العدد 81

Page 1

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 27 ( - ) 81‬نوفمبر ‪ 3‬ديسمبر ‪WWW.miadeen.com)2012‬‬

‫أكتوبر‪53-‬ديسمبر‬ ‫‪ 30‬نوفمبر‬ ‫‪27 ( - ) 77‬‬ ‫السنة الثانية العدد ( ‪81‬‬ ‫نوفمبر ‪)2012‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫حتديد هوية االقتصاد اللييب هو أحد‬ ‫التحديات اهلامة اليت تواجه احلكومة‬ ‫مجعة عتيقة ‪ :‬حنن يف‬ ‫مرحلة بناء دولة الليبيني‬ ‫الدميقراطية األولي‬ ‫الدستور وثقافة األجيال‬ ‫ليبيا البقرة احللوب دائما‬ ‫وأبدا‪ ..‬ملاذا ؟ !‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 27 ( - ) 81‬نوفمبر ‪ 3‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪:‬أحمد الفيتوري‬

‫ليبيا البقرة احللوب دائما وأبدا‪ ..‬ملاذا ؟ !‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫هليل البيجو‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫حسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزاوية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫مفتاح ميلود ‪ /‬البيضاء‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫املراجعة اللغوية‬

‫صالح السيد أبوزيد‬ ‫لوحة الغالف‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫مما أتذكره أنه عقب انقالب ‪ 1969‬م العسكري الغاشم زار على عجل حممد حسنني هيكل صحفي الرئيس‬ ‫املص���ري مج���ال عبد الناصر مدينة بنغ���ازي اليت قام االنقالب فيها حيث تقي���م قيادته ‪،‬وكتب هيكل مقاالت‬ ‫عدة عن تلك الزيارة مليئة باألخطاء واألكاذيب لكن ما بقي يف ذاكرتي وما تردد فيما بعد كثريا ‪ :‬أن ليبيا‬ ‫بقرة حلوب وأن اجلميع ينظر اليها كذلك‪.‬‬ ‫بع���د ث���ورة فرباير بدا ‪ :‬أن ليبيا بقرة حلوب لعنة تطارد هذه الب�ل�اد ‪،‬وأن اجلميع يعمل على حلب هذه البقرة‬ ‫‪،‬رغم أن هذه البالد فقرية وفى مجيع املستويات حتى نفطيا ‪،‬لكنها كانت ومازالت بالداً للسلب والنهب وحتى‬ ‫حاجة هلا يعتربها بنكاً وطنيا ليس إال ‪،‬وتعلم هذا الشعب الفقري ذلك فصار النهاب والسالب هو‬ ‫من مل يكن فى‬ ‫ٍ‬ ‫النموذج هو الشاطر ‪،‬وال يهم كم ختلب من جسد هذه البالد الظامئة واجلائعة للحياة ‪.‬‬ ‫لذلك وجدنا أن أهم املسائل الوطنية أو الال وطنية يتم طرحها على بساط الدينار بل الدوالر ‪ ،‬من اجلرحى‬ ‫اىل األزالم ( ما أغلى مثن هؤالء الس���فلة ) ‪،‬إىل الوزراء والوكالء وأعضاء املؤمتر العام ‪،‬كل ش���يء وحتى الال‬ ‫شيء أصبح بثمن ‪،‬وكان املقبور يعدنا يف كل ذكرى النقالبه بتوزيع الثروة ‪،‬كنا عنده أجراء مينينا باملَ ِّن‬ ‫والسلوى‪.‬‬ ‫كل شأن حله سهل ‪ :‬طاملا لدينا خزانة البنك الوطين ‪ ،‬ويف األخري ليس مثة أية حلول بل تراكم للمشاكل‬ ‫وإه���دار للم���ال العام واجله���د والوقت ‪،‬ونقي���م االحتفال تلو االحتفال ونفتعل املناس���بة هل���ذا االهدار فصرنا‬ ‫واحلمد هلل أس���رى ما مضى ألن إحساس���نا بالوقت اغتاله املال ‪ !!..‬الذي مل يفعل ش���يئا مثلما ضيع جهدنا من‬ ‫أجل احلصول عليه وتبديده ‪،‬وسلطات فرباير وبصفة خاصة أسرية ‪ :‬ليبيا البقرة احللوب‪.‬‬

‫أما االحتاد األوروبي وما شابه ِّ‬ ‫فحدث دون حرج ‪!!..‬‬

‫تزامحت املنظمات الدولية وش���به الدولية ومؤسس���ات الدول الصديقة وما ش���ابه على البالد منذ ‪ 17‬فرباير‬ ‫من أجل املش���اركة يف احلرب الليبية الثانية ( احلرب األولي العدوان الفاش���ي االيطالي ) ‪ ،‬تدافعت للنهوض‬ ‫بالبالد فجاء من كل فج ‪..‬اخلرباء ومن يدعى ‪..‬اخلربة ‪ !!..‬والصحفي وما شابه واملؤسسات االنسانية والكاذبة‬ ‫منها ‪ ،‬ولكل من ميلك بصرية حتولت ليبيا إىل ورشة وحتول البشر فيها إىل فئران جتارب لكل من ليس بذى‬ ‫علم ‪،‬دورات ودراسات وحبوث ‪،‬مؤمترات وملتقيات من الدمنارك والسويد وبالد الغال والبالد الواطية والبالد‬ ‫العالية من أمريكا وتركيا ( وعنها ال تس���أل ‪ ) !! ..‬ومن خرباء قطر ( الصديق الصدوق والعدو األول واألخري‬ ‫!! ) ‪،‬ومن أم القيوين ومن تونس ومصر والسودان ومن بالد تعرف و ال تعرف ‪،‬الكل غرضه شريف‪ ،‬الكل يريد‬ ‫أن يعلمنا كيف خنرج من كبوتنا وكيف نصبح يف ساعة ضحى مثلهم بالداً يسودها التقدم واخلريات ‪.‬‬ ‫دورات تقام لساعات جتمع سقط املتاع ‪!!..‬وورش عمل أليام يف فنادق العثة والسوس بعد أن مت تدمري تيبسيت‬ ‫والفن���دق الكب�ي�ر وأوزو وغريهم ‪،‬تق���ام على عجل تلق���ى فيها دروس مع���ادة ويتم مضغ امل���اء ‪،‬املهم أن جيمع‬ ‫املسؤول عنها الفواتري ليقدمها إىل االحتاد األوروبي ويقبض أتعابه باليورو رغم أنه عملة هابطة ‪.‬‬ ‫األوربي���ون واألمريكي���ون س���اهموا جبدية وبأحدث نظ���م الكومبيوتر والعق���ول يف احلرب الليبي���ة ‪،‬لكنهم يف‬ ‫ازال���ة آثار هذه احلرب س���اهموا مبس���اوئهم فزادونا بال ًء على ما ابتلينا به م���ن أن الوطن هو البنك الوطنى ‪،‬يف‬ ‫تقاريرهم يتم رصد كم رصد وكم صرف من يورو ودوالر وعندها تنتهى مسؤوليتهم بذلك ‪ .‬وما من مرة‬ ‫قابلت مسؤوال ليبيا أو غربيا إال و يكون احلديث عما رصد من مال ألزالة آثار احلرب وللقفز بنا من جحيم‬ ‫القذايف إىل جنة فرباير ‪ ،‬ونسمع جعجعة و ال نرى طحينا‪.‬‬

‫كعكة فرباير‬

‫حتى اآلن تدور األمور يف الشارع والدولة حول املناصب ومن يستحقها ومن ال يستحقها ‪،‬يف احملصلة صارت‬ ‫املناص���ب كم���ا لو كانت غنائ���م وهبات ‪،‬وكان ش���عار املقبور الوظيفة تكليف وليس���ت تش���ريف رغم صدق‬ ‫ظاه���ره لكنه يف احلقيقة يضم���ر معنى أن املناصب جمردة من جوهرها فالرئي���س هو احلكم والفيصل فيما‬ ‫مض���ى والي���وم ‪،‬أضف أن الكثري ممن تقلد منصبا كان يف جماله يؤدى مهمة ليس مثة وفرة يف من يقوم بها‬ ‫يف ح�ي�ن يتكال���ب على املناصب املتكالبون‪ .‬وهذا جييء – كمثال‪ -‬يف افتقاد اجملال احلقوقي وحقوق االنس���ان‬ ‫منها لش���خص توزر هو األستاذ صالح املرغين ومنهم من غدا وزيرالعدل يف حكومة زيدان وسنفتقده كثريا‬ ‫يف جماله فيما لن يضيف الكثري للوزارة اليت بصددها لكن هي يف األخري السلطة ‪.‬‬

‫وعلى هامش املنت ‪!!.....‬‬

‫وعل���ى ذك���ر العدل هل مثة عدل دون أمن ؟ ‪،‬يف ليبيا يبدو األمر جلي���ا مع هذا التنصيب الذي ال معقولية له‬ ‫‪،‬ومع ما حيدث من تسيب أمنى ‪.‬‬ ‫االحد القادم ‪ 2‬ديس���مرب ويف ذكرى عيد ميالده س���يقام تأبني رمسي للش���هيد منصور الكيخيا ‪ ..‬الذى غييبه‬ ‫العس���ف والقه���ر لس���نوات طوال ‪ ،‬والتأبني يق���ام يف طرابلس فيما س���يدفن جثمانه يف الي���وم التالي االثنني ‪3‬‬ ‫ديسمرب مبدينة بنغازي حيث ولد وحيث تعيش عائلته‪.‬‬ ‫لو فكر املسؤولون قليال ‪ :‬وتساءلوا ‪..‬أمل تكن هذه فرصة وطنية كي يزوروا مدينة بنغازي ويلتقوا بأهلها يف‬ ‫حلظة تارخيية وطنية ‪،‬ويف مناس���بة تأبني ودفن هذا املناضل أمل يكن ذلك س���يعنى توطيدا لألمن يف املدينة ‪.‬‬ ‫م���ا ن���راه وما مسعناه من حجج حول وجوب التأبني يف العاصم���ة ألن مدينة بنغازي غري آمنة يدعونا للصراخ‬ ‫والعويل ‪ :‬اهلل يرحم الشهداء والسالم ‪.‬‬


‫‪03‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 27 ( - ) 81‬نوفمبر ‪ 3‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫غزة بني تهور محاس‪ ...‬وبشاعة إسرائيل‬ ‫ميادين ‪ :‬خاص‬ ‫بع���د مثانية أي���ام من القت���ل املس���تمر أعلنت‬ ‫محاس عن عقد هدنة مع إس���رائيل بوساطة‬ ‫أمريكي���ة مصرية ه���ذه اهلدنة تأت���ي بعد أن‬ ‫خلفت احلرب ‪ 155‬شهيداً فلسطينياً وأكثر‬ ‫من ‪ 1225‬جرحياً‪،‬وتش���ريد مئ���ات العائالت‬ ‫وه���و ما يوضح مدى بش���اعة إس���رائيل جتاه‬ ‫املدنيني الفلسطينيني‬ ‫اتف���اق اهلدن���ة الذي أعلن���ه وزي���ر اخلارجية‬ ‫املصري حمم���د كامل عمرو يف القاهرة إىل‬ ‫جانب وزي���رة اخلارجية األمريكية هيالري‬ ‫كلينتون‪.‬‬ ‫وعلى األثر أعلن خالد مش���عل‪ ،‬رئيس املكتب‬ ‫السياس���ي حلرك���ة مح���اس م���ن القاهرة((‬ ‫أن إس���رائيل فش���لت يف حتقي���ق أي م���ن‬ ‫أهدافها"‪ ،‬ث���م أضاف خالل مؤمتر صحايف يف‬ ‫القاه���رة نعترب م���ا فعلته غزة اجن���ازا جلميع‬ ‫الفلس���طينيني‪ ،‬ه���ذا مقدم���ة كب�ي�رة إلنهاء‬ ‫احلصار ثم قال إن هذا االتفاق اليوم سنتابعه‬ ‫وأن���ا أق���ول إن التزم���ت إس���رائيل ب���ه حن���ن‬ ‫ملتزمون‪ ،‬وإذا مل تلت���زم به أيدينا على الزناد‬ ‫وان عدمت عدنا))‪ ...‬بالرغم أن زناد مش���عل مل‬ ‫يسقط سوى ‪ 5‬قتلى إسرائيليني فقط !!!‬ ‫فيب���دو أن مح���اس ال تك�ت�رث للخس���ائر‬ ‫اإلنس���انية ال�ت�ي حلق���ت بأبن���اء الش���عب‬ ‫الفلس���طيين فمقت���ل أكثر من ‪ 150‬إنس���ان‬ ‫فلس���طيين خ�ل�ال ‪ 8‬أي���ام فق���ط وس���قوط‬ ‫أكث���ر ‪ 1225‬جري���ح وتدم�ي�ر حوال���ي ‪30‬‬ ‫مدرس���ة أمر لي���س بالقليل ويعيد س���يناريو‬ ‫ح���رب ‪2008‬م األكث���ر قبح���ا ودموية حيث‬ ‫س���قط جراء الع���دوان اإلس���رائيلي على غزة‬ ‫‪ 1328‬ش���هيداً واجلرح���ى إىل ‪ 5450‬جريح‬ ‫ومعاق و‪20000‬الف فلس���طني بدون منازل‬ ‫واليوم يتكرر املش���هد بصورة أخرى ورغم أن‬ ‫محاس التعرتف باتفاقيات أوس���لو وهي اليت‬ ‫مسحت بتأس���يس س���لطة فلس���طينية‪ ،‬جند‬ ‫أن مح���اس عملت على الوصول إىل الس���لطة‬ ‫عرب انتخابات اتفاقية أوسلو‪،‬وبفضلها وصلت‬ ‫محاس إىل قيادة الشعب الفلسطيين وبدل أن‬ ‫تقود مح���اس القضية الفلس���طينية و العمل‬ ‫على وحدة الشعب الفلسطيين و الوصول إىل‬ ‫الدولة الفلس���طينية قامت محاس بتمزيقها‬ ‫إىل قطعت�ي�ن متخاصمتني واحدة يف رام اهلل‬ ‫وأخ���رى يف غزة ليتعاط���ى العامل م���ع الواقع‬ ‫اجلدي���د ال���ذي فرضته محاس وه���و حكومة‬ ‫غ���زة وحكوم���ة رام اهلل لتتح���ول من قضية‬ ‫فلس���طني إىل قضية غزة والعدوان على غزة‬ ‫‪ .‬لق���د اس���تعارت مح���اس أس���لوب ح���زب اهلل‬ ‫اللبنان���ي وطريقت���ه حي���ث كان‪ -‬وال يزال‪-‬‬ ‫يصف عملياته باإلهلية رغم حجم اخلس���ائر‬ ‫البشرية‪ ،‬واخلراب يف البنى التحتية‪.‬‬ ‫وهو ما يفس���ر خروج اآلالف من سكان قطاع‬ ‫غزة عقب إعالن اهلدنة من خمتلف الفصائل‬ ‫الفلس���طينية يف مظاه���رات احتفالية عارمة‬ ‫جاب���ت خمتل���ف مناط���ق القط���اع‪ ،‬وامليادي���ن‬ ‫العامة احتفاال بإجن���از اتفاق التهدئة ووصل‬ ‫املئ���ات من أنصار حركة فت���ح رافعني أعالم‬ ‫احلرك���ة ومرددين ش���عارات تدع���و للوحدة‬ ‫الوطني���ة إىل مقر اجمللس التش���ريعي ودعت‬ ‫حرك���ة محاس وس���ائل اإلع�ل�ام لتغطية ما‬

‫وصفته مبسريات االنتصار‬ ‫عل���ى اجلان���ب األخر ذك���رت وس���ائل إعالم‬ ‫إس���رائيلية أن عملي���ة عام���ود الس���حاب اليت‬ ‫ش���نها اجلي���ش اإلس���رائيلي على قط���اع غزة‬ ‫حققت أهدافها وأوردت أن العملية اهلجومية‬ ‫كان حم���دد هلا هدفني ‪ ،‬أوهلم���ا إعادة وقف‬ ‫إط�ل�اق النار مع محاس ال���ذي مل يكن منفذا‬ ‫خالل األشهر املاضية وسط تزايد يف األعمال‬ ‫العدائية ‪ ،‬والثاني هو تثبيت السالم مع مصر‬ ‫بعد أن وصل اإلخوان املس���لمني إىل الس���لطة‬

‫وق���ال عب���د الكري���م ال���ذي وص���ل إىل غ���زة‬ ‫عل���ى رأس وف���د لييب‪ ،‬خ�ل�ال مؤمتر صحايف‬ ‫مبستش���فى الش���فاء إن 'صم���ود املقاوم���ة‬ ‫الفلس���طينية والدع���م العرب���ي هل���ا ه���و م���ا‬ ‫س���يحدد املس���ار الس���ليم للتوصل حلل عادل‬ ‫للقضية الفلسطينية'‪.‬‬ ‫ً‬ ‫منحى‬ ‫اخت���اذ‬ ‫ا‬ ‫لزام‬ ‫'أصب���ح‬ ‫وش���دد على أن���ه‬ ‫ً‬ ‫جدي���داً جت���اه القضي���ة الفلس���طينية ودع���م‬ ‫شعبها يف إنهاء االحتالل وإقامة دولته'‪.‬‬ ‫وق���ال عب���د الكري���م ّ‬ ‫إن ليبي���ا ل���ن تتوانى عن‬

‫يف البالد‪.‬‬ ‫وأن اجلي���ش اإلس���رائيلي وجه���از املخاب���رات‬ ‫الداخلية "ش�ي�ن بيت " اعتقلت ‪ 55‬ناش���طا يف‬ ‫املنظم���ات الفلس���طينية يف عملي���ة موس���عة‬ ‫يف الضف���ة الغربي���ة وأن م���ن ب�ي�ن املعتقلني‬ ‫مسئولني وأعضاء بالربملان ينتمون حلركيت‬ ‫مح���اس واجله���اد اإلس�ل�امي ‪ ،‬وان بعضه���م‬ ‫ينتم���ي للجبهة الش���عبية لتحرير فلس���طني‬ ‫وم���ن فت���ح أيض���ا و أوض���ح وزي���ر الدف���اع‬ ‫اإلس���رائيلي إيه���ود ب���اراك أن اهلدن���ة ال�ت�ي‬ ‫مت التوص���ل إليه���ا ب�ي�ن إس���رائيل و مح���اس‬ ‫بواس���طة مصرية ال تعد اتفاق���ا ولكنها عبارة‬ ‫ع���ن جمموعة م���ن التفاهمات بني إس���رائيل‬ ‫ومصر من ناحية ومحاس ومصر مشريا إىل‬ ‫أن االجناز الرئيسي حلركة محاس أنه منذ‬ ‫عش���ر س���نوات كان لديه���م اتفاقي���ة مكتوبة‬ ‫باليد ‪ -‬اآلن أصبحت االتفاقية مطبوعة" ‪.‬‬

‫مس���اعدة الش���عب الفلس���طيين ومس���اندته‬ ‫وتكثيف اجلهود لنصرته‪.‬‬ ‫وأض���اف أن 'االحت�ل�ال يتم���ادى يف سياس���ته‬ ‫جتاه القضية الفلسطينية خاصة بعد الربيع‬ ‫العربي‪ ،‬ولذلك جيب عقد قمة عربية عاجلة‬ ‫لبح���ث العدوان على غزة ومل���ف التعامل مع‬ ‫القضية الفلسطينية'‪.‬‬ ‫واس���تنكر عب���د الكري���م اهلجوم اإلس���رائيلي‬ ‫املس���تمر على غزة لليوم الثامن على التوالي‪،‬‬ ‫مبيناً أ ّن���ه يرتقي إىل مص���اف جرائم احلرب‬ ‫ضد اإلنسانية‪.‬‬ ‫ودعا اجملتم���ع الدولي واملنظم���ات احلقوقية‬ ‫الدولية واإلنس���انية إىل الوقوف مع الش���عب‬ ‫الفلس���طيين يف ح���ق تقرير مصريه وعيش���ه‬ ‫يف أرضه بعزة وكرام���ة‪ ،‬معتربا ّ‬ ‫أن 'الصمت‬ ‫الدول���ي يش���جع اإلحت�ل�ال عل���ى التمادي يف‬ ‫جرائمه'‪.‬‬

‫نائب رئيس احلكومة الليبية يصل‬ ‫إىل غزة‬

‫كم���ا رح���ب األم�ي�ن الع���ام جلامع���ة ال���دول‬ ‫العربية الدكتور نبيل العربي باتفاق اهلدنة‬ ‫ال���ذي مت التوص���ل إليه بني فصائ���ل املقاومة‬ ‫الفلس���طينية وإس���رائيل برعاي���ة مجهورية‬ ‫مص���ر العربية وأش���اد األم�ي�ن الع���ام يف بيان‬ ‫ص���در اليوم باجله���ود اليت بذلته���ا مصر من‬ ‫أج���ل التوص���ل إىل ه���ذا االتف���اق‪ ،‬مؤك���دا‬ ‫على ض���رورة تضافر اجله���ود العربية لدعم‬ ‫خط���وات تنفي���ذه‪ ،‬وتوف�ي�ر املس���اعدات إلعادة‬

‫أكد نائ���ب رئيس ال���وزراء اللي�ب�ي الدكتور‬ ‫الصدي���ق عبد الكري���م‪ ،‬من غزة ال�ت�ي وصلها‬ ‫قبل إع�ل�ان اهلدنة أن دعم صمود فلس���طني‬ ‫س���يوصل قضيته���ا إىل ح���ل ع���ادل‪ ،‬معلناً أن‬ ‫ليبيا لن تتوانى عن دعم الش���عب الفلسطيين‬ ‫يف مسعاه إلنهاء االحتالل‪.‬‬

‫اجلامعة العربية ترحب‬

‫اعمار غزة‪.‬‬ ‫وأك���د األم�ي�ن الع���ام عل���ى أهمي���ة االلتزام‬ ‫بتنفيذ البند اخلاص بكسر احلصار املفروض‬ ‫عل���ى غ���زة وفت���ح املعاب���ر وتس���هيل حرك���ة‬ ‫األش���خاص والبضائع وع���دم تقييد حركة‬ ‫الس���كان أو اس���تهدافهم يف املناطق احلدودية‬ ‫وأوض���ح أن اللحظ���ة مواتي���ة لدف���ع اجلهود‬ ‫وتكثي���ف التح���رك العربي م���ن أجل حتقيق‬ ‫املصاحلة الوطنية الفلس���طينية‪ ،‬مشددا على‬ ‫ضرورة االس���تفادة من ه���ذه الفرصة املتاحة‬ ‫وعدم تبديده���ا ألن الرأي العام الفلس���طيين‬ ‫والعرب���ي ل���ن يتس���امح م���ع اس���تمرار حال���ة‬ ‫االنقسام ومع أي طرف حياول عرقلة جهود‬ ‫حتقيق هذه املصاحلة واعترب األمني العام أن‬ ‫حتقي���ق املصاحلة الفلس���طينية ه���و ضرورة‬ ‫وطنية الس���تعادة وحدة الصف الفلس���طيين‬ ‫وإع���ادة ال���روح للمؤسس���ات الوطني���ة‬ ‫الفلس���طينية والربنامج الوطين الفلسطيين‬ ‫املس���تقل‪ ،‬كم���ا اعت�ب�ر أن تل���ك املصاحل���ة‬ ‫تش���كل الركيزة األساسية الس���تعادة املبادرة‬ ‫والتح���رك الفلس���طيين والعرب���ي الف ّع���ال‬ ‫عل���ى الس���احة الدولي���ة خالل الف�ت�رة املقبلة‬ ‫وأش���ار األم�ي�ن الع���ام إىل أن���ه يواص���ل إجراء‬ ‫االتص���االت واملش���اورات م���ع رئي���س وأعضاء‬ ‫اللجن���ة الوزارية ملبادرة الس�ل�ام العربية من‬ ‫أجل ترتيب عقد اجتماع للجنة على املستوى‬ ‫ال���وزاري إلع���ادة تقوي���م املوقف العرب���ي إزاء‬ ‫جمريات ما يس���مى بعملية الس�ل�ام املعطلة‪،‬‬ ‫وكذلك إع���ادة النظر يف املب���ادرات واآلليات‬ ‫املتبع���ة يف التعامل مع القضية الفلس���طينية‬ ‫والصراع العربي االسرائيلى مبختلف جوانبه‬ ‫وأبع���اده‪ ،‬وذلك وفق���ا ملا قرره جمل���س وزراء‬ ‫اخلارجية العرب يف اجتماعه األخري‪.‬‬

‫جملس األمن يدعو إىل االلتزام‬ ‫باهلدنة‬

‫دع���ا جمل���س األم���ن التاب���ع لألم���م املتح���دة‬ ‫إس���رائيل وحركة محاس إىل التقيد بإتفاق‬ ‫وقف إطالق الن���ار وأثنى على جهود الرئيس‬ ‫املصري حممد مرسي وآخرين لتوسطهم يف‬ ‫االتف���اق وقال اجملل���س يف بيان إنه "يس���تنكر‬ ‫اخلس���ائر يف أرواح املدني�ي�ن الناجت���ة عن هذا‬ ‫الوض���ع وجي���دد احلاجة إىل إخت���اذ إجراءات‬ ‫مناس���بة لضم���ان س�ل�امة وام���ن املدني�ي�ن‬ ‫ومحايته���م طبق���ا للقانون اإلنس���اني الدولي‬ ‫وق���ال بي���ان جملس األم���ن "أعض���اء اجمللس‬ ‫يناش���دون األطراف التقي���د باالتفاق والعمل‬ ‫بش���كل ج���دي لتنفي���ذ بن���وده بني���ة صادق���ة‬ ‫مضيف���ا أن "أعض���اء اجملل���س يش���يدون بقوة‬ ‫جبه���ود الرئي���س املص���ري مرس���ي وآخري���ن‬ ‫لتحقي���ق وق���ف إط�ل�اق الن���ار يف إش���ارة إىل‬ ‫بروز دور اإلخوان املس���لمني يف مصر وتونس‬ ‫وتركي���ا أردوغان‪،‬للضغ���ط عل���ى محاس يف‬ ‫غزة وأش���اد البي���ان أيضا جبه���ود األمني العام‬ ‫لألمم املتحدة بان كي مون الذي زار املنطقة‬ ‫خ�ل�ال احل���رب ‪ ،‬ودع���ا اجملتم���ع الدول���ي إىل‬ ‫تقديم مس���اعدة طارئة ‪-‬مبا يف ذلك إمدادات‬ ‫غذائية وطبية‪ -‬للفلسطينيني يف غزة‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 27 ( - ) 81‬نوفمبر ‪ 3‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫حكومة الكيب‬ ‫ميادين خاص ‪:‬‬ ‫احلسني املسوري‬

‫قامت حكومة دولة الرئيس‬ ‫عبد الرحيم الكيب بتسليم‬ ‫مهامها إىل حكومة دولة‬ ‫الرئيس علي زيدان وفق‬ ‫برتوكول حضاري ومشهد‬ ‫مجيل نقل على اهلواء‬ ‫مباشرة عرب حمطات‬ ‫التلفزيون الليبية ال نراه‬ ‫إال يف الدول العريقة‬ ‫دميقراطياً ‪.‬‬

‫ب���دأ املش���هد بوص���ول دول���ة الرئي���س على‬ ‫زيدان حيث كان يف استقباله أمام باب مقر‬ ‫رئاسة الوزراء بطريق السكة دولة الرئيس‬ ‫عب���د الرحيم الكي���ب الذي أخ���ذه إىل داخل‬ ‫املقر ويف مكتب رئيس احلكومة كان وزراء‬ ‫حكوم���ة الكيب متواجدين باس���تثناء وزيرة‬ ‫الصحة الدكتورة فاطمة احلمروش اليت‬ ‫تغيب���ت عن احلفل فيما كان وزراء حكومة‬ ‫دولة الرئيس علي زي���دان يقابلونهم بينما‬ ‫جلس الس���يد عب���د الرحيم الكيب والس���يد‬ ‫علي زيدان وترأس كالهما اجللس���ة حيث‬ ‫ألقى الدكتور عب���د الرحيم الكيب كلمة‬ ‫ق���ال فيه���ا " نرتحم عل���ى ش���هداءنا ونتمنى‬ ‫الشفاء جلرحانا والعودة السريعة ملفقودينا‬ ‫إننا نش���هد هذا احل���دث التارخي���ي النتقال‬ ‫السلطة التنفيذية وألول مرة بهذا األسلوب‬ ‫يف بالدنا‪ ،‬ومبش���اركة شعبنا اللييب البطل‬ ‫ب���كل فئاته وأض���اف الكيب‪" :‬إن���ه ليوم رائع‬ ‫حق���ا‪ ،‬وحنن نش���هد ه���ذا التداول الس���لمي‬ ‫للس���لطة يف بالدن���ا وب�ل�اد الربي���ع العربي‪،‬‬ ‫بع���د أن تعودنا يف تارخين���ا الطويل على أن‬ ‫ال خيرج احلاكم م���ن احلكم إال مقتوال أو‬ ‫مبع���دا أو منفيا‪ ،‬وكلم���ا أتت حكومة لعنت‬ ‫اليت قبلها‪ ،‬أما اآلن فكل حكومة تأتي سوف‬ ‫تب�ن�ي على ما مت إجن���ازه لتس�ي�ر البالد إىل‬ ‫األم���ام يف حتقيق أهداف ث���ورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫املباركة وش���دد الكيب على أنه على الرغم‬ ‫مم���ا وصفه بالتحديات والعقبات فقد أثبت‬ ‫الشعب اللييب أنه قادر على جتاوزها‪ ،‬مشريا‬ ‫إىل أن إمت���ام االنتخاب���ات اليت جرت بنجاح‬ ‫يف موعده���ا يف يولي���و املاضي‪ ،‬ش���كل حدثا‬ ‫رئيسيا واسرتاتيجيا حلكومته‪.‬بعدها أعطى‬ ‫الكلم���ة لدولة الرئي���س علي زي���دان الذي‬ ‫ترح���م عل���ى الش���هداء ومتنى الش���فاء على‬ ‫اجلرح���ى وع���ودة املفقودين وقال الس���يد "‬ ‫علي زيدان " ليعلم اجلميع أن يف ليبيا ثورة‬ ‫جاءت من أجل إرس���اء دول���ة القانون ‪ ,,‬دولة‬ ‫النظام ‪ ,,‬دولة التنمي���ة ‪ ...‬وأضاف لن يكون‬

‫هلذه الدولة أي تقدم ما مل يكن جند الدولة‬ ‫وهم اإلداري���ون والفنيون الذين س���يتولون‬ ‫أمان���ة تنفي���ذ اخلط���ط والعم���ل م���ن أجل‬ ‫ترس���يخ مباديء اإلدارة السليمة والسياسة‬ ‫الس���ليمة ما مل يكن هؤالء الشباب والرجال‬ ‫والنس���اء الذين س���يتولون ه���ذه املهمة على‬ ‫اس���تعداد لتغي�ي�ر الوضعي���ة القائم���ة على‬ ‫االنتظار وأكد السيد " علي زيدان " أنه لن‬ ‫تقوم الدولة إذا مل يف ّعل العمل إذا مل تف ّعل‬ ‫القوانني واللوائح والنظم والصالحيات وإذا‬ ‫مل ُتعط���ى الصالحي���ات للموظف�ي�ن ويكون‬ ‫املوظفون يف مس���توى املس���ؤلية مش�ي�را اىل‬ ‫ان هذه احلكومة س���تكون على توافق وعلى‬ ‫تناغ���م م���ع كاف���ة أركان الدول���ة س���واء‬ ‫التنفيذي���ة أو الربملاني���ة أو الرقابية وأبدى‬ ‫رئي���س احلكوم���ة املؤقت���ة ‪ -‬يف الكلمة التى‬ ‫ألقاه���ا باملناس���بة ‪ -‬مجل���ة م���ن املالحظات‬ ‫العملي���ة حول عملية التس���ليم واالس���تالم‬ ‫وما حفلت به من مراسم تشهدها ليبيا ألول‬ ‫م���رة يف تارخيه���ا وقال إن امللف���ات التى مت‬ ‫اس���تالمها اليوم س���تتوىل اللجنة الرئيسية‬ ‫متابعتها يف املدة القادم���ة وكذلك اللجان‬ ‫الفرعي���ة يف ال���وزارت وأع���رب ‪ -‬يف خت���ام‬ ‫كلمته ‪ -‬عن شكره البالغ لرئيس احلكومة‬ ‫املنتهي���ة واليته���ا الدكتور " عب���د الرحيم‬ ‫الكي���ب " وجلميع أعضاء حكومته الس���ابقة‬ ‫متمني���ا هلم مس���تقبال زاه���را عقب ذلك مت‬ ‫التوقي���ع عل���ى وثيقة التس���ليم واالس���تالم‬ ‫م���ن قبل الكي���ب وزيدان ثم توج���ه اجلميع‬ ‫إىل مدخ���ل مبنى رئاس���ة ال���وزراء اللتقاط‬ ‫الص���ور التذكاري���ة بعده���ا تق���دم الكي���ب‬ ‫وزي���دان لتحي���ة النش���يد الوطين ث���م غادر‬ ‫الس���يد عبد الرحي���م الكيب ورافق���ه إىل أن‬ ‫ركب س���يارته اخلاصة دولة الرئيس علي‬ ‫زيدان الذي ودعه يف مش���هد يؤسس لثقافة‬ ‫تداول السلطة سلميا وقال رئيس احلكومة‬ ‫املؤقت���ة الس���يد " عل���ي زي���دان " إن الرتاتيب‬ ‫االحتفالي���ة لعملي���ة التس���ليم واالس���تالم‬ ‫الت���ى متت ب�ي�ن احلكومة املنتهي���ة واليتها‬ ‫واحلكـوم���ة املؤقت���ة ه���ي رس���الة واضح���ة‬ ‫لشعبنا وللعامل بان ليبيا تتجه حنو ترسيخ‬ ‫معاني الدولة وتراتيب الدولة وفعل الدولة‬ ‫وهيب���ة الدول���ة ‪ ....‬وكان رئي���س احلكومة‬ ‫الس���ابق عبدالرحي���م الكي���ب يف الليلة اليت‬ ‫سبقت التسليم قد قدم تقريرا مفصال عرب‬ ‫قن���اة ليبيا الوطنية وحت���دث التقرير الذي‬ ‫تكون م���ن ‪ 30‬صفحة عن أه���م الصعوبات‬ ‫والتحديات اليت واجهت احلكومة حيث جاء‬ ‫فيه ((إنهي���ار الدولة على مدى أربعة عقود‬ ‫من التخري���ب والتدمري املمنهج ملؤسس���تها‬ ‫ال�ت�ي ت��� ّوىل قيادته���ا املنافق���ون واملرتش���ون‬ ‫وغ�ي�ر املؤهل�ي�ن يف أغل���ب األحي���ان‪ ،‬وه���ذا‬ ‫االنهيار العام أثر س���لباً على قدرة احلكومة‬ ‫اإلنتقالية على األصالح وأبطأ وتريته‪.‬‬ ‫الكيب عهد انهيار األمن‬ ‫• ‬ ‫انهي���ار األجه���زة األمنية والعس���كرية مثل‬ ‫الش���رطة واالس���تخبارات والقوات املسلحة‬

‫ومعس���كراتها ومراكز اإلي���واء واملنظومات‬ ‫التابع���ة هل���ا مث���ل اجل���وازات والرتاخي���ص‬ ‫واجلم���ارك واملط���ارات واملوان���ئ والبواب���ات‬ ‫احلدودية وغريها‪.‬‬ ‫إنتش���ار الس�ل�اح‪ ،‬حي���ث كان���ت اآللي���ات‬ ‫احململ���ة باألس���لحة الثقيلة متأل الش���وارع‬ ‫وق���د تعرض���ت رئاس���ة ال���وزراء وال���وزارات‬ ‫وموظفيه���م عل���ى كل املس���تويات اإلدارية‬ ‫من املواطنني الش���رفاء ملداهمات وإعتداءات‬ ‫متكررة ومطالبات أدت إىل تأخري أعماهلا‪.‬‬ ‫اس���تغلت بع���ض اجملموعات وعلى رأس���هم‬ ‫املس���اجني اجلنائي�ي�ن ‪ -‬الذي���ن أطل���ق‬ ‫س���راحهم الالنظ���ام اهلالك ‪ -‬ه���ذا االنهيار‬ ‫األمين الذي ح���دث أثناء الثورة يف التهريب‬ ‫وجتارة املخ���درات واخلمور واملواد املدعومة‬ ‫وتكوينهم لكتائب لتحقق مآرب خاصة هلم‬ ‫وملقاومة اس���تتباب األمن‪ ،‬ونه���ب ممتلكات‬ ‫الدول���ة م���ن س���يارات وأجه���زة ومع���دات‪.‬‬ ‫وتعرض���ت املبان���ي العام���ة لألض���رار مم���ا‬ ‫تطلب صرف الكثري من الوقت واملال وسبب‬ ‫يف تأخري العمل‪.‬‬ ‫تعط���ل امل���دارس واجلامع���ات واملؤسس���ات‬ ‫التعليمي���ة وتع���رض الكث�ي�ر منه���ا للدمار‬ ‫وكذل���ك انهي���ار اخلدم���ات األساس���ية من‬ ‫م���اء وكهرب���اء واتصاالت وص���رف صحي‬ ‫ونقص الس���لع واحملروقات وارتفاع األسعار‬ ‫وتكدس القمامة بسبب قيام مسلحني مبنع‬ ‫استخدام املكبات‪.‬‬ ‫غي���اب الرؤي���ة املش�ت�ركة ل���دى الكثري من‬ ‫أبن���اء الش���عب لطبيع���ة املرحل���ة االنتقالية‬ ‫وم���ا تتطلب���ه م���ن ص�ب�ر ومعان���اة لتجن���ب‬ ‫االن���زالق يف اخت���اذ ق���رارات يرتت���ب عنه���ا‬ ‫مش���اكل يصعب حله���ا مس���تقب ً‬ ‫ال‪ ،‬هذا مع‬ ‫ارتفاع سقف املطالب والتوقعات لدى شعبنا‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 27 ( - ) 81‬نوفمبر ‪ 3‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫‪05‬‬

‫تنذكر والتنعاد‬ ‫أثناء الثورة وس���رقتها من قبل أعوان النظام‬ ‫السابق‪ ،‬مع عدم توفر العملة الصعبة بسبب‬ ‫جتميد األموال يف تلك الفرتة‪.‬‬ ‫التداخ���ل يف االختصاص���ات ب�ي�ن احلكوم���ة‬ ‫االنتقالية واجمللس الوطين االنتقالي عرقل‬ ‫العم���ل التنفيذي‪ .‬كما أن إضفاء الش���رعية‬ ‫عل���ى العدي���د م���ن األجه���زة األمني���ة ال�ت�ي‬ ‫كونتها بعض اجلهات واعتمدتها الس���لطة‬ ‫ال�ت�ي كان���ت قائمة قب���ل تش���كيل احلكومة‬ ‫االنتقالية س���بب صعوبة كبرية يف تفكيكها‬ ‫أو إصالحها‪.‬‬

‫مهامها وهو إجراء االنتخابات وإجياد سلطة‬ ‫ش���رعية منتخبة وعلل إخفاقاتها إىل قصر‬ ‫مدتها وهي ‪ 12‬ش���هر فقط ولعل ما صاحب‬ ‫أداء بع���ض وزراء الكيب م���ن ضعف وفوضى‬ ‫خاصة وزراء الداخلي���ة والدفاع فإننا ألجند‬ ‫أفضل من القول بأنها ((تنذكر والتنعاد ))‬ ‫ليكون معربا عن هذه احلكومة وللموضعية‬ ‫قمن���ا بق���راءة تقري���ر احلكوم���ة والن كل‬ ‫م���ن يعمل خيط���ئ وكل حكومة هل���ا ما هلا‬ ‫وعليها ما عليها قمنا بعمل تقييم الجنازات‬ ‫وإخفاق���ات احلكومة نقدم���ه للقارئ الكريم‬ ‫على النحو التالي‪:‬‬

‫قدرة الش���عب على التغيري‪ ،‬وعلى الرغم من‬ ‫الش���وط الكبري الذي قطعه الشعب اللييب يف‬ ‫ه���ذا اجمل���ال بع���د الث���ورة‪ ،‬إال أن حداثة هذه‬ ‫املؤسسات حد من قدرتها على العمل يف ذلك‬ ‫الوقت‪.‬‬ ‫العمل ال���دؤوب من فل���ول الالنظ���ام املقبور‬ ‫وعم�ل�اءه يف الداخ���ل واخل���ارج عل���ى ب���ث‬ ‫الشائعات وزعزعة األمن واإلنفاق على ذلك‬ ‫بسخاء‪.‬‬ ‫ه���ذه هي أهم الصعوبات ال�ت�ي كانت قائمة‬ ‫عندما استلمت احلكومة االنتقالية مهامها‪.‬‬ ‫وب���دون اإلدراك الت���ام هل���ذه الصعوب���ات ال‬ ‫ميكن التقيي���م املتوازن الجن���ازات احلكومة‬ ‫ب���دون إجح���اف وإعطائه���ا حقه���ا يف تأدية‬ ‫واجبها الذي قامت به‪.‬‬ ‫كما حت���دث التقرير عن اجنازات احلكومة‬ ‫حي���ث عق���د جمل���س ال���وزراء (‪ )44‬اجتماعا‬ ‫وأص���در أكث���ر م���ن (‪ )450‬قراراً‪ُ ،‬‬ ‫وش���كلت‬ ‫جل���ان وزاري���ة وفني���ة حل���ل العدي���د م���ن‬ ‫املش���اكل‪ .‬وحرص���اً عل���ى تثبي���ت مب���دءا‬ ‫الش���فافية والوضوح لعم���ل احلكومة املقبلة‬ ‫أع���دت كل وزارة تقري���ر يض���م التفاصيل‬ ‫اخلاص���ة بعملها طوال الفرتة االنتقالية مبا‬ ‫يف ذلك تقاريرها املالية واالجنازات يف قطاع‬ ‫التعليم والصحة واإلسكان واملرافق والعدل‬ ‫والش���باب والرياض���ة والعم���ل والتنمي���ة‬ ‫البش���رية واالقتص���اد والتج���ارة والنف���ط‬ ‫والش���ؤون اخلارجي���ة ويف نهاي���ة التقري���ر‬ ‫ج���اءت التوصيات واختت���م التقرير بس���ؤال‬ ‫يطرحه رئيس احلكومة عبد الرحيم الكيب‬ ‫وهو هل أنهينا مهمة بناء الدولة ومؤسساتها‬ ‫كامل���ة يف الف�ت�رة املاضية لعم���ر احلكومة‬ ‫اإلنتقالي���ة؟ واإلجاب���ة بامس���ي وزمالئ���ي‬ ‫وزميالت���ي يف احلكوم���ة اإلنتقالي���ة ه���و ال‪،‬‬ ‫حن���ن مل ننه���ي املهم���ة كامل���ة‪ ،‬للصعوبات‬ ‫اليت ذكرت س���لفا ولطبيع���ة املرحلة وألننا‬ ‫بش���ر خنط���ئ ونصيب ف���إن أصبن���ا فمن اهلل‬ ‫وإن أخطأنا فمن أنفسنا‪.‬‬

‫‪.1‬إجراء االنتخابات وجناحها‬ ‫‪.2‬اس���تالم أه���م املطلوب�ي�ن من رم���وز حكم‬ ‫املقب���ور مث���ل البغدادي احملم���ودي وعبد اهلل‬ ‫السنوسي‬ ‫‪.3‬اس���تئناف ضخ البرتول وعودة اإلنتاج إىل‬ ‫معدله الطبيعي‬ ‫‪.4‬وق���ف القتال بني اإلط���راف املتنازعة يف‬ ‫سبها ويف الكفرة وبني زواره واجلميل‬ ‫‪.5‬اس���تكمال العام الدراسي ‪2011 2010‬م‬ ‫الذي انطلقت خالله ثورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫‪.6‬استئناف الدراسة يف كل مراحل التعليم‬ ‫يف ليبيا‬ ‫‪.7‬رفع التجميد ع���ن بعض األموال الليبية‬ ‫يف اخلارج‬ ‫‪.8‬جناح الفرق الرياضية يف متثيل البالد يف‬ ‫املش���اركات اخلارجية وحتقيق نتائج جيدة‬ ‫جدا رغم الظروف الداخلية للبالد‬ ‫اإلخفاقات‬ ‫‪.1‬فش���ل إجي���اد ح���ل ملل���ف اجلرح���ى يكفل‬ ‫عالجه���م ويضمن عدم إه���دار أموال الدولة‬ ‫الليبية‬ ‫‪.2‬فش���ل كب�ي�ر يف امللف األم�ن�ي عدم عودة‬ ‫القض���اء وتفعيله بش���كل كامل –عدم عودة‬ ‫جهاز الش���رطة – عدم عودة اجليش الوطين‬ ‫بشكل فاعل وقوي‬ ‫‪.3‬عدم السيطرة على احلدود الربية بشكل‬ ‫حاس���م ووج���ود اخرتاق���ات يف بع���ض املنافذ‬

‫•ركود اجملتمع املدني واندحاره‬ ‫غي���اب مؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي ح���د من االجنازات‬

‫املتعطش جلو احلرية لعالج مجيع املشاكل‬ ‫والرتاكمات يف أس���رع وقت‪ ،‬يف الوقت الذي‬ ‫حيتاج فيه بن���اء األوطان وعالج مش���اكلها‬ ‫املرتاكم���ة على مدى عدة عق���ود إىل جهود‬ ‫تضامني���ة مضني���ة وإىل وق���ت أط���ول مم���ا‬ ‫يتوقعه ش���عبنا‪ ،‬ش���كل كل ذلك ضغطاً على‬ ‫احلكومة وسبب إرباكا يف األولويات‪.‬‬ ‫عل���ى الرغ���م م���ن وج���ود ع���دد هائ���ل م���ن‬ ‫املش���روعات وصل إىل ‪ 13,600‬ثالثة عشر‬ ‫ألفاً وس���تمائة مش���روع تعاق���د عليها النظام‬ ‫الس���ابق إال أنه يشوبها فساد خميف وضعف‬ ‫كب�ي�ر يف املواصف���ات يتطلب تفعيله���ا وقتاً‬ ‫طوي ً‬ ‫ال لتصحيح أوضاعها‪ ،‬وقد كان السبب‬ ‫الرئيس���ي لتعطيل تنفيذ ق���رارات احلكومة‬ ‫لتفعي���ل املش���روعات التنموي���ة القائم���ة أو‬ ‫تنفي���ذ مش���روعات جدي���دة انتش���ار الفس���اد‬ ‫املال���ي واإلداري األم���ر ال���ذي حد م���ن جرأة‬ ‫احلكوم���ة يف اخت���اذ الق���رارات حفاظ���اً على‬ ‫املال العام من النهب والسرقة‪ .‬باإلضافة إىل‬ ‫عدم اس���تجابة أغلبية الش���ركات األجنبية‬ ‫للع���ودة لتخوفها من انع���دام األمن وتعرض‬ ‫من حاول الع���ودة منها إىل نه���ب ومطالبات‬ ‫مالية‪.‬‬ ‫التوترات ال�ت�ي ترتبت على الثورة بني بعض‬ ‫الث���وار ومؤي���دي الالنظ���ام املنه���ار أدت إىل‬ ‫إثارة اخلالف���ات القبلية والنزاعات اجلهوية‬ ‫وبش���كل متكرر ومتوازي مم���ا تطلب تدخل‬ ‫احلكومة وتس���بب يف اس���تنزاف الوقت واملال‬ ‫وبعث���رة اجلهود مما أثر س���لباً على حركة‬ ‫احلكومة‪.‬‬ ‫هبوط إنتاج النفط إىل حد ال يكفي لتغطية‬ ‫املتطلبات املالية قبل أن يصل إىل مس���توياته‬ ‫احلالية يف أواخر مراحل هذه احلكومة‪ ،‬مع‬ ‫عدم توف���ر الس���يولة املالية بالدين���ار اللييب‬ ‫بس���بب االحتف���اظ باألموال خ���ارج املصارف‬

‫•تنذكر وال تنعاد‬

‫هذا التقرير الذي حت���دث عن أعمال ومهام‬ ‫واجن���ازات حكوم���ة الكي���ب قابلت���ه النخب���ة‬ ‫السياس���ية والش���ارع اللي�ب�ي بالتش���كيك‬ ‫والتعج���ب م���ن أن تك���ون حلكوم���ة الكي���ب‬ ‫أي اجن���ازات تذكر غ�ي�ر أن البعض األخر‬ ‫ي���رى أن ه���ذه احلكوم���ة جنح���ت يف أه���م‬

‫اجلوية والبحرية‬ ‫‪.4‬عدم تقديم بديل جيد للمركزية س���واء‬ ‫كان عل���ى صعي���د مش���اريع القوانني أو من‬ ‫خ�ل�ال أداء احلكوم���ة نفس���ها ب���ل كرس���ت‬ ‫املركزي���ة وقوته���ا وأظه���ر الس���يد الكي���ب‬ ‫حكومته وكأنها حكومة طرابلس‬ ‫‪.5‬ع���دم حتقيق تق���دم ممي���ز وملموس يف‬ ‫ملف األموال الليبية املهربة إىل اخلارج‬ ‫‪.6‬فش���ل واضح وكبري لوزير الدفاع أسامة‬ ‫اجلويل���ي ال���ذي كان جيب أن يس���تقيل أو‬ ‫يقال اثر تصرحيه ألحد احملطات الفضائية‬ ‫بان ابن���ه ليس املطلوب الوحي���د للعدالة وما‬ ‫تبع���ه م���ن أداء باهت وغياب الوزي���ر ووزارته‬ ‫عن كل ما حيدث يف البالد‬ ‫‪.7‬ع���دم إقال���ة وزي���ر الداخلية ف���وزي عبد‬ ‫الع���ال أو قب���ول اس���تقالته اث���ر تصرحيات���ه‬ ‫الغ�ي�ر املس���ؤلة خالل أح���داث اهلج���وم على‬ ‫األضرحة وتواصل إخف���اق الوزير والوزارة‬ ‫يف املهام املكلفة بها‬ ‫‪.8‬الفشل يف برنامج مجع السالح واملصاحلة‬ ‫الوطني���ة وع���دم ح���ل مش���اكل النازح�ي�ن‬ ‫واملهجرين من مناطقهم مثل تاورغاء‬ ‫‪.9‬الفش���ل اإلعالمي الكب�ي�ر للحكومة رغم‬ ‫افتت���اح حمطت���ان تلفزي���ون وأكث���ر م���ن‬ ‫صحيفة تابعه للحكومة وحتضي بتمويلها‬ ‫ورغ���م ذل���ك كان التواص���ل ب�ي�ن احلكومة‬ ‫واملواط���ن ش���به مع���دوم مم���ا جع���ل املواطن‬ ‫اليثق باحلكومة وال يشعر بوجودها وهيبتها‬ ‫‪10‬اإلخف���اق يف محاية الس���فارات والبعثات‬ ‫واملنظم���ات األجنبي���ة والدولي���ة حي���ث مت‬ ‫االعتداء يف بنغازي على القنصل الربيطاني‬ ‫والقنصلي���ة التونس���ية والقنصلية املصرية‬ ‫ومكت���ب الصلي���ب األمح���ر واختط���اف وفد‬ ‫اهل�ل�ال األمح���ر اإليران���ي واهلج���وم عل���ى‬ ‫القنصلية األمريكية ومقتل السفري كما مت‬ ‫االعتداء يف طرابلس على السفارة التونسية‬ ‫والسفارة اجلزائرية وسفارة روسيا وسفارة‬ ‫إي���ران وس���فارة النيجر والتع���رض ملوظفي‬ ‫سفارة عمان‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 27 ( - ) 81‬نوفمبر ‪ 3‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫مجعة عتيقة ‪ :‬حنن يف مرحلة بناء دولة الليبيني الدميقراطية األولي‬

‫رئيس حترير ميادين أمحد الفيتوري‬ ‫يف ح���وار مطول م���ع الدكتور مجعة‬ ‫أمح���د عتيق���ة النائ���ب األول لرئي���س‬ ‫املؤمتر الوطين العام ‪:‬‬ ‫‪ 1‬من ‪2‬‬ ‫النائ���ب األول لرئي���س املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام‬ ‫الدكت���ور مجع���ة أمح���د عتيق���ة ه���و احملامي‬ ‫املع���روف واحلقوق���ي ال���ذي مل ي���كل يف الدف���اع‬ ‫عن مهنته مهنة الدف���اع عن الناس وعن حقوق‬ ‫الن���اس ‪ ،‬ملّ���ا كان طالبا كان كم���ا يفعل كل‬ ‫حقوقي يهت���م بالثقافة والفك���ر وبالوطن يرى‬ ‫أن الوط���ن دون فكر حر وثقافة وطنية كما ال‬ ‫وطن ‪ ،‬وأن الفكر دون حرية كما االنسان دون‬ ‫فكر ‪،‬كتب طالبا يف الثانوية ويف اجلامعة حول‬ ‫هذه القضايا وانشغل بها فصارت حياته وعارك‬ ‫ضد العس���ف واالضطهاد فكان احملامي لقضايا‬ ‫الرأى يف أروقة احملاكم وقبلها يف ساحة احلياة‬ ‫‪،‬ومل تك���ن املعارضة مهمة بل كانت الروح اليت‬ ‫تتوق للحري���ة من أجل احلياة ‪،‬دخل الس���جون‬ ‫القذافي���ة مرات عدة من أج���ل هذه البالد وهذه‬ ‫القضايا ‪.‬‬ ‫هلذا االعتب���ار أوال ذهبنا لنح���اور مجعة عتيقة‬ ‫يف مكتبه بطرابلس لكن مش���اغل نائب الرئيس‬ ‫‪..‬حي���ث كان وقتهاعل���ى موعد م���ع وفد لألمم‬ ‫املتحدة ‪،‬وكان يف مس���اء الي���وم مضطرا للقيام‬ ‫بواجب الع���زاء يف مدينته مصرانه اليت مل أزرها‬ ‫بعد التحرير هكذا س���عدت مبرافقته والصديق‬ ‫عض���و املؤمت���ر الوطين حس���ن األم�ي�ن ‪،‬يف بيته‬ ‫مبصراتة مس���اء كان هذا احل���وار املطول الذي‬ ‫نضط���ر فنيا وصحفيا إىل نش���ره على جزئني ‪،‬‬ ‫ومن هنا نبدأ ‪:‬‬

‫•لغط ي���دور ح���ول املؤمتر الوط�ن�ي العام‬ ‫‪ ،‬مل حت���دد مهام���ه يف ذهني���ة املواطن�ي�ن ‪،‬‬ ‫بعض الش���خصيات اإلعالمية أي ما يسمى‬ ‫بالناش���طني السياس���يني س���اهموا يف ه���ذا‬ ‫اللغ���ط ‪ :‬يتحدثون ع���ن املؤمتر كجمعية‬ ‫تأسيس���ية مهمتها الدس���تور ث���م ويف نفس‬ ‫اللحظ���ة كربملان مينحونه مه���ام برملانية‬ ‫متجاوزي���ن مس���ألة الدس���تور واللجن���ة‬ ‫الدس���تورية جلن���ة الس���تني ‪ ،‬فه���ل ميكننا‬ ‫أن نع���رف من���ك ه���ذه املهمة كنائ���ب أول‬ ‫لرئيس املؤمتر ؟ ‪.‬‬ ‫بالتأكي���د هذا اللغط وه���ذا الفهم امللتبس‬ ‫ق���د يكون ل���ه كثري م���ن امل�ب�ررات اوهلا أنه‬ ‫عندم���ا قامت الثورة وأجه���زت على النظام‬ ‫الس���ابق بالكام���ل ‪،‬كان���ت ب���ه مؤسس���ات‬ ‫‪،‬لكنه���ا مؤسس���ات قمعي���ة ومؤسس���ات‬ ‫موجهة خلدمة نظام قمعي وس���قطت هذه‬ ‫املؤسس���ات‪ ،‬أثناء الث���ورة يف مناطق حتررت‬ ‫ومناطق ظل متمسكاً بها القذايف الذي بقي‬ ‫فرتة طويلة يف معقله سرت وبين وليد ‪.‬‬

‫من النظام وإرثه‪ ،‬وما عاشه الشعب اللييب‬ ‫معه اىل الدولة العصرية وهذه املرحلة يف‬ ‫مثل هذا النوع من الثورات مرحلة ضرورية‬ ‫ألن الثورات كما ذكرت تسقط كل‬ ‫امل��ؤس��س��ات القائمة وال��ث��ورة‬ ‫الليبية أسقطتها فعال‬ ‫‪ ،‬وك�����ان ال��ت��ف��ك�ير يف‬ ‫وثيقة دستورية فظهر‬ ‫االع��ل�ان ال��دس��ت��وري‬ ‫‪،‬ك����ان ض���روري���ا يف‬ ‫ذل���ك ال��وق��ت ولكن‬ ‫االعالن الدستوري‬ ‫مل ي��أخ��ذ وقته‬ ‫يف ال���دراس���ة و‬ ‫ال���ت���أن���ي ‪،‬رس����م‬ ‫امل�ل�ام���ح ال��ع��ام��ة‬ ‫يف ه��ذه املرحلة‬ ‫‪،‬م���ا ب��ع��د التحرير‬ ‫م�������رح�������ل�������ة‬

‫عدد السكان ولكن يف هذا املوضوع روعي‬ ‫أن تشرك فيه اجلغرافيا‪،‬والسكان أيضا‬ ‫‪،‬وأن��ا شخصيا مع ه��ذا التوجه ألن��ه يتيح‬ ‫ل��ك��ل ال��ل��ي��ب��ي�ين أن‬ ‫ي��ش��ارك��وا يف‬ ‫ت����أس����ي����س‬ ‫ال��دول��ة‬ ‫‪،‬ه�����ذا‬

‫•حتولت تورثنا مضطر ًة من سلمية اىل‬ ‫مسلحة ‪!!....‬‬

‫ط��ال��ت م����دة ال��ق��ت��ال وت��ع��س��ك��رت‪ ،‬وق���رر‬ ‫الليبيون إسقاط هذا الرجل والنظام وإنهاء‬ ‫تلك احلقبة وأن ال تراجع ‪ ،‬يف تلك الزمحة‬ ‫‪ ،‬زمحة القتال ومشاغل اسقاط النظام مل‬ ‫يتم االنتباه يف البداية كثريا اىل ضرورة‬ ‫العمل السياسي املواكب يف البداية أول‬ ‫ما قامت وحتركت ‪ ،‬الثورة كان هدفها‬ ‫الرئيسي ان يسقط القذايف وليأت ما يأتي‬ ‫بعده باعتباره أس��وأ ما متر به البلد‪ ،‬ومع‬ ‫مرور الوقت كان ضرورياً أن يوجد عنوان‬ ‫سياسي ‪،‬ووج��ود اجمللس االنتقالي ووجود‬ ‫املكتب التنفيذي كأداتني سياسيتني‪ ،‬ويف‬ ‫ذلك الوقت كان اهلم األكرب ‪،‬هو كسب‬ ‫امل��زي��د م��ن االع�ت�راف ب��ال��ث��ورة وشرعيتها‬ ‫‪،‬وسحب كل الشرعية اليت يزعم النظام‬ ‫السابق انه ميلكها ‪ ،‬بعد مدة صار البد من‬ ‫وج���ود وثيقة ذات ط��اب��ع دس��ت��وري حتدد‬ ‫م�لام��ح امل��رح��ل��ة ال��ق��ادم��ة وأي��ض��ا حت��دد‬ ‫املرحلة احلالية مرحلة االنتقال ‪،‬االنتقال‬

‫مجعة عتيقة‬ ‫االن��ت��ق��ال ال��ث��ان��ي م���ا ال����ذي س��ي��ح��دث ما املؤمتر الوطين له طبيعة تأسيسية وله‬ ‫بعد التحرير استمر اجمل��ل��س االنتقالي طبيعة تشريعية وله بعض االختصاصات‬ ‫بعد التحرير يف تسيري دف��ة األم��ور وفقاً ال��ت��ن��ف��ي��ذي��ة ع��ل��ى س��ب��ي��ل احل��ص��ر ج��رت‬ ‫للخطة او اخلريطة اليت وضعها االعالن االنتخابات وكان الليبيون يراهنوا عليها‬ ‫الدستوري وهذه كانت تنص على املؤمتر كثريا يف االنتقال للمرحلة االنتقالية‬ ‫الوطين بعد التحرير اجرء االنتخابات لبناء واحلمد هلل وفقت االنتخابات وبشفافية و‬ ‫جسم له اختصارات تشريعية ‪ ،‬جسم ذو صدق بدليل انت اآلن ورمبا من االنتخابات‬ ‫طبيعة خاصة ‪،‬جسم ليس برملانا مبعنى أن النادرة اليت حتصل وال يكون هناك احتجاج‬ ‫األعضاء فيه ممثلون جملموعة من السكان على التزوير أو على التدخل من اي جهة‬ ‫ك��م��ا ه��و م��ع��روف يف ال��ن��ظ��ام التمثيلي كانت وكانت املفوضية العليا اليت أدارتها‬ ‫الربملاني ‪،‬وأيضا له اختصاص يف التشريع ق��د ادارت��ه��ا ب��ك��ف��اءة ‪،‬باالستعانة خب�برات‬ ‫يف أن يدير املرحلة التشريعية وهي امتداد دولية على رأسها االمم املتحدة ‪.‬‬ ‫للمرحلة السابقة ‪،‬ولكن ختتلف عنها يف •و ح�ين خ��رج علين��ا املؤمت��ر الوطين‬ ‫أن��ه أص��ب��ح ه��ن��اك ض���رورة وحب��ث لوضع‬ ‫اساس شرعي يستمد شرعيته من اختيار بهذا النجاح مل نلم مبهامه ‪!!..‬‬ ‫طلع���ت نتيج���ة االنتخاب���ات وتك���ون ه���ذا‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫اجلس���م ومت فعال تس���ليم س���لمي للسلطة‬ ‫•االنتخابات كانت أب��رز اخلطوات بني اجمللس االنتقالي واملؤمتر الوطين وهي‬ ‫خط���وة اجيابي���ة جي���دة يف ظ���روف صعبة‬ ‫وجنحنا فيها ‪!!...‬‬ ‫االعالن الدستوري ح��دد الطريقة وهي ظ���روف راه���ن الكث�ي�رون عليه���ا وتوقعوا‬ ‫اص��دار قانون االنتخابات وص��در القانون أنه���ا لن تنج���ح ومنهم املراقب���ون ومن غري‬ ‫ومراحل صدوره معروفه ‪،‬يف االول صدر الليبيني وجنح���ت االنتخابات وجاء املؤمتر‬ ‫بنسخة ك��ان��ت احلقيقية الت��ف��ى باحلد الوط�ن�ي ‪،‬لألس���ف أن ه���ذا الفه���م لطبيعته‬ ‫األدني من الطموحات ورفضت عند الناس حتدي���دا اىل حد م���ا كان غائب���اً عن بعض‬ ‫‪،‬وص����در ق��ان��ون أخ���ر ل�لان��ت��خ��اب��ات ح��اول األعض���اء الذي���ن مت انتخابه���م ‪،‬فكث�ي�رون‬ ‫تالفى وعمل نظام النتخاب املؤمتر الوطين منه���م أو بعضه���م كان���وا يعتق���دون واىل‬ ‫من حيث طبيعته ومن حيث التمثيل فيه ‪ ،‬اآلن أنه���م ميثل���ون منطقتهم‪ ،‬وان���ه عبارة‬ ‫وكانت الفكرة يف أن هذا اجلسم ميثل فيه ع���ن عضو حيمل مطالبها ويدافع عنها‪،‬هذا‬ ‫الشعب اللييب كله من كل املناطق حيث م���ا حصل ‪،‬ه���ذا االلتب���اس يف ح�ي�ن ان هذا‬ ‫مل يعتمد نظام التعداد السكاني كما هو لي���س من اختصاص املؤمتر‪ ،‬املؤمتر حددت‬ ‫معمول به يف النظام االنتخابي ‪،‬نسبة من مهامه يف االعالن الدس���توري وعلى س���بيل‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 27 ( - ) 81‬نوفمبر ‪ 3‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫‪07‬‬

‫احلصر يف ست نقاط ‪ ،‬اىل جانب االختصاص‬ ‫التش���ريعي ‪ ،‬يف إصدار القوان�ي�ن ‪ ،‬إدارة البلد‬ ‫تشريعيا ويف بعض االختصاصات التنفيذية‬ ‫احمل���ددة حت���ى تنته���ي املرحل���ة االنتقالي���ة‬ ‫الثاني���ة ‪،‬وال�ت�ي س���تنتهي بإص���دار الدس���تور‬ ‫وإج���راء االنتخاب���ات العام���ة جملل���س النواب‬ ‫والرئاس���ة وإصدار الدستور واالستفتاء حول‬ ‫الدستور ‪.‬‬

‫•بع��ض أعضاء املؤمت��ر مل يلموا مبهامه‬ ‫حتى الساعة !‬

‫س���وء الفهم ه���ذا من جان���ب الن���اس أو حتى‬ ‫بع���ض اعض���اء املؤمت���ر ‪،‬ادخلن���ا يف ش���يء من‬ ‫االرتب���اك يف فه���م االختصاص���ات وأحيان���ا‬ ‫حتى الناس س���قف مطالبها عال���ي باعتبارها‬ ‫غري متفهمة لطبيعة هذا اجلس���م التأسيسي‬ ‫ال���ذي ل���ه اختصاص���ات تش���ريعية ومؤقت���ة‬ ‫‪،‬واالختص���اص التش���ريعي وعندم���ا أق���ول‬ ‫التش���ريعي حصل لبس وهذا بدأ من اجمللس‬ ‫االنتقال���ي وم���ن احلكوم���ة االنتقالية االوىل‬ ‫ونأمل ان‪ ..‬تصحح ه���ذه املفاهيم ‪..‬ومراعاتها‬ ‫يف املرحل���ة االنتقالية ح�ي�ن اصدار القوانني‬ ‫واصدار القرارات وان ترتب التزامات حبيث‬ ‫ال متك���ن م���ن ان تت���واله س���لطة انتقالي���ة ‪،‬‬ ‫الس���لطة االنتقالي���ة تص���در التش���ريعات يف‬ ‫ح���دود م���ا تتطلب���ه ه���ذه املرحل���ة ومعاجلة‬ ‫االم���ور اىل أن تبن���ى الدول���ة وتأخذ املس���ألة‬ ‫س���ياقاتها ومس���ارها املعروف ‪ ،‬صدرت بعض‬ ‫التشريعات وبعض القرارات اليت مل تراع هذه‬ ‫الطبيعة مثال ذلك بعض تعاقدات األش���غال‬ ‫العام���ة وبعض العق���ود فيما يتعل���ق بالنفط‬ ‫‪،‬هذا االختصاص حقيق���ة جيب أن ال جيرى‬ ‫‪،‬وهذه التش���ريعات الجي���وز ان جترى اال بعد‬ ‫ان تقام الدولة بس���لطاتها الثالث ومس���اراتها‬ ‫ويق���رر الش���عب اللي�ب�ي فيما بع���د ولكن االن‬ ‫حن���ن لس���نا كيان���اً لكي حيك���م ليبي���ا ‪،‬وامنا‬ ‫ليدي���ر أزم���ة فنح���ن مازلنا يف مرحل���ة ادارة‬

‫مجعة عتيقة والسفري الرتكي‬ ‫األزمة ‪ ،‬هؤالء األعضاء ليس���وا حكاما ليس���وا‬ ‫يف موق���ع س���لطة مبعناه���ا احمل���دد ولكنه���م‬ ‫يدي���رون هذه االزم���ة خبروجه���م بالبلد اىل‬ ‫مرحل���ة الدس���تور‪،‬املرحلة املس���تقرة اآلن ‪...‬‬ ‫فمنذ البداية ووجهنا مبش���اكل غري متوقعة‬ ‫وال�ت�ي ال حدود هلا وأحيان���ا واعرتف لك بأنها‬ ‫غري متوقع���ة الناس مل متهلن���ا الوقت ثم اننا‬ ‫مل جند أمامنا ش���يئاً وهذا ليس تشكيكا فيمن‬ ‫أداروا مرحل���ة االنتقال ‪،‬التأس���يس والقواعد‬ ‫واإلدارة مل جند اال مبادرات مش���كورة ولكنها‬ ‫مل تسعفنا ‪.‬‬

‫علي خمزوم و حممد املقريف و‬ ‫حتت���ج حت���ى وصل���ت حل���د اقتح���ام‬ ‫قاعات نشغاله بقضايا آنية وراهنة؟‬ ‫•املؤمت��ر الوط�ني الع��ام ص��ار احلكومة‬ ‫املؤمت���ر بش���كل متوت���ر ومظه���ر مؤس���ف يف‬ ‫بالتأكي���د هذا م���ا حصل والزلن���ا اىل حد ما‬ ‫وكل شيء تقريبا‪!!...‬‬ ‫كث�ي�ر من األحي���ان ال مراع���اة حتى لبعض‬

‫الناس كان���وا مندفعني جتاهنا وقد واجهتنا‬ ‫مش���اكل امني���ة كم���ا أن غي���اب احلكوم���ة‬ ‫ولألس���ف كان معضل���ة ‪ !!..‬ومازلن���ا نعم���ل‬ ‫بعقلي���ة ان احلكومة عندما حت���س أنها على‬ ‫وش���ك الرحي���ل ‪..‬حي���دث ن���وع م���ن الرتاخي‬ ‫والرتاج���ع يف تصريف األمور أيضا من جانب‬ ‫املؤمت���ر الوطين بعض التفس�ي�ر احلريف دون‬ ‫اللج���وء اىل روح القان���ون‪ ..‬وكان الدس���تور‬ ‫ين���ص عل���ى ان تس���تمر احلكوم���ة املؤقت���ة‬ ‫بع���د التحري���ر اىل اجراء االنتخابات تس���تمر‬ ‫حكوم���ة تس���يري االعم���ال وبع���ض االعض���اء‬

‫القي���م والتقالي���د املتعارف عليه���ا يف اجملتمع‬ ‫اللي�ب�ي حصل���ت لن���ا كث�ي�ر م���ن االتهام���ات‬ ‫وغ���اب عن ه���ؤالء الن���اس أنهم عندما داس���وا‬ ‫حرم املؤمتر املنتخب من الش���عب اللييب أنهم‬ ‫حاول���وا ال���دوس عل���ى إرادة الش���عب اللييب ‪،‬‬ ‫ه���ؤالء األعض���اء مل يأت���وا بانق�ل�اب وم���ا من‬ ‫صدف���ة تارخيية أتت بهم بل ج���اؤوا باختيار‬ ‫الناس ‪،‬وصن���دوق االقرتاع فص���ار حتى صار‬ ‫التع���دي عل���ى القيمة قيم���ة االنتخاب قيمة‬ ‫ارادة الن���اس ومبربرات ش���تى الكث�ي�ر منها ال‬ ‫خيض���ع للمنطق ووجدنا أنفس���نا يف مواجهة‬ ‫واقع البد أن نتعامل معه ‪،‬واحلقيقة ان كل‬ ‫االعضاء وأقوهلا شهادة صربوا كثريا وكان‬ ‫لديهم اإلص���رار أن ال نرتاجع وان ال نتخاذل‬ ‫وأن ال خنض���ع ألي���ة ضغ���وط تصرفنا كما‬ ‫أراده الن���اس لنا ‪،‬وه���و اآلن نأم���ل يف املرحلة‬ ‫القادم���ة و بع���د تش���كيل احلكوم���ة أن حتدد‬ ‫الرؤى‪،‬وحتى املس���ار للسلطة التنفيذية وهي‬ ‫س���لطة هلا اس���تقالليتها واملؤمت���ر الوطين يف‬ ‫جان���ب م���ا اعطاه ل���ه االعالن الدس���توري هو‬ ‫املتابع���ة واملراقب���ة وإص���دار القوان�ي�ن س���واء‬ ‫املش���اريع ال�ت�ي تتق���دم به���ا احلكوم���ة أو م���ا‬ ‫يقرتحه املؤمتر يف اجتياز املرحلة القادمة ‪.‬‬ ‫واليت يف رأيي أن أهم استحقاق فيها ولألسف‬ ‫ملا جرى من ظروف س���ابقة تأخرنا قليال عنه‬ ‫‪ ،‬الن إص���دار دس���تور للبل���د حي���دد العالق���ة‬ ‫وحيدد الس���لطات وحي���دد الواجبات كما هو‬ ‫مع���روف ‪،‬وه���ي مهمة رئيس���ية‪ ،‬ويف ظين أن‬ ‫الليبي�ي�ن الذين أدلوا بأصواتهم اليت وضعوها‬ ‫يف الصن���دوق س���واء عرف���وا ه���ذه التفاصيل‬ ‫القانوني���ة او الدس���تورية أو مل يعرفوها‪ ..‬هو‬ ‫ان تؤس���س دولة هل���ا دس���تور صحيح يضمن‬ ‫احلق���وق ويصنع املس���تقبل وحيمي احلاضر‬ ‫ه���ذه هي املهم���ة الرئيس���ية لألس���ف تاخرنا‬ ‫قلي�ل�ا وحن���اول أن نت���دارك ونب���دأ خط���وات‬ ‫صحيحة يف هذا االطار ‪.‬‬

‫فس���روها بش���كل مبالغ فيه أن هذه احلكومة‬ ‫جي���ب أن ال تتص���رف يف ك���ذا وك���ذا حتى‬ ‫فيما يتفق مع تسيري االعمال صدرت رسالة‬ ‫للحكوم���ة وحصل بع���ض اجلدل ح���ول هذا‬ ‫املوض���وع ‪،‬ه���ذا س���اهم يف أن احلكومة كانت‬ ‫ال ت���ؤدي ‪...‬فأصبحنا يف مرم���ى كل املطالب‬ ‫حتى البسيطة صارت عليها االحتجاجات اي‬ ‫شيء خيطر يف بال جمموعة معينة هلم فيها‬ ‫حق أو م���ا ليس هلم فيه احل���ق كانت تنظم هل ميك��ن القول ان االلتباس��ات الس��ابقة‬ ‫املسريات ‪..‬ويتهم املؤمتر الوطين واحتجاجات ه��ي ال�تي جعل��ت م��ن املهم��ة الرئيس��ية‬ ‫بطريق���ة صارخة ‪ ،‬طبيع���ة ال تراعي طبيعة للمؤمترالوط�ني متأخ��رة ع��ن موعدها ال‬ ‫ه���ذا املؤمتر ومهام���ه‪ ،‬وال تراعي حتى كيف‬

‫صرفنا حتت هذه الظروف عن االستحقاقات‬ ‫الرئيسية املهمة ودخلنا يف تفاصيل مشاكل‬ ‫أحيان���ا بني املناطق وأحيان���ا مطلبية من فئة‬ ‫معينة ‪،‬نأم���ل االن بعد ان تأسس���ت احلكومة‬ ‫وهذا ه���و اختصاصه���ا أن تتوىل مس���ؤوليتها‬ ‫يف هذا اإلطار‪ ،‬وحنن يف املؤمتر نش���رع نراقب‬ ‫حناس���ب للس���لطة التنفيذي���ة ‪ ،‬والس���لطة‬ ‫التنفيذي���ة ‪ :‬يف لب���س أخر من بع���ض اعضاء‬ ‫املؤمت���ر يعتق���د أن ه���ذه املكن���ة جتع���ل م���ن‬ ‫الس���لطة التنفيذية رهن اش���ارته ‪ ،‬والسلطة‬ ‫التنفيذي���ة احدي الس���لطات املس���تقلة كما‬ ‫أن العالق���ة ب�ي�ن الس���لطات ال تع�ن�ي خضوع‬ ‫احدها لألخرى ولك���ن التكامل فيما بينها يف‬ ‫أداء العملي���ة السياس���ية ه���و املطلوب ‪..‬وكل‬ ‫هذا حت���ت رقاب���ة القض���اء القضاء ه���و الذي‬ ‫يراق���ب وهو الس���لطة العليا واملس���تقلة أيضا‬ ‫لضمان تطبيق القانون بش���كل صحيح وعدم‬ ‫التجاوز ‪،‬ضم���ان دس���تورية القوانني وغريها‬ ‫من األمور‪،‬ونأمل ذلك بعد تش���كيل احلكومة‬ ‫‪ ،‬ويف احلقيقة يف الش���هور األوىل وعلى سبيل‬ ‫املث���ال عندما حت���دث مش���كلة يف ليبيا أو بني‬ ‫منطقتني جتد االعضاء كما يعتقدون انهم‬ ‫انتخبوا يف تلك املنطقة تصبح قضية الساعة‬ ‫ويطلب من املؤمتر ان يتدخل ملعاجلتها ‪ ،‬حنن‬ ‫ال منلك قوة عس���كرية نأمره���ا وال تتبعنا اية‬ ‫جه���ات امنية هلا س���لطة يف ان حتركها متى‬ ‫تش���اء ونطفئ بها حرائق هن���ا وهناك ‪ ،‬يصبح‬ ‫هناك نوع م���ن التوتر يف املطلب وخاصة وقد‬ ‫اخرتنا وقدرنا بأن نقل اجللس���ات سيكون فيه‬ ‫شفافية ووضوح للناس صحيح مازلنا نؤمن‬ ‫بذلك نري���د ان خنرج من مرحلة الطالس���م‬ ‫املغلق���ة والق���رارات املفاجئ���ة لك���ن مل ندرس‬ ‫اجلانب السليب فيه ‪ ،‬يعين كثري من االعضاء‬ ‫عندما حتصل بعض التوترات او مشاكل يف‬ ‫مناطقهم يضعوا نصب أعينهم انه سيس���تمع‬ ‫اليه���م أهل املنطق���ة ويعتربون���ه مدافع عنها‬ ‫وأحيان���ا حيص���ل ذل���ك يف مواجه���ة منطق���ة‬ ‫أخرى ‪ ،‬أدخلونا يف أش���ياء ال شك انها مرهقة‬ ‫وتس���تنزف وقت���اً وعلى كل ه���ذا كله كان‬ ‫عل���ى حس���اب املهمة الرئيس���ية وه���ي إصدار‬ ‫الدستور ‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 27 ( - ) 81‬نوفمبر ‪ 3‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫الناش‬

‫جتربة نـــ‬

‫مرحبا بك بني صفحات ميادي��ن ‪...‬من هي املناضلة النقابية‬ ‫واحلقوقية فاطمة البويه ؟‬ ‫إمس���ي فاطم���ة البويه ول���دت يف مدينة ب���ن محد على‬ ‫بعد مس���افة التبعد عن الدار البيض���اء وكان لي حظ‬ ‫ول���وج املدرس���ة وأعت�ب�ر أن���ي حمظوظ���ة يف جيلي من‬ ‫البن���ات الالت���ي مل يك���ن بإمكانهن ولوج املدرس���ة ‪ ،‬حتى‬ ‫الالتي اتيح هلن التعلم ‪ ،‬درس���ن ألربع أو مخس سنوات‬ ‫ومل يواصل���ن تعليمه���ن ‪ ،‬كان وال���دي ينتمي اىل جيل‬ ‫االس���تقالل وبالتال���ي كان بالنس���بة ل���ه ينبغ���ي تعليم‬ ‫أبنائه فحني أخ���ذ أخي األكرب للمدرس���ة أخذني معه‬ ‫وه���و ال���ذي مل يك���ن يكربني بس���نوات كب�ي�رة وليعدل‬ ‫بينن���ا وحتى ال أش���عر رمبا بالغ�ي�رة ‪ ،‬كان يرغب يف أن‬ ‫أك���ون متعلم���ة هذا ما أحسس���ت به من���ذ البداية كل‬ ‫البنات الالتي يس���بقنين يف السن بقني يف املنزل بانتظار‬ ‫الزوج القادم ‪ ،‬دخلت أنا املدرس���ة وأقسمت أن ال أغادرها‬ ‫أحسس���ت منذ البداية انها الوسيلة اليت ستبعدني خارج‬ ‫الصورة النمطية للمرأة كان لدي أحساس منذ البداية‬ ‫داخل األس���رة وداخل العائلة بهذه الالعدالة بني الرجل‬ ‫وامل���رأة ‪ ،‬كان���ت والدت���ي أم���رأة مجيلة وذكي���ة وذات‬ ‫مه���ارات متع���ددة يف احلياكة وصنع النس���يج وكنت‬ ‫ال أفه���م ملاذا ال ينبغي أن يس���مع صوتها؟ ومع الدراس���ة‬ ‫ومع االس���تمرار فيها كنت أحصل على نتائج مش���رفة‬ ‫واجيابية وكان هذا حيفز والدي ويثلج صدره ويقول‬ ‫إذا اس���تمرييت حتى الس���نة القادمة املسألة كانت على‬ ‫هذا النحو أثبت جدارتي واستحقاقي الذي قدره والدي‬ ‫كثريا ‪.‬‬

‫ه���ذه كان���ت البداي���ة وبعد ذل���ك رمست‬ ‫طريقي ‪ :‬درست ابتدائي ثم إعدادي األول‬ ‫وكان مبدين���ة أوالد مح���د ‪ ،‬ام���ا الثانوي‬ ‫فدرس���ته بال���دار البيض���اء كان ينبغي ان‬ ‫ألتحق بالقس���م الداخل���ي قرر والدي ذلك‬ ‫أن ابتع���د ع���ن املن���زل وكانت ل���ه مرتبة‬ ‫ديني���ة يف اجملتمع مت االتصال به مبنطقة‬ ‫احل���وز مبراك���ش وقدم له طل���ب اجمليء‬ ‫للمدين���ة لتعليم الصبيان القرآن ولتعليم‬ ‫املعرفة الدينية للن���اس كنت قريبة منه‬ ‫وكنت أحس بصراعه الداخلي مابني ذاته‬ ‫وب�ي�ن ابنت���ه اليت يراها تقف���ز ومتضي اىل‬ ‫االمام وب�ي�ن نزعته حنو احلفاظ والتقليد‬ ‫بأن ميثله كرجل دين وسلطة داخل هذا‬ ‫اجملال الضي���ق والصغ�ي�ر والفقري اخلارج‬ ‫من رحم االس���تعمار هذا ساعدني على ان‬ ‫أقف���ز اىل ما ه���و أكثر تقدما وان اس���تمر‬ ‫يف الدراس���ة وان اتبن���ى الفك���ر التنوي���ري‬ ‫ال���ذي ميكن�ن�ي م���ن االجابة عن االس���ئلة‬ ‫اليت كنت اختبط فيه���ا وأنا طفلة واليت‬ ‫مل أجد االجابة الشافية عليها ال يف القرآن‬ ‫وال يف الدراس���ات االسالمية وال يف كتاب‬ ‫أل���ف ليلة وليلة اليت كان حيكيها والدي‬ ‫واليت كنت دائما معجبة بشخصية املرأة‬ ‫فيه���ا ‪ ،‬وألن والدي أوج���د الكتب يف البيت‬ ‫أوج���د القص���ص والرواي���ات وكان ه���ذا‬ ‫جيعل�ن�ي دائم���ا أح���اول الفهم مل���اذا بعض‬ ‫النس���اء متمي���زات ومل���اذا ه���ؤالء النس���اء ال‬ ‫يوجدن إال يف الكتب وكان والدي يعجب‬ ‫بنباهيت وذكائي كان يقول وكنت ذات‬ ‫جس���م حنيف ‪،‬كان من بني الش���خصيات‬ ‫اليت حكى لي والدي عنها إمسها ( الس���يدة‬ ‫احل���رة ) وهي س���يدة م���ن تط���وان متنورة‬ ‫ومعروف���ة يف التاري���خ العرب���ي واملغرب���ي‬ ‫كان يق���ول لي ‪ :‬أنت ُ‬ ‫احلريرة ‪ ،‬تصغري لي‬ ‫عن تلك احلرة الس���يدة املتنورة التطوانية ‪،‬‬ ‫وكان ه���و يعجب مبواقفي جتاه ما جيري‬ ‫يف بيتنا وبني أفراد عائلتنا ‪.‬‬ ‫‪.‬ه��ل لن��ا ان نس��تعيد بعض��ا م��ن س�يرة نضالك‬ ‫‪...‬األسباب اليت أفضت اىل االعتقال ؟‬ ‫دخلت الثانوي كان االعتقال األول ‪ ،‬كان‬ ‫متيزي يف الدراس���ة وحبثي عن التميز مع‬ ‫أشياء جديدة وأشياء متحررة فكر تنويري‬ ‫س���اعد على بث���ه يف عقولنا أس���اتذة كانوا‬ ‫آن���ذاك يتحدثوا ع���ن الث���ورة الناصرية يف‬ ‫مصر وع���ن الثورة العربي���ة عموما ‪ ،‬كان‬ ‫أس���اتذتنا ال يكتف���ون بتدريس���هم اجلي���د‬ ‫لألدب واللغة العربية فقط كانوا حيثونا‬ ‫على التعل���م واالس���تزادة معلمتن���ا كانت‬ ‫تق���ول طري���ق التح���رر بالنس���بة للم���رأة‬ ‫أول���ه التعلم ‪ ،‬كانت نقط���ة البداية األوىل‬ ‫لفهمي هي األسرة ‪ ،‬وكانت نقطة الثانية‬ ‫يف حيات���ي هي ثانوية ش���وقي ‪،‬ألنها كانت‬ ‫جم���ال للتدري���س وللتح���رر والتفك�ي�ر‬ ‫وتعمي���ق النق���اش ‪ ،‬املس���توى التعليم���ي‬ ‫اآلن تض���رر كث�ي�را يف ه���ذه املس���ألة جيل‬

‫ال يتح���اور م���ع بعضه‪ ،‬آنذاك كن���ا نتبادل‬ ‫احلوار حول فيلم سينمائي ‪ ،‬قضايا التحرر‬ ‫‪ ،‬القضي���ة املصري���ة ونق���رأ كن���ت مولعة‬ ‫بالق���راءة ومعرف���ة اآلخ���ر ‪ ،‬كان���ت تل���ك‬ ‫النواف���ذ مفتوحة على الع���امل ‪ ،‬نتعلم منها‬ ‫األش���ياء الكث�ي�رة كنا نس���افر ع�ب�ر الفكر‬ ‫وع�ب�ر النقاش���ات ويف ه���ذا اخلض���م ومن���ذ‬ ‫األش���هر األوىل بثانوي���ة ش���وقي اخنرطت‬ ‫بالنقاب���ة الوطني���ة للتعلي���م وق���د كان���ت‬ ‫نقاب���ة س���رية كان���ت تديره���ا منظم���ات‬ ‫س���رية منظم���ة ‪ 23‬م���ارس ومنظم���ة اىل‬ ‫األمام يديرها اليس���ار املغربي الذي يشتغل‬ ‫يف س���رية مل تكن هن���اك حري���ة تعبري وال‬ ‫آلي���ات وال أدوات وال منظم���ات لتفكري أخر‬ ‫‪ ،‬كان التفك�ي�ر الس���ائد والوحي���د كان‬ ‫املوضوع األول للنضال واالشتغال ‪ :‬التعليم‬ ‫للجميع ‪ ،‬التعليم واملس���اواة بني اجلنس�ي�ن‬

‫يف بدايتها معركة على أساس أنها رفض‬ ‫لالس���تعمار املغرب���ي كن���ا ننس���ق يف ه���ذا‬ ‫اجملال ونفك���ر وحناول إع���ادة بناء اخلاليا‬ ‫‪ ،‬هجمة قوية اس���تهدفتنا كنا س���بع نساء‬ ‫واجملموع���ة األول كان فيها مخس نس���اء‬ ‫مت���ت حماكم���ة ثالث���ة منه���م وتوفي���ت‬ ‫واحدة بس���بب اإلض���راب عن الطع���ام ‪،‬من‬ ‫أج���ل فرض صف���ة املعتقل السياس���ي على‬ ‫اجملموع���ة وجئنا حنن بع���د هذه اجملموعة‬ ‫لنك���ون اجملموع���ة الثاني���ة والثالث���ة ألن‬ ‫هن���اك جمموع���ات ‪ 1963‬وجمموع���ة‬ ‫‪ 1974‬وجمموع���ة ‪ ،1984‬يف االعتق���ال‬ ‫السياس���ي هن���اك تواري���خ وهن���اك أح���داث‬ ‫وهناك جمموع���ات ‪ ،‬اليس���ار املغربي الذي‬ ‫يشتغل يف سرية مل تكن هناك حرية تعبري‬ ‫وال ألي���ات وال أدوات وال منظم���ات لتفكري‬ ‫أخ���ر وبالعصاب���ة عل���ى العين�ي�ن ‪،‬وبعده���ا‬

‫اعتقلت على خلفية املشاركة يف‬ ‫االضراب ‪ ،‬التى عمت املغرب بكامله‬ ‫كانت هذه أول األش���ياء اليت كنا نش���تغل‬ ‫عليها ‪ ،‬أنا أحتدث اآلن عن السبعينيات وقد‬ ‫س���بقتها سنوات الس���تينيات حيث انتفاضة‬ ‫‪ 1965‬كن���ت حينه���ا طفل���ة ‪ ،‬وانتفاضة‬ ‫‪ 1967‬النكس���ة واليت ه���ي أول عالقة لنا‬ ‫باهل���زة ال�ت�ي حصل���ت ل���ي وأن���ا مراهق���ة ‪،‬‬ ‫الشعور العربي والش���عور الوطين ‪ ،‬الشعور‬ ‫بالقومي���ة وقته���ا ‪ ،‬تراكمات أدت اىل عمل‬ ‫منه االخنراط يف النقابة ‪ ،‬وحصل اعتقالي‬ ‫االول يف ‪ 1974‬ليوم واحد ثم أخرجوني ‪.‬‬ ‫هنا بدأت مالمح نضالك النقابي ويف سن صغرية‬ ‫انتميت فيما بعد ؟‬ ‫‪...‬اىل أي تنظيم‬ ‫ِ‬ ‫أوال أن���ا اعتقلت على خلفية املش���اركة يف‬ ‫اإلضراب ‪ ،‬كانت موجة من اإلضرابات يف‬ ‫املغ���رب بكامله ‪ ،‬النقابات الس���رية كان هلا‬ ‫دورها احلركي القوي والضاغط وكانت‬ ‫االس���تجابة هلا والتفاعل أيضا مع الش���ارع‬ ‫وم���ع العم���ال كان هن���اك عم���ل سياس���ي‬ ‫س���ري حي���اول التفكري بطريق���ة خمتلفة‬ ‫عن التفكري السائد وكنا نعلم الثمن الذي‬ ‫سندفعه ‪ ،‬لكننا اخنرطنا يف هذه الصريورة‬ ‫‪ ،‬كان م���ن نتائجه���ا أن اخنرطت يف بداية‬ ‫‪ 1974‬قبل الضربة القاضية على اليس���ار‬ ‫املغرب���ي كان اإلمجاع الوطين حول قضية‬ ‫الصحراء واالعتقاالت حيث اعتقل اليس���ار‬ ‫ع���ن أخ���ره يف مجي���ع املدن كان���ت هجمة‬ ‫قوي���ة عل���ى املناضل�ي�ن واعتقاهل���م ومت���ت‬ ‫حماكمات بأقصى العقوبات ‪ ،‬االعتقاالت‬ ‫‪ 1974‬وص���درت األحكام ‪ 1977‬مباش���رة‬ ‫بعد احملاكمات اعتقلت بعد بضعة ش���هور‬ ‫م���ن احملاكمات حيث كن���ا نعمل على مل‬ ‫الش���تات ‪ ،‬على إعادة ترمي���م مجع صفوف‬ ‫اليس���ار والتضامن مع حركة البوليساريو‬

‫قدم���ت لقاض���ي التحقي���ق و قضيت ثالث‬ ‫س���نوات قب���ل احملاكمة يف س���جن مكناس‬ ‫كانت رحليت الس���جنية قد مرت خبمسة‬ ‫س���جون ال���دار البيض���اء س���جن قنيط���رة‬ ‫‪،‬س���جن مكناس س���جن فس���طاط ‪،‬بالنسبة‬ ‫للس���بعة أش���هر كان التحقي���ق كام���ل‬ ‫واختف���اء قص���ري كن���ا يف ع���داد األم���وات‬ ‫بع���د ذلك مررن���ا اىل الس���جن وأصب���ح لنا‬ ‫حق أن نرى أهلنا ثالث س���نوات قبل أن تتم‬ ‫حماكميت خبمس سنوات ‪ ،‬حسبوا الثالث‬ ‫س���نوات قب���ل احملاكمة وقضيت الس���نتني‬ ‫املتبقيتني وبطبيعة احلال جتربي السجن‬ ‫وإطالق حكم عليك أنك متس أمن الدولة‬ ‫الداخل���ي كن���ا زغردنا ي���وم احلك���م ‪،‬كنا‬ ‫ننتظ���ر حكم���ا باإلع���دام ‪ ،‬قضيتن���ا كانت‬ ‫مرتبطة بقضية الصحراء ومتهمني باملس‬ ‫بأم���ن الدولة ‪ ،‬متهم�ي�ن باخليانة الكربى ‪،‬‬ ‫وكانت بالنس���بة للمغربي الذي أعتقل أن‬ ‫نقول االس���تفتاء يف القضي���ة الصحراوية ‪،‬‬ ‫واالن ما س���جنا بسببه يتم عمله اليوم وهو‬ ‫االستفتاء‪.‬‬ ‫‪...‬وحتدث���ت فيها‬ ‫الس���جنية‬ ‫س�ي�رتك‬ ‫دونت‬ ‫ِ‬ ‫عن نساء سجينات أيضا حدثينا عن جتربة‬ ‫الكتابة ‪.‬‬ ‫بقيت داخل الس���جن وكتبت س�ي�رتي عن‬ ‫االعتق���ال ‪،‬حي���ث كنا س���بعة نس���اء ثالثة‬ ‫من���ا خرج���ن باإلف���راج املؤق���ت ‪ ،‬حوكمن‬ ‫خ���ارج الس���جن ‪ ،‬وبقين���ا أثنت�ي�ن والعقوبة‬ ‫الس���جن ‪ ،‬بالنس���بة لقضيتن���ا كان الدفاع‬ ‫وكان هن���اك ت���آزر وكان هناك مناضلني‬ ‫تبن���وا قضيتن���ا رغ���م أن القضي���ة كان���ت‬ ‫صعب���ة تعترب إس���اءة ويتهم بأن���ه دافع عن‬ ‫اخلونة كنا ننعت باخلونة ‪ ، ،‬اعتقال املرأة‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 27 ( - ) 81‬نوفمبر ‪ 3‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫‪09‬‬

‫شطة احلقوقـــــــــــــية فاطمة البويه ‪:‬‬

‫ـــ‪،‬ضال املـــــــرأة يف املغرب ‪:‬‬ ‫مسيته���ا يف طبعته���ا العربي���ة ‪ :‬حدي���ث العتمة‬ ‫‪،‬ويف نس���ختها الفرنس���ية ( أمرأة امسها رش���يد‬ ‫) ألن���ه يف أماك���ن االعتق���ال كان���وا يعط���ون‬ ‫األرقام لكل الذكور ‪ ،‬بالنس���بة لنا متت إضافة‬ ‫االس���م الذكوري ‪ ،‬كل النس���اء فعلوا بهم ذلك‬ ‫‪ ،‬وكان ذل���ك له مغ���زى كبري ‪ ،‬اجلالد مل يكن‬ ‫يقب���ل امل���رأة ‪ ،‬لذل���ك يتعام���ل معن���ا كذكر‬ ‫‪ ،‬بالنس���بة لألنث���ى هن���اك أش���كال متنوع���ة يف‬ ‫التعذيب والتنكيل ولكن كان مقاومة ش���ديدة‬ ‫ومادفعين إلخراج الكتاب ما كتبته يف السجن‬ ‫ومل خيرج اال بعد عشرين سنة ‪ ،‬كنت أكتب‬ ‫عن ش���هادة املرأة وعن شجاعة املرأة واملعتقالت‬ ‫العاديات وكن���ت أراقب أموره���ن باهتمام اول‬ ‫ش���يء اش���تغلت عليه املعتقالت خلقن���ا منظمة‬ ‫يف البداي���ة كان���ت ترص���د األوض���اع وطالبن���ا‬ ‫بتغ�ي�ر القانون واألوضاع إع���ادة إدماج األحداث‬ ‫ترك���ت املرصد وأسس���ت مجعي���ة جديدة مع‬ ‫بقي���ة املناضلني واملدافعني عن حقوق اإلنس���ان‬ ‫مجعي���ة جديدة تعنى بقضاي���ا األحداث تتلقف‬ ‫بعض اخلروج ومساندتهم ‪.‬‬ ‫م���ا عش���ته بعد خروج���ي من الس���جن ‪ ،‬يف عامل‬ ‫احلري���ة كان أفظ���ع ‪ ،‬الس���جن أه���ون م���ن‬ ‫احلرية الن احلرية تتعلم فيها املش���ي جيب ان‬ ‫تصاحل أش���ياء ال يع���رف الناس ان���ك خاصمتها‬ ‫وخاصمت���ك أن مل يك���ن بداف���ع من���ك ‪ ،‬جي���ب‬

‫داخل الس���جن ‪،‬طفل���ة تولد داخل الس���جن ‪ ،‬مل‬ ‫تعرف معنى احلرية ‪ ،‬ويوم ان جاءوا ليأخذوها‬ ‫للحرية ‪ ،‬خرجت بشكل عادي طبيعي ‪،‬يوم ذاك‬ ‫سألت نفسي ‪ ،‬ملاذا دجنوني؟ كيف مل أفكر وال‬ ‫للحظ���ة يف اهل���رب ‪،‬الع���ادي والطبيعي هو أنين‬ ‫أنش���د احلرية ‪،‬ولو مت تقييدي من احلرية فهو‬ ‫أمر طبيع���ى ‪ ،‬وليس االعتق���ال ‪ ،‬ازدادت عندي‬ ‫داخل الس���جن ‪ ،‬كتبت ش���هادة مطولة لسنتني‬ ‫كي���ف عاش���ت؟ م���كان األطف���ال يف الس���جن؟‬ ‫ُ‬ ‫خرج���ت اش���تغلت عل���ى األطف���ال‬ ‫لذل���ك من���ذ‬ ‫داخل الس���جون ‪،‬جئ���ت مبربية لك���ي ال يقضي‬ ‫الطفل مع أمه ط���ول وقته بالزنزانة دعوت اىل‬ ‫أن خيص���ص فضاء هل���ذا الطفل ‪،‬دع���وت لذلك‬ ‫وطبقت���ه‪ ،‬وأدت اجلمعي���ة أج���رة املربي���ة ال�ت�ي‬ ‫كان���ت تأتي م���ن اخلارج ومتكث مع الس���جناء‬ ‫األطف���ال وتالعبه���م داخل الروضة ‪ ،‬املؤسس���ة‬ ‫أنش���أت روض���ة بع���د نض���ال طوي���ل جنحنا يف‬ ‫ذل���ك ‪،‬ووضعنا رهن إش���ارة الس���جينات طبيبة‬ ‫نفس���ية بالنس���بة ألمه���ات األطف���ال ألن هناك‬ ‫أطف���ال جيب أن خيرجوا بع���د قضاء املدة جيب‬ ‫أن خيرج���وا اىل اخل���ارج ‪ ،‬وضعناه���م يف ق���رى‬ ‫األطف���ال وه���م األطف���ال املتخل���ى عنه���م ‪ ،‬يف‬ ‫تل���ك القرى أم وعائل���ة افرتاضية ‪ ،‬أم مفرتضة‬ ‫وخال���ة خيلق���ون هل���م عائل���ة ويعيش���ون داخل‬ ‫هذه العائلة وتتكلف القرية مبعيش���تهم كلها‬

‫اجلالد مل يكن يقبل املرأة ‪ ،‬لذلك يتعامل‬ ‫معنا يف السجن كذكر‬ ‫أن تتعل���م املش���ي وأن���ت كب�ي�ر تتعلم التس���وق‬ ‫والتبضع أنت تعودت على ان ختتصر احلياة يف‬ ‫مس���افة معينة ‪ ،‬ما معنى أن ختتصر احلياة يف‬ ‫مربع ‪ ،‬جيب أن تعود اىل احلياة بش���كل طبيعي‬ ‫‪ ،‬م���ن املش���اكل اليت حصلت ل���ي أن الناس بعد‬ ‫خروجي كانوا يتحدثون الي بش���كل عادي عن‬ ‫قصة اجل���ارة وعن اجلار املقابل ينعتون أش���ياء‬ ‫عرفوه���ا بينه���م ح�ي�ن مل أك���ن بينه���م ‪ ،‬فارق‬ ‫زمين طبيعي وأساس���ي ‪،‬بالنسبة للجرح الناس‬ ‫تتعامل معك بش���كل عادي وهذا يس���هل املسافة‬ ‫ولك���ن يصع���ب علي���ك التفاعل أن���ت تعاني من‬ ‫الداخل أنت تعاني لوحدك ‪،‬‬ ‫امت��دت اهتمامات��ك بالس��جينات عق��ب خروج��ك‬ ‫‪...‬كيف كان دورك احلقوقي جتاههن‬ ‫الكت���اب وضع���ت في���ه جزءاً م���ن الش���هادات عن‬ ‫النساء ‪ ،‬شهادات مرحلة االختفاء القصري حيث‬ ‫اعت�ب�ر بان تلك مرحلة مهمة ‪ ،‬وكيف قاومتها‬ ‫كأمرأة وج���ودي يف زمان غ�ي�ر الزمان ومكان‬ ‫غري املكان ‪،‬ومقاومة أش���ياء مل تكن باحلس���بان‬ ‫‪،‬ثم ماالذي يُس���اعدك عل���ى املقاومة ‪،‬وكتبت‬ ‫عن فرتة الس���جن ‪ ،‬عن االض���راب ‪،‬كيف يقرر‬ ‫االنس���ان أن يقود إضرابا ويقاوم املوت ‪،‬وصفت‬ ‫هذا بش���كل دقي���ق ‪ ،‬وصفت كل ي���وم ‪ ،‬وصفت‬ ‫حي���اة الس���جينات ‪ ،‬أم���رأة خت���رج بع���د ف�ت�رة‬ ‫س���جنها وقد فق���دت كل راب���ط ‪ ،‬طفلة ولدت‬

‫ونس���اعد حنن يف بع���ض األش���ياء ‪ ،‬كانوا مثال‬ ‫ثالثة أطفال بنت وطفلني أمهاتهم حمكومات‬ ‫مؤب���د وليس هلم عائل���ة فقط يس���مح القانون‬ ‫املغربي حبضانة األم الس���جينة لطفلها مخس‬ ‫سنوات جيب بعدها أن يغادروا السجن ‪،‬اشتغلت‬ ‫على هذه الدائرة وخلقنا قس���م ملتابعة الدراسة‬ ‫للشابات ‪،‬‬ ‫هن���اك ردة اآلن فيم���ا يتعل���ق بواق���ع الس���جون‬ ‫‪ ،‬ه���ذه األش���ياء كس���روها ‪ ،‬املعتق�ل�ات الي���وم‬ ‫فرقوهم ورحلوهم لسجون بعيدة ال أمتكن من‬ ‫مساعدتهن ألني أقيم يف الدار البيضاء واملتابعة‬ ‫تت���م من خالل وجودهن يف املدينة ‪ ،‬األمهات مل‬ ‫تع���د جت���د طبيبة وال ما رس���خنا ل���ه من جهود‬ ‫جتاههن ‪.‬‬ ‫ماذا عن أوضاعكن كنساء‪...‬وما وضع املرأة املغربية‬ ‫؟‬ ‫هناك تقدم كبري باملقارنة مع ما عشناه ‪ ،‬رمبا‬ ‫هو نتاج ما اش���تغلنا عليه وألجله يف السبعينات‬ ‫‪ ،‬ومامت���ت املطالب���ة ب���ه كانت هن���اك حركة‬ ‫سياس���ية أتص���ور ب���أن نض���ال املرأة ه���و نضال‬ ‫دميقراط���ي ميك���ن ان حتل مش���كلة املرأة حبل‬ ‫مش���كلة اجملتمع حبل إش���كالية الدميقراطية‬ ‫يف الب�ل�اد ‪ ،‬يف س���نوات التس���عينات اكتش���فت‬ ‫النس���اء واكتش���فنا مجيعا أن قضي���ة املرأة تتم‬ ‫عل���ى مس���تويني ‪ :‬املس���توى األول قانوني جيب‬

‫أن نطال���ب بالتغيري للقانون ‪ ،‬واملس���توى الثاني‬ ‫على مس���توى الش���عب قضية امل���رأة ال حتل إال‬ ‫يف إط���ارات خاصة بامل���رأة ‪ ،‬النقاب���ي إذا أراد أن‬

‫يش���تكي يذهب اىل النقابة ‪،‬واحلزب السياس���ي‬ ‫يرفع مطلب ‪ ،‬واملرأة داخل هذه البنيات ال مكان‬ ‫ملش���كلتها فاذا اشتغلت النس���اء على خلق بنيات‬ ‫مؤسس���ات ومجعيات خاصة بها تقدم دراس���ات‬ ‫وأقام���ت مجعي���ات وقدم���ت خدم���ات بالنس���بة‬ ‫لظاهرة العنف ظلت يف صمت منذ التس���عينات‬ ‫مركز مت إنش���اءه ‪ ، 1995‬أش���ياء اآلن نتحدث‬ ‫عنه���ا ولك���ن ال ميكن أن نتص���ور الصعوبة اليت‬ ‫كانت آنذاك حني إنش���ائها ‪ ،‬كان جيب إخفاء‬ ‫العن���وان جيب احل���ذر كان جي���ب االحتياط ‪،‬‬ ‫وكان جي���ب الطل���ب من النس���اء اللواتي يأتني‬ ‫اىل املركز أن ال يعلن الزواجهن عن ذلك كنا‬ ‫خناف شيئني ‪ :‬من السلطة سلطة الزوج واليت‬ ‫هي أقوى سلطة ‪،‬يف التسعينات أشتغلنا وأسسنا‬ ‫جملس وطين للتنسيق ورفعنا عريضة مليون‬ ‫توقي���ع بالنس���بة للمطالب���ة بتغي�ي�ر القان���ون ‪،‬‬ ‫يف ذات الوق���ت فرخ���ت اجلمعي���ات واملراك���ز‬ ‫ومت تقدي���م خدم���ات للنس���اء ومت الش���غل على‬ ‫ملفاته���ن ‪ ،‬هذا الذي نتحدث عنه هنا يف بريوت‬ ‫حول األرش���فة كيف س���ينفعنا هذا االش���تغال‬ ‫ع�ب�ر املراك���ز يف الرتاف���ع الت���ام ‪،‬اذا يف املرحلة‬ ‫األوىل مت جتمي���ع كل قضايا النس���اء وتقديم‬ ‫مذك���رة اىل الس���لطات للقص���ر امللك���ي آنذاك‬ ‫مت تقديم املذك���رة وكان هناك هجوم عنيف‬ ‫م���ن ط���رف العلم���اء ورج���ال الدي���ن ‪ ،‬فج���اءت‬ ‫النتيج���ة يف البداي���ة صفر بالنس���بة ملطاحمنا‬ ‫ومطالبنا حوربنا بالنس���بة جلمع مليون توقيع‬ ‫وللمطالب���ة بتغي�ي�ر املدون���ة ‪ ،‬مت نعتنا بأش���نع‬ ‫النعوت ‪ ،‬حنن أخذنا من هذه املعركة مكس���ب‬ ‫واحد و هو نزع القدس���ية ع���ن القانون ‪ ،‬وكان‬ ‫القانون مبثاب���ة القرآن ‪ ،‬واألحوال الش���خصية‬ ‫كان���ت مبثاب���ة الق���رآن ال���ذي الجي���ب ملس���ه‬ ‫أوتغيريه بالنس���بة لي أنا هذا شيء ال نتكلم عنه‬

‫كونن���ا نزعن���ا هذه القدس���ية اعتربن���ا أن ذلك‬ ‫خطوة اجيابية ‪ ،‬ثم عدنا اىل أماكن االش���تغال‬ ‫وقلن���ا م���ا ال���ذي كان ينقصنا يف عملن���ا ‪ ،‬مثال‬ ‫ح�ي�ن رفعن���ا الش���عارات كان ينقصن���ا تقدي���م‬ ‫وثيق���ة مدعم���ة أدوات اشتغال‪،‬اش���تغلنا عل���ى‬ ‫مرحل���ة ثانية م���ن التغيري وكان���ت خطتنا يف‬ ‫ه���ذه املرحلة هي أننا يف هذه املرحلة لن نرتافع‬ ‫سنقدم هذه املش���اكل ‪ ،‬باألرقام واإلحصائيات‬ ‫والص���ور ‪،‬الط�ل�اق ‪ ،‬األطف���ال املتخل���ى عنه���م‬ ‫‪ ،‬بالنس���بة ملن���ح اجلنس���ية املغربي���ة ألطفاهل���ا‬ ‫ه���ذا أخر تطور على مس���توى القانون اش���تغلنا‬ ‫اس���تمعنا اىل مجيع م���ن أراد أن يقدم مذكرة‬ ‫يف املوض���وع ال���ذي يش���تغل علي���ه ‪،‬كن���ا نقدم‬ ‫املذكرات ونكتفي‪ ،‬واذا أردمت مقرتحات عليكم‬ ‫انتم أن حتلوا املش���كلة ويف نفس الوقت ورافقنا‬ ‫اللجنة مل نرتكها تش���تغل لوحده���ا ‪ ،‬رافقناها‬ ‫‪ ،‬اللجن���ة كان فيه���ا ث�ل�اث نس���اء ‪،‬وكان امل���د‬ ‫الدي�ن�ي قويا يف اللجنة ‪،‬فعملن���ا خطة ملواكبة‬ ‫النس���اء ‪،‬ودعوناه���م قوينا قدراتهن ش���كلنا آلية‬ ‫‪،‬وكم���ا قل���ت لدين���ا خ�ب�رة ‪،‬وأسس���نا ش���بكات‬ ‫وتشبيك بني اجلمعيات ‪،‬وأسسنا من بعد شبكة‬ ‫ربيع املس���اواة واليوم نش���كل واحلمد هلل الربيع‬ ‫العربي‪،‬أصبحنا مدرب���ات ولدينا اآلن مجعيات‬ ‫ولكن كلما كانت القضية مش�ت�ركة نشتغل‬ ‫م���ع بعضن���ا وبطبيعة احل���ال هن���اك صعوبات‬ ‫ومشاكل ‪،،‬عندما أسس���نا ربيع املساواة كانت‬ ‫هناك مش���كالت‪ ،‬يف القانون ويف العقلية هناك‬ ‫فارق كبري ‪ ،‬مازلنا نهتم باجلانب البيداغوجي‬ ‫للم���رأة ‪ ،‬بذلنا جهود لدعم النس���اء يف الربملان ‪،‬‬ ‫اش���تغلنا على املذك���رات نتح���دث حول كثري‬ ‫م���ن القضايا ونرتك كل مجعية تش���تغل على‬ ‫موضوعها وكل ش���يء يتم التأسيس له حيتاج‬ ‫اىل صرب س���واء كان املشروع متعلق بالرجل أو‬ ‫باملرأة هما مواطنني بالنهاية ‪.‬‬

‫كانت رحليت‬ ‫السجنية قد مرت‬ ‫خبمسة سجون‬ ‫‪ :‬الدار البيضاء‬ ‫سجن قنيطرة‬ ‫‪،‬سجن مكناس‬ ‫سجن فسطاط‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 27 ( - ) 81‬نوفمبر ‪ 3‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫ّ‬ ‫أتذكر‬ ‫كن���ت مس���تغرقا متام���ا يف العم���ل‬ ‫يف محل���ة مكثف���ة لصيانة ج���زء من‬ ‫ش���ارعنا باملدينة القدمية ‪ ,‬وعلى غري‬ ‫العادة بدأت يف الفرتة األخرية اش���عر‬ ‫بالتع���ب واإلره���اق وبنوع م���ن الوهن‬ ‫عقب اإلنتهاء من العمل ‪ .‬ذات يوم من‬ ‫شهر يوليو عام ‪2010‬م و كنت أعلى‬ ‫سطح كنا قد اجنزناه لصا لة واسعة‬ ‫ببيتنا القدي���م ‪ ,‬وكان جمموعة من‬ ‫شباب الكش���اف يناولونين جرادل املاء‬ ‫ال�ت�ي كنت ا ّروي بها الس���طح ‪ ,‬فتبلل‬ ‫حذائي الرياضي وأجزاء من القاجمو‬ ‫‪ .‬مل اعر األمر انتباها كوننا يف فصل‬ ‫الصي���ف ‪ ,‬يف الي���وم التال���ي انتابت�ن�ي‬ ‫نوب���ة م���ن الكح���ة مل تكن م���ن النوع‬ ‫الذي كنت متع ّودا عليه منذ س���نوات‬ ‫‪ ,‬استش���رت الطبي���ب ‪ ,‬زودن���ي ببعض‬ ‫األدوي���ة ولكنها مل جتد نفعا ‪ ,‬كنت‬ ‫يف نفس الوقت أحس بوخزة يف نهاية‬ ‫عظ���م الكت���ف األمي���ن ‪ ,‬عرضت على‬ ‫اخصائ���ي عظ���ام ‪ ,‬ز ّودن���ي ه���و اآلخر‬ ‫بأدوي���ة أيض���ا مل جت���د نفع���ا ‪ ,‬طلبت‬ ‫منه تصوي���ري بالرنني املغناطيس���ي‬ ‫‪ ,‬ح�ي�ن ّ‬ ‫اطل���ع طبيب األش���عة اهلندي‬ ‫ال���د كتورش���ارما عل���ى الص���ورة ‪,‬‬ ‫ظهرت عليه عالمات حرية ‪ ,‬س���حبين‬ ‫من يدي اىل جهاز الكش���ف باألش���عة‬ ‫اك���س راي ‪ ,‬التق���ط ل���ي جمموع���ة‬ ‫صور للصدر م���ن األمام ومن اخللف‬ ‫وللجن���ب األمي���ن ‪ ,‬ح�ي�ن ع���دت إليه‬ ‫يف الي���وم الثال���ي ألس���تلم النتيج���ة ‪,‬‬ ‫أمس���ك مبجموعة الص���ور ونظر الي‬ ‫و عالمات كدر تعلو وجهه قال (فيه‬ ‫مش���كلة كبرية) اجبته (كس���ر ) هز‬ ‫رأسه باملوافقة ‪ ,‬طفحت مين إبتسامة‬ ‫ال إرادية ‪ ,‬كتمت األمر عن عائليت ‪.‬‬ ‫كنت يف تلك الليالي الصيفية اس���هر‬ ‫بع���ض الوق���ت م���ع جمموع���ة اصدق���اء‬ ‫علي عالمات وهن وإرهاق‬ ‫وكانت تبدو ّ‬ ‫علي‬ ‫‪ ,‬كان الصدي���ق مسري خليف���ة ّ‬ ‫يلح ّ‬ ‫من���ذ ف�ت�رة أن نذه���ب س���ويا يف رحل���ة‬ ‫اس���تجمام اىل جزي���رة جربة التونس���ية‬ ‫وأن اع���رض عل���ى طبيب ‪ ,‬ح�ي�ن التقينا‬ ‫تلك الليلة أعلمته بان الدكتور ش���ارما‬ ‫أش���ار اىل مش���كلة يف الرئة وانين موافق‬ ‫على الس���فر ولكن اىل تون���س العاصمة‬ ‫للقيام بفحوص طّبية‬

‫السنوسي حبيب‬

‫رحليت مع املرض‬ ‫•كأمنا البد من تونس‬

‫‪ ,‬وطلبت منها أن ختفف اخلرب ألبنائي ‪.‬‬ ‫بعد أن افطرت أش���علت س���يجارة سحبت‬ ‫منه���ا نفس�ي�ن ود س���ت بقيته���ا يف منفضة‬ ‫الس���جائر كآخ���ر س���يجارة ‪ ,‬وبعد س���اعة‬ ‫كنت مستلقيا على سرير يف غرفة العالج‬ ‫بالكيماوي ‪ ,‬اوصلوا ذراعي األيس���ر حبقنة‬ ‫التغذي���ة واش���رف الطبي���ب املخت���ص على‬ ‫جتهيز اجلرع���ة لي�ت�رك للممرضة مهمة‬ ‫متريره���ا ع�ب�ر انب���وب التغذي���ة ‪ ,‬اس���تغرق‬ ‫اخذ اجلرعة حوالي مخس ساعات استقبل‬ ‫فيها جس���مي مخس قرب م���ن ماء التغذ ية‬ ‫(اجلولوك���ز ) وجمموع���ة قنان���ي صغرية‬ ‫من عقاري (الس���لفا بال تني )و(التاكستور‬ ‫)وأدوية أخرى مساعدة‪.‬‬ ‫خالل مخس س���اعات من ضخ اجلولوكز‬ ‫واألدوي���ة حلب���ت جالون مخس ل�ت�رات من‬ ‫البول الداكن الصفرة ‪.‬‬

‫اعلم���ت زوج�ت�ي ني�ت�ي الس���فر اىل تونس‬ ‫للفح���ص الط�ب�ي ومل ّ‬ ‫اوضح هلا ش���يئا عن‬ ‫امل���رض ‪,‬انتابته���ا احل�ي�رة وال ّتوج���س ‪ ,‬بعد‬ ‫يومني سافرنا انا ومسري يف الصباح الباكر‬ ‫بس���يارتي امليتش���ي دب���ل قابين���ا ‪ ,‬بتن���ا ليلة‬ ‫يف طرابل���س والثاني���ة كن���ا يف تونس ويف‬ ‫مصح���ة كان‬ ‫الصب���اح املوال���ي ذهبن���ا اىل‬ ‫ّ‬ ‫مس�ي�ر ي�ت�ردد عليه���ا وكان���ت زوج�ت�ي قد‬ ‫اجرت فيها يف فرتة س���ابقة عملية توس���يع‬ ‫شرايني الرسغ‪.‬‬ ‫بع���د أن فحص�ن�ي طبيب اإلس���تقبال حدد‬ ‫ل���ي موعدا مع طبيب خمتص يف األمراض‬ ‫الصدري���ة والع�ل�اج الكيم���اوي ‪ ,‬طل���ب هذا‬ ‫الطبيب صور اش���عة وحتاليل دم ويف اليوم‬ ‫املوال���ي اخضعين لكش���ف باملنظ���ار ‪ ,‬وكان‬ ‫كش���فا مؤمل���ا ج���دا حي���ث ق���ام دون تبنيج‬ ‫بإدخ���ال خرط���وم دقيق ع�ب�ر األنف وكان •من تونس إىل باريس‬ ‫يدفع���ه إىل الداخ���ل وأن���ا امت ّزق أمل���ا اىل أن حني عل���م اصدقائي من املثقفني والكتاب‬ ‫وص���ل الرئة اليمنى فق���ام مبراقبتها وأخذ بإصابيت بدأوا محلة من الكتابات بالصحف‬ ‫منه���ا باملنظ���ار نتش���ة صغرية بع���ث بها اىل واملواقع اإللكرتونية وصفحات الفيس���بوك‬ ‫خمت�ب�ر حتلي���ل األنس���جة‪ .‬ح�ي�ن تكامل���ت يطالب���ون فيه���ا اجلهات املختص���ة أن تبادر‬ ‫التحاليل وصور األش���عة ق���رر الطبيب أن بعالج���ي ‪ ,‬كانت محلة مكثفة ومنتش���رة‬ ‫ّ‬ ‫اخضع جلرعات من العالج الكيماوي ‪ ,‬حني عل���ى عدي���د املواق���ع والصفح���ات ‪ ,‬أردفه���ا‬ ‫اتصلت زوجيت ليال اعلمتها أنين غدا سوف الصديق الكاتب واملناضل السياسي األستاذ‬ ‫آخذ أول جلسة كيماوي ‪ ,‬كان اخلرب مؤملا رمض���ان بوخي���ط بإط�ل�اق محل���ة أهلي���ة‬ ‫للتضامن جبمع التربعات وقد تش��� ّكلت يف‬

‫ّ‬ ‫كل من بنغازي وطرابلس وهون والزاوية‬ ‫جل���ان جلم���ع التربع���ات ‪ ,‬وقد نش���روا رقم‬ ‫حسابي يف الفيسبوك ‪.‬حني أخذت اجلرعة‬ ‫الثالثة من الع�ل�اج الكيماوي اعلن الطبيب‬ ‫املع���اجل أن���ه ّ‬ ‫مت إيق���اف انتش���ار امل���رض ‪,‬و‬ ‫يتوجب العمل علي جتميد املرض ‪.‬‬ ‫كن���ت عق���ب أخ���ذ اجلرع���ة ارت���اح يوما‬ ‫يف تون���س ثم أس���افر عائدا اىل ه���ون لتبدأ‬ ‫مرحلة م���ن األمل ال���ذي يس���ببه الكيماوي‬ ‫‪ ,‬كن���ت اظ���ل ط���وال الي���وم يف حال���ة ب�ي�ن‬ ‫اليقظ���ة والن���وم تنتابين فيها اوجاع بش���كل‬ ‫دوري ختف���ت احيان���ا وتش���تد احيانا اخرى‬ ‫وخاص���ة يف ف�ت�رة اوّل اللي���ل م���ن الثامن���ة‬ ‫اىل العاش���رة ليال ‪ ,‬كنت اعاني آالم جرعة‬ ‫الكيم���اوي وآالم ت���رك التدخ�ي�ن ‪ ,‬ط���وال‬ ‫اس���بوع من يوم أخذ اجلرعة تنتابين نوبات‬ ‫من الرتجيع وخاصة حني استيقظ صباحا‬ ‫‪ ,‬وخالل هذا األس���بوع افقد ش���هية األكل‪,‬‬ ‫كنت أتضايق من رائحة الطعام الذي يع ّد‬ ‫يف املطب���خ وأك���ون يف املكتب���ة البعيدة عن‬ ‫املطبخ ابتدا ًء من اليوم الثامن اسرتد شه ّييت‬ ‫جزئي���ا وخاص���ة لألش���ياء غ�ي�ر املطبوخة ‪,‬‬ ‫استمر على هذا الوضع إىل أن حيني موعد‬ ‫اجلرعة اجلديدة والذي حيني ّ‬ ‫كل ثالثة‬ ‫اسابيع ‪.‬‬ ‫كان س���عر اجلرعة ثالث���ة آالف ومائيت‬ ‫دين���ار ح�ي�ن اش�ت�ريناها من تون���س يف املرة‬ ‫األوىل ‪ ,‬ام���ا يف املرات الثاني���ة والثالثة فقد‬ ‫كان يزودن���ي به���ا الصدي���ق الدكت���ور‬ ‫احمم���د جه���ان ال���ذي كان حينه���ا مديرا‬ ‫ملستش���فى مصرات���ه املرك���زي ‪ ,‬وهك���ذا‬ ‫كلفت�ن�ي اجلرع���ة األوىل مبصاري���ف‬ ‫غرفة املصح���ة ليوم واحد وأج���ور الطبيب‬ ‫واملمرض���ات حوال���ي مخس���ة آالف دينار يف‬ ‫اجلرع���ة األوىل غطيتها مم���ا كان متوفرا‬ ‫يف حس���ابي املص���ريف‪ ,‬اما الرح�ل�ات التالية‬ ‫وح�ي�ن كنا حنص���ل على اجلرع���ة جمانا‬ ‫فكان���ت تكلف���ة الرحلة حوالي الف���ي دينار‬ ‫كنت اغطيها من تربعات األصدقاء بهون ‪.‬‬ ‫وحن���ن عائ���دون م���ن اجلرع���ة االوىل‬ ‫ورفق�ت�ي الصديق مسري ال���ذي واظب على‬ ‫مرافقيت وقيادة السيارة طوال فرتة العالج‬ ‫بتون���س ‪ ,‬عرجنا على مدينة الزاوية لنبيت‬ ‫ليلتن���ا عند أصدقائي األبش���ات ‪ ,‬ويف صباح‬ ‫الي���وم الثان���ي ذهب���ت رفق���ة الص���د يق�ي�ن‬ ‫عب���د احلمي���د وعبدالفتاح البش�ت�ي لنلتقى‬


‫‪11‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 27 ( - ) 81‬نوفمبر ‪ 3‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫بالصدي���ق الدكتور عاش���ور الطوييب حي���ث رافقنا اىل‬ ‫مركز عالج األورام بصرباتة حيث فتح لي ملف عالج‬ ‫بالكيم���اوي ‪ ,‬ظهرا تش���بث األصدق���اء ان نع���ود للزاوية‬ ‫للغ���داء ولكننا أصررنا على الس���فر يف اجت���اه هون دون‬ ‫الدخول اىل طرابلس ‪.‬‬

‫•بني هون وتونس وطرابلس والزاوية وبنغازي كان‬ ‫املرض ينقلين‬

‫حني كنا مس���افرين للجرعة الثالثة وكنا يف ش���هر‬ ‫رمض���ان وكن���ت مفطرا بطبيع���ة احل���ال ‪ ,‬عند مدخل‬ ‫الزاوي���ة اتصل���ت بالصديق عبد الفت���اح ان يالقيين عند‬ ‫جس���ر الزاوية ألعطيه كرتونات من رطب هون ‪ ,‬حني‬ ‫احض���ره ابن���ه فوجئت به يض���ع حقيبته داخل س���يارتنا‬ ‫حيث قرران يرافقن���ا يف تلك الرحلة وان يتوىل اإلنفاق‬ ‫علين���ا يف اإلقام���ة واألكل ومصاري���ف الطريق ‪ ,‬كان‬ ‫مصابا بنفحة من الكرم احلامتي عقب اس���تالمه دفعة‬ ‫من التعويض الذي حكمت له به احملكمة ‪.‬‬ ‫عندم���ا ق���ام الطبيب املختص بالكش���ف عقب اجلرعة‬ ‫الثالث���ة أعلم�ن�ي أن ال���ورم جممد اآلن ويف اس���تطاعيت‬ ‫الس���عي للس���فر خارج ليبيا للعالج يف اوربا حيث كنت‬ ‫قد استش���رته يف ذل���ك واعلمين أن الس���فر جيب ان يتم‬ ‫قب���ل مض���ي ش���هرين ‪ .‬كث���ف األصدق���اء م���ن محل���ة‬ ‫الضغط على اجلهات املختصة وخاصة مركز بنغازي‬ ‫الط�ب�ي ‪ ,‬وق���د اضط���ررت اىل الس���فر اىل بنغ���ازي حيث‬ ‫اقم���ت ومرافقي مسري عن���د صديقي امح���د الفيتوري‬ ‫ال���ذي كن���ت أرتاح يف بيت���ه كما ل���وكان بييت وحيث‬ ‫بدأ األصدق���اء يتقاطرون لزيارتي وق���د كانت زوجته‬ ‫السيدة فوزية تغمرنا بلطفها وما لذ وطاب من الطعام ‪,‬‬ ‫كان الفيتوري وكمال حذيفة يبذالن جهودا مركزة‬ ‫م���ع مركز بنغ���ازي الط�ب�ي من أج���ل إيف���ادي للعالج‬ ‫‪ ,‬خياصم���ان مدي���ر املرك���ز ويضغط���ان علي���ه ‪ .‬قابلت‬ ‫رئيس جلن���ة العالج باخل���ارج مبركز بنغ���ازي الطبيّ‬ ‫وكان اح���د زمالئ���ي مبراحل الدراس���ة م���ن اإلعدادي‬ ‫اىل اجلامع���ة ‪ ,‬كان طبيب���ا معروفا م���ن الدفعة األوىل‬ ‫م���ن كلية ط���ب بنغازي ‪ ,‬ولكن���ه كان خاضعا خضوعا‬ ‫كامال لتوجيهات مدير املركز الطيب وهوطبيب شاب‬ ‫م���ن الذين اقحمهم س���يف الق���ذايف يف إدارة مؤسس���ات‬ ‫الدولة ‪ ,‬بعد أن اطلع رئيس اللجنة املذكور على ملفي‬ ‫تعل���ل ب���أن حاليت التس���تدعي العالج باخل���ارج‪ ,‬يف حني‬ ‫كانوا يوفدون اشخاصا إلزالة آثار الوشم ‪.‬‬ ‫جتمع من التربعات مبلغ مالئم رأى األصدقاء‬ ‫ح�ي�ن ّ‬ ‫انه يتوجب أن اس���افر للعالج ولو على حس���ابي اخلاص‬ ‫إن تعذر السفر على حساب اجملتمع وهكذا بدأنا نشتغل‬ ‫عل���ى اإلحتمالني‪,‬واصلنا الضغط عل���ى مركز بنغازي‬ ‫الطيب إىل ان اس���تجاب بعد جهد جهيد وبعد مماطالت‬ ‫وتسويفات ‪ ,‬احالين مدير املركز على طبيب مبستشفي‬ ‫اجلمهوري���ة ببنغ���ازي ‪ ,‬يبدو انه كان م���زودا بتعليمات‬ ‫م���ن رئي���س مرك���ز بنغ���ازي الط�ب�ي ان يكت���ب تقريرا‬ ‫بإحال�ت�ي للعالج بفرنس���ا دون املرور ع�ب�ر جلنة اإليفاد‬ ‫‪ ,‬كان الصديق رضا بن موس���ى ق���د جهز من التربعات‬ ‫مبلغا حوله اىل يورو آلخذه معي من باب اإلحتياط ‪.‬‬ ‫ظلل���ت حوال���ي ش���هر أنتظر إج���راءات املركز الطيب‬ ‫وأمانة الصح���ة ‪ ,‬كان األصدقاء يتابع���ون املوضوع مع‬ ‫املركز الطيب يف بنغازي وكنت اتابعهم بالتليفون إىل‬ ‫أن ح ّول اإلجراء اىل طرابلس ودخلنا يف مرحلة جديدة‬ ‫م���ن املطالب���ات والضغ���وط من اج���ل تنفي���ذ اإلجراءات‬ ‫املالي���ة ‪ ,‬حني تأخ���ر ذلك قررت أن اس���افر باملبلغ املتوفر‬ ‫عل���ى أمل أن تلحق إجراءات أمان���ة الصحة‪ ,‬لذا قد مت‬ ‫على التأش�ي�رة بالس���فارة البلجيكية كونه ق���د جاءتنا‬ ‫دع���وة من صديق بس���فارتنا ببلجي���كا ‪ ,‬ومنها ننتقل اىل‬ ‫فرنس���ا حس���ب ما تسمح به تأشرية الش���نغن ‪ ,‬كان عيد‬ ‫األضح���ى عل���ى األبواب لذا ق���ررت أن احض���ر العيد مع‬ ‫أبنائ���ي وأس���افر ثاني أي���ام العيد الذي قبل���ه بيوم واحد‬ ‫علم���ت أن امان���ة الصح���ة واملركز الصحي ق���د كّلفا‬ ‫ش���ركة خدم���ات ط ّبي���ة فرنس���ية أن تتوىل تس���فريي‬ ‫واإلنفاق على إقاميت وعالجي بباريس‪.‬‬

‫الدستور وثقافة األجيال‬ ‫عندم���ا كت���ب أباؤنا دس���تورهم الذي‬ ‫حاكمونا به وح ّكموه فيهم وفينا منذ‬ ‫س���نة ‪ 1951‬اىل ان ق���ام االنقالبي���ون‬ ‫بإلغائ���ه ‪ ..‬كان مراده���م ان يس���تمر‬ ‫العم���ل ب���ه أجياال تل���و أجي���ال وعقودا‬ ‫تلو عقود ‪ ..‬كان���وا رجاال تتمثل فيهم‬ ‫الشجاعةواحلكمة والعقل يف آن واحد‬ ‫‪ ..‬ويتمي���زون بوطنيةأصيل���ة عميقة‬ ‫اجل���ذور‪ ..‬كان���وا رج���اال يتق���ون اهلل‬ ‫ويس���تعيذون به من ش���رور أنفس���هم‬ ‫وس���يئات أعماهلم ولكنهم ‪ -‬ولعوامل‬ ‫خارجة عن إرادتهم – كانوا حمدودي‬ ‫التعلي���م والثقافة بل أن البعض منهم‬ ‫كان أمي���اً حيم���ل يف جيب���ه ختم���ا‬ ‫منقوش���ا عليه امس���ه او بصمة يبصم‬ ‫بها كل ما يراه سليما يدخل يف عقله‬ ‫ووجدانه ‪ ..‬ومل يك���ن ذلك ليعيبهم يف‬ ‫ش���يئ بل كان حيسب هلم ال عليهم‬ ‫‪ ..‬فق���د ناضل���وا وجاه���دوا واستش���هد‬ ‫منه���م من استش���هد‪ ،‬ويف س���بيل نداء‬ ‫الوطن ضحوا بالتعليم هلم وألبنائهم‬

‫املس���موعة كان���ت حتجبه���ا قل���ة‬ ‫االذاعات وعدم انتشار املذياع باستثناء‬ ‫عدد صغري من املواطنني سعداء احلظ‬ ‫‪ ..‬ومل يبق هلم س���وى الكلم���ة املنقولة‬ ‫إم���ا ش���عرا او نث���را ‪ ..‬وروايات الس�ي�رة‬ ‫اهلاللي���ة كان���ت ت���روى عل���ى نطاق‬ ‫واس���ع ويكاد حيفظها جي���ل كامل ‪..‬‬ ‫والش���عر الش���عيب كان املع�ّب�رّ الوحيد‬ ‫ال���ذي يت���م تناقل���ه مساعاًوحفظاً بني‬ ‫ربوع الوطن ‪ ..‬غن���اء وأهزوجة وأمثلة‬ ‫ش���عبية ‪ ..‬وق���د يتمت���ع س���كان امل���دن‬ ‫ببع���ض املزايا األخ���رى كالذهاب اىل‬ ‫دور السينما واملس���ارح وكاالختالط‬ ‫باالجانب واكتس���اب ثقافات عصرية‬ ‫أخرى ‪.‬‬ ‫كان يعد عيباّ كبرياً ان يس���مع االبن‬ ‫والبن���ت أغان���ي الراديو أم���ام والديهم‬ ‫حت���ى ول���و كان���ت م���ن الن���وع الربئ‬ ‫غ�ي�ر اخل���ادش للحي���اء ‪ ..‬وكان م���ن‬ ‫العي���ب ان حيض���ر األوالد جمال���س‬ ‫الكب���ار ويتحدث���ون في���ه ‪ ..‬وكان من‬

‫وه���م يعلم���ون أن األجي���ال القادم���ة‬ ‫س���يدركون ويفهم���ون ويتفهم���ون‬ ‫مدى تضحياتهم اجلليلة‪.‬‬ ‫اس���تعانوا خبربة ال���دول األخرى لكي‬ ‫ينج���زوا دس���تورا م���ن أفضل دس���اتري‬ ‫الع���امل ‪ ..‬مراعي���ا لظروفه���م وطبيعة‬ ‫اجملتمع وتقالي���ده وأعراف���ه ‪ ..‬ومبينا‬ ‫نظ���ام احلك���م وكيفي���ة أداء الدول���ة‬ ‫ومس���ؤوليتها جت���اه املواطنني وحقوق‬ ‫املواطن���ة وواجباته���ا ‪ ..‬والفص���ل ب�ي�ن‬ ‫الس���لطات التنفيذي���ة والتش���ريعية‬ ‫والقضائي���ة ‪ ..‬وطريقة س���ن القوانني‬ ‫ال�ت�ي يصدرها جمل���س األمة املنتخب‬ ‫نيابة عن الش���عب واملمثل���ة له متثيال‬ ‫كافياً مب���ا يف ذلك عملية خلق توازن‬ ‫ب�ي�ن املنتخب�ي�ن انتخاب���اً مباش���راً م���ن‬ ‫قبل الش���عب نَّ‬ ‫واملعي تعييناً يف جملس‬ ‫الشيوخ من قبل امللك ‪.‬‬ ‫وكانت جم���االت الثقافة والتحصيل‬ ‫الثق���ايف حم���دودة ال تتع���دى الكت���ب‬ ‫واجلرائ���د وبع���ض اجمل�ل�ات حيجبها‬ ‫ع���دم االملام بالق���راءة ‪ ..‬وحتى الكلمة‬

‫العي���ب جمرد النطق بال���زواج ما بالك‬ ‫باحلدي���ث ع���ن احل���ب والغ���رام فتلك‬ ‫كبرية تستحق قطع الرقبة ‪..‬‬ ‫والي���وم تغ�ي�ر كل ش���يئ ‪ ..‬وأصبحت‬ ‫الثقاف���ة غ�ي�ر الثقاف���ة ‪ ..‬واملمنوع بات‬ ‫مسموحاً ‪ ..‬واحملظور مل يعد كذلك ‪..‬‬ ‫حصل تقدم علمي وتكنولوجي كبري‬ ‫قلب املوازين رأسا على عقب ‪ ..‬فاهلاتف‬ ‫والتلفاز والفيديو والساتاليت والن ّقال‬ ‫قد وس���ع مدارك الن���اس وجعل العامل‬ ‫يف متن���اول اجلميع وجع���ل من الكرة‬ ‫األرضي���ة قري���ة صغ�ي�رة ‪ ..‬ب���ل ط���ال‬ ‫الوض���ع الفضاء اخلارجي بعدما كان‬ ‫يعترب رمجا يف علم الغيب‪..‬‬ ‫تغ�ي�رت ع���ادات الن���اس وس���لوكها ‪..‬‬ ‫وحت���ى اللغ���ة ال�ت�ي يتفاهم���ون به���ا ‪..‬‬ ‫اس���تجدت به���ا مصطلح���ات جدي���دة‬ ‫وغاب���ت عنه���ا مف���ردات مل تع���د يف‬ ‫قاموس اجليل اجلدي���د ‪ ..‬وأصبح من‬ ‫ال يس���تطيع ان يس���تعمل احلاس���وب‬ ‫أمياً‪ ..‬ومن ال يستطيع مجع املعلومات‬ ‫ع���ن طري���ق الش���بكات العنكبوتي���ة‬

‫ً‬ ‫جاه�ل�ا ‪..‬وكثر عدد محلة الش���هادات‬ ‫اجلامعي���ة العلي���ا كث���رة ال يربره���ا‬ ‫س���وى س���وء حال���ة التعلي���م ‪ ..‬حتى أن‬ ‫بعضه���م ال يس���تطيع كتاب���ة مجل���ة‬ ‫مفيدة س���ائغة لغوياًفكث���رت األخطاء‬ ‫ا ال مال ئي���ة‬ ‫والنحوية لدرجة‬ ‫ان بعضه���م كان‬ ‫يعت�ب�ر ذل���ك لغواً‬ ‫زائداً ‪.‬‬ ‫واألدهى واألم ّر ما‬ ‫ح���دث من تغري يف‬ ‫األخالق ‪ ..‬مل يعد‬ ‫الصغ�ي�ر حي�ت�رم‬ ‫الكبري ‪ ..‬وال الكبري‬ ‫يعط���ف عل���ى ياسني ابوسيف ياسني‬ ‫الصغ�ي�ر ‪ ..‬وش���اع‬ ‫عق���وق الوالدين ‪..‬‬ ‫وصارت املادة هي الغاية بعد ان كانت‬ ‫وس���يلة لتحقي���ق الغاي���ة ‪ ..‬وب���رزت‬ ‫مذاهب دينية مل تكن موجودة من قبل‬ ‫ساهمت يف تغري سلوك الشباب ‪ ..‬منها‬ ‫اجليد وفيها الذميم ‪ ..‬منها ما يش���جع‬ ‫عل���ى اجله���اد يف س���بيل اهلل ومنه���ا ما‬ ‫يشجع على االرهاب يف سبيل مصاحل‬ ‫فئوي���ة ش���خصية ‪..‬ومنهم م���ن اختذ‬ ‫املس���تجدات العصري���ة بدع���ة وكل‬ ‫بدعة ضاللة وكل ضاللة يف النار ‪.‬‬ ‫وعن���د كتابة دس���تور جديد ال بد من‬ ‫أخذ هذا كله يف االعتبار ‪ ..‬جيل اليوم‬ ‫غ�ي�ر جيل األمس ‪ ..‬فجي���ل األمس لن‬ ‫يتكرر حبك���م الزم���ان ‪ ..‬ونتمنى على‬ ‫اهلل ان يك���ون جي���ل الغ���د أفض���ل م���ن‬ ‫جيل الي���وم ‪ ..‬ولك���ي يكون جي���ل الغد‬ ‫أفضل علينا أن نهيئ هلم املناخ املناسب‬ ‫والتعلي���م املناس���ب والرتبية الصاحلة‬ ‫يف البيت واملدرسة والعمل على السواء‬ ‫‪ ..‬فامل���درس قدوة حس���نة ورب العائلة‬ ‫ق���دوة ورب���ة البيت ق���دوة الق���دوات ‪..‬‬ ‫ف���األم مدرس���ة اذا اعددته���ا ‪ ..‬أع���ددت‬ ‫ش���عبا طيب األع���راق هكذا ق���ال أمري‬ ‫الشعراء‪.‬‬ ‫وأف��ض��ل شيئ أراه ال��ي��وم ه��و اعتماد‬ ‫دس��ت��ور األم���س وادخ����ال التعديالت‬ ‫ال��ض��روري��ة عليه ال�ت�ي تتمشى مع‬ ‫رغبة الشعب يف استفتاء ح��ول نظام‬ ‫احلكم أوال ‪ ..‬هل يريد الشعب عودة‬ ‫امللكية أم يريدها مجهورية ‪ ..‬ومعلوم‬ ‫أن لكل من هذين النظامني حماسنه‬ ‫وم��س��اوئ��ه ‪ ..‬ول��ذل��ك جي��ب أن تسبق‬ ‫االس��ت��ف��ت��اء ن�����دوات اذاع���ي���ة وورش‬ ‫عمل تبني امل��زاي��ا والعيوب بشفافية‬ ‫مطلقة ينظمها خ��ب�راء ق��ان��ون��ي��ون‬ ‫وعلماء يف علوم االجتماع والسياسة‬ ‫واالقتصاد واالدارة ‪ ..‬على أن جيري‬ ‫االس��ت��ف��ت��اء حت��ت اش����راف دول���ي من‬ ‫هيئة األمم املتحدة منعا حلدوث أي‬ ‫نوع من التزييف الرادة الشعب وقبول‬ ‫النتيجة أياً كانت ‪.‬‬ ‫واهلل ولي التوفيق‪.‬‬ ‫‪yasinabuseif@yahoo.com‬‬


‫‪12‬‬

‫ديسمبر‪)2012‬‬ ‫نوفمبر‪33‬ديسمبر‬ ‫‪27‬نوفمبر‬ ‫‪27( (- -) )81‬‬ ‫العدد( (‪81‬‬ ‫الثانيةالعدد‬ ‫السنةالثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2012‬‬

‫ُ‬ ‫الوجــد يغفــو يف ع‬

‫شعر ‪/‬إبراهيم الزليتين‬

‫يا ِرفا ِقي ما علي َنا‬ ‫ِإ ْن ي ُك ْن ُح ُ‬ ‫زن املرا ِفئ‬ ‫يمُ ِع ُن اإلحبا َر ِفي َنا‬ ‫مت َشظايا‬ ‫ِإ ْن ت َنا َثرنا على َّ‬ ‫الص ِ‬ ‫وانش ْ‬ ‫َ‬ ‫كاملرايا‬ ‫رخ َنا‬ ‫َ‬ ‫دران َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫العشايا‬ ‫ج‬ ‫فوق‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫األشواق‬ ‫س‬ ‫نع ِك‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫دون ْ‬ ‫ِإ ْن ي ُك ْن ُ‬ ‫الضحايا َ‬ ‫أفق َّ‬ ‫حد‬ ‫واملرا ِثي ال ُت ْ‬ ‫عد‬ ‫ُ‬ ‫راحات احل َزاني‬ ‫تطوي ِج‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والزنازين التيِ‬ ‫ِإ ْن ي ُك ْن ِجل ُد املنا ِفئ‬ ‫ْ‬ ‫تهرى ِم ْن ُخطا َنا‬ ‫قد َّ‬ ‫كسوناَ‬ ‫َّ‬ ‫َحس ُبنا أنا َ‬ ‫السمراء شا ً‬ ‫ال ِم ْن ِد َمانا‬ ‫َّ‬ ‫أمنا َّ‬ ‫الليل ِعقداً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫در‬ ‫ص‬ ‫فوق‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫بك‬ ‫ت‬ ‫واش‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫للقوافيِ ِم ْن ُقرا َنا‬ ‫ْ‬ ‫طارحتنا‬ ‫واملدا ِئ ُن‬ ‫ْ‬ ‫ات الوج ِد يف بر ِد َّ‬ ‫وش َ‬ ‫الزوايَا‬ ‫وش ِ‬ ‫هسه ْ‬ ‫َست َ‬ ‫حتت اخلاليَا‬ ‫السجن ُرؤانا‬ ‫تمة‬ ‫ع‬ ‫يف‬ ‫فاهتدت‬ ‫ْ َ ِ‬ ‫ِ‬

‫وانتشينا كالعنا ِد ْل‬ ‫َّ‬ ‫كالسنابلْ‬ ‫نا‬ ‫وانتصب‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫حنض ُن َّ‬ ‫ُ‬ ‫يروي َهوانا‬ ‫الن َ‬ ‫بع الذي ِ‬ ‫يا َهوانا‬ ‫رد أحقا َد الصحاري ْ‬ ‫أيها َّ‬ ‫عن ُربانا‬ ‫بع الذي َّ‬ ‫الن ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أيُّها َّ‬ ‫السما ْء‬ ‫على‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫يغ‬ ‫الذي‬ ‫خل‬ ‫الن‬ ‫صدر َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫حقل ِم ْن َشذانا‬ ‫فوق‬ ‫يصحو‬ ‫ثم‬ ‫ٍ‬ ‫ري ِّ‬ ‫َ‬ ‫الضياء‬ ‫عندما تشدُو َ‬ ‫عصاف ُ‬ ‫هل ٌترانا ؟‬ ‫بعدالتنا ِئي ب َ‬ ‫نلت ِقي َ‬ ‫أحالم ِصبانا‬ ‫ني‬ ‫ِ‬ ‫أيُّها ُّ‬ ‫شق الط ُفولي يف َثرانا‬ ‫ع‬ ‫كال‬ ‫املمتد‬ ‫ِ ِ‬ ‫ً‬ ‫أيُّها َّ‬ ‫للص ْ‬ ‫غار‬ ‫جيري ِثيابا ِّ‬ ‫النه ُر الذي ِ‬ ‫جبني الكدح يزهو يف الد ْ‬ ‫ِّيار‬ ‫وابتساماً يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫أغنيات ِم ْن ِبالدي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫النهار‬ ‫االشواك عن جل ِد‬ ‫تنز ُع‬ ‫ِ‬ ‫أي ْ‬ ‫يا ر ِفا ِقي ُّ‬ ‫عار‬ ‫ْ‬ ‫مشوس الوج ِد ْ‬ ‫ذابت يف جتاعي ِد ِّ‬ ‫اجل ْ‬ ‫باه‬ ‫إن‬ ‫ُ‬ ‫نوبر يف َّ‬ ‫ثدي ْ‬ ‫الثرى َ‬ ‫املياه‬ ‫واش َتهى ثغ ُر َّ‬ ‫الص ِ‬ ‫يا رفا ِقي ُ‬ ‫ألف آه‬ ‫الشفاهْ‬ ‫أضحى مت ُرنا اللي ُمراً يف ِّ‬ ‫َ‬ ‫كيف َ‬ ‫بيِ‬ ‫ْ‬ ‫املصري‬ ‫ئس‬ ‫يا أخي ِب َ‬ ‫ْ‬ ‫كالعناك ْب‬ ‫إن غدو َنا‬ ‫ِ‬ ‫ننسج األوها َم بيتاً يف ُ‬ ‫السجن ْ‬ ‫املرير‬ ‫كوي‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫اخلريفْ‬ ‫َ‬ ‫كأشجار‬ ‫اللون‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ينا‬ ‫تعر‬ ‫إن‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫الن ْ‬ ‫واحرتقنا ِب َّ‬ ‫زيف‬ ‫الذكرى و ُنس ِقيها ِجراحاً‬ ‫ند ُف ُن ِّ‬ ‫أسى الليل الك ِث ْ‬ ‫يف‬ ‫يف َ‬ ‫ِ‬ ‫أي عاريارفاقْ‬ ‫ُّ ٍ ِ‬ ‫الر ْ‬ ‫ْ‬ ‫تيب ْسنا ُجذاماً فوق ْ‬ ‫غيف‬ ‫إن َّ‬ ‫نات َّ‬ ‫وج ِ‬ ‫فاشرعوا ُّ‬ ‫ْ‬ ‫الصدور‬ ‫ور باباً يف‬ ‫ِ‬ ‫للن ِ‬ ‫ني ُّ‬ ‫ح َ‬ ‫تفرت ال ُث ْ‬ ‫غور‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّات ال ُقصورْ‬ ‫مشعة‬ ‫السرداب أبقى من ثري ِ‬ ‫ِ‬ ‫وان َتموا للياسمَ ْ‬ ‫ني‬ ‫ْ‬ ‫األرض قمحاً يف ِّ‬ ‫العاشقني‬ ‫أكف‬ ‫عال‬ ‫الش ِت ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫يوم‬ ‫بعد ٍ‬ ‫َ‬ ‫بعد عام‬ ‫بعد ٍ ْ‬ ‫َ‬ ‫حني‬ ‫يكتظ احل ِن ْ‬ ‫ِحني ُّ‬ ‫ني‬ ‫الشيح يف َ‬ ‫روق ِّ‬ ‫ْ‬ ‫السفوح‬ ‫تلك‬ ‫يف ُع ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫سوف تهتز الروابي‬ ‫ْ‬ ‫نشو ًة َ‬ ‫العبري‬ ‫حتت‬

‫َ‬ ‫سوف نأ ِتي يف َّ‬ ‫الن ْ‬ ‫سيم‬ ‫ْ‬ ‫القديم‬ ‫نش ُد األورادَجهراً يف هوى اجلرح‬ ‫ُن ِ‬ ‫نزر ُع األحال َم ُعشباً فوق أعتاب الُِب ْ‬ ‫يوت‬ ‫ِ‬ ‫لن ْ‬ ‫يا رفا ِقي ْ‬ ‫منوت‬ ‫ُ‬ ‫سوف نبقى‬ ‫بل���ة الربق اليت ْ‬ ‫ٌق ُ‬ ‫قلب‬ ‫بس���ر‬ ‫باحت ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الف���أس يف ِ‬ ‫ْ‬ ‫احلجر‬ ‫مشسنا اخلضرا ُء تبقى‬ ‫ُ‬ ‫يون القادم َ‬ ‫ني‬ ‫يف ُع ِ‬ ‫الس ْ‬ ‫فر‬ ‫ِم ْن‬ ‫متاهات َّ‬ ‫ِ‬ ‫نبقى يف أغاري ِد َّ‬ ‫سوف َ‬ ‫الش ْ‬ ‫جر‬ ‫َ‬ ‫احلب ِظ ً‬ ‫سوف نبقى َ‬ ‫ْ‬ ‫للبشر‬ ‫ال‬ ‫درب ِّ‬ ‫فوق ِ‬ ‫َّ‬ ‫حنضن َ‬ ‫ُ‬ ‫األفق املُعط ِر‬ ‫ْ‬ ‫واملطر‬ ‫األليفة‬ ‫افري‬ ‫بالعص‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طرابلس ‪ /‬سجن أبو سليم ‪ 1985/05/15‬م‬

‫ ‬

‫حـــلـم‬

‫ْ‬ ‫والقادم‬ ‫الفرح احلاض ُر‬ ‫يك‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫يتلو ُن يف عي َن ِ‬ ‫يك املُطبق َتنيِعلى شفتيَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ت‬ ‫شف‬ ‫يف‬ ‫حو‬ ‫ويص‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ري ُّ‬ ‫ْ‬ ‫النائم‬ ‫فاح‬ ‫الت‬ ‫عب‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الصب ِار‬ ‫أرض‬ ‫يا‬ ‫لي‬ ‫فارحت‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫أحزان مدي َن ِتنا‬ ‫ويا‬ ‫ضحكات ال ْ‬ ‫ّ‬ ‫سرين‬ ‫ن‬ ‫ولتزهو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رفات َّ‬ ‫أزق ِتنا‬ ‫على ُش ِ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫األشجار‬ ‫شوارع َنا نهر‬ ‫رب‬ ‫ع‬ ‫ولريكض َ َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الناس‬ ‫وليه ِمي فوق وجو ِه ِ‬ ‫ْ‬ ‫واألشعار‬ ‫البسمة‬ ‫رذا ُذ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫فا‬ ‫يا‬ ‫نتخاصر‬ ‫ول‬ ‫ِ‬ ‫تيِ‬ ‫احلج ْ‬ ‫األقواس ْ‬ ‫َ‬ ‫رية‬ ‫حتت‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫البحر‬ ‫رصيف‬ ‫ولنركض فوق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫الشعبية‬ ‫ويف األحيا ِء‬ ‫ْ‬ ‫ولنجلس يف املقهَى الصي ِفي‬ ‫قدحني من ال ُك ْ‬ ‫الل ْ‬ ‫مثرى ِّ‬ ‫يبية‬ ‫على َ ِ‬ ‫عطي َص َ‬ ‫مت م ِدين ِتنا‬ ‫ول ُن ِ‬ ‫الط ْ‬ ‫َ‬ ‫فلية‬ ‫الفرح‬ ‫أصوات‬ ‫ِ ِ‬ ‫شاق‬ ‫ولنجمع‬ ‫َ‬ ‫ْأسراب ال ُع ِ‬ ‫بهذي البلد ِة صفاً َّ‬ ‫صفا‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫القادم‬ ‫العشق‬ ‫أكف‬ ‫كل‬ ‫ولتعلو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪ 4‬قــــــ‬ ‫نهارات حافية‬

‫شعر مفتاح ميلود‬

‫غبار يتطاير يف وجه الصبح‪..‬‬ ‫هلاث يكسو الدروب املُرتبة ‪.‬‬ ‫مشس تعرب احلقول يف احنناء‬ ‫***‬ ‫على أشجار الرصيف ‪..‬‬ ‫مثة عصافري جتترُ الفضاء‪..‬‬ ‫ترقب صخب املارة‪..‬‬ ‫***‬ ‫الغيمة تلك ‪..‬‬ ‫تناست هطوهلا‪..‬‬ ‫تبتعد اآلن‪..‬‬ ‫وقد نامت من التعب‪..‬‬

‫***‬ ‫شئ ما أعرتى الوقت‪..‬‬ ‫شئ ما قد حدث‪..‬‬ ‫أضن ُه شيئاً يغيب اآلن ‪..‬‬

‫جتاويف‬

‫غ ّيـبنى غيابك‬ ‫وما من قصيدة ‪..‬‬ ‫ببعض من بعضى‪.‬‬ ‫ّمـنت‬ ‫ٍ‬ ‫***‬ ‫كلما تذكرتك‪..‬‬ ‫يرجتلنى احلزن بعذوبة‪..‬‬ ‫تلفين أناقة وجع قديم‪..‬‬ ‫منفرداً أغادر على مهل‪.‬‬

‫***‬ ‫النهار الذي َم ّر‪..‬‬ ‫ل ُه يف ذميت أحزان‪..‬‬ ‫وال ِفراش‪..‬‬ ‫مل يعد ممراً آمناً‬ ‫ٌ‬ ‫شئ ما يوشك على الزوال‪.‬‬ ‫طوال الليل‪..‬‬ ‫أجلب من عينيك‪..‬‬ ‫هدوءاً يكبح مجاح العتمة‬ ‫أجوب الفراش‪..‬‬ ‫حبثاً عن كوة‪..‬‬ ‫ال تفضي إلىِ ‪.‬‬ ‫***‬ ‫تعب يقتضى‪..‬‬

‫أن أرشق قاميت‪..‬‬ ‫يف املدى‬ ‫مسافات جتوس ‪..‬‬ ‫هذا املهمل بني بقاياى ‪.‬‬

‫هاأنا‬

‫ْ‬ ‫حدثتين ‪..‬‬ ‫عن غزاة سرقوا خيمة ّجدي‪.‬‬ ‫عن فقي ٍه فتح الكتاب‬ ‫ومل خيرب أحداً‪.‬‬ ‫عن أهزوجة وجع ‪..‬‬ ‫أستدارت هلا ال ّرحى‪.‬‬ ‫هاأنا اآلن ‪.‬‬ ‫أبدو مطيعاً‬


‫‪)2012‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪27 (27‬‬ ‫‪- )( 81‬‬ ‫‪(81‬‬ ‫العدد‬ ‫الثانية‬ ‫السنةالسنة‬ ‫يوليو ‪)2012‬‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫ديسمبر‪-2‬‬ ‫نوفمبر( ‪ 263‬ـ‬ ‫‪59‬‬‫العدد‬ ‫الثانية‬ ‫‪)2012‬‬ ‫نوفمبر ‪3‬‬ ‫السنة) ‪-‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثانية‬

‫‪13‬‬

‫عــروق اليامسيــن‬ ‫ِ‬ ‫كفاً َّ‬ ‫كفا‬ ‫ْ‬ ‫يات‬ ‫شعر الف َت ِ‬ ‫ولنش ُبك يف ِ‬ ‫ْ‬ ‫والليمون‬ ‫السوسن‬ ‫زهو َر‬ ‫ِ‬ ‫للوطن املوعو ِد‬ ‫ي‬ ‫ولنمض‬ ‫ِ‬ ‫مسري َة ُحب ِ ْ‬ ‫بشرية‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫طرابلس ‪ /‬سجن احلصان األسود ‪ 1982‬م‬

‫مــا بيــن سجنــي وانثيــال الذاكــرة‬ ‫راح‬ ‫ترسو ِب‬ ‫اجل ُ‬ ‫ِح َ‬ ‫ينما ُ‬ ‫َ‬ ‫ذاكرتي ِ‬ ‫يح مرا ِفئي‬ ‫وتستب ُ‬ ‫ِ‬ ‫أشر ُ‬ ‫األسى‬ ‫ُ‬ ‫عة َ‬ ‫ومتوج يف ال ُف ِ‬ ‫قدان ِ‬ ‫ْ‬ ‫فاق‬ ‫الر‬ ‫أصوات‬ ‫و‬ ‫شج‬ ‫الزنازن‬ ‫ت‬ ‫صم‬ ‫يف‬ ‫يب‬ ‫ُ‬ ‫وي ِغ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يف‬ ‫اخلر ِ‬ ‫كور َد ٍة يغتال بسمة خدِّها حق ُد ِ‬ ‫أحسها‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫تدنو وتس ُ‬ ‫تاجها الذهيب َ‬ ‫فوق ِوساد ِتي‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌُ ِ‬ ‫تأو َه ِبالشذى‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫كاتها‬ ‫ضح‬ ‫يف‬ ‫بح‬ ‫والص‬ ‫َّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫صرها ْ‬ ‫والر ُ‬ ‫يب ِل َل َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫هفيت‬ ‫إذ‬ ‫خ‬ ‫ف‬ ‫يرش‬ ‫مل‬ ‫تستج ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وجهي املُخبأ‬ ‫على‬ ‫نو‬ ‫حي‬ ‫ها‬ ‫ق‬ ‫دا‬ ‫أح‬ ‫يف‬ ‫ر‬ ‫والبح‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫موشها‬ ‫الل ِر ِ‬ ‫يف ِظ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫اجلدا ُر حدا ِئقاً‬ ‫فيكتظ‬ ‫تد ُنو‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫فاهنا‬ ‫ته‬ ‫بوح ِش ِ‬ ‫فو جدائلها ِل ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫تشي َ‬ ‫ولني‬ ‫حتت َّ‬ ‫ْإذ نن ِ‬ ‫السما ِء كجد ِ‬ ‫ووحدا مجَ ُ‬ ‫َتعا َنقا ِع َ‬ ‫راهما‬ ‫ند اللقا ِء َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫قلبها‬ ‫يف‬ ‫راح‬ ‫دفئ‬ ‫ت‬ ‫ء‬ ‫ضا‬ ‫ي‬ ‫الب‬ ‫وغ َزاليت‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫تيِ‬ ‫ير‬ ‫وتقو ُد ِني َص َ‬ ‫وب الغ ِد ِ‬ ‫ُ‬ ‫الربتقال ِلنه ِدها‬ ‫وشوق‬ ‫ي‬ ‫فري َتوي شو ِق‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫تدنو‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يف‬ ‫ل‬ ‫للو‬ ‫احلمامة‬ ‫نو‬ ‫تد‬ ‫ما‬ ‫أدارك‬ ‫وما‬ ‫ِ ِ‬ ‫بالنجوم َّ‬ ‫تطر ُز َ‬ ‫وبالندى‬ ‫صادر‬ ‫ِّ‬ ‫األفق املُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل بَراعماً‬ ‫فتستح ُ‬ ‫و َ‬ ‫أنياب ال ُقيو ِد‬ ‫س َ‬ ‫مت ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫السجني‬ ‫سغ‬ ‫ر‬ ‫ها‬ ‫ئ‬ ‫أفيا‬ ‫يف‬ ‫يرتاح‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أُح ُبها‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫تص يف ِسيجا َرتي شهقا ِتها‬ ‫َقدري اليت أم ُّ‬ ‫ح َ‬ ‫وعنا َ‬ ‫الرذا ِذ‬ ‫ني‬ ‫حتت َّ‬ ‫ارجتاف ُج ُذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫السطور‬ ‫ني‬ ‫ب‬ ‫ضورها‬ ‫ح‬ ‫يال‬ ‫ث‬ ‫ان‬ ‫ند‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫وأخت‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫تشدُّني يف ِّ‬ ‫ُ‬ ‫حرف ضحك ٌة‬ ‫كل ٍ‬ ‫تنها ُر َ‬ ‫حتت ح ِفي ِفها أسوا ُرهم‬ ‫نة َّ‬ ‫أزم ُ‬ ‫التجلي‬ ‫وتعو ُد ِ‬ ‫َ‬ ‫حبي َبيت‬ ‫لب‬ ‫بق‬ ‫ليب‬ ‫خي َت ِلي َق‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َث َ‬ ‫ون يله ُ‬ ‫والشار ُع املف ُت ُ‬ ‫خلفنا‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫يل‬ ‫والبح��� ُر واألف���ق امل َّ‬ ‫���وارس والن ِخ ِ‬ ‫طع ُم ِبالن ِ‬

‫ي ُل ُّفنا‬ ‫ُ‬ ‫والشاطئ الصيفي يس ُق ُط يف هوى َ‬ ‫أقد ِامنا‬ ‫وغزال�ِت�يِ الب ْيض���ا ُء ُ‬ ‫مت�ل�أ َّ‬ ‫َ‬ ‫س���ليت باإلش��� ِتهاء‬ ‫ُ‬ ‫حلض ِنها‬ ‫املشدو ِد ما ب َ‬ ‫بري‬ ‫ني‬ ‫البنفسج وال َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫أح ُبها‬ ‫ت�ب�ركاً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫ه���ا‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫فج‬ ‫ال�ت�ي‬ ‫ل�ت�ي‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ق‬ ‫واحل���ب‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫بقدومها هذا املسا ِء‬ ‫ِ‬ ‫أح ُبها‬ ‫ُ‬ ‫أماسي ُغربَيت‬ ‫واحلب ما ِئد ِتي‬ ‫البسيطة يف َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫والت ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫فاق‬ ‫املقاتل‬ ‫واحلرف‬ ‫بغ‬ ‫الر ِ‬ ‫وابتسامات ِ‬ ‫أح ُبها‬ ‫واحلب توأ ُم ْ‬ ‫بسمت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كات‬ ‫غم‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫بز‬ ‫واخل‬ ‫والشاي‬ ‫َّ‬ ‫س ِبال ِن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وفرحيت ِع َ‬ ‫مال َمطا ِلعي‬ ‫َ‬ ‫ند اك ِت ِ‬ ‫أحبها‬ ‫ُّ‬ ‫حبا ِتها وطناً‬ ‫واحلب ُسن ُبلتيِ اليت َس ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫أمد ِم ْن َّ‬ ‫بحِ ج���م ُّ‬ ‫ضم ِخ‬ ‫تعطش���ي‬ ‫للش���مس يف غ ِدن���ا املُ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مار َقصا ِئدي‬ ‫ِب ِ‬ ‫انه ِ‬ ‫خمَ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫شعرها ِعند اللقا ِء‬ ‫ل‬ ‫ئ‬ ‫ا‬ ‫يف‬ ‫ق‬ ‫زقز‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ُقب‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أحبها‬ ‫ُّ‬ ‫والشع ُر ُ‬ ‫أبطأ ِم ْن تد ُف ِق صبو ِتي هذا املسا ِء‬ ‫حب ِبها من ُح ِبها‬ ‫فأستعي ُذ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫وقع أح ُبها‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫مأخوذ‬ ‫وأظل‬ ‫ِ ِ‬ ‫أح ُبها‬ ‫أح ُبها‬

‫املدن املوبوء ِة ُ‬ ‫َترت ِع ُ‬ ‫اآلن ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ُ‬ ‫باخلطبا ْء‬ ‫القلب محُ َّمل ٌة‬ ‫أغصان ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫لة "‬ ‫د‬ ‫املعت‬ ‫"‬ ‫املدن‬ ‫سطاء‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫نزف‬ ‫ها‬ ‫ت‬ ‫ذر‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫يس‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِب ٍ‬ ‫ثمار ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مبس ِم صيدا " العوجاء "‬ ‫من‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫بسمة‬ ‫ل‬ ‫تتوس‬ ‫لقة‬ ‫الط‬ ‫ربيع‬ ‫األنقاض‬ ‫ني‬ ‫ب‬ ‫ما‬ ‫طع‬ ‫ُ‬ ‫فيس ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫وشاح الن ِار‬ ‫ب‬ ‫ُنيا‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫على‬ ‫ختتال‬ ‫صيدا‬ ‫ء‬ ‫الصحرا‬ ‫وسط‬ ‫خلة‬ ‫كالن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫األرض‬ ‫كشاعر ٍة ْتتلو أورا َد‬ ‫شق‬ ‫أضمد ُجرحاً يف َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫مو ِ‬ ‫ال ال ِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫تذوي‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫قصائد‬ ‫باأللغام‬ ‫وتكتب‬ ‫ء‬ ‫السجنا‬ ‫َوح‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫وأستف‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫تتعط ُر َّ‬ ‫كل مسا ٍء بال َبارو ِد‬ ‫( بكتب امسك يا بالدي‬ ‫و ُتشر ُع َ‬ ‫طرابلس ‪ /‬سجن أبو سليم ‪1985/03/14‬‬ ‫االستقبال ( لصور )‬ ‫أفق‬ ‫عالشمس املا بتغيب )‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫حمي ِّ‬ ‫الشمس‬ ‫املتوهج يف ضو ِء‬ ‫( ال مالي وال والدي‬ ‫صيدا يا ُر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ــــــراس‬ ‫إش ِتعـــــــــال األعـ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫الكأس‬ ‫لشفا ِه‬ ‫ش‬ ‫املتعط‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫يا‬ ‫صيدا‬ ‫)‬ ‫حبيب‬ ‫على حبك مالي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الليل���ة َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الليلة ِمن ِسجين‬ ‫أنع ِت ُق‬ ‫كم ٌ‬ ‫أعماق الرب ِد‬ ‫واخرت ِقي‬ ‫فوق‬ ‫يس���قط هذي‬ ‫وثن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األرض صيدا ضمينيِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫األسوار‬ ‫لف‬ ‫خ‬ ‫املرتنح‬ ‫ف‬ ‫السي‬ ‫ل‬ ‫يشت ِع‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫اإلحساس‬ ‫وردِّي لي ِدف َء‬ ‫العربية‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫سح َ‬ ‫يتبع َ‬ ‫رملياً يتطه ُر َ‬ ‫كيساً ْ‬ ‫ْ‬ ‫يح الباب‬ ‫فوق املُ ْ‬ ‫فح ُ‬ ‫وخي ُر ُ‬ ‫رتاس‬ ‫جيش املنسحبني‬ ‫كم ُ‬ ‫ني يفيض الوج ُد ِ‬ ‫عتدل) ُ‬ ‫ُخ ِذي قليب ِ‬ ‫(م ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ويس ُق ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اني‬ ‫سج‬ ‫هيكل‬ ‫ط‬ ‫َّ‬ ‫يل العو َد ِة‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ق‬ ‫يف‬ ‫زيت‬ ‫ة‬ ‫طر‬ ‫ق‬ ‫يين‬ ‫ذ‬ ‫خ‬ ‫اخلوف‬ ‫دروب‬ ‫كل‬ ‫َّت‬ ‫سد‬ ‫شاحنة‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫بنا‬ ‫ل‬ ‫الليلة‬ ‫شق‬ ‫فال ِع‬ ‫االعر ْ‬ ‫اس‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ت‬ ‫حت‬ ‫ساعة‬ ‫ير‬ ‫التحر‬ ‫م‬ ‫يو‬ ‫صيدا‬ ‫يف‬ ‫ا‬ ‫جر‬ ‫ف‬ ‫تنهض‬ ‫ل‬ ‫ُِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ضبان‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ليل‬ ‫من‬ ‫أخرج‬ ‫لعكا أن تنت ِفض َ‬ ‫اآلن على احل ْ‬ ‫ُ‬ ‫راس‬ ‫ُّب قلبيِ ِبنزينا‬ ‫أذو ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حتت الدب ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫وأن تقر َع َّ‬ ‫تفج ِر َ‬ ‫َّابات‬ ‫َل‬ ‫ب‬ ‫أتسر‬ ‫أست ِن ُد َ‬ ‫ْ‬ ‫بالفجر املُ َّ‬ ‫َ‬ ‫األجراس‬ ‫كل‬ ‫اآلن إىل صيدا‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫نهر جا َء يه ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫الشرق‬ ‫و‬ ‫حن‬ ‫ي‬ ‫سور‬ ‫ج‬ ‫أمد‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫األرض‬ ‫ُز‬ ‫ل‬ ‫قل‬ ‫يف‬ ‫ربعم‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫دا‬ ‫صي‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫بيِ‬ ‫البو ْ‬ ‫أثواب ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ابات‬ ‫باحلرف‬ ‫رب‬ ‫األع ْ‬ ‫الدموي َّ‬ ‫وأع ُ‬ ‫راس‬ ‫أشواك مسري ِتها‬ ‫تنز ُع‬ ‫يُوز ُع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫عل���ى‬ ‫�ي�ن‬ ‫امللتف‬ ‫األطف���ال‬ ‫ضح���ك‬ ‫يف‬ ‫���ل‬ ‫وأر ُف‬ ‫ارية‬ ‫طرابلس ‪ /‬سجن أبو سليم ‪ 1985/03/08‬م‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تل ِقي جزم ِتها الن ِ‬ ‫اجع ُّ‬ ‫كل ُ‬ ‫وجهي‬ ‫اجل ْ‬ ‫بناء‬ ‫مهداة إىل صيدا يوم حتريرها‬ ‫يترَ ُ‬ ‫ِ‬

‫ـــــصائد‬ ‫كما أوصتين أمي‬ ‫أوهادن املعنى‬ ‫علها تستقيم احلكاية‪.‬‬

‫ال شئ يقال‬

‫كانوا هنا‬ ‫يفتشون عن بؤرة رطبة‪..‬‬ ‫عن رشفة مل ْ‬ ‫يطلها امللح‪..‬‬ ‫عن أغنية تصمد يف وجه الريح ‪..‬‬ ‫من بعدك‪..‬‬ ‫الكنى الصمت طوي ً‬ ‫ال‪..‬‬ ‫وأندلق الليل يف احلواس ‪..‬‬ ‫من بوسعه اآلن ‪..‬‬ ‫أن يكنس روث القبيلة‪..‬‬

‫عن عتبات البيوت‪.‬‬ ‫يعيد لعرائس الصيف‪..‬‬ ‫قمرها اللعوب‪..‬‬ ‫من مبقدوره‪..‬‬ ‫أن يقهر سطوة األحجية‪..‬‬ ‫يعيد لسواقي أنوثتها‪..‬‬ ‫من‪..‬من طوي ً‬ ‫ال على قدر الوجع‬ ‫ال ضوء يلوح الليلة‪.‬‬ ‫ال شئ يقال الليلة‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 27 ( - ) 81‬نوفمبر ‪ 3‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫احلكومة الدميقراطية و االعالم احلر‬

‫حتديد هوية االق‬

‫رمضان كرنفوده‬ ‫إن املواط���ن اللييب يأم���ل أن يرتقى إعالمه ‪،‬‬ ‫وان يك���ون معربا عن احالم���ه و طموحاته‪ ،‬و‬ ‫ُسلم اىل احلرية و املشاركة و ال يتأتى ذلك‬ ‫إال باالتفاق على بلورة اس�ت�راجتية اعالمية‬ ‫موح���دة‪ ،‬الليبيون ميلك���ون القدرات من مال‬ ‫و طاقات بش���رية مبدعة و لكن رمبا اجلهات‬ ‫التى تس���يطر عليها هى ال�ت�ي حتدد األجندة‬ ‫س���لفا فاإلع�ل�ام الرمس���ي يرتكز عل���ى ابراز‬ ‫صورة احلاكم دون النظر اىل أهمية اخلرب‬ ‫أو م���ا يعان���ى اإلنس���ان‪ ،‬ان أك�ب�ر املش���كالت‬ ‫اليت حتي���ط باإلعالم اللييب الي���وم هي نتاج‬ ‫طبيع���ى ال زم���ة الدميقراطي���ة ف���ى ليبيا و‬ ‫ل���ن يصل���ح اإلع�ل�ام اللي�ب�ي اذا ظ���ل الوضع‬ ‫السياسي مازوما و التعددية السياسية غائبة‬ ‫و ال���رأي االخ���ر مكبوت���ا فليس هن���اك اعالم‬ ‫بدون حري���ة ‪:‬حرية التعب�ي�ر و هذه احلرية‬ ‫حق اساس���ى كما نصت علي���ه كل مواثيق‬ ‫حقوق االنسان منوذج ذلك ما كرستة املادة‬ ‫(‪ )19‬من حقوق االنسان فى ‪ 10‬دسيمرب عام‬ ‫‪1948‬م ‪..‬‬ ‫و يعترب اإلعالم حاجة أساس���ية من حاجيات‬ ‫اجملتم���ع و اإلف���راد و يدخ���ل ف���ى صمي���م‬ ‫العالق���ات االجتماعي���ة ف�ل�ا يس���تطيع اى‬ ‫جمتم���ع العي���ش منعزال عن غ�ي�ره و هو فى‬ ‫حاجة ملعرفة كل م���ا يدور حوله و ما يدور‬ ‫فى اخلارج و ال يستطيع االستغناء عن تبادل‬ ‫املعلوم���ات و ع���ن إقام���ة عالق���ات داخلية او‬ ‫خارجية بني إفراده و اجملتمعات األخرى‬ ‫كذل���ك تؤم���ن وس���ائل اإلع�ل�ام للمجتمع‬ ‫ه���دا التواصل الداخل���ى و اخلارج���ى و توفر‬ ‫املعلومات عن الظروف احمليطة بة و تس���هم‬ ‫فى توعية املواطن و اثارة اهتمامة با ملشكالت‬ ‫الك�ب�رى و تؤم���ن تضامن اف���راد اجملتمع مع‬ ‫قضاياه الوطنية و حرية الرؤى هى االساس‬ ‫او القاع���دة الى نظ���ام دميقراطى و من دون‬ ‫ه���ذه احلرية ال ميكن بلوغ احلريات األخرى‬ ‫من حريات سياسية و اقتصادية و اجتماعية‬ ‫و ثقافية و غريها ان اهمية هذه احلرية هى‬ ‫انها وسيلة من وسائل نشر اآلراء التى تطال‬ ‫الع���دد األك�ب�ر م���ن املواطنني وه���ى تضمن‬ ‫ح���ق املواطن فى احلصول على املعلومات من‬ ‫طريق مص���ادر متنوعة املهيأة ل���ه مما يتيح‬ ‫لكل فرد التاكد من صحة الوقائع و تكوين‬ ‫رأيه بصورة موضوعية فى األحداث‪...‬‬ ‫و الن حري���ة التعبري ليس���ت مي���زة متنح اىل‬ ‫الصحف���ى او املؤسس���ة االعالمي���ة و امنا هى‬ ‫ح���ق للمجتمع كل���ه كى يعرب ع���ن رأيه و‬ ‫اف���كاره و طموحات���ه فيصبح االص���رار على‬ ‫توفري هدا احلق مس���ؤولية اجلميع إلحداث‬ ‫تنمي���ة مطلوبة وحتى يتس���نى لإلعالميني‬ ‫و العامل�ي�ن ف���ى اإلع�ل�ام تس���ليط الض���وء و‬ ‫كش���ف الفس���اد الذى يعترب الع���دو األول و‬ ‫األخ�ي�ر لتحقيق حري���ة التعبري‪،‬لكل انس���ان‬ ‫ح���ق التمت���ع جبمي���ع احلق���وق و احلري���ات‬ ‫املذكورة فى هذا اإلعالن اى حقوق اإلنسان‬ ‫دومن���ا متييز م���ن اى نوع و ال س���يما التمييز‬ ‫بس���بب العنصر او اللون او اجلنس او اللغة او‬

‫الراى –سياسيا كان ام غري دلك –او االصل‬ ‫الوطن���ى او االجتماعى او الث���روة او املولد او‬ ‫اى وضع آخر‬ ‫وكذل���ك ال جي���وز التميي���ز عل���ى اس���اس‬ ‫الوضع السياس���ى او القانونى او الدوىل للبلد‬ ‫او غ�ي�ره ال���ذى ينتم���ى الي���ه الف���رد‪ ،‬كذلك‬ ‫عل���ى اإلعالميني مس���ؤولية جت���اه اجملتمع‬ ‫و ه���ى التحقق م���ن خالل تقدي���م املعلومات‬ ‫للمجتم���ع و ع���دم إحلاق الض���رر باآلخرين‬ ‫و يفرض العم���ل االعالمى على اإلعالميني‬ ‫ض���رورة االلتزام مبس���ؤوليتهم االجتماعية‬ ‫و ع���دم تغلي���ب االعتب���ارات املهني���ة عل���ى‬ ‫االعتبارات االخالقية‪ ،‬اصبح االعالم االن بل‬ ‫و س���ائله اداة حيوية ملراقبة الس���لطة بصفة‬ ‫دائمة و قد اطلق عليها لقب السلطة الرابعة‬ ‫للدالل���ة عل���ى الق���وة الت���ى تتمتع به���ا فهى‬ ‫تعرض االفكار املعارضة للسلطة السياسية‬ ‫و تكش���ف النق���اب ع���ن التج���اوزات املالي���ة و‬ ‫االجتماعية و التصرفات غري القانونية على‬ ‫االنتهاكات التى تتعرض هلا حقوق االنسان‬ ‫و تعرض ملعاناة الناس و مش���اكلهم و تلعب‬ ‫دورا اساسيا فى توعية املواطن و تساعدة على‬ ‫اختاد املوقف املناسب من هذه األمور و تسهم‬ ‫فى خلق راى عام واعى يتحسس جمتمعه‪،‬و‬ ‫كذل���ك هناك عالق���ة فى حري���ة املعلومات‬ ‫و االص�ل�اح السياس���ى و االقتص���ادى ن���رى‬ ‫ان االص�ل�اح ال يتحق���ق دون ق���وة اجتماعية‬ ‫تصبو اىل حتس�ي�ن االداء و االرتقاء االنسانى‬ ‫و تكون هل���ا القوة الكافي���ة و التأثري املطلوب‬ ‫اإلثارة اس���تجابة اجيابية م���ن النظام القائم‬ ‫ف���ا الصالح ه���و نقي���ض الفس���اد و دوائه ‪ ،‬و‬ ‫اإلصالح يعنى تاسيس عقد اجتماعى جديد‬ ‫جبعل املواطنة مبعناها السياس���ى و القانونى‬ ‫بني حرية و س���ائل االع�ل�ام و الدميقراطية‬ ‫فى اجملتم���ع و من الصعوب���ة و جود حكومة‬ ‫دميقراطية دون و سائل اعالم حرة‪.‬‬ ‫ان التعددي���ة فى جم���ال اإلع�ل�ام ال تعنى با‬ ‫لض���رورة اتس���اع نط���اق احلرية لديه���ا فان‬ ‫املس���توى املهن���ى و اداءها و دوره���ا فى خدمة‬ ‫اجملتم���ع ق���د وص���ل اىل احلد ال���ذى يرضى‬ ‫طم���وح اجلمي���ع ‪ ،‬و أهمي���ة احلدي���ث ع���ن‬ ‫وس���ائل اإلع�ل�ام يأتى ب���ا اعتباره���ا حماولة‬ ‫لالهتم���ام بصحافة جدي���دة ميكن ان نطلق‬ ‫عليه���ا صحاف���ة اجملتم���ع املدن���ى التى متثل‬ ‫اح���د مداخ���ل االص�ل�اح و تطوي���ر اداء ه���دة‬ ‫الوسائل االعالمية و تفعيل دورها الرائد فى‬ ‫االصالح السياسى و االجتماعى‬ ‫ان دور صحاف���ة اجملتمع املدن���ى ليس فقط‬ ‫االخبار و املعلومات اىل املواطن ىل مساعدتة‬ ‫على اداء دورة و دفعة للمش���اركة فى انتاج‬ ‫اخلطاب االعالمى اى أنها صحافة االتسمح‬ ‫للمواطن بالبقاء كمتلقى س���ليب لالخبار و‬ ‫املعلومات و اآلراء بل جيب ان يكون مشاركا‬ ‫فعاال و فى ضوء ذلك ميكن القول ان صحافة‬ ‫اجملتم���ع املدنى تعمل م���ن اجل احلفاظ على‬ ‫اخلطاب العام و تدعيم مش���اركة املواطنني‬ ‫و الدفاع عن قيم الدميقراطية‪...‬‬

‫حممد حسني كانون‬ ‫هوي���ة االقتص���اد‪ ..‬تع�ن�ي النظ���ام‬ ‫االقتص���ادي ال���ذي تعتم���ده أى دولة‬ ‫وتضع مبوجبه سياس���تها االقتصادية‬ ‫وم���ا ينبثق عنه���ا من سياس���ات مالية‬ ‫ونقدي���ة‪ .‬والسياس���ات االقتصادي���ة‬ ‫ه���ي جمموع���ة التش���ريعات والنظ���م‬ ‫واالج���راءات ال�ت�ي تنظ���م االنش���طة‬ ‫واملمارس���ات االقتصادي���ة مبختل���ف‬ ‫انواعه���ا وجماالته���ا وحتك���م اجراءات‬ ‫تكوين االنش���طة اجلدي���دة‪ ،‬وتضبط‬ ‫عمل كل املؤسس���ات واهليئات العامة‬ ‫ال�ت�ي هل���ا عالق���ة مباش���رة أو غ�ي�ر‬ ‫مباش���رة بالنش���اط االقتص���ادي مثل‬ ‫املصرف املركزي وسلطات الضرائب‬ ‫واجلم���ارك وس���لطات الرخ���ص‬ ‫واملراف���ق البلدي���ة اىل اّخ���ر اجله���ات‬

‫النظ���ام ورم���وزه على مق���درات البلد‬ ‫واملواط���ن وعلى ث���روات البل���د العامة‬ ‫واخلاصة حتت ش���عار ملكية الش���عب‬ ‫للثروة بشكل جعل التطبيقات جمرد‬ ‫صورة باهتة للشيوعية وإلغاء امللكية‬ ‫اخلاص���ة بقصد منع تراك���م الثروة‬ ‫ل���دى األف���راد حفاظا عل���ى حكمه من‬ ‫خط���ر احل���ركات االنقالبي���ة ال�ت�ي‬ ‫كان هاجس���ه أنها ستمول من األفراد‬ ‫إذا م���ا ترك���ت هل���م حري���ة التمل���ك‬ ‫لرأس املال ‪.‬‬ ‫ث���م ج���اء إب���ن الطاغي���ة يف العش���ر‬ ‫س���نوات االخ�ي�رة م���ن حك���م أبي���ه‪،‬‬ ‫مبح���اوالت اصالحي���ة به���دف منه���ا‬ ‫اىل تس���ويق نفس���ه كوري���ث ق���ادم ‪،‬‬ ‫وتبن���ى يف طرحه الذي أمس���اه " ليبيا‬

‫ذات العالق���ة‪ .‬ولذلك تعترب السياس���ة‬ ‫االقتصادي���ة واحدة من أه���م االدوات‬ ‫اليت تستخدم إلجياد املناخات املالئمة‬ ‫ملمارس���ة االنش���طة االقتصادي���ة‬ ‫واالس���تثمارية يف مجي���ع جم���االت‬ ‫انتاج الس���لع واخلدمات وفق أولويات‬ ‫مدروس���ة ويف اطار االستغالل االمثل‬ ‫للم���وارد املتاح���ة‪ .‬وعليه‪ ..‬ف�ل�ا بد من‬ ‫حتديد هوية االقتصاد دس���توريا حيت‬ ‫تلت���زم احلكوم���ة بوض���ع السياس���ة‬ ‫االقتصادية املناسبة يف نطاق ما ينص‬ ‫عليه الدستور‪.‬‬ ‫هوي���ة االقتص���اد اللي�ب�ي م���ا قبل ‪17‬‬ ‫فرباير‬ ‫الواق���ع ان���ه طيل���ة العق���ود االربع���ة‬ ‫للنظ���ام املنه���ار مل تك���ن لالقتص���اد‬ ‫اللي�ب�ي هوي���ة عل���ى االط�ل�اق ‪ ،‬فبعد‬ ‫إط�ل�اق أكذوب���ة النظري���ة العاملي���ة‬ ‫الثالث���ة اليت غطت عل���ى هيمنة رأس‬

‫الغد " التح���ول اىل النظام الرأمسالي‬ ‫احل���ر ظاهري���ا واملقي���د بطريقة غري‬ ‫مباش���رة عن طريق إطالق مؤسسات‬ ‫مت متويلها من خزين���ة الدولة يطلق‬ ‫عليها صنادي���ق أموال ‪،‬كان���ت عبارة‬ ‫عن حمافظ اس���تثمارية تتوىل إقامة‬ ‫ومتويل مشاريع استثمارية وخدمية‬ ‫يف جمال البناء واخلدمات واالستحواذ‬ ‫على أس���هم املصارف واملؤسس���ات اليت‬ ‫يت���م خصخصتهاع���ن طري���ق ط���رح‬ ‫اس���همها لالكتتاب العام ‪ .‬حتت شعار‬ ‫أطلق���و علي���ه ( حن���و حتقي���ق تنمية‬ ‫مس���تدامة ) وحتويل اإلقتصاد اللييب‬ ‫اىل إقتصاد خدم���ي يف املراحل األوىل‬ ‫لصعوب���ة املنافس���ة العاملي���ة يف جمال‬ ‫االنت���اج الصناع���ي ‪ ،‬واعتمد كل ذلك‬ ‫على العشوائية املطلقة يف بيئة تفشى‬ ‫فيها الفساد اإلداري جبميع مظاهره ‪.‬‬ ‫مالمح النظام االقتصادي بعد حترير‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 27 ( - ) 81‬نوفمبر ‪ 3‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫‪15‬‬

‫قتصاد اللييب هو أحد التحديات اهلامة اليت تواجه احلكومة‬ ‫ليبيا‬ ‫طبيعة االقتصاد اللي�ب�ي أنه اقتصادي أحادي‬ ‫حي���ث أن النفط والغاز ميث�ل�ان املورد الوحيد‬ ‫لليبي���ا ‪ ،‬وه���و اقتص���اد ريع���ي حي���ث تعتم���د‬ ‫الدول���ة على مص���در واح���د للدخل ه���و ريع‬ ‫النف���ط والغاز ‪ ،‬وال يوج���د أى ناتج قومي آخر‬ ‫ينتج عن أنش���طة خدمي���ة او صناعية تصدّر‬ ‫لألسواق العاملية بغرض حتقيق دخول دخول‬ ‫أخرى عدا ذلك املستخرج الطبيعي ‪.‬‬ ‫املظاه���ر الس���لبية والتش���وهات يف النظ���ام‬ ‫االقتصادي احلالي‬ ‫تتمث���ل الس���لبيات املوروثة من النظ���ام املنهار‬ ‫يف عش���وائية التش���ريعات واللوائح والقرارات‬ ‫اليت حتك���م ممارس���ة األنش���طة االقتصادية‬ ‫وتضاربه���ا مع بعضه���ا البعض م���ا و ّلد حالة‬ ‫صارخة من عدم استقرار البيئة االقتصادية‬ ‫واالستثمارية املوروثة ‪.‬‬ ‫وأيض���ا بس���بب غياب الس���لطات التش���ريعية‬ ‫الواعية وتكبيل االجهزة التنفيذية االنتقالية‬ ‫وع���دم تكوينه���م هليئ���ات ومؤسس���ات متتلك‬ ‫اخل�ب�رات االقتصادي���ة واملالي���ة املتخصص���ة‬ ‫يستعينون بها يف رسم السياسات االقتصادية‬ ‫واملالية اليت من شانها املساهمة ولو جزئيا يف‬ ‫االصالح واحلد من التشوهات بقدر االمكان ‪،‬‬ ‫زد علي���ه ضعف األجه���زة الرقابية ‪،‬كل ذلك‬ ‫أدخ���ل االقتص���اد اللي�ب�ي يف س���لبيات فادح���ة‬ ‫كان من نتائجها ‪-:‬‬ ‫‪.1‬إرتف���اع ص���ارخ يف األس���عار أثق���ل كاهل‬ ‫املواطنني الليبيني حمدودي الدخل ‪.‬‬ ‫‪.2‬اس���تمرار مظاهر الفس���اد اإلداري املوروثة‬ ‫بش���كل أخذ مظاهر تسّلطية ومسلحة أحيانا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.3‬تفاقم مشكلة إنعدام املناخ املالئم واملشجع‬ ‫على االس���تثمار وع���دم اجياد نظ���ام للتمويل‬ ‫امليس���ر للمش���روعات الصغ�ي�رة‪ .‬مم���ا عط���ل‬ ‫ّ‬ ‫الدورة االقتصادية بعد التحرير‬ ‫بس���بب انع���دام اخل�ب�رة والرؤي���ا االقتصادية‬ ‫واملالي���ة مم���ا س���اهم ( يف رايي )يف انتش���ار‬ ‫واستمرار املظاهر املسلحة‪.‬‬ ‫‪.4‬ارتفاع معدالت البطالة اىل نسب عالية ‪.‬‬ ‫‪.5‬تفاق���م مش���كلة الس���كن زادت يف معان���اة‬ ‫الش���باب وع���دم قدرتهم على ال���زواج النعدام‬ ‫املسكن‪.‬‬ ‫‪.6‬تفاقم مشكلة غياب النقل احلضري العام‬ ‫داخل املدن وبينها ‪.‬‬ ‫‪.7‬ع���دم قدرة اجلهات الرمسي���ة املعنية على‬ ‫فرض رقابة ف ّعالة على األسعار‪.‬‬ ‫إن عدم حتديد هوية لالقتصاد اللييب بش���كل‬ ‫تش���ريعي ودستورى ( فيما بعد) سيجعل من‬ ‫الصعب عل���ى احلكوم���ة أن تضع السياس���ات‬ ‫االقتصادي���ة املناس���بة ال�ت�ي ته���دف اىل خلق‬ ‫مناخ مناسب يش���جع على االستثمار وتكوين‬ ‫املش���اريع الصغرية واملتوس���طة اليت ستمتص‬ ‫البطال���ة ‪ .‬لذل���ك عل���ى احلكوم���ة ان تب���ادر‬ ‫بتقدي���م مق�ت�رح بش���أن النظ���ام االقتص���ادي‬ ‫يتضم���ن السياس���ات االقتصادي���ة واملالي���ة‬ ‫والنقدية املناس���بة اليت تس���اهم يف خلق مناخ‬ ‫مالئم ومش���جع لالس���تثمار به���دف حتقيق‬ ‫تنمي���ة مس���تدامة حتق���ق اس���تقرارا ورخ���اءا‬ ‫اقتصاديا تنمويا‪.‬‬

‫وإللقاء الض���وء وباختصار على بعض مالمح‬ ‫الســياس���ة اإلقتصادي���ة نس���تعرض عين���ات‬ ‫من االجراءات اليت من ش���أنها تس���ريع اعمال‬ ‫تكوين املشروعات الصغرية واملتوسطة‪-:‬‬ ‫أ‌‪ -‬إجراءات تكوين املش���روع واستصدار رخص‬ ‫املزاولة ‪-:‬‬ ‫ب‌‪-‬تس���هيل إج���راءات تكوي���ن املش���روعات‬ ‫الصغرية واملتوس���طة وإيقاف كل اإلجراءات‬ ‫ال�ت�ي تعط���ل وتؤخ���ر من���ح رخ���ص املزاول���ة‬ ‫مباش���رة عند طلبه���ا بدون وتقريل ش���روط‬ ‫احض���ار املس���تندات ال�ت�ي ال جدوى هلا س���وى‬ ‫تعطيل اج���راءات منح الرخ���ص وفتح جمال‬ ‫الفساد االداري‪.‬‬ ‫ت‌‪ -‬اإلجراءات واحلوافز الضريبية ‪:‬‬ ‫‪)1‬إيق���اف اإلج���راءات الضريبي���ة املعرقل���ة‬ ‫لإلنش���طة االقتصادي���ة واملتمثل���ة يف تقديم‬ ‫ش���هادة إثب���ات س���داد الضريب���ة ‪ ،‬وعل���ى‬ ‫مصلح���ة الضرائب أن تتخذ إج���راءات بديلة‬ ‫تعتمد على قي���ام مصلحة الضرائب مبتابعة‬ ‫إجراءاتها بدون تعطيل األنشطة االقتصادية‬ ‫ميس���رة اىل أن تس���تقر الظ���روف‬ ‫بط���رق ّ‬ ‫احلالي���ة وتأخذ األوضاع ش���كلها الطبيعي يف‬ ‫بالدنا احلبيبــــــة ‪.‬‬ ‫وأية إجراءات جمحفة أخرى ‪.‬‬ ‫‪)2‬إلغ���اء ضريبة اجلهاد ألنها متثل إجراءات‬ ‫ضريبية إضافية رفعت أسعار الضريبة فوق‬ ‫املعدّل املشجع لالستثمار‬ ‫‪)3‬من���ح إعف���اءات ضريبي���ة تش���جيعية على‬ ‫النحو التالي ‪-:‬‬ ‫أ‌‪-‬أن تعف���ى املش���اريع االنتاجي���ة الصناعي���ة‬ ‫واخلدمية من ضرائب الدخل ملدة (‪ )8‬مثانية‬ ‫س���نوات من بدء اإلنتاج أو التش���غيل ‪ .‬ش���املة‬ ‫املستش���فيات واملصحات اإليوائية ومؤسسات‬ ‫إعادة التأهيل البدني والنفسي ‪.‬‬ ‫ب‌‪ -‬يعف���ى مل���دة ‪ 4‬س���نوات االوىل م���ن بداية‬ ‫النش���اط ‪ ..‬املهنيون العاملون برتخيص مهين‬ ‫يف اجملاالت اآلتية ‪-:‬‬ ‫ التش���خيص واالستش���ارات واملمارس���ات‬‫الطبية ( بدون إيواء )‪.‬‬ ‫ احملاس���بة واملراجع���ة واالستش���ارات املالي���ة‬‫واالقتصادية املتخصصة ‪.‬‬ ‫ احملاماة واالستشارات والدراسات القانونية‬‫وكل ما يتعلق بها أو يف حكمها ‪.‬‬ ‫ جم���ال إع���داد املنظومـ���ات(‪)Software‬‬‫واإلسـتشارات يف احلاسـوب‬ ‫( الكومبيوتر)‪.‬‬ ‫ أي���ة جم���االت مهني���ة يباش���رها مهني���ون‬‫متخصصون يف جمال عملهم ‪.‬‬ ‫باإلضاف���ة إىل إعف���اءات ضريبي���ة متن���ح ملن‬ ‫يقي���م مش���اريع إنتاجي���ة وخدمي���ة يف م���دن‬ ‫وقرى الدواخل ‪.‬‬ ‫ج‪ -‬اإلجراءات والرسوم اجلمركية ‪:‬‬ ‫عدم مطالبة املستوردين بأية مستندات فيما‬ ‫عدا م���ا يثبت عالقة بالش���حنة والرس���وم إن‬ ‫وجدت فقط ‪ ،‬وذلك بالنس���بة للسلع املسموح‬ ‫بإدخاهل���ا ‪ .‬وإس���تعمال تقني���ات متط���ورة يف‬ ‫التفتي���ش حبيث يت���م إنهاء إج���راءات إخراج‬ ‫ال���واردات يف نف���س الي���وم ال���ذي تق���دم في���ه‬ ‫املستندات ‪.‬‬ ‫‪)4‬إلغاء رسوم التصدير على البضائع الليبية‬

‫املصدرة ‪.‬‬ ‫د) تسهيل منح قروض مصرفية بدون فوائد‬ ‫للمش���روعات الصغرية بطريقة فورية ‪ ..‬غري‬ ‫معق���دة ‪ .‬وختصيص صندوق إمنائي يضمن‬ ‫تل���ك الق���روض ويتب���ع الصن���دوق املذك���ور‬ ‫نظام���ا تعويضي���ا يغطي للمص���ارف عموالت‬ ‫مقابل عملها ومقابل ما فاتها بنس���ب معقولة‬ ‫وبتسديد مبالغ الديون اليت ال ترد للمصرف‬ ‫الى سبب من االسباب‪.‬‬ ‫إىل آخره من إجراءات خلق املناخ املشجع على‬ ‫االستثمار ‪.‬‬ ‫ونؤكد مرة أخرى على أن احملرك األساسي‬ ‫للتنمية هو االس���تثمار ‪ .‬وحيث أننا يف حاجة‬ ‫ماس���ة لتحقي���ق تنمي���ة إقتصادي���ة ناجح���ة‬ ‫ّ‬ ‫ومس���تدامة ف���إن ذل���ك يتطل���ب تس���هيالت‬ ‫وحواف���ز ف ّعال���ة لالس���تثمار ودعم وتش���جيع‬ ‫للص���ادرات وللتنمية املكاني���ة ‪ .‬وهـذا يتطلب‬ ‫أن يت���م حتدي���د هوي���ة اإلقتص���اد اللي�ب�ي يف‬ ‫الدس���تور الق���ادم ‪.‬إن الن���ص عل���ى النظ���ام‬ ‫االقتص���ادي الذي يت���م التواف���ق عليه يعطيه‬ ‫قدس���ية تف���رض احرتام���ه وتطبيق���ه بدق���ة‬ ‫والتزام‪, .‬يعطي للمس���تثمرين مجيعا ثقة يف‬ ‫اس���تقرار املن���اخ االقتصادي ويش���جعهم على‬ ‫إقامة املشاريع جبميع انواعها‪.‬‬ ‫مقرتح بشأن هويّة االقتصاد الليبيأى النظام‬ ‫االقتصادي املناسب‬ ‫مضمون االقتصاد اللييب ‪-:‬‬ ‫‪.1‬نظ���ام رأمسال���ي حر يق���وم عل���ى اقتصاد‬ ‫الس���وق ‪ .‬يق���وم على اح�ت�رام وصيان���ة امللكية‬ ‫املادي���ة والفكرية وأن تكون للملكية قدس���ية‬ ‫دس���تورية ‪.‬ويف حال���ة نزع امللكي���ة ألي عقار‬ ‫الغ���راض املنفع���ة العام���ة املطلق���ة‪ ،‬تلت���زم‬ ‫الدولة بتعويض مالك العقار بالس���عر العادل‬ ‫عن ممتلكاته اليت اخذت منه للسبب املذكور‪.‬‬ ‫‪.2‬مراعاة البعد االجتماعي وحمدودي الدخل‬ ‫واملعاق�ي�ن واخلدم���ات الصحي���ة والتعليمية‬ ‫لتحسني املس���توى املعيش���ي للمواطن ‪ .‬وذلك‬ ‫باملس���اهمة يف يف إع���ادة نظ���ام التأم�ي�ن‬ ‫االجتماع���ي ال���ذي يق���دم الرعاي���ة الصحية‬ ‫والتعوي���ض النقدي يف حالة املرض أو العجز‬

‫الدائ���م واملع���اش التقاعدي‪ .‬وذل���ك ّ‬ ‫ألن نظام‬ ‫الطاغيي���ة الغ���ى نظ���ام التأم�ي�ن االجتماعي‬ ‫وقض���ى عليه قض���اءاً تاما بتحويل���ه اىل نظام‬ ‫للتقاع���د فق���ط ‪ ،‬وف���رض التأم�ي�ن الصحي‬ ‫كنظ���ام بدي���ل ‪ ،‬وه���و نظ���ام ش���به اختياري‬ ‫مقابل إشرتاكات إضافية من صاحب العمل‬ ‫والعامل وهو مشروع جتاري حمض ال يرقى‬ ‫اىل نظام التأمني االجتماعي بأي حال ‪.‬‬ ‫‪.3‬متابع���ة األس���عار بدقة ووضع تش���ريعات‬ ‫واج���راءات ش���فافة وعادل���ة لطرق التس���عري‬ ‫والؤرقاب���ة علي���ا وتطوي���ر تش���ريعات فعال���ة‬ ‫للمنافس���ة ومن���ح االحت���كار وتش���جيع أو‬ ‫تفعيل مجعيات محاية املس���تهلك واالستعانة‬ ‫بتجارب االخرين يف هذا اجملال‪.‬‬ ‫‪.4‬وضع تشريع حيدد إجراءات علمية ف ّعالة‬ ‫للتأك���د من اجل���ودة ومن وج���ود مواصفات‬ ‫مأمون���ة ال تض���ر بالصح���ة وحتاف���ظ عل���ى‬ ‫سالمة البيئة ‪.‬‬ ‫‪.5‬أن تتولىّ الدولة اس���تكمال مشاريع البنية‬ ‫التحتية للمرافق واالستشفاء والتعليم‪.‬‬ ‫‪.6‬أن تبادر الدولة بتكوين املشاريع الصناعية‬ ‫واخلدمي���ة الضخمة واليت حتتاج اىل رؤوس‬ ‫أم���وال ضخم���ة وخ�ب�رات خاص���ة ومكلف���ة‬ ‫به���دف حتقي���ق تكام���ل اقتصادي يف الس���وق‬ ‫احملل���ي ‪ ،‬ودع���وة القطاع اخلاص للمس���اهمة‬ ‫واملش���اركة يف هذه املش���اريع يف ظ���ل مراعاة‬ ‫حلق���وق االقليات من محلة االس���هم وتعديل‬ ‫القان���ون التج���اري باضاف���ة نص���وص تصون‬ ‫حقوق تلك االقليات‪.‬‬ ‫بعد حتدي���د هوية االرقتصاد اللييب س���يكون‬ ‫من امللزم ومن الس���هل على احلكومة الليبية‬ ‫أن تض���ع السياس���ات االقتصادي���ة واملالي���ة‬ ‫والنقدية واالدارية املناسبة وفقا لذلك‪.‬‬ ‫وس���يظل موض���وع حتدي���د هوي���ة اإلقتص���اد‬ ‫اللييب ه���و أحد التحديات اهلام���ة اليت تواجه‬ ‫الليبي�ي�ن مجيعا بكافة أجهزتهم التش���ريعية‬ ‫والتنفيذية النه س���يواجه جتاذبات سياس���ية‬ ‫لكيانات ي ّود بعضها أن يفرض نفسه ويفرض‬ ‫رؤاه وتصوراته بشأن الشأن االقتصادي ‪،‬على‬ ‫حساب طموحات الشعب اللييب العظيم ‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 27 ( - ) 81‬نوفمبر ‪ 3‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫بئـر الدكتاتوريـة العفنة‪..‬؟‬

‫وفرح عرب الربيع العربي بأمريكا !‬

‫عـلى الرفــاعىزوبـــى‬ ‫•مقتل السفري ؟‬

‫مل���اذا كل ه���ذا الع���داء وكل ه���ذه املظاهرات‬ ‫ف���ى دول الربي���ع العربى‪،‬والت���ى أس���همت أمريكا‬ ‫يف حتريره���ا‪ ..‬علـــ���ى حد قول وزي���رة اخلارجية‬ ‫األمريكي���ة هي�ل�اري كلينت���ون‪..‬؟‪ .‬بداي���ة كان‬ ‫م���ن املمكن هلذه األح���داث العنيفة‪،‬مبا فيها مقتل‬ ‫الس���فري األمريك���ي يف بنغ���ازي أن حت���دث دومن���ا‬ ‫ظه���ور الفيل���م املس���يء للرس���ول(صلى اهلل علي���ه‬ ‫وس���لم)‪ ،‬وكان من املمكن أن حي���رك هذا العنف‬ ‫الكام���ن أى حم���رك آخر‪،‬وذل���ك ألن املنطقة متـر‬ ‫حبال���ة ضب���اب الثورة‪،‬وه���و ش���يء أش���به بضباب‬ ‫احل���روب الذى تت���وه معه احلقائ���ق ويقتل الناس‬ ‫بعضهم بعضا دومنا متييز بني عدو وصديق‪.‬‬ ‫للث���ورات فرتة ضباب مثله���ا مثل احلروب‪،‬يقتل‬ ‫فيه���ا الصدي���ق صديق���ه دومن���ا قصد‪،‬وحن���ن فى‬ ‫تلك الفرتة فى دول الربي���ع العربى‪،‬فالثورات فى‬ ‫دول الربي���ع عمل مل يكتم���ل بعد‪،‬كما أن مرض‬ ‫الديكتاتوري���ة متجذر مل ي�ب�رأ منـــــه ال من هزموا‬ ‫وترك���وا املناص���ب‪ ..‬وال م���ن تولوه���ا ومتكنوا من‬ ‫احلكم‪!!...‬‬

‫ديكتاتوري���ة دول الربي���ع العربى كانت أش���به‬ ‫ببئ���ر عفنــ���ة مغلقة‪،‬ه���ذا اذا اخرتن���ا تعب�ي�را أقل‬ ‫قبحا‪،‬وم���ا أن فتح���ت حت���ى طفت على الس���طح‬ ‫كل الطحال���ب وكل العطن‪ .‬وما نش���اهده اآلن‬ ‫هو أن الس���اقية تدور وتغرف م���ن مياه هذه البئر‬ ‫العطنة وخترجها اىل السطح‪ ..‬ومازال يف الـــــبئر‬ ‫عفـــــــــــــ���ن كث�ي�ر مطلوب رفع���ه حتى نصل اىل‬ ‫املي���اه الصافية‪،‬وه���ذا أم���ر يتطل���ب وقت���ا طويال‬ ‫وصعبا‪..‬حبي���ث جي���ب أن نع���ود أنفس���نا عل���ى أن‬ ‫القادم ولس���ـــــنوات س���يتكون ومن نفس العطن‪..‬‬ ‫فلن تتحسن األحوال حتى خيرج أسوأ ما فى بئر‬ ‫الديكتاتورية ‪ .‬وما نراه اآلن وما ســـنراه لفرتة هو‬ ‫مزيد من العفن ‪.‬‬

‫•فوه��ة البئر‪..‬تزي��د من انتش��ار رائحة‬ ‫العــــطن……!!‬

‫هن���اك حمركات أخرى‪،‬غ�ي�ر جمرد فتح فوهة‬ ‫البئر‪..‬تزيد من انتشار رائحة العــــطن‪ ،‬وأول هذه‬ ‫احمل���ركات تلك الفج���وة الكبرية ب�ي�ن التوقعات‬ ‫التى كانت لدى الش���باب م���ن الثورات وحجم ما‬ ‫حصلوا عليها منها ‪ .‬تلك الفجـــــوة هي اليت تؤدى‬ ‫اىل احباط���ات ويأس مرير‪ ..‬هي حمرك سياس���ي‬ ‫للعن���ف‪ ،‬وه���ى باقي���ة س���ـــــــواء ان احمل���رك فيلما‬ ‫معادي���ا لإلس�ل�ام أو أى حم���رك آخـر‪..‬فالن���اس‬ ‫يبحثون عن ذريعة ليقـــولوا للعامل أنهم ظلــــــموا‬ ‫وأن نتيجة هذه الثورات مل تلب طموحاتهم‪..‬هناك‬ ‫أيض���ا الفج���وة بني رؤية الش���باب الذي���ن ميثلون‬ ‫أغلبي���ة الس���كان‪ ،‬والش���ــــــيوخ الذي���ن حيكمون‪..‬‬ ‫فه���ذا جيل وذاك جي���ل آخر‪..‬وبينهم���ا أجيـال‪..!!..‬‬ ‫بعد املس���افة بني جيل األحف���اد احملكومني‪،‬وجيل‬ ‫األج���داد احلاك���م جيعله���م يتحدث���ون لغة غري‬ ‫اللغ���ة‪ ،‬ورغ���م أنه���م مجيـــــعه���م يتحدثون‪،‬ف���ان‬ ‫لغــــة األجـــــداد بالنسبة لألحفاد‪،‬تبدو لغة ثانية‬ ‫غريبة كاللغة االجنليزية أو الفرنس���ية‪ ..‬ورمبا‬ ‫ل���واردت الدقــــة هي أقرب اىل اللغـــــــة الربتغالية‬ ‫منها اىل االجنليزية‪..‬وفـى غياب لغة مش�ت�ركة‬ ‫للتواصل س���نراه فى الفتــــــرات القـــــــادمة مزيدا‬ ‫من الصــخب والعنف املمنهج ‪.‬‬

‫•الفجـــوة الثقافية بني املسلمني بعضهم‬ ‫بعضا أعمق بكثري‪...‬‬

‫يتح���دث الع���امل ع���ن تلك الفج���وة احلضارية‬

‫بني الش���رق والغرب‪ ،‬بني الغرب واإلس�ل�ام‪ ..‬لكن‬ ‫الفجـــ���وة الثقافي���ة بني املس���لمني بعضهم بعضا‬ ‫أعمق بكثري من تلك املوجودة بني الشرق والغرب‪،‬‬ ‫وه���ذه أزم���ة ضاري���ة مل مينحها البع���ض الوقت‬ ‫الكاف���ى لفهمه���ا بعد‪ .‬ومع ذلك ال جي���ب التقليل‬ ‫من حجم الغضبة اليت آثارها الفيلم املس���ــــــــــــيء‬ ‫فى نفوس كل املسلمني الصاحل منهم والطاحل‪..‬‬ ‫فه���ذا يب���دو كس���لك كهربائ���ي مكش���وف متى‬ ‫ملــــسه أشــــــتعل احلريق‪ ،‬وعلى الغرب وعــى هذه‬ ‫احلقيقة وعدم االستخفاف بهــا ‪.‬‬ ‫واهـ���م من يتصور أن الثورات انتهت بهروب زين‬ ‫العابدين بن على من تونس‪ ،‬أو تنحى مبارك من‬ ‫احلك���م‪ ،‬أو موت القذايف وذهابه ملزبلة التاريخ‪ .‬يف‬ ‫ثورات الربي���ع العربي هي تقليب لعطن قديم يف‬ ‫تل���ك البلدان ستس���تمر تبعاته لف�ت�رة طويلة من‬ ‫العمــر‪..‬‬ ‫عنــدم���ا قت���ل الدج���ال الق���ذايف‪ ،‬مسع���ت أن‬ ‫هن���اك عادات لقبائ���ل أفريقية ف���ى دفــن األرواح‬ ‫الــش���ريرة‪ ،‬حيث ان���ه يف حالة موت روح ش���ريرة‬ ‫ك���روح القذايف يس���حب امليت م���ن قدميه ومير‬ ‫بأهل���ه فى طرق ملتـــــــوي���ة حتى ال تعرف الروح‬ ‫الش���ريرة طريقها اىل البلدة م���رة أخرى‪ ..‬ويزرع‬ ‫الطريق م���ن القرب اىل البيت باألش���واك زيادة يف‬ ‫احليطة واحل���ذر‪ ..‬هكذا يقولون ‪،‬وبكل أس���ف مل‬ ‫تس���حب الديكتاتورية من أقدامها من أجل قربها‬ ‫بعي���دا‪ ،‬ويب���دو أنها عرف���ت الطريق م���رة أخرى‬ ‫لتعود األرواح الش���ريرة اىل األماكن ذاتها وتبدأ‬ ‫دورة العنف مرة أخــرى ‪.‬‬ ‫ج���زء م���ن مش���كلة دول الربي���ع العرب���ي ه���و‬ ‫أن األع�ل�ام ف���ى ه���ذه ال���دول م���ازال ه���و أع�ل�ام‬ ‫التهيي���ج(‪ .)Mobilization-Media‬اعـ�ل�ام‬ ‫عل���ى حال���ه كم���ا كان أي���ام الديكتاتوري���ة‪،‬‬ ‫وظيفته األساس���ية أم���ا تهييج املش���اعر أو تربير‬ ‫أفعــــ���ال احلاك���م‪ ،‬ومل ينتق���ل بع���د اىل اع�ل�ام‬ ‫األخب���ار واملعلومة كما هو احلال يف بلدان العامل‬ ‫احلـــ���ر‪ ..‬كم���ا رأينا وش���اهدنـــا يف قص���ة الفيلم‬ ‫املس���يء ملشاعر املسلمني‪ ،‬حيث أن قناة تلفزيونية‬ ‫عرض���ت ج���زءا م���ن الفيل���م‪ ،‬وق���ام أح���د الدعاة‬ ‫املش���هورين بتأجيج الغضب وتهييج املش���اعر بعد‬ ‫كل ع���رض مك���رر لتل���ك الدقائق القاس���ية من‬ ‫فيل���م منــح���ط أقـ���رب اىل اف�ل�ام الوثائقي���ة ومل‬

‫تق���ل تل���ك القناة للن���اس متى أنتج الفيلم س���يء‬ ‫الس���معة‪ ،‬ومن أخرجـــــ���ه‪ ،‬وفى أى ظروف‪ ،‬فقط‬ ‫تعالت الصيحات من أجل نصـــــــرة ديـن اهلل كما‬ ‫يتص���ور دعـ���اة الفضـائي���ات‪ ،‬لينطلق الش���باب يف‬ ‫الش���وارع حاملني قنابلهم اليدوية‪ ،‬مشعلني النار‬ ‫فيما يرونه أمامهم‪ ،‬وه���ذا نوع من األعــــــــالم هو‬ ‫جزء من العفن الذى ينضح من بئر الدكتاتورية‬ ‫واليت كان���ت مقفلة بأحكام قبل ث���ورات الربيع‬ ‫العربي‪ ،‬وحتى خيرج ما يف بئر األعالم من عطن‬ ‫ونص���ل اىل اعالم املاء الصايف أو املعلومة املتميزة‪،‬‬ ‫فسنرى من ذلك الكثري‪ ،‬ولنعد أنفسنــا لذلك‪..‬‬

‫•دول الربي��ع العرب��ي تقــــ�ترب م��ن‬ ‫الـــــدول الفاشلة‬

‫املش���كلة الثاني���ة واألك�ب�ر ه���ي أن دول الربيع‬ ‫العرب���ي‪ ،‬وال�ت�ي مت���ر مبرحل���ة ضب���اب الث���ورة‬ ‫تقــــرتب من الـــــدول الفاش���لة أكثر من كونها‬ ‫دوال يف حال حت���ول اىل الدميقراطية احلقيقية‬ ‫كم���ا يدع���ى البع���ض‪ ،‬فه���ي يف معظمهــــ���ا دول‬ ‫هش���ـة كان���ت حتك���م باالنطباع���ات ولي���س‬ ‫باحلقائ���ق‪ ،‬فم���ن كان يتص���ور أن ب���ن عــل���ى‬ ‫سيـــهرب‪ ،‬أو نظام مبارك سينهار يف مثانية عشر‬ ‫يوم���ا‪ ،‬أو أن الرئيس مرس���ى س���ينفخ يف اجمللس‬ ‫العسكري فيتبخر يف حلظات‪ ...!!..‬منور من ورق‬ ‫تتهاوى أمامنا‪ ،‬مما يشجع أي جمموعة مسلحة‬ ‫عل���ى حماولة اختبار الوضع القائ���م‪ ،‬حيث تــبدو‬ ‫امكاني���ة ازاحة أي فرد عن احلك���م واردة‪ ،‬ألن ما‬ ‫كان يق���ال عن���ه نظام ق���وى يف الس���ابق تهــاوى‬ ‫أم���ام أع�ي�ن الن���اس يف س���اعات‪ ،‬اذن كل ش���يء‬ ‫ممكن‪ ..‬ممك���ن االنقالب على اإلخ���وان يف مصر‪،‬‬ ‫وعلى النهض���ة يف تونــس‪ ،‬وعلى النظ���ام الوليــد‬ ‫يف ليبيـــا‪..!!..‬مامل نتحــوط ونرتك اجليش يس�ي�ر‬ ‫يف مس���اره الطبيعي ليقع حتت لوائه كل حامل‬ ‫سالح‪ ..‬والش���رطة تقوم بواجبها‪ ..‬والقانون يأخذ‬ ‫جمــراه‪ ..‬والنائب العام يكون سيد القانون‪..‬‬ ‫ومم���ا يف���وت عل���ى النش���طاء يف دول الربي���ع‬ ‫العرب���ي‪ ،‬ه���و أن هذه األح���داث وه���ذه املظاهرات‬ ‫وه���ذا العنــــ���ف حي���دث يف س���ياق عامل���ي معق���د ‪.‬‬ ‫نرجس���ية الث���ورة جتع���ل البع���ض يق���رأ األم���ور‬ ‫من منظ���ور حملى فقط‪ ،‬لكن األم���ور يف أمريكا‬ ‫علـــى س���بيل املث���ال ال تقرأ بالطريق���ة اليت يريد‬ ‫“اإلخ���وان” قراءته���ا بها من القاه���رة وجمموعة‬ ‫أخــــــــ���رى م���ن بنغ���ازي‪ .‬فعندم���ا ترف���ع أع�ل�ام‬ ‫“القاع���دة” الس���وداء عل���ى الس���فارة يف القاه���رة‪،‬‬ ‫ويقتل الس���فري األمريكي يف بنغ���ازي يف ذكرى‬ ‫احل���ادي عش���ر من س���بتمرب‪ ،‬ف���ان األمريكيني ال‬ ‫يرون الفيلم املسيء ملش���اعر املـــــــسلمني‪ ،‬لكــــنهم‬ ‫ي���رون صــــ���ورا أخ���رى‪ ..‬ي���رون الطائ���رات وه���ى‬ ‫تدخ���ل برج التج���ارة العاملـــــي وحتول���ه ومن فيه‬ ‫اىل كــــ���رة م���ن هلب‪ ..‬ي���رون الرهائن يف طهران‬ ‫وصورة السفري األمريكي املقتول يف بنغازي‪ ،‬وما‬ ‫أش���يــــع حـــــــــوهلا من شائعات‪ .‬فكما كان اغتيال‬ ‫أمحد ش���اه مس���عود يف افغانس���تان نذيرا بأحداث‬ ‫احلادي عش���ر من س���بتمرب اليت هـزت العامل‪ ،‬فان‬ ‫من ينظ���ر اىل وج���ه أوباما وهي�ل�اري كلينتون‬ ‫يف مراسم اس���تقبال جثمان السفري األمريكي ال‬ ‫تفوته مالحظة أن مقتل الس���فري هو أيضا نذيـر‬ ‫شؤم ال يقل قليال عن اغتيال أمحد شـاه مسعود‪.‬‬ ‫فــرح���ت أمري���كا كثريا بدول الربي���ع العربي‪،‬‬ ‫وفرح ع���رب الربيع العربي بأمري���كا‪ ،‬ولكن على‬ ‫م���ا يبدو ف���ان الق���ادم س���يطيل من ف�ت�رة ضباب‬ ‫الث���ورة‪ ،‬ورمب���ا ضباب احلــرب‪ ،‬بش���كل مل يكن يف‬ ‫احلـــــــس���بان عندم���ا رفعنا هذا الغط���اء عـــن بئــر‬ ‫الديكتاتــوري���ة العفنـــ���ة‪ ..‬وس���ــوريا خـــ�ي�ر دلي���ل‬ ‫ومثال عــلى ذلك‪!!....‬‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 27 ( - ) 81‬نوفمبر ‪ 3‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫‪17‬‬

‫مرحبًا بالفوضى الثورية اخلالقة !‬

‫فيصل القاسم‬ ‫صحيح أن مصطل���ح “الفوضى اخلالقة”‬ ‫أطلقت���ه للم���رة األوىل وزي���رة اخلارجية‬ ‫األمريكي���ة كوندالي���زا راي���س يف عه���د‬ ‫الرئي���س جورج ب���وش االب���ن يف حماولة‬ ‫إلعادة تش���كيل املنطقة العربي���ة وبناء ما‬ ‫يسمى بـ”الشرق األوس���ط الكبري”‪ ،‬إال أن‬ ‫املخطط ذهب أدراج الري���اح خبروج إدارة‬ ‫الرئي���س ب���وش م���ن البي���ت األبي���ض مع‬ ‫حاش���يته م���ن احملافظني اجل���دد‪ .‬وعندما‬ ‫وص���ل الرئيس أوبام���ا إىل احلكم ذهب يف‬ ‫اجتاه معاك���س الجتاه اإلدارة الس���ابقة‪،‬‬ ‫ففتح صفحة جديدة م���ع الدول العربية‬ ‫واإلس�ل�امية‪ .‬وكلن���ا يتذك���ر خطاب���ه‬ ‫الشهري للعرب من جامعة القاهرة‪ ،‬ناهيك‬ ‫ع���ن أنه بدأ يصحح الكثري من السياس���ات‬ ‫اخلارجي���ة األمريكي���ة حي���ال الش���رق‬ ‫األوس���ط‪ ،‬فس���حب جيش���ه م���ن الع���راق‪،‬‬ ‫وب���دأ يتب���ع سياس���ات أكث���ر نعوم���ة مع‬ ‫ال���دول العربية‪ .‬وقد الحظنا أن املس���اعدة‬ ‫األمريكي���ة للقض���اء عل���ى نظ���ام القذايف‬ ‫البائ���د ج���اءت تنفيذاً لق���رار دولي وبدعم‬ ‫عرب���ي كب�ي�ر‪ ،‬ودون أي تدخل عس���كري‬ ‫بري‪ ،‬حبيث اقتصرت مساعدة حلف الناتو‬ ‫لليبيني على القوة اجلوية‪ .‬ولعلنا نالحظ‬ ‫اآلن أن أمريكا حتاول أن تبقى بعيدة عن‬ ‫األزمة الس���ورية رغم املناش���دات العربية‬ ‫واإلس�ل�امية هلا للتدخل ومساعدة الثوار‬ ‫الس���وريني‪ .‬ول���و قارنا التدخ���ل األمريكي‬ ‫يف س���وريا بالتدخ���ل اإليران���ي والروس���ي‬ ‫لوجدن���ا األخريين أكث���ر ختريباً وضرراً‬ ‫وتدمرياً ونش���راً للفوضى‪ ،‬ألنهما يدمران‬ ‫وطناً وش���عباً من أجل محاي���ة نظام‪ ،‬لكن‬ ‫مع ذلك‪ ،‬مازال بعض أيتام الديكتاتوريات‬ ‫الس���اقطة واملتس���اقطة يص���ور الربي���ع‬ ‫العرب���ي عل���ى أن���ه تطبيق حريف ملش���روع‬ ‫“الفوضى اخلالقة” األمريكي القديم‪.‬‬

‫يتحج���ج القوجمي���ون الع���رب الذي���ن تب�ي�ن‬ ‫أنه���م أك�ب�ر حلف���اء الطواغي���ت يف املنطق���ة‬ ‫ب���أن الث���ورات العربي���ة يف مص���ر وتون���س‬ ‫وليبي���ا واليمن وس���وريا مل جتل���ب للمنطقة‬ ‫س���وى "الفوض���ى" ال�ت�ي وع���دت به���ا راي���س‪.‬‬ ‫ويستش���هدون باألوض���اع ال�ت�ي نتج���ت ع���ن‬ ‫الث���ورات يف بلدان الربي���ع العربي‪ .‬فهم يرون‬ ‫أن الث���ورة الليبي���ة مل تنت���ج س���وى التطاحن‬ ‫الداخل���ي والتش���ظي‪ ،‬وكأنه���م بذل���ك‬ ‫يرتمح���ون على نظام القذايف الذي مل يش���هد‬ ‫التاري���خ نظام���اً برداءت���ه وختلفه‪ .‬م���ا العيب‬ ‫يف أن يتص���ارع الليبي���ون بع���د الث���ورة إلنتاج‬ ‫نظام جديد؟ أليس الصراع السياس���ي هو لب‬ ‫الدميقراطية وأساس���ها؟ أال تبدو ليبيا خلية‬ ‫حن���ل سياس���ية عظيمة حليويتها ونش���اطها‬ ‫وتصارعه���ا اإلجياب���ي؟ هل يري���د املرتمحون‬ ‫على أنظمة الطغيان الس���اقطة واملتس���اقطة‬ ‫أن يع���ود الق���ذايف ليع�ي�ن احلكوم���ة ورئيس‬ ‫وزرائها مبكاملة هاتفية من خيمته السخيفة‬ ‫يف غياهب الصحراء؟ أمل يكن النظام يف ليبيا‬ ‫جم���رد مزرعة لعائلة القذايف ومن حوله من‬ ‫مرتزق���ة ومأجورين؟ أليس هو مؤش���ر رائع‬ ‫أن تس���تغرق عملية انتخاب احلكومة الليبية‬ ‫اجلديدة أشهراً بس���بب التصارع الصحي بني‬ ‫الق���وى الدميقراطية الصاعدة؟ أال يعين هذا‬ ‫أن احلكومة الليبية من اآلن فصاعداً ستعمل‬ ‫ً‬ ‫فع�ل�ا من أجل الش���عب ال من أج���ل من كان‬ ‫يعينه���ا يف الس���ابق م���ن خيمت���ه؟ أال جيع���ل‬ ‫الص���راع الذي رافق عملية تش���كيل احلكومة‬ ‫الليبي���ة كل وزي���ر فيه���ا يعد للعش���رة قبل‬ ‫أن خيط���ئ الحقاً حبق الش���عب ال���ذي اختار‬ ‫احلكومة واجمللس الوطين العام الذي أشرف‬ ‫على تشكيلها؟‬ ‫صحيح أن بعض اجلماعات املس���لحة حاولت‬ ‫إفس���اد املش���هد بع���د الث���ورة يف ليبي���ا ببعض‬ ‫األفع���ال الطائش���ة‪ ،‬لك���ن حتى تل���ك األفعال‬ ‫ه���ي نتيج���ة طبيعية‪ ،‬ف�ل�ا ميكن أن تس���تقر‬ ‫األم���ور يف أي بل���د مبج���رد أن تض���ع الث���ورة‬ ‫أوزاره���ا‪ ،‬فم���ن الطبيع���ي أن يلجأ أي ش���عب‬ ‫خارج م���ن حتت ربق���ة الطغيان واالس���تبداد‬ ‫املزمن إىل بعض التصرف���ات املنفلتة حبجة‬ ‫أنه أصبح حراً‪ .‬الش���ك أنه تفكري غري س���ليم‪،‬‬ ‫لكن الدميقراطية عملية تدرجية‪ ،‬والش���ك‬ ‫أن اجلمي���ع س���يتعلم اللعب���ة الحق���اً حتى لو‬ ‫حصلت بع���ض األخطاء الصغ�ي�رة والكبرية‪.‬‬ ‫ف�ل�ا ننس���ى أن الق���ذايف مل ي���ورث الليبي�ي�ن‬ ‫أجه���زة أم���ن أو جيش���اً وطنياً حيم���ي البالد‬ ‫م���ن الفوضى واالنقس���ام‪ ،‬فقد كان جيش���ه‬ ‫عبارة عن ميليش���يا خاصة وكذلك أجهزته‬ ‫األمني���ة العائلية‪ .‬هلذا تعاني ليبيا بعد الثورة‬ ‫م���ن بعض مظاه���ر الفوض���ى‪ ،‬لكن م���ع بناء‬ ‫جيش وأجهزة أمن جديدة الحقاً س���تختفي‬ ‫الفوضى‪ ،‬ول���ن يعد مبقدور أح���د أن يطالب‬ ‫باالنفصال‪ .‬وال ننس���ى أيضاً أن النظام البائد‬ ‫كان حيكم البالد على أس���اس قبلي وجهوي‬ ‫متخل���ف عل���ى مبدأ "ف���رق تس���د"‪ ،‬مما جعل‬ ‫الش���عب يتش���ظى قلي ً‬ ‫ال ويتصارع بعد الثورة‬ ‫على أس���س بدائي���ة‪ .‬وما أح���داث منطقة بين‬ ‫الولي���د إال مث���ال ص���ارخ على اإلرث الفاس���د‬ ‫الذي ورثه القذايف للشعب اللييب‪.‬‬ ‫أضحكين كثرياً أح���د "املتفذلكني" من أعداء‬

‫الربي���ع العربي عندم���ا قال‪":‬انظ���روا كيف‬ ‫خرب���ت تونس بعد س���قوط نظام اب���ن علي"‪،‬‬ ‫وكأن���ه يرتحم على عهد الفس���اد واإلفس���اد‬ ‫والظلم‪ .‬هل يعقل أن يريد بعض القوجميني‬ ‫واملتضرري���ن من الث���ورات أن يع���ود عهد ابن‬ ‫علي والقذايف ومب���ارك وعلي عبد اهلل صاحل‬ ‫جمل���رد ح���دوث بع���ض الفوض���ى البس���يطة‬ ‫والطبيعي���ة بع���د الربيع العربي؟ ما املش���كلة‬ ‫يف أن يتص���ارع العلماني���ون واإلس�ل�اميون‬ ‫والس���لفيون يف تون���س؟ م���ن الطبيع���ي حتى‬ ‫أن تظه���ر مجاع���ات متطرف���ة يف العه���د‬ ‫الدميقراطي ألن الس���احة أصبحت مفتوحة‬ ‫للجميع كي يتنافس���وا على السلطة بعد أن‬ ‫كانت حكراً على الطواغيت وأذنابهم‪.‬‬ ‫ق���د ينتقد البعض الوضع يف تونس ألنه أفرز‬ ‫مجاع���ات س���لفية متطرف���ة‪ ،‬لكن م���ا العيب‬ ‫يف أن تظه���ر مث���ل تل���ك اجلماع���ات حتى لو‬ ‫اختل���ف الكث�ي�رون معه���ا؟ أليس���ت صنادي���ق‬ ‫االقرتاع هي احلكم األول واألخري‪ ،‬وليتصارع‬ ‫اجلميع والش���عب هو ال���ذي خيتار من يريد؟‬ ‫أليس ما حيصل يف تونس من تصارع مسألة‬ ‫طبيعي���ة وصحي���ة ج���داً؟ ألي���س ما نش���هده‬ ‫ه���ي فوضى خالق���ة محي���دة إذا كان هناك‬ ‫فوض���ى ً‬ ‫فع�ل�ا؟ أمل يتطاحن الغربي���ون ملئات‬ ‫الس���نني قبل أن يبنوا أنظمتهم الدميقراطية‬ ‫العظيم���ة؟ أال تتص���ارع القوى السياس���ية يف‬ ‫البل���دان الدميقراطي���ة ال�ت�ي حترتم نفس���ها‬ ‫عل���ى املب���دأ القرآني العظيم‪" :‬ول���وال دفع اهلل‬ ‫الناس بعضهم ببعض لفس���دت األرض" ملاذا‬ ‫يري���د بع���ض القوجمي�ي�ن لبالدن���ا أن تبقى‬

‫كالبحريات الس���اكنة املليئة باملياه اآلسنة‬ ‫حبجة حفظ األمن واالستقرار؟ متى يدرك‬ ‫ه���ؤالء الكذاب���ون واألفاق���ون أن االس���تقرار‬ ‫الدائ���م ش���عار يصل���ح فق���ط ألب���واب املقاب���ر‬ ‫كما يقول أخونا عزت س���يد أمحد يف كتاب‬ ‫به���ذا العنوان؟ ملاذا ال نقول إن املش���اكل اليت‬ ‫تعاني منها بلدان الربيع العربي بعد الثورات‬ ‫ليست من نتاج الثورات‪ ،‬بل من نتاج األنظمة‬ ‫الساقطة اليت قلبتها الثورات؟ واألمر مسألة‬ ‫وقت‪ ،‬وس���تقوم األنظم���ة اجلديدة بتصحيح‬ ‫األوض���اع ومعاجل���ة الفوضى غ�ي�ر احلميدة‬ ‫ال�ت�ي ظه���رت بع���د الربي���ع الث���ورات‪ ،‬أيه���ا‬ ‫القوجمي���ون‪ ،‬ال تدمر األوط���ان‪ ،‬بل حتييها‪،‬‬ ‫أم���ا الذين يدمرون األوطان فهم أس���يادكم‬ ‫الذين يري���دون أن يبقوا يف احلكم حتى على‬ ‫حطام وأشالء األوطان‪.‬‬ ‫أمل خت���ط مص���ر املتح���ررة م���ن الطغي���ان‬ ‫خط���وات عظيم���ة بع���د الث���ورة خ�ل�ال فرتة‬ ‫وجيزة؟ ه���ل يعقل أن نرج���م الربيع العربي‬ ‫بأكمل���ه‪ ،‬ونس���تخدم ضده أق���ذع األوصاف‪،‬‬ ‫ونصف���ه بالفوض���ى اهلالك���ة‪ ،‬وباملؤام���رة‬ ‫الكونية السخيفة فقط للحفاظ على النظام‬ ‫الس���وري من الس���قوط‪ ،‬وتربير س���حق ثورة‬ ‫الش���عب الس���وري العظيمة باحلدي���د والنار؟‬ ‫ألي���س كل الذي���ن يع���ادون الربي���ع العربي‬ ‫ه���م م���ن مرتزق���ة النظ���ام الس���وري وبقاي���ا‬ ‫"القوجميني والعلماجنيني" املزعومني الذين‬ ‫س�ت�رميهم الث���ورات يف مزبل���ة التاري���خ غري‬ ‫مأسوف عليهم مهما طال الزمن ‪...‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 27 ( - ) 81‬نوفمبر ‪ 3‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫ملاذا هكذا حنن؟‬ ‫كان امتحان���اً عس�ي�راً ‪ ،‬اس���تدرج إلي���ه املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي ‪ ،‬ليحاك���م املص���ارف ‪ ،‬بقان���ون النزاهة‬ ‫والع���زل ‪ ،‬وكادت املأس���اة تطي���ح بالدميقراطية‬ ‫وحري���ة ال���رأي ‪ ،‬إن مل أق���ل بوض���ع الفتيل فوق‬ ‫خزان البارود‪.‬‬ ‫إذ ال تصوي���ت وال ش���ورى فيم���ا ح��� ّرم اهلل ‪ ،‬يف‬ ‫تصنيف دار اإلفتاء اليت ال مع ّقب عليها ‪ ،‬وحنبلية‬ ‫التك ّتل دعوة للخروج على النظام ‪ ،‬تو ّلتها املنابر ‪،‬‬ ‫كعمل عاجل من آثار الطاغية حرمه اهلل‪.‬‬ ‫* اجلمع���ة ‪ 2‬حم���رم ‪ ،‬طغ���ت املص���ارف عل���ى‬ ‫ذك���ر اهلج���رة النبوية ‪ ،‬ومن ف���وق أضخم منرب‬ ‫وعل���ى العديد م���ن املكربات عل���ى منارتني ‪ ،‬كان‬ ‫التهوي���ل والتضلي���ل والتكب�ي�ر اجلماع���ي حب���دة‬ ‫تدع���و إىل اإلش���فاق على هذا اإلم���ام وهذا ديدنه‬ ‫ليقول اآلن تكبريكم وصل باب العرش‪.‬‬ ‫كان���ت محل���ة الكتل���ة الربملاني���ة ضرب���اً يف‬ ‫غ�ي�ر مضرب ‪ ،‬ذل���ك أن القانون رق���م ‪1972/74‬‬ ‫بتحري���م رب���ا النس���يئة يف املعام�ل�ات املدني���ة‬ ‫والتجاري���ة ب�ي�ن األف���راد ‪ ،‬أخ���ذاً مبا انته���ت إليه‬ ‫اللجن���ة العلي���ا ملراجع���ة التش���ريعات ال�ت�ي على‬ ‫رأس���ها الش���يخ حمم���د أب���و زه���رة ‪ ،‬وعوض���اً عن‬ ‫الفائدة نصت املادة السابعة منه على حبس املدين‬ ‫املماط���ل حتى ي���ؤدي الدين ‪ ،‬اجلري���دة الرمسية‬ ‫‪ 72/37‬مع مذكرة إيضاحية من ‪ 20‬صفحة ‪.‬‬ ‫* مث���ل أمام قراق���وش الدائن واملدين املماطل‬ ‫الذي تعل���ل بعدم مقر معل���وم للمدّعي ‪ ،‬ويطلب‬ ‫حبسه حتى إذا ما ايس���ر جيده ‪ ،‬ولقراقوش حكم‬ ‫ض���د امل ّته���م بإجه���اض احلبل���ى ضرب���اً ‪ ،‬بإيوائها‬ ‫واإلنف���اق عليه���ا وإعادته���ا إىل ما كان���ت عليه ‪،‬‬ ‫تطبيقاً للعدالة االنتقالية ‪.‬‬ ‫* يف الش���رائع الغاب���رة للدائ���ن حق اس�ت�رقاق‬ ‫مدينه ‪ ،‬أو بيعه استيفاءاً للدين ‪.‬‬ ‫* وجاء اإلسالم بتحريم ربا النسيئة ‪ ،‬انتظرني‬ ‫‪ ،‬ليق���ول ملدينه ‪ :‬إما أن تقضي وإما أن تربي ‪ ،‬جاء‬ ‫منعاً الس���تغالل ذوي احلاجة للتص���دّق عليهم ‪،‬‬ ‫املاس���ة للمعيش���ة كضرورة‬ ‫مبفهوم أن احلاجة ّ‬ ‫ينبغي أال يس���تفيد املرابي م���ن ورائها ‪ ،‬وهو الذي‬ ‫يف ماله حق معلوم للسائل واحملروم ‪،‬‬ ‫ومن جانب آخر ‪ ،‬إن تنمية املال وزيادته بهذه‬ ‫املعاملة السائدة قبل اإلسالم ‪ ،‬عقيمة ‪.‬‬ ‫وقد جاء التوكي���د يف حجة الوداع مكرراً‪( :‬أال إن‬ ‫ربا اجلاهلية موضوع)‪.‬‬ ‫يس���تقيم هذا مع وص���ف قيام املراب�ي�ن بالتخّبط‬ ‫للتهويل يوم القيام���ة ومبفهوم عملي ملموس ‪،‬‬ ‫الطمع واجملازف���ة ‪ ،‬خماطرة برأس مال املقامر ‪،‬‬ ‫إذا م���ا أفلس املدين ألية جائحة أو كارثة وصار‬ ‫معدماً ‪ ،‬فرأس مال املرابي يف خرب كان يس���توي‬ ‫مع مدينه ‪ ،‬تش���بيهاً مبن يتخبطه الش���يطان من‬ ‫امل���س ‪ ،‬وهو اجلن���ون والصرع (م���ن راح ماله طار‬ ‫عقله) ‪.‬‬ ‫وقي���ل اإلث���م مش�ت�رك ‪ ،‬وه���و يف حالة اإلقدام‬ ‫على االس���تدانة احتيا ً‬ ‫ال لعلم���ه بعجزه عن الوفاء‬ ‫أو مع علم املرابي بإنفاقها يف احملرمات‪.‬‬ ‫* ليبقى الربا احمل ّرم ش���رعاً هو ربا النس���يئة ‪،‬‬ ‫يستغل املرابي حاجة مّلحة ضرورية ‪ ،‬ال للرتف‬ ‫(ولتسئلن يومئذ عن النعيم)‪.‬‬ ‫ما عداه غلو يف الدين وش���طط ‪ ،‬وحتريم ما أحل‬ ‫فثم‬ ‫اهلل فيم���ا هو خ�ي�ر للعباد ‪ ،‬وحي���ث املصلحة ‪ّ ،‬‬ ‫شرع اهلل ‪ ،‬وأنتم أعلم بشئون دنياكم ‪.‬‬ ‫* م���ؤدى ه���ذا ‪ ،‬أمي���ا اق�ت�راض م���ن أي كان‬ ‫بالرضا ‪ ،‬ين���درج حتت التعاقد املباح ‪ ،‬واملس���لمون‬ ‫عند شروطهم ‪ ،‬وأمروا بالوفاء بالعقود وبالعهود ‪.‬‬ ‫(ي���ا أيه���ا الذي���ن آمنوا ال تأكل���وا أموالك���م بينكم‬ ‫بالباطل إال أن تكون جتارة عن تراض منكم) ‪29‬‬ ‫النساء‪.‬‬ ‫والتجارة ربح وخس���ارة ‪ ،‬والفائدة مشروعة ‪،‬‬ ‫فالغنم بالغرم شرعاً ‪.‬‬

‫سليمان عوض الفيتوري‬ ‫وم���ن املتفق عليه جواز كل ما فيه مصلحة دون‬ ‫ض���رر ألحد ‪ ،‬وحت���ى الضرورة تبي���ح احملظورة ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫عق�ل�ا وواقعاً ‪ ،‬وه���ي أمور بالفط���رة ‪( ،‬فطرة اهلل‬ ‫اليت فطر الناس عليها)‪ 30‬الروم ‪( ،‬هو اجتباكم‬ ‫وما جعل عليكم يف الدين من حرج) آخر احلج‪.‬‬ ‫وهو اس���تعمال مش���روع للحق يتفق مع الشريعة‬ ‫اإلس�ل�امية ومب���ادئ القان���ون الطبيع���ي وقواعد‬ ‫العدالة ‪.‬‬ ‫* طبيع���ة أعم���ال املص���ارف ه���ي ل���ب وهدف‬ ‫اإلس�ل�ام يف أن املؤمن القوي خ�ي�ر من الضعيف ‪،‬‬ ‫فعمران الكون تقتضيه حاجة البش���ر ‪ ،‬واإلس�ل�ام‬ ‫نظام���ه رأمسالي ‪ ،‬ونصف الرزق جتارة مارس���ها‬ ‫الرس���ول (صلع���م) ‪ ،‬وبواس���طة التج���ار انتش���ر‬ ‫اإلسالم ‪.‬‬ ‫ويف العص���ر احلدي���ث ‪ ،‬ال جت���ارة وال صناعة وال‬ ‫زراعة وال إنتاج بدون مصارف ‪ ،‬وهي يف حد ذاتها‬ ‫يف تعري���ف القانون جتارة ‪ ،‬بل وال عالقات دولية‬ ‫خ���ارج نط���اق املص���ارف ‪ ،‬مبعن���ى كل املص���ارف‬ ‫يقره���ا اإلس�ل�ام ‪،‬ع���دا جزئي���ة ربا النس���يئة اليت‬ ‫أسقطها القانون ‪ 72/74‬معتربها ربا اجلاهلية ‪.‬‬ ‫والفرق بني ذلك أن الذي يقرض القتناء س���يارة‬ ‫جدي���دة أو ليق�ت�رن تعدداً لألبهة مراس���م وبذخ ‪،‬‬ ‫أو لتحس�ي�ن الس���كن وما إىل ذلك من الكماليات ‪،‬‬ ‫فال ربا يف ذلك ‪ ،‬س���وى حاجة االحتياج الضروري‬ ‫املستغل ‪،‬‬

‫وعلي���ه فنطاق قانون حتريم ربا النس���يئة ينبغي‬ ‫أال يتج���اوز مصارف الدول���ة إىل أن يطعن عليه‬ ‫قض���ا ًء أو تلغيه ‪ ،‬وترتك األم���ر النتفاء اإلكراه ‪،‬‬ ‫فاالس���تدانة رغب���ة حرة ال تعين املص���رف ‪ ،‬إن يف‬ ‫اإلس���راف أو يف أداء العم���رة ‪ ،‬أو يف قضاء اإلجازة‬ ‫يف مصايف أوروبا‪.‬‬ ‫ول���و عرفت املصارف يف صدر اإلس�ل�ام لكتب‬ ‫عل���ى الن���اس االدخ���ار لالس���تثمار‪ ،‬كض���رورة‬ ‫حتمية ‪،‬‬ ‫فاملصارف إس�ل�امية أم مس���يحية ‪ ،‬من نعم اهلل ‪،‬‬ ‫رب العباد واهلادي إىل الرشاد‪.‬‬ ‫* فه���ذا البن���ك الدول���ي لإلنش���اء والتعم�ي�ر ل���ه‬ ‫مس���اهمات يف تسهيل واس���تثمار رؤوس األموال ‪،‬‬ ‫يف األغراض اإلنتاجية بالقروض والضمانات ‪.‬‬ ‫وهذا صندوق النقد الدولي يس���تجيب الستغاثة‬ ‫اإلخ���وان املس���لمني يف مص���ر ليمده���م بثالث���ة‬ ‫ملي���ارات لتع���م الس���يولة كل املس���تثمرين‬ ‫واملستثمرات‪.‬‬ ‫* و (طلع���ت ح���رب) ‪ ،‬مؤس���س بن���ك مص���ر‬ ‫رائ���د النهض���ة االقتصادي���ة متعددة االس���تثمار‬

‫يف الصناع���ة والزراع���ة ‪ ،‬فه���ذا هو التع���اون على‬ ‫ال�ب�ر كما ي���راه اإلمام حمم���د عب���ده (يف املنار) ‪،‬‬ ‫كحدث مل يكن حني ن���زول القرآن وحتريم ربا‬ ‫النسيئة ‪ ،‬مما يفيد (جتارة عن تراض) ‪( ،‬ال ضرر‬ ‫وال ضرار) ‪،‬‬ ‫* وه���ذا جممع البحوث اإلس�ل�امية ‪ ،‬برئاس���ة‬ ‫ش���يخ األزهر حمم���د س���يد طنطاوي يش�ي�ر إىل‬ ‫اآلي���ة (إال أن تك���ون جت���ارة عن ت���راض منكم) ‪،‬‬ ‫م���ن أن االس���تثمار يف البن���وك اليت حت���دد الربح‬ ‫‪ ،‬أو العائ���د مقدماً حالل ش���رعاً ال ش���بهة يف هذه‬ ‫املعاملة ‪ ،‬فهي من قبيل املصاحل املرس���لة وليس���ت‬ ‫م���ن العقائ���د والعب���ادات اليت ال جي���وز التغيري أو‬ ‫التبديل فيها ‪،‬‬ ‫* ويف تصني���ف املف�ت�ي للمص���ارف اإلس�ل�امية‬ ‫إج���ازة لرفع الس���عر لألج���ل ب���دل الفوائد (مش‬ ‫حرق نار مغري زلط منصبة)‬ ‫* وعلي���ه م���ن باب الس�ت�ر عل���ى املؤمتر الوطين‬ ‫جتميد موضوع املصارف إنقاذاً للبالد مما يزلزل‬ ‫أركانه���ا ‪ ،‬مع��� ّرة يف دينه���ا ودنياه���ا ‪ ،‬فالتحف���ز‬ ‫والتحري���ض عل���ى ارت���كاب احلماق���ة ‪ ،‬فأنص���ار‬ ‫الش���ريعة يف حالة تأهب إلش���عال الفتيل ‪ ،‬وحنن‬ ‫يف حال���ة حرب ‪ ،‬وه���ل س���تتمّلص دار اإلفتاء من‬ ‫اإلحياء واس���تنفار احلنبلية ‪ ،‬وإال ما معنى تداول‬ ‫م���اال ل���زوم ل���ه يف مواجه���ة حكوم���ة زي���دان مبا‬ ‫يشغلها ويشل تفكريها عن مهامها املرتقبة ‪.‬‬ ‫إن بع���ض الظ���ن إث���م ‪ ،‬غ�ي�ر أن الدالئ���ل تث�ي�ر‬ ‫تس���اؤالت من ح���ق املواطن الوق���وف على حقيقة‬ ‫اخلطوات وتوجهات املؤمت���ر ‪ ،‬وما هي األولويات ‪،‬‬ ‫فعلى سبيل املثال ‪:‬‬

‫أو ً‬ ‫ال‪ /‬دول���ة ب�ل�ا رئي���س من���ذ ‪ ، 1977/3/2‬مل‬ ‫حيظ ياس���ر عرفات بأكثر من رئيس الس���لطة‬ ‫‪ ،‬وكذلك مصطف���ى عبد اجلليل رئيس جملس‬ ‫انتقال���ي ومثله د‪ .‬املقريف مع الفارق يف ش���رعية‬ ‫االنتخاب���ات ‪ ،‬وال أظ���ن أن للمف�ت�ي س���لطة رغم‬ ‫فتواه امللزمة ‪.‬‬ ‫* أكث���ر صراح���ة ووضوح���اً ‪ ،‬ال جيوز ش���رعاً‬ ‫بقاء الدولة بال رئيس ‪ ،‬مما يعين الفراغ السياسي‬ ‫‪ ،‬لغي���اب القيادة ‪ ،‬فق���د مألها أبو بك���ر يف اجتماع‬ ‫(السقيفة) ببيعة امتداداً متوارثاً للخالفة ‪.‬‬ ‫* ويف عصرن���ا مع تط���وّر أنظمة احلك���م فهناك‬ ‫نائب وث���ان وثالث ‪ ،‬حتى قي���ل ‪( :‬مات امللك عاش‬ ‫امللك)‪.‬ولع���ل يف اغتي���ال الرئيس ج���ون كينيدي‬ ‫املث���ال احل���ي على احل���رص عل���ى ملء الف���راغ ‪،‬‬ ‫فعلى الفور أدى اليمني الدستورية نائبه ‪ ،‬لندون‬ ‫جونس���ون ‪ ،‬وه���و يف اجل���و ‪ ،‬متجه���اً إىل تكس���اس‬ ‫لتشييع اجلنازة وتقبل العزاء‪.‬‬ ‫* وبعد ما قول القائم�ي�ن باألمر فينا ؟ أين رأس‬ ‫الدول���ة ؟ م���ن خ�ل�ال بع���ض ما نش���ر ع���ن عودة‬ ‫دستور اململكة ‪ ،‬وال أظن أن االنتقالي وال الوطين‬ ‫على دراية بالشئون احمللية ‪ ،‬وما تنشره الصحف‬

‫الوطنية خالف بعض السفارات اليت تتابع اآلراء‬ ‫وترصد األحداث ‪.‬‬ ‫* وموض���وع دس���تور اململكة كالنش���يد والعلم ‪،‬‬ ‫مامل نقل بش���ريعة القذايف للغلبة بالقوة املتمثلة‬ ‫يف املال والسالح واإلعالم متعدد األوجه والقنوات‬ ‫‪ ،‬والق���وة اخلفية يف االس���تخبارات الدولية ‪ ،‬مما‬ ‫زرع الرعب والفزع يف النفوس حتى ش���ب جيل ال‬ ‫يرى وال يسمع إال ما يوحى إليه ‪ ،‬وقد قاتلوا معه‬ ‫كأبنائه ‪.‬‬ ‫يقول بعض فقهاء الدس���تور بش���رعية الغلبة‬ ‫قياس���اً على خروج عبد امللك بن م���روان على ابن‬ ‫الزبري وقتله فبايعوه طوعاً وكرهاً لألمر الواقع‬ ‫غ�ي�ر أن الصحي���ح يف ع���امل الدميقراطي���ة‬ ‫واحلري���ة أن الغصب ال ش���رعية ل���ه مطلقاً مهما‬ ‫ط���ال عليه الزمن ‪ ،‬فبمجرد أن يس���تتب األمن ال‬ ‫مفر من الش���رعية الدس���تورية بأخذ راي الشعب‬ ‫يف انتخاب���ات حرة حتت إش���راف اهليئات الدولية‬ ‫ليعرتف بها رمسياً ‪.‬‬ ‫ومؤمترنا الوطين ال يضريه اختيار أوصياء ثالثة‬ ‫ليجتاز العقبة الكؤود بدس���تورية اململكة ‪،‬ال ألنه‬ ‫س���اري املفع���ول وكف���ى ‪ ،‬وإمنا ألن���ه األصلح يف‬ ‫هذه اآلونة ‪،‬‬ ‫وه���ذا ال ي���روق للمتحفزين للتناف���س ‪ ،‬واختيار‬ ‫ٌ‬ ‫ع���وض عن الوري���ث الش���رعي للعرش ‪،‬‬ ‫الثالث���ة‬ ‫حممد احلس���ن ‪ ،‬وقد يكون الوري���ث اجلماهريي‬ ‫سيف ‪ ،‬وهو املرتبص كوديعة ريثما يتقرر األمر‬ ‫عل���ى ض���وء نتائ���ج االمتح���ان فنح���ن يف مفرتق‬ ‫الطرق ‪.‬‬ ‫ومن أيس���ر الس���بل بدل اس���تطالع رأي األمم‬ ‫املتح���دة حول صالحيت���ه ‪ ،‬أو رأي احملكمة العليا‬ ‫حس���ب الئحته���ا لس���نة ‪ 53‬يف الفت���وى وال���رأي‬ ‫والتش���ريع ‪ ،‬أو عرض املس���ألة على املؤمتر ‪ ،‬بدل‬ ‫املصارف أو استفتاء الشعب بني الوريثني ‪،‬‬ ‫ثاني���اً‪ /‬واحلدي���ث يط���ول ‪ ،‬وعن املص���ارف ‪ ،‬فهذا‬ ‫سعر الصرف الذي أفقر الناس إذ عكس الطاغية‬ ‫قيمة الدينار اتي كانت تعادل ثالث دوالرات ‪،‬‬ ‫وأفق���ر رجال امل���ال واألعم���ال مبقول���ة ‪( :‬التاجر‬ ‫س��� ّراق واملق���اول س��� ّراق ) باالس���تيالء على كل‬ ‫األنش���طة واملمول���ة من املص���ارف ‪ ،‬فتوقف موعد‬ ‫التس���هيالت بطبيع���ة احل���ال ‪ ،‬ومب���ا أنه���ا مل���ك‬ ‫للدول���ة فظل���ت الفوائد س���ارية وبع���د ربع قرن‬ ‫تضاعفت لتباش���ر احلجز على ممتلكات املدينني‬ ‫بالبيع علناً (صحيفة أخبار بنغازي شاهدة) ‪،‬‬ ‫وكمث���ال عل���ى مص���رف األمة ‪ ،‬إن املس���اهم‬ ‫يف فن���دق اخلي���ام الذي اس���تولت علي���ه الدولة ال‬ ‫ت���زال الفوائ���د مس���تمرة يف ح���ق الورث���ة ‪ ،‬لرفع‬ ‫ميزانية املصرف وهمياً ‪ ،‬ومن س���خرية القدر أن‬ ‫هذا الرجل كان نائب���اً ‪ ،‬وأثار يف الربملان موضوع‬ ‫مقاب���ل املعاهدة كدي���ن على بريطاني���ا يتوجب‬ ‫إيداعه يف مصرف خارجي لقاء ‪ %7‬وميكن شراء‬ ‫منها سيارات يابانية بدل الربيطانية وغري ذلك ‪،‬‬ ‫أين مصرف األمة اململ���وك بالكامل للدولة ‪ ،‬من‬ ‫الرب���ا أضعافاً مضاعف���ة ؟ فالفائ���دة املركبة هلا‬ ‫أمد ‪ ،‬وإال فهي استغالل بشع‪.‬‬ ‫ثالثاً ‪ /‬وه���ل املؤمتر الوطين على علم بالتس���لط‬ ‫الضرييب ‪ ،‬كمثال الدمغة ؟ زادت مخسني ضعفاً‬ ‫‪ ،‬فهي جباية جائرة ‪ ،‬ثار بس���ببها جورج واشنطن‬ ‫ض���د االس���تعمار الربيطاني وانتص���ر ‪ ،‬ويف مصر‬ ‫حت��� ّرك عم���ر مك���رم يف انتفاض���ة ض���د ضرائب‬ ‫خورشيد أطاح به ليخلفه حممد علي باشا ‪،‬‬ ‫والقائمة تطول ترهق املواطنني ‪ ،‬فللمثال ‪ :‬دخل‬ ‫‪ ،‬جهاد ‪ ،‬استرياد ‪ ،‬إنتاج ‪ ،‬تسهيالت ‪ ،‬وعلى املواشي‬ ‫والدج���اج ‪ ،‬وامللكي���ة ال�ت�ي ال ريع هل���ا ‪ ،‬ومجارك ‪،‬‬ ‫وزكاة ‪ ،‬ونهر ‪...‬وغري ذلك ‪ ،‬فللموضوع ذيول‪.‬‬ ‫يب���دو أن الوط�ن�ي امت���داد لالنتقال���ي ‪ ،‬فإىل متى‬ ‫سنظل هكذا ؟‬ ‫بنغازي يف ‪2012/11/21‬‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 27 ( - ) 81‬نوفمبر ‪ 3‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫‪19‬‬

‫عن ما حيدث يف غزة‬

‫والسالم طريقه ّ‬ ‫ّ‬ ‫املستفزة الباطلة‬ ‫التخلي عن الغرور والطموحات‬

‫عبد اهلل شرف الدين‬

‫البش���رية يف هذا الكوكب ‪ ,‬ش���رقه‬ ‫وغربه ‪ ,‬مشاله وجنوبه ‪ ,‬تبحث عن‬ ‫الس�ل�ام الذي هو يف الواقع الوسيلة‬ ‫‪ ,‬رمب���ا الوحي���دة ‪ ,‬إىل التق���دم‬ ‫والطري���ق املثال���ي إىل حتقي���ق‬ ‫طموح���ات اإلنس���ان للوص���ول إىل‬ ‫وح���دة البش���رية وإنه���اء احل���روب‬ ‫ثم االنتق���ال إىل آفاق العلوم‬ ‫وم���ن ّ‬ ‫الكوني���ة واكتش���اف م���ا فيه���ا من‬ ‫أسرار ‪.‬‬ ‫إن أكثرن���ا ي���درك هذا الطموح‬ ‫اإلنس���اني‪ ,‬كم���ا أنن���ا ن���درك أن‬ ‫اإلنس���ان هو اإلنس���ان تتنازع بعض‬ ‫أفراده ذلك الضعف البش���ري الذي‬ ‫زيّ���ن هلم الش���ر خريا واخلري ش��� ّرا‬ ‫فس���اروا يف طري���ق العن���ف والقتل‬ ‫والتدم�ي�ر بدعوى حتقيق الس�ل�ام‬ ‫واألمان!!!‬

‫فنح���ن إذا نظرنا هلذا املوض���وع من زاوية ما‬ ‫جيري من االعتداءات الوحشية القائمة منذ‬ ‫أكثر من نصف قرن ضد الشعب العربي يف‬ ‫فلس���طني من قوم يدعون أنه���م أهل كتاب‬ ‫وس�ل�ام ‪ ,‬ج���اءوا من أطراف الع���امل تاركني‬ ‫أوطانه���م ال�ت�ي عاش���وا فيه���ا ملئ���ات الس���نني‬ ‫ليزامح���وا الفلس���طينيني يف أرضه���م ال�ت�ي‬ ‫عاش���وا فيه���ا آلالف الس���نني ‪ ,‬وذل���ك بالقتل‬ ‫اجلماعي بالدبابات والطائرات والصواريخ ‪,‬‬ ‫وتدمري املبان���ي واملزارع واحلقول ‪ ,‬وحماولة‬ ‫خل���ق الرعب والفزع يف صفوف هذا الش���عب‬ ‫الصام���د العري���ق‪ ,‬أال يعت�ب�ر ذلك اس���تفزازا‬ ‫صارخا يبع���ث على احلنق والغيظ يف مجيع‬ ‫أرج���اء املنطقة ويهدد س�ل�امها وأمنها؟؟؟ إذ‬ ‫أن ه���ذه االعت���داءات الصارخة ال ب��� ّد هلا من‬ ‫ردة فعل ال ميكن السيطرة على تفاعالتها‪.‬‬ ‫وهن���اك تس���اؤل يتب���ادر إىل ذه���ن كل‬ ‫الن���اس يف مجي���ع أحن���اء الع���امل الذي���ن‬ ‫ينش���دون الس�ل�ام‪ ,‬وه���و‪ -:‬م���ن املس���ئول عن‬ ‫دم���اء الفلس���طينيني واإلس���رائيليني ؟؟ من‬ ‫املسئول عن هذه الدماء اليت تسفك كل يوم‬ ‫م���ن اجلانبني ؟؟؟ ال ب���د أن يكون هناك خطأ‬ ‫م���ا أدّى وي���ؤدّي هلذه املأس���اة اليت اس���تمرت‬ ‫ألكثر من ستني عاما؟؟؟‬ ‫والس���ؤال البديه���ي ال���ذي ميكن أن يوجه‬ ‫إىل اجلانب اإلسرائيلي ‪ :‬أمل تدرك القيادات‬ ‫اإلسرائيلية حتى اآلن أن الشعب الفلسطيين‬ ‫لن يتوقف عن النضال جبميع الوسائل حتى‬ ‫حيصل على حقوقه املش���روعة؟؟ أمل تدرك‬ ‫هذه القيادات حتى اليوم أن اإلسرائيليني لن‬ ‫يعيشوا يف سالم وآمان أبدا مهما طال الزمن‬ ‫ما دام الفلس���طينيون يعان���ون الظلم والقهر‬ ‫والتعس���ف ؟؟ وان العق���ل واملنط���ق يقرر أن‬ ‫العن���ف ال���ذي اس���تخدمه اإلس���رائيليون يف‬ ‫اقتحام فلسطني ال بد أن يقابله عنف مضاد‪,‬‬ ‫وان الظل���م يقابله غض���ب ع���ارم‪ ,‬وان القهر‬ ‫يقابل���ه حت ّد حت���ى امل���وت ؟؟ إن بديهية هذه‬ ‫األس���ئلة توح���ي ب���ان اإلس���رائيليني مجيعا‬ ‫يعرف���ون اإلجابة اليت ال مه���رب وال مناص‬

‫منه���ا‪ .‬ادا !! مل���اذا االس���تمرار يف االعتداء على‬ ‫الفلس���طينيني وحرمانه���م م���ن حقوقه���م‬ ‫املشروعة‪ ,‬والوقوع يف دائرة الفعل ورد الفعل‬ ‫ال�ت�ي ال تنته���ي أب���دا ؟؟؟ أال ميك���ن القول أن‬ ‫القيادة اإلس���رائيلية واقع���ة حتت تضليل ما‬ ‫؟؟ ولك���ن كيف ميكن أن يت���م هذا التضليل‬ ‫والش���عب اليهودي ع���رف بالوع���ي واحلنكة‬ ‫وس���عة االطالع والثقاف���ة؟؟؟!!! ادا فال بد أن‬ ‫يكون هناك سر أو أسرار أدت وتؤدي إلي هذا‬ ‫الضالل واالرتباك ومن مت املآسي والدماء ‪.‬‬ ‫أال ميك���ن الق���ول أن هذا الس���ر الغامض‬ ‫املضل���ل ال يعدو أن يكون ه���ذا التأييد املطلق‬ ‫الذي تتلقاه إس���رائيل م���ن الواليات املتحدة‬ ‫األمريكية !!؟؟ ال ش���ك أن هذا التأييد املطلق‬ ‫ماال وس�ل�احا <وفيتو> يف جمل���س األمن ‪,‬‬ ‫اس���تمر لعشرات الس���نني ‪,‬له دوره اجلوهري‬ ‫يف غ���رس املطام���ع والطم���وح والغ���رور يف‬ ‫بع���ض اجملموع���ات اإلس���رائيلية وقياداتها ‪,‬‬ ‫األم���ر ال���ذي أدّى إل���ي ضالهل���ا ووقوعها يف‬ ‫بركة املآسي والدماء ‪.‬‬ ‫أال ميك���ن الق���ول ان���ه ل���وال ه���ذا التأييد‬ ‫األمريك���ي املطل���ق الذي هو حمل اس���تغراب‬ ‫وذه���ول من مجيع ش���عوب األرض‪ ,‬لتوقفت‬ ‫القي���ادات اإلس���رائيلية ع���ن طموحاته���ا‬ ‫املغ���رورة‪ ,‬فقبل���ت بق���رارات األم���م املتح���دة‬ ‫وجمل���س األم���ن ووصل���ت إىل اتف���اق‬ ‫منص���ف وعادل مع الفلس���طينيني وجريانها‬ ‫العرب؟؟؟؟؟ حيث ال مناص هلا من التعايش‬ ‫معه���م ‪ ,‬وه���ذا التعايش ال ميك���ن أن يتم عن‬ ‫طري���ق اجل�ب�روت والق���وة‪ ,‬ب���ل ع���ن طريق‬ ‫العدل والسالم وليس غري العدل والسالم‪.‬‬ ‫وهنا تربز أسئلة أخرى ال بد من حماولة‬ ‫اإلجاب���ة عنه���ا ‪ .‬ملاذا ه���ذا التأيي���د األمريكي‬ ‫األعمى إلس���رائيل الذي اض���ر يف كثري من‬ ‫األحي���ان باملصاحل األمريكي���ة اجلوهرية يف‬ ‫املنطقة العربية‪ ,‬كم���ا اضر يف املدى البعيد‬

‫بإس���رائيل ذاته���ا ؟؟!! ه���ل ه���ذا التأيي���د ه���و‬ ‫نتيجة نشاط اللوبي الصهيوني ؟؟ قد يكون‬ ‫األمر كذل���ك يف بعض احلدود‪ ,‬ولكن الذي‬ ‫يبدو أن املوضوع أعمق من ذلك بكثري‪ ,‬وهذه‬ ‫األعم���اق هي اليت جيب على الفلس���طينيني‬ ‫واإلس���رائيليني أن يدركوه���ا وجيتث���وا‬ ‫جذوره���ا إذا أرادوا حق���ن دمائه���م وس���يادة‬ ‫السالم بينهم‪.‬‬ ‫جي���ب عل���ى ه���ذه األط���راف املتنازع���ة‬ ‫أن ت���درك ان���ه ل���و حتق���ق س�ل�ام يف املنطقة‬ ‫العربي���ة لتوقف���ت مصانع احل���رب والدمار‬ ‫ال�ت�ي متت���ص ث���روات الع���امل ‪ ,‬ولتحقق���ت‬ ‫أه���داف أبن���اء املنطق���ة من مجي���ع األجناس‬ ‫واألديان يف التكام���ل االقتصادي حيث يكون‬ ‫دافعا للس���يطرة على مص���ادر الثروة زراعيا‬ ‫وصناعي���ا وعلمي���ا وثقافيا ولع���اش اجلميع‬ ‫يف الفردوس املنش���ود ولقدموا لإلنسانية يف‬ ‫أرج���اء األرض ما يف أعماق هذه املنطقة من‬ ‫أس���س حضارية ازدان بها التاريخ اإلنس���اني‬ ‫‪ .‬ولك���ن هناك م���ن يهمه���م اس���تمرار النزاع‬ ‫والتوتر ‪ ,‬وان إس���رائيل هي خري مصدر هلذا‬ ‫الن���زاع ‪ ,‬ولذل���ك فه���م مي ّنونها باملس���تحيل ‪,‬‬ ‫ويدعمونه���ا بامل���ال والس�ل�اح ويس���تحثونها‬ ‫ضد العرب ويع ّوقون أي خطوة حنو الس�ل�ام‬ ‫‪ ,‬وال مان���ع لديه���م أن يفت���ل اإلس���رائيليون‬ ‫والفلس���طينيون بعضه���م بعض���ا‪ ,‬فكلم���ا زاد‬ ‫الدم املس���فوك والتوت���ر كان ذلك مزيدا يف‬ ‫طلب السالح وآلة الدمار !!‪.‬‬ ‫إن الصهيوني���ة العاملي���ة ق���د أخط���أ قادتها‬ ‫الطري���ق بدفعه���ا يف مس���ارب ومزال���ق‬ ‫العنصري���ة املقيت���ة واختياره���م مع���اداة‬ ‫العروبة واإلس�ل�ام وحماولة االستيالء على‬ ‫أراضيهم قس���را األمر املس���تحيل اس���تحالة‬ ‫أبدي���ة‪ ,‬فليس ملن يدعي الس�ل�ام واألمان إ ّ‬ ‫ال‬ ‫طريق الس�ل�ام‪ ,‬والسالم طريقه التخّلي عن‬ ‫الغرور والطموحات املستف ّزة الباطلة ‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 27 ( - ) 81‬نوفمبر ‪ 3‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫كيف تكذب األرقام؟‬ ‫قد تصدق األرقام ويكذب اإلحصائيون‪.‬‬

‫إذا نظرن���ا إىل نتائج اس���تطالعات الرأي يف الوالي���ات املتحدة األمريكية‬ ‫بعد االنتخابات الرئاس���ية والتشريعية‪ ،‬تبدو األرقام دقيقة بشكل مدهش‪.‬‬ ‫ه���ذه ق���راءة ماضوي���ة‪ :‬أي أنها تقيس توقع���ات االس���تطالعات إىل حقيقة‬ ‫مثبت���ة بصناديق االقرتاع‪ .‬لكن النتائج ذاته���ا وفرت يف حينه لكال الطرفني‬ ‫املتنافس�ي�ن ذخ�ي�رة قوي���ة‪ .‬كل طرف وج���د يف األرق���ام ما يدع���م حجته‪.‬‬ ‫وه���ذه ه���ي املعضلة‪ :‬األرق���ام تبدو حماي���دة وصماء‪ ،‬االحصائي���ون هم من‬ ‫«ينطقونها» وقتم���ا يريدون‪ ،‬مبا يريدون‪ .‬لك���ن االحصائيني‪ ،‬وهم يفعلون‬ ‫ذل���ك‪ ،‬يرتدون معطف املوضوعية واحلياد‪ ،‬وتلك خديعة كربى‪ .‬خذ مثال‬ ‫االنتاج الزراعي يف بالدنا‪ .‬حمصول الزيتون هو ثروتنا الزراعية الكربى‪.‬‬ ‫موعد القطاف ه���و اخلريف‪ ،‬أي الربع الرابع يف مصطلحات االقتصاديني‪.‬‬ ‫مقارن���ة االنتاج الزراعي بني الربعني الثال���ث (الصيف) والرابع (اخلريف)‬ ‫س���تظهر منوا قياسيا كثريا ما يس���تخدمه السياسيون لرتويج جناحاتهم‪.‬‬ ‫لكن ال ناقة وال مجل للسياس���ات يف ه���ذا النمو‪ .‬هذه نتيجة طبيعية لتبدل‬ ‫الفصول‪ .‬مضلل أيضا أن نقول ان االقتصاد منا ‪ ٪ 23‬وان البطالة اخنفضت‬ ‫‪ ٪ 9‬يف قطاع غزة يف ‪ .2011‬هذه نسب «خرافية» باملعايري العاملية‪ .‬ورغم‬ ‫صدقي���ة اجلمل���ة أع�ل�اه‪ ،‬تقني���ا‪ ،‬إال أن تقاري���ر اخبارية وخطبا سياس���ية‬ ‫حولتها كذبة سافرة إذ تناولتها دون سياقها‪.‬‬ ‫احلقيق���ة ان االقتص���اد الغزي ال يزال يعاني بش���دة وان البطالة ال تزال يف‬ ‫ح���دود ‪ .٪ 28‬مه���م أن نذك���ر أن املقارن���ة بني رقمني ه���و معنى مصطلح‬ ‫النمو‪ .‬واخلدعة تكمن يف طريف املقارنة‪.‬‬ ‫األع���وام ‪ 2008‬و‪ 2009‬و‪ 2010‬ش���هدت منوا كب�ي�را يف الضفة الغربية‪،‬‬ ‫م���رة أخرى‪ :‬تقنيا‪ ،‬أي مبقارنة الس���نة بس���ابقتها‪ .‬احلقيق���ة هي أن نصيب‬ ‫الف���رد م���ن النات���ج احمللي اإلمجال���ي مل يتج���اوز يف عام الطف���رة (‪)2010‬‬ ‫م���ا كان عليه يف ‪( 1994‬عام تأس���يس الس���لطة الوطني���ة) إال قليال‪ .‬لكن‬ ‫مجليت األخرية خادعة بدورها‪ ،‬رغم صحتها تقنيا‪ ،‬فهي تظهر أن تأس���يس‬ ‫الس���لطة الوطني���ة مل ي�ت�رك أي أث���ر على االقتص���اد‪ ،‬ذلك ألن���ي مل أقارن‬ ‫‪ 1994‬بعام ‪ 2000‬مثال‪ ،‬وهو عام شهد مؤشرات اقتصادية جيدة‪ ،‬قبل أن‬ ‫تندل���ع االنتفاض���ة الثانية وتقضي على ما حتقق من اجن���ازات اقتصادية‪.‬‬ ‫ق���د تبدو اخلدع���ة «وقحة» يف أحي���ان أخ���رى‪« .‬العينة املمثل���ة» هي جوهر‬ ‫العمل االحصائي‪ .‬وفكرتها ان مواصفات اجملتمع املتجانس تظل نفس���ها يف‬ ‫كل أجزاء هذا اجملتمع‪ .‬التش���بيه الش���ائع يقول ان اجملتمع املتجانس يبدو‬ ‫كوعاء من وجبة مطبوخة جيدا‪ .‬أنت حتصل على الطعم ذاته أينما مددت‬ ‫امللعق���ة‪ .‬وإذا مل يك���ن اجملتم���ع متجانس���ا‪ ،‬اختار االحصائ���ي جمموعة من‬ ‫املبحوثني تعكس تنوع اجملتمع‪ .‬وذلك ليحافظ على قدرة هذه العينة على‬ ‫«متثيل» «جمتمع الدراسة»‪ .‬نتيجة صدقية «التمثيل» هنا هي «القدرة على‬ ‫التعميم»‪ .‬أي القدرة على تعميم نتائج الدراس���ة اجملراة على عينة صغرية‬ ‫على اجملتمع بأسره‪ .‬الحظ مثال اخللل يف دراسة فلسطينية ممولة أجنبيا‬ ‫الستهالك الفلسطينيني لإلعالم‪.‬‬ ‫الباحثون اس���تخدموا اهلواتف الثابتة جلم���ع املعلومات‪ .‬احلقيقة أن حوالي‬ ‫نصف البيوت الفلس���طينية فق���ط متلك خط هاتف ثابت‪ .‬ويف فلس���طني‪،‬‬ ‫خط اهلاتف الثابت (ش���به) ش���رط مس���بق للحصول على خدمة االنرتنت‪.‬‬ ‫عليه‪ ،‬من الصعوبة مبكان تعميم نتائج الدراسة على اجملتمع الفلسطيين‪،‬‬ ‫خاصة عندما تقول إن ‪ ٪ 60‬من املبحوثني يس���تخدمون ش���بكات التواصل‬ ‫االجتماع���ي عل���ى االنرتن���ت (فيس���بوك‪ ،‬تويرت‪ ،‬يوتي���وب‪ ..‬اخل)‪ .‬املش���كلة أن‬ ‫القليل�ي�ن فقط ميلكون الوقت والدافع لقراءة الدراس���ات املش���ابهة كاملة‬ ‫ليصل���وا إىل قس���م «املنهجي���ة»‪ .‬ونتيج���ة هل���ذا الكس���ل‪ ،‬تصب���ح نتائج هذه‬ ‫الدراسات «مسلمات» تتكرر يف البحوث والكتب وكالم اخلرباء املفرتضني‪.‬‬ ‫من أظ���رف ما قرأت كتاب صغ�ي�ر باالجنليزية عنوانه (كيف تس���تعمل‬ ‫االحصائي���ات لتك���ذب‪ .)How to Lie with Statistics -‬الظ���رف هن���ا‬ ‫مدع���اة لالنتب���اه‪ .‬فهو مصيدة لإلعالم واملش���تغلني بالش���أن الع���ام‪ .‬األرقام‬ ‫ليس���ت حلية وال زخ���رف قول‪ .‬ويف امل���رة املقبلة‪ ،‬فكر مرت�ي�ن يف كل رقم‬ ‫تق���رأه‪ .‬وعود على بدء‪ ،‬جناح دور االس���تطالع األمريكي���ة يف توقع نتائج‬ ‫االنتخاب���ات حصيلة جلهد دءوب وج���دل مهين دائم بني اإلحصائيني حول‬ ‫ممارس���اتهم ومنهجياته���م‪ .‬قد يذه���ب البعض إىل رؤي���ة وجودية ترفض‬ ‫الرقم كمؤش���ر على سلوك البش���ر‪ ،‬وهذه هي املقولة التأسيسية للمناهج‬ ‫الكيفي���ة يف البح���وث‪ ،‬لكن بعيدا عن ه���ذه الرؤية املتطرف���ة‪ ،‬يظل التفكري‬ ‫الناقد أساسا ال غنى عنه لنا مجيعا يف حياتنا املشبعة باملعلومات الشحيحة‬ ‫باملعرفة‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫عن مدونة جرنال‬

‫التعليم العال‬ ‫ُجهت السهام واالتهامات‬ ‫لقد و ِ‬ ‫لقطاع التعليم ال��ع��ال��ي يف محلة‬ ‫إعالمية مسعورة بنيت على عجل‬ ‫ويف ظل جهل القائمني علي هذه‬ ‫احلملة بأسس التقييم وأهدافه‪،‬‬ ‫ف��ن��ح��ن جيب‬ ‫أن ال ننتقد‬ ‫ألجل االنتقاد‬ ‫وال��ب��ح��ث عن‬ ‫امل�����ش�����اك�����ل‬ ‫ول���ك���ن جيب‬ ‫أن ي����ك����ون‬ ‫ه����دف����ن����ا ه��و‬ ‫تقديم حلول‬ ‫فتحي رجب العكاري واق��ت��راح�����ات‬ ‫ب������������دال ع���ن‬ ‫التهم‪.‬‬ ‫ولو تفحصنا سجل الوزارة بروية‬ ‫التضح لنا اآلتي‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬املرجعية العلمية والقانونية‬ ‫جنح���ت ال���وزارة يف إع���ادة ترتيب‬ ‫اجلامع���ات واملعاه���د م���ن خ�ل�ال‬ ‫تكليف أساتذة مشهود هلم بالكفاءة‬ ‫بتس���يري العملي���ة التعليمي���ة وقد‬ ‫واجهتها بع���ض الصعوبات املتمثلة‬ ‫يف رفض بعض املس���تفيدين سابقا‬ ‫من بعض أعضاء هيئة التدريس و‬ ‫بعض املوظفني وبعض الطلبة من‬ ‫خالل عرقل���ة العملي���ة التعليمية‬ ‫بإغالق املباني والقيام باعتصامات‬ ‫غ�ي�ر قانوني���ة وغري م�ب�ررة‪ ،‬ولكن‬ ‫ال���وزارة متكن���ت م���ن توف�ي�ر ج���و‬ ‫دراسي مناس���ب حلوالي ‪ 530‬ألف‬ ‫طال���ب وطالبة على كام���ل تراب‬ ‫ليبيا بشكل يومي منتظم‪.‬‬ ‫هذا مع العلم بأن الوزارة مل تستلم‬ ‫كام���ل ميزانيته���ا حت���ى اآلن ومل‬ ‫يتم إضافة إمكاني���ات أو جتهيزات‬ ‫جديدة هلا ومل تستكمل املباني اليت‬ ‫حتت اإلنشاء و اليت تعطلت يف ظل‬ ‫ظروف التحرير‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬العملية التعليمية‬

‫جنحت الوزارة يف استتباب العملية‬ ‫التعليمي���ة بالرغ���م م���ن النواقص‬ ‫والصعوب���ات وذل���ك بتلبية حاجات‬ ‫الطالب املختلف���ة بني فئات نازحة‬ ‫وأخ���رى كان���ت تقاتل م���ع الثوار‬ ‫أو اعتصم���ت يف بيوته���ا‪ .‬ولق���د مت‬ ‫التغل���ب عل���ى مجيع املش���اكل من‬ ‫خ�ل�ال املرون���ة يف التعام���ل ووضع‬ ‫مصلح���ة الطالب فوق كل ش���يء‪.‬‬ ‫ونت���ج ع���ن ه���ذه املرون���ة أن بعض‬ ‫الكلي���ات كان���ت ت���درس وأخ���رى‬ ‫متتح���ن دور أول وثالث���ة يف دور‬ ‫ثاني وجمموعات تراجع‪ ،‬املهم أننا‬ ‫حققن���ا مطال���ب اجلمي���ع يف فرتة‬ ‫انتقالي���ة صعب���ة يف ظ���ل مقاومة‬ ‫مقنعة م���ن أزالم النظ���ام أو أعداء‬ ‫اإلص�ل�اح أو أصح���اب املص���احل‬ ‫اخلاصة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تطوير التعليم العالي‬ ‫دأبت الوزارة منذ بداية عملها على‬ ‫تطوي���ر العملي���ة التعليمي���ة م���ن‬ ‫خالل تشكيل اللجان اآلتية‪:‬‬ ‫جلنة تطوير قوانني التعليم العالي‬ ‫جلنة دراس���ة التخصصات وتوزيع‬ ‫اجلامعات والكليات‬ ‫جلنة هيكلة التعليم التقين‬ ‫جلن���ة دراس���ة التعلي���م التق�ن�ي‬ ‫اخلاص‬ ‫جلنة كليات احملالت‬ ‫جلن���ة تطوي���ر تعلي���م اللغ���ات‬ ‫األجنبية‬ ‫جلن���ة تطوير التعلي���م يف جماالت‬ ‫علوم الصحة‬ ‫جلنة دراسة كليات الطب‬ ‫جلن���ة دراس���ة أوض���اع خرجي���ي‬ ‫املؤسسات التعليمية اخلاصة‬ ‫وقد تكونت هذه اللجان من أساتذة‬ ‫م���ن اجلامعات و م���ن املعاهد و من‬ ‫خرباء من القطاع���ات ذات العالقة‪.‬‬ ‫ه���ذا بطبيعة احل���ال باإلضافة إىل‬ ‫جه���ود مرك���ز ضمان اجل���ودة يف‬ ‫متابعة اجلامع���ات واملعاهد بصفة‬

‫عام���ة وتنظي���م دورات يف جماالت‬ ‫تطوير اجلودة وتقييم األداء‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬شؤون الطالب‬ ‫لقد كان حم���ور اهتمام الوزارة‬ ‫من���ذ الي���وم األول لتكوينها منصبا‬ ‫عل���ى حتس�ي�ن ظروف اجل���و العام‬ ‫باجلامع���ات مب���ا خي���دم تيس�ي�ر‬ ‫التحصي���ل العلمي للط�ل�اب حيث‬ ‫جنح���ت ال���وزارة يف اس���تصدار‬ ‫ق���رارات م���ن جمل���س ال���وزراء من‬ ‫أج���ل توف�ي�ر منحة ش���هرية لدعم‬ ‫الطال���ب ورف���ع مع���دالت الصرف‬ ‫على وجبات القسم الداخلي مبا ما‬ ‫يعادل ‪ 450‬دينار شهريا للطالب‪.‬‬ ‫كم���ا حث���ت ال���وزارة مجي���ع‬ ‫اجلامع���ات عل���ى تطوي���ر خدم���ات‬ ‫األقس���ام الداخلية والتوس���ع فيها‪،‬‬ ‫كم���ا دع���ت الط�ل�اب إىل تش���كيل‬ ‫احت���اد الطلب���ة بأس���رع م���ا ميك���ن‬

‫بشكل دميقراطي‪.‬‬ ‫كذل���ك مكن���ت ال���وزارة الط�ل�اب‬ ‫ذوي املشاكل اخلاصة أو النازحني‬ ‫من الدراس���ة بشكل مؤقت يف اقرب‬ ‫كلية أو جامعة مناظرة إىل حني‬ ‫التغلب على مش���اكلهم ويف بعض‬ ‫احل���االت مت فت���ح فصول دراس���ية‬ ‫مؤقت���ة للتغلب عل���ى األزمات بني‬

‫خارطة الطـــــ‬ ‫الق���وة الناعمة ه���ى اكرب وأنظف‬ ‫ق���وة ف���ى التاري���خ البش���رى ‪..‬ألنها‬ ‫قوة تس�ي�ر فى مصلحتك قوتها من‬ ‫ق���وة عقلك ‪ ..‬املعرف���ة ‪..‬قوة املعرفة‬ ‫‪ ..‬الع�ل�اج باملعرف���ة هو الس���بيل اىل‬ ‫ح���ل كل اش���كاليات ليبي���ا وكل‬ ‫الع���امل ‪..‬ي���ا اس���اتذة جامعاتن���ا وي���ا‬ ‫طلب���ة جامعاتنا وتالميذ املدارس ‪..‬‬ ‫واألطفال ف���ى الروض���ة ‪ ..‬واخوتنا‬ ‫الناش���طني ف���ى الش���أن الع���ام ‪..‬‬ ‫وإعالميينا وصحفيين���ا ‪..‬وكتابنا‬ ‫ومفكرين���ا ‪ ..‬وش���بابنا ‪ ..‬ورجالن���ا‬ ‫‪..‬ونس���ائنا ‪ ..‬ويا عزيزنا على زيدان‬ ‫ويا حكومت���ه اجلائعون إلصحاحها‬ ‫واختالفه���ا البن���اء ‪..‬باملعرفة هناك‬ ‫مناذج ‪..‬نظريات ‪..‬ومناهج ‪..‬أساليب‬ ‫وأدوات ‪..‬اس�ت�راتيجيات وتكني���كات‬ ‫‪..‬مقارن���ات ب�ي�ن ح���االت دولي���ة‬ ‫‪..‬وتش���ابهات ف���ى جت���ارب ازم���ات‬ ‫وح���روب ‪..‬وانقس���امات ‪..‬تراك���م‬

‫مذه���ل ف���ى جت���ارب ودراس���ات‬ ‫الثقاف���ات ف���ى معاجل���ة ودراس���ة‬ ‫فلس���فة ال���والء ‪..‬كمق�ت�رح حل���ل‬ ‫اشكالية التصلب الثقافى مع اوهام‬ ‫املقبور لدى الش���رحية الواقفة فى‬ ‫صحرائه التى تبتلعهم ‪..‬فى حبوث‬ ‫احل���رب وتركته���ا وط���رق ع�ل�اج‬ ‫املكتوي���ن جبحيمها وال إنس���انيتها‬ ‫وفاجع���ة التحدي���ق إىل امل���وت وادم‬ ‫‪..‬فى حبوث الفكر االس�ل�امى حلل‬ ‫إش���كالية عالقة السياسة باإلسالم‬ ‫‪..‬الدولة بالدين ‪..‬فى تاريخ املفاهيم‬ ‫املق���ارن ‪..‬خلل���ق مفاهي���م دقيق���ة‬ ‫ال لب���س فيه���ا داخ���ل اجمل���ال العام‬ ‫واخلاص فى التفاع���ل الليبى ‪..‬فى‬ ‫حب���وث اهلوية الوطني���ة ‪ ..‬والدولة‬ ‫متع���ددة االع���راق ‪ ..‬واالس���تحقاق‬ ‫االنس���انى العظي���م ف���ى اح�ت�رام‬ ‫مكون���ات اهلوي���ة الليبي���ة ورعاي���ة‬ ‫احتاده���ا ونش���ر مدوناته���ا وتراثها‬

‫‪..‬ف���ى حب���وث التاري���خ السياس���ي‬ ‫والعالق���ات الدولي���ة ومس���تجدا‬ ‫تهم���ا لتوجيه العالق���ات فى صاحل‬ ‫التفاع���ل البن���اء ب�ي�ن ال���دول ‪..‬ف���ى‬ ‫حب���وث الفكر السياس���ى والقانونى‬ ‫‪..‬الصطف���اء انس���ب مث���ال لبني���ة‬ ‫الدول���ة الليبي���ة الدس���تورية ‪..‬فى‬ ‫حب���وث القان���ون وحقوق االنس���ان‬ ‫وامل���رأة ‪..‬لالنتص���ار أله���م اس���باب‬ ‫قي���ام الث���ورة وهو اع���ادة الكرامة و‬ ‫الع���زة للف���رد واجلماع���ة الليبي���ة‬ ‫‪..‬اع���ادة االدمية واحل���ق فى تقرير‬ ‫املص�ي�ر الش���خصى والع���ام ف���وق‬ ‫ارضية عادلة ‪..‬من خالل منظومة‬ ‫حقوقية دس���تورية تلي���ق بعذابات‬ ‫هذا الش���عب ‪..‬فى حبوث الدراس���ات‬ ‫الثقافية و النفس���ية والس���لوكية‬ ‫والتارخيي���ة واالجتماعي���ة لفه���م‬ ‫ش���عبنا الكريم جيدا قب���ل التحدث‬ ‫عن���ه او وض���ع اى ق���رار مص�ي�رى‬


‫‪21‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 27 ( - ) 81‬نوفمبر ‪ 3‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫لي يف امليزان‬ ‫املناط���ق املتج���اورة يف حال���ة وجود‬ ‫حساس���يات اجتماعي���ة و مت���ت‬ ‫االس���تعانة بأعض���اء هي���أة تدري���س‬ ‫متعاون�ي�ن يف كث�ي�ر م���ن ه���ذه‬ ‫احلاالت‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬االهتمام بالتدريب‬ ‫يف س���ياق مس���اعي ال���وزارة لتنمية‬ ‫ق���درات وكف���اءات أعض���اء هيئ���ة‬ ‫التدري���س واإلدارات باجلامع���ات‬ ‫أجنزت الوزارة الربامج اآلتية ‪-:‬‬ ‫‪ - 1‬ورش���ة عم���ل حت���ت عن���وان "‬ ‫برنامج القي���ادة واإلدارة يف التعليم‬ ‫العال���ي " واليت ق���ام بإجنازها فريق‬ ‫تدرييب من مؤسسة ‪Leadership‬‬ ‫‪Foundation for Higher‬‬ ‫‪ Educator‬الربيطاني���ة حت���ت‬ ‫إش���راف اجمللس الثقايف الربيطاني‬ ‫مكت���ب ليبيا خالل الف�ت�رة من ‪-25‬‬

‫‪2012/3/-/29‬م ‪.‬‬ ‫‪ .2‬حماض���رة حت���ت عن���وان"‬ ‫اس�ت�راتيجيات إص�ل�اح التعلي���م‬ ‫الس�ي�ر‪/‬مايكل‬ ‫العالي"ألقاه���ا‬ ‫بارب���ر(‪)Sir Michal Barber‬‬ ‫ي���وم األربع���اء ‪2012/05/09‬م‬ ‫مبقر األكادميية الليبية ‪ /‬جنزور‬ ‫وق���د حضر ه���ذه احملاضرة الس���ادة‬

‫صناعة النفط‪ ،‬إىل أين؟‬ ‫رؤس���اء اجلامعات وعم���داء الكليات‬ ‫واملعاه���د العلي���ا العام���ة وع���دد من‬ ‫املعني�ي�ن بال���وزارات ذات العالق���ة ‪،‬‬ ‫وبعض من الوزارات األخرى‪ ،‬وزارة‬ ‫االقتص���اد ‪ ،‬ووزارة العم���ل ‪ ،‬ووزارة‬ ‫الرتبية والتعليم ‪.‬‬ ‫وعني���ت احملاض���رة يف جممله���ا‬ ‫بإس�ت�راتيجية التعلي���م الس���يما يف‬ ‫االنتق���ال م���ن الدكتاتوري���ة إىل‬ ‫الدميقراطي���ة وأثره���ا على إصالح‬ ‫التعليم العالي ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ورش���ة عم���ل حت���ت عن���وان "‬ ‫املواطن���ة الفعالة " اليت اس���تضافتها‬ ‫جامع���ة بنغ���ازي ومبش���اركة‬ ‫اجلامع���ات العام���ة األخ���رى‪ ،‬وذلك‬ ‫ي���وم ‪2012/05/12‬م واس���تمرت‬ ‫مل���دة ثالث���ة أي���ام‪ .‬وه���ذه ال���دورة‬ ‫تؤس���س ملناه���ج ومفه���وم الرتبي���ة‬ ‫الوطني���ة وثقافته���ا وق���د حضره���ا‬ ‫أعض���اء هيئ���ة تدري���س م���ن مجيع‬ ‫اجلامع���ات العامة و نفذها األس���تاذ‬ ‫علي بو زعكوك‪.‬‬ ‫‪ -4‬تنفيـــ���ذ حماض���رات عام���ة‬ ‫ودورة تدريبي���ة بالتنس���يق م���ع‬ ‫ش���ركة املبادرة للتدريب والتأهيل‬ ‫واالستش���ارات‪ ،‬خالل الفرتة ما بني‬ ‫‪2012/5/26-20‬م م���ن خ�ل�ال‬ ‫حماضرات يف ‪:‬‬ ‫(‪)1‬مهارات التفكري اإلبداعي‪.‬‬ ‫وكان مقررا هلا االنعقاد يف جامعة‬ ‫طرابل���س لكنه���ا مل تعق���د بس���بب‬ ‫الظروف املرتتبة عن اعتصام مزمع‬ ‫للعاملني باجلامعة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬روح اإلب���داع ودوره���ا يف تطوير‬ ‫العليم العالي ‪.‬‬ ‫ألقاها الس���يد‪ /‬د‪.‬مجال أمحد بادي‬ ‫ أس���تاذ زائر وعض���و هيئة تدريس‬‫باجلامع���ة اإلس�ل�امية العاملي���ة‬ ‫مباليزي���ا مب���درج األكادميي���ة‬ ‫ ‬ ‫جبنزور‪.‬‬ ‫الليبية ‬ ‫(‪)2‬دورة تدريبية يف جمال التفكري‬

‫اإلبداعي‬ ‫مت تنفيذها ألعضاء هيئة التدريس‬ ‫بعدد من اجلامعات العامة يف جمال‬ ‫التفك�ي�ر االبداع���ي ومل���دة يومني يف‬ ‫مرك���ز تدري���ب اللغ���ات جبامع���ة‬ ‫طرابلس نفذها دمجال بادي‪ .‬‬ ‫ ‬ ‫سادسا‪ :‬شؤون املبعوثني‬ ‫‪ -1‬الصرف على الطالب‪:‬‬ ‫مل يتوق���ف الصرف عل���ى أي طالب‬ ‫حي���ق ل���ه الص���رف قانون���اً حس���ب‬ ‫إجراءات اإليفاد املعمل بها حاليا‪.‬‬ ‫‪ -2‬التمديد‪:‬‬ ‫مل متان���ع ال���وزارة التمدي���د العادي‬ ‫أو االس���تثنائي‪ -‬تقدي���راً لظ���روف‬ ‫الط�ل�اب خالل ف�ت�رة الث���ورة‪ -‬ألي‬ ‫طالب حيق ل���ه ذلك بنا ًء على نتائج‬ ‫دراسته‪ ،‬أي أنه قادر على التخرج يف‬ ‫املدة املمنوحة‪.‬‬ ‫‪ -3‬الضم‪:‬‬ ‫مت ض���م كل م���ن يس���تحق الض���م‬ ‫قانون���اً والبعض اآلخ���ر الزال حتت‬ ‫اإلجراءات حسب اللوائح املعمول بها‬ ‫يف البعثات‪.‬‬ ‫‪ -4‬قرار الضم ‪:34‬‬ ‫ه���ذا الق���رار ص���در يف س���نة ‪2010‬‬ ‫وب���دء يف تنفي���ذه بع���د ان���دالع ثورة‬ ‫‪ 17‬فرباي���ر ألس���باب سياس���ية ومت‬ ‫التفوي���ض بالصرف عل���ى الطالب‬ ‫م���ن بداي���ة فرباير ‪ 2011‬واس���تمر‬ ‫حت���ى نهاي���ة ديس���مرب ‪ 2011‬دون‬ ‫انقطاع‪ ،‬واستمرت الوزارة بالصرف‬ ‫عل���ى الط�ل�اب إىل ح�ي�ن إمت���ام‬ ‫الدراسة اليت مت ضمهم خالهلا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وهن���ا نؤكد عل���ى أن ال���وزارة غري‬ ‫مس���ئولة عن أي���ة جمموعات تدعي‬ ‫غري ه���ذا وتق���وم بإج���راءات تعرقل‬ ‫س�ي�ر عم���ل ال���وزارة أو امللحقي���ات‬ ‫الثقافية أو السفارات‪.‬‬

‫ــــــــريق الليبية والقوة الناعمة الغائبة ‪ :‬املعرفة‬ ‫ف���ى خان���ة التنفي���ذ ‪..‬ف���ى حب���وث ادارة االزم���ات‬ ‫والتخطيط االس�ت�راتيجى ‪ ..‬لربط كل ما س���بق‬ ‫باحلاج���ة امللحة للفع���ل الصائ���ب ‪..‬واالهم حاليا‬ ‫‪..‬ح���ل اش���كالية غي���اب اع�ل�ام وطنى جام���ع لكل‬ ‫اجلهود فوق أرضية إسرتاتيجية جامعة ألطراف‬ ‫املعرفة املنتجة لرؤية صاحلة لنهضة الوطن ‪..‬‬ ‫االع�ل�ام مل يع���د الس���لطة الرابع���ة وإمن���ا األوىل‬ ‫واألكث���ر فاعلية ‪..‬مل���اذا ‪..‬ألننا نعي���ش من خالل‬ ‫اللغ���ة ‪..‬كما قال هايدج���ر ‪....‬االتصال من خالل‬ ‫اللغ���ة ه���و ال���ذى حيق���ق كينونتن���ا ‪..‬ه���و حن���ن‬ ‫‪..‬ولذل���ك ونتيج���ة الن االع�ل�ام اصبحت عالقته‬ ‫محيم���ة مفرطة مع االنس���ان أصب���ح احد أكثر‬ ‫وس���ائل التأثري والتغي�ي�ر الثقايف ف���ى العامل ‪..‬اى‬ ‫دولة تضع إسرتاتيجية إعالمية صحيحة علمية‬ ‫‪..‬حتقق تقدماً س���ريعا فى خمططاتها احلضارية‬ ‫والتنموية ‪..‬واملالحظ فى املش���هد الليبى االرتباك‬ ‫والتش���تت اخلطري ف���ى املؤسس���ة االعالمية ‪..‬من‬ ‫خ�ل�ال إص�ل�اح ه���ذا اخلل���ل ‪..‬باإلم���كان إط�ل�اق‬ ‫مش���روع وطين اس�ت�راتيجى يضم���ن تفاعل كل‬ ‫انواع املعارف السابقة الذكر مع اخواتها األخرى‬

‫‪..‬مش���روع يوض���ع ف���ى قلب االزم���ة العام���ة التى‬ ‫نعيشها اآلن ‪..‬‬ ‫وميكنن���ا م���ع االعالم وباق���ى اخواته م���ن اآلليات‬ ‫ف���رض األمن من خالل التفاعل العلمى الس���ليم‬ ‫مع كل األطراف ‪..‬مع املس���لحني خارج الشرعية‬ ‫الدس���تورية املؤقت���ة ‪ -..‬النص���ف مؤقت���ة ‪ ..‬بع���د‬ ‫التصوي���ت الوطن���ى عل���ى املؤمتر الوطن���ى وعلى‬ ‫احلكوم���ات والقب���ول املتق���دم بش���رعية الوثيقة‬ ‫الدس���تورية احلاكم���ة خلريط���ة امتام س���ريان‬ ‫الش���رعية ف���ى الدول���ة واجملتم���ع الت���ى وضعت‬ ‫م���ع اجمللس الوط�ن�ي االنتقال���ي ‪ ... -‬مع الس�ل�اح‬ ‫املنتش���ر ‪..‬مع مجاعة املقبور ‪..‬مع اجلناح السياسى‬ ‫والفك���رى جلماع���ة االخ���وان املس���لمني وباق���ى‬ ‫اجلماع���ات والتوجهات االس�ل�امية ‪..‬م���ع اجلناح‬ ‫املدن���ى بكل مثقفي���ه وباحثيه وناش���طيه ورموزه‬ ‫‪..‬مع مش���كالت احلدود وااللتهابات العرق سياس‬ ‫أخالقي���ة ب�ي�ن األخ���وة ف���ى اجلن���وب ‪..‬والغ���رب‬ ‫األوسط ‪ ..‬واى مكان آخر توجد فيه هذه املشاكل‬ ‫م���ع القواعد احلزبي���ة والفكر السياس���ى احلزبى‬ ‫‪..‬وف���رز اختالف���ات التوجه���ات السياس���ية وإبعاد‬

‫وحيد عمر بوقعيقيص‬ ‫فاجأتن���ا األخب���ار ب���أن الش���ركة‬ ‫الليبي���ة لالس���تثمارات اخلارجي���ة‬ ‫(اليت يبدو أن لديها صالحية إبرام‬ ‫مثل ه���ذه الصفقات ب���دون الرجوع‬ ‫إىل رئيس جملس الوزراء وحتى من‬ ‫دون استش���ارة أحد من ذوي الش���أن‬ ‫مثل املؤسس���ة الوطنية للنفط) قد‬ ‫تقدمت خبطاب نية لش���راء مصفاة‬ ‫فرنس���ية تابعة لشركة برتوبلص‬ ‫(‪ .)PETROPLUS‬وق���د س���بق‬ ‫ذل���ك أو تزام���ن م���ع زي���ارة وزي���ر‬ ‫اخلارجي���ة الفرنس���ي لطرابل���س‬ ‫عقب اإلفراج عن ملياري دوالر من‬ ‫األم���وال الليبية اجملمدة يف فرنس���ا‬ ‫حيث عرض على من قابلهم ش���راء‬ ‫املصفاة مببلغ ‪ 1.8‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وه���ذه املصف���اة مفلس���ة وخس���رت‬ ‫خالل الس���نوات الثالث املاضية ‪2.6‬‬ ‫مليار دوالر‪.‬‬ ‫يذكرنا هذا السيناريو بالكثري من‬ ‫الصفق���ات ال�ت�ي كانت تعق���د أيام‬ ‫نظام القذايف‪.‬‬ ‫وملزي���د م���ن التفصيل فلق���د كان‬ ‫أفضل ع���رض تقدمت به ش���ركة‬ ‫نت أوي���ل (‪ )NETOIL‬اململوكة‬ ‫للمدعو روجيه متراز الذي سبق أن‬ ‫باع لليبيا مصفاة يف إيطاليا خسرت‬ ‫م���ن ورائه���ا ليبي���ا بضع���ة مليارات‬ ‫م���ن ال���دوالرات بتوريده���ا النف���ط‬ ‫ال�ل�ازم لتش���غيلها بس���عر مدع���وم‪،‬‬ ‫أي خبصومات حت���ى ال تضطر إىل‬ ‫إعالن إفالسها‪.‬‬ ‫تقدمت نت أويل بالعرض التالي‪:‬‬ ‫•‪ 205‬ملي���ون دوالر مب���ا يف ذل���ك‬ ‫جزء كبري من مديونيتها‬ ‫•باإلضاف���ة إىل الت���زام الش���ركة‬ ‫باس���تثمار مبل���غ ‪ 646‬مليون دوالر‬ ‫لتحديثها‬ ‫ه���ذا كله جيري يف الوقت الذي مل‬ ‫ينفذ فيه مش���روع ملصف���اة الزاوية‬

‫املق�ت�رح من���ذ أكث���ر من عش���رين‬ ‫س���نة لتحديث املصف���اة والرفع من‬ ‫رحبيته���ا من خالل إنت���اج مواد ذات‬ ‫قيم���ة أعلى م���ن ناحي���ة ولتغطية‬ ‫العجز يف بعض املنتجات يف الس���وق‬ ‫احمللي من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫ومن جانب آخر مل يتم أي اس���تثمار‬ ‫يف مصف���اة راس الن���وف لتحديثها‬ ‫وحتوي���ل ‪ 50%‬م���ن انتاجه���ا م���ن‬ ‫الزيت الثقي���ل إىل منتجات خفيفة‬ ‫ذات قيم���ة أعل���ى حيتاجها الس���وق‬ ‫احمللي والدولي وعلى رأس���ها وقود‬ ‫الس���يارات ال���ذي نص���رف املليارات‬ ‫سنويا الس���ترياده من اخلارج وبيعه‬ ‫حمليا بأسعار مدعومة!‬ ‫إن املبل���غ املعروض من قبل فرنس���ا‬ ‫ق���د يكف���ي لتحديث مصف���اة راس‬ ‫النوف كما أوردنا أعاله وس���نجين‬ ‫م���ن وراء ذلك اس�ت�رداد اس���تثمارنا‬ ‫ه���ذا يف خالل ثالث أو أربع س���نوات‬ ‫ونوف���ر على خزينة الدولة املليارات‬ ‫اليت تصرف على اس���ترياد املنتجات‬ ‫النفطية اليت س���توفرها لنا املصفاة‬ ‫احملدث���ة‪ .‬كم���ا نص���در املنتج���ات‬ ‫الفائضة إىل الس���وق األوربية اليت‬ ‫هي يف حاجة إليها‪.‬‬ ‫نأم���ل أن يكون ه���ذا كافيا لصرف‬ ‫النظر ع���ن املصفاة الفرنس���ية وأن‬ ‫ختصص احلكومةاألموال الالزمة‬ ‫لتحدي���ث مصفات���ي الزاوية وراس‬ ‫النوف‪.‬‬ ‫لقد ح���ان الوق���ت لنتص���رف حيال‬ ‫ثرواتن���ا بص���ورة عقالني���ة وجنعل‬ ‫من صناعاتنا مص���درا لتوفري دخل‬ ‫إضايف بدل من أن تكون بئرا بال قاع‬ ‫نهدر فيه ثرواتنا النفطية‪..‬‬

‫خريى جبودة‬

‫القضايا الغري حقيقية فى تفاعالتها ‪..‬‬ ‫وإع���ادة كت���اب اهلل واإلخوة الليبي���ة اىل مركز‬ ‫العق���ل املوجه للفعل جت���اه كل املتورطني فكريا‬ ‫وفعلي���ا م���ع الطاغي���ة املقب���ور ‪..‬ممارس���ة عدالة‬ ‫االرض والس���ماء ‪ ..‬مع تاورغاء وبن وليد وغريها‬ ‫من املناطق التى اجنر الكثري من اهلها اىل عالقة‬ ‫سلبية مع أنفسهم ووطنهم ‪..‬واهلل اعلم ‪.‬‬ ‫مل نص���ل اىل الق���درة عل���ى الق���ول اذهب���وا فانتم‬ ‫الطلقاء ‪..‬رغم اننا فعلنا ذلك حني دعونا مناطقهم‬ ‫وأناس���ها الغ�ي�ر متورط�ي�ن فى اى انته���اكات اىل‬ ‫صندوق االق�ت�راع ‪..‬صن���دوق س���عادتنا وفاعليتنا‬ ‫وحريتنا مجيعا ‪ ..‬ولكن من بقى منهم على نفس‬ ‫املوقف ‪..‬هو خطر على نفس���ه ‪..‬ألنه حيمل موقفا‬ ‫غ�ي�ر عقالن���ي او انس���انى ‪(..‬وادع اىل س���بيل ربك‬ ‫باحلكمة واملوعظة احلسنة ‪).‬‬ ‫كم���ا أن أعمال ومهام الثوار والس���لطة املمنوحة‬ ‫هلم كأمانة جيب أن تظل بعيدة عن اى احنراف‬ ‫‪..‬حتى يت���م حتقيق اهلدف الع���ام الذى قامت من‬ ‫أجل���ه الث���ورة أال وهو خل���ق دولة االح���رار ‪..‬دولة‬ ‫املواط���ن الس���يد ‪..‬الس���لطة املوزع���ة بعدال���ة ‪..‬هى‬

‫انس���ب ش���يء فى احلياة ‪..‬ألن تركيز الس���لطات‬ ‫فى احد االط���راف هو مهلكة هل���ذا الطرف ‪..‬ألنه‬ ‫ال يس���تطيع وح���ده دون وج���ود روادع وضواب���ط‬ ‫‪..‬ضم���ان بقائ���ه عل���ى اجيابيت���ه ‪..‬وال يس���تطيع‬ ‫وحده التفقه فى كل ش���يء فلكل إنسان وجمال‬ ‫اختصاصه ‪..‬ولذلك فان روح االنتقام الش���خصى‬ ‫م���ن اجملرمني او رد كي���ل التعذيب كيلني ‪ ..‬قد‬ ‫تش���فى مؤقتا الغليل ‪..‬ولكنها ايذان مبوت انسانية‬ ‫صاحب���ه ‪..‬وحتوله م���ن خانة املظل���وم اىل الظامل‬ ‫‪..‬وعنده���ا فى اى حلظة قد ينقلب األمر ‪..‬وتتكرر‬ ‫املأس���اة ‪ ..‬القان���ون ه���و من يأخ���ذ حقن���ا مجيعا ‪..‬‬ ‫هذا حس���اب االرض والس���ماء ‪..‬اهلل العادل القيوم‬ ‫باإلضاف���ة اىل قانونن���ا األرض���ى ‪..‬س���يأخذ حقنا‬ ‫مجيعا ف���ى اآلخرة ‪..‬ولكنه اعطان���ا عقوال لنتعلم‬ ‫وننهل من املعرفة ‪..‬وقلوبا ‪..‬واديانا حكيمة حتتاج‬ ‫اىل م���ن ينظ���ر عربها حب���ب اىل احلياة والبش���ر‬ ‫واىل صانع هذا الوج���ود الذى اعطانا امليزان الذى‬ ‫نس���تطيع الس�ي�ر من خالله على صراط صاحلنا‬ ‫وسعادتنا ‪.‬‬ ‫فى ‪2012-11-5 -‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 27 ( - ) 81‬نوفمبر ‪ 3‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫اخلميس مهرجان‬ ‫الكوميدي‬

‫خليل العرييب‬

‫الفنان فؤاد األمري‬

‫النجومية ممنوعة يف زمن القذايف‬

‫طرابلس ‪:‬‬ ‫احلسني املسوري‬

‫تنطل���ق بع���د غ���د اخلمي���س مبدين���ة بنغازي‬ ‫فعاليات مهرجان املس���رح الكومي���دي يف دورته‬ ‫الرابع���ة مبش���اركة ‪ 16‬فرق���ة مس���رحية من‬ ‫ط�ب�رق ودرن���ه وطرابل���س والبيضاء وش���حات‬ ‫وامل���رج وإجدابي���ا إضاف���ة إل���ي ف���رق بنغ���ازي‬ ‫املس���رحية ‪ ،‬تت���وزع ع���روض املهرج���ان ب�ي�ن‬ ‫خش���بيت مس���رح الطف���ل والعرائ���س بس���يدي‬ ‫حسني ومس���رح معهد الصم والبكم بالقوارشة‬ ‫‪ ،‬وباإلضافة للعروض املسرحية ستقام ندوات‬ ‫فني���ة ملناقش���ة الع���روض وع���دد م���ن املواضيع‬ ‫ال�ت�ي خت���ص قضايا املس���رح يف ليبي���ا وكذلك‬ ‫س���ينظم معرض للفنون التشكيلية وامللصقات‬ ‫املسرحية وسيتم تكريم عدد من رواد الكوميديا‬ ‫يف املسرح اللييب ‪.‬‬

‫اليوم ‪ :‬ملتقي‬ ‫مبدعات عربيات‬

‫تنطل���ق الي���وم الثالثاء املوافق ‪ 27‬من ش���هر‬ ‫نوفمرب ‪ 2012‬وملدة ثالثة أيام فعاليات ملتقي‬ ‫مبدع���ات عربي���ات يف زم���ن احلري���ة برعاي���ة‬ ‫وزارة الثقاف���ة واجملتم���ع املدن���ي ‪ ،‬وس���يتضمن‬ ‫برنامج هذا امللتقي ندوة ثقافية بعنوان ( األدب‬ ‫النس���وي ‪ ...‬إش���كاليات وقضاي���ا ) كما حيتوي‬ ‫الربنام���ج عل���ي مع���رض للفن���ون التش���كيلية‬ ‫وأمس���يات ش���عرية وقصصي���ة مبش���اركات‬ ‫كاتبات وشاعرات وباحثات من الوطن العربي‬ ‫ومن عدة مناطق ليبية ‪.‬‬

‫يف حف���ل عش���اء مبطعم أثار بباب البح���ر بطرابلس دعا إليه املركز الثق���ايف اهلولندي جمموعة من‬ ‫الصحفي�ي�ن الليبي�ي�ن وجمموعة من الصحفيني اهلولنديني كان كل ش���يء عاديا باس���تثناء عازف‬ ‫الساكسفون الذي جذب إليه األنظار وسرق اإلعجاب حتى من قوس ماركوس اوريوليوس فأثناء‬ ‫عزفه على آلة الساكس���فون أش���اع جوا من س���حر املوس���يقى الراقي���ة وقد كانت األحل���ان اجلميلة‬ ‫ط���وع ش���فاهه وهو ينفثه���ا كالعطر الندي م���ن آلته الذهبي���ة لتداعب خيال املس���تمعني وتثري فيهم‬ ‫لن���ا‬ ‫اإلحساس بالرقي واجلمال وكان مثار إعجاب الوفد اهلولندي وكانوا يهمسون‬ ‫متس���ائلني عن هذا العازف املبدع الذي تفاجأنا به كونه فناناً ليبيا وامسه فؤاد‬ ‫األمري‪.‬فل���م اب���رح املكان حتى اتفقت مع���ه على إجراء حوار صحف���ي معه وهكذا‬ ‫كان ‪.‬‬ ‫ينتم���ي الفنان ف���ؤاد األمري إىل احد األس���ر الطرابلس���ية املعروف���ة فعمه الكاتب‬ ‫املس���رحي املع���روف مصطفى األمري وحس���ن األمري احد مؤسس���ي ن���ادي األهلي‬ ‫الطرابلس���ي وحس�ن�ي األم�ي�ر الالعب املع���روف وم���درب املنتخب اللي�ب�ي لكرة‬ ‫الس���لة حي���ث تربى فؤاد األمري يف أس���رة تتك���ون من ‪ 9‬أف���راد ‪5‬بنات وأربع‬ ‫أوالد هو فقط من اجته للموس���يقى لكن جده ال���ذي اعترب أن اجتاه فؤاد‬ ‫إىل املوس���يقى أمر غري مقبول للعائلة وحرصاً على مشاعر جده وحبه‬ ‫للموسيقي يف نفس الوقت اخذ يتدرب خفية على آلة الساكسفون‬

‫س حـدثنا عن طـفولتك ؟‬ ‫ولدت مبنطقة باب البحر باملدينة القدمية‬ ‫طرابلس ع���ام‪1955‬م ودرس���ت االبتدائية‬ ‫مبدرس���ة طرابل���س املركزي���ة واذكر أن‬ ‫أول نشيد حفظناه كان نشيد ((يابالدي))‬ ‫وكان يدرس���نا األس���تاذ كاظ���م ندي���م‬ ‫واملدين���ة القدمي���ة يف ذل���ك الوق���ت كانت‬ ‫تنش���ط به���ا الف���رق املس���رحية واألندي���ة‬ ‫الرياضية والفرق املوس���يقية املختلفة وان‬ ‫كان���ت يف اغلبها فرق املألوف وبالتالي فان‬ ‫طفوليت كانت يف حميط فين وثقايف‬ ‫س متى بدأت عالقتك باملوسيقي ؟‬ ‫كما أس���لفت بدأت عالقيت باملوسيقى منذ‬ ‫نعوم���ة أظافري ولك���ن البداي���ة احلقيقية‬ ‫كان���ت عن���د دخول���ي مدرس���ة الفن���ون‬ ‫والصنائ���ع اإلس�ل�امية وقد ب���دأت موهبيت‬ ‫بالب���زوغ لدرجة أن الصحفي ن���وري القبى‬ ‫اجري معي لقاء وقدم�ن�ي كموهبة واعدة‬ ‫بصحيف���ة ال���رأي س���نة ‪1968‬م والزل���ت‬ ‫احتف���ظ بذل���ك اللق���اء إىل اآلن وانتقل���ت‬ ‫بعده���ا إىل معه���د مج���ال الدي���ن املي�ل�ادي‬ ‫وكان أس���اتذتي هم رمضان األس���ود وعبد‬ ‫اهلل ارحوم���ة واهل���ادي الش���ريف ورج���ب‬ ‫أكرمية والش���يخ حممد قنيص باإلضافة‬ ‫إىل اس���تفادتي من األستاذ صربي الشريف‬ ‫وامبية الفاسي أساتذة املوسيقى العسكرية‬ ‫س كي���ف ب���دأت حكايت���ك م���ع آل���ة‬ ‫الساكسوفون ؟‬ ‫كان لدينا أستاذ مصري جييد العزف على‬ ‫آالت النفخ ومنها الس���يربانو والساكسفون‬ ‫وق���د كنت معجبا جدا بتل���ك اآللة كونها‬ ‫مع�ب�رة وتغ���ذي م���ن يس���تمع إليه���ا فه���ي‬ ‫جتعل���ك تبح���ر يف ع���امل م���ن املوس���يقى‬ ‫الش���رقية والغربي���ة مبزيج اليك���ون إال يف‬ ‫هذه اآللة‬ ‫ويف سنة ‪1974‬م التحقت بفرقة املوسيقي‬ ‫العربي���ة واليت كان يش���رف عليه���ا آنذاك‬ ‫األس���تاذ حممد النحايسي ولقد كان هلذه‬ ‫الفرق���ة الفضل يف توجيهي حيث مكثت بها‬ ‫إىل س���نة ‪1977‬م حيث التحق���ت باإلذاعة‬ ‫كمتعاون ولق���د مد لي يد العون األس���تاذ‬ ‫عام���ر احلجاج���ي رئي���س قس���م املوس���يقى‬ ‫باإلذاعة آنذاك‬ ‫س ما هي املهرجانات اليت شاركت فيها ؟‬ ‫ش���اركت يف العدي���د م���ن املهرجان���ات يف‬ ‫بولن���دا ولندن ومالط���ا ومهرج���ان قرطاج‬ ‫بتون���س صحبة الفنانة س���املني ال���زروق و‬ ‫مهرج���ان البحر األبيض املتوس���ط صحبة‬ ‫الفن���ان اللي�ب�ي امح���د فك���رون و مهرج���ان‬ ‫نابل مع الفن���ان مصطفى طالب ومهرجان‬ ‫بوقرن�ي�ن باإلضافة إىل بعض املش���اركات‬

‫اخلاصة بدبي وابوضيب باإلمارات ‪.‬‬ ‫س هل قمت بتأليف مقطوعات موسيقيه ؟‬ ‫لدي جمموعة أعمال قمت بتأليفها أمتنى‬ ‫أن يت���م تصويرها تعرب ع���ن اجملتمع اللييب‬ ‫ومستوحاة من الرتاث اللييب وهناك العديد‬ ‫من املختارات مللحنني آخرين أمتنى أن يتم‬ ‫تصويرها ‪.‬‬ ‫س هل خضت جتربة التلحني ؟‬ ‫نعم فقد خضت جتربة التلحني بتش���جيع‬ ‫من أصدقائ���ي الفنانني وقمت بتلحني عدة‬ ‫أعمال لك���ن مل يظهر منه���ا إال عمل((عبري‬ ‫احلب )) الذي تغنى به الفنان مراد اسكندر‬ ‫س ه���ل كان هناك اهتم���ام ودعم لك من‬ ‫قبل اجلهات املسؤلة سواء يف السابق أو اآلن‬ ‫؟‬ ‫يف الس���ابق مل يك���ن أي اهتم���ام ولكن حنن‬ ‫ننتظر من الدولة اجلديدة أن تهتم بالفنان‬ ‫اللي�ب�ي واحلقيق���ة هناك بعض مؤسس���ات‬ ‫اجملتم���ع املدني تتعامل برق���ي واحرتام وان‬ ‫أقدم شكري هلم وال ميكن أن انسي املرحوم‬ ‫حسن الشامس صاحب شركة الغزالة فقد‬ ‫قام بدعمي واهتم بي وأنا عملت معه أكثر‬ ‫من ‪ 17‬سنة والزالت اعمل مع شركته‬ ‫س مل���اذا مل يأخذ الفن���ان اللييب طريقه إىل‬ ‫النجومية حتى اآلن ؟‬ ‫النجومية كانت ممنوعة يف ليبيا يف زمن‬ ‫القذايف وحتى العيب كرة القدم مل يسلموا‬ ‫من الطمس والتغييب ورغم امتالك الفنان‬ ‫اللي�ب�ي للموهب���ة ووج���ود اإلمكاني���ات لدى‬ ‫الدول���ة إال أن الدع���م كان مقتص���راً على‬ ‫أمس���اء معين���ة متج���د النظ���ام أم���ا البقية‬ ‫فكان���ت تعان���ي الظ���روف الصعب���ة للحياة‬ ‫فمثال أن���ا إىل اآلن مل احصل ال على ش���قة‬ ‫أو قطعة ارض أو قرض لذلك اعترب الفنان‬ ‫اللييب مكافح وس���ط هذه الظروف الصعبة‬ ‫املشكلة إن النظام السابق دمر الفنان اللييب‬ ‫س���واء يف املوس���يقى واملس���رح أو غريه���ا من‬ ‫الفن���ون ومن جهل النظام الس���ابق فقد قام‬ ‫حب���رق آالت املوس���يقية الغربي���ة متناس���يا‬ ‫أن املوس���يقى هي لغة الش���عوب وس���بب هذا‬ ‫العمل األمحق اثر كثريا يف تأخر املوسيقى‬ ‫الليبية بعد أن كانت يف املقدمة باستخدام‬ ‫اآلالت الغربية وتطويعها لألحلان الشرقية‬ ‫وكانت هن���اك جتربة ليبية رائدة و رائعة‬ ‫يقوده���ا امح���د فك���رون وناصر امل���زداوي و‬ ‫محيد الشاعري‬ ‫س حس���ب رأيك كيف نعيد ألوان األغنية‬ ‫الليبي���ة ال�ت�ي انطلق���ت يف اخلمس���ينات‬ ‫وتألق���ت يف الس���تينات وبداي���ة الس���بعينات‬ ‫وكانت ضحية للنظام السابق ؟‬ ‫حنن لدينا فنانني مثل الفنان سالم قدري‬

‫وع�����ادل‬ ‫ع������ب������د‬ ‫اجمل����ي����د‬ ‫وع�����ب�����د‬ ‫ال���ل���ط���ي���ف‬ ‫حويل وحممد‬ ‫السليين وخالد‬ ‫عبد اهلل وغريهم‬ ‫ه���������������ؤالء مت���ت‬ ‫حماولة طمسهم‬ ‫كفنانني بسبب‬ ‫ف�����رض ال��ن��ظ��ام‬ ‫ل����ل����ون ال����واح����د‬ ‫لألغنية الليبية‬ ‫والننسى األساتذة‬ ‫امل��ل��ح��ن��ي�ين أم��ث��ال‬ ‫الفنان القدير على‬ ‫ال���غ���ن���اي ورش���ي���د‬ ‫س��ع��د ال��دي��ن وال���ب���دري ك��ل��ب��اش وم��اج��د‬ ‫الدهماني وقد كان النظام السابق اليقدر‬ ‫ال��ف��ن��ان اللييب المعنويا وال م��ادي��ا بينما‬ ‫يتكرم علي فناني الدول األخرى بالرعاية‬ ‫ويغدق عليهم األموال‬ ‫وهنا تأتي مسؤولية وزارة الثقافة واجملتمع‬ ‫املدن���ي وذلك بوض���ع برنامج وخطة جلمع‬ ‫أرش���يف األعمال الليبي���ة القدمية وهي يف‬ ‫اغلبه���ا موج���ودة بأرش���يف اإلذاع���ة وإعادة‬ ‫إنتاجه���ا مبونت���اج جدي���د وتصويره���ا م���ن‬ ‫جديد وتقدميها للمحطات الليبية من اجل‬ ‫بثه���ا وأنا متأكد أن األغنية الليبية س���وف‬ ‫تعود ولكن هذا يتطلب دعم وسائل اإلعالم‬ ‫الليبي���ة م���ن حمط���ات فضائي���ة وإذاع���ات‬ ‫مس���موعة فعليه���ا الرتكي���ز عل���ى تقديم‬ ‫الفنان اللييب واستضافته وبث أعمالة ‪.‬‬ ‫ما هي أخر أعمالك ؟‬ ‫أق���وم حالي���ا بتحوي���ل بع���ض أغان���ي ثورة‬ ‫‪ 17‬فرباي���ر إىل مقطوعات موس���يقية عرب‬ ‫آل���ة الساكس���فون مث���ل أغني���ة بنغ���ازي‬ ‫ومصراتة وليبيا حررناه���ا وإقامة حفالت‬ ‫يف درنة وبنغازي ومصراتة وس���بها ونالوت‬ ‫وهون وغريها م���ن املدن الليبية حتى يصل‬ ‫الفن���ان اللي�ب�ي إىل اجلمهور اللييب بش���كل‬ ‫مباشر وأمتنى من وزارة الثقافة أن ترحب‬ ‫بالفكرة وتدعم هذا املشروع ‪.‬‬ ‫كلمة أخرية ‪ :‬أش���كركم عل���ى اهتمامكم‬ ‫والذي يدل عل���ى أن اإلعالم اللييب اجلديد‬ ‫يبش���ر باخل�ي�ر وس���يكون خري س���ند للفنان‬ ‫اللييب وأمتنى أن نرى بالدنا ليبيا متقدمة‬ ‫ورائدة يف مجيع اجملاالت ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 27 ( - ) 81‬نوفمبر ‪ 3‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫أمحد بشون‬

‫العصر الذهيب للكرة الليبية ‪ 1961‬م‬ ‫فتحي الساحلي‬ ‫هذه الصورة اليت تش���اهدونها اآلن تضم االحت���اد وإىل جانب���ه املداف���ع األيس���ر‬ ‫أفضل الالعبني الليبيني الذين عرفتهم اجلي���د ميلود عرييب ال���ذي لعب لفريق‬ ‫املالع���ب الليبي���ة يف أزه���ى العص���ور أنه املدين���ة وفري���ق اهل�ل�ال ث���م حمج���وب‬ ‫عص���ر العمالق���ة العب���ون عرفوا كيف بوك���ر دينمو فريق اهلالل وعلى ميينه‬ ‫يس���طرون أفض���ل األجم���اد الرياضية‪ ..‬الالعب اهلداف وه���داف الدورة العربية‬ ‫ال وعرضاً وعمقاً الرابع���ة يف مص���ر العب فري���ق االحتاد‬ ‫خربوا كرة القدم طو ً‬ ‫فطاحل الكرة ورمزها املشرف‪.‬‬ ‫ه���ذه الص���ورة للمنتخ���ب اللي�ب�ي الذي‬ ‫كان يس���تعد للس���فر لالش�ت�راك يف‬ ‫ال���دورة العربي���ة الثالثة باملغ���رب‪ ،‬وهو‬ ‫مبطار "أدريس" حس���ب الالفتة املكتوبة‬ ‫خلف الالعبني وتضم الصورة الالعبني‬ ‫اآلتية أمساؤهم‪:‬‬ ‫وقوفاً من اليمني‪:‬‬ ‫احل���ارس الرائ���ع عبدالس�ل�ام كري���م‬ ‫وال���ذي كان حمرتف���اً يف تون���س ومثل‬ ‫منتخ���ب تون���س يف أكث���ر م���ن مب���اراة‬ ‫وكان يف ذل���ك الزم���ن حارس���اً لفري���ق‬ ‫احت���اد طرابل���س‪ ..‬يلي���ه الالع���ب بش�ي�ر‬ ‫الكعام���ي الع���ب املدينة ثم جناح أيس���ر‬ ‫فري���ق االحتاد واحلكم الدولي فيما بعد‬ ‫ب���در الدين احملجوب‪ ،‬ثم نش���اهد مدافع عل���ي البس���كي وإىل جانب���ه أفض���ل من‬ ‫فريق األهلي البنغازي أحممد الشريف لع���ب يف الظه�ي�ر األمي���ن الالعب أمحد‬ ‫وجبانبه الالعب النابغة مصطفى املكي األش���هب الع���ب فريق اهلالل ثم أس���رع‬ ‫العب فري���ق األهلي وإىل جانبه الالعب جناح أيسر عرفته املالعب الليبية العب‬ ‫كشالف ثم احلارس الظاهرة إبراهيم فريق النجمة القدمية بوبكر مشيس���ة‬ ‫املصري حارس فريق النجمة القدمية‪ ،‬وإىل جانب���ه الالع���ب النم���وذج الدول���ي‬ ‫ثم الالعب الرائع حسن السنوسي العب على الش���عالية العب فري���ق اهلالل ‪ ،‬ثم‬ ‫فري���ق األهل���ي الطرابلس���ي وإىل جانبه الالع���ب الكب�ي�ر عل���ي الزق���وزي العب‬ ‫العم�ل�اق أمح���د األح���ول جن���اح أمي���ن فريق االحتاد الطرابلسي‪.‬‬ ‫فري���ق االحت���اد الطرابلس���ي ث���م العب أنهم أفض���ل الالعب�ي�ن الليبيني يف ذلك‬ ‫فريق األهلي الطرابلسي حسن األمري‪ .‬العص���ر ب���ل وخ�ل�ال مائ���ة ع���ام ك���رة‬ ‫قدم وقد ترك���وا لنا تارخياً مش���رفاً يف‬ ‫جلوساً من اليمني‪:‬‬ ‫أفض���ل العيب الوس���ط يف ذل���ك العصر ك���رة الق���دم وبصمة كروية س���نظل‬ ‫رجب األح���ول (مس���روبة) العب فريق نتذكرها دائماً‪.‬‬

‫ترقبوا احمللق‬ ‫الرياضي‬ ‫يف الع���دد الق���ادم م���ن ه���ذه‬ ‫الصحيفة س���يكون موعد القراء‬ ‫م���ع امللح���ق الرياض���ي ال���ذي‬ ‫يش���تمل عل���ى (‪ )12‬صفح���ة‬ ‫ويس���هم يف كتابت���ه خنب���ة من‬ ‫األخ���وة اإلعالمي�ي�ن م���ن مجيع‬ ‫أطي���اف اإلع�ل�ام ‪ .‬خمضرم�ي�ن‬ ‫ومتخصص�ي�ن وش���باب يف‬ ‫مواضي���ع متنوع���ة يف كل‬ ‫اجملاالت الرياضية‬ ‫انتظ���روا الع���دد الق���ادم بتاري���خ‬ ‫‪2012/12/4‬‬ ‫ومع خالص التحيات‬

‫انظروا إىل أجسامهم وقيافتهم املوحدة‬ ‫لقد اختار هل���م اإلداريون اجليدون هذه‬ ‫الب���دل لك���ي يعط���وا ص���ورة جي���دة عن‬ ‫الك���رة الليبية واهتمام وعش���ق الليبيني‬ ‫هلذه اللعبة الش���عبية وكانت نتائجهم‬ ‫مش���رفة للغاية وحصلوا عل���ى الرتتيب‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫حملة من املاضي‬ ‫اجلميل‬ ‫عندما متكن املالكم املبدع حممد الربناوي‬ ‫(‬ ‫م���ن إس���قاط املالك���م االيطال���ي‬ ‫رود جريو ) يف املنازل���ة اليت جرت بينهما يف‬ ‫طرابل���س ‪ ..‬واليت ج���اءت بالضربة القاضية‬ ‫فرح���ت مج���وع الش���عب يف كل امل���دن بهذا‬ ‫االنتص���ار وال���ذي ج���اء عل���ى بط���ل ايطالي‬ ‫متم���رس ول���ه مكانت���ه الكب�ي�رة يف ع���امل‬ ‫املالكم���ة ‪ ..‬ع�ب�رت الصحف الليبي���ة أيضا‬ ‫ع���ن فرحته���ا وفرح���ة الليبي�ي�ن يف كافة‬ ‫م���دن ليبيا ‪ .‬وننش���ر اآلن ما كتب يف إحدى‬ ‫الصحف بعد انتهاء املقابلة ‪.‬‬

‫الثال���ث يف ال���دورة بع���د املغ���رب ومصر‬ ‫وف���ازوا بالق�ل�ادة الربونزي���ة ‪ ،‬كم���ا‬ ‫حتص���ل الالعب���ان إبراهي���م املص���ري‬ ‫ورجب األحول (مسروبة) على ساعتني‬ ‫من السفري اللييب يف املغرب (بكرية) ‪.‬‬ ‫حتي���ة إىل ه���ؤالء الالعب�ي�ن العمالق���ة‬ ‫والرمح���ة والغفران مل���ن رحل منهم إىل‬ ‫مالقاة خال���ق كل الربية وهل س���نرى‬ ‫يوم���اً فريقاً مث���ل هذا الفري���ق يف األداء‬ ‫واألخالق والقيافة والغرية على الشعار‬ ‫وعش���ق الوط���ن ‪ ..‬ه���ذا ما نتمن���اه للكرة‬ ‫الليبية‬

‫محدا هلل على السالمة ‪...‬‬ ‫األخ والصدي���ق العزي���ز فرج العقيل���ي والذي يس���هم يف إثراء هذه‬ ‫ الصفح���ة مبقاالته املتمي���زة وكلمات���ه الرقيقة تع���رض حلادث‬ ‫( سري ) وأصيب بكسر وكذلك جنليه اللذين كانا معه بالسيارة‬ ‫وهو اآلن مبستش���فى اجلالء حيث أجريت له عملية يوم اخلميس‬ ‫املاض���ي ‪ ..‬وق���د غ���ادر جن�ل�اه‬ ‫املستشفى ‪..‬‬ ‫نق���ول لألخ العزيز ف���رج محدا هلل‬ ‫على سالمتك وس�ل�امة من كان‬ ‫مع���ك وندعو اهلل س���بحانه وتعاىل‬ ‫أن يعج���ل بش���فائك ولتواص���ل‬ ‫نشاطك وإبداعك ‪.‬‬ ‫أسرة ميادين‬

‫الربناوي يصرع‬ ‫خصمه‬

‫طرابل���س صباح اخلمي���س الس���اعة الثانية‬ ‫لق���د انقض���ى اآلن أكثر من س���اعتني على‬ ‫إنتهاء احلفلة وال يزال النزل يغص جبموع‬ ‫اجلماهري ال�ت�ي جاءت حتمل بطلنا الش���هري‬ ‫الربن���اوي عل���ى أعناقه���ا وس���ط هتاف���ات‬ ‫تش���ق عن���ان الس���ماء م���ردده اهلت���اف حبياة‬ ‫ليبي���ا وعب���ارات اإلكبار واإلعج���اب برباعة‬ ‫الربناوي وبطولته الفائقة وانه ملنظر مجيل‬ ‫رائ���ع كل الروع���ة جتلت في���ه روح اإلخوة‬ ‫الصادقة اليت تربط ب�ي�ن قلوب أبناء الوطن‬ ‫اللي�ب�ي وتؤل���ف بينها يف الش���عور يف الس���راء‬ ‫والض���راء فتلم���س معاني���ه يف مظاه���ر هذه‬ ‫احلف���اوة البالغة اليت مشلتنا من���ذ أن حللنا‬ ‫هذا اجلزء من ارض الوطن العزيز ‪.‬‬ ‫ولق���د كان من���ذ البداي���ة أن ين���ازل بطلن���ا‬ ‫الربناوي خصما ش���ديد امل���راس قوى البأس‬ ‫ذو حكم���ة وخ�ب�رة واس���عة يف أس���اليب‬ ‫املالكمة وخدعها ‪.‬‬ ‫‪ 17‬يونيو ‪ 1947‬م‬


‫السنة الثانية العدد ( ‪ 27 ( - ) 81‬نوفمبر ‪ 3‬ديسمبر ‪)2012‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.