جريدة الكتائب | العدد الثالث عشر

Page 1

‫العدد الثالث عشر | عدد الصفحات ‪ 12‬صفحة‬ ‫السعر‪ 15 :‬ليرة سورية‬

‫جريدة مستقلة تسلط الضوء على الواقع الميداني وأهم التطورات على التراب السوري‬

‫‪www.facebook.com/alkataebjareda‬‬

‫الكتائب | العـدد الثالث عشر | األحد ‪2013/09/15‬‬

‫االفتتاحية‬ ‫شهيد قيد االنتظار‬ ‫تنطبق صف���ة المدفون الحي على بضعة‬ ‫مئ���ات األلوف م���ن الش���باب والرجال‬ ‫والنس���اء واألطفال الس���وريين‪ ،‬يتوزع‬ ‫هؤﻻء بين معتقل من الحواجز العسكرية‪،‬‬ ‫أو من الدوريات الثابتة والطيارة األمنية‪،‬‬ ‫وبين مختطف من الميليشيات التشبيحية‪،‬‬ ‫وبي���ن مودع في الس���جون المعروفة أو‬ ‫المبهم���ة الخفية‪ ،‬أو مختف قس���ريا ً في‬ ‫مراكز اعتقال وتعذيب أنشأتها جماعات‬ ‫سرية‪.‬‬ ‫ومعظ���م المعتقلي���ن والمخطوفي���ن‬ ‫والمختفين ﻻ ذنب لهم إﻻ أن أحدهم يحمل‬ ‫هوية ش���خصية تدل على مكان ولد فيه‪،‬‬ ‫أو عاش أو سجل على قيوده‪ ،‬وتصادف‬ ‫أن ه���ذا المكان ﻻ يصادف هوى طيبا ً في‬ ‫نفس من وقف على الحاجز يقرأ الهوية‪.‬‬ ‫أو أن اس���مه أو لقبه يوافق اسم أو لقب‬ ‫ش���خص مطلوب عجز النظ���ام وزبانيته‬ ‫عن الوصول إليه‪ ،‬فاعتقلوا كل من يمت‬ ‫إليه أو يش���ابهه اس���ماً‪ .‬واعتقل بعضهم‬ ‫لمج���رد رفع أرقام إل���ى القيادات األعلى‬ ‫ترضي س���اديتها وتطمئنها نفس���يا ً إلى‬ ‫فعالية أجهزتها وجهوزيتها‪.‬‬ ‫وعندما تضي���ق الس���جون والمعتقالت‬ ‫يلجأ الس���جانون إل���ى التصفيات لمن لم‬ ‫يس���قطوا خالل رحلة التعذيب الطويلة‪،‬‬ ‫الت���ي تبدأ لحظة اﻻعتقال وﻻتنتهي بحال‬ ‫‪ .‬ه���ؤﻻء المدفونون أحي���اء يالقون من‬ ‫األذى الجسدي والنفسي ما ﻻ يخطر ببال‬ ‫وﻻيحتمل بحال‪ ،‬وأعدادهم تفوق الخيال‪،‬‬ ‫والعالم عنهم في انشغال ‪.‬‬ ‫أيها الس���وريون الثائ���رون‪ ،‬أيها العالم‬ ‫المتحض���ر‪ ،‬س���جاننا عديم إنس���انية‪ ،‬و‬ ‫صمتكم على أفعاله اشتراك فى جرائمه‪،‬‬ ‫فالس���اكت عن نصرة المظلوم شريك في‬ ‫ظلمه ‪.‬‬

‫النظـام والـدولـــة‬

‫ضـرورة المحـافظـة علـى الـدولـة بعـد سـقوط النظـام‬

‫صفحـة‬

‫ملفـات ثــورية‬

‫سوريا ‪...‬‬ ‫بين المطرقة والسندان‬ ‫الجزء السابع‬

‫بيـن حمـص‬ ‫و(هاليومين)‬

‫قصة عشق ال تنتهي ‪..‬‬

‫ظروف الحرب وتأثيرها‬ ‫على سلوك المقاتلين‬ ‫«أعينـوا ثـوارنـا‬ ‫بالنصيحــة»‬

‫هيئة التحرير‬

‫صفحـة‬

‫‪2‬‬

‫صفحـة‬

‫‪6‬‬

‫‪3‬‬

‫صفحـة ‪10‬‬


‫الكتائب العـدد الثالث عشر ‪2013/09/15‬‬

‫ملفـات ثـوريـــة‬

‫‪02‬‬

‫ســورية ‪ ...‬بيـن المطرقـة والسنــدان (‪)7‬‬ ‫إعداد الدكتور‪ :‬مصعب سليمان الجمل‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫وم���ع الذكرى الثالثين لمج���زرة حماه الكبرى‪،‬‬ ‫أعلن االبن بش���كل عملي أن أباه ليس بأش���طر‬ ‫منه في القتل والتدميروالتنكيل‪ ،‬ال س���يما وأن‬ ‫الجمع���ة التي صادفت هذه الذكرى كان عنوانها‬ ‫(عذراً حماه س���امحينا) ‪ .‬إن هذا العنوان يحمل‬ ‫دالالت كبي���رة إذا ما دقنا فيه‪ ،‬فالش���عب الثائر‪،‬‬ ‫وبعد مرور هذه الم���دة الزمنية الطويلة‪ ،‬أدرك‬ ‫أنه تأخر عن إعالن الثورة الش���عبية الشاملة‪،‬‬ ‫الت���ي كان يفت���رض أن تبدأ منذ ذل���ك الزمن‪،‬‬ ‫بمواجهة الس���فاح األول حافظ األسد وزبانيته‪،‬‬ ‫ولكن سياسة القمع والتنكيل واإلبعاد وعدم توفر‬ ‫وسائل اإلعالم وحالة اإلنغالق الداخلي أمام دول‬ ‫العالم وش���عوب األرض كان له���ا الدور الكبير‬ ‫في اقتصار الث���ورة في ذلك الوقت على مناطق‬ ‫مح���ددة وعدم انتش���ارها‪ ،‬ومع ذلك انتش���رت‬ ‫األصداء عبر الس���نوات التالية‪ ،‬وها هو الشعب‬ ‫السوري يس���تفيق وينطق معلنا ً ثورته‪ ،‬ومعلنا ً‬ ‫أن التغاضي عن الظلم والرضوخ لالس���تعباد ال‬ ‫يمكن أن يستمر إال إلى حين‪.‬‬ ‫جاء عنوان جمعة (عذراً حماه سامحينا) إعالنا ً‬ ‫أن وقت القص���اص والثورة قد ح���ان‪ ،‬وأن ال‬ ‫من���اص من االقتص���اص ألرواح ش���هداء تلك‬ ‫المج���زرة الرهيب���ة‪ ،‬وأن االنتفاضة التي بدأت‬ ‫ستس���تمر حتى يتحرر الشعب‪ ،‬وأن الشعب بدأ‬ ‫يدرك بش���كل كامل حقيقة أن الولد سر أبيه وأن‬ ‫الثعلب ال ينجب إال ثعلباً‪ ،‬وأن الوحش المفترس‬ ‫ال ينجب إال وحش���ا ً مفترس���اً‪ ،‬يرضع���ه الحقد‬ ‫والكراهية‪ ،‬وأن اإلجرام ال يلد إال اإلجرام‪ ،‬وأن‬ ‫االبن يفوق أباه بممارسة القتل والتنكيل ويحمل‬ ‫أحق���اد أجيال وأجيال م���ن الحاقدين على األمة‬ ‫وعلى الشعب‪.‬‬

‫ردة فعل بشار األسد على الذكرى الثالثين‬ ‫لمجزرة حماه‬

‫في الثالث من ش���هر ش���باط عام ‪ ،2012‬وبعد‬ ‫مرور جمعة (عذراً حماه س���امحينا) بدأ بش���ار‬ ‫األس���د بارتكاب مج���زرة الخالدية ف���ي مدينة‬ ‫حم���ص‪ ،‬الت���ي حاصره���ا وأطلق حم���م آلته‬ ‫العس���كرية عليها‪ ،‬موقعا ً المئات من الش���هداء‬ ‫والجرحى‪ ،‬حي���ث كان القصف مركزاً على هذا‬ ‫الحي‪ ،‬الذي يحوي ضريح الصحابي الجليل خالد‬ ‫بن الوليد‪ ،‬قاهر الفرس ومزلزل عرش كسرى‬ ‫ومسقطه تحت نعال خيول المسلمين الفاتحين‪،‬‬ ‫وامتد القصف ليش���مل بقي���ة األحياء الحمصية‬ ‫الثائرة كباب هود وباب السباع والبياضة‪.‬‬ ‫ض هذا غرور بش���ار األسد‪ ،‬الذي يطمح‬ ‫ولم ير ِ‬ ‫للتف���وق على أبي���ه في اإلجرام‪ ،‬ف���كان إعالن‬ ‫الحملة العسكرية الشرسة على حي بابا عمرو‪،‬‬ ‫ه���ذا الحي الذي يمثل الحاضنة الش���عبية األهم‬ ‫حينها للجيش الحر والمقاومة للنظام‪ ،‬ال س���يما‬ ‫وأن ه���ذا الحي كان ق���د حوصر أربع مرات في‬ ‫السابق‪.‬‬

‫الحصار الخامس لحي بابا عمرو‬ ‫والجريمة الكبرى‬

‫في الخامس من شهر ش���باط ‪ ،2012‬انطلقت‬ ‫آلة الحرب األسدية‪ ،‬معززة بكافة أنواع األسلحة‬

‫الثقيل���ة لتحاصر حي بابا عم���رو وتبدأ بقصفه‬ ‫قصفا ً ال مثيل له ‪.‬‬ ‫لقد بدأ الحصار وب���دأت أرتال الدبابات تحاصر‬ ‫بابا عمرو وترس���ل الحمم وكافة وسائل الموت‬ ‫والدمار إلى هذا الحي اآلمن‪ ،‬الذي ال ذنب له إال‬ ‫أنه انتفض مطالبا ً بالحري���ة والكرامة والعدالة‬ ‫اإلنس���انية‪ ،‬ولكن هيه���ات أن يحص���ل عليها‬ ‫بالوسائل السلمية‪ ،‬فبدأ النظام باستخدام السالح‬ ‫الثقيل والطيران الحربي الذي كان من المفترض‬ ‫أن يوجه نحو أعداء الش���عب والوطن واألمة‪،‬‬ ‫لكن لألس���ف تم توجيهه باتجاه صدور الشعب‬ ‫األع���زل‪ ،‬ومع ذلك كانت البطولة التي س���جلها‬ ‫التاري���خ‪ ،‬وكان صمود الجيش الح���ر المدافع‬ ‫عن منازل المدنيين مذهالً‪ ،‬فجيش النظام وجه‬ ‫راجمات الصواريخ ومدافع الهاون نحو منازل‬ ‫المدنيين‪ ،‬ولم توف���ر القذائف رجالً أو امرأة أو‬ ‫طفالً‪ ،‬حي���ث بدأ القصف منذ س���اعات الصباح‬ ‫األولى واس���تمر حت���ى منتصف اللي���ل‪ ،‬موقعا ً‬ ‫المئات من الش���هداء‪ ،‬وج���اوزت هذه المجزرة‬ ‫بفظاعتها مجزرة الخالدية‪.‬‬ ‫واس���تمر النظ���ام بالقص���ف وب���دأ بمحاوالت‬ ‫االقتحام‪ ،‬الذي فش���ل أمام بسالة مقاتلي الجيش‬ ‫الحر‪ ،‬واس���تؤنف القصف في اليوم التالي وما‬ ‫تاله من أي���ام ‪،‬كان فيها الموت ينتش���ر ويعلن‬ ‫حقبة جدي���دة في المواجهة م���ع جيش نظامي‬ ‫يقص���ف بمختلف أنواع األس���لحة على األحياء‬ ‫الس���كنية التي تعيش فيها األس���ر اآلمنة‪ ،‬وقد‬ ‫تجاوز النظام حدوده وبدأ يظهر للعالم وحشيته‬ ‫من خالل قتل الس���كان ذبحا ً بالس���كاكين‪ ،‬غير‬ ‫آبه لنداءات الضمير اإلنس���اني‪ ،‬كما أنه قصف‬ ‫المشافي الميدانية في بابا عمرو‪ ،‬محاوالً دخول‬ ‫الح���ي دون جدوى‪ ،‬وهذا ما زاد من اس���تكالبه‬ ‫أكثر فأكثر قاصداً دمار البشر والحجر والشجر‪،‬‬ ‫وقاص���داً أن يرهب ش���عب س���وريا‪ ،‬ليس في‬ ‫حمص فقط‪ ،‬بل على امتداد الوطن‪ ،‬حيث كانت‬ ‫المظاهرات تنطلق رافعة شعار الحرية وإسقاط‬ ‫النظام مطلبا ً لكل الشعب ‪.‬‬

‫وقف العالم مذهوالً أمام هذه الحملة‬ ‫العسكرية النكراء‪ ،‬والتي فاجأت كل‬ ‫مراقبي السياسة الدولية ومحدثيها‪،‬‬ ‫وفاج���أت المحللي���ن السياس���يين‬ ‫والعس���كريين‪ ،‬والت���ي ترافقت مع‬ ‫حصار خانق‪ ،‬حيث ال وجود للطعام‬ ‫والم���واد اإلغاثية الطبية والغذائية‪،‬‬ ‫كما تم قطع كاف���ة أنواع االتصاالت‬ ‫والم���اء والكهرب���اء‪ ،‬مع انتش���ار‬ ‫عصابات األمن والش���بيحة على جميع مخارج‬ ‫الحي‪ ،‬واعتقال وقتل األس���ر التي لم ينجو منها‬ ‫إال القلي���ل‪ ،‬والذين تمكنوا م���ن الهرب باتجاه‬ ‫الحدود اللبنانية‪.‬‬ ‫كانت المدن الثائرة في سوريا تخرج بمظاهراتها‬ ‫لتعلن أنها مع حي بابا عمرو‪ ،‬وأن الثورة قائمة‬ ‫في كل أرجاء سوريا‪ ،‬وكانت مواجهات الجيش‬ ‫الحر مع النظام في تلك المناطق مس���تمرة دون‬ ‫توق���ف‪ ،‬وكان النظ���ام يرك���ز كل التركيز على‬ ‫حم���ص‪ ،‬وحي بابا عم���رو بالتحدي���د‪ ،‬وكانت‬ ‫المعارك في هذا الحي على أش���دها‪ ،‬وقد تردى‬ ‫الوضع اإلنس���اني ووصل إلى درجة صعبة جداً‬ ‫والعالم الخارجي يتفرج دون أن يتخذ أي موقف‬ ‫لوقف العدوان‪.‬‬ ‫كان هنال���ك صحفيون أجان���ب يغطون المعارك‬ ‫والمواجهات الدائرة واالعتداءات الس���افرة من‬ ‫قبل جيش النظام وآلته العسكرية الثقيلة المدمرة‬ ‫التي تقصف األحياء السكنية‪ .‬وقد حاولت بعض‬ ‫المنظمات الدولية‪ ،‬وعلى رأسها الهالل األحمر‬ ‫والصليب األحمر‪ ،‬أن يوصل المس���اعدات إلى‬ ‫حي بابا عم���رو‪ ،‬ولكن النظام كان يمنع وصول‬ ‫هذه المس���اعدات‪ ،‬وحتى األدوية تم منعها من‬ ‫الوصول رغ���م النقص الحاد لل���دواء والمواد‬ ‫الطبية‪ ،‬ألن الجريمة التي بدأت كانت ربما تأخذ‬ ‫الضوء األخض���ر من المجتم���ع الدولي‪ ،‬الذي‬ ‫تعامل مع الموضوع بس���لبية مطلقة‪ ،‬ولم يمنع‬ ‫وجود الصحفيين األجانب داخل الحي المحاصر‬

‫من فك الحصار ولو جزئيا ً رغم إصابة بعضهم‪،‬‬ ‫حيث تم قتل صحفية أمريكية ومصور فرنس���ي‬ ‫وجرح آخرين‪.‬‬ ‫إن المهزلة الش���ديدة ه���ي أن المجلس الوطني‬ ‫ال���ذي كان قد تش���كل قبل عدة أش���هر‪ ،‬والذي‬ ‫اعتبره الش���عب الس���وري ممثالً شرعيا ً له‪ ،‬لم‬ ‫يتخذ أي موقف سياسي جدي اتجاه الحدث‪ ،‬رغم‬ ‫التصريحات الخلبية الت���ي كان يصدرها بعض‬ ‫أعضائه من باب إم�ل�اء فراغ الفضائيات‪ ،‬التي‬ ‫تبحث عن متحدثين يتوافقون مع تصوير بعض‬ ‫المقاطع التي يتم نش���رها للعالم حول المأس���اة‬ ‫اإلنسانية في حي باباعمرو‪ .‬إن عدد القتلى قبل‬ ‫الحصار كان ضمن حدود الثالثين إلى األربعين‬ ‫شهيداً‪ ،‬أما بعد الحصار والقصف فقد وصل إلى‬ ‫المئات يومياً‪ ،‬وقد تم تدميرالكثير من المنشآت‬ ‫الحيوية والبنية التحتية‪ ،‬وتم إش���عال النار في‬ ‫أنابيب النفط الواصلة إلى مصفاة بانياس‪ ،‬وقتل‬ ‫العديد من رجال النظام وش���بيحته‪ ،‬ولكن كانت‬ ‫الضربات تزداد يوما ً بعد يوم‪ ،‬وبش���ار األس���د‬ ‫يظهر للعالم حقيقته بشفافية أعلن عنها في أول‬ ‫خطاب له أمام مجلس الشعب‪ ،‬حيث أن الشفافية‬ ‫ظهرت ب���كل مالمحها في أعمال القتل والتدمير‬ ‫والتنكيل والممارس���ات الوحشية‪ ،‬حيث اإلبادة‬ ‫الجماعية‪ ،‬وحيث الجرائم ضد اإلنسانية وجرائم‬ ‫الحرب‪.‬‬ ‫هنا تبلورت سياس���ة انطلقت إلى العالم بأبش���ع‬ ‫أش���كالها ليدافع عنها ممثله في األمم المتحدة‪،‬‬ ‫المدعو بشار الجعفري‪ ،‬ذلك السفير ذو األصول‬ ‫اإليرانية‪ ،‬الذي يستعير عباراته من كتب الفلسفة‬


‫الكتائب العـدد الثالث عشر ‪2013/09/15‬‬

‫آراء‬

‫‪03‬‬ ‫والطب وقصائد نزار قباني ليفسرها على هواه‬ ‫أمام تجاهل المجتمع البش���ري لحقيقة ما يجري‬ ‫بذريعة الفيتو الروسي الصيني‪ ،‬علما ً أن الدول‬ ‫العظمى ما كانت في يوم من األيام تتقيد بقواعد‬ ‫الفيت���و إذا كانت لها مصلحة ف���ي ذلك أو كانت‬ ‫تنوي شيئا ً تريد فعله‪.‬‬ ‫إن أي���ام القصف التي اس���تمرت كانت تزيد من‬ ‫طاقاته���ا‪ ،‬حيث وص���ل المع���دل اليومي ألربع‬ ‫قذائف في الدقيقة الواحدة‪ ،‬كانت تنهال جميعها‬ ‫ف���وق المدنيي���ن دون تمييز‪ ،‬وم���ا كان لمقتل‬ ‫المصور الفرنسي والصحفية األمريكية وجرح‬ ‫اآلخرين س���وى صدى الصوت ف���ي بئر فارغ‪،‬‬ ‫وما كان للحالة اإلنسانية بنظر منظمات الدفاع‬ ‫عن حقوق اإلنس���ان ومنظمات الصليب األحمر‬ ‫س���وى ردة الفعل على نقاش طبطبائي ال يغني‬ ‫عن جوع‪ ،‬فالس�ل�ال الغذائي���ة منعها النظام من‬ ‫الدخ���ول إلى الحي المنك���وب‪ ،‬وإغاثات الدواء‬ ‫بقيت بعي���داً عن حمص ال تجد له���ا طريقا ً إلى‬

‫المش���افي الميدانية‪ ،‬وكل ذلك مرهون بخطاب‬ ‫دول���ي حاد بقي طي الكتمان‪ ،‬وعندما س���يحين‬ ‫الوق���ت فإن ما ه���و موقوف ال يج���د طريقا ً إال‬ ‫إلى أحياء الزهرة و الحضارة وش���ارع العشاق‬ ‫وعكرمة وبقية األحياء المؤي���دة التي تمارس‬ ‫التش���بيح في صفوف النظام وهي ناكبة وليست‬ ‫منكوبة‪.‬‬ ‫ط���ال أمد هذا الحصار‪ ،‬ونف���ذت ذخيرة الجيش‬ ‫الحر‪ ،‬أو كادت عل���ى تنفذ‪ ،‬وها هم اإلعالميّون‬ ‫األجان���ب‪ ،‬وبع���د مفاوضات دولي���ة من أجلهم‬ ‫فق���ط‪ ،‬يغادرون حم���ص إلى لبنان ف���ي الثالث‬ ‫والعشرين من ش���باط‪ ،‬والنازحون من األطفال‬ ‫والنس���اء يعبرون إلى الحدود اللبانية‪ ،‬وها هي‬ ‫آلة اإلجرام تستعمل الس���كاكين في القتل لتزيد‬ ‫من إره���اب األهالي‪ ،‬من خالل ارتكاب المجازر‬ ‫الجماعية وحاالت االغتصاب وهتك األعراض‪،‬‬ ‫وكل ذلك ضمن برنامح بش���ار األسد ليثبت أنه‬ ‫ال يبالي ب���كل ما يدور في المناطق الس���اخنة‪،‬‬

‫وأن���ه إما أن يبقى أو أن ال يبقى أحد‪ ،‬وهو الذي‬ ‫أعلن في هذه الفترة إجراء تعديالت دس���تورية‬ ‫ليصدر دس���توراً جديداً للب�ل�اد‪ ،‬يدعي أنه من‬ ‫أجل اإلص�ل�اح‪ ،‬وهو في حقيقته تكريس لحكمه‬ ‫الجائ���ر‪ ،‬وإضفاء صفة الش���رعية على نظامه‬ ‫الالشرعي‪ ،‬في ظل هذه الظروف وبعد أن فرغت‬ ‫اللجنة الدستورية التي شكلها من بعض أساتذة‬ ‫القان���ون المصفقين له‪ ،‬والذي���ن منحهم بعثات‬ ‫للحصول على ش���هادات مدفوع���ة الثمن‪ ،‬جاء‬ ‫االستفتاء الدستوري‪ ،‬وعرض الدستور الجديد‬ ‫على الش���عب ليقول كلمته‪ ،‬وال مجال لالستفتاء‬ ‫في ظل الحصار والقص���ف بالدبابات وراجمات‬ ‫الصواريخ والمدفعية الثقيلة‪ ،‬التي اس���تخدمها‬ ‫لضرب األحياء الس���كنية‪ ،‬إضافة إلى الطائرات‬ ‫التي تلق���ي بصواريخه���ا وبالبراميل المتفجرة‬ ‫على األبنية الس���كنية‪ ،‬وبالتالي فإن المسرحية‬ ‫الدستورية إلضفاء الشرعية اكتملت في السابع‬ ‫والعش���رين من ش���باط ضمن األحياء الموالية‬ ‫للنظ���ام‪ ،‬والتي تعم���ل تحت مظلت���ه وتمارس‬

‫التش���بيح من خالل لجانها الش���عبية المنتشرة‬ ‫في بعض المناطق‪ ،‬وحصل بش���ار األس���د على‬ ‫دستور ‪ ،2012‬وفي هذه الظروف كان الجيش‬ ‫الحر في باباعمرو يقاوم عصابات النظام وآلته‬ ‫العسكرية‪ ،‬و بش���دة متناهية‪ ،‬ولكن حرصا ً من‬ ‫هؤالء األحرار على خاضنتهم الش���عبية‪ ،‬وأمام‬ ‫واق���ع نف���اذ ذخيرته���م وانعدام وج���ود المواد‬ ‫الغذائية والدواء‪ ،‬الذي يحتاجه السكان القابعين‬ ‫تحت الدم���ار‪ ،‬أعلنوا انس���حابهم التكتيكي من‬ ‫باباعمرو‪ ،‬ليستمر كفاحهم المسلح وحربهم ضد‬ ‫الطاغية‪ ،‬فكان االنسحاب نحو الريف الحمصي‬ ‫وأخذ مواقع استراتيجية تكون منطلقا ً لعملياتهم‬ ‫في مس���يرة تحرير البالد والعباد‪ ،‬وكان ذلك في‬ ‫األول من شهر آذار ‪... 2012‬‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬

‫النظـام والـدولـــة‬

‫ضـرورة المحـافظـة علـى الـدولـة بعـد سـقوط النظـام‬ ‫واآلن وبعد أن وصلت الثورة إلى هذه المرحلة ال‬ ‫بد أن يكون لدى الجيش الحر والمواطنين وعي‬ ‫أكبر بأن هذه المؤسس���ات والمراكز الحكومية‬ ‫هي ملك للشعب‪ ،‬ويجب المحافظة عليها وعدم‬ ‫تخريبها‪ ،‬ألنها وجدت لخدمة المواطنين وليست‬ ‫ملكا ً للنظام ‪.‬‬ ‫أكبر مث���ال على ذلك ما حصل في ليبيا‪ ،‬فالنظام‬ ‫الليبي الس���ابق عم���ل كنظام األس���د على ربط‬ ‫الدولة بالنظام‪ ،‬لكن وع���ي الثوار الليبيين حال‬ ‫دون سقوط الدولة وحافظ على منشآتها‪ ،‬وذهب‬ ‫النظام الليبي وزال بش���كل كام���ل‪ ،‬لكن الدولة‬ ‫ومنش���آتها بقيت‪ ،‬وقام الش���عب بإع���ادة بناء‬ ‫مؤسساته بطريقة صحيحة‪.‬‬

‫بقلـم‪ :‬رضـا المحمد‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫بدأت الثورة الس���ورية س���لمية تماماً‪ ،‬وحاول‬ ‫النظام جاهداً لحرف مسار الثورة وتحويلها إلى‬ ‫ثورة مس���لحة‪ ،‬وقد نجح في ذلك‪ ،‬حيث اضطر‬ ‫شرفاء الجيش لالنشقاق عن النظام بعد رفضهم‬ ‫أوامر إط�ل�اق النار عل���ى المتظاهرين العزل‪،‬‬ ‫واضطر البعض المدنيين لحمل الس�ل�اح دفاعا ً‬ ‫عن النفس‪ ،‬وفي النهاية كان للنظام ما أراده‪.‬‬ ‫اس���تغل النظام ما بث���ه من أف���كار‪ ،‬على مدى‬ ‫‪ 40‬عاما ً من حكمه‪ ،‬م���ن ارتباط بين مفهومي‬ ‫الدولة والنظام‪ ،‬فمعظم السوريين يربطون بين‬ ‫االثنين وال يكادون يميزون بينهما‪ .‬وال يفمهون‬ ‫معنى الدولة ككيان مؤسس���ي قائم على الشعب‬

‫واألرض والعقيدة المجتمعية المستقرة‪ ،‬بغض‬ ‫النظر عن النظام السياسي الحاكم‪.‬‬

‫واالنتقال إلى الفوضى العارمة التي ال يستطيع‬ ‫أحد السيطرة عليها ‪.‬‬

‫واستغل النظام ذلك األمر لصالحه عند قيام بعض‬ ‫المش���اركين بالثورة بتكس���ير وتخريب بعض‬ ‫المنش���آت العامة حيث اعتبروها مل���كا ً للنظام‬ ‫وليست للش���عب‪ ،‬تكرر هذا األمر مرات قليلة‪،‬‬ ‫لكنه كان خطأ ً فادحا ً اس���تثمره النظام ليش���وه‬ ‫صورة الثورة والثوار‪ ،‬ولي���روج نظريته التي‬ ‫خرج بها بأن هذه ليست ثورة‪ ،‬وأن المتظاهرين‬ ‫هم عبارة عن مجموعة من المخربين‪ ،‬خرجوا‬ ‫ليبث���وا الفوضى‪ ،‬ولكي يدم���روا البنية التحتية‬ ‫للدولة‪ .‬اس���تفاد النظام من هذا األمر من خالل‬ ‫وقوف م���ن كانوا على الحياد إل���ى جانبه‪ ،‬فقد‬ ‫خيّل إليهم أن سقوط النظام يعني سقوط الدولة‬

‫ادع���ى النظام عل���ى مدى ‪ 40‬عام���ا ً أن هدفه‬ ‫حماية الناس من الفتن���ة والدمار وليس العمل‬ ‫م���ن أجل توفي���ر حياة أفضل له���م ‪ .‬وزرع في‬ ‫عقول الناس أن زوال النظام‪ ،‬أو حتى المطالبة‬ ‫ببعض التغيرات‪ ،‬نتيجته الحرب األهلية وانقسام‬ ‫الدولة‪ ،‬وربم���ا زوال الناس أنفس���هم‪ ،‬ونجح‬ ‫في هذا األمر‪ ،‬ونجد ذل���ك واضحا ً من خالل ما‬ ‫حصل م���ن تصرفات من قبل بعض العاملين في‬ ‫المؤسس���ات الحكومية‪ ،‬فقد حولهم النظام إلى‬ ‫شبيحة ليساعدوا النظام‪ ،‬إما في حملهم للسالح‬ ‫لقمع المظاهرات‪ ،‬أو تحويلهم إلى مخبرين‪ ،‬أو‬ ‫حتى مساعدته في الحشد لمسيرات التأييد ‪.‬‬

‫عندما نرى انتقال الس���لطة الس���لس في الدول‬ ‫المتقدمة وكيفية تس���ليم الحك���م بدون أي تأثير‬ ‫عل���ى الدولة‪ ،‬حيث ي���ؤدي تغيي���ر الحاكم إلى‬ ‫خلق أفكار جديدة تطور الدولة وتخدم الش���عب‪،‬‬ ‫نتمنى أن نصل إلى مس���توى تلك الدول وفهمها‬ ‫الصحيح لتداول السلطة دون التأثير على الدولة‬ ‫ومنشآتها‪.‬‬ ‫إن التفري���ق بي���ن الدولة والس���لطة أمر مهم‪،‬‬ ‫ويجب أن يك���ون الثوار على قدر المس���ؤولية‬ ‫في التعامل مع أمالك الدولة‪ ،‬وعدم الربط بينها‬ ‫وبين النظ���ام في هذه المرحل���ة‪ ،‬ومن ثم فمن‬ ‫الض���روري أن نصل إلى مفهوم دولة لها هوية‬ ‫وحقيقة موضوعية‪ ،‬بغ���ض النظر عن الحاكم‪،‬‬ ‫فنحن نريد أن تحك���م الدولة النظام بثوابتها‪ ،‬ال‬ ‫أن يتحكم النظام بالدولة ‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثالث عشر ‪2013/09/15‬‬

‫المشهد الميداني‬

‫‪04‬‬

‫كتيبـة دبـابـات بيـد الحـر فـي درعـا‬ ‫وقصف واشتباكات في عموم أنحاء سوريا‬

‫جريدة الكتائب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫اس���تمرت المعارك بين ق���وات النظام والجيش‬ ‫الحر في مختلف أنحاء سوريا‪ ،‬واتسمت المعارك‬ ‫بالمراوحة في المكان دون تحقيق تقدم كبير من‬ ‫قبل الجيش الحر أو قوات النظام‪.‬‬ ‫دمش���ـــق‪ :‬ف���ي العاصم���ة دمش���ق‪ ،‬اندلعت‬ ‫اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام‬ ‫في ح���ي القابون‪ ،‬كما تم ّك���ن الجيش الحر من‬ ‫تدمي���ر دبابة على أطراف حي جوبر بالقرب من‬ ‫دوار المناشر‪ ،‬وتدوراش���تباكات مستمرة على‬ ‫أطراف الحي ‪ .‬أما في حي برزة فقد اس���تهدف‬ ‫الجيش الح���ر بقذائف اله���اون تجمعات قوات‬ ‫النظام في منطقة ع���ش الورور المجاورة لحي‬ ‫برزة وسط اشتباكات متفرقة على أطراف الحي‪،‬‬ ‫كما نفذ طيران النظام غ���ارات جوية‪ ،‬مما أدى‬ ‫لسقوط عدد من الشهداء والمصابين مع وقوع‬ ‫أض���رار مادية كبيرة‪ .‬وتع���رض مخيم اليرموك‬ ‫لقص���ف صاروخي عني���ف‪ ،‬أدى لدم���ار كبير‬ ‫باألبنية السكنية‪ ،‬ترافق مع اشتباكات عنيفة في‬ ‫المخيم‪ .‬وتعرض حيا الـقـدم والعس���الي لقصف‬ ‫بقذائف الفوزديكا وصواريخ أرض_أرض ‪.‬‬ ‫ريف دمشـق‪ :‬وفي ريف دمشق تصدى الجيش‬ ‫الح���ر لمحاولة قوات النظام اقتحام بلدة المليحة‬ ‫من جهة حاجز مجمع تاميكو‪ ،‬وأوقع العديد من‬ ‫اإلصابات في صفوف قوات النظام‪ ،‬كما استهدف‬ ‫الجيش الحر في عين ترما بقذائف الهاون قوات‬ ‫النظام المتمركزة عل���ى حاجز الكباس‪ ،‬ودارت‬ ‫اشتباكات عنيفة على أطراف البلدة‪.‬‬ ‫أما في مدينة داريا التي تعاني من حصار خانق‬ ‫فقد دارت اشتباكات على الجبهة الغربية للمدينة‬ ‫وعدة جبهات أخرى دون أن تنجح قوات النظام‬ ‫بتحقيق أي تقدم على أي���ة جبهة من الجبهات‪.‬‬ ‫وف���ي مدينة معضمية الش���ام جرت اش���تباكات‬ ‫عنيفة على الجبهة الشمالية للمدينة على طريق‬ ‫أتوس���تراد األربعين‪ ،‬ونج���ح الجيش الحر بصد‬ ‫ق���وات النظام ومنعها من التقدم‪ .‬كما اس���تهدف‬

‫الجيش الحر بمدفع هاون تجمعات قوات النظام‬ ‫على طريق المتحلق الجنوبي‪ ،‬ودارت اشتباكات‬ ‫عل���ى طري���ق المتحلق من جهة مدين���ة زملكا‪.‬‬ ‫وفي الغوطة الش���رقية‪ ،‬دارت اشتباكات عنيفة‬ ‫في بلدات الدير س���لمان والقاسمية وعلى عدة‬ ‫محاور أخرى بمنطقة المرج بالغوطة الشرقية‪،‬‬ ‫وشن الطيران الحربي التابع للنظام عدة غارات‬ ‫جوية استهدفت المنطقة‪.‬‬ ‫وتعرض���ت مدينة دوما لقص���ف عنيف بقذائف‬ ‫المدفعي���ة الثقيل���ة وس���قط عدد م���ن الجرحى‬ ‫والش���هداء‪ ،‬كما اس���تهدف الطي���ران الحربي‬ ‫المدينة‪ ،‬وأدت الغارات لوقوع عدد من الشهداء‬ ‫والجرحى وخلّف دماراً كبيراً في األبينة السكنية‪.‬‬ ‫وتعرضت مدن مسرابا والزبداني ويبرود لقصف‬ ‫مدفعي عنيف‪.‬‬ ‫حلــ���ب‪ :‬وفي حلب اس���تهدف الجي���ش الحر‬ ‫تجمعات ق���وات النظ���ام في بل���دات الدويرينة‬ ‫وجبرين بريف حلب الشرقي بالصواريخ محلية‬ ‫الصنع‪ ،‬كم���ا دارت اش���تباكات عنيفة في قرية‬ ‫الدويرينة‪ ،‬واس���تهدف الجي���ش الحر تجمعات‬ ‫قوات النظام في بلدتي نبل والزهراء بريف حلب‬ ‫الش���مالي بقذائف اله���اون والصواريخ محلية‬ ‫الصنع وصواريخ الغراد وس���ط اش���تباكات في‬ ‫محيط البلدتين‪ ،‬كما قص���ف الجيش الحر مطار‬ ‫النيرب العسكري المحاصر منذ شهور‪.‬‬ ‫واس���تهدف الجيش الحر بالمدافع والصواريخ‬ ‫محلية الصنع تجمعات ق���وات النظام في أحياء‬ ‫األشرفية والخالدية والمشارقة و بستان الزهرة‬ ‫وأحياء حلب القديمة‪ ،‬كما دارت اش���تباكات في‬ ‫أحياء األشرفية والشيخ سعيد وباب أنطاكية‪.‬‬ ‫الالذقيــ���ة‪ :‬وفي ريف الالذقي���ة قصفت قوات‬ ‫النظام قرية س���اقية الكرت والغنيمية وكنس���با‬ ‫براجم���ات الصواري���خ‪ ،‬كما س���قطت عش���رة‬ ‫صواريخ غراد على مصيف س���لمى ‪ .‬واندلعت‬ ‫حرائق كبيرة في مناطق مختلفة من جبل األكراد‪،‬‬ ‫و ذلك بسبب القصف العنيف الذي تتعرض له ‪.‬‬

‫إدلــب‪ :‬وفي ريف ادلب دارت اشتباكات عنيفة‬ ‫ف���ي جبل األربعي���ن التابع ألريح���ا بين الجيش‬ ‫الحر وقوات النظام التي تحاول الس���يطرة على‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫حمــاه‪ :‬وفي حماه استهدف الجيش الحر قوات‬ ‫النظام المتمركزة على حاجز أبو ش���فيق بريف‬ ‫حماة الش���مالي بقذائف الهاون‪ ،‬كما اس���تهدف‬ ‫تجمع���ات قوات النظام في بلدة الس���قيلبية بعدة‬ ‫صواري���خ غ���راد‪ ،‬كما تم ّكن الجي���ش الحر من‬ ‫تفجير أحد تجمعات قوات النظام في قرية المفكر‬ ‫بالقرب من قرية بري في ريف حماه الش���رقي‬ ‫وسط اشتباكات مستمرة على عدة محاور أخرى‬ ‫بالريف الشرقي‪.‬‬

‫السيطرة الكاملة على كتيبة الدبابات الواقعة في‬ ‫منطقة الشيخ سعد‪ ،‬والسيطرة على ما فيها من‬ ‫أسلحة وعتاد‪ ،‬حيث سيطرت كتائب الجيش الحر‬ ‫على ‪ 5‬دباب���ات ‪ ،T72‬و‪ 4‬دبابات ‪ ،T55‬و‪4‬‬ ‫عرب���ات ‪ ،BMB‬و‪ 2‬عربة دوش���كا‪ ،‬و‪4‬مدافع‬ ‫مض���ادة للطائرات عيار ‪ ،23‬و‪ 5‬رشاش���ات بـ‬ ‫عيارات مختلفة‪ .‬تزامنت السيطرة على الكتيبة‪،‬‬ ‫مع إعالن المجلس العس���كري عن تشكيل غرفة‬ ‫عمليات في المنطقة الغربية من محافظة درعا‪،‬‬ ‫تضم تشكيالت الجيش الحر‪.‬‬ ‫واس���تهدف الجيش الحر تجمعات قوات النظام‬ ‫بالحي الشرقي بمدينة بصرى الشام‪ ،‬كما تمكن‬ ‫من تدمير عربة ب���ي إم بي في بلدة أم المياذن‪،‬‬ ‫ودارت اش���تباكات عنيفة على الجهة الش���رقية‬ ‫من مدين���ة انخل المتاخمة لل���واء ‪ ،15‬ودارت‬ ‫اشتباكات عنيفة قرب جمرك درعا القديم بدرعا‬ ‫البلد‪.‬‬ ‫وتمكن الجيش الحر من اغتنام دبابة باالشتباكات‬ ‫في قرية الزعرورة وسط اشتباكات مستمرة في‬ ‫القرية وعلى عدة محاور أخرى بريف القنيطرة‬ ‫الجنوبي‪.‬‬

‫حمـص‪ :‬أما في حمص فقد تجددت االشتباكات‬ ‫العنيفة في محيط أحياء حمص المحاصرة على‬ ‫ع���دة محاور بين الجيش الح���ر وقوات النظام‪،‬‬ ‫دون أن تنجح قوات النظام بتحقيق أي تقدم على‬ ‫أي من الجبهات‪ .‬وتعرض ريف حمص الشمالي‬ ‫لقصف عنيف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة‪،‬‬ ‫كما نفذ الطيران الحربي عدة غارات اس���تهدفت‬ ‫مدن تلبيس���ة والرس���تن وأدت لوضوع أضرار الرقـــة‪ :‬وفي الرقة دارت اشتباكات عنيفة بين‬ ‫الجيش الحر وقوات النظام المتمركزة في الفرقة‬ ‫كبيرة‪.‬‬ ‫‪ 17‬شمال مدينة الرقة‪.‬‬ ‫درعــ���ا‪ :‬وف���ي درعا أعلن الجي���ش الحر عن‬ ‫تحري���ر المخفر الحدودي رق���م ‪ 64‬الواقع على‬ ‫الحدود الس���ورية األردنية‪ ،‬بع���د إلقاء القبض‬ ‫على الشبيحة المتواجدين فيه‪ .‬جاء هذا بعد بدء‬ ‫النظام بس���حب قس���م من عناصره المتواجدين‬ ‫في المخاف���ر إلى الحواج���ز المتاخمة للعاصمة‬ ‫دمش���ق خوفا ً من هجوم يشنه الجيش الحر مع‬ ‫الضربة الدولي���ة التي كان���ت محتملة لمراكزه‬ ‫العس���كرية‪ .‬وكان الجيش الحر ق���د نفذ عملية‬ ‫على حاجز المؤسس���ة في س���احة بصرى عبر‬ ‫التس���لل إلى قرب الحاجز وتفجير عبوة ناسفة‬ ‫فيه‪ ،‬ما تس���بب بأضرار كبي���رة وتدمير أجزاء‬ ‫من الحاجز‪ .‬وأعلن المجلس العس���كري بدرعا‬

‫دير ال���زور‪ :‬وفي دي���ر الزور ش���ن الطيران‬ ‫الحربي عدة غارات جوية على المدينة‪ ،‬وتجدد‬ ‫القص���ف العنيف باألس���لحة الثقيل���ة وراجمات‬ ‫الصواريخ على على أحياء الحميدية والش���يخ‬ ‫ياس���ين والعرف���ي والعم���ال والمط���ار القديم‬ ‫وخسارات والكنامات والصناعة في دير الزور‪،‬‬ ‫وأدى القص���ف لدمار كبير في األبينة الس���كنية‬ ‫إضاف���ة الحتراق عدد من المن���ازل‪ .‬تزامن ذلك‬ ‫مع اش���تباكات بين الجيش الح���ر وقوات النظام‬ ‫في أحي���اء الرصافة والصناعة وعدة أحياء من‬ ‫المدينة‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثالث عشر ‪2013/09/15‬‬

‫الصفحة اإلخبـارية‬

‫‪05‬‬

‫المعارضة السورية تختار رئيس ًا للحكومة الموقتة‬ ‫اختار االئتالف الوطني للمعارضة الس���ورية احمد طعمة‪ ،‬رئيسا ً يتمكن من تاليف حكومة موقتة تكلف ادارة المناطق السورية التي‬ ‫للحكومة الموقتة‪ ،‬وفق ما افاد االئتالف‪ .‬وبذلك‪ ،‬يخلف طعمة الذي يس���يطر عليها مقاتلو المعارضة المناهضة لنظام الرئيس بش���ار‬ ‫ايده ‪ 75‬من اعضاء االئتالف الـ‪ 97‬خالل اجتماع في اس���طنبول‪ ،‬االسد‪.‬‬ ‫غسان هيتو الذي كان استقال في تموز‪/‬يوليو الفائت‪ ،‬من دون ان‬

‫يطلبون الحرية وحوش ضاري���ة‪ ،‬وبأن النظام الديكتاتوري الطائفي‬ ‫يري���د حماية األقليات‪ ،‬محذراً مما قد يحص���ل من إجرام في معلوال‪،‬‬ ‫مش���يراً أن النظام يرتكب المجازر بأيدي شبيحته‪ ،‬وأن الجيش الحر‬ ‫يوجه عناصر إلى ضرورة التركيز على حماية ” األقليات”‪.‬‬

‫حذر ناش���طون من خطر انهيار سد الفرات بسبب‬ ‫المعارك الدائرة حوله واس���تخدام األسلحة الثقيلة‬ ‫من مدفعية وطي���ران وراجمات صواريخ‪ ،‬وتحول‬ ‫المنطق���ة إلى مس���رح عمليات عس���كرية‪ ،‬دون‬ ‫االلتفات إلى مخاطر وقوع كارثة‪ .‬ونقل ناش���طون‬ ‫معلوم���ات عن تعرض جس���م الس���دين (الفرات‬ ‫والبعث) إلى تشققات وخلخلة في أكثر من موضع‬ ‫و(هما سدان ترابيان ردميان مع حمايات وتكسيات‬ ‫خرس���انية مدعّم���ة وهدار خرس���اني ضخم ينظم‬ ‫خروج الماء)‪ ،‬ما ينذر بكارثة كبرى مباش���رة في‬ ‫حال انهيار أحدهما‪ ،‬مع نتائج كارثية الحقة ستطال‬ ‫حياة البشر واألجيال على كل األرض السورية‪.‬‬ ‫يعتبر س���د الفرات الذي ت���م االنتهاء من بنائه قبل‬ ‫‪ 40‬عاما ً (‪ )1973‬من أكبر الس���دود في س���وريا‬ ‫(يتبع له إداريا سد تشرين وسد البعث تم اشادتهما‬ ‫على نهر الف���رات في وقت الحق) ويقع في مدينة‬ ‫الطبقة بمحافظ���ة الرقة‪ ،‬ويلع���ب دوراً مهما ً في‬ ‫تأمين الكهرب���اء لمحافظة الرق���ة وحلب وريفها‬ ‫والحس���كة‪ ،‬ويعتبر مصدراً رئيس���يا ً لمياه الشرب‬ ‫والري‪ ،‬يحج���ز خلفه بحيرة من أكب���ر البحيرات‬ ‫الس���ورية االصطناعية وأطلق عليها النظام اس���م‬ ‫(بحيرة األس���د) حيث أن كمية المي���اه المحتجزة‬ ‫خلف السد تقارب ‪ 14‬مليار متر مكعب‪ .‬وفي حال‬ ‫انهيار السد فإن المعلومات تشير إلى أنه سيؤدي‬ ‫إل���ى غرق مدينة الرقة بارتفاع ماء يبلغ ‪ 16‬متراً‬ ‫وغرق مدينة ديرالزور والبوكمال بارتفاع أكثر من‬ ‫أربعة أمتار‪ ،‬ما يهدد حياة نحو ‪ 3‬مليون نس���مة‪،‬‬ ‫ويدمر كل مقومات الحياة في المنطقة الشرقية‪.‬‬ ‫وبحس���ب موظف من داخل السد فإن أي جهة من‬ ‫جهات المعارضة لم تتواص���ل معهم لتقديم الدعم‬ ‫للس���د والعاملين في���ه وتلبية احتياجات الس���د أو‬ ‫مجرد الس���ؤال عن مجريات العمل‪ ،‬ولفت إلى أن‬ ‫بعض العنفات توقف عن العمل بس���بب عدم وجود‬ ‫قطع تبديل‪ ،‬وأن الس���د بمن في���ه متروك لمصير‬ ‫مجهول وأخطار ال يمك���ن التنبؤ بأبعادها الكارثية‬ ‫في حال وقعت‪.‬‬ ‫من جهت���ه “االئتالف الوطن���ي” المعارض حمل‬ ‫النظام السوري مسؤولية ما يجري للسد‪ ،‬واعتبر‬ ‫ف���ي بيان أنها “س���ابقة خطيرة م���ن نوعها‪ ،‬بعد‬ ‫أن قام الطي���ران الحربي بإلق���اء براميل متفجرة‬ ‫على مدعمات س���د الفرات وأساساته‪ ،‬مما يشكل‬ ‫تهديداً كبيراً لمصير ماليين الس���وريين في عموم‬ ‫سوريا‪ ،‬وعلى وجه الخصوص القاطنين منهم في‬ ‫المحافظات الشرقية‪.‬‬

‫تلك الهجمات محدودة النطاق لم تكن حاس���مة‪ ،‬إال أنها كانت بداية‬ ‫سلسلة معلومات استخباراتية توثق ما يقول مسؤولون أميركيون‬ ‫إنه تصعيد مستمر على مدار عام في استخدام األسلحة المحظورة‬ ‫من جانب نظام األسد‪ ،‬وهو نطاق أكبر للحوادث مما كان يعتقد في‬ ‫الس���ابق‪ .‬ولم تفصح إدارة أوباما عن تلك الهجمات بش���كل علني‬ ‫على مدار أش���هر‪ ،‬وأعلنت في نيسان‪ /‬أبريل أنها تعتقد أن سوريا‬ ‫استعانت بأسلحة كيميائية في الهجمات التي تشنها‪.‬‬

‫ارتفاعات صاروخية في أسعار‬ ‫المواد الغذائية بدمشق‬

‫االتفاق األميركي – الروسي‪ ..‬بين قبول النظام السوري‪ ..‬واللجوء إلى الفصل السابع‬ ‫اتفق���ت الواليات المتحدة األميركية وروس���يا عل���ى خطة لحل أزمة‬ ‫السالح الكيماوي السوري‪ ،‬من وجهة نظر الدولتين‪ ،‬فبعد مناقشات‬ ‫اس���تمرت ثالثة أيام بي���ن وزيري الخارجي���ة األميركي جون كيري‬ ‫ونظيره الروس���ي س���يرغي الفروف في جنيف‪ ،‬توصل الطرفان إلى‬ ‫إق���رار خطة إلزالة األس���لحة الكيماوية الس���ورية‪ .‬وتقتضي الخطة‬ ‫بإمهال دمشق أس���بوعا ً لتقديم قائمة بأسلحتها الكيماوية‪ .‬وفي حال‬

‫عدم التزام دمش���ق بالخطة‪ ،‬اتفق الطرف���ان على صدور قرار دولي‬ ‫تحت الفصل السابع‪ ،‬الذي يجيز اللجوء إلى القوة‪ .‬وبين ردود الفعل‬ ‫المرحبة باالتفاق والرافضة له‪ ،‬برز موقف الرئيس األميركي باراك‬ ‫ّ‬ ‫أوباما األس���بوعي‪ ،‬الذي تم بثّه اليوم الس���بت‪ ،‬وأكد فيه أن الخيار‬ ‫العس���كري ال يزال مطروحا ً في س���ورية‪ ،‬إذا فشل الحل الدبلوماسي‬ ‫في ملف الكيماوي‪.‬‬

‫جنبالط‪ :‬ال حل لألزمة السورية إال بتسوية تفضي الى إخراج االسد وأعوانه من الحكم‬ ‫اعتبر رئيس جبهة “النضال الوطني” النائب وليد جنبالط أن النظام والحلول الوسطية مع االس���تبداد أيضا ً مستحيلة‪ ،‬مشدداً على أن ال‬ ‫الس���وري يمارس االستبداد في حق ش���عبه ويعيث فيه قتالً وإجراما ً حل لألزمة الس���ورية إال بتسوية دولية إقليمية تفضي إلخراج رأس‬ ‫بش���كل غير مس���بوق‪ ،‬مؤكداً أن التسوية مع االس���تبداد مستحيلة‪ ،‬النظام السوري وأعوانه من الحكم ‪.‬‬

‫الجيش الحر يكلف قوات خاصة لتأمين المقدسات في معلوال من شبيحة النظام‬ ‫أصدر االئتالف الوطني ورئاسة هيئة األركان بيانا ً مشتركا ً أكدوا فيه‬ ‫أن النظام يس���عى إلى توجيه رسالة يائسة إلى العالم مستخدما ً دماء‬ ‫الس���وريين وسيلة‪ .‬وأضاف البيان أن النظام بفجور استثنائي يسعى‬ ‫إلى ترهيب الس���وريين والعالم عبر إعطاء انطباع بأن الثوار الذين‬

‫للمرة االلف مواقع النظام تزور تصريحات لفنانين ‪ :‬أحدثها لجمال سليمان‬ ‫كتب الفنان جمال س���ليمان على صفحته الشخصية في فيس بوك ردا‬ ‫اتهم فيه موقع “النشرة” بالكذب‪ ،‬وفبركة تصريح لما يدل به أساسا‬ ‫لهذا الموقع‪ ،‬يتعلق بموقف الفنان س���ليمان م���ن الضربة المتوقعة‬ ‫لنظام دمشق‪ .‬وقال سليمان في منشور فيسبوكي‪ :‬تطوع أحد المواقع‬

‫ونشر تصريحا مزعوما عن لساني أش���رح فيه موقفي من الضربه‬ ‫األمريكية المتوقعة ضد سوريا‪ ،‬في الحقيقة هذا الموقع يكذب فأنا لم‬ ‫أج���ر أي حوار و لم أعط أي تصريح يتعلق بهذا الموضوع‪ ،‬ال له وال‬ ‫لغيره‪ .‬لذا وجب التوضيح‪.‬‬

‫غليون‪ :‬أميركا تحرص على أال تكون سورية محافظة إيرانية‬ ‫أكد رئيس المجلس الوطني السوري السابق برهان غليون أن هناك‬ ‫حالة من تقاطع المصالح في توجيه ضربة عسكرية لنظام بشار األسد‬ ‫وتحديداً بين مصالح أميركية وفرنس���ية ومصالح الشعب السوري‪.‬‬ ‫وأوض���ح غليون في مقابلة هاتفية مع وكالة األنباء األلمانية «د‪ .‬ب‪.‬‬ ‫أ» في القاهرة أن «مصالح الغرب واضحة وهي أن ال تصير سورية‬ ‫محافظ���ة ايرانية كما قال أحد المس���ؤولين االيرانيين من قبل‪ ..‬واذا‬ ‫صارت س���ورية محافظة ايرانية س���تهدد أمن الخليج مصدر الطاقة‬

‫الرئيسي للغرب والعالم”‪ .‬وتابع‪“ :‬كما أنهم يريدون إثبات حضورهم‬ ‫في المشهد وعدم السماح للروس ولديكتاتور صغير كبشار بتحديهم‪..‬‬ ‫وه���م أيضا ً حريصون عل���ى أن يحتفظوا بعالقات ودية مع الش���عب‬ ‫السوري في المس���تقبل وحتى ال يتعرضوا للنقد من قبل الرأي العام‬ ‫العالمي عندما يس���ألهم لماذا صمتّم أم���ام مجزرة حقيقية ولم تفعلوا‬ ‫شيئا”‪.‬‬

‫واشنطن رصدت ‪ 11‬هجوما كيميائيا لألسد طوال عام‬ ‫رصدت الواليات المتحدة سلس���ة هجمات كيميائية سبق أن شنها‬ ‫نظام األسد ضد مواطنيه العزل منذ تموز‪ /‬يوليو عام ‪ 2012‬وحتى‬ ‫هجوم الغوطة الشهر الماضي‪ .‬وأش���ارت في هذا اإلطار صحيفة‬ ‫لوس أنجلوس تايمز إلى قيام مس���ؤولين استخباراتيين أميركيين‬ ‫كبار بإبالغ نواب بارزين بشكل سري في تموز‪ /‬يوليو عام ‪2012‬‬ ‫باإلش���ارات األولى الدالة على استخدام الحكومة السورية أسلحة‬ ‫كيميائية ضد ش���عبها‪ .‬ورغم أن التقارير السرية التي تحدثت عن‬

‫النظام يدمر ‪ 33‬كنيسة خالل ‪ 30‬شهر ًا‬ ‫اتهمت الش���بكة الس���ورية لحقوق اإلنس���ان النظام في س���ورية‬ ‫بـاس���تهداف األماكن الدينية المسيحية‪ ،‬وأعلنت أنها وثٌقت قصف‬ ‫النظام الس���وري لـ ‪ 33‬كنيسة على األقل في مختلف أنحاء البالد‬ ‫منذ انطالق الثورة قبل نحو ثالثين شهراً‪ .‬وأشارت الشبكة إلى أن‬ ‫قوات النظام استهدفت خالل عمليات القصف اليومية على مختلف‬ ‫المدن والمحافظات السورية منذ بداية الثورة ‪ 33‬كنيسة وتراوحت‬ ‫األضرار مابين متضررة جزئيا ً أو بش���كل كبير‪ .‬وأوضحت الشبكة‬ ‫أن الكنائس التي اس���تهدفتها القوات الحكومية شملت ‪ 10‬كنائس‬

‫تشققات في سد الفرات وتحذير من‬ ‫انهياره وإغراق الرقة ودير الزور‬ ‫والبوكمال‬

‫محافظ���ة حمص‪ ،‬و‪ 7‬في محافظة حلب و‪ 5‬في محافظة دمش���ق‬ ‫و‪ 5‬ف���ي محافظة دير الزور و‪ 3‬ف���ي محافظة الالذقية واثنتان في‬ ‫محافظة إدلب وواح���دة في محافظة الرقة‪ .‬ون ّوهت الش���بكة بأن‬ ‫قوات النظام ل���م تميز بين دين وآخر في عمليات قصفها‪ ،‬وذ ّكرت‬ ‫بأن هذه القوات د ّمرت ‪ 1451‬مس���جداً وأكثر من ‪ 3700‬مدرسة‬ ‫وقرابة الـ ‪ 270‬مشفى‪ ،‬ليصبح مجموع ما تم تدميره في سورية‬ ‫(منزل‪ ،‬مدرسة‪ ،‬كنيسة‪ ،‬مسجد ومشفى) قرابة الـ ‪ 3‬مليون مبنى‬ ‫من بينها أكثر من ‪ 850‬ألف منزل مدمرة بشكل شبه كامل“‬

‫شهدت أسواق دمشق ارتفاعات صاروخية‬ ‫في مختلف أسعار المواد بعد إعالن الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية نيتها عن توجيه ضربات‬ ‫صاروخي���ة لمواق���ع النظ���ام العس���كرية‪،‬‬ ‫ورغم تأجيل الضربة إال أن األس���عار توالي‬ ‫ارتفاعها والسيما المواد لغذائية والخضار‬ ‫والفواكه واللحوم‪ .‬ويس���تغل التجار اشتداد‬ ‫األزمة في س���ورية إلى احتكار المواد من‬ ‫أجل التحكم برفع األسعار أكثر فأكثر‪ ،‬بينما‬ ‫المواطن يئن من وطأة ارتفاع األس���عاركما‬ ‫يئن من اشتداد منسوب القمع والعنف‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثالث عشر ‪2013/09/15‬‬

‫آراء‬

‫‪06‬‬

‫بيـن حمـص‬ ‫و(هاليومين)‬ ‫قصة عشق ال تنتهي ‪..‬‬ ‫بعد تهجيرهم‪ .‬ه���ذه األلوية والكتائب جعلت من‬ ‫خاص | ثائـر الخالديـة‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حم���ص المحاصرة كم���ا يقال ( بق���رة حالبة )‬ ‫لألس���ف‪ ،‬فحصار حمص ناتج عن عملية بيع‪ ،‬للحصول على دعم مكتسبات وأموال أكثر‪..‬‬ ‫باع فيها تجار الكراسي وصناع المآسي وأمراء‬ ‫ُفشل أية‬ ‫الحروب عاصمة الثورة‪ ،‬كم���ا باعوا من قبلها بعض الكتائب المتواجدة في حي الوعر ت ِ‬ ‫محاولة لفك الحصار عن حمص‪ ،‬وتقوم بإطالق‬ ‫عزتهم وكرامتهم‪ ،‬وخانوا دماء الشهداء‪..‬‬ ‫مح���اوالت كثيرة لف���ك الحصار كان���ت جميعها النار على المقاتلين إليقاف عملية فك الحصار‪،‬‬ ‫كاذب���ة‪ ،‬كانت عبارة عن مسلس�ل�ات مملة ذات دون أي ســـؤال عــن الســـبب او محاســبة ‪.‬‬ ‫أهداف خبيثة افتقرت إل���ى العمل الجاد والجهد‬ ‫فما فائدة ه���ذه الكتائب ؟ ولماذا تدعي انتماءها‬ ‫الحقيقي لتحقيق الغاية المتمثلة بفك الحصار‪.‬‬ ‫للثورة ؟ لماذا تش���كلت أساسا ً ؟ هل هي للسرقة‬ ‫حم���ص محاصرة من���ذ أكثر م���ن ‪ 450‬يوماً‪ ،‬والنهب ومساندة النظام وتقديم المساعدة له في‬ ‫لي���س فقط من قب���ل عصابات األس���د‪ ،‬بل أيضا ً زيادة الحصار والخناق على أحياء حمص ؟ أين‬ ‫من قب���ل المتآمري���ن والمتخاذلي���ن‪ ،‬فبـعــض تذهب األسلحة التي تأتي لهذه األلوية والكتائب‬ ‫األلوية والكتائب القريبة من المنطقة المحاصرة باسم فك الحصار ؟‬ ‫أصبحت للعرض واالستعراض والسرقة والنهب وم���ن ناحية أخرى‪ ،‬هل من المعقول أن تفش���ل‬ ‫و(التشفيط) بالسيارات واحتالل منازل المدنيين معظم األلوية في ريف حمص الش���مالي في فك‬

‫الحصار المستمر منذ ستة عشر شهراً ؟؟؟‬ ‫أحد األلوية هن���اك يبلغ ع���دد مقاتليه أكثر من‬ ‫‪ 1200‬مقاتل‪ ،‬ولدي���ه دبابات ومدرعات وعدد‬ ‫كبي���ر من األس���لحة الثقيل���ة‪ ،‬وه���ؤالء جميعا ً‬ ‫عاجزون عن تحرير منطقة مس���افتها ال تتجاوز‬ ‫واحد كيلو متر تصل بين ريف حمص والمنطقة‬ ‫المحاصرة !!‬ ‫لماذا تتوق���ف كافة عمليات فك الحصار بعد أيام‬ ‫من انطالقها ؟ ومعركة (قادمون يا حمص) لماذا‬

‫توقفت فجأة ؟ ومن وراء ذلك ؟‬ ‫لألس���ف‪ ،‬أصبحت بــعــض م���ن ألوية وكتائب‬ ‫حمص رمزاً للفساد والتشبيح والسرقة والنهب‪،‬‬ ‫ووصل بعضهم لدرج���ة الخيانة والتواطىء مع‬ ‫النظام‪ ،‬فكيف س���تنتصر الثورة والفس���اد ينخر‬ ‫عظامها ؟‬ ‫حمص وحصارها إلى متى ؟؟‬

‫أعـداء األمـس‬

‫اليمكن أن يكونوا أصدقاء اليوم‬ ‫خاص | أصالن أصالن‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫أعداء األمس ال يمكن أن يكونوا أصدقاء اليوم‪،‬‬ ‫لكنه���م يرتدون ثوب الصداقة ك���ي يكونوا على‬ ‫مس���افة قريبة منا‪ ،‬حتى يعرفوا كل شيء عنا‪،‬‬ ‫لذلك يجب أن يكون الحذر واجب‪ ،‬وإال لن نجني‬ ‫إال ضياع���ا ً ومتاعب‪ ،‬فمما الش���ك فيه أن هناك‬ ‫محاولة لتلميع صورة المجرمين بحجة الوقوف‬ ‫إلى جانب قضيتنا‪ ،‬فتحت الطاولة هناك صفقات‬ ‫مريبة تتم‪ ،‬واليوجد دعم حقيقي للشعب‪ ،‬الدعم‬ ‫فقط بالتصريحات وأمام اإلعالم‪ ،‬حتى يقول العالم‬ ‫أن هذه الدول أخالقية‪ ،‬ولكي يتم مسح كل الماضي‬ ‫الق���ذر من ذاكرة الناس‪ ،‬فاألفع���ال القديمة التي‬ ‫كانت دائما ً تتميز باس���تحقار العرب واآلسيوين‬ ‫كقومية‪ ،‬وكل أديان الشرق‪ ،‬وخصوصا ً الحرب‬ ‫على اإلس�ل�ام‪ ،‬وإظه���اره بص���ورة قبيحة كأن‬ ‫المس���لمين والع���رب هم مجموعة م���ن الهمج‬ ‫والمتخلفي���ن القيمة لوجودهم م���ن عدمه‪ ،‬هذا‬ ‫مايتجلى بكثير من األفالم األجنبية حيث أن هناك‬ ‫فلم تدور أحداثه في بلد عربي‪ ،‬ومن خالل سياق‬ ‫األح���داث تتعاطف مع أبط���ال الفيلم وهم كالب‪،‬‬ ‫أي حيوانات‪ ،‬ومع األجانب األخيار أصحاب هذه‬ ‫الكالب‪ ،‬أما المرافق العربي فيُص ّور على ش���كل‬

‫أنك ال تهتم به إن م���ات أو ذهب‪ ،‬وهذا ماحدث‬ ‫فقد وقع في حفرة واس���تمر السير كأن شيئا لم‬ ‫يكن‪ ،‬أما الكلب المطارد فالموسيقى والمؤثرات‬ ‫والتوجيه اإلخراجي على األحداث التي تدور مع‬ ‫الحيوانات يجعلك تتعاطف معهم‪ ،‬وتنّشد إليهم‪،‬‬ ‫وتتمنى أال يصيبهم مكروه‪ ،‬وإن أصابهم يس���لّط‬

‫المخرج كل األحاسيس الدرامية على الحيوانات‪.‬‬ ‫إذاً لماذا نس���تغرب الصم���ت الدولي‪ ،‬فحتى في‬ ‫أفالمهم السينمائية الخيالية حياة حيوانات أليفة‬ ‫أهم بكثير من اإلنس���ان العرب���ي‪ ،‬فعلينا إذن أن‬ ‫نعل���م جيداً مايدور من حولنا‪ ،‬ومايكنّه اآلخرون‬ ‫لنا‪ ،‬وعلى هذا األس���اس نقول يج���ب علينا أن‬

‫نكون أقوياء وصادقين مع بعضنا‪ ،‬ألن الضعف‬ ‫هو فرصة الذئاب التي تنتظر لحظة انهيارنا كي‬ ‫تنقض علينا‪ ،‬فالكذب كثير واليكتش���ف الحقيقة‬ ‫إال م���ن يس���عى إليها‪ ،‬واليقلع ش���وك الش���عب‬ ‫إال أيادي األح���رار الحقيقين‪ ،‬الذي���ن يعتبرون‬ ‫الوط���ن روحهم‪ ،‬لكننا كعرب يجب أن الننس���ى‬ ‫ش���يئا ً مهما ً جداً‪ ،‬وأن نستذكر الصورة النمطية‬ ‫ص ِّورت عن ش���عوب الش���رق األدنى في‬ ‫الت���ي ُ‬ ‫أيام ضعفهم الش���ديد‪ ،‬وخصوصا ً الصينين‪ ،‬فلقد‬ ‫كان االس���تحقار كبيراً جداً‪ ،‬واإلهانات دائما ً ما‬ ‫تطالهم وتطال طريقة عيشهم‪ ،‬وتسخف فنونهم‬ ‫القتالية‪ ،‬لك���ن إيمانهم الش���ديد بعدالة قضيتهم‬ ‫جعلهم يوصلون صوتهم لكل العالم‪ ،‬واستطاعوا‬ ‫أن يغيروا الصورة النمطية الكاذبة عنهم‪ ،‬حتى‬ ‫وصلوا إلى ما هم عليه اآلن بعدما كان ذلك يخيل‬ ‫في تل���ك الفترة من أصعب المس���تحيالت‪ ،‬فلقد‬ ‫اس���تحقوا بعد نضالهم الطويل كسب احترام كل‬ ‫العالم لعاداته���م وفنونهم القتالية‪ ،‬التي أصبحت‬ ‫تدرس في كل العال���م‪ ،‬كل هذا يجعلنا نثق تماما ً‬ ‫بأن إرادة الش���عوب التقهر‪ ،‬ش���رط أن يتوحد‬ ‫الشعب‪ ،‬واألمثله التاريخية على ذلك كثيرة جداً‪،‬‬ ‫فال شيء يس���تحيل على الشعب إن عرف قيمته‬ ‫الحقيقية وقرر أن يسمع كل العالم صوته‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثالث عشر ‪2013/09/15‬‬

‫مختارات من الصحافة‬

‫‪07‬‬

‫إبـادة األكثــرية حمـــاية األقلـيـات؟‬ ‫جريدة القدس العربي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫في خطابه بعد مج���زرة الكيماوي اختصر وزير‬ ‫الخارجية السوري وليد المعلم المسألة بمعادلة‬ ‫بسيطة‪ :‬قصف جوبر والغوطة (مناطق يسيطر‬ ‫عليها الجيش الح ّر) لحماي���ة القصاع وجرمانا‬ ‫(حيّان يسيطر عليهما النظام) وهو ما يعني لمن‬ ‫يعرف الجغرافيا السياسية والطائفية في سورية‬ ‫ان النظام يبيد األكثرية ليحمي األقليات‪.‬‬ ‫الخطاب نفس���ه يس���تخدمه النظامان الروس���ي‬ ‫وااليراني ف���ي دبلوماس���يتهما وتصريحاتهما‬ ‫مباشرة او ضمنا ً وتقوم وسائل اعالمهما بقصف‬ ‫الرأي العام به وال تتورع عن اس���تخدام التلفيق‬ ‫والتهويل فيه بغض النظر عن النتائج السياسية‬ ‫واالجتماعية المدمرة لذلك‪.‬‬ ‫بالمقابل ال تتوقف تشكيالت عديدة محسوبة على‬ ‫المعارضة الجهادية المسلحة عن تزويد النظام‬ ‫وحلفائه بمواد اعالمية وسياس���ية تفيد خطابه‬ ‫وتعززه‪ ،‬في مسلس���ل طويل الحوادث اختلطت‬ ‫في���ه الطائفية بالتط���رف والبالهة السياس���ية‬ ‫باالختراقات االمنية الواسعة لهذه التنظيمات‪.‬‬ ‫جاء هجوم على حاجز لقوات النظام على مدخل‬ ‫مدينة معلوال ذات الرمزية المسيحية والتاريخية‬ ‫العالية ليقدم إحدى هذه المواد السريعة االشتعال‬ ‫بحيث سارعت وسائل اعالم مرتبطة بالنظامين‬ ‫الس���وري وااليراني لتضخيمه���ا وتأليف قصة‬

‫كبيرة منها وما لبثت روس���يا ان التقطت الخيط‬ ‫فاندفعت كعادتها للدفاع عن ‘األقليات المهددة’‪،‬‬ ‫كما استفاقت أيضا اآللة االعالمية للفاتيكان فجأة‬ ‫تصب في هذا السياق‪.‬‬ ‫وبدأت تنشر تصريحات‬ ‫ّ‬ ‫يتس���ق هذا الخط م���ع خطة النظام األساس���ية‬ ‫للدفاع عن نفسه مس���تنداً لخبراته الطويلة في‬ ‫تأجي���ج األزمات طائفيا ً وإثنيا ً في لبنان والعراق‬ ‫وس���ورية بالتالعب بخ���زان احتياطي كبير من‬ ‫موزاييك ديني وطائفي واثني وقبلي بحيث يكون‬ ‫االس���تبداد‪ ،‬الذي قضى عم���راً ينفخ في نار هذا‬ ‫الخ��� ّزان‪ ،‬هو الوحيد صاحب الخلطة الس���حرية‬ ‫التي تمنع انفجاره‪.‬‬ ‫مشكلة هذا الخطاب السياسي أن برنامجه الوحيد‬ ‫هو المذبحة المستمرة‪ :‬ابادة االكثرية واال ابيدت‬ ‫االقليات!‬ ‫يح ّول هذا البرنامج األقليات الى رهائن ويخضعها‬ ‫الى فيلم رعب مستمر‪ :‬اما ان تقبل هذا الخطاب‬

‫وتش���ارك فيه وتتحم���ل تبعات���ه الدموية وإما‬ ‫يفلت عليها أجهزته وش���بيحته يضيقون عليها‬ ‫ويحاصرونها‪.‬‬ ‫لكن لعبته األكثر نجاحا ً منذ بداية الثورة السورية‬ ‫هي ارهاب هذه االقليات بتنظيمات ‘جهادية’ ظل‬ ‫عق���ودا كاملة يلعب معها لعبة القط والفأر رابطا‬ ‫اياها باجهزته االمنية‪ ،‬ومرس�ل�ا افرادها للموت‬ ‫باس���م الجهاد في العراق ولبن���ان وغيرها من‬ ‫البلدان التي يريد دوراً له فيها‪ ،‬مساوما ً المجتمع‬ ‫الدولي عليها كلما احت���اج األمر‪ ،‬وضاربا ً إياها‬ ‫حين تستنفد مهامها‪.‬‬ ‫يدخل النظام الس���وري وحلفاؤه سوق السياسة‬ ‫العالمية بهذه الماركة المس���جلة لكن الس��� ّر في‬ ‫تسجيلهم نجاحات كبيرة فيها هو أن العالم شرقا‬ ‫وغرباً‪ ،‬ومنذ المأس���اة الفلس���طينية المستمرة‬ ‫يعتم���د النظري���ات االستش���راقية الت���ي ترفع‬ ‫المسؤولية عن المجرمين الحقيقيين‪.‬‬

‫أول مـا «تتزنـق»‪ ...‬اقلـع!‬ ‫حسين شبكشي – صحيفة الشرق األوسط‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ل���م يبق لديه من االحترام ش���يء حتى يمكن أن‬ ‫يقال إن نظام األسد فقد احترامه لنفسه‪ ،‬ولم يعد‬ ‫لديه من المصداقية شيء حتى يمكن أن يقال إنه‬ ‫بات في وضع يهدد بفقدانها‪.‬‬ ‫واقع األمر أن هذا النظام فقد كل معاني االحترام‬ ‫والج���دارة والمصداقي���ة‪ .‬وما الفص���ل األخير‬ ‫الذي أتى به على لس���ان وزي���ر خارجيته‪ ،‬وليد‬ ‫المعلم‪ ،‬الذي وافق على تسليم ترسانة األسلحة‬ ‫الكيماوية كاملة لـ«المجتمع الدولي» والموافقة‬ ‫على تدميرها‪ ،‬إال مشهد جديد من «االستربتيز»‬ ‫السياس���ي الرخيص الذي يمارس���ه هذا النظام‬ ‫المجرم بشكل رخيص بحق شعبه وموارد بالده‪،‬‬ ‫تن���ازل عن كل ش���يء ألجل البق���اء؛ تنازل عن‬ ‫الجوالن وتن���ازل عن لبنان وتنازل عن العروبة‬ ‫وتنازل عن وح���دة بالده‪ ،‬س���يعقد صفقات مع‬ ‫كافة أنواع الش���ياطين ألجل البقاء‪ ،‬غير آبه وال‬ ‫مكترث وال مهتم بما يقال عنه وال يتردد‪.‬‬ ‫استراتيجية «الحفاظ» على الحكم والسلطة في‬ ‫مفهوم نظام األس���د كانت ‪ -‬وال تزال ‪ -‬مستوحاة‬ ‫من ثالث تج���ارب محورية؛ األول���ى كانت من‬ ‫وحي وإلهام أوروبا الشرقية‪ ،‬وتحديدا رومانيا‬ ‫وحاكمه���ا الباطش تشاوتشيس���كو وهو الرجل‬ ‫ال���ذي كان مقرب���ا جدا من حافظ األس���د‪ ،‬وكان‬ ‫متخصصا ف���ي قتل ونحر المدنيي���ن إلرهابهم‪،‬‬

‫مات أكثر من خمسين ألف روماني إلسقاط حكم‬ ‫تشاوتشيسكو حتى ال ننسى‪.‬‬ ‫ث���م كانت التجربة الثانية وهي الشيش���ان‪ ،‬التي‬ ‫تعتمد على حرق األخضر واليابس بشكل وحشي‬ ‫وهمجي‪ ،‬وتمويل كامل للسالح والذخيرة بشكل‬ ‫نقدي وبأفضل األسعار من مصانع روسيا لتدمير‬ ‫س���وريا بالكامل باستخدام األموال المنهوبة منذ‬ ‫أوائل نظام حافظ األسد إلى اليوم‪ ،‬وتكوين الواقع‬ ‫الحالي «المخيف» وتصويره بشكل مفزع بأنها‬

‫حرب مفتوحة وعلنية ضد التطرف اإلسالمي‪.‬‬ ‫ثالث التجارب هي التجربة البوس���نية والمجازر‬ ‫الجماعية الكبرى باس���م الدي���ن‪ ،‬وهي المرحلة‬ ‫التي س���تدخلها الثورة السورية على أيدي نظام‬ ‫األسد؛ سوف يقوم نظام األسد بذبح المسيحيين‬ ‫بشكل جماعي ووحش���ي غير مسبوق وسيلوم‬ ‫الجماعات اإلس�ل�امية المتطرفة‪ ،‬وهي نفس���ها‬ ‫الجماع���ات التابعة له وألجه���زة مخابراته التي‬ ‫كانت توظف بشكل فعال ومؤثر ألجل مهام قذرة‬

‫تح ّم���ل هذه اآللي���ة الفكرية المس���لمين ودينهم‬ ‫مس���ؤولية ما يجري لهم‪ ،‬وتتجاهل أسس الظلم‬ ‫الرهيب وانعدام العدالة وانتهاك الكرامة الفظيع‬ ‫للشعوب‪ ،‬في لعبة يتش���ارك فيها النظام الدولي‬ ‫(بطبعتيه‪ :‬الليبرالية في الغرب والمس���تبدة في‬ ‫روس���يا) األدوار مع انظمة االس���تبداد كالنظام‬ ‫السوري واسرائيل وشقيقاتها العربيات‪.‬‬ ‫بذل���ك نفهم كيف تتجمع ش���بكة مصالح عالمية‬ ‫هائل���ة للدفاع ع���ن النظام الس���وري ومذبحته‬ ‫المس���تمرة لش���عبه‪ ،‬من اليمين االوروبي الذي‬ ‫يعتن���ق ايديولوجية النظام نفس���ها ف���ي الدفاع‬ ‫عن االقليات الدينية بابادة االكثرية المس���لمة‪،‬‬ ‫الى اليس���ار الذي يخفي قوالب���ه االعالمية التي‬ ‫تربط المس���لمين بالتخلف والرجعية ايضا مقنّعا‬ ‫ذل���ك بايديولوجية مع���اداة الح���رب والمنافحة‬ ‫عن الس�ل�ام (ألن حروب األنظمة على شعوبها‬ ‫مب���ررة طالما ال تخصم تكاليفه���ا من ميزانيات‬ ‫الدفاع االوروبية) وصوالً الى روس���يا والصين‬ ‫والفاتيكان‪.‬‬ ‫مم���ا يجعلنا نقف امام لوحة س���وريالية عجيبة‬ ‫تش���ترك فيها اجه���زة الكي جي بي والموس���اد‬ ‫والمافي���ا وتجار الح���روب والطائفي���ة والقتل‬ ‫م���ع جبهات الممانعة ونزعات الس�ل�ام وايقاف‬ ‫الحرب… السؤال هو‪ :‬اي حرب تريدون ايقافها‬ ‫حقاً؟‬

‫ووحش���ية في كل من العراق وفي لبنان بأسماء‬ ‫مختلفة‪ ،‬ولكنها كلها كانت تتبع فكر «القاعدة»‬ ‫و«السلفية الجهادية»‪.‬‬ ‫وبدأت معالم هذه المش���اهد تتك���ون في مدينة‬ ‫معلوال ذات األهمية المس���يحية التاريخية‪ ،‬فبها‬ ‫واحد من أهم األديرة‪ ،‬وأهلها يتحدثون اآلرامية‬ ‫حتى اليوم وهي لغة السيد المسيح عليه السالم‪،‬‬ ‫ويحج إليها عش���رات اآلالف من المس���يحيين‬ ‫س���نويا‪ ،‬وبدأت بالفعل معالم التعاطف والتفاعل‬ ‫مع هذه المش���اهد من قبل أوروبا الغربية وبابا‬ ‫الفاتيكان‪ ،‬حتى إن أحد ألد أعداء األس���د‪ ،‬رئيس‬ ‫حزب «الكتائب اللبنانية»‪ ،‬الرئيس األسبق أمين‬ ‫الجميل‪ ،‬ق���ال إن معلوال «خط أحمر»‪ ،‬ولكن كل‬ ‫ذلك ما هو إال كش���ف للزي���ف والنفاق الحاصل‬ ‫باسم الدين‪ ،‬فالفاتيكان لم يحرك ساكنا بينما كان‬ ‫األس���د يبيد كل مدينة وكل قرية في سوريا‪ ،‬بل‬ ‫إن مندوبه في لبنان زعي���م الطائفة المارونية‪،‬‬ ‫البطري���ك بش���ارة الراعي‪ ،‬كان داعما لألس���د‬ ‫ومؤيدا له واعتبره رمزا لالستقرار والعلمانية‪.‬‬ ‫أي اس���تخفاف بالعقل ه���ذا؟! علمانية تؤيد من‬ ‫إي���ران ومرش���دها ومالليها‪ ،‬ومعه���ا تحارب‬ ‫ميليش���يا إرهابية باس���م الدين ه���ي حزب هللا‪،‬‬ ‫وتسمي كل ذلك علمانية؟! بل هي طائفية قذرة‪،‬‬ ‫لم يكن متصورا أن يتم «االس���تغناء» عن نظام‬ ‫أدى كل األدوار المطلوب���ة من���ه بإتقان لصالح‬ ‫«الغير» بس���هولة‪ ،‬وكما هو واضح أنه مستعد‬ ‫ألن يقدم التنازالت تلو األخرى حتى تعرى تماما‬ ‫ولم تعد هناك أي ورقة توت تستر عليه‪ .‬واألهم‬ ‫أن هذه الثورة السورية بدأت يتيمة بأيدي أبنائها‬ ‫الشرفاء العزل‪ ،‬وستنتهي بنصرهم وحدهم دون‬ ‫االعتماد على أحد ال بخطوط حمراء وال غيره‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثالث عشر ‪2013/09/15‬‬

‫آراء‬

‫‪08‬‬

‫الضربـة األمريكيــة‪ ...‬بيـن مؤيـد ومعـارض‬ ‫على مصالح الواليات المتحدة وإسرائيل‪ ،‬لكنهم‬ ‫يؤيدون الضربة بس���بب انعدام أفق الحل بمعزل‬ ‫عن التدخل الخارجي‪ ،‬وتمادي النظام في حربه‬ ‫ضد ش���عبه بشكل أدى إلى وصول عدد الشهداء‬ ‫إلى مستويات قياسية حتى باتت المأساة السورية‬ ‫أسوء كارثة إنسانية في العقود الماضية‪.‬‬ ‫أما مواقف الش���عوب العربية فهي في غالبيتها‬ ‫مؤيدة للضربة العسكرية ضد النظام‪ ،‬أمالً منها‬ ‫ف���ي إنهاء الحرب وحقن دماء الس���وريين التي‬ ‫تسيل منذ عامين ونصف‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬عيسـى صالـح‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫انقسم الس���وريون بين مؤيد ومعارض للضربة‬ ‫األمريكي���ة المحتمل���ة ض���د نظام األس���د عقب‬ ‫استخدامه السالح الكيماوي ضد المدنيين العزل‪،‬‬ ‫مما س���بب مجزرة مروعة راح ضحيتها المئات‬ ‫غالبيتهم من النس���اء واألطفال ‪ .‬فالس���وريون‬ ‫المؤي���دون للنظام‪ ،‬من الش���بيحة والرماديين‪،‬‬ ‫يرفض���ون الضربة رفضا ً قاطع���ا ً بحكم تأييدهم‬ ‫للنظام حتى في حربه ضد غالبية الشعب الثائر‪،‬‬ ‫ولكن المعارضين أيضا ً انقس���موا في هذه المرة‬ ‫ً‬ ‫بي���ن من يؤيد الضرب���ة ومن يعتبره���ا عدوانا ً لكن موقف البعض ج���اء مغايرا لموقف غالبية‬ ‫الش���عب العربي‪ ،‬ومعظ���م هؤالء مم���ن يرفع‬ ‫خارجياً‪.‬‬ ‫ش���عارات القومية العربي���ة والعلمانية والعداء‬ ‫يعتقد مؤيدو الضرب���ة األمريكية أن هذا النظام ألمريكا وإس���رائيل‪ .‬هؤالء أنفس���هم لم نس���مع‬ ‫لن يسقط إال بالقوة العسكرية‪ ،‬وأن بقاء الوضع له���م صوتا ً أو إدانة لجرائ���م النظام على الرغم‬ ‫على ما هو عليه يعني استمرار الحرب لعشرات من وصول عدد الش���هداء ألكثر من ‪ 110‬آالف‬ ‫السنوات القادمة‪ ،‬فالدعم اللوجيستي والبشري شهيد‪ ،‬كما نس���ي هؤالء‪ ،‬أو تناس���وا‪ ،‬التدخل‬ ‫المقدم من إيران وروس���يا يتجاوز كل الحدود‪ ،‬اإليراني والروسي منذ بداية الثورة السورية‪.‬‬ ‫وإصرار هذه ال���دول على بقاء النظام يجعل من وق���د نظم بعض ه���ؤالء (القومي���ون) منذ أيام‬ ‫المستحيل سقوطه إال إذا تدخلت قوة كبرى تملك مؤتمراً في القاهرة تحت عنوان (األمة العربية)‪،‬‬ ‫من الس�ل�اح ما يهزم هذا النظ���ام ويحطم قوته وعن أية أمة عربية يتحدثون ؟ فوضع السوريين‬ ‫الس���يئ في المخيمات األردنية يدمي القلب‪ ،‬وما‬ ‫العسكرية‪.‬‬ ‫تعرض له السوريون في لبنان على أيدي األمن‬ ‫أما معارضو الضرب���ة األمريكية فهم يرفضون اللبنان���ي وعناصر ميليش���يا حزب هللا اإلرهابي‬ ‫التدخل الخارجي‪ ،‬ألنه من المس���تحيل أن يتدخل يماثل ما تعرضوا له على أيدي ش���بيحة النظام‬ ‫الغرب‪ ،‬وأمريكا خصوص���اً‪ ،‬حفاظا ً على أرواح في سوريا‪ ،‬كما أن (مصر الثورة) فرضت قيوداً‬ ‫الس���وريين‪ ،‬وإن تدخلها س���يكون حفاظا ً على على الس���وريين‪ ،‬وقامت ض���د الالجئين هناك‬ ‫مصالحه���ا ومصالح ربيبتها إس���رائيل بالدرجة حملة إعالمية قذرة ال تصدر إال عن أش���خاص‬ ‫األولى‪ .‬هنا ال يفوتني أن أذكر أن مؤيدي الضربة حاقدين وتافهين‪ ،‬دون أن يتعرضوا ألية مساءلة‬ ‫يدرك���ون أن التدخل األمريكي س���يكون للحفاظ أو محاس���بة من السلطات المصرية‪ .‬هل تناسى‬ ‫منظمو مؤتمر األمة العربية أن الموقف الوحيد‬

‫المشرف من دول العالم جاء من بلد غير عربي‪،‬‬ ‫وهو تركيا‪ ،‬التي احتضنت السوريين وعاملتهم‬ ‫معامل���ة مماثلة لمواطنيه���ا‪ ،‬وباتت تركيا بنظر‬ ‫السوريين نموذجا ً لإلنس���انية واحترام اإلنسان‬ ‫بغض النظر عن انتماءه‪.‬‬ ‫بالع���ودة إلى مؤتمر األمة العربية‪ ،‬س���معنا فيه‬ ‫محاضرات وكالما ً معس���والً من كبار القوميين‬ ‫العرب‪ ،‬مثل حمدين صباحي وغيره من المنظرين‬ ‫الفارغين الذين أكل الدهر على كالمهم وشرب‪،‬‬

‫مـاهــو المتســ ّلق ؟؟‬ ‫بقلـم‪ :‬أصالن أصالن‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫تعريف اإلنس���ان المتس���لق‪ :‬بالحقيقة احتار‬ ‫العلم���اء والخب���راء والحكم���اء بتعريفه‪ ،‬أو‬ ‫باألح���رى إيجاد مفهوم ثاب���ت لهذا النوع من‬ ‫الناس‪ ،‬فهذه التس���مية رزح���ت تحت تغيرات‬ ‫وتحوالت عبر العصور والحقب البشرية‪ ،‬لكن‬ ‫كل التعاري���ف كانت تصب في خانة واحدة‪ ،‬أو‬ ‫وجدت صفة مش���تركة للمتسلق عبر العصور‬ ‫والقرون والمجتمعات البشرية‪ ،‬وهي جمع ما‬ ‫بين الخيانة والنصب والخنزرة والكذب‪ ،‬لتتولد‬ ‫حالة مستقلة هي جمع هذه الصفات في صفة‬ ‫واحدة تقود غريزة الش���خص المتس���لق نحو‬ ‫هدفه الذي تسلق عليه‪ ،‬لذلك يمكننا أن نعرفه‬ ‫على أنه المرض المكون بإنس���ان بال مبادئ‪،‬‬ ‫متصنع للمش���اعر التي تترجم بطريقة كالمه‬ ‫المعسول الذي يس���بق تعابير وجهه المزيفة‪،‬‬ ‫خصوصا ً االبتس���امات المبطن���ة النابعة عن‬ ‫غاية تهدف ضرب الضحية المغيبة عن واقع‬ ‫حقيقة النية المبيتة لإلنسان المتسلق‪ ،‬والذي‬ ‫يس���تخدم كافة األساليب للوصول لهدفه‪ ،‬حتى‬ ‫لو كان هذا على حس���اب أقرب المقربين له‪،‬‬

‫فيبقى يماطل بعدما عل���ق الطرف اآلخر (أي‬ ‫الضحية) بأم���ل أو وهم غير موجود‪ ،‬إن كان‬ ‫الطرف اآلخر شخص أو شعب أو أمة أو حتى‬ ‫وطن أو دولة‪ ،‬ألن للمتس���لق مراتب وأحجام‪،‬‬ ‫وكل مهن���ة أو قضية أو أي ش���يء يمكن أن‬ ‫تتم بها عملية التسلق‪ ،‬حتى إن كان المتسلق‬ ‫عليه حي أو ميت‪ ،‬حتى يمكن أن يتم التس���لق‬ ‫بس���ببه وعلى اسمه أو قضيته‪ ،‬فحتى المباني‬ ‫والمقدسات وأي شيء يخطر أو ال يخطر على‬ ‫البال ممكن أن يستفيد منها اإلنسان المتسلق‪،‬‬ ‫فحال���ة التس���لق ولي���دة المراح���ل المتعددة‪،‬‬ ‫وتتطور بتطور المجتمعات البش���رية‪ ،‬وأكثر‬ ‫رجال التس���لق نجاحا ً ه���م العاملون في مجال‬ ‫السياس���ة واالقتصاد واإلعالم‪ ،‬وأهم استثمار‬ ‫للمتس���لق هو تج���ارة القضي���ة واللعب على‬ ‫مشاعر الشعوب‪.‬‬ ‫هذا ما استطعنا اس���تنباطة من مدرسة الحياة‬ ‫التي أهدتنا التاريخ والحاضر والماضي البعيد‬ ‫منه والقريب‪ ،‬ومن ما سبق استطعنا أن نقول‬ ‫بالمتس���لق هذا التعريف ال���ذي كان خالصة‬ ‫العص���ور الغابرة‪ ،‬لكننا وبكل فخر كس���ورين‬ ‫نس���تطيع أن نرف���ع الهامات عالي���ا ً باإلنجاز‬

‫الوطني ونس���تطيع أن نطال الش���مس بفخر‬ ‫الصناعة الوطنية‪ ،‬فالبشرية اآلن تستطيع أن‬ ‫تختصر كل التعاريف باإلنسان المتسلق بكلمة‬ ‫واحدة فقط يمكن اعتبارها إنجازاً علميا ً مهماً‪،‬‬ ‫واكتشافا ً إنسانيا ً سيقدم للبشرية الكثير‪.‬‬ ‫لن أطيل في الكالم‪ ،‬فتعريف المتس���لق اآلن‪،‬‬ ‫في سنة ‪ ، 2013‬هو عضو االئتالف السوري‬ ‫المع���ارض‪ ،‬أجل ال داع���ي للتعاريف الطويلة‬ ‫بعد اآلن‪ ،‬يكف���ي أن تكون عضو في االئتالف‬ ‫الس���وري المعارض حتى تكون أهم إنس���ان‬ ‫متس���لق وصولي في هذا القرن‪ ،‬فكل الميزات‬ ‫اآلن تجتمع بش���خص واح���د‪ ،‬إن كانت تجارة‬ ‫قضية أو تجارة إقتصادية أو إعالمية أو فردية‬ ‫أو جماعية‪ ،‬فكل إفرازات عصور الماضي قد‬ ‫ترس���بت واجتمعت وتكونت داخل هذا الشيء‬ ‫الذي اسمه ائتالف‪.‬‬ ‫صحيح أن االئت�ل�اف العتيد تم إبتكاره س���نة‬ ‫‪ ، 2012‬لكن بوادر إش���راق شمس إنجازتة‬ ‫المصيري���ة العظم���ى جعلتنا نصف���ن بذهول‪،‬‬ ‫فصرنا مع االئتالف السوري المعارض (مش‬ ‫حتقدر تغمض عينيك) لذلك بقينا مبس���مرين‬ ‫أمام إنجازاتهم السابقة لعصرها لحين استطعنا‬

‫هؤالء المنظرين الذي���ن لم يخفوا تأييدهم لنظام‬ ‫اإلجرام بحجة مع���اداة الغرب والصهيونية‪ ،‬هل‬ ‫غاب عن ذهن ه���ؤالء أن األحداث على األرض‬ ‫أثبتت أن بش���ار ونظامه هو حليف الصهيونية‬ ‫األول ف���ي المنطقة ؟ بالطبع لم يغب‪ ،‬لكن هؤالء‬ ‫المأجورين أصغر من يقولوا كلمة الحق‪ ،‬بل هم‬ ‫من المتس���لقين الالهثين وراء مصالحهم‪ ،‬ولو‬ ‫كان ذلك على حساب ضمائرهم الميتة‪.‬‬

‫أن نعتبر‪ ،‬وبكل فخر‪ ،‬أن هذا الشيء هو إنجاز‬ ‫هذا العام‪ ،‬لذلك زغ���ردوا وافرحوا‪ ،‬وليقل كل‬ ‫فرد فيكم أنا لدي ائتالف‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثالث عشر ‪2013/09/15‬‬

‫دراســات‬

‫‪09‬‬

‫الفصل‬

‫الخامس‬

‫الســـياســة فـــي اإلســـــالم‬ ‫و اإلســـالم الســـياســي (‪)5‬‬

‫بقلـم‪ :‬أ‪.‬مصطفى القاسم‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الخــالفــة والخــــالف‬

‫س����قط الخليفة عثمان بن عفان رضي هللا عنه‬ ‫مضرج����ا ً بدمائه التي س����الت عل����ى المصحف‬ ‫الش����ريف وهو يق����رأ فيه‪ ،‬وانتقل����ت الفتنة في‬ ‫صفوف المسلمين إلى مرحلة جديدة استشعروا‬ ‫خطرها‪ ،‬فتوافقوا س����ريعا ً على خالفة علي بن‬ ‫أبي طالب لعثمان بن عف����ان رضي هللا عنهما‪.‬‬ ‫وبايع من في المدين����ة الخليفة الجديد بما فيهم‬ ‫الوافدون م����ن مص����ر الناقمون عل����ى واليها‬ ‫المساهمون بشكل أو بآخر في مقتل عثمان‪.‬‬ ‫كم����ا استش����عر الخليف����ة الجدي����د االمتع����اض‬ ‫المستشري بين بعض المسلمين إزاء األسلوب‬ ‫الذي اتبعه سلفه في إدارة الدولة وتعيين الوالة‬ ‫على األمصار‪ ،‬وما ينجم عن ذلك من شرخ يهدد‬ ‫وحدة المجتمع اإلس��ل�امي‪ ،‬فكان عليه المبادرة‬ ‫س����ريعا ً إلى رأب الصدع ومعالجة التش����ققات‪،‬‬ ‫فبادر إلى عزل ال����والة باعتبارهم محل الخالف‬ ‫األكبر‪ ،‬وولّى آخرين محلهم‪ ،‬لكن الوالي الجديد‬ ‫المولى على الش����ام لم يستطع مباشرة مهامه‪،‬‬ ‫حيث منعه أنصار معاوية بن أبي س����فيان والي‬ ‫الش����ام من الوصول إلى مق����ر الوالية‪ ،‬وبدوره‬ ‫رفض معاوية مبايعة الخليفة الجديد قبل محاسبة‬ ‫قتل����ة عثمان‪ ،‬مما هدد هيبة الدولة اإلس��ل�امية‬ ‫ووحدتها‪ ،‬وش����جع األعداء على التمادي‪ ،‬األمر‬ ‫الذي وجد معه الخليفة ض����رورة تجهيز جيش‬ ‫وتوجيهه إلى الش����ام الس����تعادة النظام ووحدة‬ ‫الدولة‪.‬‬

‫مجدداً إلى الش����ام‪ ،‬وس����ار معاوية وجنده للقاء‬ ‫الخليفة وجنده‪ ،‬فالتقيا في سهل صفين‪ ،‬ودارت‬ ‫بعض المناوش����ات بينهما‪ ،‬ثم توافقا على وقف‬ ‫الحرب أمالً في الصلح‪ ،‬وتبادال الرس����ل‪ ،‬فأصر‬ ‫معاوي����ة على وجوب الثأر لعثم����ان من قاتليه‪،‬‬ ‫ووج����د الخليفة ذل����ك متعذراً الحتمال تس����ببه‬ ‫بالمزي����د من االنقس����ام ضمن مجتم����ع الدولة‬ ‫اإلس��ل�امية‪ ،‬مما يوجب تحقيق اس����تقرار البالد‬ ‫وهدوء األح����وال وتوحيد الصف قبل البحث في‬ ‫هذه المسألة‪.‬‬

‫عاد الطرفان إلى المواجهات في صفين‪ ،‬وزحف‬ ‫ول����م يك����د الجيش يجه����ز حتى ظه����رت بوادر الخليفة بجيش����ه‪ ،‬فرفع جند معاوية المصاحف‬ ‫انش����قاق جديد في صفوف الدولة أطل برأس����ه على أس����نة الرماح وطلبوا التحكيم وفقا للقرآن‬ ‫من البصرة‪ ،‬وتولى رئاس����ته طلحة بن عبيد هللا الكريم‪.‬‬ ‫والزبير بن العوام وعائش����ة أم المؤمنين رضي‬ ‫هللا عنهم أجمعين‪ ،‬وذلك س����نة (‪ )36‬للهجرة‪ ،‬فاس����تجاب أهل العراق في جيش الخليفة لطلب‬ ‫فغيّر الخليفة وجهة جيشه إلى البصرة‪ ،‬وانضم التحكي����م‪ ،‬ووافقهم القراء م����ن الجند‪ ،‬فتوقفت‬ ‫إليه في الطريق بعض أهل الكوفة‪.‬‬ ‫معركة صفي����ن‪ ،‬واختار الطرف����ان محكميهما‪،‬‬ ‫ف����كان عمرو بن العاص محك����م معاوية بن أبي‬ ‫وفي البصرة دارت موقعة الجمل‪ ،‬والتي انتهت س����فيان‪ ،‬واختار أتبـ����اع الخليفة أبا موس����ــى‬ ‫بانتص����ار الخليفة ومقتل طلح����ة بن عبيد هللا‪ ،‬األشــعري محكما ‪.‬‬ ‫وغادر الزبي����ر بن العوام أرض المعركة رافضا ً‬ ‫اس����تئناف القت����ال‪ ،‬لكنه قتل أيض����اً‪ ،‬فيما أعاد ومرة أخرى خرجت فئة جديدة من بين صفوف‬ ‫الخليفة السيدة عائشة أم المؤمنين إلى مكة بعد الخليف����ة وعارض����وه‪ ،‬ورفض����وا التحكيم بعد‬ ‫أن صحبها لبعض الطريق‪ ،‬وو ّكل بعض أتباعه أن كان����وا قد وافقوا عليه‪ ،‬كما رفضوا الس����ير‬ ‫بمرافقتها لباقي الطريق‪.‬‬ ‫م����ع الخليفة إل����ى الكوفة‪ ،‬وأصبح����وا يعرفون‬ ‫وبايع أهل البصرة الخليف����ة الذي وجه الجيش‬

‫بالخوارج‪.‬‬

‫اجتم����ع الحكم����ان وأقن����ع عمرو ب����ن العاص أن كل جيش كفيل بالقضاء على اآلخر وفي ذلك‬ ‫المع����روف بدهائه أبا موس����ى األش����عري بأن خدم����ة جليلة ألعداء المس����لمين وضياع لدولة‬ ‫يخل����ع كل منهما صاحبه ويترك األمر ش����ورى اإلسالم‪.‬‬ ‫بين المس����لمين يختارون من يريدون‪ ،‬على أن‬ ‫يبدأ أبو موسى األش����عري بإعالن خلع الخليفة وكان الحس����ن رض����ي هللا ال زال يذكر قول جده‬ ‫علي ب����ن أبي طالب‪ .‬واستش����عر الخليفة توجه رس����ول هللا صلى هللا عليه وس����لم ‪« ::‬إن ابني‬ ‫عمرو بن العاص إل����ى إقصائه وتثبيت صاحبه هذا سيدٌ‪ ،‬وسيصلح هللا به بين فئتين عظيمتين‬ ‫معاوي����ة‪ ،‬فرف����ض اتف����اق الحكمين‪ ،‬واس����تعد من المسلمين»‪ .‬وكانت دماء المسلمين عزيزة‬ ‫الستئناف الحرب‪ ،‬لكن (الخوارج) انقضوا على على الحسن‪ ،‬فتوافق مع معاوية على أن يتنازل‬ ‫جيش الخليف����ة وقتلوا بعضه‪ ،‬فوج����ه الخليفة ل����ه عن الخالفة على أن يع����ود أمر الخالفة بعد‬ ‫جيش����ه ش����طرهم وحاربهم في موقع النهروان معاوية شورى بين المسلمين‪.‬‬ ‫قرب الكوف����ة‪ ،‬وقضى عليه����م‪ ،‬إال قليالً منهم‪،‬‬ ‫وكان ذلك في س����نة (‪ )38‬للهجرة‪ ،‬وأثرت هذه لقد ك����ره الكثيرون في الكوف����ة والبصرة صلح‬ ‫المعارك المتتابعة على جيش الخليفة‪ ،‬فش����رع الحس����ن مع معاوية وتنازله ل����ه عن الخالفة‪،‬‬ ‫يصلح ح����ال الجيش ويعده من جديد للعودة إلى والموه على ذلك‪ ،‬ولكن الحس����ن بما ورثه عن‬ ‫مواجه����ة جيش معاوية‪ ،‬وأثن����اء ذلك وفي عام جده وأبيه كان على ما يبدو قد استش����عر بدوره‬ ‫(‪ )40‬للهجرة غ����در الخارجي عبد الرحمن بن أبع����اد الفتنة التي ما فتئت تطل برأس����ها لتزيد‬ ‫ملجم بالخليفة أثناء وجوده في مس����جد الكوفة‪ ،‬المسلمين شتاتا ً وتفرقهم شيعاً‪ ،‬سيما مع ازدياد‬ ‫وطعنه بسيف مس����موم فقتله‪ ،‬منهيا ً بذلك عهد عدد المتس����للين من ضعاف اإليمان إلى جيوش‬ ‫المس����لمين‪ ،‬مم����ن ال زال ارتباطه����م بعقائدهم‬ ‫الخالفة الراشدة‪.‬‬ ‫الس����ابقة وحضاراتهم المهزوم����ة أمام جيوش‬ ‫وخلف الحس����ن بن علي رضي هللا عنهما أباه‪ ،‬المس����لمين قويا ً في قلوبهم‪ ،‬وآس����راً لها‪ ،‬حتى‬ ‫وبايعه م����ا يزيد عن أربعين ألفا ً من الجند‪ ،‬لكن وص����ل بهم األمر إلى اغتيال خلفاء المس����لمين‬ ‫الحسن‪ ،‬الذي خبر غدر البعض بأبيه‪ ،‬واستعداد على يد أبي لؤلؤة الفارس����ي وعبد الرحمن بن‬ ‫البعض للمش����اركة في الفتن‪ ،‬بات غير مطمئن ملجم‪.‬‬ ‫إلى والء الجنود الذين بايعوه‪ ،‬فاس����تقبل طلب‬ ‫المصالحة الذي أرس����له إليه معاوية لحقن دماء‬ ‫المس����لمين واإلصالح بين الجيشين بعد أن نظر‬ ‫كل منهما في جيش����ه وفي الجيش اآلخر فوجد‬


‫الكتائب العـدد الثالث عشر ‪2013/09/15‬‬

‫إضاءات عسكرية‬

‫‪10‬‬

‫ظروف الحرب وتأثيرها على سلوك المقاتلين‬ ‫«أعينـوا ثـوارنـا بالنصيحــة»‬ ‫بقلـم‪ :‬وليد فارس‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫في جامعة دمشق كان مظهر الطالب األنيق ملفتا ً‬ ‫للنظر‪ ،‬ورائحة العطر ممي���زة دائما ً ومتنوعة‪،‬‬ ‫وكذلك أساليب تصفيف الشعر‪ ,‬كانت على ألسنة‬ ‫هؤالء الطالب كلمات طيبة عندما كانوا يتقابلون‬ ‫عن���د الدرج‪ ،‬أو وقت الدخ���ول نحو المدرجات‪،‬‬ ‫أو في الكافتريا‪ ،‬وكان���وا يلتزمون الصمت عند‬ ‫المكتب���ة ويحترم���ون قوانين اإلع���ارة‪ ,‬وكانت‬ ‫كلمات االعتذار الرقيقة عذبة على ألس���نتهم في‬ ‫حال حصل اصطدام نتيجة الزحام‪ ،‬أو حال التقدم‬ ‫م���ن خلفك نحو األمام بطريق���ة تدل على عجلة‬ ‫األمر‪ ,‬في المجم���ل كان التعامل المؤدب ظاهراً‬ ‫والس���لوك المه���ذب ال يحتاج لدليل ومس���توى‬ ‫األخالق العالية واحترام القوانين واضحاً‪.‬‬ ‫في معسكري التدريب الجامعي اللذين حضرتهما‬ ‫في صيفي���ن حارين في منطق���ة الضمير بريف‬ ‫دمشق وس���ط صحراء حارقة قرب مطار السين‬ ‫العس���كري‪ ،‬كنا نعيش وقتها في خيام صغيرة‪،‬‬ ‫وكانت العقارب واألفاعي تتج���ول حولنا وتنام‬ ‫قربنا أحيان���اً‪ ،‬وكنا نرتدي البدالت العس���كرية‬ ‫الصحراوي���ة‪ ،‬وقته���ا كان مفاجئ���ا ً للغاية ذلك‬ ‫الس���لوك العدواني للطالب أثن���اء االجتماعات‬ ‫الصباحية‪ ،‬أو في حصص التدريب‪ ،‬أو حتى في‬ ‫أوقات الس���مر ليالً‪ ,‬كانوا يتزاحمون على تعبئة‬ ‫المياه بعدوانية‪ ،‬يتقاتلون على شراء الحاجيات‬ ‫أو االصطفاف‪ ،‬وربما س���معت كلمات شتم وذم‬

‫أثناء مرورك قرب أح���د الطالب المعاقبين‪ ,‬كان‬ ‫بعض الطالب يس���رق الطعام من المطعم أحياناً‪،‬‬ ‫ويخرج���ه خفية‪ ،‬وكان غيره���م يحاول أن يدفع‬ ‫للضب���اط المش���رفين من أج���ل أن ال يخرج في‬ ‫تدريبات الرياضة!!‪.‬‬ ‫يتفق علماء االجتماع على أن سلوكيات مجتمع‬ ‫ما تتغير بحس���ب الظروف التي يعيش���ها ويمر‬

‫بها‪ ,‬ويعيش المقاتلين اليوم ظروفا ً صعبة للغاية‬ ‫تحت قصف الصواريخ والقذائف وأمام الدبابات‬ ‫ويحملون أسلحتهم الفردية كل يوم منطلقين نحو‬ ‫مقاتلة عدو تتسخ منه كلمات النعوت السيئة‪.‬‬ ‫لقد تربى الس���ورين في مجتمع ذو أخالق عالية‬ ‫وعلى قي���م طيبة وحميدة‪ ،‬مس���تمدة من ثقافته‬ ‫الرائعة المستندة لعوامل الدين والعرف وطبيعة‬

‫المكان والتاري���خ الذي مر به‪ ,‬وما يراه البعض‬ ‫من المقاتلين اليوم من س���وء خلق أو تصرفات‬ ‫غير محم���ودة ماهي إال فقاع���ات تابعة لكثافة‬ ‫تدف���ق الرياح الت���ي حملت الظ���روف الراهنة‬ ‫إل���ى المجتم���ع‪ ,‬إن الحرب والضيق المعيش���ي‬ ‫والصدمات التي نتعرض لها كبيرة بدون ش���ك‪،‬‬ ‫وال تمث���ل حالة عامة وال ظرف���ا ً عاما ً وال حتى‬ ‫خاصا ً أو عابراً‪ ،‬بل هو اس���تثنائي بكل ما تعنيه‬ ‫الكلمة من استثنائية‪ ،‬وقد ال يمر على أي مجتمع‬ ‫بش���ري خالل خمس���مائة ع���ام‪ ,‬وإذا كان أحدنا‬ ‫يالحظ تغير في س���لوكه عندما يش���عر بالجوع‬ ‫الش���ديد فماذا ينتظر من مجتمع جاع وتش���رد‬ ‫وتعرض لمختلف أنواع العذاب والويالت!؟‪.‬‬ ‫إن تس���ليط الضوء على األخطاء‪ ،‬وخاصة عند‬ ‫تخليصها من الظ���روف التي يمر بها المجتمع‪،‬‬ ‫هو قمة اإلجحاف من الناحية العلمية والمنطقية‪,‬‬ ‫وإن األمثلة على أن الظروف الراهنة هي سبب‬ ‫في أغلبية الممارس���ات غي���ر المقبولة كثيرة‪،‬‬ ‫وأكبر من أن تحصى‪ ،‬وبالتالي مجرد زوال هذه‬ ‫الظروف االس���تثنائية (الحرب) فإن الممارسات‬ ‫ستزول بالنتيجة‪.‬‬ ‫ف���ي جميع األحوال انظروا إل���ى كل تلك الصور‬ ‫المش���رقة من التضحيات التي يقوم بها هؤالء‬ ‫األبطال كل يوم‪ ،‬وكونوا عونا ً لثوار سورية على‬ ‫الخير والنصر القريب وأعينوهم بالنصيحة‪.‬‬

‫الشـهيـد البطــل «بــالل حـقـــي»‬ ‫إعداد‪ :‬صفـا الخالـديـة‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ولد الش���هيد في حي الخالدية ع���ام ‪ 1994‬م‪،‬‬ ‫وكانت ابتسامته اللطيفة وروحه المرحة معروفة‬ ‫لدى جيرانه وأهالي حيه ‪ .‬كان بالل غيوراً على‬ ‫دين���ه وأرضه‪ ،‬تل���ك الغيرة الت���ي جعلته يترك‬ ‫حياته المدنية ليلتحق بركب الثورة الس���ورية‬ ‫منذ بدايتها‪ ،‬فأخ��� َذ صوته الجهوري يصدح في‬ ‫س���احات التَّظاهر ( هي هلل هي هلل ال للس���لطة و‬ ‫ال للجاه )‬ ‫ب ش���باب سوريا الثائر‪ ،‬وبدأ‬ ‫سار بالل على در ِ‬ ‫رف���اق اجتمع بهم في‬ ‫بتنظي���م المظاه���رات مع‬ ‫ٍ‬ ‫س���احات التظاهر بإمكانياتهم البس���يطة‪ ،‬فكان‬ ‫يحضر قطعة قماش بس���يطة ليصن���ع بها الفتة‬ ‫يكتبون عليها مطالبهم‪ ،‬أو مذياعا ً صغيراً وأعالم‬ ‫صنعوها بأيديهم يجمعون ثمنها من مصروفهم‬ ‫الشخصي‪.‬‬ ‫كان بالل بمثابة دينمو ومحرك أساسي لمجموعة‬ ‫المتظاهرين في حي الخالدية‪ ،‬كما كان مس���عفا ً‬ ‫شجاعا ً للجرحى الذين يستهدفهم قناصة النظام‪،‬‬ ‫وقد أصيب بالل ثالث مرات أثناء محاولته إنقاذ‬

‫الجرح���ى المرمييّ���ن أمام طلاّ قة قن���اص قاتل‪،‬‬ ‫وش���ارع القاه���رة الفاصل بين حي��� ّي الخالدية‬ ‫والبياضة هو أحد الشوارع التي تشهد له بذلك‪.‬‬ ‫وعندما بدأت الثورة بالتسلح تزامنا ً مع الظروف‬ ‫القاس���ية التي واجهتها من قمع النظام لها‪ ،‬كان‬ ‫ب�ل�ال من أوائل الملتحقين ف���ي صفوف الجيش‬ ‫الس���وري الح���ر ليداف���ع مع رفاق���ه أرضهم و‬ ‫أعراضهم التي باتت في خطر بس���بب ممارسات‬ ‫عصابات الطاغية ‪.‬‬ ‫بتاري���خ ‪ 2012\2\24‬وفي إحدى‬ ‫المعارك الشرس���ة أثناء صد هجوم‬ ‫الش���بيحة على إحدى أحياء حمص‬ ‫تسلل بالل ومجموعته لوضع كمين‬ ‫لعصابات األس���د‪ ،‬التي كانت تحاول‬ ‫اقتح���ام منازل المدنيي���ن‪ ،‬و نجحوا‬ ‫بصد االقتحام و قتلوا عدداً كبيراً من‬ ‫الشبيحة‪ ،‬ولكن رصاصة غدر أسدية‬ ‫أصابت بالل‪ ،‬وارتقى شهيداً مع عدد‬ ‫م���ن رفاقه في تل���ك المعركة‪ ،‬لينال‬ ‫الجنة والثواب ف���ي اآلخرة‪ ،‬والعزة‬ ‫والمجد في الدنيا‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثالث عشر ‪2013/09/15‬‬

‫الصفحـة األدبـيـــة‬

‫‪11‬‬

‫العائلة المكلومة من قذائف الحقد‪..‬‬

‫ّ‬ ‫المتـوقـدة‬ ‫الثـورة‬ ‫بقلـم‪ :‬أ‪.‬غيــاث األجـرد‬ ‫ي���ا ث���ورة اآلالم فج���رك ق���د ب���دا‬ ‫فدماؤن���ا مس���فوكة ف���ي كل ن���اح‪..‬‬ ‫م���ا ع���دت أس���طيع البق���اء مكب�ل�اً‬ ‫فعزيمت���ي ث���ارت وال أرض���ى النواح‪..‬‬ ‫فأن���ا ال���ذي أعلنته���ا ض���د الم���دى‬ ‫ال لي���س يقهرني ص���دى تل���ك الرياح‪..‬‬ ‫فج���ر براكي���ن الم���روءة ي���ا فت���ى‬ ‫ِّ‬ ‫ش���رذم عدوك غاضب���ا ً في كل س���اح‪..‬‬ ‫هي���ا ش���واظَ الح���ق وقتُ���ك ق���د أت���ى‬ ‫ينظر وكأنه ينتظر ش���يئاً‪ ،‬وكان كل دقيقة‬ ‫يقول لعائلته ال تخافوا ستأتي وتذهب فوراً‬ ‫!! فيقول له أحمد نحن ال نخاف ولكن انزل‬ ‫الينا واختبئ معن���ا ! فيقول األب ال تخف‬ ‫أنا هنا بأمان‪ ,‬أما أنا فكنت قد اختبأت تحت‬ ‫أنقاض بيت مجاور أنظر إليهم ‪.‬‬

‫بقلــم‪ :‬جنيـد أبـو ســعيـد‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ل���م يعد للطفل طفولة‪ ،‬ولم يعد لألم أمومة‪،‬‬ ‫وفقدت األم كل م���ا بحوزتها من األمومة‪،‬‬ ‫فغاز السارين فرق بين األهل وأطفالهم‪ .‬في‬ ‫داخل الطفل ش���عور باألمان‪ ،‬فعندما يشرع‬ ‫بالحياة فإنه يشعر بأن أباه وأمه يحمونه‪،‬‬ ‫ويتعلم الطفل الس���عادة واألمل من أسرته‪ ،‬وماه���ي إال لحظات حتى أتت طائرة النظام‬ ‫ورمت صواريخها بكل وحش���ية على ملجأ‬ ‫وال يتعلم أبداً الموت والحزن‪.‬‬ ‫تلك العائلة المس���كينة‪ ,‬أما أنا فلم أعد أرى‬ ‫فماذا لو سألنا طفل ما ذنبي أنا فيما يحدث شيئا ً إال غباراً وسواداً‪ ،‬وما إن انتهى ذلك‬ ‫في سوريا ؟ وماذا لو سألنا الطفل هل هذا الحدث حتى ذهبت بس���رعة إليهم‪ ،‬فرأيت‬ ‫منظراً يبكي الحجر‪ ،‬لقد رأيت أشالء األب‬ ‫ما كنتم قد علمتموني إياه من الحياة ؟‬ ‫لألس���ف‪ ،‬أصبحت مدارس األطفال عبارة وكانت يداه ما تزال ممس���كة بقطعة حديد‬ ‫عن منه���اج يعلم ب���ه كيفي���ة الوقاية من على جانب الحفرة ‪.‬‬ ‫القصف والغ���ازات المميت���ة‪ .‬قصة أحمد صاحت األخت بصوت مرتجف عالي ‪« :‬يا‬ ‫وعائلته مثال على ما ذكرناه‪ ،‬حيث يروي أبو أحمد أنت بخير؟»‬ ‫أحدهم قصتهم بعد أن شاهدها بعينيه‪.‬‬

‫أصابني الذهول من هول المش���هد وصمتُّ‬ ‫والدمعة ف���ي عيني‪ ،‬لم أس���تطع أن ألتزم‬ ‫ْ‬ ‫فصرخ���تُ «كبّري يا أختي‬ ‫الصمت أكثر‪،‬‬ ‫فقد نال أخي أبو أحمد الشهادة» ‪.‬‬ ‫وعندما قلت تلك الجملة خرج أحمد ونظر‬ ‫إلي‪ ،‬شعرت لحظتها أنني أنظر بعيني رجل‬ ‫هرم‪ ,‬بعد تلك النظرة قال لي أحمد‪« :‬كيف‬ ‫مات أبي؟ لماذا مات؟ لقد كان يحدثني قبل‬ ‫دقائق فكيف مات؟» وقال أيضاً‪ « :‬أعرف‬ ‫أن الموت للكبار وأبي ما زال شابا ً فلماذا‬ ‫مات ؟ وكيف يموت وهو يحمينا ؟»‬ ‫لم أستطع أن أقول ش���يئاً‪ ،‬فأمسكت جهاز‬ ‫الالس���لكي وطلبت إحضار سيارة إسعاف‬ ‫لنقل الشهيد ‪.‬‬

‫أحم���د‪ ،‬الطفل ال���ذي ال يزي���د عمره عن‬ ‫السادس���ة‪ ،‬ذهبت مرة إل���ى أبيه فوجدت‬ ‫أحمد يقف على باب حفرة صغيرة‪ ،‬س���ألته‬ ‫أحمد ما الذي يشغلك ولماذا تقف هنا ؟‬ ‫أجابني أحم���د بأنه يقف هنا منتظراً مجيئ‬ ‫الطائرة‪ ،‬وعندما يسمع صوتها يختبئ مع‬ ‫إخوته وأمه بداخل الحفرة‪ ،‬أما أبيه فيقف‬ ‫يحرس باب الحفرة التي صنعها لملجأ ً لهم‬ ‫حتى إذا أغلق بابها نتيجة القصف يفتحه‬ ‫لهم‪,‬وما هي إلاّ دقائق حتى جاءت الطائرة‪،‬‬ ‫وب���دأ هديرها يدوي في س���ماء المنطقة‪،‬‬ ‫فذه���ب الطفل أحمد مس���رعا ً وأحضر أمه‬ ‫وأخوته الصغ���ار ودخلوا الملجأ‪ ،‬أما األب‬ ‫فقد كان يقول لهم‪ »:‬أس���رعوا هيا بسرعة‬ ‫إنها تنقض باتجاه المن���زل هيا انزلوا إلى فقال أحمد( ألم أقل ل���ك بأنه لم يمت ابتعد‬ ‫الملجأ » وعندما نزلوا إلى الملجأ بقي األب عنه ) فابتعدت عنه‪ ،‬واقترب أحمد من أبيه‬

‫وضمه وقبّله وق���ال‪« :‬أبي‪ ،‬أنت وعدتني‬ ‫أنك ستشتري لي مالبس المدرسة وسوف‬ ‫تعلمن���ي‪ ،‬ووعدتك أنني س���أصبح تلميذاً‬ ‫مجتهد لماذا اآلن‪)....‬وصمت الطفل وصار‬ ‫يرجف ويبكي بصوت غريب‪.‬‬ ‫حمل���ت الطفل إلى أمه الثكل���ى‪ ،‬وقلت لها‬ ‫ابقوا هنا حتى نتاكد بأن الطائرة لن تعود‪,‬‬ ‫فجاءت السيارة مسرعة وحملنا أبو احمد‬ ‫إلى مكانه األبدي‪ .‬بعد ما أبكانا ذلك المشهد‬ ‫بدل الدمع دم���ا ًء‪ ،‬عدنا لنتفقد أحمد وبقية‬ ‫العائل���ة‪ ،‬فصدمت بأن أحم���د ال يتكلم‪ ،‬نعم‬ ‫لقد أصابه مرض بس���بب الصدمة‪ ،‬وأدى‬ ‫ذل���ك إلى أنه لم يعد يتكلم ‪ .‬وبعد مرور أيام‬ ‫انتقلت عائلة أحم���د إلى منزل آخر‪ ،‬فقمت‬ ‫بزيارة أحم���د وكان يحمل بيده قلم وورقة‬ ‫ويرسم أباه‪ ،‬وكلما ينتهي من رسمه يعود‬ ‫لرسمه مجدداً‪ ،‬هذا هو حال أحمد وال يدري‬ ‫أحد ما سيكون عليه ق َد ُره‪.‬‬ ‫لم أعد أعلم ما أقول ألحمد و ألطفال سوريا‬ ‫ول���م أعد أعلم ما أقول لنس���اء الوطن ولم‬ ‫أع���د أعلم ما أقول لتراب هذا الوطن فعذراً‬ ‫ص بيتنا‬ ‫إخوتي عذراً أننا أصبحن���ا في قف ِ‬ ‫وال حماية لنا ‪...‬‬ ‫هذا وطني وهذه آالم���ه وهذا وضعه ومع‬ ‫كل ذلك بق���ي البعض في أح�ل�ام العروبة‬ ‫وأحالم الضمير العالمي ‪.‬‬

‫والح���ق حق���ي إن���ه أق���وى س�ل�اح‪..‬‬ ‫ذي رايت���ي خفاق���ة تبغ���ي الع�ل�ا‬ ‫رغم الذي في القلب من ش���تى الجراح‪..‬‬ ‫لقّ���م س�ل�احك إن���ه وق���ت الوغ���ى‬ ‫م���ن كان يبغ���ي حق���ه ال ما اس���تراح‪..‬‬ ‫فرع���ون عص���رك ق���د تم���ادى طاغيا ً‬ ‫ذاك الزني���م المبتل���ى نس���ل الس���فاح‪..‬‬ ‫صل���ي لرب���ك إن فج���رك ق���د ب���دا‬ ‫ه���ا ق���د تقطّر م���ن نواصي���ك الصباح‪..‬‬ ‫إن���ي س���أمضي لس���ت آبَ���هُ بال���ردى‬ ‫فس���هام غ���د ٍر ال ته���م و ال الرم���اح‪..‬‬ ‫هي���ا أس���ود الح���ق إن���ا للف���دا‬ ‫مهم���ا تعال���ى م���ن حوالين���ا النب���اح‪..‬‬ ‫ه���ذي الدم���ا ال ل���م تض���ع فينا س���دى‬ ‫فش���قائق النعم���ان تنم���و و األق���اح‪..‬‬ ‫ي���ا أم���ة اإلس�ل�ام عزم���ا ً فانش���دي‬ ‫من ذي الزنود الس���مر ضوء الفجر الح‪..‬‬ ‫ي���ا ث���ورة الح���ق ته���ادى فجرن���ا‬ ‫ها قد تب���دى النور من جن���ب الصباح‪..‬‬ ‫كبِّ���ر ف���إن هللا بشَّ���ر صاب���را‬ ‫ال تس���تكن أب���داً ف���إن الدي���ك ص���اح‪..‬‬ ‫ه���ذي المالئ���ك نح���و نص���رك أقبل���ت‬ ‫أقب���ل ف���إن ظهيرن���ا ذات الجن���اح‪..‬‬ ‫ه���ذي الجن���ان وق���د تبرع���م زهره���ا‬ ‫ض���وع الحس���ان بش���هدها اآلن فاح‪..‬‬ ‫ه���ذي القط���وف دنت وفيك استبش���رت‬ ‫والكوث���ر الج���اري كذا الح���ور المالح‪..‬‬ ‫ه���ذي الش���هادة إن تنله���ا مخلَّ���دا‬ ‫فاشرب معين الحسن و الراح الصراح‪..‬‬ ‫إن م���تَّ تبغ���ي أن تع���ود مج���ددا‬ ‫قد جف���ت األقالم ق���د رفع���وا الصحاح‪..‬‬


‫الكتائب العـدد الثالث عشر ‪2013/09/15‬‬

‫الورقـــة األخيــرة‬

‫‪12‬‬

‫أبو هادي‬

‫«الحجارة نعمرها ‪ ...‬والشهداء إلى الجنة»‬ ‫بقلم‪ :‬عبد الرحيم (أبو عمار)‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫أبو هادي ش���اب طموح يبلغ م���ن العمر أربعة‬ ‫وعش���رون عاماً‪ ,‬كان أبو هادي دائم الحركة ال‬ ‫يم���ل من عمله‪ ،‬ويعيش حياة هادئة مع أهله في‬ ‫قريته المالصقة لمدينة حمص‪.‬‬ ‫لم يخطر في ب���ال أبو هادي يوما ً بأن النظام في‬ ‫س���ورية قد يزول أو يتغيّر‪ ،‬حتى أنه كان يمتنع‬ ‫ع���ن الحديث ف���ي السياس���ة (ألن الحيطان لها‬ ‫آذان) مثل���ه مثل جميع الس���وريين الذين عانوا‬ ‫الكثير من بطش هذا النظام ومخابراته واجهزة‬ ‫أمنه المجرمة‪.‬‬ ‫توقّدت في نفس���ه ش���علة التغيير ل���دى متابعته‬ ‫انطالق ثورات الربيع العربي في تونس ومصر‪،‬‬ ‫وتالشى الخوف من قلبه دفعة واحدة‪ ,‬وخرج مع‬ ‫أصدقاءه في أول مظاهرة حيث أدرك وقتها بأن‬ ‫نهاية النظام باتت قريبة‪.‬‬ ‫أدرك أبو ه���ادي منذ اللحظ���ة االولى النطالق‬ ‫الثورة أن ثمن الحرية والكرامة التي ينادي بها‬ ‫الشباب في ساحات التظاهر سيكون غالياً‪ ،‬ولكن‬ ‫ل���م يكن ليتخيّل وصول الح���ال إلى هذا الحد في‬ ‫الدمار والقتل ‪ .‬شارك في الكثير من المظاهرات‬ ‫السلمية‪ ،‬وكان يقطع مس���افة طويلة ليصل إلى‬ ‫حي باب���ا عمرو‪ ،‬لين���ادي مع رفاق���ه بالحرية‬ ‫والكرامة وسقوط نظام الظلم واإلجرام ‪.‬‬ ‫يق���ول ابو ه���ادي لدى تذك���ره للمظاهرات ( لم‬ ‫تصبني رصاصة القن���اص وإنما اخترقت رأس‬ ‫صديق���ي الذي يمش���ي بج���واري ) قالها ودمع‬ ‫الحزن ف���ي عينيه حزناص عل���ى صديقه الذي‬ ‫استشهد بجواره في إحدى المظاهرات ‪.‬‬

‫رئيـس التحـرير‬

‫حمل أبو هادي الس�ل�اح بعد تيقّنه بأن القوة هي‬ ‫الحل الوحيد ليس���ترد الش���عب كرامته وحريته‬ ‫ويكمل ثورته‪ ,‬ش���ارك في الكثير من معارك مع‬ ‫الجيش الحر ضد قوات النظ���ام‪ ،‬إلى أن أصيب‬ ‫في إحدى المع���ارك وفقد إمكانية متابعة القتال‪،‬‬ ‫واسلزم عالجه الخروج إلى لبنان لتلقي العالج‬ ‫الالزم‪.‬‬ ‫يتأل���م أبو ه���ادي من إصابته حت���ى اآلن‪ ،‬رغم‬ ‫مرور اكث���ر من عام على اإلصاب���ة‪ ،‬لكنه ألمه‬ ‫األكبر ألم معنوي بس���بب حزنه على من فارقه‬ ‫من رفاق الس�ل�اح‪ ،‬خصوصا ً ابن ع ّمه الشهيد‬ ‫يوسف‪ ،‬الذي استش���هد خالل معركة خاضوها‬ ‫جنبا ً إلى جنب‪ ،‬هي نفس���ها المعركة التي أصيب‬ ‫فيها أبو هادي بنفس القذيفة التي قتلت يوسف‪.‬‬ ‫ال يس���تطيع أبو هادي إخفاء حرقته عند حديثه‬ ‫عن حال الجرحى السوريين في لبنان‪ ,‬ففي فترة‬ ‫عالجه أخذ على عاتقه أن يقدّم ما يستطيع من‬ ‫فعله لمس���اعدة الجرحى الذين (أنهكم اإلهمال)‬ ‫كما وصف حالهم‪.‬‬ ‫يتحدّث أبو هادي بحسرة عن الدمار والقتل الذي‬ ‫حل بوطنه ولكنه ليس بحزين (فالحجارة نع ّمرها‬ ‫‪ ...‬والشهداء إلى الجنّة)‪.‬‬ ‫يرى بأن نهضة سوريا يحتاج إلى عشر سنوات‬ ‫على األقل‪ ،‬ولكنه متفائل بش���باب س���وريا الذي‬ ‫يذلل المس���تحيل بهمته ونش���اطه‪ ،‬ويعاهد أبو‬ ‫هادي نفس���ه أن يخدم وطنه بكل ما يس���تطيع‪،‬‬ ‫ويقول بأنه س���يترك الس�ل�اح بعد سقوط النظام‬ ‫ويبدأ العمل إلى جانب إلى جانب ش���باب سوريا‬ ‫لبناء سوريا جديدة‪.‬‬

‫عدســة الكتـائـب‬

‫فاضــل الحمصــي‬

‫عـالقات عامـة‬

‫ناصـــر الســـوري‬

‫فريـق التحـرير‬

‫د‪ .‬مصعب سليمان الجمل‬ ‫أ‪ .‬مصطفى القاسـم‬ ‫أصـــالن أصــــالن‬ ‫ثـائـــر الخــالديـــة‬ ‫ولـيــــــد فــــارس‬ ‫صفـــــا الخــالديـة‬ ‫عـيســــى صــــالح‬

‫إعـداد وإخـراج‬

‫عبد ال ّرحيـــم (أبو ع ّمار)‬

‫رغم األلم والدم‪ ,‬رغم صعوبة العيش‪ ,‬إال أن البسمات تعلوا وجوههم البريئة‬

‫للمتابعة والتواصل‬

‫‪alktaeb-newspaper@hotmail.com | www.fb.com/alkataebjareda‬‬

‫تصوير‪ :‬ثائر الخالدية‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.