جريدة الكتائب | العدد العاشر

Page 1

‫العدد العاشـر | عدد الصفحات ‪ 12‬صفحة‬ ‫السعر‪ 15 :‬ليرة سورية‬

‫ن‬

‫سخـ‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫يـة‬

‫جريدة مستقلة تسلط الضوء على الواقع الميداني وأهم التطورات على التراب السوري‬

‫‪www.facebook.com/alkataebjareda‬‬

‫الكتائب | العـدد العاشـر | الخميس ‪2013/08/01‬‬

‫االفتتاحية‬

‫تصنيــع عــدو إســـالمي ـ إرهابــي‬ ‫(حســـب الطلـــب)‬

‫مـاذا بعـد جـولة االئتـالف‬ ‫الخارجـية؟‬ ‫منذ أيام قليل���ة أنهى ائتالف المعارضة‬ ‫الس���ورية‪ ،‬بحلته الجديدة‪ ،‬جولة دولية‬ ‫شملت مصر وفرنسا والوﻻيات المتحدة‬ ‫واألمم المتحدة‪ ،‬حيث ناقش مع القيادة‬ ‫المصرية الجديدة وضع الجالية السورية‬ ‫هناك‪ ،‬وغادر دون أن يطرأ أي تحس���ن‬ ‫عل���ى وض���ع الس���وريين المتواجدين‬ ‫ف���ي مصر‪ ،‬وطل���ب من فرنس���ا زيادة‬ ‫مساعداتها للمعارضة السورية‪ ،‬فدعمه‬ ‫فرنس���وا هوﻻند بتصريح حول متابعة‬ ‫الجهود للحل الس���لمي‪ ،‬وفي الوﻻيات‬ ‫المتحدة كان وعد وزير خارجيتها بارداً‬ ‫مثل درجة حرارة أراضي أالس���كا‪ ،‬ولم‬ ‫تتجاوز مطالبات الوفد في األمم المتحدة‬ ‫حد (ممارس���ة المزيد من الضغط على‬

‫صفحـة‬

‫نظام األسد)‪.‬‬ ‫وبنتيجة الزيارات أطلق رئيس اﻻئتالف‬ ‫وعداً ‪(:‬أن األمور ستتغير على األرض‬ ‫خالل ش���هر) ‪ .‬كان وع���داً ضبابيا ً ككل‬ ‫الوعود التي تلقاها الوفد خالل زياراته‪.‬‬ ‫لقد نسي اﻻئتالف‪ ،‬لألسف‪ ،‬التوجه إلى‬

‫ملفـات قانونيـة‬

‫سوريا ‪...‬‬ ‫بين المطرقة والسندان‬ ‫الجزء الرابع‬

‫الوعي الشعبي في‬ ‫بداية الثورة‬ ‫وتأثير وسائل الإلعالم‬

‫لقاء العدد‬

‫الدكتور رائد دعبول‬ ‫ابن حي بابا عمرو‬

‫الداخل الس���وري‪ ،‬هناك حيث سيصنع‬ ‫يقين الرجال بوعد هللا‪ ،‬ومن ثم سواعد‬ ‫وحماسة األبطال‪ ،‬وتضحيات السوريين‬ ‫نساءاً وشيوخا ً وأطفاال‪ ،‬ملحمة انتصار‬ ‫الحق على باطل الدجال ‪.‬‬

‫هيئة التحرير‬

‫صفحـة‬

‫‪2‬‬

‫صفحـة‬

‫‪3‬‬

‫‪8‬‬

‫صفحـة ‪6‬‬


‫الكتائب العـدد العاشـر ‪2013/08/01‬‬

‫ملفـات قانـونيـة‬

‫‪02‬‬

‫ســورية ‪ ...‬بيـن المطرقـة والسنــدان (‪)4‬‬ ‫جرائم بحق الشعب السوري إلى كل دول العالم‪،‬‬ ‫وهن���ا أعلنت الواليات المتحدة وكندا وفرنس���ا‬ ‫وبريطانيا‪ ،‬واالتحاد األوربي عموماً‪ ،‬أن بش���ار‬ ‫األس���د فقد ش���رعيته بالكامل وما عاد رئيس���ا ً‬ ‫ش���رعياً‪ ،‬وان عليه ان يتنحى عن حكم البالد‪،‬‬ ‫وكان ذلك ف���ي ‪ 18‬آب ‪ ،2011‬وكان الرد من‬ ‫النظام وأبواقه أن ال شيء في سوريا إال مكافحة‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬وانه يعمل من أج���ل حماية المجتمع‬ ‫الدولي من اإلرهابيين واإلسالميين المتطرفين‪،‬‬ ‫وأخذ يب���ث الدعايات ويظه���ر الصور واألفالم‬ ‫المصطنعة والممنتج���ة‪ ،‬وكأنه يريد ان يحجب‬ ‫الش���مس بالغرب���ال‪ ،‬ويظهر أن���ه متجاوب مع‬ ‫مطاللب المجتم���ع الدولي‪ ،‬وأن حدوده مفتوحة‬ ‫لدول العالم لترى وتس���مع‪ ،‬وه���و الذي كان قد‬ ‫منع وسائل اإلعالم من الدخول إلى سوريا‪.‬‬

‫إعداد الدكتور‪ :‬مصعب سليمان الجمل‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫لق���د كانت الطلق���ة األولى الت���ي أطلقها الثوار‬ ‫بمواجهة قوة البغي بش���كل معل���ن وكمواجهة‬ ‫حقيقية ومباش���رة‪ ،‬كان���ت تلك الطلق���ة نهاية‬ ‫مرحل���ة المظاهرات الس���لمية المناهضة لنظام‬ ‫القمع واإلجرام‪ ،‬وبداية لمرحلة مسلحة أعلنتها‬ ‫الثورة السورية‪.‬‬ ‫جاء هذا نتيجة تجاهل النظام المغتصب للسلطة‪،‬‬ ‫ولكام���ل الدول���ة الس���ورية‪ ،‬لمطالب الش���عب‬ ‫وتماديه ف���ي اإلجرام بحق الس���كان المدنيين‪،‬‬ ‫الذي���ن ث���اروا بمواجهته بش���كل حضاري عن‬ ‫طريق المظاهرات السلمية والتنديد بالتجاوزات‬ ‫واالنتهاكات التي مورست على مدى نصف قرن‬ ‫من الزمن‪.‬‬ ‫قبل بداية الثورة المسلحة كان النظام قد ارتكب‬ ‫أفعاالً يندى لها جبين اإلنسانية‪ ،‬حيث أن الجيش‬ ‫العربي الس���وري‪ ،‬الذي كان يعتقد الش���عب أنه‬ ‫المؤسسة التي تحمي حدود الوطن وتدافع عنه‪،‬‬ ‫تبين أنه جيش معد لحماية النظام وشرذمته ضد‬ ‫الش���عب‪ ،‬وهذا واضح من التفاف الجيش على‬ ‫الش���عب لحماية النظام وزمرته‪ ،‬فلقد هاجم هذا‬ ‫الجيش مدينة حمص في التاسع من أيار ‪2011‬‬ ‫وحاصره���ا حصاراً خانقاً‪ ،‬وارتكبت قوى االمن‬ ‫العس���كري التابعة للجيش مج���زرة فظيعة في‬ ‫مدينة حماه في جمعة (أطف���ال الحرية)‪ ،‬وكان‬

‫رد الفعل أن خرجت حماه في المظاهرة الكبرى‪،‬‬ ‫وكان االعتصام في س���احة العاصي في الثالث‬ ‫من شهر حزيران ‪ ،2011‬وكذلك االعتصام في‬ ‫معرة النعمان واإلضراب الشامل في مدينة حماه‬ ‫أيضاً‪ ،‬وفي الراب���ع من حزيران حاصر الجيش‬ ‫واألمن مدينة جس���ر الش���غور وجب���ل الزاوية‬ ‫وقرى منطقة الغاب‪ ،‬وفي العاش���ر من حزيران‬ ‫‪ 2011‬ت���م اقتح���ام معرة النعم���ان‪ .‬وفي هذه‬ ‫األثناء تم اكتشاف مقبرة جماعية لعسكريين في‬ ‫جس���ر الشغور‪ ،‬ادعى النظام أن من ارتكب هذه‬ ‫المج���زرة عصابات إرهابية‪ ،‬ولكن الحقيقة عن‬ ‫أن جيش النظام هو م���ن ارتكب المجزرة بحق‬ ‫عسكريين انشقوا عنه‪.‬‬ ‫تحركت مدينة حلب في أواخر حزيران ‪،2011‬‬ ‫وخرجت بمظاهرات عمت أرجاء المدينة أطلق‬ ‫عليها اس���م (بركان حلب)‪ ،‬وق���د بدأت بتحرك‬ ‫المحامي���ن واعتصامهم في قص���ر العدل وامام‬ ‫القلعة‪ ،‬ولكن رد النظام ان س���لّط شبيحته الذين‬ ‫جندهم‪ ،‬الس���يما آل ب ّري‪ ،‬الذين اشتراهم بالمال‬ ‫واإلغ���راءات األخرى‪ ،‬وهم من عش���ائر حلب‬ ‫الكبي���رة الت���ي اجتمعت من حثال���ة ومنبوذين‬ ‫وشذاذ آفاق‪ .‬وكان اغتيال منشد الثورة (إبراهيم‬ ‫قاش���وش) الذي أطلق أغنيته المش���هورة التي‬ ‫تنادي برحيل بشار األسد‪ ،‬وكان اغتياله بصمة‬ ‫ع���ار على جبين النظام المجرم‪ ،‬فقد اقتلع أزالم‬ ‫النظام حنجرته وألقوا جثمانه في نهر العاصي‪.‬‬ ‫كما دخ���ل الجيش إلى مدينة قطن���ا في الغوطة‬ ‫الغربي���ة ليقم���ع المظاهرات الس���لمية في ‪16‬‬ ‫حزي���ران ‪ ،2011‬وارتك���ب مج���زرة في حي‬ ‫القابون الدمش���قي راح ضحيتها ‪ 14‬ش���هيداً‪،‬‬ ‫وتحرك���ت على إثره���ا مظاهرات حاش���دة في‬ ‫أحياء العاصمة‪ ،‬خصوص���ا ً برزة وركن الدين‪.‬‬ ‫وكان النشقاق المقدم حس���ين هرموش صدى‬ ‫واس���عاً‪ ،‬والذي أس���س لواء الضباط األحرار‪،‬‬ ‫وانضم اللواء فيما بعد للجيش الس���وري الحر‬ ‫الذي تأسس في ‪ 29‬تموز ‪ 2011‬بقيادة العقيد‬ ‫رياض األسعد‪ ،‬والذي استقر بالقرب من الحدود‬ ‫السورية التركية‪.‬‬

‫تحررت مدينة حماه من قوات النظام الغاش���م‪،‬‬ ‫وسيطر االهالي على المدينة‪ ،‬ووضعوا الحواجز‬ ‫ف���ي محيطها‪ ،‬فحاصره���ا جيش النظ���ام وبدأ‬ ‫عملياته العسكرية في ‪ 31‬تموز ‪ ،2011‬حيث‬ ‫أبشع المجازر‪ ،‬حيث تم دفن القتلى من االهالي‬ ‫في الحدائ���ق العامة‪ ،‬وامتأل نهر العاصي بجثث‬ ‫الش���هداء‪ ،‬وكان هذا متزامنا ً مع اجتياح حمص‬ ‫للم���رة الثانية‪ ،‬واجتياح دير الزور التي س���قط‬ ‫فيها أكثر من ‪ 65‬ش���هيداً في حي الجورة وحي‬ ‫الحويق���ة‪ ،‬وكذلك تم اجتياح البوكمال‪ ،‬واجتياح‬ ‫الحراك في ريف درع���ا‪ ،‬وكذلك اجتياح الحولة‬ ‫في ريف حمص‪ ،‬وكان���ت هذه القرى قد اعلنت‬ ‫تحررها من النظ���ام‪ ،‬فهاجمها النظام بالدبابات‬ ‫ومختلف انواع األسلحة األخرى‪ ،‬حيث استخدم‬ ‫القوى البحرية لقصف الالذقية‪ ،‬وخلف القصف‬ ‫أكثر من ‪ 30‬ش���هيداً‪ .‬تم الهج���وم على جميع‬ ‫المناطق التي ش���اركت في المظاهرات في كافة‬ ‫المدن واألرياف السورية‪ ،‬حيث كشر النظام عن‬ ‫انيابه بمواجهة الشعب وما عاد يأبه للمنظمات‬ ‫الحقوقية والمجتمع الدولي‪ ،‬ففي تموز ‪2011‬‬ ‫استش���هد اكثر من ‪ 150‬شخص على يد قوات‬ ‫النظ���ام‪ .‬وفي ظل ه���ذا القمع وجرائ���م اإلبادة‬ ‫الجماعية والجرائم ضد اإلنسانية التي ارتكبها‬ ‫جيش النظام وأمنه وشبيحته‪ ،‬تنادت دول العالم‬ ‫مستغربة مما آلت إليه األوضاع في سوريا‪ ،‬لكن‬ ‫دون تدخل فعلي‪.‬‬ ‫بات األمر مثار جدل‪ ،‬وتعالت أصوات الناشطين‬ ‫في مجال حقوق اإلنس���ان عبر العالم بأس���ره‪،‬‬ ‫ومن دون تدخل الحكومت���ا‪ ،‬ولكن بعض الدول‬ ‫العربية بادرت إلى التنديد واالستنكار لما يحدث‬ ‫في س���وريا تلبية لرغبة شعوبها‪ ،‬فكان اجتماع‬ ‫دول الجامعة العربية‪ ،‬حيث تم إصدار أول بيان‬ ‫رسمي لها بخصوص الثورة السورية في ‪ 9‬آب‬ ‫‪ ،2011‬ترافق ذلك مع س���حب سفراء المملكة‬ ‫العربي���ة الس���عودية والك���وي والبحري���ن من‬ ‫دمش���ق‪ ،‬وطرد السفراء السوريين من عواصم‬ ‫تلك ال���دول‪ ،‬وبذلك بدأ الحراك اإلليمي بالظهور‬ ‫إلى الساحة السياس���يةوازداد نشاطه وتوسعت‬ ‫آفاق���ه‪ ،‬ووصل الرفض لما يرتكب���ه النظام من‬

‫ونتيج���ة لمطال���ب مجلس حقوق اإلنس���ان في‬ ‫االم���م المتحدة فقد تم الس���ماح لبعثة تمثل هذا‬ ‫المجلس بزيارة البالد‪ ،‬وكانت أول بعثة بتاريخ‬ ‫‪ 22‬آب ‪ ،2011‬وكانت جوالتها محصورة في‬ ‫مدينتي دمشق وحمص‪ ،‬وهنا لعب النظام لعبته‬ ‫القذرة‪ ،‬حيث غير الالفتات التي تدل على أسماء‬ ‫المدن واالحياء‪ ،‬وحرف مسار البعثة الحقوقية‬ ‫اإلنس���انية‪ ،‬فجعلهم ي���زورون األحياء والقرى‬ ‫الموالي���ة على أنها المناطق التي تتظاهر ضده‪،‬‬ ‫وعلى سبيل المثال أخذهم إلى حي الزهراء في‬ ‫حمص بدالً من حي الخالدية‪ ،‬وإلى حي عكرمة‬ ‫بدالً من بابا عمرو‪ ،‬وكانت الالفتات والتجمعات‬ ‫البشرية التي اختلقها تصر على أنهم هم األحياء‬ ‫التي يتكل���م عنها اإلعالم خالفا ً ع���ن الحقيقة‪،‬‬ ‫وبذلك كان التدليس أس���لوب النظام في تزوير‬ ‫الحقائق‪ ،‬وبالتالي عادت بعثة حقوق اإلنس���ان‬ ‫إلى مقرها في جنيف دون نتيجة تذكر‪.‬‬ ‫تصاعدت األمور أكثر فأكثر‪ ،‬وبدأ التصعيد يأخذ‬ ‫مجراه‪ ،‬ال سيما في العاصمة دمشق‪ ،‬وهي التي‬ ‫كانت قد ش���هدت ف���ي ‪ 10‬آب ‪ 2011‬مظاهرة‬ ‫كبيرة للفنانين والمثقفين‪ ،‬يطالبون النظام بوقف‬ ‫الحل األمن���ي والتنحي عن الحك���م وفق أرادة‬ ‫الش���عب‪ ،‬وقد تم مجابهته���م بالقمع واالعتقال‪،‬‬ ‫وباتت دمش���ق تحمل الكبت الذي انفجر في حي‬ ‫كفرسوسة في ‪ 28‬من شهر ذاته‪ ،‬حيث انطلقت‬ ‫مظاه���رة في ه���ذا الحي والقت م���ن النظام ما‬ ‫ال يمك���ن تصوره‪ ،‬وقد تراف���ق ذلك مع تضامن‬ ‫ش���عبي في الريف الدمش���قي الثائر وغوطتيه‬ ‫اللتين تفاخران بمقارعة كل أش���كال االستعمار‬ ‫عب���ر التاري���خ‪ ،‬فكانت دوما وحرس���تا وزملكا‬ ‫وكفربطنا والنش���ابية شرقاً‪ ،‬باإلضافة إلى أبناء‬ ‫الضواحي الغربي���ة‪ ،‬جميعهم قرر في هذا اليوم‬ ‫الزحف إل���ى المدينة‪ ،‬واضعي���ن نصب أعينهم‬ ‫ساحة العباس���يين مكانا ً لتجمعهم واعتصامهم‬ ‫حتى يس���قط النظام‪ ،‬وربم���ا غاب عن ذهن من‬ ‫دعا لهذا الزحف ان���ه بمواجهة النظام القاتل ال‬ ‫يبالي لقتل شعبه كله احتفاظا ً بمنصبه الذي أخذه‬ ‫إرثا ً عن والده المغتصب لسوريا أرضا ً وشعباً‪.‬‬ ‫لقد تحرك الش���عب كأنه الس���يل الجارف باتجاه‬ ‫دمش���ق‪ ،‬ساحة العباس���يين تحديداً‪ ،‬مشيا ً على‬ ‫األق���دام بهتاف مرتفع ينادي بالحرية وإس���قاط‬ ‫النظام‪ ،‬وأن ال تراجع على اإلطالق‪ ،‬لكن رجاالت‬ ‫النظام تنبهوا إلى أن وص���ول المتظاهرين إلى‬ ‫س���احة العباسيين س���يقفدهم الس���يطرة على‬ ‫المدينة‪ ،‬فبادروا إلى حش���د الحشود من الجيش‬


‫الكتائب العـدد العاشـر ‪2013/08/01‬‬

‫آراء‬

‫‪03‬‬ ‫األسدي وش���بيحته وموظفي الدوائر الحكومية‬ ‫الذي���ن يحملون العص���ي الكهربائي���ة‪ ،‬وكذلك‬ ‫االس���تعانة ببع���ض اإليرانيين الذي���ن يحملون‬ ‫قناصات‪ ،‬والذين تمركزوا على أس���طح األبنية‬ ‫العالية وفي الزواي���ا المظلمة وتوجه قناصاتها‬ ‫إلى صدور المتظاهرين الزاحفين إلى دمشق‪.‬‬ ‫وبالفع���ل كانت المواجهة‪ ،‬ص���دور عارية من‬ ‫الش���عب الثائر‪ ،‬ورصاص ونار من قبل النظام‬ ‫الظال���م‪ ،‬وكان القت���ل للبارزين ف���ي المظاهرة‬ ‫الزاحفة‪ ،‬وألعداد كبيرة من الشباب الذي يطالب‬ ‫بالحري���ة والعيش الكريم في بل���ده‪ .‬وبذلك منع‬ ‫النظ���ام وصول المظاهرة وأغلق عليها الطريق‬ ‫بجثث الش���هداء وبالنار‪ ،‬وبتوجيه المدنيين من‬ ‫أتباعه حاملي العصي الكهربائية‪ ،‬وهكذا فش���ل‬ ‫الزحف الموجه إلى دمشق‪.‬‬ ‫خالل هذه الفترة‪ ،‬ب���دءاص من انطالقة الثورة‬ ‫في الخامس عشر من شهر آذار‪ ،‬بدأ الناشطون‬

‫في الخارج يتحركون بين العواصم‪ ،‬وال س���يما‬ ‫دول الجوار‪ ،‬ويتحدثون عبر وسائل اإلعالم عن‬ ‫رفضهم لنظام بشار األسد‪ ،‬وينادون بالمعارضة‬ ‫لحكمه الجائ���ر‪ ،‬كما أنه كان هن���اك العديد من‬ ‫المعارضين المقيمين خارج س���وريا‪ ،‬وال سيما‬ ‫م���ن جماعة اإلخوان المس���لمين الذين تحركوا‬ ‫هرب���ا ً بأرواحهم بعد فش���ل ثورته���م في أوائل‬ ‫ثمانينات القرن الماضي‪.‬‬ ‫انطلق هؤالء الناشطون والمعارضونعبر وسائل‬ ‫اإلعالم‪،‬وكان من بينهم أش���خاص مجندون من‬ ‫قبل النظام‪ ،‬ليمارس���وا دور المعارض‪ ،‬على ان‬ ‫مصطل���ح المعارض يعني االعت���راف بالنظام‪،‬‬ ‫ويختلف عن مصطلح الثائر‪ ،‬لكن كانت نداءات‬ ‫من تحدثوا عبر وس���ائل اإلعالم وتجسدوا فكر‬ ‫المعارض���ة‪ ،‬وهي مقصودة م���ن المجندين من‬ ‫النظام‪ ،‬وغباء سياس���ي من اآلخرين‪ ،‬وهذا ما‬ ‫حدث تماماً‪.‬‬

‫في هذه األثناء تم عقد مؤتمر أطلق عليه اس���م‬ ‫مؤتم���ر اإلنق���اذ الوطني الس���وري‪ ،‬ولكن أي‬ ‫إنقاذ؟ وأين الوطن الس���وري في هذه المعمعة‬ ‫والمؤامرة على الشعب السوري الثائر‪.‬‬ ‫تداعت االمور وتسارعت األحداث‪ ،‬والمظاهرات‬ ‫مس���تمرة في المدن والقرى على امتداد أرض‬ ‫الوط���ن‪ ،‬وع���دد القتلى ف���ي تزايد مس���تمر‪،‬‬ ‫والمواجهات اش���تدت يوم���اص بعد يوم‪ ،‬ويوم‬ ‫الجمعة المتمتع بقدس���يته يوم الحشود العارمة‬ ‫التي تنادي بالحرية وإسقاط النظام‪.‬‬ ‫بدأ النش���طاء الذين غادروا أرض الوطن لدول‬ ‫الج���وار بالتجمع‪ ،‬وبدأ المعارضون في الخارج‬ ‫يتجمعون أيضاً‪ ،‬وبدأ أزالم النظام المرسلين من‬ ‫قبل���ه ليظهر بمظهر المع���ارض مع تلك الفئات‬ ‫الناش���طة‪ ،‬وتوالت االجتماعات في اس���طنبول‬ ‫وانطاكي���ا وف���ي غيرها م���ن الم���دن التركية‪،‬‬ ‫باعتبار أن تركيا أخذت موقفا ً إيجابيا ً من الثورة‬

‫الوعي الشعبي في الثورة السورية‬ ‫ودور وسائل اإلعالم في التأثير عليه‬

‫إعـداد‪ :‬رضــا المحمد‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫عندم���ا بدأت الثورة في تونس بدأ الس���وريون‬ ‫بمتابعتها باهتمام بالغ‪ ،‬وكانوا يسألون أنفسهم‪،‬‬ ‫هل س���تنتصر الثورة التونس���ية ؟ هل سيسقط‬ ‫الرئيس الذي يس���تعبد البالد من���ذ عقود ؟ هل‬ ‫ستتحرر تونس من هذا الديكتاتور؟‬ ‫كانوا يتساءلون وعندهم شك كبير أن الديكتاتور‬ ‫ل���ن يس���قط‪ ،‬وأنه س���وف يض���رب معارضيه‬ ‫ويسجنهم ويقمع تحركهم‪ ،‬وذلك بسبب التجربة‬ ‫المريرة والمعرفة بطباع هؤالء الدكتاتوريين ‪.‬‬ ‫عندما رحل الرئيس التونس���ي وانتصرت إرادة‬ ‫الش���عب‪ ،‬بدأت األفكار تراود الس���وريين نحو‬ ‫الث���ورة ضد ديكتاتور بلده���م‪ ،‬لكن الخوف كان‬ ‫يس���يطر على قلوبهم‪ ،‬وبعدم���ا انتصرت ثورة‬ ‫مصر حسم السوريون موقفهم وأعلنوها ثورة‬ ‫ضد النظام ‪.‬‬ ‫كان النظام السوري‪ ،‬وعلى مدى أربعين عاماً‪،‬‬ ‫يبحث عن أي وس���يلة لنهب الش���عب وإفقاره‪،‬‬ ‫إضافة إل���ى االعتقال وال���ذل واإلهانة والعمل‬

‫عل���ى بث حالة الخوف في النفوس حتى ال يفكر‬ ‫أي س���وري بطلب الحقوق أو التفوه بكلمة ضد‬ ‫النظام‪ .‬باإلضافة إلى ادعاءاته الكاذبة بالمقاومة‬ ‫والممانع���ة ومحاربة الع���د الصهيويني‪ ،‬حيث‬ ‫كانت تهم���ة العمالة إلس���رائيل جاهزة ضد أي‬ ‫معارض يطلب حقا ً أو يعارض الدكتاتور ‪.‬‬ ‫لم تنجح كل األس���اليب التي عم���ل النظام على‬ ‫تنفيذها على مدى العقود الفائتة في كسر إرادة‬

‫السوريين‪ ،‬وعندما اشتعلت الشرارة األولى في‬ ‫درعا انكسر حاجز الخوف مرة واحدة وفي فترة‬ ‫قياسية لم تتجاوز الشهر‪ ،‬عندها احترقت ورقة‬ ‫النظام وأعلن الحرب ضد شعبه الثائر ‪.‬‬ ‫كان الوعي الشعبي عالياً‪ ،‬إذ لم تنجح محاوالت‬ ‫النظام بااللتفاف على الثورة لدفنها في مهدها‪،‬‬ ‫حيث ب���دأت األالعيب من خالل رف���ع الرواتب‬ ‫ووعود بتحسين الحياة المعيشية‪ ،‬وفاجأ الشعب‬ ‫الس���وري هذا النظام بالق���ول أن الثورة ثورة‬ ‫حرية وليست ثورة جياع‪ .‬ثم بدأ النظام بالترويج‬ ‫لرواي���ة المندس���ين والخارجين ع���ن القانون‬ ‫والجراثيم والمطلوبي���ن‪ ،‬وأنها ثورة مدعومة‬ ‫صهيونيا ً ته���دف إلى ضرب المقاومة‪ ،‬وما إلى‬ ‫ذلك من ترهات لم تقنع الش���عب السوري‪ ،‬ولم‬ ‫تثن���ه عن المضي قدما ً في ثورته‪ ،‬ثورة الحرية‬ ‫والكرامة‪.‬‬ ‫بعد ازدياد قم���ع النظام‪ ،‬اضط���ر الناس لحمل‬ ‫الس�ل�اح دفاعا ً عن أنفس���هم‪ ،‬ورغ���م ذلك كان‬ ‫الوعي حاض���راً‪ ،‬ولم يعلن الش���عب حربا ً ضد‬ ‫النظ���ام لوعي���ه الش���ديد لخطورة ه���ذا النظام‬ ‫وإجرام���ه وامتالك���ه آل���ة عس���كرية جبارة‪،‬‬ ‫وكان اس���تخدام الس�ل�اح مقتصراً على حماية‬ ‫المظاهرات الس���لمية‪ ،‬التي استمرت سلمية ما‬ ‫يزيد عن عام كامل رغم استخدام النظام للسالح‬ ‫بشكل عنيف ‪.‬‬ ‫كان الوعي الشعبي مقتصراً على عامة الناس‪،‬‬ ‫ولم نلحظ في بداية الثورة دوراً فاعالً ومشاركة‬ ‫واس���عة للمثقفين ورجال الدي���ن‪ ،‬الذين اكتفوا‬ ‫بالصم���ت أو الوقوف على الحي���اد‪ ،‬في الوقت‬ ‫الذي كان الناس بأش���د الحاج���ة إليهم للوقوف‬ ‫معهم وترشيدهم للصواب ‪.‬‬ ‫ب���دأ وع���ي الن���اس بأهمي���ة وس���ائل اإلعالم‬ ‫واضحا ً من���ذ اليوم األول‪ ،‬حيث كانوا يصورون‬ ‫المظاهرات الس���لمية بالص���وت والصورة‪ ،‬و‬ ‫يكش���فون الحقائق كما هي‪ ،‬لك���ي يراها العالم‬ ‫ويعرف أنهم أصحاب حق وأنهم ليسوا مخربين‪.‬‬ ‫بعد أن قطعت الثورة ش���وطا ً كبي���راً‪ ،‬وبعد أن‬ ‫تدخل اإلعالم العربي والغربي لنقل الوقائع كما‬

‫السورية‪ ،‬وانحازت إلى جانب الشعب السوري‬ ‫الثائر‪ ،‬وقدمت كل التس���هيالت لنشطاء الثورة‬ ‫بعد أن عج���زت عن إقناع النظ���ام ألخذ طريق‬ ‫الحرية للش���عب مس���لكا ً له بع���د أن رفض هذا‬ ‫النظام مح���اوالت إيجاد الحل���ول من األصدقاء‬ ‫األتراك‪ ،‬الذين ش���اهدوا طريق الحق وشاهدوا‬ ‫الظال���م والمظل���وم‪ ،‬ووقفوا بجان���ب المظلوم‬ ‫لمواجهة الظالم الذي تمادى بظلمه‪.‬‬ ‫ونتيج���ة اجتماع���ات المعارضين والنش���طاء‬ ‫السياسيين والحقوقيين‪ ،‬كان التوافق بين هؤالء‬ ‫على إيجاد جس���م سياس���ي للثورة الس���ورية‪،‬‬ ‫فتأسس المجلس الوطني السوري في ‪ 2‬تشرين‬ ‫األول ‪ ،2011‬ولك���ن بأجن���دات بقيت مجهولة‬ ‫وغير ظاهرة للشعب السوري الثائر ‪.‬‬ ‫مالحظة ‪ :‬يتبع في العدد القادم بإذن هللا ‪.‬‬

‫هي في بداية الثورة‪ ،‬معتمداً على نشاط الشباب‬ ‫السوري ووعيه ومعرفته العميقة بحقيقة النظام‪،‬‬ ‫بدأ دور وس���ائل اإلعالم بالتكش���ف‪ ،‬إذ حصدت‬ ‫وس���ائل اإلعالم ثم���ار حياديته���ا ومصداقيتها‬ ‫في بداية الثورة‪ ،‬وب���دأ دورها في التأثير على‬ ‫الوعي الش���عبي لإلنس���ان الس���وري بالظهور‬ ‫واضحاً‪ ،‬حيث بدأت تدس سمومها معتمدة على‬ ‫سياسة معينة لكل وس���يلة إعالمية‪ ،‬وكان دور‬ ‫وس���ائل اإلعالم كبيراً في الثورة‪ ،‬حيث أدت في‬ ‫حاالت كثيرة إلى تمزيق الثوار وتفكيك صفوفهم‬ ‫وتقسيمهم أكثر مما كانوا منقسمين‪ ،‬ولم ترتقي‬ ‫القنوات الثورية السورية إلى مستوى الحدث‪،‬‬ ‫حيث كان دورها ضعيف���ا ً وتأثيرها محدوداً ولم‬ ‫تستطع الحد من دور وسائل اإلعالم الخارجية‪.‬‬ ‫كان���ت معركة القصير مث���االً واضحا ً على دور‬ ‫وس���ائل اإلعالم في التأثير بالرأي العام‪ ،‬حيث‬ ‫صورت وس���ائل اإلعالم هذه المعركة على أنها‬ ‫المعركة الفاصلة‪ ،‬حتى بات المشاهد يعتقد أنها‬ ‫المعركة المصيرية في الثورة الس���ورية‪ ،‬وأن‬ ‫المنتصر فيها سيكون المنتصر النهائي‪ ،‬بالرغم‬ ‫من أنها لم تعدو كونها معركة من معارك كثيرة‬ ‫يخوضها الجيش الحر ضد جيش النظام‪.‬‬ ‫وبسبب السياس���ة اإلعالمية لهذه القنوات‪ ،‬بدأ‬ ‫النظام باستثمار انتصاره في القصير بالترويج‬ ‫لبدء استعادته الس���يطرة على البالد‪ ،‬وبدأ دور‬ ‫ه���ذه القنوات متواطئا ً مع النظام‪ ،‬للدفع على ما‬ ‫يبدو باتجاه مؤتمر جنيف‪ ،‬وأن النظام قد استعاد‬ ‫تماسكه‪ ،‬وأنه س���يذهب إلى جنيف على أساس‬ ‫أنه األق���وى واألكثر تأثيراً عل���ى األرض‪ ،‬وما‬ ‫انتصاره في القصي���ر إال دليل واضح على تلك‬ ‫القوة !‬ ‫بالتأكي���د لم يغ���ب عن ب���ال تلك القن���وات أن‬ ‫النظام خس���ر نصف س���وريا في أقل من سنة‪،‬‬ ‫وأن انتص���اره في معرك���ة أو معركتين ال يعني‬ ‫اس���تعادته لقوته‪ ،‬لك���ن األجن���دة الخفية لتلك‬ ‫الوس���ائل اإلعالمي���ة كانت قوي���ة ومؤثرة في‬ ‫الوعي الشعبي للشعب السوري ‪.‬‬ ‫ف���ي الختام نقول أن الوعي الش���عبي للش���عب‬ ‫الس���وري كان عاليا ً في بداية الث���ورة‪ ،‬ثم بدأ‬ ‫يحيد عن مس���اره بعد أن تدخلت وسائل اإلعالم‬ ‫العالمي���ة وأثرت ب���ه‪ ،‬كما أن قن���وات الثورة‬ ‫الس���ورية ال بد ان ترتقي إل���ى الدور المطلوب‬ ‫منها‪ ،‬وتساهم باستعادة الشعب السوري لرؤيته‬ ‫الثوري���ة بعيداً عن أي تأثي���ر خارجي أو أجندة‬ ‫سياسية دولية ‪.‬‬


‫الكتائب العـدد العاشـر ‪2013/08/01‬‬

‫المشهد الميداني‬

‫‪04‬‬

‫معادالت عسكرية جديدة (أوسا)‬ ‫تحرير خان العسل ‪ ...‬واألسد يحرق (الخالدية)‬

‫جريدة الكتائب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫كان أبرز األح���داث خالل الفت���رة الماضية هو‬ ‫الحملة الشرسة التي ش���نها النظام على أحياء‬ ‫حم���ص المحاص���رة‪ ،‬والتي اس���تطاع خاللها‬ ‫الس���يطرة على حي الخالدية‪ ،‬وعلى الرغم من‬ ‫األهمي���ة المعنوية له���ذا الح���ي‪ ،‬إال أن تأثيره‬ ‫االستراتيجي تأثير بسيط في ظل المعارك الممتدة‬ ‫على كامل التراب السوري‪.‬‬ ‫دمشـــق‪ :‬في دمشق‪ ،‬وفي تطور الفت قد يقلب‬ ‫موازين المعركة‪ ،‬اس���تطاع لواء اإلسالم إسقاط‬ ‫طائرة حربي���ة من خالل منظوم���ة دفاع جوي‬ ‫(أوس���ا) اغتنمها من جيش النظ���ام‪ ،‬خصوصا ً‬ ‫وأن جمي���ع الطائرات التي أس���قطها الحر كانت‬ ‫بـصواريخ محمولة على الكتف ذات مدى قصير‬ ‫جداً‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ميدانيا أحرز الجيش الحر تقدما داخل العاصمة‬ ‫دمش���ق من الجهة الش���رقية‪ ،‬حي���ث نجح في‬ ‫الس���يطرة على مؤسس���ة الكهرباء القريبة من‬ ‫كراج���ات العباس���يين وأجزاء واس���عة من حي‬ ‫القابون‪ .‬وتزامن ذلك مع استمرار قصف قوات‬ ‫النظام لمخيم اليرم���وك وأحياء جوبر والقابون‬ ‫الت���ي يحتدم القت���ال فيها‪ .‬كما ش���هد حي برزة‬ ‫اشتباكات عنيفة ‪ .‬وقد تواصل القصف على هذه‬ ‫األحياء وعلى أحياء دمشق الجنوبية‪ ،‬وتعرض‬ ‫أط���راف ح���ي جوبر الدمش���قي لغ���ارة جوية‪،‬‬ ‫واستمر القصف بطائرات ميغ على مدينة جوبر‬ ‫من جهة العباسيين‪.‬‬ ‫كما وقعت اش���تباكات في حرس���تا على الطريق‬ ‫الدول���ي بين دمش���ق وحمص‪ ,‬وعل���ى محاور‬ ‫أخ���رى في ريف دمش���ق‪ .‬وتعرضت المعضمية‬ ‫في ريف دمش���ق لقص���ف بمدفعي���ة ثقيلة من‬ ‫مق���ر الفرقة الرابعة في جبال معضمية الش���ام‪،‬‬ ‫باإلضاف���ة إلى اش���تباكات متقطع���ة في جبهات‬

‫المدينة‪ .‬وش���هدت معظم الجبه���ات في مدينة‬ ‫داريا اش���تباكات وعمليات قن���ص بين الجيش‬ ‫الحر وقوات النظ���ام‪ ،‬كان أعنفها في الجبهتين‬ ‫الغربية والشرقية من المدينة‪ .‬كما طال القصف‬ ‫مدن وبلدات شبعا والس���بينة وداريا ومعضمية‬ ‫الش���ام وعدة مناطق في الغوطة الش���رقية في‬ ‫ريف دمش���ق‪ .‬وقصفت قوات النظام بالمدفعية‬ ‫الثقيلة مدن وبلدات سعسع والنبك وببيال وخان‬ ‫الش���يح ودوما وبس���اتين الش���يفونية وحرستا‬ ‫وعدة مناطق بالغوطة الش���رقية‪ ،‬ودارت أيضا‬ ‫اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام‬ ‫في بعض هذه البلدات‪ .‬وتمكن الجيش الحر من‬ ‫تحرير المطاحن قرب بلدة الغزالنية على طريق‬ ‫مطار دمش���ق الدولي بالغوطة الش���رقية والتي‬ ‫كانت تتمركز فيها قوات وقناصة النظام واغتنام‬ ‫مافيها من ذخائر‪.‬‬ ‫حم���ص‪ :‬وفي حمص‪ ،‬وبعد حص���ار دام ألكثر‬ ‫من س���نة وأربعة أش���هر‪ ،‬وبعد مع���ارك عنيفة‬ ‫جداً‪ ،‬اس���تطاعت قوات النظام مدعومة بمقاتلي‬ ‫حزب هللا اللبناني الس���يطرة على حي الخالدية‪،‬‬ ‫وقد تكبد جيش النظام خس���ائر كبي���رة جداً في‬ ‫األرواح والعت���اد‪ ،‬وحرك ق���وات كبيرة القتحام‬ ‫الحي ال تتناسب مع صغر المساحة التي استطاع‬ ‫الس���يطرة عليها بش���ق األنفس‪ .‬كما ش���هدت‬ ‫الخالدي���ة قصفا ً غير مس���بوق اس���تعملت فيه‬ ‫المدفعية الثقيلة وصواريخ أرض أرض‪ .‬ويسعى‬ ‫النظام من خالل سيطرته على الخالدية إلى عزل‬ ‫األحياء الواقعة تحت س���يطرة الجيش الحر في‬ ‫مدينة حمص‪ ،‬ال س���يما أحياء حمص القديمة‪،‬‬ ‫وإحكام الطوق عليها تمهيداً القتحام تلك األحياء‬ ‫التي شهدت اش���تباكات عنيفة أيضا ً ومحاوالت‬ ‫اقتحام على عدة جبه���ات‪ ،‬خصوصا ً جبهة باب‬ ‫ه���ود‪ ،‬ومن المتوقع أن يس���تمر النظام في هذه‬ ‫المحاوالت على أمل منه في أن يستعيد السيطرة‬ ‫على كامل مدينة حمص ‪.‬‬ ‫كما ش���هد ريف حمص قصفا ً عنيف���ا ً براجمات‬

‫الصواريخ والمدفعية الثقيلة في مدينة الرس���تن‬ ‫وتلبيسة والحولة وقلعة الحصن‪.‬‬ ‫حمـــــاه‪ :‬وفي ريف حماه‪ ،‬أعلن الجيش الحر‬ ‫عن بدء معركة (قادمون)‪ ،‬وقد استطاعت كتائب‬ ‫الجيش الحر تحرير عدة قرى وإزالة العديد من‬ ‫الحواجز‪ ،‬ويتوقع ان تستمر هذه المعركة بهدف‬ ‫فت���ح طرق اإلم���داد التي كان النظام قد س���يطر‬ ‫عليها منذ فترة‪.‬‬ ‫حلــــب‪ :‬أما في حلب فتدور اشتباكات عنيفة في‬ ‫محيط مبن���ي المخابرات الجوية في محاولة من‬ ‫الجيش الحر للسيطرة على المبنى‪ ،‬كما استهدف‬ ‫الجي���ش الحر مبن���ى البحوث العلمي���ة بقذائف‬ ‫الدبابات مما أدى إلى تدمير أجزاء منه‪ ،‬ودارت‬ ‫اش���تباكات بين الجيش الح���ر وقوات النظام في‬ ‫محيط المبنى‪ .‬ودارت اشتباكات عنيفة في أحياء‬ ‫الخالدية والشيخ سعيد ومنطقة ضهرة عبد ربه‬ ‫بحي الليرمون‪ .‬وقد جددت قوات النظام قصفها‬ ‫المدفعي والصاروخي لعدة أحياء في حلب‪ ،‬منها‬ ‫األشرفية وبستان القصر‪.‬‬ ‫وفي ريف حلب‪ ،‬س���يطر الجيش الحر على بلدة‬ ‫خان العس���ل‪ ،‬أحد آخر معاق���ل النظام في ريف‬ ‫حل���ب الغربي‪ ،‬وه���ي بلدة قريبة م���ن المدينة‪،‬‬ ‫ويتوقع أن يكون الهدف القادم للجيش الحر هو‬ ‫محاولة الس���يطرة على أكاديمية األسد للهندسة‬ ‫العس���كرية الواقعة على المدخل الجنوبي لحلب‬ ‫على بعد كيلومترات من خان العس���ل»‪ .‬وتعتبر‬ ‫ه���ذه األكاديمية غرفة عمليات لقوات النظام في‬ ‫حلب‪.‬‬ ‫واس���تهدف قص���ف الطي���ران الحرب���ي بل���دة‬ ‫المنصورة وع���دة مناطق بري���ف حلب الغربي‬ ‫وقرية تل الضمان‪ .‬وجاء هذا القصف من قوات‬ ‫النظام بعد س���يطرة الجيش الحر على العديد من‬ ‫الق���رى والبلدات الواقعة ف���ي ريف حلب والتي‬ ‫تمر فيها أو قربها طرق اإلمداد إلى المدينة‪ ،‬مما‬ ‫يجع���ل عملية إيصال اإلمدادات صعبة بالنس���بة‬ ‫لقوات النظام‪.‬‬

‫إدلـــ���ب‪ :‬وفي ادل���ب‪ ،‬تعرض���ت مدينة معرة‬ ‫النعمان لغارة جوية أدت إلى استشهاد شخصين‬ ‫وإصابة آخرين ‪ .‬كما قامت طائرات النظام بإلقاء‬ ‫براميل متفجرة على مدينة س���راقب‪ .‬كما قصف‬ ‫الطي���ران المروحي بالبرامي���ل المتفجرة بلدات‬ ‫المغارة ومرعيان وأبديتا وبليون‪ ،‬إضافة لقصف‬ ‫عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية على مدن‬ ‫وبلدات كنيس���ة بني عز وس���راقب والقادرية‬ ‫والناجية بجسر الشغور وفركيا والمغارة وعدة‬ ‫قرى بجبل الزاوية وقرى سهل الروج‪.‬‬ ‫درعـــــا‪ :‬وفي درعا قص���ف الطيران الحربي‬ ‫مدين���ة نوى بريف درعا بع���د أن تمكن الجيش‬ ‫الح���ر من الس���يطرة عل���ى الثكن���ة الطبية في‬ ‫المدينة‪ ،‬يأتي ذلك بينما ينفذ الجيش الحر عملية‬ ‫واس���عة في الريف الش���رقي لدرعا في إطار ما‬ ‫سمي «معركة بدرـ حوران» الستعادة السيطرة‬ ‫عل���ى بلدة خربة غزالة الت���ي تقع على الطريق‬ ‫الدولي بين دمش���ق ودرعا المتاخمة للحدود مع‬ ‫األردن‪ .‬وفي إطار هذه العملية اس���تطاع مقاتلو‬ ‫الجيش الحر تفجير س���يارة نقل عسكرية عندما‬ ‫كانت تغادر خرب���ة غزالة‪ .‬وت���دور معارك في‬ ‫مناطق أخرى في درع���ا بينها بلدة الحا ّرة التي‬ ‫ص ْين من قوات النظام‬ ‫قت���ل فيها الجيش الحر قنا َ‬ ‫عند حاجز المفرزة‪ ،‬وقصفت قوات النظام مدينة‬ ‫الحارة بالمدفعية واله���اون‪ ،‬كما قصفت بلدتي‬ ‫صيدا والنعيمة‪.‬‬ ‫الرق���ة‪ :‬وفي الرق���ة تجددت االش���تباكات بين‬ ‫الجيش الحر وقوات النظام المتمركزة في الفرقة‬ ‫‪ 17‬ش���مال مدينة الرقة‪ ،‬كما قص���ف الطيران‬ ‫الحرب���ي قرية تل كندار غ���رب تل أبيض بريف‬ ‫الرقة‪.‬‬ ‫ديـــــر الزور‪ :‬وفي دير الزور تواصل القصف‬ ‫على أحياء دير الزور المحررة بالمدفعية الثقيلة‬ ‫وراجمات الصواريخ‪ ،‬ودارت اشتباكات متفرقة‬ ‫في عدة مناطق من المدينة‪.‬‬


‫الكتائب العـدد العاشـر ‪2013/08/01‬‬

‫الصفحة اإلخبـارية‬

‫‪05‬‬

‫الكونغرس األمريكي يعطي الضوء االخضر ألوباما لتسليح الجيش الحر‬ ‫أكد رئيس لجنة المخابرات بمجل���س النواب األمريكي االثنين إن‬ ‫الرئي���س باراك أوبام���ا أصبح قادراً على المض���ي قدما ً في تنفيذ‬ ‫خطة لتسليح المعارضة الس���ورية بعدما انحسرت المخاوف لدى‬ ‫بع���ض أعضاء الكونغرس‪ .‬وقال عضو مجلس النواب عن الحزب‬ ‫الجمهوري مايك روجرز “نعتقد أننا في وضع يمكن فيه للحكومة‬

‫االتحاد االوروبي أدرج الجناح العسكري‬ ‫لحزب اهلل على الئحة االرهاب‬

‫(األمريكي���ة) أن تمضي قدما”‪ .‬وذكر مس���ؤول كبير في الحكومة‬ ‫األمريكية االس���بوع الماض���ي إن أعضاء في لجن���ة المخابرات‬ ‫بمجلس الش���يوخ كانوا قد شككوا في جدوى تس���ليح المعارضة‬ ‫وافقوا مبدئيا ً على إمكاني���ة أن تمضي الحكومة قدما ً في خططها‬ ‫لكنهم طلبوا إطالعهم على التطورات مع استمرار الجهود السرية‪.‬‬

‫إختطاف‬ مراسل تلفزيون األورينت‬‬ ‫عبيدة بطل مع فريقه في حلب‬‬

‫ت عبيدة بطل مع فريقه في حلب‬‬ ‫أق ّر وزراء خارجية االتحاد األوروبي خالل اجتماع في بروكس���ل اختطف‬ مراس���ل تلفزيون األورين ‬‬ ‫وضع الجناح العس���كري لحزب هللا في القائمة السوداء‪ ،‬وذلك في من قبل جهة مجهولة‪ ،‬ولم يتم إطالق سراحهم حتى اآلن‪.‬‬ ‫تح ّول سياسي كبير أثارته مخاوف من أنشطة حزب هللا في أوروبا‪.‬‬

‫الجربا‪ :‬النظام هو من أوجد التطرف والتطرف سيسقط مع سقوط النظام‬ ‫أكد أحمد الجربا رئيس االئتالف السوري أن الدعم السياسي الذي‬ ‫حصلوا عليه من األمم المتحدة ومن مجلس األمن والدول األوربية‬ ‫غير محدود‪ .‬وفيما يتعلق بالسالح‪ ،‬قال الجربا أن االتحاد األوربي‬ ‫رفع حظر بيع الس�ل�اح وس���يدخل القرار حيز التنفيذ في بداية آب‬ ‫المقبل‪ ،‬والدول األوربية بعد ذلك س���تتمكن من لعب دور بارز في‬ ‫حماية الشعب السوري والمدنيين‪ .‬وقال رئيس االئتالف‪( :‬لم نكن‬ ‫يوما ً ضد الحل السياسي‪ ،‬نحن ال نحارب حبا ً بالحرب‪ ،‬البد أن نجد‬ ‫حالً سياس���يا ً مقنعاً)‪ ،‬وأضاف ‪ ( :‬عند ب���دء الحديث عن جنيف‪1‬‬ ‫كانت مطالبنا واضحة‪ ،‬وقف العنف وانسحاب الجيش إلى ثكناته‪،‬‬ ‫والسماح بالتظاهر السلمي‪ ،‬ولكن من حينها إلى اليوم سقط آالف‬

‫الشهداء وش���ن النظام أكثر من ‪ 20‬هجوما ً واسعا ً ومازلنا اليوم‬ ‫ملتزمين بأي حل سياسي يضمن حقوق الشعب‪ ،‬ويلبي مطالبهم‪،‬‬ ‫ويضمن رحيل قتلة أبناء الش���عب الس���وري)‪ .‬وقال‪ ( :‬اليوم نحن‬ ‫نواجه مش���كلة حقيقية ال داع���ي إلنكارها وهي التطرف وهو أمر‬ ‫واقع وهذا خط أحمر وغير مقب���ول‪ ،‬ولكن علينا أن نفهم أنه أمر‬ ‫طارئ على المجتمع الس���وري‪ .‬وأغل���ب العناصر المتطرفة على‬ ‫األرض أجان���ب وهم يس���تفيدون م���ن حالة الفوض���ى والحرب‪.‬‬ ‫وسنتعامل مع هذا الواقع بلين وشدة من أجل التخلص منهم‪ ،‬ولكن‬ ‫علينا التذكير بأن النظام هو من أوجد التطرف وسيس���قط التطرف‬ ‫مع سقوط النظام)‪.‬‬

‫مجزرة في حي الدبالن بحمص‬ ‫قصفت قوات النظام السوري بالمدفعية مسجد الحسامي في شارع هو الثاني خ�ل�ال فترة قصيرة بعد أن اس���تهدف النظام بصاروخ‬ ‫الدبالن في حمص أثناء صالة التراويح مما أدى لس���قوط عشرة مدرسة تأوي الجئين في الحي نفسه‪.‬‬ ‫شهداء إضافة إلى عشرات الجرحى والمصابين‪ .‬وهذا االستهداف‬

‫المركز السوري لبحوث السياسات‪ :‬أكثر من نصف سكان سورية أصبحوا فقراء‬ ‫دخل ‪ 6.7‬مليون س���وري دائرة الفقر ع���ام ‪ ،2012‬منهم ‪3.6‬‬ ‫مليون شخصا ً دخلوا دائرة الفقر الشديد‪ ،‬نتيجة الزيادة في أسعار‬ ‫البضائ���ع والخدمات وتراج���ع مصادر الدخل واألض���رار المادية‬ ‫للممتلكات‪ ،‬وذلك خالل األزمة الممت���دة منذ عامين تقريباً‪ .‬ويبلغ‬ ‫ع���دد الفقراء في س���ورية قبل األزمة نح���و ‪ 5.5‬مليون‪ ،‬يضاف‬ ‫اليهم ‪ 6.7‬مليون بسبب األحداث‪ ،‬وبذلك يرتفع العدد لحوالي ‪12‬‬ ‫مليون تقريباً‪ ،‬وإذا باالستناد إلى أن عدد سكان سورية ‪ 22‬مليون‬ ‫نسمة بحسب “المكتب المركزي لالحصاء”‪ ،‬فإن نسبة من دخلوا‬ ‫دائرة الفقر بسبب األزمة يقدرون بنصف السكان‪ .‬وتشير الساعة‬ ‫الس���كانية على الموقع الرس���مي للمكتب المركزي لإلحصاء في‬ ‫رئاسة مجلس الوزراء إلى أنَّ عدد سكان سورية مساء‬

‫‪ ،2013 / 1 / 29‬قد وصل إلى حدود ‪ 22‬مليون نسمة‪ ،‬حيث يبلغ‬ ‫العدد بموجب تلك الساعة ‪ 21‬مليونا ً و ‪ 944‬ألفا ً و ‪ 573‬نسمة‪.‬‬ ‫وكش���ف تقرير حديث أعده “المركز السوري لبحوث السياسات”‬ ‫بعنوان األزمة الس���ورية – اآلثار االقتصادي���ة واالجتماعية‪ ،‬أنه‬ ‫بلغت الزيادة النس���بية في معدالت الفقر الع���ام نهاية الربع األول‬ ‫من ع���ام ‪ 2013‬مقارنة بعام ‪ 2012‬حوال���ي ‪ . %150‬وكانت‬ ‫أش���د المناطق تضرراً بنسبة زيادة معدالت الفقر العام في سورية‬ ‫نهاية الربع االول من ‪ 2013‬مقارنة بالعام الماضي‪ ،‬هي المنطقة‬ ‫الجنوبية بحوالي ‪ ،%160‬تليها المنطقة الوسطى بحوالي ‪،%155‬‬ ‫ومن ثم تأتي المنطقة الش���مالية بحوالي ‪ ،%145‬وتليها الساحلية‬ ‫بحوالي ‪ ،%135‬وأخيراً تأتي المنطقة الشرقية بحوالي ‪%130‬‬

‫السعودية تسلم ‪ 1000‬وحدة سكنية جاهزة لالجئي سوريا في األردن‬ ‫س���لمت الحملة الوطنية السعودية لنصرة سوريا (‪ )1000‬وحدة‬ ‫س���كنية جاهزة (كرفان) لالجئين الس���وريين ف���ي األردن بتكلفة‬ ‫إجمالي���ة قدرها (‪ )9‬ماليي���ن لاير‪ ،‬وتنفذ الحملة ذل���ك في إطار‬ ‫مش���روع توفير المسكن المناس���ب لالجئين السوريين من خالل‬ ‫إحالل هذه الوحدات السكنية الجاهزة (الكارفان) محل الخيام التي‬ ‫تفتقر إلحتياجات الالجئين ومتطلبات السكن الصحي المناسب لهم‬

‫في الظروف المناخية المختلفة‪ ،‬يذكر أن الحملة الوطنية السعودية‬ ‫لنصرة س���وريا أقام���ت أكثر من (‪ )2500‬وحدة س���كنية جاهزة‬ ‫(كرفان) في مخيم الزعتري باألردن إليواء الالجئين الس���وريين‬ ‫بالتعاون مع المفوضية الس���امية لشؤون الالجئين باألمم المتحدة‬ ‫بتكلفة بلغت ثمانية وعشرون مليونا ً ومائة وخمسة وثمانون ألفا ً‬ ‫وسبعة وثالثون رياالً ‪.‬‬

‫قرار إلزام السوريين بالحصول على تأشيرة دخول لمصر سيلغى قريبا‬ ‫أعل���ن وزير الخارجي���ة المصري نبيل فهمي عق���ب لقائه رئيس‬ ‫االئتالف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الس���ورية أحمد الجربا‬ ‫ف���ي القاهرة عن تأييد بالده للثورة الس���ورية ودعمها حل األزمة‬ ‫الس���ورية سياس���ياً‪ .‬وبيّن خالل لقائه الصحفيين أن مصر ستظل‬ ‫تدع���م الثورة الس���ورية حتى تقوم دولة تلبي طموحات الش���عب‬ ‫الس���وري ودولة ديمقراطية عصرية‪ .‬وأكد الجربا أن قرار إلزام‬

‫السوريين بالحصول مسبقا ً على تأشيرة قبل دخولهم لمصر سوف‬ ‫ينتهي خالل هذا الشهر ‪ .‬ونوه الجربا بأن فهمي أوضح له أن هذا‬ ‫اإلجراء جرى لعدة دول إضافة لس���ورية‪ ،‬وال يستهدف السورين‬ ‫فقط‪ ،‬فهناك عشرات اآلالف من السوريين يعيشون بأمان‪ ،‬ووعد‬ ‫الوزير أن القرار مؤقت وخالل هذا الشهر الفضيل سوف ينتهي‪.‬‬

‫نتائج جولة الزيارات الخارجية‬ ‫لجربا ووفد االئتالف‬ ‫لخص الرئيس الس���ابق ل���ـ المجلس الوطني‬ ‫برهان غلي���ون نتائج الجولة الت���ي قام بها‬ ‫وفد االئتالف برئاس���ة أحمد الجربا وعضوية‬ ‫رئيس اتحاد البرلمانيين ميشال كيلو وغليون‪،‬‬ ‫وشملت تركيا والسعودية واإلمارات ومصر‬ ‫وفرنس���ا ومقر األمم المتحدة في نيويورك‪،‬‬ ‫موضح���ا ً أن ه���ذه ال���دول تع���رف الوضع‬ ‫العس���كري على األرض تماماً‪ ،‬ولديها جميعا ً‬ ‫رؤيتها لدورها ومس���توى التزامها ونصيبها‬ ‫من الجهد‪ .‬وكانت هذه األمور رتبت بش���كل‬ ‫رئيسي مع رئاسة األركان (في الجيش الحر)‪،‬‬ ‫بما في ذلك ما يتعلق بتأمين السالح والتعاون‬ ‫بين الدول وضبط التوزي���ع‪ .‬وبصرف النظر‬ ‫عما يكتب في الصحف لم تعد قضية الس�ل�اح‬ ‫مبدئية ولكن أصبحت متعلقة بالتنفيذ‪ .‬وتابع‬ ‫غلي���ون أن هذه الدول كانت تريد معرفة بنية‬ ‫المعارضة وقدرتها على تحمل مس���ؤولياتها‬ ‫في قيادة المرحلة‪ ،‬سواء أكان ذلك من خالل‬ ‫االش���تراك في حكومة انتقالية على أس���اس‬ ‫بي���ان جنيف ومؤتمر جني���ف‪ ،٢-‬أو في حال‬ ‫فش���ل الحل السياس���ي ولم يبق أمامنا سوى‬ ‫الس���ير في خط الحس���م العس���كري‪ ،‬معتبراً‬ ‫أن ص���ورة المعارضة الت���ي تنهش ببعضها‬ ‫البعض وال تستقر على موقف‪ ،‬وال تنجح في‬ ‫اتخاذ قرار‪ ،‬وليس لها سياس���ة واضحة في‬ ‫أي موض���وع‪ ،‬بدأت تتغي���ر‪ .‬لكنه تغير حذر‪،‬‬ ‫يتوقف ترس���يخه على نجاحنا في االستمرار‬ ‫في ضب���ط إيقاع المعارض���ة‪ ،‬والوصول إلى‬ ‫توافق مقبول بخصوص ش���روط المش���اركة‬ ‫في جنيف‪ ٢-‬الذي تعتبر الدول الغربية اليوم‬ ‫تجربته المدخل الرئيس���ي للحل‪ ،‬قبل التفكير‬ ‫ف���ي أي مخطط آخر‪ .‬وأش���ار غليون إلى أن‬ ‫وفد االئتالف نجح في إعادة الملف السوري‬ ‫إلى الواجهة لكن ف���ي المقابل أصبحت الكرة‬ ‫اآلن في ملعب المعارضة‪ .‬وستكون العواقب‬ ‫وخيمة إذا فشلت هذه في رد التحدي وتحول‬ ‫الموق���ف من جني���ف‪ ٢-‬مص���درا لالختالف‬ ‫والشد والجذب والمزاودة‪.‬‬ ‫وتابع‪“ :‬ليس ألحد من���ا أي وهم حول نجاح‬ ‫جنيف‪ ٢-‬واحتمال التزام النظام تطبيق بنوده‬ ‫التي تنص حس���ب بيان جنيف‪ 1-‬على وقف‬ ‫العنف وس���حب األس���لحة الثقيلة من المدن‬ ‫وإطالق السجناء والمعتقلين والسماح بحرية‬ ‫التظاهر والتعبير‪ ،‬وتش���كيل حكومة انتقالية‬ ‫كامل���ة الصالحيات‪ ،‬بما في ذل���ك في ميدان‬ ‫الجيش واألمن والمخابرات‪ .‬لكن ليس لنا أي‬ ‫مصلحة في أن نترك النظام يس���تخدم جنيف‬ ‫لعزل الث���ورة والمعارضة دولي���اً‪ ،‬واإليحاء‬ ‫للدول بأن ربحه المعركة هو المخرج الوحيد‬ ‫من الفوضى النابعة من اس���تمرار القتال من‬ ‫دون أفق للحل‪ ،‬مشيراً إلى أن جميع األطراف‬ ‫متأكدة من أن الحل السياسي لن يكون ممكنا ً‬ ‫من دون تغيير جوهري في ميزان القوى لغير‬ ‫صالح النظام‪ ،‬ألنه ال يمكن ألحد أن يعتقد أن‬ ‫من الممكن فرض التخلي عن الس���لطة على‬ ‫النظام طالما كانت لديه القوة للبقاء‪.‬‬


‫الكتائب العـدد العاشـر ‪2013/08/01‬‬

‫لقاء العـدد‬

‫‪06‬‬

‫الدكتـور رائـد دعبـول‬

‫“األطباء المتقاعسون شركاء في تقوية شوكة النظام ضدنا”‬ ‫حــوار‪ :‬ناصـر الســوري‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫الدكت���ور رائد دعبول‪ ،‬من أبن���اء حي بابا عمرو‪،‬‬ ‫عمل ف���ي المش���فى الميداني أثن���اء المظاهرات‬ ‫السلمية طوال العام األول من الثورة السورية‪ ،‬ثم‬ ‫تابع مسيرته الثورية كطبيب في المشفى الميداني‬ ‫في بابا عمرو لمصابي الجيش الحر خالل االقتحام‬ ‫الش���هير لحي بابا عمرو‪ ،‬وبعد االنس���حاب أسس‬ ‫المش���فى الميداني في البويضة الشرقية وهو أحد‬ ‫المؤسسين لتنسيقية أطباء حمص‪.‬‬ ‫وقد أجرينا اللق���اء التالي مع الدكتور رائد وحدثنا‬ ‫خالله عن الوضع الطبي في الثورة السورية ‪.‬‬ ‫ما هو الواقع الطبي في الثورة السورية ؟‬ ‫طبعا ً كما تعلمون منذ بداية الثورة تحولت المشافي‬ ‫الحكومية إلى معتقالت أو ثكنات عس���كرية ومن‬ ‫المس���تحيل إس���عاف أي مصاب إليها‪ ،‬لذلك كان‬ ‫االعتماد الكلي للثوار على المشافي الميدانية ذات‬ ‫اإلمكانيات الضعيفة‪ .‬والواق���ع الطبي يختلف من‬ ‫منطقة إلى أخرى‪ ،‬لكنه س���يئ بش���كل عام‪ ،‬وذلك‬ ‫لضعف اإلمكاني���ات وقلة الكوادر‪ ،‬وذلك بس���بب‬ ‫هج���رة األطباء خ���ارج س���وريا أو إحجامهم عن‬ ‫المش���اركة في الثورة‪ ،‬كما أن عدم وجود مقرات‬ ‫مناس���بة إلقامة المشافي وضعف مخزون األدوية‬ ‫األساسية الالزمة في عمليات اإلسعاف كان سببا ً‬ ‫في تردي الوضع الطب���ي ‪ .‬وتعتبر حمص وريف‬ ‫دمش���ق األس���وء من الناحية الطبي���ة‪ ،‬فالحصار‬ ‫الش���ديد المفروض عليهما أدى إلى انعدام وجود‬ ‫األدوية‪ ،‬والعملي���ات الجراحية تكاد تكون ش���به‬ ‫مس���تحيلة في مثل هذه الظروف‪ ،‬واضطررنا في‬ ‫حاالت كثي���رة إلى المخاط���رة بالمصابين ونقلهم‬ ‫خارج سوريا بسبب هذا الواقع ‪.‬‬ ‫ماذا عن أحوال الجرحى خارج سوريا ؟‬ ‫يتم نقل المصابين بشكل أساسي إلى مشافي لبنان‬ ‫وتركيا‪ ،‬وأنا على اط�ل�اع كامل عن حال الجرحى‬ ‫في لبنان‪ ،‬ووضعهم سيئ للغاية‪ ،‬والسبب الرئيسي‬ ‫يعود إلى نقص التمويل إلجراء العمليات الجراحية‬ ‫الضرورية‪ ،‬كما ال يتوفر لهم المتطلبات األساسية‬ ‫من مصروف جيب وس���واه‪ ،‬في ظ���ل غالء كبير‬ ‫للمعيش���ة في لبنان‪ .‬في الحقيقة السبب الرئيسي‬ ‫ليس انع���دام التموي���ل‪ ،‬بل س���وء إدارة األموال‬ ‫المقدمة للجرحى‪ ،‬ويتحمل الداعمون المس���ؤولية‬ ‫األكبر من خ�ل�ال إيكال األمر إلى أش���خاص غير‬ ‫أكف���اء ‪ .‬وق���د تلقيت عدة اتص���االت من مصابين‬ ‫في لبنان يشتكون من س���وء الوضع‪ ،‬إحداها من‬ ‫مص���اب في عينه يحتاج لعملي���ة جراحية حتى ال‬ ‫يفقد عينه‪ ،‬فمن يعيل هؤالء ‪.‬‬ ‫هل لكم عالقة مع المشافي الميدانية في حمص ؟‬ ‫يوجد ‪ 3‬مش���افي ميدانية في حم���ص‪ ،‬واحد في‬ ‫الخالدي���ة واثنان في حمص القديم���ة‪ ،‬كما يوجد‬ ‫مش���فى في تلبيس���ة وآخر في الرس���تن‪ .‬وأعتقد‬ ‫أن حالة مش���افي الريف الش���مالي أفضل حاالً من‬ ‫مشافينا والضغط عليها أقل‪ ،‬فمنطقة ريف حمص‬ ‫الجنوبي من أكثر مناطق س���وريا تعرضا ً للقصف‬ ‫ووصل���ت أحيانا ً إلى ‪ 5‬غارات طي���ران في اليوم‬ ‫الواح���د‪ ،‬وأنت تعلم ما ينت���ج عنها من دمار هائل‬ ‫وجرحى بالعشرات في آن واحد‪.‬‬ ‫ما هي أهم اتحديات التي واجهها مشفى البويضة‬ ‫الشرقية التي كنت تديرها ؟‬ ‫كنا بحاجة ماسة إلى أطباء مختصين‪ ،‬وخصوصا ً‬

‫أرس���لوا مثالً أجهزة تنظير بدون شاشات‪ ،‬وجهاز‬ ‫تخطيط قلب عاط���ل عن العمل‪ ،‬ما وصلنا منهم لم‬ ‫يكن صالحاً‪ ،‬ولو كان صالحا ً فإنه ال يفيدنا‪ ،‬فعملنا‬ ‫إسعافي وال حاجة لنا بمثل هذه المعدات‪.‬‬ ‫أثناء المعركة األخيرة حدثني أحد أعضاء االئتالف‬ ‫وس���ألني عن احتياجات المش���فى‪ ،‬وأخبرته بها‪،‬‬ ‫ووعدني بإرس���الها خالل أس���رع وقت ممكن ولم‬ ‫يرس���ل أي شيء ‪ .‬أحسست من كالمه أنه يحدثني‬ ‫لمجرد أن يق���ول أنه تواصل مع أطباء المش���فى‬ ‫الميداني‪ ،‬أو كما يقال (سقط عتب) ‪.‬‬ ‫م���ا هي أبرز النقاط الطبي���ة التي كانت في معركة‬ ‫القصير ضد حزب هللا وجيش النظام ؟‬ ‫كان يوجد ثالث مشافي في ريف حمص الجنوبي‪،‬‬ ‫بابا عمرو والقصير والبويضة الشرقية‪ ،‬وقد كان‬ ‫العبء األكبر على مش���فى القصير خالل المعركة‬ ‫األخيرة‪ ،‬وقدم ما لم يقدمه أي مشفى آخر‪ ،‬وكانوا‬ ‫يعملون عل���ى مدى ‪ 24‬س���اعة متواصلة‪ ،‬حيث‬ ‫كانت اإلصابات كثيرة وخطيرة‪.‬‬

‫الجراحين‪ ،‬وقد وجهنا عدة نداءات استغاثة لجميع‬ ‫المنظمات دون جدوى‪ ،‬وقد استش���هد الكثير من‬ ‫المصابي���ن نتيجة عدم وجود طبي���ب جراح‪ .‬كما‬ ‫فقد بعض المصابين أطرافه���م لعدم وجود جراح‬ ‫عظمي���ة‪ .‬إضافة لوجود نقص ش���ديد في الدواء‪،‬‬ ‫ولم يصلنا إال القليل م���ن األدوية التي لم تلبي إال‬ ‫جزءاً بسيطا ً من االحتياجات ‪ .‬في المعركة األخيرة‬ ‫اضطررنا الستخدام الستائر وقطع القماش لتضميد‬ ‫ج���راح المصابين‪ ،‬حيث لم يبقى ش���اش طبي أو‬ ‫ضمادات طبية‪ ،‬ذلك رغم علم مس���ؤولي اإلغاثة‬ ‫أن هناك معركة س���تجري في البويضة‪ ،‬لكنهم لم‬ ‫يتحركوا لتوفير االحتياجات قبل بدء المعركة‪.‬‬ ‫ما هو تأثير الطبيب المختص في المشفى ؟‬ ‫معظ���م اإلصابات لدينا ناجمة ع���ن طلق ناري أو‬ ‫ش���ظايا القذائف والصواريخ‪ ،‬وهذه تحتاج لتدخل‬ ‫جراحي فوري عن طري���ق طبيب جراح أو جراح‬ ‫عظمية‪ ،‬والعمليات التي أجريت في مشفانا قام بها‬ ‫مساعد جراح ولم يكن في مشفانا أي جراح‪.‬‬

‫ماهي ظ���روف االنس���حاب األخير م���ن القصير‬ ‫والبويضة الشرقية ؟‬ ‫قرار االنس���حاب صدر من مجموع���ات القصير‪،‬‬ ‫وكنت على ثقة أن معركة القصير لن تستمر طويالً‬ ‫بسبب معرفتي العميقة بأوضاع الجيش الحر هناك‬ ‫وطريقة تفكيره���م‪ .‬أدى قدوم عبد الجبار العكيدي‬ ‫وعب���د القادر الصالح إلى تأخر موعد االنس���حاب‬ ‫حي���ث أحرجت مجموع���ات القصي���ر واضطرت‬ ‫للدفاع مدة أطول قبل أن تنس���حب‪ .‬يوم االنسحاب‬ ‫من القصير كنت في البويضة الش���رقية‪ ،‬تفاجأت‬ ‫بنقل جرحى القصير إلى البويضة‪ ،‬حيث صدر لهم‬ ‫توجيه بذلك اس���تعداداً لالنس���حاب‪ ،‬وقمنا بتأمين‬ ‫مقر إلقام���ة الجرحى‪ ،‬وبعدها بس���اعات تفاجأت‬ ‫بقادة الجيش الحر جميعا ً منسحبين مع أسلحتهم‪،‬‬ ‫باتوا في البويضة ليلة واحدة ثم انسحبوا منها إلى‬ ‫مناطق أخرى‪ .‬لقد اس���تغربت من ذلك االنسحاب‬ ‫ً‬ ‫والتنسيقيات حاليا‪ .‬فعلى سبيل المثال طلبت منهم رغم وجود هذا الكم الكبير من السالح الذي يكفي‬ ‫أكتبها‬ ‫أن‬ ‫مني‬ ‫يري���دون‬ ‫فكانوا‬ ‫أدوي���ة ضرورية‪،‬‬ ‫للدفاع عن القصير لسنوات وليس لشهور !‬ ‫عل���ى ملف وورد مع علمهم ع���دم توفر الكهرباء‬ ‫ً‬ ‫أو انترنت‪ ،‬ومع علمهم أيضا بما نحتاجه بالضبط‪ ،‬هل خسرتم جرحى عند االنسحاب؟‬ ‫فلماذا هذا الروتين! كنت أخبرهم عبر الهاتف بما لألسف خسرنا العديد من الجرحى وال أعرف الرقم‬ ‫نحتاجه من مس���كنات وأدوي���ة التهاب وضمادات بالضب���ط‪ ،‬بعضهم فقد حياته والبعض اآلخر أجهل‬ ‫دون أن يقوموا بإرس���ال ش���يء ودون أي تقدير مصيره‪ ،‬والبعض وقع في يد جيش النظام‪ ،‬ولكن‬ ‫للظروف القاسية التي نعيشها‪.‬‬ ‫القسم األكبر من الجرحى تم إنقاذه وهلل الحمد‪.‬‬ ‫ه���ل كان يوجد نق���اط طبية عس���كرية في أرض‬ ‫المعارك ؟‬ ‫في بداية معارك الثورة السورية ضد قوات النظام‬ ‫أسست سرية طبية ترافق المقاتلين‪ ،‬وقد حضرت‬ ‫جمي���ع معارك الريف الجنوبي م���ن قرية آبل إلى‬ ‫القصير‪ ،‬وقد س���اهمت السرية بإسعاف الكثير من‬ ‫الجرحى في أرض المعركة وتقديم الالزم ريثما يتم‬ ‫نقلهم إلى المشفى الميداني‪.‬‬

‫كيف هي عالقة اطباء المشفى الميداني مع عناصر‬ ‫الجيش الحر؟‬ ‫ماذا كان أب���رز النواقص التيس كنتم بحاجتها في عالقة أخوية إلى أبعد الحدود وجميعهم أصدقاؤنا‪،‬‬ ‫وأثن���اء فترة الحصار زادت عالقتنا متانة وتعرفنا‬ ‫مشفى البويضة الشرقية ؟‬ ‫بصراحة كان ينقصنا كل ش���يء‪ ..‬لكن األبرز كان على بعضنا بشكل اكبر‪.‬‬ ‫غرفة مجهزة للحاالت الخط���رة‪ ،‬أو غرفة عناية‬ ‫مشددة مصغرة‪ ،‬والتي لو وجدت لساعدتنا بشكل ماهي طبيع���ة العالقة بي���ن المش���افي الميدانية‬ ‫كبير‪ .‬كما كان ينقصنا مكان للنقاهة واالستش���فاء واالئتالف السوري المعارض؟‬ ‫بعد العملي���ات الجراحية‪ ،‬وأن يك���ون في منطقة أنا أش���ك أن أعضاء االئت�ل�اف‪ ،‬إال البعض‪ ،‬كان‬ ‫آمنة نس���بياً‪ ،‬وكان يتم نقل الجرحى بعد عالجهم يع���رف أن هناك قرية تدعى البويضة الش���رقية‪،‬‬ ‫في مش���فى البويضة إلى القصير ليش���فوا تماماً‪ ،‬فضالً عن معرفته بوجود مشفى فيها!!‬ ‫فقد كانت البويضة منطقة معارك مستمرة وقصف قبل س���تة أش���هر تقريباً‪ ،‬تعهد االئتالف بإرسال‬ ‫متواصل‪ .‬وكما ذكرت لك س���ابقا ً كان هناك نقص مش���فى ميداني متكامل إلى البويضة الش���رقية‪،‬‬ ‫في ال���كادر الطبي واألطب���اء االختصاصيين‪ .‬كان وفعالً أرسلوا بعض المعدات‪ ،‬لكن ما تم إرساله لم‬ ‫النقص س���ببه سوء اإلدارة‪ ،‬فالمش���فى الميداني يرقى ألن يكون مكتب تمريض بسيط‪ ،‬وقد أرسلوه‬ ‫بحاج���ة لمخ���زون اس���تراتيجي م���ن األدوية ال بهدف دفع التهم بالتقصير عن أنفس���هم‪ ،‬ووصل‬ ‫تحتمل الروتي���ن اإلداري الذي تعمل به المنظمات ‪ %10‬فق���ط مما أخبرون���ا أنهم قد أرس���لوه‪ .‬فقد‬

‫ما هو دور االطباء المغتربي���ن حالياً‪ ،‬وهل يوجد‬ ‫أي تنس���يق بينهم وبين األطباء الموجودين على‬ ‫األرض ؟‬ ‫هناك دع���م مالي قلي���ل يأتي من بع���ض األطباء‬ ‫المغتربي���ن‪ ،‬فعلى س���بيل المثال قدمت تنس���يقية‬ ‫األطب���اء المغتربين في الس���عودية دعم���ا ً ماليا ً‬ ‫مرتين‪ ،‬كم���ا أن بعض المنظمات اإلغاثية العربية‬ ‫قامت بدعمنا وساهمت كثيراً في إبقاء المشفى قيد‬ ‫العمل‪ ،‬ولوالهم لما استطعنا االستمرار أبداً‪.‬‬ ‫ماهي الرس���الة التي توجهها لألطباء الس���وريين‬ ‫الموجودين داخل س���وريا في المناطق اآلمنة‪ ،‬أو‬ ‫األطب���اء المغتربين‪ ،‬وخصوصا ً م���ن غادر أثناء‬ ‫الثورة؟‬ ‫كل من ترك الثورة س���واء كان جالس���ا ً في بيته ال‬ ‫يقدم ش���يئا ً أو من سافر فهو شريك في سفك دماء‬ ‫الش���عب‪ ،‬وصدقني في حال وجود طبيب مختص‬ ‫ف���إن معنويات المقاتلين تك���ون عالية جداً ‪ .‬لذلك‬ ‫لألس���ف األطباء المتقاعسين ش���ركاء في تقوية‬ ‫شوكة النظام ضدنا‪ ،‬وجميعهم يعرفون ما يتوجب‬ ‫عليه���م فعله‪ ،‬وال أريد ان أق���دم لهم النصائح فهم‬ ‫يدركون أهمية عملهم وحاجة الناس الماس���ة لهم‬ ‫‪ .‬حتى األطب���اء الذين يقدمون المال أقول لهم هذا‬ ‫ال يكفي ووجودكم ف���ي أرض المعركة أكثر تأثيراً‬ ‫وفاعلية‪.‬‬


‫الكتائب العـدد العاشـر ‪2013/08/01‬‬

‫مختارات من الصحافة العالمية‬

‫‪07‬‬

‫الشـظايــا الســوريـة‬

‫وما نتج عنها من تمزيق للنسيج االجتماعي السوري‬ ‫غســان شـربـل | جريـدة الحيـاة‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫لم تس���مح روس���يا بإس���قاط النظام السوري‪.‬‬ ‫ل���م تبخل عليه باألس���لحة والذخائ���ر وقبل ذلك‬ ‫بالحماية الديبلوماس���ية خصوص���ا ً في مجلس‬ ‫األمن‪ .‬تعاملت مع األزمة في س���ورية بوصفها‬ ‫فرصة لتس���ديد حس���ابات تراكمت منذ اندحار‬ ‫االتحاد الس���وفياتي وانتح���اره‪ .‬أرادت تأكيد أن‬ ‫روسيا اليوم هي غير روسيا التي وقفت عاجزة‬ ‫أمام تأدي���ب حليفها الصربي وأمام غزو العراق‬ ‫وطي صفحة معم���ر القذافي‪ .‬وثمة من يقول إن‬ ‫روسيا ذهبت في دعم نظام الرئيس بشار األسد‬ ‫إلى حد تقديم مساعدة مالية له وهو ما لم تدرج‬ ‫على القيام به‪.‬‬ ‫م���ن زاروا موس���كو ف���ي الش���هور الماضية‬ ‫استنتجوا أن موقف روسيا ثابت وأنها ال تبحث‬ ‫عن مقايضة للتخلي عن النظام الس���وري‪ .‬وأن‬ ‫فالديمير بوتين يس���تثمر إل���ى أقصى حد ضعف‬ ‫س���يد البيت األبيض ال���ذي يعتبر نفس���ه مكلفا ً‬ ‫بإعادة الجنود األميركيين من ساحات الحرب ال‬ ‫إرسالهم إلى ساحات جديدة‪.‬‬ ‫الموقف الروسي يدفع إلى االعتقاد أن النزاع في‬ ‫سورية مرشح لالستمرار طويالً‪.‬‬ ‫لم تسمح ايران بإسقاط النظام السوري‪ .‬لم تبخل‬ ‫عليه بشيء‪ .‬أغرقته باألسلحة والذخائر‪ .‬تولت‬ ‫تدريب جيش رديف بعدما اكتش���فت ضعف أداء‬ ‫الجي���ش النظامي في ح���روب المدن‪ .‬مع إعالن‬ ‫«ح���زب هللا» اللبناني انخراطه العلني في القتال‬

‫على األرض الس���ورية أكدت طهران أنها تعتبر‬ ‫النزاع في س���ورية قصة حياة أو موت بالنسبة‬ ‫لها‪.‬‬ ‫من التق���وا مس���ؤولين إيرانيين في الش���هور‬ ‫األخيرة اس���تنتجوا أن إيران متمس���كة بموقفها‬ ‫الحالي في س���ورية حتى ولو استنزف قدراتها‬ ‫وأدى إلى إش���عال نزاع ش���يعي ‪ -‬سنّي مفتوح‬ ‫في المنطقة‪ .‬وأن إي���ران ال تبحث عن مقايضة‬ ‫وليست في وارد تقاضي ثمن تخليها عن النظام‬ ‫السوري‪.‬‬ ‫الموقف اإليراني يدفع إلى االعتقاد أن س���ورية‬ ‫مرشحة لنزاع طويل مدمر‪.‬‬ ‫وحدها أميركا قادرة على اقتالع النظام السوري‪.‬‬ ‫لكن الجنراالت األميركيين صارحوا اإلدارة بأنهم‬ ‫ليس���وا على اس���تعداد لخوض «نصف حرب»‬ ‫هن���اك‪ .‬وقالوا إن إس���قاط نظام األس���د يحتاج‬ ‫إلى حرب كاملة يصعب التكهن س���لفا ً بحدودها‬ ‫وانعكاساتها على الدول المجاورة‪.‬‬ ‫من جالوا على الدول المصنفة في خانة «أصدقاء‬ ‫الشعب السوري» استنتجوا أن هذه الدول وعلى‬ ‫رغم مخاوفها من تجذر المتش���ددين على أرض‬ ‫سورية سترد على الموقفين الروسي واإليراني‬ ‫بمنع نظام األسد من حس���م المعركة لمصلحته‪.‬‬ ‫وه���ذا يعني كبح عملي���ات التق���دم التي حققها‬ ‫الجيش النظامي في الش���هور الثالثة الماضية‪.‬‬ ‫ويعني أيضا ً أن النزاع في سورية سيكون طويالً‬ ‫ومريراً‪.‬‬

‫في ظل هذا المش���هد يتصاعد التفكك الس���وري‬ ‫ويزداد تطاير شظاياه في المنطقة‪ .‬ثالثة ملفات‬ ‫تقل���ق الدول القريب���ة والبعيدة‪ .‬األول إمس���اك‬ ‫«القاعدة» وأخواتها بجزء من التراب السوري‬ ‫يمكن أن يتحول معهد تدريب وإعداد للمجاهدين‬ ‫الوافدي���ن على غ���رار ما كانته أفغانس���تان في‬ ‫مرحلة سابقة‪ .‬ولحضور «القاعدة» في سورية‬ ‫آثاره األكيدة على لبنان والعراق واألردن‪.‬‬ ‫الملف الثاني هو الدور الذي يلعبه النزاع الدائر‬ ‫في س���ورية في تسعير الخالف السنّي ‪ -‬الشيعي‬ ‫في المنطقة‪ .‬ال يحتاج المرء إلى جهد ليكتش���ف‬ ‫أن ع���ودة مناخات الحرب األهلي���ة إلى العراق‬ ‫ترتبط بتصاعد النزاع الس���نّي ‪ -‬الشيعي انطالقا ً‬ ‫مما يجري على األرض الس���ورية‪ .‬لبنان أيضا ً‬ ‫مرشح الس���تضافة هذه الرياح الساخنة ومقدار‬ ‫من «العرقنة» خصوصا ً أن انهيار مؤسس���اته‬ ‫يحرمه من القدرة على اتقاء الشظايا السورية‪.‬‬ ‫الملف الثالث هو ملف األكراد في س���ورية بعد‬ ‫تحركه���م األخي���ر لبل���ورة «إدارة موقتة لغرب‬ ‫كردس���تان»‪ .‬وإذا كان ال يمك���ن إن���كار الظل���م‬ ‫الذي لح���ق باألكراد في س���ورية بفعل عمليات‬ ‫التعريب والتهجير والتهميش فإن من المجازفة‬ ‫االعتقاد أن تجربة إقليم كردس���تان العراق قابلة‬ ‫لالستنساخ على األراضي السورية‪ .‬وواضح أن‬ ‫هذه الشظية الكردية أيقظت فوراً مخاوف تركيا‬ ‫التي س���ارعت إلى اإلعالن أنها لن تسمح بكيان‬ ‫كردي على حدودها مع سورية‪.‬‬ ‫أدت عملي���ات التدمي���ر والتهجي���ر والمذاب���ح‬ ‫المروعة إلى تمزيق النس���يج السوري‪ .‬ها هو‬ ‫النسيج الممزق يرسل شظاياه إلى خارج الحدود‬ ‫ممزقا ً النس���يج في أكثر من دولة‪ .‬ثمة من يعتقد‬ ‫أن النكبة الس���ورية تحمل بذور نكبة كبرى على‬ ‫مستوى اإلقليم‪.‬‬

‫األســــد يفقــــد استقــالليتــــه؟!‬ ‫ومقاتلي���ن من حزب هللا‪ ،‬كم���ا نقلت «رويترز»‬ ‫عن دبلوماس���ي بالمنطقة قوله‪« :‬س���واء بقي‬ ‫األسد أو رحل فلم يعد ذا صلة باألمور‪ ،‬الصراع‬ ‫اآلن أكبر منه وسيستمر دونه‪ ..‬إيران هي التي‬ ‫تحرك األح���داث»‪ .‬وهذا هو الواقع فاألس���د ال‬ ‫يقاتل بجيشه الذي يقدر بأعداد كبيرة‪ ،‬متطوعين‬ ‫ونظاميين قبل الثورة‪ ،‬بل إنه يقاتل بمجموعات‬ ‫صغيرة من ميليشيات إيران وحزب هللا‪ ،‬وشيعة‬ ‫العراق‪ ،‬تتفوق على الثوار بالتدريب‪ ،‬خصوصا‬ ‫اإليرانيين وحزب هللا‪ ،‬وكذل���ك بالغطاء الجوي‬ ‫التابع للنظام‪ ،‬بينما تف���رغ الحرس الجمهوري‬ ‫لحماية األس���د ش���خصيا من أي انقالب قد يدبر‬ ‫ض���ده م���ن الدوائ���ر المقربة‪ .‬ومن ش���أن هذه‬ ‫المعادل���ة أن تنقلب رأس���ا على عق���ب بمجرد‬ ‫تزويد الثوار بأسلحة نوعية‪ ،‬أو التحرك الدولي‬ ‫الخارجي‪ ،‬جراحيا‪ ،‬ضد األس���د المنتهي فعليا‪،‬‬ ‫كما انتهت استقالليته تماما حيث بات زعيما من‬ ‫زعماء الحرب بسوريا اآلن‪.‬‬

‫طارق الحميد – الشرق األوسط‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫وبالع���ودة إل���ى التس���اؤل حول فقدان األس���د‬ ‫الس���تقالليته فإن اإلجابة هي أن األس���د قد فقد‬ ‫اس���تقالليته لي���س اآلن‪ ،‬أو بس���بب الثورة‪ ،‬بل‬ ‫من���ذ وصوله للحكم‪ ،‬وتدرج ذلك األمر تباعا بعد‬ ‫سقوط نظام صدام حسين إثر االحتالل األميركي‬ ‫للعراق‪ ،‬حيث ارتمى األس���د بأحض���ان إيران‪،‬‬ ‫وعلى عكس والده الذي لعب بالورقة اإليرانية‪،‬‬ ‫فإن األس���د االبن تح���ول إلى مج���رد ورقة بيد‬ ‫طهران‪ ،‬مع هامش محدود للحرية‪ ،‬إلى أن سلم‬ ‫األسد رقبته تماما إليران بعد اغتيال الحريري‪،‬‬ ‫رغم محاوالت السعودية وقتها المتكررة لمنحه‬ ‫فرصة‪ ،‬ومحاولة جلب���ه للجانب العربي‪ ،‬إال أن‬ ‫األس���د كان مقتنعا بأنه ال نجاة له إال مع إيران‪،‬‬ ‫والغريب أن األسد نفسه قال لوزير خليجي زاره‬ ‫بعد الثورة بأيام بدمشق إنه أدرك بأنه «ال يمكن‬ ‫حكم س���وريا بالتحالف مع إيران‪ ،‬واالبتعاد عن‬ ‫العرب»‪ ،‬لكن األس���د‪ ،‬وكالعادة‪ ،‬لم يكن صادقا‬ ‫وعليه فإن الوقت اآلن ليس لحس���اب خس���ائر‬ ‫حيث فعل العكس تماما!‬ ‫األس���د‪ ،‬بل لحس���اب خس���ائر إيران وحزب هللا‬ ‫وبحسب ما نقلته «رويترز» بتقريرها الصحافي ونظام المالكي‪ ،‬وب���كل المنطقة‪ ،‬جراء تورطهم‬ ‫فإن األس���د فقد حتى القدرة عل���ى التواصل مع بالقتال دفاعا عنه‪ ،‬والمؤكد أن خسائرهم فادحة‪،‬‬ ‫القيادات العس���كرية الميداني���ة ألن القيادة باتت وما هي إال مسألة وقت ليكتشفوا ذلك بأنفسهم‪.‬‬ ‫بيد جنس���يات مختلفة‪ ،‬من إيرانيين‪ ،‬وعراقيين‪،‬‬


‫الكتائب العـدد العاشـر ‪2013/08/01‬‬

‫تحقيقـات‬

‫‪08‬‬

‫تصنيـع عـدو إسـالمـي ـ إرهابـي‬

‫(حســب الطلــب)‬

‫إعداد‪ :‬د‪.‬هيثم الحموي (أبو طارق)‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ع���رف الديكتات���ور أن مظاهرات س���لمية في‬ ‫بالده س���تلقى آذان���ا ً صاغية عل���ى الصعيدين‬ ‫اإلقليمي والدولي‪ ،‬وعرف أن المطالبة بالحرية‬ ‫والديموقراطي���ة‪ ،‬على غرار ما جرى في تونس‬ ‫ومصر‪ ،‬حق من حقوق الشعب ال يمكن تجاهلها‬ ‫بالقم���ع والقتل‪ ،‬فه���و ال يس���تطيع التنازل عن‬ ‫ميراث أبيه وال يس���تطيع تحمل مسؤولية ملفات‬ ‫ستفتح وال يمكنه إغالقها‪ ،‬مثل ملفات المفقودين‬ ‫والمغيبي���ن وضحايا المجازر وملفات الفس���اد‬ ‫ودعم اإلرهاب في لبنان والعراق‪.‬‬ ‫بع���د مظاه���رة الحريقة في ش���باط ‪ 2011‬في‬ ‫دمش���ق‪ ،‬لجأ النظام إلى وضع الخطة المضادة‪،‬‬ ‫وهي اللعب على نغمة مكافحة اإلرهاب‪ ،‬فلم يجد‬ ‫له بداً من خلق عد ٍو يمكن للغرب‪ ،‬وعلى األخص‬ ‫إسرائيل وأمريكا‪ ،‬أن تس���انده وتدعم بقائه في‬ ‫سبيل مقارعة العدو الجديد‪.‬‬ ‫يقول ش���اهد العيان‪ ،‬المعتقل السياسي السابق‬ ‫ماهر‪ ،‬البالغ من العمر ‪ 32‬عاماً‪ ،‬أنه عرف مع‬ ‫رفاقه في سجن صيدنايا القريب من دمشق عن‬ ‫دفعات من رفاق الس���جن من إسالميي القاعدة‪،‬‬ ‫كانوا يحاربون في العراق وألقي القبض عليهم‬ ‫أثناء عودتهم إلى س���وريا‪ ،‬وزجوا في السجون‬ ‫ف���ي فترات بي���ن ‪ 2005‬و ‪ ،2008‬تم اإلفراج‬ ‫عنهم بش���كل مفاجئ وقب���ل انته���اء أحكامهم‬

‫بسنوات‪ .‬أفرج عن هؤالء المجاهدين السابقين‬ ‫على دفعات بِدءاً من شباط ‪ 2011‬واستمر ذلك‬ ‫لغاية صيف ذلك العام‪.‬‬ ‫أح���د المجاهدين المفرج عنه���م قال أن المحقق‬ ‫س���أله‪ :‬ماذا س���تفعل إذا أفرجنا عنك؟ فأجاب‪:‬‬ ‫سأحاربكم‪ .‬فأُخ ِرج من غرفة التحقيق بالصراخ‬ ‫والشتائم المعهودة‪ ،‬ليُطلق سراحه بعد أيام‪.‬‬ ‫المقاتل في صف���وف جبهة النصرة أبو طه‪ ،‬من‬ ‫رأس العين‪ ،‬قال لصحفي إسباني أنه أفرج عنه‬ ‫يوم ‪ 26‬آذار ‪ 2011‬من س���جن صيدنايا ضمن‬ ‫مئتين من رفاقه‪.‬‬ ‫في الفترة بين شباط ونيسان ‪ 2011‬كان يخرج‬ ‫يوميا ً ‪ 30-20‬معتقالً إسالميا ً من سجن صيدنايا‪،‬‬ ‫أغلبهم من القاعدة وفتح اإلس�ل�ام وجند الشام‪،‬‬ ‫فلسطينيون ولبنانيون وس���وريون وأردنيون‪،‬‬ ‫وفق شاهد العيان ماهر‪ .‬ويَذكر منهم على سبيل‬ ‫المثال حذيفة س���ررو وخالد الخطيب الذي يقاتل‬ ‫حاليا ً في حمص‪ .‬وأسامة التش وضياء الهندي‬ ‫ومحمد خير بيطار ومحم���د مروة وأنس جرار‬ ‫األردني من أصول فلسطينية‪ .‬وكذاك عبد المعين‬ ‫الس���راج من حماه الذي استش���هد فيما بعد في‬ ‫أكتوبر ‪.2012‬‬ ‫كما يذكر الس���جين السابق أس���ماء أخرى من‬ ‫اإلس�ل�اميين خرجوا قبل انته���اء محكومياتهم‬ ‫مثل زي���اد غنيم وف���ادي عبد الغن���ي والحلبي‬ ‫مهند لبني‪ ،‬وكذلك حس���ن حلوة وعبد الرؤوف‬

‫س���ينو من الالذقية‪ .‬وهذان األخيران ُحكما من‬ ‫قبل محكمة الثورة الش���رعية فيما بعد مع نديم‬ ‫بال���وش في نيس���ان ‪ 2013‬بتهمة خطف وقتل‬ ‫الضابط المنشق رياض األحمد‪ .‬بالوش هذا كان‬ ‫معتقالً س���ابقا ً كذلك وهناك تفاصيل عن عمالته‬ ‫للمخابرات الس���ورية بعد خروج���ه من المعتقل‬ ‫قب���ل انتهاء فت���رة محكوميته ف���ي أواخر عام‬ ‫‪ 2010‬مكافأة له على خيانة رفاقه في انتفاضة‬ ‫السجن عام ‪ .2008‬كان بالوش أول من صرخ‬ ‫في إح���دى مظاهرات الالذقية «المس���يحية إلى‬ ‫بيروت والعلوية إلى التابوت « مما تسبب آنذاك‬ ‫بنفور المتظاهرين الس���لميين منه ومن أفعاله‪،‬‬ ‫ألنه كان الوحيد الذي يحمل مسدس���ا ً معه أثناء‬ ‫المظاهرات‪.‬‬ ‫كل هؤالء التقوا فيم���ا بعد في الكتائب المقاتلة‪،‬‬ ‫وعند تشكيل جبهة النصرة في أواخر العام كان‬ ‫هؤالء المعتقلين الس���ابقين من قواد ومؤسسي‬ ‫ومنتسبي جبهة النصرة‪.‬‬ ‫مما ال ش���ك فيه أن المخابرات الس���ورية قدمت‬ ‫لإلس���تخبارات األمريكية قائمة بأسماء المفرج‬ ‫عنهم على أنهم من ناش���طي الحراك الس���لمي‬ ‫في درع���ا وغيرها‪ ،‬كي تؤك���د ادعائها بوجود‬ ‫متطرفين إسالميين ومسلحين‪ ،‬رغم أن شعارات‬ ‫المظاهرات في البداية كانت مدنية ديموقراطية‬ ‫وطنية بامتياز‪.‬‬ ‫أخي الثائ���ر‪ ،‬انطلقت الثورة ليس تقليداً ألحداث‬

‫الربيع العربي‪ ،‬ب���ل حاجة ملحة وضرورية لكل‬ ‫أطياف الشعب‪.‬‬ ‫ش���كلت جبهة النصرة ألهل الشام بغرض نصرة‬ ‫الشعب الس���وري ضد الطاغية الذي سلط عليه‬ ‫الش���بيحة واإلرهابيين مما يسمون أجهزة أمن‪،‬‬ ‫حيث تعرض الس���كان للذب���ح واإلهانة والقتل‪.‬‬ ‫بعد إعالن تش���كيلها كتبتُ آن���ذاك أنه «ال يمكن‬ ‫أن يُش���كل أي شيء داخل س���وريا بدون معرفة‬ ‫ومبارك���ة من المخابرات الس���ورية‪ ،‬هذا إذا لم‬ ‫تشكلها هي بنفسها على غرار جند الشام وفتح‬ ‫اإلسالم»‪.‬‬ ‫نعيد هن���ا إلى األذهان أن الحياة السياس���ية في‬ ‫سوريا لم يوجد فيها أثر لإلسالميين أو المجاهدين‬ ‫منذ عقود‪ .‬هذه مفاجأة للشعب السوري وثورته‪،‬‬ ‫إنه أم ٌر دخيل على تراث البالد‪ ،‬على األقل خالل‬ ‫العق���ود الماضي���ة‪ .‬مع هذا كله كن���ا‪ ،‬وما زلنا‪،‬‬ ‫نأمل أن تقوم ه���ذه الجبهة ومن جاء بعدها من‬ ‫المجاهدي���ن المؤازرين بمهمته���ا المعلنة وهي‬ ‫مقارعة قوات المجرم األسد كي تخلص الشعب‬ ‫بالفعل‪ ،‬كما وعدت‪ ،‬من نظام الطاغية واإلستبداد‬ ‫والفساد‪ ،‬وندعو لها بالنصر والثبات‪.‬‬ ‫اآلن ص���ارت بالدن���ا مس���رحا ً ألجندة ليس���ت‬ ‫أجنداتنا‪ ،‬وحرب ليس���ت حربن���ا‪ ،‬واألدهى من‬ ‫ذلك فقد اس���تقالت هذه الجماعات الجهادية من‬ ‫مهمتها المعلنة وراحت تمارس النفوذ والسلطة‬ ‫دون الجهاد المزعوم‪.‬‬ ‫يبدو أن مخطط المخابرات الس���ورية يقف عن‬ ‫هذا الحد‪ ،‬وهو إعالن دولة أو إمارة إس�ل�امية‪،‬‬ ‫تره���ب الس���كان المحليين والعال���م‪ ،‬كي يكون‬ ‫األسد المجرم شريكا ً في مكافحة اإلرهاب وتصر‬ ‫إس���رائيل وأمريكا على بقائه في سدة الحكم كي‬ ‫يستعبد الشعب الس���وري قرونا ً أخرى‪ ،‬ويخدم‬ ‫مصالحها في ضمان أمن واس���تقرار إس���رائيل‬ ‫(كما قال اللص رامي مخلوف شريك الديكتاتور)‪.‬‬ ‫عندما قام���ت ثورة آذار ‪ 2011‬ل���م يكن هناك‬ ‫متطرف واحد تجرأ على الخروج في المظاهرات‬ ‫الس���لمية التي نادت بالحرية والكرامة وإسقاط‬ ‫نظام األسد‪.‬‬ ‫نحن ش���عب مس���لم ونعرف أن من م���ات فداء‬ ‫عرضه وماله ودينه فهو ش���هيد‪ .‬وهذا يعني أن‬ ‫الدفاع عن األعراض والمال والدين واجب‪ ،‬ليس‬ ‫شرعي فقط‪ ،‬وإنما إنساني ومدني وأخالقي‪ .‬لن‬ ‫نسمح أن تح ّول ثورتنا إلى مشاريع استخباراتية‬ ‫مشبوهة‪ ،‬وإال بماذا نفسر توقف خطوط جبهات‬ ‫الجهاديين األجان���ب بالدرجة األولى عند حدود‬ ‫معينة متفق عليها من قبل اإلستخبارات السورية‬ ‫مع أصحاب القرار في الخفاء؟ هل انتهت مهمة‬ ‫الجهاديي���ن الوافدي���ن عند آب���ار البترول وقتل‬ ‫األطفال الذين يتلفظون بألفاظ غير مقبولة بحق‬ ‫الرسول صلى هللا عليه وسلم؟‬ ‫نعيد لألذهان بسير األحداث الذي كان في مصلحة‬ ‫النظ���ام منذ ب���دء عملي���ات الجهاديين وإطالق‬ ‫تصريحاتهم‪ ،‬سواء بتوقيت عملياتهم أو اختيار‬ ‫أماكن التفجي���رات أو توقي���ت بياناتهم المثيرة‬ ‫للش���بهات‪ .‬إننا ندعو مجاهدي الجبهة الشرفاء‬ ‫من السوريين وغير السوريين أن يعيدوا النظر‬ ‫ويرجعوا إلى حضن الثورة الس���ورية المجيدة‪،‬‬ ‫ورف���ض كل أجندة خارجية ال تم���ت لثورة آذار‬ ‫بصل���ة‪ ،‬احتراما ً وإجالالً ألرواح ش���هدائنا منذ‬ ‫البدايات‪ ،‬أبطال سوريا الحرة‪.‬‬


‫الكتائب العـدد العاشـر ‪2013/08/01‬‬

‫تحقيقـــات‬

‫‪09‬‬ ‫الفصل‬

‫الثاني‬

‫السياســة فـي اإلسـالم‬ ‫و اإلسـالم السياسـي (‪)2‬‬

‫• شرحبيل بن حسنة إلى اليمامة‪ ،‬دعما ً لعكرمة‪،‬‬ ‫ثم حضرموت ‪.‬‬ ‫• المهاج���ر بن أمي���ة لمواجهة أتباع األس���ود‬ ‫العنسي في اليمن ثم حضرموت ‪.‬‬ ‫• سويد بن مقرن إلى تهامة اليمن ‪.‬‬ ‫• عمرو بن العاص إلى قضاعة في الشمال ‪.‬‬ ‫• خالد بن سعيد بن العاص إلى مشارف الشام ‪.‬‬ ‫• حذيفة بن محصن إلى أهل دبا في عمان ‪.‬‬ ‫• عرفجة بن هرثمة البارقي إلى مهرة ‪.‬‬

‫بقلـم‪ :‬أ‪.‬مصطفى القاسم‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الفصل الثاني ـ زوابع الردة‬ ‫أكمل صلى هللا عليه وس���لم مهمته‪ ،‬فما إن أنهى‬ ‫حجة الوداع وخطب فيها خطبته الشهيرة‪ ،‬حتى‬ ‫ن���زل عليه الوح���ي‪(( :‬اليوم أكمل���ت لكم دينكم‬ ‫وأتمم���ت عليك���م نعمتي ورضيت لكم اﻻس�ل�ام‬ ‫دين���ا))‪ ،‬وفي العام التالي اختت���م القرآن الكريم‬ ‫بقوله تعالى‪(( :‬واتقوا يوما ً ترجعون فيه إلى هللا‬ ‫ثم توفى كل نفس ما كس���بت وهم ﻻيظلمون))‪.‬‬ ‫وانتقل الرسول صلى هللا عليه وسلم إلى الرفيق‬ ‫األعلى تاركا ً المس���لمين (على المحجة البيضاء‬ ‫ﻻيزي���غ عنها إﻻ هالك) وفيهم كتاب هللا وس���نة‬ ‫نبيه وصحابته رضوان هللا عليهم ‪.‬‬ ‫وﻻ شك أن وفاة الرس���ول شكلت صدمت هائلة‬ ‫للصحابة وللكثير من المسلمين‪ ،‬فإضافة لتعلقهم‬ ‫الروح���ي الكبير بش���خصه‪ ،‬فقد افتق���دوا بفقده‬ ‫الوحي الس���ماوي واإلمام الديني والتش���ريعي‬ ‫والقائد العسكري والسياسي والتنظيمي‪.‬‬ ‫كان النب���ي صلى هللا عليه وس���لم مهبط الوحي‬ ‫وصاحب الس���نة وعاقد الل���واء والصلح وقائد‬ ‫الحروب والغ���زوات والقائم على توزيع الغنائم‬ ‫والعطايا ومكاتبة الملوك ومستقبل الوفود وموفد‬ ‫الوﻻة والقضاة والموجه اإلنس���اني واألخالقي‬ ‫ومرجع المسلمين‪.‬‬ ‫لم يحت���وي الق���رآن الكريم تفاصيالً سياس���يةً‬ ‫واسعة‪ ،‬تاركا ً ذلك ربما لمتغيرات البيئة والزمان‬ ‫والظروف الطارئة‪ ،‬وبالتال���ي لم يجد الصحابة‬ ‫تفصيالً كثيراً في الكتاب والسنة حول طبيعة نظام‬ ‫الحكم وتنصيب الحاك���م وعالقته بالمحكومين‪،‬‬ ‫فاجتمع كبار الصحابة من المهاجرين واألنصار‬ ‫وتداولوا أمرهم وولوا أبا بكر الصديق رضي هللا‬ ‫عنه أول خالفة للرس���ول صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬ ‫وبايعه المسلمون‪.‬‬

‫كانت الدولة الناش���ئة ف���ي المدين���ة المنورة‪،‬‬ ‫والمتوسعة في كل اﻻتجاهات‪ ،‬هي الشكل األول‬ ‫للدول���ة في منطق���ة لم تعتد أش���كال الحكومات‬ ‫وال���دول‪ ،‬لذلك لم تتدخل الدولة كثيراً في القبائل‬ ‫والجماعات الجديدة‪ ،‬واكتفت بقبول إس�ل�امهم‬ ‫وإقرار زعمائهم ‪ -‬الذين أس���لموا – عليهم‪ ،‬مع‬ ‫إيفاد الدع���اة المعلمين ألمور الدي���ن والقضاة‬ ‫وتنظيم الزكاة والجهاد‪.‬‬ ‫وكانت بعض هذه الجماعات متأخرة في إسالمها‬ ‫وﻻتزال متش���ربة بعصبيتها وجفائها‪ ،‬وضعيفة‬ ‫ف���ي إيمانها‪ ،‬ويغلب عليه���ا اعتدادها بأعدادها‬ ‫واس���تثقالها للعبادات الجديدة كالصالة والزكاة‬ ‫التي اعتبروها فريضة خضوعهم للس���لطة في‬ ‫المدين���ة ‪ .‬وكانت هذه الجماعات األس���رع في‬ ‫ردتها عندما وصل إليها خبر وفاة الرسول ‪.‬‬ ‫ف���ي مقابل ه���ذه الجماع���ات كان مركز الدعوة‬ ‫اإلس�ل�امية في المدين���ة ومكة والطائ���ف ثابتا ً‬ ‫على إسالمه‪ ،‬لمعايش���تهم رسول هللا عن قرب‬ ‫وتربيتهم اإلسالمية الكاملة وتفقههم في دينهم‪،‬‬ ‫وقد فهم هؤﻻء اإلس�ل�ام دينا ً تعبديا ً وأس���لوب‬ ‫حي���اة وواجبا ً اخالقيا ً ‪ .‬كما كان في مراكز الردة‬ ‫أفراد أو جماعات ثبتوا على اإلس�ل�ام ورفضوا‬ ‫ردة قومهم ‪ .‬وفي المنطقة الرمادية تواجد فريق‬ ‫ثالث انتظر نتائج صراع الفريقين الرئيسين ‪.‬‬ ‫أمام هذا اﻻنقس���ام األفقي والشاقولي‪ ،‬وتفاوت‬ ‫المرتدين بي���ن إعالن التوقف ع���ن دفع الزكاة‬ ‫وإع�ل�ان الحرب عل���ى المس���لمين‪ ،‬كان على‬ ‫الخليف���ة أن يعلن عن موقفه السياس���ي األول‬ ‫واألقوى‪ ،‬آخ���ذا بعين اﻻعتبار ق���وة المرتدين‬ ‫وكثرة عددهم وانتشار رقعتهم وقرب بعضهم من‬ ‫مركز الدولة‪ ،‬ورغبة البعض في عدم مناجزتهم‬ ‫الحرب لقناعتهم بأنه ال يجوز محاربة من شهد‬ ‫الش���هادتين‪ ،‬وثمة مشكلة رئيس���ية تمثلت في‬ ‫انتظام معظم المسلمين‪ ،‬بما فيهم كبار الصحابة‪،‬‬

‫في جيش جهزه الرس���ول قب���ل وفاته لمقارعة‬ ‫الروم في الشام‪ ،‬وأوصى الرسول خالل مرضه‬ ‫بإنفاذ هذا الجيش‪ ،‬كان إرسال الجيش إلى الشام‬ ‫يعن���ي خلو المدينة من قوتها الضاربة في لحظة‬ ‫تاريخية حرجة جداً ‪.‬‬ ‫كان قرار الخليف���ة حازما ً في التصدي للمرتدين‬ ‫ومانعي الزكاة‪ ،‬و لم يتردد أبو بكر الصديق في‬ ‫تنفيذ وصية الرس���ول‪ ،‬فأنف���ذ الجيش‪ ،‬ووصى‬ ‫قائده الش���اب أس���امة بن زيد رض���ي للاهّ عنه‬ ‫بالس���رعة‪ ،‬ثم التفت إلى الداخل ينظم ش���ؤونه‬ ‫بما توفر من مقومات‪ ،‬فأمر الرجال بالمبيت في‬ ‫المسجد استعداداً للطوارئ‪ ،‬وأرسل المستطلعين‬ ‫حول المدينة‪ ،‬ولبس ﻷمة الحرب ‪.‬‬ ‫حاولت بعض القبائل المرت���دة القريبة جغرافيا ً‬ ‫من المدينة اس���تغالل خلو المدينة من جيش���ها‬ ‫واﻻنقض���اض عليه���ا‪ ،‬ولكن حكمة وش���جاعة‬ ‫الخليفة أفشلت مخططاتهم وقضت على قواتهم ‪.‬‬ ‫وحقق جيش أس���امة بن زيد انتصاراً عظيما ً في‬ ‫الش���ام‪ ،‬وطارت أخباره إلى المدينة‪ ،‬وانتشرت‬ ‫في البالد ‪ .‬ولم���ا وصلوا المدينة أمرهم الخليفة‬ ‫بنيل قس���ط من الراحة‪ ،‬وجهز بنفس���ه قوة من‬ ‫المس���لمين لمناجزة مرتدين م���ن عبس وذبيان‬ ‫باﻷبرق فانتصر عليهم‪ ،‬وأبعد الخطر عن مركز‬ ‫الدول���ة‪ ،‬وبات لزام���ا ً القضاء عل���ى الردة في‬ ‫مواطنها المنتشرة في جميع أنحاء البالد ‪.‬‬ ‫وم���ن قرية ( ذي القصة) عل���ى بعد مرحلة من‬ ‫المدينة انطلقت جيوش المس���لمين عل الش���كل‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫• خالد بن الوليد إلى أس���د ثم تمي���م ثم اليمامة‬ ‫لمواجهة طليحة بن خويلد اﻷس���دي ثم مالك بن‬ ‫نوي���رة اليربوعي التميمي ثم مس���يلمة الكذاب‬ ‫الحنفي ‪.‬‬ ‫• عكرمة ب���ن أبي جهل إل���ى اليمامة لمواجهة‬ ‫مس���يلمة الكذاب ثم عمان والمهرة فحضرموت‬ ‫فاليمن ‪.‬‬

‫كان إرس���ال الجيوش بهذه الطريقة‪ ،‬دليالً على‬ ‫عبقرية قيادية وعسكرية وجغرافية‪ ،‬مع معرفة‬ ‫بالتوضعات البشرية وطرق اﻻتصال والتواصل‬ ‫واﻻنتقال وحسن تجميع الجيوش وتفرقها حسب‬ ‫مقتضيات كل معركة ‪ .‬كما أحس���ن االستفادة من‬ ‫األفراد والجماعات التي بقيت على إسالمها في‬ ‫مناطق الردة ‪.‬‬ ‫وبص���رف النظ���ر ع���ن تفصي�ل�ات المعارك‪،‬‬ ‫واختالف وجه���ات نظر البعض بش���أنها‪ ،‬فإن‬ ‫انتصار الجيوش اإلس�ل�امية‪ ،‬على هذه الرقعة‬ ‫الجغرافية الواس���عة‪ ،‬وبمواجه���ة تلك األعداد‬ ‫البش���رية الكبيرة‪ ،‬مع وجود خطر دولتي الروم‬ ‫والفرس الكبيرتين على الحدود الشمالية‪ ،‬ومن‬ ‫ثم تحضي���ر الجيش لمقارعة هاتي���ن الدولتين‪،‬‬ ‫بع���د أن اكتمل القض���اء على ال���ردة ورؤوس‬ ‫الفتنة فيها‪ ،‬مما أعاد للدولة اﻻس�ل�امية الفتية‬ ‫وح���دة صفه���ا‪ ،‬دون إهمال الش���ؤون الداخلية‬ ‫للدولة ومصالح المسلمين وتولية القضاة وعقد‬ ‫الرايات واإلشراف على بيت المال‪ ،‬وإنجاز ذلك‬ ‫خالل والي���ة لم تتجاوز الس���نتين‪ ،‬كل ذلك كان‬ ‫ش���اهداً على عبقرية أبي بكر الصديق رضي هللا‬ ‫عنه أول الخلفاء الراش���دين‪ ،‬وحكمته ويقينه‪،‬‬ ‫لق���د كان رضي هللا عنه رج���ل دولة من الطراز‬ ‫الرفيع‪ ،‬وقائداً عس���كرياً‪ ،‬وزعيما ً سياسيا ً تربى‬ ‫في مدرسة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬


‫الكتائب العـدد العاشـر ‪2013/08/01‬‬

‫آراء‬

‫‪10‬‬

‫تحيــة تس ّلقيــة‬ ‫بقلم‪ :‬أصالن أصالن‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫من بع���د الجهود الحثيثة لتوعية الش���عب من‬ ‫ضت) الثورة‪ ،‬وكان‬ ‫ظاهرة التس���لق التي (ع ّ‬ ‫لهذه العضة نتيجة ش���بيهة بداء الكلب ‪..‬بدأت‬ ‫مالمح الوع���ي تظهر على الش���عب‪ ،‬ففرحنا‬ ‫لذل���ك‪ ،‬حتى تجمدت االبتس���امة على وجوهنا‬ ‫برؤية الجميع ( ماش���اء هللا ‪ -‬س���بحان هللا )‬ ‫يتحدثون عبر التلفاز عن المتسلقين‪ ،‬فأصبح‬ ‫التسلق ظاهرة عالمية‪ ،‬وصار حديث الساعة‪،‬‬ ‫لك���ن األجمل هو رؤية المتس���لق يتحدث عن‬ ‫التسلق‪ ،‬ويعلن رفضه القاطع لهذا األمر!‬ ‫كم هو فظيع هذا المش���هد‪ ،‬فالكل يقذف صفة‬ ‫التسلق على اآلخر‪ ،‬والكل يرى في نفسه منقذ‬ ‫الشعب والثورة من المتس���لقين‪ ،‬والكل يرى‬ ‫في اآلخر أنه متس���لق‪ ،‬ويرى في نفسه البطل‬ ‫المخلص ‪ ..‬حقا ً ما أقبح المش���هد عندما يتبرأ‬ ‫المرء من قومه!‬ ‫لكن الس���ؤال الملح هن���ا‪ ،‬بم���ا أن الكل غير‬ ‫متس���لق‪ ،‬والكل يعرف المتس���لقين ويلمحون‬ ‫إليهم في كالمه���م‪ ،‬فنحن نريد أن نعرف كيف‬ ‫هو شكل المتس���لق؟ هل هو من اإلنس أم من‬ ‫الجن؟ أم أنه شخص يمشي ومعه سلّم؟ أو أنه‬ ‫يلبس ثياب االختفاء؟‬

‫لألس���ف‪ ،‬فظاهرة التس���لق قد تخطت الحدود‬ ‫الطبيعية‪ ،‬وأصبحت شيئا ً خارجا ً عن المألوف‬ ‫البش���ري‪ ،‬فالمتسلق العادي يتسلق على أزمة‬ ‫الش���عب‪ ،‬أما اآلن فيوجد متسلق يتسلق على‬ ‫أزمة المتسلقين!!‬ ‫فأصبح من الض���رورة إيجاد هيئة مش���ابهة‬ ‫لهيئة مكافحة االحتكار تحت اسم هيئة مكافحة‬ ‫المتسلقين‪،‬‬ ‫ووضع التس���لق ضمن الجرائم العالمية التي‬ ‫تتوج���ب المالحق���ة القانونية م���ن االنتربول‬ ‫الدولي‪ ،‬ألن ه���ذه الجريمة تقضي على قضايا‬ ‫ش���عوب بأكملها‪ ،‬كما يحدث اآلن مع الش���عب‬ ‫السوري‪.‬‬ ‫اعتدنا في حروب الشوارع على لوحات تقول‬ ‫( احذر قناص )‪ ،‬أم���ا اليوم فنحن بحاجة لمن‬ ‫يضع لوحة ضوئية طويل���ة عريضة‪ ،‬مكتوب‬ ‫عليها (احذر متس���لق)! فالمتسلق في سورية‬ ‫وصل إلى ماهو أبعد من قمة ايفرس���ت‪ .‬حتى‬ ‫أصبحت مجالس���هم تس���تحق إعالن استقالل‬ ‫دولة خاصة فيهم اسمها‬ ‫<) تسلقليستان (> !‬ ‫وكم���ا ف���ي كل دولة هن���اك نص���ب الجندي‬ ‫المجهول‪ ،‬لذلك أصبح واجبا ً علينا بناء صرح‬ ‫المتسلق المجهول‪ ،‬الذي أصبح رمزاً من رموز‬

‫الشهيد الصيدالني‬ ‫غسـان ماهـر خانكــان‬ ‫كان غس���ان بطالً قوالً وفعالً‪ ،‬حيث كان يخاطر‬ ‫جريدة الكتائب‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ويعب���ر الحواجز من أجل أن يوص���ل المدد إلى‬ ‫ولد غس���ان ماهر خانكان في ‪ ،1980/11/16‬إخوانه‪ ،‬ينقل الذخيرة والسالح للمجاهدين على‬ ‫ورغم كونه وحيداً لدى والديه فقد تربى غس���ان خط الموت مخاطراً بنفس���ه في س���بيل هللا وفي‬ ‫على تحمل المس���ؤولية ونش���أ نش���أة الرجال‪ ،‬سبيل حرية الوطن‪.‬‬ ‫وحاز على ماجستير في الصناعات الدوائية من‬ ‫أكاديمي���ة خاركوف للصيدل���ة ـ أوكرانيا ـ وبعد في يوم السبت ‪ 2011 /12/17‬استطاع غسان‬ ‫تخرجه ب���دأ بإدارة أعمال والده الذي يمتلك أحد إيصال كمية من األدوية إلى حي بابا عمرو ماراً‬ ‫بالكثير من الحواجز ومخاطراً بنفس���ه إليصال‬ ‫أكبر مخازن األدوية في حمص‪.‬‬ ‫الدواء إلى الحي ال���ذي كان يعاني من الحصار‬ ‫كان يس���كن في حي القرابي���ص‪ ،‬وهو ذو روح والتضييق الش���ديدين‪ ،‬وعندما حل الليل وأثناء‬ ‫مرح���ة ميال للفكاه���ة والمزاح‪ ،‬وكان يمس���ك عودة غسان إلى بيته ‪ ،‬تم ضرب سيارة غسان‬ ‫المايكريف���ون وينادي «هللا اكب���ر» فيتبعه باقي بقنبلة‪ ،‬أخذت الس���يارة تتدحرج ‪ ،‬وبعد تدحرج‬ ‫أفراد الحي‪ ،‬وق���اد الكثير من المظاهرات بجرأة الس���يارة إصطدم���ت بعمود‪ ،‬فاجتم���ع الناس‬ ‫وش���جاعة منقطعة النظير‪ ،‬وتش���هد س���احات حولها‪ ،‬كان غس���ان في حالة إغماء‪ ،‬اس���تعاد‬ ‫الحرية كم نادى في المظاهرات أن «يا هللا مالنا وعيه قلي�ل�اً واس���تطاع أن يفت���ح الباب كي‬ ‫يخرج‪ ،‬ولكن القن���اص الموجود على القلعة‬ ‫غيرك يا هللا»‪.‬‬ ‫يراقب ويترقب‪ ،‬وجه رصاصاته الحاقدة إلى‬ ‫لم يتأخر غسان عن فتح باب مستودعه وتقديم صدر غسان‪ ،‬وسقط غس���ان شهيداً ليروي‬ ‫األدوي���ة إلس���عاف الجرح���ى والمصابين عقب بدمائه الطاهرة تراب الوطن الغالي‪.‬‬ ‫الحمالت الشرسة التي كانت تشن على حمص‪،‬‬ ‫وكان يزور الجرحى ويتفقد أحوالهم باس���تمرار‬ ‫ويقدم لهم العون قدر المستطاع ‪.‬‬

‫الثورة‪ ،‬فالرمز الوطني ه���و من يعرف قيمة‬ ‫التضحية‪ ،‬ومن يعرف للتضحية قيمة أكثر من‬ ‫المتسلق الذي يضحي بكل ما آتاه هللا في سبيل‬ ‫راحة نفسه‪ ،‬داعس���ا ً على كل المبادئ والقيم‬ ‫اإلنسانية واألخالقية‪ ،‬وضاربا ً عرض الحائط‬ ‫كل الش���رائع الس���ماوية واألرضي���ة‪ ،‬ودافنا ً‬ ‫الضمير على طريق المصلحة الشخصية‪.‬‬ ‫نعم إنه الـالإنسان الذي قال به الشاعر ‪:‬‬ ‫قف للمتسلق ووفه التبجيال‬ ‫إن كان اليوم نكرة فغدا سيؤول رئيسا!!‬ ‫حتى إن هذا الرجل أصبح الشغل الشاغل‬ ‫لعقل الفالسفة‪ ،‬فقال عنه أحد الحكماء‬ ‫(أنا أتسلق إذاً أنا موجود)!‬ ‫ول���م ولن يقف المتس���لق عند هذا‬ ‫الحد‪ ،‬فربما في المستقبل سيكون‬ ‫التسلق هو طموح ال يطاله غير‬ ‫المتفوقين (على مبدأ من جد‬ ‫جاء المتس���لق وعنه وجد‪،‬‬ ‫ومن زرع جاءه المتس���لق‬ ‫وحص���د‪ ،‬وم���ن تس���لق‬ ‫الس���ائر على الدرب وصل‬ ‫) لدراسته في أهم وأعرق‬ ‫الجامع���ات العالمي���ة‪،‬‬ ‫والذي بالتأكيد س���يحتاج‬ ‫إل���ى واس���طات وفح���وص‬ ‫وامتحانات وجهد عظيم للدخول‬ ‫إلى كلية التسلق ‪..‬‬ ‫وبما أن الحديث عن مالحم المتس���لق‬

‫يطول‪ ،‬أصب���ح واجبا ً علينا اإلضاءة على هذه‬ ‫المالح���م واإلنجازات المفعم���ة بطعم البطولة‬ ‫االصطناعي‪ ،‬فاعلموا أيها المتسلقون أن عين‬ ‫الش���عب تراكم‪ ،‬ونعدكم أننا س���نضع اإلصبع‬ ‫عليكم‪ ،‬ودائما س���يتجـــدد لقاء الحقيقـــة مع‬ ‫كذبكم ‪!..‬‬


‫الكتائب العـدد العاشـر ‪2013/08/01‬‬

‫الصفحـة األدبـيـــة‬

‫‪11‬‬

‫قصــة معركـة مـن التاريــخ اإلسالمــي‬

‫معركـة دمشـق الرهيبـة‬

‫ٌ‬ ‫أمـل يولـد مـن رحـم األلـم‬ ‫ش���ابة في العش���رينات من عمرها تتجهز‬ ‫إلجراء عملية والدة قيصرية‪ ,‬أسألها مازحا ً‬ ‫ولكي أكسر رهبة غرفة العمليات في قلبها‬ ‫«إذا كان المولود صبي ش���و بدك تسميه»‬ ‫فأجابت ‪ :‬علي ‪ ....‬صمت���ت قليالً وأضافت‬ ‫‪« :‬على اسم أبوه هللا يرحمه‪ ,‬استشهد قبل‬ ‫سبعة أش���هر»‪ ,‬وأكملت والدمعة في عينها‬ ‫«تزوجنا منذ ست سنوات ومن وقتها ننتظر‬ ‫مول���وداً‪ ،‬وبعد أن علمن���ا بالحمل بعدة أيام‬ ‫استشهد زوجي»‪.‬‬

‫جريدة الكتائب‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫منذ أن وطئت أرجل الفرنج بالد المس���لمين‬ ‫في سنة ‪491‬هـ‪ ،‬وذلك عندما احتلوا أنطاكية‬ ‫على سواحل الشام‪ ،‬وهم يعملون على تحقيق‬ ‫حلمهم األكبر باالستيالء على بالد المسلمين‬ ‫كلها‪ ،‬ثم ازدادت ثقتهم عندما اس���تولوا على‬ ‫بيت المقدس س���نة ‪492‬هـ‪ ،‬وثبتوا أقدامهم‬ ‫في الش���ام‪ ،‬وش���رعوا في االس���تيالء على‬ ‫بالد الش���ام‪ ،‬وكان ال مراغم لهم وال ممانع‪،‬‬ ‫النتشار الفس���اد والرفض في تلك المناطق‪،‬‬ ‫وكثرة تغيير الوالة‪ ،‬مما سهل مهمة الفرنجة‬ ‫في الشام‪.‬‬ ‫وعل���ى الرغم من شراس���ة الحملة الصليبية‬ ‫على الش���ام‪ ،‬ظلت مدينة دمشق حصنا ً منيعا ً‬ ‫عل���ى الصليبيي���ن‪ ،‬لوج���ود أمي���ر قوي في‬ ‫المدين���ة‪ ،‬هو األمير «ظغتكي���ن» الذي وقف‬ ‫بالمرصاد لهم‪ ،‬ودخل معهم في معارك كبيرة‪،‬‬ ‫حفظ خاللها دمشق من السقوط‪ ،‬وساعده في‬ ‫ذلك األمير الكبير «مودود» صاحب الموصل‪.‬‬ ‫بعد وفاة «ظغتكين» واغتيال مودود على يد‬ ‫الباطنية‪ ،‬ظ���ن الفرنجة أن الجو قد خال لهم‪،‬‬ ‫ولكن هللا قيض لبالد المسلمين رجالً ًّ‬ ‫فذا حمل‬ ‫راية الجهاد ضد الفرن���ج‪ ،‬وكان له ولذريته‬ ‫من بعده األثر الكبير في جهاد الفرنج‪ ،‬وذلك‬ ‫وحد بالد‬ ‫الرجل هو عماد الدين زنكي‪ ،‬الذي ّ‬ ‫الشام والجزيرة‪ ،‬وتفرغ لقتال الفرنج‪ ،‬وحرر‬ ‫كثي���راً من الحصون التي كان���ت في أيديهم‪،‬‬ ‫وعادت الثقة مرة أخرى للمسلمين‪.‬‬

‫التوسع وضم بالد جديدة‪ ،‬أصبح همهم حفظ‬ ‫ما هو في أيديهم‪ ،‬واستطاع عماد الدين زنكي‬ ‫أن يس���تعيد مدينة «الرها» سنة ‪539‬هـ بعد‬ ‫أن حاصرها فترة قصيرة‪ ،‬وكانت هذه المدينة‬ ‫عندهم من أش���رف المدن عند الفرنج‪ ،‬وكان‬ ‫هذا العمل من أعظم أعمال عماد الدين زنكي‪ .‬إنز»‪ ،‬فجمع المقاتلين‪ ،‬ونظم صفوفه‪ ،‬وقرر‬ ‫الصمود أم���ام الصليبيي���ن‪ ،‬ولكنه لما أحس‬ ‫لما اش���تدت أصاب���ع اإلثم والبغي والش���ر‪ ،‬بكثرة جموع الصليبيين أرسل مستغيثًا بسيف‬ ‫واغتالت عم���اد الدين زنك���ي أثناء حصاره الدين غازي ونور الدين محمود‪.‬‬ ‫لقلعة جعب���ر‪ ،‬تنفس الفرنج الصعداء‪ ،‬وظنوا‬ ‫أن الجو قد خال لهم مرة أخرى‪ ،‬ولكن األس���د‬ ‫قد خلف وراءه أسودًا! فعند موت عماد الدين‬ ‫زنك���ي‪ ,‬حمل الراية من وراءه ولداه س���يف‬ ‫الدين غازي ونور الدين محمود‪.‬‬

‫تقدم ملك األلمان بجيوشه الجرارة حتى نزل‬ ‫بالميدان األخضر على بعد نصف فرس���خ من‬ ‫دمش���ق‪ ،‬وأيقن الجميع أنه س���يملك دمشق‪،‬‬ ‫ولكن كان لوصول جيوش سيف الدين غازي‬ ‫ونور الدين محمود األثر الطيب في معنويات‬ ‫كان���ت أول بوادر الصحوة الصليبية ورد فعل المس���لمين‪ ,‬ودارت رحى حرب طاحنة هائلة‬ ‫الفرنج‪ ,‬أن مدينة «الرها» أعلنت العصيان‪ ،‬ج ًّدا‪ ,‬صمد المس���لمون فيها صم���وداً عجيبا ً‬ ‫وح���اول الفرنج احتاللها م���رة أخرى‪ ،‬ولكن واستماتوا في الدفاع عن المدينة‪.‬‬ ‫ن���ور الدين وق���ف لهم بالمرص���اد‪ ،‬وعندها‬ ‫ش���عر الفرنج أنهم لن يقووا على حرب نور وأخرج مصحف عثمان وس���ط صحن الجامع‬ ‫الدين وسيف الدين‪ ،‬فأرسلوا إلى ملك األلمان األم���وي‪ ،‬واجتم���ع الن���اس حول���ه يدعون‬ ‫ويبك���ون ويتضرعون إل���ى هللا أن ينصرهم‬ ‫يستدعونه إلى الشام‪.‬‬ ‫عل���ى الفرنج���ة‪ ،‬ولما دخلت جيوش س���يف‬ ‫لبى مل���ك األلمان نداء الصلي���ب! وجاء من الدين غازي ونور الدين محمود حلبة القتال‬ ‫بالده في جم���ع عظيم‪ ،‬عاز ًما على قصد بالد اس���تطاعت أن تحقق النصر عل���ى األعداء‬ ‫الش���ام والمس���لمين‪ ،‬وهو ال يشك في ملكها الصليبيين‪ ،‬وقتلوا منه���م ج ّما ً غفيراً‪ ،‬وكان‬ ‫سا معهم اسمه «إلياس» وهو‬ ‫بأيسر قتال لكثرة جموعه وأمواله‪ ،‬فلما وصل ممن قتلوا قسي ً‬ ‫إلى الشام قصده كل من فيها من الصليبيين‪ ،‬الذي أغراهم بدمشق‪ ،‬وذلك بأنه افترى منا ًما‬ ‫وخدعوه وأطاعوه‪ ،‬وم���ن فرط غروره قرر عن المسيح أنه وعده فتح دمشق‪ ،‬فقتل لعنه‬ ‫أن يبدأ بمدينة دمش���ق حصن اإلسالم ومعقل هللا‪ ،‬ور َّد هللا الصليبيين خائبين خاسرين‪..‬‬

‫الش���ام الحصين الذي لم يقع قط في أيديهم‪،‬‬ ‫وتغيرت سياسة الفرنج في الشام بعد محاولة وكانت دمش���ق تح���ت والية «معي���ن الدين‬

‫ودون أن أعق���ب وفي صم���ت مني وذهول‬ ‫بدأت العملي���ة‪ ,‬وكان المولود صبياً‪ ,‬أخذته‬ ‫بعناية ولط���ف فائق‪ ,‬حملته كم���ا لم أحمل‬ ‫مولوداً من قبل‪ ,‬كيف ال وهو الصبي الوحيد‬ ‫لزوجة ش���هيد وقد طال انتظاره لس���نوات‬ ‫ودون أن يراه أبوه ‪.‬‬ ‫وبعد التأكد من س�ل�امة المول���ود أعطيته‬ ‫لجدت���ه في الغرفة المج���اورة لتتم رعايته‪,‬‬ ‫فما كان منها إال أن حملته واحتضنته بلطف‬ ‫وهي تحمد هللا والدموع تفيض على وجهها‬ ‫وبشهقة بكاء المتلهف المشتاق تقول ‪« :‬هللا‬ ‫يرحمك يا علي‪ ,‬الحم���د هللا الذي عوضني‬ ‫ع���ن علي بعلي‪ ,‬هللا يحميك ي���ا علي» وأنا‬ ‫أقف إلى جانب المولود أس���اعدها بلباسه‪,‬‬ ‫أرقب بدهش���ة انفعاالتها‪ ,‬صبرها‪ ,‬بكاءها‪,‬‬ ‫لهفتها‪ ,‬فما كان منها إال أن زادت دهش���تي‬ ‫بقوله���ا ‪« :‬هللا يرزقك ع�ل�اء يا عالء‪ ,‬هللا‬ ‫يطعمك عالء يا عالء»‪ ,‬ودون تردد سألتها‬ ‫‪ :‬ومين عالء ؟ فأجابت ابني الثاني استشهد‬ ‫منذ شهر وزوجته اآلن حامل بولده ‪.‬‬ ‫وبينما أنا في حضرة ذل���ك الموقف‪ ,‬أبحث‬ ‫عن كلمات تلم ش���تاتي سألتها ‪ :‬وهل لديك‬ ‫أبن���اء غيرهم ؟ فأجاب���ت ‪« :‬ما بقي عندي‬ ‫غير محمد‪ ,‬أصغر واحد‪ ,‬عزابي‪ ,‬وهلئ هو‬ ‫مقاتل على الجبهة وعم يستنى دوره» ‪.‬‬ ‫وهن���ا قطع دعائي لولده���ا دخول عدداً من‬ ‫أقاربها مهنئين مباركين بالمولود‪ ,‬ألنس���ل‬ ‫أنا صامتا ً تائها ً منحنيا ً أمامها‪.‬‬ ‫أ ُم بأ ّمة ‪ ...‬قدمت أوالدها الثالثة في س���بيل‬ ‫هللا على مذبح الحرية والكرامة‪ ,‬تس���تحق‬ ‫منا أن ننحني أمامه���ا ونقبل يدها وأن نبر‬ ‫أمهاتن���ا‪ ,‬وكفى بها مدرس���ة ع���ن الصبر‬ ‫والمصابرة والتضحية‪.‬‬

‫نقالً عن تنسيقية أطباء حمص‬


‫الكتائب العـدد العاشـر ‪2013/08/01‬‬

‫الورقـــة األخيــرة‬

‫‪12‬‬

‫طـارق‬

‫«لن يكون شباب سوريا عالة على‬ ‫الوطن‪ ،‬سيتركون السالح ويساهمون‬ ‫في بناء بلدهم بصدق وأمانة»‬ ‫إعداد‪ :‬عبدو عزام‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫كان الخوف يس���يطر على قلب ط���ارق‪ ،‬فيمنعه‬ ‫من مج���رد التفكير أن الثورة في س���وريا قابلة‬ ‫لالشتعال‪ ..‬هكذا كان ش���عوره عندما رأى ثورة‬ ‫مصر وتونس ‪ .‬وظل هذا الخوف مسيطراً عليه‬ ‫في بداية الثورة‪ ،‬ويمنعه من المش���اركة في أي‬ ‫تظاهرة سلمية ضد النظام‪.‬‬ ‫طارق‪ ،‬ش���اب حمص���ي في بداية العش���رينيات‬ ‫م���ن عمره‪ ،‬يدرس في كلية الهندس���ة‪ .‬مجتهد‪،‬‬ ‫حريص على رضى والديه الذين يعتبرهما أغلى‬ ‫ما يملك في هذه الدنيا‪.‬‬ ‫يرى طارق أن س���بب اندالع الثورة الس���ورية‬ ‫لم يكن التأثر بما حص���ل في تونس ومصر‪ ،‬بل‬ ‫هو تجاوز النظام في طغيانه جميع الحدود التي‬ ‫يستطيع البشر احتمالها‪.‬‬ ‫وم���ع تقدم قط���ار الثورة كان الب���د لطارق من‬ ‫االنضمام إليها‪ ،‬فقد تعب من الش���عور بالخوف‬ ‫والذعر‪ ،‬وبالفعل‪ ،‬انضم إلى مظاهرة س���لمية‪،‬‬ ‫وردد ش���عارات إس���قاط النظام متحدي���ا ً قوات‬ ‫األمن الت���ي جابهتهم بإط�ل�اق الرصاص الحي‬ ‫على صدورهم العارية‪ .‬وبعدها لم ينقطع طارق‬

‫عن المظاهرات الس���لمية‪ ،‬ثم اضطرته الظروف‬ ‫إل���ى مغادرة مدينته إلى مدينة أخرى حيث يعمل‬ ‫والده‪.‬‬ ‫عاش ط���ارق لحظات حزينة في ه���ذه الثورة‪،‬‬ ‫كان أصعبها بالنس���بة له هو يوم استشهاد ابن‬ ‫عمه‪ ،‬الذي استشهد أثناء محاولته االنشقاق من‬ ‫صفوف النظام أثناء تأديت���ه للخدمة اإللزامية‪،‬‬ ‫كما عاش لحظات ال تنس���ى‪ ،‬ي���رى أن أجملها‬ ‫المظاهرة األولى التي تعرض فيها إلطالق النار‬ ‫من قبل قوات األمن‪ ،‬فقد كان الموت قريبا ً جداً‪،‬‬ ‫لكنه كان سهالً وغير مخيف‪ ،‬فالموت في سبيل‬ ‫الحرية شهادة في سبيل هللا على حد قوله‪.‬‬ ‫غادر طارق سوريا بناء على ضغط من والديه‪،‬‬ ‫لكن لم يستطيع اإلنسان الثائر في داخله احتمال‬ ‫الغربة‪ ،‬وقرر العودة إلى س���وريا وحمل السالح‬ ‫ف���ي وجه الطاغية‪ .‬وال يش���ك ط���ارق باحتمال‬ ‫انتص���ار الث���ورة‪ ،‬فانتصارها حتم���ي مؤكد «‬ ‫س���ننتصر ألن هللا معنا‪ ،‬ما علينا سوى الوحدة‬ ‫وتنقية النفوس س���يكون االنتصار أس���رع مما‬ ‫نتخيل «‪.‬‬ ‫يحلم طارق بس���وريا‪ ،‬س���وريا ه���ي الجنة كما‬ ‫يقول‪ ،‬ويرى أن الدمار العمراني ليس مش���كلة‪،‬‬ ‫بل الدمار النفس���ي الذي تس���ببت به الحرب هو‬

‫العائق األكبر أمام بناء سوريا المستقبل‪ .‬والحل‬ ‫الوحيد في نظره هو اإليمان باهلل والتوكل عليه‪،‬‬ ‫والبدء بإعمار م���ا تهدم من النفوس ثم االنتقال‬ ‫إلى إعمار المباني والمساكن‪.‬‬ ‫«س���وريا س���تكون أجمل‪ ،‬ومن المس���تحيل أن‬ ‫نقول يرحم أيامك يا بش���ار‪ ،‬الظلم والذل ما حدا‬ ‫بيترحم عليهن» هكذا يتفاءل طارق بالمس���تقبل‬ ‫الس���وري‪ ،‬فالحري���ة في نظره أغل���ى ما يملكه‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وس���وريا المستقبل ستكون أجمل مما‬

‫نتخيله‪ ،‬ألنها س���تضمن حرية اإلنسان وتحقيق‬ ‫العدالة بين الجميع‪.‬‬ ‫عند س���ؤالنا له عن ترك الس�ل�اح بعد س���قوط‬ ‫النظام‪ ،‬ل���م يتردد طارق في القول أن الش���باب‬ ‫الس���وري الثائر أوعى من ذلك‪ ،‬وسيتخلى عن‬ ‫الســالح ويعـــود للمشـــاركة في بناء وطنــــه‬ ‫« لن يكون ش���باب ســوريا عالة على الوطــن‪،‬‬ ‫سيتركون الس�ل�اح ويساهمون في بناء بلـــدهم‬ ‫بصدق وأمانة »‪.‬‬

‫كريكـاتيــر العــدد‬

‫فريق التحرير‬ ‫فاضل الحمصي‬ ‫د‪ .‬مصعب سليمان الجمل‬ ‫أصالن أصالن‬ ‫أ‪.‬مصطفى القاسم‬ ‫رضا المحمد‬ ‫عبدو عزام‬

‫إعداد وإخراج‬

‫للمتابعة والتواصل‬

‫‪alktaeb-newspaper@hotmail.com | www.facebook.com/alkataebjareda‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.