جريدة الكتائب | العدد الثاني عشر

Page 1

‫العدد الثاني عشر | عدد الصفحات ‪ 12‬صفحة‬ ‫السعر‪ 15 :‬ليرة سورية‬

‫جريدة مستقلة تسلط الضوء على الواقع الميداني وأهم التطورات على التراب السوري‬

‫‪www.facebook.com/alkataebjareda‬‬

‫الكتائب | العـدد الثاني عشر | األحد ‪2013/09/01‬‬

‫االفتتاحية‬ ‫حتى ال تتكرر مجزرة الكيماوي‬ ‫لم يك���ن الهجوم الكيم���اوي الذي تعرضت‬ ‫له غوطة دمش���ق هو األول من نوعه في‬ ‫حرب النظام القذرة ضد الش���عب‪ ،‬لكنه كان‬ ‫الهجوم األقس���ى من حيث عدد الش���هداء‬ ‫واش���تمالهم على ع���دد كبير من النس���اء‬ ‫واألطفال‪ .‬المشاهد كانت قاسية وتركت في‬ ‫نفوسنا جرحا ً عميقاً‪ ،‬ولكن‪ ،‬من المسؤول‬ ‫عن إزه���اق آالف األرواح بهذه الطريقة ؟‬ ‫ومن قبلها من المسؤول عن استشهاد أكثر‬ ‫من مائة ألف شخص في سوريا ؟‬ ‫يتحمل نظام اإلجرام األس���دي المسؤولية‬ ‫األكبر في ذلك‪ ،‬فحرصه على االستمرار في‬ ‫الحكم فاق أكبر حدود الجش���ع التي عرفها‬ ‫التاريخ ‪ .‬كما أن المجتمع الدولي المتخاذل‬ ‫شريك في هذه الجريمة‪ ،‬وخطوطه الحمراء‬ ‫باتت ألعوبة بيد النظ���ام‪ ،‬الذي قبل بوجود‬ ‫لجنة تحقيق أممي���ة‪ ،‬ولكنه كعادته ومبدأه‬ ‫الذي ال يحيد عنه س���يغرقهم في التفاصيل‬ ‫وعليه���م تعلم الس���باحة قب���ل أن ينجحوا‬ ‫بإثبات أي دليل ضده‪.‬‬ ‫لك���ن مواجه���ة الحقيقة أفض���ل ألف مرة‬ ‫من إخفاء رؤوس���نا في الت���راب والتظاهر‬ ‫بع���دم رؤية الواق���ع‪ ،‬فش���تات المعارضة‬ ‫وصراعاته���ا‪ ،‬الت���ي س���اهمت بوص���ول‬ ‫األوض���اع إلى ه���ذا المس���توى المحزن‪،‬‬ ‫جزء من هذه الجريمة‪ ،‬وال بد لمعارضتنا‪،‬‬ ‫السياس���ية والعس���كرية‪ ،‬من وضع أسس‬ ‫ثابتة تنهي الصراعات الموجودة‪ ،‬وتتحرك‬ ‫بفاعلي���ة بعيداً عن التأثيرات الخارجية‪ .‬إن‬ ‫توحد المعارضة‪ ،‬فيما لو تم‪ ،‬سيكون تكفيراً‬ ‫عن تقصيرنا تجاه أطفال الغوطة وشهداء‬ ‫سوريا‪ ،‬وأهالي سوريا النازحين والالجئين‬ ‫والمستضعفين‪.‬‬ ‫نتمنى أن تكون تلك المجزرة المروعة هي‬ ‫األخيرة‪ ،‬وأن يس���قط النظام قبل أن ينجح‬ ‫بتكرار مثل هك���ذا مجازر‪ ،‬فالنظام الدموي‬ ‫لن يتو ّرع عن استخدام أي سالح في سبيل‬ ‫البقاء ف���ي الحكم‪ .‬كما نتمنى أن تكون هذه‬ ‫المج���زرة هي الصدمة الت���ي تصحو على‬ ‫أثرها المعارضة وتبادر إلى الفعل بدالً من‬ ‫ردات الفعل التي اتسم بها عملها على مدى‬ ‫سنيتن ونصف من عمر الثورة‪ ،‬وأال تركن‬ ‫إلى الوعود والتكهنات واالفتراضات‪ ،‬وأن‬ ‫تتصرف على أساس الواقع الموجود حالياً‪.‬‬

‫بطلـب مـن مجـرمة ‪..‬‬ ‫الكيماوي يخنـق أطفـال الغـوطة‬

‫صفحـة‬

‫ملفـات ثــورية‬

‫سوريا ‪...‬‬ ‫بين المطرقة والسندان‬ ‫الجزء السادس‬

‫هيئة التحرير‬

‫صفحـة‬

‫‪2‬‬

‫لقاء العدد‬ ‫النقيب‬ ‫فادي أبو بكر‬

‫صفحـة‬

‫‪6‬‬

‫‪3‬‬

‫عالقات األسد‬ ‫المشبوهة بإسرائيل‬

‫وتمسك إسرائيل باألسد‬

‫صفحـة ‪10‬‬


‫الكتائب العـدد الثاني عشر ‪2013/09/01‬‬

‫ملفـات ثـوريـــة‬

‫‪02‬‬

‫ســورية ‪ ...‬بيـن المطرقـة والسنــدان (‪)6‬‬ ‫إعداد الدكتور‪ :‬مصعب سليمان الجمل‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الحراك الثوري واإلجراءات المستخدمة‬ ‫من الجامعة العربية‬

‫كان يوم الس���ادس عش���ر من ش���هر تش���رين‬ ‫الثاني س���نة ‪ 2011‬بداية مرحل���ة جديدة من‬ ‫عم���ر الث���ورة الس���ورية‪ ،‬حيث تط���ور األمر‬ ‫ب���دءاً من هذا التاريخ‪ ،‬فالجي���ش الحر والقوى‬ ‫الثورية المسلحة انتقلت من مرحلة الدفاع عن‬ ‫اجمة من قبل قوات‬ ‫المظاهرات في األحياء ال ُم َه َ‬ ‫النظام وشبيحته إلى حالة الهجوم على المراكز‬ ‫الحساسة التي تنطلق منها عمليات اإلجرام التي‬ ‫يرتكبها النظام القمعي‪.‬‬ ‫لق���د كان الهجوم على مق���ر المخابرات الجوية‬ ‫في مدينة حرس���تا المالصقة للعاصمة دمش���ق‬ ‫مثي���راً لرعب النظ���ام‪ ،‬على اعتب���ار أنّه اعتاد‬ ‫أن يالحق ويحاصر مكام���ن الجيش الحر‪ ،‬وإذ‬ ‫بالقاعدة العام���ة تنعكس‪ ،‬ويصبح جيش النظام‬ ‫هاجمين‪ ،‬وبدأت هذه‬ ‫الحقين و ُم َ‬ ‫وقواه األمنية ُم َ‬ ‫المراك���ز األمنية في مختلف الم���دن والمناطق‬ ‫الس���ورية تتعرض للهجمات تلو الهجمات‪ ،‬هذا‬ ‫من جه���ة‪ ،‬ومن جهة ثانية بدأ الحراك اإلقليمي‬ ‫والدول���ي يأخذ مجراه‪ ،‬فقد ت���م تجميد عضوية‬ ‫س���وريا في الجامع���ة العربي���ة‪ ،‬وإعطاء مهلة‬ ‫ثالث أي���ام للتوقي���ع على بروتوكول إلرس���ال‬ ‫مراقبين عرب إلى البالد‪ ،‬وهو ما أثار س���خطا ً‬ ‫ش���ديداً من جانب الحكومة الس���ورية‪ ،‬وتبعته‬ ‫هجمات واقتحامات من قبل أتباع النظام بش���كل‬ ‫مبرمج لس���فارتي قطر والسعودية في دمشق‪،‬‬ ‫وقنصليتي تركيا وفرنس���ا في حلب والالذقية‪،‬‬ ‫و ُم���ددت المهل���ة حت���ى مس���اء ي���وم الجمعة‬ ‫‪ ، 2011/11/25‬وأصرت الحكومة الس���ورية‬ ‫على عدم التوقيع‪ ،‬فتم فرض عقوبات اقتصادية‬ ‫عربية عليها ف���ي ‪ ، 2011/11/27‬وفي هذه‬ ‫المرحلة كانت تتالى تصريحات أعضاء المجلس‬ ‫الوطني‪ ،‬التي ظهرت على اإلعالم كش���خصيات‬ ‫معارضة‪ ،‬وبدأت بعض ال���دول العربية‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسها مصر والس���عودية‪ ،‬بسحب سفرائها من‬ ‫العاصمة دمش���ق وطرد السفراء السوريين في‬ ‫عواصم تل���ك الدول‪ ،‬وهذا ما جعل تنس���يقيات‬ ‫الثورة تطل���ق على جمعة ‪ 18‬تش���رين الثاني‬ ‫‪ 2011‬باسم «جمعة طرد السفراء»‪.‬‬ ‫كان���ت هذه الجمعة من األيام العصيبة في تاريخ‬ ‫س���وريا‪ ،‬فقد امتد الحراك الث���وري إلى جميع‬ ‫المحافظات ومراكز المدن والقرى الس���ورية‪،‬‬ ‫بدءاً من أحياء العاصمة دمش���ق إلى الغوطتين‬ ‫والزبدان���ي ودرعا وحمص وحم���اه والالذقية‬ ‫ودير الزور والقامش���لي‪ ،‬مروراً بجميع القرى‬ ‫والبلدات‪ ،‬حيث عمت المظاهرات التي تجاوزت‬ ‫س���بعمائة نقطة تظاه���ر وكان القمع والهجوم‬ ‫الش���رس من قوات النظام على هذه التظاهرات‬ ‫وعلى المراك���ز التي انطلقت فيها‪ .‬وأصبح عدد‬ ‫الضحايا في ازدياد‪ ،‬ففي كل يوم يرتقي أكثر من‬ ‫ثالثين شهيداً‪ ،‬ويُقتل العشرات من جنود النظام‬ ‫وشبيحته‪ ،‬باعتبار أن تش���كيالت الجيش الحر‬ ‫بدأت ترد على ع���دوان الجيش النظامي‪ ،‬الذي‬ ‫كان يفت���رض فيه أن يك���ون مدافعا ً عن الوطن‬ ‫والشعب ال أن يقتل الشعب‪.‬‬

‫وازدادت االنشقاقات العسكرية في صفوف أتباع‬ ‫النظام‪ ،‬فالعس���كريون الش���رفاء رفضوا أوامر‬ ‫قتلهم ألهله���م وذويهم‪ ،‬وبدأوا يختارون طريق‬ ‫الثورة رغم الخطورات الت���ي كانوا يتعرضون‬ ‫لها‪ ،‬وهذا ما دعا تنسيقيات الثورة التي وجدت‬ ‫أن الش���عب الثائر ال يحميه إال جيش���ه الحر أن‬ ‫تطلق على جمعة ‪ 2011/11/25‬اسم «جمعة‬ ‫الجيش الحر يحميني»‪.‬‬ ‫بدأت بعض المناطق تتحرر من س���يطرة النظام‬ ‫المجرم‪ ،‬وبدأت قوى الثورة تسيطر على بعض‬ ‫المناطق‪ ،‬السيما في ش���مال سوريا‪ ،‬كمحافظة‬ ‫ادلب‪ ،‬ومنطقة الزبداني‪ ،‬وبعض أرياف حمص‬ ‫وسط س���وريا‪ ،‬التي أصبحت بيد كتائب الجيش‬ ‫الحر‪ ،‬وهنا بدأ نظام القمع يستعمل الجو لضرب‬ ‫هذه المناطق الثائرة‪.‬‬ ‫فكانت المطالبات الثورية أمام المجتمع الدولي‬ ‫إنش���اء منطق���ة عازل���ة محرمة عل���ى طيران‬ ‫النظام‪ ،‬تكون مالذاً للجيش الحر والعس���كريين‬ ‫المنش���قين‪ ،‬وقد تجلى ذلك في تس���مية جمعة‬ ‫‪« 2011/12/2‬جمع���ة المنطقة العازلة» مما‬ ‫زاد من حماقة النظام بالقتل والتنكيل واالعتقال‬ ‫والهجوم على األحياء السكنية بكل أنواع أسلحة‬ ‫الفتك والدمار‪ ،‬حيث كانت تحل مجازر بالشعب‬ ‫المتظاهر على يد ق���وى البغي والعدوان‪ ،‬فكان‬ ‫إضراب الكرامة في التاس���ع من ش���هر كانون‬ ‫األول ‪ ،2011‬وم���ا كان���ت اجتماعات الجامعة‬ ‫العربي���ة ووزراء الخارجية العرب مجدية‪ ،‬فقد‬ ‫كانت الجامعة العربي���ة تعطي المهل تلو المهل‬ ‫للنظام لكي يوقف القتل والدمار ويسحب الجيش‬ ‫م���ن المدن ويفرج عن الس���جناء السياس���يين‬ ‫ويجري محادثات مع زعماء المعارضة‪ ،‬وكان‬ ‫النظ���ام يضرب عرض الحائط بذل���ك‪ ،‬ثم كانت‬ ‫مطالب الجامعة أن ترس���ل بعثة مراقبين عرب‪،‬‬ ‫وكان النظام يرفض التوقيع على أي بروتوكول‪،‬‬ ‫مما حذا بالمتظاهري���ن ألن يعترضوا بهتافاتهم‬

‫على هذه المه���ل‪ ،‬مطالبين المجتمع الدولي أن‬ ‫يأخذ دوراً حاسما ً لمس���اعدة الشعب السوري‪.‬‬ ‫لقد اعتب���ر المتظاهرون أن الجامع���ة العربية‬ ‫بإعطائها المه���ل للنظام وكأنها تقتل الش���عب‬ ‫الثائر بسالح جيش النظام وشبيحته‪.‬‬ ‫ونتيجة لزي���ادة الممارس���ات العدوانية والقتل‬ ‫والتدمير‪ ،‬أعلن���ت جامعة ال���دول العربية أنها‬ ‫ستنش���ر المراقبين العرب في المناطق الساخنة‬ ‫التي تحتدم فيها المعارك‪ ،‬والتي يمارس النظام‬ ‫فيه���ا القتل والتنكيل‪ ،‬وقد اس���تجاب النظام لما‬ ‫طالب���ت به الجامعة العربي���ة‪ ،‬ولكنه بدأ بوضع‬ ‫العصي في الدواليب‪ ،‬حيث أنه كلما حان الوقت‬ ‫التخاذ قرار حاسم بنهاية المهلة يبدي استجابته‬ ‫مع بعض التساؤالت واالستفسارات على بعض‬ ‫النقاط التي يدعي أنها غامضة ويريد توضيحها‬ ‫ويريد مهلة لدراستها‪.‬‬ ‫ثم اس���تجاب في التاسع عش���ر من شهر كانون‬ ‫األول ‪ ، 2011‬وواف���ق على توقي���ع المبادرة‬ ‫بعد ش���هر ونصف من المهل والجداالت‪ ،‬وكان‬ ‫توقيع بروتوكول المراقبين الدوليين بين الممثل‬ ‫العربي وممثل النظام مع زيادة عدد القتلى جراء‬ ‫الهجمات الشرس���ة التي كان يق���وم بها النظام‬ ‫على الش���عب األعزل‪ ،‬وقد اعتبرت تنس���يقيات‬ ‫الثورة أن هذا البروتوكول ما هو إال بروتوكول‬ ‫موت للشعب‪.‬‬

‫بعثة المراقبين العرب في سوريا‬

‫ف���ي ي���وم الخمي���س ‪ 2011/12/22‬وص���ل‬ ‫فري���ق الجامعة العربية إلى س���وريا إثر توقيع‬ ‫البروتوكول الذي ت ّم في التاسع عشر من الشهر‬ ‫ذاته وذل���ك للتحضير لنش���ر المراقبين العرب‬ ‫الذين س���يقيمون مدى التزام النظام بتنفيذ خطة‬ ‫عربية مقترح���ة إلنهاء حملة القت���ل والتنكيل‬ ‫بالشعب التي مضى عليها أكثر من تسعة أشهر‪،‬‬ ‫وألن الش���عب من حقه أن يحتج على حكومته‪،‬‬

‫علما ً أن هذه الحكومة في الحقيقة تس���عى للقتل‬ ‫واإلبادة الجماعية وممارس���ة اإلجرام الذي ما‬ ‫بعده إجرام‪.‬‬ ‫توج���ه وفد يضم طليعة بعث���ة المراقبين العرب‬ ‫بقيادة س���مير س���يف اليزل إلى سوريا لإلعداد‬ ‫لوص���ول بعثة الجامع���ة العربي���ة‪ ،‬وهو يعتبر‬ ‫أول تح���رك تقوم به جامعة ال���دول العربية بعد‬ ‫توقيع ممثل حكومة النظام على بروتوكول بعثة‬ ‫المراقبين‪ ،‬لمتابعة األوضاع األمنية والعسكرية‬ ‫في سوريا‪.‬‬ ‫كان الوفد مكونا ً من أحد عش���ر عضواً‪ ،‬مهمته‬ ‫العمل على تيسير عمل بعثة المراقبين مع الجانب‬ ‫الس���وري في موضوع التجهيزات الس���تقبال‬ ‫البعثة‪ ،‬وكذلك س���يقوم هذا الوف���د بعمل بعض‬ ‫الترتيب���ات الالزمة الس���تقبال البعثة من ناحية‬ ‫اإلقامة والمواصالت واالتصاالت والتأمين من‬ ‫خالل انتقال أعضاء البعثة وتحديد األماكن التي‬ ‫يجب زيارتها في كل المدن والمناطق السورية‪،‬‬ ‫وإن الوفد كان يضم عدداً من المس���ؤولين من‬ ‫الجامع���ة العربية إلى جانب باحثين وخبراء في‬ ‫عدة منظمات حقوقية‪ .‬لقد كان من المفترض أن‬ ‫يصل عدد المراقبين العرب القادمين إلى سوريا‬ ‫م���ن ‪ 200 – 150‬مراقب ولك���ن هذا العدد لم‬ ‫يكتم���ل ووصل عدده���م إل���ى ‪ 67‬مراقبا ً فقط‪،‬‬ ‫وصلوا في السادس والعشرين من شهر كانون‬ ‫األول ‪.2011‬‬ ‫لقد قرر الش���عب الس���وري الثائ���ر أن يواصل‬ ‫ثورته بالطرق الس���لمية عن طريق المظاهرات‬ ‫واالعتصامات‪ ،‬وق���رر الجيش الحر أن يواصل‬ ‫مس���يرته المس���لحة لصد الهجم���ات المعادية‬ ‫على المتظاهري���ن‪ ،‬وتحرير البالد من االحتالل‬ ‫األس���دي‪ ،‬ففي الثالثين من ش���هر كانون األول‬ ‫‪ 2011‬كان���ت جمع���ة «الزحف إلى س���احات‬ ‫الحري���ة» فقد انطلق المتظاهرون في كل المدن‬


‫الكتائب العـدد الثاني عشر ‪2013/09/01‬‬

‫آراء‬

‫‪03‬‬ ‫والبلدات والق���رى متجهين باتجاه الس���احات‬ ‫العامة‪ ،‬التي أطلقوا عليها اسم ساحات الحرية‪،‬‬ ‫وما كان م���ن النظام إال التص���دي لهم بالحديد‬ ‫والن���ار وزيادة عدد الش���هداء رغم وجود بعثة‬ ‫المراقبين في دمشق‪.‬‬ ‫ومع بداية ع���ام ‪ 2012‬زاد القتل أكثر وأكثر‪،‬‬ ‫ولم يأبه النظام للبعثة العربية‪ ،‬وهو الذي جهز‬ ‫ألعض���اء هذه البعثة اإلقامة في الفنادق الفخمة‬ ‫وحس���ن الضياف���ة الزائد والهداي���ا التي تنهال‬ ‫عليهم مع جميع وسائل العهر التي كان يقدمها‬ ‫لهم نظام ال عالقة له باألخالق والمبادئ والقيم‪.‬‬ ‫ب���دأ النظام بتغيير أس���ماء األحي���اء في المدن‬ ‫والقرى‪ ،‬حيث اس���تبدل الالفت���ات وأطلق على‬ ‫مناطق سكن أتباعه وش���بيحته أسماء األحياء‬ ‫الثائرة‪ ،‬وكأنه يستغبي أعضاء البعثة والمجتمع‬ ‫العربي والدولي وقد أفلح بذلك إلى حد ما‪.‬‬

‫ازدادت ممارس���ات القمع والقتل من قبل النظام‬ ‫الذي خدع بعثة المراقبين وحرفهم عن مسارهم‬ ‫بأس���اليبه الالأخالقية‪ ،‬وأدرك الشعب أن ال حل‬ ‫إال بحماية الجيش الحر له‪ ،‬فانطلقت المظاهرات‬ ‫في الجمعة التالية تطالب بدعم الجيش السوري‬ ‫الحر‪ ،‬وتحمل الفتات بأسماء معتقلي الثورة‪ ،‬وفي‬ ‫الجمعة الالحقة تطالب بحق الدفاع المشروع عن‬ ‫النفس‪ ،‬ألن بعثة المراقبين العرب كان وجودها‬ ‫مثل عدمه‪ ،‬بل أكثر م���ن ذلك فقد كان وجودها‬ ‫حماي���ةً ودعما ً للنظام الفاج���ر‪ ،‬وهذا مالم يكن‬ ‫يرضي بعض الدول العربية التي شاركت ببعثة‬ ‫المراقبين‪ ،‬فس���حبت المملكة العربية السعودية‬ ‫في الثاني والعش���رين من كانون الثاني ‪2012‬‬ ‫مراقبينها إلى س���وريا بسبب استمرار القتل في‬ ‫المدن والبلدات والقرى‪ ،‬وفي الرابع والعشرين‬ ‫من نفس الش���هر علّق���ت الجامعة العربية عمل‬ ‫بعثة المراقبين‪ ،‬والسبب هو استمرار القتل في‬ ‫المدن م���ن قبل جيش النظ���ام‪ ،‬حيث أن رئيس‬

‫البعثة الفريق الدابي ب���دأ يرفع تقاريراً ال تمت‬ ‫إلى الواقع بصلة‪ ،‬فهو إما غبي أو يتغابى‪ ،‬وفي‬ ‫كلت���ا الحالتين فإن مهمة البعثة كانت فاش���لة‪،‬‬ ‫فالتقارير الصادرة عنها ال تمت إلى ما يشاهده‬ ‫العالم بأسره عبر شاشات الفضائيات‪ ،‬فقد زاروا‬ ‫حي الزه���رة المؤيد في حمص عل���ى أنّه حي‬ ‫باباعم���رو‪ ،‬وزاروا قرى مؤيدة في الغاب على‬ ‫أنّه���ا كفرنبودة وحلفايا‪ ،‬وزاروا منطقة الفوعة‬ ‫المؤيدة في محافظة إدلب على أنّها جبل الزاوية‬ ‫الثائر‪ ،‬وكانت مهزلة ما بعدها مهزلة وال سيما‬ ‫وأن م���ن ظهروا على الشاش���ات مع المراقبين‬ ‫وه���م يحاولون تغيير لهجاته���م وأزيائهم كانوا‬ ‫بمسرحية هزلية مكشوفة للعالم بأسره‪.‬‬ ‫وبعد انتهاء مس���رحية بعث���ة المراقبين جاءت‬ ‫ذكرى مجزرة نظام األب السفاح التي وقعت في‬ ‫مدينة حماه قبل ثالثين سنة والتي راح ضحيتها‬ ‫عش���رات اآلالف من الشهداء‪ ،‬وضعفهم قضوا‬

‫في السجون المظلمة‪ ،‬مثل سجن تدمر وصيدنايا‬ ‫وأقبية الفروع األمنية‪ ،‬وهن���ا كانت مظاهرات‬ ‫الش���عب الحاش���دة التي انطلقت في الثالث من‬ ‫شهر ش���باط ‪ ، 2012‬والتي تنادي عذراً حماه‬ ‫«عذراً حماه س���امحينا» ‪ ،‬فشهر شباط ‪1982‬‬ ‫النكبة الكبرى في تاريخ س���وريا ووصمة العار‬ ‫على جبين اإلنسانية‪ ،‬ألنها ذكرى مدينة حماه‪،‬‬ ‫ولكن االبن يعتبر نفس���ه ليس بأق���ل من أبيه‪،‬‬ ‫فأرسل مدرعاته وكامل قوته العسكرية وحاصر‬ ‫حي باباعم���رو في حمص‪ ،‬وبدأ يعيد مس���يرة‬ ‫والده في حم���اه‪ ،‬وكان ذلك ف���ي الخامس من‬ ‫شهر شباط ‪ 2012‬والمكان ليس حماه بل حي‬ ‫باباعمرو في حمص‪.‬‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬

‫بطلـب مـن مجرمة ‪..‬‬ ‫الكيماوي يخنـق أطفـال الغـوطة‬

‫بقلم‪ :‬فاضل الحمصي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫عمد نظام األس���د منذ بداية الثورة السورية إلى‬ ‫استغالل الشخصيات المشهورة ذات الجماهيرية‬ ‫الكبيرة‪ ،‬من فنانين وغيرهم‪ ،‬خصوصا ً عديمي‬ ‫الضمي���ر منهم‪ ،‬لتهيئة ال���رأي العام المؤيد له‬ ‫وتجهيزه لتقبل الجرائ���م التي يرتكبها‪ ،‬أو التي‬ ‫يحضر لها‪.‬‬ ‫منذ بداية الثورة بدأ هؤالء بالخروج المتكرر على‬ ‫شاش���ات التلفزة التابعة للنظام‪ ،‬أو المؤيدة له‪،‬‬ ‫ليكيلوا االتهامات للمتظاهرين المطالبين بالحرية‬ ‫والعدالة‪ ،‬ويصفونه���م بالمخربين والمتآمرين‪،‬‬ ‫متحولين فجأة إلى محللين سياس���يين محنكين‪،‬‬ ‫وضالعين في كشف المؤامرات العالمية الكبرى‬ ‫التي تس���تهدف س���وريا ونظامها الممانع !! ثم‬ ‫بدأوا بحملة تحت عنوان (خلصت) ولم يغب أي‬

‫من (نجوم) الدراما والتلفزيون ومدعي الثقافة‪،‬‬ ‫إال من رحم ربي‪ ،‬عن الظهور على الشاش���ات‬ ‫أثناء تلك الحملة‪.‬‬ ‫ب���دأ اعتماد النظام مؤخ���راً على وجوه محددة‪،‬‬ ‫واس���تغل انتماء البعض منهم للطائفة السنية‪،‬‬ ‫التي تعارض في غالبيتها نظام األس���د‪ ،‬ووظّف‬ ‫مهارتهم ف���ي التمثيل أحس���ن توظيف‪ ،‬ليظهر‬ ‫حرصهم على مس���تقبل س���وريا وأبناء سوريا‬ ‫وخوفهم على الوطن‪ .‬من ه���ؤالء رغدة‪ ،‬التي‬ ‫لم توفر مناس���بة لدعم النظ���ام المجرم وتبرير‬ ‫أفعاله‪ ،‬وأيض���ا ً مهاجمة الثوار ووصفهم بأقبح‬ ‫الصفات‪.‬‬ ‫كان آخ���ر الحم�ل�ات التي قامت به���ا مخابرات‬ ‫النظ���ام‪ ،‬والقت انتش���اراً كبي���راً على صفحات‬ ‫الفيس���بوك‪ ،‬ما قالته الفنانة رغدة حين توجهت‬ ‫برس���الة لرأس النظام‪ ،‬بتوجي���ه من مخابرات‬

‫النظام طبعاً‪ ،‬تقول له فيها ‪ « :‬سيدي الرئيس‪..‬‬ ‫ال نريد بيوتنا بل نريد سوريتنا‪ ،‬ال نريد عقاراتنا‬ ‫بل نريد إنقاذ حضارتنا‪ ،‬ال نريد أنجاس���ا ً يبكيهم‬ ‫البعض ألنهم من الشعب السوري‪ ،‬ال نريد خونة‬ ‫بين صفوف الشعب السوري‪ ،‬أسقِطوا الجنسية‬ ‫السورية‪ ،‬علقوا المش���انق في الساحات‪ ..‬نريد‬ ‫قصف كل منطق���ة فيها إرهابي‪ ،‬ولو مات آالف‬ ‫المدنيين‪ ،‬كل من بقي من المدنيين في المناطق‬ ‫تلك‪ ،‬هو حاضن ومتواطىء‪ ،‬لن تنتهي الحروب‬ ‫ب���دون دم وقتل وتنكيل‪ .‬يكفي صب���راً‪ ،‬أحرقوا‬ ‫األرض بمن فيها لتتعمد سوريا بالدم كي تجتاز‬ ‫أزمتها‪ ..‬ال تهادنوا م���ع القتلة ومن احتضنهم!‬ ‫ال ترحموا كل من ق���دم طعاما ً أو ما ًء أو ضماداً‬ ‫أو م���أوى أو س�ل�احا ً لخنازير الزن���ا وزعران‬ ‫النكاح وحثالة المتأسلمين‪ ..‬أما آن للكيماوي أن‬ ‫يستشيط «‪.‬‬

‫كان واضح���ا ً أن هذا ليس كالم رغدة فحس���ب‪،‬‬ ‫بل ه���و كالم أجهزة أمن النظ���ام‪ ،‬التي تحاول‬ ‫زرع الفتن���ة بين أبناء الوط���ن‪ ،‬فهذه الدعوات‬ ‫الصريحة للقتل كفيلة بشحن النفوس وتجهيزها‬ ‫لرد فعل يتناسب مع دموية الخطاب ‪.‬‬ ‫بدأت صفحات الثورة والصفحات المؤيدة للنظام‬ ‫بتناقل هذا الكالم‪ ،‬وق���د اقتصرت التعليقات في‬ ‫صفحات الثورة على إدانة هذا الكالم‪ ،‬مع توجيه‬ ‫بعض الش���تائم لرغدة في أسوء األحوال‪ .‬لكنه‬ ‫ل���م يكن كذلك في الصفحات المؤيدة للنظام‪ ،‬فقد‬ ‫عمل النظام على اس���تغالله لتهيئة الرأي العام‬ ‫المؤي���د‪ ،‬حتى ب���ات الكثير من مش���تركي تلك‬ ‫الصفحات يطالبون باستخدام السالح الكيماوي‪،‬‬ ‫بل ويعتبرون ذلك واجبا ً وطنيا ً يجب على النظام‬ ‫فعله ضد من يصفونهم بالعصابات المس���لحة‪.‬‬ ‫وق���د ظهر أث���ر تل���ك الحملة حين ق���ام بعض‬ ‫المؤيدي���ن بتوزيع الحلوى ف���ي بعض األحياء‬ ‫المؤيدة‪ ،‬احتفاالً باس���تخدام السالح الكيماوي‪،‬‬ ‫فقد ظهر النظ���ام وكأنه قد لب���ى مطالبهم التي‬ ‫طالبوه بها على صفحات الفيس���بوك واستخدم‬ ‫السالح الكيماوي إلنقاذهم من اإلرهاب على حد‬ ‫وصفهم ‪.‬‬ ‫رغ���دة ومثيالتها م���ن المتعاملين مع مخابرات‬ ‫النظام ش���ركاء في جريمة اس���تعمال الكيماوي‬ ‫ضد أطفال الغوطة‪ ،‬كما أنهم ش���ركاء في زيادة‬ ‫التوت���ر واالحتقان وتعميق الش���رخ بين أبناء‬ ‫الوطن الواحد‪ ،‬وال بد من محاس���بتهم حس���ابا ً‬ ‫عس���يراً بتهمة القت���ل العمد والتس���بب بالفتنة‬ ‫ووقوع الجرائم‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثاني عشر ‪2013/09/01‬‬

‫المشهد الميداني‬

‫‪04‬‬

‫األسـد يضـرب الغـوطتيـن بالكيمـاوي‬ ‫و‪ 1700‬شهيد في يوم واحد‬

‫بقصف مدن الحولة والرس���تن عنيف بالمدفعية‬ ‫الثقيلة وقذائف الهاون ‪.‬‬ ‫فج���ر الثوار س���يارتين‬ ‫حم���اه‪ :‬وفي حم���اه‪ّ ،‬‬ ‫عسكريتين للقوات النظامية في طيبة اإلمام في‬ ‫حماة‪ ،‬وقتلوا جميع عناصرهما‪ ،‬في حين قصفت‬ ‫قوات األس���د بل���دات زور الحيص���ة وكفرزيتا‬ ‫وقس���طون ومعاركبة‪ .‬وفي ري���ف حماة واصل‬ ‫الجيش الحر معاركه التي تحمل اسم «قادمون»‪،‬‬ ‫حيث واصلت تقدمها الذي أس���فر عن سيطرتها‬ ‫عن نحو ‪ 23‬قرية‪ ،‬واس���تهدفت ق���وات النظام‬ ‫المنطقة بقصف صاروخي‪.‬‬ ‫درعــا‪ :‬أما في درعا فقد استهدف الثوار كتائب‬ ‫الهجان���ة التابعة لقوات النظام ف���ي درعا البلد‪،‬‬ ‫بينما انفجرت سيارة مفخخة في محيط المكان‪،‬‬ ‫بالتزام���ن مع قصف على مجم���ل بلدات الريف‬ ‫الجنوبي والش���مالي لدرعا‪ .‬وقص���ف الطيران‬ ‫الحربي حي طريق الس���د‪ ،‬إضافة لقصف عنيف‬ ‫براجم���ات الصواريخ والمدفعي���ة الثقيلة على‬ ‫أحياء درعا البلد وسط اشتباكات عنيفة في أحياء‬ ‫المنش���ية والجمرك القديم وعل���ى عدة محاور‬ ‫أخرى بدرع���ا البلد‪ .‬كما قصف الطيران الحربي‬ ‫بلدة الطيبة في ريف درعا‪ ،‬مع قصف بالمدفعية‬ ‫الثقيلة على مدينة نوى‪ .‬وجرت اشتباكات عنيفة‬ ‫في مدينة نوى بين الجيش الحر وقوات النظام‪.‬‬

‫جريدة الكتائب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫كما كان متوقعا ً من هذا النظام‪ ،‬فقد قام باستخدام‬ ‫األسلحة المحرمة دوليا ً ضد شعبه‪ ،‬تلك األسلحة‬ ‫التي لم يس���تخدمها في حربه م���ع األعداء في‬ ‫أي معركة من المع���ارك‪ ،‬فقد قام النظام بقصف‬ ‫الغوطتين الغربية والش���رقية بصواريخ مجهزة‬ ‫ب���رؤوس تحتوي أس���لحة كيميائي���ة‪ ،‬مما أدى‬ ‫الستشهاد أكثر من ‪ 1700‬شخص معظمهم من‬ ‫النساء واالطفال‪ ،‬إضافة لوقوع آالف اإلصابات‪.‬‬ ‫دمش���ــق‪ :‬ومن���ذ الهج���وم الكيمي���اوي على‬ ‫الغوطتين الش���رقية والغربية‪ ،‬تصاعدت وتيرة‬ ‫القتال في أطراف دمش���ق‪ ،‬حيث ش���ن الجيش‬ ‫الحر وفصائل أخ���رى مقاتلة هجمات على مقار‬ ‫وحواجز لقوات النظام‪.‬‬ ‫ودارت اش���تباكات بي���ن كتائب الث���وار وقوات‬ ‫النظام في مخيم اليرموك‪ ،‬كما دمر الثوار عربات‬ ‫عس���كرية في اشتباكات مس���تمرة بحي جوبر‪،‬‬ ‫وذلك بعد محاولة من قوات النظام القتحام الحي‪.‬‬ ‫كما قصفت ق���وات النظام بالصواريخ والمدفعية‬ ‫الثقيلة أحياء العسالي وجوبر والقابون‪.‬‬ ‫وتعرض مخي���م اليرموك في جن���وب العاصمة‬ ‫لقص���ف عنيف من قبل قوات النظام‪ ،‬فيما دارت‬ ‫اشتباكات عنيفة بين كتائب الجيش الحر وقوات‬ ‫النظ���ام في محاولة من األخيرة للس���يطرة على‬

‫حي برزة بالكامل‪.‬‬ ‫ودارت اش���تباكات عنيفة في الس���بينة وداريا‪،‬‬ ‫وذل���ك بالتزامن مع قصف عل���ى معظم البلدات‬ ‫الجنوبية في ريف دمش���ق بمختلف األس���لحة‬ ‫الثقيلة‪ ،‬بما فيها الطيران الحربي والصواريخ‪،‬‬ ‫مما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى‪.‬‬ ‫ودم���ر مقاتلون من الجيش الح���ر حاجز طعمة‬ ‫العس���كري بين حي القابون وضاحي���ة زملكا‪.‬‬ ‫ونجح الجيش الحر بالسيطرة على حاجز اللواء‬ ‫‪ 68‬قرب خان الش���يح بريف دمش���ق الغربي‪،‬‬ ‫وقتلوا معظم الجنود الذين كانوا فيه‪ .‬كما دمروا‬ ‫دبابة للقوات النظامية خالل اش���تباكات في بلدة‬ ‫السبينة بريف دمشق‪.‬‬ ‫كما قام الطي���ران الحربي بقص���ف مدن يبرود‬ ‫ودوم���ا وقرية حش���و عرب‪ ،‬كما س���قطت عدة‬ ‫صواريخ أرض أرض على بساتين دوما‪ ،‬إضافة‬ ‫لقصف عنيف براجم���ات الصواريخ والمدفعية‬ ‫الثقيلة على مدن وبلدات خان الش���يح والذيابية‬ ‫وحجيرة البلد والس���يدة زينب وداريا ومعضمية‬ ‫الش���ام والنب���ك والزبداني وزمل���كا وعلى عدة‬ ‫مناطق بالغوطة الش���رقية‪ ،‬ودارت اش���تباكات‬ ‫عنيفة على طريق المتحل���ق الجنوبي من جهة‬ ‫مدينة زمل���كا‪ ،‬واش���تباكات في محي���ط مدينة‬ ‫معضمية الش���ام وعلى حاج���زي النور ومجمع‬ ‫تاميكو في بلدة المليحة‪.‬‬ ‫حلـــب‪ :‬وفي حلب‪ ،‬أعلن الثوار في ريف حلب‬ ‫عن س���يطرتهم عل���ى ‪ 12‬قرية ح���ول الطريق‬ ‫الواصل بي���ن خناصر ومعامل الدفاع‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫أن أطلق���وا عملية عس���كرية واس���عة رداً على‬ ‫المج���زرة التي ارتكبتها قوات األس���د في ريف‬ ‫دمشق بالسالح الكيمياوي‪ .‬كما سيطرت فصائل‬ ‫مقاتلة على حاجز عس���كري في ساحة العواميد‬

‫إثر اشتباكات في هذه الساحة‪ ،‬وكذلك في منطقة‬ ‫السبع بحرات‪ .‬كما جرت اش���تباكات أخرى في‬ ‫أحياء الس���يد علي وقس���طل حرامي والحميدية‬ ‫بالمدينة‪.‬‬ ‫وغير بعي���د عن حلب المدينة‪ ،‬س���يطر الجيش‬ ‫الحر على جزء من الطريق الواصل بين معامل‬ ‫الدفاع وبلدة خناصر إثر اشتباكات عنيفة سيطر‬ ‫الجيش الحر بعدها عل���ى بلدات عبيدة والجبين‬ ‫وأم عام���ود والقبتي���ن‪ .‬وقام الطي���ران الحربي‬ ‫إدلـــ���ب‪ :‬وفي ادلب‪ ،‬قص���ف الطيران الحربي‬ ‫بقصف حي الراش���دين‪ ،‬وجرت اش���تباكات في‬ ‫مدينة أريحا بعنف‪ ،‬مما أدى لس���قوط عدد كبير‬ ‫ضاحية الراشدين جنوب المدينة‪.‬‬ ‫من الش���هداء معظمهم من المدنيين‪ ،‬كما قصف‬ ‫الطي���ران المروحي بالبرامي���ل المتفجرة بلدتي‬ ‫حمــ���ص‪ :‬وفي حمص‪ ،‬تع���رض حي القصور كوري���ن ونحليا وجبل األربعين وبلدات احس���م‬ ‫لحملة عسكرية شرسة خالل األيام األخيرة‪ ،‬حيث ومرعيان وأطراف المغارة بجبل الزاوية‪.‬‬ ‫تم قصف الحي بمختلف أنواع األسلحة باإلضافة‬ ‫لمحاوالت اقتحام متكررة من عدة محاور باءت‬ ‫ديـ���ر الـ���زور‪ :‬وف���ي محافظة دي���ر الزور‪،‬‬ ‫جميعها بالفشل‪ .‬حيث حاولت قوات النظام بداية‬ ‫أعلن���ت كتائب الثوار عن إلقائه���ا القبض على‬ ‫األمر االقتحام عن طريق التس���لل الس���ريع من‬ ‫ثالثين عنصرا من مليشيا جيش الدفاع الوطني‬ ‫على األرض‪ ،‬لكنهم فش���لوا في ذلك نتيجة تيقظ‬ ‫الموالي لقوات األسد‪ ،‬وذلك على طريق دمشق‬ ‫المقاتلين وتصديه���م للمحاولة بقوة‪ .‬ثم حاولت‬ ‫دير الزور‪ ،‬حيث غنمت جميع األسلحة والذخائر‬ ‫ق���وات النظ���ام االقتحام بطريق���ة أخرى‪ ،‬وهي‬ ‫التي كانت بحوزتهم‪ ،‬واس���تولت على العربات‬ ‫عن طريق س���لّم بطول ‪ 6‬أمت���ار ويمكن فتحه‬ ‫التي تقلهم‪.‬‬ ‫ليصبح بذلك ‪ 12‬متر‪ ،‬وبذل���ك يتم االقتحام من‬ ‫وقصف���ت قوات النظ���ام معظم أحي���اء المدينة‪،‬‬ ‫الطوابق العلوية‪ ،‬وقد فش���لوا أيضا ً بعد تكبدهم‬ ‫واس���تهدف القص���ف مباني س���كنية وأدى إلى‬ ‫لخس���ائر فادحة‪ .‬وما زال حي القصور يتعرض‬ ‫تدميرها بعد أن كانت ملجأ للنازحين‪ ،‬كما أحرقت‬ ‫لقصف عنيف يستخدم فيه االسطوانات الشديدة‬ ‫قوات النظام عدة مبان سكنية في حيي الموظفين‬ ‫اإلنفجار‪ ،‬والتي تحدث دماراً هائالً ‪.‬‬ ‫والجبيلة‪ ،‬وفي أثناء ذلك تجددت االشتباكات بين‬ ‫وتتع���رض منطق���ة حمص المحاص���رة لقصف‬ ‫الطرفين في شارع س���ينما فؤاد وسط المدينة‪.‬‬ ‫عنيف ج���داً يتركز على جبهات جورة الش���ياح‬ ‫كما تعرضت بلدة شميطة لقصف عنيف ‪.‬‬ ‫وباب هود‪ ،‬حيث يحاول جيش األسد و شبيحته‬ ‫اقتحام هذا األحياء من عدة محاور ‪..‬‬ ‫وفي ري���ف حم���ص‪ ،‬ق���ام الطي���ران الحربي‬ ‫باستهداف مدينة تلبيس���ة‪ ،‬وقامت قوات النظام‬ ‫الالذقيــة‪ :‬وفي الالذقية اضطر مقاتلو الجيش‬ ‫الحرلالنسحاب بعد نفاذ الذخيرة‪ ،‬ونجحت قوات‬ ‫النظام باس���تعادة الس���يطرة على معظم مواقع‬ ‫المراقبة العس���كرية التي س���يطر عليها الجيش‬ ‫الحر منذ أس���بوعين ‪.‬كما أرس���لت قوات النظام‬ ‫تعزيزات كبي���رة إلى المنطقة الوعرة بش���مال‬ ‫الالذقية‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثاني عشر ‪2013/09/01‬‬

‫الصفحة اإلخبـارية‬

‫‪05‬‬

‫يونسكو‪ :‬التراث السوري عرضة للنهب والتدمير‬ ‫حذرت منظمة األمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونس���كو)‬ ‫اليوم الخميس من أن التراث‬ ‫الثقافي الثري في س���وريا يتعرض للتدمي���ر جراء الصراع الدائر‬ ‫هناك والذي دخل عامه الثالث‪ .‬ودمرت االشتباكات مواقع ومباني‬ ‫تاريخية في أرجاء البالد‪ ،‬م���ن الجامع األموي في حلب إلى قلعة‬ ‫الحصن ومس���جد خالد بن الوليد‪ .‬وكانت يونس���كو قد أدرجت في‬ ‫دورتها الس���نوية التي عقدت مؤخراً س���تة مواقع أثرية سورية‬ ‫معرض���ة للخطر بفعل المعارك الجارية على قائمة التراث العالمي‬ ‫المهدد‪ ،‬وال س���يما األحياء القديمة في حلب التي أصيبت بأضرار‬

‫جسيمة منذ اندالع الثورة ‪ .‬وأكد المدير العام المساعد في يونسكو‬ ‫فرانشيسكو باندارين أن األضرار التي ال يمكن إصالحها تأتي من‬ ‫نهب التحف من المواقع األثرية لتصديرها‪ ،‬قائالً «شاهدنا هذا في‬ ‫العراق وأفغانستان وليبيا ومالي‪ ،‬إنه أحد اآلثار الجانبية المعتادة‬ ‫للحرب‪ ،‬لألس���ف من الصعب جدا إيقافه»‪ .‬وأضافت المنظمة أنه‬ ‫تم التعرف على أش���ياء نفيس���ة كانت معروضة للبيع في بيروت‪،‬‬ ‫وصادرت الش���رطة الدولية (إنتربول)‪ 18‬فسيفساء سورية و‪73‬‬ ‫قطعة فنية أخرى على الحدود اللبنانية‪ ،‬وناشدت الدول المجاورة‬ ‫تحسين السيطرة على الحدود ومكافحة تهريب اآلثار‪.‬‬

‫مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق‪ :‬مفاوضة النظام وأعوانه في “جنيف‪ “2‬خيانة عظمى‬ ‫دعا مجلس قيادة الثورة في ريف دمش���ق كتائب وألوية الجيش الحر‬ ‫للتوحد ونبذ الخالفات وتصعيد الهجوم على قوات النظام الس���وري‬ ‫بع���د المجازر التي ق���ام بها اليوم‪ .‬واعتبر المجل���س في بيان له أن‬ ‫المجازر الت���ي حدثت اليوم هي دليل على اس���تحقار النظام لمجلس‬

‫األمن ولجمعيات حقوق اإلنس���ان وألي عمل سياسي‪ .‬وح ّمل البيان‬ ‫داعمي النظام مسؤولية هذه المجازر أمام المحاكم بالتساوي مع هذا‬ ‫النظام‪ .‬واعتبر المجلس أنه مجرد التفكير في أي مفاوضات سياسية‬ ‫في جنيف‪ 2‬مع هذا النظام وأعوانه خيانة عظمى‪.‬‬

‫إعادة انتخاب جورج صبرا رئيس ًا للمجلس الوطني‬

‫النظام السوري يرفع سعر ربطة الخبز‬

‫انتخب األس���تاذ جورج صبرة على رأس المجلس الوطني السوري أصدر وائل الحلقي رئيس وزراء النظام السوري قراراً يقضي برفع‬ ‫لم���دة والية جديدة تنتهي بانعقاد الهيئ���ة العامة للمجلس أو انتخاب س���عر ربطة الخبز في س���ورية من ‪ 15‬ليرة إلى ‪ 19‬ليرة سورية‪،‬‬ ‫وذلك من خالل تحصيل ‪ 4‬ليرة سورية مع كل ربطة مقابل ثمن كيس‬ ‫مجلس تنفيذي جديد‪ ،‬أو بانتهاء مدة الرئاسة ( ‪ ٦‬أشهر )‬ ‫النايلون الفارغ‪.‬‬

‫المخابرات تنقل مقراتها وتترك المعتقلين في أقبية سجونها‪:‬‬ ‫الشبيحة يتسابقون على تسليم سالحهم إلى النظام‬ ‫بدأت ف���روع المخابرات الس���ورية بنقل وثائقها وس���جالتها من‬ ‫مراكز إدارتها وفروعها إلى مراكز س���رية أكثر آمانا ً بالنسبة لها‬ ‫بعدما أظهرت التسريبات أن المراكز والمقرات األمنية تأتي ضمن‬ ‫األه���داف المحتملة للقصف االمريكي المتوقع‪ ،‬في حين أبقت تلك‬ ‫الفروع على آالف المعتلقين في أقبية الس���جون في تلك الفروع‪.‬‬ ‫والمواق���ع األمنية الجدي���دة التي جرى نقل الوثائق والس���جالت‬ ‫األمني���ة إليها بعضه���ا يقع في ضواحي دمش���ق كالصبورة مثالً‪،‬‬ ‫وبعضها اآلخر يقع على مس���افة قريبة م���ن المقرات واإلدارات‬ ‫األمنية‪ ،‬ضمن المدارس غالبا ً والتي كانت الفروع األمنية جهزتها‬ ‫سابقا ً لهذا الغرض‪ ،‬تحت تسمية المواقع التبادلية‪ .‬فمن المعروف‬ ‫أن مدرس���ة أمية التي تقع في شارع بغداد هي الموقع التبادلي لـ‬ ‫إدارة المخابرات الجوية وهذا ما يفس���ر لنا الشبكة السلكية التي‬ ‫تغطي المدرس���ة‪ ،‬علما ً أن هذا الموقع لن يس���تخدم بشكل أساسي‬ ‫العتبارات عدي���دة أهمها أن اللواء جميل حس���ن نقل مكاتبه منذ‬

‫بداي���ة الثورة إل���ى الطابق األول في مبنى آمري���ة الطيران‪ .‬كذلك‬ ‫ش���عبة األمن السياس���ي تتخذ من المركز الثقافي في المزة موقعا ً‬ ‫مقترحا ً لالس���تفادة منه عند الضرورة نظراً ألنه يحتوي على قبو‬ ‫س���فلي وقريب من الشعبة‪ .‬كما أن إدارة المخابرات الجوية طلبت‬ ‫من قيادة اللواء ‪ 100‬الذي يقع في القطيفة في ريف دمش���ق نقل‬ ‫كامل ذخيرت���ه ورؤوس الصواريخ إلى أماك���ن ومقرات تبادلية‪،‬‬ ‫في حين نقلت كميات كبيرة من األس���لحة والذخيرة الموجودة في‬ ‫مطار الضمير إلى مستودعات مجهزة مسبقا ً تقع بعد مطار ضمير‬ ‫ش���رقاً‪ .‬تزامن ذلك‪ ،‬مع انس���حاب أعداد كبيرة من الشبيحة أو ما‬ ‫يس���مون بـ اللجان الشعبية من أعمالهم والمهمات التي كلفهم بها‬ ‫النظام‪ ،‬بعدما قاموا بتسلم أسلحتهم وبطاقاتهم األمنية إلى الفروع‬ ‫األمنية التي سلمتهم إياها ً في وقت سابق‪ ،‬بينما بدأ بعض الشبيحة‬ ‫يطالبون القيادات العس���كرية بتأمين منازل ومأوى آمن لعائالتهم‬ ‫بسبب خوفهم المتزايد عليهم‪.‬‬

‫‪ 2‬مليون الجئ سوري خارج بالدهم‬ ‫قارب عدد الالجئين السوريين الهاربين من النزاع في بالدهم إلى‬ ‫الدول المجاورة المليوني شخص يتواجد ثلثاهم في لبنان واألردن‪.‬‬ ‫وأشارت المفوضية العليا لشؤون الالجئين في تقرير لها‪ ،‬أن عدد‬ ‫الالجئين الس���وريين المس���جلين لديها وصل إلى مليون و ‪911‬‬ ‫ألف و ‪ 282‬ش���خصا ً بينهم أكثر من ‪ 684‬ألف في لبنان‪ .‬وتوزع‬ ‫الالجئون الباق���ون في األردن ‪ 516‬ألف وف���ي تركيا ‪ 435‬ألف‬

‫والع���راق ‪155‬ألف و العراق ‪ 155‬ألف ومصر ‪ 107‬ألف ودول‬ ‫المغرب العربي ‪ 14‬ألف س���وري‪ .‬وأوضحت المفوضية أن ‪%79‬‬ ‫م���ن الالجئين يقيم���ون خارج مخيمات مخصصة الس���تضافتهم‪،‬‬ ‫مش���يراً إلى أنها بحاجة إلى ‪ 1.85‬بليون دوالر لتوفير احتياجات‬ ‫الالجئين السوريين في دول المنطقة‪.‬‬

‫مقتل محافظ حماة في تفجير‬ ‫أكد التلفزيون السوري مقتل محافظ حماة‪ ،‬أنس الناعم‪ ،‬في تفجير‬ ‫س���يارة ضربت حي الجراجمة بالمدينة يوم األحد ‪ 25‬أغسطس‪/‬‬ ‫آب‪ .‬والناعم من مواليد مدينة حماة‪ ،‬ويحمل شهادة دراسات عليا‬ ‫في األمراض الداخلية من كلية الطب بجامعة دمش���ق‪ ،‬وهو أستاذ‬ ‫أمراض داخلية وصدرية في كلي���ة الطب بجامعة البعث‪ ،‬ورئيس‬ ‫ف���رع نقابة األطباء بحماة‪ .‬وش���غل منصب أمين فرع حزب البعث‬ ‫العربي االش���تراكي في محافظة حماة‪ .‬وأصدر بش���ار األس���د في‬

‫يوليو‪/‬تموز ‪ 2011‬مرس���وما بتعيينه محافظا لحماة خلفا ألحمد‬ ‫عبد العزيز‪ ،‬الذي أعفي من مهمته غداة تظاهرة شارك فيها أكثر‬ ‫من ‪ 500‬ألف ش���خص دعوا إلى س���قوط النظام‪ .‬واشتهر الناعم‬ ‫مناصرته الشديدة لنظام األسد‪ ،‬وفي الوقت نفسه عمل جاهداً على‬ ‫توفير الخدمات وتأمين عمل مؤسس���ات الدولة داخل مدينة حماة‬ ‫خالل الثورة‪.‬‬

‫مكتب توثيق الملف الكيميائي في‬ ‫سوريا يصدر تقرير ًا عن المجزرة‬ ‫التي وقعت غوطتي دمشق‬ ‫قال تقرير صدر عن مكتب توثيق الملف الكيميائي‬ ‫في س���وريا‪ -‬منظمة مستقلة حقوقية‪ -‬بأن القصف‬ ‫العشوائي بالصواريخ وقذائف الهاون يوم االربعاء‬ ‫الماضي على غوطتي دمش���ق‪ ,‬كان يحمل غازات‬ ‫س���امة يرجح أنها غاز الس���ارين والتي استهدفت‬ ‫مناطق من الغوطة الش���رقية ( زملكا‪ ,‬جوبر‪ ,‬عين‬ ‫ترم���ا‪ ,‬دوما) والغوطة الغربية ( معضمية الش���ام‬ ‫وأطراف مدينة داريا)‪.‬‬ ‫وج���اء ف���ي تقرير المكت���ب «من خ�ل�ال متابعتنا‬ ‫للمج���زرة التي بدأت الس���اعة الثانية وخمس���ة‬ ‫وعش���رون دقيقة ي���وم األربع���اء الماضي‪ ,‬راح‬ ‫ضحيته���ا عدد كبير وصل حس���ب توثيقنا إلى يوم‬ ‫أمس ‪ 1228‬شهيد كعدد دقيق إلى اآلن‪ .‬تم توثيق‬ ‫‪ 760‬اس���م حسب الهوية الش���خصية والباقي يتم‬ ‫التدقيق م���ن هوياتهم»‪ .‬وحس���ب التقرير الطبي‬ ‫ال���ذي أصدره مكت���ب التوثيق بع���د معاينة النقاط‬ ‫الطبية ومش���اهدة األعراض والمعطيات أكد أن «‬ ‫سبب الوفاة الجماعية هو استنشاق غاز السارين‬ ‫وانتش���اره‪ ,‬وتبي���ن من ش���هادات م���ن المناطق‬ ‫المذكورة أنه‪ :‬وخالل انفجار تلك القنابل التي كانت‬ ‫تحمل غازاً س���اما ً يعتقد أنه السارين‪ ,‬جعل سكان‬ ‫تل���ك المناطق يصابون بالهل���ع واإلغماء وضيق‬ ‫شديد في التنفس»‪.‬‬ ‫وكشف طبيب في مش���فى ميداني في شهادته في‬ ‫التقرير أنه «في تمام الساعة ‪ 2:25‬بعد منتصف‬ ‫ليل يوم الثالثاء أطلقت قوات النظام السوري عدد‬ ‫من الصواريخ والقذائف على المناطق المذكورة‪،‬‬ ‫البع���ض منها كان يحوي غ���ازات كيميائية‪ .‬ومنذ‬ ‫س���اعة الواقعة تتوارد إلينا إصاب���ات بلغت أكثر‬ ‫من ألف وس���بعمائة مصاب منه���م مدنيين ومنهم‬ ‫من عناصر الجيش الح���ر‪ .‬وصلتنا عدة حاالت قد‬ ‫فارقت الحياة فور انتشار الغاز السام بسبب قربهم‬ ‫من سقوط الصواريخ»‪.‬‬ ‫وأضاف الطبي���ب «أن أغلب الحاالت التي وصلتنا‬ ‫كانت مصابة بضيق ش���ديد في التنفس واصفرار‬ ‫كامل في الجس���د وضي���ق في الحدقة الدبوس���ية‬ ‫للعين وبعض الحاالت كانت لديها تسرع شديد في‬ ‫نبض القلب وتع ّرق بشكل كبير باإلضافة إلى فرط‬ ‫لعاب بش���كل رغوي من األنف والفم وتشوش في‬ ‫الرؤية وخروج عن الوع���ي‪ ,‬اإلصابات تراوحت‬ ‫ما بين خطيرة وش���ديدة الخطورة بحس���ب أماكن‬ ‫التواجد وحس���ب الكمية التي تم استنش���اقها من‬ ‫قبل جسد المصاب‪ ,‬وحس���ب التحليالت والمعاينة‬ ‫الدقيقة لإلصابات تبين أنها استنش���قت غاز س���ام‬ ‫يعتقد أنه الس���ارين الس���ام وذلك حسب تشخيصنا‬ ‫الطب���ي للحالة وتقديرنا لإلصاب���ة»‪ .‬وأكد التقرير‬ ‫حس���ب ش���هادة طبيب وممرض أنه بسبب نقص‬ ‫ونف���اذ األدوي���ة لمعالجة األش���خاص الذين كانت‬ ‫عليه���م ه���ذه األع���راض‪ ،‬بما ف���ي ذل���ك أدوية‬ ‫األتروبي���ن‪ ،‬واألبينفري���ن‪ ،‬والهيدروكورتيزون‪،‬‬ ‫والديكس���اميثازون‪ ,‬مات الكثي���ر من الضحايا ولم‬ ‫يس���تطع األطباء والمشافي إس���عافهم في الوقت‬ ‫المناسب‪ .‬وخلص التقرير بعد التواصل والتنسيق‬ ‫م���ع النقاط الطبي���ة والمش���افي الميدانية وبعض‬ ‫النشطاء ممن عملوا في توثيق الضحايا تم إحصاء‬ ‫أعداد الوفيات ليصل إلى ‪ 1228‬شهيد‪ ,‬يتوزعون‬ ‫على النحو التالي‪( :‬نقطة س���قبا تس���عة وستون‬ ‫ش���هيد ) (نقطة كفربطنا مائة وخمسون شهيد) (‬ ‫نقطة دوما مائة وخمسون شهيد ) ( نقطة حمورية‬ ‫مئتان وتسون شهيد) (نقطة عربين ثالثة وستون‬ ‫شهيد ) ( نقطة جسرين ستة عشرة ) (نقطة زملكا‬ ‫أربعمائة شهيد ) (نقطة عين ترما خمسة وسبعون‬ ‫ش���هيد ) (نقطة حرستا خمسة ش���هداء ) ( نقطة‬ ‫معضمية الشام عشرة شهداء )‬


‫الكتائب العـدد الثاني عشر ‪2013/09/01‬‬

‫لقـاء العــدد‬

‫‪06‬‬

‫النقيـب فـادي أبـو بكـر‬ ‫«رسالتي لالئتالف‪ :‬كفاكم خالفات ّ‬ ‫وحكموا ضمائركم فاعملوا بضمير أو اتركوا الساحة لغيركم»‬ ‫ماهي مخططاتكم لما بعد األسد ؟‬ ‫نطم���ح للحفاظ على س���ورية موح���دة وتحقيق‬ ‫العدالة والمس���اواة‪ ،‬ونحن كعس���كريين نسعى‬ ‫لتشكيل مؤسسة عس���كرية وطنية تعمل لصالح‬ ‫الوطن‪ ،‬وليس لصالح نظام أو شخص‪.‬‬ ‫هل يوجد أس���س واضحة لبناء جيش س���وريا‬ ‫المستقبلي ؟‬ ‫في هذه الفت���رة طرح مثل هذه المش���اريع أمر‬ ‫صع���ب‪ ،‬فالكثير من العوائق تح���ول دون ذلك‪،‬‬ ‫منها مثالً عدم القدرة على االجتماع للمناقش���ة‪،‬‬ ‫فنحن ف���ي القلمون كيف نجتم���ع مثال ً مع قادة‬ ‫حل���ب مع صعوب���ة التنقل والط���رق الخطرة؟ ‪.‬‬ ‫أعتقد أن هذه الفكرة تحتاج إلى نقاش���ات طويلة‬ ‫وهي غير ممكنة حاليا ً ‪.‬‬

‫كل واحدة منها عل���ى حدى‪ .‬وأيضا هناك العديد‬ ‫خاص | جريدة الكتائب‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من التشكيالت الجديدة التي الحظنا توحدها في‬ ‫النقيب فادي أبو بكر‪ ،‬ضابط منش���ق عن جيش اآلونة األخيرة‪.‬‬ ‫النظ���ام‪ ،‬وهو حاليا ً قائد جبه���ة تحرير القلمون‬ ‫التابعة أللوية أحفاد الرس���ول‪ ،‬وه���ذه الجبهة كي���ف هي عالقة جبهة تحرير القلمون مع قيادة‬ ‫عبارة عن تجمع عس���كري يض���م أكبر عدد من أركان الجيش السوري الحر ؟‬ ‫الكتائب العاملة في منطق���ة القلمون‪ ،‬وكان لها نحن نتبع لرئاس���ة هيئة األركان‪ ،‬لكن لألس���ف‬ ‫تأثير كبير في المع���ارك التي جرت في المنطقة إمكانيات األركان ما زالت ضعيفة‪ ،‬وال يستطيعون‬ ‫توفير دعم كبي���ر للتش���كيالت المنضوية تحت‬ ‫ضد قوات النظام ‪.‬‬ ‫قيادتهم‪ ،‬حت���ى الدعم القلي���ل المتوفر ال يصلنا‬ ‫ما هي أبرز المعارك التي خاضتها جبهة تحرير بس���بب الظروف الصعبة لطرق اإلمداد وانتشار‬ ‫الكمائن عليها‪.‬‬ ‫القلمون في اآلونة األخيرة ؟‬ ‫كان���ت المعركة األبرز خ�ل�ال المرحلة الماضية‬ ‫هي معركة الس���يطرة على مستودعات السالح هل هناك أي مشاكل في إدارة المناطق المحررة‬ ‫في دنحة‪ ،‬وقد كنا أحد المش���اركين فيها‪ ،‬وكانت التي تسيطرون عليها ؟‬ ‫معركة موفقة جداً استطعنا من خاللها السيطرة المناطق المحررة نتعرض للكثير من المش���اكل‬ ‫على عدد كبير من الصواريخ التي يتعمد الغرب في إدارتها‪ ،‬المش���كلة األولى ه���ي عدم تواجد‬ ‫إدارة مدنية فاعلة‪ ،‬فالمس���احة الجغرافية تعتبر‬ ‫ومن يدعي صداقتنا حرماننا منها‪.‬‬ ‫كبيرة جداً قياسا ً لإلمكانات البسيطة المتوافرة‪،‬‬ ‫كاف‪ ،‬س���واء كان‬ ‫ما س���بب تش���تت كتائب الجيش الح���ر ما هي ولم تقم أي جهة بتوفير دعم ٍ‬ ‫دعما ً ماليا ً أو قضائيا ً أو استشارياً‪ .‬كما نتعرض‬ ‫العوامل التي تمنع توحدها ؟‬ ‫هناك أسباب خارجية تحول دون توحد الكتائب‪ ،‬لمش���كلة ع���دم القدرة عل���ى محاس���بة الناس‬ ‫أولها الدع���م الخارجي غير المنظ���م‪ ،‬ولو أراد الس���يئيين‪ ،‬وفي الحقيقة هؤالء الس���يؤون هم‬ ‫الداعم���ون توحي���د الكتائب الس���تطاعوا ذلك‪ ،‬أنفس���هم من كانوا سيئين أيام النظام قبل تحرير‬ ‫ولكنهم ال يريدون ذلك لغايات ومكاسب سياسية المنطق���ة‪ ،‬ومنهم من كان معتق�ل�اً وقام النظام‬ ‫تع���ود لهؤالء الداعمين ‪ .‬وك���ي ال نعمم‪ ،‬فهناك بإطالق س���راحه ليمارس الفس���اد في المنطقة‪.‬‬ ‫فصائل مدعومة من أشخاص‪ ،‬وفصائل مدعومة وتواجهنا صعوبات ف���ي إدارة النواحي المدنية‬ ‫من دول‪ ،‬كما أن هناك فصائل مدعومة ذاتيا ً وال وتوفير المتطلبات المعيشية للسكان‪ .‬كما نعاني‬ ‫تتأث���ر قراراتها بأي أحد ‪ .‬وهن���اك أيضا ً بعض من مش���كلة التهريب بش���كل كبي���ر‪ ،‬خصوصا ً‬ ‫أم���راء الحروب يحول���ون دون توحيد الكتائب‪ ،‬تهريب بعض الم���واد الغذائية إلى لبنان‪ ،‬ومنع‬ ‫بعضه���م كان���وا تج���ار س�ل�اح أو مهربين‪ ،‬ثم التهري���ب يحتاج إمكانيات كبي���رة وليس باألمر‬ ‫وجدوا أنفس���هم أمراء حرب‪ ،‬يأمرون وينهون‪ ،‬السهل على اإلطالق‪.‬‬ ‫وهؤالء يطمحون لكي يكون لهم دور في سوريا‬ ‫المستقبل‪ ،‬لكن األمور لن تكون كذلك وسيسقط هل يوجد مجالس محلية في منطقة القلمون ؟‬ ‫نع���م يوجد بعض المجال���س المحلية في منطقة‬ ‫هؤالء كما سيسقط النظام بإذن هللا‪.‬‬ ‫يب���رود‪ ،‬ويقتص���ر عملها عل���ى المدينة‪ ،‬وفي‬ ‫هل هناك مشاريع لتوحيد كتائب الجيش الحر ؟ الحقيقة نحن حين أسس���نا الكتائ���ب كان هدفنا‬ ‫جمي���ع التش���كيالت التي تطم���ح لتحقيق نجاح مواجهة النظام عس���كرياً‪ ،‬ولم نحس���ب حسابا ً‬ ‫وإس���قاط النظام تح���اول دائما ً طرح مش���اريع إلدارة المناط���ق مدنياً‪ ،‬ولم يخطر ببالنا أن ندير‬ ‫توحيدي���ة‪ ،‬وجبهة تحرير القلمون على س���بيل األمور المعيش���ية وننش���ئ محكمة وغيرها من‬ ‫المثال تكونت من عشر كتائب وألوية كانت تعمل األمور المدني���ة‪ .‬نحن ككتائب مس���لحة يمكننا‬

‫ما هو رأيك���م بخصوص المبادرات السياس���ية‬ ‫وإعطاء مالذ آمن لألسد ؟‬ ‫مس���اعدة الس���لطة المدنية‪ ،‬ولكن ال يمكننا أخذ لو س���ألتني قبل س���نة ونصف لربم���ا كنا نقبل‬ ‫مكانها بأي حال من األحوال‪.‬‬ ‫بإعطاء مالذ آمن لألس���د حقنا ً للدماء‪ ،‬أما اآلن‬ ‫فالموضوع أصبح أكبر‪ ،‬وال بد من محاسبة هذا‬ ‫ً‬ ‫كيف ت���رى وضع النظام حالي���ا‪ ،‬ووضع جيش المج���رم واالقتصاص لدماء الش���هداء والدمار‬ ‫النظام بشكل خاص ؟‬ ‫الذي خلفه في سوريا ‪.‬‬ ‫النظام يلفظ أنفاس���ه األخيرة ويعيش على الدعم‬ ‫الخارجي من إيران وروس���يا‪ ،‬ولوال هذا الدعم متى تتوقع انتهاء المع���ارك وعودة األمان إلى‬ ‫لسقط منذ زمن‪ .‬أما جيش النظام فلو كان وضعه سوريا ؟‬ ‫ً‬ ‫جيدا لما اس���تعان بمرتزق���ة حزب هللا والحرس عندما تتوحد الكتائب وتكون يداً واحدة‪ ،‬وعندما‬ ‫الثوري اإليراني ‪.‬‬ ‫تص���دق وعود التس���ليح وتتحول إل���ى حقيقة‪،‬‬ ‫قوة النظام تكمن في بنيته المعتمدة على الطائفة فإن الحسم العس���كري وإرساء األمان في البالد‬ ‫بشكل خاص‪ ،‬وقد منع هذا األمر حدوث انشقاقات سيكون أمراً واقعا ً إن شاء هللا‪.‬‬ ‫كبيرة في الرتب العليا أو انشقاق قطع عسكرية‬ ‫كاملة‪ ،‬وه���ذا األمر يطيل أم���د المعركة‪ .‬ولكن ما هي الرس���الة الت���ي توجهها لقي���ادة أركان‬ ‫بجميع األحوال الدعم الخارجي للنظام وجيش���ه الجيش السوري الحر ؟‬ ‫هما اللذان يبقيانه على قيد الحياة‪ ،‬وبمجرد رفع أتمنى من أعضاء قيادة األركان أن يكون عملهم‬ ‫هذه الدول يدها عنه س���وف يس���قط بين عشية لتحقيق الغاية التي انشقوا ألجلها‪ ،‬وهي إسقاط‬ ‫وضحاها ‪.‬‬ ‫النظام بكافة رموزه‪ ،‬وأن يحاولوا تنظيم األمور‬ ‫العس���كرية والضغط على الغرب لتوفير السالح‬ ‫هل الجيش الحر قادر على الحسم في سوريا ؟ النوعي‪ ،‬وأن يحاولوا زيادة التنسيق واالتصال‬ ‫بكل تأكيد نحن قادرون على الحسم‪ ،‬لكن ينقصنا بين كتائب الجيش الحر في جميع أنحاء سوريا‪.‬‬ ‫دعم بالس�ل�اح النوعي‪ ،‬وعند توافره س���نحرر‬ ‫س���وريا بشكل أس���رع مما يتخيل البعض‪ ،‬نحن ماذا توجه رس���الة ألعضاء لإلت�ل�اف الوطني‬ ‫نحتاج لمضادات للطي���ران ومضادات للدروع‪ ،‬المعارض ؟‬ ‫ويتعمد الغرب وبعض ال���دول األخرى حرماننا كفاكم خالفات وح ّكموا ضمائركم فاعملوا بضمير‬ ‫ً‬ ‫منها‪ ،‬س���عيا منه���م إلطالة أم���د المعركة وفق أو اتركوا الساحة لغيركم ‪.‬‬ ‫اس���تراتيجيتهم السياس���ية‪ ،‬وال يعنيه���م دماء‬ ‫الشعب السوري التي تسيل يومياً‪.‬‬ ‫رسالة توجهها للضباط المتواجدين في الجيش‬

‫هل تقسيم س���وريا على أساس طائفي أمر وارد‬ ‫مستقبالً ؟‬ ‫بش���ار ونظامه زرعا في رؤوس أبناء الطائفة‬ ‫العلوية أن بقاءهم م���ن بقائه‪ ،‬وأن زواله يعني‬ ‫زواله���م من س���وريا‪ ،‬مم���ا أدى لتكتلهم حوله‬ ‫والقتال دفاع���ا ً عنه‪ .‬لكن ال بد ألبناء الطائفة أن‬ ‫يصحوا يوما ً ما ويعرف���وا أن من قاموا بالثورة‬ ‫ليس���وا طائفيين‪ ،‬وأن ثورتن���ا كانت ضد النظام‬ ‫وأعوانه وليس���ت ضد الطائفة العلوية‪ ،‬وتقسيم‬ ‫س���وريا غير وارد على اإلطالق‪ ،‬ولو حصل فلن‬ ‫نقبل به‪ ،‬وسنحارب في سبيل الحفاظ على وحدة‬ ‫سوريا بالكامل حتى آخر قطرة من دمائنا ‪.‬‬

‫النظامي ؟‬ ‫لألس���ف لم يتبقى ضباط ش���رفاء ف���ي الجيش‬ ‫السوري‪ ،‬الذي تحول إلى كتائب األسد‪ ،‬ومعظم‬ ‫المتواجدي���ن هم إما مس���تفيدون أو انتهازيون‬ ‫أو جبن���اء‪ ،‬وال حاجة لن���ا بأمثالهم‪ ،‬وإن أرادوا‬ ‫االنش���قاق عن النظام فليفعلوا ذلك حفاظا على‬ ‫حياتهم‪.‬‬ ‫ما هي رسالتك لبشار األسد ؟‬ ‫كيف نوجه رس���الة ليس صاحب قرار؟ ال داعي‬ ‫لتوجيه أية رس���الة له فهو عبارة عن دمية في‬ ‫يد أسياده ‪ .‬ولكن سأقول له أنه ساقط مهما طال‬ ‫أمد المعركة‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثاني عشر ‪2013/09/01‬‬

‫مختارات من الصحافة‬

‫‪07‬‬

‫اســم القـاتــل‬

‫يضيئ���ون ش���معة وبعضهم قد تن���زل دمعة من‬ ‫عينيه‪ ،‬ثم يس���تأنفون في الصباح التالي سعيهم‬ ‫الى أرزاقهم‪.‬‬ ‫الس���ؤال عن القاتل والمجرم والمسؤول لم يعد‬ ‫ذي جدوى‪ .‬الكل يعلم اس���م القاتل‪ .‬الكل يعلم من‬ ‫أمر بارتكاب المجزرة ومن خطط لها ومن وجد‬ ‫س���ياقها في خدمة هدفه السياسي‪ .‬ومن بررها‬ ‫بالكلمة وبالموقف وبالتهنئة والش���ماتة‪ .‬القتلة‬ ‫والمجرمون باتوا من العادي���ة واالبتذال بحيث‬ ‫يمكن اإلشارة الى اس���مائهم ورتبهم ومواقعهم‬ ‫وبيوته���م‪ ،‬م���ن دون خطأ او التب���اس‪ .‬األذيال‬ ‫واالتب���اع معروف���ون أيضاً‪ ،‬بوس���ائل اعالمهم‬ ‫الرخيصة وابتس���اماتهم الصف���راء ووجوههم‬ ‫الميتة وكلمة «إنها الحرب» القذرة‪.‬‬

‫حسام عيتاني ‪ -‬صحيفة الحياة‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ل���و قُيض لواحد منا‪ ،‬نح���ن اآلمنين في بيوتنا‪،‬‬ ‫ان يجول بين أطفال الغوطة الشهداء‪ ،‬لظن انهم‬ ‫اخوة األبن���اء الذين يدخل غرفه���م الدافئة ليالً‬ ‫لالطمئنان عليهم‪ .‬فتعابير وجه هذا تش���به تلك‬ ‫التي ترتس���م على وجه ابن���ك البكر عندما ينام‪.‬‬ ‫وشعر تلك ال يختلف عن شعر ابنة اختك الطويل‬ ‫األملس‪ .‬والرضيع ذاك كأن���ه توأم ابن صديقك‬ ‫الذي زرته قبل ايام للتهنئة بالمولود الجديد‪.‬‬

‫التآل���ف مع وج���وه الضحاي���ا والتماهي معها‪،‬‬ ‫يضع الناظر في موضع الش���اهد على الجريمة‪.‬‬ ‫هول الفجيعة يُخرس األصوات ليبدو االستنكار‬ ‫والغضب عديمي المعنى وس���ط الذهول والعجز‬ ‫الش���املين‪ .‬الس���ؤال عن حقيقة المشهد يتقدم‬ ‫تفسيره بأش���واط‪ .‬كيف يجري هذا القتل الكثير‬ ‫بالقرب منا مس���تفيداً من صمتن���ا وتواطئنا وال‬ ‫مباالتنا‪ .‬كيف انحدرنا‪ ،‬كبشر‪ ،‬إلى هذا الدرك من‬ ‫البهيمية لنقبل رؤية هذه األجس���اد ممددة على‬ ‫البالط البارد‪ ،‬ثم نش���يح وجوهنا ونتابع حياتنا‬ ‫البائس���ة الالهية؟ أصحاب الضمائر الحية بيننا‬

‫الس���ؤال ينبغي ان يبحث في كيفية الخروج من‬ ‫خانة الضحية العاج���زة الواقعة بين أنياب ذئاب‬ ‫الداخل والخ���ارج‪ ،‬واالنتقال ال���ى موقع الفعل‬ ‫والتأثير وتقرير المصير والقدرة على رد غوائل‬ ‫القتل المجاني وجوائح القتلة‪ .‬فهؤالء‪ ،‬وبعد أن‬ ‫اس���تمرأوا طعم الدم واطمأن���وا الى عجز العالم‬ ‫وخ���واء تحذيراته وتل ّون خطوطه الحمر بألوان‬ ‫الالمس���ؤولية‪ ،‬لن يقلعوا ع���ن عادتهم بالنصح‬ ‫والموعظة‪.‬‬

‫ال يعني هذا الكالم استدراج ردود على المجزرة‬ ‫بمجازر مشابهة وال مقابلة العنف بعنف مكافئ‪.‬‬ ‫فه���ذا من باب تحصيل الحاصل بعدما فتح القتلة‬ ‫ذاتهم دورة العن���ف والقتل والثأر الجهنمية‪ .‬بل‬ ‫يقول ان خطوط فصل جديدة يجب ان تُرسم بين‬ ‫مواطني هذه البالد‪ .‬بين من ذهب في «الواقعية»‬ ‫ال قيمة لس���ؤال ع���ن الطاغي���ة وال ع ّمن أدمن الى حدود االرتكاس نحو القطيع الطائفي‪ ،‬وبين‬ ‫اإلقامة بين أوس���اخ اجهزة المخابرات بذريعة من يص��� ّر على الحفاظ على بقايا اإلنس���ان فيه‬ ‫«الممانعة» و»المقاومة» والتصدي للمؤامرات حتى لو كلفه ذلك ما يكلفه‪.‬‬ ‫الغربي���ة الدنيئة‪ .‬فهؤالء نراه���م كل يوم‪ ،‬أذالء‬ ‫تافهين يمجدون المجرم ويحرضونه على المزيد المعركة ليست مع سفاح دمشق وحده‪ .‬وليست‬ ‫من قت���ل األبرياء‪ .‬يهذون بكلم���ات فارغة عن أيضا ً م���ع مب���رري القتل اليومي في س���ورية‬ ‫ولبنان وغيرهما‪ .‬ه���ذه المعركة للحيلولة دون‬ ‫االستراتيجية والعواصم والدول‪.‬‬ ‫بقاء بالدنا حقوالً للقتل وغابات للصيد يتس���لى‬ ‫السؤال الذي يطلب إجابة سريعة هو ذاك المتعلق فيها المجرم وحاش���يته وينتظر فيها ذوو النوايا‬ ‫بنا‪ .‬بمن يُعلن انحيازه الى جانب الضحية‪ .‬ومن الحسنة انتظاراً يائسا ً مجيء مخلص من ملكوت‬ ‫يق���ول انه ال يقبل بموت بريء‪ .‬من يرفض ربط ما‪ .‬هذه المعركة لمنع استمرار معرض تتراصف‬ ‫قضية فلس���طين بأقبية تعذيب تحمل اسمها‪ .‬من وتتكدس فيه جثث أطفالنا تحت العدس���ات وبين‬ ‫يرى في الحياة قيمة مجردة‪ ،‬تعلو «الضرورة» مكعبات الثلج‪.‬‬ ‫وقائدها الرمز المفدى‪.‬‬

‫جريمة «الكيماوي» احتماالن فقط‬ ‫صالح القالب | جريدة الرأي األردنية‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫إ َّما أن بشار األسد أصبح كـ «الزوج المخدوع»‬ ‫لم يعد يعرف ش���يئا ً ع َّما يجري في سوريا وأن‬ ‫لون‬ ‫هناك من بين ضباط جيش���ه‪ ،‬الذي غدا من ٍ‬ ‫طائفي واحد‪َ ،‬من بادر إلى زجه في هذه الجريمة‬ ‫التاريخي���ة ليتخلص���وا منه وليح��� َّل مكانه بعد‬ ‫تفاهمات خارجي���ة وداخلية إنْ على رحيله وإن‬ ‫أو أنَّ األفق غدا‬ ‫على طبيعة الحكم البديل لحكمه‪ْ ..‬‬ ‫مس���دوداً أمامه وأنه بات يتصرف وفقا ً للمعادلة‬ ‫اإلنتحارية القائلة ‪«:‬عل َّي وعلى أعدائي»‪ ..‬وإالَّ‬ ‫ما معنى أن يرتكب هذه «الحماقة» التي سيدفع‬ ‫ثمنها حتم���ا ً ‪،‬إن آجالً وإنْ عاج�ل�اً‪ ،‬وفي كلتي‬ ‫الحالتين‪.‬‬ ‫في كل تجارب التاريخ ‪،‬التي تش���به هذه الحالة‬ ‫الس���ورية‪ ،‬كان هناك دائما ً وأب���داً من يبرز في‬ ‫اللحظ���ة األخيرة حتى من بي���ن أقرب المقربين‬ ‫إلى من هو في الحكم ليقطفَ اللحظة الس���انحة‬ ‫وه���ذا بالتأكيد ينطبق على بش���ار األس���د الذي‬ ‫معظم أركان حكم���ه وأقاربه وأه���ل بيته ومن‬ ‫بينهم بالطبع آصف ش���وكت الذي قُتِ َل في تفجير‬ ‫المجموع���ة األمنية المع���روف‪ ،‬والذي ال تزال‬ ‫تحوم حوله شبهات كثيرة‪ ،‬يرون أنه ال يستحق‬ ‫هذا الموقع وأنه جاء إليه بالصدفة وأنه لوالهم‬ ‫لما إستطاع اإلحتفاظ به لثالثة شهور متالحقة‪.‬‬ ‫وكذلك فإن العادة درجت أنه عندما يقع «الجمل»‬

‫فإن حملة الس���كاكين يكث���رون حوله ويبدو أن‬ ‫المحيطين ببش���ار األس���د باتوا ليس يشعرون‬ ‫وفقط بل ومتأكدون م���ن أن نهايته قد أصبحت‬ ‫قريب���ة وأنهم للحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه‬ ‫م���ن هذا النظام فإنه عليه���م أن يضحوا به وأنْ‬ ‫يلج���أوا إلى ه���ذه الجريمة ليصب���ح حتى أقرب‬ ‫حلفائه ‪،‬األيرانيون والروس على وجه التحديد‪،‬‬ ‫غير قادرين على اإلس���تمرار بحمايته والدفاع‬ ‫عنه‪.‬‬ ‫إنَّ هذا هو اإلحتمال األول ولعل ما يرجحه أنَّ كل‬ ‫المعلومات المتوافرة المتداولة في أوساط غربية‬ ‫بأي‬ ‫مطَّلعة تؤكد أنَّ بشار األس���د لم يعد يمسك ٍّ‬ ‫من خي���وط الحكم في يده وأن القرارات الفعلية‪،‬‬ ‫العس���كرية والسياسية‪ ،‬هي اآلن بأيدي الخبراء‬ ‫الروس وبي���د جنرال حراس الث���ورة اإليرانية‬ ‫قاسم سليماني وأيضا ً بأيدي كبار ضباط الطائفة‬ ‫العلوية في الجيش وف���ي األجهزة األمنية ومن‬ ‫بين هؤالء ش���قيقه الغائب الحاضر ماهر األسد‬ ‫قائ���د الفرقة الرابعة التي إرتكبت معظم المجازر‬ ‫والمذابح الت���ي إرتُكبت منذ بدايات كل هذا الذي‬ ‫يجري في س���وريا أي ف���ي آذار (مارس) عام‬ ‫‪.2011‬‬ ‫م��� َّرةً أخرى إن ه���ذا هو اإلحتم���ال األول ‪ ،‬أي‬ ‫أنَّ مذبح���ة «الكيماوي» األخي���رة قد ج َرت من‬ ‫وراء ظهر بش���ار األسد وبدون علمه‪ ،‬وهنا فإن‬ ‫المعروف أن الرئيس السوري في أحد خطاباته‬

‫المبكرة قد ألمح وبوضوح إلى أنه ال يتحمل‬ ‫مسؤولية ما قد يرتكبه كبار جنراالت‬ ‫«جيشه» بدون الرجوع إليه وبدون‬ ‫ال معرفت���ه وال علم���ه وحقيقة أنَّ‬ ‫هن���اك م���ن يق���ول أنَّ الرئي���س‬ ‫الس���وري ال���ذي تن���وء كتفاه‬ ‫بالرتب العسكرية يقضي معظم‬ ‫وقته ف���ي متابع���ة الفضائيات‬ ‫وفي كتابة التعليقات رداً على ما‬ ‫تتناقله شبكات التواصل اإلجتماعي‬ ‫عن األزمة السورية‪.‬‬ ‫ويبق���ى أن اإلحتمال األخي���ر‪ ،‬الذي ال‬ ‫يستبعده البعض رغم ترجيحهم لإلحتمال‬ ‫األول‪ ،‬هو أن الرئيس السوري قد فقد األمل‬ ‫بتحقيق اإلنتص���ار الذي بقي ينتظره‬ ‫عل���ى م���دى‬ ‫نحو عامين‬ ‫و نص���ف‬ ‫وأن���ه وقد‬ ‫ضاقت به‬ ‫الدني���ا بعد‬ ‫أن غ���دا بال‬ ‫ي خيار إالَّ‬ ‫أ ّ‬ ‫هذا الخيار‬ ‫ق���د ب���ادر‬ ‫إل���ى هذه‬

‫الضرب���ة «الكيماوية» م���ن قبيل‬ ‫اإلنتح���ار وأيضا ً م���ن قبيل‬ ‫محاول���ة إلص���اق ه���ذه‬ ‫الجريم���ة بالمعارض���ة‬ ‫السورية إس���تناداً إلى‬ ‫حلفائ���ه ال���روس‬ ‫الذين حاول���وا منذ‬ ‫اللحظ���ة األولى وهم‬ ‫س���يواصلون ه���ذه‬ ‫المح���اوالت لتخليصه‬ ‫من هذه الورط���ة بإلقاء‬ ‫المسؤولية على التنظيمات‬ ‫(الس���ورية) المتطرف���ة ومن‬ ‫بينها جبهة النصرة!!‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثاني عشر ‪2013/09/01‬‬

‫آراء‬

‫‪08‬‬

‫التدخل العسكري في سوريا إلنهاء الحرب ‪..‬‬

‫ضرورة تحتمها ظروف المنطقة‬

‫إعداد‪ :‬عبدو عزام‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫تمث���ل منطق���ة الش���رق األوس���ط بكل‬ ‫تعقيداتها اإلثنية والعرقي���ة تحديا ً أمنيا ً‬ ‫خطيراً للمجتمع الدولي‪ .‬ذلك أن الوضع‬ ‫المضطرب واس���تمرار تدف���ق الالجئين‬ ‫واحتم���ال انتقال الصراع المس���لح إلى‬ ‫الدول المجاورة يحم���ل تهديدات أمنية‬ ‫قد تسبب تداعيات خطيرة على األمـــن‬ ‫والســلم العالمييــــن ‪ .‬كمــا بـدأ الصراع‬ ‫يش���كل خطراً على عالقات واشنطن مع‬ ‫الدول الحليفة له كاألردن وتركيا‪ ،‬حيث‬ ‫بدأ الوضع المتدهور يش���كل خطراً على‬ ‫ه���ذه ال���دول دون أي رد فعل من جانب‬ ‫الواليات المتحدة‪. .‬‬ ‫بعد اس���تخدام النظام للسالح الكيماوي‪،‬‬ ‫بدأ هذا األمر يأخذ أبع���اداً مختلفة‪ ،‬فقد‬ ‫بات لزاما ً على الواليات المتحدة التدخل‬ ‫إلنه���اء الص���راع ووق���ف العن���ف في‬ ‫المنطقة‪ ،‬التزاما ً م���ن أوباما بالخطوط‬ ‫الحمراء التي رسمها من جهة‪ ،‬وحفاظا ً‬ ‫على المصالح العلي���ا للواليات المتحدة‬ ‫في هذه المنطقة من جهة أخرى‪.‬‬ ‫ه���ذا التدخل ل���ن يك���ون مرفوضا ً في‬

‫أوس���اط السياس���ة األمريكي���ة‪ ،‬حيث‬ ‫سيقتصر التدخل على الهجمات الجوية‬ ‫والصاروخية دون تدخل بري قد يعرض‬ ‫الجن���ود األمريكيي���ن للخط���ر‪ ،‬كما أن‬ ‫الجانب اإلنساني للمأساة السورية يشكل‬ ‫دافع���ا ً للتدخل‪ ،‬طبعا ً ه���ذا مع علمنا أن‬ ‫هذه مجرد تبريرات لالستهالك المحلي‪،‬‬ ‫وأن هذا الجانب هو آخر ما يهم اإلدارة‬ ‫األمريكي���ة الحريصة عل���ى مصالحها‬ ‫وعلى أمن إسرائيل بالدرجة األولى‪.‬‬ ‫تتدفق األنباء حول نية واش���نطن القيام‬ ‫بهجم���ات صاروخية ض���د مراكز القوة‬ ‫في جيش النظام‪ ،‬بهدف ش���ل قدرة هذه‬ ‫القوات عل���ى الحركة‪ ،‬وإجب���ار النظام‬ ‫على وقف حربه ضد الشعب‪ ،‬والرضوخ‬ ‫لمطالب المجتم���ع الدولي للتوقيع على‬ ‫اتف���اق نقل الس���لطة وتش���كيل حكومة‬ ‫انتقالية‪ .‬لك���ن هل يعتبر ه���ذا التدخل‪،‬‬ ‫في حال حدوثه‪ ،‬جزءاً من رؤية أش���مل‬ ‫للتعامل مع التحديات األمنية ؟ وإذا كان‬ ‫كذلك‪ ،‬فما هي عناصر هذه الرؤية؟‬ ‫ربما س���يكون ه���ذا التدخ���ل المحدود‬ ‫أمراً البد منه بع���د رفض النظام لجميع‬ ‫المبادرات والوساطات العربية والدولية‪،‬‬

‫وقد يك���ون جزءاً من الحل‪ ،‬لكنه بحاجة‬ ‫بعده���ا إلى خارطة طري���ق كاملة تحدد‬ ‫شكل إدارة الدولة الس���ورية في الفترة‬ ‫القادم���ة‪ ،‬وقد يضط���ر المجتمع الدولي‬ ‫لنش���ر قوات حفظ سالم دولية لإلشراف‬ ‫عل���ى تنفي���ذ أي اتفاق للس�ل�ام قد يتم‬ ‫الوصول إليه‪ ،‬كما حدث في كوسوفو‪.‬‬ ‫في حال حدوث التدخل الدولي فإنه البد‬ ‫من مراعاة أمرين مهمين هما ‪:‬‬ ‫‪1‬ـ الحف���اظ عل���ى وحدة س���وريا ومنع‬ ‫تقس���يمها‪ ،‬ألن التقس���يم س���يكون أحد‬ ‫عوامل إطال���ة أمد الحرب واس���تحالة‬ ‫إنهاء الصراع المسلح‪.‬‬ ‫‪2‬ـ اعتماد نمط ديمقراطي يسمح لجميع‬ ‫مكونات الش���عب الس���وري المشاركة‬ ‫بالسلطة‪ ،‬مع إعادة هيكلة أجهزة األمن‬ ‫ومنعها من التدخل في الحياة السياسية ‪.‬‬ ‫بات التدخل العس���كري قاب قوسين أو‬ ‫أدنى‪ ،‬ويج���ب على المعارض���ة انتهاز‬ ‫الفرص���ة وطرح ش���روطها ورفض أي‬ ‫شروط قد تصب في غير مصلحة سوريا‬ ‫مستقبالً‪.‬‬

‫التسـ ّلـق ‪ ..‬كيـف وليـش؟‬

‫بقلـم‪ :‬أصالن أصالن‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫أحد أهم أس���باب ظهور المتسلقين هو الحالة‬ ‫التسترية على أي خطأ في الثورة‪ ،‬التي نشأت‬ ‫مع البدايات خشية من شماتة النظام‪ ،‬مما ك ّون‬ ‫تربة خصبة إلنبات المتس���لقين‪ ،‬حيث وجدوا‬ ‫الحرية الكاملة لفعل أي ش���يء يريدونه‪ ،‬دون‬

‫وجود أي رقيب أو محاسب‪ ،‬أو حتى ناقد‪ ،‬بل‬ ‫على العكس اتسم تسلقهم بالصفات البطولية‪.‬‬ ‫فالمتسلقون كالصراصير‪ ،‬يعيشون ويتكاثرون‬ ‫في الظل‪ ،‬وعندما ال يجدون أي حس أو حركة‬ ‫تهدد وجودهم في البيئة الخارجية ينتش���رون‬ ‫بش���كل فظيع ومرعب‪ ،‬ويصبح من االستحالة‬ ‫التخل���ص منهم ب���دون (بيف بف) ورش���هم‬

‫والقضاء عليهم‪ ،‬وإذا تركوا فإنهم سيسيطرون‬ ‫ويحكم���ون ويص���درون أوام���ر االعدامات‪،‬‬ ‫ويس���جلون في التاريخ على أنه���م األبطال‪،‬‬ ‫فمن غرائب المتسلقين أنهم قبل الثورة كانوا‬ ‫ينقبون ف���ي المزابل‪ ،‬وعند الث���ورة تصدروا‬ ‫الواجه���ات على اعتبار أنه���م المضحون في‬ ‫سبيل الشعب! وتكمن الغرابة بأن الشعب الذي‬ ‫ضح���وا من أجله يُذبح ويُقت���ل‪ ،‬ومنه من هو‬ ‫على ش���فير الموت من الجوع وال أحد يس���أل‬ ‫به‪ ،‬والمضحي الشريف األشوس الذي ضحى‬ ‫بكل ما لديه وكل ما يملك أصبح مليارديرا !!‬ ‫طبع���اً‪ ،‬هذه حالة تس���تحق الوق���وف عندها‪،‬‬ ‫والتفكر مليا ً باألضحية والذي ضحي من أجله‪،‬‬ ‫فبكل س���هولة نجد أن الش���عب هو األضحية‪،‬‬ ‫وقد بذل في س���بيل المصالح الش���خصية لدى‬ ‫المتسلق الذي ضحى بشيء ليس له‪ ،‬وبقضية‬ ‫ش���عب بأكمله‪ ،‬في س���بيل أن يصبح من أهل‬ ‫الثروة والكراسي‪ ،‬ويعيش عيشة مرتبة‪ ..‬وما‬ ‫بهمو على حساب مين‪..‬‬ ‫لكن ومع كل هذا فإن الذي يؤس���فني بحق أنه‬ ‫بعد فضح المتسلقين وكشف المستور فإن هذه‬ ‫القضية تناقش من وجهة نظر خجولة‪ ،‬وكأن‬

‫الشعب خج ٌل من المتس���لق أو مكسورة عينه‬ ‫منه!!‬ ‫ويتكلم هذا الش���عب المس���كين مع المتس���لق‬ ‫بطريقة أش���به بالترجي‪ ،‬وأن���ه ألجل المبادئ‬ ‫واألش���ياء التي ال يعترف بها المتس���لق‪ ،‬إال‬ ‫عندما يستخدمها لمصلحته الشخصية‪ ،‬يسأله‬ ‫‪( :‬طب ليش هيك ؟؟) وال أحد يجيب !!‬ ‫وب���دل أن يضع���وا ع���وداً بعين المتس���لق‬ ‫يستسمحوه ويأخذوا رضاه‪ .‬طبعا ً هذا الكالم ال‬ ‫يشمل كل الشعب‪ ،‬لكنه موجود خصوصا ً عند‬ ‫الجهة التي تتكلم عن المتس���لقين وقادرة أن‬ ‫تكون فرضيا ً جهة محاسبة لهم ‪..‬‬ ‫طبع���ا ً ه���ذا يقودنا إل���ى اس���تنتاج أن هؤالء‬ ‫القوم ال يس���عون إلى القضاء على التس���لق‪،‬‬ ‫بل إلى مش���اركتهم بما هم في���ه‪ ،‬فهذه االفعال‬ ‫والتصرفات كانت على زمن النظام‪ ،‬والشعب‬ ‫طابخها وعاجنها منيح‪ ،‬وقد انتهت صالحيتها‬ ‫ولم تعد تنطلي على الشعب‪ ،‬فاللص في الثورة‬ ‫يبقى لصاً‪ ،‬والكاذب يبقى كاذباً‪ ،‬ال اللص بطل‬ ‫وال الكاذب محاسب ‪..‬‬ ‫نتمن���ى ممن لم يفهم بع���د أن يفهم هذا األمر‪،‬‬ ‫ألن الش���عب يفهمه جيداً‪ ،‬ومن يتذاكى ويظن‬ ‫أن���ه يمرر األالعيب فهو يتذاكى على نفس���ه‪،‬‬ ‫وأالعيبه ال تمر إال في مخيلته المريضة‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثاني عشر ‪2013/09/01‬‬

‫دراســات‬

‫‪09‬‬

‫الســـياســة فـــي اإلســـــالم‬

‫الفصل‬

‫الرابع‬

‫و اإلســـالم الســـياســي (‪)4‬‬ ‫وكما ه���ي العادة ف���إن القائد إنم���ا يعتمد على‬ ‫الثقات مم���ن يعرفهم‪ ،‬أوممن خبرهم‪ ،‬وكان في‬ ‫طليعة هؤﻻء معاوية بن أبي س���فيان في الشام‬ ‫وعمرو بن العاص ف���ي مصر والوليد بن عقبة‬ ‫وعبدهللا بن عامر وأبو موسى األشعري وسعيد‬ ‫بن العاص‪ ،‬حيث غزا الوليد بن عقبة أذربيجان‬ ‫وأرميني���ة بعد أن منعوا ما صالح���وا عليه أيام‬ ‫عمر ب���ن الخط���اب رضي هللا عنه‪ ،‬وأرس���لت‬ ‫الجي���وش للتصدي لتهديدات الروم في الش���ام‪،‬‬ ‫ووصلت جيوش معاوية إلى بوابة القسطنطينية‪،‬‬ ‫وفتح أبو موسى األشعري الري‪ ،‬وغزا عبد هللا‬ ‫بن عامر ف���ارس‪ ،‬ففتح مروال���روز والطالقان‬ ‫والغاري���اب والجوزجان وطخارس���تان وبلخ‪،‬‬ ‫كما فتح س���عيد بن العاص طبرستان‪ ،‬وتوسعت‬ ‫جيوش المسلمين غربا ً في أفريقيا‪ ،‬وانتقلت إلى‬ ‫األندلس وفتحت قبرص ‪.‬‬

‫بقلـم‪ :‬أ‪.‬مصطفى القاسم‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫عثمان بن عفّان‬

‫كان مقت���ل عمر بن الخطاب رضي هللا عنه على‬ ‫يد أبي لؤلؤة الفارس���ي وماترتب عليه من قيام‬ ‫عبيد هللا بن عمر رضي هللا عنهما بقتل ابنة أبي‬ ‫لؤلؤة وش���خص نصراني والهرمزان لتأييدهم‬ ‫فعل أبي لؤلؤة‪ ،‬كان ذلك مؤشراً على بدء هجوم‬ ‫من نوع جديد على اإلسالم والمسلمين ‪.‬‬

‫ع���ن اختيار الخليف���ة الراش���دي الثالث‪ ،‬وكان‬ ‫عثم���ان بن عف���ان رضي هللا عن���ه‪ ،‬الذي‬ ‫بويع بالخالفة وخطب في المس���لمين‪،‬‬ ‫ثم باشر مهامه ومسؤولياته‪ ،‬وكانت‬ ‫أوﻻها النظر ف���ي قضية قتل عبيد‬ ‫هللا ب���ن عم���ر ﻻبنة أب���ي لؤلؤة‬ ‫والنصراني والهرمزان‪ ،‬وش���فع‬ ‫بعض الصحابة ﻻبن عمر ومنهم‬ ‫عمرو ب���ن العاص مب���رراً ذلك‬ ‫بأن ﻻ يقتل عبي���د هللا بمن قتلوا‬ ‫أبيه ‪ .‬واستجاب الخليفة ودفع دية‬ ‫القتل���ى من ماله إلى بيت المال لعدم‬ ‫وجود وارث لهم ‪ .‬ثم أرس���ل الخليفة‬ ‫كتب���ه إلى عماله عل���ى األمصار وأمراء‬ ‫الح���رب وأئمة الصلوات وأمن���اء بيت المال‪،‬‬ ‫يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحثهم‬ ‫على طاعة هللا وطاعة رس���وله ويحرضهم على‬ ‫وفي مكة والمدينة كان اﻻستقرار عامالً مساعداً‬ ‫اﻻتباع وترك اﻻبتداع ‪.‬‬ ‫في البناء‪ ،‬حيث جرت توسعة المسجد الحرام في‬ ‫ولما مضى على والية المغيرة بن ش���عبة على مكة‪ ،‬ثم المسجد النبوي في المدينة المنورة ‪.‬‬ ‫الكوفة س���نة كاملة قام بعزله‪ ،‬وفقا لمبدأ س���نّه‬ ‫عم���ر بن الخطاب أن ﻻ تزي���د وﻻية الوالي عن وفي مصر بدأت الفتنة تطل برأس���ها من جديد‪،‬‬ ‫السنة‪ ،‬وعيّن س���ــعد بن أبي وقاص واليــا ً ً‬ ‫بدﻻ حيث سعى البعض‪ ،‬ومنهم اليهودي عبد هللا بن‬ ‫سبأ ‪-‬على خالف حول حقيقة وجوده‪ -‬في إثارة‬ ‫عنه ‪.‬‬ ‫ث���م راح الخليفة ينظم الجي���وش ويعقد األلوية حفيظة الق���وم‪ ،‬ومنهم بعض أبن���اء الصحابة‪،‬‬

‫فقد أفلحت جيوش المس���لمين في عهد عمر بن‬ ‫الخطاب في هزيمة دولة فارس وتش���تيت شمل‬ ‫جيش���ها‪ ،‬والقضاء على أكاس���رتها‪ ،‬وكان ذلك‬ ‫عمالً لن يغيب عن ذاك���رة الفرس ولن يغفروه‬ ‫ألمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي هللا عنه‪،‬‬ ‫وس���ترافق ذكراه ذاكرة أبنائهم وأحفادهم حتى‬ ‫بعد أن يتخلوا عن مجوسيتهم ويعلنوا إسالمهم‬ ‫‪.‬‬ ‫لق���د طعن أبو لؤل���ؤة الخليفة ف���ي ظهره وهو‬ ‫يصلي‪ ،‬فس���قط أرضاً‪ ،‬وأس���عفه الصحابة إلى‬ ‫بيته‪ ،‬ووصله خب���ر ما فعله ولده عبيد هللا فأمر‬ ‫بحبسه لحين تولي الخليفة القادم وحكمه بشأنه‪،‬‬ ‫ثم التف���ت وهو يعاني آﻻم إصابته الى ش���ؤون‬ ‫المسلمين‪ ،‬وأهمها كيفية اختيار الخليفة القادم‪،‬‬ ‫فشكل مجلس شورى جماعي من ستة من كبار‬ ‫الصحابة وهم ‪ :‬عثمان بن عفان وعلي بن أبي‬ ‫طال���ب وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد‬ ‫هللا والزبير بن العوام وس���عد ب���ن ابي وقاص‬ ‫رض���ي هللا عنه���م‪ ،‬وجعل أمر اختي���ار الخليفة‬ ‫بينهم ش���ورى‪ .‬ثم سلم رضي هللا عنه الروح و‬ ‫دفن عام ‪ 23‬للهجرة ‪.‬‬

‫ويفتح البالد‪ ،‬لقد تسلم الراية من أمير المؤمنين‬ ‫عم���ر ب���ن الخطاب رض���ي هللا عن���ه مرفوعة‬ ‫خفاق���ة منطلق���ة‪ ،‬وكان علي���ه المحافظة على‬ ‫انطالقها‪ ،‬مع مراعاة التوس���ع األفقي الجغرافي‬ ‫واﻻجتماعي في البالد ‪ .‬وهذا بدوره يس���توجب‬ ‫تحضير المزيد من الجي���وش وندب المزيد من‬ ‫القادة وعق���د المزيد من الراي���ات‪ ،‬واألهم من‬ ‫ذلك كله الجاهزية لمواجهة مش���كالت وطوارئ‬ ‫متصاعدة ومتنوعة جداً‪ ،‬والتنبه لنذر مؤامرات‬ ‫اجتمع الصحابة الس���تة وتداولوا أمرهم بينهم‪ ،‬تحاك ف���ي الخف���اء وصلت طالئ���ع آثارها إلى‬ ‫واستمرت مداوﻻتهم ثالثة أيام‪ ،‬واستشير خالل المدينة المنورة‪ ،‬وأودت بحياة الخليفة السابق ‪.‬‬ ‫ذلك ش���ريحة واسعة جداً من المسلمين‪ ،‬وأعلن‬

‫عل���ى والي مصر عمرو ب���ن العاص‪ ،‬الذي كان‬ ‫ش���ديداً في منع التهجم على الخليفة عثمان بن‬ ‫عفان‪ ،‬وتصاعدت احتجاج���ات المصريين حتى‬ ‫ترددت أصداؤها ف���ي المدينة المنورة‪ .‬واضطر‬ ‫الخليفة لعزل عمرو بن العاص وولى مكانه عبد‬ ‫هللا بن سعد بن أبي سرح‪ ،‬واستدعى عمرو إلى‬ ‫المدينة فحضرها وقلبه واجد على الخليفة لعزله‬ ‫بهذا الش���كل ‪ .‬واس���تمرت في مصر محاوﻻت‬ ‫تأليب الن���اس على الخليفة‪ ،‬م���ن خالل تأليبهم‬ ‫على الوالي الجديد المش���غول بفتح بالد البربر‬ ‫والمغرب وأفريقية واألندلس ‪.‬‬

‫أما في الشام فقد وقع الخالف بين الوالي معاوية‬ ‫بن أبي س���فيان والصحابي أب���ي ذر الغفاري‪،‬‬ ‫فاس���تقدم الخليفة أبا ذر إلى المدينة‪ ،‬ووجه إليه‬ ‫اللوم في خالفه مع معاوية‪ ،‬وطلب إليه أن يقيم‬ ‫شرقي المدينة المنورة في الربذة‪ ،‬فأقام فيها ‪.‬‬ ‫وفيم���ا كانت بع���ض النفوس ف���ي المدينة تجد‬ ‫بداخلها ش���يئا ً على أس���لوب الخليفة في إدارة‬ ‫األم���ور‪ ،‬كان���ت طائفة من أبن���اء الصحابة في‬ ‫مصر قد تجمعت لديها مجموعة من المآخذ على‬ ‫ق���رارات الخليفة وأحكام���ه‪ ،‬وكان مما وجدوه‬ ‫علي���ه أنه حمى الحمى وح���رق المصاحف وأتم‬ ‫صالة قصرها من قبله‪ ،‬وأولى األحداث الوﻻيات‬ ‫تاركا ً أكابر الصحابة‪ ،‬وأعطى بني أمية أكثر من‬ ‫غيرهم ومسائل أخرى ‪.‬‬ ‫وقد قدمت ه���ذه الطائفة إلى المدينة كمعتمرين‪،‬‬ ‫وكان عددهم ستمائة شخص‪ ،‬وكتب والي مصر‬ ‫عبدهللا بن سعد بن أبي سرح إلى الخليفة يخبره‬ ‫خبره���م‪ ،‬فندب الخليفة بع���ض الصحابة وعلى‬ ‫رأسهم علي بن أبي طالب رضي هللا عنه لردهم‬ ‫عن دخ���ول المدينة المن���ورة‪ ،‬فلقيهم علي بن‬ ‫أبي طالب في طريقه���م وخاطبهم وتبادل معهم‬ ‫الحجة ورد عليهم حججهم بما بدحضها‪ .‬ثم عاد‬ ‫إلى المدين���ة فالتقى الخليفة ونصحه بأن يخطب‬ ‫ف���ي الناس بما يهدئ روع القوم ويصلح بينهم‪،‬‬ ‫فأجابه ‪.‬‬ ‫ثم تدخل آخ���رون رافضين ن���زول الخليفة عند‬ ‫النصيحة وردوا عل���ى المصريين بغلظة وجفاء‬ ‫وتح���دي‪ ،‬فث���ارت النف���وس مج���دداً وحاصر‬ ‫المصريون بيت الخليفة‪ ،‬وحاول البعض‪ ،‬ومنهم‬ ‫الحس���ن والحسين رضي هللا عنهما‪ ،‬الدفاع عن‬ ‫الخليفة الذي رفض بدوره اقتتال المسلمين فيما‬ ‫بينهم‪ ،‬ولزم بيته يصلي ويقرأ القرآن‪ ،‬واستمرت‬ ‫الفتنة تعم���ل عملها‪ ،‬وفي الخف���اء كانت أيدي‬ ‫المتضررين من قيام دولة المس���لمين وتوسعها‬ ‫وقضائه���ا على خصومها تعم���ل ليل نهار حتى‬ ‫أثم���رت ثمرتها الخبيثة‪ ،‬فاخت���رق البعض بيت‬ ‫الخليف���ة عثمان بن عفان رضي هللا عنه وقاموا‬ ‫بقتله‪ ،‬وسالت دماؤه الزكية على المصحف الذي‬ ‫كان يقرؤه‪ ،‬وأطلت إلى العلن فتنة تركت آثارها‬ ‫المريرة عل���ى تاريخ المس���لمين ﻻحقاً‪ ،‬مكملة‬ ‫لفتنة قتل عمر بن الخطاب رضي هللا عنه‪ ،‬وكان‬ ‫مقت���ل عثمان بن عفان رض���ي هللا عنه عام‪35‬‬ ‫للهج���رة‪ ،‬بعد ان أمضى في الخالفة أحد عش���ر‬ ‫عاما ً وأحد عشر شهراً واثنين وعشرين يوما ً ‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثاني عشر ‪2013/09/01‬‬

‫آراء‬

‫‪10‬‬

‫عالقات األسد المشبوهة بإسرائيل ‪..‬‬ ‫وتمسك إسرائيل ببقاء األسد‪..‬‬ ‫بالنسبة للنظام‪ ،‬أكسبته الكثير من األمور‪ ،‬حيث‬ ‫استفاد النظام من الغارة في تشويه صورة الثوار‬ ‫السوريين واتهامهم بالعمالة إلسرائيل‪ ،‬وأعطت‬ ‫زخما ً أكبر لمناصري النظ���ام في إيران ولبنان‬ ‫وش���جعتهم على فكرة الذهاب للدفاع عن النظام‬ ‫ال���ذي يتعرض العت���داء إس���رائيلي‪ ،‬وصورت‬ ‫عملهم على أنه جهاد ضد عمالء الصهيونية‪.‬‬ ‫وظلت إس���رائيل خالل الفت���رة الماضية تضغط‬ ‫على الموق���ف األمريكي‪ ،‬وتح���ول دون تحرك‬ ‫دولي ينهي نظام األسد‪ ،‬وتصر على بقاء األسد‬ ‫ومنع الثورة من االنتصار‪ ،‬وحس���ب التسريبات‬ ‫كانت إس���رائيل تحاول حضور مؤتمر جنيف ‪2‬‬ ‫في حال عقده‪ ،‬حيث س���توافق الواليات المتحدة‬ ‫على حضور إيران مقابل موافقة روس���يا على‬ ‫حضور إسرائيل!‬ ‫حت���ى ال تنفض���ح أكذوبة المقاوم���ة والممانعة‬ ‫المدعاة‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬فاضل الحمصي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫منذ انق�ل�اب البعث ووصوله إلى الس���لطة عام‬ ‫‪ ،1963‬ب���دأ األس���د األب يش���ق طريقه نحو‬ ‫االستفراد بالسلطة وتصفية الخصوم واحداً تلو‬ ‫اآلخ���ر‪ ،‬دون أن يقف أحد ف���ي طريقه أو يجرؤ‬ ‫عل���ى الوقوف في وجهه ومعاداته‪ .‬كان األس���د‬ ‫مدعوما ً بق���وة ال يعرف أحد مصدرها تس���انده‬ ‫وتوجهه في كل حركاته وس���كناته‪ ،‬إلى أن باع‬ ‫الجوالن عام ‪ 1967‬وبدأت تظهر خيوط اللعبة‬ ‫لبع���ض السياس���يين‪ ،‬دون أن تظه���ر للعامة‪،‬‬ ‫وتتالت األحداث‪ ،‬ومنها ه���دوء جبهة الجوالن‬ ‫ومعارك لبنان‪ ،‬لتوضح أن المساند األكبر لألسد‬ ‫األب هو عدوه ظاهرياً‪ ،‬إسرائيل‪.‬‬ ‫ورث االب���ن الس���لطة عن أبيه‪ ،‬وق���دم صكوك‬ ‫الوالء والطاعة ألسياده الصهاينة‪ ،‬وكان كأبيه‬ ‫حارس حدودهم األمين‪ ،‬رغم شعارات المقاومة‬ ‫والممانعة التي أطلقها ليل نهار‪ ،‬فهو لم يس���مح‬ ‫ألحد بتخطي الحدود أو إط�ل�اق طلقة قد تزعج‬ ‫أسياده في تل أبيب‪.‬‬

‫بعد انطالق الثورة السورية بدأ ما يشبه التنسيق‬ ‫بين جيش األس���د وجيش االحتالل اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫فبدأ جيش األس���د بتخطي الح���دود والتوغل في‬ ‫المناطق المنزوعة الس�ل�اح دون أن يصدر أي‬ ‫رد فع���ل من جانب جيش االحتالل اإلس���رائيلي‬ ‫على غير العادة‪ ،‬والتغاضي عن هذه التحركات‬ ‫يؤكد وجود ضمانات مس���بقة مقدمة من األسد‬ ‫إلسرائيل‪.‬‬ ‫كما روى سكان في الجوالن أن «سيارات تابعة‬ ‫للنظام تعبر الحدود باتجاه إسرائيل‪ ،‬ثم تعود بعد‬ ‫س���اعات إلى نقطة تابعة لقوات حفظ السالم»‪،‬‬ ‫ويعتقد السكان أن األمر يشير إلى انعقاد لقاءات‬ ‫طويل���ة بين ضباط م���ن قوات األس���د وضباط‬ ‫الجيش اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫وسحب جيش األسد جنوده من جبهات الجوالن‬ ‫ليع���زز به���ا دفاعاته في درعا ودمش���ق! وفي‬ ‫العرف العس���كري تعتبر هذه فرص���ة تاريخية‬ ‫للعدو الغتنام الفرصة وضرب عدوه‪ ،‬لكن اتضح‬ ‫أنهم ليسوا أعداء أساساً!‬ ‫ولم تفكر إسرائيل في بناء جدار فاصل على طول‬ ‫حدودها مع الجوالن طول فترة استقرار حكم آل‬ ‫األس���د‪ ،‬ثم بدأت بتنفيذه على عجل عند اشتعال‬ ‫الثورة السورية واقتراب سقوط نظام المقاومة‬ ‫والممانعة!!‬ ‫كما كش���ف فراس طالس‪ ،‬ابن مصطفى طالس‬ ‫وزير الدفاع األسبق‪ ،‬أن هناك صفقات سياسية‬ ‫واقتصادية أُب ِرم���ت وراء الكواليس بين النظام‬ ‫الس���وري وإس���رائيل‪ ،‬ومنه���ا تصدي���ر النفط‬ ‫السوري مباشرة إلى إسرائيل!‬

‫جاءت الثورة الس���ورية لتكش���ف المس���تور‪،‬‬ ‫ولتبي���ن العالقة الوثيقة له���ذا النظام مع الكيان‬ ‫الصهيوني‪ ،‬فخرج علين���ا رامي مخلوف ليعلن‬ ‫على المأل‪ ،‬وبوقاحة ال مثيل لها‪ ،‬أن أمن سوريا‬ ‫م���ن أمن إس���رائيل‪ .‬لم يكن ال���كالم موجها ً إلى‬ ‫الشعب السوري بكل تأكيد‪ ،‬بل إلى قادة وشعوب‬ ‫العالم المنحازي���ن دائما ً إلى جانب الصهاينة‪ .‬ثم‬ ‫جاء خط���اب الجعفري الذي خاطب العالم مجدداً وجاءت الغارات اإلسرائيلية على دمشق لتقلب‬ ‫حين أخبره���م بقصة حرق الكنيس اليهودي في األوراق وتدعونا إلى التأمل أكثر في عالقة هذا‬ ‫دمشق‪ ،‬وحذفت س���انا هذا المقطع من الخطاب النظام مع إس���رائيل‪ ،‬فالغارات‪ ،‬على س���وءها‬

‫عملت اس���رائيل على دعم األسد دوليا ً ومنع أي‬ ‫تحرك دولي ضده‪ ،‬وساهمت في حمايته وتوفير‬ ‫غطاء دولي حتى ينتهي من حربه ضد الش���عب‬ ‫وينف���ذ مهمته بتدمير س���وريا على أكمل وجه‪،‬‬ ‫وحجم الدمار الذي وصلت إليه المدن الس���ورية‬ ‫يهدّأ قليالً من مخاوف إس���رائيل التي تخشى من‬ ‫أبناء سوريا الحرة‪.‬‬ ‫واآلن‪ ،‬وبع���د أن أنهى األس���د مهمت���ه‪ ،‬وافقت‬ ‫إسرائيل على عمل عس���كري أمريكي يستهدف‬ ‫س���وريا‪ ،‬حيث س���ينقل هذا التدخل سوريا من‬ ‫مرحلة إلى مرحلة أخرى تحاول إسرائيل ترتيبها‬ ‫على هواها وبم���ا ال يتعارض م���ع مخططاتها‬ ‫المستقبلية‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثاني عشر ‪2013/09/01‬‬

‫الصفحـة األدبـيـــة‬

‫‪11‬‬

‫حمص العدية ‪ ..‬عاصمة الثورة‬ ‫ســتـنـتـصـر‬ ‫جريدة الكتائب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ﺣﻤﺺ ﺍﻟﻌﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻋﺎﺻﻤﺔُ‬ ‫ﻮﺭﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴ‬ ‫ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﺧﺘﺎﺭﻙ ﺳﻴﻒُ ﻪﻠﻟﺍ‬ ‫ﻟﻢ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﺃﻧﺖ‪ ،‬ﺍآل‌ﻥ ﻋﺮﻓﺖُ َ‬ ‫ً‬ ‫ﻟﺠﻤﺎﻝ‬ ‫ﻟﻴﺲ‬ ‫‪،‬‬ ‫ﻹ‌ﻗﺎﻣﺘﻪ‬ ‫ﻣﻜﺎﻧﺎ‬ ‫ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ‬ ‫ﺑﻦ‬ ‫ﺧﺎﻟﺪ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ﻣﻴﻤﺎﺳﻚ ﻭﺑﺴﺎﺗﻴﻨﻚ ﻭ ﻭﻋﺮﻙ ﻭﻧﻬﺮك‬ ‫ﻭﺑﻼ‌ﺩ ﺍﻟﺸَّﺎﻡ ﻛﻠﻬﺎ‬ ‫ﻓﺴﻮﺭﻳﺔ‬ ‫ُ‬ ‫ﻭﺭﻭﺍﻓِ ِﺪﻩ ﻓﺤﺴﺐ‪ُ ،‬‬ ‫ﻭﺃﻧﻬﺎﺭ ‪ ..‬ﺇﻧﻬﺎ ﺇﺣﺪﻯ ِﺟﻨﺎﻥ ﻪﻠﻟﺍِ ﻓﻲ‬ ‫ﺑﺴﺎﺗﻴﻦ‬ ‫ٌ‬ ‫ﺃﺭﺿﻪ ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟﺒﻼ‌ﺩ ﺑﺄﻫﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻟﺬﺍ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺳﻴﻒُ ﻪﻠﻟﺍ‬ ‫ﻭﻟﻜﻦَّ‬ ‫َ‬ ‫ﺣﻤﺺ ﺍﻷ‌ﺑﺮﺍﺭ‪ ،‬ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ‬ ‫ﺃﻫﻞ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ﻠﻌﻴﺶ ﻣﻊ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ـﺮ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺧ‬ ‫ﺍﻷ‌ﺑﻄﺎﻝ‪.‬‬ ‫ﺠﺎﻫ‬ ‫ﺍﻟﻤ‬ ‫ﺎﺭ‪،‬‬ ‫ﺍﻷ‌ﺣﺒ‬ ‫ﻪﻠﻟﺍ‬ ‫ﻣﻊ‬ ‫ﺪﻳﻦَ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ﺻ ُ‬ ‫ﻗﺘﺎﻝ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻭﺑﺄﺳﻜﻢ‬ ‫ﺷﺠﺎﻋﺘﻜﻢ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺪﻗﻜﻢ‬ ‫ٌ‬ ‫ﺧﺎﻟﺪ ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ﺍﻟﺮﻭﻡ‪َ ،‬ﻭ ﺭﺃﻯ ﻭﻻ‌ﺀﻛﻢ ﻭﺑﺬﻟﻜﻢ ﺍﻟﻐﺎﻟﻲ‬ ‫ُّ‬ ‫ﺧﺎﻟﺪ‬ ‫ﻋﺎﺩ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﺧﻴﺺ ﻓﻲ‬ ‫ٌ‬ ‫ﻟﻤﺎ َ‬ ‫ِ‬ ‫ﺳﺒﻴﻞ ﻪﻠﻟﺍ ‪..‬ﻟﺬﺍ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ﻭﺍﻧﺘﺼﺎﺭﻩ‬ ‫ﻪ‬ ‫ﻓﺘﻮﺣﺎﺗ‬ ‫ﺑﻌﺪ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ‬ ‫ﺇﻟﻰ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﻛﺒﺮ إﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧِﻪ‪َ ،‬ﻫﻨـﺄﻩُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ﺳﻴﺪﻧﺎ ُﻋ َﻤﺮ ﺑﻦ َ‬ ‫ﻬﺎﺩﻩ ﻭﻓﻮﺯﻩ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻋﻠﻰ ِﺟ ِ‬ ‫ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺸَّﺎﻡ ﻭﻭﻻ‌ﻳﺎﺗِﻪ‪،‬‬ ‫َﻭ َ‬ ‫ﻓﻮﺻﻒَ ﻟﻪ ﺳﻴﻒُ ﻪﻠﻟﺍ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﻭﻓﻀﻞ ﻪﻠﻟﺍ‬ ‫ﻓﻲ ﻧﺼﺮﻩ‪ ،‬ﻭﺷﺠﺎﻋﺔَ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸَﺎﻡ ﻭﺣﻤﺺ‬ ‫ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ﺍﻷ‌ﺑﻴﺔُ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻧﺪﺗِﻪ‪،‬‬ ‫ﻓﻲ ﺣﺮﺑِﻪ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ﻭﺣﺪ ِﻩ‪ ،‬ﻭﺻﺪﻗﻬﻢ ﻭ‬ ‫ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ‬ ‫ِ‬ ‫ﺳﺒﻴﻞ ﻪﻠﻟﺍِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﻭﺭﺳﻮﻟِﻪ ‪.‬‬ ‫ﻪﻠﻟ‬ ‫ﻭﻻ‌ﺀﻫﻢ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ﻓﻴﻚ‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ ُﻋ َﻤـﺮ‪،‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﺑﺎﺭﻙ ﻪﻠﻟﺍُ‬ ‫َ‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺑﺎﺭﻛﻬﺎ ﻪﻠﻟﺍُ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ‬ ‫ِ‬ ‫ﻭﺑﺄﻫﻞ ﺍﻟﺸَّﺎﻡ‪َ ،‬‬ ‫ﻛﻤﺎ‬ ‫ﺒﻚ‬ ‫ﺃﺣ‬ ‫ﻭﻪﻠﻟﺍ‬ ‫ﺇﻧﻲ‬ ‫ﻪﻠﻟﺍ‬ ‫ﺳﻴﻒ‬ ‫ﻳﺎ‬ ‫ﺍﻃﻠﺐ‬ ‫‪..‬‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ﺃﺣﺒَ َﻚ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﻪﻠﻟﺍ‪ ،‬فﻗﺎﻝ َﺧﺎﻟﺪ‪ :‬ﻗﺪ ﺃﺣﺒﺒﺖُ‬ ‫ُ‬ ‫ﺷﺠﺎﻋﺎ ً ﺃﺑﻴﺎً‪،‬‬ ‫ﺻﺎﺩﻗﺎ ً ﺑَﻄﻼ‌ً‪ُ ،‬‬ ‫ﻭﻪﻠﻟﺍ ﺷﻌﺒﺎ ً ﻃﻴﺒﺎ ً َ‬ ‫ﻭﺭﺳﻮﻟَﻪ‪َ ،‬ﻭﺃﻧﺎ ﻗﺪ ﺃﺣﺒﺒﺘَﻪ‪ ،‬ﺇﻧﻬﺎ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ﺃﺣﺐ ﻪﻠﻟﺍَ‬ ‫ُ‬ ‫ﻤﺺ ﺍﻟﻄّﻴﺒـﺔ‪َ ،‬ﻭﺃﻧﺎ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﻣﺪﻳﻨﺔ‬ ‫ِ َ‬ ‫ﺃﻛﻤﻞ‬ ‫ﻱ‬ ‫ﺃﻣﺮ‬ ‫ﺃﻥْ‬ ‫ﻗﺪ ﻋﺰﻣﺖُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ‬ ‫ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺑﻘﻴﺔَ َﺣﻴﺎﺗِﻲ ﻓﻲ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻷ‌ﺑِﻴّـﺔ ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ ﺑﺬﻟﻚ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ﻭﺃﺫﻥَ ﻟﻪُ‬ ‫ﻳﻤﻨﻊ‬ ‫ﻭﻫﻞ‬ ‫ُ‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ ﺳﻴﻒَ‬ ‫ُ‬ ‫ﻓﻀﻞ ﻪﻠﻟﺍ‬ ‫ﺑﻌﺪ‬ ‫ﻪﻠﻟﺍ ﻣﻦ ﻃﻠﺒِ ِﻪ َ‬ ‫ِ‬ ‫ﺧﺎﻟﺪ‬ ‫ﻭﻧﺼﺮﻩ ﻭﺑﻼ‌ﺀِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬

‫ﺃﻛﺜﺮ ِﻣﻦ‬ ‫ﻭﺟﻬﺎﺩﻩ ؟ خالد ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ‪ :‬شهدت َ‬ ‫ِ‬ ‫ﻣﻮﺿﻊ ﺷﺒﺮ‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﺴــﻤﻲ‬ ‫َ‬ ‫ﺎﺋﺔ َ‬ ‫ِﻣ ِ‬ ‫ﻣﻌﺮﻛﺔ‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ﺳﻴﻒ ﺃﻭ ﻃﻌﻨﺔ ﺭﻣﺢ ‪ ..‬ﻭﻫَﺎ‬ ‫ﻭﻓﻴﻪ ﺿﺮﺑﺔ‬ ‫ﺇﻻ‌‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ﺮﺍﺷﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻮﺕ ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ‪..‬‬ ‫ﻓ‬ ‫َﻠﻰ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺃﻣ‬ ‫ﺃﻧﺬﺍ‬ ‫ﻮﺕُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ﺎﻣﺖْ ﺃﻋﻴﻦُ ﺍﻟﺠﺒﻨﺎﺀ ‪.‬‬ ‫ﻓﻼ‌ ﻧَ َ‬ ‫ﺃﺭﺿﻪ‪،‬‬ ‫ﺳﻴﺪﻱ َﺧﺎﻟﺪ‪ ،‬ﺃﻧﺖَ ﺳﻴﻒُ ﻪﻠﻟﺍِ ﻓﻲ‬ ‫ﻳﺎ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ﻣﻨﻚ ﻭﻗﺘﻠِﻚ‪،‬‬ ‫ﻳﻘﺒﻞ ﻪﻠﻟﺍُ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻜﻦَ ﺍﻷ‌ﻋﺪﺍﺀُ َ‬ ‫ﻭﻟﻦ َ‬ ‫ُ‬ ‫ﺃﻭﻟﻰ ﺃﻣﻨﻴﺎﺗِﻚ‪َ ،‬ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺎﺩَﺓ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﻋﻠﻢ ﻪﻠﻟﺍُ ﺃﻥَّ ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ﺃﻳﺪ َﻙ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺗِﻚ‪ ،‬ﻭﺃﺑَﻰ ﻪﻠﻟﺍ ﺇﻻ‌ ﺃﻥْ ﺗﻤﻮﺕَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﺑﺈﺫﻧِ ِﻪ‪ ،‬ﺷَﺎﻣﺨﺎ ﺑﻄﻼ‌ً ﻋﺼﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷ‌ﻋﺪﺍﺀِ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﺠﺒﻨَﺎﺀ ‪.‬‬ ‫ﺎﻣﺖ ﺃﻋﻴﻦُ ُ‬ ‫ﻓﻼ‌ ﻧَ َ‬ ‫ﺑﻄﻞ ﺍﻷ‌ﺑﻄﺎﻝ‪ ،‬ﺳﻴﻒُ ﻪﻠﻟﺍ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻭﻋﺎﺵ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﺎﺳﻢ‬ ‫ﻠﻖ‬ ‫ﻓﻲ ﺣﻲ ﺃﻃ َ‬ ‫ِ‬ ‫ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ِ‬ ‫ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ‪ْ ،‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ َ‬ ‫َ‬ ‫ﻭﺃﻫﻠﻪ ﺑﻤﺜﻮﺍﻩُ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺤﻲ‬ ‫ﺷﺮﻑ‬ ‫ﻭ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﻳّﺔ‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ﻭﺳــ���ـﻤﻴﺖ ﺣﻤﺺ ﺑﻤــﺪﻳﻨﺔ ﺍﺑــﻦ‬ ‫ﺃﺭﺿــﻪ‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ‪ .‬ﻓﻜﺎﻥَ ﺳﻴﻒ ﻪﻠﻟﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺪَﻯ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨـﺔ ﻭﻣﺤﻞ‬ ‫ﺍﻷ‌ﻳﺎﻡ‬ ‫ُ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﻗﺪﻭﺓَ ِ‬ ‫ﻓﺨﺮﻫﺎ ﻭﺟﻬﺎﺩﻫﺎ‪ ،‬ﺍﺳﺘﻤﺪﺕ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ‬ ‫ﻭﺍﻹ‌ﺑﺎﺀ ﻭﻣﻘﺎﺭﻋﺔ ﺍﻷ‌ﻋﺪﺍﺀ ‪..‬‬ ‫ﺣﻲ َ‬ ‫ﺮﺑﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﻳّﺔ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ﺭﺃﺱ َ‬ ‫ﺍﻟﺤ ِ‬ ‫ﻭﻫﺎ ﻫُﻮ ُ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻟﺒﺖ ﻧﺪﺍﺀَ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺣﻤﻠﺖ‬ ‫ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ﺻﺒﺎﺡ ﻣﺴﺎﺀ‬ ‫ﺳـﻴﻒ ﻪﻠﻟﺍ‪ ،‬ﻭﺗﻈﺎﻫﺮﺕ‬ ‫ﻟﻮﺍﺀَ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ﺮﺩ َﺩﺓً‬ ‫ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺍﻷ‌ﺳﺪ ﻭﻋﺼﺎﺑﺘﻪ َّ‬ ‫ﺑﺎﻟﺮﺣﻴﻞ‪َ ،‬ﻭ ُﻣ ِ‬ ‫ﺍﺭﺣﻞ ﻳﺎ ﺑﺸّﺎﺭ ‪.‬‬ ‫ﻫﺎﺗﻔـﺔ ﻳﻠﻼ‌ َ‬ ‫ﺍﻟﻌﺪﻳـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﻳﺔ ﻷ‌ﺣﻴﺎﺀِ‬ ‫ﺃﻫﻞ‬ ‫ﺣﻤﺺ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ﻭﺍﻧﻀﻢ ُ‬ ‫ﺍﻟﻌﺪﻳﺔ‬ ‫( ﻭﻗﺪ ُ‬ ‫ـﻤﻴﺖ ِﺣﻤﺺ ﺑـ ﺣﻤﺺ َ‬ ‫ﺳ ِ‬ ‫ﻭﺑﻔﻀﻞ‬ ‫‪ ..‬ﻷ‌ﻧﻬﺎ ﻋﺼﻴﺔٌ ﻋﻠﻰ ﺍﻷ‌ﻋﺪﺍﺀ )‬ ‫ِ‬ ‫ﺷَﻬﺎﻣﺘﻬﺎ ﻭﻭﻻ‌ﺀِﻫﺎ ﻪﻠﻟ ﺣﻤﺎﻫﺎ ﻪﻠﻟﺍ‪ ،‬ﺷﻌﺐ‬ ‫ﻟﻘﺼﻒ ﺑﺸﺎﺭ‪ ،‬ﻭﻻ‌ ﻳﺸﻜﻮ‬ ‫ﺣﻤﺺ ﻻ‌ ﻳﺄﺑﻪُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ﺑﺸﺎﻋﺮ ِﺣﻤﺺ ﻭﺑﻼ‌ﺩ‬ ‫ﺃﻣﺮﻩُ ﺇﻻ‌ ﻪﻠﻟ‪ُ ،‬ﻣﺘﻤﺜِ ً ‌‬ ‫ﻼ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ‬ ‫ﺍﻟﺸَﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﻣﻴﻦ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﺁﻏﺎ ُ‬ ‫ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ‪:‬‬

‫َ‬ ‫ﺃﺟﺎﻭﺯ‬ ‫ﺣﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻓﻜﺪﺕُ ﺃﻥْ‬ ‫ُ‬ ‫ﻭﻓﻲ ِﻋﻠﺘﻲ َ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﺎﺿ ِﻞ ‪...‬‬ ‫ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻣﻦ ِﺫﻱ‬ ‫ﺣﺪ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﻓﻠﻠﻐﻴﺮ ﻻ‌ ُ‬ ‫ﺍﻟﺮﺩﻯ‬ ‫ﺳﺎﻣﻨِﻲ َّ‬ ‫ﺃﺷﻜﻮ ﻭﻟﻮ َ‬ ‫ِ‬ ‫ﻣﻔﺎﺻـﻠﻲ ‪..‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺎﻳَـﺎ‬ ‫ـﺎﻝ‬ ‫ﻓﺼ‬ ‫ﻞ‬ ‫َّ‬ ‫َﻭﻓَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ َ‬ ‫ﺼ َ‬ ‫ﻟﺬﺍ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ‬ ‫ﺯﺍﺭﻫَﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﻛﻞ ﻣﻦ َ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺔ ‪ ..‬ﺑﻞ ﺃﺣﺒَّﻬﺎ ُ‬ ‫ﺷﻌﺒﻬﺎ‪،‬‬ ‫ﻟﺪﻣﺎﺛﺔ‬ ‫ﻭﺍﻷ‌ﺟﻨﺒﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﻭﺻﺪﻕ‬ ‫ﻭﻇُﺮﻑ ﺃﻫﻠِ َﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻋَﺮﺍﻗﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ﻧﻮﺍﻳﺎﻫَﺎ ‪.‬‬ ‫ﺯﺍﺩ ﻭﻪﻠﻟﺍ ُﺣﺒﻨﺎ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﻧﺎ‬ ‫ﺣﻤﺺ ﺍﻟﻌﺪﻳﺔُ‪ ،‬ﻗﺪ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ﻮﺭﻳﺔ ‪ .‬وأنت���م‬ ‫ﺍﻟﺴ‬ ‫ﻮﺭﺓ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ﻟﻚ‪ ،‬ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺜ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ﻣﺠﺪ ﺑُﻄﻮﻻ‌ﺗِﻪ‬ ‫ﺃﻋﺪﺗُﻢ‬ ‫ﻳﺎ‬ ‫َ‬ ‫ﺃﺣﻔﺎﺩ ﺧﺎﻟـﺪ‪ ،‬ﻗﺪ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﻭﺟﺮﺃﺗﻜﻢ ﻓﻲ‬ ‫ﺑﺸﺠﺎﻋﺘﻜﻢ ﻭﺑﺴﺎﻟﺘﻜﻢ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ﺗﻈﺎﻫﺮﺍﺗﻜﻢ‪ ،‬وﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ‪ ،‬ﻭﻟﻢ ﺗﺄﺧﺬﻛﻢ‬ ‫ُ‬ ‫ﻓﻲ ﻪﻠﻟﺍِ ﻟﻮﻣﺔ ﻻ‌ﺋِﻢ ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺪﻳـﺔ‬ ‫ﻫﺎﻡ ﺍﻟﺸُّﻌﺮﺍﺀُ‬ ‫ﺑﺤﻤﺺ َ‬ ‫َ‬ ‫ﺍﻵ‌ﻥَ َﻋﺮﻓﻨَﺎ ﻟِ َﻢ َ‬ ‫ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺍﻟﻨَ ِﺪﻳّﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﻗﺼﺎﺋﺪ‬ ‫ﺃﺟﻤﻞ‬ ‫َﻭﻛﺘﺒُﻮﺍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ َ‬ ‫ﺩﻳﻚ ﺍﻟﺠﻦ‬ ‫ﺍﻟﺰ ِﻛﻴّﺔ‪ .‬ﻣﻦ‬ ‫ﻋﺮﻭﺱ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻮﺣﻲ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﻣﻴﻦ ُ‬ ‫ﻋﺮﻳﻀﺔ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻧﺴﻴﺐ‬ ‫ﻬﺠﺮﻱ‬ ‫ﺍﻟﻤ‬ ‫ﺇﻟﻰ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ﺎﻋﺮ ِ‬ ‫ﺍﻟﺸ ِ‬ ‫ﺫﺍﺏ ِﻋﺸﻘﺎ ً‬ ‫ﺣﻤﺺ ﻭﺃﺣﻴﺎﺀﻫﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ‪ ..‬ﺍﻟﺬﻱ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ‬ ‫ﺪﻳﻨﺘﻪ ﺣﻤﺺ ‪َ ..‬ﻭ ﻣﺎﺕَ ﺷﻮﻗﺎ ﻓِﻲ‬ ‫ﺑﻤ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ﺑﺬﺍﺕ‬ ‫ﺳﻤﻴﺖ‬ ‫ﻟﺤﺠﺎﺭﺗِﻬﺎ ‪ .‬ﺣﻤﺺ ﺍﻟﺘﻲ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َﺣﻨﻴﻨﺎ ِ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﺩ‪ ،‬ﺗﻤﻨﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻌﺎﺷﻖ‬ ‫ﺍﻟﺤﺠﺎﺭ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ﺣﺸﻮ‬ ‫ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺣﻤﺺ ﻣﻦ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﻟﻮ‬ ‫‪ ..‬ﺃﻥ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﺍﻟﻜﻔَﻦ‪.‬‬

‫أم الحجار السود ‪...‬‬ ‫ﺑﻮﻉ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ﺃﻋﺮﻓﺘﻬﺎ َ‬ ‫ﺍﻟﺮ َ‬ ‫ﺗﻠﻚ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ﺎﺩﻳـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺒ‬ ‫ﻟﺒﻨﺎﻥ‬ ‫ﻣﺎﺑﻴﻦ‬ ‫ٍ ﻭﺑﻴﻦَ َ ِ‬ ‫ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕُ ﻭﻗﺪ ﺑَ َﺮﺯﻥَ َﻋﻼ‌ﻧِﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻄـﺮﻭﺩ‬ ‫ﺤﺴﺮﺓ‬ ‫ﻧﺎﺩﻳﻦَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﻋﻨﻚ ﺑِ‬ ‫ﺪﻭﺩﻱ‬ ‫ﺑﻠﺪﻱ‬ ‫ﻳﺎ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ﻭﺃﺭﺽ ُﺟ ِ‬ ‫ﺣﻤﺺ ﻳﺎ ِ‬ ‫******************‬ ‫ﺜﻤﺖ ﺑِ َ‬ ‫ﺍﻷ‌ﻣﻢ‬ ‫ﻠﻬﺎ ﻋَﻠﻰ‬ ‫ﻜﻠﻜ َ‬ ‫ِ‬ ‫ﺩﺭﺏ َ‬ ‫َﺟ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ﺍﻟﺬ َﻣﻢ‬ ‫ﺭﻋﻲ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻬ‬ ‫ﺒﻌ‬ ‫ﻃ‬ ‫ﻦ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺎﺭﺓ‬ ‫ﺟﺒَّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﻧﻌـﻢ‬ ‫ﺍﻟﻬﺪﻯ‬ ‫ﺳ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ﺃﺣﺠﺎﺭﻫﺎ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ﺑﻠﺪ ُ‬ ‫ﻮﺩ َ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﺒـــﻮﺩ‬ ‫ﻮﺍﺩ ِﻙ‬ ‫ِ‬ ‫ﻪﻠﻟِ ﺩ َُّﺭ ﺳـ َ ِ‬ ‫ﻮﺩ‬ ‫ﺃﻡ‬ ‫ﻳﺎ‬ ‫ﺍﻟﺤﺠﺎﺭ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ﺍﻟﺴ ِ‬ ‫ﺣﻤﺺ ﻳﺎ َّ‬ ‫ِ‬ ‫*******************‬ ‫ﺳﻤﻌﺖُ ُﻣﻬﻴﻨﻤﺎ‬ ‫ﻋﺮﻙ َﻣﺎ َ‬ ‫ﺃﻧﺴﻴﻢ َﻭ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ﻤﻰ‬ ‫ﺍﻟﺤ‬ ‫ﺧﻠﻒ‬ ‫ﻣﻦ‬ ‫ﺩﻳﻚ‬ ‫ﺭﻭﺡ‬ ‫ﺃﻡ‬ ‫ﺍﻟﺠﻦِّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ﺣـﻦَّ ﻭﺭﻧَّﻤﺎ‬ ‫ْﺃﻡ‬ ‫ﻭﺩ‬ ‫ﻣﺘﻐﺰﻻ‌ً‬ ‫ٍ‬ ‫ﺑﻤﻌﺎﻃـﻒ ﻭﻗـ ُ ُﺪ ِ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﺩ‬ ‫ﺍﻟﺤﺠﺎﺭ‬ ‫ﺑﻴﻀﺎﺀَ ﻓﻲ ﻇ ِّﻞ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫************************‬ ‫ﻳﻬﻮﺍﻙ‬ ‫ﺣﻤﺺ ﺍﻟﻌﺪﻳﺔُ ُﻛﻠﻨﺎ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ﺛﺮﺍﻙ‬ ‫ﻳﺎ ﻛﻌﺒﺔ‬ ‫ﺍﻷ‌ﺑﻄﺎﻝ ﺇﻥَّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﺜﻮﺍﻙ‬ ‫ﻏﻤﺪ‬ ‫ٌ‬ ‫ﻟﺴﻴﻒ ﻪﻠﻟﺍِ ﻓﻲ َﻣ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﻭﺳﺠﻮﺩ‬ ‫ﺧﺸﻌﺔ‬ ‫ﻭﻟﻜﻢ ﻟﻨﺎ ِﻣﻦ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ﺗﻤﺠﻴﺪ‬ ‫ﻭﻣﻦ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ِ‬ ‫ﻫﻴﻜﻞ ﺍﻟﻨَﺠﻮﻯ ِ‬ ‫ِ‬ ‫**********************‬ ‫ﻳِﺎ َﺟﺎﺭﺓَ‬ ‫ﺆﺩ ُﺩ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴ ُ‬ ‫ﻟﺪﻳﻚ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ﺘﻌﺒﺪ‬ ‫ﻟﺒﻨﺎﻥُ ﺩﻭﻧ ِﻚ‬ ‫ٌ‬ ‫ﺳﺎﺟﺪ ُﻣ ُ‬ ‫ﻣﻮﺭﺩ‬ ‫ﺩﻣﻪ ﻟﻚ‬ ‫ُﻫ َﻮ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ﻋﺎﺷﻖ ﻣﻦ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ﻮﺩ‬ ‫ﺼﻔ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺘﻴﻢ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻟ‬ ‫َﺎ‬ ‫ﻭﺍﺭﺣﻤﺘ‬ ‫ِ‬ ‫ُِ ٍ َ‬ ‫ﻮﺩ‬ ‫ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻣﻦ ﻗﻠﺒِ ِﻪ ُ‬ ‫ﻳﺴﻘِﻲ َ‬ ‫ﻠﻤ ِ‬ ‫ﺍﻟﺠ ُ‬ ‫**********************‬ ‫ﺭﺩ ِﻩ‬ ‫ﻋﺎﺻﻴﻚ‬ ‫ُ‬ ‫ﻛﻮﺛﺮﻧﺎ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ِﻭ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ﻌﻢ ُ‬ ‫ﺷـﻬﺪ ِﻩ‬ ‫ﻣﻦ‬ ‫ﻭﻧﻜﻬﺔ‬ ‫ﻠﻮﺩ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟﺨ ِ‬ ‫ﻃ ُ‬ ‫ﺑﻌﺪ ِﻩ‬ ‫ﻫﻴﻬﺎﺕ ﻳﻮﻣﺎ ً ﻧﺮﺗﻮﻱ ﻓﻲ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﺒﻮﺩ‬ ‫ﻭﻛ‬ ‫ﺃﺿﻠـﻊ‬ ‫ﺮﻗﺔ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﻭﻧَﺒُ ُّﻞ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩ‬ ‫ﻠﺴ ِﻞ ﻣﺎﺋِ ِﻪ‬ ‫ﺑﺴ َ‬ ‫ﺇﻻ‌ َ‬ ‫ِ‬ ‫***********************‬ ‫ﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ‬ ‫ﺎﻝ ﺍﻟﺒُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ﻳﺎﺩﻫﺮ ﻗﺪ ﻃ َ‬ ‫ﻫﻞ ﻋﻮﺩﺓٌ ﺗُﺮﺟﻰ ﻭﻗﺪ ﻓﺎﺕ ﺍﻟﻈَّ َﻌﻦ‬ ‫ﻭﻟﻮﺣﺸﻮ ﺍﻟﻜﻔﻦ‬ ‫ﺣﻤﺺ‬ ‫ﺇﻟﻰ‬ ‫َ‬ ‫ﻋُﺪ ﺑِﻲ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺑﻌﺎﺛـﺮ ﻣﺮﺩﻭﺩ‬ ‫ﻭﺍﻫﺘِﻒ ﺃﺗﻴﺖُ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮد‬ ‫ﻳﺎ‬ ‫ﺠﺎﺭ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ﺃﻡ ِ‬ ‫ﺣﻤﺺ ﻳﺎ َّ‬ ‫ﺍﻟﺤ ِ‬


‫الكتائب العـدد الثاني عشر ‪2013/09/01‬‬

‫الورقـــة األخيــرة‬

‫‪12‬‬

‫السجين المحرر موفق جاموس‬ ‫«ابني ليس أغلى من أبناء هذا الوطن الذين‬ ‫ضحوا بأنفسهم»‬

‫ح���اول مع بعض السجناء أن ينظ���م حدثا ً داخل‬ ‫خاص | جريدة الكتائب‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ السجن ليوصل رسالة للثوار‪ ،‬ويعبر المسجونين‬ ‫السجي���ن المحرر موفق ياسي���ن جاموس‪ ،‬ولد م���ن خاللها عن تضامنهم م���ع الثوار ودعمهم‬ ‫في دوم���ا‪ ،‬بل���دة الشيفونية‪ ،‬ويعت���ز بانتماءه للثورة‪.‬‬ ‫لسوريا‪ ،‬كما يرفض تحدي���د انتماءه إلى مدينة‬ ‫أو قرية معينة‪ ،‬ويعتبر أن سوريا كلها بلده‪ ،‬من كان موفق جريئا ً ويتكلم بصراحة منتقداً النظام‬ ‫وإجرامه‪ ،‬وق���ام المخبرون بكتابة التقارير فيه‪،‬‬ ‫القامشلي إلى درعا‪.‬‬ ‫فأن���زل إلى المنف���ردة مرات كثي���رة‪ ،‬وتعرض‬ ‫اعتقل سن���ة ‪ 1997‬بجرم قتل شخص لم يعرفه للتعذيب في عدد من األفرع األمنية‪.‬‬ ‫في حيات���ه أو يره أو يسمع ب���ه‪ ،‬ورتب النظام‬ ‫التهم���ة ض���ده وفب���رك شه���ود زور‪ ،‬وألبسه ث���م قام���وا بنقله من سج���ن ع���درا إلى سجن‬ ‫القضية‪ ،‬ث���م حكمت���ه المحكمة م���ع اثنين من الحسك���ة‪ ،‬ونق���ل مرة إل���ى أخ���رى إلى سجن‬ ‫أصدقاءه بالسجن المؤبد‪ ،‬وقضيى ‪ 16‬سنة في القامشل���ي‪ ،‬حيث كانت المعامل���ة أسوء مما قد‬ ‫يتخيله المرء‪ .‬فالض���رب والتعذيب هما أسلوب‬ ‫السجن ظلما ً وعدواناً‪.‬‬ ‫التعامل المعتمد‪ ،‬والطع���ام من أسوء ما يكون‪،‬‬ ‫كان ف���ي سجن عدرا عند بداي���ة الثورة‪ ،‬وكان فم���رة يقدمون للمساجين برغ���ل غير مطبوخ‪،‬‬ ‫يشاهد األخبار من التلفزيون في داخل السجن‪ ،‬ومرة أخرى خبزاً يابساً‪ ،‬وذلك مع منع الزيارات‬ ‫يسمع عم���ا يجري وما يتعرض ل���ه الثوار في وعدم السماح ألهال���ي المساجين بإرسال المال‬ ‫سوري���ا‪ ،‬وعن الفظائع التي يرتكبها النظام‪ ،‬من ليتدبر السجناء أمورهم‪.‬‬ ‫قتل لألطفال واغتصاب للنساء وتعذيب للشباب‬ ‫حت���ى الموت‪ ،‬وك���ان يشاهد األخب���ار في قناة اتفق موفق مع مجموعة من المعتقلين في سجن‬ ‫الدنيا‪ ،‬وأخبره أصدق���اءه أنه بمجرد قلب الخبر القامشلي عل���ى الهروب من السج���ن‪ ،‬وقاموا‬ ‫الذي يشاهده على شاشة الدنيا ينتج لديه الخبر بالتنسيق مع أناس من خارج السجن‪ .‬كانوا ‪14‬‬ ‫سجيناً‪ ،‬قاموا بقطع خطوط الهواتف والكهرباء‬ ‫الصحيح‪.‬‬ ‫عن السج���ن بالكام���ل‪ ،‬ثم ألق���وا القبض على‬ ‫زارت قن���اة الدني���ا السجن عدة م���رات وطلبوا عناصر حرس المهج���ع وربطوهم ووضوعهم‬ ‫إج���راء مقابلة مع���ه‪ ،‬ولكنه رف���ض‪ ،‬وتعرض في إحدى الغرف‪ ،‬ثم انتقلوا إلى الباب الرئيسي‬ ‫نتيجة ذلك للحبس المنف���رد‪ ،‬ويقول كان فريق وألق���وا القبض على الح���رس دون ضربهم أو‬ ‫القناة يعطي ورقة مكتوب فيها األسئلة واألجوبة إيذائهم‪ ،‬ربطوهم ووضعوهم في إحدى الغرف‪،‬‬ ‫ث���م هربوا م���ن السج���ن باتجاه إح���دى القرى‬ ‫ليحفظها السجين ويقولها بحذافيرها‪.‬‬

‫سي���راً على األق���دام‪ ،‬والحقته���م مجموعة من‬ ‫األمن وأطلقوا الن���ار عليهم‪ ،‬ولكن هللا كتب لهم‬ ‫السالمة‪ ،‬ونجا موف���ق من الموت بأعجوبة بعد‬ ‫تعرضه لإلصابة‪ .‬فبينما كان مرميا ً على الطريق‬ ‫وجده أح���د األشخاص عن طريق الصدفة‪ ،‬وقام‬ ‫بإسعافه بسيارته وقدم له العالج الالزم‪.‬‬

‫وشعر بفخر كبير بخبر استشهاده‪ ،‬رغم ما خلفه‬ ‫فراقه م���ن حزن في نفسه‪ ،‬ويق���ول أنه مستعد‬ ‫للتضحية بنفسه وأوالده ف���داءاً للوطن‪ ،‬ويقول‬ ‫«ابن���ي ليس أغلى من أبناء ه���ذا الوطن الذين‬ ‫ضحوا بأنفسهم ليعي���ش هذا الوطن بكرامة بعد‬ ‫أن هدرت كرامة أبناء الوطن على يد النظام مدة‬ ‫أربعين عاماً» ‪.‬‬

‫بقي حوالي ‪ 23‬يوم عند أحد األخوة األكراد‪ ،‬ثم‬ ‫طل���ب منه أن يؤمن له االنتقال إلى أحد المناطق يتمنى موفق أن يتكاتف أبناء هذا الوطن إلسقاط‬ ‫النظام‪ ،‬ويقول لمن لم يلتحق بركب الثورة بعد‪:‬‬ ‫المحررة الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر‪.‬‬ ‫« هذا النظام إلى زوال ال محالة‪ ،‬فقف مع إخوتك‬ ‫يقول موفق أن األخوة األكراد الذين تعامل معهم وساهم بإسقاط النظام قبل أن تسقط مع النظام‪».‬‬ ‫أثبتوا له أن الشعب الس���وري واحد‪ ،‬ولم يخب‬ ‫أمل���ه بهم على اإلطالق‪ ،‬فق���د كانوا نعم األخوة‬ ‫واألصدقاء‪ ،‬وقام بتقديم ال�ل�ازم كما لو أنه ابن‬ ‫من أبناءهم أو أخ من إخوتهم‪.‬‬ ‫علم موفق بعد خروجه م���ن السجن أن ابنه قد‬ ‫استشهد أثناء إحدى المعارك ضد قوات النظام‪،‬‬

‫كريكـاتيــر العــدد‬

‫فريق التحرير‬ ‫فاضل الحمصي‬ ‫د‪ .‬مصعب سليمان الجمل‬ ‫أصالن أصالن‬ ‫أ‪.‬مصطفى القاسم‬ ‫عبدو عزام‬

‫إعداد وإخراج‬ ‫عبد الرحيـــم (أبو ع ّمار)‬

‫للمتابعة والتواصل‬

‫‪alktaeb-newspaper@hotmail.com | www.facebook.com/alkataebjareda‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.