12يوليو 2011
ياعون من قابله عون السنة األولى
العدد التاسع
12يوليو 2011
الثمن :دينار
املعارضة الليبية :حني يكون احللم مهنة
اإلبل أم الكعبة ؟ فن توصيف الصراع. قراءة أمريكية يف ربيع العرب.
02
12يوليو 2011
12يوليو 2011
ياعون من قابله عون السنة األولى
العدد التاسع
12يوليو 2011
الثمن :دينار
املعارضة الليبية :حني يكون احللم مهنة
اإلبل أم الكعبة ؟ فن توصيف الصراع. قراءة أمريكية يف ربيع العرب.
miadeenm@yahoo.com
ميادين صحيفة ليبية متنوعة تصدر من بنغازي
رئيس التحرير أمحد الفيتو ري مدير التحرير سامل العوكلي مدير فين أمحد العرييب إشراف فين
عمر جهان
ال نريد تغيري القذايف باخلميين راعني سماع رأي أحد اإلسالميين وعدم موافقته على بند (حرية العقيدة) في أي دستور مستقبلي ،وإننا بلد مسلم سني مالكي وال نريد غير ذلك، وهذا كله جميل ،ولكن استبعاد فكرة حرية االعتقاد ستقود إلى استبعاد أفكار ومبادئ ديمقراطية أخرى. إن الشعب الليبي الذي كسر حاجز الخوف وبدأ ثورته التي نأمل أن تنتهي بالديمقراطية وبثورة جديدة على المفاهيم القديمة ..ثورة تؤمن بالحرية .. بحق كل مواطن في أن يقول ما يشاء ،ويعتقد ما يشاء ،ويعبر عما يشاء .. حرية حقيقية ُمنعنا منها ألسباب كثيرة ،منذ قرون ،وليس في عهد القذافي فقط. نحن ال نريد أن نغير القذافي بالخميني ..وال نريد أن نغير أيديولوجية فاشية بأخرى فاشية ،كما حدث في إيران أو أفغانستان. نحن نريد ثورة وليس تغيير نظام فاشي بآخر فاشي ..سواء أكان شيوعيا ً أو طالبانيا ً أو خمينياً!!. نحن مسلمون ،واإلسالم يعني لنا التسامح والسالم ،ويعني لنا "جادلهم بالتي هي أحسن" ..و"لكم دينكم ولي دين" .ويعني بالدرجة األولى " :ال إكراه في الدين . ".. نريد ديمقراطية تعطي للفرد حرياته كلها ..حرية العمل والفكر والكالم واالعتقاد ،دون أن يمس حرية اآلخرين ..نريد هذه الحريات مكفولة في الدستور الجديد ..نريد ثورة حقيقية في الفكر العربي ،وليس مجرد تغيير سطحي لنظام يمنع الكثير من الحريات إلى نظام جديد يمنع حريات أخرى !!
منصور بن عامر
مدير إداري خليل العرييب 0926234108 صورة الغالف
عادل جربوع
إخراج وتنفيذ رؤيا ألعمال الطباعة والتجهيزات الفنية
اعتذار :
الي الشاعر السنوسي حبيب الذي سقط اسمه سهوا عن قصيدة ( امقران نفوسة ) وقصيدة ( أخوة البازين ) اللتين نشرتا بالعدد الماضي .
12يوليو 2011
03
ميادين يف تونس إدريس املسماري ومجعة عتيقة ولقاء مع ( هرمنا ) كتب :ا ،الفيتو ري وصور شكري الحسان
رفقة المهندس طيار والكشاف شكري الحسان غادرت مطار بنينا يوم الخميس الموافق علي متن طيران ليبيا ، كنت علمت أن الصديق الكاتب والمثقف المناضل إدريس المسماري قد تمكن من الفرار من جهنم اآلسر في مدينة طرابلس ،حين وصلت الطائرة مطار تونس توجهنا إلي المستشفي حيث يرقد إدريس المسماري من أثر معاناة دامت لما يقارب الخمسة أشهر. هناك علمنا أن الكاتب والمحامي المناضل الصديق جمعة عتيقة تمكن هو أيضا من فك آسره ،هكذا مرة واحدة تمكنا من التجوال معهما في مدينة تونس وفي شوارعها حيث استنشقا أول نسائم حرية ليبيا ،هناك حيث كان علم
االستقالل يرفرف في الكثير من األمكنة . كان شكري يصطاد اللحظة بالصورة الثابتة والمتحركة ،ورفقة ثلة من األصدقاء ارتدنا مقاهي شارع الحبيب ، كان شكري قد طلب مني أن نجري حوارا مع الشخصية التونسية التي عرفت عبر الجزيرة بـ ( هرمنا ) ،لم أكن أعرف أين يكون الرجل ولذا لم أعر الطلب اهتماما . جرجرت خلفي الصديقين وكان المسماري مثقال بالتعب والمرض ولكن هوى البالد ؛ هواء ليبيا الحرة جعله منتشيا وفي خفة ال تحتمل ،بذا اندلفت بهما ألكثر من مقهى لكن لم أرغب في القعود حتى وصلنا المكان الذي ال ارغب ،دخلت فندق الهناء ،المسماري ذهب إلي الحمام .رفقة شكري بحث عن طاولة بالمقهى غير
شاغرة لم يكن ثمة ما نريد .. لكن تنبهت أن ( هرمنا ) :أحمد الحفناوي يجلس قبالتنا علي طاولة علي كرسي مرفقا بكراس ثالثة شاغرة ؛ لقد تحقق المراد . تقدمت إليه مصافحا وكذا شكري فرحب بنا ودعانا للجلوس .طلبت منه أن نجري معه حوارا وكان في خرجي نسخا من اعداد ميادين أهديتها له .حينها وصل المسماري رحب به ثم تركته يجري معه حوارا عفويا سينشر في عدد قادم ؛ هو الحوار االول للمسماري بعد فك آسره وأجراه مع ( هرمنا ) ،فيما بعد جاءنا عتيقة فاكتمل الحوار ....
-عبد املنعم اهلوني عضو جملس قيادة حركة سبتمرب 1969م مليادين:
يف العدد القادم حوارات مع :
ــ ما ال يعرفه الشاب الليبي اآلن انه في العهد الملكي كان هناك تيارات عديدة حقيقية.. عندما جاءت المطربة أم كلثوم إلحياء حفل ووزعت بطاقات الدعوة على الضباط مجانا ..كانت فرصةتاريخية ال يمكن تضييعها..
عوض محزة عضو جملس قيادة حركة سبتمرب 1969م مليادين:أريد أن انصح النظام القادم لليبيا الجديدة أن ثورة الفاتح هي جزء من تاريخ الشعب الليبي ....-أرجوكم أن تتركوني وشأني وان خالفتم تعليماتي سأعاقبكم بالسجن..
اللواء عبد الفتاح يونس لعيسي عبد القيوم :عازم على عدم الصمت على المسرحية التى تجري فى البالد .-الرئيس المنتخب عبر صناديق اإلقتراع سوف اعطيه التحية وأغادر الحياة العسكرية نهائيا .
ويف العدد الذي يليه ميادين يف ميادين تونس
04
12يوليو 2011
من يقدم 22,000وجبة يوميا للثوار و النازحني !!!
مطبخ القـلعـة تحقيق وصور :فتحيـة محمـد المـفــتي يحتاج ثوار 17فبراير في المواقع المتقدمة من الجبهة الي السالح الفعال لصد هجوم الكتائب و لكنهم ايضا بحاجة الي ماء و طعام .فخالل هذه الثورة قامت جمعيات و جهات كثيرة لدعمهم و من هذه الجمعيات هي المؤسسة الليبية لألعمال الخيرية و في لقائنا مع رئيس المؤسسة األستاذ ايمن قادير تحدث لنا عن بداية المطبخ و العمل التطوعي : بدأ الموضوع يوم 21-2عندما زارني في المنزل صديقي د.سامح لطف هللا – رئيس قسم الجراحة في مستشفي الجالء – و أراني الصور التي التقطها لألشالء وجثث شهداء الثورة ،وكانت في قمة البشاعة ،فاقترحت عليه الذهاب للميناء ،ألنني سمعت بقدوم باخرة ألخذ الرعايا األتراك ،وأن نقوم بوضع الصور علي سي دي ونعطيها للممغادرين حتي يقوموا بنشرها علي
االنترنت و ليعرف العالم ماذا يحدث في بنغازي ! و لكن الباخرة تأخرت يوماً ،وكان الوضع سيئا ً جداً في الميناء نظراً لوجود عدد كبير من األجانب ومن األسر واألطفال ..فاتصلت بأخي حتي يبعث بسيارة مياه ،ومن هنا وجدت نفسي في العمل التطوعي لمدة 20يوماُ ،وأنشأنا مطبخا ً هنالك ،وكان الجو بارداُ جدا، فأحضرنا 3500بطانية ،واستعنا بالكشاف فاحضروا لنا الخيام واتصلنا بالدكتور هاشم العقوري الذي اتي بطاقم طبي وسيارة إسعاف لالهتمام بالنواحي الصحية ،حثي أصبحنا فريق عمل يتكون من 250شخصا ً .اتصلنا بجماعة الجمارك والجوازات ثم السفارات وأصبحنا مسؤولين عن إغاثة األجانب وترحيلهم ،حيث توافد إلي الميناء عديد الجنسيات؛ من صينين وبنغالديش وسوريين ،وقد قمنا بترحيل حوالي 45.000شخص ،وكنا نشعر
امين قادير رئيس املؤسسة اتخذنا (مطعم القلعه ) مقرا لنا ،لم يكن مجهزاً بما يتناسب مع احتياجاتنا، فقمنا بإحضار كل ما يلزم واستعنا ب 12طباخة وبدأنا العمل بـ 3000 وجبة في اليوم ،واآلن وصلنا إلي 22.000 وجبة يومياً.
بسعادة عارمة عندما يصل األجانب للباخرة ويقوم رب األسرة بعناقنا وشكركنا. كان من ضمن االشخاص الذين تم ترحيلهم حوالي 1500شخص من جنسيات إفريقيه ،تم ترحيلهم علي حسابنا الخاص ..البعض انتقد عملية الترحيل ولكن كان الخوف أكبر من أن يستغلهم نظام القذافي ويجندهم كمرتزقه . وبعد انتهاء عملية الترحيل رجعت الي إدارة المطبخ العربي مع صاحبه األستاذ فخري الورفلي وكان هذا المطبخ يع ُّد الوجبات للمعتصمين في ساحة المحكمة ،وفي هذه األثناء اتصل بنا جماعة الجيش وطلبوا 3500 وجبة إضافية ،ولكن المطبخ رفض لما فيها من خطورة ومسؤولية كبيرة ..ووجدت نفسي في موقف صعب ألن الجيش كان يريد الوجبات وأنا ليست لدي خبرة في هذه المواضيع.أخذت القرار بعد مشاورات مع األشخاص الذين كانوا معي في الميناء ،وقلت لهم
علينا أن نفتح مطبخا ً للجبهة وللجيش، ووافق الجميع علي ذلك مع العلم أنه لم تكن لدينا أية خبرة سابقة في هذا المجال ،ومن هؤالء األشخاص :فؤاد عابد العشيبي ،وليد العنيزي ،طارق السنكي ،ناصر حبَّاق،عبد الرازق الماجري ونيس قادير ،هاني قادير، المرحوم الشهيد هيثم قادير ،خالد البسيوني،عبد المنعم بن حميد ،ادريس الشيباني ،حكيم االوجلي ،ومحمود بوهدمة . اتخذنا (مطعم القلعه ) مقرا لنا ،لم يكن مجهزاً بما يتناسب مع احتياجاتنا ،فقمنا بإحضار كل ما يلزم واستعنا ب12 طباخة وبدأنا العمل بـ 3000وجبة في اليوم ،واآلن وصلنا إلي 22.000 وجبة يومياً. .وفيما يتعلق بالتمويل في البداية كان كله تبرعات تبدأ ب 5دنانير الي أالف الدينارات ،وبما أننا تجار ولدينا عالقاتنا ،فكل من نتصل بهم ال يردوا لنا طلبا ،بالتالي أصبحت العملية عملية ثقة. ،وعندما بدأ عملنا كمؤسسة، وأطلقنا عليها (المؤسسة الليبية لألعمال
12يوليو 2011
05
حكيم األوجلي الناس قبل هذه الثورة المباركه هم أنفسهم لم يتغيروا ،و لكن البيئة المتاحة سابقا ُ لم تسمح للناس بإبراز قدراتهم وإعطاء أفضل ما عندهم.
فؤاد عابد زوار المطبخ ينبهرون بكمية االنتاج و ال يصدقون ان كل هذا العمل هو عمل خيري تطوعي و مستمر من 4شهور الخيرية) ،جاء إلينا مجموعة شباب، وهم :حسن الخَضر ،سفيان بوقعقيص، زكريا السالك ،حسين الخفيفي ، وطلبوا منا أن ندعمهم وذلك بتزويد الجبهة بوجبات جافة ،وجبن،)...,وبعد 3شهور من بدء عملنا أتي المجلس االنتقالي يعرض علينا خدماته المالية، ولكن رفضنا ذلك ،ألنهم قد يعطوا لنا 100.000دينار ،ولكنها لن تكفينا إال 5أيام .و مصروفنا اليومي مابين 35.000الي 40.000دينار ليبي .و منذ شهر تقريبا بدأت شركة الخليج بدعمنا ماليا ،ولكن بنسبة 70% والباقي تبرعات .الجهات التي نوزع عليها :األمن العام ،السجون ،األسري ،المعسكرات ،بوابات التفتيش، الدوريات ،المطافئ ،الجوازات، الجمارك ،والنازحين .ومن 10أيام فتحنا مطبخ آخر في هناجر الجيش وقمنا بتجهيزه بتكلفة 10.000دينار وفريق من مؤسستنا يقوم باإلشراف عليه وقدرته اإلنتاجية حوالي 4.000 وجبة ،وذلك لتخفيف العبء علي مطبخ القلعه ،ولنتفنن بإعداد أكل الجبهة ».ألنهم دائما يشكون من أن األكل دائما أرز او معكرونة ,به شنو نبي اندير ؟ ما عندش خيار اخر ؟نبي اندز طبيخه ..مستحيل طبعا ».. عند بداية عمليات النزوح كان في رعايتنا 3.000نازح من اجدابيا، فأراد الصليب األحمر ان يدعم المطبخ ،ولكن بشرط ،وهو :أن يتم فصل طعام النازحين عن األكل المع ّد للجبهة والجيش والمستشفيات .وذلك النهم يريدون دعم المدنين فقط .و قالوا بأنهم لن يراقبونا و لكننا رفضنا ذلك الننا ال نستطيع الفصل ،والنتيجة أنهم لم يعطونا شيئا .في بداية عملنا تعاونت معنا لجنة اإلغاثة وكانوا يمدوننا بمواد التموين كاألرز والزيت والطماطم والمعكرونة ..ولكنهم توقفوا من الشهر األول .بعد ما زاد عدد الوجبات تطوعت جمعيات كثيرة للمساعدة في توزيع الطعام وتغليفه ( ويوم إجراء
هذا اللقاء كانت الجهة المتطوعة هي قائدات ومرشدات بنغازي ) . عدد الوجبات اليوميه وصل إلي 22.000وجبة ،ووصلت كمية اللحم الوطني ما بين 900-1000كيلوجرام يوميا ،ولم نستعمل لحما خارجيا أبدا .والوجبات تكون إما ارز او مكرونة مع اللحم ،ولكن هناك يوما في االسبوع تكون و جبة الغداء كسكسو باللحم والتقليه ..مع العلم اننا نستهلك 1000 كيلوجرام من الكسكسو وتكون تكلفته حوالي 3000دينار ,و تجهيز هذه الكميات الكبيرة يكون صعبا ً و متعبا ً (.حتي خالتي رحمة بن زبلح قلتلها : يا خالتي عليك عرس ،قالتلي :يا باتي هذا عراس .في العرس اندير خمس طناجر لكن هذينا 100طنجرة ). عندما قررنا فتح المطبخ كان قراراً صعبا ً جداً ومسؤولية كبيرة لذلك اخذنا االحتياطات الالزمة لحماية المكان، ولدينا نظام مراقبة CCTVلتسجيل كل ما يحصل في المطبخ .و الحمد هلل العميلة ماشيه كويس .حتى أنه في أحد األيام قررنا عمل وجبة عشاء ارز وتم اعداد المرق واللحم وعندما ذهب العمال لجلب االرز لم يجدوا اي كمية في المخزن .و نحن نستهلك االن 75 – 70شوال أرز ،وكنا مرتبكين كيف نوفر الكمية المطلوبة ،وفي ذلك الوقت دخل علينا شخص وقال انه من طرف نادر قرقوم ومعه كمية من األرز للتبرع ،و كان العدد الموجود في السيارة هو نفسه الذي نحتاجه .. بيش تعرفوا ان العملية ماشية بالبركه . بالنسبه لتوصيل الوجبات اي شخص لديه رسالة رسمية من الجهة التابع لها يستطيع استالم الوجبات .قمنا بإمداد مستشفي الجالء لمدة شهر ونصف، وبعدها قاموا بإنشاء مطبخ خاص بهم ،كذلك المعاقين ولكن ليومين أعطيناهم تموينا جافا ،كذلك سجن الكويفية نمدهم يوميا بـ 250وجبة. وحاليا بدأنا بالتنسيق مع لجنة خاصة بإدارة النازحين حيث أن أي مكان يتم
اعطاءه تمويل جاف نتوقف عن إمداده بالوجبات . كمؤسسة لدينا نشاطات أخري حيث اشتركنا في معرض جامعة العرب الدولية وأقمنا حفل تكريم ألسر الشهداء في السندباد ،وكذلك نقوم بتوزيع تموين علي 380أسرة تحت إشراف د.سامح لطف هللا . حاليا هناك نقاش علي استمرارية هذه المؤسسة ،فالبعض يري أن عملها ينتهي بانتهاء األزمة ،والبعض اآلخر يريدها أن تستمر كمؤسسة خيرية . نالحظ أن الليبين اظهروا قدراَ غير عادي من التعاطف والتكاثف ،أين كانت هذه المشاعر ؟ ً فرد حكيم األوجلي قائالً :كان مكبوتا... الناس قبل هذه الثورة المباركه هم نفسهم لم يتغيروا ،و لكن البيئة المتاحة سابقا ُ لم تسمح للناس بإبراز قدراتهم وإعطاء أفضل ما عندهم .كنا نعيش في حلقة مغلقة ،وال توجد حريات، والدوافع األمنية كانت تقيدنا. في المرحلة السابقة كان كل شخص ينظر لمصلحته الشخصية ،واالنتماء للوطن كان مفقوداً ،ألنه ُمغيب من قبل سياسة الدولة ،ولم يكن هناك استقرار سياسي او اداري او اقتصادي او حتي رياضي ،كل شيء يقرر في يومه و كانت حياتنا حياة قرارات و ليست حياة قوانين . فؤاد عابد بدايتنا في الميناء كانت بترحيل األجانب ،كنا نأتي إليهم الساعة 10 صباحا ً ونرجع الي بيوتنا الساعة 2-3صباحاً ،وكان عمالً جديدا لم تكن لدينا فيه اية خبرة ،والحمد هلل ربنا وفقنا في ترحيل 45.000شخص، ولما قمنا بهذا العمل شعرنا بأننا قمنا بشئ من أجل ليبيا .وبعدها بدأت فكرة انشاء المطبخ وتأسيس المؤسسة الليبية لألعمال الخيرية التي نعمل تحت غطاءها االن و تم فيها التصويت علي أيمن كرئيس لها وكذلك لبقية اإلدارات وتم توزيع المهام كما يلي :
ايمن قادير رئيس المؤسسة ،فؤاد عابد مدير االدارة المالية ،طارق السنكي ،عبدالرزاق الماجري مدير ّ ي المشتريات ,ناصر حبَّاق مدير االدارة االدارية ,عبد المنعم بن حميد العمليات ,ادريس الشيباني االغاثه ,الشهيد هيثم قادير عالقات عامة . و بدأنا فعليا بتاريخ . 13-3-2011وتم تجهيزحوالي 3.000وجبة و بعدها بدأت األعداد في ازدياد مع توافد العائالت النازحة من رأس النوف و البريقة و اجدابيا و تكاثف الجميع و لم يقصر احد .و زارنا اعضاء منالمجلس و شكرونا علي العمل الذي نقوموا به ,و عرضوا علينا ان يدعموننا و لكن شكرناهم و رفضنا . و يضيف حكيم :زوار المطبخ ينبهروا بكمية االنتاج و ال يصدقوا ان كل هذا العمل هو عمل خيري تطوعي و مستمر من 4شهور .ولم تدعمنا فيه اي جهة عالمية او حتي الحكومة المؤقتة .و يؤكد أيمن أن عملهم في هذا المطبخ هو عمل خيري صرف و أن الشعب الليبي شعب طيب و كريم و في هذه األحداث ظهرت هذه الصفات النبيلة ,حتي أن أحد مراسلي المحطة الصينية عند ترحيل األجانب قال انا عاشرت ثورتي تونس و مصر و مثل نظامكم لم اري .قال انتم اتفطروا فيهم في الصبح بريوش و سندوتشات و عصير و حليب .و عندما بدأنا كانت الفكرة هي أن األجانب اللذين خرجوا من بنغازي سيؤكدون أن الشباب الليبي ليس ارهابي و لكن شباب خرج في مظاهرة سلمية .ويضيف فؤادأن األعالم الخارجي كان منبهرا بعملنا في الميناء و حتي مراسل الCNN قاللنا كلكم شكلكم كويس ما فيكمش واحد شفشوفه .
06
12يوليو 2011
معارضة
اللحظة األوىل لقد قامت معارضة انقالب سبتمبر 1969م أساسا بعيد خطاب 16 سبتمبر من نفس العام ؛ هذا الخطاب جاء فيه :من تحزب خان ،أي منذ اللحظة األولي تم دفع النخبة الليبية إلي معارضة هذا النظام العسكري . وما سوف تواجهه هذه النخبة من قمع وقهر سيؤجج المعارضة ، وما سيقويها انفراد المالزم األول بالسلطة وهذا جعل المعارضة من قبل العسكر أيضا .وفي عام 1973 م سيتم الزج بالمثقفين من ساسة وصحفيين وكتاب وحتى أطباء ومهندسين في السجون تحت شعار الثورة الثقافية ،فالمالزم الشاب الذي كان عمره لحظة االنقالب لم يتجاوز 27سنة صار صاحب نظرية عالمية ثالثة لخالص البشرية . بهذه النظرية صار القائد المفكر والثائر ورسول الصحراء ،وبذا كل النخبة عدت عند صاحب النظرية مرضى .هؤالء المرضى من لم يعدم أو يزج منهم في السجن اختار المنفى طريقا لمواجهة الزعيم األوحد نصف اإلله . وفي الخارج أيضا قام هذا الزعيم بمطاردتهم وقتلهم جهارا نهارا في الديمقراطية ميادين دول الغرب ودون أن يحتج أحد ..هذا حشد المعارضة الليبية في الخارج التي كانت أنشط معارضة عربية ،وحتى شرق أوسطية ،ودفعت ألجل ذلك الكثير ،ألن شعارها :إسقاط النظام . وما فعلته هذه المعارضة قبل 17 فبراير وبعدها لم يُفعل :لم يعملوا من أجل إسقاط النظام فحسب بل وكرسوا حياتهم من اجل ذلك . ولذا أقف تحية لهؤالء الرجال والنساء األحياء منهم واألموات . وهنا محاورة وجوه من هذه المعارضة التي هي بحق فخار ليبيا
أحمد الفيتوري
ملف العدد
ابراهيم قدورة يروي حكايته :
من مدرسة سي سامل
إىل حماولة اغتيال رأس النظام من مواليد عام 1954م في مدينه بنغازي ..تربيت في عائله مكونة من 14فرداً من بنات وأوالد ..درست االبتدائية في مدرسة سي سالم في بنغازي ،كان من زمالئي الذين أذكرهم مصدق بوهدمة، ورشيد البسيكري ..ثم مدرسه سيدي حسين بإدارة األستاذ علي بوشناق ..كانت فترة رائعة حيث أن المدرسة كانت مميزه بكونها األولى التي أقامت مؤتمراً بين اآلباء والمدرسين ،وهو شيء أساسي كانت تقوم به هذه المدرسة منذ الستينات ،وهذا ما وجدته في المدارس األمريكية ..كنا نعد الجرائد الحائطية واشترك فيها و كذلك جريده ( الفكر) كان فيها نشاط ثقافي محفز يدربوننا عليه . ثم التحقت بمدرسه شهداء يناير الثانوية ..ثم جامعة طرابلس في عام 1972م كان معي الشاعر المعروف محمود العرفي ،وبن عمران، وإبراهيم غنيوة ..كنا معا في مبنى الداخلي ..بالجامعة اختلف الوضع عن رتابة المدرسة الثانوية بالرغم من وجود أحداث آنذاك ..لكن بالجامعة كانت المنابر الثقافية والتيارات السياسية ..اذكر التحرير اإلسالمي واليسار الليبي ..وكان هناك حوار ومناظرات ..كانت البداية ،ولكن القذافي لم يعطها الفرصة للنمو ،لتصبح سمة من سمات الجامعة الواعية التي تنتعش فيها ثقافة فعلية مشبعة لإلنسان ،هذا بجانب العلوم التطبيقيه األخرى. كان إبراهيم اغنيوة يع ّد جريده رائعة اسمها (المحطة) ..كما بدأ نشاط اتحاد الطلبة يبرز ،ونشاطات ثقافيه أخرى كنت أشارك في إعدادها ،ومعارض للزهور والنباتات . كانت الصورة مروعة في بنغازي في عام 1975م بدأت أحداث الطلبة في جامعه بنغازي ،والحقيقة كان هناك وفد من جامعة بنغازي نقل لنا الصورة كاملة عن ما حدث ..تحركنا ذاك العام وكنت في لجنه تنظيم االعتصام ..اجتمعنا في المبنى الداخلي وقررنا الحركة داخل الجامعة ..كان هناك اتحاد للطلبة أسس ونحن في العطلة الصيفية وكان حكوميا ً ..طلبنا االجتماع وتوليت تفجير الموقف وبدأت بآية قرآنية (وال تحسبن الذين قتلوا في سبيل هللا أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) وتوالت الكلمات ..قررنا االعتصام وأخرجنا الطلبة ..نجح االعتصام يومها ،في ساحة كلية الهندسة تم تشكيل لجنة كنت من ضمنها ،ومعي مختار األحول من سبها وحسين العلوي من طرابلس وإبراهيم لياس من درنة والسنوسي البريكي ..كانت هذه اللجنة التي قادت االعتصام وذهبنا لمقابلة مدير الجامعة وكان معه عبدالقادر البغدادي وكان موقف رئيس الجامعة رائعا حقيقة .. جاءنا برسالة من القذافي فيها :إن لم تفضوا هذا االعتصام مستعد ألن اسبحكم في بحر من الدماء .بهذه األلفاظ !!. في ذلك الوقت دخلنا للمكتبة ،وكتبنا عدة مطالب ،من بينها محاكمه المسؤولين عن ما حدث في بنغازي ..وإعطاء الطلبة الحرية في انتخاب اتحادهم وتكوينه ..وإطالق سراح السجناء السياسيين ،واستمرار االعتصام حتى تحقق المطالب ...كانت هذه المطالب األساسية وقتها .. في اليوم التالي عند الباب الرئيسي للجامعة استمر االعتصام وتوقفت الدراسة ..وبعد ذلك حُل االتحاد وشكلت لجنه تأسيسية لتشكيل االتحاد ..بعدها قررت اللجنة إقامة صالة الغائب على أرواح الشهداء بمسجد موالي محمد ،كانت خطوة لنقل الصراع للشارع ..بعدها اتصل الخويلدي الحميدي باللجنة يريد االجتماع بها ..
شكلنا لجنه صغيرة من علي امنينة وعبدهللا بن عمران والدكتور المسالتي ،تذهب إلى بنغازي لتقصي الحقائق ،وعند رجوعهم كانت الصورة مروعة مما سمعوه عن القتل واالنتهاكات التي حدثت داخل الحرم الجامعي ..ذهبنا بعدها للخويلدي الحميدي ،وأخبرنا بموافقته على مطالبنا وإطالق سراح السجناء ،ومنهم يونس بالقاسم ،ولكن كان له طلب واحد ،وهو إلغاء صالة الغائب التي سنقيمها بالمسجد .إنا شخصيا لم يكن لدي الرغبة في إلغاء الصالة ،فأخبرناه أننا أعلنا عنها ومن الصعب إلغائها ،فقال إن لم تل َغ الصالة فسيتحول المسجد لمسرح من الدماء ،لذا يجب إلغاؤها حقنا للدماء ،بتهديد ووعيد منه ..بعدها اتفقنا علي إلغائها بعد أن وافقوا على مطالبنا .. عبدالسالم جلود يطلق الرصاص قمنا بعدها بتصميم نصب تذكاري للشهداء تم بناؤه في الجامعة. كان محمد فكرون ممن ساهموا فيه أيضا بعد أن ج ّمعنا له التبرعات، وتم هدمه عام 1976م في شهر أبريل ،وحدث ما حدث ،وجاء عبد السالم جلود وأطلق الرصاص بالجامعة وقاد عملية تطهير الجامعة كما يقولون .كانت هناك مجموعتان؛ واحدة تهتف لليبيا وأخرى تهتف للفاتح ..نحن لجأنا إلى مبنى الداخلي ،ثم قاموا بإحضار حافالت وحملونا لقاعدة عقبة بن نافع ،ولم يعالجوا من أصيبوا ،وعاملونا معاملة سيئة داخل القاعدة ..حتى جاء ضابط اسمه ،علي فرحات ،قال :ماذا فعل بكم المجرم؟؟ وأغلق الباب بعد أن أخرج شخصا ً كان من اللجان الثورية ،وأمره بالخروج ،وقال لنا احكوا لي ما حدث ..عرفنا انه ضابط جراح ،أحضر طاقمه وطلب لنا فحصا كامالً وعالجونا .. بعد ذهابه حملونا اللجان الثورية إلي سجن األوسط ومنها بدأت رحلة السجن. بقيت بسجن األوسط مدة ثالثة أشهر ،كنا كأسرى الحرب العالمية ،كان من الشباب مرضى ومصابون ،ثم اختاروا من السجناء قادة االعتصام واللجنة التي ذهبت إلى بنغازي ،وأضافوا للقائمة إبراهيم اغنيوة الذي كان له نشاط معروف بالجامعة ،وكان معنا شخص آخر اسمه السيفاو من منطقه الجبل الغربي ..بقينا ثالثة أشهر بسجن األوسط ،ثم نقلنا إلى سجن الجْ َديْدة ،والتقينا هناك بجماعة بنغازي ..بقينا لمدة سنة ،كنا محظوظين عن جماعه بنغازي بأن القضية لم يستلمها عبدهللا السنوسي أو حسن أشكال اللذان الصقا التهم بجماعه بنغازي على أساس أنهم حزبيون ،ثم أُطلق سراحي ،وكنت من الطلبة الذين طردوا بعد أن كنت بالسنة الرابعة في كلية الزراعة ،وكنت من المرشحين ألن أكون من المعيدين بها أيضا ،و لكني طردت بعد أن أطلقوا قوائم منتقاة من الطلبة . بطريقه أو بأخرى استطعت السفر إلي فرنسا ،ومنها أخذت التأشيرة األمريكية ،وفي والية ميامي استقبلني الطيار نجيب حمزة ..بداية درست اللغة ،ثم التحقت بالجامعة وأكملت الدراسة عام 1980م .كان في ذلك الوقت زحف على السفارات بمسيرات ،ومحاوالت الستقطاب الطلبة ..في يوم جاءني الطيب الصافي وميلود الحراتي وجلست معهم في المركز الخاص بالنشاط الطالبي ..طلبوا مني الرجوع للوطن .. استغربت منهم الطلب وقلت لهم ثمن تذاكركم كان من المفترض أن تكون مساعدة لطالب محتاج هنا ،وبدأنا النقاش عن معنى الوطنية، فوقف ميلود الحراتي بعد أن سخن الحديث وذهب ..بعدها قال لي الطيب الصافي :أنا الحقيقة ال أنصحك بالرجوع ،ولم اعرف وقتها لما قال لي ذلك.
12يوليو 2011
ملف العدد
07
بدأ العمل يأخذ طابع اجلدية حتى مع الدول األخرى وانفتحت البوابات أكملت دراستي ،وفي أواخر عام 1980م رجعت لبلدي، وتم حجز جواز سفري ،وعن طريق الواسطة استرجعته، وسافرت مرة أخرى ..وبدأت النشاط المعارض مع عبد الباري فنوش وجمال بن موسي ومختار المرتضي ..شكلنا تنظيما لمجموعة شباب عمر المختار ..وأعددنا البيان األول، وعند إعالنه انطلقت إذاعة صوت ليبيا .كانت دفعة قوية للمعارضة لفتح نشاطها السياسي .بدأنا التحرك والتقينا مع محمود الناكوع والشهيد الحاج أحمد حواس وفائز جبريل إلنشاء اتحاد طلبة هناك ..كانت هناك لجنه تأسيسية لالتحاد والعمل المعارض لجبهة تحرير ليبيا بعد أن جاءت مكتوبة من الدكتور محمد وسليمان الضراط وعاشور الشامس وهديه بوزعكوك والحاج أحمد حواس وإبراهيم صهد ..تكونت هذه الفكرة واستقال الحاج أحمد حواس والدكتور محمد وإبراهيم صهد من السفارات ،وبدءوا في دورات للشباب بعد أن حدثونا عن الفكرة ..وكنا متعطشين لذلك ..كان هذا عام 1981م أسسوا أول مكتب للجبهة في (والية ميشغن األمريكية) وكنت مسؤول التنظيم والتعبئة في المكتب ،وكانت مهمة صعبة بسبب التحرك أمنيا وعمليه التجنيد..وقتها قررت إيقاف دراستي لتحضير رسالة الماجستير ..أقفلت منزلي وأخذت خيمة معي بالسيارة وذهبت أجول بالواليات األمريكية ..كان للمكتب رئيس ونائب ومفوض التعبئة والتنظيم والمفوض اإلعالمي والمفوض السياسي ،وكان في منتهي الدقة في األداء ..وبدأت مجلة اإلنقاذ في الصدور ..خالل ثالث أشهر من تأسيسه كان لنا مؤتمران ..أحد المؤتمرات حضره 500شخص ،حيث كان الحراك على أشده ،ومن الصدفة أنه لم يكن من المجندين لدينا أي شخص من المخابرات الليبية ..كنت القي المحاضرات أحيانا عن الوطنية والوطن . صدور مجلة اإلنقاذ بعدها تم تشكيل المجلس الوطني ومكتب ببريطانيا ومكتب بمصر ،وبدأ الدعم المادي ،واستمر صدور مجله اإلنقاذ والمقاالت الليبية التي تصب في خضم الحراك الثقافي والسياسي واألمني ،ونشرات دورية أمنيه تنظيمية ،وأخرى سرية. شكلنا المجلس الوطني األول واخترنا اللجنة التنفيذية ،ورُشح الدكتور محمد المقريف رئيس المجلس ،وعقد االجتماع في أغادير بالمغرب عام 1981مكان الحاج احمد حواس المسؤول عن النشاط الخاص وهو العسكري ..واستغلت الظروف الدولية وقتها أفضل استغالل ..لم يكن لنا القدرة على التعامل مع وزارات الخارجية للدول أو المؤسسات الرسمية
المعلنة ألنه تنظيم معارض مسلح ضد دولة ،فكان البد من التعامل مع المخابرات وأجهزة الدولة السرية بالدول األخرى. كنا نحاول االستفادة من الخالفات بين الدول وبين القذافي، حيث كان األخير مبدعا في صنع الخالفات ،فكان هناك خالف بينه وبين مصر وتونس والجزائر وتشاد والسودان والعراق ..استغلينا فيها كل فرص خالفاته معهم ،وانطلقت اإلذاعة من السودان ووصلت لليبيا ،وبدأت تقلق النظام في ليبيا حتى أنه اضطر لضرب الخرطوم بالطائرات وكانت تبث األخبار التي تتوفر لدينا ..نقوم بنشرها مباشرة ..وكثر عدد المنظمين للجبهة وبدأت تشكل الخطر على القذافي. عقدنا عدة مجالس ومنها ما كان بالعراق في سنه 1984م .. النشاط العسكري الخاص في السودان تمكن من إنشاء أول خلية وهي مجموعه بدر ،كانت مهمتها اإلستراتيجية اغتيال القذافي ،وكان حرصهم على عدم إصابة األبرياء ..دخلت مجموعه بدر في عام 1984م ،ودخل الحاج أحمد حواس عن طريق الحدود التونسية وحصل ما حصل ...قد يكون ما حدث مؤامرة أو صدفة أو متابعه من دول خارجية ،حيث اغتيل الحاج حواس في مدينه زوارة ،ويبدو أنهم وجدوا معه مذكرة بأسماء الفدائيين حيث بدءوا بعد استشهاد الحاج في االعتقاالت وجاؤوا للفدائيين بالمبنى وبدأت المعركة واستشهد عدد من الشباب منهم ،عبدهللا الماطوني ،ومجدي الشويهدي ،وتمكن محمد عبدهللا وسالم الحاسي وكامل الشامي من الخروج .. اغتيال أحمد حواس بعد األحداث جاءني الحاج غيث وابراهيم صهد واخبراني عن حاجتهم لنقلي من التنظيم والتعبئة إلي التنظيم الخاص، فالتحقت مباشرة بالعمل الفدائي ..ذهبت للسودان وتدربت هناك ثم أخذت دورة صاعقه في العراق مدة 45يوما ،كانت أول دورة لي بالمغرب ثم السودان ثم بالعراق ثم بالجزائر وأخيرا بتشاد ..في كل هذه الدورات كنا حاضرين متى تم استدعاؤنا ..وأذكر عند ذهابي إلى تشاد رزقت بأول طفل يمض على زواجي الوقت الطويل بعد أن تركتهم بأمريكا ولم ِ قبل وفاة الحاج احمد حواس تم استدعائي إلي بريطانيا الن الساحة بدأت في الجمود ..ذهبت في اليوم الذي حدثت فيه مظاهرة أمام السفارة و ماتت فيها (فالتشر) كانت بالثالث من شهر مايو والتقيت بالحاج احمد وكان قد حلق لحيته ..فسألته عن السبب حيث أننا اعتدنا على مظهره الملتحي ..فرد قائال (ياما تشوف) ،ذهبت معه في رحلة ..وفي اليوم الثاني لم التقيه ..كنت بمنزل عاشور الشامس ،وكانت زوجه الحاج احمد حواس بجانبه و جاءه خبر وفاة الحاج ..وكانت المعضلة في
كيفية إخبار زوجته بالحدث على برنامج إعالمي حينها .. ..كنا نشتغل ترددنا في إخبارها ،ولكن عاشور الشامس دخل عليها وقال :يا حاجة نبشرك باستشهاد الحاج احمد فسقطت أرضا وقالت :يا رب كنت سألتك تمتحنني ولكن هذا امتحان صعب .. كان لنا ارتباط وثيق بالحاج احمد حواس بحكم صدقه وشفافيته ،وال يبخل علينا بأية معلومة ..عرفته حذرا ويستوعب كل الناس ،كان شخصية قيادية عسكرية و(متربّي ) بالعامي. كان خبر اغتياله ضربة لنا بالصميم جعل من بعض العناصر تتفرد باتخاذ القرارات فبدأ التعثر بمسيرة الجبهة. استثمرنا حدث عام 1984م بدون شك ،وجلت ببريطانيا وضممت عددا كبيرا من الشباب وبعثناهم للتدريب ..رجعت ألمريكا وقمت بنفس العمل ..وبعدها ذهبت للمغرب ومنها لبقية الدول للتدريب. و بدأ العمل يأخذ طابع الجدية حتى مع الدول األخرى وانفتحت البوابات ..كنا بالسودان ثم بالعراق وأنشأنا إذاعة ومؤتمرا للمجلس الوطني في العراق ودورات بالعراق ..وكذلك القذافي طور من أساليبه في مواجهه الجبهة ..استغلينا ظروف حدوث نوع من التنافر بين النظام الليبي وياسر عرفات ودعي أمين عام جبهة تحرير ليبيا لمؤتمر وطني في األردن ..لم يكن لنا أي تعاون مع الفلسطينيين ..بل الفلسطينيون كانوا متعاونين مع القذافي ..وسأحكي قصه حقيقية عندما كنت ببريطانيا كان هناك شاب من اللجان الثورية ،ولكن نبض الوطنية مازال ينبض فيه ..فقلت لمحمد الشامس احضره في السيارة وسأتكلم معه ..تحدثت معه عن الوطن و الواقع فتأثر حتى أنه بكى ..وأبدى استعداده لتنفيذ ما نطلب ..فقلت له استمر باللجان الثورية وأخبرهم بطلبنا لك في التجنيد مع المعارضة ..فعال اتصل بهم وأخبروه بموافقتهم له باالنضمام معنا ..وكنت أعلم بموافقتهم له على ذلك ،وقلت له أي تقرير يطلب منك سأكتبه لك وستوصله لهم ..كانوا يثقون به في نقل المعلومة حتى إن القذافي كان قد تكلم في أحد خطاباته عن موضوع كنا قد سربناه لهم. وفي إحدى المرات اتصل به سعيد خيشه وأخبره عن وصول أشياء في طيارة للخطوط الليبية بمطار هيثرو ،ويجب عليه استالمها من شخص معين ..فخاف منهم وتحدث للسلطات البريطانية عن ذلك بعد أن طلب وضمن حق اللجوء السياسي، كانت األمانة كيسا به عدد من المتفجرات (رمانات ) مغلفة.
املنصف البوري: األخوان السلمون رفضوا حضور املؤمتر الوطين ألن شعاره تنحي القذايف . • حديث البداية بداياتي في الجانب السياسي كانت قبل أحداث الطالب في 63و ، 64وتلك الفترة كانت فترة زخم ،وفيها دور مهم للحركة الطالبية ،وسبقتها إرهاصات مما يحدث في المنطقة العربية مثل حرب ، 56وكانت التطلعات القومية مسيطرة على عقول الشباب ،ولعدم توفر التلفزيون في ذلك الوقت كان اإلطالع ومالحقة الكتب والصحف هو الوسيلة الوحيدة للمعرفة ومتابعة ما يحدث ،وتوفرت في تلك الفترة عدة مراكز ثقافية ،مثل المركز الثقافي األمريكي ،والمصري، والبريطاني ،وهذه الفترة كانت ما بين الطفولة والشباب
لكن الوعي كان حاضرا ولعب الراديو أيضا ً دوراً في تنمية هذا الوعي السياسي باإلضافة إلى مشاركتنا في أحداث 64 وإحساسنا بأهمية اتحاد الطالب الحر ،ومن ثم وجود العمل النقابي مثل نقابة العمال التي كانت تقوم بإضرابات ونقابة المحامين وغيرها ،وكانت تتوافر بوادر تشكل مجتمع مدني حقيقي. ورغم كوني من عائلة تعتبر ميسورة الحال في تلك الفترة إال أنني تركت الدراسة الصباحية ألعمل بوزارة اإلسكان وبمرتب 13جنيها في ذلك الوقت ،وواصلت درستي بالفترة المسائية فيما يسمى بمدرسة العمال ،وتحصلت على الشهادة الثانوية ألبعث لدراسة الصحافة بأمريكا ،قبل انقالب سبتمبر
بأيام معدودة، ث�������م ح�����دث االن��ق�لاب وتم إلغاء البعثات إلى الخارج . قررت الذهاب إلكمال دراستي في مصر ،وكان لي بعض األصدقاء هناك مثل زاهي المغيربي ،ومصطفى بن صويد وعدد آخر من الطالب من مدينة بنغازي كانوا يدرسون باالقتصاد والعلوم السياسية .كنت راغبا في دراسة الصحافة لكنهم أثروا علي ودرست العلوم السياسية وتخرجت عام 1973من جامعة القاهرة.
08
12يوليو 2011
ملف العدد
اعرتف أن اآلنسات والسيدات الليبيات كن أكثر جرأة يف كتاباتهن وتعليقاتهن. في الفترة التي قضيتها بمصر كان هناك بروز للحركة الطالبية تعرفت فيها على أناس كثيرين ،من ضمنهم عبدالرحمان شلقم وعلي المنتصر فرفر الذي كان وقتها عميد كلية اإلعالم ،وكانت هناك نقاشات حول ما إذا كانت هذه ثورة أم انقالب؟ وهل العسكر قادرون على إدارة الدولة؟ ويبدو أن دراستي للعلوم السياسية ولتاريخ االنقالبات العسكرية ولد لدي عداء للعسكر كخيار إلدارة أي دولة . في البداية كان توجهي قوميا وأميل إلى الشعارات التي طرحها عبدالناصر ،ثم بعد حرب الـ 67والنكسة اتضحت لي أمور أخرى ،وطيلة دراستي في مصر اطلعت على حقائق من ضمنها تغييب المثقفين والنخب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني ،وكيف خلقت طبقة أخرى من العسكريين ،الذين استفادوا من التأميمات ،فكانت ردة فعلي قوية وبدأت تتشكل لدي ميول يسارية ،كنت أتردد على السفارة الصينية بالزمالك وأعجبت بشخصية ماو تسي تونغ كشخص مناضل استطاع أن يقود شعبه ويحقق نصراً على االستعمار ،وتعلقت بهذه الشخصية ،ويبدو أنها خصوصية عربية أو ال أعرف ،وهي ذهنية التعلق برمز معين . بعد وفاة عبدالناصر تغيرت الكثير من األشياء وحدث انفتاح ودخلت كتب ممنوعة ،وكان هناك مجال واسع لالطالع ولمزيد من الثقافة ،انفتحت سوق الكتاب اللبنانية على مصر وكنت نهما في االطالع على العديد من التيارات الفكرية والسياسية ،وبدأت اتجه إلى الموقف الليبرالي بدل االتجاه اليساري. بعد تخرجي عام 1973رجعت إلى ليبيا وبحكم أني درست عامين على نفقة الدولة تم تعييني بوزارة الخارجية ،وكان معي زميالن ،وهما عمر العفاس وهو اآلن دكتور بالعلوم السياسية ،وزميل آخر كان ناشطا ً ضمن الحركة الطالبية في بلجيكا وهو أمازيغي من جادو يدعى علي عيسى القبالوي توفاه هللا. اصطدمت بالواقع المرير أثناء عملي بالخارجية :كيفية عقد االتفاقيات ،ورؤيتي لوفود تأتي فقط للحصول على المال من ليبيا ،رأيت تصرفات شديدة الغرابة والعجب وكأننا في سوق وليس في دولة .وحقيقة لم استطع االستمرار ،حاولت أن انتقل إلى بنغازي رفض طلبي ،أو أستقيل أو أحصل على إجازة دون مرتب ورفض طلبي . بعد سنة من عملي بالخارجية تركتها وعدت إلى القاهرة لدراسة الماجستير ،تخصصت في العالقات الدولية وكانت رسالتي :الغزو اإليطالي لليبيا ـ دراسة في تاريخ العالقات الدولية .وتحصلت على الماجستير بدرجة ممتاز. يوم قتل محمد مصطفي رمضان في الـ 77عدت إلى ليبيا للتدريس ،ثم في نهاية الـ 78تحصلت على بعثة لدراسة الدكتوراة بأمريكا ،وباعتباري درست بعض الفصول في الرأي العام واإلدارة ،كانت رسالتي عن اإلدارة. في ذلك الوقت حدثت أحداث جسيمة في الداخل والخارج جعلتني أحدد موقفي السياسي من النظام في ليبيا بشكل علني ،وكانت اللحظة التاريخية الحاسمة في حياتي عندما أرسل أفرادا من اللجان الثورية لتصفية بعض األشخاص في الخارج ،وقتل الشهيد محمد مصطفى رمضان الذي كان مذيعا ً في إذاعة لندن. بدأنا مع مجموع أخوة في مدينة كولومبيا ميزوري جلسات للنقاش حول األوضاع في ليبيا ،وهي مدينة كان فيها عدد كبير من الطالب الليبيين الذين يدرسون الماجستير والدكتوراة ،وجزء كبير منهم كانوا تابعين للنظام ،ورغم ذلك شكلنا مجموعة بدأت تجتمع بشكل دوري ،وبدأنا في توزيع منشورات تنتقد أساليب النظام في ليبيا ،وألن المدينة بها عدد كبير من الطالب العرب كنا نكتب مناشيرنا باللغة العربية ،وكان الحصول على آلة طباعة عربية صعبا ومكلفا، واستطعنا الحصول عليها من نيويورك .كانت مجموعة النظام هناك تترصدنا ولكن لم يحدث صدام . بعد عام ونصف تقريبا تم العمل على تأسيس اتحاد طالب حر ،واتصل بنا بعض الطالب الذين كانوا في الجامعة الليبية وسجنوا وأفرج عنهم بعد طردهم من الجامعة ثم غادروا إلى
أمريكا ،منهم ،فايز جبريل وصالح جعودة وصالح المغيربي ،وكثير من األسماء التي ال تسعفني الذاكرة لذكرهم. هؤالء اتصلوا بنا من أجل التنسيق لتشكيل اتحاد الطلبة وشرعنا في الموضوع.
كنت ألقي محاضرات توعوية على جنود الجيش الليبي الوطني المنشقين عن النظام بعد خيانته لهم في حرب تشاد ..هذا باإلضافة إلى مشاركاتنا في العديد من المظاهرات والندوات التي تقام في دول مختلفة .
أيضا في تلك الفترة بدأ ظهور تشكيالت سياسية ،كانت هناك تنظيمات سياسية في الخارج مثل ،التجمع الوطني، والحركة الليبية ،ومجموعات أخرى ،كانت ترسل لنا بياناتها ومطبوعاتها ،ثم بدأت بعض الزيارات وأيضا االستقاالت مثل محمد المقريف وأحمد حواس ،كما كانت تربطني عالقات مع شخصيات أخرى مثل محمود شمام وفتحي البعجة وعلي الترهوني ،والذين كانوا قد شكلوا الجبهة الوطنية الديمقراطية ذات االتجاه اليساري.
هذه تقريبا رحلتي مع جبهة اإلنقاذ التي استمرت إلى بداية عام . 1994حدثت بعض المشاكل داخل الجبهة ،نتيجة الكثير من اإلحباطات ،كان مشروع السودان ولم يوفق ،ومشروع الجزائر ولم يوفق حيث جاء في الـ 85شباب ليبيون من جميع أنحاء العالم كفدائيين إلى الجزائر ،ثم جاء مشروع تشاد وكان فيه جيش حقيقي ولم يوفق. ُ فحدث تصدع داخل الجبهة وخالفات حول إدارتها ،وأضطر مجموعة لالنسحاب وكنت من ضمنهم ،ودار بيننا حوار ،هل نستمر كأفراد أم نؤسس لتنظيم آخر ؟ فشكلت مجموعة منا تنظيما يسمى :الحركة الليبية للتغيير واإلصالح .كان من ضمنه د .يونس فنوش الذي حقيقة قاد معركة داخل الجبهة من أجل التغيير وتصحيح الكثير من المسارات وصدرت العديد من المذكرات ولكن لم يؤخذ بها فاضطررنا لالستقالة من الجبهة .
فتحي البعجة طلب مني االنضمام للجبهة عندما كنت أدرس الماجستير في القاهرة جاءني حسب ما أذكر فتحي البعجة وطلب مني االنضمام للجبهة ،وأبديت عدم رغبتي ،وال أعرف الذي منعني قي تلك اللحظة ما إذا كان عدم قناعتي بالطرح اليساري ،أو عدم وضوح الرؤيا بالنسبة لي فيما يتعلق بالجبهة الوطنية. حقيقة ظهور محمد المقريف وأحمد حواس ومحمود الناكوع، وزياراتهم للواليات المتحدة وعقد اجتماعات مع التجمعات الطالبية ،أحدث نقلة نوعية ،وكانوا في ذلك الوقت يعدون إلقامة تنظيم سياسي ،سمي فيما بعد الجبهة الوطنية إلنقاذ ليبيا ،فشاركنا في هذا العمل وفي االجتماعات وكلفنا باالتصال بتجمعات طالبية أخرى ،وتأسس أول مكتب للجبهة في أمريكا ،حتى قبل اختيار اللجنة التنفيذية في المغرب ،وتقرر اختيار مكتب ليقود العمل في أمريكا بمدينة ميتشيغن ،وكنت من ضمن أألعضاء مع ستة زمالء آخرين برئاسة ابريك سويسي الذي كنت مساعده ،ووزعنا المهام :شخص مسؤول عن العمل التنظيمي ،وشخص عن النقابات واالتحادات ، وآخر عن العمل االجتماعي ،وهكذا ،وبدأنا في تنظيم ما يشبه الحزب ،ولكن لم يكن حزبا ،كان يطلق عليها تيار ،تيار وطني وليس أيديولوجي ،كان يجمع عددا كبير من الليبيين من عديد التوجهات والرؤى. عقد أول مؤتمر وطني للجبهة في المغرب في 81أو ، 82 ال أذكر التاريخ بالضبط ،وتم اختيار اللجنة التنفيذية للجبهة، كان بها رؤساء المكاتب ،حيث ُشكلت مكاتب في بريطانيا ومصر ،باإلضافة إلى مفوضية العمل السياسي ومفوضية العمل اإلعالمي . في تلك الفترة أسسنا مجلة اإلنقاذ ،كان على رأسها األستاذ علي بوزعكوك وعدد آخر من األخوة .في الـ 82 تم إنشاء إذاعة للجبهة في السودان ،وأسسنا مركزا إعالميا بمدينة كولمبياميزوري وأستوديو ومكتبة والتحق عدد آخر بالعمل اإلعالمي :األخ د .نوري الراعي من طرابلس، األخ د .يوسف الطياش ،رمزي الجربي ،وأنا واثنين فنيين من بنغازي ،وبدأنا في اإلنتاج اإلذاعي ،نسجل برامج على أشرطة موجهة إلى الناس والجيش والمثقفين والطالب وفئات مختلفة من الشعب ،ونبعثها لإلذاعة في السودان ،باإلضافة إلى عملي بمجلة اإلنقاذ في ميشيغن والذي كان يتطلب مني السفر ليومين. كان يغلب على الجبهة التيار اإلسالمي ولكن كان هناك تيار ليبرالي ،كنت أنا والدكتور نوري الراعي وابريك ومجموعة أخرى نمثل هذا االتجاه . بعد أحداث باب العزيزية عام 1984 طلب مني أن أذهب إلى اإلذاعة في السودان لتقديم بعض البرامج ،وترددت على السودان مرتين ،ثم جاءت مرحلة خروجنا من السودان ،جلست في القاهرة وكنت أقدم برنامجا بسيطا من خالل تسجيالت نبعثها إلى إذاعة صوت العرب ،بعدها تطور األمر لتكون لدينا إذاعة في العراق فانتقلت إلى بغداد ،وكان معي د .يونس فنوش وفريق مكون من 8 أخوة .بعد عودة عالقات النظام مع العراق اضطررنا إلى المغادرة وقفلت اإلذاعة لمدة سنتين تقريبا .بعدها حدثت هزيمة جيش القذافي في تشاد ،ففُتح لنا باب آخر كي تكون لنا محطة بث في تشاد ،فالتحقت بها مع األخوة واستمر العمل من خالل استوديو كولمبياميزوري ،وأثناء وجودي في تشاد
أصدرنا عن الحركة الليبية للتغيير أول مجلة (شؤون ليبية) تشرفت برئاسة تحريرها ،ولكنها لم تستمر طويال بسبب نقص اإلمكانات المادية ،فاكتفينا بكتابة النشرات والمشاركة في مطبوعات أخرى . بعد فترة وجيزة ظهر عالم اإلنترنت وبدأت الكتابات والتواصل بشكل أسهل .في نهاية التسعينات بدأت الجهود للم شمل قوى المعارضة ولكن لم تكلل بنجاح ،حتى عام 2003 إلى 2005أصبحت الجهود أكثر جدية لتكلل بعقد مؤتمر وطني للمعارضة الليبية من أجل توحيد جهودها وحضرت كل الفصائل ما عدا جماعة األخوان المسلمون الذين رفضوا ألن شعار ذلك المؤتمر كان ضرورة تنحي القذافي عن السلطة، وتسليم كافة صالحياته السياسية والعسكرية وإقامة نظام ديمقراطي .أذكر أني قبل هذا المؤتمر كتبت مقاال بعنوان: على القذافي أن يتنحى ،ورغم عدم معرفتنا بأية آلية لتنحيته لكن أردت من الشارع أن يلتقط هذا الشعار .بدأنا بالعمل السلمي بعد أحداث وقعت جعلت من كل عمل مسلح معارض عمال إرهابياً. ووجدنا أيضا ً متنفس في االتصال بالمنظمات الحقوقية والدولية للحديث عن القضية الليبية وما يحدث في ليبيا من انتهاكات لحقوق اإلنسان . عدا األخوان المسلمون اجتمعت كل فصائل المعارضة الليبية في مؤتمر لندن 2005 ـ عدا األخوان المسلمون الذين كانوا ضد مطلب التنحي حيث كانت بداية ظهور المشروع اإلصالحي المزعوم الذي كان يقوده سيف اإلسالم) ونتج عنه اختيار قيادة للمؤتمر ومكتب دائم لمتابعة أعمال المؤتمر ولجنة عمومية تجتمع في حالة الطوارئ ،وقرر المؤتمر إنشاء إذاعة وتعهد أحد األخوة الميسورين ـ مقيم في لندن ـ بدعمها ،وفعال تم استصدار رخصة تجارية لإلذاعة ،وكلفت أنا بإدارة هذه اإلذاعة وكان معي زميلين :األخ عادل صنع هللا مسؤول موقع ليبيا جيل، وخبير مصري كانت له إذاعة خاصة ،ومنذ أول يوم للبث حيث كنا نبث على قمر الهوتبيرد ،وبمجرد أن وضعنا القرآن الكريم وبدأنا نقول :هنا إذاعة صوت األمل ،دار اإلذاعة الليبية في المهجر ،بدأ التشويش علينا بالكامل ،ونحن كنا ضمن مجموعة من القنوات على نفس الباقة ،واحتاروا حول مصدر هذا التشويش ،وكانوا كل مرة يوقفون قناة ليعرفوا من المقصود بالتشويش إلى أن وصلوا إلى قناتنا وبمجرد إيقافها توقف التشويش ،وعرفوا أننا المستهدفون ،وحدثت مساومات ألنها محطات تجارية وال يمكن أن تتوقف من أجل محطة صغيرة ،وبجهود محامينا بحثوا لنا عن قمر آخر ،ولكن كان معظمها يرفض ،وبعد شهرين وافق قمر تيلي ستار (تقريبا) وموقعه بوالية فرجينيا ،ولكن ال أحد من الليبيين يتابع هذا القمر ألن عليهم أن يديروا الدش 180درجة للقط اإلشارة ورغم ذلك استمرينا إلى أن بدأ التشويش علينا مرة أخرى بعد 25يوما ،ثم انتقلنا إلى البث عبر الموجة القصيرة في الراديو من دولة في أوروبا الشرقية ،ولكن بدأت أجهزة القذافي
ملف العدد
12يوليو 2011
09
رأيت تصرفات شديدة الغرابة والعجب وكأننا يف سوق وليس يف دولة بالتشويش علينا مجدداً ،حاولنا أن نرفع قضايا ،خصوصا فيما يتعلق بقناتنا في لندن ووصل األمر إلى البرلمان اإلنجليزي وإلى رئيس الوزراء توني بلير وكانت التصريحات لمجرد ذر الرماد في العيون ،وكان بلير والقذافي في تلك الفترة سمنا على عسل ،بعد ذلك بدأنا ببث برنامج لمدة ساعتين على النت. طبعا كما قلت شكل عالم اإلنترنت نقلة نوعية في التواصل مع الداخل خصوصا ،كما ساهمت العديد من المواقع في طرح المسائل الليبية بشكل أكثر تحليال وأكثر متابعة من الليبيين في الداخل ،ثم جاء الفيس بوك ليشكل نقلة أخرى مهمة كموقع اجتماعي كبير ،وشكل دورا مهما في ثورة 17فبراير وكانت األعداد المشتركة فيه كبيرة ،ورغم اقتحام مجموعات من النظام لهذا الموقع لكن كان بإمكاننا أن نفرق ونتواصل مع الشباب الوطنيين في الداخل وكانت لديهم جرأة ملفتة في طرح المسألة الليبية السياسية ،وربما اعترف أن اآلنسات والسيدات
الليبيات كن أكثر جرأة في كتاباتهن وتعليقاتهن. عندما وقعت أحداث 17فبراير 2006 استطعنا مواكبتها عبر اإلذاعة التي كانت في أوجها في تلك الفترة ،وبالتواصل مع الداخل استطعنا أن ننشر أسماء الشهداء والجرحى والصور والمقاطع التي كانت تأتينا عبر الموبيل. عندما جاءت هذه الذكرى مع الثورة التونسية والثورة المصرية أصدر المؤتمر الوطني بيانا ً يدعو فيه الناس لضرورة الخروج يوم 17فبراير ،ووجهت مع عديد األخوة :مفتاح الطيار ، وصالح جعودة وغيرهم ،رسائل للنقابات ،المحامين واألطباء والطالب وغيرهم ورسائل للشرطة والجيش وكل فئات الشعب الليبي عبر فيديوهات ،ونحن كنا نضع علم االستقالل كخلفية لهذه الفيديوهات ألنه كان شعار
المؤتمر الوطني للمعارضة الليبية ،أيضا كان هناك أخوة عملوا بصفة شخصية ،د .علي الترهوني ـ د .المقريف وجه رسالة صوتية ـ األستاذ إبراهيم صهد ،وهكذا .كل قيادات المعارضة حقيقة ساهمت بشكل أو آخر في الدفع بهذا االتجاه .والذي شجعنا هم من عملوا عبر مجموعات في الداخل للتحريض على الخروج يوم 17فبراير .ولن ننسى أن من ساعد على ذلك هم الذين كانوا يخرجون من أهالي ضحايا بوسليم في مظاهرات ،وما كان يحز في نفوسنا هو أنهم يخرجون شيوخ وعجائز وأطفال من األقارب دون تضامن من باقي الناس ،وكأنهم قادمون من كوكب آخر .إلى أن جاء يوم 15فبراير الذي سبق الموعد المحدد والذي تحولت فيه مظاهرة أهالي ضحايا بوسليم إلى ثورة .ثورة هي نتاج لكل هذا التراكم من التضحيات والعمل السياسي المضاد داخل وخارج ليبيا .
نوري الكيخيا:
صوت ليبيا يف شوارع العامل كان منصور ابن عمي (المخطوف) قائم بأعمال السفارة الليبية بباريس فكتب لوالدي أن نوري يحضر جميع المحاضرات ما عدا محاضرات كلية الحقوق ..فوالدي قال لي ارجع إن لم تدرس الحقوق....كنت في ذلك الوقت نشط مع الطلبة الفرنسيين و االتحاد العام لطلبة فرنسا ..فقلت لهم الليبيين يريدون رجوعي و في الحقيقة والدي من يريد ذلك ...فقالوا لي لما ال تذهب لموسكو بمنحه دراسية هناك ..فرفضت ..فاللغة الروسية ال تستهويني ..ثم عرضوا عليا الذهاب أللمانيا الشرقية فقبلت و ذهبت ..والدي لم يكن راضي عن ذلك ..كان يقول المي ..انتي تعرفي ابنك اين ذهب؟ لقد ذهب لبلد ال يعرفون فيها أم أو أخت ..بالد قاطعها الشر..عند رجوعي بالصيف قالت لي أمي تلك البالد قاطعها الشر ..فقلت لها انظري لكل هذه السمنة ؟هل هي لشخص عاش فيها ..فقالت ال ولكن هذا ما قاله والدك!! ميادين :كنا حريصين من البداية علي توثيق المرحلة ..حيث حاولنا التعريف بشخصيات المجلس االنتقالي و اآلن حثي الشخصيات الموجودة بالخارج نحاول أن نأخذ منها ذاكرة وجودها بالمنفي و نضالها ..وخصوصا انه االن يقال 42سنه كل الناس تلومنا أن ال احد في كل تلك الفترة السابقة قام بشيء ..لذا حاولنا أن نوضح لهم أن هناك شخصيات من البداية كانت ضد النظام واشتغلت علي المستوي السياسي أو الحقوقي أو اإلعالمي وحتى العسكري ..نريد منك اآلن ان تحكي لنا عن بداية صدامك مع هذا النظام؟ ـ قبل مجيئي للقاهرة تحدثت مع مجموعة من الشباب في الدوحة، وقلت لهم :أنها ثورة شباب ،فاحد الشباب الذين عاشوا ببريطانيا واآلن يعمل بالفضائية الليبية قال :هي ثورة شباب صحيح ولكن نحن نكمل الطريق التي بدأتموها ..فكانت هذه جيدة من الناحية المعنوية بالنسبة لنا ..كان في العشرينات و يفكر بهذه الطريقة ..أما عن رفضنا للنظام كان منذ بداية السبعينات ..بعد خطاب زوارة تبلور هذا الرفض عبر العمل . بالنسبة لي كنت ضد عسكريته وال أحب الكاكي إال في اللباس ..فالكثير يقول هذه سويسرا بلد محايد و بها جيش ..فقلت سويسرا كل الشعب فيها مسلح .الجيش عبارة عن نواة لوجستية ..فكرة
الشعب المسلح ستجدها في سويسرا ..في المنطقة العربية هذه الجيوش جاءت بالخراب و الدمار ألهلها في النهاية ،والرئيس فيها قائد أعلى للقوات المسلحة ،والذي ينصب يبقى ملكا ً وال يتحرك من مكانه . ندوة الفقر الثوري هناك الكثير يقول لي :لِ َم أنت تنادي بالملكية؟ أقول :ألن الجمهوريات كلها ملكية ..على األقل كنا على تجربة مع ملك ورع و زاهد في الدنيا ،وكانت األنظمة القائمة ملكية . .وبالرغم من أني شاركت في ما يسمى ندوة الفكر الثوري ،وأنا اسميه الفقر الثوري ،وكانت هذه مصيدة بصراحة ،بالرغم من تنبيه الحكماء في ذلك الوقت لنا ..مثل المرحوم األستاذ علي بوزقية ،واألستاذ عامر قريص ،سواء من الماركسيين أو البعثيين واخبرونا أنها مصيدة من صنع المخابرات المصرية بإشراف فتحي الديب الذي كتب :عبد الناصر و ثورة ليبيا .ونحن قلنا هذا منبر والبد من إظهار وجهة نظرنا ..كان هذا قبل خطاب زوارة سنة 1970 -1971م .فكان خطاب زوارة لحظة الطالق بيننا وبين النظام ..بانت نوايا وفاشية القذافي .العمل السياسي والسري في ليبيا صعب ،بحكم جغرافيا ليبيا ،وبحكم عدد سكانها ،كانت الناس تعرف بعضها ومصنفة بعضها ..هذا شيوعي وهذا ماركسي و هذا بعثي أو قومي عربي وهذا أخواني ،وهذا من جبهة التحرير اإلسالمي ..الكل معروف ..فكان من الصعب قيامك بعمل بالرغم من اجتهاد بعضهم .عام 1978م خرجت من ليبيا للعمل كمعارض من خارج الحدود •ميادين :ماذا كان عملك بليبيا؟ عملت في البداية عام 1973م في مؤسسة النفط وكان رئيسي المباشر صديقي ورفيقي وحيد بوقعيقيص ،وقدمت استقالتي بعد خطاب زوارة ،ورجعت لبنغازي ..أسست شركة أسميتها الخماسية ..حيث كنا أربعة شركاء ،والشريك الخامس كان مصلحة الضرائب (قبل تأسيس الشركة ذهبت إلى بيروت ،وكانت لي عالقة بكريم مروة الذي عرفني بأخيه الشهيد حسين مروة وناقشته حول رغبتنا في تأسيس تنظيم سياسي ..وكانت نصيحته لي بعدم مهاجمة نظام صاعد ..الن النظام في صعوده ستلتف الجماهير حوله ،ومن األحسن مهاجمة النظام في انحداره )) المهم تداخلت األحداث ،وجاءت قصة اختطاف الطائرة السودانية ..التي جاءت بالقادة السودانيين وتم إنزالها بمطار بنينا ..وجاؤوا بالسودانيين الذين كانوا يخططون لمحاولة انقالب ،وكنا على علم بمكان حجزهم ..اجتمعنا في نزل وحيد بوقعيقيص وكان معنا علي الالفي على أساس نريد المهاجمة لجماعة القبعات الحمر بعد أن عرفوا عددهم ،لم نفكر أن يقوم بورقيبة باعتقالنا معهم ،ويسلمنا
ألية جهة ث���ان���ي���ة ..ل����ك����ن ف��ي ذل��ك ال���وق���ت كان هناك حماس لفعل أي شئ ..إلي أن جاءت حركة المحيشي ..الذي اظهر لنا شرخا في بنية النظام والمؤسسة العسكرية ،وكان علينا توسيع هذا الشرخ ..فتم االتصال بعمر المحيشي عند هروبه لمصر عن طريق تونس ..قمت أنا باالتصال به وبقيت معه لمدة أسبوعين بمصر كان قد نزل بقصر بمصر الجديدة ،وعرضت عليه في اجتماعنا ببيت األستاذ المرحوم ح ّمي كان معي مصطفى الشيباني القفه وعبد الوهاب الساقزلي ...وصلنا إلى اتفاق بدل من حديث المحيشي في اإلذاعة الذي يعطي انطباع أن الخالف بينه وبين القذافي شخصي ،يتحدث عن تنظيم بأفكار عن الدستور وإعادة الحياة الديمقراطية في ليبيا..كان برنامجا من ثمان نقاط .. وأخذتها مكتوبة على ورقة ملفوفة مثل السيجارة ،ووضعتها في أنبوب معجون أسنان ،وأغلقته ،وحملتها معي ،حتى إذا تعرضت للتفتيش لن يجدوها ..تعلمت مثل هذه األفكار من مهربي العملة بألمانيا الشرقية إبان دراستي هناك . تم تسميه التنظيم (التجمع الوطني الليبي) ولم يكن لي فكرة عن عالقة المحيشي ومحمود المغربي الذي كان يعمل بالسفارة الليبية بلندن ..عرفت ذلك عندما قال لي عند ذهابك ستجد معه شباب هناك كان منهم عبد الرحمن السويحلي و صالح السويحلي ..كانوا طلبة متعاونين مع محمود المغربي في توزيع مناشير ..حتى عند اعتصامهم داخل السفارة ساعدهم بحكم عمله كسفير ..لم أكن على معرفة بشخصية محمود المغربي ..كان شخصية مركبة وصعب أن تكسب ثقته بسهولة ..يمكن ألنه مولود بسوريا و تربي في إطار الحركة الفلسطينية فكان أكثر تحفظا ..لكن مع الوقت بدأنا التعاون بشكل أفضل. قبل كل هذا عندما كنت طالبا مثلت ليبيا لوحدي بعلم االستقالل في مهرجان الشباب العالمي في هلسنكي عام 1962م ..وفي موسكو عام 1964م ..وكنا مجموعة من بنغازي مع المرحوم مفتاح شرمدو .كنا قد كوّنا مجموعة ماركسية ،وكنا دائما على عالقة بالرعيل األول مثل مصطفي الشيباني القفه وأستاذي علي عميش من الماركسيين القدامى ،ومفتاح السيد الشريف كان دائما النشاط في الحركة النقابية في طرابلس والمرحوم علي بوزقية من طرابلس وفاضل المسعودي ..وكل شخص له التركيبة الخاصة به ،فمثال فاضل ال يستطيع العمل في إطار الجماعة، وخصوصا جريدة الميدان الذي هو صاحبها والترخيص باسمه لكن على أساس أن الجماعة يتعاونون ضمن خط وطني تقدمي
10
12يوليو 2011
ملف العدد
القوة التقدمية ساهمت يف بلورة الكثري من اخلطوط العريضة ملا هو موجود اآلن من حراك ثقايف وسياسي ديمقراطي .فكان التعامل معه صعبا ً ..فيه النزعة الفردية، والظاهر أن الشخصية الليبية فردية النزعة ربما بتأثير الطبيعة والمناخ الصحراوي االنطوائي ..صعب خلق مجموعة تعمل في إطار الجماعة ..كانت من ضمن األشياء التي أالحظها في د.محمد المفتي هو عدم قدرته على العمل في إطار الجماعة ،في حين أن تلقي شخصا مثل نوري الماقني أو رجب الهنيد من النوع المتفاني ويعمل في مجموعة ويجذب الناس من حوله.
الزاوية توأم بنغازي
كانت القوة التقدمية ساهمت في بلورة الكثير من الخطوط العريضة لما هو موجود اآلن من حراك ثقافي وسياسي ..اذكر األستاذ عبد هللا القويري ويوسف القويري ,كامل عراب ,وعبد الرحمن الجنزوري الذي قمت بحفل تأبين له على موقع ليبيا وطننا ،واعتبرته قامة من قامات الوطن رحلت عنا .أيضا ً األستاذ أحمد بورحيل من المعطائين في التيار الوطني الديمقراطي والكثير من الشباب منهم رحيم زغبية ..رمضان بوخيط وفريد األطرش من جماعة البعث في طرابلس ..كان عامر إدريس من قيادات البعث وعبد هللا شرف الدين ..أما محمد البشتي فكان ماركسيا ً . وفي الزاوية التي دائما ما أطلق عليها توأم بنغازي شباب منهم: عبد العزيز الغرابلي أذكر في مرة احتج على على الريشي ،فقلت له ال تحتج فلتتركوه يقول ما بداخله ..كذلك جمعة عتيقة من التقدميين في ليبيا الذين قدموا الكثير ..اآلن هناك فتحي البعجة هناك ما يعطيه وهو رجل مسالم ألبعد حد ،وكان حراكه واضحا ً عندما كان بأمريكا ،أكثر حتى من علي الترهوني .. ميادين :ماذا عن استغاللكم النشقاق المحيشي؟ المحيشي هو من قسمنا ..بعد أن أرسلني للندن عام 1978م إلى محمود المغربي حاولنا مع عبد الرحمن السويحلي وأنا وفاضل المسعودي و صالح السويحلي وجمعه عتيقة ـ وقتها كان بروما ـ وكان على اتصال بالسويحلي من أجل إصدار جريدة أو مجلة معارضة ..فوجدنا محمود المغربي يتلكأ ..الظاهر كان غير جاهز نفسيا ..اجتمعنا المجموعة إلخراج مجلة (صوت ليبيا ) عملنا عليها بمناسبة 7ابريل 1979م ،وكان العدد األول يحوي صور المشانق ،كانوا يظنون أن عمر جهان هو من قام برسمها ،لكنها صور كانت مأخوذة من كتاب فيكتور هيجو ومن رسمه بعد أن قصصناها ووضعناها بالعدد األول ..وعندما صدر العدد كان هناك لقاء لرجال األعمال االيطاليين و الليبيين في ميالنو ،وتحت رعاية غرفة التجارة الليبية االيطالية ،وكان مع المرحوم عبد السالم المنتصر تنظيما أنا المسؤول عليه ..فبعثت له نسخا ً من العدد األول من “صوت ليبيا” بعثتها له بالبريد واستلمها يوم افتتاح االجتماع وبعثها مباشرة لسكرتير االجتماع ..فتحت طبعا من قبل االيطاليين ظنا منهم أنها من المطبوعات الليبية ،وتم توزيعها على الطاوالت ،وشاهدها عبد اللطيف الكيخيا رئيس غرفة التجارة بطرابلس ..فصعق !! ..صوت ليبيا كانت األداة التي مزقت ستار الصمت ..فكانت أول مجلة معارضة رفعت شعار إسقاط سلطة سبتمبر.
صوت ليبيا طالبت بإسقاط النظام
•ميادين :في صوت ليبيا طالبتم بإسقاط النظام ..لكن بال إمكانيات؟ نعم كانت بال إمكانيات ..عبارة عن شعارات ترفع ..يعتبر شعار خيالي في ذلك الوقت ،وانضم معنا أناس آخرون ،كمن ينزل بمظالت علينا ،وهم جماعة جبهة اإلنقاذ منهم المقريف ،وبدأنا بجوالت بأوربا وأمريكا ،وكنا نكتب بأسماء مستعارة ..كنت اكتب ((الي أين يا ليبيا ؟))باسم الباهي بن ي ّدر ،وفاضل كان يوقّع باسم بياسكوبن داركو ..كان من جماعة التبو بالجنوب ..وعبد الرحمن السويحلي يكتب باسم عبد الرحمن الداخل ..والكثير منا كانوا يكتبون باسماء مستعارة. المقريف بدأ يزايد علينا بأننا الناس الذين يخافون من الخروج بأسمائهم ..وكانت هذه سيئة لنا ..ألنها جرتنا لمعارك ،فمنذ أن توجه نشاطنا ضد النظام أصبحنا نريد الدفاع عن أنفسنا ..وجرنا إلي أرضية نحن الطرفين كنا خاسرين من المهاترات التي تحدث فيها . جبهة اإلنقاذ التف حولها كبار المقاولين بالمهجر مثل حسين
سفراكس ..وإسماعيل العبيدي والصابر مجيد ورجب زعطوط لكن حسين كان األكثر عطاء. • ميادين :كيف كان التفافهم حول جبهة اإلنقاذ بالذات ؟ زايدوا علينا بالعمل العسكري ..استلموا الماليين و يخيل لي أو نحن ندعي لو نحن من استلم هذه الماليين ألسقطنا النظام. ابريك السويسي و فنوش من المنشقين عن المقريف ..وشكل ابريك والمنصف البوري تنظيما ً وجناح لوحدهم .
انشقاق األخوان املسلمون
• ميادين :هل لجبهة اإلنقاذ توجه أيديولوجي معين؟ في البداية نعم ..في البداية كان أبرز منتسبيها من حركة األخوان، لكن سرعان ما انفصلوا عنها ،ألني عرفت فيما بعد أن المقريف رفض أن يعطي والءه للمرشد العام أو رفض المبايعة ،ثم انسحب جماعة األخوان وربما كان أول انشقاق ..ثم بدءوا ينشقون عنها مجموعة من طرابلس بتأثير عبد المنعم الهوني وجزء آخر انشق س ّمي جماعة درنة فحدثت عدة انشقاقات . أما عندما أسسنا صوت ليبيا ..صوت الحركة الديمقراطية الليبية ..و كان التجمع الوطني الليبي سبقنا في التنظيم و لكن بدون لسان حاد..نحن عند تأسيسنا لصوت ليبيا كانت ناطقة باسم الحركة الديمقراطية الليبية فدخلنا في مفاوضات مع جماعة التجمع ثم جماعة المغربي ومحمد زيان كان معه ..ووصلنا إلي صيغة اندماج ،فأصبح التجمع الوطني الديمقراطي الليبي وأصبحت صوت ليبيا ناطقة باسم التجمع ..والتجمع كان يصدر نشرة اسمها الجهاد ،كانت تطبع في بيروت على ورق ناعم جدا كالحرير ..تتبع تنظيم سري و توزع بسرية ..منها حوالي 30عدد موجودات في أرشيف محمد زيان ..فمحمد زيان له أرشيف رهيب كالمقبرة .يحتاج فقط للبحث. • ميادين :كيف استمر هذا التجمع أو الحركة الوطنية ؟ التجمع مازال قائم إلي اآلن ..فانا عضو في المكتب السياسي للتجمع والمنسق العام هو محمد زيان ..معنا خليفة البكوش وبشير الزروق وجمعة بأمريكا وقدورة دغيم محرك المظاهرات ببريطانيا. • ميادين :ما هو المشروع المطروح من قبلكم قبل حدوث الثورة التونسية ..ماذا بمخيلتكم؟ كان هناك طرح للكثير من التصورات ..وبلورنا هذا التصور من مدة في ميثاق وطني موجود على ، CDما قيل وقتها قد تجاوزته األحداث ..وذكرنا فيه المرحلة االنتقالية و تصورنا لمفهوم النظام الوطني الديمقراطي أو البديل الوطني الديمقراطي ..وضعنا تصورنا للدستور ..وكل هذه الخطوط العريضة للسياسة الخارجية ..كنا قد حضرناه قبل ثورة 17فبراير •ميادين :كيف تمت المراهنة علي التغيير؟ كنا قد وضعنا اثنين من السيناريوهات ..في حالة تم التغيير من قبلنا ماذا نفعل ..وفي حال يتم التغيير من غيرنا ما موقفنا منه ؟ فنحن كان في تصورنا قد يحدث انقالب على القذافي ..وما الموقف من العسكر الجديد ،وضعنا الكثير من السرد التاريخي .. عن مرحلة االستقالل و الرعيل األول و نشاطه وانقالب القذافي، وعن البنية التحتية الثقافية واالجتماعية ..ثم ما هو البديل الوطني الديمقراطي ..وكانت هناك عدة تصورات في السياسة الخارجية من ناحية ما يحدث بالمرحلة االنتقالية ..وهكذا نحن كتجمع حدث لدينا انشقاق ..الجناح الذي شارك بمؤتمر المعارضة الليبية بلندن عام 2005كان بقيادتي ..كان البد من مشاركتنا .والجناح اآلخر رفض المشاركة على اعتبار أن جماعة اإلنقاذ مازالوا ضالين طريقهم ..ولكن التأمنا فيما بعد ..وعند انشقاقهم قاموا بحركة الوطنيين الديمقراطيين و استمرينا بالتجمع. • ميادين :هل سيتحول هذا التجمع لحزب؟ نأمل ذلك..فانا من الناس الذين يريدون التزاما حزبيا ً ..ونحن حاليا نناقش الفكرة ..هل نتحول إلى حزب أم ننشطر كال بجهة في إطار ديمقراطي أوسع ..اآلن يخيل لي ،بالنسبة للقوة الديمقراطية، البد أن نلتقي في بوتقة واحدة ..والبد أن تكون هناك نواة هيكلية حزبية ..هذه النواة هي الحزب ثم تكون فيما بعد حولها مؤسسات لمجتمع مدني ديمقراطي ..ابتداء من نقابات عمال واتحادات الطلبة واتحادات نسائية ونقابة محامين وغيرها ..نعمل في هذا
اإلط��ار ..رغ��م أني فقدت الطاقة السابقة لكن بودي أن أراها من الشباب. في داخل ليبيا غابت فكرة األحزاب (من تحزب خان) فال فكرة للشباب في الداخل عن مفهوم الحزب أو نواة إال إذا تواجد ذوو الخبرات ،وهم من سيدفعون بالشباب إلكمال المسير .
حسين مروة
الفيس بوك كارثة للدكتاتوريات •ـ ميادين :عند قيام الثورة المصرية و التونسية هل توقعتم حدوث ذات الشيء بليبيا ؟هل اجتمعتم أو تدارستم ما سوف يحدث ؟ بالنسبة لي عند حدوث ثورة تونس وصلت لمرحلة اليأس ..وكان لي تصور كيف لتونس أن تثور و نحن ال؟ ..كان تقييمي خاطئ ..ربما الرقعة الجغرافية الكبيرة لليبيا وعدم وجود كثافة سكانية.. والمسافات الفاصلة بين المدن كانت سبب اليأس. هذا بخالف مصر حيث تستطيع تشكيل أحزاب تجعلها مخفية عشرات السنين بدون اكتشاف النظام لها ..األمور بليبيا صعبة جدا. اآلن العمل الحزبي ينجح بليبيا بواسطة الفيس بوك واالنترنت والمواقع االجتماعية يمكنك إجراء اتصاالت بالعشرات وتجري اجتماعات عن طريق الوسائل المختلفة ..وهذه التقنية ساهمت في هذه الثورات و حققت هذه النقلة لذلك هذا التقدم التكنولوجي في ثورة المعلومات هي اكبر كارثة حصلت للدكتاتوريات ..فالحدث مباشر تجده بالقنوات و ال وجود لمقص الرقيب أو إمكانية إسكات األصوات
يا عون من قابله عون
ياعون من قابله عون و اشرف علي راس عالي و ياعون بشبوب العون يجلن سود الليالي و ياعون نبيك تعين وطنا علينا غالي مايسامح اال الكريم من غيره ما فيه والي اال بالدنا شافت الضيم من فرخ ماهو حاللي قذاف شين السموم قتال شعبنا بالمهالي سفيه وزاد امحموم اال هباله ما له كيالي خارج من سنين فشلوم انريدكم تفهموا ياغوالي و ................امهموم من ابريل شهر الثكالي اللي فيه نعق البوم و منه لبسنا الجاللي وفيه مشانق الشوم مازال شبحهن في خيالي ساقولهن كل مظلوم عليه يشهد العالي عمر ومحمد و المخزوم ضحية عيد النيالي عيد من عياد الروم في تاريخنا ماله مثالي و العدل بات امهزوم من جيت رزيل الفعالي و في ليبيا صار مفهوم حكم زمان الجهالي مشانق و حبس و هموم فراسينها راحو ذبالي عشرين حط في يوم و زاد ثالثة بالكمالي جدعان من خيرة القوم نور صيتهم فات الهاللي وليام ماعليهن لوم يعلّن دبيب ويواطن شبالي و ما عمره ظلما ً يدوم وا لظالم صيوره جالي حتي لو رقا للنجوم مكانه تحت النعالي الهالل و هللا يجلي الهموم علي وطننا بالد ِ كانت هذه األبيات لي وكنت قد كتبتها في المنفى ،كنت أقود السيارة في ليلة مظلمة وأمطار غزيرة والرؤية غير واضحة، كانت هدرزة مع نفسي ..كتبتها عام 1978م تقريبا عند خروجي
ملف العدد
محمد المقريف
جمعة اعتيقه
من ليبيا ..الني حضرت شنق دبوب مسعود ..كانت الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر كنت قد تغديت ببيت خالتي عند إدريس لنقي.. وقلت له أنزلني لمكتب (الخماسية) بسوق الحوت ..قبل الغداء كنت قد ذهبت مع جالل الدغيلي عند الكنيسة ..وكانوا يجهزون أعمدة المشانق ..كان جالل يقول ياساتر إن شاء هللا غير مش إعدامات عسكرية في ها لميدان ..فعندما وصلت للمكتب بسوق الحوت كان هناك تجمع ..فجئنا حيث التجمع عند الكنيسة وإذا بي أرى المشانق وسراج بوقعيقيص واقفا ..تحدث لي بالفرنسية و قال ربما هي دُمى؟؟ فقلت هم ناس حقيقيون ..أقدامي وكأنها ربطت فلم استطع التقدم ..كان و منزل األستاذ حمي بشارع درنه اقرب مكان التجئ له ..عندما فتح لي الباب انهرت وقلت له مشانق يا أستاذي ببنغازي..فقال لي ال تبكي لسنا نحن من يبكي ..فقلت له أنا أول مرة أرى مشانق ومشنوقين ،كما أنهم أصحابي ْ خرجت فيه بنغازي في تظاهرة لما واعرفهم ..لو كان ذلك اليوم كان القذافي يستمر في هذا الموال ..قال لي األستاذ حمي :مادام بدا في هذا البرنامج فلن يوقفه شيء..هؤالء كالب دم وسيستمرون في هذا الطريق.
اختطاف منصور الكيخيا
منصور رشيد الكيخيا هو بالنسبة لي ابن عمي ،فرق السن بيننا 8 سنوات ،كان لي أخ وصديق و عم و خال ..عشت معه في باريس أيام الشباب وكذلك عندما ذهبت أللمانيا الشرقية كان قد تعين هو قنصل عام بجنيف ..كنت أزوره في احتفاالت رأس السنة ..منصور كان رجال ديمقراطيا ألبعد حد ..كان من قيادات حزب البعث بليبيا ،ومطلّع وكثير القراءة ..عاش فترة بباريس ،وكان منفتحا على كل التيارات ،لكنه قومي في تفكيره ...استقال عام 1980م بعد اغتيال األستاذ محمد حمي ،واغتيال عامر دغيس ..كانت طعنة ..واستمر في وظيفته باألمم المتحدة حتى استشهد األستاذ حمي بعد أن أبلغته خبر وفاته باكيا ..فقلت له حمي قتلوه ..بعدها قدم استقالته كممثل ليبيا باألمم المتحدة و انضم للمعارضة كشخصية مستقلة ..حتى اختفى • ميادين :ظروف اختفائه ..كيف تفسرها؟ اختفاؤه تواطؤ من النظام المصري والمخابرات العامة التابعة لرئاسة الجمهورية مباشرة ..هذه شبه مؤكدة عندي..كان يحمل جواز سفر جزائري ،ولكن ذو معلومات صحيحة ..منصور رشيد الكيخيا ..مواليد بنغازي عام 1932م وإقامته في باريس ..لكن لم يكن طالبا للجؤ في باريس ..زوجته أمريكية من اصل سوري كان له Green cardلإلقامة الدائمة ..لكن عند اختفائه كان يحمل جواز سفر جزائريا. • ميادين :ألم تحاولوا رفع قضية حول ما حدث؟ كان المهتم بملف منصور ذلك الوقت هو محمد زيان ..اآلن ممكن لنا أن نعيد القضية ..عند مجيء موسي كوسا للدوحة نصحني الكثير بالذهاب إليه والحديث معه بشأن قضية منصور ..كانت مشكلتي أني ال أحب أن أمد يدي لمثل هذه الشخصيات حتى لو كان ذلك لمصلحتي ..لم استطع ..وأنا متأكد أن موسى كوسا لديه معلومات حول هذا الموضوع ..ألنه احد المجرمين في المخابرات وقتها ..يقال أن هناك شخص مسؤول عن األمن الخارجي بطبرق هو من استلم منصور مقيد وأخذته طائرة إلى طرابلس بعد أن قال لهم إن الهدية ستصلكم اليوم.. ال اعرف إن كانت المخابرات المصرية ستسمح لنا بفتح القضية من جديد ؟او عن طريق مؤسسات حقوقية؟ • ميادين :هل فكرت في كتابة سيرة؟
غير ذلك..
كنت قد كتبت قليال عن بداية تواجدي بباريس لكنني لم أكمل ..حيث اني أصبت بمرض السرطان بالمثانة وأجريت عملية ..فلم يكن لي الطاقة إلكمال ما بدأت ..انت تكون وفيا عندما ال تنكر على الغير مساهمتهم ..مشكلة الكثير من األخوة الليبيين يبدأ من أين بدا هو ..و هذا خطأ..الن هناك من سبقك ..وهذا ما فعله معمر ..جعل تاريخ ليبيا يبدأ من أول سبتمبر 1969م اآلن مفتاح السيد الشريف كتب الجزء األول من تاريخ الحركة الوطنية و الجزء الثاني سيخرج ..فيه أشياء ثابتة صعب نفيها ..وهناك أشياء تضخمها ..فقلت لمفتاح بما انك عضو في جمعية عمر المختار ال تجعل من الجمعية هي الحركة الوطنية الوحيدة في برقة ..هذا غير صحيح ..قد تكون ليست بأهمية الجمعية و لكن هناك
شتمت جورج حاوي بأمريكا • ميادين :حدثنا عن عالقتك بالمفكر حسين مروة .. تعرفت علي حسين مروة عن طريق كريم مروة في لقاءات سابقة ..في مهرجان موسكو عام 1964م كان مع الوفد اللبناني السوري ..وفي ذلك الوقت معه رياض الترك و آخرون ..وأنا كنت صغير السن ..واشتركنا بعدها عام 67-أو 68مع وحيد بوقعيقيص في مجلس السلم العالمي الذي انعقد ببرلين وكان قد حضره (كرشنافين)الهندي خالد محي الدين و لطفي الخولي و كريم مروة وجورج حاوي ..شتمت جورج حاوي فيما بعد بأمريكا على عالقته بالقذافي ..قلت له ياسيد جورج :بئس ما فعلت في عالقتك مع القذافي ..تجاهلني بالكامل ..كان ذلك بأمريكا حيث كان اجتماع بلبنانيين و سوريين عندما كنت بألمانيا كنت الليبي الوحيد ..فكنت المدلل عند السوريين ..الكيخيا لديهم هذا اللقب بحلب فيسألوني إن كنت من اصل حلبي فانفي بلهجتهم . اول لقاء بحسين مروة عام 1962م بمهرجان الشباب العالمي الذي عقد بهلسنكي و بعدها انعقد بوارسو مؤتمر الشبيبة العربية ..فكان جورج حاوي ورياض الترك و صديق آخر قضى 17سنة في سجون األسد ..الدكتور فايز فواز كان طبيبا بشريا ..أول من استقبلني من ألمانيا وكنت مفلسا ..فقلت له أريد سيجارة ..كان يريد شراء النوع الرخيص فقلت له ال فانا أريد فلتر ..فقال لي)) العمى بدينك ..فقري و بدك فلتر؟))مثل الجنرال التركي المتقاعد الذي بقي يسال الناس يركب الحصان ويقول حسنة لسيدك مثال((اكرم بيك))فيسال الناس و يريد من الناس ان تقول له أكرم بيك؟ • ميادين :هل ستعود قريبا إلى بنغازي ..حدثنا عن بنغازي وبدايتك ؟
12يوليو 2011
11
للماركسية و يتكلم عن تركيب دماغ ماركس ..كانت تفاهات. شوقي كان من الجماعة الماركسية في عام 1958م ذهب مع رجل أزهري لحضور مهرجان الشباب في بكين ..رجع هذا األزهري في دفاع مستميت عن الصين ..و بعدها أصبح قاضيا بطرابلس.
تشيفاتشي يا دراقة
• ميادين :تشيفاتشي يا دراقة ..كثيرا ما تردد هذه القصيدة، فما قصتها؟ ـ أستاذ من البيضاء ذهب في أجازة لرومانيا ..فقال راس الملزومة تشيفاتشي يادراقة ..حلو البحر لسود علي مذاقه من ضيم وطننا ثم زاد عليها عبد الرحمن بونخيلة ..والرقعي ..و جربوع الكزة قال: تشفاتشي ياغالي انريد انخبرك عن حال قبل و تالي ايام قبل كنا في حياة عاللي ركابين عالسابق اللي محماقة و ياما فقدنا من عزاز غوالي وما من ولد شعنان في غنداقة و من بنت روشة البسه الفياللي فوق من المفضض درجحت عسالقه و اليوم مال الزمان عللي عالي من َحكمة ولد منيار و اللقاقه تشفاتشي من جدي . .سالن دموعي نين غطن خدي .. واليوم الثعالب يقتلن في السدي .. طامعات في مسكة رقيق ساقه .. حتى جبلنا منشهب متكدي .. من طيعة ضنا لجواد للقاقة تشفاتشي يالزينة من ضيم وطننا يانا اليوم جلينا ..هلبنا الوطن وعندكم حطينا .. وجوهنا كبايا والكبود حراقه .. والشيخ منا جايته تغبينا .. قالل الحيا واطوه من معالقه
طبعا سأعود بعد إجراء مراجعة طبية بأمريكا .
قمنا بنشرها في صوت ليبيا ..اعتقد في العدد الثاني..
بداية دراستي في بنغازي كانت قصيرة جدا ..حيث كان لي خالي فتحي الكيخيا موجود باإلسكندرية وكان محاميا بالمحاكم المختلطة ..بعثني والدي له ..ووضعني بمدرسة سان مارك الفرنسية عند القساوسة ،ودرست هناك بمصر بمدرسة سان مارك ،وهذا ما ساعدني فيما بعد عندما سافرت إلى فرنسا أن تكون لي لغة فرنسية....ودرست التوجيهية بمدرسة بنغازي الثانوية ..كنت بقسم األدبي ومن دفعتي د.عبد الحفيظ بن سريتي وحسن ساسي الذي كان من جماعة القوميين العرب الذين حاربوا حتى في حركة ظفار هو وفرج أخيه ...و كذلك من دفعتي عبد اللطيف الشريف كانوا علمي ،أما األدبي كانوا سليمان تربل ،وأنا و محمد فنوش الذي كان دائما يتفوق علينا باللغة العربية حيث يتمتع بإلقاء رائع ..وبعد التوجيهي ذهبت لفرنسا الني كنت سأدرس الحقوق.
وأنا أضفت أليها أربعة أبيات قلت فيها:
كنت اجلب صحيفة لومونيتيه وأضعها بالسفارة ..الموظفون يجدونها بمدخل السفارة وأنا اذهب للطابق العلوي لمكتب منصور..فيسأله الموظفون عن تواجد الجريدة بالسفارة ..فقال لهم ..هذه ال يحضرها إال نوري .. • ميادين :كيف تحدد اتجاهك اليساري مبكراً ؟ بدايتها من القاهرة ..أستاذي في التيار علي عميش ..كانت سنة 1958 1957-م ،وكنت ذلك الوقت في المدرسة الفرنسية باإلسكندرية ثم انتقلت للقاهرة في مصر الجديدة حتى اقترب من الليبيين وأحضر للنادي الذي يسمى نادي ليبيا الثقافي في منطقة العتبة ..كان معنا إبراهيم الغويل يدير المحاضرات المعادية
تشفاتشي يا لال .. ّ يا ام عين سوده والحواجب هله .. اليوم وطنا علّموه الذله .. وخلو عويله يفرحوا لفراقه نشرها محمود المغربي في الجهاد ،نحن قمنا بإخراجها في مناسبة 7ابريل ..ومحمود المغربي أخرجها في مايو. • هكذا تحدث الكيخيا هكذا تحدث بتلقائية ودون تحفظ حريصا على ذكر أكبر قدر من األسماء ،من اتفق معهم دون أن يتفق، ومن خالفهم دون أن ينقطع حبل الود ،وغادرناه بفندق كارولينا بالقاهرة مكتظا بالحنين إلى ليبيا التي غادرها فتيا ،وتصعب عليه اآلن العودة إليها براً ،متعب لكن صوت الحرية يبعث في عينيه فرحا طالما أدخره لعناق الذكريات في مدينته بنغازي التي أبقظت بيقظتها سنابل األمل في أعماقه ،غادرناه على وعد أن نلتقي حيث سيكون الوطن هذه المرة حلو مذاقه.
12
12يوليو 2011
ّ كل وهم قد تردى
هليل البيجو الحب غر ْد يا هزار ْ وهب قد صحا حلم ْ
ن ّو ْر يا سنا األفـــــراح في ربى وطني المفدى بعدما عزت أماني ق بعدما ِع ْقدي تفر ْ بعدما تاهت معاني ق كل نور قد تدف ْ مخضبا ً زكـــي قد عاد لي معناي ْ البهي يا صبحها حريةٌ حمـــــراء ْ الشذي يا فوحها يا درها المكنون ْ في ربى وطني المفدى كل وهم قد تردى مثقل قد ق َّل زادي غير أنــــي يا بالدي إنني صوت ينادي فاذكريني واسمعيني ضيعيه ك ُّل شيء غير حلمي بــدديـه كل شيء غير توقي واعلمي قد أينع اليو َم األم ْل واستقرت شاردات في ال ُمقَ ْل ليبيا وطني المفدى
أنت للعلياء أجدى
فاحفظي للحر عهدا فاحفظي للحر عهدا
• قصة قصرية.
إهداء إلى الشاعر ربيع شرير
تواريـــخ
...الرفاق يتحلّقون حول اللهب.. ِظاللهم تتداخل على الصخور المحيطة.. خيط الشاي األخضر الساقط يرغرغ داخل األكواب ..الرغوة تصعد إلى الحواف. ـ من منكم يتفطن لخطاب الزعيم الذي ظهر فيه مرتديا ً سرواالً قصيراً فوق الركبة؟ ـ أعرفه ..هو الخطاب األلف وستمائة للزعيم. ـ ذلك الخطاب هو تاريخ زواجي. ـ الخطاب الذي شتم فيه األمم المتحدة؟ ـ ال. ـ الخطاب الذي ألغى فيه الدستور والقوانين؟ ـ ال. ـ الخطاب الذي قال فيه( :أوروبا صقع عليكم). ـ (صقع عليكم) هو تاريخ ذهابنا للحرب في صحراء تشاد. ـ خطاب الثمان دجاجات وديك؟ الذي ظهر فيه بلباس مرقط يشبه النمر؟
ـ الال ..خطاب الثمان دجاجات وديك هو وفاة جدّتي رحمها هللا ..وظهر فيه حاسر الكتفين. ـ أنا تخ ّرجت في اليوم الذي ألقى فيه الزعيم الخطاب رقم أربعة آالف وثالثمائة.. الخطاب الذي قال فيه( :سنخرق األرض ونبلغ الجبال طوالً). ـ حطّيت نعناع؟ أنا حضرت مباشرةً الخطاب الذي قال فيه( :محمد مج ّرد ساعي بريد). ـ الذي صلّى فيه المغرب ركعتين؟ ـ ال ..الخطاب الذي شرح فيه أن المرأة تحيض ..والرجل ال يحيض! ـ آه ..الخطاب الذي اكتشف فيه أن المرأة أنثى ..و الرجل ذكر! ـ وأفتى فيه أن الخمر غير محرمة في األماكن الباردة! ـ ضع المزيد من الحطب ..والخطاب الذي قال فيه إن الجنة بالحظ؟ ـ ذلك لم يكن خطاباً ..كان كلمة تاريخية لم تتجاوز الثالث ساعات.
أنا ال يمكن أن قال فيه إن الم ـ ذلك قبل خط مصنوعة من ـ ال وأنت الص فيه ربطة الع وظهر فيه بلب ـ صحيح ..الخ ـ الال ..الخطاب فيه الزعيم ال الهنود الحمر ـ ذلك الخطاب البوعبعاب). ـ هو اليوم الذ ـ أليس هو الخ حق المرأة أن ـ يبدو أنك غي هو الخطاب ا شاشة التلفزي
12يوليو 2011
سعاد يونس
•أحمد يوسف عقيلة
ـ ـ صحيح ..ذلك تاريخ ذهابنا للقتال في أوغندا. ـ وخطاب الناقة؟ ـ أي ناقة؟ ـ الناقة التي سقط من فوقها و ُكسرت ساقه. ـ آه ..أذكر ذلك ..كان بعض مريديه يرتدون اللباس األخضر الفضفاض ..ويستعدون لمالقاته بالدفوف وهو فوق الناقة.. وينشدون( :طلع البدر علينا). ـ يا خسارة ..البدر طاح من فوق الناقة! ـ يوم سقوط الزعيم من فوق الناقة هو مولد ابني البِ ْكر. ـ َح ّرك الجمر ..من منكم يذكر أول خطاب للزعيم المزمن؟ ـ أنا ال يمكنني أن أذكره ..فلم أولَد بعد في ذلك التاريخ. ـ هههه ..أنا يستحيل أن أتذ ّكره ..فأبواي لم ن أنسى خطاب الزعيم الذي يتزوجا بعد. مثرودة ليست أكلة شعبية. ـ حتى أبي لم يولد بعد! طابه الذي قال فيه بأن البيبسي ـ ّ تأخر الليل ..ألم تالحظوا أن الشاي ن أمعاء الخنازير. أخضر؟ صادق ..قبل الخطاب الذي هاجم ـ هاهاها ..البحر األخضر المتوسط! عنق ..وقال إنها تشبه الصليب ..ـ لألمانة ..الزعيم له نوادره. باس الساموراي. ـ أخشى أن الديمقراطية ستأتينا برئيس خطاب رقم خمسة آالف. جادّ ..يرتدي بذلة أنيقة ..ويخطب باقتضاب ب خمسة آالف هو الذي وضع من ورقة. لريش األحمر فوق رأسه ..مثل ـ غريب! هذه أول مرة أسمع أحداً يخاف ر. الديمقراطية! ب س ّماه الناس (خطاب ـ أنا سمعت خطيبا ً سلفيًّا يقول: (الديمقراطية ِدين ال ُكفّار). ذي توفي فيه أبي. ـ ويصف الثوار بأنهم خوارج عن طاعة خطاب الذي أفتى فيه بأن من ولي األمر. ن تتز ّوج أربعة رجال؟ ـ مضحكة حكاية ولي األمر هذه. صب طاسة أخرى ..يا هللا ..سنفتقد ير متابع لخطابات الزعيم ..بل ـ ّ الذي وضع بعده الحذاء على طرائف وقفشات ول ّي األمر! يون في وجوه المشاهدين.
شكوى يهتك الصمت..
خصر ساعة الرمل. فتنكب اآلن.. ّ شاكية للقاع.. ضيق التسرب.
الظل الزلت لم أفهم.. لِ َم يتشبث الظل بالحركة ويتوقف في اللقطة رغم إن الصورة.. لم تكن تعنيه؟
وردة محراء وددتُ .. لو أرسلتُ لك وردة حمراء لكن الحرب في وطني.. ُبق من اللون لم ت ِ سوى رائحة الدم.
رتل هناك.. في جهة الشرق.. ثمة صدى عفريت يتثاءب وعربدة حكاية.. ممشوقة بالصمت وأطفال ُحفاة.. رتل يركضون خلف ٍ لم يزل يم ّر.
13
14
12يوليو 2011
ملف العدد
حممد بشري صاحل:
يروي قصة 1993 ولدت ببني وليد سكنت بها و كذلك بمصراته اليوم التالي علمت بعملية القبض واتضح لي من خالل البد أن استقل و في المرحلة االخيرة منها سكنت بقصر بن كل محاوالتي في االستطالع أن األمر انتهي بقبضهم غشير قبل خروجي من ليبيا ..عملت طيار نقل علي جماعة التنظيم ..وكان علي أن اترك ليبيا ..ولم فيما بعد فكرت أنه إذا أردت أن أكون فعاالً أكثر البد ضابط بالسالح الجوي ..خريج يوغسالفيا ..و يكن األمر سهال علي «أن اخرج من بلدي» ..وبالرغم أن استقل ،وهذا ما حماني من التجاذبات مع المعارضة آخر تجربة عسكرية كانت بطائرة تزويد الوقود من مرور 17سنة على ذلك إال أني مازلت اذكر لحظة الليبية بالخارج ،ولذا كانت لي عالقة قوية مع كل عندما كنت طالبا بالثانوية كانت تأخذنا نوع من خروجي من الحدود كأنها باألمس ..بعد خروجي بدأت التيارات الوطنية وعلى كل المستويات الليبية الموجودة الشعارات و ربما كثير من الناس كان يحسبني تتبلور اآلراء السياسية ،إضافة إلى بداية احتكاكي بالخارج .. من الثوريين بالرغم من أني رجل رياضي و بالمعارضة الليبية بالخارج حيث ربطتني عالقات جيدة كانت لحظة الفرح لنا هي عند انعقاد المؤتمر األول كشاف ..وهذا ال ينطبق على مناهج الثورة ..ألني بهم علي مستوى التنظيمات أو األفراد ..وأنا اشعر للمعارضة ،الذي اعتبره نقله بعد فتور نشاط المعارضة، كنت فعال كشافا ً بمعني الكلمة و رياضي كرة بالرضا على الدور الذي أديته مع المعارضة بالخارج وأحد األشياء التي تبناها المؤتمر هي قضية العصيان القدم..لكن تبلورت األشياء بعد دخولي الحياة ..عندما وصلت ألمريكا مرورا بمصر واألردن وألمانيا المدني بالرغم أنه في كثير من حواراتنا كنا نراه العملية ..و كانت بدايتها باحتكاكنا بحرب تشاد كان أول دخولي للمعارضة عن طريق الجبهة الوطنية مستحيالً إذا نظرنا إلى الواقع الليبي ،لكن ما نراه يحدث في التدخل األول والثاني بتشاد ..و باعتباري إلنقاذ ليبيا ..ووجودي مع األخوة من القيادات عزز اليوم بطرابلس من عصيان مدني هو أكثر من ذلك . طيار نقل كنت استخدم طائرة النقل في كثير مكانتي ،خصوصا الناس الذين لم يروا أحداً من ليبيا فعال كنا نرى أن ال إمكانية للعصيان المدني الذي يصل من المهام التي لها عالقة بمؤامرات النظام في منذ فترة طويلة ..وأنت تعلم أنهم وصلوا لليأس والقنوط بنا للثورة..لكن ها نحن اليوم نعيشه والحمد هلل ،ونحن إفريقيا بالذات و تسليح المرتزقة والمنظمات بعد سنة 1984م بالرغم من أن الضغط الداخلي كان نعتبر أنفسنا انتقلنا نقلة نوعية كبيرة جدا ..صحيح أن الموجودة بإفريقيا ..كنت أرى الصورة بشكل كبيراً جدا ،وكان هناك يأس من القوات المسلحة ،من السيناريو لم يكن يتوقعه أحد ،ولكن الكتاب واألدباء ان يكون فيها أشخاص تفكر بالوطن ..فكان التفكير في الوطنيين ،والمعارضين كانوا يدركون أن هناك لحظة أوضح.
أتيح لي عام 1992م فرصة االنخراط في تنظيم عسكري ..تعددت فيه االسماء والمسميات ،منها انقالب ورفله ،أو انتفاضة أكتوبر ،إلى مجموعة ( ،)93أو مجموعة (مفتاح قروم ) كانت تسميات فقط لمجرد التعريف ..لسوء الحظ لم نوفق ..وقبض على اغلب مجموعة التنظيم وأُعدم منها تسعة من الزمالء الشهداء وهللا يعوض فيهم الوطن بخير ..لم يكن التوجه سياسيا ً بمعنى الكلمة ..بل توجها ً وطنيا ً أكثر من أي شيء ..وحتى ذلك الحين لم تتبلور لدي أية أفكار سياسية ،ألن الجيش يفرض عليك نوعا ً من التفكير والسلوك بغض النظر عن كوني بالسالح الجوي األقل حده من األفرع األخرى.
آرائي السياسية
تبلورت عندما سافرت خارج ليبيا سنة 1993م ،ويبدو أن المخابرات الليبية كان لديها العلم بمجموعة معينة قبض عليها ،و توقعوا انتهاءها بسهولة ..لكن بعد التحقيق اكتشفوا حجم التنظيم ،ولحسن حظي لم أكن من المجموعة األولي ..يوم القبض لم أكن موجوداً ،و
القيام بمحاوالت ضد النظام يعطي الدافع القوي للناس بها الفصل ..وكنا نتابع كتابات األخوة بالداخل ..أنهم المعارضين باعتبار أن الجبهة كانت على اتصال صحيح لم يستطعوا الكتابة مباشرة ،ولكن بإمكانك قراءة بالمجموعة التي كانت تخطط إلسقاط نظام القذافي عام ما بين السطور وتقرأ المعاني مع إدراكي بأن الكتاب 1993م .. كانوا يعيشون ظروفا صعبة من كبت و مخاوف ولكنها لم تمنعهم من الوجود والتعبير ..
حم����اول����ة ع���ام 1993م ال�تي ك��ان��ت ث��ان��ي أكرب حم����اول����ة ع��ل��ى م��س��ت��وى اجليش بعد حماولة عام 1975م ،أو ما مس���ي بتنظيم (عمر احمليشي)
1993م اليت كانت ثاني أكرب حماولة
ولو نراجع المرحلة العصيبة التي عاشها الوطن منذ عام 1989م و حتى أواخر 1996م نرى أنها مرحلة مر بها النظام بكثير من الصعاب ،منها القبض على مجموعة الصحوة اإلسالمية عام 1989م ،ثم محاولة عام 1993م التي كانت ثاني أكبر محاولة على مستوى الجيش بعد محاولة عام 1975م ،أو ما سمي بتنظيم (عمر المحيشي) .علي مستوى الجيش لم تحدث أي محاولة أخرى ما عدا محاولة عام 1993م التي كانت علي نطاق واسع من التحرك للقوات المسلحة من الكفرة و طبرق و زوارة بالغرب .. اعتقد أن التواصل بين الداخل والخارج كان مفقودا..
ملف العدد
12يوليو 2011
15
كانت حلظة الفرح لنا هي عند انعقاد املؤمتر األول للمعارضة ،الذي اعتربه نقله بعد فتور نشاط املعارضة وهذا ما نراه نقطة ضعف موجودة فينا و لكن بتطور العلم و بدليل عند حدوث الثورة لن نسمع عن الجبهة او المؤتمر الوطني للمعارضة الليبية بالرغم ان قياداتهم موجودة بليبيا ..و عندما سمعت ان حركة جبهة التبو حلت ..هذا دليل علي ان االشياء التي عملت بالخارج لم تعمل اال من اجل ان يكون هناك شئ بالداخل ..والموجودين حضرنا و اليهمنا ان تكون اوال المهم نكون بوطننا ..يعني الثورة لم تبدا بتاريخ 17فبراير ..صحيح ان بركانها الح في يوم 15فبراير لكنه كان يطفح قليال قليال و نمي نمو طبيعي في الم و صراع و قهر و اصرار حتي وصل لدرجة 17فبراير . *كان هناك سؤال يدور و خصوصا من الخارج يلومنا علي خضوعنا للنظام مدة 42عام ؟هل كان هناك سكوت و خنوع فعال؟؟ لم يكن هناك ال خضوع و ال سكوت ..نستطيع ان نتكلم مع الناس العلميين بالمنطق العلمي و الناس األدبيين بالمنطق األدبي ..أي شخص علمي يجري عملية حسابية ل 1200شخص قتلوا 150دقيقة ..أيضا الصراعات العلنية بدأت في األشهر األولي من النظام ..لكنها كانت واضحة عام 1976م و الصراع كان بالجامعة ..وساتكلم علي أشياء ملموسة ،مثال عام 1975م محاولة االنقالب لمجموعة الضباط المشاركين في انقالب سبتمبر وجزء منهم كان لهم دور أساسي ..ولوال وجودهم لما نجح انقالب سبتمبر ،ومع ذلك لصدقهم اكتشفوا أن ما يحدث في ليبيا مأساة حاولوا تصحيحها ،ولكن القضية كانت أكبر من ذلك ..عام 1976م كانت ثورة الطالب ،النخبة، أفضل شباب ليبيا ..ولم تنته عند هذه السنة ..واستمرت المحاوالت سواء كانت من أفراد أو مجموعات صغيرة، لكنها لم تنجح حتي عام 1989م والتي كانت غنية بالعطاء لليبيا ..اذكر بنفسي أن العدد الذي قبض عليه من بنغازي
واجدابيا أكثر من 1200معتقل..مع أن عدد الذين قبض عليهم تلك السنة كانت االغلبية الساحقة منهم من طرابلس و مصراته وزليطن والخمس ..فإذا كان 1200فقط من بنغازي واجدابيا فكم يكون العدد من المناطق األخرى ؟؟و الذين كانوا يشكلون العدد األكبر من ضحايا بوسليم ..وكذلك فترات اإلعدام والتصفية الجسدية. كل هذا سيقف عليه الشعب الليبي وكل العالم ..إعدامات بدون محاكمة علي شاشات التلفاز و في األشهر الحرم وشهر رمضان ..وأيضا قتل الليبيين في شوارع أوربا مثل االستاذ (محمد مصطفي رمضان) .حتى أن بعض الكتاب العرب الذين يعرفونه استغربوا قتل مثل هذه الشخصية ،كان محاورا و نصوحا وشخصية مؤثرة احترمها الجميع ..كان على اتصال مباشر بكل أركان النظام ..باستمرار يرسل مراسالت مباشرة للقذافي من أجل أن يحاولوا التصحيح من المسار لخدمة الشعب الليبي ..فعطاء الشعب الليبي لو قورن بعدد سكانها سنجد عال جدا ،ولكن التعتيم و العزلة كان لها عطاء الليبيين ٍ األثر. من مآسينا أن ليبيا ـ أيام الحرب الباردة ـ كانت تحت مظلة الشيوعية ..ليست الشيوعية الفلسفية ولكن اقصد الشيوعية السياسية التي فيها فصل بين التيار الشيوعي الفلسفي و بين التطبيق السياسي لالتحاد السوفياتي الذي كان تحت المظلة وارتكب الكثير من الجرائم ..وكانت هناك أولويات بالنسبة للعالم بدال من مأساة الشعب الليبي ..فعطاء الليبيين لم يبدأ مؤخرا و لن ينتهي إال بإزاحة هذا النظام و إقامة دولة ليبية علي أسس دستورية تعددية سياسية..فيها اإلنسان هو الجوهر ،حينها سيبدأ النضال من نوع آخر ،وهو عطاء بدون حدود.
صحيح إننا نعيش الحدث وإن كثيراً من األشياء غائبة عنا اآلن ..لكن عندما تفوزهذه الثورة ونرتاح سنرى أشياء قد ال نكون قادرين علي تحمل أثرها العاطفي ..ألن ما حدث في هذه األشهر الفائتة سيكون أقوى من عاطفتنا ونكون متفاجئين ألن كم الماسي التي حدثت في عهد القذافي ال يتحملها الشخص العادي..وحتى القريبون من الحدث هناك أشياء لم يطلعوا عليها وأشياء يصعب تصديقها رغم توفر األدلة والبراهين. *علمت انه عند دخولك ليبيا مررت بجبل نفوسة ؟ الحقيقة عند مغادرتي أمريكا كانت وجهتي هي الزاوية و لكن نتيجة األحداث السريعة بالساحة لم استطع دخولها ..دخلت ليبيا ولم اشعر بالحنين شعرت بشيء آخر فيه نوع من المجازفة و لكن كانت هينة لما نقوم به من دور ..ووصلت نالوت رأيت العجاب من الشعب الليبي وكيف رسمت الصورة و كيف هي الحقيقة . كانت مرسومة بمظاهر من الفتنة والتطرف والقبلية و هذا عربي و اآلخر أمازيغي ..لكن عندما رأيت الصورة الحقيقية مهما تكن قوي العزم لكن الموقف يفرض عليك سقوط دموعك إجالال واحتراما وكبرياء ..كانت الناس تؤثر غيرها عن نفسها ..أدركت أن الليبيين كانوا يحملون هما كبيرا علي أكتافهم بالجبل الغربي ..وستكون لي روايتي عن ما رأيته بالجبل الغربي ..لمعلوماتك دخلت الجبل ولم يكن لي هناك معرفة بالناس الذين أوصلوني وتحملوا الرصاص عني ..كنت في البداية استخدم االسم الحركي و لم يسألني احد عن شخصيتي .فقط أن هناك شخص أوصاهم بي وكل ما اطلبه يُلبّى ..وصلت نالوت واضطررت للحديث مع الشخص الذي أوصلني وعرّفته بنفسي ..شاءت الصدفة بالزنتان أن الشخص الذي حملني يحمل اسم شخص اعرفه هناك ..فسألته عنه ..فقال انه من أول ثالث أشخاص خرجوا بالزنتان ..فاتصلوا به و اخبروه بان هناك من يسال عنك ..كان زميلي بالدراسة وعشت معه ستة سنوات ..شاءت الصدف أن التقي به وهو على نفس الخط ..وتكررت في بنغازي أيضا مع شخص آخر اسمه ( محمود غنية ) كان هو اآلخر علي نفس الخط. لكن أيضا عندما جئنا للوطن بدون أي ترتيب أو في نفس التنظيم توجهنا بأنفسنا وتواجدنا بنفس المكان .كان لكل ذلك قيمة غير عادية في تقديري . أخيرا ..الحيثيات البسيطة مهمة و ثورة الشعب الليبي ال نستطيع ربطها بتاريخ محدد ..فكل من كتب كلمة في ظالم الليل علي أحد األسوار فهي لبنة في صرح الثورة. و الحمد هلل أن الثورة لم يقم بها شخص ما ،أو عسكريون، وإال لطالب العسكريون بأكثر من حقهم ..الحمد هلل أينما تذهب وفي كل شارع تجد شهيداً في الثورة وتسمع حكايات ترفعك آلخر السماء وزغاريد األمهات و راء الجثامين كلها قصص ..كلها أساطير اآلن .
16
12يوليو 2011
جيلنا جيل ظلم بامتياز مريم العجيلي عندما كنت بالمرحلة اإلعدادية كنت ادرس بمدرسة ( الفكر الثوري ) وهذه المدرسة كانت قريبة من بيت أبي وبيت جدي ،وكنت اقطن ببيت جدي طوال فترة المرحلة االبتدائية وعدت إلي بيت أبي في المرحلة اإلعدادية ولم تتغير مدرستي فقد قضيت بها تسع سنوات وعندما كنت بالصف الثاني إعدادي كنت طالبة نشطة جدا ،تعشق اإلذاعة و(طابور الصباح) وتحية العلم وكانت حكرا علي وإن وجدت طالبة أخرى هي من تقوم بتحية العلم تكون في فترة االستراحة (عركة) ألنها تدخلت في شيء يخصني أنا وحدي ،وكنت بقسم الموسيقى اعزف على آلة (المثلث) الني ال اعرف غيرها ولم يكن صوتي ولم يصبح يوما جميال ،وكذلك لقصر قامتي ونحافتي كنت في فريق الرياضة في لعبة الجمباز وكلما كانت هناك مناسبة استخدموني في كلمة (الفاتح أبدا ) مشكلة النقطة وبقية الفتيات يشكلن هذه الجملة . دخلت المؤتمرات في مدرستنا وأصبحت أمين اإلعالم فقد كنت اعشق اإلذاعة ،وال اذكر بأني كنت بعيدة عن اي نشاط حتى لعبة كرة السلة حشرت نفسي بين الفتيات رغم قصر قامتي كانت لدينا معلمة اسمها رابحة العبار لم تحب معمر يوما ،وكانت ال تخاف فتقولها وإن سمعت اسمه كانت مالمحها تتبدل بسرعة ال اعرف ولكن اعتقد بأن أخيها قتل أو سجن كنا نردد ( مدرستي نار على نار اللي فيها رابحة العبار) المهم كنت اجتمع بالطالبات وكنت منسق المثابة وكانت اي منسقة مثابة هي اآلمر والناهي في المدرسة تتساوى مع المدرسين (السلطة العليا حينها ) وأتذكر بأن هناك أستاذ اسمه محمد الجروشي صفعني ذات مرة على وجهي ( عطاني كف) الني تحركت أثناء تأدية تحية العلم في الصف الثالث إعدادي كانت هناك ثورة في فلسطين المحتلة وامتنعت عن الذهاب للمدرسة الن أبي لم يقم بتسجيل اسمي في قائمة المسافرين إلي فلسطين للجهاد ( طفلة ) ولعنادي المعتاد ذهب بي أبي إلي ُمدرسة واتفق معها دون علمي وقاما بتمثيل تمثلية
بان تقوم المدرسة بكتابة اسمي وإيهامي بأنها القائمة التي ستسافر إلي فلسطين ،فقد كان معمر دائما ما ينادي بفلسطين المحتلة وما يقوله معمر هو الحق والكل باطل استمرت في هذا النشاط في المرحلة الثانوية في مدرسة ( فتاة العروبة ) كنا مجموعة فتيات تعشق أي نشاط إال حضور الحصص الدراسية وكنت بالمثابة الثورية أيضا ،والعجيب إن كل الفتيات الطالبات اللواتي تحصلن على منسقة مثابة من نفس قبيلتي ( العجيالت ) وكأنها وراثة قبلية وبعد أن توقفت عن الدراسة ألسباب صحية وعند عودتي للدراسة اخترت التخصص العلمي ( علوم أساسية ) ودرست بمدرسة ( المسيرة الخضراء ) وهناك كنت ممثلة متقمصة لشخصية الذكور ،ومتملكة لإلذاعة والمثابة وكل ما يتعلق باللجان الثورية الخاصة بالمدرسة وذات مرة كانت هناك اإلذاعة المرئية وأنا فقط من تقرأ وثيقة العهد والمبايعة وبعد ذاك الحماس وفي نهاية الوثيقة قلت ( والي اإلمام ) بالكسر وليس الفتح وحينها بكيت كثيرة لهذا الخطأ الفادح وقام أستاذ مادة الفكر الثوري أو الجماهيري بترضيتي ووعدي أن أقرا الوثيقة في المرة القادمة أيضا ( أستاذي هذا أصبح صديقي فيما بعد وهو من شجعني على دخول عالم التمثيل ) واستمريت عاشقة للقذافي وفكره وكتابه األخضر سنوات عدة وبعد فشلي في مدرسة المسيرة الخضراء عدت الي التخصص األدبي بمدرسة فتاة العروبة ولم أتغير استمريت في المثابة والفكر الثوري وكنت مصدقة لكل ما يقوله القذافي وكنت اهتف باسمه وادعوا له بطول العمر ( عكس اآلن) ودخلت جامعة قاريونس ،كلية اآلداب قسم إعالم وكالعادة قبل أن تتعرف على
ضيف الغزال
القسم الذي اخترته تدخل إلي األسبوع الثوري وثالث يوم لي بجامعة قاريونس كانت هناك محاضرة عن فلسطين المحتلة يلقيها الدكتور محمد صالح ووقفت قائلة ( باهلل عليكم سئمنا هذه الحدوتة والمحاضرة فطوال عمري وأنا استمع إليها مع محاضرة مهام اللجان الثورية ومن هم) حينها جاء الطلبة المنتسبون للمثابة بجامعة قاريونس إلسكاتي ولكن الدكتور محمد طلب منهم التوقف وسمح لي بالتكملة فقلت له ( نريد محاضرات حقيقية وليس كالم ،نريد شيء ملموس ال كالم ال طائل من ورائه ) حينها تم استقطابي للمثابة بجامعة قاريونس كلية اآلداب وأصبحت آمرة هناك لدي صالحية مجموعة اآلمن هناك وصدقا المثابة هناك لم تكن سوى مكان مفتوح للجلوس به والتحدث وتخويف اآلخرين . وتم تكليفي بمنسق مهاجمة األنشطة الهدامة ( ال أتذكر االسم ولكن اعتقد بأنها كانت هكذا الصفة ) حينها تم إحراق صورة القذافي التي تتوسط المثابة وقامت الدنيا حينها ولم يتم التعرف عن الفاعل وإن كنا نعرفه ولم نخبر عنه الن الحرق كان عن غير قصد وأصبحت القي المحاضرات الثورية وأنا بالصف األول بالجامعة وسافرت حينها إلي مصر إلي مدينة أمي المنصورة وهناك التقيت بأن عم أمي ( وليد ) وعلم بأني اعشق هذا الرجل الني ال اعرف سواه ،فنحن جيل تم القضاء على تفكيره منذ الصغر ،أصبح معمر هو اإلله وال نعبد سواه وكان الكل يخاف التحدث معي بهذا الخصوص خوفا من كوني كنت مع اللجان الثورية أتذكر بأن أبي كان عندما يغضب يخفى غضبه عنى خوفا مني ويردد قصة الطفل الذي شاهد صورة القذافي في الشارع فقال ( هذا الذي يبصق عليه أبي كلما رآه في التلفاز ) وبسبب طفولته تم اعتقال والده لم أكن اعي ما يرمي إليه أبي إلي بعد فترة طويلة جدا المهم ـ عندما التقيت ابن عم أمي وليد حدثني عن خبايا القذافي بالدالئل من االنترنت (كنت حينها ال اعرف هذا االختراع) فعل وليد مالم يفعله احد من ابن ليبيا ،وقال لي عن كل مصائب وأفعال القذافي في وقت ال احد يستطيع البوح بما يفعل حينها عدت لليبيا وعدت للكلية ولم استطع قول بأني لم اعد أؤمن باللجان الثورية ولكن حاولت سرقة ملف انتسابي لهذه الحركة وقمت بحرقه مباشرة ثم حاول احد رجال اآلمن الداخلي بالجامعة أن يزرعني بين طالبات يجتمعن دائما في الجامعة ويرتدين الحجاب وعلمت
من هن الطالبات فقد كانن صديقاتي وزميالتي في المرحلة اإلعدادية والثانوية وكنت يوما ما معهن مرتدية الحجاب ولكن أنا تخليت عنه وهن استمررن في ذلك ( عندما خاف أبي من حجابي واألمن يقبض علي الفتيات المرتديات الحجاب واللواتي يرتدين القفاز) ألنها عادة يهودية كما كان يعرف من قبل مدرسات الفكر الثوري عندما ابلغني ذاك الرجل في األمن باسم إحداهن وإنهن اخطر بنت في الجامعة ،لم اعرف ما افعل هل اخبرهن ؟ وإن فعلت سيتم القضاء على ؟ ولكن ذهبت إليها وأخبرتها وشكرتني وقلت لها إن أتت أي فتاة ترتدي الحجاب تريد االنضمام إليكن ،احذروا منها وأبلغتني بأن فعال هناك فتاة وقالت لي اسمها أنظمت إليهن مؤخرا ،وكنت اعرفها فقد كانت من الثوريين البارزين حينها وأخبرتها بهذا واعتذرت لذاك الرجل بحجة الدراسة وعدم اهتمامي بهن الني لم أكن أضع غطاء الشعر حينها وسيتم رفضي بينهن ولن أضع الحجاب وقتها ثم حاولت االنسحاب من هذه الحركة بشكل خفي خوفا على نفسي وأصبحت من أعداء النظام الثوري بعد أن كنت من محبيه إلي أن تعرفت على الصحفي ضيف الغزال ، حينها لم اصدق بأنه تخلي على اللجان الثورية وأصبح معارضا ينشر ما يكتب ،وبعد خطفه وقتله ،أصبحت أقول بشكل علني بسيط (لألصدقاء الموثوق بهم) بأني ضد القذافي وكنت أطلق عليه اسم ( هيفاء) بين األصدقاء وعندما أحدثهم عن هيفاء يعرفون بأني أتحدث عن القذافي
الخالصة
بأننا نحن جيل السبعينات ظلمنا بكل المقاييس ( أنا مواليد 30ابريل ) 1975فقد تم تحويلنا من أطفال إلي ثوريين دون دراية من الكل ،وتم إلغاء اللغة االنجليزية ،وال ثقافة لدينا سوى ثقافة معمر القذافي والتعليم كان ( كيف ما يجي يجي) نحن من ظلمنا القذافي وانتقم منه الجيل الذي يلينا ألننا أصبحن ال شيء ،مجرد أشخاص ضاعت سنواتهم هباء ،ولن يسعفنا الوقت لنقوم بتحصيل ما ضاع من سنواتنا
12يوليو 2011
17
السيارة أمريكية والسائقة سعودية هشام عبد الحميد الشلوي يبدو لي أنني من هواة القياس خاصة على عناوين بعض الكتب ،فقد يوحي لي ما اخترت من عنوان لهذه المقالة أنني أقيس عنوانها على كتاب الصهيوني األمريكي وكاتب عمود الشؤون الخارجية بصحيفة النيويورك تايمز توماس ل .فريدمان ( السيارة ليكساس وشجرة الزيتون) والذي بشر فيه مثل فرانسيس فوكوياما الياباني األمريكي بنهاية التاريخ اإلنساني ،ونهاية المشاريع السياسية الكبرى في العالم والتي تتبنى قضايا المهمشين والضعفاء لصالح النيو ليبرالية ،أو الرأسمالية الجديدة. مؤكدا على اعتبار العولمة قدرا محتوما، أي بمعنى التخلي عن الدولة الوطنية في الجنوب لصالح وطنية الشمال ودولة أمريكا. قد يكون هذا القياس بالنسبة لي على األقل ذا مغزى ما ،أو هدف ما ،وقد يبدو بدون رؤية واضحة ،ولكن سنترك ذلك الحكم- سلبا أو إيجابا -للقارئ. ففي أوقات األزمات خاصة في العالم النيو ليبرالي ( يعتقد البعض أن الليبرالية الجديدة لوحدها كلمة متطهرة ،ال تتهم طرفا بعينه، وهذا فهم يجانب الصواب ،إذ أن الواليات المتحدة بما تملكه من أدوات توجيه تنبع من سياسة عالمية شمولية كونية ،تحدد معنى التجارة ،والثقافة ،والديمقراطية، واإلرهاب) وعلى رأسه الواليات المتحدة األمريكية ،يتم الزج بقضايا من قبل اليمين المتطرف في هذه الدول ظاهرها ديني وأخالقي ،وباطنها صرف األنظار خاصة تلك المطالبة بالعدالة االجتماعية والدفاع عن حقوق المقهورين المهمشين. أعتقد في غير ما جزم أن هذا ما يحدث في العربية السعودية ،حيث صاحبت قصة تحدي المرأة السعودية للتخلف االجتماعي في العربية السعودية باإلصرار على قيادة السيارات في شوارع المملكة الفسيحة، ضجة إعالمية غربية على المستوى اإلعالمي والسياسي ،فالسيدة هيالري كلينتون وزيرة خارجة الواليات اعتبرت أن هذا التحدي سيشكل نقلة نوعية في دمقرطة المملكة السعودية (،والتي تسيطر فيها عائلة سياسية متحالفة مع عائلة دينية آل الشيخ على شؤون الحكم منذ زمن طويل) . كما أن اإلعالم الغربي تناول هذه القضية بجدية بالغة تنبئ عن خطر وعظمة اقتحام
المرأة السعودية لمجال قيادة السيارات، وأن هذا دليل على صحة التحوالت االجتماعية في العربية السعودية. لهذه القصة أخرى مماثلة أو مشابهة لها في بعض جوانبها على الطرف اآلخر من األطلسي،حيث الواليات المتحدة األمريكية .إذ أنه في أوقات األزمات االقتصادية داخل الواليات المتحدة يتم تعبئة الجانب األصولي ،فعندما تتعرض األجور الفعلية لألغلبية إما لحالة ركود أو تدن ،أو تزيد ساعات العمل ،أو تقل بشكل ملحوظ الخدمات االجتماعية ،تحدث أزمات ثقافية واقتصادية واجتماعية تنذر بخطر ما قد يحدث ويهدد بنية النظام السياسي الكلي ،فتتم عملية ممنهجة وذلك بتعبئة التيارات المسيحية المتطرفة وتحويلها لقوة سياسية فاعلة ،ويتم تحويل االنتباه إلى القضايا التي تهم تلك الحركات األصولية ،ال التي تهم المجتمع وتتماس بشكل مباشر مع معيشه العاري تماما من أية ضمانات اجتماعية ،فإذا ما أضحت قضايا اإلجهاض وحقوق المثليين ونظرية النشوء واالرتقاء هي محط اهتمام الساسة واإلعالميين ،وعسكرة المجتمع عن طريق الضغط اإلعالمي المتواصل وقسمه بل قضمه إلى مؤيدين ومعارضين لتلك الحقوق ،فغنه ال خطر على بنية النظام السياسي واالقتصادي، واللذان يتضافران معا في تأكيد حرية السوق بال قيود أو ضمانات لصالح عدد محدود من الشركات العالمية الكبرى ،مع تخفيض مستمر في الضرائب على تلك الشركات وإعاناتها حكوميا في أوقات أزماتها التي ال تنتهي بسبب المغامرات غير المدروسة ،ونقل رأس المال من أمريكا نفسها بحثا عن أسواق رخيصة في يدها العاملة ،مع تخفيض مستمر في حجم النفقات ذات الطابع االجتماعي ،وتخفيض الجور بكل وسيلة ممكنة ،وزعزعة ثقة المواطن في أهمية حياته ووجوده أساسا عن طريق جعله محل فصل دائم من عملة إذا اقتضت ضرورة الشركات ،الباحثة أساسا عن الربح ،دون وجود وازع أخالقي اجتماعي ،يضمن لفئات بعينها أقل تكنوقراطية ،واقل مهارة في البقاء على قيد الحياة بكرامة. وقد حدث هذا التحول داخل أمريكا إبان عهد الرئيس جيمي كارتر،إذ قبله لم يكن
أحد يهتم بما إذا كان الرئيس متدينا أم ال؟ يذهب إلى الكنيسة في أيام اآلحاد أم ال؟ ولكن الرئيس كارتر علم رؤساء األحزاب والسياسيين أنك إذا بدوت أمام الناس ورعا وتشعر بالذنب دائما ،وان السيد المسيح يتراءى لك في منامك ،فمن المؤكد أنك ستكسب أصوات ناخبين جدد .ولقد بدأت هذه السياسات الجديدة في عهد الرئيس كارتر ألنها نفس السنوات التي شهدت صعود النيو ليبرالية إلى قلب السياسة األمريكية. طبعا قد يفهم البعض من كالمي أنني معاد للدين وتغلغله في حياة الناس اليومية وشؤونهم الروحية ،أو أنني ذو ميول يسارية ،أو غير ذلك من التهم الجاهزة والمفصلة بشكل دقيق لدى البعض، عندما نبدأ في الحديث بشكل مختلف عن السياقات السائدة. طبعا ال ،فأنا لست يساريا ،وفي نفس الوقت لست أمريكيا ،فأنا وببساطة شديدة مسلم،عربي ،ليبي ،كل هذه التنوعات داخلة في تكويننا الثقافي واالجتماعي شئنا أم أبينا. لكن الذي لفت نظري هو وجه التشابه بين ما يحدث في العربية السعودية وما حدث في سبعينات القرن العشرين بأمريكا. إذ أنني أعتقد غير جازم أيضا -وقد يعتقد البعض معي كذلك -أن مشاكل العربية السعودية ليست محصورة في قيادة المرأة للسيارة من عدمه -وأنا اسلم بحق المرأة في قيادة حتى الطائرات -إذ أنها ال شك بلد يرزح تحت وطأة قهر وظلم اجتماعي شديدين وفقر أشد ،وديكتاتورية شمولية مغلفة بعبأة دينية رسمية تفسر اإلسالم وفق ما يضمن لها البقاء متربعة على عرش ملك هش وضعيف ،وما سر بقاء المملكة إلى يومنا هذا ليس قوة نظامها السياسي الحاكم القائم على توارث عائلة واحدة فقط للعرش ،وكأنما السعوديون خلو من كل إمكانية لحكم أنفسهم إال عن طريق ثلة من البدو ،أو مدى عدالتها في توزيع ثروات النفط بين أبناء الشعب. إذ يبدو لي أن سر بقاء هذا النظام الخاوي من كل معاني البقاء السياسي والروحي، إال تحالفه منذ عشرينات القرن العشرين مع الواليات المتحدة األمريكية ،بعد إزاحة النفوذ اإلنجليزي منها تماما ،إذ تعد العربية السعودية الحليف اإلستراتيجي
األول للواليات المتحدة حتى قبل ظهور دولة إسرائيل عام 1948م. وما قاعدة الظهران األمريكية بالعربية السعودية منا ببعيد ،إذ كانت أكبر قاعدة عسكرية أمريكية خارج الواليات المتحدة األمريكية ،والتي تم تفكيكها في ستينات القرن الماضي بعل الضغط القومي العربي العلماني في تلك الفترة. وقد شهدنا جميعا منذ عدة أشهر اندالع احتجاجات في العربية السعودية مطالبة بمزيد من الحقوق االقتصادية والسياسية والعدالة االجتماعية في توزيع ثروات البالد والتي تحتكرها العائلة المالكة مع بعض رؤوس األموال التي تدور في فلكها. وشهدنا أيضا العودة السريعة بفرمان أمريكي للملك عبد هللا من رحلة عالجه بالواليات المتحدة إلى العربية السعودية، وإعالنه فيما يشبه الرؤى التلمودية عن حزمة من االمتيازات المالية الجديدة للشعب. يبدو أن النصيحة األمريكية بدأت تفعل فعلها في العربية السعودية ،فإثارة مثل تلك القضايا والتي اعتقد أنها يجب أن تكون متأخرة في جدول أولويات النظام السعودي ،والتي يعمد النظام السعودي إلى إلهاء المجتمع بها عن حقيقة طموحاته وصرفه عن القضايا الحيوية المتمثلة في تداول السلطة والحقوق والحريات األساسية والمتمثلة في حرية الرأي والتعبير والصحافة والقضاء العادل والمستقل ،ووضوح مؤسسات سياسية تقف على مسافة فاصلة من النخبة الحاكمة ووضع القانون في موضع القلب من السياسة. هذا ما يجب أن يشغل الرأي العام السعودي ،ال قضية ساذجة مثل قيادة المرأة للسيارة من عدمه،وكأن الفقر والجهل والقهر والكبت والديكتاتورية الشمولية التي تتحكم في مقدرات العربية السعودية منذ نشأتها وحتى يومنا هذا ستحلها قيادة تلك المرأة والتي تمثل جزءاً من الوعي البائس والفقير والحائر تؤسس بتمردها المزيف هذا لوعي أشد قتامة وحيرة ،في عالم لم تفهم منه إال قيادة السيارة بحرية في شوارع الرياض وجدة ،يا له من نصر في زمن أضحت االنتصارات فيه أتفه لعب األطفال.
18
12يوليو 2011
اإلبل أم الكعبة؟ ..فن توصيف الصراع عبدهللا هارون عبدهللا
تضارب الشعارات إذا وقع الصراع بين الشعارات .. بمعنى أن يرفع أطراف الصراع الشعارات نفسها فذلك يعني خلال في توصيف الصراع ..هذا ما نلمسه في الثورات العربية ..ففي هذه الثورات(باستثناء الثورة التونسية) ركز الثوار و ركزت األنظمة أيضا على الشعار الديني و إن بدرجات ..ففي مصر الحظنا طغيانا للشعار الديني عند الثوار ..من تكبير و استغالل ليوم الجمعة و صالته و خطبته ورمي للنظام بالعداء لإلسالم ومن ثم تكفيره أحيانا ..بل وصل األمر إلى إصدار القرضاوي فتوى تجعل الخروج للتظاهر يوم الجمعة واجبا شرعيا على كل قادر (و لم يذكر الدليل ..و ال دليل سوى حساب قديم بين مبارك واإلخوان يريدون تصفيته) ..بينما أخذ النظام من الشعار الديني تحريم الخروج على ولي األمر ..و تحريم إيقاظ الفتنة. أما في اليمن و سوريا و ليبيا فقد الحظنا تطابقا أو شبه تطابق بين طرفي الصراع من استغالل الشعار الديني ..فبينما كان الثوار في ليبيا يكبرون كان المدافعون عن القذافي يكبرون ..و بينما كان الثوار يستغلون الجمعة و صالتها ..وصار خطباء الميادين يوم الجمعة هم من يشكل الوعي العام و ينشرون أخبار المعجزات والكرامات التي تذكرنا بما كان يروج أثناء غزو صدام للكويت ،وحين الحديث عن القاعدة في أفغانستان ..كان خصومهم يفعلون األمر نفسه و إن بدرجة أقل ..وفتحت سوقا صاخبة على ضفتي الجبهة لتوزيع الحوريات ..و تردد هتاف ( :الدم الشهداء ما يمشيش هباء) على الضفتين أيضا ..و إن كان القذافي لم يلجأ الختراع أسماء للجمع فقد عوض ذلك بشعارات :محاربة الصليبيين وتحريم الخروج عن ولي األمر ونسي أنه منذ 1977م وهو يؤكد بأنه ليس بولي أمر أحد ..كما أن إعالمه كان يدعو باستمرار لترك الفتنة لتهنأ بنوم العوافي ..و إال سيترتب على إيقاظها ما ترتب على إيقاظ إحدى شخصيات البوكيمون حينما غنى لها األبطال( :يا من تستغرق في النوم ..انهض و استقبلنا اليوم) ..فنهض و ليته لم يفعل .. فقد كان استقباال فظيعا. و أمام طغيان الشعار الديني على هذه الثورات البد من التذكير بنماذج لثورات عربية وإسالمية سبقت ما يعرف بالربيع العربي ونجحت مثله في إسقاط أنظمة مستبدة دون اللجوء إلقحام الدين في المهمة.
النموذج السوداني 1985 حكم جعفر النميري السودان من عام .. 1969و كان زعيما ركب موجة السادات
و تشبه به كزعيم مؤمن ومارس بطشا شديدا تجاه خصومه كأي زعيم مؤمن ..و ظل على هذا حتى قامت ضده ثورة شعبية عام 1985أشعل شرارتها طلبة جامعة أم درمان اإلسالمية وأنظمت إليها معظم قوى الشعب السوداني الشعبية وأسقطته ليتولى عبد الرحمن سوار الذهب الحكم مؤقتا وليسلم البالد كما وعد لحكومة منتخبة ..ولم نسمع في تلك الثورة بجمعة الحشود وال جمعة الوفاء ولم يسجل أي طلب على الحوريات األصيلة ..ولم تنشط فيها تجارة الفتوى.
النموذج االندونيسي 1998 حكم سوهارتو إندونيسيا منذ عام 1967م
و كان من أهم قادة تحرير إندونيسيا من االستعمار الهولندي ..و حكم البالد بقبضة حديدية حتى قامت ضده ثورة شعبية عام 1998م قادها طالب الجامعات والنقابات العمالية وبعض القوى األخرى ..قام الشباب في نهايتها بمحاصرة مبنى البرلمان مما اضطر سوهارتو لالستقالة ..و يقال بأنه قتل من خصومه حوالي المليون (أثناء الثورة وطيلة سني حكمه) ..كما اتهم باستحواذه هو وأقاربه على المليارات من الدوالرات .. لكأن له صلة قرابة بالعرب إذ أن تاريخه و سلوكه مثل تاريخ وسلوك زعمائهم ..والمهم أنه لم يرفع في تلك الثورة أي شعار ديني ..فلم نسمع فيها بجمعة الحشود وال جمعة الحسم وال جمعة القصاص ولم توزع فيها أية
حوريات على اإلطالق ولم تنشط فيها سوق الفتاوى رغم أنها سجلت مشاركة معتبرة لإلسالميين فيها. و ثورة السودان و ثورة إندونيسيا وقعتا في عز ما يعرف بالصحوة اإلسالمية لكن القائمين عليهما كانوا على درجة كبيرة من الوعي والصدق أو ربما من العفوية الحقة التي ال تتوفر لألسف في ثوار القرن الحادي والعشرين الذين يزعمون بعفوية ثوراتهم والذين يحشرون الدين في صراعات ال عالقة لها بالمقدس شجونه ..فيحرجون بذلك هللا و يحرجون أنفسهم. كما أن هاتين الثورتين تستحقان االعتراف لهما بالريادة إن على مستوى العالم اإلسالمي أو العالم العربي في العصر الحديث ..و قد كانت قبلهما الثورة اإليرانية ..و لذا ال معنى لهذا التهليل المبالغ فيه للثورتين التونسية والمصرية وكأنهما غير مسبوقتين بالمرة. توصيف الصراع في ليبيا هل الصراع في ليبيا صراع عرقي؟ .. أصل القذافي؟ ..حقيقة يهودية أمه؟ ..هل الصراع صراع ديني؟ ..معتقد القذافي؟ ..هل المراد إخراج معمر القذافي من السلطة؟ أم إدخاله في اإلسالم؟ ..هل كان الصراع دفاعا عن الكعبة أم عن اإلبل؟ .. و لعل التساؤل األخير يحتاج للتوضيح ..و يكفي لذلك التذكير بما حدث بين عبدالمطلب وأبرهة الحبشي ..حينما قال األول :اإلبل أنا ربها أما البيت فله رب يحميه ..موصفا الصراع بينهما توصيفا دقيقا وهو صراع ال عالقة له بالدين بل بالدنيا ..صراع من أجل اإلبل ال من أجل الكعبة. ليس موضوع الصراع أصل القذافي وال عقيدته بل استبداده ..الصراع صراع دنيوي إنساني حقوقي ..و الهدف النهائي هو إقامة دولة الحريات بما فيها حرية المعتقد وحرية البحث حتى في الدين ..دولة عصرية تحفظ كرامة مواطنيها.
اإلفراط يف اخلطاب الديين الخطاب المصاحب للثورة يعيدنا ألجواء الفتح اإلسالمي ..خطاب تغلب عليه الصبغة الدينية وكأن توصيف الصراع هو صراع إلدخال القذافي في اإلسالم وليس إخراجه من السلطة وصار من المتوقع أن يقف المستشار مصطفى عبدالجليل على أسوار طرابلس ليقول للقذافي ومن معه :إنا نخيرك بين ثالثة :إما اإلسالم وإما الجزية و إال فالناتو ..اسلم تسلم ..اسلم يؤتك هللا أجرك وأجر من اتبعك من أبناء العزيزية. إن هذا التوصيف ليس صحيحا على اإلطالق ..وال عالقة للصراع في ليبيا بالناحية الدينية ..و تطلع الشعوب للحرية ليس حكرا على الشعوب اإلسالمية ..كل
الشعوب مهما كانت عقيدتها تثور ضد الظالم مهما كانت عقيدته ..هل كان نلسون مانديال مسلما؟ هل أقحم عقائد قبيلة الزولو في الصراع مع البيض؟ ..هل كان غاندي مسلما؟ ..هل أدخل عقائد الهندوس في صراعه مع اإلنجليز؟ ..و األمثلة كثيرة على ثورات إنسانية رائعة جرت بعيدا عن المعابد والكهنوت ..كما أن هناك أمثلة مخيفة لثورات خرجت من جوف المعابد.
حرف الواو هل نحن طالب حريات أم طالب حوريات؟ ..علينا أن نحدد موقفنا من حرف الواو ..إذا كنت طالب حوريات فلست مضطرا للقتال لتنال حصتك منهن ..هناك طرق كثيرة غير القتال ..اسلك سلوك عباد الرحمن الذين يمشون على األرض هونا و لما تسمع خطاب للقذافي قل :سالما موش سلمية ..و أنت كفيل بان تنال كفايتك وزيادة من الحوريات ..هناك من يوزع الحوريات كأنه يوزع بطاطا ..التركيز على موضوع الحوريات و جعله حافزا للثوار يخرج النساء من الصراع ..من الثورة ألنه ليس لديهن نصيب في هذه المكافأة.
خطأ و خطر الدخول يف املزاد الديين الدخول في المزاد الديني سلوك ال أخالقي ألنه يستغل العواطف الدينية عند الناس لتجنيدهم لتحقيق أهداف ال عالقة لها بالدين ..إنه استغالل لتقديس الناس للكعبة في عملية إنقاذ اإلبل وهذا ما ترفع عنه عبدالمطلب حري بنا أن نترفع نحن أيضا عنه ..الدخول في هذا المزاد يترتب عليه : 1ــ حرف الصراع عن حقيقته وإدخاله في متاهات ال عالقة له بها 2ــ المزايدة الدينية سالح في يد القذافي و أتباعه أيضا 3ــ يؤدي إلى نشوء سوق مزايدات دينية محلية بين أطياف الثورة نفسها 4ــ يؤدي (وهو األهم و األخطر) إلى جعل التكفير سالحا في يد من هب و دب لتصفية خصومهم. من يقاتل القذافي بحجة أنه كافر .. أي يقاتله بمرجعية دينية سوف يقاتل في المستقبل كل مخالفيه بالحجة ذاتها ..سوف يكون التكفير سالحا في يد أي جماعة للقضاء على مخالفيها في الرأي والرؤية ..فإذا ما قيل لها :ال يجوز ألحد تكفير اآلخرين و من ثم ال يجوز قتلهم ..ردت هذه الجماعة بالقول :ألم نكفر القذافي ونقاتله وأبحتم لنا ذلك؟ بل شجعتمونا عليه؟ و باركتموه؟
12يوليو 2011
19
كيف أحبط أجدادنا خمططات الدول الكربى؟ يونس فنوش عندما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها ،وانقشع غبارها عن تراب وطننا، وضعت دول الحلفاء المنتصرة في الحرب يدها على ليبيا ،فكانت طرابلس وبرقة تحت اإلدارة العسكرية البريطانية ،وجعلت فزان تحت اإلدارة الفرنسية. حالما انتهت الحرب ،واجه أجدادنا وآباؤنا تحديا ً بالغ الصعوبة والتعقيد ،تمثل في مدى ما بوسعهم فعله كي تكون لهم كلمة في تحديد مستقبل بالدهم .كان ثمة إجماع وطني شامل على المطالبة بأمرين اثنين هما :االستقالل والوحدة ،لم يحدث حولهما أي اختالف ذي شأن بين الزعماء الوطنيين والنشطين السياسيين في إطار األحزاب السياسية التي تشكلت أساسا ً لمواجهة تلك المعركة :معركة االستقالل والوحدة. وخاض آباؤنا بوعي سياسي جدير بأن يحظى منا بكل التقدير واإلعجاب معركة االستقالل والوحدة ،ولكنهم كانوا يخوضونها بدون أي سالح فعلي سوى الوعي بأبعاد مطالبهم الوطنية وتوحد عزيمتهم على أن يكونوا يداً واحدة لخوضها ،في مواجهة أطماع الدول الكبرى التي كانت تنظر إلى ليبيا باعتبارها غنيمة سائغة لهم ،نظير انتصارهم في الحرب على القوة التي كانت تستعمرها.
امل�����ش�����روع ال����ل����ي��ب�ي وخ����ط����ورة ان����زالق����ه إىل دول����ة ال��ق��ب��ي��ل��ة عبدالحكيم الصادق الفيتوري
وعلى الرغم من العداوة التي جعلت إيطاليا وبريطانيا تقفان في خندقين متقابلين أثناء الحرب العسكرية ،إال أن ساحة المعركة السياسية جمعت بينهما عندما أخذتا تتفاوضان على اقتسام الغنيمة ،فظهر إلى الوجود ما عرف بمشروع «بيفن-سفورزا» ،وهما وزيرا خارجية بريطانيا وإيطاليا آنذاك. وقد بذلت الدولتان جهوداً كبيرة في الساحة الدولية ،وفي دهاليز منظمة األمم المتحدة كي تروجا لفكرة تأجيل منح ليبيا استقاللها، ووضعها تحت الوصاية الدولية ،بحيث تعطى إيطاليا الوصاية على طرابلس ،وبريطانيا الوصاية على برقة ،وتبقى فزان تحت الوصاية الفرنسية. لكن الليبيين لم يرضخوا لتلك المخططات، وأخذت القوى السياسية التي تمثلت في عدد من األحزاب العاملة في الوطن تكشف أبعاد تلك المخططات ،وتؤكد على عزم الليبيين على نيل استقاللهم ،وتحفظ لنا سجالت التاريخ ووثائقه صورة باهرة ألبعاد تلك المعركة السياسية التي خاضها اآلباء واألجداد على الصعيد اإلعالمي وعلى الصعيد السياسي ،من خالل االتصاالت التي كان نفر من الزعماء والقياديين يقومون بها بالدول العربية واإلسالمية ،وبلغت ذروتها
رغم تداخل األنساب بين القبائل الليبية عبر الزمن الممتد من خالل المصاهرات وغير ذلك ،إال إن النظام السابق استطاع حكم البالد لقرابة نصف قرن من الزمان عبر منطق عشيرة الدولة (قبيلة القذاذفة) ،ومن ثم تحويل المجتمع إلى دولة القبيلة (ارتباط القبائل بمصير النظام) ،وذلك عبر آليات متنوعة معروفة للجميع ،أبرزها مبايعة القبائل لعشيرته ،واعتماد الفعاليات الشعبية قناة تواصل ،وربط تحقيق مصالح القبائل بتلك األيقونة ليتحكم بمصير المجتمع والسلطة في آن واحد ،حتى صارت زعامات القبائل الممتدة شرقا ً وغربا ً وجنوبا ً ترى في مكانتها المحلية امتداداً طبيعيا ً لسلطة زعيم العشيرة األكبر (رأس النظام) .وبذلك استطاع النظام البائد تحقيق االستقرار لعشيرة دولته وتحويل الدولة الليبية؛ التي تأسست على أسس دولة حديثة إبان العهد الملكي؛ من دستور وقانون إلى دولة القبيلة وسلطة العشيرة .ولكن على الرغم من تلك األيقونية الدفاعية التي أسسها من أجل حماية نظامه االستبدادي فقد فشل فشالً مروعا ً حين حاول طرح أفكاره الخضراوية في كتابه (األخضر) بغية تأسيس دولة حديثة من خالل مشروعه المسمى (بالجماهيرية) ، وكذلك فشل نجله سيف في مشروعه (ليبيا الغد) .وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على هشاشة منطلقاته الفكرية ،وخطأ اعتماده على منطق دولة القبيلة. ويبدو أن السر الكامن وراء اختيار آل القذافي لمنطق دولة القبيلة يعود إلى أسباب عدة منها؛ صعوبة السيطرة على القبائل الممتدة شرقا ً إلى مرسى مطروح ،وغربا ً إلى رأس
في الوفدين الذين ذهبا إلى نيويورك ،حيث كانت قضية ليبيا واستقاللها مطروحة على النظر والتجاذبات السياسية الدولية ،وتسجل لنا الوثائق ما قام به أعضاء هذين الوفدين من جهود واتصاالت بمندوبي الدول التي كانت مدعوة لبحث القضية والتصويت عليها ،حتى توجت تلك الجهود بإجهاض مشروع «بيفن- سفورزا» ،ما مهد السبيل إلنجاح قرار األمم المتحدة بمنح ليبيا استقاللها في موعد أقصاه األول من يناير سنة .1952 في هذه األيام تكثر الشكوك والمخاوف لدى كثير من أبناء شعبنا ،بما في ذلك نخبه الفكرية والسياسية ،من أن تكون هناك مؤامرة أو مؤامرات تطبخ في الخفاء لتمرير مخططات تتعلق بليبيا ما بعد القذافي .وهذا يمكن أن يكون صحيحاً ،وهو –بكل تأكيد- غير مستبعد .فالقوى الدولية التي يهمها الشأن الليبي ومستقبل األوضاع في ليبيا من حقها أن تفعل ما تراه متسقا ً مع مصالحها وأهدافها في ليبيا والمنطقة ،ولن يكون عليها لوم إن هي فعلت ذلك .أما هل يمكنها تنفيذ ما تخطط له ،أو لعلها تحوك المؤامرات لفعله ،فذلك ما ينبغي أن نجد نحن اإلجابة عنه. وفي تقديري أننا ال نملك خياراً سوى أن نتابع بوعي ويقظة تامة ما يدور حولنا وحول
اجدير ،وجنوبا ً إلى الحدود التشادية السودانية النيجرية الجزائرية ،كذلك تجزئة المجتمع إلى فئات جهوية وعشائرية متنوعة ومتضادة في بعض المنطق ،مع شعور سلطة عشيرة القذافي بعدم قدرتها على السيطرة على هكذا قبائل منتشرة على طول البالد وعرضها دون االستعانة بالمكون العشائري في إطار الترهيب والترغيب ،تارة بالمال والعطايا؛ منحا ً ومنعاً ،وتارة بقوة السالح؛ تسليحا ً وتجريداً ،وبذلك تحقق له إمكانية ضبط شؤون القبائل (المجتمع) ،وفرض األمن في ربوع البالد المترامية ،وبالتالي ضمن استمرارية قبيلة دولته في إطار (من تحزب خان) ،ومن والى أصبح (من دولة القبيلة). فإذا كانت تلك منطلقات نظام القذافي في تأسيس (دولة القبيلة) ،فهل المشروع السياسي الليبي (جيوسياسي) المتمثل في المجلس االنتقالي الحالي والقوى الوطنية ،سوف يجد تلك المنطلقات مالذاً آمنا ً له بعد سقوط النظام، واختالل توازن السلطة ،وانهيار مشروع دولة القبيلة الذي كان يعقد على قبيلة القذاذفة وبعض قبائل الغرب والجنوب ،من حيث تأسيس سلطته على بعض قبائل الشرق بكم الشرعية الثورية ،للوصول إلى تشكيل دولة القبيلة وإن اتسمت بالديمقراطية والمدنية وما إلى ذلك من أسماء رنانة ؟! بمعنى آخر ،هل تعقد القوى الوطنية ذات منطق النظام البائد من خالل فكرة العودة إلى الزخم العشائري، من أجل إيجاد موطئ قدم راسخة لسلطتها الجديدة ،وتحافظ على ديمومة سطوتها. ثمة إجابة بدهية على هكذا تساؤالت مفادها، من حق المجلس الوطني االنتقالي والقوى
قضية بناء بالدنا ،وأن نتحرك حركة سياسية جماعية ،كي نقول كلمتنا ،ومن بعد نفرض إرادتنا القوية ،لجعل كلمتنا هي العليا ،فوق كلمات القوى الخارجية المتربصة لخدمة مصالحها ،وفوق كلمات األطراف الداخلية التي قد تدفعها المطامع الشخصية لقبول الدخول في أية مؤامرات أو مخططات تتم في الخفاء. وإني لمتفائل جداً بما أشاهده على أرض الواقع من قدرة الحراك السياسي واألهلي على تجسيد إرادة الشعب ،ورفع كلمته ،ثم فرضها على مجريات األمور واألحداث. وها نحن أوالء نشاهد كيف بات اإلعالم الحر يقوم بدوره الفاعل في طرح القضايا والمسائل على الرأي العام ،وحمل راية التعبير الحر عن اآلراء والمواقف ،دون خوف أو حذر من عواقب االتهام أو المالحقة ،وهانحن أوالء نشاهد أيضا ً كيف أثبتت مؤسسات المجتمع المدني قدرتها على التفاعل السريع الواعي مع األحداث والتطورات التي تتصل بمختلف أبعاد القضية الليبية في الداخل والخارج. وكيف تمكنت هذه المؤسسات عبر تحركها الجماعي المنظم من فرض كلمتها ،التي تعبر بها عن خيارات الشعب الليبي وإرادته الوطنية.
الوطنية أن تلج نفق القبيلة وتأسيس دولة القبيلة ،بل االعتماد على هذا المنطق حتى في سياق توزيع المخصصات السلطوية والوظيفية في الدولة .وهذا ال حرج فيه ألبتة، ألن عدم االلتزام بتلك المنطلقات يعني بلقنة ليبيا ،أو صوملتها ،خاصة وإن أسباب كليهما؛ البلقنة والصوملة ،متوافرة في الذاكرة الليبية، وتدعمها ممارسات دولة القبيلة في فترة نظام القذافي. فإن كان ذلك كذلك ،فمن حق المطالبين والساعين إلى دولة مدنية حديثة قوامها والحريات، والتعددية، الديمقراطية، والمهنية ،بمعزل عن منطق القبيلة، والجهوية ،واأليديولوجية ،أن يحافظوا على ضياع ثورة الحرية وسرقة مكتسباتها، واالنزالق في نفق العراق أو الصومال ،ولكن على الرغم من هذا التخوف المشروع عليهم أن يتجاوزوا حاجز الخوف بتقديم األفكار التنويرية والمعرفية عبر الوسائل المتاحة من خالل الدراسات المعمقة ،والمقاالت الهادفة، والمنتديات الواعية ،التي تهدف إلى رفع مستوى التفكير والوعي السياسي والرقي في الممارسة ،وتقديم مصلحة الوطن والمواطن على المصالح الحزبية والقبلية والجهوية. وبذلك وحده يتمكن هؤالء العقالء من تبديد غيوم البلقنة والصوملة على البالد ،واالنفالت من مطبات منطق دولة القبيلة ،وينعم الوطن مع تنوعه الثقافي والعرقي والجهوي باألمن واالستقرار واالزدهار من خالل تكوين دولته المدنية القوية القادرة التي تسع وتحمي الجميع.
20
12يوليو 2011
التحديث وشرعية النظام امللكي في ليبيا 1969- 1951-
زاهي المغيربي
فصل من بحث كنب قبل أعوام ثالثة وثالثين ألف عام 1951إلى مائة وسبعين ألفا عام ،1965ولقد تضاعف هذا العدد خالل خمس سنوات فقط .ومع حلول ،1970فإن وجود حوالي ثالثمائة ألف تلميذ في المدارس الليبية كان يعني أن حوالي 85%من األطفال الذين هم في سن الدراسة كانوا منخرطين في المدارس الليبية ()Tullis : 197
حتى قيام الثورة عام ،1969كان الملك محمد إدريس السنوسي هو المصدر الرئيس للقيادة السياسية في ليبيا إلى جانب كونه زعيما لحركة دينية هي الحركة السنوسية .ولقد استمد الملك إدريس سلطته وشرعيته من الوالء التقليدي للحركة السنوسية ،ومن نشاطاته الدبلوماسية خالل الحرب العالمية األولى والثانية ،والتي نتج عنها االعتراف به كأمير على برقة مع نهاية الستينيات كان تأثير النفط بعد الحرب العالمية األولى .ولقد كانت سلطة الملك إدريس قوية ومستقرة في واضحا في المجتمع الليبي إال أن االنتعاش المناطق القبلية في برقة – مركز انتشار االقتصادي لم يتم توزيعه بصورة عادلة، وقوة الحركة السنوسية .أما في المدن حيث لم يحصل غالبية الليبيين على نصيب الكبيرة ،وبالذات طرابلس وبنغازي ودرنة عادل من الثروة النفطية .وهكذا ،فبدال من وغيرها ،والتي كانت أكثر تأثرا بالتيارات خلق السعادة والرضا ،فإن اكتشاف النفط القومية ،فإن قيادة الملك إدريس تم قبولها أدى إلى عكس ذلك تماما .لقد أدت عوائد مؤقتا ألسباب سياسية( )Khadduri : 54النفط إلى زيادة الدخل القومي كما أدت إلى تطوير وتنمية العديد من القطاعات، التغير االجتماعي وتدهور شرعية النظام ولكنها في نفس الوقت أدت إلى زيادة عمق التناقضات االجتماعية وخلقت العديد من الملكي : يتضح مما سبق ،أن التغير التوترات الحادة .لقد حققت الزيادة في االجتماعي يؤدي عادة إلى بروز فئات عوائد النفط الثروة والرفاهية ،بصورة جديدة لها توقعات وطموحات ومطالب مباشرة أو غير مباشرة ،لحوالي 10% جديدة ،من أهمها مطالب المشاركة في فقط من مجموع السكان ،بينما ظل حوالي العملية السياسية والحصول على مناصب 70%منهم يصارعون لتوفير سبل الحياة وأدوار مهمة في الحياة السياسية .ويمكن من قطاع الزراعة المتداعي .إن المتوسط إرجاع أساس التغير في المجتمع الليبي العام لدخل الفرد ال يعطي عادة الصورة إلى اكتشاف النفط .فخالل فترة قصيرة الحقيقية لتوزيع الثروة في المجتمع بين لم تتجاوز عشر سنوات ( )1957-1967القطاعات والفئات االجتماعية المختلفة، ارتفع متوسط دخل الفرد من حوالي 50وفي ليبيا ،وخالل هذه الفترة ،لم يتجاوز دوالر إلى 1,1018دوالر .ولقد كانت متوسط دخل قطاع الفالحين خمسة الزيادة مذهلة ،فعلى سبيل المثال كانت وأربعين دوالر)Rouleau : 26( . نسبة الزيادة بين عامي 1966و1967 حوالي .42%ومع حلول عام 1970 احتلت ليبيا الترتيب الرابع بين الدول المنتجة للنفط ()Tullis : 197 صاحبت هذه التحوالت التي شهدها االقتصاد الليبي تغيرات جوهرية في البنية االجتماعية الليبية .فلقد أدت الظاهرة الحضرية (االنتقال من الريف إلى المدينة) إلى تغيرات رئيسة أخرى ،فلقد زادت مطالب اإلسكان والخدمات الصحية ،كما أدت إلى توسع وزيادة الفرص التعليمية. ولقد كان التقدم في المجال التعليمي واضحا ومؤثرا ،فلقد زاد عدد تالميذ المدارس من
الملك إدريس السنوسي
أدت الظاهرة الحضرية إلى زيادة عدد سكان المدن بشكل واضح .فبينما كان حوالي 80%من الليبيين يعيشون في األرياف يمارسون مهنتي الزراعة والرعي فإنه بحلول 1967م كان ثلثا السكان في ليبيا يعيشون في المدن والمناطق الحضرية)Tullis : 199( . ونتج عن ذلك بروز فئات اجتماعية جديدة حصلت على فرص متزايدة من التعليم وزادت معلوماتها وتعرضت ألفكار وطرق تفكير جديدة .ولقد حدث هذا في نفس الوقت الذي كان فيه النظام السياسي الليبي تحت سيطرة نخبة تقليدية ذات قيم وتوجهات مخالفة لقيم هذه الفئات الجديدة. وهكذا ،وبمرور الوقت ،وبزيادة تأثير عملية التحديث ،اتسعت الهوة بين النخبة الحاكمة والفئات والقوى االجتماعية الجديدة .أنتج التعليم واالختالط بمجتمعات أخرى نخبة متعلمة ناقمة ،وخلقت صناعة النفط طبقة عمالية أحست بالغربة نتيجة لتدخل الحكومة في نشاطاتها النقابية وفي تكوين االتحادات العمالية ،وكان نفس اإلحساس والشعور منتشرا بين الطلبة وبين أفراد القوات المسلحة .وباختصار فإن جيال جديدا قد خرج إلى الحياة االجتماعية والسياسية متحمسا للقيام بدوره في المجتمع الليبي ،وساخطا على انتشار الفساد اإلداري والسياسي ،ومصمما على تعديل وتصحيح سياسات ومسارات النظام الملكي.
اجتماعية جديدة لها توقعات وطموحات ومطالب لم تجد الفرص لتحقيقها .لقد كانت هذه الفئات والجماعات الجديدة تشعر بقدرتها وكفاءتها وأحقيتها في المشاركة في الحياة االقتصادية والسياسية وفي تولي مراكز القيادة والمسئولية.
وعندما خرجت هذه الفئات والجماعات إلى أرض الواقع السياسي لم تجد من القنوات التي تمكنها من تحقيق توقعاتها وطموحاتها ومطالبها في المشاركة السياسية سوى المظاهرات واالضطرابات وحاالت الشغب وتكوين التنظيمات السرية .ويرجع ذلك إلى عدم وجود أية مؤسسات وتنظيمات رسمية علنية يمكن أن تستوعب هذه الفئات الجديدة .فاتحادات الطلبة والتنظيمات السياسية كانت ممنوعة بحكم القانون ،أما المؤسسات التشريعية الدستورية فكانت تسيطر عليها النخبة التقليدية وتخضع انتخاباتها لسيطرة وتالعب السلطة. أدت عدم قدرة أو عدم رغبة النظام الملكي على مواجهة تحديات التحديث والتعبئة االجتماعية ومتطلبات التنمية السياسية إلى إحساس الفئات الجديدة بالغربة تجاه النظام الملكي .وهكذا، فإن قيام النظام الملكي بمنع النشاطات والتنظيمات السياسية وعجزه عن خلق بدائل مؤسسية تستوعب الفئات الجديدة التي تم تعبئتها اجتماعيا وسياسيا كانت إحدى األسباب الرئيسة ألزمة الشرعية وعدم االستقرار السياسي التي عاني منها لقد تأثرت الحياة االجتماعية في ليبيا النظام الملكي في ليبيا. بالتقدم التقني وبانتشار ثقافات جديدة من ناحية أخرى ،ساهم اختالف القيم من مناطق مختلفة من العالم .ساهم بناء شبكة طرق تربط المدن بعضها ببعض ،والتوجهات والمعتقدات التي تحملها هذه وانتشار الظاهرة الحضرية ،وبروز طبقة الفئات الجديدة وتناقضها مع قيم وتوجهات متوسطة ،في تفكك المجتمع التقليدي وفي ومعتقدات النخبة الحاكمة في تعميق أزمة إضعاف الوالءات واالنتماءات الدينية الشرعية وعدم االستقرار السياسي للنظام والقبلية .ولقد نتج عن ذلك انكماش القاعدة الملكي في ليبيا . الشعبية للحركة السنوسية ،وبالذات في ومن هنا تأتي أهمية الدور الذي لعبته برقة ،وتدريجيا أدى ذلك إلى فقدان النظام الملكي للتأييد الشعبي ( Shembesh :عملية التنشئة السياسية في بناء وتكوين اإلطار الفكري والعقائدي لهذه الفئات )69-70 الجديدة وتأثير ذلك على شرعية النظام تم خالل عملية التحديث تعبئة فئات الملكي في ليبيا.
12يوليو 2011
21
أوراق ... ميالد ألحصادي المعارضة الليبية في الخارج
اإلعالم الشعبي
اإلعالم الشعبي تعبير جديد أطلق إبان ربيع الثورات العربية وهو تسمية دقيقة لما قدمته ثورة المعلومات واالتصاالت الحديثة فعن طريق شبكة االنترنت والفيس بوك والتوتير أصبح في إمكان اى شخص يعرف كيف يتعامل مع هذه المسميات أن يصبح مخبرا صحفيا يغطى الحدث ويقدم المعلومة ويطرح الصورة التي تكون أحيانا اصدق تعبير من كل الكلمات أن ما قدمته هذه المسميات إلى الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واالن في اليمن وسوريا من خدمة اليمكن تجاهلها أو القفز فوقها ،فلوال هذه المواقع وهذه التفاصيل الصغيرة التي قدمتها ثورة االتصاالت والمعلومات لما استطاعت هذه الثورات الشعبية أن تحقق هذا النجاح ،فلنا أن نتخيل أن هذه االنتفاضات قامت قبل سنوات من اآلن فلن يعلم بها احد وستموت في مهدها ولنا في ليبيا أكثر من تجربة وأكثر من انتفاضة قمعت . إن اإلعالم الشعبي الذي أتاحه التقدم العلمي اإلنساني كان مفصال مهما في حركة الثورة والشباب نحو األمام ونحو الصمود ونحو تعرف األخر على قضيتنا
لقد تضافرت مجموعة من المعطيات واألسباب لتساهم فى نجاح ثورة /17فبراير ،ولعل من أهم المعطيات كان ذلك الحراك الرائع الذى قدمته المعارضة الليبية فى الخارج بكافة أطيافها ومسميتها ،،لقد لعبت دورا مهما فى نجاح هذه الثورة من خالل ذلك التواجد االعالمى المهم فى كافة القنوات التلفزيونية لمجموعة من الشخصيات الليبية التى أعطت صورة مشرقة وجميلة عن الشخصية الليبية وثقافتها وقدرتها على الحوار واستيعاب اآلخر ،كما قاموا بنقل صادق وحقيقى لكل ما يدور فى الداخل الى المتلقي الخارجي بواقعية وشفافية ،لقد ظهر المعارضون على شاشات القنوات الفضائية يقدمون صوتا واحدا وهدف واحد وطريا واحد ،رغم أننا نعرف ان هناك مشارب وأطروحات واختالفات بينهم وهى سنة الحياة ،لكنهم عند األزمة توحدت األفكار واآلراء من اجل إسقاط النظام ،لقد كان لعملهم االعالمى وما قاموا به فى مجال االغاثة اإلنسانية وحشد الدعم المعنوي والمادي للثورة دليال على ان هؤالء الرجال لم ينسوا ليبيا ،رغم ان هناك الكثير منهم غادرها منذ زمن بعيد ومنهم من يحمل جنسية دول أخرى ،اال انهم وساعة نادى المنادى هبوا يعانقوا االمل وينثرون الورود فى طريق الخالص ،،تحية لكل الذين اراهم يحملون
لكل منـا سالح منذ منتصف شهر فبراير تغير فينا الكثير ليس هذا بالشئ الخفي ،فبعد ان خطت سطور ثورة 17فبراير في كتب التاريخ بدم الشهداء األبرار ولد فينا جميعا إحساس جديد ،هو أنه مهما قدمنا لبالدنا ،مهما تعبنا ومهما ضحينا سيبقى هذا أقل بكثير مما قدموا لها الشهداء ،فهم من ضحوا بأرواحهم، بمستقبلهم ،ضحوا بدموع ال تكف عن عيون أمهاتهم وأحزان ال تنتهي لزوجاتهم وبسمات غابت (ولو لفترة) عن وجوه أخوانهم، أصدقائهم وأقاربهم ،فهم ضحوا بيومهم وغدهم ليضمنوا لنا ولبالدهم غدا أفضل ، هذا الشعور الوليد جعل الجميع يعمل بشغف ونهم فأصبح كل منا يعمل بسالحه ،فهناك في مصراتة وجبل نفوسة واجدابيا تجد الرجال يعرون صدورهم وهم يقفون أمام
النار بكل عزيمة وإصرار ،وهنا تجد النساء المدرسات منهن والمحاميات ربات البيوت والمحاسبات جميعهن يعملن طوال اليوم في المطابخ إلعداد وجبات للجبهة وللنازحين، وترى عمال المصانع(التي الزالت تعمل) وهم يعملون بدون مقابل ليتبرع أصحابها بالسلع للمحتاجين وللنازحين وألبطال الجبهة .نماذج كثيرة ومتعددة للوجوه الخيرة في بالدنا ،فخريجو الجامعات والطلبة بنات وشباب ينظفون الشوارع (و التي ال يكملون تنظيفها حتى تصبح في حاجة للتنظيف مرة أخرى) دون ملل وال كلل ويطلون األرصفة ويصلحون إشارات المرور أي يعملون بمهن لم يعهدوها من قبل ،وتجد اإلعالميين من الشباب والمتخصصين يعملون كيد واحدة في دوام يطول ليصبح منذ الصباح الباكر حتى آخر ساعات الليل ،لتحسين صورتهم
صليب االمل وهم يخطون على صفحة الثورة اجمل الكلمات
بنغازى
بنغازي متكأ القلب ساعة الخوف......سند الروح ساعة االنكفاء.....وهج االندفاع ساعة التراجع ......بنغازى مالذ العاشقين ساعة حلول الظالم ....طريق الحالمين بلحظة الخالص ...حضن القادمين من وعثاء السفر وحزن الطريق ....بنغازى رغيف الخبز المغموس بطعم الحرية .(..حوشنا )الذى يلم شتات العائلة التى أرهقها التجوال ...قبلتنا التى إليها ييمم كل تائه غلبته سنوات القهر... بنغازى مسرى كل ليبي جارت عليه االيام ...ومعراج كل عاشق يريد العودة الى الحضن ....بنغازى اول سطر فى ابجدية العشق منها عرفت الشلطامى والنيهوم وحسن السوسى وراشد الزبير وعلى خطى الفاخرى انصهرت فى سوق الحشيش ...فيها عرفت الفزانى واحمد الفيتورى وابن الطيب والماقنىوالمفتى وإدريس المسماري وعشقت من كلمات ام العز حسن صالح ..فيها تعلمت اولى حروف النضال وأولى ومضات الوعي حبن عانقت يناير .... 76بنغازى كنز األصدقاء الطيبين الحالمين بروعة القادم ...القابضين على جمر الحب ...فيها عرفت الفالح والصادق
والحوتى و عبدالسالم شلوف و فتحي بدر .... فيها تعلمت اول حرف فى لغة العشق وفيها هاجمني تاريخ بالدى فأصبحت ليبيا الننى رأيت فى بنغازى كل احبتى وكل وطني
مصافحة
فى العام الدراسى 75/76جئت الى بنغازي طالبا فى كلية االداب بجامعة بنغازي فى قسم الدراسات االعالمية وكان قسما قد انشأ حديثا وتولى رئاسته األستاذ الفاضل (على بوزعكوك) وقد ارتبطت بهذا الفاضل ارتباطا روحيا ولم يكن يعاملني معاملة األستاذ لطالبه بل كصديق لصديق واشهد هللا اننى استفدت منه كثير رغم الفترة القصيرة التى قضينها معا ...فقد فرقت بيننا إحداث السابع من ابريل المشؤم ..فطردت انا من الجامعة العود الى درنه وأصبح موظف مصرف ورحل هو الى ديار الغربة ورغم انقطاع حبل االتصال بيننا وان شاهدته مرات قليلة فى بعض القنوات التلفزيونية فمازلت اذكر هذا الرجل كثيرا ومازلت له فى قلبى مكانة كبيرة فإلنسان اليمكن ان ينسى يدا تمتد له بمظلة فى يوم ماطر كما يقول(( خليفة الفاخرى)).... تحية الى االستاذ على بوزعكوك من تلميذ مازال رغم طول الفراق يحبه ويذكره
ليبيا إدريس المسماري أمام العالم أو ربما لتيسير عمل الصحفيين األجانب أو لملء فراغ ما ،وهنا أيضا شباب متطوعين في كثير من الجمعيات الخيرية واألهلية يقدمون خدماتهم المادية والمعنوية ،ويدفعون من جهدهم ومالهم وال ينتظرون شكرا وال مقابل من أحد ،إال من الوطن الذي لطالما شغفوا بحبه والرغبة في خدمته ،هنا أود اإلشارة أن هؤالء الشباب لم يعيشوا في دولة مؤسسات أو حتى في دولة توجد بها آلة إعالمية وجمعيات خيرية ولم يكن بإمكانهم القيام بجهود ذاتية كهذه التي يقومون بها اليوم ،لكن و فور أن تحققت لهم حريتهم الناقصة ،بدءوا بالعمل في هذه المجاالت كما لو كانوا شبوا عليها ،تجد المصورين وفنيي التقنية يعدون أفالم تسجيلية قصيرة ،وفني الصوت والعازفين وأصحاب الصوت يسجلون األغاني
الترفيهية والتشجيعية والساخرة أحيانا ،و غيرهم وغيرهم ،ولن ننسى الخطاطين الذين يقومون بتزيين ميادين وشوارع وأسوار المدن المحررة بألوان العلم والمقوالت التشجيعية ،والذين يقومون بحماية المدن المحررة والحفاظ على أمنها وأمانها ،وغير هؤالء من المتطوعين وغير هذه المهن التي تجدد يوميا حتى أصبحت تقريبا ال تحصى، كل هؤالء يحاربون بأسلحتهم آملين في نصر قريب ،يجمع بينهم حب الوطن واالستماتة في خدمته .هنيئا لك ليبيا بأبنائك فأنتي تستحقينهم ،وهم جديرون بالعيش على أرضك ،وفي هوياتهم الشخصية تترصع نجوم اسمك ،وال خوف عليك بعد اليوم وال هم يحزنون ،رحمة على الشهداء ،ماء على ثراهم الطيب وعرائش من األزهار والزعتر واإلكليل تظلل قبورهم ،وفاتحة.
22
12يوليو 2011
قراءة أمريكية يف ربيع العرب مجلة الشؤون الخارجية األميركية ،وهي المجلة المتخصصة في نشر القضايا الساخنة التي لها عالقة باهتمامات الواليات المتحدة اإلستراتيجية دولياً، خصصت في عددها يونيو 2011ثماني دراسات ألكاديميين أميركيين ،من بينهم عربية وإيراني ،للنظر من زوايا مختلفة للربيع العربي. أهمية الدراسات المنشورة أنها من رجال ونساء «الغرف الخلفية» أي األكاديميين الذين ينظرون إلى عمق التغيرات العربية الحديثة ،من دون كثير من العاطفة، وبتجرد كبير .ألن نتائج دراساتهم تبنى عليها في العادة سياسات الواليات المتحدة الخارجية ،إن لم يكن بشكل مباشر ،فعلى األقل بشكل غير مباشر ،ورغم تعدد زوايا الدراسات التي بين أيدينا فإنها تصب بشكل عام في محاولة فهم ما جرى ويجري ،منذ ديسمبر الماضي ،على األرض العربية ،وما هي المواصفات التي إن تحققت يمكن أن يحدث في بالد عربية أخرى ما حدث اآلن في عدد منها، مثل تونس ومصر وليبيا ،وهي التي ركزت الدراسات الثماني عليها. يبدأ الملف بالحديث التالي «في تونس زادت المظاهرات المطالبة بعودة الدستور الموقوف ،في الوقت نفسه فإن مصر كانت تشهد رفضا ً شعبياً ،وتعم المظاهرات كل مناطق البالد ،حتى أن الحياة اليومية قد توقفت إلى أن تغيرت الحكومة .وفي ليبيا فإن القيادات في المناطق المختلفة الليبية تعمل بحماس لتقوية الجمهورية الوليدة» ،وفجأة يقول الكاتب» كان هذا قد حدث في عام ..1919وقتها لم يكن هناك فيس بوك أو تويتر أو إنترنت ،كانت هناك فقط برقيات تنقل من مكان إلى آخر ،إال أن ما كان موجوداً هو المبادئ األساسية التي أعلنها الرئيس األميركي وودرو ويلسون والمعروفة بالمبادئ األربعة عشر ،والتي يعرفها المؤرخون بأنها فتحت الباب، بعد الحرب العالمية األولى أمام الشعوب للمطالبة بحق تقرير المصير» .هذا االفتتاح للملف يقودنا إلى نتيجة واحدة، وهي أن التأثير الخارجي له من األهمية في التغيير ما للظروف الداخلية التي تنضج تحت متغيرات أصبحت معروفة. ويعترف الملف بأن آليات وظروف التغيير في كل من تونس ومصر وليبيا
مختلفة ،إال أن هناك أسبابا ً قد تكون مشتركة ،منها ما سمته الدراسة األولى بالعائلية .أي أن العائلة في وقت ما، وبسبب غياب واضح للمؤسسات ،تضع يدها على مقادير البالد ،ويصبح ما للدولة للعائلة. في 2006تحقق األميركيون من أن نصف النخبة التجارية التونسية كانت على صلة قرابة بعائلة بن علي .الجيش التونسي لم يشارك في حرب ،بل كان تحت تأثير القوى العسكرية الداخلية؛ األمن الذي ينتمي بن عليه إليه عمليا ً . في مصر الجيش كان مستا ًء من الدرجة التي تؤخذ بها البالد إلى الخصخصة، وظهور القطط السمان على سطح المجتمع منتفعين من رجال الدولة الكبار، وهي قطط كانت لها ـ مرة أخرى ـ عالقة بالعائلة ،ومنتفعة سياسيا ً منها. أما في ليبيا فإن األمر أكثر تعقيداً ،إال أن العائلية تظهر مرة أخرى ،في تحكم أبناء وأقرباء القذافي في السلطة والثروة الليبية في غياب رقابة من أي نوع ،إضافة إلى عدم وجود هيكلية حديثة للدولة ،وهذا ما يجعل التغيير في ليبيا أكثر صعوبة، فهي تحتاج إلى إصالح سياسي جذري، ينقلها مما أوصلتها سياسة القذافي إليه، من التفتيت المناطقي والتقسيم القبلي إلى دولة حديثة. وفي دراسة غولدستون «فهم ثورة »2011يذهب الكاتب إلى آخر في التحليل ،فبعد مقارنة ربيع العرب بثورات أوروبا في القرن التاسع عشر ، 1848ومع ثورات أوروبا الشرقية ، 1989فإن ثورة 2011في نظره تحمل معنى آخر مختلفاً ،سماه الكاتب تسمية لم يتطرق إليها كاتب من قبل ، وهي الدكتاتوريات السلطانية .ووصفها بأن مثل هذه األنظمة السلطانية تبدو وكأنها مستقرة ،إال أنها تتصف بهشاشة عالية ،حيث أن اإلستراتيجية نفسها التي يستخدمها القابضون على األمر ،من أجل البقاء في السلطة ،تجعلهم قابلين لالنكسار أكثر من كونهم قادرين على امتصاص الصدمات .ويذهب لتفسير ذلك بالقول أن الكثير من المظاهرات الشعبية قد هزت الشرق األوسط ،إال أنها نجحت في التغيير السلمي فقط في تونس ومصر، ضد «السلطنات الجديدة» فمن أجل نجاح الثورة هناك عدد من العوامل ـ في نظره ـ
محمد الرميحي يجب أن تتضافر ،منها أن تظهر الحكومة غير عادلة وغير قابلة لإلصالح أو مهددة لمستقبل البلد في نظر شريحة واسعة من المواطنين ..ثم أن النخبة ،خاصة العسكرية ،نافرة أو مغربة عن الدولة، وعلى غير استعداد للدفاع عنها ..وتحرك قطاع واسع من الناس ومتزامن ومكون من شرائح متعددة ،اقتصادية وثقافية ومالية وعرقية ودينية ،ضد الحكم القائم، ومؤخراً قوى دولية إما رافضة للتدخل إلنقاذ «السلطنة» أو تقيدها عن استخدام القوة الفظة للدفاع عن نفسها. الثورات من النادر أن تنجح ،ألنه من النادر اجتماع تلك العوامل معاً .أصعب ما في الثورات هو الوصول إلى توافق شعبي واسع ،وذلك يحتاج إلى تجسير فجوات عديدة ،بين الريف والمدينة، بين الطبقات المتناقضة ،وبين المذاهب المختلفة .التاريخ يقول لنا إن االنتفاضات الطالبية أو الفالحية أو العمالية لم تحقق أهدافها ،ألنها كانت قائمة على مظلومية جماعة واحدة ،كما أن التاريخ يخبرنا بأن التدخل الخارجي ألسباب إستراتيجية كثيرا ما يجهض التحرك الشعبي ،ألن مصالح القوى الكبرى تتنافر إستراتيجيا ً مع المطالب الشعبية ،وإن كانت محقة. الحالة السلطانية الضعيفة عادة ما تظهر عندما يقرر الحاكم االستغناء عن المؤسسات التقليدية لحساب سلطاته الشخصية المطلقة .في هذه الحالة ، حتى لو كان هناك شكل من الديمقراطية واالنتخابات ،وأحزاب سياسية ،فإنه
يتجاوز كل ذلك بوضع المؤيدين في األماكن الحاكمة من السلطة ،أو إعالن حالة الطوارئ للتخويف من عدو خارجي أو داخلي ،فيملك كل السلطة., في الخلفية ،تقول لنا الدراسة إن هذا النوع من «السلطنة الديكتاتورية» عادة ما تراكم نخبته أمواالً طائلة ألشخاصهم وعائالتهم ،إما الستخدامها من أجل شراء الوالء ،أو من أجل عقاب المخالفين. ومعظم المال القادم من دول مانحة ترغب في وجود استقرار في ذلك البلد، ألسباب خاصة بها ،كثير منه ينتهي في أيدي المنفذين. الديكتاتوريات السلطانية الجديد عادة ما تسيطر على النخب العسكرية ،بجعلهم منقسمين ومتنافسين ،مثل إنشاء أكثر من قوة عسكرية ،وأكثر من مؤسسة أمنية .وإبعاد الجمهور عن السياسة وإغراقه بالخدمات المدعومة ودعم السلع األساسية ،وضبط اإلعالم ووسائل االتصال ،كلها أدوات تستخدمها السلطنة الديكتاتورية من أجل البقاء. وتشير الدراسة إلى عدد من األنظمة الدولية التي سقطت بسبب مثل هذه السياسات ،مثل شاه إيران ،وعائلة سيموزا في نيكاراغوا ،وفرديناند ماركوس في الفلبين ،وسوهارتو في إندونيسيا ،بجانب ما حدث ويحدث في البلدان العربية . ليس باإلمكان إدعاء اإلحاطة بكل ما تضمنته الدراسات الثماني المشار إليها في مقالة ،والبد من إشارة إلى المقال الذي يتناول صعود اإلسالموية في السياسة الشرق أوسطية ،وينصح الواليات المتحدة بالدخول في نقاش مع هذه الجماعات ،ألنها ستكون جزءاً من المشهد القادم ،وهي دراسة الفتة في حد ذاتها. مجمل الدراسات وضعت إلنارة الطريق لمتخذ القرار األميركي تجاه ما يحدث في شرقنا العربي ،وما يحدث كثير وعميق . آخر الكالم :اجتماع الدول الكبرى الثماني في دوفيل بفرنسا يوم 26مايو ، 2011 ودعوة مصر وتونس لحضوره ،ووضع ربيع العرب على أو األجندة العالمية أمر الفت ومهم ..السؤال :أين مؤسساتنا البحثية والسياسية واالقتصادية لتدارس ما يجري تحت أقدامها.
12يوليو 2011
23
تســونــامى الثــورات.. عـلى الرفــاعـى زوبــى
نــعيـش فى الماضى أكثـر مما نعيش فى الحــاضر..نقـدس الوهـم لننتصر على الحقيقة..كمـا االنسـان األول الذى لم يكن قذ أكتـشف قـوة العقـل...يواجـه الكـوارث الطبيعة أو الموت بالقـرع على الطبـول..أو الرقص ليطـرد األرواح الشريرة التى غـزت القرية..أو يفـك اللعنـة الى حـلت بالقـــبيلـة...ولكــــننـا األن نعـرف أنه ما كان بمقـدور ذلك كلـه أن يغيـر شيئـا من الواقـع الذى كان يفـرض نفسـه على الجميـع... لـو عـدنا نحـن الى أنفسنـا خـالل الخمسـين عـاما األخيـرة ،لرأينـا أننا واجهنـا العـالم الذي نحن فيه بأدوات سحرية ال عـالقة لهـا بالواقع المعـاش ،وبطـرق ال يمكن أن تقـودنا إال إلى الهـزيمة المنكرة..سـواء فى السيـاسة أم االقتصـاد...أم فى الثقـافة فكان العـربى يكرر ما يلفظـه لسـانه..ثم يحـوله الى تعــــــويذة تقيـه شـر األعــداء..!!..فقبل حـرب 1967ميالدى وهى كما يطلق عليها حـرب النكسـة..وأثناؤها لم يكن ثمـة عـربى واحـد ال يعتقد بأن الجيوش العـربية سـوف تلحـق هـزيمة نكـراء بالعـدو األسرائيلى، وحتى جمال عبدالناصر ظـل يعيش عـلى هـذا األمـل..ولم يعرف الحقيقة اال بعـد فـوات األوان ممـن كان يثـــــق بهـم!..؟.. فـى األقتصـاد ..كان الخبـراء العباقرة يبشـرونا بالجنـة المـوعودة ،ولتى سوف تتحــــقـق فوق األرض العربية بعـد أعـوام قليلة فقط...ثم ظللنا نبيع النفـط ونـزداد جـوعا..حتى أصبح الوطـن العربى كله مهـدد بالكارثة األقتصـادية ،نتيجة سـراق النفـط ،وحكمـاء أفريقيـا وملك ملــوكها الــمـزيف..وأوالدهـم الذين ال يألون جهـدا من تعبئة حسـباتهم بالدوالر اللعيـن على الرغـم من الصرف المبرح على الغانيات.. والنوادى الليلية للقمـار والمـومس،والكتاب األخضر واألبــــيض!..؟ ..ثم بعد أن تقوم الـــثورات على هــــــــــؤالء الصيع..تستفيد الدول والبنوك األجنبية من تجميد أرصدتهم، ثم بعد حيـن تـؤول هذه الحســــابات الى هذه البنوك بحجة القوانين والتى تتبعها دولة البنـك..وتصبـح الشعـوب تتســـــول..!!.. ألن هـؤالء العمــــــالء وسـراق النفط دائما يتحـدثون عن العدالة واألشتراكية.. ولكن أى ضمان يملكه المواطن العربــــى عامـــة والمواطن الليبى خاصـة فى الحيــاة ضـد البطالة والعـوز والمــرض..؟ ...ثــم مـــاذا..؟.. فى الــثقافة ...لم نسمع بثقافة أخـرى التكون خاضعة للرقـابة (الثقافة األهلية)، والتى ظهرت بعد ثورة 17فبراير المجيدة وهى التى تدعـو الى ثقافـة حـرة ال تمت الى الحكومة بصـلة..وال تكون لهـا وزارة وال كيان تابعا للنظـام...بل هـى ثقافة حــرة تنبـع من وجــدان الشباب ،وتعطـى زخمـــا للشارع المتعطــش الى كلمة صـادقة وخبـر أكيـد ينبعث من القلب...فى حيـن أظهـر شعـراء وكتـــاب التضليل والــــتدليس مهـارة
فائقــة فى انشـاء المـدائح لكل من هـب ودب من مـالكى المـال والسلطة والجــاه...لقد كنـا ننتصر دائمــــا ولكن فى الكالم..الكالم الذى كنـا نطـرد به األشبـاح التى تحـاصر واقعنـا القــديم..!!.. فـــقلـة الذين زاوجـوا بين الكلمة الحـرة والنضال فى سبيل ما تحمله بين طياتها من معان جادة..حيث من السهـل أن تكتب عن الحـرية واألنعتاق..وتتغنى بكلمات منمقة عن الديمقراطية وحق الشعب فى ممارســة هذه الديمقراطية..غير أن ممارستك اليومية غير ذلك تماما مهما حاولت أن تـتنفس لونا آخـرمن الحريـــة بل أن كثيرين أنغمسوا على حـد تعبير أحـداهم فى مباهج الحياة وملذاتها خـالفا لشــــرع هللا..وهـــم الذين تكتظ نصوصهم بالفضيلة وباألمـر بالمعروف والوطنية الملونة..هؤالء مـرتزقة الكلمة ،وعــــــباد الخيانة الفكرية..والتاريخ ملـىء بشواهد األنفصام بين الخطاب النظرى،وتمظهراته العملية فى الواقع الــــمعاش ولألسف الشديد ان األمـر ظـل على حـالة مـالزمة لعدد من األدباء ممن ينتمون لليل بمجونه ،كما هـــــم يكتبون عن النهار وضيــائه،فى فهم مرتبك لدور المثقف واألديب الواعـى بين صفوف الناس..!..حيث أن الحقيقة ال تعلن بل يجب أن تقـــال...هـؤالء أستطيع أن أعطى لهم العـذر ألنهم أربكتهم ثقافة الــــــــــنظام السابق ،واشتراطاته فى الكتابة ،وكيف أن تكون أديبــا تحت ظـل الكاتب األوحـد ،كاتب ترهات الكـــتيب األخضر!!!... وفـى المشهـد العربى خالل الفـترة األخــــــــيـرة..ثـار الشباب التـونســى عـلى نفسـه ،بعد أن سبقــــه البوعـزيزى رحمـه هللا بالتضحية بالنفــــــس...ضـد الطغيـان والظـلم والعــوز..وهــرب أحـد طغـاة هـذا العصــر ،وسميت ثــورة تـونس بثــورة اليــاسمين..كذلك ثـــــــــار شباب مصــر مطــالبين باألنفتــــــاح السيـاسى واألصـالح األقتصــادى واألجتمــاعى على الطغمـة الفــاسدة فى ســدة حــكم مصــر... وتحقـق لهـم ما أرادوا بالعــزم والصـــبر والحــب والــورود والتى قــدمت لقـواتـــهم المسلحــة والتى وقفت مــع الجمــاهير تساندهم وتحــافظ عليهـم ...ال أن تطلق عليهم الرصاص ...فأطـلق عليهـا بثـورة اللـــوتــس.. وعــلى الـدرب األن دوال عـربية مالم تسـارع أنظمتهـا الى األصــالح...قبـل األنفجــار الشعبــى...بعد ان فقدت األرض
األمـان...ألنـه لم يكــن بــد من الواقعيــة... فالشبــاب فى تـونس ومصــر يثـــورون ضــــــد الفسـاد والبطــالة والعـوز والمــرض...ولم يحمـلوا شعــارات سيــاسية فى الـــــــبـداية...هـؤالء الشبــاب حينمـا ظهـروا للشــارع متيقنيــن أنهـم قــد تســاء معــاملتهـم أو أن يعتقلوا ولو لــــــفترة من الوقت..أو يضربوا فى مراكز الشــرطة على نحــو روتينــى...ولكن فى نهــاية المطاف سيكونوا فى بيــــــوتهـــــــم ،هـؤالء الشبــاب أضطـروا الى كســر حــاجز الخــوف واألرهـاب والذى يختلج نفوسهم، واسقطوا الطغمــة الحاكمـة...والتى سقطــت كأوراق الخريف..!!...فهذا نوع من فيروس نزيف الدم القمعى ،واألوتوقراطيات المتشبثة بمـواقعهـا...يمكن أن يتدفق عبر المنطقة العربية..وقـد حـدث بالفعــل.. وجــاء دور الليبيــون والذين يحملـون عـوزهـم ومــرضهم وفقـرهم والظلم المنكب عليهــم من كل جانب..من خــالل أربعة قــرون ونيــف..فثــار شباب بنغــازى فى ســابقة لم تحصـــــــــل اال فى أحــداث 1976والتى أخمــدت بالقتــل والتنكيــل... فثار هــؤالء الشبــاب وهـم عــــــــزل ال يخشـــــــون أحــدا اال هللا...تحصنــوا بصـدورهم ،وتشبثــوا بالحجــر ســالحهم... وكانوا مـوقنين أنهــم لـن يــرجعـوا الى بيوتهم سـالمين فى آخــر المطــاف كما فى الثــورات السـابقة...ألن آلــة الحــرب والتى أمــامهم لم ترحــــــــم ال صغـير وال كبير وال طـائر وال حجــر..!!..فـركب الطاغية راسـه وبـدأ يهــذى ويقول »:مـن أنتم..؟» أ بعد أكثر من أربعون عـاما تسـأل من نحـن..؟..ثــم قـال قولتـه النزقــة « :أم أن أحكمكم..أو اقتلكم ،»!!..ثــم مــاذا..؟... أنــزل أسلحتــه الفتــاكة والتى مـا أنزل هللا بهـا من سلطــان ضـد شبـــــاب مطلبهم الحــرية ،وشعــارهم األنعتـاق..فقتــل من قتــل..وسجـن من سجــن...حيث تغيرت هـذه المظاهرات السلـــــمية الى حــربية.. بعد أن حـولها الطاغية الى ذلك...وكـأن أمــرا دبــر بليـــل..!!..فثـارت مدـننا األخــرى تــباعا ...البيضــاء..شحــات... د ر نــه . .طبــر ق . .ا لـمـر ج . . .و هـــكذ ا . . والتحمــت بالمجلس الوطنــى األنــــتقالى.. دون معرفة من هــم أعضـاؤه...المهـم األنعتاق..والحــرية ..والكــرامـة...فكانت ثــورة لم تسبقها ثورات..ألنها تلونت بالــدم وعــرق الشبــاب..فكانت كالثـورة الفرنسيــة..فثورتنا..شهــد لهــا القاصى الدانــى..والتحمت معها أوروبا وأمــريكا فى آسابع قليلة..ووقف معها المجتمع الــدولى فى ســابقة لم تعرف من قبــل.... والننسـى الجامعة العربية ومــوقفها غــير المســبوق ....ثــم مــــاذا..؟ ان العقـل الذى يسيــطر على العـالم األن هو العقل الواقعـى..وقد أضطرت األشتراكية بعد نهاية الحرب الباردة الى اسقاط الكثير
من قيمها ،بعد أن أدركت قـوة الواقعية فى مواجهـة األيدولوجية.. اذا..لماذا نحـن العرب ال نقـر بذلك وال نعترف بأن العالم اليوم الذى نعيشـه ،هو ليس تماما بذلك العالم الذى كنا نسـير فى فلكه فى القـرن الماضـى..فالواقع الذى يعيشـه العرب قد تجاوزه الزمـن « لألسف »!..وأن التمسـك بتالبيب الماضى فى مـواجهة الحاضر والمستقبل يعـد نـوعا من الجنـون..!!.. وهذا النوع من الجنون يمكن أن يكون مسليا وباعثـا عـلى الضحك..!.. وما تشهـده األقطار العربية األن من حـراك سيـاسى شبابى،ماهـو اال تأكيدا على أن الشباب قـد مـل هذه الحياة الرتيبة مع ما يغلفها من عـوز ،وعدم استقرار، وكبت للحـريات ..وفى ظـل هذا األ نـــقالب الكـــبير الذى يشهـده العالم وتغيـر الصورة القديمة..وظهـور واقع سيـاسى واقتصادى واجتماعى،وعســكـــرى ...وكذلك ثقافى جـديد..ال بد للحكـام العرب أن يتعلمـوا أن لغـة القوة والترهيب ال تصلح مع صــدور الشباب ،بعد أن يثـوروا..والثـورة بركان.. فهم ال يخشـون لومـة الئـم اال هللا عـز وجـل ...ولنـا فى ثـورة 17فبراير المجيـدة للشباب خيـر مثــل يحتـذى بـــه.. وأخيــرا...أعتقـد ان الدعـوة الى اعـادة بنـاء الشخصية الليبية التزال ضـرورة..ويجب علـــينا نحن كل الليبين أن نعيد طـرحها من جـديد...بحيث نـدعو أن يستيقظ الليبيــــون على الشخصية الوطنية بمعالمها التى تحمل التاريخ المشـرف ،ومالمحها التى تعطـى الفعـل الجيــــــد للخـالص...واألصرار على انجــــــاز مستقبل ينقلنا هـذه المـرة الى حضـارة القـرن الـواحـد والعشـرون ،من أوسـع أبوابه البراقـــة.. ان الدعــوة الى التركيبة الليبية...هى دعـوة الى رى جــذور المواطنين بالمواطنة... ونفض غبــار الذلة والمهــانة والتى خلقهــا هذا النظــام البغيض..هذه دعـــــوة الى تحريك شعـور األنتــــــــــماء الوطنـى فى المـواطن الليبى بعد أن أنكســر جــدار الخــوف من داخــله ليرى حقائقه المختبئة بوضــوح تـام..ويشحــذ ارادتـه لبنـاء مشــروع بنــاء الوطــن والمــواطن وتحــريره من ترسبات هـذا النظــام الصــــدء اللعيــن ..وايجـاد الرؤى لتحقيق حرية الفرد كاملة غــير منقوصة...وذلك باسـلوب علمــى نمـوذجى لجــــعله قـادرا الى ولــوج الحضــارة واستباق الزمن لتعــويض ما أفســده النظــام المتخلف.. حقيــقة...أنهــا دعــوة الى مستقبال مشــرق،تخفــق مـع كل نبضــة قلـب شــاب وشــابة..بــذلوا الغــالى والنفيس فى جعلنــا نتنفــس نســائم الحــرية بــدون أمــن داخــلى وال عســكر،وال طـابور خـامس..!!!...
12يوليو 2011
كل ثالثاء يف األسواق
عدسة :أمحد العرييب
جممع تيبسيت السياحي مبركز مدينة بنغازي يضم 250 غرفة 22 ،جناحا ممتازا و 8أجنحة رئاسية Tel + 218 61 909 0016, 909 0017 Fax + 218 61 909 0016 http://www.tebistyhotel.com