تركيا امبراطورية الموت أحمد الفتوري

Page 1

‫ُتركيا امبراطوُر الموت‬ ‫•‬

‫أحمد الفيتوري‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫ت سريري منذ القرن التاسع عشر حين‬ ‫ظلت تركيا تعاني من مو ٍ‬ ‫عرفت بالرجل المريض ‪،‬وصابت اسطورة العنقاء تركيا أي أنها‬ ‫ُ‬ ‫الرجل المريض لكنها أيضا الرجل الذي ل يموت ‪ ،‬وانتعشت هذه‬ ‫السطورة مع التيار السياسي اليميني ‪ ،‬من اتخذ من السلم‬ ‫قناعا ‪ ،‬وصار ُزعماء هذا التيار يظنون أنهم خليفة المسلمين‬ ‫‪،‬ووجدت هذه السطورة عند القوميين الجدد في تركيا صدى‬ ‫فأعادوا اصطفافهم ‪،‬وقد كان الفرس المسلمين ) الفرس‬ ‫الشيعة ( عقب ثورة ‪1979‬م خير حافز لهم في بزوغ الوهم‬ ‫المبراطوري ‪،‬الوهم الذي عملت الوليات المتحدة ‪/‬المبريالية‬ ‫على دعمه لنه يزيد من نفوذها في تركيا ‪،‬ومن ثمة في العالم‬ ‫متمرد ) الشيعي‬ ‫من خلل مواجهة ُمفتعلة مع السلم ال ُ‬ ‫الفارسي ( ‪،‬البديل للشيوعي كما جاء في نظرية هينجتون عن‬ ‫صراع الحضارات الضروري ‪،‬ضرورة الماء‪.‬‬ ‫تركيا المبراطورية الميتة هذه بدأت لزعيم كأردوغان أنها كائن‬ ‫يمكن استعادته واحيائه‪ ،‬من خلل النفخ في اسطورة الخليفة‬ ‫السلمي الذي ل يموت لنه روح ا على الرض‪ ،‬ولهذا‬ ‫فاردوغان هو اتاتورك بالمقلوب‪ ،‬اتاتورك تعلم الكثير من‬ ‫مشاركته في الحرب الليبية اليطالية وفي مدينة درنة تخصيصا‪،‬‬ ‫حين كانت ليبيا اخر ولية عثمانية في الشمال الفريقي حتى‬ ‫أكتوبر ‪1911‬م‪ ،‬وقد قيل إن أحمد الشريف زعيم الحركة‬


‫السنوسية آنذاك في ليبيا قد رشح لمنصب خليفة المسلمين في‬ ‫الستانة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪2‬‬

‫رغم ما حدث بعد الحرب العالمية الولي من انقلب اتاتورك الى‬ ‫انهيار المبراطورية العثمانية‪ ،‬الى السيطرة اليطالية على ليبيا‬ ‫سلطة‬ ‫كاملة‪ ،‬ظلت تركيا في ليبيا في التفاصيل مثل حين ارادت ال ُ‬ ‫طرد أحمد رفيق المهدوي )شاعر‬ ‫الستعمارية في بنغازي َ‬ ‫الوطن( من البلد لتمرده ومقاومته ليطاليا‪ ،‬تم نفيُه الى تركيا‬ ‫ن عثماني ‪ ....‬الخ من المثلة‪ ،‬ومنها أن جالية‬ ‫بحجة أنه مواط ٌ‬ ‫كبيرة من الليبيين عاشت في تركيا وذابت باعتبارها من المكون‬ ‫العثماني الليبي‪ ،‬وبعد الستقلل في العهد الملكي ارتبطت‬ ‫الدولة الليبية بتركيا عبر عدد من الشركات والعاملين‪ ،‬وزار‬ ‫الرئيس جودت صوناي ليبيا مبكرا‪ ،‬وكانت تركيا مقرا لجازات‬ ‫الملك ادريس وحاشيته‪ ،‬واستمر هذا عقب انقلب سبتمبر ‪1969‬‬ ‫م العسكري‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪3‬‬

‫رغم أن الخوان في ليبيا ظلوا فرعا صغيرا هامشيا طوال‬ ‫تاريخهم ‪،‬وكانوا مجرد امتداد غير فاعل لخوان مصر من‬ ‫ساهموا بالدور الكبر في تأسيسهم ‪،‬فإنهم عاشوا بالدعم‬ ‫الماراتي والسعودي حتى الربيع العربي ‪2011‬م ‪،‬حينها تغيرت‬ ‫تضاريس البلد العربية فقد طالها مد التغيير العالمي ‪،‬و حدث‬ ‫انقلب في الموقف الخواني ومن الخوان ‪ ،‬وظن التركي‬ ‫أردوغان‪ :‬قد حان استعادة الميت من موته ‪،‬ونفخ المريكان في‬ ‫الصور ‪،‬كانت ليبيا الضلع الضعف والقوي لضعفه من أجل مد‬ ‫امبراطور الموت أردوغان نفوذه ‪،‬من هنا جاء التدخل‬ ‫الردوغاني في ليبيا خاصة بعد تغيير ممر الحرير الى ممر للموت‬ ‫في تركيا نحو الهلل الخصيب ‪،‬وهو دور جعل من تركيا ممرا‬


‫للموت من الغرب نحو المشرق ‪،‬ان تركيا بهكذا دور أمست‬ ‫الحجر الساس في المسألة الدولية البرز حاليا ‪ :‬الرهاب ‪ .‬وليبيا‬ ‫ُتمثل في هذه المسألة الممر الفريقي على البحر المتوسط في‬ ‫مستفيد الكبر‬ ‫قبالة تركيا من جهة وأوروبا من جهة أخرى‪ ،‬وال ُ‬ ‫إسرائيل من جهة أخرى‪ ،‬ليبيا ساحة بعيدة للعب الحر من كل‬ ‫هذه الطراف التي قد تستفيد من الحرب العالمية الثالثة الحرب‬ ‫ضد الرهاب‪ ،‬والفائدة قد تكون بالمعنى السلبي زحزحت الحرب‬ ‫بعيدا عن المضارب أو توظيفها في إنهاك الخصم وهلم جرا‪،‬‬ ‫وهذه الدول ذات خبرة في الزاحة مما جعل لبنان او ليبيا ساحة‬ ‫بعيدة لخوض معاركها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪4‬‬

‫على الليبيين ان ُيراجعوا تاريخهم مثل معاهدة اوشي ‪1912‬م‬ ‫في لوزان حين باع التراك ليبيا ليطاليا بدعم دولي وخرس‬ ‫عربي ودولي‪ ،‬فالمصالح فوق كل اعتبار طبعا‪ ،‬لكن قناع الدين‬ ‫أيضا خير معزز للمصالح وأفضل المبررات لي إرهاب في كل‬ ‫العصور‪ .‬ولهذا الحوار الوطني الليبي غير مرغوب من أطراف‬ ‫عدة‪ ،‬لكنه العدة التي تلجم هذه الرغبات أو على القل كشفتها‬ ‫وعرت الملك‪ ،‬والحوار كما الطفل من أشار الى هذا العرى‪،‬‬ ‫وتركيا بموجب هذا الحوار بدأت كما السيد لعبدها ومنفذ ارادتها‬ ‫لتدمير ليبيا والوقوف على تلة الدمار ملكا‪ .‬تركيا ل يهمها من اجل‬ ‫استعادة نفوذ ما تقسيم ليبيا‪ ،‬وأن يكون الخوان في ليبيا هذه‬ ‫كبش الفداء‪ ،‬ولكم في الطريق الى لوزان خير ذكرى للطريق‬ ‫الى شر ُمصاب‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.