العدد 84

Page 1

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 24 - 18 ( - ) 84‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫العدد( (‪24 - 1830( (- -) )8477‬‬ ‫‪)2012‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫أكتوبر‪5 -‬‬ ‫السنة الثانية ‪-‬العدد‬

‫أخطاء مصطفي عبد اجلليل ال تعد‬ ‫ّ‬ ‫لكن ‪...‬‬ ‫العزل السياسي من ميدان الشجرة إىل ميدان الشهداء‬ ‫اإلخوان والعزل السياسي اجلماعة تنفي واحلزب يؤكد ‪!..‬‬ ‫حزب اجلبهة ‪َ :‬عَلى جربيل وشلقم والدباشي االبتعاد ‪!..‬‬ ‫أيام يوسف الشريف اجلنوبية‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 24 - 18 ( - ) 84‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫أخطاء مصطفي عبد اجلليل ال تعد‬

‫ّ‬ ‫لكن صوابا واحدا كفيل برجحان كفة صوابه‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫هليل البيجو‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزاوية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫مفتاح ميلود ‪ /‬البيضاء‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫املراجعة اللغوية‬

‫صالح السيد أبوزيد‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫هذه املرة ترجح كفة الرجل من اعتبار أنه أول رئيس سابق يف دولة من دول الربيع العربي ميتثل‬ ‫للقض���اء يف قضية خت���ص ثورة من ثورات هذا الربيع العربي‪ ،‬ه���ذا االمتثال حتول نوعي فليس من‬ ‫عادة قادة املنطقة أن يكونوا مثل البشر ‪.‬‬ ‫حن���ن أمام مثال يقدم إلمكانية احقاق احلق يف املنطقة ‪،‬بع���د أن كانت خارج التاريخ وخاصة ليبيا‬ ‫اليت كانت خارج اجلغرافيا أيضا ‪،‬منوذج املستش���ار تبني يف هذه القضية كرجل حتت القانون رغم‬ ‫أن احل���دث مبجمل���ه خارج على القان���ون ‪،‬اللحظة الثورية خروج على الش���رعية اليت قد اس���تنفذت‬ ‫نفسها ‪،‬واللحظة الثورية تربر يف الكثري من االحيان بعض أال قانون فتكون هي القانون‪.‬‬ ‫املستش���ار مصطفي عبد اجلليل جاءت إليه اللحظة التارخيية تس���عى وكان هو منوذجها هلذا صاغ‬ ‫اللحظ���ة ب���روح عفوية وبس���يطة وكثرية األخطاء لكنه���ا حريصة على روح اللحظ���ة ‪ :‬إن الصواب‬ ‫يف مث���ل ث���ورة فرباير أن متس���ك باجلمر ‪،‬أن تكون يف املس���ألة الرئيس���ة على ح���ق وإن كنت يف ّ‬ ‫جل‬ ‫تفاصيله���ا خمطئ���ا ‪ :‬لق���د كان املستش���ار حني دخ���ل ‪،‬قاعة صغرية ج���دا يف مقر اجلامع���ة الدولية‬ ‫بالرحبة يف مدينة بنغازي حيث مت اختياره رئيس���ا للمؤمتر الوطين االنتقالي ‪,‬ال يوحي بأي ش���يء‬ ‫محال أوجه أيضا ‪،‬ما ظهر من الرجل أنه ليس معدا‬ ‫‪،‬مل يكن ذي وجه فصيح أو لس���ان دلق ومل يكن ّ‬ ‫ليكون يف هكذا حمك لكنه فطر على أن يكون ألي حمك ‪.‬‬ ‫كن���ت حلظته���ا وما زلت أعتقد أن مثل املستش���ار مصطفى عبد اجلليل مبكنت���ه قيادة الصعب لكن‬ ‫ليس لإلمس���اك بتفاصيله ‪،‬هو صاحب الش���كيمة وحس���ب‪،‬من ذا مت ّكن من جعل فرباير ثورة يقودها‬ ‫وحد‬ ‫جملس انتقالي وإن مل يكن على مس���توى اللحظة لكنه قادر على اإلمس���اك بها وقيادتها ‪،‬هلذا ّ‬ ‫الب�ل�اد ومجع العباد ‪،‬حنكته يف إخالصه وصدقه مع نفس���ه أوال ‪،‬ح�ي�ن جاءته اللحظة مل يغتنمها بل‬ ‫ساسها بتؤدة ومهل وحتى برتدد‪،‬من هنا كانت أخطاؤه كثرية لكن صوابه الواحد األحد رجح كفة‬ ‫ف���وزه يف احملصلة بإيصال الس���فينة إىل بر األمان ‪،‬وإن كانت ثورة فرباير ليس���ت كثورات الربيع‬ ‫العربي فهي من حمقت عد ّوها عد ّو العدل واحلرية يف حرب ضروس ‪،‬وهي قدمت ضحايا كغريها‬ ‫لكنه���ا قدمت الضحية االس���تثناء قائدها العس���كري من قتل عل���ى يدها ‪،‬وإن اس���تدعاء النائب العام‬ ‫العس���كري املستش���ار رئيس اجمللس الوطين االنتقالي مبثابة اعادة اعتبار للحظة الثورية اليت قادها‬ ‫املستش���ار كما جيب أن تقاد كلحظة اس���تثنائية اعادة اعتبار مبعنى أن اللحظة االس���تثنائية تطل‬ ‫علينا مرة ثانية ‪.‬‬


‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 24 - 18 ( - ) 84‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫دورة تدريبية بعنوان القانون الدولي االنساني‬ ‫واملسؤلية اجلنائية‬ ‫يف أط���ار برناجمها التدري�ب�ي لتاهيل وتطوير‬ ‫أعضائه���ا من القض���اء واعضاء النياب���ة العامة‬ ‫أقام���ت املنظمة الليبية للقض���اة دورة تدريبية‬ ‫على ثالثة أيام بفندق تيبسيت مبدينة بنغازي‬ ‫وذل���ك ملناقش���ة القان���ون الدول���ي االنس���اني و‬ ‫املس���ؤولية اجلنائي���ة بالتعاون م���ع منظمة ال‬ ‫سالم بال عدالة وأستهدف التدريب حوالي ‪25‬‬ ‫متدرب ‪..‬وحيث تركز التدريب على التعريف‬ ‫باجلرائ���م ض���د االنس���انية وجرمي���ة االب���ادة‬ ‫اجلماعية‬

‫املوقعة عليها "مبنعها واملعاقبة عليها"‪ .‬واإلبادة‬ ‫اجلماعية ُتعرف على أنها‪:‬‬ ‫(اإلب���ادة اجلماعية) تعين ارت���كاب أي عمل من‬ ‫األعمال اآلتي���ة بنية أإلبادة الكلية أو اجلزئية‬ ‫‪ ،‬جلماع���ة ما على أس���اس القومية أو العرق أو‬ ‫اجلنس أو الدين‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫) أ) قتل أعضاء اجلماعة‪.‬‬ ‫(ب) إحلاق األذى اجلسدي أو النفسي اخلطري‬ ‫بأعضاء اجلماعة‪.‬‬ ‫(ج) إحل���اق األض���رار باألوض���اع املعيش���ية‬

‫_ جرمية االبادة اجلماعية‪1//‬‬ ‫حيث أتف���ق اجملتمع الدولي يف ‪1948 12-/ 9‬‬ ‫على من���ع جرائم اإلب���ادة اجلماعي���ة ومعاقبة‬ ‫مرتكبيه���ا‪ .‬واعت�ب�رت ه���ذه االتفاقي���ة "اإلبادة‬ ‫اجلماعية" مبثابة جرمية دولية تتعهد الدول‬

‫للجماعة بشكل متعمد بهدف التدمري الفعلي‬ ‫للجماعة كل ًيا أو جزئ ًيا‪.‬‬ ‫(د) ف���رض إج���راءات ته���دف إىل من���ع املواليد‬ ‫داخل اجلماعة‪.‬‬ ‫(ه���ـ) نقل األطف���ال باإلكراه م���ن مجاعة إىل‬

‫أخرى‪.‬‬ ‫_‪//2‬اجلرائم ضد االنسانية‬ ‫املقصود باجلرائم ضد االنس���انية تعين اي فعل‬ ‫ارتكب ضمن اطار هجوم واس���ع النطاق موجه‬ ‫ضد اية جمموعة من السكان املدنيني مثل ‪:‬‬ ‫القتل عمداً‬ ‫االبادة‬ ‫االسرتقاق‬ ‫االبعاد القسري للسكان‬ ‫السجن واحلرمان الشديد من احلرية البدنية‬ ‫التعذيب‬ ‫االغتص���اب او االس���تعباد اجلنس���ي او االكراه‬ ‫عل���ى البغ���اء او احلم���ل القس���ري او التعقي���م‬ ‫القسري او اي شكل من اشكال العنف اجلنسي‬ ‫اضطهاد اية مجاعة ألسباب سياسية او عرقية‬ ‫او قومية او اثنية او ثقافية او دينية او متعلقة‬ ‫بنوع اجلنس‬ ‫االختفاء القسري لألشخاص‬ ‫جرمية الفصل العنصري‬ ‫علما ان هذه اجلرائم ال تندرج بالضرورة حتت‬ ‫مس���مى جرائم احل���رب ‪ ،‬فالكثري م���ن اصنافها‬ ‫تتم يف السلم ايضا‪.‬‬ ‫امثلته���ا كث�ي�رة يف جمتمعنا املعاص���ر مثل ما‬ ‫حص���ل من كتائ���ب القذايف يف ليبي���ا‪ ..‬وأعطي‬ ‫املشاركني عدة أمثله باخلصوص‬ ‫وتن���اول النقاش عدة إش���كاليات يف هذا الش���أن‬ ‫واملش���كلة الك�ب�رى ان م���ن يرتكبه���ا ال خيض���ع‬ ‫دائما للمحاكمة وهك���ذا يضيع حق الضحايا‬ ‫بني سطور القوانني ‪...‬‬ ‫وق���د كانت الدورة جتربة مفيدة ملش���اركني‬ ‫فيه���ا أطلع���وا عل���ى املعاي�ي�ر الدولي���ة وقواع���د‬ ‫القان���ون الدول���ي االنس���اني ومقارنته���ا‬ ‫بالتشريعات احمللية ‪.‬‬

‫القاعدة يف مالي تنسق مع أنصار الشريعة يف ليبيا‬ ‫أكدت تقارير اس���تخبارية غربية جديدة‪،‬‬ ‫أن ق���ادة تنظي���م “القاع���دة يف ب�ل�اد املغرب‬ ‫اإلس�ل�امي” يف مشال مالي‪ ،‬يبذلون جهوداً‬ ‫متضاف���رة إلقام���ة رواب���ط م���ع حرك���ة‬ ‫“أنصار الش���ريعة” يف ليبيا إلنش���اء قاعدة‬ ‫لضرب مصاحل أوروبي���ة وغربية باملنطقة‬ ‫ردا على دعوات لش���ن حرب على اجلماعات‬ ‫اإلرهابية يف مالي‪.‬‬ ‫كش���فت صحيفة “ديلي تليغ���راف”‪ ،‬أول‬ ‫أم���س‪ ،‬أن ق���ادة تنظي���م القاع���دة يف ب�ل�اد‬ ‫املغرب اإلس�ل�امي “يس���افرون بانتظام إىل‬ ‫بل���دة الغ���اط الصحراوية يف جن���وب غرب‬ ‫ليبي���ا القريب���ة م���ن احل���دود م���ع النيجر‪،‬‬ ‫به���دف إجياد موطأ قدم هلم يف ليبيا ّ‬ ‫لش���ن‬ ‫هجم���ات عل���ى أه���داف غربي���ة والوصول‬ ‫إىل خمزون���ات األس���لحة الكب�ي�رة‪ ،‬مب���ا يف‬ ‫ذل���ك صواريخ مض���ادة للطائرات روس���ية‬ ‫الصن���ع نهبه���ا املتم���ردون الليبي���ون خالل‬ ‫معم���ر)‬ ‫س���قوط نظ���ام العقي���د (الراح���ل ّ‬ ‫القذايف بنهاية الع���ام املاضي‪ ،‬مقابل تزويد‬ ‫اجلماع���ات اإلس�ل�امية الليبي���ة بالتدريب‬ ‫والتمويل”‪ .‬ونسبت الصحيفة إىل مسؤول‬

‫استخباري غربي‪ ،‬قوله “إن تنظيم القاعدة‬ ‫ي���رى أنه س���يصبح أش���د ق���وة بكث�ي�ر إذا ما‬ ‫متك���ن من تش���كيل حتالف م���ع اجلماعات‬ ‫اإلس�ل�امية الليبية”‪ .‬وقالت إن هناك حنو‬ ‫‪ 1700‬جمموعة مس���لحة تعمل حالياً يف‬ ‫ليبي���ا وتتبن���ى غالبيته���ا برامج إس�ل�امية‪،‬‬ ‫مش�ي�رة إىل أن الس���لطات الليبي���ة أطلقت‬ ‫أخرياً عملية إلزاحة اجلماعات اإلسالمية‬ ‫م���ن مدين���ة بنغ���ازي يف أعق���اب اهلج���وم‬ ‫عل���ى القنصلية األمريكية‪ ،‬لكن مس���ؤولي‬ ‫االستخبارات الغربية خيشون من أن تكون‬ ‫ق���د انتقل���ت إىل مناط���ق أخ���رى يف البالد‬ ‫غ�ي�ر خاضع���ة لس���لطة احلكوم���ة الليبية‪.‬‬ ‫وأضاف���ت أن التنظي���م‪ ،‬بص���رف النظ���ر‬ ‫ع���ن حركة “أنص���ار الش���ريعة”‪“ ،‬حياول‬ ‫إقام���ة حتالفات مع اجلماعات اإلس�ل�امية‬ ‫الليبية مثل لواء الش���هيد أبو س���ليم‪( ،‬نسبة‬ ‫إىل س���جن أب���و س���ليم‪ ،‬حيث ت���ويف العديد‬ ‫م���ن املتش���ددين اإلس�ل�اميني خ�ل�ال حكم‬ ‫القذايف)”‪ .‬واتهم أوروبيون حسب صحيفة‬ ‫تليغ���راف الربيطاني���ة بريطاني���ا وفرنس���ا‬ ‫بوقوفهم���ا وراء تقوية صف���وف القاعدة يف‬

‫املغ���رب العربي من خالل عدم ختطيطهما‬ ‫اجليد لعمليات إس���قاطهما للقذايف‪ ،‬واليت‬ ‫مكنت اجلماعات اإلرهابية من اإلس���تيالء‬ ‫على األسلحة وكذا انضمام العناصر اليت‬ ‫جنده���ا القذايف يف صفوف جيش���ه لتنظيم‬ ‫القاعدة مبالي‪.‬‬ ‫املصدر‪ :‬اجلزائر نيوز‪.‬‬

‫‪03‬‬ ‫اللواء ‪ ......‬و‬ ‫املستشار ‪!!!..‬‬

‫عطية صاحل االوجلي‬

‫عاد أسم املستش���ار مصطفى عبداجلليل للربوز‬ ‫م���رة أخ���رى ‪ ..‬ولك���ن ه���ذه امل���رة "كمتهم" يف‬ ‫قضية بالغة التعقيد ‪ ..‬فقضية اللواء عبدالفتاح‬ ‫يونس قد مت تسيس���ها منذ البداية و مت التعامل‬ ‫معه من منطلق االحكام و املواقف مسبقة حبث‬ ‫حتول مبك���را اما اىل بطل و ش���هيد او اىل خائن‬ ‫و م���ن االزالم ‪ ...‬وكل ه���ذه الصف���ات تعرب عن‬ ‫مواق���ف سياس���ية ال عن نتائج حتقي���ق او حكم‬ ‫حمكمة‪ .‬مقت���ل الل���واء عبدالفت���اح كان دومنا‬ ‫ش���ك جرمي���ة بش���عة اكتمل���ت فيه���ا عناص���ر‬ ‫البشاعة ‪ ...‬كالغدر و القسوة و التجين ‪ ...‬فدفع‬ ‫الرجل مث���ن الصراعات اليت عصف���ت بالثورة و‬ ‫الزالت‪.‬‬ ‫أما املستش���ار فهو الرجل الذي استطاع ان مينح‬ ‫الث���ورة القيادة اليت كانت بأمس احلاجة اليها‪،‬‬ ‫فبل���د مرتامي���ة االط���راف و تعي���ش حتت حكم‬ ‫ديكتات���وري مينع التواصل الطبيعي بني البش���ر‬ ‫بل مينع حتى التعرف على امساء العبني كرة‬ ‫الق���دم مثل ه���ذا البل���د كان من املس���تحيل أن‬ ‫تربز فيه شخصية تنال ثقة الناس و احرتامهم‬ ‫و إمجاعهم‪ ..‬ولكنها كانت شخصية املستشار و‬ ‫كان له الدور البارز و الرئيس���ي يف ثورتنا‪ .‬فقد‬ ‫ت���وىل قيادة ثورة ال متلك مؤسس���ات او جيش او‬ ‫ش���رطة او ميزاني���ة او أحزاب أو خط���ة ‪ ...‬بل مل‬ ‫يكن ميلك س���وى مسعته و ش���جاعته و س���لطة‬ ‫معنوي���ة وظفه���ا كله���ا بإقت���دار حت���ى حتقق‬ ‫للشعب االنتصار‪.‬‬ ‫مل حيال���ف احل���ظ املستش���ار يف إدارة الدولة او‬ ‫بقاياها ‪ ..‬مثلما حالفه يف قيادة الثورة‪ ...‬فاملشهد‬ ‫كان أك�ب�ر م���ن قدرات���ه و ق���درات م���ن حوله‬ ‫‪ ..‬فكث���رت املش���احنات و الصراع���ات ب���ل و حتى‬ ‫االقتت���ال ‪ ..‬وكث���رت االخط���اء و تعمق الش���رخ‬ ‫ب�ي�ن املواط���ن و الس���لطة الولي���دة‪ ...‬ولكن األمر‬ ‫مل خيل���و م���ن االجيابي���ات فتمكنت الث���ورة من‬ ‫اج���راء أول انتخاب���ات حرة يف ليبي���ا منذ اكثر‬ ‫من مخس���ن عاما‪..‬و مت تسليم السلطة بطريقة‬ ‫س���لمية يف منطقة مل تش���هد منذ قرون تسليما‬ ‫للس���لطة اال على اصوات املدافع و البنادق و بعد‬ ‫سفك للدماء‪.‬‬ ‫الي���وم يع���ود كل م���ن مصطف���ى عبداجلليل و‬ ‫عبدالفتاح يونس ليتشابك مصريهما كما فعال‬ ‫يف االي���ام االوىل للث���ورة و لريتبط ه���ذا املصري‬ ‫جم���ددا مبصري هذا الوط���ن ‪ ..‬فأما ان ينال كل‬ ‫من املستش���ار و اللواء حماكم���ة نزيهة و ينجو‬ ‫الوط���ن ‪ ....‬واما ان تتغل���ب الصراعات و االحكام‬ ‫املسبقة و املواقف السياسية ‪ .........‬ويغرق الوطن‬ ‫يف دوامة تعيده جمددا اىل نقطة الصفر‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 24 - 18 ( - ) 84‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫الدستور الذي نريد ‪:‬‬ ‫طرابلس ‪ -‬فاطمة غندور‬

‫نظم���ت أكادميية (دوتش���ي فيال ) االملاني���ة بطرابلس دورة تدريبية من ‪ 17‬يوني���و ‪ 22 -‬يونيو‪2012‬‬ ‫تهدف اىل دعم املدربني الكبار يف اجلامعات والكليات واملؤسس���ات اإلعالميه يف كيفية حتسني القدرة‬ ‫التدريبية وكيفية تطوير املهارات األساس���ية الصحفية والتحليل النقدي وهذا النش���اط يسمح لبدء‬ ‫عملي���ة مراجعة العرض احلالي من املواد التدريبية واملناهج الدراس���ية حملاولة إنش���اء خارطة طريق‬ ‫للمجتمع األكادميي االعالمي للبدء يف تطوير معايري مش�ت�ركة ألولويات التنمية يف البالد‪ ،‬مع من‬ ‫حضر هذه الدورة كان لقاء ميادين حول سؤال الدستور ‪.‬‬

‫طارق بغدادي‪ :‬اعالمي – مرتجم‪.‬‬

‫الدس���تور يف موضوعاته‪ :‬نظام احلكم ‪،‬الش���ريعة‬ ‫‪،‬احلريات موضوعات سجالية سثشغل واضعيها‬ ‫يف هذه الف�ت�رة احلرجة من تاري���خ ليبيا الدولة‬ ‫ال�ت�ي تبن���ى من رم���اد ‪ ،‬اريد ان أتذك���ر االقليات‬ ‫بالنس���بة ل���ي الش���ريعة مث�ل�ا املصدر االساس���ي‬ ‫وليس الوحيد هذا يفتح ويسوي االمور بني كل‬ ‫الن���اس ‪،‬بالنس���بة لنظ���ام احلكم برملاني رئاس���ي‬ ‫افض���ل ‪ ،‬اه���م حاج���ة احلري���ات حري���ة التعب�ي�ر‬ ‫والتظاهر وترك اجملتمع املدني يشتغل بشفافية‬ ‫وتاث�ي�ر يف الراي العام ‪ ،‬ارج���و ان يضطلع املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي بعمل الدس���تور ال وق���ت النتخابات من‬ ‫جديد هل سننش���يء مفوضية ومراكز ناخبني‬ ‫وووووو ‪ ....‬لي���س لدين���ا وقت ‪،‬لس���ت راضي عن‬ ‫قرار اجمللس االنتقالي خبصوص جلنة الس���تني‬ ‫‪،‬ام���ا خبص���وص االس���تفتاء امتن���ى من الش���عب‬ ‫اللي�ب�ي يتاب���ع عملية كتابة وصياغة الدس���تور‬ ‫قبل حالة االس���تفتاء ‪ ،‬اعتقد ان الليبني شغوفني‬ ‫وس���يدعموا دس���تور توافقي لكي تسري البالد اىل‬ ‫االمام منعا للفتنة ولتأخر حال البالد ‪.‬‬

‫حنان اهلوني ‪ ( :‬استاذة لغة عربية)‪.‬‬

‫الدس���تور ه���و القان���ون ال���ذي حيم���ي الليب�ي�ن ‪،‬‬ ‫هواملظل���ة ال�ت�ي بها يس���تظل اللي�ب�ي يعين متنح‬ ‫م���ن خالل���ه حقوق���ه ‪،‬و يس���تطيع م���ن خ�ل�ال‬ ‫الدس���تور ل���ن أقول ينت���زع هذه احلق���وق ‪ ،‬نقول‬ ‫تمُ نح له عن طريق الدس���تور ‪ ،‬وبصفيت إمرأة ال‬ ‫اس���تطيع ان أفصل نفس���ي عن اجملتمع العام ‪،‬انا‬ ‫م���رأة عاملة وأختلط بغريي ‪ ،‬اقصد ان الس���ؤال‬ ‫على خصوصي���ة املرأة يف بنود الدس���تور ‪ ،‬أخاف‬ ‫أنن���ا تعودن���ا علي���ه دائما ذل���ك احلص���ر النوعي ‪،‬‬ ‫ان���ا ارى ومب���ا اننا نتكل���م بصف���ة مواطنة أفضل‬ ‫‪ ،‬يع�ن�ي املواط���ن تعطي���ه حقوق���ه بغ���ض النظر‬ ‫ً‬ ‫رج�ل�ا أو ام���رأة إذا ميزنا خصوصية‬ ‫ع���ن كونه‬ ‫امل���رأة يف الدس���تور ميك���ن متي���ز خبصوصي���ات‬ ‫بيلوجية او فس���يولوجية اىل غ�ي�ر ذلك لكن عند‬ ‫وضع الدستور ال متيز بكونها مواطنة يعين حق‬ ‫املواطنة مكفول للجمي���ع ‪،‬ذكر او أنثى ‪،‬ال اريد‬ ‫الفص���ل ال يف التعلي���م وال يف الدس���تور الن ذلك‬ ‫يول���د حساس���ية نوعا منا ش���يئا فش���يئا تتضخم‬ ‫تلك احلساس���ية اىل أن تصبح وكأن املرأة جسم‬ ‫منفصل عن اجملتمع ! املرأة تأخذ حقها جنبا اىل‬ ‫جن���ب مع اخيه���ا الرجل اذا كان���ت مؤهلة الخذ‬ ‫ه���ذا احل���ق ‪ ،‬قد تك���ون غ�ي�ر مؤهلة لش���غل هذه‬ ‫اجملال���س بعض النس���اء غ�ي�ر مؤهالت ق���د يضر‬ ‫املرأة ‪ ،‬الرجل احيانا يعطيها حق افضل من املرأة‬ ‫نفسها ‪.‬‬ ‫رضا فحيل البوم ( نائب حترير تريبولي بوست )‬ ‫كيف اري���ده ؟ اري���ده مثل دس���اتري العامل احلر‬ ‫‪،‬الع���امل الدميقراط���ي ‪ ،‬الذي يعطي لكل انس���ان‬ ‫يف اجملتم���ع اللي�ب�ي حق���ه االقلي���ات جمتمع���ات‬ ‫ليس هل���ا صوت فيصبح هلا ص���وت عرقية اثنية‬ ‫‪....‬الرج���ل امل���رأة حقوقهما كامل���ة ‪ ،‬خللق ليبيا‬ ‫كدولة مدني���ة عصرية قد حنت���اج اىل نصائح‬ ‫م���ن اط���راف خارجية تع���زز حقوق االنس���ان يف‬ ‫دس���تورنا اقبل هذا حنن من اي���ن ناخذ النصائح‬ ‫م���ن دول الع���امل احل���ر نقب���ل اي توصي���ات اي‬ ‫نصائ���ح خبصوص الدس���تور اجلديد ‪،‬بالنس���بة‬

‫للجن���ة الس���تني ليبيا مبكر ج���دا لنقول حنن يف‬ ‫دولة حرية ودميقراطية حتى يف اختيار الستني‬ ‫اكي���د لن يكون هل���ا ذات العقلية ال�ت�ي تعرف ما‬ ‫هي احلرية والدميقراطية والدس���تور احلقيقي‬ ‫لدول���ة دميقراطي���ة ‪ ،‬ل���و كان هن���اك س���تني‬ ‫وعندهم اخللفية االكادميية لكتابة الدس���تور‬ ‫نعم ‪ ،‬لكن االختيار املناطقي غري االختيار حسب‬ ‫الكفاءات ‪ ،‬وانا اقول جيب اش���راك اجملتمع املدني‬ ‫‪ ،‬ل���كل ش���رائح اجملتم���ع املناطقي���ة ال تليب كل‬ ‫الرغب���ات الب���د ان تك���ون هن���اك مش���اركة لكل‬ ‫ش���رائح اجملتمع التعني مبواصفات ‪ ،‬تقوم جلنة‬ ‫بدراس���ة ما لالجابة عن س���ؤال من يس���تحق ان‬ ‫يك���ون يف جلن���ة الس���تني ؟ االنتخابات الس���ابقة‬ ‫عند احملللني انتخاب���ات نزيهة لكنها ال تعرب عن‬ ‫الوع���ي احلقيقي لليبني العدي���د منهم ذهب اىل‬ ‫مراك���ز االق�ت�راع ومل ي���دري مل���ن ينتخب كان‬ ‫هناك جترب���ة دميقراطية جديدة لكنها ليس���ت‬ ‫مع�ب�رة ع���ن جترب���ة ش���فافة حقيقي���ة يف دولة‬ ‫عصري���ة مدنية االعالم لع���ب دوره وكثري من‬ ‫العوامل لعبت دورها يف انتخاب املؤمتر الوطين ‪.‬‬

‫طارق الروميض استاذ تصوير‪:‬‬

‫الدس���تور يق���دم للن���اس لرييه���م حقوقه���م‬ ‫وواجباته���م احن���ا يف عه���د الق���ذايف كن���ا نعرف‬ ‫واجباتن���ا ومطلوب من���ا نعملها لك���ن حقوقنا مل‬ ‫نك���ن نبح���ث عنها ‪ ،‬الدس���تور ه���و ال���ذي يعطي‬ ‫اخلريط���ة ل���كل مواط���ن لي�ب�ي م���ا حقوق���ه وما‬ ‫واجبات���ه ‪ ،‬بالنس���بة ل���ي كأمازيغ���ي نتكلم عن‬ ‫الدس�ت�رة وميكن مسعتها أكث���ر من مرة ‪ ،‬حول‬ ‫اللغ���ة االمازيغي���ة ولك���ي يك���ون هن���اك مواطنة‬ ‫وعنده���ا قيم���ة اعتق���د ان حكاية الدس�ت�رة الزم‬ ‫تت���م وجتعل الناس متس���اويني يف احلقوق وهذا‬ ‫ال يدخ���ل يف اطار عمل اس���تفتاء او اس���تبيان هذا‬ ‫حق يتم االستفتاء عليه والباقي حنن كالليبني‬ ‫متس���اويني هلجات ثقافات خمتلف���ة البيئة اللي‬ ‫عايش�ي�ن فيها خمتلفة حنن عايش�ي�ن يف تنظيم‬ ‫اداري حلق���وق وواجبات الناس ‪،‬م���ن الذي يعني‬ ‫م���ن ال���ذي نس���تبينه ( يف االس���تبيان ) ه���ذا ييب‬ ‫ن���اس احرتافيني يف كتابة الدس���تور القانونيني‬ ‫‪،‬االداريني الذين عملوا لفرتات طويلة يف االدارة‬ ‫‪ ،‬يف التنظيم يف العالقة بني الناس هم من يفعلوا‬ ‫الدستور واعتقد أن التعيني أنسب ولكن من الذي‬ ‫يع�ي�ن هذا هو الس���ؤال اخاف ان نق���ع يف العقلية‬ ‫الليبي���ة املناطقي���ة ه���ذا م���ن الش���رق وه���ذا من‬ ‫الغرب أصوت له أو ال أصوت ؟ ممكن عمل جلنة‬ ‫من القانوني�ي�ن يقرتحها املؤمتر الوطين ‪،‬وتكلف‬ ‫بعمل صياغة مبدئية للدستور ‪ ،‬االخرين يعملوا‬ ‫صياغة بس���يطة لو اللجن���ة تعرض معايري على‬ ‫املؤمت���ر الوطين الذي يعرضه���ا على الناس الزم‬ ‫تك���ون ناس تفه���م ‪ ،‬جمتمع مدن���ي ‪ ،‬اعالميني ‪،‬‬ ‫قانوني�ي�ن ‪ ،‬علماء نفس ‪ ،‬تش���كيلية قانونية لكن‬ ‫امله���م انه���م خمتص�ي�ن يف القان���ون الدس���توري‬ ‫‪،‬ونس���تفيد ايض���ا من جت���ارب الن���اس االخرين ‪،‬‬ ‫ان���ا كأكادمي���ي عن���دي حتى ول���و كانت كل‬ ‫اللجن���ة من طرابلس ن���اس متخصصني يعملوا‬ ‫دستور سليم وصحيح ‪.‬‬ ‫د‪.‬أسامة الشهاوي – استاذ ادارة مشروعات ‪.‬‬ ‫اوال حنتاج نستعني بعناصر ليبية قدمية تقارب‬ ‫القي���م الليبي���ة االصيلة وأيضا ننظ���ر يف مجيع‬ ‫مكونات الدس���تور االول ايام اململكة الليبية نعود‬

‫فريال الدالي‬

‫له ونستقي منه االشياء اليت باالمكان االستعانة‬ ‫به���ا وايض���ا ال اي مانع م���ن ان ن���رى دول أخرى‬ ‫م���رت بنفس املرحلة ‪ ،‬ونس���تفيد م���ن خربتهم ‪،‬‬ ‫هناك مؤسسات دولية تساعد الدول اليت تستعد‬ ‫لكي تنضج كيف يبنوا الدس���تور عندهم ‪ ،‬حنن‬ ‫ال منلك الزم���ن الطويل وال نفس جلهد طويل ‪،‬‬ ‫كل املشرتكات يف احلقوق والواجبات احلريات‬ ‫العام���ة وحق���وق االنس���ان ‪،‬وبالنس���بة للجن���ة‬ ‫الس���تني ينبغي أن تتم بش���كل توافقي فما خيدم‬ ‫بنغ���ازي خي���دم طرابل���س وخي���دم ليبي���ا كلها‬ ‫بالنس���بة للمواط���ن ‪ ،‬امتن���ى ان حتت���وي اللجنة‬ ‫حكم���اء ون���اس تفضل مصلح���ة الوط���ن وتأتي‬ ‫من مناطق جغرافية خمتلفة وذوي مس���تويات‬ ‫تعليمي���ة خمتلفة ويف جماالت خمتلفة ليس���وا‬ ‫مجيعا قانونيني فقط أو ش���يوخ جوامع فقط ‪ ،‬او‬ ‫اس���اتذة جامعة فقط !! امتن���ى ان يأتوا من منابع‬ ‫خمتلفة ويتفقوا على خط وطين واحد ‪ ،‬وبودي‬ ‫ان يكون نظ���ام حكمنا املقب���ل برملاني الن اعضاء‬ ‫الربملان هم ناس منتخبني من الشعب ‪ ،‬والرئيس‬ ‫يعود للربملان ‪ ،‬الرئيس خيدم الش���عب من خالل‬ ‫الربمل���ان ‪ ،‬والربملان ميثلون ش���رائح خمتلفة من‬ ‫الش���عب وه���م الذي���ن يق���ررون الص���احل والنافع‬ ‫للوطن ‪.‬‬

‫فريال الدالي – موظفة بوزارة الثقافة ‪.‬‬

‫ان���ا ل���ن اعل���ق على جلن���ة الس���تني وال ع���ن الية‬ ‫وضعه���ا ‪ ،‬ال���كالم عن دور النخب والناس بش���كل‬ ‫ع���ام يف صياغ���ة الدس���تور مالذي جي���ب عليهم‬ ‫يف تلك املرحلة ‪،‬الدس���تور س���يخضع لالستفتاء‬ ‫‪ ،‬الدس���تور عل���ى مجي���ع الناس أن يس���اهموا فيه‬ ‫‪ ،‬وخاص���ة يف مرحلة االس���تفتاء حن���ن ال يهمنا‬ ‫بالدرج���ة االوىل م���ن ال���ذي س���يضعه ‪ ،‬ولك���ن‬ ‫لدين���ا رأي وجيب احرتام هذا ال���رأي‪ ،‬القانونيني‬ ‫مكلف���ون بوضعه بصياغته بش���كل قانوني ‪،‬ولكن‬ ‫لي���س هلم احل���ق يف وضع م���ا هو مغاي���ر او ضد‬ ‫مصلحة الشعب فبالتالي كل النخب والفاعلني‬ ‫عليه���م ان يكون���وا يف مس���توى املس���ؤلية يف هذه‬ ‫املرحل���ة بالذات وأن ال يوافقوا على ش���يء يرونه‬ ‫يأت���ي مبردود س���يء ضدهم ‪ ،‬اح�ت�رام اراء الناس‬ ‫عندما يوضع الدستور لالستفتاء على اللجنة ان‬ ‫تأخذ ب���ه وتضعه يف قالبه ‪ ،‬مب���ا ال يكون خمالفا‬ ‫ل���رأي الن���اس وال إلرادته���م ‪ ،‬او ان يلحق الضرر‬ ‫بهم بأي ش���كل من االش���كال ‪ ،‬أرى أن يتم تعيني‬ ‫اللجن���ة ألن االنتخاب تدخل في���ه جوانب أخرى‬ ‫عاطفية وجهوية وقبلية ولكن التعيني س���يكون‬ ‫موضوع���ي ومن س���يحدد من هم س���تكون عليه‬ ‫مس���ؤلية اك�ب�ر ‪ ،‬جي���ب ان تك���ون هن���اك (جلنة‬ ‫الشؤون القانونية ) داخل املؤمتر الوطين هي من‬ ‫تتوىل تعيني هؤالء الناس ومسؤلة عن ذلك ‪.‬‬

‫حنان اهلوني‬

‫رضوان األطرش – صحفي‬

‫لس���ت رجل قانون اعتقد ان الدستور ينظم حال‬ ‫الن���اس الدس���تور قاعدة اساس���ية اري���د توصيل‬ ‫رس���الة قص���ة انتخاب جلنة الس���تني ه���ي فكرة‬ ‫خاطئ���ة جيب تعي�ي�ن واختيار كف���اءات ممتازة‬ ‫ال نعتم���د عل���ى القانوني�ي�ن فق���ط نعتم���د على‬ ‫اجلنس�ي�ن تعتمد عليه ليبيا ألمد طويل باعتبار‬ ‫ان الش���عب ثقافت���ه بس���يطة ينبغ���ي أن يطل���ع‬ ‫االعالمي���ون بدوره���م يف توعية الناس يف مجيع‬ ‫املناط���ق محل���ة اعالمي���ة مثله���ا وأكث���ر جيب‬ ‫االبتعاد عن النقاط احلساسية ‪!!...‬‬

‫طارق بغدادي‬


‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 24 - 18 ( - ) 84‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫ميادين – خدجية األنصاري – أوباري‬

‫الدستور الذي نريد‬

‫األس���تاذ أبوبك���ر حمم���د عثمان ‪ :‬مستش���ار يف‬ ‫القانون الدولي‬ ‫ً‬ ‫لك و مليادين ‪ ،‬الدستور هو عبارة‬ ‫بداية ‪:‬حتية ِ‬ ‫ع���ن وثيق���ة تتضمن جمموع���ة م���ن القواعد‬ ‫و املب���ادئ و القوان�ي�ن ال�ت�ي حتك���م ش���عب ما و‬ ‫ه���و عب���ارة عن قان���ون أساس���ي ينظ���م احلالة‬ ‫االقتصادي���ة و السياس���ية و االجتماعي���ة يف‬ ‫جمتم���ع م���ا ‪،‬م���ع مراع���اة أن بع���ض الفقه���اء‬ ‫قس���موا الدس���تور إلي تعريفني تعريف لغوي‬ ‫و تعري���ف اصطالح���ي و سياس���ي و قانون���ي و‬ ‫اجتماعي ‪.‬‬ ‫ال ُلغوي‪ :‬هو أن كلمة الدستور كلمة فارسية‬ ‫و تعين األساس و القانون املكتوب و تعين أيضا‬ ‫الطريق املستقيم ‪.‬‬ ‫االصطالح���ي ‪ :‬ه���و الدس���تور معيارين هنالك‬ ‫املعيار الشكلي و هنالك املعيار املوضوعي ‪.‬‬ ‫بالنس���بة للمعي���ار الش���كلي يعت�ب�ر الدس���تور‬ ‫وثيقة مكتوبة تتضمن جمموعة من القواعد‬ ‫تنظ���م و حتك���م الس���لطات العام���ة بالدولة و‬ ‫عالقته���ا ببعضها و عالقته���ا باألفراد و حقوق‬ ‫و حري���ات األف���راد األساس���ية و بعض األحكام‬ ‫االنتقالي���ة ال�ت�ي تتعل���ق بالتعدي���ل و اإللغاء و‬ ‫ه���ذه جمم���ل النقاط األساس���ية يف الدس���تور‬ ‫ناهي���ك ع���ن الديباجة ال�ت�ي تتق���دم الوثيقة و‬ ‫اليت تتضم���ن جمموعة من املب���ادئ و القيم و‬ ‫األس���س اليت يس���عي اجملتمع إلي حتقيقها ‪ ،‬و‬ ‫حن���ن يف ليبيا يف أمس احلاجة للدس���تور لكي‬ ‫ينظم احلراك السياس���ي و الكتل السياس���ية و‬ ‫الش���خصيات املس���تقلة و هناك بعض الشرائح‬ ‫يف اجملتم���ع اليت مل يت���م ذكرها يف كل حال‬ ‫م���ن األحوال فيم���ا مضي من بداي���ة التحرير‬ ‫ليبيا إلي حد اآلن و هم النقابات و االحتادات و‬ ‫هذه تعترب شرحية من شرائح اجملتمع و جيب‬ ‫التنويه عليها و إدراجها داخل الدساتري ‪.‬‬ ‫ما أهمية هذا االستحقاق للشعب اللييب ؟‬ ‫اذا نظرن���ا يف اإلع�ل�ان الدس���توري جن���د ان‬ ‫امل���ادة الثالث�ي�ن قب���ل التعديل ه���ي نتيجة أن‬ ‫املؤمتر الوطين خيتص بتأس���يس جلنة لوضع‬ ‫الدس���تور يف ليبيا و لكن بعد تعديل الدس���تور‬ ‫و لعدة ممارس���ات نشأت س���وا ًء االنتفاضات أو‬ ‫املظاهرات أو تلك اآلراء املعارضة لتوجه الدولة‬ ‫املوح���دة ‪ ،‬جل���أ املش���روع الدس���توري لتعدي���ل‬ ‫اإلعالن الدستوري لريضي مجيع األطراف ‪.‬و‬ ‫مت إخراج هذا االختصاص من املؤمتر الوطين‬ ‫و مت تعديل���ه و أصب���ح م���ن اختصاصات جلنة‬ ‫الدس���تور و اصبح خ���ارج اختصاص���ات املؤمتر‬ ‫الوطين و أصبح باالنتخاب ‪.‬‬ ‫الدس���تور جي���ب أن يش���مل مجي���ع أطي���اف‬ ‫اجملتم���ع يف أي بلد ال يهمش أحداً و لكن حنن‬ ‫هن���ا لدين���ا خل���ط يف املفاهيم عندم���ا نقول أن‬ ‫الدس���تور يش���مل مجي���ع أطي���اف اجملتمع من‬ ‫أع���راق و قبائ���ل و ديان���ات و اطي���اف و غريه���ا‬ ‫يعترب هذا خلط ألن الدستور و أصال الدستور‬ ‫م���ن املفرزات الليربالية و ألن���ه ظهر يف القرن‬ ‫الثام���ن عش���ر و أول م���ن وض���ع دس���تور ه���ي‬ ‫الواليات املتحدة األمريكية و من بعدها فرنسا‬ ‫و بالتال���ي حن���ن كمس���لمني و كع���امل ثالث‬ ‫م���ادام اس���توردنا ه���ذه املفاهيم م���ن الليربالية‬ ‫علين���ا االخت���اذ به���ا ‪ ،‬و نس���مع اآلن بالتي���ار‬ ‫اإلسالمي و الراديكالي و العلماني بالطبع هذا‬ ‫خلط يف ح���ال حنن اس���تعملنا ادوات معينة و‬ ‫انتهجن���ا نهج معني و العمل بنهج فكري معني‬ ‫معين ه���ذا جيب ان نلتزم به���ا مبا ال يتعارض‬ ‫م���ع الدي���ن ‪.‬الدس���تور أيضا جي���ب أن يتضمن‬ ‫حقوق و حريات كل ف���رد كفرد فقط بعيد‬ ‫متام���ا عن عرقه و انتمائه و لونه و دينه و ألننا‬ ‫نطم���ح لبناء دولة مدنية جيب علي الدس���تور‬ ‫ان يضمنها لنا كأفراد فقط ‪...‬‬

‫‪05‬‬

‫شركة ميادين تقيم دورة تدريبية يف جمال االعالم واجملتمع املدني‬

‫ميادين – طرابلس ‪.‬‬ ‫ظل���ت ميادي���ن من���ذ خروجه���ا كجري���دة رافدا‬ ‫ومعين���ا متطوع���ا ألغل���ب م���ن فك���ر ونش���ط من‬ ‫مؤسس���ات مدني���ة واعالمي���ة من داخ���ل وخارج‬ ‫الب�ل�اد ودرج عل���ى اقام���ة أنش���طة واس���تقطاب‬ ‫عناص���ر متدربة يف جم���ال الصحاف���ة واالعالم‬ ‫‪،‬ومبراجعة واقرتاب س���ريعني للمشهد التدرييب‬ ‫ط���وال العامني الس���ابقني ملس���نا عموم���ا اقتصار‬ ‫التدري���ب الصحفي واالعالمي عل���ى ذوي املهنة‬ ‫باملؤسس���ات العام���ة واخلاصة ‪ ،‬م���ع انعدام وجود‬ ‫أعضاء لالع�ل�ام والعالقات العام���ة بالتنظيمات‬ ‫املدني���ة و إن وج���دوا فكث�ي�ر م���ن التنظيم���ات‬ ‫وف���ق احص���اء كمي مت رص���ده نتيج���ة حوارات‬ ‫ولق���اءات تبني ع���دم اهتم���ام التنظيم���ات املدنية‬ ‫بتوس���عة دائ���رة النش���اط االعالم���ي ‪ ،‬فالنش���اط‬ ‫ال يتع���دى أكث���ر من اص���دار مطوي���ة وتعريف‬ ‫باالهداف تظل تتكرر كواجهة ورقية أو رقمية‬ ‫م���ع حمدودي���ة النش���اط االعالمي ال���ذي يعول‬ ‫علي���ه يف التواصل م���ع اجلمهور الذي اس���تهدف‬ ‫بالنش���اط املدن���ي ل���كل ذل���ك اقرتح���ت ش���ركة‬ ‫ميادين اليت تأسس���ت منذ أش���هر يف هذه الس���نة‬ ‫برئاس���ة رئيس حتري���ر جريدة ميادي���ن ( أمحد‬ ‫الفيتوري ) البدء يف مش���روع على مستوى البالد‬ ‫( طرابل���س ‪ -‬مصراته ‪ -‬س���بها – بنغ���ازي‪ -‬درنة‬ ‫ البيض���اء ) بقص���د الربط بني اخل�ب�رات الليبية‬‫يف جم���االت الصحاف���ة والرادي���و والتلفزي���ون‬ ‫والفن���ون واس���تقطابهم كمدرب�ي�ن وماحن�ي�ن‬ ‫للرأي واملش���ورة مل���ن تقرتحهم املنظم���ات املدنية‬ ‫كأعالمي�ي�ن مبادري���ن القرتاح نش���اطات تقرب‬ ‫صورتهم واهدافهم االنية واملستقبلية للجمهور ‪.‬‬ ‫وقعت شركة ميادين عقد عمل مع ‪ACTED‬‬ ‫املب���ادرة األوروبي���ة ال�ت�ي تعن���ى بدع���م اجملتم���ع‬ ‫املدن���ي يتمث���ل يف حماض���رات وورش عم���ل يف‬ ‫جم���ال اإلعالم ومبوضوعات خت���ص التنظيمات‬ ‫املدني���ة تق���دم ميادي���ن املدرب�ي�ن عل���ى مس���توى‬ ‫البالد وتق���وم منظمة املب���ادرة األوروبية بتوفري‬ ‫امل���كان واخلدمات اللوجس���تية ( إقام���ة وتذاكر‬ ‫ووس���ائل إيض���اح ) وكان اللق���اء التدرييب األول‬ ‫مبدين���ة طرابل���س ومبق���ر املنظم���ة ( حم���ور‬ ‫طرابل���س ) األيام ‪ 10-11-12‬ديس���مرب ‪، 2012‬‬ ‫وقد اس���تهلت مدير عام جري���دة ميادين والعضو‬ ‫املؤسس���ة بالش���ركة فاطمة غندور افتتاح اليوم‬ ‫التدري�ب�ي األول االثنني بكلمة أش���ارت فيها اىل‬ ‫أنه���ا فرص���ة لك���ي يت���اح لعناص���ر ليبي���ة لديها‬ ‫أدواته���ا وخربتها لتمنحها للمتدربني ‪ ،‬وإن كان‬ ‫ذلك ال يعين إمجاال أن املتدربني ليس���وا حباملي‬ ‫خ�ب�رة فكل من غامر واجتهد يف مناخ كان نابذا‬ ‫وط���اردا ل���كل األنش���طة املدني���ة احل���رة ‪ ،‬ودعت‬ ‫احلض���ور م���ن املتدرب�ي�ن اىل ع���دم التعويل على‬ ‫أي���ام قصرية لتمنحه���م كل اخل�ب�رات واملعارف‬ ‫وأن عليه���م تش���كيل خربته���م بامل���ران وباخلط���أ‬ ‫والص���واب والض�ي�ر فكم من كب���وة ينهض منها‬ ‫اإلنس���ان أكث���ر ق���وة وفاعلي���ة إن أراد ذل���ك ! ‪،‬‬

‫وكانت املتحدثة باسم املبادرة الليبية األوروبية‬ ‫هن���د العرب���ي ق���د قدم���ت كلمتها مرحب���ة بكل‬ ‫احلض���ور وقالت ‪ ( :‬يس���رنا خ���وض التجربة مع‬ ‫أصدقائن���ا املتحمس�ي�ن يف ش���ركة ميادي���ن اليت‬ ‫تصدر جريدة ميادين وال�ت�ي رمبا تعرفتم عليها‬ ‫من خ�ل�ال معرضها وانا أرى من���اذج من اغلفتها‬ ‫حولن���ا وكذل���ك االع���داد واجمللدات ‪ ،‬ه���ذا املكان‬ ‫مفتوح جمان���ا كمبادرة أوروبي���ة ليبية جلميع‬ ‫الفاعل�ي�ن والناش���طني للمعرف���ة لألكتش���اف‬ ‫للتدريب والتطوير ‪ ،‬هذه هي الدورة االوىل فيما‬ ‫يتعلق باالهتمام بالناش���طني واملهتمني باالعالم‬ ‫يف تنظيمات اجملتمع املدني أمتنى أن تس���تفيدوا‬ ‫م���ن احملاض���رات وورش العم���ل ال�ت�ي بالتأكيد‬ ‫ستكون مفيدة ولن تنقصها املتعة ‪...‬شكرا مليادين‬ ‫وشكرا اللتزامكم باملشاركة واحلضور ‪.‬‬ ‫كان من املتدرب�ي�ن ممثلون لتنظيمات خمتلفة‬ ‫االهتمام���ات اجتماعي���ة خريية ‪،‬توعوي���ة ‪،‬طبية‬ ‫‪،‬نفس���ية‪ ،‬تدريبي���ة ‪ ،‬حقوقي���ة ‪ ،‬نس���ائية ‪ ،‬بل���غ‬ ‫عددهم تسعة عشر ُمتدربا ‪،‬منهم ‪:‬‬ ‫امحد صالح ش���رف الدي���ن منظمة حياة أفضل‬‫لرعاية االطفال ‪،‬املدير التنفيذي باملنظمة ‪23-،‬‬ ‫‪ 10-2011‬قدمت إشهارها وإن عملت لفرتة قبل‬ ‫ذل���ك ‪،‬فاطمة الزه���راء التومي مجعي���ة النهضة‬ ‫النس���ائية ‪،‬وهي مجعية تأسس���ت من���ذ ‪1957‬م ‪،‬‬ ‫وأغلقها النظام املباد يف أول الس���بعينيات ‪،‬وأعادت‬ ‫نش���اطها بعد ثورة ‪ 17‬فرباي���ر ‪ (، 2011‬اكتوبر‬ ‫‪ )2011‬م���ودة العجيل���ي مجعي���ة فخ���ر ليبي���ا‬ ‫لالعمال اخلريي���ة والتوعية والتنمية البش���رية‬ ‫‪،‬بدأت شغلها مايو ‪ 2011‬بشكل سري ثم اشهرت‬ ‫‪ 2011 8- – 28‬عقب حترير طرابلس مباشرة‬ ‫‪،‬وسام العجيلي رئيس مجعية شباب ليبيا للعمل‬ ‫االجتماع���ي التطوعي تأسس���ت نهاية أغس���طس‬ ‫‪ ،2011‬حمم���د خليف���ة حيم���د ( اين���ارو ) نائب‬ ‫رئي���س منظمة منرب امل���رأة الليبية ف���رع الزاوية‬ ‫‪ ،‬وعض���و أيض���ا يف منظم���ة حركة فكرة ش���باب‬ ‫ويعم���ل بإذاعة الزاوية املس���موعة ‪،‬س���امي كابو‬ ‫عض���و جبمعي���ة الصحاب���ة اخلريي���ة تأسس���ت‬ ‫مبس���جد الصحابة بالزاوية ‪ 30-1‬بدأت مبعونة‬ ‫بع���ض االس���ر ‪ ،‬واعالم���ي براديو الزاوي���ة ‪،F.M‬‬ ‫أمحد أحفيظ منظم���ة عروس البحر االعالمية‬ ‫‪ ،‬وهل���ا جمل���ة نصف ش���هرية وعض���و يف منظمة‬ ‫طف���ل ووعد ‪ ،‬اليت اقرتح���ت مركز عالج أطفال‬ ‫السرطان ‪ ،‬خالد زريق عضو يف منظمة ذاكرتنا‬ ‫حياتن���ا لدع���م مرض���ى اضطراب���ات الذاك���رة (‬ ‫ومنها الزهامير)تس���قطب اطباء ونفس���يني ‪،‬عبد‬ ‫الوه���اب أمح���د الفيت���وري م���ن مدين���ة الزاوي���ة‬ ‫وعضو يف مجعي���ة خريية ‪ ،‬اخلري ال غري ‪ ،‬وعضو‬ ‫اعالمي بالشركة الطبية بالزاوية‪ ،‬رضا الرايس‬ ‫املنظمة الليبية للتدريب‪ ،‬‬ ‫أم���ا املدرب�ي�ن الذي���ن التزم���وا بتقدي���م ورش���هم‬ ‫يف موضوع���ات متنوع���ة عل���ى التوال���ي حس���ب‬ ‫االي���ام ‪ :‬الي���وم االول ‪ :‬مس�ي�رة العجيل���ي رئي���س‬ ‫ش���عبة صحافة بكلي���ة الفنون واالع�ل�ام ‪ ،‬عملت‬

‫يف وكال���ة االنب���اء الليبي���ة وكتب���ت يف بع���ض‬ ‫الصح���ف ومواق���ع االنرتن���ت هلا مش���اركات يف‬ ‫خ���ارج ليبي���ا ‪ ،‬وركزت ورش���تها يف الي���وم االول‬ ‫عل���ى ‪ :‬تاريخ الصحاف���ة الليبي���ة ‪ ،‬كتابة اخلرب‬ ‫واملقالة واالس���تطالع وكان التدري���ب الذي قام‬ ‫ب���ه احلض���ور تقديم خ�ب�ر عن نش���اط منظمتهم‬ ‫للصحافة‬ ‫الي���وم الثاني ‪ :‬قدم���ت فاطمة غن���دور حماضرة‬ ‫ح���ول االدوار االعالمي���ة ال�ت�ي أدته���ا منظم���ات‬ ‫اجملتم���ع املدن���ي ع�ب�ر التاريخ اللي�ب�ي وكان من‬ ‫اب���رز مناذجه���ا ‪ :‬مجعية عمر املخت���ار – حركة‬ ‫الكشافة واملرشدات – مجعييت النهضة النسائية‬ ‫– النوادي الرياضية الثقافية – املسارح واخليالة‬ ‫‪ ،‬وكان التدري���ب العملي مهارات االلقاء االذاعي‬ ‫والتلفزيون���ي حي���ث ع���رض احلض���ور من���اذج‬ ‫ألحادي���ث ومقابالت كان املث���ال التدرييب حول‬ ‫‪ :‬م���اذا يقدم���ون للجمه���ور اعالميا لك���ي يوصلوا‬ ‫رسالتهم ؟‬ ‫اليوم الثال���ث ‪ :‬يف الفرتة الصباحي���ة االوىل ‪ :‬حل‬ ‫بالورش���ة رئيس حتري���ر جري���دة ميادين أمحد‬ ‫الفيت���وري ‪ ،‬وق���دم حديث���ا مس���تفيضا عن صور‬ ‫اعالمية لتجربته مع زمالئه من داخل الس���جون‬ ‫الليبية ‪ ،‬مس���تعرضا مناذج إلنتاج اجملتمع املغلق‬ ‫ال���ذي بدا منفتح���ا على احلياة والناس ليس���تمر‬ ‫ويع���وض ما فق���ده كح���ق انس���اني‪ ،‬ومتحورت‬ ‫أس���ئلة املتدربني حول االمكاني���ات الغري متوفرة‬ ‫للتنظيم���ات املدني���ة ليقدموا افكاره���م وكانت‬ ‫إجاب���ة الفيتوري قدمنا نتاجنا يف الس���جن نش���را‬ ‫ش���فهياً ‪ ،‬ثم عرب ورق السجاير‪ ،‬والكتابة بالفحم‬ ‫على الشراش���ف ‪ ،‬وأوصلنا ذلك ولبعضنا البعض‬ ‫عربحف���ر اجل���دران اهلش���ة ! ما بالكم مب���ا يتوفر‬ ‫االن وعلين���ا أن نبدأ ولو بنش���رة ش���هرية نطبعها‬ ‫على صفحات ‪A4‬‬ ‫وكان للملصق���ات واملطوي���ات جان���ب ونصي���ب‬ ‫م���ن ورش التدريب االعالم���ي مليادين حيث قدم‬ ‫مناذج ‪ ،‬وحكى عن تارخيها يف ليبيا االس���تاذ عبد‬ ‫الرزاق العبارة الفنان التشكيلي مصمم امللصقات‬ ‫الس���ينمائية واملس���رحية ومؤخ���را م���ن وث���ق‬ ‫للجداريات الثورية الليبية وعند اجلريان أيضا ‪.‬‬ ‫وكان لتجربة الصحفي املخضرم علي ش���عيب‬ ‫مكان للس���ؤال لدى املتدربني وكذلك اس���تجالء‬ ‫املعرف���ة لتجربته كمراس���ل لرويرتز لس���نوات ‪،‬‬ ‫يف من���اخ كان ينظر بعني الريبة لكل من حياول‬ ‫نقل احلقيقة عن ليبيا ولعقود من الزمن ‪.‬‬ ‫وكان اخلت���ام حبفل متواضع عرب فيه املتدربون‬ ‫ع���ن متنياته���م باهتم���ام متواص���ل بالتدري���ب‬ ‫وبعناص���ر وطني���ة حملي���ة حت���اذي اخل�ب�رات‬ ‫اخلارجية اليت يقدم بعضها دورات س���ريعة رغم‬ ‫امتالكهم لالمكانات املادية والبش���رية واليت قد‬ ‫ال تتفهم املن���اخ والبيئة الليبي���ة والعنصر اللييب‬ ‫أيضا‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 24 - 18 ( - ) 84‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫أكادميية دويتشه فيله تقيم دورة تدريبية يف الصحافة السياسية‬ ‫وصحافة األزمات يف بنغازي‬

‫بنغازي ‪ -‬مفتاح ميلود‬ ‫يف مرحلة بن���اء الدولة واس���تحقاقات‬ ‫ث���ورة الس���ابع عش���ر من فرباي���ر يبدو‬ ‫اإلع�ل�ام اللي�ب�ي يف حاج���ة ماس���ة إلي‬ ‫التطوي���ر فك���راً وأدا ًء أكث���ر م���ن أي‬ ‫وق���ت‪ ،‬مؤسس���اتنا اإلعالمية يف حاجة‬ ‫إل���ي تدريب الكوادر وتطوي���ر مهاراتها‬ ‫ورف���ع كفاءته���ا‪ ،‬لالرتق���ا ًء مبس���توى‬ ‫األداء وحتقيق���اً للتواص���ل ومواكب���ة‬ ‫للمس���تجدات‪ .‬ليبيا بع���د الثورة تزخر‬ ‫مبلف���ات حساس���ة ق���د ي���ؤدي التناول‬ ‫اإلعالم���ي اخلاط���ئ إل���ي تصعيده���ا‬ ‫وتعطي���ل بن���اء الدول���ة ‪ ،‬ويف س���بيل‬ ‫الوص���ول إىل إع�ل�ام حدي���ث ومتطور‬ ‫هدف���ه خدم���ة قضاي���ا الوط���ن ‪.‬مي���د‬ ‫اإلع�ل�ام بطاق���ات ومواه���ب إعالمي���ة‬ ‫جدي���دة تث���ري وتع���زز مس�ي�رة البناء‪،‬‬ ‫تشهد مدينة بنغازي عدد من الدورات‬ ‫التدريبية ‪.‬‬

‫يف مرحل���ة بن���اء الدول���ة واس���تحقاقات ثورة‬ ‫الس���ابع عش���ر من فرباير يبدو اإلعالم اللييب‬ ‫يف حاجة ماسة إلي التطوير فكراً وأدا ًء أكثر‬ ‫م���ن أي وقت‪ ،‬مؤسس���اتنا اإلعالمية يف حاجة‬ ‫إل���ي تدريب الك���وادر وتطوي���ر مهاراتها ورفع‬ ‫كفاءتها‪ ،‬لالرتقا ًء مبس���توى األداء وحتقيقاً‬ ‫للتواص���ل ومواكبة للمس���تجدات‪ .‬ليبيا بعد‬ ‫الث���ورة تزخ���ر مبلف���ات حساس���ة ق���د ي���ؤدي‬ ‫التن���اول اإلعالم���ي اخلاط���ئ إل���ي تصعيدها‬ ‫وتعطي���ل بن���اء الدول���ة ‪ ،‬ويف س���بيل الوصول‬ ‫إىل إع�ل�ام حدي���ث ومتط���ور هدف���ه خدم���ة‬ ‫قضايا الوطن ‪.‬ميد اإلع�ل�ام بطاقات ومواهب‬ ‫إعالمي���ة جديدة تثري وتعزز مس�ي�رة البناء‪،‬‬ ‫تش���هد مدين���ة بنغ���ازي ع���دد م���ن ال���دورات‬ ‫التدريبية ‪.‬‬ ‫أكادميي���ة دويتش���ه فيل���ه اإلعالمي���ة أح���د‬ ‫املؤسسات الدولية املعنية بالتطوير والتدريب‬ ‫‪،‬عق���دت دورة تدريبي���ة للصحافيني الليبيني‬ ‫يف مدين���ة بنغ���ازي خالل الف�ت�رة من ‪ 19‬من‬ ‫نوفم�ب�ر إىل ‪ 2‬ديس���مرب بدع���م م���ن االحت���اد‬ ‫األوروبي واحلكومة األملانية ‪ ،‬اختصت الدورة‬ ‫يف جم���ال (الصحاف���ة السياس���ية وصحاف���ة‬ ‫األزمات ) ‪ ،‬جتمع الدورة مش���اركني ينتمون‬ ‫لوس���ائل إعالمية وفئات عمري���ة خمتلفة‪، ،‬‬ ‫وتهدف إلي اكتساب اآلليات املهنية يف تناول‬ ‫املوضوع���ات احلساس���ة والنزاع���ات حبيادي���ة‬ ‫وموضوعية ‪.‬‬ ‫صحاف���ة األزم���ات أو النزع���ات تع���رف أيضا‬ ‫بالصحافة احلساسة وبصحافة السالم وهي‬ ‫مغاي���رة متام���ا لصحاف���ة احل���روب ‪ ،‬إذ يقوم‬ ‫احملررون واملراس���لون باختي���ار املواضيع اليت‬ ‫يغطونها وأن يقرروا كيفية تغطية املوضوع‬ ‫‪ ،‬األم���ر ال���ذي يتيح للمجتم���ع التعرف على‬ ‫أجوبة غ�ي�ر عنفيه لألزم���ات ‪ ،‬بالرتكز علي‬ ‫السالم وخلفيات األزمة أو الصراع من خالل‬ ‫فهمه���ا وحماولة تس���ليط الضوء عل���ي أبعاد‬ ‫أخ���ري لألزمة وإدخال الش���فافية يف التناول‬ ‫وإعطاء صوت للذين ال صوت هلم و تس���ليط‬ ‫الض���وء عل���ى مش���اكل غ�ي�ر مرئي���ة لألزمة‬ ‫أو الص���راع ‪ ..‬صحاف���ة األزم���ات تتوج���ه حنو‬

‫احلقيقة حنو الناس واحلل وتس���ليط الضوء‬ ‫علي مبادرات السالم ‪.‬‬ ‫ال���دورة التدريبية تطرق���ت أيضا إىل مهارات‬ ‫ومب���ادئ العمل الصحف���ي وأش���كال األعمال‬ ‫الصحفي���ة‪ ،‬واخت�ي�رت اإلذاع���ة املس���موعة‬ ‫جما ً‬ ‫ال للتطبيقات العملية للمتدربني ‪ ،‬حيث‬ ‫ُطبقت عدد من الربامج املسموعة كمشاريع‬ ‫تدريب منها ثالثة موضوعات محلت عناوين‬ ‫( الوضع الس���كين لنازح���ي تاورغاء يف بنغازي‬ ‫خمي���م اهل�ل�ال األمح���ر منوذج���اً) ‪(.‬البن���اء‬ ‫العش���وائي يف مدين���ة بنغ���ازي – األكش���اك‬ ‫الغ�ي�ر ش���رعية) ‪ ( .‬أوض���اع عائ�ل�ات أتب���اع‬ ‫النظام الس���ابق – يف مدينة بنغازي) ‪ ،‬لتمكني‬ ‫الصحفيني م���ن التناول املوضوع���ي للقضايا‬ ‫احلساسة ‪.‬‬

‫التطبيقات العملية ‪...‬احلماس‬ ‫والطموح‬

‫ق���ام بالتدريب كل م���ن املدربة م�ن�ي النجار‬ ‫صحفي���ة أملاني���ة مقيمة يف ب�ي�روت واملدربة‬ ‫س���اندرا فان إيدي���ك صحفية أملاني���ة مقيمة‬ ‫يف النيج���ر وهلم���ا خربة يف صحاف���ة األزمات‬ ‫‪ .‬ويف مقابل���ة م���ع ميادين تقول م�ن�ي النجار‬ ‫“ بالرغم م���ن بعض املس���تويات املتفاوتة من‬ ‫الناحي���ة املهني���ة للصحافي�ي�ن املش���اركني‬ ‫يف ه���ذه الدورة إال أنه بش���كل ع���ام جمموعة‬ ‫كانت جيدة ميكن البن���اء عليها إذ ما أقيمت‬ ‫دورات قادم���ة فه���ذه اجملموعة تش���كل قاعدة‬ ‫جي���دة “‪ .‬وعن رأي س���اندرا ف���ان إيديك قالت‬ ‫مليادين “ انطباعي جيد ومش���وق ‪ ،‬إذ س���نحت‬ ‫ل���ي الفرصة أن أعمل م���ع صحفيني عندهم‬ ‫محاس للعمل ‪ ،‬أري أن األمور الرئيسية اليت‬ ‫مت تدريسه يف الدورة قد مت تطبيقه واجنازها‬ ‫يف التماري���ن العملي���ة لق���د خرج���ت بانطباع‬ ‫اجيابي عن التدريب “ ‪.‬‬ ‫م���ع نهاي���ة ال���دورة ع�ب�ر املش���اركون ع���ن‬ ‫امتنانهم من تقديم أكادميية دويتش���ه فيله‬ ‫هلذه الدورة ‪ ،‬اليت تعلموا فيها أش���كا ً‬ ‫ال جديدة‬ ‫للعم���ل الصحف���ي ‪ ،‬يف ه���ذا الس���ياق قال���ت‬ ‫املش���اركة نادين الش���ريف م���ن راديو صوت‬ ‫ليبي���ا احل���رة “أعترب ه���ذه الدورة م���ن أقوي‬ ‫ال���دورات لرتكيزها عل���ي اجلان���ب العملي ‪،‬‬

‫فال���درس الذي نتلقاه نق���وم بتطبيقه عملياً‪،‬‬ ‫كان���ت بالفع���ل دورة ممتع���ة ملش���اركيت‬ ‫م���ع صحفيني ناقش���وا العديد م���ن القضايا ‪،‬‬ ‫وأمتنى تكثيف من مثل هذه الدورات “‪.‬‬ ‫م���ن خ�ل�ال حديثه م���ع ميادين يق���ول طالل‬ ‫الطش���اني من قن���اة ليبي���ا الرياضي���ة “ دورة‬ ‫مميزة بالفعل وكان للمد ربتان طابع مميز‬ ‫خلربته���ن وما قدمتاه لنا من معلومات قيمة‬ ‫‪ ،‬والتمارين العملية وجتس���يد روح اجلماعة‬ ‫مي���زه حتس���ب هل���ذه ال���دورة “‪ .‬أم���ا أمي���ن‬ ‫ب���ن غ���زي م���ن صحيف���ة جي���ل وأراء يقول “‬ ‫استفدت كثريا من التدريب ومن مشاركيت‬ ‫مع صحفي�ي�ن هم أيضا هلم جت���ارب ‪ ،‬وفائق‬ ‫الش���كر للمد ربتان علي ما قدماه ‪ ،‬وال أنس���ي‬ ‫األس���تاذ مروان يف جمال الرتمجة ‪ ،‬وأن ش���اء‬ ‫اهلل الق���ادم أفض���ل ‪ ”.‬فيم���ا قال���ت اإلعالمية‬ ‫حنان الس���عيطي “اس���تفدت من ه���ذه الدورة‬ ‫إذ أضاف���ت لي الكثري م���ن املعلومات اجلديدة‬ ‫والقيمة يف اجمل���ال الصحفي ‪،‬املدربات كانتا‬ ‫مبس���توي طموحاتنا حقاً ‪ ،‬كما أنين تعرفت‬ ‫عل���ي صحفيني يف هذه الدورة اس���تطعنا معا‬ ‫أن خنلق جتانس طوال فرتة الدورة ‪ ،‬ونشكل‬ ‫فريق عمل يتقد باحلماس “‪.‬‬ ‫م���ن وكال���ة أنب���اء التضام���ن تقول أي���ة أغا‬ ‫“ كان���ت م���ن أمج���ل وأروع ال���دورات ال�ت�ي‬ ‫اش�ت�ركت فيه���ا‪ ،‬اس���تطعت أن أك���ون إمل���ام‬ ‫كبري من مجيع النواحي يف اجملال الصحفي‬ ‫م���ن الناحي���ة العملي���ة والنظري���ة “‪ .‬تهان���ي‬ ‫الشريف من راديو ش���باب ليبيا “ شاركت يف‬ ‫دورات س���ابقة ولكن هذه الدورة ممتازة جداً‬ ‫‪ ،‬املعلوم���ات املقدمة أكثر تركيز ودس���امة ‪،‬‬ ‫أنا عن نفس���ي اس���تفدت منها يف جمال عملي‬ ‫أكث���ر مما كن���ت أتوقع” ‪ .‬فوزي بن حس�ي�ن‬ ‫م���ن رادي���و اجلب���ل األخض���ر “حن���ن يف أمس‬ ‫احلاج���ة إلي تطوي���ر مهاراتن���ا ‪،‬خصوصاً إلي‬ ‫مثل هذا النوع من الصحافة صحافة األزمات‬ ‫ونطمح أن نساهم يف الرقي بأعالمنا يف ليبيا‬ ‫اجلدي���دة “ ‪.‬عب���د احلق فايز من راديو ش���باب‬ ‫ليبي���ا “كان���ت ممي���زه حبض���ور املدربت�ي�ن ‪،‬‬ ‫اس���تفدنا منها كث�ي�را يف اجملال املس���موع وال‬ ‫يسعين إال أن أشكر القيمني علي هذه الدورة ‪.‬‬


‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 24 - 18 ( - ) 84‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫‪07‬‬

‫املثقفون العرب يعرتفون ‪:‬‬

‫احلرية يف اجملتمعات املتخلفة تكاد تكون رديفًا للفوضى‬ ‫اجراه ‪/‬‬ ‫حممد القذايف مسعود‬ ‫النص���وص والنتاج���ات االبداعية‬ ‫ال�ت�ي ول���دت م���ن رح���م الث���ورات‬ ‫العربي���ة يب���دو اغلبه���ا س���طحي‬ ‫وس���اذج وغري ناضج فنيا‪..‬؟ حاهلا‬ ‫يدع���و للرث���اء عل���ى ح���د ق���ول‬ ‫الروائية املصرية س���هري املصادفة‬ ‫فما أس���باب ه���ذا الوض���ع املرتدي‬ ‫ألدب ق���د نس���ميه إن صح���ت‬ ‫تس���ميته أو تصنيفه بأدب مرحلة‬ ‫مهمة يف تاريخ الع���رب ‪...‬طرحنا‬ ‫الس���ؤال عل���ى ع���دد م���ن األدب���اء‬ ‫الليبي�ي�ن والعرب فكان���ت اجابات‬ ‫مهم���ة ملوض���وع لي���س ببعيد عن‬ ‫واق���ع عربي الي���زال قائم���ا وأدب‬ ‫يتحرى واقع متح���رك ومتحول‬ ‫‪..‬ف���اىل اجاب���ات الكت���اب واألدب���اء‬ ‫لنرى ماذا قالوا ‪:‬‬

‫امحد يوسف عقيلة ‪ /‬قاص وكاتب من ليبيا‬

‫اجلميع يكتب اآلن احلرية يف اجملتمعات املتخلفة‬ ‫ت���كاد تك���ون رديف���اً للفوض���ى‪ ..‬احلري���ة واالختيار‬ ‫يس���تلزمان احلس���اب‪ ..‬اإلنس���ان خمري ولذلك فهو‬ ‫حماس���ب‪ ..‬أعود إىل س���ؤالك ‪ :‬الكتابات الس���طحية‬ ‫هلا أسبابها‪ :‬إما لسطحية وضحالة ثقافة الكاتب‪..‬‬ ‫وإم���ا ــ وه���ذا هو األغلب يف رأيي ـ���ـ ألن هناك حالة‬ ‫احتق���ان جت���د متنفس���ها يف الكتاب���ة‪ ..‬فه���ي حالة‬ ‫تفري���غ لنف���وس مأزوم���ة‪ ..‬نفوس تنظف نفس���ها‬ ‫بقذف خملفاتها املرتاكمة منذ زمن‪ ..‬وهذه حالة‬ ‫مؤقتة‪.‬‬

‫ماري القصيفي ‪ /‬روائية من لبنان‬

‫ّ‬ ‫كل كتاب���ة تصدر من قلب احل���دث يغلب عليها‬ ‫طاب���ع االنفع���ال والتس��� ّرع‪ ،‬فكي���ف إذا كان���ت‬ ‫الثورات العرب ّية اليت انطلقت يف أماكن خمتلفة‬ ‫أي بعد ّ‬ ‫ولظروف غري متش���ابهة ال حتم���ل ّ‬ ‫فكري؟‬ ‫ما يعين ّ‬ ‫أن أصحاب هذه النصوص كانوا يف حرية‬ ‫من أمره���م‪ ،‬فهناك أبن���اء األنظم���ة الديكتاتوريّة‬ ‫الذي���ن ال يعرف���ون س���واها‪ ،‬وهن���اك احلائ���رون يف‬ ‫أمرهم‪،‬وهن���اك املتديّن���ون‪ ،‬وهن���اك العلمان ّي���ون‪،‬‬ ‫وهن���اك ّ‬ ‫املنظ���رون البعيدون عن مرك���ز احلدث‪،‬‬ ‫وهن���اك العائ���دون املنتقم���ون‪ ،‬وهن���اك املنتظرون‬ ‫إىل أي���ن متيل جه���ة الث���ورة‪ ... ،‬وه���ؤالء مجيعهم‬ ‫حمكوم���ون بانفعاالته���م وظروفه���م اآلن ّي���ة‪ ،‬وال‬ ‫سطحي وساذج‬ ‫ميكن أن يصدر عنهم إلاّ ما هو‬ ‫ّ‬ ‫كتبت يف إح���دى الصحف ّ‬ ‫ُ‬ ‫إن‬ ‫‪ .‬م���ع بداية الث���ورة‬ ‫ث���ورات ال تنطل���ق من رح���م الفكر‪ ،‬ل���ن حت ّقق إلاّ‬ ‫مزيدًا من اجله���ل والفوضى‪ .‬قد يكون ذلك أمر ال‬ ‫واالجتماعي‪ّ ،‬‬ ‫لكن‬ ‫السياس���ي‬ ‫ب��� ّد منه على الصعيد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األدب لن يس���تطيع اآلن أن حيمل ّ‬ ‫أي قراءة نقديّة‬ ‫أو رؤيّة مس���تقبل ّية‪ ،‬وعلين���ا أن ننتظر وق ًتا طويلاً‬ ‫العربي إن كان ما جرى هو‬ ‫قب���ل أن يق ّرر الكات���ب‬ ‫ّ‬ ‫أفضل ما كان ميكن أن جيري‪.‬‬ ‫خارجي أو‬ ‫الكتاب���ة حبريّة‪ ،‬بعيدًا عن تأث�ي�ر رقيب‬ ‫ّ‬ ‫داخلي‪ ،‬حتتاج إىل مترين ومراس‪ ،‬والكتابة بعمق‬ ‫ّ‬ ‫حتتاج إىل فك���ر ّ‬ ‫علماني ح ّر ما زلنا بعيدين‬ ‫نقدي‬ ‫ّ‬ ‫عنه‪ .‬ويف االنتظار س���تبقى كتابتن���ا تتحايل على‬ ‫الواقع وال جترؤ على احللم‪.‬‬

‫عمر عبود ‪ /‬قاص وكاتب من ليبيا‬

‫حقيق���ة ان موض���وع اق�ت�ران الث���ورة بالكتاب���ة أمر‬ ‫يصع���ب اخل���وض في���ه خاص���ة يف زمح���ة التأجج‬ ‫والفوضى اليت التنتج نصا ناضجا بعيدا اس���طورة‬ ‫ان الكتاب���ة نتيج���ة معاناة أو تصوي���ر للواقع‪..‬ففي‬ ‫ه���ذا النوع تب���دو االقرب ه���ي حم���اوالت توثيقية‬ ‫ورمب���ا تلبدت ببع���ض الش���عور اخل���اص او املوائم‬ ‫م���ع املوجود أو املطوب إثبات���ه‪..‬إذ الن كاتب النص‬ ‫بق���در م���ا يتأث���ر مبا حول���ه ف���إن له رؤي���ة خاصة‬ ‫نابعة من عامله الذي حيلق فيه‪,,‬فلي بالضرورة أن‬ ‫نلزمه مبس���ارية الواقع وإال طبقت بشأنه خمتلف‬ ‫االتهامات‪..‬ذلك أن الثورات إن مل تقع بالداخل ظل‬ ‫وهجها اخلرج���ي يتخاف���ت ويه���دأ اواره وبالتالي‬ ‫ق���د الجيد كات���ب الن���ص ش���يئا يضيفه‪..‬أما على‬ ‫صعيد التغري والتغيري الذي ينش���ده فهو بال ش���ك‬ ‫س���يكون نابعا م���ن مقارن���ة جيريها م���ع الواقع ما‬ ‫كان من���ه وماس���يكون ‪..‬فلرمبا كان هو األس���بق‬ ‫يف ث���ورة كتابات���ه اليت استنش���قت عب�ي�ر التغيري‬ ‫مس���بقا‪,,‬لكن مواكبته���ا للواق���ع كان مفروض���ة‬ ‫حتم���ا وحماكي���ة لش���عور كان يتجس���د بداخله‬ ‫من���ذ زمن لي���س بالقلي���ل كان يهت���ف فيه مبلء‬ ‫أعماق���ه دون أن يكون هناك رجع لصوته‪..‬وبالتالي‬ ‫ص���ار لزاما علي���ه أن ينتظ���ر ماستس���فر عنه تلك‬ ‫الرتاتبي���ات وأين هو منها يف قائم���ة األولويات هذا‬ ‫إن مل قد امتهن لنفس���ه خطا ملس���ايرة الواقع حتى‬ ‫يتسنى له القيام بدوره احلقيقي‪.‬‬

‫فاطمة بوهراكة ‪ /‬شاعرة من املغرب‬

‫الكتاب���ات اليت كتبت على هامش الثورات العربية‬ ‫جاءت ضعيفة االحساس والشعور لعدم مشاركة‬ ‫ه���ذا املبدع يف تأسيس���ها فثورات ال���دم ال ميكنها أن‬ ‫تك���ون إال من صنيع غربي ال عالقة له باملواطنيني‬ ‫االصلي�ي�ن الذين يفضل���ون املوت بدل قت���ل الروح‬ ‫الوطني���ة اليت تس���كنهم ‪ ,‬هذه ال���روح اليت ال جيب‬ ‫أن تك���ون جمرم���ة يف ح���ق الغ�ي�ر ‪ ,‬فما ن���راه اليوم‬ ‫م���ن تقتيل وتعذيب بني احلكام والش���عوب كفيل‬ ‫بوضع صورة قامتة عن ه���ذا اجملتمع الذي همش‬ ‫دور الفك���ر والثقافة لتكون نتيجته احلتمية كما‬ ‫نرى فجاءت تلك الكتاب���ات وكأنها احتفاء بامليت‬ ‫ال���ذي استش���هد يف س���احة الدم���ار ب�ل�ا طع���م وال‬ ‫قيم���ة ‪ ...‬مل خترج تلك الكتابات م���ن رحم التغيري‬ ‫احلقيقي بل من رحم البهرجة املصطنعة‬

‫خالد املغربي ‪ /‬شاعر وكاتب من ليبيا‬

‫أنا أعترب ذلك نتيجة س���طحية وس���ذاجة الثورات‬ ‫العربية نفس���ها الش���باب خرجوا للتحرر من ظلم‬ ‫احل���كام فوقعوا يف مصب آخ���ر تتفرع عربه ممرات‬ ‫دكتاتوري���ة مص���احل اجملتم���ع الدول���ي فال���دول‬ ‫الكربى قدمت للش���عوب العربية ما جيعل الثورات‬ ‫تتجه اجتاها مفهومه الشرق األوسط أي ما معنى‬ ‫ال وج���ود للوط���ن العرب���ي بصورت���ه ال�ت�ي نعرفها‬ ‫وذلك رغب���ة من تلك الدول يف تأمني وجود الكيان‬ ‫الصهيون���ي ال���ذي حيت���ل القدس وفلس���طني عام‬ ‫‪..48‬وألن الثورات تتناغم مع اإلرادة الغربية فهي‬ ‫مفرغة من مضمونها العروبي واإلسالمي عموما‬ ‫فأي قصيدة وأي كتابة عربية حتاكي( الثورات‬ ‫العربي���ة) اليوم الميكن أن تك���ون قوية ألن الثورة‬ ‫الب���د وأن تك���ون يف االجت���اه الصحيح وه���و اجتاه‬ ‫حترير فلسطني لذلك جتد أن الشعور املنبعث من‬ ‫الكات���ب زائفا ألنه يدرك يف أعم���اق أن هناك عدوا‬ ‫حقيقيا ينبغي الكتابة عنه لكنه اليس���تطيع لذلك‬ ‫س���كون وبش���كل الإرادي ضعيفا يف ش���عوره وتكون‬ ‫كتاباته سطحية وساذجة‬

‫جنوى سامل ‪ /‬شاعرة من مصر‬

‫تب���دو النص���وص والكتاب���ات اخلارج���ة م���ن رحم‬ ‫الثورات العربية يف أغلبها س���طحية وساذجة ؛ ألن‬ ‫الث���ورات مل تكتمل بعد ‪ ،‬وكذل���ك رؤية املبدع هلا‬ ‫رؤية أحادية م���ن جانب عاطفي أكرت منه واقعي‬ ‫‪ ،‬بالضبط مثلما نعش���ق شخصا ‪ ،‬فنحن ال حناول‬ ‫غري رؤية أمجل م���ا فيه وال نبدأ يف تقييم عالقتنا‬ ‫به بصورة واقعية إال عندما تهدأ حرارة مشاعرنا‬ ‫فاطمة الزهراء بنيس ‪ /‬شاعرة من املغرب‬ ‫أغلب النص���وص األدبية و الكتاب���ات اخلارجة من‬ ‫رح���م الث���ورات العربي���ة س���طحية و س���اذجة ّ‬ ‫ألن‬ ‫أقالمها متس���رعة و ال تنتظر ماذا سيكش���ف الغد ‪,‬‬ ‫يف ح�ي�ن هذا النوع من الكتاب���ات ليس باألمر اهلني‬ ‫بل حيتاج إىل الرتيّث و التأمل العميق يف ما جيري‬ ‫م���ن أحداث قد تب���دو لنا اآلن يف ص���ورة مغلوطة ‪,‬‬ ‫لك���ن يف ظل ه���ذا الزخ���م اهلائل م���ن الكتابات ذات‬ ‫ّ‬ ‫الث���وري و بوص���ف أكث���ر دق���ة الناقل ملا‬ ‫الطاب���ع‬ ‫جيري يف الس���احات العربية من تغيريات و عنف و‬

‫تناقضات توجد بعض الكتابات اليت اس���تطاعت أن‬ ‫تنقل لنا بأسلوب إبداعي مجيل مجُ ريات األحداث‬ ‫ألن ُ‬ ‫‪ّ .‬‬ ‫كتابها تنبأوا مبا س���يحدث يف العامل العربي‬ ‫قب���ل وقوع���ه ‪ ,‬و بالتالي كان تدوينه���م قد اختمر‬ ‫جي���دا يف خميلتهم ‪ .‬و مل تك���ن الثورات العربية إال‬ ‫تفجريا له ‪.‬‬

‫مجيل محادة ‪ /‬شاعر وناقد من فلسطني‬

‫أق���ول ل���ك‪ ..‬أوال أن�ن�ي مل أطل���ع عل���ى الكث�ي�ر من‬ ‫ه���ذه النصوص‪ ..‬ولك���ن ما اطلعت علي���ه‪ ..‬صحيح‬ ‫ينطبق عليه هذا التوصيف وأعتقد أن الس���بب هو‬ ‫اخل���وف‪ ..‬أوال‪ ..‬ثانيا‪ ..‬اآلن يصعد أش���باه الش���عراء‬ ‫والكتاب‪ ..‬وأش���باه املثقفني‪ ..‬ليدلوا بآرائهم ‪ ..‬حتت‬ ‫ش���عار حرية الرأي والكالم‪ ..‬وعدم احتكار وس���ائل‬ ‫التعب�ي�ر‪ ..‬فيصبح ه���ذا اجملال لكل من ه���ب ودب‪..‬‬ ‫ألنه يشهد اآلن ساحة‪ ..‬تغيب فيها املعايري‪ ..‬معايري‬ ‫اإلب���داع وق���وة الن���ص‪ ..‬وإذا أراد ناق���د أو كاتب أو‬ ‫رئيس حترير‪ ..‬أو جه���ة إعالمية أن تضع معايري‪،‬‬ ‫س���وف تتهم بأنها تصادر احلرية‪ ..‬وبالتالي س���وف‬ ‫تته���م بأنها م���ن بقاي���ا الدكتاتوري���ة‪ ..‬ومن أزالم‬ ‫النظام الس���ابق‪ ..‬ومن الكثري م���ن التهم‪ ..‬على هذه‬ ‫الش���اكلة‪ ..‬ويف احلقيقة ‪ ..‬هذه كارثة حقيقية‪..‬‬ ‫ألن هذا األمر ال ينطبق فقط على الش���عر واألدب‬ ‫والصحافة واإليداع ولكن على كل مناحي احلياة‬ ‫وجماالت العمل املشابهة‪..‬‬

‫ليلى عيد ‪ /‬كاتبة من لبنان‬

‫ال أعل���م من الذي اطلع عل���ى كل التصوص اليت‬ ‫تكت���ب وجاء به���ذا ال���رأي‪ ،‬أقصد على ماذا نس���تند‬ ‫وكي���ف نقي���م الن���ص وقيمته؟ أمج���ل النصوص‬ ‫برأيي املتواضع هو ال���ذي يأتي من جتربة عميقة‬ ‫وش���فافة‪ ،‬أما اذا كان فقط يركب املوجة ويريد‬ ‫ان يكت���ب جمل���رد الكتاب���ة فحتم���ا س���يأتي الن���ص‬ ‫مفتع�ل�ا‪ ،‬س���اذجا وال يلي���ق بدماء اريق���ت وبأمثان‬ ‫دفعت مثن���ا هلذه الث���ورات اليت محل���ت الكثري من‬ ‫األحالم ورغبة حقيقية يف التغيري‪...‬‬

‫فتحي نصيب ‪ /‬كاتب من ليبيا‬

‫اظن أن هذه اجملتمعات مل تستقر بعد‪ ،‬انها يف حالة‬ ‫غليان واضطراب سياسي واقتصادي ونفسي أيضا‬ ‫ومن الصعوبة مبكان على الكاتب اجليد أن يكتب‬ ‫او يرصد التغريات اجلذرية بله يعرب عنها يف عمل‬ ‫يستحق البقاء ‪ .‬يف أوض��اع كهذه‪ ،‬ومن جيازف‬ ‫بالكتابة االن الينتج على األغلب سوى ماوصفته‬ ‫يف سؤالك ( بالسطحية والسذاجة) ‪.‬االمر حيتاج‬ ‫اىل وقت وحالة‬ ‫ن����س����ب����ي����ة م���ن‬ ‫االس�����ت�����ق�����رار ‪،‬‬ ‫عندها ستخرج‬ ‫االع������������م������������ال‬ ‫األك���ث���ر قيمة‬ ‫وع��م��ق��ا ومج��اال‬ ‫ومتعة‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 24 - 18 ( - ) 84‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫ملف العدد‬

‫العزل‬

‫اإلخوان والعزل السياسي‬ ‫اجلماعة تنفي واحلزب‬ ‫يؤكد ‪!..‬‬ ‫ميادين ‪ :‬خاص‬ ‫أكد نائ���ب املراقب العام جلماعة اإلخوان املس���لمني يف ليبيا‬ ‫س���امل بوحنك أن الوقف���ة االحتجاجية ال�ت�ي أقيمت يوم ‪12‬‬ ‫‪-12-2012‬م ه���ي جمهول���ة م���ن حي���ث اجله���ة املنظم���ة‬ ‫والداعي���ة هل���ا وق���ال املس���ؤول يف مجاع���ة اإلخوان املس���لمني‬ ‫يف ليبي���ا أن أغل���ب مؤسس���ات اجملتمع املدن���ي الليبية اليت مت‬ ‫اإلتص���ال بها لي���س هلا عالقة بهذه الوقف���ة وال تعلم باجلهة‬ ‫املنظمة‪..‬موضح���ا أنه���م خيش���ون م���ن املظاهرات ال�ت�ي تكون‬ ‫ض���د مصلح���ة ليبيا وأضاف مس���ؤول األخ���وان يف ليبيا أنهم‬ ‫يش���اركون فق���ط يف األعم���ال ال�ت�ي تك���ون واضح���ة اهلدف‬ ‫مش�ي�را إىل أن الدع���وة لقان���ون الع���زل السياس���ي ومواجه���ة‬ ‫عناصر النظام السابق واملندسني قد تبناها اإلخوان بالفعل يف‬ ‫وقت سابق باإلضافة إىل أنهم عرضوها على املؤمتر الوطنى‬ ‫اللييب العام‪.‬‬

‫وأك���د أنهم ال يش���اركون يف مظاه���رة جمهولة اهلوية غري‬ ‫معروف���ة اجله���ة املنظمة هلا‪ ،‬ألن���ه البد من أن تك���ون هناك‬ ‫هيئ���ة أو مؤسس���ة تتحمل مس���ؤولية ما ميك���ن أن حيدث يف‬ ‫املظاه���رات مش�ي�را إىل أن هناك م���ن لديهم نوايا س���يئة ضد‬ ‫اإلس���تقرار األمين ف���ى ليبيا إذ أن عملي���ة ضبط التظاهرات‬ ‫أمر صعب يف هذا الوقت بالذات وقد يكون هلا سلبيات من قبل‬ ‫بعض املستغلني لتواجد حشود مجاهريية فيها‪.‬‬ ‫باملقاب���ل ق���ال الدكتور حممد ص���وان رئيس ح���زب العدالة‬ ‫والبناء الذراع السياسي جلماعة اإلخوان املسلمني يف ليبيا إن‬ ‫حزبه يس���عى إىل تفعيل قانون العزل السياس���ي بعد تنقيحه‬ ‫ومعاجلته‪ ،‬مشريا إىل تفشي الفساد يف ليبيا الذي يعد أكرب‬ ‫مشكلة تواجه قيام الدولة وجناح الثورة‪.‬‬ ‫وب�ّي�نّ ص���وان أن ثقاف���ة معم���ر القذايف ق���د تك���ون مؤثرة يف‬ ‫كل م���ن توىل مناصب قيادية يف عهده‪ ،‬مش�ي�را إىل أن العهد‬ ‫الس���ابق كان مبنيا على املراوغة والفس���اد والرش���وة واعترب‬ ‫ص���وان‪ ،‬أن قان���ون الع���زل السياس���ي يعترب مهم���ا جدا وحتد‬ ‫كبري للحكوم���ة مضيفا أن ليبيا تفتقر للقوانني والضوابط‬ ‫القانوني���ة و أن الدول���ة مازال���ت هش���ة وتش���كو م���ن كث���رة‬ ‫العناص���ر الفاس���دة اليت تس���يطر عل���ى األماكن الرئيس���ية‬ ‫خاص���ة يف املدن اليت مل حتدث فيها مواجهات حقيقية خالل‬ ‫الثورة‪ ،‬حسب قوله‬ ‫ويف اتصال مع ميادين أكد الدكتور عبد الرمحن الديباني‬ ‫عض���و املؤمت���ر الوطين ع���ن حزب العدال���ة والبن���اء أن كتلة‬ ‫العدالة والبناء س���وف تدعم وتتبين أي مشروع لقانون العزل‬ ‫السياسي تتقدم به مؤسس���ات اجملتمع املدني ويرى الديباني‬ ‫أن إص���دار قانون العزل السياس���ي هو اخلط���وة األوىل للبناء‬ ‫الصحيح لليبيا اجلديدة ولتصحيح مسار الثورة ‪.‬‬

‫ملف العدد‬ ‫إعداد‬ ‫احلسني املسوري‬

‫األستاذ حممود مشام ‪:‬تغيري‬ ‫اخلارطة السياسية‬

‫أن���ا مع العزل السياس���ي على أن يس���تند‬ ‫أي قانون على قاعدة ش���رعية‪ ..‬ورغم أن‬ ‫املؤمت���ر العام جس���م ش���رعي وأكيد ‪ ،‬إال‬ ‫أن انتخاب���ه مت ألداء دور معني بصالحية‬ ‫معينة حددها اإلعالن الدس���توري الذي‬ ‫نعي���ب عليه ع���دد من امل���واد دون أن ننفي‬ ‫ان���ه وثيقة قبلنا بها عل���ى مضض‪ .‬قانون‬ ‫العزل السياس���ي كفكرة وليس كمواد‬ ‫يت���م تداوهل���ا اآلن ه���و أم���ر مقب���ول يف‬ ‫الثورات إذا ما مت مراعاة بندين رئيسيني‪:‬‬ ‫األول أال يكون قانون عام بل قانون حمدد‬ ‫بدقة حتى ال يتحول إىل قانون لالنتقام‬ ‫والثان���ي أن يتم االس���تفتاء عليه ألنه قد‬ ‫يغري اخلارط���ة السياس���ية واالجتماعية‬ ‫يف ليبيا لسنوات قادمة‬

‫األستاذ حممد بويصري ‪ 17:‬فرباير‬ ‫ليس يوم القيامة‬

‫‪ .‬الواقع يقول انه هناك فاسدون يف نظام‬ ‫القذاف���ى وهناك فاس���دون يف ما أتى بعد‬ ‫القذاف���ى وف���ى املس���تقبل أيض���اً س���يكون‬ ‫هن���اك فاس���دون كم���ا س���يكون هن���اك‬ ‫ش���رفاء ‪ 17 ،‬فرباي���ر لي���س ي���وم القيامة‬ ‫الذي سيفصل بني الفس���اد و الصالح هو‬ ‫جمرد نقل���ة أخرى فى مس�ي�رة الليبيني‬ ‫الذين حيبون يف مسار تكوين دولتهم ‪.‬‬ ‫أنا م���ع قانون ص���ارم مينع املفس���دين يف‬ ‫كل األوق���ات و حت���ت كل الش���عارات‬ ‫وفى ظل كل األنظم���ة أن يتولوا أمورنا‬ ‫ومعاي�ي�ر هك���ذا قان���ون ليس���ت سياس���يه‬ ‫ولكنه���ا عدلي���ه ‪ :‬فم���ن قت���ل الليبي�ي�ن أو‬ ‫سجنهم بال حق أو جتسس غليهم أو بدد‬ ‫ماهل���م العام أو ترب���ح بالوظيف���ة العامة‬ ‫ال جي���ب أن يكون ج���زء من الس���لطة أما‬ ‫قانون للعزل السياس���ي مس���يس بامتياز‬ ‫هو حماول���ة لعزل اخلصوم السياس���يني‬ ‫وبالتالي ه���و أداة غ�ي�ر دميقراطيه وغري‬ ‫مقبول‪.‬ال اعرف أن كان موجها ضد احد‬ ‫بال���ذات ولكن من جترب�ت�ي يف الفدرالية‬ ‫‪ ،‬معظ���م األط���راف السياس���ية يف ليبي���ا‬ ‫ال متتل���ك أخ�ل�اق العمل السياس���ي وهى‬ ‫عصابات سياس���ية ال تتوان���ى يف االغتيال‬

‫يف اآلونة األخرية طفى علي السطح موضوع إصدار قانون‬ ‫للعزل السياس���ي وتصاعدت وترية اجل���دل حول املطالبة بإصدار‬ ‫قان���ون الع���زل السياس���ي وق���د نش���رت املواق���ع االلكرتوني���ة على‬ ‫ش���بكة االنرتنت أكثر من مخس مس���ودات ملش���روع قانون العزل‬ ‫السياسي وتنسب املس���ودات إىل مجاعة اإلخوان املسلمون وحزب‬ ‫اجلبهة الوطنية وبعض الناشطني السياسيني وبغض النظر عن‬ ‫من يقف وراء مش���روع القانون أم ال فالس���ؤال الذي يهمنا هو هل‬ ‫حن���ن يف حاج���ة إىل قانون العزل السياس���ي لبن���اء ليبيا اجلديدة‬ ‫أم ال لذل���ك التقين���ا بع���ض السياس���يني والناش���طني احلقوقيني‬ ‫واإلعالميني حول هذا املوضوع وكانت أرائهم على النحو التالي ‪:‬‬ ‫الشخصي ملن ترى فيه خصومه‪,‬جيب أن‬ ‫نرك���ز اآلن يف التجهي���ز النتخابات غري‬ ‫مرتبه مسبقا للجنة الستني اليت ستضع‬ ‫الدستور‪.‬‬

‫الناشطة غيداء التواتي ‪ :‬العزل هو‬ ‫مطلب شعيب‬

‫نعم مع العزل السياس���ي ‪ ،‬ألن العزل هو‬ ‫اح���د أه���م بن���ود العدال���ة االنتقالية اليت‬ ‫م���ن املفرتض أن تنق���ل البالد م���ن حالة‬ ‫احلرب حلالة الس���لم بإنص���اف الضحايا‬ ‫من جالديهم‬ ‫كل املعاي�ي�ر ال�ت�ي تضم���ن إبع���اد كل‬ ‫من عمل م���ع النظ���ام يف مناصب قيادية‬ ‫أو كان يف دوائ���ر صن���ع الق���رار‪ ،‬أو أحد‬ ‫أعض���اء جلان���ه الثورية أو س���اهم يف قمع‬ ‫ثورة ‪ 17‬فرباير أو تورط يف سرقة أموال‬ ‫ليبي���ا أو متورط يف ال���دم اللييب‪ ،‬أو توىل‬ ‫مناصب ساهمت يف إطالة عمر النظام‬ ‫القان���ون لي���س موج���ه ض���د أش���خاص‬ ‫معين�ي�ن بل هو موجه ض���د العناصر اليت‬ ‫كانت تعم���ل داخل املنظومة السياس���ية‬ ‫يف نظام الق���ذايف مجيعها واملنظومة اليت‬ ‫تعرف حبركة اللجان الثورية‪.‬‬ ‫الع���زل السياس���ي ال حيت���اج الس���تفتاء‬ ‫ش���عيب ألنه حبوار بسيط يف الشارع ترى‬ ‫املواطن�ي�ن والعام���ة متذم���رون ج���دا من‬ ‫وجود نفس الوجوه يف املناصب يف الدولة‬

‫وهل���ذا العزل هو مطلب ش���عيب وأريد أن‬ ‫أؤكد إضافة ألسئلتك التالي‬ ‫الع���زل السياس���ي مرتب���ط ارتباط كلي‬ ‫مبحاكم���ات النظ���ام الس���ابق‪ ،‬فأه���داف‬ ‫العزل ليست فقط تنظيف املؤسسات من‬ ‫بقايا البني���ة املتهالكة اليت كان يس���تند‬ ‫عليه���ا نظ���ام العقي���د يف أفعاله‪،‬ب���ل البد‬ ‫م���ن ضمان ع���دم حص���ول كل من عمل‬ ‫معه على الشرعية وضمان استبعاده من‬ ‫العملية السياسية الوطنية‪.‬‬ ‫و جي���ب النظر إل���ي العزل السياس���ي يف‬ ‫ص���ورة اك�ب�ر‪ ،‬كوس���يلة لعق���اب أعوان‬ ‫النظام السابق على صمتهم الطويل على‬ ‫نظام العقي���د الدكتات���وري ودعمهم له‬ ‫بالعمل معه م���ع معرفتهم بدمويته وهو‬ ‫أداة يع�ب�ر فيها اجملتمع عن الرفض العام‬ ‫هلذا الس���لوك اإلجرام���ي يف إدارة الدولة‬ ‫وتعت�ب�ر رس���الة واضحة للساس���ة اجلدد‬ ‫أن���ه مهما ط���ال الزمان ف���إن العقاب قادم‬ ‫ال حمالة‬ ‫باإلضاف���ة إلي أن العزل السياس���ي يكفل‬ ‫توفري قدر من العدال���ة للضحايا ويمُ َكن‬ ‫ا الضحايا من ش���عورهم بكرامتهم كون‬ ‫تضحياتهم س���اهمت يف إبع���اد هؤالء عن‬ ‫املش���هد السياس���ي كما يس���اهم ً‬ ‫أيضا يف‬ ‫تعزيز ثق���ة املواطنني يف الدولة احلديثة‬ ‫حي���ث أن اغل���ب املواطن�ي�ن يب���دون ع���دم‬


‫‪09‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 24 - 18 ( - ) 84‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫ملف العدد‬

‫السياسي ‪...‬بني مؤيد ورافض‬

‫حممود مشام‬

‫توفيق بن مجيعة‬

‫امحد الطشانى‬

‫ثقتهم مبؤسس���ات الدولة والسبب هو بقاء نفس العناصر والوجوه‬ ‫على رؤوس هذه املؤسسات‬ ‫إن الع���زل السياس���ي هو جزء ال يتجزأ من العدال���ة االنتقالية اليت‬ ‫من املفرتض أن تنصف الضحايا من جالديهم‬ ‫األستاذ توفيق بن مجيعة ‪:‬تطهري القضاء أولا‬ ‫من وجهة نظري حنن لس���نا يف حاجة لقانون عزل سياسي لكي ال‬ ‫نثري كثري من اجلدل و املس���اومات حنن يف حاجة ملحة ملس���ائلة‬ ‫كل من أساء للوطن و أثري بطرق غري مشروعة أو أساء إستخدام‬ ‫س���لطته أو مارس الوساطة و احملسوبية و كل من تسبب يف إراقة‬ ‫دم مواط���ن لييب أو كان س���بباً يف تعرض���ه للتعذيب أو االعتقال و‬ ‫كل من كان السبب يف عرقلة تقدم الشعب اللييب بأي طريقة و‬ ‫يف بادئ ذي بدء جيب تطهري القضاء من كل الفاسدين لكي تكون‬ ‫له كلمة الفصل يف هؤالء من يشتبه مسؤليتة عن هذه اجلرائم و‬ ‫لو أدي أألستعانة بقضاة من اخلارج ‪.‬‬

‫الصحفي مسري السعداوي ‪ :‬قانون حجر سياسي احتياطي‬ ‫مؤقت‬

‫قان���ون العزل السياس���ي أمر حمس���وم منذ قيام ث���ورة ‪ 17‬فرباير‪،‬‬ ‫ذلك أن التوافق على العفو العام آنذاك‪ ،‬تضمن ش���رط استثناء من‬ ‫تورطوا يف جرائم قتل أو يف س���رقة مال ع���ام‪ ،‬فهؤالء ومن عاونهم‬ ‫على جرمهم جيب أن يش���ملهم العزل السياسي إىل أن تثبت براءة‬ ‫احدهم من عدمها‪.‬‬ ‫املعاي�ي�ر احمل���ددة مل���دى ت���ورط احدهم أو حج���م تورط���ه جيب أن‬ ‫حيددها القضاء اللييب بعد تطهريه‪ .‬لذلك يستحسن استبعاد كل‬ ‫من هو مش���كوك يف أمره أو مش���تبه به عن الس���احة السياسية إىل‬ ‫ح�ي�ن يقول القضاء العادل النزيه كلمته يف ش���أن كل حالة على‬ ‫حدة‪.‬‬ ‫قان���ون العزل جيب أال يس���تخدم جزافاً من اجل تصفية حس���ابات‬ ‫أو اس���تهداف جمموعة معينة من الس���كان‪ ،‬فان���ا أرى أن املواطنني‬ ‫العادي�ي�ن والبس���طاء والفق���راء جي���ب أال يعاقب���وا عل���ى توجهاتهم‬ ‫السياس���ية يف املاض���ي‪ ،‬فه���ذه املواق���ف والتوجهات مل تك���ن صادرة‬ ‫عن س���ابق تصور وتصميم وال عن وع���ي وإدراك وحرية تامة‪ .‬وال‬ ‫ننسى يف املقابل أن كثريين ممن تظاهروا أنهم يؤيدون ثورة ‪17‬‬ ‫فرباير فعلوا ذلك يف حماولة ملس���ح ارتكاباتهم وتنظيف سجالتهم‬ ‫ومسعتهم وجل هؤالء من حيتان املال واملتسلقني االنتهازيني‪ .‬وهذا‬ ‫يعيدنا إىل املربع األول‪ ،‬من يقع حتت طائلة القضاء هو من تورط‬ ‫يف جرائم أو اختالسات‪ ،‬ليس فقط قبل ‪ 17‬فرباير بل أيضا يف عهد‬ ‫اجمللس االنتقالي وهذا بالنسبة لنا‪ ،‬أمر غري مقبول استمراره بعد‬ ‫سقوط نظام الطاغية ال حيتاج قانون العزل حبد ذاته إىل استفتاء‬ ‫ش���عيب فهو جيب أن تكون مفاعيله واردة يف الدس���تور اللييب الذي‬ ‫يتع�ي�ن أن يتناول يف بنوده تطبيق القانون جلهة معاقبة اجملرمني‬ ‫والفاس���دين وأيضا الذين ينالون من س���يادة الدول���ة بتعاونهم مع‬ ‫جه���ات خارجية إضافة اعتقد أن من األفض���ل اعتماد قانون حجر‬ ‫سياس���ي احتياطي مؤقت إىل حني صدور الدستور اجلديد ويكون‬ ‫هذا القانون مبثابة متهيد لبند العزل السياسي يف الدستور‪.‬‬

‫األستاذ عبد الرزاق العرادي ‪ :‬صلوا معنا ولكن ال تأ ّمونا‬

‫نعم أنا مع إصدار قانون للعزل السياسي وذلك ملنع من كان جزء‬ ‫من النظام الس���ابق للدخول من النافدة بعد أن استبعدوا من الباب‬ ‫تأمونا كذلك جيب تس���ميت‬ ‫ولكن مع قاعدة صلوا معنا ولكن ال ّ‬

‫سعاد الفيتوري‬

‫سليمان عبدالقادر‬

‫مسري السعداوي‬

‫مناصب وأشخاص بعينهم وجيب أن تكون املناصب يف أعلى اهلرم‬ ‫وأما األش���خاص فهم األشخاص املعروفني جبرائمهم ووفق حكم‬ ‫قضائي‬ ‫ف�ل�ا يكفي أن يص���در من املؤمتر ولكن ميك���ن أن يتم مداولته عرب‬ ‫مؤسسات اجملتمع املدني‪.‬‬

‫الدكتورة سعاد الفيتوري ‪ :‬الكلمة العليا للعدالة وقيم دولة‬ ‫القانون‬

‫قبل تطبيق قانون العزل السياسي‪ ،‬اعتقد انه من الصحيح تطبيق‬ ‫القان���ون يف مالحقة املتهمني بارتكاب جرائ���م وانتهاكات‪ .‬الكلمة‬ ‫العلي���ا جيب أن تك���ون للعدالة وقي���م دولة القان���ون‪ .‬الذين ارتكبوا‬ ‫انتهاكات يف الس���ابق جيب أن حياس���بوا عليها وفق���ا لقيم العدالة‬ ‫واح�ت�رام حقوق اإلنس���ان‪ .‬الثورة ال ميك���ن أن تنتصر إذا جلأت إىل‬ ‫ارتكاب انتهاكات‪ .‬أنا ضد حرمان أي إنسان من حقه يف املشاركة‬ ‫يف احلي���اة السياس���ية‪ .‬ولك���ن جي���ب أن تثب���ت نزاهت���ه وجدارت���ه‬ ‫وكفاءت���ه وإخالصه للوطن‪ .‬كل إنس���ان تلطخ���ت أيديه بالدماء‬ ‫أو م���ارس أعمال فس���اد أو س���رقة املال العام ال يعود م���ن املمكن أن‬ ‫يلع���ب دورا سياس���يا‪ ،‬أو دورا يف احلي���اة العام���ة‪.‬و املعي���ار الوحي���د‬ ‫الصحي���ح هو اللجوء إىل القضاء الذي جي���ب أن حيدد ما إذا كان‬ ‫الش���خص املتهم قد ارتكب بالفعل انتهاكات تربر عدم الس���ماح له‬ ‫بلع���ب دور سياس���ي‪ .‬وليس م���ن اختصاص أي جهة سياس���ية‪ ،‬مبا‬ ‫فيه���ا الربملان‪ ،‬أن يدين أو يربئ أي ش���خص‪ .‬س���لطة القضاء جيب‬ ‫أن تكون س���لطة مستقلة وموازية وعلى قدر املساواة مع السلطات‬ ‫التنفيذي���ة والتش���ريعية األخ���رى‪ .‬وحماكمة أش���خاص أمر من‬ ‫اختص���اص القض���اء وح���ده‪ ،‬وال اح���د س���واه‪ .‬وإال ف���ان كل ش���يء‬ ‫س���وف ينقلب على رؤوس���نا مجيع���ا‪ .‬الفوض���ى القانونية ال ختدم‬ ‫أي اح���د‪ .‬إذا حاكمت أحدا بطريقة غري قانونية‪ ،‬فانه س���وف يعود‬ ‫ليحاكمك بطريقة غري قانونية‪ ،‬وهذه قصة ال تنتهي‪ .‬حنن نريد‬ ‫وضع نهاية لكل وجه من وجوه االستبداد والفوضى وبالتالي مرة‬ ‫أخ���رى‪ ،‬القضاء‪ ،‬ث���م القضاء‪ ،‬ثم القضاء‪ .‬هذا ه���و البديل العقالني‬ ‫والش���رعي واإلنس���اني الوحيد الصحيح للعزل السياس���ي و ال يهم‬ ‫أن يكون موجها ضد أش���خاص معينني‪ .‬املهم هو ما إذا كان هؤالء‬ ‫األشخاص أبرياء أم ال‪ .‬إذا ثبت أمام القضاء أنهم أبرياء‪ ،‬فال جيوز‬ ‫ألح���د أن حيرمهم م���ن حقوقهم السياس���ية ومنها ح���ق املواطنة‪.‬‬ ‫ولك���ن إذا ثبت أنهم تورطوا بأعمال فس���اد أو جرمية أو انتهاكات‪،‬‬ ‫ف�ل�ا جي���وز هلم أن يبق���وا مطلق���ي الس���راح‪ .‬جي���ب أن يدفعوا مثن‬ ‫جرائمهم على حد التش���ريع اإلسالمي القائل‪ :‬ولكم يف القصاص‬ ‫حياة يا أولي األلباب‪.‬‬ ‫ويف هذه احلال نكون قد ضم ّنا أن ال يأخذ كل إنسان حقه بيديه‪،‬‬ ‫الن القض���اء هو ال���ذي جيب أن يفصل بني أه���ل املظامل‪ ،‬وال ميكن‬ ‫حتى للمصاحلة الوطني���ة أن حتل حمل القضاء‪ ،‬إال بعد أن يأخذ‬ ‫كل ذي حق حقه‪ .‬وهذا حيتاج إىل بناء مؤسس���ة قضاء مس���تقلة‬ ‫وقوية ومتماس���كة ونزيهة وتعتمد على أفض���ل املعايري القضائية‬ ‫اإلنسانية املتعارف عليها بني شعوب العامل‪.‬‬ ‫حن���ن حنت���اج إىل تنظي���ف مؤسس���ة القضاء لضمان حس���ن س�ي�ر‬ ‫العدال���ة‪ .‬حن���ن كلنا حباج���ة إىل أن تك���ون لدينا مؤسس���ة قضاء‬ ‫حنرتمه���ا ونثق بها ونلجأ إليها للفص���ل يف املنازعات واالختالفات‬ ‫ولك���ي نضم���ن أن تكون هن���اك مرجعية عادلة نرج���ع إليها‪ ،‬فيعم‬ ‫األمن واالس���تقرار وش���عور املواطن باالطمئنان وال���دول املتقدمة‪،‬‬

‫عبد الرزاق العرادي‬

‫حممد بويصري‬

‫تقدم���ت فق���ط بوج���ود دولة قان���ون‪ ،‬ولي���س بوجود دول���ة فوضى‬ ‫وأعمال انتقام وانتقام مضاد‬ ‫القان���ون جي���ب أن يعل���و عل���ى رؤوس اجلميع‪ .‬وليس م���ن حق أي‬ ‫إنس���ان مينح أو يس���حب ش���هادة الوطني���ة لآلخري���ن‪ .‬أعمالنا هي‬ ‫ال�ت�ي ت���دل علينا‪ .‬وإذا ق���ام احدن���ا مبخالفة القان���ون فانه جيب أن‬ ‫حياسب حسابا عادال والذين مينحون ويسحبون شهادات الوطنية‬ ‫لآلخرين ال يعرفون‪ ،‬إن هؤالء اآلخرين يسحبونها منهم يف املقابل‪.‬‬ ‫وهذه لعبة سياس���ية قذرة وال طائل منها‪ .‬وهي تهدف إىل تصفية‬ ‫حسابات شخصية ال ختدم مصاحل الوطن بالضرورة ويف النهاية‪،‬‬ ‫فان ليبي���ا اكرب من اجلميع‪ ،‬وتبقى س���قفا وأرضا لنا مجيعا على‬ ‫قدم املساواة ووفقا لقيم العدالة واحلرية والقانون‪.‬‬

‫املهندس سليمان عبد القادر املراقب السابق لإلخوان املسلمون‬

‫يف ليبيا والذي حتدث الينا بصفته الشخصية فقال بإطار عام إنا‬ ‫مع كل ما من ش���أنه محاية هذه الثورة من استنس���اخ ديكتاتورية‬ ‫أو اس���تبداد يف ث���وب جدي���د‪ .‬والعزل السياس���ي تتجاذب���ه معطيات‬ ‫عل���ى أرض الواق���ع البد م���ن الوقوف عندها‪ .‬فم���ن ناحية البد من‬ ‫إج���راءات حلماية ه���ذه الثورة و خصوصا مع م���ا حدث من هروب‬ ‫بعض احملس���وبني على النظام وتواجد ع���دد كبري منهم يف بعض‬ ‫ال���دول اجمل���اورة‪،‬و م���ا حدث م���ن تفج�ي�رات يف مدين�ت�ي طرابلس‬ ‫وبنغ���ازي‪ ،‬كلها معطي���ات تدق ناقوس اخلطر أن ه���ذه الثورة لن‬ ‫تكون يف مأمن بل سيعمد املناوئون واملعادون هلا حملاربتها وإفشاهلا‬ ‫بطريقة مباش���رة عن طري���ق األعمال التخريبي���ة و االنتقامية و‬ ‫هذه الغرض منها إح���داث القالقل و النعرات والفنت بني أبناء هذا‬ ‫الش���عب‪ ،‬أو بطريق غري مباش���ر عن طريق حتري���ك بعض األفراد‬ ‫لكي يتس���للوا إىل دوائر الدولة مؤسس���اتها ولكي يكونوا حجر عثر‬ ‫يف طري���ق التغي�ي�ر والبن���اء و تكريس ثقافة الفس���اد واحملس���وبية‬ ‫واجلش���ع اليت كانت س���ائدة‪ ،‬وكما نعلم فهؤالء احملسوبني على‬ ‫النظام ميتلكون رؤوس أموال نهبت من قوت الشعب ستوظف هلذه‬ ‫األعمال وس���يجدوا من أصحاب النف���وس املريضة ممن ال هم هلم‬ ‫إال ملء جيوبهم وبطونهم لتنفيذ خمططهم‪ .‬هذه املعطيات تدفع‬ ‫إىل اس���تصدار مثل هذا القانون شريطة أال ينقلب إىل وصاية من‬ ‫ط���رف بعين���ه أو فصيل أو حزب لينصب نفس���ه مص���درا لصكوك‬ ‫الثوري���ة والوطني���ة‪ ،‬و مهيمن���ا على املش���هد السياس���ي‪ ،‬و أن يكون‬ ‫القان���ون حم���ددا يف مواده وفقراته حبيث ال يتعس���ف يف تطبيقه و‬ ‫ال يتحول إىل مصادرة احلقوق وتكبيل احلريات‪.‬‬ ‫بالنس���بة للعزل السياس���ي جيب أن ينص بش���كل قانوني حبيث ال‬ ‫يك���ون اجتثاث���ا أو مصادرة لبقية احلقوق بل ه���و حرمان من تقلد‬ ‫املناصب القيادية يف مؤسسات الدولة و جيب أن يكون هلذا القانون‬ ‫معاي�ي�ر حمددة م���ن ناحية التصنيف حبيث يش���مل فئات بعينها ‪،‬‬ ‫على س���بيل املثال الذين اضطلعوا مبهام قيادية يف حركة اللجان‬ ‫الثوري���ة‪ ،‬و يف األجه���زة األمني���ة و كذلك ال���وزارات الس���يادية‪، ،‬‬ ‫الس���فراء الذي���ن ثب���ت تورطه���م يف تصفي���ة ليبيني يف اخل���ارج أو‬ ‫تغطية لوجس���تية لدع���م جرائم أو أعمال أو منظم���ات إرهابية‪ ،‬و‬ ‫رجال األعمال الذين ش���اركوا رموز النظام أو تورطوا يف صفقات‬ ‫مش���بوهة ‪ ،‬كذلك من اس���تغل منصبه وأثرى على حساب الشعب‬ ‫م���ن ناحية اإلثبات توف���ر األدلة القطعية والقرائ���ن اليت يدان بها‬ ‫كل من مارس هكذا أعمال‪ .‬وس���يكون موجه���ا ضد من ثبت عليه‬ ‫مبا اليدع جماال للش���ك انه ش���ارك يف جرائم الفس���اد أو االستبداد‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 24 - 18 ( - ) 84‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫للنظ���ام الس���ابق و ب���رر جرائم���ه‪ ،‬ولكنه يف‬ ‫نف���س الوق���ت محاي���ة هل���م م���ن ردة فع���ل‬ ‫شعبية قد تس���تأصل األخضر واليابس من‬ ‫حقوقهم وتكب���ل حرياتهم و مع عدم وجود‬ ‫دس���تور يرجع إلي���ه ‪ ،‬جي���ب أن حيظى هذا‬ ‫القان���ون أو اإلج���راء بدعم ش���عيب ‪ ،‬هذا من‬ ‫وجهة نظري‪ ،‬وال أدري إذا ميكن اإلكتفاء‬ ‫بإس���تصدار هكذا قوانني م���ن خالل املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي‪ ،‬عل���ى إعتب���ار ان���ه املمث���ل إلرادة‬ ‫الش���عب اآلن ‪ ،‬رمبا من األفضل االس���تعانة‬ ‫باخلرباء الدس���توريني يف هذا الش���أن ولكن‬ ‫كم���ا قل���ت جيب أن يك���ون حم���دد املعايري‬ ‫حبي���ث ال يصب���ح مطاط���ا أو مح���ال أوجه‬ ‫بل حم���ددا للجرائم اليت تس���توجب العزل‬ ‫وتصنيفها واألدلة اليت تثبته‬

‫ملف العدد‬

‫العزل السياسي من ميدان الــــ‬ ‫ميادين خاص ‪:‬بنغازي –طرابلس‬ ‫شهد ميدان الشجرة بعاصمة الثورة بنغازي وميدان الشهداء بعاصمة البالد طرابلس مظاهرة أطلق عليها “ مظاهرة الغضب لتصحيح‬ ‫مس���ار الثورة “ محل فيها املتظاهرون الفتات تطالب املؤمتر الوطين بتش���ريع قانون للعزل السياسي وعدم السماح للذين تقلدوا مناصب‬ ‫خالل النظام الس���ابق باالس���تمرار يف أعماهلم يف ظل ثورة ‪ 17‬فرباير اليت أس���قطت ذلك النظام وطالب املتظاهرون باإلسراع يف بناء دولة‬ ‫مدنية على أسس دميقراطية يف إطار حيقق املصاحلة الوطنية والعدالة االنتقالية وطالب احملتجون بضرورة تصحيح مسار الثورة الذي‬ ‫مل يتحقق بسبب عدم تغيري كافة أركان احلكم يف البالد وإبعاد رموز النظام عن مراكز القوة كما طالب املشاركون مبحاسبة أعضاء‬ ‫اجمللس الوطين االنتقالي السابق واملكتب التنفيذي واحلكومة االنتقالية ميادين كانت هناك واستطلعت أراء بعض املشاركني ‪:‬‬

‫األس��تاذ امح��د الطش��اني ‪:‬جي��ب‬ ‫عزل مجاعة اإلخوان وحزبها‬

‫القضية ليس���ت م���ع أو ضد القان���ون ولكن‬ ‫جي���ب معرف���ة مص���در القان���ون واجله���ة‬ ‫اليت تس���وق له أوال أن���ا مع القان���ون عندما‬ ‫يك���ون ع���ادال ويش���مل كل م���ن عم���ل من‬ ‫الش���خصيات الناف���ذة م���ع املقب���ور القذايف‬ ‫وال�ت�ي كان���ت تتحك���م يف مفاص���ل الدولة‬ ‫وإبعادهم عن احلياة السياس���ية ملدة ألتقل‬ ‫ع���ن ‪ 10‬س���نوات وكذل���ك كل م���ن عمل‬ ‫و س���اهم يف دع���م فكرة الس���لطة الش���عبية‬ ‫أو مارس���ها وم���ن ق���ام بالعم���ل يف مش���روع‬ ‫س���يف القذايف وتس���ويق ذلك املشروع سواء‬ ‫كان���وا أف���راد أو تنظيم���ات وما نت���ج عنها‬ ‫من مؤسس���ات كتنظيم اإلخوان املسلمون‬ ‫الذين حتالفوا مع س���يف الق���ذايف واختاروا‬ ‫العمل مع سيف القذايف ومشروعة لتوريث‬ ‫احلك���م يف ليبيا و اإلصالح من الداخل فهذا‬ ‫التنظي���م اثب���ت إمكاني���ة حتالف���ه م���ع أي‬ ‫دكتات���ور قد يأتي يف املس���تقبل ألمسح اهلل‬ ‫وبالتال���ي إذا كان هن���اك الب���د من تطبيق‬ ‫قانون العزل السياسي فانه يتوجب تطبيقه‬ ‫عل���ى تنظي���م اإلخ���وان املس���لمون وحزبهم‬ ‫العدالة والبن���اء ‪.‬واملعايري اليت أرى تطبيقها‬ ‫هي كالتالي ‪:‬‬ ‫‪-1‬املتورط���ون يف الفس���اد املال���ي واإلداري‬ ‫واألخالقي‬ ‫‪-2‬املتورط���ون يف اضطه���اد وس���فك دم���اء‬ ‫الليبيني‬ ‫‪-3‬املتورطون يف إفس���اد احلياة السياس���ية‬ ‫((من مارسوا وطبقوا سلطة الشعب ))‬ ‫‪-4‬املش���اركني يف ح���رس وكتائب املقبور‬ ‫القذايف‬ ‫‪-5‬املش���اركني يف تس���ويق مش���روع سيف‬ ‫القذايف ((ليبيا الغد ))‬ ‫بالنسبة لالستفتاء الش���عيب أرى انه ليست‬ ‫كل القوان�ي�ن حتتاج إىل اس���تفتاء ش���عيب‬ ‫الن هذا القان���ون اليعارض وثيقة اإلعالن‬ ‫الدس���توري املؤقت وهل���ذا إذا مت إق���رار هذا‬ ‫القان���ون يف املؤمت���ر الوط�ن�ي العام س���يكون‬ ‫نافذا دون الرجوع إىل االستفتاء ‪.‬‬

‫إبراهي��م العماري ‪ :‬أنا أؤيد هذا القانون ألنه‬ ‫يفي مبتطلبات الش���عب اللي�ب�ي يف عزل كل‬ ‫تل���ك الفئ���ات ألنه���م س���اهموا يف تعزيز حكم‬ ‫الظل���م والظ�ل�ام وقد س���رقوا ونهب���وا وقتلوا‬ ‫ب���دون وج���ه ح���ق إال ملصاحلهم الش���خصية‬ ‫وتقرب���ا وتزلف���ا للطاغية ‪ ,‬وه���و اكرب هدية‬ ‫ألرواح ش���هداء ‪ 17‬فرباير ‪ ,‬أم���ا من يقول أننا‬ ‫س���نفقد خ�ب�راء فال���رد عليهم كل م���ن تقلد‬ ‫منصب يف عه���د الطاغية هم خرباء يف الكذب‬ ‫والنفاق والس���رقة ال غري والتاريخ أثبت ذلك‬ ‫ب���كل وضوح للش���عب ‪ ,‬وم���ن يقول ان���ه يعزل‬ ‫جمموعات كبرية أرد عليه هؤالء جمموعات‬ ‫غنى عنهم وكل من‬ ‫صغرية مرتزقة ليبيا يف ً‬ ‫يدافع عنهم إما منهم أو مستفيد‪.‬‬ ‫حس���ن أكري���م ‪ :‬الع���زل السياس���ي ه���و مل���ن‬ ‫عم���ل مع نظ���ام القذايف ومل يعل���ن معارضته‬ ‫للق���ذايف قبل ثورة ‪ 17‬فرباير أي أن من عمل‬ ‫م���ع القذايف ث���م ركنه الق���ذايف ومل يعارضه‬ ‫فهو يش���مله العزل السياس���ي ان���ه إقصاء لكل‬ ‫طرط���ور عمل مع الق���ذايف يف مناص���ب عليا‬ ‫وكان ينف���ذ أوام���ر الق���ذايف املدم���رة لليبي���ا‬ ‫دون أن يس���تيقظ له ضمري جت���اه ليبيا ‪....‬أما‬ ‫أمثال حممد املقري���ف وعلي زيدان وفاطمة‬

‫احلم���روش فقد عارضو الق���ذايف يف عز قوته‬ ‫ومن���ذ س���نوات طويل���ة وقبل حت���ى أن حنلم‬ ‫بث���ورة ‪ 17‬فرباير ‪....‬العزل السياس���ي هو ملنع‬ ‫االنتهازيني م���ن إجهاض بن���اء الدولة ألنهم‬ ‫الي���رون إال مصاحله���م ويك�ب�رو صاح���ب‬ ‫الس���لطة وينفخوه ألج���ل أن ياكل���و الفتات‬ ‫الذي يرميه هلم‬ ‫عب�ير اجلهان��ي ‪ :‬ي���ا م���ن كنتم م���ع املقبور‬ ‫نقبل انشقاقكم وحنرتمه ولكن المتنوا علينا‬ ‫به فلوال ثورتنا ما انش���قيتم عن سيدكم لن‬ ‫نقب���ل ركوبك���م مرة أخ���رى عل���ى أكتافنا‪.‬‬ ‫فم���ا خرجنا إال من أجل القض���اء علي النظام‬ ‫بأكمل���ه ولي���س رأس���ه فق���ط ل���ن ختدعونا‬ ‫بوطنيتك���م املزيفة فاألح���رار فقط من كان‬ ‫يعارض���ون هذا النظ���ام الفاس���د بينما كنتم‬ ‫غارق���ون يف التطبي���ل ل���ه و االس���تفادة من���ه‬ ‫وتس���لق عل���ي أكت���اف الش���عب مس���بقأ ودم‬ ‫الشهداء حالياً‪.‬‬ ‫عب��د املهيم��ن ال��زروق ‪:‬كل م���ن خ���دم مع‬ ‫امل���ردوم وكان موقف���ه مش���رف يف ثورتن���ا‬ ‫انقولوله شكر اهلل سعيك وصلي معنا لكن لن‬ ‫تؤمن���ا إال أن يش���هد فيه ‪1000‬ثائ���ر من ثوار‬ ‫اجلبها األولي مش ثوار أتقوله وين شاركت‬

‫أقولك أمنا شارعنا‪.‬‬ ‫يوس��ف الزاي��دي ‪ :‬م���ن وافق عل���ي العمل يف‬ ‫معب���د القذايف فهو إما مؤم���ن مبعمر القذايف‬ ‫وأم���ا ان���ه انته���ازي وال يصل���ح للمش���اركة‬ ‫يف بن���اء الوط���ن وقصة اخل�ب�رات واملتعلمني‬ ‫‪ ..‬إذا كان���وا متعلم�ي�ن حمرتم�ي�ن يع�ن�ي أن‬ ‫معمر حم�ت�رم ‪ ..‬الثورة لي���س هي فقط من‬ ‫بها الرجال ‪ ..‬حنن ش���عب ضح���ي من ‪1969‬‬ ‫ومازال يضحي‪.‬‬ ‫س��املة اخليتون��ي ‪ :‬يهدف ه���ذا القانون إلي‬ ‫حتقيق اآلتي ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫منع عودة حركة اللجان الثورية فكرا وإدارة‬ ‫وسياس���ة وممارس���ة حتت أي مس���مي وبأي‬ ‫ش���كل إلي الس���لطة أو احلياة العامة يف ليبيا‬ ‫تطهري القطاع احلكوم���ي أو القطاع املختلط‬ ‫ومؤسس���ات اجملتمع املدن���ي أو اجملتمع اللييب‬ ‫من أعوان النظام السابق احلفاظ علي وشائج‬ ‫الوئ���ام االجتماع���ي والس���لم األهل���ي خدم���ة‬ ‫الذاك���رة الليبية من خ�ل�ال توثيق اجلرائم‬ ‫واملمارس���ات غ�ي�ر املش���روعة ألع���وان النظام‬ ‫الس���ابق وتوفري قاع���دة بيان���ات متاحة عنهم‬ ‫لتحصني األجي���ال القادمة من الس���قوط يف‬ ‫براثن الظلم والطغيان‪.‬‬


‫‪11‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 24 - 18 ( - ) 84‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫ملف العدد‬

‫ــشجرة إىل ميدان الشهداء‬ ‫مسرية س��امل ‪:‬العفو عن ش���خص تواط���أ أو خدم‬ ‫حتت مظلة القدافى ثم قلده منصبا أو مس���ؤولية‬ ‫ه���دا يعت�ب�ر ف���وق العفو ب���ل يعترب س���ذاجة وقلب‬ ‫للمفاهي���م املنطقية يبقى من حق���ي أن احذر من‬ ‫ذاك الش���خص ول���و لفرتة م���ن الزم���ن أعفيه من‬ ‫املس���ؤولية ف�ت�ره م���ن الزم���ن مل يس���لم احد ممن‬ ‫خدم مع القدافى فان مل يكن ورطهم يف الدم فقد‬ ‫ورطه���م يف س���رقة األم���وال ف���ان مل كذلك فقد‬ ‫ورطهم يف الفس���اد املالي و االدارى واالخالقى فان‬ ‫مل يكن كذلك فقد ورطهم يف الفس���اد السياسي‪.‬‬ ‫واالقتصادي وغري ذلك فانك حتتاج إىل جملدات‬ ‫لتع���رف احلقائق املندس���ة وماخف���ى كان أعظم‬ ‫فالس���ؤال هنا ه���ل يرجى خ�ي�را من ه���ؤالء الدين‬ ‫ترب���وا وترعرع���وا يف نظ���ام فاس���د لع�ي�ن حتى لو‬ ‫ع���رف م���ن بعضه���م احلس���ن اجليد ه���ل تقبل أن‬ ‫تعقد شراكة املال مع شخص عرف عليه الشيء‬ ‫اجلي���د ولكن���ه خدم م���ع مافي���ا أو ترب���ى يف نظام‬ ‫أجرامي أوانه اش���تبه بالس���رقة أوانه جيد وحسن‬ ‫وأخوته جمرمني أو سراق يبيعون املخدرات اترك‬ ‫لكم اإلجابة‪.‬‬ ‫حم��ي الدين عب��د الق��ادر ‪ :‬مصري���ن علي نفس‬ ‫املنظومة واليت كانت تدعم يف الفساد وإنقوللكم‬ ‫الق���ذايف بيده م���ا إقتلش حد ومل يع���ذب أحد لوال‬ ‫وجود بطانة السوء من الصف األول والثاني وإلي‬ ‫أخ���ره هم الذي���ن كانوا ضد الش���عب وإنقول لكم‬ ‫االعتص���ام واملظاه���رات إن كان���ت ال تص���ب ضد‬ ‫الفس���اد اإلداري واملالي يف البالد وتكون علي أرض‬ ‫الواقع يف الس���احات ال فائدة هلا !!!و للعلم يوم ‪.12‬‬ ‫‪ 2012 .12‬كانت دعوة للتظاهر واالعتصام يف‬ ‫كل امل���دن الليبية ضد هذا اإلخطبوط الس���حري‬ ‫كانوا تبوا تقفوا لبالدكم زي ما وفقوا الشهداء‪.‬‬ ‫هن��اء الشواش��ي ‪ :‬ش���تان ب�ي�ن ه���ذا و ذاك ‪ ..‬ب�ي�ن‬ ‫املستش���ار مصطف���ى عب���د اجلليل و بني ش���لقم و‬ ‫جربي���ل ‪ ...‬يكف���ي انه رفض أن ميس���ك أي منصب‬ ‫سياس���ي بعد الث���ورة و ق���دم التقاعد م���ن منصبه‬ ‫األول و ه���و قاضي و وافق عل���ى التحقيق معه يف‬ ‫قضية عبد الفتاح يونس ‪ ...‬ليس كما فعل الباقي‬ ‫و كأنه���م ه���م الذين قام���وا بالث���ورة و لوالهم ملا‬ ‫جنحت‪.‬‬ ‫عب��د اجل��واد الرفادي‪:‬أمت�ن�ي أول ش���خص يت���م‬ ‫عزله ولي���س لفرتة حمدودة بل نهائي���ا هو املفكر‬ ‫األوح���د حممود جربي���ل الذي يظن يف نفس���ه انه‬ ‫الوحي���د القادر علي قياده ليبي���ا إلي بر األمان وما‬ ‫هو إال سبب يف غرق ليبيا حبجه مشروع ليبيا الغد‬ ‫الذي أنشأه سيف الظالم وكان هذا اجلربيل من‬ ‫مستش���اري س���يف وأبيه وأيضا ماذا ع���ن األموال‬ ‫الليبية املنهوبة املوجودة يف اإلمارات ‪.‬‬ ‫عمن س���رق ق���وت اجلياع يف‬ ‫مج��ال حممد ‪:‬م���اذا ّ‬ ‫ليبي���ا لعق���ود واس���تخف بعق���ول الليبي�ي�ن آلالف‬ ‫الس���اعات وه���و ينظر عليه���م يف تلف���از القنفود؟‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫عام���ا ووزير‬ ‫م���اذا عن صدي���ق القدايف خلمس�ي�ن ً‬ ‫الس���ابق عبد الرمحن ش���لقم الذي كان‬ ‫حكومته ّ‬ ‫يف يوم م���ن األيام يُنظ���ر يف فك���ر القائد‪ ،‬وحيلف‬ ‫عمن كان خيطط القتصاد‬ ‫حبياة القائد؟‪ ..‬م���اذا ّ‬ ‫القائ���د حممود جربيل ورس���الة الدكت���وراه اليت‬ ‫ذك���ر فيها القائ���د ألكثر من ‪ 134‬م��� ّرة وكان‬ ‫ب���روا ًزا ألب���ن القائ���د؟ وع���ن علي األوجلي س���فري‬ ‫القائ���د؟ ودوغ���ة ال���ذي ال يس���وى ش���يئا م���ن غري‬ ‫القائ���د ال���ذي يري���د أن يصل���ح من خ�ل�ال إعالم‬

‫مداوما على‬ ‫نظ���ام القائد؟ وكع���وان ال���ذي كان‬ ‫ً‬ ‫حماضرات وملتقيات مشروع ليبيا الغد؟ وصالح‬ ‫ريا‬ ‫املرغ�ن�ي وزير الع���دل احلالي الذي تع���اون كث ً‬ ‫م���ع بن���ت القائ���د؟ وعبد الرمح���ن الش���اطر الذي‬ ‫كان مين���ح جوائ ًز ثقاف ّية باس���م القائد؟ ماذا عن‬ ‫مجاعة اإلخوان االنتهازيني حلفاء س���يف القذايف‬ ‫كله���م نفذوا من خ�ل�ال انش���قاقهم املتأخر‪ ..‬وإن‬ ‫مل يُدف���ع يف البغدادي والسنوس���ي املاليني لنفذوا‬ ‫ً‬ ‫أيضا وألصبح الش���عب اللييب ه���و املتهم!‪ ..‬وما من‬ ‫ّ‬ ‫حل لتفادي إع���ادة احلياة يف مؤمترات األخ القائد‬ ‫السياسي‪ ،‬الذي سوف حيمينا‬ ‫العزل‬ ‫قانون‬ ‫س���وى‬ ‫ّ‬ ‫من صحاح الوجوه‪.‬‬ ‫خمت��ار الدوي�ني ‪ :‬ا ه���و ليش مجاع���ة " جربيل "‬ ‫متحسس�ي�ن من موضوع العزل السياس���ي لألزالم‬ ‫أفهم���وا قان���ون الع���زل ل�ل�أزالم ل�ل�أزالم ‪ ..‬يع�ن�ي‬ ‫‪،‬حن���ن نبوا عزل األزالم إلي ه���م خدموا مع معمر‬ ‫يف مناص���ب س���يادية يف نظام���ه وكان���وا راضيني‬ ‫بقتل ‪ 1200‬ش���هيد وحقن أطفال اإليدز ومشانق‬ ‫‪ 7‬ابري���ل وغريها م���ن اجلرائم ‪ ..‬وإل���ي يقول ما‬ ‫كان���وش راضيني ‪ ..‬أنقوله لبش ما اس���تقالوا من‬ ‫مناصبهم يا غالي كاستنكار منهم للجرائم !!!‬ ‫مفت��اح فش��لوم ‪:‬كث���ر اهلم���ز واللم���ز والقي���ل‬ ‫والق���ال ب�ي�ن هؤالء وه���ؤالء والتناق���ض يف الكالم‬ ‫واألفكار فيما بني احلالل واحلرام والديكتاتورية‬ ‫والدميقراطية واحلري���ة والعبودية وبني العقول‬ ‫املس���توردة والعقول احمللي���ة ‪ ،،،‬قانــــــ���ون العــــــزل‬ ‫السياس���ـــــي ‪ ،،،‬وكم متنيــــــت م���ن ينـــادي بأعلى‬ ‫صوت���ه وم���ن يكت���ب بكلتا يدي���ه ‪ ،‬ياأيه���ا الناس يا‬ ‫أيه���ا الليبي���ون يام���ن اخت���ذمت اهلل ربأ واإلس�ل�ام‬ ‫دينا وس���يدنا حممد نبيأ ورس���وال ‪،،،،،‬ومن القران‬ ‫والسنة دس���تـــورا ‪ ،،،‬وطبقتـم العدالة السمحاء ما‬ ‫ج���اء فيهما من إحقاق للحق واليت أس���اس احلكم‬ ‫فيها العدل ‪،،،‬الس���ن بالسن والعني بالعني والبادي‬ ‫أظلم ‪ ،،،‬من روح هذه العدالة الس���ماوية السمحاء‬ ‫فتح���ن لس���نا حباجـــ���ة لقانــــ���ون عــ���زل العق���ول‬ ‫(قان���ون العزل السياس���ـــي ) بــل حن���ن حمتاجـون‬ ‫لقان���ون لع���زل ال���رؤوس ال العق���ول ‪ ،‬ألي���س هذا‬ ‫ناموس���هم و ه���ذه ش���ريعتهم اليت طبقوه���ا علينا‬ ‫طيلة ‪ 42‬س���نة‪ ،‬فلمـــاذا نكون جحودين مبا جادوا‬ ‫علينا به وناكرين للجميل هلم و نكون أقل ش���انأ‬ ‫منهم يف تطبيق ماجاء يف أساس مصدر ناموسهم‬ ‫وش���ريعتهم ‪ ،،،‬ملاذا ضحين���ا بأعز أبنائن���ا وبناتنا ‪،‬‬ ‫منهم من أستشهد ومنهم من أصبح معاق واملفقود‬ ‫واألرمل���ة واليتيم واملغتصبة وم���ن نهبت أرزاقهم‬ ‫ودنس���ت بيوتهم أليس من أج���ل إحقاق احلق وأن‬ ‫حن���ق احلق علي من اعتقدوا أنهم يطبقون ش���رع‬ ‫احل���ق علي من يس���تحق عندما كان���وا يعتقدون‬ ‫أنهم علي حق فمن وأجبنا أن حنكم عليهم باحلق‬ ‫‪ ،،‬وليكن شعارنــأ عـــزل الرؤوس واجبـــأ وطنيـــــأ ‪.‬‬ ‫أمح���د الع���ريف ‪ :‬م���ن األكي���د ان���ه ال تراج���ع عن‬ ‫االعتصام ‪ ...‬فان انس���حب األوجلي أو مل ينس���حب‬ ‫هناك غريه العش���رات تغلغل���وا يف مفاصل الدولة‬ ‫م���ن وزارات وإدارات ‪ ...‬وبدون تطهري للقيادات لن‬ ‫تقوم قائمة للدولة اليت ضحينا ألجل قيامها‪.‬‬ ‫مجيل���ة الع���ارف ‪ :‬إن مل يتم تفعيل قان���ون العزل‬ ‫السياس���ي فنحن من سيتحمل وزر هدر دم أكثر‬ ‫م���ن ‪ 30‬ألف روح ليبية ُزهقت يف مس�ي�رة حترير‬ ‫الوطن وآالف اجلرح���ى وكذلك ذنب املغتصبات‬ ‫من حرائر الوطن‪.‬‬

‫حزب اجلبهة ‪:‬‬ ‫َعَلى جربيل‬ ‫وشلقم والدباشي‬ ‫االبتعاد ‪!..‬‬

‫حممد عبداهلل‬

‫حممود جربيل‬

‫عبدالرمحن شلقم‬

‫إبراهيم الدباشي‬

‫ميادين خاص‬ ‫قال رئي���س حزب اجلبه���ة الوطنية‬ ‫حمم���د عبد اهلل َّ‬ ‫إن مب���ادر ًة من ِقـَبل‬ ‫احلزب انطلقت خالل الشهر املاضي‬ ‫هدفها التواصل م���ع املواطنني حول‬ ‫فك���رة الع���زل السياس���ي لرتس���يخ‬ ‫مبدأ ” م���ن كان جزءاً من املش���كلة‬ ‫ال يس���تطيع أن يق���ود احل���ل و ال‬ ‫يس���تطيع أن يقود مرحلة بناء ليبيا‬ ‫اجلديدة”‪.‬‬ ‫وأض���اف ب���أن م���ن س���اهم يف إفقــار‬ ‫الش���عب اللي�ب�ي وقمع���ه وحماربت���ه‬ ‫وتبذي���ر أموال���ه ال ميك���ن أن يك���ون‬ ‫ضم���ن قي���ادات بن���اء دول���ة ليبي���ا‬ ‫اجلديدة‪ ،‬وأش���ار إىل ضرورة وجود‬ ‫حاجز مين���ع هؤالء األش���خاص من‬ ‫تول���ي املناص���ب القيادي���ة يف ليبي���ا‬ ‫املستقبل‪.‬‬ ‫وأك���د عب���داهلل عل���ى أن طرحه���م‬ ‫للعزل السياسي خيتلف عن الطرح‬ ‫السابق فهو لن يستهدف فئة معينة‬ ‫ولن يكون مبثابة عقاب ولن يتناول‬ ‫القضاي���ا اجلنائي���ة و اخت�ل�اس املال‬ ‫الع���ام فه���ذا األم���ر يت���واله القض���اء‬ ‫اجلنائ���ي‪ ،‬مضيف���اً ب���أن الع���زل‬ ‫السياسي سيكون بطرق أخرى طاملا‬ ‫حتقق اهلدف الرئيس���ي وه���و إبعاد‬ ‫األش���خاص الذين كان���وا جزءاً من‬ ‫املشكلة‪.‬‬ ‫وأش���ار عب���داهلل إىل ع���دم وج���ود‬ ‫إمكانية لتفصي���ل قوانني تتفادى أو‬ ‫تستثين أو تشمل شخصيات بعينها‪،‬‬ ‫ودعا عبداهلل الشخصيات اليت عملت‬ ‫م���ع النظام الس���ابق وكان هلا أدوار‬ ‫مهم���ة يف الث���ورة حمم���ود جربي���ل‬ ‫و عب���د الرمح���ن ش���لقم و إبراهي���م‬ ‫الدباش���ي إىل االبتعاد ع���ن املناصب‬ ‫السياس���ية القيادي���ة يف الدولة فيما‬ ‫قال���ت األس���تاذة حن���ان أبريك عضو‬ ‫املكت���ب السياس���ي حل���زب اجلبه���ة‬ ‫الوطنية أن العزل السياس���ي هو أمر‬ ‫البد منه لبن���اء ليبي���ا اجلديدة لكن‬ ‫املش���كلة تكم���ن يف املعاي�ي�ر وكيف‬ ‫ميكن االتفاق عليها فيما يرى عضو‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي عن ح���زب اجلبهة‬ ‫الوطنية الس���يد حمم���د التومي يف‬ ‫حدي���ث ل���ه ع�ب�ر املواق���ع اإلخبارية‬ ‫ض���رورة تول���ي قي���ادات نضالي���ة‬ ‫معروفة املش���هد السياسي واإلداري‬ ‫للحكوم���ة الليبية القادم���ة‪ .‬أما من‬ ‫دعم���وا نظام الق���ذايف وحرضوا على‬ ‫اإلطاح���ة بث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر فيحق‬ ‫هل���م الص�ل�اة م���ع الليبي�ي�ن دون‬ ‫إمامتهم ‪!...‬‬


‫‪12‬‬

‫ديسمبر‪)2012‬‬ ‫‪24‬ديسمبر‬ ‫‪24- -18‬‬ ‫‪18( (- -) )84‬‬ ‫العدد( (‪84‬‬ ‫الثانية‪- -‬العدد‬ ‫السنةالثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2012‬‬

‫األيام ا‬ ‫سرية‬

‫يوسف الشريف‬ ‫“ ‪“ 44‬‬ ‫ق���رأت يف كت���اب املدرس���ة ع���ن اجلم���ل‬ ‫س���فينة الصح���راء ورأي���ت صورته‪،‬لكين مل‬ ‫أره أم���ام عي�ن�ي إال ه���ذا اليوم‪،‬كن���ت أم���ام‬ ‫املخف���ر م���ع حس���ن وه���و ي���روي حكاي���ات‬ ‫ضاحك���ة ع���ن مخ�ن�ي الغائ���ب من���ذ يومني‬ ‫عندم���ا ج���اء رج���ل راكب���ا مجال‪،‬أدهش�ن�ي‬ ‫ارتفاع���ه وضخامته‪،‬ب���رك اجلمل بقائمتيه‬ ‫األماميت�ي�ن ث���م باخللفيتني‪،‬أطل���ق الرجل‬ ‫الس�ل�ام وجلس‪،‬ق���ال إن���ه متوج���ه إىل‬ ‫برق���ن ال�ت�ي تبع���د ثالث�ي�ن كيلوم�ت�را عن‬ ‫ونزريك‪،‬بع���د قلي���ل وص���ل مخ�ن�ي ورغ���م‬ ‫التع���ب ال���ذي كان باديا عليه إال أنه س���لم‬ ‫عل���ى الغريب حبرارة كأن���ه صديق محيم‬ ‫ودع���اه للمبيت‪،‬كانت رحلة مخين س���يئة‬ ‫قال إنه واجه عاصفة جعلته حيتمي بكهف‬ ‫يوم���ا كامال وق���ال أنه س���يتوقف عن هذه‬ ‫الرح�ل�ات الطويل���ة وكن���ت أعل���م أن���ه لن‬ ‫يتوقف‪،‬الغري���ب أيضا ضح���ك عندما مسع‬ ‫مخ�ن�ي وتأك���د عندي أن���ه يعرف���ه معرفة‬ ‫جيدة‪،‬ث���م ضح���ك أكث���ر عندم���ا ع���رف‬ ‫أن���ي أعل���م التالمي���ذ يف املدرس���ة‪،‬بعدها ال‬ ‫أعرف كي���ف جرى م���ا جرى‪،‬رأيت مخين‬ ‫والغري���ب يتبادالن النظ���رات ثم الضحكات‬ ‫ث���م نهض الغريب ونهض مخين أما حس���ن‬ ‫ف���كان يراق���ب مبتس���ما‪،‬تقدم مخ�ن�ي حن���و‬ ‫اجلمل ودعان���ي لتجربة ركوبه‪،‬مل أختيل‬ ‫نفس���ي يوما راكبا مجال وكنت خائفا ومل‬ ‫أحترك من مكاني وجتاهل���ت دعوته إال أن‬ ‫نظ���رات الغري���ب ال�ت�ي رأيت فيها س���خرية‬ ‫م�ن�ي جعلت�ن�ي أستجيب‪،‬س���اعدني الغريب‬ ‫وجلست خلف سنام احليوان‪،‬كلمة زع اليت‬ ‫مسعتها منه جعلت اجلمل ينهض بس���رعة‬ ‫وخفة قذفتين عل���ى الرتاب‪،‬ضحكوا كثريا‬ ‫وأنا حتملت األمل وشاركتهم ضحكاتهم‪.‬‬

‫" ‪"45‬‬ ‫الغ���زال كث�ي�را م���ا كان موضوع���ا جلماع���ة‬ ‫اجمللس‪،‬يتحدث���ون عن���ه ويصف���ون أنواع���ه‬ ‫ويتبادل���ون اآلراء حول أفضل الطرق لصيده‪،‬أنا‬ ‫ذق���ت طع���م حلم���ه ووجدت���ه جافا‪،‬مل أس���تجب‬ ‫لدع���وة مخين عندم���ا دعاني ملرافقت���ه يف رحلة‬ ‫صيد‪،‬حيات���ه يف الصح���راء عودت���ه عل���ى املش���ي‬ ‫فيها مس���افات طويلة‪،‬أنا مل أعرف املس���افات إال‬ ‫بني شارعنا واملدرسة واملدينة‪،‬ورغم أنه أهداني‬ ‫م���داس الصحراء إال أني اعت���ذرت عن مرافقته‬ ‫ووعدته بأني سأرافقه ذات يوم‪،‬ثم حتول الوعد‬ ‫إىل رغبة شديدة خاصة بعدما قضيت تلك الليلة‬ ‫أنا وعبد الس�ل�ام عند عودتن���ا من براك‪،‬ويف يوم‬ ‫م���ن األيام وكان الوقت منتص���ف النهار توقف‬ ‫عندنا موظف وهو يف طريقه إىل إدري‪،‬قال عنه‬ ‫عم���ي أمحد أن���ه موظف كبري ألن���ه رآه أكثر‬ ‫من مرة يف ونزري���ك‪ ،‬وقال أيضا أنهم حيتفون‬ ‫بقدومه‪،‬جاء يف سيارة طاوية يقودها رجل تبدو‬ ‫عليه اخلشونة‪،‬يف لقائنا اليومي أمام املخفر دار‬ ‫احلديث حول صيد الغزال‪،‬مل أش�ت�رك معهم يف‬ ‫احلديث ألنهم مجيعا يف عمر أبي‪،‬مع ذلك ظهر‬ ‫س���ؤال يف عينيه وهو ينظ���ر يف وجهي‪،‬هذا املعلم‬ ‫يوسف‪،‬أعادني صوت مخين إىل حديثهم‪،‬ابتسم‬ ‫املوظف املهم وقال‪..‬أنتم اجليل اللي نعول عليه‪..‬‬ ‫ثم س���ألين ع���ن املدرس���ة والتالميذ ومس���تواي‬ ‫التعليمي‪،‬وعندم���ا ق���ال ل���ه أحد اجلل���وس أنين‬ ‫أقرأ الكتب كثريا رأيت دهش���ة يف عينيه‪،‬اقرتب‬ ‫من���ه قل�ب�ي وانتش���يت‪،‬ثم رأيته���م ينهضون‪،‬قال‬ ‫املوظف املهم‪..‬تفضل معانا‪..‬اآلن س���أرافق مخين‬ ‫يف رحل���ة الصي���د لكن يف س���يارة متين���ة تعرف‬ ‫املس���افات الطويلة‪،‬ذهبت إىل املدرسة وأحضرت‬ ‫معطفي‪،‬ركبنا الس���يارة وكن���ا أربعة املوظف‬ ‫والس���ائق وأنا ومخين حيضن بندقيته كطفل‬ ‫بلعبته‪،‬كان يش���رح طريقة صيد الغزال ومرة‬ ‫بع���د أخرى يطل���ب من الس���ائق أن يأخذ اجتاها‬ ‫معين���ا‪،‬أرى يف عيني���ه احلادت�ي�ن ش���وقا وهم���ا‬ ‫تتوغالن يف الفضاء الرملي علها ترى ما تشتاق‬ ‫إليه‪،‬وق���د رأته‪،‬صغريا يرك���ض على البعد‪،‬أمر‬ ‫الس���ائق أن يتوقف فيما هو يوج���ه بندقيته لكن‬ ‫املوظ���ف صرخ‪..‬ال‪..‬يفض���ل املط���اردة بس���رعة‬ ‫الس���يارة‪،‬يعرف أن الغزال ورغم س���رعته إال أنه‬ ‫يفقد سرعته ثم يستس���لم ويسقط‪،‬زاد السائق‬ ‫من سرعته خبربة من جرب القيادة يف الصحراء‬ ‫واملوظ���ف يالحق���ه بتعليماته‪،‬ين���اور فيتق���دم‬ ‫ويرتاج���ع وينعط���ف ث���م يندف���ع وعندم���ا دخل‬

‫الغزال يف أرض منبس���طة أحسس���ت أن السيارة‬ ‫تس���ابق الريح‪،‬مؤش���ر الس���رعة ي���كاد يالم���س‬ ‫الل���ون األمحر‪،‬داهم�ن�ي خوف م���ن املوت‪،‬مخين‬ ‫الذ بصمت غاضب‪،‬كان يشتاق ملمارسة عشقه‬ ‫للقنص‪،‬كث�ي�رة ه���ي امل���رات اليت مسعت���ه فيها‬ ‫حيك���ي عن حي���اة القن���ص يف الصحراء‪،‬املوظف‬ ‫مل يب���ال بصم���ت مخ�ن�ي فأهمل���ه وحزن���ت من‬ ‫أجله‪،‬ويف حلظة خاطفة خفت أن ينفجر غضب‬ ‫مخين فاملطاردة تش���تد والغزال يبتعد لكن وجه‬ ‫املوظ���ف كان مطمئن���ا ألنه يع���رف النهاية‪،‬ثم‬ ‫كأن الغزال يقرتب ثم يقرتب‪،‬استسلم وانتهت‬ ‫املطاردة‪،‬مخ�ن�ي بق���ي يف جلس���ته وصمته‪،‬ن���زل‬ ‫املوظ���ف والس���ائق ورافقتهم‪،‬عين���ان س���وداوان‬ ‫يف بي���اض ثلج���ي مفتوحت���ان وبط���ن بيض���اء‬ ‫وجل���د يف لون الرتاب‪،‬قرنان صغ�ي�ران منحنيان‬ ‫قليال‪،‬كان صغريا‪،‬أنفاس���ه تتالحق‪،‬يف العينني‬ ‫رأي���ت ما ال ميك�ن�ي ش���رحه‪،‬كأنين رأيت فيهما‬ ‫قدرا ال مهرب منه‪،‬تذك���رت الثعلب الذي قتله‬ ‫عمي عل���ي واحتوتين فرحة غام���رة ألن مخين‬ ‫مل يطلق بندقيته‪،‬محل الس���ائق الغزال ووضعه‬ ‫برفق يف الس���يارة‪،‬واصل املوظف إهماله خلمين‬ ‫الذي كان مبتعدا عم���ا جرى بصمت موغل يف‬ ‫البعد وخفت أكثر من انفجار صمته‪،‬مل يذهب‬ ‫خ���ويف إال عندما مسع���ت املوظف يأمر الس���ائق‬ ‫بالع���ودة‪،‬مل نك���د نص���ل وتتوقف الس���يارة حتى‬ ‫خ���رج مخ�ن�ي ودخل املخفر‪،‬حس���ن ال���ذي كان‬ ‫واقف���ا مبتس���ما كعادت���ه اكتفى بالنظ���ر إلينا‬ ‫دون ترحيب ثم تبع مخين أما أنا فكان بي شوق‬ ‫إىل داري الصغرية‪.‬‬ ‫" ‪" 46‬‬ ‫التوتر والقلق والس���واد اجمله���ول يف ليلة عودتي‬ ‫من براك اس���تنفذوا كل طاقة جسدي‪ ،‬عجزت‬ ‫عن انتشاله من سريري وصرعتين محى‪،‬توافد‬ ‫األصدق���اء عل���ى داري وأعطان���ي املم���رض دواء‬ ‫وقال‪:‬أن���ت صغ�ي�ر عل���ى الصحراء‪،‬فع���ل مخين‬ ‫كم���ا فع���ل عن���د م���رض عم���ي علي‪،‬ب���ل إن���ه‬ ‫توغ���ل يف الصحراء يبحث عن أعش���اب قال إنها‬ ‫تش���فيين‪،‬طال غيابي عن تالمي���ذي وتوىل عبد‬ ‫السالم املهمة عين‪،‬عمي أمحد ال يغيب عن عيين‬ ‫إال يف ساعة متقدمة من الليل‪،‬بعد شفائي بأيام‬ ‫عادت حياتي إىل جمراها‪،‬لكن أحاسيس وأفكار‬ ‫جدي���دة ب���دأت تداه���م عقلي وقليب‪،‬اكتش���فت‬ ‫ب���ؤس حيات���ي هن���ا وبقي���ت أيام���ا متف���ردا م���ع‬ ‫نفس���ي‪،‬متى تنته���ي الدراس���ة ومت���ى تنته���ي‬ ‫أيامه���ا اجلنوبية‪،‬ذكري���ات طفول�ت�ي وبع���دي‬

‫ع���ن أصدق���اء الصب���ا واملدرس���ة وكل الوج���وه‬ ‫اليت عش���ت معها تضاعف من إحساس���ي ببؤس‬ ‫حيات���ي وأن���ا يف داري الصغرية‪،‬م���ا كنت جئت‬ ‫ل���و أني عرفت كيف س���تكون حياتي هنا‪،‬أخاف‬ ‫أن أموت بعيدا عن أمي وأصدقائي‪،‬أحيانا أخرج‬ ‫إىل ساحة املدرسة أزرعها خبطواتي حتى تتعب‬ ‫قدمي‪،‬أمش���ي على غري هدى يف الظلمة‪،‬مل يعد‬ ‫خييفين ش���يء يفاجئين وصار مبق���دوري رفع‬ ‫عق���رب دون خ���وف منه���ا‪،‬مل أع���د صغ�ي�را على‬ ‫الصحراء‪،‬أهمل���ت ارتداء معطف���ي يف برد الليل‬ ‫ومش���يت حافيا حتى خشن باطن رجلي‪،‬أطراف‬ ‫جس���دي مل تع���د لينة‪،‬عندم���ا تأخذن���ي القراءة‬ ‫إىل أعماقها البعيدة س���أقرأ أصل األنواع‪،‬أشرب‬ ‫م���ن ماء البئر دون مباالة‪،‬يف بيتنا ال نش���رب من‬ ‫ماء البئر‪،‬نش���رب ماء احلنفي���ة العمومية‪،‬عمي‬ ‫الصيد الكفيف يبيع املاء للبيوت بقرش للربميل‬ ‫الواحد‪،‬حيمل برميلني من تلك اليت يس���تعملها‬ ‫اجليش خلزن الوقود‪،‬حيملهما على طريف عصا‬ ‫متتد ب�ي�ن كتفيه‪،‬ابنه الصغ�ي�ر كان دليله يف‬ ‫الطريق‪،‬اللي���ل عندي صار يش���به النهار‪،‬عندما‬ ‫تك���ون وحيدا واللي���ل ميتص أنفاس���ك ال أنيس‬ ‫لقلبك س���وى ذكرياتك‪،‬يعود إليك حتى املنسي‬ ‫منها‪،‬تتكلم مع أمساء ال تراها وتعيد استكش���اف‬ ‫أماك���ن عرفته���ا أو م���ررت عليها‪،‬م���رة فكرت‬ ‫ل���و أني تزوج���ت تلك البنت ال�ت�ي رأيتها يف ليلة‬ ‫العرس‪،‬أخذتين الفكرة إىل خواطر حول عالقة‬ ‫الرجل بامل���رأة وطافت خبيالي ص���ورة خاطفة‬ ‫ح���ول عب���د الس�ل�ام وزوجته‪،‬تذك���رت ليال���ي‬ ‫األفراح والبنات اجلميالت يف شارعنا وركضنا‬ ‫الكروسة " وهي عربة جيرها حصان تقل‬ ‫خلف " ُّ‬ ‫العروس‪،‬مح���ودة كان ه���و املتخص���ص يف نقل‬ ‫ُّ‬ ‫العرائس‪،‬حصان���ه كان األمجل وعربته كانت‬ ‫األبهى‪،‬يص���رف النهار كله وه���و يزينها بأزهار‬ ‫وأش���ياء مجيلة ال تع���رف من أين أت���ى بها‪،‬وهو‬ ‫أيضا ال ينس���ى أن يكون يف أبهى حلة‪،‬الس���ورية‬ ‫والس���روال والفرملة كأنه���ا خرجت لتوها من‬ ‫مصنعها‪،‬الطاقي���ة احلم���راء متي���ل على رأس���ه‬ ‫بنو ْ‬ ‫َّار ْتهَ���ا املرتاقص���ة م���ع حركة ال���رأس فيما‬ ‫السوط يشق اهلواء بفرقعاته‪،‬وال تكتمل اللوحة‬ ‫إال جبس���مه الف�ت�ي وقامت���ه الفارع���ة ومالم���ح‬ ‫وجهه املتناس���قة‪،‬عندما أعرف الكتابة س���تكون‬ ‫قصة " ليلة الدخلة " من أوىل كتاباتي‪،‬سأنشر‬ ‫أول قصة س���نة ‪ 1959‬يف العام الذي ذهبت فيه‬ ‫إىل كلية اآلداب‪،‬هنا ال ش���يء جديد وال ش���يء‬ ‫يأتي‪،‬الوج���وه مك���ررة وخب���ز التن���ور والعقارب‬ ‫واللي���ل والنه���ار والرمال وعص���ف الريح‪،‬وحده‬ ‫عم���ي عل���ي خيرج�ن�ي م���ن ف���راغ حياتي‪،‬ليل���ة‬ ‫وصوله هي ليلة عيد بالنس���بة لي‪،‬حيدثين عن‬ ‫أبي ال���ذي أصبح صديقه‪،‬حيك���ي عن أي جديد‬ ‫يف املدينة‪،‬واجلديد عنده هو حكايات الس���ائقني‬ ‫وعن رحالتهم يف اجلن���وب عندما يلتقون بأحد‬ ‫فنادق املدينة القدمية‪،‬يف رحلته األخرية أحضر‬ ‫ل���ي أع���دادا م���ن جري���دة طرابلس الغ���رب ومل‬ ‫حيض���ر لي كتب���ا ومل يكت���ب لي خ���وي المني‬ ‫رس���الة‪،‬قرأت منها م���ا تيس���ر لعقلي‪،‬كتبت له‬ ‫رس���الة عندما ع���اد عم���ي إىل طرابلس‪،‬وصفت‬ ‫له فيه���ا حياتي‪،‬ليل���ة الذئب وليل���ة عودتي من‬ ‫براك‪،‬قل���ت ل���ه أن���ي أح���ن للع���ودة إىل الش���ارع‬ ‫واملدرس���ة‪،‬عندما أخ���ذ مين عمي علي الرس���الة‬ ‫نظ���ر يف وجهي ملي���ا ومل يتكلم‪،‬كآبيت مل تكن‬ ‫خافية عليه‪،‬قلت يف نفس���ي س���يحكي ألبي عن‬ ‫كآبيت‪،‬أعرف���ه أبي‪،‬س���يضحك كثريا‪،‬يؤمن أن‬ ‫الرج���ل تلميذ الش���دائد‪،‬وقد أكد عمي علي يف‬ ‫م���ا بعد ما فكرت في���ه‪،‬يف يوم من األي���ام توقعنا‬ ‫وصوله قبل املغرب لكنه وصل يف ساعة متأخرة‬


‫‪)2012‬‬ ‫العدد( (‬ ‫يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬ ‫ديسمبر‪-2‬‬ ‫‪ 26 (24‬ـ‬ ‫‪59‬‬‫العدد‬ ‫‪)2012‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪24- -18‬‬ ‫الثانية‪18( (-‬‬ ‫‪-) )84‬‬ ‫السنة‪84‬‬ ‫الثانية‪- -‬العدد‬ ‫السنةالثانية‬ ‫السنة‬

‫‪13‬‬

‫اجلنوبية‬ ‫م���ن الليل وكان معظم الناس نيام‪،‬أخذت منه ما‬ ‫أرس���ل خوي المني من كت���ب وكان جمهدا من‬ ‫أثر السفر فذهب لينام‪.‬‬ ‫" ‪" 47‬‬ ‫يف العش���ية خرجنا وجتمعنا على املرتفع نرتصد‬ ‫الص���وت ال���ذي يأتي م���ن بعيد فقد ص���رت خبريا‬ ‫يف التق���اط األص���وات البعيدة وكث�ي�را ما كنت‬ ‫أول م���ن يس���مع أن�ي�ن حم���رك الش���احنة فيم���ا‬ ‫العجالت تش���ق الرمال اليت ال نراها‪ ،‬طالت غيبة‬ ‫عم���ي علي حت���ى أن عمي أمحد اق�ت�رح أن يذهب‬ ‫أحدهم للس���ؤال عنه يف طرابلس‪،‬اكتشفت أنهم‬ ‫ال يعرف���ون أين يس���كن عم���ي علي أو م���ن يدهلم‬ ‫عل���ى س���كنه‪،‬رأيت يف الوج���وه حزن���ا وامتأل قليب‬ ‫غضب���ا عليه���م ألن حياتهم متض���ي على عجالت‬ ‫شاحنته‪،‬حتى احلاج مل يفكر يوما أن يرافق عمي‬ ‫علي يف رحلة من رحالته أو يس���أله عن إقامته يف‬ ‫طرابلس‪،‬هذا اليوم هو اليوم العاش���ر الذي خنرج‬ ‫في���ه ونبقى على املرتفع حتى س���اعة متأخرة من‬ ‫اللي���ل نرتقب وصول عم���ي علي‪،‬كل ي���وم يزداد‬ ‫في���ه القلق وجند أنفس���نا أم���ام أس���ئلة تقودنا يف‬ ‫النهاية إىل أننا لن نراه مرة أخرى‪،‬واأليام متضي‬ ‫حزين���ة ثقيلة على قليب‪،‬مل نتع���ود منه غيابا يعد‬ ‫بعش���رات األيام‪،‬كان يتأخر أس���بوعا أو أسبوعني‬ ‫ع���ن موعده لكنه يأتي قبل أن تبدأ األس���ئلة حول‬ ‫تأخره‪،‬ه���ذا الي���وم جتمعن���ا عن���د املرتف���ع واختار‬ ‫كل من���ا مكانا‪،‬كنا نع���رف الطريق الذي تذهب‬ ‫في���ه العي���ون ونع���رف اجت���اه الري���ح وه���ي ت���دل‬ ‫العيون‪،‬ال ش���يء غري الصمت وال���رؤوس تتحرك‬ ‫واألذان تط���ارد موج���ات الري���ح املتغ�ي�رة مع كل‬ ‫حلظة‪،‬أمني���ة كل من���ا أال تفاجئنا عاصفة كما‬ ‫ح���دث قبل أيام‪،‬فك���رت ماذا لو ط���ال غيابه أكثر‬ ‫ونفد املخ���زون يف دكان احلاج‪..‬؟ كنت قد رأيت‬ ‫هذا الس���ؤال يف نظرات العي���ون املتلهفة إىل رؤية‬ ‫رجل واحد يطفئ ن���ار انتظارها‪،‬أتعبين التحديق‬ ‫يف األف���ق الرملي والزمن ميضي والش���مس أراها‬ ‫تس���رع يف الرحيل على غ�ي�ر عادتها والليل يقرتب‬ ‫متعجال‪،‬ق���ال مخين أن األصوات تس���مع يف الليل‬ ‫أفض���ل من النهار‪،‬خفت أن نبق���ى هنا إىل أن يأتي‬ ‫الصباح‪،‬ثم فج���أة مسعت‪..‬ها‪..‬خرجت من أحدهم‬ ‫كأنه���ا صرخ���ة ميالد‪،‬أعادها ثم انتف���ض واقفا‬ ‫فوقف���ت ووق���ف اجلميع‪،‬مسعن���ا م���ا مسع‪،‬صوت‬ ‫م���ن البع���د البعيد‪،‬يغي���ب ثم يع���ود ث���م يغيب ثم‬ ‫يعود‪،‬وحن���ن نع���رف س���بب غياب���ه وعودته‪،‬ه���و‬ ‫حقيقة س���تحضنها العي���ون قريبا‪،‬الصوت كأنه‬ ‫األنني‪،‬لكن���ه أن�ي�ن خمتلف‪،‬لي���س أن�ي�ن األمل هو‬ ‫ش���يء آخ���ر في���ه جماه���دة كأن���ه يقتل���ع جذورا‬ ‫متتد يف عم���ق الرتاب‪،‬ذلك هو صوت احملرك وهو‬ ‫خي���وض يف حبر الرمال‪،‬تعانقت األيادي وتألألت‬ ‫العيون‪،‬أحد الرجال مل يطق صربا فاندفع ليبشر‬ ‫احلاج واآلخرين باخلرب الذي اشتاقت إليه القلوب‬ ‫طويال‪،‬بعد نقاش قدرنا أن عمي علي سيصل مع‬ ‫الفجر‪،‬مل ينم أي منا وانضم إلينا آخرون‪،‬ونزريك‬ ‫مل تنم تلك الليلة واحلاج كان أكثرنا فرحا‪،‬اآلن‬ ‫نتمنى لو أن الليل ميضي كومضة برق‪،‬أمجل ما‬ ‫يف الفرح هو انتظاره‪،‬تأخذك نشوة قلقة وتتوهج‬ ‫يف قلب���ك انفع���االت كأن���ك طفل ينتظ���ر هدية‬ ‫العيد من أمه وأبيه‪،‬تتقاطر الكلمات على شفتيك‬ ‫كحب���ات مطر‪،‬هك���ذا كان حالن���ا‪،‬وكان فرحي‬ ‫أن���ا بق���رب وصول عمي علي يش���به فرح���ي بأيام‬ ‫العيد يف شارعنا‪،‬امللبس اجلديد والعيدية وحلوى‬ ‫الشاكار وعاشورا واللويدة والشقليبة‪،‬مع اقرتاب‬ ‫الفج���ر خرجن���ا نس���تقبل عم���ي عل���ي‪،‬اآلن صار‬ ‫الصوت واضحا رغم بعده‪،‬بعضنا تقدم ليكون أول‬ ‫املس���تقبلني‪،‬بعد قلي���ل الح خيال رم���ادي يتحرك‬

‫حنونا‪،‬كلم���ا اق�ت�رب ازداد وضوحا‪،‬ه���و عم���ي‬ ‫علي‪،‬الش���احنة تتهادى بطيئ���ة وصوت حمركها‬ ‫يزغرد يف قلوب املنتظرين‪،‬وصلت واستقرت أمام‬ ‫دكان احلاج‪،‬التف���وا حوهلا كحلق���ة مقفلة وأنا‬ ‫لس���بب ال أعرف���ه بقي���ت بعي���دا عنهم‪،‬رأيت عمي‬ ‫علي خيرج م���ن حجرة القيادة وكأنه خيرج من‬ ‫بئ���ر عميقة‪،‬رغم ض���وء الفجر القلي���ل بدا لعيين‬ ‫منه���كا‪،‬مل أره على هذه احلال م���ن قبل‪،‬مل يتبادل‬ ‫كلمة مع أحد وذهب لين���ام وذهبت أنا أيضا إىل‬ ‫داري الصغرية ألنام‪.‬‬ ‫" ‪" 48‬‬ ‫مل يس���تيقظ عمي عل���ي من نوم���ه إال بعد عصر‬ ‫الي���وم التالي‪،‬كن���ت أع���رف عن���ه نوم���ه الطويل‬ ‫كلم���ا وصل من رحلة‪،‬لذل���ك مل أتعجل اخلروج‬ ‫من داري وانتظرت حتى يسأل عين عندما ينضم‬ ‫إلينا يف جملس���نا‪،‬قضيت وقيت يف قراءة متقطعة‬ ‫ودون تركي���ز‪،‬كأن ش���عورا غامض���ا يضغ���ط‬ ‫عل���ى قليب وال أع���رف له س���ببا ‪،‬خرجت وجتولت‬ ‫يف س���احة املدرس���ة وتذكرت ليل���ة الذئب‪،‬عدت‬ ‫إىل داري وحاول���ت الع���ودة إىل الن���وم لك���ن ذل���ك‬ ‫الش���عور الغامض يزداد ضغطا على قليب مما أثار‬ ‫غضيب‪،‬لع���ل غيب���ة عمي عل���ي الطويل���ة فاجأتين‬ ‫بأس���ئلة مل أفكر فيه���ا من قبل‪،‬ارتدي���ت معطفي‬ ‫وخرجت‪،‬أم���ام املخفر وجدته���م ينتظرون ظهور‬ ‫عم���ي علي‪،‬كان���ت الش���احنة ترب���ض غ�ي�ر بعيد‬ ‫عن���ا فيما نصفها األس���فل يكاد يغيب يف س���حابة‬ ‫رملي���ة كثيف���ة‪،‬يف الل���ون الرمادي الذي يس���بق‬ ‫اللي���ل رأته���ا عيين وكأنه���ا حيوان يس�ت�ريح بعد‬ ‫معرك���ة مريرة‪،‬قلت لنفس���ي إن فيه���ا ما أنتظر‬ ‫وتلهف���ت لرؤية عم���ي علي‪،‬الكل يتله���ف لرؤيته‬ ‫ليكشف السر عن أسباب غيابه‪،‬أخريا جاء متمهال‬ ‫فنهض اجلميع الس���تقباله بفرح غري عادي‪،‬اآلن‬ ‫مل تع���د هن���اك فرصة خلم�ن�ي ليأخ���ذ األفضلية‬ ‫يف ال���كالم‪،‬كل العي���ون تتجه إىل وج���ه واحد‪،‬أنا‬ ‫كنت أفكر يف ما أرس���ل خ���وي المني‪،‬أدرك عمي‬ ‫علي أن عليه أن يتكلم ألنه يعرف ش���وقهم لسماع‬

‫أخبار رحلته وأس���باب غيبته ال�ت�ي مل يألفوها من‬ ‫قبل‪،‬روى تفاصيل رحلته وكانت شبيهة برحليت‬ ‫معه‪،‬لكنه���ا اختلف���ت عنه���ا عندما س���كن احملرك‬ ‫ورف���ض الع���ودة للحركة‪،‬ما أغضب���ه كثريا أن‬ ‫احملرك سكن وانقطعت أنفاسه يف الوقت الذي مل‬ ‫يتوقعه‪،‬س���كن احملرك يف حب�ي�رة رملية‪،‬هذه املرة‬ ‫كان االنتظ���ار خوفا من املوت‪،‬كانت الرياح تهب‬ ‫والرم���ل يتجمع وحياصر عجالت الش���احنة من‬ ‫كل اجلهات‪،‬ق���ال عمي علي أن���ه أعطى أمره هلل‬ ‫وانتظ���ر الفرج‪،‬قال أنه مل يفعل ش���يئا إال أن ينام‬ ‫يف حج���رة القيادة يف انتظار م���ن مير‪،‬بعد يومني‬ ‫وليلتني توقفت ش���احنتان‪،‬بعد جتارب استغرقت‬ ‫نهارا كامال عادت احلي���اة للمحرك‪،‬هكذا انتهت‬ ‫أي���ام رحلته الطويلة‪،‬اع�ت�رف يف النهاية أنه أهمل‬ ‫إص�ل�اح احملرك‪،‬أش���فقت علي���ه وه���و ي���روي م���ا‬ ‫جرى ألنين كن���ت معه عندم���ا واجهنا الغرق يف‬ ‫حب���ر الرم���ال ورأي���ت أظاف���ر يديه تتكس���ر وهي‬ ‫تزي���ح األم���واج املتتالية‪،‬لو أن الوقت نه���ار لرأيت‬ ‫يف عيونه���م نش���وة غريب���ة‪،‬اآلن ص���ار ل���كل منهم‬ ‫حكاي���ة تزي���ل الرتابة ع���ن أيام حياته‪،‬س���يحكيها‬ ‫ويضي���ف إليه���ا أحداثا أخرى كلم���ا تراجعت يف‬ ‫املاضي‪،‬ومن يدري فقد تتحول إىل أس���طورة بعد‬ ‫جيل�ي�ن أو يزيد‪،‬نهض عمي علي ودعاني ملرافقته‬ ‫وسرنا إىل الشاحنة‪،‬توقفنا عندها واتكأ مبرفقيه‬ ‫عل���ى غطاء احملرك‪،‬قال بع���د صمت قصري‪..‬تعبت‬ ‫ي���ا أس���تاذ يوس���ف‪..‬تعبت‪،‬هزني الص���وت احلزين‬ ‫ورأي���ت أبي‪،‬تذكرته وهو حيك���ي ألمي عن تعب‬ ‫احلي���اة وما تع���ود أن حيك���ي هلا عن تع���ب احلياة‬ ‫رغم قس���وتها عليه‪،‬ولو قدر له أن يروي قس���وتها‬ ‫ألبك���ت احلجر‪،‬ال أرى وجه عم���ي علي وال يراني‬ ‫كان الليل بال قمر‪،‬كان يراني أكرب من عمري‬ ‫فتح���دث عن تعب الرحالت وع���ن البلد اليت أحب‬ ‫أهله���ا ووجد فيهم أهل���ه وبيته‪،‬قال إن���ه فكر ذات‬ ‫ي���وم أن يس���تقر فيها‪،‬كان حيك���ي وكنت بقليب‬ ‫أس���تمع وودت لو حضنته‪،‬مل يتوقف عن احلديث‬ ‫عن تعب احلياة‪،‬قال مرة أخرى وبصوت موغل يف‬

‫الوهن‪..‬تعبت‪..‬تعبت‪،‬توقف عن الكالم وبعد صمت‬ ‫قصري دخل حج���رة القيادة ثم خ���رج وهو حيمل‬ ‫رزم���ة ب�ي�ن يديه‪،‬كان���ت كتبا‪،‬ودعت���ه وودعين‬ ‫وع���دت إىل داري الصغرية وأنا مرتبك يف اخلطى‬ ‫واملش���اعر وكن���ت متعب���ا فلج���أت للن���وم دون أن‬ ‫أعرف ما أرسل خوي المني‪.‬‬ ‫" ‪" 49‬‬ ‫يف الي���وم التالي وبعد الدرس وجدت كتبا وعددا‬ ‫من جريدة طرابلس الغرب‪،‬أهملت الكتب وأخذت‬ ‫اجلريدة‪،‬أخذت�ن�ي إىل أيام���ي معه���ا راكض���ا يف‬ ‫ش���وارع املدينة مناديا جريدة جريدة جريدة‪،،‬هي‬ ‫ج���زء م���ن طفول�ت�ي وم���ن حيات���ي وجتربته���ا‬ ‫األوىل‪،‬ق���رأت عناوين الصفح���ة األوىل ثم ذهبت‬ ‫إىل صفحاته���ا الداخلية‪،‬توقف���ت عي�ن�ي عن���د‬ ‫صفحة منها‪،‬هل هي الصدف���ة أم املقادير‪،‬وجدت‬ ‫فيها أمس���اء الناجحني يف املراح���ل الثانوية‪،‬قرأت‬ ‫أمس���اء الناجح�ي�ن إىل الس���نة الثالث���ة ومنه���م‬ ‫أصدقائ���ي الذين كنت معه���م يف صف واحد‪،‬يف‬ ‫حلظة الق���راءة ت���اه عقلي واح�ت�رق قليب‪،‬رأيتهم‬ ‫يتقدم���ون ويلتحق���ون باجلامع���ة ورأيت نفس���ي‬ ‫بال مس���تقبل‪،‬رأيتهم وهم يتبادلون الفرح‪،‬عندما‬ ‫ْ‬ ‫بيتنا‪،‬نُّب���و َّ‬ ‫الز ْردَة‬ ‫كنت معه���م كانوا يأت���ون إىل‬ ‫ي���ا عمي حمم���د‪،‬وكان أبي يس���تجيب ويبالغ يف‬ ‫التعب�ي�ر ع���ن جناحه���م وجناح���ي‪،‬يف ذل���ك اليوم‬ ‫يعب���ق بيتنا برائحة طعام ش���هي تبق���ى أياما قبل‬ ‫أن تزول‪،‬ع���ادت إىل ذاكرت���ي كل أيام���ي معهم‬ ‫وتذك���رت أمنيات���ي وأمنياتهم بع���د التخرج من‬ ‫اجلامعة‪،‬ق���رأت األمس���اء م���رة بع���د مرة‪،‬س���ألت‬ ‫نفس���ي ه���ل اجلري���دة رس���الة م���ن خ���وي المني‬ ‫يدعوني فيه���ا للعودة ومل أس���تبعد هذا االحتمال‬ ‫ألني أعرف رغبته الشديدة يف أن يراني متخرجا‬ ‫من اجلامعة‪،‬وانتظ���رت الصباح وكان النوم آخر‬ ‫ما فك���رت فيه‪،‬كي���ف يأتي�ن�ي الن���وم وأصدقائي‬ ‫يث�ي�رون يف داري ن���داء يدعون���ي إلي���ه‪..‬آن ألي���ام‬ ‫اجلنوب أن تنتهي‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 24 - 18 ( - ) 84‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫ّ‬ ‫أتذكر‬

‫السنوسي حبيب‬

‫احللقة األخرية‬

‫ما سقط سهوا او عمدا‬ ‫أتوبيس مصري ‪-:‬‬

‫بعض التفاصيل واجلزئيات مل أتذكرها يف س���ياقها وبعض آخر‬ ‫مل أورده اما خجال أ و حتاش���يا لتجريح الذ ات ‪ ,‬ولكن مع تراكم‬ ‫الس���رد رأيت أنه من املمكن ذكر بعضه���ا وحجب البعض اآلخر ‪,‬‬ ‫هكذا يف هذه احللقة استدرك بعض ما فاتين إثباته‪.‬‬ ‫يف مكتبة اجلامعة ‪-:‬‬ ‫مثلت مكتبة اجلامعة واحدا من ثالثة أماكن كنت أتواجد بها‬ ‫‪ .‬صالة احملاضرات بقس���م اللغة العربية ‪ .‬كافترييا كلية اآلداب‬ ‫بوجوهه���ا الصبوحة وعصائرها الب���اردة ‪ ,‬ومكتبة اجلامعة ‪ ,‬البناء‬ ‫الفخم الضخم الذي يتوسط املدينة اجلامعية مركبا من بدروم‬ ‫وطاي���ق ارضي وآخر علوي ‪ ,‬يف األرضي أقس���ام التصوير واإلدارة‬ ‫‪ ,‬اإلع���ارة الداخلي���ة وقس���م الدوري���ات الذي كنت ّ‬ ‫اطل���ع فيه عل‬ ‫بعض الدوريات اليت ال تباع يف السوق كمجلة الطريق اللبنانية‪.‬‬ ‫يف عالق�ت�ي مبكتبة اجلامعة هذه كتبت ثالثة نصوص ش���عرية‬ ‫باس���م تهاميش على مقاعد املكتبة ‪ ,‬نش���رتها يف جمموعيت األوىل‬ ‫باس���م (عن احل���ب والصحو والتج���اوز)‪ ,‬أتذكر منه���ا هذا املقطع‬ ‫الصغري‬ ‫(همس الصحاب لقد أتت‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫شعر ميوج وضحكة‬ ‫كالفل دغدغت املشاعر )‬ ‫ذات ضح���ى صيف���ي وحنن نقرتب من موع���د االمتحانات كنت‬ ‫جالس���ا عل���ى طاولة قريب���ة من املدخ���ل أذاكر صحب���ة صديقة‬ ‫مجيل���ة طالبة بقس���م الفلس���فة كنت وإياه���ا نتب���ادل اإلعجاب‬ ‫واإلعزاز ‪ ,‬رمبا يكون س���بب إعجابها بي مشاكسيت لنظام ألقذايف‬ ‫وانتقاده بشكل معلن ‪ ,‬مسعنا همهمة تقرتب ثم أصبحت نوعا من‬ ‫يتوسط‬ ‫الضجة ‪ ,‬انطلقت الس���تجالء األمر ‪ ,‬كان العقيد القذايف ّ‬ ‫كوكب���ة من الطالب ‪ ,‬تصادف حني وصولي إليهم أن قال (ش���ن‬ ‫رأيك���م نلغو االمتحانات و أجنحوك���م) دون تفكري أو تردد رددت‬ ‫عليه (كّله اال هذه )‪ ,‬كان خلفي مباشرة األستاذ على ابوزعكوك‬ ‫‪ ,‬ج ّذبين اىل اخللف طالبا مين االبتعاد واالختفاء ‪.‬‬ ‫لكمات سائق تاكسي ‪-:‬‬ ‫كن���ت واقف���ا على طرف احلديق���ة العامة بوس���ط بنغازي على‬ ‫حاش���ية الطري���ق ألع�ب�ر اىل مقه���ى نعم���ة املقاب���ل حي���ث تعودت‬ ‫اجلل���وس والتق���اء األصدق���اء‪ ,‬مرقت من أمامي س���يارة تاكس���ي‬ ‫كادت تص���د م�ن�ي ‪ ,‬بانفع���ال غري حمس���وب صحت (بش���ويش يا‬ ‫محار )‪ ,‬نزل منها ش���اب مفتول العض�ل�ات ناولين لكمتني وانطلق‬ ‫بس���يارته ‪ ,‬مللمت اإلهانة ودخلت املقهى العنا التاكسيات ورعونة‬ ‫لساني ‪.‬‬

‫كنت واألس���رة عائد ي���ن من رحلة إىل‬ ‫مص���ر زرنا فيها القاهرة والعريش حيث‬ ‫ش���اركنا يف مهرجانه���ا ‪ ,‬كان الصديق‬ ‫مح���د ش���عيب ق���د أحل أن من��� ّر علي���ه يف‬ ‫الي الس���وبر‬ ‫مدين���ة مطروح وق���د حبب ّ‬ ‫جيت لس���رعتها وراحة كراسيها وعلى‬ ‫مش���ورته ‪ ,‬ركبنا واح���دة انطلقت بنا يف‬ ‫اجتاه مرس���ى مطروح ‪ ,‬ب���دأت املفارقات‬ ‫من���ذ البداية حني دخل���ت صحبة زوجها‬ ‫ام���رأة منقب���ة ‪ ,‬كان اب�ن�ي حبيب اهلل يف‬ ‫عام���ه اخلام���س ح�ي�ن رأى امل���رأة ص���اح‬ ‫فزع���ا (واك غولة )أحرج�ن�ي املوقف ومل‬ ‫اعرف كي���ف اعت���ذر لزوجه���ا ‪ .‬كانت‬ ‫كراس���ينا مقابلة بش���كل مباشر لدورة‬ ‫مي���اه األوتوبي���س حي���ث تنطل���ق روائح‬ ‫حتمله���ا ‪ ,‬لتغطية‬ ‫كريه���ة مل اس���تطع ّ‬ ‫الرائحة أش���علت س���يجارة قبل أن أصل‬ ‫منتصفه���ا تو ّق���ف األتوبي���س ووص���ل‬ ‫عندي الس���ائق الذي دون كالم س���حب‬ ‫م�ن�ي الس���يجارة وإطفأه���ا ‪ ,‬مل يك���ن يف‬ ‫اس���تطاعيت االع�ت�راض فالقان���ون مينع‬

‫التدخني يف احلافلة ‪.‬‬ ‫م���رة أخرى كنت عائ���دا من مصر يف‬ ‫أتوبيس مصري ‪ ,‬كنت قد اش�ت�ريت من‬ ‫مرس���ى مطروح لفة كبرية من معسل‬ ‫س���لوم أدخلتها مع���ي يف احلافل���ة ‪ ,‬حني‬ ‫توقفن���ا يف إح���دى الق���رى لالس�ت�راحة‬ ‫أم���ام جامعه���ا ‪ ,‬خوف���ا م���ن أن تس���رق‬ ‫املعس���ل أنزلتها مع���ي ‪ ,‬احتجت أن‬ ‫رزمة ّ‬ ‫ادخ���ل دورة املي���اه ‪ ,‬عن���د مدخله���ا كان‬ ‫يقف ش���خص ‪ ,‬أعطيت���ه الرزمة على أن‬ ‫اس�ت�ردها حني اخرج ‪ ,‬حني خرجت كان‬ ‫الرجل ق���د اختفى ومعه رزمة املعس���ل ‪,‬‬ ‫أدركت أني قد ضحكت على نفس���ي يف‬ ‫حلظة غفلة ‪.‬‬

‫زردة صغرية تعقبها طرحية‪-:‬‬

‫كن���ت يف الص���ف األوّل ابتدائ���ي وكنا‬ ‫نس���كن ش���ارع بومدي���ن يف بنغ���ازي ‪,‬‬ ‫كان���ت أمي خ���ارج البيت وقد س���بق أن‬ ‫رأيتها ختفي ث���روة صغرية يف مظروف‬ ‫ف���ارغ لوالعة س���جائر من الن���وع القديم‬ ‫‪ ,‬يف تل���ك العش���ية أخرج���ت الوالعة من‬ ‫خمبئه���ا وس���حبت الغ�ل�اف اخلارج���ي‬

‫‪,‬ب���رزت إمام���ي ورقتني من النق���ود اليت‬ ‫كانت حتمل رأس امللك واحدة من فئة‬ ‫اخلمس قروش والثانية من فئة العشرة‬ ‫‪ ,‬س���حبت اخلمس���ة وانطلقت اىل س���وق‬ ‫الرويس���ات القري���ب ‪ ,‬اش�ت�ريت قرطاس‬ ‫كاكاوي���ة وقرطاس بش���كوط وحلوة‬ ‫ديك ملوّن وعلكة الس���بع وأقمت لنفسي‬ ‫يف الش���ارع زردة صغ�ي�رة التهمت خالهلا‬ ‫مش�ت�رياتي ‪ ,‬عن���د آذان املغرب رجعت اىل‬ ‫البيت وكانت أمي ق���د رجعت‪ ,‬الحظت‬ ‫عليه���ا احل�ي�رة واالنفع���ال كان���ت ق���د‬ ‫افتق���دت اخلم���س ق���روش ال�ت�ي مل تكن‬ ‫حينها باملبلغ الصغري حيث كان العامل‬ ‫يش���تغل يوما كامال ب‪ 15‬قرش ‪ ,‬كان‬ ‫أخي األوس���ط يسعى بكل الطرق لبسط‬ ‫علي ‪ ,‬اقرتب م�ن�ي وطلب مين‬ ‫س���يطرته ّ‬ ‫فتح فمي حيث أدرك رائحة الكاكاوية‬ ‫‪ ,‬ناول�ن�ي كفني وبدأ مع���ي حتقيقا عن‬ ‫اخلم���س ق���روش اىل أن اعرتفت ‪ ,‬واصل‬ ‫تعنيف���ي وضرب���ي ‪ ,‬وهكذا ط���ارت متعة‬ ‫الزردة بالطرحية‪.‬‬

‫أبو املعارف ‪-:‬‬


‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 24 - 18 ( - ) 84‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫وسط سلس���لة كثبان رمال ‪ ,‬تقع مشال مدينة‬ ‫هون كان يقطن رجل بدوي طريد خوف من ثأر‬ ‫حني سبق له يف عرس مبدينة سبها أن أطلق النار‬ ‫على إبن عم له وظن أنه قتله فهرب اىل الصحراء‬ ‫منقطعا عن الناس مجيعا يرعى نياقا له ويعيش‬ ‫على حليبها ‪.‬مع مر الس���نوات وانقطاعه التام عن‬ ‫الناس يبدو إن النياق قد نفقت أو شردت ‪ ,‬فانتهى‬ ‫به املقام وس���ط هذه الرمال قرب هون ‪ ,‬يف سنوات‬ ‫إقامته األوىل كان يف فرتات متباعدة يتسلل اىل‬ ‫املدين���ة ثم منذ س���نوات طويلة تو ّق���ف عن ذلك ‪,‬‬ ‫وعاش عزل���ة كاملة حمتميا بالرمال ‪ ,‬وبطانية‬ ‫بالية كان يلفها على جس���ده النحيل جدا كأنه‬ ‫ال حل���م ل���ه ‪ ,‬الفا عل���ى س���اقيه ‪,‬وقدميه ش���ريطا‬ ‫مطاطي���ا م���ن بقاي���ا اإلط���ار الداخلي للس���يارات‬ ‫وواضعا على رأس���ه عمامة مهرتئ���ة ‪ ,‬كنا كلما‬ ‫زرن���اه جن���ده حلي���ق الذق���ن وتب���دو علي���ه معامل‬ ‫النظافة‪ ,‬كان قد اصبح مزارا شبه سياحي حيث‬ ‫بدأ بعض الش���باب يصل���ون موقعه للفرجة عليه ‪,‬‬ ‫كان يعي���ش على قليل من التم���ر وماء ماحل من‬ ‫بئر حفره بنفس���ه ‪ ,‬كان ال يقبل من الزوار سوى‬ ‫علب الكربيت ‪.‬‬ ‫م���رة جاء اإلذاعي الصديق أمح���د أنور إىل هون‬ ‫لتس���جيل حلقة من برنام���ج منوعات كان يعده‬ ‫للتلفزيون بإذاعة بنغازي ‪ ,‬حني مسع حبكاية أبي‬ ‫املع���ارف أحل أن ي���زوره ‪ ,‬اجتهن���ا اىل املوقع وكان‬ ‫معن���ا مص���وّر وإذاعي���ة ش���ابة ‪ ,‬ح�ي�ن وصلنا عرب‬ ‫طريق التفايف وسط الرمال ووقفنا قرب كوخه‬ ‫‪ ,‬مل يك���ن هناك احد‪ ,‬بعد حوالي عش���ر دقائق برز‬ ‫لن���ا خل���ف كثيب مرحب���ا بصوت ح���اد وكلمات‬ ‫سريعة ‪ ,‬اقرتب منا على حذر ‪ ,‬كان يلتفت ميينا‬ ‫ومش���اال ويتفحصن���ا ‪ ,‬س���لم علين���ا ث���م أخذنا يف‬ ‫جول���ة مبملكته الرملية ‪,‬ف ّرجنا على كوخه املقر‬ ‫الش���توي ومل يك���ن به ش���يء ‪ ,‬ث���م اىل حفرة حتت‬ ‫ش���جرة أثل هي املقر الصيف���ي ‪ ,‬وأخذنا اىل البئر‬ ‫حيث ش���رح لنا كي���ف يس���تخرج املي���اه بالنزول‬ ‫داخل���ه ‪ ,‬كان املص���ور يض���ع عل���ى كتف���ه آلت���ه‬ ‫ويص���وّر بالتفصيل ‪ ,‬يبدو أن أب���و املعارف مل يكن‬ ‫يعرف آلة التصوي���ر التلفزيوني فلم يعره انتباها‬ ‫‪ ,‬كان من حني آلخر يبحلق يف اإلذاعية الشابة ‪,‬‬ ‫فطلبنا منها أن ال تقرتب منه ‪ ,‬حني انتهت اجلولة‬ ‫عزمنا على طاس���ة شاهي سيعدها مباء بئره املاحل‬ ‫شكرناه وانصرفنا ‪.‬‬ ‫م���رة ثاني���ة قم���ت بزيارت���ه ح�ي�ن ج���اء املص���وّر‬ ‫الصدي���ق فتحي العري�ب�ي يف زيارة هل���ون وطلب‬ ‫زي���ارة أب���ي املع���ارف ‪ ,‬وكالعادة مل يك���ن بارزا يف‬ ‫امل���كان حني وصلن���اه ‪,‬ثم خ���رج لنا وب���دأ العرييب‬ ‫يف التق���اط ص���ور ل���ه ‪ ,‬كان الف�ل�اش س���اطعا‬ ‫مم���ا ضايقه ‪ ,‬وح�ي�ن أكثر فتحي م���ن التصوير‬ ‫إنتف���ض أب���و املعارف قائ�ل�ا (صوبك بن���د اق زين‬ ‫‪ ,‬فكن���ا م���ن هالتك تك ) وأوش���ك ان يهج���م عليه ‪,‬‬ ‫عملنا على تهدئته وانصرفنا ساملني‪.‬‬

‫السيارتان التوأم‪-:‬‬

‫كنت والصديق الشاعر عبداهلل زاقوب متزوجني‬ ‫من أختني توأم ش���ديد التشابه لدرجة أن يصعب‬ ‫عل���ى اآلخري���ن التميي���ز بينهم���ا ‪ ,‬حني اش�ت�ريت‬ ‫س���يارة مازدا عائلية موديل ‪ 88‬تصادف أن تطابق‬ ‫موديلها ولونها وكل شيء فيها مع سيارة زاقوب‬ ‫‪ ,‬لذا حني قررنا الس���فر اىل مصر رفقتنا زوجتانا‬ ‫وكان ه���و ال���ذي س���يتوىل قي���ادة الس���يارة ال�ت�ي‬ ‫يتوج���ب أن تك���ون أوراقه���ا بامسه وح�ي�ن مل يكن‬ ‫لدينا الوقت الكايف الس���تخراج توكيل وغريه من‬ ‫اإلجراءات قم���ت بإبدال اللوحتني املعدنيتني فيما‬ ‫بني السيارتني حبيث تصبح سيارتي حتمل أرقام‬ ‫سيارته وهكذا يتطابق كت ّيب السيارة مع لوحتها‬ ‫ولونها وموديلها ‪ ,‬وأن نس���افر بس�ل�ام لنتوقف يف‬ ‫بنغازي حيث اس���تخرجنا كتيب ج���والن دولي ‪,‬‬ ‫وصلنا منطقة احلدود ظه���را ‪ ,‬مررنا باإلجراءات‬ ‫الليبي���ة بيس���ر لنتوق���ف يف اإلج���راءات املصري���ة‬ ‫حوال���ي س���اعتني ويف آخر مرحلة عن���د اجلوازات‬ ‫املصرية أم���ر الضابط املختص موظف���ا ان يقوم‬ ‫بفح���ص أرق���ام اهلي���كل واحمل��� ّرك وان يطابقهما‬

‫باألرق���ام املثب���ة يف الكت ّي���ب حيث أكتش���ف عدم‬ ‫التطاب���ق‪ ,‬وهك���ذا مت اكتش���اف اللعب���ة وصرن���ا‬ ‫يف موق���ف صع���ب ‪ ,‬حنن نريد الدخ���ول اىل مصر‬ ‫والضاب���ط يري���د إرجاعن���ا ال���ي داخ���ل احل���دود‬ ‫الليبية ‪ ,‬بعد نقاش���ات وش���روح أقرتح الضابط أن‬ ‫نذه���ب اىل العقيد املس���ؤول عن النقطة ‪ ,‬ش���رحنا‬ ‫ل���ه رغبتن���ا يف دخول مص���ر وضيق الوق���ت الذي‬ ‫أمامنا حيث كنا نس���افر يف عطلة نصف الس���نة‬ ‫وادعي���ت أن خطأ غري مقصود قد وقع يف إجراءات‬ ‫نادي السيارات الدولي يف بنغازي ‪ ,‬اقرتح الضابط‬ ‫الكبري أن نقوم باستخراج كتيب جوالن مصري‬ ‫ندخ���ل به مصر وخن���رج وان ال نس���تعمل الكت ّيب‬ ‫اللي�ب�ي ‪ ,‬هك���ذا بع���د توت���ر ألرب���ع س���اعات اجتزنا‬ ‫احلدود وزرنا اإلس���كندرية ملدة أس���بوع والقاهرة‬ ‫أس���بوعا آخ���ر ‪ ,‬كان عديل���ي وزوجته مش���غولني‬ ‫ط���وال الوق���ت باختيار ثري���ات لبيتهم���ا اجلديد‪,‬‬ ‫يف ح�ي�ن كان���ت زوجيت تنتقي لطفلتن���ا تاال ذات‬ ‫العام�ي�ن ال�ت�ي تركناها يف هون ‪ ,‬م���ا يعجيها من‬ ‫أثواب ‪ ,‬حني الع���ودة واجهنا عند اجلوازات الليبية‬ ‫كوننا مل خنتم كت ّيب اجلوالن الصادر من ليبيا‬ ‫‪ ,‬أفهمته���م ان مش���كلة إعرتضتن���ا عن���د اجلوازات‬ ‫املصري���ة حللناه���ا باس���تخراج كت ّي���ب مصري ‪,‬‬ ‫ختموا لنا ودخلنا الوطن العزيز‪.‬‬

‫قصة تهريب جملة عراجني ‪-:‬‬ ‫كان الصدي���ق إدريس املس���ماري يص���در جملة‬ ‫عراجني يف مصر ويقوم بإدخاهلا اىل ليبيا تهريبا‬ ‫ع�ب�ر احلدود ‪ ,‬ذات س���فرة كنت عائ���دا من مصر‬ ‫رفقة رفيق رحالتي الصدي���ق بقصيصة عبداهلل‬ ‫‪ ,‬ح�ي�ن توقفن���ا عن���د إج���راءات التفتي���ش الليبية‬ ‫ودخلت حقيبيت جهاز الكشف التلفزيوني ‪ ,‬أخرج‬ ‫الضاب���ط احلقيب���ة وفتحه���ا واخ���رج منها جملة‬ ‫زه���رة اخللي���ج اليت كانت ابنيت ت���اال طلبت مين‬ ‫إحضارها ‪,‬كانت الس���لطات الليبية متنع دخوهلا‬ ‫‪ ,‬أم���ر الضاب���ط بتفتي���ش دقي���ق للس���يارة ‪,‬فتش‬ ‫الش���رطي الش���اب أب���واب الس���يارة وفت���ش حت���ت‬ ‫الكراس���ي ويف كل م���كان ‪ ,‬اىل ان وص���ل احلقيبة‬ ‫اخللفي���ة وكانت به���ا كرتونة كب�ي�رة مملوءة‬ ‫بالكت���ب ‪ ,‬كان م���ن ضمنه���ا جمموعة نس���خ من‬ ‫جمل���ة عراجني وو س���ط الكت���ب زجاجت���ا جوني‬ ‫ووكر م���اأن رآهما الش���رطي الش���اب حتى نادى‬ ‫على رفيق له هواآلخر من عمره ‪ ,‬واخرباني أنهما‬ ‫لوعلم رئيس العرفاء املس���ؤول عنهما فسيحولين‬ ‫إىل النيابة ويقرتح���ان أن يدخال كرتونة الكتب‬ ‫اىل خم���زن احلج���ز وهن���ا ك يقوم���ا خدم���ة لي‬ ‫بن���زع الزجاجت�ي�ن وتفتيش الكت���ب وإعطائها لي‬ ‫‪ ,‬أدرك���ت رغبتهم���ا يف الزجاجت�ي�ن فاش�ت�رطت‬ ‫أن يعم�ل�ا على ع���دم مصادرة أي كت���اب‪ ,‬كنت‬ ‫حريصا عل���ى ان أنفذ بعراج�ي�ن ‪ ,‬أنزلنا الكرتونة‬ ‫باملخ���زن وظلل���ت انتظ���ر أن خيل���و هلم���ا املخزن‬ ‫ليقوما بأخذ غايتهما وخيرجا لي الكرتونة ‪ ,‬اثناء‬ ‫فرتة االنتظار اليت اس���تم ّرت ف�ت�رة طويلة ‪,‬وصل‬ ‫الصديق املس���ماري وس���يارته حمملة مبجموعة‬ ‫كرتونات من عراجني‬ ‫كان املسماري يناقش الشرطي بصوت هادي ثم‬ ‫يف غفلة من الش���رطي أشارلي ان أضع الكرتونات‬ ‫اليت كانت عل���ى األرض داخل الس���يارة وانطلق‬ ‫على أس���اس انه أكمل إج���راءات التفتيش ‪ ,‬حني‬ ‫انصرف���ت من عن���ده التقي���ت بالصدي���ق إدريس‬ ‫الطي���ب الذي كانت س���يارته ه���و اآلخر حمملة‬ ‫بعراج�ي�ن وقد صادروه���ا وأدخلوه���ا املخزن رغم‬ ‫مناقش���ات الطيب هل���م وإعالمهم ان���ه ّ‬ ‫موظف يف‬ ‫اخلارجي���ة الليبي���ة ‪,‬هك���ذا ص���ودرت النس���خ اليت‬ ‫كانت معه ‪,‬و جنوت بنس���خي م���ن عراجني بعد‬ ‫أن افتديتها بزجاجيت املنكر ‪.‬‬

‫جمازفة مع يونس جابر‪-:‬‬ ‫حض���ر الفن���ان حمم���د مرش���ان إح���دى دورات‬ ‫مهرج���ان اخلري���ف وق���د اس���تضفناه يف فن���دق‬ ‫اهلروج الس���ياحي ‪ ,‬وقد ظل بهون عش���رة أيام بعد‬ ‫انقضاء املهرجان ‪ ,‬ذات مس���اء جاءن���ي يف الدكان‬ ‫وكان حزين���ا مغموم���ا ‪ ,‬حاول���ت ان اخفف عليه‬

‫فأخربن���ي أن���ه منذ أكث���ر من أس���بوعني حياول‬ ‫أن ان يقاب���ل الل���واء أبوبكر يون���س ليطلب منه أن‬ ‫يساعد ه بس���يارة أو مس���كن ألنه يريد أن حيضر‬ ‫زوجت���ه من مصر ّ‬ ‫ويقضي ما تب ّقى له من عمر يف‬ ‫مدينته طرابلس ‪ ,‬وقد حاول الش���باب ان حيصلوا‬ ‫ل���ه على مقابل���ة اللواء ولكن دون ج���دوى ‪ ,‬رققت‬ ‫لوضع الرجل وارتأيت أن حناول الس���عي من أجل‬ ‫املقابل���ة ‪ ,‬اتفقن���ا أن أم���ر عليه غدا عند العاش���رة‬ ‫صباح���ا ‪ ,‬حي���ث وضع���ت س���يارتي أم���ام مدخ���ل‬ ‫الفن���دق حي���ث مل يكن مدخ���ل القي���ادة بعيد اعن‬ ‫الفندق ‪ ,‬وانطلقنا على أقدامنا لنطلب من ح ّراس‬ ‫البوابة مقابلة جندي كنت أعرفه ويعمل ضمن‬ ‫إدارة ابوبك���ر جابر ‪ ,‬ليوصل طلبنا اىل اللواء ‪ ,‬حني‬ ‫وصلنا إمام البوابة توقفت أمامي مباش���رة سيارة‬ ‫دفع رباع���ي كان يونس جابر جالس���ا بكرس���يها‬ ‫األمي���ن ‪ ,‬رفع���ت ي���دي بإش���ارة تع�ن�ي رغب�ت�ي يف‬ ‫حمادثت���ه وتقدم���ت من ب���اب الس���يارة وفتحته ‪,‬‬ ‫وبس���رعة وحيوية غري متوقعة ممن هو يف س���نه‬ ‫ويعان���ي من مرض الس��� ّكر قف���ز يف حملة عني من‬ ‫الب���اب األيس���ر للس���يارة ‪ ,‬يف حني أنطل���ق جندي‬ ‫باجتاه���ي يدفعين بقوّة إىل اخلل���ف وجندي آخر‬ ‫يص���وّب بندقيت���ه م���ن بعي���د ‪ ,‬صحت يف األس���تاذ‬ ‫مرش���ان أن يتقدم اىل يونس جاب���ر بطلبه وأن ال‬ ‫يهت���م يأمري ‪ ,‬ح�ي�ن أكمل مقابلته ملرش���ان أمر‬ ‫احلرس أن يس���مح ل���ي باحلضور عنده ليس���ألين‬ ‫وأنت ش���ن تبيّ قلت ال شيء سوى أن تليب لألستاذ‬ ‫مرش���ان طلب���ه ‪ ,‬ح�ي�ن انصرفن���ا وزال���ت صدم���ة‬ ‫املفاج���أة كن���ت اس���تغرب م���ن ش���يئني ‪ ,‬كي���ف‬ ‫جت���رأت وفتحت باب س���يارة القائد العام للجيش‬ ‫وكيف قفز هو بتلك السرعة واحليوية ‪.‬‬

‫بكاء وآخر ّ‬ ‫إمام ّ‬ ‫شتام ‪-:‬‬ ‫م���ن صغ���ري كن���ت أواظب على حض���ور صالة‬ ‫اجلمع���ة باجلام���ع ‪ ,‬ح�ي�ن كن���ت يف اجلامع���ة‬ ‫مبدين���ة بنغ���ازي وكن���ا نس���كن بي���ت الطلبة يف‬ ‫جليان���ة وكان جم���اورا لنا جام���ع صغري كانت‬ ‫تق���ام ب���ه صالة اجلمع���ة و كنت أصل���ي فيه ‪ ,‬يف‬ ‫إحدى اجلمعات بعد حرب أكتوبر عام ‪1973‬م ‪,‬‬ ‫اعتل���ى اإلمام املصري املنرب وانطلق يف خطبة عن‬ ‫حرب أكتوبر وبعد عدة مجل بدأ صوته يرجتف‬ ‫ث���م أجهش بالبكاء دون مربر أوداع يتطلبه س���ياق‬ ‫اخلطب���ة ‪ ,‬اس���تمر بكاءه وش���هيقه ع���دة دقائق يف‬ ‫مش���هد متثيلي مل استطع احتماله ‪ ,‬انسحبت دون‬ ‫تأدية الصالة وم���ن يومها تو ّقفت عن الذهاب اىل‬ ‫صالة اجلمعة ‪.‬‬ ‫ح�ي�ن عدت إىل ه���ون بعد خروجي من الس���جن‬ ‫واظب���ت عل���ى حض���ور ص�ل�اة اجلمع���ة باجلامع‬ ‫العتي���ق باملدين���ة القدمي���ة ال���ذي تربط�ن�ي ب���ه‬ ‫وش���ائج وذكري���ات الطفولة ‪ ,‬كان إمامنا ش���يخ‬ ‫س���بعيين تقليدي اخلطبة وال يتع ّرض للسياسة‬ ‫وال مي���دح احلاكم أو يدعو له س���وى قوله اللهم‬ ‫أصلح أمر أولي األمر منا ‪ ,‬حني تقاعد هذا الشيخ‬ ‫ح���ل مكانه إمام ش���اب متوس���ط الطول وبس���يط‬

‫‪15‬‬

‫الثقافة ووسطي اإلسالم كان هو اآلخر ال ميدح‬ ‫احلاك���م وال يتجرا عليه ‪ ,‬كنت وحوالي س���بعة‬ ‫أو مثاني���ة أش���خاص نصل���ي يف خل���وة بالصح���ن‬ ‫اخلارج���ي جتنب���ا لروائ���ح الع���رق الكريه���ة اليت‬ ‫تنبعث من بعض املصلني األفارقة ‪ ,‬كان زمالئي‬ ‫يف ه���ذه اخلل���وة يأت���ون مبكري���ن حيث يش���ربون‬ ‫الش���اى ويتبادل���ون األخب���ار وميتد به���م احلديث‬ ‫حتى أثن���اء خطبة اإلم���ام أحيانا ‪ ,‬كن���ت أوليهم‬ ‫ظه���ري واجلس يف اجت���اه اجلدار واجت���اه القبلة‬ ‫رافضا مش���اركتهم احلديث اثن���اء اخلطبة ‪ ,‬ذات‬ ‫مجع���ة وبع���د أن أكم���ل إمامنا الش���اب خطبتيه‬ ‫ش���ن هجوم���ا عنيف���ا على م���ن جيلس���ون اآلن يف‬ ‫خلوة باجلامع يتبادلون األحاديث وغري مكرتثني‬ ‫باخلطب���ة واحل���ق بن���ا بع���ض الصفات املش���ينة ‪,‬‬ ‫لألس���ف مل يك���ن باخلل���وة يومها س���وى أثنني أنا‬ ‫ّ‬ ‫ومص���ل آخ���ر كان أيضا ال يش���ارك يف األحاديث‬ ‫‪ ,‬كان مجاع���ة اهل���درزة ق���د اختف���وا م���ن اخللوة‬ ‫يومها ‪ ,‬يبدو أنهم كانوا على معرفة سابقة بنية‬ ‫مهامج���ة اخلطي���ب للخل���وة ‪ ,‬من يومه���ا توقفت‬ ‫للم���رة الثاني���ة ع���ن الذه���اب اىل ص�ل�اة اجلمعة‬ ‫وحافظت على الذهاب اىل صالة العيدين وصالة‬ ‫اجلنازة يف حالة األقارب ‪.‬‬

‫الطريق إىل اآلخرة‪-:‬‬ ‫أعل���ى قم���ة جبل ش���اهق ‪ ,‬كن���ا ثالث���ة ملفوفني‬ ‫يف األكف���ان راقدي���ن على جنبنا األمي���ن ‪ ,‬نراقب‬ ‫االحندار الشديد للجبل الش���اهق حيث أعلمنا ان‬ ‫م���ن هنا يتم الذه���اب إىل اآلخ���رة ‪ ,‬مت دفع األوّل‬ ‫ال���ذي كان متوفيا منذ عام ‪,‬خ���ذ يتدحرج أمامنا‬ ‫إىل ان غ���اب ع���ن األنظار ‪ ,‬ث���م مت دحرجة الثاني‬ ‫ال���ذي كان اليزال حيا وهوم���زارع كان حيضر‬ ‫اىل الس���وق يوم اجلمع���ة خض���ار مزرعته ويظل‬ ‫ينادي علي���ه (يلال يا أوالد ‪ ,‬آه���و املدعوم ‪ ,‬من غري‬ ‫كيم���اوي ‪ ,‬منت���وج ظه�ي�ر امح���ا ر)‪ ,‬كن���ت وأن���ا‬ ‫أعلى القمة أراقب���ه وهو يتدحرج منتظرا ان ادفع‬ ‫للدحرجة خلفه ‪ ,‬أحتس���س ّ‬ ‫كل حلظة اطرايف ‪,‬‬ ‫كان املدع���وم ق���د اختفى عن األنظ���ار منذ برهة‬ ‫حني أحسس���ت بيد تنتشلين ألجد بيجاميت مبللة‬ ‫بالعرق ومنزوعة مجيع أزرارها‪ ,‬من يومها صرت‬ ‫ي���وم اجلمع���ة اذه���ب اىل س���وق اخلض���ار لتفق���د‬ ‫املدع���وم حي���ث تو ّل���د لدي اعتق���اد ب���أن وفاته هي‬ ‫املؤش���ر على اقرتاب موعد ذهابي إىل اآلخرة ‪ ,‬ذات‬ ‫م���رة غ���اب املدعوم عن الس���وق وحني س���ألت عنه‬ ‫‪,‬عرف���ت أنه مري���ض وقد أجرى عملي���ة جراحية‬ ‫يف طرابل���س ‪ ,‬حني عاد م���ن مرضه زرته يف بيته ‪,‬‬ ‫كان معافى ويف صحة جيدة ‪ ,‬إذا مازال يف الوقت‬ ‫متسع‪.‬‬ ‫السنوسي حبيب _مستشفى جورج مببيدو‬ ‫باريس يف‪2012-5-9‬م‬ ‫هك���ذا اص���ل اىل نهاي���ة ه���ذا الس���رد الس���اعة‬ ‫العاش���رة من صب���اح يوم ااألربع���اء ‪2012-5-9‬م‬ ‫باريس ‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 24 - 18 ( - ) 84‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫يف خيمة القــ‬

‫شجرة النم‬ ‫ياسني ابوسيف ياسني‬

‫كن���ا أطفاال صغارا نلهو ونلعب حتت أش���جار وارفة الظالل على رمال اجدابيا‬ ‫الناعمة ناصعة البياض ‪ ..‬وكانت الش���جرة ال�ت�ي تعودنا على اللقاء عندها تقع‬ ‫على الطريق العام عند مدخل املدينة الشرقي ‪ ..‬كنا نتفيأ ظلها وكانت الرمال‬ ‫الناعمة حتت أقدامنا احلافية باردة رغم حرارة الشمس الالذعة ‪.‬‬ ‫كانت تلك الشجرة دائمة اخلضرة صيفا وشتاء ‪ ..‬وكان الناس يطلقون عليها‬ ‫ش���جرة النم وكن���ا ال ندري مل���اذا أطلقوا عليها هذا األس���م ‪ ..‬ه���ل ألنها عدمية‬ ‫الثمار فال فائدة ترجى منها ألنس���ان أو حيوان باس���تثناء ظلها الوارف الظليل ‪..‬‬ ‫ارتبط هذا األسم عندي بشيئ آخر انه كلما طلب أحدنا أن يعطيه آخر شيئا ما‬ ‫أجابه مستنكراً ‪ :‬نعطيك النم ‪.‬‬ ‫ش���جر النم هذا عرفن���اه فيما بعد ‪ ..‬بعد ان كربنا وتعلمنا ودرس���نا علم األحياء‬ ‫النياتي���ة ان���ه هو ش���جر الكاف���ور او الليكوليبتس ‪ ..‬ش���جرة عروقه���ا تضرب يف‬ ‫األرض مس���افات طويل���ة حتى تبلغ املياه اجلوفية ولذا تس���تطيع العيش بدون‬ ‫حاجة اىل ّ‬ ‫ري ومتى المس���ت العروق املياه أس���بغت عليها مرارة يف املذاق ‪ ..‬وهي‬ ‫ش���جرة مثارها على هيئة قمع صغري خمروطي الش���كل ال يؤكل وال يستفيد‬ ‫منه انس���ان وال حيوان ‪ ..‬تتس���اقط من عروش���ها متى جفت ‪ ..‬واخرتعنا هلا فائدة‬ ‫‪ ..‬كنا نظم يدنا اليمنى ونضع القمع الصغري بني األصابع الس���بابة والوس���طى‬ ‫وننف���خ فيما بينها فيصدر ع���ن ذلك صفري قوي نس���تعملها بديال عن الصفارة‬ ‫اليت مل تكن معروفة عندنا بعد ‪ ..‬كانت جتمعنا صفارة وتفرقنا أخرى ‪.‬‬ ‫ذات ي���وم كن���ا نلهو حتت ظل ش���جرة النم اذ مسعنا صف�ي�را متواصال ‪ ..‬اجتهنا‬ ‫مس���رعني ص���وب الص���وت ‪ ..‬فوجدن���ا أح���د اصدقاءنا وق���د وجد جس���ما غريبا‬ ‫مس���تدير الش���كل أمحر الل���ون ‪ ..‬صاح أحد الرف���اق ‪ :‬ال تقربوها انه���ا بومبا مانو‬ ‫أي قنبلة يدوية من خملفات احلرب العاملية الثانية ‪ ..‬أصر أحد األش���قياء على‬ ‫تفجريها ‪ ..‬فأخذ القنبلة وجرى ‪ ..‬وجرينا خلفه ‪.‬‬ ‫حلقنا به عند الصفا ‪ ..‬والصفا موقع حجري متسع وفسيح وعلى درجة كبرية‬ ‫من االس���تواء السطحي ‪ ..‬وأش���ار كبرينا ان لديه فكرة هائلة ‪ ..‬أن نضع القنبلة‬ ‫أرض���ا وكل من���ا ب���دوره يرميها حبج���ر عن بعد ‪ ..‬استحس���نا الفك���رة ووضعنا‬ ‫القنبلة على مس���افة بعيدة نس���بيا وأخذنا يف رميها باحلجارة ‪ ..‬فمنا من أخطأ‬ ‫اهلدف ومنا من أصاب فتتدحرج القنبلة دون أن تنفجر‪ ..‬وظللنا على هذا احلال‬ ‫ساعة أو يزيد وباءت حماوالتنا بالفشل فأصابنا امللل واحلبوط ‪.‬‬ ‫عنده���ا تأكد لدين���ا أن القنبلة غري صاحل���ة وقررنا الذه���اب اىل منازلنا وردم‬ ‫القنبل���ة ك���ي ال يعثر عليها أح���د ‪ ..‬ولكن احد األصدقاء أص���ر على أن يضربها‬ ‫حبجر كبري من مسافة قريبة جدا ‪.‬‬ ‫ج���رى حنوها حيمل بني يديه حج���را ضخما ومل يتوقف رغم صيحات اجلميع‬ ‫اال يفع���ل ‪ ..‬ولكن���ه مل يعب���أ بالصيحات والن���داءات والرجاءات ‪ ..‬رف���ع يديه عاليا‬ ‫ليطلق الصخ���رة الضخمة ناحية القنبلة اليت كانت قريبة من قدميه ليدوي‬ ‫بعدها انفجار هائل وقع على أثره صاحبنا ملطخا بالدماء ‪.‬‬ ‫كان ال ي���زال حي���ا فحملناه اىل من���زل املمرض الوحيد يف املدينة س���ي عبداهلل‬ ‫الفرمريي الذي حاول تضميد جروحه القاتلة ولكن قضاء اهلل وقدره مل ميهله‬ ‫طوي�ل�ا ‪ ..‬بعد ثالثة أيام ف���ارق صاحبنا احلياة ‪ ..‬ومبوته تعلمنا دروس���ا جديدة‬ ‫على درب احلياة الطويل ‪.‬‬ ‫اىل الي���وم عندم���ا أم���ر على اجدابي���ا ‪ -‬موقع رأس���ي ‪ -‬أتوقف عند ش���جرة النم‬ ‫أصبعي حم���اوال التصفري دون‬ ‫أللتق���ط قمع���ا صغريا م���ن مثارها وأضعه ب�ي�ن‬ ‫ّ‬ ‫جدوى ‪ ..‬كمن ينادي املاضي السحيق أن يعود وهو يعلم أن ذلك مستحيل ـــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪yasinabuseif@yahoo.com‬‬

‫مشسه لن تغرب‪ .‬أوفد ُه‬ ‫ال يلتفت املستب ُّد إىل ساعته‪ُ .‬‬ ‫التاريخ يف مهمة مفتوحة‪ .‬كّلفه إعادة اخرتاع بالده‪،‬‬ ‫إخراجه���ا من ركامها‪ ،‬من خوفه���ا املزمن وانتظارها‬ ‫الطوي���ل‪ .‬كّلفه وأطلق ي���ده‪ .‬تفويضه واف ٌد من َر ِح ِم‬ ‫األمة‪ .‬ال حيتاج إىل اس���تجداء الشرعية من «العمالء»‬ ‫ّ‬ ‫و «العبيد» و «اجلرذان» و «الكالب الضا ّلة»‪.‬‬ ‫«القائ��� ُد التارخي���ي» نكب���ة تارخيي���ة‪ .‬أدرك باك���راً‬ ‫مقدار عطش العامل إىل الذهب األسود فأطلق العنان‬ ‫جلموح���ه‪ .‬ال اح�ت�رام للقواعد واألع���راف واملعاهدات‬ ‫سيتعمد التأخري‬ ‫الدولية‪ .‬س���يحاول إذالل اآلخرين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويرتك ليونيد برجينيف ينتظره‪ .‬سيقطع حمادثاته‬ ‫يف الكرمل�ي�ن الش���يوعي ألن موعد الص�ل�اة قد حان‪.‬‬ ‫سيس���تخدم من�ب�ر اجلمعي���ة العامة لألم���م املتحدة‬ ‫حملاولة متزيق ميثاقها ورميه أرضاً‪ .‬سيأمر خبطف‬ ‫س���يفجر الطائ���رات املدنية‪.‬‬ ‫وزراء «أوبك» يف ‪.1975‬‬ ‫ّ‬ ‫س���يعري ثورة اخلميين الصواريخ اليت استخدمتها يف‬ ‫قصف بغداد واملدن العراقية األخرى‪.‬‬ ‫كان مصاب���اً مبتعة إذالل اآلخري���ن‪ .‬أمام الكامريات‬ ‫وض���ع حذاءه قبالة وجه طوني بلري‪ .‬وأمام الكامريات‬ ‫تقدّم منه سيلفيو برلس���كوني وق ّبل يده‪ .‬كويف أنان‬ ‫دخل خيمته مرعوباً بفعل مكيدته‪ .‬سريسل قواته إىل‬ ‫أوغن���دا لنجدة عيدي أمني‪ .‬س���تجتاح قواته جزءاً من‬ ‫األراضي التشادية‪.‬‬

‫•رجل يعشق اإلثارة والضجيج واألضواء‬ ‫والفضيحة‪!!!...‬‬

‫عق���دة اخليم���ة الزمت���ه يف أس���فاره‪ .‬س���يحاول ه���ذا‬ ‫الب���دوي نص���ب خيمت���ه أم���ام قص���ور الرئاس���ة يف‬ ‫العواصم اليت يزورها‪ .‬كادت اخليمة تطيح بزيارته‬ ‫إىل روس���يا لوال تدخل فالدميري بوتني‪ .‬رجل يعش���ق‬ ‫اإلثارة والضجيج واألضواء والفضيحة‪ .‬يف مؤمترات‬ ‫القمة يبتهج حبش���د املصورين وفالش���اتهم‪ .‬يس���رق‬ ‫األض���واء مبالبس���ه الغريب���ة وحركاته املس���تهجنة‬ ‫ومداخالته اليت يصعب توقع مضمونها‪ .‬يكره ياس���ر‬ ‫عرف���ات بس���بب رمزيت���ه‪ .‬ويكره صدام حس�ي�ن الذي‬ ‫مل ي�ت�ردد يف االس���تخفاف ب���ه وباالس���م الشاس���ع ل���ـ‬ ‫«اجلماهريي���ة»‪ .‬خياف األمريكيــ�ي�ن لقدرتهم على‬ ‫الوصول إىل غرفة نومه‪.‬‬ ‫ش���اهد اآلل���ة العس���كرية األمريكي���ة تقتل���ع صدام‬ ‫حس�ي�ن ونظام���ه‪ .‬واظ���ب عل���ى حض���ور جلس���ات‬ ‫حماكمة املس���تبد العراقي كمن يتحس���س رأس���ه‪.‬‬

‫يف القمة العربية يف دمشق خاطب احلاضرين قائ ً‬ ‫ال‪:‬‬ ‫«إن ال���دور س���يأتي عليكم»‪ .‬ش���يء م���ا يف داخله كان‬ ‫يقول له ّ‬ ‫إن أجراس نهايته بدأت تدق‪.‬‬ ‫مقام���ر ف���ظ ال ح���دود حلق���ده‪ .‬يك���ره االعت���دال‬ ‫واملعتدل�ي�ن‪ .‬حلم طوي ً‬ ‫ال بتقس���يم الس���عودية‪ .‬حاول‬ ‫اغتي���ال امللك عبداهلل ب���ن عبدالعزيز‪ .‬وحاول ذات يوم‬ ‫إقن���اع زائر س���عودي ب���ارز برتتي���ب انق�ل�اب يف بالده‬ ‫فضحك الزائر طوي ً‬ ‫ال من اقرتاح الرجل املريض‪.‬‬ ‫اعترب الزعامة العربية حقاً من حقوقه بس���بب مجلة‬ ‫إشادة صغرية أس���بغها عليه مجال عبدالناصر‪ ،‬وهلذا‬ ‫الس���بب ح���اول احلض���ور يف لبن���ان «مصن���ع الزعامة‬ ‫لكن لعبته ّ‬ ‫العربية»‪ّ ،‬‬ ‫تكشفت باكراً‪ .‬تعامل كثريون‬ ‫مع���ه بوصف���ه مه ّرج���اً‪ ،‬أو جاحم���اً‪ .‬عث���ر بالتأكي���د‬ ‫على ش���عرائه ومدّاحيه وحمَ َ َل���ة املباخر‪ .‬لك ّنه عاد من‬ ‫الرحل���ة خائب���اً بعدما أنفق ثروات يف حماولة ش���راء‬ ‫الذم���م واس���تئجار الضمائر‪ .‬يئس م���ن العرب فاجته‬ ‫إىل الق���ارة الس���مراء‪ .‬عثروا له هن���اك على تاج وصار‬ ‫امس���ه «ملك ملوك أفريقيا»‪ .‬كان يس���تمتع باحتقار‬ ‫ق���ادة القارة‪ .‬يس���تيقظ ويقول ألمني املراس���م‪« :‬هات‬ ‫العب���د» ويقصد الرئيس األفريق���ي الزائر‪ .‬ويف نهاية‬ ‫املقابلة يقول‪« :‬ذهب العبد أعطوه شيئاً»‪.‬‬ ‫***‬ ‫ال حيتاج املس���تبد إىل اس���تجداء التفويض‪ .‬وإذا كان‬ ‫ال بد من مس���رحية فال مانع‪ .‬دس���تور جبان يشرعن‬ ‫التس���لط‪ ،‬وكت ّيب أخضر يش���به ما ارتكبه ماو تس���ي‬ ‫تون���غ وج���وزف س���تالني ويتخط���اه‪ ،‬وبرملان حمش���و‬ ‫باملصفق�ي�ن ال جيتمع إ ّ‬ ‫ال ليجدد مبايعة س��� ّيد البالد‬ ‫والعباد‪.‬‬

‫•«القائد التارخيي» ال خيطئ‪ .‬ال يشيخ‪.‬‬

‫ومن صالحياته التالعب بالفصول‪ ،‬وتغيري مس���ارات‬ ‫األنه���ار‪ ،‬وط���رد التجاعي���د الواف���دة إىل وجه���ه‪ .‬جاء‬ ‫يشمها‬ ‫يش���م رائحة األخطار قبل استفحاهلا‪ّ ،‬‬ ‫ليقيم‪ّ .‬‬ ‫حلظ���ة والدتها‪ ،‬والعالج حاس���م وقاط���ع‪ :‬ال مكان يف‬ ‫ب�ل�اد «القائ���د التارخي���ي» لس���بابة ترتف���ع أو لنظرة‬ ‫تش���كيك‪ .‬س���يذهب أبعد م���ن ذلك‪ ،‬س���يف ّكك اجليش‬ ‫ال���ذي أوصل���ه إىل القص���ر‪ .‬س���يحوّله ألوي���ة يو ّزعها‬ ‫على أبنائه‪ .‬س���يف ّكك الدولة‪ ،‬وس���يجعل الفوضى هي‬ ‫سيسمم العالقات بني القبائل وأفخاذها‪.‬‬ ‫القاعدة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يف ب�ل�اد «القائد التارخيي» ال م���كان للحياد‪ .‬تعمل يف‬ ‫خدمت���ه فيغرقك بعطاياه أو يس���د جوع���ك بالفتات‪.‬‬


‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 24 - 18 ( - ) 84‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫‪17‬‬

‫ّ‬ ‫ـــذايف ‪ -‬رفاق العقيد يكشفون خبايا عهده‬ ‫غسان شربل‬

‫َ‬ ‫جاهرت‬ ‫تبتع���د عنه فيح���ل علي���ك غضب���ه‪ .‬وإن‬ ‫بعدائك تنتظرك رصاصة أو ش���احنة موتورة أو‬ ‫تتع ّفن يف ظالم السجن‪.‬‬ ‫س���يتالعب بكل شيء‪ .‬الس���لطة للشعب‪ .‬والنفط‬ ‫لليبي�ي�ن‪ .‬والبيت لس���اكنه‪ .‬والزحف الثوري هو‬ ‫احل���ل‪ .‬كانت مهمت���ه األوىل حتويل ش���ركائه‬ ‫يف ث���ورة الفات���ح م���ن س���بتمرب (أيل���ول) ‪1969‬‬ ‫إىل موظفني لدي���ه‪ .‬بالرباعة والقس���وة واملكيدة‬ ‫َ���م «جمل���س قي���ادة الث���ورة» قب���ل أن حيوّل‬ ‫ْال َته َ‬ ‫الب�ل�اد «مجاهريي���ة» ويضعها يف عه���دة «الكتاب‬ ‫األخضر»‪ ،‬يف عهدة جالوزة االستخبارات‪.‬‬ ‫كان يس���تعذب اللعب باملصائر‪ .‬خيرتع أشخاصاً‬ ‫وخي�ت�رع هل���م أدواراً‪ .‬يدفعه���م إىل أعل���ى ث���م‬ ‫خيفضه���م‪ .‬يدخله���م الس���جن ويعيده���م إىل‬ ‫مكاتبه���م‪ّ .‬‬ ‫ينظ���م أعمارهم على عق���ارب مزاجه‬ ‫املتقّلب‪ .‬سيثأر من فقر طفولته ومن استضعاف‬ ‫اآلخرين لعائلته املباشرة‪ .‬سيحتقر اجلميع‪ ،‬ويف‬ ‫ساعة الغضب سيقول للناس‪« :‬من أنتم؟»‪.‬‬ ‫كل اخلي���وط يف ي���د رج���ل واح���د‪ .‬والرج���ل‬ ‫مري���ض‪ .‬يه���رب إىل الصح���راء م���ع خيمت���ه‪ .‬ال‬ ‫حيب توقيع األوراق‪ .‬األوامر باهلاتف أو شفوية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫س���واء كانت إلنفاق املالي�ي�ن أو للقتل‪ .‬احتقاره‬ ‫لش���عبه ال ينفص���ل ع���ن احتق���اره ل���كل القواعد‬ ‫الدولي���ة واألعراف‪ .‬سيرُ ِس���ل املتفجرات يف كل‬ ‫اجتاه‪ .‬وس���تنفجر عبوات���ه جواً وحب���راً وبراً‪ .‬ويف‬ ‫بل���دان قريبة وبعيدة كان يبته���ج بإضرام النار‬ ‫يف الرداء األمريكي‪ .‬يكره الس���وفيات ويش�ت�ري‬ ‫منهم الرتسانات‪.‬‬ ‫إنن���ا اآلن يف روماني���ا نيك���والي تشاوشيس���كو‪.‬‬ ‫احتف���ل املس���تب ّد املقيم باملس���تب ّد الزائ���ر‪ ،‬وكان‬ ‫امس���ه معمر القذايف‪ .‬اغتنم الوفد املرافق للعقيد‬ ‫الرحل���ة لتصفية أح���د أعضاء الوف���د‪ .‬إنه واحد‬ ‫م���ن ثالثة ُقتلوا بعدما ُنق���ل عنهم أنهم ميلكون‬ ‫وثائق تثبت ّ‬ ‫أن أُ َّم القذايف يهودية‪.‬‬

‫•انت ال تعرف فوائد الدم‬ ‫الساخن‪!!!!!!......‬‬

‫حصل ما هو أدهى‪ .‬أحضروا للعقيد الغزال الذي‬ ‫اصطاده‪ .‬أدخل يديه يف صدر الغزال القتيل وراح‬ ‫يدهن يديه بالدم‪ .‬اس���تفز املش���هد أمني املراس���م‬ ‫نوري املس���ماري فسأله عن السبب وجاء اجلواب‪:‬‬ ‫«انت ال تعرف فوائد الدم الساخن»‪.‬‬

‫مل ي ّتع���ظ املس���تب ّد العرب���ي م���ن مصري املس���تب ّد‬ ‫الرومان���ي ال���ذي س���قط برصاص ذل���ك الربيع‬ ‫ه���ب على أنظم���ة أوروبا الش���رقية بعدما‬ ‫الذي ّ‬ ‫َ‬ ‫وتركهَا عاري���ة أمام الرياح‬ ‫س���قط جدار برلني‬ ‫وأمام شعوبها‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫���ر ُط املس���تب ُّد العرب���ي يف الثق���ة بنفس���ه‬ ‫يُف ِ‬ ‫وجبالوزت���ه وبآل���ة القتل اليت يعتربها وس���ادته‬ ‫الذهبي���ة‪ .‬موس���م القت���ل مفت���وح‪ .‬يلته���م القائد‬ ‫جمل���س قي���ادة الث���ورة‪ .‬يلتهم رفاقه‪ .‬يفس���دهم‬ ‫ويطوّعه���م وحيوّهل���م من رف���اق إىل عبيد‪ .‬ومن‬ ‫ي�ت�ردد يف االحنناء تدهس���ه ش���احنة مس���رعة أو‬ ‫تنخره رصاصة أو يدور السم يف دمه‪ .‬ويف ظالم‬ ‫السجون تتع ّفن أجساد كثرية وتتزين اجلدران‬ ‫والصرخ���ات مع اعرتاف���ات جبرائم مل‬ ‫بالدم���وع ّ‬ ‫ُترتكب‪.‬‬ ‫ال تتس���ع الب�ل�اد ألكث���ر من رج���ل‪ .‬إن���ه القائد‬ ‫املله���م‪ .‬الع ّ‬ ‫الم���ة األب احلن���ون‪ .‬صاح���ب الرؤية‬ ‫الثاقبة‪ .‬والقبضة املش ّعة‪ .‬حارس التاريخ‪ .‬املؤ َ‬ ‫متن‬ ‫على احلاضر‪ .‬املمس���ـــك مبفاتيح املس���تقبل‪ .‬رمز‬ ‫الكرام���ة والعنفوان‪ .‬مو ّزع اخلب���ز واألحالم على‬ ‫الر ِع ّية‪ .‬م���و ّزع الرعب ووالئ���م الصمت الطويل‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫هذه ب�ل�اده‪ ،‬وهو ميلك كل ش���يء فيها‪ .‬األرض‬ ‫والغي���وم اليت مت ّر فوقها‪ .‬اآلب���ار والقبائل َ‬ ‫املبدّدة‬ ‫عل���ى جوان���ب فوّهاتها‪ .‬وهل���ذا ال يرف ل���ه جفن‪.‬‬ ‫يس���تبيح األرض والكرامات والث���روة‪ ،‬ويغتصب‬ ‫النس���اء أيض���اً‪ .‬إنه الرج���ل الوحيد‪ .‬إن���ه املغتصب‬ ‫الكبري‪.‬‬ ‫كان نوري املس���ماري حاضراً يف اخليمة‪ ،‬وعلى‬ ‫بابه���ا‪ ،‬ويف ثكن���ة ب���اب العزيزي���ة‪ ،‬ويف الطائ���رة‬ ‫واألس���فار‪ .‬كان ش���اهداً على ارتكاب هذا الرجل‬ ‫املري���ض ال���ذي يه���وى إذالل الق���ادة والرؤس���اء‬ ‫وإحراجه���م‪ .‬كان ش���اهداً أيض���اً عل���ى اغتصاب‬ ‫القائد لزائ���رات‪ .‬جهاز كامل كان يس���هر على‬ ‫متع���ة القائد تديره س���يدة تس���تقدم اجلميالت‬ ‫م���ن داخ���ل الب�ل�اد وخارجها‪ .‬حت ّرش���ه بالنس���اء‬ ‫ومن‬ ‫أث���ار أكثر م���ن أزمة م���ع دولة أو جـــه���ة‪َ .‬‬ ‫عرفوه عن قرب يؤكدون أ ّنه كان ش���اذاً أيضاً‪،‬‬ ‫وأن منزل���ه يف ثكنة باب العزيزية ش���هد فصو ً‬ ‫ال‬ ‫خمزي���ة‪ .‬كان يغتص���ب‪ ،‬وبوحش���ية‪ ،‬وإذا فوتح‬ ‫أنكر واتهم الضحية مبحاول���ة ابتزازه‪ ،‬وكانت‬ ‫القضية ُتوارى حتت رزمة من الدوالرات‪.‬‬ ‫***‬

‫حني اندلع���ت الث���ورة يف ليبي���ا تضاعفت رغبيت‬ ‫يف كش���ف قصة ه���ذا الرجل ال���ذي أدمى بالده‬ ‫واملنطقة على مدار أربعة عقود‪ .‬وكان هاجسي‬ ‫أن يُتاح لقراء صحيفة «احلياة» مواكبة احلدث‬ ‫اللي�ب�ي من زاوية خمتلفة ع���ن يوميات املواجهة‬ ‫الدائ���رة‪ .‬وألن�ن�ي أع���رف ّ‬ ‫أن كتاب���ات كث�ي�رة‬ ‫حاول���ت تصوير العقيد‪ ،‬كنت أحبث عن ش���هود‬ ‫ال عن حمّللني‪ .‬ع���ن رجال كانوا إىل جانبه يوم‬ ‫كان يستع ّد للقبض على السلطة ثم شاركوه‬ ‫فيها أو عملوا يف ظله‪ .‬عن رجال يعرفون أس���رار‬ ‫اخليم���ة وارتكاب س���يد اخليم���ة ويعرفون ثكنة‬ ‫باب العزيزية وما يدور داخلها‪.‬‬ ‫أتاح ل���ي احل���ظ أن أعثر عل���ى الش���هود‪ .‬التقيت‬ ‫عبداملنع���م اهلوني‪ ،‬الش���ريك يف اإلعداد حلركة‬ ‫الفاتح من س���بتمرب‪ ،‬والذي كان عضواً بارزاً يف‬ ‫جملس قيادة الثورة واحلكومة قبل أن ّ‬ ‫ينشق يف‬ ‫منتصف الس���بعينات ويتعرض ملط���اردة طويلة‬ ‫من أجهزة القذايف‪ .‬سيعود اهلوني الحقاً إىل شبه‬ ‫مصاحل���ة مع النظام ش���رط اإلقامة يف القاهرة‬ ‫ً‬ ‫ممث�ل�ا لب�ل�اده يف اجلامع���ة العربية‪ ،‬ث���م يعاود‬ ‫االنشقاق بعد اندالع الثورة‪.‬‬ ‫رجل آخ���ر من احللق���ة الضيقة يف أي���ام الوالدة‬ ‫والس���نوات األوىل امس���ه عبدالس�ل�ام جلود‪ ،‬وهو‬ ‫كان حب���ق «الرج���ل الثان���ي» يف النظ���ام‪ .‬الحقاً‬ ‫س���يعيش جل���ود يف م���ا يش���به اإلقام���ة اجلربية‪،‬‬ ‫وس���تو ّفر ل���ه الثورة فرص���ة االنش���قاق وتوجيه‬ ‫ضربة معنوية كربى إىل نظام القذايف‪.‬‬

‫•الرجالن األبرز يف الديبلوماسية الليبية !!‬

‫تيس���ر ل���ي أيض���اً أن ألتق���ي رجلني هم���ا األبرز‬ ‫ّ‬ ‫يف الدبلوماس���ية الليبي���ة يف عه���د الق���ذايف‪ ،‬من‬ ‫وزارة اخلارجي���ة إىل مقع���د من���دوب ليبي���ا يف‬ ‫األمم املتح���دة‪ ،‬وهما عبدالرمحن ش���لقم وعلي‬ ‫عبدالسالم الرتيكي‪.‬‬ ‫كان دور ش���لقم كب�ي�راً وحامس���اً ح�ي�ن ق���ام‬ ‫مبناورة بارعة س���دّد من خالهل���ا ضربة قاضية‬ ‫إىل النظ���ام يف جملس األم���ن الدولي‪ ،‬مبوافقته‬ ‫عل���ى الق���رار الش���هري ال���ذي أدى إىل اقت�ل�اع‬ ‫الطاغي���ة‪ .‬كت���م ش���لقم مش���اعره حت���ى م���رور‬ ‫القرار ثم أعلن انش���قاقه‪ ،‬فالتفت العامل بأس���ره‬ ‫أما الرتيكي‪ ،‬فكان حاضراً على مدى‬ ‫إىل الرجل‪ّ .‬‬ ‫عقود يف عالقات النظ���ام الدولية‪ ،‬وخصوصاً يف‬ ‫عالقاته األفريقية‪.‬‬ ‫مل يك���ن هاجس ه���ذا الكتاب حاض���راً لدى إجراء‬ ‫احل���وارات م���ع الالعب�ي�ن اخلمس���ة‪ ،‬لك���ن بق���اء‬ ‫ش���جعين على مجعها‪ ،‬عّلها‬ ‫امللف اللييب مفتوحاً ّ‬ ‫تس���اعد يف كش���ف جوانب جديدة من شخصية‬ ‫ً‬ ‫طوي�ل�ا‪ .‬بعض م���ا ورد‬ ‫ه���ذا املس���تب ّد ال���ذي أقام‬ ‫فيه���ا س���يدفع احملققني إىل الس���ؤال عن���ه‪ ،‬فقد‬ ‫كشف نوري املس���ماري ّ‬ ‫أن ضابطاً صغرياً امسه‬ ‫عب���داهلل السنوس���ي أرس���ل إلي���ه يف ع���ام ‪1978‬‬ ‫ثالثة جوازات س���فر لوضع تأشريات إىل إيطاليا‬ ‫عليها‪ ،‬وكانت الباسبورات لإلمام موسى الصدر‬ ‫ورفيقيه‪ .‬الحقاً صار السنوس���ي‪ ،‬عديل القذايف‪،‬‬ ‫كبري اجلالدين يف النظام ورئيس االستخبارات‬ ‫العس���كرية وبطل مذحبة س���جن بوس���ليم اليت‬

‫أودت بأكثر من ‪ 1200‬سجني‪.‬‬ ‫كان القذايف مستب ّداً وقات ً‬ ‫ال كبرياً‪ّ .‬‬ ‫لكن ذلك ال‬ ‫يربر أبداً الطريقة اليت اس ُتخدمت يف قتله‪ .‬كان‬ ‫م���ن مصلحة ليبي���ا واملنطقة توف�ي�ر حماكمة‬ ‫عادل���ة ل���ه وتركه ي���روي قصته وم���ا ارتكبه يف‬ ‫الداخل واخلارج‪ .‬ثم إ ّنه ال يكفي ش���طب املس���تب ّد‬ ‫لتنعم ب�ل�اده باحلري���ة والدميقراطية‪ .‬تكش���ف‬ ‫النتائ���ج األوىل ل���ـ «الربي���ع العرب���ي» ّ‬ ‫أن املرحلة‬ ‫االنتقالية س���تكون طويلة ومؤمل���ة ومكلفة وإن‬ ‫اختلف���ت حدّتها باختالف املس���ارح وظروفها‪ .‬إن‬ ‫قوى جديدة خترج من صناديق االقرتاع‪ .‬تيارات‬ ‫إس�ل�امية مل يس���بق أن ام ُتحنت يف موقع القرار‪.‬‬ ‫س���تجد هذه القوى نفس���ها أمام أس���ئلة جديدة‪،‬‬ ‫وحتدّي���ات جدي���دة تتعل���ق بـ‪ :‬ت���داول الس���لطة‪،‬‬ ‫واالقتص���اد‪ ،‬واملوقف من األقليات‪ ،‬وحقوق املرأة‪،‬‬ ‫واحلريات الشخصية‪ ...‬ستجد هذه القوى نفسها‬ ‫ترتط���م بعامل ال متكن إعادت���ه إىل قرون مضت‪،‬‬ ‫وال متك���ن معاجلة مش���كالته بوصف���ات قدمية‪.‬‬ ‫وأخط���ر ما ميكن ْأن حيدث ه���و ْأن يتخلص بلد‬ ‫من اس���تبداد رجل ليسقط حتت استبداد مجاعة‬ ‫أو فكرة‪.‬‬ ‫م���ن املبكر اجل���زم إىل أين تتجه تون���س واليمن‬ ‫ومصر وليبيا وسورية‪َ .‬‬ ‫ك َش َف «الربيع العربي»‬ ‫حجم التخلف املتج ّذر يف جمتمعاتنا‪َ .‬‬ ‫ك َش َف ّ‬ ‫أن‬ ‫أفكارنا قدمية وكتبنا قدمية ومدارسنا قدمية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأن اللح���اق بالعصر يس���تلزم معركة واس���عة‬ ‫مات ُو ِل ْدنا يف ظّلها ومل جنرؤ س���ابقاً‬ ‫ته ِدّد مس���ّل ٍ‬ ‫على وضعها موضع تس���اؤل‪ .‬ال م�ب�رر للمقارنة‬ ‫مع املسار األوروبي‪ .‬بيننا وبينه الثورة الفرنسية‬ ‫والث���ورة الصناعية وفصل الكنيس���ة عن الدولة‬ ‫وأف���كار الفلس���فة األملاني���ة وتأكي���د عالق���ة‬ ‫ّ‬ ‫واحل���ق املقدّس يف‬ ‫النص���وص بتواري���خ والدتها‬ ‫النقد والتشكيك والتساؤل‪.‬‬ ‫كتاب‬ ‫ال يدّعي ه���ذا الكتاب تأريخ مرحل���ة‪ .‬إنه‬ ‫ُ‬ ‫ٍّ‬ ‫لرج���ال َع َرف���وا خيمة‬ ‫ش���هادات‬ ‫صح���ايف يو ّف���ر‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫املستبد وعملوا معه يف مراحل خمتلفة وتع ّرفوا‬ ‫عن كثب على ش���خصيته وأس���لوبه وما أحلقه‬ ‫من أضرار ببالده‪ ،‬وبالعامل أيضاً‪.‬‬ ‫•احل���وارات اخلمس���ة اليت كان أجراها غس���ان‬ ‫ش���ربل‪ ،‬رئي���س حتري���ر «احلي���اة» م���ع مخس���ة‬ ‫معم���ر الق ّذايف‪،‬‬ ‫سياس���يني رافقوا الزعيم اللييب ّ‬ ‫مجعه���ا يف كت���اب ص���در ع���ن دار «ري���اض‬ ‫الريّس» بعنوان «يف خيمة الق ّذايف ‪ -‬رفاق العقيد‬ ‫أما السياس���يون الذين‬ ‫يكش���فون خباي���ا عه���ده»‪ّ ..‬‬ ‫أُجريت احلوارات معهم‪ ،‬فهم‪ :‬عبدالس�ل�ام جّلود‪،‬‬ ‫عبداملنع���م اهلون���ي‪ ،‬عبدالرمح���ن ش���لقم‪ ،‬عل���ي‬ ‫عبدالس�ل�ام الرتيك���ي‪ ،‬ن���وري املس���ماري‪ .‬ويو ّقع‬ ‫ش���ربل كتابه يف معرض بريوت للكتاب مس���اء‬ ‫الثلثاء ‪ 11‬اجلاري‪.‬‬ ‫وه���ذه املقال���ة مقدمة الكت���اب نعيد‬ ‫• ‬ ‫نش���رها هنا للفائدة وليطلع عليه���ا من ال يهمه‬ ‫االط�ل�اع على الكت���اب الذى قد يك���ون ال يضيف‬ ‫جديدا ملا نعرف ‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 24 - 18 ( - ) 84‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫احللم الفضي يعود إىل بنغازي‬

‫كلية الرت‬

‫فتحي الفاضلي‬

‫عبد احلسني شعبان‬ ‫أمس فق���ط عاد منص���ور الكيخيا إىل مدينت���ه بنغازي‪ .‬رج���ع كعادته حاملاً‬ ‫ال بال���ورد وحمم���و ً‬ ‫ببيت���ه وغرف���ة نومه‪ .‬ع���اد منص���ور الكيخي���ا مكّل ً‬ ‫ال على‬ ‫األكتاف بعد غياب قس���ري طويل‪ .‬عاد مصحوب���اً بدعوات وهتافات صادقة‬ ‫وبريئ���ة باجملد واخللود‪ ،‬حي���ث تص ّرف الناس بكل عفوي���ة وحمبة إزاء هذا‬ ‫الرجل الشجاع واألمري احلامل الذي عرفوه يف كل األوقات جريئاً وخملصاً‬ ‫ورصيناً وموضع ثقة باستمرار‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ازدحم الش���ارع البنغازي حميياً حضوره البهي ‪ ،‬وك���م كان الناس يتمنون‬ ‫أن يك���ون بينهم ويف مقدمتهم يوم اندلع���ت الثورة يف هذه املدينة التارخيية‬ ‫املهمش���ة‪ ،‬وه���و الذي ّ‬ ‫ظل مينيّ النف���س حبكمة الضوء وانتص���ار احللم على‬ ‫ّ‬ ‫الكراهي���ة وليال���ي الزمهري���ر الس���وداء‪ .‬هكذا جاءت الش���رارة وبعده���ا اندلع‬ ‫اللهيب‪ ،‬فهوى نظام االستبداد والتسّلط واالستئثار والفردية‪.‬‬ ‫وحده احلل���م اجلميل كان وراء هذه القدرة العجيب���ة اليت امتلكها منصور‬ ‫الكيخي���ا‪ ،‬والش���بيبة ال�ت�ي تطّلعت للض���وء وعلى هدي���ة كانت ق���ادرة على‬ ‫مقارع���ة الطغ���اة‪ .‬كان منص���ور الكيخيا حام ً‬ ‫ال ملش���روع تنوي���ري حضاري‬ ‫أساس���ه العقالني���ة والدميقراطي���ة واملدني���ة ويعتم���د احل���وار والوس���ائل‬ ‫الالعنفية س���بي ً‬ ‫ال للتغيري‪ ،‬ال س���يما بنش���ر الثقافة احلقوقية السلمية اليت‬ ‫تشجع على احرتام الرأي والرأي اآلخر والتنوّع والتعددية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كان منصور الكيخيا سياس���ياً من طراز فريد‪ ،‬فقد اختزن خربة مرتاكمة‬ ‫ودراي���ة ومعرف���ة وعلم���اً‪ ،‬مثلم���ا ع���رف العم���ل امله�ن�ي واحلقوق���ي العربي‬ ‫والدولي‪ ،‬خبلفيته القانونية والدبلوماس���ية واإلدارية‪ .‬وكان مثقفاً عضوياً‬ ‫متم ّيزاً‪ ،‬عاش هموم ش���عبه وأمته‪ ،‬وتطلعاتهما وآماهلما‪ ،‬خصوصاً وقد مجع‬ ‫يف ش���خصه على حنو منس���جم ووثيق‪ ،‬بل يف هارموني ال انفصال فيه‪ ،‬بني‬ ‫السياس���ية والثقافة‪ ،‬وبني الوطنية واإلنس���انية وبني املبدئية واملرونة وبني‬ ‫الصالب���ة والنعوم���ة وب�ي�ن الس�ت�راتيجية والتاكتي���ك‪ ،‬كل ذل���ك يف إطار‬ ‫أخالق���ي يس���ري يف ع���روق حركته وتوجهات���ه جبميع مفاصلها‪ ،‬س���وا ًء يف‬ ‫عمله السياسي أو الدبلوماسي أو احلقوقي أو املهين أو الصداقي‪.‬‬ ‫أدرك منص���ور الكيخي���ا أن مش���روعه احلضاري حيت���اج إىل تراكم وتطوّر‬ ‫طوي���ل األمد‪ ،‬ألن أهدافه هي تفكيك بُنية االس���تبداد ال�ت�ي عصفت بالدولة‬ ‫واجملتم���ع‪ ،‬ومل يك���ن لديه أدنى ش���ك أو أي وهم من ثق���ل الواقع الذي كان‬ ‫يهيم���ن على احلياة ويضفي قتام���ة وعتمة‪ ،‬أقرب إىل انس���داد اآلفاق‪ ،‬ومبا‬ ‫يدعو لليأس أحياناً‪ .‬وعلى الرغم من أجواء التشاؤم العامة‪ ،‬فقد كان احللم‬ ‫حبله الس���ري إىل املس���تقبل‪ ،‬بل أن جز ًءا من عقله وتفكريه كانا يعيشان يف‬ ‫املستقبل‪ ،‬وألجل ذلك احللم عاش وواصل نضاله دون كلل أو ملل‪ .‬وكان‬ ‫ً‬ ‫متمث�ل�ا بقول الفيلس���وف اإلغريقي‬ ‫اإلنس���ان حلم���ه واس���تثماره احلقيقي‬ ‫بروتوغ���وراس " اإلنس���ان مقي���اس كل ش���يء" وألجله ينبغي تس���خري كل‬ ‫شيء‪ ،‬السيما لرفاهه وسعادته وبالطبع حلريته وإنسانيته‪.‬‬ ‫ومث���ل حلم���ه بنظام جدي���د وحريات ومؤسس���ات منتخبة‪ ،‬فإن إعالء ش���أن‬ ‫اإلنس���ان ورفع قدره كان هاجس���ه األول‪ ،‬إمياناً منه بسمو حق احلياة وقيم‬ ‫احلرية واملس���اواة والعدالة واملش���اركة‪ ،‬األس���اس يف املواطن���ة الفاعلة اليت‬ ‫كان يعتربها حجر الزاوية للتقدّم والعدالة االجتماعية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لع���ل احللم األخري ملنصور الكيخيا قب���ل أن يرقد الرقاد األبدي هو اجتماعنا‬ ‫هذا‪ ،‬الذي أراد أن يش���اركنا فيه فقد دعانا ب���كل كرمه املعهود إىل مدينته‬ ‫وبيته وغرفة نومه ليقول لنا‪:‬‬ ‫اآلن هو اآلن‬ ‫أمس قد كان‬ ‫ليس هناك من شك !‬ ‫وتلكم لعمري حكمة الضوء واحللم ّ‬ ‫الفضي!‬ ‫بنغازي ‪2012/12/3‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•كلمة الدكتور عبد احلسني شعبان يف بنغازي يف حفل تأبني منصور‬ ‫الكيخيا‬

‫أن َ‬ ‫م���ن املعل���وم َّّ‬ ‫دول الع���امل‪ ،‬وال���دول‬ ‫املتقدم���ة بال���ذات‪ ،‬تض���ع املؤسس���ات‬ ‫التعليمي���ة بصف���ة عام���ة‪ ،‬وكلي���ات‬ ‫الرتبي���ة بصف���ة خاص���ة‪ ،‬عل���ى قم���ة‬ ‫أولوياته���ا (مناهج‪ ،‬وميزاني���ة‪ ،‬ومباني‪،‬‬ ‫ومكان���ة‪ ،‬واهتم���ام‪ .. ،‬اخل)‪ .‬بل َّ‬ ‫إن نوعية‬ ‫وطبيعة وأه���داف الربام���ج التعليمية‪،‬‬ ‫يف دول الع���امل املتق���دم‪ُ ،‬تس���قط رئيس‬ ‫وترف���ع آخ���ر‪ .‬كلي���ات الرتبي���ة‪ ،‬ينظر‬ ‫إليه���ا يف مجيع أحناء العامل‪ ،‬ويف الدول‬ ‫املتفوقة بال���ذات‪ ،‬كمحاضن لالجيال‬ ‫اجلدي���دة‪ ،‬ومصان���ع للق���ادة والك���وادر‬ ‫واملرب�ي�ن‪ ،‬ب���ل ومتث���ل مس���تقبل االمة‪،‬‬ ‫وميزان تقدمها وتأخرها‪.‬‬ ‫كان الطاغي���ة يدرك كل ما ذكرناه‪.‬‬ ‫كان ي���درك أن كلي���ات الرتبي���ة‪ ،‬هي‬ ‫أهم ص���رح تعليمي يف الوط���ن‪ ،‬وكان‬ ‫ي���درك أن حتطيم هذا الص���رح‪ ،‬يعترب‬ ‫اوىل خط���وات القض���اء عل���ى العل���م‬ ‫والرتبي���ة والتعليم يف ليبيا‪ .‬وانعكس���ت‬ ‫رغبات وسياسات الطاغية‪ ،‬على النظرة‬ ‫الدوني���ة الس���ائدة لدى البع���ض‪ ،‬جتاه‬ ‫كلية الرتبية‪ ،‬وانعكست – أيضا‪ -‬على‬ ‫التقلي���ل من أهمية دورها جتاه الوطن‪.‬‬ ‫كما انعكس���ت على حال���ة مقر كلية‬ ‫الرتبية بطرابلس‪ ،‬فاملبنى – على سبيل‬ ‫املث���ال ‪ -‬جمرد خراب���ة وحطام حمطم‬ ‫واطالل‪ ،‬غ���رف وردهات واثاث ومعامل‬ ‫ودورات مياه ومم���رات ومرافق وادوات‬ ‫ومكتب���ة ومقاع���د وج���دران وموق���ع‬ ‫وتهوية وابواب وشبابيك واركان‪ ،‬كل‬ ‫ش���يء جيلب احل���زن والكآب���ة والبؤس‪،‬‬ ‫فطلب���ة كلي���ة الرتبي���ة‪ ،‬يُعذب���ون يف‬ ‫هذا املبنى الالمبن���ى‪ ،‬ويعانون األمرين‬ ‫واألمرين‪.‬‬ ‫طال���ب وطالب���ة كلية الرتبي���ة‪ ،‬معلم‬ ‫ومعلم���ة املس���تقبل‪ ،‬القوة ال�ت�ي تعتمد‬ ‫عليه���ا االوطان يف انت���اج اجيال منتجة‬ ‫عامل���ة مبدع���ة‪ ،‬ه���ذا الطال���ب‪ ،‬وه���ذه‬ ‫الطالب���ة البائس���ة تتلق���ى ال���دروس يف‬ ‫حفر‪ ،‬تس���مى تهكما بالغرف والفصول‬ ‫والقاع���ات‪ ،‬ال�ت�ي تذك���رك بغ���رف‬ ‫التحقي���ق واالعتق���ال والتعذيب‪ .‬غرف‬ ‫ذات اب���واب حديدي���ة غليظ���ة س���وداء‪،‬‬ ‫مغلق���ة باقف���ال خارجي���ة قبيح���ة‪.‬‬ ‫وغ���رف اخ���رى ال تصل���ح اال لتخزي���ن‬ ‫النفاي���ات واخلردة واطارات الس���يارات‪.‬‬ ‫نواف���ذ ُتذكرك مبعس���كرات االعتقال‬ ‫اجلماعي���ة‪ ،‬يف البوس���نة والعقيل���ة‬ ‫واهلرس���ك‪ .‬جدران رطبة بالية‪ ،‬تش���به‬ ‫قطع القماش القبيحة القذرة املهرتئة‪،‬‬ ‫ومقاعد كأنها اُس���تخرجت من مقابر‬ ‫يف باط���ن االرض‪ .‬مقاع���د حمطم���ة‬ ‫قدمية باهتة‪ ،‬اختفى طالؤها االصلي‪،‬‬

‫واستبدل بطبقة من الصدأ‪ ،‬ومزيج من‬ ‫عدة الوان غامقة قبيحة داكنة‪.‬‬ ‫املبنى كارثة تربوي���ة بكافة املقاييس‪.‬‬ ‫الكلية اغلقت معامل الكيمياء‪ ،‬ومعامل‬ ‫االحي���اء‪ ،‬النه���ا تس���رب مي���اه الص���رف‬ ‫الصح���ي اىل القاع���ات ال�ت�ي تق���ع يف‬ ‫الطابق اسفل هذه املعامل‪ .‬طلبة كلية‬ ‫الرتبي���ة ال معام���ل هلم‪ .‬اغلق���ت املعامل‬ ‫حت���ى ال يض���اف اىل الكارث���ة ك���وارث‬ ‫اخرى‪ .‬بل حتى ما نس���ميه باملعامل‪ ،‬هو‬ ‫يف الواقع اقرب اىل اس���توديوهات افالم‬ ‫الرعب‪ ،‬منها اىل اي شيء اخر‪.‬‬ ‫أشعر ش���خصيا باخلجل عندما أحتدث‬ ‫م���ع طالب كلية الرتبية‪ ،‬عما جيب ان‬ ‫تكون عليه قاعات احملاضرات‪ ،‬او الغرف‬ ‫الدراس���ية‪ ،‬وعما جي���ب ان حتتويه من‬ ‫تقني���ة وادوات وملصق���ات واجه���زة‬ ‫ع���روض وتلفزي���ون وكمبيوت���رات‬ ‫ومكتب���ة صغ�ي�رة ومك�ب�رات ص���وت‬ ‫وشاش���ات واض���اءة وتلفون���ات وجدران‬ ‫ونظاف���ة وزين���ة وملصق���ات وتهوي���ة‬ ‫وحتوطات س�ل�امة وامان والوان تشرح‬ ‫النفس والروح والصدر‪ .‬اشعر باخلجل‪،‬‬ ‫وان���ا احتدث عما جي���ب ان تك���ون عليه‬ ‫الغرفة الدراس���ية‪ ،‬بينما جيلس طلبتنا‬ ‫يف غرف تشبه غرف االعتقال‪.‬‬ ‫ترى عل���ى وجوه طلب���ة الكلية احلرية‪،‬‬ ‫ب�ي�ن الرغب���ة يف خدم���ة الوط���ن‪ ،‬وبني‬ ‫واق���ع الكلية امل���زري‪ .‬ه���ذا الواقع الذي‬ ‫يعترباحتقارا للطلبة والرتبية والكلية‬ ‫والتعلي���م‪ .‬فكي���ف يك���ون مق���ر كلي���ة‬ ‫الرتبي���ة (مرآة الوطن يف العامل املتقدم)‬ ‫اق���رب اىل املزبل���ة‪ ،‬م���ن اي ش���يء اخر‪.‬‬ ‫فذلك‪ ،‬وبكافة املقاييس‪ ،‬إهانة واحتقار‬ ‫وتدم�ي�ر متواص���ل لالنس���ان والتعليم‬ ‫والبش���ر‪ ،‬ومس���اس بكرام���ة ابنائن���ا‪،‬‬ ‫فل���ذات اكبادنا‪ ،‬وتهمي���ش مقصود‪ ،‬او‬ ‫غري مقصود‪ ،‬ألكثر املؤسس���ات اهمية‬ ‫وحساسية يف الدولة‪.‬‬ ‫ومم���ا يزي���د الط�ي�ن طين���ا‪ ،‬اننا نس���مع‬ ‫عن املاليني‪ ،‬بل البالي�ي�ن اليت ُتصرف‪،‬‬ ‫ميينا ويسارا‪ ،‬من اموال الوطن‪ .‬فنصف‬ ‫الع���امل يقت���ات عل���ى النف���ط اللي�ب�ي‪،‬‬ ‫وطال���ب كلي���ة الرتبي���ة‪ ،‬بطرابل���س‪،‬‬ ‫العاصم���ة‪ ،‬ال جيد مقع���دا جيلس عليه‬ ‫للدراسة‪ .‬حمنة ومأساة وكارثة‪.‬‬ ‫طلب���ة كلي���ة الرتبي���ة‪ ،‬اذا‪ ،‬يعيش���ون‪،‬‬ ‫حت���ت ضغ���وط‪ ،‬ال اول هل���ا وال اخ���ر‪،‬‬ ‫فعض���و هيئ���ة التدري���س يتوق���ع من���ه‬ ‫االب���داع‪ ،‬واولي���اء ام���ره يطلب���ون من���ه‬ ‫التف���وق‪ ،‬والوط���ن يطل���ب من���ه اع���داد‬ ‫اجيال عاملة متفوق���ة منتجة‪ ،‬والدول‬ ‫ال تلق���ي اهتماما لكليت���ه‪ ،‬الكل يضغط‬ ‫ويطلب ويتوقع من الطلبة ما ش���اء له‪،‬‬ ‫لكنن���ا نرمي بهم يف مق���ر‪ ،‬هو اقرب اىل‬ ‫املعتقل‪ ،‬من اي شيء اخر‪.‬‬ ‫منذ زم���ن‪ ،‬واجلميع يف الكلية‪ ،‬يعربون‬ ‫عن هذا الواقع املأس���اوي‪ ،‬لكن االصوات‬ ‫ب���دأت ه���ذه االي���ام‪ ،‬ترتف���ع م���ن قب���ل‬ ‫اجلميع‪ .‬ب���دأت االصوات ترتفع‪ ،‬وبدأت‬ ‫النف���وس‪ ،‬نفوس اجلمي���ع‪ ،‬تضيق من‬ ‫ه���ذه االوض���اع املزري���ة‪ .‬االدارة‪ ،‬اعضاء‬ ‫هيئ���ة التدري���س‪ ،‬العم���ال‪ ،‬الطلب���ة‪،‬‬ ‫املوظفون‪ ،‬االباء‪ ،‬االمهات‪ ،‬اولياء االمور‪،‬‬

‫اجملتم���ع‪ ،‬وكل من لدي���ه ادنى عالقة‬ ‫بكلية الرتبية بطرابل���س‪ ،‬من قريب او‬ ‫بعيد‪ ،‬الكل يصرخ وحيذر ويستصرخ‪.‬‬ ‫ونف���د ص�ب�ر جمل���س الكلي���ة‪ ،‬وص�ب�ر‬ ‫عمي���د الكلي���ة الس���يد الدكت���ور عامر‬ ‫حمم���د جابر‪ ،‬وال���ذي التقيت���ه يف مرة‬ ‫س���ابقة حول ج���زء م���ن ه���ذا املوضوع‪.‬‬ ‫لكنه كان يف املرة السابقة اكثر حذرا‬ ‫يف طرح املوض���وع‪ ،‬وكانت نربة صوته‬ ‫اكث���ر ه���دوء‪ ،‬وكان اكث���ر دق���ة يف‬ ‫اختي���ار الفاظه‪ ،‬وتعبريات���ه‪ ،‬وكلماته‪،‬‬ ‫ح���ول مق���ر الكلي���ة‪ .‬لك���ن ن�ب�رة صوته‬ ‫ارتفع���ت‪ ،‬هذه املرة‪ ،‬وش���ابها ش���يء من‬ ‫احلدة‪ ،‬وش���يء من االحس���اس بالظلم‪،‬‬ ‫وش���يء من الغضب‪ .‬ب���ل مسعته يهمس‬ ‫ع���ن احلاجة اىل اص���دار قرار س���يادي‪،‬‬ ‫بايقاف الدراس���ة يف الكلي���ة‪ ،‬اىل ان يتم‬ ‫توفري مقر للكلية يليق بالبشر‪.‬‬ ‫يقول الدكتور عامر‪ :‬ان الكلية حوربت‬ ‫يف عهد الطاغية بكثافة‪ ،‬قهرا وتعس���فا‬ ‫وظلم���ا‪ ،‬النه���ا كان���ت عصي���ة علي���ه‪.‬‬ ‫فالكلية مل تنجر وراء ترهاته اليت كان‬ ‫يس���ميها "افكارا"‪ ،‬وه���ي يف الواقع افكار‬ ‫ت���دل عل���ى اجله���ل والتخل���ف والغباء‪.‬‬ ‫لق���د احت���اج الطاغي���ة‪ ،‬اثن���اء م���ا امساه‬ ‫بالث���ورة الثقافي���ة‪ ،‬او باالح���رى الثورة‬ ‫التجهيلي���ة‪ ،‬وال�ت�ي كان���ت ته���دف اىل‬ ‫حتطي���م املف���ردات الثقافي���ة للمجتمع‬ ‫اللييب ‪ -‬احتاج اىل بوق ‪ -‬ينش���ر ويدعم‬ ‫ويتبنى ترهات الث���ورة التجهيلية‪ ،‬لكن‬ ‫كلي���ة الرتبي���ة رفضت ان تك���ون ذلك‬ ‫الب���وق‪ ،‬ورفضت االنصي���اع اىل رغباته‪،‬‬ ‫فقرر حتطيم الكلية ماديا ومعنويا‪.‬‬ ‫ولتنفيذ هذا املخط���ط‪ ،‬اختار الطاغية‪،‬‬ ‫ش���خصيات حقودة مريض���ة ذات نزعة‬ ‫انتقامي���ة‪ ،‬مث���ل املدعو امح���د ابراهيم‪،‬‬ ‫ع���دو الرتبي���ة وع���دو العل���م والتعليم‪.‬‬ ‫اخت���اره الن���ه حيمل حق���دا على كلية‬ ‫الرتبي���ة‪ ،‬وال�ت�ي رفض���ت قبوله س���ابقا‪،‬‬

‫مم���ا ولد لديه حقدا دفين���ا على الكلية‪،‬‬ ‫وعلى اهداف الكلي���ة‪ ،‬بل وعلى كل ما‬ ‫له صل���ة بالرتبية والتعلي���م‪ .‬مل خيرته‬ ‫هل���ذه االس���باب فقط‪ ،‬ب���ل الس���تعداده‬ ‫التام‪ ،‬لتقديم كافة اخلدمات لس���يده‪،‬‬


‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 24 - 18 ( - ) 84‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫األرض ختتنق ‪,,,‬‬

‫رتبية بطرابلس‪ ..‬كارثة تربوية‬

‫مهما بلغ مس���توى قذارتها‪ .‬اختار الطاغية‪ ،‬املدعو‬ ‫امح���د ابراهيم‪ ،‬بس���بب م���ا حتمله نف���س االخري‪،‬‬ ‫من دن���اءة وحق���ارة واس���تعداد كام���ل‪ ،‬للتدمري‬ ‫واخل���راب والتحطي���م‪ ،‬يف مجيع اجمل���االت‪ .‬كان‬ ‫الطاغي���ة يأم���ل ان ينج���ح خمطط الغ���اء كلية‬ ‫الرتبية نهائيا‪.‬‬ ‫ولتحقي���ق ذل���ك‪ ،‬اي لتهمي���ش وحتطي���م والغاء‬ ‫كلي���ة الرتبية‪ ،‬طلب النظام الس���ابق‪ ،‬عرب املدعو‬ ‫امح���د ابراهي���م‪ ،‬كلي���ات اخ���رى (غ�ي�ر تربوية)‬ ‫لتحقيق نفس املهام وااله���داف واالغراض‪ ،‬اليت‬ ‫انش���ئت م���ن اجله���ا كلي���ات الرتبي���ة‪ .‬كخطوة‬ ‫اللغاء كلية الرتبية‪ .‬كان النظام السابق يعتقد‬ ‫ان الكليات غ�ي�ر الرتبوية قادرة على القيام مبهام‬ ‫كلي���ات الرتبي���ة‪ .‬لك���ن ه���ذه الكليات فش���لت يف‬ ‫اخ���راج تربويني‪ ،‬الن االه���داف واملهام واالغراض‬ ‫الرتبوي���ة‪ ،‬خارج���ة عن نط���اق ختصصاتها‪ .‬ليس‬ ‫ذلك فحس���ب بل انعكس ذلك سلبيا‪ ،‬على كفاءة‬ ‫ومس���توى وق���درات الك���وادر التعليمي���ة‪ ،‬ال�ت�ي‬ ‫خترجت‪ ،‬من كليات غري تربوية‪.‬‬ ‫ونتيج���ة لذل���ك كان الطال���ب اللي�ب�ي‪ ،‬ه���و اول‬ ‫ضحايا هذا العبث‪ ،‬فاملدرس���ون الذين مت تعيينهم‬

‫يف ف�ت�رة م���ن الف�ت�رات‪ ،‬ال عالق���ة هل���م باجلانب‬ ‫الرتب���وي‪ ،‬وال عالق���ة هل���م مبهن���ة وف���ن ودور‬ ‫التدري���س‪ .‬وهك���ذا دف���ع الطالب اللي�ب�ي‪ ،‬بل دفع‬ ‫الوط���ن‪ ،‬مثنا باهضا للتس���يب والعب���ث واحملاربة‬ ‫والتحطيم واالستهتار والتهميش الذي تعرضت‬ ‫ل���ه كليات الرتبية يف ليبي���ا‪ .‬لقد تصدى البعض‬

‫ملهن���ة التعلي���م‪ ،‬وهم حيتاج���ون اىل اه���م عنصر‬ ‫الدائه���ا عل���ى الوج���ه الصحي���ح‪ ،‬وه���و العنص���ر‬ ‫الرتب���وي‪ ،‬وال���ذي يب���دو ان���ه س���قط م���ن اجن���دة‬ ‫الدولة‪ ،‬واسقط معه جيل كامل‪.‬‬ ‫ث���م وكخط���وة ثانية‪ ،‬حن���و تهمي���ش وحتطيم‬ ‫والغ���اء كلية الرتبي���ة‪ُ ،‬نقلت الكلي���ة اىل مقرها‬ ‫احلال���ي احملط���م‪ ،‬وهو عبارة عن مدرس���ة ثانوية‬ ‫تابعة للتعلي���م‪ ،‬وذلك البعاد كلي���ة الرتبية عن‬ ‫اجلامع���ة االم‪ ،‬وحرمانه���ا م���ن مقرها االساس���ي‬ ‫التارخيي‪.‬‬ ‫ليس ذلك فحس���ب‪ ،‬ب���ل مت توزيع افضل خرجيي‬ ‫كلية الرتبي���ة‪ ،‬ممن اوفدوا اىل الواليات املتحدة‬ ‫االمريكي���ة‪ ،‬وبريطانيا‪ ،‬وسويس���را‪ ،‬وباقي الدول‬ ‫املتقدم���ة – مت توزيعهم ‪ -‬بعد ان امتوا دراس���تهم‬ ‫الرتبوي���ة يف تلك ال���دول املتقدم���ة‪ ،‬على كليات‬ ‫اخرى‪ ،‬غري كلية الرتبية‪ ،‬اليت ارسلتهم للخارج‬ ‫اصال‪ .‬فح���رم بذلك طلبة كلي���ة الرتبية منهم‪،‬‬ ‫وهم يف ام���س احلاجة اىل ختصصاتهم الرتبوية‪.‬‬ ‫حدث ذلك‪ ،‬عندم���ا انهى املوفدون من قبل كلية‬ ‫الرتبي���ة‪ ،‬دراس���تهم‪ ،‬يف ال���دول املتقدم���ة وعادوا‪،‬‬ ‫ليج���دوا النظ���ام وق���د هم���ش الكلي���ة وحاربه���ا‬ ‫وطرده���ا من مقرها االصلي‪ .‬ومما يزيد االمل املا‪،‬‬ ‫ان الكلي���ات غري الرتبوية‪ ،‬مل تس���تفد‪ ،‬على الوجه‬ ‫االكم���ل‪ ،‬من خرباتهم وختصصاته���م الرتبوية‪.‬‬ ‫لقد وزع النظام الطاغوتي‪ ،‬خرجيي التخصصات‬ ‫الرتبوي���ة‪ ،‬عل���ى باقي الكلي���ات‪ ،‬امعانا يف جتفيف‬ ‫مناب���ع كلية الرتبي���ة‪ ،‬واس���تمرارا يف حتطيمها‬ ‫وحماربتها وتهميشها‪.‬‬ ‫ليس ذلك فحس���ب‪ ،‬بل يُنق���ل اىل كلية الرتبية‪،‬‬ ‫باعض���اء هيئ���ة تدري���س‪ ،‬تراه���م ‪ -‬تل���ك الكليات‬ ‫املنقول���ون منه���ا ‪ -‬زائدي���ن عن احلاج���ة‪ ،‬او ممن‬ ‫تنقصه���م الكفاءة‪ ،‬او ممن لوح���ظ عليهم‪ ،‬بعض‬ ‫جوان���ب التقص�ي�ر‪ ،‬م���ن حي���ث اجل���ودة واملؤه���ل‬ ‫واالداء‪ .‬وكل ذل���ك نتاج للنظ���رة الدونية لكلية‬ ‫الرتبية‪ ،‬تلك النظرة اليت غرس���ها النظام السابق‬ ‫يف نفوس وعقول ووجدان البعض‪.‬‬ ‫اما خب���وص مقر الكلي���ة احلالي‪ ،‬فيقول الس���يد‬ ‫عمي���د الكلي���ة‪ ،‬ان رئيس اجلامعة‪ ،‬قد س���بق وان‬ ‫ق���ام بزي���ارة للمبنى‪ ،‬واطل���ع على حالت���ه املزرية‬ ‫البائس���ة‪ ،‬وعل���ى مجي���ع مكونات���ه‪ .‬واق���ر بع���دم‬ ‫صالحية املبنى‪ .‬لكنه رفض يف نفس الوقت‪ ،‬مبدأ‬ ‫صيانة املبن���ى‪ .‬على اعتبار ان ادارة اجلامعة تفكر‬ ‫يف ختصيص مقر اخر لكلية الرتبية‪ ،‬يقع ضمن‬ ‫احلرم اجلامعي الرئيس���ي‪ .‬لكن االشكالية تكمن‬ ‫يف ان املق���ر املنتظر‪ ،‬لن يُس���لم اىل كلية الرتبية‬ ‫اال بع���د فرتة طويلة‪ .‬رمب���ا بعد عامني على ارجح‬ ‫االقوال‪.‬‬ ‫ويتس���اءل الس���يد عميد الكلية قائال‪ :‬كيف يتم‬ ‫االعرتاف بعدم صالحية املقر‪ ،‬وترفض صيانته‪،‬‬ ‫ب���ل كيف يعرتف بع���دم صالحيته‪ ،‬ويس���مح يف‬ ‫نف���س الوقت‪ ،‬مبواصلة الدراس���ة فيه‪ ،‬حتى ليوم‬ ‫واحد او اقل‪ ،‬فيجب ان تتم صيانته فورا‪ ،‬او جيب‬ ‫ان ننتقل فورا اىل مقر اخر‪.‬‬ ‫وي���رى الس���يد العمي���د‪ ،‬ان املبن���ى تاب���ع للدول���ة‪،‬‬ ‫وال ض���رر يف صيانت���ه وتس���ليمه يف حال���ة جيدة‬ ‫للتعليم‪ ،‬او جلهة اخرى‪ .‬كما ميكن اس���تخدامه‪،‬‬ ‫بع���د صيانت���ه‪ ،‬وانتق���ال كلي���ة الرتبي���ة من���ه‪،‬‬ ‫كمدرس���ة‪ ،‬او كمرك���ز اداري‪ ،‬او كمرك���ز‬ ‫لالحب���اث‪ ،‬او غ�ي�ر ذل���ك م���ن اجمل���االت العلمية‪،‬‬ ‫مبعنى انه ال خس���ارة للدولة‪ ،‬او ل���وزارة التعليم‪،‬‬ ‫اذا متت صيانة املبنى‪ ،‬حتى لو انتقلت منه كلية‬ ‫الرتبية الحقا‪ ،‬اىل مبنى اخر‪.‬‬ ‫وعندما ت���دارس جملس الكلية االمر‪ ،‬وجد ان ما‬ ‫م���رت به الكلية‪ ،‬من حتطيم وحماربة وتهميش‪،‬‬ ‫هو نتاج ملوقف سياس���ي‪ ،‬ممنه���ج ومقصود‪ ،‬مت يف‬

‫‪19‬‬

‫املاض���ي‪ ،‬على اي���دي اعلى س���لطة يف البالد‪ .‬ومع‬ ‫اش���د االس���ف ‪ -‬يقول عميد الكلي���ة‪ -‬ان نتاج هذا‬ ‫املوق���ف السياس���ي‪ ،‬رمب���ا تكرس يف اذه���ان بعض‬ ‫قادة الدولة اىل يومنا ه���ذا‪ ،‬فنرى‪ ،‬نتيجة لذلك‪،‬‬ ‫النظرة الدونية لكلي���ات الرتبية‪ ،‬وعدم االهتمام‬ ‫بها‪.‬‬ ‫كم���ا يرى جمل���س الكلي���ة‪ ،‬ان كلي���ة الرتبية‪،‬‬ ‫ما زالت اس�ي�رة تل���ك النظرة الدوني���ة‪ .‬بل صدق‬ ‫او ال تص���دق فان���ه يش���اع (ه���ذه االي���ام) ان هناك‬ ‫نواي���ا لدى البعض يف الغ���اء كلية الرتبية نهائيا‪.‬‬ ‫ويف ذل���ك اس���تمرار لتحقيق طموح���ات الطاغية‬ ‫(بص���ورة غ�ي�ر مقص���ودة)‪ ،‬كما يعت�ب�ر – جمرد‬ ‫التفكري يف ذلك‪ -‬خطوة جتر الوطن الف عام اىل‬ ‫ال���وراء‪ ،‬فالعامل املتقدم خيصص ويصرف باليني‬ ‫الدوالرات على كليات الرتبية بصورة مستمرة‪.‬‬ ‫ليس ذلك فحس���ب بل ان كلية الرتبية ال تخُ رج‬ ‫فقط املعلم واملعلمة‪ ،‬بل تغذي الوطن مبصممي‬ ‫املناه���ج‪ ،‬واالخصائي�ي�ن‪ ،‬االجتماعي�ي�ن‪ ،‬وطواقم‬ ‫ادارة امل���دارس‪ ،‬واملفتش�ي�ن‪ ،‬وغري ذلك مما يقع يف‬ ‫نطاق مهام كليات الرتبية العديدة‪.‬‬ ‫لذل���ك يرى جمل���س الكلية‪ ،‬ان الوق���ت قد حان‪،‬‬ ‫الحق���اق احل���ق‪ ،‬ورد االعتب���ار اىل ه���ذه الكلي���ة‬ ‫العريق���ة‪ ،‬وال�ت�ي تعترب من اه���م واق���دم الكليات‬ ‫يف جامع���ة طرابل���س‪ ،‬م���ن الناحي���ة التارخيي���ة‬ ‫والعلمي���ة‪ ،‬فه���ي‪ ،‬مرة اخرى‪ ،‬املصن���ع الذي غذى‬ ‫وم���ا زال يغ���ذي‪ ،‬املؤسس���ات التعليمي���ة‪ ،‬ال�ت�ي‬ ‫حتتضن فلذات اكباد الوطن‪.‬‬ ‫كم���ا يطالب جملس كلي���ة الرتبية بطرابلس‪،‬‬ ‫بتدخ���ل اجله���ات السياس���ية العلي���ا يف الب�ل�اد‬ ‫(باالضاف���ة اىل ادارة اجلامعة) الع���ادة االمر اىل‬ ‫نصاب���ه‪ ،‬وال يتأت���ي ه���ذا‪ ،‬اال باع���ادة االعتبار اىل‬ ‫كليات الرتبي���ة معنويا ومادي���ا‪ ،‬وتأكيد دورها‬ ‫احلس���اس جتاه الوط���ن‪ ،‬وبعودة كلي���ة الرتبية‬ ‫اىل مقرها االصلي التارخيي‪ ،‬يف احلرم اجلامعي‬ ‫الرئيس���ي‪ ،‬والذي ما زال صاحلا‪ ،‬حتى يومنا هذا‪،‬‬ ‫الس���تيعاب الكلي���ة جبمي���ع اقس���امها وعناصرها‬ ‫ومكوناتها‪.‬‬ ‫وه���ذه املطالب ‪ -‬واحلم���د هلل ‪ -‬مدعم���ة من قبل‬ ‫مجيع شرائح اجملتمع‪ ،‬ومنهم الطلبة واملوظفني‪،‬‬ ‫واعض���اء هيئ���ة التدري���س‪ ،‬والنخ���ب‪ ،‬واملثقفني‪،‬‬ ‫والصحفيني‪ ،‬والسياس���يني‪ ،‬واغل���ب صناع القرار‬ ‫يف الدول���ة‪ ،‬مم���ن س���بق وان اطل���ع عل���ى معان���اة‬ ‫كلي���ة الرتبي���ة‪ ،‬املعنوي���ة واملادي���ة‪ .‬اجلمي���ع‪،‬‬ ‫يدعم���ون مطالب الكلية ويطالب���ون برد اعتبارها‬ ‫ودعمها واالنتصار هلا وتطويرها‪ ،‬بس���بب ما فعل‬ ‫الطاغية بهذا الصرح الرتبوي العظيم‪.‬‬ ‫ب���ل ويرى الس���يد عميد الكلية وجمل���س الكلية‪،‬‬ ‫واغل���ب ش���رائح اجملتمع ‪ -‬يرون ‪ -‬ان االس���تجابة‬ ‫لطلبات الكلية‪ ،‬يعترب انتصارا لثورة السابع عشر‬ ‫من فرباير‪ .‬فاالس���تجابة اىل هذه املطالب‪ ،‬حتمل‬ ‫يف طياته���ا هزمي���ة ملخططات الطاغ���وت الرامية‬ ‫اىل تدمري التعليم يف ليبيا‪ ،‬وبالتالي تدمري البالد‬ ‫والوطن والعباد‪.‬‬ ‫واخ�ي�را‪ ،‬ف���ان كلية الرتبي���ة يف حاج���ة اىل قرار‬ ‫سيادي سياسي ش���جاع‪ ،‬ينتصر للمعلم والطالب‬ ‫والتعلي���م‪ .‬ق���رار ينتص���ر للبش���ر والوط���ن‪ .‬قرار‬ ‫ينتص���ر لكرامة الطال���ب اللييب‪ ،‬ويعي���د للتعليم‬ ‫هيبت���ه‪ ،‬ويعيد لكلي���ة الرتبية مكانته���ا واهميتها‬ ‫ودورها ومقرها ورسالتها‪ ،‬جتاه الوطن‪ .‬واهلل من‬ ‫وراء القصد‪.‬‬ ‫طرابلس ديسمرب ‪2012‬م‬ ‫‪fathifadhli@yahoo.com‬‬

‫اوفنايت الكوني‬ ‫اختت���م مؤمت���ر املن���اخ ‪ ,‬وبقي���ت اتفاقي���ة‬ ‫(كيوت���و) تائه���ة ب�ي�ن الق���ارات ‪ ,,‬وقد تضل‬ ‫طريقها لتغ���رق يف إحدى احمليطات ‪ ,,‬أمس‬ ‫كوبنهاج���ن ‪ ,‬والي���وم الدوح���ة ‪ ,,‬وغدا رمبا‬ ‫ل���ن يأتي أبدا !‪ ,,‬ندوات ‪ ,‬لق���اءات ‪ ,‬اجتماعات‬ ‫‪ ,,‬وتغطي���ة نفق���ات ‪ ,‬ننتظ���ر االختتام فيأتي‬ ‫البي���ان معلن���ا ع���ن انتص���ار ق���وى التحالف‬ ‫ال�ت�ي ال تقهر ‪( :‬حنن وبعدنا الطوفان ) ‪ ,,‬أما‬ ‫الدول النامية ‪ ,‬واألجي���ال القادمة فلتذهب‬ ‫للجحيم ! (والعظم اهلش اهلل ال جتربه) ‪.‬‬ ‫إذن ال جدي���د يل���وح يف األف���ق ‪ ,‬ص���راع على‬ ‫قط���رات نف���ط وجرع���ات م���اء ‪ ,‬وكل مثني‬ ‫نفي���س دف�ي�ن ‪ .‬والفق���راء غ�ي�ر قادرين على‬ ‫إنقاذ األرض ‪ ,‬بشر ينتشر ‪ ,‬ويفرتس ‪ ,‬أرواح‬ ‫تزهق ‪ ,‬ودماء تس���فك !‪ ,,‬حبار وانهار لوثت ‪,,‬‬ ‫كائنات انقرضت ‪ ,‬وأخرى تتساءل إي ذنب‬ ‫اقرتفت ‪ ,,‬قبور نبش���ت ‪ ,‬خل���ل أربك التوازن ‪,‬‬ ‫احتباس حراري يهدد وجودنا ‪ ,‬غازات سامة‬ ‫أفس���دت هوائن���ا ‪ ,‬ح���رارة األرض ترتف���ع ‪,‬‬ ‫الغاب���ات حت�ت�رق ‪ ,‬حن���ن خنتن���ق !‪ ..‬طبق���ة‬ ‫األوزون حت���ذر ‪ ,,‬الغ�ل�اف اجل���وي اخ�ت�رق‬ ‫فتمزق ‪ ,,‬س���طح األرض مس���تباح ‪ ,,‬أعماقها‬ ‫نهب���ت ‪ ,,‬بلدان بال���زالزل واألعاصري دمرت ‪,‬‬ ‫صح���ارى زاحفة ‪ ,,‬قرى حت���ت كثبان رمل‬ ‫طمرت ‪ ,,‬نفايات يف كل مكان دفنت ‪ ,,‬خضر‬ ‫وبيض وسود عن إيقافها فش���لوا !‪ ,,‬والسماء‬ ‫غاضب���ة ‪ ,,‬فيضانات تكتس���ح هنا ‪ ,,‬وس���حب‬ ‫تتالش���ى هن���اك ‪ ,,‬الطبول تقرع ‪ ,‬واإلنس���ان‬ ‫هل���وع ال يش���بع ‪ ,‬الزال يرت���ع جيم���ع غنائم‬ ‫العص���ر ‪ ,‬ملصائب الده���ر !‪ ,,‬العلماء حيذرون‬ ‫‪ ,,‬واألرض ضاقت بإثقاهلا ‪ .‬مسكينة مثخنة‬ ‫جب���راح عميقة ‪ ,,‬ال تنام وال تغفو يف رحلتها‬ ‫األبدي���ة حول نفس���ها ‪ ,‬حاملة أيضا أش���رار‬ ‫كثر عل���ى ظهرها ‪ .‬وي���وم اخلالص قريب‬ ‫واجلميع س���وف يرحل خبفي حنني ‪ ,‬وخاو‬ ‫اليدي���ن إىل أحضانه���ا ‪ ,,‬عندها يتحول كل‬ ‫ش���يء إىل عف���ن وقمام���ة نتن���ة ‪ ,‬والكن���وز‬ ‫أيضا س���وف تتح���رر من عبودي���ة مالكها ‪,‬‬ ‫فتنفصل لتلتحم بأصوهلا ‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 24 - 18 ( - ) 84‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫هـــ‬

‫حتية خللود الفالح‬ ‫فيصل أكرم‬

‫ال ّ‬ ‫أظن بالداً عربية عاش���ت يف عزل���ة ثقافية لعقود‬ ‫طويل���ة مثلما عاش���ت (ليبي���ا) يف عصرن���ا احلديث‪،‬‬ ‫حتى أنين ُ‬ ‫أتعمد البحث عن صحف‬ ‫كنت كثرياً ما ّ‬ ‫أو جم�ل�ات ليبي���ة ح�ي�ن أك���ون خ���ارج الس���عودية‪،‬‬ ‫ودائماً ما ُ‬ ‫كنت أجدها أمامي مميزة بصورة زعيمها‬ ‫ً‬ ‫(ال���ذي كان عميدا لزعماء العامل كله باألقدمية!)‬ ‫يب للسلطة‬ ‫وإذا ما تصفحتها فال أجد غري املديح الغ ّ‬ ‫والتمجيد اململ لزعامة الفرد املتحكم يف كل شيء‬ ‫ حتى الثقافة واللغة‪!..‬‬‫ليبي���ا ال�ت�ي رمب���ا مل نك���ن نعرف م���ن أدبائها س���وى‬ ‫الروائ���ي إبراهيم الكوني‪ ،‬والش���اعر الس���وداني الذي‬ ‫ارتب���ط امس���ه بليبي���ا منذ حصول���ه على اجلنس���ية‬ ‫الليبي���ة حمم���د الفيتوري (له حتية أخ���رى)‪ ،‬أقول‪:‬‬ ‫اآلن‪ ،‬وبع���د أن ث���ار الش���عب اللي�ب�ي وحط���م الوث���ن‬ ‫ومترد على العبودية لغري اهلل‪ ،‬وأثبت أنه شعب يريد‬ ‫الشعب يوماً‬ ‫التونس���ي‪ :‬إذا‬ ‫احلياة (كما قال جارهم‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫أراد احلي���اة‪ ،‬فال بد أن يس���تجيب القدر) فقد وجدت‬ ‫الثقافة الليبية نفس���ها أمام غرب���ة متوارثة‪ ،‬ال أحد‬ ‫يعرفه���ا س���وى مثقفيه���ا‪ ،‬وكان املطل���وب أن تق���وم‬ ‫ثورة ثقافية‪ ،‬أو على األقل حركة ثقافية للخروج‬ ‫من تل���ك العزلة ومصافحة الثقافة العربية بش���كل‬ ‫عملي‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫مثقف‪،‬‬ ‫مل يق���م بتل���ك احلركة املطلوب���ة الفاعل���ة‬ ‫وال حتى عصب���ة من املثقفني الليبي�ي�ن‪ ،‬كما كان‬ ‫يُفرتض‪ ،‬بل قامت بها صحفية وشاعرة ليبية شابة‬ ‫امسها خلود الفالح‪ ،‬مل أكن أقرأ امسها إال يف بعض‬ ‫املواقع واملنتديات الثقافية اإللكرتونية‪ ،‬وقد أعجبين‬ ‫وس���يعجبكم أنها بادرت مبادرة ثقافية ‪ -‬على نطاق‬ ‫األنث���ى املبدعة ‪ -‬حتس���ب هلا وحده���ا‪ ،‬على رغم أنها‬ ‫مل تنف���ذ إال حتت مظلة رمسية وبرعاية حكومية ‪-‬‬ ‫كالعادة املتبعة يف كل الدول العربية! ‪ -‬تقول خلود‬ ‫الفالح يف حدي���ث ملوقع ميدل إيس���ت أونالين‪ ،‬على‬ ‫هامش (ملتقى املبدع���ات العربيات يف زمن احلرية)‬ ‫الذي أقيم يف مدينة بنغازي الليبية يف الفرتة ما بني‬ ‫‪ 29 - 26‬من نوفمرب املاضي‪ ،‬وكانت هي رئيس���ة‬ ‫اللجن���ة التحضريي���ة للملتق���ى‪( :‬إن فك���رة امللتق���ى‬ ‫كان���ت حلم���اً يراودني منذ زمن بعي���د‪ ،‬أن حتتضن‬ ‫ليبيا خنب���ة املبدعات من كل أحن���اء العامل والعامل‬ ‫العربي بوجه خاص) وقالت بتعبري واضح وبس���يط‪:‬‬ ‫(نس���عى لنظه���ر الوج���ه اجلمي���ل يف ليبي���ا‪ ،‬نس���عى‬ ‫إلزال���ة وج���ه الدم���ار والفوضى ونتفاءل مبس���تقبل‬

‫أفضل‪ ،‬وتوضيح أن ليبيا ليس���ت تصادماً وحروباً يف‬ ‫الشوارع‪ )..‬من أجل ذلك تقدمت الشاعرة مبقرتحها‬ ‫ل���وزارة الثقافة يف احلكومة الليبية اجلديدة باس���م‬ ‫جريدة (الرواية) وهي جريدة ثقافية شهرية تعنى‬ ‫بالش���أن الروائ���ي وتطب���ع يف ليبي���ا بنس���خ حمدودة‬ ‫(‪ 500‬نس���خة فقط) غري أن رئيسة حتريرها خلود‬ ‫الفالح حتم���ل طموحات قد تس���اهم يف إخراج ليبيا‬ ‫م���ن عزلته���ا الثقافية املزمن���ة‪ ،‬اليت ُفرض���ت عليها‬ ‫قس���راً من الداخل واخلارج؛ وهذا ما نتمناه ونتوقعه‬ ‫منه���ا بعد جناحه���ا يف إقامة أول ملتق���ى للمبدعات‬ ‫العربي���ات يعق���د يف ليبي���ا؛ فلها أمجل حتي���ة تقدير‬ ‫وإعجاب‪ ،‬بانتظار ما سيبادر به املثقفون املتوارون يف‬ ‫ليبي���ا باجتاه مصافحة زمالئه���م من العامل العربي‪،‬‬ ‫بع���د أن أصبح���ت ليبي���ا مهي���أة لتتمت���ع حبريته���ا‬ ‫وقراره���ا الثق���ا ّ‬ ‫يف وأبوابها املفتوحة عل���ى العامل بكل‬ ‫ّ‬ ‫لغاته وآدابه وإبداعات���ه‪ ،‬فقد آن األوان أال تبقى ليبيا‬ ‫جمهولة وغامضة بالنسبة لنا‪..‬‬ ‫***‬ ‫حتي���ة أخرى كب�ي�رة‪ ،‬حبجم ق���ارة إفريقيا كلها‪،‬‬ ‫أقدمه���ا للش���اعر العرب���ي اإلفريق���ي الكب�ي�ر حممد‬ ‫الفيت���وري‪ ،‬ال���ذي ظه���ر مؤخراً يف أمس���ية ش���عرية‬ ‫أحياها يف فندق كلوب اليامسني بشاطئ اهلرهورة‬ ‫جن���وب مدين���ة الرب���اط يف املغ���رب العرب���ي‪ ،‬ليقول‬ ‫للن���اس أنه ال ي���زال حياً‪ ..‬وقد أنش���د بينهم عدداً من‬ ‫قصائ���ده الفخمة‪ ،‬حبس���ب ما نقله الش���اعر املغربي‬ ‫حمم���د العن���از‪ ،‬فق���د احتف���ى املثقف���ون املغربي���ون‬ ‫بالشاعر الفيتوري املقيم بينهم منذ سنوات‪ ،‬وطرحوا‬ ‫أمام���ه عدداً م���ن دراس���اتهم النقدية ح���ول جتربته‬ ‫الش���عرية الكبرية‪ ،‬بعدم���ا انتهى الش���اعر الكبري من‬ ‫كرسي‬ ‫قراءة خمتارات من شعره وهو جيلس على‬ ‫ّ‬ ‫متحرك يقاوم تعب السنني والرتحال‪..‬‬ ‫أق���دّم للش���اعر حمم���د الفيت���وري حتي�ت�ي‪ ،‬وأمحد‬ ‫اهلل على س�ل�امته وبقائ���ه حياً ش���اهداً على ما جرى‬ ‫وجي���ري مما كان قد نادى ب���ه يف قصائده اخلالدة‪،‬‬ ‫فلقد قرأت���ه بتأمل وحيادية وإنصاف‪ ،‬بعد أن رثيته‬ ‫يف مقالة ‪ -‬هنا يف الثقافية ‪ -‬بتاريخ ‪ 24‬مايو ‪2012‬‬ ‫إث���ر قراءتي ملقالة صديقه وزميل دراس���ته الش���اعر‬ ‫َ‬ ‫واإلعالمي املصري فاروق شوش���ة (يف جريدة أخبار‬ ‫اليوم) اليت أك���د فيها وفاة الفيتوري بصمت‪ ،‬ونعاه‬ ‫بكلمات مؤثرة‪!..‬‬

‫يف ه���ذه األي���ام أصب���ح األم���ن هاج���س‬ ‫مواط���ن لي�ب�ي‪ .‬أمس���ى االنف�ل�ات‬ ‫كل‬ ‫ٍ‬ ‫األم�ن�ي موضوع���اً عادياً ج���داً يف املرابيع‬ ‫واملقاه���ي – لق���د دخل���ت اجلرائم نطاق‬ ‫امللل‪ .‬وأخش���ى أن يتفاقم الوضع الراهن‬ ‫ليص���ل بناإىلإقامة عالق���ات وثيقة مع‬ ‫الصومال انطالقاً من الثقافة الفوضوية‬ ‫املشرتكة‪!!!..‬‬ ‫وبصراح���ة‪ ...‬أن���ا نفس���ي ملل���ت‪ ،‬أو رمبا‬ ‫مرضت م���ن احلدي���ث عن اجل���ار الذي‬ ‫ُقت���ل‪ ،‬والقري���ب الذي ُخط���ف‪ ،‬والزميل‬ ‫الذي تعرض حملاولة اغتيال‪ ،‬والصديق‬ ‫الذي ُس���رقت س���يارته و‪ ...‬و‪ ...‬و‪ ...‬مل نعد‬ ‫نتحدث عن األسعار والسهريات والكرة؛‬ ‫لقد أصبحت أحاديثنا االجتماعية اليوم‬ ‫تبدأ مبس���دس وتنتقل إىل كالشنكوف‬ ‫وتنته���ي بقنبل���ة‪ ،‬وكل ذل���ك ح���دث يف‬ ‫منطقتن���ا أو ش���ارعنا وي���كاد حي���دث يف‬ ‫ُ‬ ‫مرضت م���ن هذه األحاديث‪...‬‬ ‫بيتنا! لقد‬ ‫ونظراً ألن وضعن���ا احلالي ينطبق عليه‬ ‫ق���ول الش���اعر‪( :‬وما سمَ َ ْ‬ ‫ح���ت لن���ا الدنيا‬ ‫ملحُ‬ ‫���ال)‬ ‫نف���س با‬ ‫ِ‬ ‫بش���ي ٍء‪ ...‬س���وى تعلي���ل ٍ‬ ‫فق���د ُ‬ ‫قررت يف ه���ذه املقالة أن أس���تغرق‬ ‫يف تعليل النفس باحمل���ال‪ ،‬واحللم قلي ً‬ ‫ال‬ ‫باألمن‪ ،‬أو على األقل بشي ٍء من األمن ‪.‬‬ ‫جبه���ة أو‬ ‫ال حت���اول أن تتذك���ر يف أي‬ ‫ٍ‬ ‫مدين���ة مسعت اس���م ه���ذه الكتيب���ة‪ ،‬وال‬ ‫ٍ‬ ‫تتس���اءل هل ه���ي كتيب ٌة تابع��� ٌة لوزارة‬ ‫الداخلي���ة أم وزارة الدف���اع؛ ف�ل�ا تنس���ى‬ ‫أننا ُنعلل أنفس���نا باحملال‪ ،‬وهذه الكتيبة‬ ‫ليس���ت يف ليبيا‪ ،‬وإمنا هي كتيبة قوات‬ ‫خاصة يف الربازيل‪.‬‬ ‫الربازي���ل ه���ي إح���دى أكث���ر ال���دول‬ ‫معانا ًة م���ن اجلرائم‪ .‬وال نقصد اجلرائم‬ ‫العادي���ة‪ ،‬ولك���ن جرائ���م املخ���درات‬ ‫والس�ل�اح‪ ،‬ال�ت�ي ت���كاد تص���ل إىل مرتبة‬ ‫احل���روب األهلي���ة‪ .‬رئي���س العصاب���ة‬ ‫الواح���دة يف الربازي���ل يبي���ع يف الش���هر‬ ‫الواح���د كمي���ة خم���درات بقيمة ‪500‬‬

‫أل���ف دوال – رئي���س العصاب���ة الواحدة‪،‬‬ ‫يف الشهر الواحد‪ .‬جتار ٌة ُمرحب ٌة للغاية‪،‬‬ ‫وال ب���د ألي ش���خص أن حي���رص عل���ى‬ ‫محاية اس���تثماراته! وبالتال���ي أصبحت‬ ‫الربازي���ل إح���دى أكث���ر ال���دول معانا ًة‬ ‫من انتشار الس�ل�اح‪ .‬وبالطبع هذا النفوذ‬ ‫(االقتص���ادي) يتطل���ب نفوذاً (سياس���ياً)‬ ‫وبالتال���ي أُصيب���ت الربازي���ل بس���رطان‬ ‫الفس���اد‪ ،‬وأمس���ت الرش���وة يف الربازي���ل‬ ‫كاملرتب‪ ،‬وكل سالح تصادره الشرطة‬ ‫م���ن الش���ارع حلفظ ماء الوج���ه‪ ،‬تبيع يف‬ ‫مقابله مخس���ة أس���لحة للعصابات! هذا‬ ‫ع���دا عن أن الش���رطة واحلكوم���ة – مع‬ ‫ً‬ ‫أص�ل�ا يف بعض‬ ‫الفس���اد – ال وج���ود هل���ا‬ ‫األحي���اء الش���عبية ال�ت�ي حتكمه���ا بعض‬ ‫العصاب���ات – وكأن الدول���ة فيدرالي���ة‬ ‫إجرامية!‬ ‫ً‬ ‫ونتيجة النتشار السالح والفساد ظهرت‬ ‫ق���وات أمنية وعس���كرية خاصة يف كل‬ ‫م���كان يف الربازي���ل‪ .‬ولك���ن لع���ل الفرقة‬ ‫اخلاصة األشهر يف الربازيل هي الفرقة‬ ‫اليت ُتس���مى ‪ ،BOPE‬وهي اليت أريد أن‬ ‫نعلل أنفسنا بها قلي ً‬ ‫ال‪...‬‬ ‫‪ BOPE‬هو اختصا ٌر السم ‪Batalhão‬‬ ‫‪de Operações Policiais Espe‬‬‫‪ ،ciais‬وال���ذي بع���د الرتمجة نكتش���ف‬ ‫أن���ه يع�ن�ي‪ :‬كتيب���ة عملي���ات الش���رطة‬ ‫اخلاص���ة‪ .‬ه���ذه الفرق���ة اخلاص���ة‪ ،‬أو‬ ‫باألحرى الكتيبة املقاتلة‪ ،‬كانت نشأتها‬ ‫عس���كرية حت���ت رئاس���ة األركان‪ ،‬ث���م‬ ‫تنقل���ت تبعيته���ا م���ا ب�ي�ن أجه���زة األمن‬ ‫ومكافح���ة الش���غب وع���ادت م���ن جديد‬ ‫لرئاس���ة األركان‪ .‬ويف النهاية أصبحت‬ ‫ق���وة أمنية مس���تقلة نط���اق اختصاصها‬ ‫هو والية ريو دي جانريو‪ .‬قد تتس���اءل يا‬ ‫عزي���زي القارئ‪ ،‬كيف ميك���ن أن تكون‬ ‫الق���وة األمنية (مس���تقلة)‪ .‬ه���ي بالطبع‬ ‫تتبع للدولة‪ ،‬ولكن بس���بب وباء الفس���اد‬


‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 24 - 18 ( - ) 84‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫‪21‬‬

‫ــاجس األمن‪ ،‬وتعليل النفس باحملال‪...‬‬ ‫إبراهيم سليمان الشريف‬ ‫املنتش���ر يف الربازي���ل‪ ،‬قرر بع���ض النزهاء أنه‬ ‫ً‬ ‫مس���تقلة‬ ‫م���ن األفضل هلذه الفرقة أن تكون‬ ‫عن التبعية ملراكز أمن أو ش���رطة قد تكون‬ ‫ً‬ ‫مصاب���ة بداء الفس���اد‪ .‬والنتيج���ة أن كتيبة‬ ‫‪ BOPE‬أصبح���ت مش���هور ًة بأنه���ا اجله���ة‬ ‫ً‬ ‫مناع���ة تامة‬ ‫األمني���ة الوحيدة ال�ت�ي تتملك‬ ‫ضد الفساد!‬ ‫وال بد أنك اآلن تتساءل عن دور هذه الكتيبة‬

‫منه���ا حتكمها عصابات خم���درات باجليوش‬ ‫اإلجرامي���ة‪ .‬بع���د أن حت���اول ختي���ل ه���ذه‬ ‫اجلبه���ة‪ ،‬دعن���ا نرى كي���ف تدخ���ل كتيبة‬ ‫‪ .BOPE‬تنقس���م الكتيبة لعدة جمموعات‪،‬‬ ‫كل جمموع���ة م���ن ‪ 8‬رجال فق���ط‪ .‬وترافق‬ ‫هذه اجملموعات ف���رق خاصة من القناصني‪،‬‬ ‫يتمرك���زون بس���رعة يف أماك���ن عالي���ة‪،‬‬ ‫ويف احل���االت الصعبة ج���داً‪ ،‬يكون القناصون‬

‫املقاتلة املس���تقلة‪ .‬ولإلجابة عن هذا التساؤل‬ ‫يقول النقيب ويس���لي س���انتوس من كتيبة‬ ‫‪ BOPE‬يف إح���دى املقاب�ل�ات الصحفي���ة‪:‬‬ ‫(حني حيت���اج اجملتمع للمس���اعدة‪ ،‬يتصلون‬ ‫بالشرطة‪ ،‬وحني حتتاج الشرطة للمساعدة‪،‬‬ ‫تتصل بنا‪ )...‬وهو ما يبدو واضحاً حني نطلع‬ ‫على بع���ض اختصاصات ه���ذه الكتيبة مثل‪:‬‬ ‫اخرتاق حتصين���ات العصابات ال�ت�ي تداهمها‬ ‫الش���رطة‪ ،‬دع���م مراك���ز الش���رطة يف حالة‬ ‫اهلج���وم عليه���ا‪ ،‬إنق���اذ املدني�ي�ن والش���رطة‬ ‫املصاب�ي�ن يف االش���تباكات م���ع العصاب���ات‪،‬‬ ‫قم���ع ح���ركات التمرد يف الس���جون‪ ،‬إيصال‬ ‫مذك���رات االعتقال لألش���خاص اخلطرين‬ ‫ويف املناطق اخلط���رة‪ ...‬وغريها الكثري‪ .‬ولكن‬ ‫األمر ال يتوقف عند هذا احلد‪ ،‬فال تنس���ى يا‬ ‫عزيزي القارئ أنها كتيبة عس���كرية املنشأ‪،‬‬ ‫بل هي من أقوى الفرق العس���كرية اخلاصة‬ ‫يف العامل‪ ،‬ولذلك جند يف اختصاصاتها أيضاً‪:‬‬ ‫توف�ي�ر ق���وة ناري���ة متفوق���ة‪ ،‬تنفي���ذ املهمات‬ ‫اخلاص���ة يف اجلب���ال واملس���تنقعات‪ ،‬إب���ادة‬ ‫عصاب���ات املخدارت (ورك���ز معي يف كلمة‬ ‫إبادة!)‪ ،‬القتال يف س���بيل دعم س���يادة الدولة‪،‬‬ ‫وبصفة عامة التدخل يف املواقف اخلطرية‪.‬‬ ‫هذا الكالم قد يبدو لك على أنه جمرد هراء‬ ‫إداري‪ ،‬ختصص���ات ومه���ام ولوائ���ح‪ ،‬وكال ٌم‬ ‫ف���ارغ‪ .‬لذل���ك دعنا نرتك (ال���كالم) ونقرأ عن‬ ‫(األفع���ال)‪ ...‬ختيل مع���ي يا عزي���زي القارئ‬ ‫األحي���اء الش���عبية الربازيلي���ة – املعروف���ة‬ ‫مبان عش���وائية على تالل‬ ‫باس���م ‪ٍ – Favela‬‬ ‫منحدرة‪ ،‬ش���وارع ضيق���ة وملتوية‪ ،‬يس���كنها‬ ‫أكث���ر من ملي���ون ونصف مواط���ن‪ .‬والكثري‬

‫يف طائ���رات هليكوب�ت�ر صغ�ي�رة‪ .‬ث���م تتق���دم‬ ‫املدرعة حنو املنطقة‪ ،‬وتبث رس���ائ ً‬ ‫ال للسكان‬ ‫ع�ب�ر مك�ب�رات الص���وت‪ ...‬رس���ائل ق���د تصدر‬ ‫بن�ب�رة أدب واحرتام كقوهلم‪( :‬أيها الس���كان‪،‬‬ ‫حنن هنا للدف���اع عن جمتمعكم‪ .‬أرجو منكم‬ ‫عدم مغ���ادرة منازلكم‪ ).‬وق���د حتمل حتذيراً‬ ‫وإن���ذاراً‪( :‬أيه���ا األطفال ابتعدوا عن الش���ارع‪،‬‬ ‫أحيان‬ ‫س���وف يكون هنالك إطالق ن���ار‪ ).‬ويف‬ ‫ٍ‬ ‫كثرية ال تبث إال الرعب‪( :‬لقد جئنا لنحصد‬ ‫أرواحكم)!!!‬ ‫وال داع���ي ألن أروي ل���ك قصص معاركهم‬ ‫وخططهم االس�ت�راتيجية‪ ،‬ويكفيين أن أقول‬ ‫ل���ك بأنهم يفون بكلمته���م خبصوص حصاد‬ ‫األرواح! ففي عام ‪ 2007‬وحده قتلت كتيبة‬ ‫‪ BOPE‬م���ا يقارب من ألف جمرم‪1,000 .‬‬ ‫جم���رم يف س���نة واح���دة‪ .‬ويبدو أنه���ا كانت‬ ‫س���نة هادئة نسبياً! ففي س���نة ‪ 2009‬كانت‬ ‫احلصيل���ة يف ي���وم واحد أكث���ر عجباً! حيث‬ ‫قامت عصابة ُتس���مي نفسها (املوتى األحياء)‬ ‫بالس���يطرة على بعض املناطق يف مدينة ريو‬ ‫دي جان�ي�رو‪ ،‬وعاث���وا فيها فس���اداً‪ .‬ث���م توجه‬ ‫أف���راد العصاب���ة إىل مق���ر كتيب���ة ‪BOPE‬‬ ‫وقام���وا مبحاصرت���ه‪ ،‬وكان في���ه قرابة ‪20‬‬ ‫مقات ً‬ ‫ال من الكتيبة‪ .‬اس���تمر احلصار والقتال‬ ‫ملدة ‪ 8‬س���اعات‪ .‬ثم وصل���ت كتيبة ‪BOPE‬‬ ‫ً‬ ‫مهمة يف منطق���ة بعيدة‪.‬‬ ‫ال�ت�ي كانت تنف���ذ‬ ‫وصل���ت الكتيبة‪ .‬وقب���ل أن ينتهي ذلك اليوم‪،‬‬ ‫كان أف���راد الكتيب���ة ق���د فكوا احلص���ار عن‬ ‫مقرهم‪ ،‬وحرروا رفاقهم‪ ،‬ومش���طوا الشوارع‬ ‫كلها‪ ،‬وقتلوا كل أفراد العصابة‪ ...‬كلهم‪...‬‬

‫ً‬ ‫يوم واحد! بينما سقط‬ ‫قتلوا ‪ 327‬جمرما يف ٍ‬ ‫من كتبيتهم ‪ 5‬مقاتلني فقط!‬ ‫وهك���ذا تعم���ل ه���ذه الكتيب���ة حتصين���ات يف‬ ‫أحد الش���وارع لعصابة خمدارت مل تس���تطع‬ ‫الش���رطة اخرتاقه���ا؟ فق���ط اتص���ل به���م‬ ‫وسيسطرون على املنطقة كلها! لديك زعيم‬ ‫عصابة مارق يُهدد األمن يف املدينة؟ ال تقلق‪،‬‬ ‫جول���ة واحدة بطائرة هليكوبرت برفقة اثنني‬ ‫من قناصي الكتيبة وأصبح ذلك الزعيم طي‬ ‫النس���يان! عصابة تهريب خمدرات تتحصن‬ ‫يف أنفاق حت���ت األرض؟ بضعة س���اعات من‬ ‫القت���ال وحفن���ة م���ن املتفج���رات وأصبح يف‬ ‫يديهم ‪ 40‬أسرياً و‪ً 20‬‬ ‫جثة!‬ ‫رمب���ا يبدو ل���ك كل هذه العن���ف مبالغاً فيه‬ ‫ً‬ ‫خاص���ة حني‬ ‫ولك���ن صدق�ن�ي‪ :‬هذا ال ش���يء‪.‬‬ ‫تدرك حجم كارثة انتشار األسلحة النارية‬ ‫يف الربازي���ل‪ .‬فوفقاً لتقري���ر صادر عن األمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬فما بني س���نيت ‪ 1979‬و‪ُ 2003‬قتل‬ ‫يف الربازي���ل أكث���ر م���ن ‪ 500‬ألف ش���خص‬ ‫باألس���لحة النارية‪ .‬وقد محلت س���نة ‪2003‬‬ ‫الرق���م القياس���ي يف ع���دد قتل���ى األس���لحة‬ ‫النارية‪ ،‬الذي بلغ ‪ 51,034‬قتي ً‬ ‫ال‪ ،‬وإىل اليوم‬ ‫يرتواح العدد كل س���نة ما بني ‪ 47‬و‪ 49‬ألفاً‪.‬‬ ‫ه���ل تتخيل هذا الرقم يا عزيزي القارئ؟! يف‬ ‫س���نة واحدة مات يف الربازيل عدد قريب من‬ ‫عدد الش���هداء الذين مات���وا يف الثورة عندنا –‬ ‫حن���ن ُقتل عندن���ا عش���رات اآلالف بالقصف‬ ‫والطائ���رات واأللغام والدباب���ات والرامجات‪،‬‬ ‫وه���م ُقت���ل عنده���م نف���س العدد باألس���لحة‬ ‫الناري���ة احملمولة فق���ط!!! مع ه���ذه املقارنة‬ ‫أظن أن عنف كتيبة ‪ BOPE‬دون املس���توى‬ ‫املطلوب!!!‬ ‫ولك���ن ال تقلق فهذه الكتيبة ليس���ت كتيبة‬ ‫س���فاحني‪ ،‬فه���ي ال تقت���ل فق���ط‪ ،‬إمن���ا تقوم‬ ‫مبص���ادرة األس���لحة واملخ���درات‪ ،‬وتق���وم‬ ‫بتحري���ر األحي���اء الش���عبية م���ن س���يطرة‬ ‫العصاب���ات‪ ،‬وحت���ارب الفس���اد وتقبض على‬ ‫(وأحيان���اً تقت���ل) الش���رطة ورج���ال األم���ن‬ ‫الفاس���دين‪ .‬وه���ي ال تلج���أ إىل العن���ف إال يف‬

‫ً‬ ‫أص�ل�ا‬ ‫ح���االت الض���رورة – الكتيب���ة كله���ا‬ ‫كتيبة ض���رورة! وكدليل على حس���ن نية‬ ‫ه���ذه الكتيبة‪ ،‬ففي ش���هر أكتوب���ر من هذه‬ ‫الس���نة‪ ،‬ويف عملي���ة مش�ت�ركة للعدي���د من‬ ‫األجه���زة األمنية والعس���كرية‪ ،‬مت متش���يط‬ ‫مخس���ة أحي���اء ش���عبية يف ري���و دي جانريو‪،‬‬ ‫ومت���ت الس���يطرة عليها كله���ا‪ ،‬ومت اعتقال‬ ‫عش���رات األش���خاص‪ ،‬ومص���ادرة عش���رات‬ ‫األس���لحة‪ ،‬وما يق���ارب م���ن ‪ 60‬كيلوجراماً‬ ‫م���ن املخ���درات‪ ،‬وكل ذل���ك دون إط�ل�اق‬ ‫رصاصة واحدة‪.‬‬ ‫مل يب���ق َّ‬ ‫ل���دي الكث�ي�ر ألقوله لك ي���ا عزيزي‬ ‫الق���ارئ عن ه���ذه الكتيبة العجيبة‪ .‬س���أقول‬ ‫لك فق���ط أن رمزهم ه���و مججمة خيرتقها‬ ‫س���كني ويتقاطع خلفه���ا مسدس���ان‪ ،‬ويقول‬ ‫أحد ضباط كتيبة ‪ BOPE‬أن هذا الش���عار‬ ‫يرمز لتغلب كتيب���ة ‪ BOPE‬على املوت يف‬ ‫س���بيل أداء واجبهم‪ .‬واجبه���م يف القضاء على‬ ‫الفساد واإلجرام وتأمني الوطن‪ ،‬ذلك الوطن‬ ‫ال���ذي يؤكدون على ال���والء له برفع علمهم‬ ‫إىل ج���وار عل���م الربازي���ل عل���ى املناطق اليت‬ ‫حيررونها من العصابات‪.‬‬ ‫ويف اخلت���ام ‪ ،‬يف خت���ام ه���ذه اهللوس���ة‪ ،‬أو‬ ‫األح�ل�ام باألم���ن‪ ،‬يف خت���ام تعلي���ل أنفس���نا‬ ‫به���ذا احمل���ال‪ ،‬دعين أق���ول لك آخ���ر معلومة‬ ‫ع���ن كتيبة ‪ .BOPE‬كل م���ا تقوم به هذه‬ ‫الكتيبة من عمل خارق للعادة‪ ،‬كله حلماية‬ ‫املواط���ن‪ .‬كل تلك االقتحام���ات واملداهمات‪،‬‬ ‫وكل العمليات واملعارك‪ ،‬وكل االستنفارات‬ ‫األمنية وانتش���ار القناص�ي�ن واملدرعات‪ ،‬كل‬ ‫ذلك هو حلماي���ة املواطن�ي�ن‪ ،‬وليس حلماية‬ ‫املس���ؤولني وأصحاب املناص���ب‪ ...‬فلو مل تكن‬ ‫كتيبة ‪ BOPE‬تس���عى حلماي���ة املواطنني‪،‬‬ ‫وكان���ت عوض���اً ع���ن ذل���ك تس���عي فق���ط‬ ‫حلماية املسؤولني‪ ،‬لكانت ال ختتلف عن تلك‬ ‫العصابات اليت حتاربها واليت ال تهمها س���وى‬ ‫مصلحة زعمائها‪ ،‬والفرق الوحيد سيكون أن‬ ‫زعماء هذه العصابات يرتدون بذ ً‬ ‫ال رمسية‪....‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 24 - 18 ( - ) 84‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫خليل العرييب‬

‫قراءة يف مسرحية‬ ‫فزعة وطن‬ ‫من ضمن املسرحيات اليت عرضت يف مهرجان‬ ‫املس���رح الكوميدي يف دورته الرابعة مسرحية‬ ‫( فزع���ة وط���ن ) تأليف علي الس���احلي إعداد‬ ‫وإخراج أش���رف الزائدي متثيل هيثم درباش‬ ‫ويامس�ي�ن وطارق املس���ماري هذه املس���رحية‬ ‫ال�ت�ي عرض���ت يف إفتت���اح املهرج���ان ‪ ،‬الكات���ب‬ ‫والفنان س���عد العرييب كانت له قراءة نقدية‬ ‫هلذه املسرحية ‪:‬‬ ‫( ه���ذه املس���رحية تط���رح وتعربع���ن ث�ل�اث‬ ‫حمط���ات أو ثالث مراحل لث���ورة ‪ 17‬فرباير ‪،‬‬ ‫حي���ث كانت احملطة األول���ي تعربعن احدي‬ ‫األس���ر الليبية الصغ�ي�رة البس���يطة احملدودة‬ ‫الدخ���ل واملوارد والعاجزة ع���ن توفري حاجاتها‬ ‫الضروري���ة مث���ل املس���كن والغ���ذاء واملالب���س‬ ‫‪ ،‬ه���ذه احلال���ة االجتماعي���ة البائس���ة تقابلها‬ ‫حال���ة مادية أكثر بؤس���ا‪ ،‬مرتب رب األس���رة‬ ‫ال يتج���اوز ‪ 350‬دينار والش���اب خريج عاطل‬ ‫عن العمل ‪ ،‬ه���ذا الوضع البائس نتج عنه عند‬ ‫الشاب حالة نفسية متذمرة وساخطة ‪.‬‬ ‫واحملطة الثانيه كانت تعرب عن حالة صراع‬ ‫بني أفراد األس���رة حول ماهو كائن وماجيب‬ ‫ان يكون ‪ ،‬حيث كان الشاب متمردا علي أسرته‬ ‫ومندفع���ا حن���و ه���دف جمهول يف ظ���ل نظام‬ ‫سياسي قمعي ال يرحم ‪ ،‬وكان األب وتسانده‬ ‫األم بقوة مينعان ابنهما من ش���دة االندفاع يف‬ ‫طريق يؤدي به إلي اهلالك والضياع يف دوامة‬ ‫األجهزة األمنية املنتش���رة يف البلد بكثرة ‪ ،‬إال‬ ‫أن الش���اب أثناء مش���اهدته األخبار يف وس���ائل‬ ‫اإلعالم والتواصل االجتماعي شاهد أصدقاءه‬ ‫وأقارب���ه يتس���اقطون صرع���ي الواح���د تل���و‬ ‫اآلخر فيق���رر االلتحاق به���م واالنضمام إلي‬ ‫املظاهرات الثورية الس���لمية م���ن باب النخوة‬ ‫والشجاعة واإلقدام ( الفزعة ) ‪.‬‬ ‫واحملطة الثالثة يف هذه املس���رحية عرب عنها‬ ‫مؤث���ر صوتي ( ش���كرا يا ش���هيد عل���ي اهلدية‬ ‫) وه���ي تعرب عن حال���ة النصر اليت جس���دتها‬ ‫أرواح أكثر من ثالثني ألف شهيد ‪،‬‬ ‫أما من حيث الشكل إذا استثنينا ظروف مكان‬ ‫العرض وعدم توفر املساحة الكافية واإلضاءة‬ ‫املناسبة واملؤثرات الصوتية والضوئية ‪ ،‬إال أن‬ ‫الع���رض مل يس���تطع أن يقنعن���ا م���ن خ�ل�ال‬ ‫احلوار ولغة الزمن ب���أن هناك ثوار حقيقيني‬ ‫داخ���ل ه���ذا النم���وذج الصغ�ي�ر للمجتمع وهو‬ ‫األس���رة ‪ ،‬حي���ث كان األب وكان���ت األم يف‬ ‫منتهي الس���لبية كالهم���ا ‪ ،‬والفت���اة موقفها‬ ‫خج���ول وحمتش���م والش���اب كان مهرج���ا‬ ‫ومشاغبا مما أفسد ش���كل الرقصات اليت أداها‬ ‫الشابان الراقصان ‪ ،‬إال أن الشاب عاد وتألق يف‬ ‫الرقصة الشعبية اليت كانت حتمل األسلوب‬ ‫الكوميدي أكثر من رقص���ة الراب اليت أداها‬ ‫الشابان ‪ ،‬وكان األسلوب الكوميدي من حيث‬ ‫احلرك���ة واحلوار ه���و املس���يطر بالرغم من‬ ‫إنزالق���ه يف التهري���ج يف كثري من املش���اهد ‪،‬‬ ‫أغلب املالبس كانت معربة وواقعية وإختيار‬ ‫الشخصيات من حيث الش���كل واألعمار كان‬ ‫موفق جدا ‪ ،‬املناظر جامدة واملؤثرات الصوتية‬ ‫تفوقت علي باقي عناصر الشكل يف كثري من‬ ‫املش���اهد ‪ ،‬والعرض املسرحي بشكل عام كان‬ ‫جيد ويس���تحق املش���اهدة وحتية كبرية لكل‬ ‫من شارك يف إظهار هذا العمل ‪.‬‬

‫ماذا قالواعن املهرجان‬

‫التشكيلي مرعي التليسي‬

‫الفنان صاحل ابوالسنون‬

‫شاهد وتابع فعاليات مهرجان املسرح‬ ‫الكومي���دي ال���ذي إحتضنت���ه مدين���ة‬ ‫بنغ���ازي العدي���د م���ن الفنان�ي�ن والكتاب‬ ‫والنق���اد والذي���ن عربوا ع���ن انطباعاتهم‬ ‫وآرائهم واليت نرصدها يف هذه املساحة ‪:‬‬ ‫•الفن���ان التش���كيلي مرع���ي التليس���ي (‬ ‫مصم���م ملص���ق املهرج���ان ) ‪ :‬أس���عدني‬ ‫أن أك���ون حاض���را لفعالي���ات مهرجان‬ ‫املس���رح الكوميدي مبدين���ة بنغازي وهو‬ ‫أول املهرجانات املس���رحية اليت تقام بعد‬ ‫قيام ثورة ‪ 17‬فرباير ‪ ،‬كما سعدت بلقاء‬ ‫الفنان�ي�ن واملبدعني بع���د انقطاع طويل ‪،‬‬ ‫املهرجان جيد رغم قلة اإلمكانيات ورغم‬

‫املخرج عبدالعزيز ونيس‬

‫ع���ن وجوده���م كمس���رحيني وجن���وم‬ ‫الكوميديا يف املستقبل ‪.‬‬ ‫•الفنان���ة ه���دي عبد اللطي���ف ( ممثلة‬ ‫وخمرج���ة مس���رحية ) ‪ :‬لق���د أثل���ج‬ ‫صدورن���ا ع���ودة انطالق���ة املهرج���ان‬ ‫الكوميدي يف دورت���ه الرابعة بعد الثورة‬ ‫‪ ،‬نبارك لكم ولنا مجيعا كمسرحيني‪،‬‬ ‫وس���نكون دائم���ا مرآة عاكس���ة لش���عبنا‬ ‫حتاك���ي كل ص���ور احلي���اة ‪ ،‬ش���كرا‬ ‫لعاصم���ة الث���ورة ال�ت�ي منحتن���ا ه���ذا‬ ‫اللق���اء والتواص���ل ‪ ،‬نأم���ل أن نت���دارك‬ ‫السلبيات اليت تواكب عادة املشهد الفين‬ ‫والتنظيم���ي ألي احتف���ال او مهرج���ان‬

‫لقطة من مسرحيات املهرجان‬ ‫قلة املس���ارح ( أماكن العرض املناس���بة‬ ‫واجمله���زة ) ورغ���م أن أغل���ب الع���روض‬ ‫قدمي���ة لكنه���ا خط���وة مهم���ة لتأكي���د‬ ‫حض���ور الف���ن واألدب يف ليبي���ا اجلديدة‬ ‫ولتأكيد عودة احلياة إلي طبيعتها بعد‬ ‫شهور طويلة من احلرب ‪.‬‬ ‫•الفن���ان ص���احل أبوالس���نون ( كات���ب‬ ‫وممث���ل وش���اعر غنائ���ي ) ‪:‬إن اللق���اء‬ ‫والتجمع يف مثل هذه الظروف اليت متر‬ ‫به���ا بالدنا ليبيا يف حد ذاته يعد مكس���ب‬ ‫للمسرح واملسرحيني ‪ ،‬هلذا جاء مهرجان‬ ‫املس���رح الكوميدي يف وقت مناس���ب جدا‬ ‫ليعط���ي انطالق���ة للمس���رح اللييب حنو‬ ‫مس���تقبل ميأله األمل والتفاؤل ‪ ،‬نلمس‬ ‫ذلك من خالل املس���توي الفين للعروض‬ ‫الذي يرق���ي يف بعض األحي���ان للدرجة‬ ‫اجلي���دة ‪ ،‬وحتية للش���باب الذي���ن أعلنوا‬

‫ولنستمد قوتنا لإلنطالقة حنو األفضل‬ ‫وال نكتف���ي بالنق���د وإحص���اء الس���لبيات‬ ‫فم���ا اكثر اإلجيابيات ال�ت�ي متنحنا قوة‬ ‫إظه���ار اإلب���داع ال���ذي بداخلن���ا‪ ،‬ويف هذا‬ ‫احملفل حن���ي كل اجله���ود املبذولة من‬ ‫قبل اللجنة املنظمة هلذه الدورة وأمجل‬ ‫ما فيها لقاء املودة وتصاهر اإلبداع ‪.‬‬ ‫•الفن���ان يوس���ف الك���ردي ( ممث���ل‬ ‫ومدرس مبعهد مج���ال الدين امليالدي )‬ ‫‪ :‬أحي���ي األخوة والزم�ل�اء علي ما قدموه‬ ‫م���ن جه���د وعطاء م���ن اجل ه���ذا الوطن‬ ‫ال���ذي أعط���ي الكثري وبال ح���دود وعلينا‬ ‫ان نق���دم ل���ه ما أخذناه وم���ا تعلمتاه ‪ ،‬إن‬ ‫احل���ب أمجل م���ا نقدمه ‪ ،‬ك���م غمرتين‬ ‫السعادة عندما التقيت بالزمالء واألخوة‬ ‫م���ن كل م���كان وتعرفت عل���ي البعض‬ ‫وه���ذه مي���زة املهرجان���ات ‪ ،‬ويف مهرجان‬

‫هدىعبداللطيف‬

‫املس���رح الكوميدي يف دورت���ه الرابعة يف‬ ‫بنغازي احلبيبة ورغم أنين اشرتكت يف‬ ‫الكثري من املهرجان���ات احمللية والعربية‬ ‫والدولي���ة إال ان هذا املهرج���ان له مذاق‬ ‫خاص حنن يف هذا الوقت حنتاج أن نقدم‬ ‫كل ما يف وس���عنا من أجل إجناز أعمال‬ ‫خلدم���ة ه���ذا الوطن واملواطن‪ ،‬واملس���رح‬ ‫جمالن���ا ومش���اركة يف بن���اء م���ا هدم���ه‬ ‫البعض الذي جيهل هذا الش���عب الطيب‬ ‫‪،‬كما إن�ن�ي أقرتح أن تنظ���م املهرجانات‬ ‫يف مناطق خمتلفة وكل منطقة تقدم‬ ‫مثل هذه املنطقة ال�ت�ي تزخر بالعطاء ن‬ ‫وجيب ان تتكون جلنة من قبل املهرجان‬ ‫ختتار املس���رحيات املشاركة وبعضها ال‬ ‫ترتقي ملس���توي املهرج���ان ولكن حنن يف‬ ‫حالة خاصة متر بها بالدنا احلبيبة ‪.‬‬ ‫•طارق الش���رع ( كاتب وناقد ) ‪ :‬جاءت‬ ‫دورة ه���ذا املهرجان لتؤك���د علي اهمية‬ ‫دور الثقاف���ة والف���ن لبناء ليبي���ا ‪ ،‬جاءت‬ ‫لتؤك���د أن احلي���اة تتأس���س م���ن خالل‬ ‫املظهر الثقايف وه���و املرجعية احلقيقية‬ ‫للث���ورة الليبي���ة ‪ ،‬وإذ نؤك���د عل���ي دور‬ ‫املهرج���ان يف هذه املرحل���ة نأمل أن نري‬ ‫مثل ه���ذه اخلط���وة يف خمتلف أش���كال‬ ‫الفن والثقافة ‪.‬‬ ‫•عبد العزيز ونيس ( خمرج مسرحي )‬ ‫‪ :‬رغم كل ش���يء فاملهرجان كان بادرة‬ ‫طيب���ة إلتف حوهلا املهمومني باملس���رح ‪،‬‬ ‫ودب ح���راك يف مدينة بنغازي ليقول أن‬ ‫بنغازي حتتف���ل بالطمأنينة وهذا مبعث‬ ‫للتفاؤل بأن القادم سيكون أفضل ‪.‬‬ ‫•مج���ال حمم���د ( ممثل ومع���د برامج‬ ‫إذاعية ) ‪ :‬تظاه���رة مجيلة مجعت مشل‬ ‫الفنان�ي�ن م���ن خمتل���ف مناط���ق ليبيا ‪،‬‬ ‫اللقاء مجي���ل العروض املس���رحية غلب‬ ‫عليه���ا الك���م ( ‪ 16‬ع���رض مس���رحي )‬ ‫بعض العروض أفتقد األسس املسرحية‬ ‫م���ن ن���ص ومتثي���ل وإخ���راج ‪ ،‬ب���رزت‬ ‫مواهب ش���ابة نتمين االهتمام بهم فهذه‬ ‫الدم���اء الش���ابة اجلدي���دة هي مس���تقبل‬ ‫املس���رح اللي�ب�ي ‪ ،‬لألس���ف املس���رحيات‬ ‫مل تص���ور تلفزيوني���ا وال أعلم الس���بب ‪،‬‬ ‫اختي���ار الفنان�ي�ن املكرم�ي�ن من خمتلف‬ ‫املناط���ق جي���د خصوص���ا تكري���م الفنان‬ ‫املرح���وم حس���ن الكش���يك ‪،‬أمت�ن�ي يف‬ ‫ال���دورات القادمة للمهرجان مش���اركة‬ ‫األعمال الكوميدية فقط وتش���كل جلنة‬ ‫للمشاهدة واالختيار من الناحية الفنية‬ ‫وليس الرقابية ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 24 - 18 ( - ) 84‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫أمحد بشون‬

‫فريق التقدم حبي (بو زغيبة )‬ ‫فتحي الساحلي‬ ‫تأس���س ه���ذا الفري���ق يف بداي���ة‬ ‫الس���تينات حبي أبي زغيبة وش���ارك يف‬ ‫دوري الدرجة الثالثة يف ذلك الوقت ‪.‬‬ ‫وه���و لي���س (( فري���ق التق���دم )) الذي‬ ‫أسس���ه (( مح���اد الضبي���ع )) يف ح���ي‬ ‫الربك���ة ع���ام ‪ 1954‬م ولكن���ه مح���ل‬ ‫االسم نفسه‪.‬‬ ‫يف بداي���ة تأسيس���ه لع���ب ل���ه العب���ون‬ ‫جيدون أمثال ‪:‬‬ ‫رج���ب إمساعي���ل ( ح���ش ) وف���رج‬ ‫القطعان���ي و عب���د العزي���ز العرب���ي و‬ ‫ميكائي���ل الس���عيطي و امحد إمساعيل‬ ‫و حمم���د العق���وري و س���امل ارحومه ‪..‬‬ ‫وكان ي���درب ه���ذا الفريق األس���تاذ ((‬ ‫فرج بن راشد ))‪.‬‬ ‫يف املوس���م الرياض���ي ‪ 69\68‬م صع���د‬ ‫الفري���ق إلي الدرج���ة األوىل بعد فوزه‬ ‫يف املباراة النهائية على (( فريق اجدابيا‬ ‫)) الذي يس���ـمى اآلن(( فريق التعاون‬ ‫))‪ ،‬بأربعة أهداف هلدفني ‪.‬‬ ‫س���جلها‪ ..‬عب���د الس�ل�ام س���عيد ه���دف‬ ‫وس���ليمان الدرس���ي هدفني وناصر بو‬ ‫سنينة هدف ‪.‬‬ ‫وصعد ((فري���ق التقدم )) الي الدرجة‬ ‫األوىل بفارق األهداف حيث تساوى مع‬ ‫(( فري���ق اجدابي���ا )) يف النقاط ‪ ،‬ولكنه‬ ‫مل يك���ن ل���ه ح���ظ يف اللع���ب بالدرجة‬ ‫األوىل حي���ث صدر ق���رار دمج األندية‬ ‫ذلك الق���رار االرجتال���ي اخلاطئ ‪..‬من‬ ‫قبل وزير العمل و الش���ؤن االجتماعية‬ ‫بتاري���خ ‪ 12‬يناي���ر ‪ 1970‬املواف���ق ‪6‬‬

‫ربيع األول ‪ 1390‬هجري ‪.‬‬ ‫ش���ارك فريق التقدم يف دوري رمضان‬ ‫يف عام���ى ‪ 68\67‬ونال جائزة أحس���ن‬ ‫فري���ق يف ال���دوري بالرغ���م م���ن وجود‬ ‫فرق كب�ي�رة يف البطولة مثل النجمة‬ ‫واألهلي و اهلالل ‪.‬‬ ‫كان من ابرز العبيه ‪:‬‬ ‫سليمان الدرسي ( الشاعر الغناي الذي‬ ‫لعب لفري���ق اهلالل بعد قرار الدمج )‪.‬‬ ‫و عبد الس�ل�ام سعيد و نصر السعيطي‬ ‫وعل���ي الرمل���ي وس���عيد الس���عيطي و‬ ‫ن���ور الدي���ن الرتهوني ش���قيق املرحوم‬ ‫ع���ز الدي���ن الرتهوني الع���ب االهلي و‬ ‫املنتخب‪.‬‬ ‫وق���د اش���رف عل���ى تدري���ب الفريق‬

‫ميادين التوثيق الرياضي‬ ‫عملي���ة التوثي���ق الرياض���ي ه���ي اخلطوة‬ ‫االجيابي���ة واجل���ادة لتأس���يس وإنش���اء (‬ ‫األرش���يف ) وما يش���تمل علي���ه من وثائق‬ ‫ومس���تندات وأوراق وصح���ف وجم�ل�ات‬ ‫وص���ور وغريه���ا ‪ ،‬وعندم���ا نق���ول عبارة (‬ ‫ميادي���ن التوثي���ق الرياض���ي ) فإننا نعنى‬ ‫أن للتوثي���ق التارخيي ع���دد من اجملاالت‬

‫املهم���ة وال�ت�ي يف جمملها الس���بيل األمثل‬ ‫والصحي���ح إىل تأس���يس األرش���يف‬ ‫التارخي���ي الرياضي ال���ذي حيتاجه كل‬ ‫م���ن ل���ه عالق���ة مباش���رة وغري مباش���رة‬ ‫بقطاع اإلعالم الرياضي ‪ ،‬وهو الزاد املعني‬ ‫ل���كل باحث أو دارس ‪ ،‬ولك���ن من يضطلع‬ ‫مبس���ؤولية الكلم���ة والنق���د واخل�ب�ر يف‬

‫األس���تاذ (( عوض عبد اهلل الدرس���ي ))‬ ‫ال���ذي أصبح فيم���ا بعد دكت���ور يف ((‬ ‫علم االجتماع الرياضي ))‬ ‫و الص���ورة املرفقة مع هذا املقال جتمع‬ ‫الفري���ق ال���ذي حتص���ل عل���ى بطول���ة‬ ‫دوري الدرج���ة الثاني���ة موس���م ‪\68‬‬ ‫‪ 1969‬م ‪.‬وهم من اليمني اىل اليسار ‪:‬‬ ‫رمض���ان الدرس���ي ‪ ،‬حمم���د برنوص ‪،‬‬ ‫ف���رج العوام���ي ‪ ،‬ن���ور الدي���ن الرتهوني‬ ‫‪ ،‬مصطف���ى عاش���ور بوزغيبة‪، ،‬س���عيد‬ ‫الس���عيطي ‪ ،‬نصر الس���عيطي ‪ ،‬سليمان‬ ‫الدرسي الوكواك ‪ ،‬علي الرملي ‪ ،‬عبد‬ ‫الكريم الوزري ‪ ،‬علي الربكي ‪.‬‬ ‫و املدرب (( د ‪ .‬عوض عبد اهلل الدرس���ي‬ ‫))‬

‫فيصل فخري‬ ‫مجيع قنوات اإلع�ل�ام الرياضي املختلفة‬ ‫واثر ذلك على طبيعة الثقافة السائدة يف‬ ‫اجملتمع وبني أفراد مجيع الفئات الس���نية‬ ‫يف اجملتم���ع ‪ .‬ويف ه���ذا اإلط���ار س���نحاول‬ ‫اقتط���اف بع���ض الوقائ���ع م���ن األرش���يف‬ ‫التارخيي للنشاط الرياضي ‪.‬‬

‫نشأة األلعاب الرياضية يف ليبيا‬ ‫تتف���ق معظ���م آراء املهتم�ي�ن بعملي���ة‬ ‫التوثي���ق التارخيي للنش���اط الرياضي يف‬ ‫ليبيا ‪ ،‬على أن نش���أة األلعاب الرياضية يف‬ ‫بعض امل���دن الليبية بدأت عقب االحتالل‬ ‫االيطال���ي ال���ذي ب���دأ يف ع���ام ‪ 1911‬م‬ ‫‪ .‬وباحمل���اكاة والتقلي���د وباملش���اهدة‬ ‫ب���دأ الش���باب اللي�ب�ي املمارس���ة العفوي���ة‬ ‫لبع���ض األلع���اب الرياضي���ة وخاص���ة‬ ‫لعبة ك���رة الق���دم بعد مش���اهدة اجلنود‬ ‫االيطالي�ي�ن وه���م ميارس���ون ه���ذا اللعبة‬

‫باملعس���كرات وبالس���احات اخلارجية ‪ ،‬ويف‬ ‫ف�ت�رة العش���رينات وعندم���ا الحظ بعض‬ ‫املس���ؤولني م���ن جن���ود االحت�ل�ال اهتمام‬ ‫املواطن�ي�ن مبش���اهدة لعب���ة ك���رة القدم‬ ‫وممارس���تها ‪ ،‬ونب���وغ بع���ض الصغ���ار من‬ ‫الليبي�ي�ن يف ه���ذا اجمل���ال مس���ح لبعضهم‬ ‫باللعب أحيانا مع الفرق االيطالية ‪ ،‬ومنذ‬ ‫ذل���ك احلني اتس���عت رقعه ممارس���ة لعبة‬ ‫كرة الق���دم بني الش���باب اللييب وخاصة‬ ‫يف مدن طرابلس وبنغازي ودرنه وطربق‬

‫‪ ،‬وخ�ل�ال ف�ت�رة الثالثينات ب���دأت مرحلة‬ ‫تأس���يس فرق كرة القدم العربية ‪ ،‬كما‬ ‫مشل اهتمام الش���باب اللي�ب�ي العاب أخرى‬ ‫فردي���ة مث���ل املالكم���ة والع���اب الق���وى‬ ‫وب���رزت ع���دد م���ن األمس���اء يف خمتل���ف‬ ‫امليادي���ن الرياضي���ة ‪ ،‬كم���ا ب���دأت تتضح‬ ‫مع���امل اإلدارة يف ه���ذا اجملال باألس���اليب‬ ‫العفوية وباالجته���ادات الفردية ولتصبح‬ ‫القاعدة الرئيسية لنشأة اإلدارة يف جمال‬ ‫نشاط الشباب والرياضة ‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫من حياسب األندية‬ ‫الرياضية ‪ ....‬؟ !!‬ ‫األندي���ة الرياضي���ة ال�ت�ي كانت خ�ل�ال فرتات‬ ‫س���ابقة ه���ي العم���ود الفق���ري للرياض���ة واليت‬ ‫أس���همت يف تطورها ووصوهل���ا إىل أعلى املراتب‬ ‫ولي���س م���ن الناحية الفني���ة فق���ط ‪ ..‬ولكن من‬ ‫الناحية الس���لوكية واألخالقية ‪ ..‬واليت قدمت‬ ‫للوط���ن أيض���اً مئ���ات الرياضيني الذي���ن رفعوا‬ ‫راي���ة الوطن عالي���ة يف احملاف���ل الدولية ومئات‬ ‫اإلداري�ي�ن الذي���ن بذل���وا اجله���ود املضني���ة دون‬ ‫مقابل م���ادي عندم���ا كانت الرياض���ة ( هواية‬ ‫) وليس���ت وس���يلة لالسرتزاق والكس���ب وتعمل‬ ‫أيضاً من خالل ( ميزانيات ) بس���يطة ال تتعدى‬ ‫بضع���ة آالف م���ن الدين���ارات ولكنه���ا كان���ت‬ ‫ختضع إلش���راف الوزارة املختص���ة من الناحية‬ ‫املالي���ة وكذل���ك الناحي���ة اإلدارية أيض���اً حتى‬ ‫أن س���جالت حماضر جلس���ات إدارات األندية ال‬ ‫بد أن مت���ر على املكتب املخت���ص يف الوزارة يتم‬ ‫ترقي���م صفحاته���ا ث���م التوقيع عليه���ا وختمها‬ ‫خبتم الوزارة قبل أن تس���لم للنادي وعند انعقاد‬ ‫االجتماع الس���نوي للجمعي���ة العمومية للنادي‬ ‫تلتزم اإلدارة بتقديم وتالوة تقريرها الس���نوي‬ ‫الذي يوضح بالتفصيل ما قامت به خالل السنة‬ ‫م���ن إجن���ازات ويق���وم كذلك أم�ي�ن الصندوق‬ ‫بت�ل�اوة التقري���ر املال���ي ( امليزاني���ة ) وال���ذي‬ ‫يوض���ح اإلي���رادات واملصروفات مرفقة بكش���ف‬ ‫احلس���اب يف املصرف وكل األوراق واملستندات‬ ‫الالزم���ة ويكون ق���د مت اعتمادها م���ن ( املراجع‬ ‫القانوني ) معتم���د ولكل عضو يف اجلمعية حق‬ ‫اإلط�ل�اع على املس���تندات وكثرياً م���ا يتعرض‬ ‫أمني الصن���دوق للمس���اءلة و االنتقاد الش���ديد‬ ‫واحلس���اب العس�ي�ر ‪ ...‬ث���م ج���اء زمن م���ع بداية‬ ‫انق�ل�اب (‪ )69‬أصبحت هذه األندي���ة ال ( رقيب‬ ‫وال حس���يب ) رغ���م أن ميزانياته���ا يف الس���نوات‬ ‫األخرية وصلت إىل مالي�ي�ن الدينارات فصرف‬ ‫غالبيته���ا عل���ى رياضي�ي�ن حملي�ي�ن الكث�ي�رون‬ ‫منه���م ال يس���تحقونها وعلى العب�ي�ن ومدربني‬ ‫م���ن خارج الوطن غري جديرين بها ومن خالل (‬ ‫عقود ) يشوبها " الشك وعدم الوضوح " واجلهات‬ ‫املختص���ة ( تتفرج ) ب���ل تقوم بص���رف األموال‬ ‫لألندي���ة الرياضية وكأنها متعن يف أفس���ادها‬ ‫‪ ..‬وتتن���اوب عل���ى األندي���ة ( إدارة ) بع���د إدارة ‪،‬‬ ‫دون أن جي���ري تس���ليم واس���تالم حقيقي يهتم‬ ‫أول ما يهتم باألمور املالية ومن خالل حسابات‬ ‫األندية يف املصارف وم���ا أكثرها والتأكد من‬ ‫أوجه الصرف ‪.‬‬ ‫ه���ل س���تبادر ال���وزارة اجلدي���دة بتش���كيل جلان‬ ‫متخصص���ة فيها من ( احملاس���بني ) والقانونني‬ ‫و اإلداري�ي�ن وتق���وم مبراجع���ة هذه احلس���ابات‬ ‫وتب���دأ أو ً‬ ‫ال بالف�ت�رة م���ن ‪ 1/1/2011‬أي قب���ل‬ ‫ثورتنا اجمليدة اليت جاءت لتقضي على الفس���اد‬ ‫والتأك���د م���رة أخ���رى عل���ى وج���ه اخلصوص‬ ‫من املالي�ي�ن اليت قدمها النظ���ام املنهار من أجل‬ ‫ش���راء الذمم وإيقاف ( الثورة ) ومعرفة كيف‬ ‫صرف���ت ؟ ‪ ...‬وأي���ن صرف���ت ؟ واإلط�ل�اع عل���ى‬ ‫حماضر جلس���ات اإلدارات أن وج���دت وكل ما‬ ‫يتعلق باألمور املالية واإلدارية ‪.‬‬ ‫املس���ؤولون اجل���دد مطالب���ون بالقي���ام به���ذه‬ ‫اإلج���راءات وس���وف ل���ن يق���ف األمر عل���ى هذه‬ ‫املطالبة فقط !!!‬


‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 24 - 18 ( - ) 84‬ديسمبر ‪)2012‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.