العدد 87

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 8 ( - ) 87‬يناير ‪)2013‬‬

‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫‪15 - 30‬‬ ‫‪8 ((--))87‬‬ ‫السنة الثالثة‬ ‫السنة‬ ‫‪)2012)2013‬‬ ‫يناير نوفمبر‬ ‫أكتوبر‪5 -‬‬ ‫العدد((‪77‬‬ ‫الثانية‪-‬العدد‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫‪ ...‬كي ال ترمـوا ربيع ليبيا يف البحر!!‬ ‫اللجنة األمنية العليا ‪...‬مليشيا‬ ‫ثورية أم مؤسسة وطنية‬ ‫احلاجة إىل قانون العزل يف ليبيا‬

‫تفاؤل حذر‪ :‬هل أفلتت ليبيا بعد الـثورة من سيناريو‬ ‫الدولة الفاشلة؟‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 8 ( - ) 87‬يناير ‪)2013‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫‪ ...‬كي ال ترمـــ‬ ‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫املراجعة اللغوية‬

‫صالح السيد أبوزيد‬

‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزاوية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫مفتاح ميلود ‪ /‬البيضاء‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫‪1‬‬ ‫أس���طورة هندية أنش���أ منها الكاتب األمريكي جون ش���تاينبك رواية باس���م اللؤلؤة حولتها هوليوود الي فيلم‬ ‫وكذلك فعل التلفزيون املصري طبعا ‪،‬األس���طورة حتكى عن ‪:‬أن صيادا فقريا يعاني من قهر وضنك األيام‬ ‫وهم بالرجوع للبي���ت خاوي الوفــاض إذا‬ ‫علي���ه ‪ ،‬وذات م���رة كان يصطاد بعد أن يئس م���ن صيد قوت يومه ً‬ ‫بش���بكة الصيد حتمل لؤلؤة وذهب بها يعرضها يف الس���وق ومل تأت بثمن ‪،‬انقلبت حياة الصياد والقرية اليت‬ ‫اجتاحه���ا اللصوص ومل تعد تعرف الس���كن واجتاحها األرق ‪،‬كان ما حتص���ل عليه الصياد أكرب من قدراته‬ ‫وإن كان يف مس���توى أحالمه َّ‬ ‫‪،‬ش���له ما حصل علي���ه وحتت ضغوطات اللصوص وآل قريت���ه الذين فقدوا ما‬ ‫استكانوا إليه وتعودوه من ضنك وقهر ‪،‬حتت ضغط مل يعتاده ومل يطيق عليه صربا ‪ :‬رمى اللؤلؤة من حيث‬ ‫جناها ‪،‬رمى اللؤلؤة يف البحر‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫لقد بدأنا اآلن ال نطيق صربا على ما حيدث ‪ُ ،‬‬ ‫كُّلنــا ال نعرف إلي أين نتجه ‪.‬؟! و ال نريد أن نعرف ‪،‬مل نعد‬ ‫نفكر و مل نعد على اس���تعداد للبحث والدرس ومل تعد للثقافة مكانة فيما حنن مقدمون عليه ‪،‬الكل أصبح‬ ‫قس���م بعدالة ‪ !!..‬هلذا الكل يفكر يف س���رقة نصيبه ‪،‬الكل يريد احلصول علي‬ ‫يعتقد أن فرباير كعكة مل ولن ُت َ‬ ‫حتم���ل من قهر ‪،‬الكل يعتقد أن وطنيت���ه هي كفة امليزان‬ ‫م���ا يراه مناس���باً ‪، !.‬مث���ن ما قدم من تضحيات وما َّ‬ ‫‪،‬وأن " العزل السياس���ي " ال بد أن يقصي آخرين الذين يعتقد انهم حمنة الوطن ووطنيته ‪ ،‬العزل السياس���ي‬ ‫كف���ن الوط���ن ألن فيه وبه يراد إقصاء كل م���ن ليس وطنيا ومن ال غبار علي وطنيته ‪،‬والعزل السياس���ي‬ ‫لغة فاشية وممارسة قمعية كانت تتم حتت بند عرف خالل العقود املاضية "مبادئي ثورة الفاتح " وكانت‬ ‫جلن���ة النزاه���ة والوطني���ة تدعى " مكت���ب االتصال باللج���ان الثورية "‪ .‬الليبي���ون مل يذهبوا بعي���دا منذ حط‬ ‫الدوتش���ي مبادئه الفاش���ية ‪ :‬م���ن ليس معى فهو ضدى ‪،‬وما ضدى ليس من حق���ه الوجود ‪،‬مت اقصاء الليبيني‬ ‫طبقهــا ‪ :‬الفاشيون‬ ‫من زمرة البشر الذين يستحقون احلياة الفاشية املزدهرة مستقبل البشرية احلقه اليت َّ‬ ‫اإليطاليون أبناء روما‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫مب���دأ االقص���اء‪ :‬مبدئ���ي ال تراجع عنه ولكل م�ب�رره اإلقصائى ما قانون���ه أال قانون ألن االقص���اء مبدأ عدمى‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 8 ( - ) 87‬يناير ‪)2013‬‬

‫‪03‬‬

‫ــــــوا ربيع ليبيا يف البحر!!‬ ‫تعليله مس���كوت عنه ‪ :‬أنا األفضل ‪،‬أنا الوطن ‪،‬أنا الثورة ‪،‬أنا البطل ‪،‬كنت الضحية‬ ‫وكنت السباق والطهراني ومل يكن مثة أحد ‪،‬بذا ‪ :‬قانون "العزل السياسي " كفن‬ ‫الوطن حيث تكون ليبيا على مقياس هذا الكفن لكل لييب ليس ليبيا حقا ‪،‬فكل من‬ ‫ليس أنا ليس حبقيقي‪.‬‬

‫•وقبل العزل السياسي الغنيمة!!!‬

‫ليل���ة س���قوط الكتيبة يف بنغازي كن���ت أمام بييت الذي يبع���د مئتى مرت أو أكثر‬ ‫قلي�ل�ا ‪،‬كن���ت أوزع الش���وكوالتا علي اجلماهري املتدفقة يف س���يول عل���ى الكتيبة‬ ‫‪،‬ش���اهدت أنفارا يعدون مس���رعني حيملون ما غنموا مل يكن يهمهم مما حدث غري‬ ‫م���ا يغنمون من كعكة فرباي���ر ‪،‬املثري ليس ما يغنمون لكن أن يرموا بأنفس���هم يف‬ ‫النار كي يغنموا ‪،‬كان املوت س���اعتها يرتب���ص باجلميع الكتيبة حترتق و بها من‬ ‫املتفجرات خم���ازن ذخائر من كل نوع وبكميات كبرية ‪،‬س���اعتها رأيت مصطلح‬ ‫أثرياء احلرب متجسدا يف أخوة املوت هؤالء الغامنني‪.‬‬ ‫حنن لن نعاني من هؤالء الذين يتداعكون على املناصب فحسب ‪ ،‬و ال من الغامنني‬ ‫فحسب و ال أيضا من االقصائيني أولئك إناءهم هو الوطن بل املعاناة األقصى من‬ ‫التربيريني م���ن يربرون حقهم يف املكافأة ألنهم جدي���رون دون غريهم مبا لديهم‬ ‫من تاريخ وطين ومن كفاءة علمية ومن تش���رد يف فنادق الشرياتون وسان جورج‬ ‫وما شابه ‪،‬هم يقيمون أنفسهم بهذه اجلدارة فهم نأوا بأنفسهم يف اخلارج وبذا هم‬ ‫أكثر طهرانية ممن بقوا يف الوطن وتلوثوا بأجوائه امللوثة ‪.‬‬ ‫بهذا سنضيع الكثري من الوقت واجلهد واملال ‪.‬‬

‫جتدد العطاء يف عيد الثورة‪....‬‬ ‫مشروع غابات ‪ 17‬فرباير‬

‫•عدالة التنصيب !‬

‫إن كنا جمتمعا عش���ائريا كم���ا ينظر الينا اآلخرون وبعض م���ن أبناء جلدتنا ‪،‬و‬ ‫ال أم���ل يف اصالحنا منذ حماوالت س���يف األح�ل�ام ومجاعت���ه يف الداخل واخلارج‬ ‫وحت���ى م���ا بع���د فرباي���ر ‪،‬وان كان حالنا أع���وج وليس لن���ا يف العدال���ة االنتقالية‬ ‫نصي���ب ‪،‬وكانت أحزابنا عش���ائر مقنعة ‪،‬وعندنا اجملتمع املدني املس���لح ‪،‬وليس لنا‬ ‫يف الدميقراطية فتعالوا إىل عدالة التنصيب منكم وزارة ومنا سفري ومنكم رئيسا‬ ‫وم���ن مدير ش���ركة ‪،‬لكم الدي���وان ولنا حواش���يه هكذا يبدو لي لس���ان حال بعض‬ ‫الث���وار املغبونني فيما س���لف وما حلق ‪،‬فقصعة فرباير ليس���ت لبن���اء دولة عصرية‬ ‫بق���در م���ا هي اخليمة ال�ت�ي كان هلا رجال ‪،‬لندع ه���ذه اللغة التهكمي���ة على واقع‬ ‫احل���ال فنحن الي���وم يف بلد على كف عفري���ت وان مل يضمنا حوار وطنى واس���ع‬ ‫فمآلنا مجيعا إىل ليبيستان ‪،‬وما كان نقل اجمللس الوطين االنتقالي إىل العاصمة‬ ‫األبدي���ة والذي مت على عجل عاطفي ومبنطق الفاحتني س���وى املس���مار الذي دق‬ ‫دون وعى منا يف صندوق الفوضى اليت نعيش���ها ‪،‬أمر ال ميكن تداركه لكن ميكن‬ ‫أن نعي���د تنظي���م صفوفنا فليس م���ن املعقول توزيع املناص���ب دون مراعاة حلقوق‬ ‫الثوار مثال املدنيني منهم واملس���لحني الذين هم قلة وليس كما يش���اع ‪،‬يشاع اآلن‬ ‫أن هناك قائمة لتعيني سفراء جدد مما تسرب عنها أن الوزراء السابقني سيعينون‬ ‫سفراء مثل بن خيال يف الربتغال وعبد العال يف البحرين والفيتوري يف الدمنارك‬ ‫وهك���ذا ان صدقت التاقزة ‪,‬لكن األهم أن عددا ال ب���أس به من أعضاء جبهة االنقاذ‬ ‫‪،‬كم���ا أن رئي���س املؤمتر الوط�ن�ي ورئيس الوزراء م���ن هذه اجلبه���ة أو على األقل‬ ‫رئيس الوزراء يوما ما كان هؤالء الذين يش���اع تعيينهم سفراء هم من زمالء دربه‬ ‫الس���ابق ‪،‬وبهكذا تعيني يتم ص���ب البنزين على النار ‪،‬فالب�ل�اد يف مدينة كبنغازي‬ ‫عاصم���ة الث���ورة حتولت إىل عاصمة لالرهاب كما تعلم���ون ‪،‬والثوار أو منهم من‬ ‫ليس���وا كذلك ب�ي�ن حني وأخ���ر يقتحمون س���يادة الدولة املتمث���ل يف مقر املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي ‪ ،‬حن���ن إذا حباجة للعدالة فما الذي مينع تعيني ش���خصيات س���اهمت يف‬ ‫الث���ورة منذ اندالعها كس���فراء هلذه الثورة خاص���ة يف دول صديقة تعرف هؤالء‬ ‫الثوار منذ اللحظات األولي مثل فرنسا ‪،‬ومنهم فوزي بوكتف وحممد املفيت وبن‬ ‫خليف���ة وفنوش وباحلاج وجحا ‪ ...‬والقائمة تط���ول باألمساء من الثائرين املدنيني‬ ‫أو من اضطر منهم حلمل السالح يف كل جهات البالد ‪،‬وهم ميتلكون املقدرة على‬ ‫تسييس األمور كما شاركوا كل بطريقته يف تسييسها يف اللحظات االستثنائية‬ ‫‪،‬وحنن لس���نا حباجة أن ننقل عضو اجمللس الوطين االنتقالي إلي س���فري يف دولة‬ ‫جم���اورة ثم إلي س���فري يف نف���س البالد يف جامع���ة الدول العربي���ة وكأمنا نثبت‬ ‫س���لوك الطاغية يف نقل الفرد من مجاعته من منصب إىل منصب يف احتكار سافر‬ ‫للسلطة ومقيت‪.‬‬ ‫ه���ذا جمرد ط���رق لناقوس اخلطر أو كما يقال ‪ ،‬ما حنن فيه ال يس���ر وما حيدث‬ ‫يف سوريا ليس ببعيد عنا ‪,‬واني افرتض أن من رشحوا يف هذه القائمة من السفراء‬ ‫ش���خصيات وطنية س�ي�ربون بأنفس���هم عن منطق االس���تحواذ علي البالد وإقصاء‬ ‫األهل ومن هم أيضا جديرون باملشاركة يف إدارتها‪.‬‬

‫اغرس شجرة يف عيد الثورة‬ ‫لق���د ط���ال املخ���اض يف ليبيا وبفضل‬ ‫اهلل تفج���رت الث���ورة الليبي���ة يف فرباي���ر‬ ‫‪2011‬م واتفق الليبيون على السابع عشر‬ ‫من فرباير لتأري���خ انطالقتها يف بنغازي‬ ‫اجملاه���دة‪ .‬وحن���ن عل���ى أعت���اب ذك���رى‬ ‫ه���ذا احل���دث التارخيي والذي س���يمر بنا‬ ‫كل ع���ام وحنتاج لوضع ه���ذا احلدث يف‬ ‫اإلط���ار الصحيح جبعله ذك���رى تدفعنا‬ ‫ملزي���د من العطاء حبيث يش���ارك اجلميع‬ ‫يف االحتفال بهذه املناسبة بغرس شجرة‬ ‫كرم���ز الس���تمرارية الث���ورة وتذكريا‬ ‫بقي���م العم���ل الوطين التطوع���ي يف كل‬ ‫عام‪.‬‬ ‫هذا املش���روع سيحتاج جلهد خاص من‬ ‫وزارة الزراع���ة والثروة احليوانية بتوفري‬ ‫ش���تالت الغابات وإع���داد املواق���ع الالزمة‬

‫وتنظي���م األجه���زة واإلدارات املطلوب���ة‬ ‫لتوفري مستلزمات منو الغابات‪.‬‬ ‫وم���ع صب���اح ‪ 17‬فرباي���ر م���ن كل ع���ام‬ ‫تنطلق محلة رمزية التش���جري يف ميدان‬ ‫كل مدينة وتس���تمر احلمل���ة يف مجيع‬ ‫مناط���ق ليبي���ا وتش���ارك فيه���ا امل���دارس‬ ‫الثانوي���ة واملعاه���د واجلامع���ات الليبي���ة‬ ‫وأفراد الش���رطة واجليش اللييب وأعضاء‬ ‫مؤسسات اجملتمع املدني والكشافة‪.‬‬ ‫وميكنن���ا أن نض���ع خط���ة لغ���رس مليون‬ ‫ش���تلة كل عام يف بيوتن���ا وداخل وخارج‬ ‫املدن ونتوس���ع كل س���نة حن���و األطراف‬ ‫مب���ا حيق���ق حمارب���ة ظاه���رة التصح���ر‬ ‫حبي���ث يت���م اختي���ار نوع الش���تلة حس���ب‬ ‫املوقع واملنطقة املستهدفة بالتشجري‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 8 ( - ) 87‬يناير ‪)2013‬‬

‫خريت الشاطر ‪:‬يثري مســــــ‬

‫عصام العريان‬ ‫يدعو اليهود إىل‬ ‫العودة ملصر‬

‫دع���ا الدكت���ور عص���ام العري���ان‪ ،‬مستش���ار رئي���س‬ ‫مجهوري���ة مص���ر ‪،‬و نائ���ب رئي���س ح���زب احلري���ة‬ ‫والعدالة‪ ،‬التابع لإلخوان املسلمني‪ ،‬اليهود املصريني‬ ‫الذي���ن ط���ردوا من الب�ل�اد يف عهد الرئي���س الراحل‬ ‫مج���ال عبدالناص���ر‪ ،‬إىل الع���ودة مرة أخ���رى‪ ،‬حتى‬ ‫يفسحوا املكان للفلسطينيني ليعيشوا يف بالدهم‪.‬‬ ‫وقال «العريان» يف تصرحيات‪« :،‬عبدالناصر طردهم‬ ‫ليه؟ دول راحوا ش���جعوا االحتالل اإلس���رائيلي‪ ،‬وأنا‬ ‫أنادى اليهود للعودة فمصر أوىل بهم»‪ ،‬مش���دداً على‬ ‫أن م���ن حق كل مص���رى أن يعود لب�ل�اده‪ ،‬كما ال‬ ‫ميك���ن التن���ازل ع���ن ح���ق الفلس���طينيني يف العودة‬ ‫لبالدهم‪ .‬وعن وضع القوات املس���لحة يف الدس���تور‪،‬‬ ‫أض���اف العري���ان‪« :‬إنها مل حتصل عل���ى ما تريده يف‬ ‫الدس���تور‪ ،‬بل العكس ما حدث‪ ،‬فنح���ن حصلنا منها‬ ‫على ما نريد»‪ ،‬كما أشار إىل أن غالبية األموال اليت‬ ‫ُهربت خارج البالد ذهبت إىل دولة اإلمارات‪.‬‬ ‫م���ن جانب���ه‪ ،‬ق���ال الدكت���ور أمح���د دراج‪ ،‬القي���ادي‬ ‫حب���زب الدس���تور تصرحي���ات العريان بش���أن عودة‬ ‫اليه���ود املهاجرين إىل إس���رائيل للعي���ش فى مصر‪،‬‬ ‫عبثي���ة وس���قطة جدي���دة لإلخ���وان الذي���ن هامجوا‬ ‫الدكت���ور حمم���د الربادع���ى‪ ،‬رئي���س احل���زب‪ ،‬بعد‬ ‫إدانت���ه اهلولوكوس���ت‪ ،‬وه���م اآلن يدع���ون يه���ود‬ ‫إس���رائيل للعي���ش فى مص���ر‪ ،‬وأعتق���د أن مثل تلك‬ ‫التصرحي���ات جاءت لتغازل الغرب وأمريكا‪ ،‬وإظهار‬ ‫اإلخ���وان كما لو أنها متس���احمة‪ ،‬ف���ى الوقت الذى‬ ‫حرم���ت فيه بع���ض قياداتها تهنئة اإلخ���وة األقباط‬ ‫شركاء الوطن‬ ‫وق���ال الدكتور أمحد مح���اد‪ ،‬أس���تاذ األدب العربى‬ ‫جبامع���ة عني مش���س‪« :‬إن تصرحي���ات العريان عن‬ ‫ط���رد عبدالناص���ر لليه���ود غري صحيح���ة‪ ،‬وهدفها‬ ‫تش���ويه ص���ورة الرئي���س الراح���ل‪ ،‬كم���ا أن دعوته‬ ‫اليه���ود املصري�ي�ن للع���ودة جانبه���ا الص���واب ألنه���ا‬ ‫تستتبع أن ترد الدولة إليهم أمالكهم بالكامل‪.‬‬ ‫يذكر أن عدد اليه���ود املصريني الذين هاجروا إىل‬ ‫إس���رائيل عندما تأسس���ت عام ‪ 1948‬بلغ حنو ‪988‬‬ ‫ألف���اً‪ ،‬أما اليهود من أصل أجنبى ال���ذى جاءوا البالد‬ ‫ثم ختلوا عن جنسيتهم األصلية من أجل «املصرية»‬ ‫فى نفس الفرتة بلغوا ‪ 756‬ألفاً‬

‫ميادين خاص ‪:‬‬ ‫زار خ�ل�ال األس���بوع املاض���ي ليبيا خريت‬ ‫الش���اطر نائ���ب مرش���د مجاع���ة اإلخوان‬ ‫املس���لمني وأث���ارت الزي���ارة قضي���ة والء‬ ‫اإلخوان و تبعية تنظيم اإلخوان املسلمون‬ ‫يف ليبي���ا إىل مصر حيث تأتي األوامر من‬ ‫املرش���د بالقاه���رة حي���ث اعت�ب�ر بع���ض‬ ‫احمللل�ي�ن أن زيارة الش���اطر تأتي للوقوف‬ ‫على س�ي�ر عمل فرع مجاع���ة اإلخوان يف‬ ‫ليبيا وحبس���ب تسلس���ل تنظي���م مجاعة‬ ‫اإلخوان املس���لمون فان ه���ذه التبعية هي‬ ‫أمر طبيعي وأساس���ي يف هيكلة التنظيم‬ ‫وتنس���جم مع فكرة اخلالفة اليت حتاول‬ ‫اجلماعة إحيائها غري أن الدكتور بش�ي�ر‬

‫الكب�ت�ي املراق���ب الع���ام جلماع���ة اإلخوان‬ ‫املس���لمني يف ليبي���ا أك���د أن التنظي���م‬ ‫اللييب "مستقل بش���كل تام عن أي تنظيم‬ ‫خارج���ي" نافي���ا وج���ود أي تنس���يق بين���ه‬ ‫وبني مجاعة اإلخوان املس���لمني يف مصر‬ ‫وق���ال الكب�ت�ي يف اتص���ال هاتف���ي أجرته‬ ‫مع���ه وكال���ة األنب���اء األملاني���ة "تنظيمنا‬ ‫مس���تقل وال حيت���اج أن يأت���ي أح���د م���ن‬ ‫اخل���ارج لينظم���ه أو يعي���د تنظيمه كما‬ ‫تردد" مش���ددا عل���ى أن التنظيم مل ينحل‬ ‫وال حت���ى يف عه���د العقي���د الراحل معمر‬ ‫الق���ذايف‪ ،‬وعقد مؤمتره العام التاس���ع يف‬ ‫نوفمرب ‪2011‬ووصف الكبيت اللقاء الذي‬ ‫مجعه م���ع خريت الش���اطر نائب مرش���د‬

‫رابطة الشاعر القطري حممد ابن الذيب العجمي‬ ‫تسرب صورة له يف السجن‬ ‫نش���رت الرابط���ة الرمسية حمليب الش���اعر‬ ‫القط���ري حمم���د ب���ن الذي���ب ص���ورة له‬ ‫قالت إنه مت تس���ريبها من داخل الس���جن‪،‬‬ ‫تظه���ره يف ح���وار باس���م مع ش���خص آخر‬ ‫داخل زنزانته‪ ،‬حيث كان يرتدي مالبس‬ ‫احملكومني‪.‬‬ ‫وقالت الرابطة اليت مت تدش���ينها مبوافقة‬ ‫الش���اعر ومبتابعته عرب حس���ابها الرمسي‬ ‫على موقع التواص���ل االجتماعي " تويرت"‪:‬‬ ‫"صورة حملبكم الشاعر حممد بن راشد بن‬ ‫الذيب من داخل السجن وهو مبتسم"‪.‬‬ ‫يذكر أن الشاعر اعتقل بتهمة التحريض‬ ‫وحكم عليه بالس���جن‬ ‫على نظ���ام احلكم‪ُ ،‬‬

‫م���دى احلياة‪ ,‬بع���د أن اتهمته جهات أمنية‬ ‫باإلس���اءة لرموز قطرية خالل قصيدة رد‬ ‫فيها على الش���اعر خليل الش�ب�رمي نشرت‬ ‫عل���ى اليوتي���وب‪ ،‬كم���ا أن منظم���ة العفو‬ ‫الدولة اعتربت الش���اعر ابن الذيب سجني‬ ‫رأي ع���ام‪ ،‬وطالب���ت احلكوم���ة القطري���ة‬ ‫بإط�ل�اق س���راحه دون قي���د أو ش���رط‪ ،‬إذا‬ ‫كان حمتج���زاً جمل���رد انتقاده للس���لطات‬ ‫القطرية‪ ،‬على حد قوهلا‪ .‬فيما أكد وزير‬ ‫اخلارجي���ة الفرنس���ي ل���وران فابي���وس يف‬ ‫وقت سابق رفض بالده استهداف الشعراء‪،‬‬ ‫يف إشارة منه إىل ما حدث مع "ابن الذيب‬

‫مقاتل لييب سابق‪ :‬راشد الغنوشي قادني إىل أفغانستان‬ ‫كش���ف مقاتل سابق يف اجلماعة اإلس�ل�امية الليبية املقاتلة‪ ،‬عن دعم‬ ‫تلق���اه م���ن زعيم ح���زب النهض���ة احلاك���م يف تونس‪ ،‬الدكتور راش���د‬ ‫الغنوش���ي‪ ،‬ولعدد من رفاقه وكيف سهل هلم عملية دخول أفغانستان‬ ‫للقتال بعدما فروا من قبضة معمر القذايف عام تسعة ومثانني‪.‬‬

‫ويف حديث لربنامج "صناع���ة املوت" الذي يبث يوم اجلمعة‪ ،‬قال املقاتل‬ ‫الس���ابق‪ ،‬ناصر الورفلي‪ ،‬إن القبضة األمني���ة اليت فرضها نظام القذايف‬ ‫عل���ى اجلماعة املقاتلة‪ ،‬أجربتهم على التوجه إىل تونس للقاء الدكتور‬ ‫راش���د الغنوش���ي‪ ،‬الذي يعتربونه مبثاب���ة امللهم واملنق���ذ‪ ،‬الذي أمن هلم‬ ‫املسكن واإلقامة بعيداً عن أعني النظام التونسي آنذاك‪.‬‬ ‫وعرفت مرحلة الثمانينيات توافد أكثر من عش���رة آالف ش���اب عربي‬ ‫إىل أفغانس���تان للمش���اركة يف قت���ال الق���وات الس���وفيتية وحليفته���ا‬ ‫األفغاني���ة‪ ،‬بعد دعوات إس�ل�امية قاده���ا رجال دين ب���ارزون يف اإلخوان‬ ‫املس���لمني‪ ،‬كالش���يخ عبداهلل ع���زام من فلس���طني‪ ،‬والدكتور موس���ى‬ ‫القرني من السعودية‪ ،‬وآخرين من مصر واليمن وتونس‪.‬‬ ‫ويف مع���رض حديث���ه‪ ،‬ق���ال الورفل���ي‪ ،‬إن صعوبات واجهت���ه ورفاقه يف‬ ‫احلص���ول عل���ى التأش�ي�رة الالزم���ة للس���فر إىل باكس���تان ومنها إىل‬ ‫أفغانس���تان‪ ،‬حي���ث الوجهة املقصودة‪ ،‬مش�ي�راً إىل أن وس���اطة الدكتور‬ ‫الغنوش���ي مكنتهم من تأمني التأشريات الالزمة من خارج تونس‪ ،‬حيث‬ ‫كان م���ن املفرتض أن حيصل���وا عليها من بلدهم األصل���ي ليبيا‪ ،‬وبعد‬ ‫حصوهلم على التأش�ي�رات دخلوا باكستان ومنها إىل ساحات القتال يف‬ ‫أفغانستان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قائ�ل�ا "إن ما يعرف بدار األنص���ار‪ ،‬اليت كانت حتوي‬ ‫وأردف الورفل���ي‬ ‫املقاتل�ي�ن العرب‪ ،‬كانت حمطته���م األوىل يف أفغانس���تان‪ ،‬حيث التقى‬ ‫بزعي���م تنظيم القاعدة أس���امة بن الدن وغريه مم���ن يعرفون باألفغان‬ ‫العرب"‪.‬‬ ‫املصدر‪ :‬العربية نت‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 8 ( - ) 87‬يناير ‪)2013‬‬

‫‪05‬‬

‫ـــــالة والء األخوان يف ليبيا‬ ‫مجاعة اإلخوان املس���لمني يف مصر خالل‬ ‫زيارت���ه مؤخ���را لليبي���ا بأن���ه كان "وديا"‬ ‫ونف���ى ما تناقلته وس���ائل اإلع�ل�ام عن أن‬ ‫هدف الزيارة كان التنس���يق السياسي أو‬ ‫املالي بني اجلانبني وأض���اف "اللقاء كان‬ ‫وديا وأخويا أكثر من أي شيء آخر لكونه‬ ‫كان غري رمس���ي أو متفق عليه بل كان‬ ‫عرضيا وذكر أن الشاطر حتدث معه عن‬ ‫التطورات الراهنة على الساحة السياسية‬ ‫مبص���ر واحلملة اإلعالمي���ة املوجهة ضد‬ ‫اإلخوان هناك‪ ،‬وكيف أن بعض وس���ائل‬ ‫اإلعالم باتت توجه س���هامها ضد ثورة ‪25‬‬ ‫يناير وحماولة إعادة النظام السابق‪.‬‬ ‫وأوض���ح أن���ه "مل يتم التط���رق نهائيا ألي‬

‫قضايا ختص الشأن اللييب أو أي مشاريع‬ ‫استثمارية (كما تردد يف وسائل اإلعالم)‬ ‫خاصة وأنن���ا جمرد مجاع���ة تعمل حتت‬ ‫س���لطة الدول���ة الليبيةم���ن جان���ب آخ���ر‬ ‫ع�ب�ر الكب�ت�ي ع���ن انفت���اح مجاعت���ه عل���ي‬ ‫كل التج���ارب والنماذج ال�ت�ي وصل فيها‬ ‫اإلس�ل�اميون لس���دة احلكم مث���ل تركيا‬ ‫ومص���ر وتون���س والس���ودان‪ ،‬ولك���ن دون‬ ‫االنصي���اع الت���ام أو تطبيق أي جتربة من‬ ‫هذه التجارب بالكام���ل وقال "جتربتنا يف‬ ‫ليبي���ا ختتل���ف ع���ن جتربة إخ���وان مصر‬ ‫فه���م قرروا إنش���اء ذراع سياس���ي ميثلهم‬ ‫هو حزب احلري���ة والعدالة‪ ،‬أما حنن فقد‬ ‫تشاركنا مع كافة األطياف يف ليبيا يف‬

‫تأس���يس حزب العدال���ة والبن���اء‪ ،‬واألخري‬ ‫ل���ه اس���تقالليته التام���ة ع���ن اجلماعة يف‬ ‫توجهاته وقرارات���ه من جانبه‪ ،‬نفى رئيس‬ ‫ح���زب العدال���ة والبناء حمم���د الصوان ما‬ ‫تردد عن اجتماعه بالش���اطر‪ ،‬وقال إنه مل‬ ‫يعرف بزيارته لليبيا إال من خالل وسائل‬ ‫اإلعالم وش���دد الصوان‪ ،‬الذي كان يشغل‬ ‫موق���ع رئي���س جمل���س ش���ورى مجاع���ة‬ ‫اإلخ���وان يف ليبيا‪ ،‬على اس���تقاللية حزبه‬ ‫ع���ن اجلماع���ة‪ ،‬وق���ال "إذا كان الش���اطر‬ ‫ق���د التقى أيا م���ن قي���ادات اجلماعة فهذا‬ ‫ال يع�ن�ي لقاءه معنا فنحن كيان منفصل‬ ‫ومستقل متاما عن مجاعة اإلخوان‬

‫اجلزيرة تقتحم منازل االمريكني‬ ‫اش�ت�رت ش���بكة اجلزيرة اإلعالمية القطرية تلفزيون {كارنت‬ ‫تي يف} األمريكي الذي يواجه صعوبات مالية‪ ،‬يف صفقة ستتيح‬ ‫هلا دخول س���وق القنوات التلفزيونية األمريكية ومنازل أغلبية‬ ‫االمريك�ي�ن حي���ث يتاب���ع االمريك�ي�ن اغلب احملطات ع�ب�ر خدمة‬ ‫الكاب�ل�ات وأعلنت «كارنت تي يف» اليت ش���ارك يف تأسيس���ها عام‬ ‫‪ 2005‬نائب الرئيس األمريكي السابق آل غور‪ ،‬شراءها من قبل‬ ‫ش���بكة اجلزيرة اليت أكدت الحقاً النبأ‪ ،‬وستسمح هذه الصفقة‬ ‫لقن���اة اجلزيرة بدخول مالي�ي�ن املنازل األمريكية ومل تكش���ف‬

‫على الفور التفاصيل املالية للصفقة‪ ،‬لكن جملة «فوربس» قالت‬ ‫إن قيمته���ا قد تصل إىل ‪ 400‬مليون دوالر‪ ،‬منها مائة مليون آلل‬ ‫غ���ور وتتزامن عملية ش���راء قناة «كارنت» م���ع إطالق اجلزيرة‬ ‫قن���اة يف الواليات املتحدة إلعطاء دفع لدخوهلا بش���كل أوس���ع إىل‬ ‫منازل األمريكيني‪ ،‬معتمدة بذلك على العدد الكبري ملستخدمي‬ ‫خدمتها باالنكليزية على االنرتنت‪.‬‬

‫وس���تكون القن���اة ال�ت�ي متوهل���ا احلكوم���ة القطرية‪ ،‬يف منافس���ة‬ ‫اكرب مع «س���ي ان ان» وقنوات أمريكي���ة أخرى جديدة‪ ،‬ألن بث‬ ‫«اجلزي���رة» يؤمن م���ن قبل ش���بكة أمريكية للكاب�ل�ات وخدمة‬ ‫الب���ث على األقمار الصناعية وأش���ارت «كارنت ت���ي يف» إىل أنها‬ ‫تدخل إىل س���تني مليون منزل أمريكي‪ .‬وقال غور املس���ؤول عن‬ ‫مقر القناة يف سان فرانسيسكو وجويل هيات أحد مؤسسي القناة‬ ‫ورئي���س جملس إدارتها‪ :‬إننا فخورون وس���عداء ب���ان «اجلزيرة»‪،‬‬ ‫الشبكة اإلخبارية الدولية املرموقة‪ ،‬أشرتت «كارنت تي يف»‪.‬‬ ‫وأضاف���ا‪ :‬ان أهداف «كارنت تي يف» تتمثل يف إعطاء منرب للذين‬ ‫ال يس���مع صوتهم وعرض وجهات نظر خمتلفة ومستقلة ونقل‬ ‫األخبار اليت ال ينقلها أحد سواها‪.‬‬ ‫وأك���د هي���ات للعاملني يف القن���اة يف بريد الكرتوني انه س���يكون‬ ‫مع غور من املستش���ارين للقناة األمريكية‪ ،‬وقال‪ :‬نتطلع بشغف‬ ‫للمس���اهمة يف بناء شبكة إخبارية مهمة وقالت اجلزيرة يف بيان‬ ‫منفص���ل ان مقر القن���اة اجلديدة س���يكون يف نيويورك وس���تبث‬ ‫أخب���اراً حملية وأجنبية للمش���اهدين األمريكيني عند إطالقها‬ ‫ه���ذه الس���نة‪ ،‬وس���تزيد ع���دد موظفيه���ا األمريكي�ي�ن ليتج���اوز‬ ‫ال���ـ ‪ .300‬وأضاف���ت‪ :‬إضاف���ة إىل مكات���ب اجلزي���رة اإلعالمية يف‬ ‫نيويورك وواش���نطن ولوس اجنلوس وميامي وش���يكاغو‪ ،‬ستفتح‬ ‫القناة مكاتب إضافية يف مدن أساسية يف الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬لفت مدير عام اجلزيرة أمحد بن جاس���م آل ثاني إىل‬ ‫أن���ه من خالل ش���راء «كارنت تي يف» س���تزيد اجلزي���رة إىل حد‬ ‫كب�ي�ر قدراتها يف مج���ع األنباء ونقله���ا وقرار «اجلزيرة» إنش���اء‬ ‫قن���اة إخبارية مقره���ا يف الواليات املتحدة يس���تند إىل حد ما إىل‬ ‫االهتم���ام الكبري ال���ذي أب���داه األمريكيون بأخباره���ا وبراجمها‬ ‫حبس���ب ما ذك���رت املؤسس���ة وأضافت القن���اة يف بي���ان ان «حنو‬ ‫اربع�ي�ن يف املائة من املش���اهدين الذي���ن يتابعون أخب���ار اجلزيرة‬ ‫باإلنكليزية على اإلنرتنت من الواليات املتحدة»وحبسب مصادر‬ ‫«نيويورك تاميز»‪ ،‬فإن شبكة اجلزيرة ستستوعب قسما من القوة‬ ‫العامل���ة يف القناة لكنها ستنش���ئ قناة جديدة مقرها يف نيويورك‬ ‫وسيطلق عليها على األرجح اسم «اجلزيرة أمريكا»‪.‬‬ ‫وكارنت تي يف اليت تأسست يف ‪ ،2005‬يصل بثها إىل مشاهدين‬ ‫يف بريطاني���ا والوالي���ات املتح���دة‪ ،‬ونال���ت القن���اة جائزت���ي أميي‬ ‫وجوائ���ز اخرى ويتابعها ‪ 71‬مليون منزل يف العامل‪ .‬لكن صحيفة‬ ‫«تامي���ز» ذك���رت انه تقرر بيع قناة كارنت تي يف بس���بب نس���بة‬ ‫املش���اهدة املنخفضة اليت وصلت إىل ‪ 42‬ألف مشاهد فقط العام‬ ‫املاضي‬

‫مرسي يزور ليبيا‬ ‫خالل يناير احلاىل‬ ‫أك���د الس���فري هش���ام عب���د الوه���اب س���فري مصر‬ ‫ل���دي ليبيا عم���ق العالق���ات التارخيي���ة بني مصر‬ ‫وليبي���ا ع�ب�ر مراح���ل التاري���خ م���ن خالل النس���ب‬ ‫والعالق���ات االجتماعية واجل���وار والبعد اجلغرايف‬ ‫االس�ت�راتيجي واألمين‏‪.‬وأوضح الس���فري أن اتصاال‬ ‫جري بني الرئيس حممد مرسي وحممد املقريف‬ ‫رئيس املؤمت���ر الوطين اللييب مت خالل���ه التأكيد‬ ‫علي هذه العالقة التارخيية وأنه مت توجيه الدعوة‬ ‫من قبل املقري���ف الي الرئيس مرس���ي الذي قبلها‬ ‫علي ان حتدد س���ريعا‪,‬كما ق���دم املقريف التعازي‬ ‫للرئيس مرسي يف مقتل شابني مصريني يف حادث‬ ‫ملحقي���ة الكنيس���ة املصري���ة مبصراتة مس���تنكرا‬ ‫ومدين���ا هذا العمل االجرامي الذي ليس من ش���يم‬ ‫واصالة الش���عب اللييب وأش���ار السفري الي ان مصر‬ ‫تولي ليبيا وثورتها اهمية كربي وان امن ليبيا هو‬ ‫امن مصر االسرتاتيجي‪.‬‬ ‫وق���ال عب���د الوه���اب إن الرئي���س حمم���د مرس���ي‬ ‫س���يزور ليبي���ا خالل ش���هر يناير اجل���اري‪ ,‬لكنه مل‬ ‫حي���دد موعد الزي���ارة بالضبط‪,‬مكتفي���ا بالتأكيد‬ ‫أن االتص���االت جارية بني اجلانب�ي�ن لإلعداد هلذه‬ ‫الزيارة املرتقبة‪.‬‬ ‫وتعت�ب�ر زيارة مرس���ي املرتقبة هي األول���ي له الي‬ ‫ليبي���ا من���ذ انتخابه رئيس���ا ملص���ر وم���ن التوقع ان‬ ‫يرافقه عدد من املسئولني خالل الزيارة‪.‬‬ ‫وأوضح أن مباحثات الرئيس املصري مع املسئولني‬ ‫الليبي�ي�ن س�ت�ركز عل���ي ملف���ات مهمة م���ن بينها‬ ‫املل���ف األمين املتعلق بتس���ليم أتباع النظام الس���ابق‬ ‫املوجودي���ن يف مص���ر واملطلوب�ي�ن يف ليبيا‪,‬وتهريب‬ ‫االس���لحة الليبي���ة ع�ب�ر احل���دود‪ ,‬كما س���تتناول‬ ‫ملفات تتعلق بالتعاون االقتصادي والسياس���ي بني‬ ‫البلدي���ن‪ ,‬كم���ا ستش���مل املباحثات عملي���ة اعمار‬ ‫ليبي���ا ومس���اهمة الش���ركات املصري���ة والعمال���ة‬ ‫املصرية فيها‪ ,‬وايض���ا عملية التدريب لعناصر من‬ ‫اجليش الوطين والش���رطة الليبية وإع���ادة تأهيل‬ ‫الكف���اءات الليبية املتخصص���ة يف االدارة والقيادات‬ ‫من اج���ل بناء مؤسس���ات الدولة الليبي���ة احلديثة‪,‬‬ ‫واالس���تعانة باملدرسني واساتذة اجلامعات واملعاهد‬ ‫العلي���ا والتعاق���د مع االطب���اء املصري�ي�ن للعمل يف‬ ‫املستشفيات الليبية‪.‬‬ ‫واشار السفري هشام عبد الوهاب الي انه زار الكنيسة‬ ‫املصرية مبدينة مصراتة أمس والتقي العديد من‬ ‫القيادات االمني���ة واحمللية مبدين���ة مصراتة وزار‬ ‫املع���رض الدائم للش���هداء الث���ورة الليبية وذلك يف‬ ‫اطار حرصن���ا علي متابعة التحقيق���ات الليبية يف‬ ‫موضوع التفجري الذي تعرض له مبين الكنيسة‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 8 ( - ) 87‬يناير ‪)2013‬‬

‫حنن لن خنرتع إعالمــاً خيصــــــ‬

‫عن التجربة األملانية والتشيكية رمبا جند آلــــــــــــ‬ ‫خريي أبو ش��اقور منس��ق برنامج الدوتشي‬ ‫فيال بليبيا ‪.‬‬

‫فاطمة غندور‬ ‫ميادي���ن تس���تطلع أص���داء‬ ‫الزي���ارة األوىل للوف���د اللي�ب�ي‬ ‫ملراك���ز اإلعالم العموم���ي بأملانيا‬ ‫والتشيك ‪.‬‬

‫هم خنبة خمت���ارة متت دعوتها‬ ‫بع���د لق���اء ح���واري م���ن قب���ل‬ ‫أكادميي���ة الدوتش���ي في�ل�ا‬ ‫بطرابلس الوفد حسب مسؤول‬ ‫برام���ج الدوتش���ي في�ل�ا ممث���ل‬ ‫للحكوم���ة ‪ ،‬واملؤمت���ر الوط�ن�ي‬ ‫‪،‬وكذل���ك االذاع���ة والتلفزيون‬ ‫الرمسي�ي�ن ‪،‬وللصحاف���ة احلرة‬ ‫ً‬ ‫جول���ة‬ ‫‪،‬واألكادميي�ي�ن ‪ ،‬أنه���وا‬ ‫من ( ‪ 12-19‬ديس���مرب ) طالت‬ ‫مؤسس���ات اإلع�ل�ام العموم���ي‬ ‫بالدولت�ي�ن ( أملاني���ا والنش���يك)‬ ‫مرت���ا بتحول وانتق���ال من حال‬ ‫احت���كاري مشول���ي اىل حال���ة‬ ‫انفت���اح دميقراطي ع�ب�ر تقنني‬ ‫تواف���ق علي���ه مكون���ات وأطياف‬ ‫جمتمعاته���م مب���ا يس���مى (‬ ‫االعالم العموم���ي ) الذي يكون‬ ‫للفرد فيه جانب من املش���اركة‬ ‫كدافع ضريبة أو اقتطاع جزء‬ ‫م���ن مرتب���ه ليخص���ص جمللس‬ ‫عموم���ي ال صلة ل���ه باحلكومة‬ ‫وستدور تلك املشاركة لتحرك‬ ‫عجلة تلك املؤسسات ‪.‬‬

‫يف تش���يكيا النظ���ام أس���هل ألن عدده���م أق���ل‬ ‫وعندهم مؤسس���تني أو ثالث وليسوا كأملانيا‬ ‫تتجاوز الست‪.‬‬ ‫أكادميي���ة دوتش���ي فيلي هي مؤسس���ة دعم‬ ‫وتطوي���ر االعالم مبعن���ى أن لديها أكثر من‬ ‫جان���ب خي���دم ويس���اهم يف تطوي���ر اإلع�ل�ام‬ ‫يف نظ���ام دميقراط���ي جدي���د لدول���ة حص���ل‬ ‫فيه���ا حت���ول ‪،‬أم���ا يف ليبي���ا ج���اءوا لتدري���ب‬ ‫الصحفيني على أس���س العمل الصحفي فلن‬ ‫يكون لديك صحاف���ة وإعالم بدون أن خترج‬ ‫صحفيني مهنيني يعرف���ون ما هي الصحافة‬ ‫ومادوره���ا ‪ ،‬برنام���ج الدوتش���ي في�ل�ا يقصد‬ ‫املس���اهمة يف تطوي���ر وفهم مس���توى االعالم‬ ‫اللي�ب�ي ‪ ،‬وق���د قدموا خدماته���م ملصر وتونس‬ ‫ويف أفريقي���ا تواج���دوا وفيتن���ام أيض���ا‪ .‬وهذا‬ ‫العمل ليس حمصوراً عليهم كل املؤسس���ات‬ ‫الدولي���ة تعم���ل ذل���ك ‪ ،‬حنن يف ليبي���ا كانت‬ ‫خطواتهم���ا االوىل يف ش���هر يوني���و املاض���ي‬ ‫مبؤمتر له عالق���ة بهيكلية االع�ل�ام وواضح‬ ‫أن ليبي���ا أثن���اء حقب���ة الق���ذايف إعالمي���ا مل‬ ‫تعتمد آليات وأسس صحيحة ومل تكن لدينا‬ ‫هيكلي���ة ‪ ،‬عملوا اس���تطالع ورأين���ا الرغبة يف‬ ‫ه���ذا العم���ل يف املؤمت���ر األول مت ط���رح فكرة‬ ‫االع�ل�ام العمومي ‪ ،‬بالنس���بة للدوتش���ي فيال‬ ‫لديهم متخصصني يف هذا املوضوع ‪ ،‬ومسعوا‬ ‫وتلمس���وا رغب���ة الليبي�ي�ن يف ذل���ك ‪ ،‬ملعرف���ة‬ ‫َّ‬ ‫جترب���ة اإلع�ل�ام العموم���ي فقدم���وا طلبهم‬ ‫ل���وزارة اخلارجي���ة نف���س الربنامج أش���رفت‬ ‫علي���ه اخلارجي���ة لتون���س ومص���ر ‪ ،‬االع�ل�ام‬ ‫العموم���ي يهم اجلميع ولي���س االعالميني أو‬ ‫ذوي املهنة فقط ‪ ،‬حنتاج نش���طاء من اجملتمع‬ ‫املدني هو جزءأساسي يف املنظومة اإلعالمية‬ ‫هما توأمان ‪ :‬االع�ل�ام واجملتمع املدني ‪ ،‬كما‬ ‫حنتاج لألكادمييني ليخططوا ويطلعوا على‬ ‫ما ه���و موجود ويتحاوروا حول���ه وكنا دعونا‬ ‫مناذج هلذه الرحلة لتكوين خربة باألس���لوب‬ ‫العملي ‪ ،‬ألن اإلعالم العمومي إعالم معقد يف‬ ‫متويله ويف أدارته ‪ ،‬يف التش���يك النظام أس���هل‬ ‫ألن عددهم أقل وعندهم مؤسس���تني أو ثالث‬ ‫وليس���وا كأملاني���ا تتجاوز الس���ت مؤسس���ات ‪،‬‬ ‫والزي���ارة مهمة الس���تيعاب أهمي���ة أن يكون‬ ‫لدين���ا إعالم عموم���ي أهمية حري���ة اإلعالم‬ ‫‪،‬أهمية االستقاللية وأخالقيات املهنة ‪ ،‬أخذنا‬ ‫فكرة عن كيفية تطوي���ر إعالمهم واملراحل‬ ‫ال�ت�ي مروا بها التحديات مث���ال حتول النظام‬ ‫الش���يوعي اىل دميقراطي نتمن���ى أن يفيدنا‬ ‫ذل���ك ‪ ..‬حن���اول تكوي���ن فك���رة وليس ش���رطا‬ ‫أن يكون نس���خة عنه ولكن علينا االس���تيعاب‬ ‫والتفكري كيف نطور اعالمنا ‪.‬‬ ‫عب���داهلل الفورتي���ه مدي���ر ادارة االنتخاب���ات‬ ‫بديوان رئاسة الوزراء‪:‬‬ ‫قبل الرحلة كان لدي نوع من التحفظ على‬ ‫اإلع�ل�ام العموم���ي خوف���اًم���ن ْأن يتحول اىل‬ ‫بوق للنظام‬

‫الوفد أمام اكادميية الدوتشي فيال ببون‬ ‫كان���ت رحل���ة لع���دة م���دن يف أملاني���ا وم���ن‬ ‫���م إىل تش���يكيا (ب���راغ ) ذهبن���ا اىل حمطات‬ ‫َث َّ‬ ‫الرادي���و والتلفزي���ون يف البلدي���ن ‪ ،‬وفي���ه‬ ‫اس���تفادة كب�ي�رة م���ن ه���ذه الزي���ارة تعرفنا‬ ‫عل���ى مفه���وم االع�ل�ام العموم���ي يف مرحلة‬ ‫التغي�ي�ر ضرورات���ه والتحدي���ات ال�ت�ي تواجه‬ ‫االع�ل�ام يف بلد مثل ليبي���ا تنتقل من مرحلة‬ ‫الديكتاتوري���ة اىل مرحل���ة الدميقراطي���ة‬ ‫ملواجهة نف���س الظروف وقب���ل الرحلة كان‬ ‫ل���دي نوع من التحفظ على االعالم العمومي‬ ‫خوفا م���ن أن يتح���ول اىل ب���وق للنظام كما‬ ‫تعودنا يف الس���ابق‪ ،‬ولكن الزيارة قربت الفهم‬ ‫ملعنى وعمل االعالم العمومي وضرورة وجود‬ ‫اعالم عمومي منظم‪ ،‬وباشرتاطات مثل ما هو‬ ‫موج���ود يف أملانيا وتش���يكيا ‪،‬وميك���ن أن خيدم‬ ‫االعالم اللي�ب�ي يف مناخها الدميقراطي اليوم‬ ‫بدل من أن يكون معوق هلا ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أمحد ش�لادي مكتب رئاس��ة ال��وزراء ( عبد‬ ‫الرحيم الكيب )‪.‬‬ ‫أنا ال أشاهد التلفاز ؟‬

‫رحل���ة معقولة ! ‪ ،‬االعالم اع�ل�ام هنا او هناك‬ ‫رمبا الرس���الة اليت توجه للمستمع أو املشاهد‬ ‫ختتلف هن���ا وهناك ‪ ،‬حتى اآلليات يف الغالب‬ ‫متقارب���ة فقط م���اذا يصنع االعالم���ي منها ‪،‬‬ ‫جيد جدا أن يعرف االنس���ان كيف يستخدم‬ ‫االخري���ن ه���ذه االلي���ات وكي���ف يس���تخدم‬

‫املعلوم���ة وكيفي���ة ايصاهل���ا للمتلق���ي ‪ ،‬أن���ا‬ ‫ارى املش���هد االعالمي اللي�ب�ي مازال به كثري‬ ‫م���ن الغب���ش ‪،‬ع���دم الوضوح وه���ذا طبيعي يف‬ ‫التحوي���ل دائما ما تربز ق���وى جديدة تريد أن‬ ‫تأخذ مكان وتضيع قوى أخرى ومازالت القوى‬ ‫اجلديدة ال تعرف ماذا تريد ‪ ،‬لذلك س���نحتاج‬ ‫كثرياً من الوقت لتقف على امكانيات الناس‬ ‫االعالمي�ي�ن لتقويته���ا وتطويره���ا ‪،‬حنت���اج‬ ‫بع���ض الوقت حتى تكون الص���ورة واضحة أو‬ ‫حت���ى تك���ون االدوار ب�ي�ن الفاعلني يف املش���هد‬ ‫اللييب حمددة ومعروفة وينتهي هذا اخللط‬ ‫املوج���ود ‪ ،‬أن���ا ال أش���اهد التلف���از اللي�ب�ي حتى‬ ‫باخلط���أ وهو ال يعط���ي انطباعا بل س���يعطي‬ ‫ص���ورة ناقصة !ورمبا فيه ظل���م للناس ‪،‬على‬ ‫العم���وم أتص���ور أن تنمية الق���درات املوجودة‬ ‫يف ليبيا واحدة من أه���م االولويات ‪،‬أعتقد أن‬ ‫جمه���ودي يف هذا االجت���اه س���واء بالتعلم من‬ ‫االخرين أو بالتطوي���ر الذاتي‪ ،‬وهذا مهم جدا‬ ‫الن أمامه���م مش���وار طويل فاالعالم ليس���ت‬ ‫ألة حتضرها فممكن تش�ت�ري أحدث ألة لكن‬ ‫االنس���ان الذي وراء هذه االلة هو من سيصنع‬ ‫اجلي���د ‪،‬وه���ذا ه���و التح���دي حبك���م الواق���ع‬ ‫التارخيي هناك كثريين ليس لديهم عالقة‬ ‫باالع�ل�ام أو نص���ف إعالمي�ي�ن ‪ ،‬أو موظفني‬ ‫عادي���ن ‪ ،‬مع م���رور الوقت س���يصفيهم اجملال‬ ‫وس���يبقى عندما يكون بالع�ل�ام مهنية عالية‬ ‫س���يبقى فقط الفاعلني والقادرين أما الباقي‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 8 ( - ) 87‬يناير ‪)2013‬‬

‫‪07‬‬

‫ــــــنا وسنستعني بتجارب غرينا‪!..‬‬

‫ــــــــــــية تأخذ من االثنني ونضيف إليها خصوصيتنا‬ ‫اخلاص���ة والدولة لدينا قنات�ي�ن ليبيا الدولة‬ ‫والرمسية وامتنى أن نستفيد‪.‬‬

‫حممد الزنتاني خمرج أخبار ومدير برامج‬ ‫قناة الوطنية‪:‬‬

‫ع���ن التجرب���ة األملاني���ة والتش���يكية رمب���ا‬ ‫جن���د آلية تأخذ م���ن االثنني ونضي���ف إليها‬ ‫خصوصيتنا‬ ‫الرحلة ممتعة رغم بع���ض التعب يف التنقل‬ ‫م���ن مكان اىل م���كان وعدم الراح���ة لكن هذا‬ ‫ج���زء م���ن احلي���اة وبالعكس أعطتن���ا حيوية‬ ‫حت���ى ولو كربنا ‪ ،‬حنن نس���عو الجي���اد ألية‬ ‫لألع�ل�ام اللييب وعلينا أن نطلع على جتارب‬ ‫االخري���ن النه���ا تفيدنا جدا ‪ ،‬وع���ن التجربة‬ ‫االملانية والتش���يكية رمبا جند ألية تأخذ من‬ ‫االثنني ونضي���ف إليها خصوصيتن���ا الليبية‬ ‫وه���ذا ش���يء جي���د ‪ ،‬حتي���ة للدوتش���ي في�ل�ا‬ ‫والس���يد مارتن الذي نظم هلذه الزيارة ‪ ،‬وما‬ ‫ش���اهدناه من نظام اعالمي حقق الش���فافية‬ ‫واالستقالل نتمنى أن نراه على أسس ليبية‬ ‫جيدة وصادقة ‪.‬‬

‫فاطم��ة غن��دور املدي��ر الع��ام جلري��دة‬ ‫ميادين – اعالمية ‪.‬‬

‫رمبا يذهبوا اىل جماالت تناس���بهم بالطبيعة‬ ‫م���ن ليس هلم مكان س���يغادرون ليس بالقوة‬ ‫طبعا ‪.‬‬ ‫(أحي���ل املس���جل للصحف���ي وامل���دون ع�ل�اء‬ ‫الدرس���ي فيعلق أنا ال أس���تطيع الكالم تعبان‬ ‫مل امن م���ن االم���س الرحل���ة مرهق���ة خل���ي‬ ‫بعدين )‪.‬‬ ‫رض���ا فحي���ل الب���وم صحف���ي ومع���د ومقدم‬ ‫برامج ( ليبيا الدولية)‪:‬‬ ‫حنن لن خنرتع إعالمــاً خيصنا وسنس���تعني‬ ‫بتجارب غرينا‪!..‬‬ ‫من غري شك ضروري الواحد منا يستفيد من‬ ‫جت���ارب اآلخرين وملا ذهبنا اىل راديو تش���يك‬ ‫رببلي���ك قال مديرهم انه بعد ثورة التش���يك‬ ‫‪ 1989‬زاروا الس���ويد وأملاني���ا واس���تفادوا‬ ‫م���ن جتاربه���م ‪ ،‬وحن���ن لن خن�ت�رع إعالماً‬ ‫خيصنا سنستعني بتجارب غرينا مثل العلوم‬ ‫التطبيقي���ة نس���تفيد كما عادة ما يس���تفيد‬ ‫خاص���ة جترب���ة أملاني���ا اإلع�ل�ام العموم���ي‬ ‫وحري���ة اإلعالم جتربة رائ���دة وعريقة وهلا‬ ‫‪ 60‬س���نة تقريب���ا ‪ ،‬لف���ت اهتمام���ي االعالم‬ ‫العموم���ي ال���ذي يناف���س االع�ل�ام اخلاص ‪،‬‬ ‫واالع�ل�ام العمومي ال يس���مح حل���زب معني‬ ‫بالس���يطرة عل���ى االعالم كقن���وات راديو أو‬ ‫تلفزي���ون ‪ ،‬وش���روطه التعددية ومش���اركة‬ ‫كل أطي���اف اجملتمع هذا بالنس���بة لألعالم‬ ‫العموم���ي يف أملاني���ا وهن���اك قان���ون حي���دد‬

‫ال�ت�رددات وان القن���وات اخلاص���ة هل���ا هيئ���ة‬ ‫خاصة كاجمللس مسؤل ومراقب ‪.‬‬

‫خ�يري القن��دي مدي��ر االدارة التنفيذي��ة‬ ‫لقناة ليبيا الرمسية ‪:‬‬

‫كان���ت فيه اس���تجابة مجيلة ج���دا حتى من‬ ‫مديري القنوات‬ ‫الزي���ارة مفي���دة م���ن ناحي���ة التع���رف عل���ى‬ ‫االعالم يف املانيا بعد التغري الغري س���هل وبعد‬ ‫زيارتنا لعدة أماكن شاهدنا التطور التقين ‪،‬‬ ‫وهذا شيء خيصين وعملي ‪،‬ملا زرنا الدوتشي‬ ‫في�ل�ا توصلن���ا اىل التع���رف عل���ى اإلع�ل�ام‬ ‫العموم���ي والقنوات اخلاصة ال�ت�ي ُتعــ ُد نوعاً‬ ‫م���ن االحت���كار بالنس���بة ألملاني���ا والتش���يك‬ ‫اليت تق���وم باخرتاقات‪ ..‬كيف يت���م عقوبتها‬ ‫وسحب الرتاخيص منها وس���ؤالنا الدقيق يف‬ ‫ه���ذه األمور وكان���ت فيه اس���تجابة مجيلة‬ ‫ج���دا حتى من م���دراء القن���وات الذي���ن أبدوا‬ ‫اس���تعدادهم لتقديم خدم���ات وللتعاون فيما‬ ‫بيننا وحنن حمتاجون هلم وملس���اعدتهم من‬ ‫ناحية التعلي���م والتدريب بغ���ض النظر عن‬ ‫توف���ر االجه���زة ‪ ،‬حنتاج لتطوي���ر االعالم يف‬ ‫ليبيا ‪ ،‬واالجه���زة التقنية ونتمنى أن يقدموا‬ ‫لن���ا اخلدم���ات التدريبية من حي���ث التقنية‬ ‫‪ ،‬الثقاف���ة ‪ ،‬املذيع�ي�ن ‪ ،‬االلق���اء ! زرنا القس���م‬ ‫العربي يف الدوتش���ي وقدموا عروض ونرجو‬ ‫أن تع���ود الزي���ارة بالنف���ع لتطوي���ر االع�ل�ام‬ ‫اللي�ب�ي والعمومي ليتم الفص���ل بني القنوات‬

‫مل نقاب���ل أي���اً م���ن أعض���اء جمل���س العم���وم‬ ‫االعالم���ي حتى نقارب صدى أداء املؤسس���ات‬ ‫اليت زرناها‪،‬وكذلك ردود أفعال اجلمهور‬ ‫ش���كرا للدوتش���ي في�ل�ا وللس���يدين مارت���ن‬ ‫وخريي بوشاقور ولكل من رتب هلذه الزيارة‬ ‫‪ ،‬بالتأكيد أن التجربة األملانية والتش���يكية‬ ‫جتربت���ان ثريت���ان ونت���اج نض���ال توع���وي‬ ‫جمتمع���ي عق���ب حت���ول دفع���ت في���ه أمثان‬ ‫غالية ‪ ،‬رغم أننا مل نقارب ُمس���تقبل رس���الة‬ ‫االع�ل�ام العمومي فقد اقتصرت الزيارة على‬ ‫تعرفن���ا عل���ى اجلان���ب املُرس���ل ‪ ،‬مل نقابل أيا‬ ‫من أعض���اء جملس العم���وم اإلعالمي حتى‬ ‫نق���ارب صدى اداء املؤسس���ات ‪،‬وكذلك ردود‬ ‫أفع���ال اجلمهور ‪ ،‬ماذا يرون يف إعالم يقتص‬ ‫م���ن مرتباتهم ج���زءاً من املال ه���ل يقدم هلم‬ ‫كل م���ا حيتاجون���ه من معلوم���ات وخدمات‬ ‫ونق���ل ما يري���دون إيصال���ه للحكومة ؟ كنا‬ ‫نزور املؤسس���ات اليت تقع حتت بن���ده ‪ ،‬راديو‬ ‫تلفزي���ون نيو ميدي���ا ‪،‬ولف���ت انتباهي مديرة‬ ‫الحدى املؤسسات والتى قالت أنهم يسجلون‬ ‫نس���بة مش���اهدة عالي���ة لفرتت���ي االح���وال‬ ‫اجلوي���ة وأحوال الس�ي�ر والطرق���ات ؟ فبدت‬ ‫الرؤية آحادي���ة اجلانب‬ ‫ه���ل يدفع املواط���ن لقاء‬ ‫هاتني املهمتني ثم يتابع‬ ‫االع�ل�ام اخل���اص الذي‬ ‫خيتاره ويروق له ؟ بقت‬ ‫بعض االستفهامات اليت‬ ‫مل يرت���ب لإلجابة عنها‬ ‫ع�ب�ر الربنام���ج ‪ ،‬لك���ن‬ ‫الرحلة كان���ت معرفة‬ ‫جي���دة وممتع���ة خاصة‬ ‫وأن توقيته���ا ق���ارب أمحد شالدي ‪-‬مستشار رئاسة الوزراء‬ ‫لليالي االحتفاء والفرح‬ ‫بالسنة اجلديدة ‪ ،‬كل العام واجلميع خبري !‬

‫عبداهلل الفورتيه مكتب االنتخابات‬

‫حممد الزنتاني خمرج ومدير برامج‬

‫رضا فحيل البوم‪-‬صحفي واعالمي‬

‫بوشاقور منسق ليبيا للدوتشي فيال‬

‫خريي القندي ‪ -‬ليبيا الرمسية‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 8 ( - ) 87‬يناير ‪)2013‬‬

‫ليتحسس كل من اقرتب من القذايف على رأسه‬ ‫(قراءة يف كتاب الطرائد للصحفية الفرنسية أنيك كوجان)‬ ‫•شهوات القذايف ال حتد‬

‫عبد اهلل الكبري‬ ‫ما فعله القذايف مع ضحاياه من النس���اء‬ ‫مل خيطر ببال امللك شهر يار‪ ،‬إذ اكتفى‬ ‫حس���ب قصص أل���ف ليلة وليل���ة بقتل‬ ‫فت���اة كل ليل���ة بعد أن يقض���ي وطره‬ ‫منها‪ ،‬حتى متكنت شهرزاد من سلب لبه‬ ‫حبكاياتها املثرية واملشوقة اليت تنتهي‪.‬‬ ‫ولك���ن الق���ذايف م���ارس يف تعاطي���ه‬ ‫اجلنس احملرم مع النس���اء أبشع صنوف‬ ‫تعذيبه���ن‪ ،‬وق���د كش���فت الصحفي���ة‬ ‫جبري���دة لومون���د الفرنس���ية أني���ك‬ ‫كوج���ان يف كت���اب (الطرائ���د) الوجه‬ ‫اآلخ���ر للق���ذايف‪ .‬تلك احلي���اة الغامضة‬ ‫احملصنة خلف أس���وار األس���رار الكبرية‬ ‫لس���نوات حكم���ه‪ ،‬حي���ث حيتف���ظ يف‬ ‫قبو س���فلي بالفتي���ات والش���بان‪ ،‬يطلب‬ ‫أي واح���دة أو واح���د منه���م يف أي وقت‬ ‫ليلتح���ق به يف غرفت���ه اخلاصة بعد أن‬ ‫يرت���دي املالب���س الداخلي���ة وفقا لذوق‬ ‫الق���ذايف‪ ،‬وال خيج���ل الدكتات���ور م���ن‬ ‫التعري أمام ضحاياه أو حراسه‪.‬‬ ‫تدخل الضحية مرتددة فتقوم احلارسة‬ ‫األوىل بدفعه���ا إىل الداخ���ل لتص���دم‬ ‫برؤي���ة الثائ���ر املس���لم قائ���د القي���ادة‬ ‫اإلس�ل�امية العاملي���ة وإم���ام املس���لمني‬ ‫عاري���اً كم���ا ولدت���ه أم���ه‪ ،‬مم���دداً على‬ ‫س���رير فاخر شاسع‪ ،‬شاهراً أنيابه وكل‬ ‫أعضائه الفرتاسها بقسوة‪.‬‬

‫لي���س دقيق���ا وص���ف ش���هوة وممارس���ات‬ ‫الدكتات���ور معم���ر الق���ذايف م���ع النس���اء‬ ‫بالس���رية وأن جم���رد ذكره���ا يف بض���ع‬ ‫صفحات م���ن كت���اب رفيقه الدبلوماس���ي‬ ‫عبدالرمح���ن ش���لقم يف كتابه (أش���خاص‬ ‫ح���ول الق���ذايف) كان مفاجئ���اً إىل حد غري‬ ‫قاب���ل للتصدي���ق‪ ،‬فالليبي���ون يعرف���ون هذا‬ ‫اجلان���ب وخاص���ة الدائرة القريب���ة‪ ،‬فمن ال‬ ‫يع���رف أن هبوط ي���د الدكتاتور على رأس‬ ‫امرأة أو حتى فتاة قاصرة‪ ،‬أثناء االحتفاالت‬ ‫وقت التقاط الصورة إمنا هو رسالة مشفرة‬ ‫لقوادي���ه مفادها‪ :‬هذه أريدها‪ ،‬وال نعرف هل‬ ‫تسري الرسالة نفسها على رؤوس الذكور‪،‬‬ ‫إذاً ليتحسس كل من اقرتب منه رأسه!‬ ‫مثة الكثري من القصص اليت يتناقلها الناس‬ ‫سراً يف أحاديثهم خالل السنوات املاضية عن‬ ‫جرائم القذايف اجلنس���ية ونزواته وس���اديته‬ ‫وطريقت���ه الوحش���ية يف مضاجعة النس���اء‪،‬‬ ‫ولك���ن أج���واء اخل���وف أبقت ه���ذه القصص‬ ‫ضم���ن إط���ار التابوهات املس���كوت عنها‪ ،‬وإذا‬ ‫كان ج���زء كب�ي�ر من عام���ة الن���اس يعلم‬ ‫بن���زق الق���ذايف وانعدام أخالق���ه متاماً فماذا‬ ‫ع���ن املقرب�ي�ن من���ه؟ إنه���م يعلم���ون أكثر‬ ‫وال ري���ب‪ ،‬ولكنه���م صمت���وا حفاظ���اً عل���ى‬ ‫حياته���م وعلى أس���رهم‪ ،‬وهذا ع���ذر مقبول‬ ‫خاص���ة وحنن نع���رف شراس���ة الدكتاتور‬ ‫وعطش���ه الدائم للدماء‪ ،‬ولكن هل يغفر هلم‬ ‫استمرارهم يف خدمته وعدم االنسحاب بأي‬ ‫حيلة أو ذريعة؟‪.‬‬ ‫مفاج���آت كث�ي�رة وحكاي���ات ل���ن يبدعه���ا‬ ‫أعظ���م الروائيني س���نقرؤها يف كتاب أنيك‬ ‫كوج���ان‪ ،‬حول س���لوك القذايف مع النس���اء‬ ‫والرج���ال وممارس���ته علن���ا للش���ذوذ أم���ام‬ ‫ضحاي���اه وحرس���ه‪ ،‬واس���تخدامه اجلن���س‬ ‫كس�ل�اح يذل به املقربني من���ه وإفراطه يف‬ ‫تعاطي السحر ونزواته الغريبة‪ ،‬فإذا طالعنا‬ ‫أي رواية تروي سرية الدكتاتور من خالل‬ ‫مزج اخليال باحلقيقة‪ ،‬لن جند أي تفصيل‬ ‫حقيق���ي أو متخي���ل مما ذكرت���ه كوجان‬ ‫من خالل ش���هادات صادق���ة متطابقة متاماً‬ ‫مع ش���هادات أخرى‪ ،‬س���ردها بعض الضحايا‬ ‫الذين عربوا فراش القذايف وأقبيته السرية‪،‬‬ ‫م���ع قص���ص متنوع���ة ع���ن فري���ق متكامل‬ ‫ينتش���ر يف عواص���م الع���امل جلل���ب الفنانات‬ ‫واملطربات إىل اجلماهريي���ة واالطالع على‬ ‫اإلجنازات احلضاري���ة العمالقة ثم مقابلة‬ ‫األخ القائد‪.‬‬

‫•الدكتات��ور ه��و الدكتات��ور مهم��ا‬ ‫اختلف الزمان‬

‫لن جي���د القارئ ه���ذا اجلن���ون يف أي رواية‬ ‫أو س�ي�رة ع���ن الدكتات���ور‪ ،‬رمب���ا نتأك���د‬ ‫فق���ط أن الدكتات���ور ه���و الدكتاتور مهما‬ ‫اختل���ف الزم���ان والعص���ر واجلغرافي���ا‪ ،‬إذ‬ ‫تتش���ابه الس�ي�ر واملمارس���ات الدكتاتوري���ة‬ ‫للنظ���م االس���تبدادية القمعي���ة م���ع بع���ض‬ ‫االختالف يف التفاصيل الصغرية‪ ،‬فالش���هوة‬ ‫للنس���اء س���وف تطالعه���ا يف رواي���ة الس���يد‬ ‫الرئيس للكتاب الغواتيم���اىل ميخيل أخنل‬ ‫اس���تورياس عن حك���م الدكتاتور اس�ت�رداد‬

‫كابري���را لغواتيم���اال‪ ،‬وكذل���ك يف حفل���ة‬ ‫التي���س الرواية الش���هرية للكات���ب البريويف‬ ‫ماريو بارغاس يوس���ا عن حك���م الدكتاتور‬ ‫تروخيي���و للدومني���كان‪ ،‬وحت���ى يف الرواية‬ ‫العربي���ة الوحي���دة ع���ن الدكتات���ور ب���كل‬ ‫قبح���ه وش���ذوذه ال�ت�ي ت���روي س�ي�رة صدام‬ ‫حس�ي�ن للكاتب العراقي مه���دي حيدر‪ ،‬وهو‬ ‫اس���م مس���تعار لروائي عراقي ش���هري يعيش‬ ‫يف املنف���ى من���ذ عق���ود‪ ،‬ولك���ن خي���ال هؤالء‬ ‫الروائي�ي�ن مل يس���عفهم لتخيل م���ا "أبدعه"‬ ‫دكتات���ور ليبيا يف تعذيب النس���اء والرجال‬ ‫مبمارس���ات جنس���ية ال نظري لبش���اعتها‪ ،‬يف‬

‫س���عيه احملم���وم إلذالل اآلخري���ن وتدم�ي�ر‬ ‫ليس حياتهم وحسب بل وأرواحهم أيضاً‪.‬‬ ‫الب���د ملن يطالع كتاب الطرائد أن يتس���اءل‬ ‫م���ن س���هل للق���ذايف ارت���كاب كل ه���ذه‬ ‫اجلرائ���م؟ م���ن جل���ب ل���ه القاص���رات؟ من‬ ‫ق���ام بعملي���ات اإلجهاض والرت���ق والرتميم‬ ‫ألجساد الضحايا؟‪.‬‬ ‫مث���ة أطب���اء يعرف���ون الكث�ي�ر من األس���رار‬ ‫ألنهم خدم���وا القذايف‪ ،‬وكان���وا يتفاخرون‬ ‫باقرتابهم منهم ومتييزهم مبا ترتب عن هذا‬

‫االق�ت�راب من نفوذ ومزاي���ا مادية ومعنوية‪،‬‬ ‫فهل يصحو ضمري هؤالء ويكش���فوا لليبيني‬ ‫كافة احلقائق؟‬ ‫لنطال���ع ش���هادة طبي���ب لييب عن ث���ورة ‪17‬‬ ‫فرباي���ر كم���ا دونه���ا يف كت���اب (على منت‬ ‫االنتص���ار ملصراتة) يقول الدكتور صبحي‬ ‫رزق اهلل يف الصفحة ‪ 105‬وهو يتحدث عن‬ ‫اجتماع عق���د بطرابل���س يف ‪2011.09.20‬‬ ‫النتخ���اب أعض���اء نقابة األطب���اء بطرابلس‬ ‫"‪ ...‬جلس من اعتادوا اجللوس بالصف األول‬ ‫ومنه���م من أعرفهم جي���داً ومنهم من كان‬ ‫يتفاخ���ر يوم���اً مبرافق���ة الطاغية كطبيب‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 8 ( - ) 87‬يناير ‪)2013‬‬

‫‪09‬‬

‫مسرية العجيلي‬

‫ال إفراط وال تفريط‬ ‫أنيك كوجان‬ ‫ل���ه ولعائلته‪ ،‬بل كان مس���تفيداً حق االس���تفادة مادياً ومعنوي���اً من ذلك‪ ،‬ومت‬ ‫تفتيش الداخلني تفتيش���اً دقيقاً وحضر د‪ .‬الكريكش���ي حماط بثالث مسلحني‬ ‫وقلت ساعتها ما أشبه اليوم باألمس‪ ،‬هاهو احلرم اجلامعي ينتهك حفاظاً على‬ ‫حياة رئيس اجلامعة املكلف ‪"...‬‬ ‫الكريكش���ي لديه ما يقول يف ش���أن نزوات القذايف وأدىل بشهادته للكاتبة حول‬ ‫ً‬ ‫اكتش���افه لغرفة س���رية يف اجلامع���ة جمهزة جتهيزاً‬ ‫كام�ل�ا بكل ما خيص‬ ‫أمراض النس���اء والوالدة‪ ،‬ويتوقع أنها استخدمت يف عمليات إجهاض أو إعادة‬ ‫تركيب غشاء البكارة ‪.‬‬ ‫هكذا يفرتض د‪.‬كريكش���ي ال���ذي يعرتف للكاتبة أن���ه كان الطبيب الرمسي‬ ‫البن�ت�ي الق���ذايف عائش���ة وهناء وه���ذا متوق���ع ألي طبيب ماه���ر يف ختصصه‪،‬‬ ‫فزعي���م البالد والعباد س���وف خيتار األكفأ لعالجه وعالج أس���رته‪ ،‬وقد وجد‬ ‫الدكتور الكريكش���ي الذي يبدو أنه وصل أو ً‬ ‫ال للقبو الس���ري يف اجلامعة عدة‬ ‫فيديوهات حتتوي صور حية لالعتداءات اجلنسية اليت ارتكبها القذايف ولكنه‬ ‫أتلفه���ا لكي ال تق���ع بني أياد غري مس���ؤولة وتعلق الكاتبة بذه���ول على عملية‬ ‫إلتالف بأن القضاء هو الذي ينبغي أن يقرر هذا األمر!‪.‬‬

‫•من األجدى أن يقرأ الليبيون الكتاب‬

‫واحلاص���ل‪ ..‬لقد ص���در الكتاب وترجم إىل العربية وس���وف يرتج���م إىل لغات‬ ‫أخ���رى ويطالعه العامل كله‪ ،‬إنصافا للضحايا من جمرم طاغية يس���خر كل‬ ‫اإلمكانيات من أجل الس���يطرة واإلخض���اع واإلذالل‪ ،‬ولك���ن العدالة كانت له‬ ‫باملرصاد ومت اغتصابه بقضيب حتى سال الدم يف حركة رمزية تشفي بعض‬ ‫غلي���ل الضحاي���ا‪ ،‬ومن األج���دى أن يقرأ الليبي���ون الكتاب ليعرف���وا أن املطالبة‬ ‫باعتبار حقبة القذايف الس���وداء يف تاريخ ليبيا هي حقبة اجلرائم واالنتهاكات‬ ‫فال يكتفوا بإدانتها وإمنا حماسبة كل من ساهم فيها‪ ،‬وسعى لرتسيخها وهو‬ ‫يعلم جبزء من جرائمها على األقل‪ ،‬فالقذايف مل يكن وحده‪ ،‬بل كان له أعوان‬ ‫يف كل اجلرائ���م اليت ارتكبها واصطفى من الش���عب احلثالة عدميي األخالق‬ ‫ليساعدوه على ارتكاب جرائمه‪.‬‬ ‫لقد كان تروخيو دكتاتور الدومنيكان ينتهك ش���رف وعرض زوجات وبنات‬ ‫وزرائه وحاش���يته‪ ،‬ومن الالتي اعتدى عليهن أورانيا ابنة وزير الدولة ورئيس‬ ‫جملس الش���يوخ يف عه���د الديكتاتور‪ ،‬وقدمها والدها وجبة ش���هية للدكتاتور‬ ‫وبعد س���نوات طويلة وقفت أمامه لتصفي حس���ابها مع���ه وهو نصف ميت بعد‬ ‫إصابته بشلل دماغي‪ ،‬تقول أورانيا لوالدها‪ :‬إنكم يف احلقيقة كنتم تستلذون‬ ‫التل���وث يف القذارة‪ ،‬وأن تروخييو قد أخرج من أعماق أرواحكم ميال مازوش���يا‬ ‫لكي يهينها ككائنات حتتاج إىل من يبصق عليها ألنها بالتحقري جتد ذواتها‪.‬‬ ‫ه���ل مثة وصف يليق بأع���وان القذايف مؤلف قصة حتيا دولة احلقراء أبلغ من‬ ‫ه���ذا الوصف‪ ،‬الذي أجراه ماريو بارغاس يوس���ا على لس���ان إحدى ش���خصيات‬ ‫رواية حفلة التيس‪ ،‬وهل بوس���عها أن تصف���ح وتعيد ثقتنا فيهم ونبقى عليهم‬ ‫يف مفاصل دولتنا الوليدة اجلديدة؟‪.‬‬

‫اإلع�ل�ام يع�ن�ي تزوي���د اجلمه���ور باألخب���ار الصحيحة‬ ‫واملعلوم���ات واحلقائ���ق الثابت���ة وال�ت�ي تس���اعده عل���ى‬ ‫تكوي���ن رأي صائب يف واقعة من الوقائع‪ ،‬أو مش���كلة من‬ ‫املش���كالت‪ ،‬حبيث يعرب هذا الرأي تعب�ي�راً موضوعياً عن‬ ‫عقلية اجلمهور واجتاهاته وميوله‪.‬‬ ‫وعل���ى ذلك ف���إن اإلع�ل�ام التخصصي الدي�ن�ي‪ ،‬البد أن‬ ‫يعك���س ال���روح واملب���ادئ والقي���م اإلس�ل�امية‪ ،‬ويتن���اول‬ ‫كاف���ة املعلوم���ات واحلقائ���ق واألخب���ار املتعلق���ة بكافة‬ ‫نواح���ي احلي���اة السياس���ية واالقتصادي���ة واالجتماعية‬ ‫والقانونية والدينية واألخالقية‪,‬‬ ‫ومن ه���ذا املنطل���ق فإنه هن���اك هدفني رئيس�ي�ن يهدف‬ ‫إليهم���ا اإلع�ل�ام الدي�ن�ي املتخص���ص يف جمتمعن���ا‬ ‫اإلسالمي‪:‬‬ ‫•تدعيم اإلسالم وتثبيته‪.‬‬ ‫•تعميم اإلسالم‪.‬‬ ‫ولكل من هذين اهلدفني أهداف فرعية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬نشر حقيقة اإلسالم‪.‬‬ ‫ب‪ -‬التخفيف من حدة الصراعات املذهبية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬التأكي���د عل���ى العالق���ة الوثيق���ة ب�ي�ن اإلس�ل�ام‬ ‫والرتبية والتعليم واإلعالم‪.‬‬ ‫د‪ -‬مواكبة ومس���ايرة الواقع ب���كل املتغريات اليت جتري‬ ‫في���ه ‪ ،‬والعم���ل عل���ى تقدي���م البدائل اإلس�ل�امية ‪ ،‬حتى‬ ‫اليتم اللجوء إىل اس���ترياد احللول وجتريب التطبيقات‬ ‫املستوردة‪.‬‬ ‫واهل���دف اإلس�ت�راتيجي الثاني الب���د أن يت���م من خالل‬ ‫وض���ع منهجي���ة متكاملة وبرام���ج إعالمي���ة مركزة‪،‬‬ ‫باإلضاف���ة للعم���ل الذي تق���وم بها املراكز اإلس�ل�امية‬ ‫املتخصصة يف جمال الدعوة‪.‬‬ ‫وم���ا يعنينا هن���ا اجلانب اإلعالمي ‪ ،‬وال���ذي يتلخص يف‬ ‫تقدي���م إعالم ه���ادف وتنموي يس���هم يف ترس���يخ القيم‬ ‫واملفاهي���م اإلس�ل�امية ‪ ،‬انطالق���ا م���ن حاج���ات اجملتمع‬ ‫وثوابته ‪ ،‬من خالل استثمار تقنيات اإلعالم‪ ،‬وفق منهج‬ ‫علمي وعملي يستقطب شرائح اجملتمع مبا يكفل تأثرياً‬ ‫حيقق التغري املنشود‪.‬‬ ‫ولع���ل من أب���رز املهام ال�ت�ي ينبغي على وس���ائل اإلعالم‬ ‫املختلفة القيام بها يف هذه املرحلة الصعبة تتمثل يف‪:‬‬ ‫•التوعية باملفاهيم والقيم اإلسالمية يف شتى جماالت‬ ‫احلياة‪ ،‬ومن ثم اإلس���هام يف تكوي���ن املواطن القادر على‬ ‫تنمية جمتمعه‪.‬‬ ‫•دع���م وتنمية التواصل اإلجياب���ي التفاعلي مع مجيع‬ ‫ش���رائح اجملتمع‪ ،‬عن طريق وس���ائل اإلعالم‪ ،‬مع تقديم‬ ‫التوجيهات الصحيحة من منظور حضاري إسالمي‪.‬‬ ‫•ض���رورة جتدي���د لغ���ة اخلط���اب الديين‪ ،‬واس���تخدام‬ ‫العقل يف فهم النص والواقع‪.‬‬ ‫•ينبغ���ي إال ينفص���ل اإلعالم الديين ع���ن الواقع‪ ،‬وإمنا‬ ‫جي���ب حتديثه وتطوي���ره‪ ،‬والبد من املراجعة لش���روط‬ ‫الكلمة الدينية املسئولة‪.‬‬ ‫•ض���رورة الرتكي���ز عل���ى مس���ألة الرتبي���ة وبن���اء‬ ‫الش���خصية اإلس�ل�امية ‪ ،‬ورس���م آف���اق املس���تقبل يف‬ ‫ض���وء التوجه القرآن���ي والنبوي‪ .‬حبي���ث ال نرتك اجملال‬ ‫للجماع���ات الديني���ة املتطرف���ة لتوجه املواط���ن كيفما‬ ‫تريد‪ ،‬وتبعده عن الوسطية اليت نادى بها ديننا احلنيف‪،‬‬ ‫ه���ذه اخلاصية اليت مي���زت الدين اإلس�ل�امي عن بقية‬ ‫األدي���ان بقوله س���بحانه وتع���اىل ‪ ( :‬وكذلك جعلناكم‬

‫أمة وس���طاً لتكونوا ش���هداء على الناس ويكون الرس���ول‬ ‫عليكم شهيداً) سورة البقرة‪ . 143‬صدق اهلل العظيم‬ ‫إن وس���طية األم���ة اإلس�ل�امية مس���تمدة من وس���طية‬ ‫منهجها‪ ،‬االعتدال والتوازن‪ ،‬فال إفراط وال تفريط‪.‬‬ ‫وم���ن ب�ي�ن املب���ادئ األساس���ية اليت يق���وم عليه���ا منهج‬ ‫الوس���طية يف اإلس�ل�ام كم���ا أورده���ا الش���يخ يوس���ف‬ ‫القرضاوي يف كتابه " كلمات يف الوسطية اإلسالمية‬ ‫ومعامله���ا" ص‪ : .58‬ه���ي التأكي���د عل���ى امل���زج ب�ي�ن‬ ‫الروحانية واملادية‪ ،‬بني الربانية واإلنس���انية‪ ،‬بني العقل‬ ‫والوجدان حبيث يأخذ كل جانب منها حقه‪ .‬وهي تعين‬ ‫تكامل العناي���ة بالعب���ادة والثقافة والرياض���ة والفنون‪.‬‬ ‫فالعبادة تغذي ال���روح والثقافة تغذي العقل والرياضة‬ ‫تغذي اجلس���م‪ ،‬والفن يغ���ذي الوجدان‪ .‬م���ع الدعوة إىل‬ ‫املب���ادئ والقي���م اإلنس���انية واإلجتماعيةمث���ل‪ :‬الع���دل‬ ‫والشورى واحلرية والكرامة ‪ ،‬وحقوق اإلنسان ‪.‬‬ ‫• احرتام حق الش���عوب يف اختي���ار حكامها دون تزييف‬ ‫إلرادتها‪ ،‬أو فرض حاكم عليها يقودها‪ ،‬وهلا أن تس���أله‬ ‫وحتاسبه وتعزله إذا متادى يف غيه‪.‬‬ ‫•املوازن���ة ب�ي�ن ثواب���ت الش���رع ومتغ�ي�رات العص���ر‪ ،‬مع‬ ‫ض���رورة مراع���اة الثب���ات يف األه���داف والغاي���ات ويف‬ ‫األص���ول والكلي���ات ‪ ،‬واملرون���ة والتط���ور يف الوس���ائل‬ ‫واآلليات ‪.‬‬ ‫•الرتكيز على القيم األخالقية اليت عنى بها اإلسالم‬ ‫‪ ،‬س���واء كان���ت أخالقي���ة فردية أم اجتماعي���ة ‪ ،‬ورفض‬ ‫موقف الذين يعتربون األخالق كل شأ‪.‬‬ ‫•توكيد ما جاء به اإلس�ل�ام من إعط���اء املرأة حقوقها‬ ‫ومكانه���ا وكرامته���ا وحتريره���ا م���ن رواس���ب عص���ور‬ ‫التخلف والرتاجع اإلسالمي ‪,‬‬ ‫والوس���طية ال�ت�ي متي���ز به���ا الدي���ن اإلس�ل�امي تنعكس‬ ‫بالتال���ي على العالقة بني الدين والدولة‪ ،‬ولذلك ينبغي‬ ‫أن تنعكس هذه اخلاصية على وسائل اإلعالم يف أكثر‬ ‫من زاوية وذلك من خالل‪:‬‬ ‫تب�ن�ي ه���ذه الوس���طية كمنه���ج وأس���لوب يف معاجل���ة‬ ‫القضايا واملوضوعات ال�ت�ي تهم أفراد اجملتمع من خالل‬ ‫ع���رض الفكر اإلس�ل�امي الوس���طي‪ .‬الت���وازن يف عرض‬ ‫املوضوع���ات والقضاي���ا حبي���ث ال يطغ���ى جان���ب عل���ى‬ ‫أخ���ر وال يغف���ل جمال م���ن اجملاالت‪ ،‬حبي���ث ال ينفصل‬ ‫اإلع�ل�ام عن الواق���ع‪ ،‬وإمنا جيب حتديث���ه وتطويره‪.‬وال‬ ‫تصبح الوس���طية جمرد ش���عارات ترفع م���ن قبل بعض‬ ‫الش���خصيات إثن���اء املقاب�ل�ات الصحفي���ة ع�ب�ر وس���ائل‬ ‫اإلعالم املختلفة واليت تس���تخدم عن���د العديد من هذه‬ ‫الش���خصيات ك"دعاي���ة" لي���س إال‪ .‬والصحي���ح أن يت���م‬ ‫االس���تعانة ببع���ض الش���خصيات الديني���ة املعروف���ة ب"‬ ‫الوس���طية" يف ط���رح العدي���د م���ن املوضوع���ات اليت تهم‬ ‫املواط���ن وتس���اعده يف بن���اء الدولة‪ ،‬ولعل م���ن أبرز هذه‬ ‫القضاي���ا واملوضوعات " نزع الس�ل�اح" ه���ذه القضية اليت‬ ‫باتت ت���ؤرق املواطن واليت باس���تمرارها س���تصبح عائقا‬ ‫أمام حت���ول بالدنا م���ن مرحلة الث���ورة إىل مرحلة بناء‬ ‫الدول���ة‪ ،‬وميكن هلذه الش���خصيات املرغوب���ة اجتماعيا ‪،‬‬ ‫أن تساهم بش���كل إجيابي إليقاف عملية انتشار السالح‬ ‫واس���تخدامه بش���كل س���ليب ‪ ،‬من خالل التواص���ل بينهم‬ ‫وبني وس���ائل اإلعالم املختلفة‪ ،‬بالدعوة للمشاركة يف‬ ‫برام���ج التنمي���ة املقرتحة ‪ ،‬وع���دم النظ���ر إىل الوراء بل‬ ‫التوجه إىل املستقبل ‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 8 ( - ) 87‬يناير ‪)2013‬‬

‫تفاؤل حذر‪ :‬هل أفلتت ليبيا بعد الــ‬ ‫ديرك فاندويل‬ ‫عرض ‪ :‬طارق راشد عليان‬ ‫كريستوفر ستيفنز‬

‫أدى مقتل السفري األمريكي يف ليبيا‪ ،‬كريستوفر‬ ‫س���تيفنز‪ ،‬وثالثة أمريكيني آخرين‪ ،‬أثناء هجوم‬ ‫نف���ذه حش���د غاضب م���ن الناس عل���ى القنصلية‬ ‫األمريكي���ة يف بنغ���ازي يف ‪ 11‬س���بتمرب ‪، 2012‬‬ ‫إىل تركيز انتباه العامل على مشكالت ليبيا فيما‬ ‫بعد القذايف‪ .‬فقد أظهرت أحداث الشغب كال من‬ ‫قوة امليليش���يات اإلس�ل�امية‪ ،‬وعجز احلكومة يف‬ ‫طرابلس عن توفري األمن‪ ،‬واحلفاظ على النظام‬ ‫يف ش���تى رب���وع البلد‪ .‬فاالنفالت األمين والفس���اد‬ ‫متفش���يان‪ ،‬وال ت���زال األس���ئلة األساس���ية ح���ول‬ ‫هيكل املؤسسات السياس���ية واالقتصادية الليبية‬ ‫وعمله���ا تبح���ث ع���ن إجابة‪.‬لكن هذه املش���كالت‬ ‫ال ينبغ���ي أن حتج���ب حقيق���ة أن القصة الكربى‬ ‫عن ليبيا اجلديدة إجيابية‪ ،‬فس���يناريوهات أسوأ‬ ‫االفرتاضات اليت شاع التنبؤ بها منذ عام مضى مل‬ ‫تتحقق‪ .‬وهناك يف واقع األمر مس���وغات للتفاؤل‬ ‫املش���وب باحلذر بش���أن املس���تقبل‪ ،‬حبسب حتليل‬ ‫لدي���رك فاندوي���ل‪ ،‬يف جمل���ة “فوري���ن أف�ي�رز”‬ ‫األمريكية‪.‬‬ ‫من���ذ عام ونص���ف عام‪ ،‬ب���دت ليبيا كما ل���و أنها‬ ‫س���تكون البلد الذي ش���هد نهاية الربي���ع العربي‪.‬‬ ‫فبع���د أن متخض���ت االنتفاض���ات الش���عبية ع���ن‬ ‫اإلطاح���ة الس���لمية بالديكتاتوري���ن يف تون���س‬ ‫ومص���ر اجملاورت�ي�ن‪ ،‬حتول���ت الث���ورة الليبي���ة‬ ‫إىل ح���رب أهلي���ة دموي���ة‪ .‬وحت���ى عندم���ا أطاح‬ ‫املتم���ردون يف نهاي���ة املط���اف‪ ،‬ومبس���اعدة م���ن‬ ‫الغرب‪ ،‬بنظام معمر القذايف يف أغسطس ‪،2011‬‬ ‫كان���ت هناك الكث�ي�ر من العقب���ات‪ .‬فالليبيون –‬ ‫كم���ا يقول ديرك فاندويل ‪ -‬لديهم حس ضئيل‬ ‫باهلوي���ة الوطنية للدول���ة‪ ،‬وال ميلكون أية خربة‬ ‫يف الدميقراطية‪ .‬وقد تول���ت قيادة البلد حكومة‬ ‫انتقالية مل تكن حمت ِكرة الستعمال القوة‪ .‬ولبناء‬ ‫دولة ناجح���ة‪ ،‬كان يتعني عل���ى ليبيا أن تتغلب‬ ‫على مرياث عقود أربعة من احلكم الديكتاتوري‪،‬‬ ‫حال خالهلا القذايف دون تطور مؤسس���ات وطنية‬ ‫حقيقية‪.‬‬

‫•أسباب السالسة يف التحول اللييب‬

‫لك���ن اآلن‪ ،‬وخالف���ا للتوقع���ات‪ ،‬ت�ب�رز ليبي���ا‬ ‫كواح���د من أجن���ح البل���دان اليت خت���رج من‬ ‫االنتفاض���ات ال�ت�ي ه���زت الع���امل العربي على‬ ‫م���دى العامني املاضيني‪ .‬فف���ي ‪ 7‬يوليو ‪2012‬‬ ‫‪ ،‬أج���رت ليبي���ا أول انتخابات وطنية تش���هدها‬ ‫منذ س���قوط القذايف‪ ،‬صوّت خالهلا املواطنون‬ ‫يف سالم الختيار املؤمتر الوطين العام اجلديد‬ ‫املؤلف من ‪ 200‬عضو‪ .‬وبعد ذلك بشهر واحد‪،‬‬ ‫ق���ام اجملل���س االنتقال���ي الوط�ن�ي‪ -‬ال���ذي برز‬ ‫بصفته القي���ادة السياس���ية للمعارض���ة أثناء‬ ‫األي���ام األوىل م���ن احل���رب األهلي���ة ‪ -‬بنق���ل‬ ‫صالحيات���ه رمس ًيا إىل املؤمت���ر الوطين العام‪.‬‬ ‫وسوف تتوىل اآلن جلنة مهمة صياغة دستور‬ ‫الب�ل�اد الذي س��� ُيطرح بعدئذ على الش���عب يف‬ ‫اس���تفتاء عام‪ .‬وقد س���ارت كل هذه التطورات‬ ‫وف���ق اجل���دول الزم�ن�ي الذي وضع���ه اجمللس‬ ‫االنتقال���ي الوط�ن�ي يف خض���م احل���رب‪ .‬هناك‬ ‫صعوب���ات هائل���ة يف الطري���ق‪ ،‬لكن السالس���ة‬ ‫غري املتوقعة للتحول السياس���ي يف ليبيا‪ ،‬حتى‬ ‫اآلن‪ ،‬متثل إجنا ًزا بالنسبة لبلد ال يزال يرتنح‪،‬‬ ‫نتيجة عقود من ديكتاتورية القذايف‪.‬‬ ‫رأى كثري م���ن الباحثني يف الش���أن اللييب أن‬ ‫افتق���ار البلد إىل التطور املؤسس���ي نذير س���وء‬ ‫مبستقبله كدولة دميقراطية‪ .‬غري أن السنة‬ ‫املاضي���ة تش�ي�ر إىل أن ليبيا اس���تفادت بالفعل‬ ‫م���ن اضطراره���ا إىل البدء من الصف���ر تقري ًبا‬ ‫يف بن���اء دول���ة فاعل���ة‪ .‬فعل���ى خ�ل�اف تون���س‬ ‫ومصر‪ -‬اللتني أثبتت املؤسس���ات املس���تحكمة‬ ‫بعمق فيهم���ا‪ ،‬كالقوات املس���لحة والنظامني‬ ‫البريوقراطيني القويني‪ ،‬مقاومتهما لإلصالح‬ ‫ مل يك���ن قادة طرابلس اجل���دد يف حاجة إىل‬‫تفكيك مؤسس���ات كربى متث���ل بقايا النظام‬ ‫القديم‪ ،‬حبسب الفورين أفريز‪.‬‬ ‫ال ت���ؤذن اإلجن���ازات اليت حققته���ا ليبيا أخريا‬ ‫إال ببداي���ة ما يبش���ر بأن تك���ون عملية طويلة‬ ‫وصعبة إلص�ل�اح البلد ال���ذي مزقته احلرب‪.‬‬ ‫لك���ن إذا كانت هناك أية داللة يف االنتخابات‬ ‫ال�ت�ي أجري���ت يف يولي���و ‪ ،2012‬ف���إن معظ���م‬ ‫الليبي�ي�ن عاق���دو الع���زم عل���ى بن���اء جمتم���ع‬ ‫سياس���ي حيرتم االختالف���ات يف الرأي‪ ،‬وحيل‬ ‫النزاعات من خالل عمليات دميقراطية‪ ،‬وهو‬ ‫شيء مل يتمتعوا به من قبل قط‪.‬‬

‫كب���ار الق���ادة العس���كريني للمتمردي���ن يف‬ ‫يولي���و ‪ ،2011‬وهو عب���د الفت���اح يونس‪ ،‬على‬ ‫أيدي أفراد ميليش���يات مناهضة للقذايف‪ ،‬وما‬ ‫نت���ج ع���ن ذلك م���ن فوض���ى داخ���ل املعارضة‪،‬‬ ‫ُتظه���ر أن اجملل���س االنتقال���ي الوطين س���وف‬ ‫يثبت هو اآلخ���ر أيضا عدم قدرته على ترميم‬ ‫ه���ذه الش���روخ التارخيي���ة‪ .‬وحتى بع���د جناح‬ ‫املتمردي���ن‪ ،‬ف���إن العش���رات م���ن امليليش���يات‬ ‫القوية ‪ -‬اليت يتألف بعضها من حماربني ثوار‬ ‫حقيقيني‪ ،‬وبعضها اآلخر من جمرد بالطجة‬ ‫مسلحني‪ -‬هددت سيطرة احلكومة االنتقالية‬ ‫عل���ى البل���د‪ .‬لق���د كان هن���اك تش���اؤم حيال‬ ‫مس���تقبل ليبي���ا لدرج���ة أن عددا من وس���ائل‬ ‫اإلع�ل�ام الدولي���ة واحمللية‪ ،‬م���ن ضمنها ليبيا‬ ‫هريال���د‪ ،‬باكورة الصح���ف الليبية املنش���ورة‬ ‫باللغة اإلجنليزية‪ ،‬أش���ارت على حنو منتظم‬ ‫إىل أن ليبي���ا س���وف تصب���ح الدول���ة الفاش���لة‬ ‫التالي���ة يف العامل‪ ،‬حيث س���تمزقها الصراعات‬ ‫القبلي���ة واإلقليمية إربا‪ ،‬ويُفس���دها كل من‬ ‫األم���وال النفطي���ة‪ ،‬وسياس���ات "ف���رق تس���د"‬ ‫القدمي���ة ذاتها اليت أبقت على النظام الس���ابق‬ ‫متحصن���ا مل���دة تزي���د عل���ى أربعة عق���ود من‬ ‫الزمن‪.‬‬ ‫على الرغم من أن ليبيا مل تنفجر من الداخل‪،‬‬ ‫ف���إن االنفالت األمين‪ -‬كما ي���دل عليه مقتل‬ ‫الس���فري األمريكي ‪ -‬والفساد ال يزاالن باقيني‪،‬‬ ‫وال ي���زال الث���وار ينف���ذون القان���ون بأيديهم‪،‬‬ ‫حي���ث قام أعضاء امليليش���يات املارق���ة بتعذيب‬ ‫احملتجزي���ن الذي���ن ألق���وا القب���ض عليه���م‬ ‫أثناء احل���رب األهلي���ة واالعت���داء عليهم‪ .‬وال‬ ‫تزال امل���دن تعاني من أعمال النهب والس���طو‪،‬‬ ‫وخمططات احلماية الشبيهة بعصابات املافيا‪.‬‬ ‫ويف اجلزء اجلنوبي من البلد‪ ،‬ختوض القبائل‬ ‫الليبية احمللية حربً���ا ضد مجاعات التبو على‬ ‫الس���يطرة على ممارس���ة تهريب الس���لع عرب‬ ‫احل���دود‪ ،‬مب���ا حتقق م���ن أرباح وف�ي�رة‪ ،‬واليت‬ ‫يب���دو أن احلكومة عاجزة ع���ن احتوائها‪ .‬ومما‬ ‫كب�ي�را م���ن أعمال‬ ‫ين���ذر باخلط���ر أن ج���ز ًءا‬ ‫ً‬ ‫التهريب هذه يش���تمل على أس���لحة‪ ،‬مبا فيها‬ ‫قذائ���ف صاروخية موجهة باحل���رارة‪ ،‬وقنابل‬ ‫صاروخية‪ ،‬منهوبة من املس���تودعات اليت تعود‬

‫•سلبيات وإجيابيات التحول اللييب‬

‫عقب س���قوط القذايف‪ ،‬تنبأ قليل من املراقبني‬ ‫بأن ليبي���ا‪ ،‬بتارخيها املضطرب‪ ،‬س���وف خترج‬ ‫كدولة ناجحة‪ .‬فاملَ​َلكية الليبية‪ ،‬اليت حكمت‬ ‫م���ن ‪ 1951‬إىل ‪ ،1969‬مل تفع���ل إال القلي���ل‬ ‫إلزالة الش���كوك املتبادلة اليت ال تزال تتس���بب‬ ‫يف االنقس���ام ب�ي�ن طرابل���س وبرق���ة وف���زان‬ ‫ األقالي���م الثالث���ة التارخيي���ة ال�ت�ي يتأل���ف‬‫منها البل���د ‪ -‬اليت كانت تش���كل مملكة ليبيا‪.‬‬ ‫كم���ا أخفق املل���ك إدريس ً‬ ‫أيضا يف إنش���اء أية‬ ‫مؤسس���ات وطنية‪ ،‬فيما عدا اجلهاز األساس���ي‬ ‫متام���ا الذي تتألف منه أية دولة حديثة‪ ،‬فيما‬ ‫ً‬ ‫ص���ارت الث���روة النفطية اهلائل���ة تهيمن على‬ ‫االقتص���اد والسياس���ة يف البل���د‪ .‬وعندما طرد‬ ‫الق���ذايف املل���ك إدري���س يف س���نة ‪ ،1969‬عزز‬ ‫س���لطته‪ ،‬وف ّرغ املؤسس���ات الوطني���ة القليلة‪-‬‬ ‫مثل جيش البلد الضعيف‪ -‬اليت متكنت امللكية‬ ‫من إنشائها‪.‬‬ ‫خ�ل�ال احل���رب األهلي���ة ال�ت�ي ش���هدتها ليبيا‬ ‫أخ�ي�را‪ ،‬بدا أن األحداث‪ ،‬من قبي���ل اغتيال أحد‬

‫امللك إدريس السنوسي‬ ‫إىل عهد القذايف‪.‬‬ ‫ولع���ل األمر األش���د إثارة للقل���ق أن احلكومة‬ ‫اخت���ذت خط���وات أقل مما ينبغ���ي حنو ضمان‬ ‫العدال���ة االنتقالية واملصاحل���ة‪ ،‬وهي القضية‬

‫ال�ت�ي قلما كانت جز ًءا من النقاش السياس���ي‬ ‫خ�ل�ال الفرتة ال�ت�ي س���بقت االنتخاب���ات اليت‬ ‫أجريت يف ش���هر يولي���و املاضي‪ .‬فاآلالف ممن‬ ‫يشتبه يف والئهم للقذاف يال يزالون يرزحون‬ ‫يف س���جون ال تس���يطر عليه���ا احلكوم���ة‪ ،‬ب���ل‬ ‫تس���يطر عليها ميليش���يات أو مجاع���ات أمنية‬ ‫حملية‪ ،‬يب���دو كثري م���ن أعضائه���ا مهتمني‬ ‫بتس���وية حس���ابات ش���خصية أكث���ر م���ن‬ ‫اهتمامهم بتحقيق العدالة‪ .‬ويف هذا الس���ياق‪،‬‬ ‫ف���إن طرد الطوارق وإس���اءة معاملتهم يربزان‬ ‫كبقع���ة س���وداء يف وجه احلكوم���ة اجلديدة ‪،‬‬ ‫حبسب الفورين أفريز‪.‬‬ ‫غ�ي�ر أن إلقاء نظرة أدق على م���ا حققته ليبيا‬ ‫يتمخ���ض ع���ن صورة أكث���ر تف���اؤلاً ‪ .‬فقدرة‬ ‫اجملل���س االنتقال���ي الوط�ن�ي عل���ى تنظي���م‬ ‫انتخابات وطنية‪ ،‬واستعداده لتسليم السلطة‬ ‫إىل مؤمت���ر وط�ن�ي منتخ���ب يف أغس���طس‬ ‫‪ ،2012‬ي���دالن عل���ى أن ليبي���ا ب���دأت يف بناء‬ ‫مؤسس���ات سياس���ية ذات مغزى‪ ،‬رمبا مل تبلغ‬ ‫االنتخابات حد الكمال من كل النواحي‪ .‬وقد‬ ‫وردت تقاري���ر يف اجل���زء الش���رقي م���ن البالد‬ ‫تتح���دث عن تعرض صناديق اقرتاع لإلتالف‪.‬‬ ‫لكنه���ا عل���ى الرغم من ذلك‪ ،‬القت استحس���ا ًنا‬ ‫واس ًعا من حنو ‪ 27‬ألف مراقب حملي ودولي‪.‬‬ ‫ويف نهاية املطاف‪ ،‬تبش���ر االنتخاب���ات بتعزيز‬ ‫ثق���ة اجلمه���ور يف قادته احلالي�ي�ن‪ ،‬مما يوفر‬ ‫للحكوم���ة اجلديدة الش���رعية الش���عبية اليت‬ ‫افتقرت إليها سابقتها‪.‬‬ ‫ويرى حتلي���ل الفورين أف�ي�رز أن ليبيا بدأت‪-‬‬ ‫بب���طء لك���ن بثق���ة ‪ -‬تتح���ول إىل بل���د أكثر‬ ‫تكاملاً م���ع وجود حكومة وطني���ة قادرة على‬ ‫التص���رف بفعالي���ة‪ .‬فق���د وس��� ّعت الس���لطات‬ ‫املركزية يف ليبيا سلطتها على حساب كثري‬ ‫من امليليش���يات ال�ت�ي ال تزال تن���ازع طرابلس‬ ‫س���يطرتها عل���ى البل���د‪ .‬وق���د أع���ادت مجي���ع‬ ‫امل���دارس يف ليبي���ا فتح أبوابها‪ ،‬وتش���هد جتارة‬ ‫التجزئة ازدها ًرا‪ .‬وبدأت احلكومة اجلديدة يف‬ ‫إعادة تنظيم اجلهاز البريوقراطي‪ ،‬كما بدأت‬ ‫احملاكم تعمل على حنو أكثر استقاللية‪.‬‬ ‫فف���ي يونيو ‪ ، 2012‬على س���بيل املث���ال‪ ،‬ألغت‬ ‫احملكم���ة الليبية العلي���ا قانو ًنا يش���كل عالمة‬ ‫بارزة س��� ّنه اجمللس االنتقالي الوطين‪ ،‬وكان‬ ‫فيم���ا يبدو يهدف إىل تقييد حرية التعبري‪ .‬يف‬ ‫هذه األثناء‪ ،‬نشأت املئات من منظمات اجملتمع‬ ‫املدن���ي ووس���ائل اإلع�ل�ام اجلدي���دة‪ .‬وبعد أن‬ ‫ُحرم املواطنون الليبيون م���ن إبداء آرائهم ملدة‬ ‫‪ 42‬س���نة‪ ،‬فإنه���م يطالب���ون اآلن حبقوقه���م‬ ‫يف التنظي���م النقاب���ي‪ ،‬والتعب�ي�ر عن أنفس���هم‬ ‫وميارسونها‪.‬‬ ‫لع���ل األه���م م���ن ه���ذا كل���ه‪ ،‬وفق���اً للفورين‬ ‫أفريز‪ ،‬هو حقيق���ة أن الليبيني فيما يبدو اآلن‬ ‫يش�ت�ركون يف القناعة ب���أن بلدهم حر‪ ،‬وغري‬ ‫قابل للتجزئة‪ ،‬رغم كل اخلالفات الداخلية‪.‬‬ ‫وعلى الرغم م���ن أن أنصار الدولة الفيدرالية‬ ‫يف إقلي���م برقة يواصل���ون ضغطهم للحصول‬ ‫عل���ى درج���ة م���ن االس���تقاللية‪ ،‬وجت���ادل‬ ‫مجاعات أخ���رى مطالب���ة بامتي���ازات خاصة‪،‬‬ ‫فإن محالتهم ال ُتظهر بوادر تدل على متزيق‬ ‫البل���د‪ .‬ومل جتت���ذب احلرك���ة الفيدرالية يف‬ ‫برق���ة‪ ،‬اليت التف���ت اآلن حول حزب سياس���ي‪،‬‬ ‫إال قليلاً من األنصار‪ ،‬وتش���هد تفت ًتا مع مرور‬ ‫الوقت‪ .‬وقد س���اعدت احلاجة إىل تسويق نفط‬ ‫البلد‪ ،‬من خالل بني���ة حتتية مادية متكاملة‪،‬‬ ‫وإدارة بريوقراطية موحدة‪ ،‬فى إحكام ترابط‬


‫‪11‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 8 ( - ) 87‬يناير ‪)2013‬‬

‫ـــــثورة من سيناريو الدولة الفاشلة؟‬ ‫أجزاء ليبيا‪ ،‬مثلما ساعدت على ذلك يف املاضي‪.‬‬ ‫ويف ه���ذه األثناء‪ ،‬ب���دأت قوة امليليش���يات يف البلد‬ ‫تت���آكل ببطء‪ ،‬حيث اندجم���ت بعض اجلماعات‬ ‫املس���لحة يف املؤسس���ات الوطنية‪ ،‬مثل الش���رطة‪،‬‬ ‫واجليش‪ ،‬أو تلقت تدري ًبا لش���غل وظائف مدنية‪.‬‬ ‫ووفق���ا للتقدي���رات غ�ي�ر الرمسية ال�ت�ي تتناوهلا‬ ‫وس���ائل اإلعالم الليبية‪ ،‬سيتم تدريب حنو ‪250‬‬ ‫أل���ف ش���خص آخرين يف غض���ون الس���نة املقبلة‪.‬‬ ‫فقادة ليبيا اجلدد يدركون أن وضع امليليش���يات‬ ‫حت���ت الس���يطرة س���يكون عملية مطولة س���وف‬ ‫تعتم���د‪ -‬عل���ى م���دى املس���تقبل املنظ���ور‪ -‬عل���ى‬ ‫املكافآت‪ ،‬مثل اعتمادها على اإلقناع‪.‬‬ ‫وفيما تقوم احلكومة بتوزي���ع حوافز مالية على‬ ‫امليليشيات‪ ،‬سوف يتعني عليها احلفاظ على توازن‬ ‫دقي���ق‪ ،‬حبيث تضمن أال تتحول هذه املنح املؤقتة‬ ‫إىل اس���تحقاقات دائمة‪ .‬عندئذ فقط‪ ،‬ميكنها أن‬ ‫تتجنب ذلك النوع من سياس���ة احملس���وبية الذي‬ ‫أصبح من املالمح األصيلة لسنوات حكم القذايف‪.‬‬ ‫وعل���ى الرغم م���ن أن ق���درات احلكوم���ة ال تزال‬ ‫حمدودة‪ ،‬فيجب أن تتحرك ليبيا لتحقيق املزيد‬ ‫من التطوير يف مؤسس���اتها األمنية‪ ،‬والسياسية‪،‬‬ ‫واالقتصادية الوليدة‪.‬‬ ‫•خريطة القوى السياسية بعد االنتخابات‬ ‫أظهرت االنتخابات الليبية‪ ،‬اليت أجريت يف شهر‬ ‫يولي���و ‪ ،2012‬أن الطري���ق ال ي���زال طوي�ل�ا أمام‬ ‫النظام السياسي يف البلد‪ ،‬كي يصل إىل مرحلة‬ ‫النضج‪ .‬لقد وج���دت األحزاب صعوبة يف صياغة‬ ‫برام���ج سياس���ية متماس���كة‪ ،‬ل���ذا ص���ارت تمُ َّي���ز‬ ‫باألف���راد‪ ،‬ال باألفكار‪ ،‬وب���دا أن اجلمهور ال ميلك‬ ‫فهما أول ًيا للعمليات واإلجراءات السياسية يف‬ ‫إال ً‬ ‫البلد‪.‬‬ ‫ورغ���م ه���ذه النقائ���ص‪ ،‬فق���د مت تصمي���م نظام‬ ‫انتخاب���ي يضمن ع���دم هيمنة مجاعة سياس���ية‬ ‫معين���ة عل���ى الب�ل�اد‪ .‬فق���د أس���فرت النتائج عن‬ ‫حصول حتالف الق���وى الوطنية‪ ،‬بقيادة حممود‬ ‫جربي���ل‪ ،‬عل���ى ‪ 39‬مقع���دا م���ن ب�ي�ن ‪ 80‬مقع���دا‬ ‫خمصص���ة لألحزاب يف اجمللس الذي يضم ‪200‬‬ ‫مقعد‪ .‬أما الذراع السياس���ية لإلخوان املسلمني يف‬ ‫ليبي���ا‪ ،‬وهي أكرب حزب إس�ل�امي يف البالد‪ ،‬فقد‬ ‫حصلت عل���ى ‪ 17‬مقعدا فق���ط يف أول انتخابات‬ ‫ح���رة تش���هدها ليبي���ا‪ .‬وهن���اك ‪ 120‬مقع���دا يف‬ ‫املؤمتر الوطين خمصصة ملرش���حني مس���تقلني‪،‬‬ ‫يصع���ب حتدي���د والءاته���م‪ .‬ولع���ل ه���ذه النتائج‬ ‫خلقت ما ميكن تس���ميته سياسة احللول الوسط‬

‫حرب األهلية يف نيجريا‬

‫يف العملية السياسية‪.‬‬ ‫وس���رعان م���ا بدأ عدد م���ن املعلق�ي�ن الغربيني يف‬ ‫االحتفال بهزمية اإلسالميني يف ليبيا على أيدي‬ ‫ائت�ل�اف جربي���ل ذي التوج���ه الليربال���ي‪ ،‬غري أن‬ ‫مثل هذه االحتفاالت س���ابقة ألوانها‪ .‬فاحلقيقة‬ ‫ه���ي أن األح���زاب السياس���ية الليبي���ة كافة‪ ،‬مبا‬ ‫فيها ائتالف جربيل‪ ،‬حتتفظ باإلس�ل�ام كجزء‬ ‫م���ن براجمها السياس���ية‪ ،‬وه���ي ال ختتلف إال يف‬ ‫طبيع���ة ال���دور الدقيق ال���ذي متنح���ه للدين يف‬ ‫احلياة اليومية‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن األداء الضعيف الذي حققه‬ ‫ح���زب العدالة والتنمية ال يتعلق باأليديولوجية‬ ‫بقدر م���ا يتعل���ق حبقيق���ة أن القذايف اس���تأصل‬ ‫عمليا ش���أفة اإلخوان املس���لمني يف ليبي���ا‪ً ،‬‬ ‫تاركا‬ ‫هلا موارد تنظيمية قليلة‪ ،‬عقب احلرب األهلية‪.‬‬ ‫وترى الفورين أفريز أنه يف االنتخابات املستقبلية‬ ‫يف ليبيا‪ ،‬وفيم���ا تبدأ ذكريات اجمللس االنتقالي‬ ‫الوط�ن�ي وقيادات���ه يف التالش���ي‪ ،‬وينظ���م ح���زب‬ ‫العدالة والتنمية واألحزاب اإلس�ل�امية األخرى‬ ‫نفس���ها بش���كل أفضل‪ ،‬وتصي���غ برامج سياس���ية‬ ‫أكثر تطو ًرا وتفصيل‪ ،‬سوف يكسب اإلسالميون‬ ‫على األرج���ح ً‬ ‫أرضا يف السياس���ة الليبي���ة‪ .‬وعلى‬ ‫الرغ���م م���ن ذلك‪ ،‬ف���إن معظ���م الليبي�ي�ن يبدون‬ ‫مصمم�ي�ن عل���ى احليلول���ة دون هيمن���ة ح���زب‬ ‫سياس���ي واحد‪ ،‬أو حركة سياس���ية واحدة على‬ ‫حكومتهم حديثة العهد بالدميقراطية‪.‬‬ ‫وس���يتمثل التحدي األكرب الذي يواجه ليبيا يف‬ ‫تعزي���ز جمتمع سياس���ي حقيق���ي‪ .‬فعلى خالف‬ ‫م���ا هو كائ���ن يف معظم الغ���رب‪ ،‬ال���ذي تطورت‬ ‫البل���دان ذات اهلوي���ات الوطني���ة القوي���ة فيه إىل‬ ‫دميقراطي���ات انتخابية‪ ،‬س���وف يتعني على ليبيا‬ ‫أن تب�ن�ي هوية وطنية‪ ،‬انطال ًقا من دميقراطيتها‬ ‫حديثة النش���أة‪ .‬وسوف حتتل صميم هذا اجلهود‬ ‫كتابة الدس���تور‪ ،‬وهو عق���د اجتماعي ميكنه أن‬ ‫حيول السياسة غري احملددة وغري الرمسية‪ ،‬اليت‬ ‫س���ادت إبّ���ان عهد الق���ذايف‪ ،‬إىل قواع���د صرحية‪.‬‬ ‫ويف الش���هور املقبل���ة‪ ،‬س���وف يتعني عل���ى اللجنة‬ ‫الدس���تورية الليبية‪ ،‬اليت ينتمي أعضاؤها بشكل‬ ‫متساو إىل أقاليم ليبيا التارخيية الثالثة‪ ،‬وضع‬ ‫تصميم دس���توري يغري خمتلف الفئات يف ليبيا‬ ‫بقبول مشروع وطين حبق‪.‬‬ ‫•مشكالت إدارة "دولة ريعية"‬ ‫يلف���ت دي���رك فاندويل إىل أنه يتع�ي�ن ً‬ ‫أيضا على‬ ‫ق���ادة ليبيا اجل���دد أن جيدوا س���بلاً أفضل إلدارة‬

‫م���وارد البل���د النفطي���ة واقتص���اده‪ .‬فق���د متك���ن‬ ‫الق���ذايف من إدامة حكمه بإس���اءة اس���تعمال هذه‬ ‫امل���وارد‪ ،‬وإنش���اء اقتص���اد ش���ديد املركزي���ة ب�ل�ا‬ ‫تنظي���م‪ .‬إال أن ه���ذا االقتص���اد يعان���ي اآلن م���ن‬ ‫كل تبع���ات اإلهم���ال طويل املدى‪ ،‬مث���ل افتقاره‬ ‫إىل مب���ادرات األعم���ال‪ ،‬ومعانات���ه م���ن قط���اع‬ ‫ع���ام مرته���ل‪ ،‬ومن نظام�ي�ن ضعيف�ي�ن للرعاية‬ ‫الصحية والتعليم‪ ،‬وم���ن بنية حتتية متدهورة‪،‬‬ ‫ابتداء من اإلس���كان اململ���وك للحكوم���ة‪ ،‬وانتهاء‬ ‫بالطرق‪ ،‬وخطوط األنابيب‪.‬‬ ‫وال يتس���م اقتصاد ليبيا بالتن���وع الكايف‪ ،‬فقطاعه‬ ‫النفط���ي ال ميكنه أن يب���دأ يف توفري فرص عمل‬ ‫كافية لتش���غيل األعداد الكبرية من الشباب اليت‬ ‫تعاني م���ن البطال���ة‪ .‬وعلى الورق‪ ،‬تب���دو األرقام‬ ‫االقتصادي���ة للبلد على املدى القصري جيدة‪ .‬فقد‬ ‫ع���اد إنت���اج النفط‪ ،‬بش���كل أو بآخ���ر‪ ،‬إىل ما كان‬ ‫علي���ه قبل احلرب األهلية‪ .‬ويتوقع املس���ئولون يف‬ ‫املؤسس���ة الوطني���ة للنفط أن تنت���ج ليبيا مليون‬ ‫برمي���ل إض���ايف يوم ًي���ا يف غضون س���نتني‪ .‬ووف ًقا‬ ‫لتقري���ر صادر ع���ن مؤسس���ة "بيزن���س مونيتور‬ ‫إنرتناش���يونال"‪ ،‬ف���إن النات���ج احملل���ي اإلمجال���ي‬ ‫احلقيق���ي يف ليبي���ا من املتوقع أن يرتفع بنس���بة‬ ‫‪ %59‬يف س���نة ‪ ،2012‬بع���د اخنف���اض بنس���بة‬ ‫‪ %49‬تقري ًبا يف سنة ‪ .2011‬لكن هذه التوقعات‬ ‫املش���جعة ختفي حقيقة أنه م���ن دون إصالحات‬ ‫اقتصادي���ة كربى‪ ،‬لن يكون يف مق���دور ليبيا أن‬ ‫تتجاوز وضعها كـ"دولة ريعية"‪.‬‬ ‫ويؤك���د دي���رك فاندوي���ل أن حتفي���ز االقتصاد‬ ‫وتنويعه سيتطلب من طرابلس تشجيع مبادرات‬ ‫األعمال‪ ،‬من خالل الربامج احلكومية‪ ،‬وكذلك‬ ‫إلغاء آثار عقود من سياس���ات احملسوبية القائمة‬ ‫عل���ى النفط‪ .‬واملفارقة أنه ك���ي يعاجل قادة ليبيا‬ ‫اجلدد هذه املش���كالت‪ ،‬ال بد هلم م���ن أن يتدخلوا‬ ‫بقوة يف الس���وق اآلن للحد من وج���ود الدولة يف‬ ‫الش���ئون االقتصادية على امل���دى الطويل‪ .‬و ُتثبت‬ ‫خ�ب�رات البل���دان األخ���رى الغني���ة بالنف���ط اليت‬ ‫خرجت م���ن حروب أهلية‪ ،‬مث���ل نيجرييا‪ ،‬أنه ما‬ ‫مل تمُ ح أمناط احملسوبية بقوة من البداية‪ ،‬فإنها‬ ‫س���رعان ما ترس���خ نفس���ها من جدي���د‪ .‬فالنخب‬ ‫القدمي���ة متي���ل إىل تعزي���ز قوته���ا ونفوذها مرة‬ ‫أخرى‪ .‬وهذه األمناط ال ميكن جتنبها إال بزيادة‬ ‫الش���فافية‪ ،‬واحلكم الرش���يد‪ ،‬وبتوس���يع إمكانية‬ ‫مشاركة السكان يف االقتصاد‪.‬‬ ‫•ما هو املطلوب مليالد الدولة؟‬ ‫بن���اء دول���ة‪ ،‬وتعزي���ز هوي���ة وطنية يس���تغرقان‬ ‫وق ًتا‪ ،‬ويتطلبان قيادة جيدة‪ ،‬واس���تعدادًا للتوافق‪،‬‬ ‫ويص���دُق هذا بوجه خاص على األوضاع يف ليبيا‪.‬‬ ‫وي���رى فاندوي���ل أن اجملل���س الوط�ن�ي االنتقالي‬ ‫فش���ل إىل ح���د كب�ي�ر‪ ،‬يف الش���هور اليت س���بقت‬ ‫االنتخاب���ات‪ ،‬يف س���ن تش���ريع ذي مغ���زى‪ ،‬كما‬ ‫ن ّف���ذ قرارات تعس���فية إىل حد م���ا‪ .‬فالقانون رقم‬ ‫‪ ،36‬على س���بيل املثال‪ ،‬الذي اس���تهدف األصول‬ ‫اململوك���ة لألف���راد الذي���ن جتمعه���م رواب���ط‬ ‫بالق���ذايف كان إج���راء متعج�ًل�اً م���ن منظ���ور‬ ‫سياس���ي‪ ،‬ل���زم يف نهاي���ة املط���اف تعديل���ه‪ .‬وعند‬ ‫تس���ليم الس���لطة إىل املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام يف‬ ‫أغسطس ‪ ، 2012‬اعرتف رئيس اجمللس الوطين‬ ‫االنتقالي‪ ،‬مصطفى عبد اجلليل‪ ،‬ببعض أخطائه‪،‬‬ ‫وال سيما يف استعادة األمن إىل البلد‪ ،‬لكنه أوضح‬ ‫ً‬ ‫أيضا أن الس���لطة املؤقتة يف البلد تولت احلكم يف‬ ‫ريا من‬ ‫"أوقات اس���تثنائية"‪ .‬وهلذا السبب‪ ،‬فإن كث ً‬ ‫الليبيني‪ ،‬حتى أولئ���ك الذين اختلفوا عالنية مع‬ ‫اجمللس الوط�ن�ي االنتقالي ‪ ،‬يش�ت�ركون يف قدر‬ ‫من االحرتام ملا أجنزه أعضاؤه‪.‬‬

‫ويش�ي�ر حتليل الفورين أف�ي�رز إىل أن املهام اليت‬ ‫تنتظ���ر احلكومة الليبية ش���اقة وعدي���دة‪ ،‬ومنها‬ ‫توف�ي�ر األم���ن والنظ���ام‪ ،‬واملوازن���ة بني الس���لطة‬ ‫املركزية واإلقليمية‪ ،‬وتوس���يع س���يادة القانون‬ ‫وتعزيزه���ا‪ ،‬وتوف�ي�ر العدالة االنتقالي���ة‪ ،‬وتعزيز‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ،‬وترس���يخ حس باهلوية الوطنية‬ ‫بني الليبيني كافة‪.‬‬ ‫مصطفى عبداجلليل‬

‫وعلى الرغ���م أن بعض األح���داث‪ ،‬مثل اهلجمات‬ ‫األخ�ي�رة ال�ت�ي نفذته���ا مجاع���ات إس�ل�امية على‬ ‫أضرحة صوفية‪ ،‬طرحت عالمات استفهام حول‬ ‫كيف ستستمر االختالفات الدينية العميقة يف‬ ‫ليبيا يف عرقلة إنش���اء جمتمع سياس���ي متناغم‪.‬‬ ‫لكن الص���ورة الكربى لعملية التح���ول ينبغي أن‬ ‫تبع���ث على األمل‪ .‬فبعد س���نة فقط من س���قوط‬ ‫ديكتاتورية حرمت الليبيني من أي دور سياسي‪،‬‬ ‫ت�ب�رز دولة حديثة‪ ،‬على الرغم من كل ما‬ ‫بدأت ُ‬ ‫يبدو من عقبات وحتديات‪.‬‬ ‫إذا واصل الليبيون هذا التقدم وترس���يخ جذوره‪،‬‬ ‫فم���ن احملتم���ل أن تثب���ت ليبي���ا أنها اس���تثناء مما‬ ‫يس���مى لعنة املوارد الطبيعية‪ ،‬وهي القاعدة اليت‬ ‫تب���دو ثابتة‪ ،‬وتق���ول إن البلدان املص���درة للنفط‬ ‫مكتوب عليها االس���تبداد والرك���ود‪ .‬األكثر من‬ ‫ذل���ك أن ليبيا رمبا ُتثبت قيم���ة البدء من الصفر‬ ‫عن���د إعادة بناء بلد مزقت���ه احلرب‪ .‬فال ميكن أن‬ ‫يك���ون أحد قد تنبأ بأنه م���ن حتت احلطام لنظام‬ ‫القذايف‪ ،‬وحرب أهلية دموية‪ ،‬سوف تتمكن ليبيا‬ ‫من إقامة حكومة فعالة‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن كل املؤشرات تدل على أنها تفعل‬ ‫ذل���ك‪ .‬لقد أتي���ح لقادة ليبيا فرص���ة قلما أتيحت‬ ‫للثوار الناجحني‪ ،‬وهي البدء من جديد‪ ،‬مع وجود‬ ‫موارد مالية وفرية‪ ،‬وحرية بناء دولة‪ ،‬على النحو‬ ‫ال���ذي يرونه مناس��� ًبا‪ .‬ومع بروز ليبي���ا اجلديدة‪،‬‬ ‫يتعني على الغرب أن يواصل لعب دور داعم بالغ‬ ‫األهمي���ة‪ ،‬وذلك مثلما فعل أثناء احلرب األهلية‪.‬‬ ‫وينبغ���ي أال يثين موت س���تيفنز الواليات املتحدة‬ ‫ع���ن العمل عن كثب مع طرابلس‪ ،‬ألن الس���فري‬ ‫نفس���ه كان يدرك أن اخنراط الواليات املتحدة‬ ‫وحده���ا ه���و ال���ذي ميكنه م���ن أن يوف���ر اخلربة‬ ‫والدع���م اللذي���ن حتت���اج إليهم���ا ليبيا لرتس���يخ‬ ‫دميقراطيتها‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•تعريف الكاتب‪ :‬أس���تاذ مس���اعد إلدارة األعمال‬ ‫يف كلي���ة دارمتوث — م���ع‏‪‎Amarir Ix‎‬‏ و‏‏‪19‬‏‬ ‫آخرين‏‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫يناير‪)2013‬‬ ‫‪1515- 8- 8( -( )- 87‬يناير‬ ‫العدد (‪) 87‬‬ ‫الثالثة ‪-‬العدد (‬ ‫السنةالثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬

‫وجــه العاشــق فــي منديــل (‬ ‫نصاً‬ ‫حلقوق " احليوان "‬ ‫ِ‬ ‫‪ – 8‬تعريف ‪:‬‬ ‫شي ٌء يدعو لل َغ ْ‬ ‫ثيان‬ ‫ُ‬ ‫ماغ‬ ‫كتلة ٍ‬ ‫حلم دُون ِد ٍ‬ ‫ْ‬ ‫وجدان‬ ‫عاطفة أو‬ ‫أو‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫إنسان‬ ‫ذئب يف ُصورة‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫كذلك‬ ‫ْ‬ ‫بالسجان‬ ‫أشع ُر‬ ‫‪ – 9‬تفرد ‪:‬‬ ‫لست ِبظلي‬ ‫ِ‬ ‫كظلْ‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫إليك ِ‬ ‫أحتاج ِ‬ ‫َ‬ ‫يتحول واحدنا ِظ ً‬ ‫ُ‬ ‫لسواه‬ ‫أمقت أن‬ ‫ال ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫تستندين إلي ِه‬ ‫لست ِجدا ًر‬ ‫أفي ِقي‬ ‫ُ‬ ‫أسقط يوماً ِمن خل ِفك‬ ‫قد‬ ‫ْ‬ ‫إن َ‬ ‫فاختِلفي َّ‬ ‫َ‬ ‫لألموات‬ ‫الواحد‬ ‫اللون‬ ‫ْ‬ ‫باألسنان‬ ‫نستخلص غدنا‬ ‫علينا ْأن‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ننس ُف َّ‬ ‫الثورة‬ ‫القمع بسيل‬ ‫سد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ – 10‬حنني ‪:‬‬ ‫عند ُّ‬ ‫أصحو َ‬ ‫عيين‬ ‫تدف ِق وجهك يف َّ‬ ‫مقاطع صوتك َ‬ ‫طول ْ‬ ‫أمشي ب َ‬ ‫اليوم‬ ‫ني ِ‬ ‫ِ‬ ‫أجلس حتت غصون اللوز املُزهر ْ‬ ‫فيك‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وعند ْ‬ ‫َ‬ ‫النوم‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫تنطفئ ُ‬ ‫عينيك‬ ‫البنت املهرة يف‬ ‫ال‬ ‫نافذتك يف‬ ‫ُدخل�ن�ي م���ن‬ ‫ِ‬ ‫تتح���ول قم���راً فضي���اً ي ِ‬ ‫منتصف ْ‬ ‫الليل‬

‫شعر ‪ /‬إبراهيم الزليتين‬

‫‪ – 1‬استهالل ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الليلة َ‬ ‫الشعر‬ ‫ثدي‬ ‫بامسك أستس ِقي‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫القلب‬ ‫ُفتتح‬ ‫بامسك ي ُ‬ ‫ِ‬ ‫صهيل ِ‬ ‫يخُ‬ ‫ْ‬ ‫تم‬ ‫وبامسك‬ ‫ِ‬ ‫ما ب َ‬ ‫واخلامتة‬ ‫املطلع‬ ‫ني‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حد ْ‬ ‫أح ُبك َّ‬ ‫املوت‬ ‫‪ – 2‬توهج ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫الليل نها ٌر أعمى‬ ‫الزنزانة َّ‬ ‫ُ‬ ‫كل مسا ْء‬ ‫ينتهك مسا َم‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫األسود‬ ‫مرتدياً ِمعطف ُه‬ ‫ُ‬ ‫الشاحب يف النافذ ِة ال ُعليا‬ ‫خينق وج َه القمر‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫الركن‬ ‫النازف يف‬ ‫املصباح‬ ‫يغتال‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫يغتصب األشيا َء مجيعاً‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫إال قليب‬ ‫‪ – 3‬يقني ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫السجن بعيدا‬ ‫فيا‬ ‫أوغل َّ‬ ‫ْ‬ ‫بعثر يف شعري َ‬ ‫األحزان‬ ‫زبد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫اهلارب فوق جبيين‬ ‫شق خطوط الزمن‬ ‫ِ‬ ‫حلم السوط طعاماً‬ ‫قدَّم لي َ‬ ‫ُ‬ ‫فأكلت ِبظهري‬ ‫ظمئتْ‬ ‫لعقت جراحي ح َ‬ ‫ُ‬ ‫ني ِ‬ ‫لكن أبداً ما ْ‬ ‫يِّ‬ ‫مت‬ ‫يحُ يينيِ‬ ‫وجهُك ويقينيِ‬ ‫‪ – 4‬حلول ‪:‬‬ ‫التحقيق‬ ‫ٍسألوا عن امسي يف‬ ‫ِ‬

‫ُ‬ ‫فقلت ‪ :‬نوار‬ ‫من َّ‬ ‫الناسف ؟‬ ‫بالزيتون‬ ‫لغمين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫قلت ‪ :‬نوار‬ ‫من َّ‬ ‫علمين َ‬ ‫النخل اجلارح ؟‬ ‫لغة‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫قلت ‪ :‬نوار‬ ‫الصورية‬ ‫اجمللس‬ ‫حولين‬ ‫للمحكمة ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫متهماً بجِ نون " نوار "‬ ‫‪ – 5‬تصاعد ‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ح َ‬ ‫باإلعدام‬ ‫ني ح َكمين القاضي‬ ‫ُ‬ ‫بثغر ْ‬ ‫باسم‬ ‫نظرت إلي ِه ٍ‬ ‫ْ‬ ‫مات‬ ‫‪ – 6‬كشف ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ح َ‬ ‫ُ‬ ‫فلسفة ( الفلقا )‬ ‫درست بأقدامي‬ ‫ني‬ ‫املتخصص بني الشمس وبيين‬ ‫وانتصب اجلال ُد‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫فرأيت العا َ‬ ‫ُ‬ ‫مل "معتدال "‬ ‫كخف ْ‬ ‫َّ‬ ‫اش‬ ‫ِصرت‬ ‫ُ‬ ‫لسابق َجهلي‬ ‫بكيت‬ ‫ِ‬ ‫أدركت ملاذا ُنهز ُم َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫احلرب‬ ‫دخول‬ ‫قبل‬ ‫ِ‬ ‫‪ – 7‬شهادة ‪:‬‬ ‫حني ُر ُ‬ ‫عامني ونصف‬ ‫الزنزانة‬ ‫ميت بقاع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كان شتائي ُ‬ ‫رب ِعظامي كالسكني‬ ‫يركض ع َ‬ ‫األرض ُ‬ ‫ألوك‬ ‫يطرح�ن�ي ف���وق‬ ‫واجل���و ُع الكاف���ر‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫الريح‬ ‫نسيت متاماً َّ‬ ‫ُ‬ ‫كل األشياء املُعتادة‬ ‫كالقهو ِة والسيجار ِة واحلمام الدافئ واملذياع‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫القادم‬ ‫اإلنسان‬ ‫يضع‬ ‫صارت أمنييت أن َ‬ ‫ِ‬


‫‪)2013‬‬ ‫‪( 15‬يناير‬ ‫الثانية ‪- 8 ( -‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪) 87‬‬ ‫يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬ ‫‪ 26‬ـ ‪-2‬‬ ‫‪)2013‬‬ ‫‪59‬يناير‬‫العدد ‪15‬‬ ‫السنة‪- 8 ( - ) 87‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‬

‫(نــوار)‬

‫‪13‬‬

‫ما فوق صوت احلب يعلى صوت‬ ‫هليل البيجو‬

‫سامح وخلي النصر بني عيونك‬ ‫واذكر أيامن شفت فيها املوت‬ ‫صاحل وما تتبع فساد ظنونك‬ ‫ما فوق صوت احلب يعلى صوت‬ ‫دير الودايد واحتسب وانساها‬ ‫يف كل خطوة صادقة تلقاها‬ ‫‪ ..............‬تهدم ابناك العالي‬ ‫ما تقول درت ودرت‬ ‫‪ ..............‬واال مصريك جالي‬ ‫تواضع أن كان قدرت‬ ‫بالدي حنونة غري فيها عزة ‪ ..............‬ال تطيق جفوة ال حتب املن‬ ‫واللي تكبرّ تطرده وتلزه ‪ ..............‬واللي صدق وعده عليه احتن‬ ‫ضماته‬ ‫شوف الشهيد وكيف هي ّ‬ ‫وكيف ودعاته حابسة لنفاس‬ ‫ه ّو عطاها فرحته وحياته‬ ‫وهي عطاته جمد دون الناس‬ ‫دمه ‪ ..............‬ان كان هي بالدك ليبيا وارعاها‬ ‫شوف الشهيد وما تضيع ّ‬ ‫اتذمه ‪ ..............‬وج ّرة الس ّية خري لو متحاها‬ ‫واللي وقف لك راك يوم ّ‬ ‫دير الودايد واحتسب وانساها‬ ‫يف كل خطوة صادقة تلقاها‬

‫كفيك‬ ‫أسه ُر يف َّ‬ ‫‪ – 11‬تداعي ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫بنشر قميصي فوق احلبل‬ ‫هممت ِ‬ ‫رأيتك فوق السطح الثاني حتتضن َ‬ ‫ني‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫بالبل قليب‬ ‫صو ُ‬ ‫لقلبك همساتي‬ ‫بت‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫كنورس‬ ‫فدنوت‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫السجناء‬ ‫يل ُ‬ ‫امتأل احلبل الشاغر ِ‬ ‫بغس ِ‬ ‫َّ‬ ‫وظل قميصي يف ِّ‬ ‫كفي‬ ‫يقط ُر ْ‬ ‫بالدم‬ ‫‪ – 12‬اعرتاف ‪:‬‬ ‫ملاذا ُ‬ ‫أحزن حني أفك ُر فيك ؟‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫عاشق‬ ‫لزوج‬ ‫عل ِك تبتسمني اآلن ٍ‬ ‫جناحك َ‬ ‫ولي���دك َ‬ ‫َ‬ ‫قبل‬ ‫حتت‬ ‫أو تخُ فني‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫النوم‬ ‫َ‬ ‫الش���اطئ ُحبل���ي‬ ‫تصطاف�ي�ن عل���ى‬ ‫أو‬ ‫ِ‬ ‫بالشمس وباألطفالْ‬ ‫ِ‬ ‫أحزن ح َ‬ ‫فلماذا ُ‬ ‫ني أفكر فيك ؟‬ ‫نفسي !‬ ‫أأكون أفك ُر يف ِ‬ ‫‪ – 13‬اعتذار ‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫املوعد‬ ‫آتك حقاً يف‬ ‫مل ِ‬ ‫الدهش���ة كلَّ‬ ‫نتقاس���م حل���وى‬ ‫كي‬ ‫َ‬ ‫ِ‬

‫ظهرية‬ ‫البيت ك ُقبرَّ َ َتنيْ‬ ‫منضي حنو ِ‬ ‫ُ‬ ‫الشارع ِخلسة‬ ‫رب زحام‬ ‫نشبك أيدينا ع َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫اجلرح قليال‬ ‫أخر ِني هذا‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫احلادي ْ‬ ‫َ‬ ‫عشر‬ ‫الصيف‬ ‫مر‬ ‫َّ‬ ‫السجن مؤبدْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫بباب املعهد ؟‬ ‫زلت‬ ‫هل ما ِ‬ ‫تنتظرين ِ‬ ‫‪ – 14‬قسم ‪:‬‬ ‫تبتئسي‬ ‫ال ِ‬ ‫ْ‬ ‫سجون معادي جرمية‬ ‫لسنا ُخرجيي‬ ‫ٍ‬ ‫حنن أبنا َء العرق األسود ال نتبدلْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫احملرتق ُ‬ ‫والدفرت‬ ‫اللقمة‬ ‫بثمن‬ ‫ِ‬ ‫ني ِ‬ ‫املغروس َ‬ ‫ْ‬ ‫احملجر‬ ‫برحم الطني ونار‬ ‫ني‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫حيدث لي ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫العسكر‬ ‫أقبية‬ ‫نعرف ما‬ ‫ال يف ِ‬ ‫األش���واك‬ ‫نس�ي�ر على‬ ‫نع���رف كي���ف‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ونصرب‬ ‫ُنت ِقن جداً‬ ‫ْ‬ ‫كيف ُن ُّ‬ ‫أكرب‬ ‫عد لعي ٍد‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــ‬ ‫طرابل���س ‪ -‬س���جن أب���و س���ليم ‪-‬‬ ‫‪ 12/07/1986‬م‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 8 ( - ) 87‬يناير ‪)2013‬‬

‫قراءة متواضعة يف نصوص‬ ‫ماجدة سيدهم‬

‫يف امليدان يولد لنا ولد‬ ‫املعاناة وحدها جتيد صنع احلضارات املتميزة رقيا ‪*..‬‬

‫وظل الصقيع هذا املساء شاردا بني احلوانيت العزالء ‪ ،‬يتسكع‬ ‫مرجتف���ا يبحث ع���ن ظل يأوي���ه ‪،‬من الذي جيف���ف عنا بلل‬ ‫االغرتاب يف الش���ارع ال���ذي فيه منونا بعد والدتن���ا معا ‪ ،‬بينما‬ ‫الضوء الش���حيح يبعث بعضا من الفة اجلوع���ى على موائدنا‬ ‫املمتلئ���ة غما والكثري من ذبائح األمل املغتالة‪ ،‬هل تس���تطيع‬ ‫أن تشرب من كؤوس الفريضة ويستقيم احنناؤك ‪ !..‬فعلنا‬ ‫‪..‬وانس���حقنا تباع���ا ‪ ،‬هل مبق���دورك أن تتناول خب���ز الوصايا‬ ‫حس يـَرفـُض ‪ !..‬أكلنا ‪..‬ونزفت ختومنا‬ ‫الشريرة ويبقى فيك ُ​ُّ‬ ‫خوف���ا واضطراب���ا وح�ي�رة ‪ ،‬ه���ل لدي���ك احتمال لنري س���وط‬ ‫اهلرطق���ات الرباقة باألكاذي���ب وتكبريات بن���ات آوى املولعة‬ ‫بالس���فك دومن���ا اغتي���اب حللمك املبت���ور مس���بقا ‪!..‬خضعنا‪..‬‬ ‫أم ٌ​ٌّر من انكسار الرجال أمام تطلع‬ ‫فصرنا هزءا وعارا ‪ ،‬ليس َ‬ ‫أح���داق الصغار ترجو احلماية والفت���ات ‪ ،‬ليس موجع أكثر‬ ‫من ش���أن نس���اء تش���ابهت لديه���ن املعاني والقي���م فأصبحن‬ ‫أرقام���ا ب�ل�ا اس���تيعاب ‪ ،‬ليس أه���ون على الفتي���ان من موت‬ ‫نبي���ل عوضا عن حياة بال جس���ر‪ ،‬بال عش���ق‪ ،‬ب�ل�ا حق يُهاب‬ ‫‪ ،‬ويف ضجة االحتش���اد املغامر ليدلي املتزامحون باحتماالت‬ ‫الرجاء املعذب عل يس���تدل عليهم أحد أو يتعثر بهم من ظن‬ ‫بأهميته���م صارت س���احة احليز بال انتم���اء أو صهيل يثور ‪،‬‬ ‫هن���ا التهالك س���كن غب���ار املالم���ح مجيعها ‪ ،‬واألبنية ش���اخت‬ ‫لف���رط الث���كاىل املتدلي���ة أكباده���م عرب النواف���ذ احملرتقة ‪،‬‬ ‫ف���كل الطرق املؤدية اىل الضوء والصراخ معا ضلت مس���ربها‪،‬‬ ‫وما عاد يعتليها س���وى خشونة تيه الدراويش وترنح بسملة‬ ‫املهابي���ل ‪ ،‬هنا مازال ه�ي�رو دس ينادي منتفخا يف كل صالة‬ ‫بت�ل�اوة الرمحة يف قتل اجلمال وس���حق املس���اكني وصلب‬ ‫كل املبش���رين باحلري���ة ‪ ،‬مازالت ش���ريعته احل���رام املؤيـَدة‬ ‫بس���م الشهوة الرجسة تبيح انتهاك جسد سالومي الصغرية‬ ‫ُ‬ ‫من كل عابر غليظ بس���رير لعبتها متوضئا بصرخات بكارة‬ ‫وط���ن يتمزق ‪ ،‬يف ه���ذا الصقيع ذهبت مخ���ر الطغيان بذهن‬ ‫احلاك���م اهلزي���ل فراح يزج بامليدان إىل وي�ل�ات احلرابة ثم‬ ‫خي���رج علينا ينوح منتش���يا برأس املعم���دان على طبق ذهيب‬ ‫موش���ي باخليان���ة واالنتقام املاث���ل لكل معم���دان ‪ ،‬وماذا بعد‬ ‫الت���ورط بني العش���ائر املرتبص���ة بالنهم والندم���اء املرتحنني‬ ‫لفرط قيء الفتاوي املثخنة باللذات‪ ،‬اذا هلم نصنع املزيد من‬ ‫اخلروق���ات وأن مننح كل املدينة هدايا وتكايا للغرباء‪ ،‬ويل‬ ‫لك ايتها املدينة العارية فليس اش���قى من جاهل يسود ‪ ،‬لكن‬ ‫يف ه���ذا ايضا وم���ن أجل أنني الرعاة احلامل�ي�ن يومض اهلزيع‬ ‫األخ�ي�ر مقرتبا من صيحته الفارقة ‪ ،‬صحن ميدان الش���مس‬ ‫بات اآلن مهيئا ليكون مزودا للعتق ‪ ،‬هكذا االنطالق يأتي من‬ ‫قلب العتمة وصوت اجلمال املمجد ينسكب يف قلب العاصفة‬ ‫ويف صحف���ة املزود املهدد باإلطاحة يش���رق جنم املس���رة ‪ ،‬يف‬ ‫قل���ب الوقت اخلرب والرتقيع املثقوب يولد للدماء ولد ‪ ،‬يبدد‬ ‫كتل الظلمة ويسود بهاء حمبته على شعبه احملبوب ‪ ..‬مصر‬ ‫‪.‬‬ ‫ولن ينته بعد ‪..‬‬

‫ُ‬ ‫الوجد يغـــــ‬ ‫الكاتب اللييب إبراهيم الزليتين (‬ ‫وجدان شكري عياش‬ ‫ٌ‬ ‫األقدار ‪،‬‬ ‫لعبثي���ة‬ ‫مره���ون‬ ‫غام ٌر‬ ‫ٌ‬ ‫ب���وح ُم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أرض تهزُ‬ ‫كمطر‬ ‫ب���وح‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫رمح���ة عل���ى ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الغنب يف مه ِدها وتستبدهلا بوعي‬ ‫ة‬ ‫فكر‬ ‫ِ‬ ‫غيم القهر‬ ‫عن���ه‬ ‫غفل‬ ‫ما‬ ‫ح‬ ‫د‬ ‫متت‬ ‫حري���ة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫‪ ..‬هك���ذا ه���ي نص���وص الكات���ب اللييب‬ ‫إبراهي���م الزليت�ن�ي‪ (..‬الوج��� ُد يغف���و يف‬ ‫ع���روق اليامس�ي�ن ‪ )..‬ول���دت نص���وص‬ ‫ِ‬ ‫وحرج���ة‬ ‫صعب���ة‬ ‫مرحل���ة‬ ‫الكات���ب يف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫روح الكات���ب ‪ ،‬ولدت من‬ ‫ٍ‬ ‫وقاس���ية على ِ‬ ‫تعر ُف‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫با‬ ‫املدى‬ ‫وهج ِبال ٍد ُتش��� ِع ُل‬ ‫بجِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صار ً‬ ‫ية لمِ رار ِة الفق ِد ‪ ،‬ولدت‬ ‫ري‬ ‫غَ‬ ‫ِ‬ ‫البحر ِ‬ ‫وعتمة‬ ‫الس���جن‬ ‫ة‬ ‫عانا‬ ‫م‬ ‫من‬ ‫وترعرعت‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫���راس املُعتق���ل ‪،‬‬ ‫الزنازي���ن وقس���و ِة ُح ِ‬ ‫والظلم‬ ‫القه���ر‬ ‫ول���دت خل���ف قضب���ان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أرضي���ة يف س���جن أب���و س���ليم ‪،‬‬ ‫عل���ى‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫بينم���ا ش���غف روح���ه الثائ���رة املتمردة‬ ‫بل ش���عبه‬ ‫عل���ى‬ ‫الظلم يٌر ِد ُد محُ تفياً ِب ُن ِ‬ ‫ِ‬ ‫وحاضره وماضيه املُشرف ‪..‬‬ ‫إحنـا شعـب مشهورين من مبدانا‬ ‫كـرم وأخـالق وفرسنة وأمانه‬ ‫همــه‬ ‫إحنـا شعب عنده ّ‬ ‫الغمـه‬ ‫جنّلــو علــي القلـب احلزيـن ّ‬ ‫إحنا شعب من ماضي قديم امسه‬ ‫ومشهور يف التاريخ ليه مكانه‬ ‫بدمــه‬ ‫تــراب ليبيا كّلــه رواه ّ‬ ‫تقــول سيــل يد ّفــق مـع وديانه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ن���ة مس���ور ٍة‬ ‫نكت���ب‬ ‫فنح���ن‬ ‫ُ‬ ‫حن�ي�ن أم ِك ٍ‬ ‫ُش���ب ُه نس���اء درع���ا وغزة وصور‬ ‫ٍ‬ ‫بعويل ي ِ‬ ‫وصي���دا وبنغ���ازي وبغ���داد وتع���ز‬ ‫والقاهرة ‪ ..‬حينم���ا مينحن أن َ‬ ‫ني الفق ِد‬

‫اخلائف‬ ‫الواجف‬ ‫صربهن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أومسة رؤى ِ‬ ‫ش���عب نهض‬ ‫براي���ة‬ ‫ؤم���ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الراع���ش املُ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫أغالل‬ ‫ش���عب حطم‬ ‫كطائر الفينيق ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ش���قا ٍء ُ‬ ‫وقه���ر وفق ٍد تتبع���ه أينما‬ ‫نب‬ ‫وغ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫حل وأرحتل ‪..‬‬ ‫مغبون���ة يتلعث���م‬ ‫ري���ة‬ ‫ح‬ ‫ظ���ل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫نكت���ب ِل ِ‬ ‫ربكة ُش���هداء صراخها ونقا ِء‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫الفج ُ ِ‬ ‫مسارها ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫يا‬ ‫نشيدنا‬ ‫نكتب‬ ‫كرامة ‪،‬‬ ‫ل‬ ‫‪،‬‬ ‫رية‬ ‫ُ‬ ‫لحِ‬ ‫لحِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫دالية ِعنبه حينما أمثر‬ ‫ب‬ ‫لنا‬ ‫كان‬ ‫بيت‬ ‫ِل ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪..‬وأستوي كي يطعمنا شهد قي ِده ‪..‬‬ ‫رسم خرائط اآلتي ‪،‬‬ ‫نكتب‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وجنته ُد يف ِ‬ ‫ال وس���يلة لنا غري وهج احلرف ‪ ،‬نس ِندُ‬ ‫مؤجلة ‪،‬‬ ‫ش���عب‬ ‫مباه َج‬ ‫على خاصرت��� ِه ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وعلى تخُ‬ ‫الكلمة ُنها ِد ُن مرار َة‬ ‫ربيع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وم ِ‬ ‫كمال األحالم وغيها على توله‬ ‫الواقع ِب ِ‬ ‫أرواحنا ‪..‬‬ ‫كل هذا الوهج ال مي ِك ُن لنا أن حنتسب‬ ‫ِل ِ‬ ‫به���اء الكتاب���ة لدين���ا ضمن مناس���بات‬ ‫احلرف فيها كي نش���ق‬ ‫يتجل���ى وهج‬ ‫ِ‬ ‫جبال ِء إش���راقه وطنيتنا مش���اق احلياة‬ ‫مالمـح مثابرتنـا على‬ ‫عابه���ا ‪ ..‬تلك ِ‬ ‫ِ‬ ‫وص ِ‬ ‫واملوت والتش���ر ِد‬ ‫حافة خرائ���ط الفق ِد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وهجرة األوطان والفراغ‪..‬‬ ‫أ ُترانا نلنا شرف جتربة إثبات كينونة‬ ‫الذات ؟ جتربة عش���ق الكتابة ألجل أن‬ ‫حافة‬ ‫حني���ا متأرجح�ي�ن بوهمنا عل���ى ِ‬ ‫التوج���س والوحش���ة واألم���ل واليأس‬ ‫تفرض���ه مناس���بات الفق���د‬ ‫‪ ،‬ال كم���ا ِ‬ ‫واالكتف���اء واحل���رب وم���ا ختلفه من‬

‫أرواحنا ‪..‬‬ ‫ويالت ومآسي على‬ ‫رهافة ِ‬ ‫ِ‬ ‫أكان علين���ا أن ُن���ر ِد َد معاً ‪ ،‬ما يُش���علُ‬ ‫ُ‬ ‫لزمن‬ ‫���راخ‬ ‫ج���ذو َة ُ‬ ‫وحنن ُنصغ���ي ِ‬ ‫الص ِ‬ ‫َ‬ ‫بأنني‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫شت‬ ‫م‬ ‫حرف‬ ‫راية‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ُ ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫حرية يجُ ِ‬ ‫مة ال تحُ ِس ُن غري العويل ‪..‬‬ ‫أُ ٍ‬ ‫هكذا ‪ ..‬الكاتب اللييب إبراهيم الزليتين‬ ‫وش���راع‬ ‫نلمح���ه يس���تعذب الطعن���ات ‪ِ ،‬‬ ‫ري���اح ظل���م ‪ ،‬ف�ل�ا‬ ‫ال ِنض���ال تتقاذف���ه‬ ‫ُ‬ ‫يصم���ت الكاتب وال يهاب ما س���تخلفه‬ ‫مقصلة الغنب على ظ���ل فكر ال يؤدجل‬ ‫‪ ،‬ب���ل حيف��� ُر كالج���ئ س�ي�رة غب���اره‬ ‫ُ‬ ‫ويدون نبوءة مروره على وها ٍد‬ ‫املُقدس‬ ‫س���تنتمي يوم���ا م���ا إىل م���ن يؤكدون‬ ‫إميانه���م بتوحي���د الق���وى يف مواجهة‬ ‫األس���ر الفك���ري ‪ ،‬يف مواجهة جراحات‬ ‫الزنازين واملنايف ‪..‬‬ ‫" يا ِرفاقي ما علينا‬ ‫إن يكن حزن املرافئ‬ ‫ُ‬ ‫ميعن اإلحبار فينا‬ ‫إن تناثرنا على الصمت شظايا‬ ‫وانشرخنا كاملرايا‬ ‫ً‬ ‫نعك���س األش���واق س���را ف���وق ج���دران‬ ‫العشايا‬ ‫إن يكن أفق الضحايا دون حد‬ ‫واملراثي ال تعد‬ ‫والزنازي���ن ال�ت�ي تط���وي جراح���ات‬ ‫احلزانى‬ ‫قد تهري من خطانا‬ ‫حسبنا أنا كسونا‬ ‫أمنا السمراء شاال من دمانا " ‪..‬‬ ‫هكذا ‪ ..‬الكاتب اللييب إبراهيم الزليتين‬ ‫نلمح���ه يس���تعذب الطعن���ات ‪ ،‬ويلق���ي‬ ‫س�ل�ام الثائرين املنتصري���ن املطمئنني‬ ‫ش���عــب‬ ‫لهِ ُ ت���اف طامل���ا زي���ن حناجرنا ‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫عربــي واحــ ٌد ‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫" ك���م ٌ‬ ‫وثن يس���قط ه���ذي الليلة فوق‬ ‫األرض العربية‬ ‫ِ‬ ‫يتبع َ‬ ‫جيش املنسحبني‬ ‫كم ( ُمعتدل ) ُ‬ ‫لشاحنة سدت كل دروب اخلوف‬ ‫لتنهض فجراً يف صيدا يوم التحرير‬ ‫أذوب قليب بنزيناً‬ ‫ُ‬ ‫أستن ُد اآلن إلي صيدا‬ ‫صيدا تتربعم يف قليب‬ ‫َ‬ ‫أشواك مسريتها‬ ‫تنز ُع‬ ‫ُ‬ ‫بوشاح النار‬ ‫صيدا ختتال على الدنيا‬ ‫ِ‬ ‫كشاعر ٍة تتلو أوراد األرض‬ ‫وتكتب باأللغام قصائد حب ال تذوي‬ ‫تتعطر كل مساء بالبارود‬


‫‪15‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 8 ( - ) 87‬يناير ‪)2013‬‬

‫ص‬

‫عروق اليامسني )‬ ‫ـــفو يف ِ‬

‫وتشر ُع أفق االستقبال ( لصور )‬ ‫ِ‬ ‫صيدا يا رحمي املتوهج يف ضوء الشمس‬ ‫صيدا يا كرمي املتعطش لشفاه الكأس‬ ‫صيدا ضميين واخرتقي أعماق الربد‬ ‫وردي لي دفء اإلحساس‬ ‫خذي قليب كيساً رملياً يتطهر فوق املرتاس‬ ‫قنديل العودة‬ ‫زيت يف‬ ‫خذيين قطرة ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ساعة حتتدم األعراس‬ ‫لعكا أن تنتفض اآلن على ُ‬ ‫احلراس‬ ‫وان تقرع كل األجراس‬ ‫لنهر جاء يهز األرضَ‬ ‫ٍ‬ ‫يوز ُع أثواب األعراس" ‪..‬‬ ‫هكذا ‪ ..‬الكاتب اللييب إبراهيم الزليتين نلمحه يستعذب الطعنات ‪ُ ،‬‬ ‫يشق‬ ‫ناسك يف محِ راب عشق ِه كي تتشظى الفكرة و ُتلم ِل ُم‬ ‫َ‬ ‫غيم الرؤى ِبدعا ِء ٍ‬ ‫ُ‬ ‫بقايا أسئلة الكون‬ ‫نب وتن ُثرها ُعشباً را ِفضاً لمُِ‬ ‫الفراغ‬ ‫قدح‬ ‫م‬ ‫ُهش‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫احلق‬ ‫نور‬ ‫ة‬ ‫صادر‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫املُعدة لل ُغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وينص ُ‬ ‫احل���رف والنبوءات‬ ‫يق�ي�ن‬ ‫���ت ل���رؤى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإلغماض���ة على جس��� ٍد من ِ‬ ‫���ر ُر اخلوفَ‬ ‫تحُ‬ ‫لريح‬ ‫‪،‬‬ ‫الس���جون‬ ‫وعتمة‬ ‫وج���ع‬ ‫على‬ ‫والص�ب�ر‬ ‫والنض���ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫والصم���ت من آثام ا ُ‬ ‫َ‬ ‫كحقل من موس���يقى‬ ‫تاف وتغفو بني فراش���تني‬ ‫هل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ���در ُك من وعي‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫كقصب‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬ ‫احلري���ة‬ ‫كرامة‬ ‫لنا‬ ‫(‬ ‫كلمت�ي�ن‬ ‫‪ ،‬ب�ي�ن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫أمكنة تغا ِد ُرنا‬ ‫عتمة‬ ‫التلمس س���وى شفاه ِ‬ ‫ٍ‬ ‫عاش ٍق من ارتباك وندى ‪ ،‬من ِ‬ ‫الرصاص ِيك ِث ُف وجوده بيننا و ُنر ِد ُد ذات الس���ؤال ‪ ..‬من‬ ‫راحها ‪ ،‬فيما‬ ‫ُ‬ ‫بجِ ِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫يالحقنا ُ‬ ‫ُ‬ ‫س���يغفر‬ ‫أرث‬ ‫حينما‬ ‫د‬ ‫الفق‬ ‫شجن‬ ‫عنه‬ ‫تغافل‬ ‫ما‬ ‫النسيان‬ ‫يول‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لخِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫الريح ‪..‬؟‬ ‫ناي‬ ‫ه‬ ‫ظل‬ ‫ء‬ ‫بها‬ ‫عن‬ ‫تغافل‬ ‫صن‬ ‫غ‬ ‫ك‬ ‫ونرحل‬ ‫النسيان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫" هل ترانا ؟‬ ‫نلتقي بعد التنائي بني أحالم صبانا‬ ‫كالعشق الطفولي يف ثرانا‬ ‫أيها املمتد‬ ‫ِ‬ ‫للصغار‬ ‫أيها النهر الذي جيري ثياباً ِ‬ ‫الكدح يزهر يف الديار‬ ‫وابتساماً يف جبني‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫أغنيات من بالدي‬ ‫تنز ُع األشواق عن جلد النهار "‬

‫مرافقيت لبنانية‪ ,‬بيضاء ومؤنسة‬ ‫صاحل حصن‬ ‫ُ‬ ‫حددت موعد الس���فر و‬ ‫إخرتتها أمس اجلمعة‪ ,‬دون س���واها‪.,‬‬ ‫ركبن���ا س���يارتي ذات اخلم���س مقاعد‪ .‬بقيت س���اكتة فلم‬ ‫آذن هلا بالكالم بداية الرحلة حيث السيارات جتتازني مييناً‬ ‫و يس���اراً و أبواق الش���احنات الس���اخطة تضج و تلعن حضها‬ ‫لوج���ودي أمامها بس���رعة ال���ـ ‪ 120‬كم‪/‬س���اعة الركيكة؛‬ ‫واألده���ي أنين كنت ملتزم���اً حارتي بال تل���وي ثعباني بني‬ ‫ح���ارات الطري���ق خبطوطه���ا املتقطع���ة ال َغ ِب َش���ة‪ .‬بابتعادنا‬ ‫عن العاصم���ة طرابلس َخ ّفت حركة الس���يارات فأ ِذ ُ‬ ‫نت هلا‬ ‫لتؤنس�ن�ي‪ .‬وحبرفي���ة و إتقان بديع بدأ صوته���ا يُع ّبئ املكان‬ ‫والزمان صادحاً مرتمناً مئواباً تار ًة عالياً أخرى حتى ليغيب‬ ‫ال من ّغم���اً مفعماً‬ ‫م���ن فرط اإلحس���اس ليعود حامل���اً هادئاً أم ً‬ ‫باإلنتش���اء والزهو كأنه وريقات ب���ذر ًة خضراء نبتت لتعلن‬ ‫أوان اخلص���ب وفوحه‪ .‬بدأت أالحق كلماتها مس���تمتعاً بها‬ ‫و متمعناً يف معانيها و تركيباتها املعش���قة ببعضها تعشيقاً‬ ‫متس���قاً مكوناً بنا ًء يشع نوراً بال نور و خيلط ألواناً بال ريشة‬ ‫و لوحات بال أُطر و حباراً بال شواطئ و صحراء متتزج فيها‬ ‫األربع‬ ‫صور الس���ماء والرمل والسراب وتتقلص فيها األبعاد‬ ‫ُ‬ ‫يف بُع��� ٍد جذري واحد هو بُعد األنا اجلش���تالية‪ .‬كان صوتها‬ ‫يب�ن�ي أهراماً مرتاكمة مرتاص���ة بعضها فوق بعض وكأن‬ ‫رفيق�ت�ي احللوة تليب طل���ب فرعون فتبين ل���ه الصرح الذي‬ ‫رب موسى فيؤمن به إالهاً واحداً‪.‬‬ ‫يريد أن يعلو عليه لريى ّ‬ ‫وكان���ت املفاجاءة ل���ي مباغتة‪ .‬كنت أع���رف أن هلا زمرة‬ ‫تتبعه���ا دائم���اً لكن�ن�ي مل أفك���ر بأنين س���أحتك به���م يف هذه‬ ‫الرحلة‪ .‬س���ابقاً كن���ت أتعرف أحياناً عل���ى بعضهم لكن أن‬ ‫يكون���وا معي مجيع���اً د ً‬ ‫ُفعة واحدة وعلى ه���ذا القرب مين يف‬ ‫هذا احل ّيز الضيق فذاك ش���يء آخر‪ .‬زمرتها ركبوا معنا‪ ,‬يف‬ ‫غ�ي�ر حمطة و بدون دع���وة مين‪ ,‬لكنهم م���ع الوقت أصبحوا‬ ‫رفاق���اً لي يف س���يارتي ذل���ك احليز ال���ذي أصب���ح َر ِحباً مبن‬ ‫في���ه‪ .‬زمرة فيها العابثون‪ ,‬عبثاً موش���حاً منمقاً‪ ,‬على رقائق‬ ‫مؤطرة مش���حوطة وغريهم على أوتار متجاورة مش���دودة‬ ‫ومنه���م املتكلم���ون ِش ْ‬ ‫���عراً كأنه ليس م���ن صنع بش���ر ‪.......‬‬ ‫شعراء لبنانيون‪.‬‬ ‫ي���ا إاله الك���ون ي���ا إاله���ي‪ ,‬ش���عراء اللبناني���ون !‪ .‬ك���م ه���م‬ ‫لهم���ون أولئك‬ ‫مبدع���ون‪ ,‬صانع���ون‪ ,‬مبتك���رون‪ُ ,‬ملهَمون ُ‬ ‫وم ِ‬ ‫الش���عراء من لبنان‪ .‬يقتنص الواحد منهم اإلنفعال اللحظي‬ ‫العف���وي وهو س���ائ ُر يتمخرت مع زمرته يف ش���ارع أو جالس���اً‬ ‫معهم يف مقهى دون أن حيس���وا بالصيد وال أن يُدركون أن‬ ‫صاحبه���م يصطاد حتى يخُ رب هو امل�ل�اء بذاك عنواناً و بداية‬ ‫لقصيدة‪ .‬يروّض طريدته ليلتحم بها ويكون عندنا شريكاً ‬ ‫هل���ا ال غاصباً ُمغتصباً‪ .‬يغوص به���ا و معها يف أعماق أعماق‬ ‫النفس البش���رية ليع ّريها و يس���لخ عنها املُل َبسات املرتاكمة‬ ‫ٌ‬ ‫عوال���ق عرب الس���نني‪ .‬بعده���ا يرقي بها إىل ش���رفات‬ ‫عليه���ا‬ ‫ال ُعلى ليقف شاخماً على قمم الروح فيبلغ املعالي ليصطف‬ ‫م���ع املالئكة مس���بحاً حبمد رب���ه‪ ,‬مباركاً اجلم���ال واحلياة‬ ‫س���لم ُل َغ ٌ‬ ‫���وي متني‪ ,‬بقائم�ي�ن فصيحني‬ ‫عل���ى األرض‪ .‬على ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫���لمات من مفردات احملكي اليومي من اللهجة‬ ‫مرتابطني ُ‬ ‫بس ٍ‬ ‫العام ّي���ة اللبناني���ة ليتمم صعوده بها و بن���ا‪ .‬وقبل أن يهبط‬ ‫يس��� ّب ُح الش���اعر ويناجي املالء بأحالمه ورؤاه مناشداً أن يعم‬ ‫الس�ل�ام و احلب حياة اإلنس���ان على األرض‪ ,‬ثم ينحدر إىل‬ ‫واقع غ�ي�ر الواقع‪ ,‬واقع جديد حيب الش���اعر أن نكونه اليوم‪,‬‬ ‫واق���ع ممكن���اً حتقيقه وه���و أبهى وأحل���ى من الواق���ع الذي‬ ‫ٌ‬ ‫انطلق بنا منه و نعيشه اآلن‪.‬‬ ‫كل ذل���ك يتم بتكثيف ش���ديد و اختزال غ�ي�ر معيب تغبطه‬ ‫علي���ه الربامج احلاس���وبية لضغ���ط امللفات مث���ل برناجمي‬ ‫‪ Rar‬و ‪ Zip‬الالئ���ي ال يطمح���ن إىل ‪ 10%‬م���ن تكثيفه‬ ‫لرموز ومعاني و رسائل قصيدته املُضمنة فيها‪.‬‬ ‫وتظ���ل الرس���الة نبيل���ة ذات حي���اة مديدة داخ���ل مظروف‬ ‫مسعي ش��� ّفاف مضمونها معل���ن ومعنونة إىل ق���رار املُدرك‬ ‫الس���معي لتنفت���ح تلقائي���اً هناك فتتغ��� ّذي منه���ا اجلذور و‬ ‫تغذي به���ا وُريقات الرباعم النامية على قمم ش���جرة الفكر‬ ‫اإلنساني‪.‬‬

‫واح ٌد منهم رأى الفتاة يف الش���ارع ت���رد طرفها لتقي وجهها‬ ‫لفح الشمس‪ ,‬فاصطاد الفعل العفوي‪.‬‬ ‫ردّي منديلك ر ّدي ‬ ‫بيضا والشمس حادّي‬ ‫ثم غ���اص بالفع���ل إىل أعماق النف���س البش���رية ليع ّريها و‬ ‫ٌ‬ ‫عوالق عرب الس���نني‪,‬‬ ‫يس���لخ عنها املُل َبس���ات املرتاكمة عليها‬ ‫فكيف يكون احلب حباً إذا ما تأثر بتغري لون البشرة وخضع‬ ‫لقياسات السيب للعلجيات والثقافات البالية‪.‬‬ ‫حمبوبك أُو بيالقيكي مسودّي‪.‬‬ ‫بُكرة بييجي‬ ‫ِ‬ ‫أضاف صورة خيالية ل�ي�روّض طريدته فيلتحم بها ويكون‬ ‫عندنا شريكاً هلا ال غاصباً‬ ‫ردّي ردّي الشمسية ‬ ‫علي‬ ‫خليها ترف ّ‬ ‫يصع���د به���ا إىل ال ُعلى لتبل���غ املعالي ويصطف م���ع املالئكة‬ ‫مسبحاً حبمد ربه‪ ,‬مباركاً اجلمال واحلياة على األرض‪.‬‬ ‫ملّا عيونك بتفيي‬ ‫أوراق الزنبق عم بتندي‬ ‫يف لنا يا حب خيمة على اجلبل‬ ‫ناطرة حتى نزورها بليلة غزل‬ ‫راكعة الغيمات عند ابوابها‬ ‫وتاركة النجمات على سطحها ُق َبل‬ ‫هناك يف العال يناجي الش���اعر بأحالمه ورؤاه متمنياً أن يعم‬ ‫السالم و احلب حياة اإلنسان على األرض‪.‬‬ ‫يف لنا يا حب خيمة يف لنا‬ ‫ومزهرية وورد أبيض عندنا‬ ‫ووحدنا بها جلرد على حدود السما‬ ‫حنن و أنت و باقة غناني َهنا‬ ‫واقع‬ ‫ثم يعود إىل واقع جديد حيب الش���اعر أن نكونه اليوم‪ٌ ,‬‬ ‫ممكناً هو أبهى وأحلى من الواقع الذي انطلقنا منه و نعيشه‬ ‫اآلن‬ ‫يا حلوة ياللي بيتك فوق‬ ‫صوبك عم ياخذني الشوق‬ ‫عم حاكيكي بلطف و ذوق‬ ‫حبياتك ال حتتدي‬ ‫مرافق�ت�ي و حمبوب�ت�ي إمسه���ا ف�ي�روز‪ .‬و يلقبونه���ا ع���اد ًة‬ ‫عم‬ ‫بالفنانة ذات الصوت املالئكي‪ .‬أال أنين أشهد أنها كانت ِن َ‬ ‫املرافق‪ .‬‬ ‫‪ /‬هون ‪22/12/2012‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 8 ( - ) 87‬يناير ‪)2013‬‬

‫اللجنة األمنية العليا‬ ‫‪...‬مليشيا ثورية أم‬ ‫مؤسسة وطنية‬ ‫احلسني املسوري‬

‫يف الوقت ال���ذي كانت وزارة الداخلي���ة حتتفل بذكرى‬ ‫عي���د االس���تقالل وحبض���ور الدكت���ور حمم���د املقريف‬ ‫رئي���س املؤمتر الوطين ودولة الرئي���س علي زيدان ووزير‬ ‫الداخلية عاش���ور ش���وايل الذي وجه نداء لعناصر اللجنة‬ ‫األمنية العليا ‪ ،‬إىل االنضمام يف جهازي الش���رطة وحفظ‬ ‫األم���ن داخل امل���دن الليبية ‪ ،‬دعما ألجه���زة القوى األمنية‬ ‫ال�ت�ي تتكون منه���ا الداخلية وبدل االس���تجابة لنداء وزير‬ ‫الداخلي���ة قام���ت عناص���ر م���ن اللجن���ة األمني���ة العلي���ا‬ ‫باالعتص���ام أم���ام مقر املؤمت���ر الوطين اللي�ب�ي مدججني‬ ‫بآلياته���م العس���كرية‪ ،‬وعن���د خ���روج العضوي���ن توفي���ق‬ ‫الش���هييب ومفت���اح حبل���وص التابع�ي�ن لتحال���ف الق���وى‬ ‫الوطنية الذي يتزعمه حمم���ود جربيل‪ ،‬تعرض عدد من‬ ‫احملتج�ي�ن هلم���ا بالضرب بع���د إنزاهلما من الس���يارة اليت‬ ‫كان���ا يس���تقالنها أن احملتجني تعرض���وا ألعضاء بعينهم‬ ‫دون س���واهم ‪ ،‬وه���م ممثل�ي�ن لتحال���ف الق���وى الوطني���ة‬ ‫خاص���ة بعدما ق���ام األخري بقيادة األص���وات الداعية حلل‬ ‫اللجن���ة األمني���ة العليا ودجمها يف جهاز الش���رطة بينما‬ ‫يعتق���د عناصر اللجن���ة األمني���ة العليا أن هن���اك أحزاب‬ ‫بعينه���ا حتاول إقصائهم من املش���هد األم�ن�ي ‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫غالبي���ة أعضاءه���ا هم ث���وار قاتلوا يف حرب إس���قاط نظام‬ ‫الق���ذايف فيما يعترب البعض أن اللجن���ة األمنية العليا هي‬ ‫الذراع العسكري جلماعة اإلخوان املسلمني يف ليبيا وهي‬ ‫تعمل وفق مصاحل وسياسات اجلماعة يذكر انه يف وقت‬ ‫س���ابق أعلن عدد من رؤس���اء فروع اللجن���ة األمنية العليا‬ ‫املؤقتة رفضهم لتنفيذ ق���رار نائب رئيس احلكومة وزير‬ ‫الداخلي���ة املكلف الس���ابق “الصديق عبد الكريم ” بش���أن‬ ‫تش���كيل جلن���ة مركزية تت���وىل وضع آلية دم���ج أعضاء‬ ‫اللجن���ة األمني���ة يف وزارة الداخلي���ة وحتدي���د الش���روط‬ ‫والضواب���ط املنظمة لذلك وذكر بيان صادر عن رؤس���اء‬ ‫ف���روع اللجن���ة األمني���ة العلي���ا أن القرار يس���تهدف حل‬ ‫اللج���ان األمني���ة األمر الذي ال يليب رغب���ة الثوار وأوضح‬ ‫البيان أن رؤساء اللجان األمنية قدموا مقرتحا إىل رئيس‬ ‫الوزراء باحلكومة بدراس���ته ‪ ،‬وأكدوا يف البيان أن طبيعة‬ ‫عم���ل مديريات األمن ه���و جنائي حب���ت يف حني خيتص‬ ‫اجلهاز اجلديد بالعمل األمين‪.‬‬ ‫مم���ا تقدم جند أنفس���نا أمام جهاز امين مس���لح ال نعرف‬ ‫تبعيت���ه مل���ن ومن ه���ي اجلهة املس���ؤلة عن���ه وه���ذا يقودنا‬ ‫إىل دع���وة املؤمت���ر الوطين ورئاس���ة احلكومة إىل حس���م‬ ‫ه���ذا اجلدل الذي ميس ش���رعية األجه���زة األمنية وذلك‬ ‫بإص���دار تش���ريع م���ن املؤمت���ر الوطين حي���دد اختصاص‬ ‫تنظيم وإعادة بناء األجه���زة األمنية ومن ضمنها اللجنة‬ ‫األمنية العليا اليت جيب أن يتم حس���م أمرها إما بإقرارها‬ ‫كمؤسس���ة أمني���ة وطني���ة ختض���ع للقانون والس���لطة‬ ‫التنفيذي���ة الش���رعية املتمثل���ة يف احلكوم���ة وحت���دد‬ ‫احلكوم���ة تبعيته���ا وصالحياته���ا أو التحل���ي بالش���جاعة‬ ‫وإع�ل�ان احلقيق���ة للش���عب اللي�ب�ي بإع�ل�ان أن اللجن���ة‬ ‫األمنية العليا هي ميلش���يا ثورية أو حزبية وال س���يطرة‬ ‫للسلطات الشرعية عليها‬

‫من هم الــتبـــــــ‬ ‫عقيلة علي‬ ‫كلمة التبو مكونة من مقطعني صوتيني‬ ‫( ُت ) وتعنى فى لغة التبو الدنيا او العامل ‪.‬‬ ‫واملقط���ع الثاني ( ب��� ُو ) وتعنى يف لغة التبو‬ ‫الكب�ي�ر ‪ .‬فتفس�ي�ر االس���م فى لغ���ة التبو (‬ ‫الدنيا أو الع���امل الكبري) وقد عرفها بعض‬ ‫الباحث�ي�ن بأنه���ا مأخوذة من تب���وك‪ ,‬وقال‬ ‫آخرون إن الق���وم كانوا كفاراَ فقيل هلم‬ ‫توبوا فمن هنا مس���وا بالتبو وهذا ال معنى‬ ‫له‪ ,‬إذ عرفوا بهذا االس���م قبل ميالد السيد‬ ‫املسيح عليه السالم بنحو مخسمائة سنة‪,‬‬ ‫سواء أن اختلف الرواة أم إتفقوا يف ماهية‬ ‫االسم أو الكلمة فاألمساء ال تعلل ‪.‬‬ ‫وإس���تنادا إىل املصادر التارخيية القدمية‬ ‫وأحب���اث بع���ض املؤرخ�ي�ن املعاصري���ن‬ ‫وكت���ب بع���ض الرحالة الغربي�ي�ن الذين‬ ‫حتدث���وا وكتب���وا بإجي���از عن التب���و عند‬ ‫حديثه���م ع���ن الصحراء الك�ب�رى وجنوب‬ ‫ش���رق ليبيا وجبال تيبس���تى ومشال تشاد‬ ‫ومشال ش���رق النيجر‪ ,‬إذ نس���تخلص من‬ ‫مجلة م���ا كتبوه عن التب���و إنهم ينتمون‬ ‫إىل قبيلة التمح���و اليت عرفت يف التاريخ‬ ‫القدي���م منذ م���ا يقارب من مخس���ة اآلف‬ ‫س���نة واليت تعت�ب�ر تارخيي���ا م���ن القبائل‬ ‫الليبية القدمية ‪,‬وتشري إحدى النصوص‬ ‫املصري���ة القدمي���ة إن الفراعن���ة كان���وا‬ ‫يس���توردون م���ا يس���مى حبجر متح���و أو‬ ‫حج���ر واوات(الفريوز األخض���ر) من بالد‬ ‫ال���واوات فى ارض متحو الواحات املعروفة‬ ‫بال���واوات ( واو النام���وس – وواو الكب�ي�ر)‬ ‫وه���ذا صحي���ح وثاب���ت إذ أن ( ايغ���ى زوما‬ ‫) تق���ع بالق���رب م���ن واو النام���وس وحتى‬ ‫اآلن التب���و يس���مون امل���كان بامس���ه ( ايغى‬

‫زوما ) وزوما بلغ���ة التبو معناها ( الفريوز‬ ‫األخض���ر ) واىل زم���ن قري���ب كان التب���و‬ ‫يتاجرون به ‪.‬‬ ‫ويق���ال أيض���ا أن التب���و تنح���در أصوهل���م‬ ‫التارخيي���ة القدمية املوغل���ة يف القدم من‬ ‫القبائ���ل اليمني���ة القدمية ال�ت�ي هاجرت‬ ‫بعد انهيار سدود سبأ باليمن حبثاَ عن املاء‬ ‫واملرعى مص���در حياتهم وحي���اة أنعامهم‬ ‫فاجته���وا غرب���ا فدخل���وا الس���ودان ومصر‬ ‫وليبيا وش���قوا طريقهم من هنا وهناك يف‬ ‫تدافع ش���ديد وعاش���وا حياتهم ما بني املد‬ ‫واجلزر والكر والفر سنيناَ طويلة واستقر‬ ‫بهم األمر يف الصحراء الكربى ويرجح هذا‬ ‫الرأي قرائن عديدة وقواس���م مش�ت�ركة‬ ‫من صفات اختص بها األصل العربي دون‬ ‫غريه من األجناس البشرية منذ القدم من‬ ‫ذلك أنه���م بدو رحل يرحتل���ون من مكان‬ ‫إىل آخ���ر طلبا للماء وال���كأل حيبون تربية‬ ‫اإلبل واألغن���ام ويتمتعون مبه���ارة فائقة‬ ‫يف ذلك ‪,‬ويصنعون من جلودها وأش���عارها‬ ‫واوبارها أثاثا وأدوات ووسائل عديدة تنم‬ ‫عن مقدرة وذكاء يتمتعون بهما‬ ‫ميت���ازون بالفراس���ة ومعرف���ة األنس���اب‬ ‫واألنواء وتقص���ى األثر ومعرف���ة النجوم‬ ‫والس�ي�ر عل���ى هديه���ا لي�ل�ا ويتمتع���ون‬ ‫باخل�ب�رة يف الصحراء وينفردون مبهارات‬ ‫يف تروي���ض اإلب���ل وركوبه���ا وهلم خفة‬ ‫وسرعة ورشاقة وقدرة على صعود اجلبال‬ ‫يتصف���ون بالفروس���ية واجل���ود والك���رم‬ ‫وينف���ردون بالش���جاعة واجلرأة والش���دة‬ ‫والص���دق واألمانة والص�ب�ر والقدرة على‬ ‫التحمل وقوة اإلرادة والعزمية ‪,‬وغذاؤهم‬

‫املفضل ( التم���ر واللنب ) وأحب احليوانات‬ ‫إىل نفوسهم اإلبل والغنم وأحب األشجار‬ ‫إليه���م النخي���ل ‪,‬وم���ن آالتهم املوس���يقية‬ ‫الربابة ويس���مونها ( كيك���ي ) و ( العود )‬ ‫ويس���مونه( كللي ) ويشد من ثالث أوتار‬ ‫فقط م���ن آالت احلرب عنده���م (احلراب‬ ‫والرماح واخلنجر والس���يف وشنقر منقر‬ ‫والف���أس )‪ .‬من تقاليده���م وعاداتهم العار‬ ‫ال ميح���ى إال بال���دم ‪,‬و األخ���ذ بالث���أر ولو‬ ‫ط���ال الزمان م���ا مل يربم عق���د صلح بني‬ ‫القات���ل وأولي���اء الدم بدفع الدي���ة املقررة‬ ‫عرفا وش���رعا وأولياء ال���دم ليس العصبة‬ ‫فقط وإمنا يش���اركهم في���ه األقرباء من‬ ‫األم فهم شركاء مع العصبة يف اخذ الثأر‬ ‫م���ن القات���ل ‪ ,‬وأيضا من أعرافه���م أنهم ال‬ ‫يتزوجون من بنات األقرباء ‪.‬‬ ‫التداوى باألعش���اب الطبيعية واحلجامة‬ ‫والكي بالن���ار عادات راس���خة يف ثقافتهم‬ ‫وايض���ا يش���تغلون بتج���ارة القواف���ل ب�ي�ن‬ ‫املشرق واملغرب واجلنوب وهم حلقة وصل‬ ‫يف ذلك بني شعوب املنطقة ‪ .‬ولديهم نظام‬ ‫ع���ريف اجتماع���ي ص���ارم وأح���كام عرفية‬ ‫معتم���دة وجمال���س حتكي���م تتك���ون من‬ ‫العقالء واحلكماء يلجأ إليها املتخاصمون‬ ‫وحيتكم���ون عنده���م يف املنازعات وكافة‬ ‫القضايا وأحكام جمال���س احلكماء نافذة‪.‬‬ ‫الديان���ة ‪ :‬التبو يدينون بدين اإلس�ل�ام وال‬ ‫يوجد م���ن بينهم من يعتنق غرياإلس�ل�ام‬ ‫دين���اَ وأيضا مذهبهم مالك���ي ‪ .‬فمعامل آثار‬ ‫الرس���ومات عل���ى الصخور ال�ت�ي توجد يف‬ ‫جبل العوينات يف أقصى اجلنوب الش���رقي‬ ‫ومثله���ا ال�ت�ي توج���د يف جب���ل أب���و غنيمة‬


‫‪17‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 8 ( - ) 87‬يناير ‪)2013‬‬

‫ـــو ؟‬

‫احلاجة إىل قانون العزل‬ ‫يف ليبيا‬ ‫فتحي العكاري‬

‫باهل���اروج يف الوس���ط وه���ى نف���س الرس���ومات‬ ‫ال�ت�ي توج���د يف جب���ل اكاك���وس يف أقص���ى‬ ‫اجلن���وب الغرب���ي تعط���ى دالالت واضحة على‬ ‫أن ه���ذه املنطق���ة املمتدة من الصح���راء كانت‬ ‫عام���رة ومأهولة بالس���كان وان ع���دد هم كان‬ ‫كثريا وبالرجوع إىل ما اكتش���فه علماء اآلثار‬ ‫واألجن���اس والتاري���خ يف ه���ذه املنطق���ة تش�ي�ر‬ ‫املعلوم���ات إىل وج���ود عالق���ة وصل���ة قوية بني‬ ‫التب���و والط���وارق وه���م مجيعاَ ق���د ينتمون إىل‬ ‫أصل واح���د يف جذوره���م التارخيي���ة القدمية‬ ‫إىل ( التمح���و واجل���ر من���ت ) كما يوجد ش���به‬ ‫ب�ي�ن التبو والطوارق يف املالم���ح وبعض العادات‬ ‫والتقالي���د وف���ى املالب���س واملقتنيات الش���عبية‬ ‫فالثاب���ت يف التاريخ القديم ( إن التبو والطوارق‬ ‫هم مل���وك الصحراء الك�ب�رى ) كما قال عنهم‬ ‫املؤرخ هريودوت األغريقى أبو التاريخ يف القرن‬ ‫اخلامس قب���ل املي�ل�اد يف كتابه الراب���ع فالتبو‬ ‫يقعون يف اجلزء الش���رقي من الصحراء الكربى‬ ‫والط���وارق يقعون يف اجلزء الغرب���ي منها ‪.‬لكن‬ ‫تقل���ص عدد التب���و نتيجة للغ���زوات التارخيية‬ ‫ال�ت�ي تعرض���وا هلا ع�ب�ر التاري���خ إب���ان التدافع‬ ‫القبل���ي ثم م���ات عدد كثري منه���م يف احلروب‬ ‫واملع���ارك الطاحن���ة ض���د الغ���زاة اإليطالي�ي�ن‬ ‫والفرنس���يني ‪ .‬التعليم ‪ :‬الذين هلم النصيب من‬ ‫التعلي���م واملعرف���ة ع���دد قليل و للتب���و الليبيني‬ ‫احل���ظ األوفر يف التعلي���م واملعرفة ‪,‬أما التبو يف‬ ‫مشال النيجر وتيبس���تى ومشال تش���اد حظهم‬ ‫ونصيبهم من التعليم واملعرفة قليل فهم تلقوا‬ ‫تعليمهم باللغة الفرنسية يف النيجر وتشاد ثم‬ ‫أكمل بعضهم تعليمهم العالي بفرنسا وبعض‬ ‫ال���دول األخرى أما الذين تلقوا تعليمهم باللغة‬ ‫العربية فمعظمهم تعلموا يف ليبيا ‪.‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫األس���طورة ال�ت�ي وقع���ت يف مزرعة الس���لطان ‪.‬‬ ‫غنائية مجيلة ت���روى لألطفال ‪ .‬تعلم األطفال‬ ‫بأن لكل ش���يء كبري س���بب بس���يط بعالج تلك‬ ‫األس���باب البس���يطة تنته���ي املش���اكل الكبرية ‪.‬‬ ‫و اليت قد تنش���أ من ش���يء ميكن االستفادة منه‬

‫برمز املطر ‪.‬‬ ‫حني أمطرت الدنيا ‪ ،‬دينا قلي تشنا‬ ‫نشر النمل غذائه ‪ ،‬أوزومري بودا هورتشي ‪.‬‬ ‫فإلتقم منها الطري ‪ .‬كوذوغري كوثكينا ‪.‬‬ ‫فقرص النمل عنق الطري ‪ ،‬أوزومري قو تشلت ‪.‬‬ ‫صرخ���ة الطري لعن���ت الدني���ا ‪ ،‬كوذوغري دينا‬ ‫العنتشي ‪.‬‬ ‫فقفز ثعبان إىل حجر اململوك ‪ ،‬غولي بورتش���ي‬ ‫أغورو تابو توبر ‪.‬‬ ‫اململوك يف قفزته أسقط إزاره ‪ ،‬أغورو بورتشي‬ ‫كوذوقري يوقر ‪.‬‬ ‫س���بع من بنات الس���لطان ضحك���ن بصوت فاق‬ ‫احلي���اء ‪ ،‬دورو دوب���ا تسودس���و ي َكاس���و كانكناه‬ ‫هارتشوندو ‪.‬‬ ‫فأتي السلطان متسائ ً‬ ‫ال عن سبب ضحك بناته ‪:‬‬ ‫ملاذا ضحكنت هكذا ؟ نيغي أوكدي كاستوما ؟!‬ ‫اململوك أسقط إزاره ‪ ،‬أوغرو كوذوقري يوقر ‪.‬‬ ‫ملا أس���قطت إزارك أيها اململ���وك ؟ أوغرو ‪ ،‬نبغي‬ ‫كوذوقري قابوما ؟!‬ ‫ثعبان سقط يف حجري ‪ ،‬كولي تابو توبر ‪.‬‬ ‫ملا س���قطت يف حجره يا ثعبان ؟ قولي نيغي تابو‬ ‫نوبرا ؟!‬ ‫طري صرخ العناً ‪ ،‬كوذوقري دينا العنتشي ‪.‬‬ ‫أيه���ا الط�ي�ر مل���ا صرخ���ت ؟ كوذوق���ري نيغ���ي‬ ‫كورودمنا ؟!‬ ‫النمل قرص عنقي ‪ ،‬أوزومري قو تشلت ‪.‬‬ ‫مل���ا قرصت���ه ايته���ا النم���ل ؟ أوزوم���ري نيغي قو‬ ‫الدوما ؟!‬ ‫إلتقطم من غذائي ‪ ،‬بودا نرا كوذوقي ‪.‬‬ ‫ملا التقمت م���ن غذائه ايها الطري ؟ نيغي بوداهنا‬ ‫كوذونقي ؟!‬ ‫ألنه نشره يف العراء ‪ ،‬بودا هورتشنا الو ‪.‬‬ ‫ملا نش���رتي غذائك أيتها النمل ؟ أوزومري نيغي‬ ‫بدا هورما ؟‬ ‫ألن الدنيا أمطرت ‪ ،‬دينا قلي تشا ‪.‬‬

‫بع���د كل حركة تغيري جذري وتارخيي‬ ‫كالث���ورة الليبية تربز احلاجة إىل تأمني‬ ‫مس���ار الث���ورة ض���د م���ن كان���وا س���ببا يف‬ ‫تفجرها والذين قامت ضدهم كل حسب‬ ‫دوره يف قمع الشعب وإذالله‪ .‬أما من انشق‬ ‫ع���ن النظام فهو مل ينضم للثورة ولكنه يف‬ ‫آخر حلظة قرر القفز من س���فينة النظام‬ ‫وبهذا حفظ دم���ه وحريته حتى اآلن‪ ،‬وال‬ ‫أعتق���د أن���ه كان لدي���ه خي���ار أفضل من‬ ‫ه���ذا‪ ،‬والدليل على ذل���ك أن هيئة النزاهة‬ ‫حجب���ت الثق���ة ع���ن مرش���حني ملناص���ب‬ ‫علي���ا يف البلد وبالتال���ي ال زال هناك أزالم‬ ‫وعمالء للطاغية بيننا‪.‬‬ ‫و األم���ر ليس يف العزل ولكن يف من جيب‬ ‫أن يتم عزله؟‬ ‫أوال‪ :‬يف اجملال السياسي‬ ‫كل من شارك يف االنقالب على امللك من‬ ‫فئة الضباط‪.‬‬ ‫كل من ش���ارك يف إعدام ضباط أو جنود‬ ‫أو مدنيني خالل أربعني عاما‪.‬‬ ‫كل م���ن ش���ارك يف تس���ويق مش���اريع‬ ‫الطاغي���ة السياس���ية واس���هم يف تطويرها‬ ‫خالل أربعة عقود‪.‬‬ ‫كل من توىل منصب���ا عاما يف الوزارات أو‬ ‫اهليئات التشريعية املزيفة‪.‬‬ ‫كل م���ن ش���ارك يف مش���روع توري���ث ابن‬ ‫الطاغية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬يف جمال الفكر والثقافة‪!!!...‬‬ ‫كل م���ن كت���ب أو داف���ع أو ش���رح أف���كار‬ ‫الطاغية يف وسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫كل م���ن روج ألفكار الطاغي���ة من رجال‬ ‫اإلعالم املرئي واملسموع‪.‬‬ ‫كل م���ن ش���ارك يف املؤمت���رات العاملي���ة‬ ‫باس���م املركز العاملي للكت���اب األخضر أو‬ ‫ق���دم حبوثا لنش���ره ودعم���ه من أس���اتذة‬ ‫اجلامعات الليبية‪.‬‬ ‫كل م���ن كان عض���وا فاع�ل�ا يف حركة‬ ‫اللج���ان الثوري���ة م���ن أس���اتذة اجلامعات‬ ‫واملفكرين وال ُكتاب‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬جمال التعليم‬ ‫كل من ساهم يف تدني حمتوى ومستوى‬ ‫التعليم يف ليبيا‬ ‫كل من أس���هم يف تدم�ي�ر التعليم العالي‬

‫من رؤساء اجلامعات وعمداء الكليات‪.‬‬ ‫كل م���ن دع���ا ألف���كار الطاغي���ة أو د ّرس‬ ‫أفكاره أو حبث فيها‪.‬‬ ‫كل م���ن حق���ق للطاغي���ة ممارس���اته‬ ‫املنحرف���ة يف تالمي���ذ املدارس م���ن مدراء‬ ‫ومدرسني ومدرسات‪.‬‬ ‫كل من ش���ارك يف تنفي���ذ عقوبة اإلعدام‬ ‫باجلامعات‪.‬‬ ‫كل م���ن ش���ارك يف برام���ج التصفي���ة‬ ‫اجلسدية للمعارضني‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬جمال العدل والقضاء‬ ‫كل م���ن أس���هم يف كتاب���ة القوان�ي�ن‬ ‫والتشريعات‪.‬‬ ‫كل م���ن ش���ارك يف حماكمة املعارضني‬ ‫وأنزل بهم عقوبات ظاملة‪.‬‬ ‫كل من شارك يف تدمري جهاز القضاء‪.‬‬ ‫كل م���ن كان عضوا يف اللج���ان الثورية‬ ‫من رجال القضاء واحملاماة‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬جمال االقتصاد والتجارة‬ ‫كل من ك���ون ثروة من خ�ل�ال التعاون‬ ‫مع الطاغية وأوالده‪.‬‬ ‫كل من أثرى بط���رق غري قانونية أوغري‬ ‫مشروعة‪.‬‬ ‫كل من أسهم يف احتكار رزق الشعب‪.‬‬ ‫كل م���ن تع���اون وتعامل مع الش���ركات‬ ‫األمنية واستثمارات مكتب االتصال‪.‬‬ ‫كل م���ن م���ارس الفس���اد يف املص���ارف‬ ‫واالستثمارات اخلارجية‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬اجملال العسكري‬ ‫كل من قاتل ثوار ‪ 17‬فرباير من الضباط‬ ‫واجلنود‪.‬‬ ‫كل من تطوع مع الكتائب يف قتال الثوار‪.‬‬ ‫كل من ش���ارك يف تدمري القوات املسلحة‬ ‫يف السابق‪.‬‬ ‫كل م���ن ش���ارك يف تعذي���ب أو إع���دام‬ ‫مدنيني‪.‬‬ ‫والعزل السياسي يكون باستبعاد كل‬ ‫من هؤالء من احلياة السياسية مدة ال تقل‬ ‫عن عشر سنوات وذلك حبرمانهم من حق‬ ‫التصويت يف االنتخابات أو ترشيح أو دعم‬ ‫مرشحني يف مجيع االنتخابات ومن شغل‬ ‫أي منصب قيادي يف الدولة‪ ،‬وهذا اإلجراء‬ ‫باإلضاف���ة إىل محاية الثورة سيس���هم يف‬ ‫إعطاء دور أكرب ملش���اركة قطاع الشباب‬ ‫وامل���رأة يف احلي���اة السياس���ية يف ليبي���ا يف‬ ‫املرحلة القادمة‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 8 ( - ) 87‬يناير ‪)2013‬‬

‫اهليئة التأسيسية ‪ ...‬بــ‬ ‫صاحل سامل الطرشول‬ ‫يس���ود املشهد اللييب السياسي و االجتماعي نقاش حاد‬ ‫و ح���وارات إذاعي���ة و تلفزيوني���ة ومن خالل ش���بكات‬ ‫التواص���ل االجتماع���ي و عل���ي صفح���ات الصح���ف و‬ ‫اجملالت حول اهليئة التأسيسية وهل يتم تكوينها عن‬ ‫طريق االنتخابات املباشرة من الشعب أو يتـم تعيينهـا‬ ‫عــ���ن طريـق املؤمتـ���ر الوطنـي العـ���ام باعتبـاره ممثـال‬ ‫هلـ���ذا الش���عب ‪ ...‬و املواط���ن اللييب البس���يط يف ثقافته‬ ‫السياس���ية يتس���اءل عن ماهية هذه اهليئة التأسيسية‬ ‫و ما دورها ووظيفتها ؟ ‪.‬‬ ‫كتعري���ف مبس���ط اهليئ���ة التأسيس���ية هي هيئـة‬ ‫وطنية نيابية ينتخبها الش���عب لغرض وضع دس���تـور‬ ‫للدولـ���ة بامسـ���ه و نيابة عن���ه ‪ ،‬و اهليئات التأسيس���ية‬ ‫الوطنية هي إحدى الوس���ائل اليت تس���تخدمها الدول‬ ‫يف وض���ع دس���اتريها املكتوبة وهي أكث���ر هذه الطرق‬ ‫دميقراطية ‪ ،‬الن الدستور الذي تقرره و تعلنه يصدر‬ ‫باس���م الش���عب الذي جعل من هذه اجلمعية املنتخبة‬ ‫وكيال عنه يف وضع دستوره ‪.‬‬ ‫وتع���رف اهليئ���ة التأسيس���ية أيض���ا باجلمعي���ة‬ ‫التأسيس���ية وه���و أس���م ال يطل���ق إال عل���ي اجلمعي���ة‬ ‫الوطنية علي أس���اس تفويضها لوضع الدستور واليت‬ ‫تنتهي مهمتها بإصدار هذا الدستور ‪ ،‬وقد يستمر قيام‬ ‫اجلمعية التأسيس���ية بعد ذل���ك بصفتها أول جملس‬ ‫لآلمة يف ظل الدستور اجلديد ‪.‬‬ ‫برزت هذه الوس���يلة الدس���تورية من���ذ قيام الثورة‬ ‫األمريكي���ة اليت أص���درت أول دس���تور للوالي���ات عام‬ ‫‪ 1987‬بواس���طة مجعي���ة وطني���ة منتخب���ة ‪ .‬هل���ذا‬ ‫اس���تهل الدس���تور األمريكي ديباجته بالقول ‪ (( :‬حنن‬ ‫ممثل���ي الواليات املتح���دة األمريكية ننش���ر ونعلن يف‬ ‫إميان باس���م ش���عب الواليات وتفويضه ‪ ...‬اخل ‪ ))..‬وقد‬ ‫انتش���رت هذه الوسيلة يف أوروبا منذ الثورة الفرنسية‬ ‫و أصبح���ت القاع���دة العام���ة يف وضع دس���اتري الدول‬ ‫احلديث���ة منذ احل���رب العاملية الثانية ‪ ،‬ويش���مل ذلك‬ ‫ال���دول اليت ألغت النظام امللكي القائم و الدول حديثة‬ ‫العهد باالستقالل ‪.‬‬ ‫إع���داد الدس���تور أو تعديل���ه لي���س باألمر الس���هل و‬ ‫اليس�ي�ر بل يفرتض يف كل حال���ة التبصر و الرؤية و‬ ‫استقرا الواقع احلالي داخل الدولة و الفضاء ‪ ،‬احمليط‬ ‫به���ا ( إقليمي���ا و دولي���ا ) ‪ .‬م���ع استش���راف املس���تقبل و‬ ‫مستجداته ‪.‬‬ ‫ختتلف تس���مية الس���لطة اليت يع���ود هلا حق إعداد‬ ‫الدس���تور حس���بما يكون القصد ‪ ( :‬إعداد دستور جديد‬ ‫لدولة ناش���ئة ) أو ( إعداد دستور علي إثر انهيار نظام‬ ‫قائم ) ‪ ،‬ويف كلتا احلالتني الس���لطة اليت يعود هلا هذا‬ ‫األمر جيب أن تتمتع بس���لطات سياسية خاصة نظرا‬ ‫لألهمي���ة اليت ختتص به���ا القواعد الدس���تورية هذه‬ ‫السلطة قد تكون ‪:‬‬

‫السلطة التأسيسية األصلية‬‫السلطة التأسيسية املشتقة‬‫السلطة التأسيسية األصلية‬‫هذه الس���لطة تظه���ر للوجود عند املباش���رة بإعداد دس���تور‬ ‫جديد لدولة حديثة أو عندما تكون املؤسسات الدستورية‬ ‫القائم���ة قد انهارت نتيجة عمل ثوري فهي تعترب الس���لطة‬ ‫اخلالق���ة للدول���ة ‪ ،‬اليت جتس���د الفك���رة القانوني���ة الواجب‬ ‫حتقيقه���ا يف اجملتمع ‪ .‬فإذا كان عمل هذه الس���لطة تكوين‬ ‫الدول���ة فم���ن الض���رورة أن تكون خ���ارج الدول���ة وال ميكن‬ ‫تقليص حريتها بالقواعد املعمول بها يف النظام القائم فيما‬ ‫يتعل���ق بالدولة ‪ .‬فالس���لطة املؤسس���ة األصلية هي س���لطة‬ ‫أولية غري مش���روطة وس���يدة األعمال اليت تنوي القيام بها‬ ‫‪ .‬غري أن هذه االس���تقاللية حتد بالنسبة للقاعدة القانونية‬ ‫ال�ت�ي يعم���ل تطبيقه���ا ‪ .‬اذا ال ميك���ن الق���ول بوجود س���لطة‬ ‫مطلق���ة مهم���ا كان اجملتمع املع�ن�ي ‪ .‬فالقاعدة و الس���لطة‬ ‫املؤسس���ة تندجمان يف الف�ت�رة الزمنية الواح���دة ‪ ،‬وتنهاران‬ ‫عندم���ا تصب���ح الفك���رة القانوني���ة ال تنس���جم و متطلب���ات‬ ‫اجملتمع الذي تقوم فيه ‪.‬‬ ‫(( ‪)) 2‬‬ ‫السلطة التأسيسية املشتقة‬‫هذه الس���لطة نص علي وجودها الدس���تور القائم بالدولة ‪،‬‬ ‫وأطلق عليها أيضا تس���مية ( س���لطة التعديل ) إذا أن عملها‬ ‫يكون يف أغلب األحيان تأمني (( االس���تمرارية )) للدس���تور‬ ‫الناف���ذ إم���ا ع���ن طري���ق تعديل���ه ‪ ،‬أو ع���ن طري���ق مراجعة‬ ‫إمجالية له وفقا لإلجراء الذي ينص عليه الدستور ‪ .‬ويرجع‬ ‫االس���تمرار الدستوري إلي السلطة التأسيسية القائمة ‪ ،‬أي‬ ‫إلي أجهزة الدولة اليت تأهلت دس���توريا ملراجعة الدس���تور ‪.‬‬ ‫علي انه عندما يتم تغيري الدس���تور كلي���ا ‪ ،‬فمن املنطقي و‬ ‫املتوافق م���ع النظرية الدميقراطي���ة أن يقر النص اجلديد‬ ‫من قبل الشعب ‪.‬‬ ‫الس���لطة التأسيسية املش���تقة ال تثري أية مشكله قانونية إذ‬ ‫أن الدس���تور قد نص علي وجودها ‪ .‬بينما الس���لطة املؤسسة‬ ‫األصلية تثري بعض الصعوب���ات جلهة حتديد العضو الذي‬ ‫يعود له حق إعداد الدس���تور و جلهة إضفاء الش���رعية علي‬ ‫عمله الدستوري ‪.‬‬ ‫ينتج عن هذا أن السلطة املؤسسة األصلية قد تعود إلي فرد‬ ‫أو إلي جمموعة جتسدها أو إلي الفكرة القانونية نفسها ‪.‬‬ ‫مالك السلطة املؤسسة قد يكون الشعب عندما يأخذ باملعيار‬ ‫الدميقراط���ي الن الش���عب هو مصدر كل الس���لطات ‪ .‬وقد‬ ‫يكون الفرد الرئيس���ي الذي جيسد القوة للقاعدة القانونية‬ ‫‪ ،‬و ال���ذي يتصرف بس���لطة التنظيم الذاتي���ة بصفته مالك‬ ‫الس���لطة السياسية ومعربا عن الفكرة القانونية القائمة يف‬ ‫اجملتمع وهذا ما حيدث فعال يف األنظمة الفاشية ‪.‬‬ ‫أشكال السلطة اليت تتولي إعداد الدستور‬‫ألشكال الدميقراطية‬‫عن���د األخ���ذ باملعي���ار الدميقراطي ال���ذي يعترب أن الش���عب‬ ‫مصدر كل الس���لطات تعترب الس���لطة املؤسسة يف جوهرها‬

‫مينحه���ا إلي غ�ي�ره ‪ ...‬وتدخل الش���عب قــد يظه���ر يف احدي‬ ‫األشكال التالية ‪- :‬‬ ‫( ‪ ) 1‬الشكل التمثيلي ‪ /‬أو نسبة التمثيل‬ ‫عب���ارة عن انتخاب جملس وطين ‪ /‬أو مجعية تأسيس���ية أو‬ ‫مؤمت���ر باالقرتاع العام ‪ ،‬غايته إعداد دس���تـــور للدولة ‪ .‬وقــد‬ ‫يس���تغين يف النظام التمثيلــي عـن موافقـة الشعـب و يكتفـي‬ ‫بإعــداد الدستـور و التصويت عليه من قبل اجملالس النيابية‬ ‫( ‪) 2‬الشكل الدميقراطي املباشر‬ ‫ويع���رف أيضا بـ ( االس���تفتاء التأسيس���ي ) ‪ ،‬وه���و عبارة عن‬ ‫جمل���س الش���عب ال���ذي يعل���ن انه س���لطة مؤسس���ة كونه‬ ‫ميارس السيادة من الناحية النظرية الفكرة صحيحة غري‬ ‫أن تطبيقها غري قابل للتحقيق ‪ ،‬يف الدميقراطية املباش���رة‬ ‫جي���ب أن تتحد م���ع التمثيلية هلذا تري أن إعداد الدس���تور‬ ‫يت���م بواس���طة جمل���س تأس���يس ‪ ،‬غري أن���ه ال يدخ���ل حيز‬ ‫التنفيذ ما مل يوافق عليه الشعب ‪.‬‬ ‫( ‪) 3‬االستفتـــــــــاء‬ ‫حس���ب هذا الشكل سيادة الشعب ليس���ت فاعلة كما هي يف‬ ‫الشكل السابق ‪ ،‬حيث أن الشعب يف هذا الشكل ال يقرر وإمنا‬ ‫يقب���ل ما يفرض عليه ‪ ،‬فاالس���تفتاء هو الطريقة الطبيعية‬ ‫إلعداد الدس���اتري االس���تبدادية ‪ ،‬فه���دف القادة م���ن إدخال‬ ‫الش���عب ه���و إضف���اء بع���ض الدميقراطي���ة عل���ى أنظمتهم‬ ‫االستبدادية عن طريق االستفتاء ‪.‬‬ ‫( ‪) 4‬الدميقراطية غري املباشرة ‪.‬‬ ‫يت���م فيها إع���داد الدس���تور من قب���ل جمال���س منتخبة من‬ ‫الش���عب ‪ ،‬غ�ي�ر أن نص الدس���تور يع���رض علي ه���ذا األخري‬ ‫للموافقة علية مثلما حدث لدس���تور اجلمهورية الفرنسية‬ ‫اخلامس���ة ال���ذي عرض عل���ي االس���تفتاء يوم ‪ 24‬س���بتمرب‬ ‫‪. 1958‬‬ ‫(( ‪)) 3‬‬ ‫األشكال امللكية‬‫التنظيم الدس���توري يف هذه األش���كال يصدر ع���ن القرارات‬ ‫الش���خصية لرج���ل واح���د هو رئي���س الدولة – املل���ك الذي‬ ‫جيس���د القوة للقاعدة القانونية ‪ ،‬والذي يتصرف بس���لطة‬ ‫التنظي���م الذاتية بصفته مالكا للس���لطة السياس���ية ومعربا‬ ‫عن الفكرة القانونية القائمة يف اجملتمع وهلا صورتان ‪- :‬‬ ‫( ‪ ) 1‬امللكية املطلقة‬ ‫اليت متلك بش���كلها الش���رعي املطلق كل الس���لطات كافة‬ ‫ويقر ملالكها بإعداد السلطة و حتديدها ‪ ،‬وبذلك مينح امللك‬ ‫رعاياه دس���تورا ينظم مبوجبه س���لطاته كم���ا حدث للملك‬ ‫لويس الثامن عش���ر الذي منح الفرنس���يني ش���رعه ‪ 4‬يونيو‬ ‫‪ 1814‬م ‪.‬‬ ‫( ‪ ) 2‬امللكية املقيدة‬ ‫ال ينفرد امللك يف إعداد الدس���تور إمنا يش�ت�رك ممثلو اآلمة‬ ‫يف إع���داده نتيجة للضغ���وط اليت ميارس���ونها علي امللك –‬ ‫وهنا يصبح التنظيم الدستوري عبارة عن ميثاق تعاقدي ‪.‬‬ ‫من خالل ما ذكر س���لفا حول اهليئة التأسيس���ية و أشكال‬ ‫السلطة التأسيسية ‪ ،‬و السلطات املؤسسة هلا ومبا أن الشعب‬

‫الشكل رقم ‪1‬‬ ‫نابعة من الش���عب ‪ ..‬و ال يعود له ممارس���ة هذه السلطة مما‬

‫اللي�ب�ي بكافة ش���رائحه و فئاته ( االجتماعية ‪ ،‬السياس���ية ‪،‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 8 ( - ) 87‬يناير ‪)2013‬‬

‫‪19‬‬

‫ـــني االنتخاب و التعيني‬ ‫أن أع���داد الدس���تور و صياغت���ه ال يقتصر فق���ط علي رجال‬ ‫القان���ون أو الش���ريعة إمن���ا يس���تدعي أع���داده و صياغت���ه‬ ‫ختصصات مهمة أخري نذكر منها ‪- :‬‬ ‫فقهاء و أساتذة العلوم السياسية‬ ‫( ‪ ) 1‬‬ ‫( ‪ ) 2‬فقه���اء و أس���اتذة عل���م االجتم���اع و تفرعات���ه و‬ ‫خصوصا علم االجتماع السياسي إن وجد ‪.‬‬ ‫( ‪) 3‬فقهاء و أساتذة اإلدارة العامة و احلكومية ‪.‬‬ ‫( ‪ ) 4‬فقهاء أساتذة االقتصاد ‪.‬‬ ‫( ‪ ) 5‬أساتذة من العلوم االخري‬ ‫ويفض���ل فيمن ذك���رو أن يكونوا مؤهلني يف فلس���فة العلوم‬ ‫اخلاصة بهم ‪.‬‬ ‫(( ‪)) 6‬‬ ‫كما أن الدس���تور جيب أن يصاغ باللغ���ة الرمسية ( العربية‬ ‫) وكذل���ك اللغ���ة الوطنية ( االمازبغية ) بش���كل متوازي مما‬ ‫يتطل���ب أن يكون من بني أعض���اء اللجنة العلمي���ة للصياغة‬ ‫فقهاء يف اللغتني املشار إليهما ‪.‬‬ ‫كما يتطل���ب لرتمجة الدس���تور إلي اللغ���ات احلية االخري‬ ‫أن تض���م اللجن���ة العلمي���ة م���ن ب�ي�ن أعضاءه���ا متخصصني‬ ‫يف الرتمج���ة القانوني���ة ملواكب���ة خط���وات صياغة الدس���تور‬ ‫وترمجته ‪.‬‬ ‫وال تقتصر صياغة الدس���تور علي املؤهلني علميا فقط بل أن‬ ‫االقتصادي���ة ‪ ،‬و الثقافي���ة ‪ ) ...‬هو مصدر كل الس���لطات وقد‬ ‫قام بصورة دميقراطية صحيحة وش���فافة بانتخاب ممثليه‬ ‫يف املؤمتر الوطين العام للقيام بالنيابة عنه مبمارسة السلطة‬ ‫‪ ،‬وبذا يعترب املؤمتر الوطين العام هو السلطة املؤسسة للدولة‬ ‫الليبية اجلديدة ‪.‬‬ ‫ونظ���را لإله���دار الكب�ي�ر للوق���ت – وتأخ���ر إعداد الدس���تور‬ ‫وصياغته ( أنظر الشكل رقم ‪)1‬‬ ‫وح�ت�ي ال تزي���د إطالة ه���ذه امل���دة ( بانتخ���اب أو تعيني هيئة‬ ‫تأسيس���ه ) ‪ ،‬وهذه األخرية مما ال ش���ك فيه س���تقوم بتش���كيل‬ ‫جلن���ة تنبث���ق عنها جل���ان فرعي���ة ختصصي���ة لوض���ع مواد‬ ‫الدس���تور ‪ .‬نق�ت�رح عل���ي املؤمت���ر الوط�ن�ي باعتباره الس���لطة‬ ‫املؤسسة النابعة من الشعب األتي ‪- :‬‬ ‫•تعدي���ل املادة الدس���تورية يف اإلعالن الدس���توري اخلاصة‬ ‫بتكوي���ن هيئ���ة تأسيس���ية تتك���ون م���ن س���تني عض���وا وذلك‬ ‫بإلغائه���ا و التأكي���د عل���ي أن املؤمت���ر الوطين ه���و اجلمعية‬ ‫التأسيس���ية املفوض���ة بوض���ع الدس���تور منع���ا لالزدواجي���ة‬ ‫واختزاال للوقت الذي يعترب مثينا فيكفينا ما ضيعناه منه ‪.‬‬ ‫•قيام املؤمتر الوطين العام بتحديد معايري و شروط تكوين‬ ‫جلن���ة علمي���ة ( لتجمي���ع املعلوم���ات ‪ ،‬و إعداد مواد الدس���تور‬ ‫‪ ،‬ومش���روع صياغت���ه ‪ ،‬ث���م عرضه عل���ي املؤمتر ( ملناقش���ته ‪/‬‬ ‫تعديله ‪ /‬إقراره ) ‪.‬ثم عرضه لالستفتاء ‪.‬‬ ‫(( ‪)) 4‬‬ ‫(( مقتــــــــــــــرح ))‬ ‫ خطوات إعداد مشروع الدستور‪:‬‬‫( ‪ ) 1‬القيام بعقد ندوات ‪ ،‬لقاءات ‪ ،‬حوارات ‪ ،‬مع مجيع أطياف‬ ‫الش���عب م���ن قب���ل أعض���اء املؤمت���ر الوط�ن�ي كل ع���ن دائرته‬ ‫االنتخابية كما قرره املؤمتر الوطين العام ‪.‬‬ ‫( ‪ ) 2‬توثي���ق ه���ذه اللق���اءات مرئي���ا و مس���موعا ومق���روء مع‬ ‫تكلي���ف جل���ان متخصص���ة بصياغة األف���كار الرئيس���ية لكل‬ ‫لق���اء لوضعها أمام اللجنة العلمي���ة املكلفة من املؤمتر بإعداد‬ ‫صياغة الدستور ‪.‬‬ ‫( ‪ ) 3‬جتمي���ع و تصني���ف اخلالص���ات و األف���كار الرئيس���ية‬ ‫وحماولة التوفيق بينها و تفريغها وبناء قاعدة معلومات هلا ‪.‬‬ ‫( أنظر الشكل رقم ‪) 2‬‬ ‫( ‪ ) 4‬صياغة مواد مش���روع الدس���تور ‪ ،‬و مراجعته ‪ ،‬وطرحه‬ ‫أم���ام املؤمتر الوطنــي العــام مـن قب���ل رئيس و أعضاء اللجنة‬ ‫العلمية الرئيسية ملناقش���ته معهم و توضيح نقاط الغموض‬

‫ومـن ثم الصياغة النهائية و االعتماد وعرضه لالستفتاء ‪.‬‬ ‫معايري و شروط أعضاء اللجنة العلمية للصياغة ‪:‬‬‫عندما نتكلم عن الدستور نتكلم عن حالة تتصف بالدميومة‬ ‫علي األقل لفرتة زمنية طويلة ‪ ،‬لذا جيب أن حيتوي‬ ‫الدس���تور نصوصا واقعية واضحة قابلة للتطبيق – فاملسالة‬ ‫األساس���ية تكمن يف ضرورة أن نكون واقعيني يف وضع النص‬ ‫ولي���س أن يوض���ع النص خلدم���ة فرد – فئ���ة للحصول علي‬ ‫كسب سياسي ‪.‬‬ ‫م���ن ه���ذا املنطل���ق جيب التوج���ه للبح���ث عن من ه���م اقدر و‬ ‫أكف���اء إلعداد وصياغة الدس���تور (( علميا ‪ ،‬عملي���ا ‪ ،‬ثقافيا ‪،‬‬ ‫فكري���ا ‪ ،‬لغويا ‪ ،‬فلس���فيا ‪ ......‬اخل )) وال يتأتي ذلك إال بالبحث‬ ‫الصادق و اجلاد عن ممن تتوفر فيهم هذه الصفات ‪ ..‬وهم بال‬ ‫شك موجودون بيننا وليسو بالقلة بعيدا عن أضواء النجومية‬ ‫الزائف���ة ونذكر باملقول���ة الرتاثية ( إن العلم يس���عي إلية ال‬ ‫أن يس���عي هو إلينا ) لذا وجب علي الس���ادة احملرتمون أعضاء‬ ‫املؤمتر الوطين أن يتحسس���وا هذه العناصر ويبحثون عنها –‬ ‫الش���عب كله يتمين أن يك���ون أعضاء جلنة إع���داد و صياغة‬ ‫الدستور ممن توفر فيهم شروط أساسية منها ‪:‬‬ ‫‪ / 1‬اإلميان القوي باهلل و تقواه ‪.‬‬ ‫‪/ 2‬اإلنتماء و الوالء لليبيا بعيدا عن الوالأت الفرعية ‪.‬‬ ‫‪/ 3‬الكفاءة العلمية التخصصية مع خلفية ثقافية ‪.‬‬ ‫‪/ 4‬الثقاف���ة الش���املة املنبثق���ة م���ن عم���ق اجملتم���ع اللي�ب�ي‬ ‫وهوامشه ‪.‬‬ ‫‪/ 5‬التخص���ص العلم���ي الدقيق و يفضل ارتباطه بفلس���فة‬ ‫العلم ‪.‬‬ ‫‪/ 6‬القدرة علي ‪:‬‬ ‫‪6 / 1‬استقراء املاضي و احلاضر مبوضوعية دون حتيز ‪.‬‬ ‫‪6 / 2‬استش���راف املس���تقبل ب���أن تك���ون الرؤي���ة متوافق���ة و‬ ‫األهداف البعيدة لثورة ‪ 17‬فرباير لبناء دولة‬ ‫دميقراطية علمية قوية علي أس���اس علم���ي متني يتواكب‬ ‫مع حركة التاريخ مع احلفاظ علي الرتاث العقائدي الديين‬ ‫و االجتماعي ‪.‬‬ ‫‪ 6 / 3‬ع���دم التأث���ر ب���أي فلس���فة سياس���ية أو اجتماعية أو‬ ‫مذهبي���ة ‪ ،‬أو جهوية أو عقائدي���ة ‪......‬اخل واالحنياز ألفكارها‬ ‫عند صياغة الدستور ‪.‬‬ ‫‪ 6 / 4‬التأكيد علي الش���ريعة اإلسالمية باعتبارها مصدر‬ ‫رئيسي للدستور ‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪2‬‬ ‫اللجنة العلمية يتوجب أن تش���مل من ب�ي�ن أعضائها اخلرباء‬ ‫و املثقف�ي�ن و املفكري���ن و الكت���اب ذوي االهتمام���ات اخلاصة‬ ‫باملسار السياس���ي و التارخيي و الدستور للمجتمع اللييب من‬ ‫غري املؤهلني ‪.‬‬ ‫إن الدس���تور هو القاعدة األساس���ية لبناء الدولة و إذا مل تكن‬ ‫هذه القاعدة راس���خة سوف لن تأمن عوائل الزمن – وحيت ال‬ ‫تضيع هذه الفرصة الثمينة اليت س���نحت للشعب اللييب بعد‬ ‫عصور من الظالم حلكم نفس���ه بنفس���ه – جيب علينا مجيعا‬ ‫ض���رورة التكاثف لتقديم منوذج مثالي للتنظيم الدس���توري‬ ‫للع���امل الذي ينتظرنا و يكون مكمال لنموذج الثورة الش���عبية‬ ‫ال�ت�ي اعتربت تارخيي���ا ثاني ثورة ش���عبية حقيقية بعد حرب‬ ‫الثورة الفرنسية ‪.‬‬ ‫أخريا نذكر بأن الوقت من ذهب وهو كالسيف أن مل تقطعه‬ ‫قطع���ك ‪ .‬ه���ذا م���ا علمنا إي���اه يف فص���ول دراس���تنا االبتدائية‬ ‫القدمي���ة فكونوا أيها الس���ادة األحرار حريص���ون علي الوقت‬ ‫وعدم إهداره ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫بنغازي ‪ 2012 / 2 / 16‬م‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 8 ( - ) 87‬يناير ‪)2013‬‬

‫نادي اجلنوب الثقايف االجتماعــ‬

‫البوصريي الزروق غندور‬ ‫تأسس نادي اجلنوب الثقايف االجتماعي الرياضي‬ ‫أوائل الع���ام ‪ ، 1961‬مبدينة طرابلس قرب جامع‬ ‫أبو محريه ش���ارع الصريم ‪ ،‬وجاءت فكرة تأس���يس‬ ‫الن���ادي املذك���ور عل���ى ي���د االخ عب���داهلل الزروق‬ ‫غن���دور – رمحه اهلل – الذي كان يش���غل نفس���ه‬ ‫دائم���ا بهموم الوط���ن اللييب عام���ة واجلنوب منه‬ ‫خاصة إذ رأى س���واء من خالل تردده على مسقط‬ ‫رأس���ه اجلن���وب أو م���ن خ�ل�ال إقامت���ه بطرابلس‬ ‫فقد الحظ أن نس���بة كب�ي�رة من الليب�ي�ن وأبناء‬ ‫اجلنوب منهم يسودها التخلف يف مجيع اجلوانب‬ ‫واجلن���وب حباجة للنهوض الثق���ايف واالجتماعي‬ ‫فبالدن���ا ليبيا كانت حينذاك قبل نيل اس���تقالهلا‬ ‫وقب���ل عقد من إنش���اء ه���ذا الن���ادي كانت تعيش‬ ‫حتت ن�ي�ر االحتالل األجنيب وقد ب���دأت يف أواخر‬ ‫اخلمس���ينيات وبداية الستينيات يف نيل استقالهلا‬ ‫يف ظ���ل الفيدرالية اليت قس���مت الب�ل�اد اىل ثالث‬ ‫والي���ات معروف���ة ‪ ،‬كان الس���يد عب���داهلل الزروق‬ ‫غندور املقيم بطرابلس أن الليبني مجيعا يعيشون‬ ‫هموم���ا واح���دة ويواجه���ون الظ���روف املعيش���ية‬ ‫الصعبة نفس���ها تقريبا يف تدني مس���توى املعيشة‬ ‫والتعلي���م ‪ ،‬وإن كان هن���اك ف���رق يف درجات تلك‬ ‫الظ���روف املعيش���ية الصعب���ة فإن س���كان اجلنوب‬ ‫كانوا يواجهون الدرجات االش���د صعوبة يف كل‬ ‫ذلك هلذا نذر نفس���ه لرفع ش���أن أبناء ذلك اجلزء‬ ‫العزيز من بالدن���ا ثقافيا واجتماعيا وجاءت فكرة‬ ‫إنشاء ذلك النادي ليزرع يف نفوسهم فكرة االرتقاء‬ ‫والتعاضد من خالل ماس���يتم طرحه من ترش���يد‬ ‫وأفكار تقدمية سيتم تداوهلا يف اجتماعات النادي‬ ‫املتكررة كما الحظ السيد عبداهلل أيام التفكري يف‬ ‫إنش���اء النادي أن العديد من أبناء اجلنوب املقيمني‬ ‫يف الش���مال يتقامس���ون م���ع العديد م���ن إخوتهم‬ ‫م���ن أبناء الش���مال العمل ذات���ه ‪،‬أم���ا يف بيوتات أو‬ ‫معس���كرات االمري���كان أو يف بي���وت الطلي���ان أو‬ ‫اليهود أو اجراء يف م���زارع أبناء اجلالية االيطالية‬ ‫أواليهودي���ة أو يف خب���ازة يف املخاب���ز البدائي���ة‬ ‫بطرابل���س أو يف غريه���ا ‪ ،‬م���ن امله���ن اهلامش���ية‬ ‫والقلي���ل منه���م من وج���د عم�ل�ا بدوائ���ر الدولة‬ ‫الناش���ئة وكلها الحظها االخ عب���داهلل غندور إنها‬ ‫أعم���ال ذات عائد قليل األجر وال تؤهل أحدا منهم‬ ‫‪ ،‬لتعلم مهنة معتربة تفيد املرء يف مستقبل األيام‬ ‫بل الحظ أن ممارسة بعض تلك األعمال ال تليق‬ ‫حتى بكرامة االنس���ان اللييب الذي يعيش يف بلده‬ ‫املُس���تقل وقد بدأت بشائر االكتش���افات النفطية‬ ‫تطل برأسها فيه ‪.‬‬

‫و بن���ا ًء عل���ى م���ا تق���دم فك���ر االخ عبداهلل‬ ‫الزروق يف كيفية دعوة أولئك اجلنوبني‬ ‫املقيم�ي�ن يف طرابل���س لالجتم���اع به���م‬ ‫وترش���يدهم وتوجيههم ومناقش���ة س���بل‬ ‫االرتقاء بهم وحم���و أميتهم ‪ ،‬إما باالقبال‬ ‫عل���ى التعليم أو باالقبال عل���ى تعلم مهن‬ ‫أفضل م���ن تلك االعمال اليت ميارس���ونها‬ ‫وال�ت�ي يعد بعضه���ا أق���رب اىل مهن رقيق‬ ‫االرض منه���ا أيض���ا اىل حي���اة احلري���ة‬ ‫والكرام���ة االنس���انية ‪ ،‬لذل���ك صمم عاى‬ ‫مجع هؤالء وأولئك يف بيت أو نا ٍد جيمعهم‬ ‫مجيعا لوضع النق���اط على احلروف وهو‬ ‫م���ا مت فع�ل�ا وذل���ك س���نة ‪ ، 1960‬وكان‬ ‫يوما تارخييا حامسا يف حياة من انتس���بوا‬ ‫للن���ادي بطرابل���س‪ ،‬وتب���دأ قص���ة ذل���ك‬ ‫باتص���االت باالخ عبداهلل ال���زروق باالفراد‬ ‫اجلنوبي�ي�ن املقيم�ي�ن بطرابل���س أف���رادا‬ ‫ومجاعات طارحا عليهم فكرة التأس���يس‬ ‫وأه���داف وأهمية الن���ادي هلم ‪ ،‬واحلمدهلل‬ ‫فان أغلبهم رحب بالفك���رة وأيَدها وأبدى‬ ‫اس���تعداده لالنضم���ام للن���ادي والقب���ول‬ ‫بالتربع ألنش���ائه وكان اتصال���ه بهم يتم‬ ‫يف أماك���ن إقامته���م املختلف���ة املتباع���دة‬ ‫أما مش���يا على االقدام أو باحلافلة العامة‬ ‫وكان حيم���ل معه خالل ذل���ك ايصاالت‬ ‫التربع وكنت يف العديد من املرات مرافقا‬ ‫ل���ه يف مس���عاه ذلك ‪ ،‬ومب���ا أن احلال كان‬ ‫ضعيفا ودخول املتربع�ي�ن كانت متدنية‬ ‫فالبالد كان���ت تعيش بداية االس���تقالل‬ ‫والتنقيب���ات ع���ن النف���ط مل ت���ؤت أكلها‬ ‫بع���د‪ ،‬ل���ذا نالح���ظ أن مس���اهمات االفراد‬ ‫كان���ت متواضعة ويتضح ذلك من خالل‬ ‫كراس���ة كش���وف قائم���ة املتربعني اليت‬ ‫دونه���ا االخ عب���داهلل ال���زروق خب���ط ي���ده‬ ‫ت�ت�راوح ما ب�ي�ن ‪ 10‬قروش اىل ‪ 35‬قرش���اً‬ ‫ومل تك���ن لتتج���اوز ‪ 50‬قرش���ا وذلك نادر‬ ‫التسجيل كرقم مالي‪.‬‬ ‫إال أن كث���رة املتربع�ي�ن أوج���دت وف���رة‬ ‫مالية ألجيار مقر للنادي ومن ثم تأثيته‬ ‫‪ ،‬لك���ن إج���راء س���ابقا كان عل���ى عب���داهلل‬

‫الزروق أن يؤديه وه���و رخصة النادي من‬ ‫اجلهات املس���ؤولة بوالية طرابلس الغرب‬ ‫‪،‬و حينم���ا باش���رها ملس عب���داهلل املماطلة‬ ‫اليت أبداها القسم املختص مبنح الرخص‬ ‫‪،‬ورغ���م الت���زام عب���داهلل مؤس���س الن���ادي‬ ‫بتقديم كل املس���وغات املطلوب���ة وتردده‬ ‫الذي كان يس���تهلك وقت���ه وجهده وماله‬ ‫وق���د كان موظف���ا وراعي���ا ألس���رة وال‬ ‫ميل���ك أي مرك���وب ‪،‬وق���د أص���اب اليأس‬ ‫واالحباط من تنادوا لالنضمام اىل النادي‬ ‫‪ ،‬لك���ن الي���أس مل جي���د طريق���ه ملؤس���س‬ ‫الن���ادي عب���داهلل بل كان صب���ورا متفائال‬ ‫ومناض�ل�ا ش���ريفا وكان ذو بص�ي�رة‬ ‫وتفك�ي�ر حكيم ‪ ،‬ففي إح���دى مرات تردده‬ ‫على قس���م رخ���ص الن���وادي ق���رر مقابلة‬ ‫رئيس قس���م الن���وادي االجتماعية وكان‬ ‫حين���ذاك ( علي عب���داهلل وريث ) حس���بما‬ ‫حدث�ن�ي فيم���ا بعد اخ���ي عب���داهلل ‪ ،‬وأبدى‬ ‫انزعاج���ه م���ن التعام���ل الناب���ذ واملماطلة‬ ‫املس���وفه ‪ ،‬من أجل احلص���ول على رخصة‬ ‫ن���اد اجتماع���ي ثق���ايف س���يخدم فئ���ة من‬ ‫احملتاج�ي�ن ‪ ،‬وبالفع���ل اس���تجاب رئي���س‬ ‫قس���م الرخص بعد تلك املقابل���ة الطويلة‬ ‫‪ !..‬يف أن ‪ :‬هن���اك بع���ض التحف���ظ عل���ى‬

‫اس���م النادي وعلى بعض املنتس���بني إليه ‪،‬‬ ‫كم���ا طرح وري���ث عدة أس���ئلة منها ‪ :‬ملاذا‬ ‫خيص هذا النادي اجلنوبيني بالذات وملاذا‬ ‫الينتم���ي ه���ؤالء اجلنوبي�ي�ن بال���ذات اىل‬ ‫أي ن���ادي أخر بطرابل���س كونهم ليبيون‬ ‫‪ ،‬أس���تنتج مؤس���س الن���ادي عب���داهلل م���ن‬ ‫احل���وار ال���ذي دار بينهما أن رئيس قس���م‬ ‫الن���وادي كأمنا يواج���ه ضغوطا من جهة‬ ‫م���ا عليه عرقل���ت منح الرخص���ة ‪ ،‬فتجرأ‬ ‫وص���ارح الس���يد وري���ث مب���ا دار يف خل���ده‬ ‫وقال له ‪ :‬س���يدي الكريم رمبا س���بب هذه‬ ‫العرقلة التخوف السياس���ي كون النادي‬ ‫قد يتح���ول اىل حزب س���ري جهوي كما‬ ‫ق���د ي���دور يف رأس بع���ض م���ن اجله���ات‬ ‫االمني���ة ‪ ،‬ف���رد وري���ث ‪ :‬وم���اذا يضري ذلك‬ ‫‪ ،‬فأجاب عب���داهلل ‪ :‬قد تكون هناك أس���باب‬ ‫وأمور خفي���ة يطول ذكره���ا ؟‪ ،‬ماهي رد‬ ‫وري���ث ‪ :‬اذكره���ا يا أخي عب���داهلل ووضح‬ ‫لعل ماذكرت���ه يدفعين ويش���جعين على‬ ‫حتمل مسؤولية منحكم الرخصة ولتكن‬ ‫مس���ؤولية ش���خصية تنحاز اىل حقكم يف‬ ‫ذلك ‪ ،‬وقتها تش���جع مؤس���س الن���ادي وملا‬ ‫يعرفه عن ش���خصية علي عب���داهلل وريث‬ ‫من وطنية وش���جاعة فق���د كان صاحب‬ ‫جري���دة الب�ل�اغ اجلريئ���ة ‪ ،‬فب���ادر عبداهلل‬ ‫قائ�ل�ا ‪ :‬يف اعتق���ادي أن بعضا من املقربني‬ ‫أو احملس���وبني عل���ى االس���رة احلاكم���ة‬ ‫بوالية فزان عهد الفيدرالية املشؤومة قد‬ ‫تن���اه اليها خرب جتمع أبن���اء اجلنوب لفتح‬ ‫ن���اد بطرابل���س ‪ ،‬ورمب���ا تك���ون ق���د أوحت‬ ‫لس���لطات فزان أن ذلك التجمع بالش���مال‬ ‫قد ال يهدد نفوذ العائلة احلاكمة بوالية‬ ‫ف���زان فحس���ب وإمنا قد يتس���بب يف اجياد‬ ‫مش���اكل وقالقل حت���ى لس���لطات والية‬ ‫طرابلس الغرب ه���ي يف غنى عنه – فزان‬ ‫حتكمه���ا أس���رة واحدة منحت هل���ا كأنها‬ ‫إقطاعي���ة خاص���ة ‪ ،‬وهذا يتع���ارض حتى‬ ‫مع مب���دأ االس���تقالل الوطين ال���ذي منح‬ ‫السلطة والنفوذ لسكان البالد كلها ال اىل‬ ‫أس���رة واحدة أو فرد واحد ووجود جملس‬ ‫تش���ريعي أو تنفي���ذي بالوالية هو صوري‬ ‫فالس���لطة احلقيقية يف يد افراد االس���رة‬ ‫احلاكم���ة ‪ ،‬كم���ا أن وج���ود مهاجري�ي�ن‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 8 ( - ) 87‬يناير ‪)2013‬‬

‫‪21‬‬

‫ــــي الرياضي بطرابلس ‪.1960‬‬ ‫جنوب�ي�ن ذوي وع���ي بالن���وادي بالش���مال ق���د‬ ‫يشكل متاعب أو مشاكل ملن حيتكر السلطة‬ ‫والنف���وذ وق���د يذك���ر بالتهمي���ش احلاصل‬ ‫ألهل اجلن���وب وهلذا ال أس���تبعد – واحلديث‬ ‫مس���تمر لعب���داهلل – يف أن س���لطات والي���ة‬ ‫فزان قد اتصل���ت ببعض اللوب���ي ذوي النفوذ‬ ‫يف طرابل���س ليضغط���وا باجت���اه ع���دم منحنا‬ ‫الرخصة حت���ى االن ‪،‬خاصة وأذا كان بعض‬ ‫املقرب�ي�ن م���ن تلك االس���رة ق���د عرف���وا أنين‬ ‫وراء بع���ث هذا النادي بالش���مال وق���د كانوا‬ ‫قب�ل�ا يرصدون كل حتركات���ي خالل كل‬ ‫زيارات���ي للجنوب وحتديدا بلدت���ي براك وما‬ ‫كن���ت أقوم به من نش���اط ثق���ايف واجتماعي‬ ‫واعالمي رفقة ش���باب براك ‪،‬وكنت عرضة‬ ‫للتحقي���ق مع���ي عند قدوم���ي وخروجي عرب‬ ‫البواب���ات التابعة لوالية فزان وهي مضايقات‬ ‫كانت مرفوقة بأس���ئلة يفرتض أن ال توجه‬ ‫اىل مواط���ن ينتق���ل بني ربوع بل���ده من مثل ‪:‬‬ ‫ملاذا انت ق���ادم اىل فزان وملاذا انت مس���افر اىل‬ ‫الوالي���ة ؟م���ا االنش���طة اليت كنت متارس���ها‬ ‫بالش���مال ؟ لك���ن ذلك كل���ه كان حيدث يف‬ ‫عه���د الفيدرالي���ة ال�ت�ي حس���بت أنها س���تدوم‬ ‫حينذاك وي���دوم هلا النف���وذ وتقطيع أوصال‬ ‫الوطن الواحد ‪...‬إطمئن سيد وريث لن حنول‬ ‫الن���ادي اىل ح���زب أو وكر يس���بب مش���اكل‬ ‫لس���لطات والي���ة طرابل���س الغ���رب ‪ ،‬ولعلكم‬ ‫تعقل���ون أن منتس�ب�ي الن���ادي أغلبه���م أميون‬ ‫او ش���به ‪ ..‬يس���عون حنو أرزاقه���م ضعاف حال‬ ‫مغلوب���ون على أمرهم ‪ ،‬والنادي الذي ننش���ده‬ ‫عبارة عن جتمع ‪ :‬بلدياتي كما يقول إخوتنا‬ ‫املصري�ي�ن بعي���د ع���ن أي فك���ر سياس���ي وال‬ ‫صل���ة له باجلهوي���ة وهم الذي���ن التحموا مع‬ ‫جمتم���ع طرابل���س ‪ ،‬يف هذا النادي ياس���يدي‬ ‫الكريم س���ندعو للنه���وض التعليمي والثقايف‬ ‫واالجتماع���ي لقط���اع كب�ي�ر مهم���ش وه���و‬ ‫مس���امل ‪ 100‬باملئة ‪..‬إبتسم وريث وأثنى على‬ ‫دف���اع عب���داهلل عن مؤسس���ته املدنية ‪ ،‬وس���أله‬ ‫أيضا اذا ما رغب اضافة اسانيد أخرى ‪ ،‬فأجابه‬ ‫عب���داهلل ‪:‬أخي الكريم لق���د أفرغت كل ما يف‬ ‫ص���دري وانتظ���ر منكم فقط به���ذا التوضيح‬ ‫احلص���ول عل���ى رخص���ة لن���ادي يس���تحق أن‬ ‫يدع���م ويؤس���س ‪ ،‬رد وريث ‪ :‬بإذن���ه تعالي يف‬ ‫أقرب موعد حتصل على رخصة ناد اجلنوب ‪،‬‬ ‫وبالفعل مت لعبداهلل ما أراد ‪.‬‬ ‫•فتح أبواب نادي اجلنوب الثقايف االجتماعي‬ ‫الرياضي ‪:‬‬ ‫عقد املنتس���بون للنادي أول اجتماع هلم مبقر‬ ‫النادي ال���ذي كان يف منزل بش���ارع الصريم‬ ‫بلغ إجياره الش���هري ‪ 35‬دينارا التساع املبنى‪،‬‬ ‫ال���ذي مت تأثيته مبقاعد مس���تطيلة ومقاعد‬ ‫فردية‪.‬‬ ‫•انتخاب أمانة النادي ‪:‬‬ ‫بالرغم م���ن أن األخ عبداهلل الزروق املؤس���س‬ ‫للن���ادي لكن���ه انته���ج طريق���ا دميقراطي���ا يف‬ ‫إتاحة الفرص���ة لألعضاء املنتس���بني انتخاب‬ ‫الرئيس واألعضاء ‪،‬حيث س���يمثل كل عضو‬ ‫منتخب منطقة جنوبية واقرتح عبداهلل حتى‬ ‫يسهل االتصال كل حسب منطقته ألغراض‬

‫عديدة مثل التبليغ عن االجتماعات الطارئة‬ ‫والتذك�ي�ر بتاري���خ مج���ع االش�ت�راكات‬ ‫‪،‬وكذل���ك اإلمل���ام املس���تمر م���ن ط���رف كل‬ ‫عض���و بأح���وال مجاعت���ه وإع���داد تقاري���ر‬ ‫خبصوص أوضاعهم ‪،‬حت���ى يتم إدراج نقاط‬ ‫يف جدول اجتماعات الن���ادي املتتالية وتداول‬ ‫يف القضاية مبا يعود باحللول الناجعة لكافة‬ ‫األعضاء املنتسبني للنادي ‪.‬‬ ‫بق���ي عب���داهلل غن���دور مبثاب���ة املرش���د الع���ام‬ ‫للن���ادي وق���د مت انتخ���اب األس���تاذ ‪:‬حمم���د‬ ‫عبدالس�ل�ام الراي���س رئيس���اً للن���ادي واألخ‬ ‫إحمم���د عبدالرمح���ن العزوم���ي أمين���ا‬ ‫للصن���دوق وكاتبا الجتماعات النادي ‪ ،‬كما‬ ‫مت انتخ���اب أعض���اء عن مناط���ق (عضو واحد‬ ‫ع���ن كل منطق���ة) ‪:‬اجلف���رة ‪ ،‬وادي االج���ال‬ ‫‪ ،‬غ���ات ‪،‬القطرون ‪ ،‬م���رزق ‪ ،‬أما س���بها وبراك‬ ‫فقد مت إس���ناد أمرهما لألخ عبداهلل الزروق ‪،‬‬ ‫وفيما تعلق باجلنوب�ي�ن املوجودين بطرابلس‬ ‫فأس���ندت مهم���ة ادارة ش���ؤونهم اىل كل‬ ‫م���ن ‪ :‬حمم���د عبدالس�ل�ام الراي���س ‪ ،‬وإحنند‬

‫عبدالرمحن العزومي معا ‪,‬‬ ‫أهم األدوار واملس���اهمات واألنش���طة اليت قام‬ ‫بها النادي ‪:‬‬ ‫أوجد الن���ادي تكتال ألهل اجلن���وب املقيمني‬‫والقادم�ي�ن للحي���اة والعم���ل بطرابلس ‪ ،‬عزز‬ ‫روح التع���اون واإلخاء بينه���م ‪ ،‬وقوى اللحمة‬ ‫االجتماعية والتكافلية ‪.‬‬ ‫م���ن خ�ل�ال مس���اعدة األعض���اء لبعضه���م‬‫البع���ض يف خمتلف النواح���ي كان للرتابط‬ ‫االجتماعي ال���ذي ظهر واضحا يف املناس���بات‬ ‫األف���راح واألتراح ‪ :‬الوف���اة ‪ ،‬األعراس ‪ ،‬زيارات‬ ‫املرض���ى ‪ ،‬دوره يف ختفي���ف أعب���اء احلياة مبا‬ ‫يف ذل���ك االلتزام���ات ال�ت�ي ق���د ت ُثق���ل كاهل‬ ‫القادمني اجلدد ‪،‬‬ ‫زرع في���ه الن���ادي الش���عور حب���رارة االنتماء‬‫ملس���قط رأس���هم واىل ليبي���ا االم ‪ ،‬فربغم مما‬ ‫عرف عن أهل اجلن���وب أخالقهم ودماثتهم ‪،‬‬ ‫إال ان نظرة قاصرة ش���ابت بعضا من وجهات‬ ‫نظر أهل مدينة طرابلس جتاه أهالي منطقة‬ ‫اجلنوب ‪-.‬كان من نتائج التوعية والرتش���يد‬ ‫اليت يتبعها النادي ألعضائه اإلقبال الس���ريع‬ ‫منهم على التعليم أو اكتس���اب املهن اجليدة‬ ‫بدال ع���ن املهن اهلامش���ية ال�ت�ي يلتحقون بها‬ ‫ف���ور نزوهل���م دون اختي���ار ب���ل لس���د حاجات‬ ‫اإلقامة والغذاء‪.‬‬ ‫حثت أمانة النادي بش���دة األفراد املنتس���بني‬‫إلي���ه اىل ضرورة تس���جيل أبنائه���م باملدارس‬ ‫وعدم التهاون يف ذلك ‪.‬‬ ‫أتبع���ت أمان���ة الن���ادي منهج احلث املس���تمر‬‫لكافة األعضاء ذوي املستوى التعليمي اجليد‬ ‫بض���رورة التعاون من اجل املُس���اعدة يف حمو‬ ‫أمي���ة إخوته���م وب���دون مقاب���ل – كنت من‬ ‫املس���اهمني وقد دعاني أخي عب���داهلل للتطوع‬ ‫كلما كان لدي وقتا لذلك ‪.-‬‬ ‫‪-‬كان���ت إدارة الن���ادي حت���ث األعض���اء على‬

‫حض���ور النش���اطات الفكري���ة والثقافية اليت‬ ‫تقام من حني آلخر ومنها نش���اطات كل من‬ ‫‪ :‬الن���ادي الثقايف العرب���ي املصري – دار الفكر‬ ‫الليبية – وفقا لظروف كل منهم ‪.‬‬ ‫من النتائ���ج االجيابية التطبيقي���ة امليدانية‬‫واليت الحظتها – شخصيا – بعد نشأة النادي‬ ‫أن احل���وارات اليت كانت بني أعض���اء النادي‬ ‫يدلل على األثر االجيابي بدءاً من االستقرار‬ ‫املعيشي واالنتقال اىل املهن املجُ دية واألكثر‬ ‫تكس���با ‪،‬منها ورش تصليح السيارات ‪ ،‬وقيادة‬ ‫الس���يارات الثقيل���ة ‪ ،‬ومه���ن جتاري���ة ‪ ،‬ومهن‬ ‫حكومية ‪....‬‬ ‫فضال عن مساعي لقصص عديدة ملن أدخلوا‬ ‫أبناءهم للمدارس بعدما كان ذلك مستبعدا‬ ‫للظ���روف املادية أو للثقافة الس���ابقة احململ‬ ‫به���ا بأن ال حاجة للتعلي���م وأذكر أن أحدهم‬ ‫أخ���رج ابنه من العمل مبكت���ب موظف أجنيب‬ ‫ليدخله املدرس���ة ‪،‬وغريها م���ن القصص اليت‬ ‫تثلج الصدر وتف���رح القلب مبا أحدثه النادي‬ ‫من متغريات يف حياة منتسبيه ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كنت الظل ألخ���ي الكبري عب���داهلل أينما حل‬ ‫وإذ أراج���ع ذاكرتي لتلك الس���نوات واأليام ‪،‬‬ ‫أتكش���ف مس���عاه النضالي إلح���داث اإلصالح‬ ‫والتغي�ي�ر منذ كان حيرر ويكتب مبا يش���ابه‬ ‫املرك���ز الثق���ايف ب�ب�راك الش���اطئ منتق���دا‬ ‫األوض���اع وحاثا على ض���رورة العمل من اجل‬ ‫موقف من احلياة ‪ ،‬رغم انه كان يعيش حياة‬ ‫صعب���ة أغلقت فيه األفواه ويت���م فيه تضييق‬ ‫اخلن���اق عل���ى الدع���اة وأصحاب ال���رأي احلر‬ ‫حيث تت���م متابعتهم أوتهديده���م ‪...‬رحم اهلل‬ ‫عبداهلل غندور مؤس���س نادي اجلنوب الثقايف‬ ‫واالجتماعي والرياضي رمحة واسعة وشكرا‬ ‫مل���ن عاضده وملن وقف معه واىل من مد له يد‬ ‫العون واملساعدة ‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 8 ( - ) 87‬يناير ‪)2013‬‬

‫أهم األحداث‬ ‫الثقافية ‪2012‬‬ ‫•مدائ���ن الثقاف���ة تعان���ق احلرية بإش���راف‬ ‫جمل���س الثقافة الع���ام مشل امل���دن بنغازي‬ ‫امل���رج سوس���ة درنه طربق من ش���هر مارس‬ ‫وحيت يونيو ‪. 2012‬‬ ‫•مهرجان املالوف واملوش���حات أقيم مبدينة‬ ‫طرابلس أغسطس ‪. 2012‬‬ ‫•مهرج���ان نس���يم الطف���ل اللييب بإش���راف‬ ‫منت���دي املتحدي���ن وبرعاي���ة وزارة الثقافة‬ ‫واجملتم���ع املدن���ي بنغ���ازي يف ش���هر يولي���و‬ ‫‪2012‬‬ ‫•املهرج���ان الثان���ي لألغني���ة األمازيغي���ة‬ ‫طرابلس يف شهر سبتمرب ‪. 2012‬‬ ‫•مهرجان جادو للثقافة األمازيغية مبدينة‬ ‫جادو يف شهر اكتوبر ‪. 2012‬‬ ‫•مهرج���ان املس���رح الكومي���دي يف دورت���ه‬ ‫الرابعة بنغازي يف شهر نوفمرب ‪. 2012‬‬ ‫•ملتقي مبدع���ات عربيات يف زمن احلرية‬ ‫بنغازي يف شهر نوفمرب ‪. 2012‬‬ ‫•مع���رض تواص���ل للفن���ون التش���كيلية‬ ‫مصراته يف شهر ديسمرب ‪. 2012‬‬ ‫•اإلع�ل�ان ع���ن بنغ���ازي عاصم���ة للثقافة‬ ‫الليبية العام ‪. 2013‬‬ ‫• قرار بإنش���اء القن���اة الفضائي���ة الثقافية‬ ‫ومقرها مدينة بنغازي ‪.‬‬

‫خليل العرييب‬

‫معرض تواصل مبصراته‬ ‫برعاية مكتب الثقاف���ة واجملتمع املدني‬ ‫مبصرات���ة وبالتعاون مع إحتاد الفنانني‬ ‫���ح بقاع���ة الش���هداء‬ ‫التش���كيليني أف ُتــ ِت َ‬ ‫ُ‬ ‫مع���رض تواص���ل للفن���ون التش���كيلية‬ ‫والص���ور الفوتوغرافي���ة ورس���ومات‬ ‫األطفال الذي يتواصل علي مدي أربعة‬ ‫أيام ‪ ..‬ويش���مل املعرض أيض���ا عدداً من‬ ‫األنش���طة املتنوعة املتمثل���ة يف عروض‬ ‫مس���رحية وس���هرات موس���يقية غنائية‬ ‫وأمسيات ش���عرية وندوات حول مسرية‬ ‫الفن التش���كيلي يف ليبي���ا ويف مصراتة ‪،‬‬ ‫وق���د حضر حفل االفتتاح الس���يد حبيب‬ ‫األم�ي�ن وزي���ر الثقافة واجملتم���ع املدني‬ ‫وال���ذي بدوره أش���رف عل���ي افتتاح مقر‬ ‫إحت���اد الفنان�ي�ن التش���كيليني مبصراتة‬ ‫وال���ذي حيتوي علي مرس���م حر وقاعة‬ ‫للفنانني التشكيليني ‪.‬‬ ‫خل���ق‬ ‫إل���ي‬ ‫تواص���ل‬ ‫يه���دف مع���رض‬ ‫اجمل���ال أم���ام املواه���ب الواع���دة لع���رض‬ ‫ويفس���ح‬ ‫الفنية‬ ‫األجي���ال‬ ‫تواص���ل ب�ي�ن‬ ‫إنتاجه���ا الف�ن�ي واالس���تفادة من خربات‬

‫مهرجان دولي لألفالم القصرية‬ ‫ُ‬ ‫فعالي���ات‬ ‫اخ ُتتــِم���ت يف القاه���رة األي���ام القليل���ة املاضي���ة‬ ‫مهرجان كام الس���ينمائي لألفالم القصرية والتسجيلية‬ ‫يف دورته الثانية الذي تنظم���ه اجلمعية املصرية العربية‬ ‫للثقافة والفنون واإلعالم بالتع���اون مع صندوق التنمية‬ ‫الثقافي���ة وي�ت�رأس املهرج���ان هذا الع���ام املخ���رج املصري‬ ‫حمم���د عبد العزيز كما يرتأس جلنة التحكيم الدكتور‬ ‫ــر َ‬ ‫ض يف هذه‬ ‫ع���ادل حيي عميد املعهد العالي للس���ينما ‪ُ ،‬ع ِ‬ ‫ال���دورة أكث��� ُر من مخس�ي�ن فيلم���ا من مصر وفلس���طني‬ ‫واجلزائ���ر والكوي���ت واملغ���رب وس���وريا والس���ويد وكندا‬ ‫والدمنرك وإس���بانيا واهلند ‪ ،‬وكان فيلم ( إال رسول اهلل )‬ ‫من أهم األفالم املشاركة يف هذه الدورة ‪ ،‬كما مت تكريم‬ ‫عدد م���ن الفنانني املصري�ي�ن والعرب علي رأس���هم الفنان‬ ‫حس���ن يوس���ف واملخرج س���عيد مرزوق والفنان الس���وري‬ ‫أمين زيدان ‪.‬‬ ‫ولقد حتصل املخرج الس���وري وس���يم السيد علي جائزة‬ ‫التمي���ز يف اإلخ���راج عن فيل���م ( النخ���اع ) وحتصلت اهلند‬ ‫علي اجلائزة األولي وفلسطني علي اجلائزة الثانية بينما‬ ‫حتصل���ت مصر علي اجلائ���زة الثالثة ‪ ،‬وأش���ارت صحيفة‬ ‫برنيق إلي مش���اركة الفنان اللييب طارق الشيخي ضمن‬ ‫ضيوف هذا املهرجان ‪.‬‬

‫فيلم جيمس‬ ‫بوند حيقق‬ ‫مليار دوالر‬ ‫حقق فيلم جيمس بوند اجلديد ( الس���قوط‬ ‫م���ن الس���ماء ) ‪ Sky fall‬أعلي إي���رادات العام‬ ‫‪ 2012‬حي���ث جتاوز امللي���ار دوالر أمريكي ‪،‬‬ ‫الفيل���م م���ن بطولة دانييل كري���ج وخافيري‬ ‫ب���اردوم وبريني���س مارل���و ونعوم���ي هاريس‬ ‫ومن إخراج سام مينديس احلائز علي جائزة‬ ‫األوسكار ‪.‬‬ ‫م���ن املعل���وم أن ه���ذا الع���ام حت���ل الذكري‬ ‫اخلمس�ي�ن ألفالم جيمس بوند ويعترب فيلم‬ ‫الس���قوط من الس���ماء الرقم ‪ 23‬يف سلس���لة‬ ‫أفالم اجلاسوس الس���ري ‪ 007‬جيمس بوند‬ ‫وكذل���ك حتل الذكري املئوي���ة علي ميالد‬ ‫الكات���ب الربيطان���ي إي���ان فليمن���ج مبتك���ر‬ ‫شخصية العميل الس���ري جيمس بوند ‪ ،‬هذا‬ ‫وكان األم�ي�ران الربيطانيان ه���اري وويليم‬ ‫قد حضرا العرض اإلفتتاحي للفيلم اجلديد‬ ‫بلندن وأبدي���ا إعجابهما بهذا الفيلم ‪ ،‬يذكر‬ ‫أن أش���هر النج���وم الذين جس���دوا ش���خصية‬ ‫جيم���س بون���د هم���ا الفن���ان ش�ي�ن كونري‬ ‫والفنان روجر مور ‪.‬‬

‫جيل الرواد يف هذا اجملال ‪.‬‬

‫برجييت باردو تطلب اجلنسية الروسية‬ ‫النجم���ة الفرنس���ية املعتزل���ة برجييت‬ ‫ب���اردو ه���ددت احلكوم���ة الفرنس���ية بطلب‬ ‫اجلنس���ية الروس���ية أس���وة بزميله���ا الفنان‬ ‫الفرنس���ي ديباردي���و ال���ذي حتص���ل عل���ي‬ ‫اجلنس���ية الروس���ية احتجاج���ا عل���ي ق���رار‬ ‫احلكومة الفرنسية بزيادة كبرية فرضتها‬ ‫على الضرائب ‪.‬‬ ‫وجاء طلب برجييت باردو احتجاجا علي‬ ‫سوء معاملة فيلينَّ اثنني من أفيال السريك‬ ‫واللذي���ن قض���ت حمكم���ة جن���وب فرنس���ا‬ ‫بإعدامهما ألصابتهما مبرض السل ‪ ،‬وقالت‬

‫برجيي���ت ب���اردو أن من يتولون الس���لطة يف‬ ‫فرنسا علي درجة من اجلنب والصفاقة اليت‬ ‫بلغت حد قتل احليوانات ‪ ،‬وأنها قررت طلب‬ ‫اجلنسية الروسية للخروج من هذه الدولة‬ ‫اليت أصبحت مقربة للحيوانات ‪.‬‬ ‫وكان���ت النجم���ة الفرنس���ية برجيي���ت‬ ‫ب���اردو اليت تأل���ق جنمه���ا يف اخلمس���ينيات‬ ‫والستينيات والسبعينيات من القرن املاضي‬ ‫قد اعتزل���ت الفن يف ِعــِّز ش���هرتها وتفرغت‬ ‫للدف���اع عن حق���وق احليوان���ات واملهاجرين‬ ‫والعاطلني عن العمل وحــتى املثليني ‪...‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 8 ( - ) 87‬يناير ‪)2013‬‬

‫أمحد بشون‬

‫(سامل بالطيب)املدرب ‪))Allenatore‬‬ ‫الذي سبق عصره ‪..‬‬ ‫فتحي الساحلي‬ ‫هو أحد أفضل مدربي كرة القدم يف ليبيا‬ ‫‪،‬ترب���ى وتعل���م أجبديات ك���رة القدم من‬ ‫املدرس���ة اإليطالي���ة إبَّان عهد االس���تعمار‬ ‫االيطال���ي للبالد‪.‬وه���و أح���د ال���رواد الذين‬ ‫أخذوا على عاتقهم نشر لعبة كرة القدم‬ ‫يف ليبي���ا ‪..‬ومن ب�ي�ن أولئك ال���رواد نذكر‬ ‫‪..‬حممد السنوس���ي البيج���و وعبد الرمحن‬

‫أقعيم وس���عد العبد وس���امل الربغثي وعبد‬ ‫الس�ل�ام اجع���وده وعب���د العال���ي العقيل���ي‬ ‫وغريهم ‪.‬‬ ‫ويف ع���ام ‪ 1949‬م أش���رف على تدريب‬ ‫فريق األهلي وفاز به ببطولتني متتاليتني‬ ‫موسم ‪ 49-50‬و موسم ‪.50-51‬‬ ‫ويف ع���ام ‪ 1953‬م كل���ف باالش���راف‬

‫ب���ركات و مفت���اح الدراج���ي ودرب���ال‬ ‫بوشعالة‪.‬‬ ‫وصاحبن���ا من مواليد بداية عش���رينات‬ ‫الق���رن املاض���ي يف مدين���ة بنغ���ازي ‪..‬ب���دأ‬ ‫حياته الرياضي���ة العبا يف أحد فرق أحياء‬ ‫املدينة (فريق الش���وخيات)ثم وعن طريق‬ ‫املدرس���ة االيطالية انضم يف عام ‪ 1936‬م‬ ‫اىل فريق(القال)الطلب���ة ويف عام ‪ 1937‬م‬ ‫لعب لفريق (ليبيا ‪ -‬ب)الذي أسسه مفتاح‬ ‫الدراج���ي وكان يلع���ب ل���ه ‪..‬حمم���د علي‬ ‫الرعي���ض و مي�ل�اد بوغ���رارة و عب���د النيب‬ ‫الرتكي و علي عثمان الس���احلي و خليفة‬ ‫بالطي���ب و احلارس الرائ���ع حممد إدريزة‬ ‫(كوميب)‬ ‫وقد ش���ارك ه���ذا الفري���ق يف البطولة اليت‬ ‫أقامه���ا ن���ادي الصاب���ري وأش���رف عليه���ا‬ ‫النابغة املهدي املطردي ‪.‬‬ ‫وبعد نهاية احلرب العاملية الثانية على‬ ‫األرض الليبية و بالتحديد يف عام ‪1943‬‬ ‫م أُخ ِتري للعب ضم���ن فريق (مجعية عمر‬ ‫املختار)برفقة االس���طورة اتعولة شتوان و‬ ‫امحيدة جعودة و حممد مس���عود كوكو‬ ‫و بوعجيلة الغرياني و كوميب والعلواني‬ ‫ومربوك البسيوني‪.‬‬ ‫ويف ع���ام ‪ 1946‬م إعت���زل ك���رة القدم‬ ‫نتيجة إصابته بكسر يف يده يف املباراة اليت‬ ‫ج���رت مبلع���ب (موكاقاتا)وال�ت�ي حدثت‬ ‫فيها مش���اجرة مابني كتيبة اس���رائلية و‬ ‫اجلمه���ور اللييب وقد كان���ت تلك الكتيبة‬ ‫يقوده���ا (موش���ي دي���ان )وزي���ر الدف���اع‬ ‫االس���رائيلي فيما بعد يف الكيان الصهيوني‬ ‫العنصري ‪.‬‬ ‫وقد أش���رف املدرب س���امل بالطيب على‬ ‫الكش���اف الذي انبثق من مدرس���ة األمري و‬ ‫أسس���ه األس���تاذ عبد اهلل الش���ريف وكان‬ ‫يف ذل���ك الوقت يتكون م���ن الالعبني املهره‬ ‫أمث���ال الرائ���ع مصطف���ى املك���ي و حمم���د‬

‫على منتخب بنغ���ازي الذي كان يضم يف‬ ‫ذلك الوقت فطاحل الكرة الليبية ‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ُ 1957‬‬ ‫كِّلف باختيار عناصر‬ ‫املنتخ���ب اللييب ال���ذي سيش���ارك بالدورة‬ ‫العربي���ة الثاني���ة بب�ي�روت بع���د أن رفض‬ ‫احتاد الكرة يف مدينة طرابلس مش���اركة‬ ‫العبيه يف هذه الدورة‪.‬‬ ‫ويف ع���ام ‪ 1962‬م اس���تعان ب���ه فري���ق‬ ‫النجم���ة القدمية لكي يش���رف علي اعداد‬ ‫و تدري���ب الفريق األول للن���ادي ‪..‬وكنت‬ ‫س���عيد احلظ اذ انين تدرب���ت علي يده عام‬ ‫‪ 1966‬م واختارني للفريق األول وتعرفت‬ ‫عليه كمدرب و انسان عن كثب‪.‬‬ ‫كانت مدرس���ته املدرس���ة االيطالية لكرة‬ ‫القدم وكان يردد دائما ‪َّ -:‬‬ ‫العب الكرة‬ ‫(إن َ‬ ‫البد ْ‬ ‫وأن ميل���ك هذه الصفات وهي املوهبة‬ ‫و الطاعة و الصرب و القوة و الشجاعة ومن‬ ‫ال ميلك أربع من هذه اخلصال ليس العبا‬ ‫لكرة القدم‪.‬‬ ‫وكان يق���ول مضيف���اً ‪َّ -:‬‬ ‫الالع���ب‬ ‫(إن‬ ‫َ‬ ‫الذي يستقبل الكرة وال يقفز بها كاألسد‬ ‫كاسبا العمق ليس العبا موهوبا)‪.‬‬ ‫وللحقيق���ة كان���ت ل���ه آراء فني���ة يف‬ ‫ك���رة القدم و لكن الجمال هنا لذكرها‬ ‫يف هذه املساحة الصغرية ‪.‬‬ ‫أن���ا الزلت أذكر بأنه هو الذي أعطاني‬ ‫فرصة اللعب يف الدرجة األوىل عم ‪1967‬‬ ‫برفقة الرائع حسن الفرجاني ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جمموعة من‬ ‫ه���ذا وقد ترك بعد رحيله‬ ‫الكت���ب الرياضية باللغة اإليطالية تتناول‬ ‫طرق التدريب و إع���داد الالعبني و قانون‬ ‫كرة الق���دم فقد كانت لغت���ه االيطالية‬ ‫تتي���ح ل���ه االط�ل�اع علي كل فن���ون كرة‬ ‫القدم و قوانينها‪.‬‬ ‫و م���ن ب�ي�ن املس���تندات ال���ذي حتصلت‬ ‫َّ‬ ‫املوق َعة من قبل‬ ‫عليها من أسرته تلك‬ ‫هاشم العبار رئيس اهليئة الرياضية العليا‬

‫و اليت خي���ص بعضها تكليفه باإلش���راف‬ ‫على املنتخب اللييب عام ‪ 1957‬م‬ ‫و من أروعها مجيعا رسالة يطلب فيها‬ ‫تقرير عن مستوى كرة القدم‬ ‫منه تقديم‬ ‫ٍ‬ ‫يف برق���ة و اظهار املزاي���ا و العيوب وما هي‬ ‫الطريقة اليت تساعد يف رفع مستوى لعبة‬ ‫كرة القدم ؟‬ ‫(يا اهلل كم كنتم رائعني يف ذلك الزمن‬ ‫اجلميل ال���ذي كان أصحاب���ه حيركهم‬ ‫حب اللعبة و حب اآلخرين و حب الوطن )‪.‬‬ ‫ملحوظة‪:‬‬ ‫الص���ورة املرفق���ة مع ه���ذا املق���ال ملنتخب‬ ‫بنغازي مع مدربه س���امل بالطي���ب بتاريخ‬ ‫‪ 1955 --2 13‬م مبلعب الربكة وكان‬ ‫ذل���ك يف مباراة مع فري���ق وحدات اجليش‬ ‫االجنليزي وف���از فيها منتخ���ب بنغازي ‪5‬‬ ‫‪. -1‬‬ ‫وقوفا من اليمني ‪..‬‬ ‫أمح���د بيوندو‪،‬مفتاح االصفر ‪،‬محيدة‬ ‫جعودة ‪،‬احل���ارس الرائع امله���دي كويري‬ ‫(أول ح���ارس ملنتخ���ب ليبيا ع���ام ‪ 1953‬م‬ ‫)‪،‬س���امل الربغثي ‪،‬ارحيمة اش���تيوي ‪،‬سامل‬ ‫بالطيب(املدرب)‪.‬‬ ‫جلوسا ‪..‬‬ ‫مشيسة ‪،‬الشعالية ‪،‬الغناي ‪،‬اتعوله ‪،‬املكي‪.‬‬ ‫ويف اعتق���ادي بأنه���ا أفض���ل تش���كيلة‬ ‫للمنتخب اللييب يف اخلمسينات من القرن‬ ‫املاضي‪.‬‬ ‫و الصورة مهداة من الالعب سامل الربغثي‬

‫كلمة العدد‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬

‫االحتادات الرياضية‬ ‫واالنتخابات ‪!..‬‬ ‫كان���ت الني���ة تتج���ه إىل ع���دم احلدي���ث ع���ن‬ ‫انتخاب���ات االحت���ادات الرياضي���ة إىل ح�ي�ن انته���اء‬ ‫فرتة َّ‬ ‫الرت ُشح يف السابع من هذا الشهر حتى يتسنى‬ ‫معرف���ة ع���دد املرش���حني و أمسائه���م وس�ي�رة كل‬ ‫منهم لتتاح الفرصة بعد ذلك للتحليل و التعليق و‬ ‫لكن الوقت مل يسعفنا خاصة وإنَّعدداً من األسئلة‬ ‫اليت حتتاج إىل إجابة فرضت نفسها علينا و دفعتنا‬ ‫إىل نبش هذا املوضوع و من هذه األسئلة ‪.‬‬ ‫‪ -1‬هل س ُتجرى بنظام القوائم أو الفردي؟‬ ‫‪-2‬كم عدد أعضاء كل احتاد؟‬ ‫‪-3‬ه���ل س���يكون عدد احت���ادات األلع���اب اجلماعية‬ ‫(‪)11‬عضوا وغريها خيتلف؟‬ ‫‪-4‬هل س���يكون لكل نادي صوتا واحدا أم أن هناك‬ ‫اختالفاً سنراه ؟‬ ‫‪-5‬ه���ل ق���دم كل مرش���ح برناجمه ال���ذي يوضح‬ ‫رؤيته؟‬ ‫‪-6‬ه���ل س���يتم التقي���د بالش���روط و القواع���د اليت‬ ‫وضع���ت للمرش���حني أم س���يحدث م���ا ح���دث يف‬ ‫انتخابات األندية الرياضية؟‬ ‫‪-7‬هل سيكون ملعايري النزاهة و الوطنية من خالل‬ ‫جلنته���ا رأى و قرار أم سيس���يطر عليها اخلوف من‬ ‫أحكام القضاء؟‬ ‫ه���ذه األس���ئلة رأينا أن ننب���ش بها ه���ذا املوضوع و‬ ‫ب���دون أن نلقى اجيابيات عليها ولكننا س���نعود إليها‬ ‫مرة أخرى بعد انتهاء فرتة الرتشح ومعرفة ما آلت‬ ‫إليه النتــــائج ‪!!..‬‬

‫كلمة من املاضي اجلميل ‪ ..‬عن مصباح ماضي ‪!..‬‬

‫وسام خليل بن دردف‬ ‫س���ؤال واح���د مل أج���د ل���ه اجابة ش���افية أب���دا ولو‬ ‫أعطوني االن ألف اجاب���ة صحيحة ملا اقتنعت بها‬ ‫مجعي���ا ليس ال مس���ح اهلل أن���ي ال أصدقهم ولكن‬ ‫متني���ت لو ألتقيه أل س���أله مباش���ر وجه���ا لوجه و‬ ‫أن أعانق���ه بق���وة و عنف حتى أنتق���م لطفل فقد‬ ‫أح���د أهم و أق���رب الالعبني لقلب���ه ‪..‬أنتقم لطفل‬ ‫كان يستمتع مبهاراته اليت كان يقدمها لنا بني‬ ‫شوطي مباريات االهلي ‪..‬‬ ‫يا من امسك االول كان نرباس���ا منريا يف مس�ي�رة‬ ‫االهل���ي فأطفأته وصار يف خ�ب�ر كان ‪..‬كامسك‬ ‫الثاني ‪!! ..‬‬ ‫مهما كان سبب ابتعادك عن االهلي‬ ‫ومع اتفاقي معك يف كل شئ ‪...‬ملاذا ؟؟ !!‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 15 - 8 ( - ) 87‬يناير ‪)2013‬‬

‫‪23‬يناير حتى ‪ 5‬فرباير ‪2013‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.