العدد 93

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 93‬فبراير ‪)2013‬‬

‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫‪)2012‬‬ ‫نوفمبر‬ ‫أكتوبر‪5 -‬‬ ‫‪30( (- -) )93‬‬ ‫العدد( (‪77‬‬ ‫الثانية ‪-‬العدد‬ ‫‪)2013‬‬ ‫فبراير‬ ‫‪25 - 19‬‬ ‫السنة الثالثة‬

‫األ غنية من اليامسني إىل البارود‪...‬‬

‫وليس للناس أن يقتص بعضهم من بعض ‪....‬‬ ‫إما احلوار أو الطوفان وكلمة السر هي املشاركة‬

‫ماذا يريد حياتو؟‬

‫يف الذكرى الثانية ‪ :‬فوز حزب اخلوف ؟!‬

‫الثمن ‪:‬‬ ‫ديناردينار‬ ‫الثمن ‪:‬‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 93‬فبراير ‪)2013‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫يف الذكرى الثانية ‪ :‬فوز حزب اخلوف ؟!‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬

‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزاوية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫مفتاح ميلود ‪ /‬البيضاء‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫وع ُ‬ ‫وقلق‬ ‫دت اجلمعة ‪ 15‬فرباير ‪ ،‬يف تونس البال ُد ُمدجج ٌة‬ ‫كن���ت يف تونس ُ‬ ‫ِ‬ ‫بإس���تكانة اخلوف‪ِ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫سالح رعب بات يهدد يوم الناس كافة ‪ ،‬وفتح الصراع على ابوابه‬ ‫بلعيد‬ ‫شكري‬ ‫‪،‬اغتيال‬ ‫اجملهول‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫داخل حزب النهضة والقوى االس�ل�امية كافة ‪ ،‬كأمنا املنتصر تكش���ف عري نفسه أو أن فوزه‬ ‫بالصن���دوق كان ُغبناً عليه ‪ ،‬فليس لديه ما يقدم للناس غري بضاعة الس���لطة اليت ثار عليها ‪،‬‬ ‫س���لطة الديكتاتور ‪ :‬اخلوف ‪ ،‬وبذا أمس���ت ثورة اليامسني حتصد الشوك ‪ ،‬اخلوف مينع التجول‬ ‫بعد الثامنة مس���اء حيث يقبع التونس���يون يف بيوتهم يش���اهدون صراع الديكة الساس���ة ‪ ،‬وهذر‬ ‫حُ‬ ‫امللل�ي�ن يف تلف���زة تك���رر ما تق���ول كل الوقت حيث ال تقول ش���يئا ‪ ،‬يف تونس الس���اعة الصفر‬ ‫فأمس انتهى واليوم ال ش���يء حيدث و ال أحد جييء ‪،‬تس���مع قعقعة الغنوش���ي و ال ترى طحني‬ ‫اجلبالي‪ ،‬أما الش���عب فال يعرف على أي جانب ينام و ال أحد يريد النهوض شلهم ما حدث رغم‬ ‫أن ما حدث نتيجة حتمية لتصدع جمتمع قبع يف حضن ديكتاتورية منذ يوم االستقالل ‪.‬‬ ‫اخل���وف ال���ذي يف نفوس تراكم لس���نوات وس���نوات أخرجته الثورة إىل الش���وارع ‪،‬ب���ات املواطن‬ ‫التونسي يف قلق على مستقبله ولذا باتت الدولة مشروع يتحول فيه التونسي إىل مواطن حبق‬ ‫‪ ،‬وهلذا فوز حزب اخلوف ُمربر ألن مش���روع الدولة مشروع مواطنة وألن الدميقراطية صارت‬ ‫ممكنة ‪،‬الشارع التونسي هو من جعل هذه الدولة الدميقراطية ممكنة ومشروعة ومن هنا جاء‬ ‫تصدع النهضة اليت تعيش حلظة استثنائية ‪.‬‬ ‫هنا يف الذكرى الثانية للثورة خترج تونس للمرة الثانية يف مواجهة خياراتها ‪ ،‬فما جيب جيب‬ ‫مل تعد االحتماالت مفتوحة كجرح فحس���ب ‪ ،‬بل أنها كالسؤال الشكسبريي الشهري ‪ :‬نكون أو‬ ‫ال نكون ؟‬ ‫ُ‬ ‫وع���دت اجلمعة ‪ 15‬فرباير وصلت مطار بنغازي ‪ ،‬م���ا هو باق على ما هو عليه‬ ‫كن���ت يف تونس ُ‬ ‫من���ذ احل���رب العاملية الثانية ال يتجدد و ال يبلى ‪ ،‬يتم ترقيع���ه هنا وهناك بني الفينة واألخرى‬ ‫حت���ى ينتابك الش���ك أنه لو مل يبن���ى من قبل املس���تعمرين اإليطاليني واإلجنليز مل���ا بُنى ‪ ،‬حني‬ ‫وصل���ت وج���دت املدينة ُمدججة بالس�ل�اح كما مل أجدها خالل نصف ق���رن أو يزيد هو العمر‬ ‫بهذه املدينة العجوز رغم أن عمرها ال يزيد الكثري عن عمرى ‪.‬‬ ‫بنغ���ازي ُحول���ت مُجلة وتفصيال إىل ثكن���ة ‪ ،‬كما مل حيدث حتى يوم قيام االنقالب املش��� ُؤم يف‬ ‫س���بتمرب ‪1969‬م ‪،‬الن���اس حيتفل���ون بالذكرى الثاني���ة لقيامتهم يف ‪ 15‬فرباير ‪ ،‬والس�ل�اح يف‬ ‫وجه���ك أينما وليت وجهك ‪ ،‬فجاء ف���رح الناس وزهوهم كما على برميل بارود ‪ ،‬الدولة أقفلت‬ ‫أبواب البالد يف الش���رق والغرب ‪،‬وش���رعت متخر الس���ماء مبقاتالت يف اس���تعرض قوى خميف‬ ‫‪،‬بينما الش���ارع أبوابه مفتوحة لكل كتائب ُمس���لحة بل ولكل مس���لح ‪،‬وكأمنا يذكروننا بأن‬ ‫ثورتنا قد تسلحت ومل تستمر سلمية كما يف يومها هذا ‪ 15‬فرباير ‪2011‬م ‪.‬‬

‫مراسم جنازة شكري بلعيد‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 93‬فبراير ‪)2013‬‬

‫طري���ق املط���ار م���ا لي���س بالطوي���ل‬ ‫و ال القص�ي�ر مزدح���م بالبواب���ات ‪،‬‬ ‫البوابات ال�ت�ي بدورها تغص برجال‬ ‫وش���بان صغار مموهني بلباس قوات‬ ‫الصاعق���ة الليبي���ة ‪ ،‬ه���ذه الصاعقة‬ ‫اليت كانت حالة اس���تعراض دائمة‬ ‫تس���تعرضها الدولة يف كل احتفال‬ ‫لتربز مفاتن قوتها ليس إال وكفي‬ ‫اهلل املؤمنني ش���ر القت���ال ‪،‬من املطار‬ ‫حت���ى باب بيتى ما رأيت إال الس�ل�اح‬ ‫حت���ى قدام ب���اب البيت ‪ ( :‬باملناس���بة‬ ‫) البي���ت احملاط بالس�ل�اح والكتائب‬ ‫هو قرب م���ا عرف بكتيب���ة الفضيل‬ ‫ال�ت�ي كان���ت مبثابة ب���اب العزيزية‬ ‫يف مدينة بنغازي ‪،‬ويوم س���قطت يف‬ ‫ي���د الناس الثائري���ن يف اليوم الرابع‬ ‫لثورته���م ‪ 17‬فرباي���ر ع ّد س���قوطها‬ ‫س���قوط النظ���ام وه���ذا م���ا حص���ل‬ ‫‪،‬فمنذه���ا مل تق���م لنظ���ام الطاغي���ة‬ ‫قائم���ة ‪ ،‬وقد اخت���ذ الش���ارع طريقا‬ ‫وطريق���ة لالحتفال بتلك املناس���بة‬ ‫منذ س���قوط هذه الكتيبة ‪،‬وأمس���ى‬ ‫يغص بسكان املدينة يف كل مناسبة‬ ‫أو تظاه���رة ‪،‬الذين يزحف���ون أرتاال‬ ‫لتعبري عن فرحهم أو غضبهم ‪ ،‬املهم‬ ‫أن هذا الش���ارع املزار – كان يسمى‬ ‫ش���ارع االس���تقالل يف العه���د امللكي‬ ‫ث���م يف عهد املقبور مسى ش���ارع عبد‬ ‫الناصر والي���وم جيمع بني األمسني‬ ‫عند عامة الناس حتى يندثر االسم‬ ‫الثاني م���ن الذاكرة‪، -‬هذا الش���ارع‬ ‫اضط���ر الث���وار وس���كانه لتخري���ب‬ ‫أعمدة الكهرباء فيه أيام الصدام مع‬ ‫كتيبة الفضي���ل التابعة للطاغية ‪،‬‬ ‫ومن ساعتها حتى ساعة الناس هذه‬ ‫وه���م حيتف���ون بالذك���رى الثانية‬ ‫لقيامتهم ما زال دون كهرباء ‪.‬‬ ‫ش���ارع الثورة ‪ ،‬طريق احلرية ‪ ،‬مزار‬ ‫الن���اس كافة ‪ ,‬ص���راط تظاهرهم ‪،‬‬ ‫م���ن كان مفت���اح املتناصبني اجلدد‬ ‫ملناصبهم يعج يف الظالم ‪،‬حتى ليلة‬ ‫الذك���رى الثانية ه���ذه ‪ ،‬وهو يغص‬ ‫باالحتف���ال بهذه الذك���رى ال ضوء‬ ‫في���ه ‪ .‬كل ش���يء تب���دل وم���ا تبدل‬ ‫يغص يف الظ�ل�ام والناس حيتفلون‬ ‫يف ظالم���ه ‪،‬كأمن���ا ح���زب اخل���وف‬ ‫الذي ع���ادة مرتع��� ُه الظلمة والظلم‬ ‫يندس فيه ‪.‬‬ ‫‪ 15‬فرباي���ر ‪2011‬م خرجن���ا ض���د‬ ‫الظل���م والظ�ل�ام ‪ 15 ،‬فرباي���ر‬ ‫‪2013‬م خرجن���ا حنتفل خبروجنا‬ ‫األول ‪،‬يف األول ويف الثان���ي مل يك���ن‬ ‫هدفن���ا اخلروج ب���ل خرجنا ألهداف‬ ‫مل تتحقق بعد ولن حيققها لنا أحد‬ ‫‪،‬فلقد قبعنا يف بيوتنا ويف بالدنا اليت‬ ‫حتول���ت إىل س���جن ومل حنصد إال‬ ‫اخليب���ات والقم���ع ‪ ،‬حصدن���ا الظلم‬ ‫والظ�ل�ام لعقود أربع���ة ونيف ولزم‬ ‫علين���ا – يف اخلت���ام – اخلروج على‬ ‫حزب اخل���وف ‪ ،‬وأن ال يهيمن علينا‬ ‫مرة ثانية حتت أية دعاوى وخاصة‬ ‫األمنية منها ‪.‬‬

‫‪03‬‬

‫طارق مرتى ‪ :‬احلكومة االنتقالية كانت حذرة يف صرف‬ ‫املال ألن هناك مي ً‬ ‫ال التهام كل من يصرف ما ًال بأنه فاسد‬ ‫قال املبعوث اخلاص لألمني العام لألمم‬ ‫املتحدة طارق مرتي ‪ ،‬إن هناك جزءاً من‬ ‫الودائ���ع الليبية يف اخلارج اس�ت�رد البنك‬ ‫املركزي معظمه‪.‬‬ ‫وأضاف مرتي – حبسب احلياة اللندنية‬ ‫– إن” احلكومة الليبية ال تطالب بوقف‬ ‫عقوبات جلنة األمم املتحدة اليت أنشئت‬ ‫مبوجب الفص���ل الس���ابع وعملت حظراً‬ ‫على الس�ل�اح م���ن ليبي���ا وإليها ومجدت‬ ‫األرصدة يف اخل���ارج‪ ،‬ألنها حتتاج بعض‬ ‫الوق���ت ملعرفة أماكن وجود األصول يف‬ ‫اخلارج”‪.‬‬ ‫وأوض���ح املبع���وث اخلاص لألم�ي�ن العام‬ ‫لألم���م املتح���دة أن ” هناك م���ن يلومون‬ ‫احلكومة السابقة ألنها مل تتخذ قرارات‪،‬‬ ‫ويف الوقت نفسه يقولون إنها موقنة وال‬ ‫حيق هلا أن تتخذ قراراً”‪.‬‬ ‫وأش���ار إىل أن ” احلكوم���ة االنتقالي���ة‬ ‫كان���ت حذرة يف صرف امل���ال ألن هناك‬ ‫مي�ل�ا التهام كل من يص���رف ما ً‬ ‫ً‬ ‫ال بأنه‬

‫طارق مرتى‬

‫فاس���د‪ ،‬فكانت حمجمة ع���ن صرف املال عل���ى بناء الدولة لكن ك���ي يتحول إىل‬ ‫ثم اتهموها بأنها صرفت املال أكثر مما ديناميكي���ة مجاعية يف اجملتم���ع اللييب‬ ‫حيتاج إىل قيادة وإىل بعض الوقت كي‬ ‫ينبغي”‪.‬‬ ‫ولف���ت إىل أن هناك ج���و يف ليبيا مفتوح يستقر الوضع‪.‬‬ ‫عل���ى كل التي���ارات وتواف���ق نظ���ري‬

‫أوباما يعلن «الطوارئ» جتاه ليبيا‪ ..‬ويؤكد‪ :‬أنها‬ ‫متثل خطراً ‪! ...‬‬ ‫باراك أوباما‬

‫أعلن الرئيس األمريك���ي‪ ،‬باراك أوباما‪،‬‬ ‫متدي���د حال���ة الطوارئ الوطنية بش���أن‬ ‫ليبي���ا ال�ت�ي مت إعالنه���ا يف ‪ 25‬فرباي���ر‬ ‫‪ ،2011‬مش�ي�را إىل أن الوضع يف ليبيا‬ ‫ال ي���زال يش���كل تهدي���دا غ�ي�ر ع���ادي‬ ‫واس���تثنائي لألم���ن القومي والسياس���ة‬ ‫اخلارجي���ة للوالي���ات املتح���دة‪ ،‬وأن‬ ‫هناك حاجة إىل محاي���ة البالد من هذا‬ ‫التهديد‪ ،‬وم���ن حتويل األصول أو غريه‬ ‫م���ن إج���راءات التالعب م���ن قبل بعض‬ ‫أفراد أس���رة «القذايف»‪ ،‬وباقي املسؤولني‬ ‫يف النظام الس���ابق‪ ،‬وق���ال‪« :‬لذلك رأيت‬

‫أن���ه م���ن الض���روري مواصل���ة حال���ة‬ ‫الطوارئ الوطنية فيما يتعلق بليبيا»‪.‬‬ ‫وأش���ار أوبام���ا إىل أن الوالي���ات املتحدة‬ ‫بص���دد تقلي���ص العقوب���ات عل���ى ضوء‬ ‫التطورات يف ليبيا‪ ،‬مبا يف ذلك س���قوط‬ ‫«الق���ذايف» وحكومت���ه وإقام���ة حكوم���ة‬ ‫منتخب���ة دميقراطيا‪ ،‬وأن ب�ل�اده تعمل‬ ‫عن كثب مع احلكومة الليبية اجلديدة‬ ‫وم���ع اجملتم���ع الدولي على حن���و فعال‬ ‫ومناس���ب‪ ،‬لتخفي���ف القي���ود املفروضة‬ ‫عل���ى الكيان���ات اخلاضع���ة للعقوب���ات‪،‬‬ ‫مب���ا يف ذلك عن طريق اخت���اذ إجراءات‬

‫تتماشى مع قرار جملس األمن الدولي‬ ‫يف ‪ 16‬ديس���مرب ‪ 2011‬لرفع العقوبات‬ ‫املفروضة على البن���ك املركزي اللييب‬ ‫واثنني من الكيانات األخرى‪.‬‬ ‫جاء ذلك يف رسالة بعث بها أوباما اليوم‬ ‫إىل الكوجن���رس األمريكي‪ ،‬ويف إش���عار‬ ‫للنشر يف الس���جل الفيدرالي األمريكي‬ ‫وفق���ا مل���ا يقتضي���ه الدس���تور األمريكي‬ ‫قبل إنه���اء حالة طوارئ وطنية بش���كل‬ ‫تلقائي م���ا مل يقم الرئي���س بتجديدها‬ ‫خالل مدة ‪ 90‬يوما قبل نهايتها‪.‬وأش���ار‬ ‫أوباما يف بيانه الذى وزع البيت األبيض‬ ‫نسخة منه إىل أن العقيد معمر القذايف‬ ‫وحكومته واملقربني منه قد تبنوا تدابري‬ ‫متطرف���ة ض���د الش���عب اللي�ب�ي‪ ،‬مبا يف‬ ‫ذلك استخدام أسلحة احلرب واملرتزقة‬ ‫والعنف العشوائي ضد املدنيني العزل‪.‬‬ ‫وق���ال إن���ه كان هن���اك خط���ر حقيقي‬ ‫يتعلق باختالس أصول الدولة يف ليبيا‬ ‫م���ن قب���ل «الق���ذايف» وأعض���اء حكومته‬ ‫وأفراد عائلته أو املقربني منه إذا مل يكن‬ ‫ق���د متت محاي���ة هذه األصول‪ ..‬مش�ي�را‬ ‫إىل أن هذه األوضاع واهلجمات املطولة‬ ‫واألع���داد املتزاي���دة من الليبي�ي�ن الذين‬ ‫يلتمس���ون اللجوء إىل بل���دان أخرى قد‬ ‫أدت إىل تدهور األمن يف ليبيا‪ ،‬مما شكل‬ ‫خط���را جديا على االس���تقرار فيها‪ ،‬وهو‬ ‫ما دفعه إىل إعالن حالة طوارئ وطنية‬ ‫للتعامل مع هذا التهديد لألمن القومي‬ ‫والسياسة اخلارجية للواليات املتحدة‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 93‬فبراير ‪)2013‬‬

‫أمينة املغربي عضو املؤمتر الوطين ‪ :‬أكرب اإلشكاليات‬ ‫اليت تواجهنا تتمثل يف اإلعتصامات واالقتحامات!‬

‫وزير العدل ‪:‬‬ ‫هناك انتهاكات‬ ‫حصلت يف‬ ‫السجون الليبية‬

‫اعرتف���ت االس���تاذة أمين���ة املغريب���ي عض���و‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي بتأخ���ر وتباط���ئ إجنازات‬ ‫املؤمت���ر يف أداء مهام���ه وقال���ت “أننا حناول‬ ‫أن نصل���ح عملن���ا وواجهتن���ا قضاي���ا أخرى‬ ‫تتب���ع احلكومة الس���ابقة وأخذت الكثري من‬ ‫الوقت لتغريها”‪ ،‬الفتة إىل أنه “ال نستطيع‬ ‫إقف���ال أبوابنا أمام املواطنني فنحن نس���تمع‬ ‫إىل مطالبهم ومش���اكلهم”‪ ،‬مشرية إىل أن‬ ‫انعقاد جلس���ات املؤمتر تواجهه���ا العديد من‬ ‫الصعوب���ات وأك�ب�ر اإلش���كاليات تتمثل يف‬ ‫اإلعتصامات واالقتحامات”‪.‬‬ ‫وتابع���ت عض���و املؤمتر الوطين إن “الش���عب‬ ‫أصبح يتعام���ل مع املؤمت���ر الوطين وكأنه‬ ‫جه���ة تنفيذي���ة إال أنن���ا نك���رر أنن���ا جه���ة‬ ‫تش���ريعية وليس���ت تنفيذي���ة كم���ا يعتقد‬ ‫أغلبية الناس”‪.‬‬

‫صالح املرغين‬

‫أمينة املغريبي‬

‫أما صاحل جعودة عضو املؤمتر الوطنى فيعرب عن‬ ‫استيائه من االرجتال من قبل رئيس املؤمتر!‬

‫أك���د وزي���ر الع���دل ص�ل�اح املرغ�ن�ي‪ ،‬إن هن���اك‬ ‫انته���اكات حدثت يف الس���جون الليبي���ة والوزارة‬ ‫س���اعية يف وضع حد هلذه السجون‪.‬وقال املرغين‬ ‫يف مؤمت���ر صحفي عقده م���ع رئيس الوزراء علي‬ ‫زيدان إن “وزارة العدل تقر بوجود حاالت انتهاك‬ ‫يف العام املاضي يف الس���جون احمللية ولكننا نسعى‬ ‫لوضع حد لتلك االنتهاكات”‪.‬‬ ‫وأضاف وزير العدل إن “من أهداف خطة الوزارة‬ ‫يف املرحل���ة املقبل���ة إنه���اء املخالفات يف الس���جون‬ ‫الشرعية‪ ،‬والسيطرة على عدد من السجون الغري‬ ‫منطوي���ة حتت الوزارة ووضع خطط للس���يطرة‬ ‫على الس���جون األخرى”‪.‬وتابع “يف األيام القادمة‬ ‫سيتم السيطرة على سجن الرومين يف طرابلس‬ ‫م���ن خالل تكليف الثوار واملنتمني للجنة األمنية‬ ‫ووزارة الع���دل والش���رطة القضائي���ة حلمايت���ه‬ ‫يف خطوة م���ن ال���وزارة بتحقيق دول���ة القانون”‪.‬‬ ‫وأوضح املريغين إن “يف مصراتة توجد أكثر من‬ ‫‪ 2000‬معتق���ل نتيجة االعتداءات اليت تعرضت‬ ‫هلا املدينة‪ ،‬وس���بب وجود من ه���ؤالء بدأت الوزارة‬ ‫العمل إلنش���اء س���جن جديد يف الكلية اجلوية يف‬ ‫املدين���ة ونقلهم من مجيع املناطق إليه”‪ ،‬الفتا إن‬ ‫“‪ 24‬موظف���ا من النيابة سيباش���رون أعماهلم يف‬ ‫هذا السجن”‪.‬‬

‫أكد عضو املؤمتر الوطين صاحل جعودة‬ ‫رفضه التام لفكرة تبسيط األمور وعدم‬ ‫تنظيمه���ا وعدم أخذه���ا جبدية من قبل‬ ‫رئيس املؤمتر”‪.‬‬ ‫وتابع جع���ودة “إني أكن كل االحرتام‬ ‫لرئيس املؤمت���ر الوطين حممد املقريف‬ ‫لك�ن�ي أرى أن���ه كان جي���ب علي���ه أن‬ ‫جيتم���ع بأعض���اء املؤمت���ر الوط�ن�ي عن‬ ‫مدين���ة بنغازي ملناقش���ة ج���دول أعمال‬ ‫الس���فر إىل املدين���ة وما ه���و األمر الذي‬ ‫جيب أن نعرضه على املواطنني هناك”‪.‬‬ ‫من جانب آخر أبدى جعودة استيائه من‬ ‫اجتم���اع رئيس املؤمتر يف مقر الصاعقة‬ ‫حال وصوله إىل بنغازي‪.‬‬

‫وق���ال إن “املقريف فور وصوله لبنغازي‬ ‫بعق���د اجتم���اع مبق���ر الصاعق���ة م���ع‬ ‫مؤسس���ات اجملتمع املدني وهذه رس���الة‬ ‫ق���د ت���ؤوّل بص���ورة خاطئ���ة م���ن قب���ل‬ ‫البع���ض باعتب���ار بنغ���ازي مدين���ة غ�ي�ر‬ ‫آمنة لذلك عق���د االجتماع مع منظمات‬ ‫مدنية يف مقر عسكري”‪.‬‬ ‫وأك���د جع���ودة أن���ه أف�ت�رض اجتم���اع‬ ‫الصاعقة حدث حبس���ن نية ولكن إدارة‬ ‫شؤون الدولة ال تقاد‬ ‫حبس���ن النواي���ا ب���ل حبس���ن اإلدارة‬ ‫والتعام���ل يف الوقت الصحي���ح وبالقرار‬ ‫الصحيح مع األحداث‪.‬‬

‫صاحل جعودة‬

‫جملس الثقافة العام يكرم العاملني‬ ‫تكريم عبداحلفيظ غوقة عضو اجمللس اإلنتقالي‬

‫يف ملسة وفاء وتقدير للعاملني مبجلس الثقافة العام الذين ساهموا يف خمتلف فعاليات‬ ‫الربامج واألنش���طة ال�ت�ي نظمها اجمللس علي مدار الع���ام ‪ 2012‬واليت مشلت العديد من‬ ‫الربام���ج واملهرجان���ات الثقافية وال�ت�ي كان من أبرزه���ا برنامج ( مدائ���ن الثقافة تعانق‬ ‫احلرية ) الذي طاف العديد من املدن الليبية ‪ ،‬وكذلك املشاركة الفاعلة يف الدورة ‪44‬‬ ‫ملع���رض القاهرة الدولي للكتاب ‪ ،‬م���رورا باملعرض العام للفنون التش���كيلية ‪ ،‬واإلحتفال‬ ‫بكت���اب ش���هداء احلرية ‪ ،‬كذلك قيام اجمللس بتأبني عدد م���ن املبدعني الذين رحلوا العام‬ ‫‪ 2012‬وغريها من الربامج والنشاطات ‪.‬‬ ‫وبه���ذه املناس���بة ويف مج���ع ض���م العامل�ي�ن يف اجملل���س واملتعاون�ي�ن ولفيف م���ن األدباء‬ ‫والكتاب واإلعالميني حتدث الس���يد حممد حمي���ا رئيس اللجنة اإلدارية للمجلس حيث‬ ‫ق���دم التحي���ة والش���كر لكل من س���اهم يف ه���ذه الربامج م���ن العاملني واملتعاون�ي�ن الذين‬ ‫كان���وا مثال للجد واملثابرة والتفاني يف أداء الواجب ‪ ،‬وس���لمت ش���هادات التقدير واهلدايا‬ ‫التذكارية ‪ ،‬كما مت خالل هذا احلفل تكريم املناضل واحملامي عبداحلفيظ غوقة عضو‬ ‫اجمللس اإلنتقالي ملواقفه الداعمة للمجلس وبراجمه ‪ ،‬كما قامت جلة مهرجان املس���رح‬ ‫الكومي���دي الذي أقيم ببنغازي خالل ش���هر نوفم�ب�ر ‪ 2012‬بتكريم جملس الثقافة العام‬ ‫وتقديم درع املهرجان عرفانا وتقديرا لدعمه ومساهمته يف إجناح فعاليات هذا املهرجان ‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 93‬فبراير ‪)2013‬‬

‫‪05‬‬

‫املدينة األثرية ونقطة انطالق الثورة يف اجلنوب اللييب ((القطرون ))‬ ‫حتتفل بالثورة ‪ 17‬فرباير اجمليدة‬ ‫ب���دون مظاه���ر التس���ليح وال اس���تعراضات‬ ‫عس���كرية أو تش���ديدات أمني���ة انطلق���ت‬ ‫احتف���االت أبن���اء مدينة القط���رون لذكرى‬ ‫الثانية لثورة ‪ 17‬فرباير فتعلى الرايات على‬ ‫املبانى والطرقات وارتس���مت مالمح البهجة‬ ‫والس���رور على أوجه أبنائه���ا وتعالت هتافات‬ ‫والزغاريد من خالصهم حلقبة النظام كتم‬ ‫أصوتهم و جثم على صدورهم ومنعهم من‬ ‫التعليم وصدر حقه���م بالعيش كرماء على‬ ‫أرضه���م وأضطهده���م سياس���ياً واجتماعي���ا‬ ‫وعلمي���اً واقتصاديا و لكنه���م اليوم حيتفلون‬ ‫بذكرى رحيل���ه ووالدة ليبيا اجلديدة التى‬ ‫تس���توعبهم وت���درك هل���م م���ا فاته���م وه���ذه‬ ‫املناسبة هي فرحة لكل الليبيني ‪.‬‬ ‫فواح���ة القط���رون تقع فى اقص���ى اجلنوب ‪،‬‬ ‫و تبع���د ‪ 200‬كيلومرت تقريب���اً عن منطقة‬ ‫مرزق وتبع���د عن العاصمة الليبية طرابلس‬ ‫حبوالي ‪ 1100‬كم ‪ ،‬وتبعد عن مدينة سبها‬ ‫حوال���ي ‪ 329‬كيلومرت ‪،‬وع���ن املنطقة الويغ‬ ‫العس���كرية ‪ 100‬كم ‪ ،‬و تعترب اخر املدن يف‬ ‫جن���وب ليبيا وهى البواب���ة اجلنوبية هلا وهى‬ ‫مدينة صغرية يقدر سكانها حبواىل ‪ 12‬الف‬ ‫نس���مة ‪ ،‬وهى تشكل منطلقا حلركة التجار‬ ‫املتجهني إىل تشاد و النيجر‬ ‫ُ‬ ‫حي���ث‬ ‫وتش���تهر املنطق���ة بأش���جار النخي���ل‬ ‫تنم���و بش���كل كب�ي�ر فيه���ا ويق���ال أن تاريخ‬ ‫تأسيس���ها يرجع إىل القرن الس���ادس عشر‬ ‫‪ ،‬فه���ذه املنطقة تتكون من عدة يلدات وهي‬ ‫البخ���ي (أربش���ى ) ‪،‬قص���ر مس���عود (هم�ب�ر )‬ ‫وت���زرو (جترهي )مدروس���ة و لقر كنيمي‬ ‫و القط���رون املركز ‪،‬واالخ�ي�رة هي األكرب‬ ‫م���ن ُ‬ ‫حيث املس���احة ووعدد الس���كان واملرافق‬ ‫والوح���دات الس���كانية برغ���م م���ن رداءة‬ ‫اخلدم���ات الصحية والتعليمي���ة واخلدمية‬ ‫وكم���ا توج���د العدي���د م���ن الواح���ات الغ�ي�ر‬ ‫مؤهولة كالويغ وأرندغة وكازراو و مراغا‬ ‫وغريها ‪.‬‬ ‫فربغ���م م���ن بعدها عن الوس���ائل االعالمية‬ ‫والدوائ���ر احلكوم���ة اال أنه���ا تبق���ى ه���ذه‬ ‫املنطق���ة واح���ة الث���وار اجلن���وب ونقط���ة‬ ‫لبداي���ة الثورة ‪ 17‬فرباي���ر يف اجلنوب اللييب‬ ‫إال أن االع�ل�ام أصب���ح جيه���ل ذل���ك فتعمداً‬ ‫احلكوم���ة االنتقالية الس���ابقة و االن املؤمتر‬ ‫الوطنى املتخاذل بس���حب البساط من حتت‬ ‫أق���دام الث���وار احلقيقني يف اجلن���وب الليبيى‬ ‫وأصبح فزان شرارة لثورة وتستحق أن يكرم‬ ‫ويع���وض أبنائه���ا الذين ماتو وه���م يدافعون‬ ‫ع���ن الق���دايف يف جبه���ات القت���ال وطاهل���م‬ ‫صواري���خ النيتو فقدم هلم كل التس���هيالت‬ ‫واإلمكانيات لتس���جيل ماال يق���ل عن ‪6000‬‬ ‫االل���ف ثائ���ر يف أدارة هيئ���ة املقاتل�ي�ن س���بها‬ ‫وضواحيه���ا ‪ ،‬فكان من االج���در أعطاء هوالء‬ ‫الث���وار حقه���م وتكرميه���م ب���د ً‬ ‫ال م���ن نكران‬ ‫وجودهم ودورهم ‪.‬‬ ‫واس���تطاعوا الث���وار الس���يطرة على مدينة‬ ‫س���بهاوذلك بقط���ع طري���ق حي���وي ال���ذي‬

‫تس���تخدمه ق���وات الق���ذايف لإلمداداته���ا من‬ ‫املرتزق���ة فكان���ت ضرب���ة قاس���ية جلن���وده‪.‬‬ ‫وحبس���ب مص���ادر عس���كرية يف تل���ك الفرتة‬ ‫اليت كانت تسجل حتركات الثوار وتسجل‬ ‫ومض���ات االم���ل يف صحراء يس���ودها املرتزق‬ ‫وأع���داء ‪ 17‬فرباي���ر للني���ل م���ن ه���ذه الثورة‬ ‫ُ‬ ‫حيث زرعوا االلغام علي طول امتداد املنطقة‬ ‫ودارت عدة معارك ب�ي�ن الثوار األوائل الذين‬ ‫ح���رروا املنطق���ة وهم ال يتج���اوزن اعدادهم‬ ‫‪ 60‬رج ً‬ ‫ال فاضطروا الي الرجوع اىل منطقة‬ ‫اللويغ لإلعداد العدة وكسب الرأي العام يف‬ ‫املنطق���ة القطرون والس���يطرة على املنطقة‬ ‫بطريق���ة س���لمية وبي���ان اه���داف الث���ورة‬ ‫للس���كان املنطق���ة بأن هذه الث���ورة جاءت من‬ ‫أج���ل اخلالص من الظل���م والفقر من أجل‬ ‫كرامة االنسان اللييب‬ ‫كن���ت ش���اهدة عل���ى انطالقة الث���ورة ‪17‬‬ ‫فرباي���ر يف القط���رون يف ‪ 2011‬وكأن هذه‬ ‫الث���ورة خمطط هل���ا بدعوات اجلي���ل الثالث‬ ‫عل���ى ش���بكات االخطبوطي���ة ولك���ن أج���زم‬ ‫بعفويته���ا وع���دم التخطي���ط هل���ا بس���بب‬ ‫بس���ط الس���يطرة النظام الس���ابق على كل‬ ‫حت���ركات الث���وار ‪،‬انطالق الش���رارة االولي‬ ‫يف بنغ���ازي احلاضن���ة للث���ورة والراعي���ة هلا‬ ‫وامت���دت هيجانه���ا اىل غاي���ة الزاوي���ة غربا‬ ‫والقطرون جنوباً حينا ذاك قاموا الش���باب يف‬ ‫املنطق���ة احلدودية اجلنوبي���ة بإحراق أمانة‬ ‫املؤمت���ر الش���عيب واملثابة الثورية (س���ابقاً)يف‬ ‫اليوم السابع عشر من فرباير ولكن بعد ذلك‬ ‫توق���ف القطار وس���اد الصمت أرج���اء املدينة‬ ‫ومت تش���كيل بالتحال���ف جمموعات س���رية‬ ‫حمرضة الناس بالثورة ضد االوضاع املزرية‬ ‫‪.‬‬

‫فه���ذه الرقع���ة اجلغرافية س���طرت تارخياً‬ ‫فعم���د الطغ���اة اىل طم���س تلك املعامل ش���عباً‬ ‫وحض���ارة م���ن التاري���خ الليبي���ى فتخلله���ا‬ ‫الكتم���ان فاضط���رت للظه���ور م���ن جدي���د‬ ‫لتس���جل أروع بطوالته���ا ووقوفه���ا مع احلق‬ ‫ونص���رة االنس���ان فوقفت وقفة رج���ل واحد‬ ‫انتفض���ت من غبارها وس���جلت أروع حلظات‬ ‫البطول���ة واجله���اد يف زم���ن ش���ابها القناب���ل‬ ‫والرامجات اربي جي وغريها من االسلحة‪.‬‬ ‫وتعترب القطرون ش���رارة اجلن���وب فهي أول‬ ‫مدين���ة ثارت يف اجلن���وب يف اجلنوب الليبيى‬ ‫مت تش���كيل منذ الي���وم االول م���ن الثورة فى‬ ‫‪ 16‬فرباير أتالف ثوارها فتم حترير املعابر‬ ‫احلدودي���ة احمليطة بالقط���رون فكانت اوىل‬ ‫املعارك الثوار يف شهر مايو ‪ 2011‬يف املناطق‬ ‫احلدودي���ة واحلق���ول النفط���ة (الس���رير و‬ ‫مس���لة ) مت تأمينه���ا القط���رون حتررت يوم‬ ‫‪ -6-2011 17‬فت���م حترير كل من التوم‬ ‫والنق���ازة ومطار الويغ ومنطقة الويغ فبعد‬ ‫ذالك توجه أبنائه���ا اىل حترير مرزق يف يوم‬ ‫‪ 17-8-2011‬وم���ن مت املناط���ق اجلنوبية‬ ‫م���ن قبض���ة النظ���ام الس���ابق فت���وج أبنائها‬ ‫بلق���ب نيتو الصحراء فه���ذا اللقب جاء عقب‬ ‫ان���دالع ث���ورة ‪ 17‬م���ن فرباي���ر ح�ي�ن قطعت‬ ‫الطريق أمام املرتزقة وأعوان النظام الس���ابق‬ ‫دون مساندة قوات التحالف حني ذاك ‪.‬‬ ‫القطرون مدينة أثرية‬ ‫فف���ي الس���ابق يق���ال بأنه���ا أرض خصب���ة‬ ‫يتخلله���ا الودي���ان ع���روق و اده���ان وكثبان‬ ‫رملية كانت املياه يف هذه الوديان قريبة من‬ ‫سطح األرض وبفضل املراعي اليت ينمو فيها‬ ‫أصبحت مس���لكاً ودرباً للقواف���ل اىل متبكتوا‬ ‫وب�ل�اد كان���و واىل ب�ل�اد الس���ودان ومعظ���م‬

‫س���كان املنطقة يتك���ؤن على الرع���ي و الكالء‬ ‫يف معيش���تهم أي أنه���م رع���اة األب���ل والغنم ‪،‬‬ ‫والواق���ع أن بع���ض الق���رى والواحات نش���أت‬ ‫يف الس���بخات واملنخفض���ات فتع���رض أغلبها‬ ‫للخ���راب نتيجة للح���روب وكذلك ألعمال‬ ‫النه���ب و أع���ادة االعم���ار وه���ذا م���ا أضط���ر‬ ‫الس���كان االصلني الن���زوح بعي���داً اىل اجلبال‬ ‫واملناطق االمنة والعودة اليها يف أوقات السلم‬ ‫ليبن���وا قراهم م���ن جديد باس���تخدام الطني‬ ‫والسعف النخيل أو اجلريد و أذا تعرض تلك‬ ‫املناطق لزح���ف الرمال اليت تهدد املس���اكن‬ ‫واملزارع وسد الطرق ‪.‬‬ ‫وم���ن املع���امل االثرية ف���ى املنطق���ة جترهى‬ ‫قلعة توغى فراء وهو معلم رائع وخالب يقع‬ ‫ف���ى وس���ط الرم���ال و أيضاً قلع���ة القطرون‬ ‫االثرية‬ ‫فق���د ذك���ر الرحال���ة االملان���ي رولف���س يف‬ ‫كتابه رحلة عرب أفريقيا ترمجه الدكتور‬ ‫عماد الدين غ���امن أذ يقول (بأن يزرع الهاىل‬ ‫ش���يئا من اخلض���ار والذرة والقمح والش���عري‬ ‫والبش���نة والنقفوىل والقصب وينتجون متراً‬ ‫فاخ���را وتصنع النس���اء م���ن اجلري���د النخل‬ ‫س�ل�ا ً‬ ‫ال مجيلة وأطباقاً وهي مرغوبة جداً يف‬ ‫مجي���ع أرجاء طرابل���س الغرب ‪،‬وأم���ا بيوتها‬ ‫فه���ى أكواخ طيني���ة منخفض���ة بنيت حول‬ ‫قلعة مهجورة ف���ى االح���وال العادية وتتخذ‬ ‫ملج���أ يف االزمات ويف املنطق���ة القريبة منها‬ ‫توجد عني ذات ماء عذب )‬ ‫ويف الواق���ع احل���ال الزال���ت بي���وت قائم���ة‬ ‫ومأهولة يس���كنها االه���اىل املنطقة كما أنها‬ ‫غني���ة بال�ت�راث الليبيى األصي���ل واألكالت‬ ‫الشعبية والزي التقليدى لألهاىل املنطقة ‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 93‬فبراير ‪)2013‬‬

‫ميادين يف بروكسل‬

‫صحفيون عرب حيللون مشهد الثورات بعد سنتني من ربيعها‬ ‫اللق���اء الصحف���ي االعالم���ي ب�ي�ن االحت���اد‬ ‫االروب���ي واالعالميني الع���رب املدعويني من‬ ‫قب���ل ‪ BBC‬ميدي���ا أكش���ن ‪ 8:6(،‬فرباي���ر‬ ‫‪ )2013‬نتج عنه حوارات عربية مش�ت�ركة‬ ‫بني احلضور‪ ،‬كان صحفيو الثورات العربية‬ ‫مركز السؤال فيما وصلت إليه ثوراتهم من‬ ‫أحوال ‪ ،‬كيف ينظ���رون ويقيمون الظروف‬ ‫احلالي���ة ‪،‬وهم من ج���اؤوا يف لقاء تارخيي إذا‬ ‫خيصهم جمل���س االحتاد االروبي كش���هود‬ ‫بس���ماع ومواكبة تقارير االحتاد عن ثورات‬ ‫الش���عوب ( مص���ر ‪ ،‬ليبي���ا ‪ ،‬تون���س ‪ ،‬س���وريا ‪،‬‬ ‫البحري���ن‪ ،‬اجلزائ���ر ‪ ،‬املغ���رب ) م���ن جنح���ت‬ ‫وم���ن مازال���ت تعان���ي قمعا وقت�ل�ا ومصادرة‬ ‫حلري���ة التعب�ي�ر‪ ،‬ميادي���ن اس���تمعت ألرائهم‬ ‫وحتليالتهم للمشهد‬ ‫من داخل أروقة االحتاد بربوكس���ل يف ختام‬ ‫اللقاء وكانت هذه احلصيلة ‪.‬‬ ‫من���ذر النم�ي�ري (حملل معتمد م���ن االحتاد‬ ‫االروبي يعمل منذ ‪ 25‬سنة يف هذا اجملال)‬ ‫هن��اك ما يقارب ‪ 15‬مليون قطعة س�لاح جتول يف‬ ‫ليبيا هذه احصائيات ينشرها االحتاد االروبي‪.‬‬ ‫عندما اندلعت ثورات الربيع العربي حتمس‬ ‫الغرب بأس���ره وس���ارع لدعمها ودي���ا ومعنويا‬ ‫لك���ن س���رعان ما إنته���ت االنتخاب���ات وكان‬ ‫الفوز لألسالميني س���واء كان يف ليبيا واليت‬ ‫أقل متثيال هلم بكث�ي�ر من تونس ومصر ‪،‬وملا‬ ‫بدأت تتضح الصورة ‪،‬لألحتاد االروبي كون‬ ‫املس���ار الدميقراطي يف هذه الدول لن يس�ي�ر‬ ‫باخل���ط ال���ذي جي���ب أن يس�ي�ر علي���ه ‪ ،‬االن‬ ‫هناك نسبية يف املوقف أصبح الدعم االروبي‬ ‫للربي���ع العرب���ي بش���روط إم���ا أن تلنزم���وا‬ ‫باحليادي���ة ‪ ،‬وتفس���حون اجمل���ال للحري���ات‬ ‫والتعبري ل���كل االطي���اف السياس���ية يف البلد‬ ‫وتنهج���ون منه���ج الدميقراطي���ة وبالتال���ي‬ ‫حنن س���ندرس ولن نعطيكم االموال ‪ ،‬ماهي‬ ‫امكاني���ة مس���اعدتكم ؟ ه���ذا يع�ن�ي أنه حصل‬ ‫تغي�ي�ر يف املوق���ف االروب���ي ‪ ،‬لك���ن يف الق���رار‬ ‫املتخ���ذ هناك وضع داخل���ي لالحتاد االروبي‬ ‫وهو خيص الوضع املالي والوضع االقتصادي‬ ‫باالحتاد االروبي هناك تراجع فأزمة الديون‬ ‫تفاقمت على عدة أوجه وهناك حمور خالف‬ ‫يف االحت���اد االروبي خبصوص بريطانيا اليت‬ ‫ليس���ت يف منطقة اليورو فهي سياس���يا متثل‬ ‫ي���د الواليات املتح���دة االمريكي���ة يف االحتاد‬ ‫االروبي ودائما تقف موقف الوسط بني أملانيا‬ ‫وفرنس���ا ‪ ،‬أملاني���ا م���ن متول االحت���اد االروبي‬ ‫ه���ي أق���وى بلد م���ن حي���ث الصناع���ة والنمو‬

‫االقتص���ادي ‪ ،‬ث���م الفرنس���يني والربيطانيني‬ ‫ص���اروا أقوي���اء بع���د حتالف امريكي ش���رقي‬ ‫قدي���م كان���ت تس���تعمل قواع���د مقابل ضخ‬ ‫أموال وملا دخل���ت هذه الدول االحتاد االروبي‬ ‫إصطفت جن���ب بريطانيا ‪ ،‬فق���وي صوتها يف‬ ‫جمموع���ة االحتاد ‪ ،‬وس���أعود للربيع العربي‬ ‫مع كل االس���ف اليوم ملا نتح���دث عن ليبيا ‪،‬‬ ‫صحيح أن الشعب اللييب اختار بنفسه وذهب‬ ‫اىل صنادي���ق االق�ت�راع لك���ن املس���ألة االمنية‬ ‫يف ليبي���ا مس���ألة مقلقة ‪ ،‬ملا نس���مع أن هناك‬ ‫ما يق���ارب ‪ 15‬مليون قطعة س�ل�اح جتول يف‬ ‫ليبيا هذه احصائيات ينشرها االحتاد االروبي‬ ‫‪ ،‬ثم أن القذايف يف حربه ضد ش���عبه اس���تنجد‬ ‫مبتمردي���ن أفارقة والذين موهل���م الغرب يف‬ ‫ج���زء منهم فرنس���ا كان���ت مت���ول الطوارق‬ ‫‪ ،‬الذي���ن احدث���وا بلبل���ة يف مال���ي بع���د نهاية‬ ‫احلرب يف ليبيا ‪ ،‬االن تأتي فرنسا وتقول اريد‬ ‫أن أداف���ع عن مالي م���ن املتطرفني هي قصة‬ ‫فيه���ا ( خبط ولب���ط كما نق���ول بلهجتنا يف‬ ‫تونس ) وبالنسبة للربيع العربي فإن التاريخ‬

‫حيدثنا عن فرنسا اليت ظلت ‪ 68‬سنة باليوم‬ ‫والليل���ة ينتظ���رون حتى ش���كلوا أول حكومة‬ ‫اجلمهوري���ة حني اس���تقرت االوضاع ‪ ،‬وحنن‬ ‫بعد سنتني نطالب باملس���تحيل ولكن انا على‬ ‫يق�ي�ن ب���أن الدمقراطي���ة هي اليت س���تنتصر‬ ‫بالنهاي���ة يكف���ي ان حرية التعب�ي�ر يف الدول‬ ‫اصبح���ت متاح���ة ‪ ،‬هن���اك مكاس���ب وان كنا‬ ‫نطمح للمزيد ‪ ،‬ان تستقر االوضاع وان تضع‬ ‫وحدة الوطن الذي هو فوق اجلميع ‪.‬‬ ‫ريتا صفري ( جريدة النهار اللبنانية )‪ -‬لبنان ‪.‬‬ ‫نتمن��ى أن يش��ارك مثقف��ون وأدب��اء بأدوارهم يف‬ ‫مشهد ما بعد الثورات ملنع أي تبعية‬ ‫الالفت يف الثورات ال�ت�ي حتركت يف الوطن‬ ‫العرب���ي يف ه���ذه اللحظ���ة التارخيي���ة أنه���ا‬ ‫أصبحت تواكب املعطيات السياسية والعمل‬ ‫االخب���اري‪ ،‬ولكن هن���اك حترك بط���يء جدا‬ ‫للمجتم���ع املدن���ي ‪،‬يف ه���ذا الش���أن ‪،‬م���ن هنا‬ ‫نتمنى أن يش���ارك مثقفون وأدب���اء بأدوارهم‬ ‫يف مش���هد م���ا بعد الث���ورات ملن���ع أي تبعية أو‬ ‫طابع سياس���ي أو طائفي عق���ب تلك الثورات‬

‫‪،‬وليتس���لموا ه���م احلك���م ويكون���وا ه���م ق���ادة‬ ‫الرأي ومن يوحون بالتوجهات اليت ممكن أن‬ ‫حتصل يف هذا االطار ‪.‬‬ ‫حسان عرفاوي – جملة حقائق ‪ -‬تونس ‪.‬‬ ‫احل���ركات الديني���ة تصدرت ألنه���ا متتلك‬ ‫امكان���ات مادي���ة ال ح���دود هل���ا تقريب���ا وهي‬ ‫االكثر تنظيما‪.‬‬ ‫قب���ل كل ش���يء حن���ن صحفي�ي�ن ولس���نا‬ ‫سياس���يني ‪ ،‬ال يطل���ب من���ا تعوي���ض الرج���ل‬ ‫السياس���ي يف تصور مش���اريع ‪ ،‬حن���ن مهمتنا‬ ‫فهم االحداث وحماول���ة إنارة قراءنا حول ما‬ ‫جيري بأدق ما ميك���ن ‪ ،‬تنوير املواطن وجعل‬ ‫حق���ه يف االعالم الش���ريف والنزيه هو مهمة‬ ‫أساس���ية وهي اللبن���ة االوىل اليت البد من يف‬ ‫أي اجن���از دميقراط���ي إعط���اء املواطن احلق‬ ‫يف االع�ل�ام وجعله يع���ي بأن ه���ذا احلق حق‬ ‫مق���دس وم���ن أول حقوقه االعالم الش���ريف‬ ‫‪ ،‬ال���ذي ه���و بالطبع ليس كاإلعالم الس���ابق‬ ‫‪..‬إع�ل�ام أيدلوج���ي موجه ‪ ،‬ه���ذه نقطة أوىل‬ ‫أم���ا النقط���ة الثانية فيم���ا يتعل���ق بأوضاعنا‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 93‬فبراير ‪)2013‬‬

‫إن ش��ئنا جعلنا هذه الثورات ُمنطلقا لواقع جديد‬ ‫وإن شئنا بقينا يف الظالمية‬ ‫ول���و حكين���ا كمواطن�ي�ن يف دول الث���ورات‬ ‫‪...‬أكي���د أن���ه بدرجات متفاوت���ة طبعا هناك‬ ‫تواج���د للحركات االس�ل�امية ال�ت�ي مل يكن‬ ‫م���ن املتوق���ع ولدين���ا يف تون���س أن تتص���در‬ ‫احلرك���ة االس�ل�امية املش���هد السياس���ي ملا‬ ‫بعد الث���ورة وخاصة وأن ش���عارات الثورة مل‬ ‫تكن ش���عارات ديني���ة كانت ش���عارات تنادي‬ ‫باحلري���ة والكرام���ة ش���عارات تعتن���ق االفق‬ ‫االنس���اني للث���ورات الكوني���ة ال�ت�ي عرفته���ا‬ ‫االنس���انية ‪ ،‬مل تكن لديها ش���عارات دينية أو‬ ‫مطال���ب هوويه ‪ ،‬الذي ص���ار بعد االنتخابات‬ ‫أن احل���ركات الديني���ة تص���درت ألنه���ا‬ ‫متتل���ك امكانات مادي���ة ال حدود هل���ا تقريبا‬ ‫وه���ي االكث���ر تنظيم���ا يف الس���ابق كان���ت‬ ‫حركات س���رية وعندها حرفية يف التنظيم‬ ‫منه���ا تنظيم االنتخاب���ات بينم���ا احلركات‬ ‫اليس���ارية هي ح���ركات هواة على املس���توى‬ ‫السياسي وتفتقد التواصل وتفتقد التضامن‬ ‫فيم���ا بينه���ا كل واحد منهم يري���د الزعامة‬ ‫بينما هم حركات ش���به عسكرية منضبطة‬ ‫‪ ،‬وهناك مال فاس���د ومال سياس���ي خارجي‪..‬‬ ‫صرنا يف وضعية حسب فهمنا وتكويننا نرى‬ ‫أن���اس ال عالقة هل���م بالثورة فه���م بالفطرة‬ ‫ح���ركات رجعي���ة حمافظ���ة ‪ ،‬وأصبح���ت‬ ‫تدعي الثورجية ‪،‬وتدع���ي أنها قامت بالثورة‬ ‫‪..‬حن���ن أم���ام وضعية س���ريالية نعان���ي منها‬ ‫‪ ،‬ه���م أضح���وا أش���به مباكينات ق���ادرة على‬ ‫استالم السلطة مع انعدام الكفاءة ‪ ،‬واخلربة‬ ‫‪،‬هؤالء ال ميلكون كفاءة ادارية وال سياسية‬ ‫هم جهل���ة بهذا اجمل���ال لذلك اغل���ب اقتصاد‬ ‫دول الث���ورات اصب���ح يف اهلاوي���ة ‪،‬معنوي���ات‬ ‫الن���اس حمبط���ة ‪ ،‬الن���اس مل تعد ت���رى أمل‬ ‫‪،‬حنن يف تونس الناس وبعد االغتياالت بدأت‬ ‫تقارن وضعيتها بوض���ع لبنان وبلدان اخرى‬ ‫م���ن املش���رق كالع���راق أو تتصوم���ل البالد‬ ‫وخاص���ة ان احل���ركات االس�ل�امية ال ومل‬ ‫متلك جتارب مقنعة وناجحة ‪ ،‬الصومال بال‬ ‫دولة وال اقتصاد وال ش���يء ‪ ،‬السودان قسمت‬ ‫ومازال هناك بوادر لتقسيم أخر ‪ ،‬افغانستان‬ ‫‪... ،‬من���اذج ‪..‬أما النم���وذج الرتكي فال عالقة‬ ‫ل���ه باإلس�ل�ام ه���و من���وذج علمان���ي اجليش‬ ‫ف���رض حركة سياس���ية أروبية تقرتت من‬ ‫املس���يحني الدميقراطي�ي�ن يف أروب���ا ‪ ،‬لي���س‬ ‫لالتراك عالقة باخلوان املسلمني الذي دمر‬ ‫ومازال يدمر يف عاملنا العربي ‪.‬‬ ‫أنطوان عجوقي‪..‬صحفي ‪ -‬لبنان ‪.‬‬ ‫الدميقراطي��ة ال تتحق��ق يف جمتمعات ميته من‬ ‫اجلوع وفارغة ذهنيا !‬ ‫ب���رأي وبع���د الث���ورات العربية عل���ى واقعها‬ ‫املتخل���ف ‪ ،‬االن حنت���اج ثقافة م���ن خمتلف‬ ‫االوجه ‪ ،‬حنارب الفقر واجلهل‪ ،‬نسلح الناس‬ ‫بالعل���م واملعرفة املتاج���ة ‪ ،‬الدميقراطية لن‬ ‫تتحق���ق بوجود اجلوع والفقر واجلهل هؤالء‬ ‫أس املش���امل حتى بروز احل���ركات الدينية‬ ‫املتطرف���ة من نتاج ه���ذه املعطيات ‪ ،‬عليك أن‬ ‫توف���ر القيمة والكرام���ة للمواطن من خالل‬ ‫توف�ي�ر مس���تلزمات حياته اليومية لينش���غل‬ ‫وبااله���م وه���و مبمارس���ة دوره يف جمتم���ع‬

‫دميقراطي منفتح ‪ ،‬الدميقراطية ال تتحقق‬ ‫يف جمتمعات ميته من اجلوع وفارغة ذهنيا !‬ ‫ع���وض مصطفى (صحف���ي س���وداني يعمل‬ ‫باالمارات )‬ ‫أسف أس���ف ‪..‬ال أستطيع منحك حتى وجهة‬ ‫نظري كصحف���ي ‪،‬ال رأي لي االن ‪ ،‬أنا قادم‬ ‫هنا بإسم اجلريدة وليس بإمسي الشخصي‪،‬‬ ‫االمر خمتلف ‪.‬‬ ‫أسيا عرتوس ‪ -‬جريدة الصباح ‪ -‬تونس ‪.‬‬ ‫إن ش��ئنا جعلنا هذه الثورات ُمنطلقا لواقع جديد‬ ‫وإن شئنا بقينا يف الظالمية‪.‬‬ ‫اجلواب حول س���ؤال الثورات خمتلف من بلد‬ ‫ألخ���ر ‪ ،‬مثال احلال���ة التونس���ية ‪ ،‬تونس بلد‬ ‫صغ�ي�ر ثرواته���ا الطبيعة حم���دودة ‪،‬طاقتها‬ ‫حمدودة‪ ،‬فثروة تونس ثروة البشرية تونس‬ ‫بس���واعد ابنائها يقع مس���تقبلها ‪ ،‬لس���نا دولة‬ ‫نفطية لسنا دول اخلليج وليس لنا أن نعول‬ ‫على ث���راوات مهم���ا كان مصدره���ا ونوعها‬ ‫‪ ،‬حن���ن ش���عب اذا مل يعمل لن ي���أكل وحتى‬ ‫مس���اعدات الدول الغربية حم���دودة الزمان‬ ‫واملكان وهي مربوطة مبصاحل فالغرب لديه‬ ‫مص���احل ولديه م���ن االزم���ات االقتصادية ما‬ ‫يكفي���ه وبالتال���ي ال ميكن لن���ا ان نظل عالة‬ ‫عل���ى احد ولن مي���ن علينا أحد اي مس���اعدة‬ ‫ب���دون ش���روط ومص���احل ضيق���ة وخاصة ‪،‬‬ ‫لذل���ك حنن مس���تقبلنا بني أيدينا فإن ش���ئنا‬ ‫جعلن���ا ه���ذه الث���ورات منطلقا لواق���ع جديد‬ ‫نرقى به اىل مواقع متقدمة وإن ش���ئنا بقينا‬ ‫يف الظالمية وس���قطنا يف التفكري السطحي‬ ‫للدي���ن ووقعنا وعش���نا وحكمنا على انفس���نا‬ ‫يف اعوامن���ا القادمة حبي���اة أهل الكهف حنن‬ ‫نعول على ذكاء املواطن التونس���ي واملواطن‬ ‫العربي يف املنطقة اليت حكمتها اليكتاتوريات‬ ‫واالنظم���ة القمعية ‪ ،‬رأينا م���ا صنع القذايف‬ ‫على مدى عق���ود بليبيا صادر اف���كار وصادر‬ ‫عقول خنب���ه اليت اعتقل���ت او هاجرت أفادت‬ ‫غريها من ش���عوب االرض وشعبها مل يستفد‬ ‫‪ ،‬املس���ؤلية كبرية وكبرية جدا ‪ ،‬حنن اليوم‬ ‫بع���د س���نتني م���ن ثوراتن���ا ‪ ،‬الي���وم الظروف‬ ‫والتحديات ال تزال كبرية ‪.‬‬ ‫شهرية أمني ‪ -‬مراسلة ‪ - C N N‬مصر‪.‬‬ ‫ال���ذي حيصل االن يف مصر هي ثورة مضادة‬ ‫يقودها رجال االمن التابعني للنظام السابق‬ ‫انا متفائلة ولس���ت متشائمة أرى أن حكومة‬ ‫مرسي هي التغيري الذي طلبناه ألنه هو أول‬ ‫رئي���س منتخب دميقراطي مدني وس���تكون‬ ‫هناك كارثة لو جاء أحد من النظام القديم‬ ‫‪ ،‬مل يك���ن لدين���ا خيار ‪ ،‬إما النظ���ام القديم أو‬ ‫االس�ل�اميني أن���ا أرى أن���ه معت���دل‪ ،‬االخوان‬ ‫املس���لمني ليس���وا متطرف�ي�ن ه���م معتدل���ون‬ ‫وال���ذي حيص���ل االن يف مص���ر ه���ي ث���ورة‬ ‫مض���ادة يقودها رجال االمن التابعني للنظام‬ ‫السابق هو انقالب على حكومة مرسي ‪ ،‬نرى‬ ‫الي���وم نف���س التكتيك ال���ذي كان���وا يعملوه‬ ‫س���ابقا مثل أن البوليس يس���تعمل قوة زايدة‬ ‫‪ ،‬أو يس���تعمل ادوات قم���ع هذا نفس أس���لوب‬ ‫النظ���ام القدي���م ألن لي���س هن���اك والء ت���ام‬ ‫للنظ���ام اجلديد مازال���ت الداخلية فيها ناس‬

‫موالي���ة للنظام القدي���م أقصد أم���ن الدولة‬ ‫الس���ابق واملخاب���رات ‪ ،‬لذل���ك حيتاج مرس���ي‬ ‫تطهري املؤسس���ات من عناصر النظام القديم‬ ‫والليرباليني يف مص���ر حيتاجوا وضع يدهم‬ ‫بي���ده ويقبل���وا باحل���وار ويعملوا معه���ا لكي‬ ‫خنرج من االزمة ‪.‬‬ ‫االسعد بن محد – تونس –‬ ‫البد أن تدرك الشعوب العربية أن العنف ليس يف‬ ‫صاحل أحد من االطراف ‪.‬‬ ‫أنا أعتق���د أن ما حص���ل يف البل���دان العربية‬ ‫واملتوسط ش���يء اجيابي ولكن هذا االجيابي‬ ‫ق���د يتح���ول س���لبا إذا مل حناف���ظ علي���ه ‪،‬‬ ‫واالكثر خطورة يف املوضوع على مس���تقبل‬ ‫املنطقة بصفة عامة تنامي ظاهرة العنف يف‬ ‫أي حال من االحوال البد أن تدرك الش���عوب‬ ‫العربي���ة أن العن���ف ليس يف ص���احل أحد من‬ ‫االط���راف ‪ ،‬لذل���ك الب���د أن نش���غل أنفس���نا‬ ‫بالبن���اء ‪ ،‬املس���تقبل ألن���ه مامن أحد س���يقوم‬ ‫بهذه املهمة نيابة عنا ‪ ،‬مس���تقبلنا الذي جيب‬ ‫علين���ا أن نتج���اوزت فيه اخلالفات الس���ابقة‬ ‫أن نتع���اون ونفتح أف���ق التفاه���م والتعاضد‬ ‫ونت���أزر ونتكاث���ف ‪ ،‬القي���م املعروف���ة لدين���ا‬ ‫كع���رب ال جيب أن نف���رط فيه���ا ‪ ،‬علينا أن‬ ‫ال نكون فريس���ة س���هلة للمناورات ‪ ،‬فريسة‬ ‫س���هلة لتدخ�ل�ات م���ن خ���ارج الس���ياق‪ ،‬ويف‬ ‫ظين أن بعض الدول اخلارجية ال يس���اعدها‬ ‫سياس���يا واقتصاديا تط���ور البل���دان العربية‬ ‫واستقرارها الدميقراطي لتصبح قوة عاملية‬ ‫االمر يس���تلزم جهود نا فف���ي جمال االعالم‬ ‫وحن���ن نلتقي هنا اليوم علينا أن نش���ارك يف‬ ‫التحس���يس ويف التوعي���ة وه���و جمهود كل‬ ‫االطراف عربيا أصحاب الثورات وغريهم ‪.‬‬

‫‪07‬‬

‫أسيا عرتوس‬

‫شهرية أمني‬

‫االسعد بن محد‬

‫ريتا صفري‬

‫عوض مصطفى‬

‫منذر النومريي‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 93‬فبراير ‪)2013‬‬

‫املرأة والدستور ‪...‬على املائدة املستديرة‬

‫الزاوية ‪:‬احلسني املسوري‬ ‫حمور اجللسة األوىل ((جتارب اجملتمع املدني يف‬ ‫جمال التمكني السياسي للمرأة الليبية ))‬ ‫منسق اجللسة الدكتور ‪ :‬علي الاليف واملتحدثني‬ ‫كانوا ‪:‬‬ ‫‪-1‬د هويدا دياب _هيئة دعم مش���اركة املرأة يف‬ ‫صنع القرار‬ ‫‪-2‬حن���ان الش���ريف –املنظم���ة الليبي���ة حلقوق‬ ‫اإلنسان‬ ‫‪-3‬د ابتسام التومي – ناشطة باجملتمع املدني‬ ‫حم���ور اجللس���ة الثاني���ة (( مش���اركة امل���رأة يف‬ ‫اهليئ���ة التأسيس���ية لصياغ���ة الدس���تور الواق���ع‬ ‫واملأمول ))‬ ‫منسق اجللسة أ‪.‬أمينة املغربي واملتحدثني كانوا‬ ‫‪:‬‬ ‫‪-1‬د س���لوى الدغيلي –أس���تاذ القان���ون جبامعة‬ ‫بنغازي‬ ‫‪ -2‬أ‪ .‬عبد احلفيظ غوقة – حمامي وسياسي‬ ‫‪-3‬أ‪.‬عزة املقهور – ناشطة حقوقية‬ ‫‪-4‬أ‪.‬منصور ميالد –خبري دستوري‬ ‫حم���ور اجللس���ة الثالث���ة ((م���اذا تري���د امل���رأة يف‬ ‫الدس���تور ؟ التجربة التونسية واملتطلبات الليبية‬ ‫))‬ ‫منس���ق اجللس���ة الدكت���ور ‪:‬مصطف���ى الت�ي�ر‬ ‫واملتحدثني كانوا ‪:‬‬ ‫‪-1‬د أمال قرامي – ناشطة سياسية من تونس‬ ‫‪-2‬مدحية النعاس‪ -‬باحثة اجتماعية يف ش���ؤون‬ ‫املرأة بالشرق األوسط‬ ‫‪-3‬عزة زبيدة ‪-‬حمامية وناشطة حقوقية‬ ‫‪-4‬د مصطفى خشيم – أستاذ جامعي‬ ‫نشاط اليوم الثاني‬ ‫حمور اجللس���ة األوىل ((املؤمتر الوطين وتشكيل‬

‫أقامت منظمة نبض ليبيا مبدينة الزاوية مائدة مستديرة حول املرأة والدستور وذلك بقاعة الشهداء وقد‬ ‫حضر املائدة عدد من الباحثني والناشطني يف اجملتمع املدني واملناصرين حلقوق املرأة باإلضافة إىل السيد‬ ‫حمم���د الكون���ي رئي���س اجمللس احمللي ملدين���ة الزاوية و احملامي عب���د احلفيظ غوقة نائ���ب رئيس اجمللس‬ ‫االنتقالي والدكتورة س���لوى الدغيلي عضو اجمللس الوطين االنتقالي أبان الثورة واألستاذة أمينة املغريبي‬ ‫وأمساء س���ريبة ونعيمة احلامي عضوات املؤمتر الوطين ومن تونس الش���قيقة الدكتورة أمال قرامي وقد‬ ‫رحب السيد سيف اهلنقاري رئيس اللجنة التحضريية باحلاضرين وممتنا هلم على حتملهم مشاق السفر‬ ‫بعده���ا أعطي���ت الكلمة للدكتورة فريدة العالق���ي اخلبرية باألمم املتحدة اليت طرح���ت أهداف ومنهجية‬ ‫املائدة املستديرة والية متابعة تنفيذ نتائج املناقشات وقد كانت نشاط اليوم األول على النحو التالي ‪:‬‬

‫جلنة الستني املرأة شريك يف احلوار ))‬ ‫منس���ق اجللس���ة الدكت���ور ‪ :‬مجع���ة القماط���ي‬ ‫واملتحدثون هم ‪:‬‬ ‫‪-1‬أ‪.‬نعيمة احلامي – عضو املؤمتر الوطين‬ ‫‪-2‬أمساء سريبة – عضو املؤمتر الوطين‬ ‫‪-3‬أمينة املغريبي – عضو املؤمتر الوطين‬ ‫حم���ور اجللس���ة الثاني���ة ((دور اإلع�ل�ام يف دعم‬ ‫املش���اركة السياس���ية للم���رأة الليبي���ة وجلن���ة‬

‫الستني ))‬ ‫منسق اجللسة أ‪ .‬هدى هويسة واملتحدثون هم ‪:‬‬ ‫‪-1‬د زينب الزايدي – إعالمية‬ ‫‪-2‬احلسني املسوري – مراسل صحيفة ميادين‬ ‫‪-3‬اشرف صاحل – راديو الزاوية احلرة‬ ‫اجللسة اخلتامية‬ ‫آلية متابعة التنسيق والتشبيك املطلوبة لتفعيل‬ ‫نتائج مناقشات املائدة املستديرة‬ ‫‪-1‬الدكتورة فريدة العالقي‬ ‫‪-2‬أ‪.‬سيف اهلنقاري‬ ‫يف خت���ام كلمت���ه قدم االس���تاذ س���يف اهلنقاري‬ ‫ش���كر خ���اص ل���كل م���ن س���اهم و ش���اركة وقام‬ ‫برعاية هذه املائدة املستديرة اليت أقيمت مبدينة‬ ‫الزاوية بقاعة الش���هداء مبصفاة الزاوية لتكرير‬ ‫النف���ط ‪,‬حي���ث أن ه���ذه املائ���دة وقفت عل���ى عدة‬ ‫نق���اط من خ�ل�ال ‪ 6‬جلس���ات عم���ل دار احلديث‬ ‫فيه���ا ح���ول ع���دة قضاي���ا تواج���ه امل���رأة ‪,‬وق���د مت‬ ‫اخل���روج بعدة مقرتحات وبرام���ج عملية و أبدى‬ ‫كل احلض���ور التعاون يف ه���ذه الربامج العملية‬ ‫اليت رأى احلضور أنه���ا فعال قريبة إىل التحقيق‬ ‫والتنفيذ‬ ‫وقد نصت هذه التوصيات على اآلتي‬ ‫•إع���داد جلن���ة قانوني���ة تض���م كاف���ة النخ���ب‬ ‫عل���ى مس���توى ليبيا لوض���ع متصور ح���ول قانون‬ ‫االنتخاب‬ ‫•إعداد فري���ق تنموي للتوعية بقانون االنتخاب‬ ‫للهيئة التأسيسية لصياغة الدستور‬

‫•شدد احلضور على أن يكون بند يف هذا القانون‬ ‫ينص على أن يكون للمرأة نس���بة حتدد بالكوته‬ ‫كح���د أدنى هل���ا يف اللجنة التأسيس���ية لصياغة‬ ‫الدستور‬ ‫•إع���داد بن���ك معلوم���ات يضم كاف���ة املنظمات‬ ‫واجله���ات اليت تش���تغل ح���ول الدفاع ع���ن حقوق‬ ‫امل���رأة واالتصال بهم والس���عي حول توقيع ميثاق‬ ‫ش���رف تكون أهم نصوصه هي التش���بيك وتوحيد‬ ‫اجلهود‬ ‫•إع���داد بن���ك معلومات يضم كاف���ة اخلرباء يف‬ ‫اجملاالت التالية‬ ‫النشطاء السياسيني‬ ‫‪ .1‬‬ ‫خرباء القانون والدستور‬ ‫‪ .2‬‬ ‫اإلعالميني‬ ‫‪ .3‬‬ ‫أس���اتذة ودكات���رة عل���م النف���س‬ ‫‪ .4‬‬ ‫واالجتماع‬ ‫نشطاء اجملتمع املدني‬ ‫‪ .5‬‬ ‫هذا وسوف تقوم منظمة نبض ليبيا ببدء اإلعداد‬ ‫يف ه���ذا البنك م���ن املعلومات على مس���توى نطاق‬ ‫مدينة الزاوية كخطوة أوىل‬ ‫الب���دء يف نش���ر قان���ون مؤسس���ات‬ ‫• ‬ ‫اجملتم���ع املدن���ي ال���ذي مت االش���تغال علي���ه على‬ ‫مدى س���نة ونصف وعرضه على كافة املنظمات‬ ‫واملؤسس���ات للتوقي���ع علي���ه وتقدمي���ه للجن���ة‬ ‫القانوني���ة باملؤمتر الوطين إلص���دار هذا القانون‬ ‫ال���ذي رأى احلضور أن له أهمي���ة كربى يف هذا‬ ‫الوقت احلرج‪.‬‬


‫‪09‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 93‬فبراير ‪)2013‬‬

‫من وحي فرباير‬

‫عطية صاحل األوجلي‬ ‫خسارة ‪!!!!....‬‬ ‫ه���ذه ليس���ت مشات���ة فأن���ت قبل غريك‬ ‫تدرك انها ليس���ت م���ن طبائعي ‪ ..‬ولكنها‬ ‫رثاء أردده لنفس���ي و أنا أحس خبسارتي‬ ‫في���ك ‪ ...‬كنت امتنى لو أن���ك و باملواهب‬ ‫و املع���ارف اليت متتلكه���ا وقفت اىل صف‬ ‫الن���اس وأن ت���درك أن م���ا حيتاج���ه هذا‬ ‫الشعب هو الكلمة الطيبة و اليد احلنون‬ ‫و الفك���رة اخلالق���ة ‪ ..‬وأننا حن���ن أبنائه‬ ‫الذي���ن انعم اهلل علين���ا باملعرفة جيب ان‬ ‫نك���ن له نع���م الع���ون و الس���ند‪ ...‬ولكنك‬ ‫أخ�ت�رت الرهان عل���ى اجلواد اخلاس���ر و‬ ‫توقعت أن حيدث زلزال سياسي فجهزت‬ ‫خرائطك و خططك لتنعم مبا هو آتي ‪...‬‬ ‫مل يهم���ك الس���باق و ال اجلي���اد ‪ ..‬كل‬ ‫ماهمك ه���و الربح ‪ ..‬وكل ما اس���تهواك‬ ‫ه���و الس���لطة ‪ ..‬وقف���ت تل���وك الكلم���ات‬ ‫ع���ن تصحيح املس���ار وعن ث���ورة جديدة‬ ‫متناسيا الشرعية اليت دفع شبابنا مثنها‬ ‫دماء ودفعت االمهات مثنها دموعا وأمل‪...‬‬ ‫تناس���يت انه���ا مرحل���ة انتقالي���ة جي���ب‬ ‫أن نعززه���ا باالس���تقرار كي نس���تطيع‬ ‫ان نعي���د بن���اء دول���ة تعرض���ت للتفكيك‬ ‫عل���ى مدى أرب���ع عق���ود ‪ ....‬وجمتمع مت‬ ‫اس���تهداف منظومة قيم���ه و مت حرمان‬ ‫أهله من ابس���ط احلق���وق االنس���انية ‪...‬‬ ‫كن���ت امتنى ل���و كن���ت معن���ا البارحة‬ ‫تش���ارك الوجوه الطيبة و هي تقيم على‬ ‫األرض الطيب���ة مهرجانا للحب و الفرح‬ ‫و االنتصار‪ ...‬كنت امتنى لو انك اخرتت‬ ‫الث���ورة فه���ي باقي���ة ‪ ..‬ولكن���ك اخ�ت�رت‬ ‫الره���ان على الس���لطة وه���ي كما تعلم‬ ‫‪ ...‬زائل���ة ‪ ...‬ويف النهاي���ة ‪ ..‬ان���ا حزين من‬ ‫أجل���ك ‪ ...‬وانا هنا ال أرثي���ك ولكين أرثي‬ ‫فيك نفسي ‪ ....‬فخسارة صديق هي دائما‬ ‫مؤملة‪.‬‬ ‫سأحتفل ‪...‬‬ ‫سألين احدهم إن كنت سأحتفل بثورة‬ ‫‪ 17‬فرباير ‪...‬‬ ‫فقلت له سأحتفل و وبأمكانك أن تراهن‬ ‫على ذلك ‪..‬‬ ‫ومل ال؟ ‪...‬‬ ‫ي���ا س���يدي متكن���ا م���ن اس���قاط عصابة‬ ‫دموي���ة جمرم���ة كان���ت تس���تعبدنا و‬ ‫حتتقرن���ا و تعب���ث باموالن���ا و مصرينا و‬ ‫ُتهني مقدساتنا‪...‬‬ ‫ي���ا س���يدي حن���ن االن منتل���ك ق���در من‬ ‫احلري���ة جيعلن���ا نتظاه���ر و ننتق���د و‬ ‫نعتصم بش���كل غري مسبوق يف تارخينا ‪..‬‬ ‫حنن لدينا مؤمتر عام منتخب و حكومة‬ ‫ش���رعية نتاق���ش و نتج���ادل و نتخاصم‬ ‫معهما و حوهلما‪...‬‬ ‫حن���ن نتناق���ش و خنتل���ف و نتفق حول‬ ‫دستورنا القادم‪...‬‬ ‫لدين���ا صحاف���ة و اع�ل�ام حر‪..‬نكت���ب ما‬ ‫نشاء و نقرأ مانشاء‪....‬‬ ‫نس���تطيع ان نكون اجلمعيات و نش���ارك‬ ‫يف االح���زاب السياس���ية و خن���وض‬ ‫االنتخاب���ات ‪ ...‬كل ه���ذه كان���ت م���ن‬ ‫احملرم���ات ال�ت�ي يعاق���ب عليه���ا النظ���ام‬ ‫السابق باالعدام‪....‬‬ ‫أع���رف ان الكث�ي�ر أمامن���ا ‪ ..‬وأع���رف ان‬ ‫هناك جتاوزات عدة‪....‬‬

‫ولك���ن من ق���ال أن الثورات تس���تطيع ان‬ ‫حتقق أهدافها دفعة واحدة‪...!!!.....‬‬ ‫او حتى يف عدد حمدد من السنوات ‪..‬‬ ‫الثورة فتحت الطريق أمامكم ‪...‬‬ ‫فال تلوموا اال انفسكم ان مل تشاركو يف‬ ‫بناء وطنكم كما تريدون و تشتهون ‪....‬‬ ‫امامك���م الطري���ق الوحي���د للتغيري وهو‬ ‫النض���ال السياس���ي املنظم ال���ذي خيلق‬ ‫الوعي و يوحد الصفوف و يصنع التغيري‬ ‫‪...‬‬ ‫فأتبع���وه إن أردمت ‪ ...‬وال تلوم���وا الث���ورة‬ ‫على رذائل اجملتمع‪.‬‬ ‫وكل فرباير وأنتم مجيعا و هذا الوطن‬ ‫اجلميل بألف خري‪....‬‬ ‫الرمحة و املغف���رة لش���هدائنا االبطال و‬ ‫الشفاء للجرحى و العودة للمفقودين‪....‬‬ ‫واهلل أكرب‪.‬‬ ‫هويات و إنتماء‪!!......‬‬

‫ليس املطل���وب هو قمع او الغ���اء اهلويات‬ ‫اجلهوي���ة و القبلي���ة و لك���ن املطلوب هو‬ ‫إنصهارها كلها يف هوية أكرب و أمشل‬ ‫‪...‬و ه���ي اإلنتم���اء للوط���ن الواح���د‪........‬‬ ‫……… فتتع���دد االنتم���اءات ل���دى‬ ‫البش���ر و المه���رب م���ن ذل���ك ‪ ..‬احلكمة‬ ‫ه���ي يف تنظيم هذه االنتم���اءات ‪ ..‬حبيث‬ ‫يبق���ى كل إنتماء يف س���ياقه الروحي او‬ ‫الثق���ايف و االجتماع���ي و تبق���ى املواطنة‬ ‫وحدها هي التعبري السياسي و القانوني‬ ‫الذي حيكم العالق���ة بيننا و بني الدولة‬ ‫و بني مكونات اجملتمع املختلفة‪ ...‬حبيث‬ ‫يصري التنوع العرقي و الثقايف و املذهيب‬ ‫رصي���دا للمواطن���ة و للوط���ن ‪ .....‬ول���ن‬ ‫نصل اىل مفه���وم املواطنة إال أذا جنحنا‬ ‫يف وض���ع بقية االنتم���اءات يف حجمها و‬ ‫دورها الطبيعي‪.‬‬ ‫عن الفساد ‪!!!!....‬‬ ‫م���ن كان يتوق���ع أن الفس���اد س���ينتهي‬ ‫مبوت القذايف و اختفاء اسرته فهو واهم ‪.‬‬ ‫فالفساد استشري يف ليبيا و أزدهر بفعل‬ ‫العصاب���ة اجملرمة اليت كان���ت حتكم ‪..‬‬ ‫و لألس���ف تغلغ���ل داخل احن���اء اجملتمع‬ ‫وسيحتاج اىل س���نوات طويلة من العمل‬ ‫و الصرب ‪ ...‬واألمل‪ ...‬إس���تئصال الفس���اد‬ ‫حيت���اج اىل خنب���ة تكون األمن���وذج و اىل‬ ‫إصالح إداري شامل و اىل تفعيل القضاء‬ ‫واىل نش���ر ثقافة احملاس���بة و املسائلة و‬ ‫الش���فافية ‪ ..‬وهو بكل تأكي���د ال حيتاج‬ ‫اىل أن يتح���ول اىل قمي���ص عثمان أخر‬ ‫يتجاذبه اخلصوم السياس���يون ‪ ....‬نهاية‬ ‫القول أنه على األقل اآلن لدينا الفرصة‬ ‫للحديث حبرية عنه و معرفة حجمة و‬ ‫أس���اليبه والبحث عن حلول له ‪...‬هذا إن‬ ‫كنا حقا جادين يف حماربته‪.‬‬ ‫حتديات و إمكانيات ‪!!!..‬‬ ‫قمت باألمس بزيارة مدرسة اعدادية _‬ ‫ثانوية ورغم بع���ض اجلوانب االجيابية‬ ‫اليت رأيتها ‪ ...‬احسس���ت بضخامة العمل‬

‫الذي حنت���اج اىل تطوير التعليم و املعلم‬ ‫و االدارة ‪ ....‬حن���ن ال زلنا نتبع وس���ائل ال‬ ‫تنتمي هلذا العص���ر ‪ ...‬التلقني ‪ ..‬احلفظ‬ ‫اليت تؤدي اىل تنمية روح السلبية و قتل‬ ‫االب���داع لدى الطالب‪ ...‬امل���درس هو ايضا‬ ‫ضحي���ة لنظ���م تعليمية فاش���لة و نظم‬ ‫إداري���ة و مالية متخلف���ة ‪ ..‬مل تنجح يف‬ ‫تزوي���ده باملعارف و امله���ارات اليت حيتاج‬ ‫ك���ي ينم���ي العق���ول ‪ ...‬ال وج���ود لقيم‬ ‫العم���ل و التعلي���م اجلماع���ي ‪ ..‬ال وج���ود‬ ‫للح���وار و املب���ادرة و النق���د‪ ..‬ال وج���ود‬ ‫لتنافس رياضي أو إجتماعي أو ثقايف ‪...‬‬ ‫فق���ط مناهج مملة ‪ ..‬كئيبة كثرية ‪....‬‬ ‫حرص من االدارة على مفهوم السيطرة‬ ‫و كأنها تدير س���جنا لألح���داث و ليس‬ ‫مصنع���ا لعق���ول املس���تقبل ‪ ...‬ولكن رغم‬ ‫هذه الص���ورة القامتة فق���د كان هناك‬ ‫حوارات مع ش���باب و ش���ابات ميلكون من‬ ‫االصرار و من حب اخلري و من العزمية‬ ‫ما جعل ابتس���امة واسعة تفرض نفسها‬ ‫على شفيت عند مغادرتي مبنى املدرسة‪.‬‬ ‫دبش "القائد" ‪!!!!....‬‬ ‫س���بق و أن حدثت اصدقائي حول رؤييت‬ ‫لش���خص ما ين���زل م���ن طائ���رة "القائد‬ ‫األمم���ي" مبطار روم���ا و هو حيمل ثياب‬ ‫قائده و كأن " أهله الزينا من احلوش"‪.‬‬ ‫لك���ن االصدق���اء س���احمهم اهلل رفضوا‬ ‫تصديق���ي رغم معرفته���م بغرابة أطور‬ ‫"القائ���د"‪ ....‬اآلن ميكنه���م رؤيته���ا و‬ ‫التأكد من االبداعات األممية اليت كنا‬ ‫نعيشها‪.....‬وهذا باملناسبة جيعلين أصرخ‬ ‫بأعل���ى صوتي ‪ .....‬ي���اهلل ‪ ...‬كم أحبك يا‬

‫سبعطاش فرباير‪.‬‬ ‫أخر الكــالم ‪!!!!.....‬‬ ‫•كلما مسعت عبارة "ميثاق ش���رف" ‪...‬‬ ‫يتب���ادر اىل ذه�ن�ي س���ؤال ‪ ..‬وه���ل حيتاج‬ ‫الشرف اىل ميثاق ؟؟!!‬ ‫•الزال البع���ض يعتقد أنه مبجرد تغري‬ ‫االمساء ‪ ....‬تتغري االشياء ‪!!!..‬‬ ‫•ه���ل مث���ة حقيق���ة ال خيتل���ف عليه���ا‬ ‫أثنان ‪ ...‬كما يعرب القول الشائع‪ ....‬؟؟‬ ‫•مث���ة م���ا ه���و أخط���ر م���ن احلكوم���ات‬ ‫العاجزة ‪ ....‬إنها الفوضى‪.‬‬ ‫•مل���اذا تنص���ب كافة اجله���ود من أجل‬ ‫نق���د و إص�ل�اح و حتدي���ث مؤسس���ات‬ ‫الدول���ة ‪ ....‬بينم���ا ال جند جه���ود مماثلة‬ ‫لنق���د و إصالح و حتديث اجملتمع‪ ...‬وهو‬ ‫الذي يعاني من تدني يف قيمه و أخالقة‬ ‫و آدائه ؟؟؟؟‬ ‫____________________‬ ‫‪Lawgali1@hotmail.com‬‬

‫إما احلوار أو الطوفان‬ ‫وكلمة السر هي‬ ‫املشاركة‬ ‫فوزي عمار‬ ‫اللولكي‬

‫م���رت احتفاالت الث���ورة الليبي���ة إلي اآلن بس�ل�ام واحلمد هلل‬ ‫وتنف���س الليبيون الصع���داء‪ ،‬بعدما س���اد اعتقاد انه س���تتخللها‬ ‫أح���داث عنف بن���اء علي دعاوي مظاهرات مت الدعوة هلا مس���بقا‬ ‫يوم ‪ 15‬فرباير ‪..‬لقد اثب���ت الليبيون مرة أخري انه كلما كان‬ ‫التح���دي كب�ي�را أنه���م آه���ل للمقارعة وتأت���ي النتائ���ج بنجاح‬ ‫باهر‪،‬ولكن مش���كلتنا دائم���ا كانت والزالت م���ع صغائر األمور‬ ‫وه���ي اليومي���ات اليت نفش���ل كل م���رة يف مواجهتها‪:‬احلمد هلل‬ ‫لقد س���لمت اجلرة هده املرة ولعلها فرصة لنا من اهلل س���بحانه‬ ‫وتعالي ليحمي هدا البلد و الشعب والثورة‪.‬‬ ‫ولكن هل يف كل مرة تسلم اجلرة ؟‬ ‫إن العاقل هو من يتوقع األسوأ حتى ال يقع السيئ ‪،‬إن احلكومة‬ ‫واملؤمت���ر عليه���ا اآلن بع���د أن كفه���ا اهلل ش���ر القت���ال أن تقوم‬ ‫بالتخطي���ط املتأني للعاج���ل واملهم والغري العاج���ل والغري املهم‬ ‫‪،‬وال تتص���رف كفرقة مطافئ ملكافحة احلريق حني وقوعه إن‬ ‫احلل يكمن يف حوار وطين يضم اجلميع دون إقصاء‪.‬‬ ‫إن كلمة السر هي املشاركة‬ ‫ألن���ه ويف هده الظروف العصيب���ة اليت مير الوطن هذه األيام‬ ‫وف�ت�رة خماض س���تكون نتائجها اح���دي األمرين إما اس���تقرار‬ ‫ليبيا أو فشلها وحتوهلا إلي عراق أو صومال جديد ال سامح اهلل‬ ‫خاصة وإنها دولة هش���ة ‪ ،‬ال يوجد بها ال جيش وال ش���رطة وال‬ ‫قض���اء ‪،‬املطل���وب أالن وأكثر مين إي وقت مض���ي حوار وطين‬ ‫‪ ،‬طاول���ة مس���تديرة تض���م كل الق���وي الوطنية دون اس���تثناء‬ ‫للخ���روج من هذا الوضع ال���ذي وضعنا فيه ليبيا يف مهب الريح‬ ‫ح���وار يؤس���س ملش���اركة جمتمعي���ة وعي���ش مش�ت�رك ‪ ،‬حوار‬ ‫يركز علي الوطن فقط و ليرتك بعضكم خناق بعض وخاصة‬ ‫من يصبح وميسي وهو يسب يف األخر ‪ ،‬لو بدلتم هذا اجلهد يف‬ ‫بن���اء الوطن لفزمت انتم وفاز الوطن ‪ ،‬حتابوا يف اهلل ويف الوطن ‪،‬‬ ‫واعلموا انه لن يس���تطيع احد منكم أن يلغي األخر بل س���تبقون‬ ‫و لكن س���وف تكونوا كلكم خاس���رون ‪ ،‬تعاون���وا لتكونوا كلكم‬ ‫راحب���ون فالوطن وخرياته يتس���ع للجمي���ع ‪ ،‬ولنخرج من حالة‬ ‫النرجسية اليت يعيشها أمراء احلرب ‪ ،‬إما أنا أو الطوفان‪.‬‬ ‫حالة حوار جمتمعي يكون أساسها قاعدة االتفاق علي اخليارات‬ ‫اإلس�ت�راجتية وهي وحدة الوطن وبناء املؤسس���ات و أوهلا جيش‬ ‫وش���رطة وقض���اء و آليتها هي إبع���اد املتطرفني من كل طرف‬ ‫وخف���ض س���قف التوقعات ‪ ،‬ولنض���ع أمام أعيننا ش���هداءنا الذي‬ ‫ضح���وا بأرواحه���م م���ن اجلن���ا ف�ل�ا تقتل���وا أوالدهم كم���ا قتل‬ ‫الطاغية ابائهم ‪ ،‬حوار يقود إلي األمن واألمان واالستقرار وإال‬ ‫سيأتي يوم كنتم تبكون منه إلي يوم سوف‬ ‫تبك���ون عليه عندها ل���ن ينفع الندم ‪ ،‬ختاما أق���ول إما احلوار أو‬ ‫الطوفان وكلمة السر هي املشاركة‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 93‬فبراير ‪)2013‬‬

‫الروائي التونسي حسونـة املصباحي‬ ‫نزل أرض اهلل متميزا مبزاج متقلب فأحيانا حيطم كل شيء و جيلس فوق اخلرائب متلذذا وسعيدا بذلك ‪....‬‬

‫حاوره يف تونس ‪:‬‬ ‫ساسي جبيل‬ ‫احللقة االولي‬

‫من أحراش وعرة بعيدة عن العاصمة تونس و قريبة من القريوان و قبل اس���تقالل تونس بأش���هر نزل حس���ونة املصباحي إىل أرض اهلل‪،‬‬ ‫رجل متيز مبزاج متقلب فأحيانا حيطم كل شيء و جيلس فوق اخلرائب متلذذا و سعيدا بذلك و أحيانا أخرى يبدو كحمل وديع‪ ،‬بدأ‬ ‫حياته الدراس���ية يف س���ن العاش���رة رمسيا لكنه قبل ذلك بدا تعلم القرآن يف السادس���ة مما أنقذه من األعمال الزراعية الشاقة‪ ،‬فقد والده‬ ‫يف طفولته فوجد يف والدته العزاء‪ ،‬عاش بعد ذلك التش���رد عندما فصل عن التدريس يف املعاهد الثانوية التونس���ية‪ ،‬فقرر السفر بعيدا يف‬ ‫رحلة قادته إىل كثري من العواصم و ال مس���تقر غري املدينة البافارية “ ميونيخ “ اليت قضى بها ‪ 25‬عاما من اإلبداع و الثلوج و التجارب‬ ‫املختلفة‪...‬‬ ‫اس���تطاع حس���ونة املصباحي خالل ‪ 30‬عاما أن يصنع لنفسه شخصيته اإلبداعية املستقلة ككاتب قصة عربي مطلع على كل التجارب‬ ‫م���ن حوله و كروائ���ي و صحفي متميز جعلت منه كتاباته واحدا من الكتاب العرب املعروفني لطرافة األس���لوب و احلرص على صدق‬ ‫املعاني و بساطة اللغة‪...‬‬ ‫‪...‬يف هذا اللقاء املطول جتولنا و املصباحي يف طفولته و شبابه و عواطفه و حروفه و مناخاته و رغبته الدائمة يف السفر عاليا و بعيدا‪...‬‬

‫_ ول��دت يف بي��ت ريف��ي بعي��د ع��ن العاصم��ة‪،‬‬ ‫قريب��ا م��ن الق�يروان فتجل��ى ذل��ك واضح��ا يف‬ ‫كتاباتك‪ ...‬كيف و متى جئت هذه الدنيا؟‬ ‫•ول���دت يف دوار يس���مى" دوار الذهيب���ات "‬ ‫تنتش���ر بي���وت و أك���واخ أهل���ه البائس���ة فوق‬ ‫تل���ك األح���راش الوع���رة اليت تفصل س���هول‬ ‫الق�ي�روان ( الوس���ط التونس���ي ) و مرتفع���ات‬ ‫منطقة الكاف املتامخة للجزائر و حس���ب ما‬ ‫روته ل���ي أمي فإني ولدت فج���ر اليوم الثاني‬ ‫م���ن أكتوب���ر ‪ 1950‬و كان خريفا ممطرا‪،‬‬ ‫يعين ذلك أني كن���ت مباركا على عائليت و‬ ‫على أهل���ي‪ ،‬كان والدي قد ت���زوج من امرأة‬ ‫م���ن أقاربه أجن���ب منها ثالثة أبن���اء و بنتني‪،‬‬ ‫فلم���ا توفي���ت‪ ،‬و كان عندئذ يف السادس���ة و‬ ‫اخلمس�ي�ن م���ن عم���ره ت���زوج أم���ي و كانت‬ ‫آن���ذاك يف الواحد و العش���رين م���ن عمرها! و‬ ‫هي م���ن منطقة أخرى قريبة م���ن منطقتنا‬ ‫" العال " اليت يتس���وق إليها كل يوم مخيس‪،‬‬ ‫يوم الس���وق األس���بوعية و يبعد دوار أمي عن‬ ‫دوارنا مس���افة تقارب ‪ 15‬كلم‪ ،‬و قد أجنبت‬ ‫أمي من والدي عش���رة أطف���ال‪ ،‬اثنني توفيا و‬ ‫مثاني���ة مازالوا على قيد احلي���اة‪ :‬أربعة أوالد‬ ‫وأرب���ع بن���ات‪ ،‬موقع���ي يف الوس���ط‪ ،‬و برج���ي‬ ‫املي���زان لكن ال يعين ه���ذا أني معت���دل املزاج‪،‬‬ ‫فأحيان���ا أحط���م كل ش���يء‪ ...‬و أجل���س فوق‬ ‫اخلرائب متلذذا و سعيدا بذلك‪.‬‬ ‫_ و ماذا عن أيام الطفولة األوىل؟‬ ‫•يف السادسة من عمري‪ ،‬بدأت تعلم القرآن‪،‬‬ ‫و ق���د راق لي ذلك كثريا إذ أن���ه أنقذني من‬ ‫األعمال الزراعية الش���اقة ال�ت�ي كان والدي‬ ‫يطالبانين بالقي���ام بها يوميا تقريبا‪ .‬و عندما‬ ‫أتقاعس عن ذلك‪ ،‬كنت أضرب بقوة و شدة‪.‬‬ ‫و يف قصيت‬ ‫" الس���لحفاة " حتدث���ت باس���تفاضة ع���ن هذا‬ ‫اجلان���ب م���ن حيات���ي‪ ،‬و احلقيق���ة أن أمج���ل‬ ‫أوقات���ي كانت تلك اليت أمضيها ش���تاء حول‬ ‫الن���ار مس���تمعا إىل احلكاي���ات العجيب���ة‪ ،‬أو‬ ‫صيف���ا‪ ،‬العبا م���ع أندادي حت���ت القمر‪ ،‬أو يف‬ ‫الربيع عندم���ا أهيم على وجهي يف األحراش‬ ‫و احلقول حبثا عن أعش���اش الطي���ور‪ ،‬و بعد‬ ‫دخولي إىل املدرسة‪ ،‬أصبحت املطالعة حتتل‬

‫حيزا كبريا من أوقات الفراغ‪...‬‬ ‫ندرتها‬ ‫ظل‬ ‫يف‬ ‫االبتدائية‬ ‫_ و م��اذا عن دراس��تك‬ ‫حسونـة املصباحي‬ ‫يف تونس بداية الستينات؟‬ ‫•دخلت املدرس���ة متأخرا‪ ،‬يف س���ن العاشرة‪.‬‬ ‫و ل���وال الرئي���س احلبيب بورقيب���ة الذي أمر‬ ‫ع���ام ‪ 1960‬بالس���ماح ألبناء املناط���ق النائية‬ ‫و الريفي���ة بالدخ���ول إىل املدارس ش���رط أن‬ ‫ال يتجاوز س���نهم العاش���رة‪ ،‬حلرمت من نور‬ ‫العل���م و املعرفة‪ ،‬وقد أس���عفين احلظ إذ أني‬ ‫كنت أحفظ القرآن و أحسن الكتابة‪ ،‬فاقرتح‬ ‫املعلم بعد أن اكتشف ذلك أن أنقل رأسا إىل‬ ‫القسم الثالث‪ .‬و هكذا رحبت سنتني‪.‬‬ ‫العام األول يف املدرس���ة كان رائعا جدا‪ .‬فقد‬ ‫أعجبت�ن�ي الكراس���ي و الط���اوالت و احملابر و‬ ‫األق�ل�ام امللون���ة و الس���بورة الس���وداء اهلائل���ة‬ ‫االتس���اع‪ ،‬و كل ذل���ك أنس���اني أج���واء املؤدب‬ ‫الكئيب���ة‪ ،‬و حصري احللف���اء اليت كنا جنلس‬ ‫عليه���ا و املش���قة الكب�ي�رة اليت كن���ا نالقيها‬ ‫إلع���داد الصم���غ للكتاب���ة و حم���و األل���واح‬ ‫خصوص���ا يف الش���تاء‪ ،‬و كان معلمن���ا رج���ل‬ ‫من اجلنوب يدعى عب���د العزيز و كان طيبا‬ ‫معنا إىل أبعد احلدود‪ ،‬و قاسيا حني يستوجب‬ ‫األمر ذلك‪.‬‬ ‫_ ل��و حدثتن��ا عن ألعاب تل��ك املرحلة خصوصا‬ ‫و انك حتدثت عنها يف كثري منها يف قصصك؟‬ ‫* األلعاب اليت مارس���تها يف طفوليت كثرية‪،‬‬ ‫يف البداي���ة‪ ،‬كان أحبه���ا إىل نفس���ي لعب���ة "‬ ‫عظيم زازا " و هي لعبة مشرتكة بني اإلناث‬ ‫و الذك���ور و هذه متعته���ا‪ ،‬عظم فك كبش‬ ‫العي���د حيتفظ به‪ ،‬و يف ليال���ي الصيف‪ ،‬على‬ ‫ن���ور القمر‪ ،‬ننقس���م إىل قس���مني‪ ،‬يطلب منا‬ ‫من نعين���ه حكما أن نغم���ض أعيننا ثم يلقي‬ ‫بالعظ���م بعي���دا‪ .‬بعدها نتفرق حن���ن للبحث‬ ‫عن���ه و حن���ن نغ�ن�ي‪ " :‬يا عظي���م زازا بقس���لي يف الغال���ب حمافظ���ون و متزمت���ون‪ ،‬يغضون الدرج���ة األوىل خصوص���ا إذا ف���ر بضحيت���ه‪،‬‬ ‫نبقس���لك نه���ار العي���د حنرقس���لك " ( يعين الط���رف عن���ا‪ ،‬و ال ي���رون يف ذل���ك أي عي���ب‪ .‬وغالب���ا ما حي���دث ه���ذا‪ ،‬إىل مكان خف���ي‪ ...‬و‬ ‫أيها العظم املع لي س���أملع ل���ك أنا أيضا‪ ،‬و يوم اللعب���ة الثاني���ة رائع���ة و متميزة ه���ي أيضا‪ .‬طبعا كانت س���عادتي كب�ي�رة عندما أتوفق‬ ‫العيد سوف أزينك )‪ .‬فإذا ما عثر عليه الواحد و ه���ي لعبة اللصوص‪ .‬و هي مش�ت�ركة بني إىل خط���ف فاطمة اليت كن���ت أحبها أكثر‬ ‫من الفرقتني أش���هره عاليا ث���م جرى باجتاه اإلناث و الذكور‪ .‬تنقسم إىل فريقني‪ .‬و كل من مجيع الفتيات األخريات‪.‬‬ ‫اهلدف‪ ،‬فإن بلغه‪ ،‬يكون قد حقق هدفا لصاحل واحد يكون مس���ؤوال عن فت���اة‪ ،‬فإن اختطفت _ إذا عدنا إىل كتاباتك و جدنا فاطمة فهل تكتب‬ ‫فريق���ه‪ ،‬إنه���ا لعب���ة رائع���ة فع�ل�ا خصوصا و من���ه‪ ،‬تكل���ف بالبحث عنها‪ ،‬و يف ه���ذه احلالة س�يرتك يف قصصك أم أن فاطمة ص��ورة باقية ال‬ ‫أنها تس���مح لنا الذكور بأن نداعب اإلناث يف يك���ون اخلاط���ف أو الل���ص هو املس���تفيد من متحى من الذاكرة؟ ماذا بقي من الطفولة أيضا؟‬ ‫األماكن احلساس���ة‪ ،‬و الغريب أن آبائنا و هم‬


‫‪11‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 93‬فبراير ‪)2013‬‬

‫* عنه���ا حتدث���ت يف العدي���د م���ن قصص���ي‬ ‫ال�ت�ي تضمنته���ا جمموعت�ي�ن األوىل " حكاية‬ ‫جن���ون ابن���ة عم���ي هني���ة "‪ ،‬اللعب���ة األخ���رى‬ ‫لعبة خطرية و قاس���ية‪ ،‬و ه���ي مبثابة اختبار‬ ‫للرجول���ة و الق���وة و خفة احلرك���ة‪ ،‬و طبعا‬ ‫ال نش���ارك الفتيات يف ه���ذه اللعبة ألن الذين‬ ‫حيبونها يكونون قد جتاوزا سن البلوغ‪ .‬تسمى‬ ‫ه���ذه اللعبة " الركيس���ة"‪ ،‬ينقس���م الالعبون‬ ‫إىل فريق�ي�ن‪ :‬فري���ق جيرب عل���ى أن يتحرك‬ ‫أف���راده عل���ى أرب���ع‪ ،‬و أن حي���اول كل واحد‬ ‫منهم أن يلمس بس���اقه املس���افة الفاصلة بني‬ ‫ركب�ت�ي اخلصم وكاحليه‪ ،‬ف���إن مت له ذلك‪،‬‬ ‫يك���ون االنتص���ار‪ .‬أم���ا أف���راد الفري���ق اآلخ���ر‬ ‫فيشنون هجومات عنيفة على الفريق األول‪،‬‬ ‫ضاربني خصومهم القابعني يف األرض بشدة‬ ‫ال مثي���ل هل���ا‪ ،‬و قد ش���اركت يف ه���ذه اللعبة‬ ‫م���رات عدي���دة‪ ،‬و يوما م���ا تلقي���ت ضربة بدا‬ ‫لي بس���بب قوته���ا أنها أس���قطت جن���وم الليل‬ ‫نث���ارا عل���ى األرض‪ ،‬هكذا أقاس���ي‪ ،‬و منذ تلك‬ ‫الليلة‪ ،‬انقطعت عن ممارس���ة تل���ك اللعبة‪ ،‬و‬ ‫أصبحت من ضمن املتفرجني‪ ،‬و البد أن أشري‬ ‫إىل أني و أنا يف سن الثامنة عشر‪ ،‬فتنت بلعب‬ ‫الورق‪ ،‬و أحيانا كنت أمضي ليالي بطوهلا يف‬ ‫احلوانيت ألعب الورق على نور مصباح خافت‪،‬‬ ‫ووس���ط دخ���ان الس���جائر الرديئ���ة‪ .‬و عندما‬ ‫قرأت يف ما بعد رواية " املقامر" لدستويفكي‬ ‫وقفت جي���دا على معن���ى اإلدمان عل���ى لعبة‬ ‫معينة‪..‬‬ ‫_ أم��ك موج��ودة يف صراخ��ك اليوم��ي و يف‬ ‫همومك‪ ...‬كيف سكنتك إىل هذا احلد؟‬ ‫•كانت أمي امرأة أكثر حتضرا من والدي‬ ‫حبك���م املنطق���ة ال�ت�ي ج���اءت منه���ا‪ ،‬كان���ت‬ ‫مجيل���ة و نش���طة و س���ريعة الغض���ب‪ ،‬من���ذ‬ ‫أن فتح���ت عيين عل���ى العامل‪ ،‬و حت���ى وفاتها‬ ‫مطلع العام ‪ ،1995‬مل أره���ا تظهر أبدا تأففا‬ ‫من العمل‪ .‬فهي اليت جتلب املاء من األماكن‬ ‫البعي���دة‪ .‬و هي ال�ت�ي تقوم بش���ؤون البيت‪ .‬بل‬ ‫و العناي���ة بالبق���ر و بال���دواب و غ�ي�ر ذل���ك‪ .‬و‬ ‫عند موس���م احلصاد أو ج�ن�ي الزيتون‪ ،‬هي ال‬ ‫تتخلف أبدا عن القيام بواجبها يف هذا اجملال‪.‬‬ ‫و كان والدي يتخاصم معها بس���بب نشاطها‬ ‫الزائد عن اللزوم أحيانا‪ ،‬أما هي فكانت تتهمه‬ ‫بالكس���ل و اخلم���ول‪ ،‬وعق���ب وفات���ه مطل���ع‬ ‫ع���ام ‪ ،1964‬أصبح���ت ه���ي مكانه فأش���رفت‬ ‫على دراس���تنا و عملت يف حق���ل الزيتون مثل‬ ‫الرجال‪ ،‬و إذا م���ا يتقاعس الواحد منا عن أداء‬ ‫فروض���ه املدرس���ية‪ ،‬تث���ور ثائرته���ا‪ ،‬و ينفجر‬ ‫غضبها ضده‪ ،‬حتى عندما استقرت يف مدينة‬ ‫الق�ي�روان و كان ذل���ك أواخ���ر الس���بعينات‪،‬‬

‫ظلت حريصة على العودة إىل القرية للقيام‬ ‫باألعمال الزراعية خصوصا يف موسم احلصاد‬ ‫أو جين الزيتون‪ ،‬عالقيت معها كانت متوترة‬ ‫يف البداي���ة خصوص���ا عندما أل���وذ بالصمت و‬ ‫أتوحد بنفسي بعيدا عن العائلة‪ ،‬لكنها كانت‬ ‫تث���ق يف قدراتي خصوصا يف جمال الدراس���ة‪،‬‬ ‫ل���ذا مل تكن تراقبين أبدا يف ه���ذا اجملال مثلما‬ ‫هو احل���ال مع اآلخرين‪ ،‬ثم إني عش���ت بعيدا‬ ‫عنها منذ س���ن احلادية عشر‪ ،‬فقد انتقلت إىل‬ ‫قري���ة العال ألعي���ش عند خال�ت�ي حمبوبة‪ ،‬و‬ ‫مل أكن أع���ود إىل البي���ت إال يف عطلة نهاية‬ ‫األس���بوع أو أثن���اء العط���ل املدرس���ية‪ .‬عندم���ا‬ ‫ك�ب�رت أصبحت عالقيت معه���ا رائعة جدا‪ .‬و‬ ‫عندما انتقلت للعيش يف أملانيا‪ ،‬كنت أهاتفها‬ ‫مرتني أو أكثر يف األسبوع‪ ،‬و عندما أعود إىل‬ ‫تونس‪ ،‬أح���رص على أن أذه���ب إىل القريوان‬ ‫حي���ث تعيش يف اليوم األول لوصولي‪ ،‬و كان‬ ‫صوتها حدثا مريعا بالنس���بة لي حتى أني مل‬ ‫أعد أجد الشجاعة للذهاب إىل القريوان‪...‬‬ ‫_ وكيف كانت العالقة باألب؟‬ ‫•كان أب���ي رج�ل�ا قويا‪ ،‬فارع الط���ول‪ ،‬بأنف‬ ‫ضخم‪ ،‬وصوت جوهري‪ ،‬وأنا أدركته ش���يخا‬ ‫ق���د ذه���ب م���ن قوت���ه الكث�ي�ر و كان الن���اس‬ ‫ي���روون حكايات كثرية ع���ن بطوالته يف أيام‬ ‫الصح���ة و الش���باب‪ .‬و كانوا يقول���ون أنه من‬ ‫الرج���ال القالئل الذين يس���افرون ليال دومنا‬ ‫خ���وف و أنه ص���رع العدي���د م���ن اللصوص و‬ ‫قطاع الطرق الذين اعرتضوا س���بيله‪ ،‬و كان‬ ‫وال���دي أميا غ�ي�ر أنه متكن م���ن حفظ بعض‬ ‫السور ألداء صلواته‪.‬و كان رجال هادئا‪ ،‬تقيا‪،‬‬ ‫يكره الكذب و النفاق و يتحاش���ى اخلصومات‬ ‫ال�ت�ي تندلع يف القرية‪ ،‬و يتجنب األش���خاص‬ ‫الثقيل���ي الظ���ل باخلص���وص ذلك ان���ه كان‬ ‫حي���ب الدعاب���ة و يضحك حتى تدم���ع عيناه‪،‬‬ ‫و قد كان���ت عالقيت به جد صعبة رمبا ألني‬ ‫كن���ت أتقاعس عن أداء املهام اليت يطلب مين‬ ‫أدائه���ا‪ ،‬ب���ل و كان يعتقد أنين أمح���ق إذ أني‬ ‫مل أك���ن أتكلم إال ن���ادرا‪ .‬و يوم حضر احلفل‬ ‫الكب�ي�ر ال���ذي انتظ���م يف املدرس���ة‪ ،‬و خالل���ه‬ ‫تس���لمت جائزة أفضل تلميذ يف فصلي‪ ،‬نظر‬ ‫إل���ي طويال‪ ،‬ثم متت���م‪ " :‬يبدو أنين أخطأت يف‬ ‫حقك يا ولدي !"‪ ،‬و حتى هذه الس���اعة عندما‬ ‫أتذك���ر ه���ذا املش���هد ال أس���تطيع أن أحب���س‬ ‫دمعي‪...‬‬ ‫_ و م��اذا ع��ن حض��ور امل��رأة يف حيات��ك يف تل��ك‬ ‫الفرتة؟‬ ‫•احلقيقة أني كنت ش���ديد اإلعجاب بفتاة‬ ‫م���ن أقارب���ي ألنه���ا كان���ت صموت���ة‪ ،‬و دائما‬ ‫حيمر وجهها حياء حني تس���ال أو حني جتيب‬ ‫ع���ن س���ؤال‪ ،‬و كان���ت هل���ا عين���ان س���وداوان‬ ‫واسعتان و ش���عر فاحم ينسدل على كتفيها‬ ‫مث���ل قطعة من ليلة صي���ف هادئة نراها من‬ ‫ناف���ذة صغ�ي�رة‪ ،‬فإذا م���ا تكلم���ت‪ ،‬فعلت ذلك‬ ‫بص���وت خافت‪ ،‬كان���ت هلا رصان���ة األمريات‬ ‫البدوي���ات‪ ،‬يف ذل���ك الوق���ت ب���دت ل���ي األنثى‬ ‫املثالية‪ ،‬األنثى ال�ت�ي ميكن أن تكون صورة يف‬ ‫احلل���م و ليس يف بالواقع‪ .‬و رمبا هلذا الس���بب‬ ‫كنت أخش���ى االقرتاب منها و التحدث إليها‪،‬‬ ‫و كان يراودن���ي إحس���اس غري���ب بأن�ن�ي لو‬ ‫جترأت و فعل���ت ذلك الحرتق���ت‪ .‬ثم انتقلت‬ ‫إىل العال‪ ،‬فلم اعد أراها إال من بعيد‪ ،‬مع أمها‪،‬‬ ‫أو والدها‪ ،‬أو بصحبة بنات أخريات‪ ،‬و بعد أن‬ ‫تزوجت و كان ذلك أواخر الستينات‪ ،‬انتقلت‬ ‫إىل القريوان حي���ث يعمل زوجها الذي مل أره‬ ‫البت���ة يف حيات���ي‪ ،‬و لك���ن أواخر الس���بعينات‪،‬‬ ‫كن���ت أمتش���ى و حي���دا يف أس���واق الق�ي�روان‬

‫حسونة املصباحي يف بُل هلوس ( أملانيا )‬ ‫القدمية ملا حملتها م���ع أطفاهلا الثالثة‪ ،‬واحد‬ ‫منه���م كان���ت حتمل���ه يف حضنه���ا‪ .‬كان���ت‬ ‫ش���احبة الوجه‪ ،‬مضطربة املش���ية‪ .‬إن مجاهلا‬ ‫القدي���م فقد ذبل أو ي���كاد‪ .‬و مثة يف مالحمها‬ ‫م���ا يدل عل���ى أن مثة تعاس���ة عميقة تس���كن‬ ‫روحها‪ ،‬اقرتبت منها و بي رغبة يف أن أحتدث‬ ‫إليه���ا‪ ،‬فلم���ا أحس���ت بوج���ودي‪ ،‬نظ���رت إل���ي‬ ‫مطوال‪ ،‬ثم أش���احت عين بوجهه���ا وانصرفت‬ ‫مس���رعة مع أطفاهل���ا الثالث���ة دون أن تتفوه‬ ‫بكلمة واحدة‪ .‬اآلن اق���در أن أقول أنها كانت‬ ‫الصورة األمجل يف تل���ك الفرتة من طفوليت‪.‬‬ ‫و منه���ا اس���توحيت قص���ة عنوانه���ا‪ " :‬تونس "‬ ‫منش���ورة يف جمموعيت األوىل " حكاية جنون‬ ‫ابنة عمي هنية "‬ ‫_ و ماذا عن عوامل الصداقة املبكرة؟‬ ‫•الش���خص الثان���ي املهم يف ه���ذه الفرتة من‬ ‫حيات���ي كان ص���احل ال���ذي كن���ا‪ ،‬نس���ميه‬ ‫مجيع���ا لس���بب ال أدري���ه حت���ى اآلن " ص���احل‬ ‫الزع���روري " كان طف�ل�ا قميئا‪ ،‬بش���عا‪ ،‬بفم‬ ‫واس���ع و عين�ي�ن خبيثتني ضيقت�ي�ن‪.‬و كانت‬ ‫عائلته تس���كن كوخا بائس���ا تعيش حالة من‬ ‫الب���ؤس الرهيب‪ ،‬و الناس يقولون س���بب ذلك‬ ‫يعود إىل إدمان أبيه على القمار يف مرحلة ما‬ ‫من حياته الش���يء الذي أفقده كل ما ميلك‪،‬‬ ‫و كان���ت له أخت مجيلة ج���دا‪ ،‬أثارت العديد‬ ‫من املع���ارك الصاخبة بني ش���بان الدوار ذلك‬ ‫أن كل واح���د كان يريده���ا ل���ه‪ .‬و بالرغ���م‬ ‫من الفرق الشاس���ع بني س���لوكي و سلوكه‪،‬‬ ‫فإن ص���احل" الزع���روري " كان يفتنين‪ ،‬فقد‬ ‫كان حي���ب العراك و املغام���رات‪ ،‬كما أنه مل‬ ‫يكن يهاب ش���يئا‪ ،‬ال الظ�ل�ام‪ ،‬وال اهلضاب اليت‬ ‫تس���كنها العفاري���ت و األفاع���ي و ال تهديدات‬ ‫الكبار‪ .‬و كان يقض���ي جل أوقاته يف احلقول‬ ‫و األودي���ة حبثا عن الريابيع و األرانب الربية‪،‬‬ ‫و م���رات عدي���دة قب���ض علي���ه و ه���و يس���رق‬ ‫الت�ي�ن أو اللوز و الدج���اج‪ .‬و كان ذلك كافيا‬ ‫لكي ينعت���ه الكبار كما الصغار م���ن قريتنا "‬ ‫بالش���يطان األزرق " ثم أنه خيتفي بني احلني‬ ‫و اآلخر يعود بعدها ليحكي لنا قصصا غريبة‬ ‫أو واصفا لنا الس���يارات ال�ت�ي مل نكن نعرفها‪،‬‬ ‫متحدثا عن أشياء أخرى كانت تبدو لنا غري‬ ‫واقعية مطلقا‪ .‬وال أحد يدري كيف استطاع‬ ‫صاحل الزعروري أن يقنع الس���لطات بإدخاله‬ ‫إىل مدرسة تتكفل باأليتام‪ ،‬ويف العطل كان‬

‫يع���ود بثياب أنيقة ليحدثنا عن القريوان اليت‬ ‫كان���ت تبدو لنا ش���بيهة حبلم مجي���ل‪ ،‬أوائل‬ ‫السبعينات اختفى" صاحل الزعروري " و تناقل‬ ‫الناس أخبارا تقول أنه شوهد يف طرابلس ثم‬ ‫يف بنغازي‪ ،‬بعده���ا قالوا أنه عثر على عمل يف‬ ‫الكويت و انه يعود بني وقت و آخر إىل القرية‬ ‫يظهر ألهله أنه أصبح من امليس���ورين‪ .‬بل أنه‬ ‫جترأ عل���ى أن خيطب فتاة تصغره خبمس���ة‬ ‫عش���ر عاما‪ ،‬و عقب حرب اخللي���ج ذهبت إىل‬ ‫القريوان لزيارة أمي‪ ،‬و كنت بصدد التحدث‬ ‫إليها حول مسائل ختص العائلة‪ ،‬حتى طرق‬ ‫الباب‪ ،‬فتحته فإذا بي أمام ش���خص غريب مل‬ ‫يلبث أن ابتسم ابتسامة عريضة كشفت عن‬ ‫أسنان ذهبية‪.‬‬ ‫‪ +‬أنسيتين‪...‬؟! " قال بنربة لوم واضحة‬ ‫ظللت أمتعن فيه‪ ...‬ثم صحت‪:‬‬ ‫‪ +‬ألس��ت ص��احل ال��ز‪...‬؟ " و مل أكم��ل ألن��ي‬ ‫تذك��رت يف احلني أن��ه يكره كلم��ة " الزعروري " و‬ ‫يغضب جدا عند‬ ‫مساعها‪.‬‬ ‫‪ +‬نعم أنا هو! " قال و قد ازدادت ابتسامته‬ ‫اتساعا‪ ،‬ثم احتضنين‬ ‫حدثين عن حيات���ه يف الكويت و عن مغامراته‬ ‫يف كازينوهات القاهرة و اإلس���كندرية و عن‬ ‫امرأة مصرية عش���قها هناك‪ .‬و يف أوائل شهر‬ ‫فيف���ري ‪ 2006‬هت���ف ل���ي أخ���ي املنج���ي من‬ ‫حف���وز ليبلغ�ن�ي أن صاحل " الزع���روري " مات‬ ‫بالسكة القلبية‪،‬‬ ‫الثان���ي يدعى يوس���ف و هو م���ن عائلة فقرية‬ ‫ج���دا‪ ،‬و كان كس���وال‪ ،‬و نتائج���ه املدرس���ية‬ ‫س���يئة للغاية‪ ،‬غري أن���ه كان طيبا و عطوفا و‬ ‫خملص���ا خصوصا ألصدقائه‪ .‬و معي يقف يف‬ ‫اخلصومات ظاملا أو مظلوما‪ .‬ويف االمتحانات‬ ‫كنت أس���رب ل���ه بعض األجوب���ة‪ .‬و معا قمنا‬ ‫باالس���تعدادات الالزم���ة المتح���ان ش���هادة‬ ‫االبتدائي���ة‪ .‬و كان نصيبن���ا النج���اح‪ ،‬األم���ر‬ ‫الذي أس���عده و أس���عد عائلته كثريا‪ ،‬أواسط‬ ‫الس���بعينات‪ ،‬و عقب فراق دام سنوات طويلة‪،‬‬ ‫التقين���ا يف بنزرت حي���ث كان يعم���ل‪ ،‬وقتها‬ ‫كنت ق���د فصلت من العم���ل و كنت أعيش‬ ‫حالة إفالس رهيبة‪ .‬و مل يبخل علي يوس���ف‬ ‫الفقري ببعض املساعدات بني وقت وآخر‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫‪)2013‬‬ ‫العدد (( ‪19‬‬ ‫الثالثة ‪- ) 93-‬‬ ‫السنةالعدد (‬ ‫السنة الثالثة ‪-‬‬ ‫فبراير ‪)2013‬‬ ‫فبراير‪25‬‬ ‫‪- 19 25‬‬ ‫‪( - )- 93‬‬

‫إعالن عن طرح مناقصة عامة ملشــــــــــ‬ ‫تعلن جل‬ ‫ن‬ ‫ة‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫طا‬ ‫ءا‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫رعية لقطاع ال‬ ‫رت‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫وا‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫عل‬ ‫ي‬ ‫إلنش���اء ‪149‬‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫وا‬ ‫ر‬ ‫جل‬ ‫س‬ ‫���‬ ‫ها‬ ‫ة‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫تا‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ة‬ ‫من س���تة ف‬ ‫عة له عن طر‬ ‫ح‬ ‫ص‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ش‬ ‫(‬ ‫الصفي���ح‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫بل‬ ‫ز‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫نا‬ ‫ة‬ ‫ق‬ ‫–‬ ‫ص‬ ‫عل‬ ‫س��‬ ‫ة‬ ‫�ا‬ ‫ى‬ ‫ا‬ ‫عا‬ ‫حل‬ ‫غل‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫– صحراوي‬ ‫ب املدن الليبية‬ ‫‪,‬‬ ‫)‬ ‫ب‬ ‫ف‬ ‫د‬ ‫عل‬ ‫ي‬ ‫واملالي���‬ ‫ل‬ ‫ى‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫‪,‬‬ ‫لل‬ ‫ش‬ ‫م‬ ‫وا‬ ‫���‬ ‫مل‬ ‫دا‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫كا‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫ت‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ص‬ ‫ل‬ ‫���‬ ‫و‬ ‫ها‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫كة ومدارس‬ ‫يف ه���ذا اجملا‬ ‫طنية واملش�ت�ر‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫وا‬ ‫ة‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ر‬ ‫يت‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫هلا‬ ‫ه��‬ ‫العط���اءات ال‬ ‫قا‬ ‫�ا‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫يا‬ ‫غ‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫ة‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ق‬ ‫وا‬ ‫د‬ ‫مل‬ ‫م‬ ‫ق‬ ‫ط��‬ ‫ل‬ ‫�ا‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫الفنية‬ ‫لرتبية والتعل‬ ‫ي‬ ‫���حب كراس���ة‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫مل‬ ‫وا‬ ‫مب‬ ‫الدعوة ا‬ ‫ق‬ ‫ص‬ ‫إل‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫ف��‬ ‫ها‬ ‫�ا‬ ‫�ل�‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫كا‬ ‫وا‬ ‫ي‬ ‫ئ‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫خل‬ ‫با‬ ‫با‬ ‫ل‬ ‫را‬ ‫مل‬ ‫ئ‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫من جلنة‬ ‫نة الرياضية‬ ‫ب من إدارة ح‬ ‫را‬ ‫خل‬ ‫س‬ ‫���‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫مل‬ ‫لييب فق‬ ‫ش‬ ‫���‬ ‫را‬ ‫ر‬ ‫ط‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫غ‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ري‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫قا‬ ‫عل‬ ‫س‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫���‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫ي‬ ‫لل‬ ‫ة‬ ‫ما‬ ‫رتجيع على أ‬ ‫ري جلمعية‬ ‫وذلك مقابل‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫بل‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫غ‬ ‫ع‬ ‫ما‬ ‫ل‬ ‫يف‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫سا‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ه ‪00‬‬ ‫رقم ‪13/20‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪ 10‬د‪ .‬ل ألف دينار‬ ‫م‬ ‫ص‬ ‫ر‬ ‫ف اجلمهور‬ ‫ية حي األندلس ‪.‬‬ ‫رقم اشاري للمنطقة‬

‫‪1‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫اإلجمالي‬ ‫زلتين‬ ‫مصراته‬ ‫سرت‬ ‫اإلجمالي‬ ‫ترهونة‬ ‫مسالته‬ ‫طرابلس‬ ‫الخمس‬ ‫اإلجمالي‬ ‫طبرق‬ ‫القية‬ ‫درنة‬ ‫اإلجمالي‬

‫العدد‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪22‬‬

‫ساحلي‬

‫‪2‬‬

‫مواقع المدارس بالمنطقة‬ ‫سوكنة‬ ‫غات‬ ‫مرزق‬ ‫الفطرون‬ ‫المقطع‪/‬مرزق‬ ‫افار‪/‬مرزق‬ ‫ام الرنب‪ /‬مرزق‬ ‫تجرهى‪/‬مرزق‬ ‫تقرطين‪/‬مرزق‬ ‫حميرة ‪ /‬مرزوق‬ ‫سبها‬ ‫وادي االجاال‬ ‫وادي الشاطئ‬

‫النموذج‬

‫صحراوي‬

‫وعلى املتقدم االلتزام بالشروط والضوابط التالية ‪:‬‬ ‫تقدي���م ملف قانون���ي متكامل للش���ركة بوثائق أصلية س���ارية املفعول عند‬‫التقدم بتسليم العرض املالي والوثائق هي‪:‬‬ ‫‪ /1‬رخصة مزاولة النشاط ‬ ‫‪ /2‬النظام األساسي – وعقد التأسيس‬ ‫‪ /3‬القيد بالغرفة التجارية‬ ‫‪ /4‬القيد بالسجل التجاري‬ ‫‪ /5‬القيد بسجل املوردين ‬ ‫‪ /6‬شهادة تسجيل مصلحة الضرائب‬ ‫‪ /7‬آخر ميزانية معتمدة ‬ ‫‪ /8‬شهادة اخلربة السابقة إن وجدت‬

‫‪1‬‬

‫جبلي‬

‫‪4‬‬

‫جبلي‬

‫‪1‬‬

‫ساحلي‬

‫‪3‬‬

‫ساحلي‬ ‫‪9‬‬

‫‪7‬‬

‫ساحلي‬

‫‪2‬‬

‫جبلي‬

‫‪4‬‬

‫ساحلي‬

‫‪13‬‬


‫‪13‬‬

‫يونيو‪ /‬يوليو ‪)2012‬‬ ‫فبراير‪-2‬‬ ‫فبراير ـ‬ ‫‪26 25‬‬ ‫‪( 59‬‬‫‪)2013‬‬ ‫‪)2013‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪- 19‬‬ ‫العدد‪-‬‬ ‫‪19‬‬ ‫الثانية(‪( -‬‬ ‫‪)-93‬‬ ‫‪) 93‬‬ ‫السنة(‬ ‫العدد‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬ ‫السنة‬

‫ــــروع إنشاء ‪ 149‬مدرسة من ستة فصول‬ ‫ويبدأ البيع اعتبا‬ ‫را‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫يو‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ثن‬ ‫ني‬ ‫املو‬ ‫افق ‪2013/2/11‬‬ ‫ يرفق ب‬‫ال‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫حت‬ ‫ى‬ ‫ض‬ ‫‪1‬‬ ‫امل‬ ‫ال‬ ‫‪/2‬‬ ‫ي‬ ‫‪/2‬‬ ‫تا‬ ‫مني ا‬ ‫‪ 2013‬م‬ ‫املراف‬ ‫بتدائي وقدره ‪.5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%‬‬ ‫(‬ ‫ن‬ ‫ص‬ ‫ق التعليمية أو خ‬ ‫ف‬ ‫طا‬ ‫ب‬ ‫يف‬ ‫امل‬ ‫ض‬ ‫ائ‬ ‫ما‬ ‫ة‬ ‫)‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫‪,‬‬ ‫ادر م‬ ‫قيمة‬ ‫ولن يلتفت ألي ع‬ ‫ن احد املصارف ال‬ ‫ر‬ ‫عرض املشرتك ‪,‬‬ ‫عا‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫مل‬ ‫ض‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ع‬ ‫مل‬ ‫ب‬ ‫بل‬ ‫ي‬ ‫يب‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫ف‬ ‫يا‬ ‫ك‬ ‫ق‬ ‫غ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ري‬ ‫مش‬ ‫عه ال‬ ‫صدق‬ ‫الشروط الفنية‬‫ضمان االبتدائي ‪.‬‬ ‫روط وغري قابل ل‬ ‫لصاحل مصلحة ا‬ ‫امل‬ ‫لت‬ ‫ر‬ ‫إلل‬ ‫ف‬ ‫غ‬ ‫قن‬ ‫ق‬ ‫اء‬ ‫يا‬ ‫ة‬ ‫إ‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫ع‬ ‫را‬ ‫د‬ ‫صي‬ ‫ث‬ ‫س‬ ‫ان‬ ‫ة‬ ‫ة‬ ‫تعت‬ ‫الثة أ‬ ‫رب مكملة هلذه ال‬ ‫أي خلل يف هذه‬‫شهر من تاريخ تق‬ ‫ش‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫دي‬ ‫و‬ ‫ش‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫‪,‬‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ط‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫ع‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ذل‬ ‫امل‬ ‫ال‬ ‫ض‬ ‫ي‬ ‫ك الش‬ ‫وحيق للجنة العطاءات جتزئ صاحبه لإلبعاد عند‬‫روط الواردة بالئ‬ ‫امل‬ ‫ح‬ ‫ة‬ ‫فا‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫ضل‬ ‫ق‬ ‫ة‬ ‫‪.‬‬ ‫ود‬ ‫ا‬ ‫إل‬ ‫دا‬ ‫ة امل‬ ‫رية ‪.‬‬ ‫شروع وفق قدرات‬ ‫وسيكون آخر‬‫ال‬ ‫ش‬ ‫يو‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫لت‬ ‫كا‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫لي‬ ‫م‬ ‫ملت‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫مة ‪.‬‬ ‫ويتم فتح املظاريف حسب ض املالي وامللف الق‬‫ان‬ ‫ون‬ ‫ي‬ ‫هو‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫اي‬ ‫ة‬ ‫يوم عمل‬ ‫اجلدول املرفق ‪.‬‬ ‫‪ 2013/3/17‬م‬ ‫املنطقة رقم (‪)1‬‬‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ ‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫م ‬ ‫ ‬ ‫املنطقة رقم (‪,2‬‬‫‪,3‬‬ ‫ ‬ ‫‪)9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ا‬ ‫‪/‬‬ ‫ملن‬ ‫‪3‬‬ ‫ط‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 20‬م‬ ‫قة رقم (‪) 6,5,4‬‬ ‫املنطقة رقم (‬‫‪)7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪ 2013/3/20‬م‬ ‫‪3‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ 201‬م‬ ‫املنطقة رقم‬‫(‬ ‫‪8‬‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪ 2013‬م‬ ‫‪5‬‬

‫اإلجمالي‬

‫االجمالي العام‬

‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪18‬‬

‫ساحلي‬

‫‪9‬‬

‫جلنة العطاءات الفر‬

‫عية لقطاع الرت‬ ‫بية والتعليم واجل‬

‫‪7‬‬

‫جبلي‬

‫‪8‬‬

‫‪1‬‬

‫صحراوي‬

‫ساحلي‬

‫‪7‬‬

‫البيضاء‬ ‫المرج‬ ‫اإلجمالي‬ ‫الجميل‬ ‫العجيالت‬ ‫ابو كماش‬ ‫زلطن‬ ‫زوارة‬ ‫رقدالين‬ ‫صبراته‬ ‫اإلجمالي‬ ‫االصابعة‬ ‫الرابطة‬ ‫الزنتان‬ ‫القلعة‬ ‫القواسم‬ ‫غريان‬ ‫جا د و‬ ‫يفرن‬ ‫نا لوت‬ ‫تيجي‬ ‫اإلجمالي‬ ‫السبيعة‬ ‫السواني‬ ‫العزيزية‬ ‫قصربن غشير‬ ‫الزهراء‬ ‫الزاوية‬ ‫صرمان‬

‫‪2‬‬

‫ساحلي‬

‫جبلي‬

‫‪6‬‬

‫بنغازي‬ ‫اجدابيا‬ ‫الكفرة‬ ‫اإلجمالي‬

‫‪4‬‬

‫ساحلي‬

‫‪149‬‬

‫هات التابعة له‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 93‬فبراير ‪)2013‬‬

‫حممد مهذب حفاف شهيد احلرية‬

‫فتحي رجب العكاري‬

‫حممد حفاف‬ ‫أس ُتشهد حممد مهذب حفاف يف يوم مشئوم يوافق‪ 7‬أبريل ‪1983‬م حيث أعدم شنقا يف‬ ‫س���احة كلية اهلندسة بطرابلس‪ ،‬ويش�ت�رك يف جرمية إعدامه كل من راقبه يف الكلية والقسم‬ ‫الداخلي ويف شوارع طرابلس خالل زياراته ألصدقائه ومن ّ‬ ‫دل على مكانه يوم إلقاء القبض عليه‬ ‫ومن حقق معه ومن عذبه يف الس���جن ومن حكم عليه باإلعدام ومن شارك يف التنفيذ بالفعل أو‬ ‫القول أو التأييد‪.‬‬ ‫دخلن���ا إىل منطق���ة الكلي���ة يف ذلك اليوم فرايت مش���نقة منصوبة بالس���احة حوالي الس���اعة‬ ‫الثامن���ة والنص���ف صباحا وكنت اركب مع زميل لي يف الكلية فقلت له‪ :‬إني ارى مش���نقة‪ .‬فرد‬ ‫علي‪ :‬رمبا سيستخدمون دمية‪ .‬فقلت له‪ :‬ضع السيارة خلف الكلية باجتاه طريق اهلضبة فهؤالء‬ ‫الميثل���ون فهم ال خيافون اح���دا‪ .‬ترجلنا ودخلنا الكلية من امام إدارة الكلية فش���عرنا بتحركات‬ ‫غ�ي�ر عادي���ة وأتت حافلة حتمل تالميذ مدارس وكان معهم بع���ض املعروفني ثوريا ومنهم عبد‬ ‫احلمي���د بيزان من طرابلس وعدد من الش���رطة العس���كرية‪ .‬فما كان من���ا إال ان خرجنا باجتاه‬ ‫منطقة اهلضبة اخلضراء اجملاورة‪ ،‬ويف البيت قبيل صالة الظهر التحق بي أحد الزمالء ليبلغين‬ ‫باعدام زميلي العزيز حممد حفاف رمحه اهلل‪.‬‬

‫لق���د عرف���ت الش���هيد حف���اف طيلة مخس‬ ‫س���نوات بكلية اهلندسة وكان صديقا مقربا‬ ‫واخ���ا كرميا امحل له أمجل الذكريات فهو‬ ‫م���ن الن���اس الذي���ن يذكرونين ب���اهلل دائما‪،‬‬ ‫كان صادقا يف قوله وش���جاعا يف مواقفه وال‬ ‫خيش���ى يف احلق لوم���ة الئ���م‪ .‬كان حيافظ‬ ‫عل���ى الص�ل�اة يف وقته���ا ويف مجاع���ة ق���در‬ ‫املس���تطاع وكان كثري الدع���اء عقب صالته‬ ‫ويرفع ذراعيه للس���ماء ويف الع���ادة كان يؤم‬ ‫املصلني من الطلبة يف بيوت الطلبة‪.‬‬ ‫كان حمم���د حم���اورا مقت���درا وكث�ي�را ما‬ ‫كان حي���اور زوار الكلية م���ن أمثال الصادق‬ ‫النيه���وم وابراهي���م الغويل وأب���رز املتحدثني‬

‫باس���م الطاغية يف الكلية ومنهم سعيد راشد‬ ‫ومفتاح اعزوزه‪ .‬يف س���نة ‪ 1973‬م ش���ارك يف‬ ‫ن���دوة عن القومي���ة العربية واإلس�ل�ام وقدم‬ ‫فيها حماضرة عن االقتصاد اإلسالمي‪.‬‬ ‫كان���ت مش���كلة حف���اف م���ع مقول���ة " من‬ ‫حتزب خان" وكثريا ما كان يسال ‪ :‬هل هذه‬ ‫آية أم حديث شريف لكي تصبح قانونا حيكم‬ ‫الن���اس‪ .‬مل تكن حلفاف مش���كلة غري هذه مع‬ ‫القذايف‪ ،‬فهو يف الثانوية كان ناصريا ويردد‬ ‫مق���والت عب���د الناص���ر ولكن بع���د حرب ‪67‬‬ ‫وهزمي���ة العرب وصدور كت���اب "وحتطمت‬ ‫الطائ���رات عن���د الفج���ر" ال���ذي اطل���ع عليه‪،‬‬ ‫ق���رر العودة إىل التيار اإلس�ل�امي وانضم إىل‬

‫حفاف مع زمالئه وعن ميينه حممد البشيت‬

‫حزب التحرير بعد اطالعه على كتاب نظام‬ ‫احلكم يف اإلس�ل�ام لتقي الدين النبهاني وبدا‬ ‫يدعو الناس ألفكاره وخاصة بني الطالب‪.‬‬ ‫دخ���ل الش���هيد حف���اف الس���جن يف ابري���ل‬ ‫‪1973‬م بعد خطاب زوارة مع كوكبة من‬ ‫النشطاء سياس���يا يف ليبيا بتهمة اإلنتماء إىل‬ ‫ح���زب سياس���ي وتع���رض لصنوف م���ن أنواع‬ ‫التعذي���ب م���ن الض���رب والصع���ق بالكهرباء‬ ‫والغمر يف املاء ومت���ت حماكمته عدة مرات‬ ‫م���ن اعض���اء اللج���ان الثورية الحق���ا وصدر‬ ‫حبق���ه حكم باإلع���دام وبقى يف الس���جن ملدة‬ ‫عش���ر س���نوات‪ .‬انتقل خالهلا بني س���جن باب‬ ‫بن غشري وس���جن اجلديدة عام ‪1977‬م ويف‬ ‫نف���س الفرتة دخل الس���جن اثن���ان من إخوته‬ ‫معه وكان أبوهم صابرا حمتسبا رمحه اهلل‪.‬‬ ‫عل���ي كاجيجي‪ ،‬ص���احل القصيب الش���رطي‬ ‫الطي���ف‪ ،‬عثم���ان ص���احل اهلون���ي‪ ،‬عجيل���ي‬ ‫االزهري‪،‬عب���د احلمب���د احمليش���ي‪،‬حممد‬ ‫الرتهوني‪،‬عبدالق���ادر اهلادي(توف���ى داخ���ل‬ ‫الس���جن)‪ ،‬حمم���د حف���اف وف���رج باخلريات‬ ‫العجيلي‬ ‫ث���م نقل داخل س���جن باب بن غش�ي�ر ضحى‬ ‫‪6‬ابري���ل ‪ 1983‬إىل حج���رة أخ���رى فيه���ا‬ ‫جمموع���ة م���ن ح���زب التحرير ُحك���م عليها‬ ‫باإلع���دام يف ليلة ‪ 6‬ابريل وهم س���بعة عش���ر‬ ‫رج�ل�ا ‪ .‬حفاف كان رجال مهذبا و على خلق‬ ‫كري���م مل حيم���ل س�ل�احا ومل ي���ؤذ اح���د يف‬ ‫حيات���ه ومش���كلته الوحيدة أن���ه كان يطالب‬ ‫باحلري���ة السياس���ية وحيل���م بقي���ام دول���ة‬ ‫إسالمية‪.‬‬ ‫يف ي���وم إعدام���ه ج���اؤوا به ملقابل���ة القذايف‬ ‫قب���ل الس���ابعة صباح���ا يف مكان مع���روف يف‬ ‫مكت���ب الطاغية والتقى ب���ه وجها لوجه فقال‬ ‫له الطاغي���ة‪ :‬أمل تتب بعد؟ فرد عليه‪ :‬من منا‬ ‫خيال���ف كت���اب اهلل كي يت���وب؟ فقال هلم ‪:‬‬ ‫خ���ذوه‪ .‬اتوا به إىل مقر مثابة اللجنة الثورية‬ ‫بكلية اهلندس���ة حيث اجتم���ع اعضاء اللجنة‬ ‫الثورية‪ ،‬وقرأ س���عيد راش���د احلكم‪ ،‬ثم طلب‬ ‫م���ن علي ف���ارس ان يتل���و البيان يف الس���احة‬ ‫فاعت���ذر متحجج���ا ب�ب�رد أمل به فت���م تكليف‬ ‫البحب���اح ليتل���و البي���ان قب���ل تنفي���ذ احلك���م‪.‬‬ ‫خرج���وا بعد ذل���ك بأخينا حمم���د حفاف إىل‬ ‫س���احة الكلية حيث جتمهر ع���دد كبري من‬ ‫طالب املدارس وبعض طالب واساتذة الكلية‬

‫حممد حفاف‬

‫حتيط بهم الشرطة العس���كرية اليت كانت‬ ‫متنع الناس من مغادرة املكان‪.‬‬ ‫يف الس���احة وقف حفاف وحي���دا ونظر مينة‬ ‫ونظ���ر يس���رة لعله يرى ش���خص يعرفه فهو‬ ‫طاملا جال يف هذه الساحة فلم ير سوى وجوه‬ ‫الغرب���ان وه���م يصيحون ككالب مس���عورة‪،‬‬ ‫فبدا عليه التوتر ونزع نظارته من فوق عينيه‬ ‫ورماها على االرض فهو يعرف انه لن حيتاج‬ ‫هلا بع���د هذا اليوم‪ ،‬ثم نزع س���اعته وألقى بها‬ ‫فهو يعرف ان الوقت لن يهمه بعد حلظات‪.‬‬ ‫وق���ف يف الس���احة مس���املا كعادت���ه واقفا‬ ‫كالنخي���ل ال يهتز وال ينح�ن�ي وأنفه مرفوع‬ ‫يف الس���ماء‪ .‬وقام احدهم بوضع حبل املشنقة‬ ‫يف عنق���ه واجلم���وع م���ن حول���ه م���ن كالب‬ ‫ال���دم تهتف لس���يدها‪ :‬الفات���ح‪ ،‬الفات���ح‪ ،‬وهم‬ ‫يتقافزون بالس���احة متاما مثل ما س���يفعلون‬ ‫على ن���ار جهنم بإذن اهلل‪ .‬وعلين���ا أن نتذكر‬ ‫أن بع���ض الذي���ن ش���اركوا يف القب���ض على‬

‫الش���هيدان حمم���د حف���اف ورش���يد كعبار‬ ‫رفقاء على طريق احلق‬ ‫السياسيني يف سنة ‪1973‬م والذين شاركوا‬ ‫واحتفل���وا بعملية إعدام حفاف اآلن أس���اتذة‬ ‫باجلامعات وقد يصل بعضهم للوزارات‪.‬‬ ‫ف���ارق حف���اف احلياة وحيدا ومل يك معه‬ ‫ال نص�ي�ر وال رفي���ق وال قري���ب غ�ي�ر مالئكة‬ ‫الرمح���ن اليت ج���اءت لتزف���ه إىل اجلنة بإذن‬ ‫اهلل‪ .‬وهن���ا راق لبعض املرض���ى ومنهم املدعو‬ ‫املش���اي لكم���ه يف بطن���ه وه���و معل���ق يف حبل‬ ‫املش���نقة حتى متزق قميصه‪ ،‬إنا هلل وإنا إليه‬ ‫راجعون‪ .‬لقد كان حف���اف الفائز الوحيد يف‬ ‫ذل���ك اليوم فنال الش���هادة بينم���ا حيمل كل‬


‫‪15‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 93‬فبراير ‪)2013‬‬

‫م���ن حضر وش���اهد نصيب���ه يف اجلرمية إىل‬ ‫ي���وم القيام���ة‪ ،‬وكل من ف���رح وهلل يف ذلك‬ ‫الي���وم هو نادم اش���د الندم حي���ا كان او ميتا‬ ‫والعي���اذ باهلل‪ .‬وال أح���د يعلم حت���ى اآلن أين‬ ‫دفن أو أين وُضع جسده الطاهر‪.‬‬ ‫ينتمي حممد حفاف الس���رة جماهدة متتد‬ ‫اصوهلا يف التاريخ إىل مكة املكرمة فش���جرة‬ ‫العائلة تنتهي بسيدنا عمر بن اخلطاب‪ ،‬ولد‬ ‫حمم���د يف غري���ان بالقواس���م س���نة ‪1949‬م‬ ‫وترع���رع ب�ي�ن جباهل���ا ودرس املرحل���ة‬ ‫االبتدائي���ة يف غري���ان ثم رح���ل إىل الزاوية‬ ‫حي���ث اكم���ل دراس���ته يف القس���م الداخل���ي‬ ‫بالزاوية وفيها تعرف على اس���تاذ فلسطيين‬ ‫دعاه لالنضمام حلزب التحرير‪.‬‬ ‫كان حمم���د حف���اف جديا وال يضي���ع وقتا‬ ‫وال جه���دا‪ ،‬حري���ص عل���ى الوق���ت وقضيت���ه‬ ‫الكربى هي الدعوة إىل اهلل وحلزب التحرير‬ ‫والتبش�ي�ر بقي���ام دول���ة اخلالف���ة‪ ،‬واذك���ر‬ ‫اثناء ف�ت�رة التدريب العس���كري بعيد انقالب‬ ‫س���بتمرب املش���ئوم ان���ه كان يات���ي للتدري���ب‬ ‫مبك���را يف صباح كل يوم وق���ال لي ذات يوم‪:‬‬ ‫انا احبث عنها يف الس���ماء وأتتين إىل األرض‬ ‫فهل اتركها‪ .‬لقد كان ميين نفس���ه باجلهاد‬ ‫يف س���بيل اهلل واغل���ى م���ا يتمن���ى ان يدخل���ه‬ ‫اهلل اجلن���ة وهكذا يك���ون كل من حيمل هم‬ ‫رسالة‪.‬‬ ‫خ�ل�ال ف�ت�رة دراس���ته بالكلي���ة كان ُمراقبا‬

‫من اجلهات األمنية وقد بلغنا بواس���طة أحد‬ ‫ضب���اط األم���ن الداخل���ي أن جمموع���ة م���ن‬ ‫الطلبة س���وف يتم القبض عليهم وذلك قبل‬ ‫خط���اب زوارة ‪1973‬م‪ ،‬واذك���ر أننا كنا يف‬ ‫حلق���ة نقاش داخ���ل حجرة حفاف بالقس���م‬ ‫الداخلي بعيد العص���ر واحلجرة مغلقة وإذا‬ ‫بأحدهم حياول فت���ح الباب عنوة من اخلارج‬ ‫وكاد أن يكس���ر الباب لوال م���رور جمموعة‬ ‫م���ن الطلبة فف���ر من أمامهم‪ .‬س���ألت حفاف‬ ‫ع���ن ه���ذا الش���خص فق���ال‪ :‬أن���ه الفيت���وري‬ ‫الش���لفاح‪ ،‬مل اهت���م باألمر فأن���ا أعرفه طالبا‬ ‫مع���ي يف نف���س الس���نة‪ ،‬ولك���ن عند م���ا أُلقي‬ ‫القب���ض عل���ى بع���ض اجملموع���ة واجهه���م‬ ‫ضابط التحقيق بتقارير قال أنها من املالزم‬ ‫الفيتورى الشلفاح تفيد بتورطهم يف مجاعة‬ ‫اإلخوان املسلمني احملظورة‪.‬‬ ‫وهك���ذا كم���ا ت���رون أخوات���ي و إخوت���ي‬ ‫الك���رام م���ات حمم���د حف���اف ش���نقا ب���دون‬ ‫جرمي���ة يرتكبه���ا إال أن يق���ول‪ :‬كلنا بش���ر‬ ‫ونس���تحق أن نكون أحرارا خنت���ار حلياتنا ما‬ ‫نشاء وننضم ملن خنتار؛ ومثله مات الكثريون‬ ‫داخل سجن اجلديدة يف أغسطس سنة ‪1976‬م‬ ‫س���واء على أع���واد املش���انق أو يف غرف مغلقة‬ ‫أو يف دروب املهاج���ر وبعدة ط���رق‪ ،‬وتوزع دم املش���انق واملتاجري���ن به���ا للحص���ول عل���ى الذي���ن ش���اركوا يف اجلرمي���ة توب���ة؟ وم���ن‬ ‫كل واح���د فيه���م بني الواش���ي م���ن الزمالء بعث���ات ومزايا وب�ي�ن املش���اركني والعازفني يقبل التوبة من رجل ي���داه ملطختان بدماء‬ ‫واجل�ي�ران واملراق���ب م���ن البولي���س الس���ري واهلتيفة من أعض���اء اللجان الثورية كلهم األبرياء؟ ومهما انش���ق عل���ى األرض أو حتى‬ ‫والدال على مكانه وشرطي القبض وشرطي له نصيب يف اجلرمية‪ .‬فهل ألحد من هؤالء يف السماء فهو يبقى قاتال لربيء‪.‬‬ ‫التحقيق والس���جان ورجال التعذيب وخدام‬

‫جملس الثقافة العام ينعى إىل األسرة الثقافية الليبية‬ ‫الفنان التشكيلي الكبري عوض إعبيدة‬ ‫فق���دت األوس���اط الثقافية الليبي���ة و العربية قام���ة فنية ثقافية ليبي���ة فارهة و‬ ‫ش���خصية وطنية ب���ارزة ‪ . .‬و ه���و الفنان الكبري ش���يخ التش���كيليني الليبيني و رائد‬ ‫املدرسة التشكيلية الواقعية الليبية األستاذ عوض إعبيدة‪.‬‬ ‫و يعت�ب�ر إعبيدة مؤسس���اً أصي ً‬ ‫ال للتي���ار الواقعي الذي يف صدارة انش���غاالته الفنية‬ ‫تأكي���د اهلوية الثقافية الليبية و إبراز قس���ماتها ‪،‬و تبيان مالحمها ‪،‬و اإلس���هام يف‬ ‫ترس���يخ مكوناتها الوطنية بكل أطيافها ‪ .‬لقد اس���تطاع الفنان الكبري عوض إعبيدة‬ ‫عرب مس�ي�رة طويلة زاخرة بالعطاء‪ ،‬أن حيقق للتش���كيل اللي�ب�ي مكانة متميزة يف‬ ‫املشهد التكشيلي العربي و اإلنساني ‪.‬فقد أطبقت شهرة هذا املبدع األفاق و انتشرت‬ ‫أعمال���ه املبهرة يف احملافل الفنية التش���كيلية املرموق���ة ‪.‬و حظي بتقدير و احرتام و‬ ‫متابعة املهتمني و املشتغلني يف حقول الفنون اجلميلة كافة‪.‬‬ ‫و إن كان���ت املنية قد طوت هذا الفنان جس���دا ً‪ ،‬إال أن نتاج���ه الفين الرفيع البديع‬ ‫سيظل حمطة بارزة يف الثقافة الليبية و عالمة دالة على شخصية وطنية أسهمت‬ ‫بامتياز يف احلفاظ على اهلوية الليبية و ترسيم مالحمها التارخيية و احلضارية و‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬ ‫رحم اهلل الفنان الكبري عوض اعبيدة و التعازي و املواساة لألسرة التشكيلية الليبية‬ ‫على وجه اخلصوص و إىل األسرة الثقافية الليبية على وجه العموم ‪.‬‬

‫عوض إعبيدة‬

‫جملس الثقافة العام‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 93‬فبراير ‪)2013‬‬

‫قراءة يف العالقة بني احلزب ومؤسسات اجملتمع املدني‬

‫البيجو‬ ‫السنوسي ُّ‬

‫س���بق لي عرب س���نوات النض���ال الوطين املاضي���ة أن كتبت وقدم���ت بعض األوراق اليت ُنش���رت‬ ‫يف الكثري من وس���ائل النش���ر املتاحة أنذاك‪ ،‬س���واء الصح���ف أو املواقع اإللكرتوني���ة أو املؤمترات‬ ‫والندوات اليت أُقيمت هنا وهناك حول موضوع مؤسس���ات اجملتمع املدني بالتحديد‪ .‬وعليه فقد‬ ‫حاولت اآلن‪ ،‬بعد أن ُطِل َب مين تقديم عمل (نظري) يدور حول العالقة بني احلزب ومؤسس���ات‬ ‫اجملتم���ع املدني‪ ،‬جتميع بعض األف���كار والقراءات املتعّلقة بهذا املوض���وع وطرحها أمام املهتمني‬ ‫واملتابعني للش���أن السياس���ي والتنظيمي‪ ،‬عّلها تس���اعد يف اإلملام أو اإلحاطة‪ ،‬على األقل‪ ،‬جبوهر‬ ‫هذا املوضوع اهلام وامللح يف هذه املرحلة من تاريخ احلراك السياسي والتنظيمي يف بالدنا‪.‬‬

‫(‪ 1‬من ‪)2‬‬ ‫"دولية"‪:‬‬ ‫إملاحة َّ‬ ‫ص اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان الصادر‬ ‫َن َّ‬ ‫يف ‪1948/12/10‬م‪ .‬على أنه‪:‬‬ ‫‪ -1‬لكل شخص احلق يف ح ّرية اإلشرتاك يف‬ ‫اجلمعيات واإلجتماعات السلمية‪.‬‬ ‫‪ -2‬ال جي���وز إرغ���ام أح���د عل���ى اإلنتماء إىل‬ ‫مجعية ما‪.‬‬ ‫وأما العهد الدّول���ي اخلاص باحلقوق املدنية‬ ‫والسياس���ية الص���ادر يف ‪1966/12/16‬م‪.‬‬ ‫نصت‬ ‫والنافذ إبت���دا ًء من ‪1976/6/3‬م‪ .‬فقد َّ‬ ‫املادَّة (‪ )21‬منه على أنه‪:‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ترَ‬ ‫التجمع الس���لمي مع فا به‪،‬‬ ‫"يك���ون احلق يف‬ ‫ّ‬ ‫وال جيوز أن يُوضع من القيود على مما َرس���ة‬ ‫ه���ذا احل���ق‪َّ ،‬‬ ‫ف���رض طبق���اً‬ ‫إال تل���ك ال�ت�ي ُت َ‬ ‫للقانون وبش���كل تدابري ضرورية يف جمتمع‬ ‫دميوقراطي"‪.‬‬ ‫املادة (‪ )22‬على أنه‪:‬‬ ‫ونصت َّ‬ ‫َّ‬ ‫"لكل ف���رد احلق يف ح ّرية تكوي���ن اجلمعيات‬ ‫م���ع آخرين‪ ،‬مب���ا يف ذلك حق إنش���اء النقابات‬ ‫واإلنضمام إليها من أجل محاية مصاحله"‪.‬‬ ‫وأم���ا اتفاقي���ة فيين���ا ح���ول قان���ون املعاهدات‬ ‫وانس���جام‬ ‫توافق‬ ‫لعام ‪1969‬م‪ .‬فقد دعت إىل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وموائم���ة للقوان�ي�ن الوطني���ة م���ع‬ ‫وتكيي���ف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وخباصة تلكم‬ ‫املعايري واإللتزام���ات الدولية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫القاضي���ة برعاي���ة واحرتام ح ّريات اإلنس���ان‬ ‫وحقوق���ه األساس���ية‪ ،‬مب���ا فيه���ا ح���ق ح ّرية‬ ‫الرأي والتعب�ي�ر وحق التنظي���م وحق تكوين‬ ‫اجلمعي���ات ومؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي…‬ ‫وغريها‪.‬‬ ‫ع��ن العالقة ما بني احلزب السياس��ي ومؤسس��ات‬ ‫اجملتمع املدني‪:‬‬ ‫تط���رح العالق���ة ب�ي�ن اجملتم���ع السياس���ي‬ ‫واجملتم���ع املدن���ي مجل���ة م���ن االش���كاليات‬ ‫املنهجي���ة والتوفيقي���ة ميك���ن بلورته���ا ع�ب�ر‬ ‫تس���اؤالت مركزي���ة يأت���ي يف مقدمتها‪ :‬أية‬ ‫عالقة تربط بني األحزاب والنقابات وهيئات‬ ‫اجملتم���ع املدن���ي؟ ه���ل ه���ي عالق���ة تقاط���ع‬ ‫أم تكام���ل؟ وإذا كان االحتم���ال الثان���ي ه���و‬ ‫الوارد فكيف ميكن بن���اء عالقات التكامل مع‬ ‫احلفاظ على اس���تقاللية كل واحد منها عن‬ ‫اآلخر على اعتبار أن هذه االستقاللية تشكل‬ ‫جزءاً ال يتجزأ من الدولة الدميقراطية‪.‬‬ ‫ويف هذا الس���ياق ينبغ���ي أن نقدّم ما ميكن أن‬ ‫منهِّ���د به هلذا املوضوع قيد الدرس‪ ،‬ولنحاول‬ ‫م���ن خالله ع���رض خلفية مالئم���ة لعناصر‬

‫أس���اس اإلختي���ار العق���دي‪ .‬ل���ذا ال ميك���ن أن اجتماعية‪ ،‬للمنتمني إليها باس���تقالل كبري‬ ‫هذا املوضوع‪.‬‬ ‫حمل��ة تارخيية عن نش��أة وتطور "فك��رة" اجملتمع نس���مي جمتمع القبيلة به���ذا املعنى جمتمعاً عن الدولة…"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وش���ي ِّ‬ ‫موضحاً أن الس���لطة يف‬ ‫مدني���اً‪ ،‬ألن اإلنتم���اء إلي���ه وإدارت���ه‪،‬‬ ‫املدني‪:‬‬ ‫وح���ظ ويضي���ف الغ ّن ِ‬ ‫َر َج ُع األس���تاذ اإلرادة والعق���ل واإلختيار فيه ضئيل إىل ح ٍد اجملتمع املدني "… َّ‬ ‫يف تأصي���ل نظري (مبدئ���ي) ي ْ‬ ‫موزعة بني احلكومة ‪-‬أي‬ ‫ً‬ ‫وش���ي باجملتمع املدني إىل بدايات بعيد‪ .‬بينما نقل اإلس�ل�ام الناس ً‬ ‫راش���د ُّ‬ ‫واسعة السلطة السياسية‪ -‬واجملتمع‪ ،‬ويكون التوازن‬ ‫نقلة‬ ‫الغن ِ‬ ‫اجملتم���ع اإلس�ل�امي‪ ،‬حي���ث ي���رى إن دعائ���م من مرحلة اإلنتماء الغريزي أو الطبيعي ‪-‬يف في���ه لص���احل اجملتم���ع‪ .‬فالدول���ة ال حتتك���ر‬ ‫حرة‬ ‫اجملتم���ع املدن���ي ق���د تواف���رت يف جممله���ا صورته القبلية‪ -‬إىل مستوى اإلنتماء الفكري أرزاق الناس‪ ،‬إذ املِ ْل ِكية ّ‬ ‫خاصة‪ ،‬والس���وق َّ‬ ‫يف ّ‬ ‫حرة‪،‬‬ ‫ظ���ل رؤي���ة اإلس�ل�ام للح ّري���ة واحرتام���ه الطوع���ي إىل مجاعة العقي���دة‪ ،‬وبذلك يكون والدول���ة ال حتتك���ر التعليم فامل���دارس َّ‬ ‫حلقوق اإلنس���ان اليت من بينها بالطبع َّ‬ ‫تطور وال حتتك���ر تقدي���م اخلدم���ات اإلجتماعي���ة‪،‬‬ ‫حقه اجملتم���ع اإلس�ل�امي جمتمع���اً مدني���اً‪َّ ،‬‬ ‫يف تكوين مؤسس���ات شعبية َّ‬ ‫منظ َمة مست ِقَّلة إلي���ه العرب من جمتم���ع القبيلة‪ )…( .‬ومن وال حتتكر الثقافة‪ ،‬فاملساجد ونوادي الثقافة‬ ‫ً‬ ‫ع���ن احلكومة‪ .‬واجملتمع املدني يف هذه احلال هنا مل يكن عجبا أن ينشئ هذا اجملتمع الذي واملناقش���ات السياس���ية والديني���ة والثقافي���ة‬ ‫عامة ح��� ّرة‪ .‬إن اجملتمع هنا ينتظم ذاتياً دون‬ ‫س مدني تأس���س عل���ى اإلختيار احل��� ّر ومب���ادئ األمر‬ ‫َّ‬ ‫هو جمتمع تعاقد‪ ،‬يتأس���س على ِح ّ‬ ‫وفلس���فة للرتبي���ة‪ ،‬جتع���ل اح�ت�رام القان���ون باملع���روف والنه���ي عن املنك���ر‪ ،‬والتعاون على حاج���ة إىل إذن من الدولة من أجل انتظامه‪،‬‬ ‫تلقائي���اً‪ …" .‬فاجملتم���ع املدن���ي ه���و اجملتمع البرِّ ‪ ،‬والش���ورى‪ ،‬واألخوة واإلمجاع‪ ،‬مؤسسات حت���ى إن���ه يف حال���ة انهي���ار الدول���ة ً‬ ‫مجلة أو‬ ‫جتس���د فك���رة ضعفه���ا أو فس���ادها‪ ،‬ال ينهار اجملتم���ع معها‪،‬‬ ‫ينتظ���م في���ه الن���اس حب ّري���ة ويطاوع خدمي���ة وتربوي���ة وفكري���ة ِّ‬ ‫ال���ذي ِ‬ ‫بعضه���م بعض���اً على أس���اس القان���ون‪ ،‬الذي اإلجتم���اع الطوعي واإلس���تقالل عن الدولة‪ ،‬ب���ل تظ���ل مصاحله األساس���ية قائم���ة‪ ،‬كما‬ ‫يعبرِّ عن إرادته���م‪ .‬فالقانون ِّ‬ ‫املنظم للجماعة كاملس���اجد والتكاي���ا والمَ ِر ْس���تنات والط���رق حيص���ل يف حال���ة احل���روب األهلي���ة‪ ،‬ع�ب�ر‬ ‫هو قانون ختت���اره اجلماعة‪ ،‬وهي قادرة على الصوفية واملعاهد الدينية على س���بيل املثال‪ ،‬هيئات ُتدار باس���تقالل ع���ن الدولة‪ ،‬وحب ّرية‬ ‫تطويره‪ )…( .‬حيث إن اإلس�ل�ام جاء جتاوزاً ال�ت�ي كان اإلنتم���اء إليه���ا طوعي���اً وكان���ت ودميوقراطية وطوعي���ة‪ .‬ف ُت َلبيّ هذه اهليئات‬ ‫القبلي���ة واإلك���راه على ُتس���هم يف توفري محاية روحي���ة واجتماعية‪ ،‬قس���ماً كبرياً من حاجات الناس على حنو ال‬ ‫لرواب���ط العصبي���ة‬ ‫َّ‬ ‫الدِّي���ن‪ ،‬يف اجت���اه اإلنتظ���ام الطوع���ي عل���ى وتقدي���م اخلدمات‪ ،‬س���واء أكان���ت علمية أم جيعل اجملتمع كس���يحاً مفتق���راً للدولة يف‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 93‬فبراير ‪)2013‬‬

‫إن اجملتم���ع املدني عند املفكر اإليطالي غرامش���ي هو جمموع ّ‬ ‫املنظمات واهليئات املس���تقلة‬ ‫واملقابل���ة للمجتم���ع السياس���ي واليت حتاول من خالهلا الطبقة املس���يطرة اقتصادياً نش���ر‬ ‫إيديولوجيته���ا يف اجلس���م اإلجتماع���ي وذل���ك من خالل الس���يطرة على جمم���ل هياكل‬ ‫ومؤسسات اجملتمع املدني مثل املدرسة ودُور الثقافة واإلدارة وأجهزة اإلعالم‬ ‫ِّ‬ ‫كل شيء…"‬ ‫لقد اس���تند العرض الس���ابق كما رأينا‪ ،‬إىل‬ ‫عام���ة‪ ،‬بعي���دة بالطبع عن‬ ‫رؤي���ة إس�ل�امية َّ‬ ‫التأط�ي�ر والتقن�ي�ن الغرب���ي لفك���رة اجملتمع‬ ‫املدن���ي‪ ،‬وما و َر َد بش���أنه من تنظريات كثرية‬ ‫انس���حبت يف معظمها على الشكل واملضمون‬ ‫مع���اً‪َّ ،‬‬ ‫وأثرت يف جمري���ات تطبيقاته العملية‬ ‫كما سنرى فيما بعد‪.‬‬ ‫وإىل ذل���ك‪ ،‬ومع ش���يء م���ن التج���اوز‪ ،‬ميكن‬ ‫الق���ول "‪ ...‬وبن���اء على ذلك ميك���ن القول‪ ،‬مع‬ ‫ش���يء من التجاوز‪ ،‬إن عبارة "اجملتمع املدني"‬ ‫بالنس���بة للغ���ة العربية إمنا تكتس���ب معناها‬ ‫م���ن مقابله���ا ال���ذي ه���و "اجملتمع الب���دوي"‪،‬‬ ‫متاما كما فعل ابن خلدون حينما اس���تعمل‬ ‫"االجتم���اع احلض���ري" ومقابل���ه "االجتم���اع‬ ‫الب���دوي" كمفهوم�ي�ن إجرائي�ي�ن يف حتليل‬ ‫اجملتم���ع العرب���ي يف عهده والعهود الس���ابقة‬ ‫ل���ه (وأيض���ا الالحق���ة)‪ .‬ومب���ا أن القبيلة هي‬ ‫املكون األساس يف البادية العربية فـ "اجملتمع‬ ‫املدن���ي" س���يصبح املقاب���ل املختل���ف‪ ،‬إىل حد‬ ‫التضاد‪ ،‬لـ "اجملتمع القبلي"‪.‬‬ ‫ه���ذا يف حني أن اللفظ األجن�ب�ي ‪ civil‬الذي‬ ‫نرتمجه بـ "مدني"‪ ،‬يف قولنا "جمتمع مدني"‪،‬‬ ‫يستبعد يف الفكر األوربي ثالثة معان رئيسة‬ ‫هي مبثابة أضداد له‪ :‬معنى "التوحش" (قارن‬ ‫عب���ارة ("الش���عوب البدائي���ة‪ /‬املتوحش���ة" يف‬ ‫مقاب���ل عبارة "الش���عوب املتحض���رة")‪ ،‬معنى‬ ‫"اإلج���رام" (قارن‪" :‬مدن���ي" يف مقابل "جنائي"‬ ‫يف احملاك���م)‪ ،‬معن���ى االنتم���اء إىل اجلي���ش‬ ‫(قارن "مدني"‪ :‬يف مقابل "عسكري")‪ ،‬ومعنى‬ ‫االنتم���اء إىل الدين (قارن‪" :‬التعاليم الدينية"‬ ‫يف مقاب���ل "القوانني املدني���ة")‪ .‬وهكذا فعبارة‬ ‫"اجملتمع املدن���ي" يف الفكر األورب���ي هو‪ ،‬بناء‬ ‫على ذل���ك‪ ،‬جمتمع متحضر‪ ،‬ال س���لطة فيه‬ ‫ال للعس���كر وال للكنيس���ة‪ .‬وإذن فالف���ارق‬ ‫كب�ي�ر ب�ي�ن مدلول عب���ارة "اجملتم���ع املدني"‬ ‫داخل اللغة العربية‪ ،‬وبني مفهومها يف الفكر‬ ‫األوربي‪.‬‬ ‫(‪ )...‬إن هناك شبه إمجاع عند مفكري االجتاه‬ ‫الليربال���ي املعاص���ر حينم���ا ينظ���رون إىل‬ ‫اجملتمع املدن���ي باعتباره جمموع املؤسس���ات‬ ‫االجتماعية؛ الثقافي���ة‪ ،‬الرتبوية؛ اإلعالمية‬ ‫ال�ت�ي تنتظ���م ضمنه���ا مص���احل وحساس���يات‬ ‫فئات اجتماعية خمتلفة كالعمال؛ املهنيني؛‬ ‫اجلمعي���ات احلقوقية مما س���يجعل اجملتمع‬ ‫املدني إط���اراً منفتحاً يضم بني جنباته حق ً‬ ‫ال‬ ‫سياسياً مشولياً ناق ً‬ ‫ال لكل التوترات واإلرادات‬ ‫وخمتل���ف اإلرهاص���ات واملطال���ب‪ ،‬دون أدنى‬ ‫متييز مادامت هذه املطالب ال تطرح نفس���ها‬ ‫كبديل للمجتمع السياس���ي‪ ،‬بل إنها صمام‬ ‫أمان���ه وعنص���ره التكميل���ي لك���ون مطال���ب‬ ‫املعارض���ة‬ ‫النخب���ة السياس���ية احلاكم���ة أو ِ‬ ‫تستند بشكل كبري يف وجودها على الدعاية‬ ‫واالقتب���اس م���ن مطال���ب ورغب���ات اجملتمع‬ ‫املدن���ي‪ ،‬فهناك نوع م���ن التكامل بني اجملتمع‬ ‫املدن���ي واجملتم���ع السياس���ي دون أن يع�ن�ي‬

‫الطبيعي���ة م���ن م���أكل ومس���كن وملب���س‪،‬‬ ‫وال�ت�ي حيت���اج توافره���ا إىل اعتم���اد متبادَل‪،‬‬ ‫هن���اك حاج���ات خيلقه���ا األف���راد كالتعليم‬ ‫والتوس���ع يف املصنوع���ات‪..‬إخل‪،‬‬ ‫واإلستش���فاء‬ ‫ّ‬ ‫وكله���ا تزي���د م���ن احلاج���ة إىل اإلعتم���اد‬ ‫املتبادَل بني األفراد‪ ،‬وتقتضي تقس���يم العمل‬ ‫وت���ؤدي إىل ظه���ور طبق���ات يف اجملتمع‪… .‬‬

‫ذل���ك املس باس���تقاللية أحدهم���ا عن اآلخر‪،‬‬ ‫فيبقى الس�ي�ر املثال���ي لعملي���ة التواصل بني‬ ‫اجملتمعني متوقف بالدرجة األوىل على منح‬ ‫أفراد اجملتمع قس���طاً وافراً من االستقاللية‬ ‫حت���ى يتمكن���وا م���ن التعب�ي�ر ع���ن مطالبهم‬ ‫ورغباته���م‪ ،‬فاملس���ألة متعلق���ة خبل���ق من���اخ‬ ‫تس���وده الدميقراطية ألننا س���واء نظرنا إىل‬ ‫اجملتم���ع املدن���ي كمفهوم يف حق���ل التداول‬ ‫الفلس���في أو السياس���ي أو يف تبل���ور مكوناته‬ ‫عل���ى أرض الواق���ع فإنه يظل جم���رد تصور‬ ‫م���ادام بعيداً ع���ن أص���ول الدميقراطية؛ فال‬ ‫حديث ع���ن اجملتمع املدني يف غياب منهجية‬ ‫دميقراطي���ة واضح���ة املع���امل‪ ،‬فالوظائ���ف‬ ‫املركزية للمجتم���ع املدني تكمن يف أهداف‬ ‫حمددة كضرورة تقليص اهلوة بني الفقراء‬ ‫واألغني���اء‪ ،‬الدفاع عن مصاحل مهنة أو حرفة‬ ‫معينة‪...‬هذا اهلدف احملدد تنش���أ له مؤسسات‬ ‫خاص���ة تعم���ل بأس���اليب معين���ة (ن���وادي‪،‬‬ ‫مجعي���ات اجتماعي���ة)‪ .‬طبعاً هذه املؤسس���ات‬ ‫ال تتبن���ى منظ���وراً إيديولوجياً حم���دداً رغم‬ ‫أنه���ا تعرف وبع���ض أفرادها ق���د يعرفون أن‬ ‫الرأمسالية أبعد من االشرتاكية يف تقليص‬ ‫اهلوة بني الفقراء واألغنياء‪."...‬‬ ‫وأما عل���ى صعيد الرؤية الغربية ‪-‬األوروبية‬ ‫حتدي���داً‪ …" -‬فيمك���ن الق���ول إمج���ا ً‬ ‫َّ‬ ‫فتتمثل‬ ‫ال إن أم���ا اللحظة الثانية‪ ،‬حلظ���ة العدل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫مفه���وم اجملتم���ع املدني ظه���ر ‪-‬أول ما ظهر يف ك���ون اإلعتم���اد املتب���ادَل ب�ي�ن الن���اس يف‬ ‫يف الفكر األوروب���ي احلديث‪ -‬داخل نظريات اجملتمع املدني واس���عاً ومع ّقداً ومتنامياً‪ ،‬وهو‬ ‫العق���د اإلجتماع���ي‪ .‬لق���د اعتم���دت ه���ذه لذلك حيت���اج إىل تنظي���م‪ ،‬إىل قوان�ي�ن تذاع‬ ‫النظري���ات على مجل���ة م���ن املفاهيم كانت بني الن���اس ليعرفوه���ا‪ .‬إن ال ُع���رف والعادات‬ ‫حتتوي ضمن���اً على مفهوم اجملتم���ع املدني‪ ،‬والتنظي���م الغري���زي ال تكف���ي‪ ،‬ب���ل الب���د‬ ‫حتى إذا بلغت ه���ذه النظريات أوج اكتماهلا م���ن وض���ع قوانني حت���دد العالقات وترس���م‬ ‫روس���و‪ ،‬احلدود واملس���ؤوليات‪..‬إخل‪ .‬ومن هنا اللحظة‬ ‫م���ع كل من ج���ون لوك وجان جاك ُ‬ ‫ومهمتها محاية احلقوق‪،‬‬ ‫فالقوانني‪،‬‬ ‫الثالثة‪،‬‬ ‫الغاية‬ ‫ب���رز مفهوم (اجملتمع املدن���ي) وكأنه‬ ‫ّ‬ ‫حتت���اج إىل م���ن يس���هر على تطبيقه���ا‪ ،‬ومن‬ ‫اليت كانت تسعى إليه‪.‬‬ ‫(…) عل���ى أن أه���م مرجع ملفه���وم (اجملتمع هن���ا الش���رطة واإلدارة عل���ى العم���وم‪ ،‬كما‬ ‫املدن���ي) يف الفك���ر األوروب���ي احلدي���ث ه���و أن احلق���وق حتت���اج إىل م���ن يداف���ع عنه���ا‬ ‫يج���ل ومنه���ا النقاب���ات واجلمعي���ات‪ ...‬إخل‪ .‬مهم���ة‬ ‫الفيلس���وف األملان���ي فريدري���ك ِه ِ‬ ‫(‪1770‬م‪1831-.‬م‪ ).‬ال���ذي ج���دَّد النظ���ر يف الشرطة محاية الفرد ومحاية ممتلكاته من‬ ‫هذا املفهوم يف كتابه (مبادئ فلسفة احلق)‪ .‬عوارض املصادف���ة ‪-‬وذلك بتطبي���ق القانون‬ ‫وميي���ز هيج���ل ‪-‬طبق���اً لثالثيت���ه اجلدلي���ة عل���ى اجلميع‪ .‬والقانون نقي���ض املصادفة يف‬ ‫ِّ‬ ‫املش���هورة [أطروحة‪ ،‬نقيض‪ ،‬تركيب]‪ -‬بني الطبيع���ة كم���ا يف اجملتمع‪ .‬ومب���ا أن كثرياً‬ ‫ث�ل�اث مؤسس���ات يف احلي���اة اإلجتماعي���ة‪ :‬من املصاحل تتش���ابه فمن ح���ق األفراد الذين‬ ‫األس���رة‪ ،‬واجملتم���ع املدن���ي‪ ،‬والدول���ة‪ )…( .‬تتش���ابه مصاحله���م إنش���اء نقاب���ات وغ���رف‬ ‫حي���ث ِّ‬ ‫متث���ل األس���رة حلظ���ة األطروح���ة‪ ،‬جتاري���ة ومجعي���ات وتنظيم���ات‪ ،‬للتنس���يق‬ ‫ِّ‬ ‫وميثل اجملتمع املدني مرحلة النقيض لتأتي والتعاون بني مصاحلهم والدفاع عنها‪)…( .‬‬ ‫ِّ‬ ‫الدول���ة كلحظة ثالثة‪ ،‬حلظ���ة الرتكيب‪ .‬خالصة رأي هيجل‪ :‬أن اجملتمع املدني ميثل‬ ‫فالدول���ة إذاً ه���ي الرتكي���ب اجلدل���ي م���ن [الف���ارق] ب�ي�ن األس���رة والدولة ال���ذي أفرزه‬ ‫الع���امل احلدي���ث‪ .‬والدولة س���ابقة عليه ألنه‬ ‫األسرة واجملتمع املدني‪.‬‬ ‫(…) واجملتم���ع املدني حلظات ثالث‪ :‬حلظة ب���دون وجود الدولة م���ا كان ميكن قيام هذا‬ ‫احلاجات ونظامها‪ ،‬حلظة العدل وحتقيقها‪ ،‬اجملتمع…"‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وتتمثل اللحظة "… ع���اد مفهوم اجملتمع املدن���ي إىل الظهور‬ ‫حلظة الش���رطة والنقاب���ة‪.‬‬ ‫املك���ون األس���اس للمجتم���ع بع���د نهاية احلرب الكوني���ة األوىل مع ِّ‬ ‫املفكر‬ ‫األوىل يف أن ِّ‬ ‫املدني هو الف���رد‪ ،‬ويف أن الغاية هي املصلحة املاركس���ي اإليطال���ي أنطوني���و غرامش���ي‬ ‫الذاتي���ة للف���رد‪ .‬واملصلحة الذاتي���ة لكل فرد (‪1891‬م‪1937-.‬م‪ ).‬حيث اختذ املفهوم عنده‬ ‫حتدده���ا حاجات���ه‪ ،‬وه���ي حاج���ات تتكاث���ر دالالت ومعاني جديدة‪ .‬فيش�ي�ر غرامشي يف‬ ‫وتتوالد‪ ،‬فإضاف���ة إىل احلاجات اإلجتماعية كتاباته ع���ن اجملتمع املدني إىل أنه جمموع‬

‫‪17‬‬ ‫التنظيم���ات اخلاص���ة اليت ترتب���ط بوظيفة‬ ‫اهليمنة‪ .‬ذل���ك أنه ينظ���ر إىل اجملتمع املدني‬ ‫باعتباره جزءاً من البنية الفوقية‪ ،‬هذه البنية‬ ‫مييز فيه���ا بني اجملتمع املدني واجملتمع‬ ‫اليت ِّ‬ ‫السياسي (احلزب السياس���ي)‪ .‬وظيفة األول‬ ‫اهليمن���ة عن طريق الثقاف���ة واإليديولوجيا‪،‬‬ ‫ووظيفة الثاني السيطرة واإلكراه…"‬ ‫"… إن اجملتم���ع املدني عن���د املفكر اإليطالي‬ ‫غرامش���ي ه���و جمم���وع ّ‬ ‫املنظم���ات واهليئات‬ ‫املس���تقلة واملقابل���ة للمجتم���ع السياس���ي‬ ‫واليت حت���اول من خالهلا الطبقة املس���يطرة‬ ‫اقتصادي���اً نش���ر إيديولوجيته���ا يف اجلس���م‬ ‫اإلجتماع���ي وذلك من خالل الس���يطرة على‬ ‫جممل هياكل ومؤسس���ات اجملتم���ع املدني‬ ‫مثل املدرس���ة ودُور الثقافة واإلدارة وأجهزة‬ ‫اإلع�ل�ام‪ )…( .‬لقد اق�ت�رن مفه���وم اجملتمع‬

‫املدني عن���د ِّ‬ ‫املفكر اإليطالي بإع���ادة اإلعتبار‬ ‫ُس���ميه باملثق���ف العض���وي‪،‬‬ ‫للثقاف���ة ومل���ا ي ّ‬ ‫ً‬ ‫باعتب���اره ش���رطاً الزم���ا لتوحي���د م���ا كان‬ ‫مش���تتاً م���ن الثقاف���ة الش���عبية وأداة الوصل‬ ‫ب�ي�ن الفاعلي���ة اإليديولوجي���ة والنضالي���ة‬ ‫السياسية…‬ ‫كان غرامش���ي ‪-‬كمثق���ف ومناض���ل‪-‬‬ ‫ليح َّد‬ ‫يس���عى من أجل قيام اجملتمع املدن���ي‪ُ ،‬‬ ‫(احلزبي���ة‪/‬‬ ‫الدول���ة‬ ‫هيمن���ة‬ ‫س���لطة أو‬ ‫م���ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الفاش���ية آنذاك) على كاف���ة مناحي احلياة‬ ‫ِ‬ ‫السياس���ية واإلقتصادي���ة واإلجتماعي���ة من‬ ‫ِّ‬ ‫ناحي���ة أخرى‪،‬‬ ‫للن���اس من‬ ‫وليوف���ر‬ ‫ناحي���ة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫خلق‬ ‫ش���أنها‬ ‫من‬ ‫يك���ون‬ ‫وس���ائطية‬ ‫���ات‬ ‫فعال ّي‬ ‫ِ‬ ‫وقن���وات (مؤسس���ية) تس���توعب‬ ‫جم���االت‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫حت���رك اجلمه���ور وفق���اً لش���رائحه الفئوية‬ ‫ُّ‬ ‫(املهني���ة أو اخلدمي���ة) وتس���تطيع محاي���ة‬ ‫والوق���وف جبانبهم‬ ‫أعضائه���ا أو منتس���بيها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يف مواجه���ة عس���ف خمتل���ف الس���لطات أو‬ ‫مراكز الق���وى القائم���ة يف اجملتمع‪ .‬وكان‬ ‫غرامش���ي يع��� ّول يف هذا الس���بيل على القوى‬ ‫املثقف���ة يف اجملتمع‪ ،‬وكان يق���ول إن املثقف‬ ‫التقلي���دي ه���و ال���ذي ق���د َّ‬ ‫يتمثل ع�ب�ر منابر‬ ‫َّ‬ ‫الدولة السياس���ية وبرملاناتها‪ ،‬إال أن اعتماده‬ ‫"املتميز"‬ ‫أو تطّلعه كان دائماً ص���وب املثقف‬ ‫ِّ‬ ‫ال���ذي أطل���ق علي���ه لق���ب أو تعري���ف املثقف‬ ‫املتحالف) مع‬ ‫ري‬ ‫العضوي وهو ذاك املثقف (غ ُ‬ ‫ِ‬ ‫مؤسس���ات الس���لطة‪ .‬وهو بدوره الذي ُ‬ ‫ميكن‬ ‫أن يك���ون أو َّ‬ ‫يتمثل عرب خمتل���ف فعا ّليات أو‬ ‫مؤسس���ات اجملتمع املدني (وه���ي ِتل ُكم احلر ُة‬ ‫بالطبع)‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 93‬فبراير ‪)2013‬‬

‫( املصاحلة بني الواقع والتطبيق)‬

‫وليس للناس أن يقتص بعضهم من بعض ‪....‬‬

‫الشارف عبدالسالم‬ ‫الغرياني‬

‫•تفتيت اللحمة الوطنية بزرع بذور الفتنة‬ ‫عندم���ا كانت ليبي���ا وأهلها حتكم من قبل عائلة القذايف وأعوانها‪..‬تفش���ت ظواهر س���لبية عديدة على مجيع املس���تويات أهمها‬ ‫االجتماعي واألخالقي‪,,‬فقد كانت حتكمنا أعراف وتقاليد اجتماعية رائعة جدا نتيجة االلتحام بني األسر والعائالت والقبائل‬ ‫باملصاهرة واجملاورة والتعايش املنس���جم يف كافة مدننا وقرانا‪,,‬فمن النادر جدا أن ال جتد التنوع العائلي والقبلي يف اغلب تلك‬ ‫املدن والقرى‪ ..‬بل أن بعض مدننا مثلت وعلى ارض الواقع معنى التالحم واالنسجام االجتماعي حتى انك جتد نفسك متعايش‬ ‫م���ع كامل ت���راب الوطن يف رقعة جغرافية حمدودة مبحدودية ه���ذه املدينة أو تلك‪.‬وأنت تقيم يف حي م���ن أحياء هذه املدينة‬ ‫س���تجد من جياورك هم أصال من ش���رق وغ���رب وجنوب ومشال ليبيا قاطبة‪..‬وليس هذا فحس���ب فقد يس���خر اهلل عزوجل أن‬ ‫تتصاهر أسرتك وعائلتك مع اسر وعائالت من تلك املدن البعيدة جغرافيا عن مدينتك‪..‬وبهذا تتحقق على ارض الواقع احلكمة‬ ‫من قوله تعاىل”(( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا‪ ))..‬اآلية‪.‬‬

‫ومبخط���ط ممنهج وم���دروس بعناية فائقة‬ ‫إتباع���ا لسياس���ية ف���رق تس���د‪..‬اختلق النظام‬ ‫الس���ابق العديد من املربرات اليت س���اهمت يف‬ ‫تفتي���ت اللحم���ة الوطنية بزرع ب���ذور الفتنة‬ ‫بني قبائلنا ومدننا باس���تقطابه لقبائل ومدن‬ ‫بعينها واس���تقوائها على غريه���ا بتمكينها من‬ ‫مفاص���ل الدول���ة م���ن خ�ل�ال عملي���ة متييز‬ ‫مقيت���ة تنم عن نية مبيتة لزرع مراكز قوى‬ ‫متف���ردة عل���ى اعتب���ارات الوالء وال�ب�راء فمن‬ ‫مل يك���ن موالي���ا و ثوريا عام�ل�ا حلماية نظام‬ ‫الق���ذايف بال���روح وال���دم فان���ه يع���د يف طابور‬ ‫املعادي الصريح او يف عداد السلبيني الذين ال‬ ‫امتيازات هلم‪.‬‬ ‫ولق���د ظهر ذلك جليا أثن���اء معارك التحرير‬ ‫اليت أفرزتها ثورة الس���ابع عش���ر من فرباير‪..‬‬ ‫وم���ن ث���م ب���رزت عل���ى الس���طح تل���ك الف�ت�ن‬ ‫والقالقل ال�ت�ي أدت إىل إزهاق العش���رات من‬ ‫األرواح ب���ل وص���ل األم���ر إىل نش���وب معارك‬ ‫جانبي���ة حتى بع���د التحرير بني ع���دة قبائل‬ ‫ومدن متج���اورة مرتبطة بأواص���ر املصاهرة‬ ‫أيضا‪..‬وهن���ا حترك���ت تلك األنف���س الطيبة‬

‫الطاهرة اليت الزال���ت حتمل بني طياتها تلك‬ ‫الب���ذور الصاحل���ة اليت نش���طت إلع���ادة تلك‬ ‫اللحم���ة بني تل���ك القبائ���ل وامل���دن املتناحرة‬ ‫بس���بب تراكمات زمنية معشعش���ة فيها تلك‬ ‫األحق���اد اليت جن���ح الق���ذايف يف زرعها خالل‬ ‫أربع���ة عق���ود ونيف‪..‬وعل���ى اس���تحياء مت���ت‬ ‫املصاحلة ب�ي�ن احلني واألخر ول���و مؤقتا بني‬ ‫اإلخ���وة املتناحري���ن‪.‬كل ذل���ك كان جبهود‬ ‫جمال���س الش���ورى وجل���ان املصاحل���ة حت���ت‬ ‫إش���راف أعي���ان ووجه���اء القبائل م���ن كافة‬ ‫أرجاء الوطن‪.‬‬ ‫وتعدد الكتائب املسلحة ذات التبعية‬ ‫• ‬ ‫ألجندات اديولوجية متعددة املذاهب‪..‬‬ ‫إال إن ه���ذه احمل���اوالت املتواضعة غري كافية‬ ‫ل���ردم هوة س���حيقة دامت ألكث���ر من أربعة‬ ‫عقود‪,,‬بل منها ما ه���و ابعد من ذلك يف الزمن‬ ‫الغابر‪.‬وم���ن ثم تعالت األص���وات املتفاوتة يف‬ ‫احلدة والتش���نج بل املتط���رف منها واملعتدل‪..‬‬ ‫إلجي���اد الوس���يلة اليت ميك���ن بها إنه���اء هذه‬ ‫الظواه���ر ال�ت�ي س���اهمت إىل يومن���ا ه���ذا يف‬ ‫زعزع���ة أمنن���ا واس���تقرارنا‪..‬فمن املن���ادي‬

‫بالقصاص انتقاما وتشفيا‪ ..‬للمنادي بالعدالة‬ ‫أوال برد املظامل واحملاسبة وفقا للقانون ومن‬ ‫خ�ل�ال القض���اء العادل‪,,‬وم���ن ث���م املصاحل���ة‬ ‫الش���املة وط���ي صفح���ة املاض���ي البغي���ض‪..‬‬ ‫ومنه���م من ذه���ب اىل ابعد من ذل���ك بان يتم‬ ‫تطبيق قان���ون العزل السياس���ي والعس���كري‬ ‫يف إش���ارة إىل االنتقام م���ن كل من كان يف‬ ‫واجه���ة املش���هد السياس���ي يف النظام الس���ابق‬ ‫وعدم الس���ماح هلم بالتواجد مرة أخرى على‬ ‫املسرح السياسي اجلديد‪..‬‬ ‫والي���وم بعد عام�ي�ن م���ن قي���ام الثورة‪..‬برزت‬ ‫علين���ا ظواهر أخرى أكثر خطورة مما كان‬ ‫علي���ه احل���ال خالل األربع���ة عق���ود املاضية‪..‬‬ ‫فق���د تزاي���دت ح���دة االحتق���ان االجتماع���ي‬ ‫والسياس���ي ب�ي�ن العديد م���ن القبائ���ل واملدن‬ ‫املتجاورة‪,,‬بس���بب انتش���ار الس�ل�اح ومتل���ك‬ ‫اجلمي���ع للعدي���د من���ه وبش���تى أصنافه‪,,‬من‬ ‫اخلفي���ف والثقيل‪,,‬وتع���دد الكتائب املس���لحة‬ ‫ذات التبعي���ة ألجن���دات اديولوجي���ة متع���ددة‬ ‫املذاهب‪..‬حتى وصل األمر اىل التهديد املباشر‬ ‫للحكوم���ات االنتقالي���ة املتعاقب���ة وللمؤمت���ر‬ ‫الوطين الع���ام ومن قبله اجملل���س االنتقالي‪..‬‬ ‫ومت اس���تعمال الس�ل�اح والتلويح به لتحقيق‬ ‫مطال���ب احلامل�ي�ن له‪..‬ب���ل وص���ل األمر إىل‬ ‫تعطي���ل مص���احل الوط���ن العلي���ا عندما متت‬ ‫السيطرة على منابع النفط وموانئ تصديره‬ ‫األم���ر ال���ذي كلفنا خس���ائر مادي���ة كبرية‬ ‫طال���ت مجيع أبن���اء الوطن يف س���بيل حتقيق‬ ‫مطالب فئة او فئات معينة من أبناء الش���عب‪..‬‬ ‫بل منهم م���ن هدد بإغالق حدودنا الش���رقية‬ ‫وفصل الشرق عن غرب ليبيا وجنوبها‪..‬‬ ‫•اعتقاالت وتعذيب وقتل خارج نطاق القانون‬ ‫كل ذلك يتم يف غي���اب ممنهج آللية تفعيل‬ ‫برنام���ج زم�ن�ي عاج���ل للمصاحل���ة الوطنية‬ ‫الش���املة‪..‬ألنه ما من ش���ك يف إنن���ا مجيعا يف‬ ‫حاج���ة اىل ه���ذه املصاحل���ة عاج�ل�ا ال أجال‪..‬‬ ‫ومما الش���ك في���ه أيضا بأننا مجيع���ا تعرضنا‬ ‫لألذى والقه���ر والظلم(( اعتق���االت وتعذيب‬ ‫وقتل خ���ارج نطاق القانون ومبوجب القوانني‬ ‫الظامل���ة آن���ذاك ع���ن طري���ق تل���ك احملاك���م‬ ‫االس���تثنائية اجلائرة‪,,‬وتش���ريد وتهج�ي�ر‬ ‫اآلالف م���ن أبن���اء الوط���ن يف املهج���ر وارض‬ ‫الغربة واحلرمان م���ن األهل واألحباب بعيدا‬ ‫ع���ن تراب الوط���ن الغالي وانته���ك لالعراض‬

‫ونهب لالموال يف انتهاك صارخ لكافة العهود‬ ‫واملواثي���ق ذات العالق���ة حبماي���ة احلري���ات‬ ‫العامة وحقوق اإلنس���ان املدنية والسياسية))‬ ‫‪.‬ومن اج���ل كل ذلك كان للث���ورة مربراتها‬ ‫وأس���بابها‪..‬إال ان���ه بعد قيام ه���ذه الثورة بتلك‬ ‫امل�ب�ررات واألس���باب‪,,‬وجدنا أنفس���نا مجيع���ا‬ ‫نعان���ي نفس األذى والقه���ر والظلم وبالتالي‬ ‫ظه���رت تل���ك امل�ب�ررات واألس���باب جم���ددا‪..‬‬ ‫االعتق���االت والتعذيب والقتل حتت التعذيب‬ ‫او اغتياال‪,,‬معس���كرات هنا وهناك مبا فيها من‬ ‫س���جون ومعتقالت خ���ارج س���يطرة األجهزة‬ ‫املعنية الرمسية‪,,‬تهجري قسري داخل الوطن‪,‬‬ ‫هجرة وغربة لعش���رات اآلالف خارج الوطن‬ ‫يف دول اجل���وار ويف دول أوربي���ة ‪,‬عملي���ات‬ ‫اختط���اف متكررة‪,,‬تفج�ي�رات مربجم���ة‪..‬‬ ‫ناهيكم ع���ن عمليات الس���طو عل���ى األراضي‬ ‫والعق���ارات والتصرف فيها بدون مس���وغ من‬ ‫القانون‪..‬واألده���ى واألم���ر من ذل���ك عمليات‬ ‫نه���ب وتبدي���د ثرواتن���ا باملالي�ي�ن إن مل تك���ن‬ ‫بامللي���ارات‪..‬ويف املقاب���ل وعل���ى ارض الواق���ع‬ ‫مل يتغ�ي�ر ح���ال الوط���ن واملواط���ن ب���ل ازداد‬ ‫الط�ي�ن بل���ة عم���ا كان عليه‪..‬والزلن���ا نبحث‬ ‫ع���ن بصيص أم���ل لتحقي���ق حل���م املصاحلة‬ ‫الوطنية لك���ي ينعم الوط���ن واملواطن باألمن‬ ‫واألم���ان‪,,‬وان نس���عى مجيعا لبن���اء ليبيا اليت‬ ‫حلمن���ا بها ومن اجلها قدمنا عش���رات اآلالف‬ ‫من الشهداء واجلرحى واملفقودين‪.‬‬ ‫فكي���ف لن���ا أن نب���دأ خطواتن���ا األوىل حن���و‬ ‫املصاحل���ة الوطنية الش���املة؟؟ ه���ل بتطبيق‬ ‫العدال���ة واظهاراحلقيق���ة أوال ث���م املصاحلة‬ ‫" العدال���ة االنتقالي���ة"؟؟ أم بتطبي���ق الع���زل‬ ‫السياس���ي والعسكري لضمان استقرار املشهد‬ ‫السياسي القادم؟؟‬ ‫ويف ه���ذا الص���دد هل ميكنن���ا االس���تفادة من‬ ‫جت���ارب اآلخري���ن الذي���ن س���بق وان عان���وا‬ ‫مث���ل معاناتن���ا أو اش���د؟؟ أو ن�ت�رك كل ذلك‬ ‫ونق���دم منوذج���ا مغاي���را يك���ون م���ن إنت���اج‬ ‫تقاليدن���ا وأعرافنا وقيمن���ا الرفيعة احملصنة‬ ‫بتعالي���م دينن���ا احلني���ف؟؟ ويف خض���م كل‬ ‫تلك احمل���اوالت هل س���يكون لنزع���ة االنتقام‬ ‫والتش���في مكان���ا ومرتعا خصبا حيت نش���في‬ ‫صدورنا؟؟‬ ‫•كي اليتهمنا احد باننا مبتعدين عن شرع اهلل‬ ‫عزوجل‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 93‬فبراير ‪)2013‬‬

‫‪19‬‬

‫ولكن ما روى اجلمهور أثبت ‪.‬‬ ‫يف غياب ممنهج آللية تفعيل برنامج زمين عاجل للمصاحلة الوطنية الش���املة‪..‬ألنه ما من‬ ‫روى الدارقط�ن�ي ع���ن اب���ن عب���اس ق���ال ‪ :‬مل���ا‬ ‫ش���ك يف إننا مجيع���ا يف حاجة اىل هذه املصاحلة عاجال ال أجال‪..‬ومما الش���ك في���ه أيضا بأننا‬ ‫انص���رف املش���ركون عن قتلى أح���د انصرف‬ ‫رس���ول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فرأى منظرا‬ ‫مجيعا تعرضنا لألذى والقهر والظلم(( اعتقاالت وتعذيب وقتل خارج نطاق القانون)) ‪.‬‬ ‫س���اءه رأى مح���زة قد ش���ق بطن���ه ‪ ,‬واصطلم‬ ‫أنف���ه ‪ ,‬وجدعت أذناه ‪ ,‬فقال ‪ (( :‬لوال أن حيزن‬ ‫قصاصا يف النس���اء أو تك���ون س���نة بعدي لرتكت���ه حتى‬ ‫وأَ ْخ ِذ الدي���ة فله عذاب أليم بقتله‬ ‫ً‬ ‫يبعث���ه اهلل م���ن بطون الس���باع والطري ألمثلن‬ ‫الدنيا‪ ،‬أو بالنار يف اآلخرة‪.‬‬ ‫وه���ذه اي���ة اخ���رى هل���ا نصي���ب األس���د يف مكانه بس���بعني رجال )) ث���م دعا بربدة وغطى‬ ‫به���ا وجه���ه ‪ ,‬فخرج���ت رجاله فغطى رس���ول‬ ‫االستشهاد بها‪:‬‬ ‫���م ْال ِق َص���اص َح َيا ٌة يَا أُو ِل���ي الأْ َ ْل َباب اهلل صلى اهلل عليه وس���لم وجه���ه وجعل على‬ ‫(( َو َل ُك ْ فيِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ رجليه من اإلذخر ‪ ,‬ثم قدمه فكرب عليه عشرا‬ ‫َ‬ ‫َل َعَّل ُك ْم َت َّت ُقون)) البقرة ‪179‬‬ ‫���م ْال ِق َص���اص َح َي���ا ٌة يَ���ا أُو ِل���ي " ولك���م ‪ ,‬ثم جعل جياء بالرجل فيوضع ومحزة مكانه‬ ‫َو َل ُك ْ فيِ‬ ‫ِ‬ ‫حي���اة " ه���ذا من ال���كالم البليغ ‪ ,‬حت���ى صل���ى علي���ه س���بعني ص�ل�اة ‪ ,‬وكان‬ ‫يف القص���اص‬ ‫الوجيز كما تقدم ‪ ,‬ومعناه ‪ :‬ال يقتل بعضكم القتلى س���بعني ‪ ,‬فلما دفنوا وفرغ منهم نزلت‬ ‫بعضا ‪ ,‬رواه سفيان عن السدي عن أبي مالك ‪ ,‬ه���ذه اآلي���ة ‪ " :‬ادع إىل س���بيل رب���ك باحلكمة‬ ‫واملعنى ‪ :‬أن القصاص إذا أقيم وحتقق احلكم واملوعظ���ة احلس���نة ‪ -‬إىل قول���ه ‪ -‬واصرب وما‬ ‫في���ه ازدجر م���ن يريد قت���ل آخ���ر ‪ ,‬خمافة أن ص�ب�رك إال باهلل " فصرب رس���ول اهلل صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم ومل ميثل بأحد ‪.‬‬ ‫يقتص منه فحييا بذلك معا ‪.‬‬ ‫وكان���ت الع���رب إذا قتل الرج���ل اآلخر محي خرج���ه إمساعيل بن إس���حاق من حديث أبي‬ ‫قبيالهما وتقاتل���وا وكان ذلك داعيا إىل قتل هريرة ‪ ,‬وحديث ابن عباس أكمل ‪.‬‬ ‫الع���دد الكث�ي�ر ‪ ,‬فلما ش���رع اهلل القصاص قنع وحك���ى الط�ب�ري عن فرق���ة أنها قال���ت ‪ :‬إمنا‬ ‫الكل به وتركوا االقتتال ‪ ,‬فلهم يف ذلك حياة نزل���ت ه���ذه اآلية فيم���ن أصي���ب بظالمة أال‬ ‫ين���ال من ظامل���ه إذا متكن إال مث���ل ظالمته ال‬ ‫‪.‬‬ ‫اتفق أئمة الفتوى عل���ى أنه ال جيوز ألحد أن يتع���داه إىل غ�ي�ره ‪.‬وح���كاه امل���اوردي ع���ن ابن‬ ‫يقت���ص من أحد حقه دون الس���لطان ‪ ,‬وليس سريين وجماهد ‪.‬‬ ‫للن���اس أن يقتص بعضهم م���ن بعض ‪ ,‬وإمنا الثاني���ة ‪ :‬واختل���ف أه���ل العلم فيم���ن ظلمه‬ ‫ذلك لس���لطان أو من نصبه الس���لطان لذلك ‪ ,‬رج���ل يف أخذ مال ث���م ائتمن الظ���امل املظلوم‬ ‫وهلذا جعل اهلل السلطان ليقبض أيدي الناس على مال ‪ ,‬هل جيوز له خيانته يف القدر الذي‬ ‫ظلم���ه ; فقال���ت فرقة ‪ :‬ل���ه ذل���ك ; منهم ابن‬ ‫بعضهم عن بعض‪ " .‬تفسري القرطيب"‬ ‫وق���د يقفز البع���ض يف خطوة اس���تباقية لكي‬ ‫س�ي�رين وإبراهيم النخعي وسفيان وجماهد‬ ‫يأت���ي باحلج���ة من خ�ل�ال ش���رع اهلل احلكيم ي���ا أيه���ا الذي���ن صدق���وا اهلل ورس���وله وعملوا ويف االية التالية تشخيص للداء والدواء‪:‬‬ ‫���م َف َعا ِق ُب���وا ْث���ل َم���ا ُعو ِق ْب ُتم ب ِه ; واحتجت بهذه اآلية وعموم لفظها ‪.‬‬ ‫ويستش���هد ببعض آي���ات الق���رآن الكريم لكي بش���رعه ف���رض اهلل عليك���م أن تقتص���وا م���ن ((وَِإ ْن َعا َق ْب ُت ْ‬ ‫بمِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫النحل وق���ال مالك وفرق���ة معه ‪ :‬ال جي���وز له ذلك ;‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫لهَ‬ ‫َ‬ ‫لص ِاب ِر َ‬ ‫ي���ن))‬ ‫حيدد مس���ار هذه املصاحل���ة الوطنية‪,,‬وحنن القاتل عمدا بقتله‪ ،‬بش���رط املساواة واملماثلة‪َ :‬و َل ِئ���ن َصبرَ ْ تمُ ��� َو خيرْ ٌ ل َّ‬ ‫واحتج���وا بق���ول رس���ول اهلل صل���ى اهلل عليه‬ ‫بدورن���ا هن���ا نأت���ي ببع���ض ه���ذه االي���ات ذات يُقت���ل احلر مبثل���ه‪ ،‬والعب���د مبثل���ه‪ ،‬واألنثى ‪126‬‬ ‫وس���لم ‪ ( :‬أد األمان���ة إىل من ائتمنك وال ختن‬ ‫العالق���ة وما ق���ال فيه���ا فقهاؤنا الك���رام لكي مبثله���ا‪ .‬فم���ن س���احمه ول���ي املقت���ول بالعفو •فيها مسائل ‪:‬‬ ‫ع���ن االقتصاص منه واالكتف���اء بأخذ الدية األوىل‪ :‬أطب���ق مجهور أهل التفس�ي�ر أن هذه من خانك ) ‪.‬رواه الدارقطين ‪.‬‬ ‫اليتهمن���ا اح���د بانن���ا مبتعدين عن ش���رع اهلل ‪-‬وه���ي قدر مالي حمدد يدفعه اجلاني مقابل اآلية مدنية ‪ ,‬نزلت يف ش���أن التمثيل حبمزة وقد تقدم هذا يف " البقرة " مستوفى ووقع يف‬ ‫عزوجل وباننا ال نري���د تطبيق حكم اهلل على العفو عنه‪ -‬فليلتزم الطرفان حبس���ن اخللق‪ ،‬يف ي���وم أحد ‪ ,‬ووقع ذل���ك يف صحيح البخاري مس���ند ابن إس���حاق أن هذا احلديث إمنا ورد‬ ‫ماحنن بصدده‪ ,‬فأول هذه االيات اليت كثريا‬ ‫يف رج���ل زن���ى بام���رأة آخر ‪ ,‬ثم متك���ن اآلخر‬ ‫ماتتص���در احلدث عند احلديث عن املصاحلة فيطالب الولي بالدية م���ن غري عنف‪ ،‬ويدفع ويف كتاب السري ‪.‬‬ ‫القاتل إليه حقه بإحس���ان‪ِ ،‬من غري تأخري وال وذهب النحاس إىل أنها مكية ‪ ,‬واملعنى متصل من زوج���ة الثاني ب���أن تركها عنده وس���افر‬ ‫‪,,‬تتجلى يف قوله تعاىل‪:‬‬ ‫نق���ص‪ .‬ذل���ك العفو م���ع أخذ الدي���ة ختفيف مبا قبلها من املكي اتصاال حسنا ; ألنها تتدرج ; فاستش���ار ذلك الرجل رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫((يَا أَ ُّيهَا َّال ِذ َ‬ ‫اص‬ ‫ص‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ين َآم ُن���وا ِ‬ ‫م���ن ربكم ورمحة بك���م؛ ملا فيه من التس���هيل الرتب م���ن الذي يدع���ى ويوع���ظ ‪ ,‬إىل الذي علي���ه وس���لم يف األمر فقال ل���ه ‪ (( :‬أد األمانة‬ ‫لحْ‬ ‫لحْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫))(ا‬ ‫فيِ ْال َق ْت َل���ى‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫���ر‬ ‫د‬ ‫���‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫���‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫َال‬ ‫و‬ ‫���ر‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ َ ِ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫إىل من ائتمنك وال ختن من خانك))‬ ‫لأْ‬ ‫فم���ن قت���ل القاتل بع���د العفو عنه جيادل ‪ ,‬إىل الذي جيازى على فعله ‪.‬‬ ‫���ن أَ ِخي ِه واالنتف���اع‪َ .‬‬ ‫���ن ُع ِف َي َل ُه ِم ْ‬ ‫وَالأْ ُن َث���ى با ُن َث���ى) ( َف َم ْ‬ ‫ِ‬ ‫وعل���ى ه���ذا يتقوى ق���ول مالك يف أم���ر املال ;‬ ‫���ان )‬ ‫َش ْ‬ ‫���ي ٌء َف ِّات َبا ٌع ِبالمَْ ْع��� ُر ِ‬ ‫وف َوأَدَا ٌء ِإ َل ْي ِه ِبإِ ْح َس ٍ‬ ‫ألن اخليان���ة الحقة يف ذلك ‪ ,‬وه���ي رذيلة ال‬ ‫يف ِّمن َّر ِّب ُك ْم َو َرحمْ َ ة) َف َم ِن ْاع َ‬ ‫( َذ ِل َك تخَ ْ ِف ٌ‬ ‫َ‬ ‫ى‬ ‫د‬ ‫ت‬ ‫انف���كاك عنه���ا ‪ ,‬فينبغي أن يتجنبها لنفس���ه ;‬ ‫يم)) البقرة‪178‬‬ ‫ب َْع َد َذ ِل َك َف َل ُه َع َذ ٌ‬ ‫اب أَ ِل ٌ‬ ‫ف���إن متكن من االنتصاف م���ن مال مل يأمتنه‬ ‫يف‬ ‫االكارم‬ ‫فقهاؤن���ا‬ ‫قاله‬ ‫ملا‬ ‫وفيما يل���ي بيان‬ ‫عليه فيش���به أن ذلك جائز وكأن اهلل حكم له‬ ‫‪.‬‬ ‫الدرسي‬ ‫يونس‬ ‫حممد‬ ‫ ‬ ‫تفس�ي�ر ه���ذه االية وفي���ه اش���ارة اىل امكانية‬ ‫; كما لو متكن األخذ باحلكم من احلاكم ‪.‬‬ ‫املصاحلة ب�ي�ن القات���ل وذوي املقتول ويف هذا‬ ‫وقد قيل ‪ :‬إن هذه اآلية منس���وخة ‪ ,‬نسختها "‬ ‫يتناب���ز الكث�ي�رون يف ه���ذه املرحلة يف ليبي���ا بالدي بأعت���ى األلقاب ‪ ،‬و يرتاش���ق معظمهم‬ ‫رمح���ة من امل���وىل عزوج���ل على عب���اده لكي‬ ‫واصرب وما صربك إال باهلل " ‪.‬‬ ‫بأفتك اإلتهامات دون روية و ال حماكم ‪ ،‬بل ينسب الكثريون ببساطة كل الثورة إليهم‬ ‫تس���تقر حياتهم فيما بع���د النوائب التى حلت‬ ‫الثالثة ‪ :‬يف هذه اآلية دليل على جواز التماثل‬ ‫ألتف���ه الواجب���ات و أب���ده النداءات و ذلك إجن���راراً خفياً وراء العاطف���ة الوقتية املتطايرة‬ ‫بهم نتيجة وقوع هذه اجلرمية بينهم‪.‬‬ ‫يف القصاص ; فمن قتل حبديدة قتل بها ‪.‬‬ ‫املتالش���ية ذات النرجس���ية البوهيمية ‪ ،‬إبتداءا من فتل الكسكس���و للثوار وقت الثورة اليت‬ ‫وم���ن قتل حبج���ر قتل ب���ه ‪ ,‬وال يتع���دى قدر‬ ‫ين َآم ُنوا ُ‬ ‫أفضت إلي ترأس منظمات نسائية و إنطالقاً من جتهيز سندويتشات النت للمحاربني يف‬ ‫يَا أَ ُّيهَا َّال ِذ َ‬ ‫ك ِت َب َع َل ْي ُك ُم ْال ِق َص ُ‬ ‫اص فيِ‬ ‫الواج���ب ‪ ,‬وق���د تقدم ه���ذا املعن���ى يف " البقرة‬ ‫اجلبهات اليت آلت إلي س���فراء لليبيا الدبلوماس���ة يف اخلارج ‪ ،‬و إبتداءا من بعض خربشات‬ ‫روى البخاري والنس���ائي والدارقطين عن ابن‬ ‫" مس���توفى واحلم���د هلل ‪ ..‬الرابع���ة ‪ :‬مس���ى‬ ‫إلي‬ ‫أجل‬ ‫ق���ادر‬ ‫بقدرة‬ ‫فأفضت‬ ‫الث���ورة‬ ‫روح‬ ‫إلي‬ ‫كثريا‬ ‫ترق���ى‬ ‫ال‬ ‫حم���دودة‬ ‫فيس���بوكية‬ ‫عباس قال ‪ " :‬كان يف بين إسرائيل القصاص‬ ‫اهلل تع���اىل اإلذاي���ات يف ه���ذه اآلي���ة عقوب���ة ‪,‬‬ ‫ومل تك���ن فيه���م الدية ‪ ,‬فق���ال اهلل هلذه األمة‬ ‫الوجداني‬ ‫اإلنتماء‬ ‫و‬ ‫الوطنية‬ ‫موازين‬ ‫حقيقيا‬ ‫إختلت‬ ‫‪،‬‬ ‫الوطين‬ ‫املؤمتر‬ ‫يف‬ ‫معتربة‬ ‫عضوي���ة‬ ‫والعقوبة حقيقة إمنا هي الثانية ‪ ,‬وإمنا فعل‬ ‫‪ " :‬كت���ب عليك���م القص���اص يف القتلى احلر‬ ‫للرتاب وس���ط هذا اللغط و بتأثري مباش���ر ملعمعة لغة املكافآت املادية املتداولة اليت تعزف‬ ‫ذلك ليستوي اللفظان وتتناسب دباجة القول‬ ‫باحل���ر والعبد بالعب���د واألنث���ى باألنثى فمن‬ ‫معانى‬ ‫أمسى‬ ‫عن���ا‬ ‫فغابت‬ ‫‪،‬‬ ‫عوارتها‬ ‫م���ن‬ ‫العديد‬ ‫لتغطي���ة‬ ‫أوتارها‬ ‫عل���ي‬ ‫احلكومة‬ ‫لألس���ف‬ ‫‪ ,‬وهذا بعك���س قوله ‪ " :‬ومكروا ومكر اهلل " [ آل‬ ‫عف���ي ل���ه من أخي���ه ش���يء " فالعف���و أن يقبل‬ ‫‪.‬‬ ‫فلكية‬ ‫أرقام‬ ‫جم���رد‬ ‫الوطن‬ ‫خدمة‬ ‫و‬ ‫الوطن‬ ‫فأصب���ح‬ ‫‪،‬‬ ‫الذات‬ ‫روح‬ ‫فيها‬ ‫الذائب���ة‬ ‫الوطني���ة‬ ‫عم���ران ‪ ] 54 :‬وقول���ه ‪ " :‬اهلل يس���تهزئ بهم " [‬ ‫الدي���ة يف العم���د " فاتباع باملع���روف وأداء إليه‬ ‫س���ترتك‬ ‫بصمات‬ ‫يرمسان‬ ‫ألنهما‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫أكرب‬ ‫احلكومة‬ ‫و‬ ‫املؤمتر‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫جي���ب‬ ‫كان‬ ‫البق���رة ‪ ] 15 :‬فإن الثاني هنا هو اجملاز واألول‬ ‫بإحس���ان " يتب���ع باملعروف ويؤدي بإحس���ان "‬ ‫آثارها التارخيية عرب األزمان الالحقة ‪ ،‬س���اءات تلك اآلثار أم فلحت فقلم و يراع التاريخ‬ ‫هو احلقيقة ; قاله ابن عطية ‪.‬‬ ‫ذل���ك ختفيف من ربكم ورمح���ة " مما كتب‬ ‫غ�ي�ر قابالن لإلستنس���اخ و ال التعديل أو املس���خ ال التزوير ‪ ،‬فاحلقيق���ة حية حيث ترفع‬ ‫•قض��اء عادل ونزيه ومس��تقل بعيدا عن الش��طط‬ ‫األقالم و جتف الصحف " َفَأ َّما ال َّز َب ُد َف َي ْذ َه ُب ُج َفا ًء َوأَ َّما َما ي ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫على من كان قبلك���م " فمن اعتدى بعد ذلك‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ض‬ ‫األر‬ ‫ث‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫اس‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫َن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فيِ‬ ‫ِ‬ ‫واالحنياز‬ ‫فله عذاب أليم " قتل بعد قبول الدية " ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫نس���تحلص م���ن ه���ذه االي���ات وتفاس�ي�رها‬

‫عازل و معزول و الفتنة بينهما‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 93‬فبراير ‪)2013‬‬

‫العدالة االنتقالية هي معاجلة ماتعرض له الليبيون‬ ‫املس���تقاة من تفس�ي�ر القرطيب بان املصاحلة‬ ‫الوطني���ة ميك���ن الس���عي اليه���ا بع���د حتقيق‬ ‫العدال���ة اليت الميك���ن الوصول اليه���ا اال بعد‬ ‫معرف���ة احلقيق���ة وه���ذه احلقيق���ة الميكن‬ ‫الوص���ول اليه���ا اال م���ن خ�ل�ال قض���اء عادل‬ ‫ونزيه ومستقل بعيدا عن الشطط واالحنياز‬ ‫وان يق���ف القض���اء عل���ى مس���افة واحدة من‬ ‫مجيع االطراف عندها فقط ميكننا مباش���رة‬ ‫اخلط���وات الفعلي���ة حن���و حتقي���ق مصاحلة‬ ‫وطني���ة ش���املة جتمع ب�ي�ن الفرق���اء وتعيد‬ ‫اللحمة الوطنية ال�ت�ي بدات اواصرها تتفتت‬ ‫ش���يئا فش���يئا‪,,‬وهنا اليفوتين ان اطرح عليكم‬ ‫اح���دى التجارب يف هذا االجت���اه واليت تعترب‬ ‫قريبة الش���به اىل ح���د بعيد باحلال���ة الليبية‬ ‫الراهنة اال وهي جتربة (س�ي�راليون) وامتنى‬ ‫على اجلمي���ع ان ال يص���دروا احكاما جزافية‬ ‫دون النظ���ر والتمعن فيما يل���ي وان نتدارس‬ ‫ه���ذه التجرب���ة بروي���ة وتعق���ل عله���ا تك���ون‬ ‫مفتاح���ا للخ���روج مم���ا حن���ن في���ه االن من‬ ‫احتق���ان سياس���ي واجتماع���ي اس���تحياءا من‬ ‫خ���وض مثل هك���ذا جترب���ة كانت س���ببا يف‬ ‫جناح مساعي املصاحلة يف دولة اخرى كان‬ ‫هل���ا نصيب االس���د من املآس���ي املرتتب���ة على‬ ‫حرب قذرة كان الس���بب فيها ذاك(( املاس))‬ ‫اللع�ي�ن الذي ع���رف بامل���اس الدام���ي نتيجة‬ ‫وقوع اكثر من مائتني ومخس�ي�ن الف قتيل‬ ‫نتيج���ة هلذه احلرب القذرة‪,,‬ولكن مبس���اعي‬

‫ماجدة سيدهم‬

‫جلن���ة التحقي���ق الدولية اليت تش���كلت هلذه‬ ‫الغاي���ة اجتازت س�ي�راليون ازمته���ا وانطلقت‬ ‫خبطى ثابتة حنو املستقبل ‪.‬‬ ‫تقرير جلن���ة احلقيقة واملصاحل���ة الوطنية‬ ‫بسرياليون‬ ‫‪,‬اليكم اجلزء االهم يف تقرير جلنة احلقيقة‬ ‫واملصاحلة الوطنية بسرياليون اليت توصلت‬ ‫اىل انه���اء النزاع يف س�ي�راليون كما ورد فيه‬ ‫دون حتريف ‪:‬‬ ‫((( ي���رى التقري���ر أن املصاحل���ة مل تنته بعد‬ ‫وه���ى عملية مس���تمرة عل���ى الرغ���م من أن‬ ‫اللجن���ة قامت بدعم األس���س الت���ى وضعتها‬ ‫املنظم���ات املدني���ة وغ�ي�ر احلكومي���ة لع���ودة‬ ‫الالجئني والنازحني واملقاتلني إىل أماكنهم‬ ‫األصلي���ة وخل���ق جو مناس���ب للتح���اور بني‬ ‫املعت���دى واملعت���دى عليه وحتس�ي�ن األوضاع‬ ‫املعيشية‪ ،‬لكن اللجنة ترى ضرورة مشاركة‬ ‫بعض القطاع���ات احلكومية واخلاصة لدعم‬ ‫اجلهود الرامية لتحس�ي�ن املس���توى املعيش���ي‬ ‫للمتضررين فى مجيع أحناء البالد وحتقيق‬ ‫التنمية االجتماعية واالقتصادية للمجتمع‬ ‫بصف���ة عامة وه���ذا الذى يضم���ن املصاحلة‬ ‫املستمرة والصحيحة‪.‬‬ ‫وأقنع���ت اللجنة بعض الق���ادة بالوقوف امام‬ ‫اجلمهور لطلب العف���و واالعتذار واالعرتاف‬ ‫باجلرائ���م الت���ى ارتكبوها‪(.‬فعله���ا اح���د‬ ‫رج���االت الق���ذايف ( منصور ضو) يف س���ابقة‬

‫تعترباخلط���وة االوىل يف االجت���اه الصحي���ح‬ ‫حنواملصاحلة الوطنية يف ليبيا)‬ ‫واعتم���دت اللجن���ة لتحقي���ق املصاحلة على‬ ‫ع���دة أس���اليب‪ .‬وجنح���ت ً‬ ‫فع�ل�ا ف���ى إقن���اع‬ ‫املعتدين واملعتدى عليه���م باللقاء وجه لوجه‬ ‫واجلل���وس ف���ى قاع���ات واح���دة والتح���دث‬ ‫واملصافح���ة واملعانقة بينه���م‪ .‬وإقامة برامج‬ ‫ترفيهية وموسيقية للطرفني وميكن القول‬ ‫ب���أن اللجنة قد جنحت ف���ى إقناع املتضررين‬ ‫واملعت���دى عليه���م ب���أن ينس���وا املاض���ى وهذا‬ ‫م���ن أهم العوامل الت���ى أدت إىل جناح عملية‬ ‫السالم فى سرياليون‪ .‬واملالحظ هنا أن الناس‬ ‫إس���تجابت لنداءات املصاحلة وتناسى املاضى‬ ‫حبي���ث جن���د األن بع���ض اجلن���اة ميارس���ون‬ ‫حياتهم الطبيعية داخل اجملتمع ومل تس���جل‬ ‫أى حاالت إنتقام تذكرإال ما ندر حلد األن‪.‬‬ ‫وم���ن بني أس���اليب املصاحل���ة أيض���اً حتديد‬ ‫وزي���ارة املقاب���ر اجلماعي���ة فى مجي���ع أحناء‬ ‫البالد وأداء الش���عائر الدينية عندها‪ .‬وتقديم‬ ‫التع���ازى اجلماعية للمناط���ق التى توجد بها‬ ‫هذه اجملازر‪.‬‬ ‫رأت اللجن���ة ض���رورة إتع���اظ الش���عب‬ ‫الس�ي�راليونى باملاضى املظل���م وأخذ الدروس‬ ‫والعظ���ات منه ولك���ن هذا ال يكف���ى بل جيب‬ ‫اإلعداد للمس���تقبل وخلق الرؤية املستقبلية‬ ‫لس�ي�راليون‪ .‬ومن أج���ل ذلك قدم���ت اللجنة‬ ‫الدع���وة للش���عب لتقدي���م إقرتاحاته���م حول‬ ‫رؤيتهم للمس���تقبل وأس���تلمت اللجنة مئات‬ ‫املس���اهمات واألقرتاح���ات من مجيع ش���رائح‬ ‫اجملتم���ع ومت إع���داد مع���رض خ���اص ف���ى‬ ‫‪10/12/2003‬م إلظه���ار هذه املس���اهمات‪.‬‬

‫وف���ى ‪22/12/2003‬م زار الرئي���س كاب���ا‬ ‫املع���رض ال���ذى أقي���م ف���ى املتح���ف الوطنى‬ ‫الس�ي�راليونى كم���امت تنظي���م العدي���د م���ن‬ ‫املناش���ط الثقافي���ة واإلجتماعي���ة لتأكي���د‬ ‫أهمي���ة إع���داد رؤي���ة مس���تقبلية للب�ل�اد‬ ‫بالرتكيز على قيم السالم والوئام والتسامح‬ ‫والدميقراطي���ة‪ .‬وتعترب ه���ذه الرؤية مبثابة‬ ‫التعوي���ض املناس���ب لألضرارالت���ى حلق���ت‬ ‫بالش���عب الس�ي�راليونى‪ .‬كم���ا تش�ي�ر الرؤية‬ ‫هذه إىل عزم الش���عب السرياليونى على عدم‬ ‫تكرار م���ا حدث من ح���روب وصراعات كما‬ ‫توجد هناك عالقة بني الرؤية الوطنية التى‬ ‫تنادى بها اللجنة ورؤي���ة ‪ 2025‬التى أعلنها‬ ‫الرئي���س كابا بتحويل س�ي�راليون إىل دولة‬ ‫متقدمة ومزدهرة‪.‬‬ ‫وفى اخلت���ام تعتقد اللجنة ب���أن هذه الرؤية‬ ‫التى تنادى بها البد من األستمرار فى العمل‬ ‫بها م���ن قبل مجيع الس�ي�راليونيني‪ .‬وتش���دد‬ ‫على ضرورة إقامة مواقع تذكارية لضحايا‬ ‫احلرب لتخليد ذكراهم‪. )))).‬‬ ‫وعندما عرضت ه���ذه التجربة اليعين بانين‬ ‫اس���تبعدت غريها من االفكار املتدوالة االن يف‬ ‫الش���ارع اللييب كال وحس���ب وجهة نظره يف‬ ‫كيفية حتقي���ق العدالة وبالتال���ي الوصول‬ ‫اىل املصاحلة الوطنية املنش���ودة بعد تصفية‬ ‫الص���دور م���ن الظغائ���ن واالحق���اد والرغب���ة‬ ‫فق���ط يف االنتق���ام والتش���في‪,,‬او التج���اوز يف‬ ‫اس���تيفاء احلقوق‪,,‬فال ش���رع اهلل وال االخالق‬ ‫العامة جتيز ذلك هذا من ناحية ومن ناحية‬ ‫اخرى فان ع���ودة االمن واالمان واالنس���جام‬ ‫االجتماع���ي وع���ودة اللحم���ة الوطني���ة كل‬

‫بائع البطاطا‬

‫نقطة ح���ادة يف مبتدأ الس���طر‪ ،‬هك���ذا انتهت‬ ‫اهــــداء‬ ‫الصفح���ة بينم���ا أح���رف احلنط���ة م���ا زالت‬ ‫"إىل ابين ‪ ،‬شقيق التهالك ‪..‬‬ ‫تغ���ازل عراج�ي�ن الضوء ‪،‬مل تتعل���م بعد هجاء‬ ‫صديق املوت وتوأم احلياة‪..‬بائع البطاطا ‪".‬‬ ‫الراح���ة ومل يعلمه���ا أح���د لغ���ة اكتش���اف‬ ‫**********‬ ‫*ويف ع�ي�ن قليب س���كنت رصاص���ة ووضعت االرتف���اع ‪ ،‬يف ه���ذا املس���اء املل���يء بصقي���ع‬

‫الس���رج‬ ‫احمل���اوالت املضني���ة لالنعت���اق حيث ُ‬ ‫اليت تفضي اىل البصرية مجيعها مطفأة وأنا‬ ‫أتعثر يف مش���اويري النحيلة ‪،‬أمحل قميصي‬ ‫ف���وق حلم ب���ارد ‪،‬أنا وقميصي يتيمان ‪،‬نش���به‬ ‫ضفرية االتس���اخ والتعب معا ‪ ،‬لقميصي لون‬ ‫التش���رد غري املث�ي�ر لالنتب���اه أو النعاس ‪-‬ويف‬ ‫جييب أمحل كل األلوان الربية وما أمس���كت‬ ‫منها غري الثقب اللعني‪.‬‬ ‫يف ه���ذا املس���اء الكثي���ف تعب���ت لكث���رة التعب‬ ‫‪،‬م���ددت يدي ليس لقروش تزدريين لكن ألن‬ ‫متنح�ن�ي عيناك بعض���ا من ات���كاء‪ ،‬أجـُر كل‬ ‫مساء نعش���ا يكفي لقامة بال كرامة وحبات‬ ‫ملتهب���ة لبطاطا على س���فح التطل���ع تتضور‬ ‫زيغان���ا‪ -‬ترتقب أمنيات صغرية ‪ ..‬صغرية جدا‬ ‫‪،‬رغي���ف ‪..‬طائ���ر ‪..‬هارومنيكا ‪..‬أص���داف‪ ..‬قلم‬ ‫‪..‬مثل���ث ‪..‬وجـِ���رار عناق كي ته���دئ عظامي‬ ‫املثخنة بالس���ؤال واحلـَ���زن ‪ ،‬لكنها ختور مين‬ ‫س���خونة امل���رض وتس���كب يف أحداقي هطوال‬ ‫فارغ���ا ‪،‬هن���اك يرتاك���م انتظ���ار أمي لعش���اء‬ ‫بائس حيمي الش���قيقات من ثعلب التشرد أو‬ ‫هكذا أظن ‪ ،‬هكذا يسقط األسى فوق األسى ‪.‬‬ ‫قلت أصع���د بأظاف���ري درج احملاولة ‪،‬فرحت‬ ‫عل���ى غب���ار الس���يارات أحن���ت مم���را يتس���ع‬ ‫لضحكة وحرفا يكتب رائحة تش���بهين " بائع‬ ‫بطاط���ا " اآلن يداهمين بائ���س مثلي فيمحو‬ ‫الش���كل واحملاولة وأن���ا الزل���ت مل أدرس من‬

‫جغرافي���ا الصحراء غري أن�ن�ي غيمة باهتة ال‬ ‫تن���زف حرك���ة أو حس���ا أو فراغا ملموس���ا ‪،‬‬ ‫يف املناط���ق اهلزيل���ة يقط���ن املتهالكون حيث‬ ‫تس���قط احلماق���ة رصاصات ال ت���رى‪ ،‬وعلى‬ ‫منت القمامة رقدت أن���ا كبقية ‪ ،‬صوت عواء‬ ‫البطاطا يركض يف مقتل نبضي الس���اطع ‪،‬‬ ‫وما بني نباح واغتيال وجدوا أشيائي املتخثرة‬ ‫يف سؤاهلا " ملاذا ‪..‬؟" ‪ ،‬قلت ‪:‬ليس بناطلي وليست‬ ‫حلظ�ت�ي وال مياث���ل هذا النحي���ب صوت وقع‬ ‫األغنية ‪ ،‬فأنا أمشط اخلشونة حافيا ‪،‬منكفئا‬ ‫مبه���ارة االرتط���ام ‪-‬وخارج���ا جرت�ن�ي حبات‬ ‫البطاط���ا وطرحتين إىل نعش بلون الش���ظايا‬ ‫الصارخ���ة وهارومني���كا ال تك���ف ع���ن ع���زف‬ ‫أرجوانية اخلالص ‪،‬بينما ش���ركاء االلتباس‬ ‫يضاعف���ون م���ن عناء اخت���زال الصبي���ة وبناء‬ ‫منحدرات تهوي إىل خماوف بالغة الشحوب‬ ‫ثم جينون م���ع كل حصاد متأرجح فش�ل�ا‬‫إضافيا ‪-‬هك���ذا يطعمون الش���وارع أفس���نتينا‬ ‫ووض���وءا مراوغ���ا ‪ ،‬الكالب ترغ���ي وإىل قيئها‬ ‫تعود ‪،‬التعساء ال يفعلون ذلك والفرسان حتى‬ ‫مطل���ع احلرية يصم���دون ‪ ،‬فدمائي حتررت‬ ‫من جس���د املوت املمكن وصار بإمكاني امتطي‬ ‫صه���وة املس���تحيل ك���ي أعيد لوج���ه الوطن‬ ‫ابتس���اماته احللوة واشراقاته املغتصبة وأيضا‬ ‫الكتاب���ة من أول الس���طر ‪..‬فقط كان حلمي‬ ‫أن أضحك ‪..‬‬


‫‪21‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 93‬فبراير ‪)2013‬‬

‫ذلك يف حاجة اىل اصالح ذات البني بش���رط حتقق‬ ‫العدالة بني اجلميع ((جناة وجمين عليهم)) ‪.‬‬ ‫•العدالة االنتقالية هي معاجلة ماتعرض له الليبيون‬ ‫ويف خط���وة مش���ابهة لتجرب���ة س�ي�راليون ط���رح‬ ‫يف االون���ة االخ�ي�رة مش���روع قان���ون العدال���ة‬ ‫االنتقالية‪,,‬وال���ذي اوض���ح مدلوهل���ا عل���ى النح���و‬ ‫ال���وارد يف امل���ادة االوىل (( العدال���ة االنتقالي���ة ه���ي‬ ‫معاجلة ماتعرض له الليبيون خالل النظام السابق‬ ‫واملرحل���ة االنتقالي���ة م���ن انته���اكات حلقوقه���م‬ ‫وحرياتهم االساسية سواء من قبل األجهزة التابعة‬ ‫للدولة او اي مجاعات أخرى مهما كانت مسمياتها‬ ‫‪ ,‬عن طريق اجراءات تش���ريعية واجتماعية وادارية‬ ‫وقضائي���ة وذلك م���ن اج���ل اظهاراحلقيقة وحفظ‬ ‫الذاك���رة الوطني���ة واص�ل�اح ذات البني وترس���يخ‬ ‫الس���لم االجتماع���ي والتأس���يس لدول���ة احل���ق‬ ‫والقان���ون))ويف امل���ادة الثاني���ة مت حتدي���د س���ريان‬ ‫اح���كام هذا القانون حيث مشل الفرتة من االول من‬ ‫س���بتمرب‪ 1969‬اىل حني انتهاء املرحل���ة االنتقالية‬ ‫باج���راء االنتخاب���ات العامة بناء على دس���تور دائم‪..‬‬ ‫وهذا يع�ن�ي النظر يف كافة اجلرائ���م التى ارتكبت‬ ‫يف حق املواطنني حتى اثناء ثورة الس���ابع عش���ر من‬ ‫فرباير‪,‬وه���ذه قم���ة العدال���ة الن اجلرائ���م املرتكبة‬

‫تكويناته���ا للعم���ل عل���ى ش���رح م���ا يهدف الي���ه هذا‬ ‫القان���ون وذل���ك م���ن خ�ل�ال توس���يع دائ���رة احلوار‬ ‫والنق���اش ب�ي�ن كاف���ة اطي���اف اجملتمع وتش���كيل‬ ‫جل���ان وورش عم���ل تك���ون مهمته���ا جتمي���ع االراء‬ ‫واالقرتاح���ات والتص���ورات لواقع احلال ومس���تقبل‬ ‫االيام للتع���رف على وجهات النظ���ر املتفاوته حول‬ ‫موض���وع املصاحل���ة الوطني���ة لتكوين رؤيا ش���املة‬ ‫تكون اساس���ا لدراس���ة واقعية ميكن االعتماد عليها‬ ‫للوص���ول اىل حتقيق هذه املصاحلة املنش���ودة طلبا‬ ‫لالمن والسلم االجتماعي‪.‬‬ ‫ثالث���ا ‪ :‬عل���ى اجملالس احمللي���ة والعس���كرية واعيان‬ ‫ومش���ايخ القبائ���ل وأئمة املس���اجد وجلان الش���ورى‬ ‫‪..‬عليه���م مجيع���ا ان يس���عوا جاهدي���ن يف توعي���ة‬ ‫وتوجي���ه ابناء الوط���ن كافة بان يت���م اقناعهم بان‬ ‫ليبيا سوف لن تستقر احواهلا اال باستقرار االحوال‬ ‫االمني���ة وروح احملبة والوئام وتنقي���ة النفوس من‬ ‫ظغائ���ن وبراث���ن اجلاهلية االوىل اىل غرس���ها فينا‬ ‫النظام السابق بتزكية روح العداوة وحب االنتقام‬ ‫والتش���في ونش���ر بذور الفتنة بيننا طيل���ة االربعة‬ ‫عق���ود املاضية‪,,‬حتى نس���عد مجيع���ا بوطن حيضن‬ ‫اجلميع وتعود البس���مة والفرحة لقلوبنا بعودة من‬ ‫هج���ر البالد هربا من ظل���م متوقع اوضيم متيقن‪..‬‬

‫باملخالف���ة ملب���ادئ حق���وق االنس���ان غ�ي�ر مرتبط���ة‬ ‫بزم���ان او مكان واليس���تثنى اي���ا كان من اخلضوع‬ ‫للعق���اب مهما كان���ت الظروف احمليط���ة بارتكاب‬ ‫تلك االفع���ال املنتهكة للحريات وحلقوق االنس���ان‬ ‫املدني���ة والسياس���ية وه���ي ايضا غري خاضع���ة ملبدأ‬ ‫سقوط اجلرمية بانقضاء املدة‪.‬‬ ‫ولتحقي���ق ه���ذه العدال���ة االنتقالي���ة مبفهومه���ا‬ ‫احلض���اري املرضي جلمي���ع االطراف س���يتم وفقا‬ ‫للم���ادة الرابع���ة من املش���روع املقرتح تش���كيل هيئة‬ ‫تقص���ي احلقائق واملصاحل���ة ‪ ,,‬ناهيكم ع���ن املبادئ‬ ‫االخ���رى املش���ار اليه���ا يف ه���ذا القانون الذي س���يتم‬ ‫عرضه القراره يف القريب العاجل باذن اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫وللتعجي���ل يف تقريب يوم جند في���ه الليبيني اخوة‬ ‫متفاهم�ي�ن متحابني متألفني علينا ان نعمل س���ويا‬ ‫عل���ى تذلي���ل كاف���ة العقب���ات امام حتقي���ق هذف‬ ‫املصاحل���ة الوطنية بب���ذل اقصى اجله���ود من اجل‬ ‫ه���ذه الغاي���ة النبيل���ة وه���ذا يتطلب حس���ب وجهة‬ ‫نظري اخلاصة مايلي‪:‬‬ ‫اوال‪ :‬س���رعة اصدار قان���ون العدال���ة االنتقالية بعد‬ ‫مراجعته لكي يكون يف املس���توى الذي يتحقق معه‬ ‫فعليا ارساء مبادئ العدالة بدون تفريط او افراط‪.‬‬ ‫ثاني���ا‪ :‬حت���رك مؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي جبميع‬

‫فالوطن يف حاجة اىل كل فرد فيه‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬اما انتم يامن هجرمت الوطن ‪ ,‬اناديكم‪:‬‬ ‫عودوا اىل وطنكم‪..‬‬ ‫فهو ساكن يف وجدانكم‪..‬‬ ‫مهما ابتعدمت فلن يغادركم‪..‬‬ ‫ففيما مضى ذقنا كأس غربتكم‪..‬‬ ‫فل���ن نرض���ى بع���د اليوم‪..‬هل���ذا احلن�ي�ن للوط���ن‬ ‫يالزمكم‪..‬‬ ‫وال نرضى هلذا الظلم دوما يالحقكم‪.‬‬ ‫فعودتكم اىل ارض الوطن س���يكون له االثر الطيب‬ ‫يف التعجيل بهذه املصاحلة فهي داللة على حس���ن‬ ‫النوايا والرغبة االكيدة يف عدم االنسالخ عن هذه‬ ‫اللحم���ة الوطنية ال�ت�ي ينش���دها كل عاقل حكيم‪.‬‬ ‫وتعطي اشارة اجيابية بانكم لن تتخلوا عن وطنكم‬ ‫واهلكم وبانكم س���وف تكونوا جزء من احلل ولستم‬ ‫جزء من املشكل‪.‬‬ ‫دامت ليبيا باهلها االوفياء خبري‬ ‫اجملد واخللود لشهداء الوطن‬ ‫العزة والكرامة البناء الوطن‪...‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪elshahd2006@yahoo.com‬‬ ‫املانيا‪ 4 :‬نوفمرب ‪2013‬‬

‫األ غنية من اليامسني‬ ‫إىل البارود‪...‬‬ ‫مصطفى الطرابلسي‬

‫"ابق حيث الغناء فإن األشرار اليغنون"‬ ‫املس���افرة دون جوازات س���فر ألغري آبهة باحلدود واملفازات ‪ ،‬تصدح‬ ‫الشفاه بها من مكمودات جوانية‪ ،‬ترتعد فرائص الساحات واملنصات‬ ‫حني تهدره���ا احلناجر ‪،‬مترق خفيفة الظل واملمش���ى على حوا ف‬ ‫الشفاه ‪.‬‬ ‫لق���د كانت األغنية الليبية يف مخس���ينات وس���تينات القرن تنحو‬ ‫أس���لوبا مدني���ا يف حلنه���ا اهلادئ املنس���اب كنبع ي���ذرف على مهل‬ ‫يف كلماتها البس���يطة العميق���ة تتغنى باحلمام واحل���ب والنوافذ‬ ‫املوارب���ة وال���ورود وب���دأت تلمع أمس���اء الفنانني الليبي�ي�ن وصارت‬ ‫األذن تتدرب ش���يئا فشيئا وتتحسس درب األغنية القيمة املالمسة‬ ‫للوج���دان واملكان املقاربة لنماذج عربية أوهلا مصر األمنوذج املقلد‬ ‫حبذافريه ‪.‬وحني حكم العس���كريون ليبيا من الطبيعي أن تتعسكر‬ ‫األغني���ة وتتحول من أغنية اليامسني إىل البارود وتنحرف معهم‬ ‫إىل نف���ق املوت والنار‪ ،‬م���ن أغنية مدنية إىل بدوي���ة قاحلة متتدح‬ ‫اخليم���ة والناق���ة " وهذا لي���س انتقاصا من قيم الب���داوة" ولكن أن‬ ‫ُتفرض هذا األغنية على الس���احة لتحجب أي ل���ون آخر هنا تقبع‬ ‫الكارث���ة ‪.‬كل ص���وت ح���اول أن خيل���ق لونا آخ���ر غري م���ا تتطلبه‬ ‫الس���لطة كويفء بالظل والتجاهلي���ة التامة‪ ،‬وانهالت املاليني على‬ ‫احلناجر اليت تتخندق خلدمة مش���روع أغنية العالقة هلا بالواقع‬ ‫بتاتا بل هي ختدم الس���لطة إىل حد الفحش والكذب العيان وكما‬ ‫الس���لطة انفرد به���ا لوحده كذلك األغنية انف���رد صوت أوحد بها‬ ‫وصارت األصوات األخرى صدى له ‪.‬وصار املغين عس���كريا يرتدي‬ ‫الكاكي ويتأبط البندقية منددا كل من ال يسري على درب الثورة‬ ‫املس���تمرة بالقتل واحلرق واحتكر الش���عر الغنائ���ي ـ أيضاـ صوتان‬ ‫تربطهما باحلاكم وشائج الدم والفكر ‪.‬‬ ‫وبعد أن انقشع العسكر ومل يرتكوا لنا من موروث غنائي سوى ما‬ ‫خدمهم وتآمر معهم على البقاء مدة أطول البد للقادم اجلديد أن‬ ‫يبدع أغنية ختصه ولألس���ف احتذى اجلديد خطى القديم وتغنى‬ ‫هو اآلخر بنفس أسلوبه أغنية مشوهة وممسوخة وقاسية التتغنى‬ ‫بغري املوت واهلالك والس���حق‪ ،‬ويف الغال���ب تغنى بأحلانه أيضا‪ ,‬هذا‬ ‫يدل على أن األربعني س���نة كانت كافية وزيادة إلفساد الذائقة‬ ‫الس���ماعية خاصة للجيل الذي اس���تيقظ على أغنية "فراسني ويف‬ ‫ايدين���ا س�ل�اح "‪.‬إن الذاك���رة الليبية ت���كاد تكون خالي���ة من أغنية‬ ‫تقط���ر غزال يف الوطن وتبتهج باالنتماء إليه س���وى بعض األغاني‬ ‫ال�ت�ي يعرفها القليل "ليبيا يانغما يف خاطري " و "بلد الطيوب"مثال‬ ‫وم���ا عدا ذلك إم���ا أن تكون متجي���دا فجا يف ش���خص"ماهبت على‬ ‫ب�ل�ادي نس���مة إال بقدومك" أو وعي���دا باحلرق واهل�ل�اك للعمالء‬ ‫واخلون���ة ‪.‬إن تطه�ي�ر األغني���ة م���ن العوال���ق الس���مجة واألصوات‬ ‫املتجهم���ة‪ ،‬يتطل���ب من املهتمني دورا مهم���ا وجهدا مضاعفا كي‬ ‫تتخل���ص من التخل���ف واجلهل وفتح املعاهد املوس���يقية ليتس���نى‬ ‫للمشتغلني بها العمل وفق دراية وحرفية تبدع أغنية حتمل هوية‬ ‫ليبية ال حتتكرها س���لطة والختدم غرضا سوى الوطن والعاطفة‬ ‫اجلمالي���ة احملتفل���ة باحلي���اة واحلب‪ ،‬تك���ون طليق���ة تغرد كيف‬ ‫ش���اءت تطرب الس���مع وتناغي القلب نس�ت�روح على ش���جوها حني‬ ‫خيمش���نا التع���ب ونرددها يف جمامعين���ا وخلواتن���ا وترضي ذائقة‬ ‫النخب���ة والش���ارع تعرب عنا بتباي���ن ألواننا وألس���نتنا وبقاعنا ‪.‬ليس‬ ‫األمر هينا‪ ،‬إن األغنية ثقافة ودربة التتأتى باليس�ي�ر واالرجتالية‬ ‫‪ ،‬وبوع���ي معريف نكون قد أعدنا لألغنية وهجها املس���روق وروحها‬ ‫املمسوخ ‪،‬وهناك حماوالت جادة من بعض الشباب حتتاج قليال من‬ ‫الشغل لتنتج أغنية تستحق السماع واالحرتام ‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 93‬فبراير ‪)2013‬‬

‫ملتقي للرسوم‬ ‫املتحركة يف‬ ‫القاهرة‬ ‫نظ���م صن���دوق التنمي���ة الثقافي���ة يف‬ ‫مصر امللتقي الس���ادس للرس���وم املتحركة‬ ‫بالتع���اون م���ع اجلمعي���ة املصرية للرس���وم‬ ‫املتحرك���ة ‪ ،‬أفتت���ح امللتق���ي حبض���ور وزير‬ ‫الثقافة املصري الدكتور صابر عرب الذي‬ ‫ألق���ي كلمة أك���د فيها أن الثقاف���ة والفن‬ ‫يف مصر س���يظالن أح���د العوامل املس���اهمة‬ ‫يف تق���دم مص���ر ‪ ،‬ومت خالل حف���ل اإلفتتاح‬ ‫تكري���م عدد م���ن الفنان�ي�ن الذين ش���اركوا‬ ‫يف أص���وات األف�ل�ام واملسلس�ل�ات الكرتونية‬ ‫وم���ن أبرزهم الفن���ان حممد هني���دي الذي‬ ‫قال بعد تسلمه التكريم أنه يتمين للملتقي‬ ‫أن يصل ملرحلة العاملي���ة بعد جناحه حملياً‬ ‫وعربياً مؤكدا بأنهم كفنانني سيساندونه‬ ‫وسيقفون وراءه ‪.‬‬ ‫ومت توزي���ع اجلوائز على األفالم الفائزة‬ ‫يف ه���ذه الدورة السادس���ة وكان���ت اجلائزة‬ ‫األول���ي م���ن نصيب فيل���م ( عربني ش���كرا )‬ ‫للمخ���رج ناجي علي وحصل فيل���م ( أنبوبة‬ ‫) عل���ي اجلائ���زة األولي يف مس���ابقة األفالم‬ ‫القص�ي�رة بينم���ا حص���ل مسلس���ل ( واب���ور‬ ‫مص���ري التقفي���ل ) على اجلائ���زة األوىل يف‬ ‫مسابقة املسلسالت ‪.‬‬

‫خليل العرييب‬

‫الفنان عادل عبداجمليد يتألق يف القاهرة‬ ‫كعادته دائم���ا تألق الفنان الكبري عادل‬ ‫عب���د اجمليد أثناء تواجده بالقاهرة ضمن‬ ‫وفد األدب���اء والكتاب والفنانني واملثقفني‬ ‫الليبيني املش���اركني يف فعاليات معرض‬ ‫القاهرة الدولي للكتاب يف دورته الرابعة‬ ‫واألربعني واليت كانت دولة ليبيا ضيف‬ ‫ش���رف هذه الدورة ‪ ،‬وق���دم الفنان عادل‬ ‫عب���د اجمليد عدة حفالت برعاية جملس‬ ‫الثقاف���ة الع���ام ق���دم خالهل���ا خنب���ة من‬ ‫أمجل أغانيه املعروفة واليت نالت إعجاب‬ ‫احلضور ‪ ،‬حيث كانت مشاركته األوىل‬ ‫يف افتتاح نادي اجلالية الليبية بالقاهرة‬ ‫واملش���اركة الثانية ضم���ن برنامج بيت‬ ‫الع���ود الذي يش���رف عليه الفن���ان الكبري‬ ‫نص�ي�ر مش���ه صحبة ع���دد م���ن الفنانني‬ ‫املنتسبني لبيت العود ‪.‬‬

‫حممد العزبي‬

‫عادل عبد اجمليد‬

‫مسرحية وين حوش بوسعدية‬ ‫قدمت فرق���ة س���عيد الس���راج بطرابلس‬ ‫وعلي خشبة مس���رح الكشاف مسرحيتها‬ ‫اجلدي���دة ( وين حوش بوس���عدية ) وهي‬ ‫مس���رحية إجتماعي���ة ناق���دة لبع���ض‬ ‫الظواه���ر الس���لبية يف اجملتم���ع وجتس���د‬ ‫املس���رحية الص���راع ب�ي�ن اخل�ي�ر والش���ر‪،‬‬ ‫ب�ي�ن القي���م النبيل���ة والش���رف ونقيضها‬ ‫م���ن اخليان���ة وال���ذل ‪ ،‬ب�ي�ن النج���اح‬ ‫والفش���ل ‪ ،‬املس���رحية من تأليف وإخراج‬ ‫الفنان مصطف���ي املصرات���ي ومن متثيل‬ ‫‪ :‬عبداجملي���د امليس���اوي وعبدالس�ل�ام‬ ‫الرتيك���ي وزهرة عرفة وس���امله الدكتور‬ ‫وعبدالس�ل�ام الزقلعي وعدد من الش���باب‬ ‫الواعد م���ن أعضاء فرقة الفن���ان الراحل‬ ‫سعيد السراج ‪.‬‬

‫رحيل الفنان‬ ‫حممد العزبي‬

‫ت���ويف الفن���ان واملط���رب الش���عيب املص���ري‬ ‫حمم���د العزبي ع���ن عمر يناه���ز ‪ 75‬عاما بعد‬ ‫مس�ي�رة طويلة من العط���اء املتواصل جتاوزت‬ ‫النص���ف قرن ‪ ،‬رحل صاحب األغنية الش���هرية‬ ‫( عيون بهية ) والناي السحري ورنة اخللخال‬ ‫وفانوس رمضان وحتشبسوت ‪ ،‬وكان املطرب‬ ‫الشعيب حممد العزبي من أشهر مطربي فرقة‬ ‫رضا للفن���ون الش���عبية اليت إنظم إليها س���نة‬ ‫‪ 1957‬وش���ارك يف مجيع براجمها ورحالتها‬ ‫حيت إعتزل الفن يف الس���نوات القليلة املاضية‬ ‫نتيج���ة تقدم���ه يف الس���ن ‪ ،‬وش���ارك أيضا مع‬ ‫فرق���ة رض���ا يف األف�ل�ام اإلس���تعراضية ال�ت�ي‬ ‫قدمته���ا مث���ل فيل���م غ���رام يف الكرن���ك وفيلم‬ ‫أجازة نصف السنة ‪ ،‬ومت تكريم الفنان حممد‬ ‫العزبي يف مهرجان األغنية سنة ‪. 2003‬‬

‫ميادين الفن‬

‫ليلي علوي يف مهرجان للبيئة‬ ‫وقع االختيار علي الفنانة املصرية ليلي علوي للجنة التحكيم‬ ‫مبهرجان أبوظيب ألفالم البيئة الذي س���تنطلق فعالياته شهر‬ ‫إبري���ل القادم ‪ ،‬حيث يهدف هذا املهرجان إلي تش���جيع وس���ائل‬ ‫اإلع�ل�ام واجلهات املختصة علي إنتاج حمتوي إعالمي صديق‬ ‫للبيئة وفتح نافذة جديدة للتوعية البيئية عرب شاشات السينما‬ ‫العاملية وخلق إعالم جديد ونظيف يعين بالبيئة وزيادة تفاعل‬ ‫اإلنسان مع البيئة بصورة إجيابية ومواكبة كل ماهو جديد‬ ‫عرب العامل يف جمال اإلنتاج السينمائي الصديق للبيئة ‪.‬‬ ‫وتفي���د إدارة املهرجان بأن حفالت االفتتاح واالختتام س���تقام‬ ‫وسط الطبيعة اخلضراء جتس���يدا لرسالة املهرجان وسيمشي‬ ‫جنوم املهرجان علي س���جادة خضراء حتيطها أش���جار النخيل‬ ‫م���ن كل جان���ب خ�ل�اف م���ا جي���ري يف املهرجان���ات العاملي���ة‬ ‫اليت تس���تخدم الس���جادة احلم���راء ‪ ،‬وق���د وقع اختي���ار الفنانة‬ ‫ليلي عل���وي ضمن جلن���ة التحكيم هلذا املهرج���ان خلربتها يف‬ ‫حتكيم العديد من املهرجان���ات العاملية والعربية مثل مهرجان‬ ‫فالنس���يا بإس���بانيا ومهرجان سوتش���ي بروس���يا ومهرجان دبي‬ ‫السينمائي ومهرجان سان باولو بالربازيل ومهرجانات القاهرة‬ ‫واإلسكندرية ‪.‬‬

‫ليلي علوي‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 93‬فبراير ‪)2013‬‬

‫أمحد بشون‬

‫كلمة العدد‬

‫إذا اردت ان تعرف املكي عليك ان تسأل‬ ‫الشباك‬

‫ماذا يريد حياتو؟‬

‫فتحي الساحلي‬ ‫مصطفى املكي‬

‫نع���م هن���اك ارتباط ش���رطي بني رجله‬ ‫اليمن���ى و الش���باك ‪،‬و ق���د عرفت���ه ش���باك‬ ‫مالع���ب الك���رة يف مدينتن���ا بنغ���ازي من���ذ‬ ‫النصف االول من اربعينيات القرن املاضي‬ ‫‪.‬‬ ‫ان براعت���ه و موهبت���ه جعل���ت االس���تاذ‬ ‫(عبد اهلل الشريف)يس���تقطبه ليش���هد مع‬ ‫اقران���ه انطالقة فريق مدرس���ة االمري ‪،‬ثم‬ ‫تأس���يس فريق الكشاف بعام ‪ 1946‬ليضع‬ ‫عليه املدرب احملنك(سامل بالطيب)بصمته‬ ‫و ليمنح���ه ش���يئاً م���ن خربت���ه و حنكته يف‬ ‫فنون كرة القدم اليت تلقنها من الالعبني‬ ‫االيطاليني ‪.‬‬ ‫لع���ب (املك���ي) لفريق الكش���اف ثالثة‬ ‫مواسم ‪،‬ثم اسس مع زمالئه فريق االهلي‬ ‫و الذي���ن م���ن بينه���م االس���طورة (اتعول���ه‬ ‫ش���توان)و ف���ازوا ببطولت�ي�ن متتاليتني يف‬ ‫مومسي ‪ 49-50‬م و ‪ -51 50‬م ‪.‬‬ ‫لق���د كان يق���ود فريق االهلي يف صمت‬ ‫‪،‬فهو ال جييد لغة االرقام و االحاجي و امنا‬ ‫كان يع���رف كيف يهز الش���باك و حيقق‬ ‫االنتصار و يلهب مشاعر االهالويني ‪.‬‬ ‫و لس���ت ادري ع���ن الس���ر االهل���ي الذي‬ ‫وراء جعل املبدعني امثال املكي ـ الش���عالية‬ ‫ـ االصف���ر ـ البس���كي ـحس���ن السنوس���ي ـ‬ ‫قيالردي ـ مشيس���ه ال جييدون لغة الكالم‬ ‫خ���ارج امللع���ب ‪،‬بينم���ا يف داخل���ه و كأنهم‬ ‫فالس���فة عصره���م فق���د كان���ت ارجلهم‬ ‫جتي���د اللغ���ة و تتح���دث به���ا كرباع���ة‬

‫(سقراط)و(افالطون)يف فن اخلطابة ‪.‬‬ ‫لذل���ك ال يعرفون النف���اق أو التزلف ‪ ،‬ومل‬ ‫يتملق���وا للح���كام أو الطغ���اة يوم���ا ‪،‬و مل‬ ‫يرقصوا يف بالطهم أو على اعتابهم ألنهم‬ ‫اعت���ادوا على الرقص يف مالع���ب الكرة ‪ ،‬و‬ ‫كل مايعرفونه االبداع يف كرة القدم ‪.‬‬ ‫لق���د ع���اش (مصطف���ي املك���ي)و رح���ل‬ ‫مبنتهى البساطة و كأنه فراشة أو نورس‬ ‫من���ح احلياة ألس���عاد االخرين مب���ا يقدمه‬ ‫من ابداع‪.‬‬ ‫شارك املكي أو (لقبج)يف ثالث دورات‬ ‫عربي���ة متتالية‪،‬االس���كندرية ‪ 1953‬م –‬ ‫ب�ي�روت ‪ 1957‬م ـ الدار البيضاء ‪ 1961‬م و‬ ‫من املفروض ان يشارك يف الدورة الرابعة‬ ‫– القاهرة ‪ 1965‬م و لو حدث ذلك لسجل‬ ‫املك���ي رقم���ا قياس���يا و اصب���ح أول الع���ب‬ ‫عرب���ي يف ارب���ع دورات عربي���ة متتالي���ة ‪،‬‬ ‫ولك���ن احتاداتن���ا مل تك���ن تع���رف يف ذل���ك‬ ‫الوقت ما يطلق عليه االرقام القياس���ية أو‬ ‫((‪.record‬‬ ‫لع���ب املك���ي ك���رة الق���دم ألكث���ر م���ن‬ ‫عشرين عاماً حقق فيها عدة اجنازات فقد‬ ‫لعب لفريق مدرس���ة االم�ي�ر عام ‪ 1945‬م‬ ‫و لفريق الكش���اف ع���ام ‪ 1946‬م و لفريق‬ ‫االهل���ي بداية من العام ‪ 1949‬م و فاز معه‬ ‫بعدة بطوالت ‪.‬‬ ‫ه���ذا و ق���د اوقف���ت احلكوم���ة النش���اط‬ ‫الرياض���ي بالن���ادي االهل���ي يف املوس���م‬ ‫الرياض���ي ‪ 51 - 50‬فلع���ب املك���ي لفري���ق‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬

‫احتاد الصابري ‪ ،‬ثم لعب مع فريق الربيد‬ ‫و فاز معه ببطولة بنغازي ملوس���م ‪-52 51‬‬ ‫م و قد كان برفقته احس�ي�ن ادريس صنع‬ ‫اهلل – حمم���د الكيالني العرييب – عبد اهلل‬ ‫عل���ي احمليش���ي‪،‬الصادق العفاس – حممد‬ ‫بوبكر شيشو وغريهم ‪.‬‬ ‫وعندم���ا ق���رر (املكي)اعتزال���ه اللع���ب‬ ‫كرمه االهلي و مجهوره الويف و اقاموا له‬ ‫مباراة مع فريق اهلالل الذي كان يش���كل‬ ‫مع فريق االهلي (ديرب���ي بنغازي)يف تلك‬ ‫االيام ‪.‬‬ ‫كان (مصطفى املكي) انس���انا حمبوبا‬ ‫من اجلميع اعطى لألهلي و املنتخب كل‬ ‫حياته فكس���ب ح���ب و صداق���ة اجلميع ‪،‬و‬ ‫كان���ت تربطه صداقة عميق���ة مع العب‬ ‫النجمة القدمية(مفتاح االصفر)فقد لعبا‬ ‫معا يف البطوالت و الدورات العربية ‪.‬‬ ‫و ألنهم���ا قمت���ان ش���اخمتان ضل���ت‬ ‫سريتهما العطرة باقية بيننا بعد رحليهما‬ ‫ملالقاة خالق الكون ‪.‬‬ ‫ويف اخ���ر م���رة التقيت���ه قلت له ‪( -:‬لقد‬ ‫كن���ت تعجبين كثريا و اعتقد انك افضل‬ ‫من مح���ل رقم ‪ 7‬يف تاريخ الك���رة الليبية ‪،‬‬ ‫وكن���ت امتنى ان لعب���ت لفري���ق النجمة‬ ‫القدمية جب���وار مفتاح االصف���ر و ابو بكر‬ ‫مشيس���ه )فابتس���م كعادته وحرك شنته‬ ‫احلم���راء البنغازية االص���ل و قال ‪( -:‬و اهلل‬ ‫يا فتوحه النجمة و االهلي و احد )‪.‬‬ ‫هك���ذا ه���و (مصطف���ى املكي)ال���ذكاء و‬ ‫املوهبة و الرباعة و الفطنة ‪ ..‬حتية اعجاب‬ ‫و حب و تقدير هلذه القيمة العالية و هلذه‬ ‫اجلوهرة النفيس���ة ال�ت�ي افتقدناها مجيعاً‬ ‫‪..‬و هل���ذه ال���روح الطاه���رة ال�ت�ي امتعتن���ا‬ ‫كثرياً بفنها الراقي و قدراتها العجيبة ‪.‬‬ ‫(مصطفى املكي)رحل اىل العامل االخر‬ ‫منذ سنوات اال ان مجاهري الرياضة و كرة‬ ‫باخلري‬ ‫القدم مازلت تذكره دائما‬ ‫و تتذك���ر صوالت���ه و جوالت���ه و اهداف���ه‬ ‫الرائع���ة مع االهلي و املنتخ���ب اللييب فهو‬ ‫العب ال ينسى ابدا ‪.‬‬ ‫رح���م (اهلل)الالع���ب الكب�ي�ر افض���ل من‬ ‫لعب مبركز اجلناح االمين يف ليبيا ‪.‬‬

‫عيسى حياتو‬ ‫مبجرد ان ب���دأ هاجس تنظيم البطول���ة االفريقية‬ ‫لكرة القدم الواحدة و الثالثون يضغط و يس���تحوذ‬ ‫عل���ى نفوس الليبيني و ش���كلت اللجن���ة العليا هلذه‬ ‫البطول���ة و ال�ت�ي ش���رعت يف اجتماعاته���ا لوض���ع‬ ‫اخلط���وط العريض���ة هلذا احل���دث الرياض���ي اهلام‬ ‫ليكون اجناز يشرف ليبيا يف عهد ثورتنا اجمليدة ‪.‬‬ ‫مبج���رد ان ح���دث ه���ذا فاجئن���ا رئي���س االحت���اد‬ ‫االفريقي لكرة القدم (حياتو)بتصرحيات ال ندري‬ ‫السبب ورائها و اظهارها يف هذا الوقت املبكر ‪.‬‬ ‫تصرحي���ات هي اش���به باإلن���ذارات و التحذيرات‬ ‫‪،‬بل رمبا التهديد بأن هذا االستحقاق من املمكن ان‬ ‫حترم منه ليبيا و تكلف به دولة اخرى ‪.‬‬ ‫و هنا برزت تفس�ي�رات كثرية ‪،‬و تساؤالت اكثر‬ ‫‪،‬ه���ل الس���بب يف ه���ذه اإلن���ذارات املس���تفزة و ال�ت�ي‬ ‫صدرت عنه يف السابق بهذه الطريقة يف هذا الوقت‬ ‫املبكر هي االسباب احلقيقية ؟‬ ‫ام ان ما يرتدد حول رغبته يف اعطاء هذه الفرصة‬ ‫لدولة اخرى من خالل عالقة شخصية مع رئيس‬ ‫احتاده���ا الذي هو ايض���ا احد العناصر املس���ئولة يف‬ ‫منظمة (الكاف) ؟‬ ‫ه���ل حي���اول ان يرض���ي صديق���ه (روراوا)عل���ى‬ ‫حس���اب ليبيا و تطلعاتها و حقه���ا يف التنظيم الذي‬ ‫اسلفت باملوافقة عليه ؟‬ ‫حن���ن ننتظ���ر االجابة على اس���ئلتنا ‪،‬امر غريب‬ ‫امر هذا االحتاد!‬

‫التعصب يف املالعب الرياضية‬

‫تعص���ب اجلماه�ي�ر لفرقه���ا‬ ‫ظاه���رة طبيعي���ة و لكنه���ا‬ ‫مرفوضة اخالقيا و غري مقبولة‬ ‫اعالمياً‪.‬‬ ‫و يطل���ق التعصب على حالت‬ ‫التحي���ز ال�ت�ي تص���ل اىل ح���د‬ ‫اإلس���اءة و السخرية و التجريح‬ ‫للخصوم ‪.‬‬ ‫و ق���د ح���دث ه���ذا عندن���ا‬ ‫خاصة بعد وصول ودخول ابناء‬ ‫الطاغية جمل���ال الرياضة ‪،‬كما‬ ‫يس���هم االع�ل�ام الرياض���ي يف‬

‫زيادة التوت���ر من خالل عناوين‬ ‫مث�ي�رة يف الصح���ف و القن���وات‬ ‫املرئي���ة يكتبها بعض املتعصبني‬ ‫و من اجل مصاحل شخصية ‪،‬بل‬ ‫حتى رؤس���اء االندية الرياضية‬ ‫و بقي���ة االداري�ي�ن يس���همون يف‬ ‫ذلك م���ن خ�ل�ال تصرحيات يف‬ ‫الصح���ف و القن���وات املرئي���ة و‬ ‫أدوات االتص���ال ال�ت�ي يس���يطر‬ ‫عليها املشجعون ‪.‬‬ ‫اذا ه���ي ظاه���رة موج���ودة و‬ ‫لكنه���ا مرفوض���ة و غري مقبولة‬

‫نتمنى التغل���ب عليها قبل بداية‬ ‫مسابقاتنا الرياضية‪.‬‬

‫أنيس النيهوم‬


‫من ‪ 15‬فرباير ‪2011‬م إىل الدستور‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪ 25 - 19 ( - ) 93‬فبراير ‪)2013‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.