العدد 92

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 18 - 12 ( - ) 92‬فبراير ‪)2013‬‬

‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫أكتوبر‪-‬‬ ‫‪) 77‬‬ ‫العدد (‬ ‫السنةالثانية‬ ‫السنة‬ ‫نوفمبر‪)2013‬‬ ‫‪518‬فبراير‬ ‫‪- 1230‬‬ ‫‪( - () -92‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬

‫الثمن ‪:‬‬ ‫ديناردينار‬ ‫الثمن ‪:‬‬

‫املهامتا غاندي ‪:‬الروح العظيمة جتلى يف نظرية (الالعنف)‬

‫يف الذكرى الثانية للربيع العربي كلنا شكري بلعيد!‬

‫تونس تنهض يف جنازة شكري ضد العنف‬ ‫شعارها ‪ :‬العنف عدو ال خيون‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 18 - 12 ( - ) 92‬فبراير ‪)2013‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫يف الذكرى الثانية للربيع العربي كلنا شكري بلعيد!‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬

‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزاوية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫مفتاح ميلود ‪ /‬البيضاء‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫مل يك���ن أحد يتوقع قي���ام ثورة يف تونس اليت بطبعها كانت تركن للس���لم ‪،‬حتى أنها خاضت‬ ‫حرب حترير س���لمية ‪،‬على عكس جارتيها ليبيا واجلزائر اللتان خاضتا حرب حترير مس���لحة‬ ‫ودموية ‪،‬ومل يكن يف البال أن تدخل تونس يف خضم العنف فمنذ اغتيال فرحات حشاد عام ‪1952‬‬ ‫خرف‪،‬وورثه بن‬ ‫ارتهنت إىل النضال الس���لمى ‪،‬ولذا حكم بورقيب���ة البالد والعباد يف تونس حتى َّ‬ ‫على يف انقالب س���لمى على أنغام أغاني فريوز ‪،‬وحتى أن مهرجان قرطاج السينمائي استمر يف‬ ‫عروضه رغم قيام انقالب بن على‪.‬‬ ‫كما جاءت ثورة اليامسني! فجأة ‪،‬انقلبت تونس على تراثها السلمي الظاهر فجأة‪ ،‬لكن احلقيقة‬ ‫أن تونس بلد رمادي أي نارها يغلفها مظهر يرتاءى للس���ائح ‪،‬هذا التمظهر حيبه التونس���ي ألن‬ ‫البالد ترتكز على حمفة السياحة وحيج اليها ككعبة الشمس االفريقية سياح من الغرب ‪،‬لكن‬ ‫تونس يف احلقيقة مشس الضباع – كما وضح ذلك فلم تونس���ي ش���هري ‪ -‬ينقسم اجملتمع فيها‬ ‫انقساما حادا كما اجلزائر لكن طرفيها حيمالن السكاكني الطويلة بقفاز حرير ‪.‬‬ ‫تون���س ه���ذه بلد عنف طلع يف التباين احل���اد بني طرفني ‪ :‬دولة اقتصاده���ا من الغرب وخنبتها‬ ‫فرانكفوني���ة يف الش���مال ‪،‬وجنوب مدق���ع بطنه رخوة وجائع���ة ومرتع منجم���ى بنيته التحتية‬ ‫تقليدية ‪،‬وفيه بؤر يس���ارية نبعت من مزارع الفوس���فات ‪،‬اليت نش���أ فيها بفضل اليسار الفرنسي‬ ‫احتاد الش���غل التونس���ي ‪،‬من عارك من أجل تونس يف فرتة االستعمار وكان دولة داخل الدولة‬ ‫يف مرحلة االس���تقالل ‪،‬فرحات حشاد الذي اغتيل قبيل االس���تقالل كان األب الروحى الحتاد‬ ‫الشغل هذا‪.‬‬ ‫هذا العنف التونسي ‪ -‬كان الربكان اخلامد – وقد حافظ احملافظون والتقدميون فيما مضى‬ ‫عل���ى الت���وازن من أجل بقائه خامدا‪ .‬فقد كان اآلباء املؤسس���ون لتون���س احلديثة يدركون أن‬ ‫ه���ذا العنف س���كني ذوحدين ‪،‬لكن احلج���ر الذي ترك صار حجر األس���اس ‪،‬اجلنوب التونس���ي‬ ‫كان منجما القوى الوطنية فرتة النضال من أجل التحرير ترك حلاله وأعطته دولة الش���مال‬ ‫بظهرها ‪،‬هذا اجلنوب ترعرع فيه النضال الوطين ضد الدولة ‪،‬كما كان منبعا س���خيا تقليديا‬ ‫لألصولي���ة اإلس�ل�امية اليت كانت عاصمته التارخيية ‪ -‬املس���كوت عنها ‪ -‬الق�ي�روان ‪،‬وقد عقد‬ ‫السلفيون مؤخرا مؤمترهم العلنى األول يف باحة مسجدها‪.‬‬ ‫تون���س جارة اجلزائر ه���ذه احلقيقة اجلغرافية تصدم النخبة التونس���ية لذا تس���تبعدها كما‬ ‫كاب���وس ‪،‬ليبيا جارة تونس هذه احلقيقة الصحراوية تس���تبعدها تونس مجلة وتفصيال رغم‬ ‫فعلة القذايف يف قفصة ‪،‬تونس هذه حدودها ميناء حبري وآخر جوي ليس إال‪ .‬والعنف التونسي‬ ‫يتغ���ذى على عنف اجلارتني ويغذيهم���ا منذ بنزرت و قفصة حتى احل���رب األهلية يف اجلزائر‬ ‫وليبيا ‪،‬وليس من ب ّد أن تونس تدفع حنو هذين البلدين مبشكلها احلاصل من توازن جمتمعي‬ ‫ّ‬ ‫هش‪.‬‬ ‫اآلن التط���رف الدي�ن�ي وقد تآكلت من أث���ره اجلزائر طفح يف تونس ‪،‬كم���ا بغثة الثورة انبثق‬ ‫العن���ف ال���ذي يزدهر يف بالد اجل���وار األخرى ‪ :‬ليبي���ا‪ .‬وإذا ما كانت ث���ورة اجلزائر يف أكتوبر‬ ‫‪1988‬م قد حتولت إىل مسخ فال يشك أحد أن هذا املسخ سيدس أنفه يف قلب يامسني تونس‬ ‫‪ ،‬تونس اليت كما مدت يدها يف احلرب الليبية س���تجنى الش���وك إن مل يعترب العنف عند كل‬ ‫األطراف التونسية والليبية العدو ‪،‬والعدو ال خيون ‪،‬كما أن على البلدين أن يدركا أن اجلزائر‬ ‫لن ترتك احللبة فارغة فال بد من دور تلعبه‪.‬‬ ‫اغتيال ش���كري بلعي���د ليس من حصاد الربيع العربي يف تونس ‪،‬بق���در ما هو من حصاد خريف‬ ‫البطريريك ‪ /‬الديكتاتورية ‪،‬فالفاش���ية ليس���ت حاكما متوت مبوته لكنها هي األرض اخلصبة‬ ‫ال�ت�ي ترع���رع فيها الديكتات���ور ‪،‬واخلصام وعدم الوف���اق هما ما يعيدان ختصي���ب هذه األرض ‪،‬‬ ‫م���ن قتل ش���كري كان يعرفه وفطن به لكنه وق���ع حتت نريه ألن ال أحد يري���د أن يواجه املوت‬ ‫مبواجهة العنف أيا كانت توجهاته وأس���اليبه وغايات���ه ‪،‬كل تفرد يف حالنا وكل اقصاء وكل‬ ‫اته���ام يص���ب النار عل���ى البنزين ‪،‬فليس ما فيه تون���س مرحلة رمادية بل نارية مس���عورة يظن‬ ‫الظان أن ميكن التحصن منها ‪،‬أن اجلبل يؤويه ‪،‬لكن هيهات ‪،‬فنحن مجيعا – كما كنا س���اعة‬ ‫الثورة مشاريع شهداء ‪ -‬الساعة مشاريع تصفية من عنف مرتعه شارع ّ‬ ‫حل عقد ‪،‬فطفح مبا فيه‬ ‫‪،‬وما فيه الكثري‪ :‬قمع واضطهاد ‪،‬وجروح مل تندمل بعد ‪،‬ودماء مل جتف ‪،‬وأرواح مل تهدءا بعد‪،‬يف‬


‫‪03‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 18 - 12 ( - ) 92‬فبراير ‪)2013‬‬

‫شارعنا انطلق العنف من عقاله وكما‬ ‫سكني احلدين حامله قاتل ومقتول‪.‬‬ ‫ول���ن نعي���د العقال ولن حنب���س العنف‬ ‫دون وفاق بني كافة األطراف يف حوار‬ ‫ال يكل و ال ّ‬ ‫ميل ‪،‬من أجل اعادة الس�ل�اح‬ ‫اىل غم���ده عل���ى الق���ادة أن يدركوا أن‬ ‫مصريه���م يف الس���احة ‪،‬وكما الس���اعة‬ ‫االوىل لي���س م���ن ضامن غري الس���احة‬ ‫ف�ل�ا جي���ب أن يظ���ن أح���د أنه كس���ب‬ ‫الره���ان ألنه تنصب ‪ ،‬النصر أصعب من‬ ‫اخلسران يف املعارك الكربى‪.‬‬ ‫لذل���ك ف���إن اس���واء ما مينح���ه صندوق‬ ‫االق�ت�راع الراح���ة ‪،‬يرت���اح الفائزون إىل‬ ‫النتيج���ة ‪،‬لك���ن أصغ���ر الع���ب ك���رة‬ ‫ي���درك أن احملافظ���ة عل���ى املكاس���ب‬ ‫أصع���ب من نيلها‪ .‬وهل���ذا علينا مواجهة‬ ‫العنف مباش���رة ويف وضح النهار ‪،‬كما‬ ‫خرجنا نهتف س���لمية ويف وجه سلطة‬ ‫طاغية كانت حترق األخضر واليابس‬ ‫وكان���ت يده���ا الي���د الط���وىل لك���ن مل‬ ‫نرتاج���ع ‪،‬به���ذا ال ب���د أن نس���تعيد روح‬ ‫الثورة اليت حنتف���ل بعامها الثاني ‪،‬وأن‬ ‫ال نكتف���ي االحتفال به���ا كذكرى يف‬ ‫ناقوس النسيان أو كما يقال‪.‬‬ ‫إن القتل���ى هن���ا وهناك وب���كل االمساء‬ ‫هم ضحية واحدة من قاتل س���رعان ما‬ ‫يكون القتيل ‪،‬الناظر للقريب سريى ما‬ ‫فعل���ه العن���ف باجلزائر من ط���ال ليلها‬ ‫ومن عدت عدو نفسها ‪،‬لسنوات وسنوات‬ ‫واجلزائر ال تنام ‪،‬ألن اآلمثني ظنوا هذا‬ ‫البلد األمني من قدم الشهداء يف مذابح‬ ‫احلرية حتى كنى ببلد املليون ش���هيد‬ ‫ال يكون البلد األمني دون كابوس الدم‬ ‫‪،‬فغرق الكل فيم���ا هم فاعلون ‪،‬اجلزائر‬ ‫دفع���ت أضع���اف يف ح���رب حتريرها ما‬ ‫دفع���ت يف حربه���ا األهلي���ة وتدفع بعد‪.‬‬ ‫ويف ليبيا عاش الزعي���م الثوري طريدا‬ ‫وه���و يطارد الش���عب دون أن ينام لعقود‬ ‫أربعة وني���ف ‪،‬بالعنف تدث���ر ودثر وبه‬ ‫انتهي فقد احلاصد خلري ما زرع ‪.‬‬ ‫وليس ش���كري بلعيد هن���ا غري مفتاح ملا‬ ‫يبدو لغزا‪ :‬من القاتل؟ ‪،‬القاتل ب ّ‬ ‫ني رغم‬ ‫عدم القبض عليه متلبسا يف الكثري من‬ ‫جرائ���م االغتيال ال�ت�ي ارتكبت وترتكب‬ ‫هن���ا وهناك ‪،‬ما من أح���د ال يعرفه فقد‬ ‫الزمن���ا النف���وس والبي���وت م���ن س���اعة‬ ‫طلعن���ا ‪ :‬الش���عب يريد اس���قاط النظام‬ ‫فأس���قطناه ومل ن�ب�ن بعد النظ���ام الذي‬ ‫نبغ���ي ‪،‬وبغي���اب النظ���ام تع���م الفوضى‬ ‫وينش���ط العنف ويكون ش���رع القتلةهو‬ ‫السائد ‪..‬‬

‫حماضرة عن الدستور اللييب‬ ‫إبراهيم اقويدر‬

‫ميادين ‪ :‬خاص‬ ‫برعاي���ة مجعي���ة أهالين���ا لإلعم���ال‬ ‫اإلنس���انية قام الدكتور إبراهيم اقويدر‬ ‫بإلق���اء حماض���رة بعن���وان ((الدس���تور‬ ‫اللي�ب�ي –إع���داده –صعوبات���ه وذل���ك‬ ‫باملس���رح الوط�ن�ي درن���ة وق���د تط���رق‬ ‫الدكت���ور اقويدر خ�ل�ال حماضرته إىل‬ ‫روح الدس���تور وان الش���ريعة ال جي���ب‬ ‫االس���تفتاء عليه���ا وجي���ب ع���دم وض���ع‬ ‫الش���ريعة اإلس�ل�امية كنص دس���توري‬ ‫ألنها أعلى وأمسى من كل شيء بل من‬ ‫األفض���ل أن يك���ون دين الدولة اإلس�ل�ام‬ ‫كافي���ا وينه���ي اجل���دل ح���ول تفس�ي�ر‬ ‫الش���ريعة وأش���كال احلكم ونظم اإلدارة‬

‫احمللي���ة معتربا أن النظ���ام املختلط بني‬ ‫الرئاس���ي والربملاني ه���و األفضل ونظام‬ ‫اإلدارة الالمركزي���ة وتوزيع البالد إىل‬ ‫حمافظ���ات أو مقاطعات وجيب أن يكون‬ ‫هن���اك جمل���س اقتص���ادي واجتماع���ي‬ ‫يعمالن كمستشارين للمجلس البلدي‬ ‫املنتخب وه���و األفضل للحكم احمللي يف‬ ‫ليبيا معتربا أن اللغ���ة العربية هي اللغة‬ ‫الرمسي���ة بينم���ا تبق���ى اللغ���ات األخرى‬ ‫لغ���ات وطني���ة وضم���ان حري���ة اإلعالم‬ ‫وحماربة الفساد هي أهم التحديات اليت‬ ‫تواجه السلطات اجلديدة كما أكد عن‬ ‫قناعته الش���خصية بان األح���زاب حتتاج‬ ‫إىل ‪ 10‬س���نوات على األقل لتكون فاعلة‬

‫ومؤث���رة كما عرج على جلنة الس���تني‬ ‫ال�ت�ي رأى ان���ه جي���ب توس���يعها لتك���ون‬ ‫‪ 150‬عض���وا بدل ‪ 60‬عض���وا وجيب أن‬ ‫ألتك���ون هل���م روات���ب أو مكاف���أة أو مزايا‬ ‫وع���ن طريق���ة انتخ���اب جلن���ة الس���تني‬ ‫رأي اقوي���در أن يتم تس���جيل املرش���حني‬ ‫للمنطق���ة الش���رقية يف قائم���ة واح���دة‬ ‫والعشرين األوائل األكثر فوزا بأصوات‬ ‫الناخب�ي�ن يكونوا ممثل���ي برقة يف جلنة‬ ‫الس���تني ‪ .‬وبع���د إنتهاء احملاض���رة قامت‬ ‫األس���تاذة ن�ب�راس الرباطي م���ن مجعية‬ ‫أهالينا بش���كر الدكتور إبراهيم اقويدر‬ ‫وفتحت باب األسئلة للحاضرين ‪.‬‬

‫نائب رئيس الوزراء يزور مدينة صرباتة‬

‫ميادين – صرباتة‬ ‫تصوير ‪ :‬درار مرسيط‬ ‫ضمن جوالت���ه التفقدية لبعض مناطق‬ ‫الش���رق واجلبل الغرب���ي وبعض مناطق‬ ‫اجلنوب ‪ ،‬زار نائب رئيس الوزراء الس���يد‬ ‫ع���وض الربعص���ي مدين���ة صربات���ة‬ ‫األثري���ة ليتفق���د أوض���اع املدينة وس�ي�ر‬ ‫األم���ور فيه���ا ‪ ،‬فالتق���اه وفد م���ن وجهاء‬ ‫املدينة ورئي���س اجمللس احمللي املهندس‬ ‫ضي���اء الغرابل���ي وعضو املؤمت���ر الوطين‬ ‫ع���ن حزب العدالة والبناء الس���يدة أمينة‬

‫حمج���وب ‪ ،‬زار خالهل���ا ع���دة مناطق يف‬ ‫املدينة منها األثار وصرح خالهلا الس���يد‬ ‫الغرابل���ي مثمنا جمه���ود اجمللس احمللي‬ ‫يف صيان���ة وترمي���م بع���ض املراف���ق يف‬ ‫األث���ار ‪ ،‬وبعده���ا تفقد بع���ض املركبات‬ ‫احلكومية اجلاه���زة واملعطلة عن العمل‬ ‫كاجلامع���ة ومص���رف االدخ���ار ووع���د‬ ‫الربعص���ي ايص���ال صوته���م للمؤمت���ر‬ ‫الوطين العام ‪ ،‬وتوجه بعد ذلك لدراس���ة‬ ‫ومناقش���ة بع���ض املش���اكل ال�ت�ي تعاني‬ ‫منها املدينة يف دار تليل الس���ياحي وملف‬

‫اجلرحى واحتياج أهل املدينة اىل س���كن‬ ‫م���ن أه���م امللفات ال�ت�ي متت مناقش���تها ‪،‬‬ ‫وقد أفاد املهندس ضياء اىل أن مؤسسات‬ ‫اجملتمع املدني يف املنطقة الغربية ابتدا ًء‬ ‫م���ن مدينة صرم���ان حت���ى رأس جدير‬ ‫باس���تثناء مدين���ة زوارة تري���د ضم املدن‬ ‫يف حمافظ���ة واح���د وكل مدينة تصبح‬ ‫بلدي���ة لوحدها وقد مت التوقيع باملوافقة‬ ‫من قبل كل اجملالس احمللية باملدن ‪...‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 18 - 12 ( - ) 92‬فبراير ‪)2013‬‬

‫هيومن رايتس ووتش اليوم‪ ،‬يف مؤمتر صحفي مبناسبة إصدار‬ ‫التقرير العاملي لسنة ‪2013‬‬ ‫جاء فى املؤمتر ‪:‬إن ليبيا مازالت تعاني من انتهاكات جس���يمة حلقوق اإلنس���ان‪ ،‬مبا يف‬ ‫ضي قرابة عام ونصف‬ ‫ذلك االعتقال التعسفي‪ ،‬والتعذيب‪ ،‬والوفاة أثناء االحتجاز بعد ُم ّ‬ ‫على اإلطاحة بـ معمر القذايف‪.‬‬ ‫كم���ا قال���ت هيوم���ن رايتس ووت���ش إن احلكوم���ة اجلدي���دة يف ليبيا قدم���ت التزامات‬ ‫وتعهدات قوية بكفالة حقوق اإلنسان‪ ،‬وعليها اآلن اختاذ خطوات إضافية إلرساء سيادة‬ ‫القانون بعد أكثر من أربعني س���نة من الدكتاتورية والقم���ع‪ .‬وتتمثل أهم األولويات‬ ‫يف إبعاد مجيع املعتقلني عن أيدي اجملموعات املسلحة وإخضاعهم لسيطرة الدولة مع‬ ‫إج���راء مراجع���ة قضائية الحتجازهم‪ ،‬وتش���كيل قوات أمن خاضعة للمحاس���بة‪ ،‬وإنهاء‬ ‫حال���ة اإلفالت من العق���اب اليت تتمتع بها أط���راف كثرية‪ ،‬وذل���ك بإخضاع مجيع من‬ ‫ارتكبوا أخطر اجلرائم حملاكمات وعقوبات‪.‬‬ ‫وقال ج���و س���تورك‪ ،‬نائ���ب املدي���ر التنفيذي‬ ‫لقس���م الش���رق األوس���ط ومشال أفريقيا يف‬ ‫هيوم���ن رايت���س ووت���ش‪" :‬لقد خط���ت ليبيا‬ ‫خطوات هام���ة لألمام طيلة الس���نة املاضية‪،‬‬ ‫مبا يف ذلك تنظيم انتخابات وتشكيل حكومة‬ ‫جديدة أعلنت التزامها بدعم حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫ولك���ن عل���ى الس���لطات أن تلج���أ عل���ى وجه‬ ‫الس���رعة للتصدي للتحديات الكبرية اليت ما‬ ‫زالت قائمة‪ ،‬كي تكون ليبيا املستقبل أفضل‬ ‫م���ن ليبيا املاضي‪ .‬م���ازال العديد من الليبيني‬ ‫يعان���ون م���ن انته���اكات ترتكبه���ا احلكومة‬ ‫وجمموع���ات مس���لحة تعم���ل خ���ارج إط���ار‬ ‫القانون"‪.‬‬ ‫قام���ت هيوم���ن رايت���س ووت���ش يف تقريرها‬ ‫املكون م���ن ‪ 665‬صفحة‪ ،‬بتقيي���م التقدم يف‬ ‫جمال حق���وق اإلنس���ان خالل الع���ام املاضي‬ ‫يف أكث���ر م���ن ‪ 90‬بلداً‪ ،‬ويش���مل هذا حتلي ً‬ ‫ال‬

‫لتداعي���ات االنتفاض���ات العربي���ة‪ .‬قال���ت‬ ‫هيومن رايتس ووتش إن استعداد احلكومات‬ ‫اجلديدة الحرتام حقوق اإلنس���ان من ش���أنه‬ ‫أن حي���دد ما إذا كان���ت االنتفاضات العربية‬ ‫س���تتمخض ع���ن دميقراطي���ة حقيقي���ة أم‬ ‫أنها تعيد ببس���اطة إفراز السلطوية يف ثياب‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫كم���ا قال���ت هيوم���ن رايت���س ووت���ش إن‬ ‫الس���يطرة على العدد الكبري م���ن اجملموعات‬ ‫املس���ّلحة اليت تش���كلت س���نة ‪ 2011‬ملواجهة‬ ‫ق���وات القذايف ُتعترب مهمة ملحة وضرورية‪.‬‬ ‫رفض���ت ه���ذه اجملموعات تس���ليم أس���لحتها‬ ‫وتتصرف وكأنه���ا متثل القان���ون‪ ،‬وترتكب‬ ‫بعضها جرائ���م خطرية‪ ،‬مثل االعتقاالت غري‬ ‫القانونية وأعمال التعذيب‪.‬‬ ‫مازالت ق���وات األم���ن الليبي���ة ضعيفة وغري‬ ‫قادرة على فرض الس���يطرة الش���رطية على‬

‫ج���زء كب�ي�ر م���ن الب�ل�اد‪ ،‬رغم وج���ود بعض‬ ‫اجله���ود احلكومي���ة‪ .‬فيم���ا تنتش���ر الفوضى‬ ‫بش���كل خ���اص يف الش���رق واجلن���وب‪ ،‬حي���ث‬ ‫تنش���ط اجملموع���ات املس���لحة ومجاع���ات‬ ‫إجرامي���ة دون حماس���بة‪ .‬وقام���ت ه���ذه‬ ‫اجملموع���ات مبهامج���ة بعث���ات دبلوماس���ية‬ ‫أجنبية‪ ،‬وممثلني عن األمم املتحدة واللجنة‬ ‫الدولية للصليب األمحر‪ ،‬وأهداف أخرى‪.‬‬ ‫تق���ر احلكوم���ة ب���أن حوالي ‪ 8‬آالف ش���خص‬ ‫حمتج���زون يف كام���ل أحن���اء ليبي���ا‪ ،‬وأن‬ ‫حوال���ي ‪ 5600‬معتق���ل منه���م يف أماك���ن‬ ‫احتجاز خاضعة بدرج���ة معينة إىل اجليش‬ ‫ووزارت���ي الداخلي���ة والع���دل‪ .‬هن���اك اآلالف‬ ‫غريهم حمتجزون بش���كل غ�ي�ر قانوني لدى‬ ‫ع���دة جمموع���ات مس���لحة‪ .‬وقال���ت هيومن‬ ‫رايت���س ووتش إن���ه جي���ب أن خيضع مجيع‬ ‫املعتقلني لسيطرة احلكومة‪ ،‬وأن يُسمح هلم‬ ‫باالتص���ال مبحامني‪ ،‬مع اإلس���راع بعرضهم‬ ‫على قضاة‪.‬‬ ‫يف ‪ ،2012‬وقع���ت ح���االت وف���اة يف صف���وف‬ ‫املعتقلني مبراك���ز احتجاز تابعة جملموعات‬ ‫مس���لحة وعدة جلان أمنية عليا‪ ،‬التابعة من‬ ‫حي���ث التس���مية إىل وزارة الداخلي���ة‪ .‬وليس‬ ‫عدد حاالت الوفاة معروفاً بشكل دقيق‪.‬‬ ‫وقال جو س���تورك‪" :‬على اجملموعات املسلحة‬ ‫ال�ت�ي م���ا زال���ت حتتجز أف���راداً أن تع���رف أن‬ ‫س���لوكها هذا خ���رق واضح للقان���ون اللييب‬ ‫وأنه���ا ميك���ن أن تحُ اس���ب علي���ه‪ .‬كم���ا أن‬ ‫جمل���س األم���ن أعط���ى احملكم���ة اجلنائي���ة‬ ‫الدولي���ة صالحي���ة االختص���اص القضائ���ي‬ ‫القائ���م بش���أن ليبي���ا للتحقي���ق يف اجلرائ���م‬ ‫اخلطرية اليت ترتكبها مجيع األطراف"‪.‬‬ ‫وقال���ت هيوم���ن رايت���س ووت���ش إن عل���ى‬ ‫احلكوم���ة أن تتح���رك فوراً من أجل تش���غيل‬ ‫مجي���ع مكات���ب النيابة واحملاك���م حتى يتم‬ ‫التحقي���ق بش���كل ف���وري وع���ادل يف مجي���ع‬ ‫اجلرائ���م ومالحق���ة املتس���ببني فيه���ا أم���ام‬ ‫القضاء‪.‬‬ ‫وقال���ت هيوم���ن رايتس ووتش إن حماس���بة‬ ‫عناصر م���ن حكوم���ة القذايف عل���ى اجلرائم‬ ‫اخلطرية اليت ارتكبوها أمر أساسي‪ ،‬ولكن لن‬

‫تتحقق العدالة إال بتمكني املدعى عليهم من‬ ‫حماكم���ات عادلة حترتم أفضل املمارس���ات‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫ويواجه س���يف اإلس�ل�ام القذايف‪ ،‬جنل معمر‬ ‫القذايف‪ ،‬وعبد اهلل السنوسي‪ ،‬رئيس املخابرات‬ ‫تهما بارتكاب جرائم ض ّد اإلنسانية‬ ‫الس���ابق‪ً ،‬‬ ‫وجهته���ا هلم���ا احملكم���ة اجلنائي���ة الدولي���ة‬ ‫عل���ى صل���ة بادع���اءات بانته���اكات ارتكبوها‬ ‫أثناء نزاع س���نة ‪ .2011‬ويقبع سيف اإلسالم‬ ‫الق���ذايف رهن االعتق���ال يف الزنتان وعبد اهلل‬ ‫السنوس���ي يف طرابل���س‪ ،‬يف ح�ي�ن مازال���ت‬ ‫احملكم���ة اجلنائية تنظر يف طلب الس���لطات‬ ‫الليبي���ة مبحاكمة األول يف ليبيا وفيما تعد‬ ‫احلكومة الليبية طل ًبا مماثال بشأن الثاني‪.‬‬ ‫يف نوفم�ب�ر‪ ،‬ش���نت القوات احلكومي���ة وقوات‬ ‫مس���اندة هل���ا محل���ة عس���كرية دامت ش���ه ًرا‬ ‫واح���دًا عل���ى مس���لحني يف مدينة ب�ن�ي وليد‪،‬‬ ‫متهمني مبس���اندة القذايف وبإيواء أش���خاص‬ ‫مطلوبني‪ .‬وقامت القوات اليت ش���نت اهلجوم‬ ‫بنه���ب املمتل���كات وتدمريه���ا بع���د العمليات‬ ‫القتالية‪ ،‬ويُعتقد أنها اعتقلت عدة مئات من‬ ‫الس���كان الذين م���ا زالت مالبس���ات اعتقاهلم‬ ‫غري واضحة؛ األم���ر الذي يثري خماوف على‬ ‫سالمتهم‪.‬‬ ‫وم���ازال هناك أكث���ر من ‪ 50‬ألف ش���خص‬ ‫مبعدين بش���كل قس���ري ع���ن مناط���ق كان‬ ‫من املتص���ور يف املاضي أنها مناطق مس���اندة‬ ‫لـ القذايف‪ ،‬وخاصة مدين���ة تاورغاء اليت ُمنع‬ ‫حوال���ي ‪ 40‬ألف ش���خص م���ن الع���ودة إليها‪.‬‬ ‫كما مت استهداف س���كان تاورغاء واعتقاهلم‬ ‫ومهامجته���م‪ ،‬خاصة من طرف ميليش���يات‬ ‫مدين���ة مصرات���ة اجمل���اورة‪ ،‬الذي���ن يتهمون‬ ‫أبناء تاورغاء بارتكاب جرائم خطرية ضدهم‬ ‫أثناء احلرب‪ .‬وبصف���ة إمجالية‪ ،‬مازال يوجد‬ ‫‪ 1300‬ش���خص من تاورغاء رهن االحتجاز‬ ‫أو خمتف�ي�ن‪ ،‬أو ُقتل���وا‪ .‬وقالت هيومن رايتس‬ ‫ووتش إن االنتهاكات اليت مورس���ت يف حق‬ ‫سكان تاورغاء قد ترقى إىل مستوى اجلرائم‬ ‫ض ّد اإلنس���انية ورمبا تتم مالحقة املتسببني‬ ‫فيها أمام احملكمة اجلنائية الدولية‪.‬‬ ‫كم���ا قال���ت هيوم���ن رايت���س ووت���ش إن‬


‫‪05‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 18 - 12 ( - ) 92‬فبراير ‪)2013‬‬

‫اهلجم���ات ال�ت�ي اس���تهدفت م���زارات ديني���ة صوفية‬ ‫عل���ى ي���د جمموع���ات مس���لحة تتح���رك بأجن���دات‬ ‫دينية معلنة يثري تس���اؤالت حول اس���تعداد احلكومة‬ ‫وقدرته���ا على محاي���ة حقوق األقلي���ات الدينية‪ .‬ويف‬ ‫‪ ،2012‬دمرت هذه اجملموعات بعض املساجد ودنست‬ ‫أضرح���ة وأتلفت مكتبات‪ ،‬ووقع معظم تلك األعمال‬ ‫يف طرابلس وبنغازي وزلينت‪ ،‬وأحيانا على مرأى من‬ ‫قوات األمن احلكومية اليت عجزت عن التدخل‪.‬‬ ‫وقال���ت هيوم���ن رايت���س ووت���ش إن عل���ى احلكومة‬ ‫الليبية واملؤمتر الوطين الع���ام اختاذ خطوات عاجلة‬ ‫للش���روع يف تنفي���ذ برنامج طم���وح يتعلق باإلصالح‬ ‫رس���خ ه���ذه اإلصالحات حرية‬ ‫القضائي‪ .‬وجيب أن ُت ّ‬ ‫التعب�ي�ر والتجم���ع‪ ،‬وأن ُتدع���م حقوق امل���رأة‪ ،‬و ُتلغي‬ ‫التمييز ض ّد األقليات مبا يتناس���ب مع التزامات ليبيا‬ ‫الدولي���ة يف جم���ال حقوق اإلنس���ان‪ .‬كم���ا جيب أن‬ ‫تكون صياغة الدس���تور اجلديد‪ ،‬وه���ي من أهم املهام‬ ‫لسنة ‪ ،2013‬ش���فافة وشاملة‪ ،‬وأن تأخذ يف االعتبار‬ ‫مجيع اآلراء املتعلقة باملرأة واألقليات‪ ،‬مثل األمازيغ‬ ‫والتبو والطوارق‪.‬‬ ‫وقال���ت هيومن رايتس ووتش إن الق���رار الصادر عن‬ ‫احملكم���ة العلي���ا يف ليبي���ا يف يونيو‪/‬حزي���ران بإلغ���اء‬ ‫القانون رقم ‪ 37‬ألنه غري دستوري‪ ،‬رغم أنه مت تبنيه‬ ‫قب���ل ذلك بش���هر واحد‪ ،‬ه���و خطوة اجيابي���ة‪ .‬وكان‬ ‫القانون يجُ ّرم بعض أشكال التعبري السياسي‪ ،‬مبا يف‬ ‫ذلك التعبري الذي "يمُ ّجد الطاغية [معمر القذايف]"‪.‬‬ ‫كم���ا قالت هيوم���ن رايتس ووتش إن أنش���طة هيئة‬ ‫النزاهة والوطنية يف ليبيا تعتورها مش���اكل بس���بب‬ ‫معاي�ي�ر فضفاض���ة وغامض���ة‪ .‬وقام���ت اهليئ���ة‪ ،‬اليت‬ ‫تحُ دد من بإمكانه العمل كمس���ؤول حكومي أو تقلد‬ ‫منصب عام‪ ،‬بإقصاء العش���رات من مناصب خمتلفة‪،‬‬ ‫بينه���م ‪11‬عض��� ًوا منتخباً م���ن املؤمتر الوط�ن�ي العام‬ ‫بدع���وى وجود صالت غري واضح���ة كانت تربطهم‬ ‫ب���إدارة وعائلة القذايف‪ ،‬رغم أن بع���ض هؤالء األفراد‬ ‫طعنوا على قرار اإلقصاء أمام احملكمة‪.‬‬ ‫قال���ت هيوم���ن رايت���س ووتش إن���ه جي���ب أن تعتمد‬ ‫ق���رارات إقص���اء األش���خاص م���ن املناص���ب العام���ة‬ ‫واملناصب العلي���ا على معايري حمددة بش���كل واضح‪،‬‬ ‫م���ع الس���ماح ل���كل ش���خص تش���مله ه���ذه الق���رارات‬ ‫مبحاكمة عادلة للطعن يف األدلة املوجهة ضدّه‪.‬‬ ‫يبح���ث أعضاء املؤمتر الوطين يف أمر مش���روع جديد‬ ‫لـ "قانون العزل السياس���ي" لتحديد من بإمكانه تقلد‬ ‫مناصب عامة ومناص���ب عليا‪ ،‬وقالت هيومن رايتس‬ ‫ووت���ش إن على املؤمتر الوطين أن يأخذ الوقت الكايف‬ ‫لضمان استيفاء القانون للمعايري الدولية وأن يتسق‬ ‫مع عملية العدالة االنتقالية الليبية بعيدة املدى‪.‬‬ ‫كم���ا ع�ب�رت هيومن رايت���س ووتش ع���ن قلقها إزاء‬ ‫اس���تمرار امتناع حل���ف مشال األطلس���ي (الناتو) عن‬ ‫االع�ت�راف‪ ،‬مبقت���ل عش���رات املدني�ي�ن أثن���اء الغارات‬ ‫اجلوية اليت شنها س���نة ‪ ،2011‬ناهيك عن التحقيق‬ ‫فيها‪ .‬وقامت هيومن رايتس ووتش بتوثيق ‪ 72‬حالة‬ ‫وفاة‪ ،‬ومنها ‪ 20‬امرأة و‪ 24‬طفال‪.‬‬ ‫وقال���ت هيوم���ن رايت���س ووت���ش إن أصدق���اء ليبي���ا‬ ‫وحلفاءه���ا‪ ،‬وكذلك الدول اليت ش���اركت يف محلة‬ ‫حل���ف مش���ال األطلس���ي ض��� ّد الق���ذايف‪ ،‬يتقامس���ون‬ ‫مس���ؤولية ثقيل���ة تتمثل يف ض���رورة دع���م التحول‬ ‫الدميقراطي يف ليبيا‪ ،‬مبا يف ذلك اإلس���راع يف إنش���اء‬ ‫منظومة قضائية عادلة تعمل بشكل كامل‪.‬‬ ‫وقال جو س���تورك‪" :‬على كل ال���دول اليت تريد دعم‬ ‫ليبي���ا أال تفرتض أن الدميقراطية س���تتوفر مبجرد‬ ‫رحيل الق���ذايف"‪ .‬وتاب���ع‪" :‬بل على النقي���ض‪ ،‬فالعمل‬ ‫الش���اق اآلن يتمثل يف املس���اعدة على بناء املؤسس���ات‬ ‫وتش���كيل قوات ش���رطة خاضعة للمحاسبة وفرض‬ ‫سيادة القانون‬

‫اعالم يف زنزانة انفرادية‬ ‫ميادين من طرابلس وبنغازي وسبها ومصراتة‪:‬‬

‫إىل البيضاء حيث اختتمت دوراتها التدريبية يوم الرابع من فرباير‬ ‫املاضي يف احتفال بعيد ميالد الكاتب أمحد يوسف عقيلة‬ ‫ميادين – البيضاء ‪.‬‬ ‫(ميادي���ن) للنش���ر واالع�ل�ان والتدريب‬ ‫أكمل���ت دوراته���ا التدريبي���ة مبوج���ب‬ ‫عقده���ا املربم م���ع االكتي���د يف جمال‬ ‫(االع�ل�ام واجملتم���ع املدن���ي ) مبدين���ة‬ ‫البيض���اء أي���ام ‪ 2-3-4‬فرباي���ر ‪،2013‬‬ ‫وكان م���ن املُتدرب�ي�ن املُش���اركني وإن‬ ‫لوح���ظ غياب املُتدرب���ات( االناث !) رغم‬ ‫اع�ل�ان حض���ور البيض���اء لغن���ى املدينة‬ ‫بالناش���طات املدني���ات ‪ ،‬كم���ا أن أغل���ب‬ ‫املتدربني متي���زوا بأن هلم خربة باجملال‬ ‫الصحف���ي االعالم���ي وظيفي���ا أكث���ر‬ ‫منه���م ذوي نش���اط مدن���ي اعالميا عرب‬ ‫املنظم���ات املدنية اليت تنش���دها ميادين‬ ‫كمشروع للتدريب ‪:‬‬ ‫عبداحلكيم عاشور النويصري ‪ :‬موظف‬ ‫مبكت���ب االعالم اجلامعي‪ ،‬طالل فتحي‬ ‫الطش���اني ‪ :‬مذيع بقناة ليبيا الرياضية‬ ‫ومق���دم نش���رة أخب���ار برادي���و اجلب���ل‬ ‫االخضر احمللي مبدينة البيضاء ‪ ،‬اسامة‬ ‫الص���ادق عبدالرمح���ن ‪ :‬اعالم���ي م���ن‬ ‫‪ 2008‬بداية من اضراب عن العمل يف‬ ‫مشروع النهر الصناعي ومتت جمابهتنا‬ ‫باالدارة القاسية ومنها بدأنا يف حماولة‬ ‫نش���ر قضاي���ا الفس���اد يف املش���روع وم���ع‬ ‫بداي���ة الث���ورة اىل ‪ 19-3‬كنت منس���ق‬ ‫بني القن���وات الرتكي���ة واالمريكية يف‬ ‫الربيق���ة وب���ن ج���واد اس���تمرت القصة‬ ‫اىل تأس���يس صحيف���ة االس���تقالل مع‬ ‫جمموع���ة من الش���باب ‪،‬وليبيا س���بورت‬ ‫وصحيفة الش���فافية ‪،‬ولالس���ف كانت‬ ‫م���دة االص���دار قص�ي�رة الفتق���اد الدعم‬ ‫واالس�ت�راتيجية طويلة املدى عزالدين‬ ‫حمم���د حس���ن ‪ :‬مجعية املرش���د للدعم‬ ‫النفس���ي واالجتماع���ي حن���اول الرب���ط‬ ‫ماب�ي�ن االع�ل�ام ومؤسس���ات اجملتم���ع‬ ‫مدني توعية وتطويرا ‪ ،‬عملنا نش���اطات‬ ‫ونع���د لربنام���ج م���ع هيئ���ة احملارب�ي�ن‬ ‫حملاول���ة منح دبل���وم بعد اقام���ة دورات‬ ‫للث���وار العائدي���ن م���ن اجلبه���ات إعادة‬ ‫تأهي���ل ‪،‬وكيفي���ة دجمه���م يف اجملتمع‬ ‫‪،‬أمحد حممد جربوع‪ :‬مفوضية االعالم‬ ‫حلركة الكش���افة واملرشدات نواة اوىل‬ ‫لالع�ل�ام يف اجلب���ل االخض���ر ‪ ،‬منذ ‪17‬‬ ‫فرباير نش���طنا ‪ ،‬حممد علي دغيم ‪ :‬من‬ ‫حركة الكش���افة واملرش���دات ‪ ،‬موس���ى‬ ‫الق���رم ‪ :‬فن���ان وممث���ل تلفزيوني عضو‬ ‫يف الفريق االعالمي لكشاف ومرشدات‬ ‫البيضاء ‪ ،‬ش���بكة تواص���ل اعالمية كنا‬ ‫جمموع���ة م���ن الش���باب وأطف���ال أيضا‬ ‫‪،‬نصيب احلرير ‪ :‬عمل بصحيفة الشالل‬ ‫‪ ،‬واخب���ار اجلب���ل من���ذ ‪ 1990‬وحت���ى‬ ‫‪ 2000‬ث���م مدير صحيفة عمر املختار‬ ‫ومنس���ق حتري���ر جمل���ة اجمل���ال تصدر‬ ‫من جامعة عمر املخت���ار رئيس حترير‬ ‫برنام���ج صحوة وطن بقن���اة ليبيا أوال ‪،‬‬ ‫مؤسس قس���م االخبار بقناة ليبيا احلرة‬ ‫ق���ام مبرافقة الصحفي�ي�ن االجانب منذ‬

‫‪ 2011 - 19-3‬اليض���اح صورة الثورة‬ ‫رغ���م كل الصعوب���ات وقته���ا ‪،‬حس�ي�ن‬ ‫رج���ب بيانك���و‪ :‬املكت���ب الثق���ايف ب���إدارة‬ ‫النش���اط اجلامعي ‪ ،‬عازف الة كماجنه‬ ‫وناش���ط مس���رحي رئي���س اللجن���ة‬ ‫االداري���ة للش���طرنج باجلب���ل االخض���ر‬ ‫يف التس���عينيات منس���ق ومذي���ع بإذاعة‬ ‫ليبي���ا احلرة ث���م منتخ���ب الدارة برامج‬ ‫االذاع���ة ‪،‬أمين ص���احل خنف���ر ‪ :‬اعالمي‬ ‫بص���وت ليبي���ا احل���رة ‪ ،‬عم���ل باملرص���د‬ ‫االعالم���ي كموظ���ف س���ابق ‪ ،‬ومراقب‬ ‫م���ن قبل االم���م املتح���دة يف االنتخابات‬ ‫الليبية اعالميا يف طرابلس حتى تسليم‬ ‫النتائ���ج ‪ ،‬مس�ي�رة اعالمية م���ن ‪1999‬‬ ‫اىل ‪ 2005‬ق���دم برنام���ج مرئي مباش���ر‬ ‫‪،‬ي���وم ‪ 18‬فرباي���ر انطلق���ت قن���اة احفاد‬ ‫املختار مت حدث���ت عملية ختريبية من‬ ‫اشخاص جمهولني ‪ ،‬ثم انطلقت صوت‬ ‫ليبيا احلرة اليت واكبت الثورة ‪ ،‬عملت‬ ‫مراس���ل ومص���ور لصوت ليبي���ا احلرة (‬ ‫تغطي���ات اخبارية النازحني يف مصر ثم‬ ‫تون���س كمثال ) يون���س حويج ‪ :‬عضو‬ ‫يف املركز االعالمي شهداء اجلبل الذي‬ ‫أص���در صحيفة ش���هداء اجلبل ‪22-2-‬‬ ‫‪ 2011‬كان���ت مطوي���ة ث���م اصبح���ت‬ ‫صحيف���ة نص���ف ش���هرية ( الش���رارة )‬ ‫عضو املركز االعالم���ي مدينة الكفرة‬ ‫ومراس���ل إلذاعته���ا احمللي���ة مص���ور‬ ‫فوتوغرايف ومع���د ومنتج لفيلم وثائقي‬ ‫قص�ي�رة ‪ ،‬ف���رج حمم���د خنف���ر‪ :‬عض���و‬ ‫مرك���ز اعالم���ي ثق���ايف ش���هداء اجلبل‬ ‫وعضو بصحيفة الش���رارة ‪ ،‬ومس���رحي‬ ‫‪ ،‬علي الش���اعري‪ :‬مكتب حماماة شعبية‬ ‫‪ ،‬اعالم���ي متطوع منذ الثورة يف االعالم‬ ‫الرياض���ي ‪ ،‬ل���ه صحيف���ة عل���ى الفيس‬

‫بوك (بالغ���راي) مع جمموعة ش���باب ‪،‬‬ ‫ومتع���اون م���ع وكالة تضام���ن وأجواء‬ ‫الب�ل�اد وكات���ب لتقاري���ر صحفي���ة يف‬ ‫صحيفة الع�ي�ن ‪ ،‬والكلمة والبلد اليوم ‪،‬‬ ‫وموق���ع املنارة ‪ ،‬ومص���ور هاوي ‪ ،‬محدي‬ ‫عطية محاد ‪ :‬لعالمي ومصور ومراسل‬ ‫الذاعة اجلبل احمللية ‪ ،‬مراسل لصحيفة‬ ‫الكلم���ة ‪ ،‬عض���و يف املرك���ز االعالم���ي‬ ‫البيض���اء ‪ ،‬وصحيفة بلغ���راي ‪ ،‬هذا وقد‬ ‫شارك السيدين ‪:‬رئيس االكتيد بليبيا‬ ‫‪ ،‬واملدي���ر االقليم���ي حب���وار ونقاش مع‬ ‫املتدربني ح���ول تطلع املنظم���ة الفتتاح‬ ‫فرع ولتقديم منح ملش���روعات تقرتحها‬ ‫املنظمات املدنية‪.‬‬ ‫وقد قدم االس���اتذة املُدربون موضوعات‬ ‫متع���ددة ‪ :‬أمح���د يوس���ف عقيل���ة ‪ :‬لغة‬ ‫االع�ل�ام ‪ ،‬الناج���ي احلرب���ي ‪ :‬الصحافة‬ ‫االلكرتوني���ة ‪ ،‬عبدال���رزاق العب���ارة ‪:‬‬ ‫االع�ل�ان والدعاي���ة ‪،‬فاطم���ة غن���دور ‪:‬‬ ‫اخلرب – املقالة ‪ ،‬ومترين مهارات االلقاء‬ ‫(االذاعي والتلفزيوني) ‪ ،‬أمحد الفيتوري‬ ‫‪ :‬اع�ل�ام يف زنزانة انفرادي���ة ‪ ،‬أمحد بلو‬ ‫جترب���ة ‪ :‬جريدة ال حمط���ات صحفية‬ ‫‪ ،‬س���امل العوكلي جترب���ة صحفية مع‬ ‫جريدة االفريقي ‪،‬والصحافة احمللية ‪.‬‬ ‫وكان حف���ل اخلت���ام ُمرفق���ا باحتف���اء‬ ‫املُدربني واملُتدرب�ي�ن بعيد ميالد الباحث‬ ‫والقاص أمحد يوس���ف عقيلة ‪ ،‬متمنني‬ ‫له عمرا مليئا بالس���رد املُكثف واملُختزل‬ ‫كغناوات العلم !‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 18 - 12 ( - ) 92‬فبراير ‪)2013‬‬

‫تونس تنهض يف جنازة شكري ضد العنف‬ ‫شعارها ‪ :‬العنف عدو ال خيون‬ ‫•وكاالت أنباء وصحف‬ ‫ش���كري بلعيد (‪ 26‬نوفم�ب�ر ‪ 6 - 1964‬فرباير‬ ‫‪ ،)2013‬سياسي وحمامي تونسي ولد يف جبل‬ ‫اجللود بوالي���ة تونس لصاحل بلعي���د الذي ولد‬ ‫يف منطقة س���يدي عبيد من معتمدية بوس���امل‬ ‫كان متزوجا من بس���مة اخللف���اوي وله منها‬ ‫بنتان‪.‬‬ ‫كان الناط���ق الرمس���ي حلرك���ة الوطني���ون‬ ‫الدميقراطي���ون‪ .‬ترش���ح يف انتخاب���ات اجمللس‬ ‫الوطين التأسيس���ي على رأس قائمة مشرتكة‬ ‫مع حزب الطليعة العرب���ي الدميقراطي حتت‬ ‫اس���م ائتالف الكرامة إال انه حتصل فقط على‬ ‫‪ 0.63%‬من األصوات‪ .‬اُنتخب أمينا عاما للتيار‬ ‫الوطين الدميقراطي يف ‪ 2‬س���بتمرب ‪،‬وهو عضو‬ ‫س���ابق يف اهليئة العليا لتحقي���ق أهداف الثورة‬ ‫واإلص�ل�اح السياس���ي واالنتق���ال الدميقراطي‬ ‫واألم�ي�ن العام للتيار الوطين الدميقراطيوأحد‬ ‫مؤسسي تيار اجلبهة الشعبية‪.‬‬ ‫يف ‪ 6‬فرباي���ر ‪ 2013‬قت���ل أم���ام منزل���ه بأرب���ع‬ ‫رصاص���ات كان���ت واح���دة بال���رأس وواح���دة‬ ‫بالرقب���ة ورصاصت�ي�ن بالص���در‪ .‬مم���ا خل���ف‬ ‫العدي���د م���ن ردود الفع���ل ح���ول هوي���ة القتلة‬ ‫الل���ذان اس���تهدفانه ح���ال خروج���ه م���ن منزله‬ ‫باملن���زه الس���ادس بوالي���ة أريان���ة‪ ،‬و ال ت���زال‬ ‫األحباث جارية حول مالبس���ات هذه اجلرمية‬ ‫لكن أصاب���ع اإلتهام تتجه حنو ح���زب النهضة‬ ‫وانصاره بس���بب التهديدات ال�ت�ي كانت تصله‬ ‫والتحريض عل���ى القتل من قبل االس�ل�اميني‬ ‫‪.‬وكان بلعيد اته���م يف آخر مداخلة تلفزيونية‬ ‫ل���ه ي���وم ‪ 5‬فرباي���ر ‪ 2013‬عل���ى قن���اة نس���مة‬ ‫اخلاصة ح���زب النهض���ة بالتش���ريع لالغتيال‬ ‫السياس���ي بعد ارتفاع اعتداءات رابطات محاية‬ ‫الث���ورة ال�ت�ي تته���م بكونه���ا ال���ذراع العس���كري‬ ‫للنهضة‪.‬‬ ‫•ردود أفعال كبرية وجنازة أضخم‬ ‫الصحفية نادية داود [و اليت كانت شاهدة منذ‬

‫م���ا قبل وقوع اجلرمية على م���ا حصلة للقتيل‬ ‫تؤكد يف شهادة هلا امكانية ضلوع سائق شكري‬ ‫بالعي���د يف عملي���ة اغتيال���ه وأن���ه ش���هادته من‬ ‫شرفة شقتها وهو يتحادث مع أحد األشخاص‬ ‫قب���ل دقائق م���ن عملي���ة االغتي���ال ومل حي ّرك‬ ‫ساكنا إثر االغتيال‪.‬غري أن والد بلعيد قال بأن‬ ‫س���ائق إبنه وهو نزار الطاهري يعترب أحد أبناء‬ ‫العائلة وهو رفيقه منذ س���نوات وأن ما ذكرته‬ ‫املدوّن���ة ال أس���اس ل���ه‪ .‬واته���م ح���زب حرك���ة‬ ‫النهض���ة بالت���و ّرط يف اغتي���ال بلعيد[واتهم���ت‬

‫أرمل���ة بلعيد بس���مة خليفي حرك���ة النهضة‬ ‫ورئيسها راشد الغنوش���ي بالوقوف وراء عملية‬ ‫االغتيال وقالت أن الغنوش���ي تسرت على العنف‬ ‫ومحي رابطات محاية الثورة اليت قامت بعديد‬ ‫اعم���ال العن���ف حس���ب قوهلا‪.‬وقط���ع الرئي���س‬ ‫التونس���ي املؤق���ت املنصف املرزوق���ي زيارته إىل‬ ‫فرنسا وقال أمام الربملان األوروبي أن االغتيال‬ ‫يه���دف إىل إجه���اض الثورة التونس���ية‪ .‬وأعلن‬ ‫رئي���س احلكوم���ة املؤقتة مح���ادي اجلبالي أنه‬ ‫سيش��� ّكل حكوم���ة كف���اءات وطني���ة مصغ���رة‬ ‫وغ�ي�ر مسيس���ة خ�ل�ال ‪ 24‬س���اعة ودعا راش���د‬ ‫الغنوش���ي رئي���س ح���زب حرك���ة النهضة إىل‬ ‫جع���ل ي���وم ‪ 6‬فرباي���ر ‪ 2013‬يوم ح���داد وطين‬ ‫واتهم فلول النظام الس���ابق باغتيال بلعيد‪ .‬وقد‬ ‫عقدت املكاتب التنفيذية لعدة أحزاب تونس���ية‬ ‫منه���ا ح���زب حرك���ة ن���داء تون���س اجتماعات‬ ‫لتقرير مواقف أحزابها من احلادثة‪ .‬قام عديد‬ ‫املتظاهرين مبس�ي�رة يف شارع احلبيب بورقيبة‬ ‫بتون���س العاصم���ة مرددي���ن ش���عار "الش���عب‬ ‫يريد إس���قاط النظ���ام" وصارت مناوش���ات بني‬ ‫املتظاهري���ن وق���وات األم���ن يف أحي���اء تون���س‬ ‫العاصم���ة مم���ا أدى ملقت���ل ناظر األم���ن لطفي‬ ‫الزار وجرح مخس�ي�ن آخرين م���ن اعوان األمن‪.‬‬ ‫وقامت مظاهرات يف عدة مدن تونس���ية أخرى‬ ‫تندي���دا مبقت���ل بلعي���د ومت يف ‪ 6‬فرباي���ر حرق‬ ‫ع���دة مق���رات حلرك���ة النهضة منه���ا مقرات‬ ‫اجلهوية للحركة يف واليات املنستري وسوسة‬ ‫والكاف وقفصة‪[.‬و ي���وم احلادث طالب اجمللس‬ ‫الوطين التأسيس���ي يف بالغ إث���ر احتماع مطول‬

‫ملكتب���ه بالكش���ف ع���ن املتورط�ي�ن يف احلادث���ة‪.‬‬ ‫[وقررت اهليئة اإلدارية لالحتاد العام التونسي‬ ‫للش���غل عقب جلسة استثنائية يف ‪ 7‬فرباير إىل‬ ‫إضراب عام اجلمعة ‪ 8‬فرباير[‪ ]15[]14‬وإقامة‬ ‫جنازة وطنية لبلعيد وجعله يوم حداد‪ .‬وقررت‬ ‫النقابة الوطنية للصحفيني التونس���يني يوم ‪8‬‬ ‫فرباير يوم إضراب للصحفيني‪ .‬ودعا مصطفى‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 18 - 12 ( - ) 92‬فبراير ‪)2013‬‬

‫بن جعف���ر رئيس اجملل���س الوطين‬ ‫التأسيس���ي إىل إعالن احل���داد يوم‬ ‫‪ 8‬فرباير‪.‬‬ ‫وقال احملامي عبد الستار املسعودي‬ ‫أن ح���زب الوطنيون الدميقراطيون‬ ‫(وط���د) س�ي�رفع ش���كاية للمحكمة‬ ‫اجلنائية الدولية ملعرفة مالبس���ات‬ ‫مقت���ل بلعي���د ألنه���م ال ثق���ة هل���م‬ ‫يف القض���اء التونس���ي‪ ]17[.‬وقررت‬ ‫وزارة التعلي���م العال���ي والبح���ث‬ ‫العلمي تعليق الدروس يومي ‪ 8‬و‪9‬‬ ‫فرباير‪ [.‬وقد أضربت احملاكم يف ‪6‬‬ ‫و‪ 7‬و‪ 8‬فرباي���ر احتجاجا على مقتل‬ ‫بلعي���د‪ .‬أم���ر القائ���د الع���ام للقوات‬ ‫املس���لحة الرئيس املنصف املرزوقي‬ ‫بإقام���ة جن���ازة وطني���ة لش���كري‬ ‫بلعيد‪ .‬ودعا االحتاد اجلهوي للشغل‬ ‫بس���ليانة إىل إض���راب ع���ام ي���وم ‪7‬‬ ‫فرباي���ر وه���و م���ا مت فع�ل�ا‪ .‬ودع���ت‬ ‫الرابط���ة التونس���ية للدف���اع ع���ن‬ ‫حقوق اإلنس���ان بعد اجتماع هلا إىل‬ ‫جعل يوم ‪ 6‬فرباير يوما وطنيا لنبذ‬ ‫العنف السياسي‪ .‬وأصدرت النقابات‬ ‫األساس���ية التابعة جلامع���ة منوبة‬ ‫واملنضوي���ة حت���ت االحت���اد الع���ام‬ ‫التونس���ي للش���غل يف ‪ 6‬فرباير بيانا‬ ‫تس���تنكر فيه االعتداء على ش���كري‬ ‫بلعي���د معت�ب�رة إياه جرمي���ة نكراء‬ ‫وق���ررت الدخول يف إض���راب يومي‬ ‫‪ 6‬و‪ 7‬فرباير وختصيص حصة من‬ ‫الدرس للتعري���ف مبخصال بلعيد‬ ‫ومبخاطر العنف السياسي‪.‬‬ ‫ودع���ا االحت���اد التونس���ي للصناعة‬ ‫والتج���ارة والصناع���ات التقليدي���ة‬ ‫يف بي���ان أص���دره يف ‪ 7‬فرباي���ر‬ ‫الصناعي�ي�ن والتج���ار وأصح���اب‬ ‫املهن واحلرف ومس���ديي اخلدمات‬ ‫إىل القي���ام بوقف���ة س���لمية مس���اء‬ ‫‪ 8‬فرباي���ر‪ .‬وتعطل���ت ال���دروس‬ ‫جبمي���ع املعاهد الثانوي���ة واملدارس‬ ‫اإلعدادي���ة واالبتدائي���ة بوالي���ة‬ ‫سيدي بوزيد يوم مقتل بلعيد‪[.‬ويف‬

‫‪ 7‬فرباي���ر عمد حمتج���ون خرجوا‬ ‫يف مس�ي�رة م���ن أم���ام مق���ر ح���زب‬ ‫الوطني�ي�ن الدميقراطيني (الوطد)‬ ‫بصفاق���س وحاول���وا اقتح���ام مق���ر‬ ‫والية صفاقس بعد قاموا مبحاولة‬ ‫اقتحامه���ا يف ‪ 6‬فرباي���ر‪ ]23[.‬ويف‬ ‫‪ 7‬فرباي���ر ‪ 2013‬حل���ت رابطت���ا‬ ‫محاي���ة الث���ورة احمللي���ة واجلهوية‬ ‫مبعتمدية سلسانة وبوالية سليانة‬ ‫نفس���يهما درءا ل���كل الف�ت�ن‪]24[.‬‬ ‫وألغت اخلطوط اجلوية التونس���ية‬ ‫رحالته���ا م���ن وإىل تون���س ي���وم ‪8‬‬ ‫فرباي���ر بس���بب اإلض���راب الع���ام يف‬ ‫الب�ل�اد‪.‬ويف فرنس���ا‪ :‬أدان الرئي���س‬ ‫الفرنس���ي فرنس���وا أوالند احلادثة‬ ‫وقال أن مقتله س���يحرم تونس من‬ ‫أحد األصوات الش���جاعة اليت تدعو‬ ‫إىل احلرية يف البالد‪ .‬وعبرّ يف بيان‬ ‫لقص���ر اإليلي���زي ع���ن ختوّفه من‬ ‫إمكاني���ة تصاع���د العنف السياس���ي‬ ‫يف الب�ل�اد‪ ]25[.‬وأعلن���ت الس���فارة‬ ‫الفرنس���ية يف تون���س أن امل���دارس‬ ‫الفرنس���ية بتونس ستغلق يف ‪ 8‬و‪9‬‬ ‫فرباي���ر‪ .‬أما األمم املتح���دة‪ :‬فقالت‬ ‫يف بي���ان هلا ي���وم ‪ 6‬فرباي���ر ‪2013‬‬ ‫أن عملية االغتيال س���ابقة خطرية‬ ‫يف تاري���خ تونس‪.‬وم���ن مقر االحتاد‬ ‫األوروبي‪ :‬دعت كاثرين آشتون إىل‬ ‫معاقب���ة قاتلي ش���كري بلعيد‪.‬ومن‬ ‫جهتها أدانت السفارة األمريكية يف‬ ‫تونس اغتيال بلعي���د الذي وصفته‬ ‫"بالفعل الشنيع واجلبان" وقالت أنه‬ ‫ال مكان للعنف السياسي يف مرحلة‬ ‫االنتقال الدميقراطي بتونس‪.‬وقال‬ ‫وزي���ر اخلارجية األملان���ي أنه غمره‬ ‫ش���عور باحل���زن واالمشئ���زاز عقب‬ ‫مساعه خرب اغتيال بلعيد‪.‬وكذلك‬ ‫قالت مجاعة اإلخوان املس���لمني أن‬ ‫االغتي���ال جرمية جي���ب حماصرة‬ ‫ش���بيهاتها وتطويقها‪ .‬وعبرّ ت جبهة‬ ‫اإلنق���اذ الوط�ن�ي ع���ن ختوفه���ا من‬ ‫حدوث اغتياالت سياس���ية مشابهة‬ ‫يف مص���ر‪.‬و أدان���ت وزارة اخلارجية‬ ‫اجلزائرية االغتيال الدنيء لشكري‬ ‫بلعيد‪.‬‬ ‫و كتب���ت جري���دة ليرباس���يون‬ ‫الفرنس���ية يف ‪ 7‬فرباي���ر ‪2013‬‬ ‫"الثورة اليت متت خيانتها"‪.‬‬ ‫•اجلنازة ثورة شعب مكلوم‬ ‫مت دفن���ه يف ‪ 8‬فرباي���ر مبق�ب�رة‬ ‫اجل�ل�از جبان���ب الزعيم ص���احل بن‬ ‫يوس���ف يف جنازة وطني���ة بناء على‬ ‫تعليم���ات رئيس اجلمهورية املؤقت‬ ‫املنص���ف املرزوق���ي وت���وىل اجليش‬ ‫التونس���ي تأمني اجلنازة ب���را وجوا‪.‬‬ ‫وقد حضرت عديد النس���اء اجلنازة‬ ‫عل���ى خ�ل�اف التقلي���د اإلس�ل�امي‪.‬‬ ‫[‪ ]31‬وصارت مناوش���ات بني بعض‬ ‫احلاضري���ن للجنازة وق���وات األمن‬ ‫اليت أطلق���ت الغاز املس���يل للدموع‪.‬‬ ‫[‪ ]32‬وردد املش��� ّيعون هتاف���ات‬ ‫خمتلفة منها "الشعب يريد إسقاط‬ ‫النظام" و"يا غ ّنوشي يا س ّفاح يا ق ّتال‬ ‫األرواح"وأبيات من النشيد الوطين‪.‬‬

‫‪07‬‬

‫خارطة طريق للمؤمتر الوطين العام‬ ‫ميادين‪:‬خاص‬ ‫مببادرة من الناش���طة احلقوقية‬ ‫ع���زة املقه���ور واخلب�ي�رة فري���دة‬ ‫العالق���ي اجتم���ع بع���ض أعضاء‬ ‫منظم���ات اجملتم���ع املدن���ي م���ن‬ ‫بع���ض امل���دن الليبية من الش���رق‬ ‫واجلن���وب والغ���رب وبع���ض‬ ‫ممثل���ي األح���زاب واملس���تقلني‬ ‫واسر الشهداء يف مدينة طرابلس‬ ‫واقرتحوا خارطة طريق للمؤمتر‬ ‫الوطين تنهي االحتقان السياسي‬ ‫الذي تش���هده البالد وقال األستاذ‬ ‫عزة املقهور‬ ‫فريدة العالقي‬ ‫س���يف اهلنق���اري أن احلاضري���ن‬ ‫لالجتم���اع كان���وا م���ن مدين���ة‬ ‫الزاوي���ة وطرابل���س وس���بها‬ ‫•إص���دار قانون خاص بإنتخاب اهليئة التأسيس���ية‬ ‫وبعض‬ ‫وبنغ���ازي‬ ‫نفوس���ة‬ ‫ومناط���ق اجلن���وب وجبل‬ ‫لوضع الدستور‪.‬‬ ‫التالي‬ ‫النحو‬ ‫على‬ ‫املقرتح‬ ‫مدن الشرق وقد جاء‬ ‫•الدع���وة إلنتخ���اب اهليئ���ة التأسيس���ية لوض���ع‬ ‫العام‬ ‫الوطين‬ ‫املؤمتر‬ ‫وأعضاء‬ ‫السادة رئيس‬ ‫الدستور‪.‬‬ ‫والسالم‬ ‫التحية‬ ‫بعد‬ ‫‪.2‬القي���ام فورا بتفعيل املفوضي���ة العليا لإلنتخابات‬ ‫املوقعون‬ ‫الوط���ن‪،‬‬ ‫ه���ذا‬ ‫مواطن���ات‬ ‫و‬ ‫مواطن���و‬ ‫حن���ن‪،‬‬ ‫يف م���دة ال تتج���اوز ثالثني يوم���ا من تاري���خ ‪.2 .17‬‬ ‫املدني‪،‬‬ ‫اجملتم���ع‬ ‫ومنظمات‬ ‫الش���هداء‪،‬‬ ‫أس���ر‬ ‫من‬ ‫أدناه‬ ‫‪.2013‬‬ ‫منا‬ ‫وعيا‬ ‫السياسية‪،‬‬ ‫واألحزاب‬ ‫واخلرباء‪،‬‬ ‫واملس���تقلني‬ ‫‪.3‬إج���راء انتخاب���ات اهليئة التأسيس���ية خالل مائة‬ ‫باملرحل���ة اخلط�ي�رة واحلرج���ة اليت متر به���ا بالدنا‪ ،‬ومخسني يوما من تاريخ صدور القانون االنتخابي‪.‬‬ ‫واس���تمرارا للجهود املبذولة للخروج من هذه الفرتة ‪.4‬ضمان حتقيق مبدأ الش���مولية يف تش���كيل اهليئة‬ ‫االنتقالي���ة املفصلي���ة‪ ،‬وتزامنا مع الذك���رى الثانية التأسيسية على النحو التالي‪:‬‬ ‫لثورة ‪ 17‬فرباير‪.‬‬ ‫أ‌‪.‬تواجد كاف للمرأة يف اهليئة التأسيسية من خالل‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫مبا‬ ‫املبادرة‬ ‫فإننا قررنا‬ ‫القان���ون االنتخابي ومبا ال يقل عن ‪ % 35‬وذلك من‬ ‫متهيد‪:‬‬ ‫خالل نظام انتخابي أو نظام الكوتا أيهما أفضل‪.‬‬ ‫ع���ن‬ ‫دس���توري‬ ‫إع�ل�ان‬ ‫ص���در‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪.8‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫بتاري���خ‬ ‫ب‌‪ .‬أن يضمن القانون االنتخابي للهيئة التأسيس���ية‬ ‫اجملل���س الوط�ن�ي االنتقالي ليكون أساس���ا للحكم يف لوض���ع الدس���تور متثي�ل�ا كافي���ا لكاف���ة مكون���ات‬ ‫املرحل���ة االنتقالي���ة‪ ،‬ح���ددت في���ه امل���ادة ‪ 30‬مراحل اجملتم���ع من حيث اهلوية الثقافية واللغوية اس���تنادا‬ ‫وإج���راءات تداول الس���لطة س���لميا اس���تنادا للمادة ‪ 4‬للتعديل الثالث للمادة ‪ 30‬من اإلعالن الدستوري‪.‬‬ ‫بإعتباره���ا مب���دأً دميقراطيا أساس���يا‪ ،‬وهدفا إلقامة جـ‪ .‬األخذ بعني اإلعتبار عند وضع القانون االنتخابي‬ ‫نظام سياسي دميقراطي‪.‬‬ ‫وصول الش���باب الكفؤ واملتخصص من ذكور وإناث‬ ‫على‬ ‫حتق���ق‬ ‫قد‬ ‫للس���لطة‬ ‫س���لميا‬ ‫وحي���ث أن ت���داوال‬ ‫إىل اهليئة التأسيسية لوضع الدستور‪.‬‬ ‫االنتقالي‪،‬‬ ‫الوط�ن�ي‬ ‫اجمللس‬ ‫جانب‬ ‫أرض الواق���ع م���ن‬ ‫‪.5‬إعتم���اد مب���دأ الش���فافية‪ ،‬وذل���ك بقي���ام املؤمت���ر‬ ‫الدستوري‪.‬‬ ‫اإلعالن‬ ‫ملتزما مبا جاء يف‬ ‫الوط�ن�ي الع���ام بفت���ح ب���اب احل���وار والتواص���ل م���ع‬ ‫‪/8‬‬ ‫‪/30‬‬ ‫بتاريخ‬ ‫ق���ام‬ ‫العام‬ ‫الوطين‬ ‫وحي���ث أن املؤمتر‬ ‫مؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي‪ ،‬والتزامه خ�ل�ال ثالثني‬ ‫‪2012‬‬ ‫لسنة‬ ‫‪4‬‬ ‫رقم‬ ‫دستوري‬ ‫تعديل‬ ‫‪ 2013‬بإصدار‬ ‫يوما من تاريخ ‪ 17‬فرباير ‪ 2013‬بوضع آلية عملية‬ ‫املدة‬ ‫بتمديد‬ ‫‪،30‬‬ ‫امل���ادة‬ ‫من‬ ‫‪6‬‬ ‫الفقرة‬ ‫مبوجب���ه‬ ‫ع���دل‬ ‫للتواص���ل واحل���وار املباش���ر بالتعاون والتنس���يق مع‬ ‫‪30‬‬ ‫للم���ادة‬ ‫السادس���ة‬ ‫الفق���رة‬ ‫يف‬ ‫عليه���ا‬ ‫املنص���وص‬ ‫مؤسس���ات اجملتم���ع‪ ،‬بش���أن التش���ريعات واإلجراءات‬ ‫بإلت���زام املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام بالبدء يف إج���راءات ذات العالقة بتنفيذ هذا البيان واملسائل األخرى ذات‬ ‫تداول الس���لطة س���لميا واليت تبدأ مراحلها بتشكيل العالقة باملصلحة العامة‪.‬‬ ‫اهليئة التأسيس���ية لوضع دس���تور ليبيا املقبل‪ .‬حيث ‪.6‬إعتم���اد مب���دأ املش���اركة الش���عبية م���ن خ�ل�ال‬ ‫مت متديده���ا من ثالثني يوما إىل مخس�ي�ن يوم تبدأ اس���تخدام وس���ائل اإلع�ل�ام املختلف���ة والوس���ائط‬ ‫من أول إجتماع للمؤمتر الوطين العام‪.‬‬ ‫االلكرتوني���ة‪ ،‬به���دف الرف���ع م���ن مس���توى الوع���ي‬ ‫التعديل‬ ‫يف‬ ‫املبين���ة‬ ‫وحي���ث أن مدة اخلمس�ي�ن يوم���ا‬ ‫اجملتمعي حول االنتخابات املقبلة للهيئة التأسيس���ة‬ ‫يقم‬ ‫ومل‬ ‫زم���ن‪،‬‬ ‫منذ‬ ‫الدس���توري الراب���ع قد انقض���ت‬ ‫بإعتباره���ا هيئ���ة تارخيي���ة و فري���دة م���ن نوعه���ا‬ ‫اهليئة‬ ‫بتش���كيل‬ ‫التزامه‬ ‫املؤمتر الوطين العام بتنفيذ‬ ‫تس���توجب علم ومعرفة وكفاءة وق���درة‪ .‬وذلك من‬ ‫التأسيسية‪.‬‬ ‫خالل وضع خطة لتنفيذ ذلك خالل شهر من تاريخ‬ ‫الدس���توري‬ ‫تعديله‬ ‫يف‬ ‫الدس���توري‬ ‫اإلعالن‬ ‫و مب���ا أن‬ ‫‪ 17‬فرباير ‪.2013‬‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫عل���ى‬ ‫ن���ص‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫يف‬ ‫الص���ادر‬ ‫رق���م ‪3‬‬ ‫‪.7‬الت���زام املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام بتقدي���م الدع���م‬ ‫التعيني‪،‬‬ ‫م���ن‬ ‫ب���دال‬ ‫باالنتخ���اب‬ ‫التأسيس���ية‬ ‫اهليئ���ة‬ ‫ملؤسس���ات اجملتمع املدني واخلرباء الليبيني يف جمال‬ ‫التش���ريعات‬ ‫إلصدار‬ ‫زمنية‬ ‫مدة‬ ‫يتطلب‬ ‫الذي‬ ‫األم���ر‬ ‫التوعي���ة بالش���أن الدس���توري‪ .‬م���ع إلتزام���ه بع���دم‬ ‫اإلنتخاب���ي‬ ‫القان���ون‬ ‫وأهمه���ا‬ ‫باخلص���وص‬ ‫الالزم���ة‬ ‫التدخل يف نصوص الدس���تور أو اخت���اذ أية إجراءات‬ ‫وإج���راءات متهيدي���ة أهمها إعادة تش���كيل املفوضية أو إعالنات أو بيانات استباقية أو استصدار استبيانات‬ ‫العليا لإلنتخابات‪.‬‬ ‫أو اس���تطالعات للرأي باخلصوص لعدم إختصاصه‬ ‫اهليئ���ة‬ ‫بتش���كيل‬ ‫اخل���اص‬ ‫اإلس���تحقاق‬ ‫وحي���ث أن‬ ‫بهذا الشأن‪ ،‬وترك األمر للهيئة التأسيسية يف حينه‪.‬‬ ‫اس���تحقاق‬ ‫أهم‬ ‫ه���و‬ ‫اإلنتخ���اب‬ ‫بطري���ق‬ ‫التأسيس���ية‬ ‫وحرصا منا على أن جيد هذا البيان مكانه على أرض‬ ‫يقع عل���ى عاتق املؤمت���ر الوطين العام‪ ،‬ويس���تلزم أن الواقع‪ ،‬ف���إن املوقعني أدن���اه يطالبون أعض���اء املؤمتر‬ ‫يق���وم املؤمتر أوال بوضع ج���دول زمين يلتزم به أمام الوط�ن�ي الع���ام يف االنضمام الين���ا والتوقيع على هذا‬ ‫الش���عب‪ ،‬ويكف���ل قيامه بتنفي���ذ التزاماته اليت تؤدي البي���ان باملوافقة على ماجاء في���ه‪ .‬كما وأن املوقعني‬ ‫إىل تش���كيل اهليئ���ة التأسيس���ية وبالتال���ي ب���دء العد أدناه اتفقوا على تش���كيل جلن���ة ملتابعة تنفيذ ما ورد‬ ‫التنازلي لتسليم السلطة سلميا‪.‬‬ ‫يف هذا البيان‪.‬‬ ‫عليه‪ ،‬نتقدم اليكم مبا يلي‪:‬‬ ‫‪ .1‬أن يلتزم املؤمتر الوطين العام يف مدة ال تتجاوز‬ ‫التسعني يوما من تاريخ ‪ 2013 .2 .17‬باآلتي‪:‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 18 - 12 ( - ) 92‬فبراير ‪)2013‬‬

‫صوت واحد ‪...‬أفاق جديدة املؤمتر الثاني الدولي للمرأة‬

‫طرابلس ‪:‬‬ ‫احلسني املسوري‬

‫يف نوفم�ب�ر ‪ 2011‬عقد املؤمت���ر األول الدولي للمرأة يف ليبيا صوت واحد وس���ط‬ ‫فرح���ة الليبي���ات بالتحري���ر م���ن الدكتات���ور وحكمه البغي���ض ويف نهاي���ة يناير‬ ‫‪ 2013‬عقد املؤمتر الثاني الدولي للمرأة صوت واحد وليبيا تقف أمام استحقاق‬ ‫تارخيي وهو كتابة الدس���تور ولغياب احلوار بني املؤمتر الوطين ونشطاء اجملتمع‬ ‫املدن���ي رأت منضمة صوت املرأة الليبية املش���رفة على تنظيم املؤمتر بالتعاون مع‬ ‫مجعية التواصل‪ ،‬و معاً نبنيها‪ ,‬وهيئة دعم املرأة يف صنع القرار واالحتاد النس���ائي‬ ‫طرابلس بتخصيص جدول أعمال هذه السنة حول الدستور اللييب العتيد ومجع‬ ‫أعض���اء املؤمت���ر الوط�ن�ي مع ‪ 150‬من الناش���طات والناش���طني يف اجملتم���ع املدني‬ ‫الذي���ن مت اختياره���م من أكثر م���ن ‪ 25‬مدينة وبلدة وقري���ة يف ليبيا وحبضور‬ ‫بعض الشخصيات العربية واألجنبية لتقديم جتربتهم واملشاركة يف احلوار من‬ ‫خالل العديد من اجللس���ات العامة وجلس���ات بناء التوصيات‪ ،‬قام املشاركني جنبا‬ ‫إىل جن���ب م���ع أكثر من ‪ 25‬من أعض���اء املؤمتر الوطين العام مبناقش���ة وصياغة‬ ‫التوصيات الرئيس���ية؛ وتستند التوصيات الدس���تورية حول أربعة أهداف رئيسية‪.‬‬ ‫أم���ا التوصي���ات املتعلقة مبوضوع األمن ه���ي فريدة من نوعه���ا‪ -‬حيث كانت هي‬ ‫التوصي���ة الوحيدة إلنش���اء هيئة خمصصة حتديدا ملكافح���ة والدعوة ضد العنف‬ ‫والبح���ث يف العن���ف القائم على ن���وع اجلنس‪ ،‬م���ع خارطة طريق بش���أن كيفية‬ ‫تكوين مثل هذه اهليئة وما جيب أن تكون مكوناتها ووظائفها‪.‬‬

‫افتت���ح املؤمتر بكلمة للس���يدة جناة ضوء رئيس���ة‬ ‫منظم���ة ص���وت امل���رأة الليبي���ة حي���ث رحب���ت‬ ‫باحلاضري���ن وأكدت أن القيم���ة احلقيقية هلذا‬ ‫املؤمت���ر تكمن يف انه يوفر الفرص���ة إلجراء حوار‬ ‫معمق بني صناع الق���رار واجملتمع املدني وخاصة‬ ‫أن هذه الفرتة س���يتم فيها تش���كيل مستقبل ليبيا‬ ‫وهن���ا جي���ب الرتكي���ز عل���ى كيفي���ة احتاح���ة‬ ‫الفرصة للمرأة أن تلعب دورها يف صنع املستقبل‬ ‫وخاص���ة أنن���ا نس���تضيف خب�ي�رات م���ن خمتلف‬ ‫أحناء العامل لالس���تفادة م���ن جتاربهم وصياغتها‬ ‫وف���ق تعاليم دينن���ا وقي���م جمتمعنا لذل���ك أرجو‬ ‫االستفادة من هذه الفرصة إىل أقصى حد ممكن‬ ‫شكرا حلضوركم ‪.‬‬ ‫ث���م أعطي���ت الكلم���ة لألس���تاذة أمين���ة املغريب���ي‬ ‫عضو املؤمتر الوطين ع���ن حتالف القوى الوطنية‬ ‫م���ن بنغازي حيث ش���كرت املنظمني عل���ى دعوتها‬ ‫للوق���وف وإلق���اء كلم���ة أم���ام الناش���طات م���ن‬ ‫اجملتم���ع املدني الذي تتش���رف أنه���ا واحدة منهن‬ ‫وعمل���ت معه���ن خ�ل�ال ف�ت�رة الث���ورة والتحري���ر‬ ‫وبفضله���ن وصل���ت الي���وم إىل املؤمت���ر الوط�ن�ي‬ ‫وحتدثت ع���ن الصعوبات والتحدي���ات اليت تواجه‬ ‫املرأة الليبية واليت جيب أن تتغلب عليها مش�ي�رة‬ ‫أن امل���رأة الليبي���ة تناض���ل لتثبيت حقوقه���ا وأنها‬ ‫جنحت يف ذلك إىل حد كبري وان عضوات املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي يواصلن العمل من اج���ل التمثيل العادل‬ ‫والصحيح للمرأة الليبية داخل جلنة الس���تني من‬ ‫اجل املس���اهمة الفاعلة يف كتابة الدس���تور بشكل‬ ‫عام وحفظ حقوق املرأة بشكل عام ‪.‬‬ ‫ثم كان���ت الكلمة للس���يد راينر ايربلي الس���فري‬ ‫األملان���ي يف ليبي���ا ال���ذي أب���دى إعجاب���ه بنظ���ال‬ ‫امل���رأة الليبية وش���جاعتها خالل الث���ورة وجناحها‬ ‫يف مواصل���ة املس�ي�رة م���ن خ�ل�ال خ���وض املعرتك‬ ‫السياس���ي وال���ذي ألتغيب عنه ب���ل أصبح وجودها‬ ‫فاعال ومهما ‪.‬‬

‫فريق منظمي‬ ‫مؤمتر الصوت‬ ‫واحد‬

‫جلسات اليوم األول‬ ‫كان حمور اجللسة األوىل بعنوان ((التقدم والتحديات‬ ‫يف جمال حقوق املرأة منذ التحرير ))‬ ‫وكانت رئيس���ة اجللس���ة األس���تاذة جناة ضو أما‬ ‫املتحدثون فكانوا على النحو التالي ‪:‬‬ ‫‪-1‬دولة الرئيس السابق عبد الرحيم الكيب‬ ‫‪-2‬حنان منصور –ناشطة يف اجملتمع املدني‬ ‫‪ -3‬ماريا راوخ كاالت وزيرة الصحة النمساوية‬ ‫السابقة‬ ‫حمور اجللسة الثانية بعنوان ((بناء جسر الشراكة بني‬ ‫احلكومة واجملتمع املدني ))‬ ‫رئيس���ة اجللس���ة أألس���تاذة جنيب���ة اس���تيتة أم���ا‬ ‫املتحدثون فكانوا على النحو التالي ‪:‬‬ ‫‪-1‬عب���د الرمح���ن غري�ب�ي عض���و مرك���ز دع���م‬ ‫مؤسسات اجملتمع املدني يف وزارة الثقافة‬ ‫‪-2‬هدي العقلي – ناشطة يف اجملتمع املدني‬ ‫لويز هوبر السكرتري الثاني يف السفارة الربيطانية‬ ‫يف طرابلس‬ ‫فتحية املعداني – ناشطة يف اجملتمع املدني‬ ‫بسمة اجلهمي – مجعية أمهات الشهداء مصراتة‬ ‫حم��ور اجللس��ة الثالثة بعن��وان ((دور املرأة يف وس��ائل‬ ‫اإلعالم يف ليبيا ))‬ ‫رئيس���ة اجللس���ة اإلعالمية فرح برق���اوي أما امل‬ ‫املتحدثون كانوا على النحو التالي ‪:‬‬ ‫‪-1‬د انتصار عزوز‪ -‬ناشطة يف اجملتمع املدني‬ ‫‪ -2‬س���امي زابطية – شريك مؤسس يف صحيفة‬ ‫ليبيا هريالد‬ ‫‪ -3‬هبة الشيباني – إعالمية‬ ‫حمور اجللس���ة الرابعة بعنوان ((الش���باب واملرأة ‪:‬‬ ‫مستقبل التغيري ))‬ ‫رئيس اجللس���ة األستاذة ربيعة الكرماجي وكان‬ ‫املتحدثون هم ‪:‬‬ ‫‪-1‬د ري���اض س���امل –مؤس���س االحت���اد اللي�ب�ي‬ ‫ملكافحة السرطان‬

‫‪-2‬شفاء أعبيدة – مجعية التواصل‬ ‫‪-3‬نرباس الرباطي – ناشطة يف اجملتمع املدني‬ ‫‪-4‬كاتارين���ا كارليكوف���ا – مرك���ز الدراس���ات‬ ‫األوربية‬ ‫جلسات اليوم الثاني‬ ‫حمور اجللسة األوىل بعنوان ((دور املرأة يف الدستور ))‬ ‫رئيس اجللس���ة د رضا الطبولي وكان املتحدثون‬ ‫هم ‪:‬‬ ‫‪-1‬انالورمان عضو سابق يف الربملان األملاني‬ ‫‪-2‬املستشارة ثريا الغدامسي – قاضية باحملكمة‬ ‫العليا يف ليبيا‬ ‫‪-3‬رانيا صويدق – ناشطة يف اجملتمع املدني‬ ‫‪-4‬وافي���ة س���يف النص���ر – من�ب�ر امل���رأة الليبية‬ ‫للسالم‬ ‫حمور اجللس���ة الثانية بعن���وان ((األمن واجراءت‬ ‫األمن للمرأة ))‬ ‫رئيس اجللس���ة األس���تاذة نادين نص���رات وكان‬ ‫املتحدثون هم ‪:‬‬ ‫‪-1‬جنالء املنقوش ‪:‬معهد السالم األمريكي‬ ‫‪-2‬اجني ريلف ‪:‬استشارية يف جامعة هار فرد‬ ‫‪-3‬ماي���ك مسيت‪-‬خب�ي�ر يف األمم املتحدة لش���ؤن‬ ‫األمن‬ ‫‪-4‬اميا جونسون –خبرية تنمية املهارات القيادية‬ ‫حم���ور اجللس���ة الثالثة بعن���وان ((خارطة طريق‬ ‫للمرأة يف الدستور ))‬ ‫رئيس اجللس���ة األستاذة مسرية املسعودي وكان‬ ‫املتحدثون هم ‪:‬‬ ‫‪-1‬ابتسام حبيح – أستاذ القانون جبامعة بنغازي‬ ‫‪-2‬أ‪.‬عزة املقهور – ناشطة حقوقية‬ ‫‪-3‬لوريان اوبدايك تولر –مستشار دستوري‬ ‫حمور اجللس���ة الرابعة بعنوان ((العنف ضد املرأة‬ ‫العنف اجلنسي ))‬ ‫رئي���س اجللس���ة الدكت���ورة ليل���ي بوقعيقي���ص‬ ‫وكان املتحدثون هم‪:‬‬ ‫‪-1‬د رباب حلب – ناشطة حقوقية‬ ‫‪-2‬كريس���تينا هرين���غ –خبرية ملش���اكل األزمة‬ ‫ومناطق ما بعد النزاع‬ ‫‪-3‬د سهري الشيباني – ناشطة يف حقوق املرأة‬ ‫‪-4‬جودث براند‪-‬حمللة نفسية‬ ‫‪-5‬د هدى قشوط –ناشطة يف اجملتمع املدني‬ ‫جلسات اليوم اخلتامي‬ ‫حمور اجللسة األوىل بعنوان ((الدين والتشريعات‬ ‫يف ليبيا اجلديدة ))‬ ‫رئي���س اجللس���ة الدكت���ور حمم���د املراب���ط‬ ‫واملتحدثون كانوا‪:‬‬

‫‪-1‬عزة املقهور – ناشطة حقوقية‬ ‫‪-2‬زينب الس���ويج – مدي���ر الكونغرس األمريكي‬ ‫اإلسالمي‬ ‫‪-3‬دماجدة الفالح – عضو املؤمتر الوطين‬ ‫‪-4‬أ‪ .‬عم���ر أبوليف���ة –رئيس اللجنة التش���ريعية‬ ‫والدستورية باملؤمتر الوطين‬ ‫‪-5‬د مجعة القماطي – مؤسس حزب التغيري‬ ‫حمور اجللس���ة الثانية بعنوان ((املرأة والدس���تور‬ ‫كيفية املضي إىل األمام ))‬ ‫حوار أعضاء املؤمتر الوطين مع النشطاء‬ ‫رئيس اجللسة األستاذة أمال التواتي واملتحدثون‬ ‫هم ‪:‬‬ ‫‪-1‬فرحيه الربكاوي – عضو املؤمتر الوطين‬ ‫‪-2‬هدى البناني – عضو املؤمتر الوطين‬ ‫‪-3‬فاطمة العباسي – عضو املؤمتر الوطين‬ ‫‪-4‬أمينة املغريبي – عضو املؤمتر الوطين‬ ‫‪-5‬حليمة الورفلي –عضو املؤمتر الوطين‬ ‫‪-6‬حممد علي عبد اهلل‪-‬عضو املؤمتر الوطين‬ ‫‪-7‬إبراهيم صهد – عضو املؤمتر الوطين‬ ‫اجللس���ة األخرية ((مناقش���ة وصياغة التوصيات‬ ‫اخلتامية ))‬ ‫مت تقسيم املشاركني إلي جمموعتني واالخنراط‬ ‫يف ورشة عمل من اجل اقرتاح ومناقشة وصياغة‬ ‫التوصي���ات اخلتامية للمؤمتر وكانت التوصيات‬ ‫اخلتامية على النحو التالي ‪:‬‬ ‫توصيات مؤمتر صوت واحد ‪2013‬‬ ‫دور املرأة يف دستور ليبيا‬ ‫اهل��دف ‪ : 1‬متثي��ل ع��ادل للم��رأة يف جلن��ة صياغ��ة‬ ‫الدستور‪.‬‬ ‫حن���ن نوص���ي املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام واحلكومة‬ ‫الليبية باألتي‪:‬‬ ‫‪ :1‬ختصيص نس���بة ال تقل ع���ن ‪ %35‬للمرأة يف‬ ‫جلنة صياغة الدستور‪.‬‬ ‫‪ .2‬يف حماول���ة لضم���ان التمثيل الفع���ال للمرأة‪,‬‬ ‫جيب انتخ���اب املرش���حني من قبل الش���عب وذلك‬ ‫عرب إقام���ة انتخابات علي مس���توى البالد جمللس‬ ‫جلنة صياغة الدستور‪.‬‬ ‫‪ .3‬جي���ب عل���ي املؤمت���ر الوطين الع���ام العمل مع‬ ‫منظمات اجملتمع املدني واملنظمات الدولية بشكل‬ ‫عام ومنظمات حقوق اإلنس���ان بش���كل خاص من‬ ‫أج���ل ضمان أن يك���ون هناك متثيل ع���ادل للمرأة‬ ‫يف جلن���ة الصياغ���ة الدس���تورية‪ .‬وينبغ���ي أن يتم‬ ‫هذا بالتعاون مع التكتل النس���ائي‪ ,‬وكذلك جلنة‬ ‫الشؤون االجتماعية وجلنة اجملتمع املدني وجلنة‬ ‫حقوق اإلنسان‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 18 - 12 ( - ) 92‬فبراير ‪)2013‬‬

‫‪ .4‬يوص���ى جلن���ة صياغة الدس���تور باالس���تعانة‬ ‫خببري يف النوع االجتماعي ‪ Gender‬كمستشار‬ ‫للجنة الصياغة الدستورية‪.‬‬ ‫‪ .5‬يوص���ى كل م���ن املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام‬ ‫واحلكوم���ة الليبية باالس���تعانة بوس���ائل اإلعالم‬ ‫والربام���ج الثقافي���ة والتوعوي���ة للتأكي���د عل���ى‬ ‫أهمية مش���اركة املرأة يف جلنة صياغة الدستور‬ ‫والعمل على تقديم الدعم الالزم هلا‪.‬‬ ‫‪ .6‬التأكيد على أهمية خماطبة املرأة كمواطنة‬ ‫يف اخلطاب���ات العامة ‪ ،‬للتأكيد وتعزيز دورها يف‬ ‫النمو وحتقيق االستقرار والتنمية يف ليبيا‪.‬‬ ‫‪ .7‬جيب علي احلكوم���ة الليبية واملؤمتر الوطين‬ ‫الع���ام إب���داء االلت���زام الت���ام باتفاقي���ة س���يداو‬ ‫"‪."CEDAW‬‬ ‫اهل��دف ‪ : 2‬وض��ع قان��ون انتخاب��ات يضم��ن الوص��ول‬ ‫الكام��ل للم��رأة لتك��ون منتخب��ة بش��كل ع��ادل للجنة‬ ‫صياغ��ة الدس��تور‪ ,‬بدعم مجيع املمثل�ي�ن يف املؤمتر‬ ‫الوطين العام‪ ,‬وبشكل خاص األعضاء من النساء‪.‬‬ ‫•التكتل النس���ائي يف املؤمت���ر الوطين العام‪ ،‬ومن‬ ‫خ�ل�ال التواص���ل األكرب م���ع منظم���ات اجملتمع‬ ‫املدن���ي املعني���ة حبق���وق امل���رأة‪ ,‬ينبغ���ي أن تس���هل‬ ‫إنش���اء جلن���ة ش���ؤون امل���رأة وال�ت�ي س���تعمل على‬ ‫وج���ه التحديد لضمان أن املرأة الليبية ومنظمات‬ ‫اجملتمع املدني املعنية حبقوق املرأة وعامة الناس‬ ‫بأن يكون هلم وصول مباشر إىل صناع السياسات‪.‬‬ ‫اهل��دف ‪ :3‬ضم��ان وص��ول املرش��حات الك��فء للجن��ة‬ ‫صياغة الدستور‪.‬‬ ‫‪ .1‬إنش���اء أجه���زة معلوماتي���ة‪ ،‬ع�ب�ر وس���ائل‬ ‫عدي���دة مبا يف ذلك الرس���ائل القص�ي�رة واإلذاعة‬ ‫والتلفزي���ون ووس���ائل اإلعالم‪ ،‬وال�ت�ي تعمل على‬ ‫ضمان أن املواطنني الليبيني على بينة من عملية‬ ‫صياغة الدستور‪.‬‬ ‫‪ .‬نوص���ي املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام و‬ ‫‪ .2‬‬ ‫احلكومة الليبية لتس���هيل تعلي���م املرأة يف مجيع‬ ‫امل���دن واجملتمعات الريفية يف ليبيا بش���أن إنش���اء‬ ‫اللجن���ة الدس���تورية وم���دى ارتباطه���ا بوض���ع‬ ‫الدستور‪.‬‬ ‫أ‪ .‬نوص���ي أن يت���م ذلك م���ن خالل الش���راكة مع‬ ‫منظم���ات اجملتم���ع املدن���ي‪ ،‬وم���ن خالل رس���ائل‬ ‫اهلات���ف احملم���ول‪ ،‬وس���ائل اإلع�ل�ام (اإلذاع���ة‬ ‫والتلفزي���ون)‪ ،‬وحلقات دراس���ية إعالمية منظمة‬ ‫يف اجلامعات‪ ،‬وأماكن العمل‪ ،‬واملدارس‪.‬‬ ‫‪ .3‬نوص���ي املؤمتر العام الوط�ن�ي بتوفر التدريب‬ ‫ملرش���حني جلن���ة صياغ���ة الدس���تور بدع���م م���ن‬ ‫اجملتمع املدني اللييب‪.‬‬ ‫‪.4‬نوص���ي املؤمتر الوطين العام أن يفحص بدقة‬ ‫جت���ارب ال���دول األخ���رى يف حماول���ة ملعرف���ة ما‬ ‫هي أفضل املمارس���ات يف كل من عملية وس���ياق‬ ‫الدستور وصياغته‪..‬‬ ‫اهلدف ‪ :4‬وضع معايري وش��روط يتم بن��اء عليها قبول‬ ‫املرشحني يف جلنة صياغة الدستور‪.‬‬ ‫‪ .1‬حن���ن نوص���ي املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام بأن���ه‬ ‫ينبغي أن يأخذ يف االعتب���ار اقرتاحات ومقرتحات‬ ‫اجملتمع املدني على املؤه�ل�ات املطلوبة من مجيع‬ ‫أعضاء جلنة الصياغة الدستورية‪.‬‬ ‫‪ .2‬نوص���ي أن يت���م ذلك من خالل خلق وس���يلة‬ ‫للتواص���ل بني منظم���ات اجملتمع املدن���ي واملؤمتر‬

‫الوطين الع���ام حبيث ميكن به���ذا التعاون حتقيق‬ ‫املعايري واملتطلبات‪.‬‬ ‫ضمان األمن للمرأة‬ ‫الرؤية‬ ‫جي���ب عل���ى اجملتم���ع اإلس�ل�امي الدميقراط���ي‬ ‫احلقيق���ي أن يش���مل كام���ل أطي���اف اجملتم���ع‬ ‫اللييب‪ ،‬وحيث يكون للم���رأة والرجل القدرة على‬ ‫املشاركة بنسبة متساوية‪.‬‬ ‫حالي���ا يف ليبي���ا م���ا بع���د الث���ورة ‪ ،‬ال تت���اح للمرأة‬ ‫فرصة احلصول علي الدعم‪.‬‬ ‫لقد حان الوقت لضمان هلا ما يلي‪:‬‬ ‫‪ .1‬تطبيق مبدأ املساواة بني الرجل واملرأة‪.‬‬ ‫‪ .2‬تطبي���ق مب���دأ القض���اء عل���ى مجي���ع أش���كال‬ ‫التمييز ضد املرأة‬ ‫‪ .3‬تنفي���ذ اآلليات اليت تكفل القضاء على مجيع‬ ‫أشكال العنف القائم على نوع اجلنس‪.‬‬ ‫‪ .4‬ضمان وجود مؤسسة تتولي مسألة مناهضة‬ ‫العن���ف ض���د امل���رأة مب���ا يف ذل���ك توف�ي�ر امل���أوى‬ ‫واألماكن اآلمنة ومؤسسات إعادة التأهيل‪.. .‬‬ ‫خلفية العمل‬ ‫‪.1‬من���ع والقضاء على العنف ضد املرأة ليس دور‬ ‫كي���ان أو وزارة معينة‪ ،‬ولك���ن جمموعة كبرية‬ ‫يف اجلهات ذات االختص���اص مثل ‪ :‬وزارة الصحة‬ ‫‪ ،‬وزارة الش���ؤون االجتماعية ‪ ،‬وزارة العدل ‪،‬وزارة‬ ‫الرتبي���ة و التعلي���م ‪ ،‬وزارة األم���ن الداخل���ي‪ ,‬ودار‬ ‫اإلفتاء ومؤسسات اجملتمع املدني‪.‬‬ ‫إن تكلي���ف جهة من اجلهات املذك���ور أعاله دون‬ ‫غريه���ا‪ ,‬أثب���ت فش���ل ذري���ع يف وضع إس�ت�راجتية‬ ‫متكامل���ة ش���املة قابل���ة للتنفيذ بنج���اح لضمان‬ ‫السالم واألمن للمرأة يف ليبيا‪.‬‬ ‫حتى يومنا هذا وبعد سنتني‪ .‬منذ ثورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫املباركة ليس هناك آلية واضحة ملكافحة العنف‬ ‫ضد املرأة أو لدعم املرأة أو الالتي تعرضن للعنف‪،‬‬ ‫على الرغم من اإلرادة السياسية املعلنة‬ ‫هلذا نقرتح التوصية التالية‪:‬‬ ‫نوصي املؤمتر الوطين العام بإنشاء هيئة (جملس‬ ‫أو هيئة) واليت تركز على معاجلة والقضاء على‬ ‫العنف القائم عل���ى نوع اجلنس‪ .‬نوصي بأن تعمل‬ ‫كج���زء ال يتجزأ من هيئة عليا تنش���أ لضمان أن‬ ‫خماوف املرأة تصل وتس���مع‪ ،‬مثل اجمللس األعلى‬ ‫للم���رأة‪ .‬جي���ب أن تك���ون هذه املؤسس���ة مؤسس���ة‬ ‫مستقلة وذات س���يادة مع ميزانية مستقلة‪ ،‬حيث‬ ‫تقدم تقاريرها مباش���رة إىل املؤمتر الوطين العام‪.‬‬ ‫وينبغ���ي إعطاء هذه املؤسس���ة كافة الصالحيات‬ ‫لتنفيذ املهام املوكلة إليها‪.‬‬ ‫‪.1‬مكونات اهليئة‪:‬‬ ‫احللق���ة املركزية تش���مل اخل�ب�راء الوطنيني يف‬ ‫مجي���ع املناط���ق املعني���ة‪ ,‬ضم���ان إدراج مؤسس���ات‬ ‫اجملتم���ع املدني املتخصص���ة يف التعامل مع ودعم‬ ‫ضحاي���ا العن���ف القائم علي ن���وع اجلنس وحقوق‬ ‫امل���رأة‪ ,‬م���ع الرتكيز عل���ى متثيل مجي���ع املناطق‬ ‫الليبية‪ ،‬وإنش���اء املكات���ب التنفيذية يف مجيع تلك‬ ‫املناطق‪.‬‬ ‫احللقة املتداخلة ‪ :‬املؤسس���ات العربية واملؤسسات‬ ‫الدولية ذوات اخلربة يف هذا اجملال‪.‬‬ ‫احللق���ة املوازي���ة املس���تقلة ‪ :‬التدقي���ق والتقيي���م‬ ‫واملراقب���ة املس���تمرة لضم���ان تنفي���ذ الق���رارات‬

‫ربيعة كرماجي‬ ‫الفائزة جبائزة‬ ‫محيدة العنيزي‬

‫والتعامل مع التغريات املستمرة‪.‬‬ ‫‪.2‬مهام اهليئة‪:‬‬ ‫أ‪ .‬وض���ع إس�ت�راجتية ش���املة مفصل���ة لرعاي���ة‬ ‫ضحاي���ا العن���ف م���ن م���ن األن���ات وأس���رهن من‬ ‫النواح���ي الطبي���ة و النفس���ية و االجتماعي���ة‬ ‫واألمنية والقانونية‪.‬‬ ‫ب‪ .‬مراجع���ة القوان�ي�ن والتش���ريعات القائم���ة‬ ‫وضمان مش���اركة املرأة يف كتاب���ة وتعديل هذه‬ ‫التش���ريعات‪ ,‬و تنفيذه���ا والتش���ديد عل���ي معاقبة‬ ‫اجلناة‪.‬‬ ‫ج‪ .‬يوص���ى جمل���س اإلفت���اء بإص���دار الفت���اوى‬ ‫يف األم���ور العالق���ة م���ع إعط���اء األولوية ملس���ألة‬ ‫اإلجهاض و النسب‪ ,‬مع األخذ يف االعتبار الفتاوى‬ ‫اليت أصدرها األزهر الشريف و الدول اإلسالمية‬ ‫األخرى‬ ‫د‪ .‬ضمان دور وسائل األعالم يف التوعية و ترسيخ‬ ‫ثقاف���ة اإليث���ار‪ ,‬وإنش���اء قن���اة وطني���ة خمصصة‬ ‫للنساء‪.‬‬ ‫ه‪ .‬بناء قدرات قوات األمن و الش���رطة و الس���لطات‬ ‫القضائي���ة خبصوصية النس���اء املعنف���ات و اختاذ‬ ‫تداب�ي�ر تضم���ن محاي���ة و اح�ت�رام اإلنس���ان فيما‬ ‫خيص النساء و الفتيات‬ ‫و‪ .‬مراجع���ة ق���رار جملس األم���ن ‪ 1325‬لتحديد‬ ‫العقب���ات اليت تعرتض تنفيذه و ذلك بالتعاون مع‬ ‫األمم املتح���دة واملعاهد األخ���رى‪ ,‬تطوير و تنفيذ‬ ‫خطط عمل وطنية بهذا الشأن‪.‬‬ ‫ز‪.‬متابع���ة تنفي���ذ هذه اإلس�ت�راتيجية مع اجلهات‬ ‫احلكومية التنفيذية ذات الصلة‪.‬‬ ‫ح‪ .‬التعاون مع املؤسسات اجملتمع املدني و املنظمات‬ ‫العربية و الدولية ذات اخلرب يف هذا اجملال‬ ‫ط‪ .‬تقديم التقارير و التوصيات الدورية للربملان‬ ‫و اجلهات املعنية‪.‬‬ ‫ي‪ .‬مطالبة جلنة تقص���ى احلقائق التابعة لألمم‬ ‫املتحدة ملس���اعدة الس���جينات الليبيات املختطفات‬ ‫خارج ليبيا ‪.‬‬ ‫عل��ى هامش املؤمتر ‪ :‬جائزة خدجية اجلهمي ومحيدة‬ ‫العنزي والشريك‬ ‫خ�ل�ال حفل اخلت���ام قام���ت منظمة ص���وت املرأة‬ ‫الليبي���ة بتخصي���ص ث�ل�اث جوائ���ز األوىل باس���م‬ ‫الس���يدة الفاضل���ة خدجي���ة اجلهم���ي ملش���اركة‬ ‫امل���رأة املتميزة يف احلياة العام���ة واجلائزة الثانية‬ ‫باسم الس���يدة الفاضلة محيدة العنيزي للمبادرة‬ ‫املتميزة وجائزة الش���ريك ألحد الرجال الداعمني‬ ‫واملناصري���ن حلق���وق امل���رأة وق���د ف���ازت جبائزة‬ ‫خدجية اجلهمي الناش���طة ن�ب�راس الرباطي من‬ ‫مدين���ة درنة وجبائزة محيدة العنيزي الناش���طة‬ ‫ربيع���ة الكرماج���ي م���ن مدين���ة الزاوي���ة وجائزة‬ ‫الش���ريك الدكت���ور حمم���د املراب���ط م���ن مدينة‬ ‫الزاوية وقد حتدث الفائزين مليادين فقالوا‪:‬‬ ‫ربيع��ة الكرماج��ي ‪:‬اه��دي اجلائ��زة إىل ابين الش��هيد‬ ‫مروان الشاوش‬ ‫مل أك���ن أتوق���ع الفوز باجلائ���زة كنت متفاجئه‬ ‫وس���عيدة أن���ي حتصلت عل���ى جائ���زة كبريه مع‬ ‫العل���م أننا خندم ليبيا وال ننتظر ش���ئ الن خدمة‬ ‫ليبيا واجبها اهدي هذه اجلائزة إىل ابين الش���هيد‬ ‫مروان الش���اوش و مجيع ء كلنا نعلم أن الش���عب‬ ‫اللي�ب�ي ع���اش م���ن التهميش مم���ا جعلن���ا جنهل‬ ‫الطريق���ة ال�ت�ي نرتق���ي به���ا بليبيا والدس���تور هو‬ ‫بداي���ة املش���وار لبن���اء بالدن���ا وقد تناقش���نا يف هذا‬ ‫املؤمتر حول دور املرأة يف وضع الدستور وكيفية‬ ‫مشاركتها‪....‬ش���كرا لصحيف���ة ميادي���ن عل���ى‬ ‫اهتمامها ‪.‬‬ ‫نرباس الرباطي ‪:‬اهدي اجلائزة المي اليت ساندتين‬ ‫بصراح���ة مل أكن متوقعة ف���وزي باجلائزة على‬ ‫اإلط�ل�اق و عندما مسع���ت امسع���ي تفاجأت و يف‬ ‫نف���س الوقت فرحت كثريا و تلعثمت و لألس���ف‬ ‫وقته���ا كن���ت مريض���ة ب���س احلم���د هلل أم���ا ملن‬ ‫اه���دي اجلائ���زة بصراح���ة اهديه���ا الم���ي عزيزة‬ ‫عب���داهلل دم���دوم ألنه���ا ه���ي ال�ت�ي س���اندتين منذ‬ ‫البداي���ة و كافح���ت أكثر مين متني���ت وجودها‬

‫‪09‬‬

‫حممد املربط الفائز جبائزة الشريك‬

‫جن���اة ض���و ء رئي���س منظم���ة صوت‬ ‫املراة الليبية‬

‫ن�ب�راس الرباط���ي الفائ���زة جبائ���زة‬ ‫خدجية اجلهمي‬ ‫و تقبيله���ا و إهدائها هلا أما االس���تفادة من املؤمتر‬ ‫ه���و انه أوال تعرفت على ش���خصيات و جتارب من‬ ‫دول خمتلف���ة و تعلم���ت منهن كيفي���ة اإلصرار‬ ‫للوص���ول و أيض���ا ضمان ح���ق املرأة يف الدس���تور‬ ‫املقب���ل و يف النهاية اش���كر جري���دة ميادين و أيضا‬ ‫اش���كر كل م���ا س���اهم يف مؤمت���ر ص���وت واحد و‬ ‫اخص بالذكر آالء املرابط و أيضا إس���راء و امحد‬ ‫شالبي و أمتنى أن القادم يكون أمجل بعون اهلل‬ ‫((أريــــــــــــد أن أتـــــــــزوج ))‬ ‫ج���رى حف���ل خت���ام املؤمت���ر حبض���ور الدكت���ور‬ ‫حممد املقريف رئيس املؤمتر الوطين الذي قاطع‬ ‫كلمته احد الش���باب الذي احدث بعض االرتباك‬ ‫واهل���رج داخ���ل القاع���ة وال���ذي قابل���ه الدكت���ور‬ ‫املقريف برحابة ص���در وطلب تركه يصعد إىل‬ ‫منصة واالس���تماع إليه فقال الشاب انه من أطلق‬ ‫الن���ار عل���ى الطاغي���ة الق���ذايف فقال ل���ه املقر يف‬ ‫لقد اس���تقبلتك من يومني على العشاء واستمعت‬ ‫إليك وبعدها ضجت القاعة بتصفيق احلاضرين‬ ‫تصحبه���ا ابتس���امتهم وذل���ك الن احملت���ج كان‬ ‫مطلبه انه يريد أن يتزوج فقط !!!‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 18 - 12 ( - ) 92‬فبراير ‪)2013‬‬

‫ملف العدد‬

‫حوار مل ينشر عمره ‪ 17‬عاما‪:‬‬

‫مع النــاقد العربــي الكبيـر إدوار اخلـــــراط‬

‫ساسي جبيل ‪ /‬تونس‬ ‫احللقة األخرية‬

‫القاهرة مـــارس ‪1994‬‬ ‫األخ حارب الظاهري‬ ‫األخوة (أسرة حترير جملة شؤون أدب ّية)‬ ‫أقرتح عليكم هذه املقوالت و احلكم لوضعها يف صفحات خمتلفة من اجمللة‬ ‫للمراوحة بني اجلد و اهلزل و تعميم االستفادة‪:‬‬ ‫“ أول م���ا جي���ب أن نقطع الطري���ق عليه‪ ،‬حتى ال ينته���ز الفرصة‪ ،‬هو بعض‬ ‫احلس���اد و ما‬ ‫اجله�ل�اء‪ ...‬و م���ا أكثرهم و األدعي���اء‪ ...‬و ما أكثرهم و العجز ّ‬ ‫أكثرهم‪ ”.‬أنسي احلاج‬

‫“القصي���دة العرب ّي���ة ت���أكل م���ن بعضه���ا و‬ ‫تش���رب ح�ب�ر أو دم بعضه���ا و خ���ويف أن آكل‬ ‫حلم غريي أو أن يأكل أحدا حلمي”‬

‫عشرة آلالف متبين‬ ‫“إن أهمية الشعر تنبع من التفرد‪ ،‬و اخلصوص ّية‪،‬‬ ‫و التم ّي���ز‪ ...‬فل���و كان لدين���ا يف الش���عر العرب���ي‬ ‫عش���رة آالف متنيب‪ ...‬مل���ا اك�ت�رث أحدهم ألنهم‬ ‫س���يصبحون كالبضاعة الكاس���دة ال يش�ت�ريهم‬ ‫أحد‪...‬‬ ‫نزار قباني‬ ‫تــــــــف ّرد‬ ‫ال أحب أن أشارك يف مزادات الشعر‪...‬‬ ‫و ال أقب���ل املش���اركة يف أمس���ية ش���عريّة‪ ،‬م���ع‬ ‫عش���رين ش���اعرا‪ ...‬كل واح���د منهم يغ�ّن�يّ على‬ ‫لياله‪ ...‬أريد أن أغين وحدي‪...‬‬ ‫نزار قباني‬ ‫شـــــــــعراء‬ ‫مجه���ور الش���عر ال حتتم���ل أعصاب���ه أن يس���مع‬ ‫ش���اعرا م العص���ر اجلاهلي‪ ،‬و ش���اعرا من العصر‬ ‫األموي‪ ،‬و شاعرا من عصر النهضة‪ ،‬و شاعرا من‬ ‫عصر احلداثة‪ ...‬و شاعرا من عصر ال ّ‬ ‫الشعر‪! !...‬‬ ‫نزار قباني‬ ‫منفى‬ ‫يا رب إن لكل جرح ساحال‪.‬‬ ‫و أنا جراحاتي بغري سواحل‪...‬‬ ‫كل املنايف ال تبدد وحشيت‬ ‫ما دام منفاي الكبري بداخلي‬

‫إلياس حلود‬

‫“لست خجال من االعرتاف أنين إذا مسعت أغنية‬ ‫أش���عر باخلش���ية و اخلوف من عقاب ما‪ ...‬خشية‬ ‫من أني أستمتع و منفتح على احلياة”‬

‫حممد السويدي‬

‫“ إنين أرمي صنارتي يف الظالم الدّامس ألصطاد‬ ‫مسكة أو وحش���ا بش���ريّا أو امرأة‪ ...‬إنه���ا قفزة يف‬ ‫الظالم كما يقول البعض”‬

‫سيف ال ّرحيب‬

‫“أحبك‪ ...‬غري أن جلبهيت السمراء‪،‬‬ ‫منزلة حبضن الشمس‪،‬‬ ‫متنع قليب املطعون‪،‬‬ ‫من أن يشكر السكني‪...‬‬ ‫و ترفض أن يسيل الدمع من عي ّ‬ ‫ين‪...‬‬ ‫كي‪ ...‬يروي‪ ...‬غليل ّ‬ ‫الطني! !‬ ‫“ حلو أو م ّر‪...‬‬ ‫هذا وطين و أنا أهواه!‬ ‫يسعدني‪...‬‬ ‫أو يشقيين‪...‬‬ ‫ال أرضى سواه‪! ..‬‬ ‫“رددتين‪ ،‬و أنا األعمى‬ ‫إىل‪ ...‬بصري‬ ‫فأسلم‪،‬‬ ‫فديتك بالعينني‪،‬‬ ‫يا حجري! !‬ ‫إذا تكونني معي‪...‬‬ ‫أملك هذا الكون‪.‬‬ ‫و تأخذ األشياء غري شكلها‬ ‫و اللون غري اللون‪...‬‬ ‫طارد الليل عيوني‬ ‫فرأى وجهك يف كل حمل‬ ‫نوّس الليل طويال‬ ‫وجهك بدر جتلى و ارحتل‬ ‫أمي‪...‬‬ ‫وجه ّ‬ ‫من سنا البدر ابتسامة‬ ‫صوت أمي‪...‬‬ ‫جسر نور للسالمة‪.‬‬ ‫أمي‪...‬‬ ‫حضن ّ‬

‫حيدر حممود‬

‫حيدر حممود‪.‬‬

‫حيدر حممود‬

‫إبراهيم بو هندي‬

‫إبراهيم بو هندي‬

‫ بالفعل أنا مع النص الذي يس��عى إىل التكوي��ن و اخللق ألن الفن عندي قرين املغامرة‬ ‫و الض��رب يف اجمله��ول‪ ...‬الف��ن احلقيق��ي ال ميك��ن أن يكون تصوي��را أو تعب�يرا بل من‬ ‫خصائصه أنه يوجد و خيلق و يؤسس و يك ّون و يبدع بالتالي واقعا موازيا للواقع‬ ‫مهد ع ّز و كرامة‬ ‫ّ‬ ‫أمي‬ ‫كف ّ‬ ‫ُمزن ِخصب و غمامة‪.‬‬

‫امليداني بن صاحل‬

‫الصح���راء فإنن���ا نبق���ى مدينني‬ ‫“عندم���ا نع���رف ّ‬ ‫إليه���ا‪ ،‬إىل األب���د‪ ،‬بامتح���ان مفي���د‪ ،‬ذل���ك ال��� ّذي‬ ‫الصحراء جي ّردك من‬ ‫يعلمنا النس���يان‪ .‬إن صمت ّ‬ ‫كل شيء و لكن ال شيء جييد االستماع‪”.‬‬ ‫إدمون جاباس‬ ‫مل تستطيعي بعد‪ ،‬أن تتفهمي‬ ‫أن الرجال مجيعهم أطفال‬ ‫إني ألرفض أن أكون مهرجا‬ ‫قزما‪ ،‬على كلماته خيتال‬ ‫فإذا وقفت أمام حسنك صامتا‬ ‫فالصمت يف حرم اجلمال مجال‬ ‫ّ‬

‫نزار قباني‬

‫ال جترحي التمثال يف إحساسه‬ ‫فلكم بكى يف صمته متثال‬ ‫قد يطلع احلجر الصغري براعما‬ ‫ُ‬ ‫ظالل‬ ‫و تسيل منه جداول و‬ ‫إني أحبك من خالل كآبيت‬ ‫وجها لوجه اهلل‪ ...‬ليس يطال‬ ‫حبسي‪ ...‬و حبسك‪ ...‬أن تظلي دائما‬ ‫س ّرا ميزقين‪ ...‬و ليس يقال‪...‬‬

‫نزار قباني‬

‫إن القنبل���ة الذريّ���ة ب���دأت لعب���ة‪ ...‬وانتهت بقتل‬ ‫‪ 250‬أل���ف ياباني يف هريوش���يما خ�ل�ال دقيقة‬ ‫واح���دة‪ ...‬و إذا طبق���ت جترب���ة االستنس���اخ على‬ ‫البش���ر‪ ...‬ف���إن التجربة الش���يطان ّية س���تؤدي إىل‬ ‫قتل كل سكان الكرة األرض ّية‪.‬‬

‫نزار قباني‬

‫اجلنــــــون‬ ‫دخلت ملدرسة العشق‬ ‫مخسني عاما‬ ‫و منها خرجت خبفي حنني‪...‬‬ ‫أخذت بدرس التصرف صفرا‬ ‫ودرس الغرام الرومانسي صفرا‪...‬‬ ‫و لكنين‪...‬‬ ‫ما تفوقت إال بدرس اجلنون‪...‬‬

‫نزار قباني‬

‫الكــاتب احلـــق‬ ‫“أض���ن أن من يدخل األدب‪ ،‬حبماس���ة من يعتنق‬ ‫دينا‪ ،‬و يكون مستعدّا‪ ،‬ألن يك ّرس هلذا امليل‪ ،‬وقته‬ ‫و طاقته و جهده‪ ،‬هو وحده من س���يكون يف وضع‬ ‫ميكنه م���ن أن يصري كاتبا حقا و أن يكتب عمال‬


‫‪11‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 18 - 12 ( - ) 92‬فبراير ‪)2013‬‬

‫ مثة حلقة مفقودة بني املبدعني العرب و ذلك من مظاهر الرت ّدي و القصور‬ ‫يف البيئ��ة الثقاف ّية العرب ّية و يعود إىل تعقي��دات بريوقراط ّية واعتبارات‬ ‫ت ّتخذها السلطات املختلفة أساسا هلا‪...‬‬ ‫يعيش بعده”‬

‫ماريو بارغاس يوسا‬ ‫(ترمجة صاحل علماني)‬

‫يف تذوق���ه أو إبداعه أو نقده‪ -‬بالفلس���فة أو الفكر‬ ‫بشكل هام‪.‬‬

‫حممود أمني العامل‬

‫ال وج���ود لروائي�ي�ن مبكرين‪ ،‬فجمي���ع الروائيني‬ ‫الكب���ار و الرائع�ي�ن‪ ،‬كان���وا يف أول أمره���م‬ ‫“خمربش�ي�ن” متمرن�ي�ن ‪ ...‬و راح���ت موهبته���م‬ ‫تتشكل استنادا إىل املثابرة و االقتناع‪...‬‬

‫إن الكات���ب العربي عندما يكت���ب و يواصل الكتابة‬ ‫اليوم‪ ،‬فذل���ك ألنه بكتابته يؤكد أوال وعيه بذاته‬ ‫الوجوديّ���ة‪ ،‬اخلاص���ة وهو به���ذا –ثاني���ا يضاعف‬ ‫م���ن حتقيق س���يطرته املعرف ّي���ة و اجلمال ّية على‬ ‫واقع���ه املعيش���ي الزاخر بالتفاصي���ل و التناقضات‬ ‫و املفارقات‬

‫“الروائي ال يكتب حول ذاك الذي حيثه و يطالبه‬ ‫يف أعماق���ه‪ ،‬و خيتار بربود‪ ،‬ش���ؤونا أو موضوعات‬ ‫بطريق���ة عقالن ّي���ة‪ ،‬معتق���دا أ ّن���ه يتوص���ل بهذه‬ ‫الطريق���ة إىل النج���اح بصورة أفض���ل هو كاتب‬ ‫حقيقي‪”...‬‬ ‫غري‬ ‫ّ‬

‫كي���ف يزه���د النص األدبي احلدي���ث يف جمتمع‬ ‫تت���آكل حداثت���ه املبت���ورة؟ هذا هو الس���ؤال الذي‬ ‫يرم���م السلس���لة األدب ّية “يف حق���ل األدب العربي‬ ‫الي���وم‪ ،‬و يرهن بالتالي موضوعه اإللتزام‪ ،‬املوزعة‬ ‫عل���ى حق���ول معرف ّي���ة متع���ددة ب���دءا مبنظومة‬ ‫األخالق وانتهاء بقراءة أخرى للتاريخ”‬ ‫فيصل د ّراج‬ ‫“فأه���ل العص���ر الواح���د و اجملتمع الواح���د الذين‬ ‫عاش���وا نفس األحداث‪ ،‬و واجه���وا أو جتنبوا نفس‬ ‫املسائل‪ ،‬هلم يف حلوقهم مذاق واحد”‬

‫ماريو بارغاس يوسا‬ ‫(ترمجة صاحل علماني)‬

‫ماريو بارغاس يوسا‬ ‫(ترمجة صاحل علماني)‬

‫“األس���لوب عنصر جوه���ري‪ ،‬و إن مل يكن العنصر‬ ‫الوحي���د‪ ،‬يف الش���كل ال ّروائ���ي‪ ،‬فالرواي���ات مؤلفة‬ ‫من كلم���ات‪ ،‬و هذا يعين أن طريق���ة الروائي يف‬ ‫اختي���ار مفردات اللغة و صياغته���ا و ترتيبها‪ ،‬هي‬ ‫عامل حاس���م يف جعل قصص���ه متتلك قوّة اإلقناع‬ ‫أو تفتقر إليها”‬

‫ماريو بارغاس يوسا‬ ‫(ترمجة صاحل علماني)‬

‫“كلم���ا تس���مو ب���ي حلظ���ة تفك�ي�ر خاطفة حنو‬ ‫مبطب‬ ‫مس���اء الروح و رفعتها الال حمدودة‪ ،‬أفاجأ‬ ‫ّ‬ ‫أو حف���رة تس���تغرق وق�ت�ي لتف���ادي الس���قوط يف‬ ‫غياهبها املوحلة‪”...‬‬ ‫سيف ال ّرحيب‬ ‫احلقيقي يف‬ ‫اجلندي اجمله���ول‪ ...‬رمبا هو البط���ل‬ ‫ّ‬ ‫التاريخ‬

‫سيف ال ّرحيب‬

‫مفـــــارقة‬ ‫من مفارقات الثقافة العرب ّية املعاصرة‪ ،‬اخلاضعة‬ ‫بق���وة لقان���ون التثاق���ف أنها ق���د تس���تورد أحيانا‬ ‫املفاهيم‪ ،‬و حتى الش���عارات‪ ،‬قب���ل أن تكون املكتبة‬ ‫العرب ّي���ة ق���د اس���توعبت‪-‬عن طري���ق الرتمج���ة‪-‬‬ ‫الكتب األمهات اليت صيغت فيها تلك املفاهيم‪.‬‬

‫جورج طرابيشي‬

‫ملــــاذا نكتب؟‬ ‫ملاذا أكتب؟ أكتب ألن�ن�ي ال أعرف ملاذا أكتب‪...‬‬ ‫مدفوع���ا إىل الكتاب���ة بقوّة قاه���رة‪ ،‬أعرف أنين ال‬ ‫أملك إال الكتابة س�ل�احا للتغي�ي�ر‪ ...‬تغيري الذات و‬ ‫تغي�ي�ر اآلخر و تغيري الوط���ن و تغيري العامل‪ ،‬رمبا‬ ‫إىل األفضل‪ ...‬أو أدفأ يف برد الوحش���ة و الوحدة‪...‬‬ ‫أو أروح يف ح ّر العنف و االختناق‪...‬‬

‫إدوار اخلراط‬

‫“ال ميكن أن أتصوّر عاملا بدون األدب‪ ،‬بدون رواية‪،‬‬ ‫ب���دون ش���عر‪ ،‬إن عاملا ب���دون أدب‪ ،‬هو ع���امل بدون‬ ‫مقوم أساسي من مقومات احلياة اإلنسان ّية‪ ،‬حياة‬ ‫اإلنس���ان الذي يق���وم باإلنتاج‪ ،‬أي باإلبداع‪ ،‬س���واء‬ ‫كان كاتبا أو متلقيا‪”...‬‬

‫إدوار اخلراط‬

‫م���ا تغيرّ يف مفهومي لألدب هو يف الدرجة و ليس‬ ‫يف الن���وع أي أن األدب بوصف���ه فع���ل حرية دائما‪،‬‬ ‫تس��� ّنى له أن يتفت���ح على تطور املوهب���ة الفن ّية و‬ ‫تراكم املعرفة الثقاف ّية و اإلنسان ّية‪...‬‬ ‫قاسم حداد‬ ‫ارتب���ط مفه���وم األدب عندي منذ البداية –س���واء‬

‫إدوار اخلراط‬

‫رأيت بالدا تعانقين‬ ‫بأيد صباح ّية‪ :‬كن‬ ‫حذرا برائحة اخلبز‪ ...‬لكن‬ ‫الئقا بزهور الرصيف‬ ‫فمازال تنور أمك مشتعال‬ ‫و التحية ساخنة كالرغيف‪...‬‬

‫جان بول سارتر‬

‫ األمل هو حلم اليقضة‪.‬‬‫ احلاجة تعلم فنونا كثرية‪.‬‬‫ مجيل أن يعيش اإلنس���ان ألج���ل وطنه و أمجل‬‫منه أن يعيش ألجد‪.‬‬ ‫ الكلمات ال تبين اجلدران‪.‬‬‫ لوال اجلهل ملا عرف العقالء‪.‬‬‫ أن حتسد أفضل من أن يشفق عليك‪.‬‬‫ العادة طبيعة ثانية‪.‬‬‫ احلجر املصقول ال يبقي على األرض‪.‬‬‫ شاب كسول شيخوخة متسولة‪.‬‬‫ التجاعيد مقربة احلب‪.‬‬‫ الصحة خري من الثورة‪.‬‬‫ من نام على األرض ال يسقط‪.‬‬‫ من عرف قليال نسي قليال‪.‬‬‫ إن���ه ألم���ر خمج���ل‪ :‬التعث���ر يف نف���س احلج���ر‬‫مرتني‪.‬‬ ‫ احذر من حتتقره‪.‬‬‫ يؤخذ الطيور بقوائمها و الرجال بألسنتها‪.‬‬‫ أنظر إىل األم و تزوج االبنة‪.‬‬‫ ال تثق بشمس الشتاء و ال بقلب امرأة‪.‬‬‫ اجلمال ليس رديئا ما مل يدفن أمواال طائلة‪.‬‬‫ يغسل املاء كل شيء إال اللسان‪.‬‬‫ احلقيق���ة ت���ؤمل و لكن األكذوب���ة هي األكثر‬‫دويّا‪..‬‬

‫يدرس و مل يتفرغ لتطوير موهبته فقد تتالش���ى‬ ‫هذه املوهبة و تندثر”‬

‫صنع اهلل إبراهيم‬

‫•مواق���ف اآلخري���ن م�ّن�يّ ال تلغ���ي قناعات���ي‪ ،‬و‬ ‫زمالء الش���عر بصورة عام���ة ال يرتاحون إليك إذا‬ ‫تألقت أو اش���تهرت‪ ...‬إنه���م يراقبون جناحك على‬ ‫مضض‪ ...‬و حيضرون أمس���ياتك الش���عرية كما‬ ‫حيضرون جنازة‪...‬‬

‫نزار قياني‬

‫•إن�ن�ي أش���عر بالتعب‪ ...‬و رغم كل ش���يء أكاد‬ ‫أمس���ع يف كل حلظ���ة الدبيب البائ���س خلطوات‬ ‫الش���يخوخة‪ ...‬أش���عر أنين وحيد‪ ،‬و رغم اإلزدحام‬ ‫أشعر باخلواء‪.‬‬

‫غسان كنفاني‬

‫•“ الروايات العظيمة ال يكتبها أناس خائفون‪”.‬‬ ‫جورج أوريل‬

‫آفات الكتابة‬

‫حممود درويش‬

‫ حكم و أقوال‬‫ األعمال خبوامتها‬‫ البضاعة اجلديدة تبيع نفسها‬‫ كلمة الرجل شرف الرجل‬‫ االعتدال خري دواء‬‫ عندما يتوب املرء يكاد يكون بريئا‬‫ القول أسهل من الفعل‬‫ األكاليل ليست لكل رأس‬‫ يعرف الرجل من صديقه‬‫ لوال الغيوم ملا متتعنا بأشعة الشمس‬‫ اعرتاف املغفل أسوأ من خطإه‬‫ اجلهل هو املوت و املعرفة هي احلياة‬‫ شجرة الكسل تثمر اجلوع‬‫ السالح عد ّو صاحبه‬‫ املشعل ال يضيء قاعدته‬‫ لكل زهرة عبريها‬‫ املصيبة جت ّر أخرى‬‫ ال حترق أصابعك بإطفاء مشعة غريك‬‫ ال تبع مسكا مازال يف البحر‬‫ من يتقن مهنته ال تشخ يداه‬‫ بعد احلرب يتكاثر عدد األبطال‬‫ السواقي الصغرية تصنع اجلداول الكبرية‬‫ تكمن الصعوبة يف اخلطوة األوىل‬‫ سفرة األلف ميل تبدأ خبطوة واحدة‬‫ عش تر ما مل تر‪.‬‬‫ الصديق وقت الضيق‬‫ بعد املطر ننسى املظلة‬‫بتأن يسر بأمان‬ ‫ من يسر ٍّ‬‫ العمل أبلغ خطاب‬‫ من خيشى البلل ال يصطاد السمك‬‫ للنجاح كثري من األصدقاء‬‫ العقل سيف مزدوج‬‫ العزمية هي ترويض الذات على املقاومة‬‫‪ -‬أعلى جبل قدماه يف الوادي‬

‫كل مهن���ة هلا آفات‪ ،‬القطن له آفات‪،‬‬ ‫• ‬ ‫القم���ح له آفات‪ ،‬و الكتابة أيض���ا هلا آفات و الكاتب‬ ‫جيب أن يقبلها بصدر رحب‪.‬‬

‫الطيب صاحل‬

‫العروض‬ ‫كم م���ن الدواوي���ن العرب ّية املطبوع���ة‪ ،‬و املهدور‬ ‫عليها أم���وال كثرية‪ ،‬و ال جن���د فيها غري قصائد‬ ‫مل تلتزم بشىء آخر غري العروض‪...‬‬

‫املنصف املزغين‬

‫ميني و يسار‬ ‫لقد جتاهلين نقاد اليس���ار و حس���بوني مع اليمني‬ ‫جمل ّرد أنين مل أس���جن‪ ،‬و وضعين نقاد اليمني على‬ ‫اليس���ار بسبب إنتمائي إىل الكادحني من البشر يف‬ ‫أعمالي‪.‬‬

‫خريي شبلي‬

‫املوهبة‬ ‫“أن���ا م���ع املؤمن�ي�ن ب���أن املوهب���ة ميك���ن أن تصنع‬ ‫مبعن���ى أن اإلنس���ان ل���و كان موهوب���ا فقط و مل‬

‫حكم وأقوال‬ ‫•خالف هواك ترشد‬ ‫•سرية املرء تنبين عن سريرته‬ ‫•العدالة هي احلقيقة املتحركة‬ ‫•ال تبين كوخك قرب قصر‬ ‫•ال خترت إمرأة حتت ضوء القمر‬ ‫•من ال يك ّرم نفسه ال يُك ّرم‬ ‫•ال تبع مسكا ما زال يف البحر‬ ‫•السالح عدو صاحبه‬ ‫•إبق حيث الغناء فاألشرار ال يغنون‬ ‫•العني شاهد أكثر من األذنني‬ ‫•البطولة هي إنتصار النفس على اجلسد‬ ‫•العقالء يتكلمون قليال‬ ‫حتمله‬ ‫•ما ال ميكننا تغيريه ميكننا ّ‬ ‫•تعرف الشجرة بثمارها‬ ‫•الفم املطبق ال تدخله البعوضة‬


‫‪12‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫العدد (( ‪12‬‬ ‫الثالثة ‪- ) 92-‬‬ ‫السنةالعدد (‬ ‫السنة الثالثة ‪-‬‬ ‫فبراير ‪)2013‬‬ ‫فبراير‪18‬‬ ‫‪- 12 18‬‬ ‫‪( - )- 92‬‬

‫إعالن عن طرح مناقصة عامة ملشروع املكتبات املدرسية‬ ‫تعل���ن جلن���ة العط���اءات الفرعي���ة لقط���اع الرتبي���ة‬ ‫والتعلي���م واجله���ات التابع���ة له عن طرح مش���روع‬ ‫مناقص���ة عامة لتجهي���ز املكتبات املدرس���ية ‪ ،‬فعلى‬ ‫الش���ركات الوطني���ة واملش�ت�ركة والتش���اركيات‬ ‫ال�ت�ي لديه���ا الرغب���ة واملق���درة املالي���ة واملتخصصة‬ ‫يف ه���ذا اجمل���ال واملصرح هل���ا قانوناً التقدم لس���حب‬ ‫كراس���ة املواصفات م���ن جلنة العط���اءات الفرعية‬ ‫لقط���اع الرتبي���ة والتعلي���م مبقرها الكائ���ن باملدينة‬ ‫الرياضي���ة خل���ف املش���روع االس���تثماري جلمعي���ة‬ ‫الدعوة اإلسالمية بالقرب من إدارة حراسة املرافق‬ ‫التعليمية وذلك مقابل مبلغ مالي وقدره ‪ 500‬د‪.‬ل‬ ‫مخسمائة دينار لييب فقط غري قابله للرتجيع على‬ ‫أن ي���ودع يف حس���اب رق���م ‪/395/213/20‬مصرف‬ ‫اجلمهورية حي األندلس ‪.‬‬ ‫وذل���ك اعتبارا من يوم االثن�ي�ن ‪2013/ 02 / 11‬م‬ ‫وحتى ‪ 2013 / 2/ 21‬م‬ ‫على أن يكون أخر يوم لتس���ليم العروض املالية هو‬ ‫يوم الثالثاء ‪ 2013/ 03/ 12‬م‬ ‫وس���يكون فت���ح املظاريف ي���وم األربع���اء ‪/ 03/ 13‬‬ ‫‪ 2013‬م على متام الساعة الثانية عشر ظهراً‪.‬‬ ‫وعلى املتقدم االلتزام بالش���روط والضوابط التالية‬ ‫‪-:‬‬ ‫تقدي���م مل���ف قانون���ي متكامل للش���ركة بوثائق‬‫أصلية س���ارية املفعول عند التقدم بتسليم العرض‬ ‫املالي‬

‫والوثائق هي‪:‬‬ ‫‪ /1‬رخصة مزاولة النشاط‬ ‫‪ / 2‬النظام األساسي ـ وعقد التأسيس‬ ‫‪ / 3‬القيد بالغرفة التجارية‬ ‫‪ / 4‬القيد بالسجل التجاري‬ ‫‪ / 5‬القيد بسجل املوردين‬ ‫‪ / 6‬شهادة تسجيل مصلحة الضرائب‬ ‫‪ / 7‬أخر ميزانية معتمدة‬ ‫يرف���ق بالع���رض املالي تأم�ي�ن إبتدائ���ى وقدره ‪%‬‬‫‪ ( 0.5‬نص���ف يف املئ���ة ) من قيمة عرض املش�ت�رك‬ ‫‪ ،‬تدف���ع بص���ك مصدق لص���احل مصلح���ة التقنيات‬ ‫وصيان���ة املرافق التعليمي���ة أو خطاب ضمان صادر‬ ‫من أحد املصارف العاملة بليبيا غري مش���روط وغري‬ ‫قاب���ل لإللغاء إال بعد ثالثة أش���هر من تاريخ تقديم‬ ‫الع���رض املال���ي ‪ ،‬ولن يلتفت ألي ع���رض مل يرفق‬ ‫معه الضمان االبتدائي‪.‬‬ ‫الش���روط الفني���ة املرفقة بالكراس���ة تعترب مكملة‬‫هلذه الش���روط ‪ ،‬وكذلك الشروط الواردة بالئحة‬ ‫العقود اإلدارية ‪.‬‬ ‫أي خلل من هذه الشروط يعرض صاحبه لإلبعاد‬‫عند املفاضلة‪.‬‬

‫جلنة العطاءات الفرعية لقطاع الرتبية‬ ‫والتعليم واجلهات التابعة له‬


‫‪)2013‬‬ ‫فبراير‬ ‫‪18‬‬ ‫العدد‪-‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪) 92‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬ ‫يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬ ‫فبراير‪-2‬‬ ‫‪ 26‬ـ‬ ‫‪(1859‬‬‫‪)2013‬‬ ‫‪- 12‬‬ ‫الثانية(‪( -‬‬ ‫‪)-92‬‬ ‫السنة(‬ ‫العدد‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬

‫جلنة العطاءات الفرعية لقطاع الرتبية‬ ‫والتعليم واجلهات التابعة له‬

‫إعالن عن طرح مناقصة عامة ملشروع جتهيز املسارح املدرسية‬

‫تعل���ن جلنة العط���اءات الفرعي���ة لقطاع الرتبي���ة والتعليم‬ ‫واجله���ات التابع���ة ل���ه عن ط���رح مش���روع مناقص���ة عامة‬ ‫لتجهي���ز املس���ارح املدرس���ية فعل���ى ‪ ،‬الش���ركات الوطني���ة‬ ‫واملش�ت�ركة والتش���اركيات ال�ت�ي لديه���ا الرغب���ة واملقدرة‬ ‫املالي���ة واملتخصص���ة يف ه���ذا اجمل���ال واملص���رح هل���ا قانون���اً‬ ‫التقدم لس���حب كراس���ة املواصف���ات من جلن���ة العطاءات‬ ‫الفرعية لقط���اع الرتبية والتعليم مبقره���ا الكائن باملدينة‬ ‫الرياضي���ة خل���ف املش���روع االس���تثماري جلمعي���ة الدعوة‬ ‫اإلس�ل�امية بالقرب م���ن إدارة حراس���ة املراف���ق التعليمية‬ ‫وذل���ك مقابل مبلغ مالي وقدره ‪ 500‬د‪.‬ل مخس���مائة دينار‬ ‫لييب فقط غري قابله للرتجيع على أن يودع يف حس���اب رقم‬ ‫‪/395/213/20‬مصرف اجلمهورية حي األندلس ‪.‬‬ ‫وذل���ك اعتبارا من يوم االثن�ي�ن ‪2013/ 02 / 11‬م وحتى‬ ‫‪ 2013 / 2/ 21‬م‬ ‫عل���ى أن يكون أخ���ر يوم لتس���ليم العروض املالي���ة هو يوم‬ ‫األحد ‪ 2013/ 03/ 10‬م‬ ‫وس���يكون فتح املظاريف يوم االثن�ي�ن ‪2013 / 03/ 11‬م‬ ‫على متام الساعة الثانية عشر ظهراً‪.‬‬ ‫وعلى املتقدم االلتزام بالشروط والضوابط التالية ‪-:‬‬ ‫تقدي���م مل���ف قانوني متكامل للش���ركة بوثائ���ق أصلية‬‫سارية املفعول عند التقدم بتسليم العرض املالي‬ ‫والوثائق هي‪:‬‬

‫‪ / 1‬رخصة مزاولة النشاط‬ ‫‪ / 2‬النظام األساسي ـ وعقد التأسيس‬ ‫‪ / 3‬القيد بالغرفة التجارية‬ ‫‪ / 4‬القيد بالسجل التجاري‬ ‫‪ / 5‬القيد بسجل املوردين‬ ‫‪ / 6‬شهادة تسجيل مصلحة ضرائب‬ ‫‪ / 7‬أخر ميزانية معتمدة‬ ‫يرفق بالعرض املالي تأمني إبتدائى وقدره ‪ ( 0.5 %‬نصف‬‫يف املائ���ة ) من قيمة عرض املش�ت�رك ‪ ،‬تدفع بصك مصدق‬ ‫لص���احل مصلح���ة التقنيات وصيان���ة املراف���ق التعليمية أو‬ ‫خطاب ضم���ان صادر من أحد املص���ارف العاملة بليبيا غري‬ ‫مش���روط وغري قابل لإللغاء إال بعد ثالثة أشهر من تاريخ‬ ‫تقدي���م العرض املال���ي ‪ ،‬ولن يلتفت ألي ع���رض مل يرفق‬ ‫معه الضمان االبتدائي‪.‬‬ ‫الش���روط الفني���ة املرفقة بالكراس���ة تعت�ب�ر مكملة هلذه‬‫الش���روط ‪ ،‬وكذل���ك الش���روط ال���واردة بالئح���ة العق���ود‬ ‫اإلدارية ‪.‬‬ ‫أي خل���ل فى هذه الش���روط يعرض صاحب���ه لإلبعاد عند‬‫املفاضلة ‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 18 - 12 ( - ) 92‬فبراير ‪)2013‬‬

‫النص ‪ ..‬مسرح احلكاية‬

‫قراءة يف ديوان “لعنات مشرقية”‬

‫مجال القصاص‬

‫يلع���ب الش���اعر حممود قرن���ي يف ديوانه “ لعنات مش���رقية “ على ظالل احلكاية ‪ ،‬واليت يس���تهلها من عب���اءة امليثولوجيا‪ ،‬ويف أعلى‬ ‫تراتبها الفين ونزقها اإلنساني ‪ ،‬وذلك من خالل كتاب “ ألف ليلة وليلة”‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وألن منطق���ة الظ�ل�ال بطبيعته���ا منطقة رخوة غري مكتفي���ة بذاتها‪ ،‬فوجودها دائم���ا معلق باآلخر ‪ ،‬حبركة العناصر واألش���ياء ‪،‬‬ ‫وتنوع طرائق تش���كلها‪ ،‬وتغري مدارات ثباتها وفعاليتها‪ ..‬األمر الذي وفر مس���احة من املرونة واحليوية للنص ّ‬ ‫وظفها الشاعر حبنكة‬ ‫واخلمس عش���رة صفح���ة‪ .‬بل إن ظالل احلكاية‬ ‫واقت���دار‪ ،‬يف حوارية س���ردية ش���يقة‪ ،‬مل تفقد جاذبيتها عرب صفحات الديوان املائة‬ ‫َ‬ ‫بلدائنها املختلفة أضفت على الديوان مس���حة مس���رحية‪ ،‬فبدا النص خاصة يف القس���م األخري وكأنه خش���بة مس���رح غري مرئية‪،‬‬ ‫لصراع يرتامى دوما خلف الصورة الشعرية‪ ،‬سواء يف حكايات ووقائع الشخوص املسرودة بوعي احلكاية يف كليتها ومشوهلا‪ ،‬أو يف‬ ‫تقاطعات األزمنة واألمكنة‪ ،‬أو يف عني الذات الشاعرة املشغولة دوما بالتلصص والتخفي فيما وراء أقنعة ومرايا الظالل‪.‬‬

‫تربز هذا املس���حة املسرحية على حنو خاص‬ ‫يف لغ���ة الن���ص املش���طوفة املكثف���ة بعناي���ة‬ ‫فائق���ة‪ ،‬فه���ي لغة سلس���ة خالصة لنفس���ها‪،‬‬ ‫تع���رف مفارقات الفاتتازي���ا ومتعة اخلرافة‪،‬‬ ‫بل إنها توه���م بـ" أس���طرة " احلكاية‪ ،‬وتتخذ‬ ‫منه���ا س�ل�احا للكش���ف واملعرفة‪ .‬كم���ا إنها‬ ‫لغة مغس���ولة من الشوائب الغريية‪ ،‬تتماهي‬ ‫يف أحي���ان كثرية مع بني���ة الفعل الدرامي ‪،‬‬ ‫حيث ال يس���عي النص إىل تثبيت احلكاية يف‬ ‫املشهد‪ ،‬بل يقتنصها من فم الزمن ويعيد بناء‬ ‫مشهديتها من جديد‪ ،‬إىل درجة التماس مع‬ ‫نب���ض اللحظ���ة الراهنة‪ .‬وهو ما يش���ف على‬ ‫هذا النحو يف قول الشاعر ‪:‬‬ ‫" قالوا ‪:‬‬ ‫"هنا سوف ُتشر ُع األقال ُم‬ ‫الصحف‬ ‫و ُتنش ُر ُّ‬ ‫هنا سيقف اجلراحون أمام اجملهر‬ ‫يعبدون الطرق‬ ‫سيقف املهندسون ِّ‬ ‫ويشيدون األبهاء‬ ‫لم على قدميه‬ ‫سيقف ال ِع ُ‬ ‫مباخر‬ ‫دون سحر ٍة أو‬ ‫َ‬ ‫كذلك‪..‬‬ ‫سوف يسيل َّ‬ ‫الد ُم من أفواه الطالب‬ ‫َ‬ ‫الع���دل‬ ‫وه���م يلهج���ون بش���عارات متج��� ُد‬ ‫واحلرية "‪.‬‬ ‫الالف���ت أيض���ا يف ه���ذا الديوان ه���ذا التوحد‬ ‫ب�ي�ن يق�ي�ن احلكاية‪ ،‬ويقني الش���اعر نفس���ه‪،‬‬ ‫وكأنهم���ا عتبة ليق�ي�ن واح���د ‪ ،‬أو صراعان‬ ‫يش���تبكان من أجل إرادة واح���دة‪ .‬رمبا لذلك‬ ‫ال يغ���ادر الش���اعر نص���ه‪ ،‬وإمن���ا يتخفي فيه‬ ‫مبنطق اللص والطفل معا‪.‬‬ ‫فح�ي�ن يص���ور الش���اعر اإلحس���اس بالوج���د‬ ‫والفق���د ال���ذي تعيش���ه بطلة احلكاي���ة " ورد‬ ‫���م‬ ‫يقس ُ‬ ‫األكم���ام‪ ".‬حلبيبه���ا " أن���س الوجود" ِّ‬ ‫َ‬ ‫املش���هد بني ضمري املتكلم املنادى‪ ،‬على لسان‬ ‫البطلة‪ ،‬وضمري الش���اعر ال���راوي‪ ،‬املضمر يف‬ ‫اخللفية‪ .‬فكأننا إزاء مش���هد‪ ،‬يناوش الداخل‬ ‫واخلارج معا‪.‬‬ ‫" يا قرص احللوى‬ ‫َ‬ ‫عسلك يا زين الرجال؟‬ ‫أين‬ ‫تنادي ور ُد األكمام على باب املدينة‬

‫ُ‬ ‫تتح���دث ع���ن‬ ‫ث���م‬ ‫األضواء‬ ‫ونشوة السكارى‬ ‫وعني العذاري لينات‬ ‫األعطاف‪.‬‬ ‫يف ه�����زي�����ع ال���ل���ي���ل‬ ‫جتلس يف شرفتها‬ ‫تتحدث عن جمداف‬ ‫العاشق‬ ‫وه��و ي��راف��ق طائرها‬ ‫الرقيق‬ ‫إىل األرض املوعودة‬ ‫ُ‬ ‫جنومه الالمعة‬ ‫وعندما تسقط يف حجرها‬ ‫ُ‬ ‫تقول له ‪ :‬ملاذا أتيت بي إىل هنا ؟‬ ‫إن اإلي��ه��ام ب��االم��ت��داد ع�بر ال��زم��ان وامل��ك��ان‪،‬‬ ‫بالتجاوز والتخطي‪ ،‬يشكل أح��د عناصر‬ ‫ع��امل ال��رؤي��ة املهمة يف ال��دي��وان‪ ،‬فاحلكاية‬ ‫ب��رغ��م عباءتها ال�تراث��ي��ة العتيقة ال ت��زال‬ ‫صاحلة إلث���ارة الدهشة واألس��ئ��ل��ة‪ ،‬كما‬ ‫تشي دوم���ا بإمكانية أن ي��ول��د الشعر من‬ ‫رمحها‪ ،‬وميارس حيواته اخلاصة‪ ،‬مقتنصا‬ ‫طزاجة احللم والوجود معا‪.‬‬ ‫هذه اإلث��ارة‪ ،‬هذه اإلمكانية تتوافران بقوة‬ ‫وحيل مجالية‬ ‫يف الديوان‪ ،‬وبصياغات فنية ِ‬ ‫متنوعة‪ ،‬يساعد على ذلك أن النص نفسه‬ ‫يتحول يف أحيان كثرية إىل ما يشبه املصفاة‬ ‫أو ال��ب��ؤرة ال�تي تلم ش��ت��ات األزم��ن��ة وح�يرة‬ ‫العناصر واألشياء‪ .‬فمن مرآة املاضي ميكن‬ ‫أن يطل احل��اض��ر والعكس أي��ض��ا صحيح‪.‬‬ ‫كما أن النص برغم تقاطعاته املتوازنة‬

‫رأس��ي��ا وأف��ق��ي��ا‪ ،‬إال‬ ‫ان��ه يتصاعد بشكل‬ ‫دائ����������ري‪ ،‬وه������و م��ا‬ ‫يكسب زم��ن النص‬ ‫ح���ي���وي���ة االن���ف���ت���اح‬ ‫بسالسة على ختوم‬ ‫البدايات والنهايات‪،‬‬ ‫وت��ص��ب��ح احل��ك��اي��ة‬ ‫ق��اب��ل��ة ألن متنحنا‬ ‫ن��ف��س��ه��ا ك����ل ي���وم‬ ‫ب��ش��ك��ل ج����دي����د‪ ،‬أو‬ ‫على األق����ل‪ ،‬ميكن‬ ‫أن نطل عليها برؤية مغايرة وطازجة من‬ ‫خالل نافذة النص نفسه‪.‬‬ ‫ويف ط���واي���ا ال���ن���ص ت��ن��م��و ه����ذه احل��ي��وي��ة‬ ‫الزمنية بهدوء‪ ،‬وتتش ّرب أنساقه التعبريية‬ ‫واألسلوبية ب��روح املتأمل للوحة متعددة‬ ‫األبعاد واملستويات‪ .‬حتى أن ميزان الصورة‬ ‫الشعرية‪ ،‬يف الديوان يتشكل بصريا ومسعيا‬ ‫م���ن ن��ق��ط��ة م��ت��ع��ددة احل���رك���ة‪ ،‬تتقاطع‬ ‫وت��ت��ج��اور فيها م��ش��اه��د احل��ك��اي��ة وثقلها‬ ‫التارخيي وال��رم��زي‪ ..‬وال�لاف��ت أن الشاعر‬ ‫يطعم نصه ب�ين احل�ين واألخ���ر بضربات‬ ‫واخ����زة م��ن ال��س��خ��ري��ة وال��ت��ه��ك��م‪ ،‬ختلص‬ ‫احلكاية من قبضة الزمن املاضي ومتنحها‬ ‫خفة القفز والتحليق خ��ارج أس��وار ال�تراث‪،‬‬ ‫وق��د طالت ه��ذه ال��وخ��زات البطلة نفسها‪،‬‬ ‫فمن بني أمسائها العديدة يف النص تربز‬ ‫أمس��اء "ب��ق��رة اخل�لاف��ة" و"اجل��ن��ي��ة" و"وردة‬ ‫البيت العالي"‪ ،‬وحيول النص هذه الصفات‬ ‫إىل أقنعة ترتديها ورد األك��م��ام ‪ ،‬وتناور‬

‫من حتتها من أجل الدفاع عن حبها‪ ،‬تناور‬ ‫البشر والطيور واحل��ي��وان��ات‪ ،‬بل تصادقهم‬ ‫أحيانا حت��ت جناح احل��ك��اي��ة‪ ..‬يطالعنا هذا‬ ‫اجلو بنعومة شديدة منذ بداية النص ‪ ،‬حيث‬ ‫يقول الشاعر‪:‬‬ ‫" يف مثل هذه الساعة‬ ‫قبل مئات السنني‬ ‫حتدث���ت " ور ُد األكم���ام" إىل حيواناته���ا‬ ‫األليفة‬ ‫ثم حكت قصة الثعلب الذي خد َع احلمار‬ ‫النهر فوق ظهره ‪ ،‬مضجعا‬ ‫وعرب َ‬ ‫وبني يديه السيجار‬ ‫كما حتدثت عن الغراب‬ ‫الذي َّ‬ ‫ظل يلقي باحلصى املسموم‬ ‫يف صحن قائد اجليش‬ ‫معتقدا انه سريث ب َّ‬ ‫َزته "‬ ‫يتضافر مع جو الفانتازيا بوقعه الس���ريالي‪،‬‬ ‫جلوء الش���اعر أحيان���ا إىل بنية املش���هد على‬ ‫غرار الطبيعة الصامتة‪ ،‬ليلم شتات احلكاية‬ ‫وخطوطها املتش���عبة‪ ،‬ويدف���ع بها إىل نقطة‬ ‫انطالق أخرى يف فضاء النص‪ ..‬والالفت هنا‬ ‫أن بنية هذا املش���هد تشي يف داخلها بشرائح‬ ‫متنوع���ة من التناص املضم���ر‪ ..‬مثلما يف هذا‬ ‫املقطع الذي يشري ضمنيا إىل أسطورة حواء‬ ‫والتفاح���ة‪ ،‬أو" اخلطيئة األولي"‪ ،‬لكن النص‬ ‫مينحها هوية جديدة‪ ..‬فكما يقول الشاعر‪:‬‬ ‫" السك ُ‬ ‫ني على املنضدة‬ ‫ُ‬ ‫والتفاحة إىل جوارها ترتعد‬ ‫ومع ذلك‬ ‫مازالوا يقذفونين باخلطيئة"‪.‬‬ ‫وتتن���وع ضرب���ات ولطش���ات الس���حرية فوق‬ ‫مس���طح النص‪ ،‬حتى يبدو يف أحيان كثرية‬ ‫وكأن���ه يتعامل م���ع واقع اجملتم���ع الراهن‪.‬‬ ‫ففي معرض حديث الش���اعر االفتتاحي عن‬ ‫األمرية "ورد األكم���ام"‪ ،‬بطلة النص‪ ،‬واليت‬ ‫هرب���ت م���ن أخوتها دفاع���ا عن حبها‪ ،‬يش�ي�ر‬ ‫ضمني���ا للمصري ال���ذي آل إليه هؤالء األخوة‬ ‫وكأنه���م حاض���رون بيننا بالفع���ل‪ ،‬كأنهم‬ ‫أبطال على مسرح اللحظة احلاضرة ‪:‬‬ ‫" مسعنا عن كثريين منهم‬ ‫يقيمون املصانع ويدخنون احلشيش‬


‫‪15‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 18 - 12 ( - ) 92‬فبراير ‪)2013‬‬

‫وخيرجون يف نزهات شاطئية‬ ‫ويقول���ون إن ذل���ك م���ن أج���ل الصاحل‬ ‫العام‬ ‫وهناك آخرون يتاجرون يف السالح‬ ‫دفاعا عن األغطية الوثرية لشعوبهم‪.‬‬ ‫امللصقات الدعائية متأل الشوارع‬ ‫وترصد االجنازات‬ ‫رغم أنهم ليسوا يف حاجة لذلك‪.‬‬ ‫باألمس وصلت برقي ٌة من أخوتهم‬ ‫املتعلقني خبشبة يف جوف احمليط‬ ‫يطلبون املساعدة‬ ‫وقد وعد القواد ببحث األمر‬ ‫عند عودتهم من األجازة الصيفية"‪.‬‬ ‫وعل���ى عكس احلكاية حي���ث ال يرتبط‬ ‫أفوهل���ا واندثاره���ا باختف���اء واندث���ار‬ ‫أبطاهل���ا وابتع���اد وقائعه���ا عن مس���رح‬ ‫الن���ص‪ ،‬ف���إن الديوان يش���ي أيض���ا بأن‬ ‫س���قوط اإلنس���ان مرتب���ط بس���قوط‬ ‫احلض���ارة ‪ ،‬رمب���ا ألن���ه مل يتق���ن دوره‬ ‫عل���ى مس���رح احلكاي���ة‪،‬أو مل تت���ح ل���ه‬ ‫الفرص���ة لذل���ك‪ ،‬ورمبا ألن���ه ال يوجد‬ ‫دور أصال ‪ ،‬ورمبا ألنه مل حيافظ عليه‬ ‫ويرع���اه ‪ ،‬ويط���وره وجي���دده‪ ..‬ومن ثم‬ ‫فإن هذا الدور ال���ذي يلح عليه الديوان‬ ‫ويش���كل عص���ب رؤيت���ه الش���عرية‪ ،‬هو‬ ‫الدور املش���رقي‪ ،‬والطري���ف أن الديوان‬ ‫ال يط���رح ه���ذا الدور يف مقاب���ل ثنائية‬ ‫الش���رق والغ���رب التقليدي���ة املعت���ادة‪،‬‬ ‫وإمنا يطرحه كس���ؤال هوي���ة‪ ،‬تبحث‬ ‫ع���ن خصوصي���ة أحالمه���ا‪ ،‬وطرائ���ق‬ ‫تشكلها يف الوجود واحلياة‪.‬‬ ‫كما يربز يف مش���هد سقوط غرناطة‪،‬‬ ‫ومش���هد اعرتاف���ات ورد األكم���ام‬ ‫حتدثن���ا ع���ن اخت�ل�اط الس�ل�الة بعد‬ ‫أن س���لمها إخوتها للغ���زاة ‪ .‬ويف حضور‬ ‫رم���وز كالباب���ا أورب���ان أول من أطلق‬ ‫احلملة الصليبية األولي على الش���رق‪،‬‬ ‫ويف اس���تحضار إدوراد جيب���ون امل���ؤرخ‬ ‫االجنلي���زي صاح���ب كتاب " س���قوط‬ ‫وأفول احلضارة الرومانية"‪ .‬ومن زاوية‬ ‫أخرى يربز يف استعارة أصوات شعراء ‪،‬‬ ‫أصبحوا ميثلون رمزا وقيمة حضارية‬ ‫مث���ل اهلندي طاغ���ور واألملان���ي جوته‬ ‫واألرجنتي�ن�ي بورخي���س‪ ،‬ناهي���ك عن‬ ‫افتتانه���م‪ ،‬بالروح املش���رقية ‪ ،‬وتأثرهم‬ ‫مبخزونها الثقايف واحلضاري ‪.‬‬ ‫ورغ���م مركزي���ة " ورد األكم���ام"‬ ‫ودوره���ا كب���ؤرة وحم���ور لإليق���اع يف‬ ‫الن���ص‪ ،‬إال أنه���ا تتح���ول إىل أيقون���ة‬ ‫مش���رقية ويتالش���ى صوتها تدرجييا‪،‬‬ ‫بينم���ا يصعد م���ن هام���ش املنت صوت‬ ‫حيك���ي عن" كائن حيب���و على أربع يف‬ ‫الصباح‪ ،‬وميش���ي يف الظهرية على أربع‬ ‫ويف املس���اء ينح�ن�ي ظه���ره "‪ ،‬وم���ن ثم‬ ‫يسدل النص الستار على لسان الطفل‬ ‫الش���اعر قائال ‪ ":‬أيها الش���رق احلزين‪/‬‬ ‫مل يس���عك العامل الفاني‪/‬فنم قريرا يف‬ ‫غسق األبدية‪".‬‬

‫النخبة العربية خائبة‬

‫سوسن االبطح‬

‫أحس���نت الش���عوب العربية صنعا إنها جتاوزت خنبها وأحرجت مثقفيها وأخرجتهم من اللعبة‬ ‫وإال لكان بن علي ومبارك والقذايف ومعهم عبداهلل الصاحل ما يزالون على عروشهم ومن حوهلم‬ ‫املثقفون يتفلسفون وينظرون ‪.‬‬ ‫زب���دة املثقف�ي�ن الع���رب كانت قد أجتمعت االس���بوع املاض���ي يف ندوة نظمه���ا ( اجمللس الوطين‬ ‫للثقافة والفنون واالداب ) يف الكويت ضمن ( مهرجان القرين الثقايف ) الس���نوي وبتنس���يق من‬ ‫الدكت���ور حمم���د الرميحي حضر جن���وم العرب وكتابهم ليدل���وا بدلوهم ح���ول ( ارتدادات‬ ‫الربي���ع العرب���ي) ظننت للوهل���ة االوىل أنها الفرصة ال�ت�ي ال تفوت كي يفه���م واحدنا مالذي‬ ‫جي���ري يف كل بلد ويس���مع أرهاط القوم ما عجزت عنه التلفزيونات ووس���ائل االعالم املتهمة‬ ‫بالتضليل واالحنياز وهي ليست بريئة متاما مما ترمي به‪.‬‬ ‫ليس من االنصاف يف ش���يء إنكار جهود البحاثة الذين قدموا أوراقا ودراس���ات قيمة سواء جلهة‬ ‫املراجع���ات التارخيي���ة ملا ح���دث يف بالدهم أو لناحية تصوراتهم ملا س���يحدث يف املس���تقبل تبقى‬ ‫املشكلة يف تقييم احلاضر وتوصيف القائم ‪.‬‬

‫م���ن الغريب حق���ا أن يتح���دث الدكتور‬ ‫أس���عد مصطفى وه���و ال���ذي كان وزيرا‬ ‫للزراعة يف سوريا وحمافظا ملدينة محاة‬ ‫واليوم على متاس مباشر بالعمل امليداني‬ ‫للمعارض���ة وكأمن���ا الث���ورة الس���ورية‬ ‫منزه���ة ش���فافة بيضاء ناصع���ة كالثلج‬ ‫أو كان اجليش احلر وحدة متماسكة مل‬ ‫ترتكب خطأ أو تقرتف ذنبا ‪.‬‬ ‫ب���دأ الدكت���ور مصطف���ى أكي���دا أن ال‬ ‫طائفي���ة يف س���وريا عل���ى االط�ل�اق إال‬ ‫طائفي���ة النظ���ام وأن ش���بح التقس���يم ال‬ ‫ميك���ن أن خيي���م على الب�ل�اد ال أدري من‬ ‫أين أتى الدكت���ور مصطفى بهذا اليقني‬ ‫رغ���م أن التلفزيون���ات الفرنس���ية بات���ت‬ ‫تبتع���د ع���ن اس���تعمال كلم���ة ( ث���ورة )‬ ‫لتوصيف ما حيدث يف س���وريا مس���تبدلة‬ ‫بإياها مصطلح ( حرب أهلية ) والصحف‬ ‫االمرييكية تنقل أخبار االقتتال الطائفي‬ ‫فيم���ا املفوضي���ة العلي���ا حلقوق االنس���ان‬ ‫يف االم���م املتحدة (نايف بي�ل�اي ) تتحدث‬ ‫بأس���ى عن جرائم ضد االنس���انية ارتكبها‬ ‫كل الفرقاء وتصر على إجراء حتقيقات‬ ‫دولية حملاس���بة كل اجلن���اة واجملرمني‬ ‫أم���ا عن التقس���يم فاجلميع ي���درك اليوم‬ ‫أنه بات يه���دد ليس س���وريا وحدها وإمنا‬ ‫العراق ولبنان واالردن وغريها أيضا ‪.‬‬ ‫مش���اركات الباحث���ة الليبي���ة س���عاد‬ ‫الوحيدي رمست ص���ورة عن ليبيا وردية‬ ‫اىل ح���د جيعل املس���تمع يش���تهي الذهاب‬ ‫اىل طرابلس اليوم قبل الغد لقضاء رحلة‬ ‫اس���تجمام ب�ي�ن ربوعها م���ع علمنا مجيعا‬ ‫أن التج���اوزات مازال���ت كارثي���ة هن���اك‬ ‫‪،‬ومأس���ي فوضى الس�ل�اح تهدد املواطنني‬ ‫يف عيش���هم من ح���ق الليب�ي�ن أن حيتفلوا‬ ‫ويفرح���وا بذهاب طاغي���ة أنهك أعمارهم‬ ‫طوال ‪ 42‬عاما ‪ ،‬ومفهوم أن تتنفس سعاد‬ ‫الوحي���دي ال�ت�ي ‪ -‬رأت فظائ���ع كتائ���ب‬ ‫الق���ذايف – الصعداء لكن من ح���ق الثورة‬ ‫عل���ى مثقفيه���ا أن يكون���وا هل���ا ناقدين ال‬ ‫مبجل�ي�ن ‪ ،‬مصلح�ي�ن ال مهادنني ‪ ،‬ما قيل‬ ‫عن مص���ر ال خيتل���ف كثريا فالش���هادة‬ ‫املؤثرة لث���روت اخلرباوي الذي أس���تقال‬ ‫من مجاع���ة االخ���وان املس���لمني اعرتاضا‬ ‫عكس���ت وجه���ة نظر أح���د اخلارجني عن‬ ‫سرب هو الليوم االقوى واالعتى يف مصر ‪.‬‬ ‫بق���ى أن كل الكلم���ات االخ���رى م���ن‬

‫مداخ�ل�ات ومش���اركات أعط���ت أنطباعا‬ ‫وكأن���ه ال مش���كلة يف مص���ر غري وصول‬ ‫االخوان اىل احلكم ‪ ،‬مع أن العثرات أكرب‬ ‫م���ن أن حتصى ‪ ،‬كان حريا الس���ؤال عما‬ ‫ميكن أن يفعله أي حاكم يف مصر يصل‬ ‫اىل الس���لطة باألف���واه اجلائع���ة والديون‬ ‫املرتاكم���ة وأتفاقي���ة الس�ل�ام املكبل���ة؟‬ ‫وأس���رائيل املرتبصة ‪ ،‬وأمريكا املتس���لطة‬ ‫؟املصاع���ب كث�ي�رة ووص���ول أي فئة اىل‬ ‫احلك���م م���ا كان ليم���ر س���هال سلس���بيال‬ ‫والب�ل�اد عل���ى حاف���ة انهي���ار اجتماع���ي‬ ‫واقتصادي ‪.‬‬ ‫مازال صعبا عل���ى الباحثني االحاطة بكل‬ ‫ه���ذا اجلنون الذي حييط بهم أو يفهمون‬ ‫ماهية ما تتعرض له بالدهم أو يرصدون‬ ‫بعملية دقيقة مدى التدخالت اخلارجية‬ ‫ونس���بة التفاعالت الداخلي���ة النابعة من‬ ‫ذهنية الش���عب اخلالصة وبنيته الفكرية‬ ‫الذاتية ‪ ،‬صدم���ة الثورات مازالت طازجة‬ ‫واستيعابها حيتاج وقتا ‪.‬‬ ‫صحي���ح أن الص���ورة مازال���ت ضبابي���ة‬ ‫والرؤية ُمتعكرة لكن حتديدا هلذا السبب‬ ‫الوجي���ه واجلوه���ري تصب���ح عقالني���ة‬ ‫املُثقف حاجة ‪،‬وصدقه مع نفس���ه وشعبه‬ ‫ض���رورة ‪،‬وتناول���ه للث���ورة ال�ت�ي يحُ به���ا‬ ‫ويُعلق عليها كل أماله بالنقد والتشريح‬ ‫املُوجع أم املهمات وأباها ‪.‬‬ ‫لع���ل أفضل املداخ�ل�ات كان���ت تلك اليت‬

‫تناول���ت اجملتمعات العربية م���ن الناحية‬ ‫السوس���يولوجية ‪ ،‬وه���ي فرص���ة لنطرح‬ ‫س���ؤاال ح���ول دور علماء االجتم���اع العرب‬ ‫وعلم���اء النف���س معه���م ‪ ،‬وه���م الغائبون‬ ‫واملُغيبة دراس���اتهم وأراؤه���م عن االعالم‬ ‫‪،‬فبالدراسات السوسيولوجية يفهم الغرب‬ ‫مكام���ن ضعفن���ا وخي�ت�رق جمتمعاتن���ا‬ ‫‪ ،‬أنه���م يدرس���ون أدبن���ا وحمادثاتن���ا‬ ‫اليومي���ة‪ ،‬ومكاملتنا التلفوني���ة ‪،‬ومفرداتنا‬ ‫‪،‬ومصطلحاتن���ا ‪،‬وأغنياتن���ا كما يحُ للون‬ ‫أحالمن���ا و ُترهاتن���ا عل���ى (الفيس���بوك )‬ ‫و(تويرت) ليعرفوا من أي الثغرات ينفذون‬ ‫اىل أرواحنا ‪.‬‬ ‫كان شبه إمجاع بني املثقفني احلاضرين‬ ‫عل���ى أن الث���ورات العربي���ة ُس���رقت ممن‬ ‫صنعوه���ا وناضلوا من أجله���ا‪ ،‬وال خالف‬ ‫بينه���م عل���ى أن التدخ���ل االجن�ب�ي يفعل‬ ‫الكوارث يف املنطقة كلها ‪.‬‬ ‫لك���ن الس���ؤال احلقيق���ي ال���ذي جي���ب أن‬ ‫نطرح ُه على أنفس���نا بع���د كل ما مسعنا‬ ‫َ‬ ‫‪ ،‬أي���ن هي النخبة ؟ وما ه���ي أدواتها ؟ وما‬ ‫احلل���ول اليت تقرتحه���ا ؟ إن مل يكن كل‬ ‫ذل���ك ممكن���ا فليتج���رأ املثقف���ون الع���رب‬ ‫ويطرح���وا االس���ئلة الصحيح���ة عل���ى‬ ‫أنفس���هم ب���دال من أن يعت�ب�ر كل مثقف‬ ‫أن���ه ميتل���ك االجوب���ة ‪،‬ويع���رف املاض���ي‬ ‫‪،‬ومبقدوره أن يقرأ املستقبل ‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 18 - 12 ( - ) 92‬فبراير ‪)2013‬‬

‫الثورة الليبية يف وسائل االعالم العربية‬ ‫مسري السعداوي‬

‫ان تكريم ليبيا يف معرض الكتاب يف القاهرة‪ ،‬يعكس بال شك قناعة بقدرة هذا الوطن اجلريح على اعادة انتاج‬ ‫ثقافت���ه بع���د عقود من التجهيل والتعتيم كن���ا خالهلا عرضة الرتكابات وختبط واس���تغالل فاضح للثقافة‬ ‫والتاريخ يف خدمة اهواء سياس���ية‪ ،‬كان مردودها يف كل االحوال س���يئاً على الش���عب اللييب‪ ،‬اذ اس���فرت تلك‬ ‫االخطاء عن تهميش فاضح جلزء كبري من تراثنا وثقافتنا‪.‬‬

‫•بداية احلكمة تسمية األشياء بامسائها‬ ‫يق���ول املثل الصي�ن�ي املعروف ان بداي���ة احلكمة‬ ‫تسمية األشياء بامسائها الصحيحة‪ ،‬لذلك وقبل‬ ‫اخلوض يف موضوع ه���ذه املداخلة وهو الثورة يف‬ ‫اعني وس���ائل االعالم العاملية‪ ،‬دعونا حندد هل ان‬ ‫التح���والت اليت حصلت يف ليبي���ا منذ ‪ 17‬فرباير‬ ‫‪ ،2011‬هي ثورة فعلية وما هي آفاقها‪.‬‬ ‫مما ال ش���ك فيه ان ليبيا ش���هدت انتفاضة دموية‬ ‫ادت اىل اطاح���ة العقيد معمر القذايف وتصفيته‪،‬‬ ‫ودفع الليبيون مثن���اً باهظاً هلذا التحول متثل يف‬ ‫عش���رات اآلالف من الش���هداء ال���ذي خرجوا ضد‬ ‫الطغيان وهدفهم الس���امي هو قيام دولة القانون‬ ‫واملؤسس���ات الدول���ة العادل���ة احلاضن���ة جلميع‬ ‫ابنائها واليت حتقق هلم احلرية والعيش الكريم‪.‬‬ ‫ويف تقديري ان احلكم على هذه االنتفاضة بانها‬ ‫اجنزت ثورة فعلية‪ ،‬دونه جناح الليبيني يف اعادة‬ ‫صياغة خنبة سياسية منزهة عن الفساد‪ ،‬واعادة‬ ‫اصالح القض���اء‪ ،‬واالهم من ذلك هو التوصل اىل‬ ‫قواسم مش�ت�ركة او عقد اجتماعي جديد‪ ،‬حتت‬ ‫مظلة دس���تور وط�ن�ي جامع‪ ،‬حي���دد للمواطنني‬ ‫حقوقه���م وواجباتهم‪ ،‬ويكفل هل���م حرية التعبري‬ ‫والتمثيل الدميوقراطي لشرائح اجملتمع كافة‪،‬‬ ‫دون اقصاء او تهميش‪.‬‬ ‫لقد ابهر الليبي���ون العامل بتصميمه���م وارادتهم‬ ‫على التصدي ملا مثله احلكم السابق من استعمار‬ ‫داخلي‪ ،‬ال يقل بطشاً عن االستعمار الذي تصدى‬ ‫ل���ه اس�ل�افنا على م���دى عق���ود منذ ع���ام ‪1911‬‬ ‫وصو ً‬ ‫ال اىل انتزاع االستقالل سنة ‪.1951‬‬ ‫لكن االستقالل‪ ،‬أي اس���تقالل‪ ،‬يكون منقوصاً ما‬ ‫مل يكف���ل للمواطنني حرية العمل السياس���ي يف‬ ‫اط���ار منظم ويف ظل صيغة من التوافق الوطين‪،‬‬ ‫اقول هذا الشري ان ليبيا مل تشهد منذ االستقالل‬ ‫قوانني تنظم عمل االحزاب السياس���ية‪ ،‬وهو امر‬ ‫يتطلع املواطن���ون اليه يف الدس���تور العتيد الذي‬ ‫طال احلديث عنه منذ االنتخابات االخرية‪.‬‬ ‫•لكننا اليوم لسنا يف عام ‪1969‬م‬ ‫عندم���ا وق���ع انق�ل�اب االول م���ن س���بتمرب س���نة‬ ‫‪ ،1969‬اس���تغرق االم���ر اس���بوعاً ورمب���ا اكثر‬ ‫ملعرفة حيثيات ذلك االنقالب واملش���اركني فيه‪،‬‬ ‫يف ظل اج���واء من الغموض والضبابية والتعتيم‪.‬‬ ‫لكننا اليوم لسنا يف ‪ ،1969‬ال بل ان احتالل اخبار‬ ‫االنتفاض���ة اليت وقعت يف بنغازي وطرابلس يوم‬ ‫‪ 15‬فرباير ‪ ،2011‬حيز الضوء يف وسائل االعالم‬ ‫العاملي���ة ال�ت�ي س���رعان م���ا تناقلت مش���اهد حية‬ ‫لوقائ���ع املواجه���ات‪ ،‬ما ح���ال دون ق���درة االعالم‬ ‫الرمس���ي اللييب آن���ذاك على تكذيبه���ا او التقليل‬ ‫من شأنها‪.‬‬ ‫لي���س يف وس���ع االع�ل�ام مهم���ا بل���غ م���ن تط���ور‬ ‫تكنولوجي ان يفتعل حدثاً‪ ،‬لكن وس���ائل االعالم‬ ‫مل تع���د قادرة ايضاً على جتاه���ل حدث‪ ،‬وبالتالي‬ ‫كان���ت وقائع التظاهرات واملس�ي�رات واملواجهات‬

‫مع اجه���زة القمع‪ ،‬تصل او ً‬ ‫ال باول اىل الشاش���ات‬ ‫العاملية‪ ،‬ما ش���كل ضغطاً كبرياً م���ن الرأي العام‬ ‫العامل���ي دفع حكومات���ه ومنظمات���ه اىل التعاطف‬ ‫س���ريعاً مع اولئ���ك الذين خرجوا ع���ز ً‬ ‫ال حاملني‬ ‫اكفانه���م عل���ى ايديه���م للمطالب���ة بابس���ط‬ ‫حقوقهم يف احلرية وحتديد املصري‪.‬‬ ‫مل حيدث ذلك بفضل وس���ائل االعالم التقليدية‬ ‫املرموقة وال مراس���ليها املخضرم�ي�ن‪ ،‬بل بفضل‬ ‫جمموع���ات م���ن املدونني الش���باب واولئك الذين‬ ‫نطل���ق عليه���م تس���مية "املواطن�ي�ن الصحافيني"‬ ‫الذي���ن اس���تفادوا م���ن التط���ور التكنولوج���ي يف‬ ‫استخدام هواتفهم النقالة اللتقاط صور مشاهد‬ ‫حية من س���احات املواجهات ونقله���ا اىل املدونات‬ ‫ووس���ائل التواص���ل االجتماع���ي عل���ى االنرتنت‪.‬‬ ‫وس���رعان م���ا التقطت اجهزة االع�ل�ام املبادرة يف‬ ‫نق���ل تلك املش���اهد وحولته���ا اىل تقاري���ر احتلت‬ ‫الصدارة يف النشرات االخبارية‪.‬‬ ‫وحن���ن نعلم الي���وم عل���م اليقني ان مثة وس���ائل‬ ‫اعالمي���ة خارجي���ة مل تك���ن تفض���ل الدخول يف‬ ‫مواجه���ة مع حكم العقيد ملا يف ذلك من جمازفة‬ ‫يف الره���ان عل���ى انتفاض���ة فتي���ة وفرصه���ا يف‬ ‫التص���دي آلل���ة احل���رب الضخم���ة ال�ت�ي كان‬ ‫ميتلكها القذايف‪.‬‬ ‫لك���ن املنافس���ة واملصداقي���ة‪ ،‬حالت���ا دون جتاهل‬ ‫وس���ائل االع�ل�ام مل���ا حي���دث يف ليبي���ا آن���ذاك‪،‬‬ ‫وتص���درت وقائ���ع االنتفاض���ة حي���ز املناقش���ات‬ ‫والتحلي���ات‪ ،‬خصوصاً بعدما انض���م اىل تأييدها‬ ‫ع���دد كب�ي�ر م���ن احمللل�ي�ن السياس���يني وب���دأت‬ ‫االنش���قاقات على احلكم الديكتاتوري يف الداخل‬ ‫واخلارج‪.‬‬ ‫وهنا ال بد م���ن توجيه التقدير اىل جمموعة من‬ ‫الصحافي�ي�ن العرب واالجان���ب اجلريئني‪ ،‬الذين‬

‫قادهم ضمريه���م املهين اىل اجملاذفة يف التس���لل‬ ‫اىل مناط���ق االضطرابات لالض���اءة على احلدث‬ ‫ومتابعة جمرياته‪.‬‬ ‫•اول ظهور للسيد مصطفى عبد اجلليل يف مقدم‬ ‫الثوار‪.‬‬ ‫روى ل���ي صح���ايف س���ويدي كان م���ن اوائ���ل‬ ‫الصحافيني االجانب الذي تسللوا اىل شرق ليبيا‬ ‫يوم ‪ 20‬فرباير‪ ،‬مش���هداً قال انه لن ينس���اه طيلة‬ ‫حيات���ه‪ ،‬وهو ي���وم دخل ومع���ه جمموعة صغرية‬ ‫م���ن زمالئه اىل مقر الربمل���ان احمللي يف البيضاء‪،‬‬ ‫فوق���ف االعي���ان الذي���ن اجتمع���وا يف داخله وهم‬ ‫يهتف���ون حري���ة حري���ة‪ ،‬ويرحب���ون بالصحافة‬ ‫االجنبي���ة‪ .‬اجتم���اع برملان البيضاء ه���ذا‪ ،‬بث على‬ ‫اليوتي���وب‪ ،‬وتناقلت���ه وس���ائل االع�ل�ام العاملي���ة‬ ‫وكرس اول ظهور للسيد مصطفى عبد اجلليل‬ ‫يف مقدم الثوار‪.‬‬ ‫وعلى ذمة الصحايف الس���ويدي نفسه‪ ،‬فانه دخل‬ ‫ومع���ه مراس���ل صحيف���ة وول س�ت�ريت جورنال‬ ‫ومراس���لة حملطة "ناش���ونال راديو" االمريكية‪،‬‬ ‫اىل نقطة مس���اعد قاطعني املس���افة من احلدود‬ ‫املصرية س�ي�راً على االقدام‪ .‬واستقبلهم عدد من‬ ‫الث���وار الذين كانوا س���يطروا عل���ى املعرب وامنوا‬ ‫هلم مبيتهم يف طربق تلك الليلة‪ .‬ويضيف انه يف‬ ‫اليوم التالي شاهد صحافيني مصريني‪ ،‬احدهما‬ ‫مصورة شابة تعمل حلس���اب وكالة انباء عاملية‬ ‫تناقل���ت وس���ائل االعالم الصور ال�ت�ي التقطها يف‬ ‫حينه‪ ،‬ومراسل لتلفزيون فرنسي‪.‬‬ ‫بعدها اغلقت احلدود لبضعة ايام‪ ،‬اىل حني متكن‬ ‫طاقم لش���بكة "س���ي ان ان" وبع���ض الصحافيني‬ ‫اآلخرين من العبور يف بداية شهر مارس‪.‬‬ ‫تهافتت وسائل االعالم العاملية على أي مشهد او‬ ‫خرب خي���رج من ليبيا يف تلك الفرتة وكان زادها‬

‫املش���اهد اليت يبثها هوات ليبيون عل���ى اليوتيوب‬ ‫ومعلوم���ات يتم تس���ريبها ع�ب�ر هوات���ف االقمار‬ ‫االصطناعي���ة‪ ،‬فيما ش���جع دفء االس���تقبال من‬ ‫جان���ب الليبي�ي�ن‪ ،‬املراس���لني االجان���ب على عدم‬ ‫املب���االة بتهدي���دات اجه���زة القذايف ال�ت�ي رصدت‬ ‫وجودهم وحتركهم وراحت تبث حتذيرات هلم‬ ‫عرب وس���ائل االعالم التابعة هل���ا‪ .‬يف تلك املرحلة‬ ‫س���قط الش���هيد االب���رز حلرية االع�ل�ام يف ليبيا‬ ‫اجلدي���دة وه���و االعالمي الش���اب حمم���د نبوس‬ ‫الغين ع���ن التعريف لدى الغالبية الس���احقة من‬ ‫الليبيني‪.‬‬ ‫مشهدان طبعا تلك املرحلة‪ ،‬اوهلما ظهور القذايف‬ ‫يف خطابه الش���هري متوعداً مبطاردة الثوار "زنقة‬ ‫زنقة"‪ ،‬وهو خطاب قوبل يف احلقيقة بنقد وصل‬ ‫حد الس���خرية يف وس���ائل االعالم العاملية‪ ،‬كما‬ ‫كان له الوقع ذاته يف اوساط الرأي العام‪ ،‬اذ راح‬ ‫يتندر باغنية مطلعها "زنقة زنقة" مت اس���تنباط‬ ‫كلماتها من اخلطاب‪.‬‬ ‫والواقع ان االجواء كانت مهيأة قبل ذلك بسنوات‬ ‫ملواكبة ظهور القذايف بالسخرية والنقد‪ ،‬وذلك‬ ‫بفضل غرابة اطواره اليت كانت ختفي مراوغة‬ ‫واس���تخفافاً مبعاناة مواطني���ه‪ ،‬وكذلك بفضل‬ ‫جه���ود ناش���طني يف الداخل واخل���ارج متكنوا من‬ ‫التواصل مع اجهزة االعالم لنقل صورة حقيقية‬ ‫للمأسي اليت عاناها الليبيون يف عهده‪.‬‬ ‫•ظهور سيف ووعيده حبرب اهلية وحتول ليبيا اىل‬ ‫صومال جديدة‬ ‫ام���ا املش���هد الثان���ي ال���ذي كان اكث���ر خطورة‬ ‫ودراماتيكي���ة‪ ،‬فهو ظهور جنله س���يف يف خطاب‬ ‫رافع���اً اصبع���ه يف اش���ارة تهديد ووعي���ده حبرب‬ ‫اهلي���ة وحتول ليبيا اىل صوم���ال جديدة يف حال‬ ‫اطاح���ة ابي���ه‪ .‬وقد اس���تفزني هذا الظه���ور كما‬ ‫استفز آالف الشباب الليبيني‪ ،‬ودفعين اىل كتابة‬ ‫مقال يف صحيفة "احلياة" عنوانه‪" :‬خرافات حول‬ ‫قبائلية وصوملة يف ليبيا"‪.‬‬ ‫مل تكن غالبية وسائل االعالم العربية قد ختلت‬ ‫عن تردده���ا يف الوقوف بالكامل اىل جانب الثوار‪،‬‬ ‫ذل���ك ان ع���دداً كب�ي�راً منه���ا‪ ،‬مل يكن واثق���اً من‬ ‫قدرة االنتفاضة على التصدي آللة احلرب اليت‬ ‫جرده���ا العقيد اللي�ب�ي‪ ،‬وبالتالي كانت وس���ائل‬ ‫االعالم العربية ختش���ى ارت���داد القذايف عليها اذا‬ ‫جنح يف حسم املوقف ملصلحته‪.‬‬ ‫ولع���ل االع�ل�ام االجن�ب�ي كان يف تل���ك املرحل���ة‬ ‫متقدم���اً اكث���ر يف حس���م موقف���ه‪ ،‬لك���ن الثغرة‬ ‫اليت ظه���رت آن���ذاك‪ ،‬كان���ت غي���اب التحليالت‬ ‫املعمقة باق�ل�ام الكتاب االجان���ب‪ ،‬فاملتخصصون‬ ‫منهم يف الش���ؤون الليبية استندوا اىل نقل افادات‬ ‫وتصرحيات من ناش���طني ليبي�ي�ن‪ ،‬دون ان تكون‬ ‫هلم رؤية واضحة ملا ستؤول اليه االمور‪.‬‬ ‫•سياق واحد للحديث دون تنسيق مسبق‬ ‫وهنا ال بد من االش���ارة اىل ام���ر مدهش كنا قد‬ ‫ناقش���ناه يف م���ا بيننا الحق���اً‪ ،‬وهو م���دى التناغم‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 18 - 12 ( - ) 92‬فبراير ‪)2013‬‬

‫والتناس���ق يف مداخ�ل�ات الناش���طني‬ ‫واملعلق�ي�ن الليبي�ي�ن املناهض�ي�ن للق���ذايف‬ ‫عرب وس���ائل االعالم العاملية‪ ،‬دون ان يكون‬ ‫بينه���م تنس���يق مس���بق حول م���ا جيب ان‬ ‫يقال‪ ،‬وهي ظاهرة تستحق الدراسة حبد‬ ‫ذاته���ا فكيف تك���ون جمموعة م���ن الناس‬ ‫متفق���ة على س���ياق واح���د للحديث دون‬ ‫تنس���يق مس���بق‪ ،‬الله���م اىل اذا كان افراد‬ ‫تل���ك اجملموعة عل���ى قلب واح���د وقناعة‬ ‫وطنية واحدة جامعة‪ .‬وهنا يربز السجال‬ ‫القديم القائل بان للحقيقة وجه واحد ال‬ ‫ميكن اخفاؤه وال افتعاله او تصنعه‪.‬‬ ‫كان همنا كصحافيني وناشطني ليبيني‬ ‫مؤيدي���ن للث���ورة ه���و البقاء عل���ى كلمة‬ ‫واحدة‪ ،‬وااله���م من ذلك ايصال رس���التنا‬ ‫اىل دوائ���ر القرار يف الغ���رب‪ ،‬وجتاوز تلك‬ ‫الثغ���رة اليت اش���رنا اليها يف ن���درة االقالم‬ ‫الليبي���ة ال�ت�ي تكت���ب حتلي�ل�ات سياس���ية‬ ‫باللغات االجنبية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقد نش���رت يف تل���ك الفرتة مق���اال باللغة‬ ‫االنكليزي���ة يف صحيف���ة "ديل���ي س���تار"‬ ‫عنوان���ه "خريط���ة طري���ق لف���ك حص���ار‬ ‫طرابل���س"‪ ،‬وحرص���ت عل���ى اس���تخدام‬ ‫كل عالقات���ي ومع���اريف لتس���ويق ه���ذا‬ ‫املق���ال وايصال���ه اىل متابعي املل���ف اللييب‬ ‫يف دوائ���ر القرار‪ .‬وكان املق���ال مبيناً على‬ ‫نظ���رة اتفقن���ا عليه���ا كناش���طني ليبيني‬ ‫وهي ض���رورة فرض حظر جوي وحبري‬ ‫وبري على قوات القذايف ملنعها من ارتكاب‬ ‫جم���ازر حب���ق ش���عبنا‪ .‬وكذل���ك كان���ت‬ ‫القناع���ة ان���ه ال بد من ف���ك احلصار الذي‬ ‫فرضه القذايف على ناشطينا يف العاصمة‬ ‫طرابل���س‪ ،‬وحماول���ة ايص���ال االم���دادات‬ ‫الالزم���ة هل���م‪ ،‬اميان���اً بضرورة ان تش���مل‬ ‫االنتفاض���ة كل االراض���ي الليبي���ة واال‬ ‫تقتص���ر عل���ى ج���زء منه���ا مل���ا يف ذلك من‬ ‫حماذير معروفة‪.‬‬ ‫•حتول االعالم العاملي اىل رصد سلبيات‬ ‫اجملتمع اللييب‬ ‫اين حنن اآلن م���ن تلك االجواء االجيابية‬ ‫اليت واكب���ت انطالقة الث���ورة اذا توافقنا‬ ‫على تس���ميتها كذل���ك جزاف���اً؟ ‪....‬حتول‬ ‫االعالم العاملي اىل رصد س���لبيات اجملتمع‬ ‫اللي�ب�ي واملخاط���ر ال�ت�ي ته���دد الب�ل�اد‪،‬‬ ‫واصبح���ت ليبي���ا ما بعد ث���ورة ‪ 17‬فرباير‬ ‫مصدراً للتقارير عن اعمال عنف وش���غب‬ ‫ابع���د ما تكون عن االه���داف اليت خرج من‬ ‫اجلها الثوار احلقيقيون‪.‬‬ ‫ان الوف���اء لث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر والش���هداء‪،‬‬ ‫يقتضي يف ما يقتضيه‪ ،‬انتاج اعالم وطين‬ ‫ح��� ّر‪ ،‬يضاه���ي وس���ائل االع�ل�ام العاملي���ة‬ ‫ويس���لط الض���وء عل���ى اجيابي���ات البل���د‪،‬‬ ‫من عاداته���ا وتقاليدها وفنونها الش���عبية‬ ‫وصناعاتها وثقافتها واماكنها السياحية‬ ‫الفري���دة‪ ،‬اع�ل�ام يعن���ى بتعمي���ق الوحدة‬ ‫الوطنية واالواص���ر والروابط اليت جتمع‬ ‫ب�ي�ن ابناء هذا الش���عب الطي���ب األبي‪ ،‬لئال‬ ‫تتح���ول ليبي���ا جم���دداً اىل صورة س���لبية‬ ‫وجم���رد خرب حيمل ما حيمله عن فوضى‬ ‫واضطرابات وتطرف ومشاحنات‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•حماض���رة كان مق���رراً القاؤه���ا يف‬ ‫احتفالي���ة ليبيا خ�ل�ال مع���رض القاهرة‬ ‫للكت���اب – ‪ ، 2013‬وحال���ت الظروف دون‬ ‫ذلك‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫ال أحب مصر‪ ..‬وأكره وزارة الثقافة‬ ‫كرمية الفاسي‬

‫خرج (ش���اويش) من م���كان ما‪ ،‬ب���ل من مصرف‬ ‫ه���و (البن���ك الدول���ي)‪ ،‬واندف���ع حنوه���ا يرميها‬ ‫باحلجارة‪":‬روح���ي ي���ا ب���ت‪ ،‬س���ييب اهل���امن"‬ ‫ُ‬ ‫وحاولت اإلس���راع بقوة‬ ‫فرتاجعت‪،‬ش���كرته بقوة‬ ‫سلحفاة مثقلة باخلوف والذعر‪ ،‬أحاول االبتعاد‬ ‫ق���در ما يك���ون‪ ،‬يعي���د لي عقل���ي املش���هد فتبدو‬ ‫كلم���ات هلجتها املصرية أكث���ر وضوح‪ ،‬ويعيد‬ ‫عقلي الكلمات‪ ،‬يعيدهاـ مع تلويح العصا كانت‬ ‫تق���ول‪" :‬ربنا يقومك بالس�ل�امة يا ه���امن‪ ،‬والنيب‬ ‫عطشانه عاوزة اشرب"‪.‬‬ ‫صاحب���ة احلم���ار كان���ت تتس���ول جرع���ة ماء‪،‬‬ ‫نظ���رت إىل ي���دي‪ ،‬ف���إذا ب���ي أمحل زجاج���ة ماء‬ ‫صغرية ش���به فارغ���ة‪ ،‬جرعات م���اء قليلة فقط‪،‬‬ ‫التف���ت لل���وراء‪ ،‬حلظته���ا كان���ت تركض حنو‬ ‫محارها ورفيقتها‪ ،‬التقط���ت كوباً ورقياً مرمياً‬ ‫أم���ام أح���د املقاه���ي الفخم���ة املقفل���ة وش���ربت‬ ‫الس���ائل املتبقي في���ه‪ ،‬وأنا انظ���ر إىل زجاجة املاء‬ ‫ب�ي�ن يدي���ي ش���به الفارغ���ة‪ ،‬لق���د أرادت جرع���ة‬ ‫م���اء ال غري‪ ،‬عدت بس���رعة الس���لحفاة أيضا إىل‬ ‫(الش���اويش)‪ ،‬يقف جبانبه رجل مع ابنه يرتدي‬ ‫جلباباً‬ ‫ً‬ ‫وعمامة‪ ،‬يتحدثان‪.‬‬ ‫قاطع���ت حديثه���م بلهج�ت�ي الليبي���ة دون أن‬ ‫أبس���طها‪":‬كانت ت�ب�ي تش���رب بس‪ /‬احل���ق عليا‬ ‫ان���ا اللي ما فهمتهاش ‪ ،‬انا م���ش مصرية وخفت‬ ‫منها‪ ،‬ناديها تشرب‪ ،‬اعطيها شيشة امليه"‪.‬‬ ‫م���ا فه���م الرج���ل كالم���ي إال مجل���ة "م���ش‬ ‫مصري���ة"‪ ،‬قال ل���ي‪ :‬أهي راحت خ�ل�اص‪ .‬صرت‬ ‫أنادي عليها وألوح‪ :‬تعالي تعالي‪ ،‬انتبهت فعادت‬ ‫جتري‪ ،‬دفع���ت بقارورة املاء (للش���اويش) ‪ /‬قلت‬ ‫له‪ :‬أعطيها هلا وهربت مسرعة‪.‬‬ ‫القاه���رة ه���ي كل م���ا أعرف���ه م���ن مص���ر‪ ،‬أو‬ ‫بال���كاد أعرف���ه‪ ،‬م���ع آذان صالة اجلمع���ة القرآن‬ ‫يف الس���ماء(اهلل هو الغين ال���ذي حييى املوتى وهو‬ ‫على كل ش���يء قدير)‪ ،‬رائحة القرفة الش���هية‬ ‫متلئ الش���ارع رغ���م التل���وث‪ ،‬منبعث���ة من حمل‬ ‫فطائ���ر القرف���ة االمريكي���ة الفخمة‪ ،‬س���يارات‬ ‫فاره���ة( مص���رص ب ص)‪( ،‬مالك���ي جي���زة)‪،‬‬ ‫(م ب ق)‪( ،‬ه د ص)‪ ،‬اعالن���ات الربجروالببس���ي‬ ‫والك���وال واأللبان والش���يبس والكيتكاتوموبينيل‬ ‫واتصاالت‪ ،‬وعمارت وأبراج و"س���ييت ستار وسن‬ ‫س���ييت" ورجل يفرتش ال�ت�راب يعل���وه الصفيح‪،‬‬ ‫حيض���ر طع���ام الغ���ذاء بع���د أن نش���ر مالبس���ه‬ ‫املغس���ولة للش���مس حتى جت���ف‪ ،‬فيما يب���دو أنه‬ ‫ي���وم نظافة‪ ،‬يعلق أعاله لوح���ة عريضة مكتوب‬ ‫عليها‪ :‬تامر عباس ‪ 01222180293‬فيما يبدو‬ ‫أنه عنوان!‪.‬‬ ‫ال أح���ب الزمح���ة والتداف���ع واهل���واء املل���وث‬ ‫والقمام���ة‪ ،‬ال أحب االعالنات ال�ت�ي حولت حياة‬ ‫الن���اس اىل كذب���ة كب�ي�رة‪ ،‬ال أح���ب التمل���ق‬ ‫والنفاق ومعسول القول طريق التحايل‪ ،‬ال أحب‬ ‫(ي���ا بيه وي���ا هامن)‪ ،‬غ�ي�ر أني احرتم���ك يا مصر‪،‬‬ ‫اح�ت�رم التاريخ القائ���م واحلض���ارة‪ ،‬أحرتم هذه‬ ‫األم���ة الكادحة‪ ،‬أح�ت�رم املصري ال���ذي انتفض‪،‬‬ ‫أح�ت�رم الفقر املدقع الذي ين���ادي على الطفولة‬ ‫ب���أروع التعابري‪":‬يابسبوس���ة ي���ا حل���و‪ ،‬اتفض���ل‬ ‫يازعي���م"‪ ،‬نضع حقيبة طع���ام طفلنا "حييى" ذو‬ ‫الثالث س���نوات يف جهاز الكش���ف على احلقائب‪،‬‬ ‫فيلتقطه���ا احل���ارس وه���و يقلبه���ا ب�ي�ن يدي���ه‬ ‫متحسس���اً ما بداخلها‪ ،‬وهو عصري وشوكوالته‪:‬‬ ‫الالالال ما يصحش‪ ،‬ان���ت تتفتش ‪ ،‬دانت ضابط‬

‫‪1‬‬ ‫باملهندس�ي�ن‪،‬جير‬ ‫العربية)‬ ‫الدول‬ ‫(جامعة‬ ‫ش���ارع‬ ‫مر احلمار األول بطيئاً جبانب الرصيف يف‬ ‫ُّ‬ ‫عرب���ة مهرتئة مكوم���ة بالقمامة والنفايات‪ ،‬تعلوه���ا فتاة تلبس جلباباً مصري���اً‪ ،‬أو ما يعرف‬ ‫ُّ‬ ‫طويل)‪،‬تلف رأسها بوشاح صويف غليظ تهش على احلمار بعصاً وحتمله على‬ ‫عندنا (قفطان‬ ‫املس�ي�ر‪ ،‬ومن ورائها محار ب�ن�ي أصغر حجماً‪ ،‬جير عربة بنفس حجم عربة احلمار الس���ابق‪،‬‬ ‫مكوم���ة بالنفاي���ات تعلوها فتاة‪ ،‬هي ش���ابة صغرية‪ ،‬أو مراهقة ترتدي قفطان���اً برتقالياً تب ُ‬ ‫ني‬ ‫بسروال أمحر‪ ،‬وتلف رأسها بوشاح ضخم مزركش‪ ،‬وأنا وحيدة على الرصيف‪،‬‬ ‫منه ساقيها‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫وقلي���ل من امل���ارة يف صباح اجلمعة الباكر هنا يف القاهرة‪ .‬الطريق ش���به خالية عكس ما هو‬ ‫أس�ي�ر مثقلة اخلطى حبملي الذي يتعبين‪ ،‬شاردة بني كل التناقض املصفوف‬ ‫الطبيعي هنا‪ُ ،‬‬ ‫يف حم�ل�ات األزي���اء الفاخ���رة واملطاعم العاملي���ة والكافيهات والس���يارات الفاره���ة‪ ،‬ومحارين‬ ‫بنفايات وفتاتني ش���ابتني ترتبعان عرشا عربيت القمامة‪ ،‬يف حلظة الغفلة هذه‪ ،‬قفزت الفتاة‬ ‫تلوح بعصاها اليت تهش بها احلمار وتتمتم بلهجة مصرية‬ ‫الصغرى وانطلقت حنوي بسرعة ُ‬ ‫ثوان كانت أمامي تسد الطريق ومتنعين من املسري‪ ،‬وأنا يثقلين محلي لطفلي‬ ‫مل أفهمها‪.‬يف ٍ‬ ‫الثاني‪ ،‬فال أقدر على اهلرب واجلري أو الدفاع عن نفسي‪ ،‬فكرت يف الصراخ‪ ،‬خفت إن عرفت‬ ‫من هلجيت بأني لست مصرية‪ ،‬أن تتمادى أكثر‪ ،‬صرت أراوح خبطوات يف ذات املكان‪ ،‬وأشري‬ ‫هلا فقط أن أتركي�ن�ي‪ ،‬أتركيين ثم دون وعي نطقت باإلجنليزية(‪،)Please let me go‬‬ ‫وعقلي يوازن كيف س���أواجهها‪ ،‬هل أنهرها وأظهر قوة‪ ،‬أم أتوس���ل هلا‪ ،‬أم أس�ي�ر وش���أني وال‬ ‫أبدي هلا اهتمام‪ ،‬غري أنها األقوى وهي من تس���د أمامي الرصيف‪ ،‬ولديها إمدادات لوجيستية‬ ‫مح���ار وعربة ونفاي���ات‪ ،‬وعربة رفيقتها وه���ذه أرضها ومساؤها‪ ،‬وأنا غريب���ة يثقلين محلي‬ ‫صباح مجعة غري مزدحم يف إحدى شوارع القاهرة‪.‬‬ ‫والضباط ما تتفتش"‪.‬ال أرى مصر "أم الدنيا" بل‬ ‫"أمل الدنيا" بصالحها يصلح الكثري‬ ‫‪2‬‬ ‫ُ‬ ‫حنن هنا‪،‬أنا وزوجي يف القاه���رة بنا ًء على دعو ٍة‬ ‫كرمية م���ن وزارة الثقافة للمش���اركة ضمن‬ ‫ٍ‬ ‫فعاليات معرض القاه���رة للكتاب يف دورته ‪،44‬‬ ‫وليبي���ا ه���ي ضيف الش���رف‪ .‬كمثقفني ش���باب‪،‬‬ ‫بطريقة غري رمسيه وشعرنا حبرج‬ ‫بداية أُبلغنا‬ ‫ٍ‬ ‫كب�ي�ر يف تتبع األم���ر‪ ،‬فما تعودنا التس���ول على‬ ‫أروقة ال���وزارات‪ ،‬غري أنه مت إخبارنا بش���كل جاد‬ ‫من قبل أحد االساتذة الكرام وقيل لنا اذهبوا اىل‬ ‫مكتب (القالع الس���تالم تذاكر السفر)‪ .‬طبيعة‬ ‫عم���ل زوج���ي قاس���ية نوع���اً م���ا‪ ،‬تتطل���ب غيابه‬ ‫املستمر‪،‬وتواجده يف احلقول الصحراوية متتبعاً‬ ‫رحالت طريان ش���ركته‪ ،‬فهو مهن���دس صيانة‬ ‫طائ���رات‪ ،‬ويف ظ���ل النق���ص يف الكف���اءات ف���إن‬ ‫الش���باب العامل حياول التعويض برفع س���اعات‬ ‫العمل اىل اقصى درجة حمتملة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫اجته���ت اىل مكتب الق�ل�اع ووجدت كل ترحاب‬ ‫وع���ون‪ .‬يف مكت���ب احلج���ز كان هن���اك أربع���ة‬ ‫ش���باب يعمل���ون بالطاقة القص���وى‪ ،‬يردون على‬ ‫اهلوات���ف واإلميي�ل�ات وأس���ئلة املستفس���رين‬ ‫م���ن الزبائ���ن‪ ،‬وممن (دز س�ل�ام)‪ ،‬جعلين أش���عر‬ ‫تفان‬ ‫بالش���فقة عليهم‪ ،‬ال ميكن أن يك���ون هناك ٍ‬ ‫أكرب‪ ،‬اس���تلمت تذاكرنا وحجزت على حسابنا‬ ‫تذكرة طفلن���ا‪ .‬قيل لي أن هن���اك إقامة ‪ 3‬أيام‬ ‫يف فندق(سونيستا) لزوجي ‪ 29/28/27‬يناير‪،‬‬ ‫وهن���اك إقامة ‪ 3‬أيام أخ���رى لي ‪ 3/2/1‬فرباير‪،‬‬ ‫ليك���ون س���فر زوج���ي ي���وم ‪ 1/27‬وس���فري يوم‬ ‫‪ ،2/1‬غ�ي�ر أن���ي اعرتض���ت‪ ،‬إذا كان هناك من‬ ‫املشاركني أزواج‪ ،‬ملا ال نقوم بتعديل صغري يوفر‬ ‫علينا التعب وعل���ى الدولة االموال‪ ،‬فنغادر معاً‪-‬‬ ‫أي انا وزوجي‪ -‬ثم يقدم هو مش���اركته يوم ‪28‬‬ ‫وأقدم أنا مش���اركيت القصصية يوم ‪ 29‬ونعود‬

‫معاً‪.‬وافق الشباب وقاموا بتعديل مواعيد تذاكر‬ ‫الس���فر للذهاب أما العودة فق���د اقرتح على أحد‬ ‫الش���باب تاريخ ‪ 2/7‬يف حالة كن���ا نريد االقامة‬ ‫عل���ى حس���ابنا يف القاه���رة لبعض الوق���ت‪ ،‬أردت‬ ‫استش���ارة زوجي لكنه قاطع�ن�ي بأن هذه تذاكر‬ ‫درج���ة أوىل وبإمكان���ك تعدي���ل الع���ودة مبوع���د‬ ‫أنك لو أردت متديدها‬ ‫قريب كما تش���ائني‪ ،‬غري ِ‬ ‫ستدفعني غرامة تأخري‪ .‬أما بالنسبة للمشاركة‬ ‫واإلقام���ة فاللجنة املنظمة يف القاهرة س���تتوىل‬ ‫األم���ر وه���ي متعاون���ة للغاي���ة‪ ،‬هذا م���ا قيل لي‬ ‫وهكذا وافقت‪.‬‬ ‫انطلق���ت رحلتن���ا م���ن بيتن���ا يف طرابل���س عن���د‬ ‫اخلامس���ة فج���راً لنص���ل القاه���رة يف منتص���ف‬ ‫النهار‪ ،‬ومل جند أي حجز يف أي فندق‪ ،‬ال إقامة‪،‬‬ ‫وانتظار طوي���ل ملوظف معه املس���تحقات املالية‪،‬‬ ‫ورحلة حبث مريرة عن س���كن أو فندق مقبول‪،‬‬ ‫مصحوب���ة ب���أول خيب���ة أم���ل مري���رة‪ ،‬واخليبة‬ ‫الثانية ال تعديل يف مواعي���د التذاكر‪،‬فرحالت‬ ‫الذه���اب إىل طرابلس على االفريقية مزدمحة‪،‬‬ ‫وما باليد حيلة س���وى االنتظار‪ .‬وجلنة منظمة‬ ‫مل ألتقيها‪ ،‬وال أدري من أمرها ش���يئاً‪ ،‬وال تدري‬ ‫من أمرنا شيئا‪.‬‬ ‫وزارة الثقافة‪ ،‬كم أكرهك‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 18 - 12 ( - ) 92‬فبراير ‪)2013‬‬

‫الطوارق والدور التارخيي الكبري‪..‬‬

‫حممد عمر الزنتاني‬

‫ان الط���وارق قبائل كبرية ومنتش���رة وموزعة‪,‬‬ ‫منهم م���ن تواصل مع املدن مث���ل بقية املناطق‬ ‫ومنه���م من بقى على طبيع���ة منطقته‪ ,‬غري ان‬ ‫التارقي مل يتخلى عن مجله ( املهري ) ولباسه‪,‬‬ ‫ومل تلتحف نس���ائه اللباس املستورد كما فعل‬ ‫اغلب س���كان املدن الس���احلية‪ ,‬بل بق���ى التوارق‬ ‫يلتحف���ون البس���تهم التقليدي���ة اجلميلة اليت‬ ‫تشكل قمة يف االناقة والذوق‪.‬‬ ‫ان الط���وارق مكونات قبلية مث���ل بقية القبائل‬ ‫يسكنون الصحراء يف غدامس اوباري وبالقرب‬ ‫منه���ا وميت���دون بالتواصل م���ع بقي���ة القبائل‬ ‫الطوارقي���ة يف الصحراء الكربى‪ ,‬يف اجلزائر يف‬ ‫كل متاشق ويف كل ازقر‪ ,‬وكل انصر‪ ,‬وأضاغ‬ ‫مش���ال مال���ي عموم���ا‪ ,‬وايض���ا مش���ال النيجر‪,‬‬ ‫حي���ث ان احلدود املوج���ودة اليوم مل تكن حدودا‬ ‫اجتماعي���ة قبلية بق���در ما ه���ي ختطيط على‬ ‫اوراق اخلرائ���ط قس���مت فيها االس���ر والقبائل‬ ‫ب�ي�ن اكثر م���ن دول���ة مثلما ه���و م���ع القبائل‬ ‫احلدودي���ة يف كل احل���دود الليبي���ة م���ع بقية‬ ‫الدول اجمل���اورة‪ ,‬ومثل ما عليه كل احلدود يف‬ ‫منطقتنا‪.‬‬ ‫ان الط���وارق اش���راف النس���ب للدوح���ة النبوية‬ ‫يع���ودون يف اغلبه���م للنس���ب الش���ريف حت���ى‬ ‫ادري���س االول ال���ذي يع���ود للحس���ن اب���ن علي‬ ‫بن ابي طال���ب‪ ,‬وفيهم االنص���ار العظام‪ ,‬انصار‬ ‫رس���ول اهلل ( م���ن االوس واخل���زرج) الذي���ن‬ ‫هل���م الش���رف الكبري يف نص���ر االس�ل�ام واعالء‬ ‫رايت���ه‪ ,‬وه���م مجيع���ا اه���ل عل���م ودي���ن كب�ي�ر‬ ‫واه���ل كفاح ض���د املس���تعمر‪ ,‬و كان هلم دورا‬ ‫كب�ي�را يف حمارب���ة االس���تعمارين الفرنس���ي‬ ‫وااليطال���ي‪ ,‬وكان هل���م دورا علمي���ا كبريا يف‬ ‫ازده���ار العل���م والتجارة مع اخوته���م يف عموما‬ ‫الصح���راء الكربى‪ ,‬يف ت���وات باجلزائر‪ ,‬وطبقة‪,‬‬ ‫ويف تامنراس���ت‪ ,‬ولعل ال���دور االكرب كان مع‬ ‫اخوتهم الربابيش‪,‬وبقية القبائل احلس���انية يف‬ ‫متبكتو العظيمة احلاضرة االس�ل�امية الكربى‬ ‫ال�ت�ي كان���ت مرك���زا علمي���ا ال يضاه���ي يف‬ ‫التاري���خ‪ ,‬وهي تعد من اغنى املدن بهذا املخزون‬ ‫الكب�ي�ر‪ ,‬وللت���وارق علما ومش���ائخ ال يش���ق هلم‬ ‫غبار يف هذا اجلانب‪,‬حيث كانت تاتيها القوافل‬ ‫حممل���ة بالبضائ���ع وخت���رج منه���ا يف محاي���ة‬ ‫التوارق حمملة بالكتب واملخطوطات يف ش���تى‬ ‫العلوم االسالمية من فقه ولغة وحنو وصرف‬ ‫وش���ريعة عرب طرق القواف���ل اليت احداها متتد‬ ‫حنو غدامس احلاضرة الكبرية واملركز الديين‬ ‫والعلم���ي الكبري لالس�ل�ام وخمطوطات الفقه‬ ‫االس�ل�امي واللغ���ة العربية والنح���و والصرف‪,‬‬ ‫واملوازي���ن‪ ,‬واملواثي���ق القبلي���ة ب�ي�ن قبائلن���ا يف‬

‫ظل بعض من الليبيني ال يعرفون عن الطوارق اال النزر البس���يط حتى فرتات متأخرة نتيجة لضيق افق‬ ‫اعالم االنظمة السياس���ية املتخلفة‪ ,‬اال ان االنفجار االعالمي الكبري يف القنوات الفضائية جعل الكثريمن‬ ‫تل���ك القنوات ‪ -‬اليت اليعرف معدوها تفاصيل كثرية عن الصحراء الكربى وجماهلها ‪ -‬يقومون بتقديم‬ ‫تقاري���ر انطباعية عن جمتمع الطوارق تقدمه على انه جمتمع مع���زول متقوقع‪ ,‬وهذا يف حد ذاته خطاء‬ ‫كب�ي�ر فادح وضلم يف حق اناس اكرام اش���راف عضام هم الطوارق كقبائل م���ن جممل القبائل الليبية‬ ‫العريق���ة‪ ,‬وايض���ا ضلم يف ح���ق التاريخ الوطين‪ ,‬حي���ث ان قبائل الطوارق تارخييا حتمل���وا وزرا كبري يف‬ ‫الدفاع عن ليبيا‪ ,‬وقدموا هلا على مر العصور ما ال يعد وال حيصى‪.‬‬

‫الصحراء الكربى‪.‬‬ ‫ان كل الس���وق مش���ال مدينة كي���دال مشال‬ ‫مجهوري���ة مال���ي بق���رب احل���دود اجلزائرية‪,‬‬ ‫واليت يس���مى الفرد منها الس���وقي‪,‬واليت اسسها‬ ‫جيش مغف���ر بن عقبة ب���ن نافع‪ ,‬وفيه���ا اقاموا‬ ‫حاض���ر كل الس���وق علم���ا وادبا‪ ,‬ه���ذه املدينة‬ ‫العظيمة اليت طمس���ها الفرنسيني كانت اهم‬ ‫معل���م ديين انش���ائه اه���ل كل الس���وق التوارق‬ ‫العظ���ام ابن���اء واحفاد الفاحت�ي�ن االوائ���ل ابناء‬ ‫ورفاق مغفر بن عقبة بن نافع‪ ,‬واليت اىل يومنا‬ ‫ه���ذا متالء خمطوطاتها بي���وت التوارق العظام‬ ‫االش���راف الك���رام يف احن���اء الصح���راء الكربى‪,‬‬ ‫وميكن للمتصفح على االنرتنت ان يكتب كل‬ ‫السوق او يبحث عن تادمكت‪ ,‬وهي تعين شبيهة‬ ‫مكة‪ ,‬تكرما به���ا يف العلم وعلوم الدين‪ ,‬وكتب‬ ‫وخمطوطات اللغة العربية‪ ,‬وبها اكرب مقربة‬ ‫للمجاهدي���ن االولئ���ل الذين حارب���وا مع مغفر‬ ‫بن عقب���ة بن نافع‪ ,‬وال زال���ت قبورهم الطاهرة‬ ‫شاهدا على عظمة الطوارق االشراف‪.‬‬ ‫ان للش���يخ الطاهر اق انتالة سليل اسرة تارقية‬ ‫كب�ي�رة يف كي���دال وزعيم���ا تارخيي���ا لقبائل‬ ‫ايفوغاس املمت���دة يف اضاغ مش���ال مالي‪ ,‬واليت‬ ‫له اخ���وة مع قبيل���ة الزنت���ان ممت���دة بالوثائق‬ ‫من���ذ م���ا يزي���د ع���ن ‪ 300‬ع���ام‪ ,‬ويوج���د فروع‬ ‫منه���ا يف اوباري وغدامس‪ ,‬ه���ذا الرجل العظيم‬ ‫الذي ينتس���ب اىل ادريس االول ابن احلسن بن‬ ‫عل���ي بن ابي طال���ب‪ ,‬حيث قام الش���يخ الطاهر‪,‬‬ ‫وابنائه االشراف الشيخ حممد والشيخ العباس‬ ‫والش���يخ الطيب‪ ,‬بهدم مبنى الكنيسة اليت شرع‬ ‫الفرنس���يني يف بنائه���ا بداية تس���عينيات القرن‬ ‫املاض���ي يف مدين���ة كي���دال اليت ال يوج���د بها‬ ‫مسيحي واحد‪ ,‬ومجع الناس وحطموا اجلدران‬

‫واخ���ذ كل تل���ك احلج���ارة ورماها بعي���دا عن‬ ‫كي���دال‪ ,‬وانش���د قصيدت���ه املش���هور ( كيدالنا‬ ‫كيدالنا‪ ,‬اليعبد فيها اال اهلل)‪.‬‬ ‫ان تفرع���ات الت���وارق العظام االش���راف النبالء‬ ‫القبلي���ة‪ ,‬املنتس���بة ألدري���س االول‪ ,‬واالخ���رى‬ ‫املنتس���بة اىل االنص���ار تتف���رع اىل ع���دة قبائ���ل‬ ‫اخرى واس���ر‪ ,‬مثل م���ا هي عليه بقي���ة القبائل‪,‬‬ ‫( االنص���ار ‪ -‬الش���رفاء ‪ -‬بن غس���اتن ‪ -‬تينالكم ‪-‬‬ ‫ايفوغ���اس ‪ -‬ايدنان ‪ )....‬فمنه���م مثال قبيلة بن‬ ‫غس���انت الش���ريفة ال�ت�ي كان ابنائه���ا تارخييا‬ ‫يهتم���ون بالعل���م والدي���ن واملخطوطات‪,‬وه���م‬ ‫اخوة واح�ل�اف الزنتان تارخييا‪ ,‬ومنها املقاتلني‬ ‫االش���داء الذي���ن قاتل���وا م���ع الزنت���ان يف كل‬ ‫مع���ارك بداي���ة الق���رن املاض���ي‪ ,‬ومن اس���رهم‬ ‫الشريفة‪ ,‬اس���رة الكوني املعروفة تارخييا‪ ,‬ومن‬ ‫ابنائها حالي���ا الدكتور الكات���ب الكبري ابراهيم‬ ‫الكون���ي‪ ,‬واالس���تاذ موس���ى الكون���ي‪ ,‬وحس�ي�ن‬ ‫الكون���ي‪ ,‬ه���ذه االس���رة العريقة الكب�ي�رة الدور‬ ‫ديني���ا وحربي���ا يف مكافح���ة االس���تعمار جن���ب‬ ‫اىل جنب م���ع اخوتهم الزنت���ان يف كل معارك‬ ‫احلم���ادة احلم���راء والصح���راء الك�ب�رى ض���د‬ ‫الطليان الفاشس���ت‪ ,‬وب�ي�ن القبيلت�ي�ن اخوة دم‬ ‫واصل‪ ,‬وحتالف تارخي���ي الزال اجلميع يفخر‬ ‫به يف س���بيل نصرة دي���ن اهلل والوطن‪ ,‬وايضا ال‬ ‫ننسى اجملاهد الكبري صنبري‪ ,‬الذي كان فارسا‬ ‫كب�ي�را وعظيم���ا ومقات�ل�ا شرس���ا م���ع اخوته‬ ‫الزنتان يف معارك اش���كدة والق���ارة وحمروقة‪,‬‬ ‫وال يزال اه���ل الزنتان يروون الكثري الكثري عن‬ ‫شهامته وبطولته واعتزازهم باخوته‪ ,‬وال ننسى‬ ‫البط���ل بنون���و‪ ,‬الف���ارس الكبري واملقات���ل الكبري‬ ‫املتعب���د ال���ورع‪ ,‬ال���ذي امضى عم���ره مقاتال يف‬ ‫س���بيل الوطن‪ ,‬متعبدا معتزا بانتسابه للدوحة‬

‫الشرفة مفتخرا بها‪.‬‬ ‫ان الت���وارق حيتفظ���ون بالكث�ي�ر م���ن الوثائ���ق‬ ‫الثمين���ة واملخطوط���ات‪ ,‬حتى ان بعض االس���ر‬ ‫حتتفظ بشجرة النسب اسم بأسم حتى ادريس‬ ‫االول ابن احلسن بن علي بن ابي طالب‪ ,‬ومنهم‬ ‫م���ن حيتفظ بش���جرة نس���به اىل االنصار حتى‬ ‫االوس واخل���زرج العضم���اء حاضن���ة الدي���ن‬ ‫الكبرية يف املدينة املنورة‪.‬‬ ‫ان احلديث عن قبائل التوارق حديث ذو شجون‬ ‫مل���ا هل���ذه القبائل م���ن دور تارخيي‪ ,‬ومل���ا هلا من‬ ‫م���وروث‪ ,‬وه���م كباق���ي القبائ���ل ال�ت�ي تعيش‬ ‫الصحراء بكل جتلياتها‪ ,‬وخاصة على املس���توى‬ ‫االجتماعي الذي طبع احلي���اة بالضرورة على‬ ‫الرتاتبي���ة االجتماعية‪ ,‬حيث صنفت فيها املهام‬ ‫يف القبيل���ة او اجملتم���ع ب�ي�ن محل���ة الس���يف‪,‬‬ ‫ومحل���ة الكت���اب‪ ,‬والصن���اع الذين كان���وا غالبا‬ ‫م���ن االرقاء او االس���ر ضعيفة احل���ال‪ ,‬واملغنني‪,‬‬ ‫ه���ذا التقس���يم ال���ذي كان قد فرض���ه عثمان‬ ‫ب���ن عمر بن تاش���فني عم يوس���ف بن تاش���فني‪,‬‬ ‫بع���د متكن���ه م���ن الس���يطرة عل���ى الس���احل‬ ‫واجلن���وب الصح���راوي يف الصح���راى الكربى‬ ‫وتثبيت الدولة االس�ل�امية في���ه أنذاك‪ ,‬ولذلك‬ ‫قص���ة طويلة يطول ش���رحها هن���ا‪ ,‬غري ان ذلك‬ ‫التقس���يم طب���ع بعض االس���ر وبع���ض القبائل‬ ‫ببعض الصفات‪ ,‬او جعله���ا تهتم بنوع من املهام‬ ‫يف القبيلة‪ ,‬اال ان العصر اليوم كباقي اجملتمع‬ ‫تطور ذل���ك ومل يصب���ح للرتاتبي���ة االجتماعي‬ ‫معن���ى كبري م���ع التقدم يف تط���ور اجملتمعات‬ ‫االنسانية‪.‬‬ ‫ان منطقتنا غني���ة مبوروثها‪ ,‬والليبيني هلم باع‬ ‫طويل يف التاري���خ واالخوة مث���ل بقية اخوتهم‬ ‫يف املنطقة‪ ,‬وخاصة يف نش���ر الدين االس�ل�امي‪,‬‬ ‫ويفتخ���ر الكث�ي�ر م���ن الليبي���ون بانتس���ابهم‬ ‫للدوحة الش���ريفة‪ ,‬وال احد يستطيع ان ينافس‬ ‫قبائ���ل التوارق يف ذلك‪ ,‬حيث ابناء ادريس االول‬ ‫اس���م بأس���م يف وثائق مل يهملها الت���وارق يوما‪,‬‬ ‫وابناء االنصار الكرام‪ ,‬وهم من التواضع وحسن‬ ‫اخللق ب���ان تركوا ذل���ك هلل‪ ,‬ولي���س للمباهاة‪,‬‬ ‫وجعلوا منه غ���ذا حياتهم يف ما قام به اجدادهم‬ ‫من دور تارخيي يف العلم واملخطوطات يف علوم‬ ‫الفق���ه واملذاهب‪ ,‬واللغة العربية‪ ,‬وهم بال ش���ك‬ ‫اليوم‪ ,‬ال يزالون على عهد اجدادهم االشراف يف‬ ‫دورهم الديين الوطين اليوم‪.‬‬ ‫( وم���ن أحس���ن ق���وال مم���ن دع���ا إىل اهلل وعمل‬ ‫صاحل���ا وقال إن�ن�ي من املس���لمني‪ )...‬صدق اهلل‬ ‫العظيم‬


‫‪19‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 18 - 12 ( - ) 92‬فبراير ‪)2013‬‬

‫ليبيا‪ :‬الفرص الضائعة واآلمال املتجددة‪...‬‬

‫علي عبداللطيف الاليف‬

‫عن املؤسس���ة العربية للدراس���ات والنش���ر ويف ‪ 500‬صفحة صدر يف ش���هر أوت املاض���ي كتاب “ليبيا‪ :‬الف���رص الضائعة واآلمال‬ ‫املتجددة” للكاتب والدكتور العراقي علي خضري مريزا‪.‬‬ ‫وه���و الكتاب الذي يقوم بتقديم نظرة ش���املة للتطورات االقتصادية خالل العقود اخلمس ال�ت�ي انتهت بتغيري نظام اجلماهريية‬ ‫يف ع���ام ‪ .2011‬كم���ا أنه ينصرف أيضاً إىل عرض تطورات سياس���ية واجتماعية ذات تأثري فاعل يف اجملال االقتصادي خالل تلك‬ ‫العقود‪ .‬وحبكم حقيقة أن أغلب هذه الفرتة يقع خالل عهد اجلماهريية فإن الكتاب بطبيعة احلال خيصص جزءه الغالب لتغطية‬ ‫هذا العهد‪ .‬وميكن أن تس���اعد هذه النظرة على تفهم التطور الالحق بعد تغيري النظام‪ .‬إذ أن املمارس���ات والقواعد وأمناط السلوك‬ ‫ال�ت�ي س���ادت يف ذلك العهد ستس���تمر يف تأثريها لس���نوات عديدة يف املس���تقبل‪ .‬ففي ض���وء حقيقة أن حوالي ‪ 81‬باملئة من الش���عب‬ ‫اللي�ب�ي يبلغ من العمر ‪ 50‬س���نة فأقل‪ ,‬فإن هذه النس���بة الغالبة م���ن اجملتمع قد تعودت على تلك املمارس���ات والقواعد بالرغم من‬ ‫معرفتها‪ ,‬من خالل وسائل األعالم والسفر‪ ,‬بوجود أمناط سلوك وقواعد ومؤسسات خمتلفة بدرجة كبرية يف جمتمعات أخرى‪.‬‬ ‫إن طبيعة املمارس���ة والتكرار والتلقني اليومي املس���تمر تفرض أمناطاً من الس���لوك ترتكز يف الالوعي وقد تظهر يف ممارس���ات‬ ‫مستقبلية مشابهة‪.‬‬

‫ويتناول الكتاب مواضيع متع���ددة رمبا تتخطى قدرة الكاتب‬ ‫يف بعض جوانبها‪ .‬غري أن أثارتها وإخضاعها للنقاش والتدقيق‬ ‫سيقرتب من توضيح الصورة الفعلية للمقومات االقتصادية‬ ‫للمجتم���ع اللييب وتأثرها وتأثريها يف التطورات االجتماعية‬ ‫والسياس���ية خالل اخلمس���ة عقود املنصرمة بعيداً عن بعض‬ ‫التصورات والتبس���يطات اليت ُتطرح يف بعض وسائل اإلعالم‬ ‫ويف بعض الكتابات‪.‬‬ ‫و نالحظ يف كافة فصول هذا الكتاب أن درجة دقة البيانات‬ ‫واألرق���ام ومدى توفرها تكون مش���كلة ب���ارزة حبيث تفرض‬ ‫دائم���اً احل���ذر يف الع���رض ويف اس���تخالص النتائ���ج والع�ب�ر‬ ‫والتعمي���م‪ .‬ولع���ل خمتل���ف األنظمة السياس���ية الش���مولية‪,‬‬ ‫ومنها ليبيا اجلماهريية‪ ,‬قد أدركت ضرورة االبتعاد عن بناء‬ ‫منظومة متماسكة وذات صدقية من البيانات واملعلومات‪ .‬ففي‬ ‫نظ���ام مشولي يصبح من املناس���ب للحاكم أن يكون اجملتمع‬ ‫يف وض���ع ال يقي�ن�ي‪ .‬إذ أن ع���دم اليق�ي�ن يتي���ح املن���اخ لتجنب‬ ‫التقييم واملراقبة واملقارنة ومن ثم املسائلة املوضوعية‪ .‬لذلك‬ ‫ختلخلت البنية املؤسس���ية للبيانات بعد إعالن ما أُطلق عليه‬ ‫“سلطة الش���عب” يف ‪ .1977‬وهناك حقيقة أثبتتها التجربة‬ ‫يف خمتلف الدول وهي أنه مهما انتش���رت وتواصلت اجلهات‬ ‫اخلارجي���ة والدولية ال�ت�ي تع���د البيانات املختلف���ة عن دولة‬ ‫معينة تبق���ى الدول���ة وأجهزتها اإلحصائي���ة وحدها اجلانب‬ ‫املؤهل لتوفري البيانات األولية االقتصادية واالجتماعية اليت‬ ‫ميكن االعتم���اد عليها‪ .‬وبغي���اب أو انعدام صدقي���ة ودقة هذا‬ ‫املص���در األولي ف���إن املعلوم���ات الثانوية م���ن أي جهة كانت‬ ‫تك���ون انطباعي���ة يف أحس���ن األحوال‪ .‬وم���ع ذلك فلق���د توفر‬ ‫ح���د أدنى من البيان���ات واملعلوم���ات األولية أعدته���ا األجهزة‬ ‫اإلحصائية الرمسية ومبا يساعد على أعطاء صورة تقريبية‬ ‫مناسبة لوصف التطورات خالل الفرتة موضوع البحث مبا يف‬ ‫ذلك السنوات اليت أعقبت عام ‪.1977‬‬ ‫وبالرغ���م من مواضيعه املتعددة واملختلف���ة‪ ,‬فإن الكتاب يتبع‬ ‫مس���اراً مرتابط���اً مبتدأً من الب���اب األول ال���ذي يصف وحيلل‬ ‫تبع���ات كل م���ن تغ�ي�ر تركيب���ة الس���كان والتغ�ي�ر الس���ريع‬ ‫نس���بياً يف التوزيع احلضري‪/‬الريفي‪/‬البدوي وهيمنة النظام‬ ‫اجلماهريي على احلياة السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫ثم ينتق���ل إىل العالق���ات اخلارجية ويبني االرتب���اط الوثيق‬ ‫بينه���ا وبني الرتكيبة الس���كانية‪/‬اجلغرافية ومتطلبات بقاء‬ ‫النظ���ام (الباب الثاني)‪ .‬بعد ذلك يتط���رق إىل إدارة اقتصادية‬ ‫تبدل���ت وتقلبت خ�ل�ال أدوار ثالثة تتابعت م���ن مد ثوري ثم‬ ‫رك���ود اقتصادي‪/‬سياس���ي طوي���ل األم���د ثم انصي���اع لتبدل‬ ‫الظروف الدولية (الباب الثالث)‪ .‬لقد صبت نتيجة التطورات‬ ‫املعروضة يف األبواب الثالث السابقة يف زعزعة أسس التنويع‬ ‫االقتص���ادي‪ .‬أو ً‬ ‫ال‪،‬يف ع���دم تطوي���ر االحتياط���ات النفطي���ة‬ ‫وإهماهل���ا لفرتة طويل���ة‪ .‬وثاني���ا‪ ،‬يف تعريض املص���ادر املائية‬ ‫باس���تخدام زراعي واس���ع غري مربر‪ .‬ثالثاً‪ ,‬يف‬ ‫للتدهور خاصة‬ ‫ٍ‬ ‫هيكل صناعي يستنفد من املوارد أكثر مما يضيف إليها‪.‬‬ ‫بناء ٍ‬ ‫وأخ�ي�راً يف خلخلة أس���س امللكي���ة اخلاصة وإهداره���ا (الباب‬ ‫الرابع)‪ .‬وبالنتيجة وقع االقتصاد واجملتمع والنظام السياسي‬ ‫يف فخ ريعي أثبتت التجربة الدولية أن من الصعوبة اإلفالت‬

‫من���ه‪ .‬وبعد أن قام���ت االنتفاضة وأطيح بنظ���ام اجلماهريية‬ ‫فإن النظام البديل سيتأثر طوي ً‬ ‫ال بظروف وقواعد ومقومات‬

‫الدولة الريعية اليت ورثها (الباب اخلامس)‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 18 - 12 ( - ) 92‬فبراير ‪)2013‬‬

‫بورتريه‪:‬‬

‫املهامتا غاندي ‪:‬الروح العظيمة جتلى يف نظرية (الالعنف)‬

‫ساسي جبيل(*)‬

‫•غاندي كتاب الالعنف‬ ‫حيثما سافرت وحيثما حللت فثمة هنود‪ ,‬رمبا كانت هذه الفكرة احملدثة يف ذهين وأذهان كثري منا وليدة‬ ‫الصدفة ليس إال ‪....‬ولكن أن تتكرر فذلك ما يطرح السؤال املغلق ‪:‬هل أصبح كل هذا العامل هندا كبرية‪...‬؟‬ ‫رمب���ا كانت اهلند بالنس���بة لنا حنن املقيمون يف الش���مال املرتفع م���ن إفريقيا بعيدة نوعا كجنس بش���ري‬ ‫وكثقاف���ة ‪,‬ورمبا كانت دراس���اتنا عنها قليلة إن مل تكن منعدمة أحيانا‪....‬وم���ع أن اهلند يف ذهن الكثري منا‬ ‫جغرافيا ممتدة وجمتمع مرتامي ودميوقراطية راس���خة يف القدم وتنوع يف األعراق واألديان ‪....‬إال أننا كنا‬ ‫جنهل الكثري عن تاريخ هذه املنطقة من البس���يطة وال حياول الكثري منا س�ب�ر أغوارها حتى كان أن عثرت‬ ‫ذات يوم يف مكتبة صديق مبدع على كتاب أنصح اجلميع بقراءته ‪....‬‬ ‫إنه الس�ي�رة الذاتية للمهامتا غاندي أو قصة جتاربه مع احلياة كما يقول هو نفس���ه عن هذا املؤلف الضخم‬ ‫الذي نقله للعربية منري بعلبكي وأصدرته دار العلم للماليني‬ ‫تعرف���ت على اهلند ع���ن قرب من خالل املهامتا غان���دي مثقفا ومناضال وحماميا تكف���ل بالدفاع عن الفقراء‬ ‫واملظلوم�ي�ن واكتش���فت أن أمث���ال الرجل من أعالم يف هذا الع���امل البد أن يكونوا نرباس���ا لألجيال ومنارات‬ ‫نهتدي بنورها يف كل آونة وحني‪....‬‬ ‫واحلقيق���ة أن قصة جتارب الرجل م���ع احلقيقة مهما اختلفنا حوهلا فإنها متثل املاعات من ش���أنها أن تدعو‬ ‫كال منا اعتمادها يف رحلة احلياة اليت نعيش والتجارب اليت خنوض‪...‬‬

‫أنه يعبد اهلل بوصفه احلقيقة ال غري‬ ‫•البحث عن احلقيقة يف السجن‬ ‫ظ���ل الرج���ل ط���وال حيات���ه يبح���ث ع���ن‬ ‫احلقيق���ة يف كل م���كان حتى يف الس���جن‬ ‫أحيان���ا ‪....‬ولعل الس���جن هو امل���كان األكثر‬ ‫إيالم���ا واألكث���ر عزل���ة لتعود ال���ذات إىل‬

‫حياته الغزيرة واالجنازات والتحديات اليت‬ ‫قادت���ه اىل التنكيل به حين���ا واالزدراء له يف‬ ‫أحايني كثرية والرتحيب من قبل املؤمنني‬ ‫مبقوالت���ه م���ن الذي���ن ش���اركوه الفع���ل‬ ‫النضال���ي س���واء يف اهلند أوجن���وب إفريقيا‬

‫مارتن لوتر كنج‬

‫نفس���ها ‪,‬ولكن���ه بالنس���بة للمهامت���ا غاندي‬ ‫كان فرص���ة الس���تعراض حمط���ات م���ن‬

‫أوأنقل�ت�را ال�ت�ي س���افر اليه���ا طالب���ا للعلم‬ ‫يف مرحل���ة أوىل ث���م مش���اركا يف حربه���ا‬

‫وسائحا بني أرجائها ‪.‬‬ ‫ال أعل���م إن كن���ت خرجت_بع���د قراءت���ي‬ ‫الكتاب م���ن عامل اهلند بع���د؟ فقد متلكتين‬ ‫رغب���ة للمزيد من معرفة الكثري عن ثقافة‬ ‫ه���ذا الش���رق العظي���م ‪ ,‬وع���ن تع���دد أديانه‬ ‫ولغات���ه وال���ذي يعي���ش رغ���م كل ذلك يف‬ ‫انسجام وتعاون قل أن جتد له نظريا يف بلد‬ ‫ما يف عامل اليوم ‪...‬‬ ‫عرف���ت ع���ن غان���دي العظيم أن���ه يعبد اهلل‬ ‫بوصف���ه احلقيقة ال غ�ي�ر ‪,‬ولكنها احلقيقة‬ ‫ال�ت�ي مل جيده���ا أويعث���ر عليه���ا رغم حبثه‬ ‫ال���دؤوب وتضحيات���ه اجلس���ام ولكن���ه ظل‬ ‫يبح���ث عنه���ا مضحيا بأع���ز األش���ياء لديه‬ ‫م���ن أج���ل ذل���ك ‪,‬مكتفي���ا يف مرحل���ة أوىل‬ ‫باحلقيق���ة النس���بية‪....‬كان الطري���ق‬ ‫بالنسبة له عسريا وضيقا وقاطعا مثل حد‬ ‫السكني لكنه كان يلمح فيه وخالله حملات‬ ‫باهتة من احلقيقة املطلقة ‪:‬اهلل‪...‬ويوما بعد‬ ‫يوم يتعاظم إميانه بان اهلل وحده احلقيقي‬ ‫وكل ما سواه غري حقيقي مؤمنا أن أدوات‬ ‫البح���ث عن احلقيقة بس���يطة بقدر ما هي‬ ‫عسرية ‪,‬وقد تكون متعذرة كل التعذر عن‬ ‫الشخص املتغطرس وممكنة كل اإلمكان‬ ‫للطف���ل ال�ب�ريء مش�ي�را إىل "إن ملتم���س‬ ‫احلقيق���ة جي���ب أن يك���ون أكث���ر اتعاظ���ا‬ ‫من ال�ت�راب ‪,‬إن العامل يس���حق الرتاب حتت‬ ‫قدميه ‪,‬ولكن الباحث عن احلقيقة جيب أن‬

‫يذل نفس���ه حبيث يكون يف مق���دور الرتاب‬ ‫نفسه أن يسحقه وعندئذ‪ ,‬وعندئذ فحسب‬ ‫يكت���ب له أن يلمح احلقيقة "وهذا ما تؤيده‬ ‫املسيحية واالسالم‪.‬‬ ‫يرح���ل املهامتا غاندي بنا يف أغوار احلقيقة‬ ‫القاسية بكل بساطة ‪ ,‬ولكنها رحلة مضنية‬ ‫معذب���ة ألن���ه بق���ي بعي���دا كل البع���د عن‬ ‫اهلل ال���ذي يهيمن _كم���ا يعرف ذلك جيدا‬ ‫_عل���ى كل نفس من أنف���اس حياته وهو‬ ‫واح���د من ذريت���ه اليت اليس���تطيع االبتعاد‬ ‫عنها ‪..‬‬ ‫•أعمى عن أخطاء من هم أكرب‬ ‫ع���اش غان���دي املنتس���ب إىل طبق���ة "بانيا"‬ ‫االجتماعية طفولة صعبة وش���بابا أصعب‬ ‫وكهولة نضالي���ة مبا يف الكلمة من معنى‬ ‫وكان يؤم���ن دائما بأنه أعم���ى عن أخطاء‬ ‫م���ن ه���م أكرب من���ه س���نا حتى أن���ه نزوال‬ ‫عن���د رغبة والديه تزوج وهو طفل يف س���ن‬ ‫الثالثة عش���رة رغ���م أنه ال ي���رى أية حجة‬ ‫ش���رعية تؤيد مثل هذا ال���زواج املبكر املنايف‬ ‫للطبيعة والعقل ‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫نيش���كوالناند‪":‬اطراح‬ ‫ومع ذلك أنش���د م���ع‬ ‫األشياء ‪,‬إن مل يوافقه ّ‬ ‫إطراح الرغبات ‪,‬عمل‬ ‫قص�ي�ر األجل مهما بذلت م���ن جهد"فكأمنا‬ ‫كان يق���ول ‪( :‬اليكف���ي أن ترتك الس���جائر‬ ‫‪,‬بل عليك أن ترتك الرغبة يف التدخني‪)..‬‬ ‫مث���ل غان���دي دور ال���زوج املخل���ص بامتياز‬

‫بالصداقة مهما كان اآلخر‪ ,‬فالصداقة احلقيقية بالنسبة له هي وحدة‬ ‫النفوس وهي نادرة الوجود يف هذا العامل وال تكون إال بني الطبائع املتماثلة‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 18 - 12 ( - ) 92‬فبراير ‪)2013‬‬

‫‪21‬‬

‫املرأة ليست عبدا رقيقا للزوج ولكنها رفيقه ومساعده وشريكه املتكافئ يف‬ ‫مجيع مباهجه وأحزانه ‪,‬وأن هلا مثل حرية الرجل يف اختيار طريقها اخلاصة‬ ‫رغ���م ما اعرتضه من مغري���ات وجنح يف أن‬ ‫يكون أبا مبق���والت صارمة حينا وميس���رة‬ ‫أحيانا ‪...‬‬ ‫• جعل العامل كله صديقا له‬ ‫ع���اش املهامت���ا غان���دي حي���اة قاس���ية لكنه‬ ‫كان يتل���ذذ رحيقها ويصنع م���ن أحداثها‬ ‫ش���خصيته اليت اس���تطاعت أن تعرب الزمان‬ ‫وامل���كان وآم���ن بالصداق���ة مهم���ا كان‬ ‫اآلخر‪,‬فالصداقة احلقيقية بالنسبة له هي‬ ‫وحدة النف���وس وهي ن���ادرة الوجود يف هذا‬ ‫العامل وال تك���ون إال بني الطبائ���ع املتماثلة‬ ‫"فاإلنسان يتقبل الرذيلة بأيسر مما يتقبل‬ ‫الفضيل���ة ‪,‬ويتعني على م���ن يريد أن يبقى‬ ‫صديقا هلل أن يبقى وحيدا وأن جيعل العامل‬ ‫كله صديقا له ‪"...‬‬ ‫كان غان���دي نباتي���ا الي���أكل اللح���وم‬ ‫ويكتفي بالفواكه وج���وز اهلند ‪,‬وانتهت به‬ ‫إىل "الرباهما ش���اريا "معتقدة إىل أن يهجر‬ ‫زوجت���ه يف الف���راش ورغبت���ه يف كثري من‬ ‫املأك���والت والش���هوات ‪....‬وم���ع ذلك كان‬ ‫ي���درك أن "املرأة ليس���ت عب���دا رقيقا للزوج‬ ‫ولكنها رفيقه ومس���اعده وش���ريكه املتكافئ‬ ‫يف مجي���ع مباهج���ه وأحزان���ه ‪,‬وأن هلا مثل‬ ‫حري���ة الرجل يف اختي���ار طريقها اخلاصة‬ ‫‪"...‬‬ ‫فك���ر غان���دي يف االنتح���ار ألن���ه عجز عن‬ ‫عم���ل أي ش���يء يف طفولته إال ب���إذن أفراد‬ ‫األس���رة الراش���دين ولكنه أدرك أن اإلقدام‬ ‫على االنتح���ار ليس س���هال كالتفكري فيه‬ ‫‪,‬ومب���ا أن���ه كان مؤمن���ا ب���أن مقابلة الش���ر‬ ‫باخل�ي�ر مبدأ موجهل���ه منذ صب���اه فقد بدأ‬ ‫جت���ارب كثرية يف هذا اإلط���ار منطلقا من‬ ‫تلك املقطوعة التعليمي���ة الكوجارتية اليت‬ ‫أخذت عقله وقلبه والقائلة ‪:‬‬ ‫مقاب���ل ق���دح من امل���اء ‪,‬أع���ط وجب���ة طعام‬ ‫عظيمة‬ ‫ومقاب���ل حتي���ة لطيفة احن���ن إىل األرض‬ ‫جبدارة‬ ‫ومقابل الدرهم البسيط قدم دينارا ذهبيا‬ ‫وإذا أُنقذت حياتك فال تبخل حبيلتك‬

‫نلسون مانديال‬

‫معنى الدين ‪.‬‬ ‫آم���ن غان���دي ب���أن االحت���اد م���ع أميا ش���يء‬ ‫حي مس���تحيل دومنا تطهر ذات���ي ‪ ,‬وأن اهلل‬ ‫ال ميك���ن أن يدرك���ه ‪ ,‬وك���ذا التطه���ر يف‬ ‫خمتل���ف جم���االت احلي���اة ‪,‬فامل���رء الطاهر‬ ‫يطهر ما حول���ه " ولكي يبلغ امل���رء الطهارة‬ ‫الكاملة يتع�ي�ن عليه أن يتح���رر من اهلوى‬ ‫حتررا مطلقا يف الفكر والقول والعمل ‪,‬وأن‬ ‫يس���مو فوق تيارات احلب والبغض ‪,‬والكلف‬ ‫واالمشئزاز ‪,‬املتعارضة "‬ ‫وقد س���عى املهامتا نفسه إىل كل ذلك لكنه‬ ‫يع�ت�رف يف أيام���ه األخ�ي�رة أنه رغم س���عيه‬ ‫املوصول يف سبيلها إال أنه ما يزال بعيدا عن‬ ‫الفوز بها‪.‬‬ ‫•خسر الكثري لكنه مل يهزم‬ ‫ومع ذلك مل يش���عر غان���دي باهلزمية قط‬ ‫رغم ش���عوره باملهانة وال���ذل واحلقارة فقد‬ ‫كان���ت التجارب واخلربات ال�ت�ي آزرته هي‬ ‫الوحي���دة ال�ت�ي جعلت���ه ج���ذال إىل أبعد حد‬ ‫حماوال دائما أن خيتزل نفس���ه إىل الصفر‬ ‫مش�ي�را إىل أنه"م���ادام املرء ال جيعل نفس���ه‬ ‫‪,‬طوعا وعن طيب خاطر ‪,‬يف املرتبة األخرية‬ ‫بني ابناء جلدته فلن ينعم باخلالص"‪.‬‬ ‫كان املهامت���ا غان���دي مناض�ل�ا يف س���بيل‬ ‫نفس���ه ويف س���بيل بالده ‪,‬فقد كان قديس���ا‬ ‫يف أحي���ان كثرية ومصلح���ا اجتماعيا نذر‬ ‫أغلب حياته لإلنسان يف أحيان أخرى ‪,‬وبني‬ ‫ه���ذا وذاك كان احلب هو األس���اس ورحلة‬ ‫البح���ث ع���ن احلقيقة هي اهل���دف األمسى‬ ‫‪,‬وكان النض���ال م���ن أج���ل هن���د مس���تقلة‬ ‫ب���دون عنف قد كلف���ه الكث�ي�ر ولكنه رغم‬ ‫ذلك ما توحي به كلمات احلكماء وأفعاهلم‬ ‫إنه���م يكافئون كل خدمة صغرية بعش���رة‬ ‫أمثاهلا‬ ‫ولك���ن النبيل احلقيقي يعترب الناس مجيعا‬ ‫كال واحدا‬ ‫ويرد على اإلساءة ‪,‬ويف سرور‪,‬باإلحسان ‪.‬‬ ‫•مس��افر يف قف��ر احلقيق��ة جتل��ى يف نظرية‬ ‫"الالعنف"‬

‫مادام املرء ال جيعل نفسه ‪,‬طوعا وعن‬ ‫طيب خاطر ‪,‬يف املرتبة األخرية بني‬ ‫أبناء جلدته فلن ينعم باخلالص‬ ‫ع���اش املهامت���ا غان���دي مس���افرا يف رحل���ة‬ ‫التحصي���ل والبحث ع���ن احلقيقة يف اهلند‬ ‫وخارجه���ا ومناض�ل�ا نذر حيات���ه لآلخرين‬ ‫وخملص���ا لقضيت���ه واعتقاده ال���ذي جتلى‬ ‫يف نظرية "الالعنف" وكان على بس���اطته‬ ‫رج�ل�ا عميقا مؤمن���ا باإلنس���ان أينما كان‬ ‫وكان���ت جتارب���ه املختلف���ة معتم���دة على‬ ‫اإلهميس���ا (احل���ب) الصادق ال���ذي ال نصل‬ ‫اىل رؤية احلقيقة إال بواسطته "فلكي يرى‬ ‫امل���رء (روح احلقيقة)الكلية الش���املة كل‬ ‫ش���يء ‪,‬وجه���ا لوج���ه ‪,‬يتعني علي���ه أن حيب‬ ‫أحقر الكائنات حبه لنفسه"‬ ‫وهلذا السبب قاده تعبده للحقيقة إىل حقل‬ ‫السياس���ة مؤكدا أن أولئك الذين يزعمون‬ ‫أن الدين ال عالقة له بالسياس���ة ال يعرفون‬

‫كل ذلك واصل حت���ى النهاية فلم تزعجه‬ ‫الس���جون الباردة وال إضراب���ات اجلوع اليت‬ ‫كان يق���وم به���ا بني الفين���ة واألخ���رى ‪....‬‬ ‫فانته���ى به املطاف إىل اخللود رغم أنه تويف‬ ‫بالفع���ل يف يناير الع���ام ‪ 1948‬عن ‪ 78‬عاما‬ ‫برصاص���ة هن���دي متعص���ب ض���د برنامج‬ ‫غاندي للتس���امح الديين بني مجيع املذاهب‬ ‫واألديان ‪....‬‬ ‫لق���د كان بالفعل روحا عظيم���ة (مهامتا)‬ ‫كم���ا أطلق اهلنود عليه ذل���ك وإعتربوه أبا‬ ‫ألمتهم تكرميا له ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(*) كاتب صحفي وباحث من تونس‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 18 - 12 ( - ) 92‬فبراير ‪)2013‬‬

‫يف وداع الفنان‬ ‫عوض أعبيدة‬

‫يف صم���ت ودع���ت بنغ���ازي مب���دع م���ن‬ ‫مبدعيه���ا املتميزي���ن ورم���ز م���ن رم���وز‬ ‫ثقافته���ا الليبي���ة األصيل���ة ‪ ،‬ودع���ت‬ ‫الفن���ان الذاك���رة ملدين���ة بنغ���ازي الذي‬ ‫جسد بلوحاته املعربة ش���وارعها وعاداتها‬ ‫وتقاليدها وألعاب أطفاهلا ‪.‬‬ ‫ودع���ت بنغ���ازي الفن���ان الكبري عوض‬ ‫أعبيدة عن عمر ناهز التس���عني عاما من‬ ‫العطاء املتواصل ‪ ،‬رحل عنا رائد من رواد‬ ‫الفن التش���كيلي يف ليبيا والوطن العربي‬ ‫فنان له أسلوبه املميز وخصوصية شكلت‬ ‫ذاك���رة تراثي���ة وتارخيي���ة لليبيا عامة‬ ‫وبنغ���ازي بصف���ة خاص���ة ‪ ،‬وه���ب حياته‬ ‫لفنه وقدم العدي���د من املعارض يف ليبيا‬ ‫والوط���ن العربي وأوروب���ا ‪ ،‬حتصل علي‬ ‫العديد من اجلوائ���ز واألومسة وكرمه‬ ‫ملك املغرب بوسام اململكة املغربية ‪ ،‬رحم‬ ‫اهلل الفنان عوض أعبيدة وأس���كنه فسيح‬ ‫جناته وأهلمن���ا وأهله ث���واب الصابرين (‬ ‫وإنا هلل وإنا إليه راجعون ) ‪.‬‬

‫خليل العرييب‬

‫الرتاث اللييب يتألق يف معرض القاهرة‬ ‫فرقة غات يف معرض الكتاب‬

‫فرقة بغازي يف معرض الكتاب‬

‫شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب‬ ‫يف دورت���ه الرابع���ة واألربعني ه���ذا العام‬ ‫وضم���ن الربنام���ج الثق���ايف للمش���اركة‬ ‫الليبي���ة املتمي���زة ( ليبي���ا ضي���ف ش���رف‬ ‫املع���رض ) ش���هد تألق ملح���وظ وحضور‬ ‫متمي���ز لل�ت�راث اللي�ب�ي األصي���ل ع�ب�ر‬ ‫مش���اركة فرق���ة تاج���وراء للمال���وف‬

‫واملوش���حات يف حف���ل إفتتاح جن���اح دولة‬ ‫ليبي���ا مبصاحب���ة فرق���ة كاب���او للفنون‬ ‫الش���عبية م���ن جب���ل نفوس���ة ث���م تلته���ا‬ ‫مش���اركة فرقيت بنغ���ازي وغات للفنون‬ ‫الش���عبية اللت���ان إس���تكملتا املش���اركة‬ ‫الليبية يف ختام برنامج املعرض لتجسد‬ ‫بذلك ه���ذه الفرق مجيعها نس���يج ثقايف‬

‫فين لي�ب�ي متنوع لع���ادات وتقاليد وفنون‬ ‫الط���وارق واألمازي���غ والع���رب الليبي�ي�ن‬ ‫تأكيدا لوحدة ال�ت�راث والثقافة الليبية‬ ‫األصيل���ة وجتس���يدا للهوي���ة الثقافي���ة‬ ‫الليبية ذات الطابع املتميز ‪.‬‬

‫عازف الضوء مسابقة للتصوير‬ ‫تعت���زم منظم���ة ف���ال للتنمية البش���رية‬ ‫إقام���ة مس���ابقة للتصوي���ر الضوئ���ي يف‬ ‫دورته���ا الثاني���ة الس���نوية واليت س���تقام‬ ‫ه���ذه ال���دورة مبدين���ة بنغ���ازي ي���وم‬ ‫‪ ، 19/3/2013‬واملش���اركة يف ه���ذه‬ ‫املسابقة مفتوحة للهواة واحملرتفني من‬ ‫املصورين ولكل منهم احلق للمش���اركة‬

‫بع���دد مخس���ة أعم���ال م���ن التصوي���ر‬ ‫الشخصي لكل مشارك ‪ ،‬وستقوم اللجنة‬ ‫بإقام���ة معرض للصور ال�ت�ي يتم فرزها‬ ‫وإختياره���ا ‪ ،‬وس���تمنح جائ���زة قيم���ة‬ ‫للفائزي���ن قيمته���ا ‪ ( :‬اجلائ���زة األول���ي‬ ‫‪ 1500‬د ل واجلائزة الثانية ‪ 1000‬د ل‬ ‫واجلائزة الثالثة ‪ 500‬د ل) وسيكون آخر‬

‫موعد لقبول املش���اركات منتصف شهر‬ ‫فرباير احلالي ‪ ،‬وترس���ل املشاركات إلي‬ ‫اللجنة املنظمة للمس���ابقة ب���دار الفنون‬ ‫بطرابلس ش���ارع السكة مقابل الشركة‬ ‫اإلفريقية للتأمني ‪.‬‬

‫فنانوا مالي يغنون للسالم‬ ‫الفنان���ون يف مال���ي يغن���ون مؤخ���را أش���هر أغانيه ( حدي���ث متبكتو ) و ( يف ) وال���ذي أخت�ي�ر كأحس���ن ش���ريط‬ ‫للس�ل�ام يف بالده���م بعد س���يطرة‬ ‫قل���ب القم���ر موسيقي تقليدي يف العامل ‪.‬‬ ‫املتم���ردون املس���لحون عل���ي‬ ‫وكذل���ك املغني���ة‬ ‫مش���ال مال���ي ه���ذه اجلماع���ات‬ ‫الش���هرية فاتومات���ا ديارا‬ ‫املس���لحة ال�ت�ي حرم���ت وجرمت‬ ‫ال�ت�ي عربت ع���ن موقفها‬ ‫املوس���يقي وحطم���ت اآلالت‬ ‫بقوهلا ‪ :‬إن الش���عب املالي‬ ‫واألدوات املوسيقية وإضطهدت‬ ‫ينظر إلين���ا بعد أن فقدوا‬ ‫املوس���يقيني وحرق���ت الوثائ���ق‬ ‫األم���ل يف السياس���ة ‪ ،‬لكن‬ ‫واملخطوط���ات التارخيي���ة‬ ‫املوس���يقي تأت���ي باألم���ل‬ ‫الرتاثي���ة مما دع���ا العديد من‬ ‫دائم���ا يف مال���ي ‪ ،‬وأضاف���ت‬ ‫الفنانني ملغادرة الش���مال املالي‬ ‫ب���أن املوس���يقي دائم���ا ذات‬ ‫واإلجت���اه للعاصم���ة باماكو‬ ‫تاثريقوي وهلا طاقة روحية‬ ‫والذي���ن إجتمع���وا لتقدي���م‬ ‫وتلع���ب دورا مهم���ا يف البالد‬ ‫أغان���ي للس�ل�ام يف بالده���م‬ ‫ل���ذا عندما نص���ل إلي الوضع‬ ‫وع���ودة اإلس���تقرار ووح���دة‬ ‫يف مال���ي ف���إن الش���عب املال���ي‬ ‫األراضي املالية ‪ ،‬ومن هؤالء‬ ‫ينظ���ر إل���ي املوس���يقيني كي‬ ‫الفنان�ي�ن أم���ادو ومري���ام‬ ‫يأخذوا بيده ‪.‬‬ ‫تومان���ي وعل���ي ف���اركا‬ ‫وتق���ول أغني���ة الس�ل�ام ال�ت�ي‬ ‫توري إب���ن متبكتووعازف‬ ‫تغ�ن�ي به���ا الفنان���ون ‪ ( :‬ي���ا هل���ا‬ ‫القيتار الشهري املسجل يف‬ ‫م���ن كارث���ة ‪ ...‬يا ل���ه من حرب‬ ‫قائمة أعظم ‪ 100‬عازف‬ ‫‪ ...‬قولوا للش���مال إن بالدنا مالي‬ ‫قيت���ار يف الع���امل وم���ن‬ ‫واحدة لن تقسم ‪. ) ..‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 18 - 12 ( - ) 92‬فبراير ‪)2013‬‬

‫أمحد بشون‬

‫العبون عرب و اجانب بفرق مدينة بنغازي يف‬ ‫مخسينيات وستينيات القرن املاضي‬ ‫فتحي الساحلي‬

‫لعب���ت ظ���روف احلي���اة املتقلب���ة دوراً‬ ‫كب�ي�راً يف اس���تقطاب ه���ؤالء الالعب�ي�ن‬ ‫و مش���اركاتهم و اس���هاماتهم البس���يطة‬ ‫يف نش���ر لعب���ة ك���رة الق���دم يف اقلي���م‬ ‫(كورينايكا)برق���ة ‪ ..‬بعضهم جاءوا ضمن‬ ‫اجلنود الربيطاني�ي�ن اجملندين يف ليبيا يف‬ ‫عه���د االدارة الربيطاني���ة ‪،‬و اخرين جاءوا‬ ‫يبحثون عن س���بل العيش ‪،‬و اخرين جاءوا‬ ‫نتيجة حرب التحرير اليت كانت تس���تعر‬ ‫يف بالدهم ضد الغزاة املستعمرين ‪.‬‬ ‫و مدين���ة بنغ���ازي امن���ا الكبرية كانت‬ ‫دائم���ا تفتح ذراعيها للجميع رغم اختالف‬ ‫الدين و اجلنسية ‪،‬و تهبهم االمن و االمان‬ ‫‪،‬و ترويهم حب���اً ورمحة ‪،‬فهي هبة (اهلل)يف‬ ‫االرض ‪،‬و صاحب���ة حدائق (هس�ب�ريدس)‬ ‫االسطورية ‪.‬‬ ‫أول الالعب�ي�ن االجان���ب الذي���ن قدم���وا‬ ‫اىل مدين���ة بنغ���ازي يف ع���ام ‪ 1953‬العب‬ ‫فريق (احلم���رون) املالطي للدرجة االوىل‬ ‫(ميتكال���ف امربوزي�ن�ي)و كان موظفا يف‬ ‫بن���ك باركلي���ز ‪،‬اصط���اده اتعوله ش���توان‬ ‫وضم���ه اىل فري���ق النجم���ة القدمي���ة و‬ ‫لعب مع���ه يف موس���م ‪ 55\54‬يف مركز‬ ‫قل���ب اهلجوم و هداف من الط���راز االول و‬ ‫يتحرك يف كل ارجاء امللعب ‪.‬‬ ‫اما أول الالعبني العرب فهو اجلزائري‬ ‫(ذياب املس���عودي)الذي قدم يف عام ‪1958‬‬ ‫م و كان ميته���ن حرفة النج���ارة فتعرف‬ ‫علي���ه (س���ي محد)صاحب ورش���ة النجارة‬ ‫واحض���ره اىل الن���ادي االهلي و ش���ارك يف‬ ‫موسم ‪. 60\59‬‬ ‫وهن���اك الع���ب جزائ���ري اخ���ر يدع���ى‬ ‫(عيس���ى)قدم يف ع���ام ‪ 1958‬م و لع���ب‬ ‫لفري���ق التح���دي مباري���ات قليل���ة ‪،‬كم���ا‬ ‫ان هناك اربع���ة العب�ي�ن بريطانيني لعبوا‬ ‫ايض���اً لفري���ق التح���دي موس���م ‪ 60\59‬م‬ ‫و ه���م (فورنهام)و(لوس)و(توماك�ي�ن)‬ ‫و(كاهني)‪.‬‬ ‫اما فريق اهلالل فقد اس���تعان يف موس���م‬ ‫‪ 60\59‬خبمس���ة العب�ي�ن بريطانيني إال‬ ‫ان الوحي���د ال���ذي ش���ارك م���ع الفري���ق يف‬ ‫ع���دة مباري���ات ح���ارس املرم���ى (غراه���ام‬ ‫كوكس)‪.‬‬

‫و هن���اك ايض���ا الع���ب بريطان���ي لع���ب‬ ‫يف ال���دوري نفس���ه م���ع فريق احت���اد درنة‬ ‫و كان ضابط���اً يف اجلي���ش الربيطان���ي و‬ ‫يدع���ى (وليم)ث���م انتق���ل اىل اح���د الفرق‬ ‫مبدينة بنغازي يف نهاية الستينات‪.‬‬ ‫و يف دوري ‪ 1967‬م ق���دم اخ���وان‬ ‫فلس���طينيان تعلما اجبدي���ات كرة القدم‬ ‫يف مصر و هما (حسام)و (مسيح السمري)‬ ‫لع���ب االول مع االهلي و هو مهاجم جيد و‬ ‫ه���داف من الطراز االول ‪،‬و لعب الثاني مع‬ ‫اهلالل و هو قلب دفاع مميز ‪،‬و بعد انقضاء‬ ‫الدوري سافرا اىل املانيا للتدريب ‪.‬‬ ‫و يف دوري اململك���ة ع���ام ‪ 1968‬م‬ ‫انظ���م اىل فريق النجم���ة القدمية العبني‬ ‫غاية يف امله���ارة (حلمي س���ليمان)و (عادل‬ ‫امح���د)‪،‬كان (حلمي)العب���اً يف فري���ق‬ ‫االهل���ي املص���ري و املنتخب املص���ري و هو‬ ‫صان���ع العاب من ط���راز فري���د ال خيتلف‬ ‫كث�ي�را ع���ن رفع���ت الفناجيل���ي و ب���دوي‬ ‫عب���د الفت���اح ‪،‬واخلليل���ي ‪،‬و العرب���ي العب‬ ‫االمساعيل���ي ‪،‬ام���ا ع���ادل امحد فه���و جناح‬ ‫ايس���ر لفري���ق احملل���ة ‪،‬و صاح���ب اهل���دف‬ ‫العجيب ضد الزمالك و الذي اثريت حوله‬ ‫مش���كلة كبرية حيث دخلت الكرة الشباك‬ ‫و خرجت !‬ ‫و هن���اك ايض���ا العب�ي�ن من الس���ودان يف‬ ‫غاي���ة التقني���ة االول (حمم���د احلس���ن)‬ ‫الش���هري ب(لومب���ا)و كان ه���داف فري���ق‬ ‫اهلالل الس���وداني ‪،‬ثم اصبح ه���داف فريق‬ ‫اهل�ل�ال اللي�ب�ي ‪،‬و الثان���ي الالع���ب (عب���د‬ ‫اللطي���ف عوف)الذي كان يلع���ب لفريق‬ ‫الربي السوداني ثم لعب مع فريق النجمة‬ ‫القدمي���ة موس���م ‪ 69\68‬م و ق���دم ك���رة‬ ‫جيدة ‪.‬‬ ‫و الص���ورة املرفق���ة به���ذا املق���ال لفريق‬ ‫النجم���ة القدمي���ة يف دوري اململك���ة ع���ام‬ ‫‪ 1968‬م‪.‬‬ ‫وقوفا من اليمني ‪-:‬‬ ‫الالعب املصري حلمي س���ليمان ‪،‬فتحي‬ ‫الس���احلي ‪،‬يونس راشد ‪ ،‬حس���ن الفرجاني‬ ‫‪،‬فرج السنوس���ي (جيجي)‪،‬مفتاح بن حريز‬ ‫(حارس املرمى)‬ ‫جلوسا من اليمني ‪-:‬‬

‫بوبكر مشيس���ة ‪،‬امحد الفيتوري ‪ ،‬الالعب‬ ‫املص���ري عادل امحد مجع���ة رجب ‪،‬حممد‬ ‫احلداد ‪،‬حممد الزاوي ‪.‬‬ ‫الص���ورة ملب���اراة النجمة م���ع املدينة يف‬ ‫بنغ���ازي و ال�ت�ي ف���از فيه���ا فري���ق النجمة‬ ‫بأربعة اهداف مقابل هدف واحد ‪.‬‬

‫كلمة العدد‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬

‫ه���ذا احل���راك ال���ذي تش���هده احلرك���ة‬ ‫الرياضي���ة هذه االيام ‪،‬و ال���ذي يتمثل يف هذه‬ ‫اللج���ان املكلفة بإعادة النظ���ر يف القانون رقم‬ ‫(‪)3‬لس���نة ‪، 1968‬و كذلك الالئحة املوحدة‬ ‫لألندية الرياضية ألجل اعادة صياغتها وفقا‬ ‫ملتطلب���ات املرحل���ة القادم���ة ‪،‬و االجتماع���ات‬ ‫ال�ت�ي تنض���م من أج���ل اراء عدد م���ن العاملني‬ ‫يف الوس���ط الرياضي ‪،‬و القيادات القدمية ذات‬ ‫اخل�ب�رة تزامن���ت ايضاً م���ع بداي���ة اجتماعات‬ ‫اللجنة العليا املنظمة لبطولة افريقيا ‪2017‬‬ ‫م اليت تس���عى بالدنا العزي���زة لتنظيمها ‪..‬هذا‬ ‫التنظي���م اليت يرتتب عليه مس���ؤولية كبرية‬ ‫من اجل االستعداد منذ االن ‪،‬و وضع السياسة‬ ‫و االسرتاجتية اليت حتقق اهلدف املنشود ‪.‬‬ ‫ان بطول���ة افريقيا ‪ 2017‬م اليت نتمنى ان‬ ‫حنقق فيها النجاح ملاهلا من نتائج على كافة‬ ‫الوج���وه ‪،‬تتي���ح لبالدن���ا فرصة التأل���ق و أخذ‬ ‫املكانة املتميزة بني دول العامل ‪.‬‬ ‫فه���ي حتت���اج اىل بن���اء و جتهي���ز وس���ائل‬ ‫االتصاالت و كذلك الفنادق و مجيع املنشآت‬ ‫الرياضية ‪.‬‬ ‫و االه���م م���ن ذلك هو اعداد البش���ر (اعداد‬ ‫الش���باب)و تدريبه���م و متكينه���م من االطالع‬ ‫على التج���ارب االفريقية الس���ابقة‪..‬ان هؤالء‬ ‫الش���باب ه���م الوجه املش���رف للوط���ن قبل اي‬ ‫اجناز اخر‪.‬‬

‫عودة اىل املاضي اجلميل‬

‫نش���رنا يف اع���داد س���ابقة بع���ض املق���االت املرفقة‬ ‫بالص���ور حول عدد من االبط���ال يف ميدان املالكمة‬ ‫‪،‬الذين حت���دوا االس���تعمار االيطالي و مارس���وا هذه‬ ‫اللعبة و ابدعوا فيها ‪،‬و استطاعوا اعداد جمموعة من‬ ‫الشباب يف هذا اجملال ‪.‬‬ ‫و كتب���ت ه���ذه املق���االت بأقالم رج���ال (مجعية‬ ‫عم���ر املختار)الذين عاصروهم ‪،‬و من هؤالء االبطال‬ ‫املرحوم (عيسى احمليشي)و املرحوم (سامل املكحل)‪،‬و‬ ‫اليوم و اس���تكماال هلذا الدور ننشر هذه الصورة اليت‬ ‫وصلتن���ا م���ع اجملموع���ة الس���ابقة من رج���ل فاضل‬ ‫كريم‪.‬‬ ‫ه���ذه الص���ورة اليت جتمع ع���ددا من ابرز هؤالء‬ ‫الرجال (االبطال)و الذين الزال عدد منهم على قيد‬

‫احلي���اة متمنيني هل���م الصحة و ط���ول العمر ‪،‬كما‬ ‫ندع���و ملن غ���ادر ه���ذه الدني���ا بالرمح���ة و املغفرة ‪،‬و‬ ‫الصورة اخذت بتاريخ ‪ 1943\4\26‬م مبقر ناديهم‬ ‫(مجعية عمر املختار)و هي تظم كل من ‪.‬‬ ‫وقوفاً ‪-:‬‬ ‫‪ – 1‬عب���د اهلل عثم���ان ‪ 2-‬حممد الربناوي ‪ 3-‬؟ ‪4-‬‬ ‫امله���دي احمليش���ي ‪ – 5‬ج���اب اهلل احللواج���ي ‪ - 6‬؟ ‪7‬‬ ‫– حممد احلراثي ‪ – 8‬امحد مرسال‬ ‫جلوساً ‪-:‬‬ ‫‪ – 1‬حمم���د الفارس���ية ‪ – 2‬ف���رج رش���يد ‪ – 3‬علي‬ ‫درمي���ش ‪ – 4‬حمم���د بوزر ‪ – 5‬علي البس���يوني ‪– 6‬‬ ‫حممد الشاعري ‪ – 7‬سامل بو فانة ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 18 - 12 ( - ) 92‬فبراير ‪)2013‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.