العدد 9

Page 1

‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫ياعون من قابله عون‬ ‫السنة األولى‬

‫العدد التاسع‬

‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫املعارضة الليبية ‪ :‬حني يكون احللم مهنة‬

‫اإلبل أم الكعبة ؟ فن توصيف الصراع‪.‬‬ ‫قراءة أمريكية يف ربيع العرب‪.‬‬


‫‪02‬‬

‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫ياعون من قابله عون‬ ‫السنة األولى‬

‫العدد التاسع‬

‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫املعارضة الليبية ‪ :‬حني يكون احللم مهنة‬

‫اإلبل أم الكعبة ؟ فن توصيف الصراع‪.‬‬ ‫قراءة أمريكية يف ربيع العرب‪.‬‬

‫‪miadeenm@yahoo.com‬‬

‫ميادين صحيفة ليبية متنوعة‬ ‫تصدر من بنغازي‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫مدير التحرير‬ ‫سامل العوكلي‬ ‫مدير فين‬ ‫أمحد العرييب‬ ‫إشراف فين‬

‫عمر جهان‬

‫ال نريد تغيري القذايف‬ ‫باخلميين‬ ‫راعني سماع رأي أحد اإلسالميين وعدم موافقته على بند (حرية العقيدة)‬ ‫في أي دستور مستقبلي‪ ،‬وإننا بلد مسلم سني مالكي وال نريد غير ذلك‪،‬‬ ‫وهذا كله جميل‪ ،‬ولكن استبعاد فكرة حرية االعتقاد ستقود إلى استبعاد‬ ‫أفكار ومبادئ ديمقراطية أخرى‪.‬‬ ‫إن الشعب الليبي الذي كسر حاجز الخوف وبدأ ثورته التي نأمل أن تنتهي‬ ‫بالديمقراطية وبثورة جديدة على المفاهيم القديمة ‪ ..‬ثورة تؤمن بالحرية ‪..‬‬ ‫بحق كل مواطن في أن يقول ما يشاء‪ ،‬ويعتقد ما يشاء‪ ،‬ويعبر عما يشاء ‪..‬‬ ‫حرية حقيقية ُمنعنا منها ألسباب كثيرة‪ ،‬منذ قرون‪ ،‬وليس في عهد القذافي‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫نحن ال نريد أن نغير القذافي بالخميني ‪ ..‬وال نريد أن نغير أيديولوجية‬ ‫فاشية بأخرى فاشية‪ ،‬كما حدث في إيران أو أفغانستان‪.‬‬ ‫نحن نريد ثورة وليس تغيير نظام فاشي بآخر فاشي ‪ ..‬سواء أكان شيوعيا ً‬ ‫أو طالبانيا ً أو خمينياً!!‪.‬‬ ‫نحن مسلمون‪ ،‬واإلسالم يعني لنا التسامح والسالم‪ ،‬ويعني لنا "جادلهم‬ ‫بالتي هي أحسن" ‪ ..‬و"لكم دينكم ولي دين"‪ .‬ويعني بالدرجة األولى ‪" :‬ال‬ ‫إكراه في الدين ‪. "..‬‬ ‫نريد ديمقراطية تعطي للفرد حرياته كلها ‪ ..‬حرية العمل والفكر والكالم‬ ‫واالعتقاد ‪ ،‬دون أن يمس حرية اآلخرين ‪ ..‬نريد هذه الحريات مكفولة‬ ‫في الدستور الجديد ‪ ..‬نريد ثورة حقيقية في الفكر العربي‪ ،‬وليس مجرد‬ ‫تغيير سطحي لنظام يمنع الكثير من الحريات إلى نظام جديد يمنع حريات‬ ‫أخرى !!‬

‫منصور بن عامر‬

‫مدير إداري‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0926234108‬‬ ‫صورة الغالف‬

‫عادل جربوع‬

‫إخراج وتنفيذ‬ ‫رؤيا ألعمال الطباعة والتجهيزات الفنية‬

‫اعتذار ‪:‬‬

‫الي الشاعر السنوسي حبيب‬ ‫الذي سقط اسمه سهوا عن‬ ‫قصيدة ( امقران نفوسة )‬ ‫وقصيدة ( أخوة البازين ) اللتين‬ ‫نشرتا بالعدد الماضي ‪.‬‬


‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪03‬‬

‫ميادين يف تونس‬ ‫إدريس املسماري ومجعة عتيقة ولقاء مع ( هرمنا )‬ ‫كتب ‪ :‬ا ‪ ،‬الفيتو ري وصور شكري الحسان‬

‫رفقة المهندس طيار والكشاف شكري الحسان غادرت‬ ‫مطار بنينا يوم الخميس الموافق علي متن طيران ليبيا ‪،‬‬ ‫كنت علمت أن الصديق الكاتب والمثقف المناضل إدريس‬ ‫المسماري قد تمكن من الفرار من جهنم اآلسر في مدينة‬ ‫طرابلس ‪ ،‬حين وصلت الطائرة مطار تونس توجهنا إلي‬ ‫المستشفي حيث يرقد إدريس المسماري من أثر معاناة‬ ‫دامت لما يقارب الخمسة أشهر‪.‬‬ ‫هناك علمنا أن الكاتب والمحامي المناضل الصديق جمعة‬ ‫عتيقة تمكن هو أيضا من فك آسره ‪ ،‬هكذا مرة واحدة‬ ‫تمكنا من التجوال معهما في مدينة تونس وفي شوارعها‬ ‫حيث استنشقا أول نسائم حرية ليبيا ‪ ،‬هناك حيث كان علم‬

‫االستقالل يرفرف في الكثير من األمكنة ‪.‬‬ ‫كان شكري يصطاد اللحظة بالصورة الثابتة والمتحركة‬ ‫‪ ،‬ورفقة ثلة من األصدقاء ارتدنا مقاهي شارع الحبيب ‪،‬‬ ‫كان شكري قد طلب مني أن نجري حوارا مع الشخصية‬ ‫التونسية التي عرفت عبر الجزيرة بـ ( هرمنا ) ‪ ،‬لم أكن‬ ‫أعرف أين يكون الرجل ولذا لم أعر الطلب اهتماما ‪.‬‬ ‫جرجرت خلفي الصديقين وكان المسماري مثقال بالتعب‬ ‫والمرض ولكن هوى البالد ؛ هواء ليبيا الحرة جعله‬ ‫منتشيا وفي خفة ال تحتمل ‪ ،‬بذا اندلفت بهما ألكثر من‬ ‫مقهى لكن لم أرغب في القعود حتى وصلنا المكان الذي‬ ‫ال ارغب ‪ ،‬دخلت فندق الهناء ‪ ،‬المسماري ذهب إلي‬ ‫الحمام ‪ .‬رفقة شكري بحث عن طاولة بالمقهى غير‬

‫شاغرة لم يكن ثمة ما نريد ‪..‬‬ ‫لكن تنبهت أن ( هرمنا ) ‪ :‬أحمد الحفناوي يجلس قبالتنا‬ ‫علي طاولة علي كرسي مرفقا بكراس ثالثة شاغرة ؛ لقد‬ ‫تحقق المراد ‪.‬‬ ‫تقدمت إليه مصافحا وكذا شكري فرحب بنا ودعانا‬ ‫للجلوس ‪ .‬طلبت منه أن نجري معه حوارا وكان في‬ ‫خرجي نسخا من اعداد ميادين أهديتها له ‪ .‬حينها وصل‬ ‫المسماري رحب به ثم تركته يجري معه حوارا عفويا‬ ‫سينشر في عدد قادم ؛ هو الحوار االول للمسماري بعد‬ ‫فك آسره وأجراه مع ( هرمنا ) ‪ ،‬فيما بعد جاءنا عتيقة‬ ‫فاكتمل الحوار ‪....‬‬

‫‪ -‬عبد املنعم اهلوني عضو جملس قيادة حركة سبتمرب ‪1969‬م مليادين‪:‬‬

‫يف العدد‬ ‫القادم‬ ‫حوارات‬ ‫مع ‪:‬‬

‫ــ ما ال يعرفه الشاب الليبي اآلن انه في العهد الملكي كان هناك تيارات عديدة حقيقية‪..‬‬ ‫ عندما جاءت المطربة أم كلثوم إلحياء حفل ووزعت بطاقات الدعوة على الضباط مجانا‪ ..‬كانت فرصة‬‫تاريخية ال يمكن تضييعها‪..‬‬

‫ عوض محزة عضو جملس قيادة حركة سبتمرب ‪1969‬م مليادين‪:‬‬‫أريد أن انصح النظام القادم لليبيا الجديدة أن ثورة الفاتح هي جزء من تاريخ الشعب الليبي ‪.‬‬‫‪...-‬أرجوكم أن تتركوني وشأني وان خالفتم تعليماتي سأعاقبكم بالسجن‪..‬‬

‫اللواء عبد الفتاح يونس لعيسي عبد القيوم ‪:‬‬‫عازم على عدم الصمت على المسرحية التى تجري فى البالد ‪.‬‬‫‪-‬الرئيس المنتخب عبر صناديق اإلقتراع سوف اعطيه التحية وأغادر الحياة العسكرية نهائيا ‪.‬‬

‫ويف العدد الذي يليه ميادين يف ميادين تونس‬


‫‪04‬‬

‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫من يقدم ‪ 22,000‬وجبة يوميا للثوار و النازحني !!!‬

‫مطبخ القـلعـة‬ ‫تحقيق وصور ‪:‬فتحيـة محمـد المـفــتي‬ ‫يحتاج ثوار‪ 17‬فبراير في المواقع‬ ‫المتقدمة من الجبهة الي السالح الفعال‬ ‫لصد هجوم الكتائب و لكنهم ايضا‬ ‫بحاجة الي ماء و طعام ‪.‬فخالل هذه‬ ‫الثورة قامت جمعيات و جهات كثيرة‬ ‫لدعمهم و من هذه الجمعيات هي‬ ‫المؤسسة الليبية لألعمال الخيرية و في‬ ‫لقائنا مع رئيس المؤسسة األستاذ ايمن‬ ‫قادير تحدث لنا عن بداية المطبخ و‬ ‫العمل التطوعي ‪:‬‬ ‫بدأ الموضوع يوم ‪ 21-2‬عندما زارني‬ ‫في المنزل صديقي د‪.‬سامح لطف هللا‬ ‫– رئيس قسم الجراحة في مستشفي‬ ‫الجالء – و أراني الصور التي التقطها‬ ‫لألشالء وجثث شهداء الثورة‪ ،‬وكانت‬ ‫في قمة البشاعة‪ ،‬فاقترحت عليه‬ ‫الذهاب للميناء‪ ،‬ألنني سمعت بقدوم‬ ‫باخرة ألخذ الرعايا األتراك‪ ،‬وأن نقوم‬ ‫بوضع الصور علي سي دي ونعطيها‬ ‫للممغادرين حتي يقوموا بنشرها علي‬

‫االنترنت و ليعرف العالم ماذا يحدث‬ ‫في بنغازي !‬ ‫و لكن الباخرة تأخرت يوماً‪ ،‬وكان‬ ‫الوضع سيئا ً جداً في الميناء نظراً لوجود‬ ‫عدد كبير من األجانب ومن األسر‬ ‫واألطفال ‪..‬فاتصلت بأخي حتي يبعث‬ ‫بسيارة مياه‪ ،‬ومن هنا وجدت نفسي في‬ ‫العمل التطوعي لمدة ‪ 20‬يوماُ‪ ،‬وأنشأنا‬ ‫مطبخا ً هنالك‪ ،‬وكان الجو بارداُ جدا‪،‬‬ ‫فأحضرنا ‪ 3500‬بطانية‪ ،‬واستعنا‬ ‫بالكشاف فاحضروا لنا الخيام واتصلنا‬ ‫بالدكتور هاشم العقوري الذي اتي‬ ‫بطاقم طبي وسيارة إسعاف لالهتمام‬ ‫بالنواحي الصحية‪ ،‬حثي أصبحنا‬ ‫فريق عمل يتكون من ‪ 250‬شخصا ً‬ ‫‪.‬اتصلنا بجماعة الجمارك والجوازات‬ ‫ثم السفارات وأصبحنا مسؤولين عن‬ ‫إغاثة األجانب وترحيلهم‪ ،‬حيث توافد‬ ‫إلي الميناء عديد الجنسيات؛ من صينين‬ ‫وبنغالديش وسوريين‪ ،‬وقد قمنا بترحيل‬ ‫حوالي ‪ 45.000‬شخص‪ ،‬وكنا نشعر‬

‫امين قادير رئيس املؤسسة‬ ‫اتخذنا (مطعم القلعه )‬ ‫مقرا لنا‪ ،‬لم يكن مجهزاً بما‬ ‫يتناسب مع احتياجاتنا‪،‬‬ ‫فقمنا بإحضار كل ما يلزم‬ ‫واستعنا ب‪ 12‬طباخة‬ ‫وبدأنا العمل بـ ‪3000‬‬ ‫وجبة في اليوم‪ ،‬واآلن‬ ‫وصلنا إلي ‪22.000‬‬ ‫وجبة يومياً‪.‬‬

‫بسعادة عارمة عندما يصل األجانب‬ ‫للباخرة ويقوم رب األسرة بعناقنا‬ ‫وشكركنا‪.‬‬ ‫كان من ضمن االشخاص الذين تم‬ ‫ترحيلهم حوالي ‪ 1500‬شخص من‬ ‫جنسيات إفريقيه‪ ،‬تم ترحيلهم علي‬ ‫حسابنا الخاص ‪..‬البعض انتقد عملية‬ ‫الترحيل ولكن كان الخوف أكبر من‬ ‫أن يستغلهم نظام القذافي ويجندهم‬ ‫كمرتزقه ‪.‬‬ ‫وبعد انتهاء عملية الترحيل رجعت‬ ‫الي إدارة المطبخ العربي مع صاحبه‬ ‫األستاذ فخري الورفلي وكان هذا‬ ‫المطبخ يع ُّد الوجبات للمعتصمين في‬ ‫ساحة المحكمة‪ ،‬وفي هذه األثناء اتصل‬ ‫بنا جماعة الجيش وطلبوا ‪3500‬‬ ‫وجبة إضافية‪ ،‬ولكن المطبخ رفض‬ ‫لما فيها من خطورة ومسؤولية كبيرة‬ ‫‪..‬ووجدت نفسي في موقف صعب ألن‬ ‫الجيش كان يريد الوجبات وأنا ليست‬ ‫لدي خبرة في هذه المواضيع‪.‬أخذت‬ ‫القرار بعد مشاورات مع األشخاص‬ ‫الذين كانوا معي في الميناء‪ ،‬وقلت لهم‬

‫علينا أن نفتح مطبخا ً للجبهة وللجيش‪،‬‬ ‫ووافق الجميع علي ذلك مع العلم أنه‬ ‫لم تكن لدينا أية خبرة سابقة في هذا‬ ‫المجال‪ ،‬ومن هؤالء األشخاص‪ :‬فؤاد‬ ‫عابد العشيبي‪ ،‬وليد العنيزي‪ ،‬طارق‬ ‫السنكي‪ ،‬ناصر حبَّاق‪،‬عبد الرازق‬ ‫الماجري ونيس قادير‪ ،‬هاني قادير‪،‬‬ ‫المرحوم الشهيد هيثم قادير‪ ،‬خالد‬ ‫البسيوني‪،‬عبد المنعم بن حميد‪ ،‬ادريس‬ ‫الشيباني‪ ،‬حكيم االوجلي‪ ،‬ومحمود‬ ‫بوهدمة ‪.‬‬ ‫اتخذنا (مطعم القلعه ) مقرا لنا‪ ،‬لم يكن‬ ‫مجهزاً بما يتناسب مع احتياجاتنا‪ ،‬فقمنا‬ ‫بإحضار كل ما يلزم واستعنا ب‪12‬‬ ‫طباخة وبدأنا العمل بـ ‪ 3000‬وجبة‬ ‫في اليوم‪ ،‬واآلن وصلنا إلي ‪22.000‬‬ ‫وجبة يومياً‪. .‬وفيما يتعلق بالتمويل في‬ ‫البداية كان كله تبرعات تبدأ ب‪ 5‬دنانير‬ ‫الي أالف الدينارات‪ ،‬وبما أننا تجار‬ ‫ولدينا عالقاتنا‪ ،‬فكل من نتصل بهم ال‬ ‫يردوا لنا طلبا‪ ،‬بالتالي أصبحت العملية‬ ‫عملية ثقة‪. ،‬وعندما بدأ عملنا كمؤسسة‪،‬‬ ‫وأطلقنا عليها (المؤسسة الليبية لألعمال‬


‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪05‬‬

‫حكيم األوجلي‬ ‫الناس قبل هذه الثورة المباركه هم أنفسهم لم يتغيروا‪ ،‬و لكن‬ ‫البيئة المتاحة سابقا ُ لم تسمح للناس بإبراز قدراتهم وإعطاء‬ ‫أفضل ما عندهم‪.‬‬

‫فؤاد عابد‬ ‫زوار المطبخ ينبهرون بكمية االنتاج و ال يصدقون ان كل‬ ‫هذا العمل هو عمل خيري تطوعي و مستمر من ‪ 4‬شهور‬ ‫الخيرية)‪ ،‬جاء إلينا مجموعة شباب‪،‬‬ ‫وهم ‪:‬حسن الخَضر‪ ،‬سفيان بوقعقيص‪،‬‬ ‫زكريا السالك‪ ،‬حسين الخفيفي ‪،‬‬ ‫وطلبوا منا أن ندعمهم وذلك بتزويد‬ ‫الجبهة بوجبات جافة‪ ،‬وجبن‪،)...,‬وبعد‬ ‫‪ 3‬شهور من بدء عملنا أتي المجلس‬ ‫االنتقالي يعرض علينا خدماته المالية‪،‬‬ ‫ولكن رفضنا ذلك‪ ،‬ألنهم قد يعطوا لنا‬ ‫‪ 100.000‬دينار‪ ،‬ولكنها لن تكفينا إال‬ ‫‪ 5‬أيام ‪ .‬و مصروفنا اليومي مابين‬ ‫‪ 35.000‬الي ‪ 40.000‬دينار ليبي ‪.‬و‬ ‫منذ شهر تقريبا بدأت شركة الخليج‬ ‫بدعمنا ماليا‪ ،‬ولكن بنسبة ‪70%‬‬ ‫والباقي تبرعات ‪.‬الجهات التي نوزع‬ ‫عليها ‪:‬األمن العام ‪ ،‬السجون ‪ ،‬األسري‬ ‫‪ ،‬المعسكرات ‪ ،‬بوابات التفتيش‪،‬‬ ‫الدوريات‪ ،‬المطافئ‪ ،‬الجوازات‪،‬‬ ‫الجمارك‪ ،‬والنازحين ‪.‬ومن ‪ 10‬أيام‬ ‫فتحنا مطبخ آخر في هناجر الجيش‬ ‫وقمنا بتجهيزه بتكلفة ‪ 10.000‬دينار‬ ‫وفريق من مؤسستنا يقوم باإلشراف‬ ‫عليه وقدرته اإلنتاجية حوالي ‪4.000‬‬ ‫وجبة‪ ،‬وذلك لتخفيف العبء علي‬ ‫مطبخ القلعه‪ ،‬ولنتفنن بإعداد أكل‬ ‫الجبهة ‪».‬ألنهم دائما يشكون من أن‬ ‫األكل دائما أرز او معكرونة ‪ ,‬به شنو‬ ‫نبي اندير ؟ ما عندش خيار اخر ؟نبي‬ ‫اندز طبيخه‪ ..‬مستحيل طبعا ‪»..‬‬ ‫عند بداية عمليات النزوح كان في‬ ‫رعايتنا ‪ 3.000‬نازح من اجدابيا‪،‬‬ ‫فأراد الصليب األحمر ان يدعم‬ ‫المطبخ‪ ،‬ولكن بشرط‪ ،‬وهو‪ :‬أن يتم‬ ‫فصل طعام النازحين عن األكل المع ّد‬ ‫للجبهة والجيش والمستشفيات ‪ .‬وذلك‬ ‫النهم يريدون دعم المدنين فقط ‪ .‬و قالوا‬ ‫بأنهم لن يراقبونا و لكننا رفضنا ذلك‬ ‫الننا ال نستطيع الفصل‪ ،‬والنتيجة أنهم‬ ‫لم يعطونا شيئا‪ .‬في بداية عملنا تعاونت‬ ‫معنا لجنة اإلغاثة وكانوا يمدوننا بمواد‬ ‫التموين كاألرز والزيت والطماطم‬ ‫والمعكرونة ‪ ..‬ولكنهم توقفوا من‬ ‫الشهر األول‪ .‬بعد ما زاد عدد الوجبات‬ ‫تطوعت جمعيات كثيرة للمساعدة في‬ ‫توزيع الطعام وتغليفه ( ويوم إجراء‬

‫هذا اللقاء كانت الجهة المتطوعة هي‬ ‫قائدات ومرشدات بنغازي ) ‪.‬‬ ‫عدد الوجبات اليوميه وصل إلي‬ ‫‪ 22.000‬وجبة‪ ،‬ووصلت كمية اللحم‬ ‫الوطني ما بين ‪ 900-1000‬كيلوجرام‬ ‫يوميا‪ ،‬ولم نستعمل لحما خارجيا أبدا‬ ‫‪ .‬والوجبات تكون إما ارز او مكرونة‬ ‫مع اللحم‪ ،‬ولكن هناك يوما في االسبوع‬ ‫تكون و جبة الغداء كسكسو باللحم‬ ‫والتقليه ‪..‬مع العلم اننا نستهلك ‪1000‬‬ ‫كيلوجرام من الكسكسو وتكون تكلفته‬ ‫حوالي ‪ 3000‬دينار ‪ ,‬و تجهيز هذه‬ ‫الكميات الكبيرة يكون صعبا ً و متعبا ً‬ ‫‪(.‬حتي خالتي رحمة بن زبلح قلتلها ‪:‬‬ ‫يا خالتي عليك عرس‪ ،‬قالتلي‪ :‬يا باتي‬ ‫هذا عراس‪ .‬في العرس اندير خمس‬ ‫طناجر لكن هذينا ‪ 100‬طنجرة )‪.‬‬ ‫عندما قررنا فتح المطبخ كان قراراً‬ ‫صعبا ً جداً ومسؤولية كبيرة لذلك اخذنا‬ ‫االحتياطات الالزمة لحماية المكان‪،‬‬ ‫ولدينا نظام مراقبة ‪ CCTV‬لتسجيل‬ ‫كل ما يحصل في المطبخ ‪ .‬و الحمد‬ ‫هلل العميلة ماشيه كويس ‪.‬حتى أنه في‬ ‫أحد األيام قررنا عمل وجبة عشاء‬ ‫ارز وتم اعداد المرق واللحم وعندما‬ ‫ذهب العمال لجلب االرز لم يجدوا اي‬ ‫كمية في المخزن ‪ .‬و نحن نستهلك االن‬ ‫‪ 75 – 70‬شوال أرز‪ ،‬وكنا مرتبكين‬ ‫كيف نوفر الكمية المطلوبة‪ ،‬وفي ذلك‬ ‫الوقت دخل علينا شخص وقال انه من‬ ‫طرف نادر قرقوم ومعه كمية من‬ ‫األرز للتبرع ‪ ،‬و كان العدد الموجود‬ ‫في السيارة هو نفسه الذي نحتاجه ‪..‬‬ ‫بيش تعرفوا ان العملية ماشية بالبركه ‪.‬‬ ‫بالنسبه لتوصيل الوجبات اي شخص‬ ‫لديه رسالة رسمية من الجهة التابع لها‬ ‫يستطيع استالم الوجبات ‪.‬قمنا بإمداد‬ ‫مستشفي الجالء لمدة شهر ونصف‪،‬‬ ‫وبعدها قاموا بإنشاء مطبخ خاص‬ ‫بهم‪ ،‬كذلك المعاقين ولكن ليومين‬ ‫أعطيناهم تموينا جافا‪ ،‬كذلك سجن‬ ‫الكويفية نمدهم يوميا بـ ‪ 250‬وجبة‪.‬‬ ‫وحاليا بدأنا بالتنسيق مع لجنة خاصة‬ ‫بإدارة النازحين حيث أن أي مكان يتم‬

‫اعطاءه تمويل جاف نتوقف عن إمداده‬ ‫بالوجبات ‪.‬‬ ‫كمؤسسة لدينا نشاطات أخري حيث‬ ‫اشتركنا في معرض جامعة العرب‬ ‫الدولية وأقمنا حفل تكريم ألسر‬ ‫الشهداء في السندباد‪ ،‬وكذلك نقوم‬ ‫بتوزيع تموين علي ‪ 380‬أسرة تحت‬ ‫إشراف د‪.‬سامح لطف هللا ‪.‬‬ ‫حاليا هناك نقاش علي استمرارية هذه‬ ‫المؤسسة‪ ،‬فالبعض يري أن عملها‬ ‫ينتهي بانتهاء األزمة‪ ،‬والبعض اآلخر‬ ‫يريدها أن تستمر كمؤسسة خيرية ‪.‬‬ ‫نالحظ أن الليبين اظهروا قدراَ غير‬ ‫عادي من التعاطف والتكاثف‪ ،‬أين‬ ‫كانت هذه المشاعر ؟‬ ‫ً‬ ‫فرد حكيم األوجلي قائالً ‪ :‬كان مكبوتا‪...‬‬ ‫الناس قبل هذه الثورة المباركه هم‬ ‫نفسهم لم يتغيروا‪ ،‬و لكن البيئة المتاحة‬ ‫سابقا ُ لم تسمح للناس بإبراز قدراتهم‬ ‫وإعطاء أفضل ما عندهم ‪.‬كنا نعيش‬ ‫في حلقة مغلقة‪ ،‬وال توجد حريات‪،‬‬ ‫والدوافع األمنية كانت تقيدنا‪.‬‬ ‫في المرحلة السابقة كان كل شخص‬ ‫ينظر لمصلحته الشخصية‪ ،‬واالنتماء‬ ‫للوطن كان مفقوداً‪ ،‬ألنه ُمغيب من قبل‬ ‫سياسة الدولة‪ ،‬ولم يكن هناك استقرار‬ ‫سياسي او اداري او اقتصادي او حتي‬ ‫رياضي‪ ،‬كل شيء يقرر في يومه و‬ ‫كانت حياتنا حياة قرارات و ليست‬ ‫حياة قوانين ‪.‬‬ ‫فؤاد عابد‬ ‫بدايتنا في الميناء كانت بترحيل‬ ‫األجانب‪ ،‬كنا نأتي إليهم الساعة ‪10‬‬ ‫صباحا ً ونرجع الي بيوتنا الساعة‬ ‫‪ 2-3‬صباحاً‪ ،‬وكان عمالً جديدا لم‬ ‫تكن لدينا فيه اية خبرة‪ ،‬والحمد هلل ربنا‬ ‫وفقنا في ترحيل ‪ 45.000‬شخص‪،‬‬ ‫ولما قمنا بهذا العمل شعرنا بأننا قمنا‬ ‫بشئ من أجل ليبيا‪ .‬وبعدها بدأت فكرة‬ ‫انشاء المطبخ وتأسيس المؤسسة الليبية‬ ‫لألعمال الخيرية التي نعمل تحت‬ ‫غطاءها االن و تم فيها التصويت علي‬ ‫أيمن كرئيس لها وكذلك لبقية اإلدارات‬ ‫وتم توزيع المهام كما يلي ‪:‬‬

‫ايمن قادير رئيس المؤسسة‪ ،‬فؤاد‬ ‫عابد مدير االدارة المالية‪ ،‬طارق‬ ‫السنكي‪ ،‬عبدالرزاق الماجري مدير ّ‬ ‫ي‬ ‫المشتريات ‪,‬ناصر حبَّاق مدير االدارة‬ ‫االدارية ‪ ,‬عبد المنعم بن حميد العمليات‬ ‫‪ ,‬ادريس الشيباني االغاثه ‪ ,‬الشهيد هيثم‬ ‫قادير عالقات عامة ‪.‬‬ ‫و بدأنا فعليا بتاريخ ‪. 13-3-2011‬وتم‬ ‫تجهيزحوالي ‪ 3.000‬وجبة و بعدها‬ ‫بدأت األعداد في ازدياد مع توافد‬ ‫العائالت النازحة من رأس النوف و‬ ‫البريقة و اجدابيا و تكاثف الجميع و لم‬ ‫يقصر احد ‪.‬و زارنا اعضاء منالمجلس‬ ‫و شكرونا علي العمل الذي نقوموا به‬ ‫‪ ,‬و عرضوا علينا ان يدعموننا و لكن‬ ‫شكرناهم و رفضنا ‪.‬‬ ‫و يضيف حكيم ‪ :‬زوار المطبخ ينبهروا‬ ‫بكمية االنتاج و ال يصدقوا ان كل‬ ‫هذا العمل هو عمل خيري تطوعي‬ ‫و مستمر من ‪ 4‬شهور ‪.‬ولم تدعمنا‬ ‫فيه اي جهة عالمية او حتي الحكومة‬ ‫المؤقتة ‪ .‬و يؤكد أيمن أن عملهم في‬ ‫هذا المطبخ هو عمل خيري صرف و‬ ‫أن الشعب الليبي شعب طيب و كريم و‬ ‫في هذه األحداث ظهرت هذه الصفات‬ ‫النبيلة ‪ ,‬حتي أن أحد مراسلي المحطة‬ ‫الصينية عند ترحيل األجانب قال انا‬ ‫عاشرت ثورتي تونس و مصر و مثل‬ ‫نظامكم لم اري ‪.‬قال انتم اتفطروا فيهم‬ ‫في الصبح بريوش و سندوتشات و‬ ‫عصير و حليب ‪ .‬و عندما بدأنا كانت‬ ‫الفكرة هي أن األجانب اللذين خرجوا‬ ‫من بنغازي سيؤكدون أن الشباب‬ ‫الليبي ليس ارهابي و لكن شباب خرج‬ ‫في مظاهرة سلمية ‪.‬ويضيف فؤادأن‬ ‫األعالم الخارجي كان منبهرا بعملنا‬ ‫في الميناء و حتي مراسل ال‪CNN‬‬ ‫قاللنا كلكم شكلكم كويس ما فيكمش‬ ‫واحد شفشوفه ‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫معارضة‬

‫اللحظة األوىل‬ ‫لقد قامت معارضة انقالب سبتمبر‬ ‫‪ 1969‬م أساسا بعيد خطاب ‪16‬‬ ‫سبتمبر من نفس العام ؛ هذا الخطاب‬ ‫جاء فيه ‪ :‬من تحزب خان ‪ ،‬أي منذ‬ ‫اللحظة األولي تم دفع النخبة الليبية‬ ‫إلي معارضة هذا النظام العسكري ‪.‬‬ ‫وما سوف تواجهه هذه النخبة من‬ ‫قمع وقهر سيؤجج المعارضة ‪،‬‬ ‫وما سيقويها انفراد المالزم األول‬ ‫بالسلطة وهذا جعل المعارضة من‬ ‫قبل العسكر أيضا ‪ .‬وفي عام ‪1973‬‬ ‫م سيتم الزج بالمثقفين من ساسة‬ ‫وصحفيين وكتاب وحتى أطباء‬ ‫ومهندسين في السجون تحت شعار‬ ‫الثورة الثقافية ‪ ،‬فالمالزم الشاب‬ ‫الذي كان عمره لحظة االنقالب لم‬ ‫يتجاوز ‪ 27‬سنة صار صاحب نظرية‬ ‫عالمية ثالثة لخالص البشرية ‪.‬‬ ‫بهذه النظرية صار القائد المفكر‬ ‫والثائر ورسول الصحراء‪ ،‬وبذا كل‬ ‫النخبة عدت عند صاحب النظرية‬ ‫مرضى ‪ .‬هؤالء المرضى من لم يعدم‬ ‫أو يزج منهم في السجن اختار المنفى‬ ‫طريقا لمواجهة الزعيم األوحد نصف‬ ‫اإلله ‪.‬‬ ‫وفي الخارج أيضا قام هذا الزعيم‬ ‫بمطاردتهم وقتلهم جهارا نهارا في‬ ‫الديمقراطية‬ ‫ميادين دول الغرب‬ ‫ودون أن يحتج أحد ‪ ..‬هذا حشد‬ ‫المعارضة الليبية في الخارج التي‬ ‫كانت أنشط معارضة عربية‪ ،‬وحتى‬ ‫شرق أوسطية‪ ،‬ودفعت ألجل ذلك‬ ‫الكثير‪ ،‬ألن شعارها ‪ :‬إسقاط النظام ‪.‬‬ ‫وما فعلته هذه المعارضة قبل ‪17‬‬ ‫فبراير وبعدها لم يُفعل ‪ :‬لم يعملوا‬ ‫من أجل إسقاط النظام فحسب بل‬ ‫وكرسوا حياتهم من اجل ذلك ‪.‬‬ ‫ولذا أقف تحية لهؤالء الرجال‬ ‫والنساء األحياء منهم واألموات ‪.‬‬ ‫وهنا محاورة وجوه من هذه‬ ‫المعارضة التي هي بحق فخار ليبيا‬

‫أحمد الفيتوري‬

‫ملف العدد‬

‫ابراهيم قدورة يروي حكايته ‪:‬‬

‫من مدرسة سي سامل‬

‫إىل حماولة اغتيال رأس النظام‬ ‫من مواليد عام ‪1954‬م في مدينه بنغازي ‪..‬تربيت في عائله مكونة‬ ‫من ‪ 14‬فرداً من بنات وأوالد ‪..‬درست االبتدائية في مدرسة سي‬ ‫سالم في بنغازي ‪ ،‬كان من زمالئي الذين أذكرهم مصدق بوهدمة‪،‬‬ ‫ورشيد البسيكري ‪..‬ثم مدرسه سيدي حسين بإدارة األستاذ علي بوشناق‬ ‫‪..‬كانت فترة رائعة حيث أن المدرسة كانت مميزه بكونها األولى التي‬ ‫أقامت مؤتمراً بين اآلباء والمدرسين‪ ،‬وهو شيء أساسي كانت تقوم به‬ ‫هذه المدرسة منذ الستينات‪ ،‬وهذا ما وجدته في المدارس األمريكية‬ ‫‪ ..‬كنا نعد الجرائد الحائطية واشترك فيها و كذلك جريده ( الفكر) كان‬ ‫فيها نشاط ثقافي محفز يدربوننا عليه ‪.‬‬ ‫ثم التحقت بمدرسه شهداء يناير الثانوية ‪..‬ثم جامعة طرابلس في عام‬ ‫‪1972‬م كان معي الشاعر المعروف محمود العرفي‪ ،‬وبن عمران‪،‬‬ ‫وإبراهيم غنيوة ‪..‬كنا معا في مبنى الداخلي ‪..‬بالجامعة اختلف الوضع‬ ‫عن رتابة المدرسة الثانوية بالرغم من وجود أحداث آنذاك ‪ ..‬لكن‬ ‫بالجامعة كانت المنابر الثقافية والتيارات السياسية‪ ..‬اذكر التحرير‬ ‫اإلسالمي واليسار الليبي ‪..‬وكان هناك حوار ومناظرات ‪..‬كانت‬ ‫البداية‪ ،‬ولكن القذافي لم يعطها الفرصة للنمو‪ ،‬لتصبح سمة من سمات‬ ‫الجامعة الواعية التي تنتعش فيها ثقافة فعلية مشبعة لإلنسان‪ ،‬هذا‬ ‫بجانب العلوم التطبيقيه األخرى‪.‬‬ ‫كان إبراهيم اغنيوة يع ّد جريده رائعة اسمها (المحطة) ‪ ..‬كما بدأ‬ ‫نشاط اتحاد الطلبة يبرز‪ ،‬ونشاطات ثقافيه أخرى كنت أشارك في‬ ‫إعدادها‪ ،‬ومعارض للزهور والنباتات ‪.‬‬ ‫كانت الصورة مروعة في بنغازي‬ ‫في عام ‪ 1975‬م بدأت أحداث الطلبة في جامعه بنغازي‪ ،‬والحقيقة‬ ‫كان هناك وفد من جامعة بنغازي نقل لنا الصورة كاملة عن ما حدث‬ ‫‪ ..‬تحركنا ذاك العام وكنت في لجنه تنظيم االعتصام ‪..‬اجتمعنا في‬ ‫المبنى الداخلي وقررنا الحركة داخل الجامعة ‪..‬كان هناك اتحاد‬ ‫للطلبة أسس ونحن في العطلة الصيفية وكان حكوميا ً ‪..‬طلبنا االجتماع‬ ‫وتوليت تفجير الموقف وبدأت بآية قرآنية (وال تحسبن الذين قتلوا في‬ ‫سبيل هللا أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) وتوالت الكلمات‪ ..‬قررنا‬ ‫االعتصام وأخرجنا الطلبة ‪..‬نجح االعتصام يومها‪ ،‬في ساحة كلية‬ ‫الهندسة تم تشكيل لجنة كنت من ضمنها‪ ،‬ومعي مختار األحول من‬ ‫سبها وحسين العلوي من طرابلس وإبراهيم لياس من درنة والسنوسي‬ ‫البريكي ‪..‬كانت هذه اللجنة التي قادت االعتصام وذهبنا لمقابلة مدير‬ ‫الجامعة وكان معه عبدالقادر البغدادي وكان موقف رئيس الجامعة‬ ‫رائعا حقيقة ‪..‬‬ ‫جاءنا برسالة من القذافي فيها ‪ :‬إن لم تفضوا هذا االعتصام مستعد ألن‬ ‫اسبحكم في بحر من الدماء ‪.‬بهذه األلفاظ !!‪.‬‬ ‫في ذلك الوقت دخلنا للمكتبة‪ ،‬وكتبنا عدة مطالب‪ ،‬من بينها محاكمه‬ ‫المسؤولين عن ما حدث في بنغازي ‪..‬وإعطاء الطلبة الحرية في انتخاب‬ ‫اتحادهم وتكوينه ‪ ..‬وإطالق سراح السجناء السياسيين‪ ،‬واستمرار‬ ‫االعتصام حتى تحقق المطالب ‪...‬كانت هذه المطالب األساسية وقتها ‪..‬‬ ‫في اليوم التالي عند الباب الرئيسي للجامعة استمر االعتصام وتوقفت‬ ‫الدراسة ‪ ..‬وبعد ذلك حُل االتحاد وشكلت لجنه تأسيسية لتشكيل االتحاد‬ ‫‪ ..‬بعدها قررت اللجنة إقامة صالة الغائب على أرواح الشهداء بمسجد‬ ‫موالي محمد‪ ،‬كانت خطوة لنقل الصراع للشارع ‪ ..‬بعدها اتصل‬ ‫الخويلدي الحميدي باللجنة يريد االجتماع بها ‪..‬‬

‫شكلنا لجنه صغيرة من علي امنينة وعبدهللا بن عمران والدكتور‬ ‫المسالتي‪ ،‬تذهب إلى بنغازي لتقصي الحقائق‪ ،‬وعند رجوعهم كانت‬ ‫الصورة مروعة مما سمعوه عن القتل واالنتهاكات التي حدثت داخل‬ ‫الحرم الجامعي ‪ ..‬ذهبنا بعدها للخويلدي الحميدي‪ ،‬وأخبرنا بموافقته‬ ‫على مطالبنا وإطالق سراح السجناء‪ ،‬ومنهم يونس بالقاسم‪ ،‬ولكن كان‬ ‫له طلب واحد‪ ،‬وهو إلغاء صالة الغائب التي سنقيمها بالمسجد‪ .‬إنا‬ ‫شخصيا لم يكن لدي الرغبة في إلغاء الصالة‪ ،‬فأخبرناه أننا أعلنا عنها‬ ‫ومن الصعب إلغائها‪ ،‬فقال إن لم تل َغ الصالة فسيتحول المسجد لمسرح‬ ‫من الدماء‪ ،‬لذا يجب إلغاؤها حقنا للدماء‪ ،‬بتهديد ووعيد منه ‪ ..‬بعدها‬ ‫اتفقنا علي إلغائها بعد أن وافقوا على مطالبنا ‪..‬‬ ‫عبدالسالم جلود يطلق الرصاص‬ ‫قمنا بعدها بتصميم نصب تذكاري للشهداء تم بناؤه في الجامعة‪.‬‬ ‫كان محمد فكرون ممن ساهموا فيه أيضا بعد أن ج ّمعنا له التبرعات‪،‬‬ ‫وتم هدمه عام ‪1976‬م في شهر أبريل‪ ،‬وحدث ما حدث‪ ،‬وجاء عبد‬ ‫السالم جلود وأطلق الرصاص بالجامعة وقاد عملية تطهير الجامعة‬ ‫كما يقولون‪ .‬كانت هناك مجموعتان؛ واحدة تهتف لليبيا وأخرى تهتف‬ ‫للفاتح ‪ ..‬نحن لجأنا إلى مبنى الداخلي‪ ،‬ثم قاموا بإحضار حافالت‬ ‫وحملونا لقاعدة عقبة بن نافع‪ ،‬ولم يعالجوا من أصيبوا‪ ،‬وعاملونا‬ ‫معاملة سيئة داخل القاعدة ‪ ..‬حتى جاء ضابط اسمه‪ ،‬علي فرحات‪ ،‬قال‬ ‫‪ :‬ماذا فعل بكم المجرم؟؟ وأغلق الباب بعد أن أخرج شخصا ً كان من‬ ‫اللجان الثورية‪ ،‬وأمره بالخروج‪ ،‬وقال لنا احكوا لي ما حدث ‪..‬عرفنا‬ ‫انه ضابط جراح‪ ،‬أحضر طاقمه وطلب لنا فحصا كامالً وعالجونا ‪..‬‬ ‫بعد ذهابه حملونا اللجان الثورية إلي سجن األوسط ومنها بدأت رحلة‬ ‫السجن‪.‬‬ ‫بقيت بسجن األوسط مدة ثالثة أشهر‪ ،‬كنا كأسرى الحرب العالمية‬ ‫‪ ،‬كان من الشباب مرضى ومصابون‪ ،‬ثم اختاروا من السجناء قادة‬ ‫االعتصام واللجنة التي ذهبت إلى بنغازي‪ ،‬وأضافوا للقائمة إبراهيم‬ ‫اغنيوة الذي كان له نشاط معروف بالجامعة‪ ،‬وكان معنا شخص آخر‬ ‫اسمه السيفاو من منطقه الجبل الغربي ‪ ..‬بقينا ثالثة أشهر بسجن‬ ‫األوسط‪ ،‬ثم نقلنا إلى سجن الجْ َديْدة‪ ،‬والتقينا هناك بجماعة بنغازي‬ ‫‪ ..‬بقينا لمدة سنة‪ ،‬كنا محظوظين عن جماعه بنغازي بأن القضية لم‬ ‫يستلمها عبدهللا السنوسي أو حسن أشكال اللذان الصقا التهم بجماعه‬ ‫بنغازي على أساس أنهم حزبيون‪ ،‬ثم أُطلق سراحي‪ ،‬وكنت من الطلبة‬ ‫الذين طردوا بعد أن كنت بالسنة الرابعة في كلية الزراعة‪ ،‬وكنت من‬ ‫المرشحين ألن أكون من المعيدين بها أيضا‪ ،‬و لكني طردت بعد أن‬ ‫أطلقوا قوائم منتقاة من الطلبة ‪.‬‬ ‫بطريقه أو بأخرى استطعت السفر إلي فرنسا‪ ،‬ومنها أخذت التأشيرة‬ ‫األمريكية‪ ،‬وفي والية ميامي استقبلني الطيار نجيب حمزة‪ ..‬بداية‬ ‫درست اللغة‪ ،‬ثم التحقت بالجامعة وأكملت الدراسة عام ‪1980‬م‪ .‬كان‬ ‫في ذلك الوقت زحف على السفارات بمسيرات‪ ،‬ومحاوالت الستقطاب‬ ‫الطلبة ‪ ..‬في يوم جاءني الطيب الصافي وميلود الحراتي وجلست معهم‬ ‫في المركز الخاص بالنشاط الطالبي ‪ ..‬طلبوا مني الرجوع للوطن ‪..‬‬ ‫استغربت منهم الطلب وقلت لهم ثمن تذاكركم كان من المفترض أن‬ ‫تكون مساعدة لطالب محتاج هنا‪ ،‬وبدأنا النقاش عن معنى الوطنية‪،‬‬ ‫فوقف ميلود الحراتي بعد أن سخن الحديث وذهب ‪ ..‬بعدها قال لي‬ ‫الطيب الصافي‪ :‬أنا الحقيقة ال أنصحك بالرجوع‪ ،‬ولم اعرف وقتها لما‬ ‫قال لي ذلك‪.‬‬


‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫ملف العدد‬

‫‪07‬‬

‫بدأ العمل يأخذ طابع اجلدية حتى‬ ‫مع الدول األخرى وانفتحت البوابات‬ ‫أكملت دراستي‪ ،‬وفي أواخر عام ‪1980‬م رجعت لبلدي‪،‬‬ ‫وتم حجز جواز سفري‪ ،‬وعن طريق الواسطة استرجعته‪،‬‬ ‫وسافرت مرة أخرى ‪ ..‬وبدأت النشاط المعارض مع عبد‬ ‫الباري فنوش وجمال بن موسي ومختار المرتضي ‪ ..‬شكلنا‬ ‫تنظيما لمجموعة شباب عمر المختار‪ ..‬وأعددنا البيان األول‪،‬‬ ‫وعند إعالنه انطلقت إذاعة صوت ليبيا‪ .‬كانت دفعة قوية‬ ‫للمعارضة لفتح نشاطها السياسي‪ .‬بدأنا التحرك والتقينا مع‬ ‫محمود الناكوع والشهيد الحاج أحمد حواس وفائز جبريل‬ ‫إلنشاء اتحاد طلبة هناك ‪ ..‬كانت هناك لجنه تأسيسية لالتحاد‬ ‫والعمل المعارض لجبهة تحرير ليبيا بعد أن جاءت مكتوبة‬ ‫من الدكتور محمد وسليمان الضراط وعاشور الشامس وهديه‬ ‫بوزعكوك والحاج أحمد حواس وإبراهيم صهد ‪..‬تكونت هذه‬ ‫الفكرة واستقال الحاج أحمد حواس والدكتور محمد وإبراهيم‬ ‫صهد من السفارات‪ ،‬وبدءوا في دورات للشباب بعد أن حدثونا‬ ‫عن الفكرة ‪ ..‬وكنا متعطشين لذلك ‪ ..‬كان هذا عام ‪1981‬م‬ ‫أسسوا أول مكتب للجبهة في (والية ميشغن األمريكية) وكنت‬ ‫مسؤول التنظيم والتعبئة في المكتب‪ ،‬وكانت مهمة صعبة بسبب‬ ‫التحرك أمنيا وعمليه التجنيد‪..‬وقتها قررت إيقاف دراستي‬ ‫لتحضير رسالة الماجستير ‪..‬أقفلت منزلي وأخذت خيمة معي‬ ‫بالسيارة وذهبت أجول بالواليات األمريكية ‪ ..‬كان للمكتب‬ ‫رئيس ونائب ومفوض التعبئة والتنظيم والمفوض اإلعالمي‬ ‫والمفوض السياسي‪ ،‬وكان في منتهي الدقة في األداء ‪ ..‬وبدأت‬ ‫مجلة اإلنقاذ في الصدور‪ ..‬خالل ثالث أشهر من تأسيسه كان‬ ‫لنا مؤتمران ‪..‬أحد المؤتمرات حضره ‪ 500‬شخص‪ ،‬حيث كان‬ ‫الحراك على أشده‪ ،‬ومن الصدفة أنه لم يكن من المجندين لدينا‬ ‫أي شخص من المخابرات الليبية ‪ ..‬كنت القي المحاضرات‬ ‫أحيانا عن الوطنية والوطن ‪.‬‬ ‫صدور مجلة اإلنقاذ‬ ‫بعدها تم تشكيل المجلس الوطني ومكتب ببريطانيا ومكتب‬ ‫بمصر‪ ،‬وبدأ الدعم المادي‪ ،‬واستمر صدور مجله اإلنقاذ‬ ‫والمقاالت الليبية التي تصب في خضم الحراك الثقافي‬ ‫والسياسي واألمني‪ ،‬ونشرات دورية أمنيه تنظيمية‪ ،‬وأخرى‬ ‫سرية‪.‬‬ ‫شكلنا المجلس الوطني األول واخترنا اللجنة التنفيذية‪ ،‬ورُشح‬ ‫الدكتور محمد المقريف رئيس المجلس‪ ،‬وعقد االجتماع‬ ‫في أغادير بالمغرب عام ‪ 1981‬مكان الحاج احمد حواس‬ ‫المسؤول عن النشاط الخاص وهو العسكري ‪ ..‬واستغلت‬ ‫الظروف الدولية وقتها أفضل استغالل ‪..‬لم يكن لنا القدرة على‬ ‫التعامل مع وزارات الخارجية للدول أو المؤسسات الرسمية‬

‫المعلنة ألنه تنظيم معارض مسلح ضد دولة‪ ،‬فكان البد من‬ ‫التعامل مع المخابرات وأجهزة الدولة السرية بالدول األخرى‪.‬‬ ‫كنا نحاول االستفادة من الخالفات بين الدول وبين القذافي‪،‬‬ ‫حيث كان األخير مبدعا في صنع الخالفات‪ ،‬فكان هناك خالف‬ ‫بينه وبين مصر وتونس والجزائر وتشاد والسودان والعراق‬ ‫‪ ..‬استغلينا فيها كل فرص خالفاته معهم‪ ،‬وانطلقت اإلذاعة‬ ‫من السودان ووصلت لليبيا‪ ،‬وبدأت تقلق النظام في ليبيا حتى‬ ‫أنه اضطر لضرب الخرطوم بالطائرات وكانت تبث األخبار‬ ‫التي تتوفر لدينا ‪ ..‬نقوم بنشرها مباشرة ‪ ..‬وكثر عدد المنظمين‬ ‫للجبهة وبدأت تشكل الخطر على القذافي‪.‬‬ ‫عقدنا عدة مجالس ومنها ما كان بالعراق في سنه ‪1984‬م ‪..‬‬ ‫النشاط العسكري الخاص في السودان تمكن من إنشاء أول‬ ‫خلية وهي مجموعه بدر‪ ،‬كانت مهمتها اإلستراتيجية اغتيال‬ ‫القذافي‪ ،‬وكان حرصهم على عدم إصابة األبرياء ‪ ..‬دخلت‬ ‫مجموعه بدر في عام ‪1984‬م‪ ،‬ودخل الحاج أحمد حواس عن‬ ‫طريق الحدود التونسية وحصل ما حصل ‪ ...‬قد يكون ما حدث‬ ‫مؤامرة أو صدفة أو متابعه من دول خارجية‪ ،‬حيث اغتيل‬ ‫الحاج حواس في مدينه زوارة‪ ،‬ويبدو أنهم وجدوا معه مذكرة‬ ‫بأسماء الفدائيين حيث بدءوا بعد استشهاد الحاج في االعتقاالت‬ ‫وجاؤوا للفدائيين بالمبنى وبدأت المعركة واستشهد عدد من‬ ‫الشباب منهم‪ ،‬عبدهللا الماطوني‪ ،‬ومجدي الشويهدي‪ ،‬وتمكن‬ ‫محمد عبدهللا وسالم الحاسي وكامل الشامي من الخروج ‪..‬‬ ‫اغتيال أحمد حواس‬ ‫بعد األحداث جاءني الحاج غيث وابراهيم صهد واخبراني‬ ‫عن حاجتهم لنقلي من التنظيم والتعبئة إلي التنظيم الخاص‪،‬‬ ‫فالتحقت مباشرة بالعمل الفدائي ‪ ..‬ذهبت للسودان وتدربت‬ ‫هناك ثم أخذت دورة صاعقه في العراق مدة ‪ 45‬يوما‪ ،‬كانت‬ ‫أول دورة لي بالمغرب ثم السودان ثم بالعراق ثم بالجزائر‬ ‫وأخيرا بتشاد ‪ ..‬في كل هذه الدورات كنا حاضرين متى تم‬ ‫استدعاؤنا ‪ ..‬وأذكر عند ذهابي إلى تشاد رزقت بأول طفل‬ ‫يمض على زواجي الوقت الطويل بعد أن تركتهم بأمريكا‬ ‫ولم‬ ‫ِ‬ ‫قبل وفاة الحاج احمد حواس تم استدعائي إلي بريطانيا الن‬ ‫الساحة بدأت في الجمود ‪..‬ذهبت في اليوم الذي حدثت فيه‬ ‫مظاهرة أمام السفارة و ماتت فيها (فالتشر) كانت بالثالث من‬ ‫شهر مايو والتقيت بالحاج احمد وكان قد حلق لحيته ‪..‬فسألته‬ ‫عن السبب حيث أننا اعتدنا على مظهره الملتحي ‪..‬فرد قائال‬ ‫(ياما تشوف)‪ ،‬ذهبت معه في رحلة ‪..‬وفي اليوم الثاني لم التقيه‬ ‫‪..‬كنت بمنزل عاشور الشامس‪ ،‬وكانت زوجه الحاج احمد‬ ‫حواس بجانبه و جاءه خبر وفاة الحاج ‪ ..‬وكانت المعضلة في‬

‫كيفية إخبار زوجته بالحدث‬ ‫على برنامج إعالمي حينها ‪..‬‬ ‫‪..‬كنا نشتغل‬ ‫ترددنا في إخبارها‪ ،‬ولكن عاشور الشامس دخل عليها وقال‪ :‬يا‬ ‫حاجة نبشرك باستشهاد الحاج احمد فسقطت أرضا وقالت‪ :‬يا‬ ‫رب كنت سألتك تمتحنني ولكن هذا امتحان صعب ‪..‬‬ ‫كان لنا ارتباط وثيق بالحاج احمد حواس بحكم صدقه وشفافيته‬ ‫‪ ،‬وال يبخل علينا بأية معلومة ‪..‬عرفته حذرا ويستوعب كل‬ ‫الناس‪ ،‬كان شخصية قيادية عسكرية و(متربّي ) بالعامي‪.‬‬ ‫كان خبر اغتياله ضربة لنا بالصميم جعل من بعض العناصر‬ ‫تتفرد باتخاذ القرارات فبدأ التعثر بمسيرة الجبهة‪.‬‬ ‫استثمرنا حدث عام ‪1984‬م بدون شك‪ ،‬وجلت ببريطانيا‬ ‫وضممت عددا كبيرا من الشباب وبعثناهم للتدريب ‪..‬رجعت‬ ‫ألمريكا وقمت بنفس العمل ‪..‬وبعدها ذهبت للمغرب ومنها‬ ‫لبقية الدول للتدريب‪.‬‬ ‫و بدأ العمل يأخذ طابع الجدية حتى مع الدول األخرى وانفتحت‬ ‫البوابات ‪..‬كنا بالسودان ثم بالعراق وأنشأنا إذاعة ومؤتمرا‬ ‫للمجلس الوطني في العراق ودورات بالعراق ‪ ..‬وكذلك‬ ‫القذافي طور من أساليبه في مواجهه الجبهة ‪..‬استغلينا ظروف‬ ‫حدوث نوع من التنافر بين النظام الليبي وياسر عرفات ودعي‬ ‫أمين عام جبهة تحرير ليبيا لمؤتمر وطني في األردن ‪..‬لم يكن‬ ‫لنا أي تعاون مع الفلسطينيين ‪..‬بل الفلسطينيون كانوا متعاونين‬ ‫مع القذافي ‪..‬وسأحكي قصه حقيقية عندما كنت ببريطانيا كان‬ ‫هناك شاب من اللجان الثورية‪ ،‬ولكن نبض الوطنية مازال‬ ‫ينبض فيه ‪..‬فقلت لمحمد الشامس احضره في السيارة وسأتكلم‬ ‫معه ‪ ..‬تحدثت معه عن الوطن و الواقع فتأثر حتى أنه بكى‬ ‫‪ ..‬وأبدى استعداده لتنفيذ ما نطلب ‪..‬فقلت له استمر باللجان‬ ‫الثورية وأخبرهم بطلبنا لك في التجنيد مع المعارضة ‪..‬فعال‬ ‫اتصل بهم وأخبروه بموافقتهم له باالنضمام معنا ‪ ..‬وكنت‬ ‫أعلم بموافقتهم له على ذلك‪ ،‬وقلت له أي تقرير يطلب منك‬ ‫سأكتبه لك وستوصله لهم ‪..‬كانوا يثقون به في نقل المعلومة‬ ‫حتى إن القذافي كان قد تكلم في أحد خطاباته عن موضوع كنا‬ ‫قد سربناه لهم‪.‬‬ ‫وفي إحدى المرات اتصل به سعيد خيشه وأخبره عن وصول‬ ‫أشياء في طيارة للخطوط الليبية بمطار هيثرو‪ ،‬ويجب عليه‬ ‫استالمها من شخص معين ‪..‬فخاف منهم وتحدث للسلطات‬ ‫البريطانية عن ذلك بعد أن طلب وضمن حق اللجوء السياسي‪،‬‬ ‫كانت األمانة كيسا به عدد من المتفجرات (رمانات ) مغلفة‪.‬‬

‫املنصف البوري‪:‬‬ ‫األخوان السلمون رفضوا حضور املؤمتر الوطين ألن شعاره تنحي القذايف ‪.‬‬ ‫• حديث البداية‬ ‫بداياتي في الجانب السياسي كانت قبل أحداث الطالب في‬ ‫‪ 63‬و ‪ ، 64‬وتلك الفترة كانت فترة زخم‪ ،‬وفيها دور مهم‬ ‫للحركة الطالبية ‪ ،‬وسبقتها إرهاصات مما يحدث في المنطقة‬ ‫العربية مثل حرب ‪ ، 56‬وكانت التطلعات القومية مسيطرة‬ ‫على عقول الشباب‪ ،‬ولعدم توفر التلفزيون في ذلك الوقت‬ ‫كان اإلطالع ومالحقة الكتب والصحف هو الوسيلة الوحيدة‬ ‫للمعرفة ومتابعة ما يحدث‪ ،‬وتوفرت في تلك الفترة عدة‬ ‫مراكز ثقافية‪ ،‬مثل المركز الثقافي األمريكي‪ ،‬والمصري‪،‬‬ ‫والبريطاني‪ ،‬وهذه الفترة كانت ما بين الطفولة والشباب‬

‫لكن الوعي كان حاضرا ولعب الراديو أيضا ً دوراً في تنمية‬ ‫هذا الوعي السياسي باإلضافة إلى مشاركتنا في أحداث ‪64‬‬ ‫وإحساسنا بأهمية اتحاد الطالب الحر‪ ،‬ومن ثم وجود العمل‬ ‫النقابي مثل نقابة العمال التي كانت تقوم بإضرابات ونقابة‬ ‫المحامين وغيرها‪ ،‬وكانت تتوافر بوادر تشكل مجتمع مدني‬ ‫حقيقي‪.‬‬ ‫ورغم كوني من عائلة تعتبر ميسورة الحال في تلك الفترة‬ ‫إال أنني تركت الدراسة الصباحية ألعمل بوزارة اإلسكان‬ ‫وبمرتب ‪ 13‬جنيها في ذلك الوقت‪ ،‬وواصلت درستي بالفترة‬ ‫المسائية فيما يسمى بمدرسة العمال‪ ،‬وتحصلت على الشهادة‬ ‫الثانوية ألبعث لدراسة الصحافة بأمريكا‪ ،‬قبل انقالب سبتمبر‬

‫بأيام معدودة‪،‬‬ ‫ث�������م ح�����دث‬ ‫االن��ق�لاب وتم‬ ‫إلغاء البعثات‬ ‫إلى الخارج ‪.‬‬ ‫قررت الذهاب إلكمال دراستي في مصر‪ ،‬وكان لي بعض‬ ‫األصدقاء هناك مثل زاهي المغيربي‪ ،‬ومصطفى بن صويد‬ ‫وعدد آخر من الطالب من مدينة بنغازي كانوا يدرسون‬ ‫باالقتصاد والعلوم السياسية‪ .‬كنت راغبا في دراسة الصحافة‬ ‫لكنهم أثروا علي ودرست العلوم السياسية وتخرجت عام‬ ‫‪ 1973‬من جامعة القاهرة‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫ملف العدد‬

‫اعرتف أن اآلنسات والسيدات الليبيات كن‬ ‫أكثر جرأة يف كتاباتهن وتعليقاتهن‪.‬‬ ‫في الفترة التي قضيتها بمصر كان هناك بروز للحركة‬ ‫الطالبية تعرفت فيها على أناس كثيرين‪ ،‬من ضمنهم‬ ‫عبدالرحمان شلقم وعلي المنتصر فرفر الذي كان وقتها عميد‬ ‫كلية اإلعالم‪ ،‬وكانت هناك نقاشات حول ما إذا كانت هذه ثورة‬ ‫أم انقالب؟ وهل العسكر قادرون على إدارة الدولة؟ ويبدو أن‬ ‫دراستي للعلوم السياسية ولتاريخ االنقالبات العسكرية ولد لدي‬ ‫عداء للعسكر كخيار إلدارة أي دولة ‪.‬‬ ‫في البداية كان توجهي قوميا وأميل إلى الشعارات التي‬ ‫طرحها عبدالناصر‪ ،‬ثم بعد حرب الـ ‪ 67‬والنكسة اتضحت لي‬ ‫أمور أخرى‪ ،‬وطيلة دراستي في مصر اطلعت على حقائق من‬ ‫ضمنها تغييب المثقفين والنخب السياسية ومؤسسات المجتمع‬ ‫المدني‪ ،‬وكيف خلقت طبقة أخرى من العسكريين‪ ،‬الذين‬ ‫استفادوا من التأميمات‪ ،‬فكانت ردة فعلي قوية وبدأت تتشكل‬ ‫لدي ميول يسارية‪ ،‬كنت أتردد على السفارة الصينية بالزمالك‬ ‫وأعجبت بشخصية ماو تسي تونغ كشخص مناضل استطاع‬ ‫أن يقود شعبه ويحقق نصراً على االستعمار‪ ،‬وتعلقت بهذه‬ ‫الشخصية‪ ،‬ويبدو أنها خصوصية عربية أو ال أعرف‪ ،‬وهي‬ ‫ذهنية التعلق برمز معين ‪.‬‬ ‫بعد وفاة عبدالناصر تغيرت الكثير من األشياء وحدث انفتاح‬ ‫ودخلت كتب ممنوعة‪ ،‬وكان هناك مجال واسع لالطالع‬ ‫ولمزيد من الثقافة‪ ،‬انفتحت سوق الكتاب اللبنانية على مصر‬ ‫وكنت نهما في االطالع على العديد من التيارات الفكرية‬ ‫والسياسية ‪ ،‬وبدأت اتجه إلى الموقف الليبرالي بدل االتجاه‬ ‫اليساري‪.‬‬ ‫بعد تخرجي عام ‪ 1973‬رجعت إلى ليبيا وبحكم أني درست‬ ‫عامين على نفقة الدولة تم تعييني بوزارة الخارجية‪ ،‬وكان‬ ‫معي زميالن‪ ،‬وهما عمر العفاس وهو اآلن دكتور بالعلوم‬ ‫السياسية‪ ،‬وزميل آخر كان ناشطا ً ضمن الحركة الطالبية في‬ ‫بلجيكا وهو أمازيغي من جادو يدعى علي عيسى القبالوي‬ ‫توفاه هللا‪.‬‬ ‫اصطدمت بالواقع المرير أثناء عملي بالخارجية ‪ :‬كيفية عقد‬ ‫االتفاقيات ‪ ،‬ورؤيتي لوفود تأتي فقط للحصول على المال من‬ ‫ليبيا‪ ،‬رأيت تصرفات شديدة الغرابة والعجب وكأننا في سوق‬ ‫وليس في دولة ‪ .‬وحقيقة لم استطع االستمرار‪ ،‬حاولت أن انتقل‬ ‫إلى بنغازي رفض طلبي ‪ ،‬أو أستقيل أو أحصل على إجازة‬ ‫دون مرتب ورفض طلبي ‪.‬‬ ‫بعد سنة من عملي بالخارجية تركتها وعدت إلى القاهرة‬ ‫لدراسة الماجستير‪ ،‬تخصصت في العالقات الدولية وكانت‬ ‫رسالتي ‪ :‬الغزو اإليطالي لليبيا ـ دراسة في تاريخ العالقات‬ ‫الدولية‪ .‬وتحصلت على الماجستير بدرجة ممتاز‪.‬‬ ‫يوم قتل محمد مصطفي رمضان‬ ‫في الـ ‪ 77‬عدت إلى ليبيا للتدريس‪ ،‬ثم في نهاية الـ‪ 78‬تحصلت‬ ‫على بعثة لدراسة الدكتوراة بأمريكا‪ ،‬وباعتباري درست بعض‬ ‫الفصول في الرأي العام واإلدارة ‪ ،‬كانت رسالتي عن اإلدارة‪.‬‬ ‫في ذلك الوقت حدثت أحداث جسيمة في الداخل والخارج‬ ‫جعلتني أحدد موقفي السياسي من النظام في ليبيا بشكل‬ ‫علني‪ ،‬وكانت اللحظة التاريخية الحاسمة في حياتي عندما‬ ‫أرسل أفرادا من اللجان الثورية لتصفية بعض األشخاص في‬ ‫الخارج‪ ،‬وقتل الشهيد محمد مصطفى رمضان الذي كان مذيعا ً‬ ‫في إذاعة لندن‪.‬‬ ‫بدأنا مع مجموع أخوة في مدينة كولومبيا ميزوري جلسات‬ ‫للنقاش حول األوضاع في ليبيا ‪ ،‬وهي مدينة كان فيها‬ ‫عدد كبير من الطالب الليبيين الذين يدرسون الماجستير‬ ‫والدكتوراة‪ ،‬وجزء كبير منهم كانوا تابعين للنظام‪ ،‬ورغم‬ ‫ذلك شكلنا مجموعة بدأت تجتمع بشكل دوري‪ ،‬وبدأنا في‬ ‫توزيع منشورات تنتقد أساليب النظام في ليبيا ‪ ،‬وألن المدينة‬ ‫بها عدد كبير من الطالب العرب كنا نكتب مناشيرنا باللغة‬ ‫العربية‪ ،‬وكان الحصول على آلة طباعة عربية صعبا ومكلفا‪،‬‬ ‫واستطعنا الحصول عليها من نيويورك‪ .‬كانت مجموعة النظام‬ ‫هناك تترصدنا ولكن لم يحدث صدام ‪.‬‬ ‫بعد عام ونصف تقريبا تم العمل على تأسيس اتحاد طالب‬ ‫حر‪ ،‬واتصل بنا بعض الطالب الذين كانوا في الجامعة الليبية‬ ‫وسجنوا وأفرج عنهم بعد طردهم من الجامعة ثم غادروا إلى‬

‫أمريكا‪ ،‬منهم‪ ،‬فايز جبريل وصالح جعودة وصالح‬ ‫المغيربي ‪ ،‬وكثير من األسماء التي ال تسعفني الذاكرة لذكرهم‪.‬‬ ‫هؤالء اتصلوا بنا من أجل التنسيق لتشكيل اتحاد الطلبة‬ ‫وشرعنا في الموضوع‪.‬‬

‫كنت ألقي محاضرات توعوية على جنود الجيش‬ ‫الليبي الوطني المنشقين عن النظام بعد خيانته لهم‬ ‫في حرب تشاد ‪ ..‬هذا باإلضافة إلى مشاركاتنا في العديد من‬ ‫المظاهرات والندوات التي تقام في دول مختلفة ‪.‬‬

‫أيضا في تلك الفترة بدأ ظهور تشكيالت سياسية‪ ،‬كانت‬ ‫هناك تنظيمات سياسية في الخارج مثل‪ ،‬التجمع الوطني‪،‬‬ ‫والحركة الليبية‪ ،‬ومجموعات أخرى ‪ ،‬كانت ترسل لنا بياناتها‬ ‫ومطبوعاتها‪ ،‬ثم بدأت بعض الزيارات وأيضا االستقاالت مثل‬ ‫محمد المقريف وأحمد حواس‪ ،‬كما كانت تربطني عالقات‬ ‫مع شخصيات أخرى مثل محمود شمام وفتحي البعجة وعلي‬ ‫الترهوني ‪ ،‬والذين كانوا قد شكلوا الجبهة الوطنية الديمقراطية‬ ‫ذات االتجاه اليساري‪.‬‬

‫هذه تقريبا رحلتي مع جبهة اإلنقاذ التي استمرت إلى بداية‬ ‫عام ‪ . 1994‬حدثت بعض المشاكل داخل الجبهة‪ ،‬نتيجة الكثير‬ ‫من اإلحباطات‪ ،‬كان مشروع السودان ولم يوفق ‪ ،‬ومشروع‬ ‫الجزائر ولم يوفق حيث جاء في الـ ‪ 85‬شباب ليبيون من جميع‬ ‫أنحاء العالم كفدائيين إلى الجزائر ‪ ،‬ثم جاء مشروع تشاد‬ ‫وكان فيه جيش حقيقي ولم يوفق‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فحدث تصدع داخل الجبهة وخالفات حول إدارتها‪ ،‬وأضطر‬ ‫مجموعة لالنسحاب وكنت من ضمنهم‪ ،‬ودار بيننا حوار‪ ،‬هل‬ ‫نستمر كأفراد أم نؤسس لتنظيم آخر ؟ فشكلت مجموعة منا‬ ‫تنظيما يسمى ‪ :‬الحركة الليبية للتغيير واإلصالح‪ .‬كان من‬ ‫ضمنه د‪ .‬يونس فنوش الذي حقيقة قاد معركة داخل الجبهة‬ ‫من أجل التغيير وتصحيح الكثير من المسارات وصدرت‬ ‫العديد من المذكرات ولكن لم يؤخذ بها فاضطررنا لالستقالة‬ ‫من الجبهة ‪.‬‬

‫فتحي البعجة طلب مني االنضمام للجبهة‬ ‫عندما كنت أدرس الماجستير في القاهرة جاءني حسب ما‬ ‫أذكر فتحي البعجة وطلب مني االنضمام للجبهة‪ ،‬وأبديت عدم‬ ‫رغبتي ‪ ،‬وال أعرف الذي منعني قي تلك اللحظة ما إذا كان‬ ‫عدم قناعتي بالطرح اليساري‪ ،‬أو عدم وضوح الرؤيا بالنسبة‬ ‫لي فيما يتعلق بالجبهة الوطنية‪.‬‬ ‫حقيقة ظهور محمد المقريف وأحمد حواس ومحمود الناكوع‪،‬‬ ‫وزياراتهم للواليات المتحدة وعقد اجتماعات مع التجمعات‬ ‫الطالبية ‪ ،‬أحدث نقلة نوعية ‪ ،‬وكانوا في ذلك الوقت يعدون‬ ‫إلقامة تنظيم سياسي ‪ ،‬سمي فيما بعد الجبهة الوطنية إلنقاذ‬ ‫ليبيا‪ ،‬فشاركنا في هذا العمل وفي االجتماعات وكلفنا باالتصال‬ ‫بتجمعات طالبية أخرى‪ ،‬وتأسس أول مكتب للجبهة في‬ ‫أمريكا‪ ،‬حتى قبل اختيار اللجنة التنفيذية في المغرب‪ ،‬وتقرر‬ ‫اختيار مكتب ليقود العمل في أمريكا بمدينة ميتشيغن‪ ،‬وكنت‬ ‫من ضمن أألعضاء مع ستة زمالء آخرين برئاسة ابريك‬ ‫سويسي الذي كنت مساعده‪ ،‬ووزعنا المهام ‪ :‬شخص مسؤول‬ ‫عن العمل التنظيمي‪ ،‬وشخص عن النقابات واالتحادات ‪،‬‬ ‫وآخر عن العمل االجتماعي‪ ،‬وهكذا‪ ،‬وبدأنا في تنظيم ما يشبه‬ ‫الحزب‪ ،‬ولكن لم يكن حزبا‪ ،‬كان يطلق عليها تيار‪ ،‬تيار وطني‬ ‫وليس أيديولوجي‪ ،‬كان يجمع عددا كبير من الليبيين من عديد‬ ‫التوجهات والرؤى‪.‬‬ ‫عقد أول مؤتمر وطني للجبهة في المغرب في ‪ 81‬أو ‪، 82‬‬ ‫ال أذكر التاريخ بالضبط‪ ،‬وتم اختيار اللجنة التنفيذية للجبهة‪،‬‬ ‫كان بها رؤساء المكاتب ‪ ،‬حيث ُشكلت مكاتب في بريطانيا‬ ‫ومصر‪ ،‬باإلضافة إلى مفوضية العمل السياسي ومفوضية‬ ‫العمل اإلعالمي ‪.‬‬ ‫في تلك الفترة أسسنا مجلة اإلنقاذ ‪ ،‬كان على رأسها‬ ‫األستاذ علي بوزعكوك وعدد آخر من األخوة‪ .‬في الـ ‪82‬‬ ‫تم إنشاء إذاعة للجبهة في السودان‪ ،‬وأسسنا مركزا إعالميا‬ ‫بمدينة كولمبياميزوري وأستوديو ومكتبة والتحق عدد آخر‬ ‫بالعمل اإلعالمي ‪ :‬األخ د‪ .‬نوري الراعي من طرابلس‪،‬‬ ‫األخ د‪ .‬يوسف الطياش‪ ،‬رمزي الجربي‪ ،‬وأنا واثنين فنيين‬ ‫من بنغازي ‪ ،‬وبدأنا في اإلنتاج اإلذاعي‪ ،‬نسجل برامج على‬ ‫أشرطة موجهة إلى الناس والجيش والمثقفين والطالب وفئات‬ ‫مختلفة من الشعب‪ ،‬ونبعثها لإلذاعة في السودان‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى عملي بمجلة اإلنقاذ في ميشيغن والذي كان يتطلب مني‬ ‫السفر ليومين‪.‬‬ ‫كان يغلب على الجبهة التيار اإلسالمي ولكن كان هناك تيار‬ ‫ليبرالي‪ ،‬كنت أنا والدكتور نوري الراعي وابريك ومجموعة‬ ‫أخرى نمثل هذا االتجاه ‪.‬‬ ‫بعد أحداث باب العزيزية عام ‪1984‬‬ ‫طلب مني أن أذهب إلى اإلذاعة في السودان لتقديم بعض‬ ‫البرامج‪ ،‬وترددت على السودان مرتين‪ ،‬ثم جاءت مرحلة‬ ‫خروجنا من السودان ‪ ،‬جلست في القاهرة وكنت أقدم برنامجا‬ ‫بسيطا من خالل تسجيالت نبعثها إلى إذاعة صوت العرب‬ ‫‪ ،‬بعدها تطور األمر لتكون لدينا إذاعة في العراق فانتقلت‬ ‫إلى بغداد ‪ ،‬وكان معي د‪ .‬يونس فنوش وفريق مكون من ‪8‬‬ ‫أخوة ‪ .‬بعد عودة عالقات النظام مع العراق اضطررنا إلى‬ ‫المغادرة وقفلت اإلذاعة لمدة سنتين تقريبا‪ .‬بعدها حدثت‬ ‫هزيمة جيش القذافي في تشاد ‪ ،‬ففُتح لنا باب آخر كي تكون‬ ‫لنا محطة بث في تشاد‪ ،‬فالتحقت بها مع األخوة واستمر العمل‬ ‫من خالل استوديو كولمبياميزوري‪ ،‬وأثناء وجودي في تشاد‬

‫أصدرنا عن الحركة الليبية للتغيير أول مجلة‬ ‫(شؤون ليبية) تشرفت برئاسة تحريرها ‪ ،‬ولكنها لم تستمر‬ ‫طويال بسبب نقص اإلمكانات المادية‪ ،‬فاكتفينا بكتابة النشرات‬ ‫والمشاركة في مطبوعات أخرى ‪.‬‬ ‫بعد فترة وجيزة ظهر عالم اإلنترنت وبدأت الكتابات‬ ‫والتواصل بشكل أسهل ‪ .‬في نهاية التسعينات بدأت الجهود للم‬ ‫شمل قوى المعارضة ولكن لم تكلل بنجاح ‪ ،‬حتى عام ‪2003‬‬ ‫إلى ‪ 2005‬أصبحت الجهود أكثر جدية لتكلل بعقد مؤتمر‬ ‫وطني للمعارضة الليبية من أجل توحيد جهودها وحضرت كل‬ ‫الفصائل ما عدا جماعة األخوان المسلمون الذين رفضوا ألن‬ ‫شعار ذلك المؤتمر كان ضرورة تنحي القذافي عن السلطة‪،‬‬ ‫وتسليم كافة صالحياته السياسية والعسكرية وإقامة نظام‬ ‫ديمقراطي ‪ .‬أذكر أني قبل هذا المؤتمر كتبت مقاال بعنوان‪:‬‬ ‫على القذافي أن يتنحى‪ ،‬ورغم عدم معرفتنا بأية آلية لتنحيته‬ ‫لكن أردت من الشارع أن يلتقط هذا الشعار‪ .‬بدأنا بالعمل‬ ‫السلمي بعد أحداث وقعت جعلت من كل عمل مسلح معارض‬ ‫عمال إرهابياً‪.‬‬ ‫ووجدنا أيضا ً متنفس في االتصال بالمنظمات الحقوقية‬ ‫والدولية للحديث عن القضية الليبية وما يحدث في ليبيا من‬ ‫انتهاكات لحقوق اإلنسان ‪.‬‬ ‫عدا األخوان المسلمون‬ ‫اجتمعت كل فصائل المعارضة الليبية في مؤتمر لندن ‪2005‬‬ ‫ـ عدا األخوان المسلمون الذين كانوا ضد مطلب التنحي حيث‬ ‫كانت بداية ظهور المشروع اإلصالحي المزعوم الذي كان‬ ‫يقوده سيف اإلسالم) ونتج عنه اختيار قيادة للمؤتمر ومكتب‬ ‫دائم لمتابعة أعمال المؤتمر ولجنة عمومية تجتمع في حالة‬ ‫الطوارئ‪ ،‬وقرر المؤتمر إنشاء إذاعة وتعهد أحد األخوة‬ ‫الميسورين ـ مقيم في لندن ـ بدعمها ‪ ،‬وفعال تم استصدار‬ ‫رخصة تجارية لإلذاعة ‪ ،‬وكلفت أنا بإدارة هذه اإلذاعة وكان‬ ‫معي زميلين‪ :‬األخ عادل صنع هللا مسؤول موقع ليبيا جيل‪،‬‬ ‫وخبير مصري كانت له إذاعة خاصة‪ ،‬ومنذ أول يوم للبث‬ ‫حيث كنا نبث على قمر الهوتبيرد ‪ ،‬وبمجرد أن وضعنا القرآن‬ ‫الكريم وبدأنا نقول ‪ :‬هنا إذاعة صوت األمل‪ ،‬دار اإلذاعة‬ ‫الليبية في المهجر‪ ،‬بدأ التشويش علينا بالكامل ‪ ،‬ونحن كنا‬ ‫ضمن مجموعة من القنوات على نفس الباقة‪ ،‬واحتاروا حول‬ ‫مصدر هذا التشويش‪ ،‬وكانوا كل مرة يوقفون قناة ليعرفوا من‬ ‫المقصود بالتشويش إلى أن وصلوا إلى قناتنا وبمجرد إيقافها‬ ‫توقف التشويش‪ ،‬وعرفوا أننا المستهدفون‪ ،‬وحدثت مساومات‬ ‫ألنها محطات تجارية وال يمكن أن تتوقف من أجل محطة‬ ‫صغيرة‪ ،‬وبجهود محامينا بحثوا لنا عن قمر آخر‪ ،‬ولكن كان‬ ‫معظمها يرفض‪ ،‬وبعد شهرين وافق قمر تيلي ستار (تقريبا)‬ ‫وموقعه بوالية فرجينيا‪ ،‬ولكن ال أحد من الليبيين يتابع هذا‬ ‫القمر ألن عليهم أن يديروا الدش ‪ 180‬درجة للقط اإلشارة‬ ‫ورغم ذلك استمرينا إلى أن بدأ التشويش علينا مرة أخرى بعد‬ ‫‪ 25‬يوما ‪ ،‬ثم انتقلنا إلى البث عبر الموجة القصيرة في الراديو‬ ‫من دولة في أوروبا الشرقية‪ ،‬ولكن بدأت أجهزة القذافي‬


‫ملف العدد‬

‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪09‬‬

‫رأيت تصرفات شديدة الغرابة والعجب‬ ‫وكأننا يف سوق وليس يف دولة‬ ‫بالتشويش علينا مجدداً‪ ،‬حاولنا أن نرفع قضايا‪ ،‬خصوصا فيما‬ ‫يتعلق بقناتنا في لندن ووصل األمر إلى البرلمان اإلنجليزي‬ ‫وإلى رئيس الوزراء توني بلير وكانت التصريحات لمجرد ذر‬ ‫الرماد في العيون‪ ،‬وكان بلير والقذافي في تلك الفترة سمنا على‬ ‫عسل‪ ،‬بعد ذلك بدأنا ببث برنامج لمدة ساعتين على النت‪.‬‬ ‫طبعا كما قلت شكل عالم اإلنترنت نقلة نوعية في التواصل‬ ‫مع الداخل خصوصا‪ ،‬كما ساهمت العديد من المواقع في طرح‬ ‫المسائل الليبية بشكل أكثر تحليال وأكثر متابعة من الليبيين في‬ ‫الداخل‪ ،‬ثم جاء الفيس بوك ليشكل نقلة أخرى مهمة كموقع‬ ‫اجتماعي كبير‪ ،‬وشكل دورا مهما في ثورة ‪ 17‬فبراير وكانت‬ ‫األعداد المشتركة فيه كبيرة‪ ،‬ورغم اقتحام مجموعات من‬ ‫النظام لهذا الموقع لكن كان بإمكاننا أن نفرق ونتواصل مع‬ ‫الشباب الوطنيين في الداخل وكانت لديهم جرأة ملفتة في طرح‬ ‫المسألة الليبية السياسية ‪ ،‬وربما اعترف أن اآلنسات والسيدات‬

‫الليبيات كن أكثر جرأة في كتاباتهن وتعليقاتهن‪.‬‬ ‫عندما وقعت أحداث ‪ 17‬فبراير ‪2006‬‬ ‫استطعنا مواكبتها عبر اإلذاعة التي كانت في أوجها في تلك‬ ‫الفترة‪ ،‬وبالتواصل مع الداخل استطعنا أن ننشر أسماء الشهداء‬ ‫والجرحى والصور والمقاطع التي كانت تأتينا عبر الموبيل‪.‬‬ ‫عندما جاءت هذه الذكرى مع الثورة التونسية والثورة المصرية‬ ‫أصدر المؤتمر الوطني بيانا ً يدعو فيه الناس لضرورة الخروج‬ ‫يوم ‪ 17‬فبراير ‪ ،‬ووجهت مع عديد األخوة ‪ :‬مفتاح الطيار ‪،‬‬ ‫وصالح جعودة وغيرهم‪ ،‬رسائل للنقابات ‪ ،‬المحامين واألطباء‬ ‫والطالب وغيرهم ورسائل للشرطة والجيش وكل فئات الشعب‬ ‫الليبي عبر فيديوهات‪ ،‬ونحن كنا نضع علم االستقالل كخلفية‬ ‫لهذه الفيديوهات ألنه كان شعار‬

‫المؤتمر الوطني للمعارضة‬ ‫الليبية‪ ،‬أيضا كان هناك أخوة‬ ‫عملوا بصفة شخصية ‪ ،‬د‪ .‬علي الترهوني ـ د‪ .‬المقريف‬ ‫وجه رسالة صوتية ـ األستاذ إبراهيم صهد‪ ،‬وهكذا‪ .‬كل قيادات‬ ‫المعارضة حقيقة ساهمت بشكل أو آخر في الدفع بهذا االتجاه‬ ‫‪ .‬والذي شجعنا هم من عملوا عبر مجموعات في الداخل‬ ‫للتحريض على الخروج يوم ‪ 17‬فبراير‪ .‬ولن ننسى أن من‬ ‫ساعد على ذلك هم الذين كانوا يخرجون من أهالي ضحايا‬ ‫بوسليم في مظاهرات ‪ ،‬وما كان يحز في نفوسنا هو أنهم‬ ‫يخرجون شيوخ وعجائز وأطفال من األقارب دون تضامن من‬ ‫باقي الناس ‪ ،‬وكأنهم قادمون من كوكب آخر‪ .‬إلى أن جاء يوم‬ ‫‪ 15‬فبراير الذي سبق الموعد المحدد والذي تحولت فيه مظاهرة‬ ‫أهالي ضحايا بوسليم إلى ثورة ‪ .‬ثورة هي نتاج لكل هذا التراكم‬ ‫من التضحيات والعمل السياسي المضاد داخل وخارج ليبيا ‪.‬‬

‫نوري الكيخيا‪:‬‬

‫صوت ليبيا يف شوارع العامل‬ ‫كان منصور ابن عمي (المخطوف) قائم بأعمال‬ ‫السفارة الليبية بباريس فكتب لوالدي أن نوري يحضر‬ ‫جميع المحاضرات ما عدا محاضرات كلية الحقوق‬ ‫‪..‬فوالدي قال لي ارجع إن لم تدرس الحقوق‪....‬كنت‬ ‫في ذلك الوقت نشط مع الطلبة الفرنسيين و االتحاد‬ ‫العام لطلبة فرنسا ‪..‬فقلت لهم الليبيين يريدون رجوعي‬ ‫و في الحقيقة والدي من يريد ذلك ‪...‬فقالوا لي لما‬ ‫ال تذهب لموسكو بمنحه دراسية هناك ‪..‬فرفضت‬ ‫‪..‬فاللغة الروسية ال تستهويني ‪..‬ثم عرضوا عليا‬ ‫الذهاب أللمانيا الشرقية فقبلت و ذهبت ‪..‬والدي لم‬ ‫يكن راضي عن ذلك ‪..‬كان يقول المي ‪..‬انتي تعرفي‬ ‫ابنك اين ذهب؟ لقد ذهب لبلد ال يعرفون فيها أم أو‬ ‫أخت ‪..‬بالد قاطعها الشر‪..‬عند رجوعي بالصيف قالت‬ ‫لي أمي تلك البالد قاطعها الشر ‪..‬فقلت لها انظري لكل‬ ‫هذه السمنة ؟هل هي لشخص عاش فيها ‪..‬فقالت ال‬ ‫ولكن هذا ما قاله والدك!!‬ ‫ميادين ‪ :‬كنا حريصين من البداية علي توثيق المرحلة ‪..‬حيث‬ ‫حاولنا التعريف بشخصيات المجلس االنتقالي و اآلن حثي‬ ‫الشخصيات الموجودة بالخارج نحاول أن نأخذ منها ذاكرة‬ ‫وجودها بالمنفي و نضالها ‪..‬وخصوصا انه االن يقال ‪42‬سنه كل‬ ‫الناس تلومنا أن ال احد في كل تلك الفترة السابقة قام بشيء ‪..‬لذا‬ ‫حاولنا أن نوضح لهم أن هناك شخصيات من البداية كانت ضد‬ ‫النظام واشتغلت علي المستوي السياسي أو الحقوقي أو اإلعالمي‬ ‫وحتى العسكري ‪..‬نريد منك اآلن ان تحكي لنا عن بداية صدامك‬ ‫مع هذا النظام؟‬ ‫ـ قبل مجيئي للقاهرة تحدثت مع مجموعة من الشباب في الدوحة‪،‬‬ ‫وقلت لهم‪ :‬أنها ثورة شباب‪ ،‬فاحد الشباب الذين عاشوا ببريطانيا‬ ‫واآلن يعمل بالفضائية الليبية قال‪ :‬هي ثورة شباب صحيح ولكن‬ ‫نحن نكمل الطريق التي بدأتموها ‪..‬فكانت هذه جيدة من الناحية‬ ‫المعنوية بالنسبة لنا ‪..‬كان في العشرينات و يفكر بهذه الطريقة‬ ‫‪..‬أما عن رفضنا للنظام كان منذ بداية السبعينات ‪..‬بعد خطاب‬ ‫زوارة تبلور هذا الرفض عبر العمل ‪.‬‬ ‫بالنسبة لي كنت ضد عسكريته وال أحب الكاكي إال في اللباس‬ ‫‪..‬فالكثير يقول هذه سويسرا بلد محايد و بها جيش ‪..‬فقلت سويسرا‬ ‫كل الشعب فيها مسلح ‪.‬الجيش عبارة عن نواة لوجستية ‪..‬فكرة‬

‫الشعب المسلح ستجدها في سويسرا ‪..‬في المنطقة العربية هذه‬ ‫الجيوش جاءت بالخراب و الدمار ألهلها في النهاية‪ ،‬والرئيس‬ ‫فيها قائد أعلى للقوات المسلحة‪ ،‬والذي ينصب يبقى ملكا ً وال‬ ‫يتحرك من مكانه ‪.‬‬ ‫ندوة الفقر الثوري‬ ‫هناك الكثير يقول لي‪ :‬لِ َم أنت تنادي بالملكية؟ أقول‪ :‬ألن‬ ‫الجمهوريات كلها ملكية ‪..‬على األقل كنا على تجربة مع ملك‬ ‫ورع و زاهد في الدنيا‪ ،‬وكانت األنظمة القائمة ملكية ‪. .‬وبالرغم‬ ‫من أني شاركت في ما يسمى ندوة الفكر الثوري‪ ،‬وأنا اسميه الفقر‬ ‫الثوري‪ ،‬وكانت هذه مصيدة بصراحة‪ ،‬بالرغم من تنبيه الحكماء‬ ‫في ذلك الوقت لنا ‪..‬مثل المرحوم األستاذ علي بوزقية‪ ،‬واألستاذ‬ ‫عامر قريص‪ ،‬سواء من الماركسيين أو البعثيين واخبرونا أنها‬ ‫مصيدة من صنع المخابرات المصرية بإشراف فتحي الديب الذي‬ ‫كتب‪ :‬عبد الناصر و ثورة ليبيا‪ .‬ونحن قلنا هذا منبر والبد من‬ ‫إظهار وجهة نظرنا ‪..‬كان هذا قبل خطاب زوارة سنة ‪1970‬‬ ‫‪-1971‬م ‪.‬فكان خطاب زوارة لحظة الطالق بيننا وبين النظام‬ ‫‪..‬بانت نوايا وفاشية القذافي ‪ .‬العمل السياسي والسري في ليبيا‬ ‫صعب‪ ،‬بحكم جغرافيا ليبيا‪ ،‬وبحكم عدد سكانها‪ ،‬كانت الناس‬ ‫تعرف بعضها ومصنفة بعضها ‪..‬هذا شيوعي وهذا ماركسي و‬ ‫هذا بعثي أو قومي عربي وهذا أخواني‪ ،‬وهذا من جبهة التحرير‬ ‫اإلسالمي ‪..‬الكل معروف ‪..‬فكان من الصعب قيامك بعمل‬ ‫بالرغم من اجتهاد بعضهم‪ .‬عام ‪1978‬م خرجت من ليبيا للعمل‬ ‫كمعارض من خارج الحدود‬ ‫•ميادين‪ :‬ماذا كان عملك بليبيا؟‬ ‫عملت في البداية عام ‪1973‬م في مؤسسة النفط وكان رئيسي‬ ‫المباشر صديقي ورفيقي وحيد بوقعيقيص‪ ،‬وقدمت استقالتي‬ ‫بعد خطاب زوارة‪ ،‬ورجعت لبنغازي ‪ ..‬أسست شركة أسميتها‬ ‫الخماسية ‪..‬حيث كنا أربعة شركاء‪ ،‬والشريك الخامس كان‬ ‫مصلحة الضرائب (قبل تأسيس الشركة ذهبت إلى بيروت‪ ،‬وكانت‬ ‫لي عالقة بكريم مروة الذي عرفني بأخيه الشهيد حسين مروة‬ ‫وناقشته حول رغبتنا في تأسيس تنظيم سياسي ‪..‬وكانت نصيحته‬ ‫لي بعدم مهاجمة نظام صاعد ‪..‬الن النظام في صعوده ستلتف‬ ‫الجماهير حوله ‪ ،‬ومن األحسن مهاجمة النظام في انحداره ))‬ ‫المهم تداخلت األحداث‪ ،‬وجاءت قصة اختطاف الطائرة السودانية‬ ‫‪..‬التي جاءت بالقادة السودانيين وتم إنزالها بمطار بنينا ‪..‬وجاؤوا‬ ‫بالسودانيين الذين كانوا يخططون لمحاولة انقالب‪ ،‬وكنا على علم‬ ‫بمكان حجزهم ‪..‬اجتمعنا في نزل وحيد بوقعيقيص وكان معنا علي‬ ‫الالفي على أساس نريد المهاجمة لجماعة القبعات الحمر بعد أن‬ ‫عرفوا عددهم ‪ ،‬لم نفكر أن يقوم بورقيبة باعتقالنا معهم ‪ ،‬ويسلمنا‬

‫ألية جهة‬ ‫ث���ان���ي���ة‬ ‫‪..‬ل����ك����ن‬ ‫ف��ي ذل��ك‬ ‫ال���وق���ت‬ ‫كان هناك حماس لفعل أي شئ ‪..‬إلي أن جاءت حركة المحيشي‬ ‫‪..‬الذي اظهر لنا شرخا في بنية النظام والمؤسسة العسكرية‪ ،‬وكان‬ ‫علينا توسيع هذا الشرخ ‪..‬فتم االتصال بعمر المحيشي عند هروبه‬ ‫لمصر عن طريق تونس ‪..‬قمت أنا باالتصال به وبقيت معه لمدة‬ ‫أسبوعين بمصر كان قد نزل بقصر بمصر الجديدة‪ ،‬وعرضت‬ ‫عليه في اجتماعنا ببيت األستاذ المرحوم ح ّمي كان معي مصطفى‬ ‫الشيباني القفه وعبد الوهاب الساقزلي‪ ...‬وصلنا إلى اتفاق بدل‬ ‫من حديث المحيشي في اإلذاعة الذي يعطي انطباع أن الخالف‬ ‫بينه وبين القذافي شخصي‪ ،‬يتحدث عن تنظيم بأفكار عن الدستور‬ ‫وإعادة الحياة الديمقراطية في ليبيا‪..‬كان برنامجا من ثمان نقاط ‪..‬‬ ‫وأخذتها مكتوبة على ورقة ملفوفة مثل السيجارة‪ ،‬ووضعتها في‬ ‫أنبوب معجون أسنان‪ ،‬وأغلقته‪ ،‬وحملتها معي‪ ،‬حتى إذا تعرضت‬ ‫للتفتيش لن يجدوها ‪..‬تعلمت مثل هذه األفكار من مهربي العملة‬ ‫بألمانيا الشرقية إبان دراستي هناك ‪.‬‬ ‫تم تسميه التنظيم (التجمع الوطني الليبي) ولم يكن لي فكرة عن‬ ‫عالقة المحيشي ومحمود المغربي الذي كان يعمل بالسفارة الليبية‬ ‫بلندن ‪..‬عرفت ذلك عندما قال لي عند ذهابك ستجد معه شباب‬ ‫هناك كان منهم عبد الرحمن السويحلي و صالح السويحلي ‪..‬كانوا‬ ‫طلبة متعاونين مع محمود المغربي في توزيع مناشير ‪..‬حتى عند‬ ‫اعتصامهم داخل السفارة ساعدهم بحكم عمله كسفير ‪..‬لم أكن‬ ‫على معرفة بشخصية محمود المغربي ‪..‬كان شخصية مركبة‬ ‫وصعب أن تكسب ثقته بسهولة ‪..‬يمكن ألنه مولود بسوريا و تربي‬ ‫في إطار الحركة الفلسطينية فكان أكثر تحفظا ‪..‬لكن مع الوقت‬ ‫بدأنا التعاون بشكل أفضل‪.‬‬ ‫قبل كل هذا عندما كنت طالبا مثلت ليبيا لوحدي بعلم االستقالل‬ ‫في مهرجان الشباب العالمي في هلسنكي عام ‪1962‬م ‪..‬وفي‬ ‫موسكو عام ‪1964‬م ‪..‬وكنا مجموعة من بنغازي مع المرحوم‬ ‫مفتاح شرمدو ‪.‬كنا قد كوّنا مجموعة ماركسية ‪ ،‬وكنا دائما على‬ ‫عالقة بالرعيل األول مثل مصطفي الشيباني القفه وأستاذي علي‬ ‫عميش من الماركسيين القدامى‪ ،‬ومفتاح السيد الشريف كان دائما‬ ‫النشاط في الحركة النقابية في طرابلس والمرحوم علي بوزقية‬ ‫من طرابلس وفاضل المسعودي ‪..‬وكل شخص له التركيبة‬ ‫الخاصة به‪ ،‬فمثال فاضل ال يستطيع العمل في إطار الجماعة‪،‬‬ ‫وخصوصا جريدة الميدان الذي هو صاحبها والترخيص باسمه‬ ‫لكن على أساس أن الجماعة يتعاونون ضمن خط وطني تقدمي‬


‫‪10‬‬

‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫ملف العدد‬

‫القوة التقدمية ساهمت يف بلورة الكثري من اخلطوط‬ ‫العريضة ملا هو موجود اآلن من حراك ثقايف وسياسي‬ ‫ديمقراطي‪ .‬فكان التعامل معه صعبا ً ‪..‬فيه النزعة الفردية‪،‬‬ ‫والظاهر أن الشخصية الليبية فردية النزعة ربما بتأثير الطبيعة‬ ‫والمناخ الصحراوي االنطوائي ‪..‬صعب خلق مجموعة تعمل في‬ ‫إطار الجماعة ‪..‬كانت من ضمن األشياء التي أالحظها في د‪.‬محمد‬ ‫المفتي هو عدم قدرته على العمل في إطار الجماعة‪ ،‬في حين أن‬ ‫تلقي شخصا مثل نوري الماقني أو رجب الهنيد من النوع المتفاني‬ ‫ويعمل في مجموعة ويجذب الناس من حوله‪.‬‬

‫الزاوية توأم بنغازي‬

‫كانت القوة التقدمية ساهمت في بلورة الكثير من الخطوط‬ ‫العريضة لما هو موجود اآلن من حراك ثقافي وسياسي ‪..‬اذكر‬ ‫األستاذ عبد هللا القويري ويوسف القويري ‪,‬كامل عراب ‪,‬وعبد‬ ‫الرحمن الجنزوري الذي قمت بحفل تأبين له على موقع ليبيا‬ ‫وطننا‪ ،‬واعتبرته قامة من قامات الوطن رحلت عنا‪ .‬أيضا ً األستاذ‬ ‫أحمد بورحيل من المعطائين في التيار الوطني الديمقراطي‬ ‫والكثير من الشباب منهم رحيم زغبية ‪..‬رمضان بوخيط وفريد‬ ‫األطرش من جماعة البعث‬ ‫في طرابلس ‪..‬كان عامر إدريس من قيادات البعث وعبد هللا‬ ‫شرف الدين ‪..‬أما محمد البشتي فكان ماركسيا ً ‪.‬‬ ‫وفي الزاوية التي دائما ما أطلق عليها توأم بنغازي شباب منهم‪:‬‬ ‫عبد العزيز الغرابلي أذكر في مرة احتج على على الريشي‪ ،‬فقلت‬ ‫له ال تحتج فلتتركوه يقول ما بداخله ‪..‬كذلك جمعة عتيقة من‬ ‫التقدميين في ليبيا الذين قدموا الكثير ‪..‬اآلن هناك فتحي البعجة‬ ‫هناك ما يعطيه وهو رجل مسالم ألبعد حد‪ ،‬وكان حراكه واضحا ً‬ ‫عندما كان بأمريكا‪ ،‬أكثر حتى من علي الترهوني ‪..‬‬ ‫ميادين‪ :‬ماذا عن استغاللكم النشقاق المحيشي؟‬ ‫المحيشي هو من قسمنا ‪..‬بعد أن أرسلني للندن عام ‪1978‬م إلى‬ ‫محمود المغربي حاولنا مع عبد الرحمن السويحلي وأنا وفاضل‬ ‫المسعودي و صالح السويحلي وجمعه عتيقة ـ وقتها كان بروما‬ ‫ـ وكان على اتصال بالسويحلي من أجل إصدار جريدة أو مجلة‬ ‫معارضة ‪..‬فوجدنا محمود المغربي يتلكأ ‪..‬الظاهر كان غير جاهز‬ ‫نفسيا ‪..‬اجتمعنا المجموعة إلخراج مجلة (صوت ليبيا ) عملنا‬ ‫عليها بمناسبة ‪ 7‬ابريل ‪1979‬م ‪ ،‬وكان العدد األول يحوي صور‬ ‫المشانق‪ ،‬كانوا يظنون أن عمر جهان هو من قام برسمها ‪ ،‬لكنها‬ ‫صور كانت مأخوذة من كتاب فيكتور هيجو ومن رسمه بعد‬ ‫أن قصصناها ووضعناها بالعدد األول ‪..‬وعندما صدر العدد كان‬ ‫هناك لقاء لرجال األعمال االيطاليين و الليبيين في ميالنو‪ ،‬وتحت‬ ‫رعاية غرفة التجارة الليبية االيطالية‪ ،‬وكان مع المرحوم عبد‬ ‫السالم المنتصر تنظيما أنا المسؤول عليه ‪..‬فبعثت له نسخا ً من‬ ‫العدد األول من “صوت ليبيا” بعثتها له بالبريد واستلمها يوم‬ ‫افتتاح االجتماع وبعثها مباشرة لسكرتير االجتماع ‪..‬فتحت طبعا‬ ‫من قبل االيطاليين ظنا منهم أنها من المطبوعات الليبية‪ ،‬وتم‬ ‫توزيعها على الطاوالت ‪ ،‬وشاهدها عبد اللطيف الكيخيا رئيس‬ ‫غرفة التجارة بطرابلس ‪..‬فصعق !! ‪..‬صوت ليبيا كانت األداة‬ ‫التي مزقت ستار الصمت ‪..‬فكانت أول مجلة معارضة رفعت‬ ‫شعار إسقاط سلطة سبتمبر‪.‬‬

‫صوت ليبيا طالبت بإسقاط النظام‬

‫•ميادين‪ :‬في صوت ليبيا طالبتم بإسقاط النظام ‪..‬لكن بال‬ ‫إمكانيات؟‬ ‫نعم كانت بال إمكانيات ‪..‬عبارة عن شعارات ترفع ‪..‬يعتبر شعار‬ ‫خيالي في ذلك الوقت‪ ،‬وانضم معنا أناس آخرون ‪ ،‬كمن ينزل‬ ‫بمظالت علينا‪ ،‬وهم جماعة جبهة اإلنقاذ منهم المقريف‪ ،‬وبدأنا‬ ‫بجوالت بأوربا وأمريكا‪ ،‬وكنا نكتب بأسماء مستعارة ‪..‬كنت اكتب‬ ‫((الي أين يا ليبيا ؟))باسم الباهي بن ي ّدر‪ ،‬وفاضل كان يوقّع باسم‬ ‫بياسكوبن داركو ‪..‬كان من جماعة التبو بالجنوب ‪..‬وعبد الرحمن‬ ‫السويحلي يكتب باسم عبد الرحمن الداخل ‪..‬والكثير منا كانوا‬ ‫يكتبون باسماء مستعارة‪.‬‬ ‫المقريف بدأ يزايد علينا بأننا الناس الذين يخافون من الخروج‬ ‫بأسمائهم ‪..‬وكانت هذه سيئة لنا ‪..‬ألنها جرتنا لمعارك‪ ،‬فمنذ أن‬ ‫توجه نشاطنا ضد النظام أصبحنا نريد الدفاع عن أنفسنا ‪..‬وجرنا‬ ‫إلي أرضية نحن الطرفين كنا خاسرين من المهاترات التي تحدث‬ ‫فيها ‪.‬‬ ‫جبهة اإلنقاذ التف حولها كبار المقاولين بالمهجر مثل حسين‬

‫سفراكس ‪..‬وإسماعيل العبيدي والصابر مجيد ورجب زعطوط‬ ‫لكن حسين كان األكثر عطاء‪.‬‬ ‫• ميادين‪ :‬كيف كان التفافهم حول جبهة اإلنقاذ بالذات ؟‬ ‫زايدوا علينا بالعمل العسكري ‪..‬استلموا الماليين و يخيل لي أو‬ ‫نحن ندعي لو نحن من استلم هذه الماليين ألسقطنا النظام‪.‬‬ ‫ابريك السويسي و فنوش من المنشقين عن المقريف ‪..‬وشكل‬ ‫ابريك والمنصف البوري تنظيما ً وجناح لوحدهم ‪.‬‬

‫انشقاق األخوان املسلمون‬

‫• ميادين‪ :‬هل لجبهة اإلنقاذ توجه أيديولوجي معين؟‬ ‫في البداية نعم ‪..‬في البداية كان أبرز منتسبيها من حركة األخوان‪،‬‬ ‫لكن سرعان ما انفصلوا عنها‪ ،‬ألني عرفت فيما بعد أن المقريف‬ ‫رفض أن يعطي والءه للمرشد العام أو رفض المبايعة‪ ،‬ثم انسحب‬ ‫جماعة األخوان وربما كان أول انشقاق ‪..‬ثم بدءوا ينشقون عنها‬ ‫مجموعة من طرابلس بتأثير عبد المنعم الهوني وجزء آخر انشق‬ ‫س ّمي جماعة درنة فحدثت عدة انشقاقات ‪.‬‬ ‫أما عندما أسسنا صوت ليبيا ‪..‬صوت الحركة الديمقراطية الليبية‬ ‫‪..‬و كان التجمع الوطني الليبي سبقنا في التنظيم و لكن بدون لسان‬ ‫حاد‪..‬نحن عند تأسيسنا لصوت ليبيا كانت ناطقة باسم الحركة‬ ‫الديمقراطية الليبية فدخلنا في مفاوضات مع جماعة التجمع ثم‬ ‫جماعة المغربي ومحمد زيان كان معه ‪..‬ووصلنا إلي صيغة‬ ‫اندماج ‪ ،‬فأصبح التجمع الوطني الديمقراطي الليبي وأصبحت‬ ‫صوت ليبيا ناطقة باسم التجمع ‪..‬والتجمع كان يصدر نشرة اسمها‬ ‫الجهاد‪ ،‬كانت تطبع في بيروت على ورق ناعم جدا كالحرير ‪..‬تتبع‬ ‫تنظيم سري و توزع بسرية ‪..‬منها حوالي ‪ 30‬عدد موجودات في‬ ‫أرشيف محمد زيان ‪..‬فمحمد زيان له أرشيف رهيب كالمقبرة‬ ‫‪.‬يحتاج فقط للبحث‪.‬‬ ‫• ميادين‪ :‬كيف استمر هذا التجمع أو الحركة الوطنية ؟‬ ‫التجمع مازال قائم إلي اآلن ‪..‬فانا عضو في المكتب السياسي‬ ‫للتجمع والمنسق العام هو محمد زيان ‪..‬معنا خليفة البكوش‬ ‫وبشير الزروق وجمعة بأمريكا وقدورة دغيم محرك المظاهرات‬ ‫ببريطانيا‪.‬‬ ‫• ميادين‪ :‬ما هو المشروع المطروح من قبلكم قبل حدوث‬ ‫الثورة التونسية ‪..‬ماذا بمخيلتكم؟‬ ‫كان هناك طرح للكثير من التصورات ‪..‬وبلورنا هذا التصور‬ ‫من مدة في ميثاق وطني موجود على ‪ ، CD‬ما قيل وقتها قد‬ ‫تجاوزته األحداث ‪..‬وذكرنا فيه المرحلة االنتقالية و تصورنا‬ ‫لمفهوم النظام الوطني الديمقراطي أو البديل الوطني الديمقراطي‬ ‫‪ ..‬وضعنا تصورنا للدستور ‪..‬وكل هذه الخطوط العريضة للسياسة‬ ‫الخارجية ‪..‬كنا قد حضرناه قبل ثورة ‪ 17‬فبراير‬ ‫•ميادين‪ :‬كيف تمت المراهنة علي التغيير؟‬ ‫كنا قد وضعنا اثنين من السيناريوهات ‪..‬في حالة تم التغيير من‬ ‫قبلنا ماذا نفعل ‪..‬وفي حال يتم التغيير من غيرنا ما موقفنا منه ؟‬ ‫فنحن كان في تصورنا قد يحدث انقالب على القذافي ‪..‬وما‬ ‫الموقف من العسكر الجديد ‪ ،‬وضعنا الكثير من السرد التاريخي ‪..‬‬ ‫عن مرحلة االستقالل و الرعيل األول و نشاطه وانقالب القذافي‪،‬‬ ‫وعن البنية التحتية الثقافية واالجتماعية ‪..‬ثم ما هو البديل الوطني‬ ‫الديمقراطي ‪..‬وكانت هناك عدة تصورات في السياسة الخارجية‬ ‫من ناحية ما يحدث بالمرحلة االنتقالية ‪..‬وهكذا‬ ‫نحن كتجمع حدث لدينا انشقاق ‪..‬الجناح الذي شارك بمؤتمر‬ ‫المعارضة الليبية بلندن عام ‪ 2005‬كان بقيادتي ‪..‬كان البد من‬ ‫مشاركتنا ‪.‬والجناح اآلخر رفض المشاركة على اعتبار أن جماعة‬ ‫اإلنقاذ مازالوا ضالين طريقهم ‪..‬ولكن التأمنا فيما بعد ‪..‬وعند‬ ‫انشقاقهم قاموا بحركة الوطنيين الديمقراطيين و استمرينا بالتجمع‪.‬‬ ‫• ميادين‪ :‬هل سيتحول هذا التجمع لحزب؟‬ ‫نأمل ذلك‪..‬فانا من الناس الذين يريدون التزاما حزبيا ً ‪..‬ونحن‬ ‫حاليا نناقش الفكرة ‪..‬هل نتحول إلى حزب أم ننشطر كال بجهة في‬ ‫إطار ديمقراطي أوسع ‪..‬اآلن يخيل لي‪ ،‬بالنسبة للقوة الديمقراطية‪،‬‬ ‫البد أن نلتقي في بوتقة واحدة ‪..‬والبد أن تكون هناك نواة هيكلية‬ ‫حزبية ‪..‬هذه النواة هي الحزب ثم تكون فيما بعد حولها مؤسسات‬ ‫لمجتمع مدني ديمقراطي ‪..‬ابتداء من نقابات عمال واتحادات‬ ‫الطلبة واتحادات نسائية ونقابة محامين وغيرها ‪..‬نعمل في هذا‬

‫اإلط��ار ‪..‬رغ��م أني‬ ‫فقدت الطاقة السابقة‬ ‫لكن بودي أن أراها‬ ‫من الشباب‪.‬‬ ‫في داخل ليبيا غابت‬ ‫فكرة األحزاب (من‬ ‫تحزب خان) فال‬ ‫فكرة للشباب في‬ ‫الداخل عن مفهوم‬ ‫الحزب أو نواة‬ ‫إال إذا تواجد ذوو‬ ‫الخبرات‪ ،‬وهم من‬ ‫سيدفعون بالشباب‬ ‫إلكمال المسير ‪.‬‬

‫حسين مروة‬

‫الفيس بوك كارثة للدكتاتوريات‬ ‫•ـ ميادين‪ :‬عند قيام الثورة المصرية و التونسية هل توقعتم‬ ‫حدوث ذات الشيء بليبيا ؟هل اجتمعتم أو تدارستم ما سوف‬ ‫يحدث ؟‬ ‫بالنسبة لي عند حدوث ثورة تونس وصلت لمرحلة اليأس ‪..‬وكان‬ ‫لي تصور كيف لتونس أن تثور و نحن ال؟‪ ..‬كان تقييمي خاطئ‬ ‫‪..‬ربما الرقعة الجغرافية الكبيرة لليبيا وعدم وجود كثافة سكانية‪..‬‬ ‫والمسافات الفاصلة بين المدن كانت سبب اليأس‪.‬‬ ‫هذا بخالف مصر حيث تستطيع تشكيل أحزاب تجعلها مخفية‬ ‫عشرات السنين بدون اكتشاف النظام لها ‪..‬األمور بليبيا صعبة‬ ‫جدا‪.‬‬ ‫اآلن العمل الحزبي ينجح بليبيا بواسطة الفيس بوك واالنترنت‬ ‫والمواقع االجتماعية يمكنك إجراء اتصاالت بالعشرات وتجري‬ ‫اجتماعات عن طريق الوسائل المختلفة ‪..‬وهذه التقنية ساهمت في‬ ‫هذه الثورات و حققت هذه النقلة لذلك هذا التقدم التكنولوجي في‬ ‫ثورة المعلومات هي اكبر كارثة حصلت للدكتاتوريات ‪..‬فالحدث‬ ‫مباشر تجده بالقنوات و ال وجود لمقص الرقيب أو إمكانية إسكات‬ ‫األصوات‬

‫يا عون من قابله عون‬

‫ياعون من قابله عون و اشرف علي راس عالي‬ ‫و ياعون بشبوب العون يجلن سود الليالي‬ ‫و ياعون نبيك تعين وطنا علينا غالي‬ ‫مايسامح اال الكريم من غيره ما فيه والي‬ ‫اال بالدنا شافت الضيم من فرخ ماهو حاللي‬ ‫قذاف شين السموم قتال شعبنا بالمهالي‬ ‫سفيه وزاد امحموم اال هباله ما له كيالي‬ ‫خارج من سنين فشلوم انريدكم تفهموا ياغوالي‬ ‫و‪ ................‬امهموم من ابريل شهر الثكالي‬ ‫اللي فيه نعق البوم و منه لبسنا الجاللي‬ ‫وفيه مشانق الشوم مازال شبحهن في خيالي‬ ‫ساقولهن كل مظلوم عليه يشهد العالي‬ ‫عمر ومحمد و المخزوم ضحية عيد النيالي‬ ‫عيد من عياد الروم في تاريخنا ماله مثالي‬ ‫و العدل بات امهزوم من جيت رزيل الفعالي‬ ‫و في ليبيا صار مفهوم حكم زمان الجهالي‬ ‫مشانق و حبس و هموم فراسينها راحو ذبالي‬ ‫عشرين حط في يوم و زاد ثالثة بالكمالي‬ ‫جدعان من خيرة القوم نور صيتهم فات الهاللي‬ ‫وليام ماعليهن لوم يعلّن دبيب ويواطن شبالي‬ ‫و ما عمره ظلما ً يدوم وا لظالم صيوره جالي‬ ‫حتي لو رقا للنجوم مكانه تحت النعالي‬ ‫الهالل‬ ‫و هللا يجلي الهموم علي وطننا بالد‬ ‫ِ‬ ‫كانت هذه األبيات لي وكنت قد كتبتها في المنفى‪ ،‬كنت أقود‬ ‫السيارة في ليلة مظلمة وأمطار غزيرة والرؤية غير واضحة‪،‬‬ ‫كانت هدرزة مع نفسي ‪..‬كتبتها عام ‪1978‬م تقريبا عند خروجي‬


‫ملف العدد‬

‫محمد المقريف‬

‫جمعة اعتيقه‬

‫من ليبيا ‪..‬الني حضرت شنق دبوب مسعود ‪..‬كانت الساعة الثالثة‬ ‫والنصف بعد الظهر كنت قد تغديت ببيت خالتي عند إدريس لنقي‪..‬‬ ‫وقلت له أنزلني لمكتب (الخماسية) بسوق الحوت ‪..‬قبل الغداء‬ ‫كنت قد ذهبت مع جالل الدغيلي عند الكنيسة ‪..‬وكانوا يجهزون‬ ‫أعمدة المشانق ‪..‬كان جالل يقول ياساتر إن شاء هللا غير مش‬ ‫إعدامات عسكرية في ها لميدان ‪..‬فعندما وصلت للمكتب بسوق‬ ‫الحوت كان هناك تجمع ‪..‬فجئنا حيث التجمع عند الكنيسة وإذا‬ ‫بي أرى المشانق وسراج بوقعيقيص واقفا ‪..‬تحدث لي بالفرنسية‬ ‫و قال ربما هي دُمى؟؟ فقلت هم ناس حقيقيون ‪..‬أقدامي وكأنها‬ ‫ربطت فلم استطع التقدم ‪..‬كان و منزل األستاذ حمي بشارع‬ ‫درنه اقرب مكان التجئ له ‪..‬عندما فتح لي الباب انهرت وقلت له‬ ‫مشانق يا أستاذي ببنغازي‪..‬فقال لي ال تبكي لسنا نحن من يبكي‬ ‫‪..‬فقلت له أنا أول مرة أرى مشانق ومشنوقين‪ ،‬كما أنهم أصحابي‬ ‫ْ‬ ‫خرجت فيه بنغازي في تظاهرة لما‬ ‫واعرفهم ‪..‬لو كان ذلك اليوم‬ ‫كان القذافي يستمر في هذا الموال ‪..‬قال لي األستاذ حمي‪ :‬مادام بدا‬ ‫في هذا البرنامج فلن يوقفه شيء‪..‬هؤالء كالب دم وسيستمرون‬ ‫في هذا الطريق‪.‬‬

‫اختطاف منصور الكيخيا‬

‫منصور رشيد الكيخيا هو بالنسبة لي ابن عمي‪ ،‬فرق السن بيننا ‪8‬‬ ‫سنوات‪ ،‬كان لي أخ وصديق و عم و خال ‪..‬عشت معه في باريس‬ ‫أيام الشباب وكذلك عندما ذهبت أللمانيا الشرقية كان قد تعين‬ ‫هو قنصل عام بجنيف ‪..‬كنت أزوره في احتفاالت رأس السنة‬ ‫‪..‬منصور كان رجال ديمقراطيا ألبعد حد ‪..‬كان من قيادات حزب‬ ‫البعث بليبيا‪ ،‬ومطلّع وكثير القراءة ‪..‬عاش فترة بباريس‪ ،‬وكان‬ ‫منفتحا على كل التيارات‪ ،‬لكنه قومي في تفكيره ‪...‬استقال عام‬ ‫‪1980‬م بعد اغتيال األستاذ محمد حمي‪ ،‬واغتيال عامر دغيس‬ ‫‪..‬كانت طعنة ‪..‬واستمر في وظيفته باألمم المتحدة حتى استشهد‬ ‫األستاذ حمي بعد أن أبلغته خبر وفاته باكيا ‪..‬فقلت له حمي قتلوه‬ ‫‪..‬بعدها قدم استقالته كممثل ليبيا باألمم المتحدة و انضم للمعارضة‬ ‫كشخصية مستقلة ‪..‬حتى اختفى‬ ‫• ميادين‪ :‬ظروف اختفائه ‪..‬كيف تفسرها؟‬ ‫اختفاؤه تواطؤ من النظام المصري والمخابرات العامة التابعة‬ ‫لرئاسة الجمهورية مباشرة ‪..‬هذه شبه مؤكدة عندي‪..‬كان يحمل‬ ‫جواز سفر جزائري‪ ،‬ولكن ذو معلومات صحيحة ‪..‬منصور رشيد‬ ‫الكيخيا ‪..‬مواليد بنغازي عام ‪1932‬م وإقامته في باريس ‪..‬لكن لم‬ ‫يكن طالبا للجؤ في باريس ‪..‬زوجته أمريكية من اصل سوري كان‬ ‫له ‪ Green card‬لإلقامة الدائمة ‪..‬لكن عند اختفائه كان يحمل‬ ‫جواز سفر جزائريا‪.‬‬ ‫• ميادين ‪ :‬ألم تحاولوا رفع قضية حول ما حدث؟‬ ‫كان المهتم بملف منصور ذلك الوقت هو محمد زيان ‪..‬اآلن‬ ‫ممكن لنا أن نعيد القضية ‪..‬عند مجيء موسي كوسا للدوحة‬ ‫نصحني الكثير بالذهاب إليه والحديث معه بشأن قضية منصور‬ ‫‪..‬كانت مشكلتي أني ال أحب أن أمد يدي لمثل هذه الشخصيات‬ ‫حتى لو كان ذلك لمصلحتي ‪..‬لم استطع‪ ..‬وأنا متأكد أن موسى‬ ‫كوسا لديه معلومات حول هذا الموضوع ‪..‬ألنه احد المجرمين‬ ‫في المخابرات وقتها ‪..‬يقال أن هناك شخص مسؤول عن األمن‬ ‫الخارجي بطبرق هو من استلم منصور مقيد وأخذته طائرة إلى‬ ‫طرابلس بعد أن قال لهم إن الهدية ستصلكم اليوم‪..‬‬ ‫ال اعرف إن كانت المخابرات المصرية ستسمح لنا بفتح القضية‬ ‫من جديد ؟او عن طريق مؤسسات حقوقية؟‬ ‫• ميادين‪ :‬هل فكرت في كتابة سيرة؟‬

‫غير ذلك‪..‬‬

‫كنت قد كتبت قليال عن بداية تواجدي بباريس‬ ‫لكنني لم أكمل ‪..‬حيث اني أصبت بمرض السرطان‬ ‫بالمثانة وأجريت عملية ‪..‬فلم يكن لي الطاقة إلكمال‬ ‫ما بدأت ‪..‬انت تكون وفيا عندما ال تنكر على الغير‬ ‫مساهمتهم ‪..‬مشكلة الكثير من األخوة الليبيين يبدأ‬ ‫من أين بدا هو ‪..‬و هذا خطأ‪..‬الن هناك من سبقك‬ ‫‪..‬وهذا ما فعله معمر ‪..‬جعل تاريخ ليبيا يبدأ من‬ ‫أول سبتمبر ‪1969‬م اآلن مفتاح السيد الشريف‬ ‫كتب الجزء األول من تاريخ الحركة الوطنية و‬ ‫الجزء الثاني سيخرج ‪ ..‬فيه أشياء ثابتة صعب‬ ‫نفيها ‪..‬وهناك أشياء تضخمها ‪..‬فقلت لمفتاح بما انك‬ ‫عضو في جمعية عمر المختار ال تجعل من الجمعية‬ ‫هي الحركة الوطنية الوحيدة في برقة ‪..‬هذا غير‬ ‫صحيح ‪..‬قد تكون ليست بأهمية الجمعية و لكن هناك‬

‫شتمت جورج حاوي بأمريكا‬ ‫• ميادين‪ :‬حدثنا عن عالقتك بالمفكر حسين مروة ‪..‬‬ ‫تعرفت علي حسين مروة عن طريق كريم مروة في لقاءات‬ ‫سابقة ‪..‬في مهرجان موسكو عام ‪1964‬م كان مع الوفد اللبناني‬ ‫السوري ‪..‬وفي ذلك الوقت معه رياض الترك و آخرون ‪..‬وأنا‬ ‫كنت صغير السن ‪..‬واشتركنا بعدها عام ‪ 67-‬أو ‪ 68‬مع وحيد‬ ‫بوقعيقيص في مجلس السلم العالمي الذي انعقد ببرلين وكان قد‬ ‫حضره (كرشنافين)الهندي خالد محي الدين و لطفي الخولي‬ ‫و كريم مروة وجورج حاوي ‪..‬شتمت جورج حاوي فيما بعد‬ ‫بأمريكا على عالقته بالقذافي ‪..‬قلت له ياسيد جورج‪ :‬بئس ما فعلت‬ ‫في عالقتك مع القذافي ‪..‬تجاهلني بالكامل ‪..‬كان ذلك بأمريكا حيث‬ ‫كان اجتماع بلبنانيين و سوريين عندما كنت بألمانيا كنت الليبي‬ ‫الوحيد ‪..‬فكنت المدلل عند السوريين ‪..‬الكيخيا لديهم هذا اللقب‬ ‫بحلب فيسألوني إن كنت من اصل حلبي فانفي بلهجتهم ‪.‬‬ ‫اول لقاء بحسين مروة عام ‪1962‬م بمهرجان الشباب العالمي‬ ‫الذي عقد بهلسنكي و بعدها انعقد بوارسو مؤتمر الشبيبة العربية‬ ‫‪..‬فكان جورج حاوي ورياض الترك و صديق آخر قضى ‪17‬سنة‬ ‫في سجون األسد ‪..‬الدكتور فايز فواز كان طبيبا بشريا‪ ..‬أول من‬ ‫استقبلني من ألمانيا وكنت مفلسا ‪..‬فقلت له أريد سيجارة ‪..‬كان يريد‬ ‫شراء النوع الرخيص فقلت له ال فانا أريد فلتر ‪..‬فقال لي)) العمى‬ ‫بدينك ‪..‬فقري و بدك فلتر؟))مثل الجنرال التركي المتقاعد الذي‬ ‫بقي يسال الناس يركب الحصان ويقول حسنة لسيدك مثال((اكرم‬ ‫بيك))فيسال الناس و يريد من الناس ان تقول له أكرم بيك؟‬ ‫• ميادين‪ :‬هل ستعود قريبا إلى بنغازي ‪ ..‬حدثنا عن بنغازي‬ ‫وبدايتك ؟‬

‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪11‬‬

‫للماركسية و يتكلم عن تركيب دماغ ماركس ‪..‬كانت تفاهات‪.‬‬ ‫شوقي كان من الجماعة الماركسية في عام ‪1958‬م ذهب مع رجل‬ ‫أزهري لحضور مهرجان الشباب في بكين ‪..‬رجع هذا األزهري‬ ‫في دفاع مستميت عن الصين ‪..‬و بعدها أصبح قاضيا بطرابلس‪.‬‬

‫تشيفاتشي يا دراقة‬

‫• ميادين‪ :‬تشيفاتشي يا دراقة ‪ ..‬كثيرا ما تردد هذه القصيدة‪،‬‬ ‫فما قصتها؟‬ ‫ـ أستاذ من البيضاء ذهب في أجازة لرومانيا ‪..‬فقال راس‬ ‫الملزومة‬ ‫تشيفاتشي يادراقة ‪..‬حلو البحر لسود علي مذاقه من ضيم وطننا‬ ‫ثم زاد عليها عبد الرحمن بونخيلة ‪..‬والرقعي ‪..‬و جربوع الكزة‬ ‫قال‪:‬‬ ‫تشفاتشي ياغالي انريد انخبرك عن حال قبل و تالي‬ ‫ايام قبل كنا في حياة عاللي‬ ‫ركابين عالسابق اللي محماقة‬ ‫و ياما فقدنا من عزاز غوالي‬ ‫وما من ولد شعنان في غنداقة‬ ‫و من بنت روشة البسه الفياللي‬ ‫فوق من المفضض درجحت عسالقه‬ ‫و اليوم مال الزمان عللي عالي‬ ‫من َحكمة ولد منيار و اللقاقه‬ ‫تشفاتشي من جدي ‪.‬‬ ‫‪.‬سالن دموعي نين غطن خدي ‪..‬‬ ‫واليوم الثعالب يقتلن في السدي ‪..‬‬ ‫طامعات في مسكة رقيق ساقه ‪..‬‬ ‫حتى جبلنا منشهب متكدي ‪..‬‬ ‫من طيعة ضنا لجواد للقاقة‬ ‫تشفاتشي يالزينة‬ ‫من ضيم وطننا يانا اليوم جلينا‬ ‫‪..‬هلبنا الوطن وعندكم حطينا ‪..‬‬ ‫وجوهنا كبايا والكبود حراقه ‪..‬‬ ‫والشيخ منا جايته تغبينا ‪..‬‬ ‫قالل الحيا واطوه من معالقه‬

‫طبعا سأعود بعد إجراء مراجعة طبية بأمريكا ‪.‬‬

‫قمنا بنشرها في صوت ليبيا ‪..‬اعتقد في العدد الثاني‪..‬‬

‫بداية دراستي في بنغازي كانت قصيرة جدا ‪..‬حيث كان لي خالي‬ ‫فتحي الكيخيا موجود باإلسكندرية وكان محاميا بالمحاكم المختلطة‬ ‫‪..‬بعثني والدي له ‪..‬ووضعني بمدرسة سان مارك الفرنسية عند‬ ‫القساوسة‪ ،‬ودرست هناك بمصر بمدرسة سان مارك‪ ،‬وهذا ما‬ ‫ساعدني فيما بعد عندما سافرت إلى فرنسا أن تكون لي لغة‬ ‫فرنسية‪....‬ودرست التوجيهية بمدرسة بنغازي الثانوية ‪..‬كنت‬ ‫بقسم األدبي ومن دفعتي د‪.‬عبد الحفيظ بن سريتي وحسن ساسي‬ ‫الذي كان من جماعة القوميين العرب الذين حاربوا حتى في‬ ‫حركة ظفار هو وفرج أخيه ‪...‬و كذلك من دفعتي عبد اللطيف‬ ‫الشريف كانوا علمي‪ ،‬أما األدبي كانوا سليمان تربل‪ ،‬وأنا و محمد‬ ‫فنوش الذي كان دائما يتفوق علينا باللغة العربية حيث يتمتع بإلقاء‬ ‫رائع ‪ ..‬وبعد التوجيهي ذهبت لفرنسا الني كنت سأدرس الحقوق‪.‬‬

‫وأنا أضفت أليها أربعة أبيات قلت فيها‪:‬‬

‫كنت اجلب صحيفة لومونيتيه وأضعها بالسفارة ‪..‬الموظفون‬ ‫يجدونها بمدخل السفارة وأنا اذهب للطابق العلوي لمكتب‬ ‫منصور‪..‬فيسأله الموظفون عن تواجد الجريدة بالسفارة ‪..‬فقال لهم‬ ‫‪..‬هذه ال يحضرها إال نوري ‪..‬‬ ‫• ميادين ‪ :‬كيف تحدد اتجاهك اليساري مبكراً ؟‬ ‫بدايتها من القاهرة ‪..‬أستاذي في التيار علي عميش ‪..‬كانت‬ ‫سنة ‪1958 1957-‬م‪ ،‬وكنت ذلك الوقت في المدرسة الفرنسية‬ ‫باإلسكندرية ثم انتقلت للقاهرة في مصر الجديدة حتى اقترب من‬ ‫الليبيين وأحضر للنادي الذي يسمى نادي ليبيا الثقافي في منطقة‬ ‫العتبة ‪..‬كان معنا إبراهيم الغويل يدير المحاضرات المعادية‬

‫تشفاتشي يا لال ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫يا ام عين سوده والحواجب هله ‪..‬‬ ‫اليوم وطنا علّموه الذله ‪..‬‬ ‫وخلو عويله يفرحوا لفراقه‬ ‫نشرها محمود المغربي في الجهاد ‪،‬نحن قمنا بإخراجها في‬ ‫مناسبة ‪ 7‬ابريل ‪..‬ومحمود المغربي أخرجها في مايو‪.‬‬ ‫• هكذا تحدث الكيخيا هكذا تحدث بتلقائية ودون تحفظ حريصا‬ ‫على ذكر أكبر قدر من األسماء‪ ،‬من اتفق معهم دون أن يتفق‪،‬‬ ‫ومن خالفهم دون أن ينقطع حبل الود‪ ،‬وغادرناه بفندق كارولينا‬ ‫بالقاهرة مكتظا بالحنين إلى ليبيا التي غادرها فتيا‪ ،‬وتصعب‬ ‫عليه اآلن العودة إليها براً‪ ،‬متعب لكن صوت الحرية يبعث في‬ ‫عينيه فرحا طالما أدخره لعناق الذكريات في مدينته بنغازي التي‬ ‫أبقظت بيقظتها سنابل األمل في أعماقه‪ ،‬غادرناه على وعد أن‬ ‫نلتقي حيث سيكون الوطن هذه المرة حلو مذاقه‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫ّ‬ ‫كل وهم قد تردى‬

‫هليل البيجو‬ ‫الحب‬ ‫غر ْد يا هزار‬ ‫ْ‬ ‫وهب‬ ‫قد صحا حلم‬ ‫ْ‬

‫ن ّو ْر يا سنا األفـــــراح‬ ‫في ربى وطني المفدى‬ ‫بعدما عزت أماني‬ ‫ق‬ ‫بعدما ِع ْقدي تفر ْ‬ ‫بعدما تاهت معاني‬ ‫ق‬ ‫كل نور قد تدف ْ‬ ‫مخضبا ً‬ ‫زكـــي‬ ‫قد عاد لي معناي‬ ‫ْ‬ ‫البهي‬ ‫يا صبحها‬ ‫حريةٌ حمـــــراء‬ ‫ْ‬ ‫الشذي‬ ‫يا فوحها‬ ‫يا درها المكنون‬ ‫ْ‬ ‫في ربى وطني المفدى‬ ‫كل وهم قد تردى‬ ‫مثقل قد ق َّل زادي‬ ‫غير أنــــي يا بالدي‬ ‫إنني صوت ينادي‬ ‫فاذكريني واسمعيني‬ ‫ضيعيه‬ ‫ك ُّل شيء غير حلمي‬ ‫بــدديـه‬ ‫كل شيء غير توقي‬ ‫واعلمي قد أينع اليو َم األم ْل‬ ‫واستقرت شاردات في ال ُمقَ ْل‬ ‫ليبيا وطني المفدى‬

‫أنت للعلياء أجدى‬

‫فاحفظي للحر عهدا‬ ‫فاحفظي للحر عهدا‬

‫• قصة قصرية‪.‬‬

‫إهداء إلى الشاعر ربيع شرير‬

‫تواريـــخ‬

‫‪ ...‬الرفاق يتحلّقون حول اللهب‪..‬‬ ‫ِظاللهم تتداخل على الصخور المحيطة‪..‬‬ ‫خيط الشاي األخضر الساقط يرغرغ داخل‬ ‫األكواب‪ ..‬الرغوة تصعد إلى الحواف‪.‬‬ ‫ـ من منكم يتفطن لخطاب الزعيم الذي ظهر‬ ‫فيه مرتديا ً سرواالً قصيراً فوق الركبة؟‬ ‫ـ أعرفه‪ ..‬هو الخطاب األلف وستمائة‬ ‫للزعيم‪.‬‬ ‫ـ ذلك الخطاب هو تاريخ زواجي‪.‬‬ ‫ـ الخطاب الذي شتم فيه األمم المتحدة؟‬ ‫ـ ال‪.‬‬ ‫ـ الخطاب الذي ألغى فيه الدستور‬ ‫والقوانين؟‬ ‫ـ ال‪.‬‬ ‫ـ الخطاب الذي قال فيه‪( :‬أوروبا صقع‬ ‫عليكم)‪.‬‬ ‫ـ (صقع عليكم) هو تاريخ ذهابنا للحرب في‬ ‫صحراء تشاد‪.‬‬ ‫ـ خطاب الثمان دجاجات وديك؟ الذي ظهر‬ ‫فيه بلباس مرقط يشبه النمر؟‬

‫ـ الال‪ ..‬خطاب الثمان دجاجات وديك هو‬ ‫وفاة جدّتي رحمها هللا‪ ..‬وظهر فيه حاسر‬ ‫الكتفين‪.‬‬ ‫ـ أنا تخ ّرجت في اليوم الذي ألقى فيه‬ ‫الزعيم الخطاب رقم أربعة آالف وثالثمائة‪..‬‬ ‫الخطاب الذي قال فيه‪( :‬سنخرق األرض‬ ‫ونبلغ الجبال طوالً)‪.‬‬ ‫ـ حطّيت نعناع؟ أنا حضرت مباشرةً الخطاب‬ ‫الذي قال فيه‪( :‬محمد مج ّرد ساعي بريد)‪.‬‬ ‫ـ الذي صلّى فيه المغرب ركعتين؟‬ ‫ـ ال‪ ..‬الخطاب الذي شرح فيه أن المرأة‬ ‫تحيض‪ ..‬والرجل ال يحيض!‬ ‫ـ آه‪ ..‬الخطاب الذي اكتشف فيه أن المرأة‬ ‫أنثى‪ ..‬و الرجل ذكر!‬ ‫ـ وأفتى فيه أن الخمر غير محرمة في‬ ‫األماكن الباردة!‬ ‫ـ ضع المزيد من الحطب‪ ..‬والخطاب الذي‬ ‫قال فيه إن الجنة بالحظ؟‬ ‫ـ ذلك لم يكن خطاباً‪ ..‬كان كلمة تاريخية لم‬ ‫تتجاوز الثالث ساعات‪.‬‬

‫أنا ال يمكن أن‬ ‫قال فيه إن الم‬ ‫ـ ذلك قبل خط‬ ‫مصنوعة من‬ ‫ـ ال وأنت الص‬ ‫فيه ربطة الع‬ ‫وظهر فيه بلب‬ ‫ـ صحيح‪ ..‬الخ‬ ‫ـ الال‪ ..‬الخطاب‬ ‫فيه الزعيم ال‬ ‫الهنود الحمر‬ ‫ـ ذلك الخطاب‬ ‫البوعبعاب)‪.‬‬ ‫ـ هو اليوم الذ‬ ‫ـ أليس هو الخ‬ ‫حق المرأة أن‬ ‫ـ يبدو أنك غي‬ ‫هو الخطاب ا‬ ‫شاشة التلفزي‬


‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫سعاد يونس‬

‫•أحمد يوسف عقيلة‬

‫ـ ـ صحيح‪ ..‬ذلك تاريخ ذهابنا للقتال في‬ ‫أوغندا‪.‬‬ ‫ـ وخطاب الناقة؟‬ ‫ـ أي ناقة؟‬ ‫ـ الناقة التي سقط من فوقها و ُكسرت ساقه‪.‬‬ ‫ـ آه‪ ..‬أذكر ذلك‪ ..‬كان بعض مريديه يرتدون‬ ‫اللباس األخضر الفضفاض‪ ..‬ويستعدون‬ ‫لمالقاته بالدفوف وهو فوق الناقة‪..‬‬ ‫وينشدون‪( :‬طلع البدر علينا)‪.‬‬ ‫ـ يا خسارة‪ ..‬البدر طاح من فوق الناقة!‬ ‫ـ يوم سقوط الزعيم من فوق الناقة هو‬ ‫مولد ابني البِ ْكر‪.‬‬ ‫ـ َح ّرك الجمر‪ ..‬من منكم يذكر أول خطاب‬ ‫للزعيم المزمن؟‬ ‫ـ أنا ال يمكنني أن أذكره‪ ..‬فلم أولَد بعد في‬ ‫ذلك التاريخ‪.‬‬ ‫ـ هههه‪ ..‬أنا يستحيل أن أتذ ّكره‪ ..‬فأبواي لم‬ ‫ن أنسى خطاب الزعيم الذي‬ ‫يتزوجا بعد‪.‬‬ ‫مثرودة ليست أكلة شعبية‪.‬‬ ‫ـ حتى أبي لم يولد بعد!‬ ‫طابه الذي قال فيه بأن البيبسي ـ ّ‬ ‫تأخر الليل‪ ..‬ألم تالحظوا أن الشاي‬ ‫ن أمعاء الخنازير‪.‬‬ ‫أخضر؟‬ ‫صادق‪ ..‬قبل الخطاب الذي هاجم ـ هاهاها‪ ..‬البحر األخضر المتوسط!‬ ‫عنق‪ ..‬وقال إنها تشبه الصليب‪ ..‬ـ لألمانة‪ ..‬الزعيم له نوادره‪.‬‬ ‫باس الساموراي‪.‬‬ ‫ـ أخشى أن الديمقراطية ستأتينا برئيس‬ ‫خطاب رقم خمسة آالف‪.‬‬ ‫جادّ‪ ..‬يرتدي بذلة أنيقة‪ ..‬ويخطب باقتضاب‬ ‫ب خمسة آالف هو الذي وضع من ورقة‪.‬‬ ‫لريش األحمر فوق رأسه‪ ..‬مثل ـ غريب! هذه أول مرة أسمع أحداً يخاف‬ ‫ر‪.‬‬ ‫الديمقراطية!‬ ‫ب س ّماه الناس (خطاب‬ ‫ـ أنا سمعت خطيبا ً سلفيًّا يقول‪:‬‬ ‫(الديمقراطية ِدين ال ُكفّار)‪.‬‬ ‫ذي توفي فيه أبي‪.‬‬ ‫ـ ويصف الثوار بأنهم خوارج عن طاعة‬ ‫خطاب الذي أفتى فيه بأن من ولي األمر‪.‬‬ ‫ن تتز ّوج أربعة رجال؟‬ ‫ـ مضحكة حكاية ولي األمر هذه‪.‬‬ ‫صب طاسة أخرى‪ ..‬يا هللا‪ ..‬سنفتقد‬ ‫ير متابع لخطابات الزعيم‪ ..‬بل ـ‬ ‫ّ‬ ‫الذي وضع بعده الحذاء على‬ ‫طرائف وقفشات ول ّي األمر!‬ ‫يون في وجوه المشاهدين‪.‬‬

‫شكوى‬ ‫يهتك الصمت‪..‬‬

‫خصر ساعة الرمل‪.‬‬ ‫فتنكب اآلن‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫شاكية للقاع‪..‬‬ ‫ضيق التسرب‪.‬‬

‫الظل‬ ‫الزلت لم أفهم‪..‬‬ ‫لِ َم يتشبث الظل بالحركة‬ ‫ويتوقف في اللقطة‬ ‫رغم إن الصورة‪..‬‬ ‫لم تكن تعنيه؟‬

‫وردة محراء‬ ‫وددتُ ‪..‬‬ ‫لو أرسلتُ لك وردة حمراء‬ ‫لكن الحرب في وطني‪..‬‬ ‫ُبق من اللون‬ ‫لم ت ِ‬ ‫سوى رائحة الدم‪.‬‬

‫رتل‬ ‫هناك‪..‬‬ ‫في جهة الشرق‪..‬‬ ‫ثمة صدى عفريت يتثاءب‬ ‫وعربدة حكاية‪..‬‬ ‫ممشوقة بالصمت‬ ‫وأطفال ُحفاة‪..‬‬ ‫رتل‬ ‫يركضون خلف ٍ‬ ‫لم يزل يم ّر‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫ملف العدد‬

‫حممد بشري صاحل‪:‬‬

‫يروي قصة ‪1993‬‬ ‫ولدت ببني وليد سكنت بها و كذلك بمصراته اليوم التالي علمت بعملية القبض واتضح لي من خالل البد أن استقل‬ ‫و في المرحلة االخيرة منها سكنت بقصر بن كل محاوالتي في االستطالع أن األمر انتهي بقبضهم‬ ‫غشير قبل خروجي من ليبيا ‪..‬عملت طيار نقل علي جماعة التنظيم ‪..‬وكان علي أن اترك ليبيا ‪..‬ولم فيما بعد فكرت أنه إذا أردت أن أكون فعاالً أكثر البد‬ ‫ضابط بالسالح الجوي ‪..‬خريج يوغسالفيا ‪..‬و يكن األمر سهال علي «أن اخرج من بلدي» ‪..‬وبالرغم أن استقل‪ ،‬وهذا ما حماني من التجاذبات مع المعارضة‬ ‫آخر تجربة عسكرية كانت بطائرة تزويد الوقود من مرور ‪ 17‬سنة على ذلك إال أني مازلت اذكر لحظة الليبية بالخارج‪ ،‬ولذا كانت لي عالقة قوية مع كل‬ ‫عندما كنت طالبا بالثانوية كانت تأخذنا نوع من خروجي من الحدود كأنها باألمس ‪..‬بعد خروجي بدأت التيارات الوطنية وعلى كل المستويات الليبية الموجودة‬ ‫الشعارات و ربما كثير من الناس كان يحسبني تتبلور اآلراء السياسية‪ ،‬إضافة إلى بداية احتكاكي بالخارج ‪..‬‬ ‫من الثوريين بالرغم من أني رجل رياضي و بالمعارضة الليبية بالخارج حيث ربطتني عالقات جيدة كانت لحظة الفرح لنا هي عند انعقاد المؤتمر األول‬ ‫كشاف ‪..‬وهذا ال ينطبق على مناهج الثورة ‪..‬ألني بهم علي مستوى التنظيمات أو األفراد ‪..‬وأنا اشعر للمعارضة‪ ،‬الذي اعتبره نقله بعد فتور نشاط المعارضة‪،‬‬ ‫كنت فعال كشافا ً بمعني الكلمة و رياضي كرة بالرضا على الدور الذي أديته مع المعارضة بالخارج وأحد األشياء التي تبناها المؤتمر هي قضية العصيان‬ ‫القدم‪..‬لكن تبلورت األشياء بعد دخولي الحياة ‪..‬عندما وصلت ألمريكا مرورا بمصر واألردن وألمانيا المدني بالرغم أنه في كثير من حواراتنا كنا نراه‬ ‫العملية ‪..‬و كانت بدايتها باحتكاكنا بحرب تشاد كان أول دخولي للمعارضة عن طريق الجبهة الوطنية مستحيالً إذا نظرنا إلى الواقع الليبي‪ ،‬لكن ما نراه يحدث‬ ‫في التدخل األول والثاني بتشاد ‪..‬و باعتباري إلنقاذ ليبيا ‪..‬ووجودي مع األخوة من القيادات عزز اليوم بطرابلس من عصيان مدني هو أكثر من ذلك ‪.‬‬ ‫طيار نقل كنت استخدم طائرة النقل في كثير مكانتي‪ ،‬خصوصا الناس الذين لم يروا أحداً من ليبيا فعال كنا نرى أن ال إمكانية للعصيان المدني الذي يصل‬ ‫من المهام التي لها عالقة بمؤامرات النظام في منذ فترة طويلة ‪..‬وأنت تعلم أنهم وصلوا لليأس والقنوط بنا للثورة‪..‬لكن ها نحن اليوم نعيشه والحمد هلل‪ ،‬ونحن‬ ‫إفريقيا بالذات و تسليح المرتزقة والمنظمات بعد سنة ‪1984‬م بالرغم من أن الضغط الداخلي كان نعتبر أنفسنا انتقلنا نقلة نوعية كبيرة جدا ‪..‬صحيح أن‬ ‫الموجودة بإفريقيا ‪..‬كنت أرى الصورة بشكل كبيراً جدا‪ ،‬وكان هناك يأس من القوات المسلحة‪ ،‬من السيناريو لم يكن يتوقعه أحد‪ ،‬ولكن الكتاب واألدباء‬ ‫ان يكون فيها أشخاص تفكر بالوطن ‪..‬فكان التفكير في الوطنيين‪ ،‬والمعارضين كانوا يدركون أن هناك لحظة‬ ‫أوضح‪.‬‬

‫أتيح لي عام ‪ 1992‬م فرصة االنخراط في تنظيم عسكري‬ ‫‪..‬تعددت فيه االسماء والمسميات‪ ،‬منها انقالب ورفله‪ ،‬أو‬ ‫انتفاضة أكتوبر‪ ،‬إلى مجموعة (‪ ،)93‬أو مجموعة (مفتاح‬ ‫قروم ) كانت تسميات فقط لمجرد التعريف ‪..‬لسوء الحظ‬ ‫لم نوفق ‪..‬وقبض على اغلب مجموعة التنظيم وأُعدم‬ ‫منها تسعة من الزمالء الشهداء وهللا يعوض فيهم الوطن‬ ‫بخير ‪..‬لم يكن التوجه سياسيا ً بمعنى الكلمة ‪..‬بل توجها ً‬ ‫وطنيا ً أكثر من أي شيء ‪..‬وحتى ذلك الحين لم تتبلور‬ ‫لدي أية أفكار سياسية ‪،‬ألن الجيش يفرض عليك نوعا ً‬ ‫من التفكير والسلوك بغض النظر عن كوني بالسالح‬ ‫الجوي األقل حده من األفرع األخرى‪.‬‬

‫آرائي السياسية‬

‫تبلورت عندما سافرت خارج ليبيا سنة ‪1993‬م‪ ،‬ويبدو‬ ‫أن المخابرات الليبية كان لديها العلم بمجموعة معينة‬ ‫قبض عليها‪ ،‬و توقعوا انتهاءها بسهولة ‪..‬لكن بعد‬ ‫التحقيق اكتشفوا حجم التنظيم ‪ ،‬ولحسن حظي لم أكن‬ ‫من المجموعة األولي ‪..‬يوم القبض لم أكن موجوداً‪ ،‬و‬

‫القيام بمحاوالت ضد النظام يعطي الدافع القوي للناس بها الفصل ‪..‬وكنا نتابع كتابات األخوة بالداخل ‪..‬أنهم‬ ‫المعارضين باعتبار أن الجبهة كانت على اتصال صحيح لم يستطعوا الكتابة مباشرة‪ ،‬ولكن بإمكانك قراءة‬ ‫بالمجموعة التي كانت تخطط إلسقاط نظام القذافي عام ما بين السطور وتقرأ المعاني مع إدراكي بأن الكتاب‬ ‫‪ 1993‬م ‪..‬‬ ‫كانوا يعيشون ظروفا صعبة من كبت و مخاوف ولكنها‬ ‫لم تمنعهم من الوجود والتعبير ‪..‬‬

‫حم����اول����ة ع���ام‬ ‫‪1993‬م ال�تي‬ ‫ك��ان��ت ث��ان��ي أكرب‬ ‫حم����اول����ة ع��ل��ى‬ ‫م��س��ت��وى اجليش‬ ‫بعد حماولة عام‬ ‫‪1975‬م ‪ ،‬أو ما‬ ‫مس���ي بتنظيم‬ ‫(عمر احمليشي)‬

‫‪1993‬م اليت كانت ثاني أكرب حماولة‬

‫ولو نراجع المرحلة العصيبة التي عاشها الوطن منذ‬ ‫عام ‪1989‬م و حتى أواخر ‪ 1996‬م نرى أنها مرحلة‬ ‫مر بها النظام بكثير من الصعاب‪ ،‬منها القبض على‬ ‫مجموعة الصحوة اإلسالمية عام ‪1989‬م‪ ،‬ثم محاولة‬ ‫عام ‪1993‬م التي كانت ثاني أكبر محاولة على مستوى‬ ‫الجيش بعد محاولة عام ‪1975‬م ‪ ،‬أو ما سمي بتنظيم‬ ‫(عمر المحيشي) ‪ .‬علي مستوى الجيش لم تحدث أي‬ ‫محاولة أخرى ما عدا محاولة عام ‪1993‬م التي كانت‬ ‫علي نطاق واسع من التحرك للقوات المسلحة من الكفرة‬ ‫و طبرق و زوارة بالغرب ‪..‬‬ ‫اعتقد أن التواصل بين الداخل والخارج كان مفقودا‪..‬‬


‫ملف العدد‬

‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪15‬‬

‫كانت حلظة الفرح لنا هي عند انعقاد املؤمتر‬ ‫األول للمعارضة‪ ،‬الذي اعتربه نقله بعد فتور‬ ‫نشاط املعارضة‬ ‫وهذا ما نراه نقطة ضعف موجودة فينا و لكن بتطور‬ ‫العلم و بدليل عند حدوث الثورة لن نسمع عن الجبهة‬ ‫او المؤتمر الوطني للمعارضة الليبية بالرغم ان قياداتهم‬ ‫موجودة بليبيا ‪..‬و عندما سمعت ان حركة جبهة التبو حلت‬ ‫‪..‬هذا دليل علي ان االشياء التي عملت بالخارج لم تعمل‬ ‫اال من اجل ان يكون هناك شئ بالداخل ‪..‬والموجودين‬ ‫حضرنا و اليهمنا ان تكون اوال المهم نكون بوطننا‬ ‫‪..‬يعني الثورة لم تبدا بتاريخ ‪ 17‬فبراير ‪..‬صحيح ان‬ ‫بركانها الح في يوم ‪ 15‬فبراير لكنه كان يطفح قليال قليال‬ ‫و نمي نمو طبيعي في الم و صراع و قهر و اصرار حتي‬ ‫وصل لدرجة ‪ 17‬فبراير ‪.‬‬ ‫*كان هناك سؤال يدور و خصوصا من الخارج يلومنا‬ ‫علي خضوعنا للنظام مدة ‪ 42‬عام ؟هل كان هناك سكوت‬ ‫و خنوع فعال؟؟‬ ‫لم يكن هناك ال خضوع و ال سكوت ‪..‬نستطيع ان نتكلم‬ ‫مع الناس العلميين بالمنطق العلمي و الناس األدبيين‬ ‫بالمنطق األدبي ‪..‬أي شخص علمي يجري عملية حسابية‬ ‫ل ‪ 1200‬شخص قتلوا ‪ 150‬دقيقة ‪..‬أيضا الصراعات‬ ‫العلنية بدأت في األشهر األولي من النظام ‪..‬لكنها كانت‬ ‫واضحة عام ‪1976‬م و الصراع كان بالجامعة ‪..‬وساتكلم‬ ‫علي أشياء ملموسة ‪ ،‬مثال عام ‪ 1975‬م محاولة االنقالب‬ ‫لمجموعة الضباط المشاركين في انقالب سبتمبر وجزء‬ ‫منهم كان لهم دور أساسي ‪..‬ولوال وجودهم لما نجح‬ ‫انقالب سبتمبر‪ ،‬ومع ذلك لصدقهم اكتشفوا أن ما يحدث‬ ‫في ليبيا مأساة حاولوا تصحيحها‪ ،‬ولكن القضية كانت‬ ‫أكبر من ذلك ‪..‬عام ‪ 1976‬م كانت ثورة الطالب‪ ،‬النخبة‪،‬‬ ‫أفضل شباب ليبيا ‪..‬ولم تنته عند هذه السنة ‪..‬واستمرت‬ ‫المحاوالت سواء كانت من أفراد أو مجموعات صغيرة‪،‬‬ ‫لكنها لم تنجح حتي عام ‪1989‬م والتي كانت غنية بالعطاء‬ ‫لليبيا ‪..‬اذكر بنفسي أن العدد الذي قبض عليه من بنغازي‬

‫واجدابيا أكثر من ‪1200‬معتقل‪..‬مع أن عدد الذين قبض‬ ‫عليهم تلك السنة كانت االغلبية الساحقة منهم من طرابلس‬ ‫و مصراته وزليطن والخمس ‪..‬فإذا كان ‪ 1200‬فقط من‬ ‫بنغازي واجدابيا فكم يكون العدد من المناطق األخرى‬ ‫؟؟و الذين كانوا يشكلون العدد األكبر من ضحايا بوسليم‬ ‫‪..‬وكذلك فترات اإلعدام والتصفية الجسدية‪.‬‬ ‫كل هذا سيقف عليه الشعب الليبي وكل العالم ‪..‬إعدامات‬ ‫بدون محاكمة علي شاشات التلفاز و في األشهر الحرم‬ ‫وشهر رمضان ‪..‬وأيضا قتل الليبيين في شوارع أوربا‬ ‫مثل االستاذ (محمد مصطفي رمضان) ‪ .‬حتى أن بعض‬ ‫الكتاب العرب الذين يعرفونه استغربوا قتل مثل هذه‬ ‫الشخصية‪ ،‬كان محاورا و نصوحا وشخصية مؤثرة‬ ‫احترمها الجميع ‪..‬كان على اتصال مباشر بكل أركان‬ ‫النظام ‪ ..‬باستمرار يرسل مراسالت مباشرة للقذافي من‬ ‫أجل أن يحاولوا التصحيح من المسار لخدمة الشعب‬ ‫الليبي ‪..‬فعطاء الشعب الليبي لو قورن بعدد سكانها سنجد‬ ‫عال جدا‪ ،‬ولكن التعتيم و العزلة كان لها‬ ‫عطاء الليبيين ٍ‬ ‫األثر‪.‬‬ ‫من مآسينا أن ليبيا ـ أيام الحرب الباردة ـ كانت تحت‬ ‫مظلة الشيوعية ‪..‬ليست الشيوعية الفلسفية ولكن اقصد‬ ‫الشيوعية السياسية التي فيها فصل بين التيار الشيوعي‬ ‫الفلسفي و بين التطبيق السياسي لالتحاد السوفياتي الذي‬ ‫كان تحت المظلة وارتكب الكثير من الجرائم ‪..‬وكانت‬ ‫هناك أولويات بالنسبة للعالم بدال من مأساة الشعب الليبي‬ ‫‪..‬فعطاء الليبيين لم يبدأ مؤخرا و لن ينتهي إال بإزاحة‬ ‫هذا النظام و إقامة دولة ليبية علي أسس دستورية تعددية‬ ‫سياسية‪..‬فيها اإلنسان هو الجوهر‪ ،‬حينها سيبدأ النضال‬ ‫من نوع آخر‪ ،‬وهو عطاء بدون حدود‪.‬‬

‫صحيح إننا نعيش الحدث وإن كثيراً من األشياء غائبة عنا‬ ‫اآلن ‪..‬لكن عندما تفوزهذه الثورة ونرتاح سنرى أشياء قد‬ ‫ال نكون قادرين علي تحمل أثرها العاطفي ‪..‬ألن ما حدث‬ ‫في هذه األشهر الفائتة سيكون أقوى من عاطفتنا ونكون‬ ‫متفاجئين ألن كم الماسي التي حدثت في عهد القذافي‬ ‫ال يتحملها الشخص العادي‪..‬وحتى القريبون من الحدث‬ ‫هناك أشياء لم يطلعوا عليها وأشياء يصعب تصديقها‬ ‫رغم توفر األدلة والبراهين‪.‬‬ ‫*علمت انه عند دخولك ليبيا مررت بجبل نفوسة ؟‬ ‫الحقيقة عند مغادرتي أمريكا كانت وجهتي هي الزاوية‬ ‫و لكن نتيجة األحداث السريعة بالساحة لم استطع دخولها‬ ‫‪..‬دخلت ليبيا ولم اشعر بالحنين شعرت بشيء آخر فيه‬ ‫نوع من المجازفة و لكن كانت هينة لما نقوم به من دور‬ ‫‪..‬ووصلت نالوت رأيت العجاب من الشعب الليبي وكيف‬ ‫رسمت الصورة و كيف هي الحقيقة ‪.‬‬ ‫كانت مرسومة بمظاهر من الفتنة والتطرف والقبلية و‬ ‫هذا عربي و اآلخر أمازيغي ‪..‬لكن عندما رأيت الصورة‬ ‫الحقيقية مهما تكن قوي العزم لكن الموقف يفرض عليك‬ ‫سقوط دموعك إجالال واحتراما وكبرياء ‪..‬كانت الناس‬ ‫تؤثر غيرها عن نفسها ‪..‬أدركت أن الليبيين كانوا يحملون‬ ‫هما كبيرا علي أكتافهم بالجبل الغربي ‪..‬وستكون لي‬ ‫روايتي عن ما رأيته بالجبل الغربي ‪..‬لمعلوماتك دخلت‬ ‫الجبل ولم يكن لي هناك معرفة بالناس الذين أوصلوني‬ ‫وتحملوا الرصاص عني ‪..‬كنت في البداية استخدم االسم‬ ‫الحركي و لم يسألني احد عن شخصيتي ‪.‬فقط أن هناك‬ ‫شخص أوصاهم بي وكل ما اطلبه يُلبّى ‪ ..‬وصلت نالوت‬ ‫واضطررت للحديث مع الشخص الذي أوصلني وعرّفته‬ ‫بنفسي ‪..‬شاءت الصدفة بالزنتان أن الشخص الذي حملني‬ ‫يحمل اسم شخص اعرفه هناك ‪..‬فسألته عنه ‪..‬فقال انه‬ ‫من أول ثالث أشخاص خرجوا بالزنتان ‪..‬فاتصلوا به و‬ ‫اخبروه بان هناك من يسال عنك ‪..‬كان زميلي بالدراسة‬ ‫وعشت معه ستة سنوات ‪..‬شاءت الصدف أن التقي به‬ ‫وهو على نفس الخط ‪..‬وتكررت في بنغازي أيضا مع‬ ‫شخص آخر اسمه ( محمود غنية ) كان هو اآلخر علي‬ ‫نفس الخط‪.‬‬ ‫لكن أيضا عندما جئنا للوطن بدون أي ترتيب أو في نفس‬ ‫التنظيم توجهنا بأنفسنا وتواجدنا بنفس المكان‪ .‬كان لكل‬ ‫ذلك قيمة غير عادية في تقديري ‪.‬‬ ‫أخيرا ‪..‬الحيثيات البسيطة مهمة و ثورة الشعب الليبي‬ ‫ال نستطيع ربطها بتاريخ محدد ‪..‬فكل من كتب كلمة في‬ ‫ظالم الليل علي أحد األسوار فهي لبنة في صرح الثورة‪.‬‬ ‫و الحمد هلل أن الثورة لم يقم بها شخص ما ‪ ،‬أو عسكريون‪،‬‬ ‫وإال لطالب العسكريون بأكثر من حقهم ‪..‬الحمد هلل أينما‬ ‫تذهب وفي كل شارع تجد شهيداً في الثورة وتسمع‬ ‫حكايات ترفعك آلخر السماء وزغاريد األمهات و راء‬ ‫الجثامين كلها قصص ‪ ..‬كلها أساطير اآلن ‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫جيلنا جيل ظلم بامتياز‬ ‫مريم العجيلي‬ ‫عندما كنت بالمرحلة اإلعدادية كنت‬ ‫ادرس بمدرسة ( الفكر الثوري )‬ ‫وهذه المدرسة كانت قريبة من بيت‬ ‫أبي وبيت جدي ‪ ،‬وكنت اقطن ببيت‬ ‫جدي طوال فترة المرحلة االبتدائية‬ ‫وعدت إلي بيت أبي في المرحلة‬ ‫اإلعدادية ولم تتغير مدرستي فقد‬ ‫قضيت بها تسع سنوات وعندما‬ ‫كنت بالصف الثاني إعدادي كنت‬ ‫طالبة نشطة جدا ‪ ،‬تعشق اإلذاعة‬ ‫و(طابور الصباح) وتحية العلم‬ ‫وكانت حكرا علي وإن وجدت طالبة‬ ‫أخرى هي من تقوم بتحية العلم‬ ‫تكون في فترة االستراحة (عركة)‬ ‫ألنها تدخلت في شيء يخصني أنا‬ ‫وحدي ‪ ،‬وكنت بقسم الموسيقى‬ ‫اعزف على آلة (المثلث) الني ال‬ ‫اعرف غيرها ولم يكن صوتي ولم‬ ‫يصبح يوما جميال ‪ ،‬وكذلك لقصر‬ ‫قامتي ونحافتي كنت في فريق‬ ‫الرياضة في لعبة الجمباز وكلما‬ ‫كانت هناك مناسبة استخدموني في‬ ‫كلمة (الفاتح أبدا ) مشكلة النقطة‬ ‫وبقية الفتيات يشكلن هذه الجملة ‪.‬‬ ‫دخلت المؤتمرات في مدرستنا وأصبحت أمين‬ ‫اإلعالم فقد كنت اعشق اإلذاعة ‪ ،‬وال اذكر‬ ‫بأني كنت بعيدة عن اي نشاط حتى لعبة كرة‬ ‫السلة حشرت نفسي بين الفتيات رغم قصر‬ ‫قامتي‬ ‫كانت لدينا معلمة اسمها رابحة العبار لم تحب‬ ‫معمر يوما ‪ ،‬وكانت ال تخاف فتقولها وإن‬ ‫سمعت اسمه كانت مالمحها تتبدل بسرعة ال‬ ‫اعرف ولكن اعتقد بأن أخيها قتل أو سجن‬ ‫كنا نردد ( مدرستي نار على نار اللي فيها‬ ‫رابحة العبار) المهم كنت اجتمع بالطالبات‬ ‫وكنت منسق المثابة وكانت اي منسقة‬ ‫مثابة هي اآلمر والناهي في المدرسة‬ ‫تتساوى مع المدرسين (السلطة العليا‬ ‫حينها ) وأتذكر بأن هناك أستاذ اسمه محمد‬ ‫الجروشي صفعني ذات مرة على وجهي‬ ‫( عطاني كف) الني تحركت أثناء تأدية تحية‬ ‫العلم‬ ‫في الصف الثالث إعدادي كانت هناك ثورة‬ ‫في فلسطين المحتلة وامتنعت عن الذهاب‬ ‫للمدرسة الن أبي لم يقم بتسجيل اسمي في‬ ‫قائمة المسافرين إلي فلسطين للجهاد ( طفلة‬ ‫) ولعنادي المعتاد ذهب بي أبي إلي ُمدرسة‬ ‫واتفق معها دون علمي وقاما بتمثيل تمثلية‬

‫بان تقوم المدرسة بكتابة اسمي وإيهامي بأنها‬ ‫القائمة التي ستسافر إلي فلسطين ‪ ،‬فقد كان‬ ‫معمر دائما ما ينادي بفلسطين المحتلة وما‬ ‫يقوله معمر هو الحق والكل باطل‬ ‫استمرت في هذا النشاط في المرحلة الثانوية‬ ‫في مدرسة ( فتاة العروبة ) كنا مجموعة فتيات‬ ‫تعشق أي نشاط إال حضور الحصص الدراسية‬ ‫وكنت بالمثابة الثورية أيضا ‪ ،‬والعجيب إن كل‬ ‫الفتيات الطالبات اللواتي تحصلن على منسقة‬ ‫مثابة من نفس قبيلتي ( العجيالت ) وكأنها‬ ‫وراثة قبلية‬ ‫وبعد أن توقفت عن الدراسة ألسباب صحية‬ ‫وعند عودتي للدراسة اخترت التخصص‬ ‫العلمي ( علوم أساسية ) ودرست بمدرسة‬ ‫( المسيرة الخضراء ) وهناك كنت ممثلة‬ ‫متقمصة لشخصية الذكور ‪ ،‬ومتملكة لإلذاعة‬ ‫والمثابة وكل ما يتعلق باللجان الثورية الخاصة‬ ‫بالمدرسة وذات مرة كانت هناك اإلذاعة‬ ‫المرئية وأنا فقط من تقرأ وثيقة العهد والمبايعة‬ ‫وبعد ذاك الحماس وفي نهاية الوثيقة قلت (‬ ‫والي اإلمام ) بالكسر وليس الفتح وحينها بكيت‬ ‫كثيرة لهذا الخطأ الفادح وقام أستاذ مادة الفكر‬ ‫الثوري أو الجماهيري بترضيتي ووعدي أن‬ ‫أقرا الوثيقة في المرة القادمة أيضا ( أستاذي‬ ‫هذا أصبح صديقي فيما بعد وهو من شجعني‬ ‫على دخول عالم التمثيل ) واستمريت عاشقة‬ ‫للقذافي وفكره وكتابه األخضر سنوات عدة‬ ‫وبعد فشلي في مدرسة المسيرة الخضراء‬ ‫عدت الي التخصص األدبي بمدرسة فتاة‬ ‫العروبة ولم أتغير استمريت في المثابة والفكر‬ ‫الثوري وكنت مصدقة لكل ما يقوله القذافي‬ ‫وكنت اهتف باسمه وادعوا له بطول العمر‬ ‫( عكس اآلن) ودخلت جامعة قاريونس ‪ ،‬كلية‬ ‫اآلداب قسم إعالم وكالعادة قبل أن تتعرف على‬

‫ضيف الغزال‬

‫القسم الذي اخترته تدخل إلي األسبوع الثوري‬ ‫وثالث يوم لي بجامعة قاريونس كانت هناك‬ ‫محاضرة عن فلسطين المحتلة يلقيها الدكتور‬ ‫محمد صالح ووقفت قائلة ( باهلل عليكم سئمنا‬ ‫هذه الحدوتة والمحاضرة فطوال عمري وأنا‬ ‫استمع إليها مع محاضرة مهام اللجان الثورية‬ ‫ومن هم) حينها جاء الطلبة المنتسبون للمثابة‬ ‫بجامعة قاريونس إلسكاتي ولكن الدكتور‬ ‫محمد طلب منهم التوقف وسمح لي بالتكملة‬ ‫فقلت له ( نريد محاضرات حقيقية وليس‬ ‫كالم‪ ،‬نريد شيء ملموس ال كالم ال طائل من‬ ‫ورائه ) حينها تم استقطابي للمثابة بجامعة‬ ‫قاريونس كلية اآلداب وأصبحت آمرة هناك‬ ‫لدي صالحية مجموعة اآلمن هناك وصدقا‬ ‫المثابة هناك لم تكن سوى مكان مفتوح للجلوس‬ ‫به والتحدث وتخويف اآلخرين ‪.‬‬ ‫وتم تكليفي بمنسق مهاجمة األنشطة الهدامة‬ ‫( ال أتذكر االسم ولكن اعتقد بأنها كانت هكذا‬ ‫الصفة ) حينها تم إحراق صورة القذافي التي‬ ‫تتوسط المثابة وقامت الدنيا حينها ولم يتم‬ ‫التعرف عن الفاعل وإن كنا نعرفه ولم نخبر‬ ‫عنه الن الحرق كان عن غير قصد‬ ‫وأصبحت القي المحاضرات الثورية وأنا‬ ‫بالصف األول بالجامعة وسافرت حينها إلي‬ ‫مصر إلي مدينة أمي المنصورة وهناك التقيت‬ ‫بأن عم أمي ( وليد ) وعلم بأني اعشق هذا‬ ‫الرجل الني ال اعرف سواه ‪ ،‬فنحن جيل تم‬ ‫القضاء على تفكيره منذ الصغر ‪ ،‬أصبح معمر‬ ‫هو اإلله وال نعبد سواه وكان الكل يخاف‬ ‫التحدث معي بهذا الخصوص خوفا من كوني‬ ‫كنت مع اللجان الثورية أتذكر بأن أبي كان‬ ‫عندما يغضب يخفى غضبه عنى خوفا مني‬ ‫ويردد قصة الطفل الذي شاهد صورة القذافي‬ ‫في الشارع فقال ( هذا الذي يبصق عليه أبي‬ ‫كلما رآه في التلفاز ) وبسبب طفولته تم اعتقال‬ ‫والده‬ ‫لم أكن اعي ما يرمي إليه أبي إلي بعد فترة‬ ‫طويلة جدا‬ ‫المهم ـ عندما التقيت ابن عم أمي وليد حدثني‬ ‫عن خبايا القذافي بالدالئل من االنترنت (كنت‬ ‫حينها ال اعرف هذا االختراع) فعل وليد‬ ‫مالم يفعله احد من ابن ليبيا ‪ ،‬وقال لي عن‬ ‫كل مصائب وأفعال القذافي في وقت ال احد‬ ‫يستطيع البوح بما يفعل حينها‬ ‫عدت لليبيا وعدت للكلية ولم استطع قول بأني‬ ‫لم اعد أؤمن باللجان الثورية ولكن حاولت‬ ‫سرقة ملف انتسابي لهذه الحركة وقمت بحرقه‬ ‫مباشرة ثم حاول احد رجال اآلمن الداخلي‬ ‫بالجامعة أن يزرعني بين طالبات يجتمعن‬ ‫دائما في الجامعة ويرتدين الحجاب وعلمت‬

‫من هن الطالبات فقد كانن صديقاتي وزميالتي‬ ‫في المرحلة اإلعدادية والثانوية وكنت يوما ما‬ ‫معهن مرتدية الحجاب ولكن أنا تخليت عنه‬ ‫وهن استمررن في ذلك ( عندما خاف أبي من‬ ‫حجابي واألمن يقبض علي الفتيات المرتديات‬ ‫الحجاب واللواتي يرتدين القفاز) ألنها عادة‬ ‫يهودية كما كان يعرف من قبل مدرسات الفكر‬ ‫الثوري‬ ‫عندما ابلغني ذاك الرجل في األمن باسم‬ ‫إحداهن وإنهن اخطر بنت في الجامعة ‪ ،‬لم‬ ‫اعرف ما افعل هل اخبرهن ؟ وإن فعلت سيتم‬ ‫القضاء على ؟ ولكن ذهبت إليها وأخبرتها‬ ‫وشكرتني وقلت لها إن أتت أي فتاة ترتدي‬ ‫الحجاب تريد االنضمام إليكن ‪ ،‬احذروا منها‬ ‫وأبلغتني بأن فعال هناك فتاة وقالت لي اسمها‬ ‫أنظمت إليهن مؤخرا ‪ ،‬وكنت اعرفها فقد كانت‬ ‫من الثوريين البارزين حينها وأخبرتها بهذا‬ ‫واعتذرت لذاك الرجل بحجة الدراسة وعدم‬ ‫اهتمامي بهن الني لم أكن أضع غطاء الشعر‬ ‫حينها وسيتم رفضي بينهن ولن أضع الحجاب‬ ‫وقتها‬ ‫ثم حاولت االنسحاب من هذه الحركة بشكل‬ ‫خفي خوفا على نفسي وأصبحت من أعداء‬ ‫النظام الثوري بعد أن كنت من محبيه‬ ‫إلي أن تعرفت على الصحفي ضيف الغزال ‪،‬‬ ‫حينها لم اصدق بأنه تخلي على اللجان الثورية‬ ‫وأصبح معارضا ينشر ما يكتب ‪ ،‬وبعد خطفه‬ ‫وقتله ‪ ،‬أصبحت أقول بشكل علني بسيط‬ ‫(لألصدقاء الموثوق بهم) بأني ضد القذافي‬ ‫وكنت أطلق عليه اسم ( هيفاء) بين األصدقاء‬ ‫وعندما أحدثهم عن هيفاء يعرفون بأني أتحدث‬ ‫عن القذافي‬

‫الخالصة‬

‫بأننا نحن جيل السبعينات ظلمنا بكل المقاييس‬ ‫( أنا مواليد ‪ 30‬ابريل ‪ ) 1975‬فقد تم تحويلنا‬ ‫من أطفال إلي ثوريين دون دراية من الكل‬ ‫‪ ،‬وتم إلغاء اللغة االنجليزية ‪ ،‬وال ثقافة لدينا‬ ‫سوى ثقافة معمر القذافي والتعليم كان ( كيف‬ ‫ما يجي يجي)‬ ‫نحن من ظلمنا القذافي وانتقم منه الجيل الذي‬ ‫يلينا ألننا أصبحن ال شيء ‪ ،‬مجرد أشخاص‬ ‫ضاعت سنواتهم هباء ‪ ،‬ولن يسعفنا الوقت‬ ‫لنقوم بتحصيل ما ضاع من سنواتنا‬


‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪17‬‬

‫السيارة أمريكية‬ ‫والسائقة سعودية‬ ‫هشام عبد الحميد الشلوي‬ ‫يبدو لي أنني من هواة القياس خاصة على‬ ‫عناوين بعض الكتب‪ ،‬فقد يوحي لي ما‬ ‫اخترت من عنوان لهذه المقالة أنني أقيس‬ ‫عنوانها على كتاب الصهيوني األمريكي‬ ‫وكاتب عمود الشؤون الخارجية بصحيفة‬ ‫النيويورك تايمز توماس ل ‪.‬فريدمان (‬ ‫السيارة ليكساس وشجرة الزيتون) والذي‬ ‫بشر فيه مثل فرانسيس فوكوياما الياباني‬ ‫األمريكي بنهاية التاريخ اإلنساني‪ ،‬ونهاية‬ ‫المشاريع السياسية الكبرى في العالم والتي‬ ‫تتبنى قضايا المهمشين والضعفاء لصالح‬ ‫النيو ليبرالية‪ ،‬أو الرأسمالية الجديدة‪.‬‬ ‫مؤكدا على اعتبار العولمة قدرا محتوما‪،‬‬ ‫أي بمعنى التخلي عن الدولة الوطنية في‬ ‫الجنوب لصالح وطنية الشمال ودولة‬ ‫أمريكا‪.‬‬ ‫قد يكون هذا القياس بالنسبة لي على األقل‬ ‫ذا مغزى ما‪ ،‬أو هدف ما‪ ،‬وقد يبدو بدون‬ ‫رؤية واضحة‪ ،‬ولكن سنترك ذلك الحكم‪-‬‬ ‫سلبا أو إيجابا‪ -‬للقارئ‪.‬‬ ‫ففي أوقات األزمات خاصة في العالم النيو‬ ‫ليبرالي ( يعتقد البعض أن الليبرالية الجديدة‬ ‫لوحدها كلمة متطهرة‪ ،‬ال تتهم طرفا بعينه‪،‬‬ ‫وهذا فهم يجانب الصواب‪ ،‬إذ أن الواليات‬ ‫المتحدة بما تملكه من أدوات توجيه تنبع‬ ‫من سياسة عالمية شمولية كونية‪ ،‬تحدد‬ ‫معنى التجارة‪ ،‬والثقافة‪ ،‬والديمقراطية‪،‬‬ ‫واإلرهاب) وعلى رأسه الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية‪ ،‬يتم الزج بقضايا من قبل اليمين‬ ‫المتطرف في هذه الدول ظاهرها ديني‬ ‫وأخالقي‪ ،‬وباطنها صرف األنظار خاصة‬ ‫تلك المطالبة بالعدالة االجتماعية والدفاع‬ ‫عن حقوق المقهورين المهمشين‪.‬‬ ‫أعتقد في غير ما جزم أن هذا ما يحدث‬ ‫في العربية السعودية‪ ،‬حيث صاحبت قصة‬ ‫تحدي المرأة السعودية للتخلف االجتماعي‬ ‫في العربية السعودية باإلصرار على قيادة‬ ‫السيارات في شوارع المملكة الفسيحة‪،‬‬ ‫ضجة إعالمية غربية على المستوى‬ ‫اإلعالمي والسياسي‪ ،‬فالسيدة هيالري‬ ‫كلينتون وزيرة خارجة الواليات اعتبرت‬ ‫أن هذا التحدي سيشكل نقلة نوعية في‬ ‫دمقرطة المملكة السعودية‪ (،‬والتي تسيطر‬ ‫فيها عائلة سياسية متحالفة مع عائلة دينية‬ ‫آل الشيخ على شؤون الحكم منذ زمن‬ ‫طويل) ‪.‬‬ ‫كما أن اإلعالم الغربي تناول هذه القضية‬ ‫بجدية بالغة تنبئ عن خطر وعظمة اقتحام‬

‫المرأة السعودية لمجال قيادة السيارات‪،‬‬ ‫وأن هذا دليل على صحة التحوالت‬ ‫االجتماعية في العربية السعودية‪.‬‬ ‫لهذه القصة أخرى مماثلة أو مشابهة لها‬ ‫في بعض جوانبها على الطرف اآلخر‬ ‫من األطلسي‪،‬حيث الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية‪ .‬إذ أنه في أوقات األزمات‬ ‫االقتصادية داخل الواليات المتحدة يتم‬ ‫تعبئة الجانب األصولي ‪ ،‬فعندما تتعرض‬ ‫األجور الفعلية لألغلبية إما لحالة ركود‬ ‫أو تدن‪ ،‬أو تزيد ساعات العمل‪ ،‬أو تقل‬ ‫بشكل ملحوظ الخدمات االجتماعية‪ ،‬تحدث‬ ‫أزمات ثقافية واقتصادية واجتماعية تنذر‬ ‫بخطر ما قد يحدث ويهدد بنية النظام‬ ‫السياسي الكلي‪ ،‬فتتم عملية ممنهجة‬ ‫وذلك بتعبئة التيارات المسيحية المتطرفة‬ ‫وتحويلها لقوة سياسية فاعلة ‪ ،‬ويتم‬ ‫تحويل االنتباه إلى القضايا التي تهم تلك‬ ‫الحركات األصولية‪ ،‬ال التي تهم المجتمع‬ ‫وتتماس بشكل مباشر مع معيشه العاري‬ ‫تماما من أية ضمانات اجتماعية‪ ،‬فإذا ما‬ ‫أضحت قضايا اإلجهاض وحقوق المثليين‬ ‫ونظرية النشوء واالرتقاء هي محط‬ ‫اهتمام الساسة واإلعالميين‪ ،‬وعسكرة‬ ‫المجتمع عن طريق الضغط اإلعالمي‬ ‫المتواصل وقسمه بل قضمه إلى مؤيدين‬ ‫ومعارضين لتلك الحقوق‪ ،‬فغنه ال خطر‬ ‫على بنية النظام السياسي واالقتصادي‪،‬‬ ‫واللذان يتضافران معا في تأكيد حرية‬ ‫السوق بال قيود أو ضمانات لصالح عدد‬ ‫محدود من الشركات العالمية الكبرى‪ ،‬مع‬ ‫تخفيض مستمر في الضرائب على تلك‬ ‫الشركات وإعاناتها حكوميا في أوقات‬ ‫أزماتها التي ال تنتهي بسبب المغامرات‬ ‫غير المدروسة‪ ،‬ونقل رأس المال من‬ ‫أمريكا نفسها بحثا عن أسواق رخيصة في‬ ‫يدها العاملة‪ ،‬مع تخفيض مستمر في حجم‬ ‫النفقات ذات الطابع االجتماعي‪ ،‬وتخفيض‬ ‫الجور بكل وسيلة ممكنة‪ ،‬وزعزعة ثقة‬ ‫المواطن في أهمية حياته ووجوده أساسا‬ ‫عن طريق جعله محل فصل دائم من عملة‬ ‫إذا اقتضت ضرورة الشركات‪ ،‬الباحثة‬ ‫أساسا عن الربح‪ ،‬دون وجود وازع‬ ‫أخالقي اجتماعي‪ ،‬يضمن لفئات بعينها أقل‬ ‫تكنوقراطية ‪ ،‬واقل مهارة في البقاء على‬ ‫قيد الحياة بكرامة‪.‬‬ ‫وقد حدث هذا التحول داخل أمريكا إبان‬ ‫عهد الرئيس جيمي كارتر‪،‬إذ قبله لم يكن‬

‫أحد يهتم بما إذا كان الرئيس متدينا أم ال؟‬ ‫يذهب إلى الكنيسة في أيام اآلحاد أم ال؟‬ ‫ولكن الرئيس كارتر علم رؤساء األحزاب‬ ‫والسياسيين أنك إذا بدوت أمام الناس ورعا‬ ‫وتشعر بالذنب دائما‪ ،‬وان السيد المسيح‬ ‫يتراءى لك في منامك‪ ،‬فمن المؤكد أنك‬ ‫ستكسب أصوات ناخبين جدد‪ .‬ولقد بدأت‬ ‫هذه السياسات الجديدة في عهد الرئيس‬ ‫كارتر ألنها نفس السنوات التي شهدت‬ ‫صعود النيو ليبرالية إلى قلب السياسة‬ ‫األمريكية‪.‬‬ ‫طبعا قد يفهم البعض من كالمي أنني‬ ‫معاد للدين وتغلغله في حياة الناس اليومية‬ ‫وشؤونهم الروحية‪ ،‬أو أنني ذو ميول‬ ‫يسارية‪ ،‬أو غير ذلك من التهم الجاهزة‬ ‫والمفصلة بشكل دقيق لدى البعض‪،‬‬ ‫عندما نبدأ في الحديث بشكل مختلف عن‬ ‫السياقات السائدة‪.‬‬ ‫طبعا ال‪ ،‬فأنا لست يساريا‪ ،‬وفي نفس‬ ‫الوقت لست أمريكيا‪ ،‬فأنا وببساطة شديدة‬ ‫مسلم‪،‬عربي‪ ،‬ليبي‪ ،‬كل هذه التنوعات‬ ‫داخلة في تكويننا الثقافي واالجتماعي شئنا‬ ‫أم أبينا‪.‬‬ ‫لكن الذي لفت نظري هو وجه التشابه بين‬ ‫ما يحدث في العربية السعودية وما حدث‬ ‫في سبعينات القرن العشرين بأمريكا‪.‬‬ ‫إذ أنني أعتقد غير جازم أيضا‪ -‬وقد يعتقد‬ ‫البعض معي كذلك‪ -‬أن مشاكل العربية‬ ‫السعودية ليست محصورة في قيادة المرأة‬ ‫للسيارة من عدمه‪ -‬وأنا اسلم بحق المرأة‬ ‫في قيادة حتى الطائرات‪ -‬إذ أنها ال شك‬ ‫بلد يرزح تحت وطأة قهر وظلم اجتماعي‬ ‫شديدين وفقر أشد‪ ،‬وديكتاتورية شمولية‬ ‫مغلفة بعبأة دينية رسمية تفسر اإلسالم وفق‬ ‫ما يضمن لها البقاء متربعة على عرش‬ ‫ملك هش وضعيف‪ ،‬وما سر بقاء المملكة‬ ‫إلى يومنا هذا ليس قوة نظامها السياسي‬ ‫الحاكم القائم على توارث عائلة واحدة فقط‬ ‫للعرش‪ ،‬وكأنما السعوديون خلو من كل‬ ‫إمكانية لحكم أنفسهم إال عن طريق ثلة من‬ ‫البدو‪ ،‬أو مدى عدالتها في توزيع ثروات‬ ‫النفط بين أبناء الشعب‪.‬‬ ‫إذ يبدو لي أن سر بقاء هذا النظام الخاوي‬ ‫من كل معاني البقاء السياسي والروحي‪،‬‬ ‫إال تحالفه منذ عشرينات القرن العشرين‬ ‫مع الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬بعد‬ ‫إزاحة النفوذ اإلنجليزي منها تماما‪ ،‬إذ تعد‬ ‫العربية السعودية الحليف اإلستراتيجي‬

‫األول للواليات المتحدة حتى قبل ظهور‬ ‫دولة إسرائيل عام ‪1948‬م‪.‬‬ ‫وما قاعدة الظهران األمريكية بالعربية‬ ‫السعودية منا ببعيد‪ ،‬إذ كانت أكبر قاعدة‬ ‫عسكرية أمريكية خارج الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية‪ ،‬والتي تم تفكيكها في ستينات‬ ‫القرن الماضي بعل الضغط القومي‬ ‫العربي العلماني في تلك الفترة‪.‬‬ ‫وقد شهدنا جميعا منذ عدة أشهر اندالع‬ ‫احتجاجات في العربية السعودية مطالبة‬ ‫بمزيد من الحقوق االقتصادية والسياسية‬ ‫والعدالة االجتماعية في توزيع ثروات‬ ‫البالد والتي تحتكرها العائلة المالكة مع‬ ‫بعض رؤوس األموال التي تدور في فلكها‪.‬‬ ‫وشهدنا أيضا العودة السريعة بفرمان‬ ‫أمريكي للملك عبد هللا من رحلة عالجه‬ ‫بالواليات المتحدة إلى العربية السعودية‪،‬‬ ‫وإعالنه فيما يشبه الرؤى التلمودية عن‬ ‫حزمة من االمتيازات المالية الجديدة‬ ‫للشعب‪.‬‬ ‫يبدو أن النصيحة األمريكية بدأت تفعل‬ ‫فعلها في العربية السعودية‪ ،‬فإثارة مثل‬ ‫تلك القضايا والتي اعتقد أنها يجب أن‬ ‫تكون متأخرة في جدول أولويات النظام‬ ‫السعودي‪ ،‬والتي يعمد النظام السعودي‬ ‫إلى إلهاء المجتمع بها عن حقيقة طموحاته‬ ‫وصرفه عن القضايا الحيوية المتمثلة‬ ‫في تداول السلطة والحقوق والحريات‬ ‫األساسية والمتمثلة في حرية الرأي‬ ‫والتعبير والصحافة والقضاء العادل‬ ‫والمستقل‪ ،‬ووضوح مؤسسات سياسية‬ ‫تقف على مسافة فاصلة من النخبة الحاكمة‬ ‫ووضع القانون في موضع القلب من‬ ‫السياسة‪.‬‬ ‫هذا ما يجب أن يشغل الرأي العام‬ ‫السعودي‪ ،‬ال قضية ساذجة مثل قيادة المرأة‬ ‫للسيارة من عدمه‪،‬وكأن الفقر والجهل‬ ‫والقهر والكبت والديكتاتورية الشمولية‬ ‫التي تتحكم في مقدرات العربية السعودية‬ ‫منذ نشأتها وحتى يومنا هذا ستحلها قيادة‬ ‫تلك المرأة والتي تمثل جزءاً من الوعي‬ ‫البائس والفقير والحائر تؤسس بتمردها‬ ‫المزيف هذا لوعي أشد قتامة وحيرة‪ ،‬في‬ ‫عالم لم تفهم منه إال قيادة السيارة بحرية‬ ‫في شوارع الرياض وجدة‪ ،‬يا له من نصر‬ ‫في زمن أضحت االنتصارات فيه أتفه‬ ‫لعب األطفال‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫اإلبل أم الكعبة؟ ‪ ..‬فن توصيف الصراع‬ ‫عبدهللا هارون عبدهللا‬

‫تضارب الشعارات‬ ‫إذا وقع الصراع بين الشعارات ‪..‬‬ ‫بمعنى أن يرفع أطراف الصراع الشعارات‬ ‫نفسها فذلك يعني خلال في توصيف الصراع‬ ‫‪ ..‬هذا ما نلمسه في الثورات العربية‪ ..‬ففي‬ ‫هذه الثورات(باستثناء الثورة التونسية) ركز‬ ‫الثوار و ركزت األنظمة أيضا على الشعار‬ ‫الديني و إن بدرجات ‪ ..‬ففي مصر الحظنا‬ ‫طغيانا للشعار الديني عند الثوار ‪ ..‬من‬ ‫تكبير و استغالل ليوم الجمعة و صالته و‬ ‫خطبته ورمي للنظام بالعداء لإلسالم ومن ثم‬ ‫تكفيره أحيانا ‪ ..‬بل وصل األمر إلى إصدار‬ ‫القرضاوي فتوى تجعل الخروج للتظاهر‬ ‫يوم الجمعة واجبا شرعيا على كل قادر (و‬ ‫لم يذكر الدليل ‪ ..‬و ال دليل سوى حساب‬ ‫قديم بين مبارك واإلخوان يريدون تصفيته)‬ ‫‪ ..‬بينما أخذ النظام من الشعار الديني تحريم‬ ‫الخروج على ولي األمر ‪ ..‬و تحريم إيقاظ‬ ‫الفتنة‪.‬‬ ‫أما في اليمن و سوريا و ليبيا فقد الحظنا‬ ‫تطابقا أو شبه تطابق بين طرفي الصراع من‬ ‫استغالل الشعار الديني ‪ ..‬فبينما كان الثوار‬ ‫في ليبيا يكبرون كان المدافعون عن القذافي‬ ‫يكبرون ‪ ..‬و بينما كان الثوار يستغلون الجمعة‬ ‫و صالتها ‪ ..‬وصار خطباء الميادين يوم‬ ‫الجمعة هم من يشكل الوعي العام و ينشرون‬ ‫أخبار المعجزات والكرامات التي تذكرنا بما‬ ‫كان يروج أثناء غزو صدام للكويت‪ ،‬وحين‬ ‫الحديث عن القاعدة في أفغانستان ‪ ..‬كان‬ ‫خصومهم يفعلون األمر نفسه و إن بدرجة أقل‬ ‫‪ ..‬وفتحت سوقا صاخبة على ضفتي الجبهة‬ ‫لتوزيع الحوريات ‪ ..‬و تردد هتاف ‪( :‬الدم‬ ‫الشهداء ما يمشيش هباء) على الضفتين أيضا‬ ‫‪ ..‬و إن كان القذافي لم يلجأ الختراع أسماء‬ ‫للجمع فقد عوض ذلك بشعارات ‪ :‬محاربة‬ ‫الصليبيين وتحريم الخروج عن ولي األمر‬ ‫ونسي أنه منذ ‪1977‬م وهو يؤكد بأنه ليس‬ ‫بولي أمر أحد ‪ ..‬كما أن إعالمه كان يدعو‬ ‫باستمرار لترك الفتنة لتهنأ بنوم العوافي ‪ ..‬و‬ ‫إال سيترتب على إيقاظها ما ترتب على إيقاظ‬ ‫إحدى شخصيات البوكيمون حينما غنى لها‬ ‫األبطال‪( :‬يا من تستغرق في النوم ‪ ..‬انهض‬ ‫و استقبلنا اليوم) ‪ ..‬فنهض و ليته لم يفعل ‪..‬‬ ‫فقد كان استقباال فظيعا‪.‬‬ ‫و أمام طغيان الشعار الديني على هذه‬ ‫الثورات البد من التذكير بنماذج لثورات‬ ‫عربية وإسالمية سبقت ما يعرف بالربيع‬ ‫العربي ونجحت مثله في إسقاط أنظمة مستبدة‬ ‫دون اللجوء إلقحام الدين في المهمة‪.‬‬

‫النموذج السوداني ‪1985‬‬ ‫حكم جعفر النميري السودان من عام‬ ‫‪ .. 1969‬و كان زعيما ركب موجة السادات‬

‫و تشبه به كزعيم مؤمن ومارس بطشا‬ ‫شديدا تجاه خصومه كأي زعيم مؤمن ‪ ..‬و‬ ‫ظل على هذا حتى قامت ضده ثورة شعبية‬ ‫عام ‪ 1985‬أشعل شرارتها طلبة جامعة أم‬ ‫درمان اإلسالمية وأنظمت إليها معظم قوى‬ ‫الشعب السوداني الشعبية وأسقطته ليتولى‬ ‫عبد الرحمن سوار الذهب الحكم مؤقتا وليسلم‬ ‫البالد كما وعد لحكومة منتخبة ‪ ..‬ولم نسمع‬ ‫في تلك الثورة بجمعة الحشود وال جمعة‬ ‫الوفاء ولم يسجل أي طلب على الحوريات‬ ‫األصيلة ‪ ..‬ولم تنشط فيها تجارة الفتوى‪.‬‬

‫النموذج االندونيسي ‪1998‬‬ ‫حكم سوهارتو إندونيسيا منذ عام ‪1967‬م‬

‫و كان من أهم قادة تحرير إندونيسيا من‬ ‫االستعمار الهولندي ‪ ..‬و حكم البالد بقبضة‬ ‫حديدية حتى قامت ضده ثورة شعبية عام‬ ‫‪1998‬م قادها طالب الجامعات والنقابات‬ ‫العمالية وبعض القوى األخرى ‪ ..‬قام الشباب‬ ‫في نهايتها بمحاصرة مبنى البرلمان مما‬ ‫اضطر سوهارتو لالستقالة ‪ ..‬و يقال بأنه قتل‬ ‫من خصومه حوالي المليون (أثناء الثورة‬ ‫وطيلة سني حكمه) ‪ ..‬كما اتهم باستحواذه‬ ‫هو وأقاربه على المليارات من الدوالرات ‪..‬‬ ‫لكأن له صلة قرابة بالعرب إذ أن تاريخه و‬ ‫سلوكه مثل تاريخ وسلوك زعمائهم ‪ ..‬والمهم‬ ‫أنه لم يرفع في تلك الثورة أي شعار ديني‬ ‫‪ ..‬فلم نسمع فيها بجمعة الحشود وال جمعة‬ ‫الحسم وال جمعة القصاص ولم توزع فيها أية‬

‫حوريات على اإلطالق ولم تنشط فيها سوق‬ ‫الفتاوى رغم أنها سجلت مشاركة معتبرة‬ ‫لإلسالميين فيها‪.‬‬ ‫و ثورة السودان و ثورة إندونيسيا وقعتا‬ ‫في عز ما يعرف بالصحوة اإلسالمية لكن‬ ‫القائمين عليهما كانوا على درجة كبيرة من‬ ‫الوعي والصدق أو ربما من العفوية الحقة‬ ‫التي ال تتوفر لألسف في ثوار القرن الحادي‬ ‫والعشرين الذين يزعمون بعفوية ثوراتهم‬ ‫والذين يحشرون الدين في صراعات ال‬ ‫عالقة لها بالمقدس شجونه ‪ ..‬فيحرجون‬ ‫بذلك هللا و يحرجون أنفسهم‪.‬‬ ‫كما أن هاتين الثورتين تستحقان االعتراف‬ ‫لهما بالريادة إن على مستوى العالم اإلسالمي‬ ‫أو العالم العربي في العصر الحديث ‪ ..‬و قد‬ ‫كانت قبلهما الثورة اإليرانية ‪ ..‬و لذا ال معنى‬ ‫لهذا التهليل المبالغ فيه للثورتين التونسية‬ ‫والمصرية وكأنهما غير مسبوقتين بالمرة‪.‬‬ ‫توصيف الصراع في ليبيا‬ ‫هل الصراع في ليبيا صراع عرقي؟ ‪..‬‬ ‫أصل القذافي؟ ‪ ..‬حقيقة يهودية أمه؟ ‪ ..‬هل‬ ‫الصراع صراع ديني؟ ‪ ..‬معتقد القذافي؟‬ ‫‪ ..‬هل المراد إخراج معمر القذافي من‬ ‫السلطة؟ أم إدخاله في اإلسالم؟ ‪ ..‬هل كان‬ ‫الصراع دفاعا عن الكعبة أم عن اإلبل؟ ‪..‬‬ ‫و لعل التساؤل األخير يحتاج للتوضيح ‪ ..‬و‬ ‫يكفي لذلك التذكير بما حدث بين عبدالمطلب‬ ‫وأبرهة الحبشي ‪ ..‬حينما قال األول ‪ :‬اإلبل‬ ‫أنا ربها أما البيت فله رب يحميه ‪ ..‬موصفا‬ ‫الصراع بينهما توصيفا دقيقا وهو صراع ال‬ ‫عالقة له بالدين بل بالدنيا ‪ ..‬صراع من أجل‬ ‫اإلبل ال من أجل الكعبة‪.‬‬ ‫ليس موضوع الصراع أصل القذافي وال‬ ‫عقيدته بل استبداده ‪ ..‬الصراع صراع دنيوي‬ ‫إنساني حقوقي ‪ ..‬و الهدف النهائي هو إقامة‬ ‫دولة الحريات بما فيها حرية المعتقد وحرية‬ ‫البحث حتى في الدين ‪ ..‬دولة عصرية تحفظ‬ ‫كرامة مواطنيها‪.‬‬

‫اإلفراط يف اخلطاب الديين‬ ‫الخطاب المصاحب للثورة يعيدنا‬ ‫ألجواء الفتح اإلسالمي ‪ ..‬خطاب تغلب عليه‬ ‫الصبغة الدينية وكأن توصيف الصراع هو‬ ‫صراع إلدخال القذافي في اإلسالم وليس‬ ‫إخراجه من السلطة وصار من المتوقع أن‬ ‫يقف المستشار مصطفى عبدالجليل على‬ ‫أسوار طرابلس ليقول للقذافي ومن معه ‪ :‬إنا‬ ‫نخيرك بين ثالثة ‪ :‬إما اإلسالم وإما الجزية و‬ ‫إال فالناتو ‪ ..‬اسلم تسلم ‪ ..‬اسلم يؤتك هللا أجرك‬ ‫وأجر من اتبعك من أبناء العزيزية‪.‬‬ ‫إن هذا التوصيف ليس صحيحا على‬ ‫اإلطالق ‪ ..‬وال عالقة للصراع في ليبيا‬ ‫بالناحية الدينية ‪ ..‬و تطلع الشعوب للحرية‬ ‫ليس حكرا على الشعوب اإلسالمية ‪ ..‬كل‬

‫الشعوب مهما كانت عقيدتها تثور ضد‬ ‫الظالم مهما كانت عقيدته ‪ ..‬هل كان نلسون‬ ‫مانديال مسلما؟ هل أقحم عقائد قبيلة الزولو‬ ‫في الصراع مع البيض؟ ‪ ..‬هل كان غاندي‬ ‫مسلما؟ ‪ ..‬هل أدخل عقائد الهندوس في‬ ‫صراعه مع اإلنجليز؟ ‪ ..‬و األمثلة كثيرة‬ ‫على ثورات إنسانية رائعة جرت بعيدا عن‬ ‫المعابد والكهنوت ‪ ..‬كما أن هناك أمثلة مخيفة‬ ‫لثورات خرجت من جوف المعابد‪.‬‬

‫حرف الواو‬ ‫هل نحن طالب حريات أم طالب‬ ‫حوريات؟ ‪ ..‬علينا أن نحدد موقفنا من حرف‬ ‫الواو ‪ ..‬إذا كنت طالب حوريات فلست‬ ‫مضطرا للقتال لتنال حصتك منهن ‪ ..‬هناك‬ ‫طرق كثيرة غير القتال ‪ ..‬اسلك سلوك عباد‬ ‫الرحمن الذين يمشون على األرض هونا و‬ ‫لما تسمع خطاب للقذافي قل ‪ :‬سالما موش‬ ‫سلمية ‪ ..‬و أنت كفيل بان تنال كفايتك وزيادة‬ ‫من الحوريات ‪ ..‬هناك من يوزع الحوريات‬ ‫كأنه يوزع بطاطا ‪ ..‬التركيز على موضوع‬ ‫الحوريات و جعله حافزا للثوار يخرج‬ ‫النساء من الصراع ‪ ..‬من الثورة ألنه ليس‬ ‫لديهن نصيب في هذه المكافأة‪.‬‬

‫خطأ و خطر الدخول يف املزاد‬ ‫الديين‬ ‫الدخول في المزاد الديني سلوك ال أخالقي‬ ‫ألنه يستغل العواطف الدينية عند الناس‬ ‫لتجنيدهم لتحقيق أهداف ال عالقة لها بالدين‬ ‫‪ ..‬إنه استغالل لتقديس الناس للكعبة في عملية‬ ‫إنقاذ اإلبل وهذا ما ترفع عنه عبدالمطلب‬ ‫حري بنا أن نترفع نحن أيضا عنه ‪ ..‬الدخول‬ ‫في هذا المزاد يترتب عليه ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ــ حرف الصراع عن حقيقته وإدخاله في‬ ‫متاهات ال عالقة له بها‬ ‫‪ 2‬ــ المزايدة الدينية سالح في يد القذافي و‬ ‫أتباعه أيضا‬ ‫‪ 3‬ــ يؤدي إلى نشوء سوق مزايدات دينية‬ ‫محلية بين أطياف الثورة نفسها‬ ‫‪ 4‬ــ يؤدي (وهو األهم و األخطر) إلى جعل‬ ‫التكفير سالحا في يد من هب و دب لتصفية‬ ‫خصومهم‪.‬‬ ‫من يقاتل القذافي بحجة أنه كافر ‪..‬‬ ‫أي يقاتله بمرجعية دينية سوف يقاتل في‬ ‫المستقبل كل مخالفيه بالحجة ذاتها ‪ ..‬سوف‬ ‫يكون التكفير سالحا في يد أي جماعة للقضاء‬ ‫على مخالفيها في الرأي والرؤية ‪ ..‬فإذا ما‬ ‫قيل لها ‪ :‬ال يجوز ألحد تكفير اآلخرين و من‬ ‫ثم ال يجوز قتلهم ‪ ..‬ردت هذه الجماعة بالقول‬ ‫‪ :‬ألم نكفر القذافي ونقاتله وأبحتم لنا ذلك؟ بل‬ ‫شجعتمونا عليه؟ و باركتموه؟‬


‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪19‬‬

‫كيف أحبط أجدادنا خمططات الدول الكربى؟‬ ‫يونس فنوش‬ ‫عندما وضعت الحرب العالمية الثانية‬ ‫أوزارها‪ ،‬وانقشع غبارها عن تراب وطننا‪،‬‬ ‫وضعت دول الحلفاء المنتصرة في الحرب‬ ‫يدها على ليبيا‪ ،‬فكانت طرابلس وبرقة تحت‬ ‫اإلدارة العسكرية البريطانية‪ ،‬وجعلت فزان‬ ‫تحت اإلدارة الفرنسية‪.‬‬ ‫حالما انتهت الحرب‪ ،‬واجه أجدادنا وآباؤنا‬ ‫تحديا ً بالغ الصعوبة والتعقيد‪ ،‬تمثل في مدى‬ ‫ما بوسعهم فعله كي تكون لهم كلمة في تحديد‬ ‫مستقبل بالدهم‪ .‬كان ثمة إجماع وطني شامل‬ ‫على المطالبة بأمرين اثنين هما‪ :‬االستقالل‬ ‫والوحدة‪ ،‬لم يحدث حولهما أي اختالف‬ ‫ذي شأن بين الزعماء الوطنيين والنشطين‬ ‫السياسيين في إطار األحزاب السياسية التي‬ ‫تشكلت أساسا ً لمواجهة تلك المعركة‪ :‬معركة‬ ‫االستقالل والوحدة‪.‬‬ ‫وخاض آباؤنا بوعي سياسي جدير بأن يحظى‬ ‫منا بكل التقدير واإلعجاب معركة االستقالل‬ ‫والوحدة‪ ،‬ولكنهم كانوا يخوضونها بدون‬ ‫أي سالح فعلي سوى الوعي بأبعاد مطالبهم‬ ‫الوطنية وتوحد عزيمتهم على أن يكونوا يداً‬ ‫واحدة لخوضها‪ ،‬في مواجهة أطماع الدول‬ ‫الكبرى التي كانت تنظر إلى ليبيا باعتبارها‬ ‫غنيمة سائغة لهم‪ ،‬نظير انتصارهم في الحرب‬ ‫على القوة التي كانت تستعمرها‪.‬‬

‫امل�����ش�����روع‬ ‫ال����ل����ي��ب�ي‬ ‫وخ����ط����ورة‬ ‫ان����زالق����ه‬ ‫إىل دول����ة‬ ‫ال��ق��ب��ي��ل��ة‬ ‫عبدالحكيم الصادق الفيتوري‬

‫وعلى الرغم من العداوة التي جعلت إيطاليا‬ ‫وبريطانيا تقفان في خندقين متقابلين أثناء‬ ‫الحرب العسكرية‪ ،‬إال أن ساحة المعركة‬ ‫السياسية جمعت بينهما عندما أخذتا تتفاوضان‬ ‫على اقتسام الغنيمة‪ ،‬فظهر إلى الوجود ما‬ ‫عرف بمشروع «بيفن‪-‬سفورزا»‪ ،‬وهما‬ ‫وزيرا خارجية بريطانيا وإيطاليا آنذاك‪.‬‬ ‫وقد بذلت الدولتان جهوداً كبيرة في الساحة‬ ‫الدولية‪ ،‬وفي دهاليز منظمة األمم المتحدة‬ ‫كي تروجا لفكرة تأجيل منح ليبيا استقاللها‪،‬‬ ‫ووضعها تحت الوصاية الدولية‪ ،‬بحيث تعطى‬ ‫إيطاليا الوصاية على طرابلس‪ ،‬وبريطانيا‬ ‫الوصاية على برقة‪ ،‬وتبقى فزان تحت‬ ‫الوصاية الفرنسية‪.‬‬ ‫لكن الليبيين لم يرضخوا لتلك المخططات‪،‬‬ ‫وأخذت القوى السياسية التي تمثلت في‬ ‫عدد من األحزاب العاملة في الوطن تكشف‬ ‫أبعاد تلك المخططات‪ ،‬وتؤكد على عزم‬ ‫الليبيين على نيل استقاللهم‪ ،‬وتحفظ لنا‬ ‫سجالت التاريخ ووثائقه صورة باهرة ألبعاد‬ ‫تلك المعركة السياسية التي خاضها اآلباء‬ ‫واألجداد على الصعيد اإلعالمي وعلى‬ ‫الصعيد السياسي‪ ،‬من خالل االتصاالت التي‬ ‫كان نفر من الزعماء والقياديين يقومون بها‬ ‫بالدول العربية واإلسالمية‪ ،‬وبلغت ذروتها‬

‫رغم تداخل األنساب بين القبائل الليبية عبر‬ ‫الزمن الممتد من خالل المصاهرات وغير‬ ‫ذلك‪ ،‬إال إن النظام السابق استطاع حكم البالد‬ ‫لقرابة نصف قرن من الزمان عبر منطق‬ ‫عشيرة الدولة (قبيلة القذاذفة)‪ ،‬ومن ثم تحويل‬ ‫المجتمع إلى دولة القبيلة (ارتباط القبائل‬ ‫بمصير النظام)‪ ،‬وذلك عبر آليات متنوعة‬ ‫معروفة للجميع‪ ،‬أبرزها مبايعة القبائل‬ ‫لعشيرته‪ ،‬واعتماد الفعاليات الشعبية قناة‬ ‫تواصل‪ ،‬وربط تحقيق مصالح القبائل بتلك‬ ‫األيقونة ليتحكم بمصير المجتمع والسلطة‬ ‫في آن واحد‪ ،‬حتى صارت زعامات القبائل‬ ‫الممتدة شرقا ً وغربا ً وجنوبا ً ترى في مكانتها‬ ‫المحلية امتداداً طبيعيا ً لسلطة زعيم العشيرة‬ ‫األكبر (رأس النظام)‪ .‬وبذلك استطاع النظام‬ ‫البائد تحقيق االستقرار لعشيرة دولته وتحويل‬ ‫الدولة الليبية؛ التي تأسست على أسس دولة‬ ‫حديثة إبان العهد الملكي؛ من دستور وقانون‬ ‫إلى دولة القبيلة وسلطة العشيرة‪ .‬ولكن على‬ ‫الرغم من تلك األيقونية الدفاعية التي أسسها‬ ‫من أجل حماية نظامه االستبدادي فقد فشل فشالً‬ ‫مروعا ً حين حاول طرح أفكاره الخضراوية‬ ‫في كتابه (األخضر) بغية تأسيس دولة حديثة‬ ‫من خالل مشروعه المسمى (بالجماهيرية) ‪،‬‬ ‫وكذلك فشل نجله سيف في مشروعه (ليبيا‬ ‫الغد)‪ .‬وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على‬ ‫هشاشة منطلقاته الفكرية‪ ،‬وخطأ اعتماده على‬ ‫منطق دولة القبيلة‪.‬‬ ‫ويبدو أن السر الكامن وراء اختيار آل القذافي‬ ‫لمنطق دولة القبيلة يعود إلى أسباب عدة‬ ‫منها؛ صعوبة السيطرة على القبائل الممتدة‬ ‫شرقا ً إلى مرسى مطروح‪ ،‬وغربا ً إلى رأس‬

‫في الوفدين الذين ذهبا إلى نيويورك‪ ،‬حيث‬ ‫كانت قضية ليبيا واستقاللها مطروحة على‬ ‫النظر والتجاذبات السياسية الدولية‪ ،‬وتسجل‬ ‫لنا الوثائق ما قام به أعضاء هذين الوفدين من‬ ‫جهود واتصاالت بمندوبي الدول التي كانت‬ ‫مدعوة لبحث القضية والتصويت عليها‪ ،‬حتى‬ ‫توجت تلك الجهود بإجهاض مشروع «بيفن‪-‬‬ ‫سفورزا»‪ ،‬ما مهد السبيل إلنجاح قرار األمم‬ ‫المتحدة بمنح ليبيا استقاللها في موعد أقصاه‬ ‫األول من يناير سنة ‪.1952‬‬ ‫في هذه األيام تكثر الشكوك والمخاوف‬ ‫لدى كثير من أبناء شعبنا‪ ،‬بما في ذلك نخبه‬ ‫الفكرية والسياسية‪ ،‬من أن تكون هناك‬ ‫مؤامرة أو مؤامرات تطبخ في الخفاء لتمرير‬ ‫مخططات تتعلق بليبيا ما بعد القذافي‪ .‬وهذا‬ ‫يمكن أن يكون صحيحاً‪ ،‬وهو –بكل تأكيد‪-‬‬ ‫غير مستبعد‪ .‬فالقوى الدولية التي يهمها الشأن‬ ‫الليبي ومستقبل األوضاع في ليبيا من حقها‬ ‫أن تفعل ما تراه متسقا ً مع مصالحها وأهدافها‬ ‫في ليبيا والمنطقة‪ ،‬ولن يكون عليها لوم إن‬ ‫هي فعلت ذلك‪ .‬أما هل يمكنها تنفيذ ما تخطط‬ ‫له‪ ،‬أو لعلها تحوك المؤامرات لفعله‪ ،‬فذلك ما‬ ‫ينبغي أن نجد نحن اإلجابة عنه‪.‬‬ ‫وفي تقديري أننا ال نملك خياراً سوى أن‬ ‫نتابع بوعي ويقظة تامة ما يدور حولنا وحول‬

‫اجدير‪ ،‬وجنوبا ً إلى الحدود التشادية السودانية‬ ‫النيجرية الجزائرية‪ ،‬كذلك تجزئة المجتمع‬ ‫إلى فئات جهوية وعشائرية متنوعة ومتضادة‬ ‫في بعض المنطق‪ ،‬مع شعور سلطة عشيرة‬ ‫القذافي بعدم قدرتها على السيطرة على هكذا‬ ‫قبائل منتشرة على طول البالد وعرضها‬ ‫دون االستعانة بالمكون العشائري في إطار‬ ‫الترهيب والترغيب ‪ ،‬تارة بالمال والعطايا؛‬ ‫منحا ً ومنعاً‪ ،‬وتارة بقوة السالح؛ تسليحا ً‬ ‫وتجريداً‪ ،‬وبذلك تحقق له إمكانية ضبط شؤون‬ ‫القبائل (المجتمع) ‪ ،‬وفرض األمن في ربوع‬ ‫البالد المترامية‪ ،‬وبالتالي ضمن استمرارية‬ ‫قبيلة دولته في إطار (من تحزب خان) ‪ ،‬ومن‬ ‫والى أصبح (من دولة القبيلة)‪.‬‬ ‫فإذا كانت تلك منطلقات نظام القذافي في‬ ‫تأسيس (دولة القبيلة) ‪ ،‬فهل المشروع السياسي‬ ‫الليبي (جيوسياسي) المتمثل في المجلس‬ ‫االنتقالي الحالي والقوى الوطنية‪ ،‬سوف يجد‬ ‫تلك المنطلقات مالذاً آمنا ً له بعد سقوط النظام‪،‬‬ ‫واختالل توازن السلطة‪ ،‬وانهيار مشروع‬ ‫دولة القبيلة الذي كان يعقد على قبيلة القذاذفة‬ ‫وبعض قبائل الغرب والجنوب‪ ،‬من حيث‬ ‫تأسيس سلطته على بعض قبائل الشرق بكم‬ ‫الشرعية الثورية‪ ،‬للوصول إلى تشكيل دولة‬ ‫القبيلة وإن اتسمت بالديمقراطية والمدنية وما‬ ‫إلى ذلك من أسماء رنانة ؟! بمعنى آخر‪ ،‬هل‬ ‫تعقد القوى الوطنية ذات منطق النظام البائد‬ ‫من خالل فكرة العودة إلى الزخم العشائري‪،‬‬ ‫من أجل إيجاد موطئ قدم راسخة لسلطتها‬ ‫الجديدة‪ ،‬وتحافظ على ديمومة سطوتها‪.‬‬ ‫ثمة إجابة بدهية على هكذا تساؤالت مفادها‪،‬‬ ‫من حق المجلس الوطني االنتقالي والقوى‬

‫قضية بناء بالدنا‪ ،‬وأن نتحرك حركة سياسية‬ ‫جماعية‪ ،‬كي نقول كلمتنا‪ ،‬ومن بعد نفرض‬ ‫إرادتنا القوية‪ ،‬لجعل كلمتنا هي العليا‪ ،‬فوق‬ ‫كلمات القوى الخارجية المتربصة لخدمة‬ ‫مصالحها‪ ،‬وفوق كلمات األطراف الداخلية‬ ‫التي قد تدفعها المطامع الشخصية لقبول‬ ‫الدخول في أية مؤامرات أو مخططات تتم في‬ ‫الخفاء‪.‬‬ ‫وإني لمتفائل جداً بما أشاهده على أرض‬ ‫الواقع من قدرة الحراك السياسي واألهلي‬ ‫على تجسيد إرادة الشعب‪ ،‬ورفع كلمته‪ ،‬ثم‬ ‫فرضها على مجريات األمور واألحداث‪.‬‬ ‫وها نحن أوالء نشاهد كيف بات اإلعالم الحر‬ ‫يقوم بدوره الفاعل في طرح القضايا والمسائل‬ ‫على الرأي العام‪ ،‬وحمل راية التعبير الحر‬ ‫عن اآلراء والمواقف‪ ،‬دون خوف أو حذر من‬ ‫عواقب االتهام أو المالحقة‪ ،‬وهانحن أوالء‬ ‫نشاهد أيضا ً كيف أثبتت مؤسسات المجتمع‬ ‫المدني قدرتها على التفاعل السريع الواعي‬ ‫مع األحداث والتطورات التي تتصل بمختلف‬ ‫أبعاد القضية الليبية في الداخل والخارج‪.‬‬ ‫وكيف تمكنت هذه المؤسسات عبر تحركها‬ ‫الجماعي المنظم من فرض كلمتها‪ ،‬التي‬ ‫تعبر بها عن خيارات الشعب الليبي وإرادته‬ ‫الوطنية‪.‬‬

‫الوطنية أن تلج نفق القبيلة وتأسيس دولة‬ ‫القبيلة‪ ،‬بل االعتماد على هذا المنطق حتى‬ ‫في سياق توزيع المخصصات السلطوية‬ ‫والوظيفية في الدولة‪ .‬وهذا ال حرج فيه ألبتة‪،‬‬ ‫ألن عدم االلتزام بتلك المنطلقات يعني بلقنة‬ ‫ليبيا‪ ،‬أو صوملتها‪ ،‬خاصة وإن أسباب كليهما؛‬ ‫البلقنة والصوملة‪ ،‬متوافرة في الذاكرة الليبية‪،‬‬ ‫وتدعمها ممارسات دولة القبيلة في فترة نظام‬ ‫القذافي‪.‬‬ ‫فإن كان ذلك كذلك‪ ،‬فمن حق المطالبين‬ ‫والساعين إلى دولة مدنية حديثة قوامها‬ ‫والحريات‪،‬‬ ‫والتعددية‪،‬‬ ‫الديمقراطية‪،‬‬ ‫والمهنية‪ ،‬بمعزل عن منطق القبيلة‪،‬‬ ‫والجهوية‪ ،‬واأليديولوجية‪ ،‬أن يحافظوا‬ ‫على ضياع ثورة الحرية وسرقة مكتسباتها‪،‬‬ ‫واالنزالق في نفق العراق أو الصومال‪ ،‬ولكن‬ ‫على الرغم من هذا التخوف المشروع عليهم‬ ‫أن يتجاوزوا حاجز الخوف بتقديم األفكار‬ ‫التنويرية والمعرفية عبر الوسائل المتاحة من‬ ‫خالل الدراسات المعمقة‪ ،‬والمقاالت الهادفة‪،‬‬ ‫والمنتديات الواعية‪ ،‬التي تهدف إلى رفع‬ ‫مستوى التفكير والوعي السياسي والرقي في‬ ‫الممارسة ‪ ،‬وتقديم مصلحة الوطن والمواطن‬ ‫على المصالح الحزبية والقبلية والجهوية‪.‬‬ ‫وبذلك وحده يتمكن هؤالء العقالء من تبديد‬ ‫غيوم البلقنة والصوملة على البالد‪ ،‬واالنفالت‬ ‫من مطبات منطق دولة القبيلة‪ ،‬وينعم الوطن‬ ‫مع تنوعه الثقافي والعرقي والجهوي باألمن‬ ‫واالستقرار واالزدهار من خالل تكوين‬ ‫دولته المدنية القوية القادرة التي تسع وتحمي‬ ‫الجميع‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫التحديث وشرعية النظام امللكي‬ ‫في ليبيا ‪1969- 1951-‬‬

‫زاهي المغيربي‬

‫فصل من بحث كنب قبل أعوام‬ ‫ثالثة وثالثين ألف عام ‪ 1951‬إلى مائة‬ ‫وسبعين ألفا عام ‪ ،1965‬ولقد تضاعف‬ ‫هذا العدد خالل خمس سنوات فقط‪ .‬ومع‬ ‫حلول ‪ ،1970‬فإن وجود حوالي ثالثمائة‬ ‫ألف تلميذ في المدارس الليبية كان يعني‬ ‫أن حوالي ‪ 85%‬من األطفال الذين هم في‬ ‫سن الدراسة كانوا منخرطين في المدارس‬ ‫الليبية (‪)Tullis : 197‬‬

‫حتى قيام الثورة عام ‪ ،1969‬كان الملك‬ ‫محمد إدريس السنوسي هو المصدر‬ ‫الرئيس للقيادة السياسية في ليبيا إلى جانب‬ ‫كونه زعيما لحركة دينية هي الحركة‬ ‫السنوسية‪ .‬ولقد استمد الملك إدريس سلطته‬ ‫وشرعيته من الوالء التقليدي للحركة‬ ‫السنوسية‪ ،‬ومن نشاطاته الدبلوماسية خالل‬ ‫الحرب العالمية األولى والثانية‪ ،‬والتي‬ ‫نتج عنها االعتراف به كأمير على برقة‬ ‫مع نهاية الستينيات كان تأثير النفط‬ ‫بعد الحرب العالمية األولى‪ .‬ولقد كانت‬ ‫سلطة الملك إدريس قوية ومستقرة في واضحا في المجتمع الليبي إال أن االنتعاش‬ ‫المناطق القبلية في برقة – مركز انتشار االقتصادي لم يتم توزيعه بصورة عادلة‪،‬‬ ‫وقوة الحركة السنوسية‪ .‬أما في المدن حيث لم يحصل غالبية الليبيين على نصيب‬ ‫الكبيرة‪ ،‬وبالذات طرابلس وبنغازي ودرنة عادل من الثروة النفطية‪ .‬وهكذا‪ ،‬فبدال من‬ ‫وغيرها‪ ،‬والتي كانت أكثر تأثرا بالتيارات خلق السعادة والرضا‪ ،‬فإن اكتشاف النفط‬ ‫القومية‪ ،‬فإن قيادة الملك إدريس تم قبولها أدى إلى عكس ذلك تماما‪ .‬لقد أدت عوائد‬ ‫مؤقتا ألسباب سياسية(‪ )Khadduri : 54‬النفط إلى زيادة الدخل القومي كما أدت‬ ‫إلى تطوير وتنمية العديد من القطاعات‪،‬‬ ‫التغير االجتماعي وتدهور شرعية النظام ولكنها في نفس الوقت أدت إلى زيادة عمق‬ ‫التناقضات االجتماعية وخلقت العديد من‬ ‫الملكي ‪:‬‬ ‫يتضح مما سبق‪ ،‬أن التغير التوترات الحادة‪ .‬لقد حققت الزيادة في‬ ‫ ‬ ‫االجتماعي يؤدي عادة إلى بروز فئات عوائد النفط الثروة والرفاهية‪ ،‬بصورة‬ ‫جديدة لها توقعات وطموحات ومطالب مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬لحوالي ‪10%‬‬ ‫جديدة‪ ،‬من أهمها مطالب المشاركة في فقط من مجموع السكان‪ ،‬بينما ظل حوالي‬ ‫العملية السياسية والحصول على مناصب ‪ 70%‬منهم يصارعون لتوفير سبل الحياة‬ ‫وأدوار مهمة في الحياة السياسية‪ .‬ويمكن من قطاع الزراعة المتداعي‪ .‬إن المتوسط‬ ‫إرجاع أساس التغير في المجتمع الليبي العام لدخل الفرد ال يعطي عادة الصورة‬ ‫إلى اكتشاف النفط‪ .‬فخالل فترة قصيرة الحقيقية لتوزيع الثروة في المجتمع بين‬ ‫لم تتجاوز عشر سنوات (‪ )1957-1967‬القطاعات والفئات االجتماعية المختلفة‪،‬‬ ‫ارتفع متوسط دخل الفرد من حوالي ‪ 50‬وفي ليبيا‪ ،‬وخالل هذه الفترة‪ ،‬لم يتجاوز‬ ‫دوالر إلى ‪ 1,1018‬دوالر‪ .‬ولقد كانت متوسط دخل قطاع الفالحين خمسة‬ ‫الزيادة مذهلة‪ ،‬فعلى سبيل المثال كانت وأربعين دوالر‪)Rouleau : 26( .‬‬ ‫نسبة الزيادة بين عامي ‪ 1966‬و‪1967‬‬ ‫حوالي ‪ .42%‬ومع حلول عام ‪1970‬‬ ‫احتلت ليبيا الترتيب الرابع بين الدول‬ ‫المنتجة للنفط (‪)Tullis : 197‬‬ ‫صاحبت هذه التحوالت التي شهدها‬ ‫االقتصاد الليبي تغيرات جوهرية في البنية‬ ‫االجتماعية الليبية‪ .‬فلقد أدت الظاهرة‬ ‫الحضرية (االنتقال من الريف إلى المدينة)‬ ‫إلى تغيرات رئيسة أخرى‪ ،‬فلقد زادت‬ ‫مطالب اإلسكان والخدمات الصحية‪ ،‬كما‬ ‫أدت إلى توسع وزيادة الفرص التعليمية‪.‬‬ ‫ولقد كان التقدم في المجال التعليمي واضحا‬ ‫ومؤثرا‪ ،‬فلقد زاد عدد تالميذ المدارس من‬

‫الملك إدريس السنوسي‬

‫أدت الظاهرة الحضرية إلى زيادة‬ ‫عدد سكان المدن بشكل واضح‪ .‬فبينما‬ ‫كان حوالي ‪ 80%‬من الليبيين يعيشون‬ ‫في األرياف يمارسون مهنتي الزراعة‬ ‫والرعي فإنه بحلول ‪1967‬م كان ثلثا‬ ‫السكان في ليبيا يعيشون في المدن‬ ‫والمناطق الحضرية‪)Tullis : 199( .‬‬ ‫ونتج عن ذلك بروز فئات اجتماعية جديدة‬ ‫حصلت على فرص متزايدة من التعليم‬ ‫وزادت معلوماتها وتعرضت ألفكار‬ ‫وطرق تفكير جديدة‪ .‬ولقد حدث هذا في‬ ‫نفس الوقت الذي كان فيه النظام السياسي‬ ‫الليبي تحت سيطرة نخبة تقليدية ذات قيم‬ ‫وتوجهات مخالفة لقيم هذه الفئات الجديدة‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬وبمرور الوقت‪ ،‬وبزيادة‬ ‫ ‬ ‫تأثير عملية التحديث‪ ،‬اتسعت الهوة بين‬ ‫النخبة الحاكمة والفئات والقوى االجتماعية‬ ‫الجديدة‪ .‬أنتج التعليم واالختالط بمجتمعات‬ ‫أخرى نخبة متعلمة ناقمة‪ ،‬وخلقت صناعة‬ ‫النفط طبقة عمالية أحست بالغربة نتيجة‬ ‫لتدخل الحكومة في نشاطاتها النقابية وفي‬ ‫تكوين االتحادات العمالية‪ ،‬وكان نفس‬ ‫اإلحساس والشعور منتشرا بين الطلبة‬ ‫وبين أفراد القوات المسلحة‪ .‬وباختصار‬ ‫فإن جيال جديدا قد خرج إلى الحياة‬ ‫االجتماعية والسياسية متحمسا للقيام بدوره‬ ‫في المجتمع الليبي‪ ،‬وساخطا على انتشار‬ ‫الفساد اإلداري والسياسي‪ ،‬ومصمما على‬ ‫تعديل وتصحيح سياسات ومسارات النظام‬ ‫الملكي‪.‬‬

‫اجتماعية جديدة لها توقعات وطموحات‬ ‫ومطالب لم تجد الفرص لتحقيقها‪ .‬لقد كانت‬ ‫هذه الفئات والجماعات الجديدة تشعر‬ ‫بقدرتها وكفاءتها وأحقيتها في المشاركة‬ ‫في الحياة االقتصادية والسياسية وفي تولي‬ ‫مراكز القيادة والمسئولية‪.‬‬

‫وعندما خرجت هذه الفئات والجماعات‬ ‫إلى أرض الواقع السياسي لم تجد من‬ ‫القنوات التي تمكنها من تحقيق توقعاتها‬ ‫وطموحاتها ومطالبها في المشاركة‬ ‫السياسية سوى المظاهرات واالضطرابات‬ ‫وحاالت الشغب وتكوين التنظيمات‬ ‫السرية‪ .‬ويرجع ذلك إلى عدم وجود أية‬ ‫مؤسسات وتنظيمات رسمية علنية يمكن‬ ‫أن تستوعب هذه الفئات الجديدة‪ .‬فاتحادات‬ ‫الطلبة والتنظيمات السياسية كانت ممنوعة‬ ‫بحكم القانون‪ ،‬أما المؤسسات التشريعية‬ ‫الدستورية فكانت تسيطر عليها النخبة‬ ‫التقليدية وتخضع انتخاباتها لسيطرة‬ ‫وتالعب السلطة‪.‬‬ ‫أدت عدم قدرة أو عدم رغبة النظام‬ ‫الملكي على مواجهة تحديات التحديث‬ ‫والتعبئة االجتماعية ومتطلبات التنمية‬ ‫السياسية إلى إحساس الفئات الجديدة‬ ‫بالغربة تجاه النظام الملكي‪ .‬وهكذا‪،‬‬ ‫فإن قيام النظام الملكي بمنع النشاطات‬ ‫والتنظيمات السياسية وعجزه عن خلق‬ ‫بدائل مؤسسية تستوعب الفئات الجديدة‬ ‫التي تم تعبئتها اجتماعيا وسياسيا كانت‬ ‫إحدى األسباب الرئيسة ألزمة الشرعية‬ ‫وعدم االستقرار السياسي التي عاني منها‬ ‫لقد تأثرت الحياة االجتماعية في ليبيا النظام الملكي في ليبيا‪.‬‬ ‫بالتقدم التقني وبانتشار ثقافات جديدة‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬ساهم اختالف القيم‬ ‫من مناطق مختلفة من العالم‪ .‬ساهم بناء‬ ‫شبكة طرق تربط المدن بعضها ببعض‪ ،‬والتوجهات والمعتقدات التي تحملها هذه‬ ‫وانتشار الظاهرة الحضرية‪ ،‬وبروز طبقة الفئات الجديدة وتناقضها مع قيم وتوجهات‬ ‫متوسطة‪ ،‬في تفكك المجتمع التقليدي وفي ومعتقدات النخبة الحاكمة في تعميق أزمة‬ ‫إضعاف الوالءات واالنتماءات الدينية الشرعية وعدم االستقرار السياسي للنظام‬ ‫والقبلية‪ .‬ولقد نتج عن ذلك انكماش القاعدة الملكي في ليبيا ‪.‬‬ ‫الشعبية للحركة السنوسية‪ ،‬وبالذات في‬ ‫ومن هنا تأتي أهمية الدور الذي لعبته‬ ‫برقة‪ ،‬وتدريجيا أدى ذلك إلى فقدان النظام‬ ‫الملكي للتأييد الشعبي (‪ Shembesh :‬عملية التنشئة السياسية في بناء وتكوين‬ ‫اإلطار الفكري والعقائدي لهذه الفئات‬ ‫‪)69-70‬‬ ‫الجديدة وتأثير ذلك على شرعية النظام‬ ‫تم خالل عملية التحديث تعبئة فئات الملكي في ليبيا‪.‬‬


‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪21‬‬

‫أوراق ‪...‬‬ ‫ميالد ألحصادي‬ ‫المعارضة الليبية في الخارج‬

‫اإلعالم الشعبي‬

‫اإلعالم الشعبي تعبير جديد أطلق إبان ربيع‬ ‫الثورات العربية وهو تسمية دقيقة لما قدمته‬ ‫ثورة المعلومات واالتصاالت الحديثة فعن‬ ‫طريق شبكة االنترنت والفيس بوك والتوتير‬ ‫أصبح في إمكان اى شخص يعرف كيف‬ ‫يتعامل مع هذه المسميات أن يصبح مخبرا‬ ‫صحفيا يغطى الحدث ويقدم المعلومة ويطرح‬ ‫الصورة التي تكون أحيانا اصدق تعبير من‬ ‫كل الكلمات‬ ‫أن ما قدمته هذه المسميات إلى الربيع العربي‬ ‫في تونس ومصر وليبيا واالن في اليمن‬ ‫وسوريا من خدمة اليمكن تجاهلها أو القفز‬ ‫فوقها ‪ ،‬فلوال هذه المواقع وهذه التفاصيل‬ ‫الصغيرة التي قدمتها ثورة االتصاالت‬ ‫والمعلومات لما استطاعت هذه الثورات‬ ‫الشعبية أن تحقق هذا النجاح ‪،‬فلنا أن نتخيل‬ ‫أن هذه االنتفاضات قامت قبل سنوات من‬ ‫اآلن فلن يعلم بها احد وستموت في مهدها ولنا‬ ‫في ليبيا أكثر من تجربة وأكثر من انتفاضة‬ ‫قمعت ‪.‬‬ ‫إن اإلعالم الشعبي الذي أتاحه التقدم العلمي‬ ‫اإلنساني كان مفصال مهما في حركة الثورة‬ ‫والشباب نحو األمام ونحو الصمود ونحو‬ ‫تعرف األخر على قضيتنا‬

‫لقد تضافرت مجموعة من المعطيات‬ ‫واألسباب لتساهم فى نجاح ثورة ‪/17‬فبراير‬ ‫‪،‬ولعل من أهم المعطيات كان ذلك الحراك‬ ‫الرائع الذى قدمته المعارضة الليبية فى الخارج‬ ‫بكافة أطيافها ومسميتها ‪،،‬لقد لعبت دورا مهما‬ ‫فى نجاح هذه الثورة من خالل ذلك التواجد‬ ‫االعالمى المهم فى كافة القنوات التلفزيونية‬ ‫لمجموعة من الشخصيات الليبية التى أعطت‬ ‫صورة مشرقة وجميلة عن الشخصية الليبية‬ ‫وثقافتها وقدرتها على الحوار واستيعاب‬ ‫اآلخر ‪ ،‬كما قاموا بنقل صادق وحقيقى لكل ما‬ ‫يدور فى الداخل الى المتلقي الخارجي بواقعية‬ ‫وشفافية ‪،‬لقد ظهر المعارضون على شاشات‬ ‫القنوات الفضائية يقدمون صوتا واحدا وهدف‬ ‫واحد وطريا واحد ‪،‬رغم أننا نعرف ان‬ ‫هناك مشارب وأطروحات واختالفات بينهم‬ ‫وهى سنة الحياة ‪ ،‬لكنهم عند األزمة توحدت‬ ‫األفكار واآلراء من اجل إسقاط النظام ‪ ،‬لقد‬ ‫كان لعملهم االعالمى وما قاموا به فى مجال‬ ‫االغاثة اإلنسانية وحشد الدعم المعنوي‬ ‫والمادي للثورة دليال على ان هؤالء الرجال لم‬ ‫ينسوا ليبيا ‪،‬رغم ان هناك الكثير منهم غادرها‬ ‫منذ زمن بعيد ومنهم من يحمل جنسية دول‬ ‫أخرى ‪،‬اال انهم وساعة نادى المنادى هبوا‬ ‫يعانقوا االمل وينثرون الورود فى طريق‬ ‫الخالص ‪ ،،‬تحية لكل الذين اراهم يحملون‬

‫لكل منـا سالح‬ ‫منذ منتصف شهر فبراير تغير فينا الكثير‬ ‫ليس هذا بالشئ الخفي ‪ ،‬فبعد ان خطت‬ ‫سطور ثورة ‪ 17‬فبراير في كتب التاريخ‬ ‫بدم الشهداء األبرار ولد فينا جميعا إحساس‬ ‫جديد‪ ،‬هو أنه مهما قدمنا لبالدنا‪ ،‬مهما تعبنا‬ ‫ومهما ضحينا سيبقى هذا أقل بكثير مما قدموا‬ ‫لها الشهداء‪ ،‬فهم من ضحوا بأرواحهم‪،‬‬ ‫بمستقبلهم‪ ،‬ضحوا بدموع ال تكف عن عيون‬ ‫أمهاتهم وأحزان ال تنتهي لزوجاتهم وبسمات‬ ‫غابت (ولو لفترة) عن وجوه أخوانهم‪،‬‬ ‫أصدقائهم وأقاربهم‪ ،‬فهم ضحوا بيومهم‬ ‫وغدهم ليضمنوا لنا ولبالدهم غدا أفضل ‪،‬‬ ‫هذا الشعور الوليد جعل الجميع يعمل بشغف‬ ‫ونهم فأصبح كل منا يعمل بسالحه ‪ ،‬فهناك‬ ‫في مصراتة وجبل نفوسة واجدابيا تجد‬ ‫الرجال يعرون صدورهم وهم يقفون أمام‬

‫النار بكل عزيمة وإصرار‪ ،‬وهنا تجد النساء‬ ‫المدرسات منهن والمحاميات ربات البيوت‬ ‫والمحاسبات جميعهن يعملن طوال اليوم في‬ ‫المطابخ إلعداد وجبات للجبهة وللنازحين‪،‬‬ ‫وترى عمال المصانع(التي الزالت تعمل)‬ ‫وهم يعملون بدون مقابل ليتبرع أصحابها‬ ‫بالسلع للمحتاجين وللنازحين وألبطال‬ ‫الجبهة‪ .‬نماذج كثيرة ومتعددة للوجوه الخيرة‬ ‫في بالدنا‪ ،‬فخريجو الجامعات والطلبة بنات‬ ‫وشباب ينظفون الشوارع (و التي ال يكملون‬ ‫تنظيفها حتى تصبح في حاجة للتنظيف مرة‬ ‫أخرى) دون ملل وال كلل ويطلون األرصفة‬ ‫ويصلحون إشارات المرور أي يعملون بمهن‬ ‫لم يعهدوها من قبل‪ ،‬وتجد اإلعالميين من‬ ‫الشباب والمتخصصين يعملون كيد واحدة‬ ‫في دوام يطول ليصبح منذ الصباح الباكر‬ ‫حتى آخر ساعات الليل‪ ،‬لتحسين صورتهم‬

‫صليب االمل وهم يخطون على صفحة الثورة‬ ‫اجمل الكلمات‬

‫بنغازى‬

‫بنغازي متكأ القلب ساعة الخوف‪......‬سند‬ ‫الروح ساعة االنكفاء‪.....‬وهج االندفاع ساعة‬ ‫التراجع ‪......‬بنغازى مالذ العاشقين ساعة‬ ‫حلول الظالم ‪....‬طريق الحالمين بلحظة‬ ‫الخالص ‪...‬حضن القادمين من وعثاء السفر‬ ‫وحزن الطريق ‪....‬بنغازى رغيف الخبز‬ ‫المغموس بطعم الحرية ‪.(..‬حوشنا )الذى يلم‬ ‫شتات العائلة التى أرهقها التجوال ‪...‬قبلتنا‬ ‫التى إليها ييمم كل تائه غلبته سنوات القهر‪...‬‬ ‫بنغازى مسرى كل ليبي جارت عليه االيام‬ ‫‪...‬ومعراج كل عاشق يريد العودة الى الحضن‬ ‫‪....‬بنغازى اول سطر فى ابجدية العشق منها‬ ‫عرفت الشلطامى والنيهوم وحسن السوسى‬ ‫وراشد الزبير وعلى خطى الفاخرى انصهرت‬ ‫فى سوق الحشيش ‪...‬فيها عرفت الفزانى‬ ‫واحمد الفيتورى وابن الطيب والماقنىوالمفتى‬ ‫وإدريس المسماري وعشقت من كلمات ام‬ ‫العز حسن صالح‪ ..‬فيها تعلمت اولى حروف‬ ‫النضال وأولى ومضات الوعي حبن عانقت‬ ‫يناير ‪.... 76‬بنغازى كنز األصدقاء الطيبين‬ ‫الحالمين بروعة القادم ‪...‬القابضين على‬ ‫جمر الحب ‪...‬فيها عرفت الفالح والصادق‬

‫والحوتى و عبدالسالم شلوف و فتحي بدر ‪....‬‬ ‫فيها تعلمت اول حرف فى لغة العشق وفيها‬ ‫هاجمني تاريخ بالدى فأصبحت ليبيا الننى‬ ‫رأيت فى بنغازى كل احبتى وكل وطني‬

‫مصافحة‬

‫فى العام الدراسى ‪ 75/76‬جئت الى‬ ‫بنغازي طالبا فى كلية االداب بجامعة بنغازي‬ ‫فى قسم الدراسات االعالمية وكان قسما قد‬ ‫انشأ حديثا وتولى رئاسته األستاذ الفاضل‬ ‫(على بوزعكوك) وقد ارتبطت بهذا الفاضل‬ ‫ارتباطا روحيا ولم يكن يعاملني معاملة األستاذ‬ ‫لطالبه بل كصديق لصديق واشهد هللا اننى‬ ‫استفدت منه كثير رغم الفترة القصيرة التى‬ ‫قضينها معا ‪...‬فقد فرقت بيننا إحداث السابع‬ ‫من ابريل المشؤم ‪..‬فطردت انا من الجامعة‬ ‫العود الى درنه وأصبح موظف مصرف‬ ‫ورحل هو الى ديار الغربة ورغم انقطاع حبل‬ ‫االتصال بيننا وان شاهدته مرات قليلة فى‬ ‫بعض القنوات التلفزيونية فمازلت اذكر هذا‬ ‫الرجل كثيرا ومازلت له فى قلبى مكانة كبيرة‬ ‫فإلنسان اليمكن ان ينسى يدا تمتد له بمظلة فى‬ ‫يوم ماطر كما يقول(( خليفة الفاخرى))‪....‬‬ ‫تحية الى االستاذ على بوزعكوك من تلميذ‬ ‫مازال رغم طول الفراق يحبه ويذكره‬

‫ليبيا إدريس المسماري‬ ‫أمام العالم أو ربما لتيسير عمل الصحفيين‬ ‫األجانب أو لملء فراغ ما ‪ ،‬وهنا أيضا‬ ‫شباب متطوعين في كثير من الجمعيات‬ ‫الخيرية واألهلية يقدمون خدماتهم المادية‬ ‫والمعنوية‪ ،‬ويدفعون من جهدهم ومالهم وال‬ ‫ينتظرون شكرا وال مقابل من أحد‪ ،‬إال من‬ ‫الوطن الذي لطالما شغفوا بحبه والرغبة في‬ ‫خدمته‪ ،‬هنا أود اإلشارة أن هؤالء الشباب‬ ‫لم يعيشوا في دولة مؤسسات أو حتى في‬ ‫دولة توجد بها آلة إعالمية وجمعيات خيرية‬ ‫ولم يكن بإمكانهم القيام بجهود ذاتية كهذه‬ ‫التي يقومون بها اليوم‪ ،‬لكن و فور أن‬ ‫تحققت لهم حريتهم الناقصة‪ ،‬بدءوا بالعمل‬ ‫في هذه المجاالت كما لو كانوا شبوا عليها‬ ‫‪ ،‬تجد المصورين وفنيي التقنية يعدون أفالم‬ ‫تسجيلية قصيرة‪ ،‬وفني الصوت والعازفين‬ ‫وأصحاب الصوت يسجلون األغاني‬

‫الترفيهية والتشجيعية والساخرة أحيانا ‪ ،‬و‬ ‫غيرهم وغيرهم‪ ،‬ولن ننسى الخطاطين الذين‬ ‫يقومون بتزيين ميادين وشوارع وأسوار‬ ‫المدن المحررة بألوان العلم والمقوالت‬ ‫التشجيعية‪ ،‬والذين يقومون بحماية المدن‬ ‫المحررة والحفاظ على أمنها وأمانها‪ ،‬وغير‬ ‫هؤالء من المتطوعين وغير هذه المهن التي‬ ‫تجدد يوميا حتى أصبحت تقريبا ال تحصى‪،‬‬ ‫كل هؤالء يحاربون بأسلحتهم آملين في نصر‬ ‫قريب‪ ،‬يجمع بينهم حب الوطن واالستماتة‬ ‫في خدمته ‪ .‬هنيئا لك ليبيا بأبنائك فأنتي‬ ‫تستحقينهم‪ ،‬وهم جديرون بالعيش على‬ ‫أرضك‪ ،‬وفي هوياتهم الشخصية تترصع‬ ‫نجوم اسمك‪ ،‬وال خوف عليك بعد اليوم وال‬ ‫هم يحزنون‪ ،‬رحمة على الشهداء ‪ ،‬ماء على‬ ‫ثراهم الطيب وعرائش من األزهار والزعتر‬ ‫واإلكليل تظلل قبورهم‪ ،‬وفاتحة‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫قراءة أمريكية يف ربيع العرب‬ ‫مجلة الشؤون الخارجية األميركية‪ ،‬وهي‬ ‫المجلة المتخصصة في نشر القضايا‬ ‫الساخنة التي لها عالقة باهتمامات‬ ‫الواليات المتحدة اإلستراتيجية دولياً‪،‬‬ ‫خصصت في عددها يونيو ‪ 2011‬ثماني‬ ‫دراسات ألكاديميين أميركيين ‪ ،‬من بينهم‬ ‫عربية وإيراني ‪ ،‬للنظر من زوايا مختلفة‬ ‫للربيع العربي‪.‬‬ ‫أهمية الدراسات المنشورة أنها من رجال‬ ‫ونساء «الغرف الخلفية» أي األكاديميين‬ ‫الذين ينظرون إلى عمق التغيرات العربية‬ ‫الحديثة‪ ،‬من دون كثير من العاطفة‪،‬‬ ‫وبتجرد كبير‪ .‬ألن نتائج دراساتهم تبنى‬ ‫عليها في العادة سياسات الواليات المتحدة‬ ‫الخارجية‪ ،‬إن لم يكن بشكل مباشر‪ ،‬فعلى‬ ‫األقل بشكل غير مباشر‪ ،‬ورغم تعدد‬ ‫زوايا الدراسات التي بين أيدينا فإنها‬ ‫تصب بشكل عام في محاولة فهم ما جرى‬ ‫ويجري‪ ،‬منذ ديسمبر الماضي‪ ،‬على‬ ‫األرض العربية‪ ،‬وما هي المواصفات‬ ‫التي إن تحققت يمكن أن يحدث في بالد‬ ‫عربية أخرى ما حدث اآلن في عدد منها‪،‬‬ ‫مثل تونس ومصر وليبيا‪ ،‬وهي التي‬ ‫ركزت الدراسات الثماني عليها‪.‬‬ ‫يبدأ الملف بالحديث التالي «في تونس‬ ‫زادت المظاهرات المطالبة بعودة‬ ‫الدستور الموقوف‪ ،‬في الوقت نفسه فإن‬ ‫مصر كانت تشهد رفضا ً شعبياً‪ ،‬وتعم‬ ‫المظاهرات كل مناطق البالد‪ ،‬حتى أن‬ ‫الحياة اليومية قد توقفت إلى أن تغيرت‬ ‫الحكومة‪ .‬وفي ليبيا فإن القيادات في‬ ‫المناطق المختلفة الليبية تعمل بحماس‬ ‫لتقوية الجمهورية الوليدة»‪ ،‬وفجأة يقول‬ ‫الكاتب» كان هذا قد حدث في عام‬ ‫‪ ..1919‬وقتها لم يكن هناك فيس بوك‬ ‫أو تويتر أو إنترنت‪ ،‬كانت هناك فقط‬ ‫برقيات تنقل من مكان إلى آخر‪ ،‬إال أن ما‬ ‫كان موجوداً هو المبادئ األساسية التي‬ ‫أعلنها الرئيس األميركي وودرو ويلسون‬ ‫والمعروفة بالمبادئ األربعة عشر‪ ،‬والتي‬ ‫يعرفها المؤرخون بأنها فتحت الباب‪،‬‬ ‫بعد الحرب العالمية األولى أمام الشعوب‬ ‫للمطالبة بحق تقرير المصير» ‪ .‬هذا‬ ‫االفتتاح للملف يقودنا إلى نتيجة واحدة‪،‬‬ ‫وهي أن التأثير الخارجي له من األهمية‬ ‫في التغيير ما للظروف الداخلية التي‬ ‫تنضج تحت متغيرات أصبحت معروفة‪.‬‬ ‫ويعترف الملف بأن آليات وظروف‬ ‫التغيير في كل من تونس ومصر وليبيا‬

‫مختلفة ‪ ،‬إال أن هناك أسبابا ً قد تكون‬ ‫مشتركة‪ ،‬منها ما سمته الدراسة األولى‬ ‫بالعائلية‪ .‬أي أن العائلة في وقت ما‪،‬‬ ‫وبسبب غياب واضح للمؤسسات‪ ،‬تضع‬ ‫يدها على مقادير البالد‪ ،‬ويصبح ما للدولة‬ ‫للعائلة‪.‬‬ ‫في ‪ 2006‬تحقق األميركيون من أن‬ ‫نصف النخبة التجارية التونسية كانت‬ ‫على صلة قرابة بعائلة بن علي‪ .‬الجيش‬ ‫التونسي لم يشارك في حرب‪ ،‬بل كان‬ ‫تحت تأثير القوى العسكرية الداخلية؛‬ ‫األمن الذي ينتمي بن عليه إليه عمليا ً ‪.‬‬ ‫في مصر الجيش كان مستا ًء من الدرجة‬ ‫التي تؤخذ بها البالد إلى الخصخصة‪،‬‬ ‫وظهور القطط السمان على سطح‬ ‫المجتمع منتفعين من رجال الدولة الكبار‪،‬‬ ‫وهي قطط كانت لها ـ مرة أخرى ـ عالقة‬ ‫بالعائلة‪ ،‬ومنتفعة سياسيا ً منها‪.‬‬ ‫أما في ليبيا فإن األمر أكثر تعقيداً‪ ،‬إال أن‬ ‫العائلية تظهر مرة أخرى‪ ،‬في تحكم أبناء‬ ‫وأقرباء القذافي في السلطة والثروة الليبية‬ ‫في غياب رقابة من أي نوع‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫عدم وجود هيكلية حديثة للدولة‪ ،‬وهذا‬ ‫ما يجعل التغيير في ليبيا أكثر صعوبة‪،‬‬ ‫فهي تحتاج إلى إصالح سياسي جذري‪،‬‬ ‫ينقلها مما أوصلتها سياسة القذافي إليه‪،‬‬ ‫من التفتيت المناطقي والتقسيم القبلي إلى‬ ‫دولة حديثة‪.‬‬ ‫وفي دراسة غولدستون «فهم ثورة‬ ‫‪ »2011‬يذهب الكاتب إلى آخر في‬ ‫التحليل‪ ،‬فبعد مقارنة ربيع العرب‬ ‫بثورات أوروبا في القرن التاسع عشر‬ ‫‪ ، 1848‬ومع ثورات أوروبا الشرقية‬ ‫‪ ، 1989‬فإن ثورة ‪ 2011‬في نظره‬ ‫تحمل معنى آخر مختلفاً‪ ،‬سماه الكاتب‬ ‫تسمية لم يتطرق إليها كاتب من قبل ‪،‬‬ ‫وهي الدكتاتوريات السلطانية‪ .‬ووصفها‬ ‫بأن مثل هذه األنظمة السلطانية تبدو‬ ‫وكأنها مستقرة‪ ،‬إال أنها تتصف بهشاشة‬ ‫عالية‪ ،‬حيث أن اإلستراتيجية نفسها التي‬ ‫يستخدمها القابضون على األمر‪ ،‬من أجل‬ ‫البقاء في السلطة‪ ،‬تجعلهم قابلين لالنكسار‬ ‫أكثر من كونهم قادرين على امتصاص‬ ‫الصدمات‪ .‬ويذهب لتفسير ذلك بالقول‬ ‫أن الكثير من المظاهرات الشعبية قد‬ ‫هزت الشرق األوسط‪ ،‬إال أنها نجحت في‬ ‫التغيير السلمي فقط في تونس ومصر‪،‬‬ ‫ضد «السلطنات الجديدة» فمن أجل نجاح‬ ‫الثورة هناك عدد من العوامل ـ في نظره ـ‬

‫محمد الرميحي‬ ‫يجب أن تتضافر‪ ،‬منها أن تظهر الحكومة‬ ‫غير عادلة وغير قابلة لإلصالح أو مهددة‬ ‫لمستقبل البلد في نظر شريحة واسعة‬ ‫من المواطنين ‪ ..‬ثم أن النخبة‪ ،‬خاصة‬ ‫العسكرية‪ ،‬نافرة أو مغربة عن الدولة‪،‬‬ ‫وعلى غير استعداد للدفاع عنها‪ ..‬وتحرك‬ ‫قطاع واسع من الناس ومتزامن ومكون‬ ‫من شرائح متعددة‪ ،‬اقتصادية وثقافية‬ ‫ومالية وعرقية ودينية‪ ،‬ضد الحكم القائم‪،‬‬ ‫ومؤخراً قوى دولية إما رافضة للتدخل‬ ‫إلنقاذ «السلطنة» أو تقيدها عن استخدام‬ ‫القوة الفظة للدفاع عن نفسها‪.‬‬ ‫الثورات من النادر أن تنجح‪ ،‬ألنه من‬ ‫النادر اجتماع تلك العوامل معاً‪ .‬أصعب‬ ‫ما في الثورات هو الوصول إلى توافق‬ ‫شعبي واسع‪ ،‬وذلك يحتاج إلى تجسير‬ ‫فجوات عديدة‪ ،‬بين الريف والمدينة‪،‬‬ ‫بين الطبقات المتناقضة‪ ،‬وبين المذاهب‬ ‫المختلفة‪ .‬التاريخ يقول لنا إن االنتفاضات‬ ‫الطالبية أو الفالحية أو العمالية لم تحقق‬ ‫أهدافها‪ ،‬ألنها كانت قائمة على مظلومية‬ ‫جماعة واحدة ‪ ،‬كما أن التاريخ يخبرنا‬ ‫بأن التدخل الخارجي ألسباب إستراتيجية‬ ‫كثيرا ما يجهض التحرك الشعبي‪ ،‬ألن‬ ‫مصالح القوى الكبرى تتنافر إستراتيجيا ً‬ ‫مع المطالب الشعبية‪ ،‬وإن كانت محقة‪.‬‬ ‫الحالة السلطانية الضعيفة عادة ما‬ ‫تظهر عندما يقرر الحاكم االستغناء عن‬ ‫المؤسسات التقليدية لحساب سلطاته‬ ‫الشخصية المطلقة‪ .‬في هذه الحالة ‪،‬‬ ‫حتى لو كان هناك شكل من الديمقراطية‬ ‫واالنتخابات‪ ،‬وأحزاب سياسية‪ ،‬فإنه‬

‫يتجاوز كل ذلك بوضع المؤيدين في‬ ‫األماكن الحاكمة من السلطة‪ ،‬أو إعالن‬ ‫حالة الطوارئ للتخويف من عدو خارجي‬ ‫أو داخلي‪ ،‬فيملك كل السلطة‪.,‬‬ ‫في الخلفية‪ ،‬تقول لنا الدراسة إن هذا‬ ‫النوع من «السلطنة الديكتاتورية» عادة‬ ‫ما تراكم نخبته أمواالً طائلة ألشخاصهم‬ ‫وعائالتهم‪ ،‬إما الستخدامها من أجل شراء‬ ‫الوالء‪ ،‬أو من أجل عقاب المخالفين‪.‬‬ ‫ومعظم المال القادم من دول مانحة‬ ‫ترغب في وجود استقرار في ذلك البلد‪،‬‬ ‫ألسباب خاصة بها‪ ،‬كثير منه ينتهي في‬ ‫أيدي المنفذين‪.‬‬ ‫الديكتاتوريات السلطانية الجديد عادة ما‬ ‫تسيطر على النخب العسكرية‪ ،‬بجعلهم‬ ‫منقسمين ومتنافسين‪ ،‬مثل إنشاء أكثر‬ ‫من قوة عسكرية‪ ،‬وأكثر من مؤسسة‬ ‫أمنية‪ .‬وإبعاد الجمهور عن السياسة‬ ‫وإغراقه بالخدمات المدعومة ودعم‬ ‫السلع األساسية‪ ،‬وضبط اإلعالم ووسائل‬ ‫االتصال‪ ،‬كلها أدوات تستخدمها السلطنة‬ ‫الديكتاتورية من أجل البقاء‪.‬‬ ‫وتشير الدراسة إلى عدد من األنظمة‬ ‫الدولية التي سقطت بسبب مثل هذه‬ ‫السياسات‪ ،‬مثل شاه إيران‪ ،‬وعائلة‬ ‫سيموزا في نيكاراغوا‪ ،‬وفرديناند‬ ‫ماركوس في الفلبين‪ ،‬وسوهارتو في‬ ‫إندونيسيا‪ ،‬بجانب ما حدث ويحدث في‬ ‫البلدان العربية ‪.‬‬ ‫ليس باإلمكان إدعاء اإلحاطة بكل ما‬ ‫تضمنته الدراسات الثماني المشار‬ ‫إليها في مقالة‪ ،‬والبد من إشارة إلى‬ ‫المقال الذي يتناول صعود اإلسالموية‬ ‫في السياسة الشرق أوسطية ‪ ،‬وينصح‬ ‫الواليات المتحدة بالدخول في نقاش مع‬ ‫هذه الجماعات ‪ ،‬ألنها ستكون جزءاً من‬ ‫المشهد القادم‪ ،‬وهي دراسة الفتة في حد‬ ‫ذاتها‪.‬‬ ‫مجمل الدراسات وضعت إلنارة الطريق‬ ‫لمتخذ القرار األميركي تجاه ما يحدث في‬ ‫شرقنا العربي‪ ،‬وما يحدث كثير وعميق ‪.‬‬ ‫آخر الكالم‪ :‬اجتماع الدول الكبرى الثماني‬ ‫في دوفيل بفرنسا يوم ‪ 26‬مايو ‪، 2011‬‬ ‫ودعوة مصر وتونس لحضوره‪ ،‬ووضع‬ ‫ربيع العرب على أو األجندة العالمية أمر‬ ‫الفت ومهم ‪ ..‬السؤال‪ :‬أين مؤسساتنا‬ ‫البحثية والسياسية واالقتصادية لتدارس‬ ‫ما يجري تحت أقدامها‪.‬‬


‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫‪23‬‬

‫تســونــامى الثــورات‪..‬‬ ‫عـلى الرفــاعـى زوبــى‬

‫نــعيـش فى الماضى أكثـر مما نعيش فى الحــاضر‪..‬نقـدس الوهـم‬ ‫لننتصر على الحقيقة‪..‬كمـا االنسـان األول الذى لم يكن قذ أكتـشف قـوة‬ ‫العقـل‪...‬يواجـه الكـوارث الطبيعة أو الموت بالقـرع على الطبـول‪..‬أو‬ ‫الرقص ليطـرد األرواح الشريرة التى غـزت القرية‪..‬أو يفـك اللعنـة الى‬ ‫حـلت بالقـــبيلـة‪...‬ولكــــننـا األن نعـرف أنه ما كان بمقـدور ذلك كلـه أن‬ ‫يغيـر شيئـا من الواقـع الذى كان يفـرض نفسـه على الجميـع‪...‬‬ ‫لـو عـدنا نحـن الى أنفسنـا خـالل الخمسـين‬ ‫عـاما األخيـرة‪ ،‬لرأينـا أننا واجهنـا العـالم‬ ‫الذي نحن فيه بأدوات سحرية ال عـالقة‬ ‫لهـا بالواقع المعـاش‪ ،‬وبطـرق ال يمكن أن‬ ‫تقـودنا إال إلى الهـزيمة المنكرة‪..‬سـواء فى‬ ‫السيـاسة أم االقتصـاد‪...‬أم فى الثقـافة فكان‬ ‫العـربى يكرر ما يلفظـه لسـانه‪..‬ثم يحـوله‬ ‫الى تعــــــويذة تقيـه شـر األعــداء‪..!!..‬فقبل‬ ‫حـرب ‪ 1967‬ميالدى وهى كما يطلق عليها‬ ‫حـرب النكسـة‪..‬وأثناؤها لم يكن ثمـة عـربى‬ ‫واحـد ال يعتقد بأن الجيوش العـربية سـوف‬ ‫تلحـق هـزيمة نكـراء بالعـدو األسرائيلى‪،‬‬ ‫وحتى جمال عبدالناصر ظـل يعيش عـلى‬ ‫هـذا األمـل‪..‬ولم يعرف الحقيقة اال بعـد فـوات‬ ‫األوان ممـن كان يثـــــق بهـم‪!..‬؟‪..‬‬ ‫فـى األقتصـاد‪ ..‬كان الخبـراء العباقرة‬ ‫يبشـرونا بالجنـة المـوعودة‪ ،‬ولتى سوف‬ ‫تتحــــقـق فوق األرض العربية بعـد أعـوام‬ ‫قليلة فقط‪...‬ثم ظللنا نبيع النفـط ونـزداد‬ ‫جـوعا‪..‬حتى أصبح الوطـن العربى كله‬ ‫مهـدد بالكارثة األقتصـادية‪ ،‬نتيجة سـراق‬ ‫النفـط‪ ،‬وحكمـاء أفريقيـا وملك ملــوكها‬ ‫الــمـزيف‪..‬وأوالدهـم الذين ال يألون جهـدا‬ ‫من تعبئة حسـباتهم بالدوالر اللعيـن على‬ ‫الرغـم من الصرف المبرح على الغانيات‪..‬‬ ‫والنوادى الليلية للقمـار والمـومس‪،‬والكتاب‬ ‫األخضر واألبــــيض‪!..‬؟‪ ..‬ثم بعد أن تقوم‬ ‫الـــثورات على هــــــــــؤالء الصيع‪..‬تستفيد‬ ‫الدول والبنوك األجنبية من تجميد أرصدتهم‪،‬‬ ‫ثم بعد حيـن تـؤول هذه الحســــابات الى‬ ‫هذه البنوك بحجة القوانين والتى تتبعها دولة‬ ‫البنـك‪..‬وتصبـح الشعـوب تتســـــول‪..!!..‬‬ ‫ألن هـؤالء العمــــــالء وسـراق النفط‬ ‫دائما يتحـدثون عن العدالة واألشتراكية‪..‬‬ ‫ولكن أى ضمان يملكه المواطن العربــــى‬ ‫عامـــة والمواطن الليبى خاصـة فى الحيــاة‬ ‫ضـد البطالة والعـوز والمــرض‪..‬؟‪ ...‬ثــم‬ ‫مـــاذا‪..‬؟‪..‬‬ ‫فى الــثقافة‪ ...‬لم نسمع بثقافة أخـرى‬ ‫التكون خاضعة للرقـابة (الثقافة األهلية)‪،‬‬ ‫والتى ظهرت بعد ثورة ‪ 17‬فبراير المجيدة‬ ‫وهى التى تدعـو الى ثقافـة حـرة ال تمت‬ ‫الى الحكومة بصـلة‪..‬وال تكون لهـا وزارة‬ ‫وال كيان تابعا للنظـام‪...‬بل هـى ثقافة حــرة‬ ‫تنبـع من وجــدان الشباب‪ ،‬وتعطـى زخمـــا‬ ‫للشارع المتعطــش الى كلمة صـادقة وخبـر‬ ‫أكيـد ينبعث من القلب‪...‬فى حيـن أظهـر‬ ‫شعـراء وكتـــاب التضليل والــــتدليس مهـارة‬

‫فائقــة فى انشـاء المـدائح لكل من هـب ودب‬ ‫من مـالكى المـال والسلطة والجــاه‪...‬لقد كنـا‬ ‫ننتصر دائمــــا ولكن فى الكالم‪..‬الكالم الذى‬ ‫كنـا نطـرد به األشبـاح التى تحـاصر واقعنـا‬ ‫القــديم‪..!!..‬‬ ‫فـــقلـة الذين زاوجـوا بين الكلمة الحـرة‬ ‫والنضال فى سبيل ما تحمله بين طياتها من‬ ‫معان جادة‪..‬حيث من السهـل أن تكتب عن‬ ‫الحـرية واألنعتاق‪..‬وتتغنى بكلمات منمقة عن‬ ‫الديمقراطية وحق الشعب فى ممارســة هذه‬ ‫الديمقراطية‪..‬غير أن ممارستك اليومية غير‬ ‫ذلك تماما مهما حاولت أن تـتنفس لونا آخـرمن‬ ‫الحريـــة بل أن كثيرين أنغمسوا على حـد‬ ‫تعبير أحـداهم فى مباهج الحياة وملذاتها خـالفا‬ ‫لشــــرع هللا‪..‬وهـــم الذين تكتظ نصوصهم‬ ‫بالفضيلة وباألمـر بالمعروف والوطنية‬ ‫الملونة‪..‬هؤالء مـرتزقة الكلمة‪ ،‬وعــــــباد‬ ‫الخيانة الفكرية‪..‬والتاريخ ملـىء بشواهد‬ ‫األنفصام بين الخطاب النظرى‪،‬وتمظهراته‬ ‫العملية فى الواقع الــــمعاش ولألسف الشديد‬ ‫ان األمـر ظـل على حـالة مـالزمة لعدد من‬ ‫األدباء ممن ينتمون لليل بمجونه‪ ،‬كما هـــــم‬ ‫يكتبون عن النهار وضيــائه‪،‬فى فهم مرتبك‬ ‫لدور المثقف واألديب الواعـى بين صفوف‬ ‫الناس‪..!..‬حيث أن الحقيقة ال تعلن بل يجب‬ ‫أن تقـــال‪...‬هـؤالء أستطيع أن أعطى لهم‬ ‫العـذر ألنهم أربكتهم ثقافة الــــــــــنظام‬ ‫السابق‪ ،‬واشتراطاته فى الكتابة‪ ،‬وكيف أن‬ ‫تكون أديبــا تحت ظـل الكاتب األوحـد ‪،‬كاتب‬ ‫ترهات الكـــتيب األخضر‪!!!...‬‬ ‫وفـى المشهـد العربى خالل الفـترة‬ ‫األخــــــــيـرة‪..‬ثـار الشباب التـونســى‬ ‫عـلى نفسـه‪ ،‬بعد أن سبقــــه البوعـزيزى‬ ‫رحمـه هللا بالتضحية بالنفــــــس‪...‬ضـد‬ ‫الطغيـان والظـلم والعــوز‪..‬وهــرب أحـد‬ ‫طغـاة هـذا العصــر ‪ ،‬وسميت ثــورة تـونس‬ ‫بثــورة اليــاسمين‪..‬كذلك ثـــــــــار شباب‬ ‫مصــر مطــالبين باألنفتــــــاح السيـاسى‬ ‫واألصـالح األقتصــادى واألجتمــاعى على‬ ‫الطغمـة الفــاسدة فى ســدة حــكم مصــر‪...‬‬ ‫وتحقـق لهـم ما أرادوا بالعــزم والصـــبر‬ ‫والحــب والــورود والتى قــدمت لقـواتـــهم‬ ‫المسلحــة والتى وقفت مــع الجمــاهير‬ ‫تساندهم وتحــافظ عليهـم‪ ...‬ال أن تطلق‬ ‫عليهم الرصاص ‪...‬فأطـلق عليهـا بثـورة‬ ‫اللـــوتــس‪..‬‬ ‫وعــلى الـدرب األن دوال عـربية مالم‬ ‫تسـارع أنظمتهـا الى األصــالح‪...‬قبـل‬ ‫األنفجــار الشعبــى‪...‬بعد ان فقدت األرض‬

‫األمـان‪...‬ألنـه لم يكــن بــد من الواقعيــة‪...‬‬ ‫فالشبــاب فى تـونس ومصــر يثـــورون‬ ‫ضــــــد الفسـاد والبطــالة والعـوز‬ ‫والمــرض‪...‬ولم يحمـلوا شعــارات سيــاسية‬ ‫فى الـــــــبـداية‪...‬هـؤالء الشبــاب حينمـا‬ ‫ظهـروا للشــارع متيقنيــن أنهـم قــد تســاء‬ ‫معــاملتهـم أو أن يعتقلوا ولو لــــــفترة من‬ ‫الوقت‪..‬أو يضربوا فى مراكز الشــرطة‬ ‫على نحــو روتينــى‪...‬ولكن فى نهــاية‬ ‫المطاف سيكونوا فى بيــــــوتهـــــــم‪ ،‬هـؤالء‬ ‫الشبــاب أضطـروا الى كســر حــاجز‬ ‫الخــوف واألرهـاب والذى يختلج نفوسهم‪،‬‬ ‫واسقطوا الطغمــة الحاكمـة‪...‬والتى سقطــت‬ ‫كأوراق الخريف‪..!!...‬فهذا نوع من فيروس‬ ‫نزيف الدم القمعى‪ ،‬واألوتوقراطيات المتشبثة‬ ‫بمـواقعهـا‪...‬يمكن أن يتدفق عبر المنطقة‬ ‫العربية‪..‬وقـد حـدث بالفعــل‪..‬‬ ‫وجــاء دور الليبيــون والذين يحملـون‬ ‫عـوزهـم ومــرضهم وفقـرهم والظلم المنكب‬ ‫عليهــم من كل جانب‪..‬من خــالل أربعة‬ ‫قــرون ونيــف‪..‬فثــار شباب بنغــازى فى‬ ‫ســابقة لم تحصـــــــــل اال فى أحــداث‬ ‫‪ 1976‬والتى أخمــدت بالقتــل والتنكيــل‪...‬‬ ‫فثار هــؤالء الشبــاب وهـم عــــــــزل‬ ‫ال يخشـــــــون أحــدا اال هللا‪...‬تحصنــوا‬ ‫بصـدورهم‪ ،‬وتشبثــوا بالحجــر ســالحهم‪...‬‬ ‫وكانوا مـوقنين أنهــم لـن يــرجعـوا الى‬ ‫بيوتهم سـالمين فى آخــر المطــاف كما فى‬ ‫الثــورات السـابقة‪...‬ألن آلــة الحــرب والتى‬ ‫أمــامهم لم ترحــــــــم ال صغـير وال كبير‬ ‫وال طـائر وال حجــر‪..!!..‬فـركب الطاغية‬ ‫راسـه وبـدأ يهــذى ويقول ‪»:‬مـن أنتم‪..‬؟»‬ ‫أ بعد أكثر من أربعون عـاما تسـأل من‬ ‫نحـن‪..‬؟‪..‬ثــم قـال قولتـه النزقــة‪ « :‬أم أن‬ ‫أحكمكم‪..‬أو اقتلكم‪ ،»!!..‬ثــم مــاذا‪..‬؟‪...‬‬ ‫أنــزل أسلحتــه الفتــاكة والتى مـا أنزل هللا‬ ‫بهـا من سلطــان ضـد شبـــــاب مطلبهم‬ ‫الحــرية‪ ،‬وشعــارهم األنعتـاق‪..‬فقتــل من‬ ‫قتــل‪..‬وسجـن من سجــن‪...‬حيث تغيرت‬ ‫هـذه المظاهرات السلـــــمية الى حــربية‪..‬‬ ‫بعد أن حـولها الطاغية الى ذلك‪...‬وكـأن‬ ‫أمــرا دبــر بليـــل‪..!!..‬فثـارت مدـننا‬ ‫األخــرى تــباعا‪ ...‬البيضــاء‪..‬شحــات‪...‬‬ ‫د ر نــه ‪ . .‬طبــر ق ‪ . .‬ا لـمـر ج ‪ . . .‬و هـــكذ ا ‪. .‬‬ ‫والتحمــت بالمجلس الوطنــى األنــــتقالى‪..‬‬ ‫دون معرفة من هــم أعضـاؤه‪...‬المهـم‬ ‫األنعتاق‪..‬والحــرية ‪..‬والكــرامـة‪...‬فكانت‬ ‫ثــورة لم تسبقها ثورات‪..‬ألنها تلونت‬ ‫بالــدم وعــرق الشبــاب‪..‬فكانت كالثـورة‬ ‫الفرنسيــة‪..‬فثورتنا‪..‬شهــد لهــا القاصى‬ ‫الدانــى‪..‬والتحمت معها أوروبا وأمــريكا‬ ‫فى آسابع قليلة‪..‬ووقف معها المجتمع‬ ‫الــدولى فى ســابقة لم تعرف من قبــل‪....‬‬ ‫والننسـى الجامعة العربية ومــوقفها غــير‬ ‫المســبوق‪ ....‬ثــم مــــاذا‪..‬؟‬ ‫ان العقـل الذى يسيــطر على العـالم األن‬ ‫هو العقل الواقعـى‪..‬وقد أضطرت األشتراكية‬ ‫بعد نهاية الحرب الباردة الى اسقاط الكثير‬

‫من قيمها‪ ،‬بعد أن أدركت قـوة الواقعية فى‬ ‫مواجهـة األيدولوجية‪..‬‬ ‫اذا‪..‬لماذا نحـن العرب ال نقـر بذلك وال‬ ‫نعترف بأن العالم اليوم الذى نعيشـه‪ ،‬هو ليس‬ ‫تماما بذلك العالم الذى كنا نسـير فى فلكه فى‬ ‫القـرن الماضـى‪..‬فالواقع الذى يعيشـه العرب‬ ‫قد تجاوزه الزمـن « لألسف‪ »!..‬وأن التمسـك‬ ‫بتالبيب الماضى فى مـواجهة الحاضر‬ ‫والمستقبل يعـد نـوعا من الجنـون‪..!!..‬‬ ‫وهذا النوع من الجنون يمكن أن يكون مسليا‬ ‫وباعثـا عـلى الضحك‪..!..‬‬ ‫وما تشهـده األقطار العربية األن من‬ ‫حـراك سيـاسى شبابى‪،‬ماهـو اال تأكيدا‬ ‫على أن الشباب قـد مـل هذه الحياة الرتيبة‬ ‫مع ما يغلفها من عـوز‪ ،‬وعدم استقرار‪،‬‬ ‫وكبت للحـريات‪ ..‬وفى ظـل هذا األ نـــقالب‬ ‫الكـــبير الذى يشهـده العالم وتغيـر الصورة‬ ‫القديمة‪..‬وظهـور واقع سيـاسى واقتصادى‬ ‫واجتماعى‪،‬وعســكـــرى‪ ...‬وكذلك ثقافى‬ ‫جـديد‪..‬ال بد للحكـام العرب أن يتعلمـوا أن‬ ‫لغـة القوة والترهيب ال تصلح مع صــدور‬ ‫الشباب‪ ،‬بعد أن يثـوروا‪..‬والثـورة بركان‪..‬‬ ‫فهم ال يخشـون لومـة الئـم اال هللا عـز‬ ‫وجـل‪ ...‬ولنـا فى ثـورة ‪ 17‬فبراير المجيـدة‬ ‫للشباب خيـر مثــل يحتـذى بـــه‪..‬‬ ‫وأخيــرا‪...‬أعتقـد ان الدعـوة الى اعـادة بنـاء‬ ‫الشخصية الليبية التزال ضـرورة‪..‬ويجب‬ ‫علـــينا نحن كل الليبين أن نعيد طـرحها من‬ ‫جـديد‪...‬بحيث نـدعو أن يستيقظ الليبيــــون‬ ‫على الشخصية الوطنية بمعالمها التى تحمل‬ ‫التاريخ المشـرف‪ ،‬ومالمحها التى تعطـى‬ ‫الفعـل الجيــــــد للخـالص‪...‬واألصرار‬ ‫على انجــــــاز مستقبل ينقلنا هـذه المـرة الى‬ ‫حضـارة القـرن الـواحـد والعشـرون‪ ،‬من‬ ‫أوسـع أبوابه البراقـــة‪..‬‬ ‫ان الدعــوة الى التركيبة الليبية‪...‬هى دعـوة‬ ‫الى رى جــذور المواطنين بالمواطنة‪...‬‬ ‫ونفض غبــار الذلة والمهــانة والتى خلقهــا‬ ‫هذا النظــام البغيض‪..‬هذه دعـــــوة الى تحريك‬ ‫شعـور األنتــــــــــماء الوطنـى فى المـواطن‬ ‫الليبى بعد أن أنكســر جــدار الخــوف من‬ ‫داخــله ليرى حقائقه المختبئة بوضــوح‬ ‫تـام‪..‬ويشحــذ ارادتـه لبنـاء مشــروع بنــاء‬ ‫الوطــن والمــواطن وتحــريره من ترسبات‬ ‫هـذا النظــام الصــــدء اللعيــن‪ ..‬وايجـاد‬ ‫الرؤى لتحقيق حرية الفرد كاملة غــير‬ ‫منقوصة‪...‬وذلك باسـلوب علمــى نمـوذجى‬ ‫لجــــعله قـادرا الى ولــوج الحضــارة‬ ‫واستباق الزمن لتعــويض ما أفســده النظــام‬ ‫المتخلف‪..‬‬ ‫حقيــقة‪...‬أنهــا دعــوة الى مستقبال‬ ‫مشــرق‪،‬تخفــق مـع كل نبضــة قلـب شــاب‬ ‫وشــابة‪..‬بــذلوا الغــالى والنفيس فى جعلنــا‬ ‫نتنفــس نســائم الحــرية بــدون أمــن داخــلى‬ ‫وال عســكر‪،‬وال طـابور خـامس‪..!!!...‬‬


‫‪ 12‬يوليو ‪2011‬‬

‫كل ثالثاء يف األسواق‬

‫عدسة ‪ :‬أمحد العرييب‬

‫جممع تيبسيت السياحي مبركز مدينة بنغازي يضم ‪250‬‬ ‫غرفة ‪ 22 ،‬جناحا ممتازا و ‪ 8‬أجنحة رئاسية‬ ‫‪Tel + 218 61 909 0016, 909 0017 Fax + 218 61 909 0016‬‬ ‫‪http://www.tebistyhotel.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.