياسة التغريب والسلب والنهب التي‬ ‫تجتاح البالد من محيطها إلى خليجها ومن‬ ‫شمالها إلى جنوبها ونقط التحول والتأزم‬ ‫هي قلب الحكاية العربية فلسطين‪ ،.‬وال‬ ‫أريد هنا أن أفصل هل ثمة اختالف بين األدب المقاوم والسياسي‬ ‫وأدب الحرب‪ ،‬في سياق ما تقدمت به كل يجب أن يتسق في سياق‬ ‫الحقيقة والواقع‪ ،‬نحن لسنا في دولة (البكيني‪ ،‬والبيجاما) كي نفكك‬ ‫ونحلل االختالف بين تلك المفاهيم ‪ ،‬فنحن ما زلنا في دولة( الخاكي‪،‬‬

‫•د‪ .‬السيد‬ ‫جنم ‪ :‬فالفعل‬ ‫الواعي احلر‬ ‫املناهض للفعل‬ ‫العدواني هو‬ ‫الفعل املقاوم‪.‬‬

‫وقد بان للمهتمين بأدب الحرب‪ ،‬أن األدب‬ ‫السياسي من أكثر األلوان األدبية شيوعا بعد‬ ‫الحرب‪ ..‬حيث تزكى المؤسسات الرسمية في‬ ‫البالد أن سبب االنتصار أو حتى الهزيمة‪ ،‬هي‬ ‫جملة أفكار سياسية تزكيها تلك المؤسسات‪،‬‬ ‫أو العكس في حالة الهزيمة‪.‬‬ ‫وفى كل األحوال قد توظف المؤسسات‬ ‫الرسمية السياسية‪ ،‬شكل «المذكرات» التي قد‬ ‫يكتبها بعض الجنود أثناء المعارك أو بعدها‪،‬‬ ‫ليس لقيمتها األدبية‪ ،‬بل لكونها تحمل دالالت‬ ‫نفسية وسياسية‪ ،‬ترجوها تلك المؤسسات‪.‬‬ ‫ربما من أشهر نموذج لألدب السياسي‬ ‫وتوظيفه بعد الحروب الحديثة‪ ،‬هو كتاب‬ ‫«حديث المحاربين‪/‬سياح لوحاميم»‪ ،‬الذي صدر في أكتوبر ‪ 67‬أي‬ ‫بعد حوالي أربعة أشهر من بداية المعركة‪ ،‬وهى فترة قصيرة جدا‪..‬‬ ‫وهى إحدى ميزات األدب األيديولوجي‪ ،‬الذي يعبر عن نفسه خالل‬ ‫فترات قصيرة من األحداث الهامة‪ ،‬لكونه ال يحتاج إلى جهد كبير‪..‬‬


‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫عبد السالم العطاري‬

‫فتحي نصيب‬

‫وليد الزبيدي‬

‫فوزي غزالن‬

‫‪11‬‬ ‫السيد نجم‬

‫•فوزي غزالن ‪ :‬ما يسمى بأدب املقاومة حي ّدده املستوى الثقايف والفكري لألديب بالدرجة األوىل‪.‬‬ ‫والبسطار‪ ،‬ورغيف الخبز الجاف) ‪ ،‬لذلك ال بد من البقاء على نحو‬ ‫مثال لنا غزة‪ .‬فقد ظهرت ربما ماليين القصائد‪.‬‬ ‫واع من سياسة الحرب أو نتائجها‪ .‬وأقرب‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫التغريب التي تمتلكها اللوبيات اإلسرائيلية الصهيونية ووكالتها التي باتت تمتلك‬ ‫مداخل اإلعالم والثقافة العالمية من خالل أجسام ومؤسسات مغلفة بحسن النوايا كل •الشاعر والكاتب التونسي؛ األستاذ عبد الوهاب الملوح‪ ،‬أستنكر بداية فتح مثل هذه‬ ‫هدفها إغراق األدب العربي في قضايا وجدليات ظاهرية بهدف ابتعادها عن جوهر الملفات في وقت الحرب فقط « بحكم أننا نشهد حاليا هجمة إسرائيلية على فلسطين‬ ‫المعنى الحقيقي للثقافة العربية وحضارتها التاريخية‪ .‬وهذا يتطلب منا البقاء على قمة « ألنه وكما يؤمن بأن األدب بطبيعته مقاوم وليس هناك أدب إال وهو مقاوم ومقاوم‬ ‫أُحد الثقافة العربية ألنه لم يحن الهبوط عنه بعد ‪.‬‬ ‫من اجل الحرية والكرامة واإلنسانية‪ ،‬وكل ما خرج عن هذا ليس من األدب في شيء‪...‬‬ ‫•األستاذ خالد كاكي ‪...‬شاعر وقاص عراقي من مدريد حيث يقيم ألكثر من عشر كل الكتابات الخالدة من فجر التاريخ إلى اليوم هي كتابات تصب في المقاومة ولئن‬ ‫سنوات يرى‪ :‬أن « شعراء وكتاب المقاومة‪ ،‬يبدون لي كموظفين في دائرة رسمية اختلفت الصيغ والتعابير فالشاعر وهو يكتب في الحب إنما يقاوم اإلشكال المترهلة‬ ‫مدى الحياة‪ .‬فالذي يتخلى منهم عن القميص الذي ارتداه على مدى عقود‪ ،‬يتهم بالخيانة والمتآكلة « ومن ناحية ظهور بعض األدبيات في وقت الحرب يشير األستاذ الملوح‬ ‫والتقاعس‪ .‬فهو موظف إذن في دائرة مغلقة‪ ،‬عليه المراوحة في بقعة واحدة ال غير‪ .‬بالقول « يمقت األدب الحرب ويكتب ضدها إن لم تكن من اجل قضية عادلة ويكتب‬ ‫المثير للشفقة في وضع هؤالء هو انفراج القضية التي أنفقوا عمراً في شحن قنديلها األديب من اجل أن يفضح دنس الحرب وان يشير إلى فضائعها ويكشف مدبريها‪،‬‬ ‫بالزيت‪ .‬فما العمل‪ ،‬عندما تنتهي القضية ويزاول كال من في الخندقين مهام الحياة ولكن أيضا يمجدها حين تكون من اجل الحرية والكرامة والعدالة ورفع القيم اإلنسانية‬ ‫المدنية؟ ما الذي نفعله بإرث المقاومة وبشعرائها وكتابها ومغنيها؟ كثيرون منهم ال النبيلة؛رواية الحرب والسالم لتولستوي ورواية حين تدق األجراس لهمنغواي ورواية‬ ‫يصدقون «انتهاء اللعبة» فيبحثون عن قضايا على شاكلة المقاومة وهي لألسف وفيرة عناقيد الغضب لشايمبك ‪ ،‬هذه الروايات أظهرت قيمة الحرب كمجال السترداد جمال‬ ‫في الجانب المنهَك من العالم ‪ ،‬ويتساءل األستاذ خالد عن كلمة المقاومة ‪...‬من لمن ؟ مسلوب ولكن دون أن تمجدها واعتقد أنها فعال المست العصب الرئيسي لهذه المسألة‬ ‫ويستطرد قائالً «فالجمهور العربي مسيّس بمجمله ويؤدلج بشكل يومي عبر الفضائيات الن الحرب قتل وموت ودمار واألدب حياة وانبعاث ‪.‬‬ ‫وذائقته األدبية والفنية والفكرية تس ّمم بأطباق جاهزة ال ندري في أية مطابخ تعد على‬ ‫قدم وساق ولمصلحة من بالتحديد؟‪ .‬وحينما تساءل أو تحاول االستدالل على ماهية •الباحث واألديب العراقي ‪ ،‬وليد الزبيدي‪ ،‬يطرح العراق كنموذج في خضم حديثة عن‬ ‫الطبق الذي يوضع على طاولة كل منزل‪ ،‬ينظر الجميع إليك وكأنك مخلوق زائر أدب المقاومة حيث أشار في البداية إلى أن المقاومات عبر التاريخ تبدأ بجهد سياسي‬ ‫من الفضاء ولم تكن يوما ً واحداً منهم‪ .‬ثم بعد هنيهة من االستماع إلى سؤالك الخطير ‪،‬ليأخذ على عاتقه مسؤولية الحشد الشعبي والجماهيري‪،‬الذي يشكل العصب األساسي‬ ‫يُطلب منك فوراً تحديد موقفك‪ :‬أمع فالن أم مع عالّن أنت؟ والحقيقة هو أنك كنت لمن يحمل السالح‪ ،‬وهذا معروف في تجارب الشعوب المقاومة في فلسطين والجزائر‬ ‫تحاول فقط التكلم بحرية عن شأن من شؤون الحياة حسب ما يمليه‬ ‫وفيتنام وكثير من الدول‪،‬إال أننا أمام تجربة قد تكون مختلفة تماما‬ ‫عليك موقفك الفكري الذي صقلته عبر التجربة والشرب من منابع‬ ‫هي تجربة المقاومة في العراق إذ يالحظ حتى اآلن‪ ،‬وبالرغم‬ ‫الحياة العديدة « ويخلص بالقول «األدب الخالد‪ ،‬هو ذاك الذي‬ ‫من مرور ما يقرب من ست سنوات من عمر هذه المقاومة‬ ‫يبتلع الزمن والزمن يفشل في ابتالعه‪.‬‬ ‫في العراق‪،‬إال أن أدب المقاومة لم يسجل حضورا كبيرا‪ ،‬وأنا‬ ‫•الشاعر السوري فوزي غزالن « ما يسمى بأدب المقاومة يح ّدده‬ ‫اعتقد أن ذلك يعود لسبب جوهري‪ ،‬فبدال من بروز القصائد‬ ‫المستوى الثقافي والفكري لألديب بالدرجة األولى‪ ،‬بحيث نجده‬ ‫الحماسية والخواطر والخطب السياسية والقصص والروايات‬ ‫عند البعض يصل إلى حدود ما يسمى باألدب الكوني‪ ،‬ومنه ما‬ ‫لكي تستنهض الهمم‪ ،‬برز في العراق حملة السالح‪ ،‬وفي هذه‬ ‫يلتزم بقضية ما بعينها‪ ،‬كما نشهده في أدب غسان كنفاني‪ ،‬وسميح‬ ‫التجربة الفريدة في العالم ‪ ،‬تقدم السالح المقاوم على الفعل‬ ‫القاسم‪ .‬حيث كرٍّ س غسان كنفاني أدبه للقضية الفلسطينية فكان‬ ‫السياسي المقاوم‪ ،‬ورغم الحجم الهائل للمحتل األمريكي وقوة‬ ‫على فاعلية ال تق ّل عن فاعلية المقاومة المسلحة‪ .‬وكان عند الفنان‬ ‫سالحه وبطشه وفتكه وممارسته ألبشع األساليب اإلجرامية‬ ‫المعروف ناجي العلي – ربما – أكثر فاعلية‪ ،‬مما جعل العدو‬ ‫ضد أبناء العراق منذ أيام‪ ،‬بل ساعات الغزو األولى في ربيع‬ ‫الصهيوني يقول بعد اغتياله‪ :‬لقد أبدنا لوا ًء مدرعاً‪ ..‬وعند محمود‬ ‫عام ‪ ،2003‬إال أن الفعل المقاوم العراقي سجل سابقة تاريخية‬ ‫درويش وصل االلتزام الفكري إلى أن ينتج أدبا ً كونيا ً بعموميته‪،‬‬ ‫وابتدأ العمل العسكري بعد أيام من دخول القوات األمريكية‬ ‫لكنه التزم أكثر اصطفافيا ً بالقضية الفلسطينية‪ .‬وهنا ال ننسى أدب‬ ‫المحتلة مدينة بغداد في ‪ ، 9-4-2004‬وبهذا استطاع الفعل‬ ‫المقاومة في الجهات األوروبية‪ /‬في إسبانيا وفرنسا واليونان‪ .‬فلقد‬ ‫المقاوم تسجيل سبق على الفعل المقاوم السياسي‪ ،‬أما على‬ ‫كان لألدب الفرنسي الدور األكبر في الثورة الفرنسية وفي تحرير‬ ‫صعيد أدب المقاومة في العراق فما زال في بداياته وبدال من‬ ‫فرنسا أيضاً‪ ...‬وهناك سؤا ٌل طرح حول إذا ما كان ألدب المقاومة‬ ‫حضوره إلشعال الحماس في دواخل المقاومين ‪،‬فان األدباء‬ ‫عالقة بالحروب‪ ،‬أو يعبّر عنها بشكل أو بآخر‪ .‬أقول نعم‪ ،‬ال يمكنه‬ ‫يتجهون اآلن لتوثيق االنتصارات الكبيرة والقصص البطولية‬ ‫الخرس الشديد ‪ ،‬بالرغم من انتفاء الفاعلية هنا‪ .‬فالرواية تأتي‬ ‫المذهلة للمقاومة في العراق‪ ،‬وال شك أن أعماال كبيرة وأفالما‬ ‫متأخرة لزمن الحرب وهي هنا كي تقرأ األجيال التالية ما جرى‪ .‬والقصة القصيرة إما ومسرحيات ستظهر في الوقت المناسب‪.‬‬ ‫ت ال تسمن‬ ‫أن تكون تسجيلية وهنا ستفد ميزتها اإلبداعية‪ .‬وإما أن تكون القطة لجزئيا ٍ‬ ‫ت حداثوية تبتعد‬ ‫وال تغني من جوع‪ .‬وقد يكون الشعر أكثر نضجا ً إذا ما كان في سياقا ٍ‬ ‫ت من األحداث‪ ،‬فتتحدث عن الحاويات الفكرية التي تولّدت منها‬ ‫عن المباشرة والمعيّنا ِ‬

‫•عبدالوهاب‬ ‫امللوح‪ :‬ميقت‬ ‫األدب احلرب‬ ‫ويكتب ضدها‬ ‫إن مل تكن من‬ ‫اجل قضية‬ ‫عادلة‬


‫‪12‬‬

‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫حادث القتل اجلماعي يف سجن‬ ‫في صيف عام ‪ ،1996‬بدأت‬ ‫تتسرب من ليبيا روايات‬ ‫عن حادث قتل جماعي في‬ ‫سجن بوسليم بطرابلس‪ ،‬لكن‬ ‫التفاصيل ظلت غير وافية‪ ،‬وفي‬ ‫البداية نفت الحكومة وقوع‬ ‫الحادث‪ .‬وقد أفادت الجماعات‬ ‫الليبية في خارج البالد بأنه نحو‬ ‫‪ 1200‬سجين قد لقوا حتفهم‪.‬‬ ‫وخالل عامي ‪ 2001‬و‪،2002‬‬ ‫بدأت السلطات الليبية في إبالغ‬ ‫عائالت بعض المسجونين في‬ ‫بوسليم بأنهم لقوا حتفهم‪،‬‬ ‫ولكنها لم تسلم جثث هؤالء‬ ‫المسجونين لذويهم‪ ،‬ولم‬ ‫تطلعهم على التفاصيل المتعلقة‬ ‫بأسباب الوفاة‪ .‬وفي إبريل‪/‬‬ ‫نيسان ‪ ،2004‬اعترف القذافي‬ ‫علنا ً بوقوع حوادث قتل في‬ ‫بوسليم‪ ،‬قائالً إن من حق‬ ‫عائالت السجناء معرفة ما‬ ‫حدث لهم‪.‬‬

‫وفي مايو‪/‬أيار ‪ ،2005‬قامت منظمة هيومن‬ ‫رايتس ووتش بزيارة لسجن بوسليم الذي‬ ‫يديره جهاز األمن الداخلي؛ وقال رئيس‬ ‫الجهاز العقيد التهامي خالد إن الحكومة بدأت‬ ‫التحقيق في الحادث الذي وقع عام ‪،1996‬‬ ‫ولكن لم تفد أي معلومات عن طبيعة أو تاريخ‬ ‫التحقيق‪ .‬وتبعًا لذلك‪ ،‬طلبت هيومن رايتس‬ ‫ووتش من الحكومة الليبية موافاتها بتفاصيل‬ ‫عن التحقيق‪ ،‬ولكن الحكومة لم ترد على هذا‬ ‫الطلب‪.‬‬ ‫وفي المقابالت التي أجرتها منظمة هيومن‬ ‫رايتس ووتش مع سجناء بوسليم في شهر‬ ‫مايو‪ ،‬لم يب ِد المساجين استعدادهم للتحدث عن‬ ‫تلك الواقعة‪ ،‬فيما يبدو خوفا ً من السلطات‪.‬‬ ‫واقتصرت المقابالت على حاالتهم الفردية‪،‬‬ ‫وقد أجمعوا على أن األوضاع في السجن قد‬ ‫تحسنت مؤخراً‪.‬‬ ‫وفي يونيو‪/‬حزيران ‪ 2004‬ثم في يونيو‪/‬‬ ‫حزيران ‪ ،2006‬أجرت هيومن رايتس ووتش‬ ‫مقابلة مع سجين سابق في بوسليم شهد حوادث‬ ‫القتل؛ وقال حسين الشافعي‪ ،‬الذي يعيش‬ ‫حاليًا في الواليات المتحدة حيث تقدم بطلب‬ ‫لجوء‪ ،‬إنه أمضى الفترة ‪ 1988-2000‬في‬ ‫سجن بوسليم بسبب تهم سياسية‪ ،‬ولكنه لم يقدم‬ ‫للمحاكمة قط؛ وعمل في مطبخ السجن في‬ ‫يونيو‪/‬حزيران ‪ .1996‬وقد تعذر على هيومن‬ ‫رايتس ووتش التحقق من أقواله‪ ،‬ولكن كثير‬ ‫من التفاصيل التي أدلى بها تتفق مع ما ورد‬ ‫في تقرير صادر عن إحدى الجماعات الليبية‬ ‫في الخارج استناداً لرواية شاهد آخر‪.‬‬ ‫ووفقا ً لما ذكره الشافعي‪ ،‬فإن الواقعة بدأت‬ ‫في حوالي الساعة ‪ 4:40‬مسا ًء من يوم ‪28‬‬ ‫يونيو‪/‬حزيران‪ ،‬عندما احتجز سجناء العنبر ‪4‬‬ ‫في السجن حارس يدعى عمر أثناء إحضاره‬ ‫الطعام لهم؛ وفر المئات من سجناء العنابر ‪3‬‬ ‫و‪ 5‬و‪ 6‬من زنزاناتهم؛ وكانوا غاضبين بسبب‬ ‫تقييد الزيارات العائلية‪ ،‬وسوء األوضاع‬

‫المعيشية في السجن التي تدهورت في أعقاب‬ ‫فرار بعض السجناء في العام السابق‪ .‬وقال‬ ‫الشافعي لهيومن رايتس ووتش‪:‬‬ ‫وفي غضون خمس أو سبع دقائق‪ ،‬بدأ الحراس‬ ‫الذين كانوا على األسطح في إطالق النار على‬ ‫السجناء الذين كانوا في المناطق المكشوفة؛‬ ‫فأصيب ‪ 16‬أو ‪ 17‬؛ وكان أول سجين يلقى‬ ‫حتفه هو محمود المسيري؛ واحتجز السجناء‬ ‫حارسين كرهينة‪.‬‬ ‫و أضاف الشافعي أنه بعد نصف ساعة‪ ،‬وصل‬ ‫إلى السجن في سيارة «أودي» خضراء داكنة‬ ‫برفقة حرس أمني‪ ،‬اثنان من كبار المسؤولين‬ ‫األمنيين وهما عبد هللا السنوسي ‪ -‬عديل‬ ‫القذافي وناصر المبروك‪ .‬وأمر السنوسي‬ ‫بوقف إطالق النار‪ ،‬وطلب من السجناء تعيين‬ ‫أربعة ممثلين للتفاوض بالنيابة عنهم؛ فاختار‬ ‫السجناء محمد الجويلي ومحمد غاليو ومفتاح‬ ‫الدوادي ومحمد بوسدرة‪.‬‬ ‫ونقالً عن الشافعي‪ ،‬الذي قال أنه شاهد وسمع‬ ‫المفاوضات من المطبخ‪ ،‬إن السجناء طلبوا‬ ‫من السنوسي مالبس نظيفة‪ ،‬والتريض في‬ ‫الخارج‪ ،‬و رعاية طبية أفضل‪ ،‬والسماح‬ ‫بالزيارات العائلية‪ ،‬والحق في المثول أمام‬ ‫القضاء‪ ،‬ألن كثير من السجناء كانوا مسجونين‬ ‫بدون محاكمة‪ .‬وقال السنوسي إنه سوف يعالج‬ ‫األوضاع الحالية‪ ،‬ولكن يجب على السجناء‬ ‫العودة إلى زنازينهم وإخالء سبيل الرهينتين؛‬ ‫فوافق السجناء‪ ،‬وأخلوا سبيل أحد الحارسين‪،‬‬ ‫ويدعى عطية‪ ،‬ولكن الحارس اآلخر‪ ،‬واسمه‬ ‫عمر‪ ،‬كان قد لقي حتفه‪ .‬وأخذت قوات األمن‬ ‫جثث القتلى‪ ،‬ونقلت الجرحى إلى المستشفى‬ ‫لتلقي الرعاية الطبية؛ وركب نحو ‪ 120‬من‬ ‫السجناء المرضى اآلخرين ثالث حافالت‬ ‫لنقلهم إلى المستشفى فيما ُزعم؛ وقال الشافعي‬ ‫إنه رأي الحافالت تنقل السجناء إلى مؤخرة‬ ‫السجن‪.‬‬ ‫وفي حوالي الخامسة من صباح ‪ 29‬يونيو‪/‬‬

‫حزيران‪ ،‬نقلت قوات األمن بعض السجناء‬ ‫بين القسمين المدني والعسكري من السجن؛‬ ‫وبحلول الساعة التاسعة صباحا ً كانت قد‬ ‫أجبرت المئات من السجناء على الخروج‬ ‫من العنابر ‪ 1‬و‪ 3‬و‪ 4‬و‪ 5‬و‪ 6‬إلى مختلف‬ ‫ساحات السجن؛ ونقل سجناء العنبر ‪ 2‬غير‬ ‫المشدد الحراسة إلى القسم العسكري‪ ،‬فيما ظل‬ ‫سجناء العنبرين ‪ 7‬و‪ 8‬داخل زنازينهم الفردية‪.‬‬ ‫وروى الشافعي‪ ،‬الذي كان خلف مبنى اإلدارة‬ ‫مع غيره من العاملين بالمطبخ آنذاك‪ ،‬لمنظمة‬ ‫هيومن رايتس ووتش ما حدث بعد ذلك قائالً‪:‬‬ ‫في الساعة ‪ ،11:00‬ألقيت قنبلة يدوية في‬ ‫إحدى ساحات السجن؛ لم أ َر من رماها‪ ،‬ولكني‬ ‫متأكد من أنها كانت قنبلة؛ سمعت دوي انفجار‪،‬‬ ‫وعلى الفور بدأ إطالق النار بصفة مستمرة من‬ ‫األسلحة الثقيلة وبنادق الكالشنكوف من فوق‬ ‫األسطح؛ واستمر إطالق النار من الساعة‬ ‫‪ 11:00‬حتى ‪.1:35‬‬ ‫وأضاف الشافعي قائالً‪:‬‬ ‫لم أ َر السجناء القتلى الذين أطلقت عليهم النار‪،‬‬ ‫ولكني رأيت من كانوا يطلقون النار؛ وهم‬ ‫وحدة خاصة يرتدي أفرادها القبعات العسكرية‬ ‫ذات اللون الكاكي؛ وكان ستة منهم يطلقون‬ ‫النار من بنادق الكالشنكوف‪...‬‬ ‫رأيت ستة رجال على األقل ‪ -‬على أسطح‬ ‫مباني السجن؛ كانوا يرتدون الزي العسكري‬ ‫الكاكي الفاتح وعصابات الرأس الخضراء‬ ‫التي تشبه العمائم‪.‬‬ ‫وفي حوالي ‪ 2:00‬عصراً‪ ،‬استخدمت القوات‬ ‫المسدسات «لإلجهاز» على من كانوا ال‬ ‫يزالون أحياء‪ .‬كان عدد السجناء المحتجزين‬ ‫في بوسليم آنذاك يتراوح بين ‪ 1600‬و‪1700‬‬ ‫سجين‪ ،‬وقتلت قوات األمن «نحو ‪1200‬‬ ‫شخص»‪ ،‬حسبما أفاد الشافعي؛ وقد حسب هذا‬ ‫الرقم بناء على عدد الوجبات التي أعدها قبل‬ ‫الحادث وبعده‪.‬‬


‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫بوسليم خالل يونيو ‪1996‬‬ ‫بدأت عمليات التنظيف في حوالي الساعة‬ ‫‪ 11:00‬من صباح اليوم التالي‪ 30 ،‬يونيو‪/‬‬ ‫حزيران‪ ،‬حيث قامت قوات األمن بنقل الجثث‬ ‫على عربات اليد؛ وألقي بالجثث في خنادق تم‬ ‫حفرها لبناء جدار جديد‪ ،‬يترواح عمقها بين‬ ‫مترين وثالثة أمتار‪ ،‬وعرضها متر واحد‪،‬‬ ‫وطولها نحو ‪ 100‬متر‪ .‬وقال الشافعي «طلب‬ ‫مني حراس السجن أن أغسل ساعات اليد‬ ‫المخلوعة من أيدي السجناء القتلى‪ ،‬وكانت‬ ‫ملطخة بالدماء»‪ .‬وفي عام ‪ ،1999‬صب‬ ‫مسؤولو األمن األسمنت على الخندق‪ ،‬على‬ ‫حد زعم الشافعي وإن كان يعتقد أنهم أزالوا‬ ‫الجثث من الموقع فيما بعد‪.‬‬ ‫والرواية األخرى الوحيدة لهذه الواقعة ترد‬ ‫في تقرير «الجبهة الوطنية إلنقاذ ليبيا»‪ ،‬وهي‬ ‫جماعة سياسية معارضة تتخذ مقرها خارج‬ ‫ليبيا؛ إذ يؤكد التقرير رواية الشافعي إلى حد‬ ‫بعيد استناداً لرواية سجين سابق شهد الواقعة‬ ‫(غير الشافعي) ولم يذكر اسمه‪.‬‬ ‫ويقول تقرير «الجبهة الوطنية» أن ‪ 120‬من‬ ‫السجناء المرضى والجرحى ركبوا الحافالت‬ ‫في ‪ 28‬يونيو‪/‬حزيران لتلقي العالج الطبي‪،‬‬ ‫ثم أعدم الكثيرون منهم‪ ،‬ولو أن التقرير جاء‬ ‫خاليا ً من التفاصيل‪ .‬ويقول التقرير إنه في‬ ‫حوالي الساعة الحادية عشر من اليوم التالي‬ ‫«ألقيت رمانات (قنابل يدوية) ثم تبع صوت‬ ‫االنفجارات إطالق رصاص كثيف من أسلحة‬ ‫مختلفة منها بنادق الكالشنكوف ورشاشات‬ ‫األغراض العامة والغدارات‪ ،‬واستمر ذلك‬ ‫لمدة ساعة تقريباً»‪.‬‬ ‫وال يشير التقرير إلى أي خنادق‪ ،‬ولكنه‬ ‫يقول إن الجثث نقلت على متن شاحنة مبردة‬ ‫تابعة لشركة نقل اللحوم وأخرى تابعة للصيد‬ ‫البحري‪ .‬وفي ‪ 30‬يونيو‪/‬حزيران‪ ،‬استخدمت‬ ‫رافعة صغيرة في نقل الجثث األخيرة إلى‬ ‫حاوية كبيرة‪ .‬ويقول التقرير إن ‪ 1170‬سجينا ً‬ ‫قد لقوا حتفهم‪ ،‬ولكنه ال يورد أسماءهم‪.‬‬

‫ونفت الحكومة الليبية وقوع أي جرائم؛ و قد‬ ‫قال رئيس جهاز األمن الداخلي لهيومن رايتس‬ ‫ووتش إن السجناء احتجزوا بعض الحراس‬ ‫أثناء توزيع إحدى الوجبات‪ ،‬واستولوا‬ ‫على أسلحة من مستودع األسلحة والذخيرة‬ ‫بالسجن‪ .‬وأضاف أن بعض السجناء والحراس‬ ‫لقوا حتفهم أثناء محاولة رجال األمن إعادة‬ ‫النظام إلى السجن‪ ،‬وقد فتحت الحكومة تحقيقا ً‬ ‫بناء على أوامر أمين العدل‪.‬‬ ‫و قال خالد‪« :‬عندما تنتهي اللجنة من عملها‪،‬‬ ‫الذي بدأته بالفعل‪ ،‬سوف نصدر تقريراً مفصالً‬ ‫يجيب على كافة األسئلة‪».‬‬ ‫وأضاف خالد أن أكثر من ‪ 400‬سجين قد‬ ‫فروا من بوسليم في أربع حوادث هروب‬ ‫منفصلة قبل وبعد الواقعة المعنية‪ :‬في يوليو‪/‬‬ ‫تموز ‪ ،1995‬وديسمبر‪/‬كانون األول ‪،1995‬‬ ‫ويونيو‪/‬حزيران ‪ ،1996‬ويوليو‪/‬تموز ‪.2001‬‬ ‫وقال إن من بين الهاربين رجاالً حاربوا في‬ ‫صفوف الجماعات اإلسالمية الجهادية في‬ ‫أفغانستان وإيران والعراق‪.‬‬ ‫وتقول جماعة ليبية أخرى تتخذ مقرها في‬ ‫سويسرا‪ ،‬وهي منظمة «التضامن لحقوق‬ ‫اإلنسان»‪ ،‬إن السلطات في عام ‪ 2001‬قد‬ ‫بدأت في أبالغ ‪ 112‬عائلة بأن أحد أقربائها‬ ‫المسجونين في بوسليم قد لقي حتفه‪ ،‬بدون‬ ‫تسليم الجثة لهم أو موافاتهم بأي تفاصيل عن‬ ‫أسباب الوفاة‪ .‬وفضالً عن هذا‪ ،‬فإن ‪238‬‬ ‫عائلة تزعم أنها فقدت االتصال بقريب لها كان‬ ‫مسجونا ً في بوسليم‪.‬‬ ‫وتحدثت منظمة هيومن رايتس ووتش مع‬ ‫شقيق أحد السجناء السابقين في سجن بوسليم‪،‬‬ ‫كانت السلطات قد أبلغته بوفاة شقيقه؛ وقال‬ ‫فرج العواني‪ ،‬الذي يعيش اآلن في سويسرا‪،‬‬ ‫إن عمالء األمن اعتقلوا شقيقه إبراهيم‬ ‫العواني‪ ،‬البالغ من العمر آنذاك ‪ 25‬عاماً‪،‬‬ ‫من منزل العائلة في البيضاء في يوليو‪/‬تموز‬

‫‪1995‬؛ ولم تتلق األسرة أي اتصال منه بعد‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ ،2002‬قال أفراد جهاز األمن الداخلي‬ ‫للعائلة إن إبراهيم توفي في أحد مستشفيات‬ ‫طرابلس بسبب المرض‪ .‬واطلعت هيومن‬ ‫رايتس ووتش على شهادة الوفاة التي قدمها‬ ‫أفراد األمن للعائلة والتي تفيد بوفاة إبراهيم‬ ‫في ‪ 3‬يوليو‪/‬تموز ‪ 2001‬ولكنها تخلو من أي‬ ‫معلومات مفصلة عن سبب وفاته‪ ،‬وبالرغم‬ ‫من االلتماسات المتكررة‪ ،‬لم تقم السلطات قط‬ ‫بإعادة جثته لذويه عمالً بما ينص عليه القانون‬ ‫الليبي ولم توضح ما إذا كان إبراهيم العواني‬ ‫قد توفي في أحداث يونيو‪/‬حزيران ‪ 1996‬أو‬ ‫في وقت الحق‪ .‬وقال فرج العواني «كل ما‬ ‫نريده هو أن نعرف ماذا حدث له‪ ،‬وأن نستعيد‬ ‫جثته»‪.‬‬ ‫عن الشبكة العربية لمعلومات حقوق اإلنسان‬ ‫لالطالع على التقرير الذي أصدرته «الجبهة‬ ‫الوطنية إلنقاذ ليبيا» بشأن أحداث سجن‬ ‫بوسليم‪ ،‬انظر الموقع التالي‪:‬‬ ‫(بالعربية) ‪http://www.nfsl-libya.‬‬ ‫‪com/Studies/5065.htm‬‬ ‫(باإلنجليزية) ‪http://www.nfsl-libya.‬‬ ‫‪com/Studies/5065-e.htm‬‬ ‫لالطالع على معلومات عن سجن بوسليم من‬ ‫منظمة «التضامن لحقوق اإلنسان»‪ ،‬انظر‬ ‫الموقع التالي‪:‬‬ ‫‪/http://www.lhrs.ch‬‬ ‫لالطالع على تقارير هيومن رايتس ووتش‬ ‫بشأن ليبيا‪ ،‬انظر الموقع التالي‪http:// :‬‬ ‫‪hrw.org/arabic/docs/2006/01/25/‬‬ ‫‪libya13096.htm‬‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫يختبئ النوم عند الفجر‪ ،‬ال أجد وقتا ً لعقد صفقة معه هذه الساعة‪ .‬أغرق‬ ‫تحت اللحاف في محاولة لتجنب خيوط الشمس التي تهاجمني‪ ،‬اتذكر قوله‬ ‫والشمس تخترق رؤوسنا ونحن نتجه غرباً‪.‬‬

‫ البالد‪..‬‬ ‫أحس باختراق الرصاص في لحظة من حلم‪ .‬المنبه‬ ‫يعلو صوته صادراً من هاتفي النقال‪ ،‬اضغط على الزر‬ ‫وامنع نفسي من تصفح آخر األخبار القادمة عبر تويتر‪.‬‬ ‫القي بالجهاز جانبا ً واعبر المسافة بين السرير والحمام‬ ‫مترنحاً‪ ،‬مستنداً بالحائط‪ .‬أقف أمامي مواجها ً صورة‬ ‫الكوابيس في المرآة‪ ،‬يتدفق الماء في الحوض‪ ،‬بارداً‬ ‫ما يلبث أن يفتر‪ .‬يقول لي أنهم باتوا يشربون مياها ً‬ ‫مالحة وأخرى مختلطة بالطين‪ .‬ألقي برأسي تحت المياه‬ ‫وأحاول الوصول إلى صورة أخرى للمدينة ولكنها ما‬ ‫تلبث أن تختفي عندما تعلو أصوات المحتجين‪ .‬اسقط‬ ‫بالقرب منه وهو يرفع شارة النصر‪.‬‬ ‫**‬ ‫كيف أنت يا صديقي‪ .‬هل مازلت تقف في الميدان‪ ،‬في‬ ‫الساحة القريبة‪ ،‬تلتحف األحالم وتعدنا بزاوية جديدة‬ ‫تعلن الفرح‪ .‬كم تمنيت أن أبوح لك بالكثير لكنني اسمع‬ ‫صوتك عبر الجهاز وفي المقاطع القصيرة‪ ،‬تعدنا بربيع‬ ‫متجدد على هذه األرض‪ .‬لم يعد للخوف مكان في حياتنا‬ ‫والقاتل ستالحقه أشباح الموتى‪ .‬كيف هو ألمك يا رفيقي‪،‬‬ ‫أعلم أنه لن يزول حتى بعد سقوطه‪ ،‬واعلم أنك ستحاول‬ ‫رسم ابتسامتك الدافئة وتقرأ علينا قصيدة جديدة بصوتك‬ ‫الرائق‪ ،‬تعدنا بربيع البالد‪.‬‬ ‫**‬ ‫ما هو األمل؟‬ ‫هل هو العيش في أضيق السبل والتطلع إلى سماء‬ ‫الظالم بحثا ً عن نجم المساء‪ ،‬االبتعاد عن الحلم مخافة‬ ‫ضياع لحظة الترقب‪ .‬أم أنه السير في الصحراء انتظاراً‬ ‫للمطر‪ ،‬أو انشقاق األرض بالماء‪.‬‬ ‫تنحدر الطريق أمامك‪ .‬تقترب من بوابة السقوط‪ ،‬تحاذر‬ ‫مالمسة وجهك الذي أراق دمه‪ .‬تلقي تعاويذه في نار‬ ‫الظهيرة وتهجر اليقين مستعينا ً برغبة تدفعك للبقاء مهما‬ ‫كلف الوقت‪.‬‬ ‫الوقت صنو األلم في هذا الطريق الممتد من مدينة تتاخم‬ ‫البحر وتغويه وأخرى تبتعد عنه وتجافيه‪.‬‬ ‫ما هو الربيع؟‬ ‫أهو اخضرار األرض بالبشارة‪ ،‬قطرات الفجر وهي‬ ‫تغازل أزهار اللوز واصفرار األقحوان مختلطا ً باحمرار‬ ‫النعيم‪ ،‬أم انه صراخ المتعبين في ميادين الفرح‪ ،‬وقوفهم‬ ‫تحت رايات األمل‪ ،‬رفعهم ألصابع النصر‪ .‬هل الوقت‬ ‫هو الموت؟!‬

‫إلى ربيع شرير‪ ..‬حراً أينما كنت‬ ‫بقلم‪ :‬غازي القبالوي‬

‫يصفعهم كبرياؤك يا صاحبي‪ ،‬يلقي بهم عند حافة‬ ‫العدم ويبقي صوتك هو هو‪ ،‬مثخنا ً بالعذابات المرهقة‪،‬‬ ‫متوحشا ً عند الضرورة ومبشراً بوالدة درويش الزاوية‬ ‫الكبرى وهو يذوب في الوجد وليالي التوحد‪.‬‬ ‫كم من األصابع عليهم أن يكسروا؟! كم من األعين‬ ‫عليهم أن يسملوا؟ كم ستكون قبورهم عابسة متجهمة‬ ‫تنضح بالفراغ‪ .‬وتلك المعذبة بين سماء ورمال وبحر‪،‬‬ ‫ذلك االتساع المرهق‪ ،‬واالمتداد بال نهاية‪ .‬وبين أمل يولد‬ ‫شرقا ً وآخر يحترق غرباَ‪ ،‬تبقى صورتك تلتحف سماءنا‪،‬‬ ‫تعدنا بآخرة والقليل من ماء األمل‪.‬‬ ‫**‬ ‫عندما كتبت عن حلمي الوردي‪ ،‬حاولت أن اتلمس‬ ‫سخرية المشهد الذي نعيش‪ .‬أربعون عاما ً وبضعة سنين‬ ‫اخترقت أجسادنا‪ ،‬كنا كمن يقف في انتظار مجيء‬ ‫القطار على الرصيف‪ .‬الوقوف كان مصيرنا الذي‬ ‫حملناه كزهرة صبار على صدورنا‪ .‬وقفنا بالساحات‬ ‫ونحن نجبر على تالوة شعارات الثورة الكالحة‪ ،‬وقفنا‬ ‫في طوابير الصباح والبرد يأكل أطرافنا لنسبح بملكوت‬ ‫اإلله اآلفل‪ ،‬أو ونحن نردد «نداء الراية الخضراء»‬ ‫والذي ما يزال يتردد في داخلي بكل سخافته‪.‬‬ ‫قلت لك أنني أحلم أن أرى البالد وهي تتشح بالوردي‪،‬‬ ‫ولكنك كنت أكثر جرأة ووعدتني بالبرتقال‪ .‬تتردد في‬ ‫البوح بألمك وتجبر الكلمات ويتساقط البرتقالي من بين‬ ‫األحرف التي تنهمر من حنجرتك‪.‬‬ ‫جديرة بالمحبة‬ ‫يوم يزهر البرتقال‬ ‫جديرة بالمحبة‬ ‫يوم يذبل البرتقال‬ ‫تبقى صورة العسكري وهو يضربنا بعصاه الغليظة‬ ‫وأحيانا ً بسلك الكهرباء على أجسادنا‪ ،‬تغريهم مؤخراتنا‬ ‫أكثر‪ ،‬ويأمرنا بتحطيم ما تبقى من كرامة فطمنا عليها‪،‬‬ ‫والشمس تتآمر لتعذيبنا أكثر‪ .‬نمضي في المسير نحو‬ ‫نهاية الساحة بينما أرى آخرين «يذنبون»‪ ،‬بين «بروك»‬ ‫و»قرفصاء» و»دحرجة» يصبح المشهد أكثر سخرية‬ ‫وقتامة‪ ،‬وال يكتمل إال بصورة جسد نحيل تنز من ركبتيه‬ ‫الدماء بعد مسير على اإلسفلت‪ .‬يتدحرج البرتقال من‬ ‫صوتك وأنت تذكرني بأنها ما تزال جديرة‪:‬‬ ‫جديرة بالمحبة‬

‫يوم يقطف البرتقال‬ ‫جديرة بالمحبة‬ ‫يوم يؤكل البرتقال‬ ‫نقف أمام البوابة في منتصف الليل نتطلع للشارع الفارغ‬ ‫من المارة‪ .‬بعد قليل تمر سيارة كادحة تتبعها أخرى تدل‬ ‫على الترف‪ .‬يصفعنا سور المقبرة ونلمح في البعد ضوءاً‬ ‫باهتا ً ال نعرف كنهه‪ .‬في الليل تخرج أشباح «الثكنة»‬ ‫كما شأوا تسميتها ونستمتع بالمزيد من اإلرهاب وكأنه‬ ‫ينقصنا بعض الرعب لكي نصبح مواطنين ال نعرف‬ ‫للعصيان معنى‪ .‬أتحسس البندقية الصداة التي منحونا‬ ‫من بقايا مخلفات حروب خاسرة سابقة‪ .‬استطيع ترديد‬ ‫أجزائها غيباً‪ ،‬لكنني لن أجرؤ على استعمالها‪ .‬أكره أن‬ ‫أراك تصرخ في الظالم‪ ،‬اكره تلك المخلوقات القاتمة‬ ‫وهي تمعن في تعذيبك‪ ،‬تعود إلى تذكيري ببرتقال‬ ‫سيتساقط فوق ربيع محبتنا‪.‬‬ ‫جديرة بالمحبة‬ ‫يوم يزرع البرتقال‬ ‫يوم يقتل البرتقال‬ ‫ثمة فتاة تبكي‬ ‫في الركن اليابس من الحقل‬ ‫دموعها البرتقال*‬ ‫**‬ ‫يهجرني النوم لليلة أخرى‪ ،‬وارحل من تخوم طرابلس‬ ‫إلى مشارف الزاوية‪ ،‬راجالً‪ ،‬مقتربا ً من المدينة مروراً‬ ‫بصنوبر جودايم المنتهكة‪ ،‬مازلت أراني أسير من‬ ‫غرب إلى غرب‪ .‬تستقبلني عند الساحة أشباح األشجار‬ ‫المحترقة‪ ،‬تلتف الخرق الخضراء بالمباني المحترقة في‬ ‫محاولة لمنعنا من رؤية البشاعة التي تسبقهم دائماً‪.‬‬ ‫هنا كانت مثواهم األخير‪ ،‬يحتضنون األرض التي من‬ ‫أجلها وقفوا حتى النهاية‪ ،‬وغير بعيد بقية ركام المسجد‬ ‫الذي كان يعدهم بآخرة أفضل‪ ،‬بعيداً عن األحذية الثقيلة‬ ‫والرصاص المختلف اإلحجام والقذائف التي ال تميز في‬ ‫اندفاعها المجنون قلب من ستخترق‪.‬‬ ‫أراه مزهراً‪ ،‬متفتحاً‪ ،‬بين الركام واأللم‪ .‬أرى ربيع البالد‬ ‫صارخا ً فوق صوت المدافع‪ ،‬عابقا ً بالحرية متحديا ً‬ ‫رائحة الموت الذليلة‪.‬‬ ‫______‬ ‫*نص للشاعر ربيع شرير بعنوان (البرتقال)‬


‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫صريورات‬ ‫د‪ .‬نجيب الحصادي‬ ‫ثمة كينونات قد‬ ‫تقوى بمرور الزمن‪،‬‬ ‫فتشتد وتترسخ‬ ‫وتحقق كوامنها‪،‬‬ ‫وقد يفت الزمن‬ ‫في عضدها‪ ،‬فتهن‬ ‫وتضعف إلى حد‬ ‫يوقف وجودها‬ ‫ويحيلها إلى عدم‪.‬‬ ‫الحرب كينونة من‬ ‫هذا القبيل‪.‬‬

‫ليس هناك ما يحول دون استمرار حرب سنين طواال‪ ،‬وقد ال‬ ‫يزيدها الزمن إال ضراوة وشراسة‪ .‬لكن الحروب قد تنتهي‬ ‫فجأة‪ ،‬وقد تتحالف األطراف المتناحرة وتشرع في النضال على‬ ‫جبهة واحدة‪ .‬واستمرار الحرب‪ ،‬كانتهائها ال يغير من حقيقة‬ ‫كونها حربا‪ .‬أيضا فإن الصبر قد يطول‪ ،‬لكنه قد ينفد أيضا‪،‬‬ ‫دون أن ينال أي من ذلك من حقيقة أنه صبر‪ .‬وكذا شأن الحب‬ ‫الذي قد يدوم‪ ،‬وقد ال يدوم‪ ،‬فقد يظل المحب مخلصا أبد العمر‬ ‫لمن أحب‪ ،‬وقد يتنكر لمحبوبه‪ ،‬فيشرك به‪ ،‬أو يسيء إليه بعد‬ ‫أن أخذ منه ميثاقا غليظا‪.‬‬ ‫غير أن هناك كينونات ال تحقق هويتها كاملة إال بديمومتها‪ .‬إنها‬ ‫ال تكتمل وال تكون على النحو الذي يجب إال إذا ظلت قائمة‪.‬‬ ‫ولعل أوضح مثال على هذا النوع من الكينونات هو التنمية‪،‬‬ ‫فهي ال تكون حقيقية إال حين تكون مستدامة تحفظ لألجيال‬ ‫القادمة حقها في ثروة الوطن‪ .‬أما التنمية غير المستدامة‪ ،‬فهي‬ ‫مجرد حلول مؤقتة قد تأتي ثمارها عاجال‪ ،‬لكنها قد تنتهي‬ ‫بكارثة‪.‬‬

‫والتوبة مثال‪ ،‬آخر‪ ،‬فهي ال تكون حقيقية إال‬ ‫إذا كانت نصوحا‪ ،‬وهذه صفة أخرى يبدو أنها‬ ‫تتعلق بالديمومة‪ .‬ذلك أن التوبة المؤقتة ليست‬ ‫توبة‪ ،‬والتائب من الذنب ال يكون كمن ال ذنب‬ ‫له إال إذا عزم صادقا على الكف عن اقتراف‬ ‫المزيد من الذنوب‪.‬‬ ‫في المقابل ثمة كينونات ال تتحقق هويتها كاملة‬ ‫إال حين يكون مآلها أن تنتهي‪ .‬بتعبير آخر‪،‬‬ ‫لكنه مفارق‪ ،‬فإن تأبدها يتنافى مع استمرارها‬ ‫في الحفاظ على ماهيتها‪ .‬مثال ذلك أن الثورة‬ ‫ال تكون ثورة حقيقية إال حين يأتي على الثوار‬ ‫حين من الدهر يتوقفون فيه عن الثورة‪ .‬وهذا‬ ‫يعني أن الثورة حالة استثنائية‪ ،‬وأن الثائر الدائم‬ ‫ليس ثائرا حقيقياً‪ ،‬وأن هناك خطراً دائما في‬ ‫استمرار الثورات أطول مما يجب‪ ،‬ألن مصير‬ ‫الثورة الدائمة أن تورث فوضى دائمة‪.‬‬ ‫أيضا فإن المعارضة التي ال يتطلع أصحابها إلى‬ ‫سدنة الحكم أو ليست لديهم فرص حقيقية في‬ ‫الفوز في االنتخابات ال تشكل في واقع األمر‬ ‫معارضة حقيقية‪ .‬إنها مجرد ديكور يسهم في‬ ‫تجيير الحزب الحاكم‪ .‬المعارض األبدي ليس‬ ‫معارضا‪ ،‬بل حليفا للنظام‪ .‬إنه يعطي انطباعا‬ ‫مضلال بأن هناك تعددية‪ ،‬لكنها ليست تعددية‬ ‫حقيقية‪ ،‬طالما أن الترشح للحكم يظل حكرا على‬ ‫الموالة‪.‬‬ ‫وكذا شأن الشك‪ .‬مآل الشك الوجيه أن ينتهي‪،‬‬ ‫فإن استدام فألنه ليس شكا وجيها‪ .‬وهذا على‬ ‫وجه الضبط مكمن فتنة الشك المنهجي‪ ،‬ومكمن‬ ‫الخلل في النزعات الالأدرية‪ .‬وعلى أقل تقدير‪،‬‬

‫‪15‬‬

‫وكما اكتشف ديكارت منذ أربعة قرون‪ ،‬فإن من‬ ‫يشك في كل شيء عرضة ألنه يشك في شكه‪،‬‬ ‫فيتيقن منه‪ ،‬ويزول شكه من حيث أراد له أن‬ ‫يدوم‪.‬‬ ‫وكمثال أخير‪ ،‬فإن البرادايم ال تتنزل منزلة‬ ‫البرادايم إال حين تحمل في أحشائها بذور فنائها‪.‬‬ ‫ومحتم على كل برادايم أن تطيح بها ثورة‬ ‫علمية‪ ،‬أو هكذا يخبرنا تاريخ العلم المرة تلو‬ ‫األخرى‪ .‬ذلك ألن للتغاضي عن االختالالت‬ ‫التي تعاني منها البرادايم‪ ،‬والذي يمارس علنا‬ ‫من أجل تمكينها من اإلفصاح عن قدراتها‬ ‫الكامنة‪ ،‬ثمنا مآله أن يدفع‪ ،‬هو رأس البردايم‬ ‫نفسها‪.‬‬ ‫السؤال هو‪ :‬كيف تكون االستدامة شرط هوية‬ ‫كينونات‪ ،‬ويكون الفناء شرط هوية كينونات‬ ‫أخرى؟ ما الذي يجمع التنمية والتوبة من جهة‪،‬‬ ‫والثورة والمعارضة والشك والبرادايمات من‬ ‫جهة أخرى؟‬ ‫قد يقال إن طبائع األشياء متغايرة‪ ،‬وإن الجدل‬ ‫الذي يزعم هيجل أنه يحكم نواميس الكون‬ ‫إنما يفعل فعله في كينونات دون أخرى‪ ،‬فثمة‬ ‫صيرورات مآلها أن تتنكر ألصولها‪ ،‬لكن هناك‬ ‫صيرورات ال يجعلها الزمن إال أشد عنفوانا‪.‬‬ ‫غير أن هذا ال يجيب عن السؤال الذي طرحت‪،‬‬ ‫بل يؤجل اإلجابة عنه عبر إعادة صياغة‬ ‫السؤال‪ .‬ففي النهاية يلزمنا أن نتساءل عن معيار‬ ‫التفرقة الذي يجعل الجدل يمارس على كينونات‬ ‫دون غيرها‪.‬‬

‫بيان تأسيس ( احتاد األدباء و الكتاب الليبيني )‬ ‫لما للكلمة من قدسية ال يضاهيها سوى‬ ‫قداسة الشهادة من أجل موقف أو رأي أو‬ ‫وطن‪ ..‬واقتناعا ً منا بأن األديب الحقيقي ال‬ ‫يمكن أن ينفصل عن قضية شعبه وهموم‬ ‫أمته‪ ..‬وإيمانا ً من األدباء الكتاب بأهمية‬ ‫دورهم في صياغة حياة جديدة قائمة على‬ ‫التنوع واإلبداع ضمن مؤسسات المجتمع‬ ‫المدني في دولة القانون والمؤسسات‬ ‫والحكم الدستوري‪.‬‬ ‫نعلن نحن األدباء و الكتاب في المدن‬ ‫الليبية المحررة عن قيامنا بتأسيس «اتحاد‬ ‫األدباء والكتاب الليبيين»اعتباراً من تاريخ‬ ‫هذا اإلعالن‪ ..‬وندعو األدباء والكتاب في‬ ‫جميع أنحاء ليبيا وخارجها لالنضمام إلي‬ ‫هذا االتحاد‪.‬‬ ‫و في الختام فإننا نترحم على أرواح‬ ‫شهدائنا‪ ,‬ونؤكد علي تأييدنا للمجلس‬ ‫الوطني االنتقالي ممثالً شرعيا ً للشعب‬ ‫الليبي‪.‬‬ ‫المجد للوطن والنصر للثورة‬ ‫اللجنة التأسيسية التحاد األدباء و الكتاب‬ ‫الليبيين‬ ‫بنغازي في ‪2011 -44- 30‬‬ ‫الوثيقة التأسيسية لالتحاد‬ ‫بناء على البيان الذي أصدرته اللجنة‬

‫التأسيسية التحاد الكتاب واألدباء الليبيين‬ ‫في ‪ 30-4-2011‬م‪ ..‬واستمراراً لكل‬ ‫تلك النضاالت والمجهودات التاريخية‬ ‫التي بذلها كتاب وأدباء ليبيا عبر تاريخها‬ ‫الحديث والمعاصر في نشر قيم الثقافة‬ ‫والتسامح والديمقراطية والحضارة‬ ‫والحوار‪ ..‬واستلهامها لكل االتحادات‬ ‫والتجمعات التي أنشأها الكتاب الليبيون‬ ‫عبر العقود الماضية‪ ..‬فان الكتاب‬

‫واألدباء الليبيين وهم يعلنون تأسيس اتحاد‬ ‫يضمهم يؤكدون التزامهم بما يلي‪:‬‬ ‫اوالً‪ :‬إن االتحاد جمعية عمومية تتكون‬ ‫من كافة أعضائه كاملي العضوية وهي‬ ‫الهيئة الرئيسية المشرفة علي نشاطات‬ ‫االتحاد‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬اتحاد الكتاب و األدباء الليبيين يعلن‬ ‫انه انضم في عضويته الكتاب واألدباء‬ ‫الليبيون دون وضع أي اعتبار النتماءاتهم‬

‫إعالن‬ ‫تعلن اللجنة التأسيسة إلتحاد األدباء والكتاب الليبيين عن‬ ‫استمرار فعالياتها وأنشطتها الثقافية بإقامة ندوة تحت عنوان‬ ‫(المرأة الكاتبة والتحديات الراهنة) بمشاركة كل من‪( :‬آمال‬ ‫العبيدي ـ مناجي بن حليم ـ رحاب شنيب) بقاعة المحاضرات‬ ‫بدار الكتب الوطنية‪ ،‬وذلك على تمام الساعة السادسة مساء‬ ‫الخميس ‪ 30‬ـ ‪ 6‬ـ ‪ 2011‬م‬ ‫الدعوة عامة‬

‫السياسية او العقائدية‪ ..‬ويعلن انفتاحه التام‬ ‫أمام كافة أشكال التعبير واللغات المش ِّكلة‬ ‫للنسيج الليبي‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬يؤكد االتحاد – باعتباره مؤسسة‬ ‫من مؤسسات المجتمع المدني – التزامه‬ ‫الكامل بالدفاع عن الحريات و حقوق‬ ‫اإلنسان و على رأسها حرية التفكير‬ ‫والتعبير و االعتقاد‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬يؤكد االتحاد التزامه بإقامة أفضل‬ ‫عالقات التعاون مع بقية االتحادات‬ ‫اإلقليمية و الدولية علي أسس من األخوة‬ ‫اإلنسانية وقيم العدالة واالنفتاح والتسامح‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬يعلن االتحاد عدم تبعيته ألية‬ ‫جهة حكومية أو تمويلية محددة ‪ ,‬ويؤكد‬ ‫أن مصادر تمويله ستكون شفافة‪ ,‬و أنها‬ ‫ستكون من اشتراكات األعضاء والهبات‬ ‫والتبرعات غير المشروطة‪.‬‬ ‫وأخيراً‪:‬‬ ‫يجدد االتحاد تأكيده على المبادئ األساسية‬ ‫التي تحكم عمله‪ ,‬وهي الدفاع عن‬ ‫الحريات وتمسكه بالعمل على المساهمة‬ ‫في خلق المناخ الثقافي الصحي الذي يدعم‬ ‫توجهات المجتمع نحو التقدم ‪ ,‬ويدافع عن‬ ‫حقوق أعضائه عبر مؤسسات المجتمع‬ ‫الديمقراطي في ليبيا‪.‬‬ ‫بنغازي في ‪2011 -5-5 16‬‬


‫‪16‬‬

‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫( امقران نفوسة )‬ ‫القصر‬

‫محاطا ً بالسحابات الثقيلة‬ ‫ترشف أحجاره رذاذ الماء‬ ‫كما لو كان من‬ ‫ت‬ ‫مج َد ة صنع نحال ٍ‬ ‫يعبر قرون الزمن‬ ‫تتراكب طبقاته‬ ‫مركبات صغيرة‬ ‫تزخر بزينة الجبل‬ ‫جرار زيت الزيتون‬ ‫واهراء الشعير‬ ‫و عقود الكرموس المجفف‬ ‫تحت قدميه انجراف الوادي‬ ‫غويطا ً و محاطا ً‬ ‫بأجمات السدر الصغيرة‬ ‫في ظل جدرانه العالية‬ ‫يعقد ال َعزابة مجالسهم‬ ‫متذرعين بالحكمة‬ ‫و خبرة األجيال‬ ‫تربض حواليه‬ ‫البيوت الحجرية الصغيرة‬ ‫حيث كانت النالوتيات‬ ‫يعددن قدور البازين‬ ‫و يصنعن‬ ‫الشهير الجرد النالوتي‪.‬‬

‫َ‬ ‫أخ َوة البازين‬

‫تُوقِفُ الكاهنةُ‬ ‫حربها ضد العرب‬ ‫تدعو إلى خيمتها‬ ‫قادة جيشها‬ ‫و قادة خصومها‬ ‫تفرش دقيق شعي ٍر‬ ‫على ثدييها‬ ‫تأمر الجميع‬ ‫ق‬ ‫أن يلحسوا الدقي َ‬ ‫من فوق صدرها‬ ‫معلنة عهد أخوة الشعير‬ ‫من حينها‬ ‫صار البازين‬ ‫رمز الوحدة الوطنية‬ ‫و ما انفك الليبيون يرفسون في تلذذ ‪.‬‬

‫ثورة بكبسة زر‬ ‫ــــــــــــــــــــــ عبدالباسط أبوبكر محمد ـــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫خلف ك ِّل وج ٍه وجوه‬ ‫كأن السنوات المتالحقة رسمت‬ ‫في وجهك ندوبا ً غائرة‬ ‫يدك التي تمتد لتنسف أحالمنا‬ ‫لماذا هي اآلن مرتعشة إلى هذا الحد ؟!‬ ‫ترقب بعينيك الكليلتين موتك القادم ‪.‬‬ ‫ها أنت‬ ‫ُ‬ ‫كيف تسربت ثورة بكبسة زر‬ ‫من فضاء إلكتروني فسيح‬ ‫إلى شوارعنا الضيقة ؟!‬ ‫س جديد تعلم األطفال منه كلمة ( ال ) ؟!‬ ‫أي قامو ٍ‬ ‫ربما ألننا لم نعرف مذاقها الجميل‬ ‫لم تُترجمها عقولنا البليدة‬ ‫ها نحن ننظر إلى وجهك الكريه‬ ‫بعد أن خلعنا خوفنا المتوارث‬ ‫لنرى كيف تقذف الشاشات الصغيرة‬ ‫بك ِّل هؤالء الطغاة ؟!‬ ‫الذين يجمعهم خوفٌ شاسع‬ ‫وبدون فوارق كبيرة !!‬ ‫***‬ ‫ها أنت تموت اآلن‬ ‫ألننا أردنا لك ذلك‬ ‫مغموسا ً في أكاذيبك‬ ‫أصغ ُر طفل في شوارعنا‬ ‫يكشفُ زيفك‬ ‫ها نحن نصغي إليك مجدداً‬ ‫ننتظ ُر منك هذه المرة‬ ‫كلمة صغيرة‬ ‫تغني عن سنوات من اإلصغاء الممل‪.‬‬ ‫كلمة واحدة فقط !!‬ ‫تُرم ُم ما تصدع منا في انتظا ٍر مقيت‬ ‫كلمة واحدة ال تكلفك كثيراً‬ ‫بقدر ما كلفتنا من دماء‬ ‫كلمة واحدة صغيرة‬ ‫لهذا الوطن الجريح !!‬ ‫‪.....................‬‬ ‫‪.....................‬‬


‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫إمربتو إيكو‬

‫‪17‬‬

‫الفاشية األصلية‬

‫إن الفاشية األصلية قابلة ألن تعود من خالل أشكال بالغة البراءة‬ ‫لقد تحولت الفاشية إلى مفهوم قابل للتكيف مع‬ ‫كل الوضعيات‪ .‬فحتى في الحالة التي نحذف‬ ‫من النظام الفاشي هذا العنصر أو ذاك فسيكون‬ ‫من الممكن دائما ً التعرف عليه باعتباره كذلك‪.‬‬ ‫فعلى الرغم من هذا الخليط‪ ،‬يمكن مع ذلك إقامة‬ ‫الئحة من الخصائص النوعية لما يمكن أن أسميه‬ ‫الفاشية األصلية ‪ ،‬أي الفاشية البدائية األبدية‪ .‬من‬ ‫المستحيل تجميع هذه الخصائص في نظام واحد ‪،‬‬ ‫ألن أكثرها يتناقض مع بعضه البعض وهي شبيهة‬ ‫بأشكال أخرى لالستبداد أو التعصب‪ .‬ولكن يكفي‬ ‫أن تتحقق خاصية واحدة لكي نكون أمام سديم‬ ‫فاشي ‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ الخاصية األولى لفاشية أصلية هي عبادة‬ ‫التراث‪ .‬إن النزعة التقليدية أقدم من الفاشية‪.‬‬ ‫ولم تكن ميزة خاصة بالفكر الكاثوليكي المضاد‬ ‫للثورة بعد الثورة الفرنسية‪ ،‬بل ولدت حوالي‬ ‫نهاية العصر الهيليني‪ ،‬كرد فعل على العقالنية‬ ‫اإلغريقية الكالسيكية‪.‬‬ ‫يجب أن تكون هذه الثقافة الجديدة تلفيقية ‪ .‬إن‬ ‫التلفيقية ليست كما يشير إلى ذلك القاموس‪ ،‬التأليف‬ ‫بين أشكال مختلفة من الديانات أو الممارسات‪ ،‬إن‬ ‫تأليفا ً من هذا النوع يجب أن يسمح بكل المتناقضات‬ ‫‪ .‬فكل الرساالت األصلية تحتوي على رُشيم من‬ ‫الحكمة‪ ،‬وعندما توهم بأنها تقول أشيا ًء مختلفة أو‬ ‫متنافرة‪ ،‬فإن ذلك فقط ألن كل واحد يحيل‪ ،‬بطريقة‬ ‫مجازية‪ ،‬على حقيقة بدائية ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ إن النزعة التقليدية تقتضي رفض العالم‬ ‫الحديث‪ .‬لقد كان الفاشيون‪ ،‬مثلهم مثل النازيين‪،‬‬ ‫يعشقون التكنولوجيا‪ ،‬في حين أن ذوي النزعة‬ ‫التقليدية يرفضونها عامة‪ ،‬فهي في تصورهم‬ ‫نقيض القيم الروحية التقليدية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فرغم‬ ‫أن النازية كانت فخورة بإنجازاتها الصناعية‪،‬‬ ‫فإن مدحها للحداثة لم يكن سوى مظهر سطحي‬ ‫أليديولوجيا مبنية على الدم واألرض‪ .‬لقد كان‬ ‫رفض العالم الحديث مستتراً في إدانة نمط الحياة‬ ‫الرأسمالية‪ ،‬ولكنه كان يظهر خاصة في رفض‬ ‫روح عصر التنوير وعصر العقل ‪ ،‬باعتبارهما‬ ‫بداية االنحراف الحديث‪ .‬وبهذا المعنى‪ ،‬فإن الفاشية‬ ‫األصلية يمكن تحديدها باعتبارها العقالنية ‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ إن الالعقالنية مرتبطة أيضا ً بعبادة الفعل من‬ ‫أجل الفعل‪ .‬إن الفعل جميل في ذاته‪ .‬يجب إذن أن‬ ‫نقوم به قبل التفكير وبدونه‪ .‬إن التفكير هو نوع من‬ ‫التهجين‪ .‬وهكذا ‪ ،‬فإن الثقافة مشكوك فيها دائماً‪،‬‬ ‫ألننا نربطها دائما ً بموقف نقدي‪ .‬فمن تصريح‬ ‫غوبلز (عندما أسمع كلمة ثقافة أُخرج مسدسي)‬ ‫إلى التعابير المألوفة ‪ :‬مثقف وسخ‪ ،‬رأس بيضة‪،‬‬ ‫سنوب‪ ،‬متطرفو الجامعات‪ ،‬أوكار الشيوعيين ‪،‬‬ ‫كان الحذر من عالم المثقفين دائما ً دليالً على فاشية‬ ‫أصلية‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ ال يمكن ألي شكل من أشكال التلفيق أن يقبل‬ ‫النقد‪ .‬إن العقل النقدي يقيم تمايزات ‪ ،‬والتمييز‬ ‫عالمة الحداثة‪ .‬وينظر العلماء‪ ،‬في الثقافة الحديثة‪،‬‬ ‫إلى االختالف باعتباره أداة من أدوات المعرفة‪ .‬أما‬ ‫بالنسبة للفاشية األصلية‪ ،‬فإن االختالف هو خيانة‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ إن االختالف هو باإلضافة إلى ذلك عالمة‬ ‫على التنوع‪ .‬أما الفاشية األصلية فتؤمن باإلجماع‬ ‫وتبحث عنه عبر استغالل واستثمار الخوف من‬ ‫االختالف‪ ،‬فأول بيان أعلنته حركة فاشية كان ضد‬ ‫األغراب‪ .‬فالفاشية األصلية هي إذن عنصرية ‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ إن الفاشية األصلية هي وليدة الكبت الفردي أو‬

‫االجتماعي‪ .‬فلهذا السبب‪ ،‬فإن إحدى الخصائص‬ ‫المميزة للفاشيين التاريخيين هي نداء إلى الطبقات‬ ‫الوسطى المكبوتة ‪ ،‬تلك التي همشتها األزمة‬ ‫االقتصادية أو اإلذالل السياسي‪ ،‬يضاف إلى ذلك‬ ‫الرعب من الضغط الذي تمارسه مجموعات‬ ‫اجتماعية دونية‪ .‬وفي الوقت الحاضر‪ ،‬حيث‬ ‫البروليتاريون القدامى على وشك التحول إلى‬ ‫برجوازية صغيرة ( وحيث أقصت البروليتاريا‬ ‫نفسها من المشهد السياسي)‪ ،‬فإن الفاشية تستقطب‬ ‫أتباعها من هذه األغلبية الجديدة‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ أما أولئك الذين ال يملكون أية هوية اجتماعية‪،‬‬ ‫فإن الفاشية األصلية تعدهم بامتياز واحد ـ امتياز‬ ‫يشترك فيه الجميع ـ تعلن لهم أنهم ولدوا في‬ ‫بلد واحد ‪ .‬إن مصدر النزعة الوطنية هو هذا‬ ‫بالضبط ‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬وبما أن األعداء‬ ‫هم وحدهم من يمنح لألمة هوية ‪ ،‬فإن مصدر‬ ‫السيكولوجيا الفاشية هو هوس المؤامرة ‪،‬‬ ‫دولية إن أمكن ‪ .‬يجب أن يحس المريدون أنهم‬ ‫محاصرون ‪ ،‬والوسيلة البسيطة من أجل الكشف‬ ‫عن المؤامرة يكمن في الدعوة إلى كراهية اآلخر ‪.‬‬ ‫ومع ذلك ‪ ،‬يجب أن يكون مصدر المؤامرة الداخل‬ ‫أيضا ً ‪.‬‬ ‫‪ 8‬ـ يجب أن يشعر المريدون بالمهانة التي يمثلها‬ ‫غنى العدو وقوته‪ .‬لقد علموني عندما كنت صغيراً‬ ‫أن اإلنجليز «شعب يأكل خمس مرات في اليوم»‬ ‫‪ :‬إنهم يأكلون أكثر من الفقير اإليطالي الذي يتميز‬ ‫عنهم بالقناعة‪ .‬إن اليهود أغنياء ويتعاونون فيما‬ ‫بينهم بفضل وجود شبكة سرية للمساعدة المتبادلة‪،‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬على المريدين أن يكونوا مقتنعين‬ ‫بقدرتهم على هزم العدو ‪ .‬وهكذا‪ ،‬من خالل‬ ‫تحول المتناهي لسجل بالغي‪ ،‬فإن األعداء هم‬ ‫أقوياء جدا وضعفاء جداً‪ ،‬محكوم على الفاشيين أن‬ ‫يخسروا حربهم‪ ،‬ألنهم غير قادرين‪ ،‬من الناحية‬ ‫المؤسساتية‪ ،‬على تقييم موضوعي لقوة العدو‪.‬‬ ‫‪ 9‬ـ ال وجود في تصور الفاشية األصلية لصراع‬ ‫من أجل الحياة‪ ،‬فالحياة في تصورها صراع‪ .‬إن‬ ‫النزعة السلمية هي إذن تواطؤ مع العدو ‪ .‬إنها‬ ‫نزعة سيئة ‪ ،‬ذلك أن الحياة هي حرب دائمة‪ .‬ومع‬ ‫ذلك ‪ ،‬فإن هذا يحتوي على مركب أرامغيودون ‪:‬‬ ‫بما أن األعداء يمكن أن يهزموا‪ ،‬فيجب أن تكون‬ ‫هناك معركة نهائية بعدها ستستولي الحركة على‬ ‫العالم‪ .‬إن هذا الحل النهائي يستدعي فترة من‬ ‫السلم‪ ،‬عصر ذهبي سيفند مبدأ الحرب الدائمة‪.‬‬ ‫ال وجود ألي زعيم فاشي استطاع أن يحل هذا‬ ‫التناقض ‪.‬‬ ‫‪ 10‬ـ إن النخبوية هي مظهر نوعي لأليديولوجيا‬ ‫الرجعية ألنها في عمقها أرستقراطية ‪.‬وفي التاريخ‬ ‫‪ ،‬ارتبطت كل النزعات النخبوية األرستقراطية‬ ‫وذات النزعة العسكرية باحتقار‬ ‫الضعفاء ‪.‬‬ ‫ال يمكن للفاشية األصلية تجنب الدعوة إلى‬ ‫النخبوية الشعبية‪ .‬كل مواطن ينتمي إلى أفضل‬ ‫شعب في العالم‪ ،‬وأعضاء الحزب هم أفضل‬ ‫المواطنين‪ ،‬بإمكان مواطن أن ينتمي إلى الحزب‬ ‫أو عليه القيام بذلك‪ .‬ولكن ال يمكن أن يكون هناك‬ ‫الشرفاء دون أن يكون هناك العامة من الناس‪ .‬إن‬ ‫الزعيم الذي يعرف أن سلطته لم تكن انتخابا ً ‪،‬‬ ‫بل انتزعها بالقوة ‪ ،‬يعرف أيضا ً أن القوة مبنية‬ ‫على ضعف الجماهير ‪ ،‬إن الجماهير ضعيفة جداً‬ ‫لدرجة تستحق رجالً مهيمنا ً أو هي في حاجة إليه‪.‬‬ ‫و بما أن المجموعة منظمة بشكل تراتبي (وفق‬

‫النموذج العسكري)‪ ،‬فإن كل زعيم يحتقر من يليه‬ ‫‪ ،‬كل هذا يقوي اإلحساس بنخبوية جماهيرية‪.‬‬ ‫‪ 11‬ـ ووفق هذا المنظور‪ ،‬كل مواطن يربى لكي‬ ‫يصبح بطالً‪ .‬فإذا كان البطل في كل األساطير هو‬ ‫كائن استثنائي‪ ،‬فإنه يشكل المعيار في األيديولوجية‬ ‫الفاشية‪ .‬إن تمجيد البطولة وثيق االرتباط بتمجيد‬ ‫الموت ‪ :‬وليس من باب الصدفة أن يكون شعار‬ ‫الكتائب هو (عاش الموت)‪ .‬إن الموت في نظر‬ ‫اإلنسان العادي أمر سيء ولكن يجب مواجهته‬ ‫بكرامة؛ إنه بالنسبة للمؤمنين طريقة مؤلمة‬ ‫للوصول إلى السعادة األخروية‪ .‬أما البطل الفاشي‪،‬‬ ‫فإنه يتمنى الموت‪ ،‬باعتبارها أجمل هدية بطولية‪.‬‬ ‫إن البطل الفاشي يتعجل الموت‪ ،‬وهو ما يعني‬ ‫ضمنيا ً أن البطل‪ ،‬في عجلته تلك‪ ،‬يمكن أن يقتل‬ ‫ناسا ً كثيرين‪.‬‬ ‫‪ 12‬ـ ربما أن الحرب الدائمة والبطولة لعبتان‬ ‫من الصعب ممارستهما على الدوام‪ ،‬فإن الفاشي‬ ‫يحول إرادة القوة عنده إلى قضايا جنسية ‪ .‬وهنا‬ ‫مصدر الفحولة ( التي تستدعي احتقار النساء‬ ‫واإلدانة الالمتسامحة لألخالق الجنسية الالامتثالية‬ ‫من العفاف إلى المثلية)‪ .‬وبما أن الجنس هو لعبة‬ ‫صعبة‪ ،‬فإن البطل الفاشي يلعب باألسلحة‪ ،‬وهي‬ ‫بديل حقيقي للقضيب‪ :‬إن مصدر هذه األلعاب‬ ‫الحربية فحولة دائمة‪.‬‬ ‫‪ 13‬ـ إن الفاشية تتأسس على شعبوية نوعية‪ .‬إن‬ ‫المواطنين في الديمقراطيات يتمتعون بحقوق‬ ‫فردية‪ ،‬ولكن مجموع المواطنين ال قيمة لهم إال من‬ ‫زاوية كمية ( نخضع لرأي األغلبية)‪ .‬أما بالنسبة‬ ‫للفاشية األصلية‪ ،‬فإن األفراد‪ ،‬بصفتهم تلك‪ ،‬ال‬ ‫حقوق لهم‪ ،‬وينظر إلى الشعب باعتباره مزية‪،‬‬ ‫كيان موحد يعبر عن إرادة مشتركة‪ .‬وبما أنه ال‬ ‫يمكن ألي كم من الكائنات اإلنسانية أن يمتلك إرادة‬ ‫مشتركة‪ ،‬فإن الزعيم سيكون الصوت المعبر عن‬ ‫الجميع‪ .‬إن المواطنين‪ ،‬وقد فقدوا سلطة اإلنابة‪،‬‬ ‫ال يفعلون أي شيء‪ ،‬إنهم فقط مدعوون لممارسة‬ ‫لعبة الشعب‪ ،‬بمنطق الجزء مكان الكل‪ .‬وعلى هذا‬ ‫األساس‪ ،‬ال يشكل الشعب سوى وظيفة مسرحية ‪.‬‬ ‫على الفاشية‪ ،‬وبسبب شعبويتها النوعية‪ ،‬أن تواجه‬ ‫الحكومات البرلمانية «العفنة»‪ .‬فإحدى الجمل التي‬ ‫نطق بها موسوليني في البرلمان كانت هي‪« :‬‬ ‫كان بإمكاني أن أحوا هذه القاعة الصماء والكئيبة‬

‫إلى معسكر ألتباعي» ‪ .‬وبالفعل‪ ،‬سرعان ما‬ ‫وجد ملجأ جيداً ألتباعه‪ ،‬وبعد ذلك بقليل ألغى‬ ‫البرلمان‪ .‬فكلما شكك سياسي في البرلمان ألنه ال‬ ‫يمثل الشعب‪ ،‬نشتم رائحة الفاشية األصلية‪.‬‬ ‫‪ 14‬ـ تتحدث الفاشية األصلية النيوزبيك‪.‬‬ ‫والنيوزبيك‪ ،‬وهي لغة اخترعها أورويل في‬ ‫روايته ‪ ، 1984‬باعتبارها لغة رسمية إلنغزوك‪،‬‬ ‫االشتراكية اإلنجليزية‪ ،‬ولكن عناصر من‬ ‫الفاشية األصلية هي عناصر مشتركة مع كل‬ ‫أشكال الديكتاتوريات‪ .‬لقد تأسست كل النصوص‬ ‫المدرسية‪ ،‬النازية أو الفاشية‪ ،‬على معجم فقير‬ ‫وتركيب بسيط‪ ،‬وذلك لتجنب أدوات التفكير‬ ‫المركب والنقدي‪ .‬وهذا يعني أنه يجب أن‬ ‫نكون مستعدين للتعرف على أشكال أخرى من‬ ‫النيوزبيك‪ ،‬حتى في الحالة التي تتخذ فيها مظهراً‬ ‫بريئا ً كالبرامج الترفيهية الشعبية‪.‬‬ ‫اآلن وقد أشرت إلى الصور النمطية الممكنة‬ ‫للفاشية األصلية‪ ،‬اسمحوا لي بالختم‪ .‬في صبيحة‬ ‫يوم ‪ 27‬يوليوز ‪ ،1943‬أعلن الراديو سقوط‬ ‫الفاشية و القبض على موسوليني‪ .‬أرسلتني أمي‬ ‫لشراء الجريدة‪.‬ذهبت إلى أقرب كشك‪.‬وهناك‬ ‫رأيت جرائد كثيرة‪،‬ولكن أسماءها مختلفة‪ .‬ولقد‬ ‫الحظت‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬بعد أن تصفحت‬ ‫بسرعة عناوينها‪ ،‬أن كل جريدة تتحدث عن‬ ‫شيء مختلف‪ .‬واشتريت جريدة كما اتفق وقرأت‬ ‫رسالة مكتوبة في الصفحة األولى‪ ،‬وقد وقعها‬ ‫خمسة أحزاب أو ستة الديمقراطية المسيحية‪،‬‬ ‫الحزب الشيوعي‪ ،‬الحزب االشتراكي‪ ،‬حزب‬ ‫العمل‪ ،‬والحزب اللبرالي‪ .‬إلى حدود تلك الساعة‬ ‫لم أكن أعرف أن هناك حزبا آخر في إيطاليا غير‬ ‫الحزب الوطني الفاشي‪ .‬واكتشفت أنه من الممن‬ ‫أن تتعايش في بالدي أحزاب كثيرة‪ .‬بل أكثر من‬ ‫ذلك‪ :‬بما أنني كنت ولدا نبيها قلت في نفسي إن هذه‬ ‫األحزاب لم تولد بين عشية وضحاها‪ .‬وفهمت أنها‬ ‫كانت موجودة على شكل منظمات سرية‪.‬‬ ‫لقد كانت الرسالة تحتفل بانتهاء الفاشية وعودة‬ ‫الحرية‪ :‬حرية الكالم والصحافة والجمعيات‬ ‫السياسية‪ .‬لقد قرأت هذه الكلمات‪ ،‬حرية‪،‬‬ ‫دكتاتورية ـ يا إلهي ـ ألول مرة في حياتي‪.‬‬ ‫وبفضل هذه الكلمات الجديدة ولدت باعتباري‬ ‫إنسانا ً غريبا ً حراً‪.‬‬ ‫علينا أن نعمل كل ما في وسعنا لكي ال ننسى معنى‬ ‫هذه الكلمات‪ .‬إن الفاشية األصلية موجودة دائما ً‬ ‫بيننا‪ ،‬أحيانا ً على شكل لباس مدني‪.‬‬ ‫إن الفاشية األصلية قابلة ألن تعود من خالل أشكال‬ ‫بالغة البراءة‪ .‬واجبنا أن نفضحها‪ ،‬أن ننبه الناس‬ ‫إلى كل أشكالها ـ دائما ً وفي أي جزء من العالم‪.‬‬ ‫هامش‬ ‫ميادين ‪ :‬المفكر امبرتو إيكو عاش مرحلة الفاشية‬ ‫فتيا وشهد أفولها في إيطاليا‪ ،‬بقدر ما يؤكد بهذا‬ ‫التوصيف أن األربعة عقود الفائتة كانت تمثل‬ ‫جوهر الفاشية األصلية بقدر ما يحذرنا من عودة‬ ‫الفاشية من جديد عبر أقنعة أخرى ‪ ،‬سواء أكانت‬ ‫وطنية أو قومية أو شعبوية أو دينية‪ ،‬وال مجال‬ ‫لتالفي ذلك سوى أن يكون العمل على تجذير‬ ‫مبادئ الديمقراطية بشكل يومي ومثابر حتى ال‬ ‫نتيح فرصة ألي فاشي جديد يتاجر بوجدان الناس‬ ‫وبعواطفهم ‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫يوميات مدينة‬ ‫اكتب هذه اليوميات بعيدا عن شرطة الجمارك األدب التي تجهل األجناس األدبية عندما‬ ‫تفتش في أوراقها المتناثرة قبل أن تأذن بالعبور عبر بوابتها و هي ال تعرف ان كل ما‬ ‫دون و عبر هذه المسيرة الطويلة قد حدث فعال و ليس هناك شيء حيادي علي الرغم بان‬ ‫كل كتبه بأسلوبه و لو بإبرة شاعر او ساحر و ها أنا اغرس إبرتي ‪/‬قلمي بهذه اليوميات‬ ‫التي حدثت‪:‬‬ ‫‪.1‬حينما ضاع احترام الحاكم بدأ المواطنون يفقدون خوفهم و يخرجون من بيوتهم‬ ‫‪..‬ويحرقون سماء مدينتهم‬ ‫‪.2‬حينما انفجر الزلزال هدم البيوت الطينية و قتل سكانها اال جدران السجن و بهذا نجا من‬ ‫بداخله و كانت مباني السجن مصممة ضد الهروب‬ ‫‪. 3‬هناك حاكم يصافح رعاياه بأصبع السبابة فقط ‪..‬فيما يعلق علي ذلك ‪:‬ليس هناك من‬ ‫يستحق األصابع األربعة‬

‫كتبها (رمضان عبدهللا بوخيط)‬ ‫‪. 4‬وزير صحة يبعث اقاربه للعالج بالخارج و يردد دائما هكذا ‪ :‬ليس هناك مريضا‬ ‫فحسب ‪,‬انما أيضا هناك من ال يمكن عالجه بالداخل !!‬ ‫‪ .5‬يقال ان مذنب (هالي) يسطع في الفضاء كل ‪ 76‬عاما فيحرق البالد و من فيها و يدمر‬ ‫نظامها ‪..‬يعلق احدهم علي ذلك‪ :‬الحمد هلل ان عمر حاكمنا لن يصل الي مائة عام و اال طال‬ ‫دمارنا إلى مائة عام‬ ‫‪. 6‬عندما تظاهر المواطنين و تمكنوا من السلطة صرخ احدهم حائرا‪ :‬ان السلطة‬ ‫شئ غامض بل لغز محير ‪..‬علق آخر‪:‬ال يمكن فك هذه الشفرة سوي المثقفين ‪,‬فهم الذين‬ ‫يعرفون فن السياسة غير أنهم اآلن ينامون فوق مخدات ناعمة ‪!!.‬‬ ‫‪ .7‬بعد موجة لشغب غير محافظ المدينة ضباط مراكز الشرطة بوجوه جديدة ‪.‬بعد شهر‬ ‫التقي رفيقي من مثيري تلك المظاهرة ‪..‬استفسر احدهما ‪:‬ما الفرق بين ما كان يجري سابقا‬ ‫و ما يحدث اآلن؟ علق اآلخر ‪ :‬باألمس عندما يتم القبض عليك يشخط في وجهك هكذا)‬ ‫خش يا كلب ) اما اليوم فيقول لك (ادخل يا أخ)‪ ِ.‬‬

‫وتبقى يا وطين قطعة حلوى‬ ‫بعد التحاقي بالعمل ‪..‬كنت استمع إلي أحداث الثورة في‬ ‫البيت و من نقاشات المرضي فيما بينهم ‪ ..‬أجهزة‬ ‫التلفزيونات بغرف الغسيل الكلوي ال تبث إال قناة‬ ‫الجزيرة لمتابعه ما يحدث في باقي مدننا المنتفضة‪..‬‬ ‫احد المرضي بالمستشفي سألني ‪ :‬هل تجولت بالبالد‬ ‫بعد انتفاضتها ؟‪.‬فقلت كل شئ غير عن ذي قبل ‪..‬‬ ‫مآذن المساجد تعلو أصواتها بالتكبير ‪..‬أثناء قيادتي‬ ‫للسيارة كنت سأصدمها بأحد األرصفة و أنا أقرا ما كتب‬ ‫و أشاهد ما رسم علي الجدران ‪ ..‬في اإلذاعات تعلو‬ ‫أصوات الحق و األناشيد الوطنية ‪ ...‬ألوان العلم الجديد‬ ‫ترسم كل شئ ‪ ..‬بعض األماكن حرقت و اثر الدخان‬ ‫أفحم جدرانها ‪ ..‬مررت بجانب مدرسه طارق ابن زياد‬ ‫بحي البركة عند كتيبه الفضيل المهدّمة و تذكرت تلك‬ ‫الفيديوهات التي كنت أشاهدها عندما كنت باألردن ‪..‬‬ ‫ومنها ما لم استطع استكمال مشاهدته لشده قسوته و‬ ‫بشاعة الحدث ‪ ..‬ابن جاراتنا استشهد هناك‪..‬كنت بكي‬ ‫وال أتخيل ما يحدث في بلدي ليبيا و في مدينتي بنغازي‬ ‫‪.‬‬ ‫أعجبني انطالق عده جمعيات و هيئات اإلغاثه لمنح‬ ‫سلع غذائية و كساء و توزعها علي المحتاجين مجانا‬ ‫‪..‬ولم يعجبني من بعض االنتهازيين للفرص الذين‬ ‫قاموا ببيع السلع وحاولوا بطريقه أو باخري الكسب‬ ‫الغير مشروع و ادخلوا علي بيوتهم المال الحرام‪..‬‬ ‫لم يعجبني وقوف الناس في طوابير أمام المصارف‬ ‫بشكل يومي منذ ساعات الصباح االولي وتدافعهم بدون‬ ‫نظام !!والطوابير علي اسطوانات الغاز و البنزين بدون‬ ‫ست قليال ‪..‬فنحن في‬ ‫مبرر و بالرغم من توافرها وان خ ّ‬ ‫وضع حرب ‪..‬علينا تقدير ذلك‪.‬‬ ‫رأيت األطفال ينظمون سير السيارات عند المفترقات‬

‫ولم أحب ما رأيت من قله أخالق بعض السائقين في‬ ‫تجاوز اإلشارة و أمكانيه حدوث حادث سير و شيك‬ ‫أكثر من مرة أمامي و في وضح النهار بسبب هذه‬ ‫االنتهاكات ‪.‬‬ ‫لم يعجبني انتشار اإلشاعات بين الناس و تخويفهم ‪..‬‬ ‫أمي تخاف عل ّي قيادتي للسيارة و ذهابي للعمل بمفردي‬ ‫بعد سماعها للشائعات عن خطف البنات و سرقه‬ ‫السيارات و لكن لم أ َر أي ضير في ذلك و لم أتعرض‬ ‫ألي مضايقات بل كان الشباب ممن يحملون السالح‬ ‫عند البوابات داخل المدينة أو عند موقف اإلشارات‬ ‫يجعلونني اشعر باالطمئنان‪.‬‬ ‫أحيانا أقابل سيارات تحمل سالحا وتثبت العلم في احد‬ ‫زواياها ‪..‬اشعر بالفخر لشبابنا المناضل و احترمهم و‬ ‫اقدر فيهم الروح الوطنية العالية و أدعو لهم بالنصر‬ ‫القريب ‪ ..‬حفظهم هللا ألهاليهم ولوطنهم‬ ‫وبالمقابل هناك شباب متقاعسون ‪..‬ال يقومون من‬ ‫نومهم إال ظهرا لسهرهم طوال الليل في ما ال يفيد‬ ‫‪..‬يضيعون اوقاتا يحتاجهم فيه الوطن اكثر من أي وقت‬ ‫آخر‪.‬‬ ‫رأيت األطفال مع الشباب يقومون بدهان عتبات‬ ‫األرصفة وأعمده اإلنارة ‪..‬رايتهم يقومون بحمالت‬ ‫نظافة بأماكن عديدة و جمع النفايات دونما تذمر ‪.‬‬ ‫و لم يعجبني ما يفعله بعض الناس من رمي القمامة‬ ‫دونما اكتراث لمكان رميها أو حتى لربطهم للكيس‪.‬‬ ‫أعجبني تدافع المتطوعين من طلبه الطب علي‬ ‫المستشفيات و العمل بها ‪ ..‬بقسم الغسيل الكلوي‪ -‬حيث‬ ‫اعمل ‪ -‬قمن الممرضات بتدريب مجموعه منهم علي‬ ‫استخدام أجهزه الديلزه أو أجهزه الغسيل الكلوي فكان‬ ‫لهم األثر في سد النقص بالطاقم التمريضي‪..‬‬ ‫لم يعجبني انتشار السالح ‪..‬بات من الطبيعي سماع‬

‫زهرة الشيخي‬ ‫طلقات الرصاص في أي وقت !!‬ ‫حيث أصبحت تعبير عن الفرح !! وبين كل البيوت تطلق‬ ‫العيارات النارية التي ترهبنا ال تفرحنا لألسف ‪..‬فالكثير‬ ‫من شبابنا تضرر بسبب جهله أو سؤ استخدامه للسالح‬ ‫‪..‬واألسوأ من ذلك أصبح تجارة يباع و يشتري ؟؟‬ ‫أعجبني استمرار روح الحياة رغم حزن القلوب علي‬ ‫فراق أبنائنا الشهداء والمفقودين و المأسورين ‪..‬حيث‬ ‫تقلصت مصاريف األفراح ‪..‬فأصبح العريس يأخذ‬ ‫عروسه باحتفال سريع في ساعات المغرب األولي و‬ ‫ينتهي في آخرها ‪.‬‬ ‫أعجبني ترابط الناس و مساعدتهم لبعضهم ‪..‬حتى أني‬ ‫سمعت من احدي زميالتي صلح تم بين عائلتين بعد‬ ‫خصام دام ثالثة عشر عاما !!‬ ‫أعجبني انتشار أعداد من الجرائد و تعبيرها عن رأيها‬ ‫بحريه‬ ‫وال انسي أن أقول باني تعرفت علي أسماء لمناطق‬ ‫((كاباو )) ؟؟ و‬ ‫ليبيه لم اسمع عنها من قبل مثل‬ ‫ارجع السبب لمناهج تعليمنا التي لم تعرفنا حتى علي‬ ‫مناطق بالدنا‬ ‫لم يعجبني شغل شبكه الهواتف المجانية و الوحيدة‬ ‫(ليبيانا ) في نقل اإلشاعات و األخبار المغرضة حتى‬ ‫أن لسوء أخالق البعض استخدمت للتجسس علي‬ ‫المكالمات ؟؟‬ ‫تبقى بنغازي حبيبتنا ابنه ليبيا الجميلة بأهلها و ناسها‬ ‫‪..‬تبقي يا وطني لحنا شجي يطرب نفوسنا ‪..‬تبقي يا‬ ‫وطني بسمه طفل و حنو أم و عطف أب ‪..‬تبقى عطاء‬ ‫ال ينضب معينه أبد اآلبدين وأمال نلون به كل ذكرياتنا‬ ‫المؤلمة ‪..‬لتبقي يا وطني محبه بين الناس و حلما يبشر‬ ‫بمستقبل أفضل ‪..‬تبقي يا وطني قطعه حلوى سأتذوق‬ ‫طعمها عند رحيل آخر قدم خائن عن ترابك ‪.‬‬


‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪19‬‬

‫عطوان يسقط عن ظهر احلصان‬ ‫علي عمر التكبالي‬ ‫مر ّ بحصانه عبر األراضي الليبية‪ ..‬أذهله‬ ‫أن يقوم الشباب احلر بقرع أجراس احلرية‬ ‫والزحف فوق أجسادهم الطرية نحو‬ ‫بيت اخلازندار الذي يقوم بإطعام احملتاجني‬ ‫أمثاله‪ ..‬ففكر وحاور‪ ،‬ومكر وناور‪.‬‬

‫الكاتب النزيه عبد البارئ عطوان رجل‬ ‫عربي ال يكتب إال عن الثورة والثوار‪ ،‬وال‬ ‫يجرد قلمه املعربد إال من أجل مصلحة‬ ‫الشعب العربي املقهور على إمتداد‬ ‫اخلارطة التي متتد من بالد الواق واق على‬ ‫أقدام بحر الظلمات وحتى رأس احلد في‬ ‫خاف ففكر فقال في نزاهة احملترف بأن‬ ‫اليمن التعيس‪ ،‬غير أنه يفقد ريشه‬ ‫فيطير باملقلوب حني يقطع الصحارى الثورة في ليبيا هي حرب أهلية‪ ..‬بجرة‬ ‫الواسعة التي تفصل بني األجرد واألخضر ‪ .‬قلم من «حجة الثورة العربية» حتول‬ ‫الثوار الذين يحملون راية احلق إلى مقاتلني‬ ‫الكاتب النزيه عبد البارئ عطوان رجل متساوين في القوة والعتاد والنوايا مع‬ ‫ال يعرف الكذب وال اجملاملة‪ ،‬وما عليك إال كتائب يعرف جيدا ً أن من يقودها هو عدو‬ ‫أن تراه يجادل احملاورين‪ ،‬وهو يكاد يخرج العرب األول‪.‬‬ ‫من ثيابه‪ ،‬على إحدى الفضائيات التي‬ ‫الكاتب عبد البارئ عطوان ــ واعذرني‬ ‫دأبت على إستضافته وكأنه حجة العرب‬ ‫حتى تتأكد من صدقه وحسن نيته‪ ،‬إال سيدي القارئ فقد أسقطت النزيه عمدا ً‬ ‫أنه يتعارك مع نفسه‪ ،‬وميارس ضبط وليس سهوا ً ــ أحس بأنه فضح نفسه‬ ‫النفس حسب التعبير السياسي‪ -‬حني فحاور غيره محاوال ً إخفاء غرضه‪ ،‬واعتذر‬ ‫يتخاطب مع الفرجنة املتحضرين على في سره فلم يسمعه غير أولي أمره‪ .‬بني‬ ‫قنواتهم التي ميتلك معظمها البليونير أنه لم ي ّتعظ ومضى ميكر ويسكب الدبق‬ ‫اليهودي «مردوخ» فتراه يقعد في كرسيه فوق السطوح كي تترنح األرجل وترقص‬ ‫منكمشاً ويقول كالما ً هادئا ً ال يخدشه غصبا ً عنها كما رقص هو‪ ،‬ولكنه فوجئ‬ ‫حجر رماه مذيع متهكم أو دبوس نغزه بأن أرجل املساكني املغبرة بتراب الوطن‬ ‫اجلاف لم تلتصق بالسطح األملس كما‬ ‫ضيف متزمت ‪.‬‬ ‫قدر منظرو الكتاب األخضر‪ ،‬فأُسقط في‬ ‫الكاتب النزيه عبد البارئ عطوان يده‪ ،‬وتذبذب في رأيه فانفلتت العقدة‬ ‫بدا خائفا ً حتى الذعر‪ ،‬متذبذبا ً حتى الزائفة التي تشده من قفاه‪ ،‬فأفصح عما‬ ‫االنفالت‪ ،‬متهالكا ً حتى السقوط حينما في نفسه وأخبر العرب الصغار بأن الثوار‬

‫لكم شاكريكم‪..‬‬ ‫ولنا شاكرينا‬ ‫(مالحظات على إذاعة‬ ‫ليبيا الحرة المسموعة من‬ ‫البيضاء)‬ ‫بقلم‪ :‬أحمد يوسف عقيلة‬

‫الشرفاء قد وقفوا في صف واحد مع‬ ‫صر في القدس‪،‬‬ ‫الذين يقتلون األطفال القُ ّ‬ ‫ويحرقون املدارس والفكر في رام اهلل‪،‬‬ ‫ويقصفون البيوت والبشر في غزة‪.‬‬

‫نهشت الذئاب البرية جسدها‪ ،‬وتركتها‬ ‫في العراء تنتظر غضب الرحمن على‬ ‫آكلي حلم البشر‪ ،‬فلماذا لم يبك الكاتب‬ ‫الثائر عليها وعلى غيرها‪ ،‬وتباكى على‬ ‫القائد املظلوم الذي يحاربه «ثوار بنغا‬ ‫زي!»‬

‫حني سمعت تلك النغمة‬ ‫الرومانسية التي تهمس في أذن امللك‬ ‫التائه كي تفتنه‪ ،‬فال يغلق خزائنه‪ ،‬بكيت‬ ‫وألن أستاذي النزيه الشيخ الطاهر‬ ‫حتى سالت دموعي إلى أعلى‪ ،‬ودفنت الزنتاني علمني كيف أقلب حروف العلة‬ ‫رأسي بني كفي حتى انكشفت الظلمة‪ ..‬أصررت على تسمية هذا الكاتب «بعبد‬ ‫وقررت بيني وبني نفسي أن أسمي «حجة العطيان» ألنني تسلمت صورة عن وثيقة‬ ‫العرب الثورية» الكاتب عبد العطوان‪ ..‬من «خزينة العرب والعجم» توصي‬ ‫لقد نزعت عنه كلمة البارئ ألنها من مبكافأته بأربعة آالف من الدوالرات ثمنا‬ ‫بخسا ً لقلم قالوا إنه ال يسكب إال حبرا ً‬ ‫صفات اهلل عز وجل‪.‬‬ ‫أحمر‪.‬‬ ‫عجز الكاتب الثائر بأن يرى أن طريقة‬ ‫الكتائب في اإلجهاز على اجلرحى وحرق‬ ‫سيدي عبد العطايا‪ ..‬أبشرك من اآلن‬ ‫البيوت هي طريقة إسرائيلية بحتة بأن أحفاد اخملتار والسويحلي وأبي اخلير‬ ‫جلبها ابن امللك التائه «السيف املفلول» واملرابط والزاوي هم أكبر من كل األقالم‪..‬‬ ‫معه من زيارته السرية لبالد الصهاينة وأقول لك بشجاعة من يقف إلى جانب‬ ‫ألنه أصيب بالعمى‪ ..‬وحني رماه القدر احلق بأن قطرة دم واحدة من شاب ليبي‬ ‫بالوقر لم يسمع صياح الفتيات والفتيان سقط على مداخل املدينة كي يحمي‬ ‫الذين اغتصبهم جند االحتالل القذافي‪ ،‬احلرائر في خدورهن هي أشد جريا ً من كل‬ ‫ولم يعلم مباذا‬ ‫خت بها شرف بالدي‪،‬‬ ‫يسمي شبه الرجل الذي أنهار احلبر التي ّ‬ ‫لط َ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫أحضر السود من مجاهل األدغال كي وأكثر بريقا من كل الدموع التي سكب َتها‬ ‫ينتهكوا عرض أبناء بلده‪.‬‬ ‫على ضريح «شبه الرجل» امليت‪.‬‬ ‫لقد بكى قلبي قبل عيني وأنا أرى جثة‬ ‫فتاة قاصر ملقاة في الفيافي بعد أن‬ ‫تحررت‪ ..‬وأن الثوار قد قاموا بتمشيط‬ ‫باب العزيزية‪ ..‬هذا طبعا ً بعد رحيل‬ ‫القذافي إلى أوغندا!! وتناوله العشاء‬ ‫مع موسيفيني!! وأن شوال السكر في‬ ‫طرابلس تجاوز ‪ 400‬دينار‪ ..‬وأن عنزاً‬ ‫فبرايرية من معيز الجبل األخضر قد‬ ‫أنجبت جديا ً بألوان علم االستقالل‪..‬‬ ‫فإذا كان إلعالم القذافي شاكيره‪ ..‬فلنا‬ ‫شاكيرنا أيضاً‪ ..‬بل إن شاكيرنا قد‬ ‫تجاوز شاكيرهم بمراحل!!‬

‫حين كنا نتحدث ونسخر من أكاذيب‬ ‫إعالم نظام القذافي‪ ..‬قالت صحفية‬ ‫أجنبية بصراحة جارحة‪( :‬الثوار أيضا ً‬ ‫يكذبون!!)‪ ..‬واكتفينا بالخجل‪ ..‬فنحن‬ ‫ال نريد أن نكذب أيضا ً على صحفية‬ ‫تستمع إلى إذاعات الثوار‪ ..‬فإذاعة‬ ‫مثل إذاعة ليبيا الحرة المسموعة التي‬ ‫تبث من مدينة البيضاء‪ ..‬وتحت حُجة‬ ‫الخطاب التعبوي‪ ..‬انتهجت أسلوب‬ ‫الرد على أكاذيب إعالم النظام بأكاذيب‬ ‫أكبر منها‪ ..‬على طريقة الصحّاف‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫وكأن إعالم النظام قدوة‪ ..‬وفي ماراثون‬ ‫الكذب هذا خسر إعالم الثوار المسموع‬ ‫المصداقية‪ ..‬حتى إن الناس أطلقوا‬ ‫على إذاعة ليبيا الحرة المسموعة من‬ ‫البيضاء اسم (مكذبة راس التراب)‪.‬‬

‫فهل الخطاب التعبوي يعني‬ ‫ ‬ ‫الكذب؟ أم أن بعض المذيعين اكتشفوا‬ ‫فجأة أن الكذب على األثير يجعلهم‬ ‫نجوما ً برّاقة من نجوم الثورة؟ بعد أن‬ ‫كان كذبهم ال يتجاوز المرابيع والقعدات‬ ‫الخاصة‪.‬‬

‫فحين تستمع إلى إذاعة ليبيا‬ ‫ ‬ ‫الحرة من البيضاء تكتشف أن الثوار‬ ‫قد دخلوا مدينة سرت‪ ..‬وتجاوزوها‬ ‫إلى تاورغاء‪ ..‬وأن طرابلس قد‬

‫األخطر من هذا أن إذاعة ليبيا‬ ‫ ‬ ‫ّ‬ ‫الحرة المسموعة من البيضاء قد تبنت‬ ‫خطابا ً قبلياً‪ ..‬وأخذ بعض مذيعيها ينالون‬ ‫من بعض قبائل الجبل األخضر باالسم‪..‬‬

‫بل وصل األمر بأحد المذيعين إلى أن‬ ‫توعد إحدى القبائل بالتصفية ابتداء من‬ ‫يوم السبت!! وهو خطاب تحريضي‬ ‫جعل بعض شباب هذه القبائل يجتمعون‬ ‫مسلحين لمهاجمة هذه اإلذاعة لوال‬ ‫تدخل بعض العقالء‪ ..‬فهل هذا الخطاب‬ ‫المتصحّر الذي يستخف بعقل المستمع‬ ‫هو خطاب الثورة التي دفع الشعب‬ ‫الليبي ـ واليزال ـ ثمنها غالياً؟ وهل هذه‬ ‫هي ليبيا الحرة التي حلمنا بها؟! وهل‬ ‫المجلس الوطني االنتقالي يتبنى خطاب‬ ‫هذه اإلذاعة؟ وهل الخطاب الحر يعني‬ ‫الكذب باسم الثورة؟ فإعالم يعجز عن‬ ‫االرتقاء إلى مستوى رقي هذه الثورة ال‬ ‫حاجة له‪ ..‬ألنه جعل اآلخرين ال يجدون‬ ‫فرقا ً بين إعالم الثورة وإعالم النظام‪..‬‬ ‫فينبغي أن يكون هناك فرق بينك وبين‬ ‫عدوك‪ ..‬وإال فما الحاجة إلى محاربته؟‬ ‫***‬


‫‪20‬‬

‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫أحـاديث عن الثـورة‬

‫يابو عبد اجلليل أرعاها‬ ‫ما حدث منذ ‪ 15‬فبراير أذهل الليبيين قبل العالم‪.‬‬ ‫فالقذافي كان واثقا من استقرار النظام‪ ،‬والليبيون‬ ‫بدورهم كانوا في لجـة الخوف والصخب قـد بلغوا‬ ‫مرحلة اليأس من إصـالحه‪ .‬لكن للتاريخ مفاجـآتـه‬ ‫التي ال يمكن توقـعـها‪ ،‬مهما زعم المحللـون‪.‬‬ ‫ومن خضم األحداث‪ ،‬وكما قلت في مقاالت سابقة‬ ‫اختارت األقدار األسـتاذ القاضي مصطفى عبد‬ ‫الجليل ‪ ..‬الرجل المناسب في المكان المناسب في‬ ‫الوقت المناسب‪ .‬لكن هذا االختـيار التاريخي وضع‬ ‫على كاهله مسئوليات جسـام ‪ ..‬امتحان عسير‬ ‫ومهمة شـاقة‪ ....‬وهـذا ما يجعلني أخاطبه باإلسـم‬ ‫وبشئ من المو ّدة في عنـوان هذا المقال‪ .‬وإذا كانت‬ ‫ثورة فبـراير المجيدة مفاجـأة ‪ ،‬فاألكيـد أن أهم‬ ‫تبعاتـها مثل كل الثـورات‪ ،‬هي حرية التعبير ‪..‬‬ ‫وعلينا أن نتـعـود على الحـوار الصريح دون تملق‬ ‫أو تجني أو غضب‪.‬‬

‫قـيادة السـفـينة يا إدريس أرعاها‬

‫لعنوان هذا المقال قصـة ‪ ..‬فإبان إقامتي وعملي‬ ‫بمستـشـفى البيضاء (‪ ،)1969-1971‬التقيت‬ ‫بالشـاعر الشـعبي السياسي الكبيـر‪ ،‬المرحـوم‬ ‫جعفر الحـبوني في بيت قريبه السيد بالحسن المين‬ ‫الحبوني الذي كان يعمل بالمستشفى أيضا‪ ..‬ودامت‬ ‫صداقتنا إلى وفاتـه‪.‬‬ ‫في حـقـبـة المملكـة‪ ،‬تمـيز جـعـفـر عن بقيـة‬ ‫الشعراء الشعبيين بقصائده السياسية النـاقـدة ‪..‬‬ ‫فـفي منتصف الخمسينيات بعـد االسـتقالل بسنوات‬ ‫قليلة الحـظ بطء الدولة في حل مشكلة الفـقـر‪،‬‬ ‫وبداية ظهـور الثراء فتساءل منتـقـدا في قصيدته‬ ‫‘‘ أيام قبل ما نحسب إال الحرية ‪ /‬معيشـة عدالة‬ ‫للعرب جملية ’’‪ .‬ثم في عام ‪ 1963‬نشر قصيدته‬ ‫الشـهـيرة ‘‘ وين ثروة البترول ياسمسـاره ‪/‬‬

‫إللي ع الجرايد نسمـعـوا ف أخـباره ’’‪.‬‬

‫ثم كانت قصيدته « قيادة السفينة يا إدريس‬ ‫أرعاها‪ .. »..‬وحين سـألته عـنـها قـال‪ ‘‘ :‬كنت‬ ‫مرّه مرّه نمشي للملك ‪ ..‬وكنا نهدرزوا ‪ ..‬وبعد‬ ‫تأليف القصيدة الموني بعض الناس ‪ ..‬قعدت إيجي‬ ‫ثالث إجـْمـع ما مشيت [ من جمعة أي أسابيع] ‪....‬‬ ‫وإذا بيه يسأل عن ّي وما إذا كنت مريضا ‪ ..‬المـهـم‬ ‫جوني ‪ ..‬وقالوا لي الملك يسأل عليك‪ .‬فمشـيت ‪..‬‬ ‫ولما جيته‪ ،‬سألني ‪ ..‬قلت له يا موالنا ‪ ..‬أنا درت‬ ‫قـصيدة ‪ ..‬وخفت حـد يفـسرها غلط ‪ ..‬إنت تعرف‬ ‫إني نحبكم يا سـنوسية ‪ ..‬ونخاف منكـم ‪ ..‬شاي للـه‬ ‫برجال هللا ‪ ..‬قال لي شـنو قلت فيـها؟‪ ..‬وقـرأتـها ‪..‬‬ ‫‘ قـيـادة السـفينة يا ادريس أرعاهـا ‪ /‬راه الجـمــاعة‬ ‫يو ّدروا مجـراها ’ ‪ ..‬وكان تعليقه‪ :‬وشـنو فيـها‬ ‫؟‪ ..‬ما فيها شي ‪ ..‬النصيحة ديما كويسه! ’’‪ .‬ومن‬ ‫باب اإليضاح كلمة «أرعاها» في دارجة بدو‬ ‫برقة‪ ،‬تعني أحرسـها واحميها‪ ،‬مشــقة من رعى‬ ‫في الفصحى‪.‬‬

‫ثورة فبراير في سـياق التــاريخ‬

‫ثورة فبراير المجيدة فجـرهـا الشباب ‪ ..‬جيل ما‬ ‫بعد ‪ ، 1969‬ومعظمهم من مواليد ما بعد ‪، 1980‬‬ ‫وحسـبُ جيلي ومن قبله ومن بعـده أننا عشـنا هذه‬ ‫األيام التي أعادت للشعب الليبي الطيب إحسـاسـه‬ ‫بالكرامة ‪ ..‬وهذا ما طالبنا به طيلة أربعين سـنة‪،‬‬ ‫قـ ّدم فيـها الليبيون الكثير من الضـحــايا ‪ ..‬في‬ ‫السجون وعلى أعـواد المشانق والقتل بالرصاص‬ ‫في عـواصم العالم أو في سـاحة بوسـليم‪ ،‬لكن‬ ‫جبروت النظـام وإعالمه جعال الشعب الليبي يبدو‬ ‫خانـعا مسـتكينا في أعين المنطقة العربية والعالم‪.‬‬ ‫الثورة ‪ ..‬أي ثورة هي لحظـة اشـتعال ‪ ..‬يـتـعـاظم‬ ‫وهـجــهـا بما يحققه أبناؤهـا من صمود وانتصارات‬ ‫‪ ..‬وهذا ما حققه أبناء بنغازي حين اقتحموا الكتــيبة‬ ‫وحين صدوا الهجوم على بنغازي يوم ‪.. 19/3‬‬ ‫وما تحـقق في ثورة الزاوية وانتفاضة طرابلس‬

‫يوم ‪ 19‬فبراير ‪ ..‬وفي بطوالت مصراته والزنتان‬ ‫ونالوت‪ .‬مالحـم سـتبقى في تاريخ هذا الشعب‬ ‫المعـطـاء‪ ،‬رغـم األلم والضحايا‪ ،‬وكلهم ليبيـين!‬ ‫وتبقى هناك حـقـيقـتان‪ .‬كما في أي ظرف سياسي‬ ‫اسـتثنائي‪ .‬األولى أن التـوازنــات والشروط تـتـغير‬ ‫بسرعة‪ .‬والثانية أن في أي مرحلة هـناك أكثر من‬ ‫خيار متاح‪ ،‬وعلينا أن نعيد باستمرار تقييم الموقف‪،‬‬ ‫وتحديد االختيارات‪.‬‬

‫الثـورة والدولــة‬

‫بلـغـة الفـالسـفـة‪ ،‬ال أحد يدري متى تنتهي الثورة‬ ‫‪ ..‬ولكن إذا لم تنتهي فإنـها تتحول إلى فوضى‬ ‫‪ ..‬الغالب أنها تنـدمج منذ البدء مع مرحلة إعادة‬ ‫صياغة الدولة ‪ ..‬منذ لحـظـة اخـتـفاء رمـوز النظام‬ ‫القديم وانهيار إداراته‪ .‬فخـروجـهـم إيذان بتسوية‬ ‫األرض للصرح الجديد‪ .‬وهكـذا يبدأ بناء الدولة‬ ‫الجديدة على الفـور وقبل أن تخمد الجذوة ‪ ..‬بإنشاء‬ ‫مجالس جديدة واختيار وتعيين مدراء ووزراء‬ ‫وقــادة جــدد‪ ..‬وباسـتحداث شرطة جديدة إلخ‪.‬‬ ‫وهذا ما حدث‪ .‬وصوال إلى تأمين الكهرباء والمياه‬ ‫والمخابز والهواتف وحركة المطار والميناء‬ ‫وتأمين منافذ الحـدود وفتح المصارف‪ ،‬وتوفير‬ ‫غاز الطعام ومحطات البنزين‪ .‬هذه كلها رغم أنها‬ ‫قد تبدو تفاصيل تافهـة مقارنة بمطالب الحرية‬ ‫والديموقراطية والعدالة‪ ،‬إال أنـها من مقتضيات‬ ‫االسـتقرار االجتماعي والسياسي‪ .‬وأنا هـنا ال‬ ‫أريد أن أتحدث عن أشخاص‪ ،‬وإنما عن سياسات‬ ‫وتوجـهات‪.‬‬

‫الثــورة والـعــالم‬

‫الشباب الذين كانوا يأتون كل صباح إلى المدرسة‬ ‫ويجلسون في مدرجات الجامعة‪ ،‬بعضهم اليوم‬ ‫في جبهة القتال أو في مهام تطوعية‪ .‬بينما أسـاتذة‬ ‫الجامعة يتحاورون ويلقون المحاضرات العامة‪.‬‬ ‫ليست المهام واالهتمامات االجتماعية وحدها التي‬ ‫تتغير‪ ،‬بل والوالءات ‪ ..‬الموظفون‪ ،‬الشرطة‪،‬‬ ‫التجـار‪.‬‬ ‫في الثورات تنـشأ تكوينات جديدة‪ ،‬واهتمامات‬ ‫جديدة‪ .‬فالثورة تفرض أيضـا‪ ،‬إعادة بناء األجهزة‬ ‫اإلدارية للدولة‪ ،‬واسـتبدال القيادات القديمة من‬ ‫مدراء ورؤساء إدارات‪ ،‬ووزراء‪ ،‬وعمداء بلديات‬ ‫‪ ..‬بدماء جديدة أو على األصح بقدرات وعـقـول‬ ‫جديدة تتسـق وطموحات الثورة وتطلعات الناس‪.‬‬ ‫وبالطبع سـتختلف االجتهادات واالختيارات‬ ‫والمعايير والمبررات‪ .‬لكن هناك أبعادا أقل براءة‬ ‫‪ ..‬ستظهر ضمن هذا التدافـع‪ ،‬مثل سلوكيات‬ ‫اإلقصاء واإلبعـاد واالســتحواذ أو ما يسميه‬ ‫البعض باالنتهازية وسرقة الثورة‪ .‬كل ما تقدم‬ ‫طبيعي ومتوقع ويجب أال نتحرج عن نقاشـه‪ .‬بل‬ ‫وننظـر إلى نقاشــه كإجراء احتياطي ضـد تفـاقم‬ ‫أي اختـالفات أو تسـلط‪.‬‬ ‫الثورة تطرح أيضا‪ ،‬موضوع اإلنـصاف ‪..‬‬ ‫إنصاف المظلومين الذين كانت معاناتهم الطـ َرقات‬ ‫األولى على بوابة الثورة ‪ ..‬الثـورة تستدعي فتح‬ ‫ملفـات القضايا المؤجلة‪ .‬بعضها إداري‪ .‬فأصحاب‬ ‫البيوت والشقق والعمارات والدكاكين يسـتعجلون‬ ‫اسـتردادها‪ ،‬وهي التي خصصت لغيرهم بفعل‬ ‫القانون رقم ‪ 4‬السئ السمعة ‪ ..‬لكن بعضها معـنـوي‬ ‫وسياسي مثل الذين عانوا مرارة السجن‪ ،‬والذين‬ ‫فقدوا أحبابهم في بوسليم أو على أعواد المشانق أو‬ ‫برصاص أهوج في ملعب رياضي أو أمام قنصلية‬ ‫‪ ..‬والذين اختطفوا وغابوا عن األنظار وال يعرف‬ ‫مصيرهم‪ .‬وهذه كلها بحاجة إلى اهـتمـام ويجب‬ ‫أن تعطى أولوية على المهرجانات‪ .‬حتى ولو أن‬ ‫بعضها رمزي ‪ ..‬من أجل أن نؤكد أن الثورة قادرة‬ ‫على تحقـيق تطلعات الناس‪.‬‬

‫بقدر ما نالت ثـورة فبـراير عطـف العالم‪ ،‬بقـدر‬ ‫ما تطـورت األمـور بسـرعة وقادت إلى تدخـل‬ ‫المجـتمـع الدولي لحماية المدنـيــين‪ .‬ولهـذا البد‬ ‫من اإلنصات لما يقوله من أنقذوا بنغازي واجدابيا‪،‬‬ ‫ويسـّروا انتصار الثوار في الجبل الغربي‬ ‫ومصراته‪ .‬فالدول الغربية أمسـت شريكا‪ .‬نـعـم‬ ‫لها مصالحها التي تمتد من النفط واالستثمارات‬ ‫في مرحلة البنـاء القادمة‪ .‬لكن لديها أيضا الرغبة‬ ‫في تحقيق االسـتـقـرار على الضفة الجنوبية للبحر‬ ‫المتوسط من خالل بنـاء دولة ديموقراطية ودعـم‬ ‫جـهـد تنموي نقي من الفساد‪.‬‬ ‫والبد أن نقرأ مواقف العالم بموضوعية‪ .‬مثال‬ ‫موقف الصين األخير التي قالت أنها تعتبر المجلس‬ ‫الوطني االنتقالي الليبي «شريكا هاما في الحوار»‬ ‫الليبي ‪ ..‬وقـد سأل مذيع إحدى القنوات الفضائية‬ ‫محلال سياسيا‪ :‬ما الفروق بين محاور؟ وشريك ؟‬ ‫وممثل شرعي ؟ وممثل وحيد؟ طبعا بقصد تنوير‬ ‫المشاهدين‪ .‬لكن المحـلل اكتفى بتأكيد إيجابيات‬ ‫الموقف الصيني الجديد وتزايد عدد «المعترفين»‬ ‫بالمجلس الوطني‪ .‬وهذا صحيح إلى حد ما‪.‬‬ ‫وبالمقابل لم يواصل المذيع إصراره على اإلجابة‬ ‫التي طلبها‪.‬‬ ‫األهم أن ندرك أن الدول الكبرى ال تعترف بنا على‬ ‫أساس العاطفة أو اإلعـجـاب‪ ،‬ولكن بناء على نقاط‬ ‫تقييم حسابية‪ .‬أسـئلة يجاب عليها بنعم أو ال‪ .‬أسـئلة‬ ‫مثل‪ :‬هل سلطة المجلس الوطني تغطي التراب‬ ‫الليبي بالكامل؟ وكم النسبة؟ وهل المجلس يمثل‬ ‫إرادة الشعب بمعنى هل هـو منتخب أم ال ؟ وهل‬ ‫هو مسيطر على موارد البالد من نـفـط وأرصـدة‬ ‫؟ وهل هو مخول لتوقيع عـقـود؟ وما مدى سيطرة‬ ‫النظام القديم؟ باختـصار ‪ ..‬العالم الذي يقف معنا‪،‬‬ ‫يريد هيئة مسيطرة وذات شرعية‪ .‬وعسى أن نصل‬ ‫قريبا إلى استقرار يسمح بإجراء انتخابات ووضع‬ ‫دستور‪.‬‬

‫في الثورات تظهر سلوكيات ومبادرات بعضها غير‬ ‫متوقع‪ ,‬مثال ذلك السلوكيات النبيلة التي رأيناها في‬ ‫تكاتف الليبيين‪ ،‬وفيض الجمعيات الخيرية‪ ،‬ومنها‬ ‫هذا الجهد البطولي المتواصل لشباب مطبخ القلعة‬ ‫التطوعي الذي يقدم آالف الوجبات يوميا للثوار‬ ‫في الجبهة وللساهرين على أمن المدينة ولألسـر‬ ‫النازحـة‪.‬‬ ‫بالمقابل ولألسـف تظهر أيضا سلوكيات انتهازية‬ ‫أنانية خسـيـسة‪ ،‬بدءا من المتاجرة في السالح وبيع‬ ‫مواد اإلغاثة إلى تهريب اللحوم الفاسـدة‪ .‬وأيضا‬ ‫سلوكيات سلبية مثل عدم إيداع جزء مما بحوزتك‬ ‫من عملة في البنوك للمساعدة في دفع مرتبات‬ ‫الفقراء‪.‬‬ ‫ما قاله مسئول االقتصـاد في محاضرة مؤخرا عن‬ ‫توفر شتى السلع لشـهور قادمة‪ ،‬جميل ومطمئن‪.‬‬ ‫وهناك خبر أوردته الصحف العالمية ولم تناوله‬ ‫المحلية عن عقـد صفقة كبيرة لشراء ما يقرب‬ ‫من ‪ 100‬ألف طن من القمح والدقيق ربما بتمويل‬ ‫قطري وإماراتي‪.‬‬ ‫وأما عن المجمدات‪ ،‬فقد تنامى إلى سمـعي‪ ،‬نقال‬ ‫عن دبلوماسي غربي ‪ ..‬أنه قال ‘‘ باإلمكان تســيـيل‬ ‫األرصـدة المجمدة‪ ،‬ولكن لمن ؟ المطلوب حراك‬ ‫سياسي لكي نتعرف على التوجه السياسي الذي‬ ‫يحظى بتأيـيـد األغلبية وحتى نحدد مع من نتعامل‬ ‫‪ .’’..‬فلماذا ال نطلع الناس على حقائق األمـور؟‬

‫في زمن الثورات ‪ ..‬تتخلخل كل الروابط‬ ‫االجتماعية‪ .‬وتنشأ أخرى ‪ ..‬وكمثال بســيط ‪..‬‬

‫في الظروف العادية يتحقق االسـتـقـرار والسلم‬ ‫االجتماعي بفضل مؤسـسـات الدولة من شرطة‬

‫الثــورة واإلدارة‬

‫الثــورة واالقتـصـاد‬

‫الثــورة والســالح‬

‫د‪ .‬محـمد محـمد املـفــتي‬ ‫وقضاء وقوانين ومصارف وعـُمـْلة وبريد ‪ ..‬إلخ‪.‬‬ ‫وصحيح أن مؤسسات الدولة لم تنـهار بالكامل‪.‬‬ ‫لكن حين يقول لك شرطي المرور أنه ال يسـتطيع‬ ‫تنظيم المرور أو تحرير مخالفة لسـائق خشية أن‬ ‫يكون مسلحا‪ ،‬حيـنـها يرد إلى ذهنك السؤال‪ :‬من‬ ‫المسيطر؟ واإلجابة‪ :‬ظاهريا ومعنويا المجلس‪.‬‬ ‫أما فعليا فكتائب الثوار وهم يرون بقاءهم ضـمان‬ ‫للحـفـاظ على الثورة وحـمايتـها‪ .‬بالتأكيد‪ ،‬لكن ذلك‬ ‫ال يمنع اسـتـعمال السالح في لحظة تهور‪ .‬وقد‬ ‫يستعمل السالح لغايات إجرامية كالقتل والتهريب‪،‬‬ ‫وطبعا بيعه والمتاجرة به‪.‬‬ ‫للناس أيضا آراء متباينة في اإلجابة على أسـئلة‬ ‫مثل‪ :‬ثورة من هي ؟ وضد من يسـتخدم السالح؟‬ ‫ضد الكتائب أم النـاتو أم الطابور الخامس‪ ،‬أم ضد أو‬ ‫مع قبيلة ما؟ وماذا عن تسلل مخربين؟‪ ..‬وماذا عن‬ ‫ظرف طارئ؟ وال نحـتـاج لشـطـحة خيال لنتصور‬ ‫إمكانية توزع الجماعات المسلحة في المدينة‪،‬‬ ‫لتسيطر كل واحدة على حي من األحياء‪ .‬عندها‬ ‫نكون قد وصلنا إلى حالة الصومال‪ .‬ما الحل إذن‪.‬‬ ‫ال أعتقد أن ضم الكتائب تحت الفتـة واحـدة سيحل‬ ‫المشكلة‪ .‬والبد‪ ،‬كما طالبت مرارًا‪ ،‬من إشراك قادة‬ ‫الثوار بتوليـتهم حقائب فعالة والمشاركة في اتخاذ‬ ‫القرارات‪ .‬فهم من خالل مواجـهـة المشاكل اليومية‬ ‫ومحاورة بعضهم البعض سيصلون إلى صيغة‬ ‫عملية لتوحيد مجموعاتـهـم‪.‬‬

‫الثــورة واإلعـالم‬

‫مؤخرا‪ ،‬انتـقـد أحدهم إعالمنا الوليـد والمتألق رغم‬ ‫قلة الخبرة‪ ،‬على عجزه عن نقل صورة الثورة إلى‬ ‫الخـارج‪ .‬لكن األهم عندي هو ارتباك الصورة‬ ‫في مخاطبة الداخل‪ .‬فإعالمنا نسج صورة زاهية‬ ‫للفرح بالحرية‪ .‬وهذا كله إيجابي‪ .‬وهذا جزء من‬ ‫دوره ‪ ..‬بل ربما بالغ في خلق روح مهرجانية بينما‬ ‫عجز عن نقل صور المعاناة في المدن التي خلت‬ ‫من سكانها في الجبل الغربي ومعاناة النازحين‬ ‫داخليا وإلى تونس ‪ ..‬وهذه صـور ضرورية من‬ ‫أجل اسـتنفار المـعـنـويات وتهيئة النفوس لمزيد من‬ ‫التقشـف وضبط االسـتـهالك بما في ذلك اسـتهالك‬ ‫البنزين والكـهـرباء‪ ...‬ففي بريطانيا إبان الحرب‬ ‫العالمية الثانية كانت تطبع جملة على مظاريف‬ ‫الرسائل تناشدك بإعادة استعمالها من أجل توفير‬ ‫الورق‪ .‬وكان اإلعالم يطالب الناس بتنقل الجيران‬ ‫في سيارة واحـدة للمشاوير المشتركة كالتسوق‬ ‫وتوصيل األطفال للمدارس‪ .‬أما مقاهي بنغازي‬ ‫فمكتظـة وشوارعها مزدحمة بالسيارات‪ .‬أال يجب‬ ‫أن يشعرنا هذا بشئ من الذنب؟ ولماذا ال يجـنـد‬ ‫الشباب إلنجـاز أعمال عامة مثل تحويل معسكر‬ ‫الكتيبة إلى حـديقة عامة وترميم المباني المحترقة؟‬

‫وأخــيـــ ًرا‬

‫ليسـت هذه سـوى خـواطـر‪ ،‬يا أسـتاذ مصطفى‬ ‫‪ ..‬ولن تنقصك البصيرة والقدرة على التمييز‬ ‫وتوخي العدل بحكم مهنتك‪ .‬ولن تنقصك مـهـارات‬ ‫المناورة بحكم كونك رياضيا قديمـا‪ .،‬فقط شيئا من‬ ‫الحزم والتواصل مع الناس والتركيز على الداخـل‬ ‫‪ ..‬فما يقـوله العامة ‪ ..‬تعبير عن تطلعات الناس‬ ‫واستعجالـهـم على تحقيقها‪ ،‬ورغبة في عـودة‬ ‫الحياة إلى وتيرتها الطبيعية‪ .‬وهـذا مصـدر التململ‪.‬‬ ‫وليس سرا ‪ ..‬بل يـتـداوله الناس في الشارع وتتناقله‬ ‫وسائط اإلعالم الدولية‪ .‬قد يبدو بسيطا في معجم‬ ‫السياسة‪ ،‬ألن البشر ينطلقون من مصالحـهم ‪..‬‬ ‫ولكن هم حين ينشدون مصالحـهـم فإنهم يتعرفون‬ ‫على مصلحة الوطن‪ ..‬ألنـهـم يطلبون االسـتقرار‬ ‫والحرية واألمل‪.‬‬ ‫‪2011 - 6- 25‬‬


‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪21‬‬

‫ندوة احتاد الصحفيني‬ ‫الصحافة اإللكرتونيــة تغزو العامل‬

‫عدسة أحمد فتحي‬ ‫أدار اتحاد الصحفيين الليبيين مساء‬ ‫يوم الخميس الموافق ‪ 23‬ـ ‪ 6‬ـ ‪2011‬‬ ‫بفندق تيبستى وعلى تمام الساعة‬ ‫الخامسة والربع ندوة حول اإلعالم‬ ‫االلكتروني (إعالم المواطنين) وتحدث‬ ‫كل من الصحفيين‪ :‬أحمد الفيتوري‪،‬‬ ‫وعيسي عبدالقيوم‪ ،‬ومريم العجيلي‪،‬‬ ‫عن تجاربهم الخاصة بإنشاء مدونات‬ ‫مكتوب‪.‬‬ ‫وأدار الندوة األستاذ الفنان على أحمد‬ ‫سالم حيث قدم الصحفي والكاتب أحمد‬ ‫الفيتوري بمقدمة تليق بمركزه ومكانته‬ ‫كمثقف وكاتب وصحفي تعرض للظلم‬ ‫والسجن سنوات عدة‪.‬‬ ‫وتحدث الفيتوري عن تجربته‬ ‫الشخصية وبدأ بسرد بسيط لظروف‬ ‫سجنه وما كان يفعله بداخل السجن‬ ‫حيث كان يكتب على غطاء السرير‬ ‫( النصولة) ما يشبه األخبار ويقوم‬ ‫بغسلها صباحا‪ ،‬ليعيد التجربة تكرارا‬ ‫ومرارا ‪ ،‬وبأنه كان يكتب قبل السجن‬ ‫في الصحف المحلية وبعد السجن لم‬ ‫يكتب إال في مجلة ال التي كانت ذات‬ ‫هامش بسيط من الحرية‪.‬‬ ‫ثم سرد قصة نشأة مدونة سريب والتي‬ ‫تعتبر صحيفة إلكترونية متكاملة والتي‬ ‫كانت عام ‪ 2006‬بشهر ديسمبر‪ ،‬ويقول‬ ‫بأن للتاريخ ذكرى خاصة لديه‪ ،‬وبأنه‬ ‫بوب المدونة لعدد كبير من الكتاب‪ ،‬من‬

‫أهمهم الكاتب الرائع يوسف الشريف‪،‬‬ ‫كاتب األطفال المعروف‪ ،‬ونشر ما‬ ‫يزيد عن مائة مقال كما أشار الفيتوري‪،‬‬ ‫وتلك المقاالت خاصة بسريب فقط ‪،‬‬ ‫وبأنه يعتبر سريب صحيفته الخاصة‪،‬‬ ‫ثم قدم الفنان واألستاذ علي أحمد سالم‬ ‫الكاتب والصحفي عيسي عبدالقيوم‬ ‫كما جاء بمقاله في صحيفة ميادين‬ ‫عددها الثاني في مقال بعنوان عيسي‬ ‫عبدالقيوم يتحدث عن عيسي عبدالقيوم‬ ‫وأشار الفنان على أحمد سالم بأن عيسي‬ ‫عبدالقيوم أو يوسف القماطي غادر ليبيا‬ ‫وهو شابا يافعا ليقول كلمته وما تعرض‬ ‫له من ظلم من نظام القذافي الظالم ‪.‬‬ ‫وقال عيسي عبدالقيوم أو ( يوسف‬ ‫القماطي) بان مسيرته في الغربة‬ ‫جعلت منه كاتبا وصحفيا ينقل ما‬ ‫يراه وما يسمعه عن مجتمع القاع‬ ‫أو قاع المجتمع وأشار عبدالقيوم‬ ‫بأن كل األخبار التي كان يسمعها أو‬ ‫يقرؤها عن طريق مدونات األصدقاء‬ ‫المتواجدين بالداخل وهم األبطال فعال‬ ‫على حد قوله ألنهم كانوا يكتبون ما‬ ‫يعانونه من الداخل وبدأ عبدالقيوم‬ ‫بسرد قصة إنشاء مدونته (جورنال‬ ‫ليبيا) التي كان ينقل عن طريقها ما‬ ‫يحدث بالمهجر ومقابالته مع الليبيين‬ ‫هناك وأشعاره وقصصه والعديد من‬ ‫األشياء التي تناولها بتلك المدونة‪ ،‬وال‬ ‫يفوتنا بأن عبدالقيوم بدأ كلمته بتعريف‬ ‫لكلمة الصحافة االلكترونية وبعض‬

‫التعريفات األخرى وأوجز ورقته التي تعرفت عليه وكتبت به‪.‬‬ ‫بالتحدث عن‪ :‬إن الصحافة االلكترونية‬ ‫تغزو العالم وستنتهي الصحافة الورقية والجدير بالذكر بان الندوة ضمت العديد‬ ‫بحلول عام ‪ 2040‬كما وجدتها بإحدى من الفنانين والكتاب واإلعالميين‬ ‫الدراسات العالمية‪.‬‬ ‫والصحفيين ومن ضمن الحضور‬ ‫الفنانة سعاد خليل وخليل العريبي‬ ‫ثم قدم الفنان سالم‪ ،‬مريم العجيلي‪ ،‬واألستاذ اإلعالمي عبدالدائم الهوني‬ ‫بالمشاكسة والفنانة والكاتبة على حد والفنان سعد العريبي ورئيس صحيفة‬ ‫تعبيره وأشار بأنها كانت تكتب بأسماء ليبيا ‪17‬فبراير أسامة الزروق والكاتب‬ ‫مستعارة وبهذيان البنغازية‪.‬‬ ‫إدريس بن الطيب والكاتب المسرحي‬ ‫وقالت العجيلي بشكل مقتضب وتلقائي ابن مصراته الصامدة وعدد كبير من‬ ‫بأنها لم تقم بتجهيز األوراق لهذه المثقفين والكتاب‬ ‫الندوة وأرادت أن تتحدث بشكل تلقائي بدأت مداخلة الفنانة سعاد خليل‬ ‫وأشارت إلي تعرفها إلي عالم االنترنت باعتراضها عن عدم وجود محاور‬ ‫عام ‪ 2003‬بعد أن رأت هذا االختراع للندوة وأشار األخ على العقوري‬ ‫في عام ‪ 1998‬في جمهورية مصر عن أهمية الشباب وعالقتهم باإلعالم‬ ‫العربية وبأن ما جعلها تهتم بإنشاء ويجب االهتمام بهم وكانت مداخلة‬ ‫مدونة هو التعريف بالفنان الليبي‪ ،‬ألن خليل العريبي تتحدث عن أهمية‬ ‫الفنان لم يجد االهتمام والتقدير من قبل اإلعالم في نقل الحقائق والواقع أما‬ ‫الدولة‪ ،‬فيجب على الصحفي التعريف الكاتب المسرحي سعد العريبي فقد‬ ‫به‪ ،‬وقامت بإنشاء مدونة «هذيان كانت مداخلته عبارة عن طلب بالرد‬ ‫البنغازية» وقدمت من خاللها أخبار عن إعالم القذافي السيئ وشارك‬ ‫الفنان الليبي‪ ،‬ثم نشرت العديد من اإلذاعي أحمد النائلي بتحدثه عن‬ ‫المواضيع االجتماعية التي تنقل معاناة موقع اإلعالم االلكتروني وأهميته‬ ‫الشعب الليبي الفقير‪ ،‬وعن ألم بنغازي‪ ،‬اآلن وانتهت الندوة على تمام الساعة‬ ‫وما يحدث بها‪ .‬وأنهت كلمتها بأنها السابعة بعد اإلعالن عن ندوات أخرى‬ ‫كتبت بأسماء مستعارة‪ ،‬ولكن المواضيع وتقديم عدد من صحيفة ميادين وليبيا‬ ‫بسيطة سياسية‪ ،‬فهي ال تهتم إال بالفن ثورة ‪ 17‬فبراير هدية للحضور الكريم‬ ‫والمواضيع االجتماعية وقدمت الشكر‬ ‫لموقع جيل ليبيا وصاحبه عادل صنع‬ ‫هللا‪ ،‬ألنه حسب قولها من أهم المواقع‬


‫‪22‬‬

‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫األحد الذي اشتعل يف عروس البحر‬ ‫األحد الذي أشتعل ليلة ‪ 20‬فبراير ذلك اليوم‬ ‫الربيعي في نهاره ‪ ..‬وتهب على ليله الرياح‬ ‫التجارية الممطرة ‪ ..‬منتصف مارس ‪ ..‬كان يوم‬ ‫جميل ‪ ..‬وصلت باب البحر ‪ ..‬فندق على شاطئ‬ ‫ضفة المتوسط الجنوبية ‪ ..‬ويتكئ على جدار‬ ‫بيترو دي نافارا الغربي ‪ ..‬بوابته إلى الشمال من‬ ‫النخالت الثالثة التي كان يلتئم في ظاللها والرمال‬ ‫المحيطة بها‪ ..‬سوق العبيد بألوانهم المختلفة ‪..‬‬ ‫فالنخاسة ال تفرق بين أبيض وأسود أو رجل‬ ‫وامرأة فالمكان سوق ال يحترم فيه البشر ‪.‬‬ ‫حفاوة االستقبال عند بوابة الفندق‬ ‫ ‬ ‫توحي بأن القادم خير وأجمل ‪ ..‬الغرفة ‪ 624‬تطل‬ ‫بنافذتها على المتوسط الجميل ‪ ..‬لم أطل البقاء في‬ ‫الغرفة ‪ ..‬نزلت إلى صالون الفندق ‪ ..‬في الصالون‬ ‫عدد كبير من النزالء نساء وأطفال من عائالت‬ ‫الجرحى في انتفاضة ‪ 17‬فبراير ‪ 2006‬جلبوا من‬ ‫بنغازي الثائرة هذه األيام ‪ ..‬جئت اللتقيهم‪ ،‬سألت‬ ‫أحدهم متى وصلتم؟ أجابني باختصار شديد‪ :‬يوم‬ ‫الثالثاء‪ .‬وهو ينظر إلى الطاولة القريبة ‪ ..‬رجال‬ ‫األمن يجلسون بالقرب منا‪ ،‬لم يتركونا نستريح‬ ‫في حديثنا ‪ ..‬سألته‪ :‬وهل قابلكم أحد؟ ‪ ..‬أجابني والهتاف ال يتوقف « الشعب يريد إسقاط النظام‬ ‫بنفس طريقته‪ :‬البارح جاءنا البغدادي ‪ ..‬وماذا قال « وتندافع الناس إلى الخلف ويرتفع صوت‬ ‫لكم ؟ ‪ ..‬دوه فارغه ‪ ..‬ونهض محدثي مسرعا ‪..‬‬ ‫الرصاص ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫صعدت مع شارع الرشيد في اتجاه‬ ‫حاولت في ذلك المساء أن التقط ‬ ‫بعض الصور مع الشباب الجرحى وأسرهم ولكن جامع ابورقيبة يقف بعض السكان في شرفات‬ ‫رجال األمن منعونا وقالوا تعليمات ‪ ..‬أحد رجال منازلهم يهتفون « معمر هرب ‪ ..‬معمر هرب‬ ‫األمن أقترب مني وقال‪ :‬غدا في الصباح أخرج « انزل هذا الهتاف السكينة على المارة خاصة‬ ‫معهم إلى شاطئ البحر ويمكنك تصويرهم ‪ ..‬كان بعد تكونت حلقة حول مقهى خلف جامع ابورقيبة‬ ‫رجل طيب ‪ ..‬ال يعلم ما تخبئه لنا تلك الليلة ‪.‬‬ ‫وجهاز التلفزيون يبث من إحدى القنوات التي‬ ‫ ‬ ‫بعد العشاء جلست في بهو الفندق ‪ ..‬أذاعت خبرا عن هروب القذافي إلى فنزويال‪.‬‬ ‫وصلت الفندق مرورا بسوق‬ ‫أتصيد أحد الضحايا ‪ ..‬ال أعرف الحديث الذي ‬ ‫دار بينهم والبغدادي ولكن المفاجآت المتالحقة النخاسة‪ ،‬وتوقفت قليال عنده استرجع قراءة تاريخ‬ ‫تلك الليلة جعلتني أغادر في صباح اليوم التالي هذا المكان‪ ،‬حيث كان يباع البشر‪ ،‬ها هو يقتل‬ ‫دون أن التقي أحداً على إنفراد‪.‬‬ ‫فيه البشر‪ ،‬وهذا المكان الذي شهد دخول الفاتحين‬ ‫ ‬ ‫في الحادية عشرة ليالً سمعت أحد المسلمين إلى طرابلس التي فتحت من جهتها‬ ‫عمال الفندق‪ ،‬وصل للتو من خارج الفندق‪ ،‬يقول الغربية بين السور والبحر بالرغم من وصول‬ ‫لزمالئه‪« :‬حولوا سياراتكم من أمام الفندق جايه قواتهم من الشرق‪ ،‬وهو نفس المكان الذي بني‬ ‫مسيرة ‪ ..‬توا يكسروهم ‪ »..‬اقتربت منه وسألته فيه فندق فرسان القديس يوحنا «كورنثيا» وأطلق‬ ‫أين أضع سيارتي ؟ أجابني ضعها في الخلف ‪..‬‬ ‫على إحدى قاعاته « بيترو دي نافارا « هذا الذي‬ ‫ ‬ ‫أوقفت سيارتي خلف الفندق وخرجت قاد الحملة االسبانية على طرابلس ‪ ,‬وهو الذي‬ ‫إلى الشارع ‪ ..‬ال توجد مسيرة ولكني سمعت أمر بقتل ستة آالف طرابلسي وألقى بجثثهم في‬ ‫هديراً يرتفع رويداً بعد آخر ‪ ..‬ظننته ألول وهلة البحر ومواجن المسجد وأحرق بعضها ‪..‬وأسر‬ ‫صوت أمواج البحر ‪ ..‬ولكن الصوت يأتي من خمسة عشرة ألف ‪ ..‬بالتأكيد ليس صدفة أن يبنى‬ ‫الناحية الجنوبية الغربية ‪ ..‬أقف أمام الفندق الفندق ليغلق نفس الفتحة التي دخل منها الفاتحون‬ ‫ُ‬ ‫‪ ..‬توجهت نحو مصدر الصوت ‪..‬‬ ‫سرت حتى المسلمون ‪.‬‬ ‫الساعة اآلن الثانية صباح االثنين‪..‬‬ ‫الناحية الغربية من معرض طرابلس الدولي ‪ ..‬‬ ‫نهر من البشر أراه يمر أمام نادي المدينة يتجه قاعة الفندق تعج بالنزالء‪ ..‬تحلقوا حولي عند‬ ‫إلى ميدان الشهداء ‪ ..‬هتافات المتظاهرين ترتفع‪ :‬دخولي‪ ،‬أغلبهم من أُسر الجرحى ‪ ..‬واختفى‬ ‫نحنا معاك يا بنغازي ‪.‬‬ ‫أغلب عناصر األمن إال شخصين منهم‪ ،‬وفي‬ ‫ ‬ ‫تلك الليلة خرج سكان مدينة طرابلس أثناء تحلقهم حولي طرق زجاج باب الفندق ‪..‬‬ ‫مشكلين نهراً من البشر ينبع من السياحية في يظهر خلف الباب شاب في العشرينات من عمره‬ ‫غرب المدينة وينحدر نحو الشرق ماراً بقرقارش ‪ ..‬قال إنه من فشلوم خرج من ميدان الشهداء‬ ‫ثم حي األندلس ‪ ..‬ميدان التحرير ‪ ..‬شارع عمر يبحث عن سيارته التي أوقفها في شارع البلدية‬ ‫المختار حتى ميدان الشهداء عند السرايا الحمراء ‪ ..‬وإنه ال يعرف أين يقع الشارع اآلن ‪ ..‬هذا‬ ‫ليلتقي بالنهر القادم من الشرق والذي أنفجر في الشاب الفشلومي شاهد عيان عما حدث في ميدان‬ ‫تاجوراء وسوق الجمعة ماراً على أبوسته وزاوية الشهداء‪ ..‬روايته تقول انطلقنا من فشلوم عند‬ ‫الدهماني وفشلوم وبن عاشور حتى ميدان الشهداء العاشرة ووصلنا ميدان الشهداء‪ ..‬عدد من كان‬ ‫‪.‬‬ ‫في ميدان الشهداء ال يقل عن ‪ 50‬ألف شخص‪..‬‬ ‫ ‬ ‫وجدت نفسي أسير وسط النهر تقذفني شارع الشط وحديقة الفندق الكبير نفس العدد أو‬ ‫أمواجه حتى ملتقى شارع عمر المختار بشارع أكثر ‪ ..‬عند الواحدة والنصف ليالً دخلت كتائب‬ ‫الرشيد‪ ،‬هناك توقف زحف الجموع وسمعت القذافي تطلق الرصاص من شارع الوادي‬ ‫إطالق الرصاص‪ ..‬وزارة الداخلية أراها تشتعل وشارع ميزران كان عدد الشهداء كبير جدا ‪..‬‬

‫مختار الجدال‬

‫هرب الناس وهربت إلى سوق المشير وتوغلت‬ ‫في المدينة القديمة حتى وجدت نفسي أقف أمام‬ ‫الفندق ‪..‬‬ ‫ضابط األمن أعتقد إن اسمه كان‬ ‫ ‬ ‫«الناجح» أعطاه مفتاح غرفة وقال له أدخل‬ ‫وأستريح حتى الصباح ‪ ..‬رفض الشاب الدخول‬ ‫إلى الغرفة وقال سأبقى هنا مع الجماعة ‪ ..‬بعد‬ ‫قليل يطرق زجاج باب الفندق ‪ ...‬الواقفون خلف‬ ‫الباب ثالثة عسكريين يحملون سالح وحالتهم‬ ‫سيئة‪ ،‬أحدهم ال يرتدي حذاءه ‪ ..‬تحدث معهم‬ ‫ضابط األمن خارج الفندق قالوا له نحن من‬ ‫الكتائب وهربنا من ميدان الشهداء نريد ما ًء‬ ‫نشرب ونستريح ‪ ..‬استلم منهم سالحهم وأودعه‬ ‫عند االستقبال واستلم منهم بطاقاتهم‪ ..‬أطلعت‬ ‫على البطاقات ثالثتهم مواليد مدينة سبها ‪..‬‬ ‫ومنحهم مفتاح الغرفة التي سبق وأن أعطى‬ ‫مفتاحها للشاب ورفض ‪ ..‬وصعدوا لالستراحة ‪.‬‬ ‫جلست وضابط األمن وعدد من‬ ‫ ‬ ‫نزالء الفندق من الشباب جرحى موقعة القنصلية‬ ‫اإليطالية‪ ،‬وجدت فرصة في التحدث إلى الشباب‬ ‫‪ ..‬سألتهم عن اجتماع البغدادي‪ ،‬أجابني أحدهم‪:‬‬ ‫يساوم فينا قال لنا بإمكانكم استالم مبلغ ‪ 450‬الف‬ ‫دينار الليلة ولكنا رفضنا ‪ ..‬نحن ال نساوم على‬ ‫دماء شهدائنا ‪ ..‬سنعود إلى بنغازي غداً ‪..‬‬ ‫في الصباح أشرقت شمس يوم‬ ‫ ‬ ‫االثنين‪ ،‬كان صوت الرصاص يئن في أذني ولم‬ ‫أذق طعم النوم تلك الليلة ‪ ..‬في الصباح توجهت‬ ‫إلى فشلوم ‪ ..‬عند التاسعة صباحا ً الجو الزال‬ ‫يحمل رائحة القنابل المسيلة للدموع ورائحة‬ ‫حرائق العجالت ‪ ..‬واتجهت إلى ميدان الشهداء‪..‬‬ ‫أكوام من الحجارة والهراوات والظرف الفارغ‬ ‫من الرصاص الذي أطلق ليلة البارحة ‪ ..‬قبعات‬ ‫أفراد الكتائب والدخان يتصاعد من وزارة الداخلية‬ ‫والمبنى الذي يقع خلفها ‪ ..‬سرت في شارع عمر‬ ‫المختار حتى قاعة الشعب التي وجدتها تشتعل‬ ‫أيضا ً ‪ ..‬سيارات المطافي تجوب الشوارع ‪..‬‬ ‫في هذه األثناء سمعت صوت أزيز‬ ‫ ‬ ‫طائرات تحوم في الجو‪ ،‬كانت أربع من الطائرات‬ ‫العمودية حامالت الجنود أو ما درج على تسميتها‬ ‫األبرار الجوي‪ ،‬كانت الطائرات تتجه نحو غرب‬ ‫المدينة واختفت فوق األفق وبعد دقائق عادت‬ ‫الطائرات األربعة وهي تتجه شرقا ً ‪..‬‬ ‫وقفت على مجموعة من الشباب في‬ ‫ ‬ ‫منطقة قرقارش‪ ،‬تحدثت معهم عما حدث ليلة‬ ‫البارحة‪ ،‬كانوا متخوفين أول األمر ثم سرعان‬ ‫ما تحدثوا عما حدث في منطقتهم ومشاركتهم‬ ‫في المظاهرة التي توجهت نحو ميدان الشهداء‬ ‫وما أشيع عن هروب القذافي إلى فنزويال‪،‬‬ ‫األمر الذي جعلهم يعتقدون أن نظام القذافي قد‬ ‫سقط وإن الثورة في طرابلس قد انتهت بحرق‬ ‫المثابات ومراكز الشرطة ووزارة الداخلية‪،‬‬ ‫وإن الموضوع كان خدعة أطلقها النظام لتفريق‬ ‫المتظاهرين ‪ ...‬أحدهم يدعى هيثم عاشور قال ‪..‬‬ ‫إنه كان في زاوية الدهماني وهو من أحرق مكتب‬ ‫مكافحة الزندقة باألمن الداخلي ‪...‬‬ ‫مثلما فعل بيترو دي نافارا القائد‬ ‫ ‬ ‫االسباني عند غزوه لمدينة طرابلس عام ‪1510‬م‬ ‫أعاد القذافي ( نافارا الجديد ) التاريخ إلى الخلف‬ ‫خمسمائة سنة ليقتل الطرابلسيين بنفس الهمجية‬ ‫ونفس القسوة بل كانت الجريمة أكبر ‪..‬‬

‫وضاع الولد والبلد‬ ‫بني الشبل واألسد‬ ‫احترموا عقولنا كفاكم توجيه خطب‬ ‫واتهامات لهنا وهناك داخل وخارج الوطن‬ ‫‪.‬‬ ‫كم كنت أتمنى أن أسمع منك اعترافا‬ ‫واضحا وصريح بأخطاء ارتكبت بالماضي‬ ‫والحاضر ربما تهدئ النفس وتستريح ‪.‬‬ ‫إعالن هام عن محاسبة فورية وعلنية‬ ‫لكل من انتهك األرض و العرض كائن من‬ ‫ْ‬ ‫عالن ‪.‬‬ ‫كان ابن فالن أو‬ ‫ربما كنا سننسى أو نتناسى ما أصبح وما‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وأحزان )باسم‬ ‫كان (وكم بالفؤاد شجونُ​ُ ُ‬ ‫الوطن ‪.‬‬ ‫يا سيدي الدكتور الرئيس ( أنت بشؤون‬ ‫الطب أعلم وأفهم ) ‪.‬‬ ‫قبل صرف الدواء شخص لنا الداء وأوقف‬ ‫نزف الدماء ‪.‬‬ ‫هل أخفوا عنك صورة حمزة و تامر ‪،‬‬ ‫وصور شعبك على الحدود خائفُ​ُ ُ وحائرْ ‪.‬‬ ‫هل ماتت الضمائرْ ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أنحني لك احتراما َ وإجالال لهدوءك‬ ‫واتزانك في خطابك الرنان (افرحي يا‬ ‫عين بدل األسد حكمك أسدين ) ‪.‬‬ ‫عفواً سيدي الرئيس ‪:‬‬ ‫لن نسمع منك المزيد‬ ‫فلم تأتى بشئ جديد‬ ‫فلك ما تريد‪........‬ولنا ما نريد‬

‫(بنت جسر الشغور)‬


‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫أين‬

‫اختلفت‬ ‫ثورة‬ ‫الليبيني‬ ‫وملاذا ؟‬

‫سالم العوكلي‬

‫تخوض العديد من الكتابات والتحليالت السياسية في المقارنة‬ ‫بين الثورات العربية ‪ ،‬وأوجه االختالف والتشابه ‪ .‬خصوصا‬ ‫مغر للمقارنة بقدر ما هو‬ ‫وأن راهنيتها وتزامنها بقدر ما هو‬ ‫ٍ‬ ‫مربك ‪.‬‬ ‫تشابهت هذه الثورات في كونها أعقبت حالة طويلة من االحتقان‬ ‫العام والغضب من برامج التوريث التي بدأت تُعد في المنطقة‪،‬‬ ‫وفي كونها جاءت بشكل مفاجئ‪ ،‬ومع بداية عام جديد‪ ،‬كان‬ ‫العام الذي قبله مليئا بالكتابات اليائسة من أوضاع هذه الدول‬ ‫وهذه األمة ‪ .‬تشابهت في مطلبها اآلني الذي توحد في هتاف ‪:‬‬ ‫«الشعب يريد إسقاط النظام» ‪ ،‬ومن ثم تشابهت رغباتها بمطلب‬ ‫مستقبلي يُختصر في إقامة دولة دستورية مدنية‪.‬‬ ‫وأيضا تشابهت ردود األفعال الدولية تجاهها في بداياتها ‪ ،‬وما‬ ‫اتسم بحالة من االرتباك والتردد والخوف من بروز التيارات‬ ‫الدينية المتطرفة‪ ،‬والخوف على االستقرار في المنطقة ‪ ،‬طبعا‬ ‫مع تفاوت االهتمام الدولي حسب حساسية الموقع أو المكانة‬ ‫االقتصادية ‪.‬‬ ‫انتهت الثورتان المصرية والتونسية بسالسة ‪ ،‬قد يكون ساهم‬ ‫فيها‪ ،‬عنصر المفاجأة لهذه األنظمة‪ ،‬وطبيعة المجتمعات التي‬ ‫قامت فيها الثورة‪ ،‬وتركيبة أنظمتها‪.‬‬ ‫ومن ثم بدأت االلتباسات المختلفة تبرز في الثورات التي أعقبتها‬ ‫‪ ،‬استفادت الشعوب من تكتيكات بعضها البعض في إدارة الثورة‬ ‫‪ ،‬واستفادت األنظمة أيضا من آليات تعاملها مع هذه الثورات ‪.‬‬ ‫غير أن ما تميزت به الثورة الليبية هي عدة عناصر مختلفة‬ ‫‪ :‬تحول الثورة وبسرعة إلى مواجهة مسلحة ‪ ،‬ومن ثم عملية‬ ‫تحرير المدن واحدة بعد األخرى من النظام ‪ ،‬وأصبح مصطلح‬ ‫المدن المحررة مصطلحا جديدا في هذه الثورات ‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫االهتمام العالمي الواسع واتخاذ قرارات سريعة من المنظمات‬ ‫اإلقليمية والدولية التي عزلت النظام بسرعة قياسية ‪ ،‬وكان‬ ‫قرار جامعة الدول العربية سابقة في تاريخها ‪.‬‬ ‫وترتب عن كل ذلك عنصر اختالف مهم أربك الكثير من‬ ‫المحللين المتحمسين للربيع العربي‪ ،‬وهو التدخل العسكري‬ ‫من قبل الناتو والدول المشاركة‪ ،‬والذي بدأ بقرار أممي يتعلق‬ ‫بالحظر الجوي وحماية المدنيين‪ ،‬وبإجماع هو األول من نوعه‬ ‫أيضا في منظمة األمم المتحدة ‪.‬‬ ‫فماذا حدث؟ وكيف تطورت هذه األحداث بسرعة؟ وكيف‬ ‫تحول شأن داخلي إلى مسألة دولية ملحة ومقلقة للعالم؟ وكيف‬ ‫طالب الليبيون‪ ،‬وهم من أكثر الشعوب رفضا للتدخل األجنبي‪،‬‬ ‫بهذا التدخل العلني الذي جعلهم يهتفون برؤساء دول غربية‬ ‫ويرفعون أعالمها؟‬ ‫يروج البعض لفكرة أن األنظمة العربية متشابهة والمجتمعات‬ ‫مختلفة ‪ ،‬ويروج البعض للعكس تماما ً ‪ .‬فهل عسكرة الثورة‬ ‫الليبية كان نتيجة اختالف النظام أم اختالف المجتمع أم االثنين‬ ‫معاً؟‬ ‫يحيل البعض االختالف أيضا إلى طبيعة المؤسسة العسكرية في‬ ‫تونس ومصر‪ ،‬والتي كانت حاسمة في تنحي رأسي النظامين‬ ‫دون تدخل عسكري أجنبي ‪ ،‬وإن كان التدخل السياسي قويا‪،‬‬ ‫وخصوصا في حالة مصر‪ .‬وباعتبار أن ليبيا ال يوجد بها جيش‬ ‫وطني من الممكن أن يحمي المتظاهرين ويحسم النتائج ‪ ،‬وهو‬ ‫توصيف بقدر ما يدحضه موقف الجيش السوري‪ ،‬بقدر ما‬ ‫يؤكد على اختالف جذري للنظام في ليبيا‪ ،‬الذي حول الجيش‬ ‫ومقدراته إلى ميليشيات عائلة حاكمة‪ ،‬كدست األسلحة بشكل فاق‬ ‫أعداد األفراد‪ ،‬للدرجة التي استعانت فيها بمرتزقة من الخارج‬ ‫مع فقدان الثقة في العنصر الليبي‪ ،‬ودخول المرتزقة كان العامل‬ ‫الحاسم في التقاط المتظاهرين للسالح مبكرا للدفاع عن أنفسهم‬ ‫‪ ،‬أضف إلى ذلك حاالت االغتصاب المنظم التي ال تجعل مجاالً‬

‫‪23‬‬

‫للتظاهر السلمي كخيار ثوري‪ ،‬وهو منحى سكت عنه الليبيون‬ ‫في إعالمهم ألنه شأن حساس جدا لدرجة أربك المحللين الذين‬ ‫اعتبروا حمل الثوار للسالح مأخذا على الثورة الليبية‪ ،‬وهو أمر‬ ‫يؤكد أيضا ً على اختالف كبير لهذا النظام عن األنظمة‪ ،‬ليس في‬ ‫مصر وتونس فقط ‪ ،‬ولكن عن أي نظام عبر التاريخ ‪.‬‬ ‫وألن ال ثمة توازن بين إمكانات الثوار العسكرية وبين إمكانات‬ ‫النظام ‪ ،‬كان المالذ الوحيد هو االستعانة بالمجتمع الدولي لوقف‬ ‫نظام فريد من نوعه لن يتوانى عن إبادة شعبه بعد اغتصاب‬ ‫نسائه ‪ ،‬وهو خيار ال يمكن إخضاعه لمعادالت منطقية‪ ،‬أو‬ ‫تجارب تاريخية سابقة‪ ،‬أو أي تنظير في أخالقية الثورات ‪.‬‬ ‫وال أحد كان من الممكن أن يزايد على وطنية الليبيين‪ ،‬أو‬ ‫توجسهم من الغرب‪ ،‬أو وعيهم بمخططاته التي تقودها‬ ‫مصالحهم ‪ ،‬باعتبارهم أحسوا أن جوهر هذا التدخل كان إنسانيا‬ ‫بالدرجة األولى ‪ ،‬حتى وإن حاطت به لعبة المصالح أو نظريات‬ ‫المؤامرة الدارجة ‪ .‬وبوجدان بريء وعفوي كانت أعالم بعض‬ ‫الدول التي أنقذتنا ترتفع في الميادين ‪ ،‬وكان العلم الليبي السابق‪،‬‬ ‫الذي رفرف فوق رؤوسنا لمدة أربعة عقود‪ ،‬يرتفع فوق دبابات‬ ‫تقصف المدن الليبية‪ ،‬وفي أيدي كتائب ومرتزقة يغتصبون‬ ‫النساء أمام أزواجهن وآبائهن وأطفالهن ‪.‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬ال أيديولوجيا وال برنامج سياسي‪ ،‬يقف وراء رفع‬ ‫األعالم تلك التي مثلت رسالة امتنان وشكر لدول حافظت على‬ ‫شرفنا وحياتنا أمام قوة عسكرية غاشمة ال تملك الحد األدنى‬ ‫من أخالق الحروب أو أخالق السلم ‪ .‬وكان المشهد يعيدنا إلى‬ ‫منتصف القرن الماضي حين رفع الليبيون البسطاء أعالم‬ ‫الحلفاء وأنشدوا األغاني في استقبالهم وهم يحررون المدن‬ ‫الليبية من الفاشية الغاشمة‪ ،‬التي بالتأكيد‪ ،‬ورغم كل ما فعلته‪ ،‬لم‬ ‫ترق جرائمها إلى مستوى جرائم هذا النظام ‪ ،‬سواء قبل ثورة‬ ‫فبراير أو بعدها ‪.‬‬ ‫وفي النهاية اتسمت الثورة الليبية بالعنف ‪ ،‬ويقول البعض أن‬ ‫مأثرة الثورات العنيفة كونها تجتث النظام من جذوره‪ ،‬لكن‬ ‫مشكلتها أنها ال تفضي عادة إلى ديمقراطية ‪ .‬وهي مقولة‬ ‫قد تؤيدها بعض الثورات في التاريخ اإلنساني‪ ،‬لكنها ليست‬ ‫صحيحة على طول الخط ‪ ،‬ألن الثورات العنيفة التي لم تنته‬ ‫بدولة ديمقراطية كانت محمولة على أيديولوجيا‪ ،‬ولها قادة‬ ‫حكموا وعيونهم على الفردوس الذي تبشر به هذه األيديولوجيا‪.‬‬ ‫والثورة الليبية تختلف ألنها تملك عنصر العفوية‪ ،‬وألنها شعبية‪،‬‬ ‫وألن ال قادة لها يبشرون بأيديولوجيا معينة ‪.‬‬ ‫لذلك تحدينا اآلن‪ ،‬وفيما بعد‪ ،‬هو دحض هذه المقولة‪ ،‬وتحقيق‬ ‫نتيجتين هامتين لكل هذه التضحيات ‪ :‬اجتثاث النظام‪ ،‬وتحقيق‬ ‫الدولة الديمقراطية ‪ .‬وهذا بدوره يجعلنا نحذر ممن يحاولون‬ ‫سرقة هذه الثورة أليديولوجياتهم أو برامجهم السياسية ‪ ،‬سواء‬ ‫أكانت هذه المحاوالت تحت غطاء سياسي أو ديني ‪.‬‬ ‫ليجعلوا الثورة تمضي في طريقها‪ ،‬محققة تلك المطالب التي‬ ‫كتبها البسطاء على جدران الشوارع المحررة‪ ،‬والمتمثلة في‬ ‫إسقاط النظام وإقامة الدولة المدنية الدستورية ‪ ..‬وتحت دستور‬ ‫مدني حديث وتحقيق حد مهم من التنمية والرفاه االقتصادي‬ ‫على كل من يشاء فيما بعد أن يقدم بحرية برنامجه السياسي ‪،‬‬ ‫وأن يسعى للسلطة ضمن ثوابت دستورية اتفق عليها الجميع‪،‬‬ ‫وساهمت كل الحضارات في الوصول إليها بعد صراع طويل‬ ‫مع قوى اإلقطاع واالستبداد ‪ ،‬تلك الثوابت هي‪ :‬القضاء‬ ‫المستقل‪ ،‬فصل السلطات ‪ ،‬تداول السلطة ‪ ،‬حرية التعبير‪،‬‬ ‫واستقاللية منظمات المجتمع المدني‪ ،‬وفي ظل كل ذلك ستكون‬ ‫خصوصيات مجتمعنا الدينية أو االجتماعية رافدا لهذه الثوابت‬ ‫وإضافة لها ‪.‬‬


‫موض���وع ه���ذه اللوحة‬ ‫مستم ّد من حادثة تاريخية‬ ‫إذ ت���روي بعض المصادر‬ ‫أن هي���رود الروماني أمر‬ ‫جنوده بذبح كافة األطفال‬ ‫المولودين ف���ي بيت لحم‬ ‫في ذلك الوقت‪.‬‬ ‫ُرس���مت اللوح���ة في ما‬ ‫بي���ن عام���ي ‪ 1609‬و‬ ‫‪ ، 1611‬وه���ي عب���ارة‬ ‫ع���ن كتل���ة مضطربة من‬ ‫الدم والمعاناة والوحشية‬ ‫واأللم‪.‬‬ ‫ف���ي اللوحة ن���رى جنود‬ ‫المس���لّحين‬ ‫هي���رود‬ ‫بالس���يوف والخناجر وهم‬ ‫منهمكون في ذبح األطفال‬ ‫وس���ط اس���تماتة أمهاتهم‬ ‫في الدفاع عنهم ومحاولة‬ ‫استنقاذهم من القتل‪.‬‬ ‫وفي ما بعد استعار بيكاسو‬ ‫م���ن “مذبح���ة األبرياء”‬ ‫مشهد المرأة التي تحتضن‬ ‫طفله���ا لحمايته من القتل‬ ‫وض ّمنها لوحت���ه الذائعة‬ ‫الصيت غورنيكا‪.‬‬

‫مـذحبــة األبــريــاء‬

‫‪ 5‬يوليو ‪2011‬‬

‫ للفنان اهلولندي بيتـر بـول روبنــز‬

‫عدسة ‪ :‬أمحد العرييب‬

‫جممع تيبسيت السياحي مبركز مدينة بنغازي يضم ‪250‬‬ ‫غرفة ‪ 22 ،‬جناحا ممتازا و ‪ 8‬أجنحة رئاسية‬ ‫‪Tel + 218 61 909 0016, 909 0017 Fax + 218 61 909 0016‬‬ ‫‪http://www.tebistyhotel.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.