ميادين يف التشيك
السنة الثالثة -العدد ( 7 - 1 ( - ) 86يناير )2013
WWW.miadeen.com
7 - 130( -( )- 86 )2012 )2013 يناير 5نوفمبر أكتوبر- العدد () 77 الثالثة -العدد ( السنة الثانية السنة
الثمن :دينار
2013ليكن عام األمن : قبل أن تتحول بنغازي إىل بنغازيستان
02
السنة الثالثة -العدد ( 7 - 1 ( - ) 86يناير )2013
االفتتاحية يكتبها :أحمد الفيتوري
2013ليكن عام األمن : قبل أن تتحول بنغازي إىل بنغازيستان
ميادين صحيفة ليبية تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن
عنوان الصحيفة :بنغازي /ميدان السلفيوم خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين -فندق مرحبا سابقا -الدور األول
afaitouri_55@yahoo.com afaitouri.55@gmail.com
رئيس التحرير أمحد الفيتو ري املدير العام فاطمةغندور مدير إداري وعالقات عامة خليل العرييب 0619082250 0925856779 املراجعة اللغوية
صالح السيد أبوزيد
مراسلو ميادين احلسني املسوري /درنة سلوى العالقي /الزاوية خدجية االنصاري /اوباري عائشة صوكو /سبها مفتاح ميلود /البيضاء
إخراج وتنفيذ
حسني محزة بن عطية طباعة دار النور للطباعة
ٌ حاصل على شهادة عسكرية صغرى ومتوسط الذكاء وابن شخص شا ٌذ جسديا وعقليا.. حكم البالد وأدارها ٌ ُ عائل���ة فق�ي�رة وقبيلة ال تذكر ،حكمها ألكثر من أربعة عقود مبس���اعدة أش���خاص عل���ى وزن :أن الطيور على أش���كاهلا تقع ،كانت احملصلة مدمرة ما تطلب إزاحته بثورة ش���عبية وحرب ضروس مبس���اعدة حتالف دولي تقوده الواليات املتحدة األمريكية ! ،كان طوال تلك العقود عضوا يف املنظمات الدولية السياس���ية منها واحلقوقية ،وحني يراجع املرء منا ما حدث طوال العقود املاضية يالحظ أن ادارة البلدان ليست باألمر اجللل ،بل على العكس حتتاج إىل أشخاص متوسطى الذكاء والفاعلية واجلسارة ،و بل حتى األغبياء مثل القذايف وجورج بوش االبن . وب�ين :عــام���ى 2011و 2013أدار بلدان الربيع العربي أكثر من حاكم ومن حكومة واألمور تبدو على ما هي عليه ،ما ورثناه من األنظمة اليت مت اسقاطها مازال يدير الدولة أو مازال يتحكم يف أمورها ولو سلبيا!!.. مبعن���ى مازال���ت احلكومات تبدد الوقت واجلهد واملال ،أما الش���عوب فلم خترج بعد من الش���ارع ،الش���ارع الذي حول الدين إىل لعبة حتول اىل جامع !..املفتى فيه وريث الديكتاتور يفتى يف كل شيء وحتى يف الالشيء ،ما َّ إلنصاف العقول ومنهم من يقول ما ال يعون وما ال يفعلون ،ويف ُ كلِّوادٍيهيمون. يطل عام جديد ومل نرس���م خارطة طريق ومل نعرف ما نريد بالضبط ،يف هذه املدة الطويلة نسبيا علي بالد غرقت يف ش�ب�ر ماء هذا الش���تاء مل ن���ر طحينا ْ ً فرقع���ة وأصابتنا النريان القاتل���ة خاصة يف مدينة وإن مسعنا بنغازي اليت حتولت تقريبا – حسب مظاهرة اجلمعة 28ديسمرب 2012م – إىل بنغازيستان . لق���د اختذ حكام البالد منذ العهد العثماني من قلعة الس���رايا احلمراء بطرابل���س مقراًومن طرابلس املدينة ح���دودا يذودون عنها ويلوذون اليه���ا عن كل البالد بعد أن جيبون اجلبايات ،وفعل الديكتاتور الس���ابق نفس اخلطيئة التارخيية معتربا مدينة بنغازي مالذا للمارقني ومن حني إىل حني يغري على هذا املالذ كما فعلها فى التسعينات حني حول بنغازي ودرنة إىل مدن حلرب عصابات ضد اجلماعة املقاتلة املسلحة ،واحلال اآلن يش���به البارح���ة !..الرصاص يلعلع يف املدينة /املالذ فيما الس���يد رئيس املؤمت���ر الوطين حممد املقريف يقبع واألعض���اء املوقرين بني قصور الضيافة وقاعة املؤمتر وفندق ريكس���وس يصدرون البيانات ويلقون اخلطب ، وحيصل كل واحد منهم على س���يارة قيمتها 45ألف دينار فيما يس���تخدمون س���يارات الدولة للتنقل:فمـــــا أشبه الليـــــلة بالبارحة .؟؟؟!
• 2013حكومة عاجزة !
لو ُق ِد َر لك :وقابلت أحد أعضاء احلكومة املوقرة أو املؤمتر الوطنى العام ستسمع جوابا حارقا :ماذا نفعل ليس باليد حيلة ،هو جواب قاطع لس���ؤال أقطع ،ثم يردفون اجلواب بأننا ش���عب اهلل املستعجل نريد كل شيء اآلن وهنا ،و يغمرون البالد يف سيول من أوراق البنكوت هذا احلالل للمصائب وفتوى الفتاوي أن املال احلالل خري دواء ل���كل داء ،وأن���ت تعيش حتت غطاء من وابل الرصاص ال���ذي يعبث يف املدينة ،وهـــل ينفعك املال إذا كان القرب هو خارطة الطريق يف املدينة البعيدة جدا عن مقر احلاكمني ؟ . وخالل هذه الفرتة القصرية /الطويلة على من كان يعيش يف رعب ،خالل هذه الفرتة ترأس البالد جملس وطين ومؤمتر وطنى عام وثالث حكومات انتقالية ،دون حس���يب و ال رقيب ،وانقس���مت البالد إىل دول بالقوة يف مصرات���ه والزنتان وطرابلس واجلنوب والش���رق وحنن حنش���د ونرتاص ضد الفيدرالية يف بالد مقس���مة عل���ى أرض الواقع ،بالد الفرض فيها غائب وكل األئمة يرتاصون ألجل الس���نة يرتكون الواجب ويطالبون باحلقوق :الصادق الغرياني يفيت أن التظاهر للمطالبة باألمن زقوم و ال يفيت البتة بشأن سرقة البالد ومال البالد وتشريد واعتقال وقتل العباد بغري حق.؟؟!!
•العدالة االنتقالية املغيَّــــبة
حض���رت خالل األس���بوع املاضى :املؤمتر األول حول جت���ارب العدالة االنتقالي���ة يف دول الربيع العربي الذي عقده اجمللس الوطين للحريات العامة وحقوق اإلنسان ،وذلك يف فندق الودَّان مبدينة طرابلس. رئي���س اجملل���س هو احملامي حممد العالقي وزير العدل الس���ابق حتدث عن هم���وم العدالة ،ويف حديثه كان املس���كوت عنه أن اجمللس يعاني من انعدام األمن وبالتالي فإن تقرير اجمللس يشوبه التقصري يف هذه القضية أو تل���ك ،ألن احلقوق���ي أيضا بش���ر وحباجة لتوفري حد أدن���ى من األمن واألمان الل���ذان إن غابا غابت احلقوق الرئيسة كلها ،وتكون العدالة االنتقالية مغيبة يف حالة سيطرت االنتهاكات على اإلنسان. عما يعانيه اآلخرون من تش���ريد واعتقال قس���ــري واس���تباحة نفوس وبيوت وهو يقع من يس���تطيع احلديث َّ حت���ت التهديد ؟ ،هلذا حنن مجيعا حباج���ة للدفاع عن حقنا يف األمن واألمان ولن حنقق ذلك إن ظن أيُّ منا أنه قادر على حتقيق أمنه مفردا ،األمن مجع بصيغة املفرد . وكل عام وأنتم خبري وحرية وأنتم يف أمن وأمان !!!..
03
السنة الثالثة -العدد ( 7 - 1 ( - ) 86يناير )2013
العدالة االنتقالية يف مؤمتر طرابلس لدول الربيع العربي حممد العالقي ومجعة عتيقة
جانب من احلضور
اجمللس الوطين للحريات العامة وحقوق اإلنس���ان الذي صدر بإنش���ائه قان���ون رقم 5لس���نة 2011م عن اجمللس الوط�ن�ي االنتقال���ي ،وال���ذي يرأس���ه احملام���ي حمم���د العالقي ،أقام نش���اطه األول :املؤمتر األول حول جتارب العدالة االنتقالية يف دول الربيع العربي ،وشاركت فيه وفود إىل جانب ليبيا من مصر وتونس واملغرب ،وقد عقد املؤمتر يوم���ي األحد واالثنني املوافق 24 – 23ديس���مرب 2012بقاع���ة فندق الودان ،ويف جلس���ة االفتتاح القى الس���يد النائ���ب االول لرئيس املؤمتر الع���ام كلمة وضح فيها أنه مل يكن مقتنعا بتأس���يس جملس وطين حلقوق االنسان لكن الظروف واملعطيات جعلته يغري رأيه ويرى أهمية هذا اجمللس يف هذه الظروف الراهنة ،ثم أشار إىل
أهمية هذا املؤمتر م���ن حيث أن األغلبية ال تعرف ما هي العدال���ة االنتقالية وم���ا أهميتها وأن ما كتب وما نش���ر حول العدالة يف العربية أقل من قليل .أما الس���يد رئيس الوزراء عل���ى زيدان فقد وضح من جهت���ه أنه كحقوقي عمل لعق���ود يف هذا املضمار يعرف أهمية مؤمتر العدالة أجل سفره حتى حيضر افتتاح املؤمتر االنتقالية من هذا َّ منوها حلاجة البالد اىل العدالة والعدالة االنتقالية على
اخلصوص .ثم ألقى الس���يد وزير الع���دل صالح املرغين كلم���ة بنف���س املعنى وأعقبه الس���يد نقي���ب احملامني يف تونس شوقي الطبيب ومن ثم جاءت كلمة السيد نقيب احملام�ي�ن يف ليبيا عبدالرمحن الكيس���يه ،وختم االفتتاح بكلم���ة الس���يد رئي���س اجملل���س ورئيس املؤمت���ر حممد العالقي .
•تكريم احملامي املناضل عبد اهلل شرف الدين
وق���د مت أيضا يف جلس���ة االفتتاح تكري���م احملامي ونقيب احملامني األس���بق املناض���ل عبد اهلل ش���رف الدين ،وعقب االفتت���اح عقد مؤمتر صحفي تــُِل َّى فيه التقرير الس���نوي جملل���س حق���وق االنس���ان ال���ذي أع���ده حمم���د العالقي ووليد كعوان – ( وس���نعمل على نش���ر التقرير كامال يف الصحيف���ة إن متكن���ا م���ن احلص���ول علي���ه كم���ا وعدن���ا رئيس اجمللس ). وبع���د االس�ت�راحة :عق���دت اجللس���ة األول���ي عند الس���اعة الثاني���ة عش���ر والنص���ف ظهرا وكان���ت ح���ول التجرب���ة التونس���ية برئاس���ة األس���تاذة هن���اء الق�ل�ال وقدم���ت أوراق من قبل أعضاء الوفد التونس���ي تناولت التجربة التونس���ية يف العدال���ة االنتقالي���ة م���ن قب���ل االساتذة :عبد اجلليل ابوراوي وش���وقي الطبي���ب وذاك���ر العلوى وس���ناء س���ويس وفاخر القفص���ي ،وكان���ت اجللس���ة الثاني���ة ال�ت�ي عق���دت عن���د الرابعة والنصف مس���اء ح���ول التجربة املصرية وكانت اجللس���ة برئاسة آمال بوقعقيص وشارك بورقات أعضاء الوفد املصري وهم االس���اتذة ش���اهني أبو الفتوح وس���عيد عل���ى زي���ن ومحدى احلس���يين .أما الي���وم الثان���ي املوافق االثنني 24ديس���مرب فكانت اجللسة االولي عن التجربة املغربية وترأس اجللس���ة األستاذ عبدالباسط أبومزريق وش���اركه األس���اتذة عضوى الوفد املغربي وهما حممد
الصبار وعبداللطيف وهيب ,وكانت اجللس���ة اخلتامية ع���ن التجربة الليبية برئاس���ة األس���تاذ حمم���د العالقي ومش���اركة األس���اتذة :مجع���ة عتيقة وص�ل�اح املرغنى والكوني عب���ودة واهل���ادى بومحرة وقد تناولت اجللس���ة يف جل وقتها مش���روع قانون العدالة االنتقالية املقدم من قبل وزارة العدل الليبية .
مناقشة مشروع قانون العدالة االنتقالية يف مركز بنغازي نظ���م املركز اللي�ب�ي للعدال���ة االنتقالية و مبس���اهمة جامعة بنغ���ازي مركز البحوث و االستش���ارات و على امت���داد ث�ل�اث أي���ام م���ن 25إىل 27ديس���مرب 2012م ورش���ة عمل خبصوص " مقرتح���ات منظمات اجملتمع املدني للمس���ودة اجلديدة لقان���ون العدالة االنتقالية " الص���ادرة ع���ن املؤمتر الوطين العام و مبش���اركة عدد من منظمات اجملتمع املدني و الناشطني و املتضررين و املهتمني بقضايا حقوق اإلنسان ,و قد أبدى املشاركون مالحظاته���م على م���واد القانون األربع�ي�ن بالتعديل و اإلضافة و احلذف و لتأكيد دور اجملتمع يف املشاركة يف صياغة القانون ,و املأمول أن ينقل هذا القانون ليبيا إىل مصاحلة وطنية ش���املة مبنية على حتقيق آليات العدالة االنتقالية من مسألة و حماسبة ملنتهكي حقوق اإلنس���ان خ�ل�ال الف�ت�رة من���ذ 1س���بتمرب 1969م إىل إعالن قيام الدولة و صياغة الدس���تور و جرب ضرر من تعرضوا لالنتهاكات و إصالح القوانني و املؤسس���ات و ختليد الذكرى و من ث���م املصاحلة الوطنية ,على أن توجه كل ه���ذه املالحظ���ات إىل املؤمتر الوط�ن�ي العام إلثراء النقاش حول هذا القانون.
04
السنة الثالثة -العدد ( 7 - 1 ( - ) 86يناير )2013
أهم 12حدثًا فــــــــ جناح انتخابات املؤمتر الوطين
خاص
إن األح���داث اليت ش���هدتها بالدنا كبرية وكثرية جدا ومب���ا أن الس���نة تتكون من اثن���ى عش���ر ش���هرا وحنن نتح���دث عن س���نة 2012م فق���د اخرتنا أه���م 12حدثاً سياس���ياً الن احل���دث السياس���ي هو الطاغي على املش���هد اللي�ب�ي كما كان ع���ام 2011م كانت س���نة 2012م س���نة اس���تثنائية حيث ش���هدت البالد أحداث سياس���ية كبرية استمراراً مل���ا ش���هدته س���نة 2011م من تغ�ي�رات جذري���ة داخل ليبي���ا وخارجه���ا حاولنا أن نقدم ق���راءة س���ريعة ألهم األحداث اليت شهدتها ليبيا فكانت هذه احلوصلة
الشك أن أهم حدث شهدته ليبيا عــام 2012م هو جناح انتخابات املؤمت���ر الوطين حيث كان الره���ان صعب���ا عل���ى جن���اح انتخاب���ات املؤمتر الوط�ن�ي الع���ام فقد كان���ت املعطي���ات التوحي بإمكانية إجراء انتخابات من أساس���ها فالسالح منتش���ر وغياب جهاز الش���رطة وعدم اكتمال بناء اجلي���ش الوطين وعدم وج���ود قوي وفعال جلهاز القضاء وما خلفه قانون االنتخابات من مش���اكل واعرتاض���ات كادت أن تدخ���ل ليبيا يف م���أزق يصع���ب اخل���روج منه عرس���ا بكل ما تعنيه الكلمة لتحتفل ليبيا من ش���رقها وغربها وجنوبها بنج���اح أول عملية انتخابية للمؤمتر الوط�ن�ي وبعد إعالن النتائج انبه���ر العامل مرة
بعد سنوات يف املنفى املقريف رئيسا اخت���ار املؤمت���ر الوطين الع���ام يف ليبيا الدكتور حممد يوس���ف املقري���ف املع���ارض التارخي���ي لنظ���ام العقي���د املقب���ور معم���ر الق���ذايف ،رئيس���ا ل���ه ، وفاز املقري���ف بتأييد 113صوتا مقابل 85 صوت���ا حص���ل عليه���ا منافس���ه املس���تقل علي زي���دان ، ،املؤمتر الوط�ن�ي املؤل���ف م���ن مائت���ى عض���و ه���و أعلى سلطة منتخبة يف ليبي���ا .وإبَّ���ان حك���م الق���ذايف ،كان املقري���ف يعي���ش يف املنف���ى ،حي���ث كان قياديا بارزا يف اجلبهة الوطني���ة إلنق���اذ ليبيا ،وه���ي من أقدم ح���ركات املعارضة ويف الس���ياق ذات���ه ،انتخب املؤمت���ر الوطين مجعة أمحد أعتيقة ،نائبا أوال لرئيس املؤمتر الوطين العام بعد حصول���ه على 75صوتا م���ن إمجالي 200ص���وت ،فيما حصل أقرب منافس���يه صاحل حمم���د املخزوم عل���ى 72صوتا ليصبح نائبا ثانيا لرئيس املؤمتر الوطين .
أخ���رى مبا فعل���ه الليبيني فقد ص���وت الليبيني للتنمي���ة متجاوزي���ن االيدولوجي���ا وأح���زاب اإلس�ل�ام السياس���ي حيث تقدم حتال���ف القوى الوطني���ة برئاس���ة الدكت���ور حمم���ود جربيل عل���ى األحزاب اإلس�ل�امية مثل ح���زب العدالة والبن���اء اجلن���اح السياس���ي لإلخ���وان املس���لمني ومبا أن قانون االنتخابات أعطى أغلبية املقاعد للمرش���حني األف���راد مم���ا اث���ر عل���ى خريطة املؤمت���ر الوطين وجعل من تقدم حتالف القوى الوطنية برئاسة حممود جربيل يف االنتخابات غري حاس���م داخل املؤمتر الوط�ن�ي عموما كان يوم الس���بت -7-2012 7م تارخياً استثنائياً يف تاريخ ليبيا .
ألول مرة تسليم السلطة سلميا يف ليبيا س���لم اجملل���س االنتقال���ي احلاك���م يف ليبيا الس���لطة إىل املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام املنتخ���ب حديث���ا يف أول انتق���ال س���لمي للس���لطة يف تاريخ ليبيا احلديث ويف احتفال أقيم يف العاصم���ة طرابل���س س���لم اجملل���س الوط�ن�ي االنتقالي وهو الذراع السياس���ية للثورة الليبية الس���لطة إىل املؤمتر الوط�ن�ي الع���ام ال���ذي انتخ���ب يف يولي���و 2012م وس���لم رئي���س اجمللس الوط�ن�ي االنتقالي مصطف���ى عبد اجلليل مقالي���د احلكم رمزيا إىل حممد علي س���ليم أكرب أعضاء املؤمتر الوطين اجلديد س���نا وق���ال عبد اجلليل إن اجمللس االنتقالي يس���لم الواجبات الدس���تورية لقي���ادة الدولة إىل املؤمتر الوطين العام املمثل الشرعي الوحيد للشعب اللييب من اآلن فصاعدا.
تسليم البغدادي و السنوسي إىل السلطات الليبية ت��س��ل��م��ت ليبيا ال�������ب�������غ�������دادي احمل��م��ودي احد رم���������وز ن���ظ���ام ال������ق������ذايف م��ن ال�����س�����ل�����ط�����ات ال����ت����ون����س����ي����ة وك��������������������������ان ال���ب���غ���دادي قد ف���ر إىل ت��ون��س ع���ق���ب حت��ري��ر ط��راب��ل��س ومت ال��ق��ب��ض ع��ل��ي��ه ب��ع��د دخ��ول��ه إىل األراض����ي التونسية جب���واز سفر م���زور وب��ع��د ج��دال قانوني واس��ع مت تسليم البغدادي وبعدما قدمت حكومة الكيب ضمانات للسلطات التونسية بان يتم توفري حماكمة عادلة ل��ل��ب��غ��دادي يف ط��راب��ل��س ك���ذل���ك ق��ام��ت ال��س��ل��ط��ات امل��وري��ت��ان��ي��ة ب��ت��س��ل��ي��م اجمل���رم ع��ب��داهلل السنوسي رئيس جهاز خمابرات القذايف وقالت املصادر عن السنوسي الذي ك��ان حيتفظ بعالقة قوية مع مسؤولني م��وري��ت��ان��ي�ين م��ن��ذ األزم�����ة ال��ت�ي عاشتها م��وري��ت��ان��ي��ا ب��ع��د اإلط���اح���ة ب��ن��ظ��ام سيدي حممد ولد الشيخ عبد اهلل ،وتدخل القذايف
ك������وس������ي������ط يف ح�����ل�����ه�����ا ،ح���ي���ث ات��ص��ل السنوسي ب�����ش�����خ�����ص�����ي�����ة موريتانية كانت ت���ش���غ���ل م��ن��ص��ب��ا ح���س���اس���ا ،ط��ال��ب��ا م��ن��ه��ا م��س��اع��دت��ه الس������ت�����رج������������اع ودائ�������������ع أس�������رة ال��ق��ذايف امل��وج��ودة يف م���وري���ت���ان���ي���ا وأكدت املصادر أن هذه الشخصية ساعدت على استدراج السنوسي ،وقدمت له كافة الضمانات والتطمينات بشأن عدم اعتقاله يف موريتانيا ،كما شجعه على السفر إىل هناك أن النظام يف نواكشوط كان مساندا لنظام القذايف حتى سقوط طرابلس وكان السنوسي احد أعمدة حكم املقبور القذايف واح��د اب��رز منفذي سياسته القمعية أثناء فرتة حكم القذايف وهو من قاد عملية قمع ثورة 17فرباير يف 2011م ومن املعروف ان��ه يقف وراء جم���زرة سجن بوسليم يف ألف سنة1996م واليت قتل فيها أكثر من ٍ ومائتى سجني.
جربيل وأبو شــــــــ
احنص���ر التنافس بني جربيل وابوش���اقور على رئاس���ة احلكوم���ة وفاز الربوفس���ور مصطف���ى ابوش���اقور برئاس���ة احلكوم���ة بف���ارق صوت�ي�ن ع���ن منافس���ه الدكتور حمم���ود جربي���ل رئي���س حتال���ف القوى الوطنية حيث حصل الربوفسور ابوشاقور على 96صوت���اً مقابل 94صوتاً للدكتور جربيل بعد غي���اب عضوين عن التصويت
السنة الثالثة -العدد ( 7 - 1 ( - ) 86يناير )2013
05
ــــــــي ليبيا 2012م هدم ضريح الشيخ عبد السالم األمسر يف يوم السبت 25أغسطس 2012م قام جمموعة م���ن املتش���ددين م���ن الس���لفية به���دم وتفج�ي�ر ضري���ح ومس���جد الش���يخ عب���د الس�ل�ام األمسر، وزاويته ومكتبته ،وح���رق آالف الكتب التارخيية يف مكتبت���ه ،مس���تخدمني القناب���ل واجلراف���ات، باعتباره���ا “م���زارات وثني���ة” حبس���ب وص���ف الس���لفية وق���د اس���تنكر رئي���س املؤمت���ر الوطين
حمم���د املقريف ه���ذا الفع���ل ومس���اه “باألعمال اإلجرامية” ،كما دانتها دار اإلفتاء الليبية بشدة كما حذر عمر مول���ود عبد احلميد األمني العام لرابط���ة علم���اء ليبيا ال�ت�ي تضم ما يق���ارب 400 عامل دين م���ن تداعيات تلك األعمال على الوضع مش�ي�را إىل أنها “جرمي���ة قانونية األم�ن�ي بليبيا، ً وش���رعية كم���ا اس���تنكرت دار اإلفت���اء املصرية
بش���دة ه���ذا الفع���ل ووصف���ت فاعلي���ه “خب���وارج العص���ر وكالب النار” ،ووصفت تلك املمارس���ات بأنها ممارسات “إجرامية جاهلية ال يرضى عنها اهلل تعاىل وال رس���وله صلى اهلل عليه وآله وس���لم وال أح���د م���ن العامل�ي�ن يذك���ر أن ه���ذا الضريح تعرض هلجوم مماثل س���نة 995هـ فدمر زاوية
عبد السالم األمسر ،ونهب مكتبتها الضخمة اليت حوت وقته���ا حنو 500جملداً نادراً وقتل 20من األش���راف منهم عمران ابن عبد الس�ل�ام األمسر ش���يخ زاوية عبد الس�ل�ام األمسر وقتها ،مما نتج عنه رحيل معظم طالبها وعلمائها.
اغتيال السفري األمريكي لقي الس���فري األمريكي لدى ليبيا ،كريس���تفر س���تيفنز ،مصرع���ه ،جبانب ثالث���ة عناصر أمن أمريكي�ي�ن ،يف هج���وم صاروخي اس���تهدف مقر القنصلي���ة ببنغازي ،ندد ب���ه الرئيس األمريكي، باراك أوباما.،وش���جب الرئيس األمريكي بأش���د
العبارات مهامج���ة البعثة الدبلوماس���ية لبالده، اليت راح ضحيتها أربع���ة أمريكيني.وقال أوباما إنه أمر بتشديد اإلجراءات األمنية حول البعثات الدبلوماسية األمريكية بأحناء العامل على ضوء اهلجوم.وبدوره���ا ،ذك���رت وزي���رة اخلارجي���ة األمريكي���ة ،هي�ل�اري كلينت���ون ،يف تصري���ح مقتض���ب ،بأن���ه ال ميك���ن أن يكون هن���اك تربير للهجوم عل���ى قنصلية بالدها ببنغ���ازي ،وقالت إن���ه كان م���ن جمموعة “متوحش���ة” وصغرية ال متث���ل الش���عب اللييب.وأك���دت إن العالق���ات األمريكية الليبية راس���خة ولن تتأثر باهلجوم، مضيفة“ :مهمتنا يف وضع حد للعنف والتطرف ال تزال مس���تمرة.وكان اهلج���وم على النصلية األمريكي���ة يف بنغ���ازي حم���ورا رئيس���يا خ�ل�ال االنتخابات الرئاس���ية وس���اهم اهلج���وم يف إبعاد س���وزان رايس من خالفة هيالري كلينتون يف وزارة اخلارجية اثر تصرحيات خاطئة أدلت بها لوسائل اإلعالم عرب اهلجوم .
علي زيدان رئيسا للحكومة الليبية وتسليم واستالم تارخيي
ــــــــاقور خيسران رئاسة احلكومة
وجتمي���د 8اعض���اء بطل���ب م���ن هيئ���ة النزاه���ة والوطني���ة وكان الدكت���ور جربي���ل قد حصل يف اجلول���ة األوىل عل���ى 86صوتاً والربوفس���ور ابوش���اقور عل���ى 55ص���وت فيم���ا ج���اء مرش���ح اإلخ���وان الدكت���ور ع���وض الربعص���ي ثالثا ب 41صوتاً و يف اجلولة الثانية كان الربوفيسور ابوش���اقور هو اخلي���ار الثاني لإلخوان املس���لمون حي���ث ذهبت األص���وات الواح���د واألربعني اليت
حص���ل عليها مرش���ح اإلخوان املس���لمون عوض الربعص���ي يف اجلول���ة األوىل إىل الربوفس���ور مصطف���ى ابوش���اقور ال���ذي مج���ع يف اجلول���ة األوىل 55صوتا ليصبح بعدما صوت له اإلخوان املس���لمون يف اجلول���ة الثانية فائ���زا ب 96صوتا غري أن الربوفس���ور مصطفى ابو ش���اقور خس���ر رئاس���ة احلكومة ه���و أيضا بعدما قدم تش���كيلة حكومت���ه للمؤمت���ر الوط�ن�ي ال���ذي مل مينحه���ا الثقة ليلحق مبنافس���ه حممود جربيل وخيسر االثنان رئاسة احلكومة. 7األمازيغية تدرس يف املدارس الليبيةألول م���رة يف تاري���خ ليبي���ا يت���م تدري���س اللغة األمازيغية يف املدارس حيث مع انطالق الس���نة الدراس���ية اجلديدة شهدت مدارس زوارة ومدن ومناطق جبل نفوس���ة تدريس اللغة األمازيغية لطالبه���ا حي���ث مت طباع���ة كتب ملناه���ج اللغة األمازيغي���ة وتوزيعه���ا على الطلب���ة ويعترب عام 2012م تارخي���ا متمي���زا بالنس���بة للناطق�ي�ن باللغ���ة األمازيغي���ة يف ليبي���ا ،حي���ت يعترب هذا احل���دث مبثاب���ة اجناز وذل���ك يف اجتاه ترس���يخ مب���دأ املواطن���ة وحق���وق كل مواط���ن يف تعليم اللغ���ة األمازيغية وتأتي هذه اخلط���وة متوازية م���ع املطالب���ة بدس�ت�رة اللغ���ة األمازيغي���ة يف الدستور اللييب العتيد .
فاز املرش���ح علي زيدان حممد برئاس���ة احلكومة الليبي���ة املؤقت���ة بع���د تقدم���ه عل���ى منافس���ه يف انتخابات رئاس���ة احلكومة الليبي���ة املؤقته حممد احل���راري الوزي���ر الس���ابق للحكم احملل���ي .وتقدم زيدان على منافسه بفارق 8أصوات ،حيث حتصل زيدان عل���ى ( )93صوت���اً ،فيما حتص���ل احلراري عل���ى ( )85صوتاً.وب���دأ املؤمتر الوط�ن�ي العام عقد جلس���ته باالستماع للمرش���حني لرئاسة احلكومة املؤقت���ة الذي���ن اس���تعرضا براجمهم���ا لني���ل ثقة املؤمت���ر لرئاس���ة جمل���س الوزراء.ومت���ت عملي���ة التصوي���ت النتخ���اب رئي���س احلكوم���ة اجلديدة م���ن ب�ي�ن املرش���حني بعدم���ا اس���تكمال ع���رض براجمهما.وركز الربنام���ج احلكومي املقرتح من قب���ل الفائز برئاس���ة جملس ال���وزراء ،علي زيدان، وهو دبلوماس���ي سابق وناش���ط حقوقي كان من
معارض���ي النظام الس���ابق ،على أولوي���ات املرحلة الراهنة اليت جتتازها ليبيا واملتمثلة يف “بناء قوات اجلي���ش واألم���ن الوط�ن�ي” و”حتقي���ق املصاحلة الوطني���ة” و”العدالة يف توزيع خ�ي�رات البلد على كل املناطق والفئات”.وأكد زيدان ،خالل عرض برناجمه ،على أنه س���يعمل على تش���كيل “حكومة وف���اق وط�ن�ي” تض���م كل األطي���اف السياس���ية واملس���تقلني م���ع مراع���اة التمثيلي���ة اجلغرافي���ة ملختلف املناطق واعتماد الكفاءة معيارا أساس���يا يف إسناد احلقائب الوزارية.حيث قامت حكومة دولة الرئي���س عبد الرحيم الكيب بتس���ليم مهامها إىل حكوم���ة دولة الرئيس علي زيدان وفق برتوكول حضاري ومش���هد مجيل نقل على اهلواء مباش���رة ع�ب�ر حمط���ات التلفزي���ون الليبي���ة ال ن���راه إال يف الدول العريقة دميقراطياً.
06
السنة الثالثة -العدد ( 7 - 1 ( - ) 86يناير )2013
سلسلة اغتياالت رجال اجليش الوطين والشرطة مح���ل العـ���ام 2012م بدوره���ا سلس���لة م���ن االغتي���االت ال�ت�ي اس���تهدفت العش���رات م���ن قي���ادات وجن���ود الش���رطة واجلي���ش دون اعتق���ال الفاعلني ،حيث اغتيل العقيد حممد احلاس���ي مدي���ر امن درن���ة والعقي���د حممد هدية الفيتوري أمر التسليح باجليش اللييب والعقيد بدر مخيس العبيدي وفرج الدرسي مدي���ر ام���ن بنغ���ازي وتصفي���ة 6جن���ود من اجلي���ش الوطين يف بنغ���ازي وال يزال معظم أف���راد وضب���اط اجلي���ش اللييب ومؤسس���ات األم���ن يف وض���ع املس��� ّرحني من العم���ل على رغ���م تقاضيه���م لرواتبه���م وتعرض���ت مقار ومراكز للش���رطة واجليش لع���دة هجمات آخره���ا كان اهلج���وم عل���ى مديري���ة ام���ن بنغازي وخلفت هذه االغتياالت موجة غضب حممد هدية بدر مخيس أمساعد العبيدى عارمة إذ ش���هدت مدينة بنغازي ومدن ليبية أخ���رى تظاه���رات تطال���ب بوضع ح���د ملوجة االغتياالت والقبض على منفذيها وكل من مفيت ليبيا الشيخ الصادق الغرياني قد أصدر الغرياني ال جيوز يف ديننا لش���خص أو طرف يق���ف وراءه���ا وإحالته���م إىل العدالة وكان فت���وى تدي���ن االغتي���االت األخرية ملس���ئولني قتل ش���خص بدم بارد ووص���ف االغتياالت بـ س���ابقني يف عهد القذايف وقال الش���يخ صادق “اجلرائم البشعة” ،مضيفا أن “العقاب جيب
فرج الدرسي أن يتم فقط عن طريق النظام القضائي”.
مثول املستشار مصطفى عبد اجلليل أمام القضاء العسكري الكشف عن مصري املناضل منصور الكيخيا
قررت احملكمة العسكرية الدائمة يف بنغازي برئاسة القاضي العقيد عبداهلل السعيطي ،يف جلستها طلب املستشار مصطفى عبداجلليل رئيس اجمللس الوطين االنتقالي الس���ابق للمثول أمام النيابة العس���كرية للتحقيق معه يف قضية اغتيال اللواء عبدالفت���اح يون���س رئي���س أركان اجلي���ش اللي�ب�ي الس���ابق ورفيقي���ه و ص���رح املستش���ار مصطف���ى عبد اجللي���ل رئيس اجملل���س االنتقال���ي الس���ابق بأنه يضع نفس���ه حت���ت تصرف القض���اء ومس���تعد ألي حتقيق خيضع له مؤك���دا انه ال احد ف���وق القانون وانه س���يتقبل قرارات القضاء غ�ي�ر أن احملكمة العس���كرية أعلنت ختليها عن ملف اغتي���ال اللواء عبدالفتاح يون���س عل���ى إثر تصرف���ات القاض���ي العس���كري العقيد عبد اهلل الس���عيطي أوض���ح فيه���ا ان لدي���ه موقف���اً مس���بقاً ومعيناً م���ن القضية و ذلك بتلوحيه بش���ارة النصر م���ن على منصة احملكمة بعد تالوته قرار االستدعاء وأصبحت احملكمة حمل ش���ك وفقدت الثقة وأصبحت متهم���ة بـ«االحنياز» ،خصوصاً بع���د بث ش���ريط فيديو عل���ى ش���بكات التواص���ل االجتماعي تظهر العقيد الس���عيطي وهو يقوم بإش���ارة النصر بعد قراءة استدعاء عبداجلليل لالس���تجواب وأوضح العقيد السعيطي، يف بي���ان ،أن امللف س���لم إىل اهليئ���ة العليا للقضاء العس���كري ليختار حمكمة جديدة.
مع حل���ول الذك���رى ال 19الختطاف املناض���ل منص���ور الكيخيا مت الكش���ف على أن اجلثمان الذي عثر عليه مؤخرا يف أحد املنازل بالعاصمة طرابلس يعود للمناض���ل منص���ور الكيخي���ا ،املعارض اللي�ب�ي ال���ذي اختطفته أجه���زة املقبور الق���ذايف م���ن مص���ر 1993م وأك���د حمم���ود الكيخي���ا يف تصريح لوس���ائل اإلع�ل�ام أن نتائ���ج حتلي���ل احلم���ض الن���ووي كش���فت أن هذه اجلث���ة تعود إىل أخيه منصور وأش���ار إىل أن تقارير الطبي���ب الش���رعي املبدئي���ة بين���ت أن س���بب وف���اة منص���ور ليس���ت طبيعية، بعكس ما أدىل به رئيس االس���تخبارات يف نظ���ام املقب���ور الق���ذايف ،املعتق���ل حاليا عبدا هلل السنوس���ي من معلومات وكان يعتق���د أن هذه اجلث���ة اليت أقر السنوس���ي بوجودها يف ذلك املنزل تعود إىل اإلمام موس���ى الصدر الذي تؤكد املعلومات اليت نش���رت بأن���ه اختفى مع رفيقي���ه يف ليبيا يف ش���هر (أغس���طس) ع���ام 1978م وقال ش���قيق الكيخيا إن نتائ���ج احلم���ض الن���ووي تطابقت مع عائل���ة منص���ور الكيخيا غ�ي�ر أنه لفت إىل أن���ه عندم���ا رأى اجلثم���ان ألول مل يتمكن م���ن التعرف عليه بس���بب تغري مالحمه من أث���ر التجمد ،إال أنه أكد أن بقية اجلس���م كان سليم وقد أقيم مبق���ر املؤمتر الوطين الع���ام بطرابلس حف���ل تأبني للمناضل الش���هيد الس���يد "منصور رش���يد الكيخي���ا .وحضر حفل
التأبني رئي���س وأعضاء املؤمتر الوطين العام ورئيس وأعضاء احلكومة املؤقتة وعائل���ة الش���هيد وع���دد م���ن أصدقائه وحمبيه ورؤس���اء البعثات الدبلوماسية املعتمدة يف ليبيا ووفد املنظمة العربية
حلقوق اإلنس���ان وبعد ختام احلفل مت نقل جثم���ان املناضل منص���ور الكيخيا إىل بنغازي ج���وا حيث أقيمت له جنازة شعبية ودفن ظهر يوم االثنني املوافق3 – ديس���مرب2012م وحض���ر التش���ييع رئي���س احلكوم���ة علي زي���دان ورئيس أركان اجليش اللواء يوس���ف املنقوش وأعض���اء من املؤمت���ر الوطين ،وحش���د كبري من أهالي مدينة بنغازي وأثناء مراس���م التش���ييع قال زيدان "إن رجوع جس���د الراح���ل إىل مس���قط رأس���ه هو انتص���ار آخر للثورة" ،وع�ب�ر عن فخره برفقته للكيخيا طيلة سنوات معارضة لنظام الطاغية .
07
السنة الثالثة -العدد ( 7 - 1 ( - ) 86يناير )2013
جمموعة برنامج بريدج bridgeيف أوباري
خدجية االنصاري
بري���دج برنام���ج يع�ن�ي ببن���اء الق���درات يف الدميقراطي���ة و احلك���م الرش���يد و االنتخاب���ات و مدع���وم برنام���ج بري���دج من كربي املنظمات العاملية املعنية به���ذه املواضي���ع ،و يتم تطبيقه يف ليبيا حاليا بدعم من برنامج األم���م املتح���دة اإلمنائ���ي لبناء املوارد البش���رية و اعداد املدربني حي���ث مت اعتم���اد أول دفع���ة يف ليبي���ا من ش���باب و م���ن مناطق عدي���دة الع���ام املاض���ي ،و يت���م حالي���ا تدري���ب الدفع���ة الثانية لك���ي يت���م اعتماده���م بإش���راف مدربت�ي�ن معتمدت�ي�ن س���ابقا الس���يدة خدجي���ة باب���ا التارقي و الس���يدة جناة دغمان تش���رف الس���يدتان عل���ي عم���ل ه���ذه اجملموعة اليت س���يتم اعتمادها يف برنامج بريدج بشكل رمسي ،و اجملموع���ة الثاني���ة لربنامج بريدج الس���يد أمحد الطيب من مدينة أوباري الس���يد س���ليمان الشامي من مدينة مرزق السيد صاحل ابراهيم مدينة متسا ..
•خدجي��ة باب��ا التارق��ي – طرابل��س – و الرتمي���م و امليزاني���ة و النظ���رة اجلمالية هلا خبطوة ) و أنا واثق من ذلك و كل الشكر ... لتك���ون ميزة جنوبي���ة متلكها ه���ذه املنطقة يف •عبدالس�لام إحممد عبدالسالم :أوباري مشرفة : برنامج بريدج يهت���م بالتوعية املدنية يف كل مدين���ة اوباري ،كذل���ك آمتين من اهل جرمة – قراقرة – متدرب : املس���اهمة يف االهتمام به���ذه املدينة العريقة و التارخيية من ناحية النظرة االمنية و النظرة التارخيي���ة و النظ���رة البحثي���ة و كل الش���كر مليادين ...
املناط���ق و يهتم ايض���ا بالتح���ول الدميقراطي يف ليبي���ا ،و ليس لربنام���ج بريدج منهج معني و اليقدم وصفات جاهزة و بريدج يس���تخلص منهج���ه م���ن خ�ل�ال مش���اركات مؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي و النخ���ب و املثقف�ي�ن و ايض���ا •امحد الطيب :أوباري – مدرب : املواطن البسيط يف ورش عمل عدة يف خمتلف مب���ا انك من أوب���اري ! م���ا هو رأي���ك يف تفاعل املناط���ق و مبا فيه���ا اوباري الي���وم و علي فكرة مؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي م���ن خ�ل�ال ه���ذه حنن س���عداء جدا بتواجدنا يف مدينة اوباري و الورشة ؟ مؤسس���ات اجملتمع املدني اوباري كان هلا دور باألخص يف منطقة جرمة ... كبري جدا خاصتا يف التحضري هلذه الورشة و •جناة دغمان – طرابلس – مشرفة : بريدج برنامج يس���اعد الدول اليت متر بثورات الشجاعة الكبرية و حتمل مصاعب التنقل من م���ن ناحي���ة التوعية املدني���ة ( توعي���ة ناخبني مناط���ق ال���وادي و احلضور إلي مكان الورش���ة – توعية مرش���حني ) و بن���اء املوارد يف جمال الذي هو يف منطقة جرمة ... الدميقراطية و احلكم الرشيد مراقبني و غريه ولك���ن مؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي يف أوب���اري و تعزيز القدرات يف جمال االنتخابات ،و يهتم حتت���اج ال���ي زي���ادة يف التنس���يق فيم���ا بينها و برنام���ج بريدج ايضا بدعم مؤسس���ات اجملتمع تس���وية االحت���اد الع���ام للمؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي و الدفع به���ا للوصول الي اكرب نس���بة املدن���ي ،و آمتين لإلحتاد املوجود حاليا التوفيق ممكنة من اجلمهور يف الش���ارع العام يف جمال و النجاح ،و حتتاج املؤسسات ايضا الي دعم من االنتخابات و الدميقراطية و احلكم الرش���يد ،مجيع النواحي لكي تس���تطيع أن تقوم بدورها و م���ن اه���م اختصاصات بريدج اع���داد مدربني اهلام يف اجملتمع ...
بري���دج يف الدميقراطية و االنتخابات و احلكم •سليمان الشامي :مرزق – مدرب:
الرشيد . من خالل هذه الورش���ة ما ه���و رأيك يف ثقافة مؤسسات اجملتمع املدني مدينة أوباري ؟ الثقاف���ة املدني���ة يف أوب���اري غني���ة بالق���درات الش���بابية الفاعل���ة و املثقف���ة ال�ت�ي تس���تحق تسليط الضوء عليها و االستثمار البشري فيها من قبل الدولة بصورة كبرية ..
•صاحل ابراهيم :متسا – مدرب :
لنخرج م���ن موضوع الورش���ة ! أنت يف منطقة جرم���ة اآلثري���ة و جرم���ة تعت�ب�ر م���ن اع���رق املناطق الليبي���ة اآلثرية كيف رأيت االهتمام بهذه املنطقة و مبعاملها ؟ بص���دق !!! االهتم���ام به���ا ضعي���ف و ضع���ف االهتم���ام ي���ؤدي فقدانه���ا و الفق���دان يكب���د اخلس���ارة هل���ذا آمت�ن�ي م���ن الدول���ة خاصت���ا و حتدي���دا ان تلفت هلا االنتباه يف املراقبة و البناء
طبعا يف البداية أود التنويه علي ان ليبيا تعاني م���ن ضع���ف يف الثقافة السياس���ية ،أما بش���كل خ���اص يف مناطق اجلنوب و من ضمنها مدينة اوب���اري فإن���ه حيت و بع���د ث���ورة 17فرباير مل تتمك���ن من مواكبة التطور السياس���ي بش���كل جي���د ،حيث اننا تأخرنا ع���ن باقي مناطق ليبيا و يرج���ع الس���بب يف ذل���ك للظ���روف اخلاصة اليت مت���ر بها املنطق���ة و قلة االمكانيات س���واء املادي���ة أو االمكاني���ات االعالمي���ة ،و كذل���ك ضعف اخلدم���ات أو انعدامها مث���ل االنرتنت و الكهرب���اء و قلة الربام���ج التوعوية مثل الورش و احملاض���رات بالرغم م���ن ان البيئة يف مناطق اجلن���وب زاخ���رة بع���دد كب�ي�ر م���ن الكف���اءات و الطاق���ات البش���رية الالحم���دودة و ه���ذا م���ا جيعلين أقول ( اذا كان مشوار الف خطوة يبدأ خبطوة فإننا يف اجلنوب س���نقطع الف مش���وار
اخ�ت�رت املش���اركة يف هذه الورش���ة بن���اءا علي امليول الذاتي و املش���اركة و املس���اهمة الفعالة يف مؤسس���ات اجملتمع املدني و تقديم ما ميكن تقدمي���ه و لو بش���كل بس���يط عن طري���ق هذه املؤسس���ات و بش���كل اجياب���ي اجت���اه اجملتم���ع ، و كذل���ك توضي���ح كل ما خيص مؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي و بي���ان دوره���ا و العم���ل علي ترس���يخ و تبين فكرة هذه املؤسس���ات يف عقول األف���راد و كذل���ك لزي���ادة التحصي���ل العلمي و تكوي���ن قاع���دة صحيح���ة عنه���ا و لو بش���كل بس���يط نوع���ا م���ا ،و ايض���ا تعطش���ا ملمارس���ة العملي���ة االنتخابية اليت كانت تعيش���ها ليبيا اب���ان احلكم الس���ابق و ملمارس���ة الدميقراطية بالش���كل الصحي���ح ،و املس���اهمة يف تعزي���ز و ترس���يخ الآلبن���ة األول���ي و األس���س و اآلليات اليت تس�ي�ر عليها عجلة الدميقراطية يف ليبيا يف الوق���ت الراهن بإختاذ وس���يلة االنتخابات ، و غريها م���ن مكونات العملي���ة االنتخابية من احزاب و مؤسس���ات اجملتمع املدن���ي اليت تعترب وس���يلة من وس���ائل الرقابة الغري مباشرة علي التحول الدميقراطي يف الدولة و تعترب وسيلة الضغط علي احلكومة لكي تسري علي خارطة الطري���ق الدميقراطي���ة و الوص���ول مبركب الدول���ة الي ب���ر األمان و التطلع���ات و األهداف املنشودة من قبل الشعب .
•فتحي��ة بن زاي��د – اوباري – احلطية – متدربة :
كانت هذه اإلستفادة من هذه الورشة كبرية جدا فقد مت التعريف بالدميقراطية و أساليبها و مت التع���رف علي مفاهيم جدي���دة و طريقة ممارس���ة الدميقراطية من خ�ل�ال االنتخابات النزيه���ة و ماهي���ة االنتخاب���ات و مراحلها من التس���جيل الي االقرتاع ،و كذلك مت التعريج عل���ي اإلدارة االنتخابي���ة و ش���ركاء العملي���ة االنتخابي���ة و دورهم يف العملية االنتخابية ،و كذلك الدستور و أشكاله و طريقة االستفتاء عليه .
08
السنة الثالثة -العدد ( 7 - 1 ( - ) 86يناير )2013
ميادين يف التشيك
الليبيون يقطعون باحلافلة أملانيا لدخول مجهورية التشيك بال بوابـــــــ لقاء الطاولة املستدير بني اعالمي ليبيا والتشيك
فاطمة غندور . (2-2
بع���د زي���ارة الوف���د االعالم���ي احلكوم���ي واملُس���تقل لبع���ض م���ن مراك���ز االع�ل�ام العمومي بأملانيا ش���رقا وغربا ،وكما تابعنا ذلك يف عددنا املاضي ( أكادميية الدوتشي في�ل�ا ،واحملط���ة العربي���ة للدوتش���ي فيال، ورادي���و مدينة ه���اال ،وال ام دي أر ) ،انتقل الوف���د /17-18ديس���مرب 2012يف رحل���ة عرب الرب اىل براغ (بال بوابة وال تصريح وال فحص جل���واز الس���فر ) كان االقرتاب من ب���راغ عاصمة االن���وار يتطل���ب عبور بعض االنفاق املزودة على جانبيها بهواتف معلقة حلاالت لطواريء ،براغ مدخلها أنوار العيد احتفاء بالسنة اجلديدة ،لوحات االعالنات الكبرية مرفقة بتش���كيالت مجالية ختص الفرح واالبتهاج املعتاد بدخول العام وميالد املسيح ،وكانت نقطة البداية -رغم الثلوج ال�ت�ي ملئ���ت املدخ���ل -بالس���وبر مارك���ت الذي راق للبعض ش���راء بع���ض املأكوالت والنظ���ر يف العمل���ة التش���يكية ( كرونا ) ، فقيمة اليورو تعادل أربعة كرونا ،وكلما تعمقن���ا املس�ي�ر داخل براغ كان���ت واجهات اخليم اخلش���بية مألى باحللويات :أش���كال معت���ادة وأش���كال خمتصة باملناس���بة كما ت���زي الباع���ة مبالب���س تنكري���ة ضاحك���ة ومفزعة ! ،وجمس���مات بابا نويل بطربوشه وبدلت���ه احلمراء ،وش���جرة املي�ل�اد املُضاءة ،وال�ت�ي ح���وت عل���ب صغ�ي�رة علق���ت ب�ي�ن أفرعها ،والشموع الزاهية االلوان ،واهلدايا اخلاص���ة باالطفال اليت حمُ ل���ت بأكياس مملؤة باالش���رطة املزركشة ،وقد ُ كتبت عليه���ا العبارات الداعي���ة باالمنيات الطيبة والس���عيدة ،نزل الوفد أخر س���اعات املس���اء بالفن���دق ،وكان���ت الفرص���ة للخ���روج وملش���اهدة ب���راغ وأس���واقها الش���عبية حيث البع���ض م���ن التش���يكني يف اج���ازة نهاي���ة السنة وكان السهر عنوان االحتفاء ،ورغم الصقيع فقد امتلئت الش���وارع بالناس وهم يش�ت�رون هداي���ا العي���د ،وحيتس���ون ش���رابا س���اخنا يفوح بالقرفة والقرنفل ،واماكن خصصت لش���واء القصدل ،ولعجني كعك الذي يتم شوائه على الفحم ،وحال نضجه يرش عليه السكر املطحون ! قيل لنا أنه من حلويات االحتفاء بدخول الس���نة اجلديدة ، ومل خيلو املش���هد الليلي م���ن طابور طويل لف���ت انتباهن���ا ،وإن تندر بعضن���ا متذكرا طوابرين���ا الليبي���ة -رغ���م الف���ارق -فق���د اكتش���فنا أن الطابور خي���ص كاتبا يوقع إصداره اجلديد يف مكتب صغري بالعاصمة ب���راغ ،وأن هذا هو مجهور الش���غف باملعرفة واالطالع .
حممد الزنتاني
رضا فحيل
االع�ل�ام الرقم���ي التش���يكي م���ن الش���ركاء الرئيس�ي�ن ملواق���ع اليوتيوب ،وق���د حقق املوقع جناحات كانت مثار اهتمام اجلمهور وحصد جلوائز. االعالم العمومي راديو وتلفزيون . دخلن���ا أوال حمطة الراديو التش���يكي وفوجئنا ب���ذات املصع���د التارخي���ي – (كم���ا يف أملاني���ا هن���اك ث�ل�اث مصاعد فق���ط مت���ت احملافظة عليه���ا وصيانته���ا) -ال���ذي احتف���ظ ب���ه من���ذ زمن الش���يوعية ومتت صيانة املبنى مبحاولة االبق���اء عل���ى كل التفاصي���ل بامل���كان ومنه���ا املصع���د املفتوح واملتحرك عل���ى الدوام وعليك أن تالحق قدومه ،وتقرر وضع قدمك ليصعد بك ،صعد أغلبنا والبع���ض االخر إختار الدرج أو املصع���د الع���ادي ،كان يف اس���تقبالنا ثالث س���يدات ل���كل منه���ن مهمته���ا االداري���ة داخل احملط���ة ،مديرة العالقات اديت���ا كوفا رحبت بالوفد اللييب وبالسيد مارتن مسؤل اكاميية الدوتشي فيال يف ليبيا ،ومرافقته ينكا مديرة املش���روعات املتعاون���ة م���ع االكادميي���ة ،ث���م قدم���ت للربنامج العام الذي توزع بني جلس���ة الطاولة املس���تديرة اليت س���يتم فيها التعريف بتاريخ وأقس���ام حمطيت الرادي���و والتلفزيون، واملوق���ع االلكرتون���ي ،وفت���ح الباب للمناقش���ة واالجاب���ة ع���ن االس���ئلة ال�ت�ي س���تطرح م���ن الطرف�ي�ن ،ثم اجلولة امليداني���ة باحملطة اليت س�ت�رافقنا فيه���ا اديت���ا واملرتج���م ،قدم���ت أوال للباحث االعالمي فيليب روزنيك . فيليب روزنتيك (: )New media حمط��ات (الرادي��و والتلفزي��ون) ختض��ع جلباي��ة يدفعه��ا كل القانط�ين يف الدول��ة ،م��ن أجل ضمان االستقاللية يف االخبار والربامج. ه���و حمل���ل اس�ت�راتيجي اعالمي ق���دم عرضه جبملة عربية على الداتا شو ،وقال :يف تشيكيا 21حمطة رادي���و حملية ،واعالمن���ا الراديو والتلفزيون كل له جملسه وإدارته وامليزانية اليت ختصه ،وكالهما خيضع جلباية يدفعها كل القانطني يف هذه الدولة ،من أجل ضمان االس���تقاللية يف االخبار والربامج ،فيما يتعلق بني���و ميدي���ا فه���و اع�ل�ام جدي���د العالق���ة له
بالتلفزي���ون ،بل ه���ي فكرة الدخال الوس���ائط اجلدي���دة منل���ك االن 3حمط���ات انرتنت ،يف 1991مت���ت جتربة البث الرقم���ي ،واعتمد كبث مباش���ر عام Frozank@cko. 1996 )czلدينا يوميا 85ألف زائر ،بإمكان زائرنا سحب ونس���خ بعض الربامج جمانا ومن لديه موق���ع نق���دم اش�ت�راكا كرابط ثاب���ت ،على املوق���ع يتم ب���ث املسلس�ل�ات الدرامية ورس���وم االطف���ال املنتجة خصيصا للموق���ع ،مت انتاج مايقارب 2700برنامج فيديو ،نقدم برنامج حوارات سياسية مباشرة ،خصصنا دعما ماليا من عوائد عوض االشرطة اليت تدعم احلفاظ على احلي���اة الربي���ة ،نبث حفالت موس���يقية مباش���رة لنش���ر الثقاف���ة التش���يكية للع���امل ، ومؤخ���را خصصن���ا رادي���و لالطف���ال لالعمار املختلفة به برامج تفاعلية مباشرة ،وله رابط مع موقع الكرتوني لأللعاب ،االعالم التشيكي من الشركاء الرئيس�ي�ن ملواقع اليوتيوب ،وقد حق���ق املوق���ع االلكرتون���ي جناح���ات كان���ت مث���ار اهتم���ام وتزايد لعدد ال���رواد املتصفحني منه���ا البث املباش���ر حلال���ة والدة وحيد القرن ،وحصدت الرسوم املتحركة للغوريال جائزة أفضل ش���ريط مت عرضه يف جمال الوس���ائط املتعددة وترجم اىل ست لغات . إديتا تقدم حكاية حمطة الراديو التشيكية : مين��ع أي ش��خص كان قيادي��ا يف احلزب الش��يوعي أو كان عنصر باملليش��يات املس��لحة أو باملخابرات أو مثل جزء من النظام الس��ابق ب��أن يتقلد أي منصب قيادي . للموق���ع ال���ذي ج���رت صيانت���ه حكاي���ة روتها للوف���د مديرة العالقات العام���ة باحملطة إديتا ك���ودال كوف���ا فاالذاعة التش���يكية مت بناؤها من���ذ ، 1920وأول عهده���ا ملك���ت جه���از ب���ث وض���ع يف محام ! داخ���ل خيمة عس���كرية ،عام 1945حصلت انتفاضة ضد النازين ،واجته الناس للس���يطرة عل���ى االذاعة العالن النصر وحلماية املبنى لكن بعضا من النازين هامجوا احملطة وقتل جراء ذلك اهلجوم وخالل أربعة أي���ام م���ا يق���ارب 1700ش���خص ،وحصل���ت احلادث���ة الثانية أثناء ربيع ب���راغ 1968حني
ق���دم الن���اس وتدافع���وا حلماية احملط���ة لكن اجليش االمحر ( الروس ) سيطر على حمطة االذاعة ،ويحُ ي العاملون باملكان تلك الذكرى كل سنة ملن قدموا ارواحهم دفاعا عن احملطة ،الحق���ا وبعد االنتق���ال الدميقراط���ي ،حددت نقطة يف القانون مبنع أي شخص كان قياديا يف احلزب الشيوعي أو كان عنصر باملليشيات املس���لحة أو باملخابرات أو مثل جزء من النظام الس���ابق بأن يتقلد أي منص���ب قيادي حكومي ،ومت التأس���يس باالنتخاب للمجلس العمومي املوس���ع لالعالم ال���ذي ينتخب اعض���اؤه كل ثالث س���نوات منهم س���نتني يتم استبدال ثلث م���ن االعض���اء ،ه���ذا اجملل���س يش���رف وينظم ويعط���ي تراخي���ص وين���زل عقوب���ات س���حب الرخص وال عالقة مباشرة له باحلكومة ،بل هو جملس تشارك فيه اطياف متعددة احزاب وكنائ���س ومؤسس���ات تعليمي���ة وتنظيم���ات مدنية خمتلفة بإشراف الربملان . هيلين���ا هافلكوف���ا قانوني���ة اجملل���س العمومي للراديو : مدي��ر ع��ام (الرادي��و أو التلفزيون) مث�لا رغم كل صالحيات��ه اال أن��ه ال يق��دم عل��ى تنفي��ذ خط��ة أو برنام��ج إال بع��د استش��ارة ومصادق��ة اجملل��س االعالمي عليها. اجلانب القانوني وهو الذي اضطلعت بشرحه لنا املستش���ارة القانونية هيلينا اليت أعلنت أنها عاص���رت فرتت�ي�ن ما قب���ل االنتق���ال والتحول ،واملابع���د ،ولنصاع���ة تارخيه���ا الوظيف���ي مت ترش���يحها عقب التحول كمش���رعة قانونية للمجلس املوس���ع لالعالم ( راديو وتلفزيون)، أوضح���ت للوفد أن���ه بعد ث���ورة 1989حصل تغري ج���ذري فبعد س���يطرة مشولي���ة العالم حكوم���ي ،أُفس���ح اجمل���ال الع�ل�ام ع���ام مي���ول جبباية رسوم حمددة من الشعب حتى ال يقع او خيض���ع الية مظلة أو رقاب���ة من احلكومة وال يع�ن�ي ذلك انه ال يعتم���د اليات ومعايري مت التواف���ق بش���أنها من اج���ل اعالم ح���ر متوازن، وهن���اك اع�ل�ام جت���اري جي���ري متويل���ه م���ن االعالنات،لنش���ر ثقاف���ة اع�ل�ام حر مس���تقل تطلب ذلك جهودا توعوية يف اجملال احلقوقي
السنة الثالثة -العدد ( 7 - 1 ( - ) 86يناير )2013
09
ـــــــات وال تصاريح وال مجارك ! ميادين باتفاق مع ACTEDتقيم الدورة التدريبية الثانية يف بنغازي خريي القندي
أمحد شالدي
أقامت ش���ركة ميادي���ن دورته���ا التدريبية الثانية ش���رق ليبيا ح���ول (االعالم واجملتم���ع املدني) وذلك ومنظمة ُتعنى بتفعيل ودعم دور املنظمات املدنية عامليا ،وقد تأسس���ت تنفيذا لتعاقدها مع ُ ACTED بش���راكة فرنس���ية أملانية تش���يكية وتقدم منحها للمتعاقدين معها بدعم من االحتاد االروبي ،وكان ق���د مت اللقاء التدرييب االول لتنظيمات مدنيـة متعددة بطرابل���س (حمور طرابلس للتنظيمات املدنيـة راس حس���ـن ) 10-12ديس���مرب مبشاركـة املدربني من االس���اتذة :مسرية العجيلي ،وفاطمة غندور،وعبدالزراق العبارة ،وعلي شعيب ،وأمحد الفيتوري .
•دورة ميادين يف بنغازي
خريي بوشاقور
منتجة برامج داخل حمطة تشكيا
والقانون���ي ،ومدير ع���ام الرادي���و مثال رغم كل صالحياته اال أن���ه ال يقدم على تنفيذ خطة أو برنامج إال بعد استشارة ومصادقة اجملل���س عليه���ا ،وح�ي�ن س���أهلا أح���د اعضاء الوفد عن أه���م القضايا اليت جيري التدخل القضائ���ي حلله���ا كمث���ال أش���ارت هيلين���ا اىل قضي���ة رفعه���ا ح���زب م���ا عل���ى االذاعة كونه���ا احنازت يف مس���احتها االعالنية اىل ح���زب اخر وحينما مت تقدي���م االثباتات من الطرف�ي�ن تب�ي�ن أن الدع���وة ال�ت�ي رفعت مل تكن صحيحة ،وحدث أيضا س���جال قانوني حول مدى حق القنوات اليت يرعاها اجمللس يف ب���ث االعالنات الن ذلك حيدث منافس���ة م���ع االعالم التجاري واخل���اص ،فكان الرد أن االعالنات املقدم���ة هي فقط اليت تتعلق بالربام���ج املقدمة أو االعالن���ات ذات الطابع اخلريي . بيرت دوه��ان مدير حمطة الرادي��و مرحبا بالوفد االعالمي اللييب: تابع��ت اح��داث الث��ورة الليبية وإن كن��ت مل أزر ليبي��ا مطلقا ،ف��إن لدي بعض االصدق��اء الذين اعرفهم منذ زمن. بيرت دوهان مدير حمطة الراديو التش���يكية س���اعة دخوله كان���ت املستش���ارة القانونية جملل���س عم���وم الرادي���و تواص���ل حديثه���ا ، رافعا ي���ده بالتحية للحضور ،ثم قام بوضع بطاق���ة عنوان���ه ل���كل عضو م���ن الوف���د ،ثم اس���تقر جالسا جبانب املستش���ارة ،ومبجرد أن أكمل���ت حديثه���ا ،اس���تأذن يف مداخل���ة قصرية قائال :تابعت اح���داث الثورة الليبية وإن كن���ت مل أزر ليبي���ا مطلق���ا ف���إن لدي بع���ض االصدق���اء الذين اعرفه���م منذ زمن ،ومنه���م م���ن كان زمي���ل ش���راكة وعمل فف���ي 1970كن���ت ضمن ادارة مؤسس���ية ش���اركت يف بن���اء وجتهيز جمال���ي النفط والغ���از ،وعلمت فيما بع���د باتفاقية تدريب طيارين ليبني من صديق لي ،اليوم مترون مبرحل���ة انتق���ال وتغ�ي�ر مررن���ا بها س���ابقا كم���ا م���ر االمل���ان مبرحلت�ي�ن انتقاليت�ي�ن ، وال تغ�ي�ر أو انتق���ال على صعي���د احلكومات والش���عوب يأتي بس���رعة ،وش���خصيا أنصح
عبداهلل الفورتيه
باالبتع���اد ع���ن املفت���اح السياس���ي الن ذل���ك ضارب ،مررنا بصعوب���ات عدة فمن الصعب تغي�ي�ر الفكر وغرس الوعي مب���ا هو جديد ، ويف جمال االعالم وم���ع جتربة معاناة بني نظام ديكتاتوري ونظام انتقالي دميقراطي ،اقرتح مدراء قيادين جدد ومس���اعدين هلم لتنفي���ذ رؤي���ة م���ا بع���د الث���ورة واالنتقال ، مؤسس���ة االعالم ال�ت�ي أديرها لديه���ا رغبة كب�ي�رة يف التعاون معك���م يف جمال تدريب الش���باب وصن���ع اخل�ب�رة كم���ا نرحب مبن تقرتحونه���م لزي���ارة التش���يك وااللتح���اق ب���دورات طويل���ة االم���د ،وخت���م مداخلت���ه بالقول :س���أضع خط حت���ت كلمة املثابرة وأخ���رى حت���ت العمل بص�ب�ر ل���و واجهتكم كثري م���ن الصع���اب واملش���اكل يف املراحل االوىل لالنتق���ال الدميقراط���ي يف جم���ال االعالم . محُ م�ل�ا بهدي���ة أنيق���ة عب���ارة ع���ن كتيب تعريف���ي باحملط���ة )Czech Radio(، وملخ���ص حملاض���رة الباح���ث االعالم���ي فيليب ،وكذلك ببعض م���ن القوانني اليت تواف���ق عليها اجمللس العموم���ي ،غادر الوفد االعالمي احلكومي واملستقل العاصمة براغ وحدد موعد للقاء حواري عودة اىل الوطن ُ ، تشاوري تستضيفه أكادميية دوتشي فيال ح���ول جممل الزيارة مبش���اركة خنبة من االعالميني الليبني ،ليت���م وضع مقرتحات وتوصي���ات جتي���ب ع���ن أس���ئلة منه���ا :ه���ل باالم���كان التطل���ع اىل اع���ادة انت���اج جتربة جملس االع�ل�ام العمومي كما لدى االملان والتش���يك ( وكذلك )BBCالذي هو ليس حكوميا بل مبش���اركة أعضاء ميثلون كل اطي���اف اجملتم���ع ع�ب�ر االنتخ���اب ؟ ،وع���ن ن���دى جناح جترب���ة مش���اركة اجلمهور يف دعم اعالم حر مس���تقل جبباي���ة أو ضريبة ليق���دم له ما يتطلع الي���ه مبصداقية وحياد موضوع���ي ،بعي���دا ع���ن وصاي���ة وضغ���ط حكومة أو وزارة لالعالم أو الثقافة ؟؟.
اللق���اء الثان���ي أقي���م مبحور بنغ���ازي ( الرحب���ة ) يف الفرتة م���ن 27 – 25ديس���مرب وقد قدم االس���اتذة حماضرته���م وورش���هم التدريبية ط���وال الثالثة أيام :حممد بن عروس ف���ن احلديث االذاعي ،عصام طرخان لغة الصورة ،عطية االوجلي :حقوق االنسان واعالم التنظيمات املدنية ،فاطمة غندور :كتابة اخل�ب�ر الصحف���ي ،مه���ارات االلقاء االذاع���ي والتلفزيوني ،أمح���د الفيتوري :جتربة االعالم الس���جنية وس���ؤال االمكاني���ات ؟ ،عبدالداي���م اهلوني :االنتاج االعالم���ي ،عبدالرزاق العب���ارة :امللصقات واملطويات التاريخ والتصميم .
•مجعيات وأفراد يشاركون يف الدورة
وقد شارك عدد من املتدربني املنتمني كأعضاء ملؤسسات مدنية متعددة االهتمامات واالنشغال وهم : عب�ي�ر قنيرب من املنظم���ة الوطنية المازون���ات ليبيا :العمل عل���ى جماالت املرأة والتنمية البش���رية يفمصر واالردن ،واملنظمة تتبع منظمة املس���تقبل للتنمية املس���تدامة فرعها يف طرابلس – أم العز حممد العقي�ب�ي رئيس جمل���س ادارة اجلمعية الليبية لالخرتاع والتطوير وه���ي مجعية عنت بتطوير وصيانة االس���لحة أثن���اء الثورة ب 60خمرتع من داخ���ل وخارج ليبيا -،فوزية الغرياني مجعية رحيان الش���هداء اخلريي���ة والتطوعية بالس���لماني الغربي احت���وت 60عائلة من بنغازي وضواحيها أثناء االش���هر االوىل للث���ورة وبعضه���ا اىل االن ،تقيم االن املش���روع الوطين لتطوير الش���باب اللييب احملروم�ي�ن من العمل وال حيملون ش���هادات – على حممد الورفلي احلركة العامة للكش���افة واملرشدات،منسق عام فريق احسان ليبيا له عدة فروع يف ليبيا ،هالل البسكري منظمة الشفافية ومكافحة الفساد ،واملركز اللييب للعدالة االنتقالية الذي قدم محلة (العبور االمن) للعدالة االنتقالية على مس���توى بنغازي ،س���امي حممد سعد رئيس جملس منظمة القارة الس���مراء حلقوق االنس���ان واالعمال اخلريية اول محل���ة قامت بها أغيثوا أطفال س���رت ،صاحل العقي���ب من مركز املرقاب حلقوق االنس���ان واحلريات العام���ة اول رصد جرائم الكتيب���ة لتوضيح الصورة ملا حيص���ل يف ليبيا من كتائب القذايف ،واالن العم���ل توعية حقوقية ،فدوى الطرابلس���ي صحفي���ة جبري���دة رؤية حرة مس���تقلة ،ونعم���ل على التوعي���ة بأدوار اجملتم���ع املدني عرب التحقيقات واالخبار،صاحل الس���ليين مجعية اصدقاء املعاقني ذهنيا ( متوس���طي – ش���ديدي – وضعاف االعاق���ة – وبع���ض ح���االت التوحد ) لدين���ا 180معاق تعلي���م ق���راءة وكتابة وحاس���وب ولدينا مكتب اجتماع���ي لتصنيفه���م – صالح الدين ال���زواوي ،مبادرة ش���باب بنغازي للمصاحل���ة الوطنية ،مبفهوم ش���بابي ! ندخ���ل الش���باب يف حل القضاي���ا والتوجه اىل ش���رحيتهم باجلان���ب املقابل خضن���ا عدة جتارب ،هش���ام بوبكر الدرناوي ،وابراهيم مفتاح بلقاس���م مؤسسة اقتصادية لدعم ومحاية املشروعات الصغرى واملتوسطة ،زكريا حممد ( اجدابيا ) من ملتقى شباب اجدابيا ،جنية الربغثي ربيعة القبائلي ،املركز االعالمي جبامعة بنغازي ، ،خالد الكاديكي احلملة التوعوية لالنتخابات ،مجعة نكور منظمة أصيل .
•حفل اخلتام وتوزيع شهادات املشارك
كان ختام الدورة حفل متواضع مت فيه تس���ليم ش���هادات املشاركة ،وألقى مدير شركة ميادين أمحد الفيت���وري كلم���ة قص�ي�رة دعا فيه���ا املتدربني اىل ع���دم التعويل عل���ى دورات قصرية حملي���ة أو دولية لتمنحهم القدرة الكاملة على االداء اجليد والفعل املثمر ما مل يقرروا بأنفس���هم أن حيس���نوا من أدائهم ب���دء م���ن عالقة احملبة للوط���ن وللعمل وللناس ث���م االرادة والرغبة يف صنع التغي�ي�ر فنحن يف مرحلة حساسة حتتاج عطاء كل واحد منا .
10
السنة الثالثة -العدد ( 7 - 1 ( - ) 86يناير )2013
الشاعر اللـــــييب م
على الكتابة أن حتظى باسرتاحة احملارب ،ألن الكلمة دائما تسبق فعل الدم /وحني نستعيد قراء
حاورته :وجدان شكري عياش
الش���اعر والكات���ب والناق���د اللي�ب�ي مفت���اح العم���اري ..يف نصوص���ه النثري���ة والثري���ة مبف���ردات لغ���ة تحُ ِار ُب موت���اً ُ بهجة حافة ِ يقف على ِ رجفة الناي وقد أمعن النشيد ،على ِ الفجر وقد غيبوبة النحيب ،على يف ِ ِ ِ الس���حق حينما نال الفق��� ُد غايته يف ِ ش���ه ُد أحبتنا المس ثرى ليبيا حبثاً ذاهب يف غي عن ب���راء ٍة غابت ٍ وح���ق ٍ دروب ُظلم���ه وظالم���ه بعي���داً ع���ن ِ النص���ر ،لك���ن أم���ل روح���ه الش���قية يقت���ل ُ ُ لم يف م���ازال يتعلق بمِ ���ن الظ َ ون ِبدم��� ِه ِص َ مه���د ِه ويُ��� ِد ُ ���دق نبوء ِة العه ِد ( س���وف نبق���ى هنا كي يزول ع�ب�ر ُمناغا ِة األمل ) وكن���ا ُن َر ِد ُد معاً َ بأقواس نصرها املُشتهاة ُ ، كنا ثور ٍة ِ نه ِت ًف ضد ُحش���و ٍد من ُظلم ُ غيان وط ٍ ٍ ���ور أعل���ن ُقبحه وقه���ر وعس���ف ُ ٍ ٍ وج ٍ دم ُتش ِع ُل الذاكر َة أنهار غم ر للريح ُ ٍ وحش���ية ُ الطغ���اة ُ ، كن���ا أح���را ٌر ِب ِ الش���جر وننتم���ي كالن���دى ُنه���ا ِد ُن َ اه��� ُر ِبرفضنا للنم���ا ِء يف لون��� ِه ،ونجُ ِ وفراشات شفق فجر ِه ِ وطن ِب ِ ضياع ٍ ِل ِ حقل���ه ون���دى أمني���ات ُمقاتليه وهم يس���فحون دمه���م ُ كرم���ي ِلبق���اء الط�ي�ن على نقا ِء أجس���ادهم رائحة ِ ِ أطف���ال أفزعها د ٌم والع���اب ُم���ى ِ ،لد ٍ ِ ب���ريء ال يُها ِد ُن غ���در الرصاص وال قذائف اهلاون وصواريخ غراد .. الش���اعر والناق���د اللي�ب�ي مفت���اح ناض ٍل ،يغزو حرف ُم ِ العم���اري ِ ..ظ ُل ٍ َ رهاف���ة أروحن���ا ..حن���ن بس���طوت ِه وط���ن انهك���ه بصرخ���ة املُنش���غلني ِ ٍ رصاص صهيوني غربي غادر جيي ُد ٌ ِص َ واخلراب .. املوت ناعة ِ ِ
اآلن يق���ع الع���بء على كاهل املثق���ف أكث���ر من املب���دع ..من دون أن نغفل بأن الش���اعر احلق لن يتوق���ف أو يصم���ت أو يقف موق���ف املتف���رج ..ولعل�ن�ي يف بعض ما أُس���عفت به قد حبرّ ت ما ّ متخض عن حضور النص يف معركة احلرية ،قبل وبعد الش���اعر والناقد اللييب مفتاح أمحد عبد الس�ل�ام العماري أبص���ر ن���ور اهلل يف 16يولي���و 1956مبدين���ة بنغ���ازي ..تلك املدينة اليت تش���به ُغ ُ ليل تائ ٍه ص���ن ٍ ،وامل���دى ُخ ُ ���ع م���ن ُرؤيا ِب�ل�ا ٍد مل ي���ول ٍ فج���ر طا ِل ٍ يُص ِد ُقها . عضو رابطة األدباء والكتاب الليبيني صدر له العديد من اإلبداعات -: قيامة الرمل /شعر كتاب املقامات /شعر رجل بأسره ميشي وحيدا /شعر فعل القراءة والتأويل /نقد أدبي منازل الريح والشوارد واألوتاد/شعر الس���ور /مس���رحية ( عمل مش�ت�رك م���ن تأليف الش���اعر مفت���اح العم���اري والكات���ب جماه���د البوسيفي) ديك اجلن الطرابلسي /شعر رحلة الشنفرى /شعر جنازة باذخة /شعر مشية اآلسر /شعر عتبة لنثر العامل /نقد أدبي مفاتيح الكنز /سرد السلطانة /شعر نثر الغائب /سرية شعرية برج العقرب /مسرحية نثر املستيقظ /نصوص فسيفسائي /شعر ف���ن العزل���ة ..نهاي���ة الع���امل /مق���االت يف األدب واحلياة الش���اعر والكاتب والناقد مفت���اح العماري /الذي كتب ع���ن جتربت���ه اإلبداعي���ة الش���اعر والنقاد اللي�ب�ي س���امل العوكل���ي " إن الكتابة عن ش���اعر مثل مفتاح العماري ليس���ت يف منأى عن املغامرة بق���در م���ا تب���دو نصوص���ه األنيق���ة – املتكئة عن جتربة ذاتي���ة حافلة مقتنصة بش���كلها البصري لتب�ن�ي فضاءه���ا املع���ريف ..ممتدة م���ن الذاتي إىل املوضوعي وم���ن التخييلي إىل التجس���يدي ومن احلواس���ي إىل الفك���رة ومن الرؤي���ة إىل الرؤيا – بقدر م���ا تبدو أكثر مغام���رة يف تفكيك مكونات هذه الذات املكتظة " ( وج���دان ) – 1أمــ���ازال ذل���ك ُ اجلنــ���دي ،واه���ب عطاي���ا نصره ِلغريه ،ناش���داً أهازي���ج اهلزائم قبل اخل���وف تضاري���س ُرص��� ُد ب���زوغ َ ِ البن���اء ،ي ِ ِ فج���ر ِ ِ ً ُ النصر ، بواب���ة عل���ى ا س��� تمر م ويق���ف واهلزمي���ة ُ ِ ِ ِ ِ كؤوس فجيع���ة الفق ِد وقد جترع مأخوذاً ِبرما ِد َ ِ أوجاعها حد النحيب ،أمازلت تذك ُر رما َد بدايات ِ
ذل���ك ُ اجلندي وم���ا نقش���ته احل���روف يف وجدان أول للبوح ( لقيامة الرمل ) وحتى ( نثر وعيه من ِ صدر الورق على حرف صرخة آخر املس���تيقظ ) ٍ ِ ِ ومعاناة املرض ؟ املُشتهى ُرغم مرار ِة الفق ِد ُ ( مفتاح ( ( )1اإلنس���ان ،هو ما حيلم ،هلذا أعزو الفع���ل إىل نبال���ة احلل���م ومعجزات���ه ومكابدات���ه ح�ي�ن ّ نوطن كلم���ة وحيدة يف صح���راء ،عليها أن تصغي إىل خماوف امرأة وحيدة ،لعلنا نفلح يف اجلم���ع بني ك���ذا فرش���اة ،وأكث���ر من لون ينتمي لس�ل�الة اللغات احلارة ،ونرتكها لبعض الوق���ت تتناوب على رس���م لوحة لكائن مرتبّص باحلي���اة ،حبيث يتع���ذر الفصل بني جبل ينتظر وجن���دي يعود من املعركة بلغ���ة مبتورة ،ووردة خت���رج نضرة م���ن كت���اب مهم���ل ،كما جيدر بن���ا أنصاف ه���ذه الوقائع والصور بإع���ادة النظر يف ترتي���ب بعض اكسس���وارات أخرى تش�ي�ر إىل ثكنات وأس�ل�اك ش���ائكة وخوذ وصح���راء وجثث ،ومس���ارب رث���ة وأصدق���اء يه���رم الف���راغ داخل أرواحه���م ف�ل�ا ن���كاد نعرفه���م فيم���ا بع���د ،لرمبا مثة م���ا تغري فينا أو فيهــم .حنلــ���م ،لكــي نلّبــي ش���هــوة تلك الس���يميــاء التــي تشيــر إلــى عاشقة ،وحبيب���ة ،وعاب���رة ،وملهمة ،ووط���ن ،ورغبات ه���ي دائما ُتقصف دومنا ذنب ،تش�ي�ر اىل س���جون وأس���وار وحواجز وثكنات تنمو كالفطر عوضاً ع���ن احلدائق واملدارس واملس���ارح ودور العرض ، اىل صعاليك وش���عراء تاهوا ب�ل�ا أمساء وعناوين ، ُ رج���ال املخابرات ، صح���ف مريب���ة ،يحُ ررها اىل ٍ ُ تتعلق برداءة الرتاث كذلك إىل إش���ارات عديدة وخيانة الذاكرة ووأد الرباءة .فهل من اإلنصاف اآلن مالمس���ة أط���راف تل���ك القيام���ة ،أع�ن�ي - قيام���ة الرم���ل -وال�ت�ي مل تك���ن يف حينها س���وى حماولة للصراخ داخل قرب كبري حبجم خارطة إقلي���م شاس���ع ميتد م���ن ضف���اف ال���روح التائهة إىل خراب العامل بأس���ره ،حي���ث مل يكن اجلندي س���وى بضعة نياش�ي�ن صدئة ُغ ّرر به���ا ،كما مل يكن الش���اعر من ثم إذا ش���ئنا توصيف الواقع يف أقص���ى درجاته س���ريالية وغرائبي���ة إال اجلندي َ ذات���ه وقد ْاختزل َ العــوز والضياع ومهانــة الفقد ِ وهيمنة اهلشاش���ة واس���تبداد الظلمة .أظن بأنين ق���د حتايل���ت وبطريق�ت�ي عل���ى مكاب���دة طل���ب اللج���وء املع���ريف إىل جه���ة املخيل���ة ،وتدّبرت من ثم حيزا للكتاب والقصيدة داخل جعب الذخرية ، وعل���ى الرغم من ضراوة تقاليد الثكنات وصالبة قوانينه���ا إال أن�ن�ي أدّعي تفوقي أخ�ي�را يف تذويب عناص���ر اجلن���دي وخلطه���ا بكيمي���اء الش���اعر يف وقت كان يتع��� ّذر فيه خت ّيل أي هامش للوجدان
داخ���ل زرائب القطي���ع ومعتق�ل�ات التعذيب اليت ظلت تعي���د صياغة رعبها ،حبي���ث مل يعد هناك م���ن ش���يء س���وى متجي���د الوث���ن وقد ت���ورط أو اجن ّر بعض خزايف الكالم إىل امتش���اق دور سدنة املعب���د ،واخنرط���وا يف جوقة صناع���ة الديكتاتور ،إىل احل���د الذي أمس���ى فيه من املتع��� ّذر الفصل ب�ي�ن الواقع والكاب���وس ...هكذا ،وعرب ه���ذا املتاه ، والش���تات داخ���ل مف���ازة الش���عر وخارجه���ا ،أظن بأنين حاول���ت االحني���از إىل الش���اعر واالنضمام إىل حزب القصيدة خارج أية إيديولوجيا أخرى غ�ي�ر إيديولوجيا احللم ،بدءا م���ن تلك الضفاف املوهوم���ة يف قيامة الرمل ورجل بأس���ره ميش���ي وحي���دا ،إىل نث���ر املس���تيقظ م���ن دون أن أهم���ل م���ا انطوت علي���ه رحل���ة الش���نفرى ،وديك اجلن الطرابلس���ي ،ومش���ية اآلس���ر ،وجن���ازة باذخة ، والس���لطانــــة ،من إشارات أفضت من ثم إىل نثر املس���تيقظ ......وإىل مقرتحيــ���ن آخريــن تكوّنت نطفتهمــا داخــل رحــم األوجاع ،و مل يأخذا شكل امل�ت�ن بع���د ،هما " ،حي���اة الظ���ل " و " مدونة النثر اللييب " ...... الكتابــة منتِل ُ ���ك دميومــة صوتنــا ب ) 2( وج���دان ِ ِ ُ ُ الرافض فــي وج ِه احملو والفقد الزاعــق
السنة الثالثة -العدد ( 7 - 1 ( - ) 86يناير )2013
العماري : مفتاح ّ
11
ءة ما ّ سطر عرب أربعة عقود ليبية سنجد إرثا عظيما من الكتابة اليت علينا إنصافها واالعتزاز بها ُ خنل���ق ارجت���اف حلظ���ة ودم���ار احل���رب ،وبه���ا تأمل���ة كي متنحنا إطاللة خائفة ُ ،م س���اكنة ، ٍ ٍ ٍ نبوح ب���ه ،ما ال���ذي يزهو الرس���ل يف نق���ا ِء م���ا قد ُ ويتوهج ويتس���امي ويتض���اءل وخيبو فينا وحنن منارس هوس الكتابة ؟ ُ ( مفت���اح ( ))2اعرتف بأن التحقق الذي أرنو إليه يرتبّص دائما هذا الشغف ،وأن مما من معركة مصريية (بالنسبة لي) استأثرت بتكريس كل م���ا ه���و نفس���ي ولوجس�ت�ي واس���تفردت بنصيب األس���د – كما يقال -غري الكتابة ،ولكن السؤال القلق الذي يفرض نفسه هنا ،هل يعد ما حتقق حل���د أدنى من يف منج���زي الش���خصي ملبيا ولو ٍّ ال���رؤى ّ . ج���ل ما أخش���اه حني أعيد قراءة نفس���ي بقليل من التأمل ،هو اإلحساس باخليبة ،أنه ما من ش���يء بع ُد يس���تحق االحتفاء ّ / ولعل الرحلة مل ُتض���ف ا ّ ال املزي���د من األمل .....فأي ش���عر وأي صوت للمخيلة يمُ ك���ن االعرتاف بأصالة منجزه وس���ط ع���امل يُنكر ّ الش���عر ،حيث مل يكن الش���عر على رأي الش���اعرة :مسرية البوزيدي ،س���وى ( ن�ب�ي أخرس ) ....هذه هي الفاجعة املاثلة كواقع القي���م واختلطت املعايري ، تفس���خت فيه ُ خماتل ّ ، حبي���ث ْ مل يعد للوجدان أي ح ّيز هنا ،حتى ندّعي ما يش���ي بس�ل�الة هذا اهل���وس .ال وجود ألطياف يب أو يُغ ّيب الشعر داخل نسيجنا الثقايف طاملا َي ِغ ُ الش���اع ُر .أع���زو ذلك إىل بيانات االس���تجابة اليت تكاد أن تعدم فعالي���ة القصيدة ضمن منظومتها املعرفي���ة ......فه���ل مث���ة قصي���دة اآلن هل���ا هب���ة اإلمتاع واملؤانس���ة وإش���باع ش���غف الروح .كتبت العدي���د فيما مضى حول ه���ذه املعضلة ،حماوال اس���تنفار أسئلتها وإثارة إش���كاالتها ،ولكن ما من ج���دوى ألي���ة ردود أفع���ال ،كأن الواقع اآلن ال يعنيه يف شيء السؤال عن موت الشعر .هل ن ّعول على رف���ات يكاد أن يكون هباء يف إيقاظ وجداننا .أظن أن املس���ألة أكثر تعقيدا وغموضا وتشابكا من هذا التبسيط .فقط سأجعل احتفائي يقتصر على ما حلمته ،وعلى الفعل ذاته الذي كان هبة حل���م ،بغ���ض النظر ع���ن حتقق املعج���زات فوق األرض .فق���ط عل���ى الش���اعر وح���ده أن يصنع أس���طورته يف زمن مل يعد يؤمن باألس���اطري ،و
أن يزهو بسمائه اليت رفعها بأجنحة قصيدته . ( وج���دان )– 3ش���اعري املُله���م ُمفت���اح العماري ث�ي�ر فتنة تس���اؤلي وأنا أُصغي ِل���رؤى حرفك ُ ..ت ُ بهيئ���ة النثر ه���و اهلوس احلكي���م الذي ( الش���ع ُر ِ النعم إىل النظر ومشيئة املس���افة معرفة علمين ِ نش���طة يتعذ ُر على بأوصاف الش���اردة وهي تلو ُذ ٍ ٍ النظ���م فت���ح مغاليقه���ا ) ...أهنال���ك فتنة ش���يوخ ِ ِ نثــر يس���عــى جاهــ���داً علــى أكثــ���ر جــرأة مـــ���ن ٍ القرب بثم���ر الغائب ���م واقــ���ع تأني���ث َ ُوه ُ مريــر ي ِ ِ ِ ٍ ِ ٍ املُشتهى ؟ ( مفت���اح ( ))3عندما نش�ي�ر إىل هذه الش���طحة ، يقتض���ي اإلنص���اف إحالتها إىل ما ه���و صو ّ يف يف العالق���ة بني الكائ���ن وخفائه ،اخلالق وانعكاس���ه يف جتلي���ات اللغة ال�ت�ي تأخذ هنا خالصة ش���كل ال يق���ارن اال مبعجزة اكتش���اف املوس���يقى اليت يصع���ب توصي���ف مالحمه���ا ..أي اللغ���ة ال�ت�ي حتتكر لنفس���ها اخرتاع فن العزلة ،حتى ال تؤخذ جبريرة اخلارج ،لتكتفي فقط بالنور الذي يشع منه���ا وبها واليها ..لعل هذا التوصيف يس���عى يف خبيئ���ه ألن يكون معطوفا على نفس���ه ،وهو برا ٌء من ترهات ما يقع خارج الشاعر . إيق���اظ فتنة درب���ة عل���ى ِ ( وج���دان )– 4بيــ��� ٍد ُم ٍ الرتابة ،م���ا الذي بواب���ة الس���ائد واخل���روج م���ن ِ ِ ُ األمكنة ِبضياع رائحتها ورموزها ُأس ُر دهشتك ، يِ حاف���ة ومصداقي���ة ش���عارتهم ،أم وقوفن���ا عل���ى ِ املعاناة والفقد حينما يفاجئنا سرو ظالل األحبة ف���ادح يف الفقد وم���ا تركته لنا احل���رب من ٍ أرث ٍ واالنتصار على ح ٍد سواء ؟ ( مفت���اح ( ))4كن���ت أتوقع ما ج���رى ،ولعلين يف الكثري من ش���طحات قصيدتي أشرت فيما يشبه التنب���ؤات ال�ت�ي مل تك���ن معزولة ع���ن تراكمات شراس���ة الواق���ع ،فنح���ن طيلة أربعني س���نة قد ُروّضن���ا على تربية اخل���راب ّ ، ولعل مصطلحات معج���م العنف وامل���وت والدم���ار كان���ت من بني أكث���ر املف���ردات ت���داوال يف خطابن���ا السياس���ي والثق���ايف ومن ثم االجتماعي ،حتى لغة الش���ارع يف اس���تخدامها اليوم���ي كانت تتواط���أ مع هكذا تداعيات أس���همت يف تكريس���ها منهجية عسكرة اجملتم���ع اللييب وبيئتة ومن ث���م الثقافة العامة حبيث مل يعد القطيع ي�ب�رح خارج صرامة نظام الثكنة .وعندما حتققت معجزة ثورة 17فرباير مل تك���ن معزول���ة ع���ن تارخييته���ا ،فليبي���ا حالة اس���تثناء يف ْاس���طرة النض���ال املق���دس ومع���ارك التحرير .ليبيا قدّمت نصف سكانها قرابني على مذابح احلرية إب���ان حربها ضد الغزو االيطالي ،فيما تش���ظى النصف اآلخر بني مكابدات ضيم اك�ب�ر معتق�ل�ات بش���رية يف تاري���خ احل���روب ، وش���تات املن���ايف القهري���ة .األجداد الذين تنس���ب مرحب باجل ّنة ْ ْ جت تدّنى إليهم املقولة املأثرة ( : ) ُي َعدون نس���يجا لوحدهم .هذه الرتاكمات هي طاق���ة اجلذب اليت صنعت معج���زة 17فرباير .. والذين رحلوا فداء للوطن ،مل ولن يغيبوا ،كما لن متح���ى تلك الندوب ال�ت�ي تركها فقدهم يف خارطة أوجاعنا ...ألن احلرية اليت نعمنا بها بعد التحري���ر هي صنيعة دم ...لذا ينبغي علينا دائما أن نس���تذكر بزهو هذه احلقيق���ة املفخرة على الرغم من فداحة األمل . ( وج���دان )– 5نصوص���ك النثرية احملها حتتفي كثمر أينع يف أوانه ،كلي يق ٌ ني بالس���رد الوهاج ٍ ٌ إجناز صادق بأن روحك متتِل ُك قدر َة الرسل على ِ عمل روائي ،أليس كذلك؟ ٍ
( مفت���اح ( ))5ه���ذا ما أحلم به ،اس���تدراج الس���رد ٌ ٌ ري عل���ى إيواء مل���ول ،لكن�ن�ي وقل���ق ونفس���ي قص ٌ ّ التفاصيل ...كلما أش���رع يف هذا النسيج ،ترتبك املس���افة ب�ي�ن القصي���دة جم���از الدهش���ة ،وبني الرواي���ة ف���ن إع���ادة خل���ق الواق���ع .....هلذا ظلت الرواية على الدوام يف خانة احمللوم به ،ومل تتع ّد ذل���ك إال يف ح���دود اجناز م���ا مل يكتم���ل ،بضعة تؤجل نفس���ها ......ش���تات عناوي���ن مبتورة ،دائما ّ من جمزوء السرية ،واحلكايات والوقائع والرؤى اليت أختذت من الس���رد مأوى هل���ا ،خرج بعضها بش���يء من الثقة واملغامرة والتجديد يف (مفاتيح الكن���ز ) ،ولعل العنوان ذات���ه كان يضمر اجتياز هذه العتبة باقتدار لصاحل السرد جباذبية الشعر . ( وجدان ُ ) – 6هنالك من جيل ُد القصيد َة وحيكم عنفوانه���ا ،نلمحه أس�ي�ر العطايا وملع���ان وظيفة خل���ل العمل زائل���ة ال تقب���ل الرتف���ع عن ِ بش���اعة ِ املؤسس���ي ،كي���ف لن���ا أن ُن َ عيد هيكل���ة احتاداتنا وروابطن���ا ومؤسس���اتنا الثقافي���ة وف���ق ش���روط النزاهة األدبية اليت حيتمها احلرف ؟ ( مفت���اح ( ))6عل���ى الرغ���م م���ن أنين امق���ت هذا النم���ط من الس���لوك ،لكن علين���ا أن نفصل أوال بني القصي���دة وما يقع خارجها ..فنحن ملزمون باستحقاقات القصيدة فيما لو كانت أهال بذلك .لندع ما يتعلق بس���لوك الش���اعر او األديب خارج الن���ص حتى ال خنس���ر القصيدة والش���اعر معا .. األم���ر نفس���ه ينطبق عل���ى احل���راك االجتماعي وهيكل���ة تلك املؤسس���ات اليت يف�ت�رض أن ختدم الكتاب���ة وم���ن ث���م الكات���ب ،وال�ت�ي هل���ا أهميتها وضروراتها اليت تس���تلزم وجودها وفق ش���روط نزيهة تس���هم على حنو م���ا يف ترمجة تصورات وخمطط���ات تتعل���ق بتنمي���ة اإلب���داع وتفعي���ل املش���روع الثقايف ..بالطبع ال خ�ل�اف يف ذلك فيما لو توفرت الش���روط ال�ت�ي حترض أو حتفز على تأسيس مثل هذه الكيانات . ( وجدان –) 7يقول الش���اعر الفلسطيين حممد القيسي ( -:الشع ُر ليس وصو ً نقطة أو َّ حد ال إىل ٍ ومتاهة ُمعذب���ة ُ تلف حياة الكاتب جنون ٍ ،الش���عر ٍ ف�ل�ا يلهيه زخرف ما وال ش���يء مينح���ه الرضا ) ، تغيري لروح الش���اعر والكاتب أن تهدأ وسط ٍ متى ِ حق���ل ُح ِر َث للتو كي كفراش���ة نلمحه عاصف ٍ ِ ٍ
يشعر بالرضا ؟؟ َ ( مفت���اح ( ))7تس���تمد الكتاب���ة الش���عرية ج���زءا كبريا من اس���تمرارية توقها وحراكها من تلك الطاق���ة ال�ت�ي يضخها القل���ق واحللم .الش���اعر ٌ بطبعه حالة غري مستقر ة :تو ٌ ومتأمل ّاب ّاق وجو ٌ وعاشق وصو ّ ٌ ٌ ،كائن ومنفي يف وملعون ومطارد ّ ٌ متم���رد ومنح���رف بامتي���از ،حت���ى اآلن ال تدرج اللغة العربية يف قواميس���ها مفردة الش���اعر على ّ ُس���تدل به على النح���و الذي يش���كل اس���تحقاقا ي ح���ي ..فيم���ا تكتف���ي مناهجنا الش���اعر ككائ���ن ّ الدراسية بكل مراحلها السقيمة والفقرية بذلك النحوي ّ ّ النظام ال���ذي يكرس اللغة ملهارات حلبة الس�ي�رك ..حلظ���ة أن يتع���ذر الفصل ب�ي�ن املرأة والناقة ....وهي مس���ألة تقتض���ي أعادة النظر يف املخيال العربي وعقله املعتقل .. ويكفي انه حتى اآلن ال يوجد يف مدونات فلسفة اجلم���ال العرب���ي مفه���وم واضح للش���عر ،وأن ما توات���ر يغف���ل الش���عر لص���احل فق���ه اللغ���ة وعلم يلمح للشعر . العروض ،وما من شيء ّ ُ ننطل���ق ُمنتصرين كرصاص���ة ( وج���دان )– 8 ٍ نفق ُطغا ِة األم���س إىل ُطغاة م���ن نبيذ الش���هداء ِب ِ ِ نلمح كللني م الراه���ن، الوق���ت ُ بش���فق احلري���ة ُ ، ِ ِ �ت�راس هذا وع���ي الكات���ب يس���تند عل���ى ِ حاف���ة ِم ِ أم���ة عايش���ت القه���ر والظلم التح���ول يف تاري���خ ٍ ِ ٌ ومثق���ف ينتدبك كات���ب واالس���تبداد ،كون���ك ٌ احلق كي تباغت بالنش���يد نف���ق ظلم زائل ،بأي حرف ستجرتح هذا الفضاء ؟ ) أحيان���ا ْأف ُ ض���ل ما يفعله الش���ع ُر هو أن ال يفعل شيئا ()8( ..مفتاح وأحيان���ا عل���ى الكتاب���ة أن حتظ���ى باس�ت�راحة احمل���ارب ،ألن الكلم���ة دائما تس���بق فع���ل الدم / وحني نس���تعيد قراءة ما ّ س���طر ع�ب�ر أربعة عقود ليبية س���نجد إرثا عظيما من الكتابة اليت علينا إنصافها واالعتزاز بها ...... اآلن يق���ع الع���بء عل���ى كاه���ل املثق���ف أكث���ر م���ن املب���دع ..من دون أن نغفل بأن الش���اعر احلق ل���ن يتوق���ف أو يصم���ت أو يق���ف موق���ف املتفرج ..ولعل�ن�ي يف بعض ما أُس���عفت به ق���د حبرّ ت ما ّ متخ���ض عن حضور الن���ص يف معركة احلرية ،قبل وبعد .
12
يناير)2013 77- -11( (- -) )86يناير العدد( (86 الثالثة- -العدد السنةالثالثة السنة )2013
أنفــاس مفتاح ميلود مل ي ْ َش ِف غليل البوم حني جفت اآلبار إال عش يف الدلو . ***** نكاية يف زهر ٍة على كتف الصبار أنبت َ ك ُّف احلجر شجرة . ***** ٌ مدفون يف باطن األرض كن ٌز من ذهب جتاور ُه اآلن كومة قش ادخرها النمل !... ***** محا ٌم أبيض غراب أسود ٌ ال فرق فاآلفاق ال تعرتف إال خبفق األجنحة .. ***** يف األزقة اخللفية .. عندما تفقد القطط أصواتها ترقص يف الظلمة ُ أشباح الفئران الضخمة . ***** يف قرى احلدود ال أحد حيب القمر ُ ففي الليل حتى الشعراء يصبحون مهربني ! .
***** يف الليالي املمطرة .. ُي ّقبل الربق الصنوبرة اهلرمة .. كي تشهد الغابة .. نهاية األشجار الضخمة . ***** تتمنى األوراق .. التجول بعيداً عن األغصان .. لكن رياح اخلريف ال حتقق هلا تلك األمنية إال حني تسقط .
انكفاء حبثاً عن شيء ما تتحسس األصابع فراغ اجليب قبل أن تنثين يف حزن ، أحست بشيء خلف اخلواء خيفق يف وهن . ***** يف ظل الكف دفن اإلبهام بصمته املشبوهة ، اخرتقت دائرة الضوء سهام السبابة ، فاختبأت يف الظلمة عيون ختاف االتهام. ***** صراع دار بني الكوابيس ،
أزاح تعب النهار ، هرب بعيداً برأسه من ذلك احلني ضاع يف غربة احللم . ***** بدأ الوجه يف التلون فاصفرت االبتسامة وملا خفق القلب تالشت كل األلوان . ***** فتح قلبه لكل الناس ضاع يف الزحام ومل يعد يذكر أح ٌد رج ً ال وهب قلبه . *****
حبثاً عما يوحي مبذاق ألقت بنظرة خلسة من األهداب ثم عادت تندس يف دفء األحزان ونامت الدمعة دون أن حتلم بشيء.
جدران خلف ُ اجلدران العابسة مثة أنني طاملا ظننتهُ صفري رياح . ***** ٌ شق يف اجلدار
عنكبوت يف الزاوية ومسما ٌر يراود لوحته على آخر لون َت َب َّقى. ***** يف جوف الغيمة القامتة بذرة قمر تزه ُر بعيداً عن شرفات الشتاء . ***** تغلغل الصدأ يف القضبان تهاوت وصعد من اهلشيم خبار دمعة حارة .
ِدمــــ مـــان له احرتا ُم على َم ّر ال ّز ِ العواص ِم َ ليت ِشعري ويا أ ّم ِ عمر عبد الدّائم بشري وهل يجُ دي بُكا ٌء أو َمـــــلاَ ُم احل َو ِاري َ ويا ب َل َد َ واحل َكايا سالماً يا ِد ُ لك السال ُم مشقِ .. إذا ال ُع ّشاق أضناهم غـــرا ُم يك ال َغما ُم هلل يس ِق و ُل ْط َف ا ِ ِ ْ فيك احلضار ُة وهي ِبك ٌر َم َش ْت ِ ُ ُ الشوق ِمن قليب ف ُيمسي يفيض ِل ُتغري ال َعالمَِ َ ني َفهُم ِقيـــا ُم على صخر الضلوع له ارتطا ُم و ِلل ّ يخ َض ْب ٌح ُث ّم َق ْد ٌح ار ت ِ ِ سخ ّياً ٌ ودمع ن ّز من عيين ِ رج َعلي ِه وال لجِــــا ُم وال َس ٌ ُ احللق وامتنع الكال ُم ص َف َغ ّ َ َ ْ َ إليك جاؤوا عابرين من م ك ف ِ ً ّ باق اريخ ٍ أيا َع َبقا من الت ِ
--))86 العدد(( )2013يونيو /يوليو )2012 -2 يناير 26ـ يناير( العدد59-77- )2013 الثانية((-11 السنة86 الثالثة--العدد السنةالثالثة السنة
13
ِب ُرغم !! عبدالباسط أبوبكر حممد الكثري ِب ُر ْغ ِم َص َخب ِه ِ الكثيفة وظالل ِه ِ املقبلة اليت سيس ُلكها ؟! والطرق ِ ِ ُم َ العيون غمض ِ ُمك ّب ً ال بذاكرته ساحباً يف رجائه : ......... . كالشمس حني كانت أمنيته تبز ُغ ِ ً كالسيوف نتصبة وحني كانت ُحرو ُفه ُم ِ فارداً للجرح مساءه األو َ ىل ِ اجلواب ِغياباً ومنتشياً حني ُ يكون ُ ُ الوقت ُمتاحاً حني ُ ُ يكون طويلة كضحكة ٍ ٍ سيم ُد يد ُه إىل قلب ِه نافراً كذكرى شرقاً كالذهول ِ ُم ِ املخاوف ع منـزو َ ِ ـختلف اجلهات مفتوحاً على ُم ِ غم : لكنه ِب ُر ِ ِّ احلروف كل ِ الـمذه ّب ِة د والقصائ ِ ُ الليل الذي َّ األبواب سد عليه َ ورغم ِ هندمة الـم ه أفكار كان رغم ِ ُ ِ بالرجولة الضاج ِة ورغم ابتسامت ِه ّ ِ ورغم اشتهاءات ِه الكثري ِة َ القلب الـمسافات اليت ورغم شذبت َ َ ِ ِ َ اللسان ة قد ع ت وف ّك ُ ِ َ املتساقطة وسنواته وألوان ِه الباهتة.
ورغم وقته الضيق دائماً ....... ....... كان ِطف ً ال يله ُو ً ُ طاوعه ت ع بشوار ال طوي وحيلم َ ُ ُ تاحة للزهور!! م وأرصفة ُ ٍ ٍ
مقاسات ضيقة !! مر خياهلا اجلامح كلما َّ َ ترصد وقته الكليل بلهب النقائض عامراً ِ مفتوناً مبساحة اللعب اخلفي ِ مر طيفها كلما َّ حفيف ثوبها أصغي إىل ِ َ ُ األرض وطناً آخر ينحت ووساد ٌة ينمو عليها احلنني !! *** آخ ُر ما يتمنى ً مساحة لظنونها الواثقة القلب حني يكون ُ َ يقطف قصيدت ُه أن ً القول القاتل ُمرتبعا على ِ فوهة ِ ُمـحاطاً بوجع ِه ري الكالم حني يرى عصاف َ حلق بعيداً تـُ ُ ُ وال حتط على يده !! *** اليوم القريب يف ِ
ــــشق حبض ِن ِك ْأن أقــاموا َفما َل ِب ُثوا ُ وكم من فاحت َ ومن ُغزا ٍة ني ِ َفما ُعد ْ ّت ِن ٌ صال أو ِسهــــا ُم
ِد ُ مشق ..وإن تكن للذبح سيقت السكاك َ ني ا ّللئــــــا ُم وقد َش َحذ ّ مشق ُتو َل ُد ُ ّ فإن ِد َ ّ يوم كل ٍ ويف ُ القلوب هلا َمنــــا ُم ك ّل ِ س ُت ُ مشوس شرق بعد غيبتها ٌ ويرج ُع بعد ُغربت ِه َ احل َمـــام ِ أيا من تقتلون ُ احل ّب فيها
وكم ِمن حالمِ ني وأنبيــا ٍء ,صّلوا ،و َصاموا ِب ِعش ِق ِك آمنوا َ َك يامس ٌ فيكفي ّ ني أن ُترب ِ فيك املَــــرا ُم ويكفيين فلي ِ أشرقت فالدنيا ُش ٌ اجلثث املقا ُم وطاب لكم على روق إذا َ ِ ِ ْ ضاعت دمشق فال بقيتم مت فالدّنيا ظــــــالم إذا وإن أظ َل ِ و نادُوا ْأن على الدنيا السال ُم **
َ الروح منك حيف ُر عميقاً يف كث ُ تتسع هلذيانك ري ِ لك أرصفة ُ ِ َ يفتح القلب منك ُ وكث ٌ لك ُقبل ٌة شاسعة ري ِ ً الشوارع اتساع أيتها اجلهات قليال من الثبات على ِ أين مير بقليله اآلن ؟! خلطوتي املقبلة !! بظنونها العيون عندما ُتـحاصره *** تخُ كي���ف يُطلق س���هام وعوده ال�ت�ي ال طئ بني بعي ٍد مقرتح القلب؟! قريب ال تطاله يد وبني ٍ َ عليك أن ُت َ *** عيونك غمض إنها هنا إذاً الوطن أوسع قليالً َ لرتى هناك مناطق للبوح مل تطرقها القصيدة برباح الشعر عليك أن ُ حتلم ِ َ ُ ومناطق للهفة بعيدة عن خيال الشاعر حتى ال تفاجئك املقاسات الضيقة إنها هنا ورماد القصاصات املتناثر ً إذاً ً !! ا دائم طازج جرح هناك ٌ بصمت ُمطبق حتلم عليك إذا أن َ ٍ *** وعيون ُمغمضة !! َ ر اهلدي لك هذا ُ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ ُ لك مساء ال تطاهلا األيدي Ttfasel@yahoo.com
14
السنة الثالثة -العدد ( 7 - 1 ( - ) 86يناير )2013
حديث يف السياسة والقانون حول مشروع الدستور خليفة البكـوش م���ن القضاي���ا املهم���ة اليت تش���غل عق���ل وتفكري املواطن�ي�ن ،وتعت�ب�ر حدي���ث الش���ارع يف ليبيا ،هي قضية مشروع الدستور ،ليس الهميته كوثيقة تع�ب�ر ع���ن تط���ور الفك���ر االنس���اني يف رغب���ة التعاي���ش ،والتأطري القانوني للصراع السياس���ي واالجتماع���ي فق���ط ،ب���ل كون���ه ط���وق النج���اة واألم���ل املرجو للخ���روج من الواق���ع واحباطاته، ومواجه���ة حماول���ة إغ���راق الوطن يف مش���اريع وخطط تناقض مصاحله وأهدافه ،والدافع حنو ارس���اء القواعد واألس���س اليت تنطل���ق باجملتمع والوط���ن حن���و مس���تقبل البناء احلقيق���ي لدولة املؤسسات والعدالة االجتماعية. فالدس���تور يع�ن�ي إقام���ة نظام يف الدول���ة وبيان قواعد ممارسة الس���لطة فيها ،وشروط ووسائل اس���تعماهلا ،جبانب ذلك تأسيس الوجود الشرعي والقانون���ي للس���لطة ،وحيي���ط نش���اطها بإط���ار قانون���ي ال تس���تطيع احلي���اد عن���ه ،م���ع تبي���ان اختصاص���ات وس���لطات كل عضو م���ن اعضائها (التنفيذية ،التش���ريعية ،القضائي���ة) ودور كل منها دون تداخل أوجتاوز بينها ،وهو كذلك يعرب عن مصاحل وحقوق مكون���ات اجملتمع وأهدافهم املش���روعة ،دون متيي���ز أو اقص���اء الح���د مكونات اجملتمع ،وبهذا التعريف اجلامع للدس���تور ،فإنه يستوجب بالضرورة توافر ومراعاة عدة شروط حت���ى يصبح مع�ب�راً ع���ن طبيعت���ه وخصوصتيه الواضح���ة ،كمرجعي���ة وأداء للتوازن السياس���ي واالجتماع���ي ،م���ن بينه���ا وأهمه���ا التواف���ق التام والواض���ح دون لب���س ،ب�ي�ن الق���وى السياس���ية ومكونات اجملتمع عند اعداد وصياغة الدس���تور، دون النظ���ر للحج���م االنتخاب���ي ل���كل منه���ا، لالختالف يف الطبيعية واخلصائص بني عملية تأس���يس ووضع الدس���تور ،الذي ميتاز بدميومة نس���بية ،وب�ي�ن العملي���ة االنتخابي���ة التمثيلي���ة ال�ت�ي ختضع لعمليات التغي�ي�ر والتدبيل الدوري يف احلج���م والتأث�ي�ر ،ال�ت�ي تتع���رض هل���ا القوى السياس���ية املختلفة ،ويرتتب على مب���دأ التوافق الوطين حول مش���ورع الدستور كشرط أساسي، ض���رورة أن تكون اهليئ���ة (أو اللجنة) املنش���أة له من خ���ارج األط���ر الش���رعية الرمسي���ة للدولة، ومؤسس���اتها القائمة ،وبعيداً عن سيطرة القوى السياس���ية واالجتماعي���ة ،وخضوعه���ا جزئي���اً أو كلياً لنفوذ بعض التيارات ،والتوجهات الفكرية والسياس���ية داخ���ل اجملتم���ع ،وحتقيق���اً لذل���ك ارس���ت تقالي���د وقواع���د ،تراعي تطبيق ما س���بق يف حاالت تش���كيل مث���ل هذه اللج���ان أو اهليئات، املنشأة للدستور ،من حيث الدور والوظيفة ،اليت تقتصر على اجناز هذه املهم���ة ،وانعدام وجودها بع���د أداء مهمته���ا ه���ذه ،وه���ي متثيله���ا الطياف اجملتمع وقواه السياس���ية ومكوناته االجتماعية، وأهل اخلربة السياسية والقانونية عند التكوين، وإ ّ ال فق���دت طبيعتها الوظيفي���ة ،غري أن القاعدة املنظمة لعمليات وآليات تشكيل مثل هذه اللجان ظلت على اخت�ل�اف وتباين حيث اعتمدت الكثري م���ن اجملتمع���ات والكيان���ات السياس���ية أس���لوب التعي�ي�ن ،عن���د تكوي���ن مثل ه���ذه اللج���ان ،وأخذ لبع���ض منه���ا باألس���لوب االنتخابي يف تش���كلها، وهن���ا جند أنفس���نا أمام ضرورة مراعاة ش���روط تش���كيل هذه اللجنة من حي���ث العناصر الواجب تواجدها ،وكذلك آليات وكيفية تكوينها. بداية وفيما يتعلق بالش���رط األول الذي يوجب متثيل مجي���ع الق���وى وأطياف اجملتم���ع ،اعتمد اجملل���س االنتقالي معياراً ال حيقق هذا الش���رط، عن���د اس���تحضاره للتجرب���ة التارخيي���ة لكتاب���ة دس���تور ،1951وال���ذي أخ���ذ باملعي���ار اجله���وي استجابة لظروف ومعطيات موضوعية ال جمال للخوض فيها اآلن ،فاالخذ بهذا املعيار الفاسد يف هذه املرحلة باعتباره ال حيقق شرط تكوين مثل ه���ذه اللج���ان ،من حي���ث انعدام ترمجت���ه للواقع السياس���ي واالجتماع���ي ،وعدم أخ���ذه العتبارات
التطور الثقايف والفكري ،ونش���وء قوى سياس���ية واجتماعي���ة هل���ا انتم���اءات ف���وق جهوي���ة ،وم���ع حتفظنا الش���ديد على ذلك املعي���ار ،الذي أتى به اإلعالن الدستوري الصادر من اجمللس االنتقالي وال���ذي أخذ نظام احملاصصة يف تش���كيل اللجنة التأسيس���ية ،إال أننا ال منلك سوي التعاطي معه رغم ختلفه ،ارساءاً لتقاليد دميقراطية جيب أن نتعلمه���ا ،ومن خ�ل�ال حماولة جتاوز مفس���دته، الجياد وسيلة وأسلوب حيقق بها ختفيف اآلثار الس���لبية هل���ذا املعي���ار التكوي�ن�ي ،بتج���اوز عيوبه وإزالة بعض الشوائب منه ،وليس امامنا يف سبيل حتقي���ق ذلك س���وي النجاح والتوفي���ق يف اعتماد آلي���ات مناس���بة وحمققه هل���ذا اهل���دف ،وأعتقد و “هذا ظ�ن�ي” أن اعتماد األس���لوب االنتخابي يف تش���كيل اللجنة التأسيسية ال يساعد على جتاوز عي���وب املعيار التكويين هل���ذه اللجنة ،حيث تظل فرص س���يطرة كيان سياس���ي أو تيار اجتماعي أو قوة مالية واقتصادية على هذه اهليئة قائمة، كم���ا أن فك���رة تقس���يم الب�ل�اد إىل ث�ل�اث دوائر انتخابي���ة واعتم���اد نظ���ام القوائ���م ال ميك���ن من تقلي���ل تلك الف���رص ،فال يغيب ع���ن أحد عيوب الدوائر املتس���عة واليت يتضاءل فيها دور الناخب يف االختي���ار الس���ليم والناج���ح ،واس���تدراجه إىل انتخ���اب مرش���حني مش���كوك يف صالحيته���م، كنتيج���ة طبيعي���ة لع���دم معرفت���ه التام���ة والواضح���ة بقدراته���م وكفاءاته���م وتارخيهم، بس���بب اتس���اع الدائرة؛ والذي يعطي مزايا أكرب للجماعات والتيارات السياس���ية واالجتماعية يف مثل ه���ذه احلاالت ،كما إن االعتماد على النوايا الطيبة وحدها ال يكفي يف احلس���ابات السياسية واالنتخابي���ة ،فالق���ول بض���رورة التزام املرتش���ح بإنتمائ���ه املعلن ،ال يعطي ضمانة حس���ية نقيس به���ا ه���ذا االلت���زام ،فعند إع���داد م���واد وصياغات الدس���تور ،حن���ن ال متلك مالئكة تكش���ف لنا عن النوايا احلقيقية لإلعضاء ،كما أننا لدينا خالل جتربتنا القصرية مع أس���لوب االنتخابات ،نتائج س���لبية عكس���ت عدم رضا ب���ل امتعاض الش���ارع عليه���ا .هل���ذا يأت���ي أس���لوب التعيني ،كأس���لوب مناس���ب ،لظروف الوط���ن ومعطي���ات الواقع مع وضع ضوابط ومعايري ،تشكل اإلطار املقيد حلق الرتش���يح ،حبيث يكون مالئم���اً لطبيعة و مهنية اللجن���ة املؤسس���ة ملش���روع الدس���تور ،وكذل���ك متمش���ياً م���ع ظ���روف الواقع واملرحل���ة اليت منر بها ،ولعل جند األس���لوب احملق���ق هلذا القصد يف النموذجني اآلتيني: •النموذج األول..... ي���وزع مقاع���د األعضاء الس���تون ،توزيعاً مناس���باً ونس���بياً ،على مس���توي الوطن كوح���دة واحدة، بني الق���وى والكيان���ات السياس���ية واالجتماعية، ومكون���ات اجملتم���ع ،املوج���ودة ً فع�ل�ا وتأث�ي�راً يف الواقع اللييب ،دون أقصاء أو ابعاد الحداها بش���كل يضمن تواجد ممثليها داخل هذه اللجنة ،ويرتك هل���ذه الق���وى والكيانات السياس���ية واالجتماعية حرية اختيار ممثليها. وهن���ا تث���ار إش���كالية حتقي���ق التوافق ب�ي�ن هذا االس���لوب ومبدأ احملاصصة ،وتقسيم الوطن إىل ث�ل�اث أقاليم الذي ج���اء به اإلعالن الدس���توري، وميكن ح���ل ذلك من خالل توزي���ع عدد املمثلني للقوى السياسية واملؤسس���ات الرمسية أو غريها م���ا بني اجملموع���ات الثالث ،حبي���ث حتتوى كل جمموع���ة لع���دد متس���اوي هل���ذه الق���وى ،فعلى س���بيل املث���ال إذ كان م���ن املقرر متثيل اس���اتذة اجلامع���ة واحلقوقي���ون واملستش���ارون داخ���ل ه���ذه اللجنة بثماني عش���رة عضواً ،ي���وزع هؤالء اإلعضاء على اجملموعات الثالثة ،حبيث حتتوي كل جمموع���ة عل���ى س���تة أعض���اء ،وإذا كانت املؤسس���ة العس���كرية ميثله���ا داخل اللجنة س���تة أعض���اء يوزع���ون بواق���ع اثن�ي�ن ل���كل جمموعة، وهك���ذا حت���ى يت���م حتقي���ق سياس���ة احملاصصة
املفروض���ة ،م���ع املب���دأ األساس���ي ال���ذي جيب أن يراعي عند تش���كيل هذه اللجن���ة ،وهنا نكون قد حققنا مب���دا التعني واالنتخاب مع���ا ،حيث بكون التع�ي�ن م���ن خ�ل�ال حتديد الق���وى السياس���ية و الفكري���ة و املهني���ة ،املعربة عن الواقع السياس���ى واالجتماع���ى ،واالنتخاب الذى جيب ان ينحصر فى انتخاب كال من هذة القوى ملمثليها.
•النموذج الثانى
ق���د جن���د م���ن يق���ول ان النم���وذج االول يفتقد آليات واضحة حتدد لنا بشكل عملى ،تلك القوى والتكتالت السياسة واالجتماعية ،لغياب اهليكل واإلط���ار امله�ن�ي والنقابي والسياس���ي ،كنتبجة لفرتة استبدادية استمرت الكثر من اربع عقود، قضت على املفهوم املؤسس���ي ملث���ل هذة التكتالت والتنظيمات السياس���ية والنقابية واملهنبة ،و مع ع���دم وجاهة ه���ذا الرأى على اطالق���ه ،المكانية اجياد اس���س هلذة الق���وى ،قد جند ف���ى النموذج الثان���ى غايتنا اليت تعط���ي للمجلس الوطين حق تع�ي�ن اعض���اء جلن���ة مش���روع الدس���تور معايري وضواب���ط الحييد عنها ،فعلى س���بيل املثال عليه االلتزام: - 1حتقيق شرط متثيل كل القوى السياسية
واالجتماعية ومكونات اجملتمع. - 2تواف���ر الكفاءة واملقدرة واملعرفة باملس���ائل السياسية والقانونية والدستورية. - 3تطبيق مبدأ العزل السياسي ،على إطالقه على إعضاءها. - 4التواج���د النس�ب�ي ب�ي�ن الق���وى السياس���ية ومكون���ات اجملتم���ع ،وتوزي���ع أعضائه���ا ب�ي�ن اجملموعات الثالثة. - 5أي معايري وضوابط أخرى قد ترى بعض القوى السياسية ضرورة وضعها. وهن���ا نالحظ عدم وض���ع معايري خاصة بتواجد امل���رأة وفق ه���ذه املعايري ،وهذا ال يع�ن�ي أن هناك موقف���اً معادياً لتواجدها ،ولكن للقناعة بأن املرأة ه���ي عضواً أصيل م���ن أعضاء اجملتم���ع ،ال ميكن حت ّيده أو فرزه بش���كل تعس���في ،ككيان مستقل ع���ن اجملتم���ع فه���ي موج���ودة ومتواج���دة داخ���ل كل قوى سياس���ية واجتماعية وثقافية ،مؤثرة وفاعل���ة يف عملي���ات التط���ور والتحدي���ث ال���ذي نريده. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ • 28ديسمرب 2012
الطريق إىل القدس
كتبت /هند على اهلوني
.حبجم قيم���ة مكانتها العربية واإلس�ل�امية ج���اء حل���م حتقيق أك�ب�ر مكتب���ة عربية بالقدس يف دول���ة فلس���طني ،كان احلل���م ليبي���اً عندم���ا ص���دح ب���ه الش���اعر الش���ريف بوغزي���ل ليالق���ي صدى أوس���ع فى كل الدول العربية واألجنبية .حتى تبن���ت املش���اركة جهات رمسية وأخ���رى من منظم���ات اجملتمع املدني . احلمل���ة اليت أنطلق���ت فى يوم ممي���ز 2012 . 12. 12كتميز احل���دث كان أول ُ ك ُت ِبه���ا أيض���ا ممي���ز " الن�ب�ي " جلربان خلي���ل جربان وهنا ما قاله عنها ((القدس أمجل مدينة يف الدنيا
عل���ى اإلط�ل�اق .ارتقي���ت كل مافيها م���ن ت�ل�ال وهبطت ّ كل مافيها من منح���درات بني بيوت من حج���ر أبيض وحج���ر وردي وحج���ر أمح���ر بي���وت كالقالع تعل���و وتنخفض.كأنه���ا جواهر منثورة على ثوب اهلل )) وتوالت فيما بع���د اإلمدادات من جه���ات ع���دة جلم���وع املثقف�ي�ن عرب وس���ائل خمتلف���ة من أجل تدش�ي�ن ه���ذا املش���روع وضم���ان جناحه بهدف التأكيد على أننا " امة اقرأ " وان العلم هو السالح األق���وى يف ه���ذا العص���ر واألهم عملية تغييب القدس السياسي وم���ا تتعرض له من تهويد .أن اإلقبال كبري حبس���ب القائمني
15
السنة الثالثة -العدد ( 7 - 1 ( - ) 86يناير )2013
حقيقة مصطفى بن حليم ..وهذا ردي على افرتاءاته صدر ع���ن دار الرواد للنش���ر بطرابلس مؤخ���راً كت���اب (حقيق���ة مصطفى بن حلي���م ..وه���ذا ردي عل���ى افرتاءات���ه). وعل���ى الغ�ل�اف اخللفي للكت���اب يقول الناش���ر عن���ه (هو رد الس���يد أبوالقاس���م العربي الغم���اري على ما جاء يف كتاب مصطف���ى بن حليم "صفح���ات مطوية من تاريخ ليبيا السياسي" من معلومات مغلوطة حول ما كان من أحداث مرت بها ليبيا يف عهد امللك إدريس السنوسي رمح���ه اهلل وأثن���اء تولي���ه مس���ؤوليات بالدول���ة) .ويضيف موضحاً (لقد ادعى ب���ن حلي���م باط ً ال ع���ن الكات���ب ووصفه ً بأوص���اف ال تلي���ق وعاري���ة متام���ا عن الصح���ة مما اضط���ره للكتابة لتوضيح احلقائق والوقوف ضد تزوير التاريخ. الس���يد أبوالقاس���م الغماري مل يش���أ يف البداي���ة كتاب���ة مذكرات���ه ألس���باب مذك���ورة يف ه���ذا الكت���اب ،غ�ي�ر أن التالع���ب باحلقائ���ق واته���ام مصطفى ب���ن حلي���م ألش���خاص بته���م باطل���ة جعلت م���ن الواجب ال���رد والتصحيح .. حتى يكون املواط���ن اللييب وكل مهتم بالسياس���ة يف العامل العرب���ي على بينة م���ن احلقيق���ة .اته���ام أش���خاص بته���م باطل���ة خطأ وجرمي���ة وتزوي���ر تاريخ دولة جرمية أكرب تستدعي التصحيح واملطالب���ة باعتذار مصطف���ى بن حليم لي���س للكات���ب فق���ط ب���ل لكل الش���عب اللييب الذي يس���تحق أن يعرف تارخيه الصحي���ح ويعل���م م���ن كان خملص���اً لليبي���ا وم���ن كان يس���تغل مناصب���ه خلداعه وسلب أمواله). وق���د ج���اء الكت���اب يف حوال���ي مثان�ي�ن صفحة م���ن احلجم الصغ�ي�ر متضمناً ال متسلس ً ثالثة عش���ر فص ً ال كالتالي: مقدم���ة ،ردي على اف�ت�راءات مصطفى ب���ن حليم ،حقيق���ة مصطفى بن حليم،
ونعود إىل طموحات بن حليم ،احملاولة األوىل لتطبي���ق النظ���ام اجلمهوري يف ليبي���ا ،احملاولة الثاني���ة لتطبيق النظام اجلمهوري ،األزمة الدستورية النامجة عن ح���ل اجمللس التش���ريعي ،مصطفى بن حليم وامللك واحلاشية ،مصطفى بن حليم ومس���اعيه للوزارة ،مشكلة وراثة العرش وزواج امللك ،مصطفى بن حليم والكسب غري املشروع ،إبراهيم الشلحي، مصطفى بن حليم وبريطانيا ،ثم أخرياً تعريف وسرية ذاتية ملؤلف الكتاب. ويف املقدم���ة ال�ت�ي كتبه���ا األس���تاذ الدكتور فتح���ي أبو القاس���م الغماري جن���ل املؤلف يس���رد األس���باب اليت أدت إىل نش���ر هذا الكتاب الذي ميثل تفنيداً لتصرحيات الس���يد مصطفى بن حليم اليت أوردها يف كتابه أو خالل اللقاءات املرئي���ة ال�ت�ي أجري���ت مع���ه .ويش�ي�ر الدكت���ور فتح���ي الغماري ب���أن والده مل يك���ن راغب���اً يف كتاب���ة مذكراته أو دفاعه ع���ن التهم اليت كاهلا له الس���يد ب���ن حلي���م ولك���ن بع���د التحقي���ق معه س���نة 2004إث���ر اس���تدعاء مصطف���ى اخلروب���ي ل���ه طلب منه كتاب���ة ردوده وأن���ه س���يعمل عل���ى نش���رها إال أن���ه مل يفي بوعده رغم اس���تالمه ردود الس���يد أبوالقاس���م الغم���اري مكتوب���ة .ويؤكد ب���أن والده قب���ل وفاته بتاريخ الس���ادس عش���ر من شهر مارس 2008طلب منه (العم���ل على نش���ر م���ا كتب���ه رداً على مصطف���ى بن حليم ....م���ع رفع قضية س���ب وتش���هري وق���ذف ض���ده واملطالبة بالتعوي���ض امل���ادي واملعن���وي )..وخيتم الدكت���ور فتح���ي الغم���اري مقدمت���ه لكت���اب وال���ده بالق���ول ( ..واآلن وبع���د جن���اح ث���ورة 17فرباي���ر اجملي���دة نأمل أن جن���د يف القان���ون املنص���ف الدنيوي ونأمل أن تص���ل احلقيقة اليت تدحض
س كتاب ..... على املش���روع واحلماس غ�ي�ر متوقع ففي ليبيا تق���دم جملس الثقاف���ة العام بالتربع بإصدارات���ه وتكفل برعاي���ة احلمله وجعل املق���ر م���كان لتجمي���ع الكت���ب ف���ى مدينة بنغ���ازي .كم���ا وزعت املش���رفة عنها فى ليبي���ا وه���ي الش���اعرة رحاب ش���نيب مهام جتميع الكتب يف كل مدن ليبيا كتالي -: الزاوية .....الش���اعر صابر الفيتوري ....مقر جتميع الكتب صحيفة امليدان مصراتة ....الش���اعر يوس���ف عفط ....مقر جتميع الكتب صحيفة شارع طرابلس طربق .....القاص عوض الش���اعري ....مقر جتميع الكتب صحيفة املختار البيض���اء ...االعالم���ي الش���ريف بوغزي���ل ....مق���ر جتمي���ع الكتب املرك���ز االعالمي اجلبل األخضر بنغ���ازي ....رح���اب ش���نيب .....مقر جتميع
الكتب جملس الثقافة العام وال ي���زال هن���اك اتفاق���ات م���ع العدي���د من امل���دن األخ���رى ،يف حني تأهبت دار الكتب الوطنية على املساندة واملساهمة من خالل قس���م التزويد واهلداي���ا .كم���ا تقدم عدد كب�ي�ر م���ن ال ُكت���اب بإعط���اء نس���خ تفوق اخلمسني كتاب من اإلصدارات مبكتبتهم اخلاصة . هذه احلملة اليت تنطلق من مشروع فكرى نهض���وي مس���تمرة ح�ت�ي بعد أقام���ة حفل تأس���يس أك�ب�ر مكتب���ة عربي���ة بالقدس واليت س���يعلن انش���ائها العام املقبل .وعليه تطلب م���ن كل املهتمني بالكلمة والفكر املش���اركة واملب���ادرة ح�ت�ي يك���ون ألجيال قادمة تواصل نفس املسرية .
اف�ت�راءات مصطفى ب���ن حليم إىل كل فرد يف اجملتمع اللييب الطيب). أما املؤلف نفسه فيعرتف يف مستهل رده بالقول (مل أكن يف يوم من األيام أفكر يف كتاب���ة مذكرات���ي ،ومل اختذ قراراً بذل���ك حتى الي���وم بالرغم م���ن اجلهود ال�ت�ي بذهل���ا أبنائي وأصدقائ���ي وبعض زمالئي الس���ابقني) .بعده���ا يفصح عن الداف���ع أو الس���بب الذي دعاه أن ينش���ر ه���ذا الرد قائ ً ال ( ..غري أني وجدت امسي يظه���ر يف كتاب���ات وعل���ى لس���ان أحد املس���ئولني الس���ابقني يف العهد امللكي يف ليبي���ا ..وهو املدع���و مصطفى بن حليم. لق���د ورد يف كالمه كث�ي�ر من الكذب واإلهان���ات والتصرحي���ات ال�ت�ي ال متت للحقيقة بصل���ة ،وإمن���ا كان غرضها إظهار نفسه للعامل على أنه كان مثال النزاهة والوطنية والش���رف وأنه كان الوحي���د احلريص على مصلح���ة ليبيا ومس���تقبلها .ومل يت���ورع يف س���بيل ذلك ع���ن توجيه التهم إىل أش���خاص كانوا معروفني بنزاهتهم وإخالصهم للعمل والوطن .).. ثم يقدم املؤلف نبذة عن نفسه وأصول أس���رته وعائلت���ه وتارخي���ه الوظيف���ي بداية من عمله مس���اعداً ألح���د التجار ثم مس���ئول مكت���ب الربيد ببل���دة املرج وحت���ى تعيينه س���كرترياً خاص���ا للملك س���نة 1954حت���ى 1960ح�ي�ن نق���ل بعده���ا للعم���ل س���كرترياً خاص���اً لولي العه���د الس���يد املرح���وم احلس���ن الرضا السنوسي حتى س���نة 1969حني متت اإلطاحة باحلكم امللكي. وبع���د أن يتوىل تقديم بي���ان بأمالكه واإلع�ل�ان ع���ن براءت���ه م���ن تهم س���وء استغالل الوظيفة والفساد حبكم صادر عما كان يعرف مبحكمة الشعب ونشر ذلك على صفح���ات اجلرائد والصحف خيتتم مقدمته بتوجيه س���ؤال للس���يد مصطف���ى بن حليم يقول فيه ( ..أس���أل اآلن املتط���اول مصطفى ب���ن حليم ماذا كان س���يؤول إلي���ه مص�ي�ره ل���و كان موج���وداً يف ليبي���ا يف س���بتمرب 1969م وم���اذا كانت س���تظهر التحقيقات من حقائ���ق ع���ن تصرفات���ه غ�ي�ر املس���ئولة وسوء استغالله لوظائفه ومناصبه اليت تقلده���ا إب���ان احلكم امللك���ي؟ ماذا كان س���يقول عن املاليني اليت مجعها خالل فرتة قصرية من توليه مناصب كوزير لألشغال أو رئيس للوزارة؟).. إث���ر ذل���ك يب���دأ املؤل���ف يس���تعرض يف فص���ول كتاب���ه حقيق���ة مصطفى بن حلي���م وطموحاته وحماوالت���ه تطبيق النظام اجلمه���وري وعالقات مصطفى ب���ن حليم وامللك واحلاش���ية ومس���اعيه للوزارة وصفقاته للكس���ب غري املشروع بداية م���ن صفق���ة األنابيب املش���هورة، وخيت���م كتاب���ه بفص���ل ع���ن عالق���ة مصطف���ى بن حلي���م بربيطاني���ا والذي ك���رر يف نهايت���ه توجي���ه األس���ئلة للس���يد مصطفى ب���ن حلي���م طالباً منه تفس�ي�ر عدم ظهوره يف بث مباشر على
اهل���واء م���ع اإلعالمي أمح���د منصور يف برناجمه الش���هري "ش���اهد على العصر" .ويف نهاي���ة كتابه ال���ذي يرد على فيه السيد مصطفى بن حليم يعتذر املؤلف املرحوم أبوالقاسم العربي الغماري من القراء مش�ي�راً إىل أنه مل يسيء إىل أحد حتى السيد بن حليم نفسه. الش���ك أن ه���ذا الكتاب/الش���هادة الذي أجن���زه الراح���ل أبوالقاس���م العرب���ي الغم���اري بتاري���خ 20يوني���و 2005 ولكن���ه مل ي���رى الن���ور إال ه���ذا الع���ام بفض���ل فض���اء حري���ة التعبري والنش���ر ال���ذي أفرزت���ه ثورة الس���ابع عش���ر من فرباير ،س���يضيف العديد من املعلومات ويضعه���ا أم���ام الق���راء وال���رأي الع���ام كافة ،وال�ت�ي بدورها س���تتيح لكل من يعني���ه املوض���وع اإلجابة على األس���ئلة ال���واردة في���ه ،أو التعلي���ق عليه���ا ورمبا نقدها وس���رد وقائ���ع ،وع���رض وثائق، تؤك���د ثبوته���ا أو تفنده���ا وتنفيه���ا،
وبالطبع ف���إن كل ذلك يوف���ر حراكاً وديناميكية يف احلياة الثقافية ويس���هم يف زيادة املعرفة وفتح ملفات ظلت طي النس���يان ط���وال عق���ود مض���ت .فتحية ألسرة املرحوم أبوالقاسم الغماري على نش���ر هذا الكت���اب /الوثيق���ة أو احلجة وش���كراً للناشر األس���تاذ سامل السعدون ال���ذي أهداني���ه فح���رك الفك���ر وامل���داد وحق���ق التواص���ل م���ع الق���راء األكارم والصحيفة الغراء. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ Fenadi@yahoo.com
يونس شعبان الفنادي
16
السنة الثالثة -العدد ( 7 - 1 ( - ) 86يناير )2013
كلمة اىل حكومة ثورة 17فرباير ملن هذا التاريخ ؟؟
عبدالوهاب حممد الزنتانى قلنا يف عهد القذافى ال تش���نقوا التاريخ ولو حببل م���ن حرير فج���اءت حكومة ثورة 17فرباير لتش���نق التاريخ حببل من مسد ! وهك���ذا تك���ون جرمي���ة ه���ذه احلكومة أش���نع وأبش���ع مما فعل نظ���ام القذافى ألن عمله���ا ج���اء يف عه���د نس���ميه ( دميقراط���ي ) وف���ى ظ���ل ث���ورة ش���عب ق���دم أعظم التضحي���ات من أجل احلق واحلري���ة والكرام���ة ،لق���د ف���رض القذافى على أطفالنا هرطقات أمساها نظري���ة يف مناه���ج التعلي���م وتواري���خ م���ا مسعنا به���ا لدى الع���رب ،ومع ذلك ف���ان نظام���ه مل يك��� ّرس اإلقليمي���ة بالش���كل الذي فعلته حكومتنا احلالية ال�ت�ي بنصوص ه���ذا التاريخ ك ّرس���ت اجلهوي���ة اى ما هو اس���وأ من اإلقليمية ال�ت�ي نرفضه���ا يف الظاه���ر لتدخ���ل ه���ذه احلكوم���ة يف التاريخ ال���ذي كنا نس���ميه وطنى نصوصا جهوية جديدة وبالتال���ي فان طلبتنا س���وف لن يعرفوا من تارخيهم اال زعيما من هذه املنطقة وزاوية م���ن املنطقة األخرى وامسا من ش���ىء هالم���ى يق���ال عن���ه اجلمهورية الطرابلس���ية ومعرك���ة يف ه���ذا املكان وع���امل م���ن م���كان آخ���ر حبي���ث مي ّثل تاري���خ املراح���ل الدراس���ية املق���رر اآلن قف���زات فوق ه��� ّوة عميقة ب�ي�ن مراحل تاريخ ليبيا ال يش���مل الشرق مع الغرب وال اجلنوب مع الوس���ط ضمن املراحل الت���ى كان جي���ب أن يتناوهلا كالعهد العثمان���ى األول والعهد الق���ره مانللى والعثماني الثان���ي ومرحليت حماوالت االحت�ل�ال االيطالي واس���تقالل بالدنا وما سبقه !؟ وباختصار شديد البد أن نسأل ملن أعد هذا التاريخ املهلهل املبتور وملاذا وكيف ؟؟ هذا جمرد تنبيه قبل الكارثة .
املسلمــــــــــــــ
“
" مهـم���ا تك���ن راي���ات مجاع���ات الضـ���رار ال�ت�ي يرفعونهـ���ا ،كب�ي�رة وعظيم���ة ،ولـ���و حبجم مسجـد .. ف���أن قرارنا جي���ب أن يك���ون كب�ي�را وحامسا إلسقاط تلك الراية ..ولو بهدم ذلك املسجد " ـــــــــــــــــــــــــــ ه���ذا درس قرآني عظي���م ..نطالعه على عجل ..ومنر به س���راعا بال تدبر وبال فهم ..أنظروا مع���ي أيها األعزاء ..كيف يلفت اهلل س���بحانه وتع���اىل أنظارن���ا ..إىل ذلك املس���جد الذي بين عل���ى عه���د رس���ول اهلل ..لإلضرار باملس���لمني وتفريق وحدتهم . أنظ���روا كيف رفع نفر من الناس راية الدين وأقدموا ــ يف وضح النهار وعلى مرأى و مسمع م���ن رس���ول اهلل وصحب���ه الك���رام ـ���ـ عل���ى بناء مسجد كفر وتفريق بني املؤمنني " ..و َّ َال ِذ َ ين ْ ���جداً ِض َراراً و ُ َك ْف���راً َو َت ْف ِريقاً َبينْ َ اتخَّ َ ُذوا َم ْس ِ للهَّ المُْ ْؤ ِم ِن َ �ي�ن وَِإ ْر َص���اداً لمَِّ ْن َحا َر َب ا َو َر ُس���و َل ُه ِمن ال الحْ ُ ْس َنى وَاللهُّ ي ْ َق ْب ُل َو َل َي ْح ِل َف َّن ِإ ْن أَ َر ْد َنا ِإ َّ َش َه ُد ِإَّنه ْ ُم َل َكا ِذب َ ُون "( التوبة .)107 :
ماذا أريد أن أقول لكم :
بل ماذا يريد اهلل س���بحانه أن يقول لنا ولكم .. من خالل هذا البيان السماوي اجمللجل القوي ..كأن���ه يري���د أن يق���ول لن���ا وبوضوح ت���ام .. خذوا من هذا املس���جد ومجاعته عظة وعربة .. واحذروا من يرفعوا راية الدين سرتا لنواياهم اخلبيثة . كأن���ه يريد أن يق���ول لن���ا ..إذا كان ذلك قد ح���دث بالفع���ل ،على عه���د رس���ول اهلل وأخرب ب���ه الق���رآن الكريم ..فم���ن يكش���ف لكم زيف الكثريين م���ن الكائدين لإلس�ل�ام يف الظالم ، املتآمرين على وحدة املس���لمني ،املتعاونني مع أعداء اهلل ورسوله . كأن���ه يريد أن يلفت أنظارن���ا ..إىل أنه وعلى عهد رس���ول اهلل ،ي���وم كان الوحي يتنزل من السماء خبرب األرض ،فيكشف ما تكنه الصدور وم���ا ختفي���ه القل���وب ..مل ي�ت�ردد املنافقون يف أن يرفع���وا راي���ة الدي���ن ويعلن���وا م���ن خ�ل�ال مس���جدهم ..أنن���ا نعمل باس���م الدين ولصاحل الدين ،وها هو مس���جدنا الذي ابتنيناه بأيدينا ،يش���هد عل���ى م���ا نق���ول ،وحيلفون للرس���ول ولصحابت���ه الكرام ِ " :إ ْن أَ َر ْد َنا ِإ َّ ال الحْ ُ ْس��� َنى " .. لكن اهلل خيرب رس���وله الكريم حبقيقة أمرهم َ ” ..و ي ْ َش َه ُد ِإَّنه ْ ُم َل َكا ِذب َ ُون " من يكشف زيفهم اليوم : من يكشف زيفهم ،ويفضح نواياهم اخلبيثة ، وخيلص املس���لمني من شرورهم ..من يكشف مجاع���ات الكف���ر والتفريق ،ال�ت�ي ال تزال من عهد رس���ول اهلل صلى اهلل عليه وس���لم ،ترفع راي���ة الدي���ن ،وتعم���ل يف العل���ن باس���م الدين وحت���ت س���تار الدي���ن ،ويبتن���ون ألغراضه���م
اخلبيث���ة املس���اجد ،ويقيم���ون اهليئ���ات واملؤمت���رات ،وينش���رون الكت���ب والصح���ف واجمل�ل�ات ،ويقيم���ون املؤسس���ات اخلريي���ة ويوزعون املنشورات الدعائية ،ويبنون املدارس ،وخيدعون الناس . من يكش���ف اليوم زيف املتآمري���ن علينا وعلى ديننا ،من يفضح أساليبهم املطورة ،ووسائلهم اخلادعة الرباقة ،اليت ضللت الكثري من الناس ،وزرعت الفتنة والعداوة والبغضاء بني شبابنا ،وضربت اإلسالم من داخلــه . م���ن يكش���ف زيفه���م ويفض���ح أمره���م ..وقد تعددت الالفتات وتنوعت ..وكثرت الطوائف واجلماعات ..واختل���ط احلابل بالنابل ــ كما يقولون ــ واحتار املس���لمون بني من يرفع راية الدين حق���ا وصدقا ،وبني م���ن يرفعها خداعا وتضليال
تعددت األمساء واملسمى واحد :
تعددت األمساء كما أش���رنا ..وكثرت الفرق واجلماعات ..وجتاهلوا االسم لذي اختاره اهلل لنا ..وافرتق الناس إىل بضع وس���بعني ش���عبة كم���ا توقع رس���ولنا الكري���م -وتربأت كلشعبة ..وكل مجاعة ..وكل فرقة ..من النار وأهل الن���ار ..وادعت أنها ه���ي وحدها الفرقة الناجية. وتناس���وا ..أو جتاهل���وا ..ذلك الب�ل�اغ اجمللجل الق���وي الذي يعل���ن للم�ل�أ وإىل ي���وم الدين .. االس���م الص���ادق والصري���ح ألتباع رس���ول اهلل صل���ى اهلل عليه وس���لم ..ذلك االس���م اجلميل
ال���ذي أحبه الرس���ول وصحب���ه الك���رام ..ألنه َما َج َع َ ���ل َع َل ْي ُك ْم م���ن اختي���ار اهلل عز وج���ل " :و َ ْ ���رج ِّمَّل َ ���ة أَ ِبي ُك ْ يم ُه َو ���م ِإ ْب َر ِاه َ فيِ الد ِ ِّي���نلمْ ِم���ن َح َ ٍ ُ سمَ َّ ُ اك ُم ا ْسِلم َ ني " .
وتعددت األحزاب :
ونش���بت اخلالفات وتفرق املسلمون بني مؤيد ومع���ارض هل���ذه اجلماعة أو تل���ك ..وكثرت الـتأوي�ل�ات وكث���رت اخلصوم���ات وحت���ول املس���لمون إىل أعداء ..يقات���ل بعضهم بعضا .. بعدم���ا تش���بث كل طرف برأي���ه ..وأول كل جان���ب نصوص اإلس�ل�ام عل���ى ه���واه ..فصار ديننا الس���مح اجلميل ..دين اهلل الواحد املوحد إىل مذاهب متعددة وأحزاب خمتلفة ..فصدق فيه���م ق���ول اهلل الكري���م َ " :ف َت َق َّط ُع���وا أَ ْم َر ُه���م ك ُّل ِح ْ ُ���م ُزبُ���راً ُ ���ز ٍب بمِ َا َل َد ْي ِه ْ َ ب ْي َنه ْ ���م َف ِر ُح َ ون " ( املؤمنون ) 53 : وق���د حذرن���ا اهلل تعاىل من ذل���ك ..ونص على ذلك القرآن الكريم يف غري موضع " :إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم يف شيء إمن���ا أمره���م إىل اهلل ث���م ينبئه���م مب���ا كانوا يفعلون " (.األنعام . ) 159 : وأشار إليه أيضا رسول اهلل يف حديثه الصريح اصم َ ْ األ ْح َو ِل َ ،ع ْن أَ ِبي وَا ِئ ٍل َ ،ع ْن َع ْب ِد َ " :ع���ن َع ِ ٍ للهَُّ للهَّ ���ال َ :خ َّط َل َنا َر ُس ُ اللهَّ ِ َ ،ق َ ���ول ا ِ َصَّلى ا َع َل ْي ِه ���ل َم َخ ًّطا َف َق َ ���ب ُ َس َّ يل اللهَّ ِ " ُ .ث َّم َخ َّط وَ ال َ " :ه َذا َس ِ ُخ ُط ً وطا يمَ ِ ي ًنا َوشمِ َ اال ُ ،ث َّم َق َ ال َ :ه ِذ ِه ُس ُب ٌل َع َلى َد ُعو ِإ َل ْي��� ِه ُ ،ث َّم َق َرأَ ان ي ْ ُ يل ِم ْنهَا َش��� ْي َط ٌ ���ب ٍ ك ِّل َس ِ
السنة الثالثة -العدد ( 7 - 1 ( - ) 86يناير )2013
17
ــــــــــــــون ومجاعات الضرار
“ درس قرآني عظيم “
َ :وأَ َّن َه َ يما َف َّات ِب ُعو ُه وَال َت َّت ِب ُعوا -فقلت له :وهل نش���أت الشيعة ..قبل هذه اآلية اطي ُم ْس��� َت ِق ً ���ذا ِص َر ِ ْ ْ ْ ْ ���بي ِل ِه "(س���ورة األنعام الكرمي���ة أم بعده���ا " :ال َي ْو َم أَك َمل ُت َل ُك ْ ���م ِدي َن ُك ْم ُّ الس��� ُب َل َف َت َف َّ ���ر َق ِب ُك ْم َعن َس ِ تمْ َ ال َم ِديناً يت َل ُك ُم اإل ْس َ َ ُ َ ْ ْ ْ ْ َوأ م ُت َعليكم ِنع َم َو َر ِض ُ .)153: ِ تيِ ". وضيعوا مبدأ األخوة اإلسالمية : نع���م ..ضيعوا مب���دأ األخوة اإلس�ل�امية ونبذوه -فقال :بعدها بكل تأكيد . وراء ظهوره���م ..متجاهل�ي�ن قوله تع���اىل " :إنمَّ َ ا -فقل���ت ل���ه :وهل مثة م���ا يدعو إىل ذل���ك ..وقد ِ لمْ ْ ���ون إ ْخ َو ٌة " ..هذا املب���دأ العظيم الذي طبقه أكتم���ل دين ومتت نعمته ..ورضي لنا اإلس�ل�ام ا ُؤ ِم ُن َ ِ رس���ولنا الكريم عمليا عندما آخى بني املهاجرين دينا ........وانتهى بذلك احلوار. واألنصار ..فأصبحوا إخوة متاحبني ..وكان هلم قصة مسجد الضرار : يف اإلسالم ربا واحدا وقبلة واحدة وتوجها واحدا نزل النيب -صلى اهلل عليه وسلم -يف هجرته إىل وامس���ا واحدا ..فجاهدوا معا يف اهلل حق جهاده ..املدينة بقرية قباء ،اليت تقع على بعد ميلني من ونشروا رسالة اإلس�ل�ام معا ..وكما يريدها اهلل املدين���ة املنورة ،فأقام بني أهلها من بين عمرو بن اهدُوا فيِ اللهَّ ِ َح َّق ِجهَا ِد ِه عوف ثالثة أيام ،وأس���س هلم مس���جدا نسب إىل امتثاال لقوله تعاىل " :و َ َج ِ ْ َ ُ ُه َو ْاج َت َب ُ ِّين ِمن َح َر ٍج قريتهم ،فس���مي بـمس���جد قبــاء ..ثم س���ار صلى اك ْم و َ َما َج َع َل َعل ْيك ْم فيِ الد ِ ْ يم ُه َو سمَ َّ ُ اك ُم المُْ ْس ِلم َ ني ِمن َق ْب ُل اهلل عليه وس���لم إىل املدينة فأس���س بها مسجده . اه ر ب إ ِّمَّل َة أَ ِبي ُك ْم ِ َ ِ َ الر ُس ُ ���هيداً َع َل ْي ُك ْ َوفيِ َه َذا ِل َي ُك َ ���م َو َت ُكو ُنوا وكان يوجد بقباء مجاعة م���ن املنافقني ،فكانوا ون َّ ���ول َش ِ َّ ُشه َ حيضرون مس���جد قباء على كره منهم ،إىل أن اس " (احلج.)78 : َداء َع َلى الن ِ أش���ار عليهم أبو عامر الراهب يف الس���نة التاسعة وضاع اإلسالم بني هذا وذاك : وتناسوا أيضا ..بل وجتاهلوا ..هذا البالغ القرآني م���ن اهلج���رة ببن���اء مس���جد هلم جبانب مس���جد األخ�ي�ر ..ال���ذي يعلن إكتم���ال اإلس�ل�ام ..ذلك قب���اء ليضاروا ب���ه أهله ويفرقوا بني املس���لمني يف البالغ املهم واحلاسم يف مسرية الرسالة ..الصادر قريتهم . من رب العزة للناس كل الناس ..الذي أعلن من املنافقون خيفون أغراضهم : خالله بأن اإلسالم قد اكتمل ..واملهمة الربانية وكان املنافق���ون ق���د أخفوا أغراضه���م ،من بناء لرسوله الكريم قد انتهت ..ورفعت بذلك األقالم مس���جدهم كم���ا كان���وا خيف���ون نفاقه���م ،ثم وجف���ت الصحف ..وليس مثة نقص ..وال حاجة أت���وا إىل النيب صلى اهلل عليه وس���لم وهو يتجهز ملزيد ..ه���ذا ما فهمه الصحابة الك���رام ..وهذا ما إىل تب���وك ،فقال���وا له :يا رس���ول اهلل ،إنا قد بنينا تش�ي�ر إليه هذه اآلية الكرمية ْ " :ال َي ْ ���و َم أَ ْك َم ْل ُت مس���جدا ل���ذي العلة واحلاج���ة ،والليلة املطرية ، َل ُك ْ ���م ِدي َن ُك ْم َوأَتمْ َ ْم ُت َع َل ْي ُك ْ ���م ِن ْع َم َو َر ِض ُ يت َل ُك ُم والليلة الشاتية ،وإنا حنب أن تأتينا ،فتصلى لنا تيِ اإل ْس َ ال َم ِديناً " (املائدة .)3 : فيـه ..فقال هلم صلى اهلل عليه وس���لم :إني على ِ عندم���ا نزلت هذه اآلية ..بك���ي أبو بكر الصديق جناح س���فر وحال ش���غل ،ولو قدمنا إن شاء اهلل ، رض���ي اهلل عنه ..فقيل له :م���ا يبكيك يا أبا بكر ..ألتيناكم فصلينا لكم فيه. قال :هذا نعي رس���ول اهلل ..وكان األمر بالفعل فلما سافر النيب صلى اهلل عليه وسلم إىل تبوك ، كم���ا توقع ..فبعد مثانني يوما انتقل رس���ول اهلل أخذوا يصلون يف مس���جدهم ،فظهرت أغراضهم صلى اهلل عليه وسلم إىل الرفيق األعلى. من بنائه ،ألنهم أخذوا يضارون به مس���جد قباء ، اخت���ار ج���وار اهلل ..وانتق���ل إىل الرفي���ق األعلى ..ويصرفون الناس عن الصالة فيه ،إىل الصالة يف بعدم���ا بلغ الرس���الة وأدى األمان���ة ونصح األمة مسجدهم ،فحصلت فتنة بني الناس ،وانقسموا وجاهد يف اهلل حق جهاده ..وتركنا على احملجة على أنفسهم بسبب هذا املسجد . البيض���اء ..ص���راط اهلل املس���تقيم ..الذي ال يزيغ األمر بهدم مسجد الضرار : عنه إال هالك . فلما نزل النيب صلى اهلل عليه وس���لم ،يف رجوعه م���ن تب���وك ب���ذي " أوان " وه���ي عل���ى س���اعة من نعم ..ملاذا ..وقد اكتمل اإلسالم : دار ذات ي���وم ح���وار بي�ن�ي وب�ي�ن ش���يعي ..وكان املدينة ،أتاه أهل قباء يشكون إليه مجاعة مسجد حوارا س���اخنا ..عرضت م���ن خالله وجهة نظري الضرار ،وما أحدثه مسجدهم من الفنت بينهم . ع���ن بعض االحنرافات اليت ح���ادت بهم عن جادة ومل���ا مسع النيب صلى اهلل علي���ه ذلك منهم ،حكم الص���واب ..وع���رض عل���ي م���ا ي���راه ه���و صوابا ..بهدم ذلك املسجد الذي فرق بينهم ،ألن املساجد وحاول���ت أن أقنع���ه أن ذاك ليس من اإلس�ل�ام يف تبنى جلمع كلمة املسلمني ال لتفريقها . ش���ئ فلم يقتنع ..فكان مسك اخلتام أن قلت له :ثم دع���ا بعض الصحابة وقال هل���م :انطلقوا إىل أتؤم���ن بالقرآن ...قال :نعم ...فقلت له :لنحتكم هذا املسجد الظامل ،فاهدموه وحرقوه ..فخرجوا مس���رعني حت���ى دخلوا ذلك املس���جد وفي���ه أهله إىل القرآن ..فوافق على ذلك. فقلت ل���ه :هل كانت هناك – على عهد رس���ول فأحرقوه وهدموه وتفرق أهله عنه . اهلل -فرق وطوائف ومجاعات كاليت نرى اليوم املنافقون يدافعونعن مسجدهم : قال :طبعا ال .وقد دافع املنافقون عن مسجدهم ،وحلفوا للنيب
صل���ى اهلل علي���ه وس���لم إنه���م مل يري���دوا ب���ه إال احلس���نى ..لكن النيب مل يس���مع هل���م ،ومل يهتم بأم���ر نيته���م ب���ل نظ���ر إىل الضرر ال���ذي أحدثه مس���جدهم ،وأن���ه باإلضاف���ة إىل ذل���ك ال حاجة تدعو إىل إقامته جبوار مس���جد قباء ،الذي أسس من أول يوم وطئت فيه قدم النيب صلى اهلل عليه وسلم أرض املدينة ..ويف ذلك يقول اهلل تعاىل : ين اتخَّ َ ُذ ْ َك ْفراً َو َت ْف ِريقاً " و َّ وا َم ْس ِجداً ِض َراراً و ُ َال ِذ َ لمْ ْ للهَّ َبينْ َ ا ُؤ ِم ِن َ ني وَِإ ْر َصاداً لمَِّ ْن َحا َر َب ا َو َر ُس���و َل ُه ِمن لحْ ْ للهُّ ْ َّ َ ْ َق ْب ُ ُ ���ل َو َل َي ْح ِل َف َّن ِإن أ َرد َنا ِإال ا ْس��� َنى وَا يَش��� َه ُد ُون * َ ِإَّنه ْ ُم َل َكا ِذب َ س َع َلى ال َت ُق ْم ِفي ِه أَبَداً لمََّ ْس ِج ٌد أُ ِّس َ َّ ْ ْ َّل ي َْوم أَ َح ُّق أَن َت ُقو َم ِفي ِه ِفي ِه ِر َج ٌ ال التق��� َوى ِمن أَو ِ ٍ لمْ ْ للهُّ يحُ ُّب َ َ ِّر َ ين * أَ َف َم ْن ون أن َي َت َط َّه ُروا وَا يحُ ِ ُّب ا ُ َّطه ِ ِ ْ ْ للهّ ْ ان َخيرْ ٌ أَم أَ َّس َ َرض َو ٍ ���س بُن َيا َن ُه َع َلى َتق َوى ِم َن ا ِ و ِ ْ َّم ْن أَ َّس َ ْ س بُن َيا َن ُه َع َل َى َش َفا ُج ُر ٍف َه ٍار َفانهَا َر ِب ِه فيِ ني * َ َن َم وَاللهُّ َ ال ي َْه ِدي ْال َق ْو َم َّ ال َي َز ُ ���ار َجهَّ الظالمِِ َ ال َن ِ ْ َّ وب ِه ْ ���م ِإال أَن َت َق َّط َع ب ُْن َيا ُنه ُ ُ���م َّال ِذي َب َن ْوا ِري َب ًة فيِ ُق ُل ِ ُق ُلو ُبه ْ يم " (التوبة )110 – 107 : يم َح ِك ٌ ُم وَاللهُّ َع ِل ٌ
وأخريا :
تبقى احلكمة الربانية اخلالدة ،من وراء كشف مجاعة مس���جد الضرار ،اليت رفع���ت راية الدين متويها وخداعا وتضلي�ل�ا ..تقول لنا ..مهما تكن رايات مجاع���ات الضرار ال�ت�ي يرفعونها ،كبرية وعظيمة ،ولو حبجم مس���جد ..فإن قرارنا جيب أن يك���ون كبريا وحامسا إلس���قاط تلك الراية .. ولو بهدم ذلك املسجد . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ Al_oribi@yahoo.com
سعيد العرييب
18
السنة الثالثة -العدد ( 7 - 1 ( - ) 86يناير )2013
العدالة االنتقـــــــــــــــ سليمان عوض الفيتوري
أو ً ال /بتاريخ 2012/6/10 انعقد يف بنغازي ،مؤمتر القضاء العسكري والعدالة االنتقالية ،حتت شعار االرتقاء بالقضاء العسكري والعبور اآلمن يف ليبيا احلديثة. شارك فيه عدد من القانونيني ،من مصر وتونس ومن القانون الدولي ،وكذلك اجملتمع املدني ،دومنا إشارة إىل القانون . 2012/17 مل أنتظر املناقشة ، فالبحوث اعتيادية ،راجحة يف ميزان العدالة ،اليت ال تتجزأ ،فاإلنسان ك ّرمه اهلل ومن أمسائه تعاىل العدل ، وهو أساس امللك .
ثاني���اً /وبتاري���خ ، 3/11/2012ويف بنغ���ازي أيض���اً ،انتظم���ت خنب���ة جّله���م (نش���طاء) ، حقوقي���ون لتفعيل القانون ، 17/2012املعدّل بالقانون ( ، 41بش���أن إرس���اء قواع���د املصاحلة الوطنية االجتماعية) . وكان هناك جدّية يف حدود مدلول النص ،وما بدا للجنة التحضريية من حماور هي : )1العدال���ة االنتقالي���ة ،،مفهومه���ا وأهدافها، تقص���ي )2القان���ون 17والتق���ادم )3 ،هيئ���ة ّ احلقائ���ق واملصاحل���ة ،وانعق���اد اخلصوم���ة ،وأث���ره عل���ى حجي���ة األح���كام )4 ،ازدواجي���ة التعويض ،سبباً وموضوعاً ،وخالفه. ثان )1 :التشكيالت املادة )2 ، 4مدى حمور ٍ مس���ئولية الدولة عن التش���كيالت )3 ،قرارات اهليئ���ة ،وجهة التظّلم ،وغري ذلك ،عن التق ّيد بقانوني املرافعات واملدني ،ومبلغ التعويضات ، والتنفيذ اجلربي ،ثم احلجز اإلداري . مل يك���ن ل���ي م���ن راي فيم���ا انته���ى إلي���ه هؤالء األس���اتذة وعلى رأس���هم األس���تاذ حسني تقصي البوعيش���ي ،رئيس جمل���س إدارة هيئة ّ احلقائ���ق واملصاحل���ة ،وه���و رئي���س س���ابق للمحكمة العليا . ال جم���ال أمام���ي للتعقيب س���وى مالحظة –على استحياء ، -أن قانون إنشاء مكتب املظامل رقم 42/1970اس���تعارة م���ن ديوان املظامل يف صدر اإلس�ل�ام كجزء م���ن القضاء ،يف إحيائه م���ا يغ�ن�ي ،وع���ذر مل���ن مل يعاص���ره ،كدعامة ودعاية النقالب 1969كما أنش���ئت حمكمة خاص���ة للمس���ئولني عن الفس���اد السياس���ي يف العهد امللكي ،ا ّتسمت بالنزاهة. ----------------ثالثاً /وبتاريخ ، 20/12/2012أجدني وسط املركز اللييب للعدالة االنتقالية (الدولية) مع خنبة قانونية (نشطاء) مؤسسة اجملتمع املدني
وحقوق اإلنسان ، مرتبّص���ة ،تكون للمنتخب�ي�ن ،وماعداهم رأي ً وق���د جتّل���ت حري���ة ال���رأي ،تنفيس���ا عم���ا يف عام ينقله اإلعالم. الص���دور ،حت���ى انطلق���ت من املنص���ة صيحة )2م���ن األهمي���ة مب���كان الس���ؤال ع���ن م���دى ب���أن مؤسس���ة اجملتم���ع املدني (حكوم���ة ظل) ،احلاج���ة إىل (العدال���ة االنتقالي���ة) ،الواف���دة ، صح���ت النتهت مع اجملل���س االنتقالي وأنه���ا ال تعت ّد بالتق���ادم ،أي املنصوص عليه يف اليت لو ّ املادة 107عقوب���ات ،مزايدة على القانون رقم املؤقت . نص على عدم س���قوط )3ال حاج���ة لن���ا بتقليد من دع���ت وضعيتهم ، 1998 = 11/27قد ّ اجلرمية ،فض ً ال عن والية القاضي الش���رعية لعدال���ة مس���توردة تتناس���ب م���ع (الفوض���ى ،ال تعود إىل ما يزيد عن 33سنة ، اخلالق���ة) ،مبقول���ة ( :لذي���ذ احلي���اة ما كان وثـنـّ���ت الناطق���ة على رف���ض (رد اعتب���ار) من فوضى). توعدتهم ،مهما طال عليه الزمن ،فقد أغلقت )4إمنا حاجتنا يف استتباب األمن حتى يتسنى ّ ب���اب التوب���ة بابتس���امة عريض���ة ،متجاهل���ة :للقض���اء األصي���ل أن حيم���ي كل مواطن من (خياركم يف اجلاهلية خياركم يف اإلسالم) .كل حيف ،وتكون كلمته (عنواناً للحقيقة). * ولتش���عب املفاهيم ،مما يس���تغرق اجلهد )5والعف���و الع���ام ال يس���قط القص���اص ،وال والوقت ،فعوضاً عن تت ّبع املواد ،تكون ملخصة حيول دون مقاض���اة األفراد ومالحقة اآلمثني (يف ورق���ة) ،يس���تخلص منها املناس���ب يوم 25ش���خصياً عن أي انتهاك بعين���ه ،خطأ أم عمداً . 12/2012/ ،فهذا (حق التقاض���ي) ،وإال فما معنى تفعيل أم���ا املوض���وع فه���و (مش���روع قانون ،بش���أن القضاء؟ العدال���ة االنتقالي���ة) ،بأهداف نبيلة لرتس���يخ )6أما التش ّفي ،خللق أعداء بتعميم املسئولية (األم���ن) وردع االنته���اكات ،ليطمئ���ن الناس افرتاض���اً ،والتنكيل جزافاً ،حت���ى تثبت الرباءة إىل قي���ام العدال���ة ،بتحديد مس���ئولية الدولة ،فه���ي الفتنة أش���به بالقول ( :م���ن كان منكم توثيق���اً للوقائ���ع ،م���ع تعوي���ض املتضرري���ن ،بال خطيئة فلريمجها) . لتحقيق املصاحلة ،وفحص املؤسس���ات (مجع )7وأم���ا اس���تحقاق التعوي���ض دومن���ا س���ند ، استدالالت) ،مما يوصف بأسلوب سفراء النوايا يكون مص���دراً لاللتزام ،فهذا مطلب ال حيميه احلسنة . القان���ون ،يرتت���ب عليه إقرار مبس���ئولية ،دون * وكان املش���روع مبثابة فصول مس���تحدثة تواف���ر صف���ة املختص���م (وال ت���زر وازرة وزر بدي ً ال ع���ن القانون ، 17/2012اجلاري العمل أخرى) . به ،كما سلف ، )8األضرار العامة ،حس���ب ثورة 17فرباير ، تعدي�ل�ا ل���كان واقع���اً معق���و ً ً ول���و كان ال ،ولو رد اعتبار ش���عب هلويته وكرامته ومكانته بني ً ً تـناولته وسائل اإلعالم لكان عرضا مقبوال. الش���عوب ،وأن ينعم بتكافؤ الفرص يف عيش���ة * وقص���ارى القول جتمل يف بعض املالحظات راضية كما كان يف ظل دستور . 1951 التالية : )9وكذل���ك اال ّتهام���ات تس���لطاً واس���تبداداً ، )1بداي���ة عم���ا ختم���ت ب���ه الناطق���ة ،ع���ن فه���ي م���ن الق���وة الغامش���ة للحط م���ن قيمة مضارع���ة املؤسس���ة للمس���ئولني كمعارض���ة الف���رد الذاتية ،بس���لب ماديت���ه ،بفرض نظام شاذ ،س���لباً وتش���ريداً ،إىل حافة اإلبادة ،حتى أدى تزاي���د الضغ���ط إىل االنفج���ار امل���دوّي يف 17فرباير, )10م���ؤدى ذل���ك حالة احل���رب اليت مل تضع كل أوزاره���ا ،مم���ا ال ّ حمل ل���ه اآلن ،عن جرب ض���رر األف���راد ّ ، ق���ل عدده���م أم كث���ر ،فلهم مطال���ب أول ّي���ة تتم ّث���ل يف األم���ن م���ن اخلوف ،واإلطع���ام م���ن اجل���وع ،ويف امل���أوى والعمل ، وإص�ل�اح املستش���فيات وامل���دارس والطرق���ات واخلدم���ات ،ولي���س لإلث���راء ،وه���ل سيش���مل الزنادقة السجناء؟ )11ومل���ا هو مس���تقر عليه من أن مس���ئولية احل���رب قاص���رة عل���ى قادته���ا ،وال مغ���االة يف الق���ول بأن م���دة حربن���ا ( ،بسوس���ية) 40عاماً ون ّي���ف ،قائدها واحد ،وضحاياها ال حصر هلم ،مبا فيهم أعوانه س���واء املؤمنون ب���ه أم املغلوب على أمرهم ( ،طاعة أولي األمر). * فم���ا ح���دث يف ليبيا يس���تعصى فهمه بداية ونهاي���ة ،وبالتالي ما نش���أ عنه ال يصح قياس���ه على جتاوزات اآلخرين ممن اس���تعاروا العدالة االنتقالي���ة ،بينما حصيلة األربعة عقود عندنا
السنة الثالثة -العدد ( 7 - 1 ( - ) 86يناير )2013
19
ـــــــــــــــالية وما أدراكها ؟ زل���زال وبراكني من فع���ل الطبيعة الغاضبة (طاعة أولي األمر) . )12ال يص���ح مطلق���اً حتمي���ل 17فرباي���ر وزر الغاص���ب الذي مل يت���و ّرع عن االنتاهكات حملي���اً وعاملي���اً ،ش���رعته الغص���ب والس���لب ،ال قان���ون مينع���ه ،وال ضم�ي�ر يردع���ه ،آل���ة مربجم���ة صنع���ت خصيصاً مبخط���ط عاملي لفائ���دة الق���وى العظم���ى ،دوام���ة (مثل���ث برمودا) . * وم���ن هن���ا يضح���ى الق���ول بتحمي���ل الضحي���ة مغب���ة أفع���ال اجلان���ي ،يس���توجب االعت���ذار وج�ب�ر االض���رار ،واألض���رار تعدّت دول اجل���وار ،ف���أي (عدالة انتقالي���ة) تق ّر أو تقرر مسئولية اجملين عليه . )13وعل���ى نط���اق مس���ئولية التابعني ومن تبعه���م ،مكره�ي�ن أم طائع�ي�ن ،فإضافة إىل م���ا س���لف ،كي���ف نؤاخ���ذ من رض���ع حليب الغي���ل ،ومل (يش���رب حلي���ب الناق���ة) ،ونش���أ وترعرع بالتلقني ،وتع��� ّرف يف الروضة على وش���ب معاص���راً (جليل الفاتح) (بابا معمر) ، ّ ،وهت���ف وراء (هيئة التدري���س) (عّلم يا قائد عّلمن���ا) مبدأً وعقي���دة ،ذك���وراً وإناثاً (عليه منوتوا يف امليدان اللي داير للمرأة ش���ان) ،ودع الشعراء والفقهاء واألدباء . ويف مرحلة الكهولة تو ّلوا املسرية ( ،لو خضت بن���ا ِب���رك ال ِغم���اد خلضناه���ا مع���ك) ،قيل���ت للرس���ول الكريم ،من ش���ب على ش���يء ش���اب عليه. وحتى املقربني جداً ،واقعني يف األسر ،طاعة عمي���اء ،أو اس���تجابة عل���ى مض���ض كره���اً وقه���راً ،فهم يف فزع من جم��� ّرد تعكري املزاج ّ فيحل بهم غضب اآلهلة ، ،ومل حيولوا دونه ، فيبادرون بأكثر مما هو مطلوب ،إن إسرافاً يف القتل ،أو تنكي ً ال يرهب األبرياء . حنمل هؤالء مسئولية ،ونعاقبهم * فكيف ّ على مبدأ م���وروث ،وعلى فعل مباح يف حينه ،ومف���روض قانون���اً عل���ى احملارب ،يف تش���اد وأوغن���دا ،أو (الفتائح) ؟ وحتى املوكول إليه اخلطف واالغتياالت يف اخلارج والداخل على السواء ،أوامر سلطة جائرة ،جم ّندون رمسياً مبا فيهم افحيمة واملقرحي ، وكذل���ك ،اإلخ�ل�اص الوظيف���ي يف اإلدارة املدنية ،ال اس���تقالة وال تقاعد ،ارتباط أبدي ،على س���بيل املثال :منصور الكيخيا اس���تقال ليم���ارس احملام���اة ،فغ���ادر مكتب���ه ليت���ولىّ الدبلوماسية يف االمم املتحدة ،من أجل ليبيا ،والوزير املنقوش رغم س���نه ومرضه يستمر يف عمل���ه ،وحت���ى دوردة ،خدمات���ه تطيل يف عم���ر الوظيفة ،وال تثريب على البغدادي وال حسن العالقة مع إسرائيل على الزوي ،الذي ّ ّ بواس���طة ملك املغرب ،الذي س���لم احمليشي ، وإال هللك كما هلك بومدين ،النتوائه إنقاذ الشعب اللييب . وه���ذه اهلجرة كتبت على مائ���ة ألف (إال أن يقول���وا ربنا اهلل) ،فاإلره���اب الدولي ّ مرخص
ب���ه مع االتفاق على التعويض س���لفاً ،ويكفي إس���قاط الي���و ت���ي إي ،م���ن أج���ل املناض���ل د. املقري���ف ،وخط���ف منصور ،وم���ن قبله عمر احمليش���ي ،أبع���ده الس���ادات ،ليتل ّقف���ه مل���ك املغ���رب ،ليلتح���ق حب���واس ،باعهم ليش���ري نفسه ، ّ * ومص���ر س���لمت مط���ر وع���زات ،وحت���ى أملاني���ا أفرجت ع���ن مصطفى الزاي���دي إنقاذاً خلربائه���ا يف ليبي���ا و(س���تبدي ل���ك األي���ام ما كنت جاه ً ال) ، وأما األفارق���ة ذيول كالنمريي ،وبوكاس���ا باعوا أنفس���هم لقاء السحت ،وسجدوا دون أن ميسك هلم عصا املاريشالية. * وكذلك (شلقم) ما انش���ق إال بإيعاز ،قبل غرق الس���فينة ،وأراه يف ف���زع من أحالمه يف منامه عن أيامه بباب العزيزية ، *أنته���ي إىل ما نص���ح به مانديال ع���ن العفو والصفح ولنردد (إذهبوا فأنتم الطلقاء) . جت���ب م���ا قبله���ا ،وحت���ى وث���ورة 17فرباي���ر ّ ال يبعدن���ا اجل���دل البيزنط���ي ح���ول العدالة االنتقالي���ة ،ع���ن مناقش���ة دس���تور ، 1951 ففي���ه اهلداية إىل دول���ة حضارية كما بدأت حينم���ا أعلنت يف مثل هذا اليوم ،اإلثنني (24 ديسمرب). ويف سياق ما سلف ال ضري من مراجعة مقطع من مالحظ���ات (هارولد الس���كي) تأمالت يف ثورات العصر ،عقب احل���رب الكونية الثانية ،تقول : ّ ّ (وعندما يتس���لط اخلوف على حكام جمتمع م���ا ،يب���دو أن العق���ل نفس���ه أصب���ح عدوه���م ،وأولئ���ك الذي���ن حيكم���ون ب���أن سياس���تهم خمطئ���ة يصبحون فوراً أع���دا ًء هلم ،بل حتى
عدم اهلتاف بسياستهم يؤدي إىل االشتباه يف سوء النية . وكلم���ا كان اخلوف أعمق زاد ما يتولد عنه م���ن وحش���ية ،فيندفع احل��� ّكام حت���ت تأثري منطق جمنون إىل القيام بأعمال تزداد قسوة ،لكي يكبتوا ذكريات أخطائهم األوىل وهم ال يستطيعون التمهّل ليفكروا ،ألنهم لو فعل���وا ذلك ،فكأنهم يش��� ّكون فيما يعتقدون ، وتعمى أبصارهم عما يف طريقهم من صعاب ،وتصم أذانهم عن أي حتذير هلم بشأنها ،بل حتمل أي رسول يأتي وقت ال يستطيعون فيه ّ حيمل أخباراً سيئة ،حبيث يصبحون فريسة ألمراض نفس���ية تس���اعدهم على بن���اء عامل أشباح ال تعرف احلقيقة سبيلها إليه . ويب���دو هل���م وه���م يف ش���جونهم يعاقرون أفكاره���م أن���ه ليس هناك ش���ئ ممكن س���وى االنتص���ار الكام���ل ،أو اهلزمي���ة املاحقة ،فهم بع���د ما طرحوا العق���ل جانباً ،فق���دوا دليلهم إىل الطري���ق الوس���ط ،ألنه���م يدرك���ون أن أس���وأ ما يف األمر قد يق���ع ،ومن ثم ي ّتخذون احتياطهم ضده . وتصبح السياسة مؤامرة بشعة ،ال يأمن فيها على نفسه إىل من يضرب أو ً ال . وعندئذ ختضع احلياة لواسطة املخربين والبولي���س الس���ري ،ويصري ه���ؤالء يف نهاية األمر هم الذين حيددون اجتاه السياسة ، ويؤخذ التس���امح ،إما على أن���ه دليل ضعف ، وإما دليل سوء نية ، وال يصي���ب جناح���اً إال أولئ���ك الذين يس���مع الزعماء يف أقواهلم صدى أوهامهم ، والتص��� ّرف الذي يتم بدافع من نزعة اخلوف ،ال يف ّرق بني اخلطأ والصواب ،
ففي ظل النظام الذي يسوده اخلوف ،تصبح املبادئ عدمية اجل���دوى ،حيث أن النجاح هو معيار اخلري الوحيد . وت���ؤدي احلاج���ة إىل أن خيف���ي امل���رء م���ا يدور يف خلده ،خش���ية العق���اب إذا ص ّرح به ، إىل جعل املهارة يف النفاق بضاعة رائجة ،وال يعود لس���ائر املواطنني ش���خصية عامة ،فهم يس���اقون إىل االختفاء خلف رقاب���ة العالقات اخلاصة . ويت���ولىّ املتعصب���ون والبلطجي���ة زم���ام األمور ،ويس���تعملون املنافق�ي�ن والوصوليني أدوات هل���م ،وتثري تصرفاتهم ع���دا ًء بطبيعة احلال ، وملا كان هذا العداء ال جيد وسيلة للتعبري الذاتي جهراً ،فإنه يتح ّول إىل التآمر ،بيد أن التآمر ي���ؤدي ،عندما تكون احلكومة خائفة ، إىل رد فعل يتجاوز أث���ره صفوف املتآمرين ، وهو يهئ الفرصة جلع���ل اإلرهاب أداة دائمة يف السياسة . ومل���ا كان البد لإلرهاب م���ن أن ي ّولد احلقد ، كما اكتش���ف كل من روبسبيري ،وستالني ،فإن تغيريه يصبح أكثر صعوبة مع الوقت ، واحلكوم���ة اليت تقوم على اخلوف تدفع دفعاً حنو الطغيان ، ً ً ولق���د م��� ّر 25قرنا تقريب���ا ،من���ذ أن الحظ أرس���طو بدقت���ه املعه���ودة مسات ه���ذا الوضع بالتفصيل) . وهك���ذا يعي���د التاري���خ نفس���ه ،كم���ا يق���ول توينيب ،والتاريخ ال يرحم. بنغازي يف 24/12/2012
20
السنة الثالثة -العدد ( 7 - 1 ( - ) 86يناير )2013
ـاه َر ُة َو َّ ان َّ َ الث ْو َر ُة َو َم ْي َد ُ ير َوأَ ْش َيـاء أُ ْخ َـرى الق ِ الت ْح ِر ِ
الق َصص َوال ُو ُجــوِه َو َّ الشـ َواِرِع المُْ ْ َّ َ َ ُ ُ ـك َت َّظِة ني ي ال م : ة ر ه ـا الق ـان ك ُس َ ِ َ ِ ِ ِ ()4
خــالد مخيس السحــاتي ���ط َ اه َر ِة َت ُع ُّ ���ج ُم ْع َظ ُ ���م َش��� َو ِار ِع و َ الق ِ َس ِ ِب َّ اص َل�ْي�نْ ِ ، ي���ج و َّ ���ب املَُت َو ِ َالص َخ ِ الض ِج ِ لمْ ْ ���ر ِة ا ُ ْب ِهـ���ج ِمث ُ َف َل ْي ُ ���ل َ َـار َه���ا اه َ الق ِ ���ل َنه ِ ِ ْ ْ َّ َ َ َ َ َ فيِ َذ ِل���كِ ،إال أ َّن الف ْ ُم���ا يَك ُم ُن ـ���رق َب ْينه َ الز َحـ���ام َل ْي ً ال ( َو َل ْي َ فيِ ِقَّل ِ ���س َذ ِل َك فيِ ���ة ُّ ِ ���ل َّ الص ْي ِ َف ْص ِ ���ف َط ْبع���اً)؛ وا ِل َس��� َب ُب فيِ ٌ ِقَّل ِة ُّ َسيط ِج ّداً ،و ُ َه َو ���ب ّياً) ب ِ ـام ( ِن ْس ِ الز َح ِ لمْ لحْ ُ ُ َ ُ َت َو ُّق ُ ���ف َّ وم َّي ِة الدوَا ِئ ِر وَا ؤ َّس َس ِ ���ات ا ك ِ المُْ ْخ َت ِل َف���ة َع ْ ���ل فيِ َه َ ���ذا ْال َو ْق ِت، ���ن ال َع َم ِ ِ ِ ِحني َيترَ َ َّد ُد المْ ْ ُ ���ون ُمن ُ اج ُع َ اح ب الص ذ ر َّ َ َ فيِ ِ ِ ِ ْ ُ���م و َ ُ���ون ِم ْنه ْ ���ر (املِ ْص ِري َ َاأل َجا ِن ُب اك ب ال َ ِ ِ اص َم ِة أَ ْو ِم َ ات ���ن المْحُ َ ا َف َظ ِ َس��� َوا ٌء ِم َن ْال َع ِ ُ األ ْخ َرى) َع َلى ِت ْل َك َّ ات الدوَا ِئ ِر وَالمُْ َؤ َّس َس ِ ام َ ال ِت ِه ْمَ ،ف ُم َج َّم ُع َّ ير ِل َق َض���ا ِء ُم َع َ الت ْح ِر ِ الض ْخ���م َم َث ً ���ر �ل�ا ِب��� ُك ِّل َط َو ِاب ِق��� ِه و َ َم َق ُّ َّ ِ ْ ���ة ُّ ���ة َو َو َزا َر ِة َج ِ َل ال َع َر ِب َّي ِ ام َع ِ ال���دو ِ َالت ْل ِف ْ َ َ ِّ َ ْ ُون ي ز و ة اع ذ اإل ى ن ب َم و ة ي ج ار اخل ِ ِ َّ ِ َ ِ َِ ِ ْ ْ ���وث و ِّ ���ات ال َع َر ِب َّي ِة وَ َالد َر َ اس ِ َم ْع َه ِد ال ُب ُح ِ لجْ َ ���ة فيِ َّ ي���ر وَا َ ِ ���ة األ ْم ِري ِك َّي ِ ام َع ِ الت ْح ِر ِ ْ ْ َ َّ ْ ات ���ر ال َعي�ِن�يِ ِّ ،و َ َحت���ى ِّ الس���فـا َر ِ وَال َق ْص ِ ات َّ الث َقـا ِف َّي ِة َو َب ِق َّي ِة اك ِز وَالمُْ ْل َح ِق َّي ِ وَالمَْ َر ِ ْ ���ي ِة اس َّ َّ���ة و ِّ المُْ َؤ َّس َس ِ َالس َي ِ ���ات االق ِت َصا ِدي ِ َالص ِّح َّي ِةَ ،ت ْس َت ْق ِب ُل ي َْو ِم ّياً و َّ يم َّي ِة و ِّ َالت ْع ِل ِ لمْ َ ُ َ َ َ ترَ ْ ���ات ا ِّد ِد َ ���ن ي���ن َعليهَ���ا ،ن ِ ِم َئ ِ اهي���ك َع ِ ام ِل َ المُْ َو َّظ ِف َ ���ات، ني فيِ َه ِذ ِه المُْ َؤ َّس َس ِ ني ْال َع ِ َ األ ْم ُر َّال ِذي َي َت َسَّب ُب فيِ َم ِزي ٍد ِم ْن َت َق ُ اط ِر َْ ْ اص َم ِة ،و ُ َه َنا َّة َع َلى ْال َع ِ ���ري ِ األف َو ِاج ال َب َش ِ َت�ْب�رْ ُ ُز ْال َو ِظ َ َاري ُ يف ُ ���ي ُة ـاس َّ َّ���ة ِّ الس َي ِ اإلد ِ ���ة ِ ���ار أَ َّن لهَ َ ا ُش ْ ���ه َر ًة اه َ ِل ْل َق ِ ���ر ِةَ ،ع َل���ى ْاع ِت َب ِ َر َ َت ْقِلي ِدي ً َّة بمِ ْ وقراطي ِة ري َّ ك ِز َّي ِتهَ���ا الب ُ الث ِقي َل���ة و ْ َال َع ِر َ َاحـ ٍدَ ،ف ِه َي آن و ِ يق ِ َّ ِ ���ة فيِ ٍ لمْ ْ ُ اخ ُب. َح ُم َّ الص ِ َق ْل ُب ِم ْص َر ا زد ِ
اه َر َة َس َت َت َف َّو ُق َع َلى ُ َرى ْال َب ْع ُ ض أَ َّن َ ك ِّل َوي َ الق ِ لمْ ْ ُ َ لهَ لمَ َّ َ اظ َر ِة ا فيِ ِت ْع َدا ِد ُّ ُن ال َعا ِ ا ن ِ السك ِ ُمد ِ انَ ،وفيِ ْ لمْ لحْ ْ ْ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ ���ة ِبثالث ِة ِم َس َ ���اح ِة الكتل ِ َّة ا أ ُهول ِ ���ة ا ض ِاري ِ ص ُم ِه َّم ٍة ،أَ َّولهَُ ا :أََّنهَ���ا المَْ ِدي َن ُة ْال َو ِح َ يد ُة َخ َصا ِئ َ ْ َّة ُ ْال ُك�ْب�رْ َ ى المُْ َم ِّث َل ُ كِّل��� ِه، ���ة ِل َت ِار ���ري ِ ي���خ ال َب َش ِ ِ َو َثا ِنيهَا :أََّنهَا المَْ ِدي َن ُة ْال ُكبرْ َ ى المَُْت َو ِّسَ���ط ُة ِف ْك ِر ّياً ات س ُج ْغ َرا ِف ّياً َف َح ْس ُ ���ب ِف َ َو َل ْي َ يما بَ�ْي�نْ َ َح َضا َر ِ لمْ لمْ ْ ْ ْال َعالمَ ِ ا ُخ َت ِل َف ِةَ ،و َثا ِل ُثهَ���ا :أََّنهَا ا َ ِدي َن ُة ال ُكبرْ َ ى ْال َو ِح َ ���ة َت ْه ُفو اص َر ُم َقد َ يد ُة َّال�ِت�يِ تحَ ْ ِـوي َع َن ِ َّس ٍ (م ْ وب َ ِإ َل ْيهَ���ا أَ ْف ِئ َ ���ن أَ ْك َث ِر ِم ْن ���د ٌة َو ُق ُل ٌ ك ِث َ ري ٌة ِ ين َوأَ ْك َث ِر ِم ْن َم ْذ َه ٍب). ِد ٍ َ َّ ـاع َ ْ َ َ ���ف َع َد ُد م الز ���ن م ن ـ���ر ق ى ���د م ���ن َت َض َ َ َ ٍ ِ َوفيِ ِ ْ ْ َ ثمَ ـ���ر ًةُ ،من َت ِق ً ُس َّ ـان َ ال ���ر َم َّ ���ر ِة ا ِن َي َة َعش َ اه َ الق ِ ���ك ِ ْ ِم ْ َ ���م ٍة ِإلىَ َ ِّ ���ف ( )600000ن َس َ مائة أل ِ ���ن ِس���ت ِ ـ���د َع َش َ ْ اع َ أَ َح َ ���ف َع َد ُد ���م ٍةَ ،و َت َض َ ـ���ون َن َس َ ���ر ِمل ُي ِ لحْ ْ ْ ُس َّ ـاص َم ِة، ـان ال ُق َ ـ���ار َج ال َع ِ ـ���رى ا َ َض ِري ِ ���ك ِ َّة َخ ِ ْ ْ ْ ينْ ين َم َّـر ًةُ ،من َت ِق ً َعشِ���ر َ ال فيِ المُْ َّـد ِة َذا ِتهَا ،اث َن َت ِ و ِ ْ ْ ـون ون َن َس َ ���م ٍة ِإلىَ (ِ )30.5مل ُي ِ ِم ْنِ )1.4( :مليـُ ِ َن َس َم ٍة. لمْ ْ ���ر ِة بَ�ْي�نْ َ آ َث ِار َوفيِ ِد َر َ اه َ ���ن "ال َق ِ اس��� ِت ِه ا ُ ِه َّم ِ ���ة َع ِ ْ ���يس ِّ اض���ي وَِإ َع���ا َد ِة َّ َ���رى ���ي" ي َ الليبرْ َ ا ِل ِّ المَْ ِ التأ ِس ِ ���ث فيِ المَْ ْر َ اح ُ ���ز ْال َو َط ِّ إيري���ك دني���س ْال َب ِ ك ِ نيِ ���و َ ���ي ِبفرنس���ا أَ َّنَّ : ال ِت "الت َح ُّ ���ث ْال ِع ْل ِم ِّ ِل ْل َب ْح ِ ْ َالدمي َ ���ي ِة و ِّ ���ة اس َّ ���ة و ِّ َالس َي ِ ُوغ َرا ِف َّي ِ ال َو ِظي ِف َّي ِ يل بي َئ لمْ ْ و ْ ���ة، َاالج ِت َم ِ ���ة ا َ ِدي َن ِ ���ة ُت ِعي��� ُد َتش��� ِك َ ِ ِ اع َّي ِ ْ َ ُ َ َ َ وك َّ اس ���ق ُس���ل ِ فيِ أَش���كالهِ ا ك َم���ا فيِ ط َرا ِئ ِ الن ِ ���ر ُف أَ ْيضاً ِب َن ْ ���و ِع المْجُ ْ َت َم ِع وَ ���ي ُت َع ِّ َه َ ���ه ْم .و ِ َع ْي ِش ِ ْ ِّ ُ َ َ ي َه و ُ، ه ر اص ن ع ب ت ر ت و ، ة ن ي د م ل ل ن ���اك الس َ َ ُ َ َّ ِ ِ ِ ِ ِ َ ِ َ ِ َ فيِ يج ِة َّال�ِت�يِ َت ْك ُت ُب َّ َّ الت ِار َ نى الن ِت َ يخَ ،و ُت ْر ِس���ي َم ْع ً لمْ لخْ ْ ْ َ َ َ َ َ ُ ام َس ُة ِلآلث ِارَ .وقد َع َرف ِت ال َق ِ اه َرة ،ا ِدي َن ُة ا ِ َع َش َ ْ ْ َ ْ ْ َ َ ���رين َسن ٍة، ���ر فيِ ال َعالمَ ِ ،وَألك َث ِر ِمن ِعش ِ الدمي َ تجَ ْ ِديداً َّات َس َم ِب ْ ُوغ َرافيِ ِّ ِ ،به َ االس ِت ْق َر ِار ِّ َد ِف ْ َّ ْ ْ ني ُب َن َ ـاها التش ِدي ِد َع َلى د َْو ِر َها ال ِق َيـا ِد ِّيَ ،وتحَ ِس ِ الت ْح ِت َّية َ االس ِت ْق َ َم ْن ُذ ْ ال ِلَ ،ش ِه َد ِت اس َّي ِة .و ُ األ َس ِ َّ ِ ْ ْ ً ً ُ َ َ َ ْ كي��� ِد َح ِقيق ِة اه َ ���رة اس��� ِتث َمارا ك ِثيفا ِلتأ ِ ْال َق ِ لمْ لحْ ْ ْ ْ ـاص َم ُة ال َو ِظي ِف َّي ُة ،ا َ ِدي َث ُة وَا ُن ِت َج ُة، أََّنهَ���ا ال َع ِ َع َل ْي ِهَ ،ف َق ْ ���د َج َـرى ���ة ُم ْس��� َت ِقَّل ٍة .و َ ���ة /أُ َّم ٍ ِل َد ْو َل ٍ ْ لهْ ْ ْ ْ َ َ َّ َ لمَ َ َ َت ْط ِب ُ َر ِام ِج ا ْيكل ِة يق ِسل ِس���ل ٍة ت َت َوقف ِمن ب َ اض ِرَ ،ت ُقود َ ُها ْال َع َّ ���ة المَُْت َعا ِق َب ِة وَِإلىَ ي َْو ِم َنا الحْ َ ِ ام ِ ْ ام َد ٌة َه َد َف ْ اس ٌ يت ِس َي َ ���ت ِإلىَ َتث ِب ِ ���ـات َرسمْ ِ َّي��� ٌة َج ِ َّ ْ َ َ ْ َّ ْ ���وع َما ِفيهَا، الس���يطَْر ِة وَالتـو ِلجْجي��� ِه َعلى مجَ ُم ِ ْ َ ات َّ يف ُر ْغ َم االن ِس َ ���ج ِام ا ِل ِّي َم َع ِس َي َ اس ِ التك ِي ِ َّبرْ َ ���ة َّال تحَ ُ ُّ ض َع َلى َفِّ���ك ْ اط َم َع االر ِت َب ِ وَاللْ َ ل ِ ْ تيِ ـام ِة"(.أهـ) ـات ال َع َّ ُّ السل َط ِ لجْ ْ ْ َ اق ،يَذ ُ اح ُل ي ��� الس ات ذ َ ِّ ���رافيِ ُّ َّ ك��� ُر ا ُ غ َ الر ِ ِ َوفيِ ِ َ ْ ً ً َ جمَ َ ���ال حمَ ْ َ اما يَد ُعو ام�ل�ا َه ّ ���دان" :أ َّن ُه َناك َع ِ لمْ ْ ام���لُ َ َ ْ ِإلىَ َم ِزي��� ٍد ِم َ َّ���ة ،و ُ َه��� َو ال َع ِ ���ن ا رك ِزي ِ ْ لمْ ي���م ا َ ْر َ ْال َو ِظي ِف ُّي...و َّ ���ز ُّي يخَ َض ُع ِفي ِه َالت ْن ِظ ُ ك ِ ام ٍة ُم ْط َل َق ٍةَ .و َل ِئ ْن يع َط َو ِاع َّي ًة ِل ُس ْل َط ٍة َع َّ الجْ َ ِم ُ
ان َه َ ْ َ ْ َ كَ ُ���ور ْال َو ْح َد ِة ���ذا ِم���ن أق��� َوى َع َو ِام ِل ُظه ِ لمْ َ َّ ُ ِّ ���رَ ، ك َما أَّن��� ُه َعل َم اس َّ ِّ ���ر ِة فيِ ِم ْص َ ���ي ِة ا َبك َ الس َي ِ كَأ َس���اس ِل ْل َح َض���ا َر ِةِ ،إ َّ َ َّ َ ِّ ْ ال أَنَّ الش���ع َب النظا َم ٍ لحْ وم ِة َّ َه َذا أَ ْيضاً ب َ اغيَ ،وأَ ْر َس���ى َدأَ د َْو َر ا ُ ُك َ الط ِ �ي�ن َّ َن��� َوا َة المُْ َو َّظ ِف َ ���ة(،)officialdom الث ِقي َل ِ َّة ُع ْن ُصراً ���ة المَْ ْر َ ك ِزي ُ اط َّي ُ الب ُ ريو َق َر ِ َوأَ ْص َب َح ِ ���ت ِ مرك���ب الحْ َ َض���ا َر ِة المِْ ْصريَّ���ة ،ب ْ أَ ِص ً َل ِ ِ ي�ل�ا فيِ َ ِ ِث ْق ً ك ِبهَا". ال َع ِنيداً فيِ َم ْو ِ ْ ْ ْ َب َس��� َب ِب َذ ِل َ اه َر ِة ���ل ال َو ِظي ِف ِّ ���ي" ِلل َق ِ ���ك "ال َع ِ ام ِ وِ ْ ْ َ ُ َ َ َ ْازدَا َد َّ ُّس ُم ْعظ ِم الضغط ال َبش ِ ���ر ُّي َعل ْيهَا؛ ِل َتكد ِ ���ة و َ وم َّي ِة ِفيهَا المُْ َؤ َّس َس ِ َغ�ْي�رْ ِ الحْ ُ ُك ِ ���ات الحْ ُ ُك ِ وم َّي ِ َ ْ َ َع���ا ِإلىَ َض ُرو َر ِة ك َما أَ ْس��� َلف َنا ،األ ْم��� ُر َّال ِذي د َ ْ َم ِف َ ���اه ُم ���ة و ُ ���ث َعن و َ يد ٍة ُت َس ِ ْال َب ْح ِ َس���ا ِئ َل َف َّعا َل ٍ ���ب ِء َّ ي���ف ْال ِع ْ ���ة، ���ن ْال َع ِ فيِ تخَ ْ ِف ِ اص َم ِ الث ِق ِ ي���ل َع ِ َ ْ (م َث ً ال) ���ة َ ض المُْ َؤ َّس َس ِ ���ات الحْ ُ ُك ِ وم َّي ِ ك َنق ِ ـ���ل ب َْع ِ ً ـام َّة َف ِس َ اك َن َق ِ ِإلىَ أَ َم ِ اه ِري ٍ يح ٍةَ ،ب ِعيدا َع ِن ُز َح ِ لخْ اكِلهَا ا َ ـا ِن َق ِة ،و َ َك َذ ِل َك َس ِط المَْ ِدي َن ِة ،و َ وَ َم َش ِ ْ ْ يد ٍة ِب ُكلِّ َ َ َّ ُن َسك ِن َّي ٍة َج ِد َ الت َو ُّج ُه نحَ َو ِإنش���ـا ِء ُمـد ٍ ْ َ َ َّ ُ تخُ َ ال َم َرا ِف ِقهَا َعل���ى اه َر ِة ..ف ِفي الش َ وم الق ِ ���م ِ ِ ْ ْ اش���ر ِم ْ َّ َ ُ ���ن َر َم َض َ الش ْ ان، ع ال ة ن ي د م ت َ ���ر ِق ِّي َق َ ام ِ َ ِ ِ ْ الس���ا ِدس ِم���نْ ام���ت َم ِدي َن ُ وَِإلىَ ال َغ ْ ���ر ِب َق َ ���ة َّ ِ ْ َّ َات، ـال ال َغ ْر ِب ِّي َم ِدي َن ُة َّ الساد ِ أكتوبرَ ،وفيِ الش َم ِ لجْ لخْ َ وب َّ َ َ ُ ���ر س َعش َ الشْ���ر ِق ِّي َم ِدينة ا ِ ام ِ َوفيِ ا َ ُن ِ ْ َبإ ْن َش���ا ِء َّ ���ر ِّي َح ْـو َل الط ِر ِ ي���ق الدَّا ِئ ِ ِم���ن مايو .و ِ ِ ْ ْ َ َيأ ًة ���ر ِة أَ ْص َب َح ِت ال ُف ْر َص ُة َم َّر ًة أُخ َرى ُمه َّ اه َ ْال َق ِ لمْ لمْ ِل َن ْش َ ُن ���أ ِة مجَ ْ ُم َ ُن َّ الص ِغ َ �ي�ر ِة أَ ِو ا ُد ِ وع ٍة ِم َن ا ُد ِ َ ك َماَ َن َش َ األ ْح َيا ِء َح ْو َل َه َذا َّ يقَ ، ���أ ْت ُمد ٌ ُن الط ِر ِ لخْ ْ أُ ْخ َ َ َ ِّ ً َ َّ س، ���ع ا َ ِ ام ِ ���رى أكث ُر ات َس���اعا كالت َج ُّم ِ َالت َج ُّمع َّ و َّ الثا ِل ِث.. ِ ْ ٌّ َ َ يج ُة ت َو ُّس ٌع ُجغ َرافيِ َ َهك َذاَ ، كا َن ِت َّ وَ ري ك ِب ٌ الن ِت َ ْ ُّ نحَ َ ٌ َ ُ ْ َ ْ ���وم، اه َ ِل ْلق ِ ���ر ِةَ ،وزح���ف ُمس���ت ِم ٌّر ��� َو التخ ِ
ممِ َّ ���ا أَدَّى إلىَ نمُ ُ ْ لحْ َ ���مَ ،و َذ ِل َك ٍّ ِ ���و ُمف ِر ٍط فيِ ا ْج ِ ْ ُ َ ً لىَ َ يْ َّة َش َّتى، ي ���ر َش ب ى ـر خ أ ل ام و ع إ ا ض َ َ َ ِ ِ ٍ َر ِج ُع أَ ْي ِ ْ َ َّة. اس َّي ٍة و َ خي َّي ٍة وَاج ِت َم ِ َس َي ِ اع َّي ٍة و ِ َحض ِاري ٍ َت ِار ِ ْ َ ���ع َّ ْ َوي ْ اه َر ِة َر ِج ُ الت َط ُّ ���و ُر األ ِخ ُ ���م ال َق ِ �ي�ر فيِ َحج ِ ���ي ٍة ِإلىَ َث َ وْ ال َث ِة َع َو ِام َل اس َّ َام ِت َدا ِد َها ِب ُصو َر ٍة أَ َس ِ َ لهَُ ْ ���ي ٍة ،أ َّو اَ :ما يمُ ِك ُن َت ْس ِ ُ َّ ���ع يس َّ َر ِئ ِ ���م َيت ُه ِبالت َو ُّس ِ لمْ َ َ َ َّ َ ���ع َّلَ ،وثا ِنيهَا :الت َو ُّس ُ ْال ُع ْم َرا ِن ِّ ���ام األو ِ ���ي فيِ ا ق ِ لمْ ���ي فيِ ا َ َق���ام َّ الثا ِنيَ ،و َثا ِل ُثهَ���اَّ : الت َزا ُي ُد ْال َو ِظي ِف ُّ ِ ���ب ِم ْن َث َ الس َّ ���كا ِن ُّي َّال ِذي ُه َو َت َزا ُي ٌد ُم َر َّ ال َث ِة ك ٌ ُّ لهْ ُّ َ ���ر ِة ِإلىَ ���يَ :ت َدف ُ ���ق ا ِ ْج َ ���آز َر ٍة ِه َ َع َو ِام���ل ُم َت ِ لهْ ���ر ِة ،و ْ ْ ْ ْ ْ َان ِع َ ���ر ِة ِمنهَا ،وَاس��� ِتم َرا ُر اه َ ���دا ُم ا ِ ج َ ْال َق ِ زيَا َد ِة ُم َع َّد َ ال ِت ُّ السَّ���كـا ِن ِّي َع َّما ُه َو ُم َت َو َّق ٌع الن ُم ِّو ُّ ِ ْ لمْ فيِ ِم ْث ِل َه َذا ا ُ ْس َت َوى ْ اع ِّي وَاالق ِت َصا ِد ِّي. االج ِت َم ِ ْ ْ اه َر ُة ِخ َ ال َل ْال َق ْـر ِن ���ه َد ْت ُه ْال َق ِ َولمَ يَق َت ِص ْر َما َش ِ ْ ْ ���ر َ َ َّ ���رافيِ ِّ َّ الض ْخ ِم، ���ع الجْ ُ ْغ َ ال ِعش ِ ين َعلى الت َو ُّس َ ِْ لجْ َّال ِذي َب َل َ ���ة ا َ ِد َ يد ِة214 : َة األل ِف َّي ِ ���غ َم َع ِب َداي ِ ْ كي ُلو ِمترْ اً ُم َربَّعاًَ ،ح َّتى بَا َت ِت اليـَ ْو َم ِم ْن أَ َشِّ���د ِ ُمدُن ْ ك َثا َف ًة ُس َّكا ِن َّي ِةَ 1700(،ش ْ لمَ َ ص خ ا ـ ع ال َ ِ ٍ ِ اح���د) ،ب ْ َ���ل َي َت َع���دَّى وم�ٍْت�رْ املُ َربَّ���ع ال َو ِ فيِ الكي ُل ِ ���ه َد ْت ُه أَ ْيضاً ِم ْن ْان ِف َج ٍار ُس َّ ���كا ِن ٍّي َذ ِل َك ِإلىَ َما َش ِ ���و َ ك�ْب�رْ َ ى فيِ َت َو ُّزع ُس َّ ال ٍت ُ ���كا ِنهَا. ي���ب َوتحَ َ ُّ َر ِه ٍ ْ ِ ْ ْ ْ ْ لمَ ���ر َ ين َي ُك���ن ِت ْع َدا ُد َف ِف���ي ِب َداي ِ َة ال َق ْـر ِن ال ِعش ِ ْ لمْ ���م ٍة ،أَ َّما َ اآلن ـ���ون َن َس َ ا َ ِدي َن ِ َزي��� ُد َع َلى ِمل ُي ِ ���ة ي ِ ْ ْ اه َر ُة ال ُكبرْ َ ى أَ ْك َث َر ِم ْن َس ْب َع َة َع َش َر َف َت ُض ُّم ال َق ِ ْ لجْ ْ ِم ْل ُيوناًَ ،ي ِع ُ يش َ الرق َع ِة ا ُ غ َـرا ِف َّي ِة ون َع َلى َه ِذ ِه ُّ َن َح َي َوا ُته ْ ُمِ ،م َ ���د ِةَ ،و َت َت َباي ُ المُْ ْم َت َّ ���ن ْال َف ْق ِر المُْ ْد ِق ِع ْ ْ (ح َّتى ���ش َ َ س)ِ ،إلىَ ْال ِغ َن���ى ْال َف ِ اح ِ (ح َّت���ى ال ُب���ؤ ِ لمْ ْ ���ة َّال َ ْ َ ُ َ َّت�رَّ ُ ال ش ه د ا ���ص ص ق ال ني ي ال م )، ف َِ ِ ال�َ ِ َ ِ ِ ِ تيِ ْ ���س َم َ َت ْن َت ِهيِ ،ل ِت ْل َ المحِ ُ هَا ���ك ال ُو ُجو ِه َّالتيِ َت ْع ِك ُ لمْ ���قة و ْ اص ِلَ ،س ْ ���ع ّياً َو َرا َء َال َك ْـد ِح المَُْت َو ِ َط ِبي َع َة ا َ َش َّ ِ ُل ْق َم ْ اه َر ِة َّ الش ْ ���ع ِب َّي ِة، ش ..فيِ أَ ْح َي���ا ِء ْال َق ِ ِ ���ة ال َع ْي ِ
السنة الثالثة -العدد ( 7 - 1 ( - ) 86يناير )2013
ك َم���ا فيِ َع ْش��� َوا ِئ َّيا ِتهَا المُْ ْك َت َّظ ِةَ ،م َ َ ال ِي ُ ني لمْ َ ُ َّ ُ ُ َ ني ،ال ِذي َي ِعيش َ َم ِش َ ون َعلى ْالفق َرا ِء وَا ه َّ ون ِم ْن َش َ ْ افَ ،و ُي َعا ُن َ ش.. ْال َك َف ِ ���ظ ِف ال َع ْي ِ ْال َف ْق��� ُر ُه َنا َعـ َ ال َم��� ٌة ممُ َ َّي��� َز ٌة َ ك ُّ الز َح ِام
���ر و َّ ْ ���ن الد َّ ري ِم َ ِّق ِة أُ َدبَ���ا ِء ِم ْص َ َث َق���ت ِب َك ِث ٍ َاإل ْم َتاع ُص َورا َش َّ ���ر ِة َوأَ ْهِلهَا، اه َ ���تى ِل ْل َق ِ و ِ ِ ْ مخُ َ َ َ َ َ يرْ َخ و ، ���ة ف ل ت ���ة ي خي ار ت ���ل اح ُ فيِ َم َر ِ ِ ٍ ِ ِ َّ ٍ ي���ل َع َل���ى َذ ِل َ ���ع َط َه ُحس�ي�ن، ���ك َروَا ِئ ُ َد ِل ٍ
وَالمََْبا ِني ْال َع ِت َ ���ة وَالهْ َ َوا ِء المَُْل َّو ِثِ ..ع ْن َد َما يق ِ تحَ ْ ِم ُل َك َق َد َم َ اه ِر ٍّي، اك ِإلىَ َح ٍّي َش ْعبيِ ٍّ َق ِ ���اه َدا ُت َك َمِلي َئ ً َف َح ْتم���اً َس��� َت ُك ُ ون ُم َش َ ���ة ب ُص��� َور َ ���ر َّ اع ِل الت َف ُ ال َت ْن َت ِه���ي ِم ْن َم َظ ِ اه ِ ِ ٍ لحْ ْ اع ���ر َم َعا َن���ا ِة ا َ َي���ا ِة اإلن َس���ا ِن ٍّي و ُ و َّ َ َالص ِ ِ ْ ْ لمْ ْ ْ َمن ِتل َ اه ِر ���ك ا َ َظ ِ اط ِن ،و ِ ���ة ِلل ُم َو ِ ال َي ْو ِم َّي ِ الَ :ط َواب ُ ْ ش/الخْ ُ ْب ِز" َّ َم َث ً الط ِوي َل ِة ري "ال َع ْي ِ ِ َك َذ ِل َك :المَْ َق ِ َّ ْ َّ المُْ ْم َت َّد ِة ،و َ اهي الشع ِب َّي ِةلحْالتيِ تمَ ْ َت ُ ُر َتا ِديهَا ِم ْ أل دَا ِئم���اً بمِ ْ ���ن أَ ْه ِل ا َ ِّي ْ َات اق الخْ ُ ْض َ ���رو ِ أَ ْو ِم���ن َخ ِار ِج��� ِهَ ،وأَ ْس��� َو ِ وْ اك��� ِه َّ ���ة َّال َت ُك ُ ���ون َعا َد ًة َال َف َو ِ الط ِاز َج ِ تيِ الهْ َ ��� َواء َّ ْ ض ُ ���ر ُ ���قَ ،ح ْي ُث ي ْ ك ُّل ُع َ ِ فيِ الطل ِ ْ ْ َ ري ِت ِهَ ،و َ ال مجَ َ َ ���ال ِلألخ ِذ ن ص ���ف ِب َت ْس��� ِع َ ِ ٍ َال���ر ِّد َ الص ْن ُف األ ْس��� َع ِارِ ،إ ْن أَ ْع َج َب َك ِّ و َّ فيِ ْ ْ ْ ْ َ َ ُ ِب ِس ْ ���ع ِر ِه فخذ َما ِش���ئ َت ،أ ِو ات��� ُرك د َ ُون الَ ،ح َّت���ى وَِإ ْن ُ ِج َ ك ْن َت َزبُون���اً دَا ِئماً، ���د ٍ ْ ْ َ���ة ِم ْ ���ح َع َرب َ َة وَ ���ن ُه َن���ا َتل َم ُ َع َل���ى َمق ُرب ٍ ْ ْ ْ ���ول َّال�ِت�يِ َتأ ِت���ي ُ ك َّل ي ْ َ���و ٍمَ ،ويَل َت ُّ ���ف ال ُف ِ َح ْولهَ َ ���ا أَ ْه ُ َص َغ���اراً، ���ل الحْ َ ِّ ك َب���اراً و ِ ���يِ ، ِل َت َن���اوُل اإل ْف َط لمْ ���ل لهَ ُ ْ ���م ،لمَِ���ا َل ُه ���ار ا ُ َف َّض ِ ِ ِ ِ َ اك ُ ني َّك الد .. ���ة ة ي ح ص َّ جمَ َّ َّ ِ ِم ْن َف َوا ِئ َد ِ ٍ ٍ ���ن ،و َّ ُم ْز َدحمِ َ ��� ٌة ِب َّ َالش��� َو ِار ُع َمِلي َئ ٌة الزبَا ِئ ِ الن ْق لمْ ���ة َ ال ِبالمَْ َّ ���ار ِةَ ،وو َ ���ل ا ُ ْخ َت ِل َف ِ َس���ا ِئ ُل َّ ِ َت َكا ُد ُت��� َؤدِّي ْال َغ َر َ ْ ض ِمنهَ���ا ُخ ُصوصاً فيِ َ يل َط ْبعاً َالس َب ُب األ ِص ُ ات ُّ َس َ الذ ْر َو ِة؛ و َّ ���اع ِ لخْ َ ُه��� َو ُّ ���قَ ،ف ْ الز َح���ا ُم ا َ ا ِن ُ ض فيِ ���و َق األ ْر ِ ْ ْ ْ َّ َ تحَ ات َّةَ ،و تهَا فيِ َم َس���ا َر ِ الش��� َو ِار ِع ال ُعل ِوي ِ َْ وُ ي���ث، َخ ُط ِ ���اق الحْ َ ِد ِ ���وط م�ت�رو األن َف ِ لمْ لمْ لمْ وْ ْ َال َك ِل َم ُة ا ُعَبرِّ َ ُة َع ْن َه َذا ا َشَ���ه ِد ا َُت َك ِّر ِر ���ي :زَحمْ َ ة يَا د ُْن َي���ا زَحمْ َ ة ،وَِإ َذا ي َْو ِم ّي���اً ِه َ ْ ْ َ َ َ أَ َر ْد َنا َر ْص َد َمال ِم ِح َه ِذ ِه ال ِبيئ ِة الف ِر َ يد ِة، اصيل َح َيا ِته ْم َفإ َّن َ َب األد َ وُ َس َّكا ِنهَاَ ،و َت َف ِ ِ ِ ِ ْ ْ ُي َع ُّد ِم ْن أَف َض ِل ال َو َس���ا ِئ ِل فيِ َذ ِل َكَ ،ح ْي ُث َ يد ِم َ َ أَ َّن ْال َع ِد َ َب َّي ِة ِل ِك َب ِار ���ن األ ْع َم ِ ���ال األد ِ
ُوس���ف إدريس، َونجَ ِ ي���ب حم ُف���وظَ ،وي ُ وَيحَ ْ َي َح ِّق���ي ،وَِإ ْب َر ِاهيم أَص َ النَ ،و َبهَاء ���مَ ،ف َع َل���ى َس���ب لمْ اه ْر..،و َ َغيرْ ُ ُه ْ ال َط ِ يل ا َِث ِ ِ ِ ���رى أَ َّن َط َه ُحس�ي�ن ()1889-1973 َن َ ْ َْ َر ُ َم َف ِّك ِري ���اب و ُ َّال ِذي ُي َع ُّد ِمن أش���ه ِ ك َّت ِ ْ ِم ْص َرَ ،ق ْد أَ ْب َر َز َم َ ال ِم َح َع ِد َ اه َر ِة يد ًة ِلل َق ِ ري ِة َ فيِ ِروَا َي ِت��� ِه َّ ���ه َ "األيَّ���ام"َّ ،ال�ِت�يِ الش ِ يحُ َ ِّد ُث َن���ا ِفيهَ���ا َع ْ َّام��� ِه، َ���ات أَي ِ ���ن ِذ ْك َري ِ ���د َم َت ْو ِصيف���اً َوأَ ْط��� َو ِار َح َيا ِت��� ِهَ ،ح ْي ُ ���ث َق َّ ْ َ���ات ْال َق ْ ���ر ِن َّ���ة فيِ ِب َداي ِ ���ة ْال َق ِ اه ِري ِ ِلل ِبي َئ ِ ْ ْ ���رين ،ب َ ول ي���ث َع ْن و ُ َدأَ ُه ِبالحْ َ ِد ِ ُص ِ ال ِعش ِ ْ َص َ ال ِت ِه اه َر ِة ِب ْال ِق َط ِار ،و َ "ال َب َط ِل" ِإلىَ ْال َق ِ ْ ْ َ ْ وس ال ِعل ِم فيِ َ "ج ِ ام ِع األز َه ِر"َ ،و َت َل ِّقي ُد ُر ِ يب ،ي ْ َس��� ُل ُك ِفي��� ِهُ ،ث َّم ِإ َق َ ام َت ُه فيِ َب ْي ٍت َغ ِر ٍ لمْ ْ َ َ َ َ ً َ اهي ِإ َل ْي ِه َط ِريقاً غ ِري َبة ،تنت ِش ُر ِفيهَا ا ق ِ ي���تَ " ,و َت ْأ ُخ��� ُذ أُ ُذ َن ْي��� ِه وَالمََْبا ِن���ي وَالحْ َ َوا ِن ِ ْ أَ ْص��� َو ٌ ات مخُ ْ َت ِل َط ٌة ُم ْص َط ِخ َب��� ٌة َتن َح ِد ُر ْ ْ ِم ْ َ ���ن َع ٍلَ ،و َت ْص َع��� ُد ِمن أ ْس َ ���ف ٍلَ ،و َتن َب ِع ُث ْ نيَ ،و َت ْن َب ِع ُ الَ ،و َت ْل َت ِقي ���ث ِم ْن شمِ َ ٍ ِمن يمَ ِ ٍ َكا َن ْت َه ِذ ِه َ ُ كُّلهَا فيِ الجْ َ ِّو..،و َ األ ْص َو ُ ات ْ ْ مخُ َت ِل َف ًة أَ َش َّد االخ ِت َ ات ِّ ال ِف :أَ ْص َو ُ الن َسا ِء ���نَ ،وأَ ْص َو ُ يخَ ْ َت ِص ْم َ ���ال َي َت َناد َْو َن ات ِّ الر َج ِ ون فيِ ِر ْف ٍقَ ،وأَ ْص َو ُ فيِ ُع ْن ٍفَ ،و َي َت َح َّد ُث َ ات َْ الس َّ ���قا ِء ���ال تحُ َ ُّط َو َت ْع َت ِل ،و َ َص ْو ُت َّ األث َق ِ لمْ َ َ َّ ْ ���ع ا َا ِء"{.األيام،ج ،2القاهرة: َيتغنى ِب َبي ِ دار املعارف،1966،صَ .}4وفيِ َم ْو ِض ٍع اح ُب��� ُه َي ُق ُ آخ َر َي ُق ُ ���ول" :و َ َ َك َ ول َل ُه: ان َص ِ ���ذ ِه ِه َي المَْ َف���ار ُق َ األ ْر َب َع ُ ���ةِ ،إ ْن َم َض ْي َت َه ِ ِ لجْ َع ْ الس َّ ���ك ِة ا َ ِد َ يد ِة ُث َّم ���ن يمَ ِ ي ِن َك َف���إِلىَ ِّ ���م ْال َع َت َب ُ المُْ ْ ���را ُء ،وَِإ ْن وس��� ِكي ُث َّ ���ة الخْ َ ْض َ ���ت َع ْ ���ن شمِ َ ا ِل َ َم َض ْي َ ���ة، ���ك َف ِه َي الد َّ َّر َ اس ِ َ َ ُ ُ َ َ َ َ ْ ْ امنا فنس���لك ش ِار َع َو َل ِكَّن َنا َس���نم ِضي أ َم َ ْ لحْ لجْ ْ ���ي ،و ُ ���م وَا ِ ِّد وج ِّ ا َ ُّل ِ َه��� َو َش ِ ���ار ُع ال ِعل ِ ْ ���ق َت��� َكا ُد َت ْب ُل ُ ���لَ ،ض ِّي ٌ ���غ َجا ِن َب ْي ِه ِإ َذا وَال َع َم ِ
ْ َم َد ْد َت ي َ ـالَ .و َل ِكَّن َك ني َوشمِ َ ٍ َد ْي َك َعن يمَ ِ ٍ ينْ ُ ً تمَ ْ ِضي َب َ َح َوا ِن َ رية ت َبـا ُع ِفيهَا ي���ت َص ِغ َ ميهَ���اَ ،ج ِّيـد َ ���ب َج ِديد َ ُه���ا ُه���ا َو َق ِد ُ ْال ُك ُت ُ ْ ْ وعهَا َومخَ ُط ُ وطهَا ،و َ َك ْم َو َر ِدي ُئهَاَ ،مط ُب ُ لص ِّ فيِ َذ ِل َك َّ َ ���ـارع َّ الض ِّي ِق كا َن ْت ِل َّ الش ْ ِ ِ بيِ ات ِخ ْص َب��� ٌة ممُ ْ ِت َع ٌة لمَ ْ يَن َس���هَا َقطُّ َ َ َوقف ٌ َ ْ ْ ْ َ َ َ َ َ ْ ِح َ َّم���ت ِب ِه األيَّامُ ،وَاختلفت َعلي ِه ني َتقد َ لحْ أَ ْطـ��� َوا ُر ا َ َيا ِة"{.األي���ام،ج ،2املرج���ع السابق،ص.}13-14 ْ لمْ ْ َ ُ َ ���ور فيِ ُمنت َص ِف َوفيِ َع َم ِل��� ِه "أ ِديب" ا َنش ِ َث َ اضي ،ي َ ���ات ْال َق ْ ُق ِّ ���د ُم َط َه ���ر ِن المَْ ِ ال ِثي ِن َّي ِ ْ ْ اه َر ِة ،يمَ ْ َت ِز ُج ُحس�ي�ن ُصو َر ًة أُخ َرى ِلل َق ِ لمْ الز َح���ا ُم ب َن ْكه ْ ِفيهَ���ا ُّ َّة ���ة ا ِ ْص ِري ِ َ���ة ال ِبي َئ ِ ِ ِ لمْ لمْ ْ ُ ُ َ َ َ اتَ ،ح ْي ُ ���ث نق َرأ ِفي ِه: ���ة ِبا تنا ِق َض ِ ا ُترْ َ َع ِ َ ان الحْ َ ُّي َر ِش���يقاً أَ ِنيقاً ،و َ "ك َ َك َ ان الجْ َ ُّو لحْ سمَ ْ ح���اً َطِليق���اً ،و َ ���ر َ كُ ات ���ت ا َ َ َكا َن ِ و َ ْ ْ َ َاأل ْص َو ُ ات ِم ْن َح ْو ِلي ال تخَ ُلو ِمن ِش َّد ٍة َع ْن ٍفَ ،و َل ِك ْن ِفيهَ���ا َظ ْرفاً َو َتَأ ُّنقاًَ ،ح َّتى وُ ْ َ َ َ َ َ ���ت ���ار َع محُ َ َّم���د َعِل���ي ضاق ِ ِإ َذا َبلغن���ا ش ِ يق ،و ْ َّ الز َحـامُ ،و َ ام َنا ُّ الط ِـر ُ َك ُث َر َاش َت َّد أَ َم َ ْ ْ َ َ ���احَ ،وأ َخ َ ـ���ذت أ ْص َو ُ ات ِم���ن َح ْـو ِل َنا ِّ الص َي ُ َْ ���ع ِب تخَ ْ َتِل���طُ َّ ـ���ال َو ِن َس���ا ِء الش ْ األط َف ِ ْ َس���ا ِئ ِقي ال و َ ات ِّ ِبَأ ْص َو ِ ال ِم َن ال ُع َّمـَ ِ الر َج ِ ْ َات َّ النق ِـل". َع َرب ِ ْ َة َوفيِ أَ ْث َن���ا ِء ِّ الر ْح َل ِة َي ِق ُف َس���ا ِئ ُق ال َع َرب ِ َ ْ اح ُب ُهَ ،ف َي ُق ُ ول ���ز ُل ْال َب َط ُل و َ َص ِ َف ْجأ ًةَ ،ويَن ِ َ األ ِخ ُ َ َّل":لمَ ْ َن ْب ُل ِغ ْال َب ْي َت ب َْعدَُ ،و َل ِكَّن َنا ري ِلألو ِ ْ ْان َت َه ْي َنا ِإلىَ َح ْي ُث َ يع ال َع َرب ُ َة أَ ْن ال َت ْس َت ِط ُ تمَ ْ ِض َيَ ،فه ْ َت َّ ���ود َ الت ْص ِع َ َالر ِق َّي َل َت َع َّ يد و ُّ لجْ ْ ���ل؟َ ،فَأ َن���ا َ فيِ ا َ َب ِ ال أُ ِح ُّب أَن أَ ْس��� ُك َن فيِ الس ْ ���ون َ ���ه ِل المُْ ْن َب ِطح َفَأ ُ ك َ كغَيرْ ِ ي ِم َن َّ ِ ْ ���ب أَ ْن أُ ُ َ نمَّ َّ ���ر َف َع َل���ى ش ح أ ���ا َإ و ، ���اس ُّ ِ الن ِ ِ ِ ْ ْ ���ر ِةَ ،وأَن أُ َخ ِّي َ ���ل ِإلىَ َنف ِس���ي أَ ِّن���ي اه َ ْال َق ِ َل ْس ُ ���ت ُم ْن َغ ِمس���اً ِفيهَاَ ،وأَ ِّن���ي أَ ْد ُخ ُلهَا ِإ َذا ���د ْو ُت ِإلىَ َع َمِلي َم َع ُّ ْ َغ َ ���حَ ،وأَ ْخ ُر ُج الصب ِ ���ع َّ ِم ْنهَ���ا ِإ َذا ُر ْح ُ ���ل، ���ت ِإلىَ َب ْي�ِت�يِ َم َ الل ْي ِ الر ْب��� َو ِة َ كَأ ِّني ���ذ ِه َّ َه ِابط���اً ِإ َل ْيهَ���ا ِم ْن َه ِ ا"..إلىَ أَ ْن َي ُق َ أَ ْغ ُز َ "ح َّتى ِإ َذا أَ َخ ْذ ُت ولَ : وه ِ احِ���ة ُ األولىَ ُ ،ر ْح ُت الر َ بحِ َ ِّظي ِم ْن َه ِذ ِه َّ ْ ِإلىَ َب ْي�ِت�يِ َ ،ف َ ال َت َس���ل َع ْن َه َذا ُّ ـور الش��� ُع ِ ْ ْال َع ْ ْ ���ذ ِب َّال ِذي يَغ ُم ُر َقل َش��� ْيئاً َف َش��� ْيئاً بيِ ���ن َه َ لمْ ���و ُت ِم ْ ُ كَّل َم���ا َد َن ْ س ـ���ان ،أُ ِح ُّ ���ذا ا َ َك ِ لمْ ْ َ َ ُّ َ َ ِّ َ ���ةَ ،وأَتخَ َ َّففُ كأن���ي أن َس���ل ِم َ ���ن ا ِدين ِ ْ ْ ِم ْ امهَ���ا ِم ْن َو َرا ِئي، ���ن أَث َقـالهِ َ اَ ،وأُل ِقي آ َث َ ْ ْ ���مي َو َنف ِس���ي ِمن أَ ْو َض ِار َها َوأُ َطه َ ِّر ِج ْس ِ َوأَ ْد َرا ِنهَا"{.طه حس�ي�ن ،أديب ،القاهرة: دار اهلالل .}1935،و ْ َال َي ْو َم َ ال يمُ ْ ِك ُن لمَِ ْن ْ اه َر َة أَ ْن ي َْن َس َّ ���ل ِم ْنهَا ،أَ ْو يُل ِق َي يَ��� ُزو ُر ْال َق ِ َْ ���ر ِه ،وَِإ ْن َغا َد َر َه���ا ِإلىَ أث َقالهَ َ ���ا َو َرا َء َظ ْه ِ ���رَ ،ف َص َخ ُبهَ���ا و َ ان َ يجهَا َض ِج ُ آخ َ أَ ِّي َم��� َك ٍ َ���ة ِت ْ ���ذ َ ك ٍار و ْ ���ي َو ُز َح ُ امهَ���ا بمِ َ َثاب ِ ُج َدا ِن ٍّ ْ ���خ فيِ َّ َر َس ُ يْ ���ر ِةَ ،ونحَ ِم ُل��� ُه َم َع َن���ا اك َ الذ ِ لمْ ْ َاع َدت َنا ا َ َس���ا َف ُ ات َم ْه َما ب َ أَ ْي َن َم���ا َذ َه ْب َن���ا ،و َ و َ َاأل ْز َم ُ ـان َع ْنهَا.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 25نوفمرب 2012 khalidasshati@yahoo.com
21 حي علي الفالح فوزي عمار اللولكي مش���كلتنا م���ع اللغ���ة إنن���ا أصبحن���ا يف أحي���ان كثرية منارس ما يسمي بالعمى املألوف ،وهو أننا نري األشياء وال نراها ،نعرفها وال نؤمن بها ،نؤمن بها وال منارس���ها ،فمثال ،حنن نس���مع يوميا مخس م���رات املنادي ينادي ( ح���ي علي الف�ل�اح ،ولك���ن القليل جدا من���ا يعي معين الفالح فالف�ل�اح يف اللغ���ة يع�ن�ي العم���ل الصائب الناج���ح و هو عك���س القول واخلطابة بل هو مضمون وليس ش���كال ، وهذا متاما ما خيلص إليه كتاب نزل مؤخرا يف الغرب للكاتب اين مورس امسه : Why the West Rulesمل���اذا حيك���م الغ���رب ، خيلص الكاتب الي أن األش���ياء يف الغرب حتدث حقيقة ،ولي���س فق���ط ش���كال و ق���وال فمث�ل�ا عندم���ا يتحدث الغ���رب عن حقوق اإلنس���ان أو عن حقوق احليوان فانك فع�ل�ا جتد ه���ذه احلقوق علي األرض وه���ذا ما أمساه : القدرة علي حدوث األشياء the capacity of ma k ing things happen بينما عندنا حنن أهل الش���رق إن القول ال يوازي الفعل ،فتجد م���ن يتحدت عن حقوق املرأة وزوجته و ابنته ال تعمل وجند خطيب مس���جد ولكنه ال يتحدث مع جاره وأحيانا يعيش يف قطيعة مع أخيه ،بل ونعرف عائالت معروفة بأنها ال ِّثورت املرأة .يقول الكاتب غسان تويين رئي���س حترير جريدة النهار اللبناني���ة يف أول زيارة له لبي���ت حممد حس���نني هي���كل -منظر االش�ت�راكية يف عه���د عبدالناصر -يف القاهرة وه���ي فيال دبلكس علي الني���ل ان الرج���ل يعي���ش حي���اة ارس���تقراطية مبع�ن�ي الكلم���ة خاصة حبجم اخل���دم لديه وكخالصة ،أقول إن الف�ل�اح ه���و تطابق القول م���ع العم���ل والفعل ،وإال فسوف يكون كالمنا وعملنا مثل قول الشاعر : كالم���ك يا هذا كفارغ فس���تق ليس به ن���وي ...ولكنه طقش كم حنن يف حاجة لفهم ( حي علي الفالح ) . الن اذا فهمنا ،أمانا ،واذا أمنا عملنا ،واذا عملنا حيصل الف�ل�اح ،اذا فحي علي الفالح ه���ي دعوة للعمل الصادق املخلص.
22
ميادين الفن
السنة الثالثة -العدد ( 7 - 1 ( - ) 86يناير )2013
النجمة مونيكا ترفض تقييد احلريات ذك���رت :النجم���ة اإليطالي���ة موني���كا بيلوتش���ي بأنها تتابع األحداث اجلارية علي الساحة العربية مضيفة أنها ترفض حتول الث���ورات العربية املنادي���ة بالعيش واحلرية والعدالة االجتماعية إلي ثورات دينية تقيـِّد احلريات ومتنع الرأي اآلخر . وأضافت النجمة العاملية يف تصريح خاص لوكالة أنباء الش���رق األوسط املصرية علي هام���ش حضوره���ا الدورة 12م���ن املهرجان الدولي للفيلم مبراكش قوهلا :أنها تتطلع لزي���ارة مص���ر يف الوقت القري���ب ،وأكدت بأنها تس���تعد لالش�ت�راك يف فيل���م للمخرج الصرب���ي أمري كوستوريتس���ا حت���ت عنوان (قص���ة مغربي���ة ) اليت ت���دور قصت���ه حول حي���اة زوجني مغربيني يعيش���ان بني املغرب وفرنس���ا ويش���اركها البطول���ة الفرنس���يان م���ن أص���ل عرب���ي طاه���ر رحي���م و ليل���ي حييي .اجلدير بالذك���ر أن الفنانة مونيكا بيلوتش���ي حققت ش���هرة دولية واس���عة من خ�ل�ال فيل���م ( دراكوال ) لتتالح���ق أعماهلا الس���ينمائية الناجحة مثل ( عمالء س���ريون ) و ( ماتريكس ) وغريها .
الربملان يوقف حريم السلطان
أص���در الربمل���ان الرتكي ق���رارا بوقف عرض اجل���زء الثال���ث م���ن مسلس���ل حري���م الس���لطان بع���د أن جنح ح���زب العدال���ة والتنمية الرتكي احلاكم يف إيقاف عرض املسلسل املثري للجدل .وكان هذا املسلس���ل قد الق���ي رواجا كبريا يف ال���دول العربي���ة لكنه تعرض النتقادات قاس���ية من نقاد وحمللني تارخييني ومن رئيس الوزراء الرتك���ي رجب الطيب أردوغ���ان ،كما قام عدد من ن���واب احلزب احلاكم يف تركيا من تقديم طلب إل���ي الربمل���ان الرتكي لوق���ف عرض هذا املسلس���ل ال���ذي يش���وه التاري���خ ويق���دم ص���ورة مضللة عن السلطان سليمان القانوني . ويعترب مسلس���ل حريم الس���لطان أضخم إنتاج تلفزيون���ي تركي حيكي جانباً من حياة أش���هر الس�ل�اطني للدولة العثمانية وأعظمهم مسعة وقوة ،غري أنَّ املسلس���ل كان قد تناول اجلانب العاطف���ي فق���ط للس���لطان س���ليمان القانون���ي وجتاهل إجنازات���ه التارخيية واجلانب البطولي من حياته النضالية .
خليل العرييب
من تيندي إلي اميزاد
ميادين – خدجية األنصاري – أوباري ش���اركت فرق���ة تيني���دي م���ن مدين���ة أوب���اري ( الت���وارق ) يف مهرجان األغنية األمازيغية الثاني للمرة الثانية و كانت املش���اركة منوعة،منها أغاني جديدة و أحلان جدي���دة كأغنية ( اميزاغن ) من الص���وت الش���اب (اخلري عيس���ي حممد) أصغر العازف�ي�ن علي اجليتارا يف تيندي ،و أغنية ( ليبي���ا آكالني ) صوت الفنان (جني���ب حمم���د عبدالكري���م) العازف و الفن���ان املؤس���س لتين���دي ،و أبوحدي���د ملحن الفرقة و العازف األساس���ي بها ،و تأس���ف جدا (تيندي) علي صاحب أمجل
األصوات بها فقد أعتزل الفن و الشعر و العزف قبل ش���هر ،و لفرقة تيندي عدة مش���اركات يف ع���دة مهرجان���ات ،كما حت���رص تيندي عل���ي إقام���ة احلفالت املومسية ،و ه���ي اآلن بصدد إنتاج ألبوم جدي���د ،و لكن بع���د التش���كيلة اجلديدة هل���ا س���يتم إنضم���ام طاقات جدي���دة هلا ،و أصوات ش���ابة لتحافظ علي اإلمتداد الثق���ايف و رس���الة تين���دي ( إلميوه���اغ ) الت���وارق ،و من أغاني تين���دي ( تاليطت ه���ات أوب���اري ) وتعين :الش���ابة املوجودة يف أوب���اري ( ،كل أماواليقدهنغ���آوال ) وتعين :يا أصحاب اللثام يكفينا الكالم ، و حترص تيندي كل احلرص يف طراز
أغانيها و موسيقاها و أحلانها أن حتافظ علي اللحن القديم ،و علي رونق األغاني و األش���عار التارقية القدمية حني نسمع أغاني تيندي نش���عر و كأننا نسمع تلك األحلان و الطبول اليت يدقها اسالفنا يف ( تينريي ) الصح���راء ،تيندي متزج بني الفن التارقي العصري مع احلرص علي م���ا كان يق���دم قدميا من ( تيس���يواي ) الش���عر ( ،ايس���وهاغ ) األغان���ي ليواكب الفن التارقي العصر و لتذكري اميوهاغ بأن الفن التارقي ليس جمرد فن فقط و لكنه رسالة تارخيية و ثقافية متتد من جي���ل إلي جيل نتوارثه���ا كما نتوارث ( آوال ) اللغة .
إنتاج األشرطة السينمائية من املعلوم إن إنتاج األش���رطة السينمائية واألعمال التلفزيونية يتم من خالل ثالث مراح���ل إنتاجي���ه وه���ي :مرحل���ة كتاب���ة القص���ة والس���يناريو ثم مرحل���ة اإلنتاج أو التصوي���ر وأخريا مرحلة م���ا بعد التصوير، ويت���م كل ذل���ك باس���تخدام أجبديات لغة الص���ورة وه���ي لغ���ة عاملي���ة إذا مت تنفيذها بالش���كل املتعارف علي���ه وصلت بكل وضوح وسالس���ة إلي املتلقي فيتأث���ر بها ويتفاعل معها وبالتالي تؤدي دورها املطلوب . كان���ت ه���ذه فقرات م���ن تقدي���م كتاب (إنت���اج األش���رطة الس���ينمائية ...املراح���ل التنفيذية) لألس���تاذ عصام مجلي طرخان عضو هيئة التدريس جبامعة بنغازي وهذا الكتاب من منش���ورات جامعة بنغازي ويقع يف 264صفحة وحيتوي علي ستة فصول :ج���اء يف الفص���ل األول ح���ول الوظائ���ف الالزم���ة لتنفي���ذ الش���رطة الس���ينمائية ويش���مل الكات���ب واملخ���رج واملنت���ج ومدير
حممد صبحي عضـواً يف جملس الشورى الفن���ان املص���ري حمم���د صبحي أصبح عضوا مبجلس الشوري املصري الذي صدر ق���را ٌر بتعيين���ه وتش���كيله من قب���ل الرئيس جمموعة املص���ري حمم���د مرس���ي ضم���ن ٍ
التصوي���ر وفين اإلضاءة والص���وت والتنكر واملالب���س والتولي���ف وامل���زج وتصحي���ح األلوان والفص���ل الثاني حول زوايا اإلخراج
وزواي���ا آل���ة التصوير والتكوي���ن يف الصورة وخط مس���توي النظر والواجه���ة األمامية واخللفي���ة واخلط���وط واالجتاه���ات يف الص���ورة أم���ا الفص���ل الثال���ث ف���كان حول الت���وازن يف الص���ورة والف���راغ أو الفضاء يف الص���ورة واالس���تمرارية البصرية واخلط الوهم���ي وعم���ق املي���دان ودائ���رة األل���وان والفص���ل الراب���ع ع���ن األدوات واألجه���زة التنفيذي���ة مث���ل آل���ة التصوي���ر واإلض���اءة والصوت والتنفيذ وآالت التوليف والفصل اخلامس عن اجتاهات اإلخراج الس���ينمائي وإع���داد املمث���ل وتصمي���م املناظ���ر والتنكر واخلي���ال العلم���ي واالتص���ال والتقم���ص والس���ينما والنق���د ،والفص���ل الس���ادس واألخريح���ول أهمي���ة الس���ينما يف العص���ر احلدي���ث وع���ن ظه���ور الس���ينما يف الوطن العرب���ي وواق���ع الس���ينما الليبي���ة وأهمية اإلنتاج العربي املشرتك .
م���ن السياس���يني واملثقفني وذل���ك من أجل إس���تكمال أعض���اء جمل���س الش���وري الذي سيصبح بديال جمللس الشعب املنحل حبكم قضائ���ي ،وبه���ذا س���يصبح الفن���ان حمم���د صبح���ي ألول م���رة يف منص���ب سياس���ي تشريعي بعيدا عن الفن . والفن���ان حمم���د صبح���ي خري���ج املعه���د العال���ي للفن���ون املس���رحية الع���ام 1970 وبدأت شهرته عندما قدم شخصية هاملت للكاتب املسرحي الشهري ويليم شكسبري ثم
توالت مش���اركاته املس���رحية والسينمائية والتلفزيونية حيث قدم مسرحيته الشهرية إنته���ي ال���درس ي���ا غيب م���ن إخراج الس���يد راضي ومن أش���هر أفالمه الكرنك وحمامي حتت التمرين وأبناء الصمت ورجل بس���بع أرواح وإحن���ا الل���ي س���رقنا احلرامي���ة ومن أش���هر أعمال���ه التلفزيوني���ة عائل���ة ونيس، وفرص���ة عمر ،وفارس بال ج���واد ،وعايش يف غيبوبة .
ميادين الرياضة
23 23 11
السنة الثالثة -العدد ( 7 - 1 ( - ) 86يناير )2013
أمحد بشون
ابراهيم املصري الظاهرة الكروية il fenomeno فتحي الساحلي هن���اك ش���خصيات اس���تثنائية ،فائق���ة الرباعة،تف���رض عليك (العنوان)،ب���ل وحتى لغته فكلم���ة( ( )fenomenoااليطالي���ة أو (ph e )nomenoاالجنليزي���ة أو (الظاه���رة) العربية ه���ي اللق���ب ال���ذي أطل���ق من قب���ل العش���اق على حارس املرمى (ابراهيم عوض املصري). و ه���ؤالء العش���اق عل���ى الرغم من اخت�ل�اف اللغة ال�ت�ي يعربون به���ا إال انه���م كلهم ليبي���ون طبقا للدس���تور اللييب الذي صدر ي���وم االحد 6احملرم 1371هجري املوافق 7أكتوبر 1951ميالدي . و ال أغال���ي اذا قل���ت بأن���ه ه���و ال���ذي اس���هم يف تطوير حراسة املرمى يف ليبيا فق���د كان متم���ردا يف لعب���ه حت���ى عل���ى اللباس القدي���م حلراس املرمى مثل (الواقى و الش���ورت و الغالل���ة) مما أوقعه يف الكثري من املرات ملش���اكل مع املدربني و االداريني . ان الكتاب���ة ع���ن (املص���ري) ورص���د تارخي���ه الرياض���ي و احملطات اليت مر بها حماولة يف غاية الصعوبة ،بالرغم م���ن انين أقرب الرياضيني اليه فهو صديقي منذ 50عاما ،ولعبت معه يف النجمة القدمي���ة و اهلالل ،وكنت معجبا به حتى قبل ان نلعب معا يف فريق و احد. ان الكتاب���ة عن���ه أش���بهها برك���وب مك���وك فضائ���ي يف رحلة اىل القم���ر أو الغوص يف أعماق احمليط���ات ،وه���ي رحل���ة ب���دون ادنى ش���ك مليئة باملخاطر والعراقيل ..فهي بني املفرحة و احملزنة و الس���هلة و العويص���ة ،حت���ى ت���كاد ان تك���ون بني احلقيق���ة و اخليال ،وهي باختصار ش���ديد مزيج من الشئ وضده !.. و ان اردت احلدي���ث ع���ن (املص���ري )البد لك أن تتذك���ر ح���راس املرم���ى العمالق���ة يف الوطن العرب���ي أمث���ال (ع���ادل هي���كل) ح���ارس منتخب مصر ،و(س���بت دودو) حارس منتخب السودان ،و (رع���د محودي)حارس منتخب العراق ،و(عتوقة) ح���ارس منتخ���ب تونس،و(أمح���د الطرابلس���ي) حارس منتخ���ب لبنان ،و(ب���ادوا الزاكي )حارس منتخ���ب املغ���رب ..و(ابراهي���م املصري)واح���د من هؤالء العمالقة . و ل���وال س���وء طالع���ه و حظه الس���يئ ألحرتف يف أوربا وحقق شهرة عاملية ...وهلذا السبب كنت دائما اخش���ى الكتاب���ة عنه خوف���ا ان ال أوفيه حقه ..فه���و ال يكفي���ه مقال���ه او صفح���ة يف جمل���ة أو صحيف���ة ألنه يس���تحق أن تدون س�ي�رة حياته يف كتاب خاص به . و ان���ا هن���ا اكتفي بتس���جيل بعض النقاط مع احتفاظ���ي بغريها ملش���روع كتاب ع���ن حياة هذه الظاه���رة ال�ت�ي لعبت لثمان���ي فرق ليبي���ة ..فقد لع���ب لفري���ق (التع���اون ) يف مدينة بنغ���ازي عام 1956م ولعب يف العام نفسه لفريق (باخلري ) يف طرابلس. ولعب لفريق (االهلي )يف عام 1957م ،ولعب لفريق(النجمة)القدمي���ة يف عام 1959م ،ولعب لفري���ق (اهل�ل�ال)يف ع���ام 1961م ولع���ب لفريق (االحت���اد الطرابلس���ي) يف ع���ام 1965م ولع���ب لف���رق (التح���دي )يف ع���ام 1969م ولعب لفريق (السواحل )يف عام 1974م . وبذل���ك يك���ون احل���ارس اللي�ب�ي الوحيد الذي لعب ألعرق االندية الليبية االهلي – 57النجمة – 59اهلالل – 61االحتاد – 65التحدي .69 وه���ذا التنق���ل بني أعرق االندي���ة جعله أكثر حراس املرم���ى الليبيني ثقاف���ة ومعرفة و اطالع على كل جديد يف كرة القدم .
و(املص���ري) ه���و احل���ارس اللي�ب�ي الوحيد يف تلك الفرتة الذي لعب يف دورتني عربيتني ،الدورة العربي���ة الثالثة يف املغرب ع���ام 1961م و الدورة العربية الرابعة يف القاهرة عام 1965م. ويعترب من أكثر حراس املرمى اس���تعدادا ولياقة بدني���ة فحت���ى بع���د ان هاجر اىل املاني���ا فلم مينع ذلك م���ن اختياره للع���ب يف االندي���ة و العودة اىل املنتخ���ب م���ن جدي���د وكذل���ك اس���تطاع الع���ودة للع���ب جمددا وبنف���س القدرة بعد اج���راء عملية استئصال الغضروف من ركبته . وه���و احل���ارس الذي كان حي���ب التح���دي دائما فكث�ي�را م���ا يتوج���ه اىل منطق���ة اجل���زاء و يس���دد ضرب���ات اجل���زاء ال�ت�ي يتحص���ل عليه���ا فريق���ه ويس���جل منه���ا اهدافا ب���ل كان يتمن���ى اللعب يف الف���رق الضعيفة ال�ت�ي تتبارى مع الف���رق القوية و اليت هلا مهامجني مهرة جييدون التس���ديد على املرمى . ه���ذا ه���و الظاه���رة (ابراهي���م املص���ري )ال���ذي كان يق���ول عنه مدرب النجم���ة القدمية (بافلي فت���ش)( -:كل حراس املرمى يف العامل جمانني و املصري واحد منهم ) . وعندما كنا نسأله ملاذا ؟..كان يقول ( -:ذلك من كثرة الوقوع على االرض و الطريان يف اهلواء و االرمتاء حتت أقدام املهامجني) . لق���د لعبت مع���ه يف النجمة القدمي���ة عام 1967 م ف���كان وح���ده نص���ف الفري���ق ،كان يقود خط
الظهر ويرسل الكرة ليستفيد منها املهامجني. وقد فزنا معا بثالثة كؤوس يف دوري رمضان و قدمنا كرة الزال يذكرها اجلميع . ولعب���ت مع���ه يف فريق اهل�ل�ال مباريات عديدة ،وكان بالرغم من تقدمه يف الس���ن حارسا ميتاز باللياقة البدنية و اخلربة و القيادة. و أمتنى ان يس���تفاد منه ومن موهبته الفطرية يف اع���داد ح���راس املرم���ى ألن���ه ميل���ك املوهب���ة و القدرة على ايصال املعلومة .
و أخريا حتية هلذا احلارس الذي امتع اجلمهور بقفزاته الرائعة واسهم يف تطوير حراسة املرمى و جعلها شيقة ومثرية. ملحوظة هذه اللقطة للحارس (ابراهيم املصري )يف مباراة النجمة القدمية و التحدي بتاريخ 1-11-1959 م و ال�ت�ي فاز فيها فريق النجم���ة 4-2وهي هدية م���ن املرح���وم (عب���د اهلل احلراث���ي)اداري النجمة القدمية .
العشق الذي ال ينضب وسام خليل بن دردف فريق االحالم ..الذي كان !.. م��ا ن��ق��را ع��ن ف��ري��ق االح�ل�ام ال���ذي يصول وجيول ويضم ترسانة من الالعبني املهرة و حيقق ال��ب��ط��والت ف��ن��رى إمس��ه يتصدر الصحف و اجملالت (ومبا نشيتات)عريضة و ب��أل��وان خمتلفة ب��أم��ور العبيه ال�تي ال تنفك أن توضع يف طالئع الوسائل املقرؤة و املرئية ،اذا كان هذا هو املفهوم الصحيح و الواقعي لفريق االح�لام ..فلماذا كلما ذك����رت مج��ل��ة (ف��ري��ق االح��ل�ام )أم��ام��ي استيقظ خم���زون ذك��ري��ات��ي ل��ي��ع��ود بي اىل منتصف الثمانينات ..اىل حلم كان يراودني و أصبح االن كابوسا مزعجا ...؟! ذات ليل���ة ..وأي ليل���ة كن���ت أحل���م بالكرة ليفس���ر لي ذل���ك وقلت له م���ن يكون احلاج االرضي���ة خبطوط طول س���وداء متناس���قة طاه���ر و احل���اج يون���س ه���ذا ؟وم���ن يك���ون و كأنه���ا تنف���ز ب�ي�ن طواحني ه���واء محراء شاكري ؟ومن هؤالء الناس الذين جتمهروا اللون تدور بس���رعة ش���ديدة وكنت أرهف و هتف���وا بفيصل وأمحد ورمضان و عادل و أذني لس���ماع أصوات تذك���ر أمساء كثرية أرحيم���ة وتارة أخرى يهتف���ون باملهندس و و متنوع���ة و مجه���رة م���ن الن���اس ،وعندما تربل و املزوغي وغريهم ..؟وما حكاية املرج استفقت من حلمي وذهبت مسرعا اىل ابي ..؟! فأجابين مبثل ما كان سيجيبوني
ب���ه كل عش���اق االهلي ألنه���م يف احلقيقة كان���وا حيمل���ون نف���س حلمي ال���ذي صار كابوس���ا على اجلمي���ع !!..و لألس���ف فهذا مفهومن���ا حنن ع���ن فريق االح�ل�ام ..الذي صار حقيق���ة ملموس���ة االهل���ي حباجتكم اكثر...بكثري من ذي قبل !!..
السنة الثالثة -العدد ( 7 - 1 ( - ) 86يناير )2013
إبريل
مارس
فرباير
ينا ير
يونيو
مايو
أغسطس
يوليو
ديسمرب
نوفمرب
أكتوبر
سبتمرب