ميادين 160

Page 1

‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬

‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫نوفمبر ‪)2012‬‬ ‫أكتوبر‪5 -‬‬ ‫العدد (‬ ‫‪) 2014‬‬ ‫‪ 9 30‬يونيو‬ ‫‪- 3( (- -) )77160‬‬ ‫الثانية‪( -‬‬ ‫السنةالرابعة‬ ‫السنة‬

‫السعر لألفراد ‪ 1 :‬دينار في ليبيا وتونس‬ ‫الثمن ‪ :‬دينار‬ ‫‪ -‬المؤسسات الحكومية والخاصة ‪ 3‬دينار‬


‫‪02‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬

‫أيها الليبيون أفيقوا ‪ ..‬مُصاُبكم عظيم !‬

‫ميادين صحيفة ليبية‬ ‫تصدر عن شركة ميادين للنشر وإالعالن والتدريب‬

‫عنوان الصحيفة ‪ :‬بنغازي ‪ /‬ميدان السلفيوم‬ ‫خلف عمارة شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق‬ ‫مرحبا سابقا ‪ -‬الدور األول‬ ‫‪miadeenmiadeen@yahoo.com‬‬ ‫‪miadeenmiadeen@gmail.com‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫مدير إداري وعالقات عامة‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0619082250‬‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫احلسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫عائشة صوكو ‪ /‬سبها‬ ‫ريم العبدلي ‪ /‬بنغازي‬

‫الغالف بتصرف‪:‬‬ ‫صورة ماهر العوامي‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫االفتتاحية يكتبها‬ ‫‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫•كعك ُة فرباير كعك ُة ُسم‬ ‫بتنا ُ‬ ‫الس���بل ‪،‬العامل يهج من وجهنا بعد أن كان الش���ريك‬ ‫خناف الغد‬ ‫ُ‬ ‫وس���دت يف وجوهنا ُ‬ ‫ونرتحم على األمس ُ‬ ‫‪،‬نعم ما حيدث الساعة نتيجة ملا قمنا به بشراكة العامل يف هدم نظام فاشي ‪،‬لكنها نتيجة فاجعة فالكل يهرب‬ ‫عنا ويهرب منا ألن املوت امللك الذي استبد حبياتنا ‪،‬يف مطار األبرق – بعد اغالق مطار بنينا – تكدس اهلاجون‬ ‫من شرق البالد كما حدث ساعة انتفاضتنا يف فرباير ‪2011‬م ‪،‬اهلاجون هم بناة من الصينيني وعمال نظافة‬ ‫م���ن بنغالدي���ش وأصح���اب وظائف أخر من مصر وتركي���ا و ‪ ....‬و ‪...‬و من آل الب�ل�اد ‪ ،‬أي كل مقتدر هج عنا‬ ‫‪،‬ويف مط���ار طرابل���س تكدس االفريقيون يهربون من املوت ‪ ،‬ملك ليبيا الذي هيمن على احلياة ‪ .‬ومازال طرف‬ ‫منا حياجج يف شرعيته بل ومينح الشرعية هلذا ويسحبها عن غريه ‪،‬و ال يريد أن يلتفت إىل ليبيا اليت بفضل‬ ‫س���لطته وش���رعيته حتولت إىل مهج وازدهر اخلراب فيها ‪،‬وهذا حيصل وآل الشرعية يستميتون يف شرعيتهم‬ ‫‪،‬مما جيعل امليت يفطس من الضحك يف قربه ‪،‬هؤالء الشرعيون جعلوا الشرعي الوحيد يف البالد املوت وبفضل‬ ‫ُ‬ ‫ونرتحم على األمس ‪.‬‬ ‫خناف الغد‬ ‫شرعيتهم عم اخلراب ‪ ،‬وبفضلهم بتنا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫خمافة أن ينتقل اإلره���اب منا اليهم ‪ ،‬وكانوا قبل‬ ‫ويت���م احلديث عن حوار وط�ن�ي وجرياننا حصنوا حدودهم‬ ‫يفتح���ون احلدود ف���أي اجناز مت بفضل ثورة فرباير العظيمة ‪،‬الس���ؤال أليس يف الطرف الش���رعي هذا ! عاقل‬ ‫ينظر إىل ما آلت اليه ش���رعيته ؟ والس���ؤال لقد كان لدى رجال سبتمرب الشجاعة يف االستقالة من مناصبهم‬ ‫عم العمى وماتت القلوب مبس���ئوىل فرباير أن يتش���بثوا مبناصبهم يف‬ ‫وح���ال البالد ليس كما هو احلال ‪،‬فهل َ‬ ‫هكذا دولة ‪،‬وأن ميثلوا هكذا دولة يف السفارات والبعثات الدولية ؟ ‪.‬‬ ‫لقد قيل أن الذهب ملعون وكاسبها واقع حتت طائلة اللعنة ‪،‬لكن الذهب األسود هو اللعنة وهو كعكة البالد‬ ‫مكت���وم ُفتح ‪،‬ما‬ ‫جن‬ ‫‪ ،‬وبع���د فرباي���ر تداعك كث�ي�رون على الكعكة اللعنة فمس���تهم ‪،‬وإذا حب���ال البالد كقدر ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫نش���اهده اليوم ب�ل�اد تقامستها اللعنة فبات كل من طاله نصيب من كعك���ة فرباير خياف الغد ويرتحم على‬ ‫األمس وإن يف سره ‪.‬‬ ‫مث���ة ضوء وإن عم الظالم ‪ ،‬وأخر الليل النهار ‪ ،‬هكذا يف ش���وارع بنغ���ازي كلما صبحت رأيت من يبين ‪ ،‬ورأيت‬ ‫واهلاجون كثر مثة من يفتح حمال جديدا بل وصاحب املطعم الذي فجر يعيد صيانته ويفتحه أزهى وأبهى‬ ‫‪،‬وصاح���ب املطبع���ة يط���ور مطبعته ‪،‬ومن غاب عن عمله زم���ان عاد وفيه توق ‪،‬كأمنا إرادة احلياة تش���تد كما‬ ‫الضوء يش���تد كلما اش���تدت الظالل ‪،‬هلذا املس���ئولية متس البعيد قبل القريب ‪،‬وليس بصبح فرباير عنا ببعيد‬ ‫وان صابت ُه الغيوم واهلموم ‪.‬‬ ‫هزم الفيدراليون!‬ ‫•الليبيون باعوا برقة كي ُي َ‬ ‫خ���رج الليبيون ضد الفدرالي�ي�ن والفدرالية كما مل خيرجوا ضد القذايف ‪ ،‬خرجوا والبالد ُمقس���مة وكل مبا‬ ‫لديه���م فرح���ون ‪ ،‬خرجوا مجعا ويف صوت واحد كأمنا أصابتهم ُمصيب���ة وأمل بهم وباء ‪ُ ،‬جرجروا مجيعا ضد‬ ‫الفيدرالي�ي�ن والفيدرالية ‪ ،‬وكانت البالد قد ُقس���مت ‪ ،‬وباتت برقة ليس���ت من ليبي���ا ‪ ،‬ومل يفطن أحد ملا يفعل‬ ‫حالة ذهول وأنهم ُمصرعون‪.‬‬ ‫كأمنا كانوا يف ِ‬ ‫حت���ى اللحظ���ة هذه ليس���ت لليبيني عالقة مب���ا حيدث عل���ى األرض ‪ ،‬ب���ل زادوا يف غيهم واخت���ذوا من العامل‬ ‫االفرتاض���ى عامله���م ‪ ،‬من الفيس بوك واقعا ومن التلفزيون س���احة حرب ‪ ،‬وكأمنا ما حيدث يف برقة مس���ألة‬ ‫افرتاضي���ة ‪ ،‬وكأمن���ا مدين���ة درنة مدينة من مدن س���ندباد ‪،‬وما حيدث من أس���ر بنغازي جم���رد لغو وكالم‬ ‫‪،‬هكذا معركة الليبيني املُلحة تدور حول مصطلحات ومفاهيم وتعريفات ‪،‬يقوم بها مفكرون مسوا أنفس���هم‬ ‫واختذوا من اللغة منزلة عراك ‪ .‬حتى باتت برقة ليست والية فحسب بل دولة غري معلنة ‪ ،‬وزمام أمرها يف يد‬ ‫أولي أمر غري من يس���مون أنفسهم بأصحاب الشرعية ‪،‬وليست يف يد من يصومونهم بالال شرعية ‪،‬برقة اآلن‬ ‫مل تعد أمر الليبيني بعد أن أفشلوا مشروع الفيدراليني فيها و وكدوا ذلك بانفصاهلا على األرض ‪،‬لقد خاضوا‬ ‫املعركة من أجل التس���ليم يف برقة وباستماتة حيس���دون عليها ‪،‬قالوا أن الفيدرالية غطاء التقسيم فقشعوها‬ ‫وجعلوا من التقس���يم احلل ‪،‬أمل تبش���ر ديبورا جونز الس���فرية األمريكية الطرابلسيني بأن حاهلم ليس كحال‬ ‫برقة بل أحس���ن ‪،‬فهم مت تقسيمهم بالقس���طاس ‪،‬مطار طرابلس للحلف املدني ومطار امعيتيقة لإلسالميني‬ ‫‪ ،‬وأنه توازن الرعب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فالقتيل سالح ُه كالم !‬ ‫•القاتل هو العجز‬ ‫كن���ت يف مقه���ى املنتدي االذاعى ببنغازي ‪،‬ما كنت من رواده ‪،‬حني جاء خ�ب�ر اغتيال ضيف الغزال ‪،‬الصحفي‬ ‫جبريدة الزحف األخضر الذي مترد على اللجان الثورية اليت تصدر الصحفية ‪،‬و اعلن زيفهم ‪ ،‬وأنهم يقولون‬ ‫ما ال يفعلون ‪،‬وأن زعيمهم القذايف مس���ئول مباش���رة عما يفعلون ‪،‬كان ضيف زميل جلس���اتنا يف ذلك املقهى‬ ‫خالل أخر عقد التس���عينات م���ن القرن املاضى ‪،‬ذلك املقهى زخر بآراء حرة ومواق���ف نبيلة ‪،‬هذا تقريبا ما دفع‬ ‫ح���س ضي���ف الغزال إىل أن يصدع مبا رأى ‪،‬فكان الثمن أن مت تصفيته من قبل اللجان الثورية ‪ ،‬ورغم أن أحدا‬ ‫مل حيقق يف تلك اجلرمية لكن ال أحد يش���كك يف الفاعل ‪،‬وقتها تردد على هذا املقهى مفتاح بوزيد من ارتبط‬ ‫بالصحافة يف ذلك احلال‪ ،‬لقد عاش من خالل تلك االجواء الصحافة كهواية ‪ ،‬مل يدرس���ها ولكنه ش���غف بها ‪،‬‬ ‫وبع���د اصدار جريدة قورينا انربى لتحرير صفحة خاصة باجلرمي���ة يف املدينة والبالد ‪ ،‬ومن خالل اهتمامه‬ ‫هذا عرف كصحفي ‪،‬وواصل عمله يف هذا حتى وهو رئيس حترير جريدة برنيق متصديا للجرمية ‪ ،‬وكما‬ ‫ضيف الغزال ذهب يف عمله حده االقصى كمهنى ‪،‬عنده الصحافة أن تصدع مبا ترى ‪ ،‬وهلذا مل يكن سياس���يا‬ ‫ومل يلتح���ق ب���أى عمل سياس���ي ‪،‬لكنه كما صاحب���ه ضيف دفع مثن اخالص���ه للمهنة هو م���ن مل يكن مهنيا‬ ‫حمرتفا ‪.‬‬ ‫حنن يف بالد يدفع فيها أشخاص مثنا غاليا جلرمية ارتكبها غريهم ‪،‬وهم صغار يف عامل الكبار ‪،‬هم ليسوا قادة‬ ‫‪،‬هم ليس���وا فاعلني ‪،‬هم من بس���طاء القوم ومن أفقرهم ‪،‬وحتى ان ش���اغبوا فش���غبهم حده كالم تأخذه الريح‬ ‫‪،‬السؤال الكبري ملاذا يُقتل هؤالء وما الذي جينيه َ‬ ‫القاتل ؟ ‪.‬‬

‫‪03‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬

‫بيان احلكومة حول اإلرهاب‬ ‫دع���ت احلكوم���ة الليبية املؤقت���ة الليب ّيني‬ ‫إىل رف���ع الغط���اء ع���ن التنظيم���ات‬ ‫املتطرف���ة ‪،‬والوق���وف ص ًف���ا واح���دًا أم���ام‬ ‫هذه التنظيم���ات اليت حتاول هدم الوطن‬ ‫وزرع ثقافات وافدة ذات تصورات مشوهة‬ ‫للدين اإلسالمي ال متت بأي صلة لثقافة‬ ‫وأخالق وانتماء الليبيني‪ .‬وقالت احلكومة‬ ‫الليبي���ة يف بي���ان نش���رته عل���ى موقعه���ا‬ ‫اإللكرتون���ي‪ ،‬إن مجاعة أنصار الش���ريعة‬ ‫خرج���ت على امل�ل�أ ببيان يكش���ف أهدافها‬ ‫يف اس���تباحة دم���اء الليبي�ي�ن وتقوي���ض‬ ‫مس���اعيهم لبناء الدول���ة الليبية اجلديدة‬ ‫متخذي���ن م���ن س���تار الدي���ن اإلس�ل�امي‬ ‫احلنيف بكالم حق أريد به باطل "ش���عا ًرا‬ ‫لتحقي���ق مآربه���م يف التحك���م يف رق���اب‬ ‫الناس باسم الدين‪ ،‬وكأن الليبيني ليسوا‬ ‫مس���لمني"‪.‬وأكدت احلكوم���ة أن البي���ان‬ ‫يع���زز ما ذهبت ونبهت إليه يف بيان "غات"‬ ‫الص���ادر بتاري���خ ‪ 19‬م���ارس ‪" ،2014‬أن‬ ‫ليبي���ا تتعرض لإلره���اب املمنهج من قبل‬ ‫جمموعات متطرفة تس���عى إىل أن تكون‬ ‫ليبي���ا وك��� ًرا لإلره���اب العامل���ي"‪ ،‬ودع���ت‬ ‫للوقوف ص ًفا واحدًا ضد الظلم واإلرهاب‬ ‫والظالم‪.‬وأكد البيان أن إس�ل�ام الليبيني‬ ‫ً‬ ‫حم�ل�ا للمزاي���دة م���ن أح���د مهما‬ ‫لي���س‬ ‫كان‪ ،‬فالليبي���ون مس���لمون وس���طيون‬ ‫متمس���كون بدينه���م ال ميك���ن التش���كيك‬ ‫يف عقيدته���م ول���ن يرضوا باحت���كار أحد‬ ‫تفس�ي�ر اإلس�ل�ام‪ .‬وج���ددت احلكوم���ة‬ ‫تأكيده���ا عل���ى البي���ان ال���ذي أص���دره‬ ‫أعض���اء املؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام باعتب���ار‬ ‫الش���ريعة اإلس�ل�امية ما فوق الدس���تور‪،‬‬ ‫وم���ا أعلنت���ه وزارة الع���دل يف ورقته���ا‬ ‫البيض���اء ح���ول تطبي���ق أحكام الش���ريعة‬ ‫اإلس�ل�امية اخلال���دة وقيمه���ا اإلنس���انية‬ ‫الرفيع���ة عل���ى التش���ريعات والتطبيقات‬

‫القانوني���ة والقضاء يف ليبي���ا الصادرة يف‬ ‫‪ 24/5/2013‬وش���كلت جلن���ة ملراجع���ة‬ ‫التشريعات النافذة إلقامة احلجة‪.‬ودعت‬ ‫احلكوم���ة كل األط���راف وعل���ى رأس���ها‬ ‫مفيت الديار الليبية وجملس علماء ليبيا‬ ‫واملؤمت���ر الوط�ن�ي الع���ام حتدي���د موقفها‬ ‫من ه���ذه اجلماعة وغريها من اجلماعات‬ ‫وبيان الرأي الشرعي والسياسي فيها بكل‬ ‫وض���وح حتى يك���ون الليبيي���ون على بينة‬ ‫من الذي قد تشهده األيام املقبلة وحتديد‬ ‫كيفي���ة التعام���ل معه���ا‪ .‬وتاب���ع البي���ان‪:‬‬ ‫"اآلن وبعدم���ا حصحص احلق وكش���ف‬ ‫ال���كل ع���ن وجه���ه احلقيقي فإنن���ا نطلب‬ ‫م���ن املواطنني ومنظ���ات اجملتم���ع املدني‬ ‫مرتاصا‬ ‫والناش���طني الوقوف ص ًف���ا واحدًا‬ ‫ً‬ ‫أمام هذه الفئ���ة الضالة اليت حتاول هدم‬ ‫الوط���ن وزرع ثقاف���ات واف���دة وتص���ورات‬ ‫مش���وهة للدي���ن اإلس�ل�امي ال مت���ت بأي‬ ‫صل���ة لثقافة وأخ�ل�اق وانتم���اء الليبيني‪.‬‬ ‫وتدع���و أبناء ش���عبنا العظي���م إىل التعاون‬ ‫م���ع اجله���ات األمني���ة وأجهزة الش���رطة‬ ‫واجلي���ش اللي�ب�ي وإىل رف���ع الغط���اء‬

‫تونس تسعى إلطالق‬ ‫حوار لييب ‪ -‬لييب‬

‫االجتماعي عن هذه اجلماعات ملا تش���كله‬ ‫من خطر على سالمة وأمن املواطنني وما‬ ‫حتاوله من نقل ملعركتها الدموية داخل‬ ‫األحياء والشوارع مبدننا وقرانا احلبيبة"‪.‬‬ ‫ورأت احلكوم���ة أن مكافح���ة اإلره���اب‬ ‫واألف���كار الظالمي���ة والغل���و يف الدين لن‬ ‫حيقق نتائج���ه ما مل يس���اهم اجلميع يف‬ ‫مواجهت���ه ابت���داء من األس���رة واملدرس���ة‬ ‫واملسجد واإلعالم الوطين اهلادف‪ ،‬فالكل‬ ‫مس���ؤول مسؤولية مباش���رة عن حتصني‬ ‫اجملتم���ع من ه���ذه األفكار ال�ت�ي تهدم وال‬ ‫تبين‪ ،‬وذل���ك بتثبيت املفاهي���م احلقيقية‬ ‫لإلس�ل�ام الذي ينبذ التط���رف واإلرهاب‬ ‫وحي���رم القتل بغ�ي�ر احلق‪.‬واختتم البيان‬ ‫بالق���ول إن ليبيا ل���كل الليبيني ولن تكون‬ ‫إال دول���ة دميقراطي���ة ح���رة للعدال���ة‬ ‫والقان���ون وحق���وق وكرام���ة اإلنس���ان‪،‬‬ ‫دينها اإلسالم وش���عبها الواحد لن يرضى‬ ‫أن يفرض عليه ما يتعارض مع اإلس�ل�ام‬ ‫ما ال يريد ويرضاه وهو من يقرر مصريه‬ ‫ويرسم مالمح ومعامل دولته بدستوره‪.‬‬

‫وصف وزير الش���ؤون اخلارجية التونسي املنجي حامدي الوضع‬ ‫األمين يف ليبيا بـ"املقلق بش���كل كبري"‪ .‬وق���ال حامدي لصحيفة‬ ‫احلي���اة اللندنية‪" :‬نس���عى إىل عق���د اجتماع لدول اجل���وار اللييب‬ ‫به���دف تفعي���ل حوار لي�ب�ي ‪ -‬لييب"‪ ،‬داع ًي���ا الع���رب إىل العمل معًا‬ ‫ملكافح���ة اإلرهاب "ال���ذي يهدد املنطقة كله���ا"‪ ،‬فيما أكد وجود‬ ‫تعاون أمين "أمريكي ‪ -‬تونسي" يف جمال مكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫وع���ن تط���ورات موض���وع الدبلوماس���يني التونس���يني املخطوفني‬ ‫يف ليبي���ا‪ ،‬ق���ال‪" :‬إن احملاوالت جارية ليل نه���ار‪ ،‬واألخوة الليبيون‬ ‫يس���اعدوننا باتصاالته���م الرمسي���ة وغ�ي�ر الرمسي���ة م���ع تل���ك‬ ‫اجملموع���ات‪ ،‬حن���ن اتصلن���ا بليبي���ا بصف���ة رمسي���ة‪ ،‬ومحلناه���م‬ ‫مس���ؤولية دولية بش���أن ض���رورة محاية دبلوماس���يينا‪ ،‬وهم غري‬ ‫قصرين ويقومون بكل الوسائل والضغط‪ ،‬ويستعملون القبائل‬ ‫ُم ِّ‬

‫املنجي حامدي‬ ‫ووسائل أخرى إلطالق املخطوفني التونسيني"‪.‬‬ ‫واختت���م‪" :‬تون���س وليبي���ا ش���عب واح���د‪ ،‬وخطف تونس���يني يعين‬ ‫خط���ف ليبيني‪ ،‬ولدين���ا حوالي مليون ومثامنئ���ة لييب يف تونس‪،‬‬ ‫املس���تقرون منهم حوالي مليون ومئتني‪ ،‬الليبيون مرحب بهم يف‬ ‫تونس وهم يعرفون ذلك‪ ،‬واحلكومة الليبية وكثري من الليبيني‬ ‫يشعرون حبرج من تلك العملية"‪.‬‬

‫تونس ‪ :‬معركة مع اإلرهاب يف الداخل‪ ،‬وظهر مكشوف مع ليبيا‬ ‫•تونس – ليبيا املستقبل – خليفة علي حداد‬ ‫مل يك���ن اهلج���وم الدموي الذي ش���نته جمموعة‬ ‫مس���لحة على منزل وزير الداخلية التونس���ي يف‬ ‫مدينة القصرين ليل���ة الثالثاء األربعاء املاضيني‬ ‫والذي أدى إىل مصرع أربعة رجال شرطة وجرح‬ ‫خامس مفاجأ للمتابعني للمشهد األمين التونسي‬ ‫منذ أكثر منذ سنتني ‪،‬غري أن اجلرأة اليت ميزت‬ ‫اهلج���وم و"احلرفية" العالية ال�ت�ي نفذ بها جتعله‬ ‫األخطر منذ انطالق احلرب بني األجهزة األمنية‬ ‫والعس���كرية من جه���ة واجلماعات املتش���ددة من‬ ‫جهة ثانية‪ .‬وجود منزل الوزير لطفي بن جدو يف‬ ‫مربع أمين حتيط به مواقع للحرس والش���رطة‬ ‫داخ���ل مدين���ة حتولت من���ذ أكثر من س���نة إىل‬ ‫معس���كر كبري حبكم متامختها جلبل الش���عانيب‬ ‫الذي يش���هد صراعا داميا تستخدم فيه القاذفات‬ ‫واملداف���ع والطائرات‪ ،‬كله���ا عوامل طرحت لدى‬ ‫املتابع�ي�ن واملواطن العادي أكثر من س���ؤال عمن‬ ‫يقف وراء العملية وعن الرسائل اليت محلها وابل‬ ‫الرص���اص ال���ذي وجه إىل صدور ح���راس منزل‬ ‫الوزي���ر‪ ،‬وقبل ه���ذا‪ :‬كيف حيص���ل "اإلرهابيون"‬ ‫على الدعم اللوجس�ت�ي واألسلحة والذخائر وهم‬ ‫احملاصرون‪ ،‬منذ أكثر من س���نة‪ ،‬يف مس���احة ال‬

‫تتعدى بضعة كيلومرتات مربعة‪.‬‬ ‫•جرأة يف التنفيذ حتمل رسائل وإشارات‬ ‫ي���رى األكادمي���ي واحمللل السياس���ي واألس���تاذ‬ ‫باجلامعة التونس���ية الدكتور نور الدين العلوي‬ ‫يف تصريح لـ"ليبيا املس���تقبل" أن العملية أظهرت‬ ‫ج���رأة كب�ي�رة ل���دى منفذيه���ا وأن "جرأته���ا يف‬ ‫أنه���ا حممي���ة م���ن جهة ما مه���دت هلا لوجس���تيا‬ ‫وتري���د إثبات أقص���ى قوة ممكنة عن���د منفذيها‪..‬‬ ‫يعين اس���تعراضية يف جانب كب�ي�ر منها ونفذت‬ ‫تفاصيله���ا ب�ل�ا رمح���ة"‪ ..‬ه���ذه اجل���رأة‪ ،‬ب���رأي‬ ‫الدكت���ور العل���وي‪ ،‬ليس���ت عفوي���ة ب���ل حتم���ل‬ ‫"رس���ائل كث�ي�رة بعضها واضح وبعضها مش���فر‪،‬‬ ‫ولكنه���ا يف مجلتها رس���ائل إره���اب وترهيب" إىل‬ ‫متلقني حمددين تبدأ من وزير الداخلية نفس���ه‬ ‫لتصل إىل اجملتمع السياس���ي واألحزاب الساعية‬ ‫إىل التهدئ���ة للوص���ول بالب�ل�اد إىل انتخاب���ات‬ ‫خترجها من الوضع االنتقالي‪ .‬ويؤكد الدكتور‬ ‫العلوي أن الوزير بن جدو تلقى الرسائل املباشرة‬ ‫ومفاده���ا "أن اإلره���اب ق���ادر على الض���رب‪ ،‬بعد‪،‬‬ ‫متى يشاء وأينما يش���اء‪ ،‬وان ما قيل عن االنتصار‬ ‫علي���ه حم���ض ه���راء‪ ،‬وأن ب���ن جدو ال���ذي ص ّفى‬ ‫القضقاض���ي‪ ،‬أحد ق���ادة أنصار الش���ريعة‪ ،‬ميكن‬

‫أن يس���تهدف ويي ّت���م صغ���اره"‪ .‬أما عن الرس���ائل‬ ‫املش���فرة‪ ،‬فه���ي ل�ب�ن ج���دو ومل���ن يق���ف مع���ه من‬ ‫السياس���يني ولألح���زاب اليت تس���عى إىل التهدئة‬ ‫به���دف الوص���ول إىل االنتخاب���ات‪ ،‬وتتلخ���ص يف‬ ‫مطالب س���تخرج بعد حني وعلى رأس���ها "تأجيل‬ ‫االنتخاب���ات"‪ .‬وختم الدكت���ور العلوي تصرحيه‬ ‫بوصف العملية بأنها "استثمار آخر يف الدم"‪.‬‬ ‫•ليبيا‪ :‬الظهر املكشوف‬ ‫مل تكن عملية القصرين حدثا خارج الس���ياق بل‬ ‫س���بقتها بيومني عملية أمنية يف مدينة بنقردان‬ ‫عل���ى احلدود م���ع ليبي���ا مت���ت خالهلا مص���ادرة‬ ‫كمي���ات معت�ب�رة م���ن املتفج���رات واألحزم���ة‬ ‫الناس���فة والصواع���ق وألقي القب���ض على ثالثة‬ ‫أش���خاص قال���ت وزارة الداخلية أنه���م قدموا من‬ ‫ليبي���ا وجلب���وا معه���م م���ا مت���ت مصادرت���ه‪ ..‬قبل‬ ‫ه���ذا علم مراس���ل "ليبيا املس���تقبل" أن الس���لطات‬ ‫التونسية وجهت مزيدا من التعزيزات العسكرية‬ ‫واألمني���ة إىل مناطق احل���دود وكثفت عمليات‬ ‫الرص���د والتمش���يط والتح���ري بالتزام���ن م���ع‬ ‫األحداث األخرية اليت تشهدها الساحة السياسية‬ ‫واألمني���ة يف ليبي���ا‪ ،‬كم���ا عل���م أن الس���لطات‬ ‫املركزي���ة يف العاصم���ة والس���لطات احمللية بكل‬

‫من والييت مدنني وتطاوين احلدوديتني حتضر‬ ‫نفسها لكل املفاجآت اليت ميكن أن يفرزها الصراع‬ ‫الدائ���ر يف ليبي���ا مب���ا يف ذل���ك تس���رب اجلماعات‬ ‫املتش���ددة واألس���لحة وق���دوم النازح�ي�ن بأع���داد‬ ‫كب�ي�رة إذا تط���ورت األم���ور حنو األس���وأ‪ .‬ويرى‬ ‫األس���تاذ زهري امساعيل‪ ،‬الباحث باملعهد التونسي‬ ‫للدراس���ات اإلس�ت�راتيجية‪ ،‬يف إف���ادة لـ"ليبي���ا‬ ‫ُ‬ ‫"الساس���ة يف تون���س يعت�ب�رون أن‬ ‫املس���تقبل" أن‬ ‫ليبيا بالنسبة إىل تونس ليست جوارا بقدر ما هي‬ ‫شأن داخلي تونس���ي‪ :‬أمين وسياسي بدرجة أوىل‬ ‫واقتص���ادي اجتماعي يف مرتب���ة ثانية‪ .‬والفصل‪،‬‬ ‫احلس���اس‪ ،‬بني‬ ‫مثلم���ا تعلم���ون‪ ،‬يف ه���ذا الظرف ّ‬ ‫السياس���ي واألمين‪ .‬ومن ه���ذا املنطلق ّ‬ ‫فإن التأثري‬ ‫ّ‬ ‫ومركب‪ .‬وهو تأثري متب���ادل رغم ما بني‬ ‫كب�ي�ر‬ ‫السياقني من اختالف من ناحية ما أجنز يف مسار‬ ‫التأسيس الدميقراطي وبناء املؤسسات اجلديدة‪،‬‬ ‫ومن ناحية طبيعة القوى الفاعلة ونوع جتربتها‬ ‫السياس��� ّية"‪ .‬ويضي���ف زهري إمساعي���ل أن ال حل‬ ‫اآلن إال ب���ـ" تق���دّم العمل ّية التأسيس��� ّية يف تونس‬ ‫واهت���داء الفرقاء يف ليبي���ا إىل حوار وطين هادئ"‪،‬‬ ‫مؤك���دا أن ذل���ك "س���يكون داعم���ا للدميقراط ّية‬ ‫الناشئة"‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬

‫اغتيال السلطة الرابعة‬ ‫بل���دان الع���امل حترتم وتق���در وتوفر هل���ا كافة‬ ‫اس���اليب احلماية إال فى بالدى الس���لطة الرابعة‬ ‫ته���ان وتغ���در لتكمي���م االف���واه وإزه���اق كلمة‬ ‫احل���ق ‪،‬م���ا نش���اهده االن عل���ى الس���احة الليبية‬ ‫م���ن اغتي���االت لإلعالمي�ي�ن والصحافيني اكرب‬ ‫دليل على حماولة كس���ر هذه السلطة الرابعة‬ ‫م���ا تقدم احلقائ���ق ب���كل ش���فافية وموضوعية ‪.‬‬ ‫كم من اعالمى وصحفى حاولوا اغتياله وكم‬ ‫منهم اغتيل ‪،‬والسؤال هنا ‪ :‬ما مصري االعالميني‬ ‫والصحفيني الذين حياولون تكملة املشوار ؟‪.‬‬ ‫االثن�ي�ن املاضى ف���ى مدين���ه بنغازى ث���م اغتيال‬ ‫ش���هيد الكلمة الصائبة ‪،‬الذى لطامل���ا خرج علينا‬ ‫عرب شاشات التلفزة بكل ش���جاعة يوجه التحية‬ ‫مل���ن اصاب والنقد ملن اخطاء ‪،‬اغتيل ش���هيد احلق‬ ‫الصحف���ى مفت���اح بوزي���د ال���ذى س���خر كلمته‬ ‫وصوته سبيال لوطن حر‪ .‬وقد مت استنكار كافة‬ ‫االعالمي�ي�ن والصحفيني هلذا الفعل الش���نيع يف‬ ‫وقف���ة ش���جاعة ضد تكمي���م األف���واه ‪ ..‬هنا وقفة‬ ‫واس���تطالع رأي مل���ن متكنا من االتص���ال بهم يف‬ ‫ه���ذه اللحظة العصيب���ة للصحافة والصحفيني‬ ‫الليبيني ‪:‬‬ ‫•االس��تاذ وهب��ى ال��زر واىل ‪ -‬فن��ان ‪ :‬االعالم يعترب‬ ‫م���ن اخط���ر الوس���ائل الت���ى تش���كل ال���رأى العام‬ ‫‪،‬العارف���ون يفهم���ون هذا وهلذا مت اغتيال ش���هيد‬ ‫الكلمة ألنه قال كلمة احلق ‪،‬هناك من ال يريد‬ ‫ان تس���طع احلقيق���ة فى مس���اء ليبي���ا رمحه اهلل‬ ‫وتغمده بواسع رمحته‪.‬‬ ‫•حمم��د امل��ز وغى ‪ -‬رئي��س صحيفة الكلمة ‪ :‬ش���هيد‬ ‫الكلمة مفت���اح بوزيد صار اك�ب�ر الكلمات ‪،‬صار‬ ‫فع�ل�ا س���اريا ال يتوقف ‪،‬يش���هر الءته ف���ى وجوه‬ ‫الظالمي�ي�ن ويالحقهم حتى اخ���ر النصر ‪،‬يغزل‬ ‫فج���را قادما ألطفالنا ‪،‬يرس���م االتى برؤى احللم‬ ‫الذى كان يس���كنه وهو خيط ح���روف كلماته‬ ‫الصادع���ة با لض���وء ‪،‬وكل من ميش���ى على درب‬ ‫مفتاح فليبشر فهو مشروع شهيد ‪،‬يقول كلماته‬ ‫لنبقى وخيلع جسده لينام قرير الروح ‪.‬‬ ‫•حن��ان كاب��و ‪ -‬صحفي��ة ‪ :‬م���ا حي���دث االن قضية‬ ‫وط���ن بأكمل���ه ‪،‬وط���ن حلم بث���ورة تغري املس���ار‬ ‫اىل افضل وبش���كل دميقراطى ‪،‬ه���ذا احللم إذا به‬

‫من يقتل فينا ‪...‬؟‬ ‫سامل أبوظهري‬

‫عفاف عبد احملسن‬

‫فوزى الغويل‬

‫يصبح كابوس���ا مريعا ‪ :‬اغتي���االت وأرواح تزهق‬ ‫بغري وجه حق ‪،‬سرق و نهب و كل ذلك باسم ‪17‬‬ ‫فرباير ‪ .‬واليوم ينضم اىل قائمة املوتى من اغتيل‬ ‫ف���ى وضح النه���ار االس���تاذ مفتاح بوزي���د تغمده‬ ‫اهلل برمحت���ه وحنتس���به عن���د اهلل ش���هيدا ‪ .‬كان‬ ‫جمتهدا ح���د املثابرة برؤية ثاقب���ة يطرح افكاره‬ ‫على طبق من السالس���ة ‪،‬مل اعرفه شخصيا لكن‬ ‫مجعتن���ا بنغ���ازى عاصم���ة الثقاف���ة ‪،‬كان يهتم‬ ‫بالش���أن الثقاف���ى واالعالم���ى بش���كل ع���ام ‪،‬وفى‬ ‫الفرتة األخرية ش���اهدته تكرارا ومرارا ‪،‬ش���اهدته‬ ‫شاهرا كلمة احلق ألجل قضية وطن ‪،‬وقد مات‬ ‫متأث���را جبراحات وط���ن حلم ذات ي���وم ان يعمه‬ ‫االمان وتسوده احملبة حسبنا اهلل ونعم الوكيل ‪.‬‬ ‫•عف��اف عبد احملس��ن ‪ -‬اذاعية ‪ :‬ي���ا صديقتى حني‬ ‫يعلو صوت احل���ق صداحا يريد اجلبناء الراغبني‬ ‫انتش���ار القه���ر والعس���ف ان يس���كتوه ب���اى مثن ‪.‬‬ ‫كان مفت���اح صوتا جهوريا ككل انس���ان نظيف‬ ‫ال يش�ت�ريه امل���ال ‪،‬حي���ب ه���ذا البلد بكل م���ا اوتى‬ ‫من ح���ب فى قلب���ه الطاهر ‪،‬وبكل م���ا ميتلك من‬ ‫كلمات امن بها ‪.‬‬ ‫•ف��وزى الغوي��ل ‪ -‬اذاع��ى ‪ :‬ايها الغائب كفرس���ان‬ ‫الزم���ن اجلميل مفتاح بو زيد ‪,‬ايها املقاتل اجلري‬ ‫والوطن���ى النق���ى ‪ ,‬ع���دو القب���ح نص�ي�ر الوط���ن‬ ‫واحل���ق فعلت ما بوس���عك اما حنن فس���نكتفى با‬ ‫حلزن والشجب ولن حنرك ساكنا ‪،‬فاخلانعون‬

‫وهبى الزر واىل‬

‫حممد سامل املز وغى‬

‫العاجزون وحدهم ينتظرون حتفهم دون فعل او‬ ‫رد فعل‪.‬‬ ‫•بلقاسم السحاتى‬ ‫صحف���ى ‪ :‬مفت���اح بوزي���د ورق���ه اخرى تس���قط‬ ‫م���ن ش���جرة احلقيقة ‪،‬وه���ا هو يلتح���ق بركب‬ ‫م���ن س���بقوه ‪،‬كل م���ن ص���دح بص���وت احلق ثم‬ ‫اغتيال���ه ‪ ,‬ها ه���و يلتح���ق بكوكبة الش���هداء من‬ ‫النخ���ب االعالمية واملثقفة ‪،‬التى جاهدت باحلق‬ ‫واملطالب���ة با احلري���ة ليعربوا طري���ق ليبيا حنو‬ ‫احلرية ‪،‬وستظل دمائهم الزكية اليانعة نضرة‬ ‫تطارد القاتلني ‪،‬م���ن حياولون اجهاض حلم هذا‬ ‫الش���عب مبس���تقبل مش���رق ‪،‬يرحلون ويرتكون‬ ‫لنا مس���احة من الوجع وم���ن االمل ‪،‬الغاية اكرب‬ ‫وتس���تحق التضحي���ة ‪،‬وحن���ن من ينتظ���ر املوت‬ ‫ولكن الشهيد يبدأ حياته يوم استشهاده‪.‬‬ ‫•مفت��اح القبائلى ‪ -‬اعالمى ‪ :‬مفتاح بوزيد ش���هيد‬ ‫الكلمة سيبقى خالدا ما حيينا ‪،‬ومن قتله سيظل‬ ‫جمه���وال حتى يالق���ى ربه ‪،‬ربه الذى سيحاس���به‬ ‫ع���ن روح طاهرة مل ترتك���ب جرما ‪،‬فقط رحلت‬ ‫مثن���ا لكلم���ة احلق ‪،‬الت���ى نطق بها ومل يس���تطع‬ ‫اعداء احلق مساعه���ا ‪،‬الكلمة حق واحلياة وقفة‬ ‫عز وكرامة‪.‬‬ ‫•مناج��ى ب��ن حليم – صحف��ي ‪ :‬منذ بداي���ة الثورة‬ ‫كان مفت���اح بوزي���د رمح���ة اهلل ف���ى قلبه���ا قلما‬ ‫وعم�ل�ا ‪،‬رافقته ف���ى بع���ض التغطي���ات ‪،‬مل يكن‬ ‫إال املثاب���ر من أجل اخ���راج احلقيقة للناس مهما‬ ‫كان مثنها ‪،‬ورغم ما كان يتعرض له من حرب‬ ‫‪،‬من البعض وخاصة املتأس���لمني بعد الثورة ‪،‬مل‬ ‫تهن عزميته ومل يرتاجع إلميانه بدور الصحافة‬ ‫ف���ى التغي�ي�ر ‪،‬كان دائم���ا يتوق اىل ذل���ك كلما‬ ‫مزحن���ا مع���ه عن امل���وت ‪،‬مفتاح مل يك���ن صحفيا‬ ‫فق���ط كان انس���انا وطنيا ش���جاعا ال يهاب املوت‬ ‫‪،‬ويشهد اهلل انة كان صديقا حقيقيا حتى خارج‬ ‫اط���ار املهنة ‪،‬كيف اليدى الغ���در ان تطال صوتا‬ ‫مل يكن ذنبه سوى انة يصدح باحلق ‪.‬‬ ‫•هدى العب��دىل ‪ -‬اذاعية ‪ :‬عرفته رئيس���ا لتحرير‬ ‫صحيف���ة برني���ق ‪،‬رج�ل�ا ش���ريفا ح���را ‪،‬كوجه‬ ‫مش���رق لث���ورة ‪ 17‬فرباي���ر مبواقف���ه الوطني���ة‬ ‫‪،‬كان من عادته ان يرس���ل ليخربنا انه س���يكون‬ ‫ضيفا على الشاشة لنتابعه ‪،‬اهتمت به ملصداقيته‬ ‫وكالم���ه الواقع���ى وحتليل���ه الصائ���ب لألم���ور‬ ‫‪.‬طالت���ه ي���د الغ���در لكنة س���يبق علما ف���ى مساء‬ ‫الكلمة احل���رة ‪،‬وال يس���عنى إال ان اقول البد من‬ ‫ليبيا وان طال النضال ‪.‬‬ ‫•جناة صنع اهلل ‪ -‬اعالمية ‪ :‬اكرر اسفى ملا حيدث‬ ‫فى مدينة الثورة ‪،‬وما حيدث من اغتيال الشرفاء‬ ‫اصحاب الكلمة ‪،‬كلمة احلق ‪،‬حنن نعزى انفسنا‬ ‫ف���ى فقي���د الصحاف���ة او باألحرى فقي���د الكلمة‬ ‫‪،‬ولألس���ف هذا ما حي���دث لإلعالميني الش���رفاء‬ ‫‪،‬هم يري���دون امخاد االص���وات احلرة الش���ريفة‬ ‫وحنن هلم باملرصاد ‪،‬أدعو لوقفة اس���تنكار هلؤالء‬ ‫اخلونة اجلبناء ‪،‬و انا هلل وان هلل و انا اليه راجعون‬ ‫•وف��اء ب��و ج��وارى ‪ -‬صحفية ‪ :‬ال اجد م���ا يليق بهذا‬

‫بلقاسم السحاتى‬

‫املصاب ‪،‬هو زميل مهنة عايش���ت معه حلظات لن‬ ‫متح���ى م���ن ذاكراتى ‪،‬حت���ى حلظ���ات اختالفنا‬ ‫كان يغمره���ا ودا ألجل الوصول اىل رأى صائب‬ ‫‪,‬ال امل���ك م���ا أق���ول إال رمح���ة اهلل علي���ك ايه���ا‬ ‫الصحفى الشجاع شهيد الصحافة واإلعالم‪.‬‬ ‫•ابتس��ام الش��يخى صحفي��ة ‪ :‬الس���يد مفت���اح ب���و‬ ‫زيد قل���م حر يصعب تك���راره ‪،‬ميتاز بالش���جاعة‬ ‫والبطولة فى التعب�ي�ر ‪,‬وليبيا فقدت احد ابطاهلا‬ ‫‪،‬و انا اعت�ب�ره بطال من ابطال الكلمة ‪.‬وما حيدث‬ ‫لإلعالمي�ي�ن والصحفي�ي�ن م���ن تكمي���م االفواه‬ ‫وحب���س احلري���ات يتناف���ى م���ع حري���ة االعالم‬ ‫والصحافة ‪،‬واس���تهجن بش���دة هذه السلسة من‬ ‫االغتياالت التى مل تستثن ال كبري وال صغري ال‬ ‫مدنى وال عسكرى ‪.‬‬ ‫•ف��رج ب��ن غ��زى اذاع��ة ليبي��ا الوطني��ة ‪ :‬ه���ا ه���ى‬ ‫رصاص���ات الغدر تطال فارس���ا اخر من ابناء هذه‬ ‫املدين���ة ‪،‬املرحوم الزمي���ل مفتاح بوزي���د اعالمى‬ ‫ش���جاع وناش���ط ب���ارع فى ق���ول احل���ق ‪،‬مل خيف‬ ‫رغ���م انه ه���دد من قبل ‪،‬وكان مصدر ش���رف لنا‬ ‫امام خمتلف وسائل االعالم فى الداخل واخلارج‬ ‫‪،‬وه���ذا االغتي���ال لن يزيدنا إال صم���ود وقوة امام‬ ‫خفافيش الظالم‪.‬‬ ‫•امح��د عرابى – اعالم��ي ‪ :‬الكل هنا خيرج احتاجا‬ ‫عل���ى ما حيدث لكاف���ة االعالميني والصحفيني‬ ‫الذي���ن يعلون كلمة احلق م���ن اجل الوطن ‪،‬هم‬ ‫م���ن يعل���م ب���ان مص�ي�ر ه���م االغتي���ال لكنهم ال‬ ‫يرتاجع���ون ‪،‬وفى ه���ذه احلظة اق���ول ‪:‬ـ انا حلمى‬ ‫وطن ‪،‬هلذا لن ارثى موت���اى بعد اليوم ‪،‬ولن ابكى‬ ‫احدا ‪،‬وس���أحبس دمعى واكتم صرختى وادفن‬ ‫حزنى ‪،‬وس���أترحم على من بقى ‪،‬وسأجعل املى‬ ‫واملى منارتى فى هذا النفق املظلم ‪،‬حتى اصل اىل‬ ‫نهايت���ه ‪،‬اىل النور ‪،‬وس���أكتب ف���ى وصيتى ان ال‬ ‫يبكينى احدا وان يذكرنى ‪ -‬من بعدى ‪ -‬حبلمى‬ ‫بوطن ‪.‬‬ ‫•الصادق السوسى ‪ -‬اعالمى ‪ :‬الكل حياول ان يكمل‬ ‫مهمت���ه ‪،‬الش���رفاء حياول���ون ان حيم���وا اوطنهم‬ ‫واجملرمون حياولون االجهاز عليه‪.‬‬ ‫•هش��ام ب��ن صريت��ى ‪ -‬اعالم��ى ‪ :‬م���ا حي���دث‬ ‫لإلعالمي�ي�ن ‪،‬م���ن قت���ل وم���ن تهدي���د بالقت���ل‬ ‫واخلط���ف وإقام���ة احلد ‪،‬ه���و حماول���ة لتكميم‬ ‫االفواه وإره���اب العقول واألق�ل�ام ‪،‬كى نغمض‬ ‫اعينن���ا وألس���ننا وأقالمنا عن حقيق���ة ما جيرى‬ ‫ف���ى ليبيا ‪،‬وال���ذى اصبح ال خيفى ع���ن احد ‪،‬من‬ ‫س���يطرة اجلماع���ات التكفريي���ة عل���ى املش���هد‬ ‫االمن���ى ف���ى بنغازى وم���ا حوهلا ‪،‬وبدعم مباش���ر‬ ‫او غ�ي�ر مباش���ر م���ن املؤمت���ر ال وطنى ‪،‬لق���د جاء‬ ‫الصب���ح ألصحاب العيون والعق���ول املبصرة ‪،‬ومل‬ ‫تعد العملية س���را ‪،‬بل اص���درت البيانات من قبل‬ ‫اجملموعات التكفريية باستحالل الدماء ‪،‬وعقدت‬ ‫املؤمت���رات الصحفي���ة الداعمة لتل���ك اجلماعات‬ ‫من قبل عصابة املؤمتر املؤدجل ‪.‬‬

‫يش�ي�ر التقرير العاملي السنوي حلرية‬ ‫الصحاف���ة إىل أن���ه خالل ع���ام ‪2013‬‬ ‫مت قت���ل ‪ 71‬صحفي���اً‪ ،‬واعتق���ل ‪826‬‬ ‫صحفي���اً‪ ،‬ومت اختط���اف ‪ 87‬صحفياً‪،‬‬ ‫وأن هناك ‪ 2160‬صحفياً قد تعرضوا‬ ‫للتهدي���د أو أعت���دي عليهم جس���ديا ‪،‬‬ ‫بينم���ا ف���ر ‪ 77‬صحفي���اً م���ن بلدانهم‬ ‫طالب�ي�ن اللج���وء يف بل���دان أكثر أمنا‬ ‫وحري���ة ‪ .‬ه���ذا اخلوف م���ن الصحافة‬ ‫وهذا ال���ذي حيدث حملرتفيه���ا يؤكد‬ ‫أنه���ا ذات ش���أن فاإلع�ل�ام بوس���ائلة‬ ‫املختلفة من إذاعات مسموعة ومرئية‬ ‫ومس���رح وكت���ب ومطبوع���ات بوج���ه‬ ‫ع���ام ‪ ،‬وأدوات التواص���ل االجتماع���ي‬ ‫عل���ى ش���بكة االنرتن���ت هل���ا دور مه���م‬ ‫وب���ارز يف تكوي���ن ال���رأي الع���ام‪ ،‬وهذا‬ ‫ماجع���ل املفك���ر الفرنس���ي إمي���ل دي‬ ‫جواردي���ن يذهب للقوب بأن الصحافة‬ ‫ه���ي الس���لطة الرابع���ة بعد الس���لطات‬ ‫التش���ريعية والتنفيذي���ة والقضائي���ة‬ ‫ويؤك���د أن للصحاف���ة قدرتها أكثر‬ ‫م���ن أي وس���يلة أعالمي���ة أخ���رى يف‬ ‫تش���كيل الرأي العام وتكوين اجتاهاته‬ ‫‪ ،‬فهي مرآة الش���عب ( عل���ى حد قوله )‬ ‫تعكس آمال���ه وآالمه وأحالمه وتعكس‬ ‫س���خطه ورضاه ‪ ،‬وهي أيضا منرب مهم‬ ‫يف التنوي���ر والتثقي���ف وااللتزام ‪ ،‬وقد‬ ‫خل���ص الزعيم الروس���ي خروتش���وف‬ ‫أهمي���ة الصحافة ودوره���ا يف اجملتمع‬ ‫مبين���ا أن الصحاف���ة س�ل�اح فك���ري‬ ‫وايديولوج���ي‪ ،‬ويس���تطرد موضحا أنه‬ ‫إذا كان اجليش الروس���ي ال يس���تغين‬ ‫ع���ن الس�ل�اح يف القت���ال‪ ،‬ف���إن احلزب‬ ‫الش���يوعي ال يس���تطيع القيام بأعماله‬ ‫يف امليدان الفكري وااليديولوجي بغري‬ ‫سالح الصحافة ‪.‬‬ ‫والصحفي أو اإلعالمي بش���كل أوسع‬ ‫أنس���ان مثق���ف بالض���رورة‪ ،‬ومهمت���ه‬ ‫أع�ل�ام الن���اس باحلقيق���ة ‪،‬والن‬ ‫احلقيقة مشعل من نور ساطع حيمله‬ ‫هذا االنس���ان يف وج���ه اخلفافيش اليت‬ ‫تك���ره الضوء كان البد م���ن أن ميوت‬ ‫هذا الصحف���ي رغما عن���ا وحتى تنعم‬ ‫طيور الظالم باحلياة رغما عنا أيضا ‪.‬‬ ‫ويف ليبي���ا اليت الأعرف بالتحديد ميت‬ ‫عرفت الصحافة ‪ ،‬ولكن التابث عندي‬ ‫انن���ا كليبيني عرفناه���ا قبل الكثريين‬ ‫من حولنا وجذورها راس���خة من سنة‬ ‫‪ 1866‬ورمب���ا قبلها بكث�ي�ر بدأت ومل‬ ‫تتوقف حتى يف أصعب الظروف‪،‬حني‬ ‫أضح���ت صحافتن���ا ولعق���ود دون‬ ‫املستوى بكثري وصارت حمل تندر عند‬ ‫من س���بقناهم يف ه���ذا اجمل���ال‪ ،‬ولكنها‬ ‫كان���ت مص���در قل���ق دائ���م للحاكم‬ ‫املس���تبد ال���ذي أعلن���ت خفافيش���ة من‬ ‫اللجان الثورية بكل فخر مس���ؤوليتها‬ ‫عن أغتيال الصحفى واالذاعي حممد‬ ‫مصطفى رمض���ان يف ابري���ل ‪، 1980‬‬ ‫ليكون أول شهيد يف حمراب الصحافة‬ ‫الليبيي���ة‪ .‬بعدها بس���نوات وحتديدا يف‬ ‫التال���ث م���ن ش���هر يوني���و ‪ 2005‬دفن‬ ‫الليبي���ون الصحفي ضيف عبد الكريم‬ ‫الغ���زال وه���م يعرف���ون من تس���بب يف‬

‫قتل���ه ‪ ،‬و بعد تفجر ثورة فرباير وأثناء‬ ‫احلرب أستشهد يف ‪ 19‬مارس‪2011 ،‬‬ ‫الصحف���ي حمم���د نب���وس برص���اص‬ ‫جن���دي قن���اص يتب���ع حي���ش القذايف‪.‬‬ ‫وبعده���ا بي���وم واح���د يف العش���رين‬ ‫م���ن م���ارس نفس الع���ام يقت���ل رجال‬ ‫الق���دايف ايض���ا غدرا الش���هيد الرس���ام‬ ‫قي���س ‪ .‬ي���وم ‪ 27-5-2011‬استش���هد‬ ‫االصحف���ي حممد عل���ي املعداني وهو‬ ‫ي���ؤدي واجب���ه يف جبه���ة القت���ال ‪ ،‬ويف‬ ‫جبهة القتال ايذا استش���هد وهو يؤدي‬ ‫واجبه الصحف���ي املصور مجال حممد‬ ‫القوي���ري يوم ‪ . 8-2011=24‬أس���تمر‬ ‫قت���ل الصحفي�ي�ن ومل يتوقف‪،‬ولك���ن‬ ‫الذي توقف هو معرفة من يقتل فيهم‬ ‫فاإلعالم���ي الش���اب عز الدي���ن قوصاد‬ ‫أغتي���ل غ���درا يوم ‪ 9‬اغس���طس ‪2013‬‬ ‫حي���ث أطل���ق علي���ه جمهول�ي�ن واب�ل�ا‬ ‫الرص���اص زالذوا بالف���رار ‪ ،‬ويف أول‬ ‫أيام ش���هر ديس���مرب من الع���ام املاضي‬ ‫أغتي���ل اإلذاعي رض���وان الغرياني إثر‬ ‫إصابت���ه بأرب���ع رصاصات وم���ازال ال‬ ‫يُعرف حت���ى اآلن من يق���ف وراء هذه‬ ‫اجلرمية البشعة‪ ،‬وقبلهم قتل عبداهلل‬ ‫بن زاهية الصحفي بصحيفة فس���انيا‬ ‫مبدينة س���بها على أي���دي جمهولني ‪،‬‬ ‫وأخ�ي�را وأمتين أن يكون أخر الش���هداء‬

‫الشهيد مفتاح بوزيد الذي أغتيل على‬ ‫ي���د جمهول�ي�ن يف وض���ح النه���ار وتنبأ‬ ‫مبا س���يحدث ل���ه فقال س���يذهب دمي‬ ‫هب���اء مثاما ذه���ب دم ضب���اط اجليش‬ ‫والش���رطة !! ‪.‬فم���ن يقت���ل ه���ؤالء ؟‬ ‫وملصلح���ة من تس���كت أصواته���م اليت‬ ‫تنادي باحلق واخلري والنظام واألمان‬ ‫والعدال���ة واالم���ن والدول���ة املدني���ة ؟‬ ‫واجل���واب س���هل ف���كل واح���د منهم مل‬ ‫يكن ين���ادي بالظلم والش���ر والفوضى‬ ‫واالس���تبداد وبديه���ي أن م���ن قتله���م‬ ‫كان اليريد الدولة املدنية وال النظام‬ ‫وال أي مطل���ب من املطالب املش���روعة‬ ‫اليت قدم الصحفيون حياتهم من أجل‬ ‫توعيتنا بها ‪.‬‬ ‫والغري���ب كيف نفس���ر فش���ل وعجز‬ ‫احلكوم���ات الليبيي���ة املتعاقبة اهلزيلة‬ ‫لتع���رف القتل���ة‪ ،‬ناهيك ع���ن عجزها‬ ‫لتوف�ي�ر احلماية هل���م رغم ما خصص‬ ‫هل���ا م���ن ملي���ارات ‪ ،‬إال إذا كانت هذه‬ ‫احلكومات مستفيدة من قتلهم وحتى‬ ‫تدعم يف القاتلني ولو بالس���كوت عنهم‬ ‫وع���دم اإلفصاح ع���ن أمسائهم والاريد‬ ‫أن أق���ول جلبه���م للمحاكم���ة فذلك‬ ‫أمر رغ���م مش���روعيته إال أن حتقيقه‬ ‫بعيد املنال للالسف‪.‬‬

‫‪05‬‬ ‫املديرة العامة لليونسكو‬ ‫إيرينا بوكوفا‬ ‫تدين مقتل مفتاح بوزيد ‪..‬‬ ‫أعرب���ت إيرينا بوكوف���ا‪ ،‬املدي���رة العامة لليونس���كو‪ ،‬عن حزنها‬ ‫العمي���ق إزاء مقت���ل مفت���اح بوزي���د‪ ،‬رئيس‬ ‫حتري���ر جري���دة "برني���ق"‪ ،‬يف ‪ 26‬ماي���و‬ ‫اجل���اري يف ليبي���ا‪ .‬وقال���ت املدي���رة العامة‪:‬‬ ‫"إن�ن�ي أدي���ن اغتي���ال مفت���اح بوزي���د‪ .‬وعلى‬ ‫اجلميع أن يدرك أن األس���لحة ال جيب أن‬ ‫ُتس���كت التعبري ع���ن تن���وع اآلراء ‪،‬وال جيب‬ ‫البتة أن حتل حمل الكلمات يف ضمان دعم‬ ‫اجملتم���ع املدني"‪ .‬وأضاف���ت إيرينا بوكوفا‬ ‫قائلة‪" :‬لقد تأثرت اليونسكو كل التأثر إزاء‬ ‫هذه اخلس���ارة جراء اغتيال بوزيد؛ حيث أن‬ ‫زمالءه يتذكرون مش���اركته احلماس���ية‬ ‫الع���ام املاض���ي يف حلق���ات العم���ل املعني���ة‬ ‫بالصحاف���ة املهني���ة ال�ت�ي قمن���ا بتنظيمها‬ ‫مع فري���ق دعم االنتخاب���ات لألمم املتحدة‬ ‫يف ليبي���ا"‪ .‬إن مفتاح بوزيد ‪،‬رئيس حترير الصحيفة األس���بوعية‬ ‫"برنيق"‪ ،‬كان من أش���د مناهضي اإلسالميني املتطرفني ؛وتفيد‬ ‫التقاري���ر بأنه تلقى تهديدات متس حياته بس���بب اآلراء اليت عبرّ‬ ‫عنه���ا‪ .‬وقد لقى مصرعه وس���ط مدينة بنغ���ازي‪ .‬ومبقتل مفتاح‬ ‫بوزيد يصل عدد حوادث اغتي���ال الصحفيني يف ليبيا اليت أدانتها‬ ‫املديرة العامة منذ يناير ‪ 2013‬إىل أربعة حوادث‪.‬‬

‫دميبسي‪ :‬واشنطن ال‬ ‫تعتزم التدخل يف ليبيا‬

‫•سكاى نيوز عربية‬ ‫أعل���ن رئيس هيئ���ة األركان املش�ت�ركة للجي���ش األمريكي‪،‬‬ ‫اجلنرال مارتن دميبس���ي‪ ،‬األربعاء املاضية ‪،‬أن الواليات املتحدة‬ ‫ال تعتزم التدخل عس���كريا يف ليبيا حي���ث تصاعد التوتر األمين‬ ‫والسياس���ي يف األس���ابيع املاضية‪ .‬وغداة إعالن الواليات املتحدة‬ ‫األمريكية نش���ر بارجة عس���كرية قرب السواحل الليبية وعلى‬ ‫متنه���ا ألف جندي‪ ،‬قال اجلنرال األمريكي يف لقاء مع "س���كاي‬ ‫ني���وز عربية" إنه ال يرى "أي احتمال للتدخل يف ليبيا"‪ .‬وكانت‬ ‫وزارة اخلارجي���ة األمريكية طلبت من املواطنني األمريكيني‬ ‫يف ليبي���ا مغ���ادرة البلد‪ ،‬حمذرة من أن الوض���ع األمين "ال ميكن‬ ‫التنب���ؤ بتداعيات���ه وغري مس���تقر"‪ ،‬وذل���ك بعد معارك مس���لحة‬ ‫بب�ي�ن فصائ���ل متنازع���ة‪ .‬كم���ا تط���رق دميبس���ي إىل األزم���ة‬ ‫املس���تمرة يف س���وريا منذ ‪ ،2011‬وذلك يف اللق���اء الذي عقد يف‬ ‫العاصم���ة اإلماراتية أبوظيب حيث جي���ري اجلنرال األمريكي‬ ‫لقاءات لدعم "ش���راكة واش���نطن األمنية" مع اإلم���ارات‪ .‬وقال‬ ‫إن الش���عب وحده هو اخلاسر جراء النزاع املسلح الذي أسفر عن‬ ‫مقتل أكثر من ‪ 150‬ألف ش���خص وتشريد املاليني‪ ،‬مشريا يف‬ ‫الوقت نفس���ه إىل أن واش���نطن تدعم املعارضة ولكن بـ"أس���لحة‬ ‫غ�ي�ر قتالية"‪ .‬وأض���اف قائال إن اإلدارة األمريكي���ة تبذل جهدا‬ ‫يف ح���ل األزمة‪ ،‬مش���ددا عل���ى أن دعم املعارض���ة ال يقتصر على‬ ‫اجلان���ب العس���كري ب���ل يتعداه إىل الدع���م على "كيفي���ة إدارة‬ ‫الب�ل�اد وتدري���ب الس���وريني عل���ى إدارة بالدهم"‪ .‬وعل���ى صعيد‬ ‫املل���ف النووي اإليراني‪ ،‬ش���دد رئيس هيئة األركان املش�ت�ركة‬ ‫للجي���ش األمريكي عل���ى أن "حل أزم���ة إيران سياس���يا أكثر‬ ‫فعالي���ة"‪ ،‬مضيف���ا ان عل���ى دول املنطقة أن تدرك أن واش���نطن‬ ‫تس���عى هلذا احلل مع طه���ران‪ .‬وتناول اجلن���رال األمريكي يف‬ ‫اللقاء مع "سكاي نيوز عربية" قرار التقشف الذي طال املؤسسة‬ ‫العس���كرية األمريكية‪ ،‬وقال يف هذا الص���دد "من اخلطأ اعتبار‬ ‫أن الواليات املتحدة منهكة سياسيا"‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬

‫يونيو ‪) 2014‬‬ ‫‪9 --320( -( )- )160‬‬ ‫‪ 26‬مايو‬ ‫الرابعة ‪158( (-‬‬ ‫السنةالرابعة ‪-‬‬ ‫السنة‬

‫األمريكي اللييب مسري مفراكس ‪:‬‬

‫كأمريكيني ليبيني ‪،‬علينا أن حناول قدر اإلمكان ‪،‬أن نبتعد عن النظر‬ ‫لليبيا انها موضوع بزنس ‪،‬علينا أن نعمل من أجلها‬ ‫•من حبر الشابي اىل تكساس‬ ‫امسي مسري علي مفراكس ‪ ،‬ولدت يف بنغازي يف ‪ ، 1956‬يف زقاق الغرياني على شاطي الشابي ‪،‬درست‬ ‫يف بنغازي يف مدرس���ة س���يدي حس�ي�ن ‪ ،‬ومدرس���ة األمري وخترجت من ثانوية مدرسة ش���هداء يناير‬ ‫‪ ،‬واتذك���ر من س���نة أوىل اىل رابع���ة ابتدائي كن���ت يف النموذجية وعلمنين جمموعة من الس���يدات‬ ‫الفاض�ل�ات منهن ناظرة املدرس���ة امسه���ا معيتيقة ‪،‬وأتذكر الس���يدة راحبة بوزعكوك ‪،‬ويف مدرس���ة‬ ‫س���يدي حس�ي�ن كان لدينا معل���م التاريخ ‪ ،‬وكان العب كرة مش���هور امسه مخيس الف�ل�اح ‪ ،‬و معلم‬ ‫العلوم امسه أس���تاذ س���عيد ‪ ،‬وكان هناك أس���تاذ مفتاح الفاخري ‪ ،‬وهو يف رياضة مح���ل األثقال ‪ ،‬طبعا‬ ‫املدرس���ة النموذجي���ة كانت خمتلطة اىل الس���نة الرابعة ‪ ،‬كنت يف مدرس���ة األمري بالس���نة األوىل‬ ‫ثان���وي ‪ ،‬وأكمل���ت الثانوية الثاني���ة والثالثة بش���هداء يناير ‪،‬وبعده���ا ذهبت اىل أمريكا للدراس���ة‬ ‫أخذت اللغة اإلجنليزية ملدة فصلني دراسيني‪ ،‬ثم دخلت اجلامعة ‪ ،‬طلعت يف ‪ 1974‬غادرت بعد‬ ‫حصولي على الثانوية ‪،‬يف أمريكا كان ختصصي مالية (اقتصاد وعلوم سياسية ) ثم انتقلت‬ ‫اىل تكس���اس ‪،‬تزوج���ت أمريكية ( الزوج���ة األوىل والثانية أيضا أمريكي���ة ) ولدي أربعة‬ ‫أوالد س���ارة ونادي���ة ‪ ،‬وابين الكبري عل���ي ‪ ،‬وأصغر واحد ف���ارس ‪ ،‬وبدأت بالعمل‬ ‫‪ 1981‬وعشت بـ ( تكساس )‪.‬‬ ‫العودة غري املأمونة إىل ليبيا‬ ‫ •‬ ‫رجع���ت لليبيا يف صيف ‪، 1976‬كان النظام‬ ‫طل���ب مم���ن يدرس���ون يف ال���دول العربي���ة‬ ‫وأروبا أن يع���ودوا حلضور املؤمت���ر املبعوثني‬ ‫‪،‬يف ش���هر ديس���مرب من الع���ام املذكور طلب‬ ‫م���ن اجملموع���ة الذي���ن يف أمريكا الش���مالية‬ ‫أن حيضروا وجئت مع ه���ذه اجملموعة ‪،‬وقد‬ ‫قدموا مطالبهم اليت كان هلا طابع سياس���ي‬ ‫وكن���ا بع���د خروجنا م���ن ليبي���ا وعودتنا اىل‬ ‫أمريكا فرتتها أقيمت مشانق ‪ 7‬أبريل ‪1977‬‬ ‫‪،‬لق���د كان رد النظ���ام واضح���ا ‪ ،‬وكنا حني‬ ‫عدنا إىل أمري���كا دخلنا اىل فصائل املعارضة‬ ‫‪،‬دخلت احتاد الطلبة احل���ر ‪،‬كنت يف اهليئة‬ ‫التنفيذي���ة ‪،‬خرج���ن من بنغ���ازي ولكن كنا‬ ‫حنم���ل بنغازي وكانت دائم���ا موجودة معنا‬ ‫‪،‬كان���ت هن���اك جمموع���ة يف االحت���اد كان‬ ‫معن���ا الدكت���ور إبراهيم اغني���وه ‪ ،‬د‪ .‬حممد‬ ‫بالروي���ن ‪،‬كان معن���ا املهن���دس علي جربيل‬ ‫يف احلرك���ة الطالبية واحل���اج امحد املاقين‬ ‫واملنصف الب���وري ‪،‬جمموع���ة أمريكا بصفة‬ ‫عام���ة كان���وا نش���يطني ‪،‬جمموع���ة أمريكا‬ ‫مارست العمل السياسي ‪.‬‬ ‫•االنظام جلبهة انقاذ ليبيا‬ ‫وقته���ا انضمم���ت للجبه���ة الوطني���ة إلنقاذ‬ ‫ليبي���ا ‪ ،‬وقمن���ا مبا نس���تطيع عمله يف ش���كل‬ ‫حتركات سياس���ية وعمل منظم خاصة يف‬ ‫االع�ل�ام والصحاف���ة ‪،‬واملظاه���رات لتعريف‬ ‫بالقضي���ة الليبي���ة وتعري���ة النظ���ام ‪،‬من���ا‬ ‫جمموع���ة دخل���ت العم���ل العس���كري ‪،‬م���ن‬ ‫جهيت اكتفيت بالعمل االعالمي والتحرك‬ ‫السياس���ي ‪،‬حينها كان النش���اط االجتماعي‬ ‫نوع���ا ما حمدود كان في���ه بعض التخوفات‬ ‫‪،‬لك���ن كن���ا نلتقي م���ع بعضن���ا يف احتفاالت‬ ‫األعي���اد ‪،‬و يف ش���هر رمض���ان يف أمري���كا يف‬

‫لق���اء س���نوي غالب���ا يف اوهاي���و حي���ث تلتقى‬ ‫العائ�ل�ات ويعملون وجبات ش���عبية ‪،..‬عرفنا‬ ‫أيضا بالقضية الليبية للمنظمات االمريكية‬ ‫‪،‬عملن���ا بعد الث���ورة يف اإلغاث���ة وكانت فيه‬ ‫حركة ش���حن ط�ب�ي وس���فر أطب���اء وان مل‬ ‫تك���ن بالتنظي���م الكبري ‪،‬أي���ام الق���ذايف كان‬ ‫هن���اك حتفظ���ات أمني���ة ‪،‬االن احلم���د هلل‬ ‫الناس انفتحت على بعضها البعض وحس���ب‬ ‫التقديرات هن���اك يف أمريكا حوالي‪25-35 :‬‬ ‫ألف عائلة من أصل اللييب‪.‬‬ ‫•جناح الليبيني يف أمريكا‬ ‫الليبيون يف أمري���كا هناك جمموعة كبرية‬ ‫ناجحة منه���م ‪،‬يعين متوس���ط التعليم عند‬ ‫اجلالي���ة الليبي���ة مرتفع وناج���ح واكثرية‬ ‫منه���م لديه���م ش���هادات ‪،‬و اكثري���ة منه���م‬ ‫يعمل���ون يف الش���ركات واملؤسس���ات ‪ ،‬عندنا‬ ‫جمموع���ة م���ن الدكاترة أس���اتذة ورؤس���اء‬ ‫اقسام ‪،‬وعندنا رجال اعمال كونوا جمموعة‬ ‫وشركات ‪،‬وهم ناس معروفني بعض منهم‬ ‫جنح���وا وكون���وا ش���اركات فيها مس���اهمة‬ ‫أو باع���وا لش���ركات اك�ب�ر ‪ ،‬وهن���اك أن���اس‬ ‫حتصل���وا عل���ى ( الراكشنيش���يز ) مث���ل د‪.‬‬ ‫حس���ن ساس���ي من املهندس�ي�ن كان يدرس‬ ‫يف اليو اس س���ي( ‪ ( USC‬وقد تقاعد الس���نة‬ ‫املاضية ‪ ،‬وفي���ه دكتور من اجلبل هو رئيس‬ ‫قس���م كامل يف جامعة يوت���ا ‪،‬وعندنا حباث‬ ‫مش���اركني م���ع ( ‪ ،)IBM‬واالش���كالية أن‬ ‫أمريكا بلد كبري والواليات متفرقة ‪ ،‬وحنن‬ ‫عددن���ا بصف���ة عام���ة صغري ‪ ،‬يع�ن�ي من ‪25‬‬ ‫اىل ‪ 53‬أل���ف لي���س ع���ددا كب�ي�را بالقي���اس‬ ‫للجالي���ات األخ���رى ‪،‬الليبي���ون يتوزع���ون يف‬ ‫عدة والي���ات وحناول كلن���ا أن نتقارب وأن‬ ‫نتعارف مع بعضنا البعض‪.‬‬ ‫•املنظمة الليبية األمريكية‬

‫بع���د الثورة كون الليبي���ون منظمة جديدة‬ ‫امسه���ا املنظم���ة الليبي���ة األمريكي���ة ه���ي‬ ‫منظم���ة غ�ي�ر رحبي���ة (جمتم���ع مدن���ي)‬ ‫مس���جلة رمسي���ا ‪،‬واهل���دف منه���ا الرتكي���ز‬ ‫عل���ى األجي���ال الثاني���ة والثالث���ة ‪،‬الش���باب‬ ‫الصغري لينش���ئوا ُمرتبطني بالثقافة الليبية‬ ‫حت���ى وهم موج���ودون بأمري���كا ‪،‬جمموعات‬ ‫ج���اؤوا لليبيا مع أهله���م بعد الث���ورة ‪،‬عرفوا‬ ‫ان اجل���و الع���ام يف أمريكا غري اجل���و يف ليبيا‬ ‫ولك���ن االجتماع���ات الس���نوية ال�ت�ي نعقدها‬ ‫يف أمري���كا تقربنا من جونا الع���ام ‪،‬يف فرباير‬ ‫الس���نة املاضية اجتمعنا يف ل���وس أجنلوس ‪،‬‬ ‫حضر اربعمائة ومخسني من الليبيني ‪،‬كان‬ ‫هن���اك جمموع���ة م���ن النش���اطات للش���باب‬ ‫عل���ى ش���كل حلق���ات ‪ ،‬وحن���ن حن���اول عمل‬ ‫معس���كرات للش���باب هذه الس���نة والرتكيز‬ ‫س���يتم عليهم ليتعرفوا على بعضهم البعض‬ ‫وه���ذا مهم ‪.‬وم���ن جهة أخرى هن���اك اهتمام‬ ‫كبري باملس���اعدات لليبي���ا ‪ ،‬كيف نقدم تلك‬ ‫املس���اعدات ‪ ،‬وه���و س���ؤال صعب االن بس���بب‬ ‫األوض���اع السياس���ية واألمني���ة ‪،‬ولكن هذا ال‬ ‫مين���ع أن نبدأ يف ه���ذا التوجه و كأمريكيني‬ ‫ليبي�ي�ن علين���ا أن حن���اول ق���در اإلم���كان أن‬ ‫نبتعد على النظر لليبي���ا انها موضوع بزنس‬ ‫علين���ا أن نعم���ل ونش���تغل هلا ‪ ،‬ليبي���ا حتتاج‬ ‫أف���كار ‪ ،‬حتتاج العمل على املنظمات اخلريية‬ ‫‪،‬هن���اك حم���اوالت للتواص���ل م���ع اجملتم���ع‬ ‫واملنظم���ات الليبية حل���د االن هي حماوالت‬ ‫نتمنى االس���تمرار يف هذا االجت���اه وأن نفيد‬ ‫البلد‪.‬‬ ‫•املنظمة الليبية األمريكية ملساعدة املعاقني‬ ‫اول س���نة أقامت املنظم���ة الليبية األمريكية‬ ‫مؤمت���را حضره ‪ 200‬ش���خصا ‪ ،‬هذه الس���نة‬ ‫كان الع���دد أك�ب�ر ‪،‬وق���د عملن���اه يف ل���وس‬

‫اجنلوس حن���اول االنتق���ال اىل مناطق فيها‬ ‫تواج���د لليبي�ي�ن ألنك عندما تك���ون يف لوس‬ ‫اجنلوس ال تستطيع عمل املؤمتر يف منطقة‬ ‫يف الشرق ‪ ،‬ثالث أربع ساعات طريان وتكلفة‬ ‫كبرية وو‪ ،...‬حناول كل س���نة املؤمتر يكون‬ ‫يف مكان يتواجد فيه الليبيون وأيضا حماولة‬ ‫أن نعم���ل عل���ى بن���اء عالق���ات ب�ي�ن املنظمة‬ ‫الليبي���ة واملنظم���ات األمريكي���ة ‪،‬فهن���اك‬ ‫منظم���ات متخصص���ة مث�ل�ا يف مس���اعدة‬ ‫املعاق�ي�ن وه���ي منظم���ة ليبي���ة أمريكي���ة ‪،‬‬ ‫حن���اول ربط بع���ض املنظم���ات م���ع بعضها‬ ‫البع���ض ‪،‬فف���ي املؤمت���ر املاض���ي ألول م���رة‬ ‫نعم���ل حلق���ة كاملة حوالي س���اعة ونصف‬ ‫دعون���ا فيها املنظمات الليبي���ة كانوا أربع أو‬ ‫مخس منظمات وقد حتدثوا عن نش���اطاتهم‬ ‫‪،‬وسنس���تمر يف بن���اء هكذا عالقات ُمس���اعدة‬ ‫‪،‬منظم���ة املس���اعدات االجتماعي���ة وهن���اك‬ ‫منظم���ة ثانية للدكات���رة ( األطباء ) ‪،‬هناك‬ ‫منظمة ش���بابية مهتمة بالشباب ‪،‬واحلقيقة‬ ‫ان���ه يف بداية الثورة كان���ت هناك جمموعة‬ ‫كبرية من املنظمات الليبية تكونت ملساعدة‬ ‫الث���وار ( منظمات طارئ���ة ) ولكن بعد الثورة‬ ‫وحتري���ر ليبي���ا بالكام���ل كان دور تل���ك‬ ‫املنظم���ات قد انتهى ‪،‬وكان علينا ان نفكر يف‬ ‫أشياء طويلة املدى ‪،‬صحيح ان إمكانات جيدة‬ ‫وفرته���ا تل���ك املنظمات يف وقته���ا ‪.‬اجملموعة‬ ‫الثانية اليت لدينا جمموعة الطلبة املوفدين‬ ‫‪،‬قب���ل الث���ورة حصل���ت هل���م مش���اكل منه���ا‬ ‫مشاكل مالية ( انقطاع املنح ) كانوا باملئات‬ ‫‪،‬وقتها وقد تعقدت املس���ألة مل يكن باإلمكان‬ ‫مس���اعدة اجلمي���ع لك���ن تكف���ل البعض مبن‬ ‫يعرفه���م داخ���ل املدين���ة ‪،‬وكان���ت العالقات‬ ‫االجتماعية قد لعب���ت دورها يف عقد لقاءات‬ ‫وإقامة موائد ( اخل���روج للزردة اجلماعية )‬

‫‪07‬‬

‫الليبيون املوجودون باخلارج بصفة عامة علينا أن نقدم كل ما لدينا ‪،‬وبالنس��بة لشباب ليبيا عليهم‬ ‫أن يعوا ان هذا وقتهم ‪،‬هم من عملوا الثورة والتغيري‬ ‫‪،‬طبع���ا الطلبة الذين ينص���ب تفكريهم جتاه‬ ‫جناحه���م يف دراس���تهم خيتلف���ون عم���ن ل���ه‬ ‫أقام���ة باملكان ‪،‬الطلبة حصلت هلم مش���اكل‬ ‫مع الس���فارة وم���ع املنظمة الكندية املس���ؤلة‬ ‫عنه���م ‪،‬مؤخرا مت العمل على تصحيح الكثري‬ ‫من األمور وحل املشاكل ‪.‬‬ ‫‪American‬‬ ‫•‪WWW.LIBYAN‬‬ ‫‪ORGANISITION.Org‬‬ ‫اعتق���د ان العم���ل املدن���ي وحبس���ب وجه���ة‬ ‫نظ���ري م���ازال يف بدايت���ه مازلن���ا حنتاج اىل‬ ‫دفع���ه اىل األحس���ن فيم���ا يتعل���ق بالنش���اط‬ ‫اإلعالم���ي للمنظم���ة لدينا (ويب س���ايت ) (‬ ‫‪American WWW.LIBYAN OR‬‬‫‪، )GANISITION.Org‬نض���ع بع���ض‬ ‫املعلوم���ات واإلجن���ازات مثل خت���رج الليبيني‬ ‫الدكاترة ‪،‬بع���ض األخبار األخ���رى ميكنكم‬ ‫االط�ل�اع علي���ه ومكاتبتن���ا ‪،‬طبع���ا كل م���ن‬ ‫يعمل باملنظمة متطوع ‪،‬وهم لديهم أعماهلم‬ ‫وانشغاالتهم بعائالتهم ‪.‬‬ ‫بالنس���بة للعالق���ات م���ع املنظم���ات األخرى‬ ‫ولكون تواجد املنظمات الليبية على الس���احة‬ ‫األمريكي���ة هو تواج���د جديد أي بع���د الثورة‬ ‫لس���بب أو ألخر مل تكن هناك منظمات ليبية‬ ‫عدا املنظم���ات الرمسية االمريكية النش���طة‬ ‫كمنظم���ة املهندس�ي�ن أو األطب���اء وقدمي���ا‬ ‫كان هن���اك منظم���ات املدن وه���ي منظمات‬ ‫اجتماعي���ة ال�ت�ي ترع���ى وتنس���ق لعالق���ات‬ ‫اجتماعي���ة وتقي���م املناس���بات واحلف�ل�ات‬ ‫واالعياد ‪.‬‬ ‫•من أين يأتي املال ؟ واىل أين يذهب ؟‬ ‫بالنس���بة للمنظم���ة الليبي���ة االمريكية هي‬ ‫متوي���ل خاص من الليبي�ي�ن ‪،‬وليس لدينا أي‬ ‫متوي���ل من أي���ة جهة حت���ى احلكومية ‪،‬حنن‬ ‫مؤسس���ة صغرية ومصاريفنا مازالت بسيطة‬ ‫وحتى ما حنصيه من مصاريف شهرية عادة‬ ‫ما نغطيها ‪،‬ما من مش���كلة حتى يف مصاريف‬ ‫املؤمترات السنوية ونضع تفاصيل ذلك على‬ ‫الويب س���ايت ‪،‬م���ن أين يأتي امل���ال ؟ واىل أين‬ ‫يذهب ؟ بالنس���بة ملنظمتنا ليس���ت لنا صالت‬ ‫مع املنظمات الليبية الكبرية وهذه من األشياء‬ ‫ال�ت�ي سنش���رع فيه���ا ‪ ،‬بالنس���بة لألش���خاص‬ ‫نعرفه���م كأمساء تقود منظم���ات ‪ ،‬ولكن ما‬ ‫من عالقات رمسية معهم ‪ ،‬ولكنها واحدة من‬ ‫أهدافن���ا اليت نريد الوص���ول إليها ‪ ،‬والتعرف‬ ‫عليه���ا ع���ن ق���رب ‪ ،‬نس���اعدهم ويس���اعدوننا‬ ‫خصوص���ا يف األش���ياء اليت نس���تطيع أن نبين‬ ‫فيه���ا عالقات مع املثقف�ي�ن والناس القريبني‬ ‫م���ن الثقاف���ة الليبي���ة والتاري���خ ‪ ،‬ولألس���ف‬ ‫ج���زء منها كان النظام الس���ابق ق���د قاطعها‬ ‫وهمش���ها ‪ ،‬وجزء م���ن مهمتن���ا االن أن ُنوجد‬ ‫االن جس���ر بيننا وب�ي�ن ه���ؤالء املثقفني مثال‬ ‫اس���تضافة جمموعة من الن���اس ( قروب ) يف‬ ‫أمري���كا ‪،‬وم���ع الليبيني الذي���ن بأمريكا وغري‬ ‫الليبيني أيضا ‪،‬ويف مؤمترنا املاضي استضفنا‬ ‫ناصر املزداوي وجمموعته األوىل املوجودين‬ ‫بأمري���كا وق���د تقابلوا من جدي���د يف مؤمترنا‬ ‫األول وكان حف�ل�ا موس���يقيا رائعا ( فظيعة‬ ‫وروعة جدا ) أنسجم الناس وفرحوا ‪.‬‬ ‫إح���دى الصعوب���ات ال�ت�ي تواج���ه أكثري���ة‬

‫جمدي أنور ومسري مفراكس وحممد ذهين‬ ‫الليبي�ي�ن ه���و أن ثقاف���ة أغلبه���م اجنليزية ‪،‬‬ ‫موض���وع اللغ���ة وهي إش���كالية ‪،‬حن���ن أغلبنا‬ ‫نش���طاء ‪،‬ولكنن���ا ال منلك ختصص يف أش���ياء‬ ‫بعينها ( مثل حضرت���ك أنت يف عمق الثقافة‬ ‫الليبية وأعلم به���ا منا ) جملس اإلدارة لدينا‬ ‫ليس لديهم ذلك ‪ ،‬نريد ان نتعرف على أناس‬ ‫هلم ختصصهم وقربهم م���ن الثقافة الليبية‬ ‫يس���اعدوننا يف توس���يع املعرفة به���ا ‪ ،‬نتعاون‬ ‫معهم يعطوننا أف���كار ونعطيهم أفكار ‪،‬وذلك‬ ‫جمال طوي���ل األمد وال ينج���ز يف يوم وليلة‬ ‫و سنعمل يف املس���تقبل على دعوة شخصيات‬ ‫ثقافي���ة م���ن ليبي���ا تق���دم حماض���رات ع���ن‬ ‫التاريخ اللييب والثقاف���ة و األدب والفنون يف‬ ‫ليبيا‪.‬‬ ‫•العودة املأمولة إىل ليبيا‬ ‫رجعت اىل ليبيا شهرين بعد الثورة نزلت من‬ ‫القاه���رة اىل بنغازي ‪ ،‬ش���عور راودني غريب ‪،‬‬ ‫وان���ا ارجع اىل بنغ���ازي هو حلم بالنس���بة لي‬ ‫‪،‬هن���اك نوع م���ن الفرحة وفيه ن���وع من االمل‬ ‫‪،‬مدين���ة تركته���ا كان���ت احس���ن مم���ا هي‬ ‫عليه االن بالنس���بة للعمران و احلياة عموما‬ ‫‪،‬مأس���اة أن مدين���ة بعد ‪ 35‬س���نة تك���ون بهذا‬ ‫الش���كل ‪ .‬كان���ت الزي���ارة األوىل والن���اس يف‬ ‫عنف���وان الث���ورة ‪ ..‬كان اجل���و غريبا ش���عرت‬ ‫وكأني س���افرت باألمس فق���ط ‪،‬نفس اجلو‬ ‫ال���ذي كانت عليه يف الس���بعينيات ‪،‬ثم عدت‬ ‫يف ‪ 2012‬م���ع اح���دى بنات���ي وأح���د اوالدي ‪،‬‬ ‫فرحوا وانبسطوا وقد شاهدوا االهل واألقارب‬ ‫‪ ،‬لكن احدى بناتي قالت لي مجلة غريبة مبا‬ ‫معناه ‪ :‬فيه ش���يء ص���ار يف املدينة عند نهاية‬

‫السبعينات وتوقف كأمنا املدينة وقفت عند‬ ‫زم���ن ‪ ،‬هناك ش���يء توقف ‪ ،‬ابن�ت�ي حتب الفن‬ ‫واحلياة والفنانني ‪ ،‬وانا اس���تغربت قوهلا ورد‬ ‫فعلها ‪ ،‬ألنها وطبيعي ال متلك كل اخللفية‬ ‫واملعلوم���ات لبداية األش���ياء وتوقفها صحيح‬ ‫أنه���ا كان���ت قريب���ة من بع���ض املالم���ح أو‬ ‫ان الظاه���ري فيه���ا أش���عرها بذل���ك ‪ ،‬ولك���ن‬ ‫هي ع�ب�رت ع���ن ان بنغازي وقف���ت عند فرتة‬ ‫الس���بعينيات ‪ ،‬زيارت���ي األخرية الي���وم ‪ ،‬رأيت‬ ‫أن اجل���و خمتل���ف ‪،‬الحظ���ت الن���اس ليس���ت‬ ‫كم���ا تركتها يف املرة الس���ابقة‪ ،‬ودون ش���ك‬ ‫الناس مش���غولة باألوضاع األمنية فموضوع‬ ‫األمن موضوع شاغل الناس مجيعها ‪ ،‬الثالث‬ ‫سنوات بعد الثورة مل ندخل يف أي نقاش عام‬ ‫اىل أين سنس�ي�ر ؟ ماذا س���نفعل م���ع األجيال‬ ‫القادمة ؟ كيف س���يتم بناء ليبيا ؟ لألس���ف‬ ‫خرجن���ا م���ن الطري���ق الرئيس���ي ودخلن���ا يف‬ ‫ط���رق جانبي���ة ‪،‬وقد انتش���ر العن���ف يف البلد‬ ‫وكأن احلرب مازالت شبه قائمة ويف بعضها‬ ‫ال تستطيع لوم الناس ‪ ،‬وهذا شيء مؤسف ما‬ ‫اراه بهذا الشكل ‪.‬‬ ‫•البلد ستأخذ وقتا قبل ان تستقر‬ ‫بالنس���بة لي انا عش���ت متفائال كل السنوات‬ ‫املاضي���ة ‪ ،‬ال ميكن ان أفقد األمل اآلن ‪،‬اعتقد‬ ‫ان البل���د س���تأخذ وقت���ا قب���ل ان تس���تقر ‪،‬م���ا‬ ‫الصعوب���ات واملطب���ات القادم���ة ؟ اعتق���د أنه‬ ‫صعب التكهن وصعب قراءة ما هو قادم ‪،‬ولكن‬ ‫العنف لألس���ف موج���ود والص���دام حمتمل ‪،‬‬ ‫س���أخربك بهذه احلادثة ( حاج���ة صارت لي‬ ‫) ‪ :‬أنا جئ���ت اىل بنغازي وهي مدينيت زيارتي‬

‫األوىل م���ن خالل مص���ر ‪،‬دخلن���ا اىل احلدود‬ ‫األم���ور مت���ام ث���م رجع���ت اىل أمري���كا ‪ ،‬بع���د‬ ‫أس���بوعني أو ثالث���ة م���ن عودتي وأنا اش���تغل‬ ‫خط���ر ببالي يف حلظة ‪،‬أنين كنت يف بلد بال‬ ‫حكومة بال ش���رطة ‪،‬وانا يف بنغ���ازي مل انتبه‬ ‫اىل ذل���ك ‪،‬تذك���رت ذلك بعد ثالثة أس���ابيع‬ ‫وأنا مبكت���ب العمل بأمري���كا ‪،‬كيف تركت‬ ‫املدين���ة بالث���وار والس�ل�اح ‪ ،‬أنا ه���ذه مدينيت‬ ‫ولدت وعش���ت فيه���ا واعتقد انها إش���كالية (‬ ‫السبخة ) مازالت قائمة ( يضحك )‪.‬‬ ‫•يف اخلتام علينا واجب اجتاه ليبيا‬ ‫الليبي���ون املوج���ودون باخلارج بصف���ة عامة‬ ‫علين���ا أن نق���دم كل م���ا لدين���ا ‪،‬وبالنس���بة‬ ‫لش���باب ليبي���ا عليه���م أن يعوا ان ه���ذا وقتهم‬ ‫‪،‬هم م���ن عملوا الث���ورة والتغي�ي�ر ‪ ،‬وعلينا أن‬ ‫نس���اعدهم ‪،‬حيتاج���ون توجيهنا ومس���اعدتنا‬ ‫س���نقدمها ‪.‬أيه���ا الش���اب إذا كن���ت ال تعرف‬ ‫شيئا اذهب وتعلم ‪ ،‬أسأل من لديهم التجربة‬ ‫الزم أن حتم���ل مس���ؤوليتك ‪،‬ال ح���ل لنا غري‬ ‫ذلك ‪،‬عندما جئنا وشكرونا الشباب و قالوا لنا‬ ‫ش���كرا لكم انتم جئتم من اخل���ارج و دعمتونا‬ ‫‪،‬قلن���ا هل���م ‪ :‬ال انت���م م���ن توجت���م ما ق���ام به‬ ‫الليبي���ون الذين قدموا ش���هداء منذ ديس���مرب‬ ‫‪ ، 1969‬ليبي���ا قدمت ضد القذايف الش���هداء‬ ‫صحيح لس���تم األوليني ولكنك���م من قدمتم‬ ‫وتوجتم املسرية ‪ ،‬هذا وقتهم شبابنا عليهم ان‬ ‫يقفوا ويتحملوا املسؤولية اليوم‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬

‫ويف الكونغرس يتحدث‬ ‫النواب اإلسبانية أو يعتمدون‬ ‫على فرق اتصال تتحدث‬ ‫اإلسبانية واالجنليزية‬ ‫ومتلك والية نيويورك موقعا‬ ‫باللغة اإلسبانية تستخدمه‬ ‫أيضا احلكومة اإلحتادية‬

‫اللغة اإلسبانية جتتاح أمريكا!‬ ‫فلوريدا‪:‬احلسني املسوري‬

‫هل تتحدث االسبانية ؟‬ ‫يف اغل���ب املتاج���ر واملطاع���م ال�ت�ي تدخله���ا يف‬ ‫الوالي���ات املتحدة األمريكي���ة عندما التتحدث‬ ‫االجنليزي���ة ف���ان الس���ؤال يك���ون ه���ل تتحدث‬ ‫االسبانية ؟‬ ‫حدث ه���ذا معي يف العاصمة واش���نطن يف احد‬ ‫متاج���ر سلس���ة ‪ cvs‬الش���هرية حي���ث قالت لي‬ ‫البائعة هل تتحدث االس���بانية وعندما س���ألتها‬ ‫عن أصوهلا قالت أنها تنحدر من دولة سلفادور‬ ‫وهي احد دول أمريكا الوسطى ويف مدينة {دي‬ ‫م���ون} بوالي���ة أي���وا عندم���ا دخلن���ا إىل مطعم‬ ‫كنتاك���ي أو {{‪}}k.f.c‬كم���ا تعرف اختصار‬ ‫حي���ث ن���ادت البائعة اح���د العامل�ي�ن الناطقني‬ ‫باالس���بانية للحديث معنا عندما ق���ال هلا احد‬ ‫رفاقنا انه ال يتح���دث االجنليزية وتكرر األمر‬ ‫معن���ا يف مانهات���ن بنيوي���ورك يف اح���د مطاعم‬ ‫سلس���لة ماكدونالد الش���هرية أما يف بلدة سان‬ ‫بط���رس ب���رج بوالية فلوري���دا فانه م���ن نافلة‬ ‫الق���ول إن اغلب الس���كان يتحدثون االس���بانية‬ ‫وحتى أن أهم غالريي للفن التشكيلي يف البلدة‬ ‫هو على اس���م الفنان االس���باني العاملي سلفادور‬ ‫دالي وحتى ماكينات الصراف اآللي أصبحت‬ ‫مربجمة باللغتني االجنليزية واالسبانية ‪.‬‬ ‫حي���ث تلق���ى اللغ���ة االس���بانية ال�ت�ي كان‬ ‫املهاجرون يف املاض���ي حياولون إخفاء حتدثهم‬ ‫به���ا‪ ،‬رواجا غري مس���بوق يف الواليات املتحدة يف‬ ‫الشوارع واجلامعات وحتى يف قلب دوائر احلكم‬ ‫مع تعاظم نفوذ األمريكيني من أصول اسبانية‬ ‫يف وسائل اإلعالم وعامل السياسة‪.‬‬ ‫وصن���ع الس���يناتور الدميقراط���ي تي���م كاي���ن‬ ‫احل���دث قبل عدة أش���هر حني ألق���ى خطابه يف‬ ‫جمل���س الش���يوخ باللغة االس���بانية للدفاع عن‬ ‫إص�ل�اح تارخيي لقانون اهلجرة ميكن أن يفتح‬ ‫الب���اب أم���ام حص���ول ‪ 11‬مليون ش���خص على‬ ‫اجلنسية األمريكية اغلبهم من أصول التينية‬ ‫أمريكية‪.‬‬ ‫وترى الصحافية بي�ل�ار ماريرو مؤلفة كتاب‬ ‫‘الصح���وة من الس���بات األمريك���ي’ أن مبادرة‬ ‫الس���يناتور ‘رمزية’ وهي ‘طريقة لتأكيد أنها‬ ‫(االس���بانية) لغة ختاطب يف هذا البلد حتى يف‬ ‫أروقة السلطة’‪.‬‬ ‫واالسبانية لغة مستخدمة يف الواليات املتحدة‬ ‫منذ ‪ 1565‬حني أس���س التاج االسباني سان اغو‬ ‫س���تني يف فلوريدا وبقيت مستخدمة خصوصا‬ ‫يف اجلن���وب واجلن���وب الغرب���ي للب�ل�اد يف حني‬ ‫انتش���رت اللغة االنكليزية يف الس���احل الشرقي‬ ‫والساحل الغربي‪.‬‬ ‫واليوم ميثل الناطقون باالسبانية اكرب أقلية‬ ‫يف الوالي���ات املتحدة ويبلغ عدده���م ‪ 53‬مليونا‬ ‫أي بزيادة ‪ 50‬باملائة خالل عشر سنوات حبسب‬ ‫مركز بوي واليوم يف الواليات املتحدة ناطقون‬ ‫باالس���بانية أكثر من أي بل���د يف األمريكيتني‬ ‫باس���تثناء املكسيك وحبس���ب التوقعات فان هذا‬ ‫الرقم س���يتضاعف مرتني حبلول ‪ 2050‬حني‬ ‫س���يصبح واحد من كل ثالث���ة أمريكيني من‬ ‫أصول اسبانية‪.‬‬

‫سرفانتس‬

‫سلفادور دالي‬

‫شكسبري‬

‫وج���اء يف افتتاحي���ة صحيف���ة نيوف���و هريال���د‬ ‫للصح���ايف املكس���يكي خورخ���ي رام���وس ‘بع���د‬ ‫أربعة عقود فقط سنحدد (من يتوىل املناصب)‬ ‫من رؤس���اء اجلمهورية حتى عم���داء البلديات‪،‬‬ ‫وس���يكون لنا تأثري هائل عل���ى طريقة األكل‬ ‫واالس���تهالك والعمل والرق���ص والتخاطب يف‬ ‫ه���ذا البلد’‪ .‬ويتزاي���د وزن أص���وات األمريكيني‬ ‫الالتيني�ي�ن يف الوالي���ات املتح���دة‪ .‬ويؤك���د‬ ‫راموس ‘أصبح من احملبب اليوم أن تكون لديك‬ ‫لكنة اس���بانية وأنت تتحدث االنكليزية والعهد‬ ‫الذي كان يتم فيه إخفاء هذه اللكنة قد وىل‪.‬‬ ‫وصوت ع���دد قياس���ي منهم بل���غ ‪ 12,5‬مليون‬ ‫ناخ���ب يف االنتخاب���ات الرئاس���ية ال�ت�ي ف���از‬ ‫به���ا ب���اراك اوبام���ا بتأيي���د م���ن ‪ 71‬باملائة من‬ ‫األمريكيني الناطقني باالسبانية وبعد شهرين‬ ‫م���ن ذل���ك حت���دث ق���س للم���رة األوىل باللغة‬ ‫االس���بانية يف حفل تنصيب الرئيس األمريكي‬ ‫وتؤك���د ماري���رو أن ‘التصوي���ت الالتي�ن�ي هو‬ ‫ال���ذي ح���رك كل ش���يء’ والطبقة السياس���ية‬ ‫تأقلمت‪.‬‬ ‫ويف الكونغ���رس يتح���دث النواب االس���بانية أو‬ ‫يعتمدون على فرق اتصال تتحدث االس���بانية‬

‫واالنكليزي���ة ومتل���ك والي���ة نيوي���ورك موقعا‬ ‫باللغ���ة االس���بانية تس���تخدمه أيض���ا احلكومة‬ ‫االحتادية‪.‬‬ ‫وتسمع اللغة االسبانية يف كافة املدن الكربى‬ ‫وبإمكان ذوي األصول االسبانية الذين اندجموا‬ ‫متاما أن يتابعوا دروس���ا لتحسني نطقهم بلغة‬ ‫أجداده���م وتبث الربام���ج التلفزيونية األكثر‬ ‫رواج���ا باللغ���ة االس���بانية يف ل���وس اجنل���وس‬ ‫وهيوسنت وميامي وشيكاغو ونيويورك‪.‬‬ ‫فه���ل س���تصبح الوالي���ات املتحدة بل���دا مزدوج‬ ‫اللغة؟ جييب بينا‪-‬روساليس مدير أكادميية‬ ‫اللغ���ة االس���بانية يف مش���ال أمري���كا ‘ه���ذا غري‬ ‫مرج���ح’ ألن الثقاف���ة االجنلو‪-‬سكس���ونية‬ ‫مهيمنة‪.‬‬ ‫وتضيف ماريرو ‘مبرور الزمن كل املهاجرين‬ ‫الذي���ن يأت���ون وه���م يتحدث���ون االس���بانية‬ ‫يتحولون إىل التحدث باالنكليزية‪ .‬االس���بانية‬ ‫ه���ي اللغة األم ولغ���ة الثقافة لكن ذلك ال يعين‬ ‫أنها س���تصبح اللغة الرئيسية’ يف البالد وتتابع‬ ‫‘االنكليزي���ة س���تكون دائم���ا اللغ���ة الرئيس���ية‬ ‫املس���تخدمة يف الوالي���ات املتح���دة رغ���م أن‬ ‫الدس���تور األمريك���ي اليضعها كلغ���ة رمسية‬

‫السناتور تيم كاين‬

‫دستور‬

‫ولك���ن عملي���ا اللغة االجنليزية هي الرئيس���ية‬ ‫يف العامل‪.‬‬ ‫مل يع���د املس���تقبل خي���ص املتحدث�ي�ن باللغ���ة‬ ‫االجنليزية يف أمريكا فحس���ب فقد قال خرباء‬ ‫يف أس���بانيا أن الوضع املهيمن للغة االجنليزية‬ ‫يواج���ه حتدي���ا بش���كل كبري م���ع تق���دم اللغة‬ ‫االس���بانية ال�ت�ي تنتش���ر دراس���تها عل���ى نطاق‬ ‫واس���ع من أوروبا إىل الواليات املتحدة وكتبت‬ ‫صحيف���ة إل بايس اليومي���ة يف اآلونة األخرية‬ ‫أن تق���دم اللغة االس���بانية يفوق حت���ى اآلمال‬ ‫األكث���ر تف���اؤال اآلن ول���ن حيدث ذل���ك يف أي‬ ‫وق���ت آخر وق���ال فيكتور جارثيا دو ال كونش���ا‬ ‫مدير األكادميية امللكية االس���بانية إن العوملة‬ ‫تتج���ه الن تقل���ص ع���دد اللغ���ات يف االتصاالت‬ ‫الدولية ‪.‬‬ ‫وأش���ار اجملل���س الربيطان���ي يف دراس���ة أجراها‬ ‫يف اآلون���ة األخرية إىل أن اللغات الرئيس���ية يف‬ ‫املستقبل ستكون االسبانية والعربية والصينية‬ ‫الشمالية (املندارين) باإلضافة إىل االجنليزية‪.‬‬ ‫ويتح���دث باالس���بانية أكثر م���ن ‪ 350‬مليون‬ ‫ش���خص مما جيعله���ا اللغ���ة الثالث���ة يف العامل‬ ‫بع���د لغة املندارين اليت يتح���دث بها أكثر من‬ ‫مليار ش���خص واللغة االجنليزية اليت يتحدث‬ ‫بها حن���و ‪ 500‬مليون ش���خص وتصنف بعض‬ ‫القوائ���م اللغة اهلندية (لغة مش���ال اهلند) قبل‬ ‫االسبانية والواليات املتحدة لديها بالفعل حنو‬ ‫‪ 40‬مليون شخص يتحدثون باللغة االسبانية‬ ‫ويتوقع أن يش���كل املتحدثون باالس���بانية حنو‬ ‫ربع األمريكيني حبلول عام ‪ 2050‬م‪.‬‬ ‫وق���ال معه���د س�ي�رفانتس الذي يش���جع اللغة‬ ‫والثقاف���ة االس���بانية إن أكثر م���ن ‪ 23‬مليون‬ ‫أوروب���ي يعرف���ون اللغ���ة االس���بانية كلغ���ة‬ ‫أجنبي���ة ودرس أكث���ر م���ن ثالث���ة مالي�ي�ن‬ ‫أوروبي االس���بانية يف عامي ‪2000‬م و‪ 2001‬م‬ ‫معظمهم يف فرنس���ا وبريطانيا وأملانيا ويتزايد‬ ‫الطلب على اللغة االسبانية أيضا بشكل سريع‬ ‫يف الدول االسكندينافية وأوروبا الشرقية‪.‬‬ ‫ومن أسباب التوسع يف دراسة االسبانية أسباب‬ ‫اقتصادية فالش���ركات تق���در املوظفني الذين‬ ‫لديه���م معرف���ة باالس���بانية وه���ي اللغ���ة اليت‬ ‫تس���مح باالتص���ال بأح���د أس���رع األس���واق منوا‬

‫يف الع���امل وينظر إىل االس���بانية أيض���ا على إنها‬ ‫إحدى اللغات الس���هلة بشكل كبري فهي واضحة‬ ‫من الناحية اللفظية حيث أنها تكتب كما تنطق‬ ‫كما أنها متجانس���ة نس���بيا وجيرى إصدار عدد‬ ‫كبري م���ن القواميس اليت تض���م مجيع مفردات‬ ‫اللغ���ة االس���بانية لتوضي���ح الكلمات ال�ت�ي لديها‬ ‫معاني خمتلفة يف خمتلف البلدان‪.‬‬ ‫ويوضح جارثيا دو ال كونش���ا إن االسبانية لغة‬ ‫عملي���ة غري أنه من الناحي���ة اللغوية فإن ذلك ال‬ ‫يكفي للغة للتحدث بها على نطاق واسع وتتمثل‬ ‫أح���د نق���اط الضعف الرئيس���ية للغة االس���بانية‬ ‫يف أن تس���عة م���ن كل عش���رة م���ن املتحدث�ي�ن‬ ‫باالسبانية يعيشون يف دول أمريكا الالتينية اليت‬ ‫لديها مستويات معيشة منخفضة نسبيا‪.‬‬ ‫وتنش���ر مقتطف���ات فقط من دراس���ات علمية يف‬ ‫خمتل���ف أحن���اء العامل باللغ���ة االس���بانية وحنو‬ ‫مخس���ة باملائة فقط م���ن مس���تخدمي االنرتنت‬ ‫من املتحدثني باالس���بانية من الس���كان احملليني‬ ‫ويق���ول أس���تاذ اللغويات فرانسيس���كو ماركوس‬ ‫إن���ه تغي�ي�ر بص���ورة تدرجيي���ة وف���ور أن تصب���ح‬ ‫دول أمري���كا الالتينية معتم���دة على الكومبيوتر‬ ‫س���تواجه اللغ���ة االس���بانية من���وا كب�ي�را وق���ال‬ ‫س���يزار أنطونيو مولينا مدير معهد س�ي�رفانتس‬ ‫إن املتحدث�ي�ن باالس���بانية فقدوا عق���دة النقص‬ ‫اليت كانوا يعانون منها مش�ي�را إىل أن االسبانية‬ ‫حتت���اج إىل أن تصب���ح مالئم���ة كلغ���ة ثقافي���ة‬ ‫وهن���اك بالفع���ل ‪ 1500‬م���ن اإلص���دارات باللغة‬ ‫االس���بانية يف الواليات املتحدة حيث أن مدنا مثل‬ ‫ميامي تتحدث بلغت�ي�ن ويتحدث عدد كبري من‬ ‫األمريكي�ي�ن مبزيج من االجنليزية واالس���بانية‬ ‫يعرف باس���م "االجنليزية االس���بانية" مما يسبب‬ ‫اهلل���ع خل�ب�راء اللغوي���ات الذين حيرص���ون على‬ ‫نقاء اللغة من أي مفردات دخيلة ولكن صحيفة‬ ‫إل موندو االس���بانية تصف ذلك بأنه "رومانسية‬ ‫طبيعي���ة بني اثنتني من أكث���ر الثقافات حيوية‬ ‫يف العامل ‪.‬‬ ‫وت�ب�رز م���ن وقت آلخر ح���ركات تدع���و لتعديل‬ ‫الدس���تور األمريك���ي جلع���ل اللغ���ة اإلجنليزية‬ ‫اللغ���ة الرمسي���ة للب�ل�اد‪ ،‬مب���ا أن العدي���د م���ن‬ ‫األمريكيني يؤمنون بأن الوحدة القومية تتطلب‬ ‫وجود لغة قومية‪ .‬لكن اهلوية األمريكية‪ ،‬بعكس‬ ‫هوي���ات بلدان أخرى‪ ،‬ليس���ت متجذرة يف اإلثنية‬ ‫أو العرق‪ ،‬ولذلك يعترب العديد من األمريكيني‬ ‫أن اللغة اإلجنليزية ُت ِّ‬ ‫شكل رابطاً أو هوية موحدة‬ ‫قومي���ة‪ .‬وهن���اك أمريكي���ون آخ���رون يعارضون‬ ‫إدخ���ال ه���ذا التغي�ي�ر العتقاده���م ب���أن علينا أن‬ ‫حنرتم االختالفات يف اللغات‪ ،‬وينادون بأن التنوع‬ ‫اللغوي يف الواليات املتحدة يشكل هو نفسه هوية‬ ‫قومي���ة توحيدية فهل ستش���هد الواليات املتحدة‬ ‫صراعا بني شكسبري وسرفانتس ‪.‬‬

‫‪09‬‬

‫اعالن‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مركز املنهاج اللييب الستطالعات الراي‬ ‫العام والبحوث‬

‫اخوتي اخواتي االعزاء على الرغم مما متر به بالدنا من جتاذبات وصراعات بني النخب السياسية وغري‬ ‫ ‬ ‫السياسية فان من حقنا ان حنلم بوطن وحناول رسم معامله السياسية واالجتماعية واالقتصادية املستقبلية‬ ‫من وجهة نظر ابناءه من خالل دراس���ات علمية تراعي االس���س الصحيحة والس���ليمة للبحث العلمي‪ ،‬ويعد‬ ‫نش���ر نتائج هذا البحث اس���تجابة لضرورة املزيد من التمعن يف اس���تحقاقات املرحلة احلالية والتجاوب معها‬ ‫بطريقة علمية ميكن من خالهلا حلحلة الكثري من املشكالت املعيقة لتحقيق مستقبل أفضل لبالدنا وعليه‬ ‫فلنحلم على طريقتنا العلمية ‪.‬‬ ‫ففي احدى الدراس���ات االس���تطالعية اليت مت اجراءها س���نة ‪ 2013‬وعلى عينة جتاوزت ‪ 2000‬مواطن لييب‬ ‫(ذكور واناث) تزيد اعمارهم عن ‪ 18‬سنة‪.‬‬ ‫كان اجابات املستطلع آرائهم على السؤال االتي ‪:‬‬ ‫* يف الوقت الراهن ايهما مقدم على االخر العدالة االنتقالية ام املصاحلة الوطنية؟‬ ‫فكان���ت اجاباتهم على النح���و االتي‪ :‬ي���رى( ‪ ) %62.9‬ان املصاحلة الوطنية مقدمة عل���ى العدالة االنتقالية‪،‬‬ ‫بينما يرى (‪ )%32.5‬ان العدالة االنتقالية مقدمة عن املصاحلة الوطنية‪ ،‬اما البقية فقد امتنعوا عن االجابة‪.‬‬ ‫كما محل االستطالع سؤال اخر وهو‪:‬‬ ‫*ما النظام اإلداري الذي تراه مناسب لدولة ليبيا ؟‬ ‫اكد( ‪) %76.6‬من املستطلع آرائهم ان النظام الالمركزي هو النظام اإلداري املناسب للدولة الليبية‪ ،‬بينما‬ ‫رأى( ‪ )%17.6‬ان النظام املركزي هو النظام االداري املناسب للدولة الليبية‪ ،‬وامتنع عن االجابة(‪.)%5.8‬‬ ‫كما محل االستطالع سؤال اخر وهو‪:‬‬ ‫*هل تؤيد ان تصل املرأة اىل رئاسة ليبيا او رئاسة احلكومة؟‬ ‫اجاب ‪ %29.4‬بتأييدهم لوصول املرأة اىل ذلك بينما رفض (‪ )% 48.6‬وصول املرأة اىل رئاس���ة احلكومة او‬ ‫الدولة‪ ،‬وكانت نسبة املرتددين و املمتنعني عن االجابة حوالي(‪.)%22‬‬ ‫كما محل االستطالع سؤال اخر وهو‪:‬‬ ‫*ما الشروط اليت جيب أن تتوفر يف املتقدم لرئاسة الدولة الليبية؟‬ ‫كانت االجابة على هذا السؤال على النحو االتي‪:‬‬ ‫اش�ت�رط (‪)%78.0‬ان يكون الرئي���س املتقدم لييب املولد واألبوين‪ ،‬باملقابل اش�ت�رط (‪ )%9.0‬ان يكون املتقدم‬ ‫لييب وفق قانون اجلنس���ية ‪ ،‬كما اش�ت�رط ‪ %51.0‬ان ال يكون املتقدم من الذين احلقوا األذى بالشعب اللييب‬ ‫يف العه���د الس���ابق‪ ،‬وذكر ‪ %35.0‬ان يكون املتقدم لييب النشء‪ ،‬وذك���ر (‪ )%39.0‬أال يكون املتقدم قد حكم‬ ‫علي���ه قضائي���ا‪ ،‬وذك���ر ‪ %24.0‬ان يكون املتقدم غري مت���زوج بأجنبية‪ ،‬واكد ‪ %23.0‬عل���ى ان يكون املتقدم‬ ‫ال حيمل جنس���ية أو رعوية أجنبية‪ ،‬واش�ت�رط (‪ )%.16‬ان يكون املتقدم قد بلغ س���ن اخلمسني‪ ،‬واخريا ذكر‬ ‫(‪ )%7.0‬ان يكون املتقدم ينتمي حلزب‪.‬‬ ‫*ما هو شكل الدولة ونوع احلكم الذي تراه مناسب للدولة الليبية؟‬ ‫رأى ‪ %53.5‬من املستطلع آرائهم ان شكل الدولة املناسب لليبيا هو مجهورية رئاسية‪ ،‬بينما يرغب (‪)%5.5‬‬ ‫ان تكون مجهورية ش���به رئاسية‪ ،‬و(‪ )%%6.6‬يفضلون مجهورية برملانية‪ .‬باملقابل يرى (‪ )%16.6‬بان ليبيا‬ ‫ميك���ن ان تك���ون ملكي���ة دس���تورية‪ ،‬و (‪ )%4.3‬يفضلون ان تك���ون ملكية مطلقة ‪ ،‬ويفض���ل(‪ )%5.6‬حكومة‬ ‫اجلمعية الوطنية‪ .‬ومل يبدي (‪)%7.9‬برأيه‪.‬‬

‫تعزية‬ ‫بقل���وب مؤمن���ة بقض���اء اهلل وق���دره يتقدم رئي���س وهيئ���ة التحرير‬ ‫بصحيف���ة ميادي���ن بأح���ر التعازي القلبية إىل الس���يد حممد س���امل‬ ‫املزوغي _ رئيس حترير صحيفة الكلمة‪ ،‬يف وفاة املغفور هلا والدته‪.‬‬ ‫تغمد اهلل الفقيدة بواسع رمحته وأهلم أهلها وذويها ثواب الصابرين‪.‬‬ ‫إنا هلل وإنا إليه راجعون‬


‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬

‫‪10‬‬

‫خلود الفالح‬

‫_ تقول الش��اعرة إمييلي ديكنسون "عندما‬ ‫تق��رأ نص � ًا فتصيب��ك تل��ك الرعش��ة‪ ،‬فأعرف‬ ‫أنك تقرأ ش��عراً"‪ .‬والش��اعرة عائش��ة املغربي‬ ‫كيف ترى الشعر؟‬ ‫_رفيق���ة الش���عر هي الدهش���ة ممثلة يف‬ ‫أس���ئلة س���هلة كأس���ئلة الطف���ل لكنه���ا‬ ‫تضع���ك يف ح�ي�رة الفلس���فة متش���ابكة يف‬ ‫جمموعة م���ن الصور تبهج���ك بقلق دون‬ ‫كثري من التعقيد‪ .‬هكذا اقرا الش���عر قبل‬ ‫ان اكتبه‪.‬‬ ‫_ما يتشكل العامل الذي حتلمني به؟‬ ‫_احلري���ة واحملب���ة والس�ل�ام واجلم���ال‬ ‫حبي���ث يهتز الك���ون م���ن نعوم���ة الصباح‬ ‫ال���ذي يظهر متجليا بالش���عر واملوس���يقى‬ ‫والكت���اب ال���ذي يراف���ق اي���ادي اإلنس���ان‬ ‫وتصب���ح املعرف���ة ه���ي معركة اإلنس���ان‬ ‫ال���ذي يناضل من اجلها تل���ك املعرفة اليت‬ ‫جتعل للحياة معنى وللكرامة اإلنس���انية‬ ‫هدف دون اقصاء أو تهميش أو ظلم‪ .‬املبدع‬ ‫عليه ان يس���اهم يف رسم جوهر هذا الكون‬ ‫وان يناضل من خالل ما يكتبه وما يعيشه‬ ‫ك���ي يك���ون وفيا هل���ذا املب���دأ‪ .‬ض���د عامل‬ ‫تغول وتبش���ع ضد اإلنسانية باسم األديان‬ ‫واملص���احل والق���وى املتصارعة للس���يطرة‬ ‫عل���ى الك���ون‪ .‬ان ينح���از للمهمش�ي�ن‬

‫وللمظلومني‪ ،‬للفقراء‪ ،‬للمساكني الذين‬ ‫قذف���ت بهم احلياة يف الطرف املنس���ي من‬ ‫الصورة‪.‬‬ ‫يف جترب�ت�ي اإلبداعي���ة أحن���زت اىل املبدأ‬ ‫ومل احن���از إىل األش���خاص وناضلت كي‬ ‫أكون وجهي الذي ال يش���به س���واه‪ .‬أمتنى‬ ‫ان تهادنين احلياة قلي�ل�ا كي امنح قلقي‬ ‫متع���ة التحقق يف كثري من األعمال اليت‬ ‫اريد إجنازها‪.‬‬ ‫_ القصي��دة الي��وم تبحث ع��ن متيزها‪ ،‬عن‬ ‫مغامرة‪ ،‬ع��ن نبض جديد‪ ،‬نصك الش��عري عن‬ ‫ماذا يبحث؟‬ ‫_نصوصي كما احس بها متتلئ بالقلق‬ ‫وبروح األس���ئلة اليت ال تتوقف عند إجابة‬ ‫واحدة وال تنتهي اال بتوالد أس���ئلة أخرى‬ ‫أنه���ا متضي دائما س���ابقة خط���وات العمر‬ ‫ترصد أفق الغيب وتتلمس خيوط الضوء‬ ‫ال اطم���ح إىل الوص���ول ذل���ك أن الوصول‬ ‫هو النهاية لكنين ش���غوفة بتجدد جتاربي‬ ‫ونصوص���ي ال تش���به بعضه���ا وال تريد أن‬ ‫تتك���رر وال تس���مح للون واح���د ان يطبعها‬ ‫اش���كل منطا ك���ي اخرتق���ه يف ن���ص آخر‬ ‫لكن�ن�ي ال اتعمد لعب���ة الش���كل أجعل دفق‬ ‫قل�ب�ي وافكاري وحدائق الواقعي املوحش���ة‬ ‫واجلميل���ة وتفاصي���ل اليوم���ي احلزين���ة‬ ‫واملبقع���ة ببعض الف���رح ومواقفي وتأملي‬ ‫وأحالمي واوهامي وما أكثرها‪ .‬وثروتي‬ ‫م���ن الق���راءة نب���ض يتجل���ى م���ن خالل���ه‬ ‫شعري‪.‬‬ ‫_ تكتب�ين حب��س األنث��ى أم حب��س األنث��ى‬ ‫الشاعرة؟‬ ‫_ كثريا ما يوجه لي هذا الس���ؤال ودائما‬ ‫أش���م في���ه عنصري���ة لثقاف���ة ذكوري���ة‬ ‫متجذرة فينا وأنا كمدافعة يف نصوصي‬ ‫وحيات���ي من���ذ تش���كل وعي���ي األول ع���ن‬ ‫حقوق اإلنس���ان واملس���اواة أج���د يف النص‬ ‫روح املب���دع أو املبدع���ة ك���ذات ومواق���ف‬ ‫وجتربة وثقافة وإنس���انية بصرف النظر‬

‫عن جنس���ه وعرقه ولونه‪ .‬فأنا أرصد حس‬ ‫االنث���ى وح���س الذك���ورة وح���س الطفل‬ ‫وحس الش���اعر والش���اعرة انته���ك فوانني‬ ‫اللغة اليت تؤس���س لثقاف���ة ذكورية‪........‬‬ ‫تل���ك هي املس���الة حم���ور النق���اش كيف‬ ‫تكتب عائشة ‪........‬‬ ‫_وص��ول اإلس�لاميني للس��لطة يف ليبي��ا‪ .‬هل‬ ‫س��يقود للتغي�ير؟ وماذا ع��ن امل��رأة الكاتبة يف‬ ‫ظل هذه السلطة؟‬ ‫_ "اإلس�ل�اميني" تعين تلك األيديولوجيا‬ ‫اليت تستخدم الدين اإلسالمي ومصطلح‬ ‫الش���ريعة كي تؤس���س س���لطة سياس���ية‬ ‫أحادي���ة االجت���اه تقص���ي كل م���ن ال‬

‫يؤم���ن به���ذه األيديولوجي���ة وفرضه���ا‬ ‫بالق���وة كمص���در وحي���د للتش���ريع أو‬ ‫املصدر األساس���ي هذا ه���و تعريفي حلزب‬ ‫يس���تخدم الدي���ن اإلس�ل�امي م���ن أج���ل‬ ‫الوصول للس���لطة وهو مرفوض بالنسبة‬ ‫لي لتلك األس���باب ال�ت�ي يتخذها لوصوله‬ ‫"دين‪-‬إقصاء اآلخر_ فرض رؤية واحدة"‪،‬‬ ‫وم���ن ه���ذا املنطل���ق تصب���ح كل س���لطة‬ ‫تنفي اآلخ���ر أو تقصي اآلخ���ر مرفوضة‪.‬‬ ‫الن جن���اح حك���م م���ا يف الس���لطة البد أن‬ ‫يعتم���د الدميقراطي���ة والتن���وع واحلوار‪.‬‬ ‫بالنس���بة النع���كاس وصول اإلس�ل�اميني‬ ‫إىل الس���لطة اعتربه كارثة حقيقة على‬ ‫حري���ة الفكر واإلب���داع وخاص���ة "الكاتبة"‬ ‫والكات���ب أيض���ا لك���ن الكاتب���ة باعتب���ار‬ ‫الس���لطة الدينية تس���تفرد باملرأة بقوانني‬ ‫وحمظ���ورات وحش���ية تط���ال وجوده���ا‬ ‫وحريته���ا الش���خصية‪ .‬ويف الكاتب���ة وفاء‬ ‫البوعيس���ي خ�ي�ر مث���ال عل���ى ذل���ك حيث‬ ‫ُ‬ ‫كف���رت وحكمت من خالل بطلة روايتها‬ ‫"للجوع وجوه أخرى"‪.‬‬ ‫_روايت��ك اجلدي��دة الص��ادرة يف القاه��رة‬ ‫"حيدث" حدثيين عن اجواءها؟ وهل بدأت يف‬ ‫خيانة الشعر؟‬ ‫_الرواي���ة امسها "حي���دث" كتبتها أثناء‬ ‫إقام�ت�ي يف فرنس���ا م���ا بني عام���ي ‪2000‬‬ ‫و‪ ، 2003‬وه���ى ضم���ة م���ن احلني�ي�ن‬ ‫واالش���واق واألس���ئلة واس���تعادة لوج���ه‬ ‫بنغ���ازي وم���ا م���ر بها م���ن أح���داث رهيبة‬ ‫كن���ت ش���اهدة عليه���ا م���ن خ�ل�ال قصة‬ ‫ح���ب عنيف���ة ودامي���ة‪ .‬كتبته���ا متنقل���ة‬ ‫بني حمط���ات كث�ي�رة يف فرنس���ا باريس‬ ‫وبزنسون‪.‬‬ ‫مل تك���ن كتابة الرواية خيانة للش���عر بل‬ ‫كان الش���عر دائم���ا طريقي املمي���ز الذي‬ ‫م���ن خالل���ه ابين كون���ي اخل���اص وأعيد‬ ‫خلق العامل لكنين حتى يف ش���عري ساردة‪.‬‬ ‫أحب الس���رد ولدي الكثري م���ن النصوص‬ ‫الش���عرية اعتم���د فيه���ا الس���رد كأه���م‬ ‫آلي���ة للكتاب���ة ولدي جمموع���ة قصصية‬ ‫بعن���وان "أوهام الغب���ار" مل تصدر بعد رغم‬ ‫اغل���ب نصوصها كتب���ت يف فرتات قدمية‬ ‫يف التس���عينيات وم���ا بعده���ا وكذل���ك‬

‫مس���رحييت "بائع���ة الزهور" ال�ت�ي صدرت‬ ‫الع���ام ‪ ، 2013‬م���ع ه���ذا أن���ا أق���رب إىل‬ ‫الش���عر م�ن�ي إىل الرواي���ة أو القصة وبعد‬ ‫الش���عر اق�ت�رب من املس���رح لك���ن حتى يف‬ ‫الرواية واملسرحية والقصة أجد الشاعرة‬ ‫بامتياز‪ ........‬هذا ما أّحس���ه ّ‬ ‫يف‪ .‬رمبا القارئ‬ ‫له رأي آخر‪.‬‬ ‫_ ه��اك من يتهم التجربة اإلبداعية يف ليبيا‬ ‫مبحليته��ا مبعن��ى خروجه��ا عربي��ا ارتب��ط‬ ‫بأمساء معينة‪ ...‬كيف ترين املسألة؟‬ ‫_رمب���ا صحي���ح إىل حد بعيد‪ .‬ال تنس���ي‬ ‫العزل���ة ال�ت�ي فرض���ت علين���ا لكن�ن�ي‬ ‫س���أحدثك ع���ن رأي يف موض���وع احمللي���ة‬ ‫والعاملي���ة إذا قصدن���ا احمللية ب���إن العمل‬ ‫اإلبداع���ي يتن���اول قضاي���ا وهم���وم ذات‬ ‫صبغ���ة حملية فإن هذا لن يلغي انتش���اره‬ ‫ووصول���ه للعاملي���ة وال أعتق���د ان س���ؤالك‬ ‫ينح���و بهذا االجتاه‪ ،‬إمن���ا يتجه إىل القول‬ ‫بانن���ا كأدباء ليبيني غ�ي�ر معروفني عامليا‬ ‫باس���تثناء بعض تلك األمساء اليت أتيحت‬ ‫هلا فرص للظهور عامليا وعرفت وترمجت‬ ‫أعماهل���ا إىل لغات أخرى فهذه ختضع إىل‬ ‫ع���دة أس���باب منه���ا ان النش���ر واإلعالم له‬ ‫دور كب�ي�ر يف توصيل األصوات اإلبداعية‬ ‫وترمجتها إىل لغات أخرى وهو ما نفتقده‬ ‫يف االط���ار الثق���ايف يف ليبي���ا‪ .‬فاالهتم���ام‬ ‫بالثقاف���ة واإلب���داع ضعي���ف ج���دا وهل���ذا‬ ‫يبق���ى جه���د وعالق���ات املبدعني أنفس���هم‬ ‫وتواصلهم وقدرته���م يف توصيل األعمال‬ ‫اإلبداعية الليبي���ة إىل اإلعالم‪ ،‬أضف إىل‬ ‫ذلك حركة النقد اليت من شانها أن تلقي‬ ‫الض���وء على التجرب���ة اإلبداعي���ة الليبية‬ ‫ضعيفة جدا وال تواكب الزخم اإلبداعي‪.‬‬ ‫_أسئلتك الشعرية اليت بدأت مع ديوانك‬ ‫األول" األشياء الطيبة" بطبيعة احلال نضجت‬ ‫برتاك��م التجرب��ة احلياتي��ة يف الدواوي��ن‬ ‫الالحقة‪ .‬س��ؤالي‪ :‬من يالح��ظ ذاك االختالف‬ ‫الشاعر أم القارئ؟‬ ‫_س���أجيب عل���ى مس���تويني من الس���ؤال‬ ‫األول تقييم���ي الش���خصي وحكم���ي على‬ ‫جتربيت أن�ن�ي ال أقيس جتربيت اإلبداعية‬ ‫بش���كل مس���توى فهناك جتارب شعرية يف‬ ‫بداياتي تس���بق خطوات���ي العمرية وحتى‬

‫الشاعرة عائشة املغربي‪ :‬مل تكن كتابة الرواية خيانة للشعر بل كان الشعر دائما‬ ‫طريقي الذي أعيد من خالله خلق العامل‬

‫تتب���دل املش���اعر وتتحول حتى ال ي���كاد يبقى‬ ‫ش���عور على حاله‪ .‬احلادثة اليت تس���ببت منذ‬ ‫أشهر يف إحساس���نا باجلزع مل نعد نذكرها؛‬ ‫الش���خص ال���ذي أُعجبن���ا خبربت���ه وحكمته‬ ‫أصبحنا نضي���ق حتى من ذكر امسه‪ .‬الفرح‬ ‫واحل���زن‪ ،‬املتع���ة واألمل‪ ،‬الرض���ا والغض���ب‪،‬‬ ‫احل���ب والك���ره‪ ،‬القل���ق والتش���في واحلس���د‪،‬‬ ‫كلها أحوال عابرة تعصف بالبشر‪ ،‬فالزوال‪،‬‬ ‫مهما طال بها األمد‪ ،‬مآهلا احملتوم‪.‬‬ ‫آراؤن���ا ووجه���ات نظرن���ا‪ ،‬وإن كان���ت أق���ل‬ ‫عابرية‪ ،‬عرض���ة هي األخرى للتبدل‪ .‬احلكم‬ ‫ال���ذي أجزمن���ا ب���ه حين���ا م���ن الده���ر يغ���دو‬ ‫تدرجييا أقل وجاه���ة؛ الفكرة اليت دأبنا على‬ ‫إنكاره���ا تغدو أكثر معقولية مما بدت عليه‬ ‫أول م���رة‪ .‬ولي���س لنا أن نتوق���ع خالف ذلك‪،‬‬ ‫فاآلراء ووجه���ات النظر تقوم على الش���واهد‬ ‫واألدل���ة‪ ،‬والش���واهد واألدلة تزي���د وتنقص‪،‬‬ ‫وتقوى وتضعف‪ ،‬وللبش���ر ق���درة فائقة على‬ ‫تطويعها وفق أهوائهم‪.‬‬ ‫وألن مواقفن���ا جت���اه ما حيدث إما ش���عورية‬ ‫خالص���ة تس���تجيب مل���ا حن���س ب���ه‪ ،‬أو ذهنية‬ ‫صرفة ترتهن إلعمال الفكر‪ ،‬أو هجني ميزج‬ ‫ب�ي�ن ه���ذا وذاك‪ ،‬فإنه���ا عرض���ة مبقتضى ما‬ ‫تس���تجيب إلي���ه أو ترتهن له ألح���وال التغري‬ ‫والتب���دل‪ .‬ورغم الرصيد اهلائ���ل من القرائن‬ ‫اليت تش���هد على ه���ذه احلقيقة املؤس���ية عن‬ ‫طبائ���ع البش���ر‪ ،‬تراه���م جيزع���ون ويقنطون‬ ‫يل���م به���م من خط���وب وح���وادث‪،‬‬ ‫بس���بب ما ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويتشبثون وجيزمون مبا يعن هلم من خواطر‬ ‫وأف���كار‪ .‬وعلى هذا النحو يقنط الواحد منهم‬ ‫بس���بب ما أصابه كم���ا لو أن جب���ال األرض‬ ‫قد أطبقت علي���ه‪ ،‬ويتيقن من صحة مذهبه‬ ‫كما لو أن لديه من الرباهني ما حيصنه ضد‬ ‫الريب���ة والتوج���س‪ .‬ويف احلالني‪ ،‬حال اجلزع‬ ‫وحال التش���بث‪ ،‬مثة ضوضاء حت���دث‪ ،‬عويل‬ ‫يف حال اجل���زع‪ ،‬وصراخ يف حال التش���بث‪ ،‬ال‬ ‫تنجح إال يف جعلنا أشد جزعا وتشبثا‪.‬‬ ‫ينبغ���ي أن نكافح كي ال حيولن���ا اليقني إىل‬ ‫محقى‪ ،‬يق���ول كزنتزاكس؛ غري أنه ينبغي‬ ‫علينا أيضا أن جناهد كي ال حتولنا عواطفنا‬ ‫وانفعاالتن���ا وأحاسيس���نا ومش���اعرنا إىل‬ ‫كائنات تنكفئ على ذواته���ا حتى تكاد تفقد‬ ‫كل أم���ل يف جميئ غ���د أفضل‪ .‬م���ا ينقصنا‬ ‫هو حس���ن إدارة التوقع���ات‪ ،‬أال نتوقع أقل وال‬ ‫أكث���ر مما تع���ززه الوقائع‪ .‬وعواقب الفش���ل‬ ‫يف حس���ن إدارة التوقعات حمبط���ة‪ ،‬فغالبا ما‬ ‫يك���ون مآل من تع���وزه الثقة يف املس���تقبل أن‬ ‫حيجم عن الس���عي واملثابرة من أجل حتقيق‬ ‫م���ا يصبو إلي���ه‪ ،‬ما حي���ول دون حصوله على‬ ‫أي ش���يء يرضي���ه؛ وغالب���ا ما يك���ون مآل من‬

‫يتوق���ع الكثري أن حيص���ل على قليل كان له‬ ‫أن يرتضيه لو أنه أحسن التوقع‪ .‬يف احلالني‪،‬‬ ‫ح���ال التفري���ط يف التفاؤل وح���ال اإلفراط‬ ‫فيه‪ ،‬ينتهي املرء إىل حيث ال يشتهي‪.‬‬ ‫يلزمنا يف اجململ أن ندرك أن مثة وسطا بني‬ ‫كل متضادي���ن؛ أن اآلخ���ر ليس قديس���ا وال‬ ‫فاج���را‪ ،‬أن آراءنا ليس���ت صحيحة دائمة وأن‬ ‫آراء اآلخرين ليس���ت باطلة دائما‪ ،‬أن الغد لن‬ ‫يكون أفضل بكثري من األمس‪ ،‬لكنه أيضا لن‬ ‫يكون أس���وأ بكثري‪ .‬لو أدركنا ذلك‪ ،‬ألصبحنا‬ ‫نلتمس العذر لآلخ���ر إن مل يكن كما نريد‪،‬‬ ‫ونرضى باملس���تقبل إن مل ي���أت كما نفضل‪.‬‬ ‫لو أدركنا ذلك‪ ،‬لعشنا يف سالم مع اآلخرين‪،‬‬ ‫وقبل ذلك مع أنفسنا‪.‬‬ ‫غري أن هذا مس���لك يتس���ق متاما مع الس���عي‬ ‫املثاب���ر جلع���ل ق���ادم احل���وادث أفض���ل م���ن‬ ‫س���الفها‪ .‬فإن مل يكن م���ا أردنا‪ ،‬فقد يعين هذا‬ ‫أننا مل نثاب���ر كما جيب؛ لكنه قد يعين أيضا‬ ‫أننا ثابرنا مبا نس���تطيع‪ ،‬لكن ما نستطيعه ال‬ ‫يكفي‪.‬‬ ‫دع���اوى النزع���ات االعتدالي���ة والوس���طية‬ ‫حماولة جادة الس���تيعاب ح���ال التبدل الذي‬ ‫يطرأ على مش���اعرنا ومذاهبن���ا‪ ،‬وهي تضمر‬ ‫اعرتافا بعجز البش���ر ع���ن االحتفاظ برباطة‬ ‫جأش���هم‪ ،‬بقدر ما تضمر اعرتافا مبحدودية‬ ‫قدرتهم على احلصول على شواهد تكفل هلم‬ ‫فعل اجلزم‪.‬‬ ‫يف املقاب���ل‪ ،‬مث���ة مذاه���ب حاول���ت تأصي���ل‬ ‫ظاه���رة التب���دل ع�ب�ر اعتباره���ا حقيق���ة‬

‫أنطولوجية كامن���ة يف نواميس الكون‪ .‬عند‬ ‫هرقليطس‪ ،‬كل شيء يف الكون يتقلب‪ ،‬رغم‬ ‫أنه حيافظ على هويته‪ ،‬واألش���ياء إمنا توجد‬ ‫وتفنى حتت تأثري صراع األضداد‪ .‬االستقرار‬ ‫والس���كون والتش���بث نزعات حمافظية تقف‬ ‫ضد تي���ار الزمن اجلائح ال ب���راح هلا يف عاملنا‬ ‫الدني���وي‪ ،‬عامل التقلب والتب���دل والتغري‪ .‬أما‬ ‫نيتش���ه فينك���ر‪ ،‬بس���بب حقيقة الص�ي�رورات‬ ‫اليت تعصف بالكائنات واملشاعر واآلراء‪ ،‬كل‬ ‫أنواع النزعات املطلقي���ة‪ ،‬مبا يرتتب عنها من‬ ‫مواق���ف قطعي���ة‪ .‬مزاعمن���ا املعرفي���ة جمرد‬ ‫تأوي�ل�ات تنه���ض عل���ى منظ���ورات بعينه���ا‪،‬‬ ‫جمرد س���بل بعينها يف تنظيم اخلربة‪ ،‬وما أن‬ ‫نكتش���ف أن هذا مبلغ ما لدين���ا حتى نتحرر‬ ‫م���ن وه���م اف�ت�راض أن هن���اك رؤي���ة يتعني‬ ‫قبوهلا بوصفها رؤية نهائية وصحيحة‪.‬‬ ‫وحبس���بان هذه العابرية اليت تس���م الكائنات‬ ‫واملش���اعر واآلراء‪ ،‬قد ّ‬ ‫يعن لنا أن نتساءل عما‬ ‫إذا كان التبدل يطرأ على كل ش���يء مبا يف‬ ‫ذلك الرؤي���ة اليت تقر أن التب���دل يطرأ على‬ ‫كل شيء‪ .‬قد يقال إن هذه الرؤية حمصنة‬ ‫منطقي���ا ضد التبدل‪ ،‬ألنه أن���ه إذا طرأ عليها‬ ‫تبدل‪ ،‬فهذا جمرد ش���اهد آخ���ر على صحتها‪،‬‬ ‫وإذا مل يط���رأ عليه���ا التبدل‪ ،‬فه���ذا يعين أنها‬ ‫تظ���ل صحيح���ة‪ ،‬وكل ش���يء يط���رأ علي���ه‬ ‫التب���دل‪ .‬التحص���ن ضد الدح���ض والبطالن‬ ‫س���جية تع���رف به���ا حتصي�ل�ات احلاص���ل؛‬ ‫املف���ارق هن���ا ه���و أن احلك���م بأن كل ش���يء‬ ‫يتبدل ال يبدو حتصيال حاصال‪.‬‬

‫غري أن هذه املفارقة سرعان ما تتبدد مبجرد‬ ‫أن نلح���ظ أنه إذا طرأ تبدل على الرؤية اليت‬ ‫تقول إن كل شيء يتبدل‪ ،‬فهذا يعين أن مثة‬ ‫أش���ياء تبقى على حاهل���ا وال تتبدل‪ ،‬وال يعين‬ ‫أنن���ا حصلن���ا على ش���اهد آخر عل���ى أن كل‬ ‫ش���يء يتب���دل‪ .‬لكن ه���ذا إمنا يثب���ت أن كل‬ ‫شيء عرضة للتبدل‪ ،‬مبا يف ذلك الرؤية اليت‬ ‫تقول إن كل شيء عرضة للتبدل‪.‬‬ ‫عل���ى كل ذل���ك‪ ،‬يظ���ل هناك متس���ع لرؤية‬ ‫مؤداها أن خل���ف عاملنا الدنيوي‪ ،‬عامل التقلب‬ ‫والتغ�ي�ر والتح���ول والتب���دل‪ ،‬يوج���د ع���امل‬ ‫الثوابت واحلقائ���ق اخلالدة‪ .‬ما كان للتبدل‬ ‫أن حي���وز معنى أص�ل�ا لو مل يك���ن مثة ثابت‬ ‫يتضاد معه‪ ،‬فاألش���ياء إمنا تعرف بأضدادها‪.‬‬ ‫البعض يتش���وف إىل الثبات يف ع���امل املُثل أو‬ ‫يف حياة آخرة س���وف حيياها بع���د املعاد؛ غري‬ ‫أن هن���اك من يرى أن وظيفة الفلس���فة إمنا‬ ‫تكم���ن يف الكش���ف ع���ن الثاب���ت الق���ار خلف‬ ‫الظاه���ر املتقل���ب ضمن ه���ذه احلي���اة الدنيا‪.‬‬ ‫وح�ي�ن يرص���د العل���م نوامي���س الك���ون اليت‬ ‫حتتكم ظواهره املتقلبة‪ ،‬فإمنا يؤازر الفلسفة‬ ‫يف حبثها املشبوب عن ذلك الثابت القار‪.‬‬ ‫مش���كلة الثابت القار أنه يبعث على الضجر‪،‬‬ ‫كم���ا أن صيت���ه فيم���ا يتعلق بالق���درة على‬ ‫إثارة مشاعر إس���تاطيقية ليس حسنا متاما‪.‬‬ ‫ويب���دو يف النهاي���ة أن ما يس���عى إلي���ه العلم‬ ‫والفلسفة ال يرضى تطلعات الفن واجلمال‪.‬‬

‫عائش��ة املغربي ش��اعرة ليبية م��ن جي��ل الثمانينات الذي ي��رى الكثري م��ن املهتمني‬ ‫باحلركة الشعرية الليبية ان هذا اجليل ظلم‪ ،‬إذ مل تكن هناك قراءة نقدية متابعة‬ ‫لتجارب شعرية المست واقعها‪.‬‬ ‫عندما سألت الشاعرة عائشة املغربي ذات مرة عن ان هناك تردد طفولي بني الفاظها‬ ‫الش��عرية قالت‪“ :‬هناك حماول��ة أن أُكون وجهي وال أُكون وجه ًا أخر يش��بهين‪ ،‬دائم ًا‬ ‫أحاول التأكيد على هذا‪ ،‬وس��يليت اللغة دائم ًا أحاول التجريب‪ ،‬وأن أختار لكل حالة‬ ‫اللف��ظ الذي يس��تطيع أن ُي َّع�بر”‪ .‬يف هذا احل��وار حتدثنا عن الكتاب��ة وهمومها‪ ،‬عن‬ ‫روايته��ا األوىل” حي��دث” وهل بهذه الرواية س��تقول للش��عر وداعاً‪ ،‬حت��دث عن ليبيا‬ ‫الوطن الذي رمسته يوما يف نصها الش��عري منحازا للمهمش�ين‪ .‬كتبت القصة ولديها‬ ‫حتت الطب��ع جمموعة قصصية “أوهام الغبار” ومس��رحية” بائع��ة الزهور”‪ .‬صدر له‬ ‫يف جمال الش��عر‪ :‬األشياء الطيبة‪-‬البوح بسر أنثاي_ أمرية الورق_ صمت البنفسج‪.‬‬ ‫أسس��ت منظم��ة “فال” وهدفه��ا الدفاع ع��ن حرية الفك��ر واالبداع‪ ،‬وحركة “النس��اء‬ ‫قادمات” وهي حركة ترفض كل أشكال العنف ضد النساء‪.‬‬

‫جنيب احلصادي‬

‫تبدل‬

‫‪11‬‬ ‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬ ‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬


‫ُ‬ ‫ض ّي ٌ‬ ‫الس���ودا ِء‬ ‫���ق جدّا‬ ‫مس���لك الغابة ّ‬ ‫وناعم‬ ‫كجورب من حرير أسو ٍد‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫املس���لك ب���ار ٌد كأن آالف ال ّنواع�ي�ر‬ ‫تدو ُر يف جوف ِه‬ ‫ومت ّد ُه باهلوا ِء املثّلج‪،‬‬ ‫ضجة العصافري ُتس���مع م���ن بعي ٍد‬ ‫ّ‬ ‫حصان‪.‬‬ ‫ألفي‬ ‫هدير حم ّرك بقوّة ْ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫مما ترا ُه‬ ‫الس���وداء ال شي َء ّ‬ ‫يف الغابة ّ‬ ‫ّ‬ ‫يظل على حاله ‪:‬‬ ‫ئب مثل فراشة يف‬ ‫هنا قد يسبح ال ّذ ُ‬ ‫اهلوا ِء‪.‬‬ ‫عن���ك ّ‬ ‫ثعلب َ‬ ‫الطريق‪ .‬قد‬ ‫قد يقطع ٌ‬ ‫َ‬ ‫بامسك‬ ‫يناديك‬ ‫ويدعوك إىل عشاء فاخر يف ُجحر ِه‪.‬‬ ‫زوج ّ‬ ‫بط‬ ‫مح���ا ُر الوحش قد‬ ‫ُ‬ ‫يصب���ح َ‬ ‫خيوّض يف ِب ْركة املا ِء‬ ‫والفه ُد سّل ًة مملوء ًة باهلدايا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫نفسك قد تصري أرنبا أو غرابا‪،‬‬ ‫أنت‬ ‫َ‬ ‫جالس���ا حتت‬ ‫ق���د تص���ادف‬ ‫حزن���ك ً‬ ‫ُشجيرْ ة‬ ‫الس���ناجب احلم���را ِء‬ ‫أو قاف���زا ب�ي�ن ّ‬ ‫ْ‬ ‫رجا بيدي ِه الرهيفتني‬ ‫مدح ً‬ ‫حّب َة فستق إىل أعالي سرو ٍة‪.‬‬ ‫‪..................‬‬ ‫أوّل كان���ون ال ّثان���ي‪ .‬أجلس خلف‬ ‫نافذتي‬ ‫ألنسج األوهامَ‪.‬‬ ‫عروقي مع ّراة كأسالك راديو‪،‬‬ ‫يدي قطعة من جلي ٍد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مث َت من س���يدخل غاب�ت�ي‪ .‬لن يدور‬ ‫يف خلده‬ ‫أن ش���يخا عاطال حي��� ّرك من بعي ٍد‬ ‫خيط ُه‪.‬‬ ‫لن يصدّق أن طريقه حمض رسم‬ ‫فوق لوح من زجاج‪.‬‬ ‫يبلغين صوت هلاث ِه وهو يبحث عن‬ ‫طريق مل يعد واضحا‪،‬‬ ‫د ّق���ة قلب���ه وه���و يرك���ض يائس���ا‬ ‫ْ‬ ‫وسط متاهة‪.‬‬ ‫أمج س���يجارة «مارلبورو» أطبع يف‬ ‫ّ‬ ‫ال ّزجاج دخانها‪.‬‬ ‫أم ّرر س��� ّبابيت بني ُّ‬ ‫ات اليت‬ ‫الش���جيرْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫كنت رمس ُتها‬ ‫وأفتح مسلكا‪......‬‬ ‫ش���بح ش���فارتزفالد‪ ،‬م���ن خلف‬ ‫أن���ا ُ‬ ‫نافذتي أنسج غابة ال وجود هلا‪،‬‬ ‫أم��� ّد خيط���ا م���ن دخ���ان وأزح���ف‬ ‫كالعنكبوت حنو فريسيت‪.‬‬ ‫هك���ذا أهل���و بس���يجارتي‪ ،‬س���عيدا‬ ‫بدخانها‬ ‫األبيض‬ ‫دخا ِنها‬ ‫ِ‬ ‫دخا ِنها األسو ِد‪.‬‬

‫إىل لينا بن مهن‬ ‫���احات ُب َع َ‬ ‫ي���د هروب‬ ‫َمن ن َزل���وا ّ‬ ‫للس ِ‬ ‫ّ‬ ‫اغية‪،‬‬ ‫الط ِ‬ ‫البارات وغ ّنوا‪:‬‬ ‫من رقصوا يف‬ ‫ِ‬ ‫إن ّ‬ ‫«حت َيا احل ّريّة‪ّ ،‬‬ ‫عب يُريدُ!»‪.‬‬ ‫الش َ‬ ‫عب إذا ف ّر ّ‬ ‫( أيُري ُد ّ‬ ‫الطاغية؟ )‬ ‫الش ُ‬ ‫�ل�اس بن���و ْ‬ ‫ْ‬ ‫األح�ل�اس ذوُو‬ ‫األح ُ‬ ‫املوروثة‬ ‫حنات‬ ‫ّ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫عن أوباش فرنس ّيني‪،‬‬ ‫لقط���ا ُء ّ‬ ‫الضّب���اط العثمانيني‪ُ :‬جباة‬ ‫ضرائبهم‬ ‫والس ّكني‪،‬‬ ‫وحمُ اة جواربهم باملنجل ّ‬ ‫أعرفهم!‬ ‫أصحاب وجو ِه القطن‬ ‫ُ‬ ‫فأسا أو جمرفة)‪.‬‬ ‫( من مل يرثوا ً‬ ‫أوَال يكفي ما ورثوا‪:‬‬ ‫الصخر؟‬ ‫حاسوبًا‬ ‫ملناطحة ّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫أضحك‪.‬‬ ‫أحتسس قرني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫���م قر ًن���ا‬ ‫أفني���ت‬ ‫نض�ي�ر ال ُعم���ر ّ‬ ‫َ‬ ‫أرم ُ‬ ‫وأضم ُد ُج ْر ًحا‬ ‫ّ‬ ‫خيض ّر عميقا كفتيِ ّ الغصن‪.‬‬ ‫مم���ا‬ ‫اآلن األم��� ُر بس���يط‪ .‬أبس���ط ّ‬ ‫تتو ّقع‪.‬‬ ‫ينْ‬ ‫ُ‬ ‫قرن‬ ‫ُنب���ت‬ ‫ي‬ ‫ًا‬ ‫ب‬ ‫حاس���و‬ ‫ّط‬ ‫ب‬ ‫م���ن يتأ‬ ‫مجيلينْ ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ني أفعى‪.‬‬ ‫قرنني صغريين‬ ‫كقر ْ‬ ‫مرحى‬ ‫مرحى َ‬ ‫َ‬ ‫أ َولمَ ْ يستيقظ من يف الغابة بعدُ؟‬ ‫املِ ُ‬ ‫متي ُد‬ ‫رج���ل يغل���ي واألرض ت���كا ُد ِ‬ ‫مبن رقصوا يف البارات‬ ‫وغ ّنوا‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الشعب يُري ُد !»‪.‬‬ ‫«إن‬ ‫َ‬ ‫‪................‬‬ ‫ُ‬ ‫األوب���اش‬ ‫احلان���ة مل تف���رغ بع���دُ‪،‬‬ ‫جييئون وينصرفون‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫علب قّل َب عيني ِه‬ ‫لكن ال ّث َ‬ ‫وبَال جوار الشجره‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫زياد عبد القادر‬ ‫ـ أس���تاذ يف التنش���يط الثق���ايف‬ ‫والشبابي‪.‬‬ ‫ـ مواليد ‪1979‬‬ ‫ـ له كتاب ش���عري بعن���وان «بهجة‬ ‫اليأس»‬ ‫دار الغاوون ‪.2009‬‬

‫اجلرذان‬

‫•نزار احلميدي‬

‫أحيان���ا يصيب�ن�ي الواق���ع‪ /‬فأجت���از‬ ‫ّ‬ ‫ش���يء م���ن اخلي���ال‪/‬‬ ‫الط���رق إىل ْ‬ ‫الصام���د عل���ى الش���اطئ‪ /‬أحيان���ا‬ ‫ّ‬ ‫يصب���ح ّ‬ ‫الضوء ُم��� ّرا‪ /‬عندما ال ترى‬ ‫بوضوح‪.‬‬ ‫أحيان���ا أمت ّن���ى ْ‬ ‫ت���رك وجه���ي على‬ ‫ثم أمضي إىل موعد قديم‪.‬‬ ‫املرآة‪ّ /‬‬ ‫أحيان���ا أتس���اءل‪« /:‬لمِ َ امل���رأة إذا‬ ‫م��� ّر الّلي���ل تافه���ا؟»‪ /‬أحيانا أمش���ي‬ ‫م���دركا أن�ي�ن ّ‬ ‫الطري���ق‪ /‬وأ ّن���ي ال‬ ‫أع���رف أين أتجّ ���ه‪ /‬أحيانا حيلو لي‬ ‫صفع خ ّد املاء‪ /‬كأ ّني أبتغي ْإيقاظ‬ ‫عروس البحر من خرافتها‪.‬‬ ‫كأ ّني أح���اول تصديق األنبياء‪ /‬أو‬ ‫تصديق ال ّزرق���ة…‪ /‬على أ ّنها من‬ ‫السماء‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أحيان���ا أن���وّم خراف�ت�ي‪ /‬الوقت غري‬ ‫صاحل للخرا ّ‬ ‫يف‬ ‫وأل ّن���ه ‪-‬أحيانا‪ /-‬تس���كن جدّتي يف‬ ‫خم ّيليت‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* صالح بن عياد‬ ‫ـ أستاذ يف اللغة واآلداب الفرنسية‪.‬‬ ‫ـ مواليد ‪.1977‬‬ ‫ـ ل���ه كت���اب ش���عري بعن���وان «أيها‬ ‫السواد»‪.‬‬ ‫ال ّ‬ ‫رباق الكامن يف ّ‬ ‫دار الغاوون ‪.2008‬‬

‫‪Déconnexion‬‬ ‫•أمامة الزاير‬ ‫ش�ب�ر من اخليال يكف���ي ألغرق يف‬ ‫مطبخي‪:‬‬ ‫حّبة طماطم لرجم اهليوىل‪.‬‬ ‫عقد م���ن الفلفل األمح���ر لل ّرقص‬ ‫حافيا فوق ّ‬ ‫الطاولة‪.‬‬ ‫كأس زي���ت لتعبي���د املم��� ّرات‬ ‫الطويلة إىل قوس قزح‪.‬‬

‫ذ ّرة ملح لتخفيف وطأة «الشهيلي»‪.‬‬ ‫قلي���ل م���ن الفلف���ل األكح���ل‪،‬‬ ‫كالعادة‪ ،‬إلثارة البلبلة‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫رن���د لإليق���اع بامل�ل�اءات‬ ‫ورقت���ا‬ ‫ّ‬ ‫السوداء يف شرك‬ ‫الطويلة واألشباح ّ‬ ‫ّ‬ ‫الضوء‪.‬‬ ‫تريليا لنشل أشواكها‪.‬‬ ‫ملعقة من ال ّزبدة لل ّتدليك‪..‬‬ ‫(‪).............................................‬‬ ‫ش�ب�ر من اخليال يكف���ي ألغرق يف‬ ‫مطبخي‪.‬‬ ‫خياالت‪.‬‬ ‫وأع ّد هلذا الّليل َط َب َق‬ ‫ٍ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫علبة صمغ‬

‫شبح شفارتزفالد‬ ‫ُ‬

‫زياد عبد القادر‬ ‫قصري عن اجلحيم‬ ‫هل���ذا الع���امل ما يكف���ي من اتس���اق‬ ‫الّلحظة كي ال نرى‪.‬‬ ‫(هذا العامل‪ ...‬علبة صمغ إلخراس‬ ‫النص‪).‬‬ ‫هذا ّ‬ ‫‪------------------‬‬‫‪ /1‬لعب���ة التكهّن���ات ال�ت�ي تتعّل���ق‬ ‫بنتائج مباريات كرة القدم‪.‬‬ ‫* أمامة ال ّزاير‬ ‫ـ مواليد ‪1983‬‬ ‫ـ شاعرة وأس���تاذة يف اللغة واآلداب‬ ‫العربية‬ ‫منش���طة ثقافي���ة ببي���ت الش���عر‬ ‫التونسي‬ ‫ـ هلا كتاب ش���عري بعنوان «حزمة‬ ‫خياالت»‬ ‫دار زينب للنشر ‪2013‬‬

‫فجوة‬ ‫ْ‬ ‫•خالد اهلدّاجي‬ ‫لي نافذة يف جدار هذا الّليل‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫يطل منها ضجري‪،‬‬ ‫على هذا الفضاء األسود‪.‬‬ ‫السواد‪ ،‬تنمو نقطة بيضا ُء‪.‬‬ ‫بعيدًا يف ّ‬ ‫هار‪،‬‬ ‫جدار هذا ال ّن ِ‬ ‫لي نافذة يف ِ‬ ‫ّ‬ ‫يطل منها ضجري‪،‬‬ ‫األبيض‪.‬‬ ‫على هذا الفضاء‬ ‫ِ‬ ‫بعي���دا يف البي���اض‪ ،‬تنم���و نقط���ة‬ ‫سودا ُء‪.‬‬ ‫لي نافذ ٌة يف اجلدار‪.‬‬ ‫‪ ...‬لك���ن أي���ن خي���ط ّ‬ ‫الض���و ِء ال���ذي‬ ‫َسيرَ ْ ِت ُق ُ‬ ‫ك َّل َه َذا !؟‬

‫السجني إىل أ ّمه‬ ‫رسالة ّ‬ ‫أمهات مس���اجني اتحّ اد ّ‬ ‫الطلبة‬ ‫(إىل ّ‬

‫منوبة ‪)2009‬‬ ‫ّ‬ ‫الض���وء ال���ذي س���يكتب امس���ي‬ ‫ستدفعني مثنه غاليا‬ ‫أعرف ذلك‪.‬‬ ‫الغرف���ة ّ‬ ‫الش���اغرة غرف�ت�ي يف بيتنا‬ ‫العتيق‬ ‫سيمأل فراغها بكاؤك‬ ‫أعرف ذلك‪.‬‬ ‫أعرف أ ّنك ستحدّثني اجلارات أ ّنين‬ ‫أزورك َّ‬ ‫كل منام‬ ‫أعرف أ ّنك ستقيمني صالة الغائب‬ ‫كل فجر‬ ‫أع���رف أ ّن���ك س���تنتظرينين ّ‬ ‫كل‬ ‫صباح‬ ‫وستطّلني من ال ّنافذة بلهفة كّلما‬ ‫نبحت كالب القرية‬ ‫أع���رف ّ‬ ‫أن ص���وري القدمي���ة وأنت‬ ‫تنفضني الغبار عنها‬ ‫ستخربك أ ّنين كنت أنفض الغبار‬ ‫ع���ن ّ‬ ‫الض���وء الذي س���تدفعني مثنه‬ ‫غاليا‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* خالد اهلداجي‬ ‫ـ مواليد ‪.1978‬‬ ‫ـ شاعر وأستاذ يف الفلسفة ومنشط‬ ‫ثقايف‬ ‫ـ له كتاب ش���عري بعن���وان «جم ّرد‬ ‫رائحة ال غري»‬ ‫دار زينب للنشر تونس ‪.2014‬‬

‫فيباغته ّ‬ ‫الطوفان‬ ‫الساق اليمنى‬ ‫يكاشف غيب ّ‬ ‫ينزع عن بستانها سرتة خجل‬ ‫ويطارد يف األثناء أرانب جدّتها‬ ‫الس ّرة‬ ‫يتع ّثر عند ّ‬ ‫يتل ّقف أطرافه بائع «روبافيكا»‬ ‫ّ‬ ‫اخللوي‬ ‫فيلعق صوتها يف‬ ‫يتص ّف���ح يف مف�ت�رق ّ‬ ‫الش���هوة بقعة‬ ‫ضوء‬ ‫الس���طر األوّل مبش���اغبة‬ ‫يغري���ه ّ‬ ‫الكاتب يف عزلته‬ ‫يتف ّقد وجهها‬ ‫فيص���ادف «ميش���ونيك» وأطف���ال‬ ‫احلي‬ ‫ّ‬ ‫أقصى ّ‬ ‫الشفتني‬ ‫يف منتصف الّليل وبضع دقائق‬ ‫يس���كب ّ‬ ‫كل الع���امل يف كأس‬ ‫«املاغون»‬ ‫وي���درك ك���م كان وحي���دا يف‬ ‫منتصف الّليل‬ ‫شعيب‬ ‫ال شيء سوى حلن‬ ‫ٍّ‬ ‫عم���ال البلديّ���ة يف‬ ‫كان ي���ردّده ّ‬ ‫اخلارج‪...‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ال ّن ّص حزين‬ ‫ص حزين جدّا‬ ‫ال ّن ّ‬ ‫مل يفقد أعضاءه يف معركة‬ ‫مل يتو ّقف نبضه يف غرفة إنعاش‬ ‫ص حزين‬ ‫ال ّن ّ‬ ‫مل خيطئ رس���م اهلمزة يف األسبوع‬ ‫املغلق‬ ‫ّ‬ ‫اخللوي يف زمحة‬ ‫مل يس���رق هاتفه‬ ‫امليرتو‬ ‫ّ‬ ‫ص حزين‬ ‫ولكن ال ّن ّ‬ ‫مل خيسر إرث قبيلته يف لعبة ّ‬ ‫حظ‬ ‫كرسي إمارته‬ ‫مل خيلع عن‬ ‫ّ‬ ‫مل ينس علبة كربيته يف البيت‬ ‫ّ‬ ‫ص حزين‬ ‫ولكن ال ّن ّ‬

‫مل يس ُه الب ّتة عن تقبيل حبيبة قلبه‬ ‫يف بهو املكتبة الوطن ّية‬ ‫مل يقتل أحدا بعد ال ّثورة ‪...‬‬ ‫ص حزين وكفى‪..‬‬ ‫ال ّن ّ‬ ‫ص حزين‪.‬‬ ‫ال ّن ّ‬

‫شيطان ّ‬ ‫الظ ّل‬ ‫•عبد الفتاح بن محودة‬

‫ال شيء سوى ع ّمال البلد ّية‬

‫ألص َّب ش���يئا باردا يف‬ ‫أق���وم‬ ‫صباحا ُ‬ ‫ً‬ ‫جويف‬ ‫يتلمظ نو َر‬ ‫يقوم يف العاش���رة وه���و ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشمس‬ ‫ُ‬ ‫آكل شيئا مدهونا مبرق الّليل‬ ‫يأكل ً‬ ‫بيضا مسلو ًقا وقطعة خ ْبز‬ ‫ً‬ ‫سريعة‬ ‫أشرب مرجت ًفا قهو ًة‬ ‫ُ‬ ‫يشرب َ‬ ‫الربق‪ ،‬ال يُلوي على شيء‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أمسك سيجار ًة سا ًبّا أشجا َر ّ‬ ‫الشارع‬ ‫ُ‬ ‫يشعل بسعادة أعوا َد الكربيت‬ ‫يسري معي أحيا ًنا‬ ‫أسري وأنا أعد ُه باحللوى وال ّتفاح‬ ‫بعد أن نطري م ًعا‬ ‫ُ‬ ‫يهبط مبظّلة أحيانا‬ ‫ُ‬ ‫أهب���ط مع���ه البحر واض ًعا يُس���راي‬ ‫على عي ّ‬ ‫ين‬ ‫الصيف‬ ‫يغوص يف حب ُبوحة ماء ّ‬ ‫ُ‬ ‫أغوص مع ُه ممس ًكا بنار ّ‬ ‫الطحالب‬ ‫ُ‬ ‫أفعل ّ‬ ‫ُ‬ ‫كل شيء لطرده من ج ّنيت‬ ‫يفع���ل ّ‬ ‫ُ‬ ‫كل ش���يء إلرض���اء‬ ‫وه���و‬ ‫غروره!‬

‫شيطان ال ّنهر‬

‫(إىل حممد البوعزيزي يف ذكرى‬ ‫نريانه)‬

‫•الس ّيد ال ّت ْ‬ ‫وي‬

‫س»)‬ ‫«شريكو بيكه ِ‬

‫(إىل الش���اعر الك���ردي الكب�ي�ر‬

‫كرسي «شريكو»‬

‫متل ًفا ّ‬ ‫كل سجائره‪،‬‬ ‫ح ّد َث عن كلماته ْ‬ ‫املمو َس َق ِة‬ ‫نيِ‬ ‫اليت سحبها فج ًرا من حتت الغطاء‪،‬‬ ‫ً‬ ‫نافخا ُحروفها احلا ّرة فوق الوسادة‪،‬‬ ‫حدّثين عن شيء أضاع ُه فجأ ًة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫انتبهت إىل عين ْيه احلمراو ْين‬ ‫املتو ّثبت�ْي�نْ‬ ‫أش���رب‬ ‫صباح���ا وأن���ا‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫مرارتي‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫نوبر‬ ‫كنت متي ّقنا م���ن ادّعائه ّ‬ ‫الص َ‬ ‫وال ّنعناعَ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫املختلفة لألش���جار‬ ‫ومن تس���ميات ِه‬ ‫باتات‪،‬‬ ‫وال ّن ِ‬ ‫مس���ى ل���ي ش���جر َة الزيتون‬ ‫حي���ث ّ‬ ‫ْ‬ ‫مل ً‬ ‫عقة‪،‬‬ ‫وشجر َة الّلوز ُف ْرشا ًة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أخطبوطا‪،‬‬ ‫ني‬ ‫وشجر َة ال ّت ِ‬ ‫ً‬ ‫عناية إاله ّي ًة‪،‬‬ ‫الس ْر ِو‬ ‫وشجر َة ّ‬ ‫ون ْب َ‬ ‫مساه���ا مصي���د َة‬ ‫ت���ة‬ ‫احلب���ق ّ‬ ‫ِ‬ ‫حشرات‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫جلن���دي‬ ‫دم���ا‬ ‫وأزه���ا َر القرن ُف���ل ً‬ ‫جمهول‪...‬‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫بعد أن قرأ لي َ‬ ‫اجملهولة‬ ‫مياه ُه‬ ‫ُ‬ ‫صرت متي ّق ًنا أ ّنه عربة الّليل‬ ‫اليت محلت ّ‬ ‫كل هذه العربدة!‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* عبد الفتاح بن محودة‬ ‫ش���اعر تونس���ي من موالي���د املهدية‬ ‫‪1971‬‬ ‫إعالمي جبريدة الشعب التونسية‬ ‫عضو مجعية الصحافة الدولية‬ ‫عضو مؤسس لنقابة كتاب تونس‬ ‫عضو رابطة الكتاب األحرار‬ ‫مما صدر له يف الشعر ‪:‬‬ ‫الصباح���ات‪ /‬ال���دار العربي���ة‬ ‫ ّ‬‫للكتاب‪ /‬تونس ‪1996‬‬ ‫ آني���ة ال ّزه���ر ‪/‬دار التبي�ي�ن‪/‬‬‫اجلزائر‪1998/‬‬

‫نص‬ ‫تونس ‪ :‬مناذج من قصائد شعراء حركة ّ‬ ‫يف ال ّنهاية‬ ‫س���تقود ّ‬ ‫الطرق الوعرة الوعول إىل‬ ‫قمة اجلبل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الوعول تنطح القمر‪.‬‬ ‫يف ال ّنهاية‬ ‫سينام ال ّنسر يف ّ‬ ‫ّ‬ ‫العلوي‪.‬‬ ‫عشه‬ ‫ال ّنسر فوق عامله‪.‬‬ ‫حنن احلمقى‬ ‫ّ‬ ‫سنظل حنفر اخلنادق‪،‬‬ ‫ونراقب حركة اجلرذان‪.‬‬

‫قرار‬ ‫أحت���دّث إىل ال ّن���اس الذي���ن ال‬ ‫جيرحون ال ّناس‬ ‫وإىل العصفور الذي يس���رق القمح‬ ‫من احلقول‬ ‫الق���ط الذي خي���دش ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطفلة‬ ‫وإىل‬ ‫الصغرية‬ ‫ّ‬ ‫الصمت‬ ‫عندما أق ّرر ّ‬ ‫س���أنصت إىل العصف���ور ال���ذي ال‬ ‫ّ‬ ‫يكف عن ال ّتغريد‬ ‫وال خيت���ار إ ّ‬ ‫ال ال ُق َم ْيح���ة ال�ت�ي ل���ن‬ ‫تعيش طويال‬ ‫القط خيدش ّ‬ ‫سأنصت إىل ّ‬ ‫الطفلة‬ ‫الصغرية‬ ‫ّ‬ ‫ويشرب احلليب‪،‬‬ ‫ويقفز فوق األس ّرة‪،‬‬ ‫ويضيع يف أرجاء البيت‪،‬‬ ‫وينام حتت األغطية‪.‬‬ ‫ولن أكّلمك أيها املوت اجلشع‬ ‫س���أحتدّث إىل الطيبني فيش�ي�رون‬ ‫بأصابع مرتعشة‬ ‫إىل ّ‬ ‫القط الذي دهسته بسرعة‪...‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* نزار احلميدي‬ ‫ـ مواليد ‪1983‬‬

‫ـ ش���اعر وأس���تاذ يف اللغ���ة واآلداب‬ ‫العربية ومنشط ثقايف‬ ‫ـ ص���در له كت���اب ش���عري بعنوان‬ ‫«بقايا نعاس»‬ ‫دار مسكليانى ‪.2012‬‬

‫حذاء «فان غـوغ»‬ ‫•صالح بن ع ّياد‬ ‫ألبس حذاء «فان غوغ» املفرد‬ ‫يت ال ّ‬ ‫أرحل يف َّ‬ ‫الزي ّ‬ ‫الصق‬ ‫أج ّر خيطي���ه األس���ودين إىل خارج‬ ‫الّلوحة‬ ‫حذاء «ف���ان غوغ» يالم���س ّ‬ ‫الطريق‬ ‫اآلن‬ ‫الطريق اليابسة ّ‬ ‫ّ‬ ‫والطويلة‬ ‫حي احلم���راء فوق‬ ‫عل���ى م���رأى الّل ّ‬ ‫األرصفة‬ ‫أحدّق يف نظرتني متدحرجتي‬ ‫من أعلى الّلوحة‬ ‫أج ّر اخليطني إىل املنتهى‬ ‫حذاء «فان غوغ» تآكل اآلن‬ ‫ّ‬ ‫يتذكر ركنه الزي ّ‬ ‫يت املريح‬ ‫أمضي به إىل إسكا ّ‬ ‫يف جائع‬ ‫يستند إىل شجرة‪.‬‬ ‫اإلسكا ّ‬ ‫يف احملدّق يف قلق ال ّذباب‬ ‫لن يفهم اإلسكا ّ‬ ‫خيطي‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫لن يفهم ّ‬ ‫بأي املسامري يُلصق «ذاك»‬ ‫ب«ذاك»‬ ‫لن تكفي األلوان‬ ‫لن تكفي فرشاتي‬ ‫ّ‬ ‫حلل عقدة اخليطني‬ ‫ال شيء يكفي السرتداد‬ ‫عمق احلذاء يف ركنه ال ّزييت‬ ‫أنا يف ّ‬ ‫الطريق أمحل احلذاء‬ ‫إىل داخل اللوحة‪.‬‬

‫•شيء من اخليال الصامد‬ ‫ّ‬ ‫على الشاطئ‬

‫هلذا الع���امل عني رمداء معّلقة على‬ ‫باب «البار»‬ ‫معلقة على قرقعة البرية املثّلجة‪.‬‬ ‫هلذا العامل أص���وات تهتدي ببصاق‬ ‫ّ‬ ‫البلدي‬ ‫الواقفني على درج املسرح‬ ‫حييكون ب ّزة اجلنرال اجلديد‪.‬‬ ‫هل���ذا الع���امل أس���راب م���ن قط���ط‬ ‫ّ‬ ‫الشارع ال ّرقطاء‬ ‫ختف���ي خل���ف ذيله���ا أوراق‬ ‫«الربومسبور»(‪)1‬‬ ‫ختفي خلف موائها صوت املتس���وّل‬ ‫العجوز يف شارع باريس يلعق اجملاز‬ ‫كي نراه‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫ختفي خلف عرجها أعواد الكربيت‬ ‫ْ‬ ‫ولرتين من القار‪:‬‬ ‫لرتا لتخفيف أوجاع اجلنرال‬ ‫الصغرية‬ ‫ول�ت�را لصب���غ أحالمن���ا ّ‬ ‫بألوان ّ‬ ‫الطيف‪..‬‬ ‫هلذا الع���امل حلية مح���راء وأصابع‬ ‫س���وداء وظهر أَ ْح َد ُب‪ ..‬إلجناز فيلم‬ ‫•شفيق طارقي‬ ‫يف منتص���ف الّليل خيّب���ئ قلبه بني‬ ‫أصابعها‬ ‫يتأمل شكل احللمة‬ ‫ّ‬ ‫محالة‬ ‫وه���ي تقيم صالة الغائب يف ّ‬ ‫صدره‬ ‫قرأ لي قصيد َته اجلديد َة‪،‬‬ ‫قصيدت���ه األخ�ي�رة ال�ت�ي أكمله���ا‬ ‫ْ‬ ‫فج ًرا‪،‬‬

‫الصديق شريكو‬ ‫أيها ّ‬ ‫كرس���يك يفتح فمه‬ ‫ملاذا مل ترتك‬ ‫ّ‬ ‫على اآلخرين مثل فرس نهر؟‬ ‫أمل نرضع وكرس��� ّيك من ش���جرة‬ ‫ال ّتني نفسها ؟‬ ‫أمل يس���قطنا ال ّنه���ر م���ن صهوته إذ‬ ‫ه ّيجه ال ّرعد والربق؟‬ ‫النج���ار العش���رة‬ ‫أال ت���رى أصاب���ع ّ‬ ‫حمفورة يف خدودنا؟‬ ‫���روَى إ ّ‬ ‫تق���ول ‪ :‬ال ّتفاصي���ل ال ُت ْ‬ ‫ال‬ ‫لل ّرفاق ُ‬ ‫���ص‪ ،‬الذين يروننا وال‬ ‫اخلَّل ِ‬ ‫نراهم‬ ‫تق���ول‪ :‬األش���جار يف كردس���تان‬ ‫احلزينة ال تبوح بأسرارها‬ ‫م���ا حيمل���ه ال ّري���ح لي���س إ ّ‬ ‫ال غبارا‬ ‫(أحادي���ث عابرة عن مغامرات فراخ‬ ‫الغابة يف ّ‬ ‫الطريان)‬ ‫َ‬ ‫وم��� ٌة ه���ي كراس���ينا وأزهارنا‬ ‫ك ُت َ‬ ‫وعصافرينا‬ ‫حتى أمطارنا تأتي بغتة‬ ‫تتم��� ّرغ عل���ى األرض مث���ل مه���رة‬ ‫ومتضي‬ ‫تارك���ة حفنة م���ن ال ّنجوم تتثاءب‬ ‫السماء‬ ‫يف ّ‬ ‫تدخ���ل إىل خدره���ا الواح���دة تل���و‬ ‫األخرى‪.....‬‬ ‫ّ‬ ‫الصديق‬ ‫كف ع���ن ال ّثرث���رة أيّه���ا ّ‬ ‫«شريكو»‬ ‫ال تكن غامضا مثل «إيكاروس» وهو‬ ‫يسقسق لوردته‬ ‫ال تكن مثل الس��� ّيد ال ّت ْ‬ ‫وي يجُ ّن مع‬ ‫أوّل قطرة مطر‬ ‫كرس���ي حقيقي يطري‬ ‫كن مث���ل‬ ‫ّ‬ ‫بأربع���ة أجنح���ة وظّل���ه راس���خ يف‬ ‫األرض‪...‬‬

‫الفأس القدمية‬ ‫همس���ت فأس قدمي���ة ألخرى ذات‬ ‫أسنان المعة‪:‬‬ ‫قبل أن ينفصل رأس���ي عن جسدي‬ ‫متاما‬ ‫قبل أن أُ ْد َفن يف ركام خردة‬ ‫أو ُي َز َّج بي يف أفران جائعة‬ ‫قبل أن أصري وتدا يف خيمة‬ ‫أو هراوة بيد قاطع طريق‬ ‫أشتهي اخلروج إىل احلقول‬ ‫أش���تهي أن أس���وّك فم���ي بعش���ب‬ ‫األرض‬ ‫تدق ّ‬ ‫أش���تهي أن ّ‬ ‫الشمس مسامريها‬ ‫الصفراء يف عنقي‬ ‫ّ‬ ‫سألت الفأس القدمية الفأس ذات‬ ‫األسنان ال ّ‬ ‫المعة‪:‬‬ ‫كيف هي أعراس احلقل ؟‬ ‫أ مازال���ت أزهار الّل���وز خجولة حني‬ ‫تقرص ال ّرياح خدودها؟‬ ‫أ مازال���ت األقحوانة جت��� ّر مغرورة‬ ‫أذيال فستانها األمحر؟‬ ‫أ م���ازال احلج���ل يرق���ص الدّبك���ة‬ ‫يتس���مر ف���وق األغصان‬ ‫ث���م‬ ‫ّ‬ ‫مس���اء ّ‬ ‫ليال؟‬ ‫قال���ت م ّرة أخ���رى وهي تش�ي�ر إىل‬ ‫أشجار حاقدة ‪:‬‬ ‫أن���ي‬ ‫ليك���ن ‪ -‬ي���ا ش���جرة ال ّت�ي�ن ‪ّ -‬‬ ‫كسرت ضلوعك؟‬ ‫ّ‬ ‫لك���ن‪ ...‬أ مل أحف���ر بأس���ناني رمح���ا‬ ‫ختّبطت فيه؟‬ ‫ليك���ن – يا ش���جرة ال ّزيت���ون – أ ّني‬ ‫برتت ساقك؟‬ ‫ّ‬ ‫أجت���ث بأظف���اري م���ن‬ ‫لك���ن‪ ...‬أ مل‬ ‫كبدك أذى قاتال؟‬ ‫قالت أيضا ‪:‬‬ ‫عرق الفالح يف األشجار‬ ‫رائحة املوتى يف القبور‬ ‫قسوة ّ‬ ‫الطغاة يف األخاديد‬ ‫أشيا ُء حمفور ٌة يف ذاكرتي‬ ‫صمت���ت ث���م أس���رت للف���أس ذات‬ ‫األسنان ال ّ‬ ‫المعة‪.‬‬ ‫رمبا أصري سياجا لربتقالة‬ ‫أو حلقة يف عنق كلب‬ ‫رمبا أصري زنادا يف بندق ّية‬ ‫أو أصري قفال لزنزانة‬ ‫ربمّ ���ا أص�ي�ر جلام���ا يف ف���م حصان‬ ‫مجوح‬ ‫ربمّ ���ا أصري دفقة حياة يف ش���رايني‬ ‫رمانة‬ ‫خوخة أو ّ‬ ‫قالت الفأس ذات األسنان الالمعة‪:‬‬ ‫م���ا أط���ول الرحل���ة‪ ...‬أيّه���ا ال ّرفيق‬ ‫العجوز‪...‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* السيد ال ّت ّ‬ ‫وي‬ ‫ـ مواليد ‪1974‬‬ ‫ـ أستاذ يف اللغة واآلداب العربية‪.‬‬ ‫ـ ص���درت ل���ه جمموع���ة قصصي���ة‬ ‫بعن���وان «ال تن���س أنك م���ن حي ّرك‬ ‫الكأس»‬ ‫دار افريقية للنشر ‪.2009‬‬

‫تر ّقب‬ ‫•عبد الواحد السويح‬ ‫أعددت َّ‬ ‫كل شي ٍء ّ‬ ‫ُ‬ ‫للشتا ِء‬ ‫املطريّات‬ ‫املعطف‬ ‫وف‬ ‫لباس ّ‬ ‫َ‬ ‫الص ِ‬ ‫أعددت َّ‬ ‫كل شي ٍء ّ‬ ‫ُ‬ ‫للشتا ِء‬ ‫احلطب جلب ُت ُه‬ ‫ح ّتى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫البيت رممّ ته‬ ‫سقف ِ‬ ‫َّ‬ ‫كل شي ٍء‬ ‫انتظار ّ‬ ‫الشتا ِء‬ ‫وها أنا يف‬ ‫ِ‬ ‫متى يأتي؟‬ ‫صيفان‬ ‫م ّر‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫يأت ّ‬ ‫الشتاء!‬ ‫ومل ِ‬

‫ال شيء ُيرى‬ ‫يح‬ ‫عاد املسا ُء كما عادت ال ّر ُ‬ ‫أجنحة‬ ‫بال‬ ‫ٍ‬ ‫صوت‬ ‫بال ٍ‬ ‫إّ‬ ‫ال املخالب واملناقري‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫من وساد ٍة‬ ‫اخلالي‬ ‫رأسي‬ ‫إىل‬ ‫عادت‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫اخلائنة‬ ‫الطيو ُر‬ ‫ُ‬ ‫املريبة‬ ‫األعشاش‬ ‫ذات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫األغصان‬ ‫اخلالية متاماً ِم َن‬ ‫الطيو ُر‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫الباقية‬ ‫املطر‬ ‫من حّب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات ِ‬ ‫صوت كان ُ‬ ‫يعيش يف صوتي‬ ‫ِم ْن ٍ‬ ‫وكان ينا ُم َ‬ ‫حول نومي‬ ‫يتون؟‬ ‫ماذا تنتظ ُر أشجا ُر ال ّز ِ‬ ‫املا َء؟‬ ‫_ موجو ٌد‬ ‫ّ‬ ‫مس‬ ‫الش َ‬ ‫_ كعاد ِتها تقاو ُم‬ ‫تقاو ُم ماذا؟‬ ‫ُ‬ ‫ُرى‬ ‫ال شيء‬ ‫أمحق ممِ ّ ا ي َ‬ ‫ُرى!‬ ‫ال شيء ي َ‬

‫‪12‬‬ ‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬ ‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬

‫اآلن م���ا ملكت نضجها اخل���اص حتى خرجت عن‬ ‫س���ياق التجربة وس���كنت املس���تقبل ورمبا جتارب‬ ‫بعدها أقل وهجا وأخرى س���ارت بتصاعد‪ .‬وهناك‬ ‫تن���وع ال يش�ي�ر إىل تراك���م كم���ي ولكن يش���كل‬ ‫تراكم كيفي‪.‬‬ ‫املس���توى الثاني وه���و تقييم الق���ارئ والناقد وهذا‬ ‫يف نظ���ري خيض���ع للت���ذوق والتجرب���ة والثقافة‬ ‫واملهني���ة‪ .‬قد يالح���ظ االخت�ل�اف ويرصد النضج‬ ‫وحيل���ل ومين���ح الن���ص رحاب���ة واتس���اع اتف���ق أو‬ ‫اختلف معه‪.‬‬ ‫_ يف ديوان��ك" الب��وح بس��ر أنث��اي" حتاورين ذاتك‪،‬‬ ‫ويف "أم�يرة ال��ورق" خرج��ت م��ن إط��ار ال��ذات إىل‬ ‫تفاصي��ل لعالقات إنس��انية خمتلفة‪ ،‬فكتبت‪" :‬س��بعة‬ ‫أصدقاء ألجلهم‪ /‬أوق��دت حطيب‪ /‬يف أوردة املدينة" ما‬ ‫رأيك؟‬ ‫_ال ميكن اخلروج من الذات‪ ،‬فالش���عر ذاتي حتى‬ ‫يف موضوعت���ه‪ .‬فالع���امل عليه ان يع�ب�ر الذات كي‬ ‫يصب���ح يف دائرة الش���عر‪ ،‬ح�ي�ن نكتب ع���ن الوطن‬ ‫وع���ن اإلنس���ان الب���د أن يرتبط برتب�ت�ي اخلاصة‬ ‫ع���ن الوط���ن ومعنى الوطن ويتمث���ل كل ذلك يف‬ ‫تفاصيل صغرية اعيش���ها يف يومي‪ .‬سبعة أصدقاء‬ ‫جترب���ة ذاتية خاص���ة جدا من خالهلا اش���رت إىل‬ ‫عالق���ات إنس���انية خمتلفة ونص���وص كثرية يف‬ ‫البوح كانت على عكسها‪.‬‬ ‫_ املؤسس��ات الثقافية املوجودة اآلن‪ .‬هل حققت نقلة‬

‫خمدوم قولي شاعر القومية الرتكمانية‬ ‫فتح اهلل السنوسي اجلدي‬

‫يف براجمه��ا؟ وكي��ف تقيم�ين دور مؤسس��ة الثقاف��ة‬ ‫اليوم؟‬ ‫_ ال اعتق���د أن لدين���ا مؤسس���ات ثقافي���ة هلا دور‬ ‫مس���اند وراعي للثقافة واإلب���داع ومل حتقق على‬ ‫االطالق نقلة يف براجمها الثقافية‪ .‬إن وجدت وال‬ ‫أدري م���اذا تقصدين مبؤسس���ات الثقافة؟؟ أقصد‬ ‫وزارة الثقاف���ة وغريه���ا م���ن مؤسس���ات اجملتم���ع‬ ‫املدن���ي املعني���ة بالش���أن الثق���ايف‪ .‬وزارة الثقافة ال‬ ‫اظنه���ا خرج���ت م���ن دوره���ا اإلداري النمطي ومل‬ ‫تقدم للمثقف واملبدع ما يس���انده لكنين اعول على‬ ‫منظم���ات ومؤسس���ات أهلي���ة ثقافي���ة إن وجدت‬ ‫الدع���م واملس���اندة ويصبح هلا دور ه���ام يف الثقافة‬ ‫الليبية منها مؤسس���ة آري�ت�ي ومنظمة فال للدفاع‬ ‫عن حرية الفكر واإلبداع وغريها‪.‬‬ ‫_ ه��ل فتح��ت صفحتك على الفي��س بوك تواصال مع‬ ‫قارئ افرتاضي؟‬ ‫_ لي���س فقط مع ق���ارئ افرتاضي ولك���ن امتداد‬ ‫جلس���ر التواصل مع مثقف�ي�ن ومبدعني من عامل‬ ‫آخر وأصدق���اء نعرفهم من خالل الكتب وأصدقاء‬ ‫ضاعوا م���ن حياتنا لوقت ما ثم جت���دد اللقاء بهم‪.‬‬ ‫الفي���س ب���وك فضاء مس���ح ل���ي بالكتابة املباش���رة‬ ‫والتواصل مع املتلقي فورا هذه بعض اإلجيابيات‪.‬‬ ‫لكن���ه أث���ر س���لبا على وق�ت�ي وخاصة فيم���ا يتعلق‬ ‫بالقراءة‪.‬‬

‫قامت دار دارف اإلجنليزية بنشر‬ ‫الرواية األوىل "سراب الليل" للكاتب‬ ‫اللييب منصور بوشناف وه��ي دار‬ ‫تهتم وتسعى لنشر االدب العربي‬ ‫باللغة اإلجنليزية‪ ،‬وبسؤالنا الكاتب‬ ‫ع��ن ت��غ��ي�ير ع��ن��وان ال���رواي���ة أث��ن��اء‬ ‫الرتمجة قال‪" :‬الرواية يف نسختها‬ ‫العربية هل��ا ع��ن��وان�ين هما "س��راب‬ ‫ال��ل��ي��ل" وع��ن��وان داخ��ل��ي "ال��ع��ل��ك��ة "‬ ‫ومت اختيار العلكة كعنوان وحيد‬ ‫للرواية ألنه مناسب أكثر بالنسبة‬ ‫ل���ل���ق���ارئ االوروب��������ي ح��س��ب رأي‬ ‫الناشر الذي ابدى جديته ومهنيته‬ ‫واه��ت��م��ام��ه بنشر ال��ك��ت��اب وعرضه‬ ‫على مرتمجني ع��دة بعد الرتمجة‬ ‫األوىل اليت قامت بها األستاذة منى‬ ‫زكي"‪ ،‬ويضيف منصور بوشناف‪":‬‬ ‫س��ع��دت باختيار رواي�ت�ي للرتمجة‬ ‫وق�����د ج�����اء يف ت���ق���دي���م ال�ت�رمج���ة‬ ‫ان���ه���ا رواي�����ة ت��ف��ي��ض ب��ال��س��خ��ري��ة‬ ‫وت��ص��ور حياة جمتمع حت��ت نظام‬ ‫ديكتاتوري"‪ ،‬موضحا متسك الناشر‬ ‫ب��ق��واع��د ال��ن��ش��ر وال��ت��ع��اق��د وط��رق‬ ‫دف��ع احلقوق امل��ادي��ة واالع�ل�ان عن‬ ‫الرتمجة مبكرا وقبل الطباعة مما‬ ‫يشري إىل مهنية التوزيع‪.‬‬ ‫وك��ي��ف ينظر ب��وش��ن��اف لرتمجة‬ ‫األدب العربي للغات األخ���رى‪ ،‬مع‬ ‫م�لاح��ظ��ة ان ال��ك��ث�ير م��ن ال � ُك��ت��اب‬ ‫يقول ان الطلب على الكتب العربية‬ ‫املرتمجة تشتكي من غياب القارئ‬ ‫االجنيب وسوق الكتاب؟ فكان رده‪" :‬‬ ‫التوزيع االلكرتوني مبواقع كبرية‬ ‫كاألمازون والتلغراف والغارديان‬ ‫إىل جانب توزيع النسخة الورقية‬ ‫برأيي يضمن للرواية توزيعا ممتازا‬ ‫يف ك��ل ب��ل��دان ال���ع���امل"‪ ،‬وأض���اف‪:‬‬ ‫"القارئ األجنيب أكثر اقباال على‬ ‫قراءة ادبنا فقط األمر حيتاج ملهنية‬ ‫يف النشر والتوزيع"‪.‬‬ ‫"الببغاوات"‬ ‫ال��رواي��ة تطرح جانب تارخيي من‬ ‫احلياة الليبية فرتة الثمانينات فهل‬ ‫ميكن القول انها رواي��ة تارخيية؟‬ ‫ف��ق��ال ال��ك��ات��ب م��ن��ص��ور ب��وش��ن��اف‪:‬‬ ‫"رواي�ت�ي العلكة ميكن اعتبارها أو‬ ‫تصنيفها ت��ارخي��ي��ة ألن��ه��ا ترصد‬ ‫عقدا من حياة الليبيني وبالتحديد‬ ‫م��دي��ن��ة ط��راب��ل��س‪ ،‬ب���ل وت��ت��داع��ى‬ ‫شخصياتها واح��داث��ه��ا إىل ق��رون‬ ‫امل��ي�لاد األوىل ب��س��رد مكثف يشبه‬ ‫إىل حد كبري االختزال الصحفي‪.‬‬ ‫ال��ن��اش��ر ي��ق��ول ع��ن��ه��ا ان��ه��ا م��ث�يرة‬ ‫ل��ل��ج��دل‪ ،‬وق���ال ب��ع��ض ال��ن��ق��اد انها‬ ‫تشري إىل فرتة السجن اليت عشتها‬

‫خلود مخيس‬

‫سابقا"‪ ،‬وأض��اف بوشناف‪" :‬عالقة‬ ‫الكاتب بالشأن السياسي حاضرة‬ ‫دائما‪ .‬ببساطة الن السياسة متس‬ ‫ح��ي��ات��ه ك��م��واط��ن واي��ض��ا كيانه‬ ‫ك��م��ن��ت��ج ل��ل��ث��ق��اف��ة ال��ت�ي حي���اول‬ ‫الساسة اهليمنة عليها وتوظيفها‬ ‫ألهدافهم لذا ظلت السياسة مشكلة‬ ‫الكاتب اليت ال مفر له منها والتعامل‬ ‫معها كأحد الكوابح والعراقيل اليت‬ ‫حتد من انطالقه كمبدع ومتطلع‬ ‫لعامل أكثر انسانية وحتررا"‪.‬‬ ‫انتهى الكاتب منصور بوشناف من‬ ‫كتابة روايته اجلديدة "الببغاوات"‬ ‫وه����ي ت��ت��ن��اول احل���ي���اة وال��ث��ق��اف��ة‬ ‫والسياسة والتدين يف القرن الرابع‬ ‫للميالد بقرزه بين وليد وترهونة‬ ‫ول��ب��دة ال��ك�برى‪ ،‬وه��ي اي��ض��ا سيتم‬ ‫ترمجتها إىل اللغة االجنليزية بعد‬ ‫ص��دور النسخة العربية مباشرة‪،‬‬ ‫وسيبدأ يف كتابة "بعيدا عن عدن"‬ ‫وه���ي "م��س��رواي��ة " اي م��زي��ج بني‬ ‫ف�ني ال��رواي��ة واملسرحية‪ .‬وأوض��ح‬ ‫ب���وش���ن���اف أن ال���ف���ن���ون م�تراب��ط��ة‬ ‫واه��ت��م��ام��ي ب��ال��ف��ن��ون التشكيلية‬ ‫وامل��س��رح وال��ت��اري��خ اللييب القديم‪،‬‬ ‫كلها رواف��د ملا اكتب ويف العلكة‬ ‫مثال كتبت عن النحت اللييب يف‬ ‫ق��رون امليالد األوىل وأع�ني النحت‬ ‫ال���ذي ت��رك��ه فنانون ليبيون منذ‬ ‫ال��ق��رن ال��ث��ان��ي للميالد‪ .‬فأعمالنا‬ ‫اإلبداعية حتمل رؤانا اخلاصة ألنها‬ ‫انتاجنا اخل���اص وه��ي اي��ض��ا انتاج‬ ‫اجتماعي ألننا "منتجيها" السنا نتاج‬ ‫جملتمعنا بكل تنوعاته وتناقضاته‬ ‫وحتمل اعمالنا كما حنمل حنن‬ ‫بعض رؤى جمتمعاتنا وإن ناقضنا‬ ‫ب��ع��ض رؤى ه���ذا اجمل��ت��م��ع‪ .‬هناك‬ ‫عالقة جدلية خالقة تظل موجودة‬ ‫دائما بني العمل االدب��ي واجملتمع‬ ‫وان مل تظهر هذه العالقة والتفاعل‬ ‫بشكل واضح وجلي‪.‬‬

‫الكاتب منصور بوشناف‪:‬‬ ‫سعدت باختيار “العلكة” للرتمجة باللغة اإلجنليزية‬

‫احتف���ل الع���امل قب���ل أي���ام قليلة‬ ‫بعي���د مي�ل�اد ش���اعر عظي���م ت���رك‬ ‫أث���را كب�ي�را يف حياة ش���عبه وأمته‪،‬‬ ‫وب���دأ جنم���ه ينطل���ق حن���و العاملية‬ ‫بع���د ترمج���ة أش���عاره وآث���اره إىل‬ ‫خمتلف اللغات احلية يف العامل‪ ،‬هذا‬ ‫الش���اعر اجملهول عربيا لألسف‪ ،‬هو‬ ‫الشاعر الرتكماني "خمدوم قولي"‬ ‫ال���ذي يعتز ب���ه ش���عبه وأمته وكل‬ ‫الناطقني بلغت���ه على امتداد البلدان‬ ‫اليت يعيشون فيها‪.‬‬ ‫ول���د "خم���دوم قول���ي الفراق���ي"‬ ‫س���نة ‪ 1724‬تقريبا‪ ،‬يف قرية " حاج‬ ‫كوفش���ان" م���ن ب�ل�اد الرتكم���ان ‪،‬‬ ‫ووالده شاعر أيضا رباه تربية أدبية‬ ‫دينية وتلقى على يديه مبادئ العلم‬ ‫واملعرفة قبل أن يسافر لتلقي العلم‬ ‫يف أماكن أخرى منها مدرسة "شري‬ ‫غازي" ومدرس���ة " إدري���س بابا" يف "‬ ‫داش أوغ���وز" ومعه���د " قوقولطاش"‬ ‫يف " خب���ارى " حي���ث تتلم���ذ على يد‬ ‫املعلم "بيغدورداي" ‪ ،‬ويش�ي�ر البعض‬ ‫إىل أن���ه ق���د زار خبارى وتأث���ر فيها‬ ‫بالش���يخ " بهاء الدين النقشبندي" ما‬ ‫أثر يف ش���عره كث�ي�ر فتجده حافال‬ ‫بالوطنية والدعوة للنضال والكفاح‪،‬‬ ‫تل���ك املب���ادئ اليت آم���ن به���ا مريدوا‬ ‫الطريقة النقشبندية‪.‬‬ ‫يلقب���ه بع���ض الدارس�ي�ن مبتن�ب�ي‬ ‫الرتكم���ان‪ ،‬لي���س فق���ط لتش���ابه‬ ‫أغ���راض الش���عر بينه وب�ي�ن املتنيب‪،‬‬ ‫وال لق���وة وس���بك الن���ص الش���عري‪،‬‬ ‫ب���ل لتل���ك الش���هرة واالث���ر اخلال���د‬ ‫للش���عر يف حي���اة االدب كم���ا يف‬ ‫حياة الشعوب‪ ،‬وكما املتنيب تعددت‬ ‫أغراض الش���عر عند " قول���ي" ولكن‬ ‫أكث���ر االش���ياء ال�ت�ي أوس���عت ل���ه‬ ‫ش���هرة عظيم���ة يف بالده ه���و تغنيه‬ ‫بال���روح الوطنية لش���عبه‪ ،‬متبتال يف‬ ‫حمراب أرضه‪ ،‬جمسدا عشقا لوطن‬ ‫كان يعان���ي يف زمنه أف���ات التحكم‬ ‫والسيطرة وضياع اهلوية‪ ،‬وهنا تربز‬ ‫عظمة " قول���ي" وحكمته فهو يفخر‬ ‫بشخصية الرجل الرتكماني كما‬ ‫هو دون تزويق لعيوبه‪:‬‬ ‫"إبن شجاع ومن أجداده بسلوا‬ ‫أخوه كوراغولي والطيش يف دمه‬ ‫السب ٌة إذا ماراح ينفعل"‬ ‫ُ‬ ‫فالرتكماني فارس وشجاع ومبعث‬ ‫فخ���ر حت���ى وإن ش���انته العصبي���ة‬ ‫واالنفعال ‪:‬‬ ‫"إن قام مغتما فال يعيبه أمر‬ ‫حتى اجلبال له تلني إذ مير "‬ ‫ويف وصفه لش���خصية الرتكماني‬ ‫يع���رج عل���ى حياته وكي���ف يعيش‬ ‫وفق زمن���ه‪ ،‬ما جيعلنا أم���ام تصوير‬ ‫دقي���ق للحال���ة التارخيي���ة ال�ت�ي‬ ‫وصفه���ا " قول���ي" ب���كل تراكيبه���ا‬ ‫السياس���ية واالجتماعية والدينية ‪،‬‬ ‫فهو يصف أرضه بأنك تستطيع أن ‪:‬‬ ‫" ترى الرواحل والرايات تنعقد‬ ‫ويف ميادينها التجار قد رقدوا‬ ‫ألنها أمجل البلدان ما وجدوا"‬ ‫ويف قصي���دة أرض الرتكمان يعلن‬

‫خمدوم قولي‬ ‫أن ه���ذه االرض هبة من اهلل ويغالي‬ ‫فيه���ا حت���ى جيعلها مرك���زا للكون‬ ‫ومتجه ألنظار العامل ‪:‬‬ ‫" اهلل قد أعطاك ذا اخلري اجلزيال‬ ‫م���ن مرت���ع خص���ب رعت���ه الن���وق‬ ‫واالغنام‬ ‫بل أعطاك ذا الطيف اجلميال‬ ‫بسهولك اخلضراء والزهر امللون‬ ‫والرياح�ي�ن ال�ت�ي غطت���ك حب���ا‬ ‫مستحيال‬ ‫فتمتعي أرض الرتكمان اجلميلة‬ ‫صار قلب الكون حنوك مستميال"‬ ‫إن املكانة اخلالدة ملخدوم قولي لدى‬ ‫شعبه غرستها تلك االغاني اجلميلة‬ ‫املس���تمدة من ش���عره املت���وارث جيال‬ ‫بعد جيل‪ -‬تل���ك االغاني‪ -‬اليت كان‬ ‫حي���ث فيه���ا ش���عبه عل���ى الوح���دة‬ ‫والنه���وض ملواجهة الغزاة مس���تثريا‬ ‫فيهم احلم���اس والفخ���ر واالعتداد‬ ‫بالنفس ‪:‬‬ ‫" إذا توحدت النفوس مع القلوب‬ ‫مع الرؤوس‬ ‫وأذاب جيش الرتكم���ان جليد دهر‬ ‫بائس‬ ‫ستذوب حتت مسريتهم‬ ‫هذي الصخور من اجلبال‬ ‫بكل منعطف جتوس‬ ‫إذا جتمع���ت االي���ادي ف���وق مائ���دة‬ ‫موحدة‬ ‫وفوقهم الرئيس‬ ‫أرض الرتكمان اجلميلة‬ ‫سوف يرتفع اللواء بها‬ ‫وحتتفل الطروس"‬ ‫ب���ل إن���ه جيعل م���ن ش���عبه األول يف‬ ‫املبادرة للخري قبل البقية‬ ‫" خمدوم قولي إذ يقول‬ ‫الرتكمان أوائل‬ ‫حني الكالم يبادرون به قبل االنام‬ ‫مبا يسر"‬ ‫مل خت���ل قصي���دة "خم���دوم" م���ن‬ ‫التعب�ي�ر ع���ن أمل���ه وحزن���ه ملصائ���ب‬ ‫ش���عبه‪ ،‬حت���ى أن مرارت���ه تتجل���ى‬ ‫يف قصي���دة الب���كاء فيجع���ل الزم���ة‬ ‫القصيدة شطرا يفيض باملرارة " من‬ ‫بكاء الش���عب قد يبكي املكان" فحزن‬ ‫الش���عب جيعل كل ش���يء حزين يف‬ ‫ناظريه‪ ،‬حت���ى االرض الصماء اليت‬

‫ال تعي حتزن لذلك احلزن العظيم‪.‬‬ ‫ح���اول "قولي" أيضا أن ينقي ش���عبه‬ ‫م���ن االدران اليت ال تلي���ق به فهاجم‬ ‫تلك الصفات الذميمة وجعلها حمل‬ ‫نبذ اجتماعي ‪:‬‬ ‫" أو تدري يا صديقي ما الدنئ؟‬ ‫إنه الباذل نفسا يف الدنايا"‬ ‫واجلبان هو‪:‬‬ ‫" قال خمدوم ويف سر الفتى‬ ‫تفضح احلرب بقايا سره‬ ‫فبها موت وعز وحياة‬ ‫موطن يف احلرب حيلو مره"‬ ‫لق���د وف���رت أس���فار خم���دوم قولي‬ ‫واختالطه بش���عوب أخ���رى يف اهلند‬ ‫وافغانس���تان وايران نبعا عظيما من‬ ‫احلكمة واملعرفة ‪:‬‬ ‫"يف مرجل االيام عقلي قد منى‬ ‫والفكر فاض مين وسال وأستوى"‬ ‫ولكنه مع قوميته املفرطة‪ ،‬واعتزازه‬ ‫بوطن���ه وش���عبه‪ ،‬كان ي���رى باق���ي‬ ‫البشر متساويني أمام اهلل ‪:‬‬ ‫" اهلل قد خلق اجلميع من العدم"‬ ‫ويره���م أيض���ا مش�ت�ركني يف اهلم‬ ‫االنساني‪:‬‬ ‫" هذي القبائل إخوة‪ ،‬هذي الش���عوب‬ ‫كأصدقاء‪."..‬‬ ‫إن احلدي���ث ع���ن ه���ذا الش���اعر ال‬ ‫تكفيه مقال���ة صغرية‪ ،‬ولكننا أحببنا‬ ‫أن نع���رف به الق���ارئ الكريم‪ ،‬ورمبا‬ ‫جتود االيام بفس���حة أخرى نس���لط‬ ‫فيه���ا الضوء عل���ى جوانب أخرى من‬ ‫شعره الغزير‪.‬‬ ‫خنت���م مبقول���ة قاهل���ا الرئي���س‬ ‫الرتكمان���ي " قرب���ان قول���ي ب���ردي‬ ‫حمم���دوف" يف تصدي���ره لدي���وان‬ ‫الشاعر‪ ،‬تعرب عن عمق االثر اخلالد‬ ‫ألش���عار " خمدوم " يف حياة الش���عب‬ ‫الرتكماني‪:‬‬ ‫"إن االف���كار الس���ليمة النامج���ة عن‬ ‫أعل���ى مرات���ب النضج العقل���ي اليت‬ ‫حتتويها أشعاره استحقت أن تصبح‬ ‫منه���ج حي���اة ومنه���ل االحتياج���ات‬ ‫الروحي���ة لي���س فق���ط للش���عب‬ ‫الرتكمان���ي فحس���ب ب���ل جلمي���ع‬ ‫شعوب العامل"‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫ّ‬ ‫املابعدي‬ ‫الشقاء‬ ‫كمال العقيلي‬

‫يتحدث «مرس���يا إلي���اد» يف كتابه «املق���دس والعادي» عن ض���رورة وجود‬ ‫أنطولوجيا‪.‬‬ ‫املقدس يف وجود اإلنس���ان الذي ل���واله أل ضحى يعاني ش���قا ًء‬ ‫ًّ‬ ‫ه���ذا الش���قاء أو التيه األنطولوجي يبدو أنه أصبح الس���مة الب���ارزة للحياة‬ ‫السياس���ية ملا بع���د الثورة وحت���ى ملا بعد حكوم���ة التواف���ق أو التكنوقراط‪.‬‬ ‫الش���قاء فكريا معرفيا سيؤدي حتما إىل غياب رؤية سياسية قادرة على أن‬ ‫تكون قاطرة لرؤى يف االجتماع واالقتصاد والرتبية‪.‬‬ ‫فمازال���ت األحزاب تتب���ادل الته���م والتصرحيات املض���ادة وكأنه غاب عن‬ ‫أذهان قيادييها أنهم يتحركون حتت مظلة حكومة ال سياسية ال حزبية‬ ‫أي أن املنطق يفرتض التخلي عن ثنائية سلطة ومعارضة‪.‬‬ ‫األحزاب السياس���ية مل تف���وّت فرصة االحتفال بذكرى االس���تقالل دون‬ ‫االخن���راط يف ه���ذا املنطق أو دون الدخول يف هذا النس���ق من التفكري‪ .‬هذه‬ ‫األحزاب كش���فت مرة أخرى عجزها املريب ع���ن تدوين خ ّزانات حقيقية‬ ‫للقيم واملبادئ واس���تنباط طرائق جديدة يف النظر إىل املسائل‪ .‬إن عجزها‬ ‫هذا ليس مؤش���را على إفالس���ها السياس���ي واملعريف والفكري فحسب إمنا‬ ‫هو دليل على ترهلها وش���يخوختها النس���ق ّية والرتكيبي���ة وبنا ًء على هذا‬ ‫املعطى وصفناها بأنها تعاني شقا ًء أنطولوجيا‪.‬‬ ‫أتذكر يف معرض حديثي عن األحزاب السياس���ية ذلك القائد العس���كري‬ ‫الرومان���ي ال���ذي أحرق قرط���اج وجلس عل���ى الربوة وش���رع يف البكاء هذا‬ ‫املش���هد أثار استغراب أحد مس���اعديه واندهاش���ه إزاء ردة فعل يُفرتض أن‬ ‫تكون مغايرة يف حلظة كهذه فسأله ما الذي يبكيك وأنت املنتصر؟‬ ‫فأجاب���ه أن���ه وخب�ل�اف كل احملارب�ي�ن اآلخرين فإن���ه ليس س���عيدا بهذه‬ ‫النهاي���ة قائال ما الذي تب ّقى لي بع���د أن أحرقت قرطاج؟ ما الذي بقي بعد‬ ‫دحر األعداء فاحملارب احلقيقي الب ّد له من اس���تنباط عدو جديد يضاهيه‬ ‫قوّة أو يفوقه‪.‬‬ ‫إن طرائق جتاوز هذا الش���قاء األنطولوجي ال ميكن أن يتمثل يف تقديري‬ ‫يف اس���تنباط أعداء وهميني إمنا يرتكز يف االنتباه إىل األعداء احلقيقيني‬ ‫مثل اجلهل والفقر واملرض وانس���داد األفق وأساسا انسداد األفق النظري‬ ‫والفلس���في واجلمالي هلذا الشعب والذي مل تستطع احلركة التحديثية‬ ‫َ‬ ‫وإنعاشه رغم كل التجارب واحملاوالت فقد بقي هذا األفق النظري‬ ‫إمنا َءه‬ ‫حبي���س رؤية فقهية ال تقدر على النظر إىل اإلنس���ان إال من زاوية كونه‬ ‫النص بدوره ال يُتاح إال لل ّرجال‬ ‫عب���دا مؤمترا بأوامر جيددها النص وه���ذا ّ‬ ‫ذوي العقول الف ّذة والقادرين وفق هذا التصور على استنباط األحكام‪.‬‬ ‫يف هذا ْ‬ ‫«املركح» املع���ريف تصطرع ثنائيتان أو مفهومان‪ ،‬هما مفهوم العبد‬ ‫ومفهوم املواطن‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬

‫إعادة إعمار ليبيا ‪ :‬حتقيق األستقرار من خالل املصاحلة الوطنية‬ ‫إبراهيم شرقية‬ ‫مل تك���ن هزمي���ة الدكتات���ور معم���ر القذايف‬ ‫أهميتها‪ ،‬إال‬ ‫يف الث���ورة الليبي���ة‪ ،‬على الرغم م���ن ّ‬

‫بداي���ة لعملي���ة طويلة م���ن التنمي���ة واملصاحلة‬ ‫الوطنية‪ .‬كان التقدم يف بناء دولة ليبية سلمية‬ ‫ومتماس���كة يف حقب���ة م���ا بع���د الق���ذايف بطيئ���اً‪.‬‬ ‫يف الواق���ع‪ ،‬أب���رزت اخلروق���ات األمني���ة األخرية‬ ‫وتفش���ي العن���ف داخل الب�ل�اد وامت���داده إىل دول‬ ‫مش���ال أفريقيا اجملاورة – واهلش���ة ه���ي أيضاً –‬ ‫على عدم استقرار الوضع الراهن يف ليبيا‪ .‬تناقش‬ ‫هذه الورقة احلاجة امللحة للش���عب اللييب يف ظل‬ ‫حكومتهم اجلديدة للش���روع يف عملية مصاحلة‬ ‫وطنية شاملة وذات مصداقية‪ .‬ومن أجل حتقيق‬ ‫هذه العملية وجناحها‪ ،‬جيب أخذ‬ ‫النقاط التالية بعني االعتبار‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫إن الث���ورة الليبي���ة ه���ي مش���روع تراكم���ي‬ ‫للمقاومة ضد دكتاتورية العقيد معمر القذايف‬ ‫اليت بدأت يف س���بعينات القرن املاضي وانتهت مع‬ ‫وفاة الق���ذايف يف ‪ 20‬أكتوب���ر‪ . 2011‬ويف خالل‬ ‫فرتة حكمه اليت دامت ‪ 42‬س���نة ‪،‬جاءت مساهمة‬ ‫الليبي�ي�ن يف حرك���ة املقاوم���ة بأش���كال عدي���دة‬ ‫وطرق خمتلف���ة‪ّ .‬‬ ‫إن تعريف “الث���وار” على أنهم‬ ‫فق���ط أولئ���ك الذين ث���اروا ضد الق���ذايف بني ‪17‬‬ ‫فرباير ‪) 2011‬بداية ثورة ‪ ( 2011‬و ‪ 20‬أكتوبر‬ ‫‪ 2011‬هو أمر غاية يف اخلطورة ومنتشر كثرياً‬ ‫يف ليبيا‪ .‬بالتالي ‪،‬فإن هكذا تعريف يس���مح جلزء‬ ‫صغ�ي�ر من حرك���ة املقاومة الليبي���ة – ثوار ‪17‬‬ ‫فرباي���ر– أن حيتكروا الفض���ل يف إطاحة القذايف‬ ‫ألنفسهم ‪،‬األمر الذي حيرم آخرين من االعرتاف‬ ‫مبس���اهمتهم يف حترير البالد وخيلق انقسامات‬ ‫عميق���ة ومزعزع���ة لالس���تقرار داخ���ل اجملتمع‬ ‫اللييب‪.‬‬ ‫خّلفت الث���ورة ثقافة االنقس���ام ال�ت�ي تنعكس يف‬ ‫االستخدام الشعيب ملصطلح “الثوار” و“األزالم”‪،‬‬ ‫وذلك يتعارض مع روح ثور ٍة هدفت إىل استبدال‬ ‫القم���ع واإلقص���اء والقه���ر واالس���تبداد يف عه���د‬ ‫الدكتاتوري���ة باحلري���ة والعدال���ة والش���مولية‬ ‫واملس���اواة‪ .‬وإذا م���ا بقي���ت ه���ذه الثقاف���ة ‪،‬س���وف‬ ‫يستبدل الليبيون يف نهاية املطاف النظام السابق‬ ‫بنظام جديد يس���تثين جمموعات معينة يف حني‬ ‫ّ‬ ‫يفض���ل جمموع���ات أخ���رى كم���ا فع���ل النظام‬ ‫الس���ابق عل���ى الرغم م���ن الفظائ���ع الرهيبة اليت‬ ‫أحلقها النظام السابق بالشعب اللييب ّ‬ ‫وأن ضحايا‬ ‫هذا النظام يس���تحقون العدالة ‪،‬ال جيب أن يؤدي‬ ‫ذلك إىل ن���زوح مجاعي للمجموعات الليبية اليت‬ ‫ُتعترب مس���ؤولة عن تلك اجلرائم ؛إذ س���ينتج عن‬ ‫ذل���ك أع���داد ضخم���ة م���ن الالجئني واملش���ردين‬ ‫داخلي���اً‪ .‬يع���ود س���بب نزوح ه���ذه اجملموع���ات إىل‬ ‫العقاب اجلماعي لعائالت عناصر النظام القديم‬ ‫‪،‬وال ب��� ّد من وضع ح��� ّد لذلك‪ .‬جي���ب التعامل مع‬ ‫املش���تبه يف ارتكابه���م جرائم حرب وفق���اً للقانون‬ ‫فقط‪ ،‬وعلى وجه اخلصوص وفق قانون العدالة‬ ‫االنتقالية يف مرحلة ما بعد الصراع‪.‬‬ ‫ترتت���ب آث���ا ٌر خط�ي�رة لقان���ون الع���زل السياس���ي‬ ‫رق���م ‪ 13‬للع���ام ‪ 2013‬ال���ذي ص���دّق علي���ه‬ ‫املؤمت���ر الوطين العام على مس���تقبل االس���تقرار‬ ‫االجتماعي والسياس���ي يف ليبي���ا‪ .‬إذ يهدد القانون‬ ‫‪،‬ال���ذي مين���ع أولئ���ك الذي���ن خدم���وا يف النظ���ام‬ ‫الس���ابق من ‪ 1‬س���بتمرب ‪ 1969‬حتى ‪ 20‬أكتوبر‬ ‫‪ 2011‬من تولي مناصب عامة ملدة عشر سنوات‬ ‫‪،‬عملي���ة إع���ادة إعمار ليبي���ا بعد احل���رب‪ .‬مي ّزق‬ ‫ه���ذا القانون التماس���ك االجتماعي ويقضي على‬ ‫الذاكرة املؤسس���اتية للدولة ويزيد من احتمال‬ ‫امتداد حالة عدم االس���تقرار إىل الدول اجملاورة‪.‬‬

‫ال ب��� ّد أن يت���م ختفي���ف قان���ون العزل السياس���ي‬ ‫بش���كل ملحوظ ‪،‬أو تعديله ‪،‬أو إلغاؤه بكل بساطة‪.‬‬ ‫عل���ى بدائ���ل قانون الع���زل السياس���ي أن تتضمن‬ ‫قانون عدالة انتقالية شامل وعملية تدقيق أمين‬ ‫تديرها جلنة نزاهة وطنية مستقلة وشفافة‪.‬‬ ‫يتعني على احلكومة الليبي���ة أن تفرض احتكاراً‬ ‫عل���ى االس���تعمال الش���رعي للقوة داخ���ل الدولة‪.‬‬ ‫لق���د خلق س���لوك الثوار الليبي�ي�ن يف فرتة ما بعد‬ ‫الق���ذايف دولت�ي�ن متوازيت�ي�ن ‪ :‬الدول���ة الرمسية‬ ‫ودولة الثوار‪ .‬وكانت النتيجة تدهور دراماتيكي‬ ‫لألم���ن يف ليبيا‪ .‬عل���ى الثوار أن يفهم���وا أنهم قد‬ ‫يتحوّل���وا من ضحاي���ا إىل طغاة وميهّ���دوا لعودة‬ ‫الص���راع األهل���ي عل���ى نط���اق واس���ع إن رفض���وا‬ ‫االخن���راط يف الدول���ة اجلدي���دة ومؤسس���اتها‬ ‫ينض���م الثوار الليبيون‬ ‫األمني���ة وغريها‪ .‬جيب أن‬ ‫ّ‬ ‫إىل مؤسس���ات الدولة أو إىل برامج أخرى متاحة‬ ‫هل���م تديرها منظم���ات غري حكومي���ة ‪،‬وذلك من‬ ‫خالل برامج معاجلة تديرها الدولة لنزع السالح‬ ‫والتس���ريح وإعادة الدمج‪ .‬توفري األمن هو شرط‬ ‫أساس���ي لنجاح عملية إع���ادة اإلعمار واملصاحلة‬ ‫الوطني���ة يف ف�ت�رة م���ا بع���د الص���راع‪ .‬ال ميكن أن‬ ‫يتص���احل الليبيون م���ع ماضيه���م وال مع غريهم‬ ‫م���ن أبناء الش���عب اللييب ما دام األمن مل يس���تتب‬ ‫بع���د وخوفهم من املوت هو هاجس���هم األكرب‪ّ .‬‬ ‫إن‬ ‫اجلرائم ال�ت�ي ارتكبها نظام القذايف الدكتاتوري‬ ‫على مدى ‪ 42‬عاماً يف الس���لطة هي شنيعة وغري‬ ‫مفه���وم ملاذا حدثت لدى الكثري من الليبيني‪ .‬على‬ ‫سبيل املثال ‪،‬جيب أن يعرف الليبيون كيف وملاذا‬ ‫ُقتل ‪ 1,270‬س���جيناً يف خالل مذحبة س���جن أبو‬ ‫س���ليم املش���ينة‪ .‬جيب أن ي���درك الليبي���ون أن ما‬ ‫حدث من جرائم اقرتفها النظام الس���ابق ال ميكن‬ ‫تغيريه أو إنكاره ّ‬ ‫وأن وحدها احلقيقة ‪،‬واملصاحلة‬ ‫‪،‬وختطي املاضي سيساعد الليبيني على بناء دولة‬ ‫ً‬ ‫ش���املة وأكثر اس���تقراراً‪ .‬إال ّ‬ ‫أن هذه املس���احمة‬

‫تتطّلب أوال وقبل كل ش���يء أن ُتعرف احلقيقة‬ ‫وأن يت���م االع�ت�راف حبق���وق الضحاي���ا يف ف�ت�رة‬ ‫م���ا بعد الق���ذايف‪ .‬لضم���ان عدم تك���رار انتهاكات‬ ‫حقوق اإلنسان اليت حصلت يف املاضي ‪،‬سيتوجب‬ ‫على الليبيني فحص مؤسس���ات الدولة بصرامة‬ ‫وإجراء إصالحات عميقة‪.‬‬ ‫نظراً لطبيعة النظام الس���ابق االستبدادية ‪،‬جيب‬ ‫أن يك���ون اإلص�ل�اح ش���ام ً‬ ‫ال وعميق���اً‪ .‬ويف ح�ي�ن‬ ‫جي���ب أن ختضع كل مؤسس���ات الدولة لعملية‬ ‫اإلص�ل�اح ‪،‬ينبغي إيالء اهتم���ام خاص للقطاعات‬ ‫التالية ‪ :‬األجهزة األمنية ‪،‬نظراً لكونها مس���ؤولة‬ ‫ع���ن التعذي���ب وانته���اكات حق���وق اإلنس���ان‬ ‫؛واجله���از اإلداري وبريوقراطيت���ه نظراً لفس���اده‬ ‫املستشري ؛ووسائل اإلعالم املسؤولة عن متجيد‬ ‫الدكتاتورية طوال فرتة حكم القذايف ؛والسلطة‬ ‫القضائي���ة اليت جيب الوثوق به���ا لتنفيذ العدالة‬ ‫االنتقالية بأمانة وصدق‪.‬‬ ‫لق���د م��� ّر أكثر م���ن عام�ي�ن عل���ى انهي���ار نظام‬ ‫القذايف ومل حي���دث أي حوار وطين رغم احلاجة‬ ‫املاس���ة إليه‪.‬تس���بب غياب احلوار الوطين باتس���اع‬ ‫االنقس���امات ب�ي�ن خمتل���ف األط���راف الليبي���ة‬ ‫‪،‬وبتعزيز انع���دام الثقة ‪،‬وبتفاق���م الوضع األمين‬ ‫الكارث���ي ‪ .‬ال ب���د من الش���روع فوراً بإج���راء حوار‬ ‫وطين حقيقي ‪،‬شامل وشفاف ‪،‬إذا أرادت ليبيا حل‬ ‫حتدي���ات املرحلة االنتقالي���ة اليت متر بها‪ .‬مما ال‬ ‫ش���ك فيه ّ‬ ‫أن إجراء حوار بني احلكومة والثوار هو‬ ‫أمر‪ .‬ضروري وأساس���ي لتحس�ي�ن الوضع األمين‬ ‫يف الوقت الذي جيب على الليبيني أن يقودوا فيه‬ ‫عملية املصاحلة الوطنية ‪،‬للمجتمع الدولي دور‬ ‫حم���دود لكنه مه���م‪ .‬حتتاج ليبيا ملس���اعدة تقنية‬ ‫كب�ي�رة ح���ول كيفي���ة إدارة عملي���ة املصاحلة‬ ‫بأفض���ل الط���رق ؛التحقي���ق يف اجلرائ���م املاضية‬ ‫؛إجراء حماكمات ش���فافة وعادلة للش���خصيات‬ ‫الفاس���دة ؛التعوي���ض للضحاي���ا وأس���رهم‬

‫؛واالخنراط يف إصالح مؤسس���ي م���ن العمق ملنع‬ ‫تك���رار انتهاكات حقوق اإلنس���ان‪ .‬باإلضافة إىل‬ ‫ذل���ك ‪،‬حتتاج ليبيا للمس���اعدة الدولي���ة من أجل‬ ‫تأس���يس قوات ش���رطة وجيش قوي���ة وضرورية‬ ‫الستعادة سلطة الدولة‪ .‬من شأن التعاون األمين‬ ‫م���ع ال���دول اجمل���اورة – خباص���ة مص���ر وتونس‬ ‫‪،‬اللت�ي�ن بإمكانهم���ا املس���اعدة يف الس���يطرة على‬ ‫حدودهم���ا م���ع ليبيا – أن يس���اعد ليبي���ا يف خلق‬ ‫بيئة آمنة إلعادة اإلعمار واملصاحلة‪ .‬وباإلضافة‬ ‫إىل االع�ت�راف بالتقدم الذي حت���رزه ليبيا بهدف‬ ‫حتقي���ق االس���تقرار وإع���ادة اإلعم���ار واملصاحلة‬ ‫‪،‬جي���ب أن يكون موق���ف اجملتمع الدول���ي حامساً‬ ‫بشأن أي انتهاكات حلقوق اإلنسان ‪،‬و الفساد ‪،‬أو‬ ‫تكرار ممارسات النظام‬ ‫القديم‪.‬‬ ‫• حتقيق االستقرار من خالل املصاحلة الوطنية‬ ‫يف ‪ 17‬فرباير ‪ ، 2011‬قام الش���عب اللييب بالثورة‬ ‫على نظ���ام العقيد معمر القذايف املس���تبد والذي‬ ‫دام ‪ 42‬عام���اً‪ .‬وبع���د مثاني���ة أش���هر فق���ط ‪ُ ،‬قت���ل‬ ‫الق���ذايف يف معرك���ة للس���يطرة عل���ى مس���قط‬ ‫رأس���ه س���رت‪ .‬هلل الليبيون النهيار نظام القذايف‬ ‫وفرح���وا حبريتهم اليت طاملا حلم���وا بها‪ .‬إال أنهم‬ ‫سرعان ما أدركوا أن انتقاهلم إىل الدميقراطية‬ ‫يعين أن ّ‬ ‫مثة حتديات كبرية بانتظارهم‪.‬‬ ‫اآلن ‪،‬وبع���د م���رور عام�ي�ن على وفاة الق���ذايف ‪،‬ما‬ ‫زال الش���عب اللييب يكافح جاهداً إلعادة بناء بلده‪.‬‬ ‫ونظ���راً لتعقي���د عملي���ة إع���ادة اإلعم���ار يف فرتة‬ ‫ما بع���د الصراع‪ ،‬حتت���اج ليبيا لعملي���ة مصاحلة‬ ‫وطنية ش���املة من ش���أنها تأمني عملي���ة انتقال‬ ‫ناجح���ة إىل حال���ة م���ن الس�ل�ام واالس���تقرار‬ ‫املس���تدامني ‪،‬وه���ذا ما تناقش���ه ه���ذه الورق���ة‪ .‬إال‬ ‫ّ‬ ‫أن حتدي���ات صعب���ة تق���ف باملرص���اد أم���ام ه���ذه‬ ‫العملي���ة‪ .‬ففي حماولة منه للتش���بث بالس���لطة‬ ‫مدمرة خّلفت‬ ‫‪،‬ع ّرض القذايف ليبيا حلرب أهلية ّ‬

‫‪17‬‬

‫حتتاج ليبيا لعملية مصاحلة وطنية شاملة من شأنها تأمني عملية انتقال ناجحة إىل حالة من السالم‬ ‫واالستقرار املستدامني‪ .‬وابتدا ًء من ديسمرب ‪، 2011‬قدرت مفوضية األمم املتحدة لشؤون الالجئني أن‬ ‫أكثر من ‪ 900‬ألف شخص فروا من ليبيا منذ فرباير ‪ 2011‬مبن فيهم أكثر من ‪ 660‬ألف لييب‬ ‫عمت‬ ‫جمتمع���اً منقس���ماً وحال���ة م���ن الفوض���ى ّ‬ ‫مجيع أحناء الب�ل�اد‪ّ .‬‬ ‫إن الوضع األمين احلالي يف‬ ‫ربر وال ميكن الدفاع عنه ‪:‬فامليليشيات‬ ‫ليبيا غري م ّ‬ ‫واجملالس العس���كرية هي من حتك���م البالد فعلياً‬ ‫؛مت إقص���اء م���دن وقبائ���ل بأكمله���ا م���ن عملية‬ ‫إع���ادة اإلعمار ألنها ببس���اطة كانت متهمة بأن‬ ‫أبنائه���ا م���ن أنصار النظ���ام الس���ابق ؛ووصل عدد‬ ‫الالجئني إىل ما يقارب امللي���ون الجئ ‪،‬باإلضافة‬ ‫إىل مئات اآلالف من النازحني داخلياً‪.‬‬ ‫من احملتمل أن حتول االنقس���امات العميقة اليت‬ ‫ظه���رت يف فرتة ما بعد احلرب دون إجراء عملية‬ ‫إع���ادة فعال���ة ‪،‬وأن ته���دد احتم���االت االس���تقرار‬ ‫والسالم االجتماعي ‪،‬وخت ّرب فرص جناح عملية‬ ‫االنتق���ال م���ن الدكتاتوري���ة إىل الدميقراطية‪.‬‬ ‫ونظ���راً لالنش���قاق الكب�ي�ر الذي ض���رب اجملتمع‬ ‫اللييب ‪،‬ينبغي على املصاحلة الوطنية أن ال تشمل‬ ‫النظام القديم والثوار فقط‪ .‬إذ ّ‬ ‫إن اجملتمع اللييب‬ ‫مل ينقسم إىل نصفني فحسب ‪،‬بل هو مقسم إىل‬ ‫عدد من اجلماع���ات و الفصائل ‪،‬اليت هي حباجة‬ ‫مجيعه���ا إىل أن تعط���ى حصة يف اس���تقرار ليبيا‪.‬‬ ‫بالتال���ي ‪،‬جيب أن تش���مل عملي���ة املصاحلة أيضاً‬ ‫الالجئ�ي�ن ‪،‬و النازح�ي�ن ‪،‬وأولئك الذي���ن يُع ّرفون‬ ‫عل���ى أنه���م موال���ون للنظ���ام ‪،‬وكذل���ك ممثل���ي‬ ‫الدول���ة الليبي���ة اجلدي���دة‪ .‬وعل���ى الرغ���م م���ن‬ ‫صعوبة التح���دي املتمثل يف اس���تيعاب كل هذه‬ ‫األط���راف ‪،‬إال ّ‬ ‫أن وحده���ا مصاحل���ة ذات قاع���دة‬ ‫جمتمعي���ة عريضة من ش���أنها أن تضمن انتقال‬ ‫وقس���مت‬ ‫ليبي���ا من دول���ة هش���ة مزقتها احلرب ّ‬ ‫موحد‪ .‬و لقد‬ ‫جمتمعها إىل ّ‬ ‫أمة مس���تقرة وشعب ّ‬ ‫تبينّ حتى اآلن ّ‬ ‫أن حتقيق هذه املصاحلة غاية يف‬ ‫الصعوبة ‪،‬ويُعزى س���بب ذل���ك إىل حد كبري إىل‬ ‫الرتكة اليت خّلفها الق���ذايف‪ .‬بعد وصول العقيد‬ ‫القذايف إىل الس���لطة يف انق�ل�اب غري دموي أطاح‬ ‫بامللك إدريس يف العام ‪، 1969‬أس���س اجلمهورية‬ ‫العربية الليبية ‪،‬منهي���اً بذلك النظام اجلمهوري‬ ‫يف الب�ل�اد يف العام ‪ 1977‬ومؤسس���اً للجماهريية‬ ‫العربية الليبية الش���عبية االش�ت�راكية العظمى‬ ‫ال�ت�ي قام���ت عل���ى فلس���فته اخلاص���ة يف احلك���م‬ ‫“النظري���ة العاملي���ة الثالثة” ‪ .‬واس���تخدم القذايف‬ ‫فلسفة اجلماهريية ‪،‬أو الدولة الشاملة ‪،‬للتأكد‬ ‫من أنه مت بناء مؤسس���ات الدولة خلدمة نظامه‪.‬‬ ‫و مت تهمي���ش اجلي���ش الوط�ن�ي ‪،‬يف الوقت الذي‬ ‫قام في���ه القذايف بتقوية األجهزة األمنية ‪،‬كلواء‬ ‫‪ 32‬مع ّزز التابع للقوات املسلحة الليبية‪ .‬وكان‬ ‫هذا اللواء ‪،‬واملعروف أيضاً باس���م كتائب العقيد‬ ‫مخي���س على اس���م جن���ل الق���ذايف ‪،‬موالي���اً متاماً‬ ‫للعقي���د‪ .‬باإلضاف���ة إىل ذل���ك ‪،‬م���ارس الق���ذايف‬ ‫الس���لطة السياس���ية املطلق���ة ‪،‬وحظ���ر األح���زاب‬ ‫السياس���ي ‪،‬وس���جن أولئ���ك الذي���ن عارض���وه أو‬ ‫أرس���لهم إىل املنف���ى‪ .‬بالتالي ‪،‬ج���اءت الثورة اليت‬ ‫بدأت يف عام ‪ 2011‬مبثابة صدمة لقيادة البالد‪.‬‬ ‫•أجبديات املصاحلة الوطنية الليبية‬ ‫حتت���اج ليبي���ا لعملي���ة مصاحلة وطنية ش���املة‬ ‫من ش���أنها تأمني عملية انتقال ناجحة إىل حالة‬ ‫من السالم واالس���تقرار املس���تدامني‪ .‬وابتدا ًء من‬ ‫ديس���مرب ‪، 2011‬قدرت مفوضي���ة األمم املتحدة‬ ‫لشؤون الالجئني أن أكثر من ‪ 900‬ألف شخص‬ ‫ف���روا م���ن ليبي���ا منذ فرباي���ر ‪ 2011‬مب���ن فيهم‬ ‫أكث���ر م���ن ‪ 660‬ألف لي�ب�ي‪ .‬وق���درت املفوضية‬ ‫أيضاً أن عدد النازح�ي�ن الداخليني بلغ ‪ 200‬ألف‬ ‫ش���خص‪ .‬عاد عدد كبري من الليبيني إىل بالدهم‬ ‫منذ ذلك احلني‪.‬‬ ‫يف بداي���ة الربي���ع العربي‪ ،‬حاول القذايف اس���تباق‬

‫االحتجاج���ات ع���ن طري���ق خف���ض أس���عار املواد‬ ‫الغذائية‪ ،‬وإطالق س���راح الس���جناء السياس���يني‪،‬‬ ‫ولك���ن بعد ف���وات اآلوان‪ .‬يف ‪ 17‬فرباي���ر ‪، 2011‬‬ ‫اندلعت املظاهرات يف بنغازي وسرعان ما انتشرت‬ ‫يف مناطق أخرى‪ .‬قوبلت االحتجاجات املس���تمرة‬ ‫بتح ٍد من القذايف – الذي توعد مبقولته املشهورة‬ ‫ب”تطه�ي�ر ليبيا بيت بيت”– وحبملة عس���كرية‬ ‫قاس���ية الس���تعادة الس���يطرةعلى الب�ل�اد‪ .‬ب���دأت‬ ‫حرب أهلية وحش���ية‪ ،‬ويف أقل من أسبوع استولت‬ ‫كتائ���ب العقي���د مخيس عل���ى مدين���ة مصراتة‬ ‫وكان���ت عل���ى وش���ك أن تش���ن هجوم���اً س���احقاً‬ ‫على بنغ���ازي‪ ،‬مهد الثورة‪.‬فم���ا كان من الفصل‬

‫وغري فعال‪ .‬خّلف انهيار النظام فراغاً يف السلطة‪،‬‬ ‫وأحزاب سياس���ية ومنظمات‬ ‫حاول أن ميأله ثوا ٌر‬ ‫ٌ‬ ‫غ�ي�ر حكومي���ة وجمموع���ات إعالمي���ة وآخرون‬ ‫كان لديهم كلهم أجندات تنافسية ولكن بدون‬ ‫تاريخ من التعاون‪.‬‬ ‫قد تكون إحدى أعمق االنقسامات اليت ظهرت يف‬ ‫ليبي���ا يف مرحلة ما بعد القذايف بني املدن الثورية‬ ‫والقبائل ال�ت�ي توصف بالثوار )على س���بيل املثال‬ ‫مصراتة ‪،‬الزنتان ‪،‬بنغازي ‪،‬سوق اجلمعة ‪،‬الزاوية‬ ‫‪،‬زوارة( واألزالم )وه���م أع���وان النظ���ام‪ ،‬كأجزاء‬ ‫م���ن ورفلة ‪،‬وب�ن�ي وليد ‪ ،‬و القذاذفة ‪،‬و املشايش���ة‬ ‫‪،‬و الرياينة الغربية وقد زاد ش���رخ هذا االنقس���ام‬

‫الوطني���ة عل���ى أنه���ا عملي���ة معاجل���ة مظ���امل‬ ‫أط���راف الن���زاع بهدف إع���ادة حتدي���د عالقاتهم‬ ‫وصياغ���ة عقد اجتماعي جدي���د‪ .‬طاملا ركزت‬ ‫مناه���ج حتقي���ق املصاحلة الوطني���ة على احلوار‬ ‫الوط�ن�ي والعدال���ة االنتقالي���ة كط���رق فعال���ة‬ ‫وحموري���ة من أجل إجن���اح أي مصاحلة وطنية‪.‬‬ ‫عل���ى البالد أن تتص���احل مع ماضيه���ا ‪،‬وأن تعاجل‬ ‫مظامل الضحايا وأس���رهم ملا عانوه يف ظل النظام‬ ‫الس���ابق ‪،‬وأن حتاس���ب مرتك�ب�ي اجلرائ���م عل���ى‬ ‫اجلرائ���م اليت ارتكبوه���ا ‪،‬باإلضاف���ة إىل أن تقوم‬ ‫بإصالح مؤسس���ات الدولة بطريق���ة متنع تكرار‬ ‫االنته���اكات يف املس���تقبل‪.‬ومن امله���م ّ‬ ‫أن نش���دد‬ ‫أنه ال جيب الس���عي لتحقيق العدال���ة االنتقالية‬ ‫واملصاحل���ة الوطني���ة م���ن خ�ل�ال اعتم���اد نه���ج‬ ‫ختطيط���ي يبدأ من أعلى إىل أس���فل اهلرم‪ .‬ليس‬ ‫هناك جمموعة حمددة من اخلطوات اليت جيب‬ ‫اتباعه���ا لتحقيق هذه النتائج‪ ،‬ب���ل ال بد أن يكون‬ ‫حوار وطين شامل يف قلب عملية املصاحلة‪ .‬فقط‬ ‫عندما يُس���مح جلميع األطراف املعنية مبناقشة‬ ‫الرتتيب���ات األكث���ر مالءم���ة م���ن أج���ل تقص���ي‬ ‫احلقائ���ق ‪،‬و التعوي���ض ‪،‬و املس���اءلة ‪،‬واإلص�ل�اح‬ ‫املؤسس���اتي ‪،‬فإن وحده هذا النه���ج يضمن امللكية‬ ‫احمللية ألي اتفاق‪.‬‬ ‫إال ّ‬ ‫أن ع���دداً م���ن التحديات اخلط�ي�رة والطارئة‬ ‫ّ‬ ‫تقف يف وجه عملية املصاحلة الليبية‪ .‬إن عمليات‬ ‫ُ‬ ‫مكلفة ‪،‬وخاصة عندما تغطي‬ ‫املصاحلة الوطنية‬ ‫ف�ت�رة طويلة من احلرب أو من انتهاكات حقوق‬ ‫اإلنس���ان‪ .‬تش���مل املصاحلة التعوي���ض للضحايا‬ ‫وأسرهم ‪،‬ونزع السالح ‪،‬و التسريح ‪،‬وإعادة إدماج‬ ‫املقاتلني السابقني ‪،‬وإعادة توطني الالجئني‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الس���ابع مليثاق األمم املتحدة الذي مسح بالتدخل‬ ‫العس���كري مع فرض منطقة حظ���ر جوي إال أن‬ ‫عكس زخم احلرب‪ ،‬ولكنه مل جي ّنب ليبيا أش���هراً‬ ‫إضافية من املعارك الطاحن���ة‪ .‬ويف ‪ 20‬أكتوبر‪،‬‬ ‫مت القب���ض عل���ى الق���ذايف وقتله أثن���اء حماولته‬ ‫الف���رار م���ن مس���قط رأس���ه يف س���رت‪ .‬م���ع وفاة‬ ‫القذايف وس���قوط نظامه‪ ،‬انه���ارت الدولة الليبية‬ ‫وعم���ت الب�ل�اد حال���ة م���ن الفوضى‪.‬وميك���ن أن‬ ‫ّ‬ ‫ُتعزى احلالة الس���يئة اليت وصلت إليها ليبيا إىل‬ ‫انهيار نظ���ام القذايف املفاجئ وعقود حكم القذايف‬ ‫الس���ابقةاليت يف خالهلا كان مش���رفاً على اهلدم‬ ‫املنهجي للمؤسس���ات االجتماعية واحلكومية يف‬ ‫ليبي���ا‪ .‬ويف خالل ‪ 42‬س���نة يف الس���لطة‪ ،‬مل مينع‬ ‫القذايف تش���كيل األح���زاب السياس���ية ومنظمات‬ ‫اجملتم���ع املدني فحس���ب‪ ،‬ب���ل إ ّنه مل يس���تثمر إال‬ ‫القليل ج���داً يف تنمية بالده‪ .‬بّ���دد القذايف معظم‬ ‫م���وارد البالد عل���ى مش���اريع ال فائ���دة منها مثل‬ ‫مش���روع النهر الصناع���ي العظي���م أو على حرب‬ ‫خاس���رة مع تشاد دامت ‪ 10‬س���نوات تقريباً‪ .‬ترك‬ ‫القذايف ليبيا مع احلد األدنى من التنمية يف كل‬ ‫قط���اع تقريباً – مب���ا يف ذلك التعلي���م‪ ،‬والصحة‪،‬‬ ‫والصناعة‪ ،‬والزراعة – وجهاز بريوقراطي فاسد‬

‫بس���بب تالعب القذايف بالقبيلة على أنها مؤسسة‬ ‫اجتماعي���ة ليبية ‪،‬وال�ت�ي اس���تغلها للحفاظ على‬ ‫حكم���ه ال���ذي دام ‪24‬عاماً وهلزمي���ة ثورة ‪2011‬‬ ‫‪ .‬تش���عر العدي���د م���ن القبائ���ل الي���وم بالتهميش‬ ‫والتميي���ز ضده���ا يف مرحل���ة م���ا بع���د الق���ذايف‪،‬‬ ‫وذل���ك بس���بب عالقاته���ا الس���ابقة بالنظام‪.‬وهلذا‬ ‫جيب أن تتعامل ليبيا أيض���اً مع اجلرائم املروعة‬ ‫ال�ت�ي ار ُتكبت يف خالل عه���د القذايف وخالل ثورة‬ ‫‪ 2011‬على ح ّد سواء‪ .‬ومن الفظائع اليت ار ُتكبت‬ ‫س���ابقاً‪ ،‬نذكر مذحبة س���جن أبوس���ليم يف العام‬ ‫‪ 1996‬واالختف���اء القس���ري ملعارض���ي الق���ذايف‬ ‫السياس���يني‪ .‬أما املظامل اليت حصلت خالل الثورة‬ ‫فتش���مل ح���االت م���ن االغتص���اب اجلماعي – يف‬ ‫مصرات���ة وأجدابي���ا عل���ى س���بيل املثال‪.‬واجلدير‬ ‫بالذكر ّ‬ ‫أن اجملتم���ع اللييب هو جمتمع حمافظ‬ ‫اعتاد على اس���تخدام العدالة االنتقامية‪ .‬بالتالي‬ ‫‪،‬إذا مل تحُ ّ‬ ‫���ل ه���ذه اجلرائ���م املاضي���ة‪ ،‬فقد تضع‬ ‫ليبي���ا يف دورة انتقام من ش���أنها تأجيج مزيد من‬ ‫الصراع‪.‬وم���ن أج���ل وض���ع ح���د حلال���ة الفوضى‬ ‫النامجة عن سقوط‬ ‫الق���ذايف‪ ،‬ال بد من إجراء عملية مصاحلة وطنية‬ ‫شاملة‪.‬ففي هذا السياق ‪،‬ميكن تعريف املصاحلة‬

‫•مقدمة دراسة حتليلية مطولة صادرة عن مركز‬ ‫بروكنجز الدوحة رقم ‪ ،9‬ديسمرب ‪2013‬‬ ‫•إبراهيم ش���رقية‪ ،‬زميل يف قسم السياسة اخلارجية‬ ‫يف معه���د بروكنج���ز‪ ،‬ويش���غل حالي���اً منص���ب نائب‬ ‫مدير مرك���ز بروكنجز الدوحة‪ ،‬و أس���تاذ مس���اعد‬ ‫جبامع���ة جورجت���اون يف قطر‪ .‬د ّرس ش���رقية س���ابقاً‬ ‫مادة حل النزاعات الدولية يف جامعة جورجواش���نطن‬ ‫وجامعة جورج ميس���ن‪ .‬هذا وباإلضافة إىل أنه ش���غل‬ ‫منص���ب مستش���ار أكادميي لس���فارة دول���ة اإلمارات‬ ‫العربي���ة املتحدة يف واش���نطن العاصم���ة‪ .‬و يف رصيد‬ ‫ش���رقية العديد من البحوث والدراس���ات اليت ختتص‬ ‫بقضاي���ا ح���ل النزاع���ات يف الوطن العرب���ي‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إىل مقاالت سياس���ية نش���رت يف جمل���ة فورين آفريز‪،‬‬ ‫وجملة فورين بوليس���ي‪ ،‬وصحيف���ة نيويورك تاميز‪،‬‬ ‫وجملة فاينانشال تاميز‪ ،‬وموقع سي أن أن‪ ،‬وصحيفة‬ ‫كريستش���ن س���اينس مونيتور‪ ،‬واجلزيرة‪ ،‬والعربية‪،‬‬ ‫وأخ�ي�راً ولي���س آخ���راً صحيف���ة فيالدلفي���ا انكوايرر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويط���ل ش���رقية يف العدي���د م���ن الربام���ج السياس���ية‬ ‫ليعطي حتليله اخلاص على قنوات وإذاعات خمتلفة‪،‬‬ ‫مث���ل إن بي آر‪ ،‬وس���ي أن أن‪ ،‬وقناة اجلزي���رة )العربية‬ ‫واإلجنليزية(‪ ،‬وقناة بي بي س���ي‪ .‬حصل ش���رقية على‬ ‫شهادة الدكتوراه من جامعة جورج ميسن ‪ .‬يف حتليل‬ ‫النزاعات وحلها يف العام ‪2006‬و جتدر اإلشارة إىل ّ‬ ‫أن‬ ‫ه���ذه الدراس���ة هي ج���ز ٌء من مش���روع حبث���ي ميداني‬ ‫طوي���ل األمد كتب يف صفحاته إبراهيم ش���رقية عن‬ ‫املصاحل���ة الوطنية وآلي���ات التحول يف بل���دان ما بعد‬ ‫الربيع العربي‪ .‬س���يتوج املش���روع يف كتاب استند إىل‬ ‫ثالث دراس���ات حالة‪ ،‬وهي ليبيا‪ ،‬وتون���س‪ ،‬واليمن‪ّ .‬‬ ‫إن‬ ‫الورق���ة اليت أصدرها ش���رقية يف فرباير ‪ 2013‬حتت‬ ‫عن���وان‪“ :‬الس�ل�ام الدائ���م‪ :‬رحل���ة اليم���ن للمصاحل���ة‬ ‫الوطنية” هي جزء من نتاج هذا املشروع‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬

‫حدود احلريم‬

‫محودة‬ ‫عبد الفتاح بن ّ‬

‫أمامة الزاير‬

‫بالس���تيك ّية يف احملاف���ل الرمس ّي���ة وعل���ى موائد‬ ‫الساحات تعبرّ عن رأيها‬ ‫الس���لطان‪ّ .‬‬ ‫وإما نراها يف ّ‬ ‫دون خ���وف‪ ،‬تكت���ب ف ُتمن���ع مقاالته���ا‪ ،‬تحُ اص���ر‬ ‫سياس ّيا وتقمع اجتماع ّيا‪...‬‬ ‫نظامه‬ ‫عربي‬ ‫اس�ل�امي ادّع���ى ُ‬ ‫ّ‬ ‫ألس���نا يف جمتم���ع ّ‬ ‫َ‬ ‫احلداثة؟‬ ‫لقد ُم���ورس القمع والعنف على أس���اس اجلنس‬ ‫يف تون���س قب���ل ‪ 14‬بطرق مل ّثم���ة أو مفضوحة‬ ‫بالسجن والتهديد والتشويه وعرقلة ّ‬ ‫كل مسار‬ ‫ّ‬ ‫تقدم���ي يطم���ح ح ّق���ا لتحقي���ق احلريّة‬ ‫ث���وري‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تقلي���دي يرفض أن‬ ‫واملس���اواة يف جمتم���ع ش���به‬ ‫يعلو فيه صوت املرأة العورة‪.‬‬ ‫يصح‬ ‫وكان املش���هد‬ ‫احلقوقي يف تونس غائما ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫فيه إ ّ‬ ‫ال ما قاله أدونيس‪:‬‬ ‫«دخان يتن ّكس‬ ‫يتحامل على اهلواء‬ ‫ال يقدر أن ينتهي ال يقدر أن يبدأ‬ ‫البحر يرفض البحر‬ ‫الصحراء‬ ‫الصحراء تنفي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وللشمس أجفان من مشع»(‪)3‬‬ ‫‪ /2‬امل���رأة التونس���ية بع���د ‪ 14‬جانف���ي‪ :‬عروس‬ ‫ّ‬ ‫الشمع‬ ‫«لست شيئا آخر غري حياتك»(‪ ،)4‬هذا ما اعتقدناه‬ ‫لوهلة يف حراك ّ‬ ‫ثوري هائل بعد سقوط ال ّنظام‪..‬‬ ‫آمال كث�ي�رة وأحالم تش���اطرنها انكس���رت عند‬ ‫املنعطف األوّل‪.‬‬ ‫لق���د حتدّث أغل���ب الناش���طني يف جم���ال الدفاع‬ ‫ع���ن حقوق اإلنس���ان وحقوق امل���رأة باخلصوص‬ ‫ع���ن ختوفهم وقلقه���م من إمكاني���ة االرتداد عن‬ ‫املكتس���بات احلداث ّي���ة ال�ت�ي ناضل���ت م���ن أجله���ا‬ ‫املرأة التونس���ية وعن القوانني اليت أق ّرها املش��� ّرع‬ ‫التونس���ي وإن حتفظوا على أش���كال تطبيقها يف‬ ‫الواقع‪.‬‬ ‫كان التهديد صارخا من قوى الش��� ّد إىل اخللف‬ ‫والرجع ّي���ة الظالم ّي���ة ال�ت�ي اس���تندت إىل فه���م‬ ‫مغلوط للن���ص الدي�ن�ي‪ .‬إذ أثبت���ت اإلحصائيات‬

‫املهتمة‬ ‫األخ�ي�رة ال�ت�ي قدمتها بع���ض املنظم���ات ّ‬ ‫بالدفاع عن حقوق املرأة مثل اجلمعية التونسية‬ ‫للنس���اء الدميقراطي���ات تزايد نس���بة العنف ضد‬ ‫املرأة مبختل���ف أش���كاله وتنوع مظاه���ر التمييز‬ ‫اليت مت���ارس ضد النس���اء اليت يكرس���ها اجملتمع‬ ‫ال ّذك���وري‪ .‬وم���ن ذل���ك تكري���س التفري���ق بني‬ ‫اجلنس�ي�ن «فاملرأة كائن ناق���ص قاصر اإلدراك‬ ‫ُمواط���ن م���ن الدرج���ة الثاني���ة وغ�ي�ر مؤهل ألن‬ ‫يتحم���ل أي مس���ؤولية خارج البي���ت‪ ..‬إذ تنحصر‬ ‫وظيفته���ا يف اإلجناب والعناي���ة باألبناء والزوج‪..‬‬ ‫وطبع���ا تس���تحق التأديب والتقوي���م وهو ما يربر‬ ‫ّ‬ ‫األسري‪.‬‬ ‫العنف‬ ‫وق���د قف���زت «اخلالي���ا النائم���ة» إىل الس���احة‬ ‫مم ّثلة يف احلركات الس���لف ّية اليت تقدّم تصوّرا‬ ‫للمجتمع يتنافى متاما مع قيم اجملتمع احلداثي‬ ‫ال���ذي نطمح إلي���ه‪ .‬وانطلقت مح�ل�ات التجريح‬ ‫والتش���ويه ض ّد بعض املف ّكرات التونس���يات (ألفة‬ ‫ّ‬ ‫وتكفريهن‬ ‫يوسف‪ ،‬رجاء بن س�ل�امة وغريهما‪)..‬‬ ‫ّ‬ ‫عليه���ن‬ ‫الش���رعي‬ ‫واملطالب���ة بإقام���ة احل��� ّد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وترهيبهن‪.‬‬ ‫أفكارهن‬ ‫وحماكمة‬ ‫ليس ّ‬ ‫مث َت ما يربر اليوم حالة ال ّنكوص اليت بدت‬ ‫يف نقاش���ات عادت بنا مئات السنوات الضوئ ّية من‬ ‫وجوب احلجاب أو النقاب أو مالزمة الدار وس�ت�ر‬ ‫العورات (الصوت عورة)‪.‬‬ ‫نقاش���ات طال���ت وحماوالت لالرت���داد عن جمّلة‬ ‫األح���وال الش���خص ّية ال�ت�ي تس���تحق مراجع���ة‬ ‫لتطويره���ا ولي���س نفيه���ا‪ ،‬أث���ارت جلبة لتش���د ّد‬ ‫خيص حق���وق املرأة‪ ،‬يف‬ ‫األط���راف الديني���ة فيما ّ‬ ‫التأسيس���ي وغ�ي�ره من فض���اءات الدولة‬ ‫اجمللس‬ ‫ّ‬ ‫أن مقاصد اإلس�ل�ام اجلوهريّة ّ‬ ‫«رغ���م ّ‬ ‫حتث على‬ ‫تكريم اإلنسان بقطع النظر عن جنسه»(‪)5‬‬ ‫املرأة التونس��� ّية الي���وم تناضل من أج���ل حريّتها‬ ‫ومن أجل كيانها الذي أصبح مستهدفا من قوى‬ ‫الظالم ال�ت�ي تجُ هد نفس���ها يف أن تف ّكك اجملتمع‬ ‫بأس���ره وتعي���د صياغت���ه وف���ق رؤية إس�ل�امويّة‬ ‫اجلامعي‬ ‫التهجم على احلرم‬ ‫متطرفة من خالل ّ‬ ‫ّ‬

‫معرض اليوم الواحد‬

‫خيبة ّ‬ ‫النص‬

‫الديكور إىل عروس ّ‬ ‫من ّ‬ ‫الشمع احملرتقة‬ ‫ق���د نب���دو لوهلة متش���ائمني كث�ي�را مما حيدث‬ ‫يف أوطانن���ا‪ .‬قد نبدو س���رياليني وحنن نف ّتش يف‬ ‫ّ‬ ‫كل جهات األرض عن سبب واحد لنضحك ملء‬ ‫قلوبن���ا الصغرية‪ .‬قد نبدو حال���ة من الرومنطيقا‬ ‫وحن���ن نك��� ّد يوم ّي���ا يف اجت���اه رف���ض ّ‬ ‫كل ما قد‬ ‫يهدّد كينونتنا أو يضعه���ا مرمى النار واحلجر‪،‬‬ ‫أو يف اتجّ اه الغياب والتهميش واإلقالة القس���ريّة‬ ‫من العامل ومن احلياة وجتمي���د األفكار والعودة‬ ‫بالتاري���خ إىل هرطق���ات رج���ال الدّي���ن يلوّحون‬ ‫بألواحهم املقدّس���ة ويتهدّدون ويعدون باجلحيم‬ ‫واجل ّنة يو ّزعونها علينا مثل حلوى العيد‪.‬‬ ‫قد نبدو عبث ّيني وحنن نرفض املتاجرة بأحالمنا‬ ‫وبدم ّ‬ ‫كل الذين غادروا مشيئة القطيع وانطلقوا‬ ‫يف رحل���ة حبث ش���ا ّقة عن اإلنس���ان متجي���دا له‬ ‫ولفعل���ه وحللم���ه ب���د ًءا بقاس���م أم�ي�ن والطاه���ر‬ ‫احلداد وغريهما‪.‬‬ ‫ق���د نب���دو ش���كاكني‪ ،‬نتس���اءل ث���م نتس���اءل ثم‬ ‫نتس���اءل ش���وقا إىل املعنى واحلريّ���ة احلمراء‪ .‬قد‬ ‫ال نك���ون خريي���ن جدا لعلمن���ا ّ‬ ‫بأن العن���ف القائم‬ ‫على أساس اجلنس استم ّد مشروعيته من قراءة‬ ‫مغلوطة للمقدّس‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫«إن العن���ف ه���و الواقع���ة األوىل وحم���ور نس���ق‬ ‫املق���دّس ونظامه»(‪ )1‬ينبين أساس���ا على اإلقصاء‬ ‫و«إنكار لآلخر باعتب���اره قيمة مماثلة لألنا‪ ،‬إنه‬ ‫اس���تبعاد لآلخ���ر من جم���ال احلي���اة ومن جمال‬ ‫الفعل ومن جمال القول‪.)2(»....‬‬ ‫املوجه ضد املرأة‬ ‫وال ميكنن���ا أن نفهم هذا العن���ف ّ‬ ‫ّ‬ ‫والدي�ن�ي‪ ،‬ال ميكننا‬ ‫بعزل���ه عن س���ياقه التارخيي‬ ‫تفكيك���ه وإعادة قراءت���ه ّ‬ ‫بغض النظ���ر عن رصد‬ ‫ّ‬ ‫الرمزي للمرأة يف جمتمعاتنا‬ ‫تفاصيل االنتهاك‬ ‫العربي���ة وجمتمعنا التونس���ي حتدي���دا قبل ‪14‬‬ ‫جانف���ي وبعده باعتب���اره حتوّال جذريّا يف مس���ار‬ ‫منجزات الدولة احلديثة‪.‬‬ ‫‪/1‬امل���رأة التونس��� ّية قب���ل ‪ 14‬جانف���ي ‪: 2011‬‬ ‫أوهام الديكور‬ ‫تبج���ح النظ���ام الس���ابق ل�ب�ن عل���ي بأن���ه ضم���ن‬ ‫ّ‬ ‫امتي���ازات عدي���دة للم���رأة التونس���ية وأنه محل‬ ‫مش���روعا حتديثيا يق���وم يف جوهره على حتقيق‬ ‫مطل���ب املس���اواة التام���ة والفعلي���ة ب�ي�ن امل���رأة و‬ ‫الرج���ل‪ ،‬وعل���ى النه���وض بدوره���ا يف اجملتم���ع‬ ‫التونسي‪.‬‬ ‫حق���وق كث�ي�رة زعم ه���ذا النظ���ام أن���ه كفلها‬ ‫التمس���ك‬ ‫لنس���اء تونس من خ�ل�ال اإلحلاح على‬ ‫ّ‬ ‫مبجّلة األحوال الشخص ّية‪ ..‬وروّج لذلك ال فقط‬ ‫خ���ارج البالد‪ ،‬وإمنا أراد ترس���يخ ه���ذه الفكرة يف‬ ‫ّ‬ ‫كل األوس���اط التونس���ية‪ ..‬قوانني شكلية ال يتم‬ ‫تطبيقه���ا ع���ادة وانته���اكات مت���ارس يوميا ضد‬ ‫املرأة نفسها وسخرية منها يف كل اجملاالت‪..‬‬ ‫أمل تك���ن أدا ًة اس���تعملها النظ���ام الدكتات���وري‬ ‫ْ‬ ‫لش���رعنة دفاعه عن حقوق اإلنس���ان أمام العامل‬ ‫فيما كانت املرأة التونس���ية تتع ّرض إىل أشكال‬ ‫متنوعة من االنتهاكات ضد كيانها اإلنساني؟‬ ‫فقد رفض النظام السابق من جهة اإلمضا َء على‬ ‫اتفاقي���ات دولي���ة تكف���ل حقوق النس���اء وحت ّفظ‬ ‫على بنود كثرية من عدي���د االتفاقيات‪ ...‬وصوّر‬ ‫نفسه من جهة أخرى راعيا رمس ّيا حلقوق املرأة‪.‬‬ ‫إما‬ ‫وكان���ت امل���رأة املث ّقف���ة يف الواجه���ة متام���ا‪ّ ،‬‬ ‫مرضي عنه���ا يف دواليب الدول���ة‪ ،‬حتمل حقائب‬ ‫ّ‬ ‫الوزارة أو مس���ؤول ّية رئاس���ة احت���اد الكتاب وهي‬ ‫الصحافي���ة والفنان���ة والسياس��� ّية‪ ..‬واجه���ة ال‬ ‫غري‪ ،‬منخرطة فيما يُرس���م هلا م���ن دوائر‪ ،‬وردة‬

‫‪19‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬

‫وحماول���ة فرض النقاب أو املنتقبات يف اجلامعة‬ ‫العامة‪ ،‬ومن‬ ‫التونس���ية وغريه���ا م���ن الفض���اءات ّ‬ ‫خالل ّ‬ ‫ّ‬ ‫األسري‪.‬‬ ‫تفشي جرائم االغتصاب والعنف‬ ‫لقد حتوّلت املرأة بعد ‪ 14‬جانفي من أداة لتزيني‬ ‫الواجه���ة اإلعالم ّية اليت روّجها النظام الس���ابق‪،‬‬ ‫إىل عروس الشمع احملرتقة اليت ُترجم حبجارة‬ ‫اإلره���اب والتط��� ّرف الدي�ن�ي‪ ،‬وتعتق���ل أفكاره���ا‬ ‫بدعوى ال ّتحريم والتجريم‪.‬‬ ‫حم���اوالت كث�ي�رة لتهمي���ش حض���ور امل���رأة يف‬ ‫ش���كلي للنس���اء يف اجمللس‬ ‫مواقع القرار (حضور‬ ‫ّ‬ ‫التأسيس���ي مث�ل�ا) جيه���د أن حياف���ظ عل���ى‬ ‫ّ‬ ‫مستلزمات الديكور‪ ،‬وحماوالت كثرية لتشريع‬ ‫قوانني ال تهدف أساس���ا إ ّ‬ ‫ال لف���رض بيت الطاعة‬ ‫على النساء‪.‬‬ ‫«أهو ذنبك أ ّنك يوما ولدت بتلك البالد»(‪ )6‬ليس‬ ‫ذنبك إنمّ ا لنا أن نكون كما نشاء‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــ‬ ‫اهلوامش ‪:‬‬ ‫‪ /1‬جمموع���ة باحث�ي�ن يف ن���دوة ّ‬ ‫نظمته���ا اجلمع ّية‬ ‫التونس��� ّية للدراس���ات الفلس���فية ف���رع صفاق���س‪،‬‬ ‫القماط���ي التيجان���ي‪ ،‬اإلنس���ان واملق���دّس‪ ،‬دار حممد‬ ‫علي احلام���ي للنش���ر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األوىل س���نة‬ ‫‪ ،1994‬صفحة ‪72‬‬ ‫‪ /2‬نفس املصدر‪ ،‬ص ‪71‬‬ ‫‪ /3‬أدوني���س‪ ،‬مف���رد بصيغة اجلم���ع‪ ،‬بدايات للطبع‬ ‫والنشر‪ ،‬سنة ‪ ،2007‬ص ‪206‬‬ ‫‪ /4‬سارتر جان بول‪ ،‬الوجوديّة منزع إنساني‪ ،‬تعريب‬ ‫حمم���د جنيب عب���د امل���وىل‪ ،‬دار حممد عل���ي احلامي‬ ‫للنش���ر تونس ودار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع‬ ‫لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬ص‪58‬‬ ‫‪/5‬الش���ريف سلوى‪ ،‬اإلسالم واملرأة والعنف‪ ،‬منشورات‬ ‫عالمات‪ ،‬ص ‪51‬‬ ‫‪/6‬يوس���ف س���عدي‪ ،‬حفيد ام���رئ القي���س‪ ،‬دار املدى‬ ‫للثقافة والنشر‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪ ، 2006‬ص‪97‬‬

‫ـ‪1‬ـ‬ ‫ّ‬ ‫كل م���ا كتب ُت ُه س���ابقا ه���و خيبيت‬ ‫وخيبتك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫كل م���ا كتبته غ���دًا! خيبتنا حنن‬ ‫س���را‪ ،‬إنين أف ّرق‬ ‫االثنني‪ ،‬ال أخفيك ًّ‬ ‫جيدا بني «ت ّيار» (‪ )courant‬وبني‬ ‫«حركة» (‪ )mouvement‬وبني‬ ‫«مجاع���ة» (‪ ،)groupe‬وكذل���ك‬ ‫أنت‪ .‬إن مل تف ّرق بني تلك التسميات‬ ‫(أو املصطلحات اليت أهلكها الدّهر)‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فإن اخليب���ة ال تكون لي ولك فقط‬ ‫ّ‬ ‫للنص يا صديقي اللدود!‪.‬‬ ‫بل هي ّ‬ ‫ْ‬ ‫وليكن ً‬ ‫أيضا أ ّنك تف ّرق بني الواقعية‬ ‫والواقعي���ة الس���حرية والواقعي���ة‬ ‫القذرة والرومانس���ية والسوريالية‬ ‫وغريه���ا‪ ...‬وإن مل تفع���ل فس���تكون‬ ‫خيبيت وخيبتك‪ ..‬بل خيبة ال ّنص!‬ ‫إىل جان���ب م���ن تق���ف أن���ت!؟ أي‬ ‫بط���م طميم���ك ّ‬ ‫وقض‬ ‫نع���م‪ ،‬أن���ت‪ّ ،‬‬ ‫قضيض���ك‪ )..(..‬أم���ا أن���ا‪ ،‬فأق���ف اىل‬ ‫(والصفر فاصل‬ ‫جانب اخلاس���رين‬ ‫ّ‬ ‫واح���د)‪« ،‬يف ّ‬ ‫صف املخربش�ي�ن على‬ ‫ورق‪ ،‬س��� ّيئي الطالع‪ ،‬بال ناش���رين‬ ‫وال مكاف���آت وال ق��� ّراء» عل���ى ح��� ّد‬ ‫عب���ارة الكاتب العراق���ي لؤي محزة‬ ‫ع ّباس‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كل م���ا كتب ُت���ه ح ّقا ه���و اخليبة‪،‬‬ ‫خيبيت وخيبتك يف ليل املعنى‪ ،‬فهل‬ ‫عثرت على الّليل!؟‬ ‫ّ‬ ‫لذل���ك‪ ،‬كّل���ه‪ ،‬ي���ا صديق���ي اللدود‬ ‫أكت���ب إلي���ك ه���ذه الرس���الة اليت‬

‫كتب ُتها غدًا!‬

‫ـ‪2‬ـ‬ ‫واألدبي والفنيّ‬ ‫يبدو املشهد ال ّثقايف‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫واإلعالمي ضبابيا وقاتال حقا‪ .‬وإن‬ ‫ّ‬ ‫فجاج�ت�ي ه���ذه‪ ،‬ه���ي م���ن فجاجة‬ ‫الواقع‪ .‬فحذار أيها الصديق اللدود‪:‬‬ ‫كتبت غدًا أ ّو ً‬ ‫َ‬ ‫ال!‬ ‫اكتب ما‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫ـ ال مت���دح اآلخرين مب���ا ليس فيهم‬ ‫تذمهم مبا هو فيك!‬ ‫وال ّ‬ ‫ـ كن ش ّري ًرا‪ ،‬لكن ع ّرفين حبديقة‬ ‫أزهارك!‬ ‫ـ‪3‬ـ‬ ‫ي�ت�راءى للبع���ض م���ن حم�ت�ريف‬ ‫والصي���د يف املي���اه القذرة‬ ‫القن���ص ّ‬ ‫واملرض���ى أ ّنن���ا لس���نا يف حاجة اىل‬ ‫مي�ل�اد «حرك���ة أدب ّي���ة» جدي���دة‬ ‫ه���ي بالض���رورة س���ليلة «حرك���ة‬ ‫الطليع���ة» وليس���ت س���ليلة املقاهي‬ ‫(الع ّباس���ية‪ ،‬الكون‪ ،‬امليرتوبول‪ّ )...‬‬ ‫إن‬ ‫حاجتن���ا اىل حرك���ة أدبية جديدة‬ ‫ّ‬ ‫ضروري‬ ‫«الن���ص» أمر‬ ‫قائم���ة على‬ ‫ّ‬ ‫للنهوض ب���االدب التونس���ي مبا يف‬ ‫نص»‬ ‫ذلك الشعر‪ ،‬وميالد «حركة ّ‬ ‫صي���ف ‪ 2011‬كان فع�ل�ا حقيقيا‬ ‫ّ‬ ‫الثوري يف بالدنا‪...‬‬ ‫يف احلراك‬ ‫م���ن هنا يأتي خط���ر ميالد حركة‬ ‫أدب ّي���ة‪ ،‬فتج ّن���دت أق�ل�ام م���ن هن���ا‬ ‫وهن���اك حملاربته���ا ُظلم���ا وبُهتا ًن���ا‬ ‫وزو ًرا! وقابلها ش���عراء كبار ًّ‬ ‫(س���نا‬ ‫بالصمت واخلوف وال ّرعب‬ ‫فق���ط!) ّ‬ ‫والقل���ق واالمتع���اض‪ ،‬أل ّنه���م يف‬

‫وحرس‬ ‫األص���ل جن���راالت قدمي���ة‬ ‫ٌ‬ ‫وانكش���اريّون‪ ..‬ب���ل ثعاب�ي�ن «ب���وا»‬ ‫أو «أناكون���دات» بدّل���ت أثوابه���ا‬ ‫وعادت‪...‬‬ ‫ـ‪4‬ـ‬ ‫ن���ص» مث���ا ً‬ ‫ال يف‬ ‫كان���ت «حرك���ة ّ‬ ‫االنضب���اط ملفه���وم التأسيس���ي‬ ‫رؤية وأس���اليب واختال ًفا‪ ،‬وجوه ًرا‬ ‫م���ن جواه���ر احلداث���ة وم���ا بع���د‬ ‫احلداث���ة‪ ...‬فبياناته���ا مل ُت�ْب�نْ على‬ ‫وهم القطيعة‪ ،‬بل كانت يف ا ّتصال‬ ‫وثي���ق باحل���ركات( (‪Mouv e‬‬ ‫‪ )ments‬األدبي���ة تونس���يا وعربيا‬ ‫ودول ّيا‪ ..‬إنها سليلة كل احلركات‬ ‫االدبي���ة يف الع���امل حي���ث مل تكت���ب‬ ‫البيان���ات مجاع ّي���ا ب���ل فرديّ���ا‪،‬‬ ‫وه���ي جمم���وع بيان���ات خمتلفة ‪/‬‬ ‫متجانسة منفصلة ‪ /‬م ّتصلة يف آن‬ ‫تأسيسا ملبدأ االختالف‪ .‬ومن‬ ‫واحد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫هنا‪ُ ،‬حق لن���ا احلديث عن «حركة‬ ‫أدبي���ة» جت���اوزت اخليب���ة الفردية‬ ‫اجلمال���ي‪ ،‬أو‬ ‫إىل أف���ق ال ّتخيي���ب‬ ‫ّ‬ ‫أف���ق ال ّتخري���ب (ختري���ب مجي���ع‬ ‫اسرتاتيجيات القراءة األدبية)‪.‬‬ ‫عما سلف‪ ،‬س���ينحص ُر دورنا‬ ‫وبنا ًء‪ّ ،‬‬ ‫يف التخري���ب‪ّ ...‬‬ ‫األم���ة‬ ‫ألن ه���ذه ّ‬ ‫(الفحل���ة العصم���اء) يف حاجة إىل‬ ‫درس يف التخري���ب (على ح ّد عبارة‬ ‫الشاعر مظ ّفر الن ّواب)!‬

‫املنظمة الليبية للتصوير‬ ‫مبعرض فوتوغرايف بتونس‬ ‫ميادين‪ -‬صفاقس‬

‫أقامت املنظمة الليبية للتصوير األس���بوع املاضي وبرعاية ش���ركة‬ ‫طريان الرباق وبضيافة املركب الثقايف مبدينة صفاقس التونس���ية‬ ‫معرضه���ا الفوتوغ���رايف األول ال���ذي ض���م م���ا يق���ارب "‪ "48‬ص���ورة‬ ‫فوتوغرافي���ة ألعض���اء املنظمة‪ ،‬وق���ال رئيس املنظمة ط���ه الكريوي‪:‬‬ ‫ترك���زت مجي���ع األعم���ال املعروض���ة عل���ى ال�ت�راث اللي�ب�ي‪ ،‬األزياء‬ ‫التقليدي���ة الليبية‪ ،‬امل���دن األثرية الليبية‪ ،‬مضيف���ا أن املعرض القى‬ ‫املعرض إعج���اب الزائرين وتفاجئهم مبس���توى املصوري���ن الليبيني‬ ‫الذي يالمس مستوى العاملية‪.‬‬

‫وأض���اف أم�ي�ر أبوس���ن‪ ،‬وهو أح���د أعض���اء املنظم‬ ‫الليبية للتصوير‪" :‬نهدف م���ن إقامة هذا املعرض‬ ‫الفوتوغ���رايف ربط الصل���ة بني ليبي���ا وتونس من‬ ‫خ�ل�ال التعري���ف باملقوم���ات العميق���ة للحضارة‬ ‫الليبية وثقافتها‪ ،‬شارك يف املعرض" ‪ "15‬مصورا‬ ‫فوتوغرافي���ا‪ ،‬وعرض���ت في���ه" ‪ " 48‬ص���ورة ع ّرفت‬ ‫باملخ���زون الرتاث���ي والس���ياحي ال���ذي تزخ���ر ب���ه‬ ‫مناط���ق ع���دّة يف ليبي���ا‪ ،‬مبينا أن وج���ود املصوّرين‬ ‫التونسيني يف املعرض يساعد الطرفني على ربط‬ ‫العالقات واالستفادة من اخلربات"‪.‬‬ ‫حضر االفتت���اح مدير مكت���ب الثقاف���ة بطرابلس‬ ‫الس���يد عبد املطلب أبو سامل‪ ،‬ومندوب عن شركة‬ ‫ال�ب�راق للط�ي�ران والعدي���د م���ن وس���ائل اإلع�ل�ام‬ ‫التونس���ية والليبي���ة واملهتم�ي�ن بش���أن التصوي���ر‬ ‫الفوتوغ���رايف والثقاف���ة بش���كل ع���ام يف مدين���ة‬ ‫صفاقس‪.‬‬ ‫وته���دف املنظمة الليبية للتصوير إىل إعداد الكوادر املهنية وتأهيلها‬ ‫وتدريبه���ا وتش���جيع الدراس���ات والبح���وث العلمية لالرتق���اء مبهنة‬ ‫التصوير الفوتوغرايف والصحفي والتلفزيوني والس���ينمائي‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل العم���ل عل���ى الرقي بالس���ياحة يف ليبي���ا من خالل إب���راز املعامل‬ ‫األثرية واملهرجان���ات الثقافية واملوروثات املعمارية والبيئية واملعامل‬ ‫الس���ياحية يف ليبيا‪ .‬ومحاي���ة املوروثات الثقاف���ة واملعمارية والبيئية‬ ‫وتوثيقها ومحايتها بالتعاون مع اجلهات ذات العالقة واالختصاص‪.‬‬ ‫وإج���راء مس���ح فوتوغ���رايف ش���امل للجوان���ب اجلمالي���ة والفني���ة‬ ‫واملعماري���ة والرتاثية واجلغرافي���ة لكافة مناطق ليبي���ا والدفاع عن‬ ‫حق���وق أعض���اء املنظمة الليبي���ة للتصوير وكل املصوري���ن يف ليبيا‬ ‫واملطالب���ة حبقوقه���م ل���دى مؤسس���ات الدول���ة الليبية التش���ريعية‬ ‫واحلكومي���ة واخلاصة وإص���دار دليل للمصوري���ن يف ليبيا يتضمن‬ ‫سريتهم الذاتية وأعماهلم اإلبداعية‪.‬‬


‫‪20‬‬ ‫ورشة عمل ‪:‬‬ ‫دور اإلعالم فى تعزيز‬ ‫دستور يراعى حقوق‬ ‫اجلميع‬ ‫نظمت بعث���ة األمم املتحدة للدعم ف���ى ليبيا بالتعاون‬ ‫م���ع مركز األمم املتح���دة اإلعالمى االس���بوع املاضى‬ ‫بفندق ريكسوس بطرابلس ‪ ,‬ورشة عمل حتت عنوان‬ ‫{ دور اإلع�ل�ام فى تعزيز دس���تور يراعى حقوق املرأة‬ ‫والرج���ل } ‪ ,‬وحض���ر الورش���ة كل من وكي���ل وزارة‬ ‫اإلع�ل�ام الس���يدة ملي���اء أبو س���درة وممثل بعث���ة األمم‬ ‫املتح���دة للدع���م ف���ى ليبيا الس���يدة ماجدة السنوس���ى‬ ‫واملستش���ار الدس���تورى لبعث���ة األم���م املتح���دة الس���يد‬ ‫حممد غنام ‪ ,‬واملسؤول اإلعالمى ملركز األمم املتحدة‬ ‫الس���يدة حبيبة القم���ودى ‪ ,‬وجمموعة من الصحفيني‬ ‫واإلعالميني ‪.‬‬ ‫تضمن���ت الورش���ة جمموع���ة م���ن احملاض���رات الت���ى‬ ‫طرح���ت وناقش���ت جمموع���ة م���ن املواضي���ع اهلام���ة‬ ‫ح���ول العملي���ة الدس���تورية وكيفي���ة دع���م اإلع�ل�ام‬ ‫هل���ذه العملي���ة‪ ,‬وتعزيز حق���وق املرأة ضمن الدس���تور‬ ‫‪ ,‬وكيفي���ة التغلب عل���ى الصعوب���ات والتحديات التى‬ ‫تواجه املرأة فى عملية التنمية واملشاركة الفعالة فى‬ ‫اجملتم���ع ووضع آلية يتم من خالهل���ا متكني املرأة من‬ ‫املشاركة الفاعلة فى اإلنتخابات والدستور ‪.‬‬ ‫افتتحت الورش���ة بكلمة ألقتها وكيل الوزارة السيدة‬ ‫ملي���اء أبو س���درة عربت ف���ى بدايتها عن أس���فها العميق‬ ‫ملقت���ل الصحف���ى { مفت���اح أبوزيد } ال���ذى راح ضحية‬ ‫ألي���اد الغدر فى بنغ���ازى ‪..‬مؤكدة عل���ى أهمية املضى‬ ‫قدم���ا حنو بناء ليبيا ودور اإلعالم الفعال فى النهوض‬ ‫بالبلد وفى دعم املرحلة الراهنة ‪ ,‬ش���اكرة الدور الذى‬ ‫تق���وم به بعثة األمم املتح���دة للدعم فى ليبيا فى كل‬ ‫اجمل���االت وخاص���ة فى دع���م امل���رأة الليبي���ة ومتكينها‬ ‫فى اجملتم���ع ‪ ,‬وانتهت الورش���ة بكلم���ة ختامية ألقتها‬ ‫الس���يدة ماجدة السنوس���ى ممثل بعثة األم���م املتحدة‬ ‫‪ ,‬داعي���ة اجلمي���ع لبدل مزيد من اجله���د والعطاء رغم‬ ‫كل الصعوبات والتحديات التى تواجه ليبيا واإلعالم‬ ‫واإلعالميني عل���ى وجه اخلصوص مش���ددة على دور‬ ‫املرأة وضمان مشاركتها فى التنمية ‪.‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬

‫ميادين األقتصاد‬

‫ٌ‬ ‫رأي يف الصحافة الليبية‬

‫الشيء يضاهي تصفح جريدة اليوم مع كأس‬ ‫من الشاي لدى السودانيني‬ ‫أمحد الشيباني‬

‫م���ن خ�ل�ال ق���راءة س���ريعة لتاري���خ‬ ‫الصحافة العاملية وجدت أن س���ر جناح‬ ‫أغل���ب الكت���اب الفرنس���يني ً‬ ‫مث�ل�ا ه���و‬ ‫معاجلته���م لقضاي���ا البيئ���ة املعاش���ة "‬ ‫اجملتمع " من معاناة يومية وتشخيص‬ ‫ألس���بابها و انتقاده���ا بش���كل موضوعي‬ ‫وعلم���ي فم���ا لبث���ت أن أصبح���ت به���ا‬ ‫الصحاف���ة األوروبي���ة جله���ا تقريب���اً‬ ‫الس���لطة الرابع���ة ً‬ ‫فع�ل�ا فباكتس���ابها‬ ‫ش���عبية كبرية ملوضوعيتها وسياس���ة‬ ‫التش���ويق لكتابه���ا و اجتهادهم وحبهم‬ ‫ملهن���ة كان���ت يف حس���ابات الكث�ي�ر من‬ ‫ً‬ ‫مث�ل�ا يف آخ���ر‬ ‫اجملتمع���ات الش���رقية‬ ‫االهتمامات ‪ ,‬كما أن أهمية مواضيعها‬ ‫اليت تعن���ى بهم���وم املواط���ن وحاجياته‬ ‫ري‬ ‫ري كب ٌ‬ ‫أصبح هلا وبش���كل تلقائ���ي تاث ٌ‬ ‫يف الش���ارع س���واء الفرنس���ي خاص���ة أو‬ ‫األوروب���ي عموماً مما اس���توجب الحقاً‬ ‫متابعة التغ�ي�رات اليومية واليت أعتقد‬ ‫بأنها كانت س���ريعة جداً مقارنة بسري‬ ‫عجل���ة األح���داث التارخيي���ة خاص���ة‬ ‫بع���د انتهاء احلرب العاملي���ة الثانية عام‬ ‫‪1945‬م ‪ ,‬وب���دء أعمال البناء احلقيقي‬ ‫واحلدي���ث ملختل���ف مناح���ي احلي���اة‬ ‫وتط���ور إنس���اني ومعم���اري يف معظم‬ ‫ال���دول األوروبية حينه���ا ‪ ,‬كما أنه مل‬ ‫يكن م���ن الواقع إيق���اف عجلة التنمية‬ ‫ألن البيئ���ة األوروبي���ة كانت مزدهرة‬ ‫م���ن الناحي���ة الفكري���ة باإلضاف���ة إىل‬ ‫أن تراثه���ا كان ذا قيمة حقيقية لدى‬ ‫ش���عوب الق���ارة العج���وز ‪ -‬كم���ا حيلو‬ ‫للبعض أن يسميها ‪ -‬بشكل واضح حتى‬ ‫أن كل ذل���ك الرصي���د ه���و م���ا أوصل‬ ‫الساس���ة إىل الدخول يف حرب مل تبقي‬ ‫ومل ت���ذر ‪ , ...‬وأصبح���ت بع���د انتهائه���ا‬ ‫وس���ريعاً من املاضي ب�ل�ا أي جدال ‪ ,‬أما‬ ‫ما يتعلق باس���تحضار املثال الس���وداني‬ ‫وه���و األق���رب م���ن الناحي���ة الثقافي���ة‬ ‫فيم���ا يتعلق مبوض���وع القراءة وس���وق‬ ‫الصحافة فإن هلا رواجاً ال ميكن وصفه‬ ‫إال بالنه���م الثق���ايف فالوع���ي اجملتمعي‬ ‫هل���ذا البلد احملدود الدخل هو نتاج بيئة‬ ‫معرفية بامتياز مما أنتج كتاباً و قراءاً‬ ‫أوعزوا مبتابعتهم ملنتج الصحافة ولكل‬ ‫الكتاب واملفكرين أنه���م قاعدة القياس‬ ‫احلقيقية لنجاح أي كاتب جيول بني‬ ‫أعمدة وزوايا الصحف السودانية حتى‬ ‫أنه أصب���ح لزاماً على الكثريين االلتزام‬ ‫مبخاطبة القارئ وحماورته والتواصل‬ ‫مع���ه فكرياً وثقافي���اً ‪ ,‬وال أبالغ إذا قلت‬ ‫ب���أن الق���ارئ الس���وداني ه���و م���ن أب���رز‬ ‫متناول���ي الصح���ف اليومي���ة واحمللية‬ ‫منها ملالمستها واقع احلال الذي يطرح‬ ‫قضاي���اه يف مس���احات م���ن احلري���ة ال‬ ‫أعتق���د بأنها ختفى على أح���د وبتوالي‬ ‫أغلب احلكومات اليت تعاطت بإجيابية‬ ‫م���ع الس���لطة الرابعة وجعلته���ا وأقول‬ ‫هن���ا وبش���كل نس�ب�ي وس���يلة معياري���ة‬ ‫ملعرف���ة اجملتم���ع معرفة أكث���ر عمقاً‬ ‫ودق���ة ‪ ...‬ومب���ا أنن���ا قد الجن���د املقارنة‬

‫مقبول���ة لدى الكثريين فيما بني البيئة‬ ‫العاملي���ة أو حتى العربي���ة وقد تطرقت‬ ‫هنا للحالة السودانية كمثال ووضعها‬ ‫يف ميزان املقارنة مع الصحافة الليبية‬ ‫إال أن القاع���دة األنثروبولوجية واحدة‬ ‫ومل تتغ�ي�ر وما جادت ب���ه عبقرية عامل‬ ‫االجتم���اع الفرنس���ي " أغوس���ت كونت‬ ‫‪1798‬م ‪1857 -‬م " كانت خري دليل‬ ‫على أن الطبيعة البش���رية واحدة حتى‬ ‫أن���ه ذه���ب للق���ول ب���أن الش���عب يطلب‬ ‫والصحافي���ون يقرتح���ون واحل���كام‬ ‫ينفذون ‪ ,‬ومبا أننا ومن خالل الطبيعة‬

‫وحزبية وش���خصية وأحيان���اً قبلية هو‬ ‫ما جعل منتج الصحافة يواجه صعوبة‬ ‫كب�ي�رة يف اإلقناع ‪ ,‬كل تل���ك النقاط‬ ‫املهم���ة وقد يك���ون غريها أثرت بش���كل‬ ‫س���ليب حتى يف تطور الصحاف���ة واملادة‬ ‫الصحفية اليت وضعت رهن االش�ت�راك‬ ‫املؤسس���ي " احلكوم���ي " إال م���ا رح���م‬ ‫رب���ي ‪,‬وأن���ا أحت���دى يف رأيي ه���ذا كل‬ ‫م���ن يدعي غ�ي�ر ذلك ب���أن يأتي�ن�ي بنبأ‬ ‫س���وق الصحاف���ة الليبي���ة ‪ ...‬ومن دون‬ ‫اخل���وض يف م���آزق صحافتن���ا احمللية‬ ‫وال�ت�ي خرج���ت ع���ن حمليته���ا أحيان���اً‬

‫البش���رية رأين���ا أن���ه م���ن املف�ت�رض‬ ‫االس���تفادة من جتارب اآلخري���ن دائماً‬ ‫ك���ي حي���دث التطوي���ر يف حياتنا ولن‬ ‫نك���ون مبع���زل ع���ن غرينا خاص���ة بعد‬ ‫ث���ورة معلوماتية جعل���ت آالف األميال‬ ‫أمت���اراً وبال مبالغة أي���ن حنن من هذه‬ ‫العبقريات ال�ت�ي حتتويها الكتب املغربة‬ ‫وأين النخب اليت ينبغي عليها أن تكون‬ ‫وس���يطاً ب�ي�ن اجلمه���ور واحلاك���م ‪...‬‬ ‫فركود س���وق الصحافة الذي أصيبت‬ ‫ب���ه الصحاف���ة احمللي���ة ناتج م���ن عدم‬ ‫إقناعها للش���ارع ألن ج���زءاً مما حتتويه‬ ‫هو بعض املواضيع اهلزيلة نسبياً واليت‬ ‫أصبحت طرق طرحها تتكرر مما جعل‬ ‫املتلقي يبتعد عن تلقيها لوجود البدائل‬ ‫وم���ا أكثره���ا الي���وم ‪ ,‬كم���ا أن اخللل‬ ‫يف األداء احلكوم���ي س���واء م���ن الناحية‬ ‫التش���ريعية أو من الناحي���ة التنفيذية‬ ‫ومعان���اة املواط���ن اللي�ب�ي نتيج���ة هذه‬ ‫السياس���ات ال�ت�ي مل تك���ن خاضع���ة ال‬ ‫لرقاب���ة قانوني���ة وال حت���ى ملتابع���ة‬ ‫إعالمي���ة ميك���ن تصديقه���ا خاصة يف‬ ‫ظل جتاوز شروط املهنية و االحرتافية‬ ‫اليت ختلله���ا الغث والس���مني ‪ ,‬كما أن‬ ‫االجن���رار وراء انتم���اءات أيديولوجي���ة‬

‫لتضف���ي بعض الصحف لوناً تش���ويقياً‬ ‫للمتلق���ي بتناول���ه قضاي���ا إقليمي���ة‬ ‫ً‬ ‫مث�ل�ا إال أنه ويف غي���اب اإلعداد العلمي‬ ‫للك���وادر الفني���ة واإلبداعي���ة مل يك���ن‬ ‫ه���ذا التمح���ور النس�ب�ي وأق���ول لبعض‬ ‫صحفن���ا جمدي���اً إال أن���ه ول���دى اآلخر‬ ‫كان رأي خمال���ف فف���ي اس���تطالعي‬ ‫لبع���ض اآلراء الش���خصية م���ع بع���ض‬ ‫األصدق���اء والق���راء م���ن غ�ي�ر الليبيني‬ ‫كان هل���م رأي أظنه مدع���اة لالهتمام‬ ‫م���ن الناحي���ة املوضوعي���ة و التقييمية‬ ‫يف ه���ذه القضية مم���ا جعلين أصل إىل‬ ‫قناع���ة أن املعاجلة جيب أن تضمن من‬ ‫ضمن املش���اريع احلكومية يف املستقبل‬ ‫كي تعاجل وبش���كل قد يصل إىل أكرب‬ ‫مس���احة ممكن���ة م���ن الش���عب وال���ذي‬ ‫جن���ده أيض���اً وعل���ى صعي���د مس���توى‬ ‫الذوق العام حيتاج لكثري من مش���اريع‬ ‫التنمي���ة اجملتمعية واليت س���تصل إىل‬ ‫مرحلة البناء الذاتي س���واء على صعيد‬ ‫الوعي الع���ام اجملتمع���ي أو على صعيد‬ ‫االرتقاء مبس���توى صحاف���ة قد ال جتد‬ ‫طريقها لإلقناع يوماً إذا اس���تمرت بهذا‬ ‫الرمت املتواضع يف مواكبة العاملية ‪.‬‬

‫تقرير للبنك الدولي‪ :‬الصني ستتخطى‬ ‫أمريكا وترتبع على عرش األقتصاد العاملي‬ ‫كش���فت بيان���ات جدي���دة ص���ادرة ع���ن‬ ‫البن���ك الدولي ع���ن أن الصني ق���د ُتتوج‬ ‫على ع���رش االقتصاد العاملي ه���ذا العام‬ ‫كأك�ب�ر اقتص���اد يف الع���امل متخطية‬ ‫بذل���ك الوالي���ات املتحدة‪.‬وق���ال البن���ك‬ ‫الدول���ي يف تقري���ر ل���ه‪ -‬وفق م���ا نقلته‬ ‫جمل���ة تاي���م األمريك���ي عل���ى موقعه���ا‬ ‫اإللكرتون���ي الي���وم األربع���اء‪ -‬إن الصني‬ ‫تتمن���ى هذا اليوم منذ أن كانت تس���عي‬ ‫حنو الث���روة يف الثمانيني���ات من القرن‬ ‫املاضي‪ ،‬ولك���ن الواقع يقول إنها تتس�ت�ر‬ ‫خلف قن���اع لتغطية ضعفها االقتصادي‪.‬‬ ‫وأف���اد تقرير جدي���د لربنام���ج املقارنات‬ ‫الدولي���ة التابع���ة للبن���ك الدول���ي أن‬ ‫االقتص���ادي الصيين يكاد يلحق بركب‬ ‫االقتصاد األمريكي بصورة غري متوقعة‬ ‫ويعي���د التقري���ر تقيي���م إحصائي���ات‬ ‫إمجالي الناتج احمللي بناء على تقديرات‬ ‫مت حتديثه���ا مؤخ���را لـ"تع���ادل الق���وة‬ ‫الش���رائية" بني الدولتني‪ -‬وهي العملية‬ ‫ال�ت�ي تقي���س ما ميك���ن ش���راؤه باملال يف‬ ‫االقتصادات املختلف���ة‪ ،‬حيث أنه يف هذه‬ ‫العملي���ة‪ ،‬تنام���ي اقتصاد الصني بش���كل‬ ‫كب�ي�ر عل���ى غ�ي�ر املتوق���ع حي���ث ارتفع‬ ‫إمجال���ي النات���ج احملل���ي الصي�ن�ي إىل‬ ‫‪ 13.5‬تريلي���ون‪ ،‬بن���اءا عل���ى اس���تخدام‬ ‫أسعار الصرف‪ ،‬ولذا يعد اقتصاد الصني‬ ‫قريب ج���دا من اقتصاد الواليات املتحدة‬ ‫ال���ذي يق���در ب���ـ‪ 15.5‬تريلي���ون دوالر‪،‬‬ ‫كما تظه���ر هذه األرق���ام أن الصني قد‬ ‫تتفوق على أمريكا وأنها ستصبح أكرب‬ ‫اقتصاد يف الع���امل يف وقت مبكر من هذا‬ ‫العام‪.‬وقالت تايم إن اليوم الذي ستصعد‬ ‫فيه الصني إىل قمة العامل آت ال حمالة‪.‬‬ ‫ومع بلوغ عدد س���كانها حن���و ‪ 1.4‬مليار‬ ‫يبقي السؤال متى وليس ماذا لو تربعت‬

‫‪21‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬

‫الص�ي�ن عل���ى ع���رش الوالي���ات املتحدة‬ ‫ول���ذا ال ميكنن���ا أن نتجاه���ل األهمي���ة‬ ‫التارخيي���ة هل���ذا التح���ول‪ ،‬مضيف���ة أن‬ ‫الواليات املتحدة كان���ت قوة اقتصادية‬ ‫ال مثي���ل هل���ا يف الع���امل من���ذ أكثر من‬ ‫ق���رن م���ن الزم���ان وحقيق���ة أن الصني‬ ‫س���وف حت���ل حم���ل الوالي���ات املتح���دة‬ ‫ه���و إش���ارة أخ���رى لكيفي���ة التح���ول‬ ‫الس���ريع للنفوذ االقتصادي والسياس���ي‬ ‫إىل الش���رق م���ن الغرب‪.‬وتابع���ت اجمللة‬ ‫األمريكي���ة ي���ري كثري م���ن الصينيني‬ ‫أن تصب���ح بالده���م رق���م ‪ 1‬يف العامل هو‬ ‫إثبات ملقدرتهم عقب قرنني من اإلذالل‬ ‫عل���ى ي���د الغ���رب العدواني‪ ،‬وإثب���ات أن‬ ‫منوذجها االستبدادي الرأمسالي للدولة‬ ‫االقتصادي���ة متفوق على نظم االقتصاد‬ ‫احل���ر الدميقراط���ي للوالي���ات املتحدة‬ ‫وأوروب���ا‪ .‬وفق���دان الوالي���ات املتح���دة‬ ‫صدارته���ا يعترب رمزا لرتاج���ع الواليات‬ ‫املتحدة من على املسرح العاملي‪.‬وذكرت‬ ‫اجمللة أن ه���ذه األرقام اجلديدة ال تعين‬ ‫الكث�ي�ر كم���ا يظ���ن كثري م���ن الناس‪.‬‬ ‫وإذا حنين���ا جانب���ا املس���ائل اإلحصائي���ة‬ ‫الواضح���ة ال���ذي أثاره���ا التقري���ر ع���ن‬ ‫قيم���ة أرق���ام إمجال���ي النات���ج احملل���ي‬ ‫بش���كل عام‪ ،‬فموض���وع ترتي���ب الواليات‬ ‫املتح���دة والص�ي�ن يفتقد نقط���ة مهمة‬ ‫ج���دا‪ :‬وهي أن األكرب لي���س بالضرورة‬ ‫األفضل‪.‬واس���تطردت تاي���م تق���ول حتى‬ ‫ل���و أصبح���ت الص�ي�ن رق���م ‪ 1‬فس���وف‬ ‫يكون جم���رد قناع تس�ت�ر لواقع الضعف‬ ‫االقتص���اد الصي�ن�ي‪ ،‬حي���ث تظهر بعض‬ ‫العوامل اليت كانت يقود امجالي الناتج‬ ‫احملل���ي إىل األعل���ى‪ ،‬أيضا عل���ى تدهور‬ ‫احلالة الصحية االقتصادية يف الصني‪-‬‬ ‫الس���تثمارها يف الطاق���ة ْ‬ ‫اج َّي���ة‬ ‫اإلن َت ِ‬ ‫ِ‬

‫الفائضة‪ ،‬وبناء املشاريع العقارية املبذرة‬ ‫وتراك���م مس���تويات عالي���ة ج���دا م���ن‬ ‫الديون‪.‬وختس���ر الصني قدرة أس���عارها‬ ‫التنافسية وتلحق الصني نهاية الركب‬ ‫إذا حتدثنا عن اخلربة اإلدارية والتقنية‬ ‫واملهنية املالي���ة الالزمة لتطوير اقتصاد‬ ‫متقدم‪.‬وتشرع القيادة يف بكني يف تنفيذ‬ ‫برنامج اصالحي طموح لتوجيه اقتصاد‬ ‫الدولة بشكل اكرب حنو السوق وإعطاء‬ ‫رجال األعمال خاصة نفوذ أكرب‪ .‬ولكن‬ ‫التحديات اليت تواجه احلكومة الصينية‬ ‫يف تنفي���ذ ه���ذه اإلصالح���ات ضخم���ة‬ ‫وميك���ن أن تس���بب يف تباط���ؤ اقتص���ادي‬ ‫كب�ي�ر أو إىل م���ا ه���و أس���وأ م���ن ذل���ك‪.‬‬ ‫وق���د تس���اءل العدي���د م���ن االقتصاديني‬ ‫واحمللل�ي�ن م���ا إذا كان���ت الص�ي�ن تتجه‬ ‫حن���و أزم���ة مالي���ة ش���املة أم ال‪.‬وعل���ى‬ ‫اجلان���ب اآلخ���ر‪ ،‬إذا س���قطت الوالي���ات‬ ‫املتح���دة من على عرش���ها‪ ،‬فهذا ال يعنى‬ ‫هالكه���ا فه���ي مازالت حتت���ل الصدارة‬ ‫يف جم���ال االبت���كار‪ ،‬وموقعه���ا املهيم���ن‬ ‫يف العدي���د م���ن الصناع���ات والقطاعات‪.‬‬ ‫وس���تبقى مدينة نيويورك مركز مالي‬ ‫رئيس���ي يف العامل‪ ،‬وسوف يسود الدوالر‬ ‫على الس���احة العاملية لبع���ض الوقت يف‬ ‫املس���تقبل‪.‬وال خيف���ى أيض���ا أن اقتص���اد‬ ‫الواليات املتحدة‪ ،‬يف حاجة ماس���ة أيضا‬ ‫لإلصالح حي���ث حتتاج الواليات املتحدة‬ ‫بنية حتتي���ة أفضل‪ ،‬وقان���ون للضرائب‬ ‫أكثر تنظيما‪ ،‬وتطويرا يف نظام التعليم‬ ‫وجهود أكثر إلغالق الفجوة يف الدخل‬ ‫حيت تعزز األس���اس االقتص���ادي للنمو‪.‬‬ ‫واختتم���ت اجملل���ة تق���ول ال ينبغ���ي أن‬ ‫نتوق���ف عل���ى من يرتب���ع الع���رش ففي‬ ‫نهاي���ة املط���اف ليس احلجم ه���و ما يهم‬ ‫ولكن كيف تديره هو األهم‪.‬‬

‫ليبيا قد تلجأ‬ ‫إلعتمادات مالية‬ ‫مؤقتة بديال للموازنة‬

‫طرابلس ــ أمحد اخلميسي‬

‫قالت جلن���ة التخطي���ط واملال ّي���ة باملؤمتر الوط�ن�ي العام ‪،‬إن‬ ‫جملس الوزراء قد يلجأ إىل اعتمادات ش���هرية مو ّقتة لتدبري‬

‫احتياج���ات الدول���ة‪ ،‬حال عدم إق���رار املوازنة العام���ة للدولة‬ ‫للعام اجلاري‪ .‬ومن املقرر ختصيص جلس���ة العتماد مشروع‬ ‫قان���ون املوازن���ة العامة حبوالي ‪ 59‬مليار دين���ار (‪ 47.2‬مليار‬ ‫دوالر) حت���ى تتم ّكن احلكومة املو ّقتة من اس���تيفاء التزاماتها‬ ‫واملؤسس���ات والش���ركات احمللي���ة‬ ‫املالي���ة جت���اه املواطن�ي�ن‬ ‫ّ‬ ‫والدولية‪.‬لك���ن جلن���ة التخطي���ط واملوازنة‪ ،‬أش���ارت يف بيان‬ ‫هل���ا ‪ ،‬إىل أن القان���ون املالي للدولة ينص عل���ى أنه "إذا مل يتم‬ ‫إقرار املوازنة اجلديدة قبل بدء الس���نة املالية‪ ،‬تفتح بقرار من‬ ‫جملس الوزراء اعتمادات ش���هرية مو ّقتة"‪.‬ومل يتمكن امؤمتر‬ ‫الوط�ن�ي من اعتم���اد موازنة الب�ل�اد‪ ،‬يف جلس���ة عقدها بأحد‬ ‫فن���ادق العاصمة طرابلس‪ ،‬بس���بب غياب النص���اب القانوني‪.‬‬ ‫وقال���ت جلنة التخطي���ط واملالي���ة‪ ،‬إن البن���ك املركزي وفر‬ ‫‪ 12‬مليار دينار للحكومة املؤ ّقتة خالل األربعة أشهر األوىل‬ ‫من هذا العام‪ ،‬وس���يتم خصم املبلغ من موازنة السنة احلالية‬ ‫بع���د اعتمادها‪ .‬بينما أش���ار حمافظ مص���رف ليبيا املركزي‬ ‫الصدي���ق الكب�ي�ر‪ ،‬يف تصرحي���ات صحافي���ة إىل ّ‬ ‫أن اإليرادات‬ ‫ال�ت�ي كان من املُفرتض ْأن يتس���ّلمها املص���رف من احلكومة‬ ‫حت���ى ‪ 30‬أبريل املاضي ُقدّرت بـ ‪ 18‬مليار دينار‪ ،‬تس���ّلم منها‬ ‫‪ 4‬مليارات فقط‪ ،‬وهي ال تكفي حتى لصرف الرواتب‪ ،‬بسبب‬ ‫إغ�ل�اق موان���ئ تصدي���ر النف���ط‪ .‬وتنف���ق احلكوم���ة يف ليبيا‬ ‫حن���و ‪ 1.6‬ملي���ار دينار (‪ 1.3‬ملي���ار دوالر) ش���هرياً كرواتب‬ ‫ملوظفيه���ا‪ ،‬فيما يقول مصدر حكومي طلب عدم نش���ر امسه‪،‬‬ ‫إن روات���ب قراب���ة ‪ 1.25‬ملي���ون موظ���ف حكوم���ي أصبح���ت‬ ‫تتأخ���ر إىل ش���هر وش���هرين‪ .‬ويف ظل غي���اب املوازن���ة العامة‬ ‫طالب���ت وزارة املالية الليبية مجيع الوزارات برتش���يد اإلنفاق‬ ‫م���ن بنود املوازن���ة للعام اجل���اري وضرورة التق ّي���د بالصرف‬ ‫يف ح���دود الض���رورات ‪،‬وذلك للظروف احلالي���ة اليت متر بها‬ ‫البالد‪ ،‬بس���بب االخنفاض يف اإليرادات النفطية ‪،‬وسيتم اتباع‬ ‫خطة التخفيض مبعدل ‪ %20‬عن موازنة ‪.2013‬‬ ‫وب���دون النفط ال ميك���ن لليبيا إقرار موازن���ة‪ ،‬كونها تعتمد‬ ‫عليه يف رفد اخلزانة العامة بأكثر من ‪ %95‬من اإليرادات‪.‬‬ ‫وتش���هد ليبي���ا انفالت���ا أمني���ا‪ ،‬ازدادت وتريت���ه عل���ى خلفي���ة‬ ‫ّ‬ ‫املنش���ق‪ ،‬خليفة حفرت‪،‬‬ ‫حماول���ة االنقالب‪ ،‬اليت يقودها اللواء‬ ‫املدعوم من قوى إقليمية‪.‬وأغلقت جمموعة من التش���كيالت‬ ‫املسّلحة حقول نفط منذ أغسطس‪/‬آب املاضي‪ ،‬مما تس ّبب يف‬ ‫اخنفاض إنتاج ليبيا من النفط من ‪ 1.4‬مليون برميل يوم ًيا‬ ‫إىل ‪ 150‬ألف برميل يوم ًيا‪.‬‬


‫‪22‬‬ ‫‪20‬‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬

‫خليل العرييب‬ ‫أمحد بشون‬

‫همسة‬

‫إىل إدارة النادى األهلي‬

‫فرج العقيلي‬ ‫بقي���ادة امل���درب اجملتهد طارق العش���رى وطاقم���ه الفنى‬ ‫واالدارى والطب���ى والعبيه املثابرين املتطلعني اىل طموح‬ ‫اك�ب�ر وص���ل االهل���ى الول م���رة اىل دورى اجملموعتني‬ ‫لالندي���ة االبطال فى القارة االفريقية عربجس���ر طويل‬ ‫مل يكن سهال امتد من تونس اىل مصر على حساب اقوى‬ ‫الف���رق العربي���ة و االفريقية واكثرها ني�ل�ا للبطوالت‬ ‫وهو االهلى املصرى الشقيق الذى مل يتوقع احد خروجه‬ ‫حتى العبه املخضرم وائل مجعة وحارسه السابق الشهري‬ ‫امحد شوبري !!؟‬ ‫العي���ون كله���ا مس���لطة عل���ى امل���درب طارق العش���رى‬ ‫وبعض العبيه االمر الذى جيب على ادارة النادى االهلى‬ ‫ان تدرك ذلك !! والتفرط فى هذا املدرب القدير وطاقمه‬ ‫الفن���ى واالدارى والطب���ى والالعبني الذين كان هلم دور‬ ‫مميز س���واء م���ن احملرتف�ي�ن او احملليني ‪ .‬نام���ل من ادارة‬ ‫االهل���ى اعتبار م���ا حققه الفري���ق هو البداي���ة احلقيقية‬ ‫ليك���ون االهلى م���ن الكبار لي���س حمليا فقط ب���ل عربيا‬ ‫وافريقي���ا وهذا الياتى اال بتزويد الفريق بالعبني اجانب‬ ‫وع���رب وحمليني اكث���ر احرتافي���ة يكونوا فى مس���توى‬ ‫االس���تحقاقات العربي���ة والقارية والذه���اب باالهلى اىل‬ ‫نهاي���ة املش���وار ف���ى كل املش���اركات القادم���ة وجيب ان‬ ‫التنس���ى ادارة الن���ادى االهتم���ام بالنش���ىء زاد الفري���ق‬ ‫مس���تقبال وعضده الق���وى ‪ ..‬فى كل االح���وال ماحققة‬ ‫االهل���ى اجناز غري مس���بوق فى تارخيه يش���كر عليه كل‬ ‫من كان داعما ومساندا ومناصرا املني ان يوفق االهلى‬ ‫فى حتقيق مايطمح الي���ه كل حمب لالهلى والرياضة‬ ‫والوطن‪..‬‬

‫يد النجمة هي األوىل !!‬ ‫لقد ظه���ر فريق النجم���ة لكرة اليد مبس���توى رائع هذا‬ ‫املوس���م وترش���ح االول عن جمموعته اىل النهائيات التى‬ ‫اقيم���ت مبدينة البيض���اء وتقابل فى املب���اراة النهائية مع‬ ‫فري���ق االحتاد فى مب���اراة قوي���ة انتهت لص���احل النجمة‬ ‫بتيج���ة (‪ ) 19 / 26‬ليظفر باول بطولة فى تارخيه على‬ ‫مس���توى ليبيا ليصعد العبوا النجمة اىل منصة التتويج‬ ‫كابطال للموسم الرياضى (‪. ) 2014/ 2013‬‬ ‫فتحية لالعب���ى النجمة وطاقمه الفنى والبدنى والطبى‬ ‫وادارت���ه على ه���ذا االجن���از الرائع وحتية لالحت���اد العام‬ ‫لكرة اليد على جهده املبذول وامتام املس���ابقة بشكل رائع‬ ‫على الرغم من كل الظروف‬

‫اعتذار ‪!....‬‬

‫مل يتمك���ن الزمي���ل فتح���ى الس���احلى م���ن‬ ‫كتابة مقاله االس���بوعى بس���بب وفاة زوجة‬ ‫والده ‪ .‬نتقدم له خبالص العزاء‬ ‫وإنا هلل وإنا إليه راجعون‬

‫ميادين الرياضة‬

‫ميادين الفن‬

‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬

‫انطالق تصوير مسلسل ((هي هي )) يف مدينة درنة‬

‫إىل كل اإلحتادات الرياضية ‪!..‬‬ ‫أنهت االحتادات الرياضية باستثناء‬ ‫احت���اد ك���رة القدم ال���ذى يبق���ى له‬ ‫ال���دورى السداس���ى احمل���دد لبدايت���ه‬ ‫ي���وم ‪ 2014/6/10‬ووض���ع ج���دول‬ ‫مبارايات���ه وتوارخيه���ا ولك���ن يب���د و‬ ‫أن االس���تحقاق االفريق���ى لفري���ق‬ ‫االهلى س���يرتتب عليه عدم انهاء هذا‬ ‫الدورى فى املوعد احملدد له ‪ ..‬هذا من‬ ‫جه���ة ومن جهة اخ���رى والذى دعانا‬ ‫لكتابة ه���ذه الكلمة التى نوجهها اىل‬ ‫االحتادات التى انهت مسابقاتها حيث‬ ‫تأكد فوزالس���وحيلى ببطولة الكرة‬ ‫الطائرة وفوز النجمة ببطولة كرة‬ ‫اليد وف���وز االهل���ى ط ببطولة كرة‬ ‫السلة وستخلد هذه الفرق واحتاداتها‬ ‫للراح���ة ‪ .‬لذل���ك ن���ود ان نق���ول هلذه‬ ‫االحتادات مجيع���ا انه عليكم من االن‬

‫تقيي���م مس���ابقاتكم وحتدي���د اوج���ه‬ ‫القص���ور فيه���ا ومراجعةالس���لبيات‬ ‫ومناقش���تها مناقش���ة موضوعي���ة‬ ‫للوصول اىل اس���باب ه���ذا القصور ان‬ ‫وجد ومراع���اة االس���تفادة من تقييم‬ ‫االخطاء فى املسابقات القادمة ووضع‬ ‫كاف���ة الرتتيب���ات واالحتياط���ات ‪.‬‬ ‫واختاذ كل االجراءات ووضع برامج‬ ‫تتضم���ن مواعي���د ثابت���ة ومعروف���ة‬ ‫لبداي���ة املس���ابقات ونهايتها وكذلك‬ ‫التزامات الف���رق االفريقية والدولية‬ ‫مب���ا فى ذل���ك الف���رق الوطني���ة التى‬ ‫ق���د تك���ون هل���ا مش���اركات ‪ .‬و ايض���ا‬ ‫مس���ابقات ال���كأس وال���كأس املمت���ازة‬ ‫‪ .‬أمتن���ى ان حتد و مجي���ع االحتادات‬ ‫ح���د و احت���اد الك���رة الطائ���رة ال���ذى‬ ‫وض���ع برنامجا ممي���زا متكامال حقق‬

‫جناح���ا هائال جرت من خالله لقاءات‬ ‫كث�ي�رة حي���ث لع���ب كل فريق ‪22‬‬ ‫مباراة باالضافة اىل مباريات (الكأس‬ ‫) وكذل���ك يع���ض املباري���ات للف���رق‬ ‫الت���ى كان هل���ا مش���اركات عربي���ة‬ ‫وافريقي���ة ‪ .‬حن���ن نري���د ان يك���ون‬ ‫لن���ا برام���ج حم���ددة تتضم���ن كل‬ ‫االلتزام���ات ويتم تنفيذها س���عيا وراء‬ ‫تاكي���د مكانتن���ا الرياضي���ة وقدرتنا‬ ‫على التنظي���م والجل رفع املس���توى‬ ‫الفن���ى مع االم���ل ان نص���ل قريبا اىل‬ ‫اللحظ���ة الت���ى تكون فيه���ا مجاهرينا‬ ‫حاضرة حبماسها وتشجيعها لتسهم‬ ‫ف���ى زي���ادة ح���رارة املنافس���ة وارتفاع‬ ‫مستواها ‪...‬‬

‫فريق السوحيلى للكرة الطائرة يعانق البطولة السادسة‬ ‫اداء رائ���ع على كل املس���تويات بدنيا‬ ‫وفنيا وعقليا جعل فريق الس���وحيلى‬ ‫للك���رة الطائ���رة يأخ���ذ الس���بق أم���ام‬ ‫منافس���يه االهل���ى بنغ���ازى واالهل���ى‬ ‫طرابلس منذ انطالق املسابقة وحتى‬ ‫نهايته���ا ليعان���ق فري���ق الس���وحيلى‬

‫للكرة الطائرة البطولة السادس���ة فى‬ ‫تارخيه بعد غياب طويل !!‬ ‫ه���ذا االجن���از الرائ���ع مل ي���أت صدفة‬ ‫بل حتقق بع���د اس���تعداد مكثف وأداء‬ ‫رائ���ع وجهد مميز س���اهم في���ه أكثر‬ ‫من ط���رف بداية م���ن االدارة ومرورا‬

‫باجله���از الفن���ى والطب���ى والبدن���ى‬ ‫ونهاي���ة بالعب�ي�ن مه���رة وأكف���اء ‪..‬‬ ‫حتي���ة لفري���ق الس���وحيلى البط���ل‬ ‫ومزيدا من االجنازات واالنتصارات ‪.‬‬ ‫ف‪/‬ع‬

‫انطلق مبدينة درنة تصوير مسلس���ل‬ ‫((ه���ي ه���ي )) العم���ل يتح���دث ع���ن‬ ‫إخفاق���ات املرحلة االنتقالية واملس���ار‬ ‫الدميقراط���ي يف ليبي���ا وم���ا أنتج���ت‬ ‫لن���ا من ح���كام جدد ال يس���تحقون إال‬ ‫أن نس���خر منه���م وه���ي كحلق���ات‬ ‫اجتماعي���ه صرف���ه تتح���دث ع���ن‬ ‫بع���ض ماس���ي مدينة درن���ة خصوصا‬ ‫وليبي���ا عموم���ا العمل بطول���ة الفنان‬ ‫عبدالس�ل�ام ش���ليمبو‪/‬عصام العالم \‬ ‫‪/‬عدنان الش���لوي \ محدي بن زابيه \‬ ‫رمضان الطرية \معتز الطرابلس���ي \‬ ‫مجال الفريخ باإلضافة إىل عدد من‬ ‫الفنان�ي�ن العمل درناوي بكل املقاييس‬ ‫وكل املش���اركني في���ه م���ن درن���ة‬ ‫وسيتم استكمال التصوير باملدينة‪.‬‬ ‫((هي هي ))‬ ‫تألي���ف وإخ���راج ‪ ( -‬مج���ال ص���احل‬

‫الفريخ )‬ ‫تصوير ( امحدا الباح )‬

‫مونتاج ( معتز الطرابلسي )‬ ‫خدمات إنتاجيه ( خالد هابيل )‬

‫جتميع واعداد ‪ /‬ا بوبكر شعيب‬

‫األهــــــــلي ب‬ ‫األهــــــلي ط‬

‫التحــــــدي‬

‫احتاد مصـــراتة‬ ‫النصـــــر‬

‫اجلزيــــرة‬

‫االحتــــاد‬

‫ألخضـــــــر‬

‫أســـــاريا‬

‫التحدي مصراتة‬

‫الترســــــانة‬

‫لعب‬ ‫‪22‬‬

‫فوز‬ ‫‪20‬‬

‫خسارة‬ ‫‪2‬‬

‫له‬ ‫‪62‬‬

‫عليه‬ ‫‪14‬‬

‫الفارق‬ ‫‪48‬‬

‫النقاط‬ ‫‪60‬‬

‫الرتتيب‬ ‫األول‬

‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪61‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪66‬‬

‫‪47‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬‫‪7‬‬‫‪7‬‬‫‪19‬‬‫‪24‬‬‫‪30‬‬‫‪66-‬‬

‫‪58‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0‬‬

‫الثاني‬ ‫الثالث‬ ‫الرابع‬ ‫خلامس‬ ‫السادس‬ ‫السابع‬ ‫الثامن‬ ‫التاسع‬ ‫العاشر‬ ‫احلادي عشر‬ ‫الثاني عشر‬

‫مالحظة ‪ /‬هبط اىل الدرجة الثانية فريقا الرتسانة والتحدى مصراتة ‪...‬‬

‫يوسف بن صرييت‬

‫الفنان حممد السليين‬

‫لكرة الطائرة للموسم ‪2013-2014‬م‬

‫السويحـــلي‬

‫فنان من بالدي‬

‫يف مدينة البيضاء ‪ ..‬نصف ساعة مسرح‬

‫الرتتيب النهائي للدورى الليبي‬ ‫الفريق‬

‫‪23‬‬ ‫‪21‬‬

‫ميادين‪ -‬البيضاء‬ ‫صور ‪ :‬صالح بونباء‬ ‫عرض األيام املاضية على خشبة مسرح‬ ‫املعه���د الصناعي مبدين���ة البيضاء‪ ،‬العمل‬ ‫املس���رحي "بائع ال���كالم" متثي���ل‪ :‬رمضان‬ ‫العري�ب�ي_ ف���رج خنف���ر_ رن���دة لطيف_‬ ‫ابراهي���م ابريدان _ تنفي���ذ اضاءة‪ :‬أكرم‬ ‫عبدالس���ميع _ تنفي���ذ ديك���ور‪ :‬س���ليمان‬ ‫اخلش�ب�ي‪ .‬اخ���راج وس���ينوغرافيا وتألي���ف‬ ‫الكاتب الش���ريف حسن بوغزيل الذي قال‬ ‫عن العمل‪ :‬املس���رحية العمل االول لفرقة‬ ‫اجي���ال ب���إدارة الفن���ان محدي املس���ماري‬ ‫وانتاج الفن���ان املهدي اهليل���ع‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫جمموع���ة م���ن األصدق���اء دعمون���ا مادياً‬ ‫وس���اهم مكت���ب الثقافة واجملتم���ع املدني‬ ‫قدر ما يستطيع وحنن نقدر االمر‪.‬‬ ‫ويضيف املؤلف الش���ريف بوغزيل‪ :‬العمل‬ ‫عب���ارة ع���ن قصي���دة ش���عرية حاصرتين‬ ‫ومل تنط���ق فأحلته���ا اىل فض���اء ركح���ي‬ ‫مس���رحي واس���ع حيتم���ل ان تق���ال م���ن‬ ‫خالله‪...‬حي���ث كان العم���ل ذهنيا ينتمي‬ ‫ملس���رح العبث قد ال حيتمل���ه املتلقي الذي‬ ‫يعاني الكثري فأشفقنا عليه بنصف ساعة‬ ‫ذهن أي نصف س���اعة مسرح‪ .‬وعن وضع‬ ‫املس���رح اللييب اآلن قال الشريف بوغزيل‪:‬‬ ‫س���أقول املس���رح فق�ي�ر ومظل���وم واعتقد‬ ‫سيظل‪ .‬كما انه يأتي يف اخر االهتمامات‬ ‫مبجتمعن���ا العربي رغم انه من يس���تطيع‬ ‫ان يفكك الواقع‬ ‫يف ذه���ن العام���ة ويفت���ح مس���احة مهمة‬

‫للح���وار املثم���ر البن���اء والواع���ي ومثرت���ه‬ ‫س���ريعة ‪ ...‬والن الفن وحده من يستطيع‬ ‫ان يصن���ع الس�ل�ام واحل���ب ويه���ذب لغ���ة‬ ‫احل���وار بني الن���اس ويرتق���ي به���ا‪ .‬بالغة‬ ‫ممك���ن ان نصن���ع احل���رب والدم���ار وبه���ا‬ ‫يصن���ع الوئام والس�ل�ام وهنا كانت رحى‬ ‫املس���رحية ت���دور‪ .‬فبعن���ا الصم���ت بزم���ن‬ ‫الكالم‪.‬‬ ‫وع���ن املس���رحية ق���ال الناق���د املس���رحي‬ ‫مح���دي املنش���اوي‪" :‬بائ���ع ال���كالم" عم���ل‬ ‫مسرحي حيقق الدهش���ة فينا وينتزع منا‬ ‫ابتس���امة الرض���ى من بني احتق���ان املآقي‬ ‫ال���ذي تكتح���ل به االجف���ان ولوع���ة االمل‬ ‫اليت تعصف بقلوبنا والش���رود الذي يدثر‬ ‫عقولن���ا بفعل واقعنا النائ���م على اهلزمية‬ ‫ال�ت�ي نكاب���ر يف االع�ت�راف حبقيقته���ا‪.‬‬ ‫املخ���رج املثق���ف الش���ريف بوغزي���ل‪ ،‬قدم‬ ‫لنا هذا املساء حالة مس���رحيه جتاوز فيها‬ ‫الس���ؤال خالل احملي���ط اإلقليمي احملدود‬ ‫إىل احمليط اإلنس���اني املفت���وح حول التيه‬ ‫الذي يكتنف الذات البش���رية واختصارها‬ ‫يف صيغ���ة الرق���م ضمن معادل���ة الصراع‬ ‫الدرام���ي حلياة البش���ر‪ .‬ما بني هس���ترييا‬ ‫اخلط���اب وفقدان الكلم���ة لقيمها الكربى‬ ‫رغ���م كونه���ا االص���ل يف الوج���ود‪ .‬وب�ي�ن‬ ‫جنون القوة اليت يصنعها االنسان ليساهم‬ ‫جبحوده لنعمة احلياة يف فناءها‪ .‬وختلص‬ ‫بنا هذه احلالة املس���رحية املبدعة إىل ان‬ ‫ال���ذات الكربى ال�ت�ي اوجدت هذا االنس���ان‬ ‫بكافة تفاصيله قادرة على احتواء عذاباته‬

‫كونها صاحب���ة الكلمة يف وجوده‪ .‬قدمت‬ ‫املس���رحية حبرفية تتس���م بذكاء كبري‬ ‫يف مجيع عناصر العرض املسرحي‪ .‬هنيئا‬ ‫حلركة املس���رح بهذا املخ���رج الرائع حد‬ ‫الذهول‪.‬‬ ‫وأض���اف الناقد املس���رحي حممد الصادق‬ ‫ب���و اجلربة‪ :‬بائع الكالم باعنا الصمت‪ .‬من‬ ‫جييد لعبة بيع الكالم هو من حيكم ومن‬ ‫جييد صناع���ة الطغيان ه���م بين صهيون‬ ‫أم���ا حن���ن فلس���نا س���وى عام���ل مس���اعد‪،‬‬ ‫ه���ذه املس���رحية عبارة ع���ن ناقوس خطر‬ ‫رغ���م قصر وقتها‪ ،‬وأكثر ما ش���د االنتباه‬ ‫وأثار اجلدل عندي هو اس���تعمال مساحة‬ ‫صغرية م���ن املربع���ات البيضاء والس���وداء‬ ‫واحل���ركات العجيبة اليت ق���ام بها املمثل‬ ‫الرئيسي‪.‬‬ ‫األم���ر كان ذكا ًء خارق���اً م���ن صاح���ب‬ ‫العم���ل أن���ه مل يغط���ي اخلش���بة بالكام���ل‬ ‫وإمن���ا اكتف���ى جب���زء بس���يط اس���تغلها‬ ‫املمث���ل االس���تغالل األمث���ل وأوض���ح لن���ا‬ ‫أن لعب���ة الش���طرنج هل���ا مدل���ول واض���ح‬ ‫حي���ث أن أرضية الش���طرنج تس���تعمل يف‬ ‫طقوس أخطر وأدق الفنون الس���وداء فتكاً‬ ‫بالعامل‪ .‬إنها بداية النهاية للعامل أو نهاية‬ ‫اهلزي���ع األخري للدنيا كما أش���ار صاحب‬ ‫العم���ل يف نهاي���ة مس���رحيته وه���ذا النوع‬ ‫من املس���رحيات ال ينتج إال من إنس���ان ذو‬ ‫خمزون مس���رحي هائل ومس���توى ثقايف‬ ‫كبري‪.‬‬

‫•بع���د رحل���ة عالجية دام���ت الع���ام والنصف عام‬ ‫باملاني���ا ع���اد الفن���ان حمم���د الس���ليين إل���ي أرض‬ ‫الوط���ن بع���د ان تع���ايف م���ن الوعك���ة الصحية اليت‬ ‫تع���رض هلا وكان يف إس���تقباله مبط���ار طرابلس‬ ‫العاملي حشد من زمالئه الفنانني واملعجبني ‪.‬‬ ‫•ب���دأ املط���رب وامللح���ن حمم���د الس���ليين حيات���ه‬ ‫الفني���ة يف بداي���ة الس���بعينيات من الق���رن املاضي‬ ‫وهو م���ن الفنان�ي�ن صاح���ب اإلمكاني���ات الصوتية‬ ‫املتميزة وحسن األداء واحلضور الفين‪.‬‬ ‫•ويعت�ب�ر املط���رب وامللح���ن حممد الس���ليين من‬ ‫أمجل وأق���وي األصوات الغنائي���ة يف ليبيا والوطن‬ ‫العربي ‪.‬‬ ‫•ويقول الناقد والصحفي زياد العيساوي ‪ :‬يعترب‬ ‫الفنان حممد الس���ليين من األصوات األصيلة اليت‬ ‫جتي���د األغني���ة العربية ب���كل صنوفه���ا واملعروفة‬ ‫به���ا ‪ ،‬وهو أفضل م���ن أدي امل���وال وتتوفر يف صوته‬ ‫الش���روط واملقاس���ات الفني���ة الالزم���ة ألداء ه���ذا‬ ‫النمط الغنائي العربي األصيل والصعب ‪.‬‬ ‫•من أهم األعمال الغنائية للفنان حممد السليين‬ ‫‪ :‬حك���ي بكان���ي – أم الظفائ���ر وي���ن خليتوه���ا – ما‬ ‫دابيه ‪ -‬س�ل�امات يا دار احلبايب – وان عش���ية – يا‬ ‫جدي الغزال – من املغرب تقوي ناره – س���كب زال‬ ‫دم���ع امليامي – قدي���م الغية – يا غ���رام العني – لو‬ ‫تدرين مشتاق لسماحه – يا أم غثيث مييح جدائل‬ ‫– ي���ا حنين���ه عالعيل���ة – كما ش���ارك يف العمل‬ ‫الغنائي رحلة نغم ‪.‬‬


‫السنة الرابعة ‪ 9 - 3 ( - ) 160 ( -‬يونيو ‪) 2014‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.