العدد 82

Page 1

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 82‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫أطلب امللحق الرياضي‬

‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪10 - 430‬‬ ‫‪( - () -82‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثانية ‪-‬‬ ‫‪)2012‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫أكتوبر‪5 -‬‬ ‫‪) 77‬‬ ‫العدد (‬ ‫السنة الثانية‬ ‫السنة‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫ماذا تريد بنـغازي ‪..‬؟‬ ‫جلنة الستني اختيار أم تعيني ؟‬

‫مجعة عتيقة ‪ :‬كيف تتمكن األحزاب والتكتالت والصحف والتلفزيونات من متويل نفسها ‪....‬؟‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 82‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪:‬عطية صالح األوجلي‬

‫ماذا تريد بنـغازي ‪..‬؟؟‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫هليل البيجو‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزاوية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫مفتاح ميلود ‪ /‬البيضاء‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫املراجعة اللغوية‬

‫صالح السيد أبوزيد‬ ‫لوحة الغالف‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫هل املدن اليت لعبت دورا بارزا يف تاريخ بالدها تبحث عن مثن هلذا الدور ؟‪ ..‬أم انها تبحث عن‬ ‫مكانة حتقق اجملد هلا ؟‬ ‫و إذا كان���ت تبح���ث عن “مثن” فما ه���و الثمن الكايف لعذابات األمهات و تضحيات الش���هداء و‬ ‫شجاعة الثوار و احتضان اجلميع هلم ؟‬ ‫هل “الثمن” هو عودة بعض املؤسسات املتهالكة املتخمة بالعجز و سوء االدارة و الفساد؟‬ ‫هل “الثمن” يأتي عرب شن محالت الكراهية و التعصب و جتذير روح األنانية و التقوقع؟‬ ‫بالطبع هناك من ال يفهم سوى لغة “األمثان”‪!!!....‬‬ ‫فأولئك الذين كان يتم “حشرهم” يف حافالت ليحتفلوا بعيد “ثورتهم” يف الساحة اخلضراء‬ ‫‪.‬‬ ‫و أولئك الذين كانوا يقتس���مون “ سلطة و مال الشعب” يف “مرابيعهم” ال يتقنون سوى لغة‬ ‫األمثان‪.‬‬ ‫و الذي���ن كان���وا “يلتصقون” بأب���واب مكتب االتصال عله���م ينالون بعث���ة اىل إحدى عواصم‬ ‫الع���امل بعي���دا عن مجاهريية النعي���م األرضي و يعودون بورقة متنحهم لقب���ا يفتح هلم ابواب‬ ‫الرزق الوفري املوصدة‪.‬‬ ‫و أولئك الذين كانوا “يشاكسون” وزارة االعالم علها تنتبه لوجودهم فتنعم عليها بالعطايا‬ ‫و الذهاب اىل معارض الكتاب ‪ ..‬او مبكافأت جمزية عن ابداعاتهم الوطنية‪.‬‬ ‫و الذي���ن كان���وا حيش���دون “قبائلهم” من أجل تدبي���ج برقيات التأييد و املبايعة و حيش���دون‬ ‫أبناء عمومتهم يف املدينة الرياضية لساعات طوال علهم يقتبسوا حملة من نور القائد و املفكر‬ ‫األعلى ‪.‬‬ ‫و الذي���ن كانوا يناضل���ون يف مقاهي العامل وامام الكامريات و يبدلون جلودهم طبقا ألس���عار‬ ‫البورصة السياسية ‪ ....‬كل هؤالء السادة ال يعرفون سوى “األمثان” ‪ ..‬فهوالء عاشوا بثمن ‪..‬و‬ ‫“ناضلوا” بثمن ‪ ..‬ورهنوا حناجرهم و أقالمهم و جهودهم بثمن‪.‬‬ ‫بنغازي يا سادة ال تبحث و ال “تتسول” الثمن ‪.‬‬ ‫بنغازي تريد الكرامة و العزة و احلرية هلا و للجميع ‪.‬‬ ‫بنغ���ازي تريد خمططات تنموي���ة يتم فيها إعادة ختطيط هذه املدين���ة و كل املدن و القرى‬ ‫الليبية بش���كل حضاري مينح املواطن فيها حقوق متس���اوية و تتوفر له اخلدمات بشكل عادل‬ ‫و كريم‪. .‬‬ ‫بنغازي تريد رؤية اقتصادية هلا و لغريها حبيث يتم االس���تفادة من موارد البالد بش���كل عادل‬ ‫و متوازن‪.‬‬ ‫بنغ���ازي تريد أن تصبح مدينة فاعلة مميزة على ش���ط املتوس���ط و يف مش���ال أفريقيا تزخر‬ ‫بالنش���اطات الثقافي���ة و املؤمت���رات العلمي���ة والفكرية و الديني���ة و باملش���اريع االقتصادية و‬ ‫املهرجانات الفنية ‪.‬‬ ‫بنغ���ازي تري���د أن تكون كم���ا كانت طوال تارخيه���ا صوت من ال صوت ل���ه و صدرا مفتوحا‬ ‫جلميع الليبيني ‪ ....‬و رمزا لعزة هذا الوطن و كرامة املواطن‪..‬‬

‫مراد اهلوني عضوا يف جلنة جائزة (سبتيموس سيفروس)‬ ‫الدولية للمؤرخني و الصحفيني‬ ‫مت اختي���ار الزمي���ل م���راد أهلوني كأح���د أعضاء جلن���ة التحكيم ملن���ح جائزة‬ ‫س���بتيموس س���يفروس للمؤرخني و الصحفيني من ليبيا و ايطاليا و من باقى‬ ‫الدول املطلة على البحر االبيض املتوسط بهدف تعزيز وبناء العالقات الثقافية‬ ‫اليت اتس���مت بها ضفيت البحر األبيض املتوس���ط يف املاضي واحلاضر وس���يتم‬ ‫تكري���م املؤرخني ‪ -‬و الصحفيني س���واء ممن عملوا س���ابقا أو من الصحفيني و‬ ‫املؤرخني احلاليني فى فئتني خمتلفتني‪ .‬وس���يتم يف فئة اجلائزة األوىل تكريم‬ ‫املؤرخني و علماء اآلث���ار العرب و األيطاليني ‪..‬كما مت تكريم األوربيني منهم‬ ‫عل���ى جمهوداته���م و على عمله���م باخلص���وص ‪ ..‬وعملت الفئ���ة الثانية على‬ ‫التعري���ف بالصحفيني الع���رب و االيطاليني ال���ذىن كان لكتاباتهم األثر فى‬ ‫التأكيد على جوانب التعاون بني احلضارات فى املاضى و احلاضر ‪.‬‬


‫‪03‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 82‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫بدعم من وزارة الثقافة وجريدة ميادين‬

‫ملتقي مبدعات عربيات يف زمن احلرية‬ ‫ميادين – بنغازي ‪:‬‬ ‫مفتاح ميلود‬

‫حبض���ور عدد م���ن املبدع���ات العربي���ات من‬ ‫ليبي���ا وتون���س ومص���ر واليم���ن وس���وريا‬ ‫واجلزائ���ر والع���راق واألردن وفلس���طني‬ ‫انطلق���ت فعاليات ملتق���ى مبدعات عربيات‬ ‫يف زم���ن احلري���ة املق���ام مبدين���ة بنغ���ازي‬ ‫تواص���ل م���ن ‪ 29 – 27‬نوفم�ب�ر‪ .‬برعاي���ة‬ ‫وزارة الثقاف���ة واجملتم���ع املدن���ي وبالتعاون‬ ‫م���ع صحيف���ة الرواي���ة ‪ ،‬يف حماول���ة جادة‬ ‫لربط ليبيا مبحيطها العربي واملتوس���طي‪،‬‬ ‫وأرساء القيم احلضارية واملدنية والثقافية‬ ‫‪ .‬عن���وان ن���دوة امللتق���ي “األدب النس���وي…‬ ‫إش���كاليات وقضاي���ا”‪ ،‬حماوره���ا األدب‬ ‫النس���وي وإش���كاليات املصطل���ح “اهلوية…‬ ‫اخلصوصي���ة”‪ ،‬م���دى إس���هام اخلط���اب‬ ‫النس���وي يف األدب العربي‪،‬ابتع���اد الكاتب���ة‬ ‫عن اخل���وض يف قضايا السياس���ة وااللتزام‬ ‫بقضايا اجملتمع ‪ ،‬يشارك يف امللتقى باحثات‬ ‫وروائي���ات عربي���ات وليبيات وه���ن‪ :‬ربيعة‬ ‫جلطي‪ ،‬حواء القم���ودي‪ ،‬نبيلة الزبري‪ ،‬أريج‬ ‫خط���اب‪ ،‬أم الع���ز الفارس���ي‪ ،‬تركي���ة عب���د‬ ‫احلفيظ ‪.‬‬ ‫وتضمن امللتقى أمسيات شعرية وقصصية‬ ‫مبش���اركة ش���اعرات وقاص���ات مبدع���ات‬ ‫ينتمني إىل أجيال ش���عرية خمتلفة ( حنان‬ ‫حمف���وظ‪ ،‬رنا جعفر ياس�ي�ن‪ ،‬لين���ا الطييب ‪،‬‬ ‫جيهان عمر‪ ،‬حنني عمر‪ ،‬كرمية الفاس���ي‪،‬‬ ‫فري���ال الدال���ي‪ ،‬عائش���ة بازام���ة‪ ،‬مجيل���ة‬ ‫عماي���رة‪ ،‬عائش���ة املغرب���ي‪ ،‬رح���اب ش���نيب‪،‬‬ ‫وجدان شكري عياش )‪.‬‬

‫خلود الفالح رئيس امللتقى تقدم درع امللتقى إىل السيدة رباب أدهم ضيفة شرف امللتقى‬

‫املرأة والكلمة يف سرية الثورة الليبية‬

‫مشل الي���وم األول للملتقي حفل االفتتاح إضافة‬ ‫إل���ي افتت���اح معرض الفنان���ات التش���كيليات فاتن‬ ‫العسيلي وجناة الدالي وفاطمة درز الذي تواصل‬ ‫طيلت أي���ام امللتقي ‪ ،‬أقيمت األمس���ية الش���عرية‬ ‫األوىل اليت ش���اركت فيها الش���اعرة لينا الطييب‬ ‫م���ن س���وريا والليبيت���ان ح���واء القم���ودي وفريال‬ ‫الدالي واملصرية جيهان عمر‪ ،‬يف قصائدهن كان‬ ‫حض���ور الربيع العرب���ي طاغياً بتجليات���ه ‪ ،‬أهدت‬ ‫الش���اعرة ح���واء القم���ودى قصيدتها إىل الش���هيد‬ ‫عم���ر عب���د اهلل احل���ايف‪ ،‬أم���ا لين���ا الطي�ب�ي توجت‬ ‫مقدمت���ه بالق���ول" أن ما كتبت���ه أو كتبه غريها‬ ‫عن الثورة س���واء يف سوريا أو غريها أصغر كثريا‬ ‫مما حي���دث على األرض‪ .‬ق���راءة بعدها قصائدها‬ ‫"الطغاة" و"كاي بويز‬ ‫يف اليوم التالي شهدت أولي ندوات امللتقي حوارات‬ ‫معمقة حول مصطلح األدب النس���وي وما يداخله‬ ‫من إش���كاليات ترتب���ط باإلب���داع واجملتمع ‪ ،‬ودور‬ ‫األدب الش���عيب يف صياغة احلماسة الوطنية أثناء‬ ‫الثورة وإبداع الشارع امللهم يف استنهاض الشعب‪.‬‬ ‫يف ورقتها (املرأة والكلمة يف سرية الثورة الليبية)‬ ‫أك���دت د‪ .‬تركي���ة عب���د احلفي���ظ أن املتتب���ع‬ ‫للحرك���ة الثقافية يف ليبيا أثناء حرب التحرير‪،‬‬ ‫يالحظ أن هناك خرسا قد أصاب معظم املبدعني‬ ‫فيه���ا‪ ،‬تعددت األس���باب ولكن موقف س���جل على‬ ‫الكثريي���ن منه���م‪ .‬وأضاف���ت “باس���تخدام منه���ج‬ ‫دراسة احلالة اعرتفت بعض الكاتبات بأن احلدث‬ ‫أك�ب�ر من أن تكتبه‪ ،‬وأش���ارت ح���االت أخرى إىل‬ ‫أنه���ن كتنب يومي���ات الثورة‪ ،‬كم���ا أن هناك من‬ ‫رأت يف الكتاب���ة ترف���ا‪ ،‬وأن دورها حي���ب أن يكون‬ ‫أكث���ر فاعلية ومش���اركة‪ ،‬فالتحق���ت باخلاليا‬ ‫الس���رية يف املدن غري احمل���ررة وبالعمل التطوعي‬ ‫اخلريي يف املدن اليت حتررت سريعاً أو اليت ظلت‬ ‫حتت القصف اليومي شهوراً طوال”‪.‬‬ ‫وكش���فت ع���ن أن���ه يف الوق���ت الذي س���جل فيه‬ ‫غياب س�ل�اح الكلم���ة عند النخب���ة املثقفة املبدعة‬ ‫املعروف���ة‪ ،‬رفع���ت القاعدة الش���عبية هذا الس�ل�اح‬ ‫حيث برز من هذه القاعدة “إبداعات فنية وأدبية‬ ‫وثقافي���ة كاملوس���يقى والغن���اء والرس���م الناق���د‬ ‫والقصي���دة الفصح���ى والعامي���ة‪ ،‬وكذلك املقال‬ ‫الصحف���ي احلر‪ ،‬وكانت القصيدة الش���عبية هي‬ ‫األكث���ر تأثرياً وقب���و ً‬ ‫ال من العام���ة‪ ،‬فكانت تقارع‬

‫الق���ذايف باحلج���ة وترمي���ه بالكلم���ات املدجج���ة‬ ‫بالثق���ة وبالع���زم واإلصرار على حتقي���ق النصر‪،‬‬ ‫ولع���ل أه���م القصائ���د تلك ال�ت�ي كان���ت رداً على‬ ‫سؤال قاتل شعبه‪ ،‬من أنتم؟ ورداً على طعن سيف‬ ‫أبي���ه يف كرام���ة الليبي���ات الالجئ���ات يف تون���س‬ ‫الشقيقة‪.‬‬

‫توصيف الكتابة عزل الذات‬

‫الكاتب���ة اليمني���ة نبيل���ة الزب�ي�ر قدم���ت ورقت���ه‬ ‫عنونته���ا “توصي���ف الكتابة عزل الذات” ناقش���ت‬ ‫فيها مفهوم األدب النس���وي ‪ ".‬أنن���ا نعيش يف زمن‬ ‫الش���ارع بامتي���از‪ ،‬وعل���ى اللغ���ة وأدوات الكتابة أن‬ ‫تعي ه���ذا املتغري‪ ،‬جاء زمن الش���ارع وال أقول زمن‬ ‫احلري���ة‪ ،‬وخرج���ت النس���اء باملالي�ي�ن وال أبال���غ‪،‬‬ ‫وعندم���ا جئ���ن لنك���ون جملس���ا وطني���ا مل جن���د‬ ‫النس���اء‪ ،‬وك���ذا عندما جاء وقت تش���كيل حكومة‪،‬‬ ‫أين ذهبت النس���اء؟ ال تزال هناك مس���افة واسعة‬ ‫بني النص وبني الواقع املعاش وأسهم العزل الذي‬ ‫ورثناه لغة وواقعا إنس���انيا‪ ،‬ليتشكل عزل وإقصاء‬ ‫للمرأة املبدعة”‪.‬الكاتب���ة األردنية مجيلة عمايرة‬ ‫جاءت ورقتها حتت عنوان (املرأة كاتبة ) إذ تري‬ ‫"أن الكتابة تعين امتالك اجلرأة على البوح‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يستدعي قدرا كبريا من اجلرأة واملكاشفة‬ ‫واحلرية‪ ،‬وقالت إن الكتابة إش���هار وإعالن للذات‬ ‫دون خ���وف أو خجل أو ت���ردد‪ .‬الكتابة يف جوهرها‬ ‫فع���ل حتري���ر ومش���اركة ومعاناة! فع���ل يعتمد‬ ‫التخيي���ل واألح�ل�ام يف حماول���ة لفه���م ال���ذات‬ ‫الواح���دة واملتع���ددة يف الوق���ت نفس���ه بهمومه���ا‬ ‫وأحالمه���ا وانكس���اراتها وأش���واقها وتوقها حلرية‬ ‫غري منقوصة ترفع من قيمة الكائن احلي وتعلي‬ ‫م���ن س���قف رغبات���ه بفضاء مش���رع عل���ى اجلمال‬ ‫والنق���اء واخلالص واحلق واحلري���ة اليت تصون‬ ‫كرامة املرء وتقدسه‪.".‬‬

‫حني تكتب املرأة فهي تكتب لتعري ذاتها‬

‫وأضاف���ت “ح�ي�ن تكتب امل���رأة فهي تكت���ب لتعري‬ ‫ذاته���ا‪ ،‬وذات اآلخ���ر الرج���ل‪ ،‬اجملتمع ب���كل قيمة‬ ‫ومتثالت���ه من خ�ل�ال ذات فاعل���ة ومتفاعلة ترى‬ ‫الع���امل بعينيها املتفتحة واحلامل���ة بعامل ترنو ألن‬ ‫يك���ون أكثر مجاال وأقل بش���اعة‪ .‬وإذا مل يتحقق‬ ‫ش���يء من ه���ذا األم���ل أو الطم���وح تك���ون الكاتبة‬ ‫ق���د محت ذاتها من الس���قوط يف مس���تنقع اليأس‬ ‫والكآب���ة وفقدان البوصل���ة واليق�ي�ن‪ .‬تكتب املرأة‬ ‫الكاتب���ة وه���ي ت���درك أن فع���ل الكتاب���ة حمفوف‬ ‫باملخاطر واملخاوف‪ ،‬وس���وء الفهم وإس���اءة الظن‪،‬‬

‫وإص���دار األحكام املس���بقة‪ ،‬إضافة إىل الس�ي�ر يف‬ ‫طرق���ات غري آمن���ة أصال وغري مضمون���ة النتائج‬ ‫حتى للرجل الكاتب!”‪.‬‬ ‫“ضمن مناش���ط الي���وم الثان���ي للملتق���ي أقيمت‬ ‫أمس���ية قصصي���ة اس���تهلتها الكاتب���ة واملدون���ة‬ ‫كرمي���ة الفاس���ي م���ن ليبي���ا ‪ ،‬بقص���ة (اج�ت�رار)‬ ‫وأخت���ار موضوعاً م���ن تدويناتها (جواز س���فر من‬ ‫يوميات أمراه ليبية ) ‪ .‬تلتها القاصة رحاب شنيب‬ ‫م���ن ليبيا بقصة (الفس���تان األبيض ) ‪ ،‬الش���اعرة‬ ‫حواء القمودي من ليبيا ألقت نص قصصي نيابة‬ ‫عن الروائية نادرة العوييت (عصا س���يدي سامل ) ‪.‬‬ ‫الكاتبة تركية عبد احلفيظ من ليبيا ش���اركت‬ ‫ه���ي األخ���رى بقصت���ان ‪ .‬م���ن األردن ش���اركت‬ ‫القاصة مجيل���ة العمايره بقصة ( امرأة اللوحة )‬ ‫وقصة ( أمسي ) ‪ .‬من ليبيا أيضا شاركت القاصة‬ ‫حن���ان اهلوني بقصة (أب���ن الطني) ‪.‬م���ن اجلزائر‬ ‫ش���اركت الروائي���ة ربيعة اجللط���ي مبقطع من‬ ‫رواية (نادي الصنوبر) ‪.‬‬

‫هدير الشفاه الرقيقة‬

‫الي���وم اخلتامي ش���هد يف الف�ت�رة الصباحية ندوة‬ ‫حتت عنوان (قراءة يف التجربة النسوية ) ‪ ،‬جاءت‬ ‫املش���اركة األول���ي الكاتبة أم العز الفارس���ي من‬ ‫ليبيا ‪:‬ع���رض كتاب (لنا اهلل) املش���اركة الثانية‬ ‫الروائية ربيع���ة اجللطي من اجلزائر (إش���كالية‬ ‫كتاب���ة الس�ي�رة )املش���اركة الثالث���ة الباحث���ة‬ ‫أري���ج خطاب م���ن ليبيا (أمراه الريح ) املش���اركة‬ ‫الرابعة الش���اعرة حواء القم���ودي من ليبيا (هدير‬ ‫الش���فاه الرقيق���ة ) يف املس���اء أقي���م حف���ل اخلتام‬ ‫أمسية ش���عرية للشاعرات املشاركات كل منهنا‬ ‫قدمت قصي���دة وختللت األمس���ية تكريم كافة‬ ‫املش���اركات ب���درع ملتق���ي مبدع���ات عربي���ات يف‬ ‫زم���ن احلرية ‪.‬وتتوجيا حلفل اخلت���ام قام امللتقي‬ ‫بتكري���م ضيفة الش���رف املربية رب���اب أدهم أحد‬ ‫رائ���دات العمل النس���ائي ‪ ،‬وكانت قد قدمت نبذة‬ ‫موجزة عن جتربتها مع التعليم والعمل النسائي‬ ‫يف ليبي���ا ال�ت�ي بدئ���ت م���ن أواخ���ر اخلمس���ينات‬ ‫كأول أم���راه ليبية تتحص���ل علي مؤهل جامعي‬ ‫‪ ،‬وأحتف���ي بكتابها الص���ادر حديثاً “دروب احلياة”‬ ‫الذي يعد أول س�ي�رة ذاتية لس���يدة ليبية وقامت‬ ‫بتوق���ع الكتاب ‪..‬وبذال���ك أختتم ملتق���ي مبدعات‬ ‫عربي���ات يف زم���ن احلرية بعد ثالث���ة أيام زاخرة‬ ‫باإلبداع‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 82‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫ميادين ‪:‬‬ ‫احلسني املسوري‬

‫يف اخلام���س م���ن ش���هر يوليو املاض���ي أصدر‬ ‫اجمللس الوطين االنتقالي تعديله الدستوري‬ ‫الثال���ث عل���ى امل���ادة (‪ )30‬ال���واردة باإلع�ل�ان‬ ‫الدس���توري املؤق���ت أي قبل إج���راء انتخابات‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي العام بـ‪48‬س���اعة فيما يعين‬ ‫ان���ه حصل اتفاق سياس���ي هل���ذا التعديل مع‬ ‫املعارضني على توزيع املقاعد وأنصار النظام‬ ‫الفدرال���ي وكان التعدي���ل يقضي بانتخاب‬ ‫هيئة تأسيس���ية بطريق االقرتاع احلر املباشر‬ ‫من غري أعضائه لصياغة مشروع دستور دائم‬ ‫للبالد تسمى اهليئة التأسيسية من ‪60‬عضوا‬ ‫على غرار جلنة الس���تني اليت ش���كلت إلعداد‬ ‫دس���تور اس���تقالل ليبي���ا ‪1951‬م ويت���وىل‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي حتدي���د معاي�ي�ر وضواب���ط‬ ‫انتخابه���ا يراعى فيها وج���وب متثيل مكونات‬ ‫اجملتم���ع اللي�ب�ي ذات اخلصوصي���ة الثقافية‬ ‫واللغوي���ة ويف مجيع األح���وال تصدر قرارات‬ ‫اهليئة التأسيس���ية لصياغة الدستور بأغلبية‬ ‫ثلث���ي األعض���اء زائ���د واح���د عل���ى أن تنتهي‬ ‫م���ن صياغ���ة واعتماد هذا املش���روع يف مدة ال‬ ‫تتجاوز ‪ 120‬يوما من انعقاد اجتماعها األول‬ ‫الي���وم نق���ف أم���ام ه���ذا التعديل ال���ذي يبدو‬ ‫ان���ه كان باألم���س هو احل���ل والي���وم أصبح‬ ‫املش���كلة خلالف أعضاء املؤمتر الوطين حول‬ ‫الس�ي�ر بهذا التعديل أو إلغائه وش���هد الوسط‬ ‫السياس���ي جدا ً‬ ‫ال حول هذا املوضوع ‪...‬ميادين‬ ‫التق���ت بعض املختصني والسياس���يني لطرح‬ ‫وجهات النظر املختلفة حول هذا املوضوع‪!!!...‬‬

‫عبد القادر اقدورة‬

‫جلنة الســــــ‬ ‫الدكتورة س��لوى الدغيلي ‪ :‬التعديل غري دستوري‬ ‫وحمل للطعن‪.‬‬ ‫فيم���ا يتعل���ق بوجهة نظري ح���ول التعديل‬ ‫الذي أجراه اجمللس الوط�ن�ي االنتقالي على‬ ‫املادة الــ ‪ .. 30‬أبدأ حديثي بالقول أن مس���ألة‬ ‫تعديل اإلعالن الدس���توري وباخلصوص ما‬ ‫يتعلق بآلية اختيار جلنة الستني قد عرضت‬ ‫عل���ى اجملل���س االنتقالي أكثر م���ن مرة يف‬ ‫الفرتة األخ�ي�رة وقد ناقش���ها اجمللس أكثر‬ ‫م���ن م���رة ويف كل م���رة ينته���ي التصوي���ت‬ ‫عليه���ا بالرف���ض مب���ا يف ذلك رف���ض رئيس‬ ‫اجمللس نفسه ‪ ..‬إىل أن كان اليوم األخري من‬ ‫األسبوع األخري من عمر اجمللس االنتقالي و‬ ‫بعد ب���دء العملي���ة االنتخابي���ة بيومني على‬ ‫األق���ل ‪ ,‬مت إج���راء التعدي���ل وبغي���اب كبري‬ ‫لع���دد كبري من أعضائ���ه إذ مل يكن النصاب‬ ‫املطلوب لتعديل اإلعالن الدستوري متوافراً‬ ‫ذل���ك اليوم وال���ذي كان وفقاً لإلعالن ذاته‬ ‫موافقة أغلبي���ة ثلثي أعض���اء اجمللس ‪ ..‬هذا‬ ‫مع اإلشارة إىل أن ثالثني عضواً من األعضاء‬ ‫احلاضرين ق���د قدموا مذك���رة رفض هلذا‬ ‫التعدي���ل ش���ارحني الضغوط اليت مورس���ت‬ ‫عليهم إلجراء ه���ذا التعديل ‪ .‬وهذا ما جيعل‬ ‫التعديل غري دس���توري وحمل للطعن بعدم‬ ‫دستوريته أمام القضاء وهذا ما حدث فع ً‬ ‫ال ‪.‬‬ ‫فيم���ا يتعل���ق باآللي���ة األفض���ل الختي���ار‬ ‫جلن���ة الس���تني ‪..‬يف وض���ع الدس���اتري هن���اك‬ ‫أس���لوبني ‪ ..‬األس���لوب غري الدميقراطي ولن‬ ‫خنوض يف تفاصيله فق���د عفي عليه الزمن‬ ‫هذا من ناحية وال أعتقد أننا بعد ‪ 17‬فرباير‬ ‫وما دفع من أجلها نعود للوراء ‪ .‬إما األس���لوب‬ ‫الثان���ي وه���و الدميقراطي وال���ذي يقصد به‬ ‫إشراك الشعب يف وضع الدستور وله آليتني‬ ‫اآللية األولي اجلمعية التأسيسية املنتخبة‬ ‫وال�ت�ي مبقتضاه���ا يت���م انتخ���اب اهليئ���ة‬ ‫التأسيس���ية ع���ن طري���ق االنتخ���اب ‪ ..‬ه���ذه‬

‫مبجرد انتهائه���ا من عملها دون عرضه على‬ ‫الشعب مرة أخرى الستفتائه فيه ‪ .‬ولعل أهم‬ ‫م���ا وجه هلذا األس���لوب من انتق���ادات وصول‬ ‫أش���خاص غري أكفاء وهذا متوقع جداً ألن‬ ‫الش���عب ليس على مستوى واحد من الثقافة‬ ‫واملعرفة ووضع الدس���تور ليس باألمر اهلني‬ ‫حيتاج ملتخصصني يف علم القانون واحلقوق‬ ‫والسياس���ة واالقتص���اد وعلم االجتم���اع ‪ .‬أما‬ ‫أخطر عيوبه���ا وهو أن تفرز لن���ا االنتخابات‬ ‫أغلبي���ة معينة متث���ل تياراً واح���داً ( أياً كان‬ ‫ه���ذا التيار ) هذه األغلبية اليت هي بطبيعتها‬ ‫ستكون مؤقتة ملدة أربعة أشهر وفق اإلعالن‬ ‫الدس���توري إال أن خطورته���ا تكم���ن يف أنه���ا‬ ‫ستضع لنا دستور ليبيا الدائم ‪ ..‬ومتوقع جدا‬ ‫أن تضعه مبقاييس التيار الذي متثله ووفق‬ ‫رؤيت���ه ‪ .‬أم���ا العي���ب األخ�ي�ر ف���أن االنتخاب‬ ‫أيضا ل���ن نضمن ب���ه وصول ش���رائح وفئات‬ ‫معين���ة يف اجملتمع مثل امل���رأة اليت جيب أن‬ ‫يكون هل���ا متثيل جي���د يف هيئة الس���تني وال‬ ‫ذوي االحتياج���ات اخلاص���ة وال اجليش وال‬ ‫الشرطة ‪.‬‬ ‫اآللية الثانية االستفتاء الدستوري ‪..‬‬ ‫ومبقتض���ى هذه اآللية تقوم هيئه معينة‬ ‫يت���م اختياره���ا بش���روط وضواب���ط معين���ة‬ ‫بوضع مشروع الدستور ثم بعد ذلك يعرض‬ ‫على الش���عب ألخذ رأيه في���ه بنعم أو ال على‬ ‫كل بند فيه ‪ ( .‬وهذا هو نفس األسلوب الذي‬ ‫تبناه اإلعالن الدستوري قبل تعديله ‪.‬‬ ‫وال خيفى علينا مزايا هذه الطريقة حيث‬ ‫نضمن أن يوضع مش���روع الدستور بواسطة‬ ‫أش���خاص متخصص�ي�ن يف كل اجمل���االت‬ ‫املطلوبة ونضم���ن كذلك متثيل كل فئات‬ ‫سلوى الدغيلي‬ ‫وش���رائح اجملتمع ثم بعد ذل���ك تكون الكلمة‬ ‫النهائية للشعب ‪.‬‬ ‫ميك���ن القول ب���أن كل الدول بعد احلرب‬ ‫اهليئ���ة باعتباره���ا منتخب���ة ومتثل الش���عب‬ ‫تق���وم بوض���ع الدس���تور ويص���در الدس���تور العاملي���ة الثاني���ة وضع���ت دس���اتريها به���ذا‬

‫األس���لوب ‪ ..‬وأعتقد من وجهة نظري أن هذا‬ ‫هو األسلوب األمثل لوضع دستور ليبيا هيئة‬ ‫معين���ة تتكون م���ن متخصص�ي�ن يف القانون‬ ‫واحلقوق وعلم السياس���ة يف عل���م االجتماع‬ ‫واالقتص���اد ويت���م اختياره���ا بضوابط جيدة‬ ‫تضمن وص���ول األقدر واألكف���أ يكون فيها‬ ‫متثي���ل لكل فئ���ات وش���رائح اجملتم���ع تضع‬ ‫مشروع يُستفتى فيه الشعب بعد ذلك ‪.‬‬ ‫الدكتور عبد القادر اقدورة ‪ :‬ال جيوز لنا أن نرتك‬ ‫األمور هكذا للصدفة‪.‬‬ ‫بالتأكيد اليوم املشهد اللييب رمبا من يسمع‬ ‫عنه يشعر بالقلق وحتى اخلوف ‪ ،‬ولكن عدم‬ ‫قدرتن���ا عل���ى تقييم األم���ور عل���ى حقيقتها‬ ‫يرتك للخيال جماال واس���عا يف هذا التقدير‬ ‫وتظه���ر األم���ور بأنه���ا يف غاي���ة اخلط���ورة ‪،‬‬ ‫صحي���ح الي���وم الناس قلقون على املس���تقبل‬ ‫وقلقون خاصة ألن جتربتهم خالل السنوات‬ ‫الثالث�ي�ن أو العش���رين األخ�ي�رة م���ن نظ���ام‬ ‫الطاغي���ة زعزعت ثقة الليبي�ي�ن يف بعضهم‬ ‫وأث���رت يف تصرفاته���م ال�ت�ي تص���در عنه���م‬ ‫حبس���ن ني���ة أو ً‬ ‫ال ولكنها يف مجي���ع األحوال‬ ‫توحي بع���دم الثقة وتدف���ع إىل اخلوف منها‬ ‫‪ ،‬فالليبي���ون الي���وم يعرفون كي���ف يكذبون‬ ‫وكي���ف ينافقون وكيف يتملق���ون ‪ ،‬وهذه‬ ‫كانت ش���روط القبول للعمل ل���دى النظام‬ ‫الس���ابق وعندما يتغري النظام فإن التخلص‬ ‫منه���ا بالتأكيد يأخ���ذ بعض الوق���ت ‪ ،‬وبعد‬ ‫أن ختلص الشعب من الطاغية ظهرت أمور‬ ‫كث�ي�رة وأهمها يف تص���وري عجزنا عن بناء‬ ‫مؤسس���ات الدول���ة فمن���ذ ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر‬ ‫‪ 2011‬وحتى اليوم‬ ‫وتضاف���رت اجله���ود ووجدن���ا احلل الوس���ط‬ ‫وه���و أن اهليئ���ة التأسيس���ية ال�ت�ي مت النص‬ ‫عل���ى تكوينها م���ن ‪ 60‬عضواً يت���م اختيارها‬ ‫م���ن املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام ‪ ،‬يت���م عرضه���ا‬ ‫لالنتخاب���ات وبالتال���ي يتم اختي���ار أعضائها‬


‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 82‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫‪05‬‬

‫ــــــــتني اختيار أم تعيني ؟؟؟‬

‫باالنتخاب العام الس���ري املباش���ر وهذه فكرة‬ ‫دميقراطي���ة تدف���ع إىل األم���ام و ل���و حصل‬ ‫العكس مبعنى أنها كان���ت باالنتخاب ولكن‬ ‫تراجعنا وجعلناها باالختيار هنا يكون تراجع‬ ‫عن الدميقراطية ‪.‬‬ ‫إن االنتخ���اب فك���رة رائع���ة وه���ي أس���اس‬ ‫الدميقراطية وال تهم نتائجها ‪ ،‬كنت اعتقد‬ ‫أن املؤمت���ر الوط�ن�ي العام س���يقول هذا محل‬ ‫نقل ع���ن كاهله وعلى الش���عب اللييب الذي‬ ‫اختارن���ي أن خيتار ه���ذه اهليئة التأسيس���ية‬ ‫وهو املس���ؤول عنها كانت ه���ذه اإلجابة هي‬ ‫ردة الفع���ل املتوقع���ة ولك���ن ب���دال ع���ن ذلك‬ ‫حترك���ت الدواف���ع الش���خصية واملص���احل‬ ‫احلزبي���ة والغطرس���ة الش���خصية ‪ ،‬فكي���ف‬ ‫ينق���ل ه���ذا االختص���اص من���ا إىل الش���عب ‪،‬‬ ‫وكأنه���م يقولون حنن م���ن يعرف املصلحة‬ ‫احلقيقي���ة ولي���س الش���عب ‪ ،‬وظه���ر بع���ض‬ ‫الن���اس من املؤمت���ر الوطين الع���ام يتحدثون‬ ‫وكأنها كارثة وش���يكة الوقوع ونس���وا أنهم‬ ‫أيض���اً منتخبون م���ن الش���عب وأن االنتخاب‬ ‫الوس���يلة العليا لالختيار الش���عيب احلقيقي‬ ‫وال جيوز ألي منهم أن يعرتض عليها ‪.‬‬ ‫وظهر الكثري من الناس على الشاش���ات وهم‬ ‫يتحدثون عن الدستور و املخالفة الدستورية‬ ‫واملواعيد والش���روط وه���م يف حياتهم املهنية‬ ‫مل يعرف���وا أب���داً كل ذلك وإمن���ا حركتهم‬ ‫أمور ال عالقة هلا ال بالدستور وضوابطه وال‬ ‫باملصلح���ة الوطنية ومطالبه���ا ‪ ،‬وإمنا دوافع‬ ‫أخرى تثري الش���فقة والعط���ف عليهم أكثر‬ ‫من الغضب منهم ‪.‬‬ ‫اليوم نس���مع أن هن���اك الكثري م���ن املداوالت‬ ‫خل���ف الكوالي���س ألن غي���اب الش���جاعة‬ ‫والش���فافية مرض عض���ال يف بالدنا حملاولة‬ ‫إع���ادة األم���ور إىل س���ابق عهده���ا مبعنى أن‬ ‫اهليئة التأسيس���ية يت���م اختيارها من املؤمتر‬ ‫الوطين العام وهذا إن حصل س���يكون تصرفا‬

‫كارثي���ا يف البالد والعب���اد وهناك الكثري من‬ ‫األقاوي���ل واألحادي���ث للتربي���ر وال أري���د أن‬ ‫أدخل يف جمادلة مع أحد ولكن أريد فقط أو‬ ‫أوضح بعض النقاط وأتركها هلؤالء الناس‬ ‫للتفكري فيها إن كان لديهم وقت وهي ‪:‬‬ ‫(‪ )1‬الق���ول ب���أن االنتخاب س���وف ل���ن يأتي‬ ‫بالن���اس األكف���اء لوض���ع الدس���تور ‪ ،‬هؤالء‬ ‫الن���اس أعض���اء املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام ه���م‬ ‫أنفس���هم جاءوا باالنتخ���اب ‪ ،‬كيف اختارهم‬ ‫الش���عب اللييب ؟ هل يعتق���دون أن التصويت‬ ‫هل���م ج���اء م���ن عن���د اهلل وأن اإلرادة اإلهلي���ة‬ ‫هي ال�ت�ي صوتت هل���م ودفعت الن���اس لذلك‬ ‫وبالتال���ي ه���م خرية أبن���اء ليبيا ‪ ،‬ه���م أفضل‬ ‫الن���اس فيه���ا ‪ ،‬ه���م أطه���ر وأنظ���ف الن���اس‬ ‫فيه���ا ؟ واألم���ر األخ���ر ه���و أن االنتخ���اب هو‬ ‫الوسيلة الوحيدة الصحيحة لتحمل الشعب‬ ‫مسؤولياته وبالتالي عندما نؤمن باالنتخاب‬ ‫كوس���يلة ال يهمن���ا م���ن يأت���ي باالنتخ���اب‬ ‫ال�ت�ي ه���ي يف إجراءاته���ا صحيحة وش���فافة‬ ‫أما م���ن يأت���ي باالنتخ���اب فهذه ه���ي اللعبة‬ ‫الدميقراطية ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ل���و يت���م ال ق���در اهلل الع���ودة إىل نظ���ام‬ ‫االختي���ار س���يكون ذل���ك تراجع���ا ع���ن وعود‬ ‫وخدعة كربى قامت بها مؤسس���ات الدولة ‪،‬‬ ‫فاألمر ليس باهلني ألنه أما باختيار الش���عب‬ ‫اللييب كل���ه أو اختيار املؤمت���ر الوطين العام‬ ‫وبالتال���ي الرتاجع لالختي���ار الثاني هو بداية‬ ‫فق���د الثقة يف املؤسس���ات والرجال واملس�ي�رة‬ ‫الدميقراطي���ة يف ليبي���ا كله���ا ‪ ،‬حي���ث أي‬ ‫مؤسس���ة أو رج���ال تأتي مبؤسس���ات ثم يأتي‬ ‫رجال آخرون س���يكون هلم احل���ق يف التغيري‬ ‫والتبدي���ل بعب���ارة خمتص���رة ي���ا حض���رات‬ ‫الس���ادة إنكم تؤسسون إذا تراجعتم إىل نظام‬ ‫اس���تبدادي جديد س���يظهر م���ع بعض الوقت‬ ‫‪ ،‬وعندم���ا يأت���ي جمل���س ويق���رر أن العم���ل‬ ‫الس���ابق ليس صحيح���ا وجيب هدم���ه وبناء‬

‫م���ن قيم���ة ه���ؤالء األعض���اء ولك���ن جم���رد‬ ‫إعط���اء فرص���ة آلخري���ن يقوم���ون بوض���ع‬ ‫الدس���تور وه���ذه اهليئة التأسيس���ية املنتخبة‬ ‫ستضع الدس���تور باالس���تعانة بالشعب كله‬ ‫ومستش���اريه ومؤسس���اته ومنه���ا املؤمت���ر‬ ‫الوطين العام ‪ ،‬اعتقد أن العمل وخاصة وضع‬ ‫الدس���تور س���يكون وجيب أن يكون عمال يهم‬ ‫كل الليبيني دون استثناء ونرجو من مجيع‬ ‫أعض���اء املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام أن ينظ���روا‬ ‫إىل املس���تقبل وأن يتخل���ص البع���ض منه���م‬ ‫م���ن النظرة احلزبي���ة وينظ���ر إىل املصلحة‬ ‫الوطنية العليا وأن الش���عب هو املرجع األخري‬ ‫وأن االنتخاب���ات ال�ت�ي ج���اءت به���م س���تأتي‬ ‫بغريهم ونأمل أن تأتي بأفضل منهم وأكفأ‬ ‫منهم لوضع الدستور ‪.‬‬ ‫يف اخلت���ام أرجو أال يفهم م���ن كالمي إنين‬ ‫ض���د أحد وإمنا فقط أريد أن أش���رح لألخوة‬ ‫أعضاء املؤمتر الوطين العام أن األمر يف غاية‬ ‫األهمي���ة وال تنس���وا الث���ورة املصري���ة الي���وم‬ ‫والقريبة منا أمامكم حيث أن تصلب البعض‬ ‫أفق���د اآلخري���ن الثق���ة وأن�ن�ي ال اس���تطيع‬ ‫أن أنه���ي املوض���وع بالتكه���ن مباذا س���يحصل‬ ‫ل���و فعلن���ا ك���ذا أو فعلن���ا ك���ذا ولكن جيب‬ ‫االهتمام بأقل االحتماالت الس���يئة وال جيوز‬ ‫لن���ا أن نرتك األمور هك���ذا للصدفة وإمنا يف‬ ‫دول���ة الي���وم كل ش���ئ مدروس وحمس���وبة‬ ‫كل عواقبه ونتائجه ونأمل أن يتفق األخوة‬ ‫أعض���اء املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام عل���ى إعطاء‬ ‫الفرصة مرة ثانية للش���عب اللييب النتخاب‬ ‫هيئ���ة تأسيس���ية وإص���دار القان���ون اخلاص‬ ‫بتنظي���م ه���ذه االنتخاب���ات وتك���ون مهم���ة‬ ‫ه���ذه اهليئة التأسيس���ية الوحي���دة هي وضع‬ ‫الدس���تور وعرض���ه عل���ى الناس لالس���تفتاء‬ ‫عل���ى ه���ذا الدس���تور ال���ذي جيب أن نس���اهم‬ ‫مجيعاً فيه ليكون دستوراً عاد ً‬ ‫ال ومتفقا عليه‬ ‫ليكون ملكا ل���كل الليبيني ولكل مناطق ليبيا‬ ‫اليت حنبها مجيعاً ‪.‬‬

‫غريه ‪ ،‬كذلك إذا اختار املؤمتر هذه اجلمعية‬ ‫التأسيس���ية فهل جيوز له أن يرتاجع عن هذا‬ ‫االختي���ار يف أي وقت الح���ق عندما يتحصل‬ ‫عل���ى األغلبي���ة املطلوب���ة لذل���ك ‪ ،‬ألي���س يف‬ ‫ذلك وضع دس���تور البالد وف���ق مقاييس غري‬ ‫تلك اليت يريدها الش���عب ‪ ،‬أيها الس���ادة علينا‬ ‫أن نفه���م أن التاريخ مل يبدأ بنا حنن إمنا بدأ‬ ‫قبلنا وال تعودوا إىل فلس���فة الثقافة السابقة‬ ‫الت���ى تقول باس���تمراره واعتقد الكثري منكم‬ ‫يعرف ذلك جيداً أن التاريخ يبدأ من عند عام‬ ‫‪ 1969‬فأنتم كأنكم تقولون لنا أن التاريخ‬ ‫يبدأ من تاريخ انتخابكم أنتم ‪ ،‬يا سادة تاريخ‬ ‫ليبيا بدأ على األقل من عام ‪1951‬م ‪.‬‬ ‫(‪ )3‬أم���ا كي���ف يتم انتخاب ه���ذه اهليئة‬ ‫التأسيسية ‪ ،‬طبعاً إذا س���ألت الناس البسطاء‬ ‫حت���ى منه���م م���ن كان يت���وىل املناص���ب يف‬ ‫املرحلة الس���ابقة س���يقولون أن األمر صعب‬ ‫وعس�ي�ر دون تفك�ي�ر وهذا نت���اج العقلية اليت‬ ‫تبح���ث ع���ن الس���هل باس���تمرار ‪ ،‬إن األمر ال‬ ‫توج���د في���ه صعوبة وهن���اك ط���رق كثرية‬ ‫واعتق���د أن أفضله���ا ه���و طري���ق االنتخ���اب‬ ‫بالقائمة الواحدة املغلقة ‪ ،‬كيف ؟‬ ‫كل منطق���ة م���ن مناط���ق الب�ل�اد الث�ل�اث‬ ‫تعت�ب�ر دائ���رة انتخابي���ة واح���دة تق���دم فيها‬ ‫قوائ���م مغلق���ة من ‪ 20‬ش���خصا س���واء قوائم‬ ‫حزبية أو مس���تقلة ويتم التصويت عليها يف‬ ‫الدوائر االنتخابية الس���ابقة اليت اس���تعملت‬ ‫النتخاب���ات املؤمت���ر الوطين الع���ام والقائمة‬ ‫ال�ت�ي تف���وز بأغلبية األص���وات ه���ي الفائزة ‪،‬‬ ‫وبهذه الطريقة ستش���كل قوائم من خمتلف‬ ‫املناط���ق وفيه���ا الكف���اءات والش���خصيات‬ ‫الوطني���ة وترتك للش���عب يقرر م���اذا يريد ؟‬ ‫هناك من يص���رخ ويقول أنه���ا خطرية ألنها‬ ‫رمبا ستفوز قائمة من لون واحد ‪ ،‬ولكن أيها‬ ‫األخ���وة هذه هي الدميقراطية نعمل كل ما‬ ‫منلك من أج���ل أن تفوز القائمة اليت نريدها‬ ‫ولك���ن إذا فازت غريها ما علينا إال القبول بها‬ ‫ويف النهاية هناك االس���تفتاء على الدس���تور‬ ‫وه���و له الكلم���ة األخرية احلامس���ة يف إقرار األس��تاذ أيوب س��فيان ‪ :‬اإلنتخاب س��يكون كارثة‬ ‫حقيقية ‪!!..‬‬ ‫الدستور ‪.‬‬ ‫اعتق���د أن ه���ذه الطريقة هي أس���هل الطرق أعتق���د أنه جي���ب أن يكون هناك ح���د أدنى (‬ ‫وه���ي ال�ت�ي تل�ب�ي رغب���ات الش���عب اللييب يف كوتا ) من كل مكونات الشعب اللييب لعدد‬ ‫اختي���ار هيئة تأسيس���ية ليس ألح���د الفضل األعضاء املشاركني يف جلنة الستني ‪ ..‬كما‬ ‫على أحد يف اختيارها وس���تكون أمامها مهمة أن آلي���ة األختيار العام���ة مهمة جداً حيث أن‬ ‫وضع الدس���تور الذي ال جيوز أن تتحكم فيه اختيار جلن���ة من أعضاء متخصصني و على‬ ‫األيدلوجيات وإمنا اهليئة التأسيس���ية عليها درج���ة عالية من الوعي سيس���اعد يف كتابة‬ ‫واجب واحد وهو وضع دس���تور حيمي البالد دس���تور حقيقي يضم���ن املس���اواة و ال يتبنى‬ ‫م���ن ع���ودة الدكتاتوري���ة وحيق���ق للب�ل�اد الفكر العنصري املبين على مفهموم األغلبية‬ ‫العدال���ة ب�ي�ن أبن���اء ومناطق الوط���ن الواحد أو املفاهي���م العرقي���ة املغلق���ة و أن���ا يف رأي���ي‬ ‫وه���ذه ال تت���م إال إذا ظهرت هيئة تأسيس���ية أن اإلنتخاب س���يكون كارث���ة حقيقية ضد‬ ‫الدس���تور ككل و األمازي���غ حتدي���دا خاصة‬ ‫تريد وضع دستور للناس والبالد كافة ‪.‬‬ ‫(‪ )4‬جي���ب يف رأي���ي أن تعط���ى للش���عب م���ع عدم وجود أي مؤش���رات تدع���و للتفاؤل‬ ‫اللي�ب�ي فرصة ثانية يف اختي���ار ناس آخرين من ناحي���ة وجود ضمان���ات كتوزيع حيمل‬ ‫غري املؤمتر الوط�ن�ي العام وهذا ليس إنقاصا متييزاً إجيابياُ للدوائر اإلنتخابية‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 82‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫مجعة عتيقة النائب األول لرئيس املؤمتر الوطين العام ‪:‬‬

‫إذا مت الدستور مبعزل عن الناس بدون املشاركة والتشاور سيكون جسما‬ ‫غريبا ‪،‬وسيقال هذه دولة لديها دستور ‪ ،‬وهكذا لن نبين دولة دستورية !‬ ‫رئيس حترير ميادين أمحد الفيتوري يف حوار مطول مع الدكتور مجعة أمحد عتيقة النائب األول لرئيس‬ ‫املؤمتر الوطين العام ‪:‬‬ ‫•قضية القضايا هي الدستور‪ !!..‬لكنه ال يبدو كذلك للمؤمتر الوطين قضيته‪ !!..‬هل هذا االنطباع صحيح؟‬

‫موض���وع الدس���تور لك���ي أكون صادقاً معك يف الف�ت�رة األوىل رمبا جرى حوار بني أعداد بس���يطة من أعض���اء املؤمتر وغرق املؤمتر‬ ‫يف تفاصي���ل أخ���رى وص���ار موضوع الدس���تور ( مفروغاً من���ه ) واىل اآلن بعضهم ال يعطيه األهمية األوىل وأن���ا ال أقول ذلك اتهاما‬ ‫لألعض���اء ب���أن نواياهم غري صادق���ة الن املؤمتر مت إغراقه يف تفاصيل دخل األعضاء فيه���ا ‪ ،‬واحلوار أصبح كهاجس وهم كبري مل‬ ‫يس���يطر منذ البداية وزادت تلك املش���اكل اليت أش���رت هلا سابقا ‪، ..‬وآمل االن بعد تش���كيل احلكومة أن نتصدى هلذه املهمة الكربى‬ ‫ونأخذ وقتنا ونبدأ يف موضوع الدستور ‪،‬ويف املشاورات حوله تكون وطنية واسعة يشرتك فيها اجلميع ولتكن من تساعد يف قيادتها‬ ‫هياكل ومؤسسات وأشخاص من خارج املؤمتر وأن ال يتم حكرها على أعضاء املؤمتر كتابة الدستور ليست مهمة صعبة وبإمكاننا‬ ‫إجنازها يف أس���بوع ونأتي بأحس���ن خرباء يف العامل ‪،‬ونعمل احس���ن دستور كما حصل يف دستور ‪،1951‬ولكن إذا مت الدستور مبعزل‬ ‫عن الناس باملشاركة والتشاور سيكون وكأنه جسم غريب سيقال واهلل هذه دولة لديها دستور ‪ ،‬هكذا لن نبين دولة دستورية ‪،‬ألن‬ ‫الدولة الدس���تورية هلا متطلباتها ‪ ،‬ثقافة دس���تورية تعليم الدس���تور كقيمة عليا ‪،‬ما الذي يعنيه الدس���تور كضامن لكل مسارات‬ ‫احلياة اجملتمعية ‪.‬‬ ‫‪ 2‬من ‪2‬‬

‫هل لك أن توضح للقاريء ما الذي تعنيه بدولة دستورية‬ ‫وليس دولة هلا دستور فقط ؟‬

‫م���ن وجهة نظري وهي ليس���ت بدعة من عندي ه���ي نتيجة اطالعات‬ ‫وجت���ارب ورؤى ودراس���ات يف هذا اجملال ‪ ،‬فال يكف���ي ان نقول أن لدينا‬ ‫دس���تور صادر ومعتمد ومجي���ل ! لكي تتحقق لدينا دس���تورية الدولة‬ ‫‪ ،‬دس���تورية الدول���ة ما معناه���ا ‪ ،‬دولة حمكوم���ة بالدس���تور‪ ،..‬القانون‬ ‫األمس���ى واألعل���ى ه���ذا جان���ب ‪ ،‬يك���ون متغلغ�ل�ا يف أذه���ان الناس ويف‬ ‫ثقافتهم ويف وعيهم ‪،‬وبأن هذا الدس���تور عندما ميس يعين مت االعتداء‬ ‫عليك ش���خصيا مت االعتداء على بيت���ك ‪،‬مت االعتداء على حقك عندما‬ ‫تتكلم ‪،‬وانت ش���خصيا كمواطن مت االعتداء عليك ش���خصيا وانتهاك‬ ‫حق���ك ‪،‬وأن هذا الدس���تور هو الذي حيميك وعندما ميس فاملس���اس به‬ ‫مس���اس مباش���ر بك أن���ت ‪،‬وعليك ان متن���ع أية قوة تريد املس���اس بهذا‬ ‫الدس���تور ‪،‬تلغي���ه أو تتالعب ب���ه ‪ ،‬ال يكون ش���كل ديكوري فق���ط ‪،‬لبناء‬ ‫الدولة دولة لديها علم ونشيد والتعريفات التقليدية للدولة والشعب‬ ‫واألرض ‪ ،‬ه���ذا ال يكف���ي ‪ ،‬اآلن أصبحت الدعوة كيف ميكن أن جنعل‬ ‫ه���ذه الثقافة ‪ ،‬ثقافة احلق���وق ‪ ،‬ثقافة املطالب ‪ ،‬كيف جنعل ضمانات‬ ‫لكل حقوق الناس كيف ال تتغول س���لطة على سلطة ‪ ،‬حبيث ال نعود‬ ‫حي���ث الدول���ة ختتزل يف الس���لطة التنفيذية كما ه���و معروف ‪ ،‬اآلن‬ ‫ماه���و موجود كيف جنعل املواطن حيس فعال أن حاجته يف الدس���تور‬ ‫وأن االعتداء على الدس���تور اعتداء عل���ى حاجته ‪،‬صحيح لن يأتي ذلك‬ ‫بني يوم وليلة ‪ ،‬حيتاج اىل برنامج واىل خطة تتعامل مع وعي املواطن‬ ‫‪ ،‬وأحساس���ه ان���ه عندم���ا يتكلم ع���ن رغباته وع���ن ماذا يري���د ليس من‬ ‫الض���رورة أن يصيغها يف مج���ل بالغية أوقانوني���ة ويفهم كذا وكذا‬ ‫‪،‬والب���د أن يتكلم كما تتكلم النخبة ‪،‬هو س���يتكلم بلغته عن مش���كلته‬ ‫البس���يطة ‪،‬املس���ائل اليت يتعرض هلا يف حياته اليومية ‪،‬منها س���نصيغ‬ ‫نص���ا دس���توريا حيمي حقوقه ‪،‬مل���ا يكون النص فعال يل�ب�ي هذه املطالب‬ ‫وه���ذه الرغب���ات وهذه الطموح���ات سيش���عر ان هذا الدس���تور منه وله‬ ‫‪،‬مشكلتنا األساس���ية السلطة التش���ريعية املنتخبة الصحيحة لفرتات‬ ‫طويلة غياب الس���لطة القضائية النزيهة اليت تس���تطيع أن تقول ال يف‬ ‫وجه س���لطان جائر ‪،‬جعلنا ننظر اىل الدولة كس���لطة تنفيذية ‪ ،‬اآلن‬ ‫أن���ت تالح���ظ حالة التكالب عل���ى املناصب وهذا النهم الش���ديد املرعب‬ ‫يف التقات���ل عل���ى املواقع االن حت���ى من حيتج فالن ال يصل���ح أنا الذي‬ ‫أصل���ح ؟ ملنصب تنفيذي التكالب على املناص���ب التنفيذية أكثر منها‬ ‫على املواقع االخرى التش���ريعية واجملتمع املدن���ي غائب ألنه حيس أن‬ ‫الس���لطة التنفيذي���ة هي اليت تق���رر وتعطي ومتنع وه���ذا الذي حصل‬ ‫‪،‬لفرتة طويلة حتى االحتجاجات اليت جاءتنا عندهم أعلى س���لطة هي‬ ‫السلطة التنفيذية لألسف اىل حد اآلن السلطة التشريعية والدستور‬ ‫اختزلنا الدولة يف السلطة التنفيذية ‪!!...‬‬

‫االنتخاب��ات وصن��دوق االق�تراع للوص��ول اىل دولة حديثة يطرح س��ؤا ًال‪ !!.‬أي��ن التكتالت السياس��ية اآلن من‬ ‫موضوع الدستور‪..‬؟؟ املوضوع الرئيس‪ ،‬أين (اإلخوان املسلمون ) ‪..‬؟؟‪ ،‬أين حتالف القوى الوطنية مثال ‪..‬؟؟؟؟‬

‫بالنس���بة لنج���اح االنتخاب���ات يف‬ ‫تفس�ي�ري ان الشعب اللييب عانى من‬ ‫إرادة الف���رد ال�ت�ي حكمت���ه ألربع�ي�ن‬ ‫س���نة أراد أن يكس���رها وألول م���رة‬ ‫أتيحت له الفرص���ة عرب االنتخابات‬ ‫يف أن يدل���ي بصوت���ه عل���ى أن يكون‬ ‫له م���ردود حقيق���ي غ�ي�ر مزيف ملن‬

‫يري���ده ومت���ت االنتخاب���ات يف ه���ذا‬ ‫اجل���و ‪ ،‬بالنس���بة للمفاهي���م األخرى‬ ‫حنو بناء الدولة الكيفيات الس���ياقات‬ ‫كان���ت غائم���ة ‪ ،‬مب���ا يف ذل���ك لدى‬ ‫األح���زاب السياس���ية أن���ا ش���خصيا‬ ‫شاركت يف وضع قانون االنتخابات‬ ‫يف نس���خته الثانية أو طبعته الثانية‬

‫وكان ل���دي رأي أن ه���ذه املرحل���ة‬ ‫ال خنوضه���ا بكيان���ات سياس���ية‬ ‫رغ���م إميان���ي العميق بأن���ه ال وجود‬ ‫لدميقراطي���ة حقيقية بدون أحزاب‬ ‫وتكتالت سياس���ية وآراء واختالفات‬ ‫‪ ،‬لك�ن�ي ق���درت أن ه���ذا املؤمت���ر ذو‬ ‫طبيعة خاص���ة ليس جماال للصراع‬


‫‪07‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 82‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫األيديولوجي والسياسي هذا مؤمتر تأسيسي‬ ‫له مهام يؤديها ‪،‬ولك���ن وجهة النظر األخرى‬ ‫اليت كانت عند بعض التوجهات السياس���ية‬ ‫ان���ه البد ان تك���ون هناك أح���زاب وكيانات ‪،‬‬ ‫ومل يص���در وقتها قان���ون لألح���زاب ‪ ،‬وبنيت‬ ‫األحزاب لغرض انتخابي مل تنش���أ هلا عالقة‬ ‫بالناس وبرامج سياسية مطروحة تستوعب‬ ‫احلاض���ر واملس���تقبل تب�ن�ي وتؤس���س كانت‬ ‫ظاه���رة ظرفي���ة رمب���ا االجيابي���ة الوحي���دة‬ ‫فيه���ا ملا طرح موضوع القوائ���م حيث التناوب‬ ‫األفق���ي والرأس���ي بالنس���بة للم���رأة ‪ ،‬كان‬ ‫ظاه���ر االم���ور وواقع احل���ال يق���ول أن املرأة‬ ‫املس���تقلة لن يكون هل���ا نصيب ‪ ،‬حت���ى الكوتا‬ ‫اليت عملت بنس���بة ‪ ، 10%‬فأتيح للمراة عرب‬ ‫القوائ���م أن متث���ل بغض النظر ع���ن النوعية‬ ‫أو الكف���اءة فغ�ي�ر متوق���ع ذلك ولك���ن أعطت‬ ‫للمرأة فرصة للمشاركة تتعلم وتستفيد ‪،‬‬ ‫إذا أعود واقول ان هذه االحزاب تكونت تكوين‬ ‫ظ���ريف ‪ ،‬حتى التحالفات اليت متت مل تكن يف‬ ‫مناخ طبيع���ي ليجعلها قوي���ة وفاعلة ‪ ،‬حتى‬ ‫متثيله���ا يف املؤمتر ال ميثل مش���هداً سياس���يا‬ ‫حقيقيا ‪ ،‬وكما أش���ارت الصحافة العاملية أن‬ ‫جناح الليرباليني وفوزهم على اإلسالميني‪،..‬‬ ‫لكنك ل���و تأتي لتق���رأ خريطة القاع���ة أثناء‬ ‫اجللس���ات وتتوق���ع أن الليبريالي�ي�ن كم���ا‬ ‫قي���ل عنه���م والعلماني�ي�ن هلم مش���هد ورؤى‬ ‫خمتلف���ة ‪ ،‬ال وجود لذل���ك وصلوا اىل املؤمتر‬ ‫الوطين دون رؤية كاملة حتى التش���كيالت‬ ‫اليت عندها خربة تنظيمية وتاريخ بدأ خارج‬ ‫البل���د مثل االخوان املس���لمني وصل���وا املؤمتر‬ ‫لكنه���م ال ميثل���وا ش���ارعاً سياس���ياً كب�ي�را ‪،‬‬ ‫الق���ارئ خلريطة املؤمتر م���ن اخلارج يعتقد‬ ‫أن���ه يف ص���راع يف الربام���ج فيم���ا يطرحون���ه‬ ‫‪ ،‬فعندم���ا ط���رح موض���وع الرب���ا كان أكثر‬ ‫الن���اس تأييدا ه���م التحالف كان���وا يكربون‬ ‫ويصفقون بغض النظ���ر عن انهم يعارضون‬ ‫الربا فهذه قناعاتهم له عالقة بالتحريم من‬ ‫عن���د اهلل وباالس�ل�ام ‪ ،‬كانوا أكث���ر احلاحا‬ ‫وصوت���ا م���ن غريه���م ‪ ،‬مل يش���كلوا مفص�ل�ا‬ ‫مبا ف���رأوه وأطلع���وا وعلقوا عل���ى التجربة‬ ‫السياس���ية الليبية االوىل يف االنتخابات هذا‬ ‫على س���بيل املث���ال ‪،‬أما فيم���ا يتعلق مبوضوع‬ ‫الدس���تور إذا أخذنا املوضوع باجتاه ما يعرف‬ ‫باالس�ل�اميني فبعضه���م ينظر اىل الدس���تور‬ ‫موضع خالف فيما يتعلق بالشريعة ‪ ،‬أحكام‬ ‫الشريعة أم مبادئ الشريعة ‪ ،‬املوضوع خاليف‬ ‫من اآلن ‪ ،‬لكن الدستور كشيء جيب الدفاع‬ ‫عنه وجيعلوا منه دس���تورا يس���توعب اجلميع‬ ‫ويداف���ع عن اجلمي���ع ويس���توعب االختالف‬ ‫‪ ،‬االن حت���ى الذي���ن يش���هرون س���يوفهم‬ ‫ويس���تعيدون يف أذهانه���م ه���ذه النق���اط هل‬ ‫س���نطبق الش���ريعة ه���ذا املوض���وع يف ليبي���ا‬ ‫س���يجعلنا خن���وض معرك���ة غ�ي�ر حقيقية‬ ‫فاألمر حملول ولن ينازع احد يف أن الشريعة‬ ‫هي املصدر أو مباديء الش���ريعة ال أحد ينازع‬ ‫يف أن يق���ول اإلس�ل�ام دي���ن الدول���ة ال اح���د‬ ‫ين���ازع ‪ ،‬جتد بعض الناس بوعي أو بغري وعي‬ ‫يستعدون ملثل هذه املعارك ‪ ،‬وتفسريي لذلك‬ ‫ه���و قصور التجربة املوض���وع ال يطرح بوعي‬ ‫هناك من يش���تغل سياس���ة ‪ ،‬هن���اك من يريد‬ ‫ان يوظف توظيفاً سياس���ياً وهو يعي ما يفعل‬ ‫وهن���اك من هو على حس���ن ني���ة هو يرى يف‬ ‫ذلك حدود الدس���تور اذا أجنز ذلك ‪ ،‬ولألسف‬ ‫ه���ذا رأي واقول���ه ‪ ،‬ولك���ن التجرب���ة تصحح‬ ‫نفس���ها ‪،‬الف���رق اآلن يف املؤمت���ر الوط�ن�ي هو‬

‫فرق القدرة واالستيعاب والكفاءة والتجربة‬ ‫تل���ك اليت حتكم املس���ارات‪،‬و ه���ذه تفرق بني‬ ‫األعض���اء عل���ى املس���توى الذات���ي والف���ردي‬ ‫وليس على مس���توى التكتل والتحالف ‪،‬كل‬ ‫بتجربت���ه ومبحصلته هو ‪.‬هل مهمة املؤمتر‬

‫الوط�ني العام هي وضع الدس��تور أم أنها‬ ‫مهم��ة جلنة الس��تني أم ملن تس��ند املهمة‬ ‫!!؟؟؟‪ ....‬؟‬

‫نع���م يف االع�ل�ان الدس���توري ‪ ،‬وقب���ل أن يع���دل‬ ‫وتدخ���ل علي���ه سلس���لة م���ن التعدي�ل�ات يعطي‬ ‫للمؤمت���ر الوط�ن�ي اختي���ار جلن���ة مساه���ا اهليئة‬ ‫التأسيس���ية لوض���ع الدس���تور ولك���ن مل يذك���ر‬ ‫ه���ل هي من داخل املؤمتر كم���ا هي يف اجلمعية‬ ‫الوطنية هليئة الدستور يف ‪،1951‬ذات ‪ 18‬عضو‬ ‫وهن���اك ‪6‬هم جلنة العمل ‪،‬ه���و أخرج يف التعديل‬ ‫االول االع�ل�ان الدس���توري يف االول كان عام مل‬ ‫حي���دد ومل يذكر ال س���تني وال عش���رين ‪ ،‬أُدخل‬ ‫علي���ه التعدي���ل األول وجعل االختي���ار من خارج‬ ‫اعضائ���ه ‪ ،‬ب���دال م���ن ان تك���ون م���ن ب�ي�ن أعضائه‬ ‫ج���اءت من غ�ي�ر اعضائه أصب���ح عل���ى املؤمتر أن‬ ‫خيتار ليس ‪ 60‬بل اهليئة التأسيس���ية للدس���تور‬ ‫ب���دون حتديد عدد م���ن خارج األعض���اء ‪ ،‬ثم جاء‬ ‫التعدي���ل الثان���ي األخ�ي�ر وال���ذي مت لألس���ف يف‬ ‫مرحلة الصمت االنتخابي ملا اجتهت ارادة الناس‬ ‫الختيارأعضاء املؤمتر باالختصاصات احملددة يف‬ ‫االعالن الدستوري ‪ ،‬ب ‪ 24‬ساعة قبل االنتخابات‬ ‫وبطريقة بصراحة واآلن ليست سرا هي طريقة‬ ‫معيب���ة وان���ا ق���رأت مقابل���ة األس���بوع املاضي مع‬ ‫الش���يخ مصطف���ى عب���د اجلليل م���ع موقع امسه‬ ‫مراس���لون يق���ول باحلرف الواح���د ‪ :‬أني مل أكن‬ ‫ديكتاتوري���ا يف حياتي إال يف ه���ذا التعديل ويقول‬ ‫أن ما فرضه هو االستجابة لبعض املطالب لدعاة‬ ‫الفيدرالية يف مقابل أن تنج���ح االنتخابات وهذا‬ ‫ما يكش���ف أنه مل يت���م يف ظ���روف طبيعية ‪ ،‬هذا‬ ‫املوض���وع أربكنا وجعلن���ا اآلن يف مواجهته وصلنا‬ ‫اآلن إىل هذه النقطة وعلينا ان نواجه العديد من‬ ‫االش���كاليات فيما بقى هذا التعديل أوهلا كيفية‬ ‫حتدي���د الدوائ���ر ث���م حتدي���د احل���دود اإلدارية‬ ‫ب�ي�ن األقاليم يف س���نة ‪ 1963‬وليبي���ا ألغيت فيها‬ ‫الواليات فكي���ف االن وانت حتدد دوائر االنتخاب‬ ‫يف برق���ة ويف ف���زان اآلن اجلغرافي���ة أصبح���ت‬ ‫واح���دة هذه مس���ألة أوىل املس���ألة الثانية كيف‬ ‫س���تجريها عملي���ا م���ن حي���ث التكلف���ة والن���اس‬ ‫خرجت من االنتخابات األوىل واهلل أعلم مبوقفها‬ ‫م���ن االنتخابات التالية وباملناس���بة اليوم حتديدا‬ ‫التقيت بالس���يد طارق م�ت�ري ممثل االمني العام‬ ‫لألمم املتح���دة وتداولنا يف هذا األمر وأذكر أنه‬ ‫ذكر ش���يئا من واقع اخلربة ملن اشتغل من االمم‬ ‫املتح���دة بأن مح���اس الناس لالنتخاب���ات االوىل‬ ‫ل���ن يكون مث���ل الثانية قد يصل���وا يف االنتخابات‬ ‫الثاني���ة اىل حالة من ش���به املقاطعة وهذا خطري‬ ‫فق���د تس���تحوذ فئ���ة معين���ة وحت���اول حت���ور‬ ‫االنتخابات لصاحلها ‪ ،‬املهم ه���ذا التعديل إرتأينا‬ ‫ملعاجلت���ه اح�ت�رام كل اآلراء كل التوجه���ات‬ ‫وم���ن ح���ق كل انس���ان أن يقول رأي���ه فيما يرى‬ ‫ملس���تقبل بل���ده ‪ ،‬لذل���ك أرتأين���ا أن نب���دأ محل���ة‬ ‫وطنية واس���عة ونسأل اهلل أن نوفق فيها إلشراك‬ ‫كل اآلراء نبدأ مبوضوع جلنة الستني ونطرحه‬ ‫للح���وار اجملتمعي وللنقاش ‪،‬حتى أصحاب اآلراء‬ ‫واألفكار بدال من ان تس�ي�ر يف مس���ارات رد الفعل‬ ‫والعناد والصدام فلنتح���اور ويدلي كل حبجته‬ ‫ومبربرات���ه ف���إذا اقتن���ع الن���اس ف���ى جممله���م‬ ‫فاملف���روض هو االنصي���اع للجماع���ة أو األغلبية‬ ‫وهناك اش���كالية أخ���رى كيف جتعل جس���مني‬ ‫منتخبني من الناس ثم تعطي ألحدهما س���لطة‬ ‫إصدار الدس���تور وه���و املؤمتر الوط�ن�ي واألخرى‬ ‫ألع���داده وجتهي���زه هن���ا س���يحصل تض���ارب يف‬ ‫االختصاصات ‪ ،‬ألن حتى اجلس���م اآلخر سيقول‬ ‫لك أنا منتخب مثلك فتحصل إش���كالية قد تصل‬

‫عتيقة شاباً‬

‫حلد االس���تعصاء الدستوري إش���كالية دستورية‬ ‫‪،‬لك���ن اذا مت التواف���ق عليها ‪ ،‬فاملف���روض القبول‬ ‫به���ا فبالتال���ي احلل ه���و فت���ح الباب ل���كل الناس‬ ‫‪،‬الفئ���ات ‪،‬نصل ألي إنس���ان يف اقص���ى احلدود لو‬ ‫ش���عر ان املوضوع موضوعه ‪ ،‬البد من التعامل مع‬ ‫التعديل االخري وال ننس���ى أن هناك أشياء أخرى‬ ‫رمب���ا ال عالق���ة لنا به���ا ‪،‬ورمبا حتكم مس���ار هذا‬ ‫املوض���وع وهي الطعون الدس���تورية املرفوعة من‬ ‫احملامني ‪،‬وأنا أطلعت على طعن دستوري قدمته‬ ‫االس���تاذة س���لوى بوقعيقيص وحددت له جلس���ة‬ ‫ورمب���ا يصدر حكم ‪ ،‬حن���ن ال ننتظر حتى تصدر‬ ‫احملكم���ة حكمها فحكمها ملزم واذا كان القضاء‬ ‫قال أن نقطة االعالن الدس���توري معيبة ألسباب‬ ‫معينة فنحن ال منلك إال أن نذعن حلكم القضاء‬ ‫‪ ،‬وباف�ت�راض ان القضاء مل حيك���م فالبد من حل‬ ‫ه���ذه املش���كلة ال�ت�ي حتت���اج اىل تش���اور وحتت���اج‬ ‫لرأي ألن���ه أوال صدرت يف ظ���روف غري طبيعية‬ ‫باع�ت�راف صاح���ب الش���أن وعمليا هن���اك عقبات‬ ‫ث���م ان هن���اك افرتاض���ات ان م���ن فرضوها ليس‬ ‫بالض���رورة ان تك���ون يف صاحله���م فاالنتخاب���ات‬ ‫تات���ي بأي أحد لي���س بالض���رورة أن يضمن على‬ ‫س���بيل املث���ال م���ن يدع���ون للفيدرالية ب���ان هذه‬ ‫االنتخابات س���تأتى مبن يؤيد فك���رة الفيدرالية‬ ‫ث���م على حس���اب املواصف���ات واملعاي�ي�ر اليت حنن‬ ‫ملزم�ي�ن بوضعه���ا بن���ص االع�ل�ان الدس���توري‬ ‫وحتى باإلعالن الدس���تور األخ�ي�ر فيه أن املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي هو م���ن يض���ع املعاي�ي�ر املوضوعية اليت‬ ‫تراع���ي مكونات الش���عب اللييب وتراع���ي الكفاءة‬ ‫وتراعي القدرة هذا عمل لن ينتهي برفع االيدي‬ ‫ويالتصوي���ت واص���دار القوانني ه���ذا عمل حيتاج‬ ‫اىل قدرة واىل أداء واىل من يس���اهم ويش���ارك يف‬ ‫كل التخصص���ات واخل�ب�رات ‪ ،‬االنتخابات قد ال‬ ‫تكون مأمونة حتى للناس الذين يدعون اليها ‪.‬‬

‫* لي��س الفيدرالي��ون وحده��م م��ن طالب‬ ‫بانتخ��اب جلن��ة الس��تني ‪،‬هن��اك أطراف‬ ‫ع��دة فلماذا االعرتاض عل��ى انتخاب هذه‬ ‫اللجنة ؟‬

‫هناك ف���رق نوعي بني انتخاب���ات املؤمتر الوطين‬ ‫وبني جلنة الستني ‪،‬جلنة الستني خصها االعالن‬ ‫الدستوري بفقرة واحدة للهيئة التأسيسية وهي‬ ‫وض���ع الدس���تور أما املؤمت���ر الوط�ن�ي فقد خصه‬ ‫جبملة م���ن امله���ام إلدارة ه���ذه الفرتة تش���ريعيا‬ ‫وأحيان���ا جزء منه���ا تنفيذي���ا ورقابي���ا ‪ ،‬لكن هذه‬ ‫اللجن���ة هي أش���به ما تك���ون بلجن���ة متخصصة‬ ‫فيه���ا اجلانب الف�ن�ي وفيها اجلان���ب التخصصي‬

‫فيه���ا القدرة حتى على اس���تيعاب أراء الناس اليت‬ ‫تط���رح يف الدس���تور وصياغتها بش���كل يليب هذه‬ ‫املطال���ب كي���ف ميك���ن اختزاهلا فم���ن املمكن أن‬ ‫يأتي���ك مئة مطلب يف مواضيع مش�ت�ركة عليه‬ ‫الب���د من أن تكون لدى اللجنة القدرة لصياغة‬ ‫ه���ذه األم���ور حبيث انه���ا ال تصادر ه���ذه املطالب‬ ‫واآلراء وتع�ب�ر عنها وبطريق���ة جمدية وطريقة‬ ‫قانوني���ة وطريق���ة فاعل���ة إذن هن���اك ف���رق يف‬ ‫طبيعة االنتخابني وكما س���بق أن أشرت ليست‬ ‫هناك ضمانة من ان االنتخابات القادمة س���تكون‬ ‫أفضل من األوىل ‪،‬وهن���اك رأي خلرباء من األمم‬ ‫املتحدة وهذا رأيي الشخصي وهذا ال يعين إني ال‬ ‫أضع اعتبارا للرأي اآلخر الذي هو حق ومطلوب‬ ‫‪ ،‬وهناك ش���يء هام االلتباس الب���د من الرتكيز‬ ‫عليه وهو ان نفرق بني الالمركزية والفيدرالية‬ ‫‪،‬فل���ب املش���كلة ان هن���اك مناطق ش���عرت بالغنب‬ ‫وه���ذه حقيقة ورمبا ش���عرت بالتهمي���ش اكثر‬ ‫من غريه���ا ‪ ،‬تراكم هذا الش���عور واآلن الش���عور‬ ‫مبناخ احلرية والتعبري ‪،‬واحلقيقة مل يكن هناك‬ ‫نظام مركزي متمركز يف شخص واحد مينح‬ ‫امليزانية ويس���حبها لذلك رد الفعل احلاصل اآلن‬ ‫‪ ،‬وانا لدي تفسري آخر ملا حصل وحماولة للقراءة‬ ‫مل���ا بدأت الدع���وات بدأت يف ظل ظ���روف قد جند‬ ‫هل���ا م���ا يربره���ا فعندم���ا حت���رر اجلزء الش���رقي‬ ‫وكان أغل���ب ليبي���ا خاضعة للق���ذايف كثري من‬ ‫أهل املنطقة الش���رقية رمبا مل يكونوا يتوقعون أو‬ ‫يف ذلك الوقت ورمب���ا أنا وغريي منهم أن تتحرر‬ ‫ليبيا بالكامل ‪ ،‬فهم شعروا بان هلم مكسب حتقق‬ ‫‪ ،‬ودعون���ا نتعامل مبا هو موج���ود ‪ ،‬وكان التاريخ‬ ‫يعي���د نفس���ه فيما حص���ل من اعالن االس���تقالل‬ ‫األول وإعالن استقالل برقة والوعد الذي اعطته‬ ‫احلكوم���ة الربيطاني���ة بع���دم ع���ودة االيطاليني‬ ‫وبشكل أو بآخر كان له ما يربره ‪ ،‬أذكر يف ذلك‬ ‫الوقت كنت أسكن يف طرابلس‪،‬يقال أنه حصلت‬ ‫بني القذايف والغرب مثل هكذا طرح يف أن يتفرد‬ ‫باملنطق���ة الغربية فعندم���ا تتمعن يف تلك األمور‬ ‫وم���ا تعل���ق بوج���ود الق���ذايف وعائلته ‪ ،‬وأن���ا على‬ ‫املس���توى الش���خصي كنت أفك���ر يف االنتقال اىل‬ ‫املنطقة الش���رقية وأعيش فيها على االقل أخرج‬ ‫م���ن قبضة النظام رمب���ا هذا ما جع���ل يف البداية‬ ‫م���ن ظه���ر حت���ى يف االع�ل�ام وحتدث ع���ن برقة‬ ‫ككي���ان لكن تل���ك الظروف زالت اآلن وس���أعود‬ ‫اىل أن هن���اك ع���دم تفري���ق ب�ي�ن ال�ل�ا مركزية‬ ‫وب�ي�ن الفيدرالية رمبا هذا ما دعى اىل ش���يء من‬ ‫الش���طط هلذه الدعوات وهذا م���ا جيب الرتكيز‬ ‫عليه وحبثه ‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 82‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫مثة قضية مهمة ال أحد يهتم بها ‪،‬كثريون يعلنون ضيقهم من هذا احلزب أو ذاك‬ ‫‪،‬كثريون يضيقون حبرية الرأى وباإلعالم احلر ‪،‬لكن مل نسمع أحداً يركز على موضوع‬ ‫التمويل ‪ :‬كيف تتمكن االحزاب والتكتالت والصحف واالذاعات والتلفزيونات‬ ‫ومؤسسات اجملتمع املدني من متويل نفسها ‪....‬؟‬ ‫ه��ل يع�ني انتخ��اب جلن��ة الس��تني م��ن قب��ل املؤمتر‬ ‫الوطين أنها س��تكون فني��ة ‪،‬وأن انتخابها من الش��عب‬ ‫مباشرة ستكون جلنة سياسية؟ ؟؟‬

‫حن���ن لس���نا م���ع أن جيتم���ع املؤمت���ر الوطين وحيض���ر قائمة‬ ‫ويقول هؤالء هم الستني ‪ ،‬حنن مع االختيار من املناطق نفسها‬ ‫ولك���ن ليس على أس���اس دوائر انتخابية ‪ ،‬عندها س���نبقى أمام‬ ‫معضل���ة أين س���تنتهي ومن ميثل م���ن ؟املناطق ال�ت�ي يتعارف‬ ‫عليه���ا مث�ل�ا مناطق الش���رق فعالياته���ا االجتماعي���ة اجملتمع‬ ‫املدن���ي الفاعل�ي�ن ‪....‬اخل معاي�ي�ر االختي���ار يف كل منطق���ة‬ ‫س���يكون فيها ثقة واضحة يف أذهان الناس ‪،‬املنطقة الش���رقية‬ ‫‪20‬وكذلك الغربية واجلنوبية‪ ،‬أيضا هناك فكرة مطروحة‬ ‫للت���داول أنه بدال من اختيار ‪ 20‬من كل احملددين يتم اختيار‬ ‫‪ 40 04- – 40‬يكونوا ‪ 120‬شخصا مقدمني للمؤمتر الوطين‬ ‫الع���ام لي���س باختيار املؤمت���ر األعضاء اجلالس�ي�ن رمب���ا هناك‬ ‫أعضاء من مناط���ق خمتلفة فيها ألنهم يعرفوا بعض ‪ ،‬وهذه‬ ‫مس���ألة بالتشاور ف ‪ 120‬تكون فيه إمكانية للمؤمتر الوطين‬ ‫لالختيار وفق���ا للمعايري وليس اختي���ارا انتقائيا ‪،‬بل بأفضلية‬ ‫املعاي�ي�ر ‪ ،‬باخلربة ‪ ،‬والفاعلية وأنا لس���ت مع أن جيتمع املؤمتر‬ ‫ثم يص���در قائمة ويقول أنا أراهن على أن الليبني ال ‪ 60‬فالن‬ ‫وف�ل�ان ال طبعا البد تاخ���ذ مداها ‪ ،‬وأنا أراهن عل���ى أن الليبني‬ ‫يف جممله���م يف مثل هذا املوضوع ل���ن خيتلفوا كثريا با عتبار‬ ‫أن املنطقة املعينة س���وف تقدم أحسن ما عندها وهذا ما حصل‬ ‫بشكل كبري يف املؤمتر الوطين ‪ ،‬يعين هذه هي النخبة وذلك ال‬ ‫يعين أنهم أفضل من غريه���م ‪ ،‬واملناطق يف ليبيا بعضها بعيدة‬ ‫ونائي���ة فجاؤا يف حلظ���ة يبحثوا ع���ن أبنائه���م املؤهلني الذين‬ ‫بإمكانه���م املش���اركة ‪ ،‬املواصفات واملعايري اليت ه���م يعرفوها ‪،‬‬ ‫ويف ظين أن ذلك ما س���يجري يف هذه اللجن���ة فليرتك اخليار‬ ‫للناس ‪.‬‬

‫ه���و موضوع مثري وأساس���ي ‪،‬ومعروف أن‬ ‫كل التج���ارب السياس���ية يف العامل ويف‬ ‫ال���دول املتقدم���ة وهو موض���وع توظيف‬ ‫امل���ال السياس���ي وم���دى دوره خلدم���ة‬ ‫أغ���راض سياس���ية معينة‪ ،‬ه���ذه املعادلة‬ ‫الش���ائكة طبع���ا يف كل الع���امل وب���دون‬ ‫استثناء خاصة العامل الذي لديه جتارب‬ ‫سياس���ية متجذرة موض���وع التمويل من‬ ‫اول املواضي���ع ال�ت�ي جي���ب ان تث���ار والن‬ ‫التموين ينقس���م اىل ما يسمى ‪ :‬التمويل‬ ‫الذاتي ‪ ،‬التمويل احلكومي التمويل العام‬ ‫م���ن الش���ركات واالس���تثمارات املعين���ة‬ ‫من دخ���ول بع���ض املهرجان���ات احلزبية‬ ‫‪...‬موض���وع التموي���ل موض���وع مه���م جدا‬ ‫وهو يك���رس ويؤكد رقابة ال���رأي العام‬ ‫عل���ى العملية السياس���ية حن���ن نعلم أن‬ ‫العم���ل السياس���ي يف عموم���ه بأحزاب���ه‬ ‫بألوان���ه وأطياف���ه يف النهاي���ة جي���ب أن‬ ‫يص���ب يف خدمة املصاحل العلي���ا للدولة‬ ‫وخلدمة أهداف معينة يف جمتمع معني‬ ‫ووف���ق ضوابط وال يرتك هكذا ‪،‬لألس���ف‬ ‫هناك عوامل كث�ي�رة وكما ذكرت يف‬ ‫بداي���ة اللقاء لقص���ر التجربة الختالط‬ ‫بع���ض املفاهي���م ‪ ،‬ألتباس���ات معين���ة يف‬ ‫فهم دور االح���زاب ويف تكوينها‪،‬ويف عدم‬ ‫وج���ود مناخ وحصلت قطيع���ة يف احلياة‬ ‫السياس���ية منذ العهد امللكي ‪،‬خلقت هذه‬ ‫االلتباس���ات يف كل الكيان���ات املوج���ودة‬ ‫وب�ل�ا أس���تثناء وعلى س���بيل املثال كثري‬ ‫م���ن الصح���ف ال�ت�ي تص���در ‪ ،‬حمط���ات‬ ‫االذاعة االعالم مل خترج علينا لألس���ف‬ ‫وال وس���يلة م���ن ه���ذه الوس���ائل ببي���ان‬ ‫ع���ن مصدر دخله���ا ‪ ،‬من اي���ن يأتيها املال‬ ‫وكي���ف تص���رف وه���ذا ح���ق ‪ ،‬ال يق���ول‬ ‫احد هذا تدخل يف ش���أنه ‪ ،‬ألنه س���ؤال يف‬ ‫الشأن العام ‪،‬من حق اجملتمع أن يراقبك‪،‬‬ ‫من أي���ن تتلق���ى مص���ادرك اىل حد األن‬ ‫وكان جيب ان يكون بشكل دوري بشكل‬ ‫منظ���م وعن طريق وس���ائل إعالم تصل‬ ‫كل مواط���ن من حق ه���ذا الناخب الذي‬ ‫أعط���اك صوته والذي اليعل���م رمبا بهذا‬ ‫احل���ق ال يعي���ه ‪ ،‬تع���رف من اي���ن تأتيك‬ ‫االم���وال م���ن أي���ن تتلق���ى أموال���ك ؟ يف‬ ‫ح���دود علمي لي���س هناك الي���ة منظمة‬ ‫تب�ي�ن ذل���ك ‪ ،‬وباملناس���بة س���أحكيلك‬ ‫م���ن اني كن���ت اح���د االش���خاص الذي‬ ‫حاول���ت حماولة مبكرة إلنش���اء مرصد‬ ‫للدميقراطي���ة مع االش�ت�راك مع بعض‬ ‫الش���باب الذين الزالوا االن يعملون ‪ ،‬أول‬ ‫ما بدان���ا املوض���وع ووزعنا اس���تمارات يف‬ ‫شكل استبيان لكل من استطعنا أن نصل‬ ‫إليها من االح���زاب قبل حتى االنتخابات‬ ‫ومل نتلق ردا واحدا بل بالعكس هناك من‬ ‫أتصل وقال هذا تدخل ‪ ،‬ومن أنتم ؟ وهل‬ ‫رجعت���م تراقب���وا فينا مثل زم���ن القذايف‬ ‫‪ ،‬كن���ا نعم���ل يف اجت���اه تأكيد س���لطة‬ ‫الرأي العام واجملتم���ع املدني فلم نتلقى‬ ‫أية استجابة طبعا هذه احملاولة املتعثرة‬

‫هلذا املرصد وكانت حماولة وأنا عشتها‬ ‫وكنت أحد املش���اركني فيها ‪ ،‬ولألسف‬ ‫غ�ي�ر موج���ود ه���ذا ال���كالم االن ‪ ،‬هن���اك‬ ‫بع���ض الصح���ف وحمط���ات التلفزيون‬ ‫اليت نشاهدها يوميا حتى الذين يعملون‬ ‫بداخله���ا ‪ ،‬العاملني ال يطرأ هذا الس���ؤال‬ ‫عل���ى باهل���م ‪،‬كل واح���د عن���ده فل���وس‬ ‫وعم���ل حمط���ة ‪ ،‬وعندم���ا ت���رد مس���ألة‬ ‫الرقاب���ة يقول لك أن���ت خمابرات تراقب‬ ‫فيا ! ما حيصل قص���ور كبري جدا وفتح‬ ‫جمال م���ن جه���ة أخ���رى اىل كثري من‬ ‫الش���ائعات ‪ ،‬اىل االق���وال املرس���لة الظاملة‬ ‫‪...‬فه���ؤالء تصرف عليهم قط���ر االمارات‬ ‫؟ أو لديه���م من���ح م���ن جه���ات أجنبي���ة‬ ‫‪،‬وأولئ���ك أمواهل���م م���ن مجاع���ة القذايف‬ ‫‪،‬رج���ال أعم���ال ف�ل�ان الفالن���ي ‪ ...‬ه���ذا‬ ‫املوضوع مل���ح موضوع كش���ف التمويل‬ ‫‪ ،‬أح���د االش���خاص وه���و صديق س���ألته‬ ‫وه���و لديه حزب من أي���ن تتلقى األموال‬ ‫‪ ،‬فأج���اب عن���دي أرض مل���ك مزرع���ة‬ ‫بع���ت ج���زء منه���ا ‪،‬واالن أص���رف منه���ا‬ ‫عل���ى احلزب ‪ ،‬هذا ف���رد يصرف من ماله‬ ‫اخلاص احلزب ليس مش���روع جتاري أو‬ ‫س���وبر ماركت ليصرف علي���ه من ماله‬ ‫اخل���اص ‪ ،‬ه���ذا فق���د مقوم���ات أن يكون‬ ‫حزب سياس���يا يف داخله وحدة االختالف‬ ‫‪ ،‬وهذا قصور كبري ‪...‬وهناك ش���يء أخر‬ ‫عق���ب االنتخاب���ات مل أرى حزب���ا تق���دم‬ ‫برؤية سياس���ية متكاملة ‪،‬تلك امللصقات‬ ‫واالوراق اليت وزعت تكاد تكون استنساخ‬ ‫من بعضه���ا ‪،‬ليس هن���اك برامج برنامج‬ ‫سياس���ي طرح���ه ح���زب منظ���م ‪،‬حت���ى‬ ‫الذين طرح���وا طرحوا رؤي���ة وتصورات‬ ‫عام���ة مل ترف���ق جب���دول زم�ن�ي أن هذا‬ ‫احل���زب س���يعمل السياس���ي يف برناجمه‬ ‫‪ ،‬باجملتم���ع املدن���ي ‪.....‬ه���ذا كل���ه جيعل‬ ‫الكيانات م���ع احرتامي هل���ا تفقد كثريا‬ ‫م���ن مش���روعيتها وتدخ���ل يف دائ���رة ان‬ ‫تتهم أو تدخل يف دائرة االش���تباه مبعناه‬ ‫احلقيقي وحت���ى القانون���ي وحنن نعلم‬ ‫أن التموي���ل إذا كان مص���دره مش���بوها‬ ‫ويف كل الع���امل ويف جت���ارب سياس���ية‬ ‫وأقوهل���ا بإط�ل�اق معاق���ب عليه���ا قانونا‬ ‫ال جي���وز مبعن���ى ممن���وع ومنعه لس���بب‬ ‫أو مل�ب�ررات تتعلق ب���أن هذا الش���أن الذي‬ ‫يش���ارك في���ه احل���زب هو مل���ك للجميع‬ ‫ألن���ه س���يؤثر يف حيات���ه بش���كل أو بأخر‬ ‫تتناول قضية تهمه���م مجيعا ‪ ،‬وموضوع‬ ‫التموي���ل مل���ا يكون مس���ألة من���ذ البداية‬ ‫تأسيس���ية أكثر شفافية واكثر وضوح‬ ‫‪ ،‬والكيان���ات حت���ى وإن كانت متواضعة‬ ‫يف البداية وتعاني من بعض االختالالت‬ ‫فه���ي تض���اف هل���ا وال تأخذ منه���ا‪ ،‬ولكن‬ ‫ترتك املسألة هكذا ستبقى رهن بتفاسري‬ ‫بعضه���ا يذه���ب ميين���ا وبعضه���ا يذه���ب‬ ‫يسارا ‪،‬وهذا مع الوقت يفقد حتى الناس‬ ‫الثقة يف التكوين وينظر هلا بعني الريبة‬ ‫‪،‬فيما يتعل���ق بالعملي���ة االنتخابية اليت‬

‫ج���رت مل يتم الس���ؤال عن املص���در ‪ ،‬أنت‬ ‫لدي���ك حس���اب واملفروض تص���رف منه‬ ‫ومل يتم االلتزام به ‪ ،‬ولك أن تأخذ تكلفة‬ ‫يافطات بع���ض االحزاب من رأس جدير‬ ‫اىل أمس���اعد عملناها حبس���بة بس���يطة‬ ‫فستفوق بكثري ما خصصته اهليئة العليا‬ ‫لألنتخابات تقريبا ‪ 200‬ألف لألحزاب ‪،‬‬ ‫وكذلك وما خصت ب���ه االفراد كمبلغ‬ ‫مع�ي�ن ال ميكن الق���ول بأن���ه مت االلتزام‬ ‫ب���ه وم���ع ذل���ك ذهب���ت االم���ور وج���رت‬ ‫االنتخابات ‪ ،‬واحلسابات مل تكشف أيضا ‪،‬‬ ‫وكان على املفوضية العليا لالنتخابات‬ ‫عم���ل قائم���ة به���ذه املصاري���ف بأمس���اء‬ ‫االحزاب وحتى االفراد ليغطوا بالسندات‬ ‫م���ا صرف���وه فع�ل�ا ‪ ،‬ولكن نتيج���ة قصر‬ ‫التجربة الفرحة ب���أن االنتخابات جرت‬ ‫وفرحن���ا باالجن���از ‪ ،‬وخرجن���ا وخرج���ت‬ ‫اللجنة العلي���ا وهي منهك���ة ‪،‬لكن هذا ال‬ ‫يع�ن�ي جتاوزه���ا يف املس���تقبل ‪ ،‬ونؤك���د‬ ‫عليه���ا االن ‪ ،‬ألن تركه���ا حيدث خلل يف‬ ‫احلياة السياس���ية ‪ ،‬وه���ذه من املفروض‬ ‫قضية تثار على كل املس���تويات مس���ألة‬ ‫التموي���ل أو املال السياس���ي ‪ ،‬وهناك خلل‬ ‫يض���اف انن���ا مل نعم���ل قانون االح���زاب ‪،‬‬ ‫وأيض���ا ه���ذه التوليف���ة ال�ت�ي مت االتفاق‬ ‫عليها مل ترتب���ط ببداية صحيحة ‪ ،‬االن‬ ‫التش���كيالت هي أمر واقع موجودة وذلك‬ ‫ال يعين أن نرتك االمر هكذا ‪ ،‬سنبين على‬ ‫أس���اس معي���ب البد من حتديد االس���س‬ ‫وكش���ف املعايرياحلالي���ة وأراه لزام���ا‬ ‫وحتم���ا ‪ ،‬واملؤمتر الع���ام املفروض يتبنى‬ ‫ه���ذا املوضوع ‪ ،‬كل الكيان���ات املمثلة فيه‬ ‫تكش���ف ع���ن مصادره���ا لل���رأي الع���ام ‪،‬‬ ‫وف���ق أص���ول العمل السياس���ي يف املطلق‬ ‫ولكشف نوع من املصداقية يف االداء جيب‬ ‫أن ال ترتك هذه الكيانات نهبا للش���ائعات‬ ‫والتفس�ي�رات بعضه���ا صحي���ح وبعضها‬ ‫ظ���امل ‪ ،‬وس���كوت بع���ض ه���ذه الكيان���ات‬ ‫ح���ول بعض ما ي�ت�ردد ويتداول يف بعض‬ ‫االوساط حتى الشارع يثري شبهة أكثر‬ ‫‪،‬هن���اك أح���زاب‪ ،‬أفراد ‪،‬جه���ات ‪ ،‬حمطات‬ ‫تلفزي���ون متهم���ة أنها تتلقى ام���وال إما‬ ‫من ش���خص رجل أعمال أو من دولة ‪،‬إذا‬ ‫مل تفص���ح ويك���ون لديها من الش���جاعة‬ ‫والص���دق مع االخري���ن وم���ع املواطنني‬ ‫ستخلق عدم مصداقية يف هذه الكيانات‬ ‫‪ ،‬أنت طرحت نفس���ك لعمل عام ووصلت‬ ‫مبندوبي���ك اىل أعلى هيئة تش���ريعية يف‬ ‫الدولة واضطلعت مبهم���ة وطنية ‪ ،‬هذا‬ ‫التزام أخالقي سياس���ي ولنس���ميه عرف‬ ‫سياس���ي والع���رف أحيان���ا حي���ل حم���ل‬ ‫القان���ون ‪ ،‬عندم���ا يس���تمد م���ن مصادره‬ ‫الصحيحة الق���ول فقط انه مامن قانون‬ ‫وافع���ل ماأش���اء ه���ذا فيه ضرب ألبس���ط‬ ‫القواعد ‪ ،‬االلت���زام الذاتي جتاه االخرين‬ ‫‪،‬وع���دم وجود القان���ون لالحزاب صحيح‬ ‫ميث���ل قصور ولك���ن عدم وج���ود القانون‬ ‫ال يعين استباحة هذه االمور احلساسة ‪.‬‬


‫‪09‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 82‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫ناشطون وفاعلون عرب يتحدثون مليادين ‪:‬‬

‫عن أحوال الثورات العــــــــــــــربية‪ ...‬وعن حالنا !‬ ‫•حيدر سائد مستشار يف املركز العراقي‬ ‫للدراسات االسرتاتيجية – مقره االردن‬

‫بريوت ‪ :‬فاطمة غندور‬ ‫يف لقاء حقوقي يدعو للعدالة‬ ‫واملصاحلة الوطنية ببريوت‬ ‫أدىل خنبة من الناشطني‬ ‫والفاعلني املدنيني العرب‬ ‫بأرائهم ‪،‬وهم املنشغلون‬ ‫بأصداء هذه الثورات‬ ‫‪،‬ميارسون أنشطتهم بقصد‬ ‫الضغط والتأثري خللق وتبين‬ ‫قرارات تعيد للمواطن يف‬ ‫بلده حقا اغتصب وكرامة‬ ‫انتهكت وهو من قدم كثري‬ ‫من التضحيات ألجل التحول‬ ‫والتغيري الدميقراطي ألجل‬ ‫ما فقده طوال سنني عجاف‬ ‫فقرا وختلفا عن ركب‬ ‫العامل‪...‬‬

‫‪ :‬كثري م���ن الذين يراقبون املش���هد اللييب من‬ ‫اخل���ارج ي���رون أن هناك حتدي���ات مجة تواجه‬ ‫ليبيا‬ ‫‪....‬الث���ورات أعلن���ت نهاية عص���ر االنظمة اليت‬ ‫حكم���ت ش���عوبها بقم���ة البش���اعة خالل س���ت‬ ‫عق���ود ‪،‬ه���ذه الثورات ه���ي نهاية هل���م ‪ ،‬أنظمة‬ ‫بدأت منذ س���تني س���نة ‪1949،‬انقالب حس�ن�ي‬ ‫الزعي���م يف س���وريا ‪،‬هو اول انق�ل�اب ثم انقالب‬ ‫يوليو ‪1952‬مص���ر ‪...‬اخل هذه االنظمة عمرها‬ ‫االفرتاض���ي انته���ى‪ ،‬مل تع���د تس���تطيع العيش‬ ‫أكثر‪،‬أنظمة انهارت ‪،‬وال أظن أن هناك عامال‬ ‫خارجي���ا هل���ذه الث���ورات ‪،‬املتاب���ع ل���ردود الفعل‬ ‫االوىل االروبي���ة واالمريكي���ة ح���ول الث���ورات‬ ‫العربي���ة وث���ورة تون���س حتديدا كان���ت ردود‬ ‫أفع���ال متوجس���ة ومتخوف���ة ‪ ،‬أن���ا أق���ول هذه‬ ‫الثورات ستمضي للنهاية بغض النظر عن أية‬ ‫نتائج أخرى مصاحبة والس���يما قضية صعود‬ ‫االس�ل�اميني للحكم ‪،‬ال ميك���ن أن نتخذ موقفا‬ ‫سلبيا مما جيري يف املنطقة من نتيجة دخول‬ ‫االس�ل�اميني ‪ ،‬أنا علماني ولكين أتفهم مس���ألة‬ ‫صع���ود االس�ل�اميني ‪،‬فاحلركات االس�ل�امية‬ ‫واالسالم السياسي لعب خالل عقود يف الفضاء‬ ‫االحتجاجي االساس���ي باملنطقة ‪،‬االنظمة اليت‬

‫محلته���ا احلركة اليس���ارية والقومية أعتقد‬ ‫م���ا حيص���ل االن نتيج���ة طبيعي���ة ألن يصعد‬ ‫االس�ل�ام السياس���ي‪ ،‬رغ���م كل ه���ذا هن���اك‬ ‫حتديات ورهانات تواجه الربيع العربي ‪،‬االول‬ ‫ه���و أن ال تعي���د انت���اج انظم���ة االس���تبداد ‪،‬أن‬ ‫تعي���د تركي���ب العالقة ب�ي�ن الف���رد والدولة‪،‬‬ ‫احلكوم���ات الديكتاتورية علمتن���ا خالل عقود‬ ‫من الس���نوات أن الدولة هي االب ‪،‬والدولة هي‬ ‫ال�ت�ي تدي���ر اجملتمع ‪،‬هي اليت حت���دد اخليارات‬ ‫السياس���ية للمجتم���ع واالن عل���ى اجملتم���ع‬ ‫أن يك���ون ن���دا للدولة ‪،‬س���نعيش عص���ر ينتهي‬ ‫باحلزب السياسي باملعنى االيدولوجي‪ ،‬و ينمو‬ ‫اجملتمع املدن���ي باعتباره ندا للدولة ‪،‬أنا اعتقد‬ ‫أن هذا هو التحدي االساس���ي الذي س���يواجهه‬ ‫املنطقة بالس���نوات اجلاية ما بعد الثورات رغم‬ ‫كل التعثرات رغم ما شاب املرحلة االنتقالية‬ ‫يف مص���ر وتون���س ‪،‬وط���ول عم���ر الث���ورة يف‬ ‫س���وريا ‪،‬أنا اعتقد التزال هناك مساحة واسعة‬ ‫م���ن العم���ل لك���ي ميض���ي الربي���ع العربي اىل‬ ‫نهاية عادل���ة ‪ ،‬بتبين دولة عادل���ة دميقراطية‬ ‫‪،‬باحلص���ول عل���ى احلري���ات واحلق���وق ‪،‬ليبي���ا‬ ‫محلتن���ا امال كبرية (غري تونس ومصر) بفوز‬ ‫الليبريالي�ي�ن باالنتخاب���ات ‪ ،‬كث�ي�ر من الذين‬ ‫يراقب���ون املش���هد اللي�ب�ي من اخلارج ي���رون أن‬ ‫هن���اك حتديات مج���ة تواج���ه ليبيا قس���م منه‬ ‫ماتش�ت�رك في���ه م���ع س���ائر املنطقة ليبي���ا بلد‬

‫نفط���ي واخلش���ية عل���ى ليبيا ه���و إع���ادة انتاج‬ ‫منوذج الدولة الريعية الشرسة ‪،‬مبا أن الدولة‬ ‫هي احلائزة على النف���ط ‪،‬فاجملتمع لن خيرج‬ ‫على اطار الدولة هذا حتدي واجهنا يف العراق‬ ‫ومل نس���تطع أن خن���رج من���ه وأن���ا أعتق���د أنه‬ ‫سيواجه ليبيا ‪ ،‬كيف نتخلص كمجتمع من‬ ‫سيطرة الدولة من مسألة العالقة بني الثروة‬ ‫والدول���ة امتنى أن ختوض النخ���ب الليبية يف‬ ‫ه���ذا املوض���وع ‪ ،‬القضي���ة االخ���رى الصراع���ات‬ ‫اجلهوية يف ليبيا حتى ولو كانت قضية سالح‬ ‫هي السبب وهو مرتبط ببسط سيطرة الدولة‬ ‫الدولة هي اليت حتتكر العنف الشرعي وهناك‬ ‫قوي ميليش���ية تهدد س���لطة الدول���ة ‪ ،‬العراق‬ ‫صنف كدولة فاش���لة الن الدولة مل تس���تطع‬ ‫أن حتتك���ر العن���ف الش���رعي جي���ب أن حتدي‬ ‫رئيسي كيف سيكتب الدستور كيف سيبنى‬ ‫العق���د االجتماعي كمراقب من اخلارج هناك‬ ‫اره���اص للنموذج الال مركزي وأنا ش���خصيا‬ ‫وان كان���ت نظرت���ي م���ن اخل���ارج ق���د يك���ون‬ ‫م���ن اجلي���د أن تناق���ش النخ���ب الليبية صيغة‬ ‫الالمركزية ‪ ،‬ليبيا بلد شاس���ع ‪،‬وجتربة ليبيا‬ ‫املقيت���ة من احلكم املركزي ‪ ،‬حنن من اخلارج‬ ‫نفه���م ان هن���اك انقس���ام الثورة ال�ت�ي بدأت يف‬ ‫بنغازي ‪ ،‬مناقش���ة صيغ���ة ال مركزية للحكم‬ ‫م���ن االمور ال�ت�ي ينبغي أن ُتط���رح على طاولة‬ ‫الدستور اللييب‬

‫زياد صعب ‪ -‬منظمة تيار اجملتمع املدني – لبنان‬ ‫‪ :‬انته���ت الناصري���ة وانته���ى معه���ا الفك���ر‬ ‫القومي العربي والذي بقى من هذا الفكر هو‬ ‫الديكتاتوريات!‬

‫أغل���ب الثورات العربية هي ث���ورات للكرامة‪،‬‬ ‫املطالب���ة باحل���د االدن���ى حلق���وق االنس���ان‬ ‫والقم���ع كان س���ائدا ب���كل ال���دول العربي���ة‬ ‫وتفج���ر بعد فش���ل كل الش���عارات القومية‬ ‫اليت على أس���اس ش���عارات احلرية والعدالة‬ ‫اس���تلمت الس���لطة والق���ذايف ايض���ا اس���تلم‬ ‫الس���لطة حت���ت ش���عار حتس�ي�ن االوض���اع‬ ‫االجتماعية وبالتالي االستمرار يف االنتصار‬ ‫ال���ذي مل يتمك���ن م���ن إكمال���ه مج���ال عبد‬ ‫الناصر يف حربه على اس���رائيل وثورته اليت‬ ‫ب���دات بتاميم قناة الس���ويس وحماولة اعادة‬ ‫احلق���وق اىل الش���عب املص���ري أس���س عب���د‬

‫الناصر منظومة من وجهة نظري منظومة‬ ‫عس���كرية ديكتاتوري���ة ومت���ت الع���دوى اىل‬ ‫الديكتاتوري���ات االخ���رى يف املنطق���ة ولك���ن‬ ‫هو كان عنده الش���رعية الشعبية الراسخة‬ ‫ال�ت�ي خرجت من حتت االنت���داب الربيطاني‬ ‫وحنن بلبن���ان حتت االنتداب الفرنس���ي ويف‬ ‫دول اخللي���ج حتت الت���اج الربيطاني كانت‬ ‫تق���ول لش���عوب العامل العربي هاق���د جاء من‬ ‫يصن���ع لكم كي���ف تكونوا جزء م���ن التاريخ‬ ‫حت���ى عن���د هزمي���ة ‪ 1967‬وه���ي النكس���ة‬ ‫الن���اس صدق���ت أنه���ا ميك���ن تعط���ي فرصة‬ ‫لتحقيق أه���داف الحقة‪ ،‬انته���ت الناصرية‬ ‫م���ن وق���ت اس���تالمه للحكم م���ن ‪ 1952‬اىل‬ ‫‪ 1967‬انتهت الناصرية وانتهى معها الفكر‬ ‫القومي العربي والذي بقى من هذا الفكر هو‬ ‫الديكتاتوريات العربية ‪ :‬ديكتاتورية بالعراق‬ ‫‪ ،‬ديكتاتوري���ة بليبي���ا ‪ ،‬ديكتاتوري���ة بتونس ‪،‬‬ ‫باملغرب ‪ ،‬باليمن ‪ ،‬ولن أس���تثين حكم اخلليج‬ ‫ولك���ن كان���ت أكث���ر منطقي���ة م���ع ذاته���ا‬ ‫فل���م تقدم نفس���ها كجمهوري���ات بل قدمت‬ ‫نفس���ها كملكي���ات فكان���ت أكث���ر منطقية‬ ‫باحلك���م م���ن اجلمهوري���ات احلديث���ة ال�ت�ي‬ ‫أعطت ش���عارات لدوهلا بانها تقدمية وتعمل‬ ‫من أجل االنس���ان ومن أجل خري البش���رية ‪،‬‬ ‫بالنس���بة هلذا الربيع كنت أفكر قبل الربيع‬ ‫الذي صار بتونس والحق���ا ليبيا ‪ ،‬هل لك أن‬ ‫تعلن نفس���ك منتمي للعامل العربي ؟ رجعت‬ ‫وقلت ال هذه الثورات جعلتين على املس���توى‬ ‫الش���خصي أقول احلمدهلل اخلري بهذه االمة‬ ‫موجود والطاق���ة الكامنة تفجرت رغم كل‬

‫الش���وائب اليت تس���ود الثورات هذا ال يدعوني‬ ‫اىل أخ���ذ موقف ضدها حتى لو الذين وصلوا‬ ‫سياسيا بنهاية الثورات هم خصومي سياسيا‬ ‫‪ ،‬حتى ولو حصل ذلك وبش���كل واضح دعيين‬ ‫أعلنه���م هم ‪ :‬االخ���وان املس���لمون ‪ ،‬اذا كانوا‬ ‫مؤمن�ي�ن بفكرة ت���داول الس���لطة ‪ ،‬والثورات‬ ‫ال�ت�ي انتجتها الش���عوب ال ميكن أن تتس���امح‬ ‫مع أية ديكتاتورية جديدة ‪.‬‬ ‫أن���ا ب���رأي باملقارنة مع ش���عوب املنطقة ليبيا‬ ‫سابقا ندرك بأنها مل تعرف صندوق االقرتاع‬ ‫(ماقبل القذايف وخ�ل�ال فرتة القذايف ) كان‬ ‫هن���اك حكم ملك���ي وقبلها ايطالي ‪،‬بالنس���بة‬ ‫لي هذا النموذج اللييب بعد الثورة استطاع أن‬ ‫يعمل ش���يء خارق للعادة اس���تطاع أن خيتار‬ ‫قوى ليربالية متثله وهذا ما مل حيصل حتى‬ ‫يف الثورة املصري���ة ذات املرجعية االنتخابية‬ ‫وهي أكثر حت���رر وعمقا ‪ ،‬وكذلك احلالة‬ ‫التونس���ية ‪ ،‬س���ؤال املفارق���ة ب�ي�ن الث���ورات‬ ‫التونس���ية واملصرية والليبي���ة حصل تدخل‬ ‫غرب���ي بالثورة الليبية ه���ل كان ذلك عامل‬ ‫مس���اعد ؟ س���أجيب ان���ه بالتأكي���د عام���ل‬ ‫مس���اعد ‪ ،‬هل كان ضروري او غري ضروري‬ ‫؟ برأي أن الدفاع عن االنس���ان أينما كان هو‬ ‫حق وواجب ‪ ،‬هل االنس���ان بكوسوفو هو أغلى‬ ‫مثنا من االنس���ان بليبيا ؟املشكلة بالغرب أنه‬ ‫ال يطب���ق املعايري يف كل االماكن ‪ ،‬وباملكان‬ ‫ال���ذي يطب���ق في���ه أق���وم بانتق���اده ‪،‬نطالب���ه‬ ‫بتطبيق املعايري بكل االماكن‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 82‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫مريم أبو ادريس – ناشطة‬ ‫ومدونة ‪-‬البحرين‬ ‫‪ :‬اتوقع بعد سنوات ستحتاج هذه الدول اىل اعادة إحياء الثورات‬ ‫مل يتغ�ي�ر الوضع كثريا بعد الث���ورات مازالت بقايا بعض االنظمة موجودة‬ ‫تغ�ي�رت االمساء وبعض االصالحات الش���كلية اتوقع بعد س���نوات س���تحتاج‬ ‫هذه الدول اىل اع���ادة إحياء الثورات‬ ‫وتصحي���ح نتائ���ج ال�ت�ي خلص���ت‬ ‫اليه���ا الث���ورات منذ البداي���ة ‪ ،‬الثورة‬ ‫الس���ورية مثال احنا لدين���ا ختوفات‬ ‫كب�ي�رة أن يت���م التعتي���م االعالمي‬ ‫عل���ى واقع النتائج ال�ت�ي توصلت هلا‬ ‫الث���ورة الليبي���ة ح���رب ب�ي�ن القبائل‬ ‫كما نسمع ؟نقل الصورة من داخل‬ ‫ليبي���ا خمتلف مث�ل�ا مقت���ل القذيف‬ ‫ب�ل�ا حماكم���ة عام���ل ال ينب���ه اىل‬ ‫االنتقال اىل الدميقراطية كان من‬ ‫املف�ت�رض االحتفاظ به لك���ن الناس‬ ‫اختذت قرارها بتصفية احلس���اب مع���ه ‪ ،‬املطالب باحلري���ة والدميقراطية‬ ‫بيحتف���ظ حب���ق االخرين ايض���ا خصوصا أن الث���ورات العربي���ة قامت على‬ ‫حقوق االنس���ان حتى وإن كان جم���رم ‪،‬وإن كانت غري موجودة بدعم من‬ ‫الدول الكربى ‪.‬‬

‫فؤاد فليح حسن – رئيس برملان‬ ‫شباب العراق‬ ‫‪ :‬آم���ل ان الليبي�ي�ن ميثل���وا مث���اال‬ ‫جي���دا لش���مال افريقي���ا وال���دول‬ ‫العربية يف مسألة الدميقراطية‬ ‫االس���تبداد والظل���م ال�ت�ي متر بها‬ ‫الش���عوب العربية أكيد س���يكون‬ ‫هل���ا ردة فعل جتاه الس���لطة جتاه‬ ‫احلكام الع���رب ‪ ،‬لذلك هذا الربيع‬ ‫ال���ذي ح���دث ابت���داء م���ن العراق‬ ‫‪ ،2003‬ثم تون���س ومصر وليبيا‬ ‫‪ ،‬وجهة نظ���ري كمواطن عربي‬ ‫أكي���د أنا م���ع هذه الث���ورات ومع‬ ‫الربي���ع العرب���ي ومؤم���ن امي���ان‬ ‫مطلق ب���أن هذه الثورات س���تؤتي‬ ‫أكلها بعد سنوات قليلة ستتمتع‬ ‫ه���ذه املنطق���ة بالكام���ل حبري���ة‬ ‫التفك�ي�ر وحري���ة التعبري وحقوق‬ ‫االنسان ودعينا نأخذ مثل العراق‬ ‫كان يصن���ف من أكث���ر البلدان‬ ‫قمع وس���لطة اس���تبدادية أما االن‬ ‫فل���ه حي���ز كب�ي�ر م���ن احلري���ة‬ ‫حري���ة التفك�ي�ر وحري���ة التعبري‬

‫عماد مبارك – مدير مؤسسة حرية الفكر والتعبري – مصر‬ ‫‪:‬التح���والت حتت���اج اىل س���نني‬ ‫فالث���ورات ليس���ت قه���وة س���ريعة‬ ‫التحضري!‬ ‫ال���ذي ي�ب�رز أن هناك حال���ة احباط‬ ‫س���ائدة ل���دى العديد م���ن املواطنني‬ ‫يف ال���دول اليت مت���ت فيه���ا الثورات‬ ‫‪،‬وطبيع���ي أن حيص���ل ه���ذا ألن‬ ‫الث���ورات والتح���والت حتت���اج اىل‬ ‫سنني فالثورات ليست قهوة سريعة‬ ‫التحض�ي�ر ‪،‬حتتاج اىل وقت وحتتاج‬ ‫اىل بن���اء مؤسس���ات واع���ادة بنائه���ا‪،‬‬ ‫والتخلص من بقايا النظام الس���ابق‬ ‫وتطه�ي�ر ه���ذه املؤسس���ات ‪،‬حت���ى‬ ‫تك���ون مب���اديء إجيابي���ة ‪،‬يف مصر‬ ‫مت اختي���ار رئي���س مجهوري���ة وفقا‬ ‫النتخاب���ات حقيقية بغ���ض النظر‬ ‫ع���ن قبولنا أو بع���دم قبولنا لنتيجة‬

‫االنتخاب���ات ولك���ن املواطن�ي�ن ه���م‬ ‫م���ن اخت���ار وه���م نف���س املواطن�ي�ن‬ ‫م���ن س���يعيد وجه���ة نظره���م يف‬ ‫ه���ذا االختي���ار النه���م س�ي�رون ان���ه‬ ‫مل يق���دم ش���يء أو اي���ة مكاس���ب‬ ‫للمواطنني أو عل���ى االقل ان يتبنى‬ ‫املطال���ب اخلاصة بالث���وار وبالتالي‬ ‫مت اع���ادة تقيي���م ه���ذه االختي���ارات‬ ‫واما االدع���اءات بأن الثورات حصلت‬ ‫نتيجة تأث�ي�رات خارجية وهذا راي‬ ‫فيه عبث‪،‬الثورات الش���عوب قررتها‪،‬‬ ‫يف مص���ر عل���ى س���بيل املث���ال ق���رر‬ ‫الش���عب أن هذا النظ���ام نظام قمعي‬ ‫واس���تبدادي حي���اول مس���خ ونه���ب‬ ‫الشعب ‪ ،‬الشعب قال كلمته وخرج‬ ‫وطالب حبقوقه ‪.‬‬ ‫احل���ال اللييب أنا يف تقديري انه من‬

‫الصع���ب تقييم الوضع اللييب هناك‬ ‫اختالط يف الرؤية ‪،‬كان ختوفاتي‬ ‫عندم���ا قاب���ل الق���ذايف ثورة ش���عبه‬ ‫بالس�ل�اح ‪،‬ان يكون اجلميع بالتالي‬ ‫لديه س�ل�اح‪،‬أزمة تسليح الشعب هو‬ ‫اختيارحلل مش���كلة ضخمة كيف‬ ‫تس�ت�رجع هذا الس�ل�اح م���ن حائزيه‬ ‫من اجملموعات املس���لحة هي نقطة‬ ‫صعب���ة وان���ا دائم���ا ضد تدخ���ل أي‬ ‫جه���ات أخرى خت���ويف عل���ى الثورة‬ ‫الليبية انتشار السالح وخروجه عن‬ ‫دائرة السيطرة وتزداد الصعوبة يف‬ ‫التعام���ل م���ع االوضاع ‪،‬هن���اك جزء‬ ‫مه���م يف املس���ألة أن الش���عب هو من‬ ‫يعطينا ال���دروس للنخب واملثقفني‬ ‫الشعب اختار من يريد وسيتعلم أن‬ ‫اختياره ‪.‬‬

‫حممد اخلملجي – مسؤول برنامج االنصاف واملصاحلة – املغرب‬ ‫‪ :‬ديكتاتورية سادت وسيطرت جبنونها ويف اخر املطاف انتصر الشعب‬ ‫رأي فيما حيدث يف املشهد العربي العام هو أنه مازال احلراك مفتوح على احتماالت خمتلفة ومل ينتهي بعد احيانا‬ ‫متناقضة بالنس���بة لي جيب أن يكون الوعي بهذه االحتماالت س���لبية أكانت أم إجيابية على أساس البدء االن يف‬ ‫تسجيل ماحيدث حتى تستفيد منه أجيالنا الالحقة ‪.‬‬ ‫الثورة الليبية كان هناك ثورة من أجل الكرامة االنسانية عموما كان فيه تعبريات بدأت من الشرق وامتدت حتى‬ ‫طرابلس ‪،‬املشهد اللييب كان يوحي بديكتاتورية سادت وسيطرت جبنونها ويف اخر املطاف انتصر الشعب ولكنه مل‬ ‫حيس���م مطالب ثورته بعد بش���كل اجيابي ‪،‬مازالت خطوات كثرية عليه السري حنوها التغيري عقب الديكتاتوريات‬ ‫املقيتة يريد همما تتعاىل عن الصغائر لتنطلق جتاه التنمية واملؤسسات ودستور للحقوق واحلريات‪.‬‬

‫دميقراطي���ة كب�ي�رة صحي���ح‬ ‫أن الطم���وح أك�ب�ر ‪،‬نع���م لي���س‬ ‫مبستوى الدول االروبية وأمريكا‬ ‫وغريه���ا لك���ن نطم���ح ب���ان يكون‬

‫الع���راق يرتقي اىل مس���توى هذه‬ ‫ال���دول املتقدم���ة بالدميقراطي���ة‬ ‫‪،‬حقيق���ة ال���ذي لف���ت انتباه���ي‬ ‫بالث���ورات العربي���ة وافريقي���ا أنه‬ ‫لألس���ف الش���ديد أن االسالميني‬ ‫املتطرفي�ي�ن ب���دأوا كمدع�ي�ن‬ ‫وكأنه���م صانع���ي ه���ذه الثورات‬ ‫وب���دوا وكانهم من أعطوا جرعة‬ ‫اجل���رأة والش���جاعة للش���عوب‬ ‫والواقع أن الش���عب بص���ورة عامة‬ ‫هو من اس���تطاع وقرر ان يغري وأن‬ ‫يتمتع باحلرية ‪.‬‬ ‫بالنس���بة للث���ورة الليبي���ة آمل ان‬ ‫الليبني ميثلوا مثاال جيدا لش���مال‬ ‫افريقيا والدول العربية يف مسألة‬ ‫الدميقراطية بشرط أن يعوا عدم‬ ‫التفرقة وأن يس���احموا من اس���اؤا‬ ‫اليه���م وأن يأخ���ذوا الع���راق عربة‬ ‫هل���م يف مس���ألة املس���احمة وإنهاء‬ ‫املاضي وفتح صفحة جديدة ‪.‬‬

‫حممود زيدان – منظمة االنرو – لبنان‬ ‫انا لدي هواجسي والتغيري حباجة اىل وقت إلعادة البناء‬ ‫الن���اس وصلت اىل مرحلة طفح الكي���ل وعدم القدرة على‬ ‫حتم���ل املزيد‪ ،‬وبعض الوعي الس���ؤال ملاذا مل تب���دأ الثورات‬ ‫قبل االن؟ هو س���ؤال عن م���دى حيادية املوق���ف الغربي ‪،‬ال‬ ‫يوج���د صدي���ق وع���دو دائ���م‬ ‫توج���د مص���احل ه���م كان���وا‬ ‫يرون االنظمة حسين مبارك‬ ‫كان يؤمن للغرب مصاحلهم‬ ‫‪،‬مل���ا الغ���رب ب���دأ ي���رى أن هذه‬ ‫املص���احل مه���ددة ممكن تذهب‬ ‫م���ع الريح‪،‬مش���كلة الث���ورات‬ ‫العربي���ة كالتال���ي يف مص���ر‬ ‫وتونس حكم االخ���وان انا ابين‬ ‫على معطيات ‪،‬الغرب وامريكا‬ ‫رأوا احل���راك الكب�ي�ر مي���دان‬ ‫التحري���ر مبص���ر ووس���ط‬ ‫العاصمة بتونس ثورة جديدة‬ ‫‪،‬ان���ا ل���دي هواجس���ي والتغيري‬ ‫حباج���ة اىل وقت إلعادة البناء‪،‬س���وريا الي���وم املعارضة بال‬ ‫برنامج موحد ليس لديها االدوات اليت حتافظ على سلمية‬ ‫احلراك دخلت يف متاهات منها السلفية العلمانية القاعدة‬ ‫اهلدف س���يكون الفراغ أو الفوضى االستعجال على التغيري‬ ‫دون اخلطة واالرضية املس���بقة ‪،‬االن هناك عنف املعارضة‬ ‫مل متلك تصور للتغيري وما بعد التغيري اليوم س���وريا على‬ ‫خطى االنقسام واحلرب االهلية وسينشغلون عن القضايا‬ ‫الك�ب�رى ال أح���دث يتحدث عن اجلوالن ‪ ،‬وباملقابل س���لوك‬ ‫الغ���رب املبين على ازداوجي���ة التعاطي جيعل من جمريات‬ ‫االمور استثمار لصاحله‬


‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 82‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫هند خشيم املنظمة‬ ‫التونسية ملناهضة‬ ‫التعذيب ‪ -‬تونس‬

‫‪11‬‬

‫مراد الغاراتي منظمة متكني للتنمية وحقوق االنسان – اليمن‬ ‫‪ :‬الث���ورات العربية حقق���ت حزء من التغيري‬ ‫لكن التغيري مل يكتمل‬ ‫اعتقد أن الث���ورات العربية حققت حزء من‬ ‫التغيري لكن التغيري مل يكتمل بعد الش���باب‬ ‫كانوا هم حمور ه���ذا التغري صحيح هناك‬ ‫خصوصي���ة لثورة كل بل���د ولكن التطويق‬ ‫ال���ذي حصل م���ن قب���ل االط���راف الدولية‬ ‫وم���ا أث���ر عل���ى ه���ذه العملي���ة واعتق���د أن‬ ‫الس���عودية وقطر لعب���ت دور كبري كل يف‬ ‫اجتاه���ه وخدم���ة مصاحله واس���تقرار هذه‬ ‫البلدان‪ ،‬أيضا هناك الدول الغربية وامريكا‬ ‫وبريطانيا فرنس���ا كل مهم���وم مبصاحله‬ ‫يف الث���ورات العربية‪ ،‬يعمل���ون باجتاهها هم‬ ‫ال تهمهم الثورات فهي ليس���ت ش���ئنا غربيا‬

‫لذلك عل���ى بلدان الث���ورات محاية ثوراتهم‬ ‫ودعمه���ا لتحق���ق التغيري واالص�ل�اح الذي‬ ‫خرجت من أجله ‪.‬‬ ‫الث���ورة الليبي���ة ‪ :‬س���أوجه رس���الة للش���عب‬ ‫اللييب يف أن يعيد النظر يف مسألة احلقوق‬ ‫واحلريات وكيفية ممارسة الدميقراطية‬ ‫النه���ا اس���لوب ومنهج للحياة ليس���ت نظاما‬ ‫فق���ط أو إطارا ش���كليا نتغنى ب���ه وميكن أن‬ ‫يرتبط النظ���ام الدميقراط���ي خبصوصية‬ ‫البل���د ‪ ،‬لنفرتضه���ا كخط���وة أوىل يف اطار‬ ‫النظ���ام الدميقراطي ونتط���ور تدرجييا يف‬ ‫اطار هذا العمل اعتقد ان هذه أهم االش���ياء‬ ‫اليت جيب أن تتم يف ليبيا ‪.‬‬

‫أمحد املشيخص ‪ -‬مركز العدالة حلقوق االنسان ‪ -‬السعودية‬ ‫‪ :‬يف ليبيا عليك كش���ط السواد السابق لتؤسس‬ ‫للبياض‬ ‫تغيري اجيابي ومرحلة كنا نتوقعها وحنمداهلل‬ ‫عل���ى التوقي���ت ال���ذي كان مناس���با أي تراكم‬ ‫لالس���تبداد والقم���ع واالنته���اكات س���يحدث‬ ‫تغي�ي�ر نوع���ي كان الب���د أن ينفج���ر يف يوم ما‬ ‫ش���أت االقدار أن تكون الشرارة االوىل من تونس‬ ‫ولك���ن مثل م���ا رأينا عام���ل تناق���ل االحداث اىل‬ ‫بل���دان تالية كان س���هال ألن املعطيات نفس���ها‬ ‫انظمة اس���تبدادية انته���ت صالحيتها ما حصل‬ ‫كان متوقع ونتمنى هذا املسار يذهب بنا اىل بر‬ ‫االمان واىل دول دميقراطية فيها حرية وحترر‬ ‫للشعوب ‪.‬‬ ‫ليبي���ا يف نظ���ري هل���ا خصوصية مل يك���ن هناك‬ ‫مؤسس���ات مرتك���زة مل يك���ن هن���اك برملان وال‬ ‫دستور فكأنك تبين على ورقة بيضاء او إن صح‬ ‫التعبري يف ليبيا عليك كش���ط الس���واد لتؤسس‬ ‫للبياض وهذا فيه خطورة وفيه أش���ياء إجيابية‬ ‫يف نف���س الوق���ت النن���ا ق���د نت���وه يف الطريق أو‬ ‫نرتكب فعال س���اذجا لعدم وجود املعرفة والوعي‬ ‫ازاح���ة الس���ابق (االجثتات الكام���ل )وقوى الردة‬ ‫ال�ت�ي كانت موجودة مبا مل حيص���ل يف البلدان‬ ‫االخ���رى أمتن���ى لش���عبنا وجريانن���ا الليب�ي�ن‬ ‫العقالنية والنظر ملصلح���ة البالد والعباد الذي‬ ‫ش���ق ه���ذا الطريق بش���ق االنف���س وبكث�ي�ر من‬ ‫الضحايا واالمثان الباهضة ‪.‬‬

‫صب���ور مع عزمي���ة وارادة وتصفية النوايا‬ ‫بتضحية ك�ب�رى بعيدا عن الذات بل حبا‬ ‫يف الوطن ‪.‬‬ ‫وع���ن الث���ورة الليبي���ة عن���دي أصدق���اء‬ ‫كثريين وأش���عر مبرارة م���ا كابدوه وال‬ ‫يشعر باملظلوم إال مظلوم مثله أنا شعرت‬ ‫وانا اتابع أول بأول أصداء الثورة واحلرب‬ ‫قتل نظام القذايف اجملرم السفاح لألطفال‬ ‫واغتصاب النساء الذالل شعبه كنت ابكي‬ ‫وأت���أمل يف حلظ���ات ‪...‬أمتن���ى أن ال يك���ون‬ ‫يوم املظل���وم على الظامل أش���د ألن العامل‬ ‫االن لي���س يف غابة هناك حقوق انس���انية‬ ‫والش���عوب تتعاه���د عل���ى محاي���ة ورعاية‬ ‫حقوق الناس ‪ ،‬وآمل من الشعب اللييب أن‬ ‫يقود مركب حريته بسالم وأمان‪.‬‬

‫‪ :‬أمتن���ى أن ال يك���ون ي���وم املظل���وم عل���ى‬ ‫الظامل أشد ألن العامل االن ليس يف غابة‬ ‫الثورات هي تعبري عن الناس املضطهدين‬ ‫الذين يعانون الظلم ووصلوا اىل حالة من‬ ‫اليأس واالحباط من حكامهم ومرؤسيهم‬ ‫‪ ،‬هذا الذي حصل تغيري ثم انتظاره طويال‬ ‫ليتحقق خرج الناس اىل الشوارع وحتدوا‬ ‫أل���ة احل���رب والدباب���ة والرصاص���ة ه���م‬ ‫يريدون إنهاء معاناة عاش���وها وال يريدوا‬ ‫الجياهل���م الالحق���ة أن تعيش���ه ‪ ،‬يتحملوا‬ ‫الضي���م والقمع ميدون جس���ور الجياهلم‬ ‫القادمة ليعيش���وا بسالم ‪،‬السؤال عن حال‬ ‫الثورات وبلدنا جزء من هذه الثورات‪ ،‬حنو‬ ‫سنتني تقريبا على ثورات العرب ومازالوا‬ ‫يعانوا ويدافعوا ع���ن حقوقهم ولكن هكذا‬ ‫ه���و التغي�ي�ر واالجتث���ات حيت���اج نض���ال‬

‫طاهرة حامد جمذوب– ناشطة حقوقية مدنية – السودان‬ ‫دولنا اعالمه���ا موجه لكي ننبذ الثورات لكي‬ ‫ال تصل الصورة على حقيقتها‪:‬‬ ‫الث���ورات تثبي���ت حل���ق ال���دول العربي���ة يف‬ ‫احلري���ة ‪ ،‬ال���دول حتت���اج التغي�ي�ر م���ن حق‬ ‫الش���عوب أن تغي�ي�ر أوضاعه���ا هن���اك فق���ر‬ ‫وحرم���ان‪ ..‬م���ن التعلي���م والصح���ة واالمن‬

‫‪،‬هن���اك فق���دان لص���ور التنمي���ة ‪ ،‬الدس���تور‬ ‫الدائم الضامن للحق واحلرية غائب ‪،‬الشعب‬ ‫من حقه اختيار رئيسه لفرتة حمددة يف جو‬ ‫دميقراطي يتم التبادل الس���لمي للس���لطة‪،‬‬ ‫التغيري بالتظاهرات الس���لمية حق الشعوب‬ ‫وحقه���ا ل���و اس���تعملت الس���لطات الق���وة أن‬

‫موسى بورفيس – رئيس مجعية املختفني قصرا – اجلزائر‬ ‫‪ :‬إن مواقف الشعب اجلزائري تتعارض كليا مع موقف النظام اجلزائري والشعب ضحية النظام‪.‬‬ ‫املثري يف الربيع العربي ما كان أحد يتصور أن حيصل ما حصل لو س���أليت مواطن تونس���ي بأيام فقط قبل الثورة التونس���ية لرس���م وضعا متش���ائما‬ ‫مس���تمرا حلك���م ب���ن علي ‪ ،‬الربيع العربي ربيع مل تكن فيه البطولة لفرد أو جليش كانت البطولة للش���عوب رمبا ه���ذا عنصر اجيابي يضفي عليها –‬ ‫الثورات مزيد من املصداقية‪ ،‬أنا كمواطن جزائري تابعت االوضاع يف ليبيا كنا نتابع مش���اهد القتل اجلماعي والقصف للمس���اجد والتنكيل بالشباب‬ ‫وخطاب سياس���ي حيرض على قتل الليبني لبعضهم البعض بصراحة ش���اهدت س���يف القذايف يعطي الصالحيات البادة كل من خيالف اوامر والده‬ ‫املقبور وأوامره ‪ ،‬كتائب حتت إمرته كنا نتابع تلك البشاعة والقسوة واجملرم القذايف هو من تسبب يف مشاركة االجنيب يف عملية التحرير ‪،‬واحلمد‬ ‫هلل أن االم���ور اخ���ذت وجهة جن���اح الثورة نتمنى ان يتبه أخوتنا الليبني اىل التحديات املرتبطة بوجود الس�ل�اح ‪،‬والنه ما يف ش���يء اكثر خطورة من أن‬ ‫يتحول الضحية اىل جالد باالضافة اىل حفظ املكتسبات اليت مت حتقيقها االنتخابات ‪ ،‬وعدم وجود التدخل اخلارجي ‪،‬الشعب اللييب بدأ سلميا وجيب‬ ‫أن حيافظ على الصورة الس���لمية ‪ ،‬وأريد أن اختم برأي هام وهو أن مواقف الش���عب اجلزائري تتعارض كليا مع موقف النظام اجلزائري والش���عب‬ ‫ضحية ايضا للنظام الذي مل يرتدد يف دعم الطغاة والتس���بب يف ارجاع اجلنود اهلاربني الذين رفضوا قتل ش���عبهم وتلك ازداواجية فهو مل يعد اهلاربني‬ ‫من ازالم النظام اليوم ويستضيفهم على ارضنا ‪.‬‬

‫تدافع عن نفسها ‪ ،‬احلق يف التعبري احلق يف‬ ‫اختاذ القرار ‪،‬كنت اتابع من خالل القنوات‬ ‫العربي���ة واالجنبية ما جي���ري يف ليبيا اليت‬ ‫عاش���ت حقب���ة يف الظلم���ة والفس���اد ‪ ،‬دولنا‬ ‫اعالمه���ا موج���ه لكي ننب���ذ الث���ورات لكي ال‬ ‫تصل الصورة عل���ى حقيقتها الثورات تغيري‬ ‫وتدفع الثمن غاليا ‪ ،‬ليكون التغيري لألفضل‬ ‫كما هو االعالن العامل���ي للحرية والكرامة‬ ‫‪،‬أعجبين حضور املرأة الليبية عندنا نساء يف‬ ‫الربملان وهل���ن حضور فاطمة أمحد ابراهيم‬ ‫أول قاضي���ة يف الوط���ن العربي‪،‬احلض���ور‬ ‫النس���ائي الي���وم كمي وليس نوعي‪،‬النس���اء‬ ‫ال يطال�ب�ن حبقوقهن هن���اك تراجع مل نعد‬ ‫نهت���م بنوعي���ة الوعي‪ ،‬نريد دس���تور يضمن‬ ‫حقوق املرأة ‪ ،‬املرأة السودانية بدأت مناضلة‬ ‫ومازال���ت تناض���ل وامل���رأة كان���ت يف جلان‬ ‫الس�ل�ام ‪ ،‬خماويف س���أنقلها للم���رأة الليبية‬ ‫حققي مكاس���بك وحافظي عليها وثقي بأن‬ ‫ال مث���ار ب���دون نضال لرعيها وال���دأب عليها‬ ‫لتحيا حلظة بذرتها ‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪) 82‬‬ ‫الثانية ‪-‬العدد (‬ ‫السنةالثانية ‪-‬‬ ‫السنة‬ ‫‪)2012‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪1010‬‬ ‫‪- 4- (4-()-82‬‬ ‫العدد (‬

‫ملف العدد‬

‫مدرسة املسعـودي‬ ‫رمب���ا حبكم التاري���خ ‪ ..‬واخلربة ‪ ..‬والش���هرة‪..‬‬ ‫سأس���طره حتت هذا‬ ‫س���يظن اجلمي���ع أن م���ا ّ‬ ‫العن���وان كالماً ذا صلة بالصحافة وهمومها‬ ‫‪ ..‬وه���و ظ���ن ف���ى حمل���ه ‪ ..‬فأالس���تاذ فاض���ل‬ ‫املس���عودي ل���ه تاري���خ طويل م���ع الصحافة ‪..‬‬ ‫مبا يؤهله ليكون مدرس���ة فى هذا الفن ‪ ..‬وله‬ ‫اس���لوبه ـ الس���هل املمتنع ـ فى صياغة األخبار‬ ‫‪ ..‬وبس���ط ال���كالم حوهل���ا‪ ..‬ولو حتدث���ت عنه‬ ‫من ه���ذه الزاوية لرمبا إحتج���ت اىل مطولة‬ ‫أفردها هلذا املوضوع ‪.‬‬ ‫ولعله س���يأتي اليوم الذى سأطرق فيه ـ أنا أو‬ ‫غريي ـ تاريخ املس���عودي فى عامل الصحافة ‪..‬‬ ‫ومش���واره الطوي���ل معها ‪ ..‬ذلك املش���وار الذي‬ ‫ح���وى ثنائي���ات قّلم���ا إجتمع���ت لش���خص ‪..‬‬ ‫حيث غطى مش���واره عهدين من عهود ليبيا ‪..‬‬ ‫هم���ا العهد امللكي والعه���د اجلمهوري ‪ ..‬طاف‬ ‫خالل���ه املس���عودي مبعي���ة صاحب���ة اجلاللة‬ ‫عل���ى أقليم�ي�ن من أقالي���م ليبي���ا ‪ ..‬هما فزان‬ ‫وطرابل���س ‪ ..‬وقاده مش���واره لس���احيت املَهجر‬ ‫العربية واألوربية ‪ ..‬من القاهرة وحتى لوزان‬ ‫‪ ..‬وتواص���ل م���ن خالله جبيلني عل���ى األقل ‪..‬‬ ‫هم���ا جي���ل اإلس���تقالل وجي���ل اجلمهورية ‪..‬‬ ‫وخاض عرب مش���واره اإلعالم���ي ايضا ثنائية‬ ‫الكاتب والناش���ر‪ ..‬وثنائية الصحافة احلزبية‬ ‫والصحافة املس���تقلة ‪ ..‬وها هو ـ أطال اهلل فى‬ ‫عمره ـ يس���اهم فى ثنائية شكلي الصحافة ‪..‬‬ ‫الصحافة الورقي���ة والصحافة األلكرتونية ‪..‬‬ ‫وبع���د أن كان يكتب لعص���ره ‪ ..‬ها حنن نراه‬

‫عـيسى عـبدالقيوم‬ ‫يكتب عن عصره ‪.‬‬ ‫ورغ���م كل تل���ك العناوين الت���ى حيتاج كل‬ ‫منه���ا اىل فصل مس���تقل ‪ ..‬إال أن�ن�ي مل أقصد‬ ‫بكلم���ة املدرس���ة هن���ا ‪ ..‬مدرس���ة الصحافة ‪..‬‬ ‫بل مدرس���ة املس���عودي لتعليم خـٌل���ق " الوفاء‬ ‫" ‪ ..‬فم���ا أن ينتق���ل أح���د رفاقه اىل ج���وار ربه‬ ‫حتى أخاله يستش���عر مسئولية التعريف به ‪..‬‬ ‫كنوع م���ن أنواع الوفاء لتاري���خ الرجل ‪ ..‬فإذا‬ ‫كان امل���وت يجُ ّس���د احل���د الفاصل ب�ي�ن املرء‬ ‫وبني عامل الشهادة ‪ ..‬فإن صفة الوفاء ستبقى‬ ‫تغالب حاجز النس���يان لتشكل اخليط الرفيع‬ ‫الواص���ل بني ع���امل الغي���ب وعامل الش���هادة ‪..‬‬ ‫فمن كان له صديق مبثل وفاء املس���عودي ‪..‬‬ ‫فال خياف من غيبة بعد ممات ‪.‬‬ ‫ف�ل�ا ت���كاد مت���ر ف�ت�رة إال وتتحفن���ا مدرس���ة‬ ‫املس���عودي بوثيق���ة م���ن وثائق الوف���اء ألحد‬ ‫رج���االت املاض���ي القري���ب ‪ ..‬خيطها حبرص‬ ‫ش���ديد ‪ ..‬ويعت�ن�ي جبزئياته���ا إعتنائ���ه‬ ‫بعمومياته���ا من أجل حض���رة التاريخ ‪ ..‬ومن‬ ‫أج���ل ش���هادة على عصر النش���ك بأن���ه كان‬ ‫العصر الذه�ب�ي ‪ ..‬ليس للثقافة الليبية فقط‬ ‫‪ ..‬بل للوطنية الليبية التى فقدت من ضمون‬ ‫ما فقد فى خضم الطغيان الثوري ‪.‬‬ ‫أمل���ي أن يلتف���ت أبن���اء ه���ذا اجلي���ل ‪ ..‬اىل ما‬ ‫يصنعه املس���عودي برفاق���ه ليتعلموا منه أحد‬ ‫أه���م دروس احلي���اة ‪ ..‬أال وه���و درس الوف���اء‬

‫فاضل املسعودي وعيسى عبدالقيوم‬

‫للصحبة ‪ ..‬والوفاء لرجاالت الوطن ‪ ..‬والوفاء‬ ‫ل���كل الذين يقدم���ون لنا املفي���د فى جماالت‬ ‫حياتنا ‪.‬‬ ‫وأرج���و أن ال أبال���غ اذا قل���ت ان م���ا يق���وم ب���ه‬ ‫املس���عودي من عم���ل للفت إنتباهن���ا اىل جهد‬ ‫أولئ���ك العمالق���ة ميثل مشعة تض���ئ ظلمة‬ ‫الواقع املُعتم ‪ ..‬الذى باتت فيه مثل هذه القيم‬ ‫النبيل���ة تتأخ���ر حتت وطأة الضغ���وط املادية‬ ‫املس���يطرة على رمت احلي���اة‪ ..‬وما ترتكه من‬

‫أثر على عقلية وأخالقيات جيل اليوم‪.‬‬ ‫ل���ك التحي���ة أيه���ا اللي�ب�ي الصام���د ‪ ..‬وكما‬ ‫كن���ت ـ والزال���ت ـ علماً فى دني���ا الصحافة ‪..‬‬ ‫فأرجو أن يكون صنيعك برفاق دربك نرباس���اً‬ ‫فى مساء األخالق احلميدة ‪.‬‬ ‫أرفـــع لك القبعة ‪..‬‬ ‫وأهدي لك ألف وردة ‪..‬‬ ‫وأمتنى لك عمر مديد ‪..‬‬ ‫والسالم‬

‫فاضل املسعودى‬

‫مات على الطرابلسي فقريا ووحيدا وغريبا!!‬ ‫رح���ل ‪ ،‬مبدينة طرابلس ‪ ..‬رح���ل بصمت ودون أن حيس به‬ ‫أو يأب���ه لرحيل���ه أحد ! ‪ ..‬رح���ل الرياضي القدي���م العظيم (‬ ‫عل���ى الزقوزي ) العب ك���رة القدم العبق���ري املعجزة ‪ ،‬عن‬ ‫عم���ر يناهز الثمانني س���نة ‪ ،‬بعد معاناة طويلة وقاس���ية مع‬ ‫أمراض الش���يخوخة وحالة من الفق���ر واالحتياج والوحدة ‪،‬‬

‫ونس���يان الليبيني له ! وقد محله اىل مثواه األخري ‪ ،‬فى اليوم‬ ‫التالي ‪ ،‬عدد قليل جدا من األشخاص البسطاء والفقراء من‬ ‫جريانه ‪ ،‬ومل ينتبه أحد من احملس���وبني رمسيا على الرياضة‬ ‫واملهيمن�ي�ن عل���ى بقايا أنديته���ا ‪ ،‬اىل رحيل عل���ى الزقوزي ‪،‬‬ ‫أؤلئك الذين مل يكونوا قد ش���عروا أصال مبأساته ‪ :‬مريضا أو‬ ‫فقريا ووحيدا منذ سنوات وسنوات !!‪.‬‬ ‫عل���ى الزقوزي ‪ ،‬ظهر ف���ى طرابلس ‪ ،‬نهاية احل���رب العاملية‬ ‫الثاني���ة ومل���ع جنمه كالع���ب موهوب وذي ق���درات خارقة ‪،‬‬ ‫فى فضاءات كرة القدم الش���عبية ‪ ،‬بش���ارع ميزران وس���احة‬ ‫( اتري باملي ) أي (النخالت الثالث ) واعتمد على إمكانياته‬ ‫الكروية املذهلة شيخ الرياضيني ومؤسس الرياضة فى ليبيا‬ ‫‪ ،‬ومؤس���س نادي االحتاد أيضا ‪ ،‬سنة ‪ 1944‬الالعب املثقف ‪:‬‬ ‫وعرف���ت كرة القدم وانتش���رالتعّلق بها‬ ‫مس���عود الزنتوتي ‪ُ ,‬‬ ‫فى أوساط مجاهري طرابلس واتسع نطاق عشاقها وحمبيها‬ ‫واملهتم�ي�ن به���ا ف���ى ليبيا كله���ا بفض���ل قدمي���ه الذهبيتني‬ ‫وعبقريته الفنية وموهبته املذهلة التى سرعان ما انتقل بها‬ ‫اىل اللعب فى ايطاليا ثم تونس ‪ ،‬متجاوزة إمكانيات ومواهب‬ ‫لعيب���ة فريق ( القال أل ‪ ) Gal‬قبي���ل اندالع احلرب العاملية‬ ‫الثاني���ة وأواخر العه���د االيطالي فى ليبي���ا‪ ،‬وقد كان فريق‬ ‫( الق���ال ) يف ذل���ك الزمن ينافس أقوى الف���رق االيطالية فى‬ ‫روم���ا ‪ ،‬ولعب فيه جمموعة م���ن أبطال كرة الق���دم الروّاد‬

‫أمث���ال ‪ :‬مس���عود الزنتوتي وعثم���ان مرفوعه وحمم���د بانكا‬ ‫وس���امل ش���رميط ‪ ،‬والسنوسي امريس���له وحممد الزنتوتى ‪.‬‬ ‫وحممود كريم ‪ ،‬ورمضان األسود ‪.‬‬ ‫وفى بداية اخلمسينات من القرن املاضي ‪ ،‬متكن نادي محام‬ ‫االنف التونس���ي الذي يش���رف عليه ص�ل�اح الدين بي ‪ ،‬جنل‬


‫‪13‬‬

‫‪)2012-2‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪)482‬‬ ‫العدد‬ ‫السنة ‪-‬الثانية‬ ‫يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬ ‫ديسمبر ‪ 26‬ـ‬ ‫‪( 10‬‬ ‫العدد‪59-- 4‬‬ ‫‪)2012‬‬ ‫الثانية ‪10( --‬‬ ‫السنة)(‪( -‬‬ ‫العدد ‪82 (-‬‬ ‫السنة الثانية‬

‫ملف العدد‬ ‫باي تونس من احلاق عدد من العيب‬ ‫ك���رة الق���دم الليبي�ي�ن بنادي���ه ف���ى‬ ‫تونس‪ ،‬كان بينهم " احلارس اللييب‬ ‫الكبري " عبد احلفي���ظ بيزان والعب‬ ‫خ���ط الوس���ط ‪ ،‬على الزق���وزي الذي‬ ‫اشتهر بعلى الطرابلسي و" احلارس "‬ ‫عبد السالم كريم ‪ ،‬واملهاجم ‪ ،‬ونيس‬ ‫حبيب اهلل !‬ ‫وقبل أن تس���تقل ليبي���ا وتصبح دولة‬ ‫ف���ى الرابع والعش���رين من ديس���مرب‬ ‫س���نة ‪ 1952‬كان مجهور الكرة فى‬ ‫تون���س يع���رف ( عل���ى الطرابلس���ي‬ ‫) ويع���رف لعب���ه املتم ّي���ز وعبقربت���ه‬ ‫املذهل���ة ‪ ،‬وبع���رف م���ن خالل���ه كل‬ ‫شيء عن طرابلس ؟‬ ‫عاد عل���ى الزق���وزى اىل طرابلس فى‬ ‫س���نة ‪ 1956‬وع���اد للع���ب م���ع ناديه‬ ‫العري���ق ( ن���ادي االحت���اد ) وبع���د ان‬ ‫اعت���زل اللع���ب ق���ام بتدري���ب معظم‬ ‫ف���رق الدرج���ة األوىل ف���ى طرابلس‬ ‫وظ���ل متابع���ا للك���رة ووأح���دا م���ن‬ ‫أعالمه���ا وخربائه���ا الكب���ار حتى جاء‬ ‫الفات���ح م���ن س���بتمرب‪ 1969‬ووق���ع‬ ‫االنق�ل�اب العس���كري ال���ذي أط���اح‬ ‫بدول���ة االس���تقالل ومنجزاته���ا‬ ‫احلضارية والفنية ‪ ،‬وأخذت األحوال‬ ‫وتعم���د رياضيو الكتاب‬ ‫فى التب���دل ‪ّ ،‬‬ ‫األخضر واملش���رفون اجلدد للرياضة‬ ‫اجلماهريي���ة جتاهل عل���ى الزقوزي‬ ‫واقص���اءه ع���ن امليادي���ن الرياضي���ة ‪،‬‬ ‫والتعتي���م علي���ه واهم���ال ش���أنه ‪ ،‬ثم‬ ‫س���اءت أوضاع���ه املعيش���ية ‪ ،‬واعتل���ت‬ ‫صحته وأدركته الشيخوخة وهدمه‬ ‫الفق���ر واالهم���ال وامل���رض ‪ ،‬ومل‬ ‫يع���د أح���د من أجي���ال عه���د التخلف‬ ‫واهلمجية يعرف أي شيء عن الرجل‬ ‫ال���ذي كان جنما س���اطعا ومش���هورا‬ ‫ف���ى كرة الق���دم فى كل م���ن ليبيا‬ ‫وتون���س وبالد املغ���رب الكبري وبعض‬ ‫البالد العربية ‪ ،‬ال يقل ش���هرة وصيتا‬ ‫عن جنوم كرة القدم العامليني !‬ ‫وانتهى اىل ما انتهى اليه زمالؤه ‪:‬عبد‬ ‫احلفيظ بيزان ‪ ،‬وعبد السالم كريم‬ ‫وس���ليم بن زايد ال���ذي هدمه مرض‬ ‫الس���كري وأدى بأحد ساقيه واضطر‬ ‫اىل اهلج���رة واالحتم���اء بتونس ‪ ،‬بلد‬ ‫زوجته التونس���ية ‪ ،‬ووج���د بني أهلها‬ ‫الكرم���اء األوفي���اء املالذ ال���ذي يقيه‬ ‫مصري على الزقوزي !‬ ‫عل���ى الزقوزي الذي رح���ل عن الدنيا‬ ‫فى ليبي���ا مؤخرا ‪ ،‬رحل غريبا وفقريا‬ ‫ووحي���دا ‪ ،‬ومل يس���مع بوفاته اال عدد‬ ‫قلي���ل جدا من اجلريان الذين مل يكن‬ ‫أغلبهم يعرف ش���يئا عن هذا العجوز‬ ‫البائ���س الذى مات !! م���ات فى ليبيا ‪..‬‬ ‫ليبيا بالد البخل واجلحود واحلس���د‬ ‫والكراهي���ة ‪ ،‬كم���ا مي���وت فيها كل‬ ‫األفذاذ والعظماء والشوامخ !‪.‬‬

‫فاضل املسعودى‬

‫يف ذكرى رحيل حممود املنتصر الثانية واألربعني‬

‫فاضل املسعودي يف سويسرا يلتقي جمموعة من الليبيني‬ ‫الص�ل�اة على‬ ‫يف أول يناي���ر ‪ ،‬س���نة ‪ ، 1960‬وبع���د ّ‬ ‫جثم���ان ج���دّي ‪ ،‬الش���يخ س���عيد أمحد املس���عودى‪،‬‬ ‫وفى حني كانت مراس���م التش���ييع تأخذ س���بيلها‬ ‫الص ُع���ود إىل مث���واه األخري‪،‬‬ ‫باجلثم���ان ‪ ،‬يف إجت���اه ّ‬ ‫ُ‬ ‫وج���دت نفس���ي ‪ ،‬أمش���ي‬ ‫مبق�ب�رة س��� ّيدي ُمني���در‪،‬‬ ‫إىل جان���ب واح ٍد من كبار املش��� ّيعني ‪ ،‬وهو الس���يد‬ ‫حمم���ود املنتص���ر ‪ ،‬رئي���س أول حكوم���ة ليبية يف‬ ‫دولة االستقالل‪ ،‬وس���فري ليبيا أذناك بسفارتها يف‬ ‫روما ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫صافح���ت الرجل يف صمت ‪ ،‬ولك ّن���ه قطعه بقوله‪:‬‬ ‫عظ���م اهلل أجركم ‪ ،‬ثم أضاف‪ :‬ه���ل أنت أح ُد أبناء‬ ‫ّ‬ ‫املرحوم الشيخ ؟‬ ‫ أجبته‪ :‬بل أح ُد أحفاده‬‫أنت ُ‬ ‫إبن من ‪ ،‬من أوالده ؟ ‪-‬‬ ‫ ابن���ه األك�ب�ر‪ ،‬القاض���ي ‪ ..‬الش���يخ أمح���د ‪ ،‬ث���م‬‫أضف���ت ‪ :‬أنا فاضل املس���عودى ‪ ،‬الذي كنت أدعوك‬ ‫يف صي���ف ‪ 1953‬م���ن رادي���و( ص���وت الع���رب ) يف‬ ‫القاهرة ‪ ،‬بع���د توقيعكم على املعاهدة الربيطانية ‪،‬‬ ‫ب « ( حممود املنكسر ) !‬ ‫رمق�ن�ي الرجل بنظ���رة فاحص���ة وبامس���ة ‪ ،‬وقال‬ ‫يف ه���دوء ‪َ :‬حّبذا لو تش��� ّرفت مبعرفت���ك أكثر‪ ،‬يف‬ ‫مناس���بة أخ���رى ‪ ..‬ث���م أضاف‪ :‬تفض���ل بزيارتي يف‬ ‫املنزل إذا كان ذلك يف إمكانك ‪.‬‬ ‫قل���ت له ‪ :‬بل س���يكون لي‪ ،‬أنا الش���رف‪ ،‬يا س���يدي ‪،‬‬ ‫إذا أتيح لي ذلك ‪ ..‬وس���أتصل بس���يادتكم بعد انتهاء‬ ‫مراسم التعازي يف جدّي ‪..‬‬ ‫ج���دّي هذا ‪ ،‬الذي َرحل عن الدنيا ‪ ،‬كان قد جتاوز‬ ‫املائة ‪ ،‬وكان ً‬ ‫شيخا للطريقة العيساويّة وصاحب‬ ‫زاوية يف منطقة طرابلس ‪ ،‬وهو أح ُد رجال القضاء‬ ‫ٍ‬ ‫يف العهد العثماني ولكنه عند اندالع احلرب الليبية‬ ‫ً‬ ‫ش���يخا‬ ‫إماما " للطبجية " أي‬ ‫ اإليطالي���ة ‪ ،‬أصبح ً‬‫ً‬ ‫وواعظ���ا يف اجليش الرتك���ي وجماه ًدا يف احلرب‬ ‫ً‬ ‫وزمي�ل�ا وصديقاً لل ّزعيم س���ليمان باش���ا الباروني‬ ‫‪ ،‬ث���م مهاج���راً معه إىل تركيا وبالد الش���ام ‪ ،‬وأح ُد‬ ‫الذي���ن َحكم عليه���م اإليطاليون باإلع���دام غيابياً ‪،‬‬ ‫وصادروا ممتلكاته ‪ ،‬ومنه���ا َمنزله الذي ٍبنت عليه‬ ‫بلدية طرابلس فيما بعد ‪ ،‬فندق وكازينو ( الودّان‬

‫ومريدون وتالمي���ذ ُ‬ ‫كثر يف ليبيا ‪..‬‬ ‫) ‪ ..‬ول���ه أتباع ُ‬ ‫وهو عميد أسرة املسعودي يف شط اهلنشري وحفي ُد‬ ‫الولي الش���هري ( س���يدي الصيد) وج��� ّد ُه مدفون هو‬ ‫ّ‬ ‫اآلخر‪ ،‬إىل جانب ضريح الصيد ‪.‬‬ ‫بع���د انته���اء مراس���م التع���ازي يف رحيل الش���يخ ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫للتوجه للرج���ل الكبري‬ ‫وج���دت املناس���بة متاح���ة ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الذي ُ‬ ‫يوما من األيام أيمّ ا إساءة ‪ ،‬قبل أن‬ ‫أسأت إليه ً‬ ‫أكتش���ف بأنين ظلمته ‪ ،‬يوم التقيت بأحد عارفيه‬ ‫م���ن رجال ليبي���ا ‪ ،‬يف القاهرة ‪ ،‬وق���د تفضل الرجل‬ ‫عل���ي بتوضي���ح األم���ر وتفني���د كل م���ا أَلصقناه‬ ‫ّ‬ ‫ب���ه من ته���م ع���ن " املعاهدة " ال�ت�ي و ّق���ع عليها مع‬ ‫بريطاني���ا من أج���ل ليبيا ‪ ،‬ودولة االس���تقالل اليت‬ ‫كان���ت يومه���ا يف " اإلنع���اش " ومل يك���ن أمامه إال‬ ‫التوقيع !‬ ‫كان ه���ذا ال ّرج���ل ه���و النائ���ب احمل�ت�رم ‪ ،‬املعارض‬ ‫‪ ،‬يف أول برمل���ان لي�ب�ي ‪ ،‬املرح���وم ص���احل مس���عود‬ ‫بويص�ي�ر‪ ،‬أحد أب���رز املعارضني يف جمل���س النواب‬ ‫لتلك املعاه���دة ‪ ،‬قبل أن ُي ّتهم يف حادث مقتل ناظر‬ ‫اخلاصة امللكية املرحوم إبراهيم الشلحي ويضط ّر‬ ‫ّ‬ ‫وحيل بالقاهرة ‪،‬‬ ‫إىل الفرار من ليبيا س���نة ‪1954‬‬ ‫وقد ُ‬ ‫كنت ‪ ،‬أنا وصديق العمر والطفولة ‪ ،‬املرحوم‬ ‫الصحفي حممد عمر الطش���اني ‪ ،‬صاحب جريدة‬ ‫ّ‬ ‫( احلري���ة ) فيما بع ُد ‪ ،‬كنا الوحيدين من ش���باب‬ ‫ليبي���ا يف القاه���رة ‪ ،‬اللذين أس���رعنا إىل اس���تقباله‬ ‫والرتحي���ب ب���ه والتع��� ّرف علي���ه والتعاط���ف معه‬ ‫يف خالف���ه م���ع رئي���س احلكوم���ة يومذاك الس���يد‬ ‫مصطفى بن حليم ‪ ،‬الذي ُعينّ بواسطة ّ‬ ‫وتدخالت‬ ‫رئيسا للحكومة الليبية‬ ‫املرحوم إبراهيم الشلحي ‪ً ،‬‬ ‫‪ ،‬خل ًف���ا للس���يد حمم���ود املنتص���ر ال���ذي كان قد‬ ‫استقال بس���بب ّ‬ ‫تدخالت الش���لحي يف السلطة وما‬ ‫ومضايقات له!‬ ‫إزعاج‬ ‫تسبب فيه من‬ ‫ُ‬ ‫وكن���ا‪ ،‬املرح���وم حمم���د عمرالطش���اني ً‬ ‫وايض���ا‬ ‫املرحومني ‪ :‬البهلول الدهماني وعلى أمحد بوزقية‬ ‫‪ُ ،‬نشكل ( حلقة ُمرتابطة ) منذ أن تواجدنا كطلبة‬ ‫تنظيم���ا ) تاب ًعا حلزب الكتلة‬ ‫يف القاه���رة ‪ُ ،‬تش���به (‬ ‫ً‬ ‫الوطني���ة احل���رة ‪ ،‬حتت إش���راف ورعاية األس���تاذ‬ ‫املناض���ل ‪ ،‬املرحوم حممد توفيق املربوك س���كرتري‬

‫ع���ام ح���زب الكتلة الوطني���ة احلرة ‪ ،‬ال���ذي أُعتقل‬ ‫ثم أبعدت���ه اإلدارة الربيطانية من ليبيا إىل تونس‬ ‫يف نهاي���ة " محلة القمع " اليت ش��� ّنتها على ( حزب‬ ‫الكتل���ة الوطني���ة احل���رة ) ‪ ،‬يف أعق���اب االنتفاضة‬ ‫يومي ‪ 15‬و ‪17‬‬ ‫الشعبية الغاضبة اليت اندلعت بني ّ‬ ‫فرباير سنة ‪ ،1948‬قبيل وُصول " جلنة التحقيق‬ ‫الدولي���ة الرباعي���ة " إىل طرابل���س ‪ ،‬ولكن املناضل‬ ‫حمم���د توفي���ق امل�ب�روك ‪ ،‬جن���ح يف االنتق���ال م���ن‬ ‫تون���س س���نة ‪ 1950‬إىل القاهرة ‪ ،‬واختار أن يكون‬ ‫رحب به أنذاك ‪ ،‬أمني عام جامعة‬ ‫منفاه فيها ‪ .‬وقد ّ‬ ‫ال���دول العربية ‪ ،‬الس���يد عبد الرمحن عزام باش���ا ‪،‬‬ ‫َوخصص���ت ل���ه األمان���ة العامة للجامع���ة العربية‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،‬مس���اعد ًة مالي���ة ش���ه ّرية قدرها عش���رون جنيهًا‬ ‫مصريًا ملساعدته فى اإلنفاق على حياته املعيشية ‪.‬‬ ‫وكان معن���ا يف اجملموع���ة أيض���ا‪ ،‬الش���اب الوطين‬ ‫تحم���س ‪ ،‬بش�ي�ر السفاقس���ي ال���ذى كان يعم���ل‬ ‫املُ ّ‬ ‫بش���ركة الط�ي�ران الربيطاني���ة ‪ B O A C‬الت���ى‬ ‫هل���ا مكات���ب ع���دة ‪ ،‬أحده���ا بطرابل���س والثاني فى‬ ‫القاهرة ‪ ،‬وش���اب طرابلس���ي آخر من بسطاء شارع‬ ‫خاصا‬ ‫الس���يد " يعمل س���ائ ًقا ً‬ ‫مي���زران يُدعى " على ّ‬ ‫الصعيد ‪،‬‬ ‫ف���ى‬ ‫ُقيم‬ ‫ي‬ ‫مصر‬ ‫ل���دى واح ٍد من بش���وات‬ ‫ّ‬ ‫وعدد آخ���ر من زمالئنا الطلبة الل ّيب ّيني فى األزهر‬ ‫واملهتمني بالقضية‬ ‫‪ ،‬م���ن املتعاطفني مع " الكتلة "‬ ‫ّ‬ ‫الليبية واملُتابع�ي�ن ألخبارها وما جيري يف بالدهم‬ ‫م���ن أح���داث وتطورات بع���د " قرار" األم���م املتحدة‬ ‫القاضي باس���تقالل ليبيا والص���ادر فى ‪ 21‬نوفمرب‬ ‫‪ 1949‬واملُكلف بتنفيذه املندوب األممي اهلولندي‬ ‫‪ ،‬املس�ت�ر " ادري���ان بل���ت " ‪ ،‬ال���ذي ينتاب األوس���اط‬ ‫الوطنية املتش���دّدة ‪ ،‬الكثري من املخاوف واهلواجس‬ ‫جت���اه مواق���ف ه���ذا املن���دوب وعالقاته ب���االدارات‬ ‫الربيطاني���ة والفرنس���ية ال�ت�ي كان���ت م���ا ت���زال‬ ‫ُتس�ّي�رّ األوضاع فى والي���ة طرابل���س ووالية برقة‬ ‫واإلدارة العس���كرية الفرنس���ية الت���ى ّ‬ ‫حتتل والية‬ ‫التآمر على القرار األممي ؟‬ ‫فزان و َنواياها فى ُ‬ ‫اجملموع���ة " املنظم���ة‬ ‫وه���ي‬ ‫وكان���ت جمموعتن���ا‬ ‫ُ‬ ‫الطالبي���ة الوحي���دة " ال�ت�ي تمُ ث���ل ف���ى القاه���رة ‪،‬‬ ‫واحداً م���ن األحزاب الليبية املتش���دّدة فى الداخل ‪،‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 82‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫ملف العدد‬

‫والتى كانت االدارة الربيطانية بوالية طرابلس‬ ‫تتعام���ل معه���ا بصرام���ة وانتب���اه ‪ ،‬ف���ى س���بيل‬ ‫حتجيمه���ا أي " الكتل���ة " ‪ ،‬واحل��� ّد م���ن تأثريه���ا‬ ‫و ُنفوذه���ا وانتش���ارها وال ّتعتي���م عل���ى نش���اطاتها‬ ‫داخ���ل ليبيا وخارجه���ا ‪ ،‬منذ أح���داث العنف التى‬ ‫انفجرت بني أنصارالكتلة والس���لطة االجنليزية‬ ‫بوالية طرابلس ‪ ،‬ما بني ‪ 15‬و‪ 17‬فرباير ‪،1948‬‬ ‫واليت وَصفها ُمراس���ل جريدة " املصري " الوفدية‬ ‫مبانش���يت أمح���ر‪ ،‬عل���ى الصفح���ة األوىل يقول‪:‬‬ ‫مظاه���رات دموي���ة فى طرابل���س!! وال�ت�ي ق ّررت‬ ‫بعده���ا ‪ ،‬االدارة الربيطانية ّ‬ ‫ح���ل احلزب والقضاء‬ ‫ومالحقة قادت���ه وحماكمتهم‬ ‫على ميليش���ياته ُ‬ ‫أمام حماكم عسكرية وال ّزج بالكثري من أنصاره‬ ‫فى الس���جن ‪ ،‬ووضع أبرز عناصره حتت االقامة‬ ‫اجلربية والعمل على حرمان الكتلة من إرس���ال‬ ‫وف���د ميثلها للمش���اركة ف���ى حضور مناقش���ات‬ ‫األمم املتحدة عند عرض القضية سنة ‪!1949‬‬ ‫ومن أبطال ش���باب الكتلة الذين ما يزال بعضهم‬ ‫على قيد احلياة حممد الشاوش وميلود الزقلعي‬ ‫وحمم���د فرنكه وحممد ش���راطه واملناضل البارز‬ ‫‪ ،‬عض���و اهليئ���ة التنفيذي���ة للكتلة ‪ ،‬األس���تاذ نور‬

‫الصداق���ة م���ع بع���ض ق���ادة األح���زاب املصري���ة‬ ‫والش���خصيات الكب�ي�رة ‪ ،‬م���ن أمث���ال الدكت���ور‬ ‫حممد ص�ل�اح الدين وزير خارجي���ة حزب الوفد‬ ‫األسبق‪ ،‬والشيخ أمحد حس���ن الباقوري واألستاذ‬ ‫صاحل بورق ّيق وهما من أقطاب االخوان املسلمني‬ ‫وأمح���د حس�ي�ن زعي���م احل���زب االش�ت�راكي‬ ‫املص���ري ورئيس حتري���ر جريدة ( مص���ر الفتاة‬ ‫) وصاحل حرب رئيس منظمة الش���بان املس���لمني‬ ‫وش���خصيات م���ن الش���بان املس���يحيني وأبواخلري‬ ‫جني���ب صاحب جريدة ( اجلمهوراملصري ) ذائعة‬ ‫الصي���ت ‪ ،‬وأصح���اب جريدة ( املص���ري ) حممود‬ ‫وأمحد أبو الفتح‪.‬‬ ‫إال أن األس���تاذ حمم���د توفيق امل�ب�روك مت ّكن فى‬ ‫بداي���ة س���نة ‪ 1952‬وبع���د تش���كيل أول حكوم���ة‬ ‫احتادية ليبية برئاس���ة الس���يد حمم���ود املنتصر‬ ‫ومباحثات���ه ف���ى القاه���رة م���ع كل م���ن الس���ادة‬ ‫ابراهي���م بن ش���عبان وعل���ى اجلربي ‪ ،‬م���ن العودة‬ ‫اىل ب�ل�اده ‪ ،‬ولكنن���ا حن���ن الش���باب ‪ ،‬بقين���ا عل���ى‬ ‫والئن���ا للكتلة الوطني���ة اليت تناض���ل دون هوادة‬ ‫م���ن أجل التصدّي ملؤام���رات االجنليز‪ ،‬واحلرص‬ ‫عل���ى تنفي���ذ " جوه���ر" الق���رار األمم���ي اخل���اص‬

‫وقال نوري السعيد بصراحته املعروف بها ‪ُ - :‬قل إلخوانك‬ ‫بصراحة يف ليبيا ‪ ،‬بأنه ال توجد دولة عربية واحدة فى‬ ‫مقدورها مساعدة ليبيا مبا فى ذلك العراق !‬ ‫الدين بو ش���ويرب واملرحومني‪ :‬األس���اتذة حممد‬ ‫العم���وري الككل���ي وحمام���ي الكتل���ة وخطيبه���ا‬ ‫املُفوه الشيخ علي العقاب ورجل الرتبية والتعليم‬ ‫األستاذ مصطفى املربوك‪.‬‬ ‫****‬ ‫ولك ّنن���ا ف���ى القاه���رة ‪ ،‬كن���ا اىل جان���ب ( اللجنة‬ ‫الطرابلس���ية ) ال�ت�ي يتزعمه���ا الش���يخ الطاه���ر‬ ‫ال���زاوي واملؤسس���ة من���ذ البداي���ات ‪ ،‬ف���ى القاهرة‬ ‫‪ ،‬وال�ت�ي تتخ���ذ نف���س املواق���ف الوطني���ة يف تلك‬ ‫املرحل���ة ‪ ،‬كنا نمُ ثل " املص���در" املهم لألخبار وما‬ ‫جي���ري داخ���ل ليبيا من وقائ���ع ‪ ،‬بالنس���بة للرأي‬ ‫الع���ام املص���ري احمل���دود االهتم���ام ‪ ،‬واألح���زاب‬ ‫والصحف املصري���ة ‪ .‬وقد ك ّن���ا نرتبط بعالقات‬ ‫واس���عة وقوية م���ع معظ���م املنظم���ات واألحزاب‬ ‫املهتم���ة بالقضايا العربية وقضية ليبيا‬ ‫املصرية‬ ‫ّ‬ ‫على وجه اخلصوص‪.‬‬ ‫وكان املستشار فى كل ما نقوم به من نشاطات‬ ‫ه���و األس���تاذ حممد توفي���ق املربوك ال���ذي كان‬ ‫يكت���ب بص���ورة منتظم���ة ع���ن ليبي���ا ف���ى بعض‬ ‫الصح���ف املصرية منها صحيفة ( منربالش���رق )‬ ‫اليت يصدرها الش���يخ على الغايات���ي الذي ق ّرض‬ ‫الزعي���م املص���ري الكب�ي�ر حمم���د فري���د ‪ ،‬ديوانه‬ ‫الشعري الذي خصصه فى اهلجوم على االحتالل‬ ‫الربيطان���ي ‪ ،‬فقدّم االجنليز حممد فريد بس���بب‬ ‫تقريض الديوان للمحاكمة وأُدين !!‬ ‫وكان امل�ب�روك ‪ ،‬حيتف���ظ بعالق���ات واس���عة من‬

‫باس���تقالل ليبيا الكامل وع���دم االحنراف به عن‬ ‫املب���ادىء بالنس���بة للوط���ن وإحب���اط حم���اوالت‬ ‫االدارة الربيطاني���ة يف طرابلس والفرنس���ية فى‬ ‫فزان واحليلول���ة دون متكني عمالئها وموظفيها‬ ‫الس���ابقني من االس���تيالء على املناصب احلساسة‬ ‫واهلامة فى الس���لطة الوطنية اليت ستقوم عليها‬ ‫دولة االستقالل وعدم متكينهم من إفساد القرار‬ ‫وتشويه حمتواه‪.‬‬ ‫والواق���ع ‪ ،‬فق���د كان " قراراألم���م املتحدة " الذي‬ ‫صدر ف���ى الواح���د والعش���رين من نوفمرب س���نة‬ ‫ض���ن من نضال الش���عب‬ ‫‪ ، 1949‬بع���د مش���وار ُم ٍ‬ ‫واألح���زاب الوطني���ة ف���ى برقة وطرابل���س ‪ ،‬بدءاً‬ ‫من احلزب الوطين الذي أسس���ه الشاعراألس���تاذ‬ ‫امحد الفقيه حس���ن ‪ ،‬ث���م حزب الكتل���ة الوطنية‬ ‫احلرة الذي أسس���ها على الفقيه حسن ‪ ،‬فاجلبهة‬ ‫الوطني���ة ال�ت�ي أسس���ها املرح���وم س���امل املنتصر ‪،‬‬ ‫فحزب االس���تقالل فاألحزاب الصغ�ي�رة (العمال‬ ‫وح���زب األح���رار واالحت���اد املصري الطرابلس���ي‬ ‫) ‪ ،‬فجمعي���ة عم���ر املخت���ار ف���ى برق���ة ‪ ،‬وجه���ود‬ ‫األم�ي�ر حمم���د ادريس ال���ذي أصبح ف���ى النهاية‬ ‫مل���كاً على ليبيا ‪ ..‬والواق���ع ‪ ،‬أن هذا القرار قد جاء‬ ‫حمق ًقا للمطالب الوطنية ومستجي ًبا لطموحات‬ ‫هذه األحزاب فى حتقيق وح���دة البالد بأقاليمها‬ ‫الثالث‪ :‬طرابلس وبرقة وفزان ‪ ،‬وأ ّق ّر باستقالهلا‬ ‫الكام���ل ‪ ،‬وحبق ش���عبها ف���ى اختيار ش���كل احلكم‬ ‫ن���ص القرار‪ :‬عل���ى أن تصبح‬ ‫ال���ذي يرتضي���ه ‪ ،‬إذ ّ‬

‫ليبي���ا بأقاليمها الث�ل�اث طرابل���س وبرقة وفزان‬ ‫دولة مس���تقلة ذات س���يادة ‪ ،‬فى موع ٍد ال يتجاوز‬ ‫أول يناير ‪ ، 1952‬على أن يُوضع للدولة اجلديدة‬ ‫فى أثناء ذلك " دس���تور " تق��� ّرره مجعية وطنية ‪،‬‬ ‫تضم ممثلني عن األقاليم الثالثة املكوّنة للبالد ‪،‬‬ ‫على أساس اإلنتخاب احل ّر املُباشر‪ ،‬حسب النسبة‬ ‫العددية للسكان فى الواليات الثالث ‪.‬‬ ‫ف���وض‬ ‫م‬ ‫(‬ ‫تعي�ي�ن‬ ‫ون���ص الق���رار األمم���ي عل���ى‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫خ���اص ) م���ن ط���رف األمم املتح���دة للمس���اعدة‬ ‫حكومة‬ ‫على التنفيذ وصياغة الدس���تور وإنش���اء‬ ‫ٍ‬ ‫مس���تقلة ‪ ،‬على أن يُس���اعده يف ذلك ويُقدّم‬ ‫ليبية‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫له ال ّنصح واملش���ورة ( جمل���س دولي ) يتألف من‬ ‫عش���رة أعض���اء ميثل���ون ك ً‬ ‫ال من مصر وفرنس���ا‬ ‫وإيطاليا وبريطانيا والواليات املتحدة األمريكية‬ ‫وباكس���تان ‪ ،‬ومندوب�ي�ن ع���ن األقالي���م الليبي���ة‬ ‫وممثل عن األقليات فى ليبيا‪.‬‬ ‫الثالثة ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫اجملل���س االستش���اري ‪ ،‬جملس العش���رة‬ ‫وتش���كل‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫خط���ة ) َتقدّم بها‬ ‫اجمللس (‬ ‫‪ ،‬بالفع���ل ‪ ،‬وأق ّر ه���ذا‬ ‫ُ‬ ‫املس�ت�ر ادريان بلت ‪ ،‬لتنفيذ ق���رار األمم املتحدة ‪،‬‬ ‫وتضمنت اخلطة ما يلي ‪:‬‬ ‫‪ 1‬تشكيل اجملالس احمللية فى برقة وطرابلس‬‫وفزان « باالختيار « !‬ ‫‪ 2‬اختي���ار اللجن���ة التحضريية أو م���ا ُعرفت "‬‫بلجنة الواحد والعش���رين " التى س���تقوم باختاذ‬ ‫الرتتيب���ات الضروري���ة الجي���اد "مجعي���ة وطنية‬ ‫تأسيسية " تتوىل وضع دستور للبالد ‪.‬‬ ‫إال أن تشكيل " اللجنة التحضريية " جلنة الواحد‬ ‫والعش���رين ‪ ،‬اليت تمُ ثل األقاليم الثالث بالتساوي‬ ‫‪ ،‬أي س���بعة ممثل�ي�ن لكل اقلي���م ‪ ،‬والت���ى إنبثقت‬ ‫عنه���ا "اجلمعي���ة التأسيس���ية " مجعي���ة الس���تني‬ ‫اليت وَضعت الدس���تور الذي أعلن الس���يد إدريس‬ ‫مبوجب���ه اس���تقالل البالد وقي���ام اململك���ة الليبية‬ ‫املتحدة ‪ ..‬قد تش���كلتا على أساس االختيار وليس‬ ‫االنتخاب احلر املباشر من طرف الشعب ‪ ..‬وكان‬ ‫" اإلختي���ار" ق���د جرى بالطبع ‪ ،‬م���ن طرف ادارات‬ ‫االحت�ل�ال االجنليزي ف���ى طرابلس والفرنس���ي‬ ‫يف ف���زان ‪ ،‬اذ اختار الس���يد ادري���س ممُ ثلي برقة ‪،‬‬ ‫وعدد السكان فيها بالتقريب ( ‪ 250‬ألف نسمة !)‬ ‫واختار السيد امحد سيف النصر والي فزان املُعينّ‬ ‫من طرف الفرنس���يني ‪ ،‬ممُ ثلي " الوالية " اليت ال‬ ‫يتجاوز عدد س���كانها اخلمس�ي�ن ألف نسمة !! اما‬ ‫والية طرابلس ‪ ،‬اليت ُتشكل األغلبية ( أكثر من‬ ‫‪ 750‬ألف نس���مة ) فقد قام املس�ت�ر إدريان بلت ‪،‬‬ ‫باختي���ار ممثليها ‪ ،‬بالتش���اور م���ع بعض األحزاب‬ ‫املعتدل���ة واملتعاون���ة م���ع إدارات اإلحت�ل�ال ‪ ،‬وقد‬ ‫ريا من ُ‬ ‫الش���بهات‬ ‫أث���ارت عملية اإلختيار هذه كث ً‬ ‫واإلعرتاض والغضب واجلدل!‬ ‫وبنف���س الطريق���ة ‪ ،‬تش���كلت مجعي���ة الس���تني ‪،‬‬ ‫أي " اجلمعي���ة الوطني���ة " التى وَضعت الدس���تور‬ ‫‪ ،‬م���ن عش���رين عض���وا بالتس���اوي ل���كل اقلي���م !‬ ‫فاختار الس���يد ادريس ممُ ثلي والية برقة واختار‬ ‫الس���يد امحد س���يف النص���ر ممثلي والي���ة فزان‬ ‫وعهد املس�ت�ر بلت للش���يخ‬ ‫‪ ،‬يف ه���ذه امل���رة أيض���اً ‪َ ،‬‬ ‫حممد أبواألس���عاد العامل ‪ُ ،‬مفيت طرابلس اختيار‬ ‫ممثل���ي والية طرابلس ‪ ،‬فح���رص فضيلة املفيت‬ ‫على أختياره���م من ُموظف���ي اإلدارة الربيطانية‬ ‫الس���ابقني ‪ ،‬وم���ن ش���خصيات تنتم���ي حل���زب‬ ‫االس���تقالل الذي يتزعمه الس���يد س���امل املنتصر‪،‬‬ ‫يض���م األحزاب‬ ‫وم���ن ح���زب املؤمترالوطين الذي‬ ‫ّ‬ ‫الصغ�ي�رة والذي ش���كله الس���يد بشريالس���عداوي‬ ‫بع���د مقدمه إلي ليبيا قبيل ُصدور القرار الدولي‬ ‫حبوال���ي س���نة واحدة ! بينما رف���ض حزب الكتلة‬ ‫الوطني���ة العريق واملتش���دد ‪ ،‬املش���اركة فى هذه‬ ‫" اهليئ���ات " ‪ ،‬الت���ى تكوّن���ت مجي ُعه���ا على أس���اس‬ ‫االختيار وليس االنتخاب احلر املباشر من طرف‬ ‫الش���عب ‪ ،‬ورفضت أيضا االش�ت�راك ف���ى اجلمعية‬ ‫الوطني���ة املُكلفة بوضع الدس���تور واليت تتجاهل‬ ‫االنتخاب املباشر وعدم األخذ فى االعتبار النسبة‬ ‫العددية للس���كان بني الواليات الث�ل�اث ‪ ،‬وأص ّرت‬ ‫الكتل���ة عل���ى ع���دم املش���اركة ف���ى اإلنتخاب���ات‬ ‫الربملانية التى ستجرى على أساس هذا الدستور ‪.‬‬

‫واتهم���ت الكتل���ة الوطني���ة ك ً‬ ‫ال م���ن فرنس���ا‬ ‫واإلجنليز ومفوّض األمم املتحدة ‪ ،‬املسرت إدريان‬ ‫بل���ت بالتآمر على نص الق���رار الدولي وحتريفه‬ ‫وعدم األمانة والغدر مبصري ليبيا‪.‬‬ ‫****‬ ‫وفى الس���ابع عش���ر من ديسمرب من الس���نة ذاتها‬ ‫التأسيسية اليت شكلها‬ ‫‪ ،1949‬إنتقلت اجلمعية‬ ‫ّ‬ ‫إدري���ان بلت على نف���س الطريقة ُ‬ ‫واألس���س اليت‬ ‫رآه���ا ‪ ،‬باتفاق إدارت اإلحتالل الس���ابقة وموافقة‬ ‫الس���يد ادري���س ‪ ..‬إنتقل���ت بكام���ل أعضائه���ا إىل‬ ‫بنغ���ازي وقدّم���ت إىل الس���يد ادريس فى ش���كل "‬ ‫وثيق���ة بيع���ة " قراره���ا باختياره " مل���كا لليبيا "‬ ‫املوح���دة على أس���اس النظام " الفيدرال���ي " ‪ ،‬وقد‬ ‫ّ‬ ‫حض���ر احتف���ال تقديم " البيع���ة " ممثلو األحزاب‬ ‫الثالث���ة ‪ :‬االس���تقالل واملؤمت���ر ومجعي���ة عم���ر‬ ‫املخت���ار ‪ ،‬وقاط���ع احلف���ل ممثل���و ح���زب الكتل���ة‬ ‫الوطنية !! ‪ ،‬إال ّ‬ ‫أن زعيم حزب املؤمتر السيد بشري‬ ‫الس���عداوي الذي ش���ارك ف���ى تقدي���م البيعة ‪ ،‬قد‬ ‫إكتش���ف – على ما يب���دو ‪ -‬ما وقع فيه من خطأ‬ ‫وه���و " املوافقة " على اخلطة اليت ن ّفذ بها الس���يد‬ ‫إدريان بل���ت ‪ ،‬القرار الدولي وتش���كيله للجمعية‬ ‫الوطنية على أس���اس االختيار وليس االنتخاب ‪،‬‬ ‫وم���ا انتهت إلي���ه من نتائج ‪ ،‬فأعل���ن قبل مغادرته‬ ‫للعاصمة بنغازى والعودة إىل العاصمة طرابلس‬ ‫التصري���ح التال���ي ‪ :‬إن قضي���ة إس���تقالل ليبي���ا‬ ‫بكامله���ا جيب أن يُعاد فيه���ا النظر أمام اجلمعية‬ ‫العام���ة لألمم املتحدة ‪ ،‬كم���ا ميكن إختاذ قرار‬ ‫جديد يتفق مع رغبات الشعب !‬ ‫وعاد زعيم املؤمتر‪ ،‬فى اليوم التالي إىل طرابلس‬ ‫بالس���عي للعودة بقضية‬ ‫بالفع���ل ‪ ،‬ولك ّنه مل يبادر ّ‬ ‫ليبيا ‪ -‬رغ���م كل ما حدث ‪ -‬إىل اجلمعية العامة‬ ‫لألمم املتحدة ‪ ،‬لتتخذ قرا ًرا جديدًا بشأنها ‪ ،‬كما‬ ‫كان يهدّد ! ويبدو أن الس���يد بشري السعداوي قد‬ ‫ف ّكر فى األمر مل ًيا وخشي أن يُؤدّي ذلك اىل إعادة‬ ‫النظر ف���ى قرار املوافقة الدولية ش���به اجلماعية‬


‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 82‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫ملف العدد‬

‫اليت حصل عليه���ا يف األول‪ ،‬قراراس���تقالل ليبيا‬ ‫ووح���دة أراضيه���ا الكامل���ة حبك���م أن األوض���اع‬ ‫الدولي���ة ق���د أخذت يومه���ا ‪ ،‬فى التغ�ّي�رّ والتعقد‬ ‫وخاصة بني تاريخ إختاذ القرار وتاريخ تنفيذه ‪.‬‬ ‫كم���ا أن زعيم الكتلة الوطنية املتش���دّد ‪ ،‬الس���يد‬ ‫على الفقيه حس���ن ‪ ،‬الذي كان ي ّتهم املسرت بلت‬ ‫بالتحريف فى تنفيذ نصوص قراراألمم املتحدة‬ ‫‪ ،‬وال يقبل باختاذ مواقف االعتدال والتساهل مع‬ ‫إدارات اإلحتالل اليت حكمت ليبيا منذ حتريرها‬ ‫م���ن ايطالي���ا حت���ى ع���رض قضيتها عل���ى األمم‬ ‫املتح���دة ‪ ،‬وال يُقي���م ّ‬ ‫أي إعتبار مل���ا هلا من مصاحل‬ ‫إس�ت�راتيج ّية عل���ى األرض ‪ ..‬على الفقيه حس���ن‬ ‫التخلي ع���ن صالب���ة مواقفه‬ ‫‪ ،‬أخ���ذ ب���دوره ف���ى‬ ‫ّ‬ ‫التارخيي���ة التقليدية وطموحات���ه اليت بدأت فى‬ ‫نظر البعض من الساس���ة الليبيني أنها متط ّرفة‬ ‫ومبالغ فيه���ا وغري واقعية وغري مناس���بة للواقع‬ ‫الدول���ي وواق���ع الش���عب اللي�ب�ي الذي ت���رى فيه‬ ‫ؤهل أص ً‬ ‫بعض الدول أنه غري ُم ّ‬ ‫ال لإلستقالل ؟‬ ‫وأنتص���رت ف���ى النهاية " واقعية " الس���يد ادريس‬ ‫وحكمته ونظرته اجمل ّربة لواقع األمور وإدراكه‬ ‫لواقع ش���عبه ال���ذي ع���اش وخاض مع���ه جتارب‬ ‫الكفاح والصراع ض��� ّد الطليان واهلجرة واحلرب‬ ‫العاملي���ة ومؤام���رات املص���احل الدولي���ة املتكالب���ة‬ ‫ومعان���اة التخل���ف والقص���ور الذات���ي وانع���دام‬ ‫اإلمكاني���ات ‪ ..‬جنحت فكرة الس���يد ادريس النيرّ ة‬ ‫احلرص فى تل���ك الظ���روف ‪ ،‬فقط ‪ ،‬على‬ ‫وه���ي‬ ‫ُ‬ ‫قيام ( دولة ) بل أول دولة فى ليبيا ‪ ،‬يُرفرف فى‬ ‫مسائها الواسعة والعالية ‪ ،‬وحبدودها اجلغرافية‬ ‫املرتامية األطراف " علم " !‬ ‫وكان���ت ليبي���ا ق���د خرج���ت م���ن االس���تعمار‬ ‫االيطال���ي وه���ي ( صن���دوق من الرمال ) حس���ب‬ ‫تعبري موس���وليين ‪ ،‬أي ب���دون ‪ ،‬امكاني���ات تؤهلها‬ ‫لقيام دولة ! ‪ ..‬كانت – فى الواقع ‪ -‬أفقر بلد فى‬ ‫العامل ! ورغم ذلك ‪ ،‬فقد قام فيها " ش���عب " يضم‬ ‫أشخاصا وزعماء هلم طموحات كبرية وخرافية‬ ‫ً‬

‫‪ ،‬وه���ي " احلل���م " بتكوي���ن دول���ة ح���رة وموحدة‬ ‫وكاملة السيادة !‬ ‫****‬ ‫وجنحت " اجلمعية الوطنية التأسيسية " الليبية‬ ‫‪ ،‬اليت كو ّنها إدريان بلت ‪ ،‬رغم كل االعرتاضات‬ ‫واملثالب التى البس���ت نشأتها ‪ ،‬جنحت فى تكوين‬ ‫الس���لطة احملل ّي���ة ‪ ،‬وإع�ل�ان حكوم���ة اإلحت���اد‬ ‫برئاسة السيد حممود املنتصر اليت تكوّنت فقط‬ ‫خبمس���ة وزراء ‪ ،‬ه���م الرئي���س حمم���ود املنتصر‬ ‫(‪ 50‬س���نة ) وعل���ى اجلرب���ي وزي���راً للخارجي���ة‬ ‫وعم���ر فائق ش��� ّنيب وزي��� ًرا للدف���اع ومنصور بن‬ ‫قداره وزي��� ًرا للمالية وابراهيم بن ش���عبان وزي ًرا‬ ‫للمواص�ل�ات وحمم���د ب���ن عثمان الصي���د وزي ًرا‬ ‫للدول���ة ‪ ،‬وكان���وا جمرد رجال عادي�ي�ن ولكنهم‬ ‫سياس���ي واستعداد‬ ‫ذوي كفاءة وحكمة وتكوين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لتحمل مسئوليات انشاء دولة " مستقلة "‬ ‫فطري ّ‬ ‫طموحة وعصرية وذات سيادة !‬ ‫وق���د جنح���ت ه���ذه اجلمعي���ة أيض���اً يف وض���ع "‬ ‫دُس���تورالدولة " ال���ذي وصف���ه اخلب�ي�ر املص���ري‬ ‫الدولي الدكت���ور حممود عزمي عندما ُعرضت‬ ‫دول���ي خ���اص‬ ‫علي���ه نس���خة من���ه ‪ ،‬يف اجتم���اع‬ ‫ّ‬ ‫بليبي���ا يف " جنيف " ‪ ..‬وصفه بأنه " فوق املس���توى‬ ‫السياسي ّ‬ ‫ألي قطر عربي " !‬ ‫****‬ ‫ثم انطلقت هذه احلكومة ف���ى تنفيذ بقية املهام‬ ‫العاجل���ة بكفاءة ملفتة للنظ���ر‪ ،‬رغم اإلمكانيات‬ ‫املالي���ة القليلة وامل���وارد القاص���رة والعاجزة عن‬ ‫تغطية نفقات كوادر دولة االستقالل ‪ ،‬بأقاليمها‬ ‫الث�ل�اث ‪ ،‬اليت كانت هي األخ���رى يف عجز مالي‬ ‫دائم ‪ ،‬وكانت اإلداراتان الربيطانية والفرنس���ية‬ ‫بصعوبة وحبدود‬ ‫هما اللتان تغطيان ذلك العجز ُ‬ ‫ضيق���ة ‪ ،‬قب���ل أن يتق���رر اس���تقالل ليبي���ا وقيام‬ ‫الدولة اجلديدة ‪.‬‬ ‫وم���ع ذل���ك ‪ ،‬فق���د جنح���ت احلكوم���ة االحتادية‬ ‫برجاهل���ا القالئ���ل ‪ ،‬وخب�ب�رة وص�ب�ر وذكاء‬ ‫ّ‬ ‫الوط�ن�ي احمل ّنك الذي مل يكن يس���تند‬ ‫السياس���ي‬ ‫عل���ى ح���زب سياس���ي وال عل���ى قبيل���ة ‪ ،‬الوجيه‬ ‫املخض���رم حمم���ود املنتصر‪ ،‬فى تنفيذ الدس���تور‬ ‫عام���ة ‪ ،‬نتج عنها أول‬ ‫وفى إج���راء أول إنتخابات ّ‬ ‫برمل���ان مبجلس���يه ‪ ،‬الن���واب والش���يوخ ‪ ،‬وبتوفري‬ ‫اإلعتمادات الضرورية مليزانية الدولة الناشئة ‪.‬‬ ‫****‬ ‫بع���د جت���اوز كل ه���ذه العقب���ات ‪ ،‬إجته حممود‬ ‫املنتص���ر اىل الس���كرتريالعام لألم���م املتح���دة‬ ‫يضم���ن‬ ‫للحص���ول عل���ى " دع���م مال���ي‬ ‫ثاب���ت " ُ‬ ‫ٍ‬ ‫إس���تمرارية الدول���ة اجلدي���دة ‪ ،‬باعتب���ار أن‬ ‫املنظم���ة الدولية هي اليت قررت إس���تقالل ليبيا‬ ‫تقع مس���ئولية احلفاظ على هذا‬ ‫وعليه���ا وحدها ُ‬ ‫اإلس���تقالل ودعم���ه ‪ ،‬ولكن���ه لألس���ف فش���ل فى‬ ‫احلصول على هذا الدّعم ومل توافق دولة واحدة‬ ‫على ما سعى " املنتصر " للحصول عليه !‬ ‫هن���ا ‪ ،‬ق���ررت احلكوم���ة أن ُتب���ادر أو ً‬ ‫ال ‪ ،‬وعل���ى‬ ‫عج���ل ‪ ،‬بالتوقي���ع م���ع مجي���ع املنظم���ات التابعة‬ ‫لألمم املتحدة وهي اليونس���كو ومنظمة الصحة‬ ‫العاملية والفاو ( األغذية والزراعة ) واليونس���يف‬ ‫(الطفول���ة) والعم���ل الدولي���ة لتس���تفيد م���ن‬ ‫مس���اعداتها ف���ى دع���م االس���تقالل ‪ ،‬ث���م ق��� ّررت‬ ‫اإلتص���ال حبكوم�ت�ي مص���ر والع���راق للحصول‬ ‫قروض مالية !‬ ‫مساعدات أو‬ ‫منهما على‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وتق��� ّرر أن ي َ‬ ‫ُوفد وزي���ر الدفاع عل���ى اجلربي إىل‬ ‫كل من مص���ر والعراق للتباحث مع املس���ئولني‬ ‫ف���ى الدولت�ي�ن العربيت�ي�ن باعتبارهم���ا الدولتني‬ ‫القادرتني فى ذلك الوقت على تقديم املساعدات ‪.‬‬ ‫ويف مذك���رات الس���يد حمم���د عثم���ان الصيد‬ ‫ال���ذي كان وزي���را ف���ى حكوم���ة املنتص���ر واليت‬ ‫نش���رها بعنوان ( حمطات من تاريخ ليبيا ) س���نة‬ ‫‪ ، 1996‬كتب الصيد يقول‪:‬‬ ‫« س���افر على اجلرب���ي اىل مصر فى أواخر س���نة‬ ‫‪ ، 1952‬وكانت الثورة املصرية قد تو ّلت مقاليد‬ ‫األمور‪ ،‬وفى القاهرة اجتمع اجلربي مع حممود‬ ‫فوزي وزير اخلارجية أنذاك ‪ ،‬وشرح له األوضاع‬

‫س���يء‬ ‫الليبي���ة ‪ ،‬مب ّين���اً ل���ه أن الوضع اإلقتصادي ّ‬ ‫للغاي���ة ‪ ،‬وأن ليبي���ا ليس هلا جي���ش وأنها عاجزة‬ ‫حت���ى على دف���ع ُمر ّتبات موظفيه���ا ‪ ،‬وأن القوات‬ ‫األجنبي���ة ال�ت�ي احتلته���ا أثن���اء احل���رب العاملي���ة‬ ‫الثاني���ة ال تزال باقية عل���ى أراضيها ‪ ،‬وقد ق ّررت‬ ‫احلكوم���ة الليبية التفاوض مع هذه الدول ولكن‬ ‫قب���ل الدخ���ول يف املفاوض���ات ترغ���ب احلكوم���ة‬ ‫الليبي���ة فى احلصول على قروض أو ُمس���اعدات‬ ‫ُتع��� ّزز به���ا مركزه���ا التفاوض���ي م���ع بريطانيا‬ ‫وأمريكا وفرنسا " ‪.‬‬ ‫س���اعدات‬ ‫وأق�ت�رح على اجلرب���ي أن ُتقدم مصر ُم‬ ‫ٍ‬ ‫���ة اىل ليبي���ا ‪ ،‬واذا مل يكن ذل���ك متاحاً ‪ ،‬فإنه‬ ‫مالي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يطل���ب أن ُتق���رض مصر ليبي���ا ‪ 2‬ملي���ون جنيه‬ ‫إسرتليين لتغطية عجز امليزانية‪.‬‬ ‫فكان ج���واب حممود فوزى أنه وزير خارجية فى‬ ‫حكومة عس���كرية ‪ ،‬ومن األفضل ط���رح املوضوع‬ ‫على جمل���س قيادة الث���ورة ‪ ،‬وأق�ت�رح أن جيتمع‬ ‫عل���ى اجلربي م���ع الرئيس الل���واء حممد جنيب‬ ‫الذي كان يتوىل رئاسة اجمللس ‪.‬‬ ‫وخ�ل�ال اللق���اء ‪ ،‬ش���رح الوزي���ر اللي�ب�ي للرئيس‬ ‫جنيب األوضاع ف���ى ليبيا وحتدّث معه بصراحة‬ ‫ح���ول مجيع التفاصي���ل ‪ ،‬وكان ر ّد اللواء حممد‬ ‫جني���ب ‪ :‬أن مصر فى حالة ث���ورة ‪ ،‬وقيادة الثورة‬ ‫مل ُتف���رغ بع ُد من تنظيم كل األوضاع فى البالد‬ ‫وبالتالي فهي ليست فى وضع ميكنها من تقديم‬ ‫مس���اعدات مالي���ة اىل ليبيا وال تس���تطيع منحها‬ ‫أي���ة ق���روض ‪ .‬ونصح���ه بإإلعتماد عل���ى النفس‬ ‫وإختاذ ما تراه احلكومة الليبية مناسباً لتحقيق‬ ‫مصاحلها !‬ ‫بع���د ه���ذه املقابل���ة ‪ ،‬نصح حمم���ود ف���وزي على‬ ‫اجلرب���ي ‪ ،‬باإلجتم���اع مع البكباش���ي مج���ال عبد‬ ‫الناص���ر ال���ذي كان يتوىل منص���ب نائب رئيس‬ ‫جمل���س قي���ادة الث���ورة املصري���ة ‪ ،‬وأن الس���لطة‬ ‫الفعلي���ة كانت فى ي���ده ! وبالفعل ‪ ،‬إجتمع على‬ ‫اجلرب���ي بعب���د الناصر‪ ،‬وش���رح له أوض���اع ليبيا‬ ‫وامل���أزق املالي الذي هي في���ه ‪ ،‬بل والضغوط اليت‬ ‫تلح على الدخول‬ ‫تواجهها من الدول املحُ تلة اليت ّ‬ ‫معها ف���ى مفاوضات لتس���وية العالقة معها ومع‬ ‫وجوده���ا العس���كري ‪ ،‬وش���رح ل���ه أن احلكوم���ة‬ ‫الليبي���ة تتج ّن���ب الدّخ���ول ف���ى مفاوض���ات م���ن‬ ‫معاهدات‬ ‫مرك���ز ضع���ف! أو أن تضط ّر لتوقي���ع‬ ‫ٍ‬ ‫الصعب���ة ‪ ،‬ولكن‬ ‫حت���ت ضغ���وط حاجاته���ا املالية ّ‬ ‫عبد الناصر ظل صامتاً ومل يعقب !‬ ‫فع���اد عل���ى اجلربي للش���رح ‪ ،‬واقرتح عل���ى ‪ ،‬عبد‬ ‫الناص���ر أن تقدم مصر لليبي���ا ولو قرضاً بصورة‬ ‫مؤقتة مبليوني جنيه ‪ ..‬وملا مل يجُ ب عبد الناصر‪،‬‬ ‫خ ّف���ض اجلربي ‪ -‬لك���ي ال يعود خبف���ي حنني –‬

‫‪15‬‬ ‫وع���اد اىل الفن���دق ليح���زم حقيبت���ه ويتوجه اىل‬ ‫العراق !‬ ‫وف���ى بغ���داد ‪ ،‬بدأ اإلجتم���اع باالمري عب���د اإلله ‪،‬‬ ‫الوصي على عرش العراق ‪ ،‬ثم برئيس احلكومة‬ ‫ّ‬ ‫العراقي���ة ‪ ،‬الس���يد نوري الس���عيد ‪ ،‬ال���ذي حتدّث‬ ‫بصراح���ة كامل���ة ع���ن أوض���اع ب�ل�اده الس���يئة‬ ‫وختلفه���ا وفق���ر ش���عبها واحنط���اط مرافقه���ا‬ ‫األساس���ية ‪ ،‬اىل درج���ة أن بغ���داد ما ت���زال تعاني‬ ‫الصحي ‪،‬‬ ‫الصرف‬ ‫من انع���دام اجملاري وخدم���ات ّ‬ ‫ّ‬ ‫ولذلك فقد قررالع���راق بعد تطوّر إنتاج النفط ‪،‬‬ ‫للص���رف على خطة‬ ‫ختصي���ص كافة مداخيله ّ‬ ‫التنمية اليت ستنقذ البالد من االحنطاط املُزمن‬ ‫وال ّتخلف الذي تعانيه فى مجيع املرافق !‬ ‫وقال نوري السعيد بصراحته املعروف بها ‪ُ - :‬قل‬ ‫إلخوان���ك بصراحة يف ليبي���ا ‪ ،‬بأنه ال توجد دولة‬ ‫عربي���ة واحدة ف���ى مقدورها مس���اعدة ليبيا مبا‬ ‫فى ذلك العراق ! وعلى الليبيني أن يعتمدوا على‬ ‫أنفس���هم ويتدبّروا أمورهم م���ع االجنليز إلنقاذ‬ ‫بالدهم اذا ما أرادوا حقاً ‪ ،‬قيام دولتهم اجلديدة ‪.‬‬ ‫وع���اد على اجلربي اىل ب�ل�اده خبيبة أمل ُ‬ ‫في‬ ‫وخ ّ‬ ‫حنني ؟‬ ‫وناقش���ت احلكوم���ة اإلحتادي���ة نتائ���ج رحلت���ه‬ ‫الفاش���لة ف���ى مص���ر والع���راق ‪ ،‬وانته���ى النقاش‬ ‫اىل ض���رورة اإلعتماد على النف���س وتدبّر األمور‬ ‫بش���جاعة كم���ا ه���ي نصيحة ن���وري الس���عيد ؟‬ ‫ومل جت���د أمامه���ا إال الدّخول ف���ى مفاوضات مع‬ ‫اإلجنليز لتسوية أوضاع وجودهم العسكري فى‬ ‫ليبيا والقب���ول بعرضهم فيما يتعلق باملس���اعدة‬ ‫املالية والدخول معهم فى حمادثات كما كانوا‬ ‫يعرضون ‪ ،‬اذا ما قبلوا إبرام معاهدة ‪.‬‬ ‫وفى مذكرات رئيس احلكومة الليبية األس���بق‬ ‫بعن���وان ( صفح���ات مطوي���ة ) ذك���ر الس���يد‬ ‫مصطف���ى ب���ن حلي���م ‪ :‬أن مص���ر وافق���ت عل���ى‬ ‫تقدي���م مس���اعد ٍة مالي���ة س���نوية مقدارها فقط‬ ‫" ملي���ون " جني���ه مصري ! ولكنها اش�ت�رطت على‬ ‫ليبي���ا " تعدي���ل احل���دود " الت���ى بينهم���ا لص���احل‬ ‫مص���ر‪ ،‬والتنازل هلا ع���ن ( واحة جغبوب) وتعيني‬ ‫مستش���ارين مصري�ي�ن لإلش���راف عل���ى تنفي���ذ‬ ‫املساعدة املالية ‪.‬‬ ‫ث���م يذك���ر مصطف���ى ب���ن حلي���م ‪ :‬رد الس���فري‬ ‫املصري ‪ ،‬على وفد مجعية عمر املختار برئاس���ة‬ ‫األس���تاذ مصطف���ى بن عام���ر‪ ،‬الذي جاء يناش���د‬ ‫" الس���فري املص���ري " إس���راع مص���ر ف���ى املوافق���ة‬ ‫على تقديم املس���اعدة املالي���ة لليبيا حتى تتفادى‬ ‫حكوم���ة ليبيا التو ّرط واإلرتب���اط مبعاهدة مع‬ ‫بريطانيا !‬

‫أضفت ‪ :‬أنا فاضل املسعودى ‪ ،‬الذي كنت أدعوك يف‬ ‫صيف ‪ 1953‬من راديو( صوت العرب ) يف القاهرة ‪،‬‬ ‫بعد توقيعكم على املعاهدة الربيطانية ‪ ،‬ب «‬ ‫( حممود املنكسر ) !‬ ‫الق���رض اىل مليون جنيه وملدة س���تة أش���هر من‬ ‫أجل التغل���ب على العجز فى امليزانية ‪ ،‬هنا س���أل‬ ‫عب���د الناصرعل���ى اجلرب���ي ‪ - :‬ه���ل أخ���ذمت رأي‬ ‫الشعب فى األمر ؟‬ ‫أجاب وزي���ر الدفاع اللي�ب�ي‪ :‬حول م���اذا ينبغي أن‬ ‫نستش�ي�ر الش���عب يا أخ ناصر ! حنن دولة ناشئة‬ ‫وف���ى أول خط���وات تكوينها ونواجه ازم���ة انعدام‬ ‫امل���وارد ‪ ،‬ونرغ���ب ف���ى أن ال تبت ّزن���ا ال���دول ال�ت�ي‬ ‫كانت حتتل بالدنا بسبب العجز الذى ليست لنا‬ ‫حيلة ف���ى وجوده ‪ ،‬فقاطعه عب���د الناصر بصوت‬ ‫فيه حدّة وس���خرية ‪ « :‬ومع ذلك ‪ ،‬جيب استشارة‬ ‫الشعب أوال ! «‬ ‫فأدرك على اجلربي أن املقابلة انتهت ‪ ،‬فاس���تأذن‬ ‫فى االنصراف ؟‬

‫حتملت مصر‬ ‫وكان رد السفري كما يلي ‪ « :‬لقد ّ‬ ‫عاما م���ن اإلس���تعمار االجنلي���زي ‪ ،‬ولن‬ ‫مثان�ي�ن ً‬ ‫تتحملوا – أيها الليبيون ‪ -‬عش���رين‬ ‫يض ّركم أن ّ‬ ‫عاما من البقاء حتت نفس اإلستعمار "!!‬ ‫ً‬ ‫إزاء ذل���ك ‪ ،‬مل يك���ن أم���ام احلكوم���ة الليبي���ة إال‬ ‫الق ُب���ول بنصيحة نوري الس���عيد‪ :‬ال�ت�ي قال فيها‬ ‫‪ « :‬تدبّ���روا أمرك���م واعتمدوا على أنفس���كم وال‬ ‫تنتظروا من العرب ّ‬ ‫أي مساعدة " ؟‬ ‫وقبل���ت احلكومة الليبي���ة بالدّخول مع احلكومة‬ ‫مفاوض���ات من أج���ل ُ‬ ‫احلصول‬ ‫الربيطاني���ة ف���ى‬ ‫ٍ‬ ‫تس��� ّد بها عجز امليزاني���ة العامة‬ ‫على‬ ‫مس���اعدات ُ‬ ‫ٍ‬ ‫للدول���ة ‪ُ ،‬مقاب���ل التباح���ث ع���ن تس���وية للوجود‬ ‫العس���كري الربيطان���ى عل���ى أراضيه���ا وإلب���رام‬ ‫معاه���دة صداق���ة وحتالف وإتفاقيات عس���كرية‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 82‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫ملف العدد‬

‫ومالية تتناول مجيع املشاكل ‪.‬‬ ‫****‬ ‫ويف منتص���ف يناي���ر م���ن س���نة ‪ 1953‬ج���رى‬ ‫يف بنغ���ازي ‪ ،‬إفتت���اح احملادث���ات الرمسي���ة ب�ي�ن‬ ‫احلكومت�ي�ن الليبي���ة والربيطانية ‪ ،‬وبعد أس���بوع‬ ‫واح���د ‪ّ ،‬‬ ‫مت االتف���اق ب�ي�ن اجلانب�ي�ن عل���ى متديد‬ ‫االتفاقي���ة املالية املؤقتة حتى نهاية يوليو ‪1953‬‬ ‫‪ ،‬وتواصل���ت املفاوض���ات ف���ى ليبي���ا ‪ ،‬ث���م انتقلت‬ ‫الصيغ���ة النهائية‬ ‫توصل���ت إىل ّ‬ ‫اىل لن���دن حت���ى ّ‬ ‫للمعاه���دة التى إتف���ق عليها الوف���دان ‪ ،‬وقدّمتها‬ ‫حكومة حمم���ود املنتصر‪ ،‬للملك وجمللس النواب‬ ‫‪ ،‬ووضع���ت صيغتها النهائي���ة أمام أنظار اجلميع‬ ‫للنقاش ‪.‬‬ ‫****‬ ‫ومن جانبنا ‪ ،‬حن���ن املعارضة الليبية ‪ ،‬اليت قامت‬ ‫ف���ى القاه���رة من طرف طلب���ة الكتل���ة الوطنية‬ ‫احلرة ‪ ،‬ووسط أجواء التشجيع املصري وبإشراف‬ ‫س���كرتري عام الكتلة املنفي ف���ى القاهرة والوثيق‬ ‫الصلة بأم�ي�ن عام اجلامعة العربية الس���يد عبد‬ ‫الرمحن عزام ‪ ،‬وباإلضاف���ة اىل ما حققه حممد‬ ‫توفي���ق امل�ب�روك فق���د ص ّعدنا م���ن محالتنا ضد‬ ‫املعاه���دة اليت اعتربناها معاهدة ُمش���ينة ومخُ لة‬ ‫باس���تقالل ليبيا الكامل وغري مقتنعني بضرورة‬ ‫تصب ف���ى النهاية فى‬ ‫وم�ب�ررات إبرامه���ا ‪ ،‬وأنها ّ‬ ‫ّ‬ ‫صاحل النفوذ االستعماري الربيطاني فى الشرق‬ ‫األوس���ط وأنها س��� ُتلحق الضرر بالنس���بة لكفاح‬ ‫املصري�ي�ن الذي بدأه حزب الوف���د ضد االجنليز‬ ‫بالغائه ملعاهدة سنة ‪. 1936‬‬ ‫يتزعم حركتنا ‪،‬‬ ‫وجنح سكرتريعام الكتلة الذي ّ‬ ‫فى حشد مجع كبري من الشخصيات السياسية‬ ‫املرموق���ة يف مصر‪ ،‬على رأس���هم وزير اخلارجية‬ ‫األس���بق حل���زب الوفد ‪ ،‬الدكت���ور حممد صالح‬ ‫الدين و األس���تاذ فتحي رض���وان ‪ ،‬رئيس احلزب‬ ‫الوط�ن�ي اجلدي���د ‪ ،‬وزعيم احلزب االش�ت�راكي‬ ‫أمحد حس�ي�ن صاح���ب جري���دة ( مص���ر الفتاة )‬ ‫وصاحل حرب ‪ ،‬زعيم مجعية الش���بان املصريني ‪،‬‬ ‫وقادة الشبان املسيحيني ‪.‬‬ ‫وعق���دت اجتماعات حاش���دة للتندي���د باملعاهدة‬ ‫ُ‬ ‫الربيطاني���ة الليبية وبرئي���س احلكومة حممود‬ ‫املنتصر املوالي لإلجنليز والذي يس���عى لتوريط‬ ‫ليبي���ا فيم���ا يُنق���ص م���ن إس���تقالهلا وس���يادتها‬ ‫حبج���ة ضعف‬ ‫ويع��� ّرض مس���تقبلها للمخاط���ر ُ‬ ‫امل���وارد وعجز ليبي���ا اليت حتاول تكوي���ن دولتها ‪،‬‬ ‫على تدبري مواردها املالية واإلنفاق على تصريف‬ ‫أمورها وتس���يري إدارتها اجلدي���دة رغم ما أبلغونا‬ ‫إيّ���اه من ع���روض مصراألخوي���ة الكرمية لدعم‬ ‫ليبيا ومساعدتها !!‬ ‫وقد اش�ت�رك ف���ى مح�ل�ات األح���زاب وامللتقيات‬ ‫السياس���ية املصري���ة زعم���اء مكت���ب املغ���رب‬ ‫الكب�ي�ر فى القاه���رة الذي���ن كان بينهم الش���يخ‬ ‫البش�ي�راالبراهيمي رئي���س مجعي���ة العلم���اء‬ ‫مكي ممثل حزب‬ ‫املسلمني فى اجلزائر والشاذلي ّ‬ ‫مصالي احلاج ‪ ،‬وقادة‬ ‫الشعب اجلزائري والزعيم ّ‬ ‫تونس���يني بينه���م صاحل بن يوس���ف ع���ن احلزب‬ ‫ّ‬ ‫وع�ل�ال الفاس���ي وعبداخلالق‬ ‫احلر الدس���توري‬

‫املعاه���دة ومل نك���ن نص���دّق م���ا تدّعي���ه من عجز‬ ‫مالي وعدم القدرة واالمكانيات على قيام الدولة‬ ‫وحتقيق االس���تقالل وصدقها فى عدم التو ّرط‬ ‫فى إبرام هذه املعاهدة املشينة ‪.‬‬ ‫ومل نص���دّق م���ا تدّعي���ه احلكوم���ة الليبي���ة عن‬ ‫موقف مص���ر والع���راق وختليهما عن مس���اعدة‬ ‫ليبي���ا على جتاوز العجز املالي وخذالنهما ‪ ،‬كما‬ ‫مل نصدّق الشروط املهينة اليت تقدمت بها مصر‬ ‫مقاب���ل اق���راض ليبي���ا ( ملي���ون جني���ه مصري‬ ‫) ومطالبته���ا بتعدي���ل احل���دود والتن���ازل عل���ى‬ ‫واح���ة جغب���وب واش���راف مستش���ارين مصريني‬ ‫ ‬ ‫على امليزانية الليبية !! ‬ ‫وكان يق���وّي م���ن معارضتنا ويرفع‬ ‫ ‬ ‫م���ن معنوياتنا م���ا يصلنا م���ن أخب���ار ُمبالغ فيها‬ ‫ع���ن املوقف املع���ارض لنواب املؤمت���ر الوطين فى‬ ‫جملس النواب وموق���ف مجعية عمر املختار فى‬ ‫برق���ة الرافض لعقد املعاه���دة ‪ .‬وأن امللك ادريس‬ ‫املتحمس�ي�ن لعق���د معاهدة مع‬ ‫نفس���ه ليس م���ن‬ ‫ّ‬ ‫االجنليز ليست اجلارة مصر راضية عنها ‪.‬‬ ‫وكان مم���ا يع���زز من احلم�ل�ات اليت يق���وم بها‬ ‫تكتلن���ا الطالب���ي ض���د املعاه���دة موق���ف اذاعة (‬ ‫ص���وت الع���رب ) ال�ت�ي كان���ت يومه���ا يف بداي���ة‬ ‫إنش���ائها ‪ ،‬وليس بها س���وى أمحد سعيد والسيدة‬ ‫نادية توفيق واألديب صاحل جودة وشخص رابع‬ ‫يراج���ع املادة اليت نقدمها قبل الس���ماح باذاعتها !‬ ‫ولكنن���ا اكتش���فنا ش���خصيته فيما بع���د وعرفنا‬ ‫أنه " الصاغ أركان ح���رب " فتحي الديب ‪ ،‬مدير‬ ‫املخابرات العسكرية للشئون العربية !‬ ‫وكان أمح���د س���عيد يُقدّمين للمس���تمعني ‪ :‬يف‬ ‫مجي���ع اخلطابات الت���ى أوجهها اىل ليبي���ا " بإبن‬ ‫ليبي���ا الب���ار " وكنت أنا ‪ ،‬الش���اب الصغري الس���ن‬ ‫‪ ،‬احمل���دود الوع���ي والتجربة ‪ ..‬أصف ب���كل جرأة‬ ‫ووقاح���ة التط��� ّرف واحلم���اس املتش��� ّنج ‪ ،‬ال ّرجل‬ ‫ال���ذي مل أك���ن أعرف���ه وال أع���رف م���ا خيوضه‬ ‫من ظ���روف صعبة وهو حي���اول أن ينقذ بالده ‪:‬‬ ‫املرح���وم حمم���ود املنتصر ‪ ،‬أصف���ه " بالرجل غري‬ ‫احملمود ‪ ..‬وأصرخ بتش ّنج ‪ ،‬عرب ميكروفون صوت‬ ‫العرب انه ‪ » :‬حممود املنكسر» !‬ ‫ولك���ي تدركوا حجم احلقائ���ق فيما كان يقوم‬ ‫به هذا الذي يطلق عليه " ابن ليبيا البار ببساطة‬ ‫" صف���ة املنكس���ر ‪ ،‬دعون���ي أنقل لكم م���ا ورد يف (‬ ‫مذك���رات املرح���وم حممد عثم���ان الصيد ) عن‬ ‫املعان���اة والكف���اح الش���اق املرير ال���ذي خاضه فى‬ ‫س���بيل إبرام املعاهدة اليت اضط��� ّر أن يربمها من‬ ‫أج���ل إنق���اذ الدولة الليبي���ة ‪ ،‬وحتقي���ق وجودها‬ ‫املستقل ‪ ،‬وتتمكن من دفع رواتب موظفيها !!‬ ‫كتب حممد عثمان الصيد فى مذكراته يقول‬ ‫‪ « :‬خ�ل�ال املفاوضات ‪ ،‬اق�ت�رح اجلانب اللييب أن‬ ‫نص يقضي باحرتام ميثاق‬ ‫تشتمل املعاهدة على ّ‬ ‫جامع���ة ال���دول العربية ‪ ،‬فى ح�ي�ن أص ّر اجلانب‬ ‫الربيطان���ي عل���ى أن يقتصر األمر عل���ى احرتام‬ ‫ميثاق األمم املتحدة فقط !‬ ‫وم���ن النقاط اليت اس���تغرق النق���اش حوهلا وق ًتا‬ ‫طويال ‪ ،‬رغبة بريطانيا فى أن ُتس���تعمل القواعد‬ ‫العس���كرية م���ن ط���رف حلفائها أيض���ا ‪ ،‬يف حني‬

‫إن قضي��ة إس��تقالل ليبي��ا بكامله��ا جي��ب أن ُيع��اد فيها‬ ‫النظر أمام اجلمعية العامة لألمم املتحدة ‪ ،‬كما ميكن‬ ‫إختاذ قرار جديد يتفق مع رغبات الشعب !‬ ‫الط ّري���س وأمحد بن س���وده من املغ���رب األقصى‬ ‫واملنج���ي الطي���ب ( مناض���ل تونس���ي مس���تقل )‬ ‫واملناض���ل الفلس���طيين حمم���د عل���ى الطاه���ر‪.‬‬ ‫والصحفي اجلزائري مصطفى بن بشري ‪.‬‬ ‫وكان���ت األخبارال�ت�ي تصلن���ا م���ن ليبي���ا تؤكد‬ ‫تواط���ؤ احلكوم���ة الليبي���ة وتهافته���ا عل���ى ابرام‬

‫متس���ك اجلان���ب اللي�ب�ي ب���أن يقتصر إس���تعمال‬ ‫ّ‬ ‫القواعد على القوات الربيطانية فقط ‪.‬‬ ‫ومثة مس���ألة أخرى اس���تغرقت وقت���اً طوي ً‬ ‫ال من‬ ‫النق���اش تتعلق مبحاكمة اجلن���ود الربيطانيني‬ ‫الذين يرتكبون خمالف���ات أو جرائم فى ليبيا‪ ،‬اذ‬ ‫أن االجنلي���ز أص ّروا على حماكم���ة هؤالء أمام‬

‫متس���ك الليبيون‬ ‫حماك���م بريطاني���ة فى ح�ي�ن ّ‬ ‫مبحاكمتهم أمام حماكم ليبية ‪.‬‬ ‫وبع���د مفاوضات طويلة توصل اجلانبان إىل حل‬ ‫وس���ط يقضي مبحاكمة اجلنود أمام حماكم‬ ‫بريطاني���ة إذا أُر ُتكب���ت املخالف���ة داخ���ل القاعدة‬ ‫العس���كرية يف ح�ي�ن تت���م حماكمته���م أم���ام‬ ‫حماكم ليبية إذا وقعت املخالفة خارج القاعدة‬ ‫العسكرية » ‪.‬‬ ‫ويضي���ف حمم���د عثم���ان الصي���د ع���ن ه���ذه‬ ‫املفاوض���ات ال�ت�ي يقوده���ا رئي���س احلكوم���ة‬ ‫االحتادي���ة الليبية م���ع بريطانيا فيق���ول‪ :‬كان‬ ‫بصرب‬ ‫حمم���ود املنتص���ر الذي يق���ود املفاوض���ات‬ ‫ٍ‬ ‫يتوصل إىل اتفاق حول أحد بنودها‬ ‫وأن���اء ٍة ‪ ،‬حني ّ‬ ‫يعرض���ه عل���ى جملس ال���وزراء لدراس���ته ‪ ،‬وبعد‬ ‫التوصل إىل‬ ‫إقراره يس���تأنف التف���اوض ‪.‬وقب���ل‬ ‫ّ‬ ‫الصيغ���ة النهائي���ة للمعاه���دة تق���رر أن يُس���افر‬ ‫الس���يد حمم���ود املنتص���ر إىل بريطاني���ا لبح���ث‬ ‫كاف���ة التفاصيل واس���تكمال اجلوان���ب املتعلقة‬ ‫باإلتفاقية املالية اليت إق�ت�رح اجلانب الربيطاني‬ ‫ان تك���ون ُمدتها مخس س���نوات ويُعاد النظر فيها‬ ‫بعد كل مخس س���نوات على ض���وء اإلحتياجات‬ ‫الليبي���ة وكذا عل���ى ض���وء إمكاني���ات احلكومة‬ ‫الربيطاني���ة ‪ ،‬وكان اجلان���ب اللي�ب�ي ق���د اقرتح‬ ‫أن تك���ون م���دة االتفاقي���ة املالي���ة مماثل���ة مل���دة‬ ‫االتفاقية العسكرية ‪ ،‬بيد أن الربيطانيني أص ّروا‬ ‫عل���ى الفصل بينه���ا حبيث تتم إع���ادة النظر فى‬ ‫االتفاقي���ة املالي���ة كل مخ���س س���نوات ‪ ،‬كم���ا‬ ‫أص ّر اجلانب اللييب على إعادة النظر فى جممل‬ ‫االتفاقيات بعد عش���ر س���نوات وهو الشرط الذي‬ ‫ومتس���ك ب���ه ألن مدة‬ ‫اش�ت�رطه اجلان���ب اللي�ب�ي ّ‬ ‫املعاهدة األساسية عشرون عاماً ‪.‬‬ ‫وجت���در اإلش���ارة هن���ا إىل أن بريطاني���ا إقرتحت‬ ‫فى بداية املفاوضات أن تكون مدة املعاهدة ستني‬ ‫س���نة ! وف���ى املقابل ق���دّم اجلانب اللي�ب�ي اقرتاحاً‬ ‫بأن ال تتجاوز مدة املعاهدة عش���ر س���نوات ‪ ،‬وبعد‬ ‫مداوالت وجدل اُتفق على أن تكون مدة املعاهدة‬ ‫عش���رون س���نة ‪ ،‬على أن يُعاد النظ���ر فى جممل‬ ‫بنود املعاهدة بعد عش���ر سنوات ‪ ،‬فى ُمقابل قبول‬ ‫اإلتفاقية املالية ‪ ,‬و ّ‬ ‫مت بعد تلك املداوالت اإلتفاق‬ ‫عل���ى ه���ذه النق���اط ‪ ،‬كم���ا اُتفق على أن تس���لم‬ ‫بريطاني���ا مجيع املبان���ي احلكومية إىل احلكومة‬ ‫الليبي���ة حبي���ث ال يبق���ى هل���ا إال بع���ض القواعد‬ ‫بش���رط أن تكون خ���ارج املدن ‪ ،‬وذلك بع���د انتهاء‬ ‫نصت عليه املعاهدة الليبية‬ ‫العشر س���نوات‪ .‬ومما ّ‬ ‫الربيطانية فى املادة الرابعة ما يلي‪:‬‬ ‫« لي���س فى ه���ذه املعاهدة م���ا يرم���ي اإلخالل أو‬ ‫ّ‬ ‫خيل بأي حال باحلقوق واإللتزامات اليت ترت ّتب‬ ‫أو قد ترتتب علي الفريقني الساميني املتعاقدين‬ ‫مبوج���ب ميثاق األم���م املتح���دة ‪ ،‬أو مبوجب أي‬ ‫قائمة مبا‬ ‫معاه���دات دولية‬ ‫إتفاقي���ات أو عهو ٍد أو‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫خي���ص ليبيا وميث���اق جامعة الدول‬ ‫ف���ى ذلك ما‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫وق���د اس���تفادت ليبيا مم���ا جاء فى ه���ذه املادة فى‬ ‫متسكت‬ ‫جمريات حرب السويس سنة ‪ ، 1956‬إذ ّ‬ ‫بتطبيق هذه املادة حرفياً حيث أص ّرت على عدم‬ ‫إس���تعمال الق���وات الربيطانية املوج���ودة يف ليبيا‬ ‫ضد الشقيقة مصر " ‪.‬‬ ‫توص���ل الس���يد املنتصر‬ ‫وف���ى نهاي���ة املفاوض���ات ّ‬ ‫ال���ي صيغة اإلتفاقية املالية ال�ت�ي مبوجبها ُتقدم‬ ‫بريطانيا دعم���اً مالياً اىل ليبيا ف���ى حدود ثالثة‬ ‫مليون وس���بعمائة ومخسة وس���بعني ألف جنيهاً‬ ‫ختصص منها ‪ 2‬مليون وس���بعمائة‬ ‫إس�ت�رلينياً ‪ّ ،‬‬ ‫ومخ���س وس���بعون الفاً لدع���م امليزاني���ة ومليون‬ ‫جنيه للتنمية ‪.‬‬ ‫عقب ذلك ‪ ،‬بعث الس���يد حمم���ود املنتصر برقية‬ ‫بالش���فرة يق���ول فيه���ا‪ :‬إن أقص���ى م���ا اس���تطاع‬ ‫التوص���ل إليه هو ه���ذا االتفاق بالنس���بة للجانب‬ ‫املال���ي ‪ ،‬واق�ت�رح أن جتتم���ع احلكوم���ة م���ع امللك‬ ‫التوصل اليه ‪ ،‬فإذا ّ‬ ‫و ُتع���رض عليه ما ّ‬ ‫مت إقرار‬ ‫مت ّ‬ ‫ً‬ ‫تتم املوافقة جيب‬ ‫مل‬ ‫واذا‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫قدم���‬ ‫اإلتفاق منضي‬ ‫ّ‬

‫أن تستقيل احلكومة ‪.‬‬ ‫ف���ى ه���ذه األثن���اء اُرس���لت "برقيات" م���ن طرف‬ ‫بع���ض الليبي�ي�ن ‪ ،‬خاص���ة م���ن برق���ة إىل وزارة‬ ‫اخلارجية الربيطانية وإىل الصحف الربيطانية‬ ‫ُتشري إىل أن السيد حممود املنتصر ال مي ّثل ليبيا‬ ‫‪ ،‬كان���ت هذه الربقيات ُترس���ل بإيع���از من والية‬ ‫برق���ة وغرضها إضع���اف موقف الس���يد حممود‬ ‫املنتصر التفاوضي حتى يضط ّر لالستقالة !؟‬ ‫بع���د أن وصلت برقية الس���يد حمم���ود املنتصر ‪،‬‬ ‫طلب السيد فتحي الكيخيا نائب رئيس احلكومة‬ ‫اجتماع���اً مع امللك ‪ ،‬كان ذلك فى الصيف وامللك‬ ‫مقيم ف���ى البيضاء فانتقل���ت احلكومة اىل هناك‬ ‫واجتمعنا مع امللك فى أواخر ش���هر يونيو ‪1953‬‬ ‫توص���ل إلي���ه حمم���ود‬ ‫وأبلغ���ه الكيخي���ا بال���ذي ّ‬ ‫املنتص���ر وك���ذا باقرتاح���ه أن تس���تقيل حكومته‬ ‫و ُتش���كل حكوم���ة جدي���دة اذا ُرفض���ت تفاصي���ل‬ ‫االتفاقية ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫س���ألت امللك ‪:‬‬ ‫وأثن���اء اإلجتم���اع ‪ ،‬يُضيف الصيد ‪،‬‬ ‫ه���ل من ّ‬ ‫الضروري توقي���ع معاهدة مع بريطانيا‬ ‫؟ وقل���ت إن�ن�ي أط���رح ه���ذا التس���اؤل ألن هن���اك‬ ‫أش���خاصاً م���ن احلاش���ية ومن والي���ة برقة على‬ ‫وج���ه التحدي���د يقول���ون ‪ :‬إن املل���ك ال يرغب فى‬ ‫توقيع معاهدة مع بريطانيا ! فأجاب امللك قائ ً‬ ‫ال‪:‬‬ ‫اآلتف���اق م���ع بريطاني���ا ض���روري ج���دًا ملصلحة‬


‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 82‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫ملف العدد‬

‫واتهمت الكتلة الوطنية ك ًال من فرنسا وإجنلرتا ومف ّوض األمم‬ ‫املتحدة ‪ ،‬املسرت إدريان بلت بالتآمر على نص القرار الدولي‬ ‫وحتريفه وعدم األمانة والغدر مبصري ليبيا‪.‬‬ ‫ليبيا ولضمان أمنها واس���تقالهلا‪ ،‬وأضاف امللك ‪ :‬إذا كانت‬ ‫الضرورة تحُ ّتم توقيع معاهدة مع بريطانيا وس��� ُيعاد فيها‬ ‫النظر بعد عش���ر سنوات فلرمبا ّ‬ ‫مين اهلل علينا خالل هذه‬ ‫الفرتة مبوارد وثروات أخرى تغنينا عن هذه املعاهدة ‪.‬‬ ‫تدخل���ت جمدداً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وقل���ت ‪ :‬إذا كان امللك ي���رى أن االتفاقية‬ ‫ضروري���ة فإنن���ا نلتم���س من���ه أن يأمرحاش���يته بالصمت‬ ‫‪ ،‬ألن " الربقي���ات " ال�ت�ي اُرس���لت إىل لندن ُتش���كك وتطعن‬ ‫فى مصداقي���ة حممود املنتصر! مت���ت مجيعها بإيعاز من‬ ‫احلاش���ية ؟ وخاص���ة م���ن الس���يد ابراهيم الش���لحي ناظر‬ ‫اخلاصة امللكية !‬ ‫إبتس���م امللك وأج���اب قائال ‪ :‬س���أحبث األم���ر إليقاف هذه‬ ‫األشياء ‪.‬‬ ‫بعد إنتهاء اإلجتماع أرسلت احلكومة إىل حممود املنتصر‬ ‫تبلغه موافقة امللك واحلكومة على تفاصيل املعاهدة ‪.‬‬ ‫****‬ ‫حني ُقدمت املعاهدة إىل جملس األمة ‪ ،‬فى أوائل أغسطس‬ ‫‪ 1953‬للمصادقة عليها ‪ ،‬بدأت اذاعة صوت العرب ّ‬ ‫تش���ن‬ ‫مح�ل�ات إعالمية ش���ديدة اللهجة ضد احلكوم���ة الليبية‬ ‫ٍ‬ ‫واملعاه���دة ‪ ،‬واتهم���ت حمم���ود املنتص���ر بأن���ه أح���د أذن���اب‬ ‫االس���تعمار‪ ،‬وزعمت أن املعاهدة ُو ّقعت ضد رغبة الش���عب‬ ‫اللي�ب�ي ‪ .‬وحت���ت تأث�ي�ر ه���ذه احلمل���ة االعآلمي���ة ُو ّزع���ت‬ ‫مناش�ي�ر م���ن طرف بع���ض الليبيني ض���د املعاه���دة ‪ ،‬وقام‬ ‫مبظاهرات ‪ ،‬ونتج عن ذلك‬ ‫الطالب الليبيون فى القاه���رة‬ ‫ٍ‬ ‫بلبلة وزوابع ض ّد املعاهدة " حس���ب ش���هادة الس���يد حممد‬ ‫عثمان الصيد ‪ -‬حمطات من تاريخ ليبيا‬ ‫واجتم���ع جمل���س النواب وق���رر إحالة املعاه���دة اىل جلنة‬ ‫الش���ئون اخلارجية ‪ ،‬وحدثت نقاشات حادة حول نصوصها‬ ‫‪ ،‬ووج���ه أعضاء ح���زب املؤمتر فى جملس الن���واب ‪ ،‬وكان‬ ‫عدده���م مثاني���ة ‪ ،‬وه���م مصطف���ى مي���زران والش���يخ عبد‬ ‫الرمحن القلهود ومصطفى السراج وحممد الزقعار وعبد‬ ‫العزيز الزقلعي والعربي أبو ّ‬ ‫س���ن واحلاج املنري العروس���ي‬ ‫البش�ت�ي وكم���ال فرح���ات ال���زاوي انتق���ادات عنيفة ضد‬ ‫وانصب هجومهم على شخصية السيد حممود‬ ‫االتفاقية ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املنتصر بالرغم من أنه ينتمي اىل والية طرابلس ‪ ،‬كما‬ ‫ع���ارض املعاه���دة بع���ض نواب برق���ة نذكر منه���م خليل‬ ‫القالل وعبد الس�ل�ام بس���يكري وحممود بو شريدة وعبد‬ ‫القادر البدرية والدكتور على نورالدين العنيزي وخليفة‬

‫عب���د القادر ‪ ،‬حبجة أن املبلغ الذي س���تقدمه بريطانيا اىل‬ ‫كاف!‬ ‫ليبيا قليل وغري ٍ‬ ‫وبعد أخذ ورد ونقاش���ات حادة وافق جمل���س النواب الذي‬ ‫كان يتك���ون م���ن مخ���س ومخس�ي�ن نائب���اً عل���ى املعاهدة‬ ‫باألغلبية ‪ ،‬وعارضها مخس���ة عش���ر نائب���اً ‪ ،‬ووافق جملس‬ ‫الش���يوخ باألغلبية الس���احقة على املعاه���دة ‪ ،‬وبالرغم من‬ ‫ذلك تواصلت احلمالت االعالمية من إذاعة صوت العرب‬ ‫على املعاهدة ‪ ،‬وعلى شخصية حممود املنتصر!‬ ‫ه���ذا بالن���ص م���ا كتب���ه حمم���د عثم���ان الصي���د يف‬ ‫مذكراته ( حمطات من تاريخ ليبيا )‬ ‫صفح���ات ‪ 89/ 85‬وق���د كان عض���واً يف احلكوم���ة ال�ت�ي‬ ‫أبرمت املعاهدة‬ ‫ثم أصبح رئيساً للوزراء سنيت‪1963 / 1962‬‬ ‫وأع���ود للرجل الذي وعدته بالزيارة ‪ ،‬فاجتهت اىل منطقة‬ ‫( رأس حس���ن ) حيث منزله العريق القديم الذي يبدو أنه‬ ‫منزل األسرة وقد ورثه السيد حممود عن والده وهو الذي‬ ‫نشأ فيه ‪.‬‬ ‫وفت���ح ل���ي الب���اب أح���د أجنال���ه ‪ ،‬وأدخل�ن�ي " للمربوعة " ‪،‬‬ ‫وأخرتت من بني املقاعد اليت يفوح منها مجيعاً عبق القدم‬ ‫! فاخرتت املقعد املناس���ب ريثم���ا يأتي الرجل الذي وجدني‬ ‫عندما قدم مس���تغرقاً فى تأمل قطع السالح القديم الذي‬ ‫زي���ن به اجل���دران ‪ ،‬فبادرني الس���يد حمم���ود املنتصر‪ :‬هذا‬ ‫م���ا ورثته عن الوالد اىل جان���ب الصالون الذي حرصت أن‬ ‫أُبقي عليه كما هو ‪ ،‬من عهد حياة الوالد رمحه اهلل !‬ ‫فأجبته – ولكن املنش���أ ‪ -‬كما يبدو ‪ -‬كان فى هذا املنزل ‪،‬‬ ‫أما املولد فأين كان ؟‬ ‫قال الرجل ‪ :‬كان فى العجيالت ‪ ،‬حيث كان الوالد يعمل‬ ‫" قائ���م مق���ام " فى العه���د العثماني ‪ ،‬ثم انتقلن���ا اىل هذه "‬ ‫السانية " ومل ُنربحها اىل أي مكان آخر!‬ ‫ودخلنا ف���ى احلديث عن املعاهدة ‪ ،‬والبدايات الصعبة اليت‬ ‫و ِل���دت فيها الدول���ة الليبية ‪ ،‬وعن األي���ام اجمليدة واملريرة‬ ‫اليت عاش���ها حتى أعلن امللك ادريس ‪ ،‬فى الرابع والعشرين‬ ‫توحدت واستقلت‬ ‫من ديسمرب ‪ ، 1952‬قيام " الدولة " اليت ّ‬ ‫‪ ،‬ووضع���ت أقدامها عل���ى بداية طريق التاري���خ بعد أن مل‬ ‫يك���ن هناك إنس���ان واحد عل���ى امتداد مس���احاتها ‪ ،‬خيطر‬ ‫علي���ه حت���ى ف���ى األح�ل�ام ‪ ،‬أن تتح���رر وتقوم فيه���ا دولة‬ ‫مستقلة ! ويرتفع يف مساء هذه الدولة "علم " !‬

‫‪17‬‬

‫من كتاب سرية يوسف الشريف‬ ‫األيام اجلنوبية الذي يصدر‬ ‫قريبا ‪.‬‬

‫" ‪" 51‬‬ ‫انته���ت األيام اجلنوبية‪،‬انتهت دون توقع أو ختطيط‪،‬يف الطريق كنت‬ ‫يف ع���امل آخ���ر‪،‬مل أحفل مبن حول���ي‪،‬كأن كل ما رأيت���ه فيه كان من‬ ‫صنع خيالي‪،‬الصحراء والعاصفة واخلوف واجلوع والعطش ومعطفي‬ ‫العس���كري الذي ع���اد معي‪،‬كل م���ا حول���ي أراه وال أراه‪،‬كل ما حولي‬ ‫خواء‪،‬أن���ا يف ال م���كان ويف ال زمان‪،‬أس�ت�رجع تفاصي���ل م���ا ج���رى قب���ل‬ ‫س���اعات‪،‬تعصف بقليب أحس���يس ومش���اعر من حزن وندم وفراق‪،‬أرى‬ ‫عيون���ا تبكي وكالما يبوح مبكنون حمبته وأيدي تلوح‪،‬ضقت بنفس���ي‬ ‫وض���اق امل���كان وكأن لغما ينفجر ش���ظايا يف صدري‪،‬متني���ت لو ألقي‬ ‫بنفس���ي خ���ارج حج���رة القي���ادة‪،‬أن أطل���ق صرخة‪،‬يعصر قليب س���ؤال‬ ‫خاطف‪..‬ه���ل فعلت فعل اخليانة‪..‬مل���اذا مل أقهر ضعفي وأنبئ مخين مبا‬ ‫نويت‪..‬؟ سأمحل لوعة الندم سنني‪.‬‬ ‫أخرجين عمي علي من جحيم مشاعري‪ ،‬سألين عن السبب‪،‬قلت له عن‬ ‫اجلري���دة وعن أمساء أصدقائي الذين كنت معهم يف صف واحد‪،‬قلت‬ ‫له أني س���أعود للدراس���ة مرة أخرى‪،‬قلت له أني ال زلت صغريا وأحبث‬ ‫ْ‬ ‫الص ْح‪،‬ث���م أضاف‬ ‫ع���ن مستقبل‪،‬ابتس���م وق���ال فيم���ا ه���و‬ ‫يبتس���م‪..‬د ْر ْت َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫بع���د حلظ���ة صمت‪..‬أمش���ي للجامع���ة وك ّم���ل ق َرايتك‪،‬نظ���رت إلي���ه‬ ‫بامتن���ان ومتني���ت أن يتكل���م أكثر لينقذن���ي من أس���ئلة صميت‪،‬لكنه‬ ‫مل يفعل‪،‬وجدت نفس���ي م���رة أخرى مقذوفا يف صخ���ب صميت‪،‬ملاذا مل‬ ‫أنتظ���ر حتى انتهاء العام الدراس���ي‪..‬وملاذا فاجأت اجلمي���ع بقراري‪..‬من‬ ‫س���يعلم التالميذ من بعدي‪..‬متى مخين واحلاج وعمي أمحد وس���نكيل‬ ‫س���يلتقون ملناقش���ة أس���باب س���فري‪..‬؟ كم س���يمر عليهم حتى ينسوا‬ ‫موعدي اليومي معهم‪..‬هم س���يغفرون وسيش���رح هلم مخين أني فعلت‬ ‫الصواب‪،‬س���نكيل سيحتفظ حبكمه لنفس���ه‪،‬احلاج سريدد مثال مسعته‬ ‫من���ه ذات يوم " الطري يقول وكري وكري " عمي أمحد س�ي�روي هلم‬ ‫أبياتا من ش���عر ش���عيب يتحدث عن احل���ب والفراق‪،‬كأنه���م هنا أراهم‬ ‫العني يف العني والقلب يف القلب رغم األس���ود يف الليل‪،‬ثم كأني ذهبت‬ ‫يف الن���وم ث���م كأن صوتا يص���رخ‪،‬كان عمي علي‪..‬خريك‪..‬؟ أحسس���ت‬ ‫خبجل ومل أتكلم‪،‬كنت أحلم فيما دموعي تسح من عيين‪.‬‬ ‫توقفنا يف فضاء خارج الطريق‪،‬كنت أتش���وق للخروج‪،‬خرجت مندفعا‬ ‫وقد س���قط الليل‪،‬مشيت يف األسود احلالك‪،‬مش���يت إىل األمام‪،‬مل أفكر‬ ‫يف التوق���ف كأني أط���ارد فجرا بعيدا‪..‬برد الليل أنعش جس���دي‪،‬العقل‬ ‫يش���رق يف اللي���ل أكثر ألن���ه متوحد‪،‬يف اللي���ل ينطلق العقل بس���رعة‬ ‫الض���وء ودون رقي���ب‪،‬يف النهار هناك من ي���راك ويرصد مالمح وجهك‬ ‫ليق���رأ ما ختفي���ه وتفكر فيه‪،‬بعد ليل���ة الذئب والليلة ال�ت�ي عدت فيها‬ ‫م���ع عبد الس�ل�ام من ب���راك صار اللي���ل عندي كما قال مخين‪..‬يش���به‬ ‫النهار‪،‬خط���وات عمي علي خلفي‪،‬وضع يده على كتفي ثم أخذ كفي‬ ‫وضغط عليها‪،‬اقرتبت منه أكثر وغمرتين السكينة‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 82‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫ملاذا قامت الثــــــــــــورة يف ليبيا‬ ‫تفج���رت الث���ورة الليبي���ة يف منتص���ف فرباير‬ ‫‪2011‬م بش���كل عف���وي تلقائي اس���تجابة آلالم‬ ‫وأم���ال مئ���ات األل���وف م���ن املعارض�ي�ن للظل���م‬ ‫والطغي���ان الذي ش���كله الطاغي���ة وأزالمه طوال‬ ‫أربعة عق���ود‪ .‬حيث تصدع هي���كل دولة اجلاهلية‬ ‫العظمى يف ش���رق ليبيا خالل أسبوعني وحتررت‬ ‫معظ���م م���دن الش���رق اللي�ب�ي وانتفض���ت العديد‬ ‫م���ن مدن غرب ليبيا وخاص���ة طرابلس والزاوية‬ ‫ومصرات���ه والزنت���ان ولكنه���ا جوبه���ت باحلدي���د‬ ‫والن���ار والقص���ة معروف���ة بتفاصيله���ا‪ ،‬ولك���ن‬ ‫األس���ئلة احملرية اليت تفرض نفس���ها بعد أكثر‬ ‫من عام ونصف هي‪:‬‬ ‫ماذا كانت األسباب احلقيقية للثورة؟ وأعين بها‬ ‫األهداف الكامنة يف النفوس‪.‬‬ ‫ه���ل كان مطلبن���ا األساس���ي ه���و احلري���ة أم‬ ‫الفوضى؟‬ ‫ه���ل كان هدفنا األمسى هو العدالة واملس���اواة أم‬ ‫االنتقام؟‬ ‫هل كانت غايتنا املنش���ودة ه���ي الدميقراطية أم‬ ‫املصاحل الشخصية؟‬ ‫ثم السؤال الذي يفرض نفسه اآلن هو‪:‬‬ ‫هل س���نحتاج إىل تصحيح مس���ار الثورة قريبا أم‬ ‫سنخرج من كبوتنا؟‬ ‫من���ذ األيام األوىل انطلق العديد من الش���باب‬ ‫الذي ال يقدر املس���ئولية إىل مؤسس���ات احلكومة‬ ‫موان���ئ ومعس���كرات ومكات���ب ش���رطة وأخذوا يف‬ ‫حرقها وسلب ما بها من ممتلكات‪ ،‬بل وصل األمر‬ ‫إىل س���رقة الس���يارات م���ن حظائر بع���ض املوانئ‬ ‫وه���ذه الس���يارات خت���ص مواطنني أو ش���ركات‬ ‫خاص���ة‪ .‬ناهي���ك ع���ن نه���ب وس���لب ممتل���كات‬ ‫الشركات األجنبية العاملة يف بناء ليبيا وسرقة‬ ‫مواد البن���اء وأثاث املكاتب‪ ،‬فهل قام���ت الثورة من‬ ‫أجل النهب والسلب واحلرق والسرقة؟‬

‫فتحي العكاري‬

‫يف األس���ابيع التالي���ة حترك���ت جمموع���ات‬ ‫الث���وار احلقيقي�ي�ن إىل خط���وط اجلبه���ات يف‬ ‫الربيق���ة وبدأت العملي���ات بالتدري���ج يف مناطق‬ ‫الزنت���ان وكن���ا على اتص���ال بالعدي���د منهم من‬ ‫خالل الوسطاء ثم باالتصال املباشر بعد إمدادهم‬ ‫م���ن اخل���ارج بأجهزة اتص���االت وأجه���زة الرؤية‬ ‫الليلي���ة ومع���دات اإلس���عاف ويف إح���دى امل���رات‬ ‫س���ألت أحد الثوار عن كث���رة األعداد املتحركة‬ ‫عل���ى طريق الربيق���ة رأس النوف فق���ال‪ :‬هناك‬ ‫أق���ل من ألف رج���ل يقاتلون يف اجلبه���ات وأعداد‬ ‫كب�ي�رة حيملون متوي���ن أو يبحثون ع���ن غنائم‬ ‫من س���يارات أو أس���لحة‪ .‬بل بدأ البعض يس���تولي‬ ‫على خمازن األس���لحة وأصب���ح يتاجر يف أمالك‬ ‫الش���عب اللي�ب�ي ووص���ل س���عر البندقي���ة آالف‬ ‫الدين���ارات بالرغ���م أنه���ا مل تكل���ف بائعه���ا مليم‬ ‫واحد‪ .‬فه���ل قامت الثورة لكي نتاجر يف س�ل�احنا‬ ‫وذخائرنا؟‬ ‫تزامن تشكيل اجملالس احمللية إلدارة املدن مع‬ ‫تقدم الثوار غربا ويف نفس الفرتة تش���كل اجمللس‬ ‫الوط�ن�ي االنتقال���ي يف غي���اب الث���وار احلقيقيني‬ ‫الذين كانوا على اجلبهات بش���كل توافقي حتول‬ ‫مع األيام إىل ش���كل انتقائي من طرف شخصني‬ ‫على األكث���ر يف معظم األحي���ان وبذلك ازدادت‬ ‫اهلوة بني شباب الثورة على اجلبهات واجمللس يف‬ ‫بنغازي واملكتب التنفيذي الذي كان يقود البالد‬ ‫ع���ن بعد‪ .‬ولك���ي ادلل عل���ى اهلوة املعنوي���ة يكفي‬ ‫أن نع���رف انه م���ن بني أعض���اء اجملل���س واملكتب‬ ‫التنفي���ذي من كانوا خ���ارج البالد أو مل يكن هلم‬ ‫اتصال متواص���ل مع بالثوار‪ ،‬بينم���ا يطلب الثوار‬ ‫الش���هادة يف س���بيل اهلل ويك�ب�رون ويدعون اهلل يف‬ ‫كل حلظة على اجلبهات‪ .‬ولقد استش���هد منهم‬ ‫ع���دد كبري يف ظل ظروف قتالية قاس���ية خالل‬ ‫املعارك وبدون جتهيزات مناسبة ومروا بظروف‬ ‫معيش���ية صعب���ة يف باقي األوقات م���ن نقص يف‬ ‫التموين واإلمدادات يف وس���ط الصحراء الليبية‪.‬‬ ‫فهل م���ن املعقول أن تكون القي���ادة يف واد والثوار‬ ‫يف واد؟‬ ‫وبع���د حتقي���ق النص���ر وإعالن التحرير فش���ل‬

‫اجمللس االنتقالي واملكتب التنفيذي ثم من بعده‬ ‫احلكوم���ة االنتقالية يف تس���خري ال���روح املعنوية‬ ‫والوطني���ة العالية يف دفع الثوار والش���عب ككل‬ ‫يف اجت���اه بن���اء مؤسس���ات الدول���ة والتح���ول من‬ ‫مظاه���ر العس���كرة إىل املظاهر املدنية الس���لمية‪.‬‬ ‫و لكن عل���ى العكس مت اس���تعمال احلوافز املادية‬ ‫م���ن منح وهبات مادية ب���دون مقابل اجيابي مما‬ ‫حول الغالبية إىل س���بل االبتزاز حتت أي مسمى‪.‬‬ ‫ليس هذا فحس���ب بل هناك تطلع عام من مجيع‬ ‫الناس للحصول على فرص���ة للخروج من البلد‬ ‫ب���أي ش���كل كان للع�ل�اج أو الدراس���ة أو العم���ل‬ ‫بالسفارات ومن مجيع املستويات من الطالب إىل‬ ‫عضو اجمللس االنتقال���ي إىل الوزراء‪ .‬فهل حررنا‬ ‫ليبيا لكي نذهب للخارج ونغادرها؟ وإذا س���افرنا‬ ‫كلنا وتركناها فمن سيبنيها؟‬ ‫ومن املؤس���ف جدا أن تس���تمر نفس أس���اليب‬ ‫الوساطة واحملسوبية يف العديد من دوائر الدولة‬ ‫اجلديدة من خ�ل�ال تعليق عدد كبري من كبار‬ ‫املس���ئولني على الطلبات لدعمه���ا بطرق ختالف‬ ‫اللوائح أو خترج ع���ن اختصاصاتهم‪ ،‬بل تتحرك‬ ‫جمال���س حملية وتتدخل يف ش���ؤون ليس���ت من‬ ‫اختصاصه���ا وه���ي م���ن االختص���اص األصي���ل‬ ‫لوزارات قائمة‪ .‬بل أحيانا تأتي مراس���لة يف نفس‬ ‫املوض���وع من ع���دة مكات���ب ليس هل���ا عالقة ويف‬ ‫مس���تويات خمتلفة وكأن اجلهد أو الوقت ليس‬ ‫له قيمة‪ .‬فهل قامت الثورة لكي تستمر ممارسات‬ ‫املاضي؟‬ ‫أم���ا ع���ن املمارس���ات املناهضة أله���داف الثورة‬ ‫يف اإلص�ل�اح والتطوي���ر فح���دث وال ح���رج‪ ،‬ويف‬ ‫احلقيقة يبدو أننا انتصرنا عسكريا ولكن الثورة‬ ‫مل تص���ل إىل دوالي���ب الدول���ة ومفاصله���ا فع�ل�ا‬ ‫وساهم يف هذا إىل حد كبري التسامح مع األزالم‬ ‫ال���ذي وص���ل إىل مس���توى التفري���ط يف أه���داف‬ ‫الثورة ويف التضحيات اليت بذهلا شبابنا يف امليدان‬ ‫إلرضاء بعض العوائل والقبائل‪ .‬ووصل األمر إىل‬ ‫بق���اء العديد م���ن أزالم الطاغية يف مواقع قيادية‬ ‫أو حساس���ة يف اإلدارات والس���فارات والش���ركات‬ ‫يف الداخل واخلارج‪ .‬فهل قام الشعب بالثورة لكي‬ ‫يستمر الفساد؟‬

‫لق���د كان ف���رح الليبي�ي�ن عظيم���ا بانتخاب‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي وب���زوغ عص���ر الدميقراطي���ة‬ ‫يف ليبي���ا ولك���ن بع���ض املمارس���ات ت���دل على أن‬ ‫الكثريين منا ال زالوا يعيشون املمارسات الشعبية‪،‬‬ ‫فاألصل يف النظ���ام الدميقراطي يكمن يف فصل‬ ‫التش���ريع ع���ن التنفيذ ع���ن القض���اء ولكننا نرى‬ ‫تدخال مباش���را من املش���رعني يف أم���ور احلكومة‬ ‫التنفيذية‪ .‬بل بدا لكثري م���ن أعضاء املؤمتر أنهم‬ ‫أعضاء برملان ونسوا اهلدف األصيل أال وهو وضع‬ ‫الدس���تور ولي���س التش���ريع يف مرحل���ة انتقالية‬ ‫حم���دودة زمني���ا‪ .‬ناهي���ك ع���ن اإلج���ازات واحلج‬ ‫والزي���ارات اخلارجية وكثرة اللج���ان الداخلية‬ ‫ال�ت�ي أنهك���ت أعض���اء املؤمتر وقد حتي���د بهم عن‬ ‫اهل���دف يف غياب إعالم وطين مس���تقل وحريص‬ ‫يراقب ويس���دد بدون إث���ارة مش���اكل أو قالقل‪.‬‬ ‫فه���ل حن���ن نري���د لليبي���ا دول���ة دميقراطي���ة أم‬ ‫سنعود إىل ممارسات السلطة الشعبية البغيضة؟‬ ‫واألم���ر املث�ي�ر للمخ���اوف حالي���ا ه���و التواف���ق‬ ‫الكب�ي�ر بني أعض���اء املؤمت���ر كتال وأف���رادا على‬ ‫احلكوم���ة املؤقتة فهذا قد يقودنا إىل دكتاتورية‬ ‫برملانية يف غياب معارض���ة وطنية داخل املؤمتر‪.‬‬ ‫والعملية الدميقراطية الس���ليمة يف ليبيا حتتاج‬ ‫إىل كتل���ة وطني���ة قوي���ة معارض���ة لتصحي���ح‬ ‫املس���ار دميقراطيا ّ‬ ‫كل ما دعت احلاجة إىل ذلك‬ ‫لكي خنرج من أي كبوة بأس���اليب سلمية ودون‬ ‫اللجوء إىل تصحيح مثار الثورة بأساليب أخرى‪،‬‬ ‫وال���كل ي���رى انزعاج طوائ���ف كبرية م���ن الثوار‬ ‫من كثري م���ن اإلج���راءات والرتتيب���ات اجلارية‬ ‫يف كث�ي�ر من األم���ور‪ .‬فهل نس���تطيع أن نصحح‬ ‫مس���ارنا دميقراطي���ا أم س���نحتاج إىل تصحي���ح‬ ‫املسار؟‬ ‫لق���د دفع الش���عب اللييب الثمن م���ن أرواح و دماء‬ ‫وآالم ودم���وع يف الس���جون واملهاجر وعلى كامل‬ ‫ت���راب ليبيا احلبيب���ة خالل مس�ي�رة أربعة عقود‬ ‫من الظل���م والطغيان ثم توج هذا بثورة مباركة‬ ‫عمده���ا بالدماء والتضامن الش���عيب الكامل‪ ،‬أفال‬ ‫يستحق هذا الشعب الكريم نتائج أفضل؟‬


‫‪19‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 82‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫ّ‬ ‫أتذكر‬

‫السنوسي حبيب‬

‫رحليت مع املرض‬

‫وهكذا س���افرت من هون أنا ومرافقي الطيب الصديق مسري‬ ‫خليف���ة إىل طرابل���س ومنها إىل بروكس���ل حيث كان يف‬ ‫إستقبالنا الصديق بدر الشيخ الذي كان حينها يشغل موقع‬ ‫القائم بأعمال الس���فري‪ .‬ظللنا ببلجيكا يوم�ي�ن قاما خالهلما‬ ‫الصديق بدر بإطالعنا على بعض معامل بروكسل ومواقعها‬ ‫التارخيية مثل املكان الذي دارت فيه معركة واترلو الشهري‬ ‫ة اليت انتهت بهزمية اإلمرباط���ور نابليون بونابرت‪ .‬بالقطار‬ ‫س���افرنا إىل باري���س ال�ت�ي وصلناه���ا ي���وم ‪.-10-2010 20‬‬ ‫أس���كنتنا شركة دينوس للخدمات الطبية يف فندق بباريس‬ ‫التقليدي���ة قريب���ا من مونتمارت���ر‪ ,‬كانت فرص���ة ذهبية أن‬ ‫أتع��� ّرف عن قرب على اجل���زء التارخيي م���ن مدينة باريس‪.‬‬ ‫بعد حوالي عشرة أيام عرضت على طبيب خمتص يف األورام‬ ‫وتصادف أنه كان س���يتقاعد بعد أسبوع واحد‪ ,‬قام بفحصي‬ ‫ومراجع���ة ص���ور وتقارير تون���س وقرر أن اس���تمر يف العالج‬ ‫بالكيم���اوي‪ ,‬ح�ي�ن طلبت م���ن س���كرتريته إعطائ���ي التقرير‬ ‫أجابت أنها س���وف تبعث به إىل ش���ركة دين���س حني جيهز‪,‬‬ ‫حني ذهبنا بعد أيام إىل مقر شركة دينوس أعلمنا مديرها‬ ‫أن الطبي���ب أوصى أن أس���تأنف العالج بتون���س وأن علينا أن‬ ‫نس���افر إىل تون���س بعد يومني‪ ,‬ش���عرت بأن يف األم���ر تدبريا‬ ‫مدب���را من قبل أن نس���افر من ليبيا وأن هذه الش���ركة رمبا‬ ‫تكون ش���ركة وهمية حيث تقتصر عل���ى طبيب متقاعد هو‬ ‫مديرها ومؤسس���ها وص ّراف يتوىل الشؤون املالية وسكرترية‬ ‫جزائرية مجيلة تقوم بالرتمجة‪ ,‬ينحش���ر ثالثتهم يف مكتب‬ ‫صغري بشقة يف عمارة بشارع ميكل انغلو‪.‬‬

‫يف اليوم التالي ذهبنا يف زيارة للمكتب الشعيب اللييب بباريس‬ ‫للس�ل�ام عل���ى األخ صالح الكاس���ح املوظف باملكت���ب الذي كان‬ ‫ش���قيقه قد أعطاني امسه‪ ,‬حني اس���تقبلنا مبكتبه وكان يشغل‬ ‫موقع أمني ثالث باملكتب الشعيب أعلمين بأن رسالة تفويض قد‬ ‫وصل���ت بامسي من قلم معمر القذايف (علمت يف وقت الحق أن‬ ‫الصديق عبد الرمحان شلقم كان من ورائها‪ ,‬استجابة ملكاملات‬ ‫اإلحلاح اليت كان الصديق الشاعر إدريس الطبيب جيريها مع‬ ‫الصدي���ق عبد الرمح���ان يف نيويورك)‪ .‬ذهب الكاس���ح معنا إىل‬ ‫مكتب الش���ؤون املالي���ة حيث أقرتح مدي���ره أن ننتقل إىل فندق‬ ‫أداجي���و باملنطق���ة ‪ 15‬جبوار برج ايفيل الش���هري‪ ,‬س���لمنا املدير‬ ‫املالي مبلغا لإلعاش���ة بواقع ‪ 30‬يورو للي���وم الواحد مع تغطية‬ ‫السفارة ألجرة الفندق ومصاريف العالج‪.‬‬ ‫حص���ل لن���ا املرتج���م اجلزائري التاب���ع للس���فارة على موعد‬ ‫للكشف عند طبيب خمتص باألورام مبستشفى جورج مببيدو‬ ‫تذمرت من بعد‬ ‫احلكوم���ي‪ ,‬حيني املوعد بعد عش���رة أيام‪ ,‬ح�ي�ن ّ‬ ‫املوع���د أجاب�ن�ي املرتج���م بان���ي اعت�ب�ر حمظوظا حي���ت مواعيد‬ ‫الكشف تتأخر هنا كثريا تصل أحيانا إىل الشهور‪.‬‬ ‫كانت جلس���ة الع�ل�اج بالكيماوي يف باري���س تتكون من نفس‬ ‫العق���ارات ولكنه���ا تأخذ زمن���ا أقل حيث تس���تغرق فقط حوالي‬ ‫س���اعة ونص���ف ب���دل مخ���س س���اعات يف تون���س‪ ,‬وهن���ا ال أقوم‬ ‫بالتبول طوال اجللسة‪ ,‬ويضعون فوق رأسي وعلى ّ‬ ‫ورجلي‬ ‫يدي‬ ‫ّ‬ ‫أكياس ثلج لتخفيف اثر الكيماوي على األطراف األمر الذي‬ ‫مل اعرف���ه يف تون���س‪ ,‬بعد االنته���اء من اجلرعة ال أحس س���وى‬ ‫بآالم بس���يطة وخاصة يف الفرتة املسائية وتظل شهييت لألكل‬ ‫جي���دة ومعدل نش���اطي احلركي جي���دا وال أث���ر للرتجيع‪ ,‬أي‬ ‫أن األمور تس�ي�ر طبيعية‪ ,‬عرب ش���هرين ونصف الشهر خضعت‬ ‫لثالث���ة جرع���ات‪ ,‬واحدة ّ‬ ‫كل ثالثة أس���ابيع‪ ,‬كن���ت يف الفرتة‬ ‫الواقع���ة ب�ي�ن اجلرع���ات أق���وم بزي���ارة بع���ض مع���امل باري���س‬ ‫التارخيي���ة واألثرية‪ ,‬املتاحف ومعارض الفنون‪ ,‬وقد س���اعدني‬ ‫تواجد الصديقة الدكتورة س���عاد الوحيدي على اإلطالع على‬ ‫بعض األماك���ن ذات الصبغة الثقافية والتارخيية‪ ,‬قد أس���دت‬ ‫لي بذلك معروفا مجيال س���أذكرها به على م ّر األيام‪( ,‬كتبت‬ ‫عن أيام إقاميت يف باريس مذكرات حتت اسم هنا باريس)‪.‬‬ ‫يف أواخ���ر ش���هر يناي���ر للع���ام ‪ 2011‬وح�ي�ن ب���دأت تظهر يف‬ ‫الفي���س بوك الدع���وة إىل وقف���ات إحتجاجية يف امل���دن الليبية‬ ‫ي���وم ‪ 17‬فرباي���ر‪ ,‬كن���ت حينه���ا قد أخ���ذت اجلرعة السادس���ة‬ ‫م���ن العالج الكيماوي وبعد عش���رة أيام من ذل���ك عملت صورة‬ ‫اس���كنر حس���ب طلب الطبيب املعاجل‪ ,‬تص���ادف أن اتصل بي من‬ ‫صحيت وحني‬ ‫لندن الصديق حممد خمل���وف لإلطمئنان على ّ‬ ‫تطرقنا إىل موضوع الوقفات س���ألين (هل تعتقد أن الش���باب يف‬ ‫ليبيا سيخرجون يف الوقفات وستنجح؟ كانت إجابيت العفوية‬ ‫يف ليبيا ّ‬ ‫كل ش���يء وارد) مل تكن ّ‬ ‫ل���دي رؤية واضحة وحمددة‬ ‫ولك���ن كان لديّإحس���اس مبهم بأن ش���يئا ما س���يحصل ولذا‬ ‫ح�ي�ن قابل���ت الطبيب ي���وم ‪ 10‬فرباي���ر وأعلمين بأن ال���ورم قد‬ ‫مت جتميده وأن يف اس���تطاعيت الس���فر‪ ,‬أعلم���ت مرافقي مسري‬ ‫أن علين���ا الس���فر يف أقرب فرصة‪ ,‬كنت ال أري���د أن أظل بعيدا‬ ‫ع���ن الوط���ن وعن أس���رتي يف ظرف رمبا يكون غ�ي�ر طبيعي يف‬ ‫األيام القريبة القادمة‪ ,‬اتصل مسري مبكتب خطوط اإلفريقية‬ ‫لتجديد احلجز وكان أن س���افرنا من مطار ش���ارل ديغول يوم‬ ‫‪ 12‬يناير لنصل ليال حيث كان يف إستقبالنا بصالة الوصول‬

‫‪3/2‬‬

‫حش���د من األصدقاء واألقارب‪ ,‬بتن���ا ليلتنا يف طرابلس وصباحا‬ ‫غادرنا يف اجتاه هون‪ ,‬يف املطار الحظت على الوجوه ويف كلمات‬ ‫األصدق���اء حالة من القلق والتوتر‪ ,‬كان من ضمن احلاضرين‬ ‫كات���ب يف موقع الوطن اإللكرتوني أجرى معي مقابلة صغرية‬ ‫كان س���ؤاله الرئيسي عن ماذا أتوقع من الوقفات اإلحتجاجية‬ ‫أجبته أنه يتوجب على الس���لطات أن تس���تجيب ملطالب الشباب‬ ‫اللي�ب�ي وأن تبادر بإجراء إصالحات حقيقة س���ريعا تلك كانت‬ ‫يف تص���وري املعاجل���ة املالئمة ملوض���وع اإلحتجاج���ات‪ ,‬يبدو أن‬ ‫إجاباتي مل تعجب املشرفني على املوقع فلم ينشروها‪.‬‬ ‫ظلل���ت يف هون حبيس املرض وانقط���اع الكهرباء واالتصاالت‬ ‫يف ف�ت�رة قيام ثورة ‪17‬فرباير اجمليدة وقد س���ردت تلك املرحلة‬ ‫ّ‬ ‫(أتذكر )‪.‬‬ ‫يف حلقة غسان والثورة من‬ ‫يف بداية ش���هر عش���رة ومبعونة مالية وتوصي���ة للجنة العالج‬ ‫بتونس من األس���تاذ الصديق حممد العالقي الذي كان وقتها‬ ‫يش���غل منص���ب وزير العدل ‪ ,‬س���افرت إىل تون���س رفقة قرييب‬ ‫الدكت���ور ابوبك���ر‪ ,‬حي���ث أدخلت�ن�ي اللجن���ة الطبي���ة مصح���ة‬ ‫البح�ي�رة ألخض���ع للعالج مدة ثالثة أش���هر ونص���ف‪ ,‬خضعت‬ ‫خالهل���ا لع���دد م���ن الفحوص���ات والص���ور بالس���كانر واملنظ���ار‬ ‫واألش���عة‪ ,‬ترت���ب عليه���ا إخضاعي لعش���ر جلس���ات م���ن العالج‬ ‫باألش���عة للرئة اليمنى ثم قام الطبيب املعاجل بعملية كش���ط‬ ‫بالب���ارد (أي بالثلج ) لتفرع القصبة اهلوائية األمين الذي كان‬ ‫الورم قد امت���د إليه ومنع دخول األكس���جني إىل الرئة‪ ,‬األمر‬ ‫الذي أدى إىل توقفها عن العمل وأوشكت أن تتعفن‪ ,‬بعد عملية‬ ‫بتحس���ن جزئ���ي أخذ يتحس���ن تدرجييا‪,‬‬ ‫الكش���ط ب���دأت أحس‬ ‫ّ‬ ‫رغم األثر الس���ليب ال���ذي أحدثه العالج باألش���عة على قدرتي‬ ‫على احلركة واملش���ي‪ ,‬حيث هبطت قدرتي على املش���ي حوالي‬ ‫أس���بوعني‪ .‬يف تلك الفرتة كنا على أبواب عيد األضحى‪ ,‬طلبت‬ ‫م�ن�ي زوجيت أن امسح هلم بالق���دوم إىل تونس لزيارتي وقضاء‬ ‫أي���ام العيد قرب���ي‪ ,‬وافقتها على القدوم حيث اس���تأجروا ش���قة‬ ‫قريب���ة ودأبوا عل���ى زيارتي يف الفرتة املس���ائية يوميا‪ ,‬يوم العيد‬ ‫اش�ت�رت زوجيت حلم خروف تونس���ي والتحقت بهم يف شقتهم‬ ‫حي���ث ّعيدنا وأكلن���ا قالية العي���د التقليدية ولك���ن ليس من‬ ‫أضحيتن���ا‪ ,‬امله���م اجتماعن���ا وبقائي معهم طوال ذل���ك اليوم‪ ,‬يف‬ ‫املس���اء ّ‬ ‫عل���ي أن أبيت معهم ولكنين أص���ررت على الرجوع‬ ‫احلوا ّ‬ ‫إىل املصحة‪.‬‬

‫ظللت يف هون حبيس املرض‬ ‫وانقطاع الكهرباء واالتصاالت‬ ‫يف فرتة قيام ثورة ‪17‬فرباير‬ ‫اجمليدة وقد سردت تلك املرحلة‬ ‫يف حلقة غسان والثورة من‬ ‫ّ‬ ‫(أتذكر )‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 82‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫التحول من الثورة اىل الدولة‬

‫هل حنن يف طريق اصالح أم حتـــــــ‬ ‫الثورة هي تغري نظام ‪:‬‬ ‫حدت���ت ثورات عدي���دة على م���ر التاريخ ومن‬ ‫اش���هرها الثورة الفرنس���ية والثورة األمريكية‬ ‫والث���ورة البلش���فية ‪ ،‬وم���ن احدثه���ا الث���ورة‬ ‫االيرانية وثورات أوروبا الش���رقية‪ .‬اس���تطاعت‬ ‫بع���ض م���ن ه���ده الث���ورات حتقي���ق أهدافه���ا‬ ‫يف احلري���ة والع���دل واقام���ة دولة املؤسس���ات‬ ‫والقان���ون والرفاهي���ة وفش���لت أو احنرف���ت‬ ‫األخ���ري واس���تبدلت نظام���اً اس���بدادياً بآخ���ر‬ ‫مياثله ان مل يفوقه يف القمع وكبت احلريات‪.‬‬ ‫ما خي���ص الث���ورة الليبية فله���ا مربراتها وهي‬ ‫اس���تبداد وفس���اد النظام املقب���ور وأدى ذلك اىل‬ ‫انه���اء مربرات وج���وده‪ .‬يف هذا النظ���ام املنتهية‬ ‫صالحيت���ه س���اد التس���يب وأستش���ري الفس���اد‬ ‫وحت���ول االف���راد اىل قطي���ع يق���وده ش���خص‬ ‫يدع���ي املعرفة مبصلحة اجلماهري يف ماضيها‬ ‫وحاضره���ا ومس���تقبلها و يعتقد ان ل���ه دراية‬ ‫تام���ة بتطلعاته���ا وما تصب���و الي���ه يف احلاضر‬ ‫واملس���تقبل ‪ ،‬غل���ب عل���ي من���ط تفكريالنظ���ام‬ ‫املس���تبد النرجس���ية واالس���تعالء وانفص���ام‬ ‫الدول���ة ع���ن اجملتم���ع ‪ .‬مؤسس���ات الدول���ة يف‬ ‫ه���ذا النظ���ام الفاس���د حتول���ت من مؤسس���ات‬ ‫عام���ة اىل مؤسس���ات خاص���ة حتق���ق مص���احل‬ ‫م���ن كلف���وا بادارته���ا ‪ ،‬القان���ون بعموميت���ه‬ ‫ومشوليت���ه حت���ول اىل اداة طيع���ة مل���ن اوكل‬ ‫األم���ر بتنفي���دة لتحقي���ق املص���احل اخلاص���ة‪،‬‬ ‫املؤسس���ات املالي���ة اصبح���ت مؤسس���ات مقننة‬ ‫لنه���ب امل���ال العام‪ ،‬املؤسس���ات األمني���ة حتولت‬ ‫اىل مافيات حلماية أصحاب النفوذ والسلطان‪،‬‬ ‫وبانتشارالفساد وغياب العدل وضعف القانون‬ ‫ضعف معها األم���ل يف اخلالص وروح األنتماء‬ ‫اىل الوط���ن وس���ادت األناني���ة وضع���ف األيثار‬ ‫والش���عور بالصاحل العام‪ .‬من هن���ا حتول أفراد‬ ‫اجملتم���ع اىل جتمع���ات م���ن الدئ���اب ‪ ،‬ومن هنا‬ ‫بدأت ح���رب الكل ضد الكل‪ ،‬فالث���ورة ماهي اال‬ ‫ش���عور الغالبية بان احلل يتطل���ب الثورة على‬ ‫جمتم���ع الغاب واخل���روج من الدائ���رة املغلقة‬ ‫اىل اجملتم���ع املفت���وح مب���ا حيمل���ه م���ن امل يف‬ ‫احلرية والعدل والرخاء‪ ،‬ومن جمتمع الذئاب‬

‫حممد نوري الراعي‬ ‫اىل جمتم���ع يتس���ع اىل ان يعي���ش في���ه ال���كل‬ ‫بس�ل�ام‪ .‬فاألنس���داد واألنغ�ل�اق يصع���د الوعي‬ ‫بض���رورة احداث األنفراج ‪ ،‬ومن خالل اتس���اع‬ ‫رقعة الفساد واالستبداد يزداد الوعي بضرورة‬ ‫الث���ورة وال�ت�ي يصب���ح انفجاره���ا عام���ل وقت‬ ‫ينتظر الشرارة اليت تفجرها‪.‬‬ ‫جنحت الث���ورة بكل معايري الثورات اليت جلأت‬ ‫اىل العن���ف لتغ�ي�ر ما ه���و قائ���م ‪ ،‬وكان الثمن‬ ‫اآلالف م���ن الش���هداء واجلرح���ى واملفقودي���ن‬ ‫واألس���ر املش���ردة وتدمري ملدن وق���ري ناصرت‬ ‫الث���ورة‪ ،‬احتفلن���ا بالنص���ر يف حين���ة وكان���ت‬ ‫احتفاالت ش���عب من اقصى الب�ل�اد اىل اقصاها‬ ‫‪،‬احتفاالت عفوية عربت عن الفرحة ومحلت‬ ‫يف طياته���ا احلل���م باحلري���ة الكامل���ة وأمل يف‬ ‫قيام دولة العدل واملؤسس���ات القادرة ‪ ،‬وتتطلع‬ ‫اىل قيام نظ���ام دميقراطي يقوم على املواطنة‪.‬‬ ‫كان حلم���ا مجيال ملن اعتق���د يف ان الثورة قد‬ ‫جنح���ت ب���زوال بع���ض األش���خاص وبتغي�ي�ر‬ ‫النش���يد والعل���م‪ .‬اال ان نظ���رة ثاقب���ة لطبيعة‬ ‫النظ���ام املنه���ار يالح���ظ ان العالقات الس���ائدة‬ ‫مل تنت���ه بعد ‪ ،‬وم���ا نعنيه بالعالقات الس���ائدة‬ ‫هي مؤسس���ات النظ���ام الفاس���دة وليس فقط‬ ‫القوى السياس���ية الفاس���دة التى تقع يف اعلى‬ ‫ه���رم الس���لطة‪ .‬ما نعني���ه بالعالقات الس���ائدة‬ ‫هوالش���بكة العنكبوتي���ة وما حتمل���ه يف طياتها‬

‫من قه���ر ونهب للمال العام وانتهاك للحريات‬ ‫وغي���اب للعدل ‪،‬جن���اح الث���ورة ال يع�ن�ي انهيار‬ ‫املؤسس���ات الس���ابقة ‪ ،‬ب���ل ان ه���ده املؤسس���ات‬ ‫حتاول مبعاوهلا وبط���رق خمتلفة ان تتعايش‬ ‫حت���ى بع���د ان أطاح���ت الث���ورة ببع���ض م���ن‬ ‫رموزه���ا ‪ ،‬فبالرغ���م م���ن قي���ام الث���ورة ال زالت‬ ‫ه���ذه الق���وى حت���اول احملافظة عل���ى وجودها‬ ‫حتى بعد ان تغري النش���يد والعل���م‪ .‬يف حلظات‬ ‫الثورة يش���عر أصحاب النظام القديم باخلطر‪،‬‬ ‫فالث���ورة هي اع�ل�ان ع���ن انته���اء صالحياتهم‬ ‫ومناصبه���م ومميزاته���م ونهبهم وس���لطانهم‪،‬‬ ‫ولك���ن الكثري منه���م وللحفاظ على مكاس���بهم‬ ‫أعلن���وا انضامه���م للث���ورة وباركوه���ا فلي���س‬ ‫هل���ؤالء دين بل هم يتش���بثون بكل ما حيافظ‬ ‫عل���ى س���لطانهم وامواهل���م‪ .‬من هن���ا ميكن ان‬ ‫ته���دد الثورة باالنتكاس وم���ن املمكن ان حتيد‬ ‫عن الطريق ويتحول الثوار اىل أدوات ملصلحة‬ ‫العه���د اجلدي���د ال���ذي حيافظ عل���ى العالقات‬ ‫القدمي���ة الس���ائدة‪ .‬ان م���ا من���ر ب���ه الي���وم هو‬ ‫الش���عور بأن العالقات القدمية ال زالت س���ائدة‬ ‫وم���ا حنتاج الي���ه هوالوع���ي الت���ام والكامل بان‬ ‫النظ���ام القدي���م مل ينت���ه بع���د ح�ت�ي وان تغري‬ ‫األفراد يف السلطة القائمة‪.‬‬ ‫حكومة الكيب ومأزق اصالح العالقات السائدة‪:‬‬ ‫بع���د مقارب���ة انته���اء الس���نة امليالدي���ة الثانية‬ ‫م���ن عم���ر الث���ورة ط���رح الس���يد الكيب س���ؤاال‬ ‫يس���تخدم يف احلمالت األنتخابية الرئاس���ية‬ ‫عما‬ ‫األمريكي���ة ه���و "هل حنن بأحس���ن ح���ال‪َّ ،‬‬ ‫مض���ى؟" ان نظرة موضوعية حلكومة الس���يد‬ ‫الكي���ب يالحظ انها اخفقت جب���دارة‪ .‬ما قامت‬ ‫ب���ه حكومة الكيب من ص���رف لألموال حبكمة‬ ‫او غ�ي�ر حكمة لتغطية املتطلب���ات األنية راجع‬ ‫اىل انن���ا دول���ة نفطي���ة‪ .‬فلق���د ات���كأت حكومة‬ ‫الكيب على اموال النفط لالستجابة للمطالب‬ ‫ولكنه���ا مل حت���اول ان تغ�ي�ر قلي�ل�ا أو تش���رك‬ ‫األنس���ان ال���ذي احدث الثورة وال���ذي من اجله‬ ‫قامت الثورة‪.‬‬ ‫ليبيا دولة نفطية‪:‬‬ ‫ميزاني���ة احلكومة ومش���اريع احلكومة كلها‬ ‫مغطاة بأموال النفط اليت تنتجه رضنا الطيبة‬ ‫املعطاءة‪ ،‬ال نعتمد كما هو يف الدول الصناعية‬ ‫على انتاج املصانع وال كما يف الدول الزراعية‬ ‫عل���ى انتاج امل���زارع ‪ ،‬وال كم���ا يف دول اجلوار ‪،‬‬ ‫مص���ر وتون���س ‪ ،‬على انت���اج القوى البش���رية ‪،‬‬ ‫ان كل م���ا قامت به حكوماتن���ا هو صرف هده‬ ‫الس���يولة والبالي�ي�ن املودع���ة يف البن���وك م���ن‬ ‫عائ���دات الذهب األس���ود ‪ .‬وم���ع كل ذلك ظل‬ ‫العجز وسوء اخلدمات وضعف األداء على كل‬ ‫املس���تويات‪ .‬س���قف املطالب ليس بعال ان اخدنا‬ ‫يف األعتب���ار م���ا ي���ودع يف بنوكن���ا م���ن أموال‪،‬‬ ‫فاحل���ق كل احل���ق للمواط���ن يف دول���ة تعداد‬ ‫س���كانها ال يتع���دى الس���تة مالي�ي�ن أن يطالب‬ ‫بط���رق اّمنة وكهرب���اء ال تنقط���ع ‪ ،‬وخدمات‬ ‫من الدرجة األوىل ‪ ،‬وقوي أمن حتمية وجيش‬ ‫يصون ح���دوده ويؤمن ثورته‪ ،‬ليس هناك عذر‬ ‫لألخفاق ‪ ،‬ف���ان كانت حجتنا النظام الس���ابق‬ ‫فها هو ق���د انهار‪ ،‬اما ان كانت حجتنا الفس���اد‬

‫والزم���رة الفاس���دة فه���ذا م���ا قامت م���ن أجله‬ ‫الثورة ألنهائه‪ .‬التحديات اليت نواجهها ليست‬ ‫بعس�ي�رة وم���ا ه���و مفقود ه���و ثق���ة املواطن يف‬ ‫الدولة وقدرتها على تلبي���ة مطالبه وحاجاته‪،‬‬ ‫م���ا هو مطل���وب هو التح���ام املواط���ن حبكومته‬ ‫وتب���ادل الثق���ة بينهم���ا‪ .‬وق���د يرد أحد ب���أن ان‬ ‫املطلوب مستحيل فحجم الدمار املادي والبين‬ ‫التحتية كبري وما دمرألعوام طويلة ال ميكن‬ ‫بناءه يف ه���ذا الوقت القصري م���ن عمر الثورة؟‬ ‫ب���ل ان املتح���دث ميك���ن أن يسرتس���ل بالقول‬ ‫ب���أن الدمار والتخلف مشل ليس فقط اجلانب‬ ‫امل���ادي واملعيش���ي لليبي�ي�ن ب���ل ايض���ا اجلان���ب‬ ‫العقلي يف تفكريهم ورؤيتهم للحياة‪ .‬وبالرغم‬ ‫م���ن وجاه���ة التعقي���ب ميكننا ان نق���ول انه يف‬ ‫غياب الرؤيا الواضحة والرضوخ للضغوط من‬ ‫قبل "س���لطات عليا"وعدم املكاشفة والشفافية‬ ‫يف املعلومات و اطالع الشارع وحتريكة يف صف‬ ‫التحول والعمل بانصاف احللول والرهان على‬ ‫عامل الوقت ‪ ،‬واس���تخدام ادوات النظام السابق‬ ‫يف حماول���ة ح���ل املش���اكل القائم���ة ادى ذلك‬ ‫كله اىل عدم شعور املواطن بانة ليس باحسن‬ ‫حال عما كان عليه‪.‬‬ ‫بعد جناح الثورة انتشر السالح وأصبحت البالد‬ ‫تس���ودها مظاهرالتس���لح والعنف حلل النزاع‬ ‫بني األطراف ‪ ،‬الس���ؤال هو ‪:‬هل اختفى السالح‬ ‫ومظاهرالقوة واملليشيات ومظاهر وجود دولة‬ ‫داخل الدولة ؟ وهل ش���عر املواطن بتحسن يف‬ ‫األم���ن واألم���ان؟ ه���رب اآلالف م���ن اجملرمني‬ ‫م���ن الس���جون اثن���اء الث���ورة فه���ل اس���تطاعت‬ ‫احلكومة اعادتهم للسجون وهل شعر املواطن‬ ‫باألم���ن واخنفاض يف نس���بة اجلرمية وتدني‬ ‫يف األعت���داء على املمتلكات‪ .‬استش���هد من أجل‬ ‫الث���ورة األالف وتغ�ي�رت الواجهات السياس���ية‬ ‫ولكن هل استطاعت احلكومة احلد أو التقليل‬ ‫من فس���ادها‪،‬؟ هل اس���تطاعت احلكومة اشعار‬ ‫املواطن بأن التغري اصبح اىل األحسن؟ التحول‬ ‫يف عه���د الثورة يكون مب���ن وملن ولصاحل من و‬ ‫م���ا ه���ي األدوات املس���تخدمة ألح���داث ه���ذا‬ ‫التحول‪ .‬ان استخدامنا يف عملية التغري لنفس‬ ‫األدوات القدمية أدت اىل حصد ما أنتجته هذه‬ ‫األدوات م���ن تتبي���ث ما قامت الث���ورة ألنهائه ‪،‬‬ ‫ام���ا ملن ولصاحل من قام���ت الثورة بالتغري ‪ ،‬فما‬ ‫نش���هده هو ان التغري مل ميس املواطن البسيط‬ ‫يف حياته ‪ ،‬فالغالء هو الغالء والكهرباء ال زالت‬ ‫غ�ي�ر متواصل���ة واخلدمات الصحي���ة ظلت بل‬ ‫احندرت اىل األسوأ‪ ،‬والبطالة ال زالت مرتفعة‪،‬‬ ‫حت���ى املعاش���ات ال زال���ت متقطع���ة يف بع���ض‬ ‫املناط���ق‪ .‬ما مل يذكره الس���يد الكي���ب ان ليبيا‬ ‫دولة برتولية واموال النفط هي املورد الرئيس‬ ‫لكل اخلدم���ات ومع هذا عج���زت حكومته عن‬ ‫اش���عار املواطن ب���أن هناك حت���ول اىل األفضل‪.‬‬ ‫األح�ل�ام واألم���ال ش���يئ والواق���ع ش���يئ اخ���ر‪.‬‬ ‫ان حاولن���ا اص���دار صحيف���ة مدرس���ية لوزارة‬ ‫السيد الكيب فستكون ارقامها محراء‪ .‬ان غياب‬ ‫الرؤي���ا الواضحة والش���روع يف مرحلة التحول‬ ‫واس���تخدام األلة القدمية الفاس���دة ادت كلها‬ ‫لعدم حتقيق مكاسب تذكر يف حكومة الكيب‪.‬‬


‫‪21‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 82‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫اجملد للميدان‬

‫ـــــول؟‬ ‫م���ا نريده ه���و حت���ول من الث���ورة اىل‬ ‫الدولة وليس اصالح لنظام فاسد‪:‬‬ ‫الف���رق ب�ي�ن التح���ول واألص�ل�اح ‪:‬‬ ‫التح���ول يع�ن�ي التحول م���ن حالة اىل‬ ‫حال���ة اما األصالح فه���و اصالح اخللل‬ ‫يف ماكين���ة او ال���ة عاطل���ة ‪ ،‬التح���ول‬ ‫يعين القطيعة مع املاضي والش���روع يف‬ ‫عملي���ة تغيري مس���تمرمتجدد للحالة‬ ‫ال�ت�ي ي���راد تغيريه���ا‪ ،‬فالقطيع���ة م���ع‬ ‫املاضي ه���و العالمة الف���ارزة والفارقة‬ ‫للتح���ول ‪ ،‬األص�ل�اح ال يس���عى اىل‬ ‫حتقي���ق تغ�ي�ر ج���دري يف العالق���ات‬ ‫الس���ائدة ‪ ،‬ب���ل حياول اس���تخدام نفس‬ ‫األل���ة واص�ل�اح مواط���ن اخلل���ل فيه���ا‬ ‫واطال���ة عمرها الزم�ن�ي‪ .‬ان الثورة مل‬ ‫تقم الصالح نظام فاسد بل اىل حتول‬ ‫ج���ذري يتطل���ب القطيعة م���ع املاضي‬ ‫والتح���ول اىل دولة حديثة تس���تحدث‬

‫عل���ى ض���رورة تغيريه���ا‪ .‬اذن التح���ول‬ ‫م���ن الثورة اىل الدولة ال بد ان تصحبه‬ ‫عملي���ة حت���ول ولي���س اص�ل�اح لنظام‬ ‫فاس���د مبعن���ى اس���تحداث مؤسس���ات‬ ‫جدي���دة بق���وى وكف���اءات وخ�ب�رات‬ ‫وطنية عالية‪.‬‬ ‫متطلب���ات عملية التحول و الش���روط‬ ‫الضروري���ة للتح���ول ‪ :‬القب���ول‬ ‫باحلقائ���ق امليداني���ة مبعن���ى عج���ز‬ ‫وفس���اد املؤساس���ات والكوادراملتواجدة‪.‬‬ ‫األع�ت�راف ب���أن هن���اك أزم���ة وحتديد‬ ‫معامله���ا ومكوناتها ‪ ،‬طرح احللول حلل‬ ‫األزم���ة وما تتطلبه م���ن قوى وخربات‬ ‫وكف���اءات بش���رية وارص���دة مالي���ة‬ ‫لعملي���ة التحول للوصول اىل األهداف‬ ‫املرج���وه‪ .‬متكني قيادات متل���ك الرؤى‬ ‫واخل�ب�رة والكف���اءة والس���لطة لقي���ادة‬ ‫عملي���ة التحول‪ .‬خل���ق روح الفريق يف‬

‫نظام���ا جديدا مبا يتضمنه من اجتثات‬ ‫آللة الدولة القدمية واستحداث نظام‬ ‫جديد حيم���ل كل معان���ي ومضامني‬ ‫الث���ورة و يفتح طريق���اً جديدة حتقق‬ ‫الرخاء واالمن وحياة افضل‪.‬‬ ‫ادوات التغي�ي�ر والتحدي���ات اليت تواجه‬ ‫حكومة السيد على زيدان‪:‬‬ ‫العالم���ة الفارق���ة حلكوم���ة زي���دان‬ ‫س���تكون يف اختي���اره الح���د الطريقني‬ ‫‪:‬طري���ق االص�ل�اح أم طري���ق التحول‪.‬‬ ‫ال ميكن اصالح الة النظام الس���ابق وما‬ ‫حتمله من موروثات فاس���دة يف جمال‬ ‫املؤسس���ات من جهة والكوادر البش���رية‬ ‫الفاس���دة م���ن جه���ة اخ���ري‪ .‬ان اتفقنا‬ ‫عل���ى ان النظام الس���ابق كان مشوليا‬ ‫مركزي���ا يتص���در األم���ن أولويات���ه ‪،‬‬ ‫فيمكنن���ا ان نقول ان ث���ورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫قام���ت لتنهي ذل���ك ‪ ،‬وان اتفقن���ا ايضا‬ ‫عل���ى ان مؤساس���ات النظ���ام الس���ابق‬ ‫فاس���دة مل تس���تطع ان ت���ؤدي ابس���ط‬ ‫اخلدم���ات للمواطن فيمكنن���ا ان نتفق‬

‫املؤسس���ات واحلرص عل���ى فتح قنوات‬ ‫التواصل بني اعضاء الفريق‪ .‬استحداث‬ ‫نظ���ام احلواف���ز للمتفوق�ي�ن يف عملية‬ ‫التغيري‪ .‬اس���تحداث عالم���ات فارقة يف‬ ‫عملي���ة التحول مبا ميك���ن من قياس‬ ‫األجن���ازات بلغة األرق���ام ‪ ،‬اعادة تقييم‬ ‫املراحل ‪ ،‬والتعرف على مواطن الفشل‬ ‫ومعاجلته���ا أوال ب���أول وع���دم اغف���ال‬ ‫األهداف املرجو حتقيقها‪ .‬احداث تغيري‬ ‫يف الس���لوك البش���ري باع���ادة التأهي���ل‬ ‫والتدري���ب مبا يتمش���ى م���ع متطلبات‬ ‫التغي�ي�ر ‪ ،‬كاحل���رص على التمس���ك‬ ‫باخالقي���ات العمل وحتمل مس���ؤولية‬ ‫األخط���اء ‪ ،‬االصرار ب���أن ثقافة العمل‬ ‫الس���ائدة ال ب���د ان تتغريواس���تخدام‬ ‫كل الوس���ائل التقني���ة املمكن���ة ال�ت�ي‬ ‫تق���ود اىل اح���داث نظ���ام ال مرك���زي‬ ‫يقوم على األجنازوحتس�ي�ن وتس���هيل‬ ‫اخلدم���ات للمواطن�ي�ن‪ .‬ان التح���ول ال‬ ‫ميك���ن ان ينجح بفعل الدوالرات فقط‬ ‫‪ ،‬فلقد فشلت حكومة الكيب رغم توفر‬

‫السيولة املادية وباليني النفط ‪،‬‬ ‫م���ا ه���و مطل���وب هواجي���اد الك���وادر‬ ‫البش���رية الوطني���ة اليت تق���ود عملية‬ ‫التح���ول‪ ،‬قد حنتاج فرتة العادة تأهيل‬ ‫الك���وادر ولك���ن وبدونه���ا ل���ن حي���دث‬ ‫حت���ول‪ .‬ان التح���ول م���ن الث���ورة اىل‬ ‫الدول���ة يتطل���ب النظ���ر اىل املس���تقبل‬ ‫بعدس���ة جدي���دة وفه���م وقناع���ة ب���ان‬ ‫مؤسس���ات النظ���ام الس���ابق وعناصره‬ ‫البش���رية ل���ن يصلحه���ا اي اص�ل�اح‪،‬‬ ‫فلقد اس���تنفدت مربرات وجودها وهي‬ ‫حتتاج اىل عملية حتول شامل وكلي‬ ‫بقي���ادات جدي���دة وكف���اءات عالي���ة‬ ‫متتلك النظرة واحلس والرؤي ملرحلة‬ ‫مس���تقبلية يعمه���ا التفاؤل مبس���تقبل‬ ‫زاهر لذدا اجليل واألجيال القادمة‪.‬‬ ‫م���ا ه���و مطل���وب م���ن حكومة الس���يد‬ ‫عل���ي زيدان هو اس���تحداث قناعة تامة‬ ‫يف فريق���ه وه���ي ان ليبي���ا س���تدخل يف‬ ‫عملي���ة حت���ول ولي���س اص�ل�اح ألل���ة‬ ‫فاس���دة ‪ ،‬حتول مب���ا يش���مله من رؤى‬ ‫جديدة واضحة ملا نري���د الوصول اليه‬ ‫واجي���اد األليات والقوى البش���رية ذات‬ ‫الق���درة القيادي���ة والكف���اءة العالي���ة‬ ‫واحلس الوطين الح���داث التحول ‪ ،‬قد‬ ‫ال يستطيع الس���يد على زيدان حتقيق‬ ‫الكث�ي�ر حبكم قصر م���دة واليته ولكن‬ ‫قد تبدأ حكومته يف مش���روع حضاري‬ ‫خلارط���ة طري���ق حيق���ق التح���ول‬ ‫م���ن الث���ورة اىل الدول���ة‪ .‬م���ا ميكن ان‬ ‫ننص���ح به حكومة الس���يد عل���ي زيدان‬ ‫ه���و ضرورة امت�ل�اك القي���اده لرؤية‬ ‫واضح���ة للتح���ول وم���ا جي���ب تغيريه‬ ‫واأله���داف امل���راد الوص���ول اليه���ا‪ .‬ان‬ ‫اخدن���ا بالعوام���ل التالي���ة فق���د حندث‬ ‫التحول‪ )1:‬ال بد من مد جس���ور الثقة‬ ‫ب�ي�ن احلكوم���ة واملواط���ن‪ ،‬فالثق���ة ال‬ ‫متن���ح بل تكتس���ب‪ )2.‬عملي���ة التحول‬ ‫م���ن الث���ورة اىل الدولة تبدأ باألنس���ان‬ ‫وتنته���ي باألنس���ان‪)3 .‬أع���ادة تأهي���ل‬ ‫الكوادرمهمة اساس���ية واملؤسسة تتغري‬ ‫بتغري س���لوك افرادها‪ )4.‬ال بد من فتح‬ ‫قنوات األتصال بني املواطن واحلكومة‪،‬‬ ‫فكل ما حتاول احلكوم���ة القيام به هو‬ ‫خدم���ة املواط���ن‪ )5‬الع�ب�رة بالنتائ���ج‪،‬‬ ‫فالنتائج ال ب���د ان تكون قابلة للقياس‬ ‫‪ ،‬فم���ا ال يق���اس ال يعت���د به‪)6.‬األم���ن‬ ‫والالمركزي���ه وحماربة الفس���اد هي‬ ‫عناوي���ن املرحلة القادم���ة فبدونها لن‬ ‫ينجز شيئ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫مالحظ���ة ‪ :‬اس���تعنا يف حتدي���د مع�ن�ي‬ ‫األصالح والتحول بنظرية جون كرت‬ ‫" قي���ادة التح���ول"‪ .‬للتعقي���ب الرج���اء‬ ‫ارس���ال تعقيباتك���م اىل اميي���ل الكات���ب‬ ‫‪mnesfoodproducts@aol.:‬‬ ‫‪ com‬ولكم الشكر‪.‬‬

‫ماجدة سيدهم‬

‫"واجملد لإلنسان الذي صرخ بالرفض يف وجه قوى االلتواء‪،‬‬ ‫لذا انتهى الدرس وبدأت من هنا األغاني ‪"..‬‬ ‫*ش���عب بش���كل الفرحة وعنفوان الس���يل ‪،‬جيتاح أزقة الكذب‪ ،‬يطرق‬ ‫أب���واب اخل���رس اجلالس على ناصي���ة امليدان ‪،‬ريعان يش���به الضحك‬ ‫‪ ،‬بطي���ب نف���س يق���دم حيات���ه عل���ى طب���ق من كرام���ة وخيت���ار درب‬ ‫الف���داء م���ن أجل حياة أفضل لكثريين ‪،‬الذي ينزل امليدان تلبس���ه روح‬ ‫االنصه���ار يف قلب مجوع الغض���ب ويصبح معهم الكي���ان الواحد بقلب‬ ‫مس���تقيم وضمري شديد النقاء ‪ ،‬يا هلا من س���عادة تـُحفـَر تفاصيلها يف‬ ‫ذاك���رة صانع التغيري‪ ،‬كم مزقتنا الش���هور املاضية وطرحتنا األهواء‬ ‫السياس���ة ما بني قرارات قذافيه تتسم برعونة الفكرة وسذاجة الطرح‬ ‫وعبثي���ة التحلي���ل م���ن ناحية وب�ي�ن قس���وة الكربياء اخلومي�ن�ي وغباء‬ ‫وجدانه والوالء لغلظة القهر الديين من ناحية اخرى ‪ ،‬عامان خميبان‬ ‫لآلمال ‪ ،‬نضجت فيهما التعاس���ة مبالحمنا ‪ ،‬والغضب اشعل العنف يف‬ ‫الطرقات ‪،‬اما الذل يا س���يادة الرئيس فقد أحين ظهورنا ‪،‬ظهورنا فقط‬ ‫‪ ،‬أم���ا اهلامة املصرية عرب التاريخ مل تع���رف قط االحنناء ‪،‬رغم الوعي‬ ‫الرائع الذي اكتس���به الش���ارع ج���راء متابعته النهم���ة لفهم كل تلك‬ ‫االحداث املؤس���فة وتفاصيلها املتش���ابكة وما اس���فرته من تصحيح أو‬ ‫تأكيد لرؤيته لتصبح اكثر وضوحا واس���تقامة بال ادنى احتمال يف‬ ‫تش���كيكه أو مغازلته من جديد ففي حقيقة األمر تصاعد املشهد الثائر‬ ‫بهذه الكثافة واالحتش���اد الغفري بكل ميادين مصر منذ عش���ية ثالثاء‬ ‫نوفم�ب�ر ‪،27‬ال يعين غ�ي�ر حجم الرفض اليت حيمله الش���ارع لقرارات‬ ‫رئي���س افرزت���ه فقط القوة وكافة أس���اليب االحتي���ال ‪ ،‬كما حتمل‬ ‫مس���احة هائلة م���ن املواجهة والش���جاعة يعلنها الش���عب بافتخار بكل‬ ‫طوائف���ه وتف���اوت طبقاته وخمتل���ف ثقافاته يف وجه الس���ادة اإلخوان‬ ‫بعدما قدموا أنفسهم خري تقديم بأنهم حقا دخالء وأفاقون ‪.‬‬ ‫*وها امليدان يعود بكل عنفوانه ش���اخما وبكامل ثقته وملء وسلطانه‬ ‫يافع���ا ‪،‬ع���اد بث���ورة أغانيه وحلو رقصات���ه وصالبة قصائده و تش���ابك‬ ‫أيادي���ه يف ملحمة إنس���انية فريدة ‪،‬مذهلة ‪،‬عاد بكل أش���واق طوائفه‬ ‫بال تردد أو إيعاز من أية قوى سياسية أو انتماءات حزبية وكأن من‬ ‫خانته الفرصة يف ‪ 25‬يناير لن يرتكها متر دومنا شرف حق االلتحام‬ ‫واإلصرار يف اسرتداد كرامته وكيانه ووطنه وحتقيق احللم الواحد‬ ‫" االنس���ان " ‪ ،‬ف���إن كانت مس���ميات اهلتاف���ات بكل امليادي���ن تلوح هذه‬ ‫اللحظات بإلغاء اإلعالن الدس���توري أو س���قوط اللجنة الدس���تورية‬ ‫لكنها يف حقيقة األمر ما هي ا ّ‬ ‫ال معربا حيمل صدق وحقيقة صيحة‬ ‫الش���عب اهلادرة واحلامسة " الشعب سيس���قط حتما هذا النظام " ولن‬ ‫يرح���ل ول���ن يقبل بغ�ي�ر التغيري بعدما ب���دت يف التخاذل ق���وى التيار‬ ‫الدي�ن�ي الذي أثبت فش���له وارتباكه ش���أن كل االنظمة الدينية على‬ ‫مر العصور ‪ ،‬والذي أيضا س���يناضل بعن���ف املخربني من أجل احلفاظ‬ ‫على أية مكاس���ب إقتنصه���ا بده���اء املخادع�ي�ن ‪،‬أُدرك أن ريعان مصر‬ ‫وح���ده يدفع الثمن الذكي ‪ ،‬كما أعي متاما اش���تعال فرحة اجلموع‬ ‫للتدفق اهلائل بكل امليادين يف عرس احلرية ‪ ،‬كما أرى بقلب متيقن‬ ‫كم تبدو مصر يف ذروة تألقها بعد حني قريب جدا من اآلن ‪..‬‬ ‫* يذهب الطغاة كما يليق بثورة شعوبهم ‪ ،‬يذكرهم التاريخ كملمح‬ ‫للمراحل الدامية بينما اخللود يتوج الشعوب الثائرة حلريتها ‪.‬‬ ‫* يااااااااااه ‪ ،‬وحشتينا يا مصر‪ ،‬وها نرجع نغين من تاني ‪:‬‬ ‫" يا مصر افرحي املي قلبك أغاني‬ ‫وهمومك اطرحي دا ميدانك جاي تاني ‪".....‬‬ ‫*سؤال ‪،‬ترى من سيكون رئيس مصر القادم ‪!..‬‬ ‫*******‬ ‫ومازلنا يف اول السطر ‪..‬‬


‫‪22‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 82‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫قصائد‬

‫حممد القذايف مسعود‬ ‫األعمى‬ ‫يضع األعمى يف غابة‬ ‫األلوان ‪.‬‬ ‫يسحب احلافة حنو‬ ‫جنون السؤال ‪.‬‬ ‫يقوده هاتف ال يضئ‬ ‫داعيا للشك يف‬ ‫عمى النهار وأصل‬ ‫األعمى ‪.‬‬

‫****‬ ‫بعد اخليبة‬ ‫أرقبها فال متطر‬ ‫أعود مأخوذا مبا‬ ‫أمحل من يقني‬ ‫فما بعد اخليبة‬ ‫إال احللم ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫حكاية‬ ‫على مشارف حكاية‬ ‫سقطت نورسة يف‬ ‫املاء ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫****‬ ‫رسائل‬ ‫غليان الرسائل‬ ‫مسك اخلفاء‬ ‫خنل يتهاوى‬ ‫يف وادي النايات ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫نظرتها‬ ‫تكسرت شفاهنا على‬ ‫مرأى من نظرتها ‪.‬‬

‫قليل من كثري‬

‫نصوص آمنة مطمئنة‬ ‫حنن أبهى ْ‬ ‫األمم‬ ‫أصلنا ثابت يف خناع الزمان‬ ‫وراياتنا فوق ّ‬ ‫ْ‬ ‫القمم‬ ‫كل‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫فاعلن ‪.............................‬‬ ‫فاعلن‬ ‫الب ّد أن تنتهي القصيدة بالكرم وتتلوها مباش���رة‬ ‫مح���ى من التصفيق وموج���ة عارمة من اهليجان‬ ‫ّ‬ ‫ث���م تنغل���ق‬ ‫‪ ،‬تتخّلله���ا تهان���ي النص���ر واإلب���داع ‪ّ ،‬‬ ‫األمس���ية على هذه الس���كرة اجلماعية وينسحب‬ ‫اجلمه���ور مرتنحّ ا منتش���يا ‪ ،‬يوغ���ل ّ‬ ‫كل فرد منه‬ ‫يف غابة التجار والسماس���رة وي�ب�رد دمه تدرجي ّيا‬ ‫وينطف���ئ متام���ا حني خيتل���ي بنفس���ه‪ " :‬بهزائمه‬ ‫اليومي���ة وديونه األبدية إضافة إىل هوس���ه بكرة‬ ‫الق���دم ومقته الش���ديد للكتب وذع���ره من فواتري‬ ‫املاء والكهرباء وال‪......‬أخل‬ ‫أما الش���عراء الفطاحل حم��� ّررو األرض وحم ّققو‬ ‫ّ‬ ‫النص���ر املب�ي�ن ‪ ،‬فيتس���ّللون اجلهب���ذ تلو الف��� ّذ تلو‬ ‫النحري���ر إىل مكت���ب مدير الفض���اء الثقايف الذي‬ ‫ويدس���ون يف جيوبهم نزرا من‬ ‫احتضن األمس���ية‪ّ ،‬‬ ‫ثم يهرولون‬ ‫املعمد بدماء الش���هداء ‪ّ ،‬‬ ‫وس���خ الدنيا ّ‬ ‫باجتاه بيوت خمتلف���ة العناوين ‪ ،‬منهم من يأوي‬ ‫إىل بي���ت الطاع���ة ‪ ،‬ومنهم من يل���وذ ببيت العنب‪،‬‬ ‫ومنهم م���ن يطري إىل بيت امل���ال ويكدّس غنيمته‬ ‫اجلدي���دة يف رصيده البنكي احملرتم ‪ ،‬وقد يغضب‬ ‫م���ن تكاس���ل ّ‬ ‫موظف البن���ك ‪ ،‬فهو كش���اعر فحل‬ ‫تضج يف رأس���ه ‪،‬‬ ‫له مش���اريع ش���عرية حتريرية ‪ّ ،‬‬ ‫ووقت���ه من ذهب‪ّ ،‬‬ ‫كل قصيدة جديدة هي مبثابة‬ ‫ّ‬ ‫وكل غزوة هلا غنائمها طبعا‪.‬‬ ‫الغزوة اجلديدة ‪،‬‬ ‫ه���ذه ح���ال بع���ض ش���عرائنا يف الوط���ن العرب���ي‬ ‫عموما‪ ،‬ولس���ت أحتدّث عن املتط ّفلني على الشعر‬ ‫ب���ل أقصد ش���عراء مبدعني ‪ ،‬هل���م مواهب كبرية‬ ‫وق���درة متم ّي���زة عل���ى تطوي���ع اللغ���ة واقتناص‬ ‫الصور الش���عرية ‪ ،‬ولكن ّ‬ ‫كل هذا اليكفي لكتابة‬ ‫قصي���دة حديثة ‪ ،‬تتن ّف���س الفوضى ّ‬ ‫املتفش���ية يف‬ ‫أوطاننا ومتش���ي يف األس���واق وتنزف مع النازفني‬ ‫دون أن تذب���ل أو ته���رع إىل الصي���اح الس���هل ‪،‬‬ ‫قصي���دة تقامسن���ا حلظتن���ا الراهنة ّ‬ ‫ب���كل ما فيها‬ ‫م���ن تفاصيل تؤدّي مجيعه���ا إىل اجلنون أو العناد‬ ‫العظيم ‪ ،‬قصيدة مغامرة ‪ ،‬ح ّرة ‪ ،‬مث ّقفة الختشى‬ ‫ّ‬ ‫والتك���ف عن‬ ‫التوغ���ل يف غاب���ة العص���ر احلدي���ث‬ ‫احلفر والبحث والتجريب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن نقاط اختاليف مع هذه الشرحية من " املبدعني‬ ‫" العرب ‪،‬كثرية ومتش��� ّعبة مثل أحزاننا العربية‪،‬‬ ‫ومن ضمنها أ ّنين‬ ‫ـ أرفض نسخ جتارب شعرية شاهقة مثل جتارب‬ ‫املتنبيّ أو أمل دنقل أو حممود درويش‬ ‫ـ أرفض بشدّة أن يكون الشاعر ّ‬ ‫موظفا لدى الثورة‬ ‫أو ألي قض ّي���ة أخرى وداعية لعدالتها وقدس��� ّيتها‬ ‫‪25‬ساعة على ‪24‬ساعة ‪ ،‬فالشاعر أكرب من ّ‬ ‫كل‬ ‫قض ّي���ة وم���ن ّ‬ ‫كل حزب ومجاعة وقبيل���ة ‪...‬إخل ‪،‬‬

‫م���ن ح ّق���ه أن يدافع عن قض ّية م���ا ‪ ،‬بل من واجبه‬ ‫ذلك ‪ ،‬لكن دون أن يقدّم نفس���ه من خالل ش���عره‬ ‫ناطقا رمس ّيا بامسها ‪ ،‬وكم لدينا اليوم من ناطق‬ ‫رمسي باس���م الثورة‪... ،‬أنا هنا لس���ت أحسده على‬ ‫هذا املنص���ب العالي ‪ ،‬بل أدافع ع���ن ّ‬ ‫حق القصيدة‬ ‫ّ‬ ‫وكل تفصيلة فيه ‪ ،‬وأن تلتفت‬ ‫يف معانقة العامل‬ ‫ميينا ويسارا وإىل ّ‬ ‫كل اجلهات وتوغل يف األرض‬ ‫واإلنس���ان ‪ ،‬م���ن اجل���ور أن حن���وّل القصي���دة إىل‬ ‫منرب خطاب���ي إلعالن احلرب على أمم مش���غولة‬ ‫ع���ن صياحنا وهياجن���ا بإنتاج املعرفة واألس���لحة‬ ‫الرادعة ‪.‬‬ ‫ـ أرف���ض أيض���ا أن نظه���ر كش���عراء ويف ّ‬ ‫كل‬ ‫مناسبة أشدّاء أقوياء متماسكني ‪ ،‬ال تدمع لنا عني‬ ‫وال ننكس���ر أبدا ‪،‬هذا كذب خمدّر ووهم مسموم‬ ‫‪ ،‬علين���ا أن نع�ت�رف لبي���اض الورقة وللق���ارئ أ ّننا‬ ‫نبهت أمام هذه الفوضى اخلالقة أو ربمّ ا اخل ّناقة‬ ‫ثم الشيء يدفع األمم إىل األمام مثل‬ ‫واهلل أعلم ‪ّ ،،‬‬ ‫اإلعرتاف بنقائصها واإلش���ارة إىل اآلفات الكثرية‬ ‫اليت تنخرها ‪ّ ،‬اما ان نواصل هذا الش���طح احملموم‬ ‫وتفادي اإلش���ارة إىل اجلهات اليت حتاول حتويل‬ ‫وجهة الثورة ‪ ،‬فهذه جرمية لن أشارك فيها ‪.‬‬ ‫ختاما هلذا احلزن املتد ّفق منيّ يف شكل لغة‪ ،‬أسأل‬ ‫ببساطة وعفويّة ‪:‬‬ ‫أيّها الش���عراء حم��� ّررو األرض وصائنو العرض ‪،‬‬ ‫مجي���ل هذا التطري���ب املأجور ولكن ‪ ،‬أمل تعش���قوا‬ ‫بن���ت اجل�ي�ران مثال؟‪ ،‬أين ه���ي يف نصوصكم ‪ ،‬أمل‬ ‫حتدّقوا يف وجه املوت يوما ‪ ،‬أين بش���اعة وجهه يف‬ ‫نصوصك���م؟‪ ،‬أال تعان���ون من رقابة جديدة باس���م‬ ‫الع ّفة واملق���دّس واحمل ّرم من قب���ل األوصياء على‬ ‫السماء؟‪ ،‬أين ذلك البكم املفروض يف نصوصكم؟‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والشك‬ ‫أين أنتم يف نصوصكم؟‪ ،‬أين الليل والنهار‬ ‫واليق�ي�ن واحلرية والس���ؤال ؟‪ ،.......‬أي���ن وجه هذه‬ ‫العاب���رة اآلن يف الش���ارع املزدحم باألش���باه ؟‪ ،‬أين‬ ‫وجهه���ا القات���ل ونهده���ا الس��� ّفاح يف نصوصك���م‬ ‫اآلمنة املطمئ ّنة ؟‬ ‫األربعاء‬ ‫‪7:25am‬‬ ‫‪Mohamed Hedi Jaziri‬‬ ‫حتيات���ي أخي أمحد ‪ ،‬أرس���ل إلي���ك مقالة جديدة‬ ‫عن حزن قديم متجدّد ‪ ،‬كن خبري‬ ‫قليل من كثري‬ ‫" ِدهشو خالص يا راجل "‬ ‫تيسر من دعاء‬ ‫وما ّ‬ ‫حممد اهلادي اجلزيري‬ ‫ّ‬ ‫ككل مس���ؤول عن رع ّيته‪ ،‬وبصفيت مواطنا واعيا‬ ‫مبهامي اجلسيمة‪ ،‬بدءا مبطاردة الرغيف اجلبان‪،‬‬ ‫األم���ة اهلائجة املائج���ة‪ ،‬ال أو ّفت‬ ‫وانته���اء بتف ّق���د ّ‬

‫فرصة للسؤال عن أحواهلا اليت تتم ّيز بالعجائبية‬ ‫دون س���ائر األم���م‪ ،‬اس���تغللت مش���اركة خنب���ة‬ ‫م���ن األدب���اء الليبي�ي�ن يف معرض تون���س الدولي‬ ‫للكت���اب وكان عل���ى رأس الوفد األس���تاذ ادريس‬ ‫املس���ماري ومن ضمن املكوّنني ل���ه األدبيتان رزان‬ ‫املغرب���ي وعائش���ة‬ ‫املغرب���ي والش���اعر‬ ‫خال���د دروي���ش‪،‬‬ ‫ألس���أل ع���ن ح���ال‬ ‫املتنافسني يف فنون‬ ‫التجريح والقذف‬ ‫والشتيمة يف ليبيا‬ ‫الش���قيقة عل���ى‬ ‫غ���رار ما حيدث يف‬ ‫تون���س‪ ،‬فجاءن���ي‬ ‫ال���ر ّد م���ن خال���د‬ ‫دروي���ش مك ّثف���ا‬ ‫وجل ّي���ا‪ ،‬وبلهج���ة‬ ‫ليبي���ة حامس���ة ‪" :‬‬ ‫حممد اهلادي اجلزيري‬ ‫ِدهش���و خ�ل�اص يا‬ ‫راج���ل "‪ ،‬فقل���ت له‬ ‫وه���ذا ما حي���دث عندنا متام���ا‪ ،‬فقد خف���ت النباح‬ ‫وتراجع���ت نس���بة الع���ض ‪ ،‬بل ّ‬ ‫إن عن���اق خصمني‬ ‫شرس�ي�ن يف وض���ح النه���ار مل يعد يثري اس���تغراب‬ ‫أحد‪ ،‬ويبدو أ ّننا سنش���هد قريبا مصاهرات عديدة‬ ‫بني اإلخوة األعداء‪.‬‬ ‫ابتس���م صديق���ي اللي�ب�ي ونصحين بالدع���اء قبل‬ ‫أن يغي���ب يف زح���ام الكتب واملولعني بها حس���ب ما‬ ‫يب���دو واهلل أعلم‪ ،‬وها إ ّن���ي الليلة أعمل بنصيحته‬ ‫خفي وراع افرتاضي مواظب على أداء‬ ‫كمس���ؤول ّ‬ ‫واجبات���ي التارخيية ‪ ،‬فلتش���رع حلبال���ي الصوتية‬ ‫أبواب السماء‪:‬‬ ‫موالي ليس بالشعارات وال املهاترات حييا اإلنسان‬ ‫موالي لق���د تعب البش���ر والش���جر واحلجر ّ‬ ‫ومل‬ ‫الشيء ذاته‬ ‫ربّ���اه لقد تهافتت األح���زان علينا من ّ‬ ‫كل جانب "‬ ‫ّ‬ ‫وقل املساعد " كما تنهّد املتنيب من ألف عام‬ ‫رب مل يس���لم أح���د م���ن التش���كيك يف وطنيته‬ ‫ي���ا ّ‬ ‫ومصداق ّيت���ه وع ّفت���ه ومل خيجل أحد من تس���ّلق‬ ‫جثامني الشهداء للجلوس على الشعب‬ ‫ال���كل ي ّتهم ّ‬ ‫كل ش���يء ‪ّ ،‬‬ ‫ي���ا خالق ّ‬ ‫ال���كل ‪ ،‬والعرب‬ ‫مجيعا يدّعون النقاء قب���ل الثورة وبعدها وهذا ما‬ ‫حاول���ت تصديقه مخس�ي�ن عام���ا دون أن أو ّفق يف‬ ‫مسعاي‬ ‫اللهم اقطع لسان ّ‬ ‫دعي ّ‬ ‫منام وانشر غسيله يف‬ ‫كل ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل مفرتق طرق‬ ‫الله���م ّ‬ ‫ّ‬ ‫وطوباوي ف�ل�ا تعف عنه‪،‬‬ ‫غ�ب�ي‬ ‫إن اليس���ار ّ‬ ‫واليمني جش���ع ين���وي حتري���م ّ‬ ‫كل أفعال احلياة‬ ‫ح ّتى التململ والبكاء فح ّرم على شيوخه اجل ّنة‬ ‫الله���م ّ‬ ‫األم���ي أضح���ى أم�ي�ر مجاع���ة‬ ‫إن ج���اري‬ ‫ّ‬ ‫احت���ل ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل زحام وعال‬ ‫وصديقي املق���اول األدبي‬ ‫صهيل���ه يف ّ‬ ‫كل م���أمت ‪ّ ،‬‬ ‫كأن روح تش���ي غيف���ارا‬ ‫رب العاملني‬ ‫حّلت به ‪ ،‬فاض���رب اجلاهل بالتاجر يا ّ‬ ‫وأخرجنا منها ساملني‬ ‫رب لقد كثر الش���رفاء ّ‬ ‫وقل الش���رف فاحشرنا‬ ‫يا ّ‬ ‫مع الصامتني‬ ‫رب أن���ت أدرى مب���ا يعتم���ل يف غياه���ب ه���ذه‬ ‫ي���ا ّ‬ ‫األوطان فجد لنا خمرجا قبل فوات األوان‬ ‫رب يا خالق العرب أسعفين باجلنون ‪ ...‬آمني‬ ‫يا ّ‬ ‫آخر القول‪:‬‬ ‫جسدي وطين ودمي علمي‬ ‫تارة أرجم الغرباء بصوتي‬ ‫وطورا أسيل على حائط سيزول‬


‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 82‬ديسمبر ‪ )2012‬ميادين الفن‬ ‫خليل العرييب‬

‫قناة مرئية‬ ‫بلغات أجنبية‬

‫إنطالق فعاليات مهرجان املسرح الكوميدي‬

‫بع���د جن���اح بث���ه املس���موع لرادي���و ليبيا‬ ‫الوطني���ة األوروبي وما قدم���ه من برامج‬ ‫متنوعة ثقافية وسياحية وعلمية ودينية‬ ‫ورياضي���ة بع���دة لغ���ات ه���ي الفرنس���ية‬ ‫واإلجنليزي���ة واإليطالي���ة والرتكي���ة‪،‬‬ ‫ب���دأت جلنة اإلش���راف علي ه���ذه اإلذاعة‬ ‫برئاس���ة اإلذاع���ي واإلعالم���ي املخض���رم‬ ‫مج���ال اجمل�ب�ري يف اجتماع���ات متواصلة‬ ‫لوضع الرتتيبات لالس���تعداد النطالق بث‬ ‫ه���ذه اإلذاع���ة التلفزيوني بلغ���ات أجنبية‬ ‫منها الفرنس���ية واإلجنليزية واإليطالية‬ ‫للتعريف برتاث وحضارة وثقافة اجملتمع‬ ‫اللي�ب�ي وتارخيه وعادات���ه وتقاليده ‪ ،‬ومن‬ ‫احملتمل أن يبدأ بث ه���ذه القناة مع بداية‬ ‫العام ‪ 2013‬ومن مدينة بنغازي ‪.‬‬

‫حرية اإلبداع‬ ‫والدستور‬ ‫عن���د الب���دء يف تش���كيل اللجنة التأسيس���ية‬ ‫لوضع الدس���تور اجلدي���د يف مصر بادر عدد‬ ‫من القوي السياسية وتنازلوا عن مقاعدهم‬ ‫يف ه���ذه اللجن���ة للفنان�ي�ن واألدب���اء حرصا‬ ‫منه���م علي اح�ت�رام حرية اإلب���داع والتعبري‬ ‫‪ ،‬وكان األزه���ر الش���ريف قد س���بق وأصدر‬ ‫وثيق���ة تارخيية تؤكد عل���ي حرية التعبري‬ ‫الفكري واألدبي والفين ‪.‬‬ ‫ويف ليبي���ا وق���د ب���دأت مرحل���ة التحض�ي�ر‬ ‫للعملي���ة االنتخابي���ة للمؤمت���ر الوط�ن�ي‬ ‫الذي سيش���كل اللجنة اليت س���تضع مسودة‬ ‫الدس���تور اللي�ب�ي وباش���ر املرش���حون يف‬ ‫احلم�ل�ات الدعائي���ة لرباجمه���م غ�ي�ر أنن���ا‬ ‫مل جن���د يف ه���ذه الربامج إش���ارة إلي حرية‬ ‫اإلب���داع والفك���ر والف���ن ب���ل اجته���ت ه���ذه‬ ‫الربام���ج إل���ي مواضي���ع أخ���ري ح�ت�ي ول���و‬ ‫أنه���ا أساس���ية وضروري���ة للمجتمع غري أن‬ ‫مطال���ب املبدع�ي�ن يف حرية الفك���ر واإلبداع‬ ‫ال تق���ل أهمية عن تلك الربامج املعلن عنها ‪،‬‬ ‫األم���ر الذي يدفع بهؤالء املبدعني للمطالبة‬ ‫بض���رورة أن تش���مل عضوي���ة اللجن���ة اليت‬ ‫س���يتم تش���كيلها لوض���ع مس���ودة الدس���تور‬ ‫اللي�ب�ي اجلديد أن يك���ون من ب�ي�ن أعضائها‬ ‫فنانني وأدب���اء وإعالميني ألنهم الش���رحية‬ ‫م���ن اجملتمع املعني���ة بالدرج���ة األولي بهذا‬ ‫املطل���ب وأصواتهم س���تكون مؤثرة يف وضع‬ ‫مواد يف هذا الدس���تور للتأكي���د علي حرية‬ ‫الفك���ر واإلب���داع يف جم���االت األدب والف���ن‬ ‫واإلعالم باعتبارها جزءاً هاما وأساس���يا من‬ ‫احلري���ات العام���ة اليت س���ينص عليه���ا هذا‬ ‫الدستور اجلديد ‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫يف أج���واء م���ن الفرح والبهجة ووس���ط‬ ‫حض���ور كب�ي�ر م���ن اجلمه���ور والفنان�ي�ن‬ ‫واألدب���اء والصحفي�ي�ن ومتتبعي احلركة‬ ‫املس���رحية وع���دد م���ن القن���وات الفضائية‬ ‫افتتحت فعاليات ال���دورة الرابعة ملهرجان‬ ‫املس���رح الكوميدي بكلمة رئي���س املهرجان‬ ‫اليت قال فيها ‪:‬‬ ‫(( ال���دورة الرابع���ة ملهرج���ان املس���رح‬ ‫الكوميدي تأتي يف ظروف استثنائية حيث‬ ‫أن���ه أول مهرجان للمس���رح علي مس���توي‬ ‫الدول���ة الليبي���ة والبلد ال ي���زال يف مرحلة‬ ‫انتقالية والوضع األمين فيها غري مس���تقر‬ ‫يف ظ���ل انتش���ار الس�ل�اح ‪ ،‬ومع ذل���ك هاهم‬ ‫رجال املس���رح يف ليبيا يتحدون هذا الوضع‬ ‫ليؤكدوا رغبتهم يف بناء دولتهم وحتريك‬ ‫عجل���ة احلياة فيها ‪ ،‬وس���يذكر التاريخ أن‬ ‫املسرحيني يف ليبيا مل يتخلفوا عن دورهم‬ ‫يف بناء الدولة الليبية ‪.‬‬ ‫إن���ه عه���د جديد يب���دأ بتكملة صفحات‬ ‫س���طر الفنانون حروفها م���ن أجل أن يبقي‬ ‫املس���رح نابض���ا باحلي���اة رغ���م املعوق���ات ‪،‬‬ ‫صفح���ات جدي���دة نب���دأ تس���طري حروفها‬ ‫ملهرجان مس���رحي وطين جيمع أبناء ليبيا‬ ‫يف مدينتهم بنغ���ازي ‪ ،‬دورة رابعة ملهرجان‬ ‫اس���تحقته بنغازي ملا حققت���ه من إجناز يف‬ ‫احلركة املس���رحية ‪ ،‬دورة جديدة يف عهد‬ ‫جدي���د حيدون���ا األم���ل يف أن يك���ون زاخرا‬ ‫بالف���ن واإلب���داع يف من���اخ تس���وده احلرية‬ ‫والوع���ي الكامل بدور املس���رح يف بناء األمم‬ ‫‪)).‬‬ ‫به���ذه الكلم���ات الصادق���ة املع�ب�رة افتتح‬ ‫الفن���ان خال���د ألفاضل���ي رئي���س املهرجان‬ ‫فعالي���ات ال���دورة الرابعة ملهرجان املس���رح‬ ‫الكوميدي مبدينة بنغازي خالل الفرتة من‬ ‫‪ 28‬نوفمرب وحيت ‪ 4‬ديسمرب ‪ 2012‬وسط‬ ‫حضور مجاهريي كبري اكتظت به قاعة‬ ‫مس���رح معهد الصم والبك���م ‪ ،‬هذا املهرجان‬ ‫الذي رعته وزارة الثقافة واجملتمع املدني ‪.‬‬ ‫مهرجان املس���رح الكومي���دي الذي توقف‬ ‫ألكثر من عشر سنوات دون مربر إال لعدم‬ ‫االهتمام والتش���جيع وتهميش دور املسرح‬

‫وإلغ���اء دوره احلضاري والثقايف ورس���الته‬ ‫اليت تس���اهم يف تنمية الوعي واملعرفة لدي‬ ‫اإلنسان وترسخ يف ذهنه القيم النبيلة قيم‬ ‫احلرية والكرامة ‪.‬‬ ‫مهرج���ان املس���رح الكومي���دي تواصل���ت‬ ‫عروض���ه عل���ي خش���بيت مس���رح الطف���ل‬ ‫والعرائ���س ( س���ينما احلم���راء ) ومس���رح‬ ‫معه���د الص���م والبك���م بالقوارش���ة ‪ ،‬حي���ث‬ ‫ش���اركت يف عروض���ه أكث���ر م���ن ‪15‬‬ ‫فرقة مس���رحية من خمتلف مناطق ليبيا‬ ‫متازج���ت فيه جتارب ال���رواد مع طموحات‬ ‫اجلي���ل اجلدي���د يف تناف���س ش���ريف م���ن‬ ‫أج���ل تقديم العم���ل الفين اجلي���د واملتميز‬ ‫الذي يؤس���س لبصمات مس���رح لييب راقي‬ ‫ومتطور ‪.‬‬ ‫ه���ذا وقد مت خالل ه���ذا املهرجان تكريم‬ ‫عدد من رواد املس���رح الكوميدي من طربق‬ ‫الفن���ان ف���اروق النيب���و وم���ن درن���ه الفنان‬ ‫عبدالرحي���م عبداملول���ي وم���ن طرابل���س‬ ‫الفن���ان الراح���ل حس���ن الكش���يك وم���ن‬ ‫إجدابي���ا الفنان عبدالباس���ط اجل���ارد ومن‬ ‫بنغ���ازي الفن���ان حمم���د الفزان���ي والفنان‬ ‫رافع جن���م والفنان ص���احل األبيض ‪ ،‬كما‬ ‫أنتظ���م الربنام���ج الثق���ايف املصاح���ب هل���ذا‬ ‫املهرج���ان وال���ذى اش���تمل عل���ي حلق���ات‬ ‫ملناقش���ة العروض وندوات فكرية وثقافية‬ ‫وسياسية ومعرض للرسوم الساخرة ‪.‬‬


‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 10 - 4 ( - ) 82‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫إىل روحه الطاهرة‬ ‫((على الروح أن جتد الروح يف روحها أو متوت هنا ))‬ ‫إىل منصور اخلال و العم ‪..‬منصور الصديق والرفيق منصور األس���تاذ واملعلم املناضل الصلب والثائر العنيد والناش���ط الواعي ‪..‬منصور السياس���ي احملنك والدبلوماسي‬ ‫املتم���رس فه���و قام���ة من قامات الوطن ‪,‬املثقف املتواضع ((هو البحر يف أحش���ائه الدر ))هو ذلك الدميقراطي الصادق والوطين املخل���ص ‪..‬هو كل هذا يف وحدة واحدة‬ ‫‪..‬لذلك خافوه ‪..‬ولذلك اغتالوه وغيبوه بهدف وأد القضية ‪..‬فكانت الطعنة موجعة والضربة قاسية ‪..‬ودب شعور باليأس واإلحباط لفرتة من الزمن ألن منصور كان‬ ‫رمزا لوحدة املعارضة الوطنية ودعامة أساسية يف بنيانها وقدوة حيتذى بها‪..‬ففقدان تلك الشخصية الفذة يؤثر يف معنويات املناضلني ‪..‬ألنه شيخ املناضلني ‪..‬وأمريهم‬ ‫‪..‬غري أن الفجيعة فيه جاءت وباال على أعدائه فالطاغية يف مزبلة التاريخ ‪,‬أما منصور الشهيد هو صفحة ناصعة مضيئة وروحه األبية الشاخمة يف جنات النعيم ‪.‬‬ ‫رحم اهلل منصور رمحة واسعة واسكنه فسيح جناته انه مسيع جميب ‪.‬‬ ‫((يوم الشهيد حتية وسالم بك والنضال تؤرخ األعوام‬ ‫نوري الكيخيا‬ ‫بك والضحايا الغر يزهو شاخما علم احلساب وتفخر األرقام ))‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.