العدد 86

Page 1

‫ميادين يف التشيك‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 86‬يناير ‪)2013‬‬

‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫‪7 - 130( -( )- 86‬‬ ‫‪)2012 )2013‬‬ ‫يناير‪ 5‬نوفمبر‬ ‫أكتوبر‪-‬‬ ‫العدد (‪) 77‬‬ ‫الثالثة ‪-‬العدد (‬ ‫السنة الثانية‬ ‫السنة‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫‪ 2013‬ليكن عام األمن ‪:‬‬ ‫قبل أن تتحول بنغازي إىل بنغازيستان‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 86‬يناير ‪)2013‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫‪ 2013‬ليكن عام األمن ‪:‬‬ ‫قبل أن تتحول بنغازي إىل بنغازيستان‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫املراجعة اللغوية‬

‫صالح السيد أبوزيد‬

‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزاوية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫مفتاح ميلود ‪ /‬البيضاء‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫ٌ‬ ‫حاصل على شهادة عسكرية صغرى ومتوسط الذكاء وابن‬ ‫شخص شا ٌذ جسديا وعقليا‪..‬‬ ‫حكم البالد وأدارها‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫عائل���ة فق�ي�رة وقبيلة ال تذكر ‪،‬حكمها ألكثر من أربعة عقود مبس���اعدة أش���خاص عل���ى وزن ‪ :‬أن الطيور‬ ‫على أش���كاهلا تقع ‪،‬كانت احملصلة مدمرة ما تطلب إزاحته بثورة ش���عبية وحرب ضروس مبس���اعدة حتالف‬ ‫دولي تقوده الواليات املتحدة األمريكية ! ‪،‬كان طوال تلك العقود عضوا يف املنظمات الدولية السياس���ية منها‬ ‫واحلقوقية ‪،‬وحني يراجع املرء منا ما حدث طوال العقود املاضية يالحظ أن ادارة البلدان ليست باألمر اجللل‬ ‫‪،‬بل على العكس حتتاج إىل أشخاص متوسطى الذكاء والفاعلية واجلسارة ‪،‬و بل حتى األغبياء مثل القذايف‬ ‫وجورج بوش االبن ‪.‬‬ ‫وب�ين ‪ :‬عــام���ى ‪ 2011‬و ‪ 2013‬أدار بلدان الربيع العربي أكثر من حاكم ومن حكومة واألمور تبدو على ما‬ ‫هي عليه ‪،‬ما ورثناه من األنظمة اليت مت اسقاطها مازال يدير الدولة أو مازال يتحكم يف أمورها ولو سلبيا‪!!..‬‬ ‫مبعن���ى مازال���ت احلكومات تبدد الوقت واجلهد واملال ‪،‬أما الش���عوب فلم خترج بعد من الش���ارع ‪،‬الش���ارع الذي‬ ‫حول الدين إىل لعبة‬ ‫حتول اىل جامع ‪ !..‬املفتى فيه وريث الديكتاتور يفتى يف كل شيء وحتى يف الالشيء ‪،‬ما َّ‬ ‫إلنصاف العقول ومنهم من يقول ما ال يعون وما ال يفعلون ‪،‬ويف ُ‬ ‫كلِّوادٍيهيمون‪.‬‬ ‫يطل عام جديد ومل نرس���م خارطة طريق ومل نعرف ما نريد بالضبط ‪،‬يف هذه املدة الطويلة نسبيا علي بالد‬ ‫غرقت يف ش�ب�ر ماء هذا الش���تاء مل ن���ر طحينا ْ‬ ‫ً‬ ‫فرقع���ة وأصابتنا النريان القاتل���ة خاصة يف مدينة‬ ‫وإن مسعنا‬ ‫بنغازي اليت حتولت تقريبا – حسب مظاهرة اجلمعة ‪ 28‬ديسمرب ‪2012‬م – إىل بنغازيستان ‪.‬‬ ‫لق���د اختذ حكام البالد منذ العهد العثماني من قلعة الس���رايا احلمراء بطرابل���س مقراًومن طرابلس املدينة‬ ‫ح���دودا يذودون عنها ويلوذون اليه���ا عن كل البالد بعد أن جيبون اجلبايات ‪،‬وفعل الديكتاتور الس���ابق نفس‬ ‫اخلطيئة التارخيية معتربا مدينة بنغازي مالذا للمارقني ومن حني إىل حني يغري على هذا املالذ كما فعلها‬ ‫فى التسعينات حني حول بنغازي ودرنة إىل مدن حلرب عصابات ضد اجلماعة املقاتلة املسلحة ‪،‬واحلال اآلن‬ ‫يش���به البارح���ة ‪ !..‬الرصاص يلعلع يف املدينة ‪ /‬املالذ فيما الس���يد رئيس املؤمت���ر الوطين حممد املقريف يقبع‬ ‫واألعض���اء املوقرين بني قصور الضيافة وقاعة املؤمتر وفندق ريكس���وس يصدرون البيانات ويلقون اخلطب ‪،‬‬ ‫وحيصل كل واحد منهم على س���يارة قيمتها ‪ 45‬ألف دينار فيما يس���تخدمون س���يارات الدولة للتنقل‪:‬فمـــــا‬ ‫أشبه الليـــــلة بالبارحة‪ .‬؟؟؟!‬

‫•‪ 2013‬حكومة عاجزة !‬

‫لو ُق ِد َر لك ‪ :‬وقابلت أحد أعضاء احلكومة املوقرة أو املؤمتر الوطنى العام ستسمع جوابا حارقا ‪ :‬ماذا نفعل ليس‬ ‫باليد حيلة ‪،‬هو جواب قاطع لس���ؤال أقطع ‪،‬ثم يردفون اجلواب بأننا ش���عب اهلل املستعجل نريد كل شيء اآلن‬ ‫وهنا ‪،‬و يغمرون البالد يف سيول من أوراق البنكوت هذا احلالل للمصائب وفتوى الفتاوي أن املال احلالل خري‬ ‫دواء ل���كل داء ‪،‬وأن���ت تعيش حتت غطاء من وابل الرصاص ال���ذي يعبث يف املدينة ‪ ،‬وهـــل ينفعك املال إذا كان‬ ‫القرب هو خارطة الطريق يف املدينة البعيدة جدا عن مقر احلاكمني ؟ ‪.‬‬ ‫وخالل هذه الفرتة القصرية ‪ /‬الطويلة على من كان يعيش يف رعب ‪،‬خالل هذه الفرتة ترأس البالد جملس‬ ‫وطين ومؤمتر وطنى عام وثالث حكومات انتقالية ‪،‬دون حس���يب و ال رقيب ‪،‬وانقس���مت البالد إىل دول بالقوة‬ ‫يف مصرات���ه والزنتان وطرابلس واجلنوب والش���رق وحنن حنش���د ونرتاص ضد الفيدرالية يف بالد مقس���مة‬ ‫عل���ى أرض الواقع ‪،‬بالد الفرض فيها غائب وكل األئمة يرتاصون ألجل الس���نة يرتكون الواجب ويطالبون‬ ‫باحلقوق ‪ :‬الصادق الغرياني يفيت أن التظاهر للمطالبة باألمن زقوم و ال يفيت البتة بشأن سرقة البالد ومال‬ ‫البالد وتشريد واعتقال وقتل العباد بغري حق‪.‬؟؟!!‬

‫•العدالة االنتقالية املغيَّــــبة‬

‫حض���رت خالل األس���بوع املاضى ‪ :‬املؤمتر األول حول جت���ارب العدالة االنتقالي���ة يف دول الربيع العربي الذي‬ ‫عقده اجمللس الوطين للحريات العامة وحقوق اإلنسان‪ ،‬وذلك يف فندق الودَّان مبدينة طرابلس‪.‬‬ ‫رئي���س اجملل���س هو احملامي حممد العالقي وزير العدل الس���ابق حتدث عن هم���وم العدالة ‪،‬ويف حديثه كان‬ ‫املس���كوت عنه أن اجمللس يعاني من انعدام األمن وبالتالي فإن تقرير اجمللس يشوبه التقصري يف هذه القضية‬ ‫أو تل���ك ‪،‬ألن احلقوق���ي أيضا بش���ر وحباجة لتوفري حد أدن���ى من األمن واألمان الل���ذان إن غابا غابت احلقوق‬ ‫الرئيسة كلها ‪،‬وتكون العدالة االنتقالية مغيبة يف حالة سيطرت االنتهاكات على اإلنسان‪.‬‬ ‫عما يعانيه اآلخرون من تش���ريد واعتقال قس���ــري واس���تباحة نفوس وبيوت وهو يقع‬ ‫من يس���تطيع احلديث َّ‬ ‫حت���ت التهديد ؟ ‪،‬هلذا حنن مجيعا حباج���ة للدفاع عن حقنا يف األمن واألمان ولن حنقق ذلك إن ظن أيُّ منا‬ ‫أنه قادر على حتقيق أمنه مفردا ‪ ،‬األمن مجع بصيغة املفرد ‪.‬‬ ‫وكل عام وأنتم خبري وحرية وأنتم يف أمن وأمان ‪!!!..‬‬


‫‪03‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 86‬يناير ‪)2013‬‬

‫العدالة االنتقالية يف مؤمتر طرابلس لدول الربيع العربي‬ ‫حممد العالقي ومجعة عتيقة‬

‫جانب من احلضور‬

‫اجمللس الوطين للحريات العامة وحقوق اإلنس���ان الذي‬ ‫صدر بإنش���ائه قان���ون رقم ‪ 5‬لس���نة ‪2011‬م عن اجمللس‬ ‫الوط�ن�ي االنتقال���ي ‪ ،‬وال���ذي يرأس���ه احملام���ي حمم���د‬ ‫العالقي ‪ ،‬أقام نش���اطه األول ‪ :‬املؤمتر األول حول جتارب‬ ‫العدالة االنتقالية يف دول الربيع العربي ‪ ،‬وشاركت فيه‬ ‫وفود إىل جانب ليبيا من مصر وتونس واملغرب ‪،‬وقد عقد‬ ‫املؤمتر يوم���ي األحد واالثنني املوافق ‪ 24 – 23‬ديس���مرب‬ ‫‪ 2012‬بقاع���ة فندق الودان ‪ ،‬ويف جلس���ة االفتتاح القى‬ ‫الس���يد النائ���ب االول لرئيس املؤمتر الع���ام كلمة وضح‬ ‫فيها أنه مل يكن مقتنعا بتأس���يس جملس وطين حلقوق‬ ‫االنسان لكن الظروف واملعطيات جعلته يغري رأيه ويرى‬ ‫أهمية هذا اجمللس يف هذه الظروف الراهنة ‪،‬ثم أشار إىل‬

‫أهمية هذا املؤمتر م���ن حيث أن األغلبية ال تعرف ما هي‬ ‫العدال���ة االنتقالية وم���ا أهميتها وأن ما كتب وما نش���ر‬ ‫حول العدالة يف العربية أقل من قليل ‪ .‬أما الس���يد رئيس‬ ‫الوزراء عل���ى زيدان فقد وضح من جهت���ه أنه كحقوقي‬ ‫عمل لعق���ود يف هذا املضمار يعرف أهمية مؤمتر العدالة‬ ‫أجل سفره حتى حيضر افتتاح املؤمتر‬ ‫االنتقالية من هذا َّ‬ ‫منوها حلاجة البالد اىل العدالة والعدالة االنتقالية على‬

‫اخلصوص ‪ .‬ثم ألقى الس���يد وزير الع���دل صالح املرغين‬ ‫كلم���ة بنف���س املعنى وأعقبه الس���يد نقي���ب احملامني يف‬ ‫تونس شوقي الطبيب ومن ثم جاءت كلمة السيد نقيب‬ ‫احملام�ي�ن يف ليبيا عبدالرمحن الكيس���يه ‪ ،‬وختم االفتتاح‬ ‫بكلم���ة الس���يد رئي���س اجملل���س ورئيس املؤمت���ر حممد‬ ‫العالقي ‪.‬‬

‫•تكريم احملامي املناضل عبد اهلل شرف الدين‬

‫وق���د مت أيضا يف جلس���ة االفتتاح تكري���م احملامي ونقيب‬ ‫احملامني األس���بق املناض���ل عبد اهلل ش���رف الدين ‪،‬وعقب‬ ‫االفتت���اح عقد مؤمتر صحفي تــُِل َّى فيه التقرير الس���نوي‬ ‫جملل���س حق���وق االنس���ان ال���ذي أع���ده حمم���د العالقي‬ ‫ووليد كعوان – ( وس���نعمل على نش���ر التقرير كامال‬ ‫يف الصحيف���ة إن متكن���ا م���ن‬ ‫احلص���ول علي���ه كم���ا وعدن���ا‬ ‫رئيس اجمللس )‪.‬‬ ‫وبع���د االس�ت�راحة ‪:‬عق���دت‬ ‫اجللس���ة األول���ي عند الس���اعة‬ ‫الثاني���ة عش���ر والنص���ف ظهرا‬ ‫وكان���ت ح���ول التجرب���ة‬ ‫التونس���ية برئاس���ة األس���تاذة‬ ‫هن���اء الق�ل�ال وقدم���ت أوراق‬ ‫من قبل أعضاء الوفد التونس���ي‬ ‫تناولت التجربة التونس���ية يف‬ ‫العدال���ة االنتقالي���ة م���ن قب���ل‬ ‫االساتذة ‪ :‬عبد اجلليل ابوراوي‬ ‫وش���وقي الطبي���ب وذاك���ر‬ ‫العلوى وس���ناء س���ويس وفاخر‬ ‫القفص���ي ‪ ،‬وكان���ت اجللس���ة‬ ‫الثاني���ة ال�ت�ي عق���دت عن���د‬ ‫الرابعة والنصف مس���اء ح���ول التجربة املصرية وكانت‬ ‫اجللس���ة برئاسة آمال بوقعقيص وشارك بورقات أعضاء‬ ‫الوفد املصري وهم االس���اتذة ش���اهني أبو الفتوح وس���عيد‬ ‫عل���ى زي���ن ومحدى احلس���يين ‪ .‬أما الي���وم الثان���ي املوافق‬ ‫االثنني ‪ 24‬ديس���مرب فكانت اجللسة االولي عن التجربة‬ ‫املغربية وترأس اجللس���ة األستاذ عبدالباسط أبومزريق‬ ‫وش���اركه األس���اتذة عضوى الوفد املغربي وهما حممد‬

‫الصبار وعبداللطيف وهيب ‪ ,‬وكانت اجللس���ة اخلتامية‬ ‫ع���ن التجربة الليبية برئاس���ة األس���تاذ حمم���د العالقي‬ ‫ومش���اركة األس���اتذة ‪ :‬مجع���ة عتيقة وص�ل�اح املرغنى‬ ‫والكوني عب���ودة واهل���ادى بومحرة وقد تناولت اجللس���ة‬ ‫يف جل وقتها مش���روع قانون العدالة االنتقالية املقدم من‬ ‫قبل وزارة العدل الليبية ‪.‬‬

‫مناقشة مشروع‬ ‫قانون العدالة‬ ‫االنتقالية يف مركز‬ ‫بنغازي‬ ‫نظ���م املركز اللي�ب�ي للعدال���ة االنتقالية و مبس���اهمة‬ ‫جامعة بنغ���ازي مركز البحوث و االستش���ارات و على‬ ‫امت���داد ث�ل�اث أي���ام م���ن ‪ 25‬إىل ‪ 27‬ديس���مرب ‪ 2012‬م‬ ‫ورش���ة عمل خبصوص " مقرتح���ات منظمات اجملتمع‬ ‫املدني للمس���ودة اجلديدة لقان���ون العدالة االنتقالية "‬ ‫الص���ادرة ع���ن املؤمتر الوطين العام و مبش���اركة عدد‬ ‫من منظمات اجملتمع املدني و الناشطني و املتضررين و‬ ‫املهتمني بقضايا حقوق اإلنسان ‪ ,‬و قد أبدى املشاركون‬ ‫مالحظاته���م على م���واد القانون األربع�ي�ن بالتعديل و‬ ‫اإلضافة و احلذف و لتأكيد دور اجملتمع يف املشاركة‬ ‫يف صياغة القانون ‪ ,‬و املأمول أن ينقل هذا القانون ليبيا‬ ‫إىل مصاحلة وطنية ش���املة مبنية على حتقيق آليات‬ ‫العدالة االنتقالية من مسألة و حماسبة ملنتهكي حقوق‬ ‫اإلنس���ان خ�ل�ال الف�ت�رة من���ذ ‪ 1‬س���بتمرب ‪1969‬م إىل‬ ‫إعالن قيام الدولة و صياغة الدس���تور و جرب ضرر من‬ ‫تعرضوا لالنتهاكات و إصالح القوانني و املؤسس���ات و‬ ‫ختليد الذكرى و من ث���م املصاحلة الوطنية ‪ ,‬على أن‬ ‫توجه كل ه���ذه املالحظ���ات إىل املؤمتر الوط�ن�ي العام‬ ‫إلثراء النقاش حول هذا القانون‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 86‬يناير ‪)2013‬‬

‫أهم ‪12‬حدثًا فــــــــ‬ ‫جناح انتخابات املؤمتر الوطين‬

‫خاص‬

‫إن األح���داث اليت ش���هدتها‬ ‫بالدنا كبرية وكثرية جدا‬ ‫ومب���ا أن الس���نة تتكون من‬ ‫اثن���ى عش���ر ش���هرا وحنن‬ ‫نتح���دث عن س���نة ‪2012‬م‬ ‫فق���د اخرتنا أه���م ‪12‬حدثاً‬ ‫سياس���ياً الن احل���دث‬ ‫السياس���ي هو الطاغي على‬ ‫املش���هد اللي�ب�ي كما كان‬ ‫ع���ام ‪2011‬م كانت س���نة‬ ‫‪2012‬م س���نة اس���تثنائية‬ ‫حيث ش���هدت البالد أحداث‬ ‫سياس���ية كبرية استمراراً‬ ‫مل���ا ش���هدته س���نة ‪2011‬م‬ ‫من تغ�ي�رات جذري���ة داخل‬ ‫ليبي���ا وخارجه���ا حاولنا أن‬ ‫نقدم ق���راءة س���ريعة ألهم‬ ‫األحداث اليت شهدتها ليبيا‬ ‫فكانت هذه احلوصلة‬

‫الشك أن أهم حدث شهدته ليبيا عــام ‪2012‬م‬ ‫هو جناح انتخابات املؤمت���ر الوطين حيث كان‬ ‫الره���ان صعب���ا عل���ى جن���اح انتخاب���ات املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي الع���ام فقد كان���ت املعطي���ات التوحي‬ ‫بإمكانية إجراء انتخابات من أساس���ها فالسالح‬ ‫منتش���ر وغياب جهاز الش���رطة وعدم اكتمال‬ ‫بناء اجلي���ش الوطين وعدم وج���ود قوي وفعال‬ ‫جلهاز القضاء وما خلفه قانون االنتخابات من‬ ‫مش���اكل واعرتاض���ات كادت أن تدخ���ل ليبيا‬ ‫يف م���أزق يصع���ب اخل���روج منه عرس���ا بكل ما‬ ‫تعنيه الكلمة لتحتفل ليبيا من ش���رقها وغربها‬ ‫وجنوبها بنج���اح أول عملية انتخابية للمؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي وبعد إعالن النتائج انبه���ر العامل مرة‬

‫بعد سنوات يف املنفى املقريف‬ ‫رئيسا‬ ‫اخت���ار املؤمت���ر الوطين الع���ام يف ليبيا الدكتور حممد يوس���ف‬ ‫املقري���ف املع���ارض التارخي���ي لنظ���ام العقي���د املقب���ور معم���ر‬ ‫الق���ذايف‪ ،‬رئيس���ا ل���ه ‪،‬‬ ‫وفاز املقري���ف بتأييد‬ ‫‪ 113‬صوتا مقابل ‪85‬‬ ‫صوت���ا حص���ل عليه���ا‬ ‫منافس���ه املس���تقل‬ ‫علي زي���دان‪ ، ،‬املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي املؤل���ف م���ن‬ ‫مائت���ى عض���و ه���و‬ ‫أعلى سلطة منتخبة‬ ‫يف ليبي���ا ‪.‬وإبَّ���ان‬ ‫حك���م الق���ذايف‪ ،‬كان‬ ‫املقري���ف يعي���ش يف‬ ‫املنف���ى‪ ،‬حي���ث كان‬ ‫قياديا بارزا يف اجلبهة‬ ‫الوطني���ة إلنق���اذ‬ ‫ليبيا‪ ،‬وه���ي من أقدم‬ ‫ح���ركات املعارضة ويف الس���ياق ذات���ه‪ ،‬انتخب املؤمت���ر الوطين‬ ‫مجعة أمحد أعتيقة‪ ،‬نائبا أوال لرئيس املؤمتر الوطين العام بعد‬ ‫حصول���ه على ‪ 75‬صوتا م���ن إمجالي ‪ 200‬ص���وت‪ ،‬فيما حصل‬ ‫أقرب منافس���يه صاحل حمم���د املخزوم عل���ى ‪ 72‬صوتا ليصبح‬ ‫نائبا ثانيا لرئيس املؤمتر الوطين ‪.‬‬

‫أخ���رى مبا فعل���ه الليبيني فقد ص���وت الليبيني‬ ‫للتنمي���ة متجاوزي���ن االيدولوجي���ا وأح���زاب‬ ‫اإلس�ل�ام السياس���ي حيث تقدم حتال���ف القوى‬ ‫الوطني���ة برئاس���ة الدكت���ور حمم���ود جربيل‬ ‫عل���ى األحزاب اإلس�ل�امية مثل ح���زب العدالة‬ ‫والبن���اء اجلن���اح السياس���ي لإلخ���وان املس���لمني‬ ‫ومبا أن قانون االنتخابات أعطى أغلبية املقاعد‬ ‫للمرش���حني األف���راد مم���ا اث���ر عل���ى خريطة‬ ‫املؤمت���ر الوطين وجعل من تقدم حتالف القوى‬ ‫الوطنية برئاسة حممود جربيل يف االنتخابات‬ ‫غري حاس���م داخل املؤمتر الوط�ن�ي عموما كان‬ ‫يوم الس���بت ‪-7-2012 7‬م تارخياً استثنائياً يف‬ ‫تاريخ ليبيا ‪.‬‬

‫ألول مرة تسليم السلطة سلميا يف ليبيا‬ ‫س���لم اجملل���س االنتقال���ي احلاك���م يف ليبيا الس���لطة إىل‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام املنتخ���ب‬ ‪‭‬حديث���ا يف أول انتق���ال‬ ‫س���لمي للس���لطة يف تاريخ ليبيا احلديث ويف احتفال أقيم‬ ‫يف العاصم���ة طرابل���س س���لم اجملل���س الوط�ن�ي االنتقالي‬ ‫وهو الذراع السياس���ية للثورة الليبية الس���لطة إىل املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي الع���ام ال���ذي انتخ���ب يف يولي���و ‪2012‬م وس���لم‬ ‫رئي���س اجمللس الوط�ن�ي االنتقالي مصطف���ى عبد اجلليل‬ ‫مقالي���د احلكم رمزيا إىل حممد علي س���ليم أكرب أعضاء‬ ‫املؤمتر الوطين اجلديد س���نا وق���ال عبد اجلليل إن اجمللس‬ ‫االنتقالي يس���لم الواجبات الدس���تورية لقي���ادة الدولة إىل‬ ‫املؤمتر الوطين العام املمثل الشرعي الوحيد للشعب اللييب‬ ‫من اآلن فصاعدا‪.‬‬

‫تسليم البغدادي و السنوسي إىل السلطات الليبية‬ ‫ت��س��ل��م��ت ليبيا‬ ‫ال�������ب�������غ�������دادي‬ ‫احمل��م��ودي احد‬ ‫رم���������وز ن���ظ���ام‬ ‫ال������ق������ذايف م��ن‬ ‫ال�����س�����ل�����ط�����ات‬ ‫ال����ت����ون����س����ي����ة‬ ‫وك��������������������������ان‬ ‫ال���ب���غ���دادي قد‬ ‫ف���ر إىل ت��ون��س‬ ‫ع���ق���ب حت��ري��ر‬ ‫ط��راب��ل��س ومت‬ ‫ال��ق��ب��ض ع��ل��ي��ه ب��ع��د دخ��ول��ه إىل األراض����ي‬ ‫التونسية جب���واز سفر م���زور وب��ع��د ج��دال‬ ‫قانوني واس��ع مت تسليم البغدادي وبعدما‬ ‫قدمت حكومة الكيب ضمانات للسلطات‬ ‫التونسية بان يتم توفري حماكمة عادلة‬ ‫ل��ل��ب��غ��دادي يف ط��راب��ل��س ك���ذل���ك ق��ام��ت‬ ‫ال��س��ل��ط��ات امل��وري��ت��ان��ي��ة ب��ت��س��ل��ي��م اجمل���رم‬ ‫ع��ب��داهلل السنوسي رئيس جهاز خمابرات‬ ‫القذايف وقالت املصادر عن السنوسي الذي‬ ‫ك��ان حيتفظ بعالقة قوية مع مسؤولني‬ ‫م��وري��ت��ان��ي�ين م��ن��ذ األزم�����ة ال��ت�ي عاشتها‬ ‫م��وري��ت��ان��ي��ا ب��ع��د اإلط���اح���ة ب��ن��ظ��ام سيدي‬ ‫حممد ولد الشيخ عبد اهلل‪ ،‬وتدخل القذايف‬

‫ك������وس������ي������ط يف‬ ‫ح�����ل�����ه�����ا‪ ،‬ح���ي���ث‬ ‫ات��ص��ل السنوسي‬ ‫ب�����ش�����خ�����ص�����ي�����ة‬ ‫موريتانية كانت‬ ‫ت���ش���غ���ل م��ن��ص��ب��ا‬ ‫ح���س���اس���ا‪ ،‬ط��ال��ب��ا‬ ‫م��ن��ه��ا م��س��اع��دت��ه‬ ‫الس������ت�����رج������������اع‬ ‫ودائ�������������ع أس�������رة‬ ‫ال��ق��ذايف امل��وج��ودة‬ ‫يف م���وري���ت���ان���ي���ا‬ ‫وأكدت املصادر أن هذه الشخصية ساعدت‬ ‫على استدراج السنوسي‪ ،‬وقدمت له كافة‬ ‫الضمانات والتطمينات بشأن عدم اعتقاله‬ ‫يف موريتانيا‪ ،‬كما شجعه على السفر إىل‬ ‫هناك أن النظام يف نواكشوط كان مساندا‬ ‫لنظام القذايف حتى سقوط طرابلس وكان‬ ‫السنوسي احد أعمدة حكم املقبور القذايف‬ ‫واح��د اب��رز منفذي سياسته القمعية أثناء‬ ‫فرتة حكم القذايف وهو من قاد عملية قمع‬ ‫ثورة ‪ 17‬فرباير يف ‪2011‬م ومن املعروف‬ ‫ان��ه يقف وراء جم���زرة سجن بوسليم يف‬ ‫ألف‬ ‫سنة‪1996‬م واليت قتل فيها أكثر من ٍ‬ ‫ومائتى سجني‪.‬‬

‫جربيل وأبو شــــــــ‬

‫احنص���ر التنافس بني جربيل وابوش���اقور‬ ‫على رئاس���ة احلكوم���ة وفاز الربوفس���ور‬ ‫مصطف���ى ابوش���اقور برئاس���ة احلكوم���ة‬ ‫بف���ارق صوت�ي�ن ع���ن منافس���ه الدكتور‬ ‫حمم���ود جربي���ل رئي���س حتال���ف القوى‬ ‫الوطنية حيث حصل الربوفسور ابوشاقور‬ ‫على ‪96‬صوت���اً مقابل ‪94‬صوتاً للدكتور‬ ‫جربيل بعد غي���اب عضوين عن التصويت‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 86‬يناير ‪)2013‬‬

‫‪05‬‬

‫ــــــــي ليبيا ‪2012‬م‬ ‫هدم ضريح الشيخ عبد السالم األمسر‬ ‫يف يوم السبت ‪ 25‬أغسطس ‪2012‬م قام جمموعة‬ ‫م���ن املتش���ددين م���ن الس���لفية به���دم وتفج�ي�ر‬ ‫ضري���ح ومس���جد الش���يخ عب���د الس�ل�ام األمسر‪،‬‬ ‫وزاويته ومكتبته‪ ،‬وح���رق آالف الكتب التارخيية‬ ‫يف مكتبت���ه‪ ،‬مس���تخدمني القناب���ل واجلراف���ات‪،‬‬ ‫باعتباره���ا “م���زارات وثني���ة” حبس���ب وص���ف‬ ‫الس���لفية وق���د اس���تنكر رئي���س املؤمت���ر الوطين‬

‫حمم���د املقريف ه���ذا الفع���ل ومس���اه “باألعمال‬ ‫اإلجرامية”‪ ،‬كما دانتها دار اإلفتاء الليبية بشدة‬ ‫كما حذر عمر مول���ود عبد احلميد األمني العام‬ ‫لرابط���ة علم���اء ليبيا ال�ت�ي تضم ما يق���ارب ‪400‬‬ ‫عامل دين م���ن تداعيات تلك األعمال على الوضع‬ ‫مش�ي�را إىل أنها “جرمي���ة قانونية‬ ‫األم�ن�ي بليبيا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وش���رعية كم���ا اس���تنكرت دار اإلفت���اء املصرية‬

‫بش���دة ه���ذا الفع���ل ووصف���ت فاعلي���ه “خب���وارج‬ ‫العص���ر وكالب النار”‪ ،‬ووصفت تلك املمارس���ات‬ ‫بأنها ممارسات “إجرامية جاهلية ال يرضى عنها‬ ‫اهلل تعاىل وال رس���وله صلى اهلل عليه وآله وس���لم‬ ‫وال أح���د م���ن العامل�ي�ن يذك���ر أن ه���ذا الضريح‬ ‫تعرض هلجوم مماثل س���نة ‪ 995‬هـ فدمر زاوية‬

‫عبد السالم األمسر‪ ،‬ونهب مكتبتها الضخمة اليت‬ ‫حوت وقته���ا حنو ‪ 500‬جملداً نادراً وقتل ‪ 20‬من‬ ‫األش���راف منهم عمران ابن عبد الس�ل�ام األمسر‬ ‫ش���يخ زاوية عبد الس�ل�ام األمسر وقتها‪ ،‬مما نتج‬ ‫عنه رحيل معظم طالبها وعلمائها‪.‬‬

‫اغتيال السفري األمريكي‬ ‫لقي الس���فري األمريكي لدى ليبيا‪ ،‬كريس���تفر‬ ‫س���تيفنز‪ ،‬مصرع���ه‪ ،‬جبانب ثالث���ة عناصر أمن‬ ‫أمريكي�ي�ن‪ ،‬يف هج���وم صاروخي اس���تهدف مقر‬ ‫القنصلي���ة ببنغازي‪ ،‬ندد ب���ه الرئيس األمريكي‪،‬‬ ‫باراك أوباما‪.،‬وش���جب الرئيس األمريكي بأش���د‬

‫العبارات مهامج���ة البعثة الدبلوماس���ية لبالده‪،‬‬ ‫اليت راح ضحيتها أربع���ة أمريكيني‪.‬وقال أوباما‬ ‫إنه أمر بتشديد اإلجراءات األمنية حول البعثات‬ ‫الدبلوماسية األمريكية بأحناء العامل على ضوء‬ ‫اهلجوم‪.‬وبدوره���ا‪ ،‬ذك���رت وزي���رة اخلارجي���ة‬ ‫األمريكي���ة‪ ،‬هي�ل�اري كلينت���ون‪ ،‬يف تصري���ح‬ ‫مقتض���ب‪ ،‬بأن���ه ال ميك���ن أن يكون هن���اك تربير‬ ‫للهجوم عل���ى قنصلية بالدها ببنغ���ازي‪ ،‬وقالت‬ ‫إن���ه كان م���ن جمموعة “متوحش���ة” وصغرية‬ ‫ال متث���ل الش���عب اللييب‪.‬وأك���دت إن العالق���ات‬ ‫األمريكية الليبية راس���خة ولن تتأثر باهلجوم‪،‬‬ ‫مضيفة‪“ :‬مهمتنا يف وضع حد للعنف والتطرف‬ ‫ال تزال مس���تمرة‪.‬وكان اهلج���وم على النصلية‬ ‫األمريكي���ة يف بنغ���ازي حم���ورا رئيس���يا خ�ل�ال‬ ‫االنتخابات الرئاس���ية وس���اهم اهلج���وم يف إبعاد‬ ‫س���وزان رايس من خالفة هيالري كلينتون يف‬ ‫وزارة اخلارجية اثر تصرحيات خاطئة أدلت بها‬ ‫لوسائل اإلعالم عرب اهلجوم ‪.‬‬

‫علي زيدان رئيسا للحكومة الليبية وتسليم واستالم تارخيي‬

‫ــــــــاقور خيسران رئاسة احلكومة‬

‫وجتمي���د ‪8‬اعض���اء بطل���ب م���ن هيئ���ة النزاه���ة‬ ‫والوطني���ة وكان الدكت���ور جربي���ل قد حصل‬ ‫يف اجلول���ة األوىل عل���ى ‪86‬صوتاً والربوفس���ور‬ ‫ابوش���اقور عل���ى ‪55‬ص���وت فيم���ا ج���اء مرش���ح‬ ‫اإلخ���وان الدكت���ور ع���وض الربعص���ي ثالثا ب‬ ‫‪41‬صوتاً و يف اجلولة الثانية كان الربوفيسور‬ ‫ابوش���اقور هو اخلي���ار الثاني لإلخوان املس���لمون‬ ‫حي���ث ذهبت األص���وات الواح���د واألربعني اليت‬

‫حص���ل عليها مرش���ح اإلخوان املس���لمون عوض‬ ‫الربعص���ي يف اجلول���ة األوىل إىل الربوفس���ور‬ ‫مصطف���ى ابوش���اقور ال���ذي مج���ع يف اجلول���ة‬ ‫األوىل ‪55‬صوتا ليصبح بعدما صوت له اإلخوان‬ ‫املس���لمون يف اجلول���ة الثانية فائ���زا ب‪ 96‬صوتا‬ ‫غري أن الربوفس���ور مصطفى ابو ش���اقور خس���ر‬ ‫رئاس���ة احلكومة ه���و أيضا بعدما قدم تش���كيلة‬ ‫حكومت���ه للمؤمت���ر الوط�ن�ي ال���ذي مل مينحه���ا‬ ‫الثقة ليلحق مبنافس���ه حممود جربيل وخيسر‬ ‫االثنان رئاسة احلكومة‪.‬‬ ‫‪7‬األمازيغية تدرس يف املدارس الليبية‬‫ألول م���رة يف تاري���خ ليبي���ا يت���م تدري���س اللغة‬ ‫األمازيغية يف املدارس حيث مع انطالق الس���نة‬ ‫الدراس���ية اجلديدة شهدت مدارس زوارة ومدن‬ ‫ومناطق جبل نفوس���ة تدريس اللغة األمازيغية‬ ‫لطالبه���ا حي���ث مت طباع���ة كتب ملناه���ج اللغة‬ ‫األمازيغي���ة وتوزيعه���ا على الطلب���ة ويعترب عام‬ ‫‪2012‬م تارخي���ا متمي���زا بالنس���بة للناطق�ي�ن‬ ‫باللغ���ة األمازيغي���ة يف ليبي���ا‪ ،‬حي���ت يعترب هذا‬ ‫احل���دث مبثاب���ة اجناز وذل���ك يف اجتاه ترس���يخ‬ ‫مب���دأ املواطن���ة وحق���وق كل مواط���ن يف تعليم‬ ‫اللغ���ة األمازيغية وتأتي هذه اخلط���وة متوازية‬ ‫م���ع املطالب���ة بدس�ت�رة اللغ���ة األمازيغي���ة يف‬ ‫الدستور اللييب العتيد ‪.‬‬

‫فاز املرش���ح علي زيدان حممد برئاس���ة احلكومة‬ ‫الليبي���ة املؤقت���ة بع���د تقدم���ه عل���ى منافس���ه يف‬ ‫انتخابات رئاس���ة احلكومة الليبي���ة املؤقته حممد‬ ‫احل���راري الوزي���ر الس���ابق للحكم احملل���ي ‪.‬وتقدم‬ ‫زيدان على منافسه بفارق ‪ 8‬أصوات‪ ،‬حيث حتصل‬ ‫زيدان عل���ى (‪ )93‬صوت���اً‪ ،‬فيما حتص���ل احلراري‬ ‫عل���ى (‪ )85‬صوتاً‪.‬وب���دأ املؤمتر الوط�ن�ي العام عقد‬ ‫جلس���ته باالستماع للمرش���حني لرئاسة احلكومة‬ ‫املؤقت���ة الذي���ن اس���تعرضا براجمهم���ا لني���ل ثقة‬ ‫املؤمت���ر لرئاس���ة جمل���س الوزراء‪.‬ومت���ت عملي���ة‬ ‫التصوي���ت النتخ���اب رئي���س احلكوم���ة اجلديدة‬ ‫م���ن ب�ي�ن املرش���حني بعدم���ا اس���تكمال ع���رض‬ ‫براجمهما‪.‬وركز الربنام���ج احلكومي املقرتح من‬ ‫قب���ل الفائز برئاس���ة جملس ال���وزراء‪ ،‬علي زيدان‪،‬‬ ‫وهو دبلوماس���ي سابق وناش���ط حقوقي كان من‬

‫معارض���ي النظام الس���ابق‪ ،‬على أولوي���ات املرحلة‬ ‫الراهنة اليت جتتازها ليبيا واملتمثلة يف “بناء قوات‬ ‫اجلي���ش واألم���ن الوط�ن�ي” و”حتقي���ق املصاحلة‬ ‫الوطني���ة” و”العدالة يف توزيع خ�ي�رات البلد على‬ ‫كل املناطق والفئات”‪.‬وأكد زيدان‪ ،‬خالل عرض‬ ‫برناجمه‪ ،‬على أنه س���يعمل على تش���كيل “حكومة‬ ‫وف���اق وط�ن�ي” تض���م كل األطي���اف السياس���ية‬ ‫واملس���تقلني م���ع مراع���اة التمثيلي���ة اجلغرافي���ة‬ ‫ملختلف املناطق واعتماد الكفاءة معيارا أساس���يا يف‬ ‫إسناد احلقائب الوزارية‪.‬حيث قامت حكومة دولة‬ ‫الرئي���س عبد الرحيم الكيب بتس���ليم مهامها إىل‬ ‫حكوم���ة دولة الرئيس علي زيدان وفق برتوكول‬ ‫حضاري ومش���هد مجيل نقل على اهلواء مباش���رة‬ ‫ع�ب�ر حمط���ات التلفزي���ون الليبي���ة ال ن���راه إال يف‬ ‫الدول العريقة دميقراطياً‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 86‬يناير ‪)2013‬‬

‫سلسلة اغتياالت رجال اجليش الوطين والشرطة‬ ‫مح���ل العـ���ام ‪2012‬م بدوره���ا سلس���لة م���ن‬ ‫االغتي���االت ال�ت�ي اس���تهدفت العش���رات م���ن‬ ‫قي���ادات وجن���ود الش���رطة واجلي���ش دون‬ ‫اعتق���ال الفاعلني‪ ،‬حيث اغتيل العقيد حممد‬ ‫احلاس���ي مدي���ر امن درن���ة والعقي���د حممد‬ ‫هدية الفيتوري أمر التسليح باجليش اللييب‬ ‫والعقيد بدر مخيس العبيدي وفرج الدرسي‬ ‫مدي���ر ام���ن بنغ���ازي وتصفي���ة ‪ 6‬جن���ود من‬ ‫اجلي���ش الوطين يف بنغ���ازي وال يزال معظم‬ ‫أف���راد وضب���اط اجلي���ش اللييب ومؤسس���ات‬ ‫األم���ن يف وض���ع املس��� ّرحني من العم���ل على‬ ‫رغ���م تقاضيه���م لرواتبه���م وتعرض���ت مقار‬ ‫ومراكز للش���رطة واجليش لع���دة هجمات‬ ‫آخره���ا كان اهلج���وم عل���ى مديري���ة ام���ن‬ ‫بنغازي وخلفت هذه االغتياالت موجة غضب‬ ‫حممد هدية‬ ‫بدر مخيس أمساعد العبيدى‬ ‫عارمة إذ ش���هدت مدينة بنغازي ومدن ليبية‬ ‫أخ���رى تظاه���رات تطال���ب بوضع ح���د ملوجة‬ ‫االغتياالت والقبض على منفذيها وكل من مفيت ليبيا الشيخ الصادق الغرياني قد أصدر الغرياني ال جيوز يف ديننا لش���خص أو طرف‬ ‫يق���ف وراءه���ا وإحالته���م إىل العدالة وكان فت���وى تدي���ن االغتي���االت األخرية ملس���ئولني قتل ش���خص بدم بارد ووص���ف االغتياالت بـ‬ ‫س���ابقني يف عهد القذايف وقال الش���يخ صادق “اجلرائم البشعة”‪ ،‬مضيفا أن “العقاب جيب‬

‫فرج الدرسي‬ ‫أن يتم فقط عن طريق النظام القضائي”‪.‬‬

‫مثول املستشار مصطفى عبد اجلليل أمام القضاء العسكري‬ ‫الكشف عن مصري املناضل منصور الكيخيا‬

‫قررت احملكمة العسكرية الدائمة يف بنغازي برئاسة القاضي‬ ‫العقيد عبداهلل السعيطي‪ ،‬يف جلستها طلب املستشار مصطفى‬ ‫عبداجلليل رئيس اجمللس الوطين االنتقالي الس���ابق للمثول‬ ‫أمام النيابة العس���كرية للتحقيق معه يف قضية اغتيال اللواء‬ ‫عبدالفت���اح يون���س رئي���س أركان اجلي���ش اللي�ب�ي الس���ابق‬ ‫ورفيقي���ه و ص���رح املستش���ار مصطف���ى عبد اجللي���ل رئيس‬ ‫اجملل���س االنتقال���ي الس���ابق بأنه يضع نفس���ه حت���ت تصرف‬ ‫القض���اء ومس���تعد ألي حتقيق خيضع له مؤك���دا انه ال احد‬ ‫ف���وق القانون وانه س���يتقبل قرارات القضاء غ�ي�ر أن احملكمة‬ ‫العس���كرية أعلنت ختليها عن ملف اغتي���ال اللواء عبدالفتاح‬ ‫يون���س عل���ى إثر تصرف���ات القاض���ي العس���كري العقيد عبد‬ ‫اهلل الس���عيطي أوض���ح فيه���ا ان لدي���ه موقف���اً مس���بقاً ومعيناً‬ ‫م���ن القضية و ذلك بتلوحيه بش���ارة النصر م���ن على منصة‬ ‫احملكمة بعد تالوته قرار االستدعاء وأصبحت احملكمة حمل‬ ‫ش���ك وفقدت الثقة وأصبحت متهم���ة بـ«االحنياز»‪ ،‬خصوصاً‬ ‫بع���د بث ش���ريط فيديو عل���ى ش���بكات التواص���ل االجتماعي‬ ‫تظهر العقيد الس���عيطي وهو يقوم بإش���ارة النصر بعد قراءة‬ ‫استدعاء عبداجلليل لالس���تجواب وأوضح العقيد السعيطي‪،‬‬ ‫يف بي���ان‪ ،‬أن امللف س���لم إىل اهليئ���ة العليا للقضاء العس���كري‬ ‫ليختار حمكمة جديدة‪.‬‬

‫مع حل���ول الذك���رى ال‪ 19‬الختطاف‬ ‫املناض���ل منص���ور الكيخيا مت الكش���ف‬ ‫على أن اجلثمان الذي عثر عليه مؤخرا‬ ‫يف أحد املنازل بالعاصمة طرابلس يعود‬ ‫للمناض���ل منص���ور الكيخي���ا ‪،‬املعارض‬ ‫اللي�ب�ي ال���ذي اختطفته أجه���زة املقبور‬ ‫الق���ذايف م���ن مص���ر ‪ 1993‬م وأك���د‬ ‫حمم���ود الكيخي���ا يف تصريح لوس���ائل‬ ‫اإلع�ل�ام أن نتائ���ج حتلي���ل احلم���ض‬ ‫الن���ووي كش���فت أن هذه اجلث���ة تعود‬ ‫إىل أخيه منصور وأش���ار إىل أن تقارير‬ ‫الطبي���ب الش���رعي املبدئي���ة بين���ت أن‬ ‫س���بب وف���اة منص���ور ليس���ت طبيعية‪،‬‬ ‫بعكس ما أدىل به رئيس االس���تخبارات‬ ‫يف نظ���ام املقب���ور الق���ذايف ‪ ،‬املعتق���ل‬ ‫حاليا عبدا هلل السنوس���ي من معلومات‬ ‫وكان يعتق���د أن هذه اجلث���ة اليت أقر‬ ‫السنوس���ي بوجودها يف ذلك املنزل تعود‬ ‫إىل اإلمام موس���ى الصدر الذي تؤكد‬ ‫املعلومات اليت نش���رت بأن���ه اختفى مع‬ ‫رفيقي���ه يف ليبيا يف ش���هر (أغس���طس)‬ ‫ع���ام ‪1978‬م وقال ش���قيق الكيخيا إن‬ ‫نتائ���ج احلم���ض الن���ووي تطابقت مع‬ ‫عائل���ة منص���ور الكيخيا غ�ي�ر أنه لفت‬ ‫إىل أن���ه عندم���ا رأى اجلثم���ان ألول مل‬ ‫يتمكن م���ن التعرف عليه بس���بب تغري‬ ‫مالحمه من أث���ر التجمد‪ ،‬إال أنه أكد‬ ‫أن بقية اجلس���م كان سليم وقد أقيم‬ ‫مبق���ر املؤمتر الوطين الع���ام بطرابلس‬ ‫حف���ل تأبني للمناضل الش���هيد الس���يد‬ ‫"منصور رش���يد الكيخي���ا‪ .‬وحضر حفل‬

‫التأبني رئي���س وأعضاء املؤمتر الوطين‬ ‫العام ورئيس وأعضاء احلكومة املؤقتة‬ ‫وعائل���ة الش���هيد وع���دد م���ن أصدقائه‬ ‫وحمبيه ورؤس���اء البعثات الدبلوماسية‬ ‫املعتمدة يف ليبيا ووفد املنظمة العربية‬

‫حلقوق اإلنس���ان وبعد ختام احلفل مت‬ ‫نقل جثم���ان املناضل منص���ور الكيخيا‬ ‫إىل بنغازي ج���وا حيث أقيمت له جنازة‬ ‫شعبية ودفن ظهر يوم االثنني املوافق‪3‬‬ ‫– ديس���مرب‪2012‬م وحض���ر التش���ييع‬ ‫رئي���س احلكوم���ة علي زي���دان ورئيس‬ ‫أركان اجليش اللواء يوس���ف املنقوش‬ ‫وأعض���اء من املؤمت���ر الوطين‪ ،‬وحش���د‬ ‫كبري من أهالي مدينة بنغازي وأثناء‬ ‫مراس���م التش���ييع قال زيدان "إن رجوع‬ ‫جس���د الراح���ل إىل مس���قط رأس���ه هو‬ ‫انتص���ار آخر للثورة"‪ ،‬وع�ب�ر عن فخره‬ ‫برفقته للكيخيا طيلة سنوات معارضة‬ ‫لنظام الطاغية ‪.‬‬


‫‪07‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 86‬يناير ‪)2013‬‬

‫جمموعة برنامج بريدج ‪ bridge‬يف أوباري‬

‫خدجية االنصاري‬

‫بري���دج برنام���ج يع�ن�ي ببن���اء‬ ‫الق���درات يف الدميقراطي���ة و‬ ‫احلك���م الرش���يد و االنتخاب���ات‬ ‫و مدع���وم برنام���ج بري���دج من‬ ‫كربي املنظمات العاملية املعنية‬ ‫به���ذه املواضي���ع ‪ ،‬و يتم تطبيقه‬ ‫يف ليبيا حاليا بدعم من برنامج‬ ‫األم���م املتح���دة اإلمنائ���ي لبناء‬ ‫املوارد البش���رية و اعداد املدربني‬ ‫حي���ث مت اعتم���اد أول دفع���ة يف‬ ‫ليبي���ا من ش���باب و م���ن مناطق‬ ‫عدي���دة الع���ام املاض���ي ‪ ،‬و يت���م‬ ‫حالي���ا تدري���ب الدفع���ة الثانية‬ ‫لك���ي يت���م اعتماده���م بإش���راف‬ ‫مدربت�ي�ن معتمدت�ي�ن س���ابقا‬ ‫الس���يدة خدجي���ة باب���ا التارقي‬ ‫و الس���يدة جناة دغمان تش���رف‬ ‫الس���يدتان عل���ي عم���ل ه���ذه‬ ‫اجملموعة اليت س���يتم اعتمادها‬ ‫يف برنامج بريدج بشكل رمسي‬ ‫‪ ،‬و اجملموع���ة الثاني���ة لربنامج‬ ‫بريدج الس���يد أمحد الطيب من‬ ‫مدينة أوباري الس���يد س���ليمان‬ ‫الشامي من مدينة مرزق السيد‬ ‫صاحل ابراهيم مدينة متسا ‪..‬‬

‫•خدجي��ة باب��ا التارق��ي – طرابل��س – و الرتمي���م و امليزاني���ة و النظ���رة اجلمالية هلا خبطوة ) و أنا واثق من ذلك و كل الشكر ‪...‬‬ ‫لتك���ون ميزة جنوبي���ة متلكها ه���ذه املنطقة يف •عبدالس�لام إحممد عبدالسالم ‪ :‬أوباري‬ ‫مشرفة ‪:‬‬ ‫برنامج بريدج يهت���م بالتوعية املدنية يف كل مدين���ة اوباري ‪ ،‬كذل���ك آمتين من اهل جرمة – قراقرة – متدرب ‪:‬‬ ‫املس���اهمة يف االهتمام به���ذه املدينة العريقة و‬ ‫التارخيية من ناحية النظرة االمنية و النظرة‬ ‫التارخيي���ة و النظ���رة البحثي���ة و كل الش���كر‬ ‫مليادين ‪...‬‬

‫املناط���ق و يهتم ايض���ا بالتح���ول الدميقراطي‬ ‫يف ليبي���ا ‪ ،‬و ليس لربنام���ج بريدج منهج معني‬ ‫و اليقدم وصفات جاهزة و بريدج يس���تخلص‬ ‫منهج���ه م���ن خ�ل�ال مش���اركات مؤسس���ات‬ ‫اجملتم���ع املدن���ي و النخ���ب و املثقف�ي�ن و ايض���ا •امحد الطيب ‪ :‬أوباري – مدرب ‪:‬‬ ‫املواطن البسيط يف ورش عمل عدة يف خمتلف مب���ا انك من أوب���اري ! م���ا هو رأي���ك يف تفاعل‬ ‫املناط���ق و مبا فيه���ا اوباري الي���وم و علي فكرة مؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي م���ن خ�ل�ال ه���ذه‬ ‫حنن س���عداء جدا بتواجدنا يف مدينة اوباري و الورشة ؟‬ ‫مؤسس���ات اجملتمع املدني اوباري كان هلا دور‬ ‫باألخص يف منطقة جرمة ‪...‬‬ ‫كبري جدا خاصتا يف التحضري هلذه الورشة و‬ ‫•جناة دغمان – طرابلس – مشرفة ‪:‬‬ ‫بريدج برنامج يس���اعد الدول اليت متر بثورات الشجاعة الكبرية و حتمل مصاعب التنقل من‬ ‫م���ن ناحي���ة التوعية املدني���ة ( توعي���ة ناخبني مناط���ق ال���وادي و احلضور إلي مكان الورش���ة‬ ‫– توعية مرش���حني ) و بن���اء املوارد يف جمال الذي هو يف منطقة جرمة ‪...‬‬ ‫الدميقراطية و احلكم الرشيد مراقبني و غريه ولك���ن مؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي يف أوب���اري‬ ‫و تعزيز القدرات يف جمال االنتخابات ‪ ،‬و يهتم حتت���اج ال���ي زي���ادة يف التنس���يق فيم���ا بينها و‬ ‫برنام���ج بريدج ايضا بدعم مؤسس���ات اجملتمع تس���وية االحت���اد الع���ام للمؤسس���ات اجملتم���ع‬ ‫املدن���ي و الدفع به���ا للوصول الي اكرب نس���بة املدن���ي ‪ ،‬و آمتين لإلحتاد املوجود حاليا التوفيق‬ ‫ممكنة من اجلمهور يف الش���ارع العام يف جمال و النجاح ‪ ،‬و حتتاج املؤسسات ايضا الي دعم من‬ ‫االنتخابات و الدميقراطية و احلكم الرش���يد ‪ ،‬مجيع النواحي لكي تس���تطيع أن تقوم بدورها‬ ‫و م���ن اه���م اختصاصات بريدج اع���داد مدربني اهلام يف اجملتمع ‪...‬‬

‫بري���دج يف الدميقراطية و االنتخابات و احلكم •سليمان الشامي ‪ :‬مرزق – مدرب‪:‬‬

‫الرشيد ‪.‬‬ ‫من خالل هذه الورش���ة ما ه���و رأيك يف ثقافة‬ ‫مؤسسات اجملتمع املدني مدينة أوباري ؟‬ ‫الثقاف���ة املدني���ة يف أوب���اري غني���ة بالق���درات‬ ‫الش���بابية الفاعل���ة و املثقف���ة ال�ت�ي تس���تحق‬ ‫تسليط الضوء عليها و االستثمار البشري فيها‬ ‫من قبل الدولة بصورة كبرية ‪..‬‬

‫•صاحل ابراهيم ‪ :‬متسا – مدرب ‪:‬‬

‫لنخرج م���ن موضوع الورش���ة ! أنت يف منطقة‬ ‫جرم���ة اآلثري���ة و جرم���ة تعت�ب�ر م���ن اع���رق‬ ‫املناطق الليبي���ة اآلثرية كيف رأيت االهتمام‬ ‫بهذه املنطقة و مبعاملها ؟‬ ‫بص���دق !!! االهتم���ام به���ا ضعي���ف و ضع���ف‬ ‫االهتم���ام ي���ؤدي فقدانه���ا و الفق���دان يكب���د‬ ‫اخلس���ارة هل���ذا آمت�ن�ي م���ن الدول���ة خاصت���ا و‬ ‫حتدي���دا ان تلفت هلا االنتباه يف املراقبة و البناء‬

‫طبعا يف البداية أود التنويه علي ان ليبيا تعاني‬ ‫م���ن ضع���ف يف الثقافة السياس���ية ‪ ،‬أما بش���كل‬ ‫خ���اص يف مناطق اجلنوب و من ضمنها مدينة‬ ‫اوب���اري فإن���ه حيت و بع���د ث���ورة ‪ 17‬فرباير مل‬ ‫تتمك���ن من مواكبة التطور السياس���ي بش���كل‬ ‫جي���د ‪ ،‬حيث اننا تأخرنا ع���ن باقي مناطق ليبيا‬ ‫و يرج���ع الس���بب يف ذل���ك للظ���روف اخلاصة‬ ‫اليت مت���ر بها املنطق���ة و قلة االمكانيات س���واء‬ ‫املادي���ة أو االمكاني���ات االعالمي���ة ‪ ،‬و كذل���ك‬ ‫ضعف اخلدم���ات أو انعدامها مث���ل االنرتنت و‬ ‫الكهرب���اء و قلة الربام���ج التوعوية مثل الورش‬ ‫و احملاض���رات بالرغم م���ن ان البيئة يف مناطق‬ ‫اجلن���وب زاخ���رة بع���دد كب�ي�ر م���ن الكف���اءات‬ ‫و الطاق���ات البش���رية الالحم���دودة و ه���ذا م���ا‬ ‫جيعلين أقول ( اذا كان مشوار الف خطوة يبدأ‬ ‫خبطوة فإننا يف اجلنوب س���نقطع الف مش���وار‬

‫اخ�ت�رت املش���اركة يف هذه الورش���ة بن���اءا علي‬ ‫امليول الذاتي و املش���اركة و املس���اهمة الفعالة‬ ‫يف مؤسس���ات اجملتمع املدني و تقديم ما ميكن‬ ‫تقدمي���ه و لو بش���كل بس���يط عن طري���ق هذه‬ ‫املؤسس���ات و بش���كل اجياب���ي اجت���اه اجملتم���ع ‪،‬‬ ‫و كذل���ك توضي���ح كل ما خيص مؤسس���ات‬ ‫اجملتم���ع املدن���ي و بي���ان دوره���ا و العم���ل علي‬ ‫ترس���يخ و تبين فكرة هذه املؤسس���ات يف عقول‬ ‫األف���راد و كذل���ك لزي���ادة التحصي���ل العلمي‬ ‫و تكوي���ن قاع���دة صحيح���ة عنه���ا و لو بش���كل‬ ‫بس���يط نوع���ا م���ا ‪ ،‬و ايض���ا تعطش���ا ملمارس���ة‬ ‫العملي���ة االنتخابية اليت كانت تعيش���ها ليبيا‬ ‫اب���ان احلكم الس���ابق و ملمارس���ة الدميقراطية‬ ‫بالش���كل الصحي���ح ‪ ،‬و املس���اهمة يف تعزي���ز و‬ ‫ترس���يخ الآلبن���ة األول���ي و األس���س و اآلليات‬ ‫اليت تس�ي�ر عليها عجلة الدميقراطية يف ليبيا‬ ‫يف الوق���ت الراهن بإختاذ وس���يلة االنتخابات ‪،‬‬ ‫و غريها م���ن مكونات العملي���ة االنتخابية من‬ ‫احزاب و مؤسس���ات اجملتمع املدن���ي اليت تعترب‬ ‫وس���يلة من وس���ائل الرقابة الغري مباشرة علي‬ ‫التحول الدميقراطي يف الدولة و تعترب وسيلة‬ ‫الضغط علي احلكومة لكي تسري علي خارطة‬ ‫الطري���ق الدميقراطي���ة و الوص���ول مبركب‬ ‫الدول���ة الي ب���ر األمان و التطلع���ات و األهداف‬ ‫املنشودة من قبل الشعب ‪.‬‬

‫•فتحي��ة بن زاي��د – اوباري – احلطية –‬ ‫متدربة ‪:‬‬

‫كانت هذه اإلستفادة من هذه الورشة كبرية‬ ‫جدا فقد مت التعريف بالدميقراطية و أساليبها‬ ‫و مت التع���رف علي مفاهيم جدي���دة و طريقة‬ ‫ممارس���ة الدميقراطية من خ�ل�ال االنتخابات‬ ‫النزيه���ة و ماهي���ة االنتخاب���ات و مراحلها من‬ ‫التس���جيل الي االقرتاع ‪ ،‬و كذلك مت التعريج‬ ‫عل���ي اإلدارة االنتخابي���ة و ش���ركاء العملي���ة‬ ‫االنتخابي���ة و دورهم يف العملية االنتخابية ‪ ،‬و‬ ‫كذلك الدستور و أشكاله و طريقة االستفتاء‬ ‫عليه ‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 86‬يناير ‪)2013‬‬

‫ميادين يف التشيك‬

‫الليبيون يقطعون باحلافلة أملانيا لدخول مجهورية التشيك بال بوابـــــــ‬ ‫لقاء الطاولة املستدير بني اعالمي ليبيا‬ ‫والتشيك‬

‫فاطمة غندور ‪.‬‬ ‫(‪2-2‬‬

‫بع���د زي���ارة الوف���د االعالم���ي احلكوم���ي‬ ‫واملُس���تقل لبع���ض م���ن مراك���ز االع�ل�ام‬ ‫العمومي بأملانيا ش���رقا وغربا ‪،‬وكما تابعنا‬ ‫ذلك يف عددنا املاضي ( أكادميية الدوتشي‬ ‫في�ل�ا ‪ ،‬واحملط���ة العربي���ة للدوتش���ي فيال‪،‬‬ ‫ورادي���و مدينة ه���اال ‪ ،‬وال ام دي أر‪ ) ،‬انتقل‬ ‫الوف���د ‪ /17-18‬ديس���مرب ‪ 2012‬يف رحل���ة‬ ‫عرب الرب اىل براغ (بال بوابة وال تصريح وال‬ ‫فحص جل���واز الس���فر ) كان االقرتاب من‬ ‫ب���راغ عاصمة االن���وار يتطل���ب عبور بعض‬ ‫االنفاق املزودة على جانبيها بهواتف معلقة‬ ‫حلاالت لطواريء‪ ،‬براغ مدخلها أنوار العيد‬ ‫احتفاء بالسنة اجلديدة ‪ ،‬لوحات االعالنات‬ ‫الكبرية مرفقة بتش���كيالت مجالية ختص‬ ‫الفرح واالبتهاج املعتاد بدخول العام وميالد‬ ‫املسيح ‪،‬وكانت نقطة البداية ‪ -‬رغم الثلوج‬ ‫ال�ت�ي ملئ���ت املدخ���ل ‪ -‬بالس���وبر مارك���ت‬ ‫الذي راق للبعض ش���راء بع���ض املأكوالت‬ ‫والنظ���ر يف العمل���ة التش���يكية ( كرونا ) ‪،‬‬ ‫فقيمة اليورو تعادل أربعة كرونا ‪،‬وكلما‬ ‫تعمقن���ا املس�ي�ر داخل براغ كان���ت واجهات‬ ‫اخليم اخلش���بية مألى باحللويات ‪ :‬أش���كال‬ ‫معت���ادة وأش���كال خمتصة باملناس���بة كما‬ ‫ت���زي الباع���ة مبالب���س تنكري���ة ضاحك���ة‬ ‫ومفزعة !‪ ،‬وجمس���مات بابا نويل بطربوشه‬ ‫وبدلت���ه احلمراء ‪ ،‬وش���جرة املي�ل�اد املُضاءة‬ ‫‪،‬وال�ت�ي ح���وت عل���ب صغ�ي�رة علق���ت ب�ي�ن‬ ‫أفرعها ‪ ،‬والشموع الزاهية االلوان ‪ ،‬واهلدايا‬ ‫اخلاص���ة باالطفال اليت حمُ ل���ت بأكياس‬ ‫مملؤة باالش���رطة املزركشة ‪ ،‬وقد ُ‬ ‫كتبت‬ ‫عليه���ا العبارات الداعي���ة باالمنيات الطيبة‬ ‫والس���عيدة ‪،‬نزل الوفد أخر س���اعات املس���اء‬ ‫بالفن���دق ‪ ،‬وكان���ت الفرص���ة للخ���روج‬ ‫وملش���اهدة ب���راغ وأس���واقها الش���عبية حيث‬ ‫البع���ض م���ن التش���يكني يف اج���ازة نهاي���ة‬ ‫السنة وكان السهر عنوان االحتفاء ‪ ،‬ورغم‬ ‫الصقيع فقد امتلئت الش���وارع بالناس وهم‬ ‫يش�ت�رون هداي���ا العي���د ‪،‬وحيتس���ون ش���رابا‬ ‫س���اخنا يفوح بالقرفة والقرنفل ‪ ،‬واماكن‬ ‫خصصت لش���واء القصدل ‪ ،‬ولعجني كعك‬ ‫الذي يتم شوائه على الفحم ‪،‬وحال نضجه‬ ‫يرش عليه السكر املطحون ! قيل لنا أنه من‬ ‫حلويات االحتفاء بدخول الس���نة اجلديدة ‪،‬‬ ‫ومل خيلو املش���هد الليلي م���ن طابور طويل‬ ‫لف���ت انتباهن���ا ‪ ،‬وإن تندر بعضن���ا متذكرا‬ ‫طوابرين���ا الليبي���ة ‪ -‬رغ���م الف���ارق ‪ -‬فق���د‬ ‫اكتش���فنا أن الطابور خي���ص كاتبا يوقع‬ ‫إصداره اجلديد يف مكتب صغري بالعاصمة‬ ‫ب���راغ ‪،‬وأن هذا هو مجهور الش���غف باملعرفة‬ ‫واالطالع ‪.‬‬

‫حممد الزنتاني‬

‫رضا فحيل‬

‫االع�ل�ام الرقم���ي التش���يكي م���ن الش���ركاء‬ ‫الرئيس�ي�ن ملواق���ع اليوتيوب ‪،‬وق���د حقق املوقع‬ ‫جناحات كانت مثار اهتمام اجلمهور وحصد‬ ‫جلوائز‪.‬‬ ‫االعالم العمومي راديو وتلفزيون ‪.‬‬ ‫دخلن���ا أوال حمطة الراديو التش���يكي وفوجئنا‬ ‫ب���ذات املصع���د التارخي���ي – (كم���ا يف أملاني���ا‬ ‫هن���اك ث�ل�اث مصاعد فق���ط مت���ت احملافظة‬ ‫عليه���ا وصيانته���ا) ‪ -‬ال���ذي احتف���ظ ب���ه من���ذ‬ ‫زمن الش���يوعية ومتت صيانة املبنى مبحاولة‬ ‫االبق���اء عل���ى كل التفاصي���ل بامل���كان ومنه���ا‬ ‫املصع���د املفتوح واملتحرك عل���ى الدوام وعليك‬ ‫أن تالحق قدومه ‪ ،‬وتقرر وضع قدمك ليصعد‬ ‫بك ‪،‬صعد أغلبنا والبع���ض االخر إختار الدرج‬ ‫أو املصع���د الع���ادي ‪ ،‬كان يف اس���تقبالنا ثالث‬ ‫س���يدات ل���كل منه���ن مهمته���ا االداري���ة داخل‬ ‫احملط���ة ‪ ،‬مديرة العالقات اديت���ا كوفا رحبت‬ ‫بالوفد اللييب وبالسيد مارتن مسؤل اكاميية‬ ‫الدوتشي فيال يف ليبيا ‪ ،‬ومرافقته ينكا مديرة‬ ‫املش���روعات املتعاون���ة م���ع االكادميي���ة ‪ ،‬ث���م‬ ‫قدم���ت للربنامج العام الذي توزع بني جلس���ة‬ ‫الطاولة املس���تديرة اليت س���يتم فيها التعريف‬ ‫بتاريخ وأقس���ام حمطيت الرادي���و والتلفزيون‪،‬‬ ‫واملوق���ع االلكرتون���ي‪ ،‬وفت���ح الباب للمناقش���ة‬ ‫واالجاب���ة ع���ن االس���ئلة ال�ت�ي س���تطرح م���ن‬ ‫الطرف�ي�ن ‪ ،‬ثم اجلولة امليداني���ة باحملطة اليت‬ ‫س�ت�رافقنا فيه���ا اديت���ا واملرتج���م ‪ ،‬قدم���ت أوال‬ ‫للباحث االعالمي فيليب روزنيك ‪.‬‬ ‫فيليب روزنتيك (‪: )New media‬‬ ‫حمط��ات (الرادي��و والتلفزي��ون) ختض��ع جلباي��ة‬ ‫يدفعه��ا كل القانط�ين يف الدول��ة ‪،‬م��ن أجل ضمان‬ ‫االستقاللية يف االخبار والربامج‪.‬‬ ‫ه���و حمل���ل اس�ت�راتيجي اعالمي ق���دم عرضه‬ ‫جبملة عربية على الداتا شو ‪،‬وقال ‪ :‬يف تشيكيا‬ ‫‪ 21‬حمطة رادي���و حملية ‪،‬واعالمن���ا الراديو‬ ‫والتلفزيون كل له جملسه وإدارته وامليزانية‬ ‫اليت ختصه ‪،‬وكالهما خيضع جلباية يدفعها‬ ‫كل القانطني يف هذه الدولة ‪،‬من أجل ضمان‬ ‫االس���تقاللية يف االخبار والربامج ‪،‬فيما يتعلق‬ ‫بني���و ميدي���ا فه���و اع�ل�ام جدي���د العالق���ة له‬

‫بالتلفزي���ون ‪،‬بل ه���ي فكرة الدخال الوس���ائط‬ ‫اجلدي���دة منل���ك االن ‪ 3‬حمط���ات انرتنت ‪ ،‬يف‬ ‫‪ 1991‬مت���ت جتربة البث الرقم���ي ‪ ،‬واعتمد‬ ‫كبث مباش���ر عام ‪Frozank@cko. 1996‬‬ ‫‪ )cz‬لدينا يوميا ‪ 85‬ألف زائر ‪ ،‬بإمكان زائرنا‬ ‫سحب ونس���خ بعض الربامج جمانا ومن لديه‬ ‫موق���ع نق���دم اش�ت�راكا كرابط ثاب���ت ‪ ،‬على‬ ‫املوق���ع يتم ب���ث املسلس�ل�ات الدرامية ورس���وم‬ ‫االطف���ال املنتجة خصيصا للموق���ع ‪ ،‬مت انتاج‬ ‫مايقارب ‪ 2700‬برنامج فيديو ‪ ،‬نقدم برنامج‬ ‫حوارات سياسية مباشرة ‪ ،‬خصصنا دعما ماليا‬ ‫من عوائد عوض االشرطة اليت تدعم احلفاظ‬ ‫على احلي���اة الربي���ة‪ ،‬نبث حفالت موس���يقية‬ ‫مباش���رة لنش���ر الثقاف���ة التش���يكية للع���امل ‪،‬‬ ‫ومؤخ���را خصصن���ا رادي���و لالطف���ال لالعمار‬ ‫املختلفة به برامج تفاعلية مباشرة ‪ ،‬وله رابط‬ ‫مع موقع الكرتوني لأللعاب ‪،‬االعالم التشيكي‬ ‫من الشركاء الرئيس�ي�ن ملواقع اليوتيوب ‪،‬وقد‬ ‫حق���ق املوق���ع االلكرتون���ي جناح���ات كان���ت‬ ‫مث���ار اهتم���ام وتزايد لعدد ال���رواد املتصفحني‬ ‫منه���ا البث املباش���ر حلال���ة والدة وحيد القرن‬ ‫‪،‬وحصدت الرسوم املتحركة للغوريال جائزة‬ ‫أفضل ش���ريط مت عرضه يف جمال الوس���ائط‬ ‫املتعددة وترجم اىل ست لغات ‪.‬‬ ‫إديتا تقدم حكاية حمطة الراديو التشيكية ‪:‬‬ ‫مين��ع أي ش��خص كان قيادي��ا يف احلزب الش��يوعي‬ ‫أو كان عنصر باملليش��يات املس��لحة أو باملخابرات أو‬ ‫مثل جزء من النظام الس��ابق ب��أن يتقلد أي منصب‬ ‫قيادي ‪.‬‬ ‫للموق���ع ال���ذي ج���رت صيانت���ه حكاي���ة روتها‬ ‫للوف���د مديرة العالقات العام���ة باحملطة إديتا‬ ‫ك���ودال كوف���ا فاالذاعة التش���يكية مت بناؤها‬ ‫من���ذ ‪، 1920‬وأول عهده���ا ملك���ت جه���از ب���ث‬ ‫وض���ع يف محام ! داخ���ل خيمة عس���كرية ‪،‬عام‬ ‫‪ 1945‬حصلت انتفاضة ضد النازين ‪ ،‬واجته‬ ‫الناس للس���يطرة عل���ى االذاعة العالن النصر‬ ‫وحلماية املبنى لكن بعضا من النازين هامجوا‬ ‫احملطة وقتل جراء ذلك اهلجوم وخالل أربعة‬ ‫أي���ام م���ا يق���ارب ‪ 1700‬ش���خص ‪،‬وحصل���ت‬ ‫احلادث���ة الثانية أثناء ربيع ب���راغ ‪ 1968‬حني‬

‫ق���دم الن���اس وتدافع���وا حلماية احملط���ة لكن‬ ‫اجليش االمحر ( الروس ) سيطر على حمطة‬ ‫االذاعة ‪ ،‬ويحُ ي العاملون باملكان تلك الذكرى‬ ‫كل سنة ملن قدموا ارواحهم دفاعا عن احملطة‬ ‫‪،‬الحق���ا وبعد االنتق���ال الدميقراط���ي‪ ،‬حددت‬ ‫نقطة يف القانون مبنع أي شخص كان قياديا‬ ‫يف احلزب الشيوعي أو كان عنصر باملليشيات‬ ‫املس���لحة أو باملخابرات أو مثل جزء من النظام‬ ‫الس���ابق بأن يتقلد أي منص���ب قيادي حكومي‬ ‫‪،‬ومت التأس���يس باالنتخاب للمجلس العمومي‬ ‫املوس���ع لالعالم ال���ذي ينتخب اعض���اؤه كل‬ ‫ثالث س���نوات منهم س���نتني يتم استبدال ثلث‬ ‫م���ن االعض���اء ‪،‬ه���ذا اجملل���س يش���رف وينظم‬ ‫ويعط���ي تراخي���ص وين���زل عقوب���ات س���حب‬ ‫الرخص وال عالقة مباشرة له باحلكومة ‪ ،‬بل‬ ‫هو جملس تشارك فيه اطياف متعددة احزاب‬ ‫وكنائ���س ومؤسس���ات تعليمي���ة وتنظيم���ات‬ ‫مدنية خمتلفة بإشراف الربملان ‪.‬‬ ‫هيلين���ا هافلكوف���ا قانوني���ة اجملل���س العمومي‬ ‫للراديو ‪:‬‬ ‫مدي��ر ع��ام (الرادي��و أو التلفزيون) مث�لا رغم كل‬ ‫صالحيات��ه اال أن��ه ال يق��دم عل��ى تنفي��ذ خط��ة‬ ‫أو برنام��ج إال بع��د استش��ارة ومصادق��ة اجملل��س‬ ‫االعالمي عليها‪.‬‬ ‫اجلانب القانوني وهو الذي اضطلعت بشرحه‬ ‫لنا املستش���ارة القانونية هيلينا اليت أعلنت أنها‬ ‫عاص���رت فرتت�ي�ن ما قب���ل االنتق���ال والتحول‬ ‫‪ ،‬واملابع���د ‪ ،‬ولنصاع���ة تارخيه���ا الوظيف���ي مت‬ ‫ترش���يحها عقب التحول كمش���رعة قانونية‬ ‫للمجلس املوس���ع لالعالم ( راديو وتلفزيون)‪،‬‬ ‫أوضح���ت للوفد أن���ه بعد ث���ورة ‪ 1989‬حصل‬ ‫تغري ج���ذري فبعد س���يطرة مشولي���ة العالم‬ ‫حكوم���ي ‪،‬أُفس���ح اجمل���ال الع�ل�ام ع���ام مي���ول‬ ‫جبباية رسوم حمددة من الشعب حتى ال يقع‬ ‫او خيض���ع الية مظلة أو رقاب���ة من احلكومة‬ ‫وال يع�ن�ي ذلك انه ال يعتم���د اليات ومعايري مت‬ ‫التواف���ق بش���أنها من اج���ل اعالم ح���ر متوازن‪،‬‬ ‫وهن���اك اع�ل�ام جت���اري جي���ري متويل���ه م���ن‬ ‫االعالنات‪،‬لنش���ر ثقاف���ة اع�ل�ام حر مس���تقل‬ ‫تطلب ذلك جهودا توعوية يف اجملال احلقوقي‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 86‬يناير ‪)2013‬‬

‫‪09‬‬

‫ـــــــات وال تصاريح وال مجارك !‬ ‫ميادين باتفاق مع ‪ ACTED‬تقيم الدورة‬ ‫التدريبية الثانية يف بنغازي‬ ‫خريي القندي‬

‫أمحد شالدي‬

‫أقامت ش���ركة ميادي���ن دورته���ا التدريبية الثانية ش���رق ليبيا ح���ول (االعالم واجملتم���ع املدني) وذلك‬ ‫ومنظمة ُتعنى بتفعيل ودعم دور املنظمات املدنية عامليا ‪ ،‬وقد تأسس���ت‬ ‫تنفيذا لتعاقدها مع ‪ُ ACTED‬‬ ‫بش���راكة فرنس���ية أملانية تش���يكية وتقدم منحها للمتعاقدين معها بدعم من االحتاد االروبي ‪ ،‬وكان‬ ‫ق���د مت اللقاء التدرييب االول لتنظيمات مدنيـة متعددة بطرابل���س (حمور طرابلس للتنظيمات املدنيـة‬ ‫ راس حس���ـن ) ‪ 10-12‬ديس���مرب مبشاركـة املدربني من االس���اتذة ‪ :‬مسرية العجيلي‪ ،‬وفاطمة غندور‪،‬‬‫وعبدالزراق العبارة ‪ ،‬وعلي شعيب ‪ ،‬وأمحد الفيتوري ‪.‬‬

‫•دورة ميادين يف بنغازي‬

‫خريي بوشاقور‬

‫منتجة برامج داخل حمطة تشكيا‬

‫والقانون���ي ‪،‬ومدير ع���ام الرادي���و مثال رغم‬ ‫كل صالحياته اال أن���ه ال يقدم على تنفيذ‬ ‫خطة أو برنامج إال بعد استشارة ومصادقة‬ ‫اجملل���س عليه���ا ‪،‬وح�ي�ن س���أهلا أح���د اعضاء‬ ‫الوفد عن أه���م القضايا اليت جيري التدخل‬ ‫القضائ���ي حلله���ا كمث���ال أش���ارت هيلين���ا‬ ‫اىل قضي���ة رفعه���ا ح���زب م���ا عل���ى االذاعة‬ ‫كونه���ا احنازت يف مس���احتها االعالنية اىل‬ ‫ح���زب اخر وحينما مت تقدي���م االثباتات من‬ ‫الطرف�ي�ن تب�ي�ن أن الدع���وة ال�ت�ي رفعت مل‬ ‫تكن صحيحة ‪،‬وحدث أيضا س���جال قانوني‬ ‫حول مدى حق القنوات اليت يرعاها اجمللس‬ ‫يف ب���ث االعالنات الن ذلك حيدث منافس���ة‬ ‫م���ع االعالم التجاري واخل���اص ‪ ،‬فكان الرد‬ ‫أن االعالنات املقدم���ة هي فقط اليت تتعلق‬ ‫بالربام���ج املقدمة أو االعالن���ات ذات الطابع‬ ‫اخلريي ‪.‬‬ ‫بيرت دوه��ان مدير حمطة الرادي��و مرحبا بالوفد‬ ‫االعالمي اللييب‪:‬‬ ‫تابع��ت اح��داث الث��ورة الليبية وإن كن��ت مل أزر‬ ‫ليبي��ا مطلقا ‪ ،‬ف��إن لدي بعض االصدق��اء الذين‬ ‫اعرفهم منذ زمن‪.‬‬ ‫بيرت دوهان مدير حمطة الراديو التش���يكية‬ ‫س���اعة دخوله كان���ت املستش���ارة القانونية‬ ‫جملل���س عم���وم الرادي���و تواص���ل حديثه���ا ‪،‬‬ ‫رافعا ي���ده بالتحية للحضور ‪،‬ثم قام بوضع‬ ‫بطاق���ة عنوان���ه ل���كل عضو م���ن الوف���د ‪،‬ثم‬ ‫اس���تقر جالسا جبانب املستش���ارة ‪ ،‬ومبجرد‬ ‫أن أكمل���ت حديثه���ا ‪ ،‬اس���تأذن يف مداخل���ة‬ ‫قصرية قائال ‪ :‬تابعت اح���داث الثورة الليبية‬ ‫وإن كن���ت مل أزر ليبي���ا مطلق���ا ف���إن لدي‬ ‫بع���ض االصدق���اء الذين اعرفه���م منذ زمن‬ ‫‪ ،‬ومنه���م م���ن كان زمي���ل ش���راكة وعمل‬ ‫فف���ي ‪ 1970‬كن���ت ضمن ادارة مؤسس���ية‬ ‫ش���اركت يف بن���اء وجتهيز جمال���ي النفط‬ ‫والغ���از ‪ ،‬وعلمت فيما بع���د باتفاقية تدريب‬ ‫طيارين ليبني من صديق لي ‪ ،‬اليوم مترون‬ ‫مبرحل���ة انتق���ال وتغ�ي�ر مررن���ا بها س���ابقا‬ ‫كم���ا م���ر االمل���ان مبرحلت�ي�ن انتقاليت�ي�ن ‪،‬‬ ‫وال تغ�ي�ر أو انتق���ال على صعي���د احلكومات‬ ‫والش���عوب يأتي بس���رعة ‪ ،‬وش���خصيا أنصح‬

‫عبداهلل الفورتيه‬

‫باالبتع���اد ع���ن املفت���اح السياس���ي الن ذل���ك‬ ‫ضارب ‪،‬مررنا بصعوب���ات عدة فمن الصعب‬ ‫تغي�ي�ر الفكر وغرس الوعي مب���ا هو جديد ‪،‬‬ ‫ويف جمال االعالم وم���ع جتربة معاناة بني‬ ‫نظام ديكتاتوري ونظام انتقالي دميقراطي‬ ‫‪ ،‬اقرتح مدراء قيادين جدد ومس���اعدين هلم‬ ‫لتنفي���ذ رؤي���ة م���ا بع���د الث���ورة واالنتقال ‪،‬‬ ‫مؤسس���ة االعالم ال�ت�ي أديرها لديه���ا رغبة‬ ‫كب�ي�رة يف التعاون معك���م يف جمال تدريب‬ ‫الش���باب وصن���ع اخل�ب�رة كم���ا نرحب مبن‬ ‫تقرتحونه���م لزي���ارة التش���يك وااللتح���اق‬ ‫ب���دورات طويل���ة االم���د ‪ ،‬وخت���م مداخلت���ه‬ ‫بالقول ‪ :‬س���أضع خط حت���ت كلمة املثابرة‬ ‫وأخ���رى حت���ت العمل بص�ب�ر ل���و واجهتكم‬ ‫كثري م���ن الصع���اب واملش���اكل يف املراحل‬ ‫االوىل لالنتق���ال الدميقراط���ي يف جم���ال‬ ‫االعالم ‪.‬‬ ‫محُ م�ل�ا بهدي���ة أنيق���ة عب���ارة ع���ن كتيب‬ ‫تعريف���ي باحملط���ة ‪)Czech Radio(،‬‬ ‫وملخ���ص حملاض���رة الباح���ث االعالم���ي‬ ‫فيليب ‪ ،‬وكذلك ببعض م���ن القوانني اليت‬ ‫تواف���ق عليها اجمللس العموم���ي ‪،‬غادر الوفد‬ ‫االعالمي احلكومي واملستقل العاصمة براغ‬ ‫وحدد موعد للقاء حواري‬ ‫عودة اىل الوطن ‪ُ ،‬‬ ‫تشاوري تستضيفه أكادميية دوتشي فيال‬ ‫ح���ول جممل الزيارة مبش���اركة خنبة من‬ ‫االعالميني الليبني ‪ ،‬ليت���م وضع مقرتحات‬ ‫وتوصي���ات جتي���ب ع���ن أس���ئلة منه���ا ‪ :‬ه���ل‬ ‫باالم���كان التطل���ع اىل اع���ادة انت���اج جتربة‬ ‫جملس االع�ل�ام العمومي كما لدى االملان‬ ‫والتش���يك ( وكذلك ‪ )BBC‬الذي هو ليس‬ ‫حكوميا بل مبش���اركة أعضاء ميثلون كل‬ ‫اطي���اف اجملتم���ع ع�ب�ر االنتخ���اب ؟ ‪ ،‬وع���ن‬ ‫ن���دى جناح جترب���ة مش���اركة اجلمهور يف‬ ‫دعم اعالم حر مس���تقل جبباي���ة أو ضريبة‬ ‫ليق���دم له ما يتطلع الي���ه مبصداقية وحياد‬ ‫موضوع���ي ‪ ،‬بعي���دا ع���ن وصاي���ة وضغ���ط‬ ‫حكومة أو وزارة لالعالم أو الثقافة ؟؟‪.‬‬

‫اللق���اء الثان���ي أقي���م مبحور بنغ���ازي ( الرحب���ة ) يف الفرتة م���ن ‪ 27 – 25‬ديس���مرب وقد قدم االس���اتذة‬ ‫حماضرته���م وورش���هم التدريبية ط���وال الثالثة أيام ‪ :‬حممد بن عروس ف���ن احلديث االذاعي ‪ ،‬عصام‬ ‫طرخان لغة الصورة ‪ ،‬عطية االوجلي ‪ :‬حقوق االنسان واعالم التنظيمات املدنية ‪ ،‬فاطمة غندور‪ :‬كتابة‬ ‫اخل�ب�ر الصحف���ي ‪ ،‬مه���ارات االلقاء االذاع���ي والتلفزيوني ‪ ،‬أمح���د الفيتوري ‪ :‬جتربة االعالم الس���جنية‬ ‫وس���ؤال االمكاني���ات ؟ ‪ ،‬عبدالداي���م اهلوني ‪ :‬االنتاج االعالم���ي ‪ ،‬عبدالرزاق العب���ارة ‪ :‬امللصقات واملطويات‬ ‫التاريخ والتصميم ‪.‬‬

‫•مجعيات وأفراد يشاركون يف الدورة‬

‫وقد شارك عدد من املتدربني املنتمني كأعضاء ملؤسسات مدنية متعددة االهتمامات واالنشغال وهم ‪:‬‬ ‫عب�ي�ر قنيرب من املنظم���ة الوطنية المازون���ات ليبيا ‪ :‬العمل عل���ى جماالت املرأة والتنمية البش���رية يف‬‫مصر واالردن ‪ ،‬واملنظمة تتبع منظمة املس���تقبل للتنمية املس���تدامة فرعها يف طرابلس – أم العز حممد‬ ‫العقي�ب�ي رئيس جمل���س ادارة اجلمعية الليبية لالخرتاع والتطوير وه���ي مجعية عنت بتطوير وصيانة‬ ‫االس���لحة أثن���اء الثورة ب ‪ 60‬خمرتع من داخ���ل وخارج ليبيا ‪ -،‬فوزية الغرياني مجعية رحيان الش���هداء‬ ‫اخلريي���ة والتطوعية بالس���لماني الغربي احت���وت ‪ 60‬عائلة من بنغازي وضواحيها أثناء االش���هر االوىل‬ ‫للث���ورة وبعضه���ا اىل االن‪ ،‬تقيم االن املش���روع الوطين لتطوير الش���باب اللييب احملروم�ي�ن من العمل وال‬ ‫حيملون ش���هادات – على حممد الورفلي احلركة العامة للكش���افة واملرشدات‪،‬منسق عام فريق احسان‬ ‫ليبيا له عدة فروع يف ليبيا ‪ ،‬هالل البسكري منظمة الشفافية ومكافحة الفساد‪ ،‬واملركز اللييب للعدالة‬ ‫االنتقالية الذي قدم محلة (العبور االمن) للعدالة االنتقالية على مس���توى بنغازي ‪ ،‬س���امي حممد سعد‬ ‫رئيس جملس منظمة القارة الس���مراء حلقوق االنس���ان واالعمال اخلريية اول محل���ة قامت بها أغيثوا‬ ‫أطفال س���رت ‪ ،‬صاحل العقي���ب من مركز املرقاب حلقوق االنس���ان واحلريات العام���ة اول رصد جرائم‬ ‫الكتيب���ة لتوضيح الصورة ملا حيص���ل يف ليبيا من كتائب القذايف ‪،‬واالن العم���ل توعية حقوقية ‪ ،‬فدوى‬ ‫الطرابلس���ي صحفي���ة جبري���دة رؤية حرة مس���تقلة ‪،‬ونعم���ل على التوعي���ة بأدوار اجملتم���ع املدني عرب‬ ‫التحقيقات واالخبار‪،‬صاحل الس���ليين مجعية اصدقاء املعاقني ذهنيا ( متوس���طي – ش���ديدي – وضعاف‬ ‫االعاق���ة – وبع���ض ح���االت التوحد ) لدين���ا ‪ 180‬معاق تعلي���م ق���راءة وكتابة وحاس���وب ولدينا مكتب‬ ‫اجتماع���ي لتصنيفه���م – صالح الدين ال���زواوي ‪ ،‬مبادرة ش���باب بنغازي للمصاحل���ة الوطنية ‪ ،‬مبفهوم‬ ‫ش���بابي ! ندخ���ل الش���باب يف حل القضاي���ا والتوجه اىل ش���رحيتهم باجلان���ب املقابل خضن���ا عدة جتارب‬ ‫‪،‬هش���ام بوبكر الدرناوي‪ ،‬وابراهيم مفتاح بلقاس���م مؤسسة اقتصادية لدعم ومحاية املشروعات الصغرى‬ ‫واملتوسطة ‪ ،‬زكريا حممد ( اجدابيا ) من ملتقى شباب اجدابيا ‪ ،‬جنية الربغثي ربيعة القبائلي ‪،‬املركز‬ ‫االعالمي جبامعة بنغازي ‪ ، ،‬خالد الكاديكي احلملة التوعوية لالنتخابات ‪ ،‬مجعة نكور منظمة أصيل ‪.‬‬

‫•حفل اخلتام وتوزيع شهادات املشارك‬

‫كان ختام الدورة حفل متواضع مت فيه تس���ليم ش���هادات املشاركة ‪ ،‬وألقى مدير شركة ميادين أمحد‬ ‫الفيت���وري كلم���ة قص�ي�رة دعا فيه���ا املتدربني اىل ع���دم التعويل عل���ى دورات قصرية حملي���ة أو دولية‬ ‫لتمنحهم القدرة الكاملة على االداء اجليد والفعل املثمر ما مل يقرروا بأنفس���هم أن حيس���نوا من أدائهم‬ ‫ب���دء م���ن عالقة احملبة للوط���ن وللعمل وللناس ث���م االرادة والرغبة يف صنع التغي�ي�ر فنحن يف مرحلة‬ ‫حساسة حتتاج عطاء كل واحد منا ‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 86‬يناير ‪)2013‬‬

‫الشاعر اللـــــييب م‬

‫على الكتابة أن حتظى باسرتاحة احملارب ‪ ،‬ألن الكلمة دائما تسبق فعل الدم ‪ /‬وحني نستعيد قراء‬

‫حاورته ‪ :‬وجدان شكري عياش‬

‫الش���اعر والكات���ب والناق���د اللي�ب�ي‬ ‫مفت���اح العم���اري ‪ ..‬يف نصوص���ه‬ ‫النثري���ة والثري���ة مبف���ردات لغ���ة‬ ‫تحُ ِار ُب موت���اً ُ‬ ‫بهجة‬ ‫حافة‬ ‫ِ‬ ‫يقف على ِ‬ ‫رجفة الناي وقد أمعن‬ ‫النشيد ‪ ،‬على‬ ‫ِ‬ ‫الفجر وقد‬ ‫غيبوبة‬ ‫النحيب ‪ ،‬على‬ ‫يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس���حق حينما‬ ‫نال الفق��� ُد غايته يف‬ ‫ِ‬ ‫ش���ه ُد أحبتنا المس ثرى ليبيا حبثاً‬ ‫ذاهب يف غي‬ ‫عن ب���راء ٍة غابت‬ ‫ٍ‬ ‫وح���ق ٍ‬ ‫دروب‬ ‫ُظلم���ه وظالم���ه بعي���داً ع���ن ِ‬ ‫النص���ر‪ ،‬لك���ن أم���ل روح���ه الش���قية‬ ‫يقت���ل ُ‬ ‫ُ‬ ‫لم يف‬ ‫م���ازال يتعلق بمِ ���ن‬ ‫الظ َ‬ ‫ون ِبدم��� ِه ِص َ‬ ‫مه���د ِه ويُ��� ِد ُ‬ ‫���دق نبوء ِة‬ ‫العه ِد ( س���وف نبق���ى هنا كي يزول‬ ‫ع�ب�ر ُمناغا ِة‬ ‫األمل ) وكن���ا ُن َر ِد ُد معاً َ‬ ‫بأقواس نصرها املُشتهاة ‪ُ ،‬‬ ‫كنا‬ ‫ثور ٍة‬ ‫ِ‬ ‫نه ِت ًف ضد ُحش���و ٍد من ُظلم ُ‬ ‫غيان‬ ‫وط ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫���ور أعل���ن ُقبحه‬ ‫وقه���ر‬ ‫وعس���ف ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وج ٍ‬ ‫دم ُتش ِع ُل الذاكر َة‬ ‫أنهار‬ ‫غم‬ ‫ر‬ ‫للريح‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫وحش���ية ُ‬ ‫الطغ���اة ‪ُ ،‬‬ ‫كن���ا أح���را ٌر‬ ‫ِب‬ ‫ِ‬ ‫الش���جر وننتم���ي‬ ‫كالن���دى ُنه���ا ِد ُن‬ ‫َ‬ ‫اه��� ُر ِبرفضنا‬ ‫للنم���ا ِء يف لون��� ِه ‪ ،‬ونجُ ِ‬ ‫وفراشات‬ ‫شفق فجر ِه‬ ‫ِ‬ ‫وطن ِب ِ‬ ‫ضياع ٍ‬ ‫ِل ِ‬ ‫حقل���ه ون���دى أمني���ات ُمقاتليه وهم‬ ‫يس���فحون دمه���م ُ‬ ‫كرم���ي ِلبق���اء‬ ‫الط�ي�ن على نقا ِء أجس���ادهم‬ ‫رائحة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أطف���ال أفزعها د ٌم‬ ‫والع���اب‬ ‫ُم���ى‬ ‫‪ِ ،‬لد‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ب���ريء ال يُها ِد ُن غ���در الرصاص وال‬ ‫قذائف اهلاون وصواريخ غراد ‪..‬‬ ‫الش���اعر والناق���د اللي�ب�ي مفت���اح‬ ‫ناض ٍل ‪،‬يغزو‬ ‫حرف ُم ِ‬ ‫العم���اري ‪ِ ..‬ظ ُل ٍ‬ ‫َ‬ ‫رهاف���ة أروحن���ا ‪ ..‬حن���ن‬ ‫بس���طوت ِه‬ ‫وط���ن انهك���ه‬ ‫بصرخ���ة‬ ‫املُنش���غلني‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫رصاص صهيوني غربي غادر جيي ُد‬ ‫ٌ‬ ‫ِص َ‬ ‫واخلراب ‪..‬‬ ‫املوت‬ ‫ناعة ِ‬ ‫ِ‬

‫اآلن يق���ع الع���بء على كاهل‬ ‫املثق���ف أكث���ر من املب���دع ‪ ..‬من‬ ‫دون أن نغفل بأن الش���اعر احلق‬ ‫لن يتوق���ف أو يصم���ت أو يقف‬ ‫موق���ف املتف���رج ‪ ..‬ولعل�ن�ي يف‬ ‫بعض ما أُس���عفت به قد حبرّ ت‬ ‫ما ّ‬ ‫متخض عن حضور النص يف‬ ‫معركة احلرية ‪ ،‬قبل وبعد‬ ‫الش���اعر والناقد اللييب مفتاح أمحد عبد الس�ل�ام‬ ‫العماري‬ ‫أبص���ر ن���ور اهلل يف ‪ 16‬يولي���و ‪ 1956‬مبدين���ة‬ ‫بنغ���ازي‪ ..‬تلك املدينة اليت تش���به ُغ ُ‬ ‫ليل تائ ٍه‬ ‫ص���ن ٍ‬ ‫‪ ،‬وامل���دى ُخ ُ‬ ‫���ع م���ن ُرؤيا ِب�ل�ا ٍد مل‬ ‫ي���ول‬ ‫ٍ‬ ‫فج���ر طا ِل ٍ‬ ‫يُص ِد ُقها ‪.‬‬ ‫عضو رابطة األدباء والكتاب الليبيني‬ ‫صدر له العديد من اإلبداعات ‪-:‬‬ ‫قيامة الرمل ‪/‬شعر‬ ‫كتاب املقامات‪ /‬شعر‬ ‫رجل بأسره ميشي وحيدا‪ /‬شعر‬ ‫فعل القراءة والتأويل ‪ /‬نقد أدبي‬ ‫منازل الريح والشوارد واألوتاد‪/‬شعر‬ ‫الس���ور ‪ /‬مس���رحية ( عمل مش�ت�رك م���ن تأليف‬ ‫الش���اعر مفت���اح العم���اري والكات���ب جماه���د‬ ‫البوسيفي)‬ ‫ديك اجلن الطرابلسي ‪ /‬شعر‬ ‫رحلة الشنفرى ‪/‬شعر‬ ‫جنازة باذخة ‪/‬شعر‬ ‫مشية اآلسر ‪/‬شعر‬ ‫عتبة لنثر العامل ‪ /‬نقد أدبي‬ ‫مفاتيح الكنز ‪ /‬سرد‬ ‫السلطانة ‪ /‬شعر‬ ‫نثر الغائب ‪ /‬سرية شعرية‬ ‫برج العقرب ‪ /‬مسرحية‬ ‫نثر املستيقظ ‪ /‬نصوص‬ ‫فسيفسائي ‪ /‬شعر‬ ‫ف���ن العزل���ة ‪ ..‬نهاي���ة الع���امل‪ /‬مق���االت يف األدب‬ ‫واحلياة‬ ‫الش���اعر والكاتب والناقد مفت���اح العماري ‪ /‬الذي‬ ‫كتب ع���ن جتربت���ه اإلبداعي���ة الش���اعر والنقاد‬ ‫اللي�ب�ي س���امل العوكل���ي " إن الكتابة عن ش���اعر‬ ‫مثل مفتاح العماري ليس���ت يف منأى عن املغامرة‬ ‫بق���در م���ا تب���دو نصوص���ه األنيق���ة – املتكئة عن‬ ‫جتربة ذاتي���ة حافلة مقتنصة بش���كلها البصري‬ ‫لتب�ن�ي فضاءه���ا املع���ريف ‪ ..‬ممتدة م���ن الذاتي إىل‬ ‫املوضوعي وم���ن التخييلي إىل التجس���يدي ومن‬ ‫احلواس���ي إىل الفك���رة ومن الرؤي���ة إىل الرؤيا –‬ ‫بقدر م���ا تبدو أكثر مغام���رة يف تفكيك مكونات‬ ‫هذه الذات املكتظة "‬ ‫( وج���دان ‪ ) – 1‬أمــ���ازال ذل���ك ُ‬ ‫اجلنــ���دي ‪ ،‬واه���ب‬ ‫عطاي���ا نصره ِلغريه ‪ ،‬ناش���داً أهازي���ج اهلزائم قبل‬ ‫اخل���وف‬ ‫تضاري���س‬ ‫ُرص��� ُد‬ ‫ب���زوغ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫البن���اء ‪ ،‬ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫فج���ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫النصر ‪،‬‬ ‫بواب���ة‬ ‫عل���ى‬ ‫ا‬ ‫س���‬ ‫تمر‬ ‫م‬ ‫ويق���ف‬ ‫واهلزمي���ة‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كؤوس‬ ‫فجيع���ة الفق ِد وقد جترع‬ ‫مأخوذاً ِبرما ِد‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫أوجاعها حد النحيب ‪،‬أمازلت تذك ُر رما َد بدايات‬ ‫ِ‬

‫ذل���ك ُ‬ ‫اجلندي وم���ا نقش���ته احل���روف يف وجدان‬ ‫أول للبوح ( لقيامة الرمل ) وحتى ( نثر‬ ‫وعيه من ِ‬ ‫صدر الورق‬ ‫على‬ ‫حرف‬ ‫صرخة‬ ‫آخر‬ ‫املس���تيقظ )‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومعاناة املرض ؟‬ ‫املُشتهى ُرغم مرار ِة الفق ِد ُ‬ ‫( مفتاح (‪ ( )1‬اإلنس���ان ‪ ،‬هو ما حيلم ‪ ،‬هلذا أعزو‬ ‫الفع���ل إىل نبال���ة احلل���م ومعجزات���ه ومكابدات���ه‬ ‫ح�ي�ن ّ‬ ‫نوطن كلم���ة وحيدة يف صح���راء ‪ ،‬عليها‬ ‫أن تصغي إىل خماوف امرأة وحيدة ‪ ،‬لعلنا نفلح‬ ‫يف اجلم���ع بني ك���ذا فرش���اة ‪ ،‬وأكث���ر من لون‬ ‫ينتمي لس�ل�الة اللغات احلارة ‪ ،‬ونرتكها لبعض‬ ‫الوق���ت تتناوب على رس���م لوحة لكائن مرتبّص‬ ‫باحلي���اة ‪ ،‬حبيث يتع���ذر الفصل بني جبل ينتظر‬ ‫وجن���دي يعود من املعركة بلغ���ة مبتورة ‪ ،‬ووردة‬ ‫خت���رج نضرة م���ن كت���اب مهم���ل ‪ ،‬كما جيدر‬ ‫بن���ا أنصاف ه���ذه الوقائع والصور بإع���ادة النظر‬ ‫يف ترتي���ب بعض اكسس���وارات أخرى تش�ي�ر إىل‬ ‫ثكنات وأس�ل�اك ش���ائكة وخوذ وصح���راء وجثث‬ ‫‪ ،‬ومس���ارب رث���ة وأصدق���اء يه���رم الف���راغ داخل‬ ‫أرواحه���م ف�ل�ا ن���كاد نعرفه���م فيم���ا بع���د ‪ ،‬لرمبا‬ ‫مثة م���ا تغري فينا أو فيهــم ‪ .‬حنلــ���م ‪ ،‬لكــي نلّبــي‬ ‫ش���هــوة تلك الس���يميــاء التــي تشيــر إلــى عاشقة‬ ‫‪ ،‬وحبيب���ة ‪ ،‬وعاب���رة ‪ ،‬وملهمة ‪ ،‬ووط���ن ‪ ،‬ورغبات‬ ‫ه���ي دائما ُتقصف دومنا ذنب ‪ ،‬تش�ي�ر اىل س���جون‬ ‫وأس���وار وحواجز وثكنات تنمو كالفطر عوضاً‬ ‫ع���ن احلدائق واملدارس واملس���ارح ودور العرض ‪،‬‬ ‫اىل صعاليك وش���عراء تاهوا ب�ل�ا أمساء وعناوين ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫رج���ال املخابرات ‪،‬‬ ‫صح���ف مريب���ة ‪ ،‬يحُ ررها‬ ‫اىل‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫تتعلق برداءة الرتاث‬ ‫كذلك إىل إش���ارات عديدة‬ ‫وخيانة الذاكرة ووأد الرباءة ‪ .‬فهل من اإلنصاف‬ ‫اآلن مالمس���ة أط���راف تل���ك القيام���ة ‪ ،‬أع�ن�ي ‪-‬‬ ‫قيام���ة الرم���ل ‪ -‬وال�ت�ي مل تك���ن يف حينها س���وى‬ ‫حماولة للصراخ داخل قرب كبري حبجم خارطة‬ ‫إقلي���م شاس���ع ميتد م���ن ضف���اف ال���روح التائهة‬ ‫إىل خراب العامل بأس���ره ‪ ،‬حي���ث مل يكن اجلندي‬ ‫س���وى بضعة نياش�ي�ن صدئة ُغ ّرر به���ا ‪ ،‬كما مل‬ ‫يكن الش���اعر من ثم إذا ش���ئنا توصيف الواقع يف‬ ‫أقص���ى درجاته س���ريالية وغرائبي���ة إال اجلندي‬ ‫َ‬ ‫ذات���ه وقد ْاختزل َ‬ ‫العــوز والضياع‬ ‫ومهانــة‬ ‫الفقد‬ ‫ِ‬ ‫وهيمنة اهلشاش���ة واس���تبداد الظلمة ‪ .‬أظن بأنين‬ ‫ق���د حتايل���ت وبطريق�ت�ي عل���ى مكاب���دة طل���ب‬ ‫اللج���وء املع���ريف إىل جه���ة املخيل���ة ‪ ،‬وتدّبرت من‬ ‫ثم حيزا للكتاب والقصيدة داخل جعب الذخرية ‪،‬‬ ‫وعل���ى الرغم من ضراوة تقاليد الثكنات وصالبة‬ ‫قوانينه���ا إال أن�ن�ي أدّعي تفوقي أخ�ي�را يف تذويب‬ ‫عناص���ر اجلن���دي وخلطه���ا بكيمي���اء الش���اعر يف‬ ‫وقت كان يتع��� ّذر فيه خت ّيل أي هامش للوجدان‬

‫داخ���ل زرائب القطي���ع ومعتق�ل�ات التعذيب اليت‬ ‫ظلت تعي���د صياغة رعبها ‪ ،‬حبي���ث مل يعد هناك‬ ‫م���ن ش���يء س���وى متجي���د الوث���ن وقد ت���ورط أو‬ ‫اجن ّر بعض خزايف الكالم إىل امتش���اق دور سدنة‬ ‫املعب���د ‪ ،‬واخنرط���وا يف جوقة صناع���ة الديكتاتور‬ ‫‪ ،‬إىل احل���د الذي أمس���ى فيه من املتع��� ّذر الفصل‬ ‫ب�ي�ن الواقع والكاب���وس ‪ ...‬هكذا‪ ،‬وعرب ه���ذا املتاه ‪،‬‬ ‫والش���تات داخ���ل مف���ازة الش���عر وخارجه���ا ‪ ،‬أظن‬ ‫بأنين حاول���ت االحني���از إىل الش���اعر واالنضمام‬ ‫إىل حزب القصيدة خارج أية إيديولوجيا أخرى‬ ‫غ�ي�ر إيديولوجيا احللم ‪ ،‬بدءا م���ن تلك الضفاف‬ ‫املوهوم���ة يف قيامة الرمل ورجل بأس���ره ميش���ي‬ ‫وحي���دا ‪ ،‬إىل نث���ر املس���تيقظ م���ن دون أن أهم���ل‬ ‫م���ا انطوت علي���ه رحل���ة الش���نفرى ‪ ،‬وديك اجلن‬ ‫الطرابلس���ي ‪ ،‬ومش���ية اآلس���ر ‪ ،‬وجن���ازة باذخة ‪،‬‬ ‫والس���لطانــــة ‪ ،‬من إشارات أفضت من ثم إىل نثر‬ ‫املس���تيقظ ‪ ......‬وإىل مقرتحيــ���ن آخريــن تكوّنت‬ ‫نطفتهمــا داخــل رحــم األوجاع ‪ ،‬و مل يأخذا شكل‬ ‫امل�ت�ن بع���د ‪ ،‬هما ‪" ،‬حي���اة الظ���ل " و " مدونة النثر‬ ‫اللييب " ‪......‬‬ ‫الكتابــة منتِل ُ‬ ‫���ك دميومــة صوتنــا‬ ‫ب‬ ‫)‬ ‫‪2‬‬‫( وج���دان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الرافض فــي وج ِه احملو والفقد‬ ‫الزاعــق‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 86‬يناير ‪)2013‬‬

‫العماري ‪:‬‬ ‫مفتاح ّ‬

‫‪11‬‬

‫ءة ما ّ‬ ‫سطر عرب أربعة عقود ليبية سنجد إرثا عظيما من الكتابة اليت علينا إنصافها واالعتزاز بها‬ ‫ُ‬ ‫خنل���ق ارجت���اف حلظ���ة‬ ‫ودم���ار احل���رب ‪ ،‬وبه���ا‬ ‫تأمل���ة كي متنحنا إطاللة‬ ‫خائفة ‪ُ ،‬م‬ ‫س���اكنة ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫نبوح ب���ه ‪ ،‬ما ال���ذي يزهو‬ ‫الرس���ل يف نق���ا ِء م���ا قد ُ‬ ‫ويتوهج ويتس���امي ويتض���اءل وخيبو فينا وحنن‬ ‫منارس هوس الكتابة ؟‬ ‫ُ‬ ‫( مفت���اح (‪ ))2‬اعرتف بأن التحقق الذي أرنو إليه‬ ‫يرتبّص دائما هذا الشغف ‪ ،‬وأن مما من معركة‬ ‫مصريية (بالنسبة لي) استأثرت بتكريس كل‬ ‫م���ا ه���و نفس���ي ولوجس�ت�ي واس���تفردت بنصيب‬ ‫األس���د – كما يقال ‪ -‬غري الكتابة ‪ ،‬ولكن السؤال‬ ‫القلق الذي يفرض نفسه هنا ‪ ،‬هل يعد ما حتقق‬ ‫حل���د أدنى من‬ ‫يف منج���زي الش���خصي ملبيا ولو ٍّ‬ ‫ال���رؤى ‪ّ .‬‬ ‫ج���ل ما أخش���اه حني أعيد قراءة نفس���ي‬ ‫بقليل من التأمل ‪ ،‬هو اإلحساس باخليبة ‪ ،‬أنه ما‬ ‫من ش���يء بع ُد يس���تحق االحتفاء ‪ّ /‬‬ ‫ولعل الرحلة‬ ‫مل ُتض���ف ا ّ‬ ‫ال املزي���د من األمل ‪ .....‬فأي ش���عر وأي‬ ‫صوت للمخيلة يمُ ك���ن االعرتاف بأصالة منجزه‬ ‫وس���ط ع���امل يُنكر ّ‬ ‫الش���عر ‪ ،‬حيث مل يكن الش���عر‬ ‫على رأي الش���اعرة ‪ :‬مسرية البوزيدي ‪ ،‬س���وى (‬ ‫ن�ب�ي أخرس ) ‪ ....‬هذه هي الفاجعة املاثلة كواقع‬ ‫القي���م واختلطت املعايري ‪،‬‬ ‫تفس���خت فيه‬ ‫ُ‬ ‫خماتل ‪ّ ،‬‬ ‫حبي���ث ْ‬ ‫مل يعد للوجدان أي ح ّيز هنا ‪ ،‬حتى ندّعي‬ ‫ما يش���ي بس�ل�الة هذا اهل���وس ‪ .‬ال وجود ألطياف‬ ‫يب أو يُغ ّيب‬ ‫الشعر داخل نسيجنا الثقايف طاملا َي ِغ ُ‬ ‫الش���اع ُر ‪ .‬أع���زو ذلك إىل بيانات االس���تجابة اليت‬ ‫تكاد أن تعدم فعالي���ة القصيدة ضمن منظومتها‬ ‫املعرفي���ة ‪ ......‬فه���ل مث���ة قصي���دة اآلن هل���ا هب���ة‬ ‫اإلمتاع واملؤانس���ة وإش���باع ش���غف الروح ‪ .‬كتبت‬ ‫العدي���د فيما مضى حول ه���ذه املعضلة ‪ ،‬حماوال‬ ‫اس���تنفار أسئلتها وإثارة إش���كاالتها ‪ ،‬ولكن ما من‬ ‫ج���دوى ألي���ة ردود أفع���ال ‪ ،‬كأن الواقع اآلن ال‬ ‫يعنيه يف شيء السؤال عن موت الشعر ‪ .‬هل ن ّعول‬ ‫على رف���ات يكاد أن يكون هباء يف إيقاظ وجداننا‬ ‫‪ .‬أظن أن املس���ألة أكثر تعقيدا وغموضا وتشابكا‬ ‫من هذا التبسيط ‪ .‬فقط سأجعل احتفائي يقتصر‬ ‫على ما حلمته ‪ ،‬وعلى الفعل ذاته الذي كان هبة‬ ‫حل���م ‪ ،‬بغ���ض النظر ع���ن حتقق املعج���زات فوق‬ ‫األرض ‪ .‬فق���ط عل���ى الش���اعر وح���ده أن يصنع‬ ‫أس���طورته يف زمن مل يعد يؤمن باألس���اطري ‪ ،‬و‬

‫أن يزهو بسمائه اليت رفعها بأجنحة قصيدته ‪.‬‬ ‫( وج���دان ‪ )– 3‬ش���اعري املُله���م ُمفت���اح العماري‬ ‫ث�ي�ر فتنة تس���اؤلي وأنا أُصغي ِل���رؤى حرفك‬ ‫‪ُ ..‬ت ُ‬ ‫بهيئ���ة النثر ه���و اهلوس احلكي���م الذي‬ ‫( الش���ع ُر‬ ‫ِ‬ ‫النعم‬ ‫إىل‬ ‫النظر‬ ‫ومشيئة‬ ‫املس���افة‬ ‫معرفة‬ ‫علمين‬ ‫ِ‬ ‫نش���طة يتعذ ُر على‬ ‫بأوصاف‬ ‫الش���اردة وهي تلو ُذ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫النظ���م فت���ح مغاليقه���ا ) ‪ ...‬أهنال���ك فتنة‬ ‫ش���يوخ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نثــر يس���عــى جاهــ���داً علــى‬ ‫أكثــ���ر جــرأة مـــ���ن ٍ‬ ‫القرب‬ ‫بثم���ر‬ ‫الغائب‬ ‫���م‬ ‫واقــ���ع‬ ‫تأني���ث‬ ‫َ‬ ‫ُوه ُ‬ ‫مريــر ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫املُشتهى ؟‬ ‫( مفت���اح (‪ ))3‬عندما نش�ي�ر إىل هذه الش���طحة ‪،‬‬ ‫يقتض���ي اإلنص���اف إحالتها إىل ما ه���و صو ّ‬ ‫يف يف‬ ‫العالق���ة بني الكائ���ن وخفائه ‪ ،‬اخلالق وانعكاس���ه‬ ‫يف جتلي���ات اللغة ال�ت�ي تأخذ هنا خالصة ش���كل‬ ‫ال يق���ارن اال مبعجزة اكتش���اف املوس���يقى اليت‬ ‫يصع���ب توصي���ف مالحمه���ا ‪ ..‬أي اللغ���ة ال�ت�ي‬ ‫حتتكر لنفس���ها اخرتاع فن العزلة ‪ ،‬حتى ال تؤخذ‬ ‫جبريرة اخلارج ‪ ،‬لتكتفي فقط بالنور الذي يشع‬ ‫منه���ا وبها واليها ‪ ..‬لعل هذا التوصيف يس���عى يف‬ ‫خبيئ���ه ألن يكون معطوفا على نفس���ه ‪ ،‬وهو برا ٌء‬ ‫من ترهات ما يقع خارج الشاعر ‪.‬‬ ‫إيق���اظ فتنة‬ ‫درب���ة عل���ى‬ ‫ِ‬ ‫( وج���دان ‪ )– 4‬بيــ��� ٍد ُم ٍ‬ ‫الرتابة ‪ ،‬م���ا الذي‬ ‫بواب���ة‬ ‫الس���ائد واخل���روج م���ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫األمكنة ِبضياع رائحتها ورموزها‬ ‫ُأس ُر دهشتك ‪،‬‬ ‫يِ‬ ‫حاف���ة‬ ‫ومصداقي���ة ش���عارتهم ‪ ،‬أم وقوفن���ا عل���ى‬ ‫ِ‬ ‫املعاناة والفقد حينما يفاجئنا سرو ظالل األحبة‬ ‫ف���ادح يف الفقد‬ ‫وم���ا تركته لنا احل���رب من ٍ‬ ‫أرث ٍ‬ ‫واالنتصار على ح ٍد سواء ؟‬ ‫( مفت���اح (‪ ))4‬كن���ت أتوقع ما ج���رى ‪ ،‬ولعلين يف‬ ‫الكثري من ش���طحات قصيدتي أشرت فيما يشبه‬ ‫التنب���ؤات ال�ت�ي مل تك���ن معزولة ع���ن تراكمات‬ ‫شراس���ة الواق���ع ‪ ،‬فنح���ن طيلة أربعني س���نة قد‬ ‫ُروّضن���ا على تربية اخل���راب ‪ّ ،‬‬ ‫ولعل مصطلحات‬ ‫معج���م العنف وامل���وت والدم���ار كان���ت من بني‬ ‫أكث���ر املف���ردات ت���داوال يف خطابن���ا السياس���ي‬ ‫والثق���ايف ومن ثم االجتماعي ‪ ،‬حتى لغة الش���ارع‬ ‫يف اس���تخدامها اليوم���ي كانت تتواط���أ مع هكذا‬ ‫تداعيات أس���همت يف تكريس���ها منهجية عسكرة‬ ‫اجملتم���ع اللييب وبيئتة ومن ث���م الثقافة العامة‬ ‫حبيث مل يعد القطيع ي�ب�رح خارج صرامة نظام‬ ‫الثكنة ‪ .‬وعندما حتققت معجزة ثورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫مل تك���ن معزول���ة ع���ن تارخييته���ا ‪ ،‬فليبي���ا حالة‬ ‫اس���تثناء يف ْاس���طرة النض���ال املق���دس ومع���ارك‬ ‫التحرير ‪ .‬ليبيا قدّمت نصف سكانها قرابني على‬ ‫مذابح احلرية إب���ان حربها ضد الغزو االيطالي‬ ‫‪ ،‬فيما تش���ظى النصف اآلخر بني مكابدات ضيم‬ ‫اك�ب�ر معتق�ل�ات بش���رية يف تاري���خ احل���روب ‪،‬‬ ‫وش���تات املن���ايف القهري���ة ‪ .‬األجداد الذين تنس���ب‬ ‫مرحب باجل ّنة ْ‬ ‫ْ‬ ‫جت تدّنى‬ ‫إليهم املقولة املأثرة ‪( :‬‬ ‫) ُي َعدون نس���يجا لوحدهم ‪ .‬هذه الرتاكمات هي‬ ‫طاق���ة اجلذب اليت صنعت معج���زة ‪ 17‬فرباير ‪..‬‬ ‫والذين رحلوا فداء للوطن ‪ ،‬مل ولن يغيبوا ‪ ،‬كما‬ ‫لن متح���ى تلك الندوب ال�ت�ي تركها فقدهم يف‬ ‫خارطة أوجاعنا ‪ ...‬ألن احلرية اليت نعمنا بها بعد‬ ‫التحري���ر هي صنيعة دم ‪ ...‬لذا ينبغي علينا دائما‬ ‫أن نس���تذكر بزهو هذه احلقيق���ة املفخرة على‬ ‫الرغم من فداحة األمل ‪.‬‬ ‫( وج���دان ‪ )– 5‬نصوص���ك النثرية احملها حتتفي‬ ‫كثمر أينع يف أوانه ‪ ،‬كلي يق ٌ‬ ‫ني‬ ‫بالس���رد الوهاج‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫إجناز‬ ‫صادق بأن روحك متتِل ُك قدر َة الرسل على‬ ‫ِ‬ ‫عمل روائي ‪ ،‬أليس كذلك؟‬ ‫ٍ‬

‫( مفت���اح (‪ ))5‬ه���ذا ما أحلم به ‪ ،‬اس���تدراج الس���رد‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ري عل���ى إيواء‬ ‫مل���ول‬ ‫‪ ،‬لكن�ن�ي‬ ‫وقل���ق ونفس���ي قص ٌ‬ ‫ّ‬ ‫التفاصيل ‪ ...‬كلما أش���رع يف هذا النسيج ‪ ،‬ترتبك‬ ‫املس���افة ب�ي�ن القصي���دة جم���از الدهش���ة ‪ ،‬وبني‬ ‫الرواي���ة ف���ن إع���ادة خل���ق الواق���ع ‪ .....‬هلذا ظلت‬ ‫الرواية على الدوام يف خانة احمللوم به ‪ ،‬ومل تتع ّد‬ ‫ذل���ك إال يف ح���دود اجناز م���ا مل يكتم���ل ‪ ،‬بضعة‬ ‫تؤجل نفس���ها ‪ ......‬ش���تات‬ ‫عناوي���ن مبتورة ‪ ،‬دائما ّ‬ ‫من جمزوء السرية ‪ ،‬واحلكايات والوقائع والرؤى‬ ‫اليت أختذت من الس���رد مأوى هل���ا ‪ ،‬خرج بعضها‬ ‫بش���يء من الثقة واملغامرة والتجديد يف (مفاتيح‬ ‫الكن���ز ) ‪ ،‬ولعل العنوان ذات���ه كان يضمر اجتياز‬ ‫هذه العتبة باقتدار لصاحل السرد جباذبية الشعر‬ ‫‪.‬‬ ‫( وجدان ‪ُ ) – 6‬هنالك من جيل ُد القصيد َة وحيكم‬ ‫عنفوانه���ا ‪ ،‬نلمحه أس�ي�ر العطايا وملع���ان وظيفة‬ ‫خل���ل العمل‬ ‫زائل���ة ال تقب���ل الرتف���ع عن‬ ‫ِ‬ ‫بش���اعة ِ‬ ‫املؤسس���ي ‪ ،‬كي���ف لن���ا أن ُن َ‬ ‫عيد هيكل���ة احتاداتنا‬ ‫وروابطن���ا ومؤسس���اتنا الثقافي���ة وف���ق ش���روط‬ ‫النزاهة األدبية اليت حيتمها احلرف ؟‬ ‫( مفت���اح (‪ ))6‬عل���ى الرغ���م م���ن أنين امق���ت هذا‬ ‫النم���ط من الس���لوك ‪ ،‬لكن علين���ا أن نفصل أوال‬ ‫بني القصي���دة وما يقع خارجها ‪ ..‬فنحن ملزمون‬ ‫باستحقاقات القصيدة فيما لو كانت أهال بذلك‬ ‫‪ .‬لندع ما يتعلق بس���لوك الش���اعر او األديب خارج‬ ‫الن���ص حتى ال خنس���ر القصيدة والش���اعر معا ‪..‬‬ ‫األم���ر نفس���ه ينطبق عل���ى احل���راك االجتماعي‬ ‫وهيكل���ة تلك املؤسس���ات اليت يف�ت�رض أن ختدم‬ ‫الكتاب���ة وم���ن ث���م الكات���ب ‪ ،‬وال�ت�ي هل���ا أهميتها‬ ‫وضروراتها اليت تس���تلزم وجودها وفق ش���روط‬ ‫نزيهة تس���هم على حنو م���ا يف ترمجة تصورات‬ ‫وخمطط���ات تتعل���ق بتنمي���ة اإلب���داع وتفعي���ل‬ ‫املش���روع الثقايف ‪..‬بالطبع ال خ�ل�اف يف ذلك فيما‬ ‫لو توفرت الش���روط ال�ت�ي حترض أو حتفز على‬ ‫تأسيس مثل هذه الكيانات ‪.‬‬ ‫( وجدان ‪ –) 7‬يقول الش���اعر الفلسطيين حممد‬ ‫القيسي ‪ ( -:‬الشع ُر ليس وصو ً‬ ‫نقطة أو َّ‬ ‫حد‬ ‫ال إىل‬ ‫ٍ‬ ‫ومتاهة ُمعذب���ة ُ‬ ‫تلف حياة الكاتب‬ ‫جنون‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ،‬الش���عر ٍ‬ ‫ف�ل�ا يلهيه زخرف ما وال ش���يء مينح���ه الرضا ) ‪،‬‬ ‫تغيري‬ ‫لروح الش���اعر والكاتب أن تهدأ وسط‬ ‫ٍ‬ ‫متى ِ‬ ‫حق���ل ُح ِر َث للتو كي‬ ‫كفراش���ة‬ ‫نلمحه‬ ‫عاصف‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬

‫يشعر بالرضا ؟؟‬ ‫َ‬ ‫( مفت���اح (‪ ))7‬تس���تمد الكتاب���ة الش���عرية ج���زءا‬ ‫كبريا من اس���تمرارية توقها وحراكها من تلك‬ ‫الطاق���ة ال�ت�ي يضخها القل���ق واحللم ‪ .‬الش���اعر‬ ‫ٌ‬ ‫بطبعه حالة غري مستقر ة ‪ :‬تو ٌ‬ ‫ومتأمل‬ ‫ّاب‬ ‫ّاق وجو ٌ‬ ‫وعاشق وصو ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫‪،‬كائن‬ ‫ومنفي‬ ‫يف وملعون ومطارد‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫متم���رد ومنح���رف بامتي���از ‪ ،‬حت���ى اآلن ال تدرج‬ ‫اللغة العربية يف قواميس���ها مفردة الش���اعر على‬ ‫ّ‬ ‫ُس���تدل به على‬ ‫النح���و الذي يش���كل اس���تحقاقا ي‬ ‫ح���ي ‪ ..‬فيم���ا تكتف���ي مناهجنا‬ ‫الش���اعر ككائ���ن ّ‬ ‫الدراسية بكل مراحلها السقيمة والفقرية بذلك‬ ‫النحوي ّ‬ ‫ّ‬ ‫النظام ال���ذي يكرس اللغة ملهارات حلبة‬ ‫الس�ي�رك ‪ ..‬حلظ���ة أن يتع���ذر الفصل ب�ي�ن املرأة‬ ‫والناقة ‪ ....‬وهي مس���ألة تقتض���ي أعادة النظر يف‬ ‫املخيال العربي وعقله املعتقل ‪..‬‬ ‫ويكفي انه حتى اآلن ال يوجد يف مدونات فلسفة‬ ‫اجلم���ال العرب���ي مفه���وم واضح للش���عر ‪ ،‬وأن ما‬ ‫توات���ر يغف���ل الش���عر لص���احل فق���ه اللغ���ة وعلم‬ ‫يلمح للشعر ‪.‬‬ ‫العروض ‪ ،‬وما من شيء ّ‬ ‫ُ‬ ‫ننطل���ق ُمنتصرين‬ ‫كرصاص���ة‬ ‫( وج���دان ‪)– 8‬‬ ‫ٍ‬ ‫نفق ُطغا ِة األم���س إىل ُطغاة‬ ‫م���ن‬ ‫نبيذ الش���هداء‬ ‫ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫نلمح‬ ‫كللني‬ ‫م‬ ‫الراه���ن‪،‬‬ ‫الوق���ت‬ ‫ُ‬ ‫بش���فق احلري���ة ‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�ت�راس هذا‬ ‫وع���ي الكات���ب يس���تند عل���ى‬ ‫ِ‬ ‫حاف���ة ِم ِ‬ ‫أم���ة عايش���ت القه���ر والظلم‬ ‫التح���ول يف‬ ‫تاري���خ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ومثق���ف ينتدبك‬ ‫كات���ب‬ ‫واالس���تبداد ‪ ،‬كون���ك‬ ‫ٌ‬ ‫احلق كي تباغت بالنش���يد نف���ق ظلم زائل ‪ ،‬بأي‬ ‫حرف ستجرتح هذا الفضاء ؟‬ ‫) أحيان���ا ْأف ُ‬ ‫ض���ل ما يفعله الش���ع ُر هو أن ال يفعل‬ ‫شيئا ‪ ()8( ..‬مفتاح‬ ‫وأحيان���ا عل���ى الكتاب���ة أن حتظ���ى باس�ت�راحة‬ ‫احمل���ارب ‪ ،‬ألن الكلم���ة دائما تس���بق فع���ل الدم ‪/‬‬ ‫وحني نس���تعيد قراءة ما ّ‬ ‫س���طر ع�ب�ر أربعة عقود‬ ‫ليبية س���نجد إرثا عظيما من الكتابة اليت علينا‬ ‫إنصافها واالعتزاز بها ‪......‬‬ ‫اآلن يق���ع الع���بء عل���ى كاه���ل املثق���ف أكث���ر‬ ‫م���ن املب���دع ‪ ..‬من دون أن نغفل بأن الش���اعر احلق‬ ‫ل���ن يتوق���ف أو يصم���ت أو يق���ف موق���ف املتفرج‬ ‫‪ ..‬ولعل�ن�ي يف بعض ما أُس���عفت به ق���د حبرّ ت ما‬ ‫ّ‬ ‫متخ���ض عن حضور الن���ص يف معركة احلرية‬ ‫‪ ،‬قبل وبعد ‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫يناير‪)2013‬‬ ‫‪77- -11( (- -) )86‬يناير‬ ‫العدد( (‪86‬‬ ‫الثالثة‪- -‬العدد‬ ‫السنةالثالثة‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬

‫أنفــاس‬ ‫مفتاح ميلود‬ ‫مل ي ْ‬ ‫َش ِف غليل البوم‬ ‫حني جفت اآلبار‬ ‫إال عش يف الدلو ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫نكاية يف زهر ٍة‬ ‫على كتف الصبار‬ ‫أنبت َ‬ ‫ك ُّف احلجر شجرة ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫ٌ‬ ‫مدفون‬ ‫يف باطن األرض‬ ‫كن ٌز من ذهب‬ ‫جتاور ُه اآلن كومة قش‬ ‫ادخرها النمل ‪!...‬‬ ‫*****‬ ‫محا ٌم أبيض‬ ‫غراب أسود‬ ‫ٌ‬ ‫ال فرق‬ ‫فاآلفاق ال تعرتف‬ ‫إال خبفق األجنحة ‪..‬‬ ‫*****‬ ‫يف األزقة اخللفية ‪..‬‬ ‫عندما تفقد القطط أصواتها‬ ‫ترقص يف الظلمة‬ ‫ُ‬ ‫أشباح الفئران الضخمة ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫يف قرى احلدود‬ ‫ال أحد‬ ‫حيب القمر‬ ‫ُ‬ ‫ففي الليل‬ ‫حتى الشعراء‬ ‫يصبحون مهربني ! ‪.‬‬

‫*****‬ ‫يف الليالي املمطرة ‪..‬‬ ‫ُي ّقبل الربق‬ ‫الصنوبرة اهلرمة ‪..‬‬ ‫كي تشهد الغابة ‪..‬‬ ‫نهاية األشجار الضخمة ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫تتمنى األوراق ‪..‬‬ ‫التجول بعيداً‬ ‫عن األغصان ‪..‬‬ ‫لكن رياح اخلريف‬ ‫ال حتقق هلا‬ ‫تلك األمنية‬ ‫إال حني تسقط ‪.‬‬

‫انكفاء‬ ‫حبثاً عن شيء ما‬ ‫تتحسس األصابع‬ ‫فراغ اجليب‬ ‫قبل أن تنثين يف حزن ‪،‬‬ ‫أحست بشيء خلف اخلواء‬ ‫خيفق يف وهن ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫يف ظل الكف‬ ‫دفن اإلبهام بصمته املشبوهة ‪،‬‬ ‫اخرتقت دائرة الضوء‬ ‫سهام السبابة ‪،‬‬ ‫فاختبأت يف الظلمة‬ ‫عيون ختاف االتهام‪.‬‬ ‫*****‬ ‫صراع دار بني الكوابيس ‪،‬‬

‫أزاح تعب النهار ‪،‬‬ ‫هرب بعيداً برأسه‬ ‫من ذلك احلني‬ ‫ضاع يف غربة احللم ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫بدأ الوجه يف التلون‬ ‫فاصفرت االبتسامة‬ ‫وملا خفق القلب‬ ‫تالشت كل األلوان ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫فتح قلبه‬ ‫لكل الناس‬ ‫ضاع يف الزحام‬ ‫ومل يعد يذكر أح ٌد‬ ‫رج ً‬ ‫ال وهب قلبه ‪.‬‬ ‫*****‬

‫حبثاً عما يوحي مبذاق‬ ‫ألقت بنظرة‬ ‫خلسة من األهداب‬ ‫ثم عادت تندس‬ ‫يف دفء األحزان‬ ‫ونامت الدمعة‬ ‫دون أن حتلم بشيء‪.‬‬

‫جدران‬ ‫خلف ُ‬ ‫اجلدران العابسة‬ ‫مثة أنني‬ ‫طاملا ظننتهُ‬ ‫صفري رياح ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫ٌ‬ ‫شق يف اجلدار‬

‫عنكبوت يف الزاوية‬ ‫ومسما ٌر يراود‬ ‫لوحته‬ ‫على آخر لون َت َب َّقى‪.‬‬ ‫*****‬ ‫يف جوف الغيمة القامتة‬ ‫بذرة قمر‬ ‫تزه ُر بعيداً‬ ‫عن شرفات الشتاء ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫تغلغل الصدأ يف القضبان‬ ‫تهاوت‬ ‫وصعد من اهلشيم‬ ‫خبار دمعة حارة ‪.‬‬

‫ِدمــــ‬ ‫مـــان له احرتا ُم‬ ‫على َم ّر ال ّز ِ‬ ‫العواص ِم َ‬ ‫ليت ِشعري‬ ‫ويا أ ّم‬ ‫ِ‬ ‫عمر عبد الدّائم‬ ‫بشري‬ ‫وهل يجُ دي بُكا ٌء أو َمـــــلاَ ُم‬ ‫احل َو ِاري َ‬ ‫ويا ب َل َد َ‬ ‫واحل َكايا‬ ‫سالماً يا ِد ُ‬ ‫لك السال ُم‬ ‫مشق‪ِ ..‬‬ ‫إذا ال ُع ّشاق أضناهم غـــرا ُم‬ ‫يك ال َغما ُم‬ ‫هلل يس ِق‬ ‫و ُل ْط َف ا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫فيك احلضار ُة وهي ِبك ٌر‬ ‫َم َش ْت ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الشوق ِمن قليب ف ُيمسي‬ ‫يفيض‬ ‫ِل ُتغري ال َعالمَِ َ‬ ‫ني َفهُم ِقيـــا ُم‬ ‫على صخر الضلوع له ارتطا ُم‬ ‫و ِلل ّ‬ ‫يخ َض ْب ٌح ُث ّم َق ْد ٌح‬ ‫ار‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سخ ّياً‬ ‫ٌ‬ ‫ودمع ن ّز من عيين ِ‬ ‫رج َعلي ِه وال لجِــــا ُم‬ ‫وال َس ٌ‬ ‫ُ‬ ‫احللق وامتنع الكال ُم‬ ‫ص‬ ‫َف َغ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫إليك جاؤوا‬ ‫عابرين‬ ‫من‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫باق‬ ‫اريخ ٍ‬ ‫أيا َع َبقا من الت ِ‬


‫‪--))86‬‬ ‫العدد((‬ ‫‪ )2013‬يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫يناير‪ 26‬ـ‬ ‫يناير(‬ ‫العدد‪59-77-‬‬ ‫‪)2013‬‬ ‫الثانية((‪-11‬‬ ‫السنة‪86‬‬ ‫الثالثة‪--‬العدد‬ ‫السنةالثالثة‬ ‫السنة‬

‫‪13‬‬

‫ِب ُرغم !!‬ ‫عبدالباسط‬ ‫أبوبكر حممد‬ ‫الكثري‬ ‫ِب ُر ْغ ِم َص َخب ِه‬ ‫ِ‬ ‫الكثيفة‬ ‫وظالل ِه‬ ‫ِ‬ ‫املقبلة اليت سيس ُلكها ؟!‬ ‫والطرق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُم َ‬ ‫العيون‬ ‫غمض‬ ‫ِ‬ ‫ُمك ّب ً‬ ‫ال بذاكرته‬ ‫ساحباً يف رجائه ‪:‬‬ ‫‪......... .‬‬ ‫كالشمس‬ ‫حني كانت أمنيته تبز ُغ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫كالسيوف‬ ‫نتصبة‬ ‫وحني كانت ُحرو ُفه ُم‬ ‫ِ‬ ‫فارداً للجرح مساءه األو َ‬ ‫ىل‬ ‫ِ‬ ‫اجلواب ِغياباً‬ ‫ومنتشياً حني ُ‬ ‫يكون‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الوقت ُمتاحاً‬ ‫حني ُ‬ ‫ُ‬ ‫يكون‬ ‫طويلة‬ ‫كضحكة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫سيم ُد يد ُه إىل قلب ِه‬ ‫نافراً كذكرى‬ ‫شرقاً‬ ‫كالذهول‬ ‫ِ‬ ‫ُم ِ‬ ‫املخاوف‬ ‫ع‬ ‫منـزو‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ـختلف اجلهات‬ ‫مفتوحاً على ُم‬ ‫ِ‬ ‫غم ‪:‬‬ ‫لكنه ِب ُر ِ‬ ‫ِّ‬ ‫احلروف‬ ‫كل‬ ‫ِ‬ ‫الـمذه ّب ِة‬ ‫د‬ ‫والقصائ‬ ‫ِ ُ‬ ‫الليل الذي َّ‬ ‫األبواب‬ ‫سد عليه‬ ‫َ‬ ‫ورغم ِ‬ ‫هندمة‬ ‫الـم‬ ‫ه‬ ‫أفكار‬ ‫كان رغم‬ ‫ِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫بالرجولة‬ ‫الضاج ِة‬ ‫ورغم ابتسامت ِه‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ورغم اشتهاءات ِه الكثري ِة‬ ‫َ‬ ‫القلب‬ ‫الـمسافات اليت‬ ‫ورغم‬ ‫شذبت َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫اللسان‬ ‫ة‬ ‫قد‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫وف ّك ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫املتساقطة‬ ‫وسنواته‬ ‫وألوان ِه الباهتة‪.‬‬

‫ورغم وقته الضيق دائماً‬ ‫‪.......‬‬ ‫‪.......‬‬ ‫كان ِطف ً‬ ‫ال يله ُو‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫طاوعه‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫بشوار‬ ‫ال‬ ‫طوي‬ ‫وحيلم‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تاحة للزهور!!‬ ‫م‬ ‫وأرصفة‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫مقاسات ضيقة !!‬ ‫مر خياهلا اجلامح‬ ‫كلما َّ‬ ‫َ‬ ‫ترصد وقته الكليل‬ ‫بلهب النقائض‬ ‫عامراً ِ‬ ‫مفتوناً‬ ‫مبساحة اللعب اخلفي‬ ‫ِ‬ ‫مر طيفها‬ ‫كلما َّ‬ ‫حفيف ثوبها‬ ‫أصغي إىل‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫األرض وطناً آخر‬ ‫ينحت‬ ‫ووساد ٌة ينمو عليها احلنني !!‬ ‫***‬ ‫آخ ُر ما يتمنى‬ ‫ً‬ ‫مساحة لظنونها الواثقة‬ ‫القلب‬ ‫حني يكون ُ‬ ‫َ‬ ‫يقطف قصيدت ُه‬ ‫أن‬ ‫ً‬ ‫القول القاتل‬ ‫ُمرتبعا على ِ‬ ‫فوهة ِ‬ ‫ُمـحاطاً بوجع ِه‬ ‫ري الكالم‬ ‫حني يرى عصاف َ‬ ‫حلق بعيداً‬ ‫تـُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫وال حتط على يده !!‬ ‫***‬ ‫اليوم القريب‬ ‫يف ِ‬

‫ــــشق‬ ‫حبض ِن ِك ْأن أقــاموا‬ ‫َفما َل ِب ُثوا ُ‬ ‫وكم من فاحت َ‬ ‫ومن ُغزا ٍة‬ ‫ني ِ‬ ‫َفما ُعد ْ‬ ‫ّت ِن ٌ‬ ‫صال أو ِسهــــا ُم‬

‫ِد ُ‬ ‫مشق ‪ ..‬وإن تكن للذبح سيقت‬ ‫السكاك َ‬ ‫ني ا ّللئــــــا ُم‬ ‫وقد َش َحذ ّ‬ ‫مشق ُتو َل ُد ُ ّ‬ ‫فإن ِد َ‬ ‫ّ‬ ‫يوم‬ ‫كل ٍ‬ ‫ويف ُ‬ ‫القلوب هلا َمنــــا ُم‬ ‫ك ّل‬ ‫ِ‬ ‫س ُت ُ‬ ‫مشوس‬ ‫شرق بعد غيبتها‬ ‫ٌ‬ ‫ويرج ُع بعد ُغربت ِه َ‬ ‫احل َمـــام‬ ‫ِ‬ ‫أيا من تقتلون ُ‬ ‫احل ّب فيها‬

‫وكم ِمن حالمِ ني وأنبيــا ٍء‬ ‫‪,‬صّلوا‪ ،‬و َصاموا‬ ‫ِب ِعش ِق ِك آمنوا َ‬ ‫َك يامس ٌ‬ ‫فيكفي ّ‬ ‫ني‬ ‫أن ُترب ِ‬ ‫فيك املَــــرا ُم‬ ‫ويكفيين فلي ِ‬ ‫أشرقت فالدنيا ُش ٌ‬ ‫اجلثث املقا ُم‬ ‫وطاب لكم على‬ ‫روق‬ ‫إذا‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ضاعت دمشق فال بقيتم‬ ‫مت فالدّنيا ظــــــالم إذا‬ ‫وإن أظ َل ِ‬ ‫و نادُوا ْأن على الدنيا السال ُم‬ ‫**‬

‫َ‬ ‫الروح‬ ‫منك حيف ُر عميقاً يف‬ ‫كث ُ‬ ‫تتسع هلذيانك‬ ‫ري ِ‬ ‫لك أرصفة ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫يفتح القلب‬ ‫منك ُ‬ ‫وكث ٌ‬ ‫لك ُقبل ٌة شاسعة‬ ‫ري ِ‬ ‫ً‬ ‫الشوارع‬ ‫اتساع‬ ‫أيتها اجلهات قليال من الثبات‬ ‫على ِ‬ ‫أين مير بقليله اآلن ؟!‬ ‫خلطوتي املقبلة !!‬ ‫بظنونها‬ ‫العيون‬ ‫عندما ُتـحاصره‬ ‫***‬ ‫تخُ‬ ‫كي���ف يُطلق س���هام وعوده ال�ت�ي ال طئ بني بعي ٍد مقرتح‬ ‫القلب؟!‬ ‫قريب ال تطاله يد‬ ‫وبني ٍ‬ ‫َ‬ ‫عليك أن ُت َ‬ ‫***‬ ‫عيونك‬ ‫غمض‬ ‫إنها هنا إذاً‬ ‫الوطن أوسع قليالً‬ ‫َ‬ ‫لرتى‬ ‫هناك مناطق للبوح مل تطرقها القصيدة‬ ‫برباح الشعر‬ ‫عليك أن ُ‬ ‫حتلم ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ومناطق للهفة بعيدة عن خيال الشاعر‬ ‫حتى ال تفاجئك املقاسات الضيقة‬ ‫إنها هنا‬ ‫ورماد القصاصات املتناثر‬ ‫ً‬ ‫إذاً‬ ‫ً‬ ‫!!‬ ‫ا‬ ‫دائم‬ ‫طازج‬ ‫جرح‬ ‫هناك‬ ‫ٌ‬ ‫بصمت ُمطبق‬ ‫حتلم‬ ‫عليك إذا أن َ‬ ‫ٍ‬ ‫***‬ ‫وعيون ُمغمضة !!‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫اهلدي‬ ‫لك هذا‬ ‫ُ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫لك مساء ال تطاهلا األيدي‬ ‫‪Ttfasel@yahoo.com‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 86‬يناير ‪)2013‬‬

‫حديث يف السياسة والقانون حول مشروع الدستور‬ ‫خليفة البكـوش‬ ‫م���ن القضاي���ا املهم���ة اليت تش���غل عق���ل وتفكري‬ ‫املواطن�ي�ن‪ ،‬وتعت�ب�ر حدي���ث الش���ارع يف ليبيا‪ ،‬هي‬ ‫قضية مشروع الدستور‪ ،‬ليس الهميته كوثيقة‬ ‫تع�ب�ر ع���ن تط���ور الفك���ر االنس���اني يف رغب���ة‬ ‫التعاي���ش‪ ،‬والتأطري القانوني للصراع السياس���ي‬ ‫واالجتماع���ي فق���ط‪ ،‬ب���ل كون���ه ط���وق النج���اة‬ ‫واألم���ل املرجو للخ���روج من الواق���ع واحباطاته‪،‬‬ ‫ومواجه���ة حماول���ة إغ���راق الوطن يف مش���اريع‬ ‫وخطط تناقض مصاحله وأهدافه‪ ،‬والدافع حنو‬ ‫ارس���اء القواعد واألس���س اليت تنطل���ق باجملتمع‬ ‫والوط���ن حن���و مس���تقبل البناء احلقيق���ي لدولة‬ ‫املؤسسات والعدالة االجتماعية‪.‬‬ ‫فالدس���تور يع�ن�ي إقام���ة نظام يف الدول���ة وبيان‬ ‫قواعد ممارسة الس���لطة فيها‪ ،‬وشروط ووسائل‬ ‫اس���تعماهلا‪ ،‬جبانب ذلك تأسيس الوجود الشرعي‬ ‫والقانون���ي للس���لطة‪ ،‬وحيي���ط نش���اطها بإط���ار‬ ‫قانون���ي ال تس���تطيع احلي���اد عن���ه‪ ،‬م���ع تبي���ان‬ ‫اختصاص���ات وس���لطات كل عضو م���ن اعضائها‬ ‫(التنفيذية‪ ،‬التش���ريعية‪ ،‬القضائي���ة) ودور كل‬ ‫منها دون تداخل أوجتاوز بينها‪ ،‬وهو كذلك يعرب‬ ‫عن مصاحل وحقوق مكون���ات اجملتمع وأهدافهم‬ ‫املش���روعة‪ ،‬دون متيي���ز أو اقص���اء الح���د مكونات‬ ‫اجملتمع‪ ،‬وبهذا التعريف اجلامع للدس���تور‪ ،‬فإنه‬ ‫يستوجب بالضرورة توافر ومراعاة عدة شروط‬ ‫حت���ى يصبح مع�ب�راً ع���ن طبيعت���ه وخصوصتيه‬ ‫الواضح���ة‪ ،‬كمرجعي���ة وأداء للتوازن السياس���ي‬ ‫واالجتماع���ي‪ ،‬م���ن بينه���ا وأهمه���ا التواف���ق التام‬ ‫والواض���ح دون لب���س‪ ،‬ب�ي�ن الق���وى السياس���ية‬ ‫ومكونات اجملتمع عند اعداد وصياغة الدس���تور‪،‬‬ ‫دون النظ���ر للحج���م االنتخاب���ي ل���كل منه���ا‪،‬‬ ‫لالختالف يف الطبيعية واخلصائص بني عملية‬ ‫تأس���يس ووضع الدس���تور‪ ،‬الذي ميتاز بدميومة‬ ‫نس���بية‪ ،‬وب�ي�ن العملي���ة االنتخابي���ة التمثيلي���ة‬ ‫ال�ت�ي ختضع لعمليات التغي�ي�ر والتدبيل الدوري‬ ‫يف احلج���م والتأث�ي�ر‪ ،‬ال�ت�ي تتع���رض هل���ا القوى‬ ‫السياس���ية املختلفة‪ ،‬ويرتتب على مب���دأ التوافق‬ ‫الوطين حول مش���ورع الدستور كشرط أساسي‪،‬‬ ‫ض���رورة أن تكون اهليئ���ة (أو اللجنة) املنش���أة له‬ ‫من خ���ارج األط���ر الش���رعية الرمسي���ة للدولة‪،‬‬ ‫ومؤسس���اتها القائمة‪ ،‬وبعيداً عن سيطرة القوى‬ ‫السياس���ية واالجتماعي���ة‪ ،‬وخضوعه���ا جزئي���اً أو‬ ‫كلياً لنفوذ بعض التيارات‪ ،‬والتوجهات الفكرية‬ ‫والسياس���ية داخ���ل اجملتم���ع‪ ،‬وحتقيق���اً لذل���ك‬ ‫ارس���ت تقالي���د وقواع���د‪ ،‬تراعي تطبيق ما س���بق‬ ‫يف حاالت تش���كيل مث���ل هذه اللج���ان أو اهليئات‪،‬‬ ‫املنشأة للدستور‪ ،‬من حيث الدور والوظيفة‪ ،‬اليت‬ ‫تقتصر على اجناز هذه املهم���ة‪ ،‬وانعدام وجودها‬ ‫بع���د أداء مهمته���ا ه���ذه‪ ،‬وه���ي متثيله���ا الطياف‬ ‫اجملتمع وقواه السياس���ية ومكوناته االجتماعية‪،‬‬ ‫وأهل اخلربة السياسية والقانونية عند التكوين‪،‬‬ ‫وإ ّ‬ ‫ال فق���دت طبيعتها الوظيفي���ة‪ ،‬غري أن القاعدة‬ ‫املنظمة لعمليات وآليات تشكيل مثل هذه اللجان‬ ‫ظلت على اخت�ل�اف وتباين حيث اعتمدت الكثري‬ ‫م���ن اجملتمع���ات والكيان���ات السياس���ية أس���لوب‬ ‫التعي�ي�ن‪ ،‬عن���د تكوي���ن مثل ه���ذه اللج���ان‪ ،‬وأخذ‬ ‫لبع���ض منه���ا باألس���لوب االنتخابي يف تش���كلها‪،‬‬ ‫وهن���ا جند أنفس���نا أمام ضرورة مراعاة ش���روط‬ ‫تش���كيل هذه اللجنة من حي���ث العناصر الواجب‬ ‫تواجدها‪ ،‬وكذلك آليات وكيفية تكوينها‪.‬‬ ‫بداية وفيما يتعلق بالش���رط األول الذي يوجب‬ ‫متثيل مجي���ع الق���وى وأطياف اجملتم���ع‪ ،‬اعتمد‬ ‫اجملل���س االنتقالي معياراً ال حيقق هذا الش���رط‪،‬‬ ‫عن���د اس���تحضاره للتجرب���ة التارخيي���ة لكتاب���ة‬ ‫دس���تور ‪ ،1951‬وال���ذي أخ���ذ باملعي���ار اجله���وي‬ ‫استجابة لظروف ومعطيات موضوعية ال جمال‬ ‫للخوض فيها اآلن‪ ،‬فاالخذ بهذا املعيار الفاسد يف‬ ‫هذه املرحلة باعتباره ال حيقق شرط تكوين مثل‬ ‫ه���ذه اللج���ان‪ ،‬من حي���ث انعدام ترمجت���ه للواقع‬ ‫السياس���ي واالجتماع���ي‪ ،‬وعدم أخ���ذه العتبارات‬

‫التطور الثقايف والفكري‪ ،‬ونش���وء قوى سياس���ية‬ ‫واجتماعي���ة هل���ا انتم���اءات ف���وق جهوي���ة‪ ،‬وم���ع‬ ‫حتفظنا الش���ديد على ذلك املعي���ار‪ ،‬الذي أتى به‬ ‫اإلعالن الدستوري الصادر من اجمللس االنتقالي‬ ‫وال���ذي أخذ نظام احملاصصة يف تش���كيل اللجنة‬ ‫التأسيس���ية‪ ،‬إال أننا ال منلك سوي التعاطي معه‬ ‫رغم ختلفه‪ ،‬ارساءاً لتقاليد دميقراطية جيب أن‬ ‫نتعلمه���ا‪ ،‬ومن خ�ل�ال حماولة جتاوز مفس���دته‪،‬‬ ‫الجياد وسيلة وأسلوب حيقق بها ختفيف اآلثار‬ ‫الس���لبية هل���ذا املعي���ار التكوي�ن�ي‪ ،‬بتج���اوز عيوبه‬ ‫وإزالة بعض الشوائب منه‪ ،‬وليس امامنا يف سبيل‬ ‫حتقي���ق ذلك س���وي النجاح والتوفي���ق يف اعتماد‬ ‫آلي���ات مناس���بة وحمققه هل���ذا اهل���دف‪ ،‬وأعتقد‬ ‫و “هذا ظ�ن�ي” أن اعتماد األس���لوب االنتخابي يف‬ ‫تش���كيل اللجنة التأسيسية ال يساعد على جتاوز‬ ‫عي���وب املعيار التكويين هل���ذه اللجنة‪ ،‬حيث تظل‬ ‫فرص س���يطرة كيان سياس���ي أو تيار اجتماعي‬ ‫أو قوة مالية واقتصادية على هذه اهليئة قائمة‪،‬‬ ‫كم���ا أن فك���رة تقس���يم الب�ل�اد إىل ث�ل�اث دوائر‬ ‫انتخابي���ة واعتم���اد نظ���ام القوائ���م ال ميك���ن من‬ ‫تقلي���ل تلك الف���رص‪ ،‬فال يغيب ع���ن أحد عيوب‬ ‫الدوائر املتس���عة واليت يتضاءل فيها دور الناخب‬ ‫يف االختي���ار الس���ليم والناج���ح‪ ،‬واس���تدراجه إىل‬ ‫انتخ���اب مرش���حني مش���كوك يف صالحيته���م‪،‬‬ ‫كنتيج���ة طبيعي���ة لع���دم معرفت���ه التام���ة‬ ‫والواضح���ة بقدراته���م وكفاءاته���م وتارخيهم‪،‬‬ ‫بس���بب اتس���اع الدائرة؛ والذي يعطي مزايا أكرب‬ ‫للجماعات والتيارات السياس���ية واالجتماعية يف‬ ‫مثل ه���ذه احلاالت‪ ،‬كما إن االعتماد على النوايا‬ ‫الطيبة وحدها ال يكفي يف احلس���ابات السياسية‬ ‫واالنتخابي���ة‪ ،‬فالق���ول بض���رورة التزام املرتش���ح‬ ‫بإنتمائ���ه املعلن‪ ،‬ال يعطي ضمانة حس���ية نقيس‬ ‫به���ا ه���ذا االلت���زام‪ ،‬فعند إع���داد م���واد وصياغات‬ ‫الدس���تور‪ ،‬حن���ن ال متلك مالئكة تكش���ف لنا عن‬ ‫النوايا احلقيقية لإلعضاء‪ ،‬كما أننا لدينا خالل‬ ‫جتربتنا القصرية مع أس���لوب االنتخابات‪ ،‬نتائج‬ ‫س���لبية عكس���ت عدم رضا ب���ل امتعاض الش���ارع‬ ‫عليه���ا‪ .‬هل���ذا يأت���ي أس���لوب التعيني‪ ،‬كأس���لوب‬ ‫مناس���ب‪ ،‬لظروف الوط���ن ومعطي���ات الواقع مع‬ ‫وضع ضوابط ومعايري‪ ،‬تشكل اإلطار املقيد حلق‬ ‫الرتش���يح‪ ،‬حبيث يكون مالئم���اً لطبيعة و مهنية‬ ‫اللجن���ة املؤسس���ة ملش���روع الدس���تور‪ ،‬وكذل���ك‬ ‫متمش���ياً م���ع ظ���روف الواقع واملرحل���ة اليت منر‬ ‫بها‪ ،‬ولعل جند األس���لوب احملق���ق هلذا القصد يف‬ ‫النموذجني اآلتيني‪:‬‬ ‫•النموذج األول‪.....‬‬ ‫ي���وزع مقاع���د األعضاء الس���تون‪ ،‬توزيعاً مناس���باً‬ ‫ونس���بياً‪ ،‬على مس���توي الوطن كوح���دة واحدة‪،‬‬ ‫بني الق���وى والكيان���ات السياس���ية واالجتماعية‪،‬‬ ‫ومكون���ات اجملتم���ع‪ ،‬املوج���ودة ً‬ ‫فع�ل�ا وتأث�ي�راً يف‬ ‫الواقع اللييب‪ ،‬دون أقصاء أو ابعاد الحداها بش���كل‬ ‫يضمن تواجد ممثليها داخل هذه اللجنة‪ ،‬ويرتك‬ ‫هل���ذه الق���وى والكيانات السياس���ية واالجتماعية‬ ‫حرية اختيار ممثليها‪.‬‬ ‫وهن���ا تث���ار إش���كالية حتقي���ق التوافق ب�ي�ن هذا‬ ‫االس���لوب ومبدأ احملاصصة‪ ،‬وتقسيم الوطن إىل‬ ‫ث�ل�اث أقاليم الذي ج���اء به اإلعالن الدس���توري‪،‬‬ ‫وميكن ح���ل ذلك من خالل توزي���ع عدد املمثلني‬ ‫للقوى السياسية واملؤسس���ات الرمسية أو غريها‬ ‫م���ا بني اجملموع���ات الثالث‪ ،‬حبي���ث حتتوى كل‬ ‫جمموع���ة لع���دد متس���اوي هل���ذه الق���وى‪ ،‬فعلى‬ ‫س���بيل املث���ال إذ كان م���ن املقرر متثيل اس���اتذة‬ ‫اجلامع���ة واحلقوقي���ون واملستش���ارون داخ���ل‬ ‫ه���ذه اللجنة بثماني عش���رة عضواً‪ ،‬ي���وزع هؤالء‬ ‫اإلعضاء على اجملموعات الثالثة‪ ،‬حبيث حتتوي‬ ‫كل جمموع���ة عل���ى س���تة أعض���اء‪ ،‬وإذا كانت‬ ‫املؤسس���ة العس���كرية ميثله���ا داخل اللجنة س���تة‬ ‫أعض���اء يوزع���ون بواق���ع اثن�ي�ن ل���كل جمموعة‪،‬‬ ‫وهك���ذا حت���ى يت���م حتقي���ق سياس���ة احملاصصة‬

‫املفروض���ة‪ ،‬م���ع املب���دأ األساس���ي ال���ذي جيب أن‬ ‫يراعي عند تش���كيل هذه اللجن���ة‪ ،‬وهنا نكون قد‬ ‫حققنا مب���دا التعني واالنتخاب مع���ا‪ ،‬حيث بكون‬ ‫التع�ي�ن م���ن خ�ل�ال حتديد الق���وى السياس���ية و‬ ‫الفكري���ة و املهني���ة‪ ،‬املعربة عن الواقع السياس���ى‬ ‫واالجتماع���ى‪ ،‬واالنتخاب الذى جيب ان ينحصر‬ ‫فى انتخاب كال من هذة القوى ملمثليها‪.‬‬

‫•النموذج الثانى‬

‫ق���د جن���د م���ن يق���ول ان النم���وذج االول يفتقد‬ ‫آليات واضحة حتدد لنا بشكل عملى‪ ،‬تلك القوى‬ ‫والتكتالت السياسة واالجتماعية‪ ،‬لغياب اهليكل‬ ‫واإلط���ار امله�ن�ي والنقابي والسياس���ي‪ ،‬كنتبجة‬ ‫لفرتة استبدادية استمرت الكثر من اربع عقود‪،‬‬ ‫قضت على املفهوم املؤسس���ي ملث���ل هذة التكتالت‬ ‫والتنظيمات السياس���ية والنقابية واملهنبة‪ ،‬و مع‬ ‫ع���دم وجاهة ه���ذا الرأى على اطالق���ه‪ ،‬المكانية‬ ‫اجياد اس���س هلذة الق���وى‪ ،‬قد جند ف���ى النموذج‬ ‫الثان���ى غايتنا اليت تعط���ي للمجلس الوطين حق‬ ‫تع�ي�ن اعض���اء جلن���ة مش���روع الدس���تور معايري‬ ‫وضواب���ط الحييد عنها‪ ،‬فعلى س���بيل املثال عليه‬ ‫االلتزام‪:‬‬ ‫‪ - 1‬حتقيق شرط متثيل كل القوى السياسية‬

‫واالجتماعية ومكونات اجملتمع‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تواف���ر الكفاءة واملقدرة واملعرفة باملس���ائل‬ ‫السياسية والقانونية والدستورية‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تطبيق مبدأ العزل السياسي‪ ،‬على إطالقه‬ ‫على إعضاءها‪.‬‬ ‫‪ - 4‬التواج���د النس�ب�ي ب�ي�ن الق���وى السياس���ية‬ ‫ومكون���ات اجملتم���ع‪ ،‬وتوزي���ع أعضائه���ا ب�ي�ن‬ ‫اجملموعات الثالثة‪.‬‬ ‫‪ - 5‬أي معايري وضوابط أخرى قد ترى بعض‬ ‫القوى السياسية ضرورة وضعها‪.‬‬ ‫وهن���ا نالحظ عدم وض���ع معايري خاصة بتواجد‬ ‫امل���رأة وفق ه���ذه املعايري‪ ،‬وهذا ال يع�ن�ي أن هناك‬ ‫موقف���اً معادياً لتواجدها‪ ،‬ولكن للقناعة بأن املرأة‬ ‫ه���ي عضواً أصيل م���ن أعضاء اجملتم���ع‪ ،‬ال ميكن‬ ‫حت ّيده أو فرزه بش���كل تعس���في‪ ،‬ككيان مستقل‬ ‫ع���ن اجملتم���ع فه���ي موج���ودة ومتواج���دة داخ���ل‬ ‫كل قوى سياس���ية واجتماعية وثقافية‪ ،‬مؤثرة‬ ‫وفاعل���ة يف عملي���ات التط���ور والتحدي���ث ال���ذي‬ ‫نريده‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•‪ 28‬ديسمرب ‪2012‬‬

‫الطريق إىل القدس‬

‫كتبت ‪ /‬هند على اهلوني‬

‫‪.‬حبجم قيم���ة مكانتها العربية‬ ‫واإلس�ل�امية ج���اء حل���م حتقيق‬ ‫أك�ب�ر مكتب���ة عربية بالقدس‬ ‫يف دول���ة فلس���طني ‪ ،‬كان‬ ‫احلل���م ليبي���اً عندم���ا ص���دح‬ ‫ب���ه الش���اعر الش���ريف بوغزي���ل‬ ‫ليالق���ي صدى أوس���ع فى كل‬ ‫الدول العربية واألجنبية ‪ .‬حتى‬ ‫تبن���ت املش���اركة جهات رمسية‬ ‫وأخ���رى من منظم���ات اجملتمع‬ ‫املدني ‪.‬‬ ‫احلمل���ة اليت أنطلق���ت فى يوم‬ ‫ممي���ز ‪ 2012 . 12. 12‬كتميز‬ ‫احل���دث كان أول ُ‬ ‫ك ُت ِبه���ا‬ ‫أيض���ا ممي���ز " الن�ب�ي " جلربان‬ ‫خلي���ل جربان وهنا ما قاله عنها‬ ‫((القدس أمجل مدينة يف الدنيا‬

‫عل���ى اإلط�ل�اق‪ .‬ارتقي���ت كل‬ ‫مافيها م���ن ت�ل�ال وهبطت ّ‬ ‫كل‬ ‫مافيها من منح���درات بني بيوت‬ ‫من حج���ر أبيض وحج���ر وردي‬ ‫وحج���ر أمح���ر بي���وت كالقالع‬ ‫تعل���و وتنخفض‪.‬كأنه���ا جواهر‬ ‫منثورة على ثوب اهلل ))‬ ‫وتوالت فيما بع���د اإلمدادات من‬ ‫جه���ات ع���دة جلم���وع املثقف�ي�ن‬ ‫عرب وس���ائل خمتلف���ة من أجل‬ ‫تدش�ي�ن ه���ذا املش���روع وضم���ان‬ ‫جناحه بهدف التأكيد على أننا‬ ‫" امة اقرأ " وان العلم هو السالح‬ ‫األق���وى يف ه���ذا العص���ر واألهم‬ ‫عملية تغييب القدس السياسي‬ ‫وم���ا تتعرض له من تهويد ‪ .‬أن‬ ‫اإلقبال كبري حبس���ب القائمني‬


‫‪15‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 86‬يناير ‪)2013‬‬

‫حقيقة مصطفى بن حليم ‪ ..‬وهذا ردي على افرتاءاته‬ ‫صدر ع���ن دار الرواد للنش���ر بطرابلس‬ ‫مؤخ���راً كت���اب (حقيق���ة مصطفى بن‬ ‫حلي���م ‪ ..‬وه���ذا ردي عل���ى افرتاءات���ه)‪.‬‬ ‫وعل���ى الغ�ل�اف اخللفي للكت���اب يقول‬ ‫الناش���ر عن���ه (هو رد الس���يد أبوالقاس���م‬ ‫العربي الغم���اري على ما جاء يف كتاب‬ ‫مصطف���ى بن حليم "صفح���ات مطوية‬ ‫من تاريخ ليبيا السياسي" من معلومات‬ ‫مغلوطة حول ما كان من أحداث مرت‬ ‫بها ليبيا يف عهد امللك إدريس السنوسي‬ ‫رمح���ه اهلل وأثن���اء تولي���ه مس���ؤوليات‬ ‫بالدول���ة)‪ .‬ويضيف موضحاً (لقد ادعى‬ ‫ب���ن حلي���م باط ً‬ ‫ال ع���ن الكات���ب ووصفه‬ ‫ً‬ ‫بأوص���اف ال تلي���ق وعاري���ة متام���ا عن‬ ‫الصح���ة مما اضط���ره للكتابة لتوضيح‬ ‫احلقائق والوقوف ضد تزوير التاريخ‪.‬‬ ‫الس���يد أبوالقاس���م الغماري مل يش���أ يف‬ ‫البداي���ة كتاب���ة مذكرات���ه ألس���باب‬ ‫مذك���ورة يف ه���ذا الكت���اب‪ ،‬غ�ي�ر أن‬ ‫التالع���ب باحلقائ���ق واته���ام مصطفى‬ ‫ب���ن حلي���م ألش���خاص بته���م باطل���ة‬ ‫جعلت م���ن الواجب ال���رد والتصحيح ‪..‬‬ ‫حتى يكون املواط���ن اللييب وكل مهتم‬ ‫بالسياس���ة يف العامل العرب���ي على بينة‬ ‫م���ن احلقيق���ة‪ .‬اته���ام أش���خاص بته���م‬ ‫باطل���ة خطأ وجرمي���ة وتزوي���ر تاريخ‬ ‫دولة جرمية أكرب تستدعي التصحيح‬ ‫واملطالب���ة باعتذار مصطف���ى بن حليم‬ ‫لي���س للكات���ب فق���ط ب���ل لكل الش���عب‬ ‫اللييب الذي يس���تحق أن يعرف تارخيه‬ ‫الصحي���ح ويعل���م م���ن كان خملص���اً‬ ‫لليبي���ا وم���ن كان يس���تغل مناصب���ه‬ ‫خلداعه وسلب أمواله)‪.‬‬ ‫وق���د ج���اء الكت���اب يف حوال���ي مثان�ي�ن‬ ‫صفحة م���ن احلجم الصغ�ي�ر متضمناً‬ ‫ال متسلس ً‬ ‫ثالثة عش���ر فص ً‬ ‫ال كالتالي‪:‬‬ ‫مقدم���ة‪ ،‬ردي على اف�ت�راءات مصطفى‬ ‫ب���ن حليم‪ ،‬حقيق���ة مصطفى بن حليم‪،‬‬

‫ونعود إىل طموحات بن حليم‪ ،‬احملاولة‬ ‫األوىل لتطبي���ق النظ���ام اجلمهوري يف‬ ‫ليبي���ا‪ ،‬احملاولة الثاني���ة لتطبيق النظام‬ ‫اجلمهوري‪ ،‬األزمة الدستورية النامجة‬ ‫عن ح���ل اجمللس التش���ريعي‪ ،‬مصطفى‬ ‫بن حليم وامللك واحلاشية‪ ،‬مصطفى بن‬ ‫حليم ومس���اعيه للوزارة‪ ،‬مشكلة وراثة‬ ‫العرش وزواج امللك‪ ،‬مصطفى بن حليم‬ ‫والكسب غري املشروع‪ ،‬إبراهيم الشلحي‪،‬‬ ‫مصطفى بن حليم وبريطانيا‪ ،‬ثم أخرياً‬ ‫تعريف وسرية ذاتية ملؤلف الكتاب‪.‬‬ ‫ويف املقدم���ة ال�ت�ي كتبه���ا األس���تاذ‬ ‫الدكتور فتح���ي أبو القاس���م الغماري‬ ‫جن���ل املؤلف يس���رد األس���باب اليت أدت‬ ‫إىل نش���ر هذا الكتاب الذي ميثل تفنيداً‬ ‫لتصرحيات الس���يد مصطفى بن حليم‬ ‫اليت أوردها يف كتابه أو خالل اللقاءات‬ ‫املرئي���ة ال�ت�ي أجري���ت مع���ه‪ .‬ويش�ي�ر‬ ‫الدكت���ور فتح���ي الغماري ب���أن والده‬ ‫مل يك���ن راغب���اً يف كتاب���ة مذكراته أو‬ ‫دفاعه ع���ن التهم اليت كاهلا له الس���يد‬ ‫ب���ن حلي���م ولك���ن بع���د التحقي���ق معه‬ ‫س���نة ‪ 2004‬إث���ر اس���تدعاء مصطف���ى‬ ‫اخلروب���ي ل���ه طلب منه كتاب���ة ردوده‬ ‫وأن���ه س���يعمل عل���ى نش���رها إال أن���ه مل‬ ‫يفي بوعده رغم اس���تالمه ردود الس���يد‬ ‫أبوالقاس���م الغم���اري مكتوب���ة‪ .‬ويؤكد‬ ‫ب���أن والده قب���ل وفاته بتاريخ الس���ادس‬ ‫عش���ر من شهر مارس ‪ 2008‬طلب منه‬ ‫(العم���ل على نش���ر م���ا كتب���ه رداً على‬ ‫مصطف���ى بن حليم ‪ ....‬م���ع رفع قضية‬ ‫س���ب وتش���هري وق���ذف ض���ده واملطالبة‬ ‫بالتعوي���ض امل���ادي واملعن���وي ‪ )..‬وخيتم‬ ‫الدكت���ور فتح���ي الغم���اري مقدمت���ه‬ ‫لكت���اب وال���ده بالق���ول ( ‪ ..‬واآلن وبع���د‬ ‫جن���اح ث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر اجملي���دة نأمل‬ ‫أن جن���د يف القان���ون املنص���ف الدنيوي‬ ‫ونأمل أن تص���ل احلقيقة اليت تدحض‬

‫س كتاب ‪.....‬‬ ‫على املش���روع واحلماس غ�ي�ر متوقع ففي‬ ‫ليبيا تق���دم جملس الثقاف���ة العام بالتربع‬ ‫بإصدارات���ه وتكفل برعاي���ة احلمله وجعل‬ ‫املق���ر م���كان لتجمي���ع الكت���ب ف���ى مدينة‬ ‫بنغ���ازي ‪ .‬كم���ا وزعت املش���رفة عنها فى‬ ‫ليبي���ا وه���ي الش���اعرة رحاب ش���نيب مهام‬ ‫جتميع الكتب يف كل مدن ليبيا كتالي ‪-:‬‬ ‫الزاوية ‪ .....‬الش���اعر صابر الفيتوري ‪....‬مقر‬ ‫جتميع الكتب صحيفة امليدان‬ ‫مصراتة ‪ ....‬الش���اعر يوس���ف عفط ‪ ....‬مقر‬ ‫جتميع الكتب صحيفة شارع طرابلس‬ ‫طربق ‪ .....‬القاص عوض الش���اعري ‪....‬مقر‬ ‫جتميع الكتب صحيفة املختار‬ ‫البيض���اء ‪ ...‬االعالم���ي الش���ريف بوغزي���ل‬ ‫‪ ....‬مق���ر جتمي���ع الكتب املرك���ز االعالمي‬ ‫اجلبل األخضر‬ ‫بنغ���ازي ‪ ....‬رح���اب ش���نيب ‪.....‬مقر جتميع‬

‫الكتب جملس الثقافة العام‬ ‫وال ي���زال هن���اك اتفاق���ات م���ع العدي���د من‬ ‫امل���دن األخ���رى ‪ ،‬يف حني تأهبت دار الكتب‬ ‫الوطنية على املساندة واملساهمة من خالل‬ ‫قس���م التزويد واهلداي���ا ‪ .‬كم���ا تقدم عدد‬ ‫كب�ي�ر م���ن ال ُكت���اب بإعط���اء نس���خ تفوق‬ ‫اخلمسني كتاب من اإلصدارات مبكتبتهم‬ ‫اخلاصة ‪.‬‬ ‫هذه احلملة اليت تنطلق من مشروع فكرى‬ ‫نهض���وي مس���تمرة ح�ت�ي بعد أقام���ة حفل‬ ‫تأس���يس أك�ب�ر مكتب���ة عربي���ة بالقدس‬ ‫واليت س���يعلن انش���ائها العام املقبل ‪ .‬وعليه‬ ‫تطلب م���ن كل املهتمني بالكلمة والفكر‬ ‫املش���اركة واملب���ادرة ح�ت�ي يك���ون ألجيال‬ ‫قادمة تواصل نفس املسرية ‪.‬‬

‫اف�ت�راءات مصطفى ب���ن حليم إىل كل‬ ‫فرد يف اجملتمع اللييب الطيب‪).‬‬ ‫أما املؤلف نفسه فيعرتف يف مستهل رده‬ ‫بالقول (مل أكن يف يوم من األيام أفكر‬ ‫يف كتاب���ة مذكرات���ي‪ ،‬ومل اختذ قراراً‬ ‫بذل���ك حتى الي���وم بالرغم م���ن اجلهود‬ ‫ال�ت�ي بذهل���ا أبنائي وأصدقائ���ي وبعض‬ ‫زمالئي الس���ابقني)‪ .‬بعده���ا يفصح عن‬ ‫الداف���ع أو الس���بب الذي دعاه أن ينش���ر‬ ‫ه���ذا الرد قائ ً‬ ‫ال (‪ ..‬غري أني وجدت امسي‬ ‫يظه���ر يف كتاب���ات وعل���ى لس���ان أحد‬ ‫املس���ئولني الس���ابقني يف العهد امللكي يف‬ ‫ليبي���ا ‪ ..‬وهو املدع���و مصطفى بن حليم‪.‬‬ ‫لق���د ورد يف كالمه كث�ي�ر من الكذب‬ ‫واإلهان���ات والتصرحي���ات ال�ت�ي ال متت‬ ‫للحقيقة بصل���ة‪ ،‬وإمن���ا كان غرضها‬ ‫إظهار نفسه للعامل على أنه كان مثال‬ ‫النزاهة والوطنية والش���رف وأنه كان‬ ‫الوحي���د احلريص على مصلح���ة ليبيا‬ ‫ومس���تقبلها‪ .‬ومل يت���ورع يف س���بيل ذلك‬ ‫ع���ن توجيه التهم إىل أش���خاص كانوا‬ ‫معروفني بنزاهتهم وإخالصهم للعمل‬ ‫والوطن ‪.)..‬‬ ‫ثم يقدم املؤلف نبذة عن نفسه وأصول‬ ‫أس���رته وعائلت���ه وتارخي���ه الوظيف���ي‬ ‫بداية من عمله مس���اعداً ألح���د التجار‬ ‫ثم مس���ئول مكت���ب الربيد ببل���دة املرج‬ ‫وحت���ى تعيينه س���كرترياً خاص���ا للملك‬ ‫س���نة ‪ 1954‬حت���ى ‪ 1960‬ح�ي�ن نق���ل‬ ‫بعده���ا للعم���ل س���كرترياً خاص���اً لولي‬ ‫العه���د الس���يد املرح���وم احلس���ن الرضا‬ ‫السنوسي حتى س���نة ‪ 1969‬حني متت‬ ‫اإلطاحة باحلكم امللكي‪.‬‬ ‫وبع���د أن يتوىل تقديم بي���ان بأمالكه‬ ‫واإلع�ل�ان ع���ن براءت���ه م���ن تهم س���وء‬ ‫استغالل الوظيفة والفساد حبكم صادر‬ ‫عما كان يعرف مبحكمة الشعب ونشر‬ ‫ذلك على صفح���ات اجلرائد والصحف‬ ‫خيتتم مقدمته بتوجيه س���ؤال للس���يد‬ ‫مصطف���ى بن حليم يقول فيه (‪ ..‬أس���أل‬ ‫اآلن املتط���اول مصطفى ب���ن حليم ماذا‬ ‫كان س���يؤول إلي���ه مص�ي�ره ل���و كان‬ ‫موج���وداً يف ليبي���ا يف س���بتمرب ‪1969‬م‬ ‫وم���اذا كانت س���تظهر التحقيقات من‬ ‫حقائ���ق ع���ن تصرفات���ه غ�ي�ر املس���ئولة‬ ‫وسوء استغالله لوظائفه ومناصبه اليت‬ ‫تقلده���ا إب���ان احلكم امللك���ي؟ ماذا كان‬ ‫س���يقول عن املاليني اليت مجعها خالل‬ ‫فرتة قصرية من توليه مناصب كوزير‬ ‫لألشغال أو رئيس للوزارة؟‪)..‬‬ ‫إث���ر ذل���ك يب���دأ املؤل���ف يس���تعرض يف‬ ‫فص���ول كتاب���ه حقيق���ة مصطفى بن‬ ‫حلي���م وطموحاته وحماوالت���ه تطبيق‬ ‫النظام اجلمه���وري وعالقات مصطفى‬ ‫ب���ن حليم وامللك واحلاش���ية ومس���اعيه‬ ‫للوزارة وصفقاته للكس���ب غري املشروع‬ ‫بداية م���ن صفق���ة األنابيب املش���هورة‪،‬‬ ‫وخيت���م كتاب���ه بفص���ل ع���ن عالق���ة‬ ‫مصطف���ى بن حلي���م بربيطاني���ا والذي‬ ‫ك���رر يف نهايت���ه توجي���ه األس���ئلة‬ ‫للس���يد مصطفى ب���ن حلي���م طالباً منه‬ ‫تفس�ي�ر عدم ظهوره يف بث مباشر على‬

‫اهل���واء م���ع اإلعالمي أمح���د منصور يف‬ ‫برناجمه الش���هري "ش���اهد على العصر"‬ ‫‪ .‬ويف نهاي���ة كتابه ال���ذي يرد على فيه‬ ‫السيد مصطفى بن حليم يعتذر املؤلف‬ ‫املرحوم أبوالقاسم العربي الغماري من‬ ‫القراء مش�ي�راً إىل أنه مل يسيء إىل أحد‬ ‫حتى السيد بن حليم نفسه‪.‬‬ ‫الش���ك أن ه���ذا الكتاب‪/‬الش���هادة الذي‬ ‫أجن���زه الراح���ل أبوالقاس���م العرب���ي‬ ‫الغم���اري بتاري���خ ‪ 20‬يوني���و ‪2005‬‬ ‫ولكن���ه مل ي���رى الن���ور إال ه���ذا الع���ام‬ ‫بفض���ل فض���اء حري���ة التعبري والنش���ر‬ ‫ال���ذي أفرزت���ه ثورة الس���ابع عش���ر من‬ ‫فرباير‪ ،‬س���يضيف العديد من املعلومات‬ ‫ويضعه���ا أم���ام الق���راء وال���رأي الع���ام‬ ‫كافة‪ ،‬وال�ت�ي بدورها س���تتيح لكل من‬ ‫يعني���ه املوض���وع اإلجابة على األس���ئلة‬ ‫ال���واردة في���ه‪ ،‬أو التعلي���ق عليه���ا ورمبا‬ ‫نقدها وس���رد وقائ���ع‪ ،‬وع���رض وثائق‪،‬‬ ‫تؤك���د ثبوته���ا أو تفنده���ا وتنفيه���ا‪،‬‬

‫وبالطبع ف���إن كل ذلك يوف���ر حراكاً‬ ‫وديناميكية يف احلياة الثقافية ويس���هم‬ ‫يف زيادة املعرفة وفتح ملفات ظلت طي‬ ‫النس���يان ط���وال عق���ود مض���ت‪ .‬فتحية‬ ‫ألسرة املرحوم أبوالقاسم الغماري على‬ ‫نش���ر هذا الكت���اب‪ /‬الوثيق���ة أو احلجة‬ ‫وش���كراً للناشر األس���تاذ سامل السعدون‬ ‫ال���ذي أهداني���ه فح���رك الفك���ر وامل���داد‬ ‫وحق���ق التواص���ل م���ع الق���راء األكارم‬ ‫والصحيفة الغراء‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪Fenadi@yahoo.com‬‬

‫يونس شعبان الفنادي‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 86‬يناير ‪)2013‬‬

‫كلمة اىل حكومة‬ ‫ثورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫ملن هذا التاريخ ؟؟‬

‫عبدالوهاب حممد الزنتانى‬ ‫قلنا يف عهد القذافى ال تش���نقوا التاريخ‬ ‫ولو حببل م���ن حرير فج���اءت حكومة‬ ‫ثورة ‪ 17‬فرباير لتش���نق التاريخ حببل‬ ‫من مسد !‬ ‫وهك���ذا تك���ون جرمي���ة ه���ذه احلكومة‬ ‫أش���نع وأبش���ع مما فعل نظ���ام القذافى‬ ‫ألن عمله���ا ج���اء يف عه���د نس���ميه (‬ ‫دميقراط���ي ) وف���ى ظ���ل ث���ورة ش���عب‬ ‫ق���دم أعظم التضحي���ات من أجل احلق‬ ‫واحلري���ة والكرام���ة ‪ ،‬لق���د ف���رض‬ ‫القذافى على أطفالنا هرطقات أمساها‬ ‫نظري���ة يف مناه���ج التعلي���م وتواري���خ‬ ‫م���ا مسعنا به���ا لدى الع���رب ‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫ف���ان نظام���ه مل يك��� ّرس اإلقليمي���ة‬ ‫بالش���كل الذي فعلته حكومتنا احلالية‬ ‫ال�ت�ي بنصوص ه���ذا التاريخ ك ّرس���ت‬ ‫اجلهوي���ة اى ما هو اس���وأ من اإلقليمية‬ ‫ال�ت�ي نرفضه���ا يف الظاه���ر لتدخ���ل‬ ‫ه���ذه احلكوم���ة يف التاريخ ال���ذي كنا‬ ‫نس���ميه وطنى نصوصا جهوية جديدة‬ ‫وبالتال���ي فان طلبتنا س���وف لن يعرفوا‬ ‫من تارخيهم اال زعيما من هذه املنطقة‬ ‫وزاوية م���ن املنطقة األخرى وامسا من‬ ‫ش���ىء هالم���ى يق���ال عن���ه اجلمهورية‬ ‫الطرابلس���ية ومعرك���ة يف ه���ذا املكان‬ ‫وع���امل م���ن م���كان آخ���ر حبي���ث مي ّثل‬ ‫تاري���خ املراح���ل الدراس���ية املق���رر اآلن‬ ‫قف���زات فوق ه��� ّوة عميقة ب�ي�ن مراحل‬ ‫تاريخ ليبيا ال يش���مل الشرق مع الغرب‬ ‫وال اجلنوب مع الوس���ط ضمن املراحل‬ ‫الت���ى كان جي���ب أن يتناوهلا كالعهد‬ ‫العثمان���ى األول والعهد الق���ره مانللى‬ ‫والعثماني الثان���ي ومرحليت حماوالت‬ ‫االحت�ل�ال االيطالي واس���تقالل بالدنا‬ ‫وما سبقه !؟‬ ‫وباختصار شديد البد أن نسأل ملن أعد‬ ‫هذا التاريخ املهلهل املبتور وملاذا وكيف‬ ‫؟؟ هذا جمرد تنبيه قبل الكارثة ‪.‬‬

‫املسلمــــــــــــــ‬

‫“‬

‫" مهـم���ا تك���ن راي���ات مجاع���ات الضـ���رار ال�ت�ي‬ ‫يرفعونهـ���ا ‪ ،‬كب�ي�رة وعظيم���ة ‪ ،‬ولـ���و حبجم‬ ‫مسجـد ‪..‬‬ ‫ف���أن قرارنا جي���ب أن يك���ون كب�ي�را وحامسا‬ ‫إلسقاط تلك الراية ‪ ..‬ولو بهدم ذلك املسجد "‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ه���ذا درس قرآني عظي���م ‪ ..‬نطالعه على عجل‬ ‫‪ ..‬ومنر به س���راعا بال تدبر وبال فهم ‪ ..‬أنظروا‬ ‫مع���ي أيها األعزاء ‪ ..‬كيف يلفت اهلل س���بحانه‬ ‫وتع���اىل أنظارن���ا ‪ ..‬إىل ذلك املس���جد الذي بين‬ ‫عل���ى عه���د رس���ول اهلل ‪ ..‬لإلضرار باملس���لمني‬ ‫وتفريق وحدتهم ‪.‬‬ ‫أنظ���روا كيف رفع نفر من الناس راية الدين‬ ‫وأقدموا ــ يف وضح النهار وعلى مرأى و مسمع‬ ‫م���ن رس���ول اهلل وصحب���ه الك���رام ـ���ـ عل���ى بناء‬ ‫مسجد كفر وتفريق بني املؤمنني ‪ " ..‬و َّ‬ ‫َال ِذ َ‬ ‫ين‬ ‫ْ‬ ‫���جداً ِض َراراً و ُ‬ ‫َك ْف���راً َو َت ْف ِريقاً َبينْ َ‬ ‫اتخَّ َ ُذوا َم ْس ِ‬ ‫للهَّ‬ ‫المُْ ْؤ ِم ِن َ‬ ‫�ي�ن وَِإ ْر َص���اداً لمَِّ ْن َحا َر َب ا َو َر ُس���و َل ُه ِمن‬ ‫ال الحْ ُ ْس َنى وَاللهُّ ي ْ‬ ‫َق ْب ُل َو َل َي ْح ِل َف َّن ِإ ْن أَ َر ْد َنا ِإ َّ‬ ‫َش َه ُد‬ ‫ِإَّنه ْ‬ ‫ُم َل َكا ِذب َ‬ ‫ُون "( التوبة ‪.)107 :‬‬

‫ماذا أريد أن أقول لكم ‪:‬‬

‫بل ماذا يريد اهلل س���بحانه أن يقول لنا ولكم ‪..‬‬ ‫من خالل هذا البيان السماوي اجمللجل القوي‬ ‫‪ ..‬كأن���ه يري���د أن يق���ول لن���ا وبوضوح ت���ام ‪..‬‬ ‫خذوا من هذا املس���جد ومجاعته عظة وعربة ‪..‬‬ ‫واحذروا من يرفعوا راية الدين سرتا لنواياهم‬ ‫اخلبيثة ‪.‬‬ ‫كأن���ه يريد أن يق���ول لن���ا ‪ ..‬إذا كان ذلك قد‬ ‫ح���دث بالفع���ل ‪ ،‬على عه���د رس���ول اهلل وأخرب‬ ‫ب���ه الق���رآن الكريم ‪ ..‬فم���ن يكش���ف لكم زيف‬ ‫الكثريين م���ن الكائدين لإلس�ل�ام يف الظالم ‪،‬‬ ‫املتآمرين على وحدة املس���لمني ‪ ،‬املتعاونني مع‬ ‫أعداء اهلل ورسوله ‪.‬‬ ‫كأن���ه يريد أن يلفت أنظارن���ا ‪ ..‬إىل أنه وعلى‬ ‫عهد رس���ول اهلل ‪ ،‬ي���وم كان الوحي يتنزل من‬ ‫السماء خبرب األرض ‪ ،‬فيكشف ما تكنه الصدور‬ ‫وم���ا ختفي���ه القل���وب ‪ ..‬مل ي�ت�ردد املنافقون يف‬ ‫أن يرفع���وا راي���ة الدي���ن ويعلن���وا م���ن خ�ل�ال‬ ‫مس���جدهم ‪ ..‬أنن���ا نعمل باس���م الدين ولصاحل‬ ‫الدين ‪ ،‬وها هو مس���جدنا الذي ابتنيناه بأيدينا‬ ‫‪ ،‬يش���هد عل���ى م���ا نق���ول ‪ ،‬وحيلفون للرس���ول‬ ‫ولصحابت���ه الكرام ‪ِ " :‬إ ْن أَ َر ْد َنا ِإ َّ‬ ‫ال الحْ ُ ْس��� َنى " ‪..‬‬ ‫لكن اهلل خيرب رس���وله الكريم حبقيقة أمرهم‬ ‫‪َ ” ..‬و ي ْ‬ ‫َش َه ُد ِإَّنه ْ‬ ‫ُم َل َكا ِذب َ‬ ‫ُون "‬ ‫من يكشف زيفهم اليوم ‪:‬‬ ‫من يكشف زيفهم ‪ ،‬ويفضح نواياهم اخلبيثة ‪،‬‬ ‫وخيلص املس���لمني من شرورهم ‪ ..‬من يكشف‬ ‫مجاع���ات الكف���ر والتفريق ‪ ،‬ال�ت�ي ال تزال من‬ ‫عهد رس���ول اهلل صلى اهلل عليه وس���لم ‪ ،‬ترفع‬ ‫راي���ة الدي���ن ‪ ،‬وتعم���ل يف العل���ن باس���م الدين‬ ‫وحت���ت س���تار الدي���ن ‪ ،‬ويبتن���ون ألغراضه���م‬

‫اخلبيث���ة املس���اجد ‪ ،‬ويقيم���ون اهليئ���ات‬ ‫واملؤمت���رات ‪ ،‬وينش���رون الكت���ب والصح���ف‬ ‫واجمل�ل�ات ‪ ،‬ويقيم���ون املؤسس���ات اخلريي���ة‬ ‫ويوزعون املنشورات الدعائية ‪ ،‬ويبنون املدارس‬ ‫‪ ،‬وخيدعون الناس ‪.‬‬ ‫من يكش���ف اليوم زيف املتآمري���ن علينا وعلى‬ ‫ديننا ‪ ،‬من يفضح أساليبهم املطورة ‪ ،‬ووسائلهم‬ ‫اخلادعة الرباقة ‪ ،‬اليت ضللت الكثري من الناس‬ ‫‪ ،‬وزرعت الفتنة والعداوة والبغضاء بني شبابنا‬ ‫‪ ،‬وضربت اإلسالم من داخلــه ‪.‬‬ ‫م���ن يكش���ف زيفه���م ويفض���ح أمره���م ‪ ..‬وقد‬ ‫تعددت الالفتات وتنوعت ‪ ..‬وكثرت الطوائف‬ ‫واجلماعات ‪ ..‬واختل���ط احلابل بالنابل ــ كما‬ ‫يقولون ــ واحتار املس���لمون بني من يرفع راية‬ ‫الدين حق���ا وصدقا ‪ ،‬وبني م���ن يرفعها خداعا‬ ‫وتضليال‬

‫تعددت األمساء واملسمى واحد ‪:‬‬

‫تعددت األمساء كما أش���رنا ‪ ..‬وكثرت الفرق‬ ‫واجلماعات ‪ ..‬وجتاهلوا االسم لذي اختاره اهلل‬ ‫لنا ‪ ..‬وافرتق الناس إىل بضع وس���بعني ش���عبة‬ ‫ كم���ا توقع رس���ولنا الكري���م ‪ -‬وتربأت كل‬‫شعبة ‪ ..‬وكل مجاعة ‪ ..‬وكل فرقة ‪ ..‬من النار‬ ‫وأهل الن���ار ‪ ..‬وادعت أنها ه���ي وحدها الفرقة‬ ‫الناجية‪.‬‬ ‫وتناس���وا ‪ ..‬أو جتاهل���وا ‪ ..‬ذلك الب�ل�اغ اجمللجل‬ ‫الق���وي الذي يعل���ن للم�ل�أ وإىل ي���وم الدين ‪..‬‬ ‫االس���م الص���ادق والصري���ح ألتباع رس���ول اهلل‬ ‫صل���ى اهلل عليه وس���لم ‪ ..‬ذلك االس���م اجلميل‬

‫ال���ذي أحبه الرس���ول وصحب���ه الك���رام ‪ ..‬ألنه‬ ‫َما َج َع َ‬ ‫���ل َع َل ْي ُك ْم‬ ‫م���ن اختي���ار اهلل عز وج���ل ‪ " :‬و َ‬ ‫ْ‬ ‫���رج ِّمَّل َ‬ ‫���ة أَ ِبي ُك ْ‬ ‫يم ُه َو‬ ‫���م ِإ ْب َر ِاه َ‬ ‫فيِ الد ِ‬ ‫ِّي���نلمْ ِم���ن َح َ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫سمَ َّ ُ‬ ‫اك ُم ا ْسِلم َ‬ ‫ني " ‪.‬‬

‫وتعددت األحزاب ‪:‬‬

‫ونش���بت اخلالفات وتفرق املسلمون بني مؤيد‬ ‫ومع���ارض هل���ذه اجلماعة أو تل���ك ‪ ..‬وكثرت‬ ‫الـتأوي�ل�ات وكث���رت اخلصوم���ات وحت���ول‬ ‫املس���لمون إىل أعداء ‪ ..‬يقات���ل بعضهم بعضا ‪..‬‬ ‫بعدم���ا تش���بث كل طرف برأي���ه ‪ ..‬وأول كل‬ ‫جان���ب نصوص اإلس�ل�ام عل���ى ه���واه ‪ ..‬فصار‬ ‫ديننا الس���مح اجلميل ‪ ..‬دين اهلل الواحد املوحد‬ ‫إىل مذاهب متعددة وأحزاب خمتلفة ‪ ..‬فصدق‬ ‫فيه���م ق���ول اهلل الكري���م ‪َ " :‬ف َت َق َّط ُع���وا أَ ْم َر ُه���م‬ ‫ك ُّل ِح ْ‬ ‫ُ���م ُزبُ���راً ُ‬ ‫���ز ٍب بمِ َا َل َد ْي ِه ْ‬ ‫‪َ ‭‬ب ْي َنه ْ‬ ‫���م َف ِر ُح َ‬ ‫ون "‬ ‫( املؤمنون ‪) 53 :‬‬ ‫وق���د حذرن���ا اهلل تعاىل من ذل���ك ‪ ..‬ونص على‬ ‫ذلك القرآن الكريم يف غري موضع ‪ " :‬إن الذين‬ ‫فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم يف شيء‬ ‫إمن���ا أمره���م إىل اهلل ث���م ينبئه���م مب���ا كانوا‬ ‫يفعلون "‪ (.‬األنعام ‪. ) 159 :‬‬ ‫وأشار إليه أيضا رسول اهلل يف حديثه الصريح‬ ‫اصم َ‬ ‫ْ‬ ‫األ ْح َو ِل ‪َ ،‬ع ْن أَ ِبي وَا ِئ ٍل ‪َ ،‬ع ْن َع ْب ِد‬ ‫‪َ " :‬ع���ن َع ِ ٍ‬ ‫للهَُّ‬ ‫للهَّ‬ ‫���ال ‪َ :‬خ َّط َل َنا َر ُس ُ‬ ‫اللهَّ ِ ‪َ ،‬ق َ‬ ‫���ول ا ِ َصَّلى ا َع َل ْي ِه‬ ‫���ل َم َخ ًّطا َف َق َ‬ ‫���ب ُ‬ ‫َس َّ‬ ‫يل اللهَّ ِ " ‪ُ .‬ث َّم َخ َّط‬ ‫وَ‬ ‫ال ‪َ " :‬ه َذا َس ِ‬ ‫ُخ ُط ً‬ ‫وطا يمَ ِ ي ًنا َوشمِ َ اال ‪ُ ،‬ث َّم َق َ‬ ‫ال ‪َ :‬ه ِذ ِه ُس ُب ٌل َع َلى‬ ‫َد ُعو ِإ َل ْي��� ِه ‪ُ ،‬ث َّم َق َرأَ‬ ‫ان ي ْ‬ ‫ُ‬ ‫يل ِم ْنهَا َش��� ْي َط ٌ‬ ‫���ب ٍ‬ ‫ك ِّل َس ِ‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 86‬يناير ‪)2013‬‬

‫‪17‬‬

‫ــــــــــــــون ومجاعات الضرار‬

‫“ درس قرآني عظيم “‬

‫‪َ :‬وأَ َّن َه َ‬ ‫يما َف َّات ِب ُعو ُه وَال َت َّت ِب ُعوا ‪-‬فقلت له ‪ :‬وهل نش���أت الشيعة ‪ ..‬قبل هذه اآلية‬ ‫اطي ُم ْس��� َت ِق ً‬ ‫���ذا ِص َر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫���بي ِل ِه "(س���ورة األنعام الكرمي���ة أم بعده���ا ‪ " :‬ال َي ْو َم أَك َمل ُت َل ُك ْ‬ ‫���م ِدي َن ُك ْم‬ ‫ُّ‬ ‫الس��� ُب َل َف َت َف َّ‬ ‫���ر َق ِب ُك ْم َعن َس ِ‬ ‫تمْ‬ ‫َ‬ ‫ال َم ِديناً‬ ‫يت َل ُك ُم اإل ْس َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َوأ م ُت َعليكم ِنع َم َو َر ِض ُ‬ ‫‪.)153:‬‬ ‫ِ‬ ‫تيِ‬ ‫"‪.‬‬ ‫وضيعوا مبدأ األخوة اإلسالمية ‪:‬‬ ‫نع���م ‪ ..‬ضيعوا مب���دأ األخوة اإلس�ل�امية ونبذوه ‪-‬فقال ‪ :‬بعدها بكل تأكيد ‪.‬‬ ‫وراء ظهوره���م ‪ ..‬متجاهل�ي�ن قوله تع���اىل ‪ " :‬إنمَّ َ ا ‪-‬فقل���ت ل���ه ‪ :‬وهل مثة م���ا يدعو إىل ذل���ك ‪ ..‬وقد‬ ‫ِ‬ ‫لمْ ْ‬ ‫���ون إ ْخ َو ٌة " ‪ ..‬هذا املب���دأ العظيم الذي طبقه أكتم���ل دين ومتت نعمته ‪ ..‬ورضي لنا اإلس�ل�ام‬ ‫ا ُؤ ِم ُن َ ِ‬ ‫رس���ولنا الكريم عمليا عندما آخى بني املهاجرين دينا ‪ ........‬وانتهى بذلك احلوار‪.‬‬ ‫واألنصار ‪ ..‬فأصبحوا إخوة متاحبني ‪ ..‬وكان هلم قصة مسجد الضرار ‪:‬‬ ‫يف اإلسالم ربا واحدا وقبلة واحدة وتوجها واحدا نزل النيب ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬يف هجرته إىل‬ ‫وامس���ا واحدا ‪ ..‬فجاهدوا معا يف اهلل حق جهاده ‪ ..‬املدينة بقرية قباء ‪ ،‬اليت تقع على بعد ميلني من‬ ‫ونشروا رسالة اإلس�ل�ام معا ‪ ..‬وكما يريدها اهلل املدين���ة املنورة ‪ ،‬فأقام بني أهلها من بين عمرو بن‬ ‫اهدُوا فيِ اللهَّ ِ َح َّق ِجهَا ِد ِه عوف ثالثة أيام ‪ ،‬وأس���س هلم مس���جدا نسب إىل‬ ‫امتثاال لقوله تعاىل ‪ " :‬و َ‬ ‫َج ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُه َو ْاج َت َب ُ‬ ‫ِّين ِمن َح َر ٍج قريتهم ‪ ،‬فس���مي بـمس���جد قبــاء ‪ ..‬ثم س���ار صلى‬ ‫اك ْم و َ‬ ‫َما َج َع َل َعل ْيك ْم فيِ الد ِ‬ ‫ْ‬ ‫يم ُه َو سمَ َّ ُ‬ ‫اك ُم المُْ ْس ِلم َ‬ ‫ني ِمن َق ْب ُل اهلل عليه وس���لم إىل املدينة فأس���س بها مسجده ‪.‬‬ ‫اه‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫إ‬ ‫ِّمَّل َة أَ ِبي ُك ْم ِ َ ِ َ‬ ‫الر ُس ُ‬ ‫���هيداً َع َل ْي ُك ْ‬ ‫َوفيِ َه َذا ِل َي ُك َ‬ ‫���م َو َت ُكو ُنوا وكان يوجد بقباء مجاعة م���ن املنافقني ‪ ،‬فكانوا‬ ‫ون َّ‬ ‫���ول َش ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُشه َ‬ ‫حيضرون مس���جد قباء على كره منهم ‪ ،‬إىل أن‬ ‫اس " (احلج‪.)78 :‬‬ ‫َداء َع َلى الن ِ‬ ‫أش���ار عليهم أبو عامر الراهب يف الس���نة التاسعة‬ ‫وضاع اإلسالم بني هذا وذاك ‪:‬‬ ‫وتناسوا أيضا ‪ ..‬بل وجتاهلوا ‪ ..‬هذا البالغ القرآني م���ن اهلج���رة ببن���اء مس���جد هلم جبانب مس���جد‬ ‫األخ�ي�ر ‪ ..‬ال���ذي يعلن إكتم���ال اإلس�ل�ام ‪ ..‬ذلك قب���اء ليضاروا ب���ه أهله ويفرقوا بني املس���لمني يف‬ ‫البالغ املهم واحلاسم يف مسرية الرسالة ‪ ..‬الصادر قريتهم ‪.‬‬ ‫من رب العزة للناس كل الناس ‪ ..‬الذي أعلن من املنافقون خيفون أغراضهم ‪:‬‬ ‫خالله بأن اإلسالم قد اكتمل ‪ ..‬واملهمة الربانية وكان املنافق���ون ق���د أخفوا أغراضه���م ‪ ،‬من بناء‬ ‫لرسوله الكريم قد انتهت ‪ ..‬ورفعت بذلك األقالم مس���جدهم كم���ا كان���وا خيف���ون نفاقه���م ‪ ،‬ثم‬ ‫وجف���ت الصحف ‪ ..‬وليس مثة نقص ‪ ..‬وال حاجة أت���وا إىل النيب صلى اهلل عليه وس���لم وهو يتجهز‬ ‫ملزيد ‪ ..‬ه���ذا ما فهمه الصحابة الك���رام ‪ ..‬وهذا ما إىل تب���وك‪ ،‬فقال���وا له ‪ :‬يا رس���ول اهلل ‪ ،‬إنا قد بنينا‬ ‫تش�ي�ر إليه هذه اآلية الكرمية ‪ْ " :‬ال َي ْ‬ ‫���و َم أَ ْك َم ْل ُت مس���جدا ل���ذي العلة واحلاج���ة ‪ ،‬والليلة املطرية ‪،‬‬ ‫َل ُك ْ‬ ‫���م ِدي َن ُك ْم َوأَتمْ َ ْم ُت َع َل ْي ُك ْ‬ ‫���م ِن ْع َم َو َر ِض ُ‬ ‫يت َل ُك ُم والليلة الشاتية ‪ ،‬وإنا حنب أن تأتينا ‪ ،‬فتصلى لنا‬ ‫تيِ‬ ‫اإل ْس َ‬ ‫ال َم ِديناً " (املائدة ‪.)3 :‬‬ ‫فيـه ‪ ..‬فقال هلم صلى اهلل عليه وس���لم ‪ :‬إني على‬ ‫ِ‬ ‫عندم���ا نزلت هذه اآلية ‪ ..‬بك���ي أبو بكر الصديق جناح س���فر وحال ش���غل ‪ ،‬ولو قدمنا إن شاء اهلل ‪،‬‬ ‫رض���ي اهلل عنه ‪ ..‬فقيل له ‪ :‬م���ا يبكيك يا أبا بكر ‪ ..‬ألتيناكم فصلينا لكم فيه‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬هذا نعي رس���ول اهلل ‪ ..‬وكان األمر بالفعل فلما سافر النيب صلى اهلل عليه وسلم إىل تبوك ‪،‬‬ ‫كم���ا توقع ‪ ..‬فبعد مثانني يوما انتقل رس���ول اهلل أخذوا يصلون يف مس���جدهم ‪ ،‬فظهرت أغراضهم‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم إىل الرفيق األعلى‪.‬‬ ‫من بنائه ‪ ،‬ألنهم أخذوا يضارون به مس���جد قباء ‪،‬‬ ‫اخت���ار ج���وار اهلل ‪ ..‬وانتق���ل إىل الرفي���ق األعلى ‪ ..‬ويصرفون الناس عن الصالة فيه ‪ ،‬إىل الصالة يف‬ ‫بعدم���ا بلغ الرس���الة وأدى األمان���ة ونصح األمة مسجدهم ‪ ،‬فحصلت فتنة بني الناس ‪ ،‬وانقسموا‬ ‫وجاهد يف اهلل حق جهاده ‪ ..‬وتركنا على احملجة على أنفسهم بسبب هذا املسجد ‪.‬‬ ‫البيض���اء ‪ ..‬ص���راط اهلل املس���تقيم ‪ ..‬الذي ال يزيغ األمر بهدم مسجد الضرار ‪:‬‬ ‫عنه إال هالك ‪.‬‬ ‫فلما نزل النيب صلى اهلل عليه وس���لم ‪ ،‬يف رجوعه‬ ‫م���ن تب���وك ب���ذي " أوان " وه���ي عل���ى س���اعة من‬ ‫نعم ‪ ..‬ملاذا ‪ ..‬وقد اكتمل اإلسالم ‪:‬‬ ‫دار ذات ي���وم ح���وار بي�ن�ي وب�ي�ن ش���يعي ‪ ..‬وكان املدينة ‪ ،‬أتاه أهل قباء يشكون إليه مجاعة مسجد‬ ‫حوارا س���اخنا ‪ ..‬عرضت م���ن خالله وجهة نظري الضرار ‪ ،‬وما أحدثه مسجدهم من الفنت بينهم ‪.‬‬ ‫ع���ن بعض االحنرافات اليت ح���ادت بهم عن جادة ومل���ا مسع النيب صلى اهلل علي���ه ذلك منهم ‪ ،‬حكم‬ ‫الص���واب ‪ ..‬وع���رض عل���ي م���ا ي���راه ه���و صوابا ‪ ..‬بهدم ذلك املسجد الذي فرق بينهم ‪ ،‬ألن املساجد‬ ‫وحاول���ت أن أقنع���ه أن ذاك ليس من اإلس�ل�ام يف تبنى جلمع كلمة املسلمني ال لتفريقها ‪.‬‬ ‫ش���ئ فلم يقتنع ‪ ..‬فكان مسك اخلتام أن قلت له ‪ :‬ثم دع���ا بعض الصحابة وقال هل���م ‪ :‬انطلقوا إىل‬ ‫أتؤم���ن بالقرآن ‪ ...‬قال ‪ :‬نعم ‪ ...‬فقلت له ‪ :‬لنحتكم هذا املسجد الظامل ‪ ،‬فاهدموه وحرقوه ‪ ..‬فخرجوا‬ ‫مس���رعني حت���ى دخلوا ذلك املس���جد وفي���ه أهله‬ ‫إىل القرآن ‪ ..‬فوافق على ذلك‪.‬‬ ‫فقلت ل���ه ‪ :‬هل كانت هناك – على عهد رس���ول فأحرقوه وهدموه وتفرق أهله عنه ‪.‬‬ ‫اهلل ‪ -‬فرق وطوائف ومجاعات كاليت نرى اليوم املنافقون يدافعونعن مسجدهم ‪:‬‬ ‫ قال ‪ :‬طبعا ال ‪.‬‬‫وقد دافع املنافقون عن مسجدهم ‪ ،‬وحلفوا للنيب‬

‫صل���ى اهلل علي���ه وس���لم إنه���م مل يري���دوا ب���ه إال‬ ‫احلس���نى ‪ ..‬لكن النيب مل يس���مع هل���م ‪ ،‬ومل يهتم‬ ‫بأم���ر نيته���م ب���ل نظ���ر إىل الضرر ال���ذي أحدثه‬ ‫مس���جدهم ‪ ،‬وأن���ه باإلضاف���ة إىل ذل���ك ال حاجة‬ ‫تدعو إىل إقامته جبوار مس���جد قباء ‪ ،‬الذي أسس‬ ‫من أول يوم وطئت فيه قدم النيب صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم أرض املدينة ‪ ..‬ويف ذلك يقول اهلل تعاىل ‪:‬‬ ‫ين اتخَّ َ ُذ ْ‬ ‫َك ْفراً َو َت ْف ِريقاً‬ ‫" و َّ‬ ‫وا َم ْس ِجداً ِض َراراً و ُ‬ ‫َال ِذ َ‬ ‫لمْ‬ ‫ْ‬ ‫للهَّ‬ ‫َبينْ َ ا ُؤ ِم ِن َ‬ ‫ني وَِإ ْر َصاداً لمَِّ ْن َحا َر َب ا َو َر ُس���و َل ُه ِمن‬ ‫لحْ‬ ‫ْ‬ ‫للهُّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َق ْب ُ‬ ‫ُ‬ ‫���ل َو َل َي ْح ِل َف َّن ِإن أ َرد َنا ِإال ا ْس��� َنى وَا يَش��� َه ُد‬ ‫ُون * َ‬ ‫ِإَّنه ْ‬ ‫ُم َل َكا ِذب َ‬ ‫س َع َلى‬ ‫ال َت ُق ْم ِفي ِه أَبَداً لمََّ ْس ِج ٌد أُ ِّس َ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّل ي َْوم أَ َح ُّق أَن َت ُقو َم ِفي ِه ِفي ِه ِر َج ٌ‬ ‫ال‬ ‫التق��� َوى ِمن أَو ِ‬ ‫ٍ‬ ‫لمْ‬ ‫ْ للهُّ‬ ‫يحُ ُّب َ َ‬ ‫ِّر َ‬ ‫ين * أَ َف َم ْن‬ ‫ون أن َي َت َط َّه ُروا وَا يحُ ِ ُّب ا ُ َّطه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫للهّ‬ ‫ْ‬ ‫ان َخيرْ ٌ أَم‬ ‫أَ َّس َ‬ ‫َرض َو ٍ‬ ‫���س بُن َيا َن ُه َع َلى َتق َوى ِم َن ا ِ و ِ‬ ‫ْ‬ ‫َّم ْن أَ َّس َ ْ‬ ‫س بُن َيا َن ُه َع َل َى َش َفا ُج ُر ٍف َه ٍار َفانهَا َر ِب ِه فيِ‬ ‫ني * َ‬ ‫َن َم وَاللهُّ َ‬ ‫ال ي َْه ِدي ْال َق ْو َم َّ‬ ‫ال َي َز ُ‬ ‫���ار َجهَّ‬ ‫الظالمِ​ِ َ‬ ‫ال‬ ‫َن ِ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫وب ِه ْ‬ ‫���م ِإال أَن َت َق َّط َع‬ ‫ب ُْن َيا ُنه ُ‬ ‫ُ���م َّال ِذي َب َن ْوا ِري َب ًة فيِ ُق ُل ِ‬ ‫ُق ُلو ُبه ْ‬ ‫يم " (التوبة ‪)110 – 107 :‬‬ ‫يم َح ِك ٌ‬ ‫ُم وَاللهُّ َع ِل ٌ‬

‫وأخريا ‪:‬‬

‫تبقى احلكمة الربانية اخلالدة ‪ ،‬من وراء كشف‬ ‫مجاعة مس���جد الضرار ‪ ،‬اليت رفع���ت راية الدين‬ ‫متويها وخداعا وتضلي�ل�ا ‪ ..‬تقول لنا ‪ ..‬مهما تكن‬ ‫رايات مجاع���ات الضرار ال�ت�ي يرفعونها ‪ ،‬كبرية‬ ‫وعظيمة ‪ ،‬ولو حبجم مس���جد ‪ ..‬فإن قرارنا جيب‬ ‫أن يك���ون كبريا وحامسا إلس���قاط تلك الراية ‪..‬‬ ‫ولو بهدم ذلك املسجد ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪Al_oribi@yahoo.com‬‬

‫سعيد العرييب‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 86‬يناير ‪)2013‬‬

‫العدالة االنتقـــــــــــــــ‬ ‫سليمان عوض الفيتوري‬

‫أو ً‬ ‫ال ‪ /‬بتاريخ ‪2012/6/10‬‬ ‫انعقد يف بنغازي ‪ ،‬مؤمتر‬ ‫القضاء العسكري والعدالة‬ ‫االنتقالية ‪ ،‬حتت شعار‬ ‫االرتقاء بالقضاء العسكري‬ ‫والعبور اآلمن يف ليبيا‬ ‫احلديثة‪.‬‬ ‫شارك فيه عدد من‬ ‫القانونيني ‪ ،‬من مصر‬ ‫وتونس ومن القانون الدولي‬ ‫‪ ،‬وكذلك اجملتمع املدني‬ ‫‪ ،‬دومنا إشارة إىل القانون‬ ‫‪. 2012/17‬‬ ‫مل أنتظر املناقشة ‪،‬‬ ‫فالبحوث اعتيادية ‪ ،‬راجحة‬ ‫يف ميزان العدالة ‪ ،‬اليت ال‬ ‫تتجزأ ‪ ،‬فاإلنسان ك ّرمه اهلل‬ ‫ومن أمسائه تعاىل العدل ‪،‬‬ ‫وهو أساس امللك ‪.‬‬

‫ثاني���اً ‪ /‬وبتاري���خ ‪ ، 3/11/2012‬ويف بنغ���ازي‬ ‫أيض���اً ‪ ،‬انتظم���ت خنب���ة جّله���م (نش���طاء) ‪،‬‬ ‫حقوقي���ون لتفعيل القانون ‪ ، 17/2012‬املعدّل‬ ‫بالقانون ‪( ، 41‬بش���أن إرس���اء قواع���د املصاحلة‬ ‫الوطنية االجتماعية) ‪.‬‬ ‫وكان هناك جدّية يف حدود مدلول النص‬ ‫‪ ،‬وما بدا للجنة التحضريية من حماور هي ‪:‬‬ ‫‪ )1‬العدال���ة االنتقالي���ة ‪ ،،‬مفهومه���ا وأهدافها‪،‬‬ ‫تقص���ي‬ ‫‪)2‬القان���ون ‪ 17‬والتق���ادم ‪ )3 ،‬هيئ���ة ّ‬ ‫احلقائ���ق واملصاحل���ة ‪ ،‬وانعق���اد اخلصوم���ة‬ ‫‪ ،‬وأث���ره عل���ى حجي���ة األح���كام ‪ )4 ،‬ازدواجي���ة‬ ‫التعويض ‪ ،‬سبباً وموضوعاً ‪ ،‬وخالفه‪.‬‬ ‫ثان ‪ )1 :‬التشكيالت املادة ‪ )2 ، 4‬مدى‬ ‫حمور ٍ‬ ‫مس���ئولية الدولة عن التش���كيالت ‪ )3 ،‬قرارات‬ ‫اهليئ���ة ‪ ،‬وجهة التظّلم ‪ ،‬وغري ذلك ‪ ،‬عن التق ّيد‬ ‫بقانوني املرافعات واملدني ‪ ،‬ومبلغ التعويضات ‪،‬‬ ‫والتنفيذ اجلربي ‪ ،‬ثم احلجز اإلداري ‪.‬‬ ‫مل يك���ن ل���ي م���ن راي فيم���ا انته���ى إلي���ه‬ ‫هؤالء األس���اتذة وعلى رأس���هم األس���تاذ حسني‬ ‫تقصي‬ ‫البوعيش���ي ‪ ،‬رئيس جمل���س إدارة هيئة ّ‬ ‫احلقائ���ق واملصاحل���ة ‪ ،‬وه���و رئي���س س���ابق‬ ‫للمحكمة العليا ‪.‬‬ ‫ال جم���ال أمام���ي للتعقيب س���وى مالحظة‬ ‫–على استحياء‪ ، -‬أن قانون إنشاء مكتب املظامل‬ ‫رقم ‪ 42/1970‬اس���تعارة م���ن ديوان املظامل يف‬ ‫صدر اإلس�ل�ام كجزء م���ن القضاء ‪ ،‬يف إحيائه‬ ‫م���ا يغ�ن�ي ‪ ،‬وع���ذر مل���ن مل يعاص���ره ‪ ،‬كدعامة‬ ‫ودعاية النقالب ‪ 1969‬كما أنش���ئت حمكمة‬ ‫خاص���ة للمس���ئولني عن الفس���اد السياس���ي يف‬ ‫العهد امللكي ‪ ،‬ا ّتسمت بالنزاهة‪.‬‬ ‫‪----------------‬‬‫ثالثاً ‪ /‬وبتاريخ ‪ ، 20/12/2012‬أجدني وسط‬ ‫املركز اللييب للعدالة االنتقالية (الدولية) مع‬ ‫خنبة قانونية (نشطاء) مؤسسة اجملتمع املدني‬

‫وحقوق اإلنسان ‪،‬‬ ‫مرتبّص���ة ‪ ،‬تكون للمنتخب�ي�ن ‪ ،‬وماعداهم رأي‬ ‫ً‬ ‫وق���د جتّل���ت حري���ة ال���رأي ‪ ،‬تنفيس���ا عم���ا يف عام ينقله اإلعالم‪.‬‬ ‫الص���دور ‪ ،‬حت���ى انطلق���ت من املنص���ة صيحة ‪ )2‬م���ن األهمي���ة مب���كان الس���ؤال ع���ن م���دى‬ ‫ب���أن مؤسس���ة اجملتم���ع املدني (حكوم���ة ظل) ‪ ،‬احلاج���ة إىل (العدال���ة االنتقالي���ة) ‪ ،‬الواف���دة ‪،‬‬ ‫صح���ت النتهت مع اجملل���س االنتقالي‬ ‫وأنه���ا ال تعت ّد بالتق���ادم ‪ ،‬أي املنصوص عليه يف اليت لو ّ‬ ‫املادة ‪ 107‬عقوب���ات ‪ ،‬مزايدة على القانون رقم املؤقت ‪.‬‬ ‫نص على عدم س���قوط ‪ )3‬ال حاج���ة لن���ا بتقليد من دع���ت وضعيتهم‬ ‫‪ ، 1998 = 11/27‬قد ّ‬ ‫اجلرمية ‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن والية القاضي الش���رعية لعدال���ة مس���توردة تتناس���ب م���ع (الفوض���ى‬ ‫‪ ،‬ال تعود إىل ما يزيد عن ‪ 33‬سنة ‪،‬‬ ‫اخلالق���ة) ‪ ،‬مبقول���ة ‪( :‬لذي���ذ احلي���اة ما كان‬ ‫وثـنـّ���ت الناطق���ة على رف���ض (رد اعتب���ار) من فوضى)‪.‬‬ ‫توعدتهم ‪ ،‬مهما طال عليه الزمن ‪ ،‬فقد أغلقت ‪ )4‬إمنا حاجتنا يف استتباب األمن حتى يتسنى‬ ‫ّ‬ ‫ب���اب التوب���ة بابتس���امة عريض���ة ‪ ،‬متجاهل���ة ‪ :‬للقض���اء األصي���ل أن حيم���ي كل مواطن من‬ ‫(خياركم يف اجلاهلية خياركم يف اإلسالم)‪ .‬كل حيف ‪ ،‬وتكون كلمته (عنواناً للحقيقة)‪.‬‬ ‫* ولتش���عب املفاهيم ‪ ،‬مما يس���تغرق اجلهد ‪ )5‬والعف���و الع���ام ال يس���قط القص���اص ‪ ،‬وال‬ ‫والوقت ‪ ،‬فعوضاً عن تت ّبع املواد ‪ ،‬تكون ملخصة حيول دون مقاض���اة األفراد ومالحقة اآلمثني‬ ‫(يف ورق���ة) ‪ ،‬يس���تخلص منها املناس���ب يوم ‪ 25‬ش���خصياً عن أي انتهاك بعين���ه ‪ ،‬خطأ أم عمداً‬ ‫‪. 12/2012/‬‬ ‫‪ ،‬فهذا (حق التقاض���ي) ‪ ،‬وإال فما معنى تفعيل‬ ‫أم���ا املوض���وع فه���و (مش���روع قانون ‪ ،‬بش���أن القضاء؟‬ ‫العدال���ة االنتقالي���ة) ‪ ،‬بأهداف نبيلة لرتس���يخ ‪)6‬أما التش ّفي ‪ ،‬خللق أعداء بتعميم املسئولية‬ ‫(األم���ن) وردع االنته���اكات ‪ ،‬ليطمئ���ن الناس افرتاض���اً ‪ ،‬والتنكيل جزافاً ‪ ،‬حت���ى تثبت الرباءة‬ ‫إىل قي���ام العدال���ة ‪ ،‬بتحديد مس���ئولية الدولة ‪ ،‬فه���ي الفتنة أش���به بالقول ‪( :‬م���ن كان منكم‬ ‫توثيق���اً للوقائ���ع ‪ ،‬م���ع تعوي���ض املتضرري���ن ‪ ،‬بال خطيئة فلريمجها) ‪.‬‬ ‫لتحقيق املصاحلة ‪ ،‬وفحص املؤسس���ات (مجع ‪ )7‬وأم���ا اس���تحقاق التعوي���ض دومن���ا س���ند ‪،‬‬ ‫استدالالت) ‪ ،‬مما يوصف بأسلوب سفراء النوايا يكون مص���دراً لاللتزام ‪ ،‬فهذا مطلب ال حيميه‬ ‫احلسنة ‪.‬‬ ‫القان���ون ‪ ،‬يرتت���ب عليه إقرار مبس���ئولية ‪ ،‬دون‬ ‫* وكان املش���روع مبثابة فصول مس���تحدثة تواف���ر صف���ة املختص���م (وال ت���زر وازرة وزر‬ ‫بدي ً‬ ‫ال ع���ن القانون ‪ ، 17/2012‬اجلاري العمل أخرى) ‪.‬‬ ‫به ‪ ،‬كما سلف ‪،‬‬ ‫‪ )8‬األضرار العامة ‪ ،‬حس���ب ثورة ‪ 17‬فرباير ‪،‬‬ ‫تعدي�ل�ا ل���كان واقع���اً معق���و ً‬ ‫ً‬ ‫ول���و كان‬ ‫ال ‪ ،‬ولو رد اعتبار ش���عب هلويته وكرامته ومكانته بني‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تـناولته وسائل اإلعالم لكان عرضا مقبوال‪.‬‬ ‫الش���عوب ‪ ،‬وأن ينعم بتكافؤ الفرص يف عيش���ة‬ ‫* وقص���ارى القول جتمل يف بعض املالحظات راضية كما كان يف ظل دستور ‪. 1951‬‬ ‫التالية ‪:‬‬ ‫‪ )9‬وكذل���ك اال ّتهام���ات تس���لطاً واس���تبداداً ‪،‬‬ ‫‪ )1‬بداي���ة عم���ا ختم���ت ب���ه الناطق���ة ‪ ،‬ع���ن فه���ي م���ن الق���وة الغامش���ة للحط م���ن قيمة‬ ‫مضارع���ة املؤسس���ة للمس���ئولني كمعارض���ة الف���رد الذاتية ‪ ،‬بس���لب ماديت���ه ‪ ،‬بفرض نظام‬ ‫شاذ ‪ ،‬س���لباً وتش���ريداً ‪ ،‬إىل حافة اإلبادة ‪ ،‬حتى‬ ‫أدى تزاي���د الضغ���ط إىل االنفج���ار امل���دوّي يف‬ ‫‪17‬فرباير‪,‬‬ ‫‪ )10‬م���ؤدى ذل���ك حالة احل���رب اليت مل تضع‬ ‫كل أوزاره���ا ‪ ،‬مم���ا ال ّ‬ ‫حمل ل���ه اآلن ‪ ،‬عن جرب‬ ‫ض���رر األف���راد ‪ّ ،‬‬ ‫ق���ل عدده���م أم كث���ر ‪ ،‬فلهم‬ ‫مطال���ب أول ّي���ة تتم ّث���ل يف األم���ن م���ن اخلوف‬ ‫‪ ،‬واإلطع���ام م���ن اجل���وع ‪ ،‬ويف امل���أوى والعمل ‪،‬‬ ‫وإص�ل�اح املستش���فيات وامل���دارس والطرق���ات‬ ‫واخلدم���ات ‪ ،‬ولي���س لإلث���راء ‪ ،‬وه���ل سيش���مل‬ ‫الزنادقة السجناء؟‬ ‫‪ )11‬ومل���ا هو مس���تقر عليه من أن مس���ئولية‬ ‫احل���رب قاص���رة عل���ى قادته���ا ‪ ،‬وال مغ���االة يف‬ ‫الق���ول بأن م���دة حربن���ا ‪( ،‬بسوس���ية) ‪ 40‬عاماً‬ ‫ون ّي���ف ‪ ،‬قائدها واحد ‪ ،‬وضحاياها ال حصر هلم‬ ‫‪ ،‬مبا فيهم أعوانه س���واء املؤمنون ب���ه أم املغلوب‬ ‫على أمرهم ‪( ،‬طاعة أولي األمر)‪.‬‬ ‫* فم���ا ح���دث يف ليبيا يس���تعصى فهمه بداية‬ ‫ونهاي���ة ‪ ،‬وبالتالي ما نش���أ عنه ال يصح قياس���ه‬ ‫على جتاوزات اآلخرين ممن اس���تعاروا العدالة‬ ‫االنتقالي���ة ‪ ،‬بينما حصيلة األربعة عقود عندنا‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 86‬يناير ‪)2013‬‬

‫‪19‬‬

‫ـــــــــــــــالية وما أدراكها ؟‬ ‫زل���زال وبراكني من فع���ل الطبيعة الغاضبة‬ ‫(طاعة أولي األمر) ‪.‬‬ ‫‪ )12‬ال يص���ح مطلق���اً حتمي���ل ‪ 17‬فرباي���ر‬ ‫وزر الغاص���ب الذي مل يت���و ّرع عن االنتاهكات‬ ‫حملي���اً وعاملي���اً ‪ ،‬ش���رعته الغص���ب والس���لب‬ ‫‪ ،‬ال قان���ون مينع���ه ‪ ،‬وال ضم�ي�ر يردع���ه ‪ ،‬آل���ة‬ ‫مربجم���ة صنع���ت خصيصاً مبخط���ط عاملي‬ ‫لفائ���دة الق���وى العظم���ى ‪ ،‬دوام���ة (مثل���ث‬ ‫برمودا) ‪.‬‬ ‫* وم���ن هن���ا يضح���ى الق���ول بتحمي���ل‬ ‫الضحي���ة مغب���ة أفع���ال اجلان���ي ‪ ،‬يس���توجب‬ ‫االعت���ذار وج�ب�ر االض���رار ‪ ،‬واألض���رار تعدّت‬ ‫دول اجل���وار ‪ ،‬ف���أي (عدالة انتقالي���ة) تق ّر أو‬ ‫تقرر مسئولية اجملين عليه ‪.‬‬ ‫‪ )13‬وعل���ى نط���اق مس���ئولية التابعني ومن‬ ‫تبعه���م ‪ ،‬مكره�ي�ن أم طائع�ي�ن ‪ ،‬فإضافة إىل‬ ‫م���ا س���لف ‪ ،‬كي���ف نؤاخ���ذ من رض���ع حليب‬ ‫الغي���ل ‪ ،‬ومل (يش���رب حلي���ب الناق���ة) ‪ ،‬ونش���أ‬ ‫وترعرع بالتلقني ‪ ،‬وتع��� ّرف يف الروضة على‬ ‫وش���ب معاص���راً (جليل الفاتح)‬ ‫(بابا معمر) ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،‬وهت���ف وراء (هيئة التدري���س) (عّلم يا قائد‬ ‫عّلمن���ا) مبدأً وعقي���دة ‪ ،‬ذك���وراً وإناثاً (عليه‬ ‫منوتوا يف امليدان اللي داير للمرأة ش���ان) ‪ ،‬ودع‬ ‫الشعراء والفقهاء واألدباء ‪.‬‬ ‫ويف مرحلة الكهولة تو ّلوا املسرية ‪( ،‬لو خضت‬ ‫بن���ا ِب���رك ال ِغم���اد خلضناه���ا مع���ك) ‪ ،‬قيل���ت‬ ‫للرس���ول الكريم ‪ ،‬من ش���ب على ش���يء ش���اب‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫وحتى املقربني جداً ‪ ،‬واقعني يف األسر ‪ ،‬طاعة‬ ‫عمي���اء ‪ ،‬أو اس���تجابة عل���ى مض���ض كره���اً‬ ‫وقه���راً ‪ ،‬فهم يف فزع من جم��� ّرد تعكري املزاج‬ ‫ّ‬ ‫فيحل بهم غضب اآلهلة ‪،‬‬ ‫‪ ،‬ومل حيولوا دونه ‪،‬‬ ‫فيبادرون بأكثر مما هو مطلوب ‪ ،‬إن إسرافاً‬ ‫يف القتل ‪ ،‬أو تنكي ً‬ ‫ال يرهب األبرياء ‪.‬‬ ‫حنمل هؤالء مسئولية ‪ ،‬ونعاقبهم‬ ‫* فكيف ّ‬ ‫على مبدأ م���وروث ‪ ،‬وعلى فعل مباح يف حينه‬ ‫‪ ،‬ومف���روض قانون���اً عل���ى احملارب ‪ ،‬يف تش���اد‬ ‫وأوغن���دا ‪ ،‬أو (الفتائح) ؟ وحتى املوكول إليه‬ ‫اخلطف واالغتياالت يف اخلارج والداخل على‬ ‫السواء ‪ ،‬أوامر سلطة جائرة ‪ ،‬جم ّندون رمسياً‬ ‫مبا فيهم افحيمة واملقرحي ‪،‬‬ ‫وكذل���ك ‪ ،‬اإلخ�ل�اص الوظيف���ي يف اإلدارة‬ ‫املدنية ‪ ،‬ال اس���تقالة وال تقاعد ‪ ،‬ارتباط أبدي‬ ‫‪ ،‬على س���بيل املثال ‪ :‬منصور الكيخيا اس���تقال‬ ‫ليم���ارس احملام���اة ‪ ،‬فغ���ادر مكتب���ه ليت���ولىّ‬ ‫الدبلوماسية يف االمم املتحدة ‪ ،‬من أجل ليبيا‬ ‫‪ ،‬والوزير املنقوش رغم س���نه ومرضه يستمر‬ ‫يف عمل���ه ‪ ،‬وحت���ى دوردة ‪ ،‬خدمات���ه تطيل يف‬ ‫عم���ر الوظيفة ‪ ،‬وال تثريب على البغدادي وال‬ ‫حسن العالقة مع إسرائيل‬ ‫على الزوي ‪ ،‬الذي ّ‬ ‫ّ‬ ‫بواس���طة ملك املغرب ‪ ،‬الذي س���لم احمليشي ‪،‬‬ ‫وإال هللك كما هلك بومدين ‪ ،‬النتوائه إنقاذ‬ ‫الشعب اللييب ‪.‬‬ ‫وه���ذه اهلجرة كتبت على مائ���ة ألف (إال أن‬ ‫يقول���وا ربنا اهلل) ‪ ،‬فاإلره���اب الدولي ّ‬ ‫مرخص‬

‫ب���ه مع االتفاق على التعويض س���لفاً ‪ ،‬ويكفي‬ ‫إس���قاط الي���و ت���ي إي ‪ ،‬م���ن أج���ل املناض���ل د‪.‬‬ ‫املقري���ف ‪ ،‬وخط���ف منصور ‪ ،‬وم���ن قبله عمر‬ ‫احمليش���ي ‪ ،‬أبع���ده الس���ادات ‪ ،‬ليتل ّقف���ه مل���ك‬ ‫املغ���رب ‪ ،‬ليلتح���ق حب���واس ‪ ،‬باعهم ليش���ري‬ ‫نفسه ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫* ومص���ر س���لمت مط���ر وع���زات ‪ ،‬وحت���ى‬ ‫أملاني���ا أفرجت ع���ن مصطفى الزاي���دي إنقاذاً‬ ‫خلربائه���ا يف ليبي���ا و(س���تبدي ل���ك األي���ام ما‬ ‫كنت جاه ً‬ ‫ال) ‪،‬‬ ‫وأما األفارق���ة ذيول كالنمريي ‪ ،‬وبوكاس���ا‬ ‫باعوا أنفس���هم لقاء السحت‪ ،‬وسجدوا دون أن‬ ‫ميسك هلم عصا املاريشالية‪.‬‬ ‫* وكذلك (شلقم) ما انش���ق إال بإيعاز ‪ ،‬قبل‬ ‫غرق الس���فينة ‪ ،‬وأراه يف ف���زع من أحالمه يف‬ ‫منامه عن أيامه بباب العزيزية ‪،‬‬ ‫*أنته���ي إىل ما نص���ح به مانديال ع���ن العفو‬ ‫والصفح ولنردد (إذهبوا فأنتم الطلقاء) ‪.‬‬ ‫جت���ب م���ا قبله���ا ‪ ،‬وحت���ى‬ ‫وث���ورة ‪17‬فرباي���ر‬ ‫ّ‬ ‫ال يبعدن���ا اجل���دل البيزنط���ي ح���ول العدالة‬ ‫االنتقالي���ة ‪ ،‬ع���ن مناقش���ة دس���تور ‪، 1951‬‬ ‫ففي���ه اهلداية إىل دول���ة حضارية كما بدأت‬ ‫حينم���ا أعلنت يف مثل هذا اليوم ‪ ،‬اإلثنني (‪24‬‬ ‫ديسمرب)‪.‬‬ ‫ويف سياق ما سلف ال ضري من مراجعة مقطع‬ ‫من مالحظ���ات (هارولد الس���كي) تأمالت يف‬ ‫ثورات العصر ‪ ،‬عقب احل���رب الكونية الثانية‬ ‫‪ ،‬تقول ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(وعندما يتس���لط اخلوف على حكام جمتمع‬ ‫م���ا ‪ ،‬يب���دو أن العق���ل نفس���ه أصب���ح عدوه���م‬ ‫‪ ،‬وأولئ���ك الذي���ن حيكم���ون ب���أن سياس���تهم‬ ‫خمطئ���ة يصبحون فوراً أع���دا ًء هلم ‪ ،‬بل حتى‬

‫عدم اهلتاف بسياستهم يؤدي إىل االشتباه يف‬ ‫سوء النية ‪.‬‬ ‫وكلم���ا كان اخلوف أعمق زاد ما يتولد عنه‬ ‫م���ن وحش���ية ‪ ،‬فيندفع احل��� ّكام حت���ت تأثري‬ ‫منطق جمنون إىل القيام بأعمال تزداد قسوة‬ ‫‪ ،‬لكي يكبتوا ذكريات أخطائهم األوىل‬ ‫وهم ال يستطيعون التمهّل ليفكروا ‪ ،‬ألنهم لو‬ ‫فعل���وا ذلك ‪ ،‬فكأنهم يش��� ّكون فيما يعتقدون ‪،‬‬ ‫وتعمى أبصارهم عما يف طريقهم من صعاب‬ ‫‪ ،‬وتصم أذانهم عن أي حتذير هلم بشأنها ‪ ،‬بل‬ ‫حتمل أي رسول‬ ‫يأتي وقت ال يستطيعون فيه ّ‬ ‫حيمل أخباراً سيئة ‪ ،‬حبيث يصبحون فريسة‬ ‫ألمراض نفس���ية تس���اعدهم على بن���اء عامل‬ ‫أشباح ال تعرف احلقيقة سبيلها إليه ‪.‬‬ ‫ويب���دو هل���م وه���م يف ش���جونهم يعاقرون‬ ‫أفكاره���م أن���ه ليس هناك ش���ئ ممكن س���وى‬ ‫االنتص���ار الكام���ل ‪ ،‬أو اهلزمي���ة املاحقة ‪ ،‬فهم‬ ‫بع���د ما طرحوا العق���ل جانباً ‪ ،‬فق���دوا دليلهم‬ ‫إىل الطري���ق الوس���ط ‪ ،‬ألنه���م يدرك���ون أن‬ ‫أس���وأ ما يف األمر قد يق���ع ‪ ،‬ومن ثم ي ّتخذون‬ ‫احتياطهم ضده ‪.‬‬ ‫وتصبح السياسة مؤامرة بشعة ‪ ،‬ال يأمن فيها‬ ‫على نفسه إىل من يضرب أو ً‬ ‫ال ‪.‬‬ ‫وعندئذ ختضع احلياة لواسطة املخربين‬ ‫والبولي���س الس���ري ‪ ،‬ويصري ه���ؤالء يف نهاية‬ ‫األمر هم الذين حيددون اجتاه السياسة ‪،‬‬ ‫ويؤخذ التس���امح ‪ ،‬إما على أن���ه دليل ضعف ‪،‬‬ ‫وإما دليل سوء نية ‪،‬‬ ‫وال يصي���ب جناح���اً إال أولئ���ك الذين يس���مع‬ ‫الزعماء يف أقواهلم صدى أوهامهم ‪،‬‬ ‫والتص��� ّرف الذي يتم بدافع من نزعة اخلوف‬ ‫‪ ،‬ال يف ّرق بني اخلطأ والصواب ‪،‬‬

‫ففي ظل النظام الذي يسوده اخلوف ‪ ،‬تصبح‬ ‫املبادئ عدمية اجل���دوى ‪ ،‬حيث أن النجاح هو‬ ‫معيار اخلري الوحيد ‪.‬‬ ‫وت���ؤدي احلاج���ة إىل أن خيف���ي امل���رء م���ا‬ ‫يدور يف خلده ‪ ،‬خش���ية العق���اب إذا ص ّرح به ‪،‬‬ ‫إىل جعل املهارة يف النفاق بضاعة رائجة ‪ ،‬وال‬ ‫يعود لس���ائر املواطنني ش���خصية عامة ‪ ،‬فهم‬ ‫يس���اقون إىل االختفاء خلف رقاب���ة العالقات‬ ‫اخلاصة ‪.‬‬ ‫ويت���ولىّ املتعصب���ون والبلطجي���ة زم���ام‬ ‫األمور ‪ ،‬ويس���تعملون املنافق�ي�ن والوصوليني‬ ‫أدوات هل���م ‪ ،‬وتثري تصرفاتهم ع���دا ًء بطبيعة‬ ‫احلال ‪،‬‬ ‫وملا كان هذا العداء ال جيد وسيلة للتعبري‬ ‫الذاتي جهراً ‪ ،‬فإنه يتح ّول إىل التآمر ‪ ،‬بيد أن‬ ‫التآمر ي���ؤدي ‪ ،‬عندما تكون احلكومة خائفة ‪،‬‬ ‫إىل رد فعل يتجاوز أث���ره صفوف املتآمرين ‪،‬‬ ‫وهو يهئ الفرصة جلع���ل اإلرهاب أداة دائمة‬ ‫يف السياسة ‪.‬‬ ‫ومل���ا كان البد لإلرهاب م���ن أن ي ّولد احلقد ‪،‬‬ ‫كما اكتش���ف كل من روبسبيري ‪ ،‬وستالني‬ ‫‪ ،‬فإن تغيريه يصبح أكثر صعوبة مع الوقت ‪،‬‬ ‫واحلكوم���ة اليت تقوم على اخلوف تدفع دفعاً‬ ‫حنو الطغيان ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ولق���د م��� ّر ‪ 25‬قرنا تقريب���ا ‪ ،‬من���ذ أن الحظ‬ ‫أرس���طو بدقت���ه املعه���ودة مسات ه���ذا الوضع‬ ‫بالتفصيل‪) .‬‬ ‫وهك���ذا يعي���د التاري���خ نفس���ه ‪ ،‬كم���ا يق���ول‬ ‫توينيب ‪ ،‬والتاريخ ال يرحم‪.‬‬ ‫بنغازي يف ‪24/12/2012‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 86‬يناير ‪)2013‬‬

‫ـاه َر ُة َو َّ‬ ‫ان َّ‬ ‫َ‬ ‫الث ْو َر ُة َو َم ْي َد ُ‬ ‫ير َوأَ ْش َيـاء أُ ْخ َـرى‬ ‫الق ِ‬ ‫الت ْح ِر ِ‬

‫الق َصص َوال ُو ُجــوِه َو َّ‬ ‫الشـ َواِرِع المُْ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ـك َت َّظِة‬ ‫ني‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ـا‬ ‫الق‬ ‫ـان‬ ‫ك‬ ‫ُس‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪)4‬‬

‫خــالد مخيس السحــاتي‬ ‫���ط َ‬ ‫اه َر ِة‬ ‫َت ُع ُّ‬ ‫���ج ُم ْع َظ ُ‬ ‫���م َش��� َو ِار ِع و َ‬ ‫الق ِ‬ ‫َس ِ‬ ‫ِب َّ‬ ‫اص َل�ْي�نْ ِ ‪،‬‬ ‫ي���ج و َّ‬ ‫���ب املَُت َو ِ‬ ‫َالص َخ ِ‬ ‫الض ِج ِ‬ ‫لمْ‬ ‫ْ‬ ‫���ر ِة ا ُ ْب ِهـ���ج ِمث ُ‬ ‫َف َل ْي ُ‬ ‫���ل َ‬ ‫َـار َه���ا‬ ‫اه َ‬ ‫الق ِ‬ ‫���ل َنه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فيِ َذ ِل���ك‪ِ ،‬إال أ َّن الف ْ‬ ‫ُم���ا يَك ُم ُن‬ ‫ـ���رق َب ْينه َ‬ ‫الز َحـ���ام َل ْي ً‬ ‫ال ( َو َل ْي َ‬ ‫فيِ ِقَّل ِ‬ ‫���س َذ ِل َك فيِ‬ ‫���ة ُّ ِ‬ ‫���ل َّ‬ ‫الص ْي ِ‬ ‫َف ْص ِ‬ ‫���ف َط ْبع���اً)؛ وا ِل َس��� َب ُب فيِ‬ ‫ٌ‬ ‫ِقَّل ِة ُّ‬ ‫َسيط ِج ّداً‪ ،‬و ُ‬ ‫َه َو‬ ‫���ب ّياً) ب ِ‬ ‫ـام ( ِن ْس ِ‬ ‫الز َح ِ‬ ‫لمْ‬ ‫لحْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َت َو ُّق ُ‬ ‫���ف َّ‬ ‫وم َّي ِة‬ ‫الدوَا ِئ ِر وَا ؤ َّس َس ِ‬ ‫���ات ا ك ِ‬ ‫المُْ ْخ َت ِل َف���ة َع ْ‬ ‫���ل فيِ َه َ‬ ‫���ذا ْال َو ْق ِت‪،‬‬ ‫���ن ال َع َم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِحني َيترَ َ َّد ُد المْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫���ون ُمن ُ‬ ‫اج ُع َ‬ ‫اح‬ ‫ب‬ ‫الص‬ ‫ذ‬ ‫ر‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فيِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ���م و َ‬ ‫ُ���ون ِم ْنه ْ‬ ‫���ر (املِ ْص ِري َ‬ ‫َاأل َجا ِن ُب‬ ‫اك‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اص َم ِة أَ ْو ِم َ‬ ‫ات‬ ‫���ن المْحُ َ ا َف َظ ِ‬ ‫َس��� َوا ٌء ِم َن ْال َع ِ‬ ‫ُ‬ ‫األ ْخ َرى) َع َلى ِت ْل َك َّ‬ ‫ات‬ ‫الدوَا ِئ ِر وَالمُْ َؤ َّس َس ِ‬ ‫ام َ‬ ‫ال ِت ِه ْم‪َ ،‬ف ُم َج َّم ُع َّ‬ ‫ير‬ ‫ِل َق َض���ا ِء ُم َع َ‬ ‫الت ْح ِر ِ‬ ‫الض ْخ���م َم َث ً‬ ‫���ر‬ ‫�ل�ا ِب��� ُك ِّل َط َو ِاب ِق��� ِه و َ‬ ‫َم َق ُّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ْ‬ ‫���ة ُّ‬ ‫���ة َو َو َزا َر ِة‬ ‫َج ِ‬ ‫َل ال َع َر ِب َّي ِ‬ ‫ام َع ِ‬ ‫ال���دو ِ‬ ‫َالت ْل ِف ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُون‬ ‫ي‬ ‫ز‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫اع‬ ‫ذ‬ ‫اإل‬ ‫ى‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫َم‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫ار‬ ‫اخل ِ ِ َّ ِ َ‬ ‫ِ َِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫���وث و ِّ‬ ‫���ات ال َع َر ِب َّي ِة‬ ‫وَ‬ ‫َالد َر َ‬ ‫اس ِ‬ ‫َم ْع َه ِد ال ُب ُح ِ‬ ‫لجْ‬ ‫َ‬ ‫���ة فيِ َّ‬ ‫ي���ر‬ ‫وَا َ ِ‬ ‫���ة األ ْم ِري ِك َّي ِ‬ ‫ام َع ِ‬ ‫الت ْح ِر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ات‬ ‫���ر ال َعي�ِن�يِ ِّ ‪ ،‬و َ‬ ‫َحت���ى ِّ‬ ‫الس���فـا َر ِ‬ ‫وَال َق ْص ِ‬ ‫ات َّ‬ ‫الث َقـا ِف َّي ِة َو َب ِق َّي ِة‬ ‫اك ِز وَالمُْ ْل َح ِق َّي ِ‬ ‫وَالمَْ َر ِ‬ ‫ْ‬ ‫���ي ِة‬ ‫اس َّ‬ ‫َّ���ة و ِّ‬ ‫المُْ َؤ َّس َس ِ‬ ‫َالس َي ِ‬ ‫���ات االق ِت َصا ِدي ِ‬ ‫َالص ِّح َّي ِة‪َ ،‬ت ْس َت ْق ِب ُل ي َْو ِم ّياً‬ ‫و َّ‬ ‫يم َّي ِة و ِّ‬ ‫َالت ْع ِل ِ‬ ‫لمْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ترَ‬ ‫ْ‬ ‫���ات ا ِّد ِد َ‬ ‫���ن‬ ‫ي���ن َعليهَ���ا‪ ،‬ن ِ‬ ‫ِم َئ ِ‬ ‫اهي���ك َع ِ‬ ‫ام ِل َ‬ ‫المُْ َو َّظ ِف َ‬ ‫���ات‪،‬‬ ‫ني فيِ َه ِذ ِه المُْ َؤ َّس َس ِ‬ ‫ني ْال َع ِ‬ ‫َ‬ ‫األ ْم ُر َّال ِذي َي َت َسَّب ُب فيِ َم ِزي ٍد ِم ْن َت َق ُ‬ ‫اط ِر‬ ‫َْ ْ‬ ‫اص َم ِة‪ ،‬و ُ‬ ‫َه َنا‬ ‫َّة َع َلى ْال َع ِ‬ ‫���ري ِ‬ ‫األف َو ِاج ال َب َش ِ‬ ‫َت�ْب�رْ ُ ُز ْال َو ِظ َ‬ ‫َاري ُ‬ ‫يف ُ‬ ‫���ي ُة‬ ‫ـاس َّ‬ ‫َّ���ة ِّ‬ ‫الس َي ِ‬ ‫اإلد ِ‬ ‫���ة ِ‬ ‫���ار أَ َّن لهَ َ ا ُش ْ‬ ‫���ه َر ًة‬ ‫اه َ‬ ‫ِل ْل َق ِ‬ ‫���ر ِة‪َ ،‬ع َل���ى ْاع ِت َب ِ‬ ‫َر َ‬ ‫َت ْقِلي ِدي ً‬ ‫َّة بمِ ْ‬ ‫وقراطي ِة‬ ‫ري‬ ‫َّ‬ ‫ك ِز َّي ِتهَ���ا الب ُ‬ ‫الث ِقي َل���ة و ْ‬ ‫َال َع ِر َ‬ ‫َاحـ ٍد‪َ ،‬ف ِه َي‬ ‫آن و ِ‬ ‫يق ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫���ة فيِ ٍ‬ ‫لمْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫اخ ُب‪.‬‬ ‫َح ُم َّ‬ ‫الص ِ‬ ‫َق ْل ُب ِم ْص َر ا زد ِ‬

‫اه َر َة َس َت َت َف َّو ُق َع َلى ُ‬ ‫َرى ْال َب ْع ُ‬ ‫ض أَ َّن َ‬ ‫ك ِّل‬ ‫َوي َ‬ ‫الق ِ‬ ‫لمْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫لهَ‬ ‫لمَ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫اظ َر ِة ا فيِ ِت ْع َدا ِد ُّ‬ ‫ُن ال َعا ِ ا ن ِ‬ ‫السك ِ‬ ‫ُمد ِ‬ ‫ان‪َ ،‬وفيِ‬ ‫ْ‬ ‫لمْ‬ ‫لحْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫���ة ِبثالث ِة‬ ‫ِم َس َ‬ ‫���اح ِة الكتل ِ‬ ‫َّة ا أ ُهول ِ‬ ‫���ة ا ض ِاري ِ‬ ‫ص ُم ِه َّم ٍة‪ ،‬أَ َّولهَُ ا‪ :‬أَ​َّنهَ���ا المَْ ِدي َن ُة ْال َو ِح َ‬ ‫يد ُة‬ ‫َخ َصا ِئ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّة ُ‬ ‫ْال ُك�ْب�رْ َ ى المُْ َم ِّث َل ُ‬ ‫كِّل��� ِه‪،‬‬ ‫���ة ِل َت ِار‬ ‫���ري ِ‬ ‫ي���خ ال َب َش ِ‬ ‫ِ‬ ‫َو َثا ِنيهَا‪ :‬أَ​َّنهَا المَْ ِدي َن ُة ْال ُكبرْ َ ى المَُْت َو ِّسَ���ط ُة ِف ْك ِر ّياً‬ ‫ات‬ ‫س ُج ْغ َرا ِف ّياً َف َح ْس ُ‬ ‫���ب ِف َ‬ ‫َو َل ْي َ‬ ‫يما بَ�ْي�نْ َ َح َضا َر ِ‬ ‫لمْ‬ ‫لمْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْال َعالمَ ِ ا ُخ َت ِل َف ِة‪َ ،‬و َثا ِل ُثهَ���ا‪ :‬أَ​َّنهَا ا َ ِدي َن ُة ال ُكبرْ َ ى‬ ‫ْال َو ِح َ‬ ‫���ة َت ْه ُفو‬ ‫اص َر ُم َقد َ‬ ‫يد ُة َّال�ِت�يِ تحَ ْ ِـوي َع َن ِ‬ ‫َّس ٍ‬ ‫(م ْ‬ ‫وب َ‬ ‫ِإ َل ْيهَ���ا أَ ْف ِئ َ‬ ‫���ن أَ ْك َث ِر ِم ْن‬ ‫���د ٌة َو ُق ُل ٌ‬ ‫ك ِث َ‬ ‫ري ٌة ِ‬ ‫ين َوأَ ْك َث ِر ِم ْن َم ْذ َه ٍب)‪.‬‬ ‫ِد ٍ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ـاع َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫���ف َع َد ُد‬ ‫م‬ ‫الز‬ ‫���ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ـ���ر‬ ‫ق‬ ‫ى‬ ‫���د‬ ‫م‬ ‫���ن َت َض َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫َوفيِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ثمَ‬ ‫ـ���ر ًة‪ُ ،‬من َت ِق ً‬ ‫ُس َّ‬ ‫ـان َ‬ ‫ال‬ ‫���ر َم َّ‬ ‫���ر ِة ا ِن َي َة َعش َ‬ ‫اه َ‬ ‫الق ِ‬ ‫���ك ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِم ْ‬ ‫َ‬ ‫���م ٍة ِإلىَ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫���ف (‪ )600000‬ن َس َ‬ ‫مائة أل ِ‬ ‫���ن ِس���ت ِ‬ ‫ـ���د َع َش َ ْ‬ ‫اع َ‬ ‫أَ َح َ‬ ‫���ف َع َد ُد‬ ‫���م ٍة‪َ ،‬و َت َض َ‬ ‫ـ���ون َن َس َ‬ ‫���ر ِمل ُي ِ‬ ‫لحْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُس َّ‬ ‫ـاص َم ِة‪،‬‬ ‫ـان ال ُق َ‬ ‫ـ���ار َج ال َع ِ‬ ‫ـ���رى ا َ َض ِري ِ‬ ‫���ك ِ‬ ‫َّة َخ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ينْ‬ ‫ين َم َّـر ًة‪ُ ،‬من َت ِق ً‬ ‫َعشِ���ر َ‬ ‫ال‬ ‫فيِ المُْ َّـد ِة َذا ِتهَا‪ ،‬اث َن َت ِ و ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ـون‬ ‫ون َن َس َ‬ ‫���م ٍة ِإلىَ (‪ِ )30.5‬مل ُي ِ‬ ‫ِم ْن‪ِ )1.4( :‬مليـُ ِ‬ ‫َن َس َم ٍة‪.‬‬ ‫لمْ‬ ‫ْ‬ ‫���ر ِة بَ�ْي�نْ َ آ َث ِار‬ ‫َوفيِ ِد َر َ‬ ‫اه َ‬ ‫���ن "ال َق ِ‬ ‫اس��� ِت ِه ا ُ ِه َّم ِ‬ ‫���ة َع ِ‬ ‫ْ‬ ‫���يس ِّ‬ ‫اض���ي وَِإ َع���ا َد ِة َّ‬ ‫َ���رى‬ ‫���ي" ي َ‬ ‫الليبرْ َ ا ِل ِّ‬ ‫المَْ ِ‬ ‫التأ ِس ِ‬ ‫���ث فيِ المَْ ْر َ‬ ‫اح ُ‬ ‫���ز ْال َو َط ِّ‬ ‫إيري���ك دني���س ْال َب ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫نيِ‬ ‫���و َ‬ ‫���ي ِبفرنس���ا أَ َّن‪َّ :‬‬ ‫ال ِت‬ ‫"الت َح ُّ‬ ‫���ث ْال ِع ْل ِم ِّ‬ ‫ِل ْل َب ْح ِ‬ ‫ْ‬ ‫َالدمي َ‬ ‫���ي ِة و ِّ‬ ‫���ة‬ ‫اس َّ‬ ‫���ة و ِّ‬ ‫َالس َي ِ‬ ‫ُوغ َرا ِف َّي ِ‬ ‫ال َو ِظي ِف َّي ِ‬ ‫يل بي َئ لمْ‬ ‫ْ‬ ‫و ْ‬ ‫���ة‪،‬‬ ‫َاالج ِت َم ِ‬ ‫���ة ا َ ِدي َن ِ‬ ‫���ة ُت ِعي��� ُد َتش��� ِك َ ِ ِ‬ ‫اع َّي ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وك َّ‬ ‫اس‬ ‫���ق ُس���ل ِ‬ ‫فيِ أَش���كالهِ ا ك َم���ا فيِ ط َرا ِئ ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫���ر ُف أَ ْيضاً ِب َن ْ‬ ‫���و ِع المْجُ ْ َت َم ِع‬ ‫وَ‬ ‫���ي ُت َع ِّ‬ ‫َه َ‬ ‫���ه ْم‪ .‬و ِ‬ ‫َع ْي ِش ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫َه‬ ‫و‬ ‫ُ‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫اص‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫���اك‬ ‫الس‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ ِ ِ ِ ِ ِ َ‬ ‫ِ َ ِ َ فيِ‬ ‫يج ِة َّال�ِت�يِ َت ْك ُت ُب َّ‬ ‫َّ‬ ‫الت ِار َ‬ ‫نى‬ ‫الن ِت َ‬ ‫يخ‪َ ،‬و ُت ْر ِس���ي َم ْع ً‬ ‫لمْ‬ ‫لخْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ام َس ُة‬ ‫ِلآلث ِار‪َ .‬وقد َع َرف ِت ال َق ِ‬ ‫اه َرة‪ ،‬ا ِدي َن ُة ا ِ‬ ‫َع َش َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫���رين َسن ٍة‪،‬‬ ‫���ر فيِ ال َعالمَ ِ ‪ ،‬وَألك َث ِر ِمن ِعش ِ‬ ‫الدمي َ‬ ‫تجَ ْ ِديداً َّات َس َم ِب ْ‬ ‫ُوغ َرافيِ ِّ ‪ِ ،‬به َ‬ ‫االس ِت ْق َر ِار ِّ‬ ‫َد ِف‬ ‫ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ني ُب َن َ‬ ‫ـاها‬ ‫التش ِدي ِد َع َلى د َْو ِر َها ال ِق َيـا ِد ِّي‪َ ،‬وتحَ ِس ِ‬ ‫الت ْح ِت َّية َ‬ ‫االس ِت ْق َ‬ ‫َم ْن ُذ ْ‬ ‫ال ِل‪َ ،‬ش ِه َد ِت‬ ‫اس َّي ِة‪ .‬و ُ‬ ‫األ َس ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫كي��� ِد َح ِقيق ِة‬ ‫اه َ‬ ‫���رة اس��� ِتث َمارا ك ِثيفا ِلتأ ِ‬ ‫ْال َق ِ‬ ‫لمْ‬ ‫لحْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ـاص َم ُة ال َو ِظي ِف َّي ُة‪ ،‬ا َ ِدي َث ُة وَا ُن ِت َج ُة‪،‬‬ ‫أَ​َّنهَ���ا ال َع ِ‬ ‫َع َل ْي ِه‪َ ،‬ف َق ْ‬ ‫���د َج َـرى‬ ‫���ة ُم ْس��� َت ِقَّل ٍة‪ .‬و َ‬ ‫���ة‪ /‬أُ َّم ٍ‬ ‫ِل َد ْو َل ٍ‬ ‫ْ‬ ‫لهْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫لمَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َت ْط ِب ُ‬ ‫َر ِام ِج ا ْيكل ِة‬ ‫يق ِسل ِس���ل ٍة ت َت َوقف ِمن ب َ‬ ‫اض ِر‪َ ،‬ت ُقود َ‬ ‫ُها‬ ‫ْال َع َّ‬ ‫���ة المَُْت َعا ِق َب ِة وَِإلىَ ي َْو ِم َنا الحْ َ ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫ْ‬ ‫ام َد ٌة َه َد َف ْ‬ ‫اس ٌ‬ ‫يت‬ ‫ِس َي َ‬ ‫���ت ِإلىَ َتث ِب ِ‬ ‫���ـات َرسمْ ِ َّي��� ٌة َج ِ‬ ‫َّ ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫���وع َما ِفيهَا‪،‬‬ ‫الس���يطَْر ِة وَالتـو ِلجْجي��� ِه َعلى مجَ ُم ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ات َّ‬ ‫يف‬ ‫ُر ْغ َم االن ِس َ‬ ‫���ج ِام ا ِل ِّي َم َع ِس َي َ‬ ‫اس ِ‬ ‫التك ِي ِ‬ ‫َّبرْ َ‬ ‫���ة َّال تحَ ُ ُّ‬ ‫ض َع َلى َفِّ���ك ْ‬ ‫اط َم َع‬ ‫االر ِت َب ِ‬ ‫وَاللْ َ ل ِ ْ تيِ‬ ‫ـام ِة"‪(.‬أهـ)‬ ‫ـات ال َع َّ‬ ‫ُّ‬ ‫السل َط ِ‬ ‫لجْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اق‪ ،‬يَذ ُ‬ ‫اح ُل‬ ‫ي‬ ‫���‬ ‫الس‬ ‫ات‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫���رافيِ ُّ َّ‬ ‫ك��� ُر ا ُ غ َ‬ ‫الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوفيِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫جمَ َ ���ال حمَ ْ َ‬ ‫اما يَد ُعو‬ ‫ام�ل�ا َه ّ‬ ‫���دان‪" :‬أ َّن ُه َناك َع ِ‬ ‫لمْ‬ ‫ْ‬ ‫ام���لُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِإلىَ َم ِزي��� ٍد ِم َ‬ ‫َّ���ة‪ ،‬و ُ‬ ‫َه��� َو ال َع ِ‬ ‫���ن ا رك ِزي ِ‬ ‫ْ‬ ‫لمْ‬ ‫ي���م ا َ ْر َ‬ ‫ْال َو ِظي ِف ُّي‪...‬و َّ‬ ‫���ز ُّي يخَ َض ُع ِفي ِه‬ ‫َالت ْن ِظ ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫ام ٍة ُم ْط َل َق ٍة‪َ .‬و َل ِئ ْن‬ ‫يع َط َو ِاع َّي ًة ِل ُس ْل َط ٍة َع َّ‬ ‫الجْ َ ِم ُ‬

‫ان َه َ ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫كَ‬ ‫ُ���ور ْال َو ْح َد ِة‬ ‫���ذا ِم���ن أق��� َوى َع َو ِام ِل ُظه ِ‬ ‫لمْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫���ر‪َ ،‬‬ ‫ك َما أَّن��� ُه َعل َم‬ ‫اس َّ‬ ‫ِّ‬ ‫���ر ِة فيِ ِم ْص َ‬ ‫���ي ِة ا َبك َ‬ ‫الس َي ِ‬ ‫كَأ َس���اس ِل ْل َح َض���ا َر ِة‪ِ ،‬إ َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ال أَنَّ‬ ‫الش���ع َب النظا َم‬ ‫ٍ‬ ‫لحْ‬ ‫وم ِة َّ‬ ‫َه َذا أَ ْيضاً ب َ‬ ‫اغي‪َ ،‬وأَ ْر َس���ى‬ ‫َدأَ د َْو َر ا ُ ُك َ‬ ‫الط ِ‬ ‫�ي�ن َّ‬ ‫َن��� َوا َة المُْ َو َّظ ِف َ‬ ‫���ة(‪،)officialdom‬‬ ‫الث ِقي َل ِ‬ ‫َّة ُع ْن ُصراً‬ ‫���ة المَْ ْر َ‬ ‫ك ِزي ُ‬ ‫اط َّي ُ‬ ‫الب ُ‬ ‫ريو َق َر ِ‬ ‫َوأَ ْص َب َح ِ‬ ‫���ت ِ‬ ‫مرك���ب الحْ َ َض���ا َر ِة المِْ ْصريَّ���ة‪ ،‬ب ْ‬ ‫أَ ِص ً‬ ‫َل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ي�ل�ا فيِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِث ْق ً‬ ‫ك ِبهَا"‪.‬‬ ‫ال َع ِنيداً فيِ َم ْو ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َب َس��� َب ِب َذ ِل َ‬ ‫اه َر ِة‬ ‫���ل ال َو ِظي ِف ِّ‬ ‫���ي" ِلل َق ِ‬ ‫���ك "ال َع ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫وِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْازدَا َد َّ‬ ‫ُّس ُم ْعظ ِم‬ ‫الضغط ال َبش ِ‬ ‫���ر ُّي َعل ْيهَا؛ ِل َتكد ِ‬ ‫���ة و َ‬ ‫وم َّي ِة ِفيهَا‬ ‫المُْ َؤ َّس َس ِ‬ ‫َغ�ْي�رْ ِ الحْ ُ ُك ِ‬ ‫���ات الحْ ُ ُك ِ‬ ‫وم َّي ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َع���ا ِإلىَ َض ُرو َر ِة‬ ‫ك َما أَ ْس��� َلف َنا‪ ،‬األ ْم��� ُر َّال ِذي د َ‬ ‫ْ‬ ‫َم ِف َ‬ ‫���اه ُم‬ ‫���ة و ُ‬ ‫���ث َعن و َ‬ ‫يد ٍة ُت َس ِ‬ ‫ْال َب ْح ِ‬ ‫َس���ا ِئ َل َف َّعا َل ٍ‬ ‫���ب ِء َّ‬ ‫ي���ف ْال ِع ْ‬ ‫���ة‪،‬‬ ‫���ن ْال َع ِ‬ ‫فيِ تخَ ْ ِف ِ‬ ‫اص َم ِ‬ ‫الث ِق ِ‬ ‫ي���ل َع ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫(م َث ً‬ ‫ال)‬ ‫���ة َ‬ ‫ض المُْ َؤ َّس َس ِ‬ ‫���ات الحْ ُ ُك ِ‬ ‫وم َّي ِ‬ ‫ك َنق ِ‬ ‫ـ���ل ب َْع ِ‬ ‫ً‬ ‫ـام‬ ‫َّة َف ِس َ‬ ‫اك َن َق ِ‬ ‫ِإلىَ أَ َم ِ‬ ‫اه ِري ٍ‬ ‫يح ٍة‪َ ،‬ب ِعيدا َع ِن ُز َح ِ‬ ‫لخْ‬ ‫اكِلهَا ا َ ـا ِن َق ِة‪ ،‬و َ‬ ‫َك َذ ِل َك‬ ‫َس ِط المَْ ِدي َن ِة‪ ،‬و َ‬ ‫وَ‬ ‫َم َش ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫يد ٍة ِب ُكلِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُن َسك ِن َّي ٍة َج ِد َ‬ ‫الت َو ُّج ُه نحَ َو ِإنش���ـا ِء ُمـد ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫تخُ‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫َم َرا ِف ِقهَا َعل���ى‬ ‫اه َر ِة‪ ..‬ف ِفي الش َ‬ ‫وم الق ِ‬ ‫���م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اش���ر ِم ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫���ن َر َم َض َ‬ ‫الش ْ‬ ‫ان‪،‬‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫���ر ِق ِّي َق َ‬ ‫ام ِ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫الس���ا ِدس ِم���نْ‬ ‫ام���ت َم ِدي َن ُ‬ ‫وَِإلىَ ال َغ ْ‬ ‫���ر ِب َق َ‬ ‫���ة َّ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َات‪،‬‬ ‫ـال ال َغ ْر ِب ِّي َم ِدي َن ُة َّ‬ ‫الساد ِ‬ ‫أكتوبر‪َ ،‬وفيِ الش َم ِ‬ ‫لجْ‬ ‫لخْ‬ ‫َ‬ ‫وب َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫���ر‬ ‫س َعش َ‬ ‫الشْ���ر ِق ِّي َم ِدينة ا ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫َوفيِ ا َ ُن ِ‬ ‫ْ‬ ‫َبإ ْن َش���ا ِء َّ‬ ‫���ر ِّي َح ْـو َل‬ ‫الط ِر ِ‬ ‫ي���ق الدَّا ِئ ِ‬ ‫ِم���ن مايو‪ .‬و ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َيأ ًة‬ ‫���ر ِة أَ ْص َب َح ِت ال ُف ْر َص ُة َم َّر ًة أُخ َرى ُمه َّ‬ ‫اه َ‬ ‫ْال َق ِ‬ ‫لمْ‬ ‫لمْ‬ ‫ِل َن ْش َ‬ ‫ُن‬ ‫���أ ِة مجَ ْ ُم َ‬ ‫ُن َّ‬ ‫الص ِغ َ‬ ‫�ي�ر ِة أَ ِو ا ُد ِ‬ ‫وع ٍة ِم َن ا ُد ِ‬ ‫َ‬ ‫ك َماَ َن َش َ‬ ‫األ ْح َيا ِء َح ْو َل َه َذا َّ‬ ‫يق‪َ ،‬‬ ‫���أ ْت ُمد ٌ‬ ‫ُن‬ ‫الط ِر ِ‬ ‫لخْ‬ ‫ْ‬ ‫أُ ْخ َ َ َ ِّ‬ ‫ً َ َّ‬ ‫س‪،‬‬ ‫���ع ا َ ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫���رى أكث ُر ات َس���اعا كالت َج ُّم ِ‬ ‫َالت َج ُّمع َّ‬ ‫و َّ‬ ‫الثا ِل ِث‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ٌّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يج ُة ت َو ُّس ٌع ُجغ َرافيِ َ‬ ‫َهك َذا‪َ ،‬‬ ‫كا َن ِت َّ‬ ‫وَ‬ ‫ري‬ ‫ك ِب ٌ‬ ‫الن ِت َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫نحَ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫���وم‪،‬‬ ‫اه َ‬ ‫ِل ْلق ِ‬ ‫���ر ِة‪َ ،‬وزح���ف ُمس���ت ِم ٌّر ��� َو التخ ِ‬

‫ممِ َّ ���ا أَدَّى إلىَ نمُ ُ ْ‬ ‫لحْ َ‬ ‫���م‪َ ،‬و َذ ِل َك‬ ‫ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫���و ُمف ِر ٍط فيِ ا ْج ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫لىَ‬ ‫َ‬ ‫يْ‬ ‫َّة َش َّتى‪،‬‬ ‫ي‬ ‫���ر‬ ‫َش‬ ‫ب‬ ‫ى‬ ‫ـر‬ ‫خ‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ام‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ض‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫َر ِج ُع أَ ْي ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّة‪.‬‬ ‫اس َّي ٍة و َ‬ ‫خي َّي ٍة وَاج ِت َم ِ‬ ‫َس َي ِ‬ ‫اع َّي ٍة و ِ‬ ‫َحض ِاري ٍ‬ ‫َت ِار ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫���ع َّ‬ ‫ْ‬ ‫َوي ْ‬ ‫اه َر ِة‬ ‫َر ِج ُ‬ ‫الت َط ُّ‬ ‫���و ُر األ ِخ ُ‬ ‫���م ال َق ِ‬ ‫�ي�ر فيِ َحج ِ‬ ‫���ي ٍة ِإلىَ َث َ‬ ‫وْ‬ ‫ال َث ِة َع َو ِام َل‬ ‫اس َّ‬ ‫َام ِت َدا ِد َها ِب ُصو َر ٍة أَ َس ِ‬ ‫َ‬ ‫لهَُ‬ ‫ْ‬ ‫���ي ٍة‪ ،‬أ َّو ا‪َ :‬ما يمُ ِك ُن َت ْس ِ ُ َّ‬ ‫���ع‬ ‫يس َّ‬ ‫َر ِئ ِ‬ ‫���م َيت ُه ِبالت َو ُّس ِ‬ ‫لمْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫���ع‬ ‫َّل‪َ ،‬وثا ِنيهَا‪ :‬الت َو ُّس ُ‬ ‫ْال ُع ْم َرا ِن ِّ‬ ‫���ام األو ِ‬ ‫���ي فيِ ا ق ِ‬ ‫لمْ‬ ‫���ي فيِ ا َ َق���ام َّ‬ ‫الثا ِني‪َ ،‬و َثا ِل ُثهَ���ا‪َّ :‬‬ ‫الت َزا ُي ُد‬ ‫ْال َو ِظي ِف ُّ‬ ‫ِ‬ ‫���ب ِم ْن َث َ‬ ‫الس َّ‬ ‫���كا ِن ُّي َّال ِذي ُه َو َت َزا ُي ٌد ُم َر َّ‬ ‫ال َث ِة‬ ‫ك ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫لهْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫���ر ِة ِإلىَ‬ ‫���ي‪َ :‬ت َدف ُ‬ ‫���ق ا ِ ْج َ‬ ‫���آز َر ٍة ِه َ‬ ‫َع َو ِام���ل ُم َت ِ‬ ‫لهْ‬ ‫���ر ِة‪ ،‬و ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َان ِع َ‬ ‫���ر ِة ِمنهَا‪ ،‬وَاس��� ِتم َرا ُر‬ ‫اه َ‬ ‫���دا ُم ا ِ ج َ‬ ‫ْال َق ِ‬ ‫زيَا َد ِة ُم َع َّد َ‬ ‫ال ِت ُّ‬ ‫السَّ���كـا ِن ِّي َع َّما ُه َو ُم َت َو َّق ٌع‬ ‫الن ُم ِّو ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫لمْ‬ ‫فيِ ِم ْث ِل َه َذا ا ُ ْس َت َوى ْ‬ ‫اع ِّي وَاالق ِت َصا ِد ِّي‪.‬‬ ‫االج ِت َم ِ‬ ‫ْ ْ‬ ‫اه َر ُة ِخ َ‬ ‫ال َل ْال َق ْـر ِن‬ ‫���ه َد ْت ُه ْال َق ِ‬ ‫َولمَ يَق َت ِص ْر َما َش ِ‬ ‫ْ ْ‬ ‫���ر َ َ َّ‬ ‫���رافيِ ِّ َّ‬ ‫الض ْخ ِم‪،‬‬ ‫���ع الجْ ُ ْغ َ‬ ‫ال ِعش ِ‬ ‫ين َعلى الت َو ُّس َ ِْ‬ ‫لجْ‬ ‫َّال ِذي َب َل َ‬ ‫���ة ا َ ِد َ‬ ‫يد ِة‪214 :‬‬ ‫َة األل ِف َّي ِ‬ ‫���غ َم َع ِب َداي ِ‬ ‫ْ‬ ‫كي ُلو ِمترْ اً ُم َربَّعاً‪َ ،‬ح َّتى بَا َت ِت اليـَ ْو َم ِم ْن أَ َشِّ���د‬ ‫ِ‬ ‫ُمدُن ْ‬ ‫ك َثا َف ًة ُس َّكا ِن َّي ِة‪َ 1700(،‬ش ْ‬ ‫لمَ‬ ‫َ‬ ‫ص‬ ‫خ‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اح���د)‪ ،‬ب ْ‬ ‫َ���ل َي َت َع���دَّى‬ ‫وم�ٍْت�رْ املُ َربَّ���ع ال َو ِ‬ ‫فيِ الكي ُل ِ‬ ‫���ه َد ْت ُه أَ ْيضاً ِم ْن ْان ِف َج ٍار ُس َّ‬ ‫���كا ِن ٍّي‬ ‫َذ ِل َك ِإلىَ َما َش ِ‬ ‫���و َ‬ ‫ك�ْب�رْ َ ى فيِ َت َو ُّزع ُس َّ‬ ‫ال ٍت ُ‬ ‫���كا ِنهَا‪.‬‬ ‫ي���ب َوتحَ َ ُّ‬ ‫َر ِه ٍ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫لمَ‬ ‫���ر َ‬ ‫ين َي ُك���ن ِت ْع َدا ُد‬ ‫َف ِف���ي ِب َداي ِ‬ ‫َة ال َق ْـر ِن ال ِعش ِ‬ ‫ْ‬ ‫لمْ‬ ‫���م ٍة‪ ،‬أَ َّما َ‬ ‫اآلن‬ ‫ـ���ون َن َس َ‬ ‫ا َ ِدي َن ِ‬ ‫َزي��� ُد َع َلى ِمل ُي ِ‬ ‫���ة ي ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اه َر ُة ال ُكبرْ َ ى أَ ْك َث َر ِم ْن َس ْب َع َة َع َش َر‬ ‫َف َت ُض ُّم ال َق ِ‬ ‫ْ‬ ‫لجْ‬ ‫ْ‬ ‫ِم ْل ُيوناً‪َ ،‬ي ِع ُ‬ ‫يش َ‬ ‫الرق َع ِة ا ُ غ َـرا ِف َّي ِة‬ ‫ون َع َلى َه ِذ ِه ُّ‬ ‫َن َح َي َوا ُته ْ‬ ‫ُم‪ِ ،‬م َ‬ ‫���د ِة‪َ ،‬و َت َت َباي ُ‬ ‫المُْ ْم َت َّ‬ ‫���ن ْال َف ْق ِر المُْ ْد ِق ِع‬ ‫ْ ْ‬ ‫(ح َّتى‬ ‫���ش َ‬ ‫َ‬ ‫س)‪ِ ،‬إلىَ ْال ِغ َن���ى ْال َف ِ‬ ‫اح ِ‬ ‫(ح َّت���ى ال ُب���ؤ ِ‬ ‫لمْ‬ ‫ْ‬ ‫���ة َّال َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّت�رَّ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ش‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫���ص‬ ‫ص‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ني‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫)‪،‬‬ ‫ف‬ ‫َِ ِ‬ ‫ال�َ ِ َ ِ‬ ‫ِ ِ تيِ‬ ‫ْ‬ ‫���س َم َ‬ ‫َت ْن َت ِهي‪ِ ،‬ل ِت ْل َ‬ ‫المحِ ُ هَا‬ ‫���ك ال ُو ُجو ِه َّالتيِ َت ْع ِك ُ‬ ‫لمْ‬ ‫���قة و ْ‬ ‫اص ِل‪َ ،‬س ْ‬ ‫���ع ّياً َو َرا َء‬ ‫َال َك ْـد ِح المَُْت َو ِ‬ ‫َط ِبي َع َة ا َ َش َّ ِ‬ ‫ُل ْق َم ْ‬ ‫اه َر ِة َّ‬ ‫الش ْ‬ ‫���ع ِب َّي ِة‪،‬‬ ‫ش‪ ..‬فيِ أَ ْح َي���ا ِء ْال َق ِ‬ ‫ِ‬ ‫���ة ال َع ْي ِ‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 86‬يناير ‪)2013‬‬

‫ك َم���ا فيِ َع ْش��� َوا ِئ َّيا ِتهَا المُْ ْك َت َّظ ِة‪َ ،‬م َ‬ ‫َ‬ ‫ال ِي ُ‬ ‫ني‬ ‫لمْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ني‪ ،‬ال ِذي َي ِعيش َ‬ ‫َم ِش َ‬ ‫ون َعلى‬ ‫ْالفق َرا ِء وَا ه َّ‬ ‫ون ِم ْن َش َ ْ‬ ‫اف‪َ ،‬و ُي َعا ُن َ‬ ‫ش‪..‬‬ ‫ْال َك َف ِ‬ ‫���ظ ِف ال َع ْي ِ‬ ‫ْال َف ْق��� ُر ُه َنا َعـ َ‬ ‫ال َم��� ٌة ممُ َ َّي��� َز ٌة َ‬ ‫ك ُّ‬ ‫الز َح ِام‬

‫���ر و َّ ْ‬ ‫���ن الد َّ‬ ‫ري ِم َ‬ ‫ِّق ِة‬ ‫أُ َدبَ���ا ِء ِم ْص َ‬ ‫َث َق���ت ِب َك ِث ٍ‬ ‫َاإل ْم َتاع ُص َورا َش َّ‬ ‫���ر ِة َوأَ ْهِلهَا‪،‬‬ ‫اه َ‬ ‫���تى ِل ْل َق ِ‬ ‫و ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫مخُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يرْ‬ ‫َخ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫���ة‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫���ة‬ ‫ي‬ ‫خي‬ ‫ار‬ ‫ت‬ ‫���ل‬ ‫اح‬ ‫ُ‬ ‫فيِ َم َر ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ َّ ٍ‬ ‫ي���ل َع َل���ى َذ ِل َ‬ ‫���ع َط َه ُحس�ي�ن‪،‬‬ ‫���ك َروَا ِئ ُ‬ ‫َد ِل ٍ‬

‫وَالمَْ​َبا ِني ْال َع ِت َ‬ ‫���ة وَالهْ َ َوا ِء المَُْل َّو ِث‪ِ ..‬ع ْن َد َما‬ ‫يق ِ‬ ‫تحَ ْ ِم ُل َك َق َد َم َ‬ ‫اه ِر ٍّي‪،‬‬ ‫اك ِإلىَ َح ٍّي َش ْعبيِ ٍّ َق ِ‬ ‫���اه َدا ُت َك َمِلي َئ ً‬ ‫َف َح ْتم���اً َس��� َت ُك ُ‬ ‫ون ُم َش َ‬ ‫���ة‬ ‫ب ُص��� َور َ‬ ‫���ر َّ‬ ‫اع ِل‬ ‫الت َف ُ‬ ‫ال َت ْن َت ِه���ي ِم ْن َم َظ ِ‬ ‫اه ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫لحْ‬ ‫ْ‬ ‫اع‬ ‫���ر‬ ‫َم َعا َن���ا ِة ا َ َي���ا ِة‬ ‫اإلن َس���ا ِن ٍّي و ُ‬ ‫و َّ‬ ‫َ‬ ‫َالص ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫لمْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َمن ِتل َ‬ ‫اه ِر‬ ‫���ك ا َ َظ ِ‬ ‫اط ِن‪ ،‬و ِ‬ ‫���ة ِلل ُم َو ِ‬ ‫ال َي ْو ِم َّي ِ‬ ‫ال‪َ :‬ط َواب ُ ْ‬ ‫ش‪/‬الخْ ُ ْب ِز" َّ‬ ‫َم َث ً‬ ‫الط ِوي َل ِة‬ ‫ري "ال َع ْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫َك َذ ِل َك‪ :‬المَْ َق ِ َّ ْ َّ‬ ‫المُْ ْم َت َّد ِة‪ ،‬و َ‬ ‫اهي الشع ِب َّي ِةلحْالتيِ‬ ‫تمَ ْ َت ُ‬ ‫ُر َتا ِديهَا ِم ْ‬ ‫أل دَا ِئم���اً بمِ ْ‬ ‫���ن أَ ْه ِل ا َ ِّي‬ ‫ْ‬ ‫َات‬ ‫اق الخْ ُ ْض َ‬ ‫���رو ِ‬ ‫أَ ْو ِم���ن َخ ِار ِج��� ِه‪َ ،‬وأَ ْس��� َو ِ‬ ‫وْ‬ ‫اك��� ِه َّ‬ ‫���ة َّال َت ُك ُ‬ ‫���ون َعا َد ًة‬ ‫َال َف َو ِ‬ ‫الط ِاز َج ِ تيِ‬ ‫الهْ َ ��� َواء َّ ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫���ر ُ‬ ‫���ق‪َ ،‬ح ْي ُث ي ْ‬ ‫ك ُّل‬ ‫ُع َ‬ ‫ِ‬ ‫فيِ‬ ‫الطل ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ري ِت ِه‪َ ،‬و َ‬ ‫ال مجَ َ َ‬ ‫���ال ِلألخ ِذ‬ ‫ن‬ ‫ص‬ ‫���ف ِب َت ْس��� ِع َ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫َال���ر ِّد َ‬ ‫الص ْن ُف‬ ‫األ ْس��� َع ِار‪ِ ،‬إ ْن أَ ْع َج َب َك ِّ‬ ‫و َّ فيِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِب ِس ْ‬ ‫���ع ِر ِه فخذ َما ِش���ئ َت‪ ،‬أ ِو ات��� ُرك د َ‬ ‫ُون‬ ‫ال‪َ ،‬ح َّت���ى وَِإ ْن ُ‬ ‫ِج َ‬ ‫ك ْن َت َزبُون���اً دَا ِئماً‪،‬‬ ‫���د ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ���ة ِم ْ‬ ‫���ح َع َرب َ‬ ‫َة‬ ‫وَ‬ ‫���ن ُه َن���ا َتل َم ُ‬ ‫َع َل���ى َمق ُرب ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫���ول َّال�ِت�يِ َتأ ِت���ي ُ‬ ‫ك َّل ي ْ‬ ‫َ���و ٍم‪َ ،‬ويَل َت ُّ‬ ‫���ف‬ ‫ال ُف ِ‬ ‫َح ْولهَ َ ���ا أَ ْه ُ‬ ‫َص َغ���اراً‪،‬‬ ‫���ل الحْ َ ِّ‬ ‫ك َب���اراً و ِ‬ ‫���ي‪ِ ،‬‬ ‫ِل َت َن���اوُل اإل ْف َط لمْ‬ ‫���ل لهَ ُ ْ‬ ‫���م‪ ،‬لمَِ���ا َل ُه‬ ‫���ار ا ُ َف َّض ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫اك ُ‬ ‫ني‬ ‫َّك‬ ‫الد‬ ‫‪..‬‬ ‫���ة‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫ص‬ ‫َّ‬ ‫جمَ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن َف َوا ِئ َد ِ ٍ ٍ‬ ‫���ن‪ ،‬و َّ‬ ‫ُم ْز َدحمِ َ ��� ٌة ِب َّ‬ ‫َالش��� َو ِار ُع َمِلي َئ ٌة‬ ‫الزبَا ِئ ِ‬ ‫الن ْق لمْ‬ ‫���ة َ‬ ‫ال‬ ‫ِبالمَْ َّ‬ ‫���ار ِة‪َ ،‬وو َ‬ ‫���ل ا ُ ْخ َت ِل َف ِ‬ ‫َس���ا ِئ ُل َّ ِ‬ ‫َت َكا ُد ُت��� َؤدِّي ْال َغ َر َ ْ‬ ‫ض ِمنهَ���ا ُخ ُصوصاً فيِ‬ ‫َ‬ ‫يل َط ْبعاً‬ ‫َالس َب ُب األ ِص ُ‬ ‫ات ُّ‬ ‫َس َ‬ ‫الذ ْر َو ِة؛ و َّ‬ ‫���اع ِ‬ ‫لخْ‬ ‫َ‬ ‫ُه��� َو ُّ‬ ‫���ق‪َ ،‬ف ْ‬ ‫الز َح���ا ُم ا َ ا ِن ُ‬ ‫ض فيِ‬ ‫���و َق األ ْر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫تحَ‬ ‫ات‬ ‫َّة‪َ ،‬و تهَا فيِ َم َس���ا َر ِ‬ ‫الش��� َو ِار ِع ال ُعل ِوي ِ‬ ‫َْ‬ ‫وُ‬ ‫ي���ث‪،‬‬ ‫َخ ُط ِ‬ ‫���اق الحْ َ ِد ِ‬ ‫���وط م�ت�رو األن َف ِ‬ ‫لمْ‬ ‫لمْ‬ ‫لمْ‬ ‫وْ‬ ‫ْ‬ ‫َال َك ِل َم ُة ا ُعَبرِّ َ ُة َع ْن َه َذا ا َشَ���ه ِد ا َُت َك ِّر ِر‬ ‫���ي‪ :‬زَحمْ َ ة يَا د ُْن َي���ا زَحمْ َ ة‪ ،‬وَِإ َذا‬ ‫ي َْو ِم ّي���اً ِه َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَ َر ْد َنا َر ْص َد َمال ِم ِح َه ِذ ِه ال ِبيئ ِة الف ِر َ‬ ‫يد ِة‪،‬‬ ‫اصيل َح َيا ِته ْم َفإ َّن َ‬ ‫َب‬ ‫األد َ‬ ‫وُ‬ ‫َس َّكا ِنهَا‪َ ،‬و َت َف ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُي َع ُّد ِم ْن أَف َض ِل ال َو َس���ا ِئ ِل فيِ َذ ِل َك‪َ ،‬ح ْي ُث‬ ‫َ‬ ‫يد ِم َ َ‬ ‫أَ َّن ْال َع ِد َ‬ ‫َب َّي ِة ِل ِك َب ِار‬ ‫���ن األ ْع َم ِ‬ ‫���ال األد ِ‬

‫ُوس���ف إدريس‪،‬‬ ‫َونجَ ِ ي���ب حم ُف���وظ‪َ ،‬وي ُ‬ ‫وَيحَ ْ َي َح ِّق���ي‪ ،‬وَِإ ْب َر ِاهيم أَص َ‬ ‫الن‪َ ،‬و َبهَاء‬ ‫���م‪َ ،‬ف َع َل���ى َس���ب لمْ‬ ‫اه ْر‪..،‬و َ‬ ‫َغيرْ ُ ُه ْ‬ ‫ال‬ ‫َط ِ‬ ‫يل ا َِث ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫���رى أَ َّن َط َه ُحس�ي�ن (‪)1889-1973‬‬ ‫َن َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َر ُ‬ ‫َم َف ِّك ِري‬ ‫���اب و ُ‬ ‫َّال ِذي ُي َع ُّد ِمن أش���ه ِ‬ ‫ك َّت ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِم ْص َر‪َ ،‬ق ْد أَ ْب َر َز َم َ‬ ‫ال ِم َح َع ِد َ‬ ‫اه َر ِة‬ ‫يد ًة ِلل َق ِ‬ ‫ري ِة َ‬ ‫فيِ ِروَا َي ِت��� ِه َّ‬ ‫���ه َ‬ ‫"األيَّ���ام"‪َّ ،‬ال�ِت�يِ‬ ‫الش ِ‬ ‫يحُ َ ِّد ُث َن���ا ِفيهَ���ا َع ْ‬ ‫َّام��� ِه‪،‬‬ ‫َ���ات أَي ِ‬ ‫���ن ِذ ْك َري ِ‬ ‫���د َم َت ْو ِصيف���اً‬ ‫َوأَ ْط��� َو ِار َح َيا ِت��� ِه‪َ ،‬ح ْي ُ‬ ‫���ث َق َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ���ات ْال َق ْ‬ ‫���ر ِن‬ ‫َّ���ة فيِ ِب َداي ِ‬ ‫���ة ْال َق ِ‬ ‫اه ِري ِ‬ ‫ِلل ِبي َئ ِ‬ ‫ْ ْ‬ ‫���رين‪ ،‬ب َ‬ ‫ول‬ ‫ي���ث َع ْن و ُ‬ ‫َدأَ ُه ِبالحْ َ ِد ِ‬ ‫ُص ِ‬ ‫ال ِعش ِ‬ ‫ْ‬ ‫َص َ‬ ‫ال ِت ِه‬ ‫اه َر ِة ِب ْال ِق َط ِار‪ ،‬و َ‬ ‫"ال َب َط ِل" ِإلىَ ْال َق ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫وس ال ِعل ِم‬ ‫فيِ َ‬ ‫"ج ِ‬ ‫ام ِع األز َه ِر"‪َ ،‬و َت َل ِّقي ُد ُر ِ‬ ‫يب‪ ،‬ي ْ‬ ‫َس��� ُل ُك‬ ‫ِفي��� ِه‪ُ ،‬ث َّم ِإ َق َ‬ ‫ام َت ُه فيِ َب ْي ٍت َغ ِر ٍ‬ ‫لمْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫اهي‬ ‫ِإ َل ْي ِه َط ِريقاً غ ِري َبة‪ ،‬تنت ِش ُر ِفيهَا ا ق ِ‬ ‫ي���ت‪َ " ,‬و َت ْأ ُخ��� ُذ أُ ُذ َن ْي��� ِه‬ ‫وَالمَْ​َبا ِن���ي وَالحْ َ َوا ِن ِ‬ ‫ْ‬ ‫أَ ْص��� َو ٌ‬ ‫ات مخُ ْ َت ِل َط ٌة ُم ْص َط ِخ َب��� ٌة َتن َح ِد ُر‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِم ْ‬ ‫َ‬ ‫���ن َع ٍل‪َ ،‬و َت ْص َع��� ُد ِمن أ ْس َ‬ ‫���ف ٍل‪َ ،‬و َتن َب ِع ُث‬ ‫ْ‬ ‫ني‪َ ،‬و َت ْن َب ِع ُ‬ ‫ال‪َ ،‬و َت ْل َت ِقي‬ ‫���ث ِم ْن شمِ َ ٍ‬ ‫ِمن يمَ ِ ٍ‬ ‫َكا َن ْت َه ِذ ِه َ‬ ‫ُ‬ ‫كُّلهَا فيِ الجْ َ ِّو‪..،‬و َ‬ ‫األ ْص َو ُ‬ ‫ات‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫مخُ َت ِل َف ًة أَ َش َّد االخ ِت َ‬ ‫ات ِّ‬ ‫ال ِف‪ :‬أَ ْص َو ُ‬ ‫الن َسا ِء‬ ‫���ن‪َ ،‬وأَ ْص َو ُ‬ ‫يخَ ْ َت ِص ْم َ‬ ‫���ال َي َت َناد َْو َن‬ ‫ات ِّ‬ ‫الر َج ِ‬ ‫ون فيِ ِر ْف ٍق‪َ ،‬وأَ ْص َو ُ‬ ‫فيِ ُع ْن ٍف‪َ ،‬و َي َت َح َّد ُث َ‬ ‫ات‬ ‫َْ‬ ‫الس َّ‬ ‫���قا ِء‬ ‫���ال تحُ َ ُّط َو َت ْع َت ِل‪ ،‬و َ‬ ‫َص ْو ُت َّ‬ ‫األث َق ِ‬ ‫لمْ‬ ‫َ َ َّ ْ‬ ‫���ع ا َا ِء"‪{.‬األيام‪،‬ج‪ ،2‬القاهرة‪:‬‬ ‫َيتغنى ِب َبي ِ‬ ‫دار املعارف‪،1966،‬ص‪َ .}4‬وفيِ َم ْو ِض ٍع‬ ‫اح ُب��� ُه َي ُق ُ‬ ‫آخ َر َي ُق ُ‬ ‫���ول‪" :‬و َ‬ ‫َ‬ ‫َك َ‬ ‫ول َل ُه‪:‬‬ ‫ان َص ِ‬ ‫���ذ ِه ِه َي المَْ َف���ار ُق َ‬ ‫األ ْر َب َع ُ‬ ‫���ة‪ِ ،‬إ ْن َم َض ْي َت‬ ‫َه ِ‬ ‫ِ‬ ‫لجْ‬ ‫َع ْ‬ ‫الس َّ‬ ‫���ك ِة ا َ ِد َ‬ ‫يد ِة ُث َّم‬ ‫���ن يمَ ِ ي ِن َك َف���إِلىَ ِّ‬ ‫���م ْال َع َت َب ُ‬ ‫المُْ ْ‬ ‫���را ُء‪ ،‬وَِإ ْن‬ ‫وس��� ِكي ُث َّ‬ ‫���ة الخْ َ ْض َ‬ ‫���ت َع ْ‬ ‫���ن شمِ َ ا ِل َ‬ ‫َم َض ْي َ‬ ‫���ة‪،‬‬ ‫���ك َف ِه َي الد َّ‬ ‫َّر َ‬ ‫اس ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫امنا فنس���لك ش ِار َع‬ ‫َو َل ِكَّن َنا َس���نم ِضي أ َم َ‬ ‫ْ‬ ‫لحْ‬ ‫لجْ‬ ‫ْ‬ ‫���ي‪ ،‬و ُ‬ ‫���م وَا ِ ِّد‬ ‫وج ِّ‬ ‫ا َ ُّل ِ‬ ‫َه��� َو َش ِ‬ ‫���ار ُع ال ِعل ِ‬ ‫ْ‬ ‫���ق َت��� َكا ُد َت ْب ُل ُ‬ ‫���ل‪َ ،‬ض ِّي ٌ‬ ‫���غ َجا ِن َب ْي ِه ِإ َذا‬ ‫وَال َع َم ِ‬

‫ْ‬ ‫َم َد ْد َت ي َ‬ ‫ـال‪َ .‬و َل ِكَّن َك‬ ‫ني َوشمِ َ ٍ‬ ‫َد ْي َك َعن يمَ ِ ٍ‬ ‫ينْ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫تمَ ْ ِضي َب َ َح َوا ِن َ‬ ‫رية ت َبـا ُع ِفيهَا‬ ‫ي���ت َص ِغ َ‬ ‫ميهَ���ا‪َ ،‬ج ِّيـد َ‬ ‫���ب َج ِديد َ‬ ‫ُه���ا‬ ‫ُه���ا َو َق ِد ُ‬ ‫ْال ُك ُت ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وعهَا َومخَ ُط ُ‬ ‫وطهَا‪ ،‬و َ‬ ‫َك ْم‬ ‫َو َر ِدي ُئهَا‪َ ،‬مط ُب ُ‬ ‫لص ِّ فيِ َذ ِل َك َّ‬ ‫َ‬ ‫���ـارع َّ‬ ‫الض ِّي ِق‬ ‫كا َن ْت ِل َّ‬ ‫الش ْ ِ ِ‬ ‫بيِ‬ ‫ات ِخ ْص َب��� ٌة ممُ ْ ِت َع ٌة لمَ ْ يَن َس���هَا َقطُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َوقف ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِح َ‬ ‫َّم���ت ِب ِه األيَّامُ‪ ،‬وَاختلفت َعلي ِه‬ ‫ني َتقد َ‬ ‫لحْ‬ ‫أَ ْطـ��� َوا ُر ا َ َيا ِة"‪{.‬األي���ام‪،‬ج‪ ،2‬املرج���ع‬ ‫السابق‪،‬ص‪.}13-14‬‬ ‫ْ‬ ‫لمْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫���ور فيِ ُمنت َص ِف‬ ‫َوفيِ َع َم ِل��� ِه "أ ِديب" ا َنش ِ‬ ‫َث َ‬ ‫اضي‪ ،‬ي َ‬ ‫���ات ْال َق ْ‬ ‫ُق ِّ‬ ‫���د ُم َط َه‬ ‫���ر ِن المَْ ِ‬ ‫ال ِثي ِن َّي ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اه َر ِة‪ ،‬يمَ ْ َت ِز ُج‬ ‫ُحس�ي�ن ُصو َر ًة أُخ َرى ِلل َق ِ‬ ‫لمْ‬ ‫الز َح���ا ُم ب َن ْكه ْ‬ ‫ِفيهَ���ا ُّ‬ ‫َّة‬ ‫���ة ا ِ ْص ِري ِ‬ ‫َ���ة ال ِبي َئ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لمْ‬ ‫لمْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ات‪َ ،‬ح ْي ُ‬ ‫���ث نق َرأ ِفي ِه‪:‬‬ ‫���ة ِبا تنا ِق َض ِ‬ ‫ا ُترْ َ َع ِ‬ ‫َ‬ ‫ان الحْ َ ُّي َر ِش���يقاً أَ ِنيقاً‪ ،‬و َ‬ ‫"ك َ‬ ‫َك َ‬ ‫ان الجْ َ ُّو‬ ‫لحْ‬ ‫سمَ ْ ح���اً َطِليق���اً‪ ،‬و َ‬ ‫���ر َ‬ ‫كُ‬ ‫ات‬ ‫���ت ا َ َ‬ ‫َكا َن ِ‬ ‫و َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َاأل ْص َو ُ‬ ‫ات ِم ْن َح ْو ِلي ال تخَ ُلو ِمن ِش َّد ٍة‬ ‫َع ْن ٍف‪َ ،‬و َل ِك ْن ِفيهَ���ا َظ ْرفاً َو َتَأ ُّنقاً‪َ ،‬ح َّتى‬ ‫وُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫���ت‬ ‫���ار َع محُ َ َّم���د َعِل���ي ضاق ِ‬ ‫ِإ َذا َبلغن���ا ش ِ‬ ‫يق‪ ،‬و ْ‬ ‫َّ‬ ‫الز َحـامُ‪ ،‬و َ‬ ‫ام َنا ُّ‬ ‫الط ِـر ُ‬ ‫َك ُث َر‬ ‫َاش َت َّد أَ َم َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫���اح‪َ ،‬وأ َخ َ‬ ‫ـ���ذت أ ْص َو ُ‬ ‫ات‬ ‫ِم���ن َح ْـو ِل َنا ِّ‬ ‫الص َي ُ‬ ‫َْ‬ ‫���ع ِب تخَ ْ َتِل���طُ‬ ‫َّ‬ ‫ـ���ال َو ِن َس���ا ِء الش ْ‬ ‫األط َف ِ‬ ‫ْ‬ ‫َس���ا ِئ ِقي‬ ‫ال و َ‬ ‫ات ِّ‬ ‫ِبَأ ْص َو ِ‬ ‫ال ِم َن ال ُع َّمـَ ِ‬ ‫الر َج ِ‬ ‫ْ‬ ‫َات َّ‬ ‫النق ِـل"‪.‬‬ ‫َع َرب ِ‬ ‫ْ‬ ‫َة‬ ‫َوفيِ أَ ْث َن���ا ِء ِّ‬ ‫الر ْح َل ِة َي ِق ُف َس���ا ِئ ُق ال َع َرب ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫اح ُب ُه‪َ ،‬ف َي ُق ُ‬ ‫ول‬ ‫���ز ُل ْال َب َط ُل و َ‬ ‫َص ِ‬ ‫َف ْجأ ًة‪َ ،‬ويَن ِ‬ ‫َ‬ ‫األ ِخ ُ َ‬ ‫َّل‪":‬لمَ ْ َن ْب ُل ِغ ْال َب ْي َت ب َْعدُ‪َ ،‬و َل ِكَّن َنا‬ ‫ري ِلألو ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْان َت َه ْي َنا ِإلىَ َح ْي ُث َ‬ ‫يع ال َع َرب ُ‬ ‫َة أَ ْن‬ ‫ال َت ْس َت ِط ُ‬ ‫تمَ ْ ِض َي‪َ ،‬فه ْ‬ ‫َت َّ‬ ‫���ود َ‬ ‫الت ْص ِع َ‬ ‫َالر ِق َّي‬ ‫َل َت َع َّ‬ ‫يد و ُّ‬ ‫لجْ‬ ‫ْ‬ ‫���ل؟‪َ ،‬فَأ َن���ا َ‬ ‫فيِ ا َ َب ِ‬ ‫ال أُ ِح ُّب أَن أَ ْس��� ُك َن فيِ‬ ‫الس ْ‬ ‫���ون َ‬ ‫���ه ِل المُْ ْن َب ِطح َفَأ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫كغَيرْ ِ ي ِم َن‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫���ب أَ ْن أُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫نمَّ‬ ‫َّ‬ ‫���ر َف َع َل���ى‬ ‫ش‬ ‫ح‬ ‫أ‬ ‫���ا‬ ‫َإ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫���اس‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫���ر ِة‪َ ،‬وأَن أُ َخ ِّي َ‬ ‫���ل ِإلىَ َنف ِس���ي أَ ِّن���ي‬ ‫اه َ‬ ‫ْال َق ِ‬ ‫َل ْس ُ‬ ‫���ت ُم ْن َغ ِمس���اً ِفيهَا‪َ ،‬وأَ ِّن���ي أَ ْد ُخ ُلهَا ِإ َذا‬ ‫���د ْو ُت ِإلىَ َع َمِلي َم َع ُّ ْ‬ ‫َغ َ‬ ‫���ح‪َ ،‬وأَ ْخ ُر ُج‬ ‫الصب ِ‬ ‫���ع َّ‬ ‫ِم ْنهَ���ا ِإ َذا ُر ْح ُ‬ ‫���ل‪،‬‬ ‫���ت ِإلىَ َب ْي�ِت�يِ َم َ‬ ‫الل ْي ِ‬ ‫الر ْب��� َو ِة َ‬ ‫كَأ ِّني‬ ‫���ذ ِه َّ‬ ‫َه ِابط���اً ِإ َل ْيهَ���ا ِم ْن َه ِ‬ ‫ا"‪..‬إلىَ أَ ْن َي ُق َ‬ ‫أَ ْغ ُز َ‬ ‫"ح َّتى ِإ َذا أَ َخ ْذ ُت‬ ‫ول‪َ :‬‬ ‫وه ِ‬ ‫احِ���ة ُ‬ ‫األولىَ ‪ُ ،‬ر ْح ُت‬ ‫الر َ‬ ‫بحِ َ ِّظي ِم ْن َه ِذ ِه َّ‬ ‫ْ‬ ‫ِإلىَ َب ْي�ِت�يِ ‪َ ،‬ف َ‬ ‫ال َت َس���ل َع ْن َه َذا ُّ‬ ‫ـور‬ ‫الش��� ُع ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْال َع ْ‬ ‫ْ‬ ‫���ذ ِب َّال ِذي يَغ ُم ُر َقل َش��� ْيئاً َف َش��� ْيئاً‬ ‫بيِ‬ ‫���ن َه َ لمْ‬ ‫���و ُت ِم ْ‬ ‫ُ‬ ‫كَّل َم���ا َد َن ْ‬ ‫س‬ ‫ـ���ان‪ ،‬أُ ِح ُّ‬ ‫���ذا ا َ َك ِ‬ ‫لمْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫���ة‪َ ،‬وأَتخَ َ َّففُ‬ ‫كأن���ي أن َس���ل ِم َ‬ ‫���ن ا ِدين ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِم ْ‬ ‫امهَ���ا ِم ْن َو َرا ِئي‪،‬‬ ‫���ن أَث َقـالهِ َ ا‪َ ،‬وأُل ِقي آ َث َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫���مي َو َنف ِس���ي ِمن أَ ْو َض ِار َها‬ ‫َوأُ َطه َ‬ ‫ِّر ِج ْس ِ‬ ‫َوأَ ْد َرا ِنهَا"‪{.‬طه حس�ي�ن‪ ،‬أديب‪ ،‬القاهرة‪:‬‬ ‫دار اهلالل‪ .}1935،‬و ْ‬ ‫َال َي ْو َم َ‬ ‫ال يمُ ْ ِك ُن لمَِ ْن‬ ‫ْ‬ ‫اه َر َة أَ ْن ي َْن َس َّ‬ ‫���ل ِم ْنهَا‪ ،‬أَ ْو يُل ِق َي‬ ‫يَ��� ُزو ُر ْال َق ِ‬ ‫َْ‬ ‫���ر ِه‪ ،‬وَِإ ْن َغا َد َر َه���ا ِإلىَ‬ ‫أث َقالهَ َ ���ا َو َرا َء َظ ْه ِ‬ ‫���ر‪َ ،‬ف َص َخ ُبهَ���ا و َ‬ ‫ان َ‬ ‫يجهَا‬ ‫َض ِج ُ‬ ‫آخ َ‬ ‫أَ ِّي َم��� َك ٍ‬ ‫َ���ة ِت ْ‬ ‫���ذ َ‬ ‫ك ٍار و ْ‬ ‫���ي‬ ‫َو ُز َح ُ‬ ‫امهَ���ا بمِ َ َثاب ِ‬ ‫ُج َدا ِن ٍّ‬ ‫ْ‬ ‫���خ فيِ َّ‬ ‫َر َس ُ‬ ‫يْ‬ ‫���ر ِة‪َ ،‬ونحَ ِم ُل��� ُه َم َع َن���ا‬ ‫اك َ‬ ‫الذ ِ‬ ‫لمْ‬ ‫ْ‬ ‫َاع َدت َنا ا َ َس���ا َف ُ‬ ‫ات‬ ‫َم ْه َما ب َ‬ ‫أَ ْي َن َم���ا َذ َه ْب َن���ا‪ ،‬و َ‬ ‫و َ‬ ‫َاأل ْز َم ُ‬ ‫ـان َع ْنهَا‪..‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ 25‬نوفمرب ‪2012‬‬ ‫‪khalidasshati@yahoo.com‬‬

‫‪21‬‬ ‫حي علي الفالح‬ ‫فوزي عمار اللولكي‬ ‫مش���كلتنا م���ع اللغ���ة إنن���ا أصبحن���ا يف أحي���ان كثرية‬ ‫منارس ما يسمي بالعمى املألوف ‪ ،‬وهو أننا نري األشياء‬ ‫وال نراها ‪ ،‬نعرفها وال نؤمن بها ‪ ،‬نؤمن بها وال منارس���ها‬ ‫‪،‬فمثال ‪،‬حنن نس���مع يوميا مخس م���رات املنادي ينادي‬ ‫( ح���ي علي الف�ل�اح ‪،‬ولك���ن القليل جدا من���ا يعي معين‬ ‫الفالح‬ ‫فالف�ل�اح يف اللغ���ة يع�ن�ي العم���ل الصائب الناج���ح و هو‬ ‫عك���س القول واخلطابة بل هو مضمون وليس ش���كال ‪،‬‬ ‫وهذا متاما ما خيلص إليه كتاب نزل مؤخرا يف الغرب‬ ‫للكاتب اين مورس امسه ‪:‬‬ ‫‪ Why the West Rules‬مل���اذا حيك���م الغ���رب ‪،‬‬ ‫خيلص الكاتب الي أن األش���ياء يف الغرب حتدث حقيقة‬ ‫‪ ،‬ولي���س فق���ط ش���كال و ق���وال فمث�ل�ا عندم���ا يتحدث‬ ‫الغ���رب عن حقوق اإلنس���ان أو عن حقوق احليوان فانك‬ ‫فع�ل�ا جتد ه���ذه احلقوق علي األرض وه���ذا ما أمساه ‪:‬‬ ‫القدرة علي حدوث األشياء ‪the capacity of ma k‬‬ ‫‪ing things happen‬‬ ‫بينما عندنا حنن أهل الش���رق إن القول ال يوازي الفعل‬ ‫‪ ،‬فتجد م���ن يتحدت عن حقوق املرأة وزوجته و ابنته ال‬ ‫تعمل وجند خطيب مس���جد ولكنه ال يتحدث مع جاره‬ ‫وأحيانا يعيش يف قطيعة مع أخيه ‪ ،‬بل ونعرف عائالت‬ ‫معروفة بأنها ال ِّثورت املرأة ‪ .‬يقول الكاتب غسان تويين‬ ‫رئي���س حترير جريدة النهار اللبناني���ة يف أول زيارة له‬ ‫لبي���ت حممد حس���نني هي���كل ‪ -‬منظر االش�ت�راكية يف‬ ‫عه���د عبدالناصر ‪ -‬يف القاهرة وه���ي فيال دبلكس علي‬ ‫الني���ل ان الرج���ل يعي���ش حي���اة ارس���تقراطية مبع�ن�ي‬ ‫الكلم���ة خاصة حبجم اخل���دم لديه وكخالصة ‪ ،‬أقول‬ ‫إن الف�ل�اح ه���و تطابق القول م���ع العم���ل والفعل ‪ ،‬وإال‬ ‫فسوف يكون كالمنا وعملنا مثل قول الشاعر ‪:‬‬ ‫كالم���ك يا هذا كفارغ فس���تق ليس به ن���وي ‪ ...‬ولكنه‬ ‫طقش‬ ‫كم حنن يف حاجة لفهم ( حي علي الفالح ) ‪.‬‬ ‫الن اذا فهمنا ‪ ،‬أمانا ‪ ،‬واذا أمنا عملنا ‪ ،‬واذا عملنا حيصل‬ ‫الف�ل�اح ‪ ،‬اذا فحي علي الفالح ه���ي دعوة للعمل الصادق‬ ‫املخلص‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 86‬يناير ‪)2013‬‬

‫النجمة مونيكا‬ ‫ترفض تقييد‬ ‫احلريات‬ ‫ذك���رت ‪ :‬النجم���ة اإليطالي���ة موني���كا‬ ‫بيلوتش���ي بأنها تتابع األحداث اجلارية علي‬ ‫الساحة العربية مضيفة أنها ترفض حتول‬ ‫الث���ورات العربية املنادي���ة بالعيش واحلرية‬ ‫والعدالة االجتماعية إلي ثورات دينية تقيـِّد‬ ‫احلريات ومتنع الرأي اآلخر ‪.‬‬ ‫وأضافت النجمة العاملية يف تصريح خاص‬ ‫لوكالة أنباء الش���رق األوسط املصرية علي‬ ‫هام���ش حضوره���ا الدورة ‪ 12‬م���ن املهرجان‬ ‫الدولي للفيلم مبراكش قوهلا ‪ :‬أنها تتطلع‬ ‫لزي���ارة مص���ر يف الوقت القري���ب ‪ ،‬وأكدت‬ ‫بأنها تس���تعد لالش�ت�راك يف فيل���م للمخرج‬ ‫الصرب���ي أمري كوستوريتس���ا حت���ت عنوان‬ ‫(قص���ة مغربي���ة ) اليت ت���دور قصت���ه حول‬ ‫حي���اة زوجني مغربيني يعيش���ان بني املغرب‬ ‫وفرنس���ا ويش���اركها البطول���ة الفرنس���يان‬ ‫م���ن أص���ل عرب���ي طاه���ر رحي���م و ليل���ي‬ ‫حييي ‪ .‬اجلدير بالذك���ر أن الفنانة مونيكا‬ ‫بيلوتش���ي حققت ش���هرة دولية واس���عة من‬ ‫خ�ل�ال فيل���م ( دراكوال ) لتتالح���ق أعماهلا‬ ‫الس���ينمائية الناجحة مثل ( عمالء س���ريون‬ ‫) و ( ماتريكس ) وغريها ‪.‬‬

‫الربملان يوقف‬ ‫حريم السلطان‬

‫أص���در الربمل���ان الرتكي ق���رارا بوقف عرض‬ ‫اجل���زء الثال���ث م���ن مسلس���ل حري���م الس���لطان‬ ‫بع���د أن جنح ح���زب العدال���ة والتنمية الرتكي‬ ‫احلاكم يف إيقاف عرض املسلسل املثري للجدل‬ ‫‪ .‬وكان هذا املسلس���ل قد الق���ي رواجا كبريا يف‬ ‫ال���دول العربي���ة لكنه تعرض النتقادات قاس���ية‬ ‫من نقاد وحمللني تارخييني ومن رئيس الوزراء‬ ‫الرتك���ي رجب الطيب أردوغ���ان ‪ ،‬كما قام عدد‬ ‫من ن���واب احلزب احلاكم يف تركيا من تقديم‬ ‫طلب إل���ي الربمل���ان الرتكي لوق���ف عرض هذا‬ ‫املسلس���ل ال���ذي يش���وه التاري���خ ويق���دم ص���ورة‬ ‫مضللة عن السلطان سليمان القانوني ‪.‬‬ ‫ويعترب مسلس���ل حريم الس���لطان أضخم إنتاج‬ ‫تلفزيون���ي تركي حيكي جانباً من حياة أش���هر‬ ‫الس�ل�اطني للدولة العثمانية وأعظمهم مسعة‬ ‫وقوة ‪ ،‬غري أنَّ املسلس���ل كان قد تناول اجلانب‬ ‫العاطف���ي فق���ط للس���لطان س���ليمان القانون���ي‬ ‫وجتاهل إجنازات���ه التارخيية واجلانب البطولي‬ ‫من حياته النضالية ‪.‬‬

‫خليل العرييب‬

‫من تيندي إلي اميزاد‬

‫ميادين – خدجية األنصاري – أوباري‬ ‫ش���اركت فرق���ة تيني���دي م���ن مدين���ة‬ ‫أوب���اري ( الت���وارق ) يف مهرجان األغنية‬ ‫األمازيغية الثاني للمرة الثانية و كانت‬ ‫املش���اركة منوعة‪،‬منها أغاني جديدة و‬ ‫أحلان جدي���دة كأغنية ( اميزاغن ) من‬ ‫الص���وت الش���اب (اخلري عيس���ي حممد)‬ ‫أصغر العازف�ي�ن علي اجليتارا يف تيندي‬ ‫‪ ،‬و أغنية ( ليبي���ا آكالني ) صوت الفنان‬ ‫(جني���ب حمم���د عبدالكري���م) العازف و‬ ‫الفن���ان املؤس���س لتين���دي ‪ ،‬و أبوحدي���د‬ ‫ملحن الفرقة و العازف األساس���ي بها ‪،‬و‬ ‫تأس���ف جدا (تيندي) علي صاحب أمجل‬

‫األصوات بها فقد أعتزل الفن و الشعر و‬ ‫العزف قبل ش���هر ‪ ،‬و لفرقة تيندي عدة‬ ‫مش���اركات يف ع���دة مهرجان���ات ‪،‬كما‬ ‫حت���رص تيندي عل���ي إقام���ة احلفالت‬ ‫املومسية ‪ ،‬و ه���ي اآلن بصدد إنتاج ألبوم‬ ‫جدي���د ‪،‬و لكن بع���د التش���كيلة اجلديدة‬ ‫هل���ا س���يتم إنضم���ام طاقات جدي���دة هلا‬ ‫‪،‬و أصوات ش���ابة لتحافظ علي اإلمتداد‬ ‫الثق���ايف و رس���الة تين���دي ( إلميوه���اغ )‬ ‫الت���وارق ‪ ،‬و من أغاني تين���دي ( تاليطت‬ ‫ه���ات أوب���اري ) وتعين ‪:‬الش���ابة املوجودة‬ ‫يف أوب���اري ‪ ( ،‬كل أماواليقدهنغ���آوال )‬ ‫وتعين‪ :‬يا أصحاب اللثام يكفينا الكالم ‪،‬‬ ‫و حترص تيندي كل احلرص يف طراز‬

‫أغانيها و موسيقاها و أحلانها أن حتافظ‬ ‫علي اللحن القديم ‪،‬و علي رونق األغاني‬ ‫و األش���عار التارقية القدمية حني نسمع‬ ‫أغاني تيندي نش���عر و كأننا نسمع تلك‬ ‫األحلان و الطبول اليت يدقها اسالفنا يف‬ ‫( تينريي ) الصح���راء ‪ ،‬تيندي متزج بني‬ ‫الفن التارقي العصري مع احلرص علي‬ ‫م���ا كان يق���دم قدميا من ( تيس���يواي )‬ ‫الش���عر ‪ ( ،‬ايس���وهاغ ) األغان���ي ليواكب‬ ‫الفن التارقي العصر و لتذكري اميوهاغ‬ ‫بأن الفن التارقي ليس جمرد فن فقط و‬ ‫لكنه رسالة تارخيية و ثقافية متتد من‬ ‫جي���ل إلي جيل نتوارثه���ا كما نتوارث (‬ ‫آوال ) اللغة ‪.‬‬

‫إنتاج األشرطة السينمائية‬ ‫من املعلوم إن إنتاج األش���رطة السينمائية‬ ‫واألعمال التلفزيونية يتم من خالل ثالث‬ ‫مراح���ل إنتاجي���ه وه���ي ‪ :‬مرحل���ة كتاب���ة‬ ‫القص���ة والس���يناريو ثم مرحل���ة اإلنتاج أو‬ ‫التصوي���ر وأخريا مرحلة م���ا بعد التصوير‪،‬‬ ‫ويت���م كل ذل���ك باس���تخدام أجبديات لغة‬ ‫الص���ورة وه���ي لغ���ة عاملي���ة إذا مت تنفيذها‬ ‫بالش���كل املتعارف علي���ه وصلت بكل وضوح‬ ‫وسالس���ة إلي املتلقي فيتأث���ر بها ويتفاعل‬ ‫معها وبالتالي تؤدي دورها املطلوب ‪.‬‬ ‫كان���ت ه���ذه فقرات م���ن تقدي���م كتاب‬ ‫(إنت���اج األش���رطة الس���ينمائية ‪ ...‬املراح���ل‬ ‫التنفيذية) لألس���تاذ عصام مجلي طرخان‬ ‫عضو هيئة التدريس جبامعة بنغازي وهذا‬ ‫الكتاب من منش���ورات جامعة بنغازي ويقع‬ ‫يف ‪ 264‬صفحة وحيتوي علي ستة فصول‬ ‫‪ :‬ج���اء يف الفص���ل األول ح���ول الوظائ���ف‬ ‫الالزم���ة لتنفي���ذ الش���رطة الس���ينمائية‬ ‫ويش���مل الكات���ب واملخ���رج واملنت���ج ومدير‬

‫حممد صبحي عضـواً‬ ‫يف جملس الشورى‬ ‫الفن���ان املص���ري حمم���د صبحي أصبح‬ ‫عضوا مبجلس الشوري املصري الذي صدر‬ ‫ق���را ٌر بتعيين���ه وتش���كيله من قب���ل الرئيس‬ ‫جمموعة‬ ‫املص���ري حمم���د مرس���ي ضم���ن‬ ‫ٍ‬

‫التصوي���ر وفين اإلضاءة والص���وت والتنكر‬ ‫واملالب���س والتولي���ف وامل���زج وتصحي���ح‬ ‫األلوان والفص���ل الثاني حول زوايا اإلخراج‬

‫وزواي���ا آل���ة التصوير والتكوي���ن يف الصورة‬ ‫وخط مس���توي النظر والواجه���ة األمامية‬ ‫واخللفي���ة واخلط���وط واالجتاه���ات يف‬ ‫الص���ورة أم���ا الفص���ل الثال���ث ف���كان حول‬ ‫الت���وازن يف الص���ورة والف���راغ أو الفضاء يف‬ ‫الص���ورة واالس���تمرارية البصرية واخلط‬ ‫الوهم���ي وعم���ق املي���دان ودائ���رة األل���وان‬ ‫والفص���ل الراب���ع ع���ن األدوات واألجه���زة‬ ‫التنفيذي���ة مث���ل آل���ة التصوي���ر واإلض���اءة‬ ‫والصوت والتنفيذ وآالت التوليف والفصل‬ ‫اخلامس عن اجتاهات اإلخراج الس���ينمائي‬ ‫وإع���داد املمث���ل وتصمي���م املناظ���ر والتنكر‬ ‫واخلي���ال العلم���ي واالتص���ال والتقم���ص‬ ‫والس���ينما والنق���د‪ ،‬والفص���ل الس���ادس‬ ‫واألخريح���ول أهمي���ة الس���ينما يف العص���ر‬ ‫احلدي���ث وع���ن ظه���ور الس���ينما يف الوطن‬ ‫العرب���ي وواق���ع الس���ينما الليبي���ة وأهمية‬ ‫اإلنتاج العربي املشرتك ‪.‬‬

‫م���ن السياس���يني واملثقفني وذل���ك من أجل‬ ‫إس���تكمال أعض���اء جمل���س الش���وري الذي‬ ‫سيصبح بديال جمللس الشعب املنحل حبكم‬ ‫قضائ���ي ‪ ،‬وبه���ذا س���يصبح الفن���ان حمم���د‬ ‫صبح���ي ألول م���رة يف منص���ب سياس���ي‬ ‫تشريعي بعيدا عن الفن ‪.‬‬ ‫والفن���ان حمم���د صبح���ي خري���ج املعه���د‬ ‫العال���ي للفن���ون املس���رحية الع���ام ‪1970‬‬ ‫وبدأت شهرته عندما قدم شخصية هاملت‬ ‫للكاتب املسرحي الشهري ويليم شكسبري ثم‬

‫توالت مش���اركاته املس���رحية والسينمائية‬ ‫والتلفزيونية حيث قدم مسرحيته الشهرية‬ ‫إنته���ي ال���درس ي���ا غيب م���ن إخراج الس���يد‬ ‫راضي ومن أش���هر أفالمه الكرنك وحمامي‬ ‫حتت التمرين وأبناء الصمت ورجل بس���بع‬ ‫أرواح وإحن���ا الل���ي س���رقنا احلرامي���ة ومن‬ ‫أش���هر أعمال���ه التلفزيوني���ة عائل���ة ونيس‪،‬‬ ‫وفرص���ة عمر ‪ ،‬وفارس بال ج���واد ‪،‬وعايش‬ ‫يف غيبوبة ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 86‬يناير ‪)2013‬‬

‫أمحد بشون‬

‫ابراهيم املصري الظاهرة الكروية ‪il fenomeno‬‬ ‫فتحي الساحلي‬ ‫هن���اك ش���خصيات اس���تثنائية ‪،‬فائق���ة‬ ‫الرباعة‪،‬تف���رض عليك (العنوان)‪،‬ب���ل وحتى لغته‬ ‫فكلم���ة( (‪ )fenomeno‬االيطالي���ة أو (‪ph e‬‬ ‫‪ )nomeno‬االجنليزي���ة أو (الظاه���رة) العربية‬ ‫ه���ي اللق���ب ال���ذي أطل���ق من قب���ل العش���اق على‬ ‫حارس املرمى (ابراهيم عوض املصري)‪.‬‬ ‫و ه���ؤالء العش���اق عل���ى الرغم من اخت�ل�اف اللغة‬ ‫ال�ت�ي يعربون به���ا إال انه���م كلهم ليبي���ون طبقا‬ ‫للدس���تور اللييب الذي صدر ي���وم االحد ‪ 6‬احملرم‬ ‫‪ 1371‬هجري املوافق ‪ 7‬أكتوبر ‪ 1951‬ميالدي ‪.‬‬ ‫و ال أغال���ي اذا قل���ت بأن���ه ه���و ال���ذي اس���هم يف‬ ‫تطوير حراسة املرمى يف ليبيا‬ ‫فق���د كان متم���ردا يف لعب���ه حت���ى عل���ى اللباس‬ ‫القدي���م حلراس املرمى مثل (الواقى و الش���ورت و‬ ‫الغالل���ة) مما أوقعه يف الكثري من املرات ملش���اكل‬ ‫مع املدربني و االداريني ‪.‬‬ ‫ان الكتاب���ة ع���ن (املص���ري) ورص���د تارخي���ه‬ ‫الرياض���ي و احملطات اليت مر بها حماولة يف غاية‬ ‫الصعوبة ‪،‬بالرغم م���ن انين أقرب الرياضيني اليه‬ ‫فهو صديقي منذ ‪ 50‬عاما ‪،‬ولعبت معه يف النجمة‬ ‫القدمي���ة و اهلالل ‪،‬وكنت معجبا به حتى قبل ان‬ ‫نلعب معا يف فريق و احد‪.‬‬ ‫ان الكتاب���ة عن���ه أش���بهها برك���وب مك���وك‬ ‫فضائ���ي يف رحلة اىل القم���ر أو الغوص يف أعماق‬ ‫احمليط���ات ‪،‬وه���ي رحل���ة ب���دون ادنى ش���ك مليئة‬ ‫باملخاطر والعراقيل ‪ ..‬فهي بني املفرحة و احملزنة‬ ‫و الس���هلة و العويص���ة ‪،‬حت���ى ت���كاد ان تك���ون بني‬ ‫احلقيق���ة و اخليال ‪،‬وهي باختصار ش���ديد مزيج‬ ‫من الشئ وضده ‪!..‬‬ ‫و ان اردت احلدي���ث ع���ن (املص���ري )البد لك‬ ‫أن تتذك���ر ح���راس املرم���ى العمالق���ة يف الوطن‬ ‫العرب���ي أمث���ال (ع���ادل هي���كل) ح���ارس منتخب‬ ‫مصر ‪،‬و(س���بت دودو) حارس منتخب السودان ‪،‬و‬ ‫(رع���د محودي)حارس منتخب العراق ‪،‬و(عتوقة)‬ ‫ح���ارس منتخ���ب تونس‪،‬و(أمح���د الطرابلس���ي)‬ ‫حارس منتخ���ب لبنان ‪،‬و(ب���ادوا الزاكي )حارس‬ ‫منتخ���ب املغ���رب ‪..‬و(ابراهي���م املصري)واح���د من‬ ‫هؤالء العمالقة ‪.‬‬ ‫و ل���وال س���وء طالع���ه و حظه الس���يئ ألحرتف‬ ‫يف أوربا وحقق شهرة عاملية‪ ...‬وهلذا السبب كنت‬ ‫دائما اخش���ى الكتاب���ة عنه خوف���ا ان ال أوفيه حقه‬ ‫‪ ..‬فه���و ال يكفي���ه مقال���ه او صفح���ة يف جمل���ة أو‬ ‫صحيف���ة ألنه يس���تحق أن تدون س�ي�رة حياته يف‬ ‫كتاب خاص به ‪.‬‬ ‫و ان���ا هن���ا اكتفي بتس���جيل بعض النقاط مع‬ ‫احتفاظ���ي بغريها ملش���روع كتاب ع���ن حياة هذه‬ ‫الظاه���رة ال�ت�ي لعبت لثمان���ي فرق ليبي���ة ‪ ..‬فقد‬ ‫لع���ب لفري���ق (التع���اون ) يف مدينة بنغ���ازي عام‬ ‫‪1956‬م ولعب يف العام نفسه لفريق (باخلري )‬ ‫يف طرابلس‪.‬‬ ‫ولعب لفريق (االهلي )يف عام ‪ 1957‬م ‪،‬ولعب‬ ‫لفريق(النجمة)القدمي���ة يف عام ‪ 1959‬م ‪ ،‬ولعب‬ ‫لفري���ق (اهل�ل�ال)يف ع���ام ‪ 1961‬م ولع���ب لفريق‬ ‫(االحت���اد الطرابلس���ي) يف ع���ام ‪ 1965‬م ولع���ب‬ ‫لف���رق (التح���دي )يف ع���ام ‪ 1969‬م ولعب لفريق‬ ‫(السواحل )يف عام ‪ 1974‬م ‪.‬‬ ‫وبذل���ك يك���ون احل���ارس اللي�ب�ي الوحيد الذي‬ ‫لعب ألعرق االندية الليبية االهلي ‪ – 57‬النجمة‬ ‫‪ – 59‬اهلالل ‪ – 61‬االحتاد ‪ – 65‬التحدي ‪.69‬‬ ‫وه���ذا التنق���ل بني أعرق االندي���ة جعله أكثر‬ ‫حراس املرم���ى الليبيني ثقاف���ة ومعرفة و اطالع‬ ‫على كل جديد يف كرة القدم ‪.‬‬

‫و(املص���ري) ه���و احل���ارس اللي�ب�ي الوحيد يف‬ ‫تلك الفرتة الذي لعب يف دورتني عربيتني ‪،‬الدورة‬ ‫العربي���ة الثالثة يف املغرب ع���ام ‪ 1961‬م و الدورة‬ ‫العربية الرابعة يف القاهرة عام ‪ 1965‬م‪.‬‬ ‫ويعترب من أكثر حراس املرمى اس���تعدادا ولياقة‬ ‫بدني���ة فحت���ى بع���د ان هاجر اىل املاني���ا فلم مينع‬ ‫ذلك م���ن اختياره للع���ب يف االندي���ة و العودة اىل‬ ‫املنتخ���ب م���ن جدي���د وكذل���ك اس���تطاع الع���ودة‬ ‫للع���ب جمددا وبنف���س القدرة بعد اج���راء عملية‬ ‫استئصال الغضروف من ركبته ‪.‬‬ ‫وه���و احل���ارس الذي كان حي���ب التح���دي دائما‬ ‫فكث�ي�را م���ا يتوج���ه اىل منطق���ة اجل���زاء و يس���دد‬ ‫ضرب���ات اجل���زاء ال�ت�ي يتحص���ل عليه���ا فريق���ه‬ ‫ويس���جل منه���ا اهدافا ب���ل كان يتمن���ى اللعب يف‬ ‫الف���رق الضعيفة ال�ت�ي تتبارى مع الف���رق القوية‬ ‫و اليت هلا مهامجني مهرة جييدون التس���ديد على‬ ‫املرمى ‪.‬‬ ‫ه���ذا ه���و الظاه���رة (ابراهي���م املص���ري )ال���ذي‬ ‫كان يق���ول عنه مدرب النجم���ة القدمية (بافلي‬ ‫فت���ش)‪( -:‬كل حراس املرمى يف العامل جمانني و‬ ‫املصري واحد منهم ) ‪.‬‬ ‫وعندما كنا نسأله ملاذا ؟‪..‬كان يقول ‪ ( -:‬ذلك‬ ‫من كثرة الوقوع على االرض و الطريان يف اهلواء‬ ‫و االرمتاء حتت أقدام املهامجني) ‪.‬‬ ‫لق���د لعبت مع���ه يف النجمة القدمي���ة عام ‪1967‬‬ ‫م ف���كان وح���ده نص���ف الفري���ق ‪،‬كان يقود خط‬

‫الظهر ويرسل الكرة ليستفيد منها املهامجني‪.‬‬ ‫وقد فزنا معا بثالثة كؤوس يف دوري رمضان‬ ‫و قدمنا كرة الزال يذكرها اجلميع ‪.‬‬ ‫ولعب���ت مع���ه يف فريق اهل�ل�ال مباريات عديدة‬ ‫‪،‬وكان بالرغم من تقدمه يف الس���ن حارسا ميتاز‬ ‫باللياقة البدنية و اخلربة و القيادة‪.‬‬ ‫و أمتنى ان يس���تفاد منه ومن موهبته الفطرية‬ ‫يف اع���داد ح���راس املرم���ى ألن���ه ميل���ك املوهب���ة و‬ ‫القدرة على ايصال املعلومة ‪.‬‬

‫و أخريا حتية هلذا احلارس الذي امتع اجلمهور‬ ‫بقفزاته الرائعة واسهم يف تطوير حراسة املرمى‬ ‫و جعلها شيقة ومثرية‪.‬‬ ‫ملحوظة‬ ‫هذه اللقطة للحارس (ابراهيم املصري )يف مباراة‬ ‫النجمة القدمية و التحدي بتاريخ ‪1-11-1959‬‬ ‫م و ال�ت�ي فاز فيها فريق النجم���ة‪ 4-2‬وهي هدية‬ ‫م���ن املرح���وم (عب���د اهلل احلراث���ي)اداري النجمة‬ ‫القدمية ‪.‬‬

‫العشق الذي ال ينضب‬ ‫وسام خليل بن دردف‬ ‫فريق االحالم ‪..‬الذي كان ‪!..‬‬ ‫م��ا ن��ق��را ع��ن ف��ري��ق االح�ل�ام ال���ذي يصول‬ ‫وجيول ويضم ترسانة من الالعبني املهرة‬ ‫و حيقق ال��ب��ط��والت ف��ن��رى إمس��ه يتصدر‬ ‫الصحف و اجملالت (ومبا نشيتات)عريضة‬ ‫و ب��أل��وان خمتلفة ب��أم��ور العبيه ال�تي ال‬ ‫تنفك أن توضع يف طالئع الوسائل املقرؤة‬ ‫و املرئية ‪،‬اذا كان هذا هو املفهوم الصحيح‬ ‫و الواقعي لفريق االح�لام ‪ ..‬فلماذا كلما‬ ‫ذك����رت مج��ل��ة (ف��ري��ق االح��ل�ام )أم��ام��ي‬ ‫استيقظ خم���زون ذك��ري��ات��ي ل��ي��ع��ود بي‬ ‫اىل منتصف الثمانينات ‪..‬اىل حلم كان‬ ‫يراودني و أصبح االن كابوسا مزعجا ‪...‬؟!‬ ‫ذات ليل���ة ‪..‬وأي ليل���ة كن���ت أحل���م بالكرة ليفس���ر لي ذل���ك وقلت له م���ن يكون احلاج‬ ‫االرضي���ة خبطوط طول س���وداء متناس���قة طاه���ر و احل���اج يون���س ه���ذا ؟وم���ن يك���ون‬ ‫و كأنه���ا تنف���ز ب�ي�ن طواحني ه���واء محراء شاكري ؟ومن هؤالء الناس الذين جتمهروا‬ ‫اللون تدور بس���رعة ش���ديدة وكنت أرهف و هتف���وا بفيصل وأمحد ورمضان و عادل و‬ ‫أذني لس���ماع أصوات تذك���ر أمساء كثرية أرحيم���ة وتارة أخرى يهتف���ون باملهندس و‬ ‫و متنوع���ة و مجه���رة م���ن الن���اس ‪،‬وعندما تربل و املزوغي وغريهم ‪ ..‬؟وما حكاية املرج‬ ‫استفقت من حلمي وذهبت مسرعا اىل ابي ‪ ..‬؟! فأجابين مبثل ما كان سيجيبوني‬

‫ب���ه كل عش���اق االهلي ألنه���م يف احلقيقة‬ ‫كان���وا حيمل���ون نف���س حلمي ال���ذي صار‬ ‫كابوس���ا على اجلمي���ع ‪ !!..‬و لألس���ف فهذا‬ ‫مفهومن���ا حنن ع���ن فريق االح�ل�ام ‪ ..‬الذي‬ ‫صار حقيق���ة ملموس���ة االهل���ي حباجتكم‬ ‫اكثر‪...‬بكثري من ذي قبل ‪!!..‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 7 - 1 ( - ) 86‬يناير ‪)2013‬‬

‫إبريل‬

‫مارس‬

‫فرباير‬

‫ينا ير‬

‫يونيو‬

‫مايو‬

‫أغسطس‬

‫يوليو‬

‫ديسمرب‬

‫نوفمرب‬

‫أكتوبر‬

‫سبتمرب‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.