العدد 85

Page 1

‫ميادين يف أملانيا‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪WWW.miadeen.com )2012‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪31 - 25‬‬ ‫السنةالثانية‬ ‫السنة‬ ‫‪)2012‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫أكتوبر‪5 -‬‬ ‫‪30 (( -- )) 85‬‬ ‫العدد (( ‪77‬‬ ‫الثانية‪ -‬العدد‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫األوضاع االنسانية يف مدينة سبها وباألخص كامبو الطيوري‪..‬‬ ‫قصص قصرية‬

‫ك‬ ‫ل عام‬ ‫وأنتم‬ ‫‪....‬؟‬ ‫ن‬

‫خبري ولك‬

‫ليبيا‬

‫من ‪ 24‬ديس‬

‫مرب ‪ 1951‬إ‬

‫ىل ‪ 24‬ديسم‬

‫رب ‪2012‬م‬

‫طارق الذي مل يتب‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫كل عام وأنتم خبري ولكن ‪........‬؟‬ ‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬

‫فاطمةغندور‬

‫سكرتري التحرير‬

‫هليل البيجو‬

‫مراسلو ميادين‬

‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزاوية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫مفتاح ميلود ‪ /‬البيضاء‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬

‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬

‫املراجعة اللغوية‬ ‫صالح السيد أبوزيد‬ ‫لوحة الغالف‬

‫إخراج وتنفيذ‬ ‫حسني محزة بن عطية‬

‫طباعة‬

‫دار النور للطباعة‬

‫ع���ام جدي���د متيز عن غريه بأن دخلت ثورات الريع العرب���ي يف زاوية حرجة ‪،‬كأمنا عام ‪2012‬‬ ‫ع���ام االختناقات ألن االس���تحقاقات اليت طرحتها هذه الثورات ال مثي���ل هلا يف تاريخ العرب ‪ :‬أن‬ ‫تث���ور الش���عوب وأن تعمل من أجل حتقيق الدميقراطية ‪.‬عام ‪ 2012‬ع���ام عنق الزجاجة حيثما‬ ‫ولي���ت وجهك ‪،‬بدأ وكأمنا ما حدث حطم اس���تقرارا تعود الن���اس عليه كما املريض مع مرضه‬ ‫‪،‬ومسعنا البعض يعرب عن غضبه مما حيدث بالرتحم على ما مضى‪.‬‬ ‫لكن احلقيقة اليت يدركها الكافة أن ثورات الربيع العربي ليست مسألة اقليمية حبته ‪،‬وليست‬ ‫مسألة تغيري لنظام سياسي ‪،‬و ال مسألة حيسمها صندوق االقرتاع بل هي أكثر تعقيد من ذلك‬ ‫‪،‬والعام الذى مضى كشف أكثر من تصوراتنا عن تعقيد ما حصل ‪.‬‬ ‫كما بني أن ما حدث يف الشمال االفريقي خالل العامني املاضيني مفتوح اآلفاق على احتماالت‬ ‫متع���ددة وم���ا هو إال ارهاص بتغيري بني���ة اجملتمعات الداخلية ‪ .‬وكان الدس���تور ‪ -‬كما كانت‬ ‫مس���ألة اس���قاط النظام يف العام املاضى ‪ -‬هو أيقونة املستقبل فأصبحنا فجأة يف عراك من أجل‬ ‫هذا املستقبل ‪.‬‬

‫• كل عام وأنتم خبري مع ‪2013‬‬

‫حمم���ل على ظهره مبا حدث خالل ع���ام ‪ 2012‬الذي هو حبق عام الثورة ‪ :‬يف س���وريا مثة‬ ‫ع���ام ّ‬ ‫مش���هد مرعب لذا العام ويكتنف الغموض اليمن والبحرين ‪،‬لكن الش���مال االفريقي كما كان‬ ‫الس���باق يف الثورة كان الس���باق يف الدخول ملعضالتها ‪،‬مصر وتونس عل���ى احملك وليبيا بينهما‬ ‫‪،‬حنن خنوض معركة ليس لنا يف تارخينا أيا زاد نتزوده هلا ‪،‬وإذا ما نظرنا لتجارب الشعوب يف‬ ‫العامل سندرك أننا وجلنا باب اخلروج لكننا مل ندخل بعد باب احلرية ‪،‬لقد غادرنا الديكتاتورية‬ ‫لك���ن ليس مث���ة أين حتى احل�ي�ن ‪،‬و خارط���ة الطريق إىل احلري���ة مل تتمكن الش���عوب من فك‬ ‫خطوطه���ا هذه الش���عوب ال�ت�ي ال تعرف أجبدية احلري���ة ‪ .‬لكن ما مت اخلوض في���ه عام ‪2012‬‬ ‫مض���ن وصعب لكنن���ا مررنا به جبدارة وحت ٍد ‪،‬لقد تقاتلنا بعد أن كن���ا نقاتل معا ‪،‬ولقد حتزبنا‬ ‫وتع���ددت مش���اربنا بع���د أن كنا حزبا واحدا له ه���دف واحد ‪،‬وما عملنا من أجل���ه متكنا منه ‪ :‬أن‬ ‫نكون حنن أصحاب إرادة ‪.‬‬

‫• كل عام وأنتم خبري مع عام ‪2013‬‬

‫مث���ة عقبات مجة يف ليبيا كم���ا يف مصر وتونس وما التهديدات وعملي���ات القتل واالقتتال إال‬ ‫الوجه الصارخ عن عجز نتبينه فينا ‪،‬حنن عاجزون حتى الساعة أمام حالة الشرذمة اليت نعيش‬ ‫وأمام ما يتهدد مس���تقبلنا من سالح املاضى ما مل يزل بعد ‪،‬املاضى هو مستقبل اللحظة الراهنة‬ ‫س���وى تس���مى باألزالم أو األصولي���ة املتطرفة ‪،‬أو ظهر كحالة تش���رذم أمام مهام مس���تعصية‬ ‫يزيدها استعصاء انفراد الشارع بها دون خارطة طريق واستحقاق واضح وبني جيب اجنازه ‪.‬‬ ‫ه���ذا اخلب���ط عش���واء كان يف زخم الثورة يقوى الضعيف لكن الس���اعة يضع���ف القوى ‪،‬من هنا‬ ‫حنن مجيعا حباجة لتقوية الس���لطات كل منفردة وقوية ويف مواجهة مع الس���لطة األخرى ‪|،‬‬ ‫‏‬ ‫و ال جيب وضع البيض يف سلة السلطة التنفيذية وانتظار املعجزات ‪.‬‬ ‫م���ن مه���ام ‪ 2013‬اخلروج م���ن تداخل الس���لطات ومن ع���دم فاعليتها ‪،‬ومن مهام���ه التوجه إىل‬ ‫املس���تقبل واخلروج من حقب���ة املاضى القريب والبعيد ‪،‬ومن مهامه ن���زع فتيل احلروب األهلية‬ ‫بالوقوف معا من أجل الدميقراطية ودس���تورها ‪،‬ليس مبكنة أي قوة تتس�ت�ر بستائر األديان غري‬ ‫الذهاب بنا إىل اجلحيم بقوة وسرعة كما حيدث يف الصومال وأفغانستان ‪،‬أو كما هو حاصل‬ ‫يف اجلزائر اليت دفعت مثنا غاليا من أجل ال شيء ‪.‬‬ ‫كل عام وأنتم خبري يف عامكم القادم ‪2013‬م ولكن باجتياز عام ‪ 2012‬م نكون حقا خبري ‪.‬‬


‫‪03‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫هيومن رايتس ووتش ‪:‬‬ ‫إن على السلطات الليبية أن تعدل القانون لصاحل حظر حماكمة املدنيني أمام احملاكم العسكرية‬ ‫قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن على الس���لطات الليبية‬ ‫أن تلغ���ي ف���وراً احملاكم���ة القائم���ة حب���ق رئي���س اجمللس‬ ‫الوط�ن�ي االنتقال���ي الس���ابق مصطف���ى عب���د اجللي���ل أمام‬ ‫حمكم���ة عس���كرية‪.‬وقالت هيوم���ن رايتس ووت���ش إن على‬ ‫الس���لطات الليبية أن تعدل القانون لصاحل حظر حماكمة‬ ‫املدني�ي�ن أم���ام احملاك���م العس���كرية وأن تضي���ف ضمان���ة‬ ‫للدستور بعدم حماكمة املدنيني أمام احملاكم العسكرية‪.‬‬ ‫قالت هيومن رايتس ووتش إنه جيب إحالة حماكمة عبد‬ ‫اجللي���ل إىل حمكم���ة مدني���ة إن كانت مثة أدل���ة موثوقة‬ ‫على ارتكاب خمالفات‪.‬كانت حمكمة عس���كرية يف بنغازي‬ ‫قد اتهمت مصطفى عبد اجلليل يف ‪ 11‬ديسمرب ‪ 2012‬على‬ ‫صلة مبقتل القائد الس���ابق للقوات املعارضة للقذايف‪ ،‬اللواء‬ ‫عبد الفتاح يونس‪ ،‬الذي اغتيل مبدينة بنغازي يف ‪ 28‬يوليو‬ ‫‪ .2011‬حال���ة القضية حالياً غ�ي�ر واضحة إذ توجد بعض‬ ‫التقارير عن إحالة القضية إىل احملكمة العسكرية العليا‪.‬‬ ‫وق���ال جو س���تورك‪ ،‬نائ���ب املدير التنفيذي لقس���م الش���رق‬ ‫األوس���ط ومشال أفريقيا يف هيومن رايتس ووتش‪“ :‬إحالة‬ ‫املدني�ي�ن للمحاكم���ة أم���ام احملاك���م العس���كرية انتهاك‬ ‫واض���ح للقان���ون الدولي وس���ابقة خط�ي�رة لنظ���ام القضاء‬ ‫اللييب املدني”‪.‬‬ ‫أعل���ن وزير العدل صالح مرغين يف ‪ 19‬ديس���مرب أن الوزارة‬ ‫س���وف تقرتح تعديالت على القانون ملنع حماكمة املدنيني‬ ‫أم���ام حماك���م عس���كرية‪ .‬وتناقل���ت التقاري���ر تصرحيات‬

‫لص�ل�اح مرغين‪“ :‬عب���د اجلليل مدني وس���وف ينطبق عليه‬ ‫القان���ون اجلديد‪ .‬س���وف حتال قضيت���ه إىل حمكمة مدنية‬ ‫بكافة ضمانات احملاكمة العادلة”‪.‬‬ ‫وق���ال جو س���تورك‪“ :‬هذه أنب���اء رائعة م���ن وزارة العدل‪ .‬يف‬ ‫هذه األثناء‪ ،‬البد إما أن يتم إس���قاط القضية أو إحالتها إىل‬ ‫حمكمة مدنية”‪.‬‬ ‫وقالت هيومن رايتس ووتش إن���ه ينبغي على ليبيا أيضاً أن‬ ‫تعدل قانون العدالة العس���كرية حبي���ث يقتصر اختصاص‬ ‫احملاك���م العس���كرية على العس���كريني املتهمني مبخالفات‬ ‫عسكرية الطابع ال غري‪.‬‬

‫مت اتهام عبد اجلليل بعد استدعاءه لالستجواب أمام النيابة‬ ‫العس���كرية ال�ت�ي حتقق يف مقت���ل اللواء عب���د الفتاح يونس‪.‬‬ ‫تش���مل الته���م املنس���وبة إليه “تقوي���ض الوح���دة الوطنية”‬ ‫و”إساءة استخدام السلطة”‪.‬‬ ‫خترق احملاكمات العس���كرية للمدني�ي�ن امليثاق األفريقي‬ ‫حلقوق اإلنسان والشعوب‪ .‬فإجراءات احملاكمات العسكرية‬ ‫ال تس���تويف معاي�ي�ر اس���تقالل القض���اء ومبدأ ع���دم التحيز‬ ‫وخت���رق ضمان���ات إج���راءات التقاض���ي الس���ليمة املكفولة‬ ‫مبوج���ب امل���ادة ‪ 14‬م���ن العه���د الدول���ي اخل���اص باحلقوق‬ ‫املدني���ة والسياس���ية‪ ،‬واليت تنص عل���ى أن للجميع احلق يف‬ ‫احملاكمة أمام حمكمة خمتصة ومستقلة وغري متحيزة‪.‬‬ ‫ورد يف امليثاق األفريقي حلقوق اإلنسان والشعوب – وليبيا‬ ‫دول���ة ط���رف في���ه – يف امل���ادة ‪ ،26‬أن “ يتعني عل���ى الدول‬ ‫األط���راف يف ه���ذا امليثاق ضم���ان اس���تقالل احملاكم”‪ .‬وقد‬ ‫أوضح���ت اللجن���ة األفريقي���ة حلقوق اإلنس���ان والش���عوب‬ ‫– اهليئ���ة املش���كلة ملراقب���ة تنفي���ذ امليثاق – ه���ذه احلقوق‬ ‫يف مبادئه���ا وأدلته���ا اإلرش���ادية املتعلق���ة بكفال���ة احلق يف‬ ‫احملاكم���ة العادل���ة‪ .‬قال���ت اللجن���ة‪“ :‬جي���ب أن يقتص���ر‬ ‫الغ���رض الوحي���د من احملاكم العس���كرية عل���ى املخالفات‬ ‫عس���كرية الطابع متاماً واليت يرتكبها عسكريون‪ .‬وجيب أال‬ ‫يكون للمحاكم العس���كرية يف أي ظ���رف من الظروف أي‬ ‫اختصاص على املدنيني”‪.‬‬

‫درنة حتتفل باليوم العاملي للتطوع‬

‫ميادين ‪ :‬خاص‬ ‫احتفل مكتب وزارة الثقافة واجملتمع املدني‬ ‫مبدين���ة درنة باليوم العامل���ي للتطوع وذلك‬ ‫باملس���رح الوط�ن�ي حي���ث بدا احلف���ل بتالوة‬ ‫مباركة م���ن الذكر احلكي���م عقبه قامت‬ ‫جمموع���ة م���ن أطف���ال مجعي���ة النهض���ة‬ ‫اخلريية بإنش���اد النش���يد الوط�ن�ي يابالدي‬ ‫تلت���ه كلم���ة لألس���تاذ أس���امة الش���اعري‬ ‫مدير مكت���ب وزارة الثقافة واجملتمع املدني‬ ‫مبدين���ة درنة ق���ال فيها بس���م اهلل الرمحن‬ ‫الرحي���م ((فمن تطوع خريا ل���ه ))صدق اهلل‬ ‫العظي���م وق���ال صل���ي اهلل عليه وس���لم ((إن‬ ‫هلل عب���ادا اختصه���م لقض���اء حوائ���ج الناس‬ ‫وحببه���م للخري وحبب اخل�ي�ر إليهم أولئك‬ ‫الناج���ون من عذاب ي���وم القيام���ة ))اإلخوة‬ ‫الك���رام العم���ل التطوع���ي رس���الة س���امية‬ ‫تس���اهم يف تعميق االنتم���اء للوطن وختدم‬ ‫أهداف اجملتمع ويقاس مدى وعي اإلنس���ان‬ ‫بعضويت���ه يف املنظم���ات التطوعي���ة وه���و‬ ‫فرص���ة لتطوي���ر قدرتان���ا وبن���اء املس���تقبل‬ ‫فالتطوع س���لوك حضاري البد من انتهاجه‬ ‫وم���ن ابرز املقاييس إلنس���انية اجملتمع وهو‬ ‫إثبات لروح اجلماعة والتضامن يف اجملتمع‬ ‫وهو مع�ن�ي للتكاف���ل والتعاون واملش���اركة‬

‫والعط���اء والثقة والتضحي���ة واإليثار بعده‬ ‫قدم���ت الطفلة هناء املنص���وري من مركز‬ ‫السعيد للمعوقني أغنية أنا إنسان ثم قدمت‬ ‫جمموع���ة أطف���ال روضة أمن���ة بنت وهب‬ ‫أغني���ة بالدنا زين على زين ث���م تبعه عمل‬ ‫غنائي للفنان عبد الرازق النعاس بعده قدم‬ ‫أطفال مركز احل���ق يف احلياة لوحة فنية‬

‫غنائية ثم مت عرض ش���ريط مرئي بعنوان‬ ‫((ي���وم لألمل))من بطولة ف���اروق بوبيضة‬ ‫وه���و م���ن ذوي االحتياج���ات اخلاصة ومن‬ ‫إعداد وإخراج حس���ن بدوارة وإنتاج املنظمة‬ ‫الليبي���ة ملتالزم���ة داون ث���م كان احلضور‬ ‫الش���عري املمي���ز للش���عراء ف���ارس برط���وع‬ ‫سامل التاوسكي ووس���ام احلمر حيث قدموا‬

‫قصائد لإلنس���ان والوط���ن وكان التكريم‬ ‫م���ن نصي���ب تكري���م اجملل���س احملل���ي درنة‬ ‫الس���ابق لعمله���م كمتطوع�ي�ن ومت تكريم‬ ‫مؤسس���ات اجملتمع املدن���ي التطوعية أمثال‬ ‫مجعي���ة قلع���ة األح���رار ومرك���ز احلق يف‬ ‫احلياة ومجعية النهضة اخلريية و املنظمة‬ ‫الليبي���ة ملتالزمة داون تل���ى التكريم افتتاح‬ ‫معرض للمشغوالت اليدوية ملتطوعات من‬ ‫مجعي���ة النهضة اخلريية ومركز احلق يف‬ ‫احلياة قدم احلفل املذيع مالك اس���تيتة ويف‬ ‫ختام احلفل مت دعوت احلاضرين إىل صالة‬ ‫االس���تقبال لتن���اول املرطب���ات واملش���روبات‬ ‫وع���ن فك���رة ه���ذا احلف���ل قال���ت األس���تاذة‬ ‫مريفت احلداد رئيس قسم العالقات العامة‬ ‫مبكت���ب وزارة الثقاف���ة واجملتم���ع املدن���ي‬ ‫االحتفال بالي���وم العاملي للتط���وع هو ألجل‬ ‫تعري���ف اجملتم���ع وتذك�ي�ره به���ذا الواجب‬ ‫اإلنس���اني فق���د أص���درت اجلمعي���ة العامة‬ ‫لألم���م املتح���دة قراراه���ا رق���م ‪/40/212‬‬ ‫لس���نة ‪1985‬م وال���ذي اق���ر اخلام���س م���ن‬ ‫ش���هر ديس���مرب كي���وم عامل���ي للمتطوعني‬ ‫اس���تنادا للقان���ون العامل���ي حلقوق اإلنس���ان‬ ‫الص���ادر س���نة ‪1948‬م فاملقص���ود بالعم���ل‬ ‫التطوعي هو أي نش���اط أنساني خريي غري‬ ‫حكوم���ي أو ش���به حكوم���ي يقوم ب���ه كيان‬ ‫متطوع���ي أو وطين أو كي���ان أجنيب مانح‬ ‫أو منفذ لرباجمه ويكون النشاط ذا أغراض‬ ‫اجتماعية أو تنموية أو خدمية أو علمية أو‬ ‫حبثية يتم تسجيلها وفقا ألحكام القانون ‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫األوضاع االنسانية يف مدينة سبها وباألخص كامبو الطيوري‪..‬‬

‫يف زيارة لوكيلة الش���ؤون االجتماعية الس���يدة فوزية سيالة‬ ‫اىل منطقة س���بها وباألخ���ص ىل حى كامـــبو الطيورى االس���بوع‬ ‫املاضي عقب حضورها للمشاركة فى ندوة حول املناهضة العنف‬ ‫ض���د املرأة ‪ ،‬للوق���وف ولو بعجال���ة على اح���وال الن���اس والنـــــظر‬ ‫عن القرب ومساعهم واس���تمعت ملس���ئولني وأعضاء مؤســـــس���ات‬ ‫اجملتم���ع املدن���ى يف احلى ومؤك���دة على تلبية املطال���ب التى من‬ ‫املــمك���ن تنــــفـــيـذه���ا وه���ذا ال يــــعن���ى امتـــــــــ�ل�اك عصى موس���ى‬ ‫حبــــــــس���ب تعبرياته���ا فمنطق���ة الكامب���و الطي���ورى هي أحدى‬ ‫االحياء الس���كنية يف مدينة س���بها مسيت بــــذلك نــظ���راً لقهرها‬ ‫لكافة مع���امل الظلم والبطش واالس���تبداد قدميا والي���وم القاهرة‬ ‫مقه���ورة من الداخ���ل تعــرتيه���ا اجل���وع والعطش وس���وء االحوال‬ ‫املعيش���ة ‪..‬فاألوضاع االنس���انية مزرية جداً فمعظ���م هؤالء الناس‬ ‫ميلكون مس���اكن سيئة ال حتميــهم من الربد الشتاء القارص وال‬ ‫ح���رارة الصيف اللهيب وباإلضاف���ة انقطاع متواصل فى الكهرباء‬ ‫واملياه ومل تصل املساعدات واجملهودات التى بدهلا اجلهات املختصة‬ ‫التصدى حلالة الفقر ول���و جــــزئاً يف املنطقة نظراً لعدم التنظيم‬ ‫واعتماده���م عل���ى التوزي���ع العش���وائي س���واء ان كان���ت املنطق���ة‬ ‫حمـتاج���ة ام ال ‪ ،،،‬وعل���ى وزارة الش���ؤون االجتماعية اعادة النظر‬ ‫ٌ‬ ‫حبيث يتم من خالل اجلهات‬ ‫يف إلية تقديم املساعدات االنســـانية‬ ‫املختصة عرب الشؤون االجتماعية يف املنطقة وهى بدورها تــــقوم‬ ‫بالتنس���يق مع اجلمعيات اخلريية املختصة يف املنطقة فهم أدري‬ ‫بأعداد االســــر املــــــــستحقة وظروفهم املـــــعيشية‬ ‫ويرى نشطاء ورؤساء مؤسسات اجملتمع املدنى واالعيان املنطقة‬ ‫البد من ختصيص إمكــــــــانيات مادية للمنطقة كامبو الطيورى‬ ‫وحـــج���ارة م���ن قبـــ���ل وزارة الش���ؤون االجتماعية وذلك بس���بب‬ ‫حاجة أهالي املنطقة املاسة ملـساعدات االنـــــسانية وخصـــوصا أن‬ ‫املسئولني يف الس���ابقني فى الوزارة الشــــؤون االجتماعية سبها مل‬ ‫يقدموا أى معونات كافية هلذه املنطقة ‪.‬‬ ‫كم���ا أن الوص���ف يعجز ع���ن التعبري عن احلــــالة الس���يئة اليت‬ ‫يعـــــيش���ها س���كان احلـــــي وأغلــــبهم م���ن املتقاعدين وذوي الدخل‬

‫بـيــــــان هيأة الدعم واملشورة ‪:‬‬

‫تداعيات التداول اإلعالمي واستدعاء‬ ‫املستشار مصطفي عبد اجلليل‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬ ‫إن هي���أة الدعم واملش���ورة وهي تك���رر الدعوة إلي ض���رورة تفعيل‬ ‫القض���اء بش���قيه املدني والعس���كري وتتابع جمري���ات التحقيقات‬ ‫واحملاكم���ة املعني���ة بقضي���ة اغتي���ال الش���هيد اللواء عب���د الفتاح‬ ‫يونس ورفيقيه‪ ،‬وتداعيات التداول اإلعالمي واس���تدعاء املستشار‬ ‫مصطفي عبد اجلليل‪ .‬فإنها تؤكد علي ما يلي ‪:‬‬ ‫‪ .1‬ليبيا دولة سيادة القانون واجلميع سواء أمام القانون‪.‬‬ ‫‪ .2‬تفعي���ل القض���اء ال زال وس���يضل مطلب���اً أساس���يا وملح���اً‬ ‫للمصاحلة الوطنية والعدالة االنتقالية‪.‬‬ ‫‪ .3‬تثمن اهليأة جتاوب الس���يد املستش���ار وتعاونه الكامل مع هيأة‬ ‫احملاكمة‪.‬‬ ‫‪ .4‬ضرورة اإلسراع يف إظهار احلقيقة يف القضية املذكورة وما‬ ‫تالها من جرائم واغتياالت‪.‬‬ ‫‪ .5‬تس���جل اهليئة اس���تنكارها الشديد لطريقة وأس���لوب التناول‬ ‫اإلعالمي الالمس���ئول للقضايا املطروحة أمام القضاء كما تدين‬ ‫أي اس���تهداف أو متجيد أو إهانة ً‬ ‫ألي كان‪ .‬وان يرتك للقضاء أن‬ ‫يقول كلمته النهائية‪.‬‬ ‫عاشت ليبيا حرة ومستقلة واجملد للشهداء والعزة للوطن‬ ‫هيأة الدعم واملشورة بنغــــــازي‬

‫احملدود والعاطل�ي�ن عن الـــــعمل واألرامل واملطلق���ات ‪ ،‬فانــــعدام‬ ‫العدال���ة ب�ي�ن اجملالس احمللي���ة وتده���ور االوض���اع االقتــــــصادية‬ ‫‪،‬وأصب���ح اجملل���س الفق�ي�ر كاكامبو الطي���وري تأخ���ذ مثال ‪15‬‬ ‫وتعط���ي كل االس���ر ‪ 200‬دين���ار لي�ب�ي وبرغم من تص���ل اعداد‬ ‫االســــر اىل ‪ 11‬فرد او ‪ 8‬أفراد فهم يتساوون يف القيمة التى متنح‬ ‫اليهم مع العلم بعدم أخذ مســــــــتوى الدخل وعدد االفراد يف حني‬ ‫جتد جمالس أخر تصرف لألفراد قد ال يكونون مس���تحقني هلذه‬ ‫املساعدات مبلغ مالي قدره ‪ 500‬دينار لييب‪.‬‬ ‫وكم���ا حال���ت البريوقراطي���ة يف اإلدارة الليبي���ة دون وض���ع حد‬

‫ملعاناة األس���ر ‪ ،‬وتطالب مؤسس���ات اجملتمع يف املنطق���ة اجلنوبية‬ ‫من مجي���ع اجلهات وخاصة الش���ؤون االجتماعية باإلس���راع فورا‬ ‫بتمك�ي�ن العائ�ل�ات الفقرية من توف�ي�ر كل مايلزمهم وبرغم من‬ ‫تصــــني���ف امللفات اىل ثالثة فئات علم���اً أن ثالثة مليون ونصف‬ ‫الشعب الليبيى ال ميلكون كتيبات عائلة ‪،‬ووالتصنيفات هي‬ ‫‪ / 1‬ملفــــــــــــــــــات حتمل كتيبـــــــــــــات العائــــــلة عــــــائـــــدون‬ ‫‪ / 2‬ملفات العــــــــــائــــــــلة ط (الطــــــــــوارق )‬ ‫‪ / 3‬ملفات العائـــــلة ك ع (يعـــــــنى حتت االجراء )‬ ‫باإلضاف���ة إىل انعدام الس���كن الصحي وت���ردي احلياة الصحية‬ ‫ألف���راد احلي حيث نتج عن ذل���ك بااللتهاب العديد من االمراض‬ ‫منه���ا التهــــــ���اب رئ���وي احلــــ���اد مؤخرا والكب���د الوبائ���ي و الدرن‬ ‫وللخروج من هذه االزمة البد من مشاركة واسعة من املنظمات‬ ‫الدولية واألجنبية والوطنية والوزارات ذات العالقة أهمــــها وزارة‬ ‫الش���ؤون االجتماعي���ة ووزارة الرتبية والتعلي���م ووزارة التــــــعليم‬ ‫العال���ي ووزارة الــــصح���ة ووزارة املالي���ة ووزراة االقتصاد ووزارة‬ ‫االس���كان واملراف���ق ووزارة الع���دل وجلن���ة املصـــــاحل���ة الوطني���ة‬ ‫للنق���اش ح���ول احلل���ول املناس���بة ملش���كلة النازحني التى تش���مل‬ ‫احللول الدائمة ملشكلة النزوح من اجلهات الشمالية بعد ثورة ‪17‬‬ ‫فرباير من الــــــــــــتورغاء واجلـــــبل الغربيى ‪.‬‬ ‫فه���ذه املنطق���ة عان���ت كث�ي�راً يف الس���ابق و اآلن تعانى م���ن أثار‬ ‫القص���ف والتدمري الذي حصل من قبل اجمللس العس���كري الغري‬ ‫الش���رعي الت���ى ش���كلها امللش���يات اخلارجة ع���ن القان���ون وبقيادة‬ ‫رئيس اجمللس العس���كري س���بها الذي أشرف ش���خصيا على هذه‬ ‫احلرب ومبـــس���اندة بعض من امليليش���يات القبلية من قبيلة أوالد‬ ‫بوس���يف وأوالد س���ليمان و بتحريض القتل من خالل القنــــــوات‬ ‫التلفزيوني���ة ومنهم عضو اجمللس االنتقاىل عن س���بها عبداجمليد‬ ‫سيف النصر الس���ليماني ورئـــــــــيس االمن الوطــنى سبها حممد‬ ‫بوس���يف حلول الس���ليماني قام بالتحريض من خ�ل�ال قناة ليبيا‬ ‫الوطني���ة مم���ا أدي اىل تدم�ي�ر معظ���م االصـــــــــق���ف واملبــــــان���ي‬ ‫األثـــــــــرية الطينــــــــية اليت بـــنيت منذ عهود‪.‬‬

‫رئيس املؤمتر الوطين العام‬

‫يشيد باخلطوة اليت اختذها رئيس الوزراء مبنح مدينة بنغازي ميزانية للطوارئ‬ ‫أش���اد السيد رئيس املؤمتر الوطين‬ ‫الع���ام الدكت���ور حمم���د يوس���ف‬ ‫باخلط���وة اليت اختذها الس���يد رئيس‬ ‫ال���وزراء عل���ي زي���دان مبن���ح اجمللس‬ ‫احملل���ي بنغ���ازي ميزاني���ة للط���واري‬ ‫تقدر مبائة ملي���ون دينار لييب ‪,‬وذلك‬ ‫لتس���هيل العراقيل املادية اليت تعانيها‬ ‫املدين���ة واليت حت���ول دون حل الكثري‬ ‫م���ن املش���اكل‪ ،‬مث���ل املش���كل األمين‬ ‫والصح���ي وكذل���ك البني���ة التحتية‬ ‫املرتدية اليت تعانيها بنغازي‬ ‫وكان الس���يد املقري���ف ق���د التق���ي‬ ‫األس���بوع املاض���ي مبدين���ة طرابل���س‬ ‫الس���ادة رؤس���اء اجملال���س احمللي���ة‬ ‫عل���ى مس���توى ليبي���ا وكان م���ن بني‬ ‫مقرتحات هذا اللقاء أن متنح اجملالس‬ ‫احمللي���ة ميزانيات للط���واري بدال من‬

‫على أكمل وجه‪.‬‬ ‫وأكد الس���يد املقريف عل���ى ضرورة‬ ‫أن تص���رف ه���ذه األم���وال يف األوجه‬ ‫املخصص���ة هل���ا والتعام���ل معه���ا بكل‬ ‫شفافية وحرص وقال معقباً “يف ظل‬ ‫األزم���ات اليت متر به���ا مدينة بنغازي‬ ‫والكث�ي�ر م���ن امل���دن الليبي���ة االخرى‬ ‫بالتأكي���د أن من���ح ه���ذه امليزاني���ة‬ ‫الطارئ���ه ستس���اعد يف معاجلة الكثري‬ ‫من املش���اكل امللحة اليت ال نستطيع‬ ‫تأجي���ل النظ���ر فيها إىل ح�ي�ن اعتماد‬ ‫ميزاني���ات تتطلب الدراس���ة والوقت”‬ ‫وأض���اف أنه “حي���ث اجملل���س احمللي‬ ‫ببنغازي على إجي���اد آالليات الرقابية‬ ‫ميزانيات تس���يريية وذل���ك حتى يتم الالزمة لضم���ان صرف هذه امليزانية‬ ‫حتاش���ي االختناقات املالية ويتس���نى بكل شفافية‪”.‬‬ ‫هلذه اجملالس أن تقوم باجناز مهامها‬


‫‪05‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫مبادرة التوافق الوطين‬

‫بسم اهلل الرمحن ال ّرحيم‬

‫وثيقة املبادئ واملنطلقات األساسية‬

‫اس���تلهاماً لنض���ال ش���عبنا اللي�ب�ي األب���ي ض���د‬ ‫االس���تعمار اإليطال���ي‪ ،‬ال���ذي توج باالس���تقالل‬ ‫س���نة ‪ ،1951‬ومقاومته الباس���لة لكافة أش���كال‬ ‫الظلم والطغيان واالس���تبداد اليت مارس���ها ضده‬ ‫جالدو انقالب س���بتمرب‪ ،69‬وترس���يخاً للمبادئ‬ ‫واألهداف الس���امية اليت انطلقت من أجلها ثورة‬ ‫‪ 17‬فرباير املباركة‪..‬‬ ‫وتأسيس���اً عل���ى الق���راءة السياس���ية املوضوعية‬ ‫للنتائ���ج ال�ت�ي أس���فرت عنه���ا انتخاب���ات املؤمتر‬ ‫الوطين العام‪..‬‬ ‫وانطالق���اً م���ن القناع���ة الراس���خة ب���أن بق���اء‬ ‫الق���وى السياس���ية‪ ،‬س���واء متثل���ت يف تنظيم���ات‬ ‫حزبي���ة صغرية أو نش���طني أف���راد‪ ،‬متفرقة غري‬ ‫متح���دة‪ ،‬س���وف ي���ؤدي بالض���رورة إىل عجزها‬ ‫ع���ن املش���اركة الفاعل���ة يف التص���دي لقضاي���ا‬ ‫التح���ول الدميقراط���ي‪ ،‬وفقدان الق���وة الدافعة‬ ‫والزخ���م املطل���وب الذي ميك���ن أن توف���ره آليات‬ ‫احلرك���ة اجلماعية املنظمة‪ ،‬من خالل جتميع‬ ‫قدراتهم وإمكاناتهم وإحس���ان توظيفها للوقوف‬ ‫ض���د كافة االحنراف���ات اليت ميك���ن أن تعصف‬ ‫مبنظوم���ة العمل الدميقراط���ي املنظم‪ ،‬ومن ثم‬ ‫مبسرية الثورة وأهدافها االسرتاتيجية‪..‬‬ ‫وانطالق���اً م���ن تنب���ه واع حلقيق���ة أن املرحل���ة‬ ‫ال�ت�ي مير بها احل���راك السياس���ي يف ليبيا تعاني‬ ‫م���ن ضبابية الرؤي���ة السياس���ية‪ ،‬وتفتقد الوعي‬ ‫باملخاط���ر النامج���ة ع���ن تدن���ي مس���توى العمل‬ ‫السياس���ي املنظ���م‪ ،‬وس���وء أداء القوى السياس���ية‬ ‫الواعية واملستنرية‪ ،‬الناتج عن التشرذم والتفرق‪،‬‬ ‫ومن إدراك جلسامة املسؤولية التارخيية امللقاة‬ ‫على عات���ق كافة الق���وى احلي���ة‪ ،‬لتبين موقف‬ ‫سياس���ي واضح يف مواجهة األحداث اليت تعصف‬ ‫بآم���ال وتطلعات الش���عب اللي�ب�ي يف بن���اء دولته‬ ‫املدني���ة الدميقراطي���ة الدس���تورية‪ ،‬والتص���دي‬ ‫لتنفي���ذ كاف���ة االس���تحقاقات‪ ،‬وس���رعة دوران‬ ‫عجل���ة التنمي���ة الش���املة‪ ،‬وحتقي���ق الرفاهي���ة‬ ‫واحلي���اة الكرمي���ة اليت يصب���و إليه���ا كل لييب‬ ‫وليبية‪..‬‬ ‫اتف���ق املش���اركون يف مب���ادرة التواف���ق الوطين‪،‬‬ ‫عل���ى جتمي���ع قواه���م وإمكاناتهم يف إط���ار قوة‬ ‫منظمة سياس���ية واحدة‪ ،‬ينصه���ر فيها اجلميع‪،‬‬ ‫ويضعون هل���ا مرجعيته���ا الفكرية والسياس���ية‪،‬‬ ‫وهيكليته���ا التنظيمي���ة‪ ،‬وخيت���ارون قياداته���ا‬ ‫باألس���لوب الدميقراط���ي الش���فاف‪ ،‬اس���تناداً إىل‬ ‫املب���ادئ واملنطلق���ات األساس���ية اآلت���ي ذكرها‪،‬‬ ‫اليت تتخذها هذه القوة السياس���ية قاعدة تهدي‬ ‫عمله���ا يف املش���اركة يف قي���ادة حركة اجملتمع‬ ‫اللي�ب�ي‪ ،‬حن���و تأس���يس دول���ة تصنع مس���تقبلها‬ ‫املش���رق‪ ،‬وحتتل املركز ال���ذي يليق بها بني أمم‬ ‫العامل‪:‬‬ ‫‪ -1‬الش���رعية الدس���تورية‪ ،‬املتجسدة من خالل‬ ‫اس���تفتاء أفراد الشعب‪ ،‬بأس���لوب االقرتاع السري‬ ‫احل���ر‪ ،‬املكفول���ة ل���ه كل ضمان���ات الش���فافية‬ ‫والنـزاهة‪ ،‬كأس���اس وحيد للحك���م‪ ،‬واعتبار أي‬ ‫س���لطة ال تس���تند إىل إرادة الش���عب س���لطة غري‬ ‫شرعية من الواجب رفضها ومقاومتها‪.‬‬ ‫‪ -2‬الدول���ة املدني���ة الدميقراطي���ة‪ ،‬املبنية على‬

‫األسس التالية‪:‬‬ ‫• الس���يادة للشعب والوالية ملن ينتخبهم لتولي‬ ‫أمور احلكم‪.‬‬ ‫• االلت���زام الكامل بس���يادة الدس���تور والقوانني‬ ‫الوطني���ة واحرتام املواثي���ق واملعاه���دات الدولية‬ ‫اليت تكون ليبيا طرفاً فيها‪.‬‬ ‫• الفصل بني الس���لطات التنفيذية والتشريعية‬ ‫والقضائي���ة‪ ،‬وضم���ان الت���وازن بينه���ا يف‬ ‫الصالحيات واملهام‪.‬‬ ‫• اس���تقالل القض���اء وضم���ان حي���دة ونزاه���ة‬ ‫العاملني يف السلك القضائي جبميع مستوياته‪.‬‬ ‫• الدميقراطية والتعددية السياسية واحلزبية‬ ‫أساس���اً لنظ���ام احلك���م ومنهج���اً للممارس���ة‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫• التداول السلمي للسلطة من خالل انتخابات‬ ‫حرة ونزيهة‪.‬‬ ‫• كفالة حقوق اإلنس���ان وحرياته األساس���ية‪،‬‬ ‫ويف مقدمته���ا حري���ة ال���رأي والتعب�ي�ر‪ ،‬ح���ق‬ ‫التجم���ع الس���لمي يف إط���ار األحزاب السياس���ية‬ ‫والنقاب���ات املهني���ة ومؤسس���ات اجملتم���ع املدني‪،‬‬ ‫وضمان التكافؤ يف احلقوق والواجبات والفرص‬ ‫أمام اجلميع‪.‬‬ ‫• الليبي���ون متس���اوون أمام القان���ون‪ ،‬وال متييز‬ ‫بينهم بس���بب اجلنس أو اللون أو العرق أو اللغة‬ ‫أو املعتقد‪.‬‬ ‫• املواطنة الكاملة حق يكفله الدس���تور جلميع‬ ‫الليبي�ي�ن‪ ،‬واملواطن���ة قوامه���ا علو ال���والء للوطن‬ ‫دومن���ا س���واه م���ن ال���والءات القبلي���ة واجلهوية‬ ‫والعرقية‪.‬‬ ‫• جتري���م ومكافح���ة كاف���ة أس���اليب اإلرهاب‬ ‫والعنف املادي واملعنوي‪ ،‬ونش���ر ثقافة التس���امح‪،‬‬ ‫وحتقي���ق الس���لم األهل���ي القائ���م على املس���اءلة‬ ‫واملكاش���فة واملصاحلة الوطني���ة‪ ،‬يف إطار مبادئ‬ ‫العدالة والقانون‪.‬‬ ‫‪ -3‬الشريعة اإلسالمية مصدر رئيس للتشريع‪،‬‬ ‫ال جيوز خمالفة ما ورد بها من أحكام قطعية‪.‬‬

‫‪ -4‬اللغة العربية لغة الدولة الرمسية‪ ،‬وتدعم‬ ‫الدولة خمتلف مظاهر التن���وع اللغوي والثقايف‬ ‫يف اجملتمع اللييب‪.‬‬ ‫‪ -5‬العل���م واملعرف���ة هما أس���اس ومنطلق صنع‬ ‫التق���دم‪ ،‬وإع���ادة بن���اء احلياة والدول���ة اجلديدة‬ ‫يف ليبي���ا‪ ،‬يف خمتلف جماالت التنمية البش���رية‬ ‫واالقتصادي���ة واالجتماعية‪ ،‬ومنهج للتعامل مع‬ ‫حتدي���ات وقضاي���ا التح���ول احلض���اري‪ ،‬وترعي‬ ‫الدول���ة البح���ث العلم���ي‪ ،‬وتفت���ح اجمل���ال أم���ام‬ ‫املوهوبني والباحثني لتنمية قدراتهم اإلبداعية‪،‬‬ ‫مبا خيدم خطط التنمية املس���تدامة يف خمتلف‬ ‫اجملاالت‪.‬‬ ‫‪ -6‬احملافظ���ة عل���ى س���يادة الوط���ن ووحدت���ه‬ ‫الوطني���ة والرتابي���ة وس�ل�امة وأم���ن س���كانه‬ ‫ومكوناته الثقافية واالجتماعية‪.‬‬ ‫‪ -7‬بن���اء جي���ش وطين حم�ت�رف وعصري‪ ،‬من‬ ‫حي���ث التجهيز والتأهيل‪ ،‬يؤس���س عل���ى عقيدة‬ ‫ال���والء للش���عب والدف���اع ع���ن الوط���ن وتأم�ي�ن‬ ‫حدوده واحرتام سيادة الدستور‪.‬‬ ‫‪ -8‬بناء قوة أمن وطين ودعمها بأحدث وس���ائل‬ ‫التقني���ة‪ ،‬لتحقيق األم���ن للمواطنني واألجانب‪،‬‬ ‫وتأهي���ل أفراده���ا لضم���ان احرتامه���م مب���ادئ‬ ‫حق���وق اإلنس���ان وكرامت���ه‪ ،‬وضم���ان س���يادة‬ ‫القانون على كافة املواطنني دون متييز‪.‬‬ ‫‪ -9‬حتقيق تنمية اقتصادية شاملة ومتوازنة يف‬ ‫مجيع أرج���اء الوطن‪ ،‬ترتكز عل���ى إدارة حملية‪،‬‬ ‫قائم���ة عل���ى الالمركزي���ة‪ ،‬متن���ح صالحي���ات‬ ‫واس���عة للوح���دات احمللي���ة‪ ،‬وتبنى عل���ى قاعدة‬ ‫توس���يع مش���اركة املواطن�ي�ن يف االختي���ار‪ ،‬من‬ ‫خالل انتخاب جمالس احملافظات والبلديات‪.‬‬ ‫‪ -10‬العمل واملبادرة احلرة دعامتان أساس���يتان‬ ‫القتص���اد حي متط���ور‪ ،‬يقوم على القط���اع العام‬ ‫والقط���اع اخلاص والتعاوني‪ ،‬حيس���ن اس���تثمار‬ ‫املوارد واإلمكانات املادية والبش���رية الوطنية‪ ،‬مبا‬ ‫حيقق الكفاية واالستقرار واالزدهار‪ ،‬ومبا يكفل‬ ‫النمو والتنوع والتجدد واملنافسة ومينع االحتكار‬

‫بكافة أشكاله‪.‬‬ ‫‪ -11‬الدولة راعية وكفيلة لكل أبنائها‪ ،‬وتولي‬ ‫عناية خاصة باحملتاجني من كبار السن وذوي‬ ‫االحتياجات اخلاصة‪.‬‬ ‫‪ -12‬تأكي���د دور امل���رأة‪ ،‬وضم���ان متكينها من‬ ‫ممارس���ة حقوقه���ا السياس���ية ومش���اركتها‬ ‫الفاعل���ة يف خمتل���ف مؤسس���ات ومس���تويات‬ ‫صناعة القرار واإلدارة‪.‬‬ ‫‪ -13‬املس���اهمة الفاعل���ة للش���باب يف خمتل���ف‬ ‫مؤسس���ات ومس���تويات صناعة الق���رار واإلدارة‪،‬‬ ‫وتأكيد دورهم يف بناء الدولة اجلديدة‪.‬‬ ‫‪ -14‬القبيل���ة ج���زء م���ن النس���يج االجتماع���ي‬ ‫للوط���ن‪ ،‬هل���ا دور مه���م يف ضم���ان التواص���ل‬ ‫والتكاف���ل االجتماعي بني أفرادها‪ ،‬ويتعني النأي‬ ‫به���ا عن املمارس���ات الس���لبية اليت تفس���د حس���ن‬ ‫سري وانتظام العمل بدولة القانون واملؤسسات‪.‬‬ ‫‪ -15‬العدال���ة االنتقالي���ة ض���رورة لتحقي���ق‬ ‫املصاحلة الوطنية‪ ،‬من خالل‪:‬‬ ‫• تقدي���م من ارتكب���وا جرائم القت���ل والتعذيب‬ ‫واالغتص���اب وس���رقة امل���ال الع���ام‪ ،‬خ�ل�ال حكم‬ ‫الق���ذايف‪ ،‬وقب���ل ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر وبعده���ا‪ ،‬إىل‬ ‫القضاء ليلقوا جزاءهم العادل‪.‬‬ ‫• تس���خري وس���ائل اإلعالم إلزالة م���ا جنم عن‬ ‫حرب التحري���ر من حساس���يات وخصومات بني‬ ‫اجله���ات والقبائل‪ ،‬م���ن خالل العم���ل على خلق‬ ‫حوار ب�ي�ن األطراف‪ ،‬برعاية مؤسس���ات اجملتمع‬ ‫والدول���ة لتقري���ب وجه���ات النظ���ر‪ ،‬م���ن أج���ل‬ ‫تضميد اجلراح‪ ،‬ونشر ثقافة التسامح‪.‬‬ ‫• رفع املظامل ع���ن الناس بكافة أنواعها‪ ،‬وإلغاء‬ ‫كاف���ة القوان�ي�ن واإلج���راءات ال�ت�ي أدت إليه���ا‪،‬‬ ‫وحتمل الدولة مس���ؤوليتها إزاءه���ا‪ ،‬والتعويض‬ ‫عنها بالوسائل املادية واملعنوية‪.‬‬ ‫‪ -16‬الكف���اءة والنزاه���ة هم���ا املعي���اران لتول���ي‬ ‫املناصب والوظائف اإلدارية‪.‬‬ ‫‪ -17‬مكافحة الفس���اد بكافة أش���كاله‪ ،‬وكشف‬ ‫مرتكبي���ه‪ ،‬وااللت���زام بإرس���اء مب���ادئ الش���فافية‬ ‫والنزاهة واحملاسبة يف منظومة القوانني‪.‬‬ ‫‪ -18‬إعالم مهين حر ومستقل‪ ،‬ال سلطان عليه‬ ‫إال ميثاق الش���رف اإلعالمي الذي حيدد أخالق‬ ‫املهن���ة‪ ،‬ويق���ره العاملون به���ا‪ ،‬إىل جان���ب إعالم‬ ‫وطين‪ ،‬ميلكه اجملتمع‪ ،‬ويتوىل مراقبته ومتابعة‬ ‫نش���اطاته‪ ،‬من خ�ل�ال هيئة مس���تقلة‪ ،‬ال ختضع‬ ‫هليمنة السلطة السياسية‪.‬‬ ‫‪ -19‬تب�ن�ي سياس���ات واقعي���ة لبل���وغ مس���تويات‬ ‫متنامية من التكامل السياس���ي واالقتصادي بني‬ ‫الش���عوب وال���دول العربية‪ ،‬باعتب���اره رافداً مهماً‬ ‫لتحقي���ق األم���ن الوط�ن�ي والقومي‪ ،‬م���ن خالل‬ ‫االستثمار األمثل للموارد البشرية واالقتصادية‬ ‫املتاحة يف الدول العربية‪.‬‬ ‫‪ -20‬تب�ن�ي سياس���ة خارجي���ة مس���تقلة‪ ،‬تعتمد‬ ‫اس���تقالل القرار الوطين اللييب‪ ،‬والتعامل الندي‬ ‫م���ع كاف���ة ال���دول قاع���دة هل���ا‪ ،‬وبن���اء عالقات‬ ‫خارجي���ة متوازن���ة مع س���ائر ال���دول الصديقة‬ ‫يف حميط ليبيا العربي واإلس�ل�امي واألفريقي‬ ‫واملتوس���طي وبقية ال���دول‪ ،‬على أس���اس احرتام‬ ‫مبادئ التعايش السلمي وعدم التدخل يف شؤون‬ ‫الغري‪ ،‬وتبادل املصاحل واملنافع‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫مالمـح دولة االستقالل‬

‫ليبيا من ‪ 24‬ديسمرب ‪ 1951‬إىل ‪ 24‬ديسمرب ‪2012‬م‬ ‫كتب ‪ :‬احلسني املسوري‬ ‫يف الذك���رى الواح���دة والس���تني الس���تقالل‬ ‫ليبي���ا نق���ف الي���وم أم���ام مرحل���ة تأس���يس‬ ‫جدي���دة أو كم���ا يس���ميها البع���ض مرحل���ة‬ ‫االس���تقالل الثان���ي ف���األوىل كان���ت ع���ن‬ ‫االس���تعمار االيطال���ي واالن م���ن دكتاتورية‬ ‫مقيت���ة س���قطت بعدما دف���ع الش���عب اللييب‬ ‫مثن كبري وكما امل���رة األوىل كان اجملتمع‬ ‫الدول���ي واألم���م املتحدة حاضرين يف املش���هد‬ ‫اللي�ب�ي يف امل���رة الثانية فعق���ب انتهاء احلرب‬ ‫العاملي���ة الثاني���ة ورغ���م هزمي���ة ايطالي���ا يف‬ ‫احل���رب العاملي���ة الثاني���ة إال أنه م���ن الناحية‬ ‫القانونية كانت تتمتع بالس���يادة على مجيع‬ ‫مس���تعمراتها الس���ابقة ومنها ليبي���ا ومل توقع‬ ‫معاهدة الصل���ح بني ايطاليا ودول احللفاء إال‬ ‫يف س���بتمرب ‪ 1947‬وتركت قضية التصرف‬ ‫يف املس���تعمرات االيطالي���ة لل���دول األرب���ع‬ ‫الكربى اليت وقعت معاهدة الصلح مع ايطاليا‬ ‫فوقعت برقة وطرابلس يف الفرتة من ‪1943‬‬ ‫ح�ت�ي ‪ 1951‬حت���ت اإلدارة الربيطانية‪ ،‬بينما‬ ‫خضعت فزان للس���يطرة الفرنسية ذلك وفقا‬ ‫ملعاه���دة الس�ل�ام ‪ 1947‬حيث ختل���ت إيطاليا‬ ‫ع���ن مجي���ع مطالباته���ا بليبي���ا‪ .‬وق���د كان‬ ‫هن���اك تنافس ش���ديد ب�ي�ن الوالي���ات املتحدة‬ ‫وبريطانيا واألحتاد الس���وفيتى وفرنسا جعل‬ ‫من املس���تحيل يف الوصول إىل أتفاق حيس���م‬ ‫مس���ألة الوصاي���ة عل���ى ليبيا وم���ن أجل ذلك‬ ‫أح���ال األربع الكبار مس���ألة ليبيا يف س���بتمرب‬ ‫‪ 1948‬على األمم املتحدة وبدأت مناقشتها يف‬ ‫أبريل ‪.1949‬‬ ‫وفى هذه األثناء ظهر مش���روع بيفن‪-‬سفورزا‬ ‫وه���و أتف���اق س���رى كان قد جرى ب�ي�ن وزير‬ ‫خارجي���ة بريطاني���ا أرنس���ت بيف���ن ووزي���ر‬ ‫خارجي���ة ايطالي���ا كارل���و س���فورزا وفيه مت‬ ‫األتفاق بني الدولتني يف أن ليبيا حتصل على‬ ‫أس���تقالهلا بعد عش���ر س���نوات على أن توضع‬ ‫أقاليم ليبي���ا الثالث خالل ه���ذه الفرتة حتت‬ ‫وصاية دولية تت���وىل بريطانيا الوصاية على‬ ‫برقة وتتوىل أيطاليا مبوجبها أدارة طرابلس‬ ‫وتتوىل فرنس���ا أدارة فزان ورغم جهود األمري‬ ‫إدري���س السنوس���ي ومجعي���ة عم���ر املخت���ار‬ ‫برئاس���ة املناضل الوط�ن�ي مصطفى بن عامر‬ ‫من اجل االس���تقالل غري أن الزعيم الوطين و‬ ‫املناضل والسياس���ي بشري السعداوي كان له‬ ‫الفضل األكرب يف نيل ليبيا االستقالل حيث‬ ‫كانت األمور تس�ي�ر إلي رفض الطرابلسيني‬ ‫مبايع���ة األمري إدريس السنوس���ي ملكا للبالد‬ ‫لكن وطنية بش�ي�ر السعداوي غلبت مصلحة‬ ‫الوطن علي مصلحة احلزب وحبنكه سياسيه‬ ‫ن���ادرة ع���رف الس���عداوي أن رف���ض مبايع���ة‬ ‫األمري إدريس السنوسي س���يؤدي إلي تقسيم‬ ‫ليبيا وان االس���تقالل لن تناله ليبيا وس���تكون‬ ‫الوصاي���ة عل���ي كل إقلي���م ل���دول احللف���اء‬

‫نتيج���ة حتمية ف���كان قراره الش���جاع بقبول‬ ‫مبايعة األم�ي�ر إدريس السنوس���ي ملكا لليبيا‬ ‫رغم امتعاض أنصار السعداوي ومؤيديه‬ ‫ا وق���دم املش���روع لألم���م املتح���دة للتصويت‬ ‫علي���ه أم���ام اجلمعي���ة العام���ة يف ‪ 17‬ماي���و‬ ‫‪ 1949‬ولتمرري���ه كان يتطل���ب موافق���ة‬ ‫ثلثى األعضاء احلاضرين وعددهم ‪ 58‬دولة‪.‬‬ ‫وجن���ح أح���د أعض���اء الوفد الليبى يف كس���ب‬ ‫تأيي���د ممثل دولة هايتى ل���دى األمم املتحدة‬ ‫وكان صوته هو املرجح الذي أدى إىل سقوط‬ ‫املشروع‪.‬‬ ‫ث���م يف ‪ 21‬نوفم�ب�ر ‪ 1949‬تبن���ت اجلمعي���ة‬ ‫العام���ة لألم���م املتحدة ق���رارا اقرتحت���ه وفود‬ ‫اهلند والعراق وباكس���تان والواليات املتحدة‬ ‫ينص ان ليبيا جيب أن تصبح مس���تقلة قبل ‪1‬‬ ‫يناير ‪ .1952‬فصوت لصاحل القرار ‪ 48‬صوتا‬ ‫ومعارض���ة احلبش���ة وغي���اب تس���ع دول منها‬ ‫فرنسا ومخس دول شيوعية‪.‬‬ ‫ويف ‪ 24‬ديسمرب ‪ 1951‬أعلنت ليبيا استقالهلا‬

‫حت���ت اس���م اململك���ة الليبي���ة املتح���دة بنظام‬ ‫ملكي دس���توري وراث���ي‪ .‬وقد أقرت الدس���تور‬ ‫“اجلمعية الوطني���ة الليبية” مبدينة بنغازي‬ ‫يف ‪ 6‬حم���رم ‪ 1371‬ه���ـ ‏املواف���ق ‪ 7‬أكتوب���ر‬ ‫‪.1951‬‬ ‫دولة االستقالل‬ ‫اململك���ة الليبية املتحدة هي مملكة دس���تورية‬ ‫احتادية يش���كل امللك رأس النظ���ام اإلحتادي‬ ‫امللكي‪ ،‬وهو الذي يع�ي�ن ولي العهد كخليفة‬ ‫ل���ه‪ .‬وعل���ى إث���ر ذل���ك ظهرت م���ع املل���ك قوة‬ ‫سياس���ية يعتد بها‪ ،‬ويتألف اجلهاز التنفيذي‬ ‫للحكومة من رئيس جملس الوزراء وجملس‬ ‫وزراء يعينه امللك ولكنه مس���ؤول أمام جملس‬ ‫األم���ة ال���ذي يتكون م���ن جملس�ي�ن‪ :‬جملس‬ ‫الشيوخ وجملس النواب‪.‬‬

‫جملس الشيوخ‬

‫يتأل���ف جملس الش���يوخ من مثاني���ة ممثلني‬ ‫ع���ن كل م���ن احملافظ���ات الث�ل�اث‪ ،‬أي أربعة‬

‫وعش���رين عضوا يعينه���م امللك‪ .‬ويع�ي�ن امللك‬ ‫رئي���س جمل���س الش���يوخ‪ ،‬وينتخ���ب اجمللس‬ ‫وكيل�ي�ن وتع���رض نتيج���ة االنتخ���اب على‬ ‫امللك للتصديق عليها ويك���ون تعيني الرئيس‬ ‫وانتخاب الوكيلني ملدة س���نتني وجيوز إعادة‬ ‫تعي�ي�ن الرئي���س وانتخ���اب الوكيل�ي�ن‪ .‬م���دة‬ ‫العضوية يف جملس الش���يوخ مثاني س���نوات‪،‬‬ ‫وجي���دد اختي���ار نص���ف الش���يوخ كل أرب���ع‬ ‫س���نوات‪ ،‬ومن انتهت مدته من األعضاء جيوز‬ ‫إع���ادة تعيين���ه‪ .‬وللملك احل���ق يف االعرتاض‬ ‫على التشريعات‪.‬‬ ‫جملس الوزراء‬ ‫يعت�ب�ر امللك هو املس���ؤول ع���ن تعي�ي�ن وإقالة‬ ‫رئي���س الوزراء‪ .‬كم���ا أنه يع�ي�ن ويرفض أي‬ ‫وزير حس���ب طل���ب رئيس ال���وزراء‪ .‬وجملس‬ ‫ال���وزراء ه���و املس���ؤول يف توجي���ه الش���ؤون‬ ‫الداخلي���ة واخلارجي���ة للدولة وهو حماس���ب‬ ‫أمام جمل���س النواب‪ .‬ومبجرد خ���روج رئيس‬


‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫ال���وزراء م���ن منصبه ف���إن هذا ي���ؤدى يف إقالة‬ ‫مجيع الوزراء الذين معه‪.‬‬ ‫تش���كلت يف العهد امللكي ‪ 11‬حكومة خالل ‪18‬‬ ‫عام���ا‪ .‬وه���ذا ج���دول باحلكوم���ات الليبية اليت‬ ‫ترأست السلطة التنفيذية‪:‬‬ ‫حكومة حممود املنتصر عام ‪1951-1954‬‬ ‫حكومة حممد الساقزىل عام ‪1954‬‬ ‫حكومة مصطفى بن حليم ‪1954-1957‬‬ ‫حكومة عبد اجمليد كعبار ‪1957-1960‬‬ ‫حكومة حممد عثمان الصيد ‪1960-1963‬‬ ‫حكومة حمي الدين فكيين ‪1963-1964‬‬ ‫حكومة حممود املنتصر ‪1964-1965‬‬ ‫حكومة حسني مازق ‪1965-1967‬‬ ‫حكومة عبد القادر البدري ‪1967‬‬ ‫حكومة عبد احلميد البكوش ‪1967-1968‬‬ ‫حكومة ونيس القذايف ‪1968-1969‬‬

‫السياسة‬

‫حافظ���ت ليبي���ا يف سياس���تها اخلارجي���ة على‬ ‫وعرف عنها أنها تنتمي لكتلة‬ ‫موقفها احملاي���د ُ‬ ‫احملافظ�ي�ن التقليدي�ي�ن يف جامع���ة ال���دول‬ ‫العربية‪ ،‬اليت أصبحت عضوا فيه سنة ‪.1953‬‬ ‫ويف ذات الس���نة أبرمت ليبي���ا معاهدة صداقة‬ ‫وحتال���ف م���ع بريطاني���ا مل���دة عش���رين عام���ا‬ ‫حي���ث حصلت مبوجبها على مس���اعدات مالية‬ ‫وعسكرية مقابل بناء قواعد عسكرية فيها‪.‬‬ ‫يف نط���اق الش���ؤون اإلقليمية‪ ،‬اس���تفادت ليبيا‬ ‫م���ن ع���دم وج���ود نزاع���ات حدودي���ة متفاقمة‬ ‫م���ع جريانها‪ .‬ث���م أنها كانت إح���دى األعضاء‬ ‫الثالثني املؤسس�ي�ن ملنظمة الوحدة األفريقية‬ ‫اليت أنش���ئت يف ‪ ،1963‬وش���اركت يف نوفمرب‬ ‫‪ 1964‬مع املغرب واجلزائر وتونس يف تشكيل‬ ‫جلنة استشارية مشرتكة تهدف إىل التعاون‬ ‫االقتصادي بني دول مش���ال أفريقيا‪ .‬ومع أنها‬ ‫من أشد املؤيدين للقضايا العربية‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫حركات االس���تقالل يف املغ���رب واجلزائر‪ ،‬إال‬ ‫أن نش���اط ليبيا مل يكن قوي���ا يف النزاع العربي‬ ‫اإلسرائيلي أو السياسات املضطربة بني الدول‬ ‫العربية خالل اخلمس���ينات وأوائل الس���تينات‬ ‫مما أثار حفيظة الرأي العام والطالب خاصة‬ ‫يف وجود قوي للتيار الناصري مما تسس���ب يف‬ ‫أحداث يناير ‪1964‬م يف بنغازي اثر مظاهرات‬ ‫الطلب���ة حيث س���قط ضحايا برص���اص القوة‬ ‫املتحرك���ة مم���ا أدى يف النهاية إىل اس���تقالة‬ ‫دول���ة الرئيس حمي الدين فكيين على خلفية‬ ‫ه���ذه األح���داث وه���ذا األم���ر ق���د يك���ون جعل‬ ‫السياس���ة الليبية تتغري جتاه القضايا العربية‬ ‫وبالرغ���م أن ليبي���ا مل تكن العبا قويا يف رس���م‬ ‫السياس���ة العربي���ة‪ ،‬أال أن دورها كان واضحا‬ ‫يف دع���م القضاي���ا العربي���ة‪ .‬كذل���ك وقوفه���ا‬ ‫الق���وي يف مؤمتر القمة العرب���ي يف اخلرطوم‬

‫س���بتمرب ‪ 1967‬مع اململكة العربية السعودية‬ ‫والكوي���ت وذل���ك بتقدميه���ا دع���م س���خي من‬ ‫عائدات النفط ملساعدة مصر وسوريا واألردن‬ ‫الذي���ن هزمته���م إس���رائيل يف حزيران‪/‬يونيو‪.‬‬ ‫وطرقت للملك إدريس ألول مرة فكرة وذلك‬ ‫بإخت���اذ إجراءات مجاعية لزيادة س���عر النفط‬ ‫يف الس���وق العاملية‪ .‬وعل���ى الرغم من ذلك فقد‬ ‫واصلت ليبي���ا ارتباطها الوثي���ق مع الغرب‪ ،‬يف‬ ‫حني ق���ادت حكومات اململكة اإلجت���اه الداخلي‬ ‫احملافظ باألساس‪.‬‬ ‫داخلي���ا كان���ت قضاي���ا التنمي���ة يف جم���االت‬ ‫التعليم والصحة والش���باب والزراعة والبحث‬ ‫عن م���وارد وتطوير االقتص���اد والرتكيز علي‬ ‫بن���اء الدولة هو اخلط الذي انتهجته حكومات‬ ‫دولة االستقالل‬

‫السكان‬

‫حينما حصلت ليبيا على استقالهلا عام ‪1951‬‬ ‫كان عدد سكان اململكة قد جاوز املليون نسمة‬ ‫غالبيتهم يف والية طرابلس والبقية يف والييت‬ ‫بنغازي وفزان‪.‬‬ ‫يف ع���ام ‪ 1954‬أج���ري يف ليبي���ا أول إحص���اء‬ ‫رمس���ي للس���كان وأعلن���ت نتائ���ج اإلحصاء يف‬ ‫ع���ام ‪ ،1955‬وحبس���ب اإلحص���اء ف���إن إقلي���م‬ ‫طرابس يبلغ���ون ‪ 1,090,830‬وإقليم بنغازي‬ ‫‪ 290,328‬أما فزان فنحو ‪ 54,438‬نسمة‪.‬‬ ‫وبعد عش���ر س���نوات أج���ري التع���داد الثاني يف‬ ‫ع���ام ‪ 1964‬حي���ث بلغ جمم���وع س���كان البالد‬ ‫‪ 1,559,399‬نسمة ويف عام ‪ 1968‬قدر عدد‬ ‫السكان بنحو ‪ 1,802,000‬نسمة فيما أظهرت‬ ‫نتائج أول إحصاء بعد انقالب سبتمرب أن عدد‬ ‫سكان ليبيا يبلغون ‪ 2,249,237‬نسمة‬

‫التقسيم اإلداري للمملكة الليبية‬

‫بع���د اس���تقالل اململك���ة الليبي���ة ع���ام ‪1951‬‬ ‫كانت اململكة تنقسم إىل ‪ 3‬واليات هي والية‬ ‫طرابل���س ووالية برقة ووالية فزان‪ ،‬ومتتعت‬

‫كل والية من الواليات الثالث باحلكم الذاتي‬ ‫من خالل حكوم���ة إقليمه إضافة إىل جملس‬ ‫نياب���ي حمل���ي‪ .‬والي���ة طرابلس ه���ي الوالية‬ ‫األكثر س���كانا واألكثر كثافة س���كانية من‬ ‫ب�ي�ن الوالي���ات اململكة الليبي���ة يف حني كانت‬ ‫ف���زان ه���ي الوالي���ة األصغ���ر م���ن حي���ث عدد‬ ‫السكان‪.‬‬ ‫الوالية العاصمة املساحة‬ ‫والية طرابلس طرابلس ‪ 276,000‬كم‪²‬‬ ‫والية برقة بنغازي ‪ 850,000‬كم‪²‬‬ ‫‪ 631,000‬كم‪²‬‬ ‫والية فزان سبها ‬

‫إصالحات عام ‪1963‬‬

‫بع���د التعدي�ل�ات الدس���تورية لع���ام ‪ 1963‬مت‬ ‫ح���ل الواليات الثالث اليت تتأل���ف منها اململكة‬ ‫الليبي���ة وتش���كيل ب���دال منه���ا ‪ 10‬حمافظ���ات‬ ‫جديدة هي‪:‬‬ ‫حمافظة طرابلس‬ ‫حمافظة بنغازي‬ ‫حمافظة مصراتة‬ ‫حمافظة البيضاء‬ ‫حمافظة الزاوية‬ ‫حمافظة سبها‬ ‫حمافظة درنة‬ ‫حمافظة اخلمس‬ ‫حمافظة أوباري‬ ‫حمافظة غريان‬

‫االقتصاد‬

‫م���ع االس���تقالل وتأس���يس اململك���ة الليبي���ة‬ ‫املتح���دة واجه���ت ليبيا العديد م���ن الصعوبات‬ ‫االقتصادي���ة وعج���زا يف موازنته���ا األمر الذي‬ ‫دف���ع اململك���ة إىل االعتم���اد عل���ى املس���اعدات‬ ‫اخلارجية‪ ،‬مل يكن للمملكة أية موارد طبيعية‬

‫‪07‬‬

‫قب���ل اكتش���اف النف���ط كم���ا أنه���ا افتق���رت‬ ‫للعمال���ة املدربة يف حني كانت نس���ب األمية‬ ‫عن���د االس���تقالل تبل���غ ‪ 72%‬ب�ي�ن الذك���ور‬ ‫و‪ 95%‬بالنس���بة لإلن���اث وبالرغ���م م���ن كل‬ ‫التحدي���ات االقتصادي���ة فق���د كان���ت اململكة‬ ‫تع���ول على قطاعه���ا الزراع���ي إذ كانت تأمل‬ ‫أن تضخ فيه االس���تثمارات لزيادة احلاصالت‬ ‫الزراعية وتوسيع الرقعة الزراعية‪.‬‬ ‫الرواتب واألجور احلكومية يف إقليم طرابلس‬ ‫ترتواح بني ‪ 4,600‬و‪ 11,000‬لرية طرابلسية‬ ‫ش���هريا عام ‪ .1951‬أما العمال فاألجر األدنى‬ ‫ال���ذي يتقاض���اه العامل غري احمل�ت�رف هو ‪80‬‬ ‫ل�ي�رة طرابلس���ية بالي���وم أي م���ا يع���اد ‪16.7‬‬ ‫ق���رش (‪ 100‬ق���رش تع���ادل جني���ه لي�ب�ي) يف‬ ‫حني حيصل العامل احمل�ت�رف على ‪ 104‬لرية‬ ‫يومي���ا أي ‪ 21.7‬ق���رش‪ ،‬العمال غ�ي�ر املاهرين‬ ‫يف القط���اع الزراعي يتقاضون من ‪ 50‬إىل ‪70‬‬ ‫لرية يوميا‪.‬‬ ‫خ�ل�ال الس���نة املالي���ة ‪ 1951-1952‬حصلت‬ ‫ليبيا على ‪ 4‬ملي���ون دوالر لدعم عجز املوازنة‬ ‫الليبي���ة فيم���ا ق���دم برنام���ج النقط���ة الرابعة‬ ‫مليون دوالر أمريكي لليبيا‪.‬‬ ‫ويف موازن���ة ع���ام ‪ 1952-1953‬ق���درت‬ ‫اإليرادات مبا ال يزيد ع���ن ‪ 3,600,000‬جنيه‬ ‫إس�ت�رليين يقابله���ا ‪ 4,984,129‬جنيه نفقات‬ ‫عام���ة وقدمت اململك���ة املتح���دة ‪4,200,000‬‬ ‫دوالر أمريك���ي لدعم عجز املوازن���ة فيما قدم‬ ‫برنامج النقطة الرابعة األمريكي مبلغ مليون‬ ‫دوالر أمريكي لدعم التنمية يف ليبيا‪.‬‬ ‫يف ‪ 30‬يولي���و ‪ 1953‬وقع���ت ليبيا م���ع اململكة‬ ‫املتح���دة اتفاقي���ة تع���اون عس���كري وقد نصت‬ ‫االتفاقي���ة عل���ى ح���ق بريطانيا إقام���ة قواعد‬ ‫عس���كرية يف ح���دود اململك���ة الليبي���ة مقاب���ل‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫مس���اعدات اقتصادي���ة‪ ،‬حبيث تدفع‬ ‫اململك���ة املتح���دة حلس���اب اململك���ة‬ ‫الليبي���ة مبل���غ ‪ 2,800,000‬دوالر‬ ‫أمريك���ي س���نويا ألول ‪ 5‬س���نوات‬ ‫إضافة إىل مبلغ ‪ 7,700,000‬دوالر‬ ‫أمريك���ي س���نويا ملوازن���ة امليزاني���ة‬ ‫العامة لليبيا‪.‬‬ ‫يف ‪ 9‬س���بتمرب ‪ 1954‬وقع���ت ليبي���ا‬ ‫مع الواليات املتح���دة اتفاقا حتصل‬ ‫الوالي���ات املتح���دة مبوجب���ه عل���ى‬ ‫حق���وق قاع���دة عس���كرية مل���دة ‪20‬‬ ‫عاما قابلة للتجديد مقابل ‪ 5‬مليون‬ ‫دوالر للسنة األوىل و‪ 2‬مليون دوالر‬ ‫لكل عام بعد العام األول‪ .‬وكان أهم‬ ‫املنش���آت الوالي���ات املتح���دة يف ليبيا‬ ‫هي قاعدة ويل���وس اجلوية بالقرب‬ ‫من طرابلس‪.‬‬ ‫يف عام ‪ 1955‬أقام���ت ليبيا عالقات‬ ‫دبلوماس���ية كامل���ة م���ع االحت���اد‬ ‫الس���وفييت وقبل���ت أوراق اعتم���اد‬ ‫السفري الس���وفييت يف ليبيا يف يناير‬ ‫‪ 1955‬وإن كان���ت ق���د رفض���ت‬ ‫املعون���ة االقتصادي���ة ال�ت�ي عرضها‬ ‫االحت���اد الس���وفييت يف الع���ام ال���ذي‬ ‫يليه (‪ ،)1956‬يف ع���ام ‪ 1958‬قبلت‬ ‫ليبيا مس���اعدة اقتصادية س���وفيتية‬ ‫بقيم���ة ‪ 28‬ملي���ون دوالر أمريك���ي‬ ‫تتضم���ن منح���ة بقيم���ة ‪ 3‬ملي���ون‬ ‫دوالر لبن���اء مستش���فيني وتدري���ب‬ ‫طواقمه���ا الطبي���ة يف اجلامع���ات‬ ‫السوفيتية‪.‬‬ ‫واف���ق جمل���س األم���م املتح���دة‬ ‫للمس���اعدة التقني���ة وكج���زء من‬ ‫حزم���ة مس���اعدات واس���عة عل���ى‬ ‫تش���ديد رعاي���ة برنامج املس���اعدات‬ ‫التقني���ة لدع���م تنمي���ة الزراع���ة‬ ‫والتعلي���م‪ .‬فتأسس���ت يف بنغ���ازي‬ ‫اجلامع���ة الليبية يف ‪ 1955‬مبوجب‬ ‫مرس���وم ملك���ي‪ .‬فس���اهمت يف‬ ‫مس���اعدات التنمية الدول الكربى ال‬ ‫س���يما بريطانيا والوالي���ات املتحدة‪،‬‬ ‫فحدث حتس���ن اقتصادي ثابت‪ ،‬وإن‬ ‫كان بوت�ي�رة بطيئ���ة‪ ،‬واس���تمرت‬ ‫ليبي���ا يف فقره���ا معتم���دة اعتم���ادا‬ ‫كب�ي�را عل���ى املس���اعدات اخلارجية‬ ‫حتى ظهور النفط‪.‬‬

‫احلقبة النفطية‬

‫تغري هذا الوض���ع فجأة تغريا كبري‬ ‫يف يوني���و ‪ 1959‬عندم���ا اكتش���ف‬

‫منقب���وا ش���ركة إس���و (مسي���ت‬ ‫الحق���ا اكس���ون) مواق���ع حلق���ول‬ ‫نف���ط رئيس���ية يف الزلط���ن بربق���ة‬ ‫ثم توال���ت االكتش���افات تباعا وبدأ‬ ‫أصح���اب االمتياز بتس���ريع التنمية‬ ‫االقتصادي���ة والذي ع���اد ‪ 50%‬من‬ ‫األرب���اح للحكوم���ة الليبي���ة عل���ى‬ ‫ش���كل ضرائب‪ .‬وتكمن مزايا النفط‬ ‫اللييب يف أس���واق النفط ليس فقط‬ ‫يف الكمي���ات املتوف���رة ولك���ن أيض���ا‬ ‫يف ج���ودة نفطها اخلام‪ .‬وقد س���اعد‬ ‫التق���ارب ب�ي�ن ليبي���ا وأورب���ا بعم���ل‬ ‫وصل���ة مباش���رة إليه���ا ع���ن طريق‬ ‫البح���ر‪ ،‬وه���و م���ن مزاي���ا التس���ويق‬ ‫املفي���دة وح���ول اكتش���اف النف���ط‬ ‫واس���تغالله ه���ذا البل���د الفق�ي�ر ذو‬ ‫الكثافة السكانية املنخفضة إىل بلد‬ ‫غ�ن�ي ومس���تقل وبإمكانيات واس���عة‬ ‫النط���اق للتنمي���ة‪ .‬وقد ش���كلت تلك‬ ‫الف�ت�رة نقط���ة حت���ول رئيس���ية يف‬ ‫التاري���خ اللييب‪ .‬وقد متت يف البداية‬ ‫املوافق���ة عل���ى قانون النف���ط اللييب‬ ‫س���نة ‪ 1955‬وع���دل يف ‪ 1961‬ث���م‬ ‫يف ‪ 1965‬لزي���ادة حص���ة احلكوم���ة‬ ‫الليبية من عائدات النفط‪.‬‬ ‫وبتق���دم تنمية امل���وارد النفطية مع‬ ‫بداي���ة الس���تينات‪ ،‬ب���دأت ليبي���ا أول‬ ‫خط���ة مخس���ية ‪.1963-1968‬‬ ‫ولك���ن تل���ك الث���روة النفطي���ة‬ ‫اجلدي���دة ج���اءت بنتيج���ة س���لبية‬ ‫واح���دة وه���و االخنف���اض احل���اد يف‬ ‫اإلنت���اج الزراع���ي بس���بب اإلهم���ال‪.‬‬ ‫م���ع أن سياس���ة الدول���ة الداخلي���ة‬ ‫اس���تمرت حبال���ة اس���تقرار‪ ،‬ولك���ن‬ ‫ش���كل احلكومة االحتادية كان قد‬ ‫أثبت ع���دم الكف���اءة والب���طء‪ .‬حتى‬ ‫ضم���ن رئي���س الوزراء حم���ي الدين‬ ‫فكي�ن�ي يف أبري���ل ‪ 1963‬اعتم���اد‬ ‫الربملان ملش���روع قانون أق���ره بعدها‬ ‫املل���ك ألغ���ى احلكوم���ة االحتادي���ة‬ ‫ووض���ع مكان���ه حكوم���ة مركزيه‪،‬‬ ‫أي دول���ة ذات حك���م ملكي حبكومة‬ ‫مركزية مهيمنة‪ .‬وظهرت تشريع‬ ‫جديد ألغى التقس���يم القديم املكون‬ ‫من برق���ة وطرابلس وفزان وقس���م‬ ‫البلد إىل عش���ر حمافظ���ات جديدة‪،‬‬ ‫وي���رأس كل منه���ا حمافظ معني‪.‬‬ ‫نقحت السلطة التشريعية الدستور‬ ‫س���نة ‪ 1963‬لتعكس تغي�ي�ر الدولة‬

‫م���ن حكوم���ة احتادي���ة إىل س���لطة‬ ‫مركزية‪.‬‬

‫انقالب سبتمرب‬

‫انتهت امللكية يف ليبيا يف ‪ 1‬س���بتمرب‬ ‫‪ 1969‬عن���د قي���ام جمموع���ة م���ن‬ ‫ضباط اجليش بقيادة املالزم معمر‬ ‫الق���ذايف بانقالب ض���د امللك إدريس‬ ‫عندم���ا كان يف تركي���ا يف رحل���ة‬ ‫عالج‬ ‫كان املل���ك ق���د ق���رر التخل���ي ع���ن‬ ‫الع���رش إىل ول���ي عه���ده األم�ي�ر‬ ‫احلسن الرضا وذلك عند وجوده يف‬ ‫تركيا لالستش���فاء بوثيقة مؤرخة‬ ‫يف ‪ 4‬أغس���طس ‪ 1969‬عل���ى ان‬ ‫يبدأ س���ريان مفعوهلا يف ‪ 2‬س���بتمرب‬ ‫‪ 1969‬وذل���ك بس���بب ك�ب�ر س���نه‪،‬‬ ‫ولك���ن االنقالب اس���تبق ذل���ك بيوم‪.‬‬ ‫وبعد اإلطاحة بالنظ���ام امللكي تغري‬ ‫اسم اململكة الليبية إىل اجلمهورية‬ ‫العربية الليبية‪.‬‬ ‫وقد نب���ه الرئيس التونس���ي الراحل‬ ‫احلبي���ب بورقيب���ة إىل إمكاني���ة‬ ‫حدوث انقالب ‪-‬ال���ذي أتى بالقذايف‬ ‫إىل احلكم‪ -‬حني طلب من الس���فري‬ ‫اللي�ب�ي يف تون���س يف مطل���ع س���نة‬ ‫‪ 1969‬نق���ل رس���الة عاجل���ة إىل‬ ‫املل���ك إدري���س السنوس���ي فحواه���ا‬ ‫أن ليبي���ا تش���كو من فراغ���ات ثالثة‪،‬‬ ‫ف���راغ دميغرايف وفراغ ثق���ايف وفراغ‬ ‫سياسي‪ ،‬وذلك قبل أربعة أشهر من‬ ‫حدوث االنقالب الذي أطاح بامللك‪.‬‬ ‫ونف���ذ انق�ل�اب س���بتمرب ل ُيعلن قيام‬ ‫ث���م‬ ‫اجلمهوري���ة العربي���ة الليبي���ة‪َّ ،‬‬ ‫أعل���ن يف ‪ 2‬م���ارس ‪ 1977‬ع���ن بدء‬ ‫“سلطة الش���عب” وغري اسم الدولة‬ ‫إىل اجلماهريي���ة العربي���ة الليبي���ة‬ ‫الش���عبية االش�ت�راكية وأض���اف‬ ‫الحقاً كلمة “العظمى”‬ ‫ش���هدت ف�ت�رة حك���م القدايف س���جل‬ ‫حافال وانتهاكات صارخة حلقوق‬ ‫اإلنس���ان وزاد قمع احلريات وتقنني‬ ‫الصحاف���ة والرقابة على املطبوعات‬ ‫وزاد س���جناء ال���راى والس���جناء‬ ‫السياس���يني وغيب���وا وقت���ل املئ���ات‬ ‫منهم والتنكيل والتهجري بأس���رهم‬ ‫وزاد اخل���وف م���ن أجه���زة األم���ن‬ ‫والبوليس السياسي‪ .‬وال ننسى فرتة‬ ‫االعدام���ات اجلماعي���ة ال�ت�ي راجت‬ ‫يف نهاي���ة الس���بعينات ومنتص���ف‬

‫الثمانيني���ات وراح ضحيته���ا العديد‬ ‫م���ن طلب���ة اجلامع���ات واملثقف�ي�ن‬ ‫وأصحاب الفكر السياس���ي املناهض‬ ‫لفكر القدافى واعدموا يف الساحات‬ ‫وامليادين واجلامعات‪.‬‬ ‫كان���ت العالق���ات عموم���اً متوترة‬ ‫بني الق���ذايف والغرب خ�ل�ال ُمعظم‬ ‫َ‬ ‫ووص���ل األم���ر إىل‬ ‫ف�ت�رة حكم���ه‪،‬‬ ‫ح���د ف���رض ُعقوب���ات قاس���ية ض���د‬ ‫ليبي���ا يف جملس األم���ن الدولي عام‬ ‫‪،1989‬بسبب قضية لوكربي لكن‬ ‫مع ذلك َ‬ ‫فبعد رفع اجمللس لعقوباته‬ ‫َ‬ ‫يف ع���ام ‪1998‬ع���ادت العالقات بني‬ ‫للتحس���ن بس���رعة‬ ‫ليبي���ا والغ���رب‬ ‫ُّ‬ ‫والتوطد إىل حد كبري‪ ،‬ومن ضمن‬ ‫ذل���ك دفع���ه تعويضات مبق���دار ‪2.7‬‬ ‫بلي���ون دوالر إىل الغرب عام ‪2003‬‬ ‫ثم تفكيكه‬ ‫بسبب التوترات السابقة‪َّ ،‬‬ ‫ألجهزت���ه النووية وإلغ���اء برناجمه‬ ‫النووي وإه���داء خمططاته ومعداته‬ ‫كاف���ة إىل الوالي���ات املتح���دة‬ ‫األمريكية‬

‫ثورة‪ 17‬فرباير‬

‫وعقب ان���دالع ثورات الربيع العربي‬ ‫يف تون���س ومص���ر كان الش���عب‬ ‫اللييب هو األخر مع موعد مع ثورته‬ ‫ال�ت�ي انطلق���ت يف فرباي���ر ‪2011‬م‬ ‫مبدينة بنغازي حي���ث خرج اآلالف‬ ‫للتظاهر يف مس���اء ي���وم الثالثاء ‪15‬‬ ‫فرباير أم���ام مديرية األمن مبدينة‬ ‫بنغ���ازي احتجاج���ا عل���ى اعتق���ال‬ ‫وس���رعان ما‬ ‫احملامي فتح���ي تربل ُ‬ ‫ج���ا َءت جمموع���ة م���ن البلطجي���ة‬ ‫الذين كانوا يَهتفون تأييداً للعقيد‬ ‫معمر الق���ذايف وهامجت املحُ تجني‪،‬‬ ‫فتط��� َوّرت املُظاه���رة إىل اش���تباك‬ ‫عني���ف اس��� َتخدم فيه���ا الرص���اص‬ ‫احل���ي ومض���اد الطائ���رات لقم���ع‬ ‫املتظاهرين لتشتعل الثورة يف مدن‬ ‫الزنت���ان والبيض���اء ودرن���ة وطربق‬ ‫واجدابي���ا ومصرات���ه والزاوي���ة‬ ‫وجبل نفوس���ة وبعد حترير بنغازي‬ ‫بأس���بوع مت اإلع�ل�ان ع���ن تأس���يس‬ ‫اجملل���س الوط�ن�ي االنتقال���ي اللييب‬ ‫برئاس���ة املستش���ار مصطف���ي عب���د‬ ‫اجلليل الذي َّ‬ ‫أكد أن تشكيله كان‬ ‫مع قيادات الثوار يف مجيع‬ ‫بالتعاون َ‬ ‫مدن الب�ل�اد‪ ،‬وأن لدي���ه جمالس يف‬ ‫ولي���س من الوارد عنده‬ ‫كافة املدن‬ ‫َ‬

‫بأي شكل من األشكال تقسيم ليبيا‪،‬‬ ‫فيما َ‬ ‫أعلن ث���وار مصرات���ه والزاوية‬ ‫وتاج���وراء وطرابل���س والزنت���ان‬ ‫ونالوت وزواره ومناطق جبل نفوسه‬ ‫أن م���دن الغرب تضع نفس���ها َ‬ ‫حتت‬ ‫إدارة اجملل���س االنتقال���ي وتعت�ب�ره‬ ‫املمث���ل الش���رعي والوحي���د لليبيني‬ ‫وقد حترك اجملتمع الدولي حلماية‬ ‫املدني�ي�ن الليبي�ي�ن بع���د م���ا قام���ت‬ ‫كتائ���ب الق���ذايف بارت���كاب جم���ازر‬ ‫يف ح���ق املدني�ي�ن الع���زل حي���ث قام‬ ‫املن���دوب اللييب باألم���م املتحدة عبد‬ ‫الرمح���ن ش���لقم مبطالب���ة اجملتمع‬ ‫الدول���ي إل���ي التدخ���ل حلماي���ة‬ ‫الش���عب اللي�ب�ي ال���ذي أصب���ح يقتل‬ ‫عل���ي أي���دي الق���ذايف وأبن���اءه حيث‬ ‫ص���د َر ق���رار رمس���ي بش���أن محاية‬ ‫املدني�ي�ن يف ليبيا من جملس األمن‬ ‫الدول���ي‪ ،‬وبعد ‪ 8‬أش���هر م���ن الثورة‬ ‫والتضحيات الكبرية اس���تطاع الثوار‬ ‫حتري���ر العاصم���ة طرابل���س وف���ر‬ ‫العقيد القذايف منه���ا الذي فر هاربا‬ ‫إلي مدينة س���رت ويف يوم اخلميس‬ ‫املواف���ق ‪ -2011 -10 20‬متك���ن‬ ‫الثوار من اعتقال معمر القذايف بعد‬ ‫م���ا كان خمتب���ئ يف أنبوب صرف‬ ‫مي���اه األمطار وقتل���ه لتنتهي بذلك‬ ‫مرحلة حكم القذايف الس���وداء وتبدأ‬ ‫مرحل���ة تأس���يس جدي���دة أو كم���ا‬ ‫يس���ميها البعض مرحلة االستقالل‬ ‫الثاني‪.‬‬

‫املصادر‬

‫شكري حممد((‪))2005‬؛السنوسية‬ ‫دي���ن ودول���ه ؛الطبع���ة الثاني���ة‬ ‫؛لن���دن ‪:‬مرك���ز الدّارس���ات الليب ّية‬ ‫(أكسفورد ‪ /‬بريطانيا)‬ ‫الس���بكي آمال ((‪))1991‬؛ اس���تقالل‬ ‫ليبيا ؛القاهرة ‪:‬مكتبة مدبولي‬ ‫حبي���ب هن���ري ((‪))1981‬ليبيا بني‬ ‫املاضي واحلاضر؛طرابلس ‪ :‬املنش���اة‬ ‫الشعبية للنشر والتوزيع‬


‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫‪09‬‬

‫احلدود اجلنوبية الليبية وانعدام األمن‬ ‫ميادين – أوباري ‪ :‬خدجية األنصاري‬

‫طبيعي جدا أن ينشغل كل مواطن‬ ‫يف أي دولة بأم���ن منافذ بالده حرصا‬ ‫منه علي أم���ن الدولة و لكن يف بالدنا‬ ‫خيتل���ف احل���رص متاما م���ن مواطن‬ ‫آلخر و من مس���ؤول إلي آخر خيتلف‬ ‫بإخت�ل�اف دراي���ة كل منهم باحلدود‬ ‫‪ ،‬منا من يس���مع باحل���دود و ال يعرف‬ ‫عما حيد البالد و ال أي فكرة عن‬ ‫شيئأ َّ‬ ‫املناطق احلدودية و املناطق الوس���طي‬ ‫يف اجلن���وب و لك���ن فق���ط نس���مع من‬ ‫ينادي بأمن احلدود ينادون بالكيف و‬ ‫ال يعرفون الكم !!!‬ ‫احل���دود اجلنوبية يف ليبيا مس���احتها‬ ‫تقريب���ا م���ن ‪ 900‬ك���م إل���ي ‪1000‬‬ ‫كم مش�ت�ركة مع اجلزائر و النيجر‬ ‫( آن���اي ‪ -‬غ���ات ‪-‬ايس���يان‪-‬خترخوري‪-‬‬ ‫تان���وت مل���ت ‪ -‬تاهرهاي���ت‪ -‬تهمبكة‪-‬‬ ‫تاهرمت‪ -‬اميي ننغ ‪ -‬أهوه تيلمس�ي�ن‪-‬‬ ‫ايهنارن‪ -‬وادي آكاكوس ‪ -‬تابهو ‪) ...‬‬ ‫فهذه نقاط حدودي���ة يعرفها التوارق‬ ‫( اميوه���اغ ) كم���ا يعرف امل���رء ظاهر‬ ‫يده و باطنه���ا ‪ ،‬و ال زال البعض منهم‬ ‫يقطن هذه املناطق‪.‬‬ ‫تطوع ش���باب من بعض املناطق و املدن‬ ‫اجلنوبية حلراس���ة احلدود النيجرية‬ ‫و اجلزائري���ة الليبي���ة بالرغ���م م���ن‬ ‫قل���ة الع���دة و العت���اد ‪ ..‬معرض�ي�ن‬ ‫أنفس���هم ملخاط���ر ش�ت�ي ‪ ،‬و الش���كاوي‬ ‫ال�ت�ي نس���معها منه���م ‪..‬فهم يش���تكون‬ ‫من قل���ة اإلمكاني���ات ال�ت�ي تؤمن هلم‬ ‫احل���دود بش���كل كام���ل ‪ ،،‬و كل م���ا‬ ‫يعتم���دون علي���ه يف تأم�ي�ن احلدود و‬ ‫مالحق���ة العابث�ي�ن بصي���د الطرائ���د‬ ‫و احليوان���ات الصحراوي���ة الن���ادرة‬ ‫املعرضة لإلنق���راض ه���و اإلمكانيات‬ ‫و اجمله���ودات الذاتية مع انعدام الدعم‬ ‫العس���كري و االتص���االت الالس���كية‬ ‫بالسالح اجلوي يف احلاالت القصوي‪،‬‬ ‫ناهيك عن صعوب���ة التضاريس و إنها‬ ‫منطق���ة صحراوي���ة و جبلي���ة جاف���ة‬ ‫طقس���ها صع���ب صيف���ا و ش���تا ًء يف‬ ‫الصيف تتج���اوز درجات احلرارة فيها‬ ‫احل���د األقص���ي ‪..‬و ش���تاءها ق���ارس و‬ ‫درجات احلرارة فيها منخفضة جدا و‬ ‫املعروف عنه���ا أنها من أكثر املناطق‬ ‫اجلغرافي���ة صعوب���ة يف ليبي���ا ‪ ،‬و ال‬

‫تتوفر هل���م حيت املعدات الصحية اليت‬ ‫حتميه���م يف ح���ال تعرضه���م لوعكات‬ ‫صحية أو أي أخطار آخري من خالل‬ ‫تأمني احلدود ‪ ،‬و يشكرون كل الشكر‬ ‫الق���وات احلدودي���ة يف اجلزائر ألنهم‬ ‫يتصدقون عليهم باإلغاثة و التموين‬ ‫يوميا و يعتربون هذا عارا علي الدولة‬ ‫باعتباره���ا أنها ال تتحمل املس���ؤوليات‬ ‫جتاه شعبها و ال تقدر تضحيات هؤالء‬ ‫املتطوعني ‪..‬‬ ‫البع���ض يعان���ي يف توفرياحلماي���ة‬ ‫للمناف���ذ احلدودي���ة اجلنوبي���ة و‬ ‫البع���ض ين���ادي بإغ�ل�اق احل���دود مع‬ ‫مال���ي و ال يع���رف إن ليبي���ا لي���س هلا‬ ‫ح���دود مطلة علي الدول���ة املالية و إن‬ ‫بني ليبيا و مالي دولة !!!‬ ‫معرف���ة احل���دود اجلنوبي���ة و القدرة‬ ‫علي محايتها صعب جدا ال يفهمه إال‬ ‫م���ن يقطن هذه املناط���ق الصحراوية‬ ‫و خربائه���ا ‪ ،‬و جدي���ة الدولة يف توفري‬ ‫االمكاني���ات و الدعم لتأمني احلدود و‬ ‫محايته���ا من اهلجرة الغري ش���رعية و‬ ‫التهري���ب و االجتار بالبش���ر و محاية‬ ‫م���دن اجلن���وب و املطلة عل���ي احلدود‬ ‫من انتش���ار األوبئة و املالريا و التيفود‬ ‫املنتش���ر يف ه���ذه الف�ت�رة ‪ ،‬و محاي���ة‬ ‫الث���روة احليواني���ة يف اجلنوب حيت ال‬ ‫تتآثر بأم���راض احليوانات األفريقية‬ ‫َّ‬ ‫ألن التهري���ب لي���س خم���درات و‬ ‫حش���يش و هريويني و مخور و حسب‬ ‫‪ ،‬بل يش���مل تهريب احليوانات املصابة‬ ‫أيضا من األسباب اليت آثرت و تؤثر يف‬ ‫نقص الثروة احليوانية يف اجلنوب ‪ ،‬و‬ ‫املؤمتر الوط�ن�ي العام أيضا ناقش أمن‬ ‫احل���دود اجلنوبية و لك���ن كالعادة ال‬ ‫اتف���اق مل يتفق���وا ألنه���م ال يدركون‬ ‫خط���ورة ه���ذه النق���اط و مل يتكلم���وا‬ ‫أب���دا عن توف�ي�ر أي امكانيات للش���باب‬ ‫املتطوعني حلماية هذه النقاط فقط‬ ‫قال���وا امنع���وا اهلجرة الغري ش���رعية و‬ ‫امنعوا التهريب و ال يعرفوا كيف يتم‬ ‫املن���ع ‪ ،‬مل يتم الذكر بأن منع اهلجرة‬ ‫الغري شرعية و التهريب حيتاج منهم‬ ‫توفري الدعم امل���ادي و املعنوي و خرباء‬ ‫و مرش���دين هلذه املنطق���ة و فتح باب‬ ‫التأهيل و التدريب ملن لديه الرغبة يف‬

‫االنضمام حلراس���ة احلدود اجلنوبية‬ ‫‪ ،‬و املكاف���آت املالي���ة و ضم���ان ن���زول‬ ‫املرتبات لكل م���ن تطوع لتأمني املنافذ‬ ‫احلدودية ‪ ،‬تناس���وا ذكر كل هذا يف‬ ‫جلسة املؤمتر الوطين العام !‬ ‫و ق���ام بزي���ارة ه���ذه املناط���ق الف�ت�رة‬ ‫املاضية س���ريتني من اجليش الوطين‬ ‫فوج توباكتس و فوج الش���هيد اهلادي‬ ‫اآلغي م���ن مدينة مصرات���ة لإلطالع‬ ‫عل���ي أمن احل���دود اجلنوبي���ة و قاموا‬ ‫جبول���ة تفقدي���ة يف أقص���ي احل���دود‬ ‫اجلنوبية و رافقته���م كتيبة تينريي‬ ‫يف ه���ذه اجلول���ة ‪ ،‬و م���ن خ�ل�ال هذه‬ ‫الزيارة يش���ددون علي أن تهتم الدولة‬ ‫بالش���باب املتطوع�ي�ن لتأم�ي�ن املناف���ذ‬ ‫احلدودية و إال س���تعاني ليبيا كثريا‬ ‫من اهلجرة الغري ش���رعية و التهريب‬

‫و انف�ل�ات األم���ن‪ ،‬نعم حن���ن كنا ال‬ ‫نعرف خطورة و تفاصيل هذه املناطق‬ ‫و بعد زيارتنا هذه ادركنا خطورتها و‬ ‫خطورة إهماهلا ‪.‬‬ ‫ال نس���تبعد أن تنتش���ر القاع���دة يف‬ ‫اجلن���وب اللي�ب�ي و تهريب الس�ل�اح هلا‬ ‫م���ن خ�ل�ال ه���ذه احل���دود و نتيج���ة‬ ‫إهم���ال الدول���ة هل���ا و للمتطوع�ي�ن‬ ‫لتأمينها ‪،‬و تس���هيل التغرير بالش���باب‬ ‫و األطف���ال باالنضم���ام للقاع���دة من‬ ‫خ�ل�ال زرع خالياها النائم���ة ‪ ،‬و أيضا‬ ‫إهم���ال الدولة يفس���ح اجمل���ال ألزالم‬ ‫النظام الس���ابق لزعزعة أمن اجلنوب‬ ‫اللييب ‪ ،‬و من خالل هذه احلدود دخل‬ ‫بعض أزالم النظام املذكور أمسائهم‬ ‫يف قائمة املطلوبني للعدالة ‪.‬‬ ‫باس���تثناء تولي اللجن���ة األمنية العليا‬

‫باملنطق���ة اجلنوبي���ة حراس���ة بع���ض‬ ‫النقاط ‪ ،‬فإن أفراد كتيبة ( تينريي )‬ ‫و بعض الش���باب الغيور هم من يتولي‬ ‫حراس���ة احل���دود تطوع���ا و يف ظ���ل‬ ‫إهمال الدولة هلم ‪ ،‬بالرغم مما بذلوه‬ ‫و ال زال���وا يبذلون���ه من أجل اس���تقرار‬ ‫أمن ليبيا ‪..‬‬ ‫و أخ�ي�را ج���اء ق���رار املؤمت���ر الوط�ن�ي‬ ‫الع���ام بعد اإلطالع عل���ي تقرير جلنة‬ ‫التقص���ي بع���د زيارته���ا مل���دن اجلنوب‬ ‫احلدودي���ة و الذي ينص على إغالق‬ ‫احل���دود اجلنوبية الربي���ة الليبية مع‬ ‫النيجر و تش���اد و اجلزائر و الس���ودان‬ ‫ح�ت�ي اش���عار آخ���ر ‪ ،‬ختوف���ا م���ن تأزم‬ ‫الوضع اإلنس���اني يف اجلن���وب يف حال‬ ‫التدخ���ل العس���كري يف مش���ال مال���ي‬ ‫‪ ،‬و إغ�ل�اق احل���دود حي���د م���ن تس���لل‬ ‫املهاجري���ن الغري ش���رعيني ‪ ،‬إن ضبط‬ ‫املناف���ذ و تنظيمه���ا أق���ل كلف���ة م���ن‬ ‫إغالقه���ا ال���ذي يكل���ف مادي���ا و يكب���د‬ ‫الدول���ة خس���ائر بش���رية ‪ ..‬و إذا ما مت‬ ‫االهتمام بهم بتوفري كل االحتياجات‬ ‫العسكرية و الصحية ‪ ،‬عجزت الدولة‬ ‫عن ضب���ط عملي���ة تأمني و حراس���ة‬ ‫احلدود الس���ؤال هل ستفرض الدولة‬ ‫هيبته���ا من خالل قرار إغالق احلدود‬ ‫اجلنوبي���ة الليبي���ة ؟؟؟ حنت���اج ل���كل‬ ‫الكتائب و املليش���يات املسلحة لتأمني‬ ‫منطقة مس���احتها حوال���ي أكثر من‬ ‫ألف كيلو مرت ‪.‬‬ ‫رج���ال األعم���ال و التج���ار م���ن قبائل‬ ‫الت���وارق و التب���و مس���تاؤون ج���دا من‬ ‫اخت���اذ ه���ذا الق���رار دون الرج���وع هلم‬ ‫كمختص�ي�ن و خ�ب�راء به���ذه املنطقة‬ ‫الصحراوي���ة و يعت�ب�رون الق���رار‬ ‫سيس���اهم يف ت���أزم املنطق���ة اجلنوبية‬ ‫اقتصادي���ا إذ س���يمنعهم من ممارس���ة‬ ‫جتارته���م ع���ن طري���ق ه���ذه احلدود‬ ‫جتارة احليوانات و الذهب و السيارات‬ ‫يصع���ب عملية التنق���ل بني البلدان‬ ‫‪،‬و ِّ‬ ‫اجمل���اورة و خصوص���ا إن الدول���ة مل‬ ‫توفر للجنوب رح�ل�ات جوية و دولية‬ ‫كافي���ة حيت تك���ون البدي���ل للتجارة‬ ‫الربية و السفر عن طريق الرب ‪...‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫ميادين يف أملانيا‬

‫فاطمة غندور‬

‫وفد اعالمي لييب يزور مراكز االعالم العمومي بأملانيا والتشيك ‪.‬‬

‫خاص – ميادين ‪.‬‬ ‫يف سلس���ة انش���طة بدأته���ا أكادميي���ة دوتش���ي‬ ‫في�ل�ا االملانية يف ليبيا ما بعد التحرير منذ العام‬ ‫وأش���هر ‪ ،‬مشلت لقاءات وندوات محلت عناوين ‪:‬‬ ‫حوار حول االعالم العموم���ي واخلاص ‪ ،‬واليات‬ ‫ومعايري العم���ل الصحفي ‪ ،‬واع�ل�ام االنتخابات‬ ‫مراس���لة مراقب���ة وتقني���ة ‪ ،‬وكان للنش���اط‬ ‫التدري�ب�ي طوي���ل املدى وقصري امل���دى وخبربات‬ ‫أملانية وعربية أيضا جمال ‪،‬اتس���ع ليش���مل بعد‬ ‫طرابل���س وبنغازي‪،‬س���بها ‪،‬والزاوي���ة ‪،‬ومصراته‬ ‫‪ ،‬ويف���رن ‪ ،‬ودرن���ه ‪،‬وكان هلذه الرحل���ة ملقاربة‬ ‫مباشرة وحية ألمكنة ومقرات االعالم العمومي‬ ‫االملان���ي والتش���يكي ُمقدمات متثل���ت يف لقاءات‬ ‫ثالث ومائدة مس���تديرة وورش���ات عمل بفندق‬ ‫امله���اري بطرابل���س (‪ 25-26‬نوفمرب)‪،‬ح���ول‬ ‫جملس االع�ل�ام والتمويل ‪،‬حبض���ور خنبة من‬ ‫خ�ب�راء وادارات مراك���ز االع�ل�ام ش���رق وغرب‬ ‫أملاني���ا ‪،‬واحملط���ة التش���يكية وتناول���ت ش���رحا‬ ‫مفص�ل�ا لتجرب���ة االع�ل�ام العموم���ي ب���دء من‬ ‫معاجلات مرحلة التحول س���واء من الفاش���ية أو‬ ‫حتول الوحدة ‪،‬أو الشيوعية واالنفصال كما يف‬ ‫احلالة التشيكية ‪.‬‬ ‫االملان والتش���يك مش���غولون باحتفاالت بالس���نة‬ ‫اجلديدة ‪:‬اهلدايا واش���جار املي�ل�اد واحللويات يف‬ ‫كل مكان !‬ ‫الوف���د اللي�ب�ي يف زيارة اع�ل�ام أملاني���ا ( صحافة‬ ‫وراديو وتلفزيون وانرتنت )‪.‬‬ ‫عقب أس���بوعني عل���ى املائ���دة والورش���ة املُعرفة‬ ‫بالتجربة االعالمية االملانية بطرابلس ‪،‬وبتاريخ‬ ‫‪ 12-12-2012‬أنطلق وفد مكون من كل من‬ ‫‪:‬مس���ؤل مكتب دوتش���ي في�ل�ا خريي بوش���اقور‪،‬‬ ‫حممد العريش���ية عضو من اللجن���ة االعالمية‬ ‫باملؤمتر الوطين العام ‪ ،‬أمحد ش�ل�ادي من مكتب‬ ‫رئاس���ة الوزراء ‪ ،‬عب���داهلل الفورتيه رئيس مكتب‬ ‫ادارة االنتخاب���ات مبكتب رئاس���ة الوزراء‪،‬حممد‬ ‫الزنتان���ي مدير الربام���ج بقناة ليبي���ا الوطنية ‪،‬‬ ‫خريي القن���دي مدي���ر االدارة التنفيذي���ة بقناة‬ ‫الليبية ‪،‬حمم���د مادي مدير قن���اة أوال – يفرن‬ ‫‪،‬رضا فحي���ل البوم صحفي ومعد ومقدم برامج‬ ‫بالقناة الدولية ‪،‬عالء الدرس���ي صحفي ومدون‬ ‫‪ ،‬فاطم���ة غندور إعالمي���ة ومدير ع���ام جريدة‬ ‫ميادين كان النزول مس���اء مبط���ار فرانكفورت‬ ‫‪ ،‬ث���م االنط�ل�اق اىل ب���ون عرب قطاري���ن حلوالي‬ ‫الس���اعة والنصف ‪،‬وكانت املراكز واملؤسس���ات‬ ‫االعالمي���ة موزع���ة بني ب���ون وبرلني الش���رقية‬ ‫والغربية ‪.‬مما أتاح للوفد زيارة أهم املعامل ومنها‬ ‫منطقة احلدود حيث موقع اجلدار الفاصل بني‬ ‫االملانيت�ي�ن ‪ ،‬وجملس الربمل���ان ‪ ،‬ومقر احلكومة‬ ‫االحتادية ‪ ،‬واملتحف االسالمي ‪ ،‬والسوق الشعيب‬ ‫بهاال عند زيارة الراديو الذي يغطي الوالية ‪.‬‬ ‫كان���ت احل���رارة املنخفض���ة ‪ ، -16‬و‪ 20 -‬تدثر‬ ‫والتح���ف الوف���د حت���ى تاريخ املغ���ادرة ‪، 19-12‬‬ ‫أغطي���ة ال���رأس والش���االت وما ثق���ل محله من‬ ‫معاطف وجاكيتات شتوية فقد كان الصقيع‬ ‫والثل���ج عنوان���ا رئيس���يا ملن���اخ الرحلة الش���توية‬ ‫واليت مرت م���ن فرانكفورت اىل ب���ون ثم برلني‬ ‫ش���رقا وغربا وانتقاال باحلافل���ة اىل براغ كانت‬ ‫كل امل���دن ال�ت�ي زرن���ا مراكزه���ا االعالمي���ة‬

‫مارتن وفاطمة وخريي بوشاقور‬

‫مزدان���ة بفرح اس���تقبال الس���نة اجلدي���دة خيم‬ ‫مزين���ة زاهية تبي���ع اهلداي���ا وت���ذكارات العيد‬ ‫وجوه وأقنعة وجمسمات خشبية لكل الوظائف‬ ‫وامله���ن منحوت���ة بش���كل كاريكات���وري ‪ ،‬كم���ا‬ ‫كان���ت ش���جرة املي�ل�اد مبختل���ف أحجامه���ا‬ ‫تق���ف خض���راء بإض���اءات ملون���ة يف الش���وارع‬ ‫ومداخل الفنادق ‪،‬وكذا احللويات والش���كوالته‬ ‫املخصص���ة واليت حتمل صورة باب���ا نويل تقدم‬ ‫جمان���ا ‪ ،‬ورغ���م الصقيع والربد اال أن الس���هرات‬ ‫وروائ���ح ش���واء القص���دل والعجائ���ن احمل�ل�اة‬ ‫بالس���كر واملش���روبات الشعبية الس���اخنة جتدها‬ ‫اينم���ا التفت ‪ ،‬وقد أعلمنا الس���يد مارتن مس���ؤل‬ ‫الربامج يف ليبيا ألكادميية الدوتش���ي فيال أننا‬ ‫حمظوظ���ون بتوقي���ت الزيارة فهما االس���بوعان‬ ‫اخلتاميان للس���نة وبع���ض الن���اس يف عطلتهم‬ ‫االن وه���ي فرص���ة متاح���ة للتخفيض���ات أثناء‬ ‫التسوق وتس���وق امليالد له نكهته وخصوصيته ‪،‬‬ ‫لكننا علقنا أيضا أن االزمة املالية ألقت بظالهلا‬ ‫على االس���عار فبعض من اعضاء الوفد الذي زار‬ ‫املانيا وتش���يكيا منذ بضعة س���نوات أشار اىل أنها‬ ‫كان���ت أخفض س���عرا يف بعض م���ن منتجاتها‬ ‫وال�ت�ي ال يطاهلا الي���وم اال طبق���ة معينة تتمتع‬ ‫برفاه املعيشة دون غريها ‪.‬‬ ‫يف تصريح خاص مليادين أجاب مس���ؤل الربامج‬ ‫مارتن هيلربت عن أس���باب وأهداف هذه الزيارة‬ ‫وعن رؤيته للمش���هد االعالمي اللييب بعد سنة‬ ‫من التعاون‪.‬‬ ‫أملاني���ا لديه���ا تارخيه���ا اخل���اص ‪ ،‬عندن���ا‬ ‫عملي�ت�ن للتح���ول والتغي�ي�ر ص���ارت يف حياتنا ‪:‬‬ ‫‪1944‬و‪ 1989‬االول كان بعد نهاية الفاش���ية‬ ‫مل���ا أملانيا دمرت نصف الع���امل ‪ ،‬و ُقتل حوالي ‪25‬‬ ‫مليون ‪ ،‬بعد مس���اعدة التحالفات الدولية أعدنا‬ ‫حياتنا وقضينا على الفاش���ية ‪ ،‬والشعور بالذنب‬ ‫ملا عش���ناه وارتكبته أنظمة فاشية س���ابقة ‪ ،‬ولد‬ ‫لدينا ش���عور بأن نتجه ملس���اعدة ش���عوب العامل ‪،‬‬

‫أول حتول لنا كان جدا معقد تطلب حوالي ‪20‬‬ ‫اىل ‪ 30‬س���نة لكي يكتمل التحول ارتكبنا أخطاء‬ ‫كث�ي�رة ‪ ،‬التح���ول الثان���ي كان أيس���ر ‪،‬عندم���ا‬ ‫احت���دت االملانيات���ان الش���رقية والغربي���ة ‪،‬كان‬ ‫حت���دي كب�ي�ر ج���دا ولك���ن العم���ل كان جديا‬ ‫‪،‬ونري���د أن يرى العامل اخلربة اليت أكتس���بناها‬ ‫من هذا التحول ‪،‬وهذا الذي ترون نتيجته اليوم‬ ‫ه���و نت���اج ذل���ك التحول ‪،‬لذل���ك اخذنا مؤسس���ة‬ ‫غربية كنموذج مثل الدوتش���ي فيال ‪،‬وشركة‬ ‫من اروب���ا الغربية مثل (‪ )MDR‬ومن تش���يكيا‬ ‫اعالم عمومي وهو أقرب للحالة الليبية ‪.‬‬ ‫كيف ترى املش���هد االعالم���ي اللييب بعد مرور‬ ‫أكث���ر م���ن س���نة عل���ى تعاونك���م يف أكثر من‬ ‫جمال إعالمي ؟‬ ‫االع�ل�ام اللييب يتجدد ه���و يف حالة جتدد االمر‬ ‫ج���دا ممت���ع االن اىل أي أجت���اه س���يأخذ االعالم‬ ‫اللي�ب�ي طريق���ه ‪،‬الن���اس انفس���هم لديه���م رغبة‬ ‫ش���ديدة ألج���ل التغي�ي�ر اىل االن هناك نقص يف‬ ‫البنى فيه حت���د كبري من أجل خلق جديد لكن‬ ‫جيب أن يس���تمر ه���ذا العمل االنظمة الس���ابقة‬ ‫عليكم أن تستمروا بها حتى ال تتوفقوا ‪.‬‬ ‫وخصت مدي���رة املش���روعات ين���كا كهيند اليت‬ ‫شاركت يف االعداد هلذه الرحلة بهذا التصريح‬ ‫‪:‬‬ ‫(وه���ي من أب نيجريي وأم أملانية وحاصلة على‬ ‫املاجستري يف فلسفة وتاريخ االدب االجنليزي ‪).‬‬ ‫انطباع���ي عن الصحفي�ي�ن واالعالميني الليبني‬ ‫م���ن خالل بع���ض احلوارات ال�ت�ي خضتها معهم‬ ‫هنا‪،‬اكتش���فت أن لديه���م مح���اس الع�ل�ام حر‬ ‫ينطلق م���ن دولة ح���رة ودميقراطي���ة ‪،‬االعالم‬ ‫لديه���م ُمس���اند وس���يحفظ تل���ك احلري���ة‬ ‫واالستقاللية ‪.‬‬

‫أغلى املباني مؤسسة الدوتشي فيال!‬ ‫زي���ارة اكادميي���ة الدوتش���ي في�ل�ا االعالمي���ة‬ ‫‪ DW‬يف بون ‪:‬‬

‫صباح���ا كان يف اس���تقبالنا مدي���ر املؤسس���ة‬ ‫االعالمي���ة وكان يتح���دث العربي���ة جي���دا‬ ‫‪،‬وعلي املخ�ل�ايف (من اليم���ن ) املرتجم واملوظف‬ ‫باالكادميي���ة واملتع���اون يف جم���االت ع���دة‬ ‫مبؤسس���اتها االعالمي���ة ‪ ،‬ومس���ؤلة الربام���ج‬ ‫س���ارة هاش���م ( من مصر ) واليت قدمت تفصيال‬ ‫للخدم���ات ال�ت�ي تقدمه���ا الدوتش���ي االعالمية‬ ‫على الصعي���د االلكرتوني والرادي���و والتلفزيون‬ ‫(احملط���ة العربي���ة ‪ )DW‬واىل االهتم���ام‬ ‫بالتدريب بكل املنطقة العربية التاحة الفرصة‬ ‫للتعاون ‪،‬وأيضا الش���راكة كالتجربة املصرية‬ ‫(قن���اة احلي���اة ) وكذل���ك م���ع تون���س واملغرب‬ ‫‪،‬وبالنس���بة للمواق���ع االلكرتوني���ة فقد طرحت‬ ‫فك���رة وجودهم كراب���ط اخب���اري جماني لكل‬ ‫م���ن يرغب يف ذل���ك وبإمكانهم تقدي���م خدمات‬ ‫تقنية جمانية ‪ ،‬كما تقوم الدوتش���ي بتس���ويق‬ ‫االش���رطة الوثائقي���ة اليت تنتجه���ا وهي متاحة‬ ‫ع�ب�ر الش���بكة ‪ ،‬وق���د رافق���ت احلض���ور مس���ؤلة‬ ‫العالق���ات باالكادميية يف جول���ة حرة بطوابق‬ ‫االكادميية مس���تعرضة تارخيه���ا منذ صيانة‬ ‫املبن���ى ال���ذي ارتفع س���عره بع���د فيض���ان النهر‬ ‫الذي مير جبانبه ويطل عليه ‪ ،‬مرورا باالقس���ام‬ ‫االداري���ة والتحك���م والتقني���ة ال�ت�ي توص���ل‬ ‫حمطات الرادي���و والتلفزيون بقارات العامل عرب‬ ‫االقم���ار الصناعية ‪ ،‬بعد الغذاء دار حوار موس���ع‬ ‫ح���ول االع�ل�ام العمومي وطرحت فيه االس���ئلة‬ ‫لس���اعات من الطرفني اليت اس���توضحت عملية‬ ‫الدعم والتمويل وكيفية االس���تفادة من املوارد‬ ‫لتوزيعها على القنوات العمومية ‪.‬‬ ‫علي املخ�ل�ايف اعالمي ميين يعم���ل بأكادميية‬ ‫الدوتشي فيال ‪:‬‬ ‫أن���ا مل���ا تعرف���ت عل���ى الليب�ي�ن تعرف���ت عليه���م‬ ‫كأش���خاص وكناس ومل أنظ���ر اىل مناصبهم‬ ‫أو مواقعهم يف احلكومة أو الربملان تعرفت عليه‬ ‫إنسانيا ملست تواضعهم ومثقفني واعتربهم من‬ ‫خرية رجاالت ليبيا ‪ ( ،‬يضحك س���أعترب نفس���ي‬ ‫أح���د ث���وار ليبيا ) أن���ا رأيت يف ما بع���د الثورة يف‬ ‫ليبي���ا منح���ى اجيابي وه���و االنتخاب���ات تابعتها‬ ‫‪ ،‬أما م���ا حيصل من أع���راض يف ف�ت�رة انتقالية‬ ‫حي���ث الس�ل�اح وعش���وائية االفع���ال س���أعتربها‬ ‫ع���ادة لوض���ع انتقالي حتول���ي االن تض���ع ليبيا‬ ‫رجلها عل���ى الطريق الصحي���ح واخذت منحاها‬ ‫املس���تقبلي وهو منح���ى الدميقراطي���ة ‪ ،‬وكلنا‬ ‫تنفسنا الصعداء وكنا فخورين اننا كعرب مبا‬ ‫فعلته ليبيا وانا أعمل مع اروبني هم ايضا محلوا‬ ‫ش���عورا مجي�ل�ا جت���اه حتض���ر ومدني���ة وجناح‬ ‫االنتخاب���ات احل���رة واملباش���رة يف ليبيا‪،‬وليبي���ا‬ ‫ال�ت�ي على م���دى عق���ود ممن���وع عنها ممارس���ة‬ ‫الدميقراطية كما العامل والناس ‪،‬ونتمنى على‬ ‫الش���عب اللييب الذي أقام ثورت���ه أن يظل صمام‬ ‫االم���ان للب�ل�اد للمس���تقبل واذا م���ا ظه���رت اية‬ ‫أع���راض جانبية للث���ورة فتلك طبيع���ة الثورات‬ ‫اليت تعقب حكوم���ات ديكتاتوري���ة طويلة االمد‬ ‫كل البلدان املتحولة من نظام استبدادي قمعي‬ ‫تعاني تراكمات سلبية ‪.‬‬ ‫أن���ا صحفي حر اعمل بقناة املانية عندما أكتب‬ ‫تقرير امجع كل وجهات النظر يف هذا التقرير‬ ‫‪ ،‬حن���ن نعرف انه توجد أنواع من التقارير يوجد‬


‫‪11‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫مديرة املشروعات بالدوتشي فيال ينكا‬ ‫رأي ‪ ،‬تقري���ر اخباري ‪ ،‬تقرير ميداني ‪ ،‬على املرء‬ ‫أن يع���رض للحقيق���ة كما ه���ي دون ابداء رأي‬ ‫منح���از لط���رف دون االخ���ر‪،‬ويف كل مؤسس���ة‬ ‫اعالمية ويف الغ���رب طبعا توجد خطوط محراء‬ ‫‪،‬مثال حبسب رئيس القس���م لن يكون للصحفي‬ ‫رأي لوح���ده ‪ ،‬دائم���ا يت���م عق���د اجتم���اع وتلق���ى‬ ‫املقرتح���ات عل���ى الطاولة ‪ ،‬ويتف���ق اجلميع على‬ ‫موض���وع ‪ ،‬وعلي���ك أن تذه���ب اىل املوضوع احملدد‬ ‫‪ ،‬نكت���ب موضوعن���ا واحمل���رر يقرأ ويع���اجل يعين‬ ‫باالملاني���ة يس���مى ‪ :‬مبدأ االربعة عي���ون ‪،‬حتى لو‬ ‫كت���ب املوضوع رئيس القس���م ينبغي أن يعرض‬ ‫عل���ى التحري���ر ‪ ،‬يف اح���دى املرات كان���ت هناك‬ ‫مقابلة اجراها أحد الزمالء مع ش���خصية أملانية‬ ‫‪،‬ادارة القس���م رفض���ت بث���ه ‪ ،‬ووجه���ت خطوطها‬ ‫احلم���راء كانت انتقادية يتعامل معها هذا البلد‬ ‫حبذر‪ ،‬وباملقابل هناك منابر حرة على االنرتنت‬ ‫لوجه���ات النظر مثل موقع قنطرة الذي يتم فيه‬ ‫عرض وجه���ات النظر دون أي تغ�ي�ر تراعى فيه‬ ‫املهنية ‪.‬‬ ‫مصاع���د ث�ل�اث مت���ت صيانته���ا تارخيه���ا قب���ل‬ ‫التحول السياسي االملاني‬ ‫زيارة مكتب وزارة اخلارجية االملانية – برلني ‪.‬‬ ‫ال ينبغ���ي التخوف م���ن مس���ألة الفيدرالية اليت‬ ‫م���ن املف�ت�رض أن تك���ون داعي���ة لتوزي���ع ع���ادل‬ ‫ومتوازن لثروات البالد ‪.‬‬ ‫وزارة اخلارجي���ة االملانية هي من تكفلت بالدعم‬ ‫املال���ي هل���ذه الزي���ارة ‪ ،‬الدخ���ول اىل ال���وزارة مل‬ ‫يكلف أكثر من املرور على اجلهاز االمين االلي‬ ‫ث���م ممارس���ة جتربة الصع���ود بواس���طة مصعد‬ ‫متح���رك ط���وال الوق���ت وذي واجه���ة مفتوحة‬ ‫وما عليك س���وى اختيار اللحظة املناس���بة لتضع‬ ‫قدمك االوىل وثبت مكانك بإمكام شخص واحد‬ ‫مرافقت���ك ‪ ،‬ه���ذا الن���وع م���ن املصاعد لي���س منه‬ ‫غ�ي�ر ثالثة يف برلني بأكمله���ا إختار بعض من‬ ‫أعضاء الوفد الصعود للمكتب عرب املصعد العادي‬ ‫وبعضهم صعد الدرج !‬ ‫إس���تقبلتنا مس���ؤلة العالقات العام���ة اليت تعمل‬ ‫باملكت���ب االداري لل���وزارة ومن���دوب ع���ن وزي���ر‬ ‫اخلارجي���ة الذي عمل س���ابقا باملغرب لس���نتني ‪،‬‬ ‫رح���ب باحلض���ور واعتذر عن رئيس���ه ألنش���غاله‬ ‫مبوعد أخ���ر‪ ،‬وكان من جممل م���ا قاله ‪ :‬يهمنا‬ ‫أن نس���اعد من مر مبثل ما مررن���ا به إن التحول‬ ‫م���ن متغري اىل أخ���ر يتطلب االطالع واملكاش���فة‬ ‫مهم�ي�ن لتقري���ر خطة الس�ي�ر يف أي جمال لبلد‬ ‫يع�ب�ر اىل مرحل���ى دميقراطية ‪،‬حن���ن ننظر اىل‬ ‫ليبيا من اخلارج وأن���ت كصحفيني واعالميني‬ ‫عينكم على الداخل وأنتم من تقررون طريقكم‬ ‫يسرنا أن نستمع إليكم ويف ليبيا املواطن حباجة‬ ‫اىل دولة حتميه ‪ ،‬يف جتربتنا التحولية احتكرت‬ ‫الدولة سلطة السالح ‪ ،‬ويف ظين أن التخوف من‬ ‫الفيدرالية واليت ال تعين عموما تقسيم البالد بل‬ ‫يف حالة مثل اتساع الرقعة اجلغرافية يف ليبيا ال‬ ‫ينبغ���ي التخوف من مس���ألة الفيدرالية اليت من‬ ‫املفرتض أن تكون داعي���ة لتوزيع عادل ومتوازن‬ ‫لث���روات الب�ل�اد ‪ ،‬تعاونت بالدنا مع ليبيا بش���كل‬

‫سارة هاشم ومدير القسم االعالمي بالدوتشي فيال‬ ‫كب�ي�ر فيما يتعلق بنزع االلغ���ام واالثار النووية‬ ‫القريبة من االماكن السلمية كاملستشفيات ‪.‬‬ ‫اتفاقي���ة عل���ى مجي���ع االصع���دة الثقافي���ة مت‬ ‫عرضه���ا كمس���ودة عل���ى احلكوم���ة الليبي���ة‬ ‫وبانتظار الرد أو التعليق مبقرتحات‪.‬‬ ‫ث���م أت���اح من���دوب اخلارجي���ة للوف���د اللي�ب�ي‬ ‫االعالمي تقديم أنفس���هم فاق�ت�رح عضو املؤمتر‬ ‫الوطين حممد العريش���ية أن تتحدث اس���تهالال‬ ‫للقاء فاطمة غندور باعتبارها اعالمية وكونها‬ ‫املرأة الوحي���دة ضمن الوف���د ‪،‬وكان أن خلصت‬ ‫فاطم���ة جمم���ل الوض���ع قائل���ة ‪ :‬هن���اك ش���غف‬ ‫ورغب���ة بالعم���ل يف واق���ع التحول وهن���اك أيضا‬ ‫تركة حتت���اج معاجلة وإع���ادة ترتيب وحنتاج‬ ‫ملش���وار من التدريب املؤسس���ي لتنمي���ة وتطوير‬ ‫الق���درات ومواكبة كل جدي���د ونطمح ملركز‬ ‫تدري���ب وتطوي���ر يقيمه مدرب���ون ليبي���ون يتم‬ ‫تعهده���م ب���دورات مرك���زة (وليس���ت موض���ة‬ ‫الي���وم واليوم�ي�ن والث�ل�اث !)‪ ،‬وهن���اك اعالمي���و‬ ‫الث���ورة وُفق���وا يف تغطية احداث الثورة س���اعتها‬ ‫جب���دارة كبرية ‪،‬لكنهم االن يواجهون كغريهم‬ ‫كيفية التأسيس العالم حر مستقل يقدم رأيه‬ ‫مبصداقية للجمهور يقيم ويراقب اداء احلكومة‬ ‫‪ ،‬وباملقاب���ل كيف يؤمن الغط���اء املادي ملطبوعته‬ ‫او حملطت���ه دون أن يقع حتت مظلة احلكومة أو‬ ‫التمويل اخلارجي‬ ‫ثم قدمت املختص���ة بربامج التعاون يف جماالت‬ ‫التعلي���م والثقافة واالعالم مداخلتها‪ ،‬وأش���ارت‬ ‫اىل اتفاقي���ة عل���ى مجي���ع االصع���دة الثقافي���ة‬ ‫مت عرضه���ا كمس���ودة عل���ى احلكوم���ة الليبية‬ ‫وبانتظ���ار الرد أو التعليق مبقرتح���ات نضيفها ‪،‬‬ ‫واعلم���ت احلض���ور بوجود مركز واح���د ( غوته‬ ‫) بطرابل���س يقدم دع���م ملنظم���ات مدنية واالن‬ ‫لدينا متدربني يف جمال االرش���فة يكملون دورة‬ ‫تدريبية يف هذا اجملال ‪.‬‬ ‫ث���م توالت مداخ�ل�ات اعضاء الوف���د منها ( أمحد‬ ‫شالدي ) أش���ار اىل التحديات اليت تواجهها ليبيا‬ ‫عل���ى الصعيد االم�ن�ي واحل���دودي وأننا حباجة‬ ‫اىل حتدي���د أولوي���ات التع���اون وتب���ادل ال���رؤى‬

‫علي املخاليف ومدير العالقات بالدوتشي فيال‬

‫واالستعانة باخلربات ‪ ،‬وكان (حممد العريشية‬ ‫) قدم الش���كر مأمال مزيد من التعاون مشريا اىل‬ ‫تعاونه���م مع ليبي���ا منذ الث���ورة !‪،‬وأضاف خريي‬ ‫بوش���اقور ش���كره لل���وزارة والش���عب االملاني وأن‬ ‫هناك مؤسسات املانية متعاونة وتركت انطباع‬ ‫جيد ودعى ملزيد من املؤسسات الثقافية لتطوير‬ ‫العالق���ة يف املرحل���ة املقبل���ة ‪ ،‬ودع���ا رضا فحيل‬ ‫الب���وم اىل دعم أملان���ي يف جمال حقوق االنس���ان‬ ‫ودع���م الس�ل�ام بليبيا فيم���ا اس�ت�رجعت ذاكرة‬ ‫حممد نادي حض���ور الثقافة االملاني���ة يف تاريخ‬ ‫ليبيا (الطباعة ) وختم حممد الزنتاني بأن كل‬ ‫ما يصنع يف أملانيا جيد ‪.‬‬ ‫للمس���ائلة ثالث مرات‬ ‫الصحافة تدعو احلكومة ُ‬ ‫يف االسبوع ‪.‬‬ ‫الس���وريون قدموا للمؤمت���ر الصحفي تصورهم‬ ‫حلكوم���ة جدي���دة دميقراطي���ة ملرحلة م���ا بعد‬ ‫االسد‪.‬‬ ‫الحقن���ا الزم���ن بع���د اللق���اء احل���واري يف وزارة‬ ‫اخلارجي���ة ‪ ،‬لنتاب���ع ع���ن ق���رب م���ا س���يقدمه‬ ‫الصحفي���ون م���ن أس���ئلة للحكوم���ة ووزرائه���ا‬ ‫يف قاع���ة املؤمت���ر الصحف���ي ‪ ،‬وما يث���ار فيها من‬ ‫قضايا تتطلب االجابة الواضحة واال فسيضغط‬ ‫الصحفي���ون واجملال���س املدني���ة احمللي���ة باجتاه‬ ‫احلل���ول ‪ ،‬وصلن���ا متأخرين وقيل لن���ا أن املؤمتر‬ ‫ه���ذه امل���رة مل يتج���اوز الرب���ع الس���اعة ألنه���م‬ ‫مش���غولون بلق���اء جمل���س الوالي���ات ! فغ���ادروا‬ ‫س���ريعا ‪ ،‬قابلن���ا يف القاع���ة وفدا م���ن الصحافة‬ ‫التونس���ية ش���اركنا االس���تماع اىل التعري���ف‬ ‫مبكان فريد من نوعه يف العامل – حس���ب اش���ارة‬ ‫املتح���دث املس���ؤل ع���ن القاع���ة – ألن املعت���اد أن‬ ‫حت���دد املكان والتوقيت واالس���ئلة احلكومة حني‬ ‫تدع���و الصحفيني ملؤمترها الصحفي هنا حيدث‬ ‫العك���س متام���ا ‪ ،‬وم���ا حيصل ب���دء تارخي���ه منذ‬ ‫‪ 1949‬وأسسته رابطة الصحفيني ومسي سابقا‬ ‫( املؤمتر الصحفي للراي���خ) فصحفيو العاصمة‬ ‫كان هل���م احلق يف ط���رح االس���ئلة وكان على‬ ‫احلكوم���ة ش���رح سياس���اتها للن���اس بواس���طة‬ ‫الصحاف���ة ‪،‬يف الس���تينيات كان اللقاء اس���بوعيا‬

‫الوفد بصحبة دليل الزيارة ملعامل برلني (اخللف مبنى الربملان )‬

‫‪،‬وم���ع بداية الس���بعينيات أصبح ث�ل�اث مرات يف‬ ‫االس���بوع وما يق���ارب ‪ 150‬مؤمتر صحفي يعقد‬ ‫يف العام‪،‬اجي���ار املبن���ى تدفع���ه رابطة املراس���لني‬ ‫االجانب يف العاصمة ‪ ،‬أما عن ش���روط العضوية‬ ‫للصحف���ي املخ���ول باملش���اركة يف ه���ذا املؤمت���ر‬ ‫فيج���ب أن يك���ون محُ رتف���ا ويعم���ل يف برلني أو‬ ‫بون ‪،‬مراس���ل ‪،‬ويكتب عن سياس���ة أملانيا ‪،‬أما عن‬ ‫طبيعة املعلومات وامكانية نشرها ( التفت وأشار‬ ‫خلفه اىل أرق���ام ‪ُ 1-2-3‬مرفقة مبربع مضيء)‬ ‫فح�ي�ن يتم الضغط على رق���م واحد فيعين ذلك‬ ‫أن املعلومة ميكن نش���رها ‪،‬أما رق���م اثنان فيعين‬ ‫مترير حمت���وى املعلوم���ة دون ذكر الش���خص‬ ‫‪ ،‬ورق���م ثالث���ة منع نش���ر املعلوم���ة بأكملها أو‬ ‫باش�ت�راطات معين���ة ‪،‬وق���د ض���رب املتح���دث عن‬ ‫القاع���ة مثال ملوض���وع اخلتان وال���ذي أثار جدال‬ ‫ادى اىل ص���دور ق���رار م���ن حمكم���ة كولوين���ا‬ ‫باعتب���اره طقس���ا وممارس���ة ال تتع���ارض م���ع‬ ‫احلري���ات االنس���انية فق���د مت دع���وة متخصص‬ ‫من اسرائيل شرح اهلدف من اخلتان وعلى ضوء‬ ‫مناقش���ات صحفي���ة ص���در ذلك الق���رار ‪،‬وكان‬ ‫للس���وريون أيض���ا منصتهم يف ه���ذا املؤمتر فقد‬ ‫قدم���وا تصوره���م حلكومة جدي���دة دميقراطية‬ ‫ملرحلة ما بعد االسد ‪.‬‬ ‫احملطة العربية للدوتشي فيال ‪DW‬‬ ‫ع���زة حمررة االخبار طرابلس���ية اهل���وى وأحلى‬ ‫كلمة عندها ( يا ودي )‪..‬‬ ‫اس���تقبل الوفد رفقة مرافقنا املرتجم واالعالمي‬ ‫علي املخاليف ‪ ،‬رئيس احملطة مصطفى الس���عيد‬ ‫ال���ذي رح���ب بالوفد وتعرف على أمحد ش�ل�ادي‬ ‫وأش���ار اىل جه���وده والس���يد عل���ي زي���دان يف مد‬ ‫القن���اة باملعلوم���ات والتغطي���ة الح���داث الث���ورة‬ ‫الليبي���ة ط���وال أش���هرها ‪ ،‬ث���م رافقن���ا يف جول���ة‬ ‫باحملطة اليت تبث لس���ت س���اعات اخب���ار وبرامج‬ ‫مباش���رة منها مراس���لون وتوك ش���و وهو شبابي‬ ‫يقدمه جعفر عبدالكريم الذي استضافنا لرؤية‬ ‫عرض مللخص يقدم مناذج من برناجمه والذي‬ ‫يتش���ارك مع قناة احلياة املصرية يف بث مباش���ر‬ ‫وقد أش���ار اىل تغطيته لقضايا ش���بابية من ليبيا‬ ‫م���ن حني اىل أخ���ر ‪ ،‬ط���اف الوفد بأقس���ام القناة‬ ‫واس���تديوهاتها ووق���ف على اقرتاب ف�ت�رة البث (‬ ‫حوالي السادسة مساء) وقدم لنا حمررة االخبار‬ ‫من مصر الس���يدة عزة اليت فاجئتنا بأس���طر من‬ ‫اللهج���ة ليبي���ة ‪ ،‬وحك���ت لنا عن س���نوات قضتها‬ ‫ُمعلمة يف مدرسة بزاوية الدهماني وأنها سكنت‬ ‫يف منطق���ة قرجي بطرابلس ! وأنها طرابلس���ية‬ ‫اهلوى وأحلى كلم���ة عندها ( يا ودي ) ومحلتنا‬ ‫دعوات لليبيا باالستقرار واالمان ‪.‬‬ ‫كان عت���اب الوف���د االعالم���ي للقن���اة على عدم‬ ‫اي�ل�اء االخب���ار واجملتم���ع يف ليبيا انتباه���ة فيما‬ ‫يتم الرتكيز على بلدان عربية سياس���ة وثقافة‬ ‫واجتماع فأبدى الس���يد مصطفى استعداد القناة‬ ‫للتواصل واس���تقبال امل���واد االعالمية الليبية مبا‬ ‫يتوافق مع التقنية املوجودة !‬ ‫يتب���ع يف الع���دد الق���ادم زي���ارة االعالم يف‬ ‫التشيك ‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬ ‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫قصص قصرية‬

‫‪ 1‬ـ اللــــقاء‬

‫جيل���س أمامه���ا ‪ ،‬بينهم���ا‬ ‫طاولة مستديرة ‪ ،‬أمامه كدَّس‬ ‫من األوراق والصور وقصاصات‬ ‫جرائ���د‪ ،‬أمامه���ا بع���ض األوراق‬ ‫‪ ،‬تس���أله ‪ ،‬فتنطل���ق كلمات���ه‬ ‫س���ريعة مدوي���ة كالرصاص‪،‬‬ ‫تتالحق فتنهمر انهمارا‪ ،‬يش���ت ّد‬ ‫محاس���ه فريتف���ع صوت���ه ‪ ،‬يهدأ‬ ‫قليال فينخفض صوته ويواصل‬ ‫حتليل���ه ‪ ،‬ورؤيت���ه لألح���داث‪،‬‬ ‫وتفسريه للمواقف‬ ‫الدولي���ة ليقن���ع املش���اهدين أن‬ ‫الوطن يتعرض ملؤامرة كونية‬ ‫‪ ...‬تنته���ي احلص���ة فتبتس���م له‬ ‫املذيعة ابتس���امة يعرف مغزاها‬ ‫فيبادهلا نفس االبتسامة ‪....‬‬

‫‪ 2‬ـ العناقيد‬

‫حت���دث أم���ام الكام�ي�را ع���ن‬ ‫األكاذي���ب ال�ت�ي تنش���رها‬ ‫الفضائي���ات احملرض���ة عل���ى‬ ‫القت���ال وال�ت�ي تق���ود اجلماعات‬ ‫التكفريي���ة الوهابي���ة املرتزق���ة‬ ‫وعن احل���رب العاملية ضد بالده‬

‫ساسي محام‬

‫زهرات يانعة ‪،‬‬ ‫من بستان‬ ‫فاطمة حممود‬

‫(‪)1‬‬

‫صباح ‪،‬‬ ‫مدلىّ يف عنقي ‪،‬‬ ‫قالدة ‪ ،‬من أظافر ليل !!‬ ‫(‪ )2‬‬ ‫محى ‪،‬‬ ‫بي ّ‬ ‫النهار يع ّريين ‪،‬‬ ‫يسحب األغطية الفاقعة ‪،‬‬ ‫من رأسي ‪،‬‬ ‫بأصابع من هواء بارد !!‬ ‫(‪)3‬‬ ‫أحنين ‪ ،‬جذلة ‪،‬‬ ‫ألتقط ‪،‬‬ ‫بأصابع من هراء ‪،‬‬ ‫نثار املعركة !!‬ ‫(‪)4‬‬ ‫أين أصابعي ‪،‬‬ ‫اليت من قلق ؟!!‬ ‫(‪)5‬‬ ‫أين أصابعي ‪،‬‬ ‫اليت من صراخ مدبب ؟!!‬ ‫(‪)6‬‬ ‫سأضرم ‪،‬‬ ‫مجر امشئزازي ‪،‬‬ ‫يف هذا احلطب العاجز ‪،‬‬ ‫وأحشو بدخان هزئي ‪،‬‬ ‫حدقة صباح مستبد !!‬ ‫(‪)7‬‬ ‫ذاهبة ‪،‬‬ ‫حلرب ضروس ‪،‬‬ ‫مصفقة ‪ ،‬بيد واحدة ‪،‬‬ ‫النتصار من خزف !!‬ ‫(‪)8‬‬

‫واملؤام���رات ال�ت�ي حت���اك ضدها‬ ‫وتابع خيوطها وكشف أسبابها‬ ‫ومس���بباتها ‪ ...‬ثم أخ���ذ صندوقا‬ ‫صغ�ي�را وفتح���ه واخ���رج قطع���ا‬ ‫حديدي���ة ووضعها أمام الكامريا‬ ‫وواص���ل حديثه قائ�ل�ا ‪...‬انظروا‬ ‫إنها بقاي���ا قنابل عنقودية ‪...‬إنها ‪ 4‬ـ القبلة‬ ‫قدمية جدّا‪ ...‬ال ميكن أن يلقيها وقفت جمموع���ة من اجلنود يف‬ ‫جي���ش كل أس���لحته حديثة ‪ ...‬الس���احة‪ ،‬يرتدون أزياء جديدة‪،‬‬ ‫إن ه���ؤالء اجملرم�ي�ن املرتزق���ة ال حيملون غري أس���لحة خفيفة‬ ‫الذي���ن خانوا وطنه���م هم الذين ‪ ،‬انتش���روا يف أرج���اء الس���احة ‪،‬‬ ‫يلقونه���ا على منازهلم ويتهمون حياول���ون توزي���ع االبتس���امات‬ ‫عل���ى املاري���ن املس���رعني‪ ،‬وقفت‬ ‫جيش النظام بذلك ‪...‬‬ ‫حافل���ة‪ ،‬فت���ح بابه���ا‪ ،‬ن���زل منها‬ ‫‪ 3‬ـ قالوا‬ ‫جمموع���ة من األطف���ال ‪ ،‬توجه‬ ‫عصابات‬ ‫املتظاهرون‬ ‫األول‬ ‫ق���ال‬ ‫جن���دي حن���و أحده���م ‪ ،‬وق���ف‬ ‫حتركها أي���ادي خارجية وقال الطف���ل‪ ،‬نظ���ر إليه ملي���ا فرأى‬ ‫الثان���ي املعتصم���ون بلطجي���ة جث���ث أطف���ال متناث���رة هن���ا‬ ‫وإس�ل�اميون متطرف���ون وق���ال وهن���اك يف الس���احات والش���وارع‬ ‫الثال���ث مجاع���ات م���ن القاع���دة وحت���ت انقاض املن���ازل ‪ ،‬تذكر‬ ‫وق���ال الراب���ع مدمن���ون عل���ى اجلندي األوام���ر والكامريا اليت‬ ‫املخ���درات وحب���وب اهللوس���ة تالحقه فاحننى ليحمل الطفل‬ ‫وم���ن القاعدة ويق���ول اخلامس ويقبل���ه ولك���ن الطف���ل ترك���ه‬ ‫يتظاه���رون مبقاب���ل مأجورون وهرب‪...‬‬ ‫وهابيون وخمربون وتكفرييون‬ ‫وم���ن القاع���دة ‪...‬هك���ذا ه���م‬

‫‪،‬‬ ‫متآلفني ‪،‬‬ ‫وينتف ريش الكالم !!‬ ‫دخلنا طقس املاء !!‬ ‫‪..‬‬ ‫(‪)9‬‬ ‫الدركي ‪،‬‬ ‫متآلفني ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫نتهجى العشب ‪ ،‬ونتلو اجلداول !! يف وسط الشارع ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يصادر حاالت البنفسج ‪،‬‬ ‫(‪)10‬‬ ‫يكمم تويج الزهرة ‪،‬‬ ‫الطريق ‪،‬‬ ‫تد ّلك ظهرها ‪ ،‬مبرهم الشمس ‪ ،‬و يئد عروق اليامسني !!‬ ‫(‪)12‬‬ ‫وترمق األرصفة املختنقة !!‬ ‫القرنفل ‪،‬‬ ‫(‪)11‬‬ ‫يدنو ‪،‬‬ ‫الدركي ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫متطى العشب ‪،‬‬ ‫عند أول الشارع ‪،‬‬ ‫اتسعت الغابة !!‬ ‫يقطن أول السطر ‪،‬‬ ‫(‪)13‬‬ ‫ميص دم اللغة ‪،‬‬ ‫يعتقل النقاط ‪ ،‬من فوق احلروف القرنفل ‪،‬‬

‫يتهم���ون ش���عوبهم باالنتم���اء‬ ‫للقاعدة لتربي���ر قتلهم ‪...‬ولكن‬ ‫رح���ل األول وتبع���ه الثان���ي ث���م‬ ‫الثال���ث وتبعه الرابع وس�ي�رحل‬ ‫اخلامس قريبا ‪.‬‬

‫يكتب سريته القرمزية ‪،‬‬ ‫تيسر من سورة املاء ‪،‬‬ ‫فقرأت ما ّ‬ ‫يتيسر ‪،‬‬ ‫وما مل ّ‬ ‫من وجهك والوطن !!‬ ‫(‪)14‬‬ ‫يف فصل احلرائق ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ألطخ البياض ‪ ،‬برماد املرحلة !!‬ ‫(‪)15‬‬ ‫اجلمر ‪،‬‬ ‫س ّيد النريان ‪،‬‬ ‫اجلمر ‪،‬‬ ‫كبوتها !!‬ ‫(‪)16‬‬ ‫يلفظ اجلليد ‪،‬‬ ‫بياضه ‪،‬‬ ‫وشاحاً ‪ ،‬آلخر اجلثث ‪،‬‬ ‫ووميضاً ‪ ،‬ألول القادمني !!‬ ‫(‪)17‬‬ ‫ينفخ الكهنة ‪،‬‬ ‫مزمار اخلديعة !!‬ ‫(‪)18‬‬ ‫الدم ‪،‬‬ ‫حربنا السري ‪،‬‬ ‫الدم ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫نرياننا املعتقة !!‬ ‫(‪)19‬‬ ‫الوطن ‪،‬‬ ‫على بعد مجرتني – كان –‬ ‫وحمرقة !!‬ ‫(‪)20‬‬ ‫الوطن ‪،‬‬ ‫على مرمى سنبلتني ‪ -‬اآلن –‬ ‫وزنبقة !!‬


‫‪13‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫‪- 25‬‬ ‫الثانية(‪( -‬‬ ‫‪)-85‬‬ ‫السنة(‬ ‫العدد‬ ‫الثانية ‪-‬‬ ‫السنة‬ ‫يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬ ‫ديسمبر‪-2‬‬ ‫ديسمبرـ‬ ‫‪26 (31‬‬ ‫‪59‬‬‫‪)2012‬‬ ‫‪31‬‬ ‫العدد‪-‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪) 85‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثانية ‪-‬‬ ‫السنة‬

‫قصائد‬ ‫التنكري صميت‬

‫عاشق‬ ‫أجر معي بقية‬ ‫آت ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫هو كل ما قد َّ‬ ‫ظل يف مرآتي‬ ‫بالص ْم ِت‬ ‫متدثرا ّ‬ ‫تصحو غيم ٌة‬ ‫َّ‬ ‫فتستبيح صالتي‬ ‫ناظري‬ ‫يف‬ ‫ُ‬ ‫إلي‬ ‫ال أين لي يفضي َّ‬ ‫كأمنا‬ ‫هذي اجلهات ُّ‬ ‫الست‬ ‫خلف جهاتي‬ ‫كتفي تغفو جنم ٌة‬ ‫آت على‬ ‫ّ‬ ‫كم سامرت خطوي‬

‫يونس واحلوت‬

‫حممد املزوغي‬ ‫بدرب شتاتي‬ ‫ملح البحار مجيعها‬ ‫ال نا ُر ليلى ْ‬ ‫آنست ليلي‬ ‫يف دمعة‬ ‫وال َ‬ ‫اخلطاب‬ ‫وجد‬ ‫كليمه يف ذاتي سقطت وكل العمر يف حلظات‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ليلى َ‬ ‫تباعد دربُها‬ ‫ماجئت ألقي على اجلياع‬ ‫ُ‬ ‫السوى‬ ‫ْأم أنين‬ ‫مواعظا‬ ‫درب ِّ‬ ‫ضيعت يف ِ‬ ‫ُخطواتي‬ ‫واخلب ُز يَلعنين بغري عظاة‬ ‫ْأم ْ‬ ‫ما الشع ُر إ ّ‬ ‫ً‬ ‫ال أن َ‬ ‫هل نستين دا ُرها‬ ‫جنمة‬ ‫تعلق‬ ‫فأنا الذي‬ ‫الليل‬ ‫يف ِ‬ ‫ُ‬ ‫جدارها ُقبالتي‬ ‫الصباح فيأتي‬ ‫أو تدعو‬ ‫َ‬ ‫علقت فوق ِ‬ ‫إن مل ي ْ‬ ‫َ‬ ‫التنكري صميت‬ ‫خلطوك‬ ‫َكن أث ٌر‬ ‫بالغة‬ ‫فرب‬ ‫مزهر‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫م���ت تس���تعصي عل���ى ماجدوى أن متشي‬ ‫يف ّ‬ ‫الص ِ‬ ‫الكلمات‬ ‫الطرقات‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حشدوا لقتل اليامسني جيوشهم‬ ‫من قال إن اليامسني ميوت‬ ‫ذحبوا احملبة بامسها‬ ‫وجتربوا‬ ‫حتى تربأ منهم اجلربوت‬ ‫إيّان طالعت العيون وجوههم‬ ‫ُذكر األسى‬ ‫ُ‬ ‫الطاغوت‬ ‫ومت ّثل‬ ‫يتحدثون عن الرتاب فهل دروا‬ ‫ُ‬ ‫مكبوت‬ ‫أن الرتاب بك ّفهم‬ ‫يدري تراب األرض‬ ‫كيف نضمه‬ ‫ُ‬ ‫والياقوت‬ ‫الدر‬ ‫حتى يغار ُّ‬ ‫أنا إن سكت‬ ‫فإن صميت ناطق‬ ‫وكالم من زعموا الكالم سكوت‬ ‫فلتعذري َ‬ ‫ُ‬ ‫رحلت مغاضبا‬ ‫ين إذ‬ ‫َرماً بهم‬ ‫بِ‬ ‫ومشى بي التابوت‬ ‫فلرمبا أصحو على يقطينة‬ ‫ُ‬ ‫واحلوت‬ ‫إ ّني وحزني يونس‬

‫على ُبع ِد تلوحي ٍة للودا ِع‬

‫أما َ‬ ‫قلت لي سوف تبقى‬ ‫ترتج َل‬ ‫وأنك لن َّ‬ ‫الشعر يوما‬ ‫عن صهو ِة‬ ‫ِ‬ ‫ولن َ‬ ‫الكلمات‬ ‫ترتك‬ ‫ِ‬ ‫اليت أنت أدرى‬ ‫حبجم الفجيعةِ‬ ‫ِ‬ ‫حني تغاد ُر‬ ‫ُ‬ ‫حتيط ِبه َّ‬ ‫ُن‬ ‫وهي‬ ‫و ُت ْل ِب ُسهُنَّ‬ ‫الليل ال ضو َء في ِه‬ ‫ردا ًء من ِ‬ ‫والجنم ٌة‬ ‫َّ‬ ‫غفلة من ُه‬ ‫تتسل ُل يف ٍ‬ ‫ُتؤ ِن ُسه َّ‬ ‫ُن‬ ‫أما قلت لي‬ ‫َ‬ ‫الطيور اليت ترتاءى‬ ‫يارفيق‬ ‫ِ‬ ‫للوداع‬ ‫تلوحية‬ ‫على بُع ِد‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫احلاضري���ن ختاص ُر أغنيةً‬ ‫َ‬ ‫موكب‬ ‫بأنك يف‬ ‫ِ‬ ‫الكالم‬ ‫الخضرار‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وللما ِء حني يعي ُد‬ ‫انشطا َر الوجو ِد‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ويصحو على ضفتي ِه النها ُر‬ ‫أكن ْ‬ ‫أنا مل ْ‬ ‫حني حني أطفأ هذا املساء قناديله‬ ‫واتكى‬ ‫ومر قطيع من الغيم‬ ‫َّ‬

‫يف ذكرى رحيل حممد اهلويوت‬

‫أطلق شهقته وبكى‬ ‫النعي‬ ‫أجي ُد قراءة مايشب ُه َ‬ ‫أو أنين‬ ‫تركت لعي ّ‬ ‫ين أن تريا‬ ‫غري ماكان الب ّد من أن يُرى‬ ‫أنا ال ألومك‬ ‫أدرك أن رحيلك ياصاحيب قدر وإشارة‬ ‫عصي‬ ‫وأنك معنى ٌّ‬ ‫ستمضي‬ ‫إىل حيث متضي املعاني اليت‬ ‫مل تسعها العبارة‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫األولويات األمنية واالستقرار‬ ‫عبد املنصف البوري‬ ‫إن العدي���د م���ن أزماتنا ومش���اكلنا يف ليبيا‬ ‫اليت ب���رزت على الس���طح يف اآلونة األخرية‬ ‫هي من ج��� ّراء اخللل يف العالق���ة بني األمن‬ ‫واالس���تقرار واحلري���ة ‪ ،‬ويق���وم البع���ض أيا‬ ‫كانت تسميته من خالل تصرفاته العنيفة‬ ‫وإجراءات���ه األحادي���ة املس���لحة لتصفي���ة‬ ‫حس���ابات ش���خصية أو إىل تلبي���ة حاج���ات‬ ‫أحد األط���راف حتى لو كانت ه���ذه التلبية‬ ‫تأتى على حس���اب متطلبات وقواعد احلرية‬ ‫املتاحة وختل باألمن واالس���تقرار اجملتمعي‬ ‫والسياسي ‪.‬‬ ‫ومب���ا أن العالق���ة االجيابي���ة والدينامكي���ة‬ ‫بني األمن االس���تقرار واحلري���ة هي البداية‬ ‫الصحيح���ة للخ���روج م���ن أزم���ات الواق���ع‬ ‫الراه���ن بأقل اخلس���ائر فاألم���ر يتطلب من‬ ‫اجلهات الرمسية يف الدولة الليبية االلتفات‬ ‫إىل متطلب���ات األم���ن واألم���ان واالس���تقرار‬ ‫‪..‬كما يتطل���ب من قوى اجملتمع مجيعها أن‬ ‫تأخ���ذ بعني االعتبار وحت�ت�رم حاجات البالد‬ ‫واملواطنني إىل األمن واالس���تقرار السياسي‬ ‫واالجتماع���ي بالطب���ع دون التضحي���ة‬ ‫باحلري���ة ودون دف���ع األم���ور إىل حال���ة من‬ ‫الفوضى والصراعات املفتوحة ‪.‬‬

‫• حاجات االستقرار واحلرية‬

‫فاملطل���وب عالق���ة تفاعلي���ة وديناميكي���ة‬ ‫ب�ي�ن متطلب���ات األم���ن وحاجات االس���تقرار‬ ‫واحلرية ‪ ،‬وذلك من أجل أن ينطلق جمتمعنا‬ ‫يف التغي�ي�ر والتطوي���ر عل���ى قواع���د متين���ة‬ ‫م���ن االس���تقرار االجتماع���ي يف ظل ظروف‬ ‫وأوض���اع أمني���ة مس���تقرة ‪ ..‬وان التط���ورات‬ ‫املتس���ارعة ال�ت�ي جت���ري يف املنطق���ة الي���وم‪،‬‬ ‫جتعلن���ا نؤك���د عل���ى أن طريق االس���تقرار‬ ‫السياسي واالجتماعي ‪ ،‬ال مير عرب املزيد من‬ ‫اإلج���راءات واالحرتازات األمنية مع أهميتها‬ ‫وضرورتها فحس���ب ‪ ،‬وإمن���ا أيضا عرب إعادة‬ ‫تش���كيل احلي���اة السياس���ية حبي���ث يتس���نى‬ ‫جلمي���ع قوى اجملتم���ع وفئات���ه املختلفة من‬ ‫املش���اركة يف بن���اء الوط���ن وتعزي���ز وحدته‬ ‫الداخلي���ة ومتت�ي�ن أواص���ر العالق���ات ب�ي�ن‬ ‫خمتلف املكونات ‪.‬‬ ‫االس���تقرار السياس���ي واالجتماع���ي يف هذه‬ ‫املرحل���ة يف ليبي���ا ‪ ،‬حباج���ة إىل حزم���ة من‬ ‫اإلج���راءات واخلط���وات السياس���ية ‪ ،‬ال�ت�ي‬ ‫تس���تهدف رفع االحتقانات الداخلية وبلورة‬ ‫األط���ر واملؤسس���ات للمش���اركة الش���عبية‬ ‫وإع���ادة تأس���يس العالق���ة ب�ي�ن متطلب���ات‬ ‫األم���ن واالس���تقرار م���ن جان���ب والتأكي���د‬ ‫عل���ى احلرية ومش���اركة الناس يف ش���ؤون‬

‫حياتهم املختلفة من جانب أخر ‪ ،‬وحبيث ال‬ ‫تقود هذه اخلطوات إىل فوضى ‪ ،‬بل إىل بناء‬ ‫مرتاك���م وعمل وطين متواصل‪ ،‬يس���تهدف‬ ‫تطوير التجرب���ة واملمارس���ة الدميقراطية‬ ‫وحتديثه���ا‪ ،‬وإزالة عناص���ر اخللل والضعف‬ ‫منه ‪.‬‬ ‫يف اآلونة األخرية أصبحنا لألس���ف الشديد‬ ‫نكاد نصبح ومنسى على مساع التفجريات و‬ ‫خرب االغتي���االت بعكس حالة األمن واألمان‬ ‫اليت س���ادت الب�ل�اد خ�ل�ال الث���ورة واملعارك‬ ‫العسكرية وحتى بعد سقوط مناطق ومدن‬ ‫متفرقة من ليبيا ‪.‬‬ ‫اعتق���د ان���ه قد ح���ان الوق���ت اآلن بع���د تعدد‬ ‫احمل���اوالت واهلجم���ات املس���تمرة ال�ت�ي‬ ‫تس���تهدف مراك���ز الش���رطة واملؤسس���ات‬ ‫األمني���ة وبالدرج���ة األوىل الش���خصيات‬ ‫والرت���ب العس���كرية يف األجه���زة واجله���ات‬ ‫املختلفة االس���تعانة بل وضرورة االستعانة‬ ‫باملراقب���ة االلكرتونية ( كام�ي�رات املراقبة )‬ ‫ملراقب���ة كل املؤسس���ات والدوائر احلكومية‬ ‫واجله���ات احليوي���ة مثل حمط���ات الكهرباء‬ ‫واملي���اه والبنوك واملقار األمنية والعس���كرية‬ ‫والش���رطة واملستش���فيات وخم���ازن األدوية‬ ‫و األغذي���ة واجلامع���ات وامل���دارس وكل ما‬ ‫يعتقد بأهميته أو قد يش���كل حمال للهجوم‬ ‫‪ ...‬املراقبة من خالل الكامريات ضرورة أمنية‬ ‫لضب���ط األم���ن ونش���ر حالة من االس���تقرار‬ ‫ب�ي�ن الناس يف امل���دن واملناط���ق الليبية وهى‬ ‫ليست بدعة بل ضرورة متليها حالة فقدان‬ ‫األمن اليت بدأت تفرض نفس���ها على الواقع‬

‫اللي�ب�ي خلل���ق أجواء من االضط���راب األمين‬ ‫والسياس���ي يعرق���ل مس�ي�رة الث���ورة اليت مل‬ ‫تكتم���ل بعد وتوقف أي حماولة للش���روع يف‬ ‫البن���اء والتنمي���ة ‪ ...‬هذه املراقب���ة مهما انفق‬ ‫عليه���ا حتى وإن زادت تكاليفها عن عش���رات‬ ‫املالي�ي�ن أو أكثر بقليل أهم وأجدى يف هذه‬ ‫املرحلة املهمة من أي إنفاق أخر‪ ،‬وأن محاية‬ ‫أرواح الليبي�ي�ن ومؤسس���اتهم ودوائره���م‬ ‫الرمسي���ة واألمني���ة والتعليمي���ة والصحية‬ ‫وغريها تعد أولوية قصوى بدال من نس���تمر‬ ‫يف الرتحم على من نفقدهم كل يوم ورمبا‬ ‫بعد اليوم ال قدر اهلل ‪.‬‬ ‫كما أن اجلهات املسؤولة يف املؤمتر الوطين‬ ‫وجمل���س ال���وزراء عليه���ا اإلس���راع بالتعاقد‬ ‫مع الش���ركات العاملية واملتخصصة لنش���ر‬ ‫ه���ذه الكامريات عل���ى طول احل���دود الليبية‬ ‫وتزويده���ا بأجه���زة الطاق���ة الشمس���ية مع‬ ‫وضع مراك���ز متابعة متباع���دة على طول‬ ‫احلدود باإلضافة إىل توفري شبكة اتصاالت‬ ‫س���ريعة باجله���ات األمني���ة والعس���كرية‬ ‫لضم���ان س���رعة حتركه���ا ونقله���ا إىل أي‬ ‫نقطة توتر أو اخرتاق ‪.‬‬

‫• ليبيا يف هذه املرحلة احلرجة‬

‫املراقب���ة الكرتوني���ة م���ن خ�ل�ال الكام�ي�رات‬ ‫ليس���ت جبدي���دة بل تنتش���ر يف مجي���ع املدن‬ ‫والعواص���م العاملية من اجل محاية املنش���ات‬ ‫واألش���خاص لس���نوات مضت ولعله من باب‬ ‫أوىل أن يتم االس���تعانة به���ا اآلن يف ليبيا يف‬ ‫هذه املرحلة احلرج���ة ‪ ،‬األمر ليس من باب‬ ‫ال�ت�رف واإلنف���اق الزائ���د بل يتعل���ق بصورة‬

‫وهيب���ة الدول���ة يف الداخل واخل���ارج ومدى‬ ‫قدرته���ا على بس���ط س���يطرتها على كامل‬ ‫مدنه���ا وترابه���ا وغي���اب هيب���ة الدول���ة اليت‬ ‫رمب���ا تتع���رض يف بعض األحي���ان لالهتزاز‬ ‫والضعف نتيجة اإلجراءات األمنية الناعمة‬ ‫‪ ،‬وتهاون على التجاوزات واخلروقات يف ظل‬ ‫غي���اب القوان�ي�ن املنظم���ة ‪ ،‬ولع���ل ما حيدث‬ ‫من أح���داث واضطراب���ات يف اآلونة األخرية‬ ‫ميكن إيعازه أيض���ا إىل التدخل واالختالط‬ ‫يف بعض األحيان يف الصالحيات مبؤسسات‬ ‫الدول���ة املعني���ة مم���ا ي���ؤدي إىل االنف�ل�ات‬ ‫األم�ن�ي باإلضاف���ة إىل املفه���وم اخلاط���ئ‬ ‫للحرية واملمارسة الدميقراطية ‪.‬‬ ‫و يف هذا الس���ياق ميكن الق���ول أيضا فرض‬ ‫هيب���ة الدول���ة ن خ�ل�ال ق���درة املواطن�ي�ن‬ ‫وحرصه���م عل���ى التماس���ك االجتماع���ي‬ ‫واحلف���اظ عل���ى الوح���دة الوطني���ة ‪ ،‬كم���ا‬ ‫يق���ول الدكت���ور حمم���د صالح أب���و رجب‬ ‫إن ( هيب���ة الدول���ة ) ببس���اطة تعنى القيمة‬ ‫املعنوي���ة ملكوناته���ا “إقليم وش���عب وس���لطة‬ ‫حاكمة” بش���كل إمجال���ي ‪ ،‬وضمان محاية‬ ‫هذه القيمة من أي تهديد خارجي أو داخلي‬ ‫‪ ،‬وف���ى إطار ه���ذه احلماي���ة تتداخل عناصر‬ ‫األم���ن الداخلي واخلارجي‪ ،‬وإن كان األمن‬ ‫باملفه���وم الضي���ق‪ ،‬ليس هو العام���ل الوحيد‪،‬‬ ‫فهن���اك عوام���ل أخرى سياس���ية واقتصادية‬ ‫وثقافية ‪ ،‬تس���هم بدور ال يستهان به يف تلك‬ ‫القيمة املعنوية ‪.‬‬


‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫الفاشية يف مصر تدق الكعب !‬

‫‪15‬‬

‫أمحد اخلميسي‬ ‫ذات ي���وم ق���ال الش���اعر الكب�ي�ر صالح‬ ‫جاهني يف مصر ‪:‬‬ ‫“ ناس تبين جمد وحضارة ‪..‬‬ ‫وناس ما عندهاش احساس‬ ‫وناس تنام ملا يزحف موكب األحداث‬ ‫ومص���ر ف���وق يف الفران���ده ‪ ..‬وامسه���ا‬ ‫جولييت “ !‬ ‫مل يبق أمام العش���اق غرياحتش���اد يرد‬ ‫الوحش عن اجلميلة !‬ ‫يتلب���د األف���ق املص���ري بن���ذر الفاش���ية‬ ‫والبلطج���ة والعن���ف السياس���ي وتصب���ح‬ ‫الس���ماء حلظ���ة بعد أخ���رى أش���د قتامة‬ ‫‪ .‬ويوم���ا بع���د آخ���ر يتض���ح أن البلطج���ة‬ ‫عن���د اإلخوان ح���ل منوذجي ل���كل عقبة ‪.‬‬ ‫بالبلطج���ة انقض���وا يف ‪ 12‬أكتوبر على‬ ‫املتظاهري���ن يف مجعة احلس���اب وهدموا‬ ‫منصة اخلطباء وضربوا الناس بوحش���ية‬ ‫وبل���غ عدد املصابني مئ���ة وأربعني‪ .‬وبدال‬ ‫م���ن التندي���د بالبلطج���ة والتص���دي هلا‬ ‫أدان الرئي���س مرس���ي ضحاي���ا وجرحى‬ ‫ذلك اليوم معلنا أن مشاركني يف مجعة‬ ‫احلس���اب تقاضى الف���رد منهم ألف جنيه‬ ‫وأن املظاه���رة يف جممله���ا م���ن أعمال “‬ ‫الث���ورة املض���ادة”‪ .‬لق���د قف���زت البلطجة‬ ‫م���ن حال���ة فردية مث���ل املعل���م خننوخ أو‬ ‫غ�ي�ره إلي منهج عام اس���تقر عليه احلكم‬ ‫واإلخ���وان إلزاح���ة أي���ة فك���رة وتلق�ي�ن‬ ‫كل معارض���ة يف الف���ن أو السياس���ة أو‬ ‫الصحافة درس���ا يف حكمة االنسحاب من‬ ‫املشاركة يف قضايا الوطن‪.‬‬ ‫بالبلطج���ة هاج���م الش���يخ عب���د اهلل بدر‬ ‫النجم���ة إهلام ش���اهني صائح���ا علنا إنها‬ ‫ملعون���ة وس���افلة !وبالبلطج���ة هاج���م‬ ‫الش���يخ أبواس�ل�ام النجم���ة يس���را متهما‬ ‫إياه���ا مبعاش���رة ع���ادل إم���ام مئ���ة مرة ‪،‬‬ ‫كأمن���ا كان واقفا بينهم���ا حيصي عدد‬ ‫امل���رات! بالبلطجة مزق أبوإس�ل�ام اجنيل‬ ‫إخوتن���ا األقب���اط وتوع���د أن جيل���ب ابنه‬ ‫ليتب���ول عليه! بنف���س الطريق���ة اعتدى‬ ‫أنص���ار اإلخ���وان املس���لمون عل���ى خال���د‬ ‫صالح رئي���س حترير «اليوم الس���ابع» يف‬ ‫أغس���طس هذا الع���ام عند دخول���ه مدينة‬ ‫اإلنت���اج اإلعالم���ي‪ ،‬ويف نف���س امل���كان مت‬ ‫االعت���داء عل���ى يوس���ف احلس���يين م���ن‬

‫صالح جاهني‬

‫عادل إمام‬

‫قب���ل ذات اجملموع���ات‪ .‬ومن���ذ أي���ام قليلة‬ ‫‪ ،‬ي���وم األربع���اء ‪ 7‬نوفم�ب�ر احلال���ي‪ ،‬نظم‬ ‫الصحفيون أم���ام نقابتهم وقفة تضامن‬ ‫م���ع الصحفيني س���عيد ش���عيب وزوجته‬ ‫إس�ل�ام عزام عل���ى خلفية خط���اب تلقاه‬ ‫االثن���ان مم���ن أطلق���وا عل���ى أنفس���هم “‬ ‫مجاع���ة األم���ر باملع���روف “ ه���ددوا في���ه‬ ‫الزميل�ي�ن ب���أن اجلماعة “ لديه���ا الكثري‬ ‫لتفعل���ه ‪ ..‬إذا مل تلت���زم الصحفية بالزي‬ ‫الش���رعي وإذا مل ي�ت�رك زوجه���ا ش���عيب‬ ‫العلماني���ة ف���ورا ويع���ود لإلس�ل�ام”! هي‬ ‫ذات اجلماعة اليت نس���ب إليها قتل ش���اب‬ ‫يف الس���ويس‪ .‬أيض���ا بالبلطج���ة تع���رض‬ ‫عب���د اجللي���ل الش���ربيين عض���و جبه���ة‬ ‫اإلبداع العتداء ق���رب مدينة القناطر يف‬ ‫‪ 4‬نوفم�ب�ر‪ .‬بالبلطج���ة هاج���م اإلخواني‬ ‫عصام العريان يف ‪ 14‬أكتوبر اإلعالمية‬ ‫جيه���ان منصور مقدمة برنامج صباحك‬ ‫يامص���ر عل���ى قن���اة دري���م خ�ل�ال مكاملة‬ ‫هاتفي���ة واتهمه���ا بأنها تتلق���ى “ متويال‬ ‫ماديا للهجوم على اإلخوان “‪ .‬بالبلطجة‬ ‫رد وزي���ر التنمية احمللية على اإلعالمية‬ ‫املرموق���ة ريم ماجد يف األول من نوفمرب‬ ‫وأنه���ى املكامل���ة م���ن طرفه ب���دون احرتام‬ ‫ال للمش���اهدين وال لوس���ائل اإلعالم وال‬ ‫ملنصب���ه الذي يلزم���ه اإلنصات مل���ا يقوله‬ ‫الن���اس‪ .‬بالبلطج���ة – ويف أفظع صورها‬ ‫– خ�ل�ال احتفال كفر الش���يخ بعيدها‬ ‫القوم���ي يف ‪ 4‬نوفم�ب�ر ح���اور احملاف���ظ‬ ‫اإلخوان���ي س���عد احلس���يين الصيادي���ن‬ ‫البس���طاء الذين حض���روا للقائه بإطالق‬ ‫ال���كالب البوليس���ية عليه���م لتنه���ش‬ ‫حلومه���م بيق�ي�ن أن ال���كالب أق���در على‬ ‫إقناع اخلصوم‪ .‬هو نفس���ه سعد احلسيين‬

‫الشيخ عبد اهلل بدر‬

‫ال���ذي ص���رح لقن���اة مص���ر بأن “ ش���باب‬ ‫اإلخ���وان س���يضربون معارض���ي الرئيس‬ ‫باجلزمة” ! بالبلطجة عوملت الصحافة‬ ‫والصحفيني من قب���ل احلكومة والدولة‬ ‫‪ ،‬ومتت مصادرة الصحف وإغالق قنوات‬ ‫تلفزيونية ‪ ،‬ومنع مقاالت الكتاب‪ ،‬وتغيري‬ ‫قي���ادات صحفي���ة ‪ ،‬وإغ�ل�اق صفح���ات‬ ‫ثقافية‪ ،‬وإحال���ة الصحفيني للمحاكم‪.‬‬ ‫وإذا قلن���ا أن األف���ق املص���ري معب���أ بنذر‬ ‫الفاش���ية ‪ ،‬وأن الفاش���ية ت���دق الكعب يف‬ ‫الش���وارع ‪ ،‬وتتقن���ع مبظه���ر ش���عيب يف‬ ‫املواص�ل�ات والبيوت واملؤسس���ات وأجهزة‬ ‫اإلع�ل�ام وتتغذى خالل ذل���ك كله على‬ ‫محاس���ة املخدوع�ي�ن بوه���م أن البلطجة‬ ‫طري���ق إل���ي اجلن���ة ‪ ،‬وأن الدع���وة للحق‬ ‫والن���ور البد أن تت���م بالقبضات وإس���الة‬ ‫الدم���اء‪ .‬والس���بب احلقيق���ي وراء ذل���ك‬ ‫اهل���وس بالعن���ف هو األزم���ة االقتصادية‬ ‫والوطني���ة العام���ة ال�ت�ي يعج���ز الرئيس‬ ‫مرس���ي عن تقديم حل ألي من وجوهها‪.‬‬ ‫فمش���كلة الرئي���س مرس���ي ليس���ت يف‬ ‫خطاب���ه القرآني ‪ ،‬لك���ن يف جوهر نظامه‬ ‫األمريكان���ي ال���ذي يرتض���ي كل قي���ود‬ ‫التبعية االقتصادية والسياسية ‪ ،‬ومن ثم‬ ‫يعجز عن ح���ل أي مش���كلة حقيقية من‬ ‫مش���كالت بلد ارتفعت فيه نسبة البطالة‬ ‫إل���ي ‪ 12,5‬يف املئة يف الش���هور األوىل من‬ ‫ه���ذا العام ‪ ،‬ويعيش فيه ‪ % 35‬من أبنائه‬ ‫يف مس���اكن عش���وائية ‪ ،‬و‪ 4‬مليون أسرة‬ ‫ب���دون م���أوى ‪ ،‬بلد أصب���ح الرقم ‪ 68‬بني‬ ‫دول العامل حيث ميوت األطفال دون سن‬ ‫اخلامس���ة ‪ ،‬ويعاني به ‪ % 30‬من تالميذ‬ ‫املدارس م���ن األنيميا‪ ،‬وي���دب على ترابه‬ ‫‪ 18‬مليون أمي يف عصر ثورة املعلومات‬

‫إهلام شاهني‬

‫والعوملة‪ .‬ويف ظل عجز النظام عن تقديم‬ ‫حل حتى ملشكلة صغرية كأزمة انقطاع‬ ‫الكهرب���اء تصب���ح الفاش���ية ه���ي املخ���رج‬ ‫الوحي���د لدي���ه إلس���كات ص���وت األزم���ة‬ ‫وتكمي���م أفواه اجل���وع‪ :‬القبضات بدال من‬ ‫أرغف���ة اخلب���ز‪ ،‬واللكم���ات ب���دال من حل‬ ‫مش���كلة املواص�ل�ات ‪ ،‬والض���رب بدال من‬ ‫ال���درب‪ ،‬وحتوي���ل أنظ���ار اجلماه�ي�ر إلي‬ ‫عري امل���رأة وم���ا ترتديه ب���دال من عري‬ ‫الوطن ومآسيه ‪.‬‬ ‫إن ب���وادر الفاش���ية وتناميه���ا مرتب���ط‬ ‫باألزم���ة االقتصادية العنيفة اليت تش�ي�ر‬ ‫إليها بق���وة االحتجاجات الش���عبية‪ ،‬فقد‬ ‫ج���رت يف ش���هر أكتوب���ر وح���ده حن���و‬ ‫ثالمثائ���ة ومخس�ي�ن حال���ة احتج���اج‬ ‫مشلت قطاع الدول���ة واألهالي والطالب‬ ‫وأصح���اب األعم���ال احل���رة والقط���اع‬ ‫اخل���اص والنقاب���ات‪ ،‬وغريه���ا‪ .‬ومث���ة‬ ‫طريق���ان فق���ط ملواجه���ة كل ه���ذا ‪ :‬إما‬ ‫ح���ل املش���كالت أو أن تلطم األف���واه بقوة‬ ‫لتك���ف ع���ن الصياح ‪ .‬هل���ذا فإن الفاش���ية‬ ‫تدق الكعب بصوت عال‪ ،‬ويندفع اإلخوان‬ ‫املس���لمون إل���ي ذل���ك احلل املت���اح طاملا ال‬ ‫يس���عهم التخطيط للنه���وض بالصناعة‬ ‫الوطني���ة والزراع���ة وتوزي���ع الدخ���ل‬ ‫بش���كل عادل والتحرر من قي���ود التبعية‬ ‫االقتصادية والسياس���ية‪ .‬إن عجز النظام‬ ‫يول���د البلطج���ة كمنهج ووس���يلة لدي‬ ‫الفلول امللتحية اليت حسبها البعض خطأ‬ ‫من ق���وى الثورة وه���ي ألد أع���داء الثورة‬ ‫حبكم برناجمها املناهض لكل تقدم ‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫هـل ‪..‬ما زال الفس ـاد بيننـا‪..‬؟؟!!‬ ‫على الرفاعى زوبــــى‬

‫اس���تضافت الربازي���ل يف األس���بوع املاض���ي‬ ‫املؤمت���ر الدول���ي اخلام���س عش���ر ملكافح���ة‬ ‫الفــــس���اد والذي حض���ره أكثر من ‪1500‬‬ ‫مش���ارك م���ن حوال���ي ‪ 130‬دولة م���ن دول‬ ‫العامل‪ .‬واس���تمرت جلس���ــــــات املؤمتر الذي‬ ‫افتتحت���ه رئيس���ة الربازيل مل���دة أربعة أيام‬ ‫متت���د من التاس���عة صباحاً للثامنة مس���ا ًء‪.‬‬ ‫ويعـــــــت�ب�ر ه���ذا املؤمتر وال���ذي يعقد دوريا‬ ‫كل عام�ي�ن أه���م جتم���ع عامل���ي لتن���اول‬ ‫التج���ارب الناجح���ة يف مكافحـــ���ة الفس���اد‬ ‫وأيضاً للحديث الصريح عن جوانب الفساد‬ ‫املستش���رية يف خمتلف القطاعات‪ ،‬ال سيما‬ ‫القط���اع املــال���ي وقط���اع البتــــــ���رول والغاز‬ ‫والثروات الطبيعية‪.‬‬ ‫وليس من قبي���ل املبالغة وصف هذا املؤمتر‬ ‫بأن���ه كان صرخ���ة مدوي���ة ض���د الفس���اد‬ ‫جاءت م���ن قلب أمري���كا اجلنوبية ومصدر‬ ‫الصرخ���ة له داللته ألن معظم دول أمريكا‬ ‫اجلنوبية والوس���طى عانت لسنوات طويلة‬ ‫وح ِظي الفساد حتت‬ ‫من أنظمة استبدادية ُ‬ ‫ل���واء ه���ذه األنظم���ة باحلماي���ة والرعاية‪،‬‬ ‫وارتبط���ت منــــــظوم���ة الفس���اد مبنظوم���ة‬ ‫الس���لطة بزواج كاثوليكي مل يفضه سوى‬ ‫ثورات الشعوب‪.‬‬ ‫ولع���ل أكث���ر مايهمن���ا م���ن ه���ذا املؤمت���ر‬ ‫ه���و اهلج���وم ال���ذي َّ‬ ‫ش���نه ع���دد غ�ي�ر قلي���ل‬ ‫م���ن املتــــــحدث�ي�ن يف املؤمت���ر عل���ى الدول‬ ‫األوروبي���ة واإلش���ارات ال�ت�ي وردت ح���ول‬ ‫تقاع���س املؤسس���ات األوروبي���ة وتبــــاطئها‬ ‫املقصود يف التعامل مع ثورات احلكام الذين‬ ‫أطاح���ت به���م ث���ورات الربيـــــــــ���ع العرب���ي‬ ‫وجتدر اإلش���ارة إىل أن هذا اهلجوم مل يأت‬ ‫م���ن جانب متحدثي مؤسس���ات النفع العام‬ ‫ومجعيات مكافحة الفس���اد والش���ــــــفافية‪.‬‬ ‫وبالطبع ج���اءت الردود لتتح���دث عن عدم‬ ‫قي���ام ال���دول العربي���ة باس���تيفاء األوراق‬ ‫الرمسي���ة ال�ت�ي تن���ص عليـــــه���ا قوان�ي�ن‬ ‫ال���دول املس���تضيفة هلذه األم���وال وكانت‬ ‫التعقيب���ات تأت���ي جت���اه اس���تــــــنكار م���دى‬ ‫جدية ه���ذه املــــــق���والت والتس���اؤل عما إذا‬ ‫ُضع���ت أصال‬ ‫كان���ت ه���ذه الضواب���ط قد و ِ‬ ‫حلماية الفاس���دين واالستئثار بأمواهلم إذا‬ ‫ما فقدوا الوالي���ة عليها‪ .‬ومل خيل احلديث‬ ‫م���ن اإلش���ارة إىل ازدواجي���ة املعاي�ي�ر يف‬ ‫التعام���ل مع ال���دول النامية ال س���يما فيما‬ ‫يتعلق بنهب ثروات القارة السمراء‪.‬‬ ‫وأحد املوضوعات املهمة التى القت اهتماماً‬ ‫كب�ي�راً يف هذا املؤمت���ر واليت جيب أن نهتم‬ ‫بها أيض���ا يف دولن���ا العربية ‪ ،‬ه���ي كيفية‬ ‫تعامل الدول النامية مع مكافحة الفس���اد‪.‬‬ ‫والتــــــــج���ارب الدولي���ة يف ه���ذا اجمل���ال‬ ‫متعددة وال حتتاج س���وى أن نبدأ من حيث‬ ‫انتهىاآلخ���رون وأال نتع���اىل ع���ن التعل���م‬ ‫م���ن دول ناميــــ���ة س���بقتنا يف ه���ذا اجمل���ال‪.‬‬ ‫والرس���الة الرئيسية هي أن اجملتمع حيتاج‬ ‫الن يكون حمصناً ضد املمــــارسات الفاسدة‬

‫مثلما حيتاج اجلس���م البش���ري الكتساب‬ ‫املناع���ة ض���د امليكروب���ات والفريوس���ات وال‬ ‫يك���ون ذل���ك إال ببــــــــن���اء مؤسس���ات قوي���ة‬ ‫واستحداث تشريعات فاعلة وتنمية ثقافة‬ ‫جمتمعية تس���تهجن الفس���اد وبناء الكوادر‬ ‫القـــادرة على إدارة هذه املؤسس���ات وتطبيق‬ ‫هذه التشريعات وتنمية هذه الثقافة ‪.‬‬ ‫ولتفضي���ل ذل���ك وإس���قاطه على الس���ياق‬ ‫العام ف���إن الدول اليت جنح���ت يف مكافحة‬ ‫الفس���اد لديه���ا هيئ���ات ملكافح���ة الفس���اد‬ ‫وه���ذا اليتعارض م���ع املؤسس���ات الرقابية‬ ‫العدي���دة القائم���ة يف ع���دة دول كم���ا أن‬ ‫البن���اء املؤسس���ـــي ال يُقص���د ب���ه املؤسس���ات‬ ‫احلكومي���ة فق���ط وإمن���ا األه���م ه���و وجود‬ ‫مؤسس���ات غري حكومي���ة تتـــــج���اوز حمنة‬ ‫انعدام الثقة يف كل ماهو حكومي وتعتمد‬ ‫عل���ى العم���ل التطوع���ي وتعم���ل مس���تقلة‬ ‫ع���ن األجه���زة احلــــــــكومي���ة وهنا جيب أن‬ ‫نش�ي�ر إىل املبادرات التطوعية اليت أفرزتها‬ ‫ث���ورات الربي���ع العرب���ي وال�ت�ي ق���ام بهـــــــا‬ ‫ش���باب يف جماالت تتصل مبكافحة الفساد‬ ‫وبالشفافية ويرصد التجاوزات االنتخابية‬ ‫ومبواجهة التح���رش وبرصـــــد التجاوزات‬ ‫الش���رطية كانت تتس���م باإلبداع وتنم عن‬ ‫أن هناك من الش���باب من يق���در على إدارة‬ ‫املس���ــــــتقبل على حنو يدعو للتفاؤل واملهم‬ ‫اآلن ْأن تس���تمر ه���ذه اجله���ود وتتضاف���ر‬ ‫حبيث تتح���ول م���ن مبــــ���ادرات فردية إىل‬ ‫مؤسسات قوية مستقلة عن احلكومة‪.‬‬ ‫‪+‬واحلكوم���ة الذكي���ة ه���ي ال�ت�ي ال تنظر‬ ‫هل���ذه املؤسس���ات غ�ي�ر احلكومية عل���ى أنها‬ ‫مناف���س جي���ب التـــخلص من���ه ولكن على‬ ‫أنه���ا حليف يف العم���ل ملصلحة الوطن‪ .‬وأن‬ ‫تعلم أن اس���تيــــــعاب هذه اجلمعيات ســـواء‬ ‫بس���ــيف املع���ز أو بذهب���ه هو ش���ر مس���تطر‬ ‫آلن هذه اجلمعيات تنجح فيما تفش���ل فيه‬ ‫احلكوماـــــت وأن هذه اجلمعيات إذا جنحت‬ ‫فإنها تقاس���م احلكومات يف جناحاتها أماإذا‬ ‫فش���لت فان احلكوم���ة تتحم���ل الفــــــــش���ل‬ ‫مبفردها‪.‬‬ ‫‪+‬والض���رورة الثانية من ضرورات مكافحة‬ ‫الفس���اد ه���ي التدخ���ل التش���ريعي وال���ذي‬ ‫يتضــــم���ن القوان�ي�ن ال�ت�ي تش���دد العقوبات‬ ‫على املمارسات الفاسدة يف التعامل مع املال‬ ‫الع���ام إال ان ه���ذه اجلزئية ليس���ت كافية‬ ‫ألنه���ا تتعامل م���ع العرض ولي���س املرض‬ ‫فيجب أن يواك���ب ذلك حزمة القوانيــــــــن‬ ‫اخلاصة بالشفافية واتاحة املعلومات واليت‬ ‫جي���ب أن تعت�ب�ر أن حص���ول املواط���ن على‬ ‫املعلومات هو حق وليس منــــحة وان تقديم‬ ‫اجله���ات احلكومي���ة هل���ذه املعلوم���ات ه���و‬ ‫واج���ب وليس تفضال وهنا جيب أنأش���ارك‬ ‫القــــــ���ارئ العزي���ز يف التجرب���ة الربزايلية‬ ‫يف قي���ام احلكومة بإتاح���ة املعلومات وحيث‬ ‫ص���در قانون إتاح���ة املعلوم���ات يف أكتوبر‬ ‫‪ 2011‬وب���دء العم���ل ب���ه يف ماي���و ‪2012‬‬ ‫وكان���ت نتيج���ة الش���هور الس���تة املاضي���ة‬

‫أن مرتبات مجي���ع الـــعامل�ي�ن يف احلكومة‬ ‫الربازيلية بدءا من رئيسة اجلمهورية حتى‬ ‫اصغ���ر موظ���ف يف اجله���از اإلداري متاحة‬ ‫جلميع املواطن�ي�ن على موقع االنرتنت وقد‬ ‫تلق���ت احلكومة حوال���ي ‪ 46‬ألف طلب من‬ ‫املواطن�ي�ن للحـــص���ول عل���ى معلومات ومت‬ ‫الرد على ‪ 43‬ألفا وكان متوسط زمن الرد‬ ‫‪ 10‬عشرةأيام ‪.‬‬ ‫وللربازي���ل جترب���ة فري���دة يف التح���ول‬ ‫م���ن الدع���م العيين للدع���م النق���دي حيث‬ ‫يت���م حتديد املس���تحقني بناء عل���ى معايري‬ ‫معينة ويتم وضع أمساء مس���تحقي الدعم‬ ‫النــــــــق���دي يف كل جتم���ع س���كين ح���ي أو‬ ‫قرية على موقع باالنرتنت يكون متاحا لكل‬ ‫سكان التجمع السكين ومن حق أي مواطن‬ ‫أن يع�ب�ر ع���ن اعرتاضــــــ���ه عل���ى حص���ول‬ ‫مواط���ن آخرآدا كان لدي���ه معلومات تثبت‬ ‫عدم أهليت���ه للحصول عل���ى لدعم وبدلك‬ ‫يـــــــــــم���ارس املواط���ن حق���ه ب���ل وواجبه يف‬ ‫الرقاب���ة الش���عبية ويك���ون يف ذل���ك معين���ا‬ ‫للحكوم���ة يف توصي���ل الدعـ���م ملس���تحقيه‬ ‫وهو هدف سعت مجيع احلكومات املصرية‬ ‫من الس���تينات إلي حتقيق���ه واخفقت ألنها‬ ‫كانت تصر على أن تكون الالعب الوحيد ‪.‬‬ ‫اجلان���ب الثالث يف قضية مكافحة الفس���اد‬ ‫هو التغي�ي�ر الثقايف وإعادة صـــــــياغة القيم‬ ‫ال�ت�ي تتع���ارض م���ع النزاه���ة والش���فافية‬ ‫وهناك قيم راس���خة تعترب أن قيام املسئول‬ ‫الكبري بتعيني أقاربه أو أهل بلدته ( جدعنه‬ ‫) وأن التهرب من دفع الرسوم احلكومية أو‬ ‫الضرائب ش���طارة وأن الغ���ش يف االمتحان‬ ‫تع���اون والغريب يف األمرأمنش���اعر التدين‬ ‫ال�ت�ي تفيض به���ا قل���وب الش���عوب العربية‬ ‫ال تع�ي�ر ه���ذه املمارس���ات اهتمــــــــام���ا وال‬ ‫ختضعه���ا ملعي���ار احل�ل�ال واحل���رام ال���ذي‬ ‫ختضع له الكث�ي�ر من توافه األمور وحيتاج‬ ‫األم���ر جلـــــــه���د حثي���ث إلع���ادة تش���كيل‬ ‫قي���م اجملتم���ع وثقافت���ه حتى تصب���ح قيم‬ ‫النزاهة والش���فافية قيم���ا حاكمة يف كل‬ ‫تصــــــــــرفاتن���ا اليومي���ة وه���ذا ه���و اجلانب‬ ‫األكثر صعوبة ‪.‬‬ ‫ويف النهاية فان مكافحة الفس���اد ال تتحقق‬ ‫إال بتكام���ل املداخ���ل ال�ت�ي حتدثنــــــ���ا عنها‬ ‫املدخل التشريعي واملدخل املؤسسي واملدخل‬ ‫الثق���ايف ‪،‬والنج���اح يف احلد من الفس���اد هو‬ ‫طوق جن���اة للمجتمــــع���ات ليس فقط الن‬ ‫س���يوجه موارده امله���درة لتحقي���ق التنمية‬ ‫ولس���د احلاج���ات األساس���ية للمحروم�ي�ن‬ ‫وإمناألن���ه س���يـــعيد الثق���ة واالح�ت�رام بني‬ ‫ش���ركاء الوط���ن ‪...‬وأمامنا فرص���ة ذهبية‬ ‫إلعادة بناء الوطن فهل حنققها يف القريب‬ ‫العاج���ل وف���ق ه���ذه املفاهي���م‪ ...‬؟ ؟‪..‬أمتن���ى‬ ‫ذلك‪..‬حفـــظ اهلل ليبيــــــــا‪..‬‬

‫منصور الكيخي ـ ـ ـ‬ ‫نقل���ت وكاالت األنب���اء مؤخ���راً تصرحي���اً حملمود‬ ‫الكيخي���ا‪ ،‬كش���ف في���ه أن اجلثة اليت ُعث���ر عليها‬ ‫مؤخ���راً يف حديقة أحد املنازل يف العاصمة الليبية‬ ‫طرابل���س تعود إىل أخيه «منصور رش���يد الكيخيا»‬ ‫وزي���ر خارجي���ة ليبي���ا ومندوبها األس���بق يف األمم‬ ‫املتح���دة قب���ل أن ينتق���ل إىل املعارض���ة يف أواخ���ر‬ ‫السبعينيات‪.‬‬ ‫وكان���ت تقاري���ر الطب الش���رعي ومن ث���م نتائج‬ ‫حتلي���ل احلمض الن���ووي‪ ،‬قد ب ّين���ت أن اجلثة هي‬ ‫بالفعل ملنص���ور الكيخيا‪ ،‬كما أوضحت أن س���بب‬ ‫الوف���اة ليس���ت طبيعي���ة‪ ،‬وه���و األم���ر ال���ذي نف���اه‬ ‫صاح���ب «الصن���دوق األس���ود» عب���داهلل السنوس���ي‬ ‫رئيس املخابرات الليبية الس���ابق املعتقل حالياً بعد‬ ‫أن س���ّلمته احلكوم���ة املوريتاني���ة إىل طرابلس يف‬ ‫اخلامس من شهر أيلول (سبتمرب) ‪.2012‬‬ ‫كان االعتقاد السائد يف بادئ األمر أن اجلثة اليت‬ ‫مت العث���ور عليه���ا تع���ود إىل اإلمام موس���ى الصدر‬ ‫ال���ذي اختف���ى م���ع رفيقي���ه يف ليبي���ا يف ش���هر آب‬ ‫(أغس���طس) العام ‪ ،1978‬خصوصاً أن ش���قيقه مل‬ ‫يستطع التعرف على اجلثة بسبب تغيرّ مالحمها‪،‬‬ ‫ولك���ن نتائ���ج احلمض النووي كانت قد حس���مت‬ ‫األم���ر بتطابقه���ا م���ع احلم���ض الن���ووي للعائلة‪،‬‬ ‫الس���يما بعد زيارة شقيق الكيخيا إىل ساراييفو يف‬ ‫أوائل تشرين الثاني (نوفمرب) ‪ 2012‬برفقة اثنني‬ ‫من النيابة العامة لنقل ع ّينات احلمض النووي‪.‬‬ ‫وعل���ى ذك���ر املنزل ال�ت�ي وُجدت في���ه اجلثة فقد‬ ‫كان���ت الس���يدة به���اء العم���ري «زوج���ة الكيخيا»‬ ‫ق���د زارت طرابل���س وقابلت القذايف ش���خصياً بعد‬ ‫ختف هواجس���ها من وجوده‬ ‫اختف���اء الكيخي���ا‪ ،‬ومل ِ‬ ‫وبطريق���ة أقرب إىل االس���تدراج ورمبا الس���تدرار‬ ‫العط���ف خاطب���ت الق���ذايف قائل���ة‪ :‬أكاد أمس���ع‬ ‫ه ّناته وص���دى صوت���ه‪ ،‬أو لعّله هو الذي يس���معنا‪،‬‬ ‫وأظن���ه قريب���اً م���ن هنا‪ .‬ف���كان ج���واب الق���ذايف أن‬ ‫منصور صديق���ه‪ ،‬وهو يتم ّنى أن يتمكن من إجالء‬ ‫مصريه‪ ،‬وذلك واجب عليه‪ ،‬وسوف ال يأ ُلو جهداً إ ّ‬ ‫ال‬ ‫وس���يبذله على هذا الصعيد‪ .‬وهذا ما نقلته لي بعد‬ ‫عودتها من طرابلس مباشرة‪.‬‬ ‫كن���ت ش���خصياً قد قابل���ت منص���ور الكيخيا وهو‬ ‫ال���ذي اختفى قس���رياً يف القاهرة ي���وم ‪ 10‬كانون‬ ‫األول (ديس���مرب) ‪ ،1993‬وكان آخ���ر لق���اء يف‬ ‫اجتم���اع اجلمعي���ة العمومي���ة للمنظم���ة العربية‬ ‫حلقوق اإلنسان الذي شاركت فيه أيضاً‪ ،‬وبرفقة‬ ‫أدي���ب اجل���ادر وحمم���د فائ���ق وبوج���ود املخ���رج‬ ‫الس���ينمائي اللييب حمم���د خملوف‪ ،‬الذي ش���اءت‬ ‫األق���دار أن يقوم بإخراج فيل���م عنه بعنوان «إمسي‬ ‫بشر»‪ ،‬وكان ذلك أول وآخر لقاء له بالكيخيا‪.‬‬


‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫ـ ـ ـ ـ ـ ــا والرهان على «سلطة» الضوء!‬

‫‪17‬‬

‫عبد احلسني شعبان‬

‫وقبل أن أسافر وأودعه يف فندق السفري بالدقي‬ ‫ب���دا كثري اهلم والقلق‪ ،‬ال س���يما بعد أن تبادلنا‬ ‫الكث�ي�ر م���ن األح���زان اإلنس���انية واحلقوقي���ة‬ ‫الليبية والعراقية والعربية‪.‬‬ ‫وعل���ى الرغم من معرفت���ه العميقة ومعلوماته‬ ‫الدقيقة بشأن األوضاع يف ليبيا‪ ،‬ا ّ‬ ‫ال أنه كان يف‬ ‫الوقت نفس���ه م ّيا ً‬ ‫ال إىل احلوار وسيلة للوصول‬ ‫إىل حل���ول س���لمية‪ ،‬مع علم���ه املس���بق بوعورة‬ ‫الطري���ق والعقب���ات والعراقي���ل ال�ت�ي تعرتضه‪،‬‬ ‫ال س���يما أن النظ���ام كان يرفض أية مس���احة‬ ‫ح���واش لالخت�ل�اف أو أية‬ ‫لالع�ت�راض‪ ،‬أو أي���ة‬ ‫ٍ‬ ‫مس���افة للتمايز‪ ،‬ألن ش���عاره الذي ل���ن يتهاون‬ ‫في���ه كان‪« :‬م���ن حت ّزب خ���ان»‪ .‬ولك���ن الكيخيا‬ ‫كمثق���ف ال عنف���ي ال ميل���ك أكثر م���ن قول‬ ‫ال���رأي والضغ���ط السياس���ي‪ ،‬املدن���ي‪ ،‬م���ن أجل‬ ‫حتقيق انفراج حتى وإن كان بسيطاً على أمل‬ ‫إح���داث ثغرة يف اجلدار‪ ،‬ميكن أن تتس���ع وتكرب‬ ‫باجتاه التغيري‪.‬‬ ‫وقد صادف اختفاء الكيخيا الذكرى اخلامسة‬ ‫واألربع�ي�ن لص���دور االع�ل�ان العامل���ي حلق���وق‬ ‫االنس���ان ( ‪ 10‬كانون األول‪/‬ديس���مرب) وش ّكل‬ ‫ذلك حب ّد ذاته رمزية كبرية‪ ،‬ال سيما أنه رجل‬ ‫س���لم وح���وار وداعي���ة حلق���وق االنس���ان‪ ،‬وهلذا‬ ‫اعت�ب�ر الكيخي���ا رم���زاً للمختفني قس���رياً على‬ ‫املس���توى الدولي‪ ،‬وقد عملت املنظم���ة العربية‬ ‫حلق���وق اإلنس���ان يف لن���دن على تش���كيل جلنة‬ ‫عليا للدفاع عنه ترأسها الشاعر بلند احليدري‪،‬‬ ‫وش���ارك فيها خنبة متم ّيزة من خرية املثقفات‬ ‫واملثقف�ي�ن الع���رب‪ ،‬بينه���م د‪ .‬حمم���د املقري���ف‬ ‫(رئي���س املؤمت���ر الوط�ن�ي اللي�ب�ي احلال���ي) ود‪.‬‬ ‫خل���دون الش���معة ود‪ .‬غ���ادة الكرم���ي وفاطم���ة‬ ‫أمحد ابراهيم وناهدة الرماح‪ ،‬وحضر االجتماع‬ ‫ناشطات وناشطون حقوقيون بينهم علي زيدان‬ ‫(رئي���س وزراء ليبي���ا احلال���ي) ومتي���م عصمان‬ ‫ومصطف���ى كركوت���ي وأجم���د س���لفييت‬ ‫وغالب العلوي‪ ،‬كما ّ‬ ‫نظم���ت املنظمة عدداً من‬ ‫املؤمترات واللقاءات واستحضرت شهادات لعدد‬ ‫من الش���خصيات الديبلوماس���ية ال�ت�ي عاصرها‬ ‫الكيخيا مثل حمسن العيين رئيس وزراء اليمن‬ ‫األس���بق وممثله يف األمم املتحدة وصالح عمر‬ ‫العلي وزير االع�ل�ام العراقي وممثل العراق يف‬ ‫األمم املتحدة وغريهما‪.‬‬ ‫ويف القاهرة أقامت املنظمة دعوى قضائية على‬ ‫السلطات املصرية‪ ،‬بهدف إجالء مصريه مقدّمة‬ ‫بعض األمساء اليت تريد اس���تدعاءها للتحقيق‬ ‫بينها يوسف صاحل جنم‪ ،‬آخر من التقاه منصور‬ ‫الكيخيا واصطحبه إىل منزل ابراهيم البشاري‬ ‫ممثل ليبيا األس���بق يف جامعة ال���دول العربية‪،‬‬ ‫وكالهم���ا قتل يف ظ���روف غامض���ة‪ ،‬علماً بأن‬ ‫جن���م ج���اء إىل القاهرة بعد أس���ابيع من اختفاء‬ ‫منصور الكيخيا وبقي فيها مخس���ة أيام وخرج‬ ‫منه���ا متوجه���اً إىل تون���س‪ ،‬وعندم���ا ُس���ئل من‬ ‫جان���ب بع���ض وس���ائل االع�ل�ام أن هن���اك أمراً‬

‫منصور الكيخيا‬ ‫للتحفظ عليه واس���تدعائه للتحقيق يف مصر‪،‬‬ ‫قال‪ :‬إنه ق��� ِدم من القاهرة‪ ،‬األم���ر الذي زاد من‬ ‫الش���كوك باحتماالت التواط���ؤ الرمسي املصري‬ ‫مع الس���لطات الليبية‪ ،‬وهو األم���ر الذي حيتاج‬ ‫الي���وم وما بعد الربيع العرب���ي إىل إجالئه على‬ ‫حنو خيدم احلقيقة ويسائل املرتكبني وخيفف‬ ‫من آالم عوائل الضحايا‪.‬‬ ‫ولعل كش���ف مكان جثة منصور الكيخيا يضع‬ ‫على عاتق الس���لطات الليبية بع���د الثورة العمل‬ ‫عل���ى كش���ف مص�ي�ر بقي���ة الضحايا الس���يما‬ ‫إجالء مصري اإلمام موسى الصدر ورفيقيه‪.‬‬ ‫وكانت قضي���ة االختفاء القس���ري حاضرة يف‬ ‫أكثر م���ن ‪ 63‬بل���داً يف العامل‪ ،‬وش���هدت بعض‬ ‫البل���دان حاالت صارخ���ة‪ ،‬ففي باري���س اختفى‬ ‫املعارض املغربي الب���ارز املهدي بن بركه العام‬

‫‪ 1965‬حني اقتاده ش���رطيان من مقهى «ليب»‬ ‫يف ش���ارع الش���انزليزيه‪ ،‬ومل يظه���ر أي أث���ر له‬ ‫حت���ى اآلن‪ ،‬عل���ى الرغم مما نش���ر مؤخ���راً من‬ ‫معلومات تثري عالمات اس���تفهام حول تواطؤات‬ ‫خمابراتية‪.‬‬ ‫وش���هد الع���راق اختف���اء ش���خصيات فكري���ة‬ ‫وثقافية واجتماعية مثل عائدة ياس�ي�ن رئيسة‬ ‫رابطة امل���رأة ود‪ .‬صفاء احلاف���ظ عضو جملس‬ ‫الس���لم العاملي ود‪ .‬صب���اح الد ّرة س���كرتري احتاد‬ ‫الش���باب الدميوقراط���ي العاملي األس���بق واملفكر‬ ‫اإلس�ل�امي حممد باق���ر الصدر وأخت���ه األديبة‬ ‫بنت اهلدى‪ ،‬ودارا توفيق رئيس حترير صحيفة‬ ‫التآخ���ي الكردي���ة وذل���ك يف أوائ���ل الثمانينيات‬ ‫واختفاء املفكر والكاتب عزيز الس���يد جاس���م يف‬ ‫أوائل التس���عينيات‪ ،‬ويف لبن���ان اختفى منذ عام‬

‫منصور الكيخيا مع كورت فالد هايم‬

‫ون ّيف كل أثر للقيادي البعثي الس���ابق ش���بلي‬ ‫العيسمي يف عاليه بلبنان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ولع���ل اهل���دف م���ن ه���ذا االس���تذكار‪ ،‬وحن���ن‬ ‫نتحدث عن إجالء مصري منصور الكيخيا الذي‬ ‫يق���ام احتفال تأبيين ل���ه يف طرابلس‪ ،‬هو إجالء‬ ‫احلقيقة ومساءلة املرتكبني واملتواطئني معهم‬ ‫وتعوي���ض عوائل الضحايا وج�ب�ر الضرر املادي‬ ‫واملعنوي‪ ،‬كي ال تتكرر مثل هذه اجلرائم اليت‬ ‫ال تس���قط بالتقادم‪ ،‬ال ب ّد م���ن إصالح األنظمة‬ ‫القانونية والقضائية واألمنية‪.‬‬ ‫كما أن الغاية من هذه االس���تعادة اإلنس���انية‪،‬‬ ‫ليس���ت انتقامي���ة أو ثأرية‪ ،‬بل حتقي���ق لعدالة‬ ‫غائب���ة أو منتظ���رة‪ ،‬حت���ى وإن أت���ى األم���ر بعد‬ ‫ح�ي�ن‪ ،‬فقد أق��� ّرت األمم املتح���دة إعالن���اً مهماً‬ ‫بش���أن «ح���ق ومس���ؤولية األف���راد واجلماع���ات‬ ‫وأجه���زة اجملتم���ع يف تعزي���ز ومحاي���ة حق���وق‬ ‫اإلنس���ان واحلري���ات األساس���ية املع�ت�رف به���ا‬ ‫عاملياً» وذل���ك يف ‪ 4‬آذار (مارس) ‪ ،1998‬وقد مت‬ ‫التوص���ل إىل هذا اإلعالن الذي اس���تغرق فريق‬ ‫العمل ملناقش���ته وإعداده ‪ 13‬عاماً‪ ،‬وهو االعالن‬ ‫الذي عرف باس���م «إعالن محاية نشطاء حقوق‬ ‫اإلنسان»‪.‬‬ ‫وق���د أص���درت اجلمعية العامة لألم���م املتحدة‬ ‫مبناس���بة الذكرى اخلمس�ي�ن لالعالن العاملي‬ ‫حلق���وق اإلنس���ان املوافق يف ‪ 10‬كان���ون األول‬ ‫(ديس���مرب) ‪ 1998‬وهو يوم اختطاف (االختفاء‬ ‫القس���ري حس���ب املصطل���ح املت���داول يف األم���م‬ ‫املتح���دة) منص���ور الكيخيا قبل (مخس���ة أعوام‬ ‫من ذلك التاريخ)‪.‬‬ ‫وكانت األمم املتح���دة قد أصدرت قبل اختفاء‬ ‫منص���ور الكيخي���ا بع���ام واح���د «إع�ل�ان محاية‬ ‫مجي���ع األش���خاص م���ن االختف���اء القس���ري»‬ ‫وذل���ك يف ‪ ،18/12/1992‬األم���ر الذي مل يعد‬ ‫مربراً لل���دول واحلكومات الس���كوت عن جرائم‬ ‫االختفاء القس���ري‪ ،‬ألنها س���تتعرض للمساءلة‬ ‫واحملاس���بة الدولية‪ ،‬خصوص���اً بوجود احملكمة‬ ‫اجلنائية الدولية‪.‬‬ ‫لعل سؤا ً‬ ‫ً‬ ‫ال مّلحاً ظل حاضرا يف أذهان الكثريين‬ ‫س���واء يف قضية الكيخي���ا أو يف قضايا املختفني‬ ‫قسرياً بش���كل عام‪ :‬ملاذا تس���تبدل دولة مهماتها‬ ‫مبهم���ات قاطع طريق‪ ،‬فتخفي قس���رياً وحتت‬ ‫جنح الظالم ويف غفلة من الزمن مواطناً أعزل‪،‬‬ ‫يف حني هي مدججة بالس�ل�اح واملال واملخربين‬ ‫والس���جون‪ ،‬وعل���ى الرغ���م م���ن الش���بهات اليت‬ ‫تظل حت���وم حوهلا فإنه���ا تراهن عل���ى الصمت‬ ‫مثلم���ا تراهن على الزم���ن‪ .‬وإذا كان املرتكبون‬ ‫يراهنون على النسيان وضعف الذاكرة وتقادم‬ ‫الزمن‪ ،‬فعلى دعاة حقوق االنس���ان الرهان على‬ ‫التضام���ن وعل���ى دائ���رة الض���وء‪ ،‬حيث تس���طع‬ ‫احلقيقة دائماً!‬ ‫‪...................................................‬‬ ‫باحث ومفكر ـ العراق‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫نريان ذاكرة املفيت‬

‫حممد عقيلة العمامي‬ ‫مق���االت قليلة ناقدة ٌ‬ ‫كتبت يف بداية‬ ‫انق�ل�اب الق���ذايف ع���ن الس���لطة ؛ كتبها ‪،‬‬ ‫على س���بيل املث���ال الراح���ل األديب خليفة‬ ‫الفاخري ‪ ،‬واألس���تاذ أبو بك���ر عمر اهلوني‬ ‫‪ ،‬واألس���تاذ أني���س الس���نفاز وآخري���ن مل‬ ‫تس���عفين ذاكرت���ي بأمسائه���م ‪ .‬ولك���ن‬ ‫م���ا أن احك���م القذايف س���لطته ‪ ،‬مس���توليا‬ ‫عل���ى كامل البالد ‪ ،‬بدءا من س���نة ‪1973‬‬ ‫م حت���ى تص���دى بق���وة ل���كل رأي ناق���د ‪،‬‬ ‫ولق���د بل���غ خبثه أن���ه كان يش���جع كل‬ ‫م���ن يرى في���ه مقدرة على النق���د وميوال‬ ‫حن���و رأي غري رأيـ���ه ‪ ،‬على إخ���راج ما يف‬ ‫عقل���ه فيصنفه متحينا الفرصة املناس���بة‬ ‫لس���جنه او تصفيت���ه ‪ .‬ق���ام بتل���ك احلي���ل‬ ‫مرات وم���رات يف مناظرات ولقاءات داخل‬ ‫اروق���ة جامعة بنغ���ازي على س���بيل املثال‬ ‫‪ ،‬وكن���ت أحد ش���هودها ‪ .‬وم���ا أن اتضحت‬ ‫ل���ه نواي���ا وأف���كار حماوريه حت���ى انتهى‬ ‫حواره���م يف املعتقالت ‪ ،‬وأحيانا املش���انق ‪.‬‬ ‫هذه حقيقة يعرفه���ا كل من عاصر ايام‬ ‫القذايف السوداء ‪.‬‬ ‫بع���د ذل���ك ‪ ،‬أع�ن�ي بع���د إح���كام قبضته‬ ‫الب�ل�اد ‪ ،‬قل���ة تع���د عل���ى اصاب���ع الي���د هم‬ ‫م���ن انتق���دوا وكتب���وا مبباش���رة ووضوح‬ ‫ومل خيش���وا جربوت���ه ‪ ..‬املف�ت�ي يف كتاب���ه‬ ‫اجلدي���د ( ذاك���رة النار ) أش���ار إىل جرأة‬ ‫ش���اعرنا الكبري املرحوم حممد الشلطامي‬ ‫‪ ،‬وكان ب���ودي لو أن���ه ‪ ،‬وهو املتابع املتمكن‬ ‫أن يبح���ث يف جراب���ه وخيربن���ا و خيربن���ا‬ ‫ع���ن اآلخري���ن الذي���ن قال���وا كلماته���م‬ ‫جهرا نهارا ‪ ،‬مث���ل مقالة الدكتور فتحي‬ ‫البعجة الش���هرية ‪ ،‬ومثل قصيدة الش���اعر‬ ‫عبد الس�ل�ام العجيلي ( أنا لن أش���رب من‬ ‫م���اء البحر ) ‪ ..‬وكيفم���ا كان فإن الذين‬ ‫جت���رؤا وكتب���وا مبباش���رة قل���ة ‪ ،‬ذلك إن‬ ‫اس���تثنينا ٌ‬ ‫كتاب املهجر الذين محلوا لواء‬ ‫املعارض���ة بأفعاهل���م وكتاباته���م ‪ .‬س���بب‬ ‫هذه املقدمة أنين اري���د أن اقول أن معظم‬ ‫الكتاب الش���رفاء تصدوا حملاوالت القذايف‬ ‫الرامي���ة إىل طم���س احلقائ���ق وتزيي���ف‬ ‫التاريخ ‪ ..‬فالتفوا بكتاباتهم بطرق عديدة‬ ‫وغاي���ة يف الرباع���ة لتمري���ر م���ا يري���دون‬ ‫قول���ه وتأرخيه‪ ،‬ولعل املف�ت�ي كان اغزرنا‬ ‫انتاج���ا يف هذا املضم���ار ‪ ،‬لدرجة أنين ارى‬ ‫ان معظ���م كتابات���ه متجه���ة يف تأكي���د‬

‫اهلوي���ة الوطني���ة ‪ ،‬وتوثيق م���ا مل يوثق أو‬ ‫أعادته بعد أن طمس القذايف معامله مثلما‬ ‫فع���ل يف ‪ :‬ه���درزة يف بنغ���ازي ‪ ،‬وهدرزة يف‬ ‫الس���وق ‪..‬األيام الطرابلسية ‪ ،‬سهاري درنه‬ ‫‪ ،‬ومدينة وراء األف���ق ثم جمموعة كتبه‬ ‫ع���ن اهلوية الوطني���ة ‪ .‬امح���د الفيتوري ‪،‬‬ ‫ايضا ‪ ،‬نهج املنهج نفس���ه ولعل ذلك برز يف‬ ‫كتابيه ‪( :‬س���ريب ) وبنغازي ‪ ،‬و ( مسارب‬ ‫) األس���تاذ امني مازن ايضا اخذت االسلوب‬ ‫نفس���ه ‪ ..‬العديد من الكتاب حتايلوا بسطر‬ ‫‪ ،‬أو بكلم���ات لتمري���ر نق���د اك�ب�ر لواق���ع‬ ‫موحش ‪ ..‬فعندما يقال أن الناس مبتهجة‬ ‫ي���وم اصبح الصب���ح ‪ ،‬يربز س���ؤال يفرض‬ ‫نفس���ه ‪ ،‬وإن ظ���ل مواربا خل���ف الناس من‬ ‫بعيد ‪ ..‬وهو ‪ :‬من سجن هؤالء الذين اصبح‬ ‫صبحه���م ؟ وإن قي���ل اخلط���أ يف تطبي���ق‬ ‫النظرية ؟ يربز سؤال ملح وهو من طبقها‬ ‫؟ وهكذا األمثلة ال حتصى وال تعد ‪ .‬وسوء‬

‫الفه���م الذي���ن ينتج جراء الرم���ز واملواربة‬ ‫واملعلومة الناقصة بس���بب احلذر ‪ ،‬كثريا‬ ‫م���ا أوقعت كاتبها يف مش���اكل مع قرائه‬ ‫‪ .‬وه���ذا ح���دث أكثر م���ن مرة م���ع املفيت‬ ‫وكثريا ما فسر بعض السطحيون مجلة‬ ‫او حكاي���ة بعيدا عن غايتها ‪ ،‬وكثريا من‬ ‫مثل سوء الفهم هذا ما كانت شاهدا عليه‬ ‫‪ ،‬ب���ل أحيانا جزءا من توضيحه ‪ ..‬وأنا أقول‬ ‫أن املف�ت�ي س���يظل عالم���ة ومرجعا يش���ار‬ ‫إلي���ه طوي�ل�ا لس���نوات حكم الق���ذايف ‪ ..‬أما‬ ‫كتاب���ه اجلديد ( ذاكرة النار ) فس���يكون‬ ‫مرجعا رئيس���يا ليوميات ثورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫ألنه كتب حبرفي���ة املؤرخ احمللل ‪ ،‬املتابع‬ ‫‪ ،‬املطلع ‪ ،‬واحملاور ‪ ،‬واملصور ألحداث ثورة‬ ‫ليبيا على ديكتاتورية القذايف ‪ ،‬واليت جرت‬ ‫منذ ‪ 15‬فرباير حت���ى ‪ 16/12/2011‬م‬ ‫األح���داث موثق���ة ي���وم بي���وم بش���هودها‬ ‫وبتفاصيله���ا الدقيق���ة وحبرفي���ة امل���ؤرخ‬

‫احملل���ل ‪ ..‬يتج���رأ – أحيان���ا – ويقول ما ال‬ ‫ينبغ���ي أن يق���ال ‪ ..‬وت���ارة يوظ���ف خربته‬ ‫ومهارت���ه فيق���ول رأي���ه متخذا مم���ا رواه‬ ‫آخ���رون وس���يلة لذل���ك ‪ ..‬ولق���د عايش���ت‬ ‫تنقالت���ه بامت���داد س���احات امل���دن الثائ���رة‬ ‫املش���تعلة ‪ ،‬فذهب إىل مصرات���ه ‪ ،‬الزنتان ‪،‬‬ ‫واجلب���ل الغربي ‪ ..‬بل وإىل القاهرة بدعوة‬ ‫لن���دوة مل تق���ام ‪ ،‬ولكن���ه مل يه���در وقت���ه‬ ‫فنقب هنا هناك ‪ ،‬واكتشف ان لليبيا قناة‬ ‫فضائي���ة تدار من خالل ش���ركة خاصة‬ ‫وع���اد بتفاصيله���ا إىل اجملل���س االنتقالي‬ ‫بتقري���ر مفص���ل حاوي���ا خلط���ة عم���ل‬ ‫لتفعيله���ا ‪ ،‬وتوقعت أن تس���ند املهمة إليه ‪،‬‬ ‫ولكن املرتبصني كان هلم رأي آخر ‪ ..‬لقد‬ ‫عشت معه ( حوليات ) هذه الثورة وظللت‬ ‫مبهورا بهمته ونش���اطه ومتابعته لدرجة‬ ‫أنين اس���تغربت كثريا عندما اكتش���فت‬ ‫من خ�ل�ال قراءت���ي للكتاب س���رعة تنقله‬ ‫من م���كان إىل آخ���ر بآلة تصوي���ره راصدا‬ ‫ما جي���ري هنا وما جيري هن���اك ‪ .‬كتاب‬ ‫الدكت���ور حمم���د املفيت ( ذاك���رة النار )‬ ‫س���يظل مرجعا حقيقيا مهما لسنة اندالع‬ ‫ثورة ‪ 17‬فرباي���ر ‪ ،‬و فوق ذلك كله رؤية‬ ‫حتليلية لالجتاهات السياسية اليت كانت‬ ‫تتبل���ور يف تل���ك الس���نة وتتناف���س لتقود‬ ‫الب�ل�اد وفق قناعاتها ‪ .‬وقد س���ألت نفس���ي‬ ‫عما أرى انه مأخذ على الكتاب فقلت بادي‬ ‫األم���ر أن مثة ام���ور كان ينبغي أن متنح‬ ‫هلا مس���احة اكرب س���وى يف وصفه���ا ‪ ،‬أو‬ ‫سردها أو حتليلها ‪ ..‬كمالبسات استشهاد‬ ‫حمم���د نب���وس وتأس���يس القن���اة املرئية‪،‬‬ ‫أو استش���هاد الفن���ان ( اهلالل���ي ) رس���ام‬ ‫الكريكات�ي�ر الش���هري فدورهم���ا اإلعالمي‬ ‫كان ب���ارزا ومهم���ا وفع���اال ‪ ..‬أيض���ا ع���دم‬ ‫تعرض���ه بالتفصي���ل والتحلي���ل خلط���اب‬ ‫التحرير ناهيك عن ما قام به اإلعالميون‬ ‫املقيم���ون باخلارج خصوص���ا خالل األيام‬ ‫األول���ي للث���ورة وبالطب���ع عن���وان الكتاب‬ ‫ذلك ألنه عنوان لثالثية مش���هورة ( سفر‬ ‫التكوي���ن – الوجوه واألقنعة – قرن الريح‬ ‫) لكاتب امريكا اجلنوبية الشهري ( إدواردو‬ ‫كاليان���و ) ! وإن كان ذل���ك ال يقل���ل من‬ ‫قيمة نريان ذاكرة املفيت ‪ .‬كتاب ذاكرة‬ ‫النار س���يكون بالتأكيد أح���د أهم املراجع‬ ‫عن يوميات ثورة ‪ 17‬فرباير اجمليدة ‪ .‬‬


‫‪19‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫القصة القصرية جداً يف شعر أمري الشعر اللييب “ رجب املاجري “‬ ‫• الناجي احلربي‬

‫ال أري���د اخل���وض يف س�ي�رة ش���اعر ذاع‬ ‫صيت���ه عل���ى خمتل���ف األصع���دة القانونية‬ ‫والسياس���ية والثقافية واالجتماعية ‪ ..‬حيث‬ ‫بدأ قرض الش���عر منذ أن كان يف السادس���ة‬ ‫م���ن عمره ‪ ..‬لكن�ن�ي أود أن أغوص يف أعماق‬ ‫ش���عره ‪ ،‬ف���إىل جانب أنه ش���اعر ‪ ،‬كان قاصاً‬ ‫م���ن طراز فري���د ‪ ..‬ورمبا مل يقص���د الراحل‬ ‫رجب املاجري كتاب���ة القصة القصرية جداً‬ ‫يف ثناي���ا قصائ���ده وش���عره ‪ ،‬ومل ينتبه أيضاً‬ ‫إىل ه���ذه املوهب���ة ال�ت�ي كانت تزيد ش���عره‬ ‫ومفردات���ه قو ًة وطالوة ‪ ،‬فه���و جييد كتابة‬ ‫القص���ة القص�ي�رة ج���داً دون أن ي���درك ان���ه‬ ‫يكت���ب ذلك بش���اعرية تهت���م بف���ن املزاوجة‬ ‫ب�ي�ن الكلمات وإع���ادة إنت���اج التعابري بصورة‬ ‫أفض���ل والتخلص م���ن الرتاكي���ب الزائدة ‪،‬‬ ‫وه���ي عقد قران بني األلفاظ واملعاني ‪ ..‬وقبل‬ ‫أن أش�ي�ر إىل القصص القصرية جداً الواردة‬ ‫يف أبيات ش���عره ينبغي أن أع���رج على املعنى‬ ‫الذي نقصده من القصة القصرية جداً واليت‬ ‫يرمز هلا بـ ق‪.‬ق‪.‬ج ‪:‬‬ ‫“ فالقص���ة القص�ي�رة ج���داً هي ف���ن اإلجياز‬ ‫البلي���غ ‪ ،‬واملطن���ب ‪ ،‬أي أنه���ا توج���ز كالم���اً‬ ‫كث�ي�راً بعب���ارات قليلة ‪ ..‬لكنها تقوم بش���رح‬ ‫هذا الكالم الكثري بإسهاب مفرط ‪”..‬‬ ‫وق���د ج���اءت القص���ة القص�ي�رة ج���داً لتليب‬ ‫احلاجة إىل االختصار واالقتصاد واالقتضاب‬ ‫واإلجياز ‪ ..‬ولعل س���رعة إيقاع احلياة مل تعد‬ ‫تسمح باإلطالة يف شيء‪ ..‬وبهذا فإن القصية‬ ‫القص�ي�رة تتمح���ور ح���ول الوق���ت واحلجم‬ ‫والتكثي���ف والش���اعرية والفعلي���ة واملفارقة‬ ‫واإلدهاش ‪..‬‬ ‫ومعن���ى ذل���ك تبتع���د ع���ن احلك���ي الكث�ي�ر‬ ‫وتتجاف���ى ع���ن اإلس���راف اللغ���وي املعي���ب ‪..‬‬ ‫فتس���تعيض ع���ن اجلم���ل الطويل���ة بعبارات‬ ‫قص�ي�رة موحي���ة ‪ ،‬مقتص���دة يف األلف���اظ‬ ‫والعب���ارات ‪ ..‬مقننة للس���رد ‪ ..‬تقوم بتصفية‬ ‫احلكي اململ والطويل مبقاس���ات مدهش���ة ‪..‬‬ ‫تفاصيله���ا قليل���ة ‪ ..‬نتائجها مؤث���رة ‪ ..‬تبعث‬ ‫على الفرح واالنتشاء ‪..‬‬ ‫القص���ة القص�ي�رة ج���داً ه���ي ابن���ة ش���رعية‬

‫للش���عر ‪ ،‬فكم���ا يعتم���د الش���عر عل���ى اللغ���ة‬ ‫واملفارقة واخليال والش���اعرية فهي أيضاً ال‬ ‫ختلو من هذه املميزات ‪..‬‬ ‫والبد لنا من االعرتاف بأن القصة القصرية‬ ‫ج���داً ولدت م���ن رحم الش���عر ‪ ..‬مبعن���ى أنها‬ ‫تطورت تطوراً جنيني���اً إىل أن وصلت إىل ما‬ ‫يعرف بالومضة أو الربقية يف جماراة لروح‬ ‫العص���ر املتجهة حن���و التكثي���ف واالختصار‬ ‫وتصغري كل شيء ‪.‬‬ ‫يف قصيدت���ه “ العراف���ة” بديوان���ه “ يف البدء‬ ‫كان���ت الكلمة “ الص���ادر عن جملس تنمية‬ ‫اإلبداع الثقايف ‪ ،‬نلمس القصة القصرية جدا‬ ‫وبوضوح يف البيت األول حيث يقول ‪:‬‬ ‫جلس���ت عل���ى ط���رف الطريق تجُ ي���ل عيين‬ ‫فرقد‬ ‫مشطاء فوق جبينها تلوح وتغتدي‬ ‫إذ تتوف���ر إىل جان���ب اللغة ممي���زات القصة‬ ‫القص�ي�رة ج���داً يف ه���ذا البي���ت املتك���ون م���ن‬ ‫صدر وعجز ‪ ،‬فتتمث���ل اللغة هنا يف التلميح‬ ‫والرمزي���ة بتعاب�ي�ر مش���حونة ب���دالالت‬ ‫متع���ددة ‪ ،‬وتتمي���ز القص���ة يف ه���ذا املوض���ع‬ ‫حب���دث وتركي���ز ع���ال ‪ ،‬فه���و ن���ص صغري‬ ‫احلج���م ‪ ،‬لكنه كبري الفع���ل ال يقبل الرتهل‬ ‫اللغوي‪ ،‬كما أن يف هذا البيت اعتمد الشاعر‬ ‫الق���اص على العبارة الربقية من دون حش���و‬ ‫‪ ،‬ب���ل إن عباراته رش���يقة وس���ريعة الوصول‬

‫إىل املضم���ون ‪ ..‬يضاف إىل ذلك فإن املوضوع‬ ‫اخت�ي�ر بعناي���ة فائقة وال ميك���ن وصفه بأنه‬ ‫ح���دث تاف���ه وعاب���ر ‪ ..‬وبه���ذا ف���إن عناص���ر‬ ‫القصة القصرية جداً تتوفر يف هذا البيت من‬ ‫قصي���دة العرافة ‪ ..‬وتتوفر يف غريه من أبيات‬ ‫شعره يف ديوان “ يف البدء كانت الكلمة” ‪.‬‬ ‫كم���ا أننا نلح���ظ املفارقة حممل���ة بكميات‬ ‫م���ن اإلده���اش إىل جان���ب اخلي���ال اخلصب‬ ‫الذي يفصل الواقع الراهن بش���وائبه وعيوبه‬ ‫عن الواقع املتخيل ‪.‬‬ ‫وهل���ذا ف���إن القصة القص�ي�رة جداً يف ش���عر‬ ‫رج���ب املاج���ري دالالته���ا ش���فيفة تالم���س‬ ‫حواس أي إنسان ‪ ،‬رغم نربتها احلزينة وهي‬ ‫ترصد الواق���ع احلياتي من جوانب���ه املتعددة‬ ‫ومنظوراته املختلفة بأبعاد مباشرة وحكائية‬ ‫وس���ردية متش���هد اجل���رح واحل���ب والوطن‬ ‫وتكش���ف عن دواخ���ل ال���ذات املتحركة بني‬ ‫الغضب والشجن والعاطفة ‪..‬‬ ‫إن ش���عرية التصوي���ر يف القص���ة القص�ي�رة‬ ‫جداً ل���دى الراحل رجب املاج���ري ترتاءى يف‬ ‫وص���ف الفض���اءات القصصي���ة ال�ت�ي ت���ؤدي‬ ‫وظائ���ف متنوع���ة ‪ ،‬كاالس���تهالل واإليهام‬ ‫وتوازن اإليقاع البصري والس���معي والتعبري‬ ‫الس���يكولوجي فض ً‬ ‫ال عن التصوير األسلوبي‬ ‫والتقطيع املشهدي ‪..‬‬ ‫يف قصيدة “ زنبقة‪ ..‬وبرعمان” ينش���د رجب‬ ‫رجب املاجري‬

‫املاج���ري ضمن ما ينش���د من أبي���ات طويلة‬ ‫فيقول ‪:‬‬ ‫هذي بقايا حطام الذكريات واألماني‬ ‫تقصف “ زنبقيت” وذبلت قبل األوان‬ ‫وهنا يؤس���س الش���اعر رجب املاج���ري قصته‬ ‫القص�ي�رة ج���داً عل���ى عنص���ر املفارق���ة وهو‬ ‫العنص���ر األهم يف بنية القصة القصرية جداً‬ ‫ألنها احلامل املهم يف حتريك كمون شحنة‬ ‫اللغ���ة باجت���اه الفع���ل ال���ذي حي���رك بدوره‬ ‫انساق الدالالت بهدف االنتقال من االنفعال‬ ‫إىل الفعل مش���ك ً‬ ‫ال حركة تصادمية تسعى‬ ‫إىل تعمي���ق إحس���اس املتلق���ي باألش���ياء‬ ‫احمليطة به ‪.‬‬ ‫فنج���د ثنائي���ة املوق���ف كقول���ه ‪ :‬بقاي���ا‬ ‫حط���ام لينتق���ل م���ن حال���ة فجائي���ة إىل‬ ‫حال���ة اس���تفزازية عندما يردفه���ا باألماني ‪،‬‬ ‫وكذلك احلال يف عجز البيت عندما يذكر‬ ‫ذبول زنبقة قبل األوان ‪ ،‬ما أس���هم يف تعميق‬ ‫الفه���م للموق���ف بطريق���ة إجيابي���ة وليس‬ ‫بطريقة مباشرة ‪.‬‬ ‫وهذه تقنية تكثيفية ال حتدث إ ّ‬ ‫ال يف القصة‬ ‫القص�ي�رة جداً ورمبا الش���عر من ألوان األدب‬ ‫وهو ما ميكن أن نطلق عليه “ فن قول ش���يء‬ ‫ما ‪ ،‬دون أن يقال من شيء “ ‪.‬‬ ‫فالش���اعر هن���ا يراه���ن عل���ى وع���ي املتلق���ي‬ ‫وس�ل�امة تفك�ي�ره وقدرت���ه عل���ى حس���ن‬ ‫التصوي���ر وحس���ن التأويل وصح���ة القراءة‬ ‫ويقحمه يف النص جبرعة من التخيل الذي‬ ‫يشبه الومضة ‪.‬‬ ‫خالص���ة الق���ول أن الش���اعر رج���ب املاجري‬ ‫أراد أن يتعام���ل مع لب���اب اللباب من القضايا‬ ‫ال�ت�ي يعاجله���ا م���ع الس���اخن واحمل���رق م���ن‬ ‫املواقف االجتماعية والسياس���ية والعاطفية‬ ‫واإلنسانية وهو يعتمد على العبارة القصرية‬ ‫املعربة دون حش���و وبال زوائ���د لفظية ترهق‬ ‫كاه���ل النص أكثر م���ن خدمته ‪ ،‬كما أنه‬ ‫جييد اس���تعمال اللفظة الس���هلة والصياغة‬ ‫ال�ت�ي ال تتقي���د بزمن ‪ ،‬وهلذا فش���عره يصلح‬ ‫لكل العصور لتميزه باجلدة وكذلك ميكن‬ ‫اس���تخراج منه قص���ص قصرية ج���داً ما بني‬ ‫صدر بيت وعجزه ‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫آية مجال عبد السالم اخلليل‬

‫ليبية أمريكية حتكي قصتها باللييب‬ ‫• ملّا كنت صغرية‬ ‫كن���ا نف ّكر يف العامل وكيف األش���ياء يف العامل تصري يعين‪،‬‬ ‫فكن���ا نفك���ر بالوقت كث�ي�ر‪ ،‬فكنا نق���ول‪ ،‬أوكيه ل���و دخلت‬ ‫وتعلم���ت فيزياء س���أعرف‪ ،‬س���نقدر جني���ب عالس���ؤال هذا‪،‬‬ ‫فه���ذا اللي خ ّ‬ ‫الن���ي أدخل للطبيعة م���ن األوّل‪ ،‬بس ملّا دخلت‬ ‫الطبيع���ة لقيت أن هذا الس���ؤال كتري صع���ب‪ ،‬يعين نعرفه‬ ‫باآلينس���تاين أنه الوقت والـ ‪ Space‬ه���ذه حاجات مرتبطة‬ ‫م���ع بعض‪ ،‬ب���س ‪ beyond that‬صعب إننا نعرفه ش���و هو‬ ‫الوق��� ت ‪exactly، You know, it''s a very very di f‬‬ ‫‪ ،ficult question‬بس هو الّلي شدني للطبيعة وخ ّ‬ ‫الني‬ ‫نتعلم الرياضي���ات ونتعلم الكمبيوتر ونتعلم أش���ياء صعبة‬ ‫كت�ي�ر أنه الواح���د يتعلمها‪ ،‬بس ملا تتعلميه���ا تقدري حتّلي‬ ‫كتري مش���اكل يف العلوم بصفة عام���ة‪ ،‬مش غري الطبيعة‬ ‫بس‪ ،‬حتى بالكيمياء والبيولوجي‪ ،‬يلي أش���تغل فيه يف الوقت‬ ‫احلاض���ر‪ .‬وال���دي يش���تغل يف الكيمي���اء ويف عل���وم الكيمياء‪،‬‬ ‫فلما كنت صغرية جداً كن���ت دائماً أروح مع أبي للمعمل‪،‬‬ ‫للخدم���ة بتاعته‪ ،‬وي���ن ما كان بيعمل البح���ث بتاعه‪ ،‬فهذا‬ ‫طبعاً كان له تأثري كتري كبنت صغرية أنها دائماً تش���وف‬ ‫أبوها باملعمل‪ ،‬دائماً خيدم باملعمل وكنت نش���وف شو يدير‬ ‫علي كتري وخ ّ‬ ‫الني نفكر أنه‬ ‫ومرات نساعده‪ ،‬فهذا اللي أ ّثر ّ‬ ‫ما فيه هدف يف احلياة أكثر من أن الواحد يكون‪ ،‬خيش يف‬ ‫العلم ويعمل حبث ويكتشف األشياء العلمية‪...‬‬

‫• كن���ت نس���مع به���ا أنه���ا ه���ي جامع���ة حلوة‬ ‫وكويسة‬ ‫أن���ا بدأت قراءت���ي بالعلوم والطبيع���ة يف جامع ة ‪Unive r‬‬ ‫‪ sity of Washington‬بسنة ‪ ،1990‬قرأت طبيعة‪ ،‬أربع‬ ‫س���نوات طبيعة‪ ،‬وأخذت البكالوريوس بتاع���ي يف العلم بتاع‬ ‫الطبيع���ة‪ ،‬وبعدين قررت أن���ي آخذ ‪ PhD‬بتاع���ي‪ ،‬فقدّمت‬ ‫جلامع���ة كوناو يونيفريس�ت�ي الل���ي هي بأثي���كا نيويورك‪،‬‬ ‫كنت نس���مع بها أنها هي جامعة حلوة وكويس���ة‪ ،‬وبعدين‬ ‫أنا كربت مبدينة س���ياتل‪ ،‬س���ياتل هي منطقة حلوة جذابة‬ ‫مجيلة جداً بالنس���بة للطبيع���ة‪ ،‬فكنت أمسع بأن أثيكا حتى‬ ‫نفس الش���يء واملدرسة كانت كويس���ة‪ ،‬فقررت بأني أدير‬ ‫‪ PhD‬بتاع���ي يف جامع���ة كوناو‪ ،‬خت ّرجت بس���نة ‪2000‬‬ ‫بالدكت���وراه‪ .‬وملا ّ‬ ‫خش���يت الكون���او قررت أدي���ر التخصص‬ ‫بتاعي بالعل���م‪ ، Materials‬كي���ف ‪Materials، How‬‬ ‫‪ ،Materials Work‬يعين عالـ ‪ Label‬بتاع ‪Electrons،‬‬ ‫‪ .Protons‬مل���ا كن���ت يف آخر الس���نة بالق���راءة‪ ،‬يعين هي‬ ‫سنة وس���نتخرج وناخذ الدكتوراه‪ ،‬فكنت نفكر شو هو يلي‬ ‫حنعم���ل بعد م���ا نتخرج؟ ممكن خنش بروفيس���ورة‪ ،‬ممكن‬ ‫نعم���ل حبث يف اجمل���ال اللي أنا قرأت فيه الل���ي هو الطبيعة‪.‬‬ ‫ب���س كل ما فك���رت في���ه‪ ،‬كل م���ا كان صعب أن���ي نقرر‬ ‫ش���نو هو يل���ي نبغي نديره���ا بالضب���ط‪ .‬ففي ه���ذاك الوقت‬ ‫كن���ت‪ ..‬طبعاً يف املدرس���ة كان عندي زم�ل�اء حنكي معهم‬ ‫وحنكي عالعلم بصفة عامة وعلى شنو نعمل بعد الدراسة‪،‬‬

‫عظيمة جداً ألنه واحد لو اس���تعمل الكمبيوتر والرياضيات‬ ‫ممكن تعلم���ه كتري على كيف األمراض تنتش���ر ونالقي‬ ‫أدوية أحس���ن م���ن األدوية الل���ي عندنا بالنس���بة لألمراض‬ ‫كالس���رطان وكالس���كر‪ .‬فق���ررت أنه أريد جملال���ي هذا أن‬ ‫يك���ون اجملال هذا‪ ،‬ويف نفس الوقت قررنا أن نبدأ الش���ركة‬ ‫‪ Gene Network Sciences‬خلينا أترمجها‪ ،‬الـ ‪Gene‬‬ ‫طبع���اً اجلينات‪ ،‬ال��� ـ ‪ network‬يلي هي الش���بكة‪ ،‬والـ ‪Sc i‬‬ ‫‪ ences‬يل���ي ه���و العلم‪ .‬فه���و العلم‪ ،‬مش ق���راءة علم على‬ ‫اجلينيات نفس���هم‪ ،‬بس العلم على كي���ف اجلينات يك ّونون‬ ‫ش���بكة‪ ،‬فكشبكة اجلينيات بيعملوا حاجة‪ ،‬بيخلونا‪ ..‬هو اللي‬ ‫خيلي�ن�ي تنفس ويعطيين احلي���اة‪ ،‬ويف نفس الوقت ملا تصري‬ ‫‪ Amputation‬و ّ‬ ‫ال حاجة غلط باجلني نفس���ها هي يلي‬ ‫بتخلينا منرض‪ ،‬أوكيه‪ ،‬بس عشان نفهم األمراض بصفة‬ ‫عامة ويف نفس الوقت نفهم كيف األدوية ختدم باجلس���م‬ ‫وبالشبكة اجلينية الزم نفهم الشبكة‪،‬وكيف تتكون الشبكة‬ ‫وكيف اجلينات بيعملوا ‪ Communication‬مع بعض‪،‬‬ ‫عشان ‪When one Gene tacks to another Gene‬‬ ‫بيص�ي�ر لك مرض و ّ‬ ‫ال مل���ا تعطي دواء للم���رض هذ ا ‪It r e‬‬ ‫‪ verses itself‬مع���اش حيك���ون عندك م���رض‪ .‬بس الزم‬ ‫الواح���د يتعل���م ويعرف ش���نو هي الش���بكة يس���تعمل ‪both‬‬ ‫‪ ،Data‬يع�ن�ي حاج���ة جاية من ‪ Lab‬بتقولك ش���نو هم الـ‬ ‫‪ Genes‬وكيف ‪ ،What each Gene does‬ويستعملوا‬ ‫الكمبيوت���ر و ‪ . Mathematical Algorithms‬الزم‬ ‫نستعمل األشياء الثالثة هذ ه ‪The Data، Mathema t‬‬ ‫‪ ،ical Algorithms‬والكمبيوتر‪ ،‬علشان نكتشف ونعرف‬ ‫ش���نو هي الش���بكة اليت ختّلي األمراض تنتش���ر يف اجلس���م‪،‬‬ ‫وتعّلمنا ونعرف كيف نعمل الدواء علشان نوقف املرض‪.‬‬

‫فتعرف���ت على واحد زميلي امسه كولني هيلب كان عنده‬ ‫فك���رة ع���ن يس���تعمل ال���ـ ‪ Computation‬والرياضي���ات‬ ‫عشان يتعلم كيف اجلينات خيدموا مع بعض‪ ،‬بش نعرفه • بابا كان ّ‬ ‫حيضر دكتوراه يف الكيمياء وماما‬ ‫نتعلم���ه كي���ف تنتش���ر األم���راض‪ .‬ف���كان عنده فك���رة أنه كانت ّ‬ ‫حتضر بكالوريوس يف العلوم السياسية‬ ‫يس���تعمل الكمبيوتر والرياضيات عش���ان جياوب عالس���ؤال‬ ‫ه���ذا‪ ،‬ف���كان حيكيل���ي علي���ه‪ ،‬فكن���ت‪ ..‬ه���ذه فك���رة عظيمة أن���ا ولدت يف مدينة س���ياتل‪ ،‬واش���نطن يف أمريكا‪ ،‬يف س���نة‬ ‫‪ ،1972‬ويف ذاك الوقت بابا كان ّ‬ ‫حيضر دكتوراه يف الكيمياء‬ ‫وماما كانت ّ‬ ‫حتضر بكالوريوس يف العلوم السياسية‪ .‬فبعد‬ ‫كملوا دراس���تهم ق��� ّرروا أن يرجعوا‬ ‫مخس س���نوات‪ ،‬بعد ما ّ‬ ‫إىل ليبي���ا‪ ،‬يف ليبي���ا طبع���اً التقي���ت وتع ّرف���ت عل���ى عائليت‪،‬‬ ‫وعمات‬ ‫عائل�ت�ي كبرية جداً‪ ،‬عندي عائلة أبي وأمي‪ ،‬أخوال‪ّ ،‬‬ ‫وخ���وال وعمام وبنات خاالت وبنات عم���ات كثريين‪ ،‬فذاك‬ ‫الوقت اللي عش���ته يف ليبيا كان وقت س���عيد جداً‪ ،‬ألن ذاك‬ ‫الوقت كنت مرتبطة م���ع العائلة كتري‪ ،‬وذاك الوقت اللي‬ ‫تعلم���ت في���ه تقاليدنا العربي���ة وتعلمت أحك���ي بالعربي يف‬ ‫نف���س الوقت‪ ،‬وتقاليدن���ا الدينية‪ ،‬فكان وقت س���عيد جداً يف‬ ‫حيات���ي ألنه كان اجل���و العائل���ي حلو‪ ،‬حلو كث�ي�ر‪ ..‬وك ّنا‬ ‫دائم���اً نطل���ع مع بع���ض ونطلع للبح���ر وكان في���ه أفراح‪..‬‬ ‫طبع���اً‪ ،‬يع�ن�ي الزم حنكيلكم ش���و على‪ ..‬من جه���ة أبي يعين‪.‬‬ ‫عندي جدي الش���يخ عبد السالم خليل‪ ،‬كان رجل معروف‬ ‫كث�ي�ر‪ ،‬وطبعاً هو حتى كان ليه تأثري كبري يف حياتي‪ .‬هو‬ ‫كان رج���ل بصري‪ ،‬ورغ���م أنه بصري صار عامل وصار ش���يخ‬


‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫وصار كاتب وشاعر معروف يف البالد‪ .‬وهو‬ ‫رج���ل كريم ج���داً‪ ،‬يعين الواحد م���ا يتخ ّيل‬ ‫قدّيش كرامته‪ ،‬كان دائماً يستقبل الناس‬ ‫ويساعد الناس وينصح الناس‪ ،‬أي أحد يف الـ‬ ‫‪ Community‬الل���ي كانت يف طرابلس‬ ‫كان عندهم مش���كلة هو دائماً يس���اعد فيها‬ ‫وينصح فيه���م وكان معروف كتري‪ .‬جدي‬ ‫كان كات���ب‪ ،‬وكان ش���اعر‪ ،‬وكان ش���يخ‬ ‫حتى ويف املس���جد يعطي احملاضرات‪ ،‬وكان‬ ‫حت���ى ‪ ،Businessman‬كان ممكن هذه‪..‬‬ ‫عل���ى أث���ر ‪ Business‬ف���كان عن���ده أراضي‬ ‫وكان عن���ده مجعيات وكان عنده ‪Radio‬‬ ‫‪ Show‬وكان يدي���ر كت�ي�ر ‪Business‬‬ ‫يف نف���س الوق���ت‪ ...‬بع���د مخس س���نوات قرر‬ ‫الباب���ا واملام���ا يف نفس الوقت‪ ،‬أن���ه نرجع إىل‬ ‫أمريكا‪ ،‬باب���ا أحس أنه الفرصة بالنس���بة له‬ ‫كدكت���ور يف الكيمياء فيه فرص أكرت يف‬ ‫فلما رجعنا يف ذاك الوقت‪،‬‬ ‫البالد‪ ..‬يف أمريكا‪ّ .‬‬ ‫طبع���اً كان عندي أختان وأخ���ي‪ ،‬أنا الكبرية‬ ‫اللي يف العائلة‪ ،‬إخواتي‪ ،‬ما ش���اء اهلل خت ّرجوا‬ ‫م���ن اجلامع���ة‪ .‬في���ه عن���دي أخ���ت عنده���ا‬ ‫كم���ل البكالوريوس‪،‬‬ ‫ماجس���تري وأخي ت��� ّوه ّ‬ ‫حت���ى هو يري���د خيش دراس���ات علي���ا‪ ،‬حتى‬ ‫هو يريد خيش حمام���ي‪ .‬أنا مرتبطة كتري‬ ‫بأخواتي وأخي‪ ،‬حببه���م كتري‪ .‬اللي خ ّ‬ ‫الني‬ ‫أح��� ّول م���ن جه���ة س���ياتل‪ ،‬ه���م عايش�ي�ن يف‬ ‫س���ياتل‪ ،‬ت ّوه العيلة كلها يف س���ياتل‪ ،‬وطبعاً‬ ‫دائم���اً ب���روح وبزورهم كم مرة يف الس���نة‪.‬‬ ‫حصلت قب���ول يف جامعة‬ ‫الدراس���ات العلي���ا‪ّ ،‬‬ ‫كونال فقررت أن���ه نروحلها‪ ،‬وبعدين صار‬ ‫ياما صار‪ ،‬بدأت الش���ركة وخالص يعين ما‬ ‫عاش رجعت للبالد هذيك‪ ،‬ولكن إن شاء اهلل‬ ‫ي���وم من األيامات حنتالقى يف نفس الوالية‪،‬‬ ‫لك���ن قاعدي���ن ‪ very close‬وقاعدين دائماً‬ ‫على اتصال مع بعض‪.‬‬

‫• ‪ 30‬أل���ف ج�ي�ن يف نف���س الوقت‬ ‫على جه���از واحد‪ ،‬جهاز واحد يقول‬ ‫ل���ك ل���و أخ���ذت م���ن اإلنس���ان الدم‬ ‫بتاعه‬ ‫بالنس���بة ش���نو صار من عشرين س���نة فاتوا‬ ‫وّ‬ ‫ال ثالثني س���نة‪ ..‬ملّا كانوا الن���اس بيفكروا‬ ‫باألف���كار هذه‪ ،‬بس م���ا كان عندهم القدرة‬ ‫أنه���م يعمل���وا ‪Computation، This‬‬ ‫‪ ،kind of Computation‬فالّل���ي‬ ‫خّل���ه ه���ذا ت��� ّوه الوقت احلاض���ر الل���ي نقدر‬ ‫ندي���ر ال���ـ ‪ Computation‬ه���ذا‪ ،‬اللي هي‬ ‫التط���ورات بالكمبيوت���ر نفس���ه‪ .‬الكمبيوت���ر‬

‫هو األسرع‪ ،‬حيقدروا يس���رعوه ‪Accor d ،‬‬ ‫‪ing to what they call more is‬‬ ‫‪ ، low‬ويف نف���س الوق���ت نقدر نعمل ‪The‬‬ ‫‪Algorithms Calculation on‬‬ ‫‪Hundreds thousands of pro‬‬‫‪ ،cesses‬ه���ذا طبع���اً كان ش���يء م���ا نقدر‬ ‫ندي���ره ‪twenty, thirty, forty years‬‬ ‫‪ ago‬الل���ي نق���در جني���ب ال���دواء‪ .‬والتطور‬ ‫الثان���ي اللي ص���ار‪ ،‬املهم اللي خ�ل�ا ّ ‪som e‬‬ ‫‪thing like a Gene or sciences to‬‬ ‫‪ ،happen‬التطور الثاني اللي هو يف البحث‬ ‫البيولوج���ي نفس���ه‪ ،‬فزم���ان كان���وا يعمل���وا‬ ‫حبث عليه ‪ one Gene a time‬ما يقدروا‬ ‫يشوفوا اجليينات كلهم شنو كانت تديره‪.‬‬ ‫فت��� ّوه عندن���ا القدرة أنه نش���وف ش���نو يصري‬ ‫في���ه‪ ،‬مش جني واحد ب���س‪ 30 ،‬ألف جني يف‬ ‫نف���س الوقت على جه���از واحد‪ ،‬جه���از واحد‬ ‫يق���ول لك لو أخذت من اإلنس���ان الدم بتاعه‬ ‫وّ‬ ‫ال ‪ sample‬من الس���رطان نفسه‪ ،‬حنقول‬ ‫لك ش���نو ه���م الثالث�ي�ن ألف ‪ Genes‬ش���نو‬ ‫بيعملوا يف نفس الوقت‪ .‬بس حننا نس���تعمل‬ ‫االخ�ت�راع ه���ذا علش���ان نعم���ل اخرتاع���ات‬ ‫كثرية‪ .‬فعملنا اخرتاعات بالنس���بة لألدوية‬ ‫املخصوصة بالسرطان‪ ،‬واخرتاعات بالنسبة‬ ‫لألدوي���ة املخصوص���ة بالس���كر وأم���راض‬ ‫ثاني���ة يع�ن�ي‪ .‬ويف نف���س الوق���ت نس���تعمل‬ ‫هذه التكنولوجيا األس���اس علش���ان نكتش���ف‬ ‫كيف املرض نفسه من غري األدوية‪ ،‬كيف‬ ‫امل���رض نفس���ه ينتش���ر يف الب�ن�ي آدم‪ ،‬فنعمل‬ ‫‪ Research‬ت��� ّوه باألم���راض الس���رطانية‬ ‫وبنعمله���ا ‪ Cooperation‬بال���ـ ‪Cancer‬‬ ‫‪ Clinics‬علش���ان نعمل االكتشافات هذه‪،‬‬ ‫بال��� ـ ‪Colon Cancer, Breast Ca n‬‬ ‫‪.cer، many many other caners‬‬ ‫ً‬ ‫فمث�ل�ا عملن���ا حب���ث عل���ى دواء للس���رطان‪،‬‬ ‫ه���ذا دواء جديد ودواء انكش���ف على أس���اس‬ ‫العل���م اجليين ال���ـ ‪ Genetics‬يع�ن�ي‪ ،‬واللي‬ ‫ّ‬ ‫خ�ل�اه جديد أنه م���ا هو األدوي���ة اآلن يقولوا‬ ‫هلا الس���رطان اللي هي امسها ال ـ ‪Chem o‬‬ ‫‪ .therapy‬ال���ـ ‪ Chemotherapy‬عن���ده‬ ‫ع���وارض جانبي���ة كث�ي�رة‪ ،‬ب���س األدوي���ة‬ ‫اجلدي���دة عوارضها أق���ل وتنف���ع أكثر‪ ،‬هلا‬ ‫فوائد أكثر‪ .‬بس املشكلة باألدوية اجلديدة‬ ‫ألنه���ا عل���ى ال���ـ ‪ ،Genetics‬ألنه���ا مبني���ة‬ ‫عل���ى عل���م ال���ـ ‪ Genetics‬ما خت���دم يف أي‬ ‫واحد‪ ،‬ألن كل واحد ال���ـ ‪ Genetics‬بتاعه‬ ‫ختتلف‪ ،‬أوكيه‪ .‬فإحنا نس���تعمل الكمبيوتر‬ ‫وال���ـ ‪Mathematical Algorithms‬‬ ‫علش���ان نتعل���م الش���بكة اجلينية ونق���ول للـ‬ ‫‪ Pharmaceutical Company‬أن‬

‫‪21‬‬

‫الدواء بتاعك حيخدم يف اإلنس���ان هذا ومش فناخد من هذيك احلاجات‪ ،‬فالزم يكون فيه‬ ‫فلما الواحد ميشي ت���وازن يعين‪ ،‬تاخدي من جهت�ي�ن‪ .‬والناس ملّا‬ ‫حيخدم يف اإلنس���ان هذا‪ّ .‬‬ ‫للطبي���ب يع���رف أنه ل���و هذا ال���دواء اجلديد يش���وفوك أنك أنت قوية‪ ،‬قوية يف تقاليدك‪،‬‬ ‫اللي اخرتعوه على العلم اجليين حينفعه وال وعارفة نفسك حيرتموك‪ ،‬وما فيش مشكلة‬ ‫أل‪ .‬طبعاً أنا هديف أن نكش���تف ونعرف كيف أن���ك عن���دك ناحيت���ك عربي���ة و ّ‬ ‫ال عن���دك‬ ‫األم���راض كله���ا بتخ���دم وكيف الش���بكة ناحيتك أمريكية‪ ،‬الواح���د يقدر يدي ر ‪Ba l‬‬ ‫‪ ance‬ما بني اإلثنني‪ .‬طبعاً أول ما يشوفوني‬ ‫تنشر األمراض‪.‬‬ ‫الن���اس يتفاجؤوا ش���وية ألني أن���ا صغرية يف‬ ‫• فعندي ه���دف أنه نعرف كيف العمر‪ ،‬وش���كلي صغرية بالعم���ر‪ ،‬بس ملّا نبدأ‬ ‫حنك���ي على حبثي وأن���ه يفهم���وا الناس أنه‬ ‫م���رض الس���كر ينتش���ر‪ ،‬علش���ان أن���ا خب�ي�رة يف املوضوع بتاعي م���ا عاش يؤثر‬ ‫نساعد‪ ،‬مش غري يف عائليت‪..،‬‬ ‫الس���ن‪ ،‬ما عاش يو ّلي حاجة مهمة‪ ،‬بالعكس‬ ‫الناس ملا يسمعوا بيك أنك أنت عربية حابّني‬ ‫لك���ن عن���دي مرض مع�ّي�نّ ‪ ،‬طبعاً هذا ش���يء يعرف���وا أكث���ر‪ ،‬حابّ�ي�ن يعرفوا ع���ن العرب‬ ‫خاص يع�ن�ي‪ .‬لك���ن بالنس���بة لعائليت ممكن بصفة عامة والعامل العربي‪ ،‬وبالذات العرب‬ ‫لّليبيني بصفة عامة‪ ،‬ع ّنا كتري فيه مرضى يف أمريكا‪ ،‬وطبعاً يف الوقت احلاضر بالنسبة‬ ‫السكر‪ ،‬مرضى السكر كتري‪ ،‬فمرض السكر للن���اس الل���ي عايش�ي�ن يف الغ���رب عنده���م‬ ‫ه���ذا اللي ممكن أخ���ذ حياة جدّت���ي‪ ،‬وعندي ‪ curiosity‬كت�ي�ر أنه يعرف���وا عن العرب‬ ‫أعمامي حت���ى عندهم امل���رض ذاك‪ ،‬فعندي وحال���ة الع���رب‪ .‬أهم حاجة بأم�ي�ركا أنه يف‬ ‫ه���دف أن���ه نع���رف كي���ف م���رض الس���كر حري���ة الدي���ن‪ ،‬ففي أم�ي�ركا فيه عايش�ي�ن‬ ‫ينتشر‪ ،‬علشان نس���اعد‪ ،‬مش غري يف عائليت‪ ،‬فيها مس���لمني ومس���يحيني ويه���ود وكلهم‬ ‫ب���س ‪ You know‬الش���عب اللي�ب�ي بصف���ة عايش�ي�ن هنا ويق���دروا ميارس���وا دينهم‪ ،‬ويف‬ ‫عام���ة‪ .‬طبع���اً ماما وباب���ا عّلمون���ي أن الدين نف���س الوقت يق���دروا يتعاملوا م���ع بعضهم‬ ‫اإلسالمي‬ ‫ّ‬ ‫يش���جع على العلم‪ ،‬أنه ما هو دين كأشخاص‪ .‬فمثل املسلمني اللي عايشني يف‬ ‫يق���ول ل���ك أل م���ا تتعلم���ي‪ ،‬أل ما تكتش���في‪ ،‬الدول العربية إحن���ا بأمريكا نصوم رمضان‬ ‫بالعكس يكون فيه ش���جاع كث�ي�ر‪ ،‬طبعاً هو وحنتف���ل بالعي���د‪ ،‬بالعي���د الصغ�ي�ر والعي���د‬ ‫الل���ي خ ّ‬ ‫ال الع���امل العربي والعامل اإلس�ل�امي الكب�ي�ر وعندن���ا اجلامعة‪ ،‬ون���روح للجامعة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫يف ف�ت�رة زمان يوصل حملل عال���ي جدا‪ ،‬فهذا فتقاليدن���ا الليبي���ة والعربي���ة مؤثرة كتري‬ ‫كان لي���ه تأثري كت�ي�ر أن���ه أعطاني حمبة يف حيات���ي‪ ،‬يع�ن�ي أنا زي ما تقول���ي هي اللي‬ ‫للعلم واالكتش���اف‪ ،‬ألنه أنا عارفة أن هذه‪ ..‬عايشة بيها يوم ويوم‪ ،‬يعين هي ملّا هي نط ّيب‬ ‫زي م���ا تقولي‪ ،‬طبعاً هو الدين له دور كيف األكل‪ ،‬ط ّي���ب أكل لي�ب�ي‪ ،‬بط ّي���ب أكل‬ ‫تتصريف‪ ،‬كيف تعملي يف احلياة‪ ،‬بس حتى عرب���ي‪ .‬األس���بوع اجلاي راحي���ة لعرس بنت‬ ‫ه���و يقدر‬ ‫ّ‬ ‫يش���جعك يف حاجات تاني���ة‪ ،‬يقدر خاليت وحيكون عرس لييب وحنلبس لبس���نا‬ ‫ّ‬ ‫يش���جعك يف العلم‪ ،‬فيعطيك الشجاعة هذه‪ ،‬اللي�ب�ي وحنح���ط املوس���يقى الليبي���ة‪ ،‬حتى‬ ‫والتقاليد‬ ‫اإلس�ل�امي‬ ‫الدي���ن‬ ‫أن‬ ‫نق���ول‬ ‫فأن���ا‬ ‫قاع���دة اآلن‪ ،‬معظم ال���ـ ‪ CDs‬اللي عندي يف‬ ‫العربي���ة هي اليت أعطتين الش���جاعة والقوة البيت كلهم ‪ CDs‬عربية‪ ،‬من عبد احلليم‬ ‫خن���ش جمل���ال زي الطبيعة‪ ،‬الل���ي هو جمال حاف���ظ‪ ،‬م���ن موس���يقى ليبي���ة‪ ،‬م���ن أج���دد‬ ‫صع���ب جداً‪ ،‬حت���ى األمريكان ما ّ‬ ‫خيش���وا هلا املوس���يقى اللي طالعة ت ّوه‪ ،‬فهي اللي نعيش‬ ‫نبدأ‬ ‫أنه‬ ‫يع�ن�ي‪ ،‬وأعطتين الش���جاعة والق���وة‬ ‫بها‪ ،‬يعين عايشة حياة عربية ومستمتعة بها‬ ‫ً‬ ‫ال���ـ ‪ Business‬بتاعي ونس���تمر يف الطريق كتري‪ .‬طبعا ت ّوه خندم فما نقدر ناخد إجازة‬ ‫ه���ذا‪ .‬طبعاً أن���ا عايش���ة يف أمريكا‪ ،‬وعايش���ة طويل���ة‪ ،‬ب���س ملّ���ا كنت نق���رأ يف الدراس���ات‬ ‫يف جمتم���ع معظم���ه أمريكان���ي‪ .‬الناحي���ة العليا كنت دائماً يف وقت رمضان هو الوقت‬ ‫الوحي���دة اللي ه���ي مش أمري���كا‪ ،‬من ناحية اللي نس���افر لس���ياتل ونقعد الشهر كله مع‬ ‫البي���ت ومن ناحي���ة العائلة‪ ،‬فزي م���ا يقولوا العائلة‪ ،‬وطبعاً هو وقت حلو كتري‪ ،‬ألن ماما‬ ‫الزم الواح���د يع���رف ش���نو ياخذ م���ن البالد دائماً كل ليلة بتط ّيب لنا العش���اء‪ ،‬وبنصلي‬ ‫ه���ذه وش���نو م���ا ياخده���ا‪ ،‬م���ش الزم‪ ..‬طبعاً املغرب م���ع بعضنا كعائلة‪ ،‬فوقت حلو‪ ،‬حلو‬ ‫فيه حاجات كويس���ة‪ ،‬فيه تقاليد كويسة‪ ،‬جداً‪.‬‬ ‫بالنسبة لألمريكان عندهم حاجات كويسة‬ ‫وص���ح‪ ،‬فالواح���د يق���در طبع���اً ياخ���ذ منهم‪،‬‬ ‫وفي���ه حاج���ات تقاليدنا وديننا يعين أحس���ن‬


‫‪22‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫ميزانيات املسلسالت‬ ‫املصرية العام ‪2012‬‬

‫بلغ���ت تكلف���ة املسلس�ل�ات املصرية اليت‬ ‫مت تنفيذه���ا العام ‪ 2012‬أكث���ر من مليار‬ ‫ونصف مليار جنيه مصري وكان أكثرها‬ ‫كلفة املسلسالت التالية ‪:‬‬ ‫• مسلس���ل فرق���ة ناج���ي عط���ااهلل بطولة‬ ‫عادل إمام ‪ 70‬مليون جنيه‬ ‫• مسلس���ل خط���وط مح���راء بطولة امحد‬ ‫السقا و منذر رياحنه ‪ 42‬مليون جنيه‬ ‫• مسلس���ل اخلواج���ه عب���د الق���ادر بطولة‬ ‫حيي الفخراني ‪ 40‬مليون جنيه‬ ‫• مسلس���ل زي الورد بطولة درة ويوس���ف‬ ‫الشريف ‪ 38‬مليون جنيه‬ ‫• مسلس���ل اهل���روب بطول���ة كري���م عبد‬ ‫العزيز ‪ 36‬مليون جنيه‬ ‫• مسلس���ل مع س���بق اإلصرار بطولة غادة‬ ‫عبد الرازق ‪ 35‬مليون جنيه‬ ‫• مسلس نابليون واحملروسة بطولة ليلي‬ ‫علوي ‪ 35‬مليون جنيه‬ ‫•مسلسل عرفه البحر بطولة نور الشريف‬ ‫‪ 35‬مليون جنيه‬ ‫• مسلس���ل غمض���ة ع�ي�ن أول بطول���ة‬ ‫للمطربة أنغام ‪ 26‬مليون جنيه‬ ‫•مسلس���ل كيد النساء بطولة فيفي عبده‬ ‫ونبيلة عبيد ‪ 25‬مليون جنيه‬ ‫•مسلس���ل فريتيج���و بطولة هن���د صربي‬ ‫‪ 25‬مليون جنيه‬ ‫•مسلسل األخت ترييزا بطولة حنان ترك‬ ‫‪ 25‬مليون جنيه‬ ‫•مسلس���ل قضي���ة معالي الوزي���رة بطولة‬ ‫إهلام شاهني ‪ 20‬مليون جنيه‬

‫ميادين الفن‬

‫خليل العرييب‬

‫معرض صور ومالمح طرابلسية‬ ‫برعاي���ة اجملل���س احمللي ملدينة طرابلس نظمت مؤسس���ة الرتاث الطرابلس���ي‬ ‫معرض���ا لص���ور ومالمح من مدينة طرابلس خالل مائة ع���ام ( ‪) 1970 – 1870‬‬ ‫مت م���ن خالله عرض أكثر م���ن ‪ 500‬صورة تعكس مالمح م���ن التاريخ والرتاث‬ ‫والثقافة ملدينة طرابلس يف مائة عام ‪.‬‬ ‫أفتتح املعرض من قبل وزيرة السياحة ورئيس جملس طرابلس احمللي ولفيف‬ ‫من الكتاب والفنانني والصحفيني واملهتمني بهذا اجملال حيث إس���تمر هذا املعرض‬ ‫مل���دة أربعة أي���ام وأقيم بقص���ر اخلل���د العامر ( قصر امللك س���ابقا ) وس���ط مدينة‬ ‫طرابلس‪.‬‬ ‫وتقام علي هامش هذا املعرض حماضرات ثقافية وعلمية حول العمارة والرتاث‬ ‫وتاري���خ مدين���ة طرابل���س ع�ب�ر العصور مبش���اركة خ�ب�راء وأس���اتذة أكادميني‬ ‫متخصصني‪.‬‬

‫وزير الثقافة يستقبل الفنان سالم قدري‬

‫الفنان حممد منري يستحضر روح أم كلثوم‬ ‫ص���رح الفن���ان املصري الش���هري حممد منري بأنه قرر‬ ‫إس���تحضار روح الفنانة الكبرية الراحلة أم كلثوم ويغين‬ ‫هل���ا أغنية ( يا حبنا الكبري ‪ ..‬األول واألخري ) بتوزيع جديد‬ ‫للفن���ان هان���ي مهين ( أصغ���ر عضو يف فرق���ة أم كلثوم )‬ ‫وبصفته رمز لعصر كوكب الشرق أم كلثوم ‪.‬‬ ‫ويضيف حممد منري بأن اإلنقس���ام السياس���ي الذي‬ ‫حيدث يف مصر فوق اإلحتمال لذلك قرر إستحضار روح‬ ‫الس���يدة أم كلثوم اليت إجتمع علي حبها كافة الش���عب‬ ‫املص���ري حيت تك���ون كلمتنا أق���وي مؤك���دا أن كلمات‬ ‫هذه األغنية تعرب عن ما نريده وحنتاجه يف وطننا ‪ ،‬ومن‬ ‫املعلوم أن اغنية ( يا حبنا الكبري ) من كلمات الشاعر عبد‬ ‫الفتاح مصطفي ومن احلان املوس���يقار رياض الس���نباطي‬ ‫وغنتها أم كلثوم العام ‪. 1965‬‬

‫يف ملس���ة وفاء وتقدير للفنان القدير‬ ‫صاح���ب العط���اء املتميز س�ل�ام قدري‬ ‫قام الس���يد حبيب األمني وزير الثقافة‬ ‫واجملتم���ع املدن���ي باس���تقبال الفنان يف‬ ‫وج���ه له دع���وة اعتزازا‬ ‫مكتب���ه بع���د أن ّ‬ ‫بهذا الفنان املبدع ومشواره الطويل من‬ ‫األغاني اليت رددتها معه الناس يف زمن‬ ‫الفن اجلميل أمثال أغنية سافر مازال‬ ‫وأغنية أنش���د يا سيد احللويني وأغنية‬ ‫منديلها الوردي وأغنية اجلوبة بعيدة‬ ‫وغريها من األغاني ذات اللحن األصيل‬ ‫واألداء الرائع ‪ ،‬وخالل هذا اللقاء أكد‬

‫السيد وزير الثقافة علي اهتمام الوزارة‬ ‫جبيل الرواد العصاميني ورعايتها هلم‬ ‫عرفانا ملا قدموه من فن راقي ورس���الة‬ ‫فنية سامية ونبيلة دخلت قلوب الناس‬ ‫مل���ا محلت���ه من ص���دق المس املش���اعر‬ ‫واألحاسيس ‪.‬‬ ‫وأض���اف الوزي���ر ب���أن ال���وزارة عازمة‬ ‫عل���ي البح���ث ع���ن كل الفنان�ي�ن‬ ‫الشرفاء لتنصفهم وتعيد هلم مكانتهم‬ ‫وحقوقه���م ال�ت�ي حرمهم منه���ا النظام‬ ‫السابق ‪.‬‬

‫ملكة بريطانيا متنح بطلة تيتانيك وساما‬

‫قامت امللكة إليزابيت‬ ‫الثاني���ة ملك���ة بريطاني���ا مبنح‬ ‫الفنان���ة الربيطاني���ة (كي���ت‬ ‫وينس���ليت) وس���ام ف���ارس‬ ‫لإلمرباطوري���ة الربيطاني���ة‬ ‫تقديرا ملش���اركتها يف األعمال‬ ‫الفنية اليت س���اهمت يف ش���هرة‬ ‫اململك���ة ع�ب�ر الع���امل ‪ ،‬والفنانة‬ ‫كيت وينس���لت اليت إش���تهرت‬ ‫ب���دور (روز) يف الفيلم الش���هري‬ ‫( تيتاني���ك ) وه���ي املتحصل���ة‬ ‫علي جائزة األوسكار كأفضل‬ ‫ممثل���ة الع���ام ‪ 2009‬عن دورها يف فيلم ( الفاري ) ويف نفس العام إس���تطاعت أن تتحصل‬ ‫علي جائزة ( اجلولدن جلوب ) عن دورها يف فيلم ( الطريق الثوري ) وكانت قد حتصلت‬ ‫قبله���ا يف العام ‪ 1995‬علي جائ���زة أفضل ممثلة من نقابة ممثلي الشاش���ة واألكادميية‬ ‫الربيطاني���ة لفنون الفيل���م والتلفزيون عن دورها يف فيلم ( اإلحس���اس ) ‪ ،‬كما حتصلت‬ ‫عل���ي جائزة ( اإلمي���ي ) كأفضل ممثلة الع���ام ‪ 2011‬عن دورها يف املسلس���ل التلفزيوني‬ ‫(ميلدرد بريس ) ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬ ‫أمحد بشون‬

‫مشهد من مشاهد فساد القضاء يف عهد الطغاة‬ ‫عندم���ا نش���ر ه���ذا املق���ال يف امللح���ق‬ ‫الرياض���ي به���ذه الصحيف���ة يف العدد قبل‬ ‫املاضي وقع س���هوا عدم نش���ر اجلزء الثاني‬ ‫منه املتعلق بقرار االتهام يف قضية االهلي‬ ‫(املزورة)مما شكل نقصا يف املوضوع ‪،‬االمر‬ ‫ال���ذي جعلن���ا نعيد نش���ره كام�ل�ا يف هذا‬ ‫العدد حتى يتسنى حتقيقه للغرض الذي‬ ‫كتب من أجله ‪.‬‬ ‫الن���ادي االهل���ي ه���ذا الص���رح الرياض���ي‬ ‫الثق���ايف االجتماعي احلض���اري الذي ولد‬ ‫م���ن رحم الوطنية (مجعي���ة عمر املختار)‬ ‫وأسهم بإثراء وتطور احلركة الرياضية‬ ‫وقدم للوطن مئ���ات الرياضيني يف كافة‬ ‫االلعاب الرياضية و الذين اسهموا يف رفع‬ ‫علم البالد يف احملاف���ل الدولية هذا النادي‬ ‫الذي ميارس نش���اطاته منذ ما يقرب عن‬ ‫‪ 65‬عام���اً ويش���ارك يف مجي���ع املس���ابقات‬ ‫الرياضي���ة ب���ل و الثقافي���ة و االجتماعية‬ ‫أيض���اً ويرع���ى وحيتضن أالف الش���باب و‬ ‫ال���ذي حصل عل���ي عش���رات البط���والت و‬ ‫الكؤوس ‪ ...‬هذا الن���ادي بهذا احلجم وهذه‬ ‫املكان���ة وال���ذي يش���جعه عش���رات االالف‬ ‫‪...‬حول���ه جمموع���ة م���ن (رجال)م���ا مسى‬ ‫(أعضاء مبكت���ب االدعاء الش���عيب )وبعض‬ ‫القضاة الذين حلفوا اليمني علي القوانني‬ ‫وتأدي���ة واجباتهم باحل���ق و العدل حولوه‬ ‫ال���ي ش���ئ أخ���ر وكي���ان أخ���ر‪ ...‬أدعوكم‬ ‫أخوت���ي الق���راء اىل االطالع و ق���راءة جزء‬ ‫من (ق���رار االتهام يف قضية االهلي املزورة‬ ‫)القضية رقم(‪)2000 – 353‬ادعاء شعيب‬ ‫‪ ...‬اقرؤوا و أطلعوا على هذا اجلزء من قرار‬ ‫االتهام و الحظوا حجم الفس���اد و التزوير‬

‫والكذب يف النظام القضائي الفاس���د الذي‬ ‫يأمتر بأمر الطغاة ‪.‬‬ ‫ج���زء من (ق���رار االتهام يف قضي���ة االهلي‬ ‫امل���زورة )القضي���ة رق���م(‪)2000 – 353‬‬ ‫ادعاء شعيب‬ ‫أ‪ -‬املتهمون مجيعا ‪ :‬دعوا الي اقامة جتمع‬ ‫س���ري حمض���ور قانون���ا يق���وم عل���ي فكر‬ ‫سياس���ي مض���اد ملبادئ و فكر ث���ورة الفاتح‬ ‫من سبتمرب العظيمة يف الغاية و الوسيلة‬ ‫و قاموا بتأسيس���ه و ادارته و االنضمام اليه‬ ‫وذل���ك بان ق���ام كال فيما خيص���ه بالدور‬ ‫املناط به متخذين من اس���م النادي االهلي‬ ‫بنغازي امسا مزورا لتجمعهم ومن موقعه‬ ‫و ادارته مق���را هلذا التجم���ع و عملوا على‬ ‫نشر وترسيخ أفكارهم املضادة بني مرتادي‬ ‫النادي املذكور و منتسبيه بقصد املساس‬ ‫بالنظ���ام الثوري القائم عل���ى ثورة الفاتح‬ ‫التارخيي���ة و اظه���روا الع���داء و التعص���ب‬ ‫ومناهضة الث���ورة وقائدها بتحريض من‬ ‫بع���ض العناصر املعادية م���ن اخلارج ممن‬

‫طارق الذي مل يتب‬

‫ ‬ ‫يف ليبي���ا أثن���اء حك���م الطاغي���ة و‬ ‫أوالده حتت���اج اىل(س���نيد) تت���وكأ علي���ه‬ ‫ويق���ف مع���ك ويعرب بك اىل ع���امل االضواء‬ ‫و الش���هرة بعكس م���ا كان حيدث يف زمن‬ ‫الك���رة اجلمي���ل يف الس���تينات ‪،‬فل���م يك���ن‬ ‫اتعول���ه أو املك���ي أو البس���كي أو الزقوزي أو‬ ‫ابراهيم املصري حيتاجون الي(س���نيد)ألن‬ ‫موهبتهم كانت قوي���ة و خلقوا لكي يكنوا‬ ‫الع�ب�ي ك���رة ق���دم و ال تذهبوا بعي���دا فأنا‬ ‫ال أقص���د كش���اف مواه���ب ذو ع�ي�ن ثاقبة‬ ‫أو مدي���ر ك���رة ناجح يتوىل ام���ور الالعب‬ ‫‪ ...‬و أمن���ا أقص���د يف أثناء حك���م (اهلمبكة )‬ ‫واح���د مث���ل الس���اعدي يتيح ل���ك الفرصة‬ ‫لكي تلع���ب و حترتف يف اخلارج أو حتصل‬ ‫عل���ى لقب أفض���ل العب يف ليبي���ا أو جتين‬ ‫أرباحا طائلة تش�ت�رى بها الفيال و السيارة‬ ‫الفخمة ‪!..‬‬ ‫وط���ارق ال���ذي مل يت���ب كان ش���بال ع���ام‬ ‫‪ 1987‬م يف فري���ق االهل���ي الطرابلس���ي‬ ‫اس���تطاع ان ينم���ي امكانيات���ه الفني���ة‬ ‫كاحلساسية على الكرة و السيطرة عليها‬ ‫إال ان���ه ال جييد اللعب برجله اليس���رى وال‬

‫خان���وا الوطن و الثورة و تعاون���وا وتعاملوا‬ ‫م���ع أجه���زة املخاب���رات االجنبي���ة املعادية‬ ‫مقابل حفنة من الدوالرات من اجل تنفيذ‬ ‫أهدافها بقصد النيل من كرامة الش���عب‬ ‫اللييب وعرقلة مع���ارك الثورة يف احلرية‬ ‫و البن���اء و االنعتاق االنس���اني يف الداخل و‬ ‫اخل���ارج‪ .‬وذلك على النح���و املبني تفصيال‬ ‫باألوراق‪.‬‬ ‫ب‪ )1)-‬املتهمون من االول وحتى اخلامس‬ ‫عش���ر وم���ن الثام���ن عش���ر وحت���ى الثاني‬ ‫والثالث�ي�ن ارتكب���وا يف ارض اجلماهريي���ة‬ ‫العظم���ى أفع���اال ترم���ي ال���ي التخري���ب‬ ‫و النه���ب بقص���د االعت���داء عل���ى س�ل�امة‬ ‫الدولة وذلك بأن خرجوا من الوكر الذي‬ ‫اطلقوا عليه ظاهريا اس���م الن���ادي االهلي‬ ‫يف مظاه���رة ع�ب�روا اثناؤه���ا ع���ن عدائهم‬ ‫للثورة و القائد من خالل افعال التخريب‬ ‫و النهب اليت استهدفت االشارات الضوئية‬ ‫ومباني املدينة الرياضي���ة التابعة للدولة‬ ‫وعدد من املركب���ات العامة و احد املقاهي‬ ‫املعدة لالستعمال العام ونهبوا حمتوياته و‬ ‫على النحو املبني باألوراق ‪.‬‬ ‫‪ -1‬قام���وا بأعم���ال عدائي���ة ض���د النظام‬ ‫اجلماهريي لث���ورة الفاتح العظيمة وذلك‬ ‫ب���أن قام���وا بالتظاه���ر بقص���د معارض���ة‬ ‫النظ���ام و اإلخ�ل�ال ب���ه و أث���اروا الفتن���ة‬ ‫بني أبناء الش���عب و عملوا م���ن خالل ذلك‬ ‫عل���ى ختري���ب منج���زات الث���ورة وترديد‬ ‫هتافات معادي���ة على النحو املبني تفصيال‬ ‫باألوراق‪.‬‬

‫فتحي علي الساحلي‬

‫برأس���ه و ال الرقابة للخصم وهذا يضعف‬ ‫الواج���ب الدفاع���ي لوس���ط الفري���ق كما‬ ‫ان���ه يفتقد جلان���ب معنوي مه���م جدا وهو‬ ‫روح اجلماع���ة و القي���ادة يف امللع���ب وذلك‬ ‫بس���ب غروره وتك�ب�ره الزائد وم���ع ذلك مل‬ ‫يصل الي مس���توى العيب الوسط البارعني‬ ‫الذي���ن عرفته���م ليبي���ا أمث���ال (فري���را)‬ ‫و(بوذينه)و(الزق���وزي)و (رج���ب األح���ول‬ ‫امللقب((مسروبه))و(دميس الكبري)و(سعد‬ ‫السرتاوي)و(كوسه)و غريهم‪.‬‬ ‫ه���ذا الغ���رور و التك�ب�ر و افتق���اده للذكاء‬ ‫االجتماع���ي جعل���ه يراه���ن عل���ى اجل���واد‬

‫اخلاس���ر ولذلك مل يكتش���ف مجال االلوان‬ ‫الثالث���ة (االمح���ر و االس���ود و االخض���ر )‬ ‫و ق���ال عنه���ا ألوان عل���م موزمبي���ق وهو ال‬ ‫يع���رف قداس���ة ه���ذا العل���م عن���د الليب�ي�ن‬ ‫الش���رفاء وحبه���م هل���ذا العلم ال���ذي ميثل‬ ‫حقيق���ة االرض الليبية و ال���روح الليبية و‬ ‫عش���ق الليبي���ون لألرض و احلي���اة ‪ ،‬و ألنه‬ ‫ال يع���ي ش���يئا للمعاناة ال�ت�ي كان حيياها‬ ‫الليبي���ون من جتهيل و فقر ومرض ‪،‬وألنه‬ ‫ال يعرف ش���يئا ع���ن عص���اة الدكتاتورية‬ ‫و مالحمه���ا املمقوت���ة وكي���ف خنق���ت‬ ‫الدميقراطي���ة و جعلت الس���طوة و القوة و‬ ‫املال يف ي���د عائلة واح���دة ‪ ...‬و ألن ارتباطه‬ ‫كان بأبن���اء الطاغ���وت وتقديس���ه وحب���ه‬ ‫مرتب���ط بهم فق���ال ما قال و فع���ل ما فعل‬ ‫‪ ..‬وتنكر وس���خر م���ن ثورة الش���باب يف ‪17‬‬ ‫فرباي���ر و اليت استش���هد و ج���رح و فقد يف‬ ‫سبيلها أكثر من ‪ 100000‬لييب ‪.‬‬ ‫وهذا الوطن وهذا النشيد وهذا العلم الذي‬ ‫س���خرت منه هو ارفع منزلة وش���أن من ان‬ ‫تضعه فوق جلدك مرة اخرى ولن يس���مح‬ ‫لك الليبيون بارتدائه و لو يف احللم‪.‬‬ ‫(و سلملي علي باص عيون )‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫األندية الرياضية‬ ‫وهواة السفر‪!...‬‬

‫األندي���ة الرياضي���ة ال�ت�ي م���رت يف املاضي‬ ‫بف�ت�رات ازده���ار و تأل���ق ث���م عاش���ت بع���د ذلك‬ ‫بف�ت�رة من الرتاجع و التدني ‪،‬خاصة عندما قفز‬ ‫لقيادته���ا م���ن ليس هل���م عالق���ة بالرياضة من‬ ‫مجيع جوانبه���ا مبا يف ذلك اجلانب الس���لوكي‬ ‫‪،‬ه���ذه األندية عرب كل املراح���ل وجد يف إدارتها‬ ‫(نفر)يعش���قون (السفر و الس���ياحة و النزهة)و‬ ‫يتصي���دون الفرص و يفتش���ون عليها و مبجرد‬ ‫ان يتم اإلعالن عن مش���اركة فريق من الفرق‬ ‫الرياضي���ة يف مس���ابقة رمسي���ة أو ودي���ة خارج‬ ‫ارض الوط���ن يس���ارعون إىل إعداد(حقيب���ة‬ ‫الس���فر)‪،‬وبعد أن يتأكدوا من صالحية (جواز‬ ‫الس���فر)يكونون أول الواصل�ي�ن إىل املط���ار ‪ ..‬و‬ ‫الغري���ب عندما تت���اح هلم فرصة الس���فر ضمن‬ ‫البعثة املس���افرة ال يقيم���ون وزنا ملس���ؤولياتهم‬ ‫و واجباته���م ‪،‬و امنا كل همه���م ان يقضوا فرتة‬ ‫مجيلة مسحت هلم فيه���ا (النزهة اليت خططوا‬ ‫هلا مع ش���راء بعض اهلدايا)من خ�ل�ال دوالرات‬ ‫تدف���ع هل���م مقاب���ل مس���ؤولية مل (يتحملوها)و‬ ‫واجبات مل (حيرتموها) ‪.‬‬ ‫ان رج���ال االحتادات الرياضي���ة ال يدركون أن‬ ‫مس���ؤولياتهم ليست هي وضع جداول مباريات‬ ‫وتكلي���ف احلكام إلدارتها ‪ ..‬ثم بعد ذلك االطالع‬ ‫على تقاري���ر احلكام و اعتماد نتائ���ج املباريات و‬ ‫إصدار العقوبات ‪..‬بينما مسؤولياتهم األساسية‬ ‫كأجه���زة فني���ة ه���ي اخت���اذ كل اإلج���راءات‬ ‫و الس���بل لرف���ع مس���توى االلع���اب الرياضية و‬ ‫االهتم���ام ب���كل العناص���ر ال�ت�ي تس���هم يف ذل���ك‬ ‫من حي���ث االهتم���ام بالبني���ة التحتي���ة و جهاز‬ ‫التحكي���م و املدرب�ي�ن باإلضاف���ة اىل ضرورة ان‬ ‫تكون املشاركة جمدية و ال يرتتب عليها إساءة‬ ‫لس���معت الوط���ن ومكانت���ه و احب���اط جلماهري‬ ‫الرياض���ة‪ ،‬االم���ر ال���ذي يف���رض عل���ى ه���ذه‬ ‫االحتادات أال تعطي املوافقة إال بعد التأكد من‬ ‫جدوى املشاركة ‪.‬‬ ‫عليه فإننا نطال���ب االحتادات الرياضية و كل‬ ‫اجله���ات املس���ؤولة أال تب���ادر باملوافق���ة على اي‬ ‫طلب(رغب���ة )باملش���اركات اخلارجي���ة قب���ل ان‬ ‫يقدم النادي (برنامج استعداده )يتضمن قائمة‬ ‫الالعبني احملليني و غري احملليني و اس���م املدرب‬ ‫أو اجله���از الف�ن�ي م���ع برنامج االس���تعداد و هل‬ ‫يتضمن معسكر تدرييب ومباريات ودية ؟‪.‬‬ ‫وهل يسمح الوقت منذ تقديم الطلب اىل موعد‬ ‫املباراة أو املسابقة بتحقيق الربنامج املعد؟‪.‬‬ ‫وبع���د ذلك يتم تقييم الوض���ع ‪،‬ففي عدم تنفيذ‬ ‫الربنام���ج و التأك���د من أن املش���اركة مل تكن‬ ‫جمدية تلغى املوافقة‪.‬‬ ‫أن مسع���ة الوط���ن أك�ب�ر وأهم م���ن اجلميع ‪،‬و‬ ‫أهم وأكرب من رغبات عشاق السفر و السياحة‬ ‫‪،‬ومن حتقيق رغباتهم وهواياتهم ونزواتهم‪!...‬‬


‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ( ‪ 31 - 25 ( - ) 85‬ديسمبر ‪)2012‬‬

‫شارع دبي ـ بنغازي‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.