ق الى جنيف الطري ُ •
أحمد الفيتوري
الليبيون ذكرياُتهم سيئة مع سويسرا ،فقبل مئة عام وبالتحديد عام 1912 وعقب احتلل ليبيا بالقوة من قبل إيطاليا ،وفي المدينة السويسرية لوزان التي تبعد 60كلم عن جنيف تم توقيع معاهدة اوشي بين المبراطورية العثمانية أو الرجل المريض -كما ُوصفت المبراطورة حينها -والمملكة اليطالية ،المعاهدة التي بموجبها سلم من ل يملك ضمت في مرسوم ملكي لمن اعتدي ليبيا التي بموجب هذه المعاهدة ُ الى إيطاليا ،وقد وجد الليبيون فجأة أنفسهم مواطنين ايطاليين فقابلوا هذا العسف بكفاح ُمسلح ،كانوا وحدهم حينها من يقود حربا مسلحة مرة .وثمة كتاب للمؤرخ الليبي عبد الكريم الوافي ُيحلل ضد دولة ُمستع ِ معاهدة اوشي تحت عنوان " الطريق الى لوزان " ،ولعله ليس ثمة علقة مباشرة بين لوزان وجنيف غير أن الليبيين في الحالين تجرى ُمباحثات حول مصيرهم في ذات البلد ،وأن بين جنيف ولوزان قرنا من ب بدأت الزمان لم ُيحقق فيه الليبيون دولتهم المدنية بل دخلوا في حرو ٍ هدنة مرة ومرة . ف حتى الساعة وإن تخللها ُ ولم تتوق ْ من لوزان الى جنيف طال الطريق ،ومن عام 1912الى عام 2014طال الزمان ،وكأنما الليبيين محلك سر! في مطلع العام الرابع عشر بعد اللفين وفي خضم حرب أهلية وكد العالم وخاصة الوربيون أن الحوار الوطني الليبي أو حوار جنيف هو الفرصة الخيرة لليبيا ،وان لم تكن كذلك حرفيا فإنها الطريق الوحيد لنقاذ شعب يسكن الصحراء الكبرى ه ُمهددة ان ُتحول لسباب عدة لوكرٍ وله أكبر شاطئ على المتوسط وبلد ُ للرهاب. حوار جنيف اذا طوق النجاة من الغرق في بحر الظلمات الذي اتخذ من المنطقة وسيلة ،ليبيا البطن الرخوة فيها ،ولعل البيان الذى صدر عن الجلسة الولى عن الحوار قد بين ادراك المتحاورين ورعاة الحوار لذلك ،ومن هذا وكد البيان على ثوابت للحوار وأشار الى تفاصيل هي المنطلقات الساس لي حوار وطني يهدف لستعادة بلد من أسر
القتتال والعنف أول ،ويرسم خارطة طريق للفتكاك من هذا السر بالبناء وبوضع حجر الساس لدولة مدنية ،والبيان وكد على ذلك بإجماع الحضور ،وهذه خطوة أولى مهمة وضرورية لفك الشتباك مع أطراف ل ومن ثمة العالم عبر قرارات ، إرهابية ادانها البيان كما ادانها الليبيون ك ٌ وكأنما البيان إقرار وصبغ توقيع على فحوى تلكم القرارات . هكذا أظهر البيان وبالساس حوار جنيف أنه الفرصة الخيرة التي اغتنامها جاء كما لو كان فرزا بين معتدين على الوطن والشرعية وارهابيين يبررون فعلتهم بالتغيب عن الحوار الذي كما رسالة أين ينحاز كل طرف وما أهدافه من هكذا انحياز ،لقد حصحص الحق في حوار جنيف من جلسته الولي وشهد على ذلك المم المتحدة كافة. مبين والفاتحة الجلسة الولى مجرد جلسة افتتاح لكنها المفتتح ال ُ الفصل ،وحوار جنيف ماراثون السلم المجتمعي الليبي فيه الخطوة الولى تثقل الكاهل لكن الثانية فيه اسلس ،حيث أننا في الولي كنا نبحث عن اجماع لكن في التالية نبحث عن الفاعلية ،والنخبة المتحاورة بينت مسئوليتها التاريخية وحنكتها وحسمها وأن الشخصيات عند المستوى ،مثل امحمد شعيب من اعرفه واعرف انه مثابٌر صبور وصاحب أذنين وفم واحد حيث فقد الليبيون حاسة النصات ،ومن بيان الجلسة الولى رسمت خارطة طريق شابها ُمصطلح المحافظة على مبادئ ثورة فبراير ما ُيذكرنا بالمساس بثورة الفاتح العظيم فظهر كنسج على المنوال . لن كل نزاع بشرى مآلُه الحوار فإن الطراف التي جنحت للسلم والمجادلة بالتي هي أحسن غدت القوى لن سلحها أقوى ما يملكُه البشر :العقل ،أما المخالب فقد بينت تجربة البشرية أنها في الخير الضعف وسياسة تثبيت ما على الرض سياسة عقيمة يقتلعها تفاؤل الرادة والمقاومة ،ولهذا الطريق الى لوزان ونتاجه معاهدة أوشى ذهبت أدراج الرياح. نحن جميعا ليبيون وأمم متحدة ،دول جوار ومؤسسات عربية ودولية ملزمون بحمل سلح الحوار ،حوار جنيف والبيان المنبثق عنه ،والطاولة المستديرة للحوار في جنيف ليس لنا خيار غير توسيعها على الرض وفي الوطن وخارجه ومع كل أطياف الحوار ،والعمل بكل قوة وعلنا ضد مؤججي النار.
الجلسة التالية علينا أن نعقدها في كل بيت وكل مجلس ومؤسسة وميدان وشارع لدعم حوار جنيف ،لنعقد ملتقي حيث تسنى ذلك في الوطن ،في مصراته قبل وفي بنغازي وفي دول الجوار وغيرها ،الجلسة التالية تنطلق وخارطة الطريق البيان الول تنطلق بين أي مجموعة صغيرة كانت او كبيرة ،ولنعمل أن يشاركنا فيها كل راغب في الدعم وقادر من مؤسسات دولية وعربية وجماعات دعم ،كاتحاد المحامين العرب او نقابة الصحفيين المصرية او التونسية ومن منظمات دولية ،ودعوة افراد لهم ثقل دولي او عربي لجل حشد الدعم لبيان السلم الليبي الذي يعنى البشر جملة ،خاصة وأن حوار جنيف جاء في لحظة مفارقة وهامة نفكما ذهب الليبيون الى جنيف فإن السوريين ذاهبون الى موسكو كما ذهب العالم الى باريس ،علينا ان نكون هنا والن حيث شرعت الشرعة وفتحت البواب... ُ