ميادين 31

Page 1

‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫من أجل االنتخابات‬ ‫الليبية القادمة‬ ‫السنة األولى‬

‫العدد ‪31‬‬

‫‪ 13‬ديسمبر ‪2011‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫كتاب ميادين – ‪3‬‬

‫ميادين تنفرد بنشر أول وثيقة خبط يد املناضل منصور‬ ‫الكيخيا تثبت اختطافه‬ ‫فرح رضوان أبوشويشة ‪ :‬هذه ليست ليبيا اليت أذكر‬


‫‪02‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫ورثة القذايف ‪ :‬فوبيا صندوق االقرتاع واإلعالم‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri_55@hotmail.com‬‬ ‫ميادين صحيفة ليبية متنوعة‬ ‫تصدر من بنغازي‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫‪00218925117123‬‬

‫مدير التحرير‬ ‫سامل العوكلي‬ ‫إشراف فين‬ ‫عمر جهان‬ ‫مدير إداري‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0912200037‬‬ ‫الغالف‬ ‫عادل جربوع‬

‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬

‫الس��لطة الحالية في ليبيا يقتسمها اإلصالحيون والعائدون؛ وهذا حصل ليس لكفاءة هؤالء أو‬ ‫أولئك‪ ،‬ولكن لس��بب رئيس أن الليبيين جميعا قد انش��غلوا في مهمة الثورة ‪ :‬إس��قاط النظام ‪،‬‬ ‫ومن ناحية أخري لم ينش��غلوا بمهمة البديل ‪ ،‬لقد توافق الجميع علي تسمية هذا أو ذاك لمهمة‬ ‫كبرت أو صغرت إن عرفوه فباعتباره ممن يعمل في النظام المراد إس��قاطه لكنه انش��ق عليه‬ ‫‪ ،‬أو عرفوه من خالل قنوات التلفزيون ‪،‬خاصة الجزيرة منها التي كانت مكلفة بمهمة تغطية‬ ‫دور المعارضة في المنطقة ‪ ،‬ثم الربيع العربي أي ثورات ش��عوب هذه المنطقة‪ ،‬وهكذا نجد‬ ‫أن اإلصالحيين ‪ -‬أي من س��ماهم معارضة الخارج بجماعة سيف – هم من أداروا البالد منذ‬ ‫م��ارس ‪2011‬م وحتى الس��اعة ؛ وقد تم التوافق حوله��م دون تردد خاصة مع العودة المبكرة‬ ‫لبعض من كانوا معارضين في الخارج وأدخلوهم في تحالف ضمني معهم ‪ ،‬ثم النجاح المبكر‬ ‫ف��ي اس��تبعاد إئتالف ‪ 17‬فبراير ال��ذي تم بتحالف مع اإلخوان المس��لمين من جاء الثورة بعد‬ ‫تلكؤ بين ‪.‬‬ ‫هذا توصيف حال لمن هم يديرون البالد اآلن وهم بشكل أو بآخر ورثة نظام القذافي؛ بمعنى‬ ‫ورثة األس��اليب والبنية الداخلية للنظام المس��قط ‪،‬وليس علي الم��رء أن يبذل جهدا كي يتبين‬ ‫ذلك‪ ،‬فكما أشرنا أن منهم من عمل مع النظام حتى الساعات األخيرة‪ ،‬وبعضهم وإن عارضه‬ ‫فذلك حدث بعد عمل لس��نوات معه ‪ ،‬هذا غير اآلليات التي تم وراثتها ‪ ،‬واألهم األيدلوجيات‬ ‫الدينية اإلقصائية التي ش��كلت خطاب ووثائق النظام السابق ‪ :‬القرآن شريعة المجتمع والدين‬ ‫والقومية ركنا الدولة والربا حرام والخمر ممنوع والعداء للغرب فرض عين ‪ ....‬الخ ‪.‬‬ ‫وم��ن مش��كل هكذا وراثة أنه��ا تكبل الوريث ؛ألن م��ن طبيعة النظام المس��قط التكتم وانعدام‬ ‫الش��فافية وتغييب المعلوم��ات‪ ،‬وبالتالي إقصاء اإلعالم عن مهمت��ه وتوظيفه لتكريس النظام‬ ‫فحس��ب ‪ ،‬أما طبيعته غير الديمقراطية ‪ ،‬فإلى جانب توريثها لفوبيا اإلعالم ‪ ،‬تظهر أعراض‬ ‫التخوف من صندوق االقتراع واعتبارها وسيلة للتقسيم وتبديد القوى ‪.‬‬ ‫ما ش��اهدناه مؤخرا وما نش��اهده يوضح أن البنية الداخلية للنظام تكمن حيث هناك س��لطة ال‬ ‫يحدها حد ‪ ،‬وتس��تمد ش��رعيتها من الخروج على القانون والالدس��تور الحاصل بفعل الثورة‬ ‫‪ ،‬فالثورة أس��قطت النظام واجتثته وقبرت الطاغية ومهمتها هذه ال تس��تكمل إال ببناء النظام‬ ‫الذي ال يكون إال ديمقراطيا من خالل صندوق االقتراع‪ ،‬ويكون اإلعالم فيه سلطة رابعة كما‬ ‫القاضي ورئيس الوزراء ووزرائه ورئيس مجلس��ه االنتقالي؛ جميعا س��لطة رابعة وقضائية‬ ‫وتشريعية وتنفيذية على قدم المساواة‪.‬‬ ‫• منصور الكيخيا أيقونة حقوق اإلنسان‬ ‫اليوم العاش��ر من ديسمبر العالم يحتفل بذكرى‬ ‫إصدار وثيق��ة حقوق اإلنس��ان‪ ،‬وتحيى للمرة‬ ‫األول��ى الذك��رى الثامن��ة عش��ر الختط��اف‬ ‫المناضل الوطني والشخصية الدولية منصور‬ ‫الكيخي��ا ‪ ،‬ه��ذه الش��خصية الديمقراطي��ة ‪،‬‬ ‫والمؤسس للجمعيات الحقوقية‪ ،‬تم اختطافه في‬ ‫‪ 9‬ديس��مبر ‪1993‬م من القاه��رة وهو يحضر‬ ‫مؤتم��ر لمنظمة حقوق اإلنس��ان العربية ‪ ،‬وقد‬ ‫تم طوال هذه الس��نوات إنكار هذه الجريمة من‬ ‫قبل النظامين الفاشيين في ليبيا ومصر‪.‬‬ ‫وهنا ننش��ر وثيقة دامغة تؤكد ما كنا علي يقين منه ‪ :‬أنها جريمة شارك فيها نظامان سياسيان‬ ‫فاشيان ضد رجل حقوق أعزل إال من اعتقاده بحقوق اإلنسان ‪.‬‬ ‫وما يؤسف له أن مثل هذه الشخصية المميزة واالستثنائية قد تم نسيانها أو تناسيها ‪ ،‬وخاصة‬ ‫من قبل رفاق له وصلوا للسلطة وصاروا بين ليلة وضحاها مسؤولين يشار إليهم علي األقل ‪.‬‬ ‫إن تناسي كهذا من قبل المسؤولين الجدد يدلل علي التراجيديا الليبية ‪ :‬منهم من اختطفه ومنهم‬ ‫من لم يبحث عن منصور الكخيا‪.‬‬ ‫• اس���تالم توكل اليمانية لجائزة نوبل اليوم تتويج لرأس نس���اء ث���ورة اليمن الالئي ليس‬ ‫كمثلهن أحد من نساء العرب ‪.‬‬


‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫أخبار‬

‫أخبار‬

‫‪03‬‬

‫أخبار‬

‫االحتاد النسائي ملدينة درنه وضواحيها‬ ‫ميادين درنة ‪ /‬فريحة البركاوي‬ ‫وبع��د إن تحرر كام��ل الوطن ‪ ,‬بدأت لجنة‬ ‫تحضيريه من النس��اء بالعمل والتجهيز ‪,,‬تم في‬ ‫يوم األربعاء الموافق ‪2011 /23/11‬‬ ‫‪ :‬وفتح باب القبول للراغبات لالنضمام باالتحاد‬ ‫عن طريق تعبئة نموذج طلب االنتساب‬ ‫من نحن ‪:‬‬ ‫هيئة وطنيه لها ش��خصيتها المعنويه المس��تقله‬ ‫وله��ا ننظامه��ا االساس��ي الخ��اص ‪ ,‬ولها ذمة‬ ‫مالة مس��تقله عن الدوله ‪ ,‬وتضم في عضويتها‬ ‫جميع نساء مدينة درنه وضواحيها من مختلف‬ ‫االعم��ار والش��رائح ؛ من اجل توجي��د الرأي‬ ‫والجه��ود في عمل مؤسس��اتي لوض��ع اللبنات‬ ‫االساسيه في سبيل ترسيخ دور المرأه السياسي‬ ‫واالجتماعي والثقافي واالقتصادي نحو مجتمع‬ ‫ديمقراطي يتوفر فيه مس��تقبل افضل للمرأة في‬ ‫مدين��ة درن��ه وضواحيها بصفه خاص��ه وليبيا‬ ‫بش��كل عام في ظل قيم وتعاليم الشريعه والدين‬ ‫االسالمي‬ ‫الرؤيه ‪:‬‬ ‫م��ن اج��ل ام��رأة متمكن��ه سياس��يا واجتماعيا‬ ‫واقتصادي��ا ‪ ,‬مدرك��ة لحقوقه��ا وواجباته��ا ‪,‬‬ ‫ال تعان��ي م��ن االقصاء ؛ لتصب��ح عضو فعال‬ ‫في تنمي��ة وبناء مجتمع ديمقراطي ‪ ,‬مش��اركة‬ ‫بدور اساس��ي فعال في هياكل وآليات الس��لطه‬ ‫‪ ,‬مس��اهمة ف��ي صن��ع القرار ف��ي دول��ة ليبيا‬ ‫المستقبل‪.‬‬

‫الرساله‪:‬‬ ‫تنظي��م جهود وطاق��ات المرأة ف��ي مدينة درنه‬ ‫وضواحيها لتحقيق المش��اركه الفعليه في صنع‬ ‫القرار السياس��ي وبناء الدولة الليبيه والوصول‬ ‫للتمكين السياس��ي واالجتماع��ي واالقتصادي‬ ‫للمرأة‪.‬‬ ‫اهداف االتحاد ‪:‬‬

‫‪2‬ابراز الدور السياس��ي واالجتماعي والثقافي‬‫واالقتص��ادي – للم��رأة ف��ي مدين��ة درن��ه‬ ‫وضواحيها – محليا ودوليا‬ ‫‪3‬اقامة عالقات للتعاون المتبادل مع الجمعيات‬‫والمنظمات واالتحادات النسائيه في داخل مدن‬ ‫ليبيه وخارجها ومواكبة نشاطاتها‬ ‫‪4-‬التضام��ن والتنس��يق مع جمي��ع المنظمات‬

‫‪1‬النهوض بالمرأة سياس��يا واجتماعيا وثقافيا‬‫واقتصادي��ا لتكون ق��ادره على المش��اركه في‬ ‫عملية التنميه والبناء‬

‫الدولي��ه ومنظم��ات المجتم��ع المدن��ي المحليه‬ ‫لخدمة اهداف االتحاد‬ ‫‪5-‬الس��عي للتنس��يق م��ع باق��ي الم��دن الليبيه‬

‫لمحاول��ة الوصول الى اتحاد نس��ائي عام يمثل‬ ‫نساء دولة ليبيا في المحافل الدوليه والعالميه‬ ‫‪6‬خلف مناخ عام للحوار الديمقراطي للتعاون‬‫والتكامل بين جميع فئات المجتمع‬ ‫‪7‬تشجيع وابراز القيادات النسائيه‬‫‪ 8‬تمكي��ن المرأة من المش��اركه ف��ي صناعة‬‫القرار السياسي‬ ‫‪9‬نش��ر الوعي والثقافه السياس��يه بين النس��اء‬‫وجمي��ع افراد المجتم��ع لتهيئة المن��اخ المالئم‬ ‫للمارسه السياسيه‬ ‫‪10‬التركيز واالهتمام بالتش��ريعات والقوانين‬‫المتعلقه بالمرأة بما يكفل للنس��اء حق المواطنه‬ ‫الكامله‬ ‫‪11‬تعبئة وس��ائل االعالم لتبني اس��تراتيجات‬‫لصالح قضايا المرأة المختلفه‬ ‫‪12‬التركي��ز على التعلي��م والتدريب والتأهيل‬‫باعتباره��ا مداخل اساس��يه في تمكي��ن المرأه‬ ‫واالستفاده من قدراتها في كافة المجاالت‬ ‫‪13‬االهتمام والتش��جيع على اجراء الدراسات‬‫والبح��وث والمس��وحات الدوري��ه الت��ي تمدنا‬ ‫باس��تمرار بالبيان��ات المتعلقه بالم��رأه وتطور‬ ‫اوضاعها ومش��كالتها واحتياجاته��ا في جميع‬ ‫مجاالت الحياه‬ ‫‪14‬فتح مجال مس��اهمة المرأة ف��ي قوة العمل‬‫بصورة اكبر ‪ ,‬والنهوض بالمرأة‬ ‫‪15‬تقوية اوضاع الم��رأة في المجال الصحي‬‫لما لذلك من انعاكاسات على قدراتها االنتاجيه‬

‫الـمـرصـــد اللـيـبــــي لـدعـــم الـــدميـــقــراطــيـــة‬ ‫الـبـيـــان التـــأسـيســـي‬ ‫الــرؤيــــة ‪:‬‬ ‫المرصـــد اللـيـبــي لـدعــم الديمقــراطية في لـيـبـيـا ‪ ،‬أحــد منظمــات‬ ‫المجتمـ��ع المــدنــي المس��تقلة ‪ ،‬غـير التـابعــة ألي مـن مـؤسس��ــات‬ ‫الـدولــ��ة غـايتـ��ه ‪ :‬دعـم وتعزيـ��ز الممــارس��ــة الـديمقـراطـيـة فـي‬ ‫لـيـبـيـا ‪.‬‬ ‫الــرســالـة ‪:‬‬ ‫رصــــد الســـياســــات واالتجــاهــات والمـواقـف ‪ ،‬التـي تتـخـــذهــا‬ ‫الــدولــــة أو المنظم��ات أو الجماعات أو األفــراد مــن ذوي التأثيــر‬ ‫‪ ،‬والتي يمكن أن تــؤدي إلـي ممارس��ات دكتــاتوريــة أو ش��ـــموليــة‬ ‫أو إقصــائيــة تنــال مـــن نـزاهـــة العمــليــة الديمقراطية والمعاييــر‬ ‫المتـعارف عليــها دوليــــا ً ‪.‬‬ ‫األهـــداف ‪:‬‬ ‫‪ )1‬يعمل المرصـــد على تأكيـــد ممارس��ة رقابة المجتمع المدني على‬ ‫مســــار العمليـــة الـديمـقــراطيــة فــي لـيـبـيـا ‪.‬‬ ‫‪ )2‬تعريف المواطــن بقواعـــد وأس��ـس العمليــة الديمقــراطية التــي‬ ‫يقــره��ا الدس��ـــتور ‪ ،‬ويتم النـص عليـــها في التش��ريعــات المكمــلة‬ ‫لــه ‪ ،‬ونشـــر الوعـــي وثقــافــة ممارســـة الحقــوق الدســتوريـــة ‪.‬‬ ‫‪ )3‬تس��ــليط الضــ��وء علـ��ى المعاييــ��ر الـدوليــ��ة للـديـمـقــراطــية‬ ‫والتجــ��ارب والممارس��ات الناجـحة ‪ ،‬والحـث عل��ى تبنــي ما يــالئم‬ ‫الحـالــة اللـيـبـيـة منـهـا ‪.‬‬ ‫‪ )4‬مراجعــ��ة التش��ــريعات والبيان��ات والسياس��ات واإلجـ��راءات‬ ‫والممارس��ات المتعلق��ة باالنتخابات ‪ ،‬ورصــ��د المخـالفــات وأوجــه‬ ‫القصــور والتنبيــه إليهــا ‪.‬‬ ‫‪)5‬مراجع��ة التش��ريعات الليبية المختلفة والنظر ف��ي مدى تطابقها مع‬ ‫الدستور والطعن بعدم الدستورية في حالة رصد أية مخالفة باعتبار أن‬ ‫الدستور هو الحامي للديمقراطية‪.‬‬

‫‪)6‬مراقبة االستفتاء الدستوري المقبل وغيره من االستفتاءات المستقبلية‬ ‫ورصد أي مخالفات أو خروقات قـد تؤدي إلى التأثير في نتيجته‪.‬‬ ‫‪ )7‬رصـــد وتتبــع المـواق��ف والبيــانات والتصـريحـات والحمـالت‬ ‫اإلعـالمية وأساليب وبرامج العمـل لألحـزاب ‪ ،‬والسياسيين وتحليـلها‬ ‫‪ ،‬والتعـرف على أوجه القصـور في الممارس��ة السياسية ‪ ،‬التي يمكن‬ ‫أن تعرقل العملية الديمقراطية أو تنال من نزاهتها ‪.‬‬ ‫‪ )8‬تتب��ع ورصــ��د التمــويـ��ل المــالي لـوس��ـائل اإلعــ�لام المخـتلفة‬ ‫(قنـ��وات فضـائيـ��ة – صحـ��ف – إذاعـــ��ات ‪ .....‬ال��خ ) والتعـرف‬ ‫علـ��ى مصـ��ادره وأهــدافه ومــ��دى تأثيــ��ره على مس��ــار العمليــة‬ ‫الـديمقـراطيــة ‪.‬‬ ‫‪ )9‬تتب��ع ورصــ��د التمويل المال��ي ‪ ،‬والــدعم اإلعــالمي والسياس��ي‬ ‫لألحزاب السياس��ية والسياس��يين ‪ ،‬والتعرف على مص��ادره وأهدافه‬ ‫ومدى تأثيره على نزاهة التنافس السياسي لألحزاب وتوفـــر الفــرص‬ ‫المتكافئــة للمرشـــحين ‪.‬‬ ‫‪ )10‬المش��اركة م��ع المنظم��ات الـوطـنية والـدوليـ��ة واإلقليميــة فـي‬ ‫مـراقبة س��ـير االنتخاب��ات ‪ ،‬وضمان الش��فافية والنــزاهـة ‪ ،‬خاصــة‬ ‫حــال عــ ّد األصــوات ‪ ،‬وإعـــالن النتــائــج ‪.‬‬ ‫‪ )11‬تعزيز ودعم الحوار بين مختلف األطيــاف والفـرقـــاء السياسيين‬ ‫والمساهمة في نشــر الوعــي وثقافة الممـارســة الـديمقراطيـة وتبنـي‬ ‫ثقافـ��ة االنحيــاز لمواصف��ات الكفاءة والجــدارة للبرامــج السياس��ـية‬ ‫والتنمـويـ��ة للمـترش��ـحين ‪ ،‬ورصــ��د المخالف��ات التي قد تنش��أ عن‬ ‫الحـراك السـياسـي لألحــزاب والمــترشحين ‪ ،‬ونبــذ التعصـب القبلي‬ ‫والمناطــق��ي ‪ ،‬وص��والً إلــى أرقى أس��ـاليب المناص��رة والتصـويت‬ ‫النـزيـه ‪ ،‬والحـرص علـى عـدم المسـاس بثـوابت الـوحــدة الـوطـنيــة‬ ‫‪.‬‬ ‫التركيز على ترس��يخ ثقافة قبول النتائج التي تنتهي إليهــا‬ ‫‪ )12‬‬ ‫االنتخــاب��ات ‪ ،‬ومـ��ا يج��ب أن يترتب عليه��ا من إنهــ��اء للخالفــات‬

‫والصراع��ات الناجمــ��ة عنه��ا ‪ ،‬وااللت��زام باالنض��واء تح��ت مظلة‬ ‫المعارضة السلمية بمنهج ديمقراطي بناء ‪.‬‬ ‫التواص��ل مع مختل��ف منظمات المجتم��ع المدني المماثلة‬ ‫‪ )13‬‬ ‫الوطني��ة منه��ا والدولية اإلقليمية ‪ ،‬والتعارف معه��ا بغية تكوين خبرة‬ ‫تراكمي��ة ‪ ،‬ورصيد معرف��ي حول العملي��ة الديمقراطية وممارس��تها‬ ‫وأساليب مراقبتها ‪.‬‬ ‫‪)14‬رص��د مناب��ع اإلكــ��راه والضغ��ط السياس��ي التي قد تس��تخدمها‬ ‫األحزاب السياس��ية والمـترش��ـحين للتأثير على القرار الحر للمواطن‬ ‫سواءاً كانت مالية أو قبلية أو منــاطقيـة أو دينية أو ايدولوجية ‪.‬‬ ‫المنـهجـيـــة ‪:‬‬ ‫مرصد عين يتبنــى تحـقيـق أهــدافـه مـن خـــالل ‪:‬‬ ‫• مـا يتاــح لـه مـن وسائط إعــالميــة فــي الــداخــل والخـارج‬ ‫• تنظيــم النــدوات والمحاضــرات والحـــوارات والمشــاركة فيــها ‪.‬‬ ‫• اس��تقطاب واس��تضافة أهــ��ل الخب��رة م��ن األكادمــيين وأس��ــاتذة‬ ‫الجامع��ات والــدارس��ين المهتمي��ن بالش��ــأن العــ��ام والممـارس��ـــة‬ ‫الـديمقـراطيــة ‪.‬‬ ‫• نش��ر المطبوع��ات والدوري��ات والتقاريــ��ر المتعلق��ة بمتابع��ة‬ ‫الحـراك السـياس��ــي وعلى األخـص رصـ��د المخالفات والتجـاوزات‬ ‫واالنحـراف��ات عــ��ن الس��ــياق الـديمقراطـ��ي والمعاييــر واألس��س‬ ‫والقـواعـد الـداعمـة للممارســة الديمقراطية الصحيحة ‪.‬‬ ‫ومي��ول المرصد نش��اطاته من خ�لال اش��ــتراكات منتس��ــبيه ومـن‬ ‫التبرعــ��ات والهاب��ات غير المش��روطة وال يقبل المرص��د تبرعات‬ ‫وهبات االحزاب السياسية أو المترشحين السياسيين أو من ينوب عنهم‬ ‫أو يدعمهم ‪.‬‬ ‫• اللجنة التأسيسية‬


‫‪04‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫((مناهضة العنف ضد املرأة يف درنه ))‬ ‫ميادين ‪ :‬درنة‬ ‫جمعي��ة التواصل لش��باب ونس��اء وأطفال‬ ‫ليبي��ا الح��رة ه��ي جمعية تطوعي��ة مقرها‬ ‫مدين��ة بنغ��ازي تعنى برفع الق��درات من‬ ‫خ�لال النش��اطات االجتماعي��ة والثقافي��ة‬ ‫المتنوع��ة‪ ,‬تنطل��ق م��ن رؤية ته��دف إلى‬ ‫التمي��ز في مج��ال العم��ل التطوعي للرفع‬ ‫من قدرات أفراد المجتمع من شباب ونساء‬ ‫وأطفال وته��دف الجمعية من خالل الدعم‬ ‫الثقاف��ي واالجتماع��ي إلى رف��ع القدرات‬ ‫وتنمي��ة وتطوير المهارات القيادية والتقنية‬ ‫والفني��ة ألف��راد المجتم��ع لتمكي��ن فئ��ات‬ ‫الش��باب والنس��اء واألطف��ال ع��ن طريق‬ ‫برامج إعالمية ثقافية وتنموية هادفة‪ ،‬تقديم‬ ‫الدعم النفس��ي واالجتماعي للمرأة والطفل‬ ‫ونش��ر الوع��ي للنهوض بالمجتم��ع‪ ،‬تقديم‬ ‫الخدم��ات المجتمعي��ة حس��ب االحتياجات‬ ‫الملحة كاإلغاثة وحمالت النظافة وغيرها‪،‬‬ ‫والمشاركة في دور التنمية البشرية للشباب‬ ‫والنس��اء إلعداده��م مس��تقبال ًكقياديين في‬ ‫مجتم��ع المؤسس��ات الديمقراطي��ة ولرفع‬ ‫كفاءاتهم وقدراتهم‬ ‫ف��ي مج��ال المجتم��ع المدن��ي كم��ا تق��وم‬ ‫باإلشراف على البرامج التالية‬ ‫برنامج التوعية بالعنف ضد المرأة‬ ‫برنامج الدعم النفسي لضحايا الحرب‬ ‫برنامج الدعم االجتماعي والنفسي لألطفال‬ ‫برنامج المركز الليب��ي للديمقراطية وحكم‬ ‫لتدري��ب الك��وادر للعمل في ه��ذا المجال‪ ،‬درنه أعمال الجمعية حول برنامج التوعية‬ ‫القانون‬ ‫برنامج تمكين الش��باب والنساء للمشاركة وكذل��ك إط�لاق حمل��ه لم��دة ‪ 16‬يوما ً من بالعن��ف ضد المرأة وقد كان البرنامج علي‬ ‫األنش��طة لوق��ف العنف ضد النس��اء التي النحو التالي‬ ‫السياسية‬ ‫انطلقت من ‪ 26‬نوفمبر حتى ‪ 10‬ديس��مبر‪ ،‬اليوم األول ورشة عمل حول حقوق المرأة‬ ‫برنامج التوعية بالعنف ضد المرأة‬ ‫وحول برنام��ج التوعية ضد المرأة التقينا وهو اليوم العالمي لحقوق اإلنس��ان‪ ،‬وذلك الي��وم الثاني حلقة نقاش ح��ول االتفاقيات‬ ‫بإقام��ة الندوات ومعارض الصور لعرض الدولية اتفاقية ((سيداو ))و((دي داو ))‬ ‫األستاذة غالية الهوني مديرة البرنامج‪:‬‬ ‫بدأت الجمعية العمل على برنامج التوعية مش��اكل الم��رأة بطريقه تناس��ب مجتمعنا اليوم الثالث ورش��ة عمل إلعداد المدربين‬ ‫من خ�لال القيام بال��دورات وورش العمل وثقافتنا وكذلك إقامة ندوه حول العنف ضد وحلقة نقاش حول كيفي��ة مطالبة الحكومة‬ ‫المراه وحقوق الم��رأة‪ ،‬وقد أطلقنا بمدينة بتبني توصيات الجمعيات المهتمة بالمرأة‪.‬‬ ‫كانت اس��تجابة المش��اركين ممتازة في‬ ‫مناقش��ة المواد المطروح��ة‪ ،‬وكذلك حبهم‬ ‫للمعرفة كان العامل األساس��ي في نجاح‬ ‫هذه الدورة‪.‬‬ ‫وم��ن أراء المش��اركين ف��ي ه��ذه الدورة‬ ‫تق��ول االس��تاذه نصره ش��عبان مس��عود‪،‬‬ ‫وه��ي أخصائي��ه اجتماعي��ه ‪ :‬إنها عرفت‬ ‫بالدورة من خ�لال مكتب تدريب المعلمين‬ ‫ف��ي مهمة األخصائ��ي االجتماعي ‪ ،‬حيث‬ ‫تعم��ل وهي مقتنعة بأنه لدينا عنف اس��ري‬ ‫م��ن خالل القضايا التي ت��رد إلي المحاكم‪،‬‬ ‫وقد اس��تفادت م��ن ال��دورة معرفتها بعمق‬ ‫قضايا ‪ ،‬وذلك من خالل القوانين والمواثيق‬ ‫الدولية والدعوة إل��ي توعيتها وصوال إلي‬ ‫دعم حقوقها ‪.‬‬

‫السيدة مبروكة علي بوعود عضو اللجنة‬ ‫التحضيرية لالتحاد النس��ائي درنه‪ :‬علمت‬ ‫بال��دورة ع��ن طريق االتصال الش��خصي‬ ‫ولم تك��ن لدي معلومات بش��كل كاف عن‬ ‫قضي��ة العن��ف ض��د الم��رأة إال القليل من‬ ‫خالل اإلعالم‪ ،‬ولكن من خالل معايش��تنا‬ ‫لواقعنا نعم لدينا عنف ضد المرأة‪ ،‬ربما في‬ ‫الماضي لم نالحظ هذا العنف ولم نس��تطع‬ ‫أن نضعه تحت مفهوم العنف‪ ،‬ولقد استفدت‬ ‫من الدورة كيف نعرف العنف ضد المراه‬ ‫ومعرف��ة القواني��ن الدولي��ة الموضوع��ة‬ ‫واالتفاقي��ات الدولية حول هذا الموضوع‬ ‫وتعلمنا كيف نتعامل ونواجه هذا العنف ‪.‬‬ ‫األس���تاذ س���الم الفريطيس يقول انه علم‬ ‫بالدورة عن طريق الصدفة وذلك من خالل‬ ‫اجتماع مجموعه من المدرس��ين كنا نناقش‬ ‫حق��وق الطف��ل واالتفاقية الدولي��ة لحقوق‬ ‫الطف��ل‪ .‬ويضيف نع��م لدينا عنف اس��ري‬ ‫وم��ن خالل ال��دورة تعرفنا عل��ي االتفاقية‬ ‫الدولية لحقوق المرأة التي تحقق المس��اواة‬ ‫وعدم التمييز‬ ‫األستاذ كمال النويصري علم بالدورة عن‬ ‫طريق اإلعالم ولديه فكرة جيده عن قضية‬ ‫العن��ف ضد الم��رأة وان مجتمعنا تتعرض‬ ‫فيه المرأة للعنف نتيجة لعدم معرفة اتفاقية‬ ‫حق��وق الم��رأة وقد اس��تفدت م��ن الدورة‬ ‫بمعرفة اتفاقية القضاء علي جميع أش��كال‬ ‫التمييز ضد المرأة‬ ‫وتصف زينب بن س���عود مندوبة المنظمة‬ ‫الليبي��ة لحقوق اإلنس��ان العنف ضد المرأة‬ ‫ف��ي المجتم��ع الليب��ي بان��ه غي��ر مباش��ر‬ ‫والس��بب في عدم ظهور العنف ضد المراه‬ ‫بشكل مباش��ر نتيجة التقاليد والعادات في‬ ‫مجتمعنا‪ ،‬وقد اس��تفادت م��ن الدورة كيفية‬ ‫المحافظ��ة عل��ي حماية حق��وق المراه من‬ ‫العن��ف بجميع أنواع��ه وكيفية إيجاد طرق‬ ‫وأساليب لمعالجته ‪.‬‬ ‫الناشطة الحقوقية المحامية ابتسام استبته‪:‬‬ ‫حض��رت الدورة نتيجة ترش��يحي من قبل‬ ‫جمعية تواصل وكون��ي محاميه لدي فكرة‬ ‫ع��ن العن��ف ض��د الم��رأة واطلع��ت عل‬ ‫االتفاقيات الدولية من خالل االنترنت‪.‬‬ ‫والمجتمع الليبي يوجد به عنف ضد المراه‬ ‫نتيجة جهل الم��رأه بماهية العنف وأنواعه‬ ‫وكيفية مواجهته وع��دم تدخل الدولة لدرء‬ ‫العن��ف ضد المرأة وتعزيز س�لامتها‪ ،‬ولم‬ ‫تفعل القوانين المحلية ولم تستخدم القوانين‬ ‫الدولية الملزمة بتطبيقها كونها دوله موقعه‪،‬‬ ‫وق��د اس��تفدت من ال��دورة معرف��ة المواد‬ ‫التي تم التحفظ عليه��ا ولم توقع ليبيا عليها‬


‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫ومعرف��ة أن علي الدول��ة أن تلغي أي نص‬ ‫ف��ي قوانينها يخالف مبادئ االتفاقية وإلزام‬ ‫الدول��ة بتعديل الس��لوك االجتماعي إلزالة‬ ‫التحيز والممارس��ات التقليدية المستندة إلي‬ ‫دونية أي من الجنسين أو تفوقه ‪.‬‬ ‫وبصفته عضوا في جمعية النهضة ش��ارك‬ ‫عب��د الس�لام الزن��ي بالبرنام��ج ورأي أن‬ ‫العنف ض��د الم��رأة موجود ف��ي مجتمعنا‬ ‫نتيجة عدم تفعيل قانون حماية المرأة وعلي‬ ‫المجتمع عدم تهمي��ش المرأة وحقوقها ألن‬ ‫الم��رأة له��ا دور كبير في المجتم��ع الليبي‬ ‫ويجب التعامل معها بلطف ‪.‬‬ ‫وقال��ت االعالمي��ه منيرة س��ليمان ابعيص‬ ‫الت��ي تلق��ت دعوه بالمش��اركة م��ن خالل‬ ‫االس��تاذه نجاح ب���ن عل���ي باعتبارها من‬ ‫منظمي هذه الورش��ة ‪ :‬سبق لي أن أعددت‬ ‫حلقه عن العن��ف ضد المرأه عبر االذاعة‪،‬‬ ‫ويوجد في المجتمع الليبي عنف ضد المرأة‬ ‫م��ن خ�لال تع��رض الزوجة للض��رب أو‬ ‫الحرمان االقتصادي أو حرمانها من التعليم‬ ‫أو الوظائ��ف والزواج المبك��ر للفتيات ‪....‬‬ ‫الخ‪ ،‬ومن أس��باب هذا العن��ف في المجتمع‬ ‫الليبي الموروث الثقافي والنظرة الس��لبية‬ ‫تجاه الم��رأة واعتبارها مخلوقا ضعيفا وإن‬ ‫دوره��ا الذي خلقت من أجل��ه هو اإلنجاب‬ ‫والطب��خ ‪.....‬ال��خ وأكثر ش��يء تعلمته في‬ ‫هذه ال��دورة انه يمكن طرح هذا الموضوع‬ ‫بأريحيه أكثر وعلميه وموضوعييه حس��ب‬ ‫االتفاقي��ات التي تنص عل��ي مفهوم العنف‬ ‫ضد الم��رأة ويمكن معالجته ف��ي المجتمع‬ ‫من خالل اإلعالم وورش العمل والدورات‬ ‫والمحاضرات‪.‬‬ ‫وعب��ر اتص��ال هاتفي م��ن صديقه عرف‬ ‫المحام��ي علي امبيه رئي��س مركز حقوق‬

‫اإلنس��ان ف��ي درن��ه بال��دورة وق��د تفاج��أ‬ ‫بالموض��وع ألن��ه لي��س لديه فك��رة حول‬ ‫الموض��وع ولك��ن معلومات��ه عام��ه حول‬ ‫حق��وق اإلنس��ان باعتب��اره ناش��ط حقوقي‬ ‫وس��بب تعرض المرأة للعنف في المجتمع‬ ‫الليبي بحس��ب تقدي��ره راجع لعدة أس��باب‬ ‫ثقافيه وعنصريه وجهل بالحقوق والقانون‬ ‫م��ن جانب المراه وضع��ف الجهاز األمني‬ ‫والقضائ��ي لحماي��ة حقوق الم��راه المعنفة‬ ‫وع��دم تفعي��ل اتفاقية ((س��يداو ‪))cedaw‬‬ ‫بشكل جدي وفعال من قبل الحكومة السابقة‬

‫أمحد يونس جنم يف ذمة اهلل‬ ‫تتق��دم صحيف��ة ميادي��ن بأحر التع��ازي إلى‬ ‫عائل��ة نجم في وفاة المغف��ور له أحمد يونس‬ ‫نجم تغمد هللا الفقيد بواسع رحمته وألهم أهله‬ ‫وذويه جميل الصبر والسلوان ‪.‬‬ ‫المرح��وم أحمد يونس نجم ول��د في بنغازي‬ ‫عام ‪ 1932‬ودرس المرحلة الثانوية بمدرسة‬ ‫صغي��رة بش��ارع مصرات��ة ‪ ،‬وأتم دراس��ته‬ ‫الجامعي��ة بمص��ر ليع��ود ع��ام ‪ 1955‬إبان‬ ‫نظ��ام الواليات ليعم��ل ب��إدارة المطبوعات‬ ‫والصحاف��ة ورئيس��ا لتحري��ر جري��دة برقة‬ ‫إضاف��ة إل��ى عمل��ه م��ع جريدت��ي العم��ل‬ ‫والزم��ان ‪ ،‬ليرق��ى فيم��ا بعد مدي��راً إلدارة‬ ‫المطاب��ع‪ ،‬ثم وكيالً لوزارة اإلعالم التي كان‬ ‫يترأس��ها المرحوم خليفة التليسي‪ ،‬كما عمل‬ ‫وزي��راً لالقتص��اد والتج��ارة ‪ ،‬وكان وزيرا‬ ‫للمواص�لات عندما قام االنقالب العس��كري‬ ‫عام ‪. 69‬‬ ‫يشار إلى أن صحيفة ميادين قد أجرت حوار‬ ‫مع المرحوم أحم��د يونس نجم في العدد ‪18‬‬ ‫الصادر بتاريخ ‪ 13‬سبتمبر ‪. 2011‬‬

‫وانعدام مؤسسات المجتمع المدني تعمل في‬ ‫مج��ال حقوق المراه قب��ل ‪17‬ثورة فبراير‬ ‫بش��كل مس��تقل وحيادي واللج��وء للعرف‬ ‫ولي��س للقان��ون لحل مثل ه��ذه االنتهاكات‬ ‫وقد تم التعرف علي اتفاقية ((سيدا و �‪ced‬‬

‫‪05‬‬

‫‪ ))aw‬وحقوق المرأة بش��كل أفضل وأكثر‬ ‫تفصيل والفارق بين أنواع التمييز والعنف‬ ‫بحس��ب النوع وبحس��ب الجنس��ين واالهم‬ ‫التع��رف علي وجوه جديدة ترغب في نقل‬ ‫ليبيا إلي التقدم والتطور علي جميع ‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫دكتــور حممـود جبــريـل‪..‬ورحلــة األلف ميـــــل‪..‬‬ ‫عـلى الرفــاعــى زوبــــى‬ ‫ج��اءت ه��ذه الندوة من قبل س��يادة الدكتور‬ ‫محمود جبريل يبنغـازى ‪ ،‬فى جامــــعة العرب‬ ‫الطبي��ة‪ ،‬وعلى مدرج س��نـاء محيـدلـى‪،‬والذى‬ ‫لـم يتس��ـع لهذه الجموع الغفي��رة من أطـــياف‬ ‫مـديــــن��ة بنغ��ازى المضيافة‪...‬امتألت القاعة‬ ‫ع��ن بكرة أبيه��ا‪ ،‬وكان الواقف��ون على أرض‬ ‫المدرج أكثـر من الجالسين‪..‬حتـى ان الدكتور‬ ‫جبري��ل اقترح خجـال‪ ،‬بأن تك��ون الندوة على‬ ‫م��دار جولتين وبنف��س النهار له��ذه الجماهير‬ ‫الغفيـــــ��رة‪ ،‬وعل��ى الرغـ��م م��ن إره��اق‬ ‫المتحـ��دث‪ ،‬نتيجة لقيامه بإلقاء نـدوة في مدينة‬ ‫طبـــ��رق صباح��ا‪ ،‬ومديـــــن��ة درنــة ظهرا‬ ‫وجاء إلى مدينة بنغازى في نفس اليــوم إللقاء‬ ‫هذه الندوة الشيقة‪!!..‬‬

‫(‪ )140‬عض��وا‪ ،‬ب��دال م��ن(‪ )53‬اآلن غي��ر‬ ‫معروفـ��ى الهــوية‪ ،‬عل��ى أن يتكون من(‪)15‬‬ ‫عضوا م��ن الثوار‪ )15(،‬عضوا من ش��ريحة‬ ‫المرأة‪)15(،‬عضوا من العقالء والمشهود لهم‬ ‫بالوطني��ة والكف��اءة‪ ،‬على أن يذك��ر جميع من‬ ‫هم بالمجلس بمس��مياتهـم وصفاتهم‪ ،‬وس��يرهم‬ ‫الذاتيــ��ة‪ ،‬وم��اذا قدموا للث��ورة‪.‬؟ كل هذا من‬ ‫خالل اإلعــالم ‪.‬‬ ‫عل��ى أن يباش��ر المجل��س بكام��ل أعضائ��ه‬ ‫الج��دد أول مهامه المنــــاطة به‪ ،‬ويصـــــــدر‬ ‫ق��رار انتخ��اب رئي��س المجل��س االنتقال��ي‬ ‫ونائبيـه‪ ،‬وذلك حس��ب أجن��دة المجلس المعلنة‬ ‫فى الس��ابق‪..‬وليــــعمل هذا المجلس بس��رعة‬ ‫متناهي��ة ليس��ابـق الزمن نتيج��ة لوجود فراغ‬

‫المهـ��م كان��ت النــ��دوة تتح��دث عل��ى" ليبيا‬ ‫المرحل��ة الراهنـ��ة‪ ،‬ومتطلب��ات المس��تقبل"‪،‬‬ ‫وفت��ح الدكت��ور ص��دره بأريحي��ة بالغ��ة لهذه‬ ‫األطي��اف المنصتة‪..‬وم��ا يحمل��ه من ش��جون‬ ‫له��ذه المدينة‪ ،‬والتي كان��ت مهــــــــد طفولته‪،‬‬ ‫وصباه‪ ،‬وش��بابـه‪..‬وكانت األس��ئلة تـدور فى‬ ‫مجمله��ا حـول "الحـلم التنمــوى"‪ ،‬ولماذا كان‬ ‫س��ؤاال ملحــــــــا فى أذه��ان كل الليبيين ‪..‬؟‪..‬‬ ‫تلك أس��ئلة طويل��ة واس��تراتيجية ألنجــازها‪،‬‬ ‫وتحتاج لوقــــــت��ا طويال‪ ،‬ومن بينها أولويات‬ ‫تعـ��د ملح��ة‪ ،‬محص��ورة ف��ى األمــن‪..‬ونـزع‬ ‫السالح من الشوارع‪ ،‬ورجــــــوع الثــــــوار‬ ‫ال��ى أماكنهم الطبيعية‪ ،‬يجب خـلق آليــة لحــل‬ ‫ه��ذا المش��ــكل العالــق‪ ،‬وال��ذى يقلق حكومة‬ ‫األزمات الجديدة‪..‬‬ ‫األم��ر األول‪ :‬كذل��ك هنـاك بطــالة متفش��ية‬ ‫بين الش��باب تصــل الى حوالى ‪ .35%‬ويجب‬ ‫تــــحري��ك االقتص��اد للدول��ة الليبي��ة بإيج��اد‬ ‫وظائف لهؤالء الش��باب ‪،‬وذل��ك بخلق فرص‬ ‫عمل لهم ‪،‬سوى بإعطائهم الـــقروض الميسرة‬ ‫للمش��اريع الصغ��رى‪..‬أو العديد م��ن الحلول‬ ‫المطروحة‪.‬‬ ‫األمـرالثانى‪ :‬وهو أمـر مل��ح‪ ،‬بتجديد دمــــاء‬ ‫المجل��س االنتقال��ي المؤقت‪ ،‬وف��ق مــــعايير‬ ‫تثبت‪،‬وال يكون أحد متس��لط برأيه‪،‬كما يحدث‬ ‫اآلن‪..!!.‬بحي��ث يتك��ون المجلس م��ن حوالى‬

‫سياس��ى فى البالد‪ ،‬يش��تد يوما بعد يوم‪..‬وهذا‬ ‫هو المقترح والذى قدمته للمستش��ار مصطفى‬ ‫عبدالجليل"لس��ان ح��ال د‪.‬جبري��ل" ‪،‬يجب أن‬ ‫يكون هذا الجسم"جس��م المـــــجلس" على هذا‬ ‫النحـــو‪....‬‬ ‫والحم��د هلل لق��د تجاوزن��ا مرحل��ة التحري��ر‬ ‫بس�لام‪ ،‬واآلن نحـ��ن فى المعركة السياس��ية‪،‬‬ ‫فيـــج��ب أن يك��ون هن��اك دس��تور للملمـــ��ة‬ ‫وتنظيم هذه الفوضى السياس��ية المتواجدة اآلن‬ ‫‪ .‬والدس��تور يحت��اج ال��ى عمل لخلقــ��ه‪ ،‬فهنا‬ ‫مهمة المجل��س االنتقالي فى إصدار بعض من‬ ‫القواني��ن هذه األي��ام‪ ،‬من بيــــنه��ا قـــــــانون‬ ‫األحــــزاب‪،‬قان��ون االنتخاب��ات ‪..‬والمؤتمـر‬ ‫الوطن��ى المنتخب من حوالى(‪ )200‬عضو أو‬ ‫يزيد‪ ،‬والذى مهمته الوحيدة واليتيمة هو اختيار‬ ‫اللجن��ة التأسيس��ية لوضع صياغة للدس��تور‪،‬‬ ‫والذى سيطرح على الشعب‪!!...‬‬ ‫وكمـ��ا ذك��رت ع��ن الح��ل األمث��ل الذى‬ ‫س��بق أن طرحت��ه ف��ى خارط��ة الطريق‪ ،‬هو‬ ‫توس��يع المجلس االنتقالي المؤقت‪..‬ثم يقوم هذا‬ ‫المجلس باختيار اللجنة التأسيس��ية‪ ،‬التى تضع‬ ‫الدس��تور‪ ،‬ومن ثم تطرحه لالستفتاء‪ .‬وعملية‬ ‫وضع الدستور هى عملية تقنية بحتة‪ ،‬يقوم بها‬ ‫المختص��ون من رجال القان��ون‪ ،‬وهـم كثــر‪،‬‬ ‫وبذلك نكون قد حققنا المراد‪ ،‬واختصرنا الوقت‬ ‫والذى يس��بقنا‪ ..!!..‬أننى أتس��اءل هنا"والكالم‬

‫الزال د‪.‬جبري��ل" لم��اذا إطال��ة م��دة اإلعالن‬ ‫الدستورى‪..‬؟ وما حدث من المجلس االنتقالي‬ ‫بالوع��ود‪ ...‬أن يكون اإلعالن الدس��تورى بعد‬ ‫تحري��ر طرابلس‪..‬وتح��ررت طرابلس‪...‬ولم‬ ‫يكن هناك إعالن دستورى‪..‬وقالوا بعد تحرير‬ ‫سرت أى بــعد تحرير التراب الليبى‪..‬وحتــى‬ ‫ه��ذه اللحظة ل��م يكن هنــاك إعالن دس��تورى‬ ‫‪..‬؟؟!!‬ ‫ثـ��م أنطل��ق الدكت��ور للحديث ع��ن ليــــبيا‬ ‫األحــ�لام‪ ،‬والرخــاء(الحل��م التنمـوى)‪ ،‬وهى‬ ‫مرحل��ة وردية لث��ورات الربيـــــ��ع العربى‪..‬‬ ‫وأس��تطيع أن أقول ‪..‬أن الحلم الــتنموى يبشـر‬ ‫بخي��ر لليبيا خاص��ة‪ ،‬ألن ه��ذا الـــحلم يتكون‬ ‫من نقطتين‪ + :‬الموارد البش��رية والكفاءة ‪+ .‬‬ ‫المصادر المالية المتوفرة‪ .‬ونس��تطيع أن نقول‬ ‫هنا أن الـــحلم التنموى‪،‬س��ينجح بعون هللا فى‬ ‫ليبيا بدرجة ‪ 100%‬عن الثورات التى سبقته‪،‬‬ ‫لس��ـــبب واحد أن العنصرين الس��ابقين ينطبقا‬ ‫علىليبيا ألنهما موج��دان وبكثرة‪..‬ألن الموارد‬ ‫البـش��رية متوفرة بين الليبي��ون لحرب التنمية‬ ‫والعج��ب أن يوج��د حوال��ى (‪ )2700‬طبيب‬ ‫ليب��ى فى بريطاني��ا وحده��ا‪ )36(،‬طيار على‬ ‫(‪ )86‬ــطائرة يقـودها الليبيون فى دولة قطــر‪،‬‬ ‫ناهي��ك عن (‪ )5‬حف��ارات نفطية ف��ى قــطر‪،‬‬ ‫أق��ل حفارة يوجد عليها مهن��دس ليبـى ‪ .‬كذلك‬ ‫يتواجد الليبيون فى معظم دول الخليج ويـــشار‬ ‫اليهم بالبنان‪ ،‬ألنهم شاركوا فى تـــــــنمية هذه‬ ‫البالد‪ ،‬ويش��كرون عليه��ا‪ .‬فــــاذا‪..‬الموارد‬ ‫البش��رية الخالقة متوف��رة‪ ،‬والم��وارد المالية‬ ‫بكثرة والحمدهلل‪..‬والــقذافى المقبور كان شحيح‬ ‫اليــد للدف��ع على اعمار مش��اريع ليبيا‪ ،‬وكان‬ ‫ه��ذا من حظ ليبي��ا الثورة ألن��ه وفـــــر عليها‬ ‫األنفاق دون قصــد‪!!...‬‬ ‫ومهمتـ��ى هنـ��ا هـى مخاطبتك��م أنتم أطياف‬ ‫الش��باب الوطنـ��ى المك��ون من لمؤســـس��ات‬ ‫المـــجتم��ع الـــــمدن��ى‪ ،‬لتـــــــــوحيد الصف‬ ‫والجهـ��ود‪ ،‬وتنظيم جمعياتك��م الكثيرة(‪)200‬‬ ‫جمعي��ة ف��ى بنغازى‪..‬بالتنظي��م وتكوين نوعا‬ ‫من البرلمان الش��بابى تك��ون تحت غطائه هذه‬ ‫الجمعيات‪ ،‬بحيث يرشــــح من هذا التجمع عددا‬ ‫من األعضاء باألقتراع المباشر وليكونوا (‪)15‬‬ ‫عض��وا أو يزيد‪ ،‬ينوبون ع��ن هذه الجمعيات‪،‬‬ ‫والتكلم بأسمكم مع المجلس األنتقالى المؤقت‪،‬‬ ‫والحكوم��ة األنتقالية‪،‬بالضغط عليهم ألصدار‬ ‫قان��ون األنتخاب‪ ،‬ولجن��ة البرلمان‪..‬اليوم قبل‬ ‫غــدا‪..‬ألن الوقت يسرقنا‪!!..‬‬ ‫وطريق��ة األتص��ال بينكم موج��ودة ومتوفرة‬ ‫من خالل التكنولوجيا الحديثة‪..‬والتى نجــحتوا‬ ‫فيه��ا بأمتياز من خ�لال ثورة ‪ 17‬فبراير‪ .‬هذا‬ ‫الجسم (كيان الش��باب)‪ ،‬يجب أن يضغط على‬ ‫المجلس وحكومة األزمات بخلق آلية بس��حب‬ ‫السالح من الش��وارع‪..‬وتحقيق األمن واألمان‬ ‫للمــواط��ن‪ ،‬كذل��ك خــل��ق آلــيـ��ة لـــجل��ب‬ ‫األمــــوال المجمدة من الخارج ‪..‬وحل مشكلة‬ ‫الس��يولة وأختناق��ات المص��ارف‪. .‬والننس��ى‬ ‫مل��ف الـــجرح��ى والش��هـــــداء وتش��كيل‬ ‫لج��ان بهذا الخص��وص‪ ،‬بحل جميع مش��اكل‬ ‫المحاربي��ن بخل��ق وظائف لــهم‪،‬والش��ـــهداء‬ ‫بـــــــتعوي��ض آهاليه��م التعـــوي��ض الجيــد‪،‬‬

‫والجــرح��ى بمتابعتهم داخليا وخارجيــا‪ ..‬ألن‬ ‫ه��ذه الحكومة(حكومة أزمــــ��ات)‪ ،‬ويفترض‬ ‫أن تتكون من(‪ )5‬وزارات س��يادية ‪ ،‬وزارات‬ ‫أزم��ة( الدفاع‪،‬الداخلية‪،‬الخارجية‪،‬النفط‪،‬المال‬ ‫ي��ة) فقط‪ ،‬ألن هناك مدة قصيرة من عمـر هذه‬ ‫الحكومة‪ ،‬وال تتأتى اال بهذه الوزارات‪...‬‬ ‫أتمنــى على مدينة بنغازى‪...‬مدينة الش��رارة‬ ‫األول��ى‪..‬أن تكون الش��رارة األول��ى فى بداية‬ ‫نظ��ام ســـياس��ى‪ ،‬بمعن��ى تش��كيل وتنظي��م‬ ‫صنادي��ق اقت��راع‪ ،‬وتكوين مجموع��ات لتعلم‬ ‫فـ��ن األقتراع‪ ،‬وتوضيح ال��رؤى للمواطن من‬ ‫خالل مؤسساتكم‪..‬مؤسسات المجتمع المدنـى‪،‬‬ ‫بحي��ث أن مدينة بنغازى تقـ��دم نموذجا حقيقيا‬ ‫لث��ورا ت الربيع العربـ��ى‪...‬ألن هناك مجــال‬ ‫للكبار أن يتحـولوا الى راعـون لهذا النمـوذج‪،‬‬ ‫ويتح��ول الش��بــــــــــاب للعــــمل الخـــالق‪..‬‬ ‫كما بــــدأوه أول مـــرة‪..‬‬ ‫ثـ��م أنطل��ق الدكت��ور للحدي��ث عن جانب‬ ‫مضـ��ىء لث��ورة ‪ 17‬فبراي��ر المجيدة‪..‬وه��ى‬ ‫الم��رأة الليبية‪ ،‬وقال‪" :‬أيـة ثورة فى العالم‪،‬‬ ‫التك��ون احدى قيادته��ا المرأة‪..‬س��تكون ثورة‬ ‫باهت��ة‪ ،‬والث��ورة الليبي��ة نجح��ت بأمتياز ألن‬ ‫المـ��رأة الليبية س��اندتهــا بأمتياز‪ ،‬ألنها قدمت‬ ‫لها الغالى والنفيس‪..‬قدمت نفس��ها‪..‬وزوجها‪..‬‬ ‫وأبــناؤه��ا قربانا لهذه الث��ورة المجيدة ‪.‬فيجب‬ ‫أعطاؤه��ا حقها من خ�لال الدول��ة الجـديدة‪..‬‬ ‫ألن الم��رأة الليبي��ة تمــل��ك م��ن الـــــعل��م‬ ‫والمعرفة‪ ،‬والكف��أة‪ ،‬مايملكه زميلها الرجـل‪...‬‬ ‫وه��ى فرض��ت نفس��ها بعلمه��ا وش��هاداتــها‬ ‫الـــــــــعلي��ا‪ .‬فليفتخـــــــــــ��ر ه��ذا الوطــن‬ ‫بالمــرأة الليبيــة‪...‬فلنعطيها حقها فى البرلمان‪،‬‬ ‫وعضــــوي��ة اللـــــــجن��ة العلي��ا لألنتخ��اب‪،‬‬ ‫والمجال��س المحلي��ة‪ ،‬وفى الخ��ارج والداخـل‬ ‫‪..‬غي��ر ذلك س��ــــتكون هذه الدولـــة مش��لولة‬ ‫الــطرف بــدونهــا‪. "!!...‬‬ ‫وأخيــرا‪..‬ما يقلقنـى‪ ،‬هوعدم حـب الليبيون‬ ‫لبعضهـ��م البعض‪..‬ألعــ��ادة هــــوي��ة ه��ذا‬ ‫الــش��عب المعط��اة‪ ،‬وطـى صفحـ��ة الحقــد‬ ‫وفتح الملفات الس��ابقة‪ ،‬ولنبــدأ صفحة جـديدة‬ ‫لبنـــ��اء الحــــــل��م التنمـــوى‪،‬ليك��ون العصر‬ ‫علينا شاهــدا‪،‬وأؤكــد لكم مابنــاه الخليجيــون‬ ‫م��ن أعم��ارا لبالده��م‪ ،‬ف��ى س��نوات عـديدة‪،‬‬ ‫سيختصره الليبيون بقليــــال من السنوات‪،‬ألننا‬ ‫نمل��ك المتطلبــات‪ ..‬فقــ��ط قليــال من الـــحب‬ ‫والتـــآخــى‪ ..‬أشــكركم‪..‬‬ ‫التعليــ��ق‪ :‬النــدوتان‪..‬كانت��ا ف��وق‬ ‫المستوى‪،‬وأستفاد الكثيرون من تجربة الدكتور‬ ‫العملية‪..‬ونحن هنا بدورنا نشـكر السيد الدكتور‬ ‫محمود جبريل عل��ى تـآخيه مع هذه الجمــوع‬ ‫ونتمنى أن يعــاود لنا الكرة من جـديد‪.‬‬


‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫‪07‬‬

‫فيس بوكيات‬ ‫إبرهيم محيدان‬ ‫دعوة لمشاجرة فيس بوكية‬ ‫بي��ن الحي��ن واآلخ��ر يظه��ر ل��ي صديق من‬ ‫أصدقائ��ي الفي��س بوكيي��ن الذين بل��غ عددهم‬ ‫ف��ي القائمة ثلثمي��ة وربع ( قول ماش��اهلل ) أو‬ ‫صدي��ق لصديق��ي أي ش��خص اليدخل ضمن‬ ‫قائم��ة أصدقائ��ي ولكن��ه يندرج ضم��ن قائمة‬ ‫أصدق��اء أح��د أصدقائي الفي��س بوكيين ‪....‬‬ ‫ينب��ري هذا الش��خص ليرد عل��ى تعليق كتبته‬ ‫معلق��ا عل��ى ماكتبه صدي��ق عل��ى حائطه أو‬ ‫مالحظة كتبتها على حائطي ‪..‬أقول ينبري هذا‬ ‫الش��خص ليكتب مالحظة اس��تفزازية يوجهها‬ ‫إلى ش��خصي المتواضع يدعون��ي فيها دعوة‬ ‫واضحة صريحة اللبس فيها إلى المش��اجرة ‪،‬‬ ‫كأن يكور قبضتيه في وضعية المالكم المبارز‬ ‫" يفح��ج " رجلي��ه في هيئة المصارع‬ ‫أو‬ ‫المتأه��ب للص��راع أو يتخ��ذ وضعي��ة مقاتل‬ ‫الكاراتي��ه أو الجي��دو صارخا ف��ي وجهي ‪" :‬‬ ‫هااااع " !!‬ ‫وألنن��ي جاوزت الخمس��ين م��ن عمري منذ‬ ‫س��نوات قليلة وصرت أميل للهدوء والمسالمة‬ ‫وابتعد قدر االمكان ع��ن الضجيج و" الظاظا‬ ‫" إضاف��ة إل��ى كراهية العنف وح��ب الحكمة‬ ‫والتأمل فإنني أتجاهل ه��ذه الدعوة " الكريمة‬ ‫" للمش��اجرة وبلغة ش��باب هذه األيام " اندير‬ ‫روح��ي أحول " ثم أضغط على زر" أعجبني‬ ‫" عل��ى تعليقه االس��تفزازي الذي يدعوني فيه‬ ‫للمش��اجرة ‪ ،‬بمعنى " العب ارضي واهدأ سلم‬ ‫ول��دي " وأواصل طريقي بعيدا عنه وأنا أردد‬ ‫بيت الش��اعر الراحل " جيالني طريبشان " ‪:‬‬ ‫( أه لو جئتني حين كان القميص مشجرا ! )‬ ‫مثل شعبي‬ ‫دبارة الف��ار على أهل ال��دار ‪..‬بيعوا القطوس‬ ‫واشروا جبنه ( مثل شعبي )‬ ‫رواسب‬ ‫العالم كله يتابع مايجري في ليبيا باعجاب شديد‬ ‫‪....‬عبارة يرددها مذيعونا ومذيعاتنا هذه األيام‬ ‫في إذاعاتنا المسموعة وقنواتنا التلفزيونية ‪...‬‬ ‫أش��عر وكأنها من العبارات العالقة في أذهانهم‬ ‫من إع�لام نظام القذافي حين كان المذيع يردد‬ ‫أن العال��م كل��ه منبه��ر بالس��لطة الش��عبية أو‬ ‫الكومونات أو الجمهرة أو الشعب المسلح إلخ‬ ‫قصة قصيرة ‪....‬قصة طويلة‬ ‫كان يا ما كان في سالف العصر واألوان ‪ ،‬كان‬ ‫هناك مواطن ليبي اس��مه ( أبصر شنو‪..‬أبصر‬ ‫شنو ) وذات يوم وأثناء انهماكه في حفر حفرة‬ ‫لمواطن ليب��ي آخر ‪ ،‬عثر على مصباح قديم ‪.‬‬ ‫أزال عن��ه الت��راب العالق به ‪ ،‬ثم فركه قليال ‪،‬‬ ‫فخرج منه على الفور مارد خرافي ضخم قال‬ ‫له بصوت جهوري ‪ :‬ش��بيك لبي��ك عبدك بين‬ ‫يديك ‪..‬اطلب تجد طلبك تحقق في ثوان ‪.‬‬ ‫قال المواطن ( أبصر ش��نو ‪..‬أبصر ش��نو ) ‪:‬‬ ‫يعني أستطيع أن أطلب أي شئ‬ ‫قاطع��ه الكائن الخرافي الضخم ‪ :‬أحققه لك في‬ ‫الحال ‪..‬ولكن بشرط ‪.‬‬ ‫تساءل المواطن مرعوبا ‪ :‬ماهو شرطك ؟‬ ‫ق��ال الكائن الخرافي ‪ :‬جارك س��يتحصل على‬ ‫ضعف ما تطلبه لنفسك ‪.‬‬ ‫قال المواطن وهو ي��كاد يطير من الفرح ‪ :‬هللا‬ ‫ينص��رك أين كن��ت غائبا عني طيلة الس��نين‬

‫الماضية ‪ ...‬اعور لي عيني في الحال !‬ ‫الرئيس السوداني والرشادة والطوبة‬ ‫الرئيس الس��وداني البشير يقول ‪ :‬القذافي آذى‬ ‫السودان أكثر من االستعمار !!‬ ‫" كان الرشادة قالت آه ياراسي ‪...‬اماال الطوبة‬ ‫شنو تقول ؟ "‬ ‫حقبة االسالميين‬ ‫في النصف األول من القرن العش��رين وحتى‬ ‫العق��د األول م��ن الق��رن الحادي والعش��رين‬ ‫ج��رب الع��رب حك��م العس��كريين ‪...‬فق��اد‬ ‫العس��كريون بلدانهم باسم الش��عارات القومية‬ ‫نح��و الهزائ��م العس��كرية والفس��اد واه��دار‬ ‫الثروات واالنهيارات االقتصادية ‪.‬‬ ‫م��ع بداية العقد الثاني م��ن القرن الحالي نرى‬ ‫المش��هد يتحول باتجاه حقبة حكم االس�لاميين‬ ‫الذين يرفعون الش��عارات الدينية ‪....‬ترى إلى‬ ‫أين سيقود اإلسالميون بلدانهم ؟‬ ‫باسم الحرية‬ ‫كم من الجرائم ترتكب باس��مك أيتها الحرية (‬ ‫مدام روالن )‬ ‫شلقم يهجو قطر‬ ‫حدة األس��تاذ عبد الرحمن شلقم في تصريحاته‬ ‫عن قطر التي قلل فيها من الشعب القطري عبر‬ ‫قناة دوتشيه فيلليه لم يكن لها مبرر خاصة وان‬ ‫المتحدث شاعر ومثقف ودبلوماسي ‪...‬الغريب‬ ‫أنن��ي أعجبت حينئذ بتصريح ش��لقم واعتبرته‬ ‫موقفا جريئا ‪...‬لكنني انتبهت الحقا لما يتضمنه‬ ‫من حدة وانتقاص للش��عب القطري والحظت‬ ‫أيض��ا أن الذي��ن انتقدوا ش��لقم من سياس��يين‬ ‫ومثقفي��ن ليبيين كبار في كتاب��ات صحفية في‬ ‫هذا الموضوع جاء انتقادهم انفعاليا حادا أيضا‬ ‫‪....‬يبدو أن الحدة هي من طباعنا الس��لبية نحن‬ ‫الليبيي��ن ويتعين علينا أن نتخلص منها ألنها ال‬ ‫تصلح إلقامة حوار بناء مع اآلخرين ‪.‬‬ ‫د الكيب واللغة العربية‬ ‫مثل��ي ومث��ل الكثي��ر م��ن كتابن��ا ‪ ،‬وأدباءنا ‪،‬‬ ‫وصحفيينا ‪ ،‬ومذيعين��ا ‪ ،‬ودكاترتنا الجامعيين‬ ‫‪.....‬رئي��س وزراءن��ا الجديد لديه مش��كلة في‬ ‫التعاطي مع اللغة العربية ‪ .‬أرجو أن يتداركها‬ ‫بأمري��ن ‪ ،‬األول ‪ :‬أن يلج��أ إل��ى الحدي��ث‬ ‫بالعامي��ة كلم��ا أمك��ن ذل��ك مثل المس��ؤولين‬ ‫التوانس��ة والمصريي��ن واللبنانيي��ن وغيرهم‬ ‫م��ن المس��ؤولين الع��رب ‪ .‬والثان��ي أن يعتمد‬

‫على ورقة مكتوبة بعناية وتم تش��كيلها بالفتحة‬ ‫والكسرة والشدة والضمة حين يكون الخطاب‬ ‫باللغ��ة العربية ضروريا ‪ .‬ال أنتقص من أحد ‪،‬‬ ‫كما يفعل البعض ‪ ،‬ب��ل أقول إن اللغة العربية‬ ‫صعب��ة ‪ ،‬وإجادته��ا كتاب��ة ونطق��ا يحتاج إلى‬ ‫مجه��ود كبير ‪ .‬وأرجو أن ال أكون قد ارتكبت‬ ‫أخطاء في حق اللغة في ما كتبته اآلن ‪.‬‬ ‫شؤون عائلية‬ ‫ابنتي تضع س��ماعتين في اذنيه��ا تصغي إلى‬ ‫األغاني عبر جهاز اآلي بود‬ ‫زوجتي تتكلم في الموبايل مع صديقتها‬ ‫طفالي الصغيران يلعبان بالبالي ستيشن‬ ‫ابن��ي األكب��ر يتاب��ع مب��اراة لكرة الق��دم على‬ ‫التلفزيون‬ ‫ان��ا اجلس إلى جانب الكومبيوت��ر أقرأ أخبارا‬ ‫ومق��االت عل��ى االنترن��ت ‪ .‬ولكن ل��ن تطول‬ ‫هذه العزلة ‪ ..‬سنجتمع بعد قليل ونتناول وجبة‬ ‫الغ��ذاء مع��ا أثن��اء متابعتنا ألخب��ار الجزيرة‬ ‫منتصف النهار !‬ ‫وقفة احتجاجية‬ ‫تالميذ مدرس��ة ( أبصر ش��نو‪..‬أبصر ش��نو )‬ ‫االبتدائي��ة االعدادي��ة خرجوا الي��و م في وقفة‬ ‫احتجاجية أمام مدرستهم يطالبون وزير التعليم‬ ‫بتغيير أبلة مادة الرسم ألنها مازالت تصرعلى‬ ‫تلوين العشب واآلشجار باللون األخضر حتى‬ ‫بعد مقتل القذافي واعتقال سيف والسنوسي !!‬ ‫مدرس من زمن األربعينات‬ ‫ين يدي كراسة تحضير لمعلم ليبي لسنة رابعة‬ ‫ابتدائ��ي الع��ام الدراس��ي ‪ 1949: / 1948‬م‬ ‫بإحدى مدارس طرابلس ‪ ،‬يكتب هذا المعلم في‬ ‫كراس��ته كيف سيش��رح للتالميذ درسا بعنوان‬ ‫" احتي��اج الناس إلى إقامة حكومة " فيقول‪( :‬‬ ‫اش��رح في هذا الدرس احتياج الناس للحكومة‬ ‫بصورة تناس��ب م��دارك الط�لاب العقلية مع‬ ‫ض��رب األمثلة من محي��ط التلميذ الذي يعيش‬ ‫في��ه لكي ي��درك الموضوع ويفه��م فهما جيدا‬ ‫وبعد ذلك اناقش الطالب حول ماتقدم ‪.‬‬ ‫الس��ؤال هو ‪ :‬كم ع��دد المعلمي��ن والمعلمات‬ ‫الذين شرحوا مثل هذا الدرس لتالميذ مدارسنا‬ ‫هذه األيام ؟‬ ‫كنت خافا مثلك‬ ‫في عام ‪ 1956‬القي خروتش��وف رئيس االتح‬

‫الس��وفييتي آنذاك خطابا ً في البرلمان الروسي‬ ‫” الدوم��ا ” ف��ي المؤتم��ر العش��رين للحزب‬ ‫الش��يوعي‪ ،‬ندد فيه بجرائم الرئيس “س��تالين‬ ‫” ضد‏الش��عب‪ ..‬وبعد أن أنه��ى كالمه جاءته‬ ‫رس��اله من أحد الحاضرين كتب فيها‪:‬‏‪‎ ‎‬لماذا لم‬ ‫تق��ل هذا الكالم أمام س��تالين وكن��ت من كبار‬ ‫رجاله ؟‬ ‫ابتس��م خرتش��وف ‏وق��رأ الرس��الة عل��ى‬ ‫الحاضري��ن‪ ،‬ثم طل��ب من صاحب الرس��الة‬ ‫أن يع��رّف نفس��ه‪ ..‬ولم��ا ط��ال الصمت ضج‬ ‫بالضحك وقال الذي دعاك الى الس��كوت اآلن‬ ‫‏دعان��ي للصمت أمام س��تالين‪ ..‬لقد ُ‬ ‫كنت خائفا‬ ‫مثلك !‏‬ ‫حواريه بعنوان‪ :‬مماكسة في السوق‬ ‫قداش الكالشن ياخوي ؟‬‫الكالش��ن الواح��دة بعش��رة ‪...‬كان تبي زوز‬‫انساعدوك‬ ‫واالر بي جي ؟‬‫االربي جي الواحد بخمس��طاش دينار ومعاه‬‫اربع قذائف بللوشي ‪...‬فري على راي االنجليز‬ ‫عالش بخمس��طاش ‪...‬المح��ل اللي قبلك يبيع‬‫في الواحد بعشرة ومعاه اربع قذائف بللوشي‬ ‫مش مشكلة انت كان بتشري نساعدوك‬‫واالربعطاش ونصف بقداش ؟‬‫االربعطاش ونص غالية شوي ‪..‬لكن بضاعة‬‫مي��ة المية وجديدة ‪...‬بثالثين دينار ‪...‬لكن كان‬ ‫بتشري نساعدوك‬ ‫نلقاش عندك دبابات ؟‬‫عندن��ا ‪ ...‬لكن في المخ��ازن تفوت علي بعد‬‫يومين تاني��ات تلقاهم عن��دي ‪...‬بس بتعطيني‬ ‫عربون آلن بنجيبهم على خاطرك‬ ‫هي الدبابة الواحدة بقداش تبيعوا فيها ؟‬‫أسوام ‪...‬فيه هكي وفيه هكي ‪...‬هو انت قداش‬‫تبي دبابة ؟‬ ‫نبي زوز واحدة ليا وواحده للمدام ‪...‬هو حتى‬‫الول��د يبي دبابة ‪...‬لكن مش مش��كلة يس��تعمل‬ ‫حت��ى دبابة أم��ه لما تكون عنده��ا عرس واال‬ ‫مناسبة اجتماعية‬ ‫‪...‬ماقتليش قداش الدبابة الواحدة ؟‬ ‫أرخ��ص حاج��ة عن��دي ‪...‬الدباب��ة الواح��دة‬‫بخمسة آالف دينار‬ ‫اس��مع انت بتس��اعدني وبناخذهم منك الزوز‬‫بسبعة آالف‬ ‫ال ‪..‬ال ‪ ..‬هك��ي ضريتن��ي هلب��ه وهللا مافيهم‬‫هضاك المكس��ب ‪..‬اقصى ش��ي نس��اعدك فيه‬ ‫نخليهم لك بتس��عة آالف وخمسمية ‪...‬ورحمة‬ ‫بوي اللي في قبره مكس��بي فيه��م كله كله مية‬ ‫دينار‬ ‫باه��ي خليني اندي��ر دورة في الس��وق وكان‬‫لقيت سعرك مازال أقل نرجعلك‬ ‫تفض��ل ياخوي المحل محل��ك وانا واثق انك‬‫حترجعل��ي وعلى فكرة ‪..‬كان تبي جراد راهو‬ ‫عندنا في المخازن ‪.‬‬ ‫قصة قصيرة جدا‬ ‫انحن��ى الطبي��ب ليفح��ص المري��ض واضعا‬ ‫السماعة على صدره ‪.‬‬ ‫ق��ال المريض بصوت واهن متقطع ‪ :‬يادكتور‬ ‫إنت أخض��ر وإال مخط��ط ؟ ‪...‬أفضل الموت‬ ‫على أن يلمسني طحلب !‬


‫‪08‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫مفارقات املسرح يف ليبيا‪ ...‬مســــ‬

‫خليفة الحوات‬

‫ميلود العمروني‬

‫فوزي العبيدي‬

‫فرج عبدالكريم‬

‫"أعطن��ي مس��رحا ً أعطي��ك ش��عباً" ‪ -‬ولي��م‬ ‫شكسبير‬ ‫ميادين ‪ :‬بنغازي‪ /‬عبد السالم الزغيبي‬ ‫شهد المس��رح الليبي أوائل الس��بعينات فترة‬ ‫ذهبي��ة تمي��زت بتع��دد األعم��ال وتنوعها‪،‬‬ ‫وانتش��ار الفرق المسرحية في كثير من مدن‬ ‫البالد‪ ،‬ففي بنغازي كانت هناك فرق المسرح‬ ‫العربي والمسرح الشعبي والمسرح الوطني‪،‬‬ ‫وفرقتي المسرح‬ ‫الع��ام والمس��رح الحدي��ث‪ ،‬الت��ي تش��رفت‬ ‫باالنتس��اب إليه��ا‪ ،‬وب��رزت في تل��ك الفترة‬ ‫العدي��د م��ن الق��درات المس��رحية المتميزة‪،‬‬ ‫سوى في الكتابة أو اإلخراج أو التمثيل‪.‬‬ ‫غي��ر أن هذه التجارب لم يك��ن مقدرا لها أن‬ ‫تنموا وتس��تمر‪ .‬فس��رعان ما تحول المسرح‬ ‫م��ن منب��ر للمعرف��ة‪ ،‬وأداة لمزاول��ة النق��د‬ ‫اله��ادف‪ ،‬والبن��اء ومعالجة قضاي��ا المجتمع‬ ‫الهامة‪،‬إل��ى أداة طيعة في ي��د النظام الحاكم‬ ‫يس��خره كما يش��اء لخدمة أغراضه المريبة‪،‬‬ ‫والدعاي��ة ألف��كاره المريضة‪ .‬الن المس��رح‬ ‫الجاد والهادف ال ينمو ويترعرع إال في ظل‬ ‫مجتمع ديمقراطي حر‪.‬‬ ‫و لعب��ت الرقابة على األعمال الفنية في ليبيا‬ ‫إبان عه��د القذاف��ي دورا س��لبيا في نهوض‬ ‫الحركة المس��رحية‪ ،‬الن النظام القمعي‪ ،‬كان‬ ‫كل ما يريده مس��رحا موجها ي��دور في فلك‬ ‫النظ��ام‪ ،‬ولهذا عبث بكل المؤسس��ات‪ ،‬ومن‬ ‫بينها مؤسسة‬ ‫المسرح ورسالته التي تقول نعم للحرية‪ ،‬وال‬ ‫القمع‪ ،‬الخوف‪،‬والتسلط بكافة أنواعه‪.‬‬ ‫فل��م يك��ن هناك وج��ود ما يعرف بالمس��رح‬ ‫السياس��ي‪ ،‬بس��بب الدكتاتوري��ة وانتش��ار‬ ‫األجهزة األمنية‪ ،‬حتى داخل الفرق المسرحية‬ ‫وبين الفناني��ن!!!‪ ،‬وهو ما عطل تنامي هذا‬ ‫المس��رح ‪ ،‬ولم نشاهد مسرحيات تنقد رموز‬ ‫العمل السياسي للعهد‬ ‫السابق‪،‬واقتصر األمر على معالجة المشاكل‬ ‫االجتماعية‪ ،‬الناتجة في الواقع عن مشكالت‬ ‫ف��ي النظام السياس��ي‪ ،‬ولم يكن م��ن الممكن‬ ‫إدانة ألجهزة األمنية‪ ،‬أو إدانة للجان الثورية‬ ‫مثال ‪ ،‬فقد كان هناك منع وإرهاب‪ ،‬وتهميش‬ ‫لدورالمسرح‪.‬‬ ‫وله��ذا فق��د منعت نصوص مس��رحية‪،‬وكان‬ ‫هن��اك قي��ود ورقاب��ة‪ ،‬وضغوط��ات أمني��ة‬ ‫عل��ى كل األعمال المس��رحية‪ ،‬و كان تدخل‬ ‫األجهزة األمنية واضحا‪ ،‬حتى في النصوص‬ ‫وف��ي الدعاي��ة والملصق��ات!!‪ .‬التقي��ت مع‬ ‫مجموع��ة م��ن المس��رحيين‪ ،‬لس��ؤالهم عن‬ ‫تجربتهم مع الرقابة في عهد القذافي‪ ،‬وكانت‬ ‫هذه اإلجابات‪...‬‬ ‫يحكي الفن��ان محمد الصادق عن تجربته مع‬ ‫الرقابة في مسرحية "شيع وطي" ‪ ،‬وهو اسم‬ ‫ش��عبي إلحدى ألعاب األطف��ال‪ ،‬حيث يجلس‬

‫اثنان من األطفال كل منهما على أحد أطراف‬ ‫الخش��بة المثبتة من الوسط وتتم لعبة التوازن‬ ‫بينهما‪ ،‬وقد تم‬ ‫عرضه��ا لفت��رة طويل��ة‪ ..‬وتحك��ي عالق��ة‬ ‫مواطن‪ ،‬عاطل عن العمل‪ ،‬يلتقي في الحديقة‬ ‫العام��ة‪ ،‬م��ع خطيبت��ه‪ ،‬العاطل ع��ن العمل‬ ‫أيضا‪،‬وتبي��ن عالقتهم��ا مع أجه��زة األمن‪،‬‬ ‫والمفارق��ات التي تحدث‪ ،‬وه��ي من تأليف‬ ‫الروائي محمد األصفر‪ ،‬وإخراج محمد‬ ‫الصادق‪ ..‬و قام ب��دور البطولة فيها أحد أهم‬ ‫الشخصيات الخفيفة الظل في ليبيا وهو الفنان‬ ‫ميل��ود العمرون��ي وقد الق��ت رواجا منقطع‬ ‫النظير وأصبحت حدي��ث الناس في بنغازي‬ ‫تل��ك المدينة المرهف��ة الح��س والتي عرف‬ ‫أهلها بخفة الروح‪.‬‬ ‫يق��ول المخ��رج" تم��ت إج��ازة النص دون‬ ‫عوائ��ق‪ ،‬لكن المش��اكل بدأت م��ع األجهزة‬ ‫األمنية‪ ،‬م��ع بداية العرض المس��رحي‪ ،‬في‬ ‫عام ‪ ،2000‬حيث تم ش��راء أعداد كبيرة من‬ ‫التذاك��ر من قبل رجال األمن!!! حتى ال يجد‬ ‫المشاهد العادي مكانا داخل‬ ‫قاعة المس��رح! وعند حضور مجموعة من‬ ‫أعض��اء مكتب االتص��ال باللج��ان الثورية‬ ‫للمس��رحية‪ ،‬طلبوا الغاء مش��اهد‪ ،‬وحوارات‬ ‫من الن��ص األصلي‪ .‬ووص��ل األمر إلى حد‬ ‫إلغاء تصوي��ر المس��رحية للتلفزيون بحجج‬ ‫مختلف��ة!! ووضع��ت العراقيل حت��ى ال يتم‬ ‫عرضها خارج مدينة بنغازي!!‪.‬‬ ‫ويضيف الفنان محمد الصادق"‪ :‬أما مسرحية‬ ‫"العراس��ة" وه��ي تحكي ع��ن قصة عريس‬ ‫ليبي‪ ،‬تعطي��ه التقاليد المتبع��ة في األعراس‬ ‫الليبي��ة الح��ق أن يك��ون س��لطانا مؤقتا لمدة‬ ‫أس��بوع كامل على القرية!‪ ،‬لكنه يستغل هذا‬ ‫الحق في االستيالء‬ ‫على القرية‪ ،‬وحكمها بالحديد والنار!! ليتحول‬ ‫في النهاية إلى أمير الصحراء!! والمسرحية‬ ‫عن قص��ة لألديب إبراهي��م الكوني‪ ،‬وإعداد‬ ‫مسرحي لـ علي الفالح‪ .‬وهي ترمز لإلنسان‬ ‫الذي بمجرد جلوس��ه على كرس��ي السلطة ‪،‬‬

‫يتحول الى‬ ‫طاغية! وتم اجازة النص‪ ،‬لكن قبل العرض‪،‬‬ ‫ظه��رت اعتراض��ات م��ن لجن��ة مكونة من‬ ‫مؤسس��ة الثقافة‪ ،‬ومكتب االتص��ال باللجان‬ ‫الثورية‪ ،‬مدعومة بتقارير من بعض الفنانين‬ ‫المندس��ين والمحس��وبين على الوسط الفني‪.‬‬ ‫وطالبت اللجنة بإلغاء‬ ‫ش��خصية" امغار" ألنها ترمز حسب رأيهم‬ ‫لشخصية معمر القذافي‪.‬‬ ‫ويقول المخرج علي الفالح"‪ :‬انه كانت هناك‬ ‫الكثي��ر م��ن المضايقات‪،‬بأس��اليب مختلفة‪،‬‬ ‫وكانت المشاكل والعراقيل تحدث بعد إجازة‬ ‫الن��ص‪ ،‬حت��ى ال يخ��رج العم��ل للجمهور‪،‬‬ ‫ووص��ل األمر باس��تدعاء للتحقي��ق من قبل‬ ‫الجهات األمنية‪ ،‬نتيجة بعض‬ ‫التقاري��ر الكيدي��ة‪ .‬ومث��ال ذلك مس��رحية "‬ ‫طاجين ليلة صيف" و مس��رحية " لست أنت‬ ‫جارا" ‪ .‬تأليف الكاتب التركي عزيز نسين ‪,‬‬ ‫وهي دراما تركية من فصل واحد ‪ .‬مقدما لنا‬ ‫الفت��ى “جارا” الذي ابتلعته األيام ذات حرب‬ ‫غير محددة ‪،‬‬ ‫فصنع��ت الدول��ة المنتصرة من��ه نجما فوق‬ ‫العادة ‪ ،‬ومناضال أفتدى وطنه بدمه ‪ ،‬وأقامت‬ ‫له تمثاال تخليدا لنضاله ‪ ،‬حتى يأتي ذات يوم‬ ‫ليب��ول دون أن ي��درى عل��ى ذات التمثال ‪،‬‬ ‫وليثير ف��ى المدينة لغطا ح��ول الحقيقة التى‬ ‫تشكك فى قيمة‬ ‫االنتصار ‪ ،‬والوهم الذي يدعم هذا االنتصار‪.‬‬ ‫وقدم��ت في ع��ام ‪ ،1999‬وه��ي من إخراج‬ ‫داوود الحوت��ي وتمثيل‪ ،‬عل��ي الفالح وخالد‬ ‫الفاضل��ي‪ ،‬وه��ي المس��رحية التي عرضت‬ ‫ليوم واحد فقط في المهرجان الوطني الثامن‬ ‫للمسرح في طرابلس!‪ ،‬وتحكي‬ ‫المس��رحية عن تمجيد الزعيم ‪ ،‬وتآليه القائ ّ​ّد‬ ‫!! وكان م��ن المقرر عرض المس��رحية في‬ ‫بنغ��ازي‪ ،‬لك��ن بعد ورود تقاري��ر امنية عن‬ ‫العم��ل‪ ،‬من��ع عرضه��ا‪ ،‬بأس��اليب مختلفة‪،‬‬ ‫منه��ا‪ ،‬ان كل م��دراء الف��رق المس��رحية‬ ‫منع��وا عرضه��ا عل��ى خش��بة مس��رحهم!‬


‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫ـــرحية تعرض ليوم واحد فقط!!!‬ ‫ومنع تصوي��ر المس��رحية تلفزيونيا‪ ،‬بحجة‬ ‫ع��دم توف��ر االمكاني��ات الفني��ة!!‪ .‬ويحكي‬ ‫الفن��ان خليفة الح��وات تجربت��ه المريرة مع‬ ‫الرقابة واألجه��زة األمنية‪ ،‬في عهد القذافي‪،‬‬ ‫وبالتحدي��د في ع��ام ‪ 1985‬فيقول‪ ":‬اجريت‬ ‫بروفات على مسرحية"‬ ‫الس��جناء" من تأليف علي الجهاني‪،‬مع قس��م‬ ‫النش��اط المدرس��ي‪ ،‬ب��وزارة التعلي��م‪ ،‬لكن‬ ‫فوجئ��ت باعت��راض م��ن مكت��ب االتصال‬ ‫باللجان الثورية‪ ،‬وباس��تدعاء من المسؤولين‬ ‫ف��ي معس��كر ‪ 7‬ابريل في بنغ��ازي‪ ،‬وعندما‬ ‫تخلف��ت‪ ،‬حض��روا ال��ى مق��ر المس��رح‬ ‫الش��عبي‪،‬واعتقلوني‪ ،‬ونقلوني الى معسكر ‪7‬‬ ‫ابري��ل‪ ،‬وهناك تم التحقيق معي واحتجازي‪،‬‬ ‫لي��وم كام��ل‪ ،‬وطلب��وا مني وق��ف البروفات‬

‫وكذل��ك مس��رحية "حكومةال��وزة"‪ ،‬للكاتب‬ ‫المس��رحي جم��ال عب��د المقصود‪..‬وتمثيل‪..‬‬ ‫خالد الفاضلي‪ ،‬فرج عبدالكريم‪ ،‬عبدالس�لام‬ ‫الهواري‪ ،‬التي رصدت اإلرهاب والمطاردة‬ ‫التي تع��رض لها المواط��ن االليبي‪ .‬وتدور‬ ‫فك��رة المس��رحية‪ ..‬ع��ن رجل بس��يط‪ ،‬كل‬ ‫تهمته‪ ،‬أنه حكى لزمالئه في العمل ‪،‬عن ليلة‬ ‫حلم فيها بأنه يلتهم وزة مدهنة‪ ،‬حتى أنه وجد‬ ‫بقايا الشحم على يديه عندما استيقظ ! ويفشى‬ ‫ام��ره للس��لطات التي تق��وم بالتحقي��ق معه‬ ‫وسؤاله"‪ :‬هيا‪ .‬إرقد‪ ..‬وأحلم وقول لنا من‬ ‫كان مع��اك لما حلمت إنك ت��اكل فـ الوزة؟"‬ ‫انه��ا تحكي ع��ن مأس��اة مواطن بس��يط في‬ ‫جماهيرية الشك والخوف!‪.‬‬ ‫يق��ول المخ��رج المب��دع " داوود الحوت��ي"‬

‫النهائية‪ ،‬وعدم الع��رض! العتراضهم على‬ ‫اسم المسرحية وعلى النص‪ .‬وبعد مشاورات‬ ‫مع رئيس قس��م النش��اط المس��رحي االستاذ‬ ‫رافع نجم‪ ،‬اتخذت قرارا بعرض المسرحية‪،‬‬ ‫لكن المفاجأة كانت ‪ ،‬في مداهمة أعضاء من‬ ‫اللج��ان الثورية‪ ،‬للمس��رح‪ ،‬وتم إلقاء القبض‬ ‫عل��ي‪ .‬ونقلي الى معس��كر ‪ 7‬ابريل‪ ،‬للتحقيق‬ ‫معي‪ ،‬لعدة س��اعات‪ ،‬ثم تم اس��تدعاء مؤلف‬ ‫المس��رحية‪ ،‬الراحل علي الجهاني‪ ،‬ورئيس‬ ‫قسم النشاط المس��رحي‪ ،‬رافع نجم‪ ،‬للتحقيق‬ ‫معهم��ا كذل��ك‪ ،‬وبع��د ع��دة أيام ت��م إطالق‬ ‫س��راحنا‪ ،‬بعد التعهد بعدم تكرار ذلك!!‪ .‬مع‬ ‫العلم ان هذه المسرحية‪ ،‬عرضت عام ‪1972‬‬ ‫على خشبة المسرح الحديث‪ ،‬من تأليف علي‬ ‫الجهاني وإخراج منصور الزغيبي‪ ،‬ولم تجد‬ ‫اعتراض م��ن أي جهة!! أم��ا الفنان داوود‬ ‫الحوت��ي‪ ،‬فله تجربة ممي��زة مع الرقابة على‬ ‫األعمال الفني��ة‪ ،‬من خالل العمل الفني‪ ،‬فقد‬ ‫حظرت مسرحياته في السنين األخيرة‪ ،‬مثل‬ ‫مس��رحيتي المستش��فى‪ ،‬وخرف يا ش��عيب‬ ‫اللتان انتقدتا بوضوح حالة الفوضى والفساد‬ ‫التي عانت منه ليبيا‪.‬‬

‫منذ أكثر من خمس��ة عشر عاما قمت بإعداد‬ ‫المسرحية" وتم رفضها ثالث مرات‪ ..‬وآخر‬ ‫رفض كان منذ عام من قبل لجنة النصوص‪،‬‬ ‫ث��م عندما ج��اءت ث��ورة ‪ 17‬فبراي��ر اتفقت‬ ‫م��ع الزمالء إلعادة هذه المس��رحية‪ ..‬وتمت‬ ‫إضافة بعض األحداث ذات عالقة بما يحدث‬ ‫اآلن‪.‬‬ ‫اما مسرحية "المستشفى" لنفس المخرج‪ ،‬فقد‬ ‫اث��ارت زوبعة كبيرة وضجيجا واس��عا‪ ،‬عند‬ ‫عرضه��ا ‪،‬ف��ي ع��ام ‪ ، 2003‬النها طرحت‬ ‫الكثي��ر من الظواهر ف��ي المجتمع‪ ،‬وعبرت‬ ‫بص��دق ع��ن مش��اكل المواطن‪ ،‬والمس��ت‬ ‫هموم��ه‪ .‬و فضحت الكثير من الس��لبياتالتي‬ ‫تحدث في المستشفى والمجتمع‪.‬‬ ‫وف��ي مس��رحية " خرف يا ش��عيب" لداوود‬ ‫الحوت��ي‪ ،‬فق��د ت��م ايقافه��ا فت��رة ث��م صرح‬ ‫بعرضه��ا‪ ،‬يجس��د الفنان ميل��ود العمروني‬ ‫دور مواطن ليبى درس فى بريطانيا‪ ،‬واسمه‬ ‫( ش��عيب ) يتع��رض عن��د رجوع��ه ارض‬ ‫الوط��ن‪ ،‬لعدة مش��اكل وقضاي��ا‪ ،‬يبحث لها‬ ‫عن حل‪ ،‬منها مش��كلة الخدمة العسكرية التي‬ ‫فرضت على الشعب الليبي‪ ،‬بشكل فوضوي‪،‬‬

‫‪09‬‬ ‫عبدالسالم الزغييب‬

‫والصحف الحكومية المتش��ابهة في اخبارها‬ ‫وتقاريرها‪ ،‬ومنها المش��اكل التي يعاني منها‬ ‫المواط��ن ف��ي حيات��ه اليومية‪ ،‬مث��ل التعليم‬ ‫والصحة‪ ،‬وفساد‬ ‫المسؤولين‪.‬‬ ‫وروى ل��ي صديق��ي المخرج مفت��اح بادي‪،‬‬ ‫حكايت��ه المتعبة مع س��لطات االم��ن الليبي‪،‬‬ ‫عن��د عرضه لمس��رحية" احس��ن فريق في‬ ‫العالم" م��ن تاليف محمد العقوري‪ ،‬وبطولة‬ ‫ميلود العمروني‪ ،‬واخ��راج مفتاح بادي عام‬ ‫‪،1986‬وتحكي المس��رحية ع��ن رجل كبير‬ ‫الس��ن‪ ،‬يعش��ق كرة القدم‪،‬بدون ان تتوفر فيه‬ ‫االمكاني��ات الضرورية‪ ،‬ويكون فريق‪ ،‬لكنه‬ ‫يخس��ر دائما! ويفش��ل في مهمت��ه‪ .‬ويرصد‬ ‫النص وينتقد بصورة حادة مباشرة‪،‬مجموعة‬ ‫م��ن المش��اكل على راس��ها‪ ،‬قضي��ة تدهور‬ ‫الحالة االقتصادية‬ ‫للمواطن الليبي‪ ،‬بس��بب ندرة وغالء الس��لع‬ ‫الغذائية االساس��ية‪ ،‬وتاثيرها على االوضاع‬ ‫االجتماعية عموما‪.‬‬ ‫ويضيف المخ��رج مفتاح ب��ادي‪ ،‬ان متاعبه‬ ‫بدأت بعد ‪ 40‬يوما من بدء عرض المسرحية‪،‬‬ ‫حي��ث ت��م اس��تدعائه الدارة االم��ن الداخلي‬ ‫ف��ي بنغازي‪ ،‬واثناء التحقي��ق‪ ،‬اخبروه بأنهم‬ ‫كان��وا يتابعون ع��رض المس��رحية‪ ،‬طوال‬ ‫شهر كامل‪ ،‬للمقارنة بين النص المعروض‪،‬‬ ‫والنص الموجود بحوزتهم!! وعندما وجدوا‬ ‫ف��روق كبي��رة‪ .‬تم توجي��ه تهم��ة " محاربة‬ ‫االقتصاد الليبي" للمخرج‪ .‬وأس��تمر التحقيق‬ ‫مع��ه لم��دة اس��بوعين كاملين! خ��رج بعدها‬ ‫المخ��رج الليب��ي م��ن الم��كان ال��ى بيت��ه!!‬ ‫وتوقف عن النش��اط الفني لمدة س��بع سنوات‬ ‫كامل��ةّ!!‪ .‬لقد عانى الفن��ان الليبي كثيرا‪ ،‬من‬ ‫تس��لط الرقابة في كل مس��رحياته‪ ،‬ولكنها لم‬ ‫توقفه أبدا عن االس��تمرار واإلبداع بإصرار‬ ‫وتحد‪ ،‬وما زال يطالب المس��ؤولين ومختلف‬ ‫التيارات الفكرية بعد الث��ورة بحرية اإلبداع‬ ‫وإلغاء الرقابة بش��كل تام ونهائي‪ ،‬بعد تاريخ‬ ‫طويل من المعاناة‪.‬‬ ‫الفن الليبي يحتاج الى مس��رح يش��كل جزءا‬ ‫طبيعيا من حي��اة الناس وهمومه��م وآمالهم‪.‬‬ ‫مسرح ينبض بالحياة اليومية ‪ ،‬يالمس قضايا‬ ‫اإلنسان الحقيقية‪ ،‬ويعالج‬ ‫الظواهر اإلجتماعية‪ ..‬بكل حرية وش��فافية‪،‬‬ ‫وبدون خطوط حمراء!!‪.‬‬ ‫انه��ا دع��وة ألدبائن��ا ومثقفين��ا ومس��رحينا‬ ‫وفنانينا‪ ،‬لكي يعيدوا إحياء‬ ‫أقالمهم ليكتبوا ويدونوا ويوثقوا‪ ،‬ويطرحون‬ ‫أرائهم فيما يهم الوطن‬ ‫والمواطن‪ ،‬ليكون هناك تواصل ما بين القديم‬ ‫والجديد‪ ،‬ما بين الماضي‬ ‫والحاضر ليبنى لنا المستقبل‬

‫عمر قرقوم‬

‫علي الفالح‬

‫جمال محمد‬

‫صالح االبيض‬


‫‪10‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫قصائد هايكو على ّ‬ ‫السلم اخلماسي‬ ‫إىل حتسني اخلطيب‬ ‫ت ‪ :‬عاشور الطوييب‬ ‫‪1‬‬

‫اطالق نار‬ ‫متقطع‬ ‫الرجل النحيف يضحك‪.‬‬

‫لم أتوقع‬ ‫سقوطه‬ ‫كان يتكلم بال توقف‪.‬‬ ‫بين أغصان عارية‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫ْ‬ ‫نصبت الطيور‬ ‫شراكها‪.‬‬ ‫ى ساه ٌر‬ ‫هو ً‬

‫بين مكحلتها‬ ‫وانزالقة الحرير‪.‬‬ ‫أطلق قذيفته‬ ‫لمح‬ ‫طيف صديقه يهرول‪.‬‬

‫نخوّض‬ ‫صامتين‬ ‫مياه نهر قديم‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬ ‫ركبوا الحافلة على عجل‬ ‫كلماتهم‬ ‫على عتبة الباب‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫لمحتهم‬ ‫يختبئون‬ ‫وال يختبئون‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫تمايل‬ ‫السكران‬ ‫القى السالم على عجل‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ضاربوا الطبول‬ ‫جاءوا‬ ‫من كل مكان‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫أنهى‬ ‫أغنيته الحزينة‬ ‫الولد الوراء سور‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫فتح الكتاب‬ ‫انتزع السيف‬ ‫من يد الحداد الماهر‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫همسٌ حميم‬

‫‪5‬‬

‫رافقني‬ ‫إلى آخر المدينة‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫قوس الظهيرة‬ ‫يحرس‬ ‫أحالم النائمة العارية‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫من كوة في أعلى الحائط‬ ‫يختلس السجين‬ ‫شذرات حياة‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫بحيادية يراقب‬ ‫تنهيدته تصعد‬ ‫سماء هللا‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫أغمض عينيه‬ ‫لم يشأ إعادة‬ ‫الجملة مرتين‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫هي أمام لوحة مفاتيح حاسوبها‬ ‫هو أمام لوحة مفاتيح حاسوبه‬ ‫مخيلة شبقة‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫شعبي يحبني‬ ‫يموت دفاعا ً عني‬ ‫يقول القائد المجنون‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫يصفق بيديه في الظالم‬ ‫لم يتوقف منذ‬ ‫الشعر‪.‬‬ ‫خانه ِ‬

‫من الشعر النمساوي املعاصر‬ ‫احلان علوية وموسيقى هادئة ‪ /‬إلسى باولس‬

‫ترمجة‪ :‬بدل رفو‬ ‫*‬

‫شمس أندلسية‬ ‫أنت نشرت أشرعة قلبي‬ ‫واسعة‬ ‫لتسمح للشمس األندلسية بالدخول‪،‬‬ ‫دعنا نتفسح في رياض‬ ‫القصر‬ ‫نجلس قرب الينابيع‬ ‫السائلة‬ ‫تحت ظالل األشجار‬ ‫العتيقة‬ ‫مع عطر زهر البرتقال‪،‬‬ ‫تعال نذهب إلى (الدير) الصغير‬ ‫بعيداً في الريف‪،‬‬ ‫حيث تزهر أزاهير‬ ‫الخشخاش‬ ‫على التالل الناعمة‪،‬‬

‫ننتظر غروب الشمس‬ ‫أفكارنا تلتقي في زخارف‬ ‫المذابح الذهبية‪،‬‬ ‫وتتألق في ترانيم الصلوات‬ ‫واألدعية‪،‬‬ ‫ومسا ًء تعال معي إلى (الفالمنغو)‬ ‫حيث تصبح الشهوة‬ ‫رقصة‬ ‫لهذا تدق أرجلنا أسرع من‬ ‫دقات قلبينا‪،‬‬ ‫لهذا ‪ ..‬فتحت قلبي وعيني‬ ‫لجمال األندلس‪.‬‬ ‫*‬ ‫عطر من زهر البرتقال‬ ‫ناعم خالب‪...‬‬ ‫شعاع شمس‪،‬‬

‫يسقط في أزقة مظلمة‬ ‫سمو (الكاتدرائية)‬ ‫تفنن المذابح‬ ‫الذهبي‬ ‫أحواش خضراء‪،‬‬ ‫آبار تسجد بصمت‬ ‫ومسا ًء شراب متأللئ‬ ‫في قدحي‬ ‫ومن عمق الحناجر‬ ‫ألحان علوية‬ ‫تلفنا‪.‬‬ ‫موسيقى هادئة‬ ‫للرقص تتكاثر‬ ‫واحدُنا يدندن أغنية‬ ‫غريبة‬ ‫من الزمن‬ ‫القديم‪.‬‬

‫لوحة ‪ :‬الفنان النمساوي الشهير غوستاف كليمت الذي توفي عام ‪1918‬‬


‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫‪11‬‬

‫األيام اجلنوبية‬ ‫سرية ‪) 7 ( -‬‬

‫يوسف الشريف‬ ‫ثالثة أيام مرت ولم نصل بعد‪،‬لم أكن قد عرفت‬ ‫يومه��ا المس��افة بي��ن طرابل��س وفزان‪،‬لكن‬ ‫األس��تاذ الش��ريف ق��ال إنه��ا بعيدة‪،‬الطريق‬ ‫يفقد اس��تقامته كثيرا وكثبان الرمال تس��ابقت‬ ‫الحت��واء ما بقي منه بع��د العاصفة‪،‬الجو في‬ ‫حج��رة القيادة خان��ق وال س��بيل لفتح إحدى‬ ‫نافذتيها‪،‬الحرارة خارج السيارة ملتهبة‪ ،‬عيني‬ ‫لم تتوقف عن متابعة ما تراه في مداها‪،‬رمال‬ ‫بعدها رمال وجب��ال بعدها جبال هناك أيضا‬ ‫مرتفعات وهضاب غيبتها العاصفة ولم يتبق‬ ‫منها س��وى قمم صغيرة س��وداء‪،‬مع ذلك فإن‬ ‫كل م��ا في الصحراء متش��ابه‪،‬صفحة واحدة‬ ‫تقرأها‪،‬كلم��ا قرأته��ا مرة أع��دت قراءتها ثم‬ ‫م��رة بعد مرة‪،‬هكذا حتى تحت��رق عيناك فال‬ ‫تج��د ما يثيرك إال ذكرياتك وخواطرك‪،‬تفتش‬ ‫ع��ن تفاصيلها وتعيد قراءتها‪،‬تكتش��ف زوايا‬ ‫صغي��رة ف��ي الذاك��رة فتمنحه��ا م��دى بقدر‬ ‫الحنين إليها‪،‬األش��ياء الصغيرة عندما تغادر‬ ‫حاضره��ا وتصب��ح ماضي��ا تأخ��ذك إليه��ا‬ ‫كأنه��ا الطفول��ة تناديك‪،‬أحل��ى ما ف��ي حياتنا‬ ‫ه��ي األش��ياء الصغيرة‪،‬ه��ي الجزيئات التي‬ ‫تك��ون المادة‪،‬لك��ن الس��يارة تمي��ل فتوقظني‬ ‫م��ن أفكاري‪،‬كانت تعبر مرتفع��ا رمليا قطع‬ ‫عليه��ا الطريق‪،‬عين��ي لم تف��ارق وجه عمي‬ ‫علي‪،‬مالت على جانبه��ا األيمن‪،‬كان الميالن‬ ‫قلي�لا‪،‬ال أع��رف إن كنت ق��د صرخت ألني‬ ‫س��معت صوت��ا يأمرني‪..‬متخافش‪..‬احتواني‬ ‫خجل من ضعفي وخوفي‪،‬عمي علي لم يعبر‬ ‫المرتفع من وس��طه ألنه األعلى ارتفاعا‪،‬ولو‬ ‫فعل لغرقت ف��ي عمقه عجالتها األمامية‪،‬بعد‬ ‫قليل عادت الس��يارة إلى اس��توائها‪،‬تفحصني‬ ‫عمي علي بنظرات من عينيه الحادتين وكأنه‬ ‫لم يتوقع أن يرى مني كل هذا الضعف‪،‬واريته‬ ‫ف��ي ص��دري لكن��ي عج��زت ع��ن قهره‪،‬أنا‬ ‫أصغ��ر م��ن أن أواج��ه كل ه��ذه المخاط��ر‬ ‫‪،‬عالم��ي كان صغي��را وأليفا‪،‬لم أعرف رمل‬ ‫الصحراء‪،‬عرف��ت الطين ف��ي الحقول ونحن‬ ‫نحف��ر فيه بحثا عن الديدان نغري بها الطيور‬ ‫للوق��وع ف��ي الفخ��اخ المعدني��ة الصغيرة "‬ ‫الطربيق��ة " وم��ا أراه اآلن يخيفني‪،‬بدت لي‬ ‫الصحراء كأنها وحش يطاردني في أحالمي‬ ‫كل ليلة وأنا ف��ي جحيم الجذري‪،‬نفذ احتمالي‬ ‫واحترق��ت بالندم‪،‬لم��اذا فارق��ت أصدقائ��ي‬ ‫وأم��ي وإخوتي‪،‬ال أح��ب الف��راغ واألماكن‬ ‫المهج��ورة وال أح��ب األطالل‪،‬أوش��كت أن‬

‫أفس��ح لدموعي تعبيرها وأنا أرى نفسي بعيدا‬ ‫عن زنقة الباز‪،‬عن خوي المين يعطيني كتابا‬ ‫‪،‬والحاج محمد يق��را جريدة األهرام‪،‬وجميلة‬ ‫تس��أل عن بش��ير‪..‬وزينوبة ترفل في فستانها‬ ‫الوردي‪،‬وأب��ي يل��وح بش��هادته ف��ي مح��و‬ ‫األمية‪،‬وسالم يش��ق صمت الليل بنواحه‪،‬عبد‬ ‫هللا يهتف يعيش جمال عبد الناصر ‪،‬يوس��ف‬ ‫وش��كري وعلي ف��ي المدرس��ة الثانوية وهم‬ ‫يس��تعدون لالنتق��ال للجامع��ة دون أن أكون‬ ‫معهم‪،‬مربوعتي وأمي تفرش قلبها ألصدقائي‬ ‫‪،‬مالبس��ي ملتصق��ة بجس��دي‪،‬لم نكن نعرف‬ ‫المالبس الداخلية‪،‬ف��ي الصباح الذي كان فيه‬ ‫رحيلي اس��تيقظت أم��ي في الفج��ر وأعدت‬ ‫زادي وهيأت ملبس��ي‪،‬عندما خرجت مع أبي‬ ‫في ذلك الصباح رأيتها تَرُشُّ الماء أمام عتبة‬ ‫بيتنا تفاؤال باألمن والس�لامة لصغيرها الذي‬ ‫ف��ارق حضنها وهو على مش��ارف الرجولة‬ ‫‪،‬فاض��ت عيني بالدموع لكن��ي قتلتها‪،‬الحنين‬ ‫يمأل رأس��ي بالحزن‪،‬متى نصل يا عمي علي‬

‫كي ينتهي س��رد الذكريات‪..‬؟ س��ألت نفس��ي‬ ‫ول��م أس��أله‪،‬هو قليل ال��كالم وأن��ا أيضا قليل‬ ‫الكالم‪،‬تربيت��ي علمتني أال أب��ادر بالكالم في‬ ‫حض��رة الكبار‪،‬وكن��ت بطبع��ي متوحدا مع‬ ‫نفسي‪،‬السيارة اآلن تمضي بسرعتها البطيئة‬ ‫والطريق على مد البصر كان س��الكا‪ ،‬أنقذني‬ ‫عمي علي م��ن ذكرياتي‪،‬كان مس��ترخيا في‬ ‫جلسته‪،‬فاجأني مع ابتسامة‪ :‬خايف‪..‬؟‬ ‫أجب��ت بهزة م��ن رأس��ي‪،‬لم يسترس��ل‪،‬عاد‬ ‫يرقب الطريق بعيني��ه الحادتين‪،‬تمنيت يتكلم‬ ‫أكثر‪،‬استجاب ألمنيتي‪.‬‬ ‫تحب الجريدة‪..‬؟س��ألني وهو يلقي على كتلة‬ ‫الورق بين كفي نظرة خاطفة‪.‬‬ ‫أجبت بهزة أخرى من رأسي‪.‬‬ ‫اللي يعرف يقرأ‪..‬ميخافش‪.‬‬ ‫كيف ع��رف عالقة المعرف��ة بالقراءة‪..‬كيف‬ ‫ع��رف عالقة الخ��وف بالمعرف��ة‪..‬؟ بعد كل‬ ‫الس��نين الت��ي مرت أس��مع الس��ؤال كأنما لم‬ ‫تنق��ض عليه لحظة‪ ،‬اآلن يق��ول لي عقلي أن‬

‫حياة اإلنس��ان مجرد رحلة لقهر الخوف‪،‬وأن‬ ‫تقه��ر الخ��وف يعن��ي أن��ك تبح��ث ع��ن‬ ‫الحرية‪،‬والحرية والخوف عدوان ال يجتمعان‬ ‫في عقل واحد‪،‬الخوف يتراجع عندما تواجهه‬ ‫األس��ئلة‪،‬ألن البح��ث في األس��ئلة يعني بحثا‬ ‫ع��ن الحرية‪،‬الخوف س��كون والحرية تغيير‬ ‫وحركة‪،‬والحرك��ة طاقة‪،‬والطاقة تغير كل ما‬ ‫في الكون وال تبقيه على حاله‪،‬كل شيء يتغير‬ ‫بفعل النقيض الكامن فيه‪.‬‬ ‫قال��ت ل��ي نفس��ي أن عم��ي عل��ي رج��ل‬ ‫حكيم‪،‬نس��يت م��ا رأيت��ه من��ه صب��اح ي��وم‬ ‫الرحيل‪،‬ل��و تكل��م ألحببت��ه أكثر‪،‬ه��و يعرف‬ ‫حكمة الحياة وفي رأس��ه ش��عر أبيض يظهر‬ ‫من ح��واف طاقيته الحمراء‪،‬لم��اذا تكلم عن‬ ‫الق��راءة هل يع��رف القراءة‪،‬ه��ل ذهب إلى‬ ‫مدرس��ة محو األمية مثل أبي‪،‬لو تكلم لس��ألته‬ ‫كل هذه األس��ئلة وأكثر‪،‬لكن��ه اكتفى بحكمته‬ ‫وعاد إلى صمته والمس��اعد في عالم آخر‪،‬ال‬ ‫يتكل��م إال إذا س��مع م��ن يس��أله‪،‬مع اهت��زاز‬ ‫الس��يارة الرتي��ب تتوات��ر الذكري��ات كأنه��ا‬ ‫األحالم‪،‬أوقاتي م��ع الكتب‪،‬توحدي معها زاد‬ ‫م��ن عزلتي وانطوائي‪،‬ب��دأ األمر هروبا من‬ ‫أوالد الش��ارع الذين لم يتقبلوا وجهي الجديد‬ ‫بعد مرضي‪،‬فوجدت مالذي في القراءة‪،‬قرأت‬ ‫الكتب حتى ص��ارت القراءة أنفاس��ي‪..‬كنت‬ ‫أق��رأ‪..‬ال يراني جيراني وأصدقائي إال ومعي‬ ‫كتاب‪..‬ث��م راف��ق الكتاب قل��م‪،‬إذا أردت قتلي‬ ‫يكف��ي أن تحرمني من كتاب أو قلم‪،‬س��تكون‬ ‫أمنيت��ي األخيرة في حيات��ي أن يكون الكتاب‬ ‫آخ��ر ما ت��راه عيني‪،‬وألني كن��ت أبحث عن‬ ‫أجوبة ألسئلتي صرت كثير الجدل‪..‬ال أعرف‬ ‫المطل��ق واليقين وأرفض م��ن يدعي امتالك‬ ‫اليقين‪..‬وعندما تتوالى س��نوات العمر ويكتظ‬ ‫عقل��ي باألس��ئلة الكبرى أجد نفس��ي أنني ما‬ ‫زل��ت على ما كن��ت عليه‪،‬اليقين ال يدعيه إال‬ ‫عسكري أو مجنون‪.‬‬ ‫اهتزاز الس��يارة والصمت يبعث في جس��دي‬ ‫خ��درا لذيذا فتأخذن��ي إغفاءة أس��تيقظ بعدها‬ ‫مش��تت الفكر‪،‬المس��اعد لم يفت��ح معي حديثا‬ ‫أبدا‪،‬يكتفي بمراقبتي وأحيانا يبتسم وال أعرف‬ ‫اسمه‪،‬وعندما يميل جسدي عليه في إغفاءتي‬ ‫يوقظن��ي بدفع��ة س��ريعة وقوية م��ن يده‪،‬هو‬ ‫أكب��ر مني وأصغر من عم��ي علي‪،‬ضايقني‬ ‫صمته‪،‬داخلني إحساس بأنه يعاديني‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬ ‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫فرح ابوشويشة ‪ :‬هذه ليست ليبيا اليت اذكر وقد أعجبتين‬

‫ترمجة ‪ :‬ليلى النيهوم‬

‫كانت فرح ابوشويشة في السابعة من عمرها‬ ‫حين تركت ليبيا ووالديها لتعيش في أمان عند‬ ‫جدتها االيرلندية‪ .‬منذ أس���بوعين مضيا عادت‬ ‫الس���ينمائية والكاتبة إلى بلد هبت عليه رياح‬ ‫التغيير لتلتقي والدها مجددا‪.‬‬ ‫فيما كان���ت الطائرة تحط ف���ي مطار طرابلس‬ ‫عادت بي لمحة ذكرى إلى طفلة الس���ابعة التي‬ ‫كنت أفك حزام المقعد وأح���اول أن اخرج من‬ ‫الطائرة‪ .‬مس���تجدية طاقم الطائرة غير المبالي‬ ‫ي‪.‬‬ ‫أن يتركوني ألعود إلى والد َّ‬ ‫إنها زيارتي األول���ى إلى ليبيا منذ ذاك الوقت‪.‬‬ ‫منذ ثالثين س���نة اضطر والدي إلى إرس���الي‬ ‫خارج ليبيا إلى جدتي ألجل س�ل�امتي‪ .‬بعدها‬ ‫قامت ق���وات أمن القذافي بالقبض على والدي‬ ‫الكات���ب الليبي رض���وان ابوشويش���ة بتهمة‬ ‫االنشقاق السياسي‪.‬‬ ‫مضت س���نة قبل أن أرى أمي وعدة س���نوات‬ ‫أخرى قبل أن يس���مح ألبي مغادرة ليبيا بشكل‬ ‫مؤقت‪ .‬اخبرني منذ سنتين أن نظام القذافي قد‬ ‫هدد أسرته بالويل إذا لم يرجع رغم انه قد تمت‬ ‫تبرئته وإطالق سراحه‪.‬‬

‫قابل��ت كاثلي��ن من س��ووردس عائدة‬ ‫للتدري��س عن��د س��ير األمتعة تس��بق‬ ‫زوجها وأوالدها السبعة‪ .‬أخبرتني أن‬ ‫معظم النسوة األيرلنديات المتزوجات‬ ‫م��ن ليبيي��ن بقي��ن ف��ي الب�لاد خالل‬ ‫الثورة‪.‬‬ ‫تظ��ل عودت��ي لليبي��ا أكثر م��ن إعادة‬ ‫التواصل مع نصف عائلتي وتاريخي‬ ‫فه��ي ذات صلة بنش��اطي السياس��ي‬ ‫وعالقتي المس��تعادة بليبيا عبر نس��اء‬ ‫م��ن أج��ل ليبيا وه��ي جمعي��ة مدنية‬ ‫لمساندة المرأة الليبية‪ .‬وأنا أشارك في‬ ‫مؤتمر "نس��اء بصوت واحد" المنعقد‬ ‫ألجل تدارس سياسات جديدة ودستور‬ ‫جديد ودور المرأة‪.‬‬ ‫ح��ال وصولي كان ثمة نس��وة يحملن‬ ‫الفتات باسم شهرزاد كبالن ‪ ،‬صديقة‬ ‫الفيسبوك والناش��طة السياسية جاءت‬ ‫ف��ي نفس الطائ��رة‪ .‬لم يك��ن أحد ممن‬ ‫أع��رف بانتظ��اري إذ لم أخب��ر أحدا‬ ‫بعودت��ي‪ ،‬ولكن م��ع حس��ن الضيافة‬ ‫والك��رم الليب��ي المعروفي��ن قام��ت‬ ‫مجموع��ة اس��تقبال ش��هرزاد كبالن‬ ‫بالترحيب بي‪ .‬وتزايد حماس��هن حين‬ ‫عرفن أنها رحلتي األولى إلى الوطن‪.‬‬ ‫احتش��دت الطري��ق إل��ى طرابل��س‬ ‫بفي��ض م��ن التعبير اإلبداع��ي‪ .‬كانت‬ ‫فنون شوارع فتية‪ -‬س��اخرة وسياسية‬ ‫و احتفائي��ة‪ -‬تزين الج��دران ‪ .‬وكانت‬ ‫األعالم الجديدة تخفق عاليا‪.‬‬ ‫عن��د إش��ارة الم��رور صدح النش��يد‬ ‫القومي لما قب��ل القذافي‪ .‬انزل الجميع‬ ‫نوافذ سياراتهم وغنوا‪ .‬هذه ليست ليبيا‬ ‫التي اذكر‪ ،‬وقد أعجبتني‪.‬‬

‫أشارت صالحة وهي تقود بنا السيارة‬ ‫إل��ى الش��وارع وأين تم إط�لاق النار‬ ‫عل��ى أول موجة من المحتجين‪ ،‬والى‬ ‫الجس��ر حيث رف��ع فتى ش��جاع العلم‬ ‫الجدي��د‪ .‬لق��د اعت��ادت ه��ي وزوجها‬ ‫الم��رور م��ن تل��ك الش��وارع ألج��ل‬ ‫التضامن مع مقاتلي الحرية‪.‬‬ ‫مررنا بمقهى مهجور كان ظهر قربه‬ ‫سيئ السمعة القذافي منذ شهور قالئل‬ ‫مضت في عرب��ة غولف حامال مظلة‬ ‫متحديا ب��كل صلف مطالب تخليه عن‬ ‫الحكم‪.‬‬ ‫عن��د هوتيل راديس��ون حيث ينعقد‬ ‫المؤتمر قام حراس مس��لحون بتفتيش‬ ‫س��يارتنا بحثا عن قناب��ل‪ .‬وكانت ثمة‬ ‫إشارات تقول‪" :‬ممنوع األسلحة خلف‬ ‫هذه النقطة" عل��ى كل الجدران‪ .‬حين‬ ‫التقيت صالحة (واحدة أخرى) وسارة‬ ‫انفج��رت باكية مثل طفلة‪ ،‬متمنية أمي‬ ‫وأبي وأختي هناك ليشاركوني ما أراه‬ ‫واسمعه وأحس به‪.‬‬ ‫كان ه��ذا حي��ن الحظ��ت نس��اء يقمن‬ ‫باالحتج��اج‪ ،‬ملم��ح جدي��د ف��ي ليبي��ا‬ ‫الجديدة‪ :‬حرية التعبير‪ .‬س��ألتهن لماذا‬ ‫هن هنا‪ .‬شرحن لي أنهن رغم كونهن‬ ‫ناش��طات خالل الثورة لم يتم دعوتهن‬ ‫للمش��اركة الفاعل��ة ف��ي المؤتم��ر‪.‬‬ ‫أخبرتهن أنني ابنة رضوان ابوشويشة‬ ‫وككاتب��ة قصصي��ة جئ��ت ألحك��ي‬ ‫قصتهن إذا رغبن في ذلك فوافقن‪.‬‬ ‫سردت لي رحاب كيف قامت بتهريب‬ ‫الس�لاح وتم تفتيش سيارتها فيما رفع‬ ‫جن��دي الس�لاح ف��ي وجهه��ا‪ .‬وكيف‬ ‫خافت لو انه يتعث��ر وتنطلق النار في‬

‫وجهها‪.‬‬ ‫حكت فاطمة كيف فقدت ثالثة أبناء في‬ ‫الثورة ‪ .‬حين كانت طالبة في صغرها‬ ‫انتق��دت ه��ي وصديقات له��ا القذافي‬ ‫فت��م القبض عليه��ن‪ -‬األولى بين أربع‬ ‫حاالت قبض كل واحدة أكثر عنفا من‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫لم اش��عر في حياتي بمثل هذا الصغر‬ ‫أمام شجاعة هؤالء النسوة الفخورات‪.‬‬ ‫ظه��ر منظم��و المؤتم��ر ودعوه��ن‬ ‫للحضور شارحين لهن ان استثناءهن‬ ‫كان غير مقصود‪.‬‬ ‫كان ثم��ة ازي��زا ف��ي الم��كان فيم��ا‬ ‫المتواجدون منهمكون في العمل على‬ ‫حواسيبهم وفي وضع االستراتيجيات‬ ‫والمداول��ة ووضع الخطط‪ .‬في اللوبي‬ ‫س��معت اح��دأ ين��ادي اس��مي‪ ،‬كانت‬ ‫نجوى ابنة عمي‪ ،‬آخر مرة رأيتها فيها‬ ‫كانت ف��ي روما وكنت في الخامس��ة‬ ‫عش��ر من عم��ري‪ ،‬وقد ج��اءت إلى‬ ‫الهوتيل مع ابنتها‪ .‬كانت قد ذهبت إلى‬ ‫مطار طرابلس العالمي الستقبالي لكن‬ ‫طائرتي عوضا عنه حطت في مطار‬ ‫معيتيقة العسكري‪.‬‬ ‫بالنس��بة لليبيين حالما يحتضن االثنان‬ ‫ويقب�لان بعضهما ح��د االختناق ‪ ،‬من‬ ‫المعت��اد الس��ؤال عن صح��ة كل فرد‬ ‫في األس��رة‪ .‬ثم يعملون بعد ذلك على‬ ‫تس��مينك بالحلويات والطعام الش��هي‬ ‫ليش��يرون فيم��ا ت��أكل ك��م أصبحت‬ ‫س��مينا‪ ،‬ضحك��ت فل��م يقول��وا غي��ر‬ ‫الصدق‪.‬‬ ‫حين تحقق تحرر طرابلس‪،‬‬ ‫ركض��ت نج��وى أس��وة بس��كارليت‬


‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬ ‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫اوه��ارا داخ��ل البي��ت ممزق��ة الس��تائر‬ ‫والمالب��س لتصن��ع منه��ا العل��م الجدي��د‪،‬‬ ‫مستعملة الطالء لرسم النجمة والهالل ومن‬ ‫ثم انطلقت إلى ساحة الشهداء‪ .‬قالت ان ذاك‬ ‫كان جهدها اإلبداعي األكثر مدعاة للفخر‪.‬‬ ‫رتبن��ا زيارة جدتي البالغ��ة من العمر ثمان‬ ‫وتس��عين عاما ف��ي العزيزي��ة‪ ،‬وهي قرية‬ ‫صغيرة خارج طرابلس وذلك بعد عدة أيام‪،‬‬ ‫غير أن نجوى حذرتن��ي من أن ثمة اقتتال‬ ‫في المنطقة مما قد يجعل رحلتنا غير آمنة‪.‬‬ ‫تل��ك الليل��ة كان��ت ثمة أص��وات رصاص‬ ‫وانفجارات قوية‪ ،‬ولم استطع النوم‪ .‬سمعت‬ ‫أثناء اإلفطار أن تس��عة أشخاص قتلوا وانه‬ ‫كان ثمة قتال شرس في قرية جدتي‪.‬‬ ‫أثناء إجراء مقابل��ة معي في برنامج منوع‬ ‫في راديو طرابلس ح��ول عودتي إلى ليبيا‬ ‫مرت بي امرأة ونادتني ‪ " :‬فرح يا حبيبتي"‬ ‫كانت س��عاد تعرفني في طفولتي‪ .‬ما أجمل‬ ‫الش��عور برؤي��ة ش��خص يعرفن��ا منذ ذاك‬ ‫الوقت‪.‬مضت األيام القليلة التالية في زحمة‬ ‫اللقاءات بالس��فراء وموظفي األمم المتحدة‬ ‫ومجموع��ات الليبي��ات‪ .‬كان هدفن��ا وصل‬ ‫الجمعي��ات التطوعية القائمة بالمؤسس��ات‬ ‫المدنية‪.‬‬

‫وق��د راس��لت عب��ر التويتر م��ن المؤتمر‪،‬‬ ‫قائل��ة أن رئيس المجلس االنتقالي الس��ابق‬ ‫عبدالجليل تلقى س��يال من اللوم من النس��اء‬ ‫بس��بب ما صرح به ح��ول تعدد الزوجات‪.‬‬ ‫ام��رأة أخبرته انها تعتزم أن تكون رئيس��ة‬ ‫وزراء ول��ن تطل��ب إذن��ا‪ .‬كان جليا للعيان‬ ‫اس��تياء النس��اء الليبيات‪ .‬فقد كان لهن دور‬ ‫فاعل في إنجاح الث��ورة ‪ ،‬ولم تقم الحكومة‬ ‫الولي��دة باختيار امرأة في مراكز سياس��ية‬ ‫ول��م تضمنهن ف��ي وفود رفيعة المس��توى‬ ‫وف��ي االجتماع��ات او في أي م��ن مراكز‬ ‫صنع القرار‪.‬‬ ‫تل��ك الليل��ة أخذتني نجوى لرؤية األس��رة‪.‬‬ ‫أوقفت س��يارتنا وتم تفتيش��ها‪ .‬أصبح األمر‬ ‫اعتيادي��ا بالنس��بة للنس��وة أن تت��م تفتي��ش‬ ‫عرباتهن‪ .‬قيل أن نس��اء من أنصار القذافي‬ ‫كن فتحن الن��ار على حراس نقاط التفتيش‪.‬‬ ‫أعج��ب إن لم يكن ه��ذا مجرد خدعة إلبقاء‬ ‫النساء في البيوت!‬ ‫في الي��وم التالي امتألت غرفت��ي بالهوتيل‬ ‫بصديق��ات‪ .‬صالح��ة تحض��ر لش��كليات‬ ‫خطوبة ش��قيقها‪ .‬جرت العادة ف��ي ليبيا أن‬ ‫تذهب أسرة الرجل إلى بيت الفتاة لخطبتها‬

‫بشكل جماعي محمالت بالحلويات والهدايا‪.‬‬ ‫النس��اء يدخل��ن ويخرجن س��افرات يتمنين‬ ‫له��ا الخير وأن��ا مثل الب��واب افتح األبواب‬ ‫حريصة أن ال يختلس الرجال النظر‪.‬‬ ‫الحقا تناهى إلينا هتاف وأبواق لس��يارات‪.‬‬ ‫حي��ث تجم��ع مئ��ات المتظاهري��ن‪ .‬كان‬ ‫األش��خاص الذين ماتوا الليلة الماضية من‬ ‫قبيلة ورشفانة‪.‬‬ ‫بحديث��ي م��ع المتظاهري��ن كن��ت أعي انه‬ ‫بقدر س��لمية المظاهرة بعضهم كان مسلحا‪.‬‬ ‫وهم غاضبون بس��بب أن اإلعالم صورهم‬ ‫مضادين للثورة وأنهم يخفون سيف القذافي‬ ‫اب��ن معمر‪ .‬ولثالث س��اعات طالبوا وزير‬ ‫اإلع�لام الخ��روج واالعت��ذار‪ .‬وق��د فعل‬ ‫ورحل المتظاهرين‪.‬‬ ‫في يومي األخير خرج أبي من المستش��فى‬ ‫ليلتحق بي‪ .‬كان قد تأخر في تونس بس��بب‬ ‫فح��ص طبي ض��روري لمتابعة س��رطان‬ ‫الحنجرة الذي أصابه منذ سنتين‪ .‬ومنذ ذاك‬ ‫الحي��ن فقد القدرة على الكالم وكنا نتواصل‬ ‫عبر الرسائل النصية‪ .‬قبّل جبيني كما اعتاد‬ ‫أن يفع��ل منذ طفولت��ي‪ .‬كان آخ��ر لقاء لنا‬

‫‪13‬‬

‫في مايو ‪ .2010‬كنا نتالقى بش��كل متقطع‬ ‫من��ذ غادرت ليبيا‪ ،‬في فترة ما لم نر بعضنا‬ ‫لعشر سنوات‪.‬‬ ‫عديد األصدقاء الذين يعرفونه كاتبا رساما‬ ‫لم يدركوا انه أبي‪ .‬عدة علقوا عن كم تتشابه‬ ‫ش��خصيتينا‪ .‬وكنت غيورة بش��كل طفولي‬ ‫كيف أن والدي معروف جدا وال أُعرف أنا‬ ‫إال ب��ه‪ .‬أبي متعب‪ .‬اس��تطيع أن أرى تأثير‬ ‫السنتين األخيرتين عليه‪ .‬غادرني‪ .‬مرتبا ان‬ ‫يعود صباحا ليذهب بي إلى جدتي‪.‬‬ ‫لألس��ف‪ ،‬في الي��وم الثاني علمن��ا بخطورة‬ ‫ذهابن��ا لرؤية جدتي‪ .‬إن��ا منزعجة حيث لم‬ ‫أرها منذ ‪ 10‬س��نوات‪ .‬وقد ش��ارفت المائة‬ ‫من عمرها وبالكاد تعي ما يدور‪.‬‬ ‫عوض��ا ع��ن ذلك ذهب��ت وأبي إلى س��وق‬ ‫المدين��ة القديمة لش��راء الهداي��ا التذكارية‬ ‫ألم��ي وش��قيقتي وطفليه��ا ميغ��ان وكالوم‬ ‫ف��ي دبلن‪ .‬قابلنا أصدقاء أبي الذين س��رتهم‬ ‫رؤيتن��ا معا مرة أخ��رى واخذوا يكررون‬ ‫ت خالل الثالثين سنة‪.‬‬ ‫القول كم كبر ِ‬ ‫‪............................................‬‬ ‫• االيريش تايمز ‪ 3‬ديسمبر ‪2011‬‬


‫‪14‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫“ ثورات الربيع العربي ‪ ...‬من اجلذور الـــــ‬ ‫بقلم عمران حممد بورويس‬ ‫‪.1‬لمحة تاريخية ‪ /‬خلفية تاريخية موجزة‪:‬‬ ‫• كان��ت ليبيا دولة مس��تقرة ‪ ،‬ملكية دس��تورية‪،‬‬ ‫كادت ان تتح��ول الى النظام الجمهوري بمبادرة‬ ‫ورض��اء م��ن المل��ك الراحل‪/‬محم��د إدري��س‬ ‫السنوس��ي ‪ ،‬الذي تولى الحكم دس��توريا ً منذ يوم‬ ‫‪ 24/12/1951‬عندما أعلن ش��خصيا ً ميالد دولة‬ ‫ليبيا المس��تقلة تحت اس��م المملكة الليبية المتحدة‬ ‫بنظامها الفيدرالي المك��ون من والياتها الثالث‪:‬‬ ‫برق��ة وطرابلس الغ��رب وفزان‪ ،‬طبق��ا ً للقواعد‬ ‫الدستورية المفصلة في وثيقة دستور البالد الذي‬ ‫صاغت��ه و وافقت عليه هيئ��ة مختارة مكونة من‬ ‫(‪ )60‬عض��واً (بواقع عش��رين عض��واً من كل‬ ‫والي��ة) اجتمع��ت بمدينة طرابل��س تحت رعاية‬ ‫األم��م المتحدة وأعلنت��ه من مدين��ة بنغازي يوم‬ ‫‪ 7/10/1951‬والمك��ون من (‪ )224‬مادة‪ ،‬وذلك‬ ‫بعد مخاض عسير بأروقة منظمة األمم المتحدة ‪،‬‬ ‫جاهد فيه نخبة القوم آنذاك جهاداً منقطع النظير‪،‬‬ ‫خ�لال األع��وام الت��ي س��بقت إص��دار الجمعية‬ ‫العامة لألمم المتحدة قرارها رقم (‪ )289‬بتاريخ‬ ‫‪ ، 21/11/1949‬باس��تقالل ليبيا بأغلبية صوت‬ ‫واحد هو صوت مندوب جمهورية هايتي السيد‪/‬‬ ‫أميل سان لو‪.‬‬ ‫• كانت ليبيا ترزخ تحت وطأة االحتالل اإليطالي‬ ‫من��ذ الع��ام ‪ 1911‬الى ع��ام ‪ 1943‬حيث خاض‬ ‫الش��عب الليب��ي ومجاهدي��ه مالح��م الجهاد ضد‬ ‫الغزاة – صوّر جزء منها بفيلم أس��د الصحراء‪/‬‬ ‫عمر المختار‪ ،‬أداه باقتدار الممثل العالمي انتوني‬ ‫كوين والمخرج العربي السوري مصطفى العقاد‬ ‫– وإن كان��ت خالل تلك الحقبة قد ش��هدت نوعا ً‬ ‫من الحكم الذاتي لبعض مناطق ليبيا باتفاق هدنة‬ ‫ما بين المستعمر اإليطالي وسكان البالد‪ :‬حكومة‬ ‫مصراتة برئاس��ة المجاهد‪ /‬رمضان الس��ويحلي‬ ‫ع��ام ‪ ، 1915‬والجمهوري��ة الطرابلس��ية ع��ام‬ ‫‪ ،1918‬و إمارة اجدابيا عام ‪ ، 1920‬تحت راية‬ ‫األمير‪ /‬محمد إدريس السنوس��ي‪ ،‬وبرلمان برقة‬ ‫عام ‪.1921‬‬ ‫ولكن تلك االتفاقات س��رعان ما هدمها الحكم‬ ‫الفاشستي عندما اس��تولى موسوليني على الحكم‬ ‫ف��ي ايطاليا عام ‪ 1923‬فكان وب��االً عليها وعلى‬ ‫أوروبا خاص��ة بعدما تحالف م��ع الحكم النازي‬ ‫لهتل��ر‪ ،‬فدمرا ايطالي��ا والمانيا وج��را الكوارث‬ ‫على أوروبا‪ ،‬وهذا شأن حكم الدكتاتوريات على‬ ‫مر العص��ور‪ ،‬تدمي��ر الوطن وإلح��اق الضرر‬ ‫بالجيران المحيطين به‪.‬‬ ‫ومنذ عام ‪ 1943‬دخل الجيش الثامن‬ ‫• ‬ ‫البريطاني بقيادة مونتجمري من البوابة الشرقية‬ ‫لليبي��ا‪ ،‬بع��د أن أنزل الهزيم��ة بالجيش االيطالي‬ ‫بقي��ادة الجنرال جراس��ياني وبالجي��ش األلماني‬ ‫بقي��ادة الجنرال رومل‪ ،‬واحتل أقليم برقة ثم أقليم‬ ‫طرابل��س الغ��رب‪ .‬كما دخلت القوات الفرنس��ية‬ ‫التابع��ة لفرنس��ا الحرة الجنرال ديج��ول ‪ ،‬بقيادة‬ ‫الجنرال لوكلير‪ ،‬البوابة الجنوبية لليبيا من تش��اد‬ ‫الى الكفرة ومنها الى سبها ثم طرابلس ثم تونس‪.‬‬ ‫وعاشت ليبيا تحت ما يعرف باالدارة البريطانية‬ ‫القليم برقة وطرابلس الغرب‪ ،‬واإلدارة الفرنسية‬ ‫إلقليم فزان حتى سنة ‪.1950‬‬ ‫وكتمهي��د إلس��تغالل ليبي��ا ‪ ،‬بع��د‬ ‫• ‬ ‫تحريره��ا م��ن االس��تعمار االيطال��ي‪ ،‬تأس��س‬ ‫الجيش الوطني الليبي تحت اس��م (القوة العربية)‬ ‫الكيلومت��ر‪ 9‬بمنطق��ة األه��رام بالقاه��رة ي��وم‬ ‫‪ 9/08/1940‬تحت قي��ادة األمير‪ /‬محمد ادريس‬ ‫السنوس��ي من حوالي (‪ )3‬آالف مقاتل ش��اركوا‬ ‫ف��ي أغل��ب العملي��ات والمع��ارك الحربي��ة الى‬

‫جانب القوات البريطانية والفرنس��ية واالسترالية‬ ‫لتحري��ر بلدهم ليبيا وأبلوا فيها بال ًء حس��ناً‪ ،‬تلك‬ ‫المعارك التي كانت تجري على األراضي الليبية‬ ‫المصرية ومن أشهرها معركة العلمين ومعارك‬ ‫طبرق ومعركة بئر حكيم‪.‬‬ ‫• وقد س��بق إعالن استقالل ليبيا عام ‪ 1952‬قيام‬ ‫إم��ارة برقة ع��ام ‪ 1949‬بحكومتها ودس��تورها‬ ‫وقوانينه��ا ومجل��س نوابها تحت إم��ارة ‪/‬محمد‬ ‫ادريس السنوسي الذي بايعه الليبييون أميراً على‬ ‫ليبيا منذ العام ‪.1920‬‬

‫البرقاوي��ة ع��ام ‪ 1946‬ث��م المؤتم��ر الوطن��ي‬ ‫البرقاوي ع��ام ‪ ،1948‬ورابطة الش��باب‪ ،‬وهي‬ ‫تنظيمات سياسية أيضاً‪.‬‬ ‫• أما في والية طرابلس الغرب فقد تأسس��ت (‪)9‬‬ ‫تنظيم��ات سياس��ية متنوع��ة إضافة ال��ى النادي‬ ‫األدبي عام ‪ 1943‬وهي ‪:‬‬ ‫‪.1‬الحزب الوطني الطرابلسي‬ ‫‪ .2‬الجبهة الوطنية المتحدة‬ ‫‪ .3‬حزب الكتلة الوطنية الحرة‬ ‫‪ .4‬حزب األحرار‬

‫عمران بورويس وغورباتشوف في مؤتمر بفرنسا‬

‫• وقب��ل الغزو اإليطالي لليبي��ا عام ‪ 1911‬كانت‬ ‫ليبي��ا ضم��ن أراض��ي االمبراطوري��ة العثمانية‬ ‫االس�لامية المترامية االطراف وذل��ك منذ العام‬ ‫‪ 1511‬الى العام ‪.1911‬‬ ‫• خالل عهد اإلدارة البريطانية (‪)1943-1950‬‬ ‫تأسس��ت في أقليم برق��ة (بنغازي ودرنة) جمعية‬ ‫عم��ر المخت��ار كتنظي��م وطني ثقاف��ي رياضي‬ ‫كش��في ساهمت في بلورة وانضاج وبعث الوعي‬ ‫الوطني والحس السياسي فكانت تمثل المعارضة‬ ‫المس��تنيرة‪ ،‬ثم تحولت ال��ى "الجمعية الوطنية"‬ ‫ي��وم ‪ 10/02/1950‬أيض��ا ً كتنظي��م مع��ارض‬ ‫مس��تنير باهدافها السياس��ية الوطني��ة الواضحة‬ ‫وابعاده��ا العربية واالس�لامية واالنس��انية كما‬ ‫وردت بمادتها الثالثة من قانونها االساسي‪:‬‬ ‫‌أ‪ .‬تحقيق وحدة ليبيا واس��تقاللها التام تحت التاج‬ ‫السنوسي‪.‬‬ ‫‌ب‪ .‬الدف��اع عن حقوق الش��عب والمحافظة على‬ ‫كيان الوطن‪.‬‬ ‫‌ج‪ .‬تغذي��ة الوعي القوم��ي وتنوير ال��رأي العام‬ ‫الوطني‪.‬‬ ‫‌د‪ .‬العم��ل عل��ى النهض��ة االقتصادي��ة والرق��ي‬ ‫االجتماعي ورفع مستوى الشعب في كل نواحي‬ ‫الحياة‪.‬‬ ‫‌ه‪ .‬التع��اون التام م��ع األمم العربية واالس�لامية‬ ‫لتدعيم وحدة العروبة وتوطيد مبادئ االسالم‪.‬‬ ‫‌و‪ .‬مش��اركة االمم المحبة للسالم والعاملة له في‬ ‫مجهوداتها لخير االنسانية وسعادة العالم‪.‬‬ ‫أم��ا وس��ائل وآلي��ات تحقيق تلك األه��داف فقد‬ ‫نص��ت عليه��ا الم��ادة الرابع��ة بقوله��ا‪ " :‬تعمل‬ ‫الجمعي��ة للوص��ول ال��ى أهدافه��ا بالوس��ائل‬ ‫الس��لمية والط��رق المش��روعة مث��ل إص��دار‬ ‫الصحف والنش��رات والكتب وعق��د المؤتمرات‬ ‫واالجتماعات السياسية"‪.‬‬ ‫وفي نف��س الفترة الزمنية تكونت الجبهة الوطنية‬

‫‪ .5‬هيئة تحرير ليبيا ‬ ‫‪ .6‬حزب العمال الطرابلسي‬ ‫‪ .7‬حزب األحرار‬ ‫‪ .8‬حزب االستقالل‬ ‫‪ .9‬المؤتمر الوطني الطرابلسي‬ ‫وكان الح��زب األخير هو أكبرها واكثرها تاثيراً‬ ‫على الناس‪.‬‬ ‫• أما في والية فزان فقد تحولت اإلدارة الفرنسية‬ ‫م��ن إدارة مؤقتة الى احت�لال فحاصرت االقليم‬ ‫خالل االعوام ‪.1950 – 1943‬‬ ‫‪ .2‬أوضاع ليبيا خالل العهد الملكي ‪:‬‬ ‫• تح��ت ت��اج الملكي��ة السنوس��ية ب��دأت مرحلة‬ ‫االس��تقالل بمبايعة الليبيين لألمير محمد ادريس‬ ‫السنوس��ي ملكا ً على البالد بأقاليمه الثالثة ‪ .‬وهو‬ ‫حفيد المصلح االس�لامي الش��يخ محمد بن علي‬ ‫السنوسي اإلدريسي الذي قدم الى ليبيا من مدينة‬ ‫مس��تغانم الواقعة بالش��مال الغربي من الجزائر‪،‬‬ ‫م��اراً بها في طريقه ألداء فريضة الحج الى مكة‬ ‫المكرم��ة بالبر ع��ام ‪ ،1850‬وعن��د عودته من‬ ‫الحج��از طاب ل��ه المقام بليبيا فأس��س ما يعرف‬ ‫بالزوايا السنوس��ية ‪ ،‬وهي كانت منارات علمية‬ ‫وحرفية في مدينة البيضاء ثم الجغبوب ثم الكفرة‬ ‫وغيره��ا من االماكن بالصح��راء الكبرى‪ ،‬فكثر‬ ‫أتباعه ومريدوه‪.‬‬ ‫• ع��ام ‪ 1951‬تأسس��ت المملكة الليبي��ة المتحدة‬ ‫بوالياتها الثالث‪ :‬برقة وطرابلس الغرب وفزان‬ ‫‪ :‬فكان لها حكومتها االتحادية وبرلمانها المنتخب‬ ‫والمعين من مجلس��يه الشيوخ والنواب ‪ ،‬وثالث‬ ‫حكوم��ات محلي��ة للوالي��ات‪ ،‬وث�لاث مجال��س‬ ‫تشريعية للواليات‪ ،‬إضافة الى (‪ )3‬والة‪ .‬ثم رأى‬ ‫المل��ك ان يتحول نظام الحكم ال��ى نظام الوحدة‪:‬‬ ‫فالغي��ت الواليات الثالث وحكوماتها ومجالس��ها‬ ‫التش��ريعية ع��ام ‪ ،1963‬وبس��طت الحكوم��ة‬ ‫س��لطاتها التنفيذي��ة عل��ى كام��ل الت��راب الليبي‬

‫‪،‬وباش��ر البرلم��ان بمجلس��يه الش��يوخ والنواب‬ ‫سلطته التش��ريعية ‪ ،‬وكانت السلطة القضائية قد‬ ‫باشرت مهامها منذ العام ‪.1951‬‬ ‫• ونظ��راً النع��دام مقوم��ات القتص��اد الدول��ة‬ ‫الجديدة – التي انهكتها حروب التحرير الداخلية‬ ‫والخارجي��ة امت��دت م��ن ‪ 1911‬ال��ى ‪1943-‬‬ ‫اضط��رت الحكوم��ة الليبي��ة آن��ذاك ال��ى ابرام‬ ‫معاه��دات مع كل من المملكة المتحدة والواليات‬ ‫المتح��دة وفرنس��ا تمكنت من خالله��ا من تغطية‬ ‫ميزانية الدولة الس��نوية بثالثة ماليين وسبعمائة‬ ‫وخمس��ون أل��ف جنيه م��ن بريطاني��ا ‪ ،‬ومليون‬ ‫دوالر م��ن الواليات المتح��دة و ‪ 163‬الف جنيه‬ ‫من فرنسا ‪ ،‬لتتمكن من مواجهة نفقاتها‪.‬‬ ‫واس��تمر هذا الحال الى أن بدأت بواكير اكتشاف‬ ‫النف��ط تظهر‪ ،‬وب��دأ انتاجه الفعل��ي التجاري من‬ ‫أول بئر لشركة االوكسيدنتال بالزويتينة بالقرب‬ ‫م��ن اجدابي��ا (حقل ادري��س) ع��ام ‪ ،1964‬فبدأ‬ ‫االقتصاد الليبي يقف على قدميه واس��تغنى تماما ً‬ ‫عن المس��اعدات المالي��ة االجنبية‪ .‬وقرر مجلس‬ ‫الن��واب بجلس��ته المنعق��دة ي��وم ‪16/03/1964‬‬ ‫بمدينة البيضاء الغاء تلك االتفاقات‪.‬‬ ‫• من��ذ بداية االس��تقالل ع��ام ‪ 1951‬كان الجنيه‬ ‫الليب��ي مسس��اويا ً قيمته للجنيه االس��ترليني‪ :‬كما‬ ‫كانت أغلب البضائع الموّردة مقابل مستندات يتم‬ ‫س��داد قيمتها الى المورد بالخارج‪ ،‬إذ كان التاجر‬ ‫الليبي في بنغازي او طرابلس يخاطب الش��ركة‬ ‫المنتج��ة للبضاع��ة هاتفي��ا ً التى كانت تس��تجيب‬ ‫لطلباته وتقوم بش��حن البضاع��ة المطلوبة بحراً‬ ‫أو جواً‪ .‬وبمجرد اس��تالم التاجر لبضاعته يبادر‬ ‫بإرس��ال قيمتها ع��ن طريق حس��ابه المصرفي‬ ‫‪ .‬ويق��وم بتوزيعه��ا عل��ى المس��تهلكين باس��عار‬ ‫رخيصة وبهامش ربح طفيف‪ .‬ولعل ذلك يعكس‬ ‫م��دى الثقة المتناهي��ة والنزاهة ايض��ا ً التى كان‬ ‫يتمت��ع بها التاجر الليبي وكذلك النظام المصرفي‬ ‫واالقتصاد الليبي عموماً‪ ،‬مما يعكس حس��ن أداء‬ ‫اإلدارة الليبي��ة وقتها‪ .‬فكان ه��ذا معلما ً من معالم‬ ‫العه��د الملك��ي‪ ،‬وس��لوك غالبية أفراد الش��عب‬ ‫الليب��ي‪ ،‬تمثل ف��ي حس��ن أداء ادارات الجمارك‬ ‫والضرائب والبنوك والتقاعد وغيرها لواجباتها‪.‬‬ ‫ولع��ل من اإلنص��اف ان نذكر ايضا ً‬ ‫• ‬ ‫بان النظ��ام الملكي وحكوماته‪ ،‬ق��د اعتنى عناية‬ ‫فائق��ة بالتعلي��م للجنس��ين بمراحل��ه االبتدائية و‬ ‫الثانوي��ة والجامعية‪ ،‬وبالتعلي��م المهني والحرفي‬ ‫ابضاً‪ .‬فكان التعليم مجانيا ً ش��امال القرى والمدن‬ ‫ب��كل مراحل��ه ب��ل فتح م��دارس داخلي��ة اليواء‬ ‫التالمي��ذ والطالب يقدم لهم فيها المس��كن الالئق‬ ‫والمأكل والمش��رب على حساب ميزانية الدولة‪.‬‬ ‫بل قامت الدولة الليبية بتقديم الزي الخاص لطلبة‬ ‫وطالب��ات كليات الجامعة الليبية بكل من بنغازي‬ ‫وطرابل��س في بداية عام دراس��ي و اس��تعارت‬ ‫افض��ل االس��اتذة والمدرس��ين للتعلي��م بمراحله‬ ‫المتنوعة‪ ،‬وانش��أت المدن الجامعية الحديثة بكل‬ ‫من بنغازي وطرابلس‪.‬‬ ‫• وق��د اعتنى العهد الملك��ي وحكوماته بالصحة‬ ‫العامة‪ .‬ف��كان العالج لجمي��ع المواطنين مجاناً‪،‬‬ ‫تطبي��ب ودواء‪ ،‬بكاف��ة عي��ادات ومستش��فيات‬ ‫البالد‪ .‬وكذلك األمر بالنسبة لإلسكان و الزراعة‬ ‫والطرق��و المواص�لات والرياض��ة ‪ ،‬واب��دى‬ ‫اهتماما ً بالجيش والشرطة‪.‬‬ ‫• ام��ا فيما يتعلق باطالق حري��ة التجمع والعمل‬ ‫السياس��ي فلم يس��مح به رغم ان الم��ادة ‪ 26‬من‬ ‫الدس��تور الليب��ي تن��ص على أن (( ح��ق تكوين‬ ‫الجمعيات الس��لمية مكفول وكيفية اس��تعمال هذا‬ ‫الح��ق ينظمه��ا القانون ام��ا الجمعيات الس��رية‬


‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫‪15‬‬

‫ــــى جين الثمرات “ ثورة ‪ 17‬فرباير ‪2011‬‬ ‫والجمعيات التي ترمي الى تحقيق اهداف سياسية‬ ‫بواس��طة منظمات ذات صبغة عسكرية فتكوينها‬ ‫محظور‪)).‬‬ ‫ولذلك نش��طت التنظيمات والتجمعات السياس��ية‬ ‫تحت األرض مث��ل تنظيم ح��زب البعث العربي‬ ‫االش��تراكي‪ ،‬وحركة القوميين العرب بجناحيها‪،‬‬ ‫وحركة اإلخوان المس��لمين‪ ،‬و التيار اإلسالمي‪،‬‬ ‫ومجموع��ات الناصريي��ن‪ ،‬والتيار الماركس��ي‪،‬‬ ‫والتي��ار الوطن��ي المحل��ي‪ .‬أما الحرك��ة العمالية‬ ‫فكانت نشطة فوق السطح‪.‬‬ ‫• و م��ن الجدي��ر بالذكر أن المل��ك الراحل محمد‬ ‫إدريس السنوسي الذي باشر ظهوره السياسي منذ‬ ‫العام ‪ 1913‬بعيد بلوغه س��ن الرش��د‪ ،‬كان زاهداً‬ ‫في الحكم وعاش عيشة متواضعة جداً كملك حتى‬ ‫آخر أيامه ف��ي الحكم عام ‪ .1969‬فلم ينهب ثروة‬ ‫الب�لاد مكتفيا ً بمخصصاته من الميزانية ‪ .‬كما انه‬ ‫فك��ر في اعتزال الحكم اكثر من مرة‪ ،‬وفي تغيير‬ ‫النظام الملكي الى جمهوري‪ .‬ولكن تحرك ضباط‬ ‫الجي��ش الش��باب ي��وم ‪ 1/9/1969‬غي��ر مجرى‬ ‫التاريخ بليبي��ا‪ ،‬و كان الملك الراحل وقتها خارج‬ ‫الب�لاد في رحلة لالستش��فاء باليونان و تركيا‪ .‬ثم‬ ‫اس��تقر به المقام وزوجته الملك��ة فاطمة بالقاهرة‬ ‫الى ان وافته المنية عام ‪.1983‬‬ ‫‪ . 3‬عهد الجمهورية األولى ‪: 1969-2011‬‬ ‫• أط��اح ضباط الجيش الليبي من الش��باب بقيادة‬ ‫المالزم‪ /‬معمر القذافي ي��وم ‪ 1/9/1969‬بالنظام‬ ‫الملك��ي ‪ ،‬واعتقلوا ولي العهد (المرحوم الحس��ن‬ ‫الرضا) واس��قطوا الدستور الليبي واقاموا النظام‬ ‫الجمهوري وعلى رأس��ه "مجلس قي��ادة الثورة"‬ ‫واعتقل��وا كب��ار الضباط من الجيش والش��رطة‪،‬‬ ‫والوزراء الس��ابقين‪ .‬واقاموا المحاكم العس��كرية‬ ‫ومحاكم أمن الدولة ومحكمة الشعب‪ ،‬وهي محاكم‬ ‫خاصة ‪ ،‬الى جانب المحاكم القضائية العادية ‪ .‬ثم‬ ‫ش��رعوا فيما اس��موه الثورة الثقافية وندوة الفكر‬ ‫الثورى ‪ ،‬ونظام االتحاد االشتراكي‪.‬‬ ‫استمر النظام الجمهوري على منواله‬ ‫• ‬ ‫الى ي��وم ‪ 15/4/1973‬المع��روف بيوم "خطاب‬ ‫زوارة" وإع�لان القذاف��ي لنقاطه الخمس��ة وفي‬ ‫مقدمتها الغاء القواني��ن‪ ،‬وصاحبها اعتقاله للعديد‬ ‫من النش��طاء السياس��يين المعارضين ل��ه‪ ،‬ثم بدأ‬ ‫م��ا اس��ماه " بالث��ورة اإلدارية" وش��رع في هدم‬ ‫مقومات الدولة العصرية‪.‬‬ ‫بإعالن س��بها يوم ‪ 2/3/1977‬أطبق‬ ‫• ‬ ‫القذافي س��يطرته على ليبيا بإعالن قيام ما اسماه‬ ‫"الس��لطة الش��عبية" وقي��ام م��ا اس��ماه "النظ��ام‬ ‫الجماهيري" وتغير اس��م البالد الى "الجماهيرية‬ ‫العربية الليبية االشتراكية" ‪ ،‬ثم أضاف إليها كلمة‬ ‫"العظمى" لتكتمل الصورة الهزلية‪.‬‬ ‫وش��رع يش��طح ف��ي غ��رب الب�لاد‬ ‫• ‬ ‫وشرقها وجنوبها‪ :‬فألغى مجلس قيادة الثورة وأقام‬ ‫مؤتمر الشعب واللجان الشعبية ثم اللجان الثورية‬ ‫ومكت��ب االتص��ال باللج��ان الثوري��ة‪ ،‬واضاف‬ ‫المعتق�لات تحت األرض وف��وق األرض‪ ،‬وأمم‬ ‫التجارة الداخلية والخارجية‪ ،‬فأقفل جميع المتاجر‬ ‫والمح�لات وألغ��ى مهنة المحام��اه الحرة ومهنة‬ ‫تحرير العقود (توثيق العقود) ‪ ،‬وأحرق السجالت‬ ‫العقاري��ة المتعلقة بالملكية ‪ ،‬وحل الجيش الوطني‬ ‫وبعث��ر كوادره العليا والمتوس��طة وانش��أ محلها‬ ‫كتائبه األمنية وس��لحها‪ ،‬و ش��ن حمل��ة تصفيات‬ ‫جسدية لمعارضيه بالداخل والخارج‪ .‬وهدم البنية‬ ‫التعليمية والصحية‪ ،‬وأفسد الذمم‪ ،‬وأمر بارتكاب‬ ‫مذبحة س��جن بوس��ليم حيث أعدم ‪ 1269‬س��جين‬ ‫سياسي في يوم واحد وردمهم تحت االنقاض‪.‬‬ ‫• أم��ا مغامرات��ه الخارجية فكان منه��ا ‪ :‬تفجيره‬ ‫لطائ��رة‪ Panam‬االمريكي��ة ف��وق لوكرب��ي ‪،‬‬ ‫وتفجي��ر الطائرة الفرنس��ية ‪ UTA‬فوق صحراء‬ ‫النيج��ر وليبي��ا‪ .‬وتفجي��ر الملهى الليل��ي ببرلين‪،‬‬

‫مم��ا كل��ف أم��وال الليبيي��ن مبالغ باهظ��ة دفعها‬ ‫كتعويض��ات بمليارات ال��دوالرات‪ .‬وقام بمعاداة‬ ‫جيران��ه في مص��ر وتونس وتش��اد‪ .‬وأهدر مال‬ ‫الش��عب الذي وزعه عل��ى المرتزق��ة و االفاقين‬ ‫وابنائه وحاشيته‪.‬‬ ‫واختم عهده بتنصيب نفس��ه مل��كا ً لملوك أفريقيا‬ ‫عام ‪.2008‬‬ ‫• وخ�لال تل��ك الحقب��ة الت��ى دامت ‪ 42‬س��نة لم‬ ‫يكن الش��عب الليبي مس��تكيناً‪ ،‬بل ص��ارع الظلم‬ ‫واالس��تبداد عب��ر أف��راده وتنظيمات��ه الوطني��ة‬ ‫والسياس��ية المعارضة بالداخل والخارج بش��تى‬ ‫أن��واع المعارضة الس��لبية والس��لمية‪ ،‬الفكرية و‬ ‫الثقافي��ة‪ ،‬والعس��كرية وق��دم افواجا ً من ش��هداء‬ ‫الحرية‪.‬‬ ‫‪ .4‬عهـد الجمهورية الثانيـة ‪:‬‬ ‫• ب��دأ الربيع العربي بثورة الياس��مين بتونس يوم‬ ‫‪ 14‬يناير‪ .‬فاسقطت حكم بن علي وأسرته‪.‬‬ ‫ث��م بثورة مي��دان التحرير بمصر ي��وم ‪ 25‬يناير‬ ‫فاسقطت حكم مبارك وأسرته‪.‬‬ ‫وح�� ّل الجواد العربي الليب��ي ثالثا ً يوم ‪ 17‬فبراير‬ ‫في سباق ربيع التحرر‪.‬‬ ‫إضاف��ة إل��ى الح��راك الش��عبي المتزاي��د باليمن‬ ‫وسوريا وغيرها‪.‬‬ ‫• وقعت الواقعة يوم ‪ 17‬فبراير ‪ 2011‬وس��جّلها‬ ‫قلم المناضل واألديب والمدوّن والصحفي أ‪.‬أحمد‬ ‫الفيتوري‪ ،‬بشئ من اإليجاز‪:‬‬ ‫(( كانت بنغازي المدين��ة الليبية الثانية قبلة ميديا‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫أذهلت العالم انتفاضة الليبيين الس��لمية ضد نظام‬ ‫قمعي اس��تمر لعقود أربع��ة ‪ ،‬وما جوبهت به هذه‬ ‫االنتفاض��ة من عنف النظام الس��لطوي ما وصل‬ ‫الى حد اس��تخدام الرشاش��ات‪ .‬فل��م يفطن أحد أن‬ ‫الليبيين قد أنجزوا على األرض‪:‬‬ ‫‪ )1‬إس��قاط النظ��ام في ش��رق الب�لاد وجزء من‬ ‫غربها و أن ذلك تم في أربعة أيام‪.‬‬ ‫‪ )2‬تكوي��ن مجلس وطن��ي انتقال��ي‪ ،‬وأن ذلك تم‬ ‫في االس��بوع الثان��ي لالنتفاضة‪ .‬وتش��كلت هيئة‬ ‫الدعم والمش��ورة الى جانب ائت�لاف ‪ 17‬فبراير‬ ‫والمجال��س المحلي��ة بش��رق الب�لاد فكان��ت تلك‬ ‫الهيئ��ة تحمص األفكار وتقت��رح الحلول وتختزل‬ ‫المش��ورة‪ ،‬كمنظمة من منظمات المجتمع المدني‬ ‫‪)) ...‬‬ ‫ث��م تس��ارعت األح��داث‪ :‬فس��قطت‬ ‫• ‬ ‫كتيب��ة أمن القذاف��ي ببنغازي ي��وم ‪20/2/2011‬‬ ‫وبس��قوطها بدأ العد العكسي السقاط النظام‪ .‬وفي‬ ‫يوم ‪ 20/8/2011‬تم اسقاط معسكر باب العزيزية‬ ‫وتحري��ر طرابل��س ‪ .‬وف��ي ‪ 20/10/2011‬ت��م‬ ‫تحرير مدينة س��رت ومقت��ل الطاغية‪ .‬حدث كل‬ ‫ذل��ك والعالم ش��اهد على ش��جاعة الليبيين جنوداً‬ ‫وثواراً‪.‬‬ ‫أم��ا ي��وم ‪ 19/3/2011‬ف��كان أطول‬ ‫• ‬ ‫األي��ام ‪ :‬أرتال من جحاف��ل كتائب القذافي األمنية‬ ‫من دبابات ومدرعات وآليات عسكرية وراجمات‬ ‫صواريخ بلغ طولها(‪ )60‬كيلو متر بدأت تقصف‬ ‫مدينة بنغازي من��ذ الصباح الباكر‪ ،‬إلبادة المدينة‬ ‫بم��ن فيها ثم اب��ادة كامل المنطقة الش��رقية لليبيا‪.‬‬ ‫فتص��دى لها طيارون ليبيون بواس��ل ‪ ،‬وش��باب‬ ‫يحملون أسلحة خفيفة وكثير من الشجاعة واإلقدام‬ ‫نجحوا في إيقاف الرتل عند مدخل المدينة الغربي‬ ‫الى ان أبادته القاذفات الفرنس��ية بدءاً من الساعة‬ ‫السادسة مسا ًء‪.‬‬ ‫• قب��ل ذل��ك كان قد صدر ق��راريْ مجلس االمن‬ ‫الدول��ى رقم(‪ 1970‬و‪ )1973‬حيث ش��رع حلف‬ ‫النات��و ب��أداء دوره االنس��اني لحماي��ة المدنيي��ن‬ ‫وفرض حظر جوي على سماء ليبيا‪.‬‬ ‫‪ .5‬من الجذور الى الثمرات ‪:‬‬ ‫تلك كانت – في عجالة – بعضا ً من جذور الربيع‬

‫العرب��ي الليب��ي‪ ،‬وهو جزء ال يتج��زأ من الربيع‬ ‫العربي الحالي والقادم‪.‬‬ ‫أم��ا الثمرات المرجوّه فإنها تتمثل في العمل على‬ ‫تحقيق الشعارات واألهداف التالية‪:‬‬ ‫ال رئاسة مدى الحياة ‪ ..‬ألى كان‪ ..‬‬ ‫نعم لتداول السلطة سلميا ً‬ ‫ال للحكم الشمولي الديكتاتوري نع���م‬ ‫للديمقراطية‬ ‫ال لتحكم الحزب الواحد‬ ‫نعم للتعددية الحزبية‬ ‫ال لالنقالبات العسكرية‬ ‫نعم لصناديق االقتراع الشفافة‬ ‫ال للفساد و االفساد‬ ‫نعم للحكم الرشيد والحوكمة‬ ‫ال لتغييب المرأة نصف المجتمع‬ ‫نعم لمشاركة المرأة في صنع القرار وتنفيذه‬ ‫ال لحرمان أي منطقة أو جهة‬ ‫نعم للتنمية المتوازية لكامل الوطن‬ ‫ال للعسف والجور والظلم‬ ‫نعم للعدال���ة االجتماعي���ة والحري���ة و حقوق‬ ‫االنسان‬ ‫ال إلبعاد الخبرات الوطنية‬ ‫نعم لمشاركة خبراء الوطن‬ ‫ال للتطرف الديني‬ ‫نعم لالسالم السمح‬ ‫ال إلقصاء أي طرف في البناء‬ ‫مرحبا ً للجميع لبناء الوطن الجديد على األسس‬ ‫الجديدة‪.‬‬ ‫‪ .6‬لك��ن كيف الس��بيل الى تحقيق ذل��ك في ليبيا ؟‬ ‫الجواب ‪:‬‬ ‫ع��ن طريق حزمة من االج��راءات المتتابعة‬ ‫‪ ،‬منها ‪:‬‬ ‫ تم تكوين هيئات ومنظمات ومؤسسات المجتمع‬‫المدن��ي وف��ي مقدمته��ا هيئ��ة الدعم والمش��ورة‬ ‫الت��ى أتش��رف برئاس��تها‪ ،‬وه��ي هيئة نش��طت‬ ‫من��ذ ي��وم ‪ 21/2/2011‬عب��ر لق��اءات اعضائها‬ ‫المؤسس��ين والمنضمين‪ ،‬يوميا ً و اسبوعيا ً ‪ ،‬طيلة‬ ‫الش��هور الثمانية الماضية ‪ ،‬وإصداراتها الورقية‬ ‫وااللكتروني��ة وندواته��ا الموس��عة‪ ،‬واس��تبيانها‬ ‫المتعل��ق بالخي��ارات الدس��تورية لدول��ة ليبي��ا‬ ‫الجديدة‪ ،‬وموقعها االلكتروني الخاص على شبكة‬ ‫المعلوم��ات العالمي��ة ‪www.scclegal.org‬‬ ‫ودعمها ومس��اندتها النش��اء "منظم��ة الحقوقيين‬ ‫الليبيي��ن" الت��ي تأسس��ت بمدين��ة مصرات��ه يوم‬ ‫‪ 30/10/2011‬لتغطي كامل تراب الوطن والتي‬ ‫م��ن المتوق��ع ان ينضم اليها م��ن ثالثة آالف الى‬ ‫خمسة آالف حقوقي ليبي‪.‬‬ ‫م��ع التنوي��ه أن في عه��د القذافي كان العمل‬ ‫التطوع��ي و التنظيم��ات بكل أنواعها وأش��كالها‬ ‫ممنوع��ة‪ ،‬و عدد منظم��ات المجتمع المدني التي‬ ‫انشئت منذ ‪ 17‬فبراير يتجاوز الخمسون مؤسسة‬ ‫وجمعية في مدينة بنغازي وحدها!‬ ‫وق��د بل��غ ع��دد هيئات ومنظم��ات المجتمع‬ ‫المدني في ليبيا بعد ثورة ‪ 17‬فبراير حس��ب آخر‬ ‫احصائية ل��دى وزارة الثقاف��ة والمجتمع المدني‪.‬‬ ‫تفاصيلها مرفقة بهذه الورقة كملحق لها‪.‬‬ ‫ كم��ا ت��م انش��اء الس��جل الوطن��ي للخب��راء‬‫والمختصي��ن الليبيي��ن بالداخ��ل منذ ش��هر مايو‬ ‫بهدف االس��تفادة من الموارد البش��رية الليبية في‬ ‫كافة المجاالت واالنش��طة لتحسين الفاعلية ورفع‬ ‫الكفاءة‪ ،‬واعداد الخطط والبرامج المتعلقة باعادة‬ ‫االعمار ويمكن زيارة موقعه االلكتروني ‪www.‬‬ ‫‪ lep.ly‬للوقوف على محتوياته‪.‬‬ ‫ وبش��كل مت��واز ت��م تأس��يس المنت��دى العالمي‬‫للخبراء الليبيين بالمهجر الذين يقدر عددهم بأكثر‬ ‫من ثالثة آالف خبير على مس��توى عالمي‪ ،‬حيث‬ ‫تأس��س بالفع��ل بمدينة درنة ي��وم ‪2011 /10 /5‬‬

‫لتحقيق ذات االهداف أعاله ‪.‬‬ ‫ أما االحزاب والتنظيمات السياسية المتنوعة فقد‬‫شرعت في تنظيم صفوفها لتنظم الى قافلة حراس‬ ‫الثورة وحماية مسيرتها ومكتسباتها ‪.‬‬ ‫ أم��ا الصحافة الليبية الجدي��دة فقد بدأت تمارس‬‫سلطتها الرابعة منذ اندالع ثورة ‪ 17‬فبراير وهي‬ ‫في طريقها ألن تنضج مهنياً‪ ،‬وهي دعامة أساسية‬ ‫من دعائ��م الديمقراطي��ة‪ .‬فقبل الث��ورة كان عدد‬ ‫المطبوعات من جرائد و صحف ال يتعدى العشر‬ ‫مطبوع��ات ‪ ،‬و بع��د الثورة بلغ ع��دد الصحف و‬ ‫المج��االت أكثر م��ن ‪ 150‬مطبوع��ة على كامل‬ ‫التراب الليبي‪.‬‬ ‫ عندم��ا تتمكن الس��لطة الجديدة ف��ي ليبيا ممثلة‬‫ف��ي المجل��س الوطن��ي االنتقال��ي والحكوم��ة‬ ‫المؤقت��ة والبنك المركزي م��ن تذليل الصعوبات‬ ‫القانوني��ة واإلداري��ة لتس��ييل األم��وال المجمدة‬ ‫البال��غ مجموعها ‪ 130‬ملي��ار‪ ،‬ووضع يدها على‬ ‫األم��وال واالصول التى اودعه��ا القذافي وابنائه‬ ‫ومؤسس��اته في الخارج فان الس��لطة الجديدة في‬ ‫ليبيا يكون بامكانها عندئذ من التغلب الفعلي على‬ ‫المش��اكل المتعددة التى تواجهه��ا حاليا ً وهي من‬ ‫صنع تصرفات غير حكيمة لحاكم تحكم في العباد‬ ‫والبالد طيلة عقود اربعة من الزمان‪.‬‬ ‫ إن األم��وال الليبي��ة المجم��دة ‪ ،‬عن��د تحريرها‬‫وتس��ييلها بالكامل س��تمكن المس��ئولين من تقديم‬ ‫الخدم��ات الالزم��ة للجرح��ى والمصابي��ن ف��ي‬ ‫المعارك (والذي تجاوز عددهم العش��رون ألفاً) و‬ ‫دفع تعويضات لجبر األضرار المادية والمعنوية‬ ‫الالح��ق بالمواطني��ن‪ ،‬والبدء الفعلي في ارس��اء‬ ‫دعائ��م عدال��ة انتقالي��ة بمعاييره��ا و ضوابطها‬ ‫الدولية والمحلية‪ ،‬وإعادة اإلعمار ‪ ،‬ودعم القضاء‬ ‫ليؤدي بدوره بش��كل فاعل‪ .‬و إعادة تنظيم الجيش‬ ‫والش��رطة وحل التشكيالت المس��لحة بعد اكتمال‬ ‫التحرير ودمجها بالجيش والشرطة‪.‬‬ ‫ تم تش��كيل الهيئة الوطنية لصياغة دستور البالد‬‫تمهي��داً الج��راء انتخابات في موعده��ا الختيار‬ ‫رئي��س للدولة وتش��كيل حكومة دائم��ة يكون من‬ ‫أولوياتها خدمة الوطن و المواطن باتباع اس��لوب‬ ‫الحكم الرش��يد ‪ ،‬وعدم تصدير المش��اكل و الفتن‬ ‫للدول المجاورة القريبة والبعيدة‪.‬‬ ‫لـذا ‪ ..‬فإننا نأمل ونعمل في نفس الوقت ‪ ..‬على‬ ‫تحقيق تلك الغايات واألهداف ‪ ..‬بالتعاون المتبادل‬ ‫والثقة المتوافرة بين الش��عوب كاف��ة إلعادة بناء‬ ‫فضاء عالمي انساني‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫زاوية حرة‬

‫بعيداً عن السياسة‬ ‫سليمان عوض الفيتوري‬

‫م��ن المأث��ور إعالميا ً ‪( :‬إذا أردت أن‬ ‫تعرف ماذا يج��ري في بيروت ‪ ،‬عليك أن‬ ‫تعرف ما يجري في باريس)‪.‬‬ ‫وعلى القياس يمك��ن القول على مدى تأثر‬ ‫ليبيا بما يجري في مصر ‪.‬‬ ‫وما يجري في مصر ‪( :‬ال ندري أشر أريد‬ ‫بمن في األرض أم أراد بهم ربهم رش��داً)‬ ‫الجن ‪.‬‬ ‫م��ن الطبيعي ‪ :‬كلم��ا ازداد الضغط ‪ ،‬كان‬ ‫االنفج��ار عنيف��ا ً مدوي��ا ً ‪ ،‬ش��أن الغضب‬ ‫العربي ‪ ،‬الذي حوّل السياس��ة إلى شحنات‬ ‫من البارود ‪.‬‬ ‫ودون تحوي��ل ش��حناتنا إلى مش��احنات ‪،‬‬ ‫ينبغي تحويل السياس��ة إلى كلمات ‪ ،‬لعلها‬ ‫وإن بدت جارحة تفصد دما ً فاسداً ‪ ،‬حقنت‬ ‫به أرومتنا ‪ ،‬يس��تدعي الحجامة ‪ ،‬أو هكذا‬ ‫المش��هد يصفه اإلعالم بـ(الربيع العربي)‬ ‫‪ ،‬بع��د ش��تاء عاصف ‪ ،‬في حين السياس��ة‬ ‫ترسمها االستخبارات ‪ ،‬ويجسدها اإلعالم‬ ‫العالم��ي ‪ ،‬ومن هنا علينا أن نتفق ونس��لّم‬ ‫بهذا ‪ ،‬شئنا أم أبينا ‪.‬‬ ‫* م��اذا جرى لنا ‪ :‬اضطرابات مس��تمرة‬ ‫‪ ،‬مق��ررة ف��ي مراص��د ومراس��م ‪ ،‬وإن‬ ‫اس��تعصى فهمها ‪ ،‬إال أنها خرائط حس��بها‬ ‫التوجي��ه والتذكي��ر لتش��مل ‪ ،‬العرب��ي ‪،‬‬ ‫والعب��ري ‪ ،‬والفارس��ي ‪ ،‬والتركي ‪ ،‬وكل‬ ‫ذلك في نطاق ‪ 11‬سبتمبر الصليبية ‪ ،‬فبعد‬ ‫بغداد ‪( ،‬البد من صنعاء وإن طال السفر)‬ ‫فهذه المنطقة المشاغبة (المعادية للسامية)‬ ‫حان أوان تش��ريح ما بأوصالها من جينات‬ ‫شاذة عن ركب الحضارة المعاصرة ‪،‬‬ ‫* وبحك��م المهنة ‪ ،‬وفي صلب الموضوع‬ ‫‪ ،‬وق��د كتب عل��ى ليبيا االقتت��ال كغيرها ‪،‬‬ ‫وه��ي ترن��و إل��ى أرض الكنان��ة ‪ ،‬في ما‬

‫قوله ‪ ،‬دفاعا ً عن شأن العدالة التي أرى أن‬ ‫األهواء قد عصفت بها تعسفا ً ‪ ،‬في قرارات‬ ‫حبس حس��ني مبارك وقرينت��ه ‪ ،‬احتياطا ً ‪،‬‬ ‫ال ألن��ه حكم مصر ألطول مدة بالش��رعية‬ ‫المناس��بة لش��عبها ‪ ،‬تش��فع ل��ه ‪ ،‬بالقول ‪:‬‬ ‫(لي��س في اإلمكان أب��دع مما كان) ‪ ،‬وإنما‬ ‫الحب��س االحتياط��ي غايته س��ير التحقيق‬ ‫حفاظا ً على س��رية األدلة ‪ ،‬أو منعا ً لهرب‬ ‫الجاني ‪ ،‬وليس للتشفّي واإلذالل ‪ ،‬وإهباط‬ ‫المعنوي��ات باإليحاء بثبوت اإلدانة ‪ ،‬األمر‬ ‫ال��ذي قد يؤدي إلى صدم��ة عصبية نتيجة‬ ‫لليأس م��ن الحياة ف��ي أرذل العمر ‪ ،‬فكأن‬ ‫المحق��ق يريد أن يرمي به م��ن قمة الهرم‬ ‫ليقبره بجرة من قلمه‪.‬‬ ‫ولئن نجا من السكتة ‪ ،‬للمتابعة الطبية ‪ ،‬أو‬ ‫لربما قيل له ‪ :‬إن قرار حبس��ه ‪ ،‬اس��تجابة‬ ‫لجبهة يخشى القضاء بأسها في هذه األيام ‪،‬‬ ‫درءاً لصراعات قد تقلب األوضاع ‪.‬‬ ‫واس��م النائ��ب الع��ام ‪ ،‬رمز يمثّل س��لطة‬ ‫االته��ام ‪ ،‬وه��و األمي��ن عل��ى الدع��وى‬ ‫العمومية وسيادة القانون‪.‬‬ ‫* ولي��س م��ن ش��أني تناول ما نس��ب‬ ‫إلى الرئيس حس��ني من حيث العنف الذي‬ ‫جابه به الخارجين عليه ‪ ،‬وهل له من خيار‬ ‫غير الف��رار أو االنتحار ؟ فعس��ير عليه ‪:‬‬ ‫أن يخلفه (شعبان عبد الرحيم) ‪ ،‬وقصاراه‬ ‫الوعد بعدم الترشح سنة ‪. 2013‬‬ ‫ً‬ ‫ومن نوادر ندمائه عن عدم تعيينه نائبا له ‪:‬‬ ‫‪ ،‬أن عبد الناصر استخلف السادات لدونيته‬ ‫‪ ،‬والذي استخلفه لذلك ‪ ،‬وعذره لم يجد من‬ ‫هو دونه في نماذج توارث العس��كريتارية‬ ‫‪ ،‬لكن ال وجه للمقارنة بينه وبين عس��كري‬ ‫ليبيا ‪ ،‬الذي وصفه أول سيناتور زاره بأنه‬ ‫مخلوق ليس في جسمه عظمة واحدة تدعو‬

‫يأت��ي ب��ه المخ��اض المرتقب م��ن نموذج‬ ‫يحت��ذى لم��ا له��ا م��ن زعام��ة وعراقة ‪،‬‬ ‫لك��ن الغم��وض يكتنف وضعه��ا الحرج ‪،‬‬ ‫فاالختراق والتسلل هو مبعث ما يحتّم عل ّي‬

‫إلى حقوق اإلنسان ‪.‬‬ ‫أما تهمة األموال المش��بوهة ‪ ،‬فعلى‬ ‫*‬ ‫حس��ني االعت��راف وترجيع ما ج��اد عليه‬ ‫القذاف��ي مم��ا اختلس��ه من أقوات الش��عب‬

‫الليبي ‪ ،‬ومن مساويه ما لحق بسمعة األمن‬ ‫المصري ‪ ،‬بتسهيل خطف المعارضين بل‬ ‫وتس��ليمهم في صفقات اس��تخباراتية ‪ ،‬من‬ ‫واجب النائب العام التصدي لها ‪،‬‬ ‫* وقد وصف القذافي حس��ني مبارك بأنه‬ ‫فقي��ر ‪ ،‬حتى أن��ه كان يبعث إلي��ه باللباس‬ ‫الداخل��ي ‪ ،‬وذل��ك لعلم��ه ب��أن اس��تضافة‬ ‫س��وزانه وتكريمه��ا بالتس��وق بصفته��ا‬ ‫الخيرية‪ ،‬أن ابتاعت لها وله على حس��اب‬ ‫صاحب الدكان في طرابلس ‪.‬‬ ‫أم��ا األرصدة ف��ي مجمله��ا ‪ ،‬تحمل ريحة‬ ‫البترول العربي ‪،‬‬ ‫وعل��ى محاميه اس��تصدار أمر قضائي‬ ‫بأحقيته فيها كأتعاب محاماة ‪.‬‬ ‫* م��ن المآخذ على العدال��ة تقديم صحيفة‬ ‫س��وابقه ‪ ،‬دون تقديم ما يقابلها من محاسن‬ ‫‪ ،‬ويكف��ي الرئيس حس��ني مقارنت��ه بحكام‬ ‫المنطقة ‪ ،‬وعلى وجه الخصوص بش��اعة‬ ‫ما اقترفه صاحب الدكان الذي أغدق عليه‬ ‫كأح��د طي��اري الميراج الليبي��ة في حرب‬ ‫‪ ، 1973‬مؤمالً أن يكون خليفة شيشنق ‪.‬‬ ‫* أم��ا من س��يخلفه فهو ‪ ،‬كم��ا يلوح في‬ ‫األف��ق ب��وادر بس��ط النف��وذ ‪ ،‬إعرابا ً عن‬ ‫التعطش للس��لطة ‪ ،‬والتحك��م مما قد يجعل‬ ‫من أيام حسني مبارك حسنا ً وبركة ‪،‬‬ ‫* ذل��ك أن القضاء دائم��ا ً كما كان ‪ ،‬وقد‬ ‫ازداد ش��موخا ً بع��د مذبح��ة عب��د لناصر‬ ‫بالعزل والتنكيل ‪.‬‬ ‫* وخضوع النائب العام لمشيئة الهيمنة ‪،‬‬ ‫أم��ر جلل ‪ ،‬تلك التي تطالب بإلغاء (كامب‬ ‫ديفي��د) ‪ ،‬نقض��ا ً للعه��ود وخرق��ا ً للعق��ود‬ ‫وللمواثيق الدولية ‪ ،‬فهذا مؤشر مبيت ‪ ،‬فما‬ ‫بعد النكبة والنكسة إال القاضية ‪.‬‬ ‫فنس��ف خطوط الغاز ‪ ،‬وفتح المعابر إيذانا ً‬ ‫لم��ا بع��د غلق مضائ��ق ثيران ‪ ،‬وس��حب‬ ‫الق��وات الدولي��ة ‪ ، 1967‬وبمزي��د م��ن‬ ‫الصراح��ة والوض��وح ‪( :‬المزعوم��ة) ‪،‬‬ ‫تكون الكبرى من الفرات إلى النيل ‪.‬‬ ‫وحدي��ث مصر عن نفس��ها ‪( :‬أن��ا إن ق ّدر‬ ‫هللا ممات��ي ‪ ،‬ما ترى الش��رق يرفع الرأس‬ ‫بعدي)‬ ‫* كلن��ا إخ��وان ‪ ،‬إن كن��ا مس��لمين ‪ ،‬أ ّما‬ ‫انفراد جماعة بصفة المس��لمين فهذا يعني‬ ‫ما عداهم غير مسلمين ‪.‬‬ ‫وددت لهم حذو إخوان الصفا ‪ ،‬لكني أراهم‬ ‫واقعا ً ومآالً ‪ ،‬تنكبوا طريق الهداية ‪ ،‬ش��أن‬ ‫صوفي��ة السنوس��ية ‪ ،‬طبّقت اآلفاق نش��راً‬ ‫للمعارف الس��نية وإحيا ًء للعل��وم الدينية ‪،‬‬ ‫لكنها انتكست لنشرها العداء مقاومة ألهل‬ ‫الكتاب ‪ ،‬ب��ل االنحياز إلى النصارى مثلما‬ ‫فعل��وا مع الصليب المعكوف ضد الصليب‬ ‫األحمر ‪،‬‬ ‫والمس��تثنى م��ن ه��ذا الزلل ‪ ،‬ه��و الملك‬ ‫إدري��س السنوس��ي بتوفيق من ل��دن حكيم‬ ‫عليم ‪.‬‬

‫* وهك��ذ المرحوم حس��ن البنا ‪ ،‬اخترقت‬ ‫حواريي��ه الفئ��ة المتطرفة تس��لالً بمنزلق‬ ‫اإلرهاب ‪ ،‬فأول مسمار في نعش اإلخوان‬ ‫دقّه قاتل القاضي الخزندار ‪ ،‬غدراً ‪ ،‬وآخر‬ ‫مس��مار على يدي قتلة المغدور النقراشي‪،‬‬ ‫رئيس الوزارة ‪،‬‬ ‫وج��اءت االس��تخبارات حليف��ة الناصرية‬ ‫لتستدرجهم ‪ ،‬ابتغاء اإليقاع بزمرة يتقدمها‬ ‫‪ ،‬محم��ود عب��د اللطي��ف ‪ ،‬وكانت الحرب‬ ‫خدعة بمسرحية المنش��ية ‪ ،‬لينجو الرئيس‬ ‫م��ن الطلق��ات الخلّب ‪ ،‬ليمنى بنكس��ة لوال‬ ‫التسامح العالمي لما عادت القناة وال سيناء‬ ‫وطابا ‪.‬‬ ‫* واليوم إلى أين ؟‬ ‫ف��أرض الميع��اد م��ن الني��ل إل��ى الفرات‬ ‫والره��ان عند تطرّف حاخام��ات ليبرمان‬ ‫‪،‬عل��ى اإلخ��وان المتحالفي��ن م��ع إيران ‪،‬‬ ‫فنج��اد يري��د مح��و الخريط��ة ‪ ،‬فالبحر ال‬ ‫يطفئ غليله ‪.‬‬ ‫لعل خريطة التقسيم لتجفيف منابع اإلرهاب‬ ‫‪ ،‬ستكون بواسطة التطرف الديني (لتقسيم‬ ‫المقسّم وتجزئة المجزأ) ‪.‬‬ ‫فعندما يخطف حزب هللا الذي اس��تغل اسم‬ ‫الجاللة ‪( ،‬إسرائيليين) يكون قد د ّمر لبنان‬ ‫وفلس��طين مع��ا ً ‪ ،‬وعندما يتم��ادى وينفق‬ ‫ويس��لّح حماس لخطف إس��رائيلي‪ ،‬ليقتدي‬ ‫إس��ماعيل هنية بنصر هللا‪ ،‬ويتيح لناتنياهو‬ ‫قتل ‪ 1400‬منشقا ً عن فتح ‪.‬‬ ‫وتنقذ إس��رائيل خالد مشعل ليحقق أهدافها‬ ‫بالتع��اون االس��تخباراتي العالم��ي لصالح‬ ‫إس��رائيل بالدرج��ة األول��ى ‪ ،‬ولصال��ح‬ ‫إي��ران ثانيا ً ‪ ،‬دليل ذلك ذراعها في العراق‬ ‫وقدمه��ا في البحري��ن ‪ ،‬بعد غزة وكل ذلك‬ ‫على جس��ور معتقد لتكون (قم) ‪ ،‬والنجف‬ ‫األش��رف واألعتاب المقدسة والحوزة هي‬ ‫المرجعية المؤهلة ‪.‬‬ ‫وف��ي ح��دود المعل��وم والمفه��وم‬ ‫*‬ ‫م��ن مجري��ات األح��داث ونواي��ا ه��ؤالء‬ ‫ومصالحهم المش��تركة ضد إس�لام الس��نة‬ ‫يجري تحويل الربيع إلى خريف غزواً من‬ ‫الداخل وبتكرار وس��يلة غ��زو غزة بالمال‬ ‫وبالرج��ال ‪ ،‬وف��وز إس��ماعيل هنية ‪ ،‬في‬ ‫االنتخابات النيابية ‪،‬‬ ‫* وهذا الربيع استهوى اإلعالم كأحالم‬ ‫لرغب��ات مكبوتة ‪ ،‬فقد ذكروا أن إمام العبد‬ ‫رأى ف��ي منامه ربيعا ً مزدهراً به حيوانات‬ ‫‪ ،‬يتقدمه��ا جمل ‪ ،‬فب ّش��ره (حافظ إبراهيم)‬ ‫ب��أن حلمه مفسّ��ر ‪ ،‬فالربي��ع ‪ ،‬انتخابات ‪،‬‬ ‫والجمل كرسي في البرلمان ‪ ،‬والحيوانات‬ ‫هم اللي حينتخبوك ‪.‬‬ ‫* الصح��وة اإلس�لامية وبرام��ج طهران‬ ‫كلها مقدمات كطالئع تتمثّل في السلفية وما‬ ‫بع��د الوهابية من تكفير وجهاد ومقاتلة مما‬ ‫ذاقت منه مصر الويالت ‪ ،‬وقد جمع شملهم‬ ‫‪ ،‬سخاء نجاد ‪ ،‬ومباركة العم سام ‪.‬‬


‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫* وليبيا كمسرح لهذا االختراق والتغلغل ‪،‬‬ ‫لالستيالء على الحكم بالطرق الديمقراطية‬ ‫إذا م��ا توصلت إلى ذلك ف��ي مصر بهدف‬ ‫تحقي��ق غاي��ة إي��ران العظمى وإس��رائيل‬ ‫الكبرى ‪.‬‬ ‫والتغلغ��ل مس��موح ب��ه في ظ��ل المعتقد‬ ‫الم��وروث دين��ا ً ولم يجاب��ه القذافي إال من‬ ‫يشكل خطراً على سياسته ‪.‬‬ ‫ونق��ول التطرف المس��موح ب��ه نجح إلى‬ ‫ح��د ما في جعل المرأة وفي بنغازي بالذات‬ ‫مذعن��ة مع غيرها ف��ي ارت��داء الجلباب ‪،‬‬ ‫وكانت ملصق��ات ومالحق��ات بالوعيد في‬ ‫لباس الس��روال تشبّها ً بالرجال ‪ ،‬وستختفي‬ ‫قيادتهن للس��يارات عما قريب ‪ ،‬وبعد حين‬ ‫(طلبنة) ‪( ،‬ألسن ناقصات عقل ودين؟)‬ ‫ه��ذا امت��داد لجماع��ة األم��ر بالمع��روف‬ ‫والنهي عن المنكر الوهابية في السعودية ‪،‬‬ ‫إذ أحرقوا ‪ 14‬فتاة في معتقل والمشهد علني‬ ‫بعد قطع رأس األميرة ‪.‬‬ ‫* تهجي��ن الجي��ش واالنتخابات هي األمل‬ ‫ف��ي الوص��ول إلى الس��لطة هن��ا وهناك ‪،‬‬ ‫للث��أر من الماضي الم��دان قضا ًء ‪ ،‬لصالح‬ ‫اإلخ��وان ‪ ،‬فث��ورة ‪ 25‬يناير ت�� ّم احتواؤها‬ ‫لتهجي��ن الجيش إس�لاميا ً ‪ ،‬إحيا ًء للفريضة‬ ‫الغائب��ة ‪ ،‬ضد (الع��دو الصهيون��ي) اللفظ‬ ‫الذي يعيده اإلعالم هذه األيام ‪.‬‬ ‫ولم��ا كان اإلره��اب المتنام��ي ‪ ،‬يق��ض‬ ‫مضج��ع العال��م الحر ‪ ،‬فالبد م��ن اإلجماع‬ ‫على تجفيف منابعه ‪ ،‬وال سبيل بغير ضربة‬ ‫تقص��م ظهره ‪ ،‬تباركه��ا القوة العظمى وال‬ ‫تس��أل عنها أمام التاريخ ‪ ،‬فالحرب صليبية‬ ‫‪ ،‬وتكفّلت إس��رائيل بالح��ل الجذري ‪ ،‬فهي‬ ‫المستهدفة ‪ ،‬من حقها دفع الصائل بما أمكن‬ ‫‪ ،‬ه��ذا الصائل الذي لم يتعّ��ظ ولم يتعقل ‪،‬‬ ‫ولم يرعو عن غيه ‪ ،‬ولم يعرف قدر نفس��ه‬ ‫‪ ،‬ف��كأن األم��ة الت��ي اجت��ازت المريخ إلى‬ ‫المشتري ال تستحق الحياة ‪ ،‬مالم تدن بدينه‬ ‫‪ ،‬غاف�لاً عن أنه من الضئالة ‪ ،‬وال يعي أنه‬ ‫عالة على فضائل تلك األمة التي لن تأسف‬ ‫على دحره ‪ ،‬رحمة به وبالعالم الحر ‪ ،‬ليحل‬ ‫به ما حل باالتحاد السوفييتي من تجزئة ‪.‬‬ ‫المقصود هو التطرف الديني المغرور‬ ‫بذات��ه ‪ ،‬المغرر به ‪ ،‬فال عدو له غير ذاته ‪،‬‬ ‫متجاهالً ماضيه المشئوم ‪ ،‬ومسئوليته عنها‬ ‫‪ ،‬وغاف�لاً عن مصي��ره المحت��وم ‪ ،‬وقدره‬ ‫المعلوم ‪.‬‬ ‫* ث�لاث دول وبداي��ة تحوي��ل مصر إلى‬ ‫دول��ة قبطي��ة ‪ ،‬وأخرى صعيدي��ة ‪ ،‬وثالثة‬ ‫إس�لامية ‪ ،‬على نمط الجمهورية اإلسالمية‬ ‫الفارس��ية في إي��ران ‪ ،‬تحت والي��ة الفقيه‬ ‫حتى يرجع اإلمام المهدي المنتظر ‪ ،‬حسب‬ ‫نص دستورها ‪ ،‬ورسالتها التوسّع المذهبي‬ ‫كمحاربة العراق‬

‫عل��ى أن االنتخاب��ات أقوم س��بيالً ‪ ،‬ابتغاء‬ ‫تنصيب (المستبد العادل) الذي يطبّق شرع‬ ‫هللا ‪ ،‬بالجهاد في س��بيل هللا ‪ ،‬فهو مق ّدم على‬ ‫ماعداه ‪.‬‬ ‫وقد حان أوان التحالف (العبري الفارسي)‬ ‫‪ ،‬غير المق ّدس ‪ ،‬ولتم ّكن إيران اإلخوان من‬ ‫الظفر بس��دة الحكم في مصر ‪ ،‬وستزودهم‬ ‫باألس��لحة الوفيرة ‪ ،‬قريبة الشبه بتلك التي‬ ‫يستعملها غزاة غزة ‪.‬‬ ‫واليوم المرتقب هو إعالن حكومة اإلخوان‬ ‫الح��رب ما بعد (آخر الح��روب) ‪ ،‬انتحاراً‬ ‫يحق��ق س�لاما ً مرتقب��ا ً للمنطق��ة ‪ ،‬وأم�لاً‬ ‫إلس��رائيل يس��تحيل تحقيقه بغير الحرب ‪،‬‬ ‫فق��د كتب عليه��ا القتال ‪ ،‬لتدخ��ل التاريخ ‪،‬‬ ‫وتقوى ش��وكتها وقيمتها في أنظ��ار العالم‬ ‫‪ ،‬ف��ي حين يوصم المصري��ون بالمعتدين ‪،‬‬ ‫وهذا ديدنهم عبر حروبهم ‪67 ، 56 ، 48 ،‬‬ ‫‪ ،‬حتى ‪. 1973‬‬ ‫ولوالها لما تجاوزت إسرائيل تقسيم ‪1948‬‬ ‫والح��رب المرتقب��ة ه��ي األمل ف��ي قطع‬ ‫دابر اإلرهاب ‪ ،‬والفض��ل في ذلك (للربيع‬ ‫العربي) ‪ ،‬فالتقسيم وارد لكل أعداء السامية‬ ‫‪ ،‬الذي هو في ثقافة الشعوب العربية ‪ ،‬ولهذا‬ ‫لم تعد السياس��ة العالمية تعوّل على الح ّكام‬ ‫الموالين ‪ ،‬بل على الشعوب المجزأة ‪،‬‬ ‫ولي��س اس��تطراداً إقح��ام القذاف��ي وطي��د‬ ‫الصلة بسياس��ة إسرائيل ‪ ،‬وكذلك باإلخوان‬ ‫المس��لمين ‪ ،‬وبتش��جيع م��ن اإلمبريالي��ة‬ ‫األمريكي��ة ‪ ،‬أن يكون ه��و محيي الفاطمية‬ ‫في مصر ‪ ،‬رغم قول الس��ادات إنه أصغر‬ ‫م��ن أن يحكم مص��ر ‪ ،‬ومصر أكبر من أن‬ ‫يحكمها ‪،‬‬ ‫فهاهو ملك مل��وك أفريقيا ‪ ،‬وها هي مصر‬ ‫تق ّزمت مسخا ً ‪ ،‬بجهود التطرّف الديني ‪.‬‬ ‫فهاهي الحرب األخيرة تخوضها إس��رائيل‬ ‫بجحاف��ل اإلس�لاميين المتطرفي��ن ليحققوا‬ ‫لليه��ود المتطرفين ما يتمنونه من توسّ��ع ‪،‬‬ ‫وللعالم الحر ما يخش��اه م��ن إرهاب الحقد‬ ‫الدفي��ن ‪ ،‬المتمثّ��ل في الح��روب الصليبية‬ ‫والذي تجسّد في (‪. )11/9/2001‬‬ ‫* يلي ذلك س��وريا فاليمن ثم الس��عودية‬ ‫‪ ،‬هذا التقسيم معدة خرائطه كمقترح خبراء‬ ‫باالشتراك بين إسرائيل والواليات المتحدة‬ ‫* وربيع ليبيا وإذا ما تفتّحت زهور الربيع‬ ‫العرب��ي ‪ ،‬الح في األفق ربي��ع ليبيا ‪ ،‬مالم‬ ‫يعط القذاف��ي البديل ‪ ،‬فمعظم الدول وعلى‬ ‫رأس��ها إس��رائيل تدين له ‪ ،‬فشيشنق حلمه‬ ‫الذي يأمل من اإلسالميين تحقيقه باإلسراع‬ ‫بإعالن الحرب على إسرائيل ‪.‬‬ ‫* أما إذا اس��تفاق الش��عب األمريكي الذي‬ ‫نف��ض الغبار على وج��ه تمث��ال الحرية ‪،‬‬ ‫وصوّت للملون بعيداً عن التعصب والمعتقد‬ ‫كأروع م��ا تكون علي��ه الش��عوب الحية ‪،‬‬

‫وهي الوجه للحضارة المشرقة ولألخالق ‪،‬‬ ‫في عص��ر تدنّت فيه القيم ‪ ،‬وطغت المادية‬ ‫بوسائل دونية ‪ ،‬تناقض تعاليم السماء ‪،‬‬ ‫وذلك بتحجيم إسرائيل وإنقاذها من الغرور‬ ‫‪ ،‬ف�لا يعني لوبي نتانياهو في الحش��د ضد‬ ‫أوبام��ا من أج��ل ح��دود ‪ ، 1967‬بقدر ما‬ ‫سفّه الشعب األمريكي ومؤسساته ‪ ،‬بمظهر‬ ‫الرضوخ والخنوع كأتباع ال أنداد ‪.‬‬ ‫* وف��ي ه��ذا المق��ام تنبغي اإلش��ارة إلى‬ ‫القرن ما قبل الماضي إلى ما توقّعه الرئيس‬ ‫بنيامي��ن فرنكلي��ن ف��ي خطاب��ه التاريخي‬ ‫بمناس��بة إعالن الدستور ‪ ،‬من التحذير من‬ ‫النف��وذ اليهودي المتنامي ‪ ،‬المنافي للمبادئ‬ ‫األساس��ية المبنية على الفضيل��ة والنزاهة‬ ‫والمصداقية ‪.‬‬ ‫* يفهم من هذا أن التطرف الديني هو الذي‬ ‫يزعزع دعائم األمن واالستقرار العالمي ‪،‬‬ ‫فال فرق بين الحاخامات وأصحاب الفتاوى‬ ‫والعمائم السود ‪ ،‬الداعون إلى دمار العالم ‪،‬‬ ‫فاإلس�لام الصحي��ح ال يق��ر أح��داث‬ ‫‪ ، 11/9/2001‬وال يدعو إلى إزالة إسرائيل‬ ‫من الخريطة ‪ ،‬وال ش��ن الحروب ‪ ،‬فالجهاد‬ ‫األكبر هو جهاد النفس األمارة بالسوء ‪،‬‬ ‫فدعاة الحروب هم أعداء البشرية المنقلبون‬ ‫على الديانات السماوية ‪،‬‬

‫‪17‬‬

‫* وعل��ى المجلس العس��كري المصري ‪،‬‬ ‫من موقع المس��ئولية ‪ ،‬أن يناصر ثورة ‪25‬‬ ‫يناير بتحقيق أهدافها في العدالة االجتماعية‬ ‫والتنمية البش��رية ‪ ،‬ورعاية حقوق اإلنسان‬ ‫‪ ،‬كبقي��ة العالم المتحضّر ‪ ،‬تعايش وحس��ن‬ ‫ج��وار ‪ ،‬في ح��دود ميثاق األم��م المتحدة ‪،‬‬ ‫طيا ً لنزاعات التطرّف المشبوه بالنظر إلى‬ ‫المس��تقبل ‪ ،‬وباللح��اق والتحليق في أجواء‬ ‫المريخ والمش��تري ب��دالً م��ن الهبوط من‬ ‫الحضيض إلى الدرك ألسفل‪.‬‬ ‫فالبد م��ن (مصطفى كمال) ال��ذي قال فيه‬ ‫ش��وقي ‪ :‬ي��ا خالد الترك ج��دد خالد العرب‬ ‫‪ ،‬عل��ى أن الدين اإلس�لامي الصحيح براء‬ ‫منه ومن اإلخوان المسلمين ‪ ،‬األداة الطيّعة‬ ‫المتعطش��ة للس��لطة لتحك��م ش��عبا ً جلّه من‬ ‫األميين وتحت خط الفقر ‪،‬‬ ‫والمؤم��ن ال يل��دغ م��ن جح��ر أرب��ع‬ ‫مرات‪.‬‬ ‫واكتف��ا ًء به��ذا الموجز ‪ ،‬فق��د أعلن االتفاق‬ ‫على أن االثنين أول رمضان أول أغسطس‬ ‫عن��د الع��رب جميعهم ‪ ،‬األم��ر الذي يدعو‬ ‫إلى التش��اؤم ‪ ،‬فاختالفه��م رحمة ‪ ،‬ورحمة‬ ‫بالقارئ أقول ‪ :‬اللهم إني صائم ‪.‬‬ ‫بنغازي في ‪. 2001 /8 /1‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫حصان طروادة وكعب غازيها أم ناصية مهرة أصيلة اخلري فيها‬ ‫ميلود منصور سعد‬ ‫إثر تكليف الس��يد الكيب بمهمة تش��كيل الحكومة س��اد معظم‬ ‫أوس��اط الشعب الليبي تفاؤل(ال ش��بهة للبالهة فيه ) مستندا‬ ‫إل��ى معطيات قوامه��ا مؤهالته العلمية وس��يرتهه األكاديمية‬ ‫والوظيفية وأوراقه البحثية ونش��أته المدنية ‪,‬اال أنه بتس��ميته‬ ‫ألعض��اء حكومت��ه تنبه البعض إلى الخلل ف��ي آلية االختيار‬ ‫واعتبروه��ا س��قطة أدت إلى حكومة غير متجانس��ة بل رأوا‬ ‫فيه��ا وزارة مكافآت وترضيه لمس��لحين ابتع��دوا عن منهج‬ ‫الث��ورة والثوار ‪,‬ع��وض ان تك��ون وزارة كف��اءات وطنية‬ ‫المعيار كما وعد الس��يد رئيس الوزراء ‪ ,‬انقلبت اآلية وس��اد‬ ‫اإلحس��اس بخطر االبتعاد عن فكرة الدولة ومعيار المواطنة‬ ‫‪,‬وقد وصل هدا اإلحس��اس درجة التشاؤم عند من يرى انه ال‬ ‫يوجد في السياسة ما يسمى بالتفاؤل ومن يرى استحالة تغيير‬ ‫الواقع بغير اإلحساس بالخطر ‪.‬‬ ‫ش��كلت الحكوم��ة وتباين��ت اآلراء وبرزت تس��اؤالت أناس‬ ‫أختلط عليها أمر وحقيقة هده الحكومة أهي (حصان طروادة‬ ‫وكع��ب غازيها تمرير أجندة مصح��وب بضعف ام مهرة بن‬ ‫عيسى في ناصيتها الخير وقدم سعد عروسة مباركة)‬ ‫فمن قرأ إلياذة هميروس يتس��اءل هل تجس��دت شخصية‬ ‫(أخيل وكعبه)في السيد الكيب وحكومته‬ ‫ق��وة أخي��ل تتمث��ل في ش��هادته العلي��ا وس��يرته األكاديمية‬‫والوظيفي��ة وإش��رافه عل��ى العدي��د م��ن رس��ائل الدكتورة‬

‫والماجس��تير وبحوث��ه ومؤلفاته للعديد م��ن األوراق البحثية‬ ‫وكدلك خلفيتيه ونشأته المدنية ‪.‬‬ ‫عي��ب وضعف كعبه متمثل في حكومة محاصصة فرضت‬‫من قبل من تتلبس��هم عقلي��ة المماليك والعرب��ان والتيوقراط‬ ‫المس��لحين م��ن ابتع��دوا ع��ن الموضوعية وتأس��وا بما كان‬ ‫يتشدق به الطاغية (أنا اخدتها بقوة السالح اللي يريدها دونها‬ ‫السالح)‬ ‫وهناك من تخيفه نظرية (دس��ائس عصور الظالم والمماليك‬ ‫ونج��وع العرب��ان ) يرى في��ه وحكومته (حص��ان طروادة)‬ ‫لمس��لحين تيوقراط و جهويين ومن تدفعه��م االنتهازية جني‬ ‫ثمار جهود طالئع ثورة ‪ 17‬فبراير المجيدة ‪.‬‬ ‫ومنهم من يعتريه هوس (نظرية المؤامرة) المنس��وبة للغرب‬ ‫المتف��وق (من قيضهم هللا لنجدتنا من جحي��م آليات الطاغية)‬ ‫ي��رى في الس��يد الكيب (جلم��ود صخر او توم��ا هوك حطه‬ ‫السيل من عل )لتمرير مصالح الغرب وكأنه ال مصالح لدينا‬ ‫عندهم لتمريرها !!!!‪.‬‬ ‫ومن أوتي نصيبا من التفاؤل يرى أن الش��هادات العليا للسيد‬ ‫الكيب وسيرته األكاديمية والوظيفية وبحوثه ومؤلفاته العلمية‬ ‫وخلفية نش��أته المدنية أهلته ومكنته من إعتالء هدا المنصب‬ ‫وبالتالي فهي معطيات للتفاؤل تبعد اإلحساس بالخطر وتجعل‬

‫تداول السلطة هو الضمان‬ ‫مـنـصـور بـن عـامـر‬ ‫أقول للذين يخافون إحتمال فوز "اإلسالميين" في االنتخابات القادمة‬ ‫بل تحديداً السلفيين إنه وارد أن ينجح هؤالء خاصة إذا نظرنا إلى‬ ‫ما يدور من حولنا في مناطق الربيع العربي ‪ ,‬بداية بما حدث في‬ ‫إنتخابات تونس ثم المغرب ثم مصر ‪.‬‬ ‫و أذكر بما قاله أحد المحلليين السياسيين في قناة النيل يوم الجمعة‬ ‫الماضي حول هذا الموضوع و هوا‬ ‫يذكرنا بالمناضل البولندي ليخ فاونسا‬ ‫الزعيم العمالي الكبير و مؤسس‬ ‫حركة التضامن العمالية و الفائز‬ ‫بجائزة نوبل للسالم والذي اكتسح‬ ‫االنتخابات الرئاسية في بولندا عام‬ ‫‪ 1990‬لكنه سرعان ما فشل في إدارة‬ ‫البالد وفي انتخابات ‪ 1995‬فشل فشال‬ ‫ذريعا ً وابتعد عن السياسة نهائيا ً بعد‬ ‫ذلك بقليل‪ ،‬واألمثلة كثيرة في العالم‪،‬‬ ‫فالشعب يريد من يوفر له األمن‬ ‫ويصلح البالد ويصلح البنية التحتية‬ ‫ويُحسن الخدمات الصحية والتعليمية‬ ‫ويوفر فرصا ً للعاطلين عن العمل‪،‬‬ ‫فإذا استطاعت هذه األحزاب أن تقوم‬ ‫بكل هذا فمن حقها أن تستمر‪ ،‬أما إذا‬ ‫فشلت فإن مصيرها الخسارة في االنتخابات التالية ‪ ...‬طالما كانت‬ ‫هناك إنتخابات قادمة أي تداول للسلطة ‪ ..‬هذا التداول هو الضمان‬ ‫وهو السبيل الوحيد لتغيير أية مجموعة ال نريدها أن تستمر ‪.‬‬

‫منه وحكومته (مهرة أو فرس بن عيس��ى أو من شبهت بها )‬ ‫في ناصيتيها الخير وقدم سعد على الوطن ‪.‬‬ ‫أراء متباينة يكتنفها إحساس أو شعور باألمل والخوف‬ ‫وإن ش��ئت وع��ي يش��وبه التش��اؤم يجع��ل البع��ض يصرخ‬ ‫(ماهك��دا تش��كل الحكوم��ات ياكيب)ويجعل المرء يتس��اءل‬ ‫اي��ن ه��و وحكومته م��ن كل هدا ‪ ,‬واين نحن ‪ ,‬واين س��يكون‬ ‫الوطن و ينادي عاليا ال تركنوا للتفاؤل ألن –وهنا اقتبس من‬ ‫الكاتب المس��رحي علي س��الم – (التفاؤل بغير معطيات هو‬ ‫البالهة بعينيها )ويرفع الصوت يا رعاة الوطن (إعقلوها وإال‬ ‫التسريم مآلها وتداس بشائر ربيع ثورتنا المجيدة )‬ ‫واخي��را وحت��ى ال أتهم بنعوت ق��د تجول بخواط��ر البعض‬ ‫اقتب��س (أنا متفاءل غي��ر أنني على وعي ب��أن ظروفنا هده‬ ‫األيام تدفع إلى األحس��اس بالخطر وربما الى ماهو اش��د من‬ ‫دلك ‪.)............‬‬ ‫س��يد عبد الجليل ومجلس��ه الموق��ر أيها المستش��ار وصحبه‬ ‫ي��ا رعاة الوطن ألجل مس��مى أفتونا هل ه��ي وزارة صفين‬ ‫متعاضدي��ن ام صف��وف متناف��رة و ف��ي ه��ده التس��اؤالت‬ ‫والمخ��اوف واألمان��ي و اآلراء المتباين��ة لعل م��ن اعتراهم‬ ‫اإلحساس بالخطر أو تباينت أراؤهم يعلمون‪,‬‬

‫زلة قلم‬ ‫بقلم‪ /‬إبراهيم عثمونة‬

‫كان ممل��وءاً بحب��ر أزرق حت��ى غط��اءه‪,‬‬ ‫ومسترس�لاً في صمت حين زل على السطور‬ ‫األولى ولم يلتفت أو يشعر بذلك‪.‬‬ ‫أنا أيضا ً لم أنتبه‪.‬‬ ‫كانت خفيفة منه‪ ,‬فبدالً أن يكتب عن ش��هر ثان‬ ‫في ذاك العام‪ ,‬كتب عن ثاني ش��هر فيه‪ ,‬وفات‬ ‫مس��رعا ً كعادت��ه عل��ى الصفح��ات حتى آخر‬ ‫صفحة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ال يحب أن يس��مع أحدا‪ ,‬حتى لو نبهته ال يحب‬ ‫قلمي أن يسمع أحداً‪.‬‬ ‫بطبيعت��ه ال يح��ب أن يكلمه أو يكل��م أحداً‪ ,‬وال‬ ‫يحب التريث والتفكير‪ ,‬وال يحبذ الوقوف حتى‬ ‫عن��د الفواصل والقواطع‪ ,‬وال يرفع رأس��ه وال‬ ‫يلتف��ت لزالته ف��ي الخلف‪ ,‬يكتب ورأس��ه إلى‬ ‫أسفل فالكتابة من حبره دائما ً زلل‪ ,‬لذلك مضى‬ ‫يس��يل ويزل من حبره عن ثاني ش��هر في ذاك‬ ‫العام‪ ,‬حتى وصل إلى يوم كبير فيه‪.‬‬ ‫عندها تسمر رأسه على السطر لدقيقة تقريبا‪ً.‬‬ ‫كأن��ه لم يعرف من أين يدخل هذا اليوم الكبير‪,‬‬ ‫كان خميسا ً وأكبر من كل أيام الشهر‪ ,‬تراه من‬ ‫بعيد منتفخا ً متكوراً كأنه ابتلع عاما ً بأكمله‪ ,‬كل‬ ‫س��اعة فيه تعادل أربعة وعشرون ساعة‪ ,‬وكل‬ ‫دقيقة ستون دقيقة‪.‬‬ ‫وكل ثانية أيضا ً ستون‪.‬‬

‫وبع��د لحظات من وقوفه خ��ارج اليوم الكبير‪,‬‬ ‫وقع القل��م المملؤ أو المملوك فج��أة على بداية‬ ‫السطر وفات يركض على السطور كالمجنون‪.‬‬ ‫وبعدها أيضا ً يا أصحاب ال أستطيع أن أصور‬ ‫لكم كيف صار يخلف ورائه الكلمات المعطوبة‬ ‫بالجمل��ة‪ ,‬كن��ت أراه��ا‪ ,‬وكانت كثي��رة‪ ,‬وكان‬ ‫أكثرها مشطوفاً‪ ,‬وتحت السطر وفوق السطر‪,‬‬ ‫وش��يئا ً غير معق��ول‪ ,‬حتى خيل لي أن س��كراً‬ ‫أصابه من هذا اليوم‪.‬‬ ‫ال بل ما جاء إال ليسكر منه‪.‬‬ ‫وأغل��ب الظن أنه قلم س��كير منذ زمن دون أن‬ ‫أدري‪ ,‬فتركته يشرب من كأس ذلك اليوم حتى‬ ‫الثمالة‪.‬‬ ‫أذك��ر كان يكت��ب لحظتها عن ي��وم ‪ ,17‬وفي‬ ‫مدينة بنغازي‪ ,‬ومن قبل ش��روق الشمس هناك‬ ‫إل��ى بع��د غروبها‪ ,‬حت��ى إذا أفاق من س��كره‬ ‫وانته��ى من بقية أيام الش��هر‪ ,‬توق��ف قليالً‪ ,‬ثم‬ ‫تق��دم إل��ى أعلى صفحات��ه بهدوء وص��اغ لها‬ ‫عنوانا ً هو "ثاني ش��هر في ذاك العام"‪ ,‬عندها‬ ‫تدخل��ت وأخذت منه وش��طبت عنوانه الطويل‬ ‫وكتبت بدالً منه "زلة قلم"‪.‬‬


‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫‪19‬‬

‫عن املصاحلة الوطنية ‪ ..‬واألخالق ‪ ..‬وأشياء أخرى‬ ‫عصام طرخان‬ ‫المصالح��ة الوطني��ة ‪ :‬الحدي��ث ف��ي ه��ذا‬ ‫الموضوع متش��عب وغير مج�� ٍد ‪ ،‬وتحديداً‬ ‫في هذه المرحلة االنتقالية الصعبة ‪ .‬ويرجع‬ ‫الس��بب في ذلك إلى عدم الشروع في محاكمة‬ ‫المتهمي��ن الذين تلطخت أيديهم بدماء الليبيين‬ ‫‪ ،‬والذين نهبوا أموالنا واعتدوا على مقدراتنا‬ ‫‪ ،‬والذين س��اهموا في اإلساءة لشعبنا الطيب‬ ‫بش��كل أو بآخر ‪ .‬بعد ذلك ‪ ..‬وعندما تصدر‬ ‫األح��كام ف��ي حقه��م ‪ ،‬وين��ال المذنبون ما‬ ‫يس��تحقونه م��ن عق��اب ‪ ،‬ويطل��ق س��راح‬ ‫األبرياء منهم ‪ ،‬عندها ‪ ..‬وعندها فقط يكون‬ ‫ف��ي المس��تطاع تحقيق المصالح��ة المطلوبة‬ ‫‪ ،‬ومواس��اة األرام��ل وأمه��ات الش��هداء‬ ‫والحرائ��ر المعت��دى عليهن ‪ ،‬فتطمئن أُس��ر‬ ‫المصابين والجرحى ‪ ،‬ويتسامح الجميع مع‬ ‫م��ن تمت تبرئته��م ‪ ..‬وتتحقق المصالحة‬ ‫‪ .‬ما عدا ذلك ‪ ..‬أي قبل إجراء المحاكمة‬ ‫العلني��ة وتحقيق العدالة المرجوة والمنتظرة‬ ‫م��ن الجميع ‪ ،‬س��وف لن ته��دأ النفوس ولن‬ ‫يس��تتب األمن ‪ ،‬ولن تكف األعين عن البكاء‬ ‫‪ ،‬ولن يختفي االحتقان ‪.‬‬ ‫األخالق ‪ :‬دأب النظام المقبور طيلة العقود‬ ‫المنصرم��ة ‪ ،‬على تدمير األخالق وبش��كل‬ ‫منظ��م وم��دروس بعناي��ة ‪ ،‬مس��تغالً ف��ي‬ ‫ذل��ك الحالة النفس��ية المتردي��ة والضغوطات‬ ‫المعنوية المتواصل��ة والتي ظهرت بوضوح‬ ‫في س��لوك مواطنينا البس��طاء المغلوب على‬ ‫أمره��م ‪ .‬فالع��وز والحاج��ة وغياب فرص‬ ‫العم��ل ‪ ،‬وإهم��ال كل م��ن التعليم والصحة‬ ‫والبنية التحتية واألمن والقانون ‪..‬كل ذلك ‪-‬‬ ‫وغير ذلك الكثير من المثبطات واالنتكاس��ات‬ ‫ أدى وبش��كل مباشر إلى انتشار ظواهر ال‬‫أخالقية ‪ ،‬فأصبحت الواس��طة والمحسوبية‬ ‫والرشوة ‪ ..‬قانونية ‪ .‬اإلثراء غير المشروع‬

‫واالختالس��ات ‪ ..‬شطارة ‪ .‬التهميش وعدم‬ ‫اإلحساس باآلخرين ‪ ..‬ثقة بالنفس ‪.‬‬ ‫التزوي��ر والتالعب على القوانين واللوائح ‪..‬‬ ‫حق مكتس��ب ‪ .‬الغش والنصب واإلحتيال‬ ‫‪..‬تجارة ‪ ،‬التسيب اإلداري وعدم اإلحساس‬ ‫بالمسئولية وتعطيل إجراءات المواطنين ‪..‬‬ ‫إدارة حكيم��ة ‪ .‬النف��اق والتس��لق الوظيفي‬ ‫ومس��ح األحذي��ة ‪ ..‬عالقات عام��ة ‪ .‬إباحة‬ ‫الممتل��كات العام��ة والم��ال الع��ام ‪ ..‬حق‬ ‫مش��روع ‪ .‬الغش في االمتحانات الدراسية‬ ‫بمساعدة أولياء األمور ‪ ..‬تربية ‪ .‬واألمثلة‬ ‫تطول وتطول ‪ ،‬وال مجال لسرد مجملها ‪.‬‬ ‫خالص��ة الموضوع ‪ ..‬نحن بحاجة ماس��ة‬ ‫وعاجل��ة للب��دء في إيجاد العالج المناس��ب‬ ‫لتقويم األخالق ‪ ،‬ونأمل أن يس��ارع خبراء‬ ‫االجتم��اع وعلماء النفس والدين بالتنس��يق‬ ‫مع وس��ائل اإلعالم المطبوعة والمس��موعة‬

‫والمرئية ‪ ،‬من أجل تكثيف الجهود إليجاد‬ ‫الحلول المناسبة ‪.‬‬ ‫كم��ا نتمنى أن يتمكن رجال األمن الوطني‬ ‫م��ن تطبيق القواني��ن المتعلق��ة بالخصوص‬ ‫ومحاربة الظواهر الس��لبية بصرامة وجدية‬ ‫‪ ،‬وأن ت��ؤدي الرقاب��ة اإلداري��ة دوره��ا‬ ‫بالمصداقي��ة والش��فافية المطلوبة ‪ ..‬حتى‬ ‫نستطيع القول بأن ثورتنا المباركة قد حققت‬ ‫أهدافه��ا ف��ي القضاء على النظ��ام المقبور‬ ‫ورواسبه الموروثة إلى غير رجعة ‪.‬‬ ‫التعتي��م اإلعالم��ي ‪ :‬نظرية إعالمية مفادها‬ ‫طمس وإخف��اء معلومات وحقائ��ق معينة عن‬ ‫جمه��ور المتلقين لغرض نس��يانها ‪ .‬ومن‬ ‫أهم تلك المعلومات ‪ ،‬ما يتعلق بتمكين أبناء‬ ‫الطاغية المقبور وأزالمه من الفرار ‪ ،‬وفي‬ ‫حوزتهم الكنوز واألموال الطائلة ! فعندما‬ ‫كان ثوارنا البواس��ل يحاصرون مدن س��رت‬

‫وب��ن وليد وبع��ض مدن الجن��وب ‪ ،‬جاءت‬ ‫التعليمات واألوامر العس��كرية تطالب بترك‬ ‫منافذ لالنس��حاب والهروب اآلمن ‪ ،‬وبعدم‬ ‫مالحق��ة الفاري��ن وبمعرفة ق��وات التحالف‬ ‫الدولي ! األمر في غاية الغموض ويحتاج‬ ‫إلى تفس��ير وتوضيح ‪ ،‬حتى نتمكن من إعادة‬ ‫الثقة الكاملة في قياداتنا العسكرية والسياسية‬ ‫على الس��واء ‪ .‬إضافة إلى المالبسات التي‬ ‫صاحب��ت اغتيال الش��هيد البط��ل عبد الفتاح‬ ‫يونس ! وما ترتب على ذلك من احتجاج‬ ‫واعتصام ‪ ،‬والمطالبات المتكررة بكشف ما‬ ‫خفي من معلومات ‪ ،‬األمر‬ ‫الذي ساهم في انتشار أقاويل وشائعات نحن‬ ‫في غنى عنها ‪.‬‬ ‫محاكم��ة زي��ف األح�لام ‪ :‬بع��د أن تمك��ن‬ ‫أس��ود الزنتان األش��اوس ‪ ،‬من إلقاء القبض‬ ‫على المدعو س��يف أبيه ‪ ،‬سوف لن نرضى‬ ‫بتس��ليمه إلى محكمة العدل الدولية ‪ ،‬حيث‬ ‫س��يقيم في مس��كن خمس نج��وم في الهاي‬ ‫ويتلقى الخدمات المجانية ‪ ،‬فيستأنف ويؤجل‬ ‫ويماطل ويدفع أم��وال الليبيين المنهوبة في‬ ‫تكليف أسطول من المحامين من أجل تخفيف‬ ‫الحكم ‪ ،‬وهو مطمئن إلى عدم وجوب تنفيذ‬ ‫حكم اإلعدام ! هنا س��تكون حسرتنا أكبر‬ ‫من أن نخفيها ‪.‬‬ ‫كن��ا نتمن��ى من الدكتور رئي��س الوزراء‬ ‫أن يؤك��د في كلمته الت��ي ألقاها في المؤتمر‬ ‫الصحف��ي ‪ ،‬يوم القبض على زيف ‪ ،‬بأن‬ ‫المحاكمة ستجرى في ليبيا ‪..‬‬ ‫وأن يتجن��ب ب��كل إص��رار المرون��ة‬ ‫والدبلوماس��ية ‪ ،‬التي ق��د تضعف مواقفنا‬ ‫مستقبالً ‪ -‬تجاه الرأي العام العالمي ‪ -‬عندما‬ ‫نباشر في مرحلة بناء ليبيا الجديدة ‪.‬‬

‫هيأة وطنية لإلعالم ‪ ...‬ضرورة ملحة‬ ‫أمحـد حممد علي لنقـي‬ ‫خ��رج أح��د اإلعالميي��ن الليبيين من قن��اة ليبيا‬ ‫األحرار برأى حول وزارة اإلعالم فى المرحلة‬ ‫المقبل��ة ووجوب إلغاء هذه ال��وزارة بحجة أن‬ ‫وزارة اإلع�لام كانت وظيفته��ا األولى تمجيد‬ ‫الحاكم وتلميعه وتكريما ً لديمومته واس��تمراره‬ ‫فى الحكم‪ .‬وإذا كان هذا الرأى صحيحا ً فى ظل‬ ‫األنظمة القمعية التعس��فية مثل نظ��ام الطاغية‬

‫معمر القذافى فإنني أرى ضرورة وجود إعالم‬ ‫مملوك للدولة فى الوقت الراهن لترسيخ ثوابت‬ ‫المجتمع وقيمه ومبادئه اإلس�لامية ولإلس��هام‬ ‫في المحافظة على أخالق��ه وتقاليده وفي إبراز‬ ‫الشخصية الليبية فى إطار الشرع الحنيف الذى‬ ‫ينتمى إليه أغلبي��ة المجتمع من عرب وأمازيغ‬ ‫وط��وارق وتبو‪ .‬ف�لا يجوز ترك الس��احة لكل‬ ‫م��ن ه��ب ودب يوجه الرأى الع��ام ويتحكم فيه‬ ‫لمصالح خاصة حزبية كانت أو جهوية أو قبلية‬ ‫مما قد يترتب عليه إثارة الفتن واالنشقاقات بين‬ ‫أفراد المجتمع الواحد‪.‬‬ ‫هذا وفي الحق أنني لست قلقا أن يتحول اإلعالم‬ ‫الممل��وك للدول��ة بعد ث��ورات الربي��ع العربى‬ ‫السيما في ليبيا إلى أداة لتلميع الحاكم أو غيره‪.‬‬ ‫فدس��تورنا الجديد المرتقب سينصب بكل تأكيد‬ ‫عل��ى تحديد فت��رة زمنية لرئاس��ة الدولة والتى‬

‫ف��ى الغالب ال تج��اوز أربع س��نوات ولفترتين‬ ‫فقط‪ ،‬وهذا التحديد الزمنى لفترة الرئاسة سيمنع‬ ‫اإلعالم الحكومى من مجاملة الحاكـم أو تلميعه‪.‬‬ ‫ل��ذا‪ ،‬فإننى أدعو المجل��س االنتقالي والحكومة‬ ‫الجدي��دة إلى اإلس��راع فى إنش��اء هيئة وطنية‬ ‫لإلعالم ذات شخصية معنوية وميزانية مستقلة‬ ‫م��ن أم��وال الدولة وليس م��ن خارجها تخضع‬ ‫لمراقب��ة ومحاس��بة البرلمان المزم��ع انتخابه‪.‬‬ ‫وإلى حي��ن ذلك يكون المجل��س االنتقالى ومن‬ ‫بع��ده المؤتمر الوطنى مراقبا ً ومحاس��با ً إياها‪،‬‬ ‫ويحدد القانون إنشائها والهدف الذى تسعى تلك‬ ‫الهيئة إلى تحقيقه وتحديد نشاطها واختصاصها‪.‬‬ ‫أم��ا القول ب��أن يكون اإلعالم جهوي��ا ً فيتحرك‬ ‫اإلع�لام لخدم��ة كل مدين��ة أو منطق��ة أو إقليم‬ ‫فه��و ق��ول قد جانب��ه الصواب ألنه ي��ؤدي إلى‬ ‫ش��رذمة المجتمع الليبى بأطياف��ه المتنوعة من‬

‫عرب غرب وعرب ش��رق وأمازيغ وطوارق‬ ‫وتبو‪ .‬وقد يكون س��ببا ً فى إث��ارة البلبلة الفكرية‬ ‫والنع��رات الجهوي��ة أو غيره��ا مم��ا ال يحمد‬ ‫عقباه وخاصة ونحن فى بداية تحولنا نحو دولة‬ ‫المشاركة السياسة‪.‬‬ ‫ليس معنى ما سبق الدعوة إلى أن يكون اإلعالم‬ ‫حك��راً عل��ى الدول��ة‪ .‬كال‪ .‬فعلى الدول��ة الليبية‬ ‫الحديث��ة أن تحترم حرية األف��راد والجماعات‬ ‫فيما يتصل ببمارس��ة العم��ل اإلعالمي‪ .‬والبد‬ ‫أن تكون تلك الممارسة منضبطة بميثاق شرف‬ ‫إعالمي يحرص الجميع على احترامه ويعاقب‬ ‫من يخالفه‪ ،‬وبحيث يكون القانون هو الذي ينظم‬ ‫العم��ل اإلعالمى وش��روطه وقواع��ده وجميع‬ ‫اإلجراءات الالزمة إلص��دار التراخيص التي‬ ‫يمكن بواس��طتها ممارسة العمل اإلعالمي بكل‬ ‫صوره‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫دستور ليبيا‪ ...‬ال ‪ ...‬دستور أمين الظواهري‬ ‫ابراهيم حممد الزغيد‬

‫ق��رأت كم��ا قرأ غي��رى فى صحيف��ة أخبار‬ ‫بنغ��ازى ف��ى عدده��ا الص��ادر بتاري��خ‬ ‫‪ 11/10/2011‬ماس��مى بيانا ً من هيئة علماء‬ ‫ليبي��ا المؤرخ ‪ 06/10/2011‬ال��ذى تنتقد فيه‬ ‫( اإلعالن الدس��تورى المؤقت ) الصادر عن‬ ‫المجل��س الوطن��ى المؤق��ت والذى يستش��ف‬ ‫من��ه أن المجلس الوطنى أرتك��ب جناية ألنه‬ ‫لم يس��أل قبل كتابته هيئة علم��اء ليبيا المبجلة‬ ‫ع��ن كيفية صياغة مواده وكما لو أن المجلس‬ ‫خال ممن يخشون هللا‪ .‬وتعليقا ً على هذا البيان‬ ‫الذى خلط فيه أصحابه بين تفس��يرهم للشرع‬ ‫والسياسة فأقول ‪:‬‬ ‫أوالً ‪ :‬م��ن ه��ى ( هيئة علماء ليبي��ا ) وكيف‬ ‫تكونت وما ش��روط العضوية فيه��ا وبالتالى‬ ‫مؤهالت المنتس��بين إليها ألن��ه ال يكفى حفظ‬ ‫الق��رآن العظيم وق��راءة بعض كت��ب التراث‬ ‫التى يناقض بعضها بعضا ً ألنها ليست تنزيل‬ ‫العزي��ز الحكيم إدعاء العلم وإال لكان فى ليبيا‬ ‫أكث��ر من ألف عالم وم��ا محلها ( هيئة علماء‬ ‫ليبي��ا ) من دار الفتوى خاصة وأننا لم نس��مع‬ ‫بها فى عهد القذاف��ى عندما كان يغير الصوم‬ ‫واإلفط��ار واألضح��ى ويحرف ف��ى القرآن‬ ‫بح��ذف كلمة ق��ل وقتل األنف��س البريئة بغير‬ ‫ذن��ب أم فاته��م أن من أعلى درج��ات الجهاد‬ ‫كلمة حق فى وجه سلطان جائر‪.‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬اس��تنكرت على المجلس النص على (‬ ‫أن الش��ريعة اإلسالمية هى المصدر الرئيسى‬ ‫للقانون ) والهيئة تريد النص الحرفى كالتالى‬ ‫( المص��در الوحي��د للقوانين والتش��ريعات )‬ ‫والمجتمع الليبى المس��لم كان ينص دس��توره‬ ‫الصادر فى ‪ 07/10/1951‬فى المادة ( ‪( ) 5‬‬ ‫اإلس�لام دين الدولة ) فقط وكان حال الليبيين‬

‫إس�لاميا ً أحس��ن حال من اليوم وال يش��ك فى‬ ‫نق��اوة إس�لام الملك محمد إدريس السنوس��ى‬ ‫رحم��ة هللا إال مكاب��ر ولم تصدر تش��ريعات‬ ‫تحل الحرام وتحرم الحالل‪ .‬كذلك اس��تهجنت‬ ‫الهيئة عبارة ( الشعب هو مصدر السلطات )‬ ‫والهيئة لو رجعت إلى دس��تور ليبيا ( المملكة‬ ‫) لوجدت المادة (‪ )40‬تقول ( السيادة هلل وهى‬ ‫بإرادت��ه تعالى وديعة لألم��ة‪ ،‬واألمة مصدر‬ ‫الس��لطات ) ول��ن تف��رط األمة ف��ى الوديعة‬ ‫وتنكر الهيئة بمالها من والية على المس��لمين‬ ‫كما تعتقد – النص على المس��اواة بين الرجل‬ ‫والمرأة فى الحقوق والباري قال ( ومن يعمل‬ ‫م��ن الصالحات من ذك��ر أو أنثى وهو مؤمن‬ ‫) اس��تويا ف��ى العم��ل الصالح وف��ى اإليمان‪.‬‬ ‫وهذا القول يظهر رائحة الذين يحرمون على‬ ‫المرأة أن تقود السيارة ويبدو أن البعض منهم‬ ‫أصب��ح بينن��ا ولكن حتى هؤالء ب��دءوا أخيراً‬ ‫فى الس��ماح للم��رأة باالنتخ��اب وإن كان من‬ ‫علمائهم من أنكر وقال هذا تش��به بالكفار فليع‬ ‫هذا مقلدوهم‪.‬‬ ‫ثالث��ا ً ‪ :‬من رأى الهيئة تقييد إنش��اء األحزاب‬ ‫وه��و قري��ب م��ن فك��ر القذافى ال��ذى حرم‬ ‫األح��زاب كله��ا مخاف��ة م��ن وجه��ة نظرها‬ ‫مصادمة بعض األحزاب للشريعة وهذا اتهام‬ ‫لعامة الليبيين بعدم التمييز بين الحق والباطل‬ ‫فقد ( تبين الرش��د من الغ��ي ) من قبل تكوين‬ ‫هيئ��ة العلم��اء الت��ى أعتقد ب��أن الكثيرين من‬ ‫أعضائها يخلط بين اإللحاد والعلمانية بالرغم‬ ‫م��ن أن منهم من يفخر بعالقته بالس��يد رجب‬ ‫طيب أردوغان المس��لم المؤم��ن الذى يرأس‬ ‫حكوم��ة دولة علماني��ة ينعم ش��عبها بالحرية‬ ‫والديمقراطية واحت��رام حقوق المرأة وحرية‬

‫التعبي��ر ‪ ...‬وحري��ة األحزاب ‪ ..‬ال��خ‪ .‬كذلك‬ ‫تطل��ب الهيئ��ة التى تلح بش��دة عل��ى إعطاء‬ ‫نفس��ها صف��ة الوصاية عل��ى الليبيي��ن ألنهم‬ ‫مس��لمون بأن يكون لها النصي��ب المؤثر فى‬ ‫اللجنة التى ستعد الدستور الدائم حتى يتضمن‬ ‫وجهة نظرها الت��ى أفصحت عن بعضها فى‬ ‫البيان المذكور وهو األمر الذى لم يطلبه حتى‬ ‫األزهر الش��ريف بالنسبة للدستور فى مصر‪.‬‬ ‫وكأن ح��ال الهيئة يقول ( ما أريكم إال ما أرى‬ ‫‪ ...‬وما أهديكم إال سبيل الرشاد ) ونســوا قوله‬ ‫تعالى ( فال تزكوا أنفس��كم هو أعلم بمن أتقى‬ ‫) وليس فهم اإلس�لام قاصر على هيئة علماء‬ ‫ليبيا‪.‬‬ ‫رابع��ا ً ‪ :‬وبالمناس��بة ولألس��ف الش��ديد ف��ان‬ ‫المتعاطي��ن بالش��أن الدين��ى هذه األي��ام يكاد‬ ‫بعضه��م أن يفتن المس��لمين ف��ى دينهم فمثل‬ ‫عمر عبد الكافى وسليمان العودة الذين شكرا‬ ‫القذافى ونظامه بعد أن نزال ضيوفا ً عندنا قبل‬ ‫الثورة ليس منا ببعيد وهما من الدعاة ولألسف‬ ‫الدعوى أصبحت لدى البعض مقاولة‪ .‬وكذلك‬ ‫المتنطع��ون الذي��ن يس��عون لتطبي��ق مذهب‬ ‫ابن عب��د الوهاب هذه األي��ام بهدم األضرحة‬ ‫فيس��تفزون العوام وكان األول��ى بهم النصح‬ ‫بع��دم زيارتها والذب��ح عندها أوالً وألن أتباع‬ ‫الوهابي��ة التى ترجع الى ش��يخ اإلس�لام ابن‬ ‫تيمي��ة رحم��ه هللا هم أنفس��هم غي��ر ملتزمين‬ ‫ب��روح المذه��ب وإال كيف يدع��و خطيبهم (‬ ‫الله��م أحفظ إمامنا وول��ى عهده ونائبيه ) ألن‬ ‫هذا خالف البيعة الشرعية التى ليس فيها ولى‬ ‫عهد ألنها شخصية وهم يدعون أنهم يسيرون‬ ‫على خطى الس��لف الصالح والجميع يعلم بأن‬ ‫الش��يخين رض��ى هللا عنهم��ا أبا بك��ر وعمر‬

‫ل��م يكن لهما ول��ى عهد وال نائ��ب ولم يورثا‬ ‫أوالدهم الحكم وكان علماء المسلمين الشوامخ‬ ‫يعرفون بالمحنة كأحمد ابن حنبل ومالك الذى‬ ‫كس��رت يده وابن تيمية مات فى السجن وابن‬ ‫حزم ال��ذى مات فقيراً لم تكن لهم هيئة علماء‬ ‫ولكن أين الثرى من الثرية‪.‬‬ ‫خامس��ا ً ‪ :‬يجب أن يحرص الجميع على وحدة‬ ‫ولم الص��ف ال ال��ذى ين��ادى بالفدرالية وفى‬ ‫ذهنه القبلية أو كالذى يريد إس�لام على فهمه‬ ‫هو وغفل على أن اإلس�لام صالح لكل زمان‬ ‫ومكان بمقياس الزمان المتجدد سياسيا ً وثقافيا ً‬ ‫واجتماعيا ال ذلك الذى وقف فى عصر واحد‪.‬‬ ‫وال يتح��ول البع��ض لتبدي��د ثمار ث��ورة ‪17‬‬ ‫فبراير وإدخال ليبيا فى متاهة من المشاحنات‬ ‫والتفس��يرات األيديولوجي��ة والجهوي��ة م��ن‬ ‫أقصى اليس��ار إل��ى أقصى اليمي��ن فال نريد‬ ‫إس�لام الظواهرى وال إلحاد س��لمان رش��دى‬ ‫بل إس�لام ليبيا الحركة السنوسية الوسطية ال‬ ‫وهابية وال ش��يعية إس�لام يعرفه الليبيون كما‬ ‫كان يشرحه لهم المرحوم الشيخ مصطفى عبد‬ ‫الس�لام التريكى وللخ��روج من الخالف أرى‬ ‫أن األس��لم الرجوع إلى دس��تور ليبيا كما هو‬ ‫فى أبريل ‪ 1963‬الذى لوال االنقالب المشئوم‬ ‫لض��ل س��اريا ً أو ع��دل بموافقة ثالث��ة أرباع‬ ‫مجل��س الن��واب ولكن بع��د اثن��ان وأربعون‬ ‫س��نة وانتهاء الملكية بوف��اة الملك تحتم تعديل‬ ‫النص��وص المتعلقة بنظ��ام الحك��م بما يالئم‬ ‫النظام الجمه��ورى دون باقى الم��واد العامة‬ ‫لس�لامة الصياغة القانونية وسابقة االستفتاء‬ ‫عليه‪ .‬وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫صندوق اال قرتاع ‪..‬الثوار ‪.‬‬ ‫ف��ي البداية البد أن نترحم علي أرواح الش��هداء‬ ‫ونتمنى الش��فاء العاجل لجرحانا وان يكشف عن‬ ‫مصي��ر كل مفقود لق��د كانت التضحي��ات كبيرة‬ ‫ولكن ما ينتظره الليبيين هو ما س��يترجم أن هذه‬ ‫التضحي��ات لم تذهب س��دي حيث أن اس��تحقاق‬ ‫التح��ول من الثورة إل��ي دولة القان��ون والعدالة‬ ‫انطلق وبدأنا خطواته‬ ‫نع��م ننتظر من ضب��اط وجنود الجي��ش الوطني‬ ‫الليب��ي الذي��ن التحق��وا بالثورة وجبه��ات القتال‬ ‫أثناء ث��ورة ‪ 17‬فبراي��ر أن يذهبوا إل��ي ثكناتهم‬ ‫ومعس��كراتهم واالس��تعداد الس��تقبال إخوته��م‬ ‫وأبنائه��م المدنيين الث��وار الذين حملوا الس�لاح‬ ‫ألنهم لم يجدو مؤسس��ه عس��كريه تق��ول للحاكم‬ ‫توقف واحزم حقائبك وارحل أو تنحي ‪.‬‬ ‫الي��وم تم التحرير وكم��ا كان هناك من الوطنيين‬ ‫الش��رفاء م��ن الجيش الليب��ي التحق��وا بإخوانهم‬ ‫المدنيي��ن الث��وار بجبه��ات القت��ال ودافع��و‬

‫واستش��هدوا ف��ان هن��اك الكثي��ر الذي��ن خذلونا‬ ‫وخذلوا أبنائهم وأهلهم إما بالقتال مع الطاغية أو‬ ‫بالبقاء متفرجين في بيوتهم‬ ‫أما م��ن قاتل م��ع القذافي فالقضاء ه��و الفيصل‬ ‫ولك��ن فصله من الجيش أمر مهم لبناء مؤسس��ه‬ ‫عس��كريه علي أس��اس وطني أما المتفرجين فما‬ ‫عليه��م إال أن يحترم��وا زمالءه��م العس��كريين‬ ‫ودماء الش��هداء وذل��ك بان يقدموا اس��تقالتهم أو‬ ‫يتقدموا بطلب التقاع��د االختياري ويتحولوا إلي‬ ‫العم��ل المدني فمن تخلي ع��ن واجبه وذلك بعدم‬ ‫بحماية أعراض الليبيات من مرتزقة القذافي هو‬ ‫غير جدير بحمل بادج الجيش الوطني وال ارتداء‬ ‫بزته العسكرية‬ ‫نع��م نقوله��ا بصراح��ة إل��ي كل م��ن فضل من‬ ‫العس��كريين البقاء في بيته أو هرب من االلتحاق‬ ‫بن��داء الوطن لحماية الش��عب الليب��ي من كتائب‬ ‫القذافي ومرتزقته‬

‫علي الجانب األخر نطلب من الثوار األشاوس أن‬ ‫يلتحقوا بالجيش الوطني وان ينضووا تحت لوائه‬ ‫فم��ن يريد أن يحتفظ بس�لاحه من الث��وار فعليه‬ ‫التوجه إل��ي ثكنات الجيش الوطن��ي واالنخراط‬ ‫فيها إن دماء الش��هداء الزكية وأرواح رفاقكم لن‬ ‫تهناء إذا ما تحولتم إلي مجرد ميليش��يات جهويه‬ ‫اوقبلي��ه أو متطرفة كلن يغني علي لياله وتضيع‬ ‫التضحي��ات وس��ط زحمة الرص��اص وفوضي‬ ‫السالح‬ ‫إن الثورة قامت ضد الظلم والجبروت والطغيان‬ ‫وان م��ن يحمل الس�لاح ويملك الق��رار ويكون‬ ‫الخصم والحكم س��يتحول مع م��رور الوقت إلي‬ ‫دكتاتوري��ه وطاغي��ة جديد إن الس�لاح يجب أن‬ ‫يكون ضمن مؤسسة الجيش فقط‬ ‫التي يب��دو أنها بدأت بداية غي��ر جيده وذلك اثر‬ ‫ظهور ما س��مي اجتماع ضب��اط الجيش الختيار‬ ‫رئيس األركان في س��ابقه تن��ذر بوجود فوضي‬

‫وعدم احترام العس��كر لواجباته��م وحقوقهم وال‬ ‫للبزة العسكرية التي يرتدونها‬ ‫علي��ه يجب أن نفه��م جميعا أننا الش��عب الوحيد‬ ‫الذي خ��رج للمطالبة بإقامة نظ��ام لدولتنا وليس‬ ‫إسقاطه لعدم وجود نظام أصال بل فوضي وحكم‬ ‫عصابة‬ ‫وألنن��ا نري��د أن نبن��ي نظ��ام دولة المؤسس��ات‬ ‫فان المؤسس��ة العس��كرية هي مؤسس��ه تحكمها‬ ‫وتضبطه��ا القواني��ن التي إذا ما غاب��ت عنها أو‬ ‫غيبت تتحول إلي ميليشيا أو كتائب للحاكم مثل ما‬ ‫كان قبل ‪ 17‬فبراير لذلك يجب أن يضبط العسكر‬ ‫تصرفاتهم وان ينظموا معسكراتهم ويستخلصوا‬ ‫العبر من هذه المعارك وان يستعدوا فقط للدفاع‬


‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫‪21‬‬

‫هل هناك من يستمع ؟؟ آلووو !!!‬

‫من الثورة إىل الفوضى‬ ‫عبد العظيم النطاح‬ ‫ه��ل هذا م��ا نريده حق��ا ً ؟؟ إن تتح��ول ليبي��ا إلى فوضى‬ ‫عامة وميلش��يات مسلحة في كل زاوية ومجالس عسكرية‬ ‫ومجال��س محلي��ة في كل زنقة ؟؟ والس�لاح بي��د القاصي‬ ‫والدان��ي والبالغ والقاص��ر والمجنون والعاق��ل؟؟ لم يكن‬ ‫للث��ورة قائ��د وال منظ��ر وال مجلس بل كان الش��عب بكل‬ ‫أطيافه هو القائد والمقاتل والجريح والشهيد ‪...‬‬ ‫ه��ل الثورة فوض��ى إعالمية تتيح لكل م��ن هب ودب أن‬ ‫يلتقي بوس��ائل األعالم الخاصة والدولي��ة ويدلي بما يراه‬ ‫أو يتوه��م رؤيته ؟؟ ف��ي حين تقف محطاتنا دون تش��غيل‬ ‫رغم وجود الكفاءات التي تس��تطيع تش��غيلها فقط دعوهم‬ ‫يش��تغلون دون أن يتولى عليه��م من ال يعرف من األعالم‬ ‫سوى طول اللسان ‪...‬‬ ‫ه��ل الثورة أن نتهجم على الموظفي��ن العامين بكل وقاحة‬ ‫ونخالف كل القواني��ن بحجة الحرية‪....‬؟؟ وما الحرية إال‬ ‫جزء من القانون ‪..‬‬ ‫ه��ل الث��ورة أن نك��ره بعضن��ا البعض‪ ،‬ونقص��ي بعضنا‬ ‫البع��ض‪ ،‬ونقتل بعضن��ا البعض‪ ،‬ونته��م بعضنا البعض‪،‬‬ ‫ونس��تغل بعضنا البعض‪ ،‬وننتقد كل شخص وكل فئة وكل‬ ‫منطق��ة وكل مدين��ة ؟؟ ‪ ..‬وتتنام��ى بيننا مش��اعر البغض‬ ‫والحقد والحس��د؟؟ ‪ ..‬وال عاد يعجبن��ا العجب وال الصيام‬ ‫ف��ي رجب‪ ،‬ف��ي حين يرتع بيننا بقي��ة أزالم النظام ولجانه‬ ‫الثوري��ة واإلرهابي��ة يس��رعون الخطى نح��و المناصب‬ ‫ويتملق��ون المس��ئولين ويجتمع��ون لتدبير الفت��ن وترويج‬ ‫الشائعات واألكاذيب ‪...‬‬ ‫هل الثورة أن نترك أعمالنا ودراستنا ومدننا وقرانا ونحتل‬ ‫المباني العامة والخاصة ونس��تعرض السيارات العسكرية‬ ‫والمحملة برشاش��ات م‪.‬ط بالمدن الكبرى وال توقفنا إشارة‬ ‫ضوئية أو يدوية أو حتى أخالقية؟؟‬ ‫إن كان هذا ما يحصل فنحن ولألسف ننتقل من الثورة إلى‬ ‫الفوضى ‪...‬‬

‫لق��د ثرنا على الظلم والقهر والقمع والفس��اد واالس��تغالل‬ ‫وتح��ول ليبيا إلى إقطاعية ألنصاف الجهلة‪ ،‬يأخذون بدون‬ ‫حس��اب ويأكلون دون ش��بع ويلتهمون األخضر واليابس‪،‬‬ ‫لقد ثرن��ا على المحس��وبية والقبلية والوس��اطة والطبقية‪،‬‬ ‫وامت�لاك القلة لثروات الكثرة م��ن دون وجه حق‪ ...‬ثرنا‬ ‫م��ن اجل الحري��ة والديمقراطية بعدم��ا تحولنا إلى خرس‬ ‫صم عمي ال نسمع إال حديث الطاغية وال نرى إال ما يراه‬ ‫وال نتكلم إال لمدح أفكاره النيرة وأخالقه الخيرة‪ ،‬لقد عشنا‬ ‫‪ 42‬س��نة ونح��ن نصفق ألرائه ف��ي كل موضوع‪ ،‬فكالمه‬ ‫وحي منزل ال يحتمل التفسير وال االنتقاد‪ ،‬ينفذ ويطبق‪.‬‬ ‫واآلن وق��د نجحت الثورة ونعيش أيام ما بعد الثورة وأول‬ ‫حكوم��ة ف��ي العهد الجديد‪ ،‬ه��ل ندرك فعالً المأس��اة التي‬ ‫عايش��ناها؟؟ وقيم��ة ما ثرنا من أجل��ه ؟؟ وهل هذا الوقت‬

‫المناس��ب لنتنازع عل��ى المناصب ونعتص��م ألن الوزير‬ ‫لي��س من قريتنا وألن فالن لي��س منا ؟؟ ونحن جميعا ً نعلم‬ ‫بأنها حكومة مؤقتة لمدة ثمانية أش��هر هدفها الوحيد وضع‬ ‫القضبان لتس��ير عليها قاطرة الدولة ‪ ..‬نقوم بهذا في وقت‬ ‫م��ا زال فيه العالم ينظر بإعجاب إلى ثورتنا ‪ ..‬وينتظر ما‬

‫نحن فاعلين بعد الثورة‪.‬‬ ‫في حين نغض النظر عن مس��ئولي النظام السابق وخاصة‬ ‫الذي��ن لم يكون��وا تحت األض��واء‪ ،‬من األذكي��اء والذهاة‬ ‫والحذاق‪ ،‬الذين انس��حبوا من النظ��ام بعد أن تحصلوا عل‬ ‫مبتغاهم وكدس��وا الثروات‪ ،‬وبن��و القصور والفلل الفاخرة‬ ‫ودخلوا مرحل��ة تبييض أموالهم وأوجههم‪ ،‬حتى يتناس��ى‬ ‫الن��اس من كان��وا وماذا فعلوا ‪ ..‬وه��م الرعيل األول الذي‬ ‫أوقف الطاغية على أقدامه دوسا ً على رقاب الشعب‪ ،‬وذلل‬ ‫أمامه العقب��ات بالمعتقالت واالغتياالت بالداخل والخارج‬ ‫ومه��د له الطريق ليص��ل إلى ما أصبح علي��ه‪ ،‬ويحملون‬ ‫اآلن هم وأبنائهم علم الثورة ويتس��ابقون هم وأبنائهم على‬ ‫المناصب‪.‬‬ ‫إنهم عصابة جمعتهم المصالح في بقاء نظام الحكم السابق‪،‬‬ ‫وتجمعه��م اآلن مصلح��ة واحدة هي تش��ويه ه��ذه الثورة‬ ‫الكريم��ة‪ ،‬وزرع الفت��ن بي��ن أبنائها بالش��ائعات وغيرها‬ ‫م��ن األس��اليب التي برع��وا فيها م��ن قبل‪ ،‬حتى ينش��غل‬ ‫عنهم الن��اس وال يتذكرونهم‪ ،‬يملكون األموال التي تحرك‬ ‫االقتص��اد‪ ،‬ويتحكمون باألس��عار‪ ،‬فيش��علونها ويقع اللوم‬ ‫على الثورة والثوار‪ ،‬انه صراع من أجل بقائهم أو بقائنا‪،‬‬ ‫فهل سنساعدهم على ذلك ونحول ثورتنا إلى فوضى‪.‬‬ ‫إن أرواح الشهداء باألعلى تنظر إلينا وتنتظر منا أن نعمل‬ ‫وأن نث��أر له��م بالكلمة الطيب��ة والمودة والح��ب‪ ،‬أن نثأر‬ ‫له��م بتنظيف ليبيا من الخون��ة والطابور الخامس‪ ،‬أن نثأر‬ ‫له��م بالتضحية بالقليل من أج��ل مصلحة ليبيا التي ضحوا‬ ‫بأرواحهم ف��دى لها ‪ ..‬دمائهم لم تجف بعد‪ ،‬ودموع الثكلى‬ ‫واألرامل واأليتام مازالت في مآقيها ‪...‬‬ ‫هل هناك من يستمع ؟؟ آلووو !!!‬

‫‪..‬اجليـــــــــش الوطين‬ ‫عن شعبهم وتراب ليبيا الحبيب‬ ‫عنده��ا فقط اليبقي مجال ليعيرنا احد بان الجيش‬ ‫غير قادر عن تحمل مسؤولياته وعاجز حتي عن‬ ‫حراس��ة حدودنا وان الحاجة س��تبقي إلي وجود‬ ‫السالح خارج الجيش الوطني الليبي‬ ‫إن الجيش الوطني الليبي يستطيع أن يحافظ علي‬ ‫ليبيا ويوحد الليبيين ليس بحكمهم فحكم العس��كر‬ ‫اليصنع ربيعا وتجربة الشعوب العربية تؤكد ذلك‬ ‫عبر واقع عش��ناه في ليبيا وسوريا حيث القذافي‬ ‫ومجموعة انقالب سبتمبر والي أين اوصلو ليبيا‬ ‫وللقي��اس البأس من االس��تدالل بم��ا يحدث في‬ ‫س��وريا فالقذافي جاء إلي السلطة بفضل العسكر‬ ‫وكذلك حافظ األس��د والفرق الوحيد بينهما هوان‬ ‫بشار األسد ورث حكم سوريا عن أبيه أما سيف‬ ‫القذافي فلم يسعفه الوقت ليرث الحكم أيضا‬ ‫إن أول الخاسرين من حكم العسكر هو العسكري‬ ‫نفس��ه فيتحول م��ن جندي يتش��رف بخدمة بالده‬

‫ويحترم��ه مواطني��ه ويمش��ي مزه��وا ببزت��ه‬ ‫العس��كرية بينهم بكل فخر إلي مجرد عامل عند‬ ‫ابن الحاكم العس��كري كما حدث عندنا بما سمي‬ ‫كتائب خميس وكتيبة المعتصم وكتيبة الس��اعدي‬ ‫أو م��ا يحدث اآلن في س��وريا حيث كتائب ماهر‬ ‫األس��د تقوم بقتل الشعب السوري علي غرار ما‬ ‫فعلت��ه كتائب خميس والمعتصم والس��اعدي بل‬ ‫إن الحاكم العس��كري هو من أهان العسكر ودمر‬ ‫مؤسس��تهم العسكرية فكما تخلي حافظ األسد عن‬ ‫الج��والن لتصبح وصمة عار ف��ي جبين الجيش‬ ‫الس��وري كذلك فعل القذاف��ي عندما زج بالجيش‬ ‫الليبي في حرب تش��اد وتخلي عنه ليكسر هيبته‬ ‫ويذل العسكر في الشارع الليبي ‪.‬‬ ‫لق��د وصل األس��د والقذاف��ي إلي الحك��م بعد أن‬ ‫اتهم��وا نظام الحكم المدني الدس��توري بالفس��اد‬ ‫والتقصي��ر في تجهيز الجيش في الحرب وما أن‬ ‫استلموا الحكم حتي فشلوا في الحكم والحرب معا‬

‫هذا يؤكد لنا أن ال ش��رف للعسكري و ال احترام‬ ‫للمؤسسة العسكرية إال بالحكم المدني الدستوري‬ ‫الذي يس��عي الليبيون إليه ونتلمس الخطي للسير‬ ‫في طريقه وكلنا أمل في تحقيقه‪.‬‬ ‫إن الثن��اء والش��كر والتقدي��ر واالحت��رام ال��ذي‬ ‫يحظي به الثوار وضباط وجنود الجيش الوطني‬ ‫من الليبيين وحت��ى من العالم رهين بمدي تحول‬ ‫الجمي��ع إلي العم��ل تحت راية الوط��ن وقوانين‬ ‫المؤسس��ة العسكرية ‪...‬فال س�لاح خارج الدولة‬ ‫وال اجتماع��ات وال ترش��يحات فمن يريد العمل‬ ‫بالسياس��ة من الثوار أن يسلم سالحه إلي الجيش‬ ‫ويعود إلي الحياة المدنية وكذلك من العسكريين‬ ‫من يريد أن يدخل إلي السياس��ة عليه االس��تقالة‬ ‫من الجيش والذهاب إلي الشرعية التي سيمنحها‬ ‫له الشعب الليبي من خالل صناديق االنتخابات‬

‫احلسني عبد الكريم املسوري‬


‫‪22‬‬

‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫من داخل “حجرة حرب” أوباما‬ ‫‪ -‬ترمجة ‪ :‬عبدالنبى أبوسيف ياسني‬

‫اجلزء الثانى‬ ‫ف��ى الجانب اآلخر‪ ،‬من الص��راع الداخلي فى‬ ‫إدارة أوباما‪ ،‬كان هن��اك وفاق وتضامن غير‬ ‫متوقّ��ع! ما بين أطراف محس��وبة على البيت‬ ‫األبي��ض وأطراف من وزارة الخارجية‪ ،‬وهم‬ ‫م��ن رأوا الفرص��ة الجيدة إلنته��اج تد ّخل ذو‬ ‫طابع إنساني صرف كان يُخطط لها منذ عقد‬ ‫م��ن الزمان‪ .‬فحت��ى هذه األح��داث الليبية‪ ،‬لم‬ ‫تسنح الفرصة ألمريكا‪ ،‬بأن تقود العالم لتجنّب‬ ‫ما حدث فى البوسنة وفى رواندا فى تسعينيات‬ ‫القرن المنفرط‪ ،‬عندما فشلت أمريكيا من آداء‬ ‫دورها القيادي اإلنس��انى‪ .‬ويه يتحقق ألوباما‬ ‫عكس ما تحقق لسلفه بوش المحافظ‪ ،‬من إدارة‬ ‫حرب لدواعي إنسانية بحثة‪.‬‬ ‫عل��ى رأس هذا الفريق‪ ،‬ومن أعلى األصوات‬ ‫المسموعة كانت سوزان رايس السفيرة القوية‬ ‫باألمم المتح��دة‪ ،‬بك ّل ما لديها من نفوذ‪ ،‬والتى‬

‫إنضمت إلى رايس فى حملتها‪ ،‬س��مانثا باور‪،‬‬ ‫برفس��ورة جامعة هارفارد الس��ابقة والحائزة‬ ‫عل��ى جائزة "بوليتزر" على كتابها " مش��كلة‬ ‫من الجحيم" والذى يطالب دول الغرب التد ّخل‬ ‫– ولو بالسالح ‪ -‬من أجل تجنّب مجازر مثل‬ ‫البوسنة ورواندا ودارفور‪.‬‬ ‫ومثل رايس‪ ،‬كان لباور‪ ،‬مشاكل هى األخرى‬ ‫م��ع هيل��رى كلينت��ون ع��ام ‪ 2008‬عندم��ا‬ ‫كان��ت هى أيضا ً مستش��ارة ألوباما فى حملته‬ ‫الرئاس��ية‪ ،‬واضطرت لتقديم اس��تقالتها عندما‬ ‫وصفت هيلرى بالوحش فى مقابلة تلفزيونية‪..‬‬ ‫ول��م يتصالح��ن إالّ عندما توسّ��ط ريتش��ارد‬ ‫هولبروك للسالم بين المرأتين القويتين‪.‬‬ ‫الصوت المهم الذى كان يسعى له كال الطرفين‬ ‫المتضادي��ن ح��ول أزم��ة ليبي��ا‪ ،‬كان صوت‬ ‫هيل��رى كلينتون‪ ،‬وس��عى ك ّل ط��رف جاهداً‬

‫زيارة سوزان رايس إلى مدينة بنغازي‬

‫سبق لها ولسنوات أن اعتذرت على فشلها فى‬ ‫الدفع للتد ّخل فى أزمة رواندا‪ ،‬عندما كانت من‬ ‫ضمن فريق األمن القومى تحت إدارة الرئيس‬ ‫كلينتون‪ " .‬ك��م تمنيت لو رفعت صوتى بحدة‬ ‫على أن أبقى صامتة" هكذا قالت وقتها "حتى‬ ‫وإن رأت مس��تقبلها السياس��ي يحت��رق نتيجة‬ ‫ذلك"‪.‬‬ ‫الرئي��س أوباما ل��م يختارها فق��ط كأوّل إمرأة‬ ‫من أصول أفريقي��ة أمريكية‪ ،‬بل وجعلها أوّل‬ ‫س��فير على درجة وزير فى إدارته‪ ،‬مما يعنى‬ ‫الرجوع إليه مباشرة دون المرور على وزيرة‬ ‫الخارجية كلينت��ون‪ ،‬والتى معها‪،‬كانت مواجه‬ ‫حساس��يات مع آل كلينتون بس��بب تخليها عن‬ ‫معس��كرهم اإلنتخابى‪ ،‬واإلنضم��ام مبكراً فى‬ ‫حملة أوباما اإلنتخابية‪ ،‬كمستش��ارة للسياس��ة‬ ‫الدولية ضد منافسه األكبر‪ ،‬هيلرى كلينتون‪.‬‬ ‫فى خطابها األوّل فى مجلس األمن سنة ‪،2008‬‬ ‫طالبت رايس المجتمع الدولى مسئولية التد ّخل‬ ‫وحماية المدنيين بحسم وسرعة‪ ..‬وعليه‪ ،‬بناءاً‬ ‫على ق��ول أحد المس��ئولين ف��ى اإلدارة‪ّ ،‬‬ ‫فإن‬ ‫رايس قامت ف��ور بداية اإلزمة الليبية‪ ،‬بإعداد‬ ‫مشروع قرار أممى مع فريقها باألمم المتحدة‬ ‫حتى قبل أن تتقدم لبنان بطلبه‪.‬‬

‫إلستقطابه‪ .‬كانت كلينتون متخوفة من التد ّخل‬ ‫فى ليبيا لسببين‪ ،‬األوّل‪ ،‬هو عدم التحصّل على‬ ‫ع��دد كاف من الحلف��اء للدخول ف��ى عمليات‬ ‫عس��كرية ثالثة؛ والثانى‪ ،‬هو خوفها ّ‬ ‫أن يفش��ل‬ ‫التد ّخل العسكرى المحدود‪ ،‬فى إزالة القذافى‪،‬‬ ‫وبالتالى ستفقد أمريكا هيبتها أمام العالم‪ .‬بدأت‬ ‫كلينتون فى تغيير موقفها واإلبتعاد عن وزير‬ ‫الدف��اع جيتس‪ ،‬عندما علمت ف��ى ‪ 12‬مارس‬ ‫أن الجامعة العربية تؤيّد التد ّخل العسكرى فى‬ ‫ليبيا‪ ،‬وكذلك رفض ش��باب ثورة مصر لقائها‬ ‫فى القاهرة يوم ‪ 15‬مارس؛ ورأت أن ال تكرّر‬ ‫التقصير مع الشباب الليبي‪ ..‬وبالتالى إنضمت‬ ‫إل��ى فريق رايس وباور‪ ،‬لتصبح المرأة القوية‬ ‫الثالث��ة ف��ى اإلدارة الت��ى تواف��ق على فرض‬ ‫الحظ��ر والتد ّخل العس��كرى لحماية المدنيين‪،‬‬ ‫وه��و ما يفسّ��ر تح��وّل موقفه��ا ال��ذى تغيّر‪،‬‬ ‫خالل س��اعات فق��ط من لقاء محم��ود جبريل‬ ‫فى باري��س ورأت فى األزم��ة الليبية فرصة‬ ‫لتصحيح موق��ف أمريكا المتأخ��ر من الثورة‬ ‫المصرية‪.‬‬ ‫الرئيس أوباما رأى الش��يئ نفس��ه فى األزمة‬ ‫الليبية‪ ،‬وش��عر بت��ردده حيال ث��ورات الربيع‬ ‫العربى المبكرة فى كل من تونس ومصر‪ .‬فى‬

‫البداية آثر تجميد ‪ 30‬مليار من األموال الليبية‬ ‫وتخصي��ص ‪ 10‬مليون كمس��اعدات لالجئين‬ ‫الليبيي��ن‪ ،‬فقط كرد فع��ل أمريكي مبدئي‪ .‬غير‬ ‫أن – مجل��ة الرولينغ س��تونز– علمت أنه بدأ‬ ‫جديّ��ا ً فى يوم ‪ 6‬م��ارس‪ ،‬عندما رأي رد فعل‬ ‫القذاف��ى العس��كرى ضد ش��عبه‪ ،‬ف��ى تكليف‬ ‫إدارة األم��ن القوم��ى‪ ،‬بتأس��يس ف��رق عمل‬ ‫يخص ليبي��ا‪ ،‬وط��رح س��يناريوهات " اليوم‬ ‫التالى " لس��قوط القذافى‪ ،‬وما س��يحدث ومن‬ ‫س��يأتى بعده‪ ،‬بخالف عج��ز إدارة بوش القيام‬ ‫بذل��ك قبيل غزو الع��راق‪ .‬كما كلّف الخارجية‬ ‫وإدارة اإلس��تخبارات المركزية بإستكش��اف‬ ‫اإلحتم��االت الت��ى تعقب س��قوط القذافى وما‬ ‫ق��د يترتّ��ب عنها من فراغ أو ح��روب أهلية؟‬ ‫وهل س��نحتاج لقوات حفظ س�لام أممية؟ وإن‬ ‫ص�� ّح ذلك فكم العدد الذى س��نحتاجه؟ واألهم‬ ‫كيف سيتم دمج الجماعات الليبية المسلّحة فى‬ ‫المجتمع حال انتهاء مهمتها؟ من اليوم األوّل‪،‬‬ ‫السؤال الذى شغله هو ‪" :‬حسناً‪ ،‬ماذا سيحدث‬ ‫ف��ى الس��احة الليبية عن��د ذه��اب القذافى من‬ ‫الصورة؟" وهو ما كرّره للكاتب تونى بلينكين‬ ‫أحد مستشارى األمن القومى بالبيت األبيض‪،‬‬ ‫" هل ما سيأتى‪ ،‬أحسن أم أسوأ أم الفرق؟"‪.‬‬ ‫بالرغ��م أن مستش��ار األمن القوم��ى كان من‬ ‫المعارضي��ن للتد ّخ��ل‪ ،‬إالّ أنه ش�� ّدد على قيام‬ ‫حوار كامل م��ع المؤيدين للتد ّخل العس��كرى‬ ‫ومن ضمنه��م باور‪ " ،‬كانت خب��رة باور فى‬ ‫مس��ائل القضايا اإلنس��انية حيويّاًبالنس��بة له"‬ ‫كم��ا قال أحد رج��ال البيت األبي��ض‪ " .‬ألنها‬ ‫كانت تملك انسكلوبيديا – موسوعة ‪ -‬بمفردها‬ ‫لم��ا تم إنجازه‪ ،‬وما لم يت��م تحقيقه فى التاريخ‬ ‫الحديث؛ وما فعله وما لم يفعله كلينتون وغيره‬ ‫من السياس��يين‪ ،‬وما توفّر لديهم من خيارات‪,‬‬ ‫وكي��ف تتفاقم األم��ور وفق المعطي��ات‪ ،‬وما‬ ‫النتائ��ج المتوقع��ة‪ " ،‬لق��د كانت تض��ع النقاط‬ ‫على حروف ك ّل سيناريو‪ ،‬كما فعل مثلها‪ ،‬فى‬ ‫تحليل ودراس��ة ثورة مص��ر‪ ،‬مايكل ماكفول‬ ‫ال��ذى ق ّدم تقريراً للرئيس س��مكه ‪ 6‬بوصات‪،‬‬ ‫درج في��ه كاف��ة الس��يناريوهات المتوقعة فى‬ ‫مصر بعد سقوط مبارك‪.‬‬ ‫م��ن أجل الحص��ول عل��ى آراء مختلفة حول‬ ‫الوضع فى ليبيا والربيع العربى‪ ،‬استشار كبار‬ ‫موظفى البيت األبيض فى بداية شهر فبراير‪،‬‬ ‫العدي��د م��ن الخب��راء المس��تقلين‪ ،‬ف��ى صالة‬ ‫روزفلت بالبت األبيض‪ ،‬بما فيهم ش��خصيات‬ ‫إنتق��دت أوباما‪ ،‬مث��ل إلي��وت إبراهامز الذى‬ ‫م��ع‪ ،‬مستش��ار بوش وريغ��ان الس��ابق‪ ،‬بول‬ ‫وولفويتز‪ ،‬اللذان كانا من ضمن ‪ 40‬ش��خصية‬ ‫أمريكي��ة وقع��ت على رس��الة ألوبام��ا تحثّه‬ ‫للتد ّخ��ل العس��كرى م��ن أجل ضمان س�لامة‬ ‫المواطنين الليبيين‪.‬‬ ‫منذ بداية ش��هر مارس‪ ،‬قاد أوباما المناقش��ات‬ ‫ح��ول ليبي��ا بنفس��ه‪ ،‬وس��أل وتحق��ق بعم��ق‬ ‫م��ع الجميع‪ ،‬كم��ا كان يلته��م ك ّم��ا ً هائالً من‬ ‫المعلومات من طرفى الحوار‪ " .‬كان حقا ً فعّاالً‬ ‫فى توجيه أس��ئلة حادة لطرف ت��ارة‪ ،‬ثم يعود‬ ‫ويس��أل الطرف الثانى عكس س��ؤال األوّل"‪،‬‬ ‫كما ذكر لى أحد كب��ار موظفى إدارته‪ " .‬إنّك‬ ‫ال تس��تطيع توقّع من أين سيواجهك بالسؤال‪،‬‬

‫ولكن��ك تعرف بأنك أمامه يجب أن تكون ملما ً‬ ‫إلماما ً تاماً‪ ،‬ودقيقا ً وصادقا ً فيما تقول له"‪.‬‬ ‫لقد احتفظ أوباما برأيه وتحليالته لنفسه طوال‬ ‫الوقت‪ ،‬وبطريقة لم يش��عر به��ا كال الطرفين‬ ‫حتى آخر لحظة القرار‪.‬‬ ‫لقد ط��رح أوبام��ا للفريقي��ن مبادئه الخمس��ة‬ ‫للتد ّخ��ل فى ليبيا‪ّ :‬‬ ‫أن يك��ون التد ّخل فعاالً‪ ..‬أن‬ ‫يكون بمشاركة عالمية‪ ..‬أن ال يخالف القانون‬ ‫الدول��ى‪ ..‬أن ال يش��مل أحذي��ة أمريكي��ة على‬ ‫األرض‪ ..‬وأخيراً‪ّ ،‬‬ ‫أن يكون من أجل الوصول‬ ‫إلى هدف واضح وممكن اإلنجاز‪.‬‬ ‫فى أحد اإلجتماعات‪ ،‬أفاد توم مالينوسكى وهو‬ ‫م��ن الهيومان رايتس ووت��ش‪ ،‬بأن عدم تدخل‬ ‫أمري��كا لحماي��ة الليبيين‪ ،‬س��ينتج عن��ه مذابح‬ ‫ومعاناة قاس��ية للش��عب الليب��ي‪ .‬وفى الطرف‬ ‫النقي��ض أفاد بع��ض الحاضرين ب��أن تحليل‬ ‫مالينوس��كى في��ه وص��ف وردي للمتمردي��ن‬ ‫وغير مس��ئول‪ ،‬حسب تحليل ستيف كليمونس‬ ‫م��ن مؤسس��ة أمري��كا الجدي��دة‪ ،‬ووص��ف‬ ‫المتمردي��ن الليبيين بأن بعضه��م من بلطجية‬ ‫القذاف��ى القدام��ي‪ ،‬وخليط م��ن اإلصالحيين‬ ‫المترفعين‪ ،‬وأعداد من اإلسالميين المتشددين‪،‬‬ ‫وربما من بينهم بعض أعضاء تنظيم القاعدة‪.‬‬ ‫وقال مخاطبا ً مالنوس��كى أم��ام أوباما‪ ":‬يجدر‬ ‫بك الدعاء ّ‬ ‫بأن يك��ون المتمردون الليبيون هم‬ ‫ّ‬ ‫كما تصفهم‪ ..‬وإال سوف لن تقوم لهم قائمة بعد‬ ‫إنهيار القذافى"‬ ‫ف��ى ‪ 10‬مارس بدأت ق��وات القذافى هجومها‬ ‫المض��اد‪ ،‬وموق��ف المتمردي��ن الليبيي��ن ب��دأ‬ ‫ف��ى تقهق��ر مضط��رد‪ ،‬فم��ع اقت��راب عطلة‬ ‫األس��بوع‪ ،‬تقول مصادرن��ا أن البيت األبيض‬ ‫أصبح يميل ناحية تس��ليح المتمردين بأس��لحة‬ ‫يحتاجونه��ا وغير مكلف��ة‪ ..‬ودون الحاجة إلى‬ ‫حظ��ر ج��وي أو القيام بضرب��ات جوية؛ وأيّد‬ ‫مستش��ار الرئي��س لألمن القومي ه��ذا الخيار‬ ‫ال��ذى يجنّ��ب الوالي��ات المتح��دة المواجه��ة‬ ‫العسكرية مع نظام مع ّمر القذافى‪ .‬غير ّ‬ ‫أن هذه‬ ‫الخطة أزعجت السيّدة سلوتر‪ ،‬رئيسة اإلدارة‬ ‫السياس��ية الس��ابقة ب��وزارة الخارجية‪ ،‬والتى‬ ‫برزت هى األخرى م��ن أكبر مؤيّدى التد ّخل‬ ‫ّ‬ ‫ب��أن البيت األبيض‬ ‫العس��كرى‪ " .‬لقد إقتنعت‬ ‫كان يمي��ل إل��ى تس��ليح المتمردي��ن" قال��ت‬ ‫البرفسورة س��لوتر‪ ،‬المحاضرة حاليا ً بجامعة‬ ‫برينستون‪ " .‬لقد شعرت بأنها أسوأ الخيارات‪،‬‬ ‫وال يمكنها النجاح‪ ،‬بل وتجعل األوضاع أسوأ‬ ‫بالنسبة للشعب الليبي‪ ".‬ففى الوقت الذى يستلم‬ ‫فيه المتمردون الس�لاح – وقد يس��تغرق ذلك‬ ‫أس��ابيعا ً – كانت جازمة ّ‬ ‫بأن القذافى سيسيطر‬ ‫أثناءها على بنغازى‪.‬‬ ‫يوم اإلثنين‪ 14 ،‬مارس‪ ،‬وفى نفس اليوم الذى‬ ‫س��تقابل فيه كلينتون محمود جبريل بباريس‪،‬‬ ‫نش��رت س��لوتر‪ ،‬مقالة فى النيويورك تايمز‪،‬‬ ‫تته��م فيها الواليات المتح��دة وحلفاءهابالعبث‬ ‫ف��ى الوقت الذى تحترق فيه ليبيا‪ ،‬هكذا صرخ‬ ‫عنوان مقالتها‪.‬‬


‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫‪23‬‬

‫موت رجل عرس شعب‬ ‫عمر الككلي‬ ‫كن��ت أس��ير في أحد أهم ش��وارع طرابلس‪ ،‬بعد انتش��ار‬ ‫الخب��ر‪ ،‬الذي لم يتأك��د حينها‪ ،‬عن مقتل معم��ر القذافي‪،‬‬ ‫صحب��ة ابني األكبر حيان البالغ من العمر ‪ 17‬س��نة‪ .‬كنا‬ ‫نس��مع أصوات األعيرة الناري��ة المختلفة احتفاال وتهليال‬ ‫للخب��ر‪ .‬كان حيان يقول لي‪ ،‬بثق��ة الخبير‪ :‬هذا صوت آر‬ ‫ب��ي جي‪ ،‬هذا صوت ‪14‬ونصف‪ ،‬هذا ‪ ،.. .24‬وكنا حين‬ ‫نس��مع إطالق��ات بندقية نضحك (لم تع��د البندقية في ليبيا‬ ‫تعتبر س�لاحا ذا ش��أن!!)‪ .‬كان حيان موجودا‪ ،‬مع أسرة‬ ‫جدت��ه ألمه‪ ،‬في مدينة الزواي��ة‪ ،‬وحين دخلها الثوار‪ ،‬في‬ ‫ش��هر أغس��طس (رمضان)‪ ،‬وتركز على أحيائها قصف‬ ‫كتائب القذافي العشوائي لم يكن ممكنا إخراجه من هناك‪،‬‬ ‫فع��اش أياما صعبة" ينام" و"يس��تيقظ" على وقع إطالق‬ ‫النار‪ ،‬المعايش��ة التي أكس��بته قدرة عل��ى تمييز أصوات‬ ‫األعيرة النارية لمختلف األس��لحة أكثر‪ ،‬ربما‪ ،‬من قدرته‬ ‫على تمييز أصوات أقاربه وأصدقائه! كان يتحس��ر على‬ ‫أن��ه لم يحضر معه بندقيته الكالش��نكوف كي يس��اهم في‬ ‫التعبير ع��ن الفرحة‪ ( .‬منذ البداية كان متحمس��ا للتطوع‬ ‫والذه��اب للقتال في الجبهات م��ع الثوار‪ ،‬غير أنني كنت‬ ‫أثنيه بحجة أنه قاص��ر وغير متدرب‪ ،‬لكن أمام إصراره‬ ‫وخوفا من أن يهرب في غفلة مني‪ ،‬رضخت لحل وس��ط‬ ‫يقضي بأن ينضم إلى المجلس العس��كري بالحي ويشارك‬ ‫في حراسته)‪.‬‬ ‫قب��ل ذلك كان��ت الفرحة تعم المدينة بخبر تحرير س��رت‬

‫وكن��ت أجل��س مع��ه ف��ي مقه��ى صغي��رة بح��ي زاوية‬ ‫الدهمان��ي‪ ،‬القريب من وس��ط المدينة‪ ،‬حين صاح بعض‬ ‫ال��رواد مهللين بأن معمر القذافي قد مات وعلت أصوات‬ ‫التهليل والتكبير‪ .‬أنا وحيان تش��ككنا بالخبر وكنا نخش��ى‬ ‫أن يتكش��ف عن أنه غير صحيح مث��ل كثير من الحاالت‬ ‫السابقة عن أبناء القذافي سيف اإلسالم وخميس ومعتصم‪.‬‬ ‫دخلت المقهى ألستطلع جهاز التلفزيون المفتوح وشاهدت‬ ‫الخب��ر مكتوبا على شاش��ة قناة الجزيرة التي تنس��به إلى‬ ‫مصادرها‪ .‬الخبر غير مؤكد‪ .‬س��معت شخصا يصيح في‬ ‫هاتفه‪ :‬الكلب مات! الكلب مات! اقتربت من أحد الش��باب‬ ‫المهللين الواقفين أمام المقهى وقلت له‪ :‬أخش��ى أن يكون‬ ‫الخبر غير صحيح‪ .‬قال بأنه يتمنى أن يكون صحيحا‪ ،‬ثم‬ ‫أض��اف ب��أن المهم في األمر هو تحرير س��رت ألن ذلك‬ ‫يعني أن تحرير ليبيا قد تم‪.‬‬ ‫ركبن��ا أن��ا وحي��ان س��يارتنا وتحركنا‪ .‬كانت الش��وارع‬ ‫مزدحمة والهواء مش��بعا برائحة وطاقة مش��اعر النصر‬ ‫المنبعث��ة من أصوات أبواق الس��يارات وصيحات الفرح‬ ‫والتكبير الصادرة من حناجر الرجال والنس��اء واألطفال‬ ‫ورفرفة أعالم االس��تقالل تلوح بها األذرع النش��طة من‬ ‫نوافذ الس��يارات والواقفين على األرصفة والسائرين في‬ ‫الش��وارع‪ ،‬وكلما اقتربنا من وسط المدينة كان االزدحام‬ ‫يزداد وبعض الش��وارع منع��ت حركة الس��يارات فيها‪.‬‬ ‫وكان الثوار وأفراد الشرطة الذين ينظمون حركة المرور‬

‫متهللين ويلوحون باألعالم وإشارات النصر‪.‬‬ ‫بعد أن وجدنا مكانا إليقاف س��يارتنا‪ ،‬نزلنا‪ ،‬وتمكنت أنا‬ ‫من مراقبة حركة الشارع بشكل أفضل‪.‬‬ ‫كانت السيارات تزدحم بالراكبين المحمولين على أمواج‬ ‫الفرح القوية (بعضها كانت أسطحها أيضا مشغولة)‪ .‬على‬ ‫ظهر إحداها كان مجموعة من الش��باب يغنون ويصفقون‬ ‫وواحد منهم يرتدي باروكة هائجة إش��ارة إلى تس��ريحة‬ ‫القذافي الشهيرة الذي يسمى" أبوشفشوفة(الشعر األشعث‬ ‫غير المرتب)" نس��بة إليها‪ .‬ش��اب آخر يقف في ركن من‬ ‫ميدان الجزائر حامال رسما كبيرا يمثل بورتريها للقذافي‬ ‫مرتديا زيا نسائيا ليبيا تقليديا‪ .‬شابة صغيرة جميلة ترتدي‬ ‫مالبس نسائية عصرية تظهر بجذعها الرشيق من النافذة‬ ‫الخلفية للسيارة التي تقودها امرأة وفيها امرأتان أخرييان‪،‬‬ ‫يبدو أنهن نس��اء من أسرة واحدة‪ ،‬وتخاطب شبابا واقفين‬ ‫عل��ى الرصي��ف بتهلل طالبة من أحدهم ركوب الس��يارة‬ ‫معهن(الغالب أنه من نفس األسرة)‪ .‬النساء من السيارات‬ ‫كن‪ ،‬على غير العادة‪ ،‬يلوحن للرجال المارين أو الواقفين‬ ‫على األرصفة بإشارات النصر‪.‬‬ ‫ف��ي ميدان الش��هداء‪ ،‬كان االزدحام أكثر كثافة واألعيرة‬ ‫الناري��ة أكثر ت��رددا وأعلى دويا‪ .‬طلب من��ي حيان عدم‬ ‫دخول الميدان خوفا علي من االزدحام ورائحة المقذوفات‬ ‫النارية الخانقة‪ ،‬كما قال‪ .‬س��معت صوتا يناديني باسمي‪،‬‬ ‫وحين التفت وجدت ثائرا ش��ابا من الرجبان (يرتدي زيا‬ ‫عس��كريا ويتأبط بندقي��ة) أعرفه فس��لمنا وتبادلنا التهاني‬ ‫وحديثا قصيرا حول آمالنا وهواجسنا بشأن مستقبل البالد‪.‬‬ ‫ونحن نعود بالسيارة كانت امرأة توزع الحلوى بالشارع‬ ‫عل��ى أف��راد الس��يارات الم��ارة‪ .‬وعند مرورن��ا بإحدى‬ ‫البواب��ات طلب مني أحد الثوار الش��باب بتهليل وأدب أن‬ ‫أش��عل أضواء التنبي��ه البرتقالية‪ ،‬انتبه��ت حينها إلى أن‬ ‫معظم الس��يارات تفعل ذلك‪ .‬على مسافات متقاربة بطول‬ ‫طريق الس��ور المحيط بطرابلس (والذي اكتس��ب اس��مه‬ ‫من الس��ور الذي أقامه اإليطاليون لحراس��ة طرابلس من‬ ‫المقاتلين الوطنيين الليبيين) كان كثير من األفراد يكبرون‬ ‫متهللين ويرش��ون المارة بالماء المخلوط بخالصة زهر‬ ‫البرتقال‪ ،‬وه��و طقس تقليدي يفعل��ه الليبيون في حفالت‬ ‫عق��د القران وال��زواج‪ .‬أحده��م صاح وهو يرش��نا بماء‬ ‫الزهر هذا‪ :‬حياة جديدة! حياة جديدة!‪.‬‬ ‫قال حيان‪:‬‬ ‫تصور‪ ،‬موت رجل عرس شعب!‬ ‫* األص��ل العرب��ي (م��ع تعديالت طفيف��ة) للمقال الذي‬ ‫نش��رت ترجمت��ه اإلنغليزي��ة ف��ي ‪The New York‬‬ ‫‪ Times‬الجمع��ة ‪ 2011 10- 21-‬تح��ت عن��وان‪In :‬‬ ‫‪Tripoli, Blaring Horns and Shouts of Joy‬‬


‫السنة األولى العدد ‪ 13 ( 31-‬ديسمبر‪)2011‬‬

‫( إعــالن عن مناقصة عامـة )‬

‫جهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي‬ ‫يعل���ن جهاز تنفيذ وإدارة مش���روع النهر الصناعي عن طرح عطاء مناقصة عامة بش���أن تقديم خدمات اإلعاش���ة والنظافة‬ ‫العامة بمواقع المش���روع في كل من (الحساونة والش���ويرف والسدادة ومركز الدعم بقصر بن غشير وترهونة والقره بوللي‬ ‫وأبوزيان) التابعة لمنظومة الحس���اونة ‪ /‬س���هل الجفارة‪ ،‬فعلى الشركات والتش���اركيات المتخصصة والتي ترغب بالمشاركة‬ ‫في هذه المناقصة التقدم إلي جهاز تنفيذ وإدارة مش���روع النهر الصناعي بمقره الكائن ببنغازي وذلك لس���حب مستندات طلب‬ ‫العروض (كراسة الشروط والمواصفات) في أوقات الدوام الرسمي ابتدا ًء من تاريخ نشر هذا اإلعالن وفقا ً للشروط التالية‪-:‬‬ ‫‪ )1‬أن يكون لدى المتقدم الخبرة والقدرة على تنفيذ مشاريع مشابهة لموضوع المناقصة‪.‬‬ ‫‪ )2‬أن يرفق المتقدم بعرضه المستندات الدالة على خبرته وصورة رسمية لعقد التأسيس والنظام األساسي والوضع المالي له‪.‬‬ ‫‪ )3‬يمكن للمتقدمين شراء مستندات طلب العروض حتى يوم الخميس الموافق ‪ 2012 /01 /12‬م‪.‬‬ ‫‪ )4‬أن تكون صالحية العروض سارية المفعول لمدة ستة (‪ )6‬أشهر من تاريخ تقديمها‪.‬‬ ‫‪ )5‬مقابل س���حب مس���تندات طلب العروض يدفع مبلغ مالي وقدره (‪ 1000‬د‪.‬ل) ألف دينار غير قابلة للترجيع وذلك بموجب‬ ‫صك مصرفي يودع بحس���اب جهاز تنفيذ وإدارة مش���روع النهر الصناعي رقم (‪ )550020‬طرف مصرف الوحدة وكالة النهر‬ ‫الصناعي بمدينة بنغازي‪.‬‬ ‫‪ )6‬يرف���ق بالعروض المقدمة تأمين ابتدائي قدره (‪ 20,000‬د‪.‬ل) عش���رون أل���ف دينار ال غير وذلك بموجب صك مصدق يتم‬ ‫ترجيعه لمن ال يرسي عليهم العطاء‪.‬‬ ‫‪ )7‬تُقدم العروض (التجارية والفنية) بواقع أصل وثالثة نسخ إلى أمين سر لجنة العطاءات بمقر الجهاز ببنغازي في مظاريف‬ ‫مغلقة ومختومة بالشمع األحمر بحلول الساعة الثانية عشرة (‪ )12‬ظهراً من يوم األحد الموافق ‪ 2012 /01 /15‬م حيث سيتم‬ ‫فتح المظاريف فى جلسة علنية بحضور مندوبين عن الشركات والتشاركيات المتقدمة‪.‬‬ ‫‪ )8‬لمزي ِد من االستفسارات يرجى االتصال باألرقام التالية ‪-:‬‬ ‫هاتف‪ /‬بريد مصور ‪-0612223705 -0612238347 -:‬‬ ‫إدارة مشروع النهر الصناعي‬

‫عدسة ‪ :‬أمحد العرييب‬

‫جممع تيبسيت السياحي مبركز مدينة بنغازي يضم ‪ 250‬غرفة ‪ 22 ،‬جناحا ممتازا و ‪ 8‬أجنحة رئاسية‬ ‫‪Tel + 218 61 909 0016, 909 0017 Fax + 218 61 909 0016‬‬ ‫‪http://www.tebistyhotel.com‬‬ ‫العدد ‪ 13( 31‬ديسمبر‪2011‬م)‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.