العدد 98

Page 1

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪( - ) 98‬‬

‫‪26‬مارس ‪ 1 -‬أبريل ‪WWW.miadeen.com)2013‬‬

‫الــدستــور الـذي نـريد‬ ‫‪)2012‬‬ ‫‪30 (( -- )) 98‬‬ ‫العدد (( ‪77‬‬ ‫الثانية‪ -‬العدد‬ ‫نوفمبر ‪)2013‬‬ ‫أكتوبر‪ 15- -‬أبريل‬ ‫‪26‬مارس‬ ‫السنةالثالثة‬ ‫السنة‬

‫أحد مبا ي َ‬ ‫الوطن سبيال‬ ‫ل ُيشارك ُك ُل ٍ‬ ‫َست ِط ْع إىل ِ‬

‫الق َر َدة َّ‬ ‫حوار ُّ‬ ‫والسلم واملوزة‬ ‫الطرش‪ ،‬أو ِ‬ ‫ديوان احملاسبة يدق ناقوس اخلطر‬ ‫األسرار اخلفية جلماعة اإلخوان املسلمني‬

‫الثمن ‪:‬‬ ‫ديناردينار‬ ‫الثمن ‪:‬‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪26 ( - ) 98‬مارس ‪ 1 -‬أبريل ‪)2013‬‬

‫أحد مبا ي َ‬ ‫الوطن سبيال‬ ‫ل ُيشارك ُك ُل ٍ‬ ‫َست ِط ْع إىل ِ‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri.55@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬

‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزاوية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫مفتاح ميلود ‪ /‬البيضاء‬

‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫ُ‬ ‫كن���ا ق���د أُرغمنا عل���ى اقتناء جه���از تلفزيون ك���ي ُنتابع ُخطب وج���والت ومع���ارك القائد ‪،‬‬ ‫الغري���ب أن���ه مت اقتطاع مثن اجلهاز م���ن عائالتنا ‪،‬وكان ه���ذا اجلهاز مبثابة ك���وة التنفس‬ ‫‪،‬فم���ن خالله تس���نى لنا متابعة عذابات أهلنا يف أغلب الب�ل�اد وحتى خارجها ‪،‬املهم أنه ذات يوم‬ ‫طلع علينا مذيع أغرب منكوش الش���عر ‪ -‬كعادتهم ‪ -‬ومسعنا مقالة قيل انها ُنش���رت يف نفس‬ ‫اليوم بصحيفة الزحف األخضر ‪،‬ومل يُذكر له كاتب ‪ -‬كعادتهم أيضا‪ -‬لكن مل يكن الكاتب‬ ‫إال م���ن ه���و قادر عل���ى أن ي َ‬ ‫ُعيد ما يُكت���ب يف كل منرب اعالمي ‪،‬وحت���ى تعليمي ‪ ،‬ومن حُتفظ‬ ‫كلماته ( صما ) ‪ ،‬كان عنوان املقال ‪ :‬دعوة ملحة لتشكيل حزب ‪ ،‬بث املقال فينا قلقا ‪ ،‬فدخلنا‬ ‫يف دوام���ة احلوارات والتحليالت كل النهارات والليال���ي ‪،‬حتى باغتنا املذيع مرة ثانية مبقال‬ ‫أخرسنا ‪،‬وكان كما اجلواب يُعرف من عنوانه ‪ :‬احلمد اهلل مل يسجل أحد ‪.‬‬ ‫تذكرت ذلك يف مُحى األحد املاضى س���اعة افتتحت ندوة ميادين – يوجد يف هذا العدد (ص‬ ‫‪ 6‬و ‪ ) 7‬تقرير عن الندوة ‪،‬ونشاط ميادين‪ ،‬أعده احلسني املسوري ‪ -‬ومل أدرك حتى الساعـة‬ ‫خلب ه���ذه الندوة من فم‬ ‫كي���ف تداعت ه���ذه القصـة على ذهنـي ‪،‬وأنا أحل���ظ أننا جنحنا يف ِ‬ ‫الذئ���ب ‪ ،‬كل الظروف ‪،‬وكل املُعطيات ‪،‬والكثري من األش���خاص‪ ،‬كانت ضد عقد الندوة ‪،‬بل‬ ‫وص���ل األمر إىل أن البع���ض مارس معنا عادة رج���ال فرباير عدم الرد عل���ى اتصاالتنا وحتى‬ ‫ُ‬ ‫أعتقدت أن‬ ‫اغالق املوبايل ‪ ،‬لقد توكدت ساعتها أني ساذج حني أُصدق ما يُقال وأكثر حني‬ ‫الدستور مسألة املسائل ‪.‬‬ ‫كأمن���ا حالنا أن نعي���ش يومنا وأن ال نذهب بعي���دا يف احللم ‪،‬كأمنا اإلجن���از الذي حققناه ‪:‬‬ ‫الشعب يريد اسقاط النظام وكفى اهلل املؤمنني شر القتال‪.‬‬ ‫مل يك���ن يف القاع���ة أح���د غ�ي�ر من نراهم ع���ادة يف كل ُمنت���دى فكري جاد ‪ ،‬مل يك���ن غري نفر‬ ‫يسبحون ضد التيار ‪ ،‬مل يكن غري احلاملني ‪،‬كأمنا الدستور يف ليبيا ليس مهمة أحد غريهم‪.‬‬ ‫والطيف حُ‬ ‫َ‬ ‫املاور‪ ،‬وزوايا النظر املختلفة ‪،‬كانت جتذبين عن هذا الغياب امللحوظ‬ ‫لكن اجلدية‬ ‫لكل من له عالقة بالدولة أو كان ‪،‬ال أقصد دولة الفاتح طبعا بل دولة فرباير ‪ ،‬هلذا تذكرت‬ ‫ذلكم املقال ‪ :‬احلمد اهلل مل يس���جل أحد ‪ ،‬س���أمجل لكم القول كانت الندوة مميزة بس���بب أن‬ ‫الدس���تور هو قضية األمة والباقي تفاصيل ‪،‬وكانت ناجحة بعدد ألوان الطيف الذي ش���ارك‬ ‫‪،‬وجبدية املُشاركة ‪ ،‬وألنه واحلمد هلل فقد شارك ُ‬ ‫كل أحد مبا استطاع إىل الوطن سبيال‪.‬‬ ‫لقد دأبت ميادين االهتمام بالدس���تور وقضاياه‪ ،‬باس���تطالع رأي املواطن يف كل من ‪ :‬أوباري‬ ‫‪،‬وسبها‪ ،‬والزاوية‪ ،‬وصرباته‪ ،‬وطرابلس ‪،‬وبنغازي والبيضاء‪ ،‬ودرنة ‪،‬ونشرت العديد من املقاالت‬ ‫والدراس���ات منذ املنتصف الثاني لعام ‪ 2011‬م ‪،‬وتأتي هذه الندوة يف اطار التجديف ضد تيار‬ ‫التفاصيل اليومية اليت أراد املُؤمتر الوطين وحكومته اغراق نفسيهما فيها‪.‬‬ ‫لق���د أجنزنا كما نعتقـد خطو ًة ً‬ ‫هامة يف هذه االيام ‪،‬جعلتنا يف منطقـة املـا بيـن ‪ :‬الثورة وبني‬ ‫وصـدور امليزانيـة‬ ‫الدول���ة ‪ ،‬إجناز أن تف���رض الدولة وجودها بعد غياب ‪،‬وأن ُتصدر امليزانية ‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫احلكومة باتت على احملـك ‪ ،‬هذا النزر اليسري مما يتحقق جُيزم أن االستحقاق احلق‬ ‫يعنى أن‬ ‫‪ ،‬واألحق هو الدستور‪.‬‬

‫تنبيه لألمة‬ ‫خت���رج علين���ا اتهامات واتهامات مض���ادة من قبل رجال يف مناصب الدول���ة أو من كان منهم‬ ‫يف ه���ذه املناصب ‪،‬ه���ذه االتهامات خت���ص تبديد أم���وال الدول���ة وأحيانا االتهام باالس���تحواذ‬ ‫عليها ‪،‬حنن ننبه هنا خلطورة هذه املس���ألة اليت جعلت من كل مس���ئول لص أو مشروع لص‬ ‫‪،‬القوان�ي�ن واالع���راف واألديان ال جتيز ذل���ك فما بالك يف بلد يف حالة ث���ورة كبالدنا ‪،‬أطالب‬ ‫ب���أن حيال كل من يلق���ي التهم جازفا على اجلهات القانونية املختصة فإما يقدم األدلة وإما‬ ‫يواج���ه العقوبات الالزمة ‪،‬وأعتقد أن على الس���يد صالح املرغين وزير العدل ممارس���ة العدل‬ ‫وإيقاف التخرصات اليت تؤدي بالبالد إىل التهلكة‪.‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪26 ( - ) 98‬مارس ‪ 1 -‬أبريل ‪)2013‬‬

‫‪03‬‬

‫ديوان احملاسبة يدق ناقوس اخلطر‬ ‫اص���در العاملني بديوان احملاس���بة بيانا اىل الش���عب اللييب قالوا فيه‬ ‫إن ديوان احملاس���بة ش���به معطل وال يقوم بأداء مهامه و أن األوضاع‬ ‫اليت يعيش���ها الديوان حاليا تشكل عائقا حقيقيا أمام العمل بفاعلية‬ ‫لس���د كافة املآرب أمام املتس���لقني والطامعني والقافزين على دماء‬ ‫الش���هداء ممن تعودوا على استباحة واستحالل املال العام‪.‬وهذا نص‬ ‫البيان بالكامل ‪:‬‬ ‫السادة ‪ /‬رئيس وأعضاء املؤمتر الوطين العام‬ ‫إن الواج���ب الوطين حيت���م علينا مجيعا الس���عي إىل‬ ‫إرس���اء مبادئ الش���فافية واحملافظة عل���ى املال العام‬ ‫ال���ذي كثريا ما انتهك���ت حرمته‪ ،‬وحماربة الفس���اد‬ ‫املال���ي ال���ذي استش���رى يف كي���ان الدول���ة بنظامها‬ ‫الس���ابق وال زال ينخر أركانها حتى اآلن‪ ،‬وقد كان‬ ‫م���ن املف�ت�رض أن تقتض���ى الظ���روف اليت مت���ر بها‬ ‫ليبيا وجود رقابة متخصصة ومس���تقلة ومس���ئولة‬ ‫ملتابعة األداء اإلداري واملالي للدولة متمثلة يف ديوان‬ ‫احملاس���بة وان االرتقاء مبس���توى أداءه من ضرورات‬ ‫املرحلة‪.‬‬ ‫لذلك حنن موظفي وأعضاء ديوان احملاس���بة نتقدم‬ ‫به���ذا البيان موجه���ا إىل الش���عب اللييب ومؤسس���ات‬ ‫اجملتمع املدني واملؤمتر الوطين العام وفيه نفيد‪:‬‬ ‫كم���ا يعلم اجلميع ق���ام اجمللس الوط�ن�ي االنتقالي‬ ‫س���ابقا بإص���دار الق���رار رق���م (‪ )119‬لس���نة ‪2011‬‬ ‫اخل���اص بدم���ج األجه���زة الرقابي���ة وإنش���اء دي���وان‬ ‫احملاس���بة على أنقاضه���ا رغم تع���ارض بعض مواده‬ ‫م���ع اإلع�ل�ان الدس���توري يف خطوة فس���رها البعض‬ ‫عل���ى أنها تهدف إىل طمأن���ة دول العامل بوجود جهة‬ ‫رقابي���ة ق���ادرة عل���ى متابعة أم���وال الدول���ة الليبية‬ ‫يف الداخ���ل واخل���ارج واحلفاظ عليه���ا يف الفرتة اليت‬ ‫أعقب���ت التحرير مباش���رة وهى ف�ت�رة الخيفى على‬ ‫اح���د غي���اب أركان الدول���ة ال�ت�ي ارتبط���ت عضوي���ا‬ ‫بالنظام السابق وانهارت مع انهياره‪.‬‬ ‫ولكن هذه اخلط���وة اليت أقدم عليها اجمللس الوطين‬ ‫االنتقال���ي باإلضاف���ة إىل املمارس���ات املمنهجة اليت‬ ‫تعرض هلا ديوان احملاسبة أدت إىل التقليل من دوره‬ ‫يف مرحلة كانت حساس���ة من عم���ر الدولة الليبية‬ ‫وان هذه املمارس���ات أدت بش���كل أو بأخ���ر إىل إعاقته‬ ‫ع���ن مواكب���ة كل ه���ذه املس���تجدات وأداء مهام���ه‬ ‫بكفاءة وفاعلية ومنها‪:‬‬ ‫ ابتع���اد الدي���وان عن متابعة ملف���ات هامة أصبحت‬‫قضايا رأى عام بس���بب ش���بهات الفس���اد املالي الكبري‬ ‫ال���ذى اعرتاه���ا‪ ،‬وخن���ص بالذكر ملف���ات اجلرحى‬ ‫ومنح الثوار واألم���وال الليبية املوجودة باخلارج دون‬ ‫أن يكون للدي���وان دور يذكر يف متابعتها فى الوقت‬ ‫ال���ذي يوصف في���ه بأنه العني الس���اهرة على محاية‬ ‫املال العام‪.‬‬ ‫ التأخ���ر الش���ديد من قب���ل املؤمتر الوط�ن�ي العام يف‬‫اعتم���اد قان���ون ينظ���م عم���ل دي���وان احملاس���بة وظل‬ ‫مل���ف الدي���وان لعب���ة تتقاذفه���ا أيدي اللج���ان داخل‬ ‫أروقة املؤمتر الوطين دون النظر ألهمية وحساسية‬ ‫لقد اخرتنا للغالف اللوحة اليت رمسه ا ‪Miche l‬‬ ‫‪angelo di Lodovico Bounnaroti‬‬ ‫‪ )Simoni‬ميكيل أجنلو‪ 1564 – 1475‬أشهر‬ ‫�ح��ات واملهندس‬ ‫�رس��ام وال��ن� ّ‬ ‫فناني ال��ع��امل‪ .‬فهو ال� ّ‬ ‫امل���ع���م���اري وال���ش���اع���راإلي���ط���ال���ي ال�����ذي ول����د يف‬ ‫(كابريزي) مبقاطعة توسكانيا‪ .‬وتعّلم يف فلورنسا‬ ‫حتت رعاية (لورينزو) ميديتشي أمري مجهوريّة‬ ‫فلورنسا وباني عصر النهضة‪ .‬ثم تب ّناه الكاردينال‬ ‫(س���ان ج��ورج��ي��و) وأرس��ل��ه إىل روم���ا سنة ‪،1496‬‬ ‫وأخذ ميارس إبداعاته الفن ّية الرائعة بني املدينتني‪.‬‬ ‫واملعروف عنه أنه كان يركز يف تصاميمه على‬ ‫األشكال أكثر من األلوان‪ .‬ويف جمال الرسم الذي‬ ‫يتحمس له كثريا‪ُ ،‬طلب منه أن يزيّن بالرسوم‬ ‫مل‬ ‫ّ‬

‫املرحل���ة واس���تمرار العم���ل بالقانون رقم ‪ 11‬لس���نة‬ ‫‪1996‬م بشان إعادة تنظيم الرقابة الشعبية الذي ال‬ ‫خيفى على احد انه قانون يفتقر إىل املوضوعية وقد‬ ‫صم���م خلدمة النظ���ام املنهار ويرتكز عل���ى مفاهيم‬ ‫مس���تمدة من أفكار النظام السابق منها احتواءه على‬ ‫فقرات بشان العمل الشعيب والتصعيد وغري ذلك‪.‬‬ ‫ افتق���ار املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام إىل الرؤي���ة‬‫واإلس�ت�راتيجية الواضحة يف اختيار قيادات الديوان‬ ‫ال�ت�ي ميكنه���ا االرتق���اء بعم���ل الدي���وان وتطوي���ره‬ ‫وختليص���ه من حالة اجلمود اليت ه���و فيها وما يؤيد‬ ‫ذلك تقديم رئيس الديوان اس���تقالته منذ أكثر من‬ ‫أربع���ة أش���هر إال أن املؤمتر الوطين الع���ام مل يلتفت‬ ‫إليها‪.‬‬ ‫وف���ى اآلون���ة األخ�ي�رة اس���تفاق املؤمت���ر الوطين من‬ ‫غفلته‪ ،‬لتظهر علينا مس���ودة قانون ديوان احملاس���بة‬ ‫ال���ذي يت���م التحض�ي�ر دون الرج���وع إىل الدي���وان‬ ‫وعرض���ه عل���ى العاملني به‪ ،‬وهو م���ا نعتربه حماولة‬ ‫يف اخلفاء تفتقر إىل املش���روعية واملصداقية‪ ،‬يضاف‬ ‫إىل ذل���ك أن هذه املس���ودة متيزت بع���دم القدرة على‬ ‫اإلمل���ام باإلط���ار الش���امل والكام���ل لقان���ون يفرتض‬ ‫أن يض���ع أساس���ا ملؤسس���ة رقابية فعال���ة مبواصفات‬ ‫حديثة حي���ث اعتمدت عل���ى نص���وص القانون رقم‬ ‫(‪ )11‬لس���نة ‪ 1996‬م بإعادة تنظيم الرقابة الشعبية‬ ‫والذي اس���توعب روحا ونصا مفاهيم النظام السابق‪،‬‬ ‫واحت���وت يف بع���ض نصوصها على فق���رات تتعارض‬ ‫مع مب���ادئ الدول���ة الدس���تورية ومب���دأ الفصل بني‬ ‫الس���لطات وخصوص���ا فيم���ا يتعل���ق بصالحي���ات‬ ‫رئيس الدي���وان إىل امتدت لنزع الس���لطة القضائية‬ ‫اختصاصها‪ ،‬و انتقصت من استقاللية الديوان بعدم‬ ‫الن���ص صراحة على االس���تقاللية اإلداري���ة واملالية‬ ‫الكامل���ة للعامل�ي�ن به ع���ن اجله���ات التنفيذية اليت‬ ‫يقومون مبراقبتها ‪.‬‬ ‫وما يثري القلق هو الزج باس���م الديوان يف كل شاردة‬ ‫وواردة م���ن قبل البعض واالدعاء يف وس���ائل اإلعالم‬ ‫ب���ان الديوان يقوم مبتابعة هذا امللف أو ذاك أو غريه‪،‬‬ ‫يف الوقت الذي نعلم يقينا أن ديوان احملاس���بة يف ظل‬ ‫ضع���ف أداء اجلهة ال�ت�ي يتبعها مباش���رة املتمثلة يف‬ ‫املؤمتر الوط�ن�ي العام غري قادر عل���ى العمل بفعالية‬ ‫وقد كبل بكثري من القيود والعقبات‪.‬‬ ‫وأننا أعضاء و موظفو ديوان احملاس���بة نرفض بشدة‬ ‫ه���ذه التصرفات‪ ،‬كما نطالب املؤمت���ر الوطين العام‬ ‫باإليقاف املس���تعجل ملش���روع قانون ديوان احملاسبة‪،‬‬ ‫والعم���ل على إص���دار قان���ون يلبى تطلعات الش���عب‬

‫اللييب يف وجود مؤسسة مستقلة وقوية وقادرة على‬ ‫محاية أموال وأصول الدولة الليبية بكافة أش���كاهلا‪،‬‬ ‫ويضمن فيه‪:‬‬ ‫* عدم التع���دي على االختصاصات القضائية ومبدأ‬ ‫الفصل بني السلطات ومبادئ الدولة الدستورية‪.‬‬ ‫* اس���تقاللية العامل�ي�ن بالدي���وان ع���ن اجله���ات‬ ‫التنفيذية بالدولة مبا ميكنهم من ممارسة مهامهم‬ ‫دون اى ضغوط‪.‬‬ ‫* املفاهي���م املتعلق���ة بالتفعي���ل والنه���وض بالعم���ل‬ ‫الرقاب���ي وتطه�ي�ر الدي���وان م���ن الظواه���ر الس���لبية‬ ‫وتطوي���ر آليات العم���ل وصقل املوظف�ي�ن وتدريبهم‬ ‫واالهتمام بالرعاية الصحية واالجتماعية وضوابط‬ ‫ومعايري شغل الوظائف القيادية‪.‬‬ ‫* أن يك���ون تعي�ي�ن رئي���س الدي���وان ووكالئ���ه من‬ ‫الش���خصيات الوطنية املس���تقلة إلبع���اد الديوان عن‬ ‫التجاذب���ات ال�ت�ي نش���اهدها ب�ي�ن الق���وى السياس���ية‬ ‫املكون���ة لنس���يج املؤمتر الوط�ن�ي العام ويك���ون هدفه‬ ‫حتقيق املصلحة العليا للوطن فقط‪.‬‬ ‫ومبا إننا نش���هد حدثا هاما يتمثل يف اعتماد امليزانية‬ ‫العام���ة للدول���ة الليبي���ة وه���ى أول ميزاني���ة أقرت‬ ‫م���ن جهة تش���ريعية منتخب���ة بعد التحري���ر‪ ،‬ونرى‬

‫صورة الغالف ‪:‬‬ ‫مصّلى (سيستينا) ‪ Sistina Chapel‬وهو الدير‬ ‫امل�لاص��ق لكنيسة بطرس امل��ق��دس يف الفاتيكان‪،‬‬ ‫فرسم اللوحات اليت تصوّر تاريخ الكون‪ ،‬من بدء‬ ‫اخلليقة إىل ي��وم القيامة حسب ال���ت���وراة‪ .‬ومن‬ ‫أشهر متاثيله "العذراء األم احلزينة" و"يوم البعث‬ ‫أو القيامة" وهندسة كنيسة (القديس بطرس)‬ ‫يف الفاتيكان‪ .‬وجاءت لوحة ‪Sybel the Libyan‬‬ ‫(زيبيل الليب ّية) كنموذج هلذه اإلبداعات‪ .‬وزيبيل‬

‫استعمل يف اإلجنيل وامليثولوجيا اإلغريق ّية كإسم‬ ‫أطلق على النب ّية أو ملهمة الوحي اإلهل��ي‪ .‬ويبدو‬ ‫أن ميكيل أجنلو أعطى صفة الليب ّية هلذا النموذج‬ ‫تأثرا مبا جاء يف أساطري امليثالوجيا‪ .‬وهو داللة على‬ ‫عراقة وقدم إسم (ليبيا)‪.‬‬ ‫ك��م��ا أن ال���رس���م وض����ع حم���اط���ا ب��ال��ع��ل��م ال���ذي‬ ‫استعملته دول��ة القرمانلي الوطن ّبة زمن حكمها‬ ‫الطويل للبالد‪.‬‬

‫فيه���ا بادرة أمل وخري ب���ان تنطلق بليبي���ا حنو النمو‬ ‫والتنـــمي���ة و الرف���اه‪ ،‬فمس���ؤوليتنا أم���ام الش���عب‬ ‫اللي�ب�ي حتت���م علين���ا أن نوض���ح ان األوض���اع ال�ت�ي‬ ‫يعيش���ها الدي���وان حالي���ا تش���كل عائقا حقيقي���ا أمام‬ ‫العم���ل بفاعلية لس���د كاف���ة املآرب أمام املتس���لقني‬ ‫والطامع�ي�ن والقافزي���ن عل���ى دم���اء الش���هداء مم���ن‬ ‫تعودوا على استباحة واستحالل املال العام‪.‬‬ ‫وأنن���ا س���نكون مضطري���ن إىل فع���ل كل م���ا ميكن‬ ‫فعل���ه وفق الط���رق القانونية مبا فيه���ا االعتصامات‬ ‫وإيق���اف العمل بش���كل فعلى وهذا لي���س تنصال من‬ ‫مس���ؤولياتنا‪ ،‬وندع���و الش���عب اللي�ب�ي ب���كل أطياف���ه‬ ‫وخصوص���ا مؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي إىل مطالبة‬ ‫املؤمتر الوطين العام بتفعيل ديوان احملاس���بة ليكون‬ ‫يف مس���توى ه���ذا االس���تحقاق وقط���ع الطريق على‬ ‫كل من حياول استغالل اسم الديوان خلداع الشعب‬ ‫اللي�ب�ي وهو ما نعتربه خيانة لدماء الش���هداء يتحمل‬ ‫مسؤوليتها من قام بها أمام اهلل ثم الشعب‪.‬‬ ‫والسالم عليكم‬ ‫ديوان احملاسبة‬ ‫عاشت ليبيا حرة‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪26 ( - ) 98‬مارس ‪ 1 -‬أبريل ‪)2013‬‬

‫ُبناة املستقبل حياورون العدل واملؤمتر‬

‫فاطمة غندور‬ ‫طرابلس‬ ‫‪1‬من ‪2‬‬

‫برعاية اجمللس الثقايف الربيطاني‪،‬ومؤسسـة (آنـا لينـدا) إلتقى للسنة الثانية على التوالـي ( وكانت ميادين قد تابعت اللقاء السنة‬ ‫املاضية ) شباب من أحناء ليبيا يف مشروع أطلقتاه اجمللس واملؤسسة بعنوان صوت الشباب العربي يهدف اىل تعزيز ثقافة احلوار‬ ‫والتنوع بني املنظمات املدنية وداخل املؤسس���ات التعليمية ومن أجل زيادة مش���اركة الش���باب والنس���اء يف العملية الدميقراطية ‪،‬‬ ‫وكان الشباب الذين شاركوا سواء من مؤسسات تعليمية كاجلامعات واملعاهد أو اخلرجيون اجلدد الذين اخنرطوا يف تنظيمات‬ ‫مدنية متعددة االنشغاالت واالهتمامات ‪،‬وإن كان بعضهم ممن كانت هلم حظوظ يف احلياة و السفر واكتساب اللغة واملعرفة‬ ‫السياس���ية والتقني���ة وقد بدا ذلك واضحا عند تقدميهم ألنفس���هم ‪،‬ضم اللقاء الذي قارب االس���بوع ورش���ات عم���ل حول املدافعة‬ ‫واملناص���رة وإدارة املش���اريع ‪ ،‬وقي���ادة احلمالت ‪ ،‬وخصصت ُأمس���ية حل���وار مع خنب سياس���ية ‪،‬ومنهم معالي وزي���ر العدل صالح‬ ‫املرغين ‪ ،‬وبعض من أعضاء املؤمتر الوطين العام السادة ‪ :‬صاحل خمزوم النائب الثاني ‪،‬ونزار كعوان ‪،‬وأكرم اجلنني ‪ ،‬ورغم تعدد‬ ‫املوضوعات اليت اثارت عدة نقاط ألسئلة أخرى ‪،‬‬

‫بدا الش���باب يف القاعة ملق�ي�ن كرة املطالب‬ ‫واالماني املعولة على الربملان يف كونه منجز‬ ‫وصانع وح َ‬ ‫ال املش���اكل‪ ،‬مما أظهر مشهد له‬ ‫مرجعية س���ابقة إبان عقود مرت يف تكريس‬ ‫الس���لطة عن���د جهة واح���دة‪ ،‬وكأنه���ا املعول‬ ‫عليها أو أن هلا عصا س���حرية لقلب االوضاع‬ ‫يف ص���احل تل���ك االح�ل�ام واالمان���ي ‪ ،‬ميادين‬ ‫سجلت وقائع ذلك احلوار ولإلفادة والتعليق‬ ‫أيضا نتيحها لقراءنا من كل االجيال ‪.‬‬ ‫إق�ت�رح مدير احل���وار أن يتم الب���دء مبوضوع‬ ‫املواطن���ة ‪ ،‬مفهوم���ا واصطالح���ا ‪ ،‬وكي���ف‬ ‫نوص���ل معناها اىل ش���بابنا وحنيلها اىل واقع‬ ‫ملموس نطبقه بوع���ي ‪ ،‬مت اختيار جمموعة‬ ‫من الش���باب والفتيات جلس���وا عل���ى الركح‬ ‫يف مقاب���ل وزي���ر الع���دل واعضاء م���ن املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي على أن ال يتجاوز الس���ؤال وكذلك‬ ‫االجابة الثالث�ي�ن ثانية عند ط���ريف احلوار ‪،‬‬ ‫ولش���باب الصالة طرح أسئلتهم كما كانت‬ ‫صفحة التويرت جماال لطرح االسئلة ووضع‬ ‫ال���ردود أو انتقاد م���ا جيري أثناء احل���وار ‪.....‬‬ ‫بدات ش���ابة من املس���رح بطرح سؤال عن حق‬ ‫املواطنة وانطلقت االجابة ‪:‬‬ ‫ص�ل�اح املرغ�ن�ي (وزي���ر الع���دل ) ‪ :‬املواطن���ة‬ ‫نتكل���م عنها وحنن يف ليبي���ا باعتبارها معيار‬ ‫للمعامل���ة ب�ي�ن االنس���ان والدول���ة ‪ ،‬مب���ا هي‬ ‫بقع���ة م���ن االرض ينتمي إليه���ا ‪ ،‬تتكون من‬ ‫ش���عب واقلي���م وحكومة ‪ ،‬الكثريي���ن يفكرون‬ ‫يف املواطن���ة من ناحي���ة احلق���وق والواجبات‬ ‫‪ ،‬عندم���ا تك���ون مواط���ن ماه���ي حقوقك ؟هل‬ ‫احلق���وق ب�ي�ن املواطن�ي�ن جي���ب أن تك���ون‬ ‫متس���اوية بني اجلميع رجاال ونس���اء ‪ ،‬لغض‬ ‫النظ���ر ع���ن االنتم���اءات ‪ ،‬هذه مس���ألة مهمة‬ ‫وينبغ���ي طرحه���ا يف كتاب���ة الدس���تور ألن‬ ‫املواطنة أس���اس الدولة يف العالقة بني الفرد‬ ‫واحلكومة ‪ ،‬ولي���س غريب علينا أن نظرنا يف‬ ‫التاري���خ العربي وتراثنا االس�ل�امي لوجدنا ‪:‬‬ ‫الناس سواس���ية كأس���نان املشط ‪ ،‬املؤمن من‬ ‫س���لم الن���اس من لس���انه وي���ده ‪ ،‬كلكم ألدم‬ ‫وأدم م���ن تراب ‪ ،‬بس���م اهلل الرمح���ن الرحيم ‪:‬‬ ‫إنا خلقناك���م من ذكر وأنث���ى وجعلناكم‬ ‫ش���عوبا وقبائ���ل ‪،‬وكلك���م تعرف���ون قص���ة‬ ‫اليه���ودي يف عه���د عم���ر بن اخلط���اب موقفه‬ ‫من���ه وقد ك�ب�ر وافتق���ر فلم يعد ق���ادرا على‬ ‫دف���ع اجلزي���ة فخص���ه مبنحه م���ن بيت مال‬ ‫املس���لمني وق���ال قولت���ه ‪:‬اخذن���ا من���ه صغريا‬ ‫ونرتك���ه كب�ي�را ! ‪ ،‬ه���ي احللول االنس���انية‬ ‫الطيبة ال�ت�ي جيب أن تكون مث���اال لإلقتداء ‪،‬‬ ‫دخول املفهوم السياس���ي واملقارعة اجملتمعية‬

‫‪‎‬فريق مجعية لنب ‪ -‬لبنان‪.‬املمثلني‬

‫هي ال�ت�ي طرحت املواطنة بأس���لوب خمتلف‬ ‫عم���ا كان معروفا ‪ ،‬يف ليبيا اعطيك حقوقك‬ ‫ولك���ن جي���ب أن ت���درك أن علي���ك واجب���ات‬ ‫اذا كن���ت مواطن���ا الفرص ال�ت�ي أمامك هي‬ ‫الفرص املتاحة لغريك ‪ ،‬فك���رة املواطنة االن‬ ‫حنت���اج أن حن���رص عليه���ا فكرة املس���اواة يف‬ ‫احلق���وق والواجب���ات ‪ ،‬القي���م االنس���انية يف‬ ‫كل اجملتمع���ات تتجه حنو مفه���وم املواطنة‬ ‫والعدال���ة واحرتام حقوق االنس���ان ‪ ،‬املواطنة‬ ‫يف عالق���ة املواطن مع الدول���ة وعالقة الفرد‬ ‫بالفرد‬ ‫س��ؤال ‪ :‬عدم اقرار حصول أبن��اء املرأة املتزوجة‬ ‫م��ن غ�ير اللييب على اجلنس��ية ( أم��ه ليبية) من‬ ‫حق��ه احلص��ول عل��ى اجلنس��ية الليبية وق��د ولد‬ ‫على أرضها ‪ ،‬هل هذا املوضوع مطروح على املؤمتر‬ ‫الوطين العام ؟‬ ‫وزي���ر الع���دل ‪ :‬مس���ألة حص���ول اب���ن الليبية‬ ‫على اجلنس���ية تتعلق بأمرين حس���ب وجهة‬ ‫نظري هناك قانون يعط���ي أبناء الليبية وهو‬ ‫موجود ولك���ن متوقف على ص���دور الالئحة‬ ‫التنفيذي���ة ‪ ،‬واملوض���وع معط���ل لس���بب س���وء‬ ‫فهم حص���ل يف فكرة اجلنس���ية ‪ ،‬حنن نتكلم‬ ‫عن اجلنس���ية وليس عن املواطنة ‪ ،‬اجلنسية‬ ‫متن���ح وق���د تس���حب أم���ا املواطنة فه���ي حق‬ ‫‪،‬اجلنسية حصل فيها خلط عند البعض بني‬ ‫النسب واجلنسية وحنن نعرف عند املسلمني‬ ‫وعند أغلب عقائد ش���عوب االرض بأن يدعى‬

‫االنسان ألبيه مبعنى أن نسمي االنسان باسم‬ ‫أبيه ويعقبه اجلد ‪،‬ه���ل نقول علي ولد زهرة‬ ‫! ه���ذا اخلل���ط جي���ب أن ي���زول وأوج���ه نداء‬ ‫لفقهاءنا‪ ،‬لوضع حلول هلذه املسألة ‪.‬‬ ‫س��ؤال ‪ :‬هناك حق احلصول على املعلومة للجمهور‬ ‫م��ن ممثلينا يف املؤمتر الوط�ني جيد صدى عنكم‬ ‫؟ كي��ف ت��رون التصوي��ت واالقرتاع الس��ري داخل‬ ‫املؤمتر الوطين العام ؟‬ ‫صاحل خمزوم النائب الثاني يف املؤمتر الوطين‬ ‫العام ‪ :‬ما يتعلق بس���رية االنتخابات وس���رية‬ ‫التصويت بل الضمان���ات الدميقراطية تقول‬ ‫بأنه س���ري وغري معل���وم ‪ ،‬تقيمك ملن اخرتته‬ ‫ليك���ون ممث���ل لك م���ن خ�ل�ال عمل���ه وأدائه‬ ‫وعالقت���ه بدائرت���ه االنتخابي���ة ‪،‬لدينا عالقة‬ ‫ونستقبل مقرتحات التنظيمات املدنية‬ ‫س��ؤال ‪ :‬مواطن��ون ليبي��ون االن مس��لوبوا احلقوق‬ ‫‪،‬وال يستطيعون تأدية واجباتهم وأخص شرحية‬ ‫معين��ة وه��م احملس��وبون عل��ى النظ��ام الس��ابق‬ ‫‪ ،‬املواطن��ون احملس��بون عل��ى م��دن حمس��وبة على‬ ‫النظام الس��ابق ‪ ،‬هم مس��لوبون من ح��ق املواطنة‬ ‫بالكام��ل ماهو دورك��م وماذا تس��مون وضعهم من‬ ‫خالل مفهومكم للمواطنة ؟‬ ‫ن���زار كع���وان رئيس ح���زب العدال���ة والبناء‬ ‫باملؤمتر الوطين العام‪ :‬شكرا للدعوة الكرمية‬ ‫دعون���ا نتكل���م بواقعية البلد م���ازال يعيش يف‬ ‫خم���اض ‪ ،‬يعي���ش تداعي���ات م���ا بع���د الثورة‬ ‫م���ا بع���د احل���رب ‪ ،‬عل���ى املس���توى النفس���ي‬

‫والفكري والثقايف والسياسي وحتى املؤسسي‬ ‫والقانوني حنن حمتاج���ون للوقت ولتكاثف‬ ‫كل اجلهود اىل دولة املؤسس���ات ‪ ،‬وال شك أن‬ ‫هن���اك بعض التجاوزات وبع���ض االخرتاقات‬ ‫لك���ن ه���ذا مل يفع���ل على مس���توى الس���لوك‬ ‫والقان���ون حمتاجني وقفة التجرب���ة الليبية‬ ‫العريقة ملا يتكلم توم���اس هوبز يقول ولدت‬ ‫أم���ي توأم�ي�ن اخلوف وأن���ا نتيج���ة الظروف‬ ‫ال�ت�ي كان���ت س���ائدة وبالتالي الش���عوب لكي‬ ‫ترتق���ي وتفعل دولة القانون حتتاج وقت ويف‬ ‫كل االح���وال هن���اك ارادة سياس���ية متوفرة‬ ‫هناك نقد هلذه املمارس���ات هن���اك حماوالت‬ ‫حثيث���ة لتفعي���ل دور املواطن���ة وصحي���ح أنه‬ ‫االنته���اكات موج���ودة عل���ى أرض الواق���ع‬ ‫وهن���اك ن���واب باملؤمت���ر الوط�ن�ي ينتق���دون‬ ‫وينقل���ون رأي الش���ارع ألنهم معني���ون بنقل‬ ‫الواقع بشفافية وصدق ‪.‬‬ ‫ص�ل�اح املرغ�ن�ي (وزي���ر العدل) ‪ :‬حن���ن لدينا‬ ‫انتهاكات ووضعنا سيء يف هذا ولكن أهم من‬ ‫ذل���ك يف ظل هذه احلالة هناك قانون العدالة‬ ‫االنتقالي���ة س���وف يس���اعدنا وه���و معروض‬ ‫عل���ى املؤمتر الوط�ن�ي وامتنى أن يت���م اقراره‬ ‫يف أس���رع وقت ممكن ألنه س���وف يساعدنا يف‬ ‫موضوع النازحني لنضمن هلم حياة كرمية‬ ‫كغريهم من اخوانهم يف الوطن ‪.‬‬ ‫صاحل خمزوم النائب الثاني باملؤمتر الوطين‬ ‫الع���ام ‪ :‬فعال قانون العدالة االنتقالية وقانون‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪26 ( - ) 98‬مارس ‪ 1 -‬أبريل ‪)2013‬‬

‫مسألة حصول‬ ‫ابن الليبية على‬ ‫اجلنسية تتعلق‬ ‫بأمرين حسب‬ ‫وجهة نظري‬ ‫هناك قانون يعطي‬ ‫أبناء الليبية وهو‬ ‫موجود ولكن‬ ‫متوقف على‬ ‫صدور الالئحة‬ ‫التنفيذية ‪،‬‬ ‫واملوضوع معطل‬ ‫لسبب سوء فهم‬ ‫حصل يف فكرة‬ ‫اجلنسية‬ ‫جتر يم‬ ‫التعذيب واحلجز القسري الشك أنها قوانني‬ ‫ليس���ت جدي���دة ولكن بع���د الث���ورة جيب أن‬ ‫نعده���ا بش���كلها ال���ذي يضمن ح���ق املواطنة‬ ‫مضم���ون فلي���س كل م���ن ناق���ض النظ���ام‬ ‫ع���دو لليبيا وه���ذه اللق���اءات ومثلها هي اليت‬ ‫س���تقرب القلوب وتفعل القان���ون وتعزز قوة‬ ‫النظام إن شاء اهلل ‪.‬‬ ‫سؤال ‪ :‬من مبدأ املواطنة هي الشراكة يف العمل‪،‬ال‬ ‫حي��ق ألي اح��د م��ن احلكوم��ة او املؤمت��ر الوطين‬ ‫أن يقص��ي أي ش��خص نتيجة انتم��اءات فكرية أو‬ ‫لغوي��ة أو تارخيي��ة ‪...‬اريد ان أس��أل ع��ن حقوق‬ ‫االقلي��ات وأن��ا ال أمسيها حق��وق االقليات امسها‬ ‫حق��وق املواطن��ة عنده��م تن��وع ثق��ايف وعندهم‬ ‫تراث وعنده��م تاريخ كيف نضمن يف القانون ما‬ ‫حيمي حقه��م كمواطنني ؟ ال منن��ع عنهم حقهم‬ ‫يف كتاب��ة أمسائهم بلغتهم وممارس��ة طقوس��هم‬ ‫‪..‬اخل‬ ‫أك���رم اجلن�ي�ن عض���و املؤمت���ر الوطين عن‬ ‫دائرة اخلمس‪ :‬ش���كرا حلماس���كم وانشغالكم‬ ‫بقضاي���ا الوط���ن ‪ ،‬بالنس���بة ل���كل ماطرح هو‬ ‫ط���رح جديد ‪ ،‬وطرح الس���يد ص�ل�اح املرغين‬ ‫فك���رة التش���ريعات لك���ن فيه الفك���رة العامة‬ ‫هو ارادة الن���اس يف حتقيق املواطنة هذه أهم‬ ‫نقطة نلق���ي حماضرات عن فك���رة املواطنة‬ ‫كحق���وق وواجب���ات كالم نظري منر على‬ ‫جان جاك روس���و وكل املنظرين لكننا جند‬ ‫أن واقعن���ا خمتل���ف قان���ون يص���دره املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي بتجريم م���ن يعاقب خ���ارج القانون‬ ‫مث�ل�ا ه���ذه موج���ود كل النظ���م الش���مولية‬ ‫جت���رم التعذيب لكن تطبيقه وتنفيذه وخلق‬ ‫جمتمع مدني يناهض التعذيب بقوة شعبية‬

‫بالنس���بة لألقليات موضوعها الذي يتحسس‬ ‫أخوانن���ا االمازي���غ م���ن اس���تعمال كلم���ة‬ ‫االقليات باعتبارهم يروا أنفسهم سكان ليبيا‬ ‫االصلي�ي�ن وبالتال���ي فلنجتنب ه���ذه الكلمة‬ ‫حت���ى ال نث�ي�ر حساس���يات وبالتال���ي فلنق���ل‬ ‫املكون���ات الثقافية والعرقية املوجودة يف ليبيا‬ ‫وأعتقد أنه من استحقاقات املرحلة اعطائهم‬ ‫حقه���م واعطائه���م فرصة للتعب�ي�ر عن هذه‬ ‫الثقاف���ة ولنأخ���ذ من���وذج بريطانيا وفرنس���ا‬ ‫وكي���ف حصل���ت عملية التعاي���ش وحققت‬ ‫الدولتني تناغ���م دميقراطي كبري ‪،‬وبالتالي‬ ‫نرى اعطائهم حقوقهم يف الدستور القادم ‪.‬‬ ‫سؤال ‪ :‬ملاذا تغلق ابواب املساعدات امام الالجئني‬ ‫الليب�ين ‪ -‬فيما متنح لغريهم ب��كل بذخ وعطاء‪-‬‬ ‫وال ينظر يف احواهلم وأخص بالذكر تاورغاء ؟‬ ‫صالح املرغين (وزير العدل )‪ :‬من الضروري‬ ‫تسمية االش���ياء مبس���مياتها نتكلم بصراحة‬ ‫بالنس���بة للوضع يف تاورغاء لدينا مش���كلتان‬ ‫وليس���ت مش���كلة واح���دة مش���كلة مصرات���ه‬ ‫ومش���كلة تاورغاء ‪،‬جيب ان ال ننسى أن هناك‬ ‫مظ���امل وهناك انته���اكات للجمي���ع يعتقد‬ ‫أن هناك الكثري من احلاالت للنس���اء الالتي‬ ‫ال يس���تطعن أن يتكلم���ن عم���ا ح���دث هل���ن‬ ‫‪،‬باملقابل لدينا عائالت مشردة من تاورغاء ‪،‬‬ ‫احلكومة تقدم رعاية هلم اىل حد ما ليس‬ ‫بش���كل كامل وهذا خط���أ وينبغي أن يقع‬ ‫حتس���ينه ‪ ،‬يف قان���ون العدال���ة االنتقالية‬ ‫هناك نص يلزم احلكومة برعاية هؤالء‬ ‫والتقصي عن الوقائ���ع وبالتالي حلحلة‬ ‫املش���اكل البد من تقصي احلقائق البد‬ ‫من االس���تماع البد م���ن التعويض هذه‬ ‫املسائل يبنغي أن نكون شجعان فيها ال‬ ‫نقول لدينا مش���كلة ملاذا جيب أن نقول‬ ‫م���اذا جيب أن نفعل ثم نق���وم بفعل هذا على‬ ‫أرض الواقع ‪.‬‬ ‫س��ؤال ‪ :‬حن��ن م��ن ذوي االحتياج��ات اخلاص��ة‬ ‫مل خن�تر قدرن��ا الظ��روف اختارتن��ا لنك��ون م��ن‬ ‫ذوي االحتياج��ات اخلاص��ة وخصوص��ا مبت��وري‬ ‫االط��راف م��اذا اع��ددمت لن��ا أمتن��ى توف�ير كافة‬ ‫احلق��وق السياس��ية واالجتماعي��ة ويف التعلي��م‬

‫‪05‬‬

‫‪‎‬أثناء طرح االسئلة‪.‬‬

‫اجليد‪....‬ملاذا ال نكون مثل دولة لبنان الشقيقة‬ ‫ال�تي ختص��ص ‪ 3%‬من موظف��ي الدول��ة من ذوي‬ ‫االحتياجات اخلاصة ‪.‬‬ ‫ص���احل خم���زوم النائ���ب الثان���ي ‪ :‬الش���ك أن‬ ‫مواد الدس���تور ستحفظ هذه احلقوق واليوم‬ ‫صباحا كنا يف لقاء كبري بذوي االحتياجات‬ ‫اخلاص���ة وهي مبادرة ق���ام بها جمموعة من‬

‫إعالن‬

‫مبناس���بة مرور س���بعني عاماً على تأسيس‬ ‫مجعي���ة عمر املختار التارخيية تدعو إدارة‬ ‫اجلمعي���ة أعضاء اجلمعي���ة حلضور حفل‬ ‫تكري���م الرعيل األول املؤسس�ي�ن للجمعية‬ ‫وذل���ك ي���وم األربع���اء املواف���ق ‪2013-4-3‬‬ ‫بقاعة فينيسيا (‪ )1‬الساعة ‪ 05:00‬مساءاًُ‬ ‫مجعية عمر املختار التارخيية‬ ‫بنغازي‬

‫ذوي االحتياج���ات اخلاص���ة عل���ى مس���توى‬ ‫ليبيا اس���تعدادا لضمان حقوقهم يف الدستور‬ ‫وهن���اك مق�ت�رح لوجوده���م يف االدارات ‪ ،‬ومت‬ ‫تقديم مقرتاح���ات يف جمال تعليمهم وحتى‬ ‫املباني وطريقة ادارته���ا من اجلهم وكذلك‬ ‫الط���رق واملواص�ل�ات وأرج���و أن نتمك���ن من‬ ‫حتقيقها ‪.‬‬ ‫س��ؤال ‪ :‬نع��رف أن مهمتك��م صعب��ة ولك��ن لدين��ا‬ ‫س��نتني عل��ى ثورتن��ا ومازلن��ا حنك��ي ونتح��اور‬ ‫ولكنن��ا ال نبدأ باحللول املواطن يف الش��ارع يطلب‬ ‫حقوق��ه ماهـ��ي خطواتكم الس��ريعـة لتحس��يس‬ ‫املواطن بدوركم الفاعل ؟‬ ‫أك���رم اجلن�ي�ن ‪ :‬بع���د قي���ام الث���ورة كانت‬ ‫باالس���اس نتيج���ة للمطالب���ة بالعدال���ة‬ ‫االجتماعي���ة وحتقي���ق فرص املس���اواة ثورة‬ ‫على واقع ظ���امل كان فيه تفاوت كبري بني‬ ‫طبقات اجملتمع فيه اغني���اء وفيه فقراء هذه‬ ‫الثورة تريد معاودة حتس�ي�ن اوضاع اجملتمع‬ ‫‪ ،‬كل دول الثورات العربية وخاصة ش���بابها‬ ‫خيرج���ون يف املظاهرات واالعتصامات خوف‬ ‫أن تضيع مكتسبات ثوراتهم من أجل احلرية‬ ‫والعدالة االجتماعي���ة ‪ ،‬ويبدو اننا حنتاج اىل‬ ‫وق���ت وعل���ى ما أذك���ر أن ج���ون كنيدي ملا‬ ‫س���ألوه قال كلمة ش���هرية ال تس���ألوني ماذا‬ ‫قدمت لكم بالدكم ؟ بل إس���ألوا ماذا قدمتم‬ ‫هلا وبالتال���ي ماذا قدمنا حنن لليبيا ؟ قبل أن‬ ‫نطلب منها ما تعطيه لنا ‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪26 ( - ) 98‬مارس ‪ 1 -‬أبريل ‪)2013‬‬

‫الــدستــور الـذي نـريد‬

‫احلسني املسوري‬ ‫تصوير ‪:‬هاني العبيدي‬

‫نظم���ت صحيف���ة ميادي���ن ‪ -‬يف اطار احتفاهل���ا بالعام الثال���ث لصدورها ‪ -‬بقاعة مجعي���ة الدعوة اإلس�ل�امية ملتقى حول‬ ‫الدس���تور حتت عنوان ((الدس���تور الذي نريد )) ويأتي هذا امللتقى استكما ًال مللف الدستور الذي فتحته صحيفة ميادين منذ‬ ‫ع���ام تقريب���ا عرب صفحاتها حيث نش���رت العديد من املقاالت والدراس���ات واملقرتحات والرؤى للكت���اب من كافة اجملاالت‬ ‫واملختصني يف جمال القانون الدستوري والعلوم السياسية كما قامت ميادين بعمل العديد من االستطالعات يف خمتلف‬ ‫أحناء ليبيا لطرح وإيصال مطالب وطموحات الليبيني وكيف يريدون دستورهم العتيد‪.‬‬ ‫وقد افتتح امللتقى بكلمة األستاذ امحد الفيتوري رئيس اللجنة املنظمة ورئيس حترير صحيفة ميادين أكد فيها على أن‬ ‫الدس���تور هو أهم موضوع جيب أن يهتم به اجلميع ابتداء باملؤمتر الوطين ‪،‬واحلكومة ‪،‬ووس���ائل اإلعالم ‪،‬ومؤسسات اجملتمع‬ ‫املدني وجيب أن ال يكون هناك حوار أو نقاش إال على الدستور‪ ،‬فالدستور أوال ‪.‬‬

‫أعطي���ت الكلمة بع���ده اىل املهندس عب���د اهلادي‬ ‫مشاطة منس���ق مؤسس���ات اجملتم���ع املدني الذي‬ ‫طال���ب فيها مؤسس���ات اجملتم���ع املدن���ي بتحمل‬ ‫املس���ؤولية يف ه���ذه املرحلة الصعب���ة والرتكيز‬ ‫على الدستور الذي هو القاعدة األساسية األوىل‬ ‫لبن���اء ليبيا اجلديدة ثم جاء الدور على الدكتور‬ ‫امح���د على األطرش أس���تاذ القانون الدس���توري‬ ‫جبامعة طرابلس ليلقى كلمة باسم املشاركني‬ ‫لف���ت من خالهل���ا اىل أن املختص�ي�ن يأتي دورهم‬ ‫م���ن الناحي���ة الفني���ة يف كتاب���ة الدس���تور وان‬ ‫العبء األك�ب�ر هو كيف ميكن كتابة دس���تور‬ ‫يل�ب�ي كل طموح���ات ورغب���ات الليبي�ي�ن بعدها‬ ‫رحب مقرر اجللسة بس���عادة قنصل اجلمهورية‬ ‫التونسية الذي حل ضيفا على امللتقى فيما كان‬ ‫برنامج امللتقى على النحو التالي ‪:‬‬ ‫اليوم األول اجللسة الصباحية‬ ‫‪1‬أ‪.‬مسري امحد الشارف‬‫‪2‬أ‪.‬حممد عمر حسني بعيو‬‫إدارة اجللسة ‪ :‬املستشارة نعيمة جربيل‬ ‫مقرر اجللسة ‪ :‬احلسني عبد الكريم املسوري‬ ‫وكان���ت الورقة األوىل لألس���تاذ مسري الش���ارف‬ ‫بعنوان ((مفهوم الس���لطة التأسيس���ية والتجربة‬ ‫الليبي���ة س���نة ‪ ))1950‬وقد تن���اول فيها تعريف‬ ‫الس���لطة التأسيسية والسياق التارخيي لتكوينها‬ ‫مس���تعرضا بع���ض النم���اذج اليت مه���دت لظهور‬ ‫م���ا يعرف بالس���لطة التأسيس���ية ث���م الولوج يف‬ ‫كيفية مت تكوين الس���لطة التأسيس���ية يف ليبيا‬ ‫خالل مرحلة االس���تقالل والعراقي���ل واملفاجآت‬ ‫ال�ت�ي اصطدم به���ا املفوض األمم���ي أدريان بيلت‬ ‫خ�ل�ال تل���ك الف�ت�رة وكي���ف اس���تطاع اآلب���اء‬ ‫املؤسس���ون وض���ع الصبغ���ة الليبي���ة عل���ى ذل���ك‬ ‫الدس���تور حي���ث كان���وا يف كل م���ادة مقرتح���ة‬ ‫يراعون اخلصوصية الليبية ‪.‬‬ ‫وكان���ت الورق���ة الثانية لألس���تاذ حمم���د بعيو‬ ‫بعن���وان ((مفهوم املرجعية اإلس�ل�امية }} خلص‬ ‫فيه���ا مفه���وم املرجعي���ة اإلس�ل�امية م���ن خالل‬ ‫مثاني���ة عش���ر نقط���ة أوض���ح فيه���ا أن املرجعية‬ ‫اإلس�ل�امية ‪ ،‬تع�ن�ي الس���عي إلقامة دول���ة مدنية‬ ‫تس���تهدي بقي���م الس���ماء ‪ ،‬وتلت���زم بقطعي���ات‬ ‫الش���ريعة ‪ ،‬وتس���عى يف حتقيق املقاصد واملصاحل‬ ‫املعت�ب�رة يف ديننا ؛ بضابط ع���دم خمالفة املعاقد‬

‫عمران بورويص‬

‫أمحد املاقين وخالد الرتمجان وونيس املربوك‬ ‫واحملكم���ات وأن يك���ون لن���ا رؤي���ة واختي���ارات‬ ‫تس���تهدف إع���ادة ق���راءة النص���وص ومتحي���ص‬ ‫التج���ارب ‪ ،‬مبا يتماش���ى مع فق���ه املرحلة ‪ ،‬ومبا‬ ‫حيفظ األص���ول والقواع���د الكلية اليت تؤس���س‬ ‫للحي���اة الكرمي���ة اهلانئ���ة ‪ ،‬وتضم���ن س�ل�امة‬ ‫الرتجي���ح والتطبي���ق ‪ ،‬وتؤك���د عل���ى الص���ورة‬ ‫الس���محاء لرس���الة اإلس�ل�ام ‪ ،‬وتع�ن�ي أن نؤم���ن‬ ‫وننطلق من مبدأ أن السيادة هلل اجمليد يف عليائه‬ ‫‪ ،‬وأن كل سيادة سواه هي دونية نسبية حمدودة‬ ‫‪ ،‬وخاضع���ة مقيدة حمكومة فالش���ريعة ليس���ت‬ ‫حمصورة يف قانون العقوبات " التشريع اجلنائي‬ ‫" ؛ بل هي مشروع نهوض وبناء وحقوق وتكريم ‪،‬‬ ‫لإلنس���ان والشعب واألمة ‪ ..‬للمرأة والرجل على‬ ‫حد س���واء ؛ بال تفريق يف احلقوق والواجبات ‪ ،‬إال‬ ‫مب���ا خص اهلل أحدهم بأحكام ومس���ائل تتناس���ب‬ ‫وطبيع���ة التكلي���ف وأغراض���ه ومقاص���ده كما‬ ‫أن الش���ريعة تعط���ي الش���عب اللي�ب�ي ؛ احل���ق يف‬ ‫اختيار اإلدارة السياس���ية اليت س���تحكمه وترعى‬ ‫مصاحله ‪ ،‬وتعطيه احل���ق يف حتديد مدة احلكم‬

‫علي بوزعكوك‬

‫امال بوقعيقيص‬

‫‪ ،‬وأن يضع آلية الرقابة واملتابعة ‪ ،‬وس���بل النصح‬ ‫واإلعانة ‪ ،‬وطرق العزل وسحب الثقة والشريعة‬ ‫اإلس�ل�امية تع�ن�ي تفعيل مبدأ الش���ورى ‪ ،‬ووضع‬ ‫آلي���ات وضمان���ات الرتجي���ح والتنفي���ذ واإلل���زام‬ ‫‪ ،‬وإعط���اء حق���وق ت���داول املعلومات والش���فافية‬ ‫والرقابة بني مؤسس���ات وإدارات احلكم املنتخبة‬ ‫‪ ،‬وجه���ات وجل���ان الرقاب���ة واملتابع���ة والتقيي���م‬ ‫والتقويم وللش���ريعة اإلس�ل�امية رؤية تستهدي‬ ‫بتجارب البش���رية الراش���دة يف ضب���ط اختيارات‬ ‫وصالحي���ات الس���لطة السياس���ية ‪ ،‬وإدارة املوارد‬ ‫املالي���ة ‪ ،‬وتوظيف الطاقات البش���رية يف ترس���يخ‬ ‫ثقاف���ة وهوي���ة اجملتم���ع ومحاي���ة منظومت���ه‬ ‫األخالقي���ة والش���ريعة اإلس�ل�امية ال متان���ع يف‬ ‫االع�ت�راف وااللت���زام ب���كل املعاه���دات واملواثي���ق‬ ‫اإلقليمي���ة والدولي���ة ؛ ش���ريطة أال تع���ارض‬ ‫س���يادة الش���عب اللييب ‪ ،‬أو أن تصادم أصول ديننا‬ ‫وقطعيات���ه والش���ريعة اإلس�ل�امية ترس���م آفاق‬ ‫مش���روع النهوض للعدالة االجتماعية ‪ ،‬مبطالب‬ ‫حق���وق اإلنس���ان وكرامت���ه و تع�ن�ي االحني���از‬

‫امحد الفيتوري‬ ‫رئيس اللجنة املنظمة‬

‫إىل مب���دأ إس���تقاللية القض���اء الع���ادل النزي���ه ‪،‬‬ ‫والتأس���يس هليب���ة دول���ة املؤسس���ات واحلق���وق‬ ‫واملواطنة و تؤس���س إلعالم حر مس���ؤول ‪ ،‬يرعى‬ ‫املب���ادئ وحيف���ظ األص���ول ‪ ،‬وينطل���ق باإلب���داع‬ ‫اإلنس���اني إىل منتهاه فالشريعة اإلسالمية تعين‬ ‫توظيف قواعد التش���ريع اليت أحال عليها الشارع‬ ‫احلكي���م ؛ يف ترقي���ة فه���م النص���وص ‪ ،‬وحتقيق‬ ‫املقاص���د املعت�ب�رة ‪ ،‬وفتح آفاق التدين املس���تبصر‬ ‫الواع���ي ‪ ،‬والتبش�ي�ر بهداي���ات الرس���الة الربانية‬ ‫اخلامتة ‪ ،‬يف بناء اإلنسان وعمارة األرض ‪ ،‬وعلى‬ ‫هذا فمصدر التش���ريع األصلي يتمثل يف الكتاب‬ ‫العزي���ز وم���ا صح م���ن الس���نة النبوية الش���ريفة‬ ‫املطه���رة ‪ ،‬واملصادر التابع���ة تتمثل يف ( اإلمجاع ‪،‬‬ ‫القياس ‪ ،‬العرف ‪ ،‬املصاحل املرس���لة ‪ ،‬االستحسان‬ ‫‪ ،‬س���د الذرائع ‪ ،‬قول الصحابي ‪ ،‬ش���رع من قبلنا )‬ ‫بعدها فتحت مديرة اجللس���ة املستش���ارة نعيمة‬ ‫جربيل باب األس���ئلة واملداخ�ل�ات للحضور حيث‬ ‫ركز املداخلون على مدى تقارب جتربة ‪1950‬م‬ ‫وما نعيش���ه اليوم وهل تلك الظروف اليت صنعت‬

‫مسري الشارف‬

‫ابراهيم عميش‬


‫‪07‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪26 ( - ) 98‬مارس ‪ 1 -‬أبريل ‪)2013‬‬

‫دل���ك الدس���تور هي نف���س الظروف اليت نعيش���ها‬ ‫الي���وم كم���ا كان���ت املداخ�ل�ات واألس���ئلة حول‬ ‫الشريعة اإلسالمية والدستور وكيفية التوفيق‬ ‫بني الدولة املدنية والشريعة اإلسالمية ويف ختام‬ ‫اجللسة شكرت املستشارة نعيمة جربيل املنظمني‬ ‫واحلض���ور واالس���اتدة املش���اركني مل���ا قدموه من‬ ‫ورقات قيمة ‪.‬‬ ‫اليوم األول اجللسة املسائية‬ ‫‪ 1‬أ‪.‬عمران بورويس‪.‬‬‫‪ 2‬د‪ .‬يونس فنوش‬‫‪ 3‬د‪.‬زاهي املغريبي‬‫إدارة اجللسة‪ :‬أمال بوقعيقيص‬ ‫مقرر اجللسة ‪ :‬خدجية الورفلي‬ ‫وكانت الورقة األوىل لالس���تاد عمران بورويس‬ ‫بعن���وان {بع���ض مالم���ح الدس���تور اللي�ب�ي القادم‬ ‫} وتن���اول فيها املؤش���رات اليت س���وف تفضي اىل‬ ‫خيارات الليبيني يف دس���تورهم اجلد يد معتربا أن‬ ‫الظروف احلالية سوف تكون مؤثرة تأثري كبريا‬ ‫يف صياغ���ة الدس���تور الق���ادم ث���م كان���ت الورقة‬ ‫الثانية للدكتور يون���س فنوش بعنوان {{وجهة‬ ‫نظر ح���ول آليات انتخاب جلنة الدس���تور }} قدم‬ ‫فيه���ا رؤيته لكيفية انتخاب جلنة الدس���تور‪ ،‬و ما‬ ‫ه���ي الطريق���ة األفض���ل لتمثيل كاف���ة مكونات‬ ‫الشعب اللييب يف جلنة الدستور ‪.‬‬ ‫بعده���ا كان���ت الورق���ة الثالث���ة للدكت���ور زاهي‬ ‫املغريب���ي بعنوان {الدولة ونظ���م احلكم ‪ :‬النموذج‬ ‫املناس���ب لليبيا } بني فيها أنظمة احلكم املختلفة‬ ‫حي���ث ق���دم النظ���ام الرئاس���ي من���وذج الوالي���ات‬ ‫املتح���دة األمريكي���ة ‪،‬و النظ���ام الربملان���ي من���وذج‬ ‫اململكة املتحدة بريطانيا والنظام املختلط منوذج‬ ‫فرنس���ا ‪،‬والنظ���ام اجمللس���ي اجلمعي���ة الوطني���ة‬ ‫منوذج (سويس���را) كما بني العالقة بني السلطة‬ ‫التش���ريعية والتنفيذي���ة يف النظ���ام الرئاس���ي‪:‬‬ ‫عالقة انفصال ويف النظام الربملاني عالقة تداخل‬ ‫ويف النظ���ام املختل���ط عالق���ة انفص���ال وتداخ���ل‬ ‫ويف النظ���ام اجمللس���ي أولوي���ة هيمن���ة الس���لطة‬ ‫التش���ريعية كما ب�ي�ن النظام املناس���ب ملنع عودة‬ ‫االس���تبداد يف ح���ال مت تب�ن�ي النظام الرئاس���ي أو‬ ‫الربملاني حيث قال انه رغم أن االس���تبداد قد يربز‬ ‫يف أي نظ���ام من هذين النظام�ي�ن‪ ،‬فإن احتماالت‬ ‫حدوث���ه يف النظام الربملاني أقل منها يف الرئاس���ي‬ ‫ت���زداد خماطر االس���تبداد يف النظام الرئاس���ي يف‬ ‫حال���ة التوس���ع يف س���لطات رئيس الدول���ة بعدها‬ ‫قامت مقررة اجللسة األس���تاذة خدجية الورفلي‬ ‫بإعط���اء الفرص���ة للحاضري���ن لطرح أس���ئلتهم‬ ‫حي���ث مت الرتكي���ز على نظ���ام الدائ���رة الواحدة‬ ‫النتخ���اب جلنة الس���تني وكيفي���ة أن يكون مثل‬ ‫ه���ذا النظ���ام مرضي جلمي���ع الناخب�ي�ن كما مت‬ ‫إثارة األس���ئلة ح���ول مدى معرفة الش���ارع اللييب‬ ‫وخصوصا املواطن العادي بنظام احلكم الرئاس���ي‬ ‫أو الربملان���ي وه���ل يرتك أمر اختي���ار نظام احلكم‬ ‫اىل الش���ارع؟ أم انه أمر يق���ره املختصني والنخبة‬ ‫ث���م قام���ت األس���تاذة أم���ال بوقعيقي���ص بتقديم‬ ‫الش���كر لصحيفة ميادين على اجلهود اليت تبذهلا‬ ‫لنشر الوعي الدستوري يف اجملتمع اللييب ‪.‬‬ ‫اليوم الثاني اجللسة الصباحية‬ ‫‪ 1‬د‪ .‬علي بوزعكوك‬‫‪2‬أ‪.‬إبراهيم اعميش‬‫إدارة اجللسة ‪:‬أ‪ .‬مسري الشارف‬

‫عبد اهلادي مشاطة‬

‫وكان���ت الورقة األول للدكت���ور علي بوزعكوك‬ ‫بعنوان ((املشاركة الش���عبية يف صياغة الدستور‬ ‫واهم النقاط اليت يتم حوهلا احلوار )) وقد خلص‬ ‫الدكت���ور علي بوزعكوك ه���ذه النقاط يف ثالثة‬ ‫حماور ه���ي ‪1-‬عالقة الدين بالدول���ة ‪ 2-‬الئحة‬ ‫احلري���ات ‪ 3-‬دس�ت�رة احلك���م احملل���ي بعدها قدم‬ ‫األس���تاذ إبراهيم عميش ورقة بعن���وان ((املفاهيم‬ ‫السياس���ية يف صناعة الدس���تور )) وق���د بني فيها‬ ‫املفاهي���م واملصطلحات اليت ترتج���م هذه املفاهيم‬ ‫كما تن���اول الكثري من األحداث اليت ميكن هلا أن‬ ‫تؤثر يف الدستور اللييب اجلديد ‪.‬‬ ‫بعدها فتح األس���تاذ مسري الش���ارف باب األس���ئلة‬ ‫واملداخ�ل�ات للحاضري���ن وكان���ت اغلبه���ا تصب‬

‫والديني���ة املتش���ددة املتطرفة وال ع�ل�اج لذلك إال‬ ‫بنش���ر الوعي وإش���راك املرأة يف كافة النشاطات‬ ‫السياس���ية واالجتماعية والثقافية واالقتصادية‬ ‫كفي���ل للقضاء عل���ى عزلتها ومن ث���م معرفتها‬ ‫حبقوقه���ا احلقيقية وممارس���تها كم���ا تفرض‬ ‫مس���ألة ضمان حقوق املرأة يف الدس���تور املنش���ود‬ ‫حاج���ة آني���ة لبذل جه���ود عملي���ة وس���ريعة ألن‬ ‫التهاون يف ذلك قد يؤدي إىل ظلم املرأة وانتقاص‬ ‫حقوقه���ا دس���تورياً لعق���ود قادم���ة ‪،‬فم���ا أن يس���ن‬ ‫الدس���تور ويتم إقراره باالس���تفتاء حتى يغدو من‬ ‫الصع���ب إن مل نقل املس���تحيل تعديل���ه وإدراك ما‬ ‫حلق املرأة من ظلم ‪.‬‬ ‫وحي���ث أن انتخ���اب اللجن���ة تأسيس���ية لصياغ���ة‬

‫أمال بوقعيقيص وخدجية الورفلي عمران بورويس‬ ‫ح���ول عالق���ة الدي���ن بالدول���ة أم باجملتم���ع ؟‬ ‫وكيفي���ة دس�ت�رة احلك���م احمللي ؟ كم���ا كانت‬ ‫بع���ض املداخ�ل�ات ح���ول فه���م الش���ارع اللي�ب�ي‬ ‫للمفاهيم السياسية للدستور وكيفية توعيته ‪.‬‬ ‫اليوم الثاني اجللسة املسائية‬ ‫‪1‬أ‪ .‬أمال بوقعيقيص‬‫‪ 2‬أ‪ .‬خدجية الورفلي‬‫‪ 3‬الشيخ ونيس املربوك‬‫إدارة اجللسة ‪ :‬أ‪ .‬امحد املاقين‬ ‫مقرر اجللسة ‪:‬أ‪ .‬خالد الرتمجان‬ ‫حي���ث قدمت األس���تاذة أم���ال بوقعيقي���ص ورقة‬ ‫بعنوان ((ماذا تريد املرأة من الدس���تور )) وتناولت‬ ‫فيها طموحات املرأة يف الدس���تور اجلديد معتربة‬ ‫أن امل���رأة الليبي���ة أصبح���ت تش���ارك ب���كل ق���وة‬ ‫وفرض���ت نفس���ها م���ن خ�ل�ال جناحه���ا يف تامني‬ ‫اجلبه���ة الداخلية خالل الثورة حيث كانت تقوم‬ ‫بأعمال كبرية لتس�ي�ر احلياة داخل املدن احملررة‬ ‫‪ ،‬وكانت ش���ريكة يف العمل السياسي لكنها لفتت‬ ‫اىل أن هناك قضايا ال يزال البعض يريد أن تكون‬ ‫مطموس���ة مثل قضية التحرش باملرأة يف الشارع‬ ‫حيث دعت دار اإلفتاء اىل تقديم التوعية والنصح‬ ‫اىل الش���باب اللييب ث���م قدمت األس���تاذة خدجية‬ ‫الورفلي الورق���ة الثانية بعنوان ((ضمانات حقوق‬ ‫املرأة يف الدس���تور املنش���ود )) أكدت فيها على أن‬ ‫حقوق املرأة كحقوق الرج���ل ال تتحقق مبجرد‬ ‫س���ن قانون أو إصدار نظام أو نش���ر مرس���وم فهي‬ ‫مرتبطة بثقاف���ة اجملتمع واحملي���ط الذي تعيش‬ ‫في���ه كالتقالي���د البالي���ة واألس���رية املتخلف���ة‬

‫حممد بعيو‬

‫نعيمة جربيل‬

‫الدس���تور فينبغي حش���د ما ميكن م���ن طاقات من‬ ‫أجل ترش���ح امل���رأة به���ذه اللجنة ومن ث���م العمل‬ ‫على تضمني تلك املسودة نصوصاً صرحية تنص‬ ‫على حق���وق املرأة وه���ذا خري من مترير مس���ودة‬ ‫ناقص���ة ثم النضال من أج���ل تعديلها الحقا ‪ ،‬فال‬ ‫تق���دم وال حري���ة وال عدال���ة دون أن تتمتع املرأة‬ ‫ب���كل م���ا يضم���ن ازده���ار ش���خصيتها اإلنس���انية‬ ‫اس���تنادا لدس���تور مت���وازن حيف���ظ للم���رأة كما‬ ‫الرجل كاف���ة حقوقها تكثيف الن���دوات الفكرية‬ ‫واملؤمت���رات التوعوي���ة واحلم�ل�ات اإلعالمي���ة‬ ‫حلف���ز ال���رأي الع���ام ودفعه للوق���وف إىل تضمني‬ ‫الدس���تور حقوق املرأة كامل���ة وجيب تفعيل دور‬ ‫منظم���ات اجملتمع املدني للقي���ام حبملة للتوعية‬ ‫بأهمي���ة هذه املس���ألة و قي���ام مؤسس���ات اجملتمع‬ ‫املدن���ي بإج���راء األحب���اث والدراس���ات املتعمقة يف‬ ‫أسباب إقصاء املرأة وتهميشها وعدم متتعها بكافة‬ ‫حقوقه���ا وعدم ثق���ة امل���رأة يف نفس���ها ويف أختها‬ ‫امل���رأة ومن ثم إجياد آليات وحلول هلذه املعضالت‬ ‫مب���ا ينه���ض بامل���رأة ويرتق���ي به���ا وجيع���ل منها‬ ‫عنص���راً فع���ا ً‬ ‫ال يف اجملتم���ع تضمني دس���تور ليبيا‬ ‫املنش���ود حقوق املرأة وكذلك تشريعاتنا الوطنية‬ ‫وكفال���ة التحقي���ق العمل���ي هلا وإجي���اد اآلليات‬ ‫لتطبيقها عل���ى أرض الواقع العم���ل على القضاء‬ ‫على امل���وروث االجتماعي والثق���ايف الذي يناهض‬ ‫حقوق امل���رأة ويعمل على التمييز بني اجلنس�ي�ن‬ ‫و توف�ي�ر برام���ج التوجي���ه والتدري���ب وتش���جيع‬ ‫معامل���ة امل���رأة والرجل على قدم املس���اواة خاصة‬ ‫فيم���ا يتعل���ق باألج���ر وتوف�ي�ر التعلي���م وف���رص‬

‫يونس فنوش‬

‫العم���ل والتوجي���ه الوظيف���ي وامله�ن�ي واالنتخاب‬ ‫والرتش���ح لالنتخابات وتقل���د الوظائف العامة يف‬ ‫الدولة وتش���جيع السياس���ات اليت متكن املرأة من‬ ‫التوفيق بني عملها ومس���ؤولياتها العائلية مراعاة‬ ‫لطبيع���ة امل���رأة وخصوصيته���ا س���يما أثن���اء فرتة‬ ‫احلمل والوالدة واألمومة ويف فرتة العدة وغريها‬ ‫عند س���ن التش���ريعات ‪ ،‬العمل عل���ى توفري برامج‬ ‫حملو األمية وإجي���اد آليات لتش���جيع إمتام الفتاة‬ ‫لتعليمه���ا س���ن العقوب���ات املش���ددة ألي انته���اك‬ ‫حلقوق املرأة ‪.‬‬ ‫ثم كان اخلتام مع الش���يخ وني���س املربوك الذي‬ ‫حتدث عن اإلش���كاليات الناجتة عن الفهم السيئ‬ ‫للش���ريعة اإلس�ل�امية وس���وء تقدي���م الش���ريعة‬ ‫بطريق���ة تس���تقطب الن���اس ب���دل أن تنفره���م‬ ‫معرتف���ا ب���ان بع���ض التي���ارات واحل���ركات اليت‬ ‫تتبن���ى الش���ريعة اإلس�ل�امية ه���ي يف احلقيق���ة‬ ‫تق���دم ه���ذه الش���ريعة الس���محاء بطريقة س���يئة‬ ‫تنف���ر الناس منه���ا ومتنى الش���يخ ونيس املربوك‬ ‫أن جيتمع علماء األم���ة للحوار من اجل حل مثل‬ ‫هذه اإلش���كاليات ثم عرج على مس���الة أي مذهب‬ ‫جي���ب االس���تناد إلي���ه يف ليبي���ا فقال ان���ه يرى أن‬ ‫يبق���ى االجتهاد مفت���وح على مجي���ع املذاهب الن‬ ‫فيها رمحة للناس‬ ‫بعده���ا فتح مدير اجللس���ة األس���تاذ امحد املاقين‬ ‫ب���اب األس���ئلة وكان���ت حول حق���وق امل���رأة وفق‬ ‫الش���ريعة اإلس�ل�امية وكيفي���ة صياغته���ا يف‬ ‫الدس���تور وكيفية االحتكام اىل املذاهب املختلفة‬ ‫يف اإلس�ل�ام ويف حالة االختالف أي مذهب يؤخذ‬ ‫ب���ه ويس���تند إلي���ه بعده���ا أعل���ن مقرر اجللس���ة‬ ‫األس���تاذ خالد الرتمجان ختام اجللس���ة املس���ائية‬ ‫وكم���ا االفتتاح كان لألس���تاذ امح���د الفيتوري‬ ‫كلم���ة اخلت���ام ش���كر فيه���ا كل م���ن ش���ارك يف‬ ‫تنظي���م ه���ذا امللتقى وخص بالش���كر املش���اركني‬ ‫واحلض���ور يف ه���ذا امللتق���ى والذي���ن حضرو على‬ ‫م���دى يوم�ي�ن جللس���ات امللتقى كما قدم ش���كره‬ ‫لرعاي���ة امللتق���ى من قب���ل جملس الثقاف���ة العام‬ ‫ووزارة الثقاف���ة وهيئة دعم وتش���جيع الصحافة‬ ‫كما ش���كر قن���اة ليبي���ا الوطنية عل���ى تغطيتهم‬ ‫للملتقى ‪.‬‬ ‫على هامش ملتقى الدستور الذي نريد‬ ‫ويف اط���ار االحتفالي���ة أقي���م نش���اط ثق���ايف ال���ي‬ ‫جانب الندوة اش���رفت عليه الشاعرة خلود الفالح‬ ‫حيث أقيمت أمسية ش���عرية ببيت املدينة الثقايف‬ ‫شارك فيها الش���عراء مريم سالمة وعبد الباسط‬ ‫ابوبك���ر ووجدان ش���كري عياش‪ ،‬كم���ا أقيمت يف‬ ‫مس���اء اليوم الثاني للملتقى ندوة بعنوان ((األدب‬ ‫والرتمجة )) مبش���اركة املرتجم ف���رج الرتهوني‬ ‫والروائ���ي أمين بن محيد واألديبة مريم س�ل�امة‬ ‫واملرتج���م بلعي���د الس���احلي كم���ا أقي���م معرض‬ ‫بعنوان ((ميادين س��نة ثالثة )) من إعداد وإش���راف‬ ‫األس���تاذ خليل العرييب وه���و عبارة عن جمموعة‬ ‫م���ن صفح���ات الغالف ألع���داد صحيف���ة ميادين‬ ‫ال�ت�ي محل���ت أعم���ال فني���ة لفنان�ي�ن تش���كيلني‬ ‫ليبني وروائ���ع الصور الفوتوغرافي���ة للمصورين‬ ‫الليبيني ويتبني للزائر من خالل مشاهدته هلذه‬ ‫اللوح���ات اجلميلة كي���ف أن ميادين منذ بدايتها‬ ‫وه���ي منفتحة عل���ى اجلميع باخت�ل�اف أفكارهم‬ ‫وتياراتهم ومشاربهم الفكرية والسياسية ‪.‬‬

‫الشيخ ونيس املربوك‬

‫امحد االطرش‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪26 ( - ) 98‬مارس ‪ 1 -‬أبريل ‪)2013‬‬

‫مؤمتر املرأة الليبية ‪:‬‬ ‫حنتاج احلقوق االجتماعية قبل احلقوق السياسية ؟‬

‫عائشة صوكو‬ ‫سبها‬ ‫(‪1‬من‪)2‬‬ ‫و ق���د افتت���ح اللقاء بالق���ران الكريم‪ ،‬و النش���يد‬ ‫الوطن���ى ‪،‬وم���ن مت الكلم���ات ال�ت�ي توال���ت م���ن‬ ‫وكيل وزارة الش���ئون االجتماعية صاحل جرب‪،‬‬ ‫اىل كلم���ة اجملل���س احملل���ى ملدين���ة س���بها و‬ ‫كلمة مؤسسات اجملتمع املدنى بسبها وكلمة‬ ‫عضو املؤمتر الوطنى العام عن س���بها الدكتور‬ ‫عبد القادر أحويلى ‪،‬باركت يف جمملها الس���نة‬ ‫الثاني���ة لث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر ودع���ت اىل توحي���د‬ ‫اجله���ود يف ه���ذه الف�ت�رة االنتقالي���ة للنهوض‬ ‫بليبيا دولة للدستور واملؤسسات ‪.‬‬ ‫‪ ,,‬بعد ذلك قدمت ورقة العمل االوىل لألس���تاذة‬ ‫هن���د حمم���د اجلريب���ى‪ ،‬و كذل���ك ورقة عمل‬ ‫االس���تاذة جن���اح س�ل�امة القم���ودى ‪ ،‬تناولتا يف‬ ‫اليوم االول احملورين ‪//‬‬ ‫‪ -1‬القوانني املنظم���ة حلاالت الزواج والطالق‬ ‫يف ليبيا ‪.‬‬ ‫‪ -2‬حق���وق امل���رأة وأبنائها يف القان���ون الليبى‬ ‫‪،‬واآلث���ار املرتتب���ة عل���ى ح���االت االنفص���ال أو‬ ‫انتهاء العالقة الزوجية‪.‬‬ ‫و مت تقديم ورقات عمل لكل من االستاذة زهرة‬ ‫مفتاح السنوسى ‪ ،‬االستاذة فتحية الصادق ‪.‬‬ ‫ويف اليوم الثاني مت تناول احملورين ‪//‬‬ ‫‪ -1‬دراس���ة الظواه���ر االجتماعي���ة والقانونية‬ ‫لزواج الليبيات بغري الليبيني ‪.‬‬ ‫‪ -2‬االث���ار االجتماعي���ة والنفس���ية والقانونية‬ ‫املرتتبة على حاالت االنفصال أو انتهاء العالقة‬ ‫الزوجية لليبيات املتزوجات بغري الليبيني ‪.‬‬ ‫و على هامش املؤمتر إقيمت امسية شعرية عند‬ ‫الس���اعة الثامنة و النصف مساء وكان مليادين‬ ‫هذه اللقاءات مع بعض الضيوف واملش���اركات‬ ‫يف هذا املؤمتر ‪.‬‬ ‫*ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫الدكتور عبدالقادر أجويلي عضو مؤمتر الوطين‬ ‫العام عن سبها ‪.‬‬ ‫نشكر األخوات املنظمات هلذا املؤمتر وهو خطوه‬ ‫يف الطري���ق الصحي���ح إلحق���اق حق���وق امل���رأة‬ ‫ولدس�ت�رة حقوق امل���رأة وانا اص���ر على املؤمتر‬ ‫هنا بأن يدعوا بتجس���يد حقوقه���ا كاملة على‬ ‫مستوي ليبيا لدسرتة حقوق املرأة لتجهيز ماذا‬ ‫تريد املرأة يف الدستور القادم‬ ‫وه���ذه فرص���ه لتع���ارف وتب���ادل االراء وزي���ادة‬ ‫االف���كار يف ه���ذا اجمل���ال ‪ ،‬اعتق���د ان���ي الحظت‬ ‫الرتكي���ز يف ه���ذا املؤمت���ر عل���ي االخ���وات‬ ‫املتزوجات م���ن غري لييب ويبدو لي أمها ظاهرة‬ ‫اجتماعي���ة متزايدة يف مدنن���ا اجلنوبية ولذلك‬ ‫جيب نعاجل الظاهرة على ان تأخذ املراة الليبية‬

‫أفتتح مؤمتر املرأة الليبية مبدينة س���بها باملسرح الشعيب وذلك يف الفرتة ( ‪ 10-11-‬مارس ‪2013‬‬ ‫) حت���ت ش���عار ( معًا نلتق���ي ونرتقي لنحيا بكرام���ة ) املؤمتر ُعقد برعاي���ة وزارة الثقافة واجملتمع‬ ‫املدن���ي‪ ،‬و حبضور مكثف لس���يدات م���ن خمتلف املناط���ق الليبية ومنهن الناش���طات السياس���يات‪،‬‬ ‫وشش���ارك أيضا خنبة من رؤساء منظمات اجملتمع املدني ‪،‬واجملالس احمللية يف املنطقة‪ ،‬وومل تغب‬ ‫النساء الالتي يعانني من املشاكل االجتماعية من طالق بال حقوق تتبعه من الزوج ‪ ،‬او الزواج من‬ ‫االجانب وعدم حصول االبناء على جنسية أمهاتهم الليبيات يف حال غياب أو هروب أو فقد الزوج ‪.‬‬ ‫حقوقها وهي نف���س حقوق الرجل املتزوج بغري‬ ‫ليبي���ه ‪،.‬وأض���اف الحظ���ت انهم اكث���ر تفاعل‬ ‫وأكث���ر املوجودات هنا من الليبي���ات املتزوجات‬ ‫بغ�ي�ر ليب�ي�ن يطالنب حبق���وق امل���رأة واحلقوق‬ ‫تكس���ب تعارك���وا عليها عل���ى االق���ل أرى دورا‬ ‫للم���رأة يف اجلن���وب ‪ ،‬بع���ض احلقوقي���ات كم‬ ‫نس���بة النساء يف جلنه الس���تني كان الرد على‬ ‫االق���ل مخس���ه نس���اء يف ه���ده اللجنة فنس���عى‬ ‫حن���ن يف انتخاب���ات هذه اللجنة حت���ى االن هي‬ ‫بالتعي�ي�ن إلن احملكم���ه العلي���ا الغ���ت التعديل‬ ‫االخري التى عملتها اجمللس انتقالي خبصوص‬ ‫انتخاب جلنة الستني ‪ ،‬ولكن املؤمتر يف طريقه‬ ‫اىل االنتخاب���ات القوائ���م التى تش���كل بالنس���بة‬ ‫للجنوب جيب ان تكون على االقل مخس���ه نساء‬ ‫على االقل من التبووالطوارق‪،‬وأكد لنا ( عضو‬ ‫املؤمت���ر ) بأن االقتحام ال���ذي حدث ملقر املؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي العام هو اقتح���ام غري قانون���ي اقتحام‬ ‫غوغائ���ي وطبع���ا كل الذين اقتحم���وا جتاوزوا‬ ‫م���ا ه���و موج���ود يف القان���ون ‪ 65‬ال���ذي هو حق‬ ‫االعتص���ام والتظاه���ر ‪،‬وه���و من احد امل���واد الي‬ ‫تعطل مؤسسات الدوله عن العمل الي ما رأيناه‬ ‫يف املؤمت���ر هو اعتداء وحماول���ه قتل ‪،‬وحماوله‬ ‫ش���لل الدول���ه بالكام���ل ‪،‬وطبع���ا تهدي���د رئيس‬ ‫املؤمت���ر الوطين بالس�ل�اح ‪،‬وإطالق الن���ار عليه‬ ‫‪،‬وعلى سيارته‪ ،‬وحماوله اغتياله وهذه جرمية‬ ‫كب�ي�ره حنن حاليا علقنا اجللس���ات ما مل يتم‬ ‫تامني قاعات املؤمتر الوطين لن نعود للجلسات‬ ‫‪.‬‬ ‫مديرة مركز تنمية القدرات املرأة الليبية ببنغازي‬ ‫‪ :‬فتحية املعداني‪.‬‬ ‫على املرأة املطالبة حبقوقها من زوجها الغري‬ ‫اللييب ‪.‬‬ ‫ان���ا جئ���ت ألول م���رة اىل س���بها و س���عيدة‬ ‫حلض���وري وحبف���اوة االس���تقبال واالهتم���ام‬ ‫املتزاي���د والتنظيم ‪،‬أنا جئ���ت للمؤمتر قالوا لي‬ ‫تقدمي للمشاركة فوجدت احملاور متشابهة‪،‬‬ ‫فقل���ت انا أق���دم مداخله ألن���ه مت حصراملؤمتر‬ ‫كل���ه يف ش���أن واحد (من���ح اجلنس���ية لألوالد‬ ‫بالنس���بة حلالة املرأة املتزوجة من أجنيب و هلا‬ ‫احلق فاملرأة الليبية فاقدة حقوقها يف حضانة‬ ‫اطفاهل���ا ملا تطل���ق جندها يف احملاك���م وتطول‬ ‫القضاي���ا وتأخ���ذ وق���ت واالوالد وحقوقه���م‬ ‫والسكن ومشاكل كثرية تالحقها فيما ينشغ‬ ‫الطرف االخر حبياة جديدة وينسى أبنائه ‪.‬‬ ‫وأن���ا لس���ت ض���د من���ح اجلنس���يه ل�ل�أوالد لكن‬ ‫ضم���ن معايري وضواب���ط معينة وامل���رأة قادرة‬

‫عل���ى املطالبة حبقوقها م���ن زوجها الغري لييب‬ ‫‪ ،‬يضم���ن هل���ا ه���و حقوقه���ا قبل م���ا ُتقب���ل على‬ ‫ال���زواج منه عرب العقد‪ ،‬يبدو أنه ما حدث خالل‬ ‫ثورة ‪ 17‬فرباير ان���ه تطلقوا الكثري من االزواج‬ ‫املتزوج�ي�ن بالليبي���ات و ه���روب االزواج ال���ي‬ ‫بلدانه���م وخلف���وا املعاناة ألس���رهم وأنا أطالب‬ ‫بدس�ت�رة القوان�ي�ن للحف���اظ علي حق���وق املرأة‬ ‫هن���اك ظواهر خط�ي�رة فمث ً‬ ‫ال قابلتن���ا حاله من‬ ‫بنغ���ازي ه���ي ام���رأة متزوج���ة واح���د مص���ري‬ ‫ه���و طل���ع من ع���رب ‪ 48‬اس���رائيلي يع�ن�ي فهنا‬ ‫اخلط���ورة تكم���ن النس���اء يف بنغ���ازي تزوجن‬ ‫س���وريني وهم شيعه هذا مسلم ديانته مسلم يف‬ ‫املكاتيب لكن ماتعرفش شن هو سنى أو الشيعه‬ ‫وهذه ظاهره خطرية فالبد من التوعيه النساء‬ ‫يف ليبيا وأنا اشدد عل منح املعونات واملساعدات‬ ‫لزواج شبابنا من الليبيات‪،‬فتقدم املرأة يف السن‬ ‫وتعي���ش حت���ت رمح���ه االب او زوج االخ���ت او‬ ‫زوجه االخ‪،‬حيت هي نعطوها املنحه ‪،‬املنحه هذه‬ ‫ضمان للمراة الليبيه ‪.‬‬ ‫مربوكه عبداهلل ( ليبيه متزوجه من مصري)‪:‬‬ ‫الشؤون االجتماعية مل تنصفين‬ ‫بصراحة حتى الشؤون االجتماعية مل تنصفين‬ ‫ومل ين���زل ل���ي حقي ويقولون ل���ي ان من حقي‬ ‫اخد ال���ف دينار وأم���ا زوجي فال ‪،‬املف���روض انا‬ ‫وأوالدي نأخ���ذ حقن���ا ‪،‬بصراح���ة مل���ن اش���تكي‬ ‫ومل���ن اذهب حقوقنا مهضوم���ة ‪،‬واملرتبات قليلة‬ ‫الب���د من زيادتها وأيض���ا عندي والدة طفلي يف‬ ‫املستش���في قالو أنه ال حيق له ‪ 100‬دينار الذى‬

‫يعط���ى للمواليد بصفته م���ن أب اجنيب‪ ،‬نتمنى‬ ‫وجود عدل ومس���اواة قانونية ب�ي�ن اللييب الذي‬ ‫يتزوج اجنبية ‪ ،‬وبني امل���رأة الليبية التى تتزوج‬ ‫اجن�ب�ي ‪،‬ان���ا بعد عش���ره العم���ر مع زوج���ي اثق‬ ‫ثق���ة تامة ان���ه لن يرتك�ن�ي ويه���رب ‪،‬وأعيش‬ ‫مع���ه ‪ ،‬وأهلي واثقني منه ‪ ،‬فقط س���ادعو اىل ان‬ ‫نك���ون متس���اويني وال يكون هن���اك اختالف بل‬ ‫يتساوون يف احلقوق ‪.‬‬ ‫فوزيه علي موسى متزوجة من سوداني (اخلرطوم)‬ ‫‪ :‬اهم شي الصغار هلم اجلنسيه أبوهم مش مهم‬ ‫عندي‪.‬‬ ‫بصف���ه عامه املتزوج���ة من رج���ل اجنيب وأول‬ ‫ش���ي تريده ه���و اجلنس���يه لصغارها ب���أن تكون‬ ‫اجلنس���ية الليبية وحتى يك���ون لصغار عندهم‬ ‫جنس���يتني ال ب���أس ‪ ،‬و احلم���د هلل ان���ي خن���دم‬ ‫وزوجي خيدم ‪،‬ولكن السكن أجياره غال‪ ،‬وطاملا‬ ‫الواحد عائلته صغريه يفكر وينظر للمستقبل‬ ‫و قلن���ا م���ع الث���وره اجلدي���دة س���نحصل عل���ى‬ ‫حقوقنا ‪،‬ونتمن���ى ان املرأة الليبية حتصل على‬ ‫جنس���ية ألوالده���ا ‪،‬و نلقي ان الزوج الس���وداني‬ ‫يف ليبي���ا ال ميل���ك ش���ي وللصغ���ار مس���تقبل ‪،‬و‬ ‫لك���ن املرأة الليبي���ه الدوله دولته���ا والبلد بلدها‬ ‫‪ ،‬والظ���روف كله���ا ق���د تصري ضده���ا وحتتاج‬ ‫ضمان���ات ألطفاهل���ا من الدول���ة الق���ادرة على‬ ‫ذلك‪ ،‬يف نظري اهم ش���ي الصغار هلم اجلنس���يه‬ ‫أبوه���م لي���س مه���م عن���دي ‪،‬واهم ش���ي الراحة‬ ‫واالستقرار والسكن‪.‬‬ ‫نتابع يف العدد القادم‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪26 ( - ) 98‬مارس ‪ 1 -‬أبريل ‪)2013‬‬

‫‪09‬‬

‫موالي قديدي رئيس اجمللس األعلي للتوارق ‪:‬‬

‫( متاهق ) اللغة الليبية القدمية و ( التيفيناغ ) احلرف اللييب القديم‬

‫أوباري‬ ‫خدجية األنصاري‬

‫•ملاذا اجمللس األعلي للتوارق ؟‬

‫دأب���ت ميادين‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ى‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫مام‬ ‫بالط���وارق و‬ ‫عل���ى قضيا‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫���‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫ط‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ض‬ ‫وء‬ ‫حات‬ ‫كان���‬ ‫ه���م ‪،‬وألجل ذ‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ت ت الزميلة خ‬ ‫���‬ ‫د‬ ‫ذ‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫جي‬ ‫ة‬ ‫ا‬ ‫بدء‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ق���وم بتغطي���ة تلك���م املن صاري من اوبا‬ ‫ري مراس���لة‬ ‫و‬ ‫طق���ة صحف‬ ‫ي��‬ ‫�ا‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ق‬ ‫���‬ ‫جت���ري االس���ت‬ ‫ل‬ ‫ط‬ ‫أ‬ ‫ال‬ ‫عا‬ ‫ت‬ ‫خبارها‬ ‫وا‬ ‫حل‬ ‫متكن���ت ميادي���ن م���ن الت وارات معه���م‬ ‫‪,‬ومن خالهلا‬ ‫وز‬ ‫األخ�ي�رة أس���س الطوار ي���ع يف أوب���ار‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫و‬ ‫يف‬ ‫ا‬ ‫أل‬ ‫ي��‬ ‫�ا‬ ‫م‬ ‫ق جملس���ا‬ ‫أ‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫���‬ ‫خدجي���ة ا‬ ‫ى‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫هل‬ ‫م‬ ‫‪,‬‬ ‫صا‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ن��‬ ‫ي‬ ‫�ا‬ ‫ت‬ ‫حب‬ ‫ق‬ ‫وم‬ ‫وار م‬ ‫رئيس هذا‬ ‫هم مع الس���ي‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫جمل‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫دي‬ ‫و أول حوار م‬ ‫طول معه ‪.....‬‬

‫جاءت فكرة تأس���يس اجمللس األعلي للتوارق‬ ‫م���ن بع���ض الناش���طني و قمنا بكتاب���ة تصور‬ ‫املق�ت�رح و عرضن���اه عل���ي قبائ���ل الت���وارق و‬ ‫انتظرنا مدة أس���بوعني أو أكثر حيت جاءتنا‬ ‫ال���ردود بعد االطالع و قراءة التصور و حددنا‬ ‫موع���دا لالجتم���اع األول و أجري���ت فيه بعد‬ ‫التعدي�ل�ات و بع���ض الزي���ادات و أيضا طلبنا‬ ‫منهم تكليف مندوبني ع���ن كل قبيلة كي‬ ‫يكون���وا عاألقل يف إطار هذا اجلس���م و بعدها‬ ‫ج���اء اللقاء الثاني و احلض���ور و اإلقبال كان‬ ‫جي���د و اس���تقبلنا منه���م بع���ض املالحظات و‬ ‫اليت س���تصاغ بش���كل نهائي يف تصور اجمللس‬ ‫و س���يؤخذ مبا ميكن أن يؤخذ به علي حممل‬ ‫اجل���د و م���ن مت تش���كل اجملل���س و الفك���رة‬ ‫أساس���ا نبعت م���ن إحساس���نا بأن الت���وارق ال‬ ‫يوج���د لديه���م كي���ان جيمعه���م و رابط���ة‬ ‫تربطهم سياس���يا صحيح هم يربطهم رابط‬ ‫ق���وي اجتماعي���ا و خصوصا يف ه���ذه املرحلة‬ ‫االنتقالية و اليت تعد من أهم املراحل و الذي‬ ‫فيها بدأ اجملتمع اللييب يبين نفسه من جديد‬

‫و عل���ي أس���س آخ���ري جدي���دة فالب���د و ألن‬ ‫الت���وارق مكون أساس���ي من مكونات الش���عب‬ ‫اللي�ب�ي رأينا بالضرورة أن نس���اهم و بش���كل‬ ‫فع���ال يف بناء الدولة املدني���ة و أيضا إليصال‬ ‫صوتن���ا للدول���ة فيما يتعل���ق باخلدمات اليت‬ ‫تك���ون منعدمة يف كل املناط���ق اليت يتواجد‬ ‫به���ا الط���وارق و ايصال صوت بع���ض القبائل‬ ‫اليت تش���تكي من املش���اكل و بع���ض القضايا‬ ‫و حن���اول من خالل ه���ذا اجمللس أن نتواصل‬ ‫م���ع باق���ي مكونات الش���عب اللي�ب�ي و القبائل •ما هي أهداف اجمللس األعلي للطوارق ؟‬ ‫اآلخ���ري و املناط���ق اآلخري و ال�ت�ي تعد من مل مشل الطوارق يف ليبيا علي كلمة س���واء‬ ‫أهم أهداف اجملل���س و رؤية هذا اجمللس هي يف اطار اهلوية و األصالة و االنتماء للوطن و‬ ‫خلق حلمة وطنية و قوية و متاسك ‪.‬‬ ‫احملافظة أمنه و وحدته هذه النقطة كافية‬ ‫و ش���افية لكل من يش���كك يف أهداف اجمللس‬ ‫•أال ختافوا أن يتهمكم البعض بالقبلية ؟‬ ‫أوال عندم���ا فكرن���ا يف تأس���يس هذا اجلس���م األعلي للطوارق ‪.‬‬ ‫تبادر ألذهان البعض طرح هذه االستفسارات االهتم���ام بأهلن���ا و ناس���نا و اعتق���د إن ه���ذا‬ ‫األس���ئلة و لك���ن دائما كل ش���يء واضح من من حقن���ا و من حقهم علينا و رفع املس���توي‬ ‫عنوانه و ما مل يتضح من عنوانه سيتضح من املعيش���ي و االقتص���ادي و التعليمي و الثقايف‬ ‫أهداف���ه و حنن أهدافنا معلنة و اختصاصاتنا لقبائ���ل التوارق البد علين���ا أن نرفع من هذا‬ ‫و خططنا معلنة و أي ش���خص يقرأ و يطلع املستوي حبيث علي األقل حنسن من وضعنا‬ ‫متام���ا عل���ي أه���داف اجمللس ال يس���تطيع أن و طبعا هذا بالتنس���يق مع الدولة و كل هذه‬ ‫األمور ستتوالها الدولة ‪.‬‬ ‫و م���ن ناحي���ة آخ���ري و هدفن���ا األخ�ي�ر و هو‬ ‫إب���راز امل���وروث الثقايف و احلض���اري للتوارق‬ ‫كج���زء من املوروث اللييب القديم و األصيل‬ ‫و أيض���ا و تعترب هذه نقط���ة مفصلية و البد‬ ‫أن تك���ون واضح���ة ج���دا عندم���ا نق���ول إنن���ا‬ ‫ن�ب�رز مورثن���ا الثق���ايف احلض���اري جي���ب أن‬ ‫يفه���م الط���رف اآلخر إن���ه جزء م���ن املوروث‬ ‫الثق���ايف اللييب القديم و الذي يثبت متس���كنا‬ ‫بهويتن���ا الليبية و أصالتنا هدفنا هو جتميعه‬ ‫و توثيق���ه و ألن���ه مل تتخ���ذ اج���راءات جدية‬ ‫للمحافظ���ة عل���ي اهلوي���ة و ه���ذا امل���وروث و‬ ‫هلذا س���يتم إنش���اء مركز دراس���ات و أحباث‬ ‫خيتص فقط بالتوثيقو إنش���اء معرض دائم‬ ‫حي���وي تراث و عادات و تقالي���د التوارق و أي‬ ‫زائر هلذه املناط���ق املتواجد فيها التوارق البد‬ ‫أن يك���ون فيها معرض دائملك���ي يلم و يأخذ‬ ‫فك���رة كاملة عن أه���ل الصحراء و من هم و‬ ‫طريق���ة معيش���تهم و حضارته���م و ثقافتهم‬ ‫و إل���ي غ�ي�ر ذل���ك و أيضا هذا يت���م من خالل‬ ‫تنش���يط املهرجانات السنوية و الثقافية حيت‬ ‫يش���كك أو يش���تم إننا عنصريني أو متزمتني‬ ‫أو قبلي�ي�ن أو أي ش���يء م���ن ه���ذا القبيل علي‬ ‫اإلطالق بل بالعكس حن���ن هدفنا العمل من‬ ‫أجل ليبيا بالدرج���ة األولي و هذه هي نقطة‬ ‫التالقي و اليت س���نلتقي فيه���ا حتما مع كل‬ ‫مكون���ات الش���عب اللي�ب�ي و عندم���ا نعمل من‬ ‫أج���ل ليبي���ا حتما أي ش���خص حيم���ل نفس‬ ‫اهلدف سنلتقي حنن و إياه هذا شيء مؤكد‬ ‫و واضح ‪.‬‬

‫باملشاركة يف مهرجانات آخري يف الداخل و‬ ‫اخلارج إلب���راز دورهم و ثقافتهم فيها و لكي‬ ‫نصل هلذا املس���توي البد أن حن���رك اجملتمع‬ ‫التارق���ي ب���كل مكونات���ه و فئات���ه و خاص���ة‬ ‫الش���باب و امل���رأة و منظم���ات اجملتم���ع املدني‬ ‫البد م���ن تنش���يطهم و دعمهم و التوس���ع يف‬ ‫إنشاء اجلمعيات ‪.‬‬ ‫مبجرد املرور علي األه���داف يتضح متاما ما‬ ‫هو الغرض من تأسيس هذا اجمللس ‪.‬‬ ‫متابع���ة كل األمور اليت تتعل���ق بالتوارق يف‬ ‫ليبيا مع الغري و العمل علي حتسني األوضاع‬ ‫املعيش���ية و رفع مس���توي اخلدم���ات و تنمية‬ ‫مناطق تواجد التوارق و التنس���يق مع جهات‬ ‫العم���ل ه���ذه بالتأكيد قضية مهم���ة للغاية‬ ‫‪ ،‬الدف���اع عن حق���وق التوارق و رف���ع الغنب و‬ ‫الظل���م عنهم و احلد م���ن التحريض ضدهم‬ ‫شهدت املرحلة املاضية لألسف أعمال قبض‬ ‫تعس���في ضد التوارق جمل���رد إنه تارقي هناك‬ ‫بعض الن���اس اخلارجني ع���ن القانون قبضوا‬ ‫عل���ي جمموع���ة و بعدها اتضح إن���ه ال يوجد‬ ‫عليه���م أي حتف���ظ و ال أي ته���م قبض بدون‬ ‫س���بب جمل���رد إنه من الت���وارق يت���م التحقيق‬ ‫مع���ه و القب���ض علي���ه و طبع���ا لع���دم اتضاح‬ ‫ص���ورة التوارق للبعض و هذا طبعا ملا س���وقه‬ ‫اإلع�ل�ام بكل آس���ف اإلعالم ش���وه الت���وارق و‬ ‫مسعة الت���وارق يف مرحلة معين���ة فلهذا من‬ ‫واجبن���ا أن نوض���ح الص���ورة و نرف���ع الغنب و‬ ‫الظل���م و جي���ب أال يتع���رض مواط���ن لي�ب�ي‬ ‫إلنته���اكات طبع���ا ه���ذا ال نرضاه ألنفس���نا‬ ‫كليبي�ي�ن و جي���ب أن تنته���ي ه���ذه القضية‬ ‫متاما من جمتمعنا ‪.‬‬ ‫هن���اك أيض���ا نقط���ة مهم���ة جدا و حساس���ة‬ ‫و ه���ي دور الت���وارق يف اجله���اد اللييب س���واءا‬ ‫داخ���ل أو خارج ليبيا ش���اركوا يف اجلهاد ضد‬ ‫اإليطالي�ي�ن و ضد فرنس���ا س���واءا يف ليبيا أو‬ ‫تون���س أو اجلزائر أو ح�ت�ي يف مناطق آخري‬ ‫فالبد من إبراز هذا الدور التارخيي العظيم ‪.‬‬ ‫من أهداف اجمللس أيضا فتح قنوات للتواصل‬ ‫مع باقي القبائل لتوضي���ح من هم التوارق و‬ ‫مس���ح ما كتب���ه علين���ا اإلعالم املغ���رض ‪ ،‬و‬ ‫ربط العالقة باملؤسس���ات العلمية و البحثية‬ ‫ال�ت�ي تعت�ب�ر قدمي���ة يف اجلان���ب الثق���ايف و‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪26 ( - ) 98‬مارس ‪ 1 -‬أبريل ‪)2013‬‬

‫كل الدول تضع يف دس���اتريها ش���روط و قوانني لإلقام���ة يف بلد معني و كل‬ ‫دولة حتدد املدة اليت تراها مناس���بة بعضهم إقامة عشر سنوات أو سبع سنوات‬ ‫و بعض الدول حيت مخسة عشر سنة حبسب أحوال و ظروف كل دولة‬ ‫البحثي لالس���تفادة منه يف النصح و املشورة‬ ‫و يف كيفية جتميع األفكار ‪.‬‬

‫•ملاذا يشهد التوارق ضعف إعالمي و ال‬ ‫يرد علي بعض األكاذيب املوجهة هلم ؟‬

‫و حن���ن بالضب���ط ه���ذا م���ا نعني���ه و بص���دد‬ ‫جتهي���ز خط���ة إعالمي���ة تك���ون نتائجه���ا‬ ‫مضمونة و يرتوي فيه و تكون بش���كل علمي‬ ‫و منظ���م و ال يكفينا أن ننظم ندوة واحدة أو‬ ‫لق���اء واحد البد كله أن يكون يف إطار خطة‬ ‫طويلة األمد و تستهدف يف كل مرحلة من‬ ‫املراحل مناش���ط معينة و حمددة و تنس���جم‬ ‫م���ع طبيع���ة املرحلة ‪ ،‬هذا م���ن جهة الربامج‬ ‫الثقافي���ة و النش���رات الدوري���ة و الصحف و‬ ‫اجمل�ل�ات كله���ا جوان���ب يف إط���ار اإلعالم و‬ ‫حمط اهتمامنا ‪,‬‬ ‫و أيض���ا هناك م���ن اقرتح مل���اذا ال تكون هناك‬ ‫إذاع���ة س���واء مس���موعة أو ح�ت�ي مرئي���ة يف‬ ‫املس���تقبل ختص التوارق أيض���ا هذه يف إطار‬ ‫عمل اجملل���س و لكن كل هذه األهداف البد‬ ‫أن ت���درس ألنن���ا ال نري���د أن نض���ع أه���داف‬ ‫ش���كلية و مه���ام جموف���ة وضعن���ا م���ا ميكن‬ ‫أن نب���دأ ب���ه و كل نقط���ة من ه���ذه النقاط‬ ‫تنت���ج عنه���ا نقاط آخ���ري و حن���ن ال نكتفي‬ ‫يف اإلعالم بالنش���رات الدوري���ة و الصحف و‬ ‫اجملالت و رمبا س���تكون هناك وس���ائل آخري‬ ‫تعني و تساعد اجمللس يف هذا املوضوع ‪.‬‬ ‫س���ياحيا نس���عي لتنش���يط و دعم الس���ياحة‬ ‫الصحراوية يف املناطق املتواجد فيها التوارق‬ ‫و خصوصا مناطق اجلنوب ( غدامس – درج‬ ‫– آوال – إلي أقصي نقطة يف اجلنوب هذه‬ ‫كله���ا املنطقة صحراوي���ة و كمت تعرفني‬ ‫إن الس���ياحة الصحراوي���ة م���ن أكث���ر أنواع‬ ‫السياحة املرغوب فيها و جيب علينا كخرباء‬ ‫صحراويني أن نساهم يف تنشيط هذا اجملال‬ ‫ألن���ه أوال خيل���ق لن���ا ف���رص عمل للش���باب‬ ‫العاطلني و كبار السن لكي يساهموا يف هذا‬ ‫النش���اط و أيضا هذا يس���اهم يف دخل الدولة‬ ‫و تعترب الس���ياحة مورد كب�ي�ر يف حال دعم‬ ‫الدول���ة هلا و خلق البنية التحتية للس���ياحة‬ ‫يف املناطق السياحية حبيث يتم تنشيطها ‪.‬‬ ‫من أه���م النقاط ه���ي إحياء اللغ���ة التارقية‬ ‫( متاه���ق ) بإعتباره���ا م���ن اللغ���ات الليبي���ة‬ ‫القدمي���ة و حرف التيفين���اغ ألنه هو احلرف‬ ‫اللي�ب�ي القديم هذه قضي���ة أيضا إذا مل تفهم‬ ‫كم���ا حن���ن نري���د ق���د نته���م بالتعص���ب و‬ ‫العنصرية ب���ل بالعكس حنن عندما التوعية‬ ‫باللغ���ة التارقي���ة ( متاه���ق ) أو الكتاب���ة ب���ا (‬ ‫التيفين���اغ ) هذا يع�ن�ي إننا حن���ن نبحث عن‬ ‫إحي���اء اللغ���ة الليبي���ة القدمي���ة و هن���ا نلغي‬ ‫كلمة اللغ���ة التارقية ألنها ه���ي لغة ليبية‬ ‫قدمي���ة و حرف لييب قدي���م إذا هذا العمل ال‬ ‫خي���ص التوارق لوحدهم بل هذا خيص كل‬ ‫الليبيني و املس���اهمة فيها قضية مهمة جدا ‪،‬‬ ‫صحيح إن التوارق هلم الشرف إنهم حافظوا‬ ‫عليها إل���ي هذا الي���وم هذه خدم���ة تارخيية‬ ‫قدمها التوارق ل���ي ليبيا ككل إنهم حافظوا‬ ‫علي إحدي اللغ���ات الليبية القدمية و ألنهم‬

‫اس���تظلوا بظل الصح���راء يف مناطق اجلنوب‬ ‫و مل خيتلطوا باملدينة ذاك االختالط الكبري‬ ‫ف�ل�ا زال���ت اللغ���ة موج���ودة و ال زال ح���رف‬ ‫التيفين���اغ موجود و ه���ي يف ذات الوقت اعادة‬ ‫لتاريخ ليبي���ا القديم و احلض���ارات القدمية‬ ‫لليبي�ي�ن القدم���اء أيض���ا ه���ذا م���ا يؤكد أن‬ ‫العديد م���ن الباحثني و املؤرخ�ي�ن ال يقولون‬ ‫ح���رف التيفين���اغ و يقول���ون احل���رف اللييب‬ ‫القديم هكذا يس���مونه و مادام احلرف اللييب‬ ‫القدي���م ه���و التيفيناغ و لغ���ة متاهق هي من‬ ‫اللغ���ات الليبي���ة القدمي���ة إذا ال جم���ال ألي‬ ‫واحد أن يشكك يف إن التوارق هم أصالء هذا‬ ‫البلد إلي جانب باقي الليبيني ‪.‬‬ ‫و م���ن ضمن املهام اليت ن���ري إنها من واجبنا‬ ‫هي املساهمة يف تأمني احلدود اجلنوبية من‬ ‫أجل اس���تقرار هذا البل���د و لكي حنافظ علي‬ ‫وحدتها و متاسكها و ترابطها خاصة يف هذه‬ ‫املرحلة إذا منطقة تواجد التوارق يف اجلنوب‬ ‫و ه���ي أك�ب�ر بواب���ة تق���ض مضاج���ع س���واء‬ ‫الليبي�ي�ن ككل أو الدولة أو اجلهات األمنية‬

‫املعنية بأم���ن احلدود ال اعتقد علي االطالق‬ ‫أن يك���ون هن���اك أمن يف منطق���ة اجلنوب ما‬ ‫مل يس���اهم فيه بش���كل فاعل الت���وارق و التبو‬ ‫و باقي املكونات يف اجلنوب و األهالي كلهم‬ ‫عليه���م أن يس���اهموا يف تأمني احل���دود ألنه‬ ‫مطلب كل لييب يف أي مكان من ليبيا ‪.‬‬

‫ماذا ميكن أن يفعل اجمللس‬ ‫• ‬ ‫األعلي للتوارق سياسيا أو ما هي مطالبكم‬ ‫السياسية ثقافيا أغنياء جدا عن التعريف‬ ‫عراقتا و تارخيا ‪ ،‬و كل ما حيتاجه‬ ‫التوارق هو يف إطار السياسة كلمين عن‬ ‫الوضع السياسي خبصوص التوارق و ماذا‬ ‫يريد اجمللس األعلي للتوارق من الدستور ؟‬

‫م���ن ضمن املنطلق���ات األساس���ية أو الدوافع‬ ‫ال�ت�ي علي أساس���ها تش���كل ه���ذا اجمللس هي‬ ‫ليس���ت باجلانب اخلدمي فق���ط و لكن أيضا‬ ‫يف اجلان���ب السياس���ي ألن وجدنا إن اجملتمع‬

‫يبين من جديد كما أس���لفت و البد أن يكون‬ ‫يف هذه املرحلة أول اس���تحقاق هو الدس���تور‬ ‫هو ال���ذي ترتكز عليه كل الق���رارات و كل‬ ‫القوانني اليت س���تصدر يف املس���تقبل لتنظيم‬ ‫هذا البلد فنعتقد إن البد لنا أن نكون فاعلني‬ ‫يف ه���ذه املرحل���ة ح�ت�ي نش���ارك يف تأس���يس‬ ‫دس���تور من مستهدفاته كل مكونات الشعب‬ ‫اللي�ب�ي و الب���د أن نضمن وجودن���ا و أن تكون‬ ‫بصماتنا موجودة كتوارق داخل هذا اجلسم‬ ‫‪ ،‬االستحقاق الدستوري و اعتقد اننا بدأنا يف‬ ‫التواجد يف بعض اللقاءات و بعض املؤمترات‬ ‫و بع���ض ورش العمل كله���ا بدأنا حنضرها‬ ‫لتوضي���ح وجهة نظرن���ا ‪ ،‬و أول ش���يء نريد‬ ‫الرتكي���ز عليه ه���و اهلوية أهم ش���يء عندنا‬ ‫حنن نقطة أساس���ية ذكرت لك أن اإلعالم‬ ‫ش���وه التوارق و أن الش���ارع أخ���ذ من حيث ال‬ ‫يدري عل���ي إن هؤالء هم من اخلارج و كأن‬ ‫الش���ارع بتأث�ي�ر م���ن اإلع�ل�ام يته���م التوارق‬ ‫بأنهم ليس���وا ليبيني و ال ه���م أصليني نهائيا‬ ‫و البد أن يتم إبراز أن التوارق مكون أساس���ي‬

‫من مكونات الش���عب اللييب و إنهم كغريهم‬ ‫م���ن باقي الليبي�ي�ن ‪ ،‬و من ناحي���ة الثقافة و‬ ‫اللغ���ة فنح���ن طرحن���ا هل���ذا املوض���وع أهم و‬ ‫أمش���ل أوال ألنها هذه احلقيق���ة و واقع ليبيا‬ ‫و ثاني���ا ح�ت�ي ال يس���تطيع أح���د أن يتهمن���ا‬ ‫بالتعصب ‪.‬‬ ‫عندم���ا نق���ول ام التماهق هي اللغ���ة الليبية‬ ‫القدمي���ة و التيفين���اغ ه���و احل���رف اللي�ب�ي‬ ‫القدي���م هن���ا مل نبق���ي لليبي�ي�ن أي خيار إال‬ ‫الس���عي يف حتقي���ق ه���ذا املطل���ب الذي جيب‬ ‫أن يكون مطلب كل الليبيني و ليس مطلب‬ ‫الت���وارق أو األمازيغ أو التب���و لوحدهم فقط‬ ‫بالعكس حنن حنرتم كل املكونات و البد أن‬ ‫نكون هك���ذا كليبيني فمن هن���ا ملاذا ال يكون‬ ‫يف الدستور اللييب أكثر من لغة ال يوجد ما‬ ‫مينع ذلك علي اإلطالق و الش���واهد كثرية‬ ‫عل���ي مس���توي الع���امل و الب���د أن نبحث عن‬ ‫كل اللغات اليت كانت موجودة و انقرضت‬ ‫و جيب أن نقبل وجودها يف الدستور أوال ألن‬ ‫ه���ذا ما يري���ح الن���اس و كل املكونات حتس‬

‫بوجوده���ا بغ���ض النظ���ر ع���ن تفعي���ل اللغة‬ ‫الي���وم أو غ���دا فامله���م أن تدس�ت�ر و الب���د من‬ ‫ضم���ان هذا احل���ق يف الدس���تور و تعترب هذه‬ ‫مسألة أساسية ‪ ،‬إلي جانب احلقوق اآلخري‬ ‫اليت نش�ت�رك فيها مجيعا م���ع كل الليبيني‬ ‫بطبيعة احلال ‪.‬‬

‫•هناك بعض من التوارق هم من مواليد‬ ‫ليبيا و ال توجد لديهم أي أوراق تثبوتية‬ ‫ذلك ما هي اخلطة املستقبلية هلم‬ ‫خبصوص هذا الوضع ؟‬

‫عندما يوضع الدس���تور بشكل حيقق حاجة‬ ‫كل الناس و رغبات كل الناس و طموحات‬ ‫كل الن���اس ه���ذا بالتأكيد س���يعطي احلق‬ ‫لكل ش���خص ‪ ،‬معروف علي مس���توي العامل‬ ‫إن الدس���تور هو من حي���دد كل هذا موضوع‬ ‫من���ح اجلنس���ية أو األوراق الثبوتي���ة ب���كل‬ ‫أنواعها يضمنها قانون و القانون يستند علي‬ ‫الدس���تور ‪ ،‬كل ال���دول تض���ع يف دس���اتريها‬ ‫شروط و قوانني لإلقامة يف بلد معني و كل‬ ‫دولة حتدد املدة اليت تراها مناس���بة بعضهم‬ ‫إقامة عش���ر سنوات أو سبع س���نوات و بعض‬ ‫الدول حيت مخسة عشر سنة حبسب أحوال‬ ‫و ظ���روف كل دول���ة ‪ ،‬و حن���ن مطمئن���ون‬ ‫متام���ا يف حال���ة وصلنا إل���ي ه���ذه النقطة و‬ ‫كل الت���وارق املوجودي���ن يف ليبيا هم ليبيني‬ ‫و هن���اك بعض من الدول مبجرد إنك مولود‬ ‫يف هذه الدولة متنح لك جنسية هذه الدولة‬ ‫هذا أيضا ممكن لو كتب يف الدستور ‪.‬‬ ‫هناك مسألة مهمة جيب أن يعيها و يفهمها‬ ‫العامل ه���ي الطبيعة اإلجتماعي���ة للمجتمع‬ ‫التارقي إذا الناس فهموا هذه الطبيعة س���واء‬ ‫الليبي�ي�ن أو غريهم إذا فهموا حياة و أس���لوب‬ ‫ه���ذا اجملتم���ع هن���ا س���تنتهي كل املش���اكل‬ ‫اآلخ���ري مبع�ن�ي أن الت���وارق يقطن���ون مب���ا‬ ‫كان يس���مي بالصح���راء الك�ب�ري بالكام���ل‬ ‫م���ن اجلن���وب اللي�ب�ي إل���ي مش���ال النيجر و‬ ‫جن���وب اجلزائ���ر و مش���ال مال���ي و‪ ...‬أخل و‬ ‫ه���ذه املناط���ق كله���ا كان يس���كنها التوارق‬ ‫و ال زال���وا و تعت�ب�ر هذه األرض اليت عاش���وا‬ ‫فيه���ا و لكن م���اذا حص���ل بعد تط���ور احلياة‬ ‫السياسية و خرجت الدول بكيانها اجلديد و‬ ‫بدأت تنقسم هذه األرض قسمت جزء أصبح‬ ‫ليبيا و جزء أصبح اجلزائر و جزء آخر أصبح‬ ‫مال���ي و جزء أصب���ح النيج���ر و اجلزء اآلخر‬ ‫أصب���ح تش���اد ‪ ،‬و كان���ت العائالت تس���كن يف‬ ‫منطق���ة الصحراء الكربي و تتنقل من مكان‬ ‫إلي مكان حس���ب إحتياج���ات احلياة اليومية‬ ‫و املومسي���ة من ماء و غ���ذاء و عندما وضعت‬ ‫(اخلطوط) اليت تسمي اآلن باحلدود فصلت‬ ‫ليس بني قبيلة و قبيلة فقط و لكنها فصلت‬ ‫ح�ت�ي ب�ي�ن العائل���ة الواح���دة و اآلن يوجد يف‬ ‫ليبي���ا مواطن لييب ش���قيقه مواطن جزائري‬ ‫و مواط���ن لي�ب�ي ش���قيقه مواط���ن نيج�ي�ري‬ ‫مواطن لييب شقيقه مواطن تشادي زي مثال‬ ‫اإلخوة التبو و مواطن لييب و جزء من عائلته‬ ‫يف مال���ي هذه القضاي���ا و ه���ذا الواقع فرض‬ ‫فرضا علي الت���وارق و لكن هذا الميكن علي‬ ‫اإلطالق أن يفصل العالقة اإلجتماعية اليت‬ ‫تربط التوارق كأن يك���ون مواطن من ليبيا‬ ‫و قريبه من مصر أو من تونس هذه مس���ألة‬ ‫طبيعية و إجتماعية ‪.‬‬ ‫•مبا إن اخلطوط هي اليت فصلت بني التوارق‬

‫أليس من حقهم أن مينحوا جنسيات كل هذه‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪26 ( - ) 98‬مارس ‪ 1 -‬أبريل ‪)2013‬‬

‫هناك تعتيم اعالمي‬ ‫شديد خبصوص‬ ‫قضية النازحني من‬ ‫غدامس و هذا أمر‬ ‫مؤسف حقيقة أن‬ ‫يتم تعتيم إالعالمي‬ ‫علي وضع ناس‬ ‫يعيشون يف وضع‬ ‫إنساني صعب للغاية‬ ‫متحملني طيلة‬ ‫الستة عشر شهرا و‬ ‫هم يعانون معاناة غري‬ ‫عادية و يف أرضهم‬ ‫أين الدولة ؟ أين‬ ‫اإلعالم احلر ؟‬ ‫الدول‬ ‫اليت تقع علي حدود منطقتهم ؟‬

‫هذه مس���ألة رمبا تقرتح حلل املشكلة و لكن‬ ‫أنا ال أري إن هذا هو احلل و لكن ما هو الذي‬ ‫يدفعنا و يرتكن���ا نلجأ هلذا احلل ؟ هو عدم‬ ‫تطبي���ق احل���ل الصحي���ح و ه���و إن املواطنني‬ ‫املوجودي���ن يف ليبي���ا ه���م ليبي�ي�ن و جيب أن‬ ‫متنح هلم كل األوراق الثبوتية و هذا حقهم‬ ‫و هكذا يف كل الدول املتواجد فيها التوارق و‬ ‫هذا هو الوضع الطبيعي الذي جيب أن يكون‬ ‫حيت ال يعد موضوع منح أكثر من جنس���ية‬ ‫وسيلة إلس���تغالهلا استغالل غري صحيح أنا‬ ‫لس���ت مع تعدد اجلنس���ية و اعطائهم أكثر‬ ‫م���ن جنس���ية ألن هذه حبد ذاتها قد تس���تغل‬ ‫ليس م���ن الت���وارق و لكن حيت م���ن أطراف‬ ‫آخ���ري ‪.‬و احلقيقة جي���ب أن تعطي األوراق‬ ‫الثبوتي���ة لكل تارقي لييب حيت لو عن طريق‬ ‫احلصر بالطريقة اليت تراها الدولة مناسبة‬ ‫و الدول���ة ق���ادرة علي أن تتح���رك يف خالل‬ ‫ش���هر واح���د و أن تنهي هذه املش���كلة بش���كل‬ ‫نهائي متاما ‪ ،‬جلان تعمل و تأخذ الدراس���ات‬ ‫الس���ابقة و عم���ل اللج���ان الس���ابقة أمامه���ا‬ ‫لك���ي تس���تنري بها و ح�ت�ي يقفل ه���ذا امللف و‬ ‫ينته���ي الكالم يف ه���ذا املوضوع و تنتهي كل‬ ‫التأويالت‪.‬‬ ‫باملناس���بة ل���و مسح�ت�ي فيما خي���ص قضية‬ ‫أزواد و هي مهم���ة جدا و هي تناوهلا اإلعالم‬ ‫و ال���رأي الع���ام بش���كل غ�ي�ر صحي���ح يف إن‬ ‫الت���وارق يف ليبي���ا لديه���م أجن���دة خارجية و‬ ‫نف���س األف���كار و األه���داف و كأنه���م بعبع‬ ‫ليبي���ا املخيف�ي�ن و إنه���م يبحثوا ع���ن تكوين‬

‫دول���ة أو اقلي���م ازواد يف اجلن���وب هذه كلها‬ ‫معلوم���ات مغلوط���ة متام���ا و العالق���ة ال�ت�ي‬ ‫ترب���ط الت���وارق الليبيني بأخوته���م يف أزواد‬ ‫و يف ال���دول اجل���اورة اآلخ���ري ه���ذه عالقة‬ ‫إجتماعية حبثة ليست عالقة سياسية علي‬ ‫اإلط�ل�اق ‪ ،‬و علي األقل حنن اجمللس األعلي‬ ‫للت���وارق ننفي نفي���ا قاطعا ب���أن تكون هناك‬ ‫أي عالق���ة سياس���ية بالتوارق خ���ارج ليبيا و‬ ‫العالقة ال تتعدي اإلجتماعية و عالقة عون‬ ‫و حنن نق���دم امكانياتن���ا و قدراتنا كتوارق‬ ‫ليبي�ي�ن يف أن نس���اهم م���ع الدول���ة يف ح���ل‬ ‫قضاي���ا أخوتنا يف دول اجلوار مس���اهمة مع‬ ‫الدولة بش�ت�ي الطرق املمكنة و بأن نس���اهم‬ ‫يف قضي���ة أمن احلدود حتدي���دا و احلد من‬ ‫املشاكل اليت يتعرضون هلا خوتنا يف مالي‬ ‫‪ ،‬فمثال يف مش���كلة الت���وارق يف مالي أو أي‬ ‫مش���كلة آخ���ري للت���وارق يف دوهل���م و مع‬ ‫دوهل���م ممكن أن تس���اهم الدولة الليبية و‬ ‫أن تعط���ي فرصة يف أن نس���اهم و خنفف‬ ‫من ح���دة التوتر بهذه املس���اهمات و هذه‬ ‫خدم���ة ألهلن���ا و التوارق يف تل���ك الدول‬ ‫و خدم���ة للدولة نفس���ها لتحقيق أمنها‬ ‫احلدودي ‪.‬‬

‫•ماذا فعل اجمللس يف قضية النازحني‬ ‫من غدامس إلي درج و خبصوص بناء‬ ‫املدينة السكنية اجلديدة يف وادي‬ ‫آوال ؟‬

‫أوال ه��ن��اك تعتيم اع�لام��ي شديد‬ ‫خب��ص��وص ق��ض��ي��ة ال��ن��ازح�ين من‬ ‫غدامس و هذا أمر مؤسف حقيقة‬ ‫أن يتم تعتيم إالعالمي علي وضع‬ ‫ن���اس ي��ع��ي��ش��ون يف وض���ع إنساني‬ ‫ص��ع��ب ل��ل��غ��اي��ة م��ت��ح��م��ل�ين طيلة‬ ‫الستة عشر شهرا و هم يعانون معاناة غري‬ ‫عادية و يف أرضهم أين الدولة ؟ أين اإلعالم‬ ‫احلر ؟مع كامل تقديري لبعض اجلهات‬ ‫و القنوات اليت كلفت نفسها لرتي الواقع‬ ‫و نقلت م��ا ميكن نقله و اجل��ه��ات املهتمة‬ ‫بالنازحني و تسلط ال��ض��وء عليهم و علي‬ ‫الواقع الذي يعيشون فيه ‪ ،‬و‬ ‫جيب علي اإلع�لام و الرأي‬ ‫ال���ع���ام أن ي��ن��ص��ف ه���ؤالء‬ ‫و ي��ت��ح��رك م���ع ال���دول���ة‬ ‫ل��ل��م��ط��ال��ب��ة ب��ت��ح��ق��ي��ق‬ ‫م���ا ي���ري���ده ال���ن���ازح���ون‬ ‫‪ ،‬امل���ش���ك���ل���ة ل�ل�أس���ف‬ ‫إن��ن��ا ل��س��ن��ا ب��ص��دد أن‬ ‫ن��ت��ع��م��ق يف أس��اس��ه��ا‬ ‫أو من املسؤول هذه‬ ‫القضايا سنرتكها‬ ‫للقانون و القضاء‬ ‫حيت يتم تفعيله‬ ‫و ك���������ل م���ن‬ ‫ل��دي��ه مظلمة‬ ‫أن ي��ع��د ملفه‬ ‫ل��ل��ت��ح��ق��ي��ق‬ ‫يف ال����ف��ت�رة‬ ‫القادمة ‪ ،‬و‬ ‫ال��ن��ازح�ين‬ ‫ا آل ن‬ ‫يعيشو ن‬ ‫م��ع��ان��اة حقيقة‬ ‫و منهم م��ن يعيش يف اخليام‬

‫طيلة السبعة عشر شهرا إلي حد اآلن مر‬ ‫عليهم الصيف الصائف و الشتاء القارص‬ ‫و هم يف وضع صعب للغاية حيت اخلدمات‬ ‫أب��د غ�ير م��ت��وف��رة ال م��اء و ال ك��ه��رب��اء إال‬ ‫بعض احلاجات البسيطة اليت ال تسد حيت‬ ‫الرمق بالرغم من إن النازحني شكلوا جلنة‬ ‫و كلفوها مبتابعة أحواهلم مع الدولة و‬ ‫ألتقطت اللجنة م��ع معظم امل��س��ؤول�ين يف‬ ‫الدولة الليبية من اجمللس اإلنتقالي سابقا‬ ‫إل��ي احل��ك��وم��ات املتعاقبة و إل��ي احلكومة‬ ‫احلالية و ح�تي امل��ؤمت��ر ال��وط�ني اآلن متت‬ ‫مقابلتهم و وض��ع��وا يف ال��ص��ورة و أعطوا‬ ‫مستندات و مذكرات و رسائل و صور يف‬ ‫األح��داث اليت جرت و إلي حد اآلن لألسف‬ ‫مل ن��ري أي ش��يء خبصوص ح��ل مشاكل‬ ‫النازحني يف وادي آوال ‪.‬‬

‫•ماذا عن عودة النازحني إلي مدينتهم‬ ‫غدامس و ما هي صحة بناء مدينة جديدة‬ ‫هلم يف آوال ؟‬

‫مسألة العودة من عدمها هذا قرار مت اختاذه‬ ‫من قبل النازحني ألنهم جربوا‬ ‫فكرة العودة مرة‬

‫أ و‬ ‫اث���ن�ي�ن‬ ‫و لكنها‬ ‫ف���ش���ل���ت‬ ‫و رمب������ا‬ ‫يف ذل������ك‬ ‫الوقت كان‬ ‫ه�����ن�����اك م��ن‬ ‫يضمن العودة‬ ‫ع��ل��ي مستوي‬ ‫ال���دول���ة و لكن‬ ‫و ال ض���م���ان���ات‬ ‫ل���ل���ن���ازح�ي�ن و ال‬ ‫أي ش����يء يشجع‬ ‫علي ال��ع��ودة نهائيا‬

‫‪11‬‬

‫‪ ،‬و الناس حسب رأيهم وصلوا إلي مرحلة‬ ‫الالعودة و قرروا إنشاء منطقة خاصة بهم‬ ‫يف آوال و هذه األرض أرضهم هم ال ينازعهم‬ ‫فيها أحد خبرائطها و بكل شيء فيها ‪.‬‬ ‫•ما هو رأي الدولة يف خطة إنشاء مدينة‬ ‫جديدة يف منطقة آوال ؟‬ ‫نعم هذا هو املوضوع املطروح اآلن علي الدولة‬ ‫و ألن العودة اآلن غري مضمونة العواقب و ال‬ ‫تس���تطيع أي جه���ة و حيت الدولة نفس���ها أن‬ ‫ال حت���دث مش���اكل بع���د الع���ودة ألن هناك‬ ‫بع���ض العائالت ع���ادت و لكن ص���ارت نفس‬ ‫املش���كلة و قضية آخري أكرب م���ن األولي و‬ ‫الناس يرون أن أفضل ش���يء يساهموا فيه يف‬ ‫اس���تقرار ه���ذا البلد ليبيا ه���و أن يكون طريف‬ ‫الن���زاع بعيدي���ن ع���ن بع���ض عل���ي األق���ل يف‬ ‫الوق���ت احلالي و يف ه���ذه املرحلة علي الرغم‬ ‫من إن الناس مل تقفل باب حماولة التواصل‬ ‫بش���كل ش���خصي كبدايات أولي���ة و لكن يف‬ ‫املدي املنظور يبدو إن الناس وصلوا لقناعات‬ ‫س���واء أن الدولة قدمت أو مل تقدم و قالوا أن‬ ‫الدولة اليت مل تقدم لنا ش���يئا طيلة الس���بعة‬ ‫عش���ر شهرا فقط أمامها خيارين و هذا حقنا‬ ‫كمواطن�ي�ن ليبي�ي�ن خمصص���ات النازحني‬ ‫يس���تفيد منها اآلخرين و لكن يستوجب اآلن‬ ‫أن الدول���ة تقف وقفة ج���ادة و بعضهم ناس‬ ‫تص���ل اجي���ارات البيوت اليت يس���كنوها أللف‬ ‫دين���ار ش���هريا يف منطق���ة درج و هذا حيت يف‬ ‫أرق���ي أحي���اء طرابل���س مل حيصل ه���ذا ! يف‬ ‫حني أن معظم النازح�ي�ن مرتباتهم موقوفة‬ ‫و منه���م املطرودي���ن و املفصولني عن عملهم‬ ‫فص���ل تعس���في باعتباره���م غياب و مس���ألة‬ ‫غيابه���م مس���ألة معروف���ة و الس���بب إن���ه ال‬ ‫يستطيع أن يعيش يف غدامي و ال يأمن علي‬ ‫نفسه و ال علي عائلته كل هذه األسباب هي‬ ‫وراء قناعة الناس و لتهدئة النفوس االبتعاد‬ ‫عن بعض هو احلل األمثل ‪ ..‬حيت لو مل تقدم‬ ‫الدولة ش���يئا الن���اس مصرين عل���ي أن يبنوا‬ ‫طوبة طوبة و مصرين علي البقاء يف آوال ‪.‬‬


‫‪12‬‬ ‫( فصل من رواية )‬

‫‪)2013‬‬ ‫‪26‬مارس ‪-‬‬ ‫‪- ) 98‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬ ‫‪)2013‬‬ ‫أبريلأبريل‬ ‫‪26‬مارس‪1 - 1‬‬ ‫‪( - )( 98‬‬ ‫العدد (‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬

‫‪ 1‬من ‪2‬‬

‫عندما تغيـــــــ‬ ‫كان الليل قد بدأ يُس���دل أستاره والسفينة احلربية الكبرية‬ ‫‪ ،‬ال�ت�ي رفع عليها األمريال علم القائ���د العام تتخايل مشوخا‬ ‫وتفاخ���را على األمواج ‪ ،‬ونفخت نفحات ه���واء فرباير القوية‬ ‫الالس���عة أش���رعة الس���فينة ومتوجت املياه الزرق���اء يف ميناء‬ ‫ليفربول ‪ .‬نرى مرافقني اثنني من السود يقومان على خدمته‬ ‫‪ ،‬باإلضافة إىل الرجل الذي رافقه يف رحالته بأفريقيا واهلند‬ ‫"جاك ب���ور" م���ن الدمنيك���و ‪ ،‬وضابطني على ظهر الس���فينة‬ ‫يس�ي�ران ذهابا وإياب���ا ‪ ،‬وهما منهم���كان يف حديث جاد ؛ كان‬ ‫األول ضابطاش���ابا والمعا يف أواسط الثالثينيات من العمر ‪،‬‬ ‫يكن للينج تقديرا عاليا ‪ ،‬وهو النقيب إدوارد سابني من سالح‬ ‫املدفعية ‪ .‬كان عاملا مش���هودا له بالكفاءة والشجاعة واحلزم‬ ‫‪ ،‬ق���د رجع إىل لن���دن منذ فرتة قصرية م���ن مهمة علمية يف‬ ‫غرب���ي أفريقيا ؛ ليقوم بطباعة كتاب لينج حول رحالته يف‬ ‫غرب أفريقيا ومغامراته يف س�ي�راليون وس���احل الذهب ‪ .‬أما‬ ‫الثان���ي فكانت دماء الش���باب تتدفق يف وجه���ه ؛ فتضفي على‬ ‫حمياه محرة وهو أصغر عمرا ‪ ،‬لكنه أكرب رتبة ‪ :‬إنه امليجر‬ ‫ألكس���ندر غوردون لينج ‪ .‬كان ح���اد الذهن حنيف البدن ‪ ،‬ذا‬ ‫س���حنة أهلبتها مشس أفريقيا ‪ ،‬وندبة وَسمَ َ ْت خده بأكمله‬ ‫‪ ،‬وهامة من ش���عر م���ا زال ضارب���ا إىل احلم���رة تضفي عليه‬ ‫مس���ة جنجرية ‪ .‬يتحمل املصاعب وميت���از بثقافة ُمتحررة ‪،‬‬ ‫ورثه���ا من أبوين أكادمييني ينحدران من اس���كتلندا ‪ ،‬حيث‬ ‫يش���غل أبوه وليام لين���ج منصب مدير ملدرس���ة أدنربه‪ ،‬بينما‬ ‫تعمل أمه أس���تاذة لألدب اإلجنليزي يف أكادميية جالس���كو‬ ‫‪ .‬كانت احلرية قد أخذت مأخذها منه ‪ ،‬ومثة فكرة تس���يطر‬ ‫على تفكريه وال يستطيع إخراجها من عقله ‪ .‬حتولت نظرته‬ ‫اليت كانت تش���ع عادة حبا للحي���اة وتضيء بهجة إىل نظرة‬ ‫متلؤها احلرية والقلق ‪.‬‬ ‫آه من���ك يا متبكت���و ‪ ،‬يا مدينة العجائ���ب واملهالك ‪ .‬مل يكن يف‬ ‫أفريقي���ا كلها اس���م يثري اخليال مثلما يثريه اس���م "متبكتو"‬ ‫‪ ،‬وه���و عل���ى اس���تعداد اآلن للتضحي���ة بأي ش���يء يف س���بيل‬ ‫املدينة ‪ ،‬اليت ظلت طيلة مخس���ة قرون معروفة بهذا االس���م‬ ‫يف غرب���ي أوروب���ا ‪ ،‬إذ تعترب إحدى أش���هر امل���دن اجملهولة يف‬

‫الع���امل ‪ .‬ي���اه ‪ ،‬مل يثر خياله مجيع حس���ناوات لن���دن وأدنربة‬ ‫واهلند وجزر الكارييب ‪ ،‬وبقي صامدا أمام سحرهن وفتنتهن‬ ‫ْ‬ ‫يتحرق ش���وقا‬ ‫ودلعه���ن ‪ ،‬رغ���م كل اإلغراءات والغوايات ؛ مل‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ويرتعش حلمه إال‬ ‫خيفق قلب���ه‬ ‫ويتل��� َو كمدا وحس���رة ‪ ،‬ومل‬ ‫هل���ذه الس���مراء ‪ ،‬اليت ينتظ���ر ليلة اقرتانه بها بف���ارغ الصرب ‪.‬‬ ‫َز ِه َ‬ ‫���د يف مالحق���ة الفتي���ات يف األزق���ة والتس���كع يف احلانات‬ ‫على غ�ي�ر عادة أقران���ه ‪ ،‬وكبح مجاحه وظ���ل يالحق خياال‬ ‫آخر وس���رابا بعيدا ‪ ،‬يضمه ويعص���ره إىل صدره ‪ ،‬كما يضم‬ ‫ويعص���ر احلبي���ب حمبوبته ب�ي�ن ذراعيه عل���ى الفراش كل‬ ‫ليل���ة ‪ ،‬ويع���ض ش���فتيه ندما على تأخ���ر اللقي���ا بينهما ‪ .‬لقد‬ ‫اكتسبت شهرتها من املخاطر اليت تكتنف جغرافيتها ‪ ،‬ومن‬ ‫ح���وادث تارخيها املليء باملتاع���ب واملهالك ‪ ،‬ومن باطن أرضها‬ ‫ال���ذي يزخر بالذهب األصفر ‪ .‬نالت ش���هرة عاملية كملتقى‬ ‫للتج���ار ‪ ،‬الذي���ن حيمل���ون بضائعه���م عل���ى ظه���ور اجلمال‬ ‫الصحراوي���ة والث�ي�ران واحلم�ي�ر الس���ودانية ‪ ،‬ويف مراكب‬ ‫األنهار والبحريات ‪ .‬يتجمع فيها خليط عجيب من الش���عوب‬ ‫من مس���لمني ووثنيني ومن عرب وبربر وزنوج ‪ ،‬لتبادل امللح‬ ‫والتم���ر حببوب الس���افانا والعبيد وجوز الك���وال ‪ ،‬وفوق كل‬ ‫ذل���ك بذهب أقصى اجلن���وب ‪ .‬كانت حركة امل���رور فيها ما‬ ‫ت���زال مبهمة ‪ ،‬كم���ا كان عليه احلال أيام ه�ي�رودوت ‪ ،‬وقد‬ ‫اتس���عت جتارة متبكتو يف القرن الرابع عشر ‪ ،‬حتى أصبحت‬ ‫متت���د م���ن س���احل غيني���ا إىل البحر املتوس���ط ‪ ،‬حي���ث كان‬ ‫جت���ار طرابلس يقايض���ون بضائ���ع أوروبا بذهب الس���ودان ‪،‬‬ ‫لينقل إىل خزائن القارة العجوز ‪ .‬يف إحدى الس���نوات الغابرة‬ ‫‪ ،‬ع�ب�ر امرباطور مال���ي العظيم الصح���را َء الكربى يف طريقه‬ ‫إىل مكة للحج ‪ ،‬وقد أدهش الطرابلس���يني بسخائه وكرمه‬ ‫ومبا أنفقه من ذهب ‪ ،‬وعندما قام رسام اخلرائط املايوركي‬ ‫إبراهيم كريس���كي برس���م أطلسه للملك تش���ارلز اخلامس‬ ‫‪ ،‬ظه���ر اس���م متبكتو ألول م���رة على إح���دى اخلرائط حتت‬ ‫اس���م تنبك ‪ .‬آه منك أيها الزمن ‪ ،‬لق���د كان ليو أفريكانوس ‪،‬‬ ‫حمظوظا عندما قام بزيارة متبكتو يف مهمة دبلوماس���ية يف‬ ‫بداية القرن السادس عشر ‪ ،‬وقد كانت مقرا حلكومة أسيكا‬ ‫العظيم ‪ ،‬ومما كتبه هذا الدبلوماس���ي عنه���ا قوله ‪":‬إن لدى‬ ‫مل���ك متبكتو الغين الكثري م���ن صفائح وصوجلانات الذهب ‪،‬‬ ‫اليت يزن بعضها ‪ 1300‬رطل ‪ ،‬وله بالط فخم جيد األثاث" ‪.‬‬ ‫كان لين���ج قد تقدم باقرتاح رمسي إىل اللورد باثورس���ت يف‬ ‫لندن ‪ ،‬بالس���ماح له مبحاولة الوصول إىل متبكتو عن طريق‬ ‫متب���و ‪ ،‬دون أن يكل���ف احلكوم���ة أي مصاريف ‪ ،‬ع���دا معدات‬ ‫معينة مل يستطع شراءها ‪ ،‬وهي بندقية جيدة يعتمد عليها ‪،‬‬ ‫وبارميرت لقياس االرتفاعات وآلة سدس جيبية ‪ ،‬وآلة مست‬ ‫غر‬ ‫لقياس الزوايا ‪ ،‬وكرونوميرت صغري ‪ .‬ال شك أنه عرض ُم ٍ‬ ‫وذكي ‪ ،‬أراد أن يقطع به الطريق على ذلكم الثعلب ‪ .‬بيد أن‬ ‫رغبة وزير اخلارجية يف اقرتاح لينج الرتياد النيجر ‪ ،‬كانت‬ ‫ُتعادل معارضته للش���روع من سرياليون من أجل ذلك اهلدف‬ ‫‪ .‬لق���د قال له بلغ���ة حازمة يف مطلع أكتوب���ر املاضي بلندن‬ ‫‪ " :‬كان س���جل حم���اوالت الوص���ول إىل النيجر من س���احل‬ ‫أفريقي���ا الغربي قامت���ا إىل درجة جعلت م���ن الصعب تربير‬ ‫إنفاق املزيد من أموال حكوميت ‪ ،‬على أية محالت أخرى تبدأ‬ ‫من هناك ‪ .‬ال ش���ك أن بارك جنح أوليا يف اكتش���اف النيجر‬ ‫ابت���داء من الغ���رب ‪ ،‬ولكنه عندما حاول إكم���ال عمله بتتبع‬ ‫نف���س الطري���ق ثاني���ة ‪ ،‬كان مثن ذل���ك كث�ي�را ‪ ،‬إذ كلفه‬ ‫حياته وحياة مخس���ة وأربعني من رفاقه ‪ .‬وال ننس���ى بالطبع‬ ‫هوتون ‪ ،‬الذي القى حتفه من بعد يف حماوالت مشابهة ‪ .‬وأنا‬ ‫ُ‬ ‫لست على استعداد للزج باملزيد من أعظم رجاالتنا وعلمائنا‬ ‫يف أدغال أفريقيا ‪ ،‬ليكونوا وجبة ش���هية لألس���ود يف الغابات ‪.‬‬ ‫ومل يع���د هنالك أدنى ش���ك لدي يف أن دواخل س���احل غينيا ‪،‬‬ ‫اليت أثبتت عدة قرون ألس���باب جغرافية وسياسية وجتارية‬

‫أنها مس���تحيلة النفوذ على األوروبيني ‪ ،‬كانت حاجزا مينع‬ ‫الوص���ول إىل الدواخ���ل ‪ ،‬ل���ذا فإن���ه ينبغ���ي تفادي���ه من اآلن‬ ‫فصاعدا"‬ ‫ ُترى ما الس���بب وراء ذلك ؟ ‪ .‬سأله النقيب سابني ‪ ،‬وهو يذرع‬‫الس���فينة مع���ه ‪ ،‬ون���دف الثل���ج اخلفيفة تس���قط على ظهر‬ ‫الس���فينة كنثر الصوف ‪ ،‬فيما تعبث نس���مات الرياح الباردة‬ ‫بشعر رأسه املسدول على كتفيه ‪.‬‬ ‫تس���تبد بي من���ذ س���نوات عديدة رغب���ة ش���ديدة للتوغل يف‬‫دواخل أفريقيا ‪ ،‬وق���د تصاعدت هذه الرغبة مع وصولي إىل‬ ‫الس���احل ‪ .‬لقد مت استبعادي سابقا من قبل وزارة املستعمرات‬ ‫‪ ،‬رغ���م رس���الة التزكي���ة القوي���ة م���ن حاك���م س�ي�راليون ‪،‬‬ ‫حبجة أنين صغري الس���ن قليل اخلربة ‪-‬توقف لربهة ليشعل‬ ‫س���يجارة‪ ، -‬ث���م اس���تأنف بالق���ول ‪ :‬ه���ل تظن أن م���ن جييد‬ ‫اس���تخدام املع���دات الفلكية ويع���رف الكثري ع���ن اجليولوجيا‬ ‫والرس���م والتصميم والتخاطب بأكث���ر من لغة حملية من‬ ‫لغ���ات القبائل األفريقي���ة ‪ ،‬يكون قليل اخل�ب�رة أو احليلة يف‬ ‫اس���تالم وصرف مبلغ مخس���ة آالف جني���ه ؟ ‪ .‬صحيح أنه قد‬ ‫يوج���د آالف الرج���ال ‪ ،‬الذين ميك���ن اختيارهم مم���ن لديهم‬ ‫ق���درة أكث���ر مين عل���ى هذا العم���ل ؛ رجال ميك���ن أن يبدأوا‬ ‫بتصمي���م مثل���ي ‪ ،‬وميكن كذل���ك أن تكون هل���م رغبة مثلي‬ ‫للمحاولة ‪ ،‬وقدرة أش���د لتنفيذ ذلك ‪ ،‬ولكين أشك كثريا يف‬ ‫إجياد ش���خص ما ‪ ،‬تتضح املهمة يف ذهنه أكثر مين ‪ .‬استدار‬ ‫بوجهه ومس���ر عينيه الزرقاوين الغائرت�ي�ن يف وجه صديقه‬ ‫وأردف ‪ :‬إن رغب�ت�ي ‪ ،‬ي���ا صديقي ‪ ،‬يف اكتش���اف مصب النهر‬ ‫تأت عن محاس أو جش���ع أو ش���هرة ‪ ،‬بق���در ما هي أمنييت‬ ‫مل ِ‬


‫‪13‬‬

‫العدد (‬ ‫‪)2013‬يوليو ‪)2012‬‬ ‫يونيو‪/‬‬ ‫أبريل‪-2‬‬ ‫‪26‬مارس( ‪ 1261-‬ـ‬ ‫الثانية‪( -‬العدد‬ ‫السنة‬ ‫أبريل‪)2013‬‬ ‫‪- 59‬‬‫‪26‬مارس‬ ‫‪( )- 98‬‬ ‫‪) 98‬‬ ‫الثالثة ‪-‬العدد (‬ ‫السنةالثالثة ‪-‬‬ ‫السنة‬

‫ــــــب الشمس‬

‫يف اإلف���ادة باكتش���اف أكثر بلدان العامل غموض���ا ‪ .‬أ َو تعلم‬ ‫أن الذهب مل يتوقف متاما ‪ ،‬وظل يستخرج إىل درجة جعلت‬ ‫اكتش���افه بالنس���بة إلينا أمرا ‪ ،‬يفوق أهمية حل لغز مصب‬ ‫النيجر ؟ ‪.‬‬ ‫كان من الطبيعي أن يؤدي إعالن استنتاج لينج سنة ‪1823‬‬ ‫‪ ،‬يف جمل���ة العلوم الرباعية الذائع���ة الصيت باختالف النيل‬ ‫عن نه���ر النيجر إىل جلب األنظار إليه ‪ ،‬فقد أوصلته رحلته‬ ‫لفالبه إىل نقطة قريبة من جبل سومة ‪.‬‬ ‫ال ُّ‬ ‫أشك يف هذا أبدا ‪ ،‬يا عزيزي ‪ ،‬والزلت غري مقتنع‬ ‫ ‬‫ب���كل هذه التفاهات ‪ ،‬لذا فأنا أعتق���د أن مثة يدا كانت تقف‬ ‫وراء عرقلة أية حماولة لك أنت ش���خصيا ‪ ،‬يف اكتشاف هذا‬ ‫اجملهول ‪ ،‬وبالتالي نيل هذا الش���رف العظيم ‪ .‬ازدادت محاسة‬ ‫سابني ‪ ،‬رغم نسمات الربد اليت تلسع وجهه ‪.‬‬ ‫وم���ن يك���ون غري ذل���ك اللعني الوغ���د ! ‪ .‬تعجب لين���ج ‪ ،‬وهو‬‫ينفث الدخان عاليا يف الس���ماء امللبدة بالغيوم ‪ ،‬فيما بدا أنيقا‬ ‫بلباسه العسكري املزركش كاالمرباطور نابليون ‪.‬‬ ‫تقص���د املالزم املعت���وه كالبرت���ون ؟ ‪ .‬أومأ النقيب برأس���ه‬‫وهز يديه يف اهلواء ‪ .‬لقد بدا قصريا كالقزم أمام قامة لينج‬ ‫الفارعة ‪.‬‬ ‫أج���ل ‪ .‬إن�ن�ي مدرك أن���ه قد توج���ه إىل خليج بن�ي�ن ‪ ،‬ليقوم‬‫باالكتش���اف ال���ذي أنش���ده منذ زم���ن طوي���ل ‪ ،‬ولكن كان‬ ‫األوىل ب���ه أن يوفر املش���قة على نفس���ه ؛ ألن اكتش���اف ذلك‬ ‫الس���ر الدفني مودع لي وحسب ‪ .‬إنين أس���تخف بفكرة بلوغه‬ ‫متبكت���و قبل���ي ‪ ،‬بل كيف ميكن���ه التفكري يف ذل���ك ‪ ،‬أمل تكن‬ ‫ُلق بالفكرة ويطرحها‬ ‫لديه القدرة على ذلك من قبل ؟ ‪ ،‬أمل ي ِ‬

‫صالح احلداد‬

‫جانب���ا ؟ ‪ .‬إن�ن�ي ال أس���تطيع تصور ه���ذا األمر ‪ :‬رج���ل يصبح‬ ‫عل���ى بعد يومني من نه���ر النيجر ‪ ،‬ثم يرج���ع دومنا أن يراه‬ ‫‪ .‬أس���تطيع التأكيد بأنين لو وصلت سوكوتو ُ‬ ‫حللت املشكلة‬ ‫منذ زمن س���حيق ‪ ،‬وإنين أش���عر متأكدا بأن شرف حل هذه‬ ‫املش���كلة مرتوك ل���ي أنا وح���دي ‪ .‬ارتفعت ن�ب�رة صوته وأخذ‬ ‫خيبط على صدره باعتزاز امرباطور ‪ ،‬ثم أردف قائال ‪ :‬أشعر‬ ‫‪ ،‬ي���ا عزي���زي ‪ ،‬باقتناع داخلي ب���أن الرب يريد لي اكتش���اف‬ ‫مص���ب النيجر ‪ ،‬ذلك الس��� ّر الذي ظل حمجوب���ا زمنا طويال‬ ‫‪ .‬إنين س���أفعل أكثر مما فعله أحد من قبلي ‪ ،‬وس���أبدو كما‬ ‫كنت دائما أعترب نفس���ي رج�ل�ا ذا عبقري���ة وروح مغامرة ‪.‬‬ ‫أنهى افتخاره هذا واعتداده بنفس���ه بس���حق عقب السيجارة‬ ‫حتت قدميه ‪.‬‬ ‫ال شيء غري الغرية واحلسد واألنانية ‪ .‬إنه يريد أن‬ ‫ ‬‫حيتكر هذا امليدان لنفس���ه مهما كلفه هذا من خسة ونذالة‬ ‫ود‬ ‫‪ .‬كان يظن أنه يس���تطيع أن يشرتي بتملقاته الرخيصة َّ‬ ‫وزير املستعمرات ‪ ،‬لكن الوزير مل يعد على استعداد الحتمال‬ ‫مس���لكه األناني الذي يس���لكه ‪ ،‬هذا فضال عن الشكوك ‪ ،‬اليت‬ ‫زادت م���ع الوق���ت بع���د أن ش���اع أن احلدي���ث ع���ن التجارة مل‬ ‫يكن إال س���تارا مل���آرب أخرى ‪ .‬ه���ل تعلم ماذا قال له س���لطان‬ ‫س���وكوتو "بللو" يف آخر لق���اء مجعهما الع���ام الفائت ؟ ‪ ،‬لقد‬ ‫قال له حرفيا ‪" :‬إنكم ش���عب غريب ‪ ،‬وأقوى األمم املسيحية ‪،‬‬ ‫لقد أخضعتم اهلند كلها حلكمكم ‪ ،‬وأوافق على التعامل مع‬ ‫بريطاني���ا ‪ ،‬طاملا كان ذلك عن طريق طرابلس والصحراء ‪،‬‬ ‫ال عن طريق س���احل غينيا" ‪ .‬لقد عارض بشدة فتح الطريق‬ ‫إىل الساحل ؛ ألن نشاطات املعتوه كالبرتون هناك ‪ ،‬مل تكن‬ ‫تشجع على الثقة فيه بأي حال من األحوال ‪.‬‬ ‫أجل ‪ ،‬لقد علمت بهذا ‪ ،‬وهو الس���بب وراء مؤامراته‬ ‫ ‬‫الدنيئ���ة لعرقل�ت�ي للفوز بش���رف ه���ذه الرحلة ‪ .‬ه���ل تدري‬ ‫مباذا نصح�ن�ي يف تقريره ‪ ،‬عندما خابت مس���اعيه يف الظفر‬ ‫بالتكلي���ف ؟ ‪“ .‬أن ألب���س لباس���ا تركيا بس���يطا ‪ ،‬وأن أكون‬ ‫لطيف���ا مع املواطن�ي�ن صبورا عليهم” ‪ .‬لك���ن ليس من طبعي‬ ‫أن أك���ون خ�ل�اف ذل���ك ‪ ،‬ويتبج���ح قائ�ل�ا ‪”:‬جي���ب أال أدون‬ ‫مالحظاتي س���را ‪ ،‬فالش���مس ال تش���رق يف الزوايا املظلمة” ‪.‬‬ ‫ويق���ول أيضا ‪“ :‬جي���ب أال أحتدث عن النس���اء دومنا احرتام”‬ ‫‪ ،‬ولك�ن�ي أعجب كيف عرف أنين أفع���ل ذلك ‪ .‬إنين لو بقيت‬ ‫ردحا من الزمن يف أفريقيا ملا عرفت عنه مثل ذلك ‪ .‬ويضيف‬

‫‪“ :‬جيب أال أتدخل يف ش���ؤون النس���اء يف ه���ذا البلد” ‪ .‬حقا إنه‬ ‫ش���يء مذهل ومدهش أن تصل ب���ه الوقاحة إىل هذه الدرجة‬ ‫‪ .‬ث���م خيتم نصائح���ه اخلرقاء هذه بالق���ول ‪“ :‬جيب أن تكون‬ ‫مع���ي هداي���ا أوزعها” ‪ .‬ه���ل أحتاج ‪ ،‬ي���ا صديقي ‪ ،‬إىل أش���باح‬ ‫تظهر من قبورها ‪ ،‬لتحكي لي مثل هذا اهلراء ؟ ‪ .‬كشف عن‬ ‫أسنانه ضاحكا ‪.‬‬ ‫أطلقت الباخرة احلربية املس���ماة “الثعلب” أبواقها استعدادا‬ ‫لإلحب���ار إىل املتوس���ط ‪ ،‬وعل���ى متنه���ا مجي���ع املس���تلزمات‬ ‫الضروري���ة م���ن مالب���س بدوي���ة وأدوات منزلي���ة ومالءات‬ ‫األس��� ّرة وأدوات الطع���ام والطب���خ واألطب���اق والويس���كي‬ ‫ِ‬ ‫األس���كتلندي الالذع املعتق ‪ ،‬إىل جان���ب املعدات اليت حيتاجها‬ ‫يف رحلت���ه ؛ وه���ي ‪ :‬آل���ة س���دس للجي���ب ‪ ،‬وتلس���كوب وثالث‬ ‫بوص�ل�ات وبارمي�ت�ر وآلتان لقياس الرطوب���ة ‪ ،‬وكرونومرت‬ ‫وس���اعة ‪ ،‬بتكالي���ف إمجالي���ة قدرها مائة وعش���رون جنيها ‪،‬‬ ‫وأضاف هلذا املبلغ مخس�ي�ن جنيها مثن جتهيزات خاصة له ‪.‬‬ ‫كانت الرياح قوية‪ ،‬وها هو ذا بقامته الفارهة وبدلته امللونة‬ ‫الفاخ���رة على منت الباخ���رة احلربية ‪ ،‬اليت رفعت مرس���اتها‬ ‫على الفور وبدأت يف اإلحبار ‪ .‬تالش���ت الباخرة بعيدا يف جلج‬ ‫احمليط ‪ ،‬ثم انقشعت الس���حب وصفت صفحة السماء ‪ ،‬عند‬ ‫مضيق جبل طارق ‪ .‬هناك على الطاولة كان ي ْ‬ ‫ضجيج‬ ‫ُسمع‬ ‫ُ‬ ‫كؤوس الويس���كي االس���تكلندي ‪ ،‬املمزوج بضح���كات طاقم‬ ‫الباخرة ونكاتهم الساخرة احتفاال بهدوء العاصفة ‪.‬‬ ‫ي���ا اهلل ‪ ،‬ما أمجل اللي���ل يف البحر ! الليل رائع ‪ ،‬أليس كذلك‬ ‫؟ ‪ .‬يرفع���ون رؤوس���هم حن���و أس���راب م���ن النج���وم املعلقة يف‬ ‫الس���ماء الظلم���اء ‪ ،‬وهي تض���يء فوق هاماته���م ‪ ،‬فيما قرص‬ ‫القم���ر الفضي مي���د ذراعه الالمع حن���و األم���واج الداكنة ‪.‬‬ ‫الباخ���رة تتماي���ل بتناغ���م إيقاعي وأصوات مواق���د الفحم يف‬ ‫النعاس يتس���لط على عيونهم بسهولة ‪ .‬ذات‬ ‫املؤخرة ‪ ،‬جتعل‬ ‫َ‬ ‫ليلة وبينما كانت األمواج تتالعب بالباخرة ميينا ويس���ارا ‪،‬‬ ‫تذكر لينج وهو مس���تلقى على س���ريره يف ساعة متأخرة ‪،‬‬ ‫���ر أحد األيام يف اهلن���د ‪ ،‬حني عربت‬ ‫حت���ت ضوء املصباح َع ْص َ‬ ‫فتاة جتمع احلطب ؛ فجلس���ت إىل جانبه كي تطفئ ظمأها‬ ‫يف باحة إحدى الكنائس ‪ .‬كان وجهها خليطا من اخلالسية‬ ‫والصينية ‪ ،‬هلا شيء جذاب يف الوجه وحلم قاس كاخلشب ‪،‬‬ ‫حتت بشرة قامتة ناعمة ومشدودة ‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪26 ( - ) 98‬مارس ‪ 1 -‬أبريل ‪)2013‬‬

‫رواية بنهايات كثرية‬

‫هل تصل إلـــــــ‬

‫حيه على برقة‬

‫نوري الثلثي‬ ‫لينه مصطفى كريديه‬

‫رواي���ة " حي���ه عل���ى برق���ة" للروائ���ي ادري���س‬ ‫املس���ماري الص���ادرة حديث���ا ع���ن هيئ���ة دعم و‬ ‫تشجيع الصحافة‪ ,‬أثارت فضولي منذ اللحظة‬ ‫األوىل ‪,‬حيث استفزني عنوانها اخلاص باللهجة‬ ‫الليبي���ة ‪,‬وال أظن أن الكثريي���ن من بقية القراء‬ ‫يف الع���امل العربي يس���تطيعون كش���ف النقاب‬ ‫عن املعنى الذي يتوخاه األديب‪ ,‬إذن فاملكتوب مل‬ ‫نس���تطع قراءته من عنوانه كما جتري العادة‬ ‫ولو رمزيا ‪ .‬تس���تقبلنا الرواي���ة ببضع صفحات‬ ‫لتنس���ج أحداثا برباعة وتنوع ادوار أبطاهلا ليس‬ ‫على مس���توى اختالفات الش���خصيات فحسب‪,‬‬ ‫ب���ل على تن���وع اصول ثقافته���م و مواطنهم من‬ ‫" ادريس السنوس���ي" اىل اخلواج���ة "دميرتوس"‬ ‫وصوال اىل " ش���ريف بو حفيظة" ‪ .‬هذا اخلليط‬ ‫احملب���وك من األش���خاص و األمكنة الذي ينتج‬ ‫جترب���ة و حكم���ة يكتبه���ا الروائ���ي على لس���ان‬ ‫أبطال���ه ( هذي لعب���ة احلياة ‪ ,‬مهم���ا حاولت أن‬ ‫حتدد مقاس���اتها‪ ,‬وتضبط مس���احتها‪ ,‬يكون هلا‬ ‫حساباتها املختلفة عما أردت‪).‬ص ‪. 17‬‬ ‫يقطع املؤلف السرد الروائي حباشية متتد على‬ ‫عدد صفحات طويل نسبيا ( من ص‪ 22‬اىل ص‬ ‫‪ )38‬نظرا ألن الرواية تتكون من‪ 104‬صفحات‬ ‫من احلجم املتوسط‪ ,‬ويربر أهمية هذا اهلامش‬ ‫التارخيي ألحتوائه على معلومات عامة مفيدة‪,‬‬ ‫وللقارئ حرية الالستفادة منها أو جتاهلها مما‬ ‫ال يؤث���ر على س�ي�ر وفهم الرواي���ة ‪ .‬بالطبع هذا‬ ‫اهلام���ش التارخيي يتجاوز تس���ميته كهامش‬ ‫أو كحاشية ليؤلف دراس���ة وافية‪ ,‬وهي عبارة‬ ‫ع���ن جمموع���ة معلوم���ات دمس���ة يف التاريخ و‬ ‫املؤرخني وأصول القبائل وصوال اىل اجلغرافيا‬ ‫و القليل من العادات و الالجتماعيات‪.‬‬ ‫يف الع���ودة اىل اجل���زء الروائي ينح���ت الروائي‬ ‫بقية قصته بفسيفس���اء متشابكة من القصص‬ ‫الصغ�ي�رة اليت تأخذنا اىل عوامله ‪,‬وتصنع رواية‬ ‫كب�ي�رة متكامل���ة بال���كاد يس���تطيع قارئها أن‬ ‫يؤجل معرفة مصري أبطاهلا إىل يوم غد ‪ .‬نسيج‬ ‫متني من التشويق وأحداث متسارعة موصوفه‬ ‫بدق���ة ومه���ارة م���ن غ�ي�ر تطوي���ل أو مبالغة يف‬ ‫الوص���ف ‪ ,‬فال مي���ل الق���ارئ من تع���داد الصور‬ ‫للمش���هد الواحد‪ ,‬بل تنس���اب األحداث بسالسة‬ ‫وخفة بلغة رش���يقة ‪ ,‬لغة مباش���رة وأنيقة من‬ ‫غ�ي�ر حذلق���ة وادع���اءات‪ ,‬يتخللها أحيان���ا حوار‬ ‫باهلج���ة الليبي���ة أو املصرية املفهوم���ة للقارئ‬ ‫العربي مهما كانت جنس���يته‪ .‬حتمل بس���اطة‬ ‫اللغ���ة ومتانتها الكث�ي�ر من العم���ق يف األفكار ‪,‬‬ ‫ص ‪ ( 41‬تعل���م واع���رف وال تدّع املعرفة والعلم‬ ‫‪ ,‬ف���كل م���دع للمعرف���ة جاه���ل أج���وف ‪ ,‬املعرفة‬ ‫والعلم ليسا هما الفعل ‪ ,‬إمنا هما الدليل للفعل‬ ‫‪ ,‬هما النور الذي نس���تضئ ب���ه لطريقة الفعل)‬ ‫ص ‪ ( 53‬اخلوف وقلة املعرفة مهلكة لبين آدم)‬ ‫ونظرة فلس���فية صوفية جتاه احلياة أو بعض‬

‫األش���خاص ص ‪ ( 44‬مث���ل هؤالء األش���خاص‬ ‫حياته���م قص�ي�رة ‪ ,‬ألنهم خلق���وا ملهمة حمددة‬ ‫يف احلي���اة ‪ ,‬وهي زرع األمل ‪ ,‬يؤدونها و يرحلون‬ ‫‪ . ).....‬تتس���لل م���ن الروائي محاس���ه الش���خصي‬ ‫ومواقف���ه م���ن أم���ور الدني���ا والنض���ال والفك���ر‬ ‫فيكت���ب ( أحب أهلك ‪ ,‬احب ناس���ك أحب وطنك‬ ‫أحب دينك أحب ما تش���اء ‪ ,‬لكن ال تتعصب لشئ‬ ‫‪ ,‬لفك���رة أو ل���رأي أو جلنس أو لق���وم ‪ ,‬التعصب‬ ‫يصيب اإلنسان بالعمى ‪ ,‬و يولد يف نفسه احلقد‬ ‫والكراهي���ة)‪ .‬ص ‪ .45‬أو حبه للنش���اط والعمل‬ ‫املس���تمرين كما يف وصف "دمي�ت�روس" وعلى‬ ‫لسانه ( العمل اليدوي يكمل العمل الذهين ‪).....‬‬ ‫ص ‪. 42‬‬ ‫ال بد للروائي أن تنساب جزئيات من شخصيته‬ ‫و ذات���ه يف الرواي���ة بطريق���ة غري مباش���رة عن‬ ‫أفعال وشخصيات و حوارات أبطاله‪ ,‬أو بطريقه‬ ‫مباش���رة كاعرتاف صريح وواضح من الكاتب‪.‬‬ ‫يف رواية " حيه على برقة" نقرأ كلتا احلالتني‪.‬‬ ‫يف احلالة األوىل ص ‪ 56‬منوذج ( يف أعماق كل‬ ‫منا أسرار ال نرغب يف أن نبوح بها‪ ,‬شيئ خنجل‬ ‫منه ‪ ,‬خناف أن يعرفه األخرون ع ّنا ‪ ,‬لكنه يثقل‬ ‫عمن نثق به ليش���اركنا‬ ‫على نفوس���نا ‪ ,‬ونبحث ّ‬ ‫ضعفنا ‪ ,‬ليتنفس السر خارجنا ‪ . )....‬بالنسبة لي‬ ‫تتميز ه���ذه الرواية بوجوهها الثالثة ‪ :‬الرواية‬ ‫‪ ,‬احلاش���ية أو اهلوامش التارخيية كما أمساها‬ ‫الروائ���ي‪ ,‬والوجه الثال���ث املهم ال���ذي أمسيته "‬ ‫رس���الة البوح" وه���و عبارة عن ث�ل�اث صفحات‬ ‫م���ن ص ‪ 66‬تنتص���ر عفوي���ة الروائ���ي أم���ام‬ ‫الكاتب‪ ,‬فيس���ر لقرائه مبقاط���ع رائعة املضمون‬ ‫ومحيمي���ة مفعم���ة باألم���ل فيع�ت�رف الروائي‬ ‫بعمره واملرض ( على صعيد الذات البيولوجية‬ ‫ب���دأت أكون أكث���ر قناع���ة بأن م���ا بقى لدي‬ ‫م���ن العمر أق���ل بكثري مم���ا مضى‪ ) ....‬ويش���هد‬ ‫بأن���ه قد عاش وم���ا زال يرغب باملزي���د‪ ..... ( .‬ما‬ ‫زلت أرغب بق���راءة كتب مل أقرأها ‪ ,‬أن أكتب‬ ‫ش���عرا و قصصا وروايات ومق���االت مل أكتبها‬ ‫بعد ‪ ,‬أن أمسع موسيقى وأرسم لوحات ‪ ,‬أن أرى‬ ‫أحف���ادي ‪ ,‬وأغ�ن�ي معهم يف أعي���اد ميالدهم ‪ ,‬أن‬ ‫أرى وطين و ناس���ه يعيش���ون يف هناء و رفاهية‬ ‫و حري���ة وحمب���ة ‪ ,‬أن تنتهي احل���روب يف عاملنا‬ ‫‪ ,‬ويع���م العدل و املس���اواة بني البش���ر ‪ ,‬أحلم مع‬ ‫ناظ���م حكمت بأمجل األيام اليت مل نعش���ها بعد‬ ‫‪).........‬‬ ‫قص���ة الرواي���ة العام���ة وأبطاهل���ا وأحداثه���ا‬ ‫منمنم���ات بالغ���ة الدق���ة ال ب���د م���ن قرأته���ا و‬ ‫اإلس���تمتاع به���ا به���دوء للوص���ول اىل نهاي���ة‬ ‫اختاره���ا الروائ���ي إدري���س املس���ماري معلق���ة‬ ‫و رمب���ا مفتوح���ة اإلحتم���االت ‪ ,‬هك���ذا ارت���أى‪:‬‬ ‫كريشندو نهائي يليق ببداية ثورة ‪ ,‬ثورة ليبيا‬ ‫اجمليدة اليت ستغري التاريخ احلديث ‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫أح���داث نراه���ا‬ ‫جت���ري يف ليبي���ا‬ ‫ف���وق الس���طح وأخرى حتت���ه‪ ،‬تهدّد‬ ‫حب���رف التقدّم حنو بناء الدولة عن‬ ‫مساره الس���لمي بعيداً عن ّ‬ ‫أي نهاية‬ ‫س���عيدة‪ .‬وبالنهاية الس���عيدة أقصد‬ ‫َ‬ ‫القانون واملؤسس���ات‪ ،‬واملساوا ِة‬ ‫دولة‬ ‫ِ‬ ‫اإلنس���ان‬ ‫وكرامة‬ ‫ب�ي�ن املواطن�ي�ن‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كل ذل���ك يف ّ‬ ‫وحري ِت���ه؛ ّ‬ ‫ظ���ل ش���رع‬ ‫اهلل ومب���ادئ ديننا الس���محة اليت ال‬ ‫يرض���ى الليبي���ون بغريه���ا هادياً يف‬ ‫وم ْــنجي���اً يف معادهم‪ ،‬من‬ ‫معاش���هم ُ‬ ‫مجاعة‬ ‫إىل‬ ‫ينتموا‬ ‫أن‬ ‫إىل‬ ‫حاجة‬ ‫غري‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫بعينه���ا أو أن خيضعوا لباب���ا أو قائ ٍد‬ ‫كائـناً من كان‪.‬‬ ‫خروج عن القانون‬ ‫ٌ‬ ‫لقد زخرت الف�ت�رة القريبة املاضية‬ ‫بأحداث بارز ٍة م���ن العنف واخلروج‬ ‫ٍ‬ ‫ع���ن القان���ون يف مط���اري بنغ���ازي‬ ‫وطرابل���س‪ ،‬وحمط���ة تصدير الغاز‬ ‫يف مليت���ه‪ ،‬واقتح���ام املؤمتر الوطين‬ ‫يف قاعت���ه البديل���ة ال�ت�ي الذ به���ا‬ ‫هرب���اً م���ن قاعته احملتل���ة‪ ،‬واهلجوم‬ ‫عل���ى مقر قن���اة العاصمة وحتطيم‬ ‫حمتوياته���ا‪ ،‬واالختطاف‪ ،‬واالعتداء‬ ‫على املدارس واملعابد‪ .‬هذه األحداث‬ ‫ريها تك���ون يف الغالب َ‬ ‫ذات‬ ‫وكث ٌ‬ ‫ري غ ُ‬ ‫مصلحية فردية أو جهوية أو‬ ‫دوافع‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫أما حادثا اهلجوم على املؤمتر‬ ‫قبلية‪ّ ،‬‬ ‫وقناة العاصمة فقد كانا مرتبطني‬ ‫بالدع���وة إىل إص���دار قان���ون العزل‬ ‫السياسي واإلداري‪.‬‬ ‫اندحار القذايف إىل غري رجعة‬ ‫حتقيق املصلحة يستوجب اختاذ ما‬ ‫يلزم من إجراءات لـ ‘محاية الثورة’‪،‬‬ ‫ومحاي���ة الث���ورة مرتبط���ة بتوف�ي�ر‬ ‫املناخ املالئم لتأس���يس دولة القانون‬ ‫واملؤسس���ات واملس���اوا ِة بني املواطنني‬ ‫اإلنس���ان وحري ِت���ه كما‬ ‫وكرام���ة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س���لفت اإلشارة‪ ،‬ما يس���تدعي عزل‬ ‫املنتم�ي�ن إىل العه���د الس���ابق الذين‬ ‫يخُ ش���ى ــ���ـ إذا م���ا وج���دوا الفرص���ة‬ ‫الس���احنة ــ���ـ أن يع���ودوا بالبالد إىل‬ ‫م���ا كان���ت علي���ه‪ .‬وذلك أم��� ٌر أزعم‬ ‫أن���ه مس���تحيل‪ ،‬فالعه���د الس���ابق‬ ‫اندح���ر مفلس���اً فكري���اً وأخالق ّي���اً‪،‬‬ ‫مرتاجع���اً عن كل ما ق���د أعلن عنه‬ ‫من ‘مبادئ’ وش���عارات ثبت س���فهها‬ ‫فكر‬ ‫قب���ل رحيل���ه؛ ليس ل���ه حامل���و ٍ‬ ‫يرفع���ون رايات���ه‪ ،‬ب���ل أتب���ا ٌع َ‬ ‫وخدم‪،‬‬ ‫م���ن غري املناس���ب ـــ أخالقـ ّي���اً يف أقل‬ ‫تقدير ـــ أن يلتحقوا خبدمة الثورة‪.‬‬ ‫لقد كان نظام القذايف نظا َم الفرد‬ ‫الواح���د وانته���ى إىل غ�ي�ر رجع���ة‬

‫بنهايت���ه وأوالده‪ .‬لذل���ك ال يوج���د‬ ‫رب ٌر للمغاالة والشطط‪ .‬ينبغي أن‬ ‫مّ‬ ‫ينحصر العزل يف النشطاء الفاعلني‬ ‫الذين تطوعوا وتقدموا الصفوف يف‬ ‫خدمة الطاغية ترس���يخاً لس���لطته‬ ‫ال لتوري���ث أوالده‪ ،‬قمع���اً‬ ‫أو تس���هي ً‬ ‫ً‬ ‫وتنكي�ل�ا باألحرار املقاومني لفس���اد‬ ‫حكم���ه‪ ،‬والطبال�ي�ن والزماري���ن‬ ‫وامله ّرج�ي�ن املس��� ّبحني حبم���ده‬ ‫وجم���ده‪ .‬ومر ًة أخ���رى‪ ،‬لقد تأخرت‬ ‫أجه���زة الث���ورة املتعاقب���ة يف تقديم‬ ‫م���ن أجرم���وا إىل احملاكم���ة‪ ،‬وه���و‬ ‫تأخ ٌر ال يس���تقيم مع ما نش���هده من‬ ‫وعجلة ش���ديدين إلصدار‬ ‫مح���اس‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫قانون العزل‪.‬‬ ‫عز ٌل وإهلاء‬ ‫ً‬ ‫وبداه���ة ــ���ـ جي���ب أن يُب َع َ‬ ‫���د‬ ‫نع���م ــ���ـ‬ ‫ُ‬ ‫أركان وأع���وان النظ���ام الس���ابق يف‬ ‫تدم�ي�ر الوط���ن ً‬ ‫قت�ل�ا ونهب���اً للمال‬ ‫العام‪ ،‬وإهداراً لكرامة اإلنس���ان‪ ،‬عن‬ ‫مواق���ع القي���ادة والصف���وف األوىل‬ ‫يف الدول���ة اجلديدة‪ .‬ب���ل إن الثورة‬ ‫على الظلم تقتضي أن يواجه أولئك‬ ‫األركان واألع���وان العدال���ة وأن‬ ‫ينالوا جزاءهم‪ ،‬لوال أن تعزيز املواقع‬ ‫ــــ كما نرى أمامنا ـــ يتقدم ما عداه‬ ‫من اعتبارات‪.‬‬ ‫حن���ن مش���غولون بإقص���اء بعضن���ا‬ ‫بعضاً‪ ،‬ملتهني به عن حتقيق األمن‬ ‫والعدل والتصاحل‪ ،‬وإجناز الدستور‪،‬‬ ‫الس�ل�اح‬ ‫وإطالق عجل���ة االقتصاد‪.‬‬ ‫ُ‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪26 ( - ) 98‬مارس ‪ 1 -‬أبريل ‪)2013‬‬

‫عندما يتحول الصحفي إىل معول هدم يف دولة وليدة‬

‫ـــى الشاطئ اآلخر؟‬ ‫وجمموعات‬ ‫مبختلف أوزانه بأيدي أفرا ٍد‬ ‫ٍ‬ ‫ومدن وقبائل‪ .‬احملاكم مقفلة‪.‬‬ ‫مسلحة‬ ‫ٍ‬ ‫النازح���ون واملهاج���رون مبئ���ات اآلالف‬ ‫ينتظرون الفرج‪ .‬البطالة تصل يف بعض‬ ‫التقدي���رات إىل ‪ ،50%‬واجلن���ود وأف���راد‬ ‫الش���رطة الذي���ن يتقاض���ون مرتبات من‬ ‫دون عم���ل يع���دّون ب���اآلالف‪ ،‬والفس���اد‬ ‫مستش���ر يف جس���م األم���ة‪ ،‬وكرام���ة‬ ‫ٍ‬ ‫اإلنس���ان وحقوقه منتهكة‪ ،‬والس���لطة ال‬ ‫ظل ِّ‬ ‫حول هلا غري توزيع اهلبات‪ .‬ويف ّ‬ ‫كل‬ ‫ّ‬ ‫حي���ق أن نس���أل‪ :‬هل يع�ن�ي اندحار‬ ‫ذلك‬ ‫مأمن من‬ ‫يف‬ ‫أصبحن���ا‬ ‫أننا‬ ‫القذايف‬ ‫نظ���ام‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫وطن‬ ‫دكتاتوري���ة فاش���ية‬ ‫ٍ‬ ‫تنقض عل���ى ٍ‬ ‫يطول س���قمه وتضعف بُنيته‪ ،‬فتكون هي‬ ‫ري ذلك‪.‬‬ ‫‘املنقذ’؟ الشواهد تقول غ َ‬ ‫ثنائــــيات‬ ‫وتأت���ي الدع���وة إىل العزل واالس���تقطاب‬ ‫ً‬ ‫مزاج عام‬ ‫الشديد احمليط بها متسقة مع ٍ‬ ‫ونظر ٍة إىل احلياة وإىل الناس ّ‬ ‫تش���كل ما‬ ‫َ‬ ‫وتوجهات‪ .‬متثل‬ ‫أحكام‬ ‫نراه من‬ ‫ومواقف ّ‬ ‫ٍ‬ ‫االجتاه���ات واالنتم���اءات ل���دى األف���راد‪،‬‬ ‫مثله���ا مثل كل ش���يء‪ ،‬طيفاً واس���عاً من‬ ‫يس�ي�ر منها‪.‬‬ ‫األل���وان‪ ،‬ال ن���رى غري ج���ز ٍء‬ ‫ٍ‬ ‫والصورة لدينا ناقصة ليس لعدم قدرتنا‬ ‫على رؤية كامل الطيف وحسب؛ فنحن‬ ‫يقسم بعضنا‬ ‫ال نرى غ َ‬ ‫أبيض وأس���ود‪ّ .‬‬ ‫ري ٍ‬ ‫ثوار وأزالم على س���بيل املثال؛‬ ‫بعض���اً إىل ٍ‬ ‫إىل َمن تتوفر فيهم النزاهة والوطنية أو‬ ‫معزول (نسمح له‬ ‫ال تتوفران‪ ،‬وقريباً إىل‬ ‫ٍ‬ ‫مع���زول (حيق له‬ ‫وغري‬ ‫ٍ‬ ‫بالص�ل�اة وراءنا) ِ‬ ‫أن يؤ ّم بنا الصالة)‪ .‬وهكذا حنن‪ ،‬يص ّنف‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ثنائيات ال تنتهي‪.‬‬ ‫طريف‬ ‫بعضنا بعضاً بني‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫وع���زل ومتييزٌ‬ ‫ٌ‬ ‫والنتيج���ة فرز وإقص���ا ٌء‬ ‫وتناب��� ٌز باأللق���اب؛ واهل���دف يف حقيقت���ه‬ ‫انفرا ٌد بالس���لطة أو املال أو الوطن نفس���ه‬ ‫بإمي���ان يقـــ��� ّر يف القلوب ونزعم‬ ‫أو حتى‬ ‫ٍ‬ ‫االطالع عليه‪.‬‬ ‫نفس ثنائية روب���رت موغابي عندما‬ ‫هي ُ‬

‫‪15‬‬

‫اسعد ابوقيلة ودوره يف عدم استقرار ليبيا‬ ‫نظ���ر إىل ش���عبه م���ن منظ���ار َ‬ ‫األس��� َو ِد‬ ‫واألبي���ض‪ ،‬فق���رر ‘ع���زل’ األبي���ض ع���ن‬ ‫ملك ّي���ة األرض وإن كان زميبابويّ���اً عن‬ ‫أربعة أجيال أو أكثر‪ .‬مل ينظر موغابي‬ ‫إىل مث���ال التصاحل والتس���امح على ي َ‬ ‫َد ْي‬ ‫ماندي�ل�ا يف جن���وب أفريقيا ومث���ار ذلك‬ ‫التص���احل والتس���امح‪ ،‬وإمن���ا انق���اد وراء‬ ‫وكراهية أفقرت ش���عبه‬ ‫ــ���ل‬ ‫ّ‬ ‫وغ ٍّ‬ ‫���ب ِ‬ ‫ٍ‬ ‫تعص ٍ‬ ‫َّ‬ ‫كلــه بيضاً وسودا‪ً.‬‬ ‫للعزل املطروح حماذيره‬ ‫مش���روع قان���ون الع���زل املط���روح يُدي���ن‬ ‫مواطن�ي�ن بـ ‘املس���اهمة يف إفس���اد احلياة‬ ‫السياس���ية واالقتصادي���ة واالجتماعية’‪،‬‬ ‫َ‬ ‫العقوبة‬ ‫نسخة أخرى منه يو ِقع بهم‬ ‫ويف‬ ‫ٍ‬ ‫مع���رف؛ وتأت���ي‬ ‫إدان���ة‬ ‫دون‬ ‫م���ن‬ ‫جب���رم َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اإلدان���ة والعقوب���ة يف احلالت�ي�ن من دون‬ ‫حق يف التظلم‪ .‬وهو حيدّد‬ ‫حماكم���ة أو ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫الفس���ا َد يف ‪ 19‬ش���رحية م���ن املواطن�ي�ن‪،‬‬ ‫تض���م أبرياء‬ ‫معظمه���م م���ن املوظف�ي�ن‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تض���م ‘مفس���دين’‪ ،‬وال يس���توعب‬ ‫مثلم���ا‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫كل ‘املفس���دين’‪ .‬الع���زل عل���ى النح���و‬ ‫املط���روح به يع�ن�ي حرمان���اً‬ ‫واس���ع املدى‬ ‫َ‬ ‫لـمواطنني من حقوقهم املدنية؛ حتديداً‪:‬‬ ‫ممارس���ة العم���ل السياس���ي واإلداري‬‫س���واء باحل���ق يف الرتش���ح والرتش���يح يف‬ ‫االنتخابات؛‬ ‫ِّ‬ ‫تول���ي مناص���ب قيادي���ة أو مس���ؤوليات‬‫وظيفي���ة أو إداري���ة أو مالي���ة يف كاف���ة‬ ‫القطاعات اإلدارية العامة والشركات أو‬ ‫املؤسسات املدنية أو األمنية أو العسكرية‬ ‫وكل اهليئ���ات االعتباري���ة اململوك���ة‬ ‫للمجتمع؛‬ ‫تأس���يس األح���زاب ومؤسس���ات اجملتمع‬‫املدن���ي وعضويته���ا وكذل���ك االحتادات‬ ‫والرواب���ط والنقاب���ات والن���وادي وم���ا يف‬ ‫حكمها‪.‬‬ ‫هذا العزل يعين إقصا ًء عن املش���اركة يف‬ ‫الش���أن العام‪ .‬العزل املط���روح يدفع بـمن‬ ‫ح���ق إىل اجلانب‬ ‫يش���ملهم من غري وجه ٍّ‬ ‫املض���ا ّد للث���ورة دفع���اً‪ .‬قد تكس���ب تيارات‬ ‫سياس���ية إزاح���ة بع���ض خصومه���ا ع���ن‬ ‫املش���هد السياسي‪ ،‬ولكن الثورة ‘ستكسب’‬ ‫خصوماً جددا من املواطنني واحلقوقيني‬ ‫واملنظمات الدولية‪.‬‬ ‫ونهدر الزمن فرحني‬ ‫وميض���ي الزم���ن مس���رعاً ت���اركاً وراءه‬ ‫أمــتن���ا تض ّي���ع العمر يف اهل���دم واإلقصاء‬ ‫ّ‬ ‫مس���ميات ال تنته���ي‪ :‬عه���د بايد‪..‬‬ ‫حت���ت‬ ‫ّ‬ ‫معوق�ي�ن‪ ..‬وأخ�ي�راً أزالم���اً‬ ‫رجعي�ي�ن‪ِّ ..‬‬ ‫ومفسدين‪ .‬وأحبنا ألنفسنا كل األدوات‬ ‫وإهدار‬ ‫وخ���رق للقانون‬ ‫وظلم‬ ‫عنف‬ ‫م���ن ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫للم���ال الع���ام واعت���دا ٍء عل���ى كرام���ة‬ ‫اإلنس���ان‪ ،‬الهني عن بناء الدولة‪ ،‬فرحني‬ ‫م���ال أو س���لطة‪ ،‬وكأن‬ ‫مب���ا نغنمه م���ن ٍ‬ ‫التايتانك س���تصل إىل الش���اطئ اآلخر ال‬ ‫حمالة‪.‬‬

‫رضا فحيل البوم‬

‫منذ اش���هر وانا انبه واكرر من االعالم املضلل والذي ينش���ر االكاذيب وذكرت اسم الكاتب اللييب اسعد‬ ‫ابوقيلة البوسيفي يف اكثر من مؤمتر صحفي للحكومة السابقة‪.‬‬ ‫ابو قيلة هو من س���كان منطقة أقار الش���اطيء مبنطقة وادي الش���اطيء جنوب ليبيا وهو ش���اب أربعيين ‪،‬‬ ‫من قبيلة اوالد بوس���يف حتديداً‪ ،‬ال ميل يف ارس���ال تقاريره الكاذبة اىل العديد من وسائل االعالم الليبية‬ ‫والعربية والعاملية وهو من كان يدافع عن نظام القذايف بكل قوة ( مؤسس لتنظيم أنصار وحيب القذايف‬ ‫) ولفق االكاذيب عن الثوار وال يزال اليوم حرا طليقا يكتب ما يشاء إلثارة الفتنة حتى ال يستقر الوضع‬ ‫يف ليبيا‪ ،‬ولالس���ف الش���ديد هناك من وسائل االعالم من ينشر اكاذيبه مثل روسيا اليوم ‪ ،‬صيدا اونالين‬ ‫‪ ،‬ب���ل اختذته صحيفة دنيا الوطن الفلس���طينية مراس�ل�ا هلا من داخل ليبيا‪،‬ال ي���زال هذا الكاذب يتكلم يف‬ ‫القنوات التلفزيونية مثل بي بي سي (العربية) وتسمح له بنشر اكاذيبه مثل قوله ان اجلنود الفرنسيني‬ ‫واالمريكيني والربيطانيني موجودون حلراسة املنشاءات النفطية الليبية وغيها من االكاذيب‪.‬‬ ‫وهذه جمموعة من عناونني تقاريره‪:‬‬ ‫ ابوقيل���ة كاتب لييب يطالب الربملان واحلكومة بارس���ال الس�ل�اح والثوار الي غ���زة وحيذر من خمطط‬‫لتوطني اليهود يف منطقة اجلبل االخضر شرق ليبيا ‪.‬‬ ‫ ليبيا تفرج عن شقيق الشيخة موزة بعد اتهامه بالسرقة ‪.‬‬‫ ناصر املسند شقيق الشيخة موزة بنت ناصر املسند زوجة امري قطر معتقل يف السجون الليبية‪.‬‬‫ البح���ث ع���ن مليارات ال���دوالرات وأطن���ان من الذهب تع���ود لنظام معم���ر القذايف خمب���أة يف الصحراء‬‫باجلنوب اللييب‪.‬‬ ‫ حمادثات لنقل جثمان القذايف من مصراته إىل جهنم‪.‬‬‫ جمموعة من الطيور حتلق على قرب لقذايف تساهم يف الكشف عن القرب‪.‬‬‫ اس���رة القذايف تابعت مبارة ليبيا واجلزائر‪،‬و اغالق س���فارة اجلزائر يف ليبيا حتسبا لعمل ارهابي و ليزر‬‫أخضر على عيون العيب ليبيا‪.‬‬ ‫ يف الذكرى الوىل ملقتل القذايف وبرعاية قطرية ‪ :‬منتخب حلف الناتو يلعب يف ليبيا والدوري ينطلق‬‫بدون مجهور‪.‬‬ ‫ أمري قطر يستولي علي خيول و نوق القذايف اليت تتصدر سباقات اهلجن يف قطر واإلمارات‬‫ حرب شوارع ليبية حتمل عبارة القذايف الشهرية زنقة زنقة دار دار بني عناصر ل(أف بي آي) االمريكية‬‫ضد جمموعات القاعدة وانصار الشريعة واتباع القذايف‬ ‫مخيس القذايف حيأ وشارك يف اهلجوم علي القنصلية االمريكية يف بنغازي وقتل السفري االمريكي‪.‬‬ ‫الس���فري االمريكي قبل مقتله ردد عبارة القذايف الش���هرية "زنقة زنقة دار دار"وموالي للقذايف ‪ ..‬القاعدة‬ ‫نفذت اهلجوم‬ ‫معلومات تكشف الول مرة‪:‬القذايف ولد يف جهنم ومات يف اجلنة اخلضراء‬‫معلوم���ات تكش���ف الول مرة ‪:‬رصيد حس���اب معمر القذايف صف���ر ورقمه ‪ ..1969‬وراتب���ه كان يتحول‬‫تلقائياً لدار رعاية األيتام‬ ‫ جمموعة من الطيور حتلق على قرب لقذايف تساهم يف الكشف عن القرب وغريها كثري‪.‬‬‫يرجح بعض احملللني ان يكون ابو قيلة على عالقة باجلبش االلكرتوني لبقايا املقبور واليت تنشر كل اكاذيبه‪.‬‬ ‫اجلدي���ر بالذكر ان ابوقيلة حاول دس الفنت وش���ق الصفوف بادعاءات س���خيفة إبان ث���ورة ‪ 17‬فرباير ‪,‬‬ ‫ولكنه���ا كان���ت تعمل على دق إس���فني التفرقة بني الث���وار الليبيني وعمقهم اإلس�ت�راتيجي العربي فقد‬ ‫اش���تهر ابوقيل���ه بتقدميه دع���اوى على لوي���س أوكامبو وكان يش���ارك يف الكثري من املنتدي���ات العربية‬ ‫ويرسل املقاالت إىل الصحف يطرح فيها موضوع واحدا فقط هو "اخلوف من تقسيم ليبيا" وكان يقول"‬ ‫أن هناك وثائق سرية يف جهاز االستخبارات الصهيوني (املوساد) سوف يتم الكشف عنها يف األيام القادمة‬ ‫تفي���د بان هناك ش���خصيات ليبية ب���ارزة تعارض نظام معمر القذايف تش���ارك يف حوار تقس���يم ليبيا وان‬ ‫البالد تتعرض ملؤامرة التقسيم تقودها الصهيونية "‬ ‫‪ ...‬من أخر مانشره كمراسل ملوقع دنيا الوطن يف ليبيا ‪:‬‬ ‫ما هي حالة املقريف رئيس الربملان اللييب الصحية‪ ،‬وهل سوف ميوت بعد ‪ 30‬يوما ؟‬ ‫‪ 2013-03-17‬أرسل اخلرب ‪:‬‬ ‫اسعد امبية ابوقيلة‬ ‫ق���ال أس���عد أمبي���ة أبوقيل���ه صحفي وكاتب لييب مس���تقل ومراس���ل دني���ا الوطن يف ليبي���ا يف تصرحات‬ ‫صحافي���ة مازالن���ا نتابع كل صغ�ي�رة وكبرية يف ليبيا اجلديدة يف املش���هد اللييب أج���رى رئيس املؤمتر‬ ‫الوطين اللييب‪" ،‬حممد يوس���ف املقريف"‪ ،‬عملية جراحية يف القلب يف إس���طنبول‪ ،‬مس���اء أمس‪ .‬وحس���ب‬ ‫مراس���ل األناضول‪ ،‬فقد أجرى املقريف‪ ،‬عملية لزرع دعامة يف ش���ريان بالقلب‪ ،‬يف قس���م القلب واألوعية‬ ‫الدموي���ة يف كلي���ة الطب‪ ،‬جبامعة إس���طنبول‪ .‬وعلم املراس���ل أن احلالة الصحية للمقري���ف جيدة بعد‬ ‫العملية‪ ،‬ومت إخراجه من قس���م العناية املش���ددة واضاف اس���عد ابوقيله ولكن تضارب االنباء حول صحة‬ ‫املقريف قبل قليل نقل راديو إذاعة صوت تركيا العربية بتدهور صحة املقريف بش���كل كبري وعاد الي‬ ‫قس���م العناية املش���ددة وتفيد مصادر الوسط اللييب نقآل عن انباء مت تداوهلا ان حالة املقريف خطرية جدا‬ ‫وم���ن املرجح ان يس���تقيل م���ن منصبه بعد عودة الي ليبيا بس���بب ضروفة الصحية كما كش���فت نفس‬ ‫املص���ادر ان املقريف معرض الي خطر املوت املفاجىء يف اي حلضة وان التنبؤ مبعدالت احلياة يف صفوف‬ ‫مرضى القلب اليت تش���به حالة املقريف قليلة جدا وقد التتجاوز‪ 30‬يوما من اجراء العملية حس���ب املعري‬ ‫الطيب ( واهلل اعلم ) وختم اسعد ابوقيلة بقوله اجلدير بالذكر ان املقريف تعرض حملاولة اغتيال خالل‬ ‫زيارته ملدينة س���بها جنوب البالد منذ عدة اش���هر وقبل ايام قليلة ش���ن اش���خاص جمهولون هجوم مسلح‬ ‫على سيارة املقريف حني خروجه من مبنى مركز احباث االنواء اجلوية بعد مشاركته يف جلسة هناك‪.‬‬ ‫وتعرضت السيارة ألضرار مادية وجنا املقريف من القتل باعجوبة ‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪26 ( - ) 98‬مارس ‪ 1 -‬أبريل ‪)2013‬‬

‫أعالم من مدينيت‬

‫القاضي و املفيت حممد امحد املطاوع الورفلى‬

‫صاحل سامل الطرشول‬

‫أع�ل�ام مدين���ة بنغازي من كتاب و أدباء وعلماء فقه و ش���ريعة ولغويني هم كثريون بعضه���م ولد بها ‪ ،‬و آخرون‬ ‫وفدوا إليها من اجلهات األربع لألرض سواء من داخل الرتاب اللييب أو من خارجه مقيمني أو مارين مكثوا بها قليال‬ ‫أو كثريا ثم رحلوا وذكريات املدينة تش���دهم إليها و البعض األخر ولد ونش���أ فيها ثم رحل عنها لس���بب ما ‪ .‬هذا‬ ‫اإلرث م���ن أعالم املدينة وإن ضاع اغلب���ه إال أنه حيتاج منا مجيعا أفرادا و هيئات حبثية إلي جهد اكرب من البحث‬ ‫و التقصي الدقيق و توثيقه ‪.‬‬

‫من هذا املنطلق أقدم للق���ارئ الكريم أحد أعالم‬ ‫مدين���ة بنغازي ع���اش بها من���ذ العه���د العثماني‬ ‫مدرس���ا ‪ ،‬قاضي���ا ‪ ،‬ثم مفتي���ا هو الش���يخ العالمة‬ ‫مـن امسـه قـد عهـدا‬ ‫حممد امح���د املطاوع الص���راري‪ ¹‬الورفلى الذي وان يك الوضـع يـري‬ ‫عرف مبنطقته بين وليد بكنية ( ولد نوارة ) ‪.‬‬ ‫من وضع مـن كان أغتدي‬ ‫بع���د اس���تكماله حفظ الق���رآن الكريم ودراس���ته وقــد تأخــر إذن‬ ‫جانبا م���ن العلوم العربية و الديني���ة ببين وليد ‪،‬‬ ‫عمـن لنـا مـد اليــد‬ ‫رحل منها إلي مصراتة وكان ممن التقاهم فيها مسلمــا مسرتسـال‬ ‫وتلقي عنهم العلم الش���يخ امحد حسني الشريف‬ ‫إذ مســع مستنجــدا‬ ‫املغربي‪. ²‬‬ ‫وقد أس���رع املطاوع بالرد عليه بنظم يف عش���رين‬ ‫بعد استكمال دراس���ته بزاوية الغا‪ ³‬عاد إلي بلده بيت���ا بنف���س ال���وزن و القافي���ة قب���ل أن يلتقي و‬ ‫بين وليد حيث اش���تغل مدرسا لفرتة من الوقت ‪ ،‬جيتمع به نورد بعضها‬ ‫انتق���ل بعدها إلي مدينة بنغ���ازي حيث طابت له حتيــة منــا علـي‬ ‫احلياة بها ‪ ،‬فاش���تغل مدرس���ا ثم قاضيا كما أنه‬ ‫مــن كعطــارد بـدا‬ ‫تول���ي منصب اإلفتاء به���ا وكان حيظي باحرتام ملـا استبـان بنـوره‬ ‫عاريف قدره ومنزلته إلي أن تويف رمحه اهلل بهذه‬ ‫تبـا ملـن قـد جحـدا‬ ‫املدينة ‪.‬‬ ‫فضـل منـا لبلـــد‬ ‫خل���ف ابن���ا مساه س���املا تولي بع���ده منصب قضاء‬ ‫عـن غــريه تفــردا‬ ‫بنغ���ازي ومل خيل���ف ذرية بع���د وف���اة وحيده يف بطلعـة الشيخ الـذي ‬ ‫حادث اختناق ( ماجن ) عندما انزلقت رجله وهو‬ ‫مـن مغربـه قـد وفـدا‬ ‫حياول إنقاذ خادمهم فسقط باملاجن و أيضا مات مسـوت يا شرق علـي‬ ‫اخلادم خمتنقا ‪.‬‬ ‫كـل اجلهـات سرمـدا‬ ‫ ‬ ‫باعتب���اره فقيه���ا عامل���ا كان الش���يخ بـمـن جـاءك زائـرا‬ ‫املط���اوع كثري اإلط�ل�اع و القراءة نس���تدل على‬ ‫مصـدرا طـاب مـوردا ‬ ‫ذلك مما ذكره األس���تاذ الباحث اش���رف منصور أكـرم بـه مـن عـالـم‬ ‫الطري���دي يف كتابه " يوميات بنغازي من خالل‬ ‫كــان امســه حممـدا‬ ‫فما كان من الش���يخ قاج���ه إال أن رد‬ ‫الوثائق العائلية – السلسة ( ‪ ) 1‬حيث أورد النص ‬ ‫التالي ‪- :‬‬ ‫عل���ي املط���اوع بقصيدة ثاني���ة قب���ل أن يلتقي به‬ ‫" يف ‪ 24‬ربي���ع الثاني عام ‪1273‬هـ ‪ 1856 -‬أدي‪ ³‬بنفس الوزن و القافية يف ‪ 35‬بيتا نذكر منها‬ ‫الرجل س���يدي احلاج حممد بن الش���يخ املرتضي وبعــد فالشعـر يـري‬ ‫بن الش���يخ س���يدي موم���ن عل���ي الرج���ل الفقيه‬ ‫صاحبـه قــد محـدا‬ ‫س���امل بن الش���يخ املطاوع بان والده الشيخ املطاوع إذ لـم يـزل مكتومــا‬ ‫املذك���ور وهو قائ���م يف حياته اخذ بع���ض الكتب‬ ‫حـتى من مرسول اهلدى‬ ‫وهي املوافق جزء‬ ‫( ‪ ) 3‬وأيض���ا املدخ���ل ألبن احلاج ع���ده ( ‪ ) 2‬أيضا‬ ‫فتح الباري علي صحيح البخاري عده ( ‪ ) 1‬أيضا‬ ‫اجلامع الصغري عده ( ‪ ) 1‬أيضا الش���يخ سعد عده‬ ‫( ‪ ) 1‬أيضا الزر قاني عده ( ‪ ) 1‬أيضا اجلزء الثاني‬ ‫من فتاوى الش���يخ األجهوري عده ( ‪ ) 1‬كل ذلك‬ ‫عل���ى وج���ه اإلع���ارة وباقيات بي���ده إل���ي أن مات‬ ‫يطلب يف ابنه سامل املذكور ( ‪. ) 3‬‬ ‫باإلضاف���ة إلي علمه الش���رعي و اللغوي يبدو أن‬ ‫الشيخ الفقيه حممد امحد املطاوع كان يقرض‬ ‫الش���عر ومن ذلك تبادله قصائد املدح مع العالمة‬ ‫الش���يخ حممد بن حمم���د بن أبي الفضل قاس���م‬ ‫قاج���ه عن���د زيارة األخ�ي�ر إلي زاوية الغ���ا عندما‬ ‫كان الش���يخ املطاوع ي���درس ويق���وم بالتدريس‬ ‫فيه���ا أتن���اء رحلة الش���يخ قاجه إل���ي مصراتة يف‬ ‫رجب ‪1241‬هـ ‪ .‬حيث بعث الشيخ قاجه بقصيدة‬ ‫مطول���ة يف ‪ 31‬بيت���ا قب���ل لقائ���ه و اجتماع���ه به‬ ‫نذكر منها‬ ‫وامســه حممـــدا‬ ‫مطـاوع اللقـب ملـا‬

‫بــه يـرى معتقــدا‬

‫إذا بــذل ألهلـــه‬ ‫وإن حسانــا بـــه‬ ‫لـــدي خطـــوة‬ ‫علــي أنــه مـمتـد‬ ‫إن لـم يكن بــه أذي‬ ‫لكنـه قــد جاءنــا‬ ‫مــن عالـم خمضــرم‬

‫خلعـة عـز يـحتـدي‬ ‫قـال وكعـب آخر بدا‬ ‫خصـه بـها طول املدى‬ ‫مـن كل مــن له شدا‬ ‫مـن حلـل مـن قد قيدا‬ ‫نظـم أضـاء الفـر قدا‬ ‫اعـنـي بــه حممـدا‬

‫مـن شـق مـن طـوع‬ ‫ ‬ ‫لقبــه أبـو صـعـدا‬ ‫ومن ش���اء من القراء االط�ل�اع علي هذه القصائد‬ ‫الرائع���ة للش���يخني اجلليل�ي�ن قاج���ه و املط���اوع‬ ‫وس�ي�رة األول حنيله إلي كتاب أستاذنا الفاضل‬ ‫خمت���ار اهلادي بن يونس املعن���ون ب (( من تاريخ‬ ‫الثقافة يف ليبيا ))‬ ‫إن الشيخ العالمة حممد امحد املطاوع الصراري‬ ‫الورفلى كغ�ي�ره من علماء ه���ذه املدينـة حيتـاج‬ ‫إلـ���ي البحـث و التقص���ي و التوثيق خصوصا وانه‬ ‫قد ش���غل ث�ل�اث مه���ام رئيس���ية يف ه���ذه املدينة‬ ‫( م���درس ‪ ،‬قاض���ي ‪ ،‬مف�ت�ي ) إل���ي جان���ب أدواره‬ ‫االجتماعية األخ���رى ومن خالل هذه الصحيفة‬ ‫حن���ث اجلهات البحثية و خاص���ة جامعة بنغازي‬ ‫علي توجيه باحثيها املتقدمني للدراس���ات العليا‬ ‫الختي���ار هذا العالم���ة و غريه م���ن األعالم بهذه‬ ‫املدين���ة العريق���ة كمادة حبثية لني���ل درجاتهم‬ ‫العلمية ‪.‬‬ ‫وال���ي لق���اء آخر مع علم م���ن أعالم ه���ذه املدينة‬

‫أس���تودعكم اهلل و الس�ل�ام عليك���م ورمح���ة اهلل و‬ ‫بركاته‬

‫اهلوامش ‪-:‬‬ ‫تكت���ب يف بع���ض األحي���ان (‬ ‫(‪ )1‬الصراري ‪ :‬‬ ‫سرار) وهو خطأ و الصحيح هو صرار نسبة اىل ( فرع‬ ‫الصرارة ) أحد‬ ‫الوحدات املكونة للنسيج االجتماعي لقبيلة ورفله ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الش���يخ امحد بن احلسني املغربي ‪ :‬كان عاملا أديبا‬ ‫فاضال ش���اعرا لغويا بليغا تص���در للتدريس و اإلمامة‬ ‫بزاوية‬ ‫الغا حتى وفاته ‪ 1308‬هـ ‪.‬‬ ‫(‪ )3‬زاوي���ة الغ���ا ‪:‬تقع يف وس���ط قرية ب���در مبصراتة‬ ‫وتبعد عن مركز املدينة مبس���افة ‪3‬ك م تقريبا حنو‬ ‫الشرق عرفت يف‬ ‫املاضي بزاوية بدر ‪ ،‬أو زاوية الغا نس���بة إلي مؤسسها‬ ‫م���ن عائل���ة الغ���ا وق���د كان���وا آن���ذاك مبثاب���ة زعماء‬ ‫مصراتة احملليني و النائبني عن الكراغلة ‪.‬‬ ‫يرج���ع تأسيس���ها إل���ي منتص���ف القرن الثامن عش���ر‬ ‫وكان هل���ا نش���اط علمي كب�ي�ر يف العه���د العثماني‬ ‫الثان���ي بع���د حضور الش���يخ امحد احلس�ي�ن الش���ريف‬ ‫( ‪ 1308 – 1222‬ه���ـ ) ( ‪ 1980 – 1807‬م ) إل���ي‬ ‫مصراتة وتصدره للتدري���س و اإلمامة بـهذه الزاوية‬ ‫حتى وفاته ‪.‬‬ ‫(‪ )4‬أدي ‪ :‬قد يكون الصحيح أدعي ‪.‬‬ ‫(‪ )5‬عــده ‪ :‬قد يكون الصحيح عدد‬ ‫(‪ )6‬حسانـا ‪ :‬حس���ان بن ثابت األنصاري كان ش���اعرا‬ ‫خمضرم���ا يف اجلاهلي���ة وعندم���ا أس���لم انقط���ع إلي‬ ‫مــــدح‬ ‫الرسول ‪. $‬‬ ‫(‪ )7‬كعــب‪ :‬كعب ابن مالك‬ ‫(‪ )8‬يصفه بقوة النور حتى انه أضاء كنجم الفر قد‬ ‫املراجع ‪:‬‬ ‫كتاب من تاريخ الثقافة يف ليبيا‬ ‫‪ ) 1‬‬ ‫بن يونس ‪ :‬أ ‪ .‬خمتار اهلادي‬ ‫منش���ورات مجعي���ة الدع���وة اإلس�ل�امية العاملي���ة –‬ ‫طرابلس‬ ‫الطبعة األوىل ‪ 1377‬و‪.‬ر – ‪ 2009‬ف‬ ‫كت���اب يومي���ات بنغ���ازي م���ن خ�ل�ال‬ ‫‪ ) 2‬‬ ‫الوثائق العائلية – السلسلة (‪)1‬‬ ‫الطريدي ‪ :‬اشرف منصور‬ ‫مركز التوثيق للخدمات الفنية و اإلعالمية‬ ‫( ال يوجد طبعة أو تاريخ )‬ ‫‪ ) 3‬كت���اب احلي���اة الثقافية مبصرات���ة أتناء احلكم‬ ‫العثماني الثاني ( ‪) 1911 – 1835‬‬ ‫جهان ‪ :‬على حممد‬ ‫منشورات مركز جهاد الليبيني للدراسات التارخيية ‪.‬‬ ‫‪ 2007‬ف‬ ‫‪) 4‬مت���اب الكتاتيب و الزوايا و أعالم حتفيظ القرآن‬ ‫الكريم‬ ‫الشريف ‪ :‬الفرجانى سامل‬ ‫مركز جهاد الليبيني للدراسات التارخيية‬ ‫الطبعة األوىل ‪ 2009‬‬ ‫ ‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪26 ( - ) 98‬مارس ‪ 1 -‬أبريل ‪)2013‬‬

‫‪17‬‬

‫أقوى من العصي اهلشة‬ ‫شأن الكثري مما يشهده الواقع عندنا من أحداث وقرارات كانت زيارة العمل اليت قام بها اىل مصر الشقيقة‬ ‫‪ ،‬رئي ��س احلكوم ��ة ا ُملؤقتة الس ��يد علي زيدان مثار نقاش العديد من فرس ��ان الفضائي ��ات الليبية من الذين‬ ‫ال ينتهي ا ُملش ��اهد من رؤي ��ة وجوههم ومتابعة أرائهم يف فضائية من الفضائيات حتى جيدهم على شاش ��ة‬ ‫فضائية أخرى ‪،‬وهم يلقون الالئمة تلو الالئمة على احلكومة وأدائها واملؤمتر الوطين وسياس ��اته ‪ .‬فهم يف‬ ‫ليبيا احلرة ‪،‬كما هم يف ليبيا األحرار ‪،‬وهم يف ليبيا أوال‪ ،‬كما هم يف تلفزيون ليبيا ‪،‬وهم يف ليبيا الوطنية‬ ‫أمــني مازن‬ ‫كما هم يف فضائيات مصراته ‪،‬وهم املعقبون دائما يف اجلزيرة مثلما هم يف العربية‬ ‫وهم ال يس���أمون تك���رار ما يدلون به لفرانس���ا‬ ‫‪ ، 24‬للبي�ب�ي س���ي الربيطاني���ة ‪ .‬أراء ‪،‬تك���رار‬ ‫‪،‬واتصاالت تتواىل كم���ا لو كان هناك مكتب‬ ‫خمت���ص ينظ���م ه���ذه االتص���االت ف�ل�ا يزي���د‬ ‫اح���د على األمس���اء املعروفة ‪ ،‬ف�ل�ا يتأخر أحد‬ ‫ع���ن املش���اركة وال تتغ�ي�ر اللهج���ة اال ما ندر‬ ‫‪،‬عل���ى حنو ما اس���تمعنا إليه يف متابعة الس���يد‬ ‫حممود مشام عقب زيارة زيدان لدول احلدود‬ ‫األفريقي���ة ‪ ،‬وكذلك الس���يد أمح���د العبار يف‬ ‫مع���رض املتابعة لزي���ارة مصر األخ�ي�رة ‪ ،‬فلم‬ ‫يع���د م���ن الصع���ب عل���ى أي متتب���ع ان يدرك‬ ‫بواع���ث الكثري من هؤالء احملللني والناش���طني‬ ‫وقل ما ش���ئت من الصفات وأغ���دق ما حال لك‬ ‫‪ ،‬فم���ن ال يبلغ املراد يكفيه يف أحيان كثرية ان‬ ‫يتمن���ى ‪ ،‬فق���د وجد القوم يف املناس���بة ما مسح‬ ‫بتصفي���ة املعلق من احلس���ابات فلم جيدوا أي‬ ‫غضاض���ة يف التقليل من جدوى ه���ذه الزيارة‬ ‫واعتباره���ا ليس���ت م���ن األولوي���ات ‪ ،‬حبجة ان‬ ‫مش���اكل الداخ���ل معق���دة ومتفاقم���ة ‪ ،‬كان‬ ‫الزيارة قد اس���تغرقت األيام والليالي وليس���ـت‬ ‫تل���ك اليت مل تتجاوز الس���اعات ‪ ،‬ورمبا اختارت‬ ‫اقل األيام ازدحاما بااللتزامات ‪ ،‬ومل تس���تغرق‬ ‫اال القلي���ل م���ن الوق���ت بالقي���اس اىل ما أجنز‬ ‫فيها واملصاعب اليت واجهتها ‪ .‬وحس���ب املرء ان‬ ‫يلحظ ما أشار إليه رئيس احلكومة نفسه من‬ ‫أن الزي���ارة قد متت بنــاء عل���ى رغبته ‪ ،‬تقديرا‬ ‫منه ألولوياتها بالنسبة لليبيا واليت توجب عدم‬ ‫التوقف أمام الش���كليات ‪ ،‬بل وال ترى غضاضة‬ ‫يف توضيح هذه اجلزئية ‪ .‬ومما ال ش���ك فيه ان‬ ‫كل م���ن يلح���ظ الرتتيبات اليت س���بقت هذه‬ ‫الزي���ارة ‪ ،‬س���يدرك ان ما س���بقها م���ن خطوات‬ ‫كانت بالغة الدقة ‪ ،‬فبصدد املطلوبني للعدالة‬ ‫جراء ما ينسب إليهم من تهم تتعلق بالسياسة‬ ‫وامل���ال واحلق���وق يالح���ظ ان الس���يد النائ���ب‬ ‫العام س���بق له ان زار الش���قيقة الكربى والتقى‬ ‫نظ�ي�ره املص���ري ‪ ،‬وم���ن املؤكد انه ق���د أطلعه‬ ‫على نوعية التهم والرؤية الليبية للمس���وغات‬ ‫القانونية ‪ ،‬ومن حيث املوقف الش���عيب يفرتض‬ ‫ان يك���ون رئي���س املؤمت���ر الوطين الع���ام الذي‬ ‫زار مص���ر يف مطلع هذه الس���نة ووقت زيارته‬ ‫ب���دورة معرض القاهرة الدول���ي للكتاب الذي‬ ‫كان���ت ليبي���ا ضي���ف الش���رف فيه ‪،‬وق���د أدىل‬ ‫بدل���وه يف اخلص���وص ‪ ،‬ف���كان ال ب���د ان يُص���ار‬ ‫اىل املوق���ف التنفي���ذي إزاء املطالب الليبية من‬ ‫حيث املطلوبني وعددهم والذين وصل رقمهم‬ ‫اىل املائت�ي�ن وه���و رق���م غ�ي�ر قلي���ل ‪ ،‬أم���ا إذا ما‬ ‫أضفن���ا اىل ذلك طبيع���ة الته���م ونوعيتها فان‬ ‫املش���اركني يف احل���وار املص���ري اللييب يؤكد‬ ‫ان الزيارة هي زيارة عم���ل بامتياز ‪ ،‬فقد مثلوا‬ ‫خمتلف املس���ئوليات الس���امية ان صح التعبري‬ ‫وبالتالي فه���ي بعيدة عن الش���كليات واملظاهر‬ ‫واجملامل���ة ‪ ،‬وإمن���ا ه���ي منصرف���ة اىل امللفات‬

‫املعلقة مباشرة ‪ ،‬فاخلارجية ممثلة يف شخص‬ ‫وزيرها متل���ك املعلوم���ات الكافية عن س���وابق‬ ‫السياسة املصرية إزاء الكثري من املطلوبني وما‬ ‫س���بق ان مكنوا به من ط���رف النظام املنهار مع‬ ‫أكث���ر من طرف هن���اك وحج���م املنجز الذي‬ ‫حتق���ق وباألح���رى التواط���ؤ وهو م���ا ميكن ان‬ ‫يتواله بدون شك رئيس جهاز األمن اخلارجي‬ ‫الذي مشله الوف���د املرافق بل والذي يعين بكل‬ ‫بس���اطة ان ليبيا الرمسية ليست هي الدعوات‬ ‫الفردي���ة اليت تتبنى دع���وات العزل على النحو‬ ‫الذي يش�ي�ر بأنها لن ترتك أحدا من كوادرها‬ ‫الق���ادرة ‪ ،‬ب���ل أنها عل���ى النقيض م���ن ذلك لن‬ ‫ختلط بني حماس���بة املخطئني يف حق الوطن‬ ‫وعقابه���م على ما فعلوا وب�ي�ن أولئك القادرين‬

‫ولن تتأثر أب���دا مبحاوالت املهربني ومن كان‬ ‫س�ل�احهم دائما متمثال يف الغش او الرش���وة او‬ ‫أي وسيلة من هذه الوسائل الال أخالقية ‪.‬‬ ‫واذا كان بع���ض الذي���ن تناول���وا ه���ذه الزيارة‬ ‫بالتعلي���ق وهم يتصدرون الفضائيات اخلاصة‬ ‫عم���دوا اىل التقلي���ل م���ن جدواها‪ ،‬ب���ل ومنهم‬ ‫م���ن اعتربه���ا قد متت على حس���اب م���ا هواهم‬ ‫‪ ،‬ف���ان هن���اك م���ن ذه���ب مذهب���ا أكث���ر س���و ًء‬ ‫ح�ي�ن عم���د اىل جتري���د املف���اوض اللي�ب�ي من‬ ‫أي إمكاني���ة للتح���رك وحتقي���ق املُبتغ���ى ‪ ،‬اذ‬ ‫فضال عم���ا يف هذا التناول م���ن الفجاجة على‬ ‫خلفية اس���تبعاده للثوابت يف العالقات الليبية‬ ‫املصري���ة القائمة دوما عل���ى حقوق اجلرية يف‬ ‫الواق���ع واحمليط خصوصا يف هذه املرحلة اليت‬

‫على املشاركة املسئولة وإبداء املشورة الناجتة‬ ‫عن اخلربة وس���عة االطالع ‪ ،‬ومن ذات السياق‬ ‫موض���وع االس���تثمارات اخلارجي���ة وإش���راك‬ ‫القائم�ي�ن عليه���ا يف زيارة العم���ل املذكورة اذ‬ ‫س���يتم بواس���طة هؤالء اخلرباء كشف الستار‬ ‫ع���ن مجي���ع االس���تثمارات الليبية ال ف���رق ان‬ ‫كانت باس���م الدول���ة او اجلماع���ات ‪ ،‬الن املال‬ ‫اللييب حني ح���ول كان دائما بالطرق البنكية‬ ‫ال�ت�ي ل���ن تنطل���ي عليه���ا مجي���ع حم���اوالت‬ ‫االحتي���ال ‪ ،‬ب���ل ان األموال الس���ائلة ذاتها حني‬ ‫سحبت من مصارف العامل كان سحبها موثقا‬ ‫وكثريا ما نش���رت املعلومات املتعلقة باألموال‬ ‫اليت س���حبت ومل تدور يف األسواق ‪ ،‬بل ونبهت‬ ‫الدوائر املاذون���ة أنها تفكر يف بعض اإلجراءات‬ ‫الضاغطة يف اخلصوص ‪ ،‬مبعنى ان الس���لطات‬ ‫الليبية ج���ادة يف ما طرحت من ملفات وأثارت‬ ‫م���ن قضايا ‪ ،‬وأنه���ا لن تعجز ع���ن توفري أوراق‬ ‫الضغ���ط الالزم���ة ح�ي�ن ال مندوح���ة من ذلك‬ ‫‪ ،‬فالسياس���ة أي سياس���ة حتت���اج أول ما حتتاج‬ ‫ل�ل�إرادة ‪ ،‬وليبيا اجلدي���دة امتلكت هذه اإلرادة‬

‫يزيد فيها حجم املش�ت�رك يف اآلمال واملخاطر‬ ‫‪ ،‬وال س���يما هذه األخ�ي�رة الناجتة ع���ن القوى‬ ‫املُتطرفة اليت يزداد نش���اطها هنا وهناك واليت‬ ‫تتخذ م���ن فهمها اخلاص للدي���ن مربرا اهلدم‬ ‫الثروات األثرية ملا توحي به اآلثار من مظاهر‬ ‫الوثني���ة فال ترتدد يف إزالة ه���ذه املظاهر بقوة‬ ‫السالح ‪ ،‬وهو س�ل�اح ال يرفع صراحة باعتباره‬ ‫انتصارا للدين ‪،‬ولكنه الذي يأتي متكتما فيأتي‬ ‫على من حيب ان يأتي عليه من عباد اهلل ظلما‬ ‫وعدوان���ا ‪ ،‬وه���و كذلك الس�ل�اح ال���ذي حتول‬ ‫عند بع���ض اجلماعات اىل جتارة رائجة يهرب‬ ‫ضم���ن احل���دود اىل أكثر من جه���ة ويتحدث‬ ‫ع���ن خماط���رة أكث���ر م���ن مراقب ‪ ،‬وتكش���ف‬ ‫املتابعة األمنية عن تنقله وختزينه يف أماكن‬ ‫متعددة مبقتضى التعاون بني بعض اجلماعات‬ ‫ال�ت�ي طامل���ا ذهب���ت اىل مناط���ق قصي���ة غري ان‬ ‫الرقاب���ة األمنية م���ا لبثت ان كش���فت وجوده‬ ‫س���واء وهو بدخل األراضي التونسية او يتسلل‬ ‫اىل مص���ر او يص���ر حاملوه على التمس���ك به ‪.‬‬ ‫وم���ن املؤكد ان ذل���ك كان يف مقدمة ما حدا‬

‫باجلان���ب اللي�ب�ي ان مير على تنظي���م الدخول‬ ‫واخلروج ‪ ،‬كتوفري مبلغ من املال وإبرام عقد‬ ‫عمل ومن ثم احلصول على إقامة معرتف بها‬ ‫‪ .‬ومس���توفية للش���روط الالزمة هلا ‪ ،‬اذ مل يعد‬ ‫األف���راد حمصورين يف أولئ���ك الذين يدخلون‬ ‫قص���د احلصول على لقم���ة ‪ .‬ولكنه ذلك الذي‬ ‫يتجاوزها اىل مناش���ط أخرى كأنصار ش���رع‬ ‫اهلل ‪ .‬الذين ال يهدأ هلم بال حتى ترتدي النساء‬ ‫النقاب بل ويرتكن أي عمل ميكن ان يقوم به‬ ‫الرجال ‪،‬نعم ان الظاهرة ليست كبرية ولكنها‬ ‫موج���ودة على أي حال وتقتض���ي املراجعة من‬ ‫خ�ل�ال النظائ���ر واألش���باه ‪ ،‬ان عل���ى مس���توى‬ ‫العين���ة او املوقف منها ‪ ،‬فح�ي�ن يوجد من يرى‬ ‫املرجعي���ة يف ق���م اإليراني���ة ‪ .‬او يزي���د على ما‬ ‫تفرض املش���اعر املقدس���ة من إجالل وتعظيم‬ ‫‪ ،‬ف�ي�رى يف النم���ط الس���عودي املنغل���ق القدوة‬ ‫احلسنة او يقدم الوهابي والزيدى على املالكي‬ ‫الوس���طى ومثل���ه احلنفي الس���مح ف���ان تبادل‬ ‫الرأي واملش���ورة وتنس���يق املواق���ف ال مفر منه‬ ‫صونا لألمن املشرتك قبل أي شيء آخر ‪.‬‬ ‫ومن هنا ف���ان رئيس احلكومة املؤقتة املعروف‬ ‫بتدين���ه وجت���رده من الدروش���ة كم���ا يصف‬ ‫نفسه والذي قضى يف املهجر األوروبي السنني‬ ‫الطويل���ة مما مكن���ه ان يكون صاحب القس���ط‬ ‫الكب�ي�ر يف الظف���ر باالع�ت�راف الدول���ي لت���وار‬ ‫الس���ابع عش���ر من فرباي���ر يتوفر عل���ى الكثري‬ ‫م���ن اخل�ب�رة ال�ت�ي ميك���ن بواس���طتها ان يصل‬ ‫اىل احلل���ول املرضي���ة م���ع الس���لطات املصرية‬ ‫يف اجت���اه ص���ون املص���احل الليبي���ة اقتصادي���ة‬ ‫كان���ت ا و أمني���ة ‪ ،‬وهو يف ه���ذا اجلانب ينبغي‬ ‫ان يق���در وينتظ���ر منه كل ما ه���و مفيد وهو‬ ‫على كل حال مؤمتن على مهمته ويس���تطيع‬ ‫املؤمت���ر الوط�ن�ي ان يس���توضح من���ه عما جيب‬ ‫حوله االس���تيضاح ‪ ،‬أخ���ذاً يف االعتبار ان املهمة‬ ‫األس���اس للحكوم���ة متتث���ل يف حف���ظ األمن‪،‬‬ ‫واس���تيفاء االس���تحقاقات حُ‬ ‫امل���ددة يف خارطة‬ ‫الطري���ق ‪،‬وما عدا ذلك فلن يؤدي إال اىل مزيد‬ ‫االرتباك والدخ���ول يف متاهات يتعذر اخلروج‬ ‫من خماطره���ا والنجاة من مهلكاتها ‪،‬وعس���ى‬ ‫ان ي���درك احلامل���ون بإرباك ليبيا وش���غلها عن‬ ‫استحقاقاتها واستدراجها اىل املعارك اجلانبية‬ ‫ان ذل���ك ل���ن حي���دث وان الش���عب اك�ب�ر م���ن‬ ‫اح�ت�راف الفضائي���ات وتكريس���ها لرف���ع حالة‬ ‫التوتر‪ ،‬وزيادة درجة االحتقان‪ ،‬فحني ال تظهر‬ ‫أث���ار التج���اوز على األبن���اء والزوج���ات ‪،‬وحني‬ ‫ال تنت���ج املراكز الش���ركات الكب�ي�رة والعقود‬ ‫الضخمة ‪ ،‬ف���ان احلكومة تبقى حكومة خدمة‬ ‫‪،‬وعجلتها أقوى من العصي اهلشة اليت حتاول‬ ‫عبثا ان تعوق دورانها ‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪26 ( - ) 98‬مارس ‪ 1 -‬أبريل ‪)2013‬‬

‫قراءة فى كتاب ( ســـــر املعـبــــــد)‬

‫األسرار اخلفية جلماعة اإلخوان املسلمني‬ ‫ثروت اخلرباوى‬

‫أصدر األستاذ ثروت اخلرباوى احملامى املنشق عن مجاعة اإلخوان املسلمني سنة ‪ 2002‬كتابًا باسم ( سر املعبد‬ ‫) األس���رار اخلفية جلماعة اإلخوان املس���لمني يعت�ب�ر كتابًا صاعقًا ألنه صادر عن عضو ب���ارز فى اجلماعة ومن‬ ‫الصف األول لذلك وجد انتش���ارًا واس���عًا حتى أنه أعيد طبعه إثنا عشرة مرة وهو فى احلقيقة زلزال بقوة عشرة‬ ‫على عشرة مبقياس احلقيقة والكتاب يقع فى ‪ 359‬صفحة‪.‬‬ ‫بدأ الكتاب باملقدمة التالية أس���طورة الكتاب ( إذا كنت س���تقرأ هذا الكتاب لتأخذه كما هو فال تقرأه‪ ،‬وإذا كنت‬ ‫س���تقرؤه وقد اختذت مس���بقًا قرارًا برفضه فال تقرأه‪ ،‬ولكن اقرأ وفكر‪ ،‬ثم بعد ذلك ارفض أو أقبل‪ ،‬ارفض الكل‬ ‫أو ارفض البعض‪ ،‬واقبل الكل أو اقبل البعض‪ ،‬قراءة بال تفكري ليست قراءة ولكنها تلقني‪ ،‬األحرار فقط هم الذى‬ ‫يفكرون حني يقرءون‪ ،‬قراءة مضمخة بالتفكري تعطيك عمرًا جديدًا‪ ،‬وفى هذا الكتاب أهب لك بعض عمرى‪).‬‬ ‫إبراهيم حممد الزغيد‬ ‫بدايـــة اجلماعة ‪:‬‬

‫يفيدن���ا املؤل���ف ب���أن مجاع���ة اإلخوان املس���لمني‬ ‫هى الش���جرة التى زرعها حس���ن البن���ا كداعية‬ ‫إس�ل�امي والرج���ل منذ صب���اه مهووس بالش���أن‬ ‫الدين���ى لذل���ك ف���ى ش���بابه أنتس���ب إىل مجاعة‬ ‫صوفي���ة ه���ى احلصافي���ة ع���رف فيه���ا عالق���ة‬ ‫املريد بش���يخه عندما يصبح املريد فى يد الشيخ‬ ‫كاملي���ت فى ي���د من يـُغس���له فه���و يقـّلبه كيف‬ ‫يشاء ومن هنا رأى أن ينشئ مجاعة تدعو للدين‬ ‫لي���س فى املس���اجد والطرق الصوفي���ة ولكن فى‬ ‫املقاه���ي والتجمع���ات ولكون���ه رجل يلب���س بدله‬ ‫إفرجني���ة ويدع���و لإلس�ل�ام الق���ا قب���و ً‬ ‫ال واس���عاً‬ ‫ف���ى حميط���ه خاصة وأن���ه رجل ش���ديد الذكاء‬ ‫والطموح وصاحب ذاكرة القطة ‪ ....‬مت اإلعالن‬ ‫عن تكوين اجلماعة فى سنة ‪1928‬م‪.‬‬ ‫والع���امل اإلس�ل�امي مص���اب بإلغ���اء اخلالفة فى‬ ‫تركي���ا كان���ت هن���اك رغب���ة ل���دى الرجل ألن‬ ‫يعيد اخلالفة فى مصر ‪ ....‬وأنه صاحب املش���روع‬ ‫وباعتب���ار أن أى فك���رة مهما كان���ت جيدة تضل‬ ‫حبيس���ة الكتب والش���عارات ما مل تتهيأ هلا القوة‬ ‫الالزمة لتنفيذها‪....‬‬ ‫حس���ن البن���ا أفت�ت�ن بفك���رة ( الوهابي���ة ) الت���ى‬ ‫أظهره���ا حمم���د بن عب���د الوه���اب ف���ى احلجاز‬ ‫وحتول���ت إىل مذهب مل يكن هلا أن تنجح لوال أن‬ ‫رافقته���ا القوة متمثلة ف���ى جيش عبد العزيز آل‬ ‫س���عود الذى سعى للحكم فى شبه جزيرة العرب‬ ‫وكون جيش���اً مسى إفراده اإلخ���وان وجعل هلم‬ ‫ش���عار التوحي���د ( ال إله إال اهلل ‪ ....‬حممد رس���ول‬ ‫اهلل ) حتت ظل الس���يف ‪ ....‬وهو ما حيمله ش���عار‬ ‫اإلخ���وان اآلن ‪ ...‬بوض���ع املصح���ف ب���دل عب���ارة‬ ‫التوحيد‪.‬‬ ‫عبد العزيز آل س���عود كان حي���ارب فى أرض ال‬ ‫دولة فيها لذلك أمكنه تكوين جيش أما البنا فهو‬ ‫فى دولة هلا جيشها ال يستطيع أن جيهر بتكوين‬ ‫جيش مماثل لذل���ك حتايل على هذا الوضع بأن‬ ‫أنش���ئ س���نة ‪ 1939‬التنظيم اخلاص س���راً األمر‬ ‫الذى ال يعلمه الكثري من أعضاء مجاعة اإلخوان‬ ‫ب���ل أن البع���ض ح���ذره م���ن ذل���ك عندم���ا ذكر‬ ‫الفك���رة ألن فى هذا خروج على موضوع الدعوى‬ ‫لتصحيح العقيدة ونش���ر اإلس�ل�ام‪ ،‬نتج عن هذا‬ ‫أن م���ن رأى أن اجلماعة خرجت عما نش���أت من‬ ‫أجله ترك اجلماعة‪..‬‬ ‫دس���تور اجلماعة ينص أساس���اً على مبدأ السمع‬ ‫والطاعة والثقة فى القيادة حبيث يصبح العضو‬ ‫فى يد مرش���ده كامليت فى يد من يـُغسله يـُقلبه‬

‫كما يشاء أى يــُ ّسلم حريته‪.‬‬ ‫تنقس���م مجاع���ة اإلخ���وان م���ن حي���ث اهلي���كل‬ ‫التنظيم���ى إىل مناطق وأقس���ام وأش���هر أقس���ام‬ ‫اجلماعة هى قس���م الطلبة وقسم املهنيني وقسم‬ ‫أس���اتذة اجلامعات وقس���م الدعوة وقسم الرتبية‬ ‫وقس���م األخوات وهناك أقس���ام بعي���دة عن عيون‬ ‫أفراد اجلماعة وكان أخطرها وأكثرها أهمية‬ ‫قس���م ( الوحدات ) وهو اخلاص بأنشطة اإلخوان‬ ‫داخل اجليش والشرطة ‪....‬‬ ‫التنظي���م اخلاص الذى خلقه حس���ن البنا س���نة‬ ‫‪ 1939‬كان بداي���ة خروج اجلماعة عن هدفها‬ ‫الس���امى نش���ر اإلسالم باحلس���نى ودخلت مغارة‬ ‫ف���رض اإلس�ل�ام بالق���وة وكان نتيجت���ه أن قام‬ ‫التنظيم اخلاص باغتيال النقراش���ى باشا رئيس‬ ‫الوزراء وقتها ثم اغتيال املستش���ار اخلازندار وهو‬ ‫م���ا نبه الدول���ة إليهم فقامت بتش���تيت اجلماعة‬ ‫فذهب���وا إىل ليبي���ا والس���عودية وأماكن أخرى‬ ‫وض���ل مركزها مصر هو األه���م والباقى توابع‬ ‫وأدت إىل قتل حس���ن البنا نفس���ه ال���ذى قال قبل‬ ‫وفات���ه ( لو اس���تقبلت من أمري ما اس���تدبرت ما‬ ‫أنشأت النظام اخلاص )‪.‬‬ ‫( مجاعة اإلخوان تقدم نفسها للجماهري حبسب‬ ‫أنها حتمل فوق أكتافها احلل اإلس�ل�امي كما‬ ‫أنه���ا تط���رح نفس���ها للكاف���ة باعتب���ار أن أفكارها‬ ‫ب���ل كيانها كل���ه ه���و طريق اخل�ل�اص لألمة‬ ‫وأنه���ا راعي���ة احلل اإلس�ل�امى ) ولكنه���ا مجاعة‬ ‫دعوية ضل���ت طريقها إىل السياس���ة زعمت أنها‬ ‫تريد أن تصلح السياس���ة بالدين فأفس���دت دينها‬ ‫بالسياسة وكون احلركة اإلسالمية بعمومها‬ ‫تنش���د اإلس�ل�ام ديناً ودول���ة عقيدة وش���ريعة ‪....‬‬ ‫وتبغي رفع رايته فإن هذا ال يعطيها قداس���ة وال‬ ‫يعصمها من اخلطأ‪.‬‬ ‫قيادة اإلخوان والتزوير والكذب والتطرف ‪....‬‬

‫أعتق���د البع���ض ب���أن التنظيم اخل���اص مات مع‬ ‫حس���ن البنا ولكن تنظيم سيد قطب الذى أُعتقل‬ ‫س���نة ‪ 1964‬كشف بأن التنظيم ما زال موجوداً‬ ‫بقوة بل هو اآلن أصبح يرتكز إىل خلفية فقهية‬ ‫أس���تمدها من س���يد قطب الذى تش���رب عقيدته‬ ‫من أبو األعلى املودودى الباكس���تاني الذى نش���أ‬ ‫فى اهلند حيث يعبد اهلنود البقر والقمر وش���تى‬ ‫املخلوقات لذلك كان يش���تط فى ش���أن العقيدة‬ ‫بل أن الس���يد قطب اس���تحضر فقه اخلوارج وزاد‬ ‫علي���ه اعتب���ار اجملتم���ع اآلن جمتم���ع جاهلية ال‬ ‫إس�ل�ام فيه بالرغم م���ن وجود األزهر واملس���اجد‬ ‫وتتلم���ذ عل���ى يديه أفراد مثل ش���كرى مصطفى‬ ‫ال���ذى بل���غ ب���ه اهل���وس أن أعت�ب�ر نفس���ه املهدى‬ ‫املنتظ���ر وبالرغ���م م���ن إعدامه ه���و وآخرين فى‬ ‫جرميتهم باغتيال الش���يخ الذهبى املسكني الذين‬ ‫اعتربوه وفق فكرهم األسود خارج عن امللة إ ّ‬ ‫ال أن‬ ‫أتباعه واملؤمنني بفكره هم من ميس���ك جبماعة‬ ‫اإلخ���وان حالياً من املرش���د إىل جملس اإلرش���اد‬ ‫‪ ....‬ويعتربون ش���كرى مصطفى هذا هو من أنش���أ‬ ‫اجلماعة للمرة الثالثة ‪....‬‬ ‫يذك���ر صاح���ب الكت���اب أن أصلح مرش���د توىل‬ ‫مجاع���ة اإلخ���وان املس���لمني ه���و املرح���وم عم���ر‬ ‫التلمس���انى الذى كان يكبح التش���دد ويتمس���ك‬ ‫بالوس���طية ولذلك ملا عرف بأن فكر س���يد قطب‬ ‫أصب���ح يوج���ه اجلماعة ويس���يطر عليها أرس���ل‬ ‫بعض رس���ائل إىل أقطاب اإلخوان فى السعودية‬ ‫ودول اخللي���ج واىل الدكت���ور القرض���اوى‬ ‫خيربهم بأن هؤالء ال ميثلون اإلخوان املس���لمني‬ ‫وهى الرس���ائل الت���ى أغاضت مصطفى مش���هور‬ ‫ج���داً ‪ ....‬وثب���ت ذل���ك ب���أن س���نة ‪ 1993‬ش���هدت‬ ‫اس���تيالء النظام اخلاص عل���ى اجلماعة بالكامل‬ ‫وأصب���ح أتباع هذا التيار يس���مون ( القطبيون ) ‪...‬‬ ‫وهم املوجودون فى الساحة اآلن‪.‬‬

‫بعد وفاة التلمسانى أخذت بعض األشباح تتسلل‬ ‫إىل مجاعة اإلخ���وان لتأخذ مكاناً ومكانة كانت‬ ‫هذه األشباح تس�ي�ر فى ركاب مصطفى مشهور‬ ‫ال���ذى كان قد ع���اد للب�ل�اد ع���ام ‪ 1985‬وكان‬ ‫أخط���ر م���ن ح���ط رحال���ه ف���ى مص���ر بع���د وفاة‬ ‫التلمسانى هم ( حممد مرسى ) وخريت الشاطر‬ ‫وحممود عزت وحممد بديع‪.‬‬ ‫سنة ‪ 1992‬كانت من السنوات املؤثرة فى تاريخ‬ ‫مصر فهى س���نة الزلزال وهى عام جناح اإلخوان‬ ‫فى انتخاب���ات النقابة العام���ة للمحاميني لذلك‬ ‫قالت صحيفة الواش���نطن بوس���ت األمريكية فى‬ ‫حتلي���ل هل���ا لنج���اح اإلخ���وان أن ه���ذا النجاح هو‬ ‫الزل���زال احلقيقى الذى أصاب مصر وأن ما تاله‬ ‫عبارة عن توابع للزلزال و من توابع هذا الزلزال‬ ‫أن جرت انتخابات على مستوى احملافظات أُعلن‬ ‫أن الناجح�ي�ن رمسي���اً هم مأمون ميس���ر ومجال‬ ‫تاج وصالح س���امل ومصطفى زهران وس���يد عبد‬ ‫العزي���ز ولك���ن تب�ي�ن أن ه���ذه النتيجة م���زورة (‬ ‫مجاع���ة اإلخوان ارتكبت جرمي���ة تزوير لتمرير‬ ‫شخص تريده بالذات من الذين تربوا فى حضن‬ ‫احلاج مصطفى مش���هور تأك���د للكاتب هذا بعد‬ ‫أن أطلع على النتيجة احلقيقية وكان تعليقه‬ ‫( م���ا أقس���ى أن يك���ون الواع���ظ لص���اً وأن يك���ون‬ ‫الك��� ّذاب داعية ) العضو املض���اف يريده مصطفى‬ ‫مش���هور ض���د الالئح���ة كم���ا فعل ف���ى إصراره‬ ‫على إضافة س���يف اإلسالم حس���ن البنا لالئحة‬ ‫مرش���حى اإلخوان وقال مش���هور رأيكم ال قيمة‬ ‫له ولوائحكم تلزمكم وال تلزم اجلماعة وإن إبن‬ ‫حس���ن البنا س���يكون مرحش���اً فى النقابة العامة‬ ‫وافقتم أو رفضتم‪.‬‬ ‫أخذت األيام مت���ور باألحداث واحل���اج مصطفى‬ ‫مش���هور ينطل���ق كحص���ان الس���بق يطل���ق‬ ‫التصرحي���ات ‪ -‬الت���ى ال تعرب ع���ن حقيقة الفكر‬ ‫الذى أس���تقر فى ضم�ي�ر املؤلف – منه���ا أنه قال‬ ‫ف���ى إحدى الصح���ف ( من يع���ادون اإلخوان إمنا‬ ‫يع���ادون اهلل ورس���وله ) وفى س���نة ‪ 1997‬صرح‬ ‫فى جري���دة ( األهرام ويكلى ) أنه ال جيوز دخول‬ ‫األقباط إىل اجليش ألنه س���يكون مش���كوكاً فى‬ ‫والئهم وبدل ذلك نلزمهم بدفع اجلزية‪.‬‬ ‫كان مأم���ون اهلضيب���ى املستش���ار وه���و أح���دى‬ ‫رم���وز اجلماعة قد قال فى مناظرته لفرج فودة‬ ‫مبع���رض الكتاب س���نة ‪ ( 1992‬حن���ن نتعبد اهلل‬ ‫بأعم���ال النظ���ام اخلاص لإلخ���وان قب���ل الثورة‬ ‫) ه���ذه املقول���ة رفضه���ا عق���ل ث���روت اخلرباوى‬ ‫لذلك كتب مقا ً‬ ‫ال ف���ى صحيفة ( صوت األمة )‬ ‫قال حن���ن ال نتعبد اهلل بالقت���ل والتفجريات هذا‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪26 ( - ) 98‬مارس ‪ 1 -‬أبريل ‪)2013‬‬

‫لي���س خلق اإلخوان ‪ ....‬إنهال���ت الردود من قيادات‬ ‫اإلخ���وان تداف���ع على املستش���ار اهلضيب���ى بأنه مل‬ ‫يقل ه���ذا الكالم ولك���ن اخلرباوى يك���ذب ‪ ....‬وقد‬ ‫تط���وع أح���د املناضلني مم���ن ال ينتس���ب لإلخوان‬ ‫بتس���ليم اخلرب���اوى تس���جيل بالص���وت والصورة‬ ‫ل���كالم اهلضيبى ‪ .....‬أس���تطرد اهلضيبى وهو يربر‬ ‫هذا الفعل الشنيع بأننا كنا جناهد واجملاهد يباح‬ ‫له ما ال يباح لآلخرين وض���رب مث ً‬ ‫ال باالغتياالت‬ ‫الت���ى ارتكبها احل���زب الش���يوعى اليونانى ملدنيني‬ ‫م���ن مواطني���ه فكي���ف يب���اح هل���م ذل���ك وال يب���اح‬ ‫لإلخ���وان !!!! أى إس�ل�ام ه���ذا !!!؟ س���لم اخلرباوى‬ ‫التس���جيل لصحيفة صوت األمة التى تولت الرد‬ ‫بنش���ر حمت���وى الفيديو مع عن���وان ( اهلضيبى ‪....‬‬ ‫كذاب ‪.)....‬‬ ‫كم���ا أن م���ن جرائمه���م البش���عة أى ( اإلخوان )‬ ‫قتل ضحاياهم بطرق قذرة فقد قتلوا س���يد فائز‬ ‫وأبنت���ه وه���و أح���د أف���راد اجلماعة عندما س���لموا‬ ‫للطفلة هدية علبة حلوى فإذا بها قنبلة ملا فتحها‬ ‫الرجل قتلته وأبنته الطفلة الصغرية‪.‬‬ ‫مبوجب قانون السمع والطاعة والثقة فى القيادة‬ ‫أم���ر مرش���د اإلخ���وان اخلرباوى احملام���ى وعضو‬ ‫نقاب���ة احملامي�ي�ن بالبق���اء ف���ى بيت���ه ملدة أس���بوع‬ ‫الخيرج أبداً وملا إحت���ج بطبيعة عمله كمحامى‬ ‫عليه مصاحل موكليه من املواطنني كلف املرشد‬ ‫عضو م���ن اإلخوان مبرافقته بش���رط أن ال يقابل‬ ‫احملاميني املزامحني ألعضاء اإلخوان فى انتخابات‬ ‫النقاب���ة باعتبار ثروت مش���كوك فى والئه فتعمد‬ ‫اخلرب���اوى ي���وم إج���راء االنتخاب���ات أن يبقى فى‬ ‫معية إخوانى آخر من املهندس�ي�ن ليش���هد له بأنه‬ ‫مل حيضر االنتخابات وهو ما مت فع ً‬ ‫ال حيث قضى‬ ‫الرج���ل يوم���ه صائماً فى مكت���ب الزميل املهندس‬ ‫ولك���ن ف���ى الي���وم الثانى وصل���ت مكتب اإلرش���اد‬ ‫كتاب���ات م���ن ( املس���لمني اإلخ���وان ) تق���ول ب���أن‬ ‫اخلرباوى حضر االنتخاب���ات إىل صف معارضى‬ ‫اإلخوان وشـُكلت جلنة للتحقق فى صحة اإلدعاء‬ ‫ولك���ن املصيبة أن من قض���ى اخلرباوى معه كل‬ ‫الي���وم فى مكتبه كظله إعتذر عن الش���هادة ألنه‬ ‫أُمر من قبل اجلماعة بعدم الشهادة‪....‬‬ ‫عندم���ا س���ـُجن بع���ض قي���ادات اإلخ���وان‬ ‫‪ 1996/1995‬إنت���دب حممد س���ليم العوا ليقود‬ ‫فري���ق الدف���اع وباعتب���ار القضي���ة سياس���ية ف���ى‬ ‫األصل حاول العوا حلها خارج النيابة العس���كرية‬ ‫مبناقشة اللواء عمر سليمان رئيس االستخبارات‬ ‫الذى قبل بشرط أن ميتنع اإلخوان عن دخول اى‬ ‫انتخابات ملدة مخس���ة سنوات ‪ ،‬س���ليم العوا اعترب‬ ‫هذا ش���رط مقبول ولكن عمر س���ليمان ق���ال له ‪:‬‬ ‫إن اإلخ���وان لن يقبلوا هذا الش���رط مم���ا يعنى أن‬ ‫عمر س���ليمان يعرف تفاصيل تفاصيل قراراتهم‬ ‫ألن بع���ض أعضاء مكتب اإلرش���اد جن���ود جمندة‬ ‫لالستخابرات‪.‬‬

‫زي��ف اجلماع��ة وأهدافه��ا احلقيق��ة الي��وم‬ ‫( السعى للحكم بثوب اإلسالم ) ‪:‬‬

‫نعود إىل نقطة أخرى عندما كان بعض اإلخوان‬ ‫فى الس���جن م���ع الدكتور س���عد الدي���ن إبراهيم‬ ‫ج���رى نقاش مع���ه مت أكثره بع���د خروجهم من‬ ‫الس���جن خالصته الطلب من سعد الدين إبراهيم‬ ‫مس���اعدة اإلخوان ف���ى التواصل م���ع أمريكا ( ألن‬ ‫اإلخ���وان كتنظي���م له أهدافه وفكرته سيس���عون‬ ‫إىل اس���تخدام هذه املنافذ ال ليبحثوا عن حريتهم‬ ‫ولك���ن ليصل���وا إىل حكم الب�ل�اد فيك���ون التنظيم‬ ‫احلديدى ال���ذى يطوى فى داخله أس���رار ال يعلم‬ ‫بها أحد ش���يئاً قد وصل إىل احلكم ال باالس���تقواء‬ ‫بالشعب ولكن باالستقواء بأمريكا‪.‬‬ ‫ه���ذا التوج���ه اجلدي���د أغضب بعض م���ن كان ال‬ ‫يري���د أن تنزل���ق اجلماع���ة إىل ه���ذا احل���د فقال‬ ‫لصاح���ب الكت���اب ‪ :‬اجلماعة بدأت تس�ي�ر فى هذه‬ ‫األي���ام ناحية طريق خط�ي�ر ألن عالقتنا بأمريكا‬ ‫أخذت تتط���ور ف���اآلن بيننا مراس�ل�ات واتفاقيات‬ ‫وهذه االتفاقيات تتجه ناحية تـُيسر طريقنا حنو‬

‫احلكم ‪ ،‬أمريكا ترغب فى أشياء تريدها منا وحنن‬ ‫نريد منها أشياء ما تريده منا خيالف الثوابت التى‬ ‫دافعنا عنها سنوات ‪ ....‬إن من يتفاوض مع أمريكا‬ ‫هما خريت الشاطر وعصام العريان باإلضافة إىل‬ ‫آخرين فى مهام خاصة و تعهد اإلخوان باآلتى ‪:‬‬ ‫‪.1‬لن نغري خريطة املنطقة السياسية‪.‬‬ ‫‪.2‬نتعه���د باحلف���اظ عل���ى كل املعاه���دات‬ ‫واالتفاقيات‪.‬‬ ‫‪.3‬نقبل وجود إسرائيل باملنطقة‪.‬‬ ‫أما اجلانب األمريكى فكان سعيداً بــ‪:‬‬ ‫‪.1‬جرأة احلوار مع أمريكا‪.‬‬ ‫‪.2‬طلب نشر احلوار مع أمريكا على نطاق واسع‪.‬‬ ‫‪.3‬جيب أن يـُق ِدم اإلخوان على إنشاء حزب‪.‬‬ ‫وق���د تأك���د ذلك جلي���اً بعد س���نتني عندما صرح‬ ‫عص���ام العري���ان جلري���دة احلي���اة اللندني���ة بأن‬ ‫اإلخوان إن وصلوا للحكم س���يعرتفون بإس���رائيل‬ ‫وس���يحرتمون اتفاقي���ات الس�ل�ام ه���ذا يعن���ى أن‬ ‫اإلخوان لديهم خطة للحكم يسعون إىل تنفيذها‬ ‫ب���كل ق���وة وس���يظهر حينها ب���أن أى مجاعة ظلت‬ ‫عمره���ا حت���ت ركام االس���تبداد والقه���ر البد أن‬ ‫تتح���ول إىل مجاع���ة مس���تبدة إذا م���ا حكم���ت أى‬ ‫نس���خة من املس���تبد الذى قهره���ا ‪ ...‬كل التاريخ‬ ‫كان كذلك ‪...‬‬ ‫أحد اإلخوان قال حنن نتحالف مع من يس���تطيع‬ ‫أن يقربن���ا من دوائ���ر صنع الق���رار وكل من هو‬ ‫قري���ب من دوائر الس���لطة العليا س���نتحالف معه‬ ‫ولن نقبل أن خيرج واحد منا على هذا القانون‪.‬‬ ‫ش���كرى مصطف���ى تلميذ س���يد قط���ب النجيب (‬ ‫امله���دى املنتظ���ر) يعترب احلاج مصطفى مش���هور‬ ‫عل���ى مب���دأه ولكن���ه يس���تعمل التقية أما املرش���د‬ ‫حس���ن اهلضيب���ى فإن���ه فى رأي���ه كاف���ر ( وهكذا‬ ‫ت���رى أن اجلماع���ة انته���ت بوف���اة االس���تاذ عم���ر‬ ‫التلمس���انى وأن م���ن يدي���ر اجلماع���ة اآلن ه���م‬ ‫املنخنقة واملوقوذة واملرتدية والنطيحة وما أكل‬ ‫السبع ) وأن التنظيم القطبى سيطر على مقادير‬ ‫اجلماع���ة وجع���ل م���ن أفكار س���يد قطب دس���توراً‬ ‫فكري���اً لإلخوان بل أن األمر كان أخطر من ذلك‬ ‫بكثري‪.‬‬ ‫فق���د ح���دث وأن ظه���ر الدكتور القرض���اوى فى‬ ‫ندوة بعد ثورة ‪ 25‬يناير انتهى فيها ( إىل أن سيد‬ ‫قط���ب خرج بفكره ع���ن العقيدة الت���ى عليها أهل‬ ‫الس���نة واجلماعة ) وفى اليوم التاىل هلذه الندوة‬ ‫قرأ أهل مصر تصرحي���اً حملمود عزت خبصوص‬ ‫ندوة القرضاوى قال فيها عزت املشكلة ليست فى‬

‫فكر قطب املشكلة فى أن الذى قرأ لقطب – يعنى‬ ‫القرض���اوى – ال يع���رف فقه س���يد قط���ب ‪ .‬وبعد‬ ‫أيام اس���تضاف االعالمى ضياء رش���وان الدكتور‬ ‫القرض���اوى بقن���اة الفراعني ل���ذات املوضوع أكد‬ ‫فيه س���ابق رأيه فى قطب وأن هذا األخري بـُعد عن‬ ‫الصراط الس���وى ألهل الس���نة واجلماع���ة ‪ ..‬ألنه‬ ‫أتبع فقه امل���ودودى ولكنه خرج فى النهاية بنتائج‬ ‫ع���ن تكفري اجملتمع وجاهليت���ه ختتلف متاماً عما‬ ‫قاله املودودى‪...‬‬ ‫بعد أيام اس���تضاف رشوان كل من حممود عزت‬ ‫وحمم���د مرس���ى كممثل�ي�ن جلماع���ة اإلخ���وان‬ ‫كلها لريدا على الشيخ القرضاوى‪.‬‬ ‫ضياء رش���وان س���أل حممد مرس���ى ( ه���ل كتاب‬ ‫مع���امل ف���ى الطريق يا دكتور حمم���د هو كتاب‬ ‫اإلخ���وان ال���ذى يـُعرب ع���ن أفكاره���م ؟ مبعنى هل‬ ‫أف���كار اإلخ���وان موجودة فى كتب س���يد قطب؟ )‬ ‫مل جيب حممد مرس���ى صراح���ة ولكن تعلل بأنه‬ ‫قرأ للسيد قطب بعد وفاته وعندما قرأت له عشت‬ ‫فى كتاباته فصارت جزءاً منى وأعترب ( مرسى )‬ ‫أن القرض���اوى مل يع���رف قطب ألنه ال يعرف وال‬ ‫يتق���ن العربي���ة !!!! يتقن الرتكس���تمانية !! وقبل‬ ‫نهاية اللق���اء دخل على اهلات���ف الدكتور حممد‬ ‫بدي���ع يؤي���د فيها ما قال���ه صاحب���اه حممود عزت‬ ‫وحممد مرس���ى عن أس���تاذهما وصاحب فكرهما‬ ‫سيد قطب‪.‬‬ ‫تعج���ب القرضاوى م���ن ردود قادة اإلخ���وان على‬ ‫رأيه ‪ ....‬وعندما قابل الدكتور س���ليم العوا أجابه‬ ‫هذا ‪ ...‬هؤالء يا موالنا هم تنظيم العش���رات !! فرد‬ ‫القرضاوى مندهش���اً ! أهم هم إه���ؤالء من حذرنا‬ ‫منهم التلمسانى ؟!!! أصبحوا اآلن قادة اإلخوان !!!‬ ‫إنا هلل وإنا إليه راجعون‪.‬‬ ‫آالف اإلخوان اآلن من الذين سـُيقوا إىل اجلماعة‬ ‫منذ منتصف التس���عينات خيتلف���ون عن اإلخوان‬ ‫الذي���ن يعرفهم القرض���اوى ‪ ....‬أجي���ال نهلت من‬ ‫الظ�ل�ال وم���ن معامل ف���ى الطري���ق ك ّرهت هذه‬ ‫األجي���ال املعانى اجلميلة الت���ى فى الكون إعتربت‬ ‫املوسيقى زندقة واآلداب العاملية حمرقة والفنون‬ ‫شيطنة تربت هذه األجيال على أن الدميقراطية‬ ‫ح���رام والليربالي���ة كفر فتح���ت رؤوس���ها ليتم‬ ‫حش���وها بكراهي���ة كل املناه���ج السياس���ية‬ ‫واالجتماعي���ة التى ابتدعها اإلنس���ان فعاش���وا فى‬ ‫جاهلية أش���د ضراوة من جاهلي���ة القرون األوىل‬ ‫‪....‬‬ ‫فهـِم���ت اهلل عل���ى غري م���راد اهلل ‪ ....‬ه���ؤالء مجيعاً‬

‫‪19‬‬

‫ه���م ق���ادة اإلخ���وان اآلن ب���ل أن حممد مرس���ى (‬ ‫رئي���س مجهوري���ة مص���ر ) متمس���ك بفكر س���يد‬ ‫قطب والذى ثبت أنه ماس���ونى ذكر هذا الش���يخ‬ ‫حمم���د الغزاىل رمحه اهلل‪ ،‬بل الصلة بني اإلخوان‬ ‫واملاس���ونية كبرية ومتش���عبة ومن عالمات ذلك‬ ‫كيفية القس���م فى كل منها وعل���ى العموم من‬ ‫أراد التفاصي���ل فلريجع إىل كتاب ( س���ر املعبد )‬ ‫ص ‪ 236‬وما بعدها‪.‬‬ ‫اخلالصة املستفادة من الكتاب هى ‪:‬‬ ‫‪.1‬إن فكرة إنش���اء اجلماعة كانت خالصة لوجه‬ ‫اهلل س���نة ‪ 1928‬فانتش���رت أميا انتش���ار ولكنها ملا‬ ‫تبن���ت العن���ف نكص���ت عل���ى عقبيها من���ذ ‪1939‬‬ ‫وانتهى بها املطاف إىل الس���عى للحكم بأى ش���كل‬ ‫وأصبح منهجها الغاية تربر الوسيلة‪.‬‬ ‫‪.2‬تق���وم على مبدأ الس���مع والطاع���ة والثقة فى‬ ‫القيادة وه���ذا أمر الزم فى اجليوش والعس���كرية‬ ‫ال يصل���ح ف���ى املنظم���ات املدني���ة وي���ؤدى إىل‬ ‫اختط���اف اجلماع���ة وتعطي���ل العق���ل واحلري���ة‬ ‫الالزمة للمؤسسات املدنية وهى عكس ( وأمرهم‬ ‫شورى بينهم )‪.‬‬ ‫‪.3‬كل أصح���اب الفك���ر والعق���ول ينش���قوا ع���ن‬ ‫مجاع���ة اإلخ���وان املس���لمني وال يبق���ى فيه���ا إ ّ‬ ‫ال‬ ‫االنتهازي���ون الذي���ن يس���تخدمونها مع���ول ف���ى‬ ‫السياسة للوصول للسلطة‪.‬‬ ‫‪.4‬األس���تاذ أمحد إبراهيم أبو غاىل أس���تاذ املؤلف‬ ‫كما كان فى مرحلة الثانوى ظل أس���تاذاً له فى‬ ‫الش���يخوخة كذلك وبني ل���ه الفرق بني أن تكون‬ ‫مجاعة اإلخوان املس���لمني مجاعة من املسلمني أم‬ ‫مجاعة املسلمني ألن الفرق بينهما شاسع وأن من‬ ‫يدعى بأن اإلسالم هو احلل يكتشف بأن املسلمني‬ ‫هم املشكلة‪.‬‬ ‫‪.5‬كل مجاعات اإلخوان فى كل البالد العربية‬ ‫واإلس�ل�امية هى ف���روع للجماعة الرئيس���ية األم‬ ‫تابعني هل���ا لذلك زارنا خريت الش���اطر ف���ى ليبيا‬ ‫ف���ى الف�ت�رة املاضي���ة وهو نائ���ب املرش���د العام فى‬ ‫مصر‪.‬‬ ‫أكتب كما قال األديب الرتكى ( أرهان باموك‬ ‫) أكت���ب ألننى ال أس���تطيع أن أحتم���ل احلقيقة‬ ‫وحدى وألنين عزمت على مقاومة هذه احلقيقة‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫التاريخ ‪2013/03/16 :‬‬ ‫‪E-mail : i_elzughaid@yahoo.com‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪26 ( - ) 98‬مارس ‪ 1 -‬أبريل ‪)2013‬‬

‫الق َر َدة َّ‬ ‫حوار ُّ‬ ‫والسلم واملوزة‬ ‫الطرش‪ ،‬أو ِ‬

‫أبوالقاسم اشتيوي‬

‫تخُ َتتم التجربة بتكرار‬ ‫عملية استبدال ال ِق َردَة‬ ‫اجلديدة باألصلية‪ ,‬وهكذا‬ ‫تتكرر حماوالت ُّ‬ ‫التسلق‬ ‫َّ‬ ‫والضرب للقادمني اجلدُد‪.‬‬ ‫ويف نهاية املطاف نصل‬ ‫إىل حجرة تشغلها ِق َردَة‬ ‫جديدة‬

‫وسَّلم‪ ،‬وتبدأ‬ ‫مثة ُحجرة تشغلها ِق َر َد ٌة مخسة ُ‬ ‫َّ‬ ‫السلم‬ ‫التجربة بوضع موزة على أعلى درجات ُ‬ ‫أمام أعني ال ِق َردَة املُراقبة ملا جيري حوهلا‪ .‬وما‬ ‫يتس���لق أحدها َّ‬ ‫َّ‬ ‫السلم للحصول على املوزة‬ ‫إن‬ ‫حتى يق���وم مراق���ب التجربة ب���رش األربعة‬ ‫الباقي���ة مبي���اه ش���ديدة ال�ب�رودة‪ .‬وتتواص���ل‬ ‫ُّ‬ ‫والتس���لق والرش‬ ‫التجربة بتكرار وضع املوز‬ ‫باملياه الب���اردة حتى يصل األم���ر بال ِق َردَة إىل‬ ‫جتنباً‬ ‫تسلق ُّ‬ ‫ضرب أي فرد منها حياول ُّ‬ ‫السلم ُّ‬ ‫البقية باملياه الباردة‪.‬‬ ‫لرش َّ‬ ‫اخلطوة التالية يف التجربة تبدأ باالستعاضة‬ ‫عن ق���رد من ال ِق َردَة اخلمس���ة األصلية بقرد‬ ‫جدي���د ال يدري ش���يئاً عن األح���داث املاضية‪.‬‬ ‫ه���ذا الق���رد س���يقفز‪ ،‬مبج���رد دخول���ه إىل‬ ‫َّ‬ ‫احلجرة ورؤيته املوزة‪ ،‬صوب ُّ‬ ‫ليتسلقه‬ ‫السلم‬ ‫طمع���اً يف احلصول على املوزة اليت ال يبدو َّ‬ ‫أن‬ ‫أح���داً م���ن أخوته يريده���ا‪ .‬ولكن���ه يُفاجأ بهم‬ ‫ينهال���ون علي���ه بالضرب كلما حاول ُّ‬ ‫تس���لق‬ ‫ُّ‬ ‫الس���لم طلباً للموزة‪ .‬ويتطور مس���ار التجربة‬ ‫بتوق���ف الق���رد اجلديد ع���ن حماولة ُّ‬ ‫تس���لق‬ ‫ُّ‬ ‫الس���لم بدون معرفة س���بب املنع‪ .‬والغريب يف‬ ‫عملية االس���تبدال َّ‬ ‫ثان‬ ‫أن إحالل ق���رد جديد ٍ‬ ‫���ردَة األربعة الباقية س���يجعل‬ ‫حم���ل أحد ال ِق َ‬ ‫البقية يف ضرب القادم‬ ‫البديل األول يش���ارك َّ‬ ‫الرغ���م م���ن َّ‬ ‫أن األول مل يعش‬ ‫اجلدي���د عل���ى ُّ‬ ‫جتربة الرش باملياه الباردة‪.‬‬ ‫تخُ َتت���م التجرب���ة بتك���رار عملي���ة اس���تبدال‬ ‫تتكرر‬ ‫���ردَة اجلدي���دة باألصلي���ة‪ ,‬وهك���ذا َّ‬ ‫ال ِق َ‬ ‫ُّ‬ ‫حماوالت التس���لق والضرب للقادمني اجلدُد‪.‬‬ ‫ويف نهاي���ة املط���اف نصل إىل حجرة تش���غلها‬ ‫���ردَة جديدة مل ُت���رش َّ‬ ‫البتة باملي���اه الباردة‪,‬‬ ‫ِق َ‬ ‫ولكنه���ا م���ع ذلك تنه���ال بالض���رب على كل‬ ‫تس���لق ُّ‬ ‫ق���ادم جديد حي���اول ُّ‬ ‫الس���لم للوصول‬ ‫إىل امل���وزة! لق���د ص���ار الض���رب عق���اب كل‬ ‫ق���رد حياول خ���رق قان���ون وضعه األس�ل�اف‬ ‫ين���ص عل���ى "من���ع ارتق���اء َّ‬ ‫الس���لم"! التجربة‬ ‫ُّ‬ ‫نمَّ‬ ‫تخيل���ة وإ ���ا ه���ي إعادة‬ ‫الس���ابقة ليس���ت ُم َّ‬ ‫صياغة لنتائج دراس���ة فعلية أجنزها غوردن‬ ‫ستيفنسون يف أواخر ستينيات القرن املاضي‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ونوظ���ف دراس���ة‬ ‫���ردَة‬ ‫لنغ���ادر ع���امل ال ِق َ‬ ‫ستيفنس���ون حول تكييف الس���لوك يف إجراء‬

‫جترب���ة ذهني���ة عل���ى "بع���ض" اآلدمي�ي�ن‪.‬‬ ‫وس���نختار لتجربتنا مكاناً هو سجن أبو سليم‬ ‫سيء الذكر‪ ،‬الذي بالكاد حيصل نزالؤه على‬ ‫يس���د رمقهم‪ .‬وعوض���اً عن ُّ‬ ‫م���ا ُّ‬ ‫الس���لم واملوزة‬ ‫الس���جانني باب الزنزانة ويدفع‬ ‫س���يفتح أحد‬ ‫َّ‬ ‫مائدة عليها بعض الوجبات اإلضافية‪ .‬وكما‬ ‫يف الس���ابق‪ ،‬ما إن يتقدم أحد الس���جناء صوب‬ ‫املائ���دة ويش���رع يف تناول بعض م���ا عليها من‬ ‫طعام حتى تنهمر املياه ش���ديدة الربودة على‬ ‫رؤوس النزالء‪.‬‬ ‫ل���ن تك���ون ردود أفع���ال اآلدمي�ي�ن مماثل���ة‬ ‫لتلك ال�ت�ي تبديها ال ِق َردَة‪ .‬ف���ردود أفعاهلم أو‬ ‫اس���تجاباتهم س���تكون يف جممله���ا عقالني���ة‬ ‫ال غريزي���ة‪ .‬وتتب���دَّى ه���ذه العقالني���ة يف‬ ‫اكتش���افهم الس���ريع للعالق���ة الس���ببية‬ ‫ب�ي�ن تن���اول الطع���ام وعقوب���ة املياه الب���اردة‪.‬‬ ‫وسيش���رعون بن���ا ًء عل���ى ذل���ك يف التح���اور‬ ‫املرجوة‬ ‫العقالني حول نسبة الفوائد الصحية‬ ‫َّ‬ ‫من تناول الطعام إىل اخلسائر اليت قد تنجم‬ ‫جراء عقوب���ة املياه‬ ‫ع���ن اإلصابة باإلم���راض َّ‬ ‫الباردة‪ .‬حتى النزالء اجلدد س���يكون وضعهم‬ ‫���ردَة البديل���ة لق���درة‬ ‫أفض���ل م���ن وض���ع ال ِق َ‬ ‫اخل�ْب�رْ َ ات وتبادل‬ ‫البش���ر على التح���اور ونقل ِ‬ ‫املعلوم���ات فيما بينه���م‪ .‬إذن‪ُّ ,‬‬ ‫التعقل واملقدرة‬ ‫على استخدام اللغة يف التحاور حول البدائل‬ ‫مييز اآلدميني عن ال ِق َردَة‪.‬‬ ‫املُتاحة هو ما ِّ‬ ‫واآلن‪ ,‬ه���ل يوجد ب�ي�ن اآلدميني من ُّ‬ ‫يش���ذ يف‬ ‫جت���ارب احلياة عن ه���ذه العقالنية ويس���لك‬ ‫س���لوكاً مماث ً‬ ‫ال لذل���ك الذي ُتبدي���ه ال ِق َردَة؟‬ ‫ولي���س مقص���دي م���ن هذا التس���اؤل س���حب‬ ‫الصف���ات احليواني���ة عل���ى اإلنس���ان ال���ذي‬ ‫كرم���ه اهلل كم���ا ق���د يتب���ادر إىل أذه���ان‬ ‫َّ‬ ‫البعض‪ ،‬ففحواه ال تزي���د عن القول بانصياع‬ ‫بع���ض اآلدمي�ي�ن لقواعد س���لوكية مجعية‬ ‫ليس هناك يف أذهانهم ما يُربرها‪ .‬لنبدأ مبثل‬ ‫بسيط نس���تقيه من جمال التصوير الضوئي‬ ‫للمس���تندات‪ ،‬حي���ث مل تك���ن ه���ذه التقانة يف‬ ‫بداياته���ا ق���ادرة على نس���خ الل���ون األزرق مبا‬ ‫يكف���ي م���ن الوض���وح‪ .‬ولت�ل�ايف ه���ذا القصور‬ ‫أرس���ت املؤسس���ات قاعدة أوىل ُتل���زم بطباعة‬ ‫كل الوثائق املُراد تصويرها باللون األسود‪.‬‬

‫وبالتط���ور التدرجي���ي لتقان���ة التصوي���ر‬ ‫الضوئ���ي ص���ار ممكن���اً تصوير الل���ون األزرق‬ ‫ليبدو أقرب إىل األس���ود يف الصورة الضوئية‪.‬‬ ‫ه���ذا التط���ور انبثقت عنه قاع���دة ثانية تنص‬ ‫عل���ى وجوب توقيع الوثائ���ق القانونية باللون‬ ‫األزرق لتميي���ز األصل عن الص���ورة‪ .‬وامللفت‬ ‫َّ‬ ‫أن هات�ي�ن القاعدت�ي�ن ما زالتا س���اريتني على‬ ‫امللون إىل ما نعرفه‬ ‫الرغم من تطور التصوير َّ‬ ‫إن ما سلف يقودنا إىل استنتاج َّ‬ ‫أيَّامنا هذه‪َّ .‬‬ ‫أن‬ ‫ُّ‬ ‫النظم واللوائح والقوانني قد توضع ألس���باب‬ ‫ُموجبة تنتفي مبرور الزمن و ُتنس���ى‪ .‬غري َّ‬ ‫أن‬ ‫الرغم من‬ ‫تكرس تطبيقها على ُّ‬ ‫آفة النس���يان ِّ‬ ‫انتفاء أسبابها املُوجبة‪.‬‬ ‫ه���ل يقتصر ض���رر هذا الضرب من الس���لوك‬ ‫بني البش���ر على اجلوانب املادية كما يف املثل‬ ‫الس���ابق أم َّأنه يتعدَّاها إىل النفس البش���رية؟‬ ‫رمب���ا كان يوم الثامن م���ن يونيو عام ‪1992‬‬ ‫الصدد‪ .‬ففي ذل���ك اليوم اِغتيل‬ ‫ُمفي���داً يف هذا َّ‬ ‫تطرف "صدَّق"‬ ‫املص���ري فرج فودة على ي���د ُم ِّ‬ ‫من أفت���وه بكفر الرجل وهدر دمه‪ .‬وما يعنينا‬ ‫يف ه���ذه القضية‪ ،‬مبعزل عن فكر القتيل‪ ،‬هي‬ ‫ُجهت إليه‬ ‫ردود القات���ل على األس���ئلة ال�ت�ي و ِّ‬ ‫يف احملكم���ة‪ .‬فح�ي�ن ُس���ئل عن س���بب ارتكابه‬ ‫للجرمية عزا ذل���ك إىل قناعته بكفر الرجل‪.‬‬ ‫عما إذا كان حكمه بكفر ِه‬ ‫ما استدعى سؤاله َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫تضم���ن يف مؤلفاته‪ .‬وكان رده‬ ‫علت���ه فكر ُه املُ َّ‬ ‫على ذلك َّأنه مل يقرأ أيَّا منها َّ‬ ‫أمي!‬ ‫ألنه ِّ‬ ‫م���ا الف���رق بني س���لوك ه���ذا القاتل وس���لوك‬ ‫بالضرب‬ ‫القرد الذي ش���ارك يف طقس اعتدا ٍء‬ ‫ِ‬ ‫ال يعلم له س���بباً موجباً؟ ل���ن جنانب الصواب‬ ‫إذا قلن���ا َّإن���ه والقرد يس���تويان على املس���توى‬ ‫الفك���ري م���ع أفضلي���ة أخروية للق���رد الذي‬ ‫ُ‬ ‫والعقل‬ ‫لن يحُ اس���ب على أفعاله ألنه ال ي َْع ِقل‬ ‫من���اط التكلي���ف‪ .‬لق���د َّ‬ ‫عط���ل ه���ذا القات���ل‪،‬‬ ‫مب���لء إرادته ملك���ة العقل اليت حب���اه بها اهلل‬ ‫‪،‬وتعامى عن فساد أراء من أفتوه بتكفري الغري‬ ‫واستحالل دمائهم‪.‬‬ ‫الصنف من البش���ر مجاعة ِ"إناَّ‬ ‫سنس���مي هذا ّ‬ ‫ِّ‬ ‫َج ْد َن���ا آبَاء َنا َع َلى أُ َّم ٍة" اهت���دا ًء باآلية الثانية‬ ‫وَ‬ ‫والعش���رين من س���ورة ُّ‬ ‫الزخرف‪ .‬ومن مسات‬ ‫هذه اجلماعة َّأنها ال تقيم للحوار القائم على‬ ‫العقل وزناً‪ ،‬فمحرك أفكار أفرادها ال يدور َّ‬ ‫إال‬ ‫بالوقود االيديولوجي الذي َّ‬ ‫يتكئ على س�ي�رة‬ ‫األسالف وتفوح منه روائح املواقف التارخيية‬ ‫املُس���بقة‪ .‬وما من مبالغ���ة يف القول َّ‬ ‫بأن تردِّي‬ ‫األوض���اع يف ليبي���ا يع���ود يف ج���زء كبري منه‬ ‫نبثة يف ِّ‬ ‫إىل ممارس���ات هذه اجلماعات املُ َّ‬ ‫كل‬ ‫أحن���اء البالد‪ ،‬وإىل ُمصادرة أفرادها الطوعية‬ ‫ألمانة حريَّ���ة اإلرادة اليت قبل���وا محلها حني‬ ‫عرضها عليهم رب العباد‪.‬‬ ‫هل سيساعدنا هذا التوصيف يف الوصول إىل‬ ‫فهم أفضل لبعض القضايا اليت تمُ ِّثل تهديداً‬ ‫ٍ‬ ‫وجودي���اً للدول���ة الليبي���ة العتي���دة ؟ ه���ذا ما‬ ‫تقصيه يف مقالة تالية إن ش���اء ُ‬ ‫اهلل‬ ‫س���نحاول ِّ‬ ‫تعاىل‪.‬‬ ‫‪ashtaiwie@gmail.com‬‬


‫‪21‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪26 ( - ) 98‬مارس ‪ 1 -‬أبريل ‪)2013‬‬

‫عفوا ‪ ....‬اإلسالم ال يكفي لدخول اجلنة‬

‫ميدان السؤال‬

‫رعب ؟!!‬ ‫فتحي بن عيسى‬ ‫عبدالوهاب قرينقو‬

‫(‪)1‬‬ ‫أخرياً‬ ‫تشجع‬ ‫َ‬ ‫وصار يدخل فيس بوك بامسه احلقيقي‬ ‫كنا ُ‬ ‫نعرف منذ البداية أنها مسألة وقت‬ ‫وشيئاً فشيئاً يتهاوى جدار اخلوف‬ ‫له ولسواه من املرجتفني ‪ ..‬ولكن هل حقاً يتهاوى اجلدار ؟!! ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫كثر الذين يدخلون مواقع التواصل االجتماعي بأمساء مستعارة‬ ‫‪..‬‬ ‫و األلعن ‪:‬‬ ‫مثة من اعتمد أمسني أمسه احلقيقي وآخر مستعار ‪..‬‬ ‫ملاذا ؟!‬ ‫مثة من ختلى عن احلقيقي وانتهج مستعار ‪..‬‬ ‫ملاذا ؟‬ ‫أهو اخلوف ‪ /‬اهللع‬ ‫يعود ‪ ..‬يعود ‪ ..‬يعود وبشكل أكثر رعباً ؟!!‪..‬‬

‫ال تستغربوا وال تستنكروا !! فواقع احلال يقول أن شهادة أن‬ ‫ال إل���ه إال اهلل وأن حممدا رس���ول اهلل واقامة الصالة وصوم‬ ‫رمض���ان وايتاء ال���زكاة وحج بيت اهلل للمس���تطيع ال تكفي‬ ‫لدخول اجلنة!!‬ ‫تأملوا معي هذا احلوار والذي أتصور أن أغلبكم قد عايشه أو‬ ‫حدث أمامه أو علمه أو مسع عنه ولو يف نشرات األخبار ‪ ،‬من‬ ‫منا مل تزعج أذنه عبارة (القتل حسب اهلوية) !!‬ ‫يس���ألك سائل هل أنت مس���لم ؟ فتقول نعم ‪ ،‬فريدف يسؤال‬ ‫ث���ان ‪ :‬ش���يعي أم س�ن�ي !! ف���إن أجبت بأنك س�ن�ي فس���تتواىل‬ ‫األس���ئلة ‪ :‬صويف أم سلفي ؟!! اشعري أم ماتردي؟! مالكي أم‬ ‫شافعي أم حنفي أم حنبلي ؟!! فإن كنت صوفيا أي طريقة‬ ‫تتب���ع ؟! فإن ذكرت الطريقة عليك أن تردفها باس���م الفرع‬ ‫والش���يخ اليت تصاحبه !! وقس على ذلك إن كنت س���لفيا أو‬ ‫كنت شيعا ‪.‬‬ ‫ورغ���م أن البعض حياول أن يقنعنا أن هذه التقس���يمات هي‬ ‫خالف���ات تنوع ال تضاد !! ويس���وق املربرات تل���و املربرات !! بل‬ ‫ويصن���ف أي دعوة لاللتزام بالن���ص القرآني ‪ ( :‬هو مساكم‬ ‫املسلمني) باملشبوهة !! غاضا الطرف عن األسباب التارخيية‬ ‫والظروف املوضوعية اليت أدت إىل ظهور هذه التقسيمات !!‬ ‫مل تع���د عبارة أنا مس���لم كافية لتأمن على نفس���ك يف بالد‬ ‫(املسلمني) !!‬ ‫فكل حزب مبا لديهم فرحون!! وأنهم هم وحدهم الناجون!!‬ ‫كل م���ن درس تاري���خ املذاه���ب والف���رق يعل���م جي���دا ذلك‬ ‫اخل�ل�اف الذي نش���ب بني أتب���اع املذه���ب الش���افعي واملذهب‬ ‫احلنف���ي وذلك الس���ؤال الش���هري ‪ :‬ه���ل جيوز زواج ش���افعية‬ ‫املذهب من حنفي املذهب ؟! والعكس ؟!! واش���تد اخلالف بني‬ ‫مانع وجموز؟!‬ ‫أتعلمون كيف حس���م اخلالف!! بفتوى تقول ‪ :‬جيوز الزواج‬ ‫بني أتباع املذهب الش���افعي واملذهب احلنفي قياسا على زواج‬ ‫املس���لم من الكتابية!! فاالباحة ليس���ت ألنهما مسلمني !! بل‬ ‫قياس���ا على الزواج م���ن أهل الكتاب !! م���ع العلم أن كل من‬ ‫الش���افعي واحلنفي هما من مذاهب أهل السنة ؟! وهذا يغين‬ ‫عن التطرق إىل قضية زواج الس�ن�ي من الشيعية أو الشيعي‬ ‫من الس���نية !! وأنا ش���خصيا صادفت ش���بابا وفتي���ات يعانون‬

‫األمرين جراء ه���ذه الفتاوى منهم الش���يعي الذي يرغب يف‬ ‫االرتباط بسنية ‪ ،‬بل منهم فتاة تنتسب إىل طريقة صوفية‬ ‫ال تس���تطيع أن ترتبط بش���اب وصفته بامللتزم عيبه الوحيد‬ ‫أن���ه ليس صوفيا!! وآخر ش���يخه الصويف منع���ه من االقرتان‬ ‫بفتاة تنتمي إىل طريقة أخرى!!‬ ‫ضع على حمرك البحث (جوجل) واكتب س���ؤاال هل جيوز‬ ‫ال���زواج من املذاهب األخ���رى ؟! وانظر االجابة ؟!! ثم خربني‬ ‫هل يكفي أن تكون مسلما لتدخل اجلنة ؟! بعد أن تستحضر‬ ‫التاريخ ع���ن املعارك املذهبية والطائفي���ة الطاحنة اليت راح‬ ‫ضحيته���ا االالف م���ن (املس���لمني) ‪ ،‬ومتع���ن يف ق���ول قاضي‬ ‫الش���ام املتوفى س���نة ‪ 503‬هـ ( ل���و كان لي من األمر ش���يء‬ ‫ألخذت على الش���افعية اجلزية) ‪ ،‬واسأل (ابن األثري) فعنده‬ ‫اخلرب اليقني!!‬ ‫األده���ى أن كل م���ن ينس���ب إليه���م تأس���يس ه���ذه املذاهب‬ ‫ت�ب�رؤا من فع���ل اخللف مس���بقا قب���ل أن تقع ه���ذه الكوارث‬ ‫ورددوا مجيعا بصيغ ش���تى عب���ارة مفادها ‪ ( :‬إذا صح الدليل‬ ‫فه���و مذهبن���ا) و(كل يؤخذ منه ويرد إال رس���ول اهلل)‪ ،‬و( ما‬ ‫وجدمتوه م���ن كالمي خيالف الدلي���ل فاضربوا به عرض‬ ‫احلائ���ط) !! ولك���ن خلف من بعده���م خلف !! قس���موا األمة‬ ‫وفرقوا الدين شيعا وأحزابا !‬ ‫أعتق���د أن التح���دي األك�ب�ر الي���وم أم���ام علماء املس���لمني‬ ‫ومفكريه���م اجياد منظومة أصولية تعيد للفقه االس�ل�امي‬ ‫به���اءه ومساحت���ه ودوره يف حياتنا املعاص���رة!! وعلماء اليوم‬ ‫ليسوا بدعا يف هذا فاإلمام الشافعي كان أهم تالميذ اإلمام‬ ‫مال���ك !! ولكن���ه اس���توعب أن طلب احل���ق هو املقص���د ‪ ،‬فلم‬ ‫يتحج���ر أو يقدس اجتهادات ش���يخه !! وإمنا ط���ور واجتهد‬ ‫!! وبع���ض طلبة العلم يرددون أن للش���افعي مذهبان ؟! دون‬ ‫أن يتأمل���وا مل !! ودون أن يأخ���ذوا الدرس أن ال قدس���ية ألي‬ ‫اجته���اد !! وأن ال عي���ب أو حمظور ج���راء تطوير االجتهادات‬ ‫!! ودون أن يع�ن�ي ه���ذا انتقاص���ا م���ن اجملتهدي���ن األوائ���ل أو‬ ‫احلط من ش���أنهم !! فهل يأتي ذلك الي���وم الذي نكتفي فيه‬ ‫بالتس���مية القرآنية ( هو مساكم املس���لمني) للتواصل فيما‬ ‫بيننا ‪.‬‬

‫(‪)3‬‬ ‫زم���ان يف س���نوات الظل���م اخلوال���ي كان االرتعاب م���ن نظام امين‬ ‫فاشي ‪..‬‬ ‫ولكن كان مثة احتماالت جناة ‪ :‬مثة احتمال بأن يسجنك مؤبدا !‬ ‫ثم خترج يف أصبح الصبح من سجن صغري آلخر أكرب !‪..‬‬ ‫الي���وم ‪ ..‬ه���ل أصب���ح اخل���وف م���ن نظام ش���بحي غري مرئ���ي وغري‬ ‫معروف ؟!‪..‬‬ ‫وما يثري الفزع ان ليس لديه سجون ! ‪..‬‬ ‫فهو يعتدي َ‬ ‫عليك مباشر ًة وكل مواطن معارض و" حظه " ! ‪..‬‬ ‫جريح أو شهيد ‪ ..‬رغم انهم ال يرون شهيدنا شهيداً ‪..‬‬ ‫فهو يف نظرهم جيفة !! ‪..‬‬ ‫هل حرية البالد والعباد يف خطر ؟!‬ ‫لألسف نعم ‪ ..‬لو اختبأ اجلميع ‪ ..‬وغرسوا الرؤوس يف الرمال ! ‪..‬‬ ‫فحني نتخلى عن جزء من حريتنا ‪:‬‬ ‫سيأتون على ما تبقى ونرجع عبيداً للخوف من جديد !! ‪..‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫َ‬ ‫���ر الذي���ن يش���تمونين على اخل���اص يف فيس بوك ه���ذه األيام‬ ‫ك ُث َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ودعوت ملخالف���ة الرأي‬ ‫دافع���ت عن الش���رعية‬ ‫ال لش���يء إال ألن�ن�ي‬ ‫���ر الذين يش���تمون‬ ‫والتح���اور بش���كل س���لمي ونب���ذ العن���ف ‪ ..‬ك ُث َ‬ ‫ثقة وصفاق���ة ‪ ،‬كأنهم أفضل من يف‬ ‫وبأمسائه���م وبصورهم بكل ٍ‬ ‫َ‬ ‫يق���ررون من مع‬ ‫الوج���ود ‪ ..‬ميلك���ون احلقيق���ة وحدهم ولوحدهم‬ ‫الث���ورة وم���ن ضده���ا ‪ ،‬ام���ا الدولة فال تعنيه���م كث�ي�راً ! ‪ ..‬البعض‬ ‫جتاو َز الش���تيمة إىل التهديد ‪ ..‬طيب ‪ ..‬لن حيصل لي األس���وأ ‪ ..‬وان‬ ‫حدث فقدر اهلل وما شاء فعل ‪.‬‬ ‫إن صمت اجلميع و خاف اجلميع‬ ‫فأن عصر اهللع واخلنوع سيعود رويداً رويدا‬ ‫وهذا ما ال نريد ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫وليس م���ن أجل هذا انتفض و ضحى الش���عب ليق���وم بثورته اليت‬ ‫تنمر البلطجية واللصوص‬ ‫ليس من ضمن أهدافها على اإلطالق ُ‬ ‫واملغالني واجلهلة واملتخلفني ! ‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪26 ( - ) 98‬مارس ‪ 1 -‬أبريل ‪)2013‬‬

‫خليل العرييب‬

‫رحيل عميد‬ ‫الفنانني الليبيني‬

‫رحل يف صمت وبعد معاناة مع املرض‬ ‫الفنان القدير وعمي���د الفنانني الليبيني‬ ‫حممد مصطفي ش���رف الدين عن عمر‬ ‫ناهز ‪ 84‬عاما ‪.‬‬ ‫ويعت�ب�ر الف���ان حمم���د ش���رف الدي���ن‬ ‫متع���دد املواه���ب فه���و مصم���م مناظ���ر‬ ‫وممث���ل وخم���رج وكات���ب مس���رحي ‪،‬‬ ‫إلتحق باحلرك���ة الفنية الع���ام ‪1949‬‬ ‫ويعترب م���ن مؤسس���ي الفرق���ة الوطنية‬ ‫للتمثيل العام ‪. 1951‬‬ ‫ش���ارك مع الفنان املصري يوسف وهيب‬ ‫أثن���اء زيارت���ه لطرابل���س يف مس���رحيات‬ ‫املائ���دة اخلض���راء ورأس بوت�ي�ن وس���فري‬ ‫جهنم وكرسي اإلعرتاف‪.‬‬ ‫بلغ���ت حصيل���ة مس�ي�رته الفني���ة ‪35‬‬ ‫مسرحية و‪ 17‬مسلس���ل تلفزيوني و‪50‬‬ ‫س���هرة ومسلس���ل للرادي���و وثالثة أفالم‬ ‫س���ينمائية ‪ ،‬كم���ا ش���ارك م���ع املمث���ل‬ ‫األمريكي جون واي���ن واملمثلة اإليطالية‬ ‫صوفيا لورين يف فيلم متبكتو الذي صور‬ ‫يف الصحراء الليبية ‪.‬‬ ‫من أشهر مسرحياته ‪ :‬احلمري والربدعة‬ ‫– هي وهو والشيطان – اجلنازة كبرية‬ ‫واملي���ت ف���ار – الل���ي تظنه موس���ي يطلع‬ ‫فرع���ون – قرب مش���يد وال خيال أمش���وم‬ ‫– كل شئ يتصلح – احلنضل والشمام‬ ‫– دوختونا – عاقبة جمرم – فتح ليبيا‬ ‫– كم���ا قام بتصمي���م مناظر ومالبس‬ ‫أغلب مسرحياته ‪.‬‬

‫فيلم يوثق للثورة الليبية والسورية‬ ‫إس���تطاع مراسل اجلزيرة نت ( مدين‬ ‫ديري���ه ) م���ن تصوير فيل���م وثائقي وثق‬ ‫ألح���داث الثورت�ي�ن الليبي���ة والس���ورية‬ ‫‪ ،‬وس���يتم عرض���ه يف ليبي���ا يف كل م���ن‬ ‫طرابل���س وبنغ���ازي ومصرات���ه ‪ ،‬وكان‬ ‫ديريه قد عرض شرطه يف لندن األسبوع‬ ‫املاضي وس���ط حضور ديبلوماسي كبري‬ ‫ورؤس���اء ع���دد م���ن منظم���ات سياس���ية‬ ‫ومؤسس���ات صحفي���ة مع حض���ور الفت‬ ‫ملنظم���ات حق���وق اإلنس���ان الربيطاني���ة‬ ‫والدولية والعربية وباحثني من منظمة‬ ‫العف���و الدولي���ة وحمامي�ي�ن وقض���اة‬ ‫ونش���طاء يف حق���وق اإلنس���ان م���ن ع���دة‬ ‫دول ‪ ،‬كما ش���ارك يف حفل اإلفتتاح وفد‬ ‫من الس���فارة الليبية بلن���دن وأعضاء من‬ ‫اإلت�ل�اف الس���وري كما حض���ره رئيس‬ ‫املبادرة اإلسالمية يف بريطانيا الذي سلم‬ ‫درع الش���رف ملراس���ل اجلزي���رة صاح���ب‬ ‫الفيلم مدين ديريه ‪.‬‬ ‫وكان مدين ديريه قد أصيب يف ليبيا‬ ‫أثن���اء تغطيته ألحداث الث���ورة يف مدينة‬ ‫طرابلس وهو الذي عايش أحداث الثورة‬ ‫وق���ام بتوثيقها عرب اللقاءات والش���هادات‬

‫م���ن وس���ط س���احات املع���ارك ‪ ،‬ويتطرق‬ ‫الش���ريط إل���ي دور نش���طاء اإلنرتن���ت يف‬ ‫رس���م مالمح جدي���دة ومهم���ة يف تاريخ‬ ‫الث���ورات واحل���روب ‪ ،‬حي���ث يس���تعرض‬ ‫عم���ل ه���والء النش���طاء واإلعالمي�ي�ن يف‬ ‫الثورة ونقله���م لألحداث حلظة بلحظة‬ ‫حتت القصف وأثناء العمليات احلربية ‪.‬‬

‫وتط���رق ديري���ه يف ش���ريطه حلظ���ات‬ ‫إنتقاله إلي سوريا بعد إندالع إنتفاضتها‬ ‫لينق���ل ص���ور الدم���ار ومآس���ي احل���رب‬ ‫ويروي كيف تتحول اجلماعات املدنية‬ ‫إل���ي مقاتلني وهم علي إس���تعداد للموت‬ ‫م���ن أج���ل قضيته���م أال وه���ي اإلطاح���ة‬ ‫بنظام الديكتاتور بشا ر األسد ‪.‬‬

‫حوار الثقافات يف مرسم نسائي‬ ‫أقام���ت اجلمعي���ة العماني���ة للفن���ون‬ ‫التش���كيلية مبدينة مسقط بس���لطنة عمان‬ ‫معرض���ا تش���كيليا ش���اركت في���ه اكثر من‬

‫اجلمعية ‪.‬‬ ‫وقال���ت رئيس���ة اجلمعي���ة الفنانة مريم‬ ‫الزدجالي���ة أن مظلة الفن كفيلة بأن تدفع‬

‫أربع�ي�ن فنان���ة تش���كيلية من خمتل���ف دول‬ ‫الع���امل حتت ش���عار ( حوار الثقاف���ات ) وذلك‬ ‫مبناس���بة م���رور عش���رين عام���ا علي إنش���اء‬

‫حب���وار احلض���ارات ‪ ،‬فعندم���ا تتفاع���ل كل‬ ‫فنانة من املشاركات مع األخريات بتجربتها‬ ‫وتقنياتها الفني���ة ومرجعياتها الثقافية فإن‬

‫مسرح لبنان يف الودان‬ ‫على هامش نش���اط اجمللس الثقايف الربيطاني استضاف اجمللس مبسرح فندق الودان بطرابلس ‪ ،‬ويف أمسيتني‬ ‫متتاليتني اعضاء مس���رح املسار املنضوين حتت (مجعية لنب) من الشقيقة لبنان ‪ ،‬وقد قدموا عرضني جتريبني‬ ‫يف شكل ورشة يتاح فيها للجمهور املشاركة بنصوص ارجتالية وليصبحوا هم املمثلني الرئيسني او يتقامسوا‬ ‫يف بع���ض االحي���ان االدوار رفقة اعضاء الفريق املس���رحي وهم من س���وريا ‪:‬عبداهلل ش���طل م���ن وهو طالب علم‬ ‫نفس ويقدم مشروعه للدراسات العليا يف جمال املسرح ومن لبنان كل من ‪ :‬ورنا مساحة صيدالنية هلا ميول‬ ‫مسرحية ‪ ،‬سارة برجاوي مدربة ورش متثيل ‪ ،‬وفرح مدربة مسرحية وخمتصة مبسرح الدمى ‪،‬وراضي قائد‬ ‫الفريق ومقدم العروض ‪،‬ورش مسرح املسار ورش اجتماعية تفاعلية يساعد اجلمهور املمثلني يف اداء أدوارهم‬ ‫وكانت ورش�ت�ي متثيل االوىل حول موضوع الفس���اد يف البلدان العربية وما احللول املقرتحة ‪،‬ثم ورشة متثيلة‬ ‫يف اليوم التالي حول س���ؤال االمن واالمان ‪ ،‬كان أغلب املش���اركني من شباب القاعة ممثلون جيدون إذا متاهوا‬ ‫مع املوضوع وأبدوا أداءا متثيليا منافسا ألعضاء الفرقة املسرحية اللبنانية ‪.‬‬

‫ذلك يفت���ح الكثري من آف���اق املثاقفة بينهن ‪،‬‬ ‫وأعت�ب�رت أن هذا النوع من العمل يف مرس���م‬ ‫واح���د يؤك���د عمليا علي أن الفن اإلنس���اني‬ ‫ينبغي أن يتجاوز اهلوية واحلدود واجلنسية‬ ‫وأن امل���رأة ق���ادرة علي التعب�ي�ر اإلجيابي عن‬ ‫كل اجملتمع وليس فقط نصف اجملتمع ‪.‬‬ ‫وأك���دت جمموعة الفنانات التش���كيليات‬ ‫من خمتلف دول العامل أن العامل اليوم أحوج‬ ‫للح���وار احلضاري ب�ي�ن الش���عوب واإلطالع‬ ‫بتج���رد عل���ي ثقاف���ات اآلخري���ن وإس���تبعاد‬ ‫الصور النمطية الس���لبية من اجل العيش يف‬ ‫سالم رغم التنوع واإلختالف ‪.‬‬ ‫وتقول الفنانة القطرية مجيلة إبراهيم أن‬ ‫الف���ن لغة عاملية لذلك ميك���ن أن يعول عليه‬ ‫يف دع���م حوار الثقافات بني البش���ر ‪ ،‬وتؤكد‬ ‫الفنانة التشكيلية الكندية آنا ميكانا مبري أن‬ ‫ه���ذا املعرض ميثل هلا عامل���ا يرمز لقوة املرأة‬ ‫وقدرته���ا عل���ي التعبري عما جيي���ش بداخلها‬ ‫لتعكسه يف لوحاتها ‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪26 ( - ) 98‬مارس ‪ 1 -‬أبريل ‪)2013‬‬

‫أمحد بشون‬

‫كلمة العدد‬

‫حممد ادريزة (كوميب)‬ ‫فاكهة حراس املرمى‬

‫مرة أخرى انتخابات‬ ‫االحتادات‬

‫فتحي الساحلي‬ ‫و ل���د ع���ام ‪ 1915‬م يف (ش���ارع ادريزة)‬ ‫مبدين���ة (بنغ���ازي)‪ ..‬و درس م���ع ش���قيقه‬ ‫ك ّت ْ‬ ‫(عي���اد)يف ُ‬ ‫اب (جامع املكحل) ‪ ..‬و درس‬ ‫كذلك يف مدرس���ة االم�ي�ر االيطالي ابن‬ ‫املل���ك (فيتوريوعامنوي���ل الثالث)فأج���اد‬ ‫اللغة االيطالية ‪.‬‬ ‫و ك���ون صداقات رائعة مع زمالئه يف‬ ‫الفريق امثال ‪-:‬‬ ‫حس���ن م���ادي ترب���ل ـ احمم���د الفيت���وري‬ ‫ـ ع���وض الفونش���ه ‪..‬كان من���ذ صغ���ره‬ ‫مهتم���ا حبراس���ة املرم���ى و معجب���ا بأول‬ ‫ح���ارس يف مدينة بنغ���ازي (حممد دومه)‬ ‫الذي كان حارس���ا لفريق (‪SEMBRE‬‬ ‫‪ )BRONTE‬أي (املستعد دائما)‪.‬‬ ‫و يف كأس العامل ‪ 1934‬م الذي فازت‬ ‫ب���ه ايطالي���ا ان���ذاك كان هنال���ك حارس‬ ‫مرم���ى اخ���ر لف���ت انتباه���ه و ح���از عل���ى‬ ‫اعجاب���ه بل و اصبح يقل���ده يف حركاته و‬ ‫مهاراته آال و هو حارس املنتخب االيطالي‬ ‫(جنيور كوميب)‪.‬‬ ‫اش���تهر بغاللت���ه البيض���اء الل���ون ذات‬ ‫الياق���ة الطويلة الضيقة مث���ل اليت كان‬ ‫يرتديه���ا احل���ارس االيطال���ي (كوم�ب�ي)‬ ‫و كذل���ك واق���ي الركب���ة الل���ذان كان‬ ‫يضعهم���ا ح���ول ركبتي���ه نظ���را لع���دم‬ ‫تعش���يب ارضية امللعب البلدي اليت كانت‬ ‫من تراب يتخللها بعض احلصى الصغري ‪.‬‬ ‫و يذك���ر معاص���روه ب���أن ل���ه قفزات‬ ‫رائعة و فدائية يف التقاط الكرة ‪.‬‬ ‫و ما لب���ث ان اطلق اللق���ب (كوميب)على‬ ‫حارسنا الرائع (حممد ادريزة )‪.‬‬ ‫و عندم���ا تكون���ت ف���رق الق���ال االربعة‬ ‫صار حارسا لفريق القال الطلبة( (‪ST U‬‬ ‫‪ ..)DENTE‬و م���ن اروع املباري���ات ال�ت�ي‬ ‫خاضها كانت مباراة العودة ضد منتخب‬ ‫طرابل���س عام ‪1938‬م و ف���از بها منتخب‬ ‫بنغازي (‪ 2‬ــ ‪)1‬سجلهما حسن مادي تربل‬ ‫و عوض الفونشه ‪..‬و الصورة املرفقة بهذا‬ ‫املقال تؤرخ هلذه املباراة اليت جرت بامللعب‬ ‫البل���دي و ال�ت�ي به���ا الالعب�ي�ن وقوف���ا من‬ ‫اليمني ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ جربي���ل الش���ويهدي ‪ 2‬ـ احمم���د‬ ‫الفيتوري ‪ 3‬ـ حس���ن م���ادي تربل ‪ 4‬ـ رجب‬ ‫بن كاطو ‪ 5‬ـ حممد بوزعكوك ‪.‬‬ ‫جلوسا ‪:‬‬ ‫‪ 6‬ـ ع���وض الفونش���ه ‪ 7‬ـ حمم���د ش���توان‬ ‫‪ 8‬ـ حمم���د ادريزة (كوم�ب�ي)‪ 9‬ـ احممد‬ ‫العلوان���ي ‪ 10‬ـ مشس���ة (ابلي���س)‪ 11‬ـ‬ ‫بوعجيلة الغرياني ‪..‬كما يظهر بالصورة‬ ‫اعض���اء منتخ���ب طرابل���س و م���ن بينهما‬ ‫الالعب�ي�ن الكبريين (مس���عود الزنتوتي)و‬ ‫(امريسيلة)‪.‬‬ ‫و ق���د حك���ى ل���ي احد معاصري���ه قائال‬ ‫‪ (-:‬كان���ت لديه���م مب���اراة ام���ام فري���ق‬ ‫ايطالي و اراد حتفيز صديقه عوض ‬ ‫الفونش���ه و ذل���ك بأن وع���ده بقول���ه اذا ما‬ ‫رحبنا املباراة و س���جلت هدفا س���أقدم لك‬ ‫كأس���ا من عص�ي�ر احللي���ب بالتف���اح من‬ ‫مقه���ى الع���رودي مبيدان البلدي���ة و فعال‬ ‫بعد ف���وز فريق بنغازي ذهب���ا اىل املقهى و‬ ‫قدم له م���ا وعده به و كان���ت تلك الفرتة‬

‫بداي���ة دخول االالت االيطالية اىل املقاهي‬ ‫يف ليبيا عام ‪ 1937‬م )‪.‬‬ ‫يف عام ‪ 1938‬م لعب لفريق (الصابري)‬ ‫الذي اسس���ه الدكتور (امله���دي املطردي)‬ ‫حب���ي الصاب���ري و ش���ارك بالبطولة اليت‬ ‫اقيمت حني ذاك ‪.‬‬ ‫و يف عام ‪ 1952‬م لعب لفريق النجمة‬ ‫القدمي���ة ‪ ..‬ث���م انض���م لفري���ق االهلي يف‬ ‫املوس���م الرياض���ي ‪ 55 – 54‬م ث���م اعتزل‬ ‫لع���ب ك���رة الق���دم بع���د ان ق���دم تاري���خ‬ ‫مش���رف للغاية و اكتس���ب حمبة عشاق‬ ‫كرة القدم ‪.‬‬ ‫و يف زاوي���ة صغ�ي�رة بالصفح���ة‬ ‫الرياضية من صحيف���ة العمل اليت كان‬ ‫يش���رف عليها الصح���ف الرياضي (يونس‬ ‫جنم)ج���اء ه���ذا اخل�ب�ر احلزي���ن حت���ت‬ ‫صورة احل���ارس العمالق حمم���د ادريزة‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬

‫(كوميب)بتاريخ ‪ 28‬يناير ‪ 1963‬م قائال‬ ‫‪(-:‬اختطفت يد املنون خالل االيام املاضية‬ ‫ش���ابا رياضيا ه���و املرحوم حمم���د ادريزة‬ ‫كوميب و هو احد ش���بابنا الرياضي الذين‬ ‫اعطوا وقتا م���ن عمرهم خلدمة الرياضة‬ ‫يف ليبيا ‪.‬‬ ‫كنت اعرف كوميب فعرفت فيه الش���اب‬ ‫الدم���ث االخ�ل�اق و الوج���ه الضح���وك و‬ ‫الص���در الرح���ب ‪ ..‬كان مث���اال للرياضي‬ ‫الذي يس���عى دوما من اجل رفعة الرياضة‬ ‫اىل درج���ات الرقي ‪ ..‬فكان احد الرياضيني‬ ‫االكارم الذين اعطوا خري صورة للرسالة‬ ‫السامية يف القطاع الرياضي )‪.‬‬

‫انتخابات جمالس ادارة االحتادات الرياضية و اليت‬ ‫بدأت يف االس���ابيع املاضية و بدأت بإحتاد كرة القدم‬ ‫و ال�ت�ي كنا قد انتقدنا ما ح���دث يف ذلك االجتماع من‬ ‫مش���اهد ال تلتقي و ال تتفق مع ال���روح الرياضية اليت‬ ‫يفرتض ان يتميز بها الرياضيون ‪..‬و رغم ذلك املش���هد‬ ‫ال���ذي رأين���اه عل���ى القن���اة الرياضي���ة خ�ل�ال اجتماع‬ ‫اجلمعية العمومية لألحتاد اال ان االجتماع اس���فر بعد‬ ‫ذلك عن انتخ���اب املكتب التنفيذي م���ن جمموعة من‬ ‫الشباب وبقيادة االخ الصديق (انور الطشاني‪.‬‬ ‫و ق���د اعجبين جدا خالل حدي���ث مع بعض اعضاء هذا‬ ‫االحت���اد اجلدي���د توجهه���م اىل االعالن ع���ن الراغبني‬ ‫يف حتم���ل مس���ئولية اللج���ان التابع���ه له مث���ل (جلنة‬ ‫املس���ابقات )و (جلنة قيد الالعب�ي�ن)و غريها ليتم بعد‬ ‫ذل���ك اختيار رؤس���اء ه���ذه اللج���ان من خالل الس�ي�رة‬ ‫الذاتي���ة ل���كل املتقدمني ‪..‬و هو توج���ه مجيل يؤكد ان‬ ‫رئيس و اعضاء هذا االحتاد ال يتجهون اىل االس���تئثار‬ ‫بأمور االحتاد دون اتاحة الفرصة لغريهم للمس���اهمة‬ ‫يف البناء ‪.‬‬ ‫كم���ا ج���اءت بع���د ذل���ك انتخاب���ات االحت���اد الع���ام‬ ‫للسباحة يف جو سلس اسفر عن انتخاب جمموعة من‬ ‫الش���باب بقيادة االخ الصديق (عصمان القنني)ولكنين‬ ‫علم���ت بعد ذلك ان بعض رؤس���اء االحت���ادات القدمية‬ ‫يتحجج���ون حبجج واهي���ة بعدم اج���راء االنتخابات و‬ ‫يب���دو انه من خالل متس���كهم (بالكرس���ي)‪..‬لذلك فإنه‬ ‫يتوجب على اجلهة املختص���ة حتديد مواعيد حمددة‬ ‫النتخابات كل احتاد و ال يسري االمر على هوى بعض‬ ‫املتشبثني بالكراسي الن هذه االنتخابات (استحقاق)و‬ ‫س���يرتتب عليه بعد ذلك انتخاب (جملس ادارة اللجنة‬ ‫االوملبية) و ليتحمل بعد ذلك كل مس���ئوليته و دوره‬ ‫و واجب���ه مبتعدين عن االجتهاد يف صناعة االعذار من‬ ‫اجل التشبث بالكراسي و هوس االسفار ‪!!.‬‬

‫موسم السقوط !!‬ ‫(املوسم ‪ -2000 1999‬و فريق النادي االهلي بنغازي لكرة القدم)‬

‫فرج العقيلي‬

‫بدأت املأس���اة باالس���تغناء املفاجئ عن‬ ‫املدرب الفاضل (سعيد عمارة)الذي بنى‬ ‫فريقا منوذجيا يلعب كرة شاملة و فق‬ ‫رونق انيق ‪.‬‬ ‫بع���د ذل���ك مت اس���تجالب العبني مل‬ ‫يكونوا يف املستوى حيث كان معظمهم‬ ‫س���ببا يف هب���وط فرقه���م اىل الدرج���ة‬ ‫االدن���ى و ه���م ‪ 1 -:‬االم�ي�ن البيزوط���ي‬ ‫‪ 2‬اس���امة املزيين (دارنس) ‪ 3‬جمدي‬ ‫الناجي ‪ 4‬السيد منصور (الصقور)‬ ‫‪ 5‬ط���ارق امله���دوي ‪ 6‬حامت الربعصي‪7‬‬ ‫ف���رج القزي���ري (لب ّي���ض) ‪ 8‬خال���د‬ ‫الرعيض (النصر)‬

‫‪ 9‬يونس عيسى (اهلالل)‬ ‫ث���م مت اس���تجالب امل���درب اجلزائري‬ ‫(مصطف���ى هدّان)ال���ذي كان���ت ل���ه‬ ‫جتربة غ�ي�ر ناضجة مع فريق التحدي‬ ‫و مل يط���ل به املق���ام و س���رعان ما رحل‬ ‫ألن���ه رأى ان االم���ر مف���زع و مل حيتمل‬ ‫البقاء ‪.‬‬ ‫ث���م انت���دب امل���درب املص���ري (حس���ن‬ ‫ش���حاته)الذي عاش املعاناة و من اهمها‬ ‫املب���اراة ال�ت�ي ام���ام االهلي الطرابلس���ي‬ ‫مبلع���ب العجي�ل�ات برئاس���ة الالعب و‬ ‫رئيس االحتاد العام الساعدي معمر‬

‫القذايف ال���ذي تناثرت معظم االقالم يف‬ ‫الكتابة عن���ه و وصفه بأوصاف مل ينلها‬ ‫بيلي���ه و بيكنباور و مارادونا و رونالدو و‬ ‫ال حتى ميس���ي يف الوقت احلالي ‪..‬و من‬ ‫تلك املوقعة ق ّرر املدرب (حس���ن شحاته)‬ ‫الرحيل العاجل !!‬ ‫ث���م رح���ل ايضا املدرب اليوغس�ل�ايف‬ ‫الذي جاء بعده و اكمل بقية املسلس���ل‬ ‫الرتاجي���دي الالع���ب الدول���ي الس���ابق‬ ‫(علي البشاري)‪.‬‬ ‫م���ا اعنيه ان ادارة النادي االهلي يف‬ ‫ذلك الوقت اجهزت على الفريق‬

‫االول لك���رة الق���دم بنس���بة ‪ %70‬و‬ ‫اعطت الضوء االخضر للساعدي معمر‬ ‫الق���ذايف رئي���س االحتاد الع���ام و رئيس‬ ‫فري���ق االهل���ي الطرابلس���ي لك���ي يت���م‬ ‫بقية املهمة يف مبارات���ي االهلي بنغازي‬ ‫امام التحدي مبلعب اجدابيا و االخضر‬ ‫مبلعب املرج بواس���طة احلكم مصطفى‬ ‫املق���زازي ليهبط االهل���ي بنغازي للمرة‬ ‫االوىل يف تارخيه اىل الدرجة االدنى ‪.‬‬ ‫يف ه���ذا املوس���م ال���ردئ لعب االهلي‬ ‫بنغ���ازي ‪ 12‬مباراة ف���از يف ‪ 2‬مباراتني ‪..‬‬ ‫و تع���ادل يف ‪ 4‬اربع مباريات ‪ ..‬و هزم يف‬ ‫‪ 6‬ست مباريات ‪ ..‬سجل خط هجومه ‪9‬‬ ‫تس���عة اه���داف ‪ ..‬و اس���تقبل مرماه ‪15‬‬ ‫مخسة عشر هدفا ‪ ..‬و مجع من النقاط‬ ‫‪ 10‬عشر نقاط ‪.‬‬ ‫هناك امور يكتنفها الغموض حتتاج اىل‬ ‫توضي���ح م���ن ادارة الن���ادي و من احلكم‬ ‫مصطفى املق���زازي الذي ش���هد الفصل‬ ‫االخ�ي�ر م���ن ه���ذه املأس���اة ‪ ..‬الن ه���ؤالء‬ ‫مجيع���ا كانوا س���ببا يف هب���وط االهلي‬ ‫قبل الساعدي القذايف ‪.‬‬


‫هون تكرم السنوسى حبيب ‪ ....‬عاشق الوطن ‪...‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد ( ‪26 ( - ) 98‬مارس ‪ 1 -‬أبريل ‪)2013‬‬

‫عبدالفت���اح البش�ت�ي صدي���ق السنوس���ي حبي���ب وزميله يف‬ ‫حمنة السجن يف حلظة تألق إنساني‬ ‫•مراد اهلونى‬ ‫( شارعنا يف املدينة القدمية ‪ ,‬اقصد الشارع‬ ‫الذي ول���دت وترعرت فيه يف مخس���ينيات‬ ‫القرن العشرين كغريه من شوارعها مي ّتد‬ ‫من الش���مال اىل اجلن���وب حي���ث ينتهي أو‬ ‫يبتديء من س���احة الس���وق ‪ ،‬طوله حوالي‬ ‫ثالمثائ���ة م�ت�را ‪ ،‬وعرض���ه حوال���ي مرتين‬ ‫وربع امل�ت�ر ‪،‬ارضيته من تراب وس���قفه من‬ ‫مشس س���اطعة يف النهار ومن قمر حلييب‬ ‫يف اللي���ل ‪ ،‬ال يلتق���ي عند مدخله مباش���رة‬ ‫بوس���ط الس���وق ولكن بإحنن���اء اىل اليمني‬ ‫ث���م اىل اليس���ار ‪ ،‬على احلائط األيس���ر من‬ ‫جهة الس���وق ث ّب���ت رخامة صغ�ي�رة حتمل‬ ‫امس���ه الرمسي ‪ -‬ش���ارع خالد ب���ن الوليد ‪-‬‬ ‫وكان يعرف بني الناس بشارع الن ّوار رمبا‬ ‫لتم ّي���زه بع���دد من البن���ات اجلمي�ل�ات ‪ ،‬أو‬ ‫لكث���رة األطفال اللذين يلعبون به ) ‪ ..‬بهذه‬ ‫الس���طور املوجزة وصف لنا اديبنا الشاعر و‬ ‫الناقد السنوسى حممد حبيب ابوقصيصة‬ ‫ش���ارعه او باالحرى مس���قط راسه مبدينة‬ ‫هون التى ولد بها بداية اخلمس���ينيات من‬ ‫الق���رن املاضى و حتديدآ ف���ى العام ‪1950‬‬ ‫م ‪ ،‬و فيه���ا درس املراحل الدراس���ية االوىل‬ ‫ليت���م املرحل���ة الثانوي���ة بس���بها‪ ،‬و منه���ا‬ ‫اىل دراس���ة اللغ���ة العربي���ة و آدابه���ا بكلية‬ ‫االداب باجلامع���ة الليبي���ة مبدينة بنغازى‬ ‫" عش���قه الثانى " ‪ ..‬نظم الش���عر و الكتابة و‬ ‫نش���ر نتاجه يف اجمل�ل�ات والصحف احمللية‬ ‫والعربية ش���ارك يف إعداد (امللتقي األدبي)‬ ‫من ‪ 1974‬حت���ى ‪ ،1976‬إضافة جملموعة‬

‫من الربامج اإلذاعية انذاك واكب و شارك‬ ‫فى تأجي���ج احلرك���ة الطالبي���ة املُطالبة‬ ‫باالص�ل�اح و الدميقراطية ‪ ،‬ليعيش بعدها‬ ‫جتربة الس���جن السياس���ي مل���دة تربو على‬ ‫االثن���ى عش���رة عام���آ‪ ،‬فيطلق س���راحه فى‬ ‫ش���هر مارس من عام ‪1988‬م ‪ ...‬شارك فى‬ ‫العديد م���ن املهرجانات احمللي���ة و الدولية‬ ‫وكت���ب عش���رات املق���االت والدراس���ات‬ ‫النقدي���ة وأصدر أربع جمموعات ش���عرية‬ ‫‪ .‬ش���ارك يف تأس���يس وإدارة عدد كبرب من‬ ‫املناش���ط األهلية ‪.‬كما شارك بشكل ُمؤثر‬ ‫و عظيم يف تأس���يس ذاك���رة املدينة وهي‬ ‫مجعية تعنى بالرتاث الثقايف واالجتماعي‬ ‫ملدين���ة ه���ون ويف إحي���اء املدين���ة القدمية‬ ‫و ترميمه���ا بغي���ة احلف���اظ عل���ى معامله���ا‬ ‫التارخيية من االندثار و الضياع ‪.‬‬ ‫السنوس���ى حبي���ب ‪ :‬نك���ون جديري���ن بهذا‬ ‫الوط���ن جديراً‬ ‫ُ‬ ‫ري‬ ‫الوطن عل���ى أمل أن يص َ‬ ‫بنا ‪.‬‬ ‫السنوسي حبيب االنس���ان الذى سكنه حب‬ ‫هذا الوطن و ش���غله عمن س���واه ‪،‬و الشاعر‬ ‫ال���ذى لطامل���ا محل���ت قصائده ص���ور ذلك‬ ‫احل���ب ‪،‬و الكات���ب الذى خل���ص معنى ذلك‬ ‫الشعور فى كتاباته الكثرية ‪،‬و منها مقالة‬ ‫ل���ه على صفحات جملة " عراجني " وصف‬ ‫لنا تل���ك احلالة من ح���االت احلب املتأصل‬ ‫ف���ى الوج���دان بقوله (ه���ذا الوط���ن برماله‬ ‫وصحاري���ه وش���طآنه ‪ ،‬برياح���ه ونس���ماته‬ ‫‪ ،‬حنب���ه ونعش���قه ‪ ،‬وقدمي���اً خ���رج أجدادنا‬ ‫األوائل حملاربة القبلي الذي جعل حياتهم‬

‫قاس���ية إن مل تك���ن متع���ذرة ‪ ،‬ورغ���م ذلك‬ ‫أحب���وا ه���ذا الوط���ن وأورثونا ه���ذا احلب ‪،‬‬ ‫حنبه رغم كل قس���وة ونعش���قه رغم كل‬ ‫شح أو جحود ‪ ،‬مقدمني يف كل حني وعرب‬ ‫كل جتربة مايتطلبه هذا احلب من مثن ‪،‬‬ ‫دون كلل أو ملل ‪ ،‬آملني دائماً يف أن القادم‬ ‫أمجل وأجدر ‪ ،‬متطلعني إىل مس���تقبل هو‬ ‫دائم���اً يه���رب إىل األمام ونرك���ض خلفه‬ ‫ُمرددين يف كل حني‪ ،‬ويف كل ملمة ‪ ،‬تلك‬ ‫املقولة الش���هرية لألس���تاذ عل���ي مصطفى‬ ‫املصرات���ي " لبي���ك وط�ن�ي لبي���ك " عاملني‬ ‫يف كل ح�ي�ن على أن نك���ون جديرين بهذا‬ ‫الوطن عل���ى أمل أن يص�ي�ر الوطن جديراً‬ ‫بنا ) ‪...‬‬ ‫السنوس���ى حبي���ب ال���ذى احتفل���ت ليبيا و‬ ‫مدين���ة هون حبض���ور اصدقائ���ه و حمبيه‬ ‫اخلمي���س املاض���ى بتكرمي���ه هو اح���د هذه‬ ‫الوج���وه الليبي���ة املُش���رقة و املُش���رفة التى‬ ‫متي���زت حبضوره���ا و عطائها ف���ى ذاكرة‬ ‫ه���ذا الوطن ‪،‬و التى تس���تحق منا ان نش���يد‬ ‫به���ا ‪،‬و ان نكتب عنها ‪،‬و ان نؤرخ هلا ل‪،‬كى‬ ‫تبق���ى دائمآ مثاآل حيت���ذى ‪،‬و مصدر اهلام‬ ‫لعشاق هذا الوطن و حمبيه ‪...‬‬ ‫فتحي���ة للصدي���ق ال���ودود ش���اعر الرفض‬ ‫و الث���ورة ل���ه فى يوم تكرمي���ه و حتية لكل‬ ‫من ش���اركه احتفاليته و فرحة لقائه هذا‬ ‫اليوم الذى نرج���و ان يكون يومآ مميزآ فى‬ ‫حياة السنوسى حبيب مع خالص التمنيات‬ ‫له بالشفاء العاجل ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫يف‬ ‫ا‬ ‫السواق‬

‫أبنة الشاعر السنوسي حبيب‬

‫بعض من زمالء الش���اعر يف الس���جن حيضرون ‪ :‬رضا بن موس���ى ‪ -‬رجب‬ ‫اهلنيد ‪ -‬صاحل الدعيكي ‪ -‬عطية السرواحي ‪ -‬أمحد بللو‬

‫كتاب مفتاح السيد الشريف‬

‫زمالءا السنوسي حيبيب يف السجن واصدقائه‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.