العدد 90

Page 1

‫ملف ‪ :‬ميادين ‪ 90‬يف القاهرة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪WWW.miadeen.com)2013‬‬

‫السنة الثانية العدد ( ‪ 30 ( - ) 77‬أكتوبر‪ 5 -‬نوفمبر ‪)2012‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪)2013‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫ميدان الشجرة يف املولد النبوي الشريف‬

‫بنغازي يف اخلطر ‪:‬‬ ‫احلصان الذي فاز يف السباق و خسر الرهان!‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪)2013‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫بنغازي يف اخلطر ‪:‬‬

‫احلصان الذي فاز يف السباق و خسر الرهان!‬ ‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫املراجعة اللغوية‬

‫صالح السيد أبوزيد‬

‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزاوية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫مفتاح ميلود ‪ /‬البيضاء‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫كانت املرأة املنتخبة يف حى االندلس تصرخ ‪ :‬أنا أريد أن أعطى صوتي للمرتشح ‪ :‬حممود جربيل ‪،‬وكان‬ ‫املشرف على عملية االنتخابات يف دائرة حى االندلس حياول إفهام هذه السيدة أن مرشحها ليس مرتشحا‬ ‫يف ه���ذه الدائرة‪ .‬أما الدبلوماس���ي من اقصى الش���مال األوروب���ي فكانت الدموع تفضح فرحته ‪,‬كمش���ارك‬ ‫لف���رح الن���اس باالنتخاب���ات يف طرابلس وبنج���اح أول انتخابات يف ليبي���ا ‪،‬أما النتيجة غ�ي�ر املتوقعة كان‬ ‫ف���وز التحالف وانفراد حممود جربيل بالنتيجة األعلى فقد دوَّخ احملللني ‪،‬ودوَّخ الفرحني بهذه النتيجة يف‬ ‫الكثري من األوساط حتى الفنية والكروية منها ويف الكثري من االصقاع‪.‬‬ ‫الربي���ع العرب���ي كان فوق التصور وخ���ارج االحتماالت ‪،‬وكذا كانت نتيجة االنتخاب���ات يف ليبيا ‪،‬مل يكن‬ ‫أحد إال وش���ارك يف الرهان أن الفوز حليف القوى االخوانية يف ليبيا ‪،‬كما أن ال أحد كان يراهن أن تقوم‬ ‫ثورات ش���عبية يف الش���رق االوس���ط ويف املنطقة العربية من���ه ‪ .‬املصريون قبل عامني كان���وا يف حالة يأس‬ ‫مطبق وثلة منهم حدها ش���عار كفاية ‪،‬كفاية قمع واس���تفراد بالسلطة وجوع وخوف أي كان مناهم أن‬ ‫يق���ف ما حيصل عند حد ما حصل ‪،‬التوانس���ة كانوا خارج التاري���خ وحتى اجلغرافيا نادرا ما ترصد أن مثة‬ ‫بالد تدعى تونس ‪،‬ليبيا مل تكن وكفي ‪،‬سوريا الصمود ستستمر من حينها يف نفق ‪،‬أما اليمن فإىل اخللف‬ ‫در مكانك س ّر كما لو أنها قاعدة للقاعدة كما البحرين قاعدة السعودية حتى اآلن ‪.‬‬ ‫بع���د ‪ 25‬يناير كان ميدان التحرير قلب العامل ونبض���ه البوعزيزي ‪،‬أما بنغازي فقد كانت أول مدينة يف‬ ‫التاريخ يتخذ قرار دولي حلمايتها ‪،‬ومن س���احة حمكمتها س���يخرج حبصان الس���بق ‪ :‬جنم النجوم حممود‬ ‫جربيل ‪،‬كان حصان الس���باق ثم صار اخلاس���ر يف الرهان ‪،‬كما حتولت مدينة بنغازي من عاصمة دولية‬ ‫يراه���ن عليها العامل كلؤلؤة للربيع العربي إىل مدينة يف خطر بتحوهلا لبؤرة لإلرهاب ‪،‬نفس الدول اليت‬ ‫صوت���ت يف مقر األمم املتح���دة على قرار محايتها تتح���ول إىل اصدار قرارات لرعاياها ملغ���ادرة ذات املدينة‬ ‫‪،‬كما لو أن يف احلالتني انقلب السحر على الساحر ‪،‬حممود جربيل أمسى اخلاسر وبنغازي باتت اخلطر‪.‬‬ ‫املش���هد كان كوميديا سوداء ‪،‬لكن هذه اخلسارة لو اس���تفحلت يكون الربيع العربي النفق السوري ‪،‬وليبيا‬ ‫على اخلصوص سديم أي ظلمة هذا النفق‪.‬‬

‫لكن ملاذا خسر حممود جربيل الرهان ؟‬

‫أوال ‪ :‬ألن حممود جربيل ( من ترك احلصان وحيدا ) من أعاد متثيل املشهد يف زمن ليس فيه للفـرد البطل‬ ‫مكان���ا ‪ ،‬اس���تفرد فأفرد فكان من اخلاس���رين بفوزه كمحمود جربيل و ال أحد ‪ ،‬حي���ث مل يكن التحالف إال‬ ‫أقنعة عدة لوجه واحد ‪،‬مثيله استفرد لعقود أربع ‪.‬‬ ‫ثاني���ا ‪ :‬خ���اب ظن االخوان يف الش���ارع اللي�ب�ي فانقلبوا عليه حتى ب���ات ما بني االخوان والش���ارع ما بني مالك‬ ‫واخلم���ر أو كم���ا يق���ال ‪،‬وكان يف ظن االخ���وان أن من فاز بالش���ارع حمم���ود جربيل لذا عدوه الش���يطان‬ ‫فتحالفوا مع أيا كان لإلطاحة بالش���يطان حممود جربيل‪،‬وهذه مفارقة لقد حتالف الصوان مع املقريف‬ ‫م���ع ب���ن المني مع أي أحد و ال أحد كى ال حيصل الفائز على الرهان ‪,‬وحدث ما أرادوا فانتخبوا يف املؤمتر‬ ‫الوطنى تروكيا ‪ :‬املقريف ‪،‬عتيقة ‪،‬خمزوم مثلث ال أضالع له كما بني بيان عتيقة وبيان خمزوم املضاد‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬عاد الشارع الي بيته بعد أن وضع ورقة يف صندوق بيقني أنه أنهى املعركة ‪ :‬فاز احلصان يف السباق‬ ‫‪،‬ظ���ن اجلميع وخاص���ة النخبة اليت كأنها من الش���عراء يف كل واد يهيمون ظن ه���ؤالء أنهم حصلوا على‬ ‫الره���ان لك���ن س���رعان ما خاب ظنهم س���رعان ما حتول���ت مدينة النص���ر من عاصمة للث���ورة إىل عاصمة‬ ‫لإلرهاب‪.‬‬

‫وملاذا أمست بنغازي اخلطر ؟‪.‬‬

‫لقد فقدت ليبيا أو تكاد ‪ :‬بنغازي وهو ليس بالفقد اهلني ‪،‬وكما مت التحالف ضد التحالف كان السيناريو‬ ‫بقي���ادة االخ���وان ‪ :‬معاقبة بنغازي اليت خيبت الظنون يف حماولة جللبها لبي���ت الطاعة ‪،‬ومل ينفرد االخوان‬ ‫بهذه املهمة بل شاركهم اجلميع ‪ :‬التحالف وحزب اجلبهة واجلماعات املتطرفة واألزالم وما شابه ‪ ...‬الكل‬ ‫كان هدفه ترويض الشارع فكانت بنغازي حلبة الرتويض‪.‬‬ ‫كان���ت بنغازي عق���ب الثورة مفتوحة عل���ى مصراعيها ودخلها اجلمي���ع وفعل فيها ما يري���د ‪،‬ومن هنا مت‬ ‫تكوي���ن مجاعات مس���لحة ومجاعات سياس���ية وجمتمع مدني وعصاب���ات ‪ ..‬اخل ‪،‬ودخله���ا صحفيون باملئات‬ ‫ورجال سياس���ة وأعمال وخماب���رات وعصابات ومنظمات دولية مدنية ومس���لحة ودخل هلا وخرج س�ل�اح‬ ‫ومال ومعونات لكل ليبيا وحتى لغريها دون رقيب ‪.‬‬ ‫وتكون‬ ‫تف���كك فيه���ا اجليش واألمن منذ اللحظ���ة األولي يف حني حتولت اىل عاصمة ليبي���ا ‪ ،‬وصارت دولة َّ‬ ‫فيه���ا اجمللس االنتقالي واحلكومة وجملس حملي ‪،‬وعملت مؤسس���ات الدولة فيها باعتبارها دولة اعرتفت‬ ‫به���ا دول ع���دة كان يف مقدمتها فرنس���ا وزاره���ا لذلك رجال دول من رؤس���اء ووزراء وغريه���م ومن االمم‬ ‫املتحدة ‪ ...‬اخل ‪.‬‬ ‫فج���أ ًة وعل���ى عجل حتولت الدولة عنها ‪،‬وانس���حبت اىل طرابلس دون أن ترتك ش���يئا غ�ي�ر آثارها وخاصة‬ ‫الس���يئ من���ه ‪،‬فتحولت املدينة اىل م�ل�اذ لكل خارج عن القان���ون ولكل هارب ولكل راغ���ب يف أن يكون فاعال‬


‫‪03‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪)2013‬‬

‫لك���ن بعيدا عن االنظار ‪،‬املدينة باعتبار أنها كانت‬ ‫الدول���ة لفرتة تق���ارب العام أصبح���ت دولة خارج‬ ‫الدول���ة دون أن يفط���ن أحد هلذا املعط���ى اجلديد‬ ‫ودون استحقاقات الدولة‪.‬‬ ‫وهذه املعطيات كان���ت كرة الثلج اخلطرة ‪،‬فهي‬ ‫كرة م���ن نار تكرب بعيدا ع���ن اجمللس الوطنى ثم‬ ‫ع���ن املؤمتر الوطن���ى ‪،‬وما التس���يب األمن���ى إال ما‬ ‫يظه���ر على الس���طح ‪،‬لكن م���ا خف���ى كان أعظم‬ ‫من���ه أن رج���ال الدول���ة الليبي���ة ( إن كان هن���اك‬ ‫دول���ة أص�ل�ا ) حتصن���وا يف طرابل���س بعي���دا ع���ن‬ ‫املش���كل فبنغازي مدينة خط���رة يف نظرهم ‪،‬واآلن‬ ‫مدين���ة خطرة يف نظر الدول اليت كانت حليفتها‬ ‫يف األي���ام االوىل م���ن الثورة ‪،‬وبات االنس���حاب من‬ ‫املدينة سياسة دولية‪.‬‬ ‫وقبل كانت بنغازي حتولت يف الفرتة األخرية من‬ ‫نظ���ام الطاغية إىل مدينة لس���رقة أم���وال الدولة‬ ‫‪،‬وما قضية الشيخي إال مثاال ظاهرا هلذه الظاهرة‬ ‫‪،‬وباعتب���ار أنها كانت املدين���ة املعارضة للنظام مت‬ ‫معاقبته���ا باإلهمال لس���نوات طويلة ‪،‬كانت خارج‬ ‫اهتمام���ات الطاغية وداخل اهتمام اجهزته األمنية‬ ‫‪،‬ومن هنا كان االحتقان ديدنها ‪،‬وبهذا وهلذا أيضا‬ ‫انفج���رت ليل���ة ‪ 15‬فرباي���ر وخرجت ع���ن الطاعة‬ ‫‪،‬ومت حتري���ر ش���رق الب�ل�اد يف أربع���ة أي���ام فق���ط‬ ‫‪،‬وجنح���ت الث���ورة يف أن يك���ون هلا قاع���دة كربى‬ ‫‪،‬مما ك���ون دولة موازية بإع�ل�ان اجمللس الوطين‬ ‫االنتقالي يوم ‪ 2‬م���ارس ‪2011‬م وكان قد كون‬ ‫يوم ‪ 26‬فرباير من ذات السنة‪.‬‬ ‫لق���د جنحت الث���ورة الليبية ‪ -‬يف غض���ون أيام ‪ -‬أن‬ ‫تك���ون دولة اعرتف بها العامل وش���ارك هذه الدولة‬ ‫يف حتري���ر بقي���ة الب�ل�اد م���ن كتائ���ب الطاغي���ة‬ ‫‪،‬ث���م بعد ه���ذا النج���اح مت حترير البالد يف ش���هور‬ ‫ع���دة ‪،‬وجنح���ت االنتخاب���ات يف ب�ل�اد مل تع���رف‬ ‫للدميقراطي���ة طعم���ا ط���وال تارخيه���ا ‪،‬وهذي���ن‬ ‫النجاح�ي�ن التحري���ر واالنتخابات دوخ���ا الرؤوس‬ ‫احمللي���ة وحتى الدولية فرتكت الب�ل�اد دون ازالة‬ ‫آلث���ار احل���رب ‪،‬وهل���ذا بنغ���ازي حتص���د آث���ار هذا‬ ‫النج���اح ‪،‬وكذل���ك املؤمت���ر الوطين الع���ام حيصد‬ ‫جن���اح االنتخابات اليت كان احلص���ان الفائز فيها‬ ‫اخلاسر للرهان ‪.‬‬ ‫لكن ه���ذه املعطيات ال�ت�ي جتعل اخليب���ات الكثرية‬ ‫من حصاد النجاح ال ميكن أن تنسينا أنها معطيات‬ ‫النج���اح ‪،‬وبذا على املراهنني اعادة احلس���ابات ‪،‬بعد‬ ‫عام�ي�ن م���ن الث���ورة حن���ن جنحن���ا أوال وأخريا يف‬ ‫الث���ورة لكن مل ننجح بعد يف جنى مثار هذه الثورة‬ ‫‪،‬وما مل ننجح فيه يعنى اجلميع‪ ،‬ألن الفش���ل – ال‬ ‫مس���ح اهلل – س���يغرق اجلمي���ع ويصي���ب اجلميع‬ ‫‪!!..‬الق���وى احمللي���ة واإلقليمي���ة والدولي���ة ‪،‬وه���ذا‬ ‫يعرف���ه اجلميع مما جيع���ل مقولة تش���اؤم العقل‬ ‫وتف���اؤل اإلرادة تص���ح عل���ى فرباي���ر اللييب أكثر‬ ‫منها يف كل الربيع العربي األخر‪.‬‬ ‫يف اختزال س���أذكر أن املقدم���ة أم النتائج ‪،‬وهو ال‬ ‫يعن���ى اختزاال خمال لكنه تذكري بأن ما فعلناه مل‬ ‫يكن يف حسابات الساسة و ال املفكرين وسأكتفي‬ ‫بهذا التذكري ‪:‬‬ ‫أي���ام ويكون قد مر عامان على ‪ 15‬فرباير ‪2011‬م‬ ‫‪،‬ه���ل خطر عل���ى الب���ال أن يك���ون يف ه���ذا التاريخ‬ ‫انبثاق أمة ‪،‬هل حلمنا مب���ا فعلنا ‪،‬هل لنا أى تصور‬ ‫على ما ح���دث ‪ :‬لقد أعدنا خلق نفوس���نا وجتاوزنا‬ ‫مكنتنا وحققنا عودة الروح ‪،‬ما فعلناه فوق التصور‬ ‫و م���ا دفعن���اه من مثن مل يكن يف الظ���ن أننا منلك‬ ‫اليسري منه ‪،‬وحصل أن من ليبيا يأتي ما مل خيطر‬ ‫بالبال وأن العرب أمة عنقاء من الرماد تنهض‪.‬‬

‫دورات “ ميادين “ اإلعالمية قريبا يف البيضاء وأو باري‬

‫تواص���ل ميادي���ن للنش���ر واإلع�ل�ان‬ ‫والتدري���ب بالتع���اون م���ع ‪acted‬‬ ‫دوراته���ا التدريبي���ة يف موض���وع (‬ ‫اإلع�ل�ام واجملتم���ع املدن���ي ) وق���د‬ ‫أجنزت ميادين حماضراتها وورش���ها‬ ‫التدريبي���ة يف كل م���ن ‪ :‬طرابل���س‬ ‫وبنغ���ازي ومصرات���ة وس���بها وقريبا‬ ‫أوباري والبيضاء ‪ ،‬الدورات تستهدف‬ ‫توس���يع دائ���رة االهتم���ام والعم���ل‬ ‫االعالمي داخل املنظمات املدنية اليت‬ ‫تعان���ي ضعفا يف عالقته���ا باجلمهور‬ ‫وباإلعالم أيضا م���ن صحافة وراديو‬ ‫وتلفزيون وانرتنت ‪ ،‬ووفق مجع آلراء‬ ‫‪ 55‬منظمة داخل طرابلس اجنزتها‬ ‫املدربة فاطمة غندور األستاذة بكلية‬

‫الفن���ون واإلع�ل�ام ف���إن كث�ي�را م���ن‬ ‫املنظمات املدني���ة ال تتواصل اعالميا‬ ‫أو أنه���ا ال تتوفر على خربة يف جمال‬ ‫النش���ر واإلع�ل�ان والدعاي���ة ملنجزها‬ ‫الذي يقف عند اصدار االعالن االول‬ ‫ع���ن أهدافه���ا ع�ب�ر مطوي���ة أو فت���ح‬ ‫صفحة‬ ‫على الفيس بوك تبدأ نشطة يف أوهلا‬ ‫ثم تش���هد فتورا يف التواصل ومتابعة‬ ‫العالق���ة م���ع متصفحيه���ا وروادها ‪،‬‬ ‫ال���دورات التدريبي���ة يقوده���ا رئيس‬ ‫ميادي���ن الصحف���ي أمح���د الفيتوري‬ ‫وال���ذي يق���دم ورش���ة عم���ل بعن���وان‬ ‫( إع�ل�ام يف زنزان���ة انفرادي���ة ) م���ن‬ ‫واق���ع جترب���ة حياتية مر به���ا رفقة‬

‫زمالئ���ه يف الس���جون الليبي���ة حي���ث‬ ‫جييب عن س���ؤال الواق���ع واإلمكانات‬ ‫املتاح���ة يف ليبي���ا م���ن أج���ل تقدي���م‬ ‫صورة إعالمية عرب املنظمات املدنية‪،‬‬ ‫ويشارك يف ورش الدورات خنبة من‬ ‫اخل�ب�راء الليبيني م���ن خمتلف أحناء‬ ‫ليبي���ا يف جم���ال الصحاف���ة والراديو‬ ‫والتلفزيون وفنون الس���ينما واملسرح‬ ‫‪ ،‬ال���دورات اليت تس���تمر لثالث���ة أيام‬ ‫تلق���ى قبوال م���ن حوال���ي ‪ 70‬متدربا‬ ‫وإن طال���ب بعضه���م بزي���ادة امل���ادة‬ ‫االعالمي���ة التخصصي���ة عرب اضافة‬ ‫أيام أخرى للدورة الواحدة ‪.‬‬

‫حممد بويصري يف حماضرة عن ليبيا و الفدرالية اجلديدة ‪:‬‬

‫خيار الفيدرالية ال ميكن له أن يكون توجهًا‬ ‫جربيًا للخروج من احلالة الراهنة للبالد ‪.‬‬ ‫طرابلس ‪:‬مراد اهلونى‬ ‫ليبي���ا و الفيدرالية كانت عنوانا حملاض���رة اليوم األربعاء‬ ‫‪ 23‬م���ن ش���هر يناي���ر اجل���ارى عند الس���اعة اخلامس���ة و‬ ‫النص���ف بصالة احملاضرات باملرك���ز اللييب للمحفوظات‬ ‫و الدراس���ات التارخيي���ة ضمن مومسه الثقاف���ى هلذا العام‬ ‫‪ 2013‬م للمهن���دس حمم���د ص���احل بويص�ي�ر ال���ذي بدأ‬ ‫مداخلت���ه بالقول ‪ :‬بأن���ه مل يأت للدع���وة اىل الفيدرالية و‬ ‫إمنا كانت الغاية من هذه احملاضرة باألساس هي الزيادة‬ ‫املعرفي���ة لدينا عن ماهية الفيدرالي���ة و خاصة ‪ -‬و الكالم‬ ‫للمهن���دس بويص�ي�ر ‪ -‬و أن ط���رح املوض���وع ف���ى ليبيا بعد‬ ‫الث���ورة و االختالف فى االس���تقبال ال���ذي وصل فى بعض‬ ‫األحي���ان إىل هجم���ات شرس���ة أضاع���ت املوضوع نفس���ه و‬ ‫أصبحن���ا مع���ه أس���رى النطباع���ات و مش���اعر كان لزاما‬ ‫علينا أن خن���رج منها فى حماولة منا لفه���م ماهية الرؤيا‬ ‫املطروح���ة و الرؤي���ا ليس���ت مش���روعا مبعنى أنه���ا حتتاج‬ ‫إىل بل���ورة و دراس���ة و متحي���ص هلا لن يت���م إال من خالل‬ ‫ديناميكيات سياس���ية فى الشارع لن تتم إال فى وجود مناخ‬ ‫و بيئة تسمح بإدارة مثل هذه احلوارات اجلادة ‪....‬‬ ‫و ق���د حتدث املعارض اللييب الس���ابق حمم���د بويصري عن‬ ‫النقاط و العناصر االساسية ملوضوع احملاضرة و عن مزايا‬ ‫هذا النظام فى حال���ة التطبيق العملى له و ما ميكن لنا ان‬ ‫جنني���ه م���ن مثار إذا ما حتق���ق فعليا عل���ى ارض الواقع ‪....‬‬ ‫و امل���ح اىل ان خي���ار الفيدرالية ال ميكن ل���ه ان يكون توجهاً‬ ‫جربي���ا للخروج م���ن احلالة الراهن���ة للبالد و امن���ا اقراره‬ ‫جي���ب ان يتم باالتفاق بالرتاضى ب�ي�ن كل االطراف التى‬ ‫تهمها مصلح���ة هذا الوطن و أكد عل���ى ان الفيدرالية ال‬ ‫تعن���ى التفريط فى وحدة الوطن و امنا تس���عى اىل تكوين‬ ‫نظ���ام ادارى حيكم العالقة بني املركز و بني مكوناته عرب‬ ‫إتاحة فرصاً اقتصادية أكثر و مش���اركة سياسية اكرب‬ ‫م���ع األخذ فى االعتب���ار العامل اجلغ���رايف و الدميوغرافى‬ ‫كعوامل أساس���ية و مهمة من شانها حتديد طبيعة و نوع‬

‫الربام���ج التنموي���ة لكل مكون من مكون���ات هذا الوطن فى‬ ‫إطار رؤية إس�ت�راتيجية تهدف اىل تن���وع مصادر الدخل و‬ ‫اإلنتاج على املدى البعيد من خالل توجه وطين يلبى امانى‬ ‫و طموحات شعبنا اللييب ‪....‬‬ ‫هذا و قد ش���ارك ف���ى الندوة لفيف م���ن احلاضرين الذين‬ ‫س���اهموا ف���ى اث���راء احل���وار اثن���اء املناقش���ة الت���ى ش���هدت‬ ‫مداخ�ل�ات لبعض من املهتمني بالش���أن الليبى الذين اثنى‬ ‫البعض منهم عل���ى احملاضر و عن أطروحاته باخلصوص‬ ‫ف���ى حني اعرتض البع���ض اآلخر على ما وصف���وه تهديدا‬ ‫حمتم�ل�آ ملفه���وم الفيدرالية على وحدة الوطن و س���يادته‬ ‫و ق���د متي���زت هذه الن���دوة عن س���ابقاتها بعنوانه���ا املثري و‬ ‫بش���خصية احملاضر الذى قدم���ه الدكتور حممد الطاهر‬ ‫اجلرارى رئيس املركز الوطنى للمحفوظات و الدراسات‬ ‫التارخيي���ة كناش���ط مس���تقل فى احل���راك الفي���دراىل و‬ ‫معارض لالستبداد طوال حكم القذافى ‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪)2013‬‬

‫ميادين ‪ 90‬يف القاهرة‬

‫(العدالة الدولية تبحث يف دور االعالم يف التعريف بألياتها )‬

‫احملكمة اجلنائية الدولية تستضيف صحفيني واعالميني عرب بالقاهرة‬

‫ميادين – القاهرة‬ ‫فاطمة غندور‬

‫مونيا عمار‬ ‫عقب الس���يد ف���ادي قدم (زي���اد عب���د الثواب)‬ ‫ق���راءة يف املش���هد املص���ري لس���نيت الث���ورة‬ ‫يف جم���ال حق���وق االنس���ان والصحفي�ي�ن‬ ‫واالعالميني حتديدا باعتباره يش���غل منصب‬ ‫نائب مدير مركز القاهرة لدراس���ات حقوق‬ ‫االنس���ان ‪ ،‬ثم قدمت رئيس���ة مؤسسة واياموا‬ ‫بيتين���ا أمب���اخ تعريفا بنفس���ها كونه���ا بدأت‬ ‫حياته���ا كصحفي���ة وعمل���ت كمدرب���ة يف‬ ‫كينيا حول العدالة االنتقالية وأنها عاصرت‬ ‫لس���نوات اج���راء حماكم���ة ل ‪ 4‬سياس�ي�ن‬ ‫أحدهم مرش���ح رئاسة كان ذلك عام ‪2008‬‬ ‫وق���د س���اهمت وس���ائط اإلع�ل�ام يف التوعية‬ ‫مبب���دأ الس�ل�ام وجتن���ب العن���ف وإن كان‬ ‫بعضها احملل���ي حاول من حني اىل أخر نش���ر‬ ‫العداء ملصاحل فردية سياسية ‪.‬‬ ‫وخص���ت الوفد‬ ‫حي���ت اجلميع َّ‬ ‫بيتين���ا أمب���اخ َّ‬ ‫اللي�ب�ي واعت���ذرت ع���ن غي���اب أثن�ي�ن لع���دم‬ ‫حصوهلم على التاشرية لدخول مصر !‬ ‫وخصت‬ ‫حي���ت اجلمي���ع َّ‬ ‫بيتين���ا أمب���اخ قبلها ًّ‬ ‫الوفد اللييب واعت���ذرت عن غياب أثنني لعدم‬ ‫حصوهل���م على التأش�ي�رة لدخ���ول مصر ! ثم‬ ‫وجلت يف ورش���ة عم���ل (مناقش���ة مفتوحة )‬ ‫حول كيفية دمج العامل العربي يف منظومة‬ ‫العدال���ة الدولي���ة ‪ ،‬وطرح���ت س���ؤاهلا ح���ول‬ ‫أوض���اع دولك���م احلقوقي���ة والقانوني���ة عقب‬ ‫التغي�ي�ر والث���ورة يف بع���ض ال���دول وص���دى‬ ‫ذل���ك على أنظمة أخ���رى ‪ ،‬وكيف ترون دور‬ ‫العدال���ة االنتقالي���ة وم���دى تطبي���ق آلياتها ؟‬ ‫وه���ل تتوقع���ون دورا مع���ززاً بالثق���ة حملكمة‬ ‫اجلنائية الدولية ؟ واس���تهلت فاطمة غندور‬

‫بدعوة من مؤسس���ة واياموا ومركز القاهرة لدراس���ات حقوق اإلنس���ان وبرعاية احملكمة اجلنائية الدولية ش���اركت‬ ‫مؤسس���ة ميادين (للنش���ر‪ ،‬واإلعالن ‪ ،‬والتدريب) يف ورش���ة عمل ‪ -‬بالقاهرة ‪ -Sofitel Hotel‬لصحفيني واعالميني‬ ‫باملنطقة العربية ‪ ،‬مايقارب أربعني ناشطا ومهتما مثل احلضور االعالمي املصري ‪ 25‬اعالميا من من صحف ومواقع‬ ‫ومرك���ز حقوق���ي وذلك يوم���ي ‪ 22-23‬يناير ‪ ،2013‬فيما حض���ر صحفيون واعالميون من ‪ 15‬دول���ة منها ‪ :‬املغرب ‪،‬‬ ‫األردن‪ ،‬اليمن ‪ ،‬تونس‪ ،‬البحرين ‪ ،‬ليبيا ‪ ،‬س���وريا ‪،‬االمارات ‪ ،‬الدوحة‪ ،‬لبنان‪ ،‬افتتحت الورش���ة األوىل بكلمة للسيد (فادي‬ ‫عبداهلل ) وهو املتحدث الرمسي ومدير وحدة العالقات العامة باحملكمة اجلنائية الدولية مرحبا باحلضور ‪ ،‬وش���اكرا‬ ‫إلتزامه���م باجمليء هلذا اللق���اء‪ ،‬الذي يمُ ثل اطاللة وتعريفا بتطور مفهوم العدال���ة اجلنائية الدولية يف القرن احلادي‬ ‫والعش���رين ‪ ،‬ثم تقديم نظرة ملؤمتر روما ‪ 1998‬ومالمح نظام روما األساس���ي كما سيتم تقييم حجم تعاون اجملتمع‬ ‫الدولي مع احملكمة اجلنائية ‪،‬وأضاف نستدعيكم هنا لنتلمس طريقا لدعم جهود احملكمة اجلنائية الدولية اعالميا ‪.‬‬

‫فادي عبداهلل‬

‫زياد عبد الثواب‬

‫ً‬ ‫قائــل���ة ‪ :‬إن َّالثقاف���ة القانوني���ة‬ ‫م���ن ليبي���ا‬ ‫واحلقوقي���ة تبدأ اآلن عق���ب الثورة عرب أدوار‬ ‫تؤديها تنظيمات جمتمع مدن���ي واليت ُغ َّــيب‬ ‫دورها لعقود من الزمن كما يس���اهم فاعلون‬ ‫وناش���طون حقوقيون على مس���توى البالد يف‬ ‫التوعي���ة مبفاهيم وآلي���ات العدالة االنتقالية‬ ‫وكيفية تطبيقها عقب الثورات ‪ ،‬خاصة وان‬ ‫مش���هد الثورة يف ليبي���ا كان ُمفارقا للثورات‬ ‫العربية األخرى ( مصر‪ ،‬تونس‪ ،‬اليمن ) ففي‬ ‫ليبيا كانت الثورة ُمسلحة عنيفة رغم توجه‬

‫منري الفاسي‬

‫الش���عب بالتظاهر الس���لمي ال���ذي أنطلق من‬ ‫بنغازي ثم امتد اىل كل املدن الليبية ‪،‬وكان‬ ‫رد الطاغي���ة وكتائب���ه ب���دءاً م���ن زرع الفتنة‬ ‫واالنقسام ‪،‬ومحل السالح ( اخلفيف والثقيل‬ ‫) يف مواجهة الشعب لبعضه البعض بني مؤيد‬ ‫للث���ورة والتغيري وبني م���ن يقف مع الطاغية‬ ‫! مما نت���ج عنه ش���هداء وجرح���ى ومفقودين‬ ‫ومعتقلني ومتضرري���ن يف أكثر من مدينة‬ ‫‪ ،‬ويف غياب الوعي بالقانون ‪ ،‬واحلريات جرت‬ ‫خروقات وجتاوزات ‪ -‬نتيجة ش���يوع الس�ل�اح‬

‫‪‎‬باحثات من مركز القاهرة حلقوق االنسان‬

‫‪‎‬جينيفر من مكتب املدعي العام‬

‫الذي بات بيد الثوار وغريهم ‪ -‬منها انتقامات‬ ‫ش���خصية ‪ ،‬ومنها اختاذ قرار انتقامي يتمثل‬ ‫يف أخ���ذ احلق بالي���د دون اللجوء للقضاء ‪ ،‬ثم‬ ‫جاءت املشاركات من تونس مونيا عمار وهي‬ ‫قاضي���ة متعاونة مع احملكم���ة اجلنائية اليت‬ ‫دعت اىل إصالح قضائي وتعزيز اس���تقالليته‬ ‫‪،‬واىل حتقيق مدقق وعادل وشفاف والكشف‬ ‫عن اجملرمني وحماسبتهم أمام احملاكم كل‬ ‫ذلك يعزز ثقة الناس بالقوانني واحملاكمات‬ ‫حملي���ا ودولي���ا ‪ ،‬وكان رأي االعالم���ي دريد‬ ‫عبداهلل عن الفرتة اليت استغرقتها حماكمة‬ ‫دولية لرفيق احلري���ري ‪ ،‬ثم التكلفة العالية‬ ‫ال�ت�ي اس���تغرقتها كل ذل���ك ق���د ي���ؤدي اىل‬ ‫اس���تبعاد فك���رة حماكمة دولي���ة ملتهمني أو‬ ‫مش���تبه فيهم ‪ ،‬ومن مصر ق���دم وائل عبداهلل‬ ‫رؤيت���ه للمش���هد املص���ري بع���د الث���ورة الذي‬ ‫حت���ول م���ن ربي���ع اىل خري���ف ! وأن احملكمة‬ ‫اجلنائي���ة الدولية تكي���ل مبكيالني ففي ليبيا‬ ‫مت���ت االج���راءات بس���رعة بتوجي���ه اتهم���ات‬ ‫لثالث من املش���تبه بهم أحدهم قضى وانتهى‬ ‫واآلخ���رون م���ن غ�ي�ر املمكن أن ال حياس���بهم‬ ‫الش���عب ويتم تركهم حملكمة دولية ! أما يف‬ ‫الش���أن السوري املأساوي فيتم التباطؤ جتاهه‬ ‫وإحالت���ه اىل جملس األم���ن ؟ هيثم أبوصاحل‬ ‫صحف���ي لبنان���ي يعمل بقن���اة اجلزيرة طرح‬ ‫س���ببا ألحجام الدول العربية ع���ن االنضمام‬ ‫بالتوقي���ع واملصادق���ة لعج���ز احملكم���ة ع���ن‬ ‫حتقي���ق العدال���ة جت���اه قت���ل الفلس���طينيني‬ ‫املدني�ي�ن ‪ ،‬تواص���ل احل���وار لس���اعة ودون���ت‬ ‫مقرتحاته ونتائجه السيدة بيتينا أمباخ ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪)2013‬‬

‫ميادين ‪ 90‬يف القاهرة‬

‫‪‎‬بيتينا وحممد اليزيدي وجينيفر‬ ‫من�ي�ر الفاس���ي ( االدارة القانوني���ة جبامع���ة‬ ‫ال���دول العربي���ة واملكل���ف مبل���ف احملكم���ة‬ ‫اجلنائي���ة باجلامعة ) جيي���ب (ميادين) ‪ :‬لو‬ ‫ليبي���ا طلبت ط���رح موضوع من ه���ذا القبيل‬ ‫فسيدرس���ه الس���ادة وزراء اخلارجية ووزراء‬ ‫العدل ‪.‬‬ ‫عق���ب اس�ت�راحة قص�ي�رة حت���دث الس���يد‬ ‫منري الفاس���ي ال���ذي يعمل يف ادارة الش���ؤون‬ ‫القانوني���ة ورئيس قس���م مكافح���ة االرهاب‬ ‫‪،‬ومكلف مبل���ف احملكمة اجلنائي���ة الدولية‬ ‫‪ ،‬وقد اس���تعرض أه���م التواري���خ اليت عقبت‬ ‫تأس���يس احملكمة ‪:‬ع���ام ‪1998‬ع ميثاق روما‬ ‫‪،‬فبع���د أن صادق���ت ارب���ع دول عربي���ة فقط‬ ‫أول تأس���يس احملكمة ‪ :‬االردن جيبوتي جزر‬ ‫القم���ر تون���س ‪،‬كان���ت املش���اركة العربية‬ ‫متميزة للغاي���ة ‪ ،‬وقد مثل اجلامعة العربية‬ ‫عصمت عبداجمليد الذي نادى بعدم تس���يس‬ ‫احملكمة وضمان االستقاللية وعربت الدول‬ ‫العربي���ة عن ع���دم رضاها لل���دور الذي منح‬ ‫جمللس االمن ‪،‬عام ‪ 2005‬أقر فيه للمحكمة‬ ‫جمل���س وزراء العدل الع���رب ‪،‬وصادقوا على‬ ‫القان���ون االسرتش���ادي ‪ ،‬ع���ام ‪ 2010‬أول‬ ‫مؤمت���ر إقليم���ي ح���ول احملكم���ة اجلنائي���ة‬ ‫الدولي���ة وقد عقد يف الدوحة بقطر ‪ ،‬وكان‬ ‫من ابرز املراجعات اليت قدمها الفاسي أنه مل‬ ‫يت���م الفهم اجليد حملتويات ميثاق روما ‪ ،‬ثم‬ ‫ان���ه مت التوق���ف عند مؤمت���ر الدوحة ‪ ،‬حيث‬ ‫كان م���ن الض���روري وضع خط���ة لاللتقاء‬ ‫بالقضاء الوطين يف الدول العربية وكذلك‬ ‫بالصحاف���ة واالعالم بش���كلها املوس���ع ‪ ،‬ومل‬ ‫يتم وضع خارطة طريق الستمرار التعاون‬ ‫وتكثيف املش���اركات بني اجلامع���ة العربية‬ ‫واحملكمة ‪.‬‬ ‫ويف اجاب���ة لس���ؤال ميادي���ن للس���يد من�ي�ر‬ ‫الفاسي حول موقع ليبيا وقضاياها القانونية‬ ‫(إستعادة األموال‪ ،‬القاء القبض على متهمني‬ ‫من النظام الس���ابق) ‪ ،‬من ادارته يف اجلامعة‬ ‫العربية ‪،‬وتكليفه من قبل احملكمة قال ‪:‬‬ ‫جي���ب الرج���وع اىل القط���اع السياس���ي ليس‬ ‫هن���اك االن ق���رار رمس���ي يف ه���ذا املوضوع ‪،‬‬ ‫كي���ف مت���ر االم���ور يف اجلامع���ة العربي���ة‬ ‫سأش���رح ل���ك ‪ :‬حن���ن كأمان���ة عام���ة ليس‬ ‫بإمكانن���ا ط���رح املواضي���ع للنق���اش كل‬ ‫املواضي���ع تأت���ي بطلب م���ن الدول فل���و ليبيا‬ ‫طلب���ت ط���رح موض���وع م���ن ه���ذا القبي���ل‬ ‫فسيدرس���ه الس���ادة وزراء اخلارجية ووزراء‬ ‫الع���دل ‪ ،‬وحل���د االن وعل���ى ح���د علم���ي مل‬ ‫نتوص���ل بطل���ب من ه���ذا القبي���ل ومل يدرج‬

‫لدينا ولكن ملزيد من التفاصيل أرجو العودة‬ ‫للقط���اع السياس���ي لدين���ا باجلامع���ة عملي‬ ‫األساسي قانوني يف مكافحة االرهاب وليس‬ ‫يف احملكمة اجلنائية الدولية ‪.‬‬ ‫ث���م ج���اءت مداخل���ة الناش���طة احلقوقي���ة‬ ‫والقاضي���ة التونس���ية موني���ا عم���ار وال�ت�ي‬ ‫كانت قد ترأست جلنة خرباء العداد الئحة‬ ‫إلنشاء حمكمة عربية حلقوق االنسان ‪ ،‬وقد‬ ‫حتدث���ت يف ورقتها عن (كيفية دمج العامل‬ ‫العرب���ي يف منظوم���ة العدال���ة االنتقالي���ة )‬ ‫تونس منوذجا‬ ‫وقد بدأت ورقتها بانتقاد ما كان سائدا قبل‬ ‫ثورة اليامسني بتونس من أن احلكومة توقع‬ ‫على اتفاقيات ال يقع نش���رها بني املؤسس���ات‬ ‫وال النخ���ب وال ذوي العالق���ة من حقوقيني‬ ‫وقانونيني لتتم ارادة االنفاذ للتش���ريع الذي‬ ‫جرى التوقي���ع عليه فاتفاقي���ة جينيف اليت‬ ‫جرى التوقيع عليها يف ‪ 1959‬جرى نش���رها‬ ‫باجلري���دة الرمسي���ة ع���ام ‪، 2008‬كما أنه‬ ‫مل يت���م تدريس تلك القوان�ي�ن يف اجلامعات‬ ‫املتخصص���ة ‪،‬وأش���ارت اىل عمي���د لكلي���ة‬ ‫القان���ون اضاف م���ادة منهجي���ة توضح ذلك‬ ‫مت إزالته���ا بع���د اربع س���نوات نتيج���ة انتهاء‬ ‫ادارته !وتشهد تونس اليوم حراك كبري من‬ ‫اجلامعات واملختص�ي�ن االكادميني لتصبح‬ ‫تلك القوانني واملعاهدات مادة قارة يسرتش���د‬ ‫بها ويس���تند عليها ث���م العمل عل���ى إنفاذها‬ ‫داخل الوطن ‪.‬‬ ‫ضيفة ش���رف اللقاء اليت تأخرت عن الفقرة‬ ‫املخصص���ة هل���ا كان���ت ممثل���ة الس���فارة‬ ‫السويس���رية مبص���ر ‪ :‬بيتيس���يا كارنت���وف‬ ‫‪،‬وال�ت�ي ش���رحت املب���ادرة السويس���رية واليت‬ ‫ص���درت وقدمت يوم ‪ 14‬يناي���ر اليت طالبت‬ ‫بإحال���ة ملف الوضع يف س���وريا اىل حمكمة‬ ‫اجلنايات الدولية‪ ،‬وأشارت اىل بلدان عربية‬ ‫كثرية مل تصادق على املبادرة السويس���رية‬ ‫باستثناء ليبيا وتونس ‪.‬‬ ‫فادي عب���داهلل املتحدث الرمس���ي للمحكمة‬ ‫ي���رد عل���ى س���ؤال ميادي���ن ح���ول إعتق���ال‬ ‫املبعوثتني الرمسيتني يف الزنتان ‪:‬‬ ‫اختالف يف القواعد القانونية على املس���توى‬ ‫الوطين (ليبيا) واحملكمة اجلنائية ( الدولية‬ ‫) أحدث ردة الفعل تلك‪!!!!..‬‬ ‫اليوم الثاني للورش���ة مت ختصيصه للحوار‬ ‫ب�ي�ن الصحفي�ي�ن احلاضرين والس���يد فادي‬ ‫عبداهلل الذي استهل بأنه ‪ :‬يعول كثريا على‬ ‫لقائ���ه باالعالميني ويرح���ب بالتواصل معه‬ ‫للتحق���ق م���ن أي���ة معلومة وأي خ�ب�ر ‪ ،‬وأنه‬

‫‪05‬‬

‫نزيهة من البحرين وهيثم من قناة اجلزيرة‬ ‫علين���ا أن منيز بني املعلوم���ة والرأي ‪ ،‬وأن ما‬ ‫اس���تلمه احلضور من مل���ف حيوى ‪ :‬ديباجة‬ ‫نظ���ام روم���ا األساس���ي للمحكم���ة اجلنائية‬ ‫الدولي���ة‪ ،‬وحمل���ة ح���ول اهلي���كل التنظيم���ي‬ ‫واجلرائ���م ال�ت�ي تن���درج ضم���ن اختص���اص‬ ‫احملكم���ة وكي���ف تعمل احملكم���ة اجلنائية‬ ‫من حيث القبض على املشتبه بهم وحقوقهم‬ ‫‪ ،‬واعتماد التهم قبل احملاكمة واالس���تئناف‬ ‫وإع���ادة النظر‪ ،‬وعن حقوق الش���هود واجملين‬ ‫عليهم ‪.‬‬ ‫ويف معرض اجابته عن عديد االس���ئلة اليت‬ ‫وجهت إليه كان سؤال ميادين حول التهمة‬ ‫ال�ت�ي وجه���ت للمبعوثتني م���ن احملكمة اىل‬ ‫املُتهم س���يف االس�ل�ام مبدينة الزنتان وهل‬ ‫أح���دث فعلهما الذي نتج عن���ه القاء القبض‬ ‫عليهما خرقا من قبلهما لسيادة ليبيا ؟‬ ‫ذهبت ممثلتني للمشتبه فيه سيف فقد أمر‬ ‫القض���اة باحملكم���ة بعمل لقاء ب�ي�ن احملامي‬ ‫واملش���تبه به على أن يكون مشموال بالسرية‬ ‫ويتم تبادل الوثائ���ق ‪ ،‬لكننا فوجئنا بأن ذلك‬ ‫غري مقب���ول يف نظامكم القانون���ي ويبدو أن‬ ‫اختالف���ا يف القواعد القانونية على املس���توى‬ ‫الوطين (ليبيا) واحملكمة اجلنائية ( الدولية‬ ‫) أح���دث ردة الفع���ل تل���ك ‪ ،‬ولعلنا مل نش���رح‬ ‫االمر هلم بش���كل كاف ومسبق وتبادل تلك‬ ‫املعلوم���ة بيننا ‪ ،‬وقلنا للس���لطات الليبية بأن‬ ‫ممثلين���ا يتمتع���ون حبصان���ة وب���أن عملهم‬ ‫رمس���ي ‪،‬واالن مازلن���ا نطال���ب وألكثر من‬ ‫مرة ‪ ،‬باملعلومات وبنتائج التحقيقات االولية‬ ‫ومبا جرى من تقدم يف التحقيق الداخلي ‪.‬‬ ‫وأض���اف عموما ‪ :‬األولـــوية ملالحقة املش���تبه‬ ‫بهم أو املتهمني للقضاء الوطنى ألن حمكمة‬ ‫اجلناي���ات الدولي���ة ُمكمل���ة ل���ه ‪ ،‬فل���و أبدى‬ ‫رغبت���ه لنقض األس���باب ( ع���دم توفر األمن‬ ‫مث�ل�ا ) أو نق���ص االرادة ‪،‬فاحملكم���ة تتدخل‬ ‫بطل���ب الدول���ة أو قضائها ‪ ،‬وتلتزم بس���يادة‬ ‫وقض���اء الدول���ة عن���د تعاونه���ا ‪ ،‬ويف حاالت‬ ‫أخرى جملس األمن من يقرر منح احملكمة‬ ‫االختصاص اذا كان���ت الدولة غري منضمة‬ ‫للمحكم���ة أو أن الوضع يف البلد يهدد األمن‬ ‫والسلم الدوليني ‪.‬‬ ‫وعن مش���اركة اجمل�ن�ي عليه���م يف احملكمة‬ ‫اجلنائي���ة أج���اب ب���أن هن���اك دور فاعل هلم‪،‬‬ ‫وتق���دم احملكمة دور الدف���اع عنهم يصل حد‬ ‫التعويض عن الضرر الذي قد يكون قد حلق‬ ‫به���م ‪ ،‬وق���د ق���ررت احملكمة إنش���اء صندوق‬ ‫خ���اص بالت�ب�رع لتعويض اجمل�ن�ي عليهم أو‬ ‫يف حني ال يكون للمتهم امكانيات من ناحية‬

‫أخ���رى ‪ ،‬وع���ن أهمي���ة التعاون م���ع احملكمة‬ ‫وفهم أنه���ا جهاز قضائي وليس تنفيذي وأن‬ ‫التنفي���ذي حيت���اج اىل ركيزت�ي�ن ‪ :‬التحقق‬ ‫وإص���دار أوام���ر بالقب���ض وأن عل���ى الدول‬ ‫أن تس���هل اللقاء بالش���هود و ُتسهل ُمشاركة‬ ‫اجمل�ن�ي عليهم ‪،‬وأن هلم حق���وق ‪ ،‬ودعا فادي‬ ‫اىل انضم���ام محُ ام�ي�ن ع���رب ودولي�ي�ن اىل‬ ‫الئح���ة قانوني احملكم���ة ألنهم س���ييمثلون‬ ‫الثقاف���ات املختلف���ة لش���عوبهم والقوان�ي�ن‬ ‫والتشريعات اليت حتفظ للمتهمني واجملين‬ ‫عليهم حقوقهم القانونية املش���روعة ‪ ،‬وختم‬ ‫إجابت���ه عن س���ؤال متعلق بتس���يس جملس‬ ‫االمن من أنه مت تقدي���م اقرتاح من احملكمة‬ ‫باالحال���ة القضائي���ة لل���دول واالف���راد م���ن‬ ‫جملس االمن اىل اجلمعية العمومية ‪.‬‬ ‫ثم قدم املستشار القانوني للدائرة االبتدائية‬ ‫باحملكم���ة اجلنائية الدولية الس���يد (حممد‬ ‫اليزي���دي) ورقت���ه ع���ن عالق���ة احملكم���ة‬ ‫مبب���دأ التكامل والس���يادة الوطني���ة للدول ‪،‬‬ ‫واختتم���ت الي���وم الثان���ي للورش���ة (جينيفر‬ ‫تشينس���ي) القانوني���ة مبكت���ب املدع���ي العام‬ ‫باحملكم���ة عرض���ا أللي���ات نظ���ر احملكم���ة‬ ‫للقضايا املعروضة أمامها ومنها إلقاء الضوء‬ ‫عل���ى بعض النم���اذج م���ن املنطق���ة العربية‬ ‫واالفريقية ! فعن ليبيا قالت جينيفر ‪:‬‬ ‫أحال س���فراء ليبيا بنيويورك خطابا جمللس‬ ‫االمن بأنهم إنشقوا عن احلكومة ويطالبون‬ ‫بإيق���اف عدوان الرئيس على ش���عبه وقدموا‬ ‫مس���تنداتهم لذلك ‪ ،‬أرسل القذايف مذكرته‬ ‫للمطالبة بإلقاء القبض عليهم لكنهم قدموا‬ ‫ملفه���م اىل جملس االمن ومل ميلك القذايف‬ ‫املفاتيح حني أق���ر جملس االمن احالة امللف‬ ‫اللي�ب�ي للمحكم���ة ‪،‬باعتب���ار أن الطل���ب جاء‬ ‫من املكت���ب من الليبيني ( وه���و ما مل حيدث‬ ‫يف س���وريا مثال بانش���قاق املمث���ل لدى األمم‬ ‫املتح���دة أو الس���فري ؟) وص���درت إحالت�ي�ن‬ ‫فيما بعد ألوامر القبض على سيف االسالم‬ ‫وعبداهلل السنوس���ي والقضاة الليبيون حبثوا‬ ‫يف األدل���ة وس���وف يقدم���ان للمحاكمة يف‬ ‫بلدهم���ا وكنا ق���د حتدثنا مع وزي���ر العدل‬ ‫ح���ول فرص التعاون ‪ ،‬وقد قدمت للمحكمة‬ ‫أيض���ا إحال���ة خبص���وص جت���اوزات بع���ض‬ ‫الثوار واالنتقامات اليت تش���هدها ليبيا بتوفر‬ ‫السالح ‪.‬‬ ‫كان من ضم���ن الربامج املقرتحة ملؤسس���ة‬ ‫أياموا جولة للمش���اركني ح���ول النيل على‬ ‫احلنط���ور !‪ ،‬وعش���اء ختام���ي عل���ى املركب‬ ‫البحري ( الفراعني )‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪)2013‬‬

‫ميادين ‪ 90‬يف القاهرة‬

‫ليبيا ضيف الشرف مبعرض القاهرة الدولي للكتاب يف دورته ‪44‬‬ ‫ميادين – خاص – القاهرة ‪.‬‬ ‫تس���تمر فعاليات معرض القاه���رة الدولي للكت���اب يف دورته ‪44‬‬ ‫هلذا االس���بوع بأرض املعرض مبدينة نصر‪ ،‬بعد أن ش���هد افتتاحا‬ ‫‪ :‬رئاس���يا ‪ ،‬وحبض���ور بعض من ال���وزارء ‪ ،‬ود‪.‬أمحد جماهد رئيس‬ ‫اهليئ���ة املصري���ة العام���ة للكتاب صباح ي���وم ‪ 23‬يناي���ر ‪ ،‬املعرض‬ ‫الذي يس���تمر حتى ‪ 5‬فربايراملقبل ‪ ،‬وال���ذى حتل فيه ليبيا ضيف‬ ‫ش���رف مح���ل عنوان “ ح���وار ال ص���دام “ واحلوار ال���ذي كان من‬ ‫املف�ت�رض أن يفتتح���ه الرئيس مرس���ى بلقاء املثقف�ي�ن املصريني‬ ‫كتقليد متبع يف أول يوم من دورات املعرض السابقة ‪ ،‬استعاضه‬ ‫مرس���ي بلقائه الناش���رين (الذي اعرتض بعضهم عل���ى الدعوات‬ ‫اليت خصتها مؤسس���ة الرئاس���ة لدور نش���ر دون أخ���رى بل وصل‬ ‫االم���ر حد منع من مل حيمل بطاق���ة دعوة من الدخول للمعرض‬ ‫صبيح���ة االفتت���اح ) ‪ ،‬ويف خط���وة وصفت من قب���ل البعض بأنها‬ ‫تهدف لتوفري ُمرسي األسئلة املحُ رجة اليت قد يطرحها املثقفون‬ ‫الغاضب���ون من نكوصه عن وعوده هلم يف اللقاء الذي عقده معهم‬ ‫يف س���بتمرب املاضي‪ ،‬وقد نفى وزي���ر الثقافة د‪ .‬حممد صابر عرب‬ ‫حتم���ل ال���وزارة ألية مس���ؤلية جتاه ذل���ك فالوزارة جم���رد جهة‬ ‫تنفيذية وقد يكون ملؤسس���ة الرئاسة وجهة نظر فيما حدث وهي‬ ‫حرة فيمن تقابل ومن تدعو !‬ ‫وويف معرض تعليق د‪ .‬أمحد جماهد رئيس اهليئة العامة للكتاب‬ ‫أشار‪ :‬إنه كان يتمنى إلتقاء املفكرين وال ُكتاب مبؤسسة الرئاسة‬ ‫كتقليد س���نوي يف ثاني أكرب حمفل ثقايف فكري على مستوى‬ ‫الع���امل ‪ ،‬وكان مرس���ي قد أكد على الناش���رين ض���رورة توثيق‬ ‫ثورة يناير وحترير الكتاب من كل معوقاته‪.‬‬

‫مُرسي يستعيض الناشرين باملثقفني على غري التقاليد املتبعة باملعرض‬ ‫واملَقريف يلتقي ‪ :‬مُرسي بقصر االحتادية ‪ ،‬واجلالية الليبية ‪ ،‬ويزور مع الوفد املرافق مول‬ ‫حسونة طاطاناكي‬ ‫•افتتاح املعرض وسط سيطرة حالة غري‬ ‫مسبوقة من الرتقب والتوجس‬

‫املعرض الذي جرى افتتاحه وس���ط سيطرة‬ ‫حالة غري مس���بوقة م���ن الرتق���ب والتوجس‬ ‫والتوت���ر السياس���ي‪ ،‬م���ع اق�ت�راب الذك���ري‬

‫الثاني���ة لث���ورة يناي���ر‪ ،‬وم���ع ي���وم الق���رار والصخ���ب الذي يصاحب الزيارة الرئاس���ية‪،‬‬ ‫القضائ���ي ملذحب���ة بور س���عيد قد ب���دا (الذي وكان حض���ور أف���راد األمن اخل���اص الذين‬ ‫فت���ح أم���ام اجلمه���ور يف الثالثة عص���راً بعد يقوم���ون بتأم�ي�ن املع���رض وأجنحت���ه الفتاً‬ ‫مغ���ادرة مرس���ي) ‪ ،‬بدا خالي���اً من ال���زوار إال هذا العام ‪ ،‬وقد كتب مراس���ل املصري اليوم‬ ‫بضع مئات‪ ،‬فيما يبدو أن أغلب زوار املعرض أمح���د اهلواري عن مش���ادات ب�ي�ن املصوريني‬ ‫آثروا االبتعاد عن ضج���ة اإلجراءات األمنية ‪،‬واالم���ن املصري واللييب ُمعل�ل�ا ذلك بزيادة‬ ‫االجراءات االمنية ‪،‬واحلرس اخلاص اللييب‬ ‫الذين تكثفوا حول وداخل اجلناح اللييب مما‬ ‫صع���ب عم���ل الصحفي�ي�ن واملصوري�ي�ن بعد‬ ‫منعهم من الدخول ‪.‬‬ ‫وفيما مل تش���هد أغلب أجنحة املعرض إقبا ً‬ ‫ال‬ ‫من قبل الزوار القالئل أص ً‬ ‫ال‪ ،‬شهدت أجنحة‬ ‫وزارة الثقاف���ة واملع���روض برخ���ص أمث���ان‬ ‫كتبها‪ ،‬وخاصة جن���اح هيئة قصور الثقافة‪،‬‬ ‫إقبا ً‬ ‫ال كثيفاً نسبياً‪.‬‬ ‫وقد تنوع النش���اط الثق���ايف املصري منذ أول‬ ‫أيام املعرض ب�ي�ن ‪ -‬اللقاءات الفكرية وكان‬ ‫لق���اء الروائي بهاء طاه���ر الذي حيتفل بعيد‬ ‫مي�ل�اده ‪78‬م���ع اجلمهور ‪ ،‬وكذل���ك فاروق‬ ‫جوي���دة وس���يد حج���اب وج�ل�ال الش���رقاوي‬ ‫وغريه���م ‪ -،‬وحف�ل�ات التوقيع ‪،‬واالمس���يات االمنية املشددة اليت منعتها من املتابعة‬ ‫الش���عرية ‪ -‬واحلوارات واملناقشات السياسية الصحفية‪.‬‬ ‫‪ :‬املثقف���ون والصراع السياس���ي ‪ ،‬أزمة اجلنيه ظهرية الي���وم الثاني للمعرض ش���هد افتتاح‬

‫املص���ري ‪ ،‬امل���رأة والث���ورة ‪،‬دور االع�ل�ام‪،‬‬ ‫حتدي���ات الرتمجة ‪....‬كما س���يخصص يوم‬ ‫للقاء اجلمه���ور بالوزراء املعني�ي�ن باالقتصاد‬ ‫واخلدمات و‪،...‬كما س���تتم مس���ابقة أفضل‬ ‫عش���ركتب لع���ام ‪ 2012‬وس���يمنح وزي���ر‬ ‫الثقافة جائزة للفائزين ‪.‬‬ ‫وكان���ت ميادي���ن ال�ت�ي جتول���ت يف املعرض‬ ‫س���اعة االفتتاح ق���د اس���تلمت إه���داء ( مولد‬ ‫الرس���ول يف عيون أندرسون ) يف حفل توقيع‬ ‫للكات���ب الرائ���د لقصص االطف���ال واملرتجم‬ ‫عب���د الث���واب يوس���ف ‪ ،‬وق���د مح���ل ُمراس���لة‬ ‫ميادين س�ل�اما للش���عب اللي�ب�ي الذي خاض‬ ‫ثورة عظيمة ‪،‬وس�ل�اما لصديق���ه الصحفي‬ ‫وكات���ب قص���ص الصغ���ار والكبار االس���تاذ‬ ‫يوسف الشريف ‪ ،‬واالستاذ عبداهلل كريسته‬ ‫‪،‬كم���ا تلقت ميادين دع���وة حلضور االفتتاح‬ ‫للعرض املسرحي للمخرج اللييب شرح البال‬ ‫مبمثلني شباب مصريني بعنوان (وجوه )‪.‬‬ ‫•الصحافة املصرية تنتقد االجراءات‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪)2013‬‬

‫ميادين ‪ 90‬يف القاهرة‬

‫‪07‬‬

‫مشادات بني املصوريني ‪،‬واالمن املصري ‪،‬واللييب‬ ‫الكاتب واملرتجم املصري عبدالتواب يوسف يهدي ميادين كتابه املرتجم ويبعث سالمه‬ ‫لشعب الثورة الليبية‬ ‫اجلن���اح اللي�ب�ي‪ -‬ضيف الش���رف ‪ -‬اج���راءات‬ ‫أمنية ُمش���ددة من قبيل اغ�ل�اق كل مداخل‬ ‫املع���رض وفتح مدخ���ل واحد لل���رواد ‪ ،‬كما‬ ‫ش���هد مدخ���ل اجلن���اح ازدح���ام اجلمه���ور‬ ‫والصحفي�ي�ن الذين مت منعهم م���ن الدخول‬ ‫س���اعة االفتت���اح من قب���ل د‪.‬حمم���د املقريف‬ ‫رئيس املؤمت���ر الوطين ‪،‬رفقة د‪.‬حممد صابر‬ ‫وزير الثقافة املصري ‪ ،‬واحلبيب االمني وزير‬ ‫الثقافة واجملتمع املدني ‪،‬وادريس املس���ماري‬ ‫رئي���س اللجنة العلي���ا املنظمة للمش���اركة‬ ‫الليبية ‪ ،‬د‪ .‬املقريف استهل كلمته ‪ :‬يشرفين‬ ‫أن أحض���ر معكم وأن أك���ون يف هذا العرس‬ ‫الثقايف الكبري"‪.‬وتابع قائ�ل�ا‪ ":‬يف البداية كنا‬ ‫وس���نظل أمة اقرأ‪ ،‬وكانت وس���تظل الكلمة‬ ‫واملعرف���ة ه���ي املفت���اح احلقيق���ي ألي نهضة‬ ‫وأي تقدم"‪.‬وأض���اف أن هن���اك فجوت�ي�ن‬ ‫تعاني منهم���ا كل الش���عوب العربية واألمة‬ ‫اإلسالمية هما بني صانع القرار أو احلاكم‬ ‫وبني النخب املفكرة واملثقفني‪ ،‬وأش���ار إىل أن‬ ‫الفج���وة الثانية ب�ي�ن النخب وعم���وم الناس‪،‬‬ ‫الفت���ا إىل أن اجملتمع���ات العربي���ة س���تكون‬ ‫خبري‪ ،‬وسنتفاءل ونكون مقبلني على مرحلة‬ ‫رائعة من تارخينا عندما نتخلص من هاتني‬ ‫الفجوتني‪ ،‬وأكد املقريف أننا فى حاجة من‬ ‫أج���ل أن نق�ت�رب من بعضن���ا ونتح���اور‪ ،‬وأننا‬ ‫إذا اس���تطعنا تفعي���ل ه���ذه اللحظة س���نكون‬ ‫أوفي���اء للش���هداء الذي���ن س���فكوا دماءهم من‬ ‫أج���ل حري���ة الوط���ن‪ ،‬وم���ن ثم حنق���ق آمال‬ ‫األم���ة‪ ،‬ون���وه إىل أن���ه إذا مل نتواف���ق ف���إن‬ ‫الثورات س���تذهب هدرا‪ ،‬وتابع قائال‪" :‬البد أن‬ ‫جت���اوز املاضى وأن نكف عن إه���دار الطاقات‬ ‫والتخل���ص من الثوابت الت���ى ظلت متواجدة‬ ‫طوال األعوام املاضي���ة‪ ،‬والتى كانت تقدس‬ ‫احلاك���م الواح���د وال���رأى الواح���د‪ ،‬وأننا لن‬ ‫نص���ل إىل درج���ة من الغب���اء لنس���مح بإعادة‬ ‫املاضي‪ ،‬وش���دد على أن املصاحلة الوطنية هلا‬

‫األولوية‪ ،‬وحتتاج لربنامج عملى‪ ،‬وهذا ليس‬ ‫معناه التصاحل مع من انتهك أو سرق أو اساء‬ ‫للشعب الليبى فأولئك مصريهم أمام القضاء‬ ‫العادل‪ ،‬مؤك���دا أن ليبيا تنادى مواطنيها فى‬ ‫اخل���ارج إىل أن يع���ودوا إىل حضنها‪ ،‬من أجل‬ ‫بناء الوطن‪،‬وقال إنه متت خماطبة مصر من‬ ‫أجل إعادة اهلاربني م���ن اتباع النظام القديم‪،‬‬ ‫وإن النظ���ام الليب���ى مهت���م مبالحق���ة هؤالء‬ ‫إلعادتهم وحماكمتهم‪.‬‬ ‫وزير الثقافة املصري الذي رحب بالدكتور‬ ‫املقريف قائ�ل�ا ‪ :‬أنه منوذج لألنس���ان العربي‬ ‫واملثق���ف والسياس���ي الوط�ن�ي ال���ذي يت���وىل‬ ‫املس���ؤلية يف حلظ���ة تارخيي���ة م���ن حلظات‬ ‫تاريخ ليبيا‬ ‫وكان إدريس املسمارى رئيس اللجنة العليا‬ ‫املنظمة للمش���اركة الليبية كضيف شرف‬ ‫ملع���رض القاهرة الدول���ي للكتاب ق���د اعرب‬ ‫ع���ن س���عادة الوف���د الليب���ى بزي���ارة الرئيس‬ ‫حممد مرس���ي اجلناح اللييب يف املعرض يوم‬ ‫‪‎‬عبد الثواب يوقع اهداء باسم جريدة ميادين‬ ‫األربعاء أثناء افتتاح املعرض‪،‬وقال املس���ماري‬ ‫يف تصري���ح لوكالة أنباء الش���رق األوس���ط‪:‬‬ ‫‪ ،‬وكان���ت أب���رز النش���اطات ق���د توزع���ت‪:‬‬ ‫إن الرئيس مرس���ي أكد عم���ق العالقة بني سفراكس أمام املطار (مول ‪.)sun city‬‬ ‫مصر وليبيا‪ ،‬وحتدث عن اعتزازه بفرتة عمل اجلناح اللييب الذي حوى خنبة من دور النشر االصبوحات واالمسيات والشهادات الشعرية‬ ‫فيها أس���تاذا يف اجلامع���ات الليبية‪.‬وكان يف العام���ة واخلاصة ‪ ،‬حوى أيضا معرضا لصور ألكث���ر م���ن جي���ل ‪ ،‬وحماض���رات ون���دوات‬ ‫اس���تقبال الرئيس مرسي أثناء افتتاح اجلناح الش���هداء م���ن م���دن ليبي���ة خمتلف���ة ‪ ،‬منهم وحلقات النقاش‪ ،‬وحفالت التوقيع ‪،‬وشهادات‬ ‫اللييب احلبيب األمني وزير الثقافة وعاش���ور ط�ل�اب اجلامع���ة ‪ ،‬وكذلك عرضا تش���كيليا عن الس���جن واالب���داع ‪ ،‬وعن اس���هامات املرأة‬ ‫ألطف���ال درن���ة حبض���ور معلمه���م الفن���ان الليبي���ة يف ‪ 17‬فرباي���ر ‪ ،‬وش���هادات للق���ادة‬ ‫راشد سفري ليبيا لدى مصر‪،‬‬ ‫حمم���د زعطوط ‪،‬أما احلراك الثقايف اللييب امليداني�ي�ن وللكت���اب والنش���طاء الش���باب يف‬ ‫•زار املقريف رفقة الوفد املرافق له سوق‬ ‫يف املع���رض والذي توزع ب�ي�ن رواق القويري الث���ورة ‪ ،‬كم���ا قررت جلنة النش���اط الثقايف‬ ‫سفراكس‬ ‫‪ ،‬وس���قيفة الصحاف���ة والقاع���ة الرئيس���ية ‪ ،‬إقام���ة حف���ل تكري���م للمثقف�ي�ن املصريني ‪،‬‬ ‫وكان املقري���ف رئي���س املؤمت���ر الوط�ن�ي قد فقد ش���هد دعوة مايق���ارب ‪ُ 250‬مش���اركا ( الذين يشارك بعضهم يف تقديم وادارة بعض‬ ‫أج���رى اجتماع���ا م���ع د‪ .‬حمم���د مرس���ي يوم ناش���طني ‪ ،‬وبحُ اث ُ‬ ‫‪،‬وكتاب ‪،‬وأدباء ‪ ،‬وشعراء من اجللسات الثقافية للمشاركة الليبية ‪.‬‬ ‫االربعاء ‪23‬يناير يف قصر االحتادية الرئاسي ‪ ،‬وصحفيني ‪ ،‬وتشكيلني ومسرحيني – (غاب هذا و يش���ارك فى املع���رض ‪ 25‬دولة عربية‬ ‫بالقاهرة ‪،‬ولقاء مع اجلالية الليبية يف مصر الس���ينمائيون جتارب وأف���اق!‪ )....‬يف جماالت وأجنبي���ة منه���ا ‪ 17‬دول���ة عربي���ة و‪ 8‬دول‬ ‫‪ ،‬وحضر عش���اء عند حسن س���فراكس‪ ،‬وقد السياس���ة واالقتص���اد والثقاف���ة والفن���ون ( أجنبي���ة ‪ ،‬و ‪ 735‬ناش���را منه���م ‪ 498‬مصريا‬ ‫زار املقري���ف رفق���ة الوف���د املراف���ق له س���وق التشكيل واملسرح ) والنش���ر‪ ،‬والرتاث الشعيب و‪ 210‬عربيا و ‪ 27‬ناشرا أجنبيا‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪)2013‬‬

‫ميادين ‪ 90‬يف القاهرة‬

‫( ‪ 25‬يناير ‪ ، )2013‬الذكرى الثانية للثورة املصرية ‪:‬‬

‫األسلوب هو ‪ :‬عنف الداخلية وميليشيات اإلخوان ‪ ،‬سيطرة رأس‬ ‫املال ‪،‬غياب العدالة االجتماعية‬ ‫ش���باب م���ن القاه���رة ه���م صحفي���ون‬ ‫وحقوقيون قاربوا الثورة وشاركوا يف صنعها‬ ‫يف املي���دان أو عرب متابعاته���م الصحفية يوما‬ ‫بي���وم ‪ ،‬يف الذك���رى الثاني���ة لثورته���م اليت‬ ‫ال ينظ���رون إليه���ا بع�ي�ن االحتفاء بق���در ما‬ ‫يراجع���ون أبرز متغرياته���ا ‪ -‬واليت مل حتقق‬ ‫بع���د م���ا خرجوا ألجل���ه ‪ : -‬حكومة العس���كر‪،‬‬ ‫االنتخابات ‪،‬حكم االخوان ‪،‬الدستور ‪،‬مذحبة‬ ‫بور سعيد ‪...‬ميادين نقلت أهم تلك املراجعات‬ ‫عن شهود احلالة ومن واقع املكان ‪.‬‬ ‫•رنا جمدي – صحفية من موقع راديو‬ ‫حرياتنا ‪:‬نطالب بالقصاص هو احلل للغط‬ ‫الذي يدور اآلن ‪!!!..‬‬

‫ان���ا أرى أن الثورة حققت أش���ياء كثرية ‪ ،‬مل‬ ‫نك���ن نتوقعه���ا أو حنل���م بها ‪ ،‬رغ���م الضريبة‬ ‫ال�ت�ي مت دفعه���ا يف أع���داد الضحاي���ا ‪ ،‬لذل���ك‬ ‫نطال���ب بالقص���اص هو احلل لللغ���ط الذى للتط���رف وتس���يد ط���رف عل���ى أخ���ر إما أن‬ ‫ي���دور اآلن ‪ ،‬ث���م ننش���غل ببن���اء وطننا بدون تق���ول ما أقول أو أقصي���ك‪ ،‬املوضوع ملخصه‬ ‫فس���اد ب���دون ح���كام فاس���دين ‪ ،‬ب���دون ظلم ‪ ،‬بعد الث���ورات النظام الفاس���د موجود وهناك‬ ‫صحي���ح أن بقاي���ا مم���ا س���بق س���نعاني منه ‪ ،‬مشاريع لالصالح ولكن يف ظل عدم االحتاد‬ ‫أن���ا أرى ان���ه علينا أن نرى املش���هد بقليل من والتوافق فهذا ما سيهدد البالد كلها ‪.‬‬ ‫التف���اؤل وبكثري من الصرب ‪ ،‬الش���عب هو من •مصطفى شعت ‪،‬مدافع عن حقوق االنسان‬ ‫س���يجعل الثورات ربيعا أو خريف الشعب هو مبركز القاهرة ‪ :‬مش���كلتنا اننا نواجه نظام‬ ‫من سيحدد املسألة ‪،‬الذكرى الثانية ستحل له مش���روعيتهُاالنتخابي���ة على عكس نظام‬ ‫وهناك حوادث حصل���ت محلت االخرين أراء املخلوع مبارك‬ ‫س���لبية ‪,‬يف اط���ار انع���دام القص���اص ولدين���ا األم���ور كان���ت أس���هل يف ‪ ،2011‬املعادل���ة ‪،‬‬ ‫االن حماكمة بور سعيد يف أحداث املذحبة أطرافه���ا كان���وا واضح�ي�ن املطال���ب كانت‬ ‫‪،‬علينا أن نويف للش���هداء حقهم القصاص هو واضح���ة ‪ ،‬مل تك���ن هناك تعقي���دات كما يف‬ ‫املش���هد احلالي ‪ ،‬ويف ظين ان هذه التعقيدات‬ ‫الردع ألي حاكم ظامل ‪.‬‬ ‫جاءت بانتخابات حرة لكنهم يس���تغلون هذه‬ ‫•حممد املنشاوي ‪..‬صحفي ‪ :‬هناك‬ ‫االنتخاب���ات ووصوهل���م للس���لطة يف تطويع‬ ‫مشاريع لإلصالح ولكن يف ظل عدم‬ ‫اجهزة الدولة ‪ ،‬والفئات الش���عبية ‪ ،‬يستغلون‬ ‫ذل���ك يف خدم���ة مش���روع س���لطوي ش���بيه‬ ‫االحتاد والتوافق فهذا ما سيهدد البالد‬ ‫باملشروع الذي ثرنا عليه من سنتني ‪،‬مشكلتنا‬ ‫كلها ‪.‬‬ ‫الذك���رى الثاني���ة حت���ل والن���اس مل تر أي انن���ا نواجه نظ���ام له مش���روعيته االنتخابية‬ ‫تغي�ي�ر من ناحية ه���ل أنا االن بعد ‪ 30‬س���نة عل���ى عكس نظ���ام املخلوع مب���ارك وكما له‬ ‫فس���اد هل بإمكاني أن اعمل واتعب وتتحسن اعرتاف وقبول دولي احنا حتولنا اىل خريف‬ ‫أوضاعي ‪ ،‬االن يقول املصري أنا فقدت شغلي الن الس���لطة اليت كان���ت ممثلة يف اجمللس‬ ‫ولس���ت ق���ادر عل���ى توفري ق���وت يوم���ي ‪ ،‬بعد العس���كري يف الفرتة االنتقالي���ة‪ -‬ولن أطيل‬ ‫عامني لس���ت قادرا على االحس���اس باألمان ‪ ،‬علي���ك ‪ -‬مل ت���در البل���د كما جي���ب أن تدار‬ ‫االن املف���روض أننا يف مناخ دميقراطي لكننا االمور ال م���ن ناحية العدالة االنتقالية ومن‬ ‫يف ظل حزب واحد حيول فهم الدميقراطية ناحية قضاي���ا أخرى طبق نفس السياس���ات‬ ‫عل���ى ه���واه ومبا جي���ذب الن���اس البس���طاء ‪ ،‬البعي���دة عن االنص���اف االجتماعي حتى من‬ ‫يف الوق���ت ال���ذي حنن في���ه كلن���ا متدينون ناحية السياس���ة اخلارجية والتبعية للغرب‬ ‫وكلنا نعرف ديننا ‪ ،‬وأنا أخاف من أن نتجزأ املالح���ظ جدا يف ش���كل املفاوض���ات الرئيس‬ ‫ونبدأ يف االنقس���ام وتغيب لغة احل���وار بيننا مرس���ي وب�ي�ن املسنش���ارين ووزراء حكومت���ه‬

‫مع صن���دوق النقد الدولي وم���ع احلكومات يناير ‪ 2011‬وسيكون مستقبـل الثورة صعب‬ ‫االجنبي���ة فيه���ا نف���س درج���ة التبعي���ة اليت جدا ؟‬ ‫ثرن���ا عليه���ا من س���نتني فات���وا حتى املش���هد •شرييهان عثمان باحثة يف مركز القاهرة‬ ‫الداخل���ي معقد جدا ظهر مش���روع س���لطوي حلقوق االنسان ‪:‬النظام السابق كان يتحدث‬ ‫تق���وده مجاعة االخ���وان مقابل ع���دم وضوح‬ ‫تام ملش���روع وطين تقوم به اح���زاب املعارضة عن نوع من أنواع احلريات بصورة مقيدة اآلن‬ ‫س���واء يس���ارية او الليبريالي���ة وق���وى الثورة أصبحت احلكومة تتحدث من منظور ديين‬ ‫الرئيسية اليت تقود مرحلة مابعد الثورة هي رؤييت للمش���هد ان���ه كان يف أم���ل بس االن‬ ‫تائه���ة كف���رت باملعارضة وكف���رت اكثر انا متش���ائمة حنن كش���باب مصري وضعنا‬ ‫بالس���لطة ‪،‬و مل حت���دد خياراته���ا ‪،‬اللحظ���ة س���قف عالي وامال كبرية يف املقابل كانت‬ ‫الثوري���ة املاضية امكاني���ة اندالعها كان هلا ردود الفعل او التطورات اليت حصلت كانت‬ ‫مقدم���ات وترتيبات وكان���ت أكرب مما يعد اقل بصورة كبرية ع���ن املتوقع مثال النظام‬ ‫ل���ه االن فيه���ا‪ ،‬االن هن���اك من يري���د اعطاء احلال���ي املتمث���ل يف االخ���وان املس���لمني مل‬ ‫حكوم���ة مرس���ي الفرصة الكامل���ة للتحقق يتغري كثريا عن نظ���ام مبارك اغلب الصور‬ ‫من مدى فش���ل مش���روعهم أو جناح���ه ‪،‬وانا ال�ت�ي ظهر فيه���ا االخ���وان املس���لمني مماثلة‬ ‫ش���خصيا اتوق���ع فش���له ‪ ،‬ومن ناحي���ة ثانية أو ب���دت أس���وأ من نظ���ام مبارك عل���ى االقل‬ ‫ناس كثرية تقول ان االحتقان الس���ائد االن النظ���ام الس���ابق كان يتح���دث ع���ن نوع من‬ ‫جي���ب أن تتوق���ف النن���ا مقبل�ي�ن عل���ى أزمة أنواع احلريات بص���ورة مقيدة االن اصبحت‬ ‫اقتصادية لن نتحم���ل تبعاتها االن ‪ ،‬املوضوع احلكومة تتحدث من منظور ديين وهذا أسوأ‬ ‫صعب بع���دا طبعا عن التهوي�ل�ات اليت تقول اذا كنت يف الس���ابق معارضا وضد احلكومة‬ ‫بأن مصر س���تفلس ! املؤكد والشيئ الالفت ‪ ،‬انت االن يف نظرهم كافر تطالب بالفس���اد‬ ‫وال���ذي حنذر من���ه اخلوف اش���د اخلوف من ونش���ر الرذيل���ة اصب���ح الضغ���ط أكرب على‬ ‫أن تتح���ول املواجهات بني ق���وى الثورة وبني منظمات اجملتمع املدني من الفرتة الس���ابقة‬ ‫السلطة احلاكمة يف اجليش اوالشرطة اىل ‪،‬االنته���اكات مازالت مس���تمرة القيود على‬ ‫مواجه���ات دموي���ة وفوضوي���ة ‪ ،‬خاصة وبعد اجملتم���ع املدن���ي مازال���ت مس���تمرة ‪ ،‬القيود‬ ‫س���نتني م���ن غ�ي�ر قصاص م���ن املؤك���د انها عل���ى االف���راد مازالت مس���تمرة البعض رأى‬ ‫س���تنتهي خنش���ى ان تكون بدايتها مع اعالن أن فك���رة وجود دس���تور جديد للثورة ش���يء‬ ‫نطق احلكم ح���ول االلرتاس‪،‬النه لو خرجت جيد ويعطي بعضا من االمل ولكن لألس���ف‬ ‫اح���كام ب���راءة او ختفيف لالعض���اء وضباط ‪ ،‬الدس���تور ال���ذي مت وضعه ال يلي���ق بالثورة‬ ‫الش���رطة سيكون املشهد مش���ابه الحداث ‪ 28‬دس���تور املب���اديء االساس���ية لفك���رة العدالة‬


‫‪09‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪)2013‬‬

‫ميادين ‪ 90‬يف القاهرة‬

‫‪‎‬رنا جمدي‬

‫‪‎‬حممد املنشاوي‬

‫‪‎‬أمرية جرب‬

‫واملواطنة غري موج���ود فيه ‪.‬يتجاهل االثنيات يس���مي ذلك احتف���ال اال اجلماع���ات املنتمية‬ ‫مث�ل�ا ؟ ال يتحدث ع���ن القوان�ي�ن واملعاهدات الخوان بيعتربوا كل شيء انتهى ‪ ،‬وهذا مامل‬ ‫الدولية كمص���ادر ‪ ،‬س���يطرة الرئيس زادت ولن حيصل يف الذكرى الثانية ‪.‬‬ ‫حتى االن حنن ال نعرف انه الرئيس الشرعي •أمرية جرب ‪ -‬جملة السياسي مؤسسة‬ ‫واملمث���ل فعال ؟؟ ن���رى ذل���ك يف التصرحيات املصري اليوم ‪:‬األسلوب هو هو !!!‪ :‬عنف‬ ‫ال�ت�ي تص���در ‪ ،‬كنا حنارب جه���ة واحدة االن‬ ‫علينا أن حن���ارب جبهات خمتلفة وضعنا يف الداخلية وميليشيات االخوان ‪ ،‬سيطرة‬ ‫رأس املال ‪،‬غياب العدالة االجتماعية!!!‬ ‫مواقف صعبة ؟‬ ‫احنا ش���ايفني إن الثورة فش���لت احنا استبدلنا‬ ‫•نيفني مهران باحثة حقوقية ‪:‬احلركات‬ ‫نظ���ام قمعي مشول���ي بنظام قمع���ي مشولي‬ ‫اليت مازالت بالشارع ال تعترب انه يوم ‪25‬‬ ‫اخر ومعها فاش���ية دينية أس���وء ‪ ،‬غس���يل املخ‬ ‫يناير ‪ 2013‬يوم احتفالي هي تراه يوم‬ ‫للن���اس ‪،‬اصبح أكثر ألنه يقدم باس���م الدين‬ ‫وفي���ه اس���تقطاب جمتمع���ي اكث���ر املس���ألة‬ ‫نضالي‪.‬‬ ‫ان���ا ال اعتق���د م���ن اجلبه���ة الدميقراطي���ة ليست جمرد ش���لة مستحوذة على رأس املال‬ ‫واجلبه���ة الثوري���ة اي���ا كان املس���مى ال���ذي والس���لطة السياس���ية املس���ألة تش���عبت وفيه‬ ‫سنس���تخدمه يف وص���ف احل���ركات ال�ت�ي اس���تقطاب جمتمعي ماب�ي�ن املس���لم والكافر‬ ‫مازالت بالشارع ال تعترب انه يوم ‪ 25‬يناير يوم وامللح���د والليبريال���ي والعلمان���ي أصبح���ت‬ ‫احتف���ال هي تراه يوم نضالي مثل كل االيام ش���تيمة طبع���ا ه���ذه مش���كلة كب�ي�رة ‪،‬االن‬ ‫االخرى اليت ن���زل فيها املصري�ي�ن للمطالبة املس���ألة ليس���ت توجي���ه اتهام لالخ���وان حتى‬ ‫حبقوقه���م النهم ي���رون أن النظام احلالي مل مذحب���ة بورس���عيد حصلت يف عهد العس���كر‬ ‫يتط���رق اىل أي م���ن احلقوق ال�ت�ي طالب بها املش���كلة يف اس���لوب التعام���ل م���ع املش���اكل‬ ‫املصري���ون فبالتالي اعتقد أن الس���لطة دائما اليومي���ة للن���اس ظ���ل ه���و ه���و م���ن مب���ارك‬ ‫حت���اول أن ترس���م صورة ‪ 25‬يناي���ر ألنه يوم للمجل���س العس���كري لالخوان اس���لوب عنف‬ ‫احتفال وهذا جزء من عملية اختطاف الثورة الداخلي���ة االس���لوب كما ه���و مام���ن عدالة‬ ‫هذا الش���يء حدث الس���نة املاضي���ة عندما قام اجتماعية س���يطرة رأس املال ‪ ،‬الناس حتمل‬ ‫اجمللس العسكري بإطالق اسم احتفاالت ‪ 25‬مش���اكل كث�ي�رة الدس���تور مل يع�ب�ر عنها ‪،‬‬ ‫يناير على أساس أن الثورة اكتملت واملطالب الناس ترى اهل الثقة هم من يتعني وليس���وا‬ ‫حتققت انس���وا ال���ذي حدث واحتفل���وا ‪ ،‬وهذا أهل اخلربة او الكفاءة هناك اس���تخدام عنف‬ ‫أمر ش���ديد اخلط���ورة ألن الث���ورة مل تكتمل يف الش���ارع م���ا يس���مى ميليش���يات االخ���وان ‪،‬‬ ‫اذا قمن���ا بتصنيفه���ا كث���ورة فه���ي انتفاضة الن���اس تعرف ان رج���ال االعمال بتوع مبارك‬ ‫اوىل غالبا عدة انتفاضات ستأتي يف املستقبل بيتش���اركوا وبيتصاحلوا م���ع االخوان نفس‬ ‫حبكم أنه مامن ش���يء تغري على أرض الواقع الش���يء ‪...‬االزمة لن تنته���ي والناس مكبوته ‪،‬‬ ‫ال أعتقد أن أحدا ممن س���ينزل يوم ‪ 25‬يناير ستنفجر اليوم أو غدا أو بعد الغد ‪.‬‬

‫‪‎‬حازم مصطفى‬

‫‪‎‬وائل علي‬

‫•وائل علي – صحفي خمتص بالتغطية‬ ‫للمجتمع املدني ‪ :‬اإلخوان وهم الذين‬ ‫على مدار أعوام كثرية كانوا يعانون من‬ ‫املالحقات واهلواتف املراقبة طوال ‪24‬‬ ‫ساعة اآلن هم يعيدون الكرة ووضع احلريات‬ ‫يأخذ منحى أسوأ ‪!!..‬‬

‫الث���ورات ليس هلا موع���د حمدد تقوم فيه ‪ ،‬ما‬ ‫حصل يف ‪ 25‬يناير ليست بثورة هي انتفاضة‬ ‫مصري���ة مل تس���تكمل كث���ورة بع���د ‪ ،‬ش���عار‬ ‫الثورة عي���ش كرامة حري���ة‪ ،‬مل يتحقق اي‬ ‫من اه���داف تل���ك االنتفاضة بل هن���اك ازمة‬ ‫تتعلق بالعيش واخلبز لالالف الذين خرجوا‬ ‫للمطالب���ة باحلري���ة ومن���ذ يوم�ي�ن اص���در‬ ‫مرك���ز حقوق���ي تقرير عن وض���ع احلريات‬ ‫وحري���ة الصحفيني واوض���اع االعالم مبصر‬ ‫ولالس���ف كان بال���غ الس���وء فيم���ا يتعل���ق‬ ‫باالدارة اليت تقود الب�ل�اد االن التقرير ذكر‬ ‫مب���ا معن���اه ان ‪ 24‬مالحقة ض���د الصحفيني‬ ‫خ�ل�ال ‪ 200‬ي���وم اقامه���ا الرئي���س مرس���ي‬ ‫وأعوانه التهمة كانت اهانة الرئيس واالربع‬ ‫قضاي���ا على مدار ثالثني عام يف حكم مبارك‬ ‫مقارنة حبكم الس���ادات وعبدالناصر وجنيب‬ ‫ال�ت�ي مل تش���هد اي���ة مالحق���ات!! ام���ا ف���اروق‬ ‫كانت س���بع مالحق���ات على م���دار ‪ 12‬عاما‬ ‫وه���ي تهم���ة ال���ذات امللكي���ة االن الصحفيني‬ ‫املصري�ي�ن توج���ه هلم تهم���ة ق���ذف الرئيس‬ ‫واكث���ر م���ن ‪ 200‬قضي���ة خ�ل�ال ‪ 200‬ي���وم‬ ‫فم���ا بالك لو صم���ت االعالم ‪ ،‬االخ���وان وهم‬ ‫الذين على مدار اعوام كثرية كانوا يعانون‬ ‫م���ن املالحقات واهلوات���ف املالحقة طوال ‪24‬‬ ‫س���اعة االن هم يعيدون الكرة وضع احلريات‬ ‫يأخذ منحى اس���وء عندما يتعلق االمر بلقمة‬

‫‪‎‬مصطفى شعت‬

‫العي���ش واالوض���اع االقتصادي���ة للمواط���ن‬ ‫العرب���ي س���يخرج ل���ن يس���كت مرة اخ���رى ‪،‬‬ ‫اعطي�ن�ي اخلبز وال اريد احلري���ة ‪ ،‬ولكن االن‬ ‫تاخذ احلرية وتاخذ اخلبز أنا ميت ميت ‪.‬‬

‫•حازم مالح – صحفي جبريدة البديل‬ ‫‪.‬هناك مطالب مل تتحقق وهي مطالب‬ ‫الثورة وليست مطالب فئوية!!!‬

‫كان عندن���ا حل���م مل���ا قمن���ا بث���ورة م���ن اجل‬ ‫القضاء على الديكتاتورية ومن اجل حماربة‬ ‫الفساد الذي استش���رى يف اجملتمع ‪...‬البطالة‬ ‫ايضا ‪ ،‬خرجنا من أجل مباديء نريد حتقيقها‬ ‫العدال���ة منه���ا ‪ ،‬ولكن حصلت الث���ورة وانهينا‬ ‫النظ���ام ونادين���ا ب���أن تس���تعيد مص���ر دورها‬ ‫االقليم���ي ولكن حتى االن هن���اك مطالب مل‬ ‫تتحقق وهي مطالب الثورة وليس���ت مطالب‬ ‫فئوي���ة ‪ ،‬حت���ى االن الع���دل مل يطب���ق ‪ ،‬مل‬ ‫حياكم قتلة الش���هداء وعل���ى العكس هناك‬ ‫الكث�ي�ر م���ن املش���اكل حت���دث واىل االن ال‬ ‫حماس���بات ‪...‬شهداء بور س���عيد شهداء الثورة‬ ‫الذين ضحوا ؟ من قتل الشهداء؟ وحماكمة‬ ‫الرئي���س املخل���وع جي���ب أن تع���اد م���ن جديد‬ ‫‪..‬كل ماذكرت���ه من مؤش���رات ينبغي اعادة‬ ‫النظ���ر في���ه وه���و مايت���م االن ش���عبيا نتمنى‬ ‫ان الس���لطة احلاكم���ة االن أن تليب مطالب‬ ‫الش���عب املص���ري ال���ذي اختاره���ا د‪.‬مرس���ي‬ ‫جي���ب أن يطب���ق اه���داف الثورة ويس���اهم يف‬ ‫تقدي���م طفرة او خطة جدي���دة النقاذ البالد‪،‬‬ ‫االخ���وان املس���لمني يعيدون نفس الس���يناريو‬ ‫مبارك ق���ال أن���ا أو الفوضى ؟ ه���م خيرجون‬ ‫يف مؤمتراته���م الصحفي���ة لتخويف الش���عب‬ ‫املص���ري ‪ ،‬واحلقيقة ان بعض من الناس غري‬ ‫راضية على ادائهم ومن حقهم اخلروج بدون‬ ‫اي ختوفات ‪،‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪)2013‬‬

‫قافلة اجلسد الواحد هل وصلت إىل مستحقيها ‪..‬؟؟‬

‫سبها ‪ -‬عائشة صوكو‬

‫•األستاذ أدم أمحد دازي ‪ -‬رئيس اجمللس احمللي‬ ‫سبها ‪ :‬هناك سيارات رأيتها ومل تصل اىل احلى‬ ‫طبع���اً باعتبار هذه القافلة إغاثة وأش���رفت على‬ ‫قدومه���ا وتنظمه���ا مؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ى‬ ‫ومنظم���ات واحتادات من الش���مال م���ن طرابلس‬ ‫وضواحيها بعد قدومها اىل منطقة س���بها كانت‬ ‫مديري���ة األمن س���بها ف���ى اس���تقباهلا باعتبارها‬ ‫جه���ة أمني���ة مس���ؤولة وحت���ى الس���يارات الت���ى‬ ‫قدم���ت مت إيقافه���ا ف���ى مديري���ة األم���ن وحنن‬ ‫بدورن���ا ش���اركنا فى عملي���ة االس���تقبال وقمنا‬ ‫بتوف�ي�ر أماك���ن الضياف���ة للعناص���ر املرافق���ة‬ ‫فكان وقت وصوهلم الس���اعة العاش���رة ليال ‪،‬ويف‬ ‫الي���وم التالي حضروا إىل ح���ى الطيورى وكان‬ ‫معه���م ش���احنتني أو بالعامية(بطاح�ي�ن) وأيضا‬ ‫كان���ت هن���اك عناصر طبي���ة او الطاق���م الطيب‬ ‫من ع���دة ختصصات وقد طلبوا منا جتهيز مكان‬ ‫بالتنس���يق مع عي���ادة حي الطيورى ونس���قنا مع‬ ‫االطباء على كيفية استقبال املرضى ويف نفس‬ ‫اليوم طلبوا منا تفريغ الشاحنتني وكانت هناك‬ ‫اس�ت�راحة مؤمنة فى املنطقة العس���كرية وكان‬ ‫املسؤولون عن عملية التسليم مؤسسات اجملتمع‬ ‫املدنى حبى الطيورى وأيضاً الشؤون االجتماعية‬ ‫باجمللس احملل���ى القاهرة وحن���ن بدورنا كلفنا‬ ‫نائب اجمللس احمللى القاهرة الس���يد عبد السالم‬ ‫حمم���د امل�ب�روك عل���ى أن يك���ون مش���رفاً معه���م‬ ‫باعتب���اره عض���و فى اجملل���س ‪،‬وكنت أن���ا مدعوا‬ ‫حلض���ور املؤمت���ر االمازيغ���ى ح���ول الدس���تور يف‬ ‫ُ‬ ‫علم���ت بأن���ه مت توزيع‬ ‫طرابل���س وبع���د عودت���ى‬ ‫إغاثة على مؤسس���ات اجملتم���ع املدنى فى احلى‬ ‫وكل مؤسس���ة قامت بتوزيع االغاثة على األسر‬ ‫احملتاجة ‪.‬‬ ‫وكان���ت اإلغاث���ة الت���ى اس���تلموها عب���ارة ع���ن‬ ‫جموعة من الفرشات أو الفرش املستعمل وأيضاً‬ ‫املالب���س املس���تعملة ف���ى الش���احنة الواح���دة أما‬ ‫الش���احنة األخرى فكانت حتت���وي على صناديق‬ ‫مالب���س جدي���دة وبطاط�ي�ن جدي���دة وحقائ���ب‬ ‫مدرس���ية وكذل���ك احت���وت عل���ى بع���ض املواد‬ ‫التمويني���ة وكمية من االدوي���ة مت حتويلها اىل‬ ‫العيادة مباش���رة وبإالضافة اىل مقاعد للمعاقني‬ ‫وه���ذه هى م���ا مت تس���ليمها اىل ه���ذا احلى كما‬ ‫ان هن���اك س���يارات رأيته���ا ومل تص���ل اىل احلى‬ ‫وأيضاً حسب أقوال املس���ؤولني أمجاىل السيارات‬ ‫تصل اىل ‪ 6‬س���يارات حمملة بأن هناك س���يارات‬ ‫يف طريقهما اىل س���بها ‪ ،‬هناك نوع من الغموض‬ ‫يقولون بأن هناك س���يارات مفقودة بني مديرية‬ ‫االمن واجمللس احمللى سبها ‪.....‬‬

‫س�َّي�رَّ ائتالف الناش���طني لقضايا العمل اإلنس���اني والتنموي قافلة مس���اعدات إىل مدينة س���بها مقدمة إىل أهالي‬ ‫منطقة حي الكرامة ‪ 10‬يناير ‪ 2013‬حتت اس���م “ قافلة مس���اعدات اجلس���د الواحد “وكان يف اس���تقبال القافلة‬ ‫لدى وصوهلا للمدينة رؤس���اء وأعضاء مؤسس���ات اجملتمع املدني واجمللس احمللي ومشلت القافلة مساعدات إغاثة‬ ‫“ ‪ “ 5‬ش���احنات كب�ي�رة إىل جان���ب فريق طيب م���ن “ ‪ “ 11‬طبيب���ا يف خمتلف التخصصات و‪ 70‬ش���خص منهم‬ ‫اإلعالميون و ناشطون من مؤسسات اجملتمع املدني ‪،‬ولكن هذه القافلة مت التكولس عليها حبسب أقوال مؤسسات‬ ‫اجملتم���ع املدن���ي باحلي الطيوري وأثريت العديد من التس���اؤالت حول الغرض من تس���يري ه���ذه القافلة وكيف‬ ‫اختفت وهل الغرض منها دعاية لتلك املؤسسات التى نظمت القافلة وهل منطقة كامبو الطيورى ستظل تعيش‬ ‫عل���ى العطاءات والصدقات من الش���مال ‪..‬؟؟! وملاذا ه���ذا التهميش من احلكومة واالس���تخفاف بهؤالء (األقليات )‬ ‫سكان كامبو الطيوري ‪..‬؟؟ ‪،‬‬

‫•األستاذة مسرية احلداد ‪ -‬رئيسة الشؤون‬ ‫االجتماعية سبها ‪:‬‬ ‫الربنامج مت االعداد هلا عقب زيارة وكيلة‬ ‫الوزارة الشؤون االجتماعية األستاذة فوزية‬ ‫سيالة‬ ‫على حس���ب ما علمنا بان هناك قافلة مسرية اىل‬ ‫منطقة كامبو الطيوري من ائتالف مؤسس���ات‬ ‫اجملتمع املدني من املنطق���ة الغربية ‪،‬كنت على‬ ‫علم مسبق و باتصال مع الدكتورة مسرية الفر‬ ‫جاني ‪ ،‬وهي املنسقة اإلعالمية هلذه القافلة منذ‬ ‫بداية خروج القافلة من مدينة طرابلس ‪.‬‬ ‫وهذا الربنامج مت االعداد هلا عقب زيارة وكيلة‬ ‫ال���وزارة الش���ؤون االجتماعي���ة األس���تاذة فوزية‬ ‫س���يالة يف ‪ 8‬م���ن ديس���مرب ‪ 2012‬ملش���اركة‬ ‫االحتف���ال بالي���وم العامل���ي ملناهض���ة العنف ضد‬ ‫امل���رأة ‪،‬و بعد تل���ك الوقفة تطرقن���ا اىل احلديث‬ ‫ع���ن االوضاع ف���ى املنطقة وكان���ت معنا يف تلك‬ ‫اللحظ���ة مدي���رة الش���ؤون االجتماعي���ة ملنطقة‬ ‫القاه���رة (كامب���و الطيوري ) األس���تاذة الزهراء‬ ‫ُ‬ ‫حي���ث آثرت ب���أن تب���دأ الوكيلة‬ ‫أمح���د ال���رازي‬ ‫الزي���ارة امليدانية من تل���ك املنطقة ‪ ،‬وفعال قامت‬ ‫الوكيل���ة بزي���ارة لتك املنطق���ة والتقت بأعضاء‬ ‫املنطق���ة و اعيانه���ا وقد مت مناقش���ة العديد من‬ ‫االم���ور واملواضي���ع واملش���اكل التى تعان���ي منها‬ ‫املنطق���ة ومت التوثي���ق والتصوي���ر ‪،‬وق���د عمل���ت‬ ‫املنظم���ات واهليئ���ات بأعداد ه���ذه القافلة ملنطقة‬

‫كامبو الطيورى وهذا ما ابلغتنى بها الدكتورة‬ ‫مسرية الفر جانى ‪.‬‬ ‫وبالنسبة للقافلة ال وجود لتسليم واستالم بني‬ ‫أعضاء القافلة والشؤون االجتماعية سبها وكل‬ ‫ما عملناه هو تأمني الس���كن للعنصر النسائى يف‬ ‫فندق ف���زان ‪،‬وأم���ا الرجال فتم تقس���يمهم على‬ ‫ثالثة أماكن وهي زاوية أوالد بوس���يف وزاوية‬ ‫القرض���ة ومزرعة مس���عود عبد احلفيظ س���ابقاً‬ ‫واتفقنا مع اجمللس احمللى س���بها بتوفري االقامة‬ ‫واإلعاشة ألعضاء القافلة فقط ال غري ذلك ‪.‬‬ ‫كلم��ة الدكت��ور حس�ين مرج�ين ‪ -‬رئي��س‬ ‫• ‬ ‫ائتالف الناش��طني لقضايا العمل اإلنساني والتنموي‬ ‫قبل اختفاء القافلة ‪:‬‬ ‫يف إجياد رؤية موحدة فيما يتعلق باالس���تحقاق‬ ‫الق���ادم ب���ـ " إع���داد الدس���تور" وعق���د مؤمت���ر يف‬ ‫طرابلس االيام القادمة‬ ‫أن االئت�ل�اف بالتع���اون م���ع بع���ض مؤسس���ات‬ ‫اجملتم���ع املدني واحتاد الصناعات الليبية وبعض‬ ‫الق���وى الوطني���ة س���اهم يف تس���يري قافل���ة ه���ذه‬ ‫املس���اعدات و أن الربامج التوعوية هي من ضمن‬ ‫االهتمام���ات اليت يركز عليها املنظمون للقافلة‬ ‫وه���و اس���تهداف أه���ل اجلن���وب م���ن خ�ل�ال عقد‬ ‫اللق���اءات م���ع نظرائهم م���ن مؤسس���ات اجملتمع‬ ‫املدن���ي للتباح���ث يف إجي���اد رؤي���ة موح���دة فيما‬ ‫يتعل���ق باالس���تحقاق القادم بـ " إعداد الدس���تور"‬ ‫وعقد مؤمت���ر يف طرابلس االي���ام القادمة ورفع‬

‫التوصي���ات للمؤمت���ر الوطن���ى الع���ام ويؤخذ فى‬ ‫االعتبار من قبل جلنة أعداد الدستور‪!.......‬‬ ‫األستاذ أيوب الزروق أيوب ‪ -‬رئيس‬ ‫• ‬ ‫اجمللس احمللى سبها ‪ :‬وعلمنا بدخول القافلة اىل‬ ‫املنطقة ولكن تفاجأنا بعد يومني من اختفاء‬ ‫القافلة‬ ‫اجملل���س احملل���ى س���بها ب���رى كل ال�ب�راءة م���ن‬ ‫األقاويل واإلش���اعات اليت تنسب إليه من اختفاء‬ ‫قافل���ة اجلس���د الواح���د ‪،‬فه���ذه القافل���ة عمل���ت‬ ‫بالتنس���يق مع مؤسس���ات اجملتم���ع املدنى فنحن‬ ‫دورنا كان حمدداً وهو توفري االقامة واإلعاشة‬ ‫ألعضاء القافل���ة ُ‬ ‫حيث تفاجأنا بأع���داد املرافقني‬ ‫للقافلة ويصل اىل ‪ 81‬شخص وحترك اجمللس‬ ‫احمللى س���بها إليواء العنصر النس���ائى فى فندق‬ ‫ف���زان وأما العنص���ر الرجاىل فرتكنا ملؤسس���ات‬ ‫اجملتم���ع املدن���ى تق���وم بدوره���ا لتوف�ي�ر حم���ل‬ ‫االقام���ة و قمن���ا بتغطي���ة مصاري���ف االعاش���ة‬ ‫هلم خالل امل���دة التى اقاموه���ا يف البالد والقافلة‬ ‫عندم���ا وصلت حطت رحاهل���ا يف مديرية األمن‬ ‫س���بها ومت توزيع اإلغاثة من مديرية األمن اىل‬ ‫منطقة كامبو الطيوري وعلمنا بدخول القافلة‬ ‫اىل املنطق���ة ولكن تفاجأنا بعد يومني من اختفاء‬ ‫القافل���ة وق���د حضر ش���خص وأمس���ه الدكتور‬ ‫ُ‬ ‫حي���ث يقول بأن‬ ‫عب���د اهلل الش���ريف اىل اجمللس‬ ‫هناك س���يارتني نوع (كنرت ) قد دخلت املنطقة‬ ‫وخرجت منها وتوجهت اىل جهة ال نعلمها‬


‫‪11‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪)2013‬‬

‫همه حممد أمحد‬

‫فاطمة وردكو‬

‫ووجدن���ا بع���د التح���ري أن هن���اك س���يارتني نوع‬ ‫كنرت ق���د أس���تلمها مندوبنا ف���ى اجمللس احمللى‬ ‫الس���يد عب���د القادرعبد الرمح���ن ومت تنزيل املواد‬ ‫االغاث���ة والتحف���ظ عليها ‪ ،‬و أذا كانت س���يارات‬ ‫أخرى خمتفية فنحن ال علم لنا وهناك أيضاً من‬ ‫كانوا مسؤولني عن توفري االقامة والتنسيق مع‬ ‫أعضاء القافلة ش���خص يدعي حممد البوس���يفى‬ ‫وه���و م���ن ضمن أعض���اء مؤسس���ات املدن���ى فزان‬ ‫وهل���م كل املعلومات عن هذه القافلة وكيف مت‬ ‫التنسيق معهم ‪.‬‬ ‫•عب��د الس�لام حمم��د امل�بروك ‪ -‬نائب رئي��س اجمللس‬ ‫احمللى القاهرة (كامبو الطيورى ) ‪:‬‬ ‫اكتش���فنا ايضاً ب���أن هناك قوافل أخرى س���بقت‬ ‫وأن قدم���ت كمي���ات هائلة من االغاثة والس���لع‬ ‫التمويني���ة اىل حى الطي���ورى ولكن مت التحفظ‬ ‫عليها فى مس���تودعات تابعة للشؤون االجتماعية‬ ‫وهذا االمر جد مؤسف ‪.‬‬ ‫مت اس���تقبال القافلة من ِقبل مؤسس���ات اجملتمع‬ ‫املدني أس���تقبل الضي���وف ما يق���ارب عددهم ‪80‬‬ ‫ش���خص منهم دكات���رة وصحفيني واملش���رفني‬ ‫ملدة ‪ 3‬أي���ام مابني فن���دق فزان ومزرعة مس���عود‬ ‫عبد احلفيظ وزاوية بوسيف وفى القرضة ‪،‬وفى‬ ‫الي���وم التاىل ق���ام الوفد بزي���ارة ملنطقة الطيوري‬ ‫‪،‬وكان���ت معهم س���يارتان كبريتان ن���وع ( بطاح‬ ‫) وس���يارتان ن���وع كن�ت�ر ولك���ن ما مت تس���ليمها‬ ‫اىل احل���ي عبارة ع���ن فرش مس���تعمل وبطاطني‬ ‫ومالب���س ونس���أل أين الس���لع التمويني���ة وباقى‬ ‫االغاثة ‪.‬‬ ‫فكن���ا على اتص���ال مبجلس احمللى س���بها وعلمنا‬ ‫ب���أن أعضاء القافل���ة كانوا مع اتصال وتنس���يق‬ ‫مع جملس حملى سبها وتربعوا بالشاحنتني اىل‬ ‫اجمللس احمللي س���بها وهم م���ن ابلغونا بأن هناك‬ ‫س���يارتان مت التحف���ظ عليه���ا م���ن قب���ل اجمللس‬ ‫احمللي سبها حتى يوم ‪ -1-2013 20‬فتم االتفاق‬ ‫مع اجمللس احمللى على ان يتم تسليمها اىل احلي‬ ‫بأشراف منهم ‪،‬ولكننا اكتش���فنا ايضاً بأن هناك‬ ‫قوافل أخرى س���بقت وأن قدم���ت كميات هائلة‬ ‫من االغاثة والس���لع التموينية اىل حى الطيورى‬

‫العقيد ‪ :‬ميالد أبو صاع‬

‫وق���د مت اس���تقباهلا ف���ى بوابة منطقة الش���وريف‬ ‫وبع���د وصوهل���ا اىل مدينة س���بها مت أس���تو قافها‬ ‫مبديرية االمن سبها ‪،‬و مت التنسيق مع منظمات‬ ‫اجملتم���ع املدن���ى س���بها وأعض���اء القافل���ة وقاموا‬ ‫جبول���ة داخ���ل منطق���ة كامب���و الطي���ورى ‪ ،‬وال‬ ‫أستطيع حصر أعداد الس���يارات ولكن يقارب ‪20‬‬ ‫س���يارة خمتلفة وهن���اك جلنة أمني���ة معهم من‬ ‫ضباط وأيضاً س���يارات الشرطة تابعة لألمن من‬ ‫طرابلس ‪،‬ومل حنصر أعدادهم ‪.‬‬ ‫وال خلفية لنا باختفاء الس���يارات التى مت سرقتها‬ ‫فنح���ن دورن���ا احلماي���ة لعناص���ر القافل���ة أم���ا‬ ‫الطريقة تصريف القافلة ليست لنا عالقة بها ‪.‬‬ ‫•االستاذة الزهراء أمحد الرازي ‪ -‬مديرة الشؤون‬ ‫االجتماعية القاهرة ‪ :‬صد مت فقد كانت هناك‬ ‫مخسة قافالت ومت تسليم احلى قافلتني فقط ‪.‬‬ ‫نع���م ل���دى العل���م بتس���يري القافل���ة اىل منطق���ة‬ ‫الطي���ورى من قب���ل وذلك عن طريق مؤسس���ات‬ ‫اجملتمع املدني بطرابلس وكنا على اتصال وعلم‬ ‫وتنس���يق مع الدكتورة مسرية الفر جاني ‪،‬ولكن‬ ‫هن���اك أيض���اً اتص���ال بني اجملل���س احمللى س���بها‬ ‫وأعضاء من القافلة ووزارة الش���ؤون االجتماعية‬ ‫س���بها لديها علم بوص���ول القافلة اىل س���بها وقد‬ ‫قامت بتوفري االقامة واإلعاشة للعنصر النسائى‬ ‫وتذاك���ر الس���فر أما الرج���ال قد تكل���ف اجمللس‬ ‫احمللي سبها بهم ‪.‬‬ ‫و حنن مل يكن لدينا أى تدخل أو عالقة بتس���ليم‬ ‫و اس���تالم القافل���ة وقد مت عن طريق مؤسس���ات‬ ‫اجملتمع املدنى وعندما دخلت القافلة اىل املنطقة‬ ‫كنا مع الوفد الطبى ُ‬ ‫حيث قامت جبولة ميدانية‬ ‫داخل احلى وعندما اس���تكملنا اجلولة ظهرنا اىل‬ ‫الفن���دق بصحبة االخوات املرافقات للقافلة وبعد‬ ‫ذل���ك ذهبن���ا اىل امل���كان ال���ذى مت تفري���غ القافلة‬ ‫في���ه ولكنى ص���د مت فقد كانت هناك مخس���ة‬ ‫قاف�ل�ات ومت تس���ليم احل���ى قافلت�ي�ن فقط وهى‬ ‫حمملة بالفرش والبطاطني و احلقائب املدرسية‬ ‫ومعدات طبية بس���يطة ومل نعلم من أستلم باقى‬ ‫القافل���ة او أنهم مل يأتوا أصال لتس���ليمها اىل حي‬ ‫الطيوري ‪!....‬‬

‫أيوب ميالد أيوب‬

‫ليسى الشريف‬

‫يستلمها بعد أن كشف امرهم‪.‬‬ ‫لق���د وصل���ت قافل���ة اجلس���د الواح���د اىل مدينة‬ ‫س���بها وكان���ت خمصص���ة ملنطق���ة كامب���و‬ ‫حي���ث دخل���ت اىل املنطق���ة تقريب���اً‬ ‫ُ‬ ‫الطي���ورى‬ ‫اربعة ش���احنات وم���ن مت اجتهت اىل االس�ت�راحة‬ ‫يف املنطق���ة العس���كرية إلف���راغ احلمول���ة فكانت‬ ‫ش���احنتان األوىل نص���ف الش���احنة حتتوى على‬ ‫مع���دات طبي���ة وباقي الش���احنة حتمل فراش���ات‬ ‫مس���تعملة ومتاري���س مس���تعملة وبطاط�ي�ن‬ ‫عس���كرية وأخ���ري عادية جديدة و م���ا يقارب يف‬ ‫حدود ‪ 50‬صن���دوق من مكرون���ة وزيت ومعدات‬ ‫التنظيف وش���امبو ‪،‬ويف الش���احنة اآلخري يوجد‬ ‫بها مالبس مس���تعملة وأخ���ري جديدة لألطفال‬ ‫والنس���اء ‪،‬فاس���تلمت األس���تاذة الزه���راء أمح���د‬ ‫املس���ؤولة عن الش���ؤون االجتماعية ف���ى املنطقة‬ ‫واملكلف من اجمللس احمللى القاهرة االس���تاذ عبد‬ ‫الس�ل�ام حممد وبعض مؤسس���ات اجملتمع املدنى‬ ‫حل���ى الطيورى ‪،‬وقد اس���تلموا ج���زءاً من االغاثة‬ ‫وفيم���ا بعد قاموا بتوزي���ع االغاثة على اجلمعيات‬ ‫والش���ؤون االجتماعية يف احلي وق���د أتفقنا على‬ ‫التوزي���ع يف الصب���اح اليوم التاىل ولك���ن فيما بعد‬ ‫رأى البع���ض بضرورة التوزيع ف���ى تلك اللحظة‬ ‫نظراً لبعد املسافة ذهابا وإيابا وتفادياً لسرقتها ‪.‬‬ ‫وقد مسعنا بأن هناك شاحنتني أو ثالثة حبوزة‬ ‫اجملل���س احملل���ى س���بها وق���د طل���ب م���ن اجمللس‬ ‫احملل���ى القاه���رة (حى الطي���وري ) بان يس���تلمها‬ ‫بع���د أن كش���ف امره���م وحت���ى االن ال نعلم مبا‬ ‫ح���دث بالضبط هل الزالت موجودة فى الش���ؤون‬ ‫االجتماعية سبها أو اجمللس احمللى سبها ‪.‬‬ ‫•ليسى الشريف ‪ -‬مواطنة من حى الطيوري‪ :‬مسعنا‬ ‫ومل نر شيئا وأنا مريضة ‪..‬‬ ‫مل أحصل على أى معونات او مساعدات من قافلة‬ ‫اإلغاثة ال�ت�ي وصلت إىل كامب���و الطيورى وقد‬ ‫مسعن���ا ومل نر ش���يئا وأنا مريض���ة وأمتنى رؤية‬ ‫االطباء من اخلارج‬ ‫•فاطمة ورد قوا ‪ -‬مواطنة من كامبو الطيورى ‪:‬‬ ‫البطاطني التى أحضروها قالوا انها للمحتاجني‬ ‫وأنا مل احتصل عليها لقد مت توزيعها على‬

‫هناك نوع من الغموض ‪ :‬يقولون بأن هناك سيارات مفقودة بني مديرية األمن واجمللس احمللى سبها‬ ‫من االهتمامات اليت يركز عليها املنظمون للقافلة فيما يتعلق باالستحقاق القادم بـ “ إعداد الدستور”‬ ‫اجمللس احمللى سبها برئ كل الرباءة من األقاويل واإلشاعات اليت تنسب إليه من اختفاء قافلة‪.‬‬ ‫ونسأل أين السلع التموينية وباقي اإلغاثة ‪..........‬؟ ‪.‬‬ ‫وتربعوا بالشاحنتني اىل اجمللس احمللي سبها ‪!.......‬‬ ‫ولك���ن مت التحف���ظ عليها فى مس���تودعات تابعة‬ ‫للشؤون االجتماعية وهذا االمر جد مؤسف ‪.‬‬ ‫•العقيد ميالد أبو صاع ‪ -‬مديرية األمن سبها ‪ :‬ال‬ ‫خلفية لنا باختفاء السيارات التى مت سرقتها‬ ‫حنن اس���تقبلنا القافلة كواج���ب أمنى حلمايتها‬

‫•همة حممد أمحد ‪ -‬عضو مجعية أمل الغد يف‬ ‫احلي الطيورى ‪ :‬مسعنا بأن هناك شاحنتني أو‬ ‫ثالثة حبوزة اجمللس احمللى سبها وقد طلب‬ ‫من اجمللس احمللى القاهرة (حى الطيوري ) بان‬

‫مساكن بعض االشخاص واحتفظوا بالباقى‪.‬‬ ‫البطاطني التى أحضروه���ا قالوا انها للمحتاجني‬ ‫وأن���ا مل احتص���ل عليه���ا لق���د مت توزيعه���ا عل���ى‬ ‫مس���اكن بعض االش���خاص واحتفظ���وا بالباقى‬ ‫وقالوا لنا لقد مت توزيعها ومل يتبق ش���يء ‪ ،‬كما‬

‫‪‎‬بركة حممد‬

‫ذكرونا باملس���اعدات التى حتصلنا عليها من قبل‬ ‫وه���ى أكياس مربوطة و به���ا معلبات و مكرونة‬ ‫وأرز أما اآلن أرك���ض خلف هذا امللف حلصول‬ ‫عل���ى ‪ 400‬دين���ار م���ن املس���اعدات الت���ى تقدمها‬ ‫الش���ؤون االجتماعية وقد مت ضياع ملفى حس���ب‬ ‫أقوال املسؤولني هنا وأنا ال أعرف كيف أمتم هذا‬ ‫املل���ف وكل جه���ة حتولنى اىل جه���ة أخرى وأنا‬ ‫موج���ودة يف هذا احلى أكثر من ‪ 15‬س���نة فهذه‬ ‫املنطقة أحوالنا دائما اىل سيئ ‪.‬‬ ‫بركة حممد ‪ -‬مواطن من حى الطيوري‬ ‫مل نأخذ ش���ئ من اإلغاثة أنا حمت���اج وليس لدي‬ ‫دخ���ل وال أع���رف مل���اذا ال يعطونن���ا االغاث���ة التى‬ ‫رأيناه���ا قب���ل أي���ام وأنا أت���ردد كل ي���وم لغرض‬ ‫احلص���ول عل���ى مس���اعدات فكله���م يأت���ون إلينا‬ ‫ولكن الذي يأتي لكامبو الطيورى يتفرج وخيرج‬ ‫سريعاً ‪.‬‬ ‫•مريم منصور ‪ -‬رئيسة مجعية الرسالة ‪:‬‬ ‫مؤسسات اجملتمع املدنى فزان ال أعرف ماذا‬ ‫فعلت‬ ‫قمن���ا بتوف�ي�ر أماك���ن الس���تقبال الوف���د املرافق‬ ‫لقافلة اإلغاثة بالتعاون مع الشؤون االجتماعية‬ ‫وكذل���ك اجمللس احمللى س���بها و فريق الش���باب‬ ‫العمل التطوعى ومل نتدخ���ل فيما يتعلق بتوزيع‬ ‫اإلغاث���ة‪ ،‬فق���ط قمن���ا بتوف�ي�ر أماك���ن اإلقام���ة‬ ‫واإلعاش���ة لضي���وف ‪ ،‬وكان هن���اك أيض���اً احتاد‬ ‫مؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ى ف���زان ال أع���رف ماذا‬ ‫فعلت ‪.‬‬ ‫•عائشة حس�ين ‪ -‬عضو جبمعية ركاز ‪ :‬ويتم التعامل‬ ‫م���ع احل���ى بأس���لوب مق���زز ‪,..‬وحن���ن كجمعية‬ ‫داخل احلى رفضنا اس���تالم تلك الفرشات املغربة‬ ‫فليبي���ا دولة غنية وهذه القافلة مس�ي�رة من قبل‬ ‫وزارة الش���ؤون االجتماعي���ة م���ن طرابل���س فهي‬ ‫الراعية للقافلة‬ ‫هذه القافلة تدل على الوحدة الوطنية والرتابط‬ ‫بني الش���مال واجلنوب ‪ ،‬ولكن حنن مستاءون أننا‬ ‫كمؤسس���ات اجملتم���ع املدنى يتم تس���ويق احلي‬ ‫إعالمي���ا ويأت���ون ويصورونن���ا وم���ن مت يرم���ون‬ ‫للح���ى ف���رش مس���تعمل ومالب���س مس���تعملة‬ ‫والذي���ن أت���وا إلين���ا كان���وا م���ن املس���ؤولني م���ن‬ ‫خمتلف القطاعات من بينهم الكهرباء والش���ؤون‬ ‫االجتماعي���ة والصح���ة ‪.‬ويتم التعام���ل مع احلى‬ ‫بأس���لوب مق���زز ‪,..‬وحنن كجمعي���ة داخل احلى‬ ‫رفضن���ا اس���تالم تل���ك الفرش���ات املغ�ب�رة فليبي���ا‬ ‫دول���ة غنية وهذه القافلة مس�ي�رة من قبل وزارة‬ ‫الش���ؤون االجتماعية من طرابل���س فهي الراعية‬ ‫للقافلة ‪ .‬وأما خبصوص القافلة وما رأيناه حنن‬ ‫كمؤسس���ات اجملتمع املدنى داخل حى الطيورى‬ ‫عب���ارة عن ش���احنتني و بها ح���دود ‪ 500‬بطانية‬ ‫و‪ 400‬ش���نطة مدرس���ية و‪ 20‬كرسى للمعاقني‬ ‫وأدوية طبية و مس���تاءون من عدم تسليمنا باقى‬ ‫القافلة التى بها س���لع متوينية وهذه الس���لع على‬ ‫أس���اس قادم���ة أله���اىل املنطق���ة ولبعض األس���ر‬ ‫احملتاجة فى حى الطيوري ولكنهم مل يستلموها‬ ‫ومت التكولس عليها ‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫يناير (‪4 -‬‬ ‫العدد( (‪29‬‬ ‫‪- ) 90‬‬ ‫العدد (‬ ‫السنة الثالثة ‪-‬‬ ‫فبراير ‪)2013‬‬ ‫فبراير ‪4 -‬‬ ‫‪ 29‬يناير‬ ‫‪- ) 90‬‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬

‫غريزة اللعب‬

‫عمر جهان‬ ‫[ ان االنس���ان ال يك���ون انس���انا‬ ‫إال ح�ي�ن يلعب ‪ ،‬و ال يلعب إال‬ ‫حني يكون انسانا – شيلر ]‬

‫الف���ن حقيق���ة وجودي���ة ولي���س‬ ‫جم��� ّرد واس���طة لنق���ل االف���كار‬ ‫واهلواجس ‪...‬اخل هو ذلك الش���طر‬ ‫وذلك اجلزء الذى جند فيه الوعد‬ ‫كم���ا يرى الفرنس���ى ( غ���ا دا مار‬ ‫) وه���و القائ���م عل���ى التع���ا رضات‬ ‫واملفارق���ات م���ا ب�ي�ن االحال���ة اىل‬ ‫الش���ئ واخفائه ف���ى آن ‪ ...‬فى هذه‬ ‫احلرك���ة البندولي���ة حرك���ة‬ ‫الذه���اب واالياب دومنا غاية حيث‬ ‫تتمحور حول هذه اللعبة وتتبلور‬ ‫ف���ى الوس���ط منه���ا اغل���ب الفنون‬ ‫يظل اللعب هو االساس احلقيقى‬ ‫للثقافة فى نظ���ر بعض املفكرين‬ ‫وه���و العنصر االمس���ى للفن (وان‬ ‫كان اللع���ب خالفا للفن اليدوم)‬ ‫هناك من ي���رى اللعب عند صغار‬ ‫بن���ى البش���ر او احلي���وان عم�ل�ا‬ ‫غريزيا ح���را قائما بذاته والميكن‬ ‫التنب���ؤ بنتائجه وهن���ا ك من يرى‬ ‫ّ‬ ‫حل���ل املش���كالت‬ ‫اللع���ب وس���يلة‬ ‫املتصلة بالشهوة فى حني يراه آخر‬ ‫مغامرة يغ���ازل فيها الالعب املوت‬ ‫اذ حي���اول ذلك الالع���ب ان يصل‬ ‫حبالته اجلس���مية والنفس���ية اىل‬

‫اقصى حدود الصرب واالحتمال او‬ ‫يثري داخل نفس���ه مشاعر اخلوف‬ ‫والرعب ‪.‬عن���د علماء النفس جند‬ ‫قس���ما منه���م ي���رى اللع���ب عبارة‬ ‫ع���ن انطالق���ة الارادي���ة للغرائ���ز‬ ‫احليوية اما القس���م االخ���ر فرياه‬ ‫عب���ارة ع���ن اس�ت�رخاء وظيف���ى‬ ‫الس���تهالك الطاقة الزائ���دة التى‬ ‫تعج���ز االنش���طة احليوي���ة عل���ى‬ ‫امتصاصها فيما يربط واحد مثل‬ ‫(اندريه شاس���تيل )بني ازمة الفن‬ ‫ف���ى القرن العش���رين وب�ي�ن ازمة‬ ‫عنصر اللعب فى املدينة احلديثة‬ ‫واللعب فى الفن يعنى حسب رأيه‬ ‫امري���ن ‪ /‬اوال التج��� ّرد واخليال اذ‬ ‫يعي���ش الالع���ب نوعا م���ن احللم‬ ‫ثانب���ا خيلق اللعب نوع���ا من عدم‬ ‫التحق���ق الفعل���ى واالنف�ل�ات من‬ ‫اس���ر الواقع املباش���ر ‪ .‬هك���ذا يبعث‬ ‫اللع���ب ف���ى الف���ن‬ ‫واقع���ا رمزي���ا على‬ ‫حن���و م���ن ش���أنه‬ ‫ان جيع���ل بع���ض‬ ‫العالق���ات تتخ���ذ‬ ‫بروزا ساحرا كما‬ ‫ف���ى اعم���ال كلى‬ ‫وش���اجال وروس���و‬ ‫و كا ند نيس���كى‬ ‫ف���ى‬ ‫كذل���ك‬

‫اعم���ال الدا دائيني مابني احلربني‬ ‫العامليت�ي�ن االوىل والثاني���ة ك���ذا‬ ‫اعم���ال برانكوزى وبيكاس���و ‪.‬كل‬ ‫االعم���ال الفني���ة الكب�ي�رة متتلك‬ ‫خاصي���ة اللعب واخليال وس���حر‬ ‫التأث�ي�ر ‪ .‬كت���ب دوبوفي���ه م���رة‬ ‫موضح���ا عالق���ة الف���ن باللع���ب (‬ ‫ان امل���واد العادي���ة ج���دا واص���وات‬ ‫الري���ح والغب���ار وروح االحج���ار‬ ‫كله���ا تهمنى اكثر م���ن الزهرة‬ ‫او الش���جرة ‪.‬دائما اقف عند حدود‬ ‫التخطيطات الوحشية والصغرية‬ ‫وهذه الدعوةاىل املهمل واىل قليل‬ ‫االهمي���ة ه���ى ايض���ا ذات دالل���ة‬ ‫انه���ا توج���ه االنتب���اه اىل االعمال‬ ‫التى هى الذريع���ة القصوى للفن‬ ‫املتفق مع اللع���ب ) هكذا يتمظهر‬ ‫اللعب فى الفن كما فى راقصات‬ ‫دجي���ا والعبى الورق عند س���يزان‬

‫وس�ي�رك لوتريك وآراجوز بيكاسو‬ ‫وموس���يقييه اوكم���ا ف���ى لوحات‬ ‫خ���وان جري���س ال���ذى اس���تخدم‬ ‫س���ائر ادوات اللع���ب االولي���ه مثل‬ ‫الش���طرنج ‪...‬اخل كذلك يتمظهر‬ ‫اللع���ب خاص���ة ف���ى موضوع���ات‬ ‫الرق���ص والف���رح باحلي���اة عن���د‬ ‫س���وريو وغريه من الفنانني الذين‬ ‫استلهموا انواع الرياضات املختلفة‬ ‫لك���ن عالقة الف���ن باللعب التقف‬ ‫عن���د ه���ذا التمظهر ب���ل تصل اىل‬ ‫نقطة ابع���د واعمق حينما تتخلل‬ ‫بني���ة املنه���ج ومس���ات االس���لوب‬ ‫اخل���اص للفن���ان‪ .‬هن���اك تناظ���ر‬ ‫اذن ‪ ،‬ماب�ي�ن الف���ن واللع���ب مم���ا‬ ‫جيعل فك���رة ( االنس���ان الالعب )‬ ‫تتوسط فكرتى ( االنسان الصانع‬ ‫)و االنسان املفكر )‪ ،‬داخل التصور‬ ‫االنسانى الشامل ‪.‬‬


‫‪)2013‬يوليو ‪)2012‬‬ ‫فبرايريونيو‪/‬‬ ‫‪ 26‬ـ ‪-2‬‬ ‫‪59- 29‬‬ ‫العدد‬ ‫يناير (‪4 -‬‬ ‫الثانية‪( -‬‬ ‫السنة ‪) 90‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‬

‫‪13‬‬

‫أول وآخر رحلة صيد يف حياتي ‪!!..‬‬

‫ناجي احلربي‬ ‫اش���تهرت قري�ت�ي " مس���ه " مبجموع���ات صي���د م���ن‬ ‫ن���وع خاص ‪ ،‬وه���و صيد " الدل���دل " وال���ذي عادة ما‬ ‫يس���مى ب���ـ" صيد اللي���ل" املغطى جس���ده حبزمة من‬ ‫األش���واك الذي يطلق عليه شعبياً " شيص" ‪ ،‬وكان‬ ‫من مس���تلزمات عملي���ة الصيد ه���ذه "منهرة " وهي‬ ‫عص���ا غليظة قص�ي�رة تنتهي ب���رأس مدبب ويتفنن‬ ‫الصي���ادون يف زخرفتها ويفض���ل أن تكون مصنوعة‬ ‫من شجر الزيتون ‪..‬‬ ‫رمبا ش���هرة قري�ت�ي بالصيد كانت قدمي���ة منذ ما‬ ‫قب���ل امليالد ‪ ،‬فقد كانت مس���تعمرة إغريقية متثل‬ ‫احلدود الغربية ملدينة " قورينى" ومسيت " ارمتيس‬ ‫" ‪ Artemis‬نس���بة إىل رب���ة الصي���د اإلغريقي���ة‬ ‫واملعروفة عند الرومان باسم "ديانا" ‪ ، Diana‬حيث‬ ‫صوره���ا اإلغري���ق متمنطقة جبعبة الس���هام ‪ ،‬فيما‬ ‫يرم���ز إىل حرفة الصيد ‪ ،‬عالوة على أنها تعد توأم "‬ ‫أبوللو" رب الش���باب والشعر واملوسيقا عند اإلغريق ‪،‬‬ ‫ويعزى إليه أنه أوجد آلة القيثارة ؛ ويذكر التاريخ‬ ‫أن " أرمتي���س " فضل���ت العي���ش ع���ذراء عل���ى أن ال‬ ‫يدنس���ها ذك���ر ‪ ،‬واهب���ة حياتها لألدغ���ال واملراعي ‪،‬‬ ‫وع���رف عنها االنتقام ممن حي���اول حتى النظر إىل‬ ‫قوامه���ا ‪ ..‬فق���د أورد املؤرخ���ون أن " أكتاب���ون" الذي‬ ‫يصط���اد يف إحدى الغابات فوج���ئ بالربة " أرمتيس‬ ‫" وهي تس���تحم فجل���س خيتلس النظ���ر إليها ‪ ،‬فما‬ ‫كان م���ن الربة إ ّ‬ ‫ال أن جعلت كالبه تنهش حلمه ‪..‬‬

‫وهكذا أصبحت " أرمتيس" حامية للش���رف العذري‬ ‫‪ ،‬بل كانت تعاون النس���اء ساعة الوضع ‪ ،‬إذ قيل أنها‬ ‫س���اعدت أخاها " أبوللو" رغم أنها ولدت قبله بدقائق‬ ‫‪ ،‬وارتبط اس���م " أرمتيس" بالقمر مثلما ارتباط اسم‬ ‫أخيها بالشمس ‪..‬‬ ‫عل���ى كل ح���ال ‪ ..‬ال ميك���ن لن���ا تصدي���ق أس���اطري‬ ‫اإلغري���ق حول تأس���يس مدنه���م ومس���تعمراتهم ‪..‬‬ ‫إذ ي�ت�راءى لن���ا أنه���ا صيغت عق���ب االس���تيالء على‬ ‫األماكن اإلسرتاتيجية إلقامة مستوطناتهم عليها‬ ‫‪ ،‬متاماً كما نس���جوا قصة تأس���يس قورينى ‪ ..‬ولعل‬ ‫ذلك يع���ود إىل إجياد التربي���رات املرتبطة بالنواحي‬ ‫الدينية إلقناع اآلخر بشرعية االستعمار ‪..‬‬ ‫امله���م ‪ ..‬أعود إىل مغامرة الصي���د اليت خضتها رفقة‬ ‫خرباء الصيد مكرهاً ال بطل ‪ ..‬حيث كان الصيادون‬ ‫خيت���ارون الليال���ي املظلمة وال حيب���ذون الصيد يف‬ ‫الليال���ي املقم���رة ‪ ..‬وكلفت يف ه���ذه الرحلة بالبقاء‬ ‫أم���ام " قط���رة الصي���د" أي مس���كنه ‪ ..‬وش���دّد رئيس‬ ‫اجملموعة حبزم���ة من التحذي���رات والنصائح فيما‬ ‫كان���ت س���بابته ت���كاد تالم���س أنف���ي‪ ،‬كاليقظ���ة‬ ‫والتوقيت الس���ليم وعدم ال���كالم ‪ ..‬وأن أقوم بضرب‬ ‫ش���اة الصي���د قبل دخوهل���ا لبيته���ا عندما تلج���أ إليه‬ ‫إثر مط���اردة الكلب هلا ‪ ..‬كان الكل���ب مدربا تدريبا‬ ‫راقي���اً ‪ ..‬ويب���دو أنين تأخرت بعض الش���يء يف ضرب‬ ‫الش���اة ‪ ..‬وعندما حض���ر بقية أف���راد الصيد لذحبها‬

‫وج���دوا الكل���ب ق���د خ��� ّر صريع���اً وأن ش���اة الصي���د‬ ‫دخل���ت بيتها بأمن وس�ل�ام ‪ ..‬كان���ت ليلة مزدمحة‬ ‫بكلم���ات التوبي���خ والتقري���ع ‪ ..‬ع���دت إىل بييت أجر‬ ‫أذيال اخليبة عدا التع���ب وتقلص عضالتي وبعض‬ ‫الكدمات اليت أس���الت دمي جراء ارتطامي باألحجار‬ ‫وأغص���ان األش���جار ‪ ..‬كان���ت ه���ذه أول وآخر رحلة‬ ‫صيد يف حياتي ‪..‬‬ ‫وع���ودة م���رة أخرى إىل قري�ت�ي " مس���ه" اليت أخذت‬ ‫امسها من الربة اإلغريقية " أرمتيس" وح ّرف امسها‬ ‫إىل أن أصبح���ت تع���رف اآلن بـ" مس���ه" فه���ي قرية‬ ‫الش���باب و الش���عراء واملوس���يقا ‪ ،‬وإىل وقتنا احلاضر‬ ‫ه���ي رمز للكم���ال واجلمال الع���ذري ولعلها متيزت‬ ‫بذل���ك ‪ ،‬وإىل يومنا هذا تكثر بها الفرق اليت حترتف‬ ‫صي���د الليل ‪ ،‬إىل جان���ب أن أبناء القري���ة كثرياً ما‬ ‫يتش���اجرون مع الغرباء الذين حياولون معاكس���ة‬ ‫فتي���ات ونس���اء القري���ة ‪ ،‬ورمبا ي���ؤول مصريهم إىل‬ ‫مصري ذلك الصياد املدعو " أكتابون" ‪..‬‬ ‫إىل جانب كل هذا فإن قرية مسه تزخر بالقابالت‬ ‫الالئي يس���اعدن النساء يف عمليات الوضع ‪ ..‬أما أهم‬ ‫م���ا مييزها عن غريها من امل���دن والقرى فإن لياليها‬ ‫املقم���رة هلا س���حرها اخل���اص الذي يس���لب األلباب‬ ‫‪..‬كما كان يرتبط اسم " أرمتيس" بالقمر ‪!!..‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪)2013‬‬

‫جمرد شكلية ؟‬ ‫كيف السبيل إىل مصارف إسالمية ليست َّ‬

‫عبدالرمحن هابيل‬

‫إن االقتص���ار عل���ى الدواف���ع السياس���ية‬ ‫والتجاري���ة ه���و ال���ذي أوق���ع املص���ارف‬ ‫اإلس�ل�امية يف أزمتها األخالقية والشرعية‬ ‫ال�ت�ي مير بها معظمها يف مجيع أحناء العامل‬ ‫حالي���اً ‪ ،‬واليت أدت به���ا ‪ ،‬وإن جنحت جتارياً ‪،‬‬ ‫إىل عدم جناحها يف أداء رس���التها اليت كان‬ ‫من الواجب أن تنهض بها وإىل خيبة معظم‬ ‫اآلم���ال اليت كان���ت معقودة عليه���ا ‪ ،‬ما دام‬ ‫الناظ���ر إليها ال يرى فرقاً كبرياً بينها وبني‬ ‫املص���ارف التجاري���ة التقليدية يف التكس���ب‬ ‫م���ن النزع���ات االس���تهالكية والع���زوف‬ ‫ع���ن تش���جيع االس���تثمارات ذات اجل���دوى‬ ‫اإلنتاجي���ة‪ .‬ب���ل إن املص���ارف اإلس�ل�امية قد‬ ‫أصبحت أقل شفافية من املصارف التقليدية‬ ‫‪ ،‬ألن هذه األخرية تفعل ما تقول إذ ال تسعى‬ ‫إال إىل الربح ‪ ،‬أما املصارف اإلسالمية ‪ ،‬كما‬ ‫س���نرى ‪ ،‬فقد تردَّت يف وه���دة التحايل على‬ ‫الشريعة‪.‬‬ ‫إن اجلدير باملصارف اإلس�ل�امية أن تؤسس‬ ‫على رؤية ماكرو اقتصادية ‪ ،‬ال على مآرب‬ ‫سياس���ية انتهازي���ة أو جتاري���ة اس���تغاللية ‪,‬‬ ‫واألوىل به���ا أن تك���ون وفية لقي���م االقتصاد‬ ‫اإلس�ل�امي ال�ت�ي ترتف���ع ع���ن تغذي���ة نه���م‬ ‫االس���تهالك وتتح���رى تش���جيع االس���تثمار‬ ‫واإلنتاج ‪.‬‬ ‫ومتى قام���ت املصارف اإلس�ل�امية على هذا‬ ‫األس���اس املاكرو اقتصادي بصفة رئيس���ية‬ ‫فل���ن يضريها بعده���ا أن تصاحب تأسيس���ها‬ ‫دوافع سياس���ية ‪ ،‬إذ ال غضاضة يف املمارس���ة‬ ‫السياس���ية يف ح���د ذاته���ا ‪ ،‬م���ا دام���ت باملعنى‬ ‫النبيل للسياس���ة ‪ ،‬أي عندم���ا ال تكون للرياء‬ ‫عل���ى حس���اب الص���احل الع���ام ‪ .‬كم���ا أن���ه ال‬ ‫غضاضة يف أن يك���ون الدافع الثانوي جتارياً‬ ‫‪ ،‬م���ا دام العم���ل التج���اري هنا أيض���اً باملعنى‬ ‫للتكسب بالدين‪.‬‬ ‫النبيل ‪ ،‬أي ليس‬ ‫ُّ‬ ‫إن املص���ارف اإلس�ل�امية املعاص���رة ‪ ،‬حت���ى‬ ‫وإن أُسس���ت على عاطفة دينية صادقة ‪ ،‬قد‬ ‫ظهرت يف عصر اكتمل فيه نش���وء املصارف‬ ‫التقليدي���ة واش���تد في���ه عوده���ا وصعب���ت‬ ‫منافس���تها ‪ ،‬فوج���دت املص���ارف اإلس�ل�امية‬ ‫نفسها ‪ ،‬مع غضاضة عودها ونقص جتربتها‬ ‫‪ ،‬تواج���ه احلض���ارة احلديث���ة يف عق���ر دارها‬ ‫وتباريها يف مضمار التمويل الذي هو عصب‬ ‫حياته���ا ‪ ،‬وهك���ذا‪ ،‬يف غي���اب رؤي���ة ماك���رو‬ ‫اقتصادية اسالمية شاملة‪ ،‬أرغمت املصارف‬ ‫اإلسالمية على تبين حلول ملفقة كان من‬

‫مبناس���بة القرار ال���ذي صدر عن املؤمتر الوطين الع���ام مبنع الفوائد املصرفية والتش���ريع املزمع إصداره يف نفس‬ ‫الصدد‪ ,‬نرى أن الفرصة قد سنحت إلعادة تشكيل النظام املصريف يف ليبيا شريطة أن تستفيد الصناعة املصرفية‬ ‫الليبية من أخطاء غريها والتقع يف نفس احملاذير اليت وقعت فيها املصارف اإلسالمية يف الدول األخرى‪.‬‬ ‫فعاد ًة ما تؤس���س املصارف اإلس�ل�امية لدوافع سياس���ية أو جتارية ‪ ،‬أي لتحقيق أجندة سياس���ية معينة أو س���عياً‬ ‫وراء مكاس���ب جتارية‪ .‬ولكن السياس���ة ما انفردت بشيء إال أفسدته ‪ ،‬والدافع السياسي ‪ ،‬وإن شابته عاطفة دينية‪،،‬‬ ‫هم هلا إال النف���ع العام‪ ،‬فإن غياب مثل ه���ذه الرؤية يفقد‬ ‫ال جي���دي إن جت���رد م���ن رؤية اجتماعي���ة‪ -‬اقتصادية ال َّ‬ ‫السياس���ة معناه���ا النبيل‪ ،‬و قد جينح بها إىل التكس���ب بالعواطف الش���عبوية‪ .‬كما أن الدافع الرئيس���ي لتأس���يس‬ ‫املص���ارف اإلس�ل�امية ال جيب أن يكون جتاري���اً ‪ ،‬وإن امتزج هو اآلخ���ر بعاطفة دينية ‪ ،‬إذ عنده���ا تنحدر املصارف‬ ‫اإلسالمية إىل هوة املتاجرة بالعواطف الدينية ‪.‬‬

‫أخطرها التحايل على الش���ريعة اإلسالمية‬ ‫نفسها ‪.‬‬ ‫إن احلدي���ث يطول ويؤس���ف لو اس���تعرضنا‬ ‫بالتفصي���ل مظاه���ر الصوري���ة واحليل���ة يف‬ ‫معامالت التمويل اإلسالمي املعاصرة ‪ ,‬مثل‬ ‫التواط���ؤ ‪ ،‬والقص���ود غ�ي�ر املعلن���ة ‪ ،‬والعقود‬ ‫املركب���ة ‪,‬وما يندرج حت���ت كل مظهر من‬ ‫هذه املظاهر من أصناف شتى من الصورية‪،‬‬ ‫حتت س���تار الوعود‪ ،‬و الوكالة‪ ،‬و الشركات‬ ‫ذات الغرض اخلاص‪ ،‬و غريها‪.‬‬ ‫ه���ذا وق���د يق���ال إن احلي���ل ال�ت�ي متارس���ها‬ ‫املص���ارف اإلس�ل�امية ه���ي "حي���ل ش���رعية"‬ ‫أي أنه���ا "خم���ارج" فني���ة للمالئم���ة ب�ي�ن‬ ‫الش���ريعة والواق���ع العمل���ي ‪ ،‬ولك���ن املخارج‬ ‫الش���رعية احلق���ة تس���تخدم فيها الوس���ائل‬ ‫املش���روعة لتحقيق أه���داف مش���روعة ‪ ،‬أما‬ ‫احلي���ل املمقوت���ة فيقص���د منه���ا االلتف���اف‬ ‫حول األحكام الش���رعية باس���تخدام وس���ائل‬ ‫مش���روعة يف ظاهره���ا لتحقي���ق أه���داف‬ ‫غري مش���روعة يف حقيقتها ‪ .‬ف�ل�ا توجد إذن‬ ‫"حيل مش���روعة" و "حيل غري مش���روعة" بل‬ ‫إن احلي���ل مجيعها غري مش���روعة وفاس���دة‬ ‫ومذمومة‪.‬‬ ‫وتوج���د يف الواق���ع يف معام�ل�ات املص���ارف‬ ‫اإلس�ل�امية بع���ض احل���االت م���ن املخ���ارج‬ ‫الشرعية املقبولة اليت تستخدم فيها وسائل‬ ‫مش���روعة لتحقي���ق أهداف مش���روعة‪ ،‬مثل‬ ‫املراحب���ة البس���يطة و االس���تصناع و اإلجارة‬ ‫البس���يطة‪ .‬ولك���ن ه���ذه احل���االت ال تش���كل‬ ‫إال ج���زءاً بس���يطاً م���ن حج���م التموي�ل�ات‬ ‫اإلسالمية وال تقوى بها املصارف اإلسالمية‬ ‫عل���ى منافس���ة املص���ارف التقليدي���ة‪ ،‬وم���ن‬ ‫ثم فإن أه���م معامالت املصارف اإلس�ل�امية‬ ‫تقوم على احليلة‪ .‬وم���ن أبرز هذه املعامالت‬ ‫التحايلي���ة "إج���ارة الع�ي�ن مل���ن باعه���ا إجارة‬ ‫منتهي���ة بالتملي���ك" ‪ ،‬حي���ث تكم���ن احليل���ة‬ ‫يف تبدي���ل حم���ل الضم���ان ‪ .‬فالع�ي�ن املؤجرة‬ ‫هن���ا ليس���ت احمل���ل احلقيق���ي للتمويل ومن‬ ‫ثم ليس���ت احمل���ل احلقيقي للضم���ان ‪ ،‬إذ أن‬ ‫الس���يولة اليت يوفرها املص���رف للعميل هي‬ ‫حمل التمويل احلقيق���ي ‪ ،‬بينما يربم العقد‬ ‫كما ل���و كان���ت الع�ي�ن املؤج���رة هي حمل‬ ‫التموي���ل والضمان ‪ .‬أما أبش���ع صور احليلة‬ ‫فهي التورق املنظ���م بال منازع ‪ .‬إذ ال تقتصر‬ ‫احليل���ة هنا عل���ى تبديل حم���ل الضمان بل‬ ‫ينعدم الضمان كلياً ‪ ،‬وإن جادل يف ذلك من‬

‫جيادل على حنو يطول شرحه ‪.‬‬ ‫لق���د دخل���ت احليل���ة فق���ه املعام�ل�ات املالية‬ ‫اإلس�ل�امية املعاص���ر م���ن بابني اثن�ي�ن ‪ ،‬هما‬ ‫متوي���ل املس���تهلك نق���داً ومتوي���ل رأس املال‬ ‫العام���ل ‪ .‬فمن هذي���ن البابني َّ‬ ‫التورق‬ ‫تس���لل ُّ‬ ‫واندس���ت إج���ارة الع�ي�ن مل���ن باعه���ا إج���ارة‬ ‫َّ‬ ‫منتهي���ة بالتملي���ك (ال�ت�ي ه���ي يف حقيقتها‬ ‫"تورق اإلجارة") ‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ولذلك ل���ن يقضى عل���ى احليل���ة يف متويل‬ ‫املس���تهلك إال بالقض���اء عل���ى الق���روض‬ ‫���رر حت���ت س���تار ااملراحبة‬ ‫النقدي���ة ال�ت�ي تمُ َّ‬ ‫ال�ت�ي ه���ي يف حقيق���ة األم���ر ت���ورق ‪ .‬ولك���ي‬ ‫تتمكن املصارف اإلس�ل�امية من ذلك فال بد‬ ‫هل���ا أن حتصر متويل املس���تهلك يف احلاجات‬ ‫واخلدم���ات العيني���ة ‪ ،‬أي متوي���ل احتياجات‬ ‫حمددة ‪ ،‬كش���راء س���يارة أو بي���ت أو متويل‬ ‫نفقات سفر مث ً‬ ‫ال‪ .‬إذ أن كثرياً من املراحبات‬ ‫اليت تق���وم بها املصارف اإلس�ل�امية تقوم يف‬ ‫حقيقته���ا عل���ى التواطؤ لغ���رض القروض‬ ‫النقدية وليس���ت لتمويل حاج���ات عينية أو‬ ‫خدمات فعلي���ة ‪ ،‬فهذا ت���ورق منظم النعقاد‬ ‫نية مجيع األطراف على أن العميل س���يبيع‬ ‫البضاعة أو الس���يارة لغ���رض احلصول على‬

‫مبل���غ نقدي مبج���رد أن يبيعها ل���ه املصرف‬ ‫‪ .‬فل���و مت ً‬ ‫فع�ل�ا حص���ر متوي���ل املس���تهلك يف‬ ‫احلاج���ات واخلدم���ات العيني���ة الجتنب���ت‬ ‫املصارف اإلس�ل�امية احليل���ة وأدت يف نفس‬ ‫الوقت رسالتها اليت غفلت عنها وهي ترشيد‬ ‫االس���تهالك وتش���جيع التوفري واالس���تثمار‬ ‫واإلنتاج ‪.‬‬ ‫وكذل���ك ل���ن يغلق ب���اب احليل���ة يف متويل‬ ‫"تورقاً‬ ‫رأس املال العامل (سواء كانت احليلة ُّ‬ ‫"تورقاً باإلجارة") إال بفتح باب‬ ‫باملراحبة" أم ُّ‬ ‫املضارب���ة اليت هي متويل إس�ل�امي أصيل ال‬ ‫ينطوي على احليلة ألنه يقوم على خماطر‬ ‫حقيقي���ة و خيتل���ف جذريا ع���ن التمويالت‬ ‫الربوية‪ ،‬ألن رب امل���ال يف املضاربة هو وحده‬ ‫الضامن لرأس املال بينما ال يتحمل املضارب‬ ‫إال مسؤولية التعدي أو التقصري أو خمالفة‬ ‫شروط عقد املضاربة‪.‬‬ ‫ولك���ن املصارف اإلس�ل�امية لن تق���وى على‬ ‫منافس���ة املصارف التقليدي���ة إذا هي َّ‬ ‫كفت‬ ‫ع���ن التموي�ل�ات النقدي���ة ع�ب�ر املراحب���ات‬ ‫وفعلت فقه املضاربة‪،‬‬ ‫واإلجارات التحايلي���ة َّ‬ ‫ألن العمالء س���ينفضون من ح���ول املصارف‬ ‫اإلس�ل�امية وس���يلجأون إىل املص���ارف‬


‫‪15‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪)2013‬‬

‫إىل من يهمه األمر‬

‫أتركوا الناس لدينهم‬

‫يوسف الشريف‬

‫التقليدية س���عياً وراء التموي�ل�ات النقدية ما دامت هذه‬ ‫املص���ارف تش���رع أبوابه���ا وتغ���ري العم�ل�اء بإش���باع نهم‬ ‫نزعاته���م االس���تهالكية ‪ .‬وكذل���ك بالنس���بة لتمويل‬ ‫رأس امل���ال العامل ‪ ،‬فإن املصارف اإلس�ل�امية لن تتمكن‬ ‫من حتم���ل خماطر املضاربة وس���تضطر لزيادة نس���بة‬ ‫أرباحها وبالتالي س���ينصرف عنها العمالء إىل املصارف‬ ‫التقليدي���ة ال�ت�ي تتقاضى فوائد أقل ألنه���ا تلزم العمالء‬ ‫بضمان القرض والفوائد وتتعرض بالتالي ملخاطر أقل‬ ‫‪ ،‬خاص���ة وأن الطالب�ي�ن لرأس املال العام���ل هم عادة من‬ ‫الشركات اليت ال يهمها االلتزام الشرعي بقدر ما تهمها‬ ‫الكلفة األقل ‪.‬‬ ‫و حت���ى ل���و منعت مجيع املص���ارف‪ ،‬إس�ل�امية كانت أم‬ ‫تقليدية‪ ،‬من تقاضي الفوائد‪ ،‬فإنها س���تجد سبال أخرى‬ ‫ألكل الفائدة مادام باب احليلة مش���رعا و يزخر بشتى‬ ‫صن���وف املنتجات الربوي���ة املزخرفة زخرفة اس�ل�امية‪،‬‬ ‫و م���ادام النظ���ام املصريف يف الب�ل�اد ال يقوم على أس���س‬ ‫ماكرو اقتصادية أهمها ترش���يد االس���تهالك و تشجيع‬ ‫االستثمار‪.‬‬ ‫وهك���ذا يتضح مأزق املص���ارف اإلس�ل�امية ‪ ،‬فهي إما أن‬ ‫تلجأ إىل احليلة وختون رس���التها الشرعية واألخالقية‪,‬‬ ‫أو تنبذ احليلة فتتعرض ملنافس���ة شرس���ة من املصارف‬ ‫واملنتج���ات التقليدي���ة ‪ .‬وكذلك يتضح س���بيل اخلروج‬ ‫م���ن امل���أزق ‪ ،‬فال س���بيل إىل مصارف إس�ل�امية ليس���ت‬ ‫جمرد ش���كلية إال بنظام مصريف إسالمي متكامل يقوم‬ ‫على ترشيد االس���تهالك و ليس على القروض النقدية‬ ‫و يه���دف إىل تش���جيع التوف�ي�ر واالس���تثمار واإلنت���اج‬ ‫باالعتماد على املضاربة الشرعية‪ ,‬أما املستهلك البسيط‬ ‫الذي ق���د يظل حمتاج���ا للتمويالت النقدية البس���يطة‬ ‫نس���بيا فق���د يس���تغين عنه���ا بفض���ل ال���زكاة والوقف و‬ ‫بفض���ل الرؤي���ة االجتماعية – االقتصادي���ة املتزنة اليت‬ ‫يتوقع أن متيز النظام االقتصادي االسالمي املتكامل‪.‬‬ ‫إن جم���رد منع املصارف من تقاضي الفوائد دون حتويل‬ ‫النظ���ام املص���ريف بأمجع���ه إىل نظ���ام مصريف إس�ل�امي‬ ‫متكامل ليس س���وى ح���ل تلفيقي تطغى في���ه العواطف‬ ‫الدينية على أحس���ن الف���روض واملآرب السياس���ية على‬ ‫أس���وأها‪ .‬فكما رأينا ‪ ،‬فإن َّ‬ ‫كف ي���د املصارف عن الفوائد‬

‫ل���ن يعين طهارة هذه اليد ألنها س���تمتد إىل ما هو أس���وأ‬ ‫م���ن الفوائد وهو احليلة اليت ليس���ت إال نفاقاً اجتماعياً ‪،‬‬ ‫واملنافقون ‪ ،‬كما نعلم ‪ ،‬يف الدرك األسفل من النار ‪ ،‬وقد‬ ‫لعن القرآن الكريم احملتالني اخلاس���ئني الذين اصطادوا‬ ‫يف الس���بت ولعن الرسول الكريم احملتالني الذين حرمت‬ ‫عليهم الشحوم فأذابوها وباعوها وأكلوا مثنها ‪.‬‬ ‫إن االلتزامات األخالقية املعروفة للمصارف اإلسالمية‬ ‫‪ ،‬مثل جتنب متويل جتارة اخلمور أو االس���تثمار يف دور‬ ‫القم���ار واللهو وغريها من احملرمات ‪ ،‬ال تكفي ألن متثل‬ ‫الص���ورة الكاملة للرس���الة األخالقية اليت يق���وم عليها‬ ‫فق���ه التموي���ل اإلس�ل�امي األصي���ل ‪ ،‬ما دام���ت املصارف‬ ‫اإلس�ل�امية غافلة عن الرتكيز على اجلذور األخالقية‬ ‫العميقة ألحكام املعامالت الشرعية و ما ينبثق عنها من‬ ‫رؤي���ة اجتماعي���ة‪ -‬اقتصادي���ة‪ ،‬و مادامت ه���ذه املصارف‬ ‫عاجزة يف غياب هذه الرؤية عن بلورة موقفها من جتنب‬ ‫االستغالل وترش���يد االس���تهالك وتوجيه اجملتمع حنو‬ ‫االس���تثمار واالنتاج ‪ ،‬وما دامت أية حماس���ن للمصارف‬ ‫اإلسالمية تضمحل جبانب مساؤى احليل ‪.‬‬ ‫إن العامل بأس���ره يئن حت���ت وطأة النظ���ام املالي العاملي‬ ‫الس���ائد ال���ذي تعص���ف ب���ه األزم���ات تباع���اً إلفراطه يف‬ ‫اإلق���راض وبيع الديون ‪ ،‬وهو يف أمس احلاجة إىل نظام‬ ‫يقوم على أساس من القيم األخالقية ويأنف من اللهث‬ ‫وراء االستهالك ومعامالت الغرر وبيع الدين ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فرصة تارخيية قد س���نحت يف ليبيا اجلديدة لكي‬ ‫لع���ل‬ ‫تق���دم للعامل منوذج���ا مصرفيا جديدا تس���تفيد فيه من‬ ‫أخطاء التجربة املصرفية اإلس�ل�امية يف الدول األخرى‬ ‫تكرر نفس املمارس���ات التحايلية املؤس���فة اليت تقوم‬ ‫وال ِّ‬ ‫به���ا املص���ارف اإلس�ل�امية حالي���اً يف معظ���م معامالتها‬ ‫التمويلية‪.‬‬ ‫إن ما يليق بليبيا اجلديدة ليس���ت جم���رد تقليد أخطاء‬ ‫غريه���ا بل تش���ريع تارخيي يضع أس���س نظ���ام مصريف‬ ‫إس�ل�امي متكامل تتبلور فيه القيم اليت يقوم عليها فقه‬ ‫التمويل اإلس�ل�امي األصيل ال���ذي ينبذ احليلة و يعتمد‬ ‫على املضاربة الشرعية‪.‬‬ ‫و اهلل أعلم‪.‬‬

‫أحيانا يوش���ك أن يأخذني يقيين إىل أن ليبيا ليست دولة‬ ‫مسلمة تؤمن بالواحد الصمد كما تؤمن بقرآنه الكريم‬ ‫وأنبيائه ورس���له والي���وم اآلخ���ر‪،‬وأن أهلها ق���وم مارقون‬ ‫وجب عليهم إش���هار إس�ل�امهم من جدي���د وإال فقد حق‬ ‫عليه���م القصاص دني���ا وآخرة‪،‬وم���ا ذلك إال أن���ي وأينما‬ ‫وليت عيين يف قناة فضائية أو إذاعة مسموعة أو جريدة‬ ‫أو اس���تمعت إىل خطبة إمام يف مسجد‪،‬إال وتأكد عندي‬ ‫أن ليبيا ليس���ت دولة مس���لمة وأن أهله���ا كفرة‪،‬فعندما‬ ‫ب���دأت احلملة االنتخابية جاءني حفيدي ذات يوم مجعة‬ ‫سائال‪:‬هل صحيح يا جدي أن االنتخابات حرام‪..‬؟‬ ‫من قال هذا‪..‬؟‬ ‫خطيب املسجد قال أن االنتخابات حرام‪.‬‬ ‫هذا التحريم من خطيب املس���جد مل يكن األول ومل يكن‬ ‫الوحيد‬ ‫‪،‬هناك مجاعات أخرى خرجت من حتت عباءة شخصيات‬ ‫تعرفونها وأخ���رى ال تعرفونها منحت لنفس���ها تصحيح‬ ‫مس���ار اإلس�ل�ام يف ليبيا‪،‬وكأنه���م رس���ل ج���دد إىل بالد‬ ‫غ���اب عنها الرس���ل‪،‬وكأننا لس���نا مبس���لمني‪،‬أو مرتدون‬ ‫ع���ن اإلس�ل�ام‪،‬أو م���ن أتب���اع مس���يلمة‪،‬وكأننا ال نع���رف‬ ‫طري���ق اهل���دى إال بهداه���م‪،‬وال نس���مع ص���وت احلق إال‬ ‫بأصواته���م‪،‬وال نعل���م إال بعلمهم‪،‬وال نعرف اإلس�ل�ام إال‬ ‫بإس�ل�امهم ‪،‬وال نقي���م الص�ل�اة إال بإمامته���م‪،‬وال ننطق‬ ‫إال بع���د كالمه���م‪،‬وال نعرف احل���رام إال بتحرميهم وال‬ ‫احلالل إال بتحليلهم‪،‬وال نفكر إال بعقوهلم‪،‬كأننا جهلة‬ ‫ال يعلم���ون أو ُق َّص���ر ال يفقهون‪،‬هكذا‪..‬الفقه من عندهم‬ ‫والتفسري من عندهم والش���رح من عندهم واحلكمة من‬ ‫عندهم‪،‬وحده���م العارفون بالصراط املس���تقيم والعاملون‬ ‫مب���ا ختف���ي الصدور‪،‬املس���لمون املؤمنون‪،‬أينم���ا ولي���ت‬ ‫مسع���ك أو بصرك وجدتهم يس���دون علي���ك الطريق إىل‬ ‫رح���اب العل���ي القدي���ر ورضوانه‪،‬يصرخ���ون يف وجوهن���ا‬ ‫على مدار الساعة عرب إذاعات وقنوات هي من صنعهم أو‬ ‫متويلهم‪،‬أما املساجد فقد نسوا أنها هلل فأخذوا يتزامحون‬ ‫على منابره���ا يوجهون الناس إىل م���ا يرضيهم ويرضي‬ ‫ش���يوخهم ال إىل م���ا يرض���ي اهلل س���بحانه‪،‬هنا من حقي‬ ‫كمس���لم أن أس���أهلم‪..‬ماذا تريدون من ش���عب خرج لتوه‬ ‫من عبودية نظام اس���تبدادي جثم على صدره أكثر من‬ ‫أربعني عاما ويس���عى ومن الصفر لبناء مستقبل يتطلب‬ ‫الكث�ي�ر من العم���ل واجله���د والتكاثف‪،‬م���اذا تريدون من‬ ‫بل���د مس���لم مل يع���رف الصراع���ات الدينية ع�ب�ر تارخيه‬ ‫الطويل‪،‬ملاذا تصرون على جتزئة املذهب الواحد لتزرعوا‬ ‫بدال من���ه بذور مذاهب أخرى ليس���ت منه‪،‬مل���اذا متنحون‬ ‫ألنفسكم حق الوصاية علينا وعلى ديننا‪،‬ملاذا جتعلون من‬ ‫أنفس���كم مرجعية دينية وحيدة حتدد س���بيل اهلدى‪،‬ملاذا‬ ‫تف�ت�رون عل���ى اهلل كذب���ا تس���تغلون البس���طاء لتب���ذروا‬ ‫يف عقوهل���م فت���اوى وأح���كام دون مرجعي���ة دينية متفق‬ ‫عليها‪،‬حنن مس���لمون مؤمن���ون قبل أن تكون���وا يف أرحام‬ ‫امهاتكم‪،‬اتق���وا اهلل واتركوا الناس لدينهم كي ال تكونوا‬ ‫صناع فتنة وتقاتل بني الليبيني وعندها ستحرتقون بنار‬ ‫ما زرعتم‪.‬‬ ‫والسالم على اتبع اهلدى‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪)2013‬‬

‫قراءة فى كتاب ‪ “ ...‬أسرار وحقائق من زمن القذافى “‬ ‫تأليف ‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬عقيـل حسني عقيـل‬

‫إبراهيم حممد الزغيد‬ ‫األس���تاذ عقي���ل كان طالباً فى جامع���ة الفاتح (‬ ‫طرابل���س حالي���اً ) س���نة ‪ 1976‬الس���نة التى بدأ‬ ‫فيه���ا تش���نيق الطلبة فى اجلامع���ة إ ّ‬ ‫ال أنه خترج‬ ‫بدرج���ة ممت���از س���نة ‪ 1978‬مم���ا أهل���ه ليـُع�ي�ن‬ ‫معي���داً باجلامع���ة الت���ى أوفدته للحص���ول على‬ ‫درجة املاجس���تري فى الرتبية والتنمية البش���رية‬ ‫م���ن جامعة ج���ورج واش���نطن بأمري���كا ليحصل‬ ‫على الدرجة س���نة ‪ 1981‬ويعود فى نفس السنة‬ ‫أستاذاً باجلامعة‪.‬‬ ‫إّ‬ ‫ال أن اجلو السياسي السائد آنذاك دفـُــع به ليـُعني‬ ‫أمني اللجنة الش���عبية للتعلي���م ببلدية طرابلس‬ ‫ومن بعده���ا أميناً عاماً للجنة الش���عبية للتعليم‬ ‫الع���اىل والبح���ث العلم���ى الوظيفة الت���ى مساها‬ ‫ف���ى كتاب���ه ( وزير ) إ ّ‬ ‫ال أن درجة نضجه وس���عة‬ ‫إدراكه جعلت املس���افة تتباعد بينه وبني النظام‬ ‫آن���ذاك وإن كان مركزه م���ن القوة حبيث منع‬ ‫تنفيذ أحكام باملوت ( وال نقول إعدام ألن اإلعدام‬ ‫ال يك���ون إ ّ‬ ‫ال م���ن حمكم���ة ش���رعية ف���ى ظروف‬ ‫قانونية عادل���ة ) صادراً من اللجان الثورية حبق‬ ‫ثالثة من هيئ���ة التدريس باجلامعة بالرغم من‬ ‫مطالب���ة حممد اجملدوب له بذلك وما أدراك وما‬ ‫اجملدوب ‪.....‬‬ ‫الكت���اب حيم���ل معن���ى االعت���ذار ع���ن كل م���ن‬ ‫التصق بنظام القذافى س���واء براعم أو أش���بال أو‬ ‫س���واعد ‪...‬أو ‪ ...‬أو ‪ ...‬بس���بب اجله���ل أو الطم���ع أو‬ ‫ع���دم اإلدراك أو النف���اق ‪ ...‬ك ً‬ ‫ال ل���ه ظروف���ه ‪....‬‬ ‫وباحملصل���ة ‪( ....‬م���ن مل يك���ن منكم ب�ل�ا خطيئة‬ ‫فلريمها حبجر ) أما عن نفسه فقد قال ‪:‬‬ ‫( أس���تغفر اهلل‪ ،‬عما كتبنا مما كتبنا فى سنوات‬ ‫الغفلة‪ ،‬وانع���دام الرؤية أو انعدام الوعى والنضج‬ ‫الفك���رى واملعرف���ى‪ ،‬الذى م���ن متكن م���ن بلوغه‬ ‫متكن من التميز املمكن من اختاذ القرار املناسب‬

‫أصدر األستاذ الدكتور عقيل حسني عقيل كتاباً ضخماً يتكون من ‪ 608‬صفحة وباعتبار عنوان الكتاب يغرى بقراءته " أســـرار‬ ‫وحقائــــق من زمن القذافى " ومع كثرة ما كـُتب عن ( الفقيد ) عند البعض وعن الطاغية عند آخرين فإنين قمت بقراءة بعض‬ ‫من هذه الكتب س���واء تلك الصادرة عن األس���تاذ عبد الرمحن شلقم أو الصحفية الفرنسية أنيك كوجان ( الطرائد ) التى فصلت‬ ‫لنا فيه ما كنا نسمع به إمجا ً‬ ‫ال عن اجلانب األسود من حياة بومنيار ‪ ...‬والكتاب الذى حنن بصدده‪.‬‬ ‫وباعتب���ار أن الدكت���ور عقيل حس�ي�ن عقيل أس���تاذ جبامعة ( الفاتح س���ابقاً ) طرابلس حالياً رجل أكادميي معروف فى الوس���ط‬ ‫العلمي ولدى الصفوة إ ّ‬ ‫ال أنه من الواجب التعريف به ( كما عرف نفس���ه فى كتابه هذا ) للعامة التى ال تعرفه ‪ ...‬فهو رجل من‬ ‫عائل���ة عقي���ل التى تعد أكرب عائلة ف���ى قبيلة املقارحة ‪ ......‬وهى القبيل���ة التى ينتمى إليها كل من عبد الس�ل�ام جلود وعبد اهلل‬ ‫السنوس���ى والقبيلة التى كانت الس���اند األكرب للقذافى حتى أعترب عبد الس�ل�ام جلود الرجل الثانى وعبد اهلل السنوس���ى عديل‬ ‫القائد واليد احلديدية له‪.‬‬ ‫للموق���ف املناس���ب‪ ،‬وهل���ذا عندم���ا بلغن���ا الوع���ى‬ ‫والنص���ح املعرفى لسياس���ات الطغ���اة‪ ،‬نعتقد أننا‬ ‫إس���تطعنا اختاذ املوقف بالقرار املناسب ومع ذلك‬ ‫فالكم���ال هلل وح���ده ) ( ص ‪ ..... ) 16‬وقدمياً قالوا‬ ‫خياركم فى اجلاهلية خياركم فى اإلسالم ‪....‬‬ ‫ش���دنى ف���ى كت���اب ( أس���رار وحقائق م���ن زمن‬ ‫القذافى ) قضيتان أساسيتان هما‪:‬‬ ‫‪.1‬دور الش���يخ على الصالبى قبل وبعد ثورة ‪17‬‬ ‫فرباير‪.‬‬ ‫‪.2‬قضي���ة التف���اوض أثن���اء الث���ورة م���ع س���يف‬ ‫اإلس�ل�ام القذاف���ى ومن خلف���ه أبوه ف���ى القاهرة‬ ‫فى ش���هر مايو ‪ 2011‬ألن األم���ر يقتضى إيضاح‬ ‫إن مل نقل تصحي���ح أدوار البعض والدوافع التى‬ ‫لبستها‪.‬‬ ‫القضية األوىل ‪ :‬ما ســُمي باملراجعات‬ ‫الش���يخ على الصالبى ورفي���ق دربه املهندس عبد‬ ‫ال���رزاق العرادى كانا خ���ارج الوط���ن هروباً من‬ ‫احملنة الداخلية إ ّ‬ ‫ال أنه عندما أعلن سيف اإلسالم‬ ‫القذافى عن مش���روعه ( ليبي���ا الغد ) وأرفق ذلك‬ ‫مبحاولة العفو غري املعلن عن اهلاربني من بطش‬ ‫الس���لطة تأمال األخوين ( الصالب���ى ‪ /‬العرادى )‬ ‫العودة والتى بدءه���ا العرادى باتصاله بالدكتور‬ ‫عقيل الذى ضمن له السالمة فعاد ‪......‬‬ ‫عبد الرزاق العرادى مل ينس رفيق دربه الصالبى‬ ‫فطلب من الدكتور عقيل أن يشمله برعايته هو‬ ‫اآلخ���ر خاص���ة للعالقة ب�ي�ن عقيل والع���رادى (‬ ‫عالق���ة مودة وقرابة ) فوعد بتبين س�ل�امة عودة‬ ‫الش���يخ الصالبى ولكن املشكلة أن الصالبى ليس‬ ‫لديه جواز س���فر وأصبحت لديه عائلة ومل تنفع‬ ‫مستندات أسرته فى بنغازى إلصدار جواز سفر‪.‬‬ ‫الدكت���ور عقيل حبكم عالقت���ه املمتازة بعبد اهلل‬ ‫السنوس���ى طل���ب منه حل ه���ذا املش���كل فصدرت‬

‫األوام���ر من عب���د اهلل السنوس���ى بإعطاء الش���يخ‬ ‫على الصالبى جواز س���فر له وألس���رته بدون أى‬ ‫مستندات سوى الصورة الشخصية ‪!!!..‬‬ ‫مس���ع س���يف القذاف���ى بع���ودة الدكت���ور عل���ى‬ ‫الصالب���ى ‪ ...‬ومب���ا أن���ه كان ( يبح���ث ف���ى ذلك‬ ‫الوقت عن شخصية فاعلة مؤثرة‪ ،‬وذات عالقات‬ ‫طيب���ة بكل أل���وان طي���ف اجلماعات اإلس�ل�امية‬ ‫فوجدها فى ش���خص الدكت���ور على الصالبى ‪...‬‬ ‫) ( ص ‪) 78‬‬ ‫كان أمام سيف مشكلة السجناء الذين أدخلوهم‬ ‫بعد مذحبة س���جن بوس���ليم ( ‪ ) 1996‬والتى مل‬ ‫يعد فى اإلمكان التخلص منهم بنفس الطريقة‬ ‫بع���د ‪ 2003‬بعدما ش���اهد القذافى ما حل بصدام‬ ‫حس�ي�ن إذ دفع���ه الرعب إىل تس���ليم كل املعدات‬ ‫واملواد الذرية وأسلحة الدمار الشامل إىل أمريكا‬ ‫بدون مقابل ‪...‬‬ ‫أما املس���اجني مل يعد باإلمكان قتلهم وال تس���مح‬ ‫له نفس���ه اخلبيث���ة بإطالق س���راحهم هكذا فقد‬ ‫تصب���ح عالم���ة ضع���ف توج���ه للداخ���ل ولذل���ك‬ ‫ق���اده ش���يطانه إىل تس���خري من يقوم ل���ه مبهمة‬ ‫التحايل على هؤالء السجناء بغاللة الدين ووجد‬ ‫س���يف ضالته فى الصالب���ى باعتبارهم أص ً‬ ‫ال من‬ ‫اجلماعات اإلسالمية املقاتلة فى أغلبهم‪.‬‬ ‫وليكون اإلخراج جيد قبـِ���ل الصالبى القيام بهذا‬ ‫الدور ش���ريطة أن يضمن سيف القذافى موافقة‬ ‫وال���ده ( القائد العقيد ) فج���اءت املوافقة وبدء ما‬ ‫ع���رف بقضي���ة ( املراجعات ) فى كت���اب ( فكرى‬ ‫متني وموس���ع ) مكون من ‪ 417‬صفحة يقال أنه‬ ‫مت حت���ت ( إعداد وإش���راف ) س���تة من الس���جناء‬ ‫يتقدمه���م عبد احلكيم باحلاج ‪ ...‬وال أعلم كيف‬ ‫تأت���ى هل���م ف���ى الس���جن أو ف���ى أفغانس���تان قبل‬ ‫س���جنهم ه���ذه املراج���ع الت���ى تقتضيه���ا مراكز‬ ‫أحب���اث ؛ اخلالصة أن اجلماعة ( قررت أن ترتك‬ ‫ما خيالف الشريعة والعقل واملنطق فكان هلا أمر‬ ‫التخل���ى ع���ن كل من ش���أنه أن يفرق ب�ي�ن أبناء‬ ‫اجملتمع الواحد )‬ ‫إنبن���ى على هذا أن وقع ه���ؤالء صك اعتذار وندم‬ ‫للقذافى مؤيدين بأن ما قاموا به خمالف للشرع‬ ‫وبالت���اىل فإج���راءات القذافى كان���ت صحيحة‬ ‫وهو املطلوب !!!‬ ‫وأنه���م يطلب���ون أن يك���ون القذاف���ى كنب���ى اهلل‬ ‫يوسف ‪ ...‬ال تثريب عليهم اليوم ‪ ...‬هذه املراجعات‬ ‫أجازه���ا مثاني���ة م���ن ( الفقه���اء ) عل���ى رأس���هم‬ ‫الص���ادق الغريان���ى ومحزة أبو فارس وس���ليمان‬ ‫عودة ( من الس���عودية ) وحممد الشنقيطى ( من‬ ‫موريتانيا )‪.‬‬ ‫والقضية اآلن إذا كانت هذه املراجعات صحيحة‬ ‫وسليمة ملاذا ال تلتزم بها اجلماعات التى خرجت‬ ‫بعد ‪ 17‬فرباير ؟ وملاذا ال يصر املفتى على التقيد‬ ‫بها ؟ وحنن نش���اهد التبعية الفكرية من إسترياد‬ ‫فتاوى جتهل املكان والزمان ؟‬ ‫واحلقيق���ة أن ه���ذه املراجع���ات مت���ت بطلب من‬

‫القذافى إس���تخدم هلا أدواته���ا وحققت له أكثر‬ ‫مما يريد وإن كان قد استفاد سجناء دفعوا مثناً‬ ‫معنوياً خبروجهم يكون أش���د عند البعض – من‬ ‫عذابات السجن ‪...‬‬ ‫ه���ذا ع���ن الس���جناء األحياء أما ش���هداء بو س���ليم‬ ‫الذي���ن أراد الدكت���ور عقي���ل أن يعط���ى ش���رف‬ ‫إصدار ش���هادات وفاة هؤالء الش���هداء للشيخ على‬ ‫الصالبى ألنه كان ( يثري فيها من خالل أن أمر‬ ‫هذه القضية له عالقة بتعطيل حكم اهلل‪ ،‬ما ذنب‬ ‫الزوج���ة التى مل تعلم بوفاة زوجها ) والغريب أن‬ ‫عقيل مل يذكر هؤالء كش���هداء بو سليم ولكن‬ ‫قال ( قضية أخرى قضية سجناء أبى سليم )؟‬ ‫إن تبن���ى ه���ذا الط���رح ب���أن عل���ى الصالبى كان‬ ‫ل���ه فضل إصدار ش���هادات الوف���اة خمالف للواقع‬ ‫وجتنى على أقارب هؤالء الش���هداء الذين هم من‬ ‫أجرب نظ���ام القذافى على إصدار هذه الش���هادات‬ ‫وذل���ك بتظاهره���م واعتصامهم كل يوم س���بت‬ ‫أم���ام حمكمة مشال بنغازى نس���اء وأطفال وآباء‬ ‫وأنه���م كس���روا ج���دار اخل���وف عندم���ا رفع���وا‬ ‫دعوى أمام حمكمة بنغ���ازى بطلب إلزام الدولة‬ ‫ببي���ان مصري أبنائه���م إن كان���وا أحي���اء يـُمكنوا‬ ‫م���ن زيارته���م وإن كان���وا أم���وات تـُس���لم هل���م‬ ‫ش���هادات الوف���اة واجلامث�ي�ن وكان هن���اك بطل‬ ‫جمهول قاضى أصدر حكم���اً مبوجبه هدد هؤالء‬ ‫املتضرري���ن باللج���وء إىل القض���اء ال���دوىل إن مل‬ ‫تنفذ الس���لطات الليبية هذا احلكم وأمام اخلوف‬ ‫م���ن العدالة الدولية والرأى الع���ام العاملى أنصاع‬ ‫النظام إلعطاء ش���هادات الوف���اة والتى تعمد أن ال‬ ‫تصدر فى يوم واحد حتى ال حتدث بلبله يصعب‬ ‫عليه كبحها‪.‬‬ ‫بعد ش���هادات الوفاة استمرت املطالبة مبحاكمة‬ ‫املس���ئولني ع���ن اجلرمية وتس���ليم اجلامثني مما‬ ‫قاد إىل اعتقال احملام���ى فتحى تربل الذى كان‬ ‫س���اعق ش���رارة االنفج���ار ‪ ....‬فاألوىل أن يـُنس���ب‬ ‫احل���ق والفضل إىل أهله ‪ ....‬الصالبى ال يد له فى‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫القضية الثانية ‪ :‬ما سـُمي باملفاوضات‬ ‫الش���يخ عل���ى الصالبى ض���ل مقيماً ف���ى الدوحة‬ ‫بقط���ر بالرغ���م من أن���ه مل يعد هناك م���ا مينعه‬ ‫من االس���تقرار ف���ى الوط���ن كرفي���ق دربه عبد‬ ‫ال���رزاق العرادى إ ّ‬ ‫ال إذا كانت هناك أس���باب غري‬ ‫معروف���ة ‪ ...‬لذل���ك ف���ى ‪ 2011/02/01‬أى قبل‬ ‫ب���زوغ فج���ر الث���ورة بأربعة عش���رة يوم���اً إتصل‬ ‫الصالبى بالدكتور عقيل م���ن الدوحة ليخربه‬ ‫بأنه قادم إىل طرابل���س ألمر هام وضرورى جداً‬ ‫يري���د أن حيدثه فيه وص���ل يوم ‪2011/02/04‬‬ ‫وتقاب���ل الثالثة ( عقيل ‪ /‬الصالب���ى ‪ /‬العرادى )‬ ‫ملناقشة األمر اخلطري املفزع للشيخ الصالبى فإذا‬ ‫به يقول ( جنحت الثورتني الش���عبيتني التونسية‬ ‫واملصري���ة فما رأيك يا أخ عقي���ل بالثورة الليبية‬ ‫املؤرخ هلا ‪ 2011/02/17‬إ ّ‬ ‫ال تكون آتيه ؟ )‬ ‫أج���اب الدكت���ور عقي���ل ‪ :‬بالطب���ع !! هن���ا ق���ال‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪)2013‬‬

‫الصالب���ى ( إذن ينبغ���ى أن يت���م اللق���اء بس���يف‬ ‫القذاف���ى‪ ،‬فقال عقيل ( دعك منه وأتركها فإنها‬ ‫مأم���ورة ) فرد الصالبى ( يا أخ عقيل النصح خري‬ ‫وكف دم���اء الليبي�ي�ن ضرورة فإن مل يس���تجب‬ ‫ليس لنا بد ‪ ) ....‬النتيجة إتفاق الثالثة ( عقيل ‪/‬‬ ‫الصالبى ‪ /‬العرادى ) على ابالغ س���يف بقرار من‬ ‫مخسة نقاط ال نعلم متى مت إعدادها وهى ‪:‬‬ ‫‪.1‬إن مشروع الدستور الذى كانت اللجان تشكل‬ ‫إلع���داده ومل يرى الن���ور بعد مل يعد مناس���باً وال‬ ‫مرضياً فالبل���د فى حاجة لدس���تور ينظم أحوال‬ ‫الن���اس سياس���ياً واقتصادي���اً واجتماعي���اً وحيدد‬ ‫س���نوات التداول على الس���لطة وكيفية تداوهلا‬ ‫بكل إرادة حرة‪.‬‬ ‫إلغ���اء اللجان الثوري���ة وفتح األبواب‬ ‫‪ .2‬‬ ‫أمام الليبيني لتش���كيل منظم���ات اجملتمع املدنى‬ ‫والعمل السياسى‪.‬‬ ‫‪.3‬إلغاء س���لطة الشعب األلعوبة التى ال تعد ذات‬ ‫عالقة باحلقيقة الدميقراطية‪.‬‬ ‫‪.4‬تقبـُ���ل املعارض���ة مبختلف ال���وان طيفها دون‬ ‫إقصاء ألحد من مكوناتها واالس���تماع ألرائها فى‬ ‫عملية اإلصالح السياسى‪.‬‬ ‫‪.5‬أن س���يف القذاف���ى ف���ى ذل���ك الوق���ت كان‬ ‫مقب���وال حلد م���ا من بع���ض املعارض���ة وكذلك‬ ‫من الغرب‪ (....‬ص ‪) 89‬‬ ‫وقبل أن ننتقل إىل كيفية وصول هذه الطلبات‬ ‫إىل س���يف القذافى لنا ان نتساءل هل هى مل تعد‬ ‫مأم���ورة ؟؟؟!!! ‪ ...‬أن���ا أس���تغرب حت���ول الدكتور‬ ‫عقي���ل وقبوله مببدأ مناقش���ة س���يف وه���و الذى‬ ‫يع���رف جي���داً ب���أن الطغ���اة ال يتغ�ي�رون وأن غري‬ ‫املتوقع منه���م ال ميكن أن يكون إ ّ‬ ‫ال كذلك وهذه‬ ‫هف���وة كبرية ج���داً من األس���تاذ الدكت���ور ألن‬ ‫الليبيني مجيعاً وه���ؤالء الثالثة حتديداً يعلمون‬ ‫عل���م اليقني ب���أن القذافى ال ميكن بل يس���تحيل‬ ‫أن يتغري يقني ال ش���ك فيه ؛ يؤكد هذا أن الشيخ‬ ‫الصالب���ى ق���ال فى أح���د مؤلفات���ه ( إن الرئاس���ة‬ ‫لألق���وام إن مل تكن لصيانتها وحياطتها وحفظها‬ ‫وترقيته���ا‪ ،‬فه���ى ن���وع م���ن الطاغ���وت األعم���ى‪،‬‬ ‫والتهور األمح���ق‪ ،‬واملغامرة واملقامرة التى جتلب‬ ‫معها الدمار واخلراب واإلذالل والسباب‪ ،‬وينتهى‬ ‫أصحابها إىل غضب اهلل ‪ ،‬ولعنة التاريخ ) فهل هو‬ ‫يش���ك فى أن ه���ذا ال ينطبق عل���ى القذافى؟ ومن‬ ‫بعده ابنه سيف ؟‬ ‫فهال اعتربن���ا هذه احملاولة من الش���يخ الصالبى‬ ‫ابت���دا ًء وموافق���ة زميلي���ه هى خط���وة إلجهاض‬ ‫الثورة املقرر هلا ‪ 2011/02/17‬؟ وماذا س���يكون‬ ‫األم���ر لو قبـِ���ل القذاف���ى – تكتيكياً – ن���زع فتيل‬ ‫ساعق الثورة‪...‬؟‬ ‫لننظر اآلن لتدح���رج العرض ‪ ...‬إتصل الصالبى‬ ‫ف���ى نف���س الي���وم ‪ 2011/02/04‬بس���يف الذى‬ ‫واف���ق عل���ى مقابلت���ه ف���ى نف���س الي���وم الس���اعة‬ ‫السادس���ة مس���ا ًء وتق���رر مناقش���ة الع���رض يوم‬ ‫‪ 2011/02/05‬حينه���ا وج���د الش���يخ الصالبى‬ ‫س���يف رفقة تس���عة من رجالته ورجاالت أبيه ‪....‬‬ ‫اخلالصة أن املوض���وع مرفوض بل وصل إىل أن‬ ‫أحده���م ق���ال للصالب���ى ( ‪ ) get out‬وفى اليوم‬ ‫الثان���ى ‪ 02/06‬بع���ث س���يف القذاف���ى للصالبى‬ ‫ش���خصان آخ���ران ملزي���د م���ن االس���تطالع كان‬ ‫أحدهما عبد الرمحن الكرفاخ‪....‬‬ ‫الش���يخ الصالبى عاد لرفيقي���ه إلعالمهم مبا مت‬ ‫ف���إذا باهلاتف يطل���ب الصالبى واملتص���ل هو عبد‬ ‫اهلل السنوس���ى فم���ا كان من الدكت���ور عقيل –‬ ‫خبربت���ه – إ ّ‬ ‫ال أن أم���ر الع���رادى بنق���ل الصالبى‬ ‫رأس���اً للمطار ‪ ...‬دون الرد على عبد اهلل السنوسى‬ ‫ألن أهل مكة أدرى بش���عابها ‪ ...‬ألن القادم املتوقع‬ ‫هو اعتقال الصالبى ووضعه فى السجن‪.‬‬ ‫املفاوضات السرية فى مصر ‪!!!...‬‬ ‫أو ً‬ ‫ال الب���د م���ن تس���جيل أن ه���ذه احملادث���ات ( ال‬ ‫أمسيه���ا مفاوض���ات ) ش���ابها الكث�ي�ر م���ن الزيف‬ ‫والدج���ل والنف���اق وحت���ى الك���ذب ألن اجملل���س‬ ‫الوط�ن�ي االنتقال���ي واملكت���ب التنفي���ذى املمثالن‬ ‫الشرعيان للثورة أنكروا وجود ( مفاوضات ) وأن‬ ‫ما يعرضونه هو اخلروج اآلمن للقذافى وأسرته‬

‫والدلي���ل عل���ى ذل���ك أن س���يادة عل���ى الصالب���ى‬ ‫ورفي���ق دربه الع���رادى مل يكن حت���ت أيديهم أى‬ ‫مس���تند خيوهل���م احلديث بأس���م الث���ورة وحدود‬ ‫صالحياته���م ألن القضي���ة أك�ب�ر ( م���ن إرج���اع‬ ‫زوجة حرجانه إىل زوجها ) كما يتخيلها الفقيه‬ ‫الصالبى‪.‬‬ ‫الش���عب اللي�ب�ي مل يس���مع به���ذا إ ّ‬ ‫ال م���ن خ�ل�ال‬ ‫الصالبى وه���و فى القاهرة يدّع���ى أنه ( يفاوض‬ ‫) حلق���ن دم���اء الليبي�ي�ن حجة أصبح���ت قميص‬ ‫عثم���ان لدي���ه ولرغب���ة ف���ى نفس���ه وبطل���ب من‬ ‫القذاف���ى يريد إيهام العامل بأنه جيرى حمادثات‬ ‫م���ع خمالفيه كس���باً للوقت لي���س إ ّ‬ ‫ال ‪ ...‬وكما‬ ‫وج���د س���يف ( الصالب���ى ) ف���ى قضية الس���جناء‬ ‫وخمرج املراجعات وجده هلذه املهمة أيضاً‪...‬‬ ‫ح���اول الصالبى إيهام مس���تمعيه بأن���ه فى موقع‬ ‫يس���تطيع أن يف���رض عل���ى نظ���ام القذاف���ى أن‬ ‫خيت���ار هو م���ن ميثلهم !!!! وهو ال���ذى خرج هارباً‬ ‫م���ن طرابل���س ي���وم ‪ 2011/02/06‬عندما قال‬ ‫أن���ا اش�ت�رطت أن يك���ون م���ن ميث���ل القذاف���ى هو‬ ‫( األس���تاذ ) ب���و زي���د دورده و ( األخ ) مصطف���ى‬ ‫اخلروبى ‪....‬‬ ‫الصالبى قال ملا سؤل عرب القنوات الفضائية عما‬ ‫إذا كان الث���وار موافقني على دوره هذا أجاب بأن‬ ‫( مصطف���ى عبد اجلليل ) لديه علم ‪ ...‬و ال أعتقد‬ ‫ب���أن الرجل الذى ( ألف ) مخس���ون كتاباً جيهل‬ ‫بأن العلم باألمر شئ والتكليف شئ آخر ‪ .‬وتفادياً‬ ‫لإلطن���اب وحت���ى ال يك���ون تعليقنا كت���اب آخر‬ ‫نرجع لتفحص ما مت ‪:‬‬ ‫ب���دأت ( املفاوض���ات ) – م���ع حتفض���ى – ي���وم‬ ‫‪ 2011/05/10‬بالقاه���رة برعاي���ة املخاب���رات‬ ‫املصرية ( أش���رف شيحة ) وكان من ميثل نظام‬ ‫القذافى هما بوزيد دورده واألستاذ عقيل حبجة‬ ‫أن الصالبى اش�ت�رط وجوده فى حني يدعى على‬ ‫الصالبى وعب���د الرزاق الع���رادى متثيلهم للثوار‬ ‫وأسفرت ( املفاوضات ) الذى نص حمضرها على‬ ‫أن ( دورده ‪ /‬عقي���ل ) ع���ن الدول���ة الليبية أى أن‬ ‫الط���رف اآلخر خارج عن القان���ون و ( الصالبى ‪/‬‬ ‫العرادى ) عن بعض التيارات السياس���ية األخرى‬ ‫ال ذك���ر ال للث���وار وال للمعارض���ة ول���و كان‬ ‫الصالبى يدرك – لألس���ف – ألش�ت�رط مث ً‬ ‫ال أن‬ ‫( بوزي���د دورده ‪ /‬عقي���ل ) ع���ن النظ���ام احلاكم‬ ‫ف���ى طرابل���س وأن ( الصالب���ى ‪ /‬الع���رادى ) عن‬ ‫املعارض���ة إن مل نقل الثوار ف���ى بنغازى ‪ ...‬ولو أنه‬ ‫تـّذكر فقط حمضر صلح احلديبية ‪ !!! ...‬عندما‬ ‫كتب س���يدنا على احملضر عل���ى أن هذا ما أتفق‬ ‫عليه رس���ول اله وقريش رفض سهيل بن عمرو‬ ‫وق���ال‪ :‬ال ‪ ..‬بل أكتب أمسك وأس���م أبيك أى عن‬ ‫حممد ابن عبد اهلل عن مجاعته وأنا عن قريش ‪...‬‬ ‫وع���ودة عل���ى مفاوض���ات القاه���رة األوىل (‬ ‫‪2011/5/10‬م )‬ ‫مت االتف���اق عل���ى النق���اط اآلتي���ة ب�ي�ن مندوبي‬ ‫القذافى والصالبى غري املفوض ‪:‬‬ ‫‪.1‬أن تش���كل جلنة وطني���ة إلدارة البالد‪ ،‬ختتار‬ ‫رئيس���اً هل���ا م���ن ب�ي�ن أعضائه���ا‪ ،‬ويك���ون أعض���اء‬ ‫اللجن���ة متـّف���ق عليه���م م���ن الطرف�ي�ن‪ ،‬على أن‬ ‫تع���رض األمس���اء املقرتح���ة م���ن ط���رف الثـّ���وار‬ ‫عل���ى الطرف الثائ���ر عليه‪ ،‬وف���ى املقاب���ل تـُطرح‬ ‫األمس���اء املقرتحة م���ن الطرف الثائ���ر عليه على‬ ‫الط���رف الثائ���ر‪ّ ،‬‬ ‫ولكل حقـّه ف���ى االعرتاض على‬ ‫ّ‬ ‫يتم تغيريه‬ ‫عضو من األعضاء املقرتحة‪ ،‬حتى ّ‬ ‫أى ٍ‬ ‫بشخصية تقبل عند الطرف اآلخر‪.‬‬ ‫‪.2‬تت���وىل أداة املرحل���ة االنتقالية تش���كيل جلنة‬ ‫لصياغ���ة مش���روع الدس���تور الليبى‪ ،‬مب���ا حيقق‬ ‫طموحات املواطنني‪ ،‬ويعرض مش���روع الدس���تور‬ ‫اجلدي���د لالس���تفتاء الع���ام بوجود إش���راف يتفق‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫‪.3‬بدء ح���وار وطنى ح���ول اخلط���وط العريضة‬ ‫لش���كل النظام السياسى‪ ،‬وش���كل احلكم‪ ،‬واإلطار‬ ‫الدس���توري‪ ،‬واحلك���م احملل���ي‪ ،‬وهي���اكل إدارة‬ ‫يتم عرض ما يتف���ق عليه على‬ ‫الدول���ة‪ ،‬عل���ى أن ّ‬ ‫الشعب إلقراره باعتباره صاحب القرار‪.‬‬ ‫‪.4‬عودة مجيع وحدات القوات املسلحة فى كافة‬

‫املناط���ق الليبية بدون اس���تثناء إىل معس���كراتها‪،‬‬ ‫واالضطالع باملهام والواجبات املوكلة إليها‪.‬‬ ‫‪.5‬العمل على وقف كافة التدخالت السياس���ية‬ ‫والعس���كرية األجنبي���ة ف���ى الش���ؤون الليبي���ة‪،‬‬ ‫يت���م ذل���ك بالتزام���ن مع‬ ‫م���ع التش���ديد عل���ى أن ّ‬ ‫اإلجراءات السابقة‪.‬‬ ‫‪.6‬اس���تئناف قوات األمن العام والشرطة الليبية‬ ‫القيام مبهام ومس���ؤولية حف���ظ األمن‪ ،‬وتطبيق‬ ‫التشريعات النافذة فى كافة أحناء البالد‪.‬‬ ‫تطبيق لوقف إط�ل�اق النار يتضمن‬ ‫‪ .7‬‬ ‫جتميع الس���ـّالح من أيدى املدنيني وتس���ليمه إىل‬ ‫مكان���ه الصحي���ح ( خم���ازن ومعس���كرات القوات‬ ‫املسلحة الليبية )‪.‬‬ ‫ينص عليها الدس���تور‬ ‫‪.8‬اإلعداد لإلجراءات التى ُّ‬ ‫اجلديد حال صدوره‪ (....‬ص ‪) 312 – 311‬‬ ‫وق���ال عقي���ل ‪ :‬وقب���ل أن أغادر القاع���ة وقفت مع‬ ‫األخوي���ن الدكت���ور عل���ى الصالب���ى‪ ،‬واملهندس‬ ‫عبد ال���رازق العرادى‪ ،‬وأعدت ذلك الس���ؤال الذى‬ ‫طرحت���ه على األخ عب���د الرازق الع���رادى هاتفياً‪،‬‬ ‫وذلك ليطمئن قلبى‪ ،‬وهو‪:‬‬ ‫ه���ل املستش���ار مصطفى عب���د اجللي���ل‪ ،‬واألخوة‬ ‫هن���اك موافق���ون عل���ى إج���راء املفاوض���ات ّ‬ ‫ب���كل‬ ‫وضوح؟‬ ‫ق���ال الدكتور على الصالب���ى‪ :‬نعم‪ ،‬وإليك بعضاً‬ ‫من أمساء املوافقني‪:‬‬ ‫املستش���ار مصطف���ى عبد اجللي���ل – عبد احلكيم‬ ‫باحلاج – س���ليمان عبد الق���ادر – ن ّزار كعوان –‬ ‫امساعي���ل القريتل���ى – عبد اهلل ال���زوى – مفتاح‬ ‫ال���دوادي – انيس الش���ريف – كم���ال حذيفة –‬ ‫خالد السائح ثم قال وآخرون كـُثر‪.‬‬ ‫كم���ا جي���ب أن نؤك���د أن الذي���ن ذكره���م‬ ‫الصالب���ى ليس هناك م���ا يثبت أنه���م أعضاء فى‬ ‫اجملل���س الوط�ن�ي االنتقالي أو خمول�ي�ن بتمثيله‬ ‫فرض���اً ‪ ...‬وهو تعمد ِذكر ه���ؤالء وهم من طيف‬ ‫فكرى واحد ‪...‬‬ ‫وع���اد بعده���ا ممثل���ى القذاف���ى لتـُالق���ى ه���ذه‬ ‫املقرتح���ات الرفض رغم س���خائها الش���ديد وأنها‬ ‫إطالق���اً ال متثل وجه���ة نظر الث���وار ليعودوا إىل‬ ‫القاه���رة ي���وم ‪ 2011/05/25‬طالب�ي�ن املزي���د‬

‫باعتب���ار األوىل أصبح���ت حتصي���ل حاص���ل هنا‬ ‫أدع���ى الصالب���ى بأنه يقدم إىل ما س���بق ش���رط‬ ‫خ���روج القذاف���ى وأبنائه وغريه���م ذكرها كما‬ ‫يلى ‪:‬‬ ‫‪.1‬خ���روج القذاف���ى وأبنائ���ه ورج���ال نظام���ه‬ ‫املتو ّرطني فى الدماء خالل الفرتة االنتقالية‪.‬‬ ‫‪.2‬حتديد املدّة الزمنية للفرتة االنتقالية‪.‬‬ ‫‪.3‬تشكيل جملس رئاسي من مخسة أشخاص‪.‬‬ ‫‪.4‬ت���وكل امله���ام للجي���ش اللي�ب�ي م���ن اجمللس‬ ‫الرئاسي‪.‬‬ ‫‪.5‬إعادة تشكيل قيادات اجليش‪.‬‬ ‫‪.6‬اعتم���اد الكتائب التى ُش���كلت فى املناطق التى‬ ‫ال تقع حتت س���يطرة النظام كجزء من اجليش‬ ‫اللييب‪.‬‬ ‫‪.7‬إعادة تشكيل القيادات األمنية‪ ( ..‬ص ‪) 323‬‬ ‫ومل يذك���ر الكات���ب طلبات القذاف���ى اإلضافية ‪،‬‬ ‫ونظراً لبع���د اهلوة بني الطرفني‪ّ ،‬‬ ‫مت االتفاق على‬ ‫كتاب���ة احملضر باملالحظ���ات وحتى ه���ذه خاف‬ ‫عبد اهلل السنوسى أن يقدمها إىل القذافى خلوفه‬ ‫من ان يكون مصريه كمصري س���عيد راشد الذى‬ ‫قـُت���ل بب���اب العزيزية ومل يش���فع له قتل���ه لعمر‬ ‫احمليشى بيديه ‪...‬‬ ‫إختص���اراً س���ارت الثورة ( املأم���ورة ) وتوىل الثوار‬ ‫إج���راء املفاوض���ات ب�ي�ن احل���ق والباطل فس���قط‬ ‫الباط���ل ( إن الباطل كان زهوقا ) وانتهت بفضل‬ ‫اهلل بنهاية يستحقها القذافى ذاق فيها خالل ‪42‬‬ ‫دقيقة ما قاس���اه الليبيون خالل ‪ 42‬س���نة مبا فى‬ ‫ذل���ك االغتصاب وببقاء س���يف القذافى وعبد اهلل‬ ‫السنوس���ى ف���ى الس���جن ‪ ...‬وانقش���عت الغمة عن‬ ‫األم���ة وإن كان���ت هن���اك س���حابة حتوطنا بكل‬ ‫تأكيد البد لنهج عبد الرزاق العرادى والصالبى‬ ‫الي���د الطوىل فيها من خ�ل�ال توجيه دفة اجمللس‬ ‫الوطن���ى االنتقال���ي الوجه���ة التى جن�ن�ي مثارها‬ ‫اليوم ولكن حتماً – إن ش���اء اهلل – البد أن تنقشع‬ ‫يوماً ليس بالبعيد ‪...‬‬ ‫وختاماً حسبى اهلل ونعم الوكيل ‪......‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫التاريخ ‪2013/01/21 :‬‬ ‫‪E-mail : i_elzughaid@yahoo.com‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪)2013‬‬

‫اإلسالم وال َع ْل َمانية‪ :‬معركة حرف األنظار‬

‫أبوالقاسم اشتيوي‬

‫ه���ل يصلح الدوالر األمريكي مدخ ً‬ ‫ال للحديث عن اإلس�ل�ام والعلمانية؟ كيف ال وكل ش���عوب األرض تث���ق يف قدراته العجائبية‬ ‫املُس���تمدَّة من ش���عار َّ‬ ‫الثقة باهلل املطبوع على ظهره‪ .‬ولكن إش���هار هذا َّ‬ ‫التديُّن وهذه الثقة باهلل مل يواكب نش���وء الدولة األمريكية‪,‬‬ ‫فبداي���ة االتحِّ ���اد بني والياتها املختلفة كان حتت ش���عار “من التعدُّد تنش���أ الوح���دة ‪ .”E pluribus unum‬بي���د َّ‬ ‫أن الدول‪ ,‬مهما‬ ‫الضر”‬ ‫أحست باألخطار َت َتهدَّد وجودها‪ :‬متى ما َّ‬ ‫كانت عظمتها وجربوتها‪ ,‬تفزع مثلها مثل اإلنسان الضعيف إىل اهلل متى ما َّ‬ ‫“مسها ُّ‬ ‫أحست به أمريكا يف مخسينيات القرن املاضي جتاه خطر َّ‬ ‫التمدُّد الشيوعي‪ ,‬الذي‬ ‫بكلمات القرآن الكريم‪ .‬وهذا على وجه الضبط ما َّ‬ ‫الصيت‪ .‬وكان من ضمنها أيضاً قرار الرئيس إيزنهاور اعتماد شعار‬ ‫واجهته جبملة من اإلجراءات تصدَّرتها احلملة املكارثية سيئة ِّ‬ ‫“باهلل َن ِثق ‪ ,”In God We Trust‬بدي ً‬ ‫ال عن ش���عار االحتاد‪ ,‬ش���عاراً رمسياً للدولة األمريكية‪ .‬وكانت الغاية من الش���عار اجلديد‬ ‫خماطبة الالوعي املُتديِّن ألغلبية الشعب األمريكي واستنهاضه حملاربة اإلحلاد الشيوعي بكل ما ميلك من وعي‪.‬‬

‫م���ا ورد يف الفق���رة الس���ابقة غايت���ه التمهي���د‬ ‫ب���أن مب���دأ الفص���ل َّ‬ ‫للق���ول َّ‬ ‫الت���ام ب�ي�ن الدي���ن‬ ‫والدول���ة‪ ,‬مبعن���ى إخراج���ه م���ن اجمل���ال الع���ام‬ ‫‪ ,Public sphere‬ال وجود له َّ‬ ‫إال يف أصوليات‬ ‫َعلمانية مثل فرنسا وتركيا الكمالية وتونس‬ ‫البورقيبية‪ .‬حيث بلغ تط���رف هذه األصوليات‬ ‫َّ‬ ‫حد اس���تخدام الدولة لفرض ال َعلمانية ضمن‬ ‫نطاق اجمل���ال العام‪ .‬ولكن عل���ى الرغم من هذا‬ ‫الغل��� ّو ال َعلمان���ي رأينا كي���ف َّ‬ ‫أن املطاف انتهى‬ ‫برتكيا وتون���س إىل الوقوع حتت حكم حزبني‬ ‫إس�ل�اميني! نهاي���ة لنا أن جن���زم َّ‬ ‫بأنه���ا مل تكن‬ ‫يف حس���بان ال كم���ال أتات���ورك وال احلبي���ب‬ ‫بورقيب���ة‪َّ .‬‬ ‫ولعل َعلمانية تون���س كانت أكثر‬ ‫أصولية م���ن َعلمانية الدولتني األخريني‪ ,‬وهو‬ ‫ما نلحظه يف اس���تخدام أجهزة دولتها لتطبيق‬ ‫قوان�ي�ن‪ ,‬غري مكتوب���ة‪َّ ,‬‬ ‫تتعلق برموز إس�ل�امية‬ ‫مث���ل رفع اآلذان وارت���داء احلجاب يف حاالت ال‬ ‫عالق���ة هلا باجمل���ال الع���ام‪ .‬فكما َّ‬ ‫أن للس���عودية‬ ‫"مطاوعتها" الذين يأمرون مبعروف إس�ل�امها‬ ‫وينه���ون ع���ن منك���ره‪ ,‬كذل���ك كان لتون���س‬ ‫مطاوعتها الذين يأم���رون مبعروف َعلمانيتها‬ ‫وينهون عن منكرها‪.‬‬ ‫كث�ي�رة ه���ي ش���واهد التداخ���ل ب�ي�ن الدي���ن‬ ‫والدول���ة‪ ,‬ولرمب���ا كان���ت ضريب���ة الكنيس���ة‬ ‫‪ Church tax‬أبرزه���ا أيَّامن���ا ه���ذه‪ .‬وه���ي‬ ‫ضريب���ة تحُ َّصله���ا الدولة لص���احل الكنائس يف‬ ‫دول أوربي���ة كث�ي�رة من بينها أملانيا والس���ويد‬ ‫وسويس���را وفنلندا‪ ,‬إضاف���ة إىل الكثري من دول‬ ‫الع���امل األخرى‪ .‬وعلى الرغم م���ن َّ‬ ‫متتع األفراد‬ ‫حبريَّ���ة رف���ض دف���ع تل���ك الضريبة‪َّ ,‬‬ ‫ف���إن من‬ ‫يفعل ذلك منهم تضغط الكنيس���ة على انتمائه‬ ‫الدي�ن�ي الالواعي بش���طبه من لوائ���ح املؤمنني‪.‬‬ ‫ومبا َّ‬ ‫مراسم‬ ‫أن مراس���م الزواج والدفن ما زالت‬ ‫َ‬ ‫كنس���ية يف أغلب ال���دول اليت َّ‬ ‫تتبنى ش���عوبها‬ ‫َ‬ ‫املس���يحية دين���اً‪ ,‬فس���يجد من خرج���وا من تلك‬ ‫اللوائ���ح أنفس���هم ُف���رادى يف مواجه���ة جربوت‬ ‫أزواجهم يف الدنيا وج�ب�روت الدَّيان يف اآلخرة‪,‬‬ ‫الس���كينة والس���عادة‬ ‫م���ا يع�ن�ي حرمانه���م م���ن َّ‬ ‫دنيوي���اً واخل�ل�اص واحلي���اة األبدي���ة أخروياً‪.‬‬ ‫عل���ى أيَّة حال‪ ,‬س���نكتفي بهذا الق���در من تبيان‬ ‫التداخ���ل بني الدين والدولة للتدليل على عدم‬ ‫صح���ة م���ا يقال ع���ن الفص���ل َّ‬ ‫الت���ام بينهما يف‬ ‫َّ‬ ‫الدميقراطيات احلديثة‪ .‬وملن يريد االس���تزادة‬ ‫الرجوع إىل املصادر ال�ت�ي تتناول املوضوع‪ ,‬ومن‬ ‫أفضل ما صدر حوله يف اآلونة األخرية كتاب‬ ‫"الكنيس���ة والدولة وأزمة ال َعلمانية األمريكية‬ ‫‪Church, state, and the crisis in‬‬

‫الص���ادر ع���ن‬ ‫‪َّ ,American secularism‬‬ ‫مطاب���ع جامع���ة إنديان���ا‪ .‬فاجل���زء األول م���ن‬ ‫عم���ا يعرف يف‬ ‫ُس���هب يف احلديث َّ‬ ‫ه���ذا املرجع ي ِ‬ ‫الدس���تور األمريكي مبس���ألة "فقرة التأس���يس‬ ‫‪ "The Establishment Clause‬املرتبطة‬ ‫بفصل الدين عن الدولة‪.‬‬ ‫ه���ب َّأنن���ا س���ننبذ‪ ,‬إىل غ�ي�ر رجع���ة‪ ,‬كت���اب‬ ‫ال َعلماني���ة وراء ظهورن���ا َّ‬ ‫وأنن���ا س���نتبعه‬ ‫بدميقراطي���ة "الغ���رب" وم���ا يتف���رع عنه���ا من‬ ‫مفاهيم مثل الربملان واحلزب واالنتخاب احلر‬ ‫وس���واها من مفاهيم فرعية ِّ‬ ‫متعلقة‪ .‬وسنعمد‬ ‫تالياً إىل التأس���يس لنظام حكم إس�ل�امي بعيداً‬ ‫عن هذه التلوين���ات الفكريه اليت يراها البعض‬ ‫"مش���بوهة"‪ .‬وك���ي ال ي���دور حديثن���ا يف ف���راغ‬ ‫نظري س���نتخذ من ليبيا الثورة أرضاً ُن ْس��� ِقط‬ ‫توجهنا اإلسالمي اجلديد‪.‬‬ ‫عليها ُّ‬ ‫ُمفرتض�ي�ن ّ‬ ‫كل م���ا س���بق س���نجد َّ‬ ‫أن مقالي���د‬ ‫األمور يف ليبيا آلت‪ ,‬عق���ب انهيار دولة القذايف‪,‬‬ ‫إىل مؤمت���ر وط�ن�ي ع���ام وحكوم���ة انتقالي���ة‬ ‫س���ينتهي وجودهم���ا بانتق���ال الب�ل�اد إىل نظام‬ ‫حكم ش���رعي دائم يرتضيه ش���عبها‪ .‬وتأتي على‬ ‫رأس اختصاص���ات املؤمتر الوط�ن�ي العام مهمة‬ ‫ُرس���خ مفه���وم احلاكمي���ة هلل‬ ‫ص���وغ دس���تور ي ِّ‬ ‫(‪ ,)1‬ويكون ذلك باش���تمال مقدمت���ه على مادة‬ ‫أن‪ :‬القرآن وصحيح َّ‬ ‫نصها َّ‬ ‫الس���نة (هما) مصدر‬ ‫ُّ‬ ‫التش���ريع الوحي���د يف دول���ة ليبيا اإلس�ل�امية‪.‬‬ ‫واملقصود بهذه املادة َّ‬ ‫أن ما ي ُّ‬ ‫ُس���ن من تش���ريعات‬ ‫وقوانني جي���ب َّ‬ ‫َ‬ ‫أال يتعارض مع محُ كم التنزيل‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫���رع منذ‬ ‫وصحي���ح‬ ‫الس���نة يف ش���يء‪ .‬إذن‪َ ,‬س َنش َ‬

‫هذه اللحظة يف اس���تخدام موروثنا اإلس�ل�امي‬ ‫ُم ِّ‬ ‫م���ر بن���ا‪ ,‬ع���ن أي���ة مفاهي���م‬ ‫تخل�ي�ن‪ ,‬كم���ا َّ‬ ‫ومصطلحات تتعلق بالدميقراطية الغربية‪.‬‬ ‫نصاً‬ ‫وهكذا‬ ‫س���تتضمن مقدمة الدس���تور أيضاً َّ‬ ‫َّ‬ ‫حيدِّد ش���كل نظ���ام احلكم الذي س���نفرتض َّ‬ ‫أن‬ ‫رأي الليبيني احلر استقر بشأنه على العودة إىل‬ ‫نظام خالفة إس�ل�امية مكوَّن من أمري مؤمنني‬ ‫وجملس ش���ورى (جملس أهل احلل والعقد أو‬ ‫أهل االختيار)‪ .‬فإذا كان ذلك س���نجد أنفس���نا‬ ‫م���ن حيث اجلوه���ر أمام خياري���ن ال ثالث هلما‪,‬‬ ‫فإما أن يباي���ع الليبيون األمري وأعضاء جملس‬ ‫َّ‬ ‫الش���ورى مباش���رة من بني جمموع���ة مؤمنني‬ ‫عرضوا أنفسهم على الناس ِّ‬ ‫لتولي هذه األمور‪,‬‬ ‫وإما أن يبايعوا أعضاء جملس الشورى ومن ثم‬ ‫َّ‬ ‫يق���وم أولئك األعض���اء بتنصي���ب أحدهم أمرياً‬ ‫على البالد‪ .‬والالفت بش���أن هذي���ن االختيارين‬ ‫َّأنهما يتفقان مع شواهد التاريخ اإلسالمي وال‬ ‫خيالفان أيًّا من نصوص الش���ريعة اإلس�ل�امية‬ ‫الصرحية‪.‬‬ ‫ومبا َّ‬ ‫أن البديلني متكافئان يف ش���رعيتهما فلن‬ ‫تكون أمامنا َّ‬ ‫إال مشكلة إجرائية َّ‬ ‫تتعلق بكيفية‬ ‫أخ���ذ البيعة‪ .‬وقدمياً كان ال���والة ومن ينوبون‬ ‫عنه���م يأخ���ذون البيعة لألمري مم���ن ينوب عن‬ ‫األمة يف كل ديار اإلس�ل�ام‪ .‬ولكن‬ ‫عموم أفراد َّ‬ ‫م���ا حبوزتنا الي���وم من بدائل تقني���ة تغنينا عن‬ ‫اللج���وء إىل ه���ذه الطريق���ة ال�ت�ي َّ‬ ‫عف���ا عليه���ا‬ ‫الزم���ن‪ ,‬إذ ميك���ن لعم���وم املس���لمني يف الدي���ار‬ ‫الليبية االتفاق على تقس���يم البالد إىل أقضية‬ ‫أو "دوائ���ر مبايع���ة" تض���م ع���دداً م���ن "مراكز‬

‫املبايع���ة" يتناس���ب عددها مع عدد س���كان كل‬ ‫قضاء أو دائرة‪.‬‬ ‫ما ُذكر أعاله ميثل اخلطوط العريضة آللية‬ ‫أم���ا البن���ود اإلجرائي���ة ِّ‬ ‫املتعلق���ة بتلك‬ ‫البيع���ة‪َّ ,‬‬ ‫فس���يفصلها الدس���تور‬ ‫يتفرع عنها‬ ‫ِّ‬ ‫اآللية وم���ا َّ‬ ‫األم���ة لتق���ول في���ه كلمتها‪.‬‬ ‫املع���روض عل���ى َّ‬ ‫ِّ‬ ‫احل���د مل َي ُعد أمامنا من مس���ائل‬ ‫وببلوغن���ا هذا‬ ‫البيعة س���وى الفصل يف أمر املسألة األهم بينها‬ ‫وه���ي اإلجابة عن الس���ؤال التالي‪ :‬هل س���تكون‬ ‫البيعة لألم�ي�ر وأعضاء جملس الش���ورى ً‬ ‫بيعة‬ ‫دائمة أم َّ‬ ‫مؤقتة؟‬ ‫تتطلب اإلجابة عن هذا السؤال العودة إىل زمن‬ ‫خالفة أمري املؤمنني عثمان بن عفان رضي اهلل‬ ‫عنه‪ .‬إذ يف عهده بلغ تفاقم اخلالفات السياسية‬ ‫األمة‬ ‫ح���داً قاد نف���راً من الغالة إىل قتل���ه وأخذ َّ‬ ‫إىل االقتت���ال فيما ُع ِرف تالي���اً بالفتنة ال ُكربى‪.‬‬ ‫وس���يجد ق���ارئ التاري���خ َّ‬ ‫أن تل���ك اخلالفات مل‬ ‫تكن حول أصل من أصول الدين‪ ,‬بل كانت يف‬ ‫جممله���ا حول نهج اخلليف���ة عثمان رضي اهلل‬ ‫عنه يف تدبري شؤون اخلالفة‪ .‬فض ً‬ ‫عما سلف‪,‬‬ ‫ال َّ‬ ‫سيكتش���ف ذلك الق���ارئ أيضاً َّ‬ ‫أن فك���ر التغيري‬ ‫الس���ائد بني أهل ذلك الزم���ان كان عنفياً ينبع‬ ‫من حد الس���يف‪ .‬وهو ما يشي به قول أحد أبناء‬ ‫رداً على طلب اخلليفة الثاني رضي اهلل‬ ‫األم���ة‪َّ ,‬‬ ‫َّ‬ ‫عنه بش���أن تقويم اعوجاج���ه‪ :‬واهلل لو رأينا فيك‬ ‫اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا!‬ ‫من���ذ ذل���ك التاري���خ واملعارضة اإلس�ل�امية‪ ,‬إذا‬ ‫جاز التعبري‪ِّ ,‬‬ ‫حتقق ُمبتغاها باخلروج على ولي‬ ‫األم���ر‪ ,‬وال خم���رج من ه���ذه الدوام���ة العنفية‬ ‫َّ‬ ‫إال بوض���ع قي���د زمين على البيع���ة‪ .‬وهكذا يُتاح‬ ‫للمخالف�ي�ن يف الرأي (ضم���ن حدود النصوص‬ ‫ُ‬ ‫األمة‪ ,‬عق���ب انقضاء‬ ‫الدس���تورية) اللج���وء إىل َّ‬ ‫م���دَّة البيعة‪ ,‬لتق���ول كلمتها بش���أن جتديدها‬ ‫لولي األمر أو س���حبها منه‪ .‬ويس���تند هذا القيد‬ ‫إىل ك���ون البيعة عقداً بالرتاض���ي بني األخري‬ ‫األمة حيق ألي من طرفيه تضمينه ما‬ ‫وأف���راد َّ‬ ‫النص على مدَّة‬ ‫شاء من ش���روط‪ ,‬ومن ضمنها ُّ‬ ‫الوالية وتقييدها‪.‬‬ ‫ميكنن���ا االس���تفاضة يف ه���ذا احلدي���ث ق���در ما‬ ‫نش���اء‪ ,‬غ�ي�ر َّأنن���ا س���نكتفي مب���ا ِقيل لس���ببني‪:‬‬ ‫أوَّهلم���ا َّ‬ ‫األمة درس���وا ه���ذا املبحث من‬ ‫أن فقهاء َّ‬ ‫ُ‬ ‫كر يف هذه املقالة بش���أن‬ ‫مجي���ع جوانبه‪ ,‬وما ذ ِ‬ ‫الدولة اإلس�ل�امية ليس َّ‬ ‫إال رجع صدى أرائهم‬ ‫أم���ا ثاني األس���باب‬ ‫حوهل���ا مبف���ردات كاتبه���ا‪َّ .‬‬ ‫أن القارئ ال ريب بدأ اآلن يَتبينَّ َّ‬ ‫فم���ردُّه إىل َّ‬ ‫أن‬ ‫السابق ال خيرج عن كونه استعاضة‬ ‫اخلطاب َّ‬ ‫ع���ن مفاهيم معاص���رة مبا يقابله���ا يف املوروث‬ ‫اإلس�ل�امي‪ ,‬وه���ي االس���تعاضة ال�ت�ي ميكنن���ا‬ ‫االس���تمرار فيه���ا ِّ‬ ‫لتغط���ي األحزاب السياس���ية‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪)2013‬‬

‫والتعدُّدي���ة إىل جانب بعض املفاهيم السياس���ية‬ ‫املعاص���رة األخ���رى‪ .‬وهك���ذا‪ ,‬عل���ى س���بيل املث���ال‬ ‫ال احلص���ر‪ ,‬تصب���ح الدميقراطي���ة هي الش���ورى‬ ‫واالنتخ���اب ه���و البيع���ة والربمل���ان ه���و جمل���س‬ ‫وهلم جراً‪.‬‬ ‫الشورى َّ‬ ‫حان���ت اآلن حلظ���ة االنتق���ال إىل الش���ق الثان���ي‬ ‫من عنوان املقالة‪ ,‬وس���يتم ذلك بطرح الس���ؤالني‬ ‫التاليني‪ :‬هل ِّ‬ ‫ميثل العرب املسلمون اإلسالم كما‬ ‫أراده اهلل عل���ى حن���و ين���زع ش���رعية التمثيل عن‬ ‫املليار مسلم الباقني من غري العرب؟ وعطفاً على‬ ‫الس���ؤال األول‪ ,‬ما َّ‬ ‫علة غياب ال َعلمانية عن ساحة‬ ‫الص���راع الفك���ري يف دول إس�ل�امية غ�ي�ر عربية‬ ‫قطع���ت ش���وطاً بعي���داً يف مضم���اري احلض���ارة‬ ‫ِّ‬ ‫التخلي ع���ن موروثاتها الدينية‬ ‫والعل���وم (ب���دون‬ ‫والثقافي���ة) مثلما هو حال اندونيس���يا وماليزيا؟‬ ‫إجابيت عن الس���ؤال األول س���تكون نفياً قاطعاً ال‬ ‫القراء املخالف���ة‪ .‬غري َّأنين‬ ‫يلغ���ي أيًّا من إجاب���ات َّ‬ ‫ل���ن ِّ‬ ‫أكلف نفس���ي عناء احلجاج دفاع���اً عن ذلك‬ ‫ً‬ ‫النف���ي وتربيرا له‪ ,‬وس���أنتقل إىل الس���ؤال الثاني‬ ‫الذي تكمن فيه تفاصيل معركة حرف األنظار‬ ‫الفعلية‪.‬‬ ‫ويف هذا الشأن سأبادر بالقول َّ‬ ‫إن تنامي املمارسة‬ ‫الدميقراطي���ة الفعلية‪ ,‬بني مواطنني متس���اوين‬ ‫يف احلق���وق والواجب���ات‪ ,‬هو ما يمُ ِّي���ز تلك الدول‬ ‫ع���ن نظرياته���ا العربي���ة‪ .‬هن���ا‪ ,‬يف ه���ذا َّ‬ ‫مي���ز‪,‬‬ ‫الت ُّ‬ ‫تتض���ح مالم���ح معركة حرف األنظ���ار‪ :‬حرفها‬ ‫ع���ن ُنظ���م احلك���م االس���تبدادية املُهيمن���ة عل���ى‬ ‫مق���درات الش���عوب العربية‪ُّ .‬‬ ‫والنظم ال�ت�ي تعنينا‬ ‫يف هذا الس���ياق هي تلك اليت تس���تمد ش���رعيتها‬ ‫م���ن نص���وص دينية موضوع���ة‪ ,‬ال س���ند هلا من‬ ‫ق���رآن أو صحيح َّ‬ ‫س���نة‪ ,‬مث���ل مش���يخات اخلليج‬ ‫واململك���ة الس���عودية ومملك���ة املغ���رب ومملك���ة‬ ‫(بقي���ة ال���دول‬ ‫األردن ومجهوري���ة الس���ودان َّ‬ ‫العربية املُس���تبدة تدَّعي ش���رعية ُنظمها استناداً‬ ‫إىل إيديولوجي���ات مغايرة)‪ .‬فهذه الدول‪ ,‬ش���أنها‬ ‫ُس���مى ب���دول الربي���ع العربي‪ ,‬تش���هد‬ ‫ش���أن م���ا ي َّ‬ ‫حرب ح���رف أنظار فكري���ة ُمفتعلة ش���عارها َّ‬ ‫أن‬ ‫ٌ‬ ‫مدخل لرتس���يخ الفك���ر ال َعلماني‬ ‫"الدميقراطية‬ ‫املُلحد الذي سيهدم اإلسالم وينسخ شرعته"!‬ ‫الغري���ب يف أم���ر الدول���ة اإلس�ل�امية َّ‬ ‫أن مالمح‬ ‫ُّ‬ ‫الراش���دة‬ ‫تش���كلها بدأت يف االتضاح إبَّان اخلالفة َّ‬ ‫البن اخلط���اب رضي اهلل عن���ه‪ ,‬وكان ذلك حني‬ ‫أص���در أم���ره بتدوي���ن "الدواوين"‪ .‬وبع���د ُمضي‬ ‫م���ا يزي���د ع���ن ‪ 1400‬ع���ام عل���ى ذل���ك التاريخ‪,‬‬ ‫الكرة‬ ‫ها ه���ي بعض الش���عوب اإلس�ل�امية تعي���د َّ‬ ‫و ُتقي���م دوهل���ا احلديثة عل���ى مفهوم "الدس���تور"‬ ‫لألم���ة مس���ارها‪ .‬والف���ارق الوحيد‬ ‫ال���ذي حي���دِّد َّ‬ ‫ب�ي�ن الواقعت�ي�ن يكم���ن يف َّ‬ ‫أن األوىل كانت زمن‬ ‫خليف���ة متن���وِّر‪ ,‬ال يش���عر بالدونية جت���اه َّ‬ ‫النافع‬ ‫من احلضارة اإلنس���انية وال يزاي���د عليه أحد يف‬ ‫دين���ه وعروبت���ه‪ .‬بينم���ا الثاني���ة ما زال���ت تصارع‬ ‫للظهور يف زمن االحنطاط الفكري واالس���تعالء‬ ‫عل���ى كل مف���ردات احلض���ارة اإلنس���انية دومنا‬ ‫أما املُش�ت�رك ب�ي�ن الواقعتني فيكمن يف‬ ‫متحيص‪َّ .‬‬ ‫األصل الفارسي لكلميت ديوان ودستور! َّإنه حظ‬ ‫التعرف على‬ ‫الدميقراطية العاثر‪ ,‬فلو ُق ِّيض هلا ُّ‬ ‫ابن اخلطاب رضي اهلل عنه لتغيرَّ مس���ار التاريخ‪.‬‬ ‫عربت لغة قرآنه دينار‬ ‫كي���ف ال والرجل هو من َّ‬ ‫اليونانيني ودرهمهم‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫أم���ا الق���ول حبك���م الش���عب‬ ‫‪ .1‬احلاكمي���ة هلل‪َّ .‬‬ ‫ف�ل�ا خيرج ع���ن داللة حريَّ���ة أف���راده يف املبايعة‬ ‫الطوعي���ة مل���ن يقبل���ون ب���ه نائب���اً عنه���م يف ِّ‬ ‫س���ن‬ ‫التش���ريعات وإنفاذها مبا ال يتعارض مع محُ كم‬ ‫التنزيل وصحيح َّ‬ ‫السنة‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ashtaiwie@gmail.com‬‬

‫‪19‬‬

‫“نوستاجليا “ وهوية الذات املنقسمة بني‬ ‫الفلسفة واألدب‬

‫حممد الفقيه صاحل‬

‫ولوال اخلوف من اإلطالة ألوردت نص‬ ‫هذا اإلع�ت�راف اهلام والباه���ر بأكمله‪،‬‬ ‫لصدق���ه وش���فافيته ون�ب�رة الب���وح فيه‪،‬‬ ‫فض�ل�ا عن كونه مفتاح���ا فعاال لتلقي‬ ‫كتاب���ة احلص���ادي‪ ،‬ولئن انط���وى هذا‬ ‫االع�ت�راف عل���ى ش���يء م���ن االندف���اع‬ ‫العاطفي واحلماس���ي جلمالي���ات األداء‬ ‫اللغوي وأسراره‪ ،‬فإنه ملن حسن الطالع‬ ‫أن د‪ .‬احلص���ادي مل يضط���ر ‪ -‬عل���ى‬ ‫األق���ل فيم���ا إطلع���ت عليه م���ن أعماله‬ ‫للتضحية بالفهم واإلفهام‪ ،‬يف س���بيل‬‫الرض���ا ع���ن أدائ���ه اللغوي واألس���لوبي‪،‬‬ ‫وذلك حلرص���ه املس���تمر والدائب على‬ ‫توخ���ي الدق���ة الش���ديدة يف التعب�ي�ر‬ ‫ع���ن األف���كار والنظري���ات العميقة ‪ -‬و‬ ‫العس�ي�رة أحيان���ا ‪ -‬الس���يما يف جم���ال‬ ‫الفلس���فة واملنطق‪ ،‬بلغة ثرية‪ ،‬وأسلوب‬ ‫ش���ائق متمي���ز‪ ،‬ناهي���ك ع���ن الكتاب���ات‬ ‫األدبي���ة الثقافي���ة العام���ة‪ ،‬ال�ت�ي يصل‬ ‫فيه���ا األداء اللغ���وي واألس���لوبي إىل‬

‫حينم���ا وقع يف يدي للم���رة األوىل أحد مؤلف���ات د‪ .‬جنيب احلصادي‬ ‫الفلس���فية وكان بعن���وان “ آف���اق احملتمل “‪ ،‬فوجئ���ت بنص اعرتاف‬ ‫الف���ت‪ ،‬صدّر ب���ه املؤل���ف ذلك الكت���اب الفلس���في‪ ،‬قد ال يس���تطيبه أو‬ ‫يرحب به دارسو الفلس���فة املتخصصون‪ ،‬لكنه يلقى هوى لدى عشاق‬ ‫األدب ومجه���رة املتأدبني‪ ،‬ق���ال فيه “أعرتف أمامكم ‪ -‬يف غري ما خجل‬ ‫ بأن�ن�ي ع���ادة م���ا أقع يف غ���رام اللفظة على حس���اب وض���وح الفكرة‪،‬‬‫وأعرتف أمامكم ‪ -‬يف غريما أسف ‪ -‬بأنين على استعداد تام للتضحية‬ ‫بالفهم إذا كان مطلبه قدرا من اإليضاح يتخذ من الكلمات الش���ائعة‬ ‫سبيال لإلفصاح‪ .‬وإذا كان الفنان احلقيقي يضحي باحلقيقة قربانا‬ ‫للجمال‪ ،‬فمالي ال أضحي بالفهم تزلفا إليه؟”‬

‫مستوى رفيع‪.‬‬ ‫لكن األه���م واألدل يف هذا اإلعرتاف هو‬ ‫أنه يكشف عن امليول األدبية واجلمالية‬ ‫الدفين���ة يف فك���ر احلص���ادي ووجدانه‪،‬‬ ‫ويش���ي ب���روح أدي���ب مره���ف احل���س‪،‬‬ ‫كام���ن يف إه���اب باح���ث فيلس���وف‪ ،‬أو‬ ‫بهوية أدي���ب ( بالق���وة ) يكابد من أجل‬ ‫حنت لغة وأسلوب خاصني به‪ ،‬يعكسان‬ ‫شخصيته ونبض إحساس���ه‪ ،‬ويؤهالنه‬ ‫ألن يكون أديبا (بالفعل)‪ ،‬ش���أنه يف ذلك‬ ‫شأن كل مبدع ذواقة موهوب‪.‬‬ ‫وم���ع كل ه���ذا االفتت���ان جبمالي���ات‬ ‫اللغة وفضاءات الفنون‪ ،‬الس���يما الشعر‬ ‫واملوس���يقا‪ ،‬فق���د اس���تطاعت الفلس���فة‬ ‫بس���حرها وفتنته���ا أن ختل���ب ل���ب هذا‬ ‫األدي���ب الفن���ان‪ ،‬وأن تس���تحوذ عل���ى‬ ‫ج���ل جه���ده ووقت���ه وطاقته‪ ،‬فكس���بته‬ ‫كمتفكر عميق وحباثة ضليع‪ ،‬أحتفنا‬ ‫وأثرى املكتبة الليبي���ة والعربية بإنتاج‬ ‫فلس���في غزير‪ ،‬تأليفا وترمجة‪ ،‬أس���هم‬

‫م���ن خالل���ه إس���هاما متمي���زا يف وصل‬ ‫حياتن���ا األكادميي���ة والثقافية ببعض‬ ‫ما يكتنز به الفكر الفلس���في العاملي من‬ ‫أس���ئلة وانشغاالت واستبصارات‪ ،‬تتصل‬ ‫بقضاي���ا الوع���ي واملعرف���ة واحلقيق���ة‬ ‫والعل���م والدي���ن واحلري���ة وغريه���ا‪،‬‬ ‫وتعك���س يف بع���د م���ن أبعاده���ا جتربة‬ ‫احلصادي ورحلت���ه الفكرية والروحية‬ ‫املضنية اخلصيب���ة‪ ،‬تفتيقا لعامل املعنى‬ ‫يف س���ديم الوج���ود‪ ،‬ورغب���ة دائب���ة يف‬ ‫االقرتاب من بؤرة احلق واحلقيقة‪.‬‬ ‫لكن هذا االنصراف للفلس���فة مل يرتك‬ ‫للحصادي ما يتوفر منه لإلبداع األدبي‬ ‫سوى النزر اليس�ي�ر‪ ،‬إىل حد ميكن معه‬ ‫الق���ول إن األدب���ي يف نص���ه الفلس���في‬ ‫ميث���ل املكب���وت ال���ذي ال ي�ن�ي يتح�ي�ن‬ ‫الفرص‪ ،‬ويفتش عن الشقوق والزوايا‪،‬‬ ‫لكي يسرب أو ميرر من خالهلا متاقاته‬ ‫وجتليات���ه‪ .‬ولئ���ن ب���دا ه���ذا اجلان���ب‬ ‫األدبي مستس���را يف الكثري من كتابات‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪)2013‬‬

‫احلص���ادي وأحباثه الفلس���فية‪ ،‬فإن���ه يتبدى‬ ‫أبرز وأجلى يف هذا الكتاب (نوس���تاجليا)‪ ،‬ويف‬ ‫س���الفه ونظ�ي�ره كت���اب "نتح الكم���ال" الذي‬ ‫صدر عام ‪ ٢٠٠٨‬عن جملس الثقافة العام ‪.‬‬ ‫ويف ه���ذا الكت���اب ال���ذي يع���د ‪ -‬مث���ل س���الفه‬ ‫املذك���ور ‪ -‬مث���رة م���ن مث���ار عق���ل ووج���دان‬ ‫متمرس�ي�ن بال���درس الفلس���في‪ ،‬ومتش���بعني‬ ‫مبفاهيم���ه وأس���ئلته وإش���كالياته ولغت���ه‬ ‫الش���ائكة العس�ي�رة‪ ،‬يعمد املؤلف ‪ -‬كشأنه يف‬ ‫كت���اب نتح الكم���ال ‪ -‬إىل التفل���ت قليال من‬ ‫إس���ار التخصص األكادميي اخلانق‪ ،‬باجتاه‬ ‫اإلنفت���اح على الش���اغل الثق���ايف واالجتماعي‬ ‫واإلنس���اني العام‪ ،‬بلغة أدبي���ة مكثفة رفيعة‪،‬‬ ‫ت���راوح بني التصري���ح والتلميح‪ ،‬وتصاحل بني‬ ‫خنبوي���ة الفلس���في وعزلت���ه اجلليل���ة‪ ،‬وبني‬ ‫شيوع االجتماعي‪.‬‬ ‫ويتأس���س احلي���ز األك�ب�ر م���ن ه���ذا الكتاب‬ ‫(كم���ا هو حال س���الفه نتح الكم���ال) على ما‬ ‫ميكن تس���ميته فن املقالة القصرية املركزة‪،‬‬ ‫ال�ت�ي تنه���ض عل���ى معاجل���ة فك���رة واح���دة‬ ‫أساس���ية‪ ،‬مستمدة من ثقافة الكاتب وخرباته‬ ‫احلياتي���ة وتأمالت���ه ومالحظات���ه النقدي���ة‪،‬‬ ‫وت���دور ح���ول إش���كالية أو ظاهرة م���ا يف دنيا‬ ‫االجتم���اع أو السياس���ة أو الفك���ر أو األدب أو‬ ‫الدين‪ ،‬يستند املؤلف يف معاجلتها إىل أرضية‬ ‫فلس���فية متينة‪ ،‬وحس أدبي عميق‪ ،‬يتمظهر‬ ‫يف لغ���ة متوق���دة مرهف���ة‪ ،‬تتك���ئ على كثري‬ ‫من اجمل���ازات واملوحيات‪ ،‬اليت بق���در ما تقرب‬

‫املعنى‪ ،‬تشحن ذائقة املتلقي بفيض من املتعة‪.‬‬ ‫وينطب���ق عل���ى هذه املق���االت‪ ،‬ال�ت�ي تدخل يف‬ ‫ب���اب النثر الف�ن�ي جب���دارة ال ش���بهة فيها‪ ،‬ما‬ ‫كان ق���د نعت به املؤل���ف مثيالتها يف توطئة‬ ‫كتابه املش���ار إلي���ه آنفا "نت���ح الكم���ال" بأنها‬ ‫مق���االت إبداعي���ة‪ ،‬مقابل ما يس���ميه املقاالت‬ ‫أو األعم���ال األكادميية‪ ،‬ألنه���ا" تتطلب عناء‬ ‫وجدانيا ممض���ا‪ ،‬كما أنها ليس���ت دائماً طوع‬ ‫صاحبها‪ ،‬بل إن الفكرة اإلبداعية قد تن ّد على‬ ‫الصياغ���ة‪ ،‬وق���د يش���عر الباحث أنه ع�ّب�رّ عنها‬ ‫بطريقة ال تليق بنش���رها‪ ،‬بل إنه قد ينشرها‪،‬‬ ‫ليس لرضاه عنها‪ ،‬بل لضيقه منها‪ .‬على ذلك‪،‬‬ ‫ف���إن إجنازه قد يورث يف نف���س صاحبها رضا‬ ‫ال ح���د لبهجته‪ ،".‬وأحس���ب أن د‪ .‬احلصادي مل‬ ‫يبتعد ع���ن واقع احلال حينما ش��� ّبه‪ ،‬يف نفس‬ ‫التوطئ���ة‪ ،‬إضمام���ة مقاالت���ه القص�ي�رة هذه‬ ‫بدي���وان ش���عر أو جمموع���ة قصصي���ة‪ ،‬وإن‬ ‫فقدت غالب���ا ‪ -‬على حد قوله ‪" -‬االش�ت�راطات‬ ‫الفنية اليت يتوجب استيفاؤها يف هكذا أعمال‬ ‫أدبية "‪ ،‬لكنين أعتقد أن هذه املقاالت القصرية‬

‫املركزة‪ ،‬بتن���وع مواضيعه���ا ومتيزها اللغوي‬ ‫واألسلوبي‪ ،‬ال ختلو من اش�ت�راطات ما تتعلق‬ ‫بطريقة األداء والش���كل‪ ،‬جتعلها جديرة حقا‬ ‫ب���أن تندرج فيما ميك���ن أن نطلق عليه (ديوان‬ ‫نثر فكري)‪.‬‬ ‫وعرب نصوص ه���ذا الكتاب ومقاالته املتنوعة‪،‬‬ ‫يتج���ول بن���ا د‪ .‬احلص���ادي يف س���ياحة فكرية‬ ‫ش���ائقة وممتع���ة‪ ،‬نط���ل م���ن خالهل���ا عل���ى‬ ‫العدي���د م���ن الظواه���ر والقضاي���ا السياس���ية‬ ‫واالجتماعي���ة والفلس���فية واألدبية واللغوية‬ ‫وغريه���ا‪ ،‬لك���ن ه���ذه الس���ياحة تظ���ل‪ ،‬مهم���ا‬ ‫ش���رقت أو غرب���ت‪ ،‬حمكوم���ة مبفاهي���م‬ ‫املنط���ق والفلس���فة وأدواتهم���ا‪ .‬وميزته���ا ب���ل‬ ‫لع���ل أب���رز فضائلها أنه���ا ال تزودن���ا باملعرفة‬ ‫واالس���تبصارات العميقة فحس���ب‪ ،‬ب���ل تعمد‬ ‫اىل حتري���ك الربك���ة الس���اكنة يف عقولنا‪،‬‬ ‫من خالل بث روح النقد والتساؤل واالرتياب‪،‬‬ ‫وع���دم الركون أو االس���تنامة إىل ما اس���تقر‬ ‫م���ن بدهيات ومس���لمات‪ ،‬وعلى هذا األس���اس‬ ‫فإن ه���ذه النص���وص املركزة إمن���ا حت ّرض‬ ‫عل���ى الق���راءة املتأملة املنتجة‪ ،‬ال املس���تعجلة‬ ‫املس���تهلكة‪ ،‬وه���ي ‪ -‬عل���ى قصره���ا ‪ -‬تتطل���ب‬ ‫تركي���زا لالنتب���اه واس���تنفار م���ا منلك���ه من‬ ‫خمزون معريف وح���س عملي‪ ،‬بغية التواصل‬ ‫معها تواصال خالقا‪ ،‬ذلك أنها تنطوي على ما‬ ‫ميكن تسميته اسرتاتيجية احلفر يف املفاهيم‬ ‫واألف���كار واآلراء‪ ،‬والكش���ف ع���ن تبدياته���ا‬ ‫الظاه���رة‪ ،‬فضال عن أس���رارها املكنوزة‪ ،‬كما‬ ‫أنه���ا تس���تنطق اليوم���ي والبده���ي واملعت���اد‪،‬‬ ‫وتس���تخرج املعن���ى مما يت���وارى خلف حجاب‬ ‫األلفة وتصرم اللحظات‪.‬‬ ‫وباس���تثناء عدد حم���دود م���ن النصوص اليت‬ ‫تنح���و منح���ى أدبيا ال ش���بهة فيه‪ ،‬م���ن قبيل‬ ‫(اغتصاب‪ ،‬وأس���ر‪ ،‬وحليم ) واليت يكشف فيها‬ ‫احلصادي عن اقتدار الفت يف الكتابة السردية‪،‬‬ ‫ف���إن معظ���م نص���وص ه���ذا الكتاب(وكذلك‬ ‫معظم نصوص كت���اب نتح الكم���ال) تندرج‬ ‫يف باب ما يعرف بالنقد الثقايف‪ ،‬إذ تنطوي يف‬ ‫جممله���ا على منظور نقدي حاس���م وجذري‪،‬‬ ‫يط���ال قضاي���ا األدب والفلس���فة والسياس���ة‬ ‫واجملتمع والثقافة‪ ،‬مس���تهدفة ش���حذ الوعي‬ ‫العام‪ ،‬واالنتصار لقيم التعدد والتنوع واحلوار‬ ‫واالخت�ل�اف والتس���امح‪ ،‬يف مواجهة النظرات‬ ‫األحادي���ة والواحدي���ة واملنهجي���ات التلقينية‬ ‫واملاضوي���ة والوثوقية اجلزمي���ة‪ ،‬حبيث تبدو‬ ‫هذه النصوص أشبه مبعرتك تتدافع فيه تلك‬ ‫القيم واملفاهي���م والنظرات‪ ،‬مع احنياز واضح‬ ‫ألفق الع���دل واحلرية واجلمال واالس���تنارة‪.‬‬ ‫وبذل���ك يتموق���ع د‪ .‬احلص���ادي (ال س���يما يف‬

‫هذا الكتاب وس���الفه نتح الكمال) مفكرا رفيع‬ ‫املس���توى‪ ،‬يكد وجيتهد من أجل ترسيخ أسس‬ ‫الثقاف���ة الوطني���ة الدميقراطي���ة وإثرائه���ا‪،‬‬ ‫متوس�ل�ا يف ذل���ك تطوي���ع الفلس���فة ملعاجلة‬ ‫الش���اغل الوطين‪ ،‬واالش���تباك بقضاي���ا الواقع‬ ‫االجتماع���ي والسياس���ي والثق���ايف امللم���وس‪،‬‬ ‫واالنغمار يف طينته الساخنة‪.‬‬ ‫وعل���ى ه���ذا األس���اس‪ ،‬يتص���ادى يف نص���وص‬ ‫مقاالت احلصادي القص�ي�رة املركزة‪ ،‬الكلي‬ ‫العام واجلزئي الفردي‪ ،‬ويتواش���ج أو يتناسج‬ ‫فيه���ا منح���ى التجري���د املفاهيم���ي‪ ،‬املس���تمد‬ ‫من حقل الفلس���فة‪ ،‬ولغة التش���خيص املليئة‬ ‫باجملاز‪ ،‬املستلهمة من فضاء األدب‪ ،‬ويف خضم‬ ‫ه���ذه العملي���ة العقلي���ة والفكري���ة املركبة‪،‬‬ ‫تتعان���ق الفلس���فة واألدب يف وص���ال محي���م‪،‬‬ ‫وجي���ري إنزال اجمل���رد والكلي م���ن عليائهما‪،‬‬ ‫إىل ما هو متعني وملموس‪ ،‬فيما يتم اإلرتقاء‬ ‫به���ذا األخري م���ن حالة التج���زؤ والتذرر‪ ،‬إىل‬ ‫مق���ام الش���مول الدالل���ي‪ ،‬وكل ذلك يدفعين‬ ‫إىل التس���اؤل باس���تمرار ع���ن طبيع���ة اهلوية‬ ‫اإلبداعية الثقافية لدى د‪ .‬احلصادي؛ هل هي‬ ‫هوية أديب كسبته الفلسفة؟ أم هوية باحث‬ ‫ومتفكر فلسفي كسبه األدب؟ أم هو التباس‬ ‫اهلوية املتكثرة األبعاد؟‬ ‫يؤك���د ذل���ك أن نص���وص املق���االت القصرية‬ ‫املركزة ال تتميز ببالغة االستهالل فحسب‪،‬‬ ‫اليت كثريا ما تتبدى يف احتدام مجلة البداية‬ ‫وفجائيته���ا‪ ،‬ما يذكرنا بالتماعة احلدس‪ ،‬أو‬ ‫بالضربة األوىل من فرش���اة الرسام‪ ،‬أو بوقدة‬ ‫بدء القصيدة أو القصة‪ ،‬وإمنا تتميز أيضاً ‪ -‬بل‬ ‫وأساسا ‪ -‬مبا ميكن تسميته "بالغة االختتام"‪،‬‬ ‫إذ إنه���ا غالبا ما تنته���ي بقفلة حمكمة‪ ،‬متثل‬ ‫انعطاف���ة مفاجئة تنتأ يف آخر النص‪ ،‬وتنفتح‬ ‫ب���ه إما على أمر نقي���ض‪ ،‬أو احتمال مغاير‪ ،‬أو‬ ‫س���ؤال جديد‪ ،‬وهو ما يعين أن حمتوى النص‬ ‫ليس فصل املقال‪ ،‬وأن ما بدا اكتماال للقول‪،‬‬ ‫إمن���ا هومفتتح لق���ول جديد‪ ،‬م�ت�روك ‪ -‬هذه‬ ‫امل���رة ‪ -‬لعقل القارئ وحدس���ه وإس���هامه‪ ،‬ويف‬ ‫ذل���ك ما ال خيفى م���ن جتليات حداث���ة األداء‬ ‫والتوج���ه يف فك���ر د‪ .‬جنيب احلص���ادي ورؤاه‬ ‫وجمالي إبداعه ‪.‬‬ ‫وأحسب أن هذا اجمللى احلداثي يشكل ملمحا‬ ‫أساس���يا يف جتربة جنيب احلصادي الفكرية‪،‬‬ ‫اليت بدأها مياال إىل منظور املدرسة الوضعية‬ ‫املنطقي���ة يف الفلس���فة‪ ،‬الحتكامه���ا إىل العلم‬ ‫حبس���بانه املعي���ار الثاب���ت واملك�ي�ن للحقيقة‪،‬‬ ‫ث���م مل يلبث احلصادي أن اجت���ه إىل االرتياب‬ ‫يف مرجعي���ة العلم‪ ،‬كونه خيض���ع هو اآلخر‬ ‫للتغ�ي�ر والتح���ول املس���تمر فيم���ا يصوغ���ه‬

‫ويص���ل إلي���ه م���ن نظري���ات وأح���كام ح���ول‬ ‫خمتلف ظواهر الكون واحلياة‪ ،‬ما حيول دون‬ ‫االرتكان املطمئن إليه‪ .‬بيد أن اخلش���ية من أن‬ ‫ت���ؤول الريب���ة إىل الوقوع يف س���ديم الفوضى‬ ‫والعج���ز والالأدرية‪ ،‬دفع���ت د‪ .‬احلصادي إىل‬ ‫كبح مجاح هذه النزع���ة االرتيابية يف فكره‪،‬‬ ‫واالجت���اه حن���و تبين منظ���ور فك���ري تكاملي‬ ‫ي���وازن بني العلم والدين والفن‪ ،‬ويس���تند إىل‬ ‫العقل واحل���دس والبعد الغي�ب�ي‪ ،‬يف حماولة‬ ‫نبيلة وجليلة‪ ،‬لي���س لتملك احلقيقة‪ ،‬فذلك‬ ‫مبتغ���ى عزي���ز ال يط���ال‪ ،‬بل جمل���رد االقرتاب‬ ‫منه���ا أكث���ر فأكثر‪ ،‬ومبا يس���اعد على س���د‬ ‫الفج���وات ال�ت�ي ال ي�ن�ي حيدثه���ا اجمله���ول يف‬ ‫الوعي اإلنساني حيال أسرار الكون ولغز املوت‬ ‫ومعضالت الوجود ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪)2013‬‬

‫حممود جربيل‬

‫‪21‬‬

‫خطاب مفتوح إىل مواطن لييب تقطعت به السبل بني عهدين‬ ‫الس�ل�ام عليك���م ورمح���ة اهلل وبركاته‪...‬‬ ‫وبعد‬ ‫تابع���ت وأتاب���ع بقل���ق ش���ديد التط���ورات‬ ‫األخ�ي�رة اليت متر بها بالدنا العزيزة ليبيا‬ ‫واليت قد تش���كل يف مسارها العام منعطفاً‬ ‫خط�ي�راً ينحرف بثورة الس���ابع عش���ر من‬ ‫فرباي���ر بعي���داً ع���ن تطلع���ات كث�ي�ر من‬ ‫الليبي�ي�ن الذين حلموا بعد س���قوط نظام‬ ‫الطاغية مبس���تقبل مشرق هلم وألبنائهم‬ ‫يعوضه���م ع���ن س�ن�ي احلرم���ان الطويلة‪،‬‬ ‫تتأس���س في���ه دول���ة العدال���ة واملس���اواة‬ ‫وتزهر فيه حقوق املواطنة املتس���اوية لكل‬ ‫الليبيني والليبيات دون تفرقة أو متييز‪.‬‬ ‫ولعلي أرصد املس���ار العام هلذا االحنراف‬ ‫يف حمطات حمددة على النحو التالي‪-:‬‬ ‫احملط���ة األوىل‪ -:‬وه���ي تل���ك ال�ت�ي تل���ت‬ ‫حتري���ر طرابل���س يف أغس���طس ‪2011‬‬ ‫مباش���ر ًة‪ ،‬وذلك عندما اختذ رئيس املكتب‬ ‫التنفي���ذي يف ‪ 12‬س���بتمرب ‪ 2011‬ق���راراً‬ ‫حبل كل التشكيالت املسلحة يف طرابلس‬ ‫وكان عددها آنذاك مثانية عشر تشكي ً‬ ‫ال‬ ‫مس���لحاً وق���د كان ه���ذا الق���رار حبضور‬ ‫س���بعة عش���ر قائد تش���كيل ومبوافقتهم‪..‬‬ ‫وق���د أعلن هذا الق���رار يف مؤمتر صحفي‬ ‫عقد يف مس���اء نف���س اليوم حبض���ور قادة‬ ‫السبعة عش���ر تش���كي ً‬ ‫ال مس���لحاً‪..‬ليتفاجأ‬ ‫اجلميع يف صب���اح الي���وم التالي باجمللس‬ ‫االنتقالي متخ���ذاً لق���رار معاكس يلغي‬ ‫مبوجب���ه ق���رار املكت���ب التنفي���ذي وينقل‬ ‫مبوجبه أيضاً تبعية اللجنة األمنية العليا‬ ‫إىل اجمللس االنتقالي‪.‬‬ ‫لقد ج���اء قرار اجملل���س مؤك���داً وموافقاّ‬ ‫لرغب���ة وإص���رار رئي���س إح���دى ال���دول‬ ‫العربي���ة ال���ذي أعلن يف مؤمت���ر صحفي‬ ‫أمام وس���ائل اإلع�ل�ام العاملي���ة يف باريس‬ ‫‪ 1‬س���بتمرب ‪ 2011‬أن الث���وار ال يلق���ون‬ ‫أس���لحتهم أب���داً وذل���ك رداً عل���ى إجاب���ة‬ ‫رئي���س املكتب التنفي���ذي يف نفس املؤمتر‬ ‫بأنه س���يتم مجع الس�ل�اح من الث���وار‪ ,‬وقد‬ ‫كان كل ذل���ك حبض���ور رئيس اجمللس‬ ‫االنتقال���ي لنف���س املؤمت���ر الصحف���ي‬ ‫وحبض���ور رئي���س فرنس���ا ورئي���س وزراء‬ ‫بريطانيا‪..‬‬ ‫احملطة الثانية‪ -:‬تشكيل ما يعرف بلجنة‬ ‫أصدق���اء ليبي���ا يف الدوحة م���ن ‪ 13‬دولة‬ ‫برئاسة قطر وليس برئاسة ليبيا صاحبة‬ ‫الشأن بل أن ليبيا ليست من أعضائها وهو‬ ‫ما يعترب تس���ليماً واضحاً وقب���و ً‬ ‫ال كام ً‬ ‫ال‬ ‫بأن خي�ت�رق اآلخ���رون س���يادتنا الوطنية‬ ‫ورغم اإلعرتاض بش���كل علين ويف وسائل‬ ‫اإلعالم م ّر األمر والزال مي ّر مرور الكرام‪.‬‬ ‫احملطة الثالثة‪ -:‬إصرار اجمللس اإلنتقالي‬ ‫على إص���دار قانون انتخاب���ات معيب رغم‬ ‫اعرتاض���ات الكثريي���ن علي���ه وق���د وصلت‬ ‫املالحظات الس���البة على هذا القانون إىل‬

‫أكث���ر م���ن أربعة عش���ر أل���ف مالحظة‬ ‫م���ن خمتل���ف أطي���اف اجملتم���ع‪ .‬ورغ���م‬ ‫ذلك ص���در القانون وأجري���ت االنتخابات‬ ‫وكان���ت النتيجة الطبيعي���ة أن ال تطابق‬ ‫ب�ي�ن الص���وت الش���عيب وهي���كل عضوي���ة‬ ‫املؤمت���ر الوطين العام‪ .‬األم���ر الذي أصاب‬ ‫الكث�ي�ر م���ن الليبي�ي�ن باإلحب���اط وخيبة‬ ‫األم���ل س���يظهر أثره���ا واضح���اً يف تدني‬ ‫نس���بة اإلقبال عل���ى صنادي���ق االقرتاع يف‬ ‫أي���ة انتخابات قادمة خصوص���اً إذا مل يتم‬ ‫تعدي���ل هذا القانون املعيب بش���كل جذري‬ ‫وال يب���دو أن مؤمترنا الوط�ن�ي معين بهذا‬ ‫األمر حتى اآلن يف ظل انشغاالته بقضايا‬ ‫أخ���رى مثل العزل السياس���ي والتعامالت‬ ‫الربوية على حس���اب قضاي���ا متثل جوهر‬ ‫اختصاصه وس���بب وجوده مثل استحقاق‬ ‫الدس���تور وإص�ل�اح أو إلغ���اء تش���ريعات‬ ‫قائمة أو إصدار تشريعات جديدة تؤسس‬ ‫للدولة الليبية‪.‬‬

‫احملط���ة الرابع���ة‪ -:‬ب���روز التص���ادم‬ ‫والتناق���ض واضحاً بني ش���رعية صناديق‬ ‫االق�ت�راع وش���رعية الس�ل�اح رغ���م أنن���ا‬ ‫استبشرنا خرياً عندما قام السالح حبماية‬ ‫صنادي���ق االقرتاع يف ‪ 7‬يولي���و ‪ .2012‬إ ّ‬ ‫ال‬ ‫أن األمر بدأ ينقلب يف اجتاه آخر فتعددت‬ ‫انتهاكات الس�ل�اح لقاع���ة املؤمتر‪ ،‬ويبدو‬ ‫أن البعض ممن ميثلون شرعية صناديق‬ ‫االقرتاع وجد يف الس�ل�اح حليفاً حاول من‬ ‫خالله فرض ومترير ما يريد‪ ،‬من خالل‬ ‫توظي���ف الس�ل�اح للضغ���ط عل���ى املؤمتر‬ ‫لتمرير ما يريد وما يريده السالح‪..‬‬ ‫احملط���ة اخلامس���ة‪ -:‬ب���روز دور الس���لطة‬ ‫الدينية بش���كل مؤث���ر واحنيازه���ا الكامل‬ ‫لتيارات سياس���ية بعينها رغم أن املرجعية‬ ‫الديني���ة كان ميكنه���ا أن تك���ون احلك���م‬ ‫ال���ذي تلجأ إليه���ا كل األط���راف فتكون‬ ‫صم���ام األم���ان االجتماع���ي ال���ذي حيول‬ ‫ّ‬ ‫دون االنزالق حنو فتن���ة بني أبناء الوطن‬

‫الواح���د يف وقت هم أش��� ّد م���ا يكونون فيه‬ ‫حاجة إىل الوحدة والرتابط‪.‬‬ ‫احملطة السادسة‪ -:‬زيادة التغلغل األجنيب‬ ‫م���ن أط���راف أجنبي���ة عدي���دة ودعمه���ا‬ ‫ألطراف سياس���ية بكل الس���بل سعياً منها‬ ‫لتش���كيل املش���هد اللييب الق���ادم مبا خيدم‬ ‫مصاحلها ومطامعها‪..‬وقد بدأت املؤشرات‬ ‫األوىل هلذا التدخل األجنيب بش���كل سافر‬ ‫بعد حتري���ر طرابلس مباش���ر ًة وما انفك‬ ‫ه���ذا التدخ���ل يتعاظ���م ب���كل األس���اليب‬ ‫والط���رق وم���ا كان له أن يتحق���ق لو مل‬ ‫جيد من يق���دم له كل العون واملس���اعدة‬ ‫س���واء كان ذل���ك عن اتف���اق يف اهلدف أو‬ ‫جهل بالنوايا‪.‬‬ ‫احملط���ة الس���ابعة‪ -:‬الرتاج���ع التدرجي���ي‬ ‫حلضور الش���ارع اللييب ال���ذي كان دائماً‬ ‫ً‬ ‫عام�ل�ا ضاغط���اً ورادع���اً لالحن���راف عن‬ ‫مس���ار تطلع���ات ه���ذا الش���عب م���ن ث���ورة‬ ‫الس���ابع عش���ر م���ن فرباي���ر وق���د كان‬ ‫ملوقف احلكومة الس���ابقة من مجعة إنقاذ‬ ‫بنغازي األثر السليب الواضح الذي أصاب‬ ‫الكثريي���ن باإلحب���اط وخيب���ة األم���ل ب���ل‬ ‫دفع البعض إىل االرتداد واالنس���حاب من‬ ‫املشاركة يف الشأن العام‪ ،‬ولكنه يف الوقت‬ ‫نفسه ساهم يف خلق قناعة عامة ما فتئت‬ ‫تتعاظ���م ل���دى قطاع���ات عريضة يف كل‬ ‫املدن وبالذات يف شرقنا احلبيب بأنه‬ ‫يف ظل سعي بعض التيارات املؤدجلة إىل‬‫فرض إرادتها بقوة السالح‪..‬‬ ‫ويف ظ���ل ضع���ف أو خت���اذل أو تواط���ؤ‬‫السلطات الرمسية جتاه ذلك‪،‬‬ ‫ويف ظ���ل اخ�ت�راق أجن�ب�ي لس���يادتنا‬‫وكرامتنا‪،‬‬ ‫فالبد من فعل مجاعي مؤثر يعيد األمور‬ ‫إىل مس���ارها ويعي���د األم���ل م���رة أخ���رى‬ ‫للمالي�ي�ن يف بن���اء دولة عصرية أساس���ها‬ ‫دس���تور يس���اوي ب�ي�ن أبنائه���ا يف حق���وق‬ ‫املواطنة‪.‬‬ ‫ولع���ل األم���ل الزال قائم���اً يف أن ت���درك‬ ‫كل التي���ارات والق���وى ال�ت�ي حت���اول‬ ‫ف���رض إرادتها ورؤاها أن احل���وار الوطين‬ ‫ب�ي�ن كل الق���وى للخروج بوف���اق وطين‬ ‫ميثل شرعية مش�ت�ركة للجميع وإطاراً‬ ‫مرجعياً مؤقتاً حتى ظهور الدستور اللييب‬ ‫إىل حي���ز الوج���ود‪ ،‬ق���د يكون هو الس���بيل‬ ‫الوحيد لتجنب الفعل الش���عيب القادم من‬ ‫التحقق‪.‬‬ ‫وبالتال���ي دع���وة أخ���رى وليس���ت أخ�ي�رة‬ ‫لكل من يهمه س�ل�ام الوط���ن االجتماعي‬ ‫والتأس���يس الصحي���ح لدول���ة القان���ون‬ ‫والعدل واملس���اواة بأن ندرك أنه ال خمرج‬ ‫م���ن ه���ذا املختن���ق إال عن طري���ق احلوار‬ ‫واحلوار فق���ط ويف غياب ذل���ك فاجلميع‬ ‫خاسرون وأوهلم الوطن‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪)2013‬‬

‫مسابقة قوريين‬ ‫ملسرح املونودراما‬ ‫للعام ‪2013‬‬ ‫ميادين‪ -‬خاص‬ ‫تنظم الفرقة الليبية للمس���رح والفنون مبدينة‬ ‫ش���حات مس���ابقة قوري�ن�ي ملس���رح املونودراما يف‬ ‫دورتها األوىل خالل ش���هر يوني���و القادم على أن‬ ‫آخر موعد الس���تالم املش���اركات هو ي���وم ‪_ 30‬‬ ‫مارس‪ .‬ويف اتصال لنا مع الفرقة املنظمة قالت‪:‬‬ ‫وصلتن���ا حت���ى اآلن ‪ 5‬نص���وص مس���رحية من‬ ‫طرابل���س وبنغازي والبيض���اء ودرنة‪ ،‬وأضافت‪:‬‬ ‫تنطلق هذه املس���ابقة من شعار أن املسرح معلم‬ ‫الش���عوب‪ ،‬وخللق حراك فين ثقايف بهذه املدينة‬ ‫اخلال���دة‪ ،‬نس���عى إىل تقدي���م كل م���ا هو جديد‬ ‫لالرتقاء باملسرح اللييب‪.‬‬ ‫ متن���ح اجلوائ���ز على النح���و التال���ي‪ - :‬جائزة (‬‫آخيلوس ) ألفضل ممثل‪.‬‬ ‫ـ جائزة ( افروديت ) ألفضل ممثلة‪.‬‬ ‫ـ جائزة ( فدياس ) ألفضل سينوغرافيا‪.‬‬ ‫ـ جائزة ( كاليماخوس ) ألفضل نص مسرحي‪.‬‬ ‫ـ جائزة ( آبولو ) ألفضل خمرج‪.‬‬ ‫ جائزة قورينا ألفضل عرض متكامل‪.‬‬‫املونودراما فن من الفنون الدرامية وهو شكل من‬ ‫أش���كال املس���رح التجرييب اليت تطورت واتسعت‬ ‫رقعتها خ�ل�ال الق���رن العش���رين والقائمة على‬ ‫ممثل واحد يسرد احلدث عن طريق احلوار‪.‬‬ ‫يت���م تعري���ف املونودرام���ا عل���ى أنه���ا " خطبة أو‬ ‫مش���هد مط���ول يتح���دث خالله ش���خص واحد‪،‬‬ ‫وهو نص مسرحي أو سينمائي ملمثل واحد‪ .‬وهو‬ ‫املس���ؤول عن إيصال رس���الة املسرحية ودالالتها‬ ‫جنب���اً إىل جنب مع عناصر املس���رحية األخرى‪،‬‬ ‫ويف بع���ض األحي���ان يس���تعمل تعب�ي�ر رديف هو‬ ‫عرض الش���خص الواحد ‪،One Man Show‬‬ ‫أو الـ ‪ solo play‬عند األملان‪.‬‬

‫سوزان مبارك‬ ‫وحماولة قتل شريهان‬ ‫حتدث���ت الفنان���ة املصري���ة ش���ريهان عن‬ ‫كل تفاصي���ل حياته���ا الش���خصية وخاصة‬ ‫بعض األسرار اخلاصة بها ومنها حقيقة أن‬ ‫سوزان مبارك زوجة الرئيس املخلوع حممد‬ ‫حس�ن�ي مبارك كان���ت وراء حماول���ة قتلها‬ ‫يف احلادثة الش���هرية اليت وقع���ت هلا يف أوج‬ ‫شهرتها ومن بعدها اعتزلت الفن ‪.‬‬ ‫ه���ذا احلدي���ث ج���اء ضم���ن ش���ريط فيلم‬ ‫وثائق���ي طوي���ل يتج���اوز الس���اعتني خاص‬ ‫حبي���اة الفنان���ة ش���ريهان وسيش���اركها‬ ‫بطولت���ه ع���دد من أف���راد أس���رتها واملقربني‬ ‫منها وس���تقوم بإنتاجه علي نفقتها اخلاصة‬ ‫والش���ريط م���ن إخ���راج أبن���ة ع���م املط���رب‬ ‫اللبنان���ي الش���هري راغ���ب عالم���ة املخرج���ة‬ ‫فرح ‪ ،‬وس���يحتوي الش���ريط على الكثري من‬ ‫األم���ور اخلاصة بالفنانة ش���ريهان وبأخيها‬ ‫الغري شقيق املوسيقار الراحل عمر خورشيد‬ ‫وظروف مقتله الغامضة ‪.‬‬

‫خليل العرييب‬

‫نشاط فين لييب يف معرض القاهرة‬ ‫ضم���ن املش���اركة الليبي���ة يف فعاليات‬ ‫مع���رض القاه���رة الدول���ي للكت���اب يف‬ ‫دورت���ه الرابع���ة واألربع�ي�ن مبناس���بة (‬ ‫ليبي���ا ضي���ف ش���رف ) حي���ث س���يحتل‬ ‫النش���اط الفين مس���احة كب�ي�رة ضمن‬ ‫الربنام���ج الثقايف هلذه املش���اركة حتت‬ ‫شعار ( فضاء فرباير يف معرض القاهرة‬ ‫الدولي للكتاب ) ‪ ،‬هذه املشاركة اهلامة‬ ‫ال�ت�ي تأت���ي كفرص���ة لتقدي���م الوج���ه‬ ‫احلقيق���ي لليبي���ا بع���د زوال العس���ف‬ ‫الديكتات���وري ‪ ،‬وكان���ت وزارة الثقاف���ة‬ ‫الليبي���ة وجملس الثقاف���ة العام قد أعدا‬ ‫برناجم���ا ثقافيا كب�ي�را متنوعا يعطي‬ ‫للثقافة الليبية مكانتها ضمن الربنامج‬ ‫خصص���ه املعرض حول مس���تقبل‬ ‫الذي َّ‬ ‫الفكر واإلب���داع يف دول الربيع العربي ‪،‬‬ ‫هذا الربنام���ج الثقايف املتنوع يف خمتلف‬ ‫اجملاالت ومبش���اركة أكث���ر من ‪250‬‬ ‫مبدعاً ليبياً ‪ ،‬وس���تكون املشاركة الفنية‬ ‫الليبي���ة يف ه���ذا الربنام���ج الثق���ايف علي‬ ‫النحو التالي ‪:‬‬ ‫•ع���روض فني���ة لفرق���ة املأل���وف‬ ‫واملوشحات الليبية ‪.‬‬ ‫•عروض لفرق الفنون الش���عبية لفرق‬

‫اللييب ‪.‬‬ ‫من بنغازي وغات وكاباو‪.‬‬ ‫•وس���يكون لثقافة وفنون الطفل اللييب‬ ‫•معرض عام للفنون التشكيلية ‪.‬‬ ‫•ع���رض أش���رطة س���ينمائية وثائقية مساحة للمشاركة يف هذا الربنامج من‬ ‫خالل جمل���س الثقافة الع���ام الذي أعد‬ ‫وتسجيلية ‪.‬‬ ‫•ن���دوة ح���ول ال�ت�راث الش���عيب ذاكرة برناجم���اً لرس���ومات األطف���ال املتميزة‬ ‫ومرس���م ح���ر للطفول���ة يف س���احات‬ ‫وطن ‪.‬‬ ‫•ندوة حول املسرح اللييب جتارب وآفاق العرض وعرض مسرحي موجه للطفل‬ ‫وندوة حول الطفل واإلبداع الفين ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫•ن���دوة ح���ول فضاء التش���كيل البصري‬

‫جنوم الفن يف حفل تنصيب أوباما‬

‫ش���هد حف���ل تنصي���ب الرئي���س باراك‬ ‫أوباما رئيسا للواليات املتحدة األمريكية‬ ‫للمرة الثانية ش���هد حض���ور عدد كبري‬ ‫من جنوم الفن األمريكيني للمشاركة‬ ‫يف إحياء هذه املناس���بة املميزة وكان يف‬ ‫مقدمتهم الفنانة املعروفة بيونسيه اليت‬ ‫قام���ت بغناء النش���يد الوط�ن�ي للواليات‬ ‫املتح���دة األمريكي���ة وس���ط تصفي���ق‬ ‫حاد م���ن اجلمه���ور ‪ ،‬وكانت بيونس���يه‬ ‫م���ن أبرز مؤي���دي أوباما وش���اركت يف‬ ‫محالته االنتخابية حيث كتبت رسالة‬ ‫مفتوحة ج���اء فيها ( أن أوباما هو القائد‬ ‫األقدر عل���ي أن ينقل أمري���كا إلي املكان‬ ‫املأمول ) ‪ ،‬وكان من بني احلضور أيضا‬ ‫املغنية كيلي كالركسون اليت قدمت‬ ‫أغنية بعن���وان أمريكا مبصاحبة الفرقة‬ ‫املوس���يقية للبحري���ة األمريكية ‪ ،‬كما‬

‫حرصت الفنانة الش���هرية إيفا الجنوريا‬ ‫علي احلضور هلذا احلفل بكامل أناقتها‬ ‫املعه���ودة ‪ ،‬كما كان م���ن بني احلضور‬

‫املغنية كاييت بريي والفنان جون ماير‬ ‫واملوس���يقار جيم���س تايل���ور ال���ذي قدم‬ ‫أغنية ( أمريكا اجلميلة ) ‪.‬‬

‫إهلام شاهني وفيلم عن اإلسالم‬ ‫بعد احلملة الشرسة واهلجوم اليت تعرضت له الفنانة إهلام شاهني من قبل الداعية‬ ‫الش���يخ عبداهلل بدر وإتهامها بالزني والعري بإس���م الفن ‪ ،‬وبعد جناح القضية اليت‬ ‫رفعتها ضده وكس���بتها وأدخلته الس���جن وأوقفت برناجمه التلفزيوني ‪ ،‬ويف ردة‬ ‫فعل إلظهار مساحة الدين اإلس�ل�امي ‪ ،‬كش���فت الفنانة إهلام شاهني عن أملها يف‬ ‫تقديم فيلم س���ينمائي عن اإلسالم احلقيقي لكشف حقيقة جتار الدين ‪ ،‬مؤكدة‬ ‫بأنها بصدد التحضري هلذا الفيلم وستبدأ يف تنفيذه بعد اإلنتهاء من تصوير فيلمها‬ ‫اجلديد ( هز وس���ط البلد ) الذي يتناول العديد من القضايا واملشكالت اليت يعانيها‬ ‫اجملتم���ع املص���ري وخاص���ة املرأة ومنها ال���زواج املبك���ر وإجبار بع���ض الفتيات علي‬ ‫عدم إكمال دراس���تهن وإس���تغالل األزواج هلن وإجبارهن عل���ي العمل كخادمات‬ ‫يف البيوت من أجل اإلنفاق عليهم كما يناقش الفيلم مش���كلة البطالة اليت يعاني‬ ‫منها اجملتمع املصري‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪)2013‬‬

‫أمحد بشون‬

‫وظيفة اجلناح االيسر يف خطط كرة‬ ‫القدم القدمية‬ ‫فتحي الساحلي‬

‫يف ط���رق اللع���ب القدمي���ة‬ ‫مثل(الكاتاناشيو) (‪ )catenaccio‬و اليت‬ ‫تعين (السلس���لة ) و (املتدو)‪))metodo‬و‬ ‫ال�ت�ي تعين (املنه���ج) و (‪)4-2-4‬وكذلك‬ ‫(‪ )4-3-3‬كان ملرك���ز اجلن���اح االيس���ر‬ ‫اهمي���ة كب�ي�رة وكان املدرب���ون يعولون‬ ‫علي���ه كث�ي�را ‪،‬و كان���ت خط���ط اللع���ب‬ ‫توضع على اس���اس تهريب اجلناح االيسر‬ ‫و ذلك بإرسال الكرة خلف الظهري االمين‬ ‫لفري���ق اخلص���م ليخ�ت�رق ه���ذا اجلن���اح‬ ‫بس���رعته خط الدف���اع وبذلك يصبح امام‬ ‫خيارين ال ثالث هلما ‪.‬‬ ‫أ‌‪-‬لعب الك���رة بعرض امللعب ام���ام املرمى‬ ‫ليكملها احد املهامجني ‪.‬‬ ‫ب‌‪-‬التوج���ه مباش���رة للمرمى و تس���جيل‬ ‫اهلدف ‪.‬‬ ‫و ق���د عرف���ت ليبي���ا الكثري م���ن الالعبني‬ ‫امله���رة يف ه���ذا املركز امثال (ب���در الدين‬ ‫احملج���وب )و (فتح���ي مس���عود )الع�ب�ي‬ ‫(االحت���اد الطرابلس���ي)و الع���ب (املدينة)‬ ‫(املهدي السوكين) ‪.‬‬ ‫و يف برق���ة عرفن���ا العديد م���ن االجنحة‬ ‫املاه���رة امث���ال الع���ب (الطليعة)(احممد‬ ‫العلواني)‪،‬و العب (الطليعة)ثم (اهلالل)و‬ ‫الفريق الوطين (عبد الرمحن الش���تيوي)‬ ‫و الع���ب (احتاد درنة)(فرج الباح ) والعب‬ ‫فريق (طربق)و (النجم���ة القدمية)فيما‬ ‫بع���د (ف���رج ابش�ي�ر)امللقب (البرب)والع���ب‬ ‫فريق (التحدي)ث���م (االهلي)(عبد القادر‬ ‫اخلطيط���ي)‪،‬و ل���كل من ه���ؤالء الالعبني‬ ‫ميزت���ه اخلاص���ة ال�ت�ي ينف���رد به���ا مث���ل‬ ‫السرعة او املراوغة او التسديد او مساعدة‬ ‫الدفاع و فتح اللعب على اجلناحني ‪.‬‬ ‫ه���ذا و أروعهم و ابرزه���م مجيعا الالعب‬ ‫(بوبكر العبدلي )املشهور بلقب (مشيسة)‬ ‫جن���اح ايس���ر فري���ق (النجم���ة القدمي���ة)‬ ‫واملنتخب اللييب يف دورتني متتاليتني‪.‬‬ ‫أ‌‪-‬الدورة العربي���ة الثانية يف (بريوت)عام‬ ‫‪ 1957‬م‬ ‫ب‌‪-‬ال���دورة العربي���ة الثالث���ة يف (املغرب )‬ ‫عام ‪ 1961‬م‬ ‫ه���ذا الالعب ال���ذي صدرته لنا بلدتنا‬ ‫احلبيب���ة ذات املن���اخ الرائ���ع و الس���هل‬ ‫اخلصيب مدينة (املرج)‪،‬و اليت صدرت لنا‬ ‫الكثري من الالعبني املهرة الذين اشتهروا‬ ‫بالس���رعة و الش���جاعة و امله���ارة امث���ال‬ ‫(موس���ى النوال) ‪،‬و(حمم���د الوراد)‪،‬و(عبد‬ ‫الكريم اهلاللي )‪.‬‬ ‫فقد جاء(مشيس���ة)من مدينة (املرج )‬

‫اليت ال توجد بها مدرس���ة ثانوية ليدرس‬ ‫يف مدين���ة بنغازي مع بداية اخلمس���ينات‬ ‫ليشكل مع زمالئه فريقا قوياً فاز ببطولة‬ ‫املدارس و املعاهد ‪،‬و كانت املدرسة جتري‬ ‫بني احلني و االخر مباريات ودية مع فرق‬ ‫مدينة (بنغ���ازي) مثل النجمة القدمية و‬ ‫االهل���ي و الطليعة و ذل���ك برفقة زمالئه‬ ‫املوهوبني امثال مصباح العرييب‪،‬و حممد‬ ‫ف���احل‪،‬و حمم���د عل���ي اهلالل���ي ‪،‬و حممد‬ ‫الغا‪ ،‬و رمضان غريبيل و صاحل السنوسي‬ ‫‪،‬و صاحل بوزيد و غريهم ‪.‬‬ ‫لقد ش���ارك (مشيس���ة)يف بعض املباريات‬ ‫الودي���ة م���ع ف���رق (الطليعة)و(اهلالل)و‬ ‫حتى (االهلي الطرابلس���ي)الذي اس���تعان‬ ‫بهذه املوهب���ة إلمتاع اجلمه���ور الرياضي‬ ‫هناك‪.‬‬ ‫وعندم���ا مل تش�ت�رك(النجمة)يف بطول���ة‬ ‫‪ 56-57‬لع���ب م���ع (االهل���ي بنغ���ازي)‬ ‫لتعزيز صفوفه يف هذه البطولة ‪.‬‬ ‫و عل���ى الرغم م���ن هذه املش���اركات فقد‬ ‫قضى حياته كلها مع(النجمة القدمية )‬ ‫اليت عشقها بكل حواسه ‪،‬و اعطاها كل ما‬ ‫ميلك من قدرة و موهبة و مهارة و حب ‪.‬‬ ‫يف بدايات���ه االوىل يف مدين���ة (امل���رج)‬ ‫اس���س مع بع���ض زمالئ���ه فري���ق اطلقوا‬ ‫علي���ه اس���م (الس���لفيوم)و لعب ل���ه لفرتة‬ ‫طويل���ة غ�ي�ر انه مل يش�ت�رك مع���ه يف اية‬ ‫بطولة كان مشيس���ة ميتاز بالس���رعة و‬ ‫املراوغة و القدرة عل���ى رفع الكرات حتى‬ ‫و ه���و يركض مبنتهى الس���رعة و كان‬ ‫يف بع���ض املباري���ات عندما يس���جل هدفا‬ ‫يرجع ليلع���ب يف مركز قلب الدفاع لكي‬ ‫حيافظ على نتيجة املباراة‪.‬‬ ‫لعبت اىل جانبه مخس���ة مواس���م يف فريق‬ ‫النجمة القدمية و كنت مساعدا للجناح‬ ‫االيس���ر و قد علمين (اتعوله شتوان)الذي‬ ‫كان يلع���ب معه يف اخلمس���ينيات كيف‬ ‫الع���ب ل���ه الك���ور الطويل���ة ال�ت�ي يفضلها‬ ‫بالق���رب م���ن الزاوي���ة الركني���ة ملرم���ى‬ ‫اخلصم و اليت جيب ان تكون ملفوفة ‪.‬‬ ‫و انا اعتقد ان مشيس���ة يف الستينات كان‬ ‫يس���تطيع ان يلعب يف اجنل�ت�را او املانيا او‬ ‫احدى الدول االوربي���ة اليت كانت تلعب‬ ‫بأس���لوب الك���رة االجنليزي���ة ال�ت�ي يفتح‬ ‫فيه���ا اجنح���ة اللعب و ترف���ع الكرة لقلب‬ ‫اهلجوم ‪.‬‬ ‫و ضمه املدرب (اتعوله شتوان )اىل النجمة‬ ‫و ربطه بصداقة رائعة مع بوبكر االشهب‬ ‫اجلن���اح االمين للنجمة القدمية و قد فاز‬

‫مع فريق النجمة بعد عدة كؤوس‪.‬‬ ‫بع���د دم���ج النجم���ة يف الس���بعينات ت���أمل‬ ‫كث�ي�را وق���رر اعت���زال كرة الق���دم و مل‬ ‫يذه���ب مثلن���ا اىل االندي���ة االخ���رى ألنه‬ ‫كان اكثرن���ا حب���ا و ارتباط���ا و عش���قاً‬ ‫بالنجمة ومجاهريها‪.‬‬ ‫و يف اح���دى املباريات ال�ت�ي لعبناها معاً يف‬ ‫درنة امام فري���ق احتاد درنة كان مدافع‬ ‫(االحتاد)عب���د العزيز الباح يلعب علينا انا‬ ‫و حس���ن الفرجاني مبنتهى الش���جاعة و‬ ‫الق���وة و ل���ذاك مل نس���تطع ان نس���جل يف‬ ‫مرمى االحتاد السبب الذي جعل مشيسة‬ ‫يتضاي���ق منن���ا ويتهمن���ا باخل���وف و بني‬ ‫الشوطني قال لنا ‪(-:‬كنت امتنى ان تلعب‬ ‫ك���رة القدم رجل لرجل عندها س���يظهر‬ ‫كل العب عل���ى حقيقت���ه و ان اردمتا ان‬ ‫تلعب���ا ك���رة الق���دم فعليكم���ا ان تلعباها‬ ‫بشجاعة )‪.‬‬ ‫و كانت ه���ذه الكلمات حافزا لنا ان نلعب‬ ‫برجولة و نس���جل االه���داف و نفوز بتلك‬ ‫املباراة ‪.‬‬ ‫حتية حب و إعجاب ألس���رع جناح ايس���ر‬ ‫عرفت���ه يف حيات���ي حتي���ة لالع���ب بوبكر‬ ‫مشيس���ة على ما قدمه للكرة الليبية من‬ ‫اسهامات و على عشقه للنجمة القدمية ‪.‬‬ ‫ملحوظة‬ ‫الص���ورة املرفق���ة لفري���ق النجم���ة يف‬ ‫مبارات���ه م���ع فري���ق احت���اد طرابل���س يف‬ ‫دوري اململك���ة ع���ام ‪ 1968‬م و ال�ت�ي ف���از‬ ‫فيه���ا فريق النجمة بهدف لصفر س���جله‬ ‫الالعب بوبكر مشيسة ‪.‬‬ ‫وقوفاً من اليمني ‪:‬‬ ‫جيجي ‪،‬حلمي سليمان ‪،‬الفيتوري ‪،‬مجعه‬ ‫‪،‬الزاوي ‪،‬الساحلي الفرجاني ‪.‬‬ ‫جلوساً‬ ‫مشيس���ة ‪،‬الفس���ي ‪،‬بوبك���ر امله���دي‬ ‫‪،‬املصري‪،‬احلداد ‪،‬عبد اللطيف السوداني ‪.‬‬

‫كلمة العدد‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬

‫نصيحة وحتذير ‪!..‬‬ ‫يف ع���دد س���ابق م���ن ه���ذه الصحيف���ة وجهن���ا‬ ‫(انذاراً)‪،‬ث���م اتبعن���اه بنصيحة يف ع���دد اخر لبعض‬ ‫الذي���ن كان عليه���م ان يفهموا املقول���ة اليت تقول‬ ‫‪ (-:‬من كان بيته من زجاج فعليه اال يقذف الناس‬ ‫باحلجارة )‪.‬‬ ‫هؤالء الذين انغمس���وا يف االشادة بنظام الطاغية‬ ‫‪،‬و بارك���وا اعمال���ه ‪،‬و ارمت���وا يف احضان���ه من اجل‬ ‫مص���احل ش���خصية ق���د تك���ون يف مبلغ م���ن املال او‬ ‫رحل���ة تتوف���ر فيها الفس���حة و املتع���ة و الدوالرات‬ ‫‪ .‬ث���م وجهن���ا النصيح���ة لبعض الذي���ن قفزوا اىل‬ ‫مقدم���ة الصفوف بس���بب قص���ور اللوائ���ح او عدم‬ ‫احرتامها و حاولوا االن ان يطلوا برؤوسهم الفارغة‬ ‫متطاول�ي�ن عل���ى غريه���م مدع�ي�ن ان قلوبهم اليت‬ ‫ماتت سنوات عديدة قد بدأت تعيش و حتيى ‪.‬‬ ‫عدن���ا م���رة اخرى اىل ع���دد من صحف االندية‬ ‫الرياضية و صحف اخرى رياضية و غري رياضية‬ ‫حيث تكش���ف لنا عمق الفساد و النفاق الذي تزخر‬ ‫به هذه الصح���ف من مرتزقة االعالم و النوادي ‪،‬و‬ ‫الذين ب���دأ بعضهم يطل علينا من جديد حماولني‬ ‫(تغطية عني الشمس بالغربال)‪!.‬‬ ‫نق���ول م���رة اخ���رى اننا مضطري���ن اىل نش���ر هذه‬ ‫املق���االت ال�ت�ي كتبوها متجيدا و تغ���زال يف (معمر‬ ‫الق���ذايف ) وجنليه(حممد)و(الس���اعدي)و قريبهم‬ ‫(الساعدي االخر )‪.‬‬ ‫لقد اعذر من انذر‪!!!..‬‬

‫برعاية واشراف وزارة الشباب‬ ‫والرياضة ‪ ...‬انطالق بطولة‬ ‫التحرير لكرة القدم‬ ‫انطلقت مس���اء اليوم اجلمعة بطولة التحرير الودية لكرة القدم اليت‬ ‫ترعاها وتشرف عليها وزارة الشباب والرياضة وحبضور وزير الشباب‬ ‫والرياض���ة الس���يد عب���د الس�ل�ام غويلة ووزي���ر العدل الس���يد صالح‬ ‫املرغين ووكيل وزارة الشباب والرياضة السيد مجعة الشوشان وعدد‬ ‫من الشخصيات الرياضية ‪.‬‬ ‫وتس���عى وزارة الش���باب والرياضة من خالل اش���رافها ورعايتها ملثل‬ ‫ه���ذه املس���ابقات اىل التأس���يس والتمهي���د لع���ودة النش���اط الرياضي‬ ‫بأفضل شكل ممكن خالل الفرتة املقبلة‪.‬‬ ‫ويش���ارك يف ه���ذه البطولة( ‪ ) 22‬فريقا ميثلون ف���رق الدرجة االوىل‬ ‫(‪ )12‬وف���رق الدرج���ة الثاني���ة (‪ )10‬وتلع���ب مبارياته���ا عل���ى ثالث���ة‬ ‫مالع���ب وه���ي ملعب طرابلس الرئي���س (املدينة الرياضي���ة ) وملعب‬ ‫عل���ي الزق���وزي (املدين���ة الرياضية طرابل���س) وملع���ب األكادميية‬ ‫الرياضية ‪-‬جن���زور ‪ ..‬يذكر ان املباراة االفتتاحية كانت بني دارنس‬ ‫واألخضر على أرضية ملعب طرابلس الرئيسي ‪.‬‬

‫ملحق رياضي أخر‬

‫الع���دد الق���ادم من هذه الصحيفة س���يكون مرفقا مبلحق رياضي يش���ارك يف الكتابة فيه‬ ‫خنبة من ابرز الصحفيني االعالميني من املخضرمني و الشباب ايضا حول مواضيع متنوعة‬ ‫ختص الرياضة ‪،‬و الشأن العام ‪.‬‬ ‫انتظروا هذا امللحق يف عدد صحيفة ميادين القادم‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 29 ( - ) 90‬يناير ‪ 4 -‬فبراير ‪)2013‬‬

‫منتدى املواطنة للدميقراطية والتنمية البشرية وشبكة الدميقراطيني يف العامل العربي‬

‫وبالتعاون مع‬

‫احلركة العاملية من أجل الدميقراطية واملركز الدولي لقوانني اجملتمع املدني‬ ‫ينظم ورش عمل حول ‪:‬‬ ‫[ قانون اجلمعيات وحق التجمع والتظاهر السلمي ]‬

‫الورشة األوىل ‪:‬‬ ‫بنغازي ‪ :‬االثنني والثالثاء املوافق ‪ 28‬و ‪ 29‬يناير ‪2013‬م – مبنى الدعوة اإلسالمية ‪.‬‬ ‫الورشة الثانية ‪:‬‬ ‫طرابلس ‪ :‬اخلميس واجلمعة املوافق ‪ 31‬يناير و ‪ 01‬فرباير – فندق الودان ‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.