31 issue1

Page 1

‫العـددالثالثون| عـدد الصفحات ‪ 12‬صفحة‬ ‫السـعر‪ 15 :‬ليـرة سـورية‬

‫جريدة مستقلة تسلط الضوء على الواقع الميداني وأهم التطورات على التراب السوري‬

‫‪www.facebook.com/alkataebjareda‬‬

‫الكتائب | العـد الواحدوالثالثون | الثالثاء ‪2014/07/15‬‬

‫االفتتاحية‬

‫حلب على حافة الهاوية‬

‫أوضاع وخرائط جديدة في المنطقة‬ ‫لم تنطلق بها الثورة فهل تنتهي بها؟‬

‫تزداد أوضاع ثورة الكرامة السورية‬ ‫تعقيــداً وتنتقل كل يوم من ســيئ إلى‬ ‫أسوء‪ ،‬وال نلقي باللوم هنا على الشعب‬ ‫الذي قدم مــن التضحيات ما لم يقدمه‬ ‫شعب آخر‪ ،‬بل نقول أن اللوم يقع أوالً‬ ‫علــى قادة الحراك المســلح‪ ،‬الذين لم‬ ‫تحركهم كل تلك االنتكاســات للمبادرة‬ ‫لفعــل شــيء والتضحية بالمســميات‬ ‫والمناصب في سبيل الوطن والثورة‪.‬‬ ‫آخــر تلك االنتكاســات هو مــا يجري‬ ‫في حلــب‪ .‬حلب التــي دخلهــا الثوار‬ ‫فــي منتصــف العــام ‪ 2012‬وكانــت‬ ‫المؤشرات كثيرة على قرب تحريرها‬ ‫بالكامــل‪ ،‬نتفاجــئ اليــوم أنهــا قــاب‬ ‫قوسين أو أدنى من السقوط بيد النظام‬ ‫من جهة‪ ،‬أو داعش من جهة أخرى‪.‬‬ ‫كان اغتيــال الشــهيد عبــد القــادر‬ ‫الصالــح هو نقطة التحول في مســار‬ ‫األحــداث فــي مدينة حلــب‪ ،‬حيث بدأ‬ ‫التفكك يظهر أكثر فأكثر بين الكتائب‪،‬‬ ‫التــي تكاد ال تعــد وال تحصى‪ ،‬وغاب‬ ‫التنسيق بالكامل بين الفصائل المقاتلة‬ ‫هناك‪ ،‬وبدأ النظام باســتعادة المناطق‬ ‫واحدة تلو االخرى دون أدنى ردة فعل‬ ‫من تلك الكتائب‪ .‬وعند سيطرة النظام‬ ‫على سجن حلب المركزي بدأ الشعور‬ ‫يزداد بقرب سقوط المدينة بالكامل أو‬ ‫حصارها بأحسن األحوال‪.‬‬ ‫مــاذا ينتظــر قــادة الثــورة للتحرك؟‬ ‫هل ينتظرون أن تســقط حلب وتكون‬ ‫ضربــة جديدة من الضربات الموجهة‬ ‫للثــورة؟ أم أن يطبــق النظام الحصار‬ ‫عليها وتتكرر مأســاة حمص وغوطة‬ ‫دمشق من جديد؟‬ ‫هيئة التحرير‬

‫مركز توثيق‬ ‫االنتهاكات في‬ ‫سوريا‬

‫صفحـة ‪6‬‬

‫األمة القاصرة‬ ‫والوصاية‬ ‫المستمرة‬

‫صفحـة ‪9‬‬

‫ريف الالذقية‬ ‫وإرهاب النظام‬ ‫الليلي‬

‫صفحـة ‪12‬‬


‫الكتائب العـدد الواحدوالثالثون ‪2014/07/15‬‬

‫ملفـات قانونية‬

‫‪02‬‬

‫سيـادة الـدولـة‪...‬مـعناهـا وأنـواعهـا‬ ‫جريدة الكتائب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫معنى السيادة‪:‬‬

‫ظهرت مفردة الســيادة في القاموس السياسي‬ ‫ألول مــرة فــي بداية ظهــور الدولــة القومية‬ ‫الديمقراطيــة حيث لم تكن موجــودة في فترة‬ ‫العصور الوسطى يوم كانت الكنيسة تتصور‬ ‫أن جميــع أصحــاب الديانــة المســيحية تحت‬ ‫ســيادتها‪ ،‬وبانتهــاء عصر اإلقطــاع تبلورت‬ ‫نظرية الســيادة تماشــيا ً مع الوضع السياسي‬ ‫الجديــد فــي أوربــا وكان المفكــر السياســي‬ ‫الفرنســي جان بودان أول من اســتخدمها في‬ ‫كتابــه الجمهورية عــام ‪ 1576‬ميالدي‪ ،‬وقد‬ ‫أطلــق عليها في أوربا من قبله تســميات عدة‬ ‫مثل (الســلطة العليا) أو ( اكتمال الســلطة في‬ ‫الدولة) وهــذه المفردات تكــون دائما ً مرادفة‬ ‫لمعنــى الســيادة في علــم السياســة‪ ،‬وعرف‬ ‫السيادة (بأنها الســلطة العليا التي يخضع لها‬ ‫جميــع المواطنين‪ ،‬وهي دائمــة وغير محددة‬ ‫بالقوانيــن‪ ،‬وأهــم وظائفها عمــل القوانين)‪،‬‬ ‫ولكنــه أعطى الحاكــم صفة صاحب الســيادة‬ ‫وأنــه ال يخضع لهــذه القوانين وغير رأيه بعد‬ ‫فترة بإخضاع الحاكم للقوانين ولكنه ال يســأل‬ ‫عنها أمام هللا‪.‬‬ ‫أمــا العالم اإلنكليــزي هوبز فقد أكــد على أن‬ ‫الحاكــم هو صاحب الســيادة بعــد أن تنازل له‬ ‫عنهــا األفراد تنازالً مطلقا ً ولهــذا فالحاكم في‬ ‫نظره يكون مصدر جميع الســلطات تشــريعية‬ ‫وتنفيذيــة وقضائية‪ .‬أما العالــم لوك فرأى أن‬ ‫هناك ســلطتان ال تعلوهما ســلطة وهما سلطة‬ ‫الشــعب والسلطة التشريعية‪ ،‬ويرى جان جاك‬ ‫روسو أن إرادة الشعب هي التي تمثل السلطة‬ ‫العليــا‪ .‬وأخــذت النظرية تتبلور شــيئا ً فشــيئا ً‬ ‫حتى زال الخلط بين الدولة والحكومة‪ ،‬وتقوم‬ ‫النظرية على تقسيم المواطنين في الدولة إلى‬ ‫عــدة جماعات إجتماعية لــكل منها مصالحها‬ ‫الخاصــة ومن خالل هــذه الجماعات المتعددة‬ ‫أصبحت الدولة متعددة السيادة‪.‬‬ ‫ومــن هنا نســتطيع القــول أن ســيادة الدولة‬ ‫تعني السلطة العليا للدولة على رعاياها وعلى‬ ‫المنظمــات والهيئــات التي يؤسســونها داخل‬ ‫إقليــم الدولــة‪ ،‬ولكــي نتوصل إلــى فهم دقيق‬ ‫لمعنى السيادة ال بد من عدم الخلط بين الدولة‬ ‫والحكومة‪ ،‬ألن الحكومة هي أحد أركان الدولة‬ ‫بعــد األرض والشــعب هــذا أوالً‪ ،‬وثانيا ً على‬ ‫أســاس هذا التفريق بيــن معنى الدولة ومعنى‬ ‫الحكومة يظهر لنا عدة معان للسيادة وهي‪:‬‬

‫• الســيادة القانونية‪ :‬والــذي يمتلك‬ ‫هذه الســيادة وصاحبها أن يكون شــخص أو‬ ‫هيئة خولها القانون ســلطة ممارسة السيادة‪،‬‬ ‫واذا كان فــي كل دولــة جهــاز ينفــذ القوانين‬ ‫البــد أيضــا ً من وجود ســلطة عليــا لها الحق‬ ‫فــي إصدار هــذه القوانين وهذه الســلطة هي‬ ‫السلطة العليا في الدولة وفقا ً للصالحيات التي‬ ‫منحها إياها الدستور‪ ،‬كما هو الحال في وجود‬ ‫ملــك أو البرلمان أو مجلــس العموم وغيرها‬ ‫من التسميات‪.‬‬ ‫• الســيادة السياســية‪ :‬وفقــا ً للنظــم‬ ‫الديمقراطية أن القوة التي تكفل تنفيذ القوانين‬ ‫هي الشــعب وبهذا يكون الشــعب هو صاحب‬ ‫السيادة السياسية وهو صاحب القوة الحقيقية‬ ‫في الدولة ألن إرادته تحد من ســلطة المجلس‬ ‫التشريعي أو البرلمان‪.‬‬ ‫أمــا العالقة بين هذيــن النوعين فتتلخص في‬ ‫أن صاحب الســيادة السياســية هو الذي يعين‬ ‫القوانيــن التــي يرغــب في تشــريعها‪ ،‬وعلى‬ ‫صاحب الســيادة القانونية تنفيــذ هذه الرغبة‬ ‫مــن خالل صياغتها على شــكل قوانين تصبح‬ ‫بالنتيجــة قوانيــن الدولة‪ ،‬ويمكننــا القول أن‬ ‫السيادتين تتفاعالن معا ً ألن السيادة السياسية‬ ‫التي يملكها الشعب من خالل التصويت أو أية‬ ‫طريقة أخرى عندما تنظم بقوانين تتحول إلى‬ ‫سيادة قانونية‪.‬‬

‫• الســيادة الشــعبية‪ :‬وهــذه تختلــف‬ ‫عن الســيادة السياســية بأنها تعني إشــراف‬ ‫الشــعب على الحكومة‪ ،‬وتظهر هذه في الدول‬ ‫التــي يوجد فيهــا مجلســين للحكــم المجلس‬ ‫التشــريعي األول منتخب من قبل الشــعب وله‬ ‫األولوية في تشريع القوانين التي يرغب فيها‬ ‫الشــعب‪ ،‬والثاني المجلــس المعين الذي يأتي‬ ‫بعد المجلــس المنتخب في النظــر بالقوانين‪،‬‬ ‫وفي الحقيقة أن الغرض من الســيادة الشعبية‬ ‫هو مواجهة ســلطة الفــرد المطلقة أو الطبقة‬ ‫الحاكمة‪.‬‬ ‫• الســيادة الفعلية‪ :‬وهذا النوع يختلف‬ ‫عــن الســيادة القانونيــة‪ ،‬وعلى الشــعب أن‬ ‫يطيع األوامر ســواء مســتندة إلــى قانون أم‬ ‫ال‪ ،‬وصاحب هذه الســيادة هو الشــخص الذي‬ ‫يســتطيع تنفيــذ إرادته في الشــعب وإن كانت‬ ‫خارجة على القانون كأنه قائد عســكري يقوم‬ ‫بانقــاب علــى الحكومة أو شــخصية وطنية‬ ‫أو زعيمــا ً دينيا ً يقوم بثــورة‪ ،‬وإذا كان هدف‬ ‫الثــورة تغييــر األشــخاص فقط فإن الســيادة‬ ‫القانونيــة ال تتغيــر‪ ،‬أمــا اذا كان الهــدف من‬ ‫الثــورة تغير نظام الحكم فإن الســيادة الفعلية‬ ‫تتجلى بوضوح ألن الثورة تشكل حكومة تأخذ‬ ‫على عاتقهــا إدارة البالد ومن هنا تتنازع مع‬ ‫السلطة القديمة‪.‬‬ ‫أمــا العالقة بيــن الســيادة الفعلية والســيادة‬ ‫القانونية فيمكننا القول أنهما تتحدان في كثير‬ ‫من األحيان كما هو الحال في الدول المنظمة‪،‬‬

‫ولكن ليس من اليســير تحديد السيادة الفعلية‬ ‫ألن الســيادة القانونيــة نســتطيع التعــرف‬ ‫عليهــا من خالل القانون األساســي للدولة أو‬ ‫دســتورها‪ ،‬وإذا حدث تصادم بين الســيادتين‬ ‫وعجزت السيادة القانونية عن تعزيز مركزها‬ ‫فســوف تختفي تماما ً وتظهر الســيادة الفعلية‬ ‫قدرتها على البقاء ولكنها تتحول تدريجيا ً إلى‬ ‫ســيادة قانونية ألن القوانيــن الجديدة تمنحها‬ ‫ســلطة جديــدة ومركــزاً قانونيــاً‪ ،‬ومــن أهم‬ ‫المشاكل التي تولدها الســيادة الفعلية أنها قد‬ ‫ال تلق اعترافا ً دوليا ً بها بعد أن تتسلم السلطة‬ ‫حكومة جديدة‪.‬‬ ‫وعلــى ضــوء مــا تقــدم نســتطيع القــول أن‬ ‫الســيادة ســلطة عليا مطلقة للدولة فقط‪ ،‬وأن‬ ‫إرادة الشعب هي أمر واقع تتجسد في السيادة‬ ‫السياسية وهي ســلطة دائمة مالزمة للدولة‪،‬‬ ‫وقد تتفــق أحيانا الســيادة الفعلية والســيادة‬ ‫السياســية‪ ،‬إال أن الســيادة الفعليــة تبقى هي‬ ‫الســلطة الواقعيــة ســواء كانــت قانونيــة أو‬ ‫غيــر قانونية‪ ،‬أو أنها تعبر عن إرادة الشــعب‬ ‫أم ال‪ ،‬كمــا أن الســيادة السياســية تتحول إلى‬ ‫ســيادة قانونية إذا انتظمت بقانون‪ ،‬والسيادة‬ ‫القانونية يحددها الدستور ألنه يخول البرلمان‬ ‫في إصدار القوانيــن‪ ،‬أو يحددها البرلمان في‬ ‫حالة عدم وجود دستور مكتوب كما هو الحال‬ ‫في المملكة المتحدة‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الواحدوالثالثون ‪2014/07/01‬‬

‫ملـف العـدد‬

‫‪03‬‬

‫أوضاع وخرائط جديدة في المنطقة‬ ‫لم تنطلق بها الثورة فهل تنتهي بها؟‬

‫بقلم‪ :‬بشار ادلبي‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫لم يتخذ الغرب ما يجري في غزة ذريعة جديدة‬ ‫الســتمرار تجاهلهــم للفظائــع اليوميــة التي‬ ‫يقترفها النظام في ســورية‪ ،‬فقد ت ّم العمل على‬ ‫مناقشــة قرار إلدخال المســاعدات اإلنســانية‬ ‫إلــى الداخــل الســوري دون إذن النظام‪ ،‬وهم‬ ‫ال يحتاجــون لألعــذار أصــاً فما عــاد يخفى‬ ‫علــى أحــد دورهم الخفــي في المشــاركة في‬ ‫تلــك الفظائع‪ ،‬بــل على العكس فلعل مناقشــة‬ ‫ذلك القــرار في هكذا وقت يُقصــد منه تجاهل‬ ‫العدوان اإلسرائيلي على غزة‪.‬‬ ‫إنّ مستوى وحجم العدوان الصهيوني الهمجي‬ ‫علــى غزة خالل األيــام األخيرة ال يمكن إال أن‬ ‫يلفت االنتباه‪ ،‬فمع قباحة ممارســات إسرائيل‬ ‫ق إجرامها في يوم‬ ‫عبر تاريخهــا اآلثم لم يــر َ‬ ‫واحد مــن العدوان األخير باســتخدام طائرات‬ ‫(‪ )16F‬واألســلحة المحرمــة دوليــا ً إلــى ما‬ ‫يفعله برميل واحد في الســوريين يلقي عليهم‬ ‫النظام منه العشرات يومياً‪ ،‬مع استثنائنا لباقي‬ ‫أدوات إجرامــه اليوميــة بــدءاً بالحصار على‬ ‫عديد المناطق وليس انتهــاءاً بالقصف الدائم‬ ‫للمناطق المحررة‪.‬‬ ‫ال يجب أن تم ّر مثل هكذا مقارنة مرور الكرام‪،‬‬ ‫فمــن يفعل مثــل ذلك ال يســتجدى منه أي حل‬ ‫سياســي يمكــن أن يعطــي الســوريين بعض‬ ‫حقوقهم ويسكت شــاء من شاء وأبى من أبى‬ ‫عن جرائمه‪ ،‬فحتى إسرائيل وعقب كل عدوان‬ ‫لها على غزة ال يتعدى الحراك السياسي ومن‬ ‫ثم االتفــاق بينها وبين المقاومة الفلســطينية‬ ‫على وقــف العمليــات العســكرية‪ ،‬فمثل هكذا‬ ‫عدو ال يمكن الوصول معه لحل نهائي‪ ،‬وكذلك‬ ‫صنيعته في دمشق‪.‬‬

‫يتقــدّم النظام على جبهة حلب وهو في طريقه‬ ‫إلحكام الخناق وإطباق الحصار على المناطق‬ ‫الواقعــة تحت ســيطرة الثوار فيهــا‪ ،‬منصوراً‬ ‫بانسحابات داعش وبضربها مؤخرة الثوار في‬ ‫كل مــكان يحتاج النظام فيــه للمؤازرة‪ ،‬وبذلك‬ ‫تســتع ّد حلب لمواجهة مصير مشــابه لمصير‬ ‫حمص أو عدد من مناطق الريف الدمشقي‪.‬‬ ‫مــع تقدم داعش في العراق جرى الحديث عن‬ ‫ســحب إيران للعديــد من مليشــياتها الطائفية‬ ‫إلــى العراق خوفا ً من تهديد داعش‪ ،‬وأيضا ً تم‬ ‫تناقل األخبار عن سحب داعش ألغلب مقاتليها‬ ‫إلــى العراق‪ ،‬فمن أيــن للنظام بكل تلك القوات‬ ‫الالزمة للســيطرة على حلب وإحكام الحصار‬ ‫عليهــا؟ ومن أين لداعش بــكل تلك القوة التي‬ ‫جعلتها تتمدّد بشــكل ســرطاني وخالل أيام في‬ ‫الكثيــر من المناطق الســورية؟ لكن الطائرات‬ ‫اإليرانيــة ال تقصــف إال المدنييــن الســنة في‬ ‫العراق‪ ،‬وقوات المالكي والمليشيات الطائفية‬ ‫هناك ليست على حرب إال مع السنة العزل في‬ ‫أغلبهم‪.‬‬ ‫فــي نفــس الوقت الــذي ال نــرى فيــه تقدما ً‬ ‫لداعــش في المناطق الشــيعية أو حتى باتجاه‬ ‫بغداد فــي العــراق‪ ،‬فداعش في إجــازة حاليا ً‬ ‫فــي العراق‪ ،‬في حين يتســارع وقع نشــاطها‬ ‫في ســورية يوما ً بعد آخر‪ ،‬ولكن على حساب‬ ‫المناطق التي يســيطر عليها الثوار‪ ،‬فتنسحب‬ ‫بكل هدوء ولطف وتُخلي مواقعها في األماكن‬ ‫يستلزمها تقدم النظام‪ ،‬فإذاً ال نزال ال نجيد فهم‬ ‫األالعيب اإلعالمية واالستفادة من إيحاءاتها!‬ ‫تقدم داعش بهذا الشــكل وتقاسمها لألراضي‬ ‫السورية مع النظام‪ ،‬وكذلك سيطرة النظام على‬ ‫حلب ووضعها أمام مصير شبه محتوم في ظ ّل‬

‫هذا التخاذل والصمت الدوليين ال يبقي ســعي‬ ‫األطــراف الدولية للضغط على الثوار ســرياً‪،‬‬ ‫فمع وقوع حلب تحت نير حزامين أحدهما من‬ ‫النظام واآلخر داعشي‪ ،‬وأيضا ً احتالل داعش‬ ‫لباقي مناطق الشــمال الحلبــي وانكفاء الثوار‬ ‫في إدلــب وإلى الداخل منها‪ ،‬ولربما ســقطت‬ ‫حــدود إدلب مــع تركيا تحت ســيطرة داعش‬ ‫أيضــاً‪ ،‬األمــر الذي يترتــب عليه خســارتهم‬ ‫لمصادر اإلمداد مما يضعهم أمام وضع أقل ما‬ ‫يقــال عنه أنّه كارثي‪ ،‬في هــذا الوقت يتراجع‬ ‫فيــه «عدو اإلرهاب األول عالمياً» أوباما عن‬ ‫تصريحاته عــن عدم قدرة الثوار الســوريين‬ ‫على إســقاط النظام ويطلب خمســمائة مليون‬ ‫دوالر مــن الكونغرس لدعمهــم‪ ،‬ولكن عليهم‬ ‫االنتظار ســنة في أقل تقدير ليؤتي هذا الدعم‬ ‫شــيئا ً من أُكله‪ ،‬وفي هــذا الوقت المرغم على‬ ‫الضياع ال ب ّد أن يحدث الكثير‪ ،‬وكذلك تســتعد‬ ‫تركيــا لحصار جارة عمرها حلب ‪ -‬بعد تخليها‬ ‫عن استمرار دعم تقدم الثوار في كسب باتجاه‬ ‫قواعــد النظــام ‪ -‬بإقامــة مخيمــات جديدة في‬ ‫غــازي عنتــاب‪ ،‬فأيــا ً يكن حجــم الحصار فال‬ ‫بــ ّد أن يهــرب الكثيرون من نيــران النظام أو‬ ‫داعــش ويجب احتواؤهــم من جديــد في ظ ّل‬ ‫وجود بعض التململ الشعبي التركي حاليا ً من‬ ‫الوجود السوري على أراضيهم‪.‬‬ ‫مع صعود األصوات المتنبّئة بتقســيم المنطقة‬ ‫وتطابــق أغلــب ســيناريوهاتها حــول حصة‬ ‫النظام من ســورية المســتقبل فيما لو صدقت‬ ‫تلك التنبــؤات‪ ،‬تظهر حلب خارج دولة النظام‬ ‫الموعــودة‪ ،‬وهــو ال يملــك إال أن يرضى بما‬ ‫يعطى له‪ ،‬فاســتمرار معاركه فــي حلب هدفه‬ ‫فــي المقــام األول إبعــاد ســعير الحــرب عن‬ ‫قواعده وخزان شــبيحته‪ ،‬ويوحي أيضا ً بعدم‬

‫حلول أوان ذلك التقسيم إن حدث‪ ،‬ولعل توسع‬ ‫ســيطرة النظــام على حســاب الثــوار وإعادة‬ ‫احتاللــه للكثيــر مــن المناطق المحــررة بعد‬ ‫تدميرهــا وتواصل تقدمه لتوضع ســورية في‬ ‫أغلبهــا تحت براثنه أو أنيــاب داعش‪ ،‬وبذلك‬ ‫يتــم التخلص مــن الفصائل التي حــررت تلك‬ ‫األراضي ليتم االستعانة بأخرى تعيد تحريرها‬ ‫وربما وفق ســيناريو أشــبه ما يكون بالدراما‬ ‫الهنديــة‪ ،‬لينبثق عن تلك القــوة الجديدة قيادة‬ ‫جديدة إيذانا ً ببروز أشباح التقسيم‪ ،‬أو في أشد‬ ‫القراءات تفاؤالً يأتي ذلك الفصيل بمن سيحكم‬ ‫سورية المستقبل‪ ،‬ومع ذلك ل ّما يحن أوان هذا‬ ‫الســيناريو‪ ،‬فقرار مجلس األمــن حول إدخال‬ ‫مســاعدات إنســانية للمتضررين فــي الداخل‬ ‫الســوري يعيد إلى األذهان قرار األمم المتحدة‬ ‫بتأســيس منظمــة غــوث وتشــغيل الالجئين‬ ‫الفلســطينيين الــذي كان هدفه االســتراتيجي‬ ‫بقاء الوضع على ما هو عليه وهذا ما ســيأتي‬ ‫بــه إدخال المســاعدات للســوريين‪ ،‬إنّه قرار‬ ‫حق يراد به باطل‪ ،‬سيك ّرس الستمرار الفظائع‬ ‫مع تخفيف القليل مــن تأنيب الضمير العالمي‬ ‫الميت أصالً تجاه معاناة الســوريين المرشحة‬ ‫إذ ذاك لالستمرار للمزيد من السنوات‪.‬‬ ‫فــي نفس الوقت يغ ّرد خارج الســرب كعادتهم‬ ‫أطــراف المعارضــة السياســية واالئتــاف‬ ‫الوطني فت ّم انتخاب قيادة جديدة قديمة! لتقود‬ ‫المرحلة المقبلة من ُع ْمر جثة ذلك الكيان الذي‬ ‫أصبح ال وطنياً‪ ،‬وفي خبايا هذا المشــهد القاتم‬ ‫يختفــي َمنْ قامت الثــورة ألجلهم ليظلوا على‬ ‫واقعهــم المرير في اجتــرار معاناتهم وآالمهم‬ ‫ليس أمامهم غير ذلك‪.‬‬


‫المشهد الميداني‬

‫الكتائب العـدد الواحدوالثالثون ‪2014/07/15‬‬

‫‪04‬‬

‫المعـارك على أشـدهـا في مـدينة حلـب‬ ‫ومعارك المليحة ما تزال مستمرة‬

‫جريدة الكتائب‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ـتســتمر المعارك في عموم أنحاء ســوريا‪،‬‬ ‫وكانــت المعــارك األبــرز في مدينــة حلب‪،‬‬ ‫والتــي بات الوضــع فيها خطــراً للغاية بعد‬ ‫التقــدم الــذي أحرزته قــوات النظــام‪ ،‬وإذا‬ ‫ما اســتمر الحال على ما هو عليه ســتكون‬ ‫مدينة حلب معرضة لحصار مشابه لحصار‬ ‫حمص وغوطة دمشق‪ .‬واستمرت المعارك‬ ‫كذلك في درعا والقنيطرة وحماه وادلب‪.‬‬

‫فــي دمشق وريفها‪ ،‬اندلعت اشتباكات‬ ‫بين الثوار وقوات النظام في كافة محاور بلدة‬ ‫المليحة‪ ،‬حيث اســتهدف الجيش الســوري‬ ‫الحر مواقع قــوات النظام المحيطة باإلدارة‬ ‫العامة للدفاع الجوي ونقطة عسكرية قرب‬ ‫مدينــة عربيــن‪ ،‬وتعرضت المليحــة ألربع‬ ‫غــارات جوية و‪ 12‬صــاروخ أرض‪-‬أرض‬ ‫وعشــرات قذائف الهاون والمدفعية الثقيلة‬ ‫والدبابات‪.‬‬ ‫كما شنت طائرات النظام غارات على حي جوبر‬ ‫بدمشــق والزبداني وعــدرا العمالية ومزرعة‬ ‫سبنا برنكوس بريف دمشق‪ .‬ومن جهة أخرى‪،‬‬ ‫دارت اشــتباكات على طريق السالم قرب خان‬ ‫الشيح الغربي وفي بلدة مسرابا بريف دمشق‪،‬‬ ‫وفجر الثوار مبنى تتمركز فيه قوات النظام في‬ ‫بلــدة الديرخبية في الغوطــة الغربية‪ .‬كما ألقى‬ ‫الطيران المروحي براميل متفجرة على مزارع‬ ‫رنكوس وبلدة خان الشيح‪.‬‬ ‫وقُتــل خمســة جنــود مــن جيــش النظــام في‬ ‫اشتباكات مع الثوار في محيط فرع المخابرات‬ ‫الجويــة بريف دمشــق‪ ،‬كما اســتهدف الثوار‬ ‫بالمدفعيــة تجمعات قوات النظام على المتحلق‬ ‫الجنوبي في دمشق‪.‬‬ ‫وأعلنت عــدّة فصائل ثورية بدء معركتي «إن‬ ‫عدتــم عدنــا» و»لبيك يــا أختاه» فــي الريف‬ ‫الغربي لمحافظة ريف دمشــق‪ ،‬واقتحم الثوار‬ ‫جميــع القطــع العســكرية والحواجــز التابعة‬ ‫للفرقــة الســابعة واللــواء ‪ .٨٨‬واســتهدفت‬ ‫قوات النظام طريقا ً بين المقيليبة وزاكية‪ ،‬كما‬ ‫قصفــت بلدة يلــدا بقذائف الهاون‪ ،‬بينما شــنّ‬ ‫الثوار هجوما ً علــى مقرات وثكنات في محيط‬ ‫مدينة الكسوة‪.‬‬ ‫وفي ســياق آخر‪ ،‬نظم االتحــاد العالمي ألجناد‬ ‫الشــام ‪-‬وهو مــن أكبر فصائــل المعارضة في‬ ‫ريف دمشــق‪ -‬دورات عسكرية لمجموعة من‬ ‫الشــباب المتطوعين‪ ،‬والهــدف من وراء ذلك‬ ‫هو فك الحصار عن الغوطة الشرقية‪ .‬وقال أحد‬ ‫قادة التدريب إن الدورات تشــمل حمل السالح‬ ‫والتعامل معه وخوض المعارك ليكون المقاتل‬ ‫في أتم االســتعداد لها‪ ،‬إضافة إلى التع ّود على‬ ‫الشدائد وتحمل المشاق‪.‬‬

‫وفــي درعــا اســتهدف الثــوار تجمعات‬ ‫لقــوات النظــام فــي اللــواء ‪ ،12‬وحاجــز‬ ‫المعصــرة فــي بصــرى الحريــر بقذائــف‬ ‫المدفعية والصواريخ‪ ،‬وســط قصف مدفعي‬ ‫على البلدة‪ .‬ودارت اشــتباكات بين الطرفين‬ ‫قــرب فرع األمن العســكري في نوى‪ ،‬وفي‬ ‫بلــدة عتمان‪ ،‬وقرب اللواء ‪ 82‬في الشــيخ‬ ‫مســكين‪ .‬وفي مدينــة درعا قصــف الثوار‬ ‫مقــرات قــوات النظــام فــي حي المنشــية‬ ‫بقذائــف المدفعيــة والصواريــخ‪ ،‬محققــة‬ ‫إصابات مباشرة‪.‬‬

‫وفــي حلــب‪ ،‬يتعرض الثــوار لضغط شــديد‬ ‫مــن قبل قــوات النظام وحلفائــه من حزب هللا‬ ‫اللبنانــي‪ ،‬حيــث يقــول ناشــطون أن الثــوار‬ ‫يســيطرون اآلن على مســاحة عرضها أربعة‬ ‫كيلومترات فقط شمال حلب‪ ،‬وإذا تمكن النظام‬ ‫من االســتيالء على شارع واحد أخير فسيكون‬ ‫بمقدوره حصار المدينة‪.‬‬ ‫وفــي التطورات الميدانية قتل الثوار قياديا ً في‬ ‫المخابــرات الجوية أثناء االشــتباكات في حي‬ ‫الميدان‪ ،‬كما قتل العشــرات من قــوات النظام‬ ‫فــي اشــتباكات بقرية كفــر صغيــر المالصقة‬ ‫للمدينــة الصناعية‪ .‬وتصدى الثــوار لمحاولة‬ ‫قوات النظام اســترجاع مبنى مالصق لســجن‬ ‫حلب المركــزي‪ ،‬كما اســتهدفوا مطار النيرب‬ ‫العســكري بصواريــخ غراد‪ ،‬وســط أنباء عن‬ ‫احتراق طائرة داخله‪.‬‬ ‫وتجددت االشتباكات أيضا ً في أحياء الليرمون‬ ‫وبستان القصر وبني زيد وداخل مبنى اإلذاعة‬ ‫والتلفزيــون‪ ،‬كما وقعت اشــتباكات قرب دوار‬ ‫شــيحان في حــي الخالدية‪ .‬وتدور اشــتباكات‬ ‫بين الثــوار وقوات النظام فــي محيط المنطقة‬ ‫الصناعية ومنطقة البريج شمال شرقي حلب‪،‬‬ ‫وفي جبل عزان جنوبي المدينة‪.‬‬ ‫وقصفت طائــرات النظام بالبراميــل المتفجرة‬ ‫مناشــر الحجــر والميســر والجزماتي‬ ‫أحيــاء‬ ‫ِ‬ ‫وطريــق البــاب وقاضي عســكر واألنصاري‪،‬‬ ‫إضافة إلى طريق الكاســتيلو شمالي حلب‪ ،‬كما‬ ‫اســتهدفت الطائــرات مدن وبلــدات مارع وتل‬ ‫رفعت وكفــر داعل والباب في ريف حلب‪ ،‬مما‬ ‫أسفر عن هدم عدد من المنازل‪.‬‬ ‫وأصــدرت مجموعة من الفصائل في الشــمال‬ ‫الســوري بيانا ً موحداً ينص على تشــكيل قوة‬ ‫عسكرية موحدة بقيادة عسكرية موحدة إلنقاذ‬ ‫مدينة حلب‪ ،‬وقال البيان إن تشكيل‬

‫وشــهد ريــف درعــا قصفــا ً بالبراميل‬ ‫المتفجرة‪ ،‬حيث ألقت المروحيات عشــرات‬ ‫البراميل على مــدن وبلدات إنخل واليادودة‬ ‫ونــوى وأم الميــاذن وداعــل‪ ،‬بينما قصفت‬ ‫المدفعية بلدة سحم الجوالن‪ .‬واقتحم الثوار‬ ‫مقــراً لقــوات النظــام فــي الحــي الجنوبي‬ ‫تلــك القوة يأتــي بالنظر ألهميــة حلب الكبرى لبصرى الشــام بريــف درعا‪ ،‬مما أســفر عن‬ ‫وإلنقــاذ جبهاتها من هجمات النظام الســوري مقتل عدد من الجنود واغتنام أسلحة وذخائر‪.‬‬ ‫ووقعت بالتزامن مع ذلك اشــتباكات باألسلحة‬ ‫وتنظيم الدولة اإلسالمية‪.‬‬ ‫وأوضح البيان أنه ستشــكل قوة تدخل ســريع الثقيلة في الحيين الشرقي والغربي للبلدة‪.‬‬ ‫من الفصائل يقودها عســكريون أكفاء مهمتها‬ ‫وفــي القنيطرة ســيطر الثــوار على مواقع‬ ‫األولى إنقاذ حلب‪.‬‬ ‫وحســب البيــان فإن هــذه القوة مســتقلة في لجيــش النظــام‪ ،‬وتتواصــل االشــتباكات فــي‬ ‫قرارها العسكري وقوامها ‪ 600‬مقاتل مبدئياً‪ .‬محيط اللواء ‪ 90‬الذي يحاول الثوار السيطرة‬ ‫وتضــم تلك القوة فصائــل حركة حزم وجبهة عليــه‪ .‬وكان الثوار قد بدؤوا معركة أســموها‬ ‫ثوار سوريا والمجلس العسكري الفرقة ‪« ١٠١‬الشــمس وضحاها» لتحريــر اللواء ‪ 90‬في‬ ‫والفرقــة ‪ ١٣‬ولواء فرســان الحــق وصقور ريف محافظة القنيطرة‪ ،‬وسيطروا خاللها على‬ ‫الشــام وجبهة النصــرة وفيلق الشــام وجبهة ســرية خان الحالبات وقرية رسم الدرب‪ ،‬كما‬ ‫دمروا مدرعتين وأوقعوا عدة خســائر بشرية‬ ‫ثوار سراقب‪.‬‬ ‫في صفوف قوات النظام‪.‬‬ ‫وفــي ادلب قصــف الطيــران الحربــي بلدة‬ ‫حزانــو بريف إدلب مما أدى لســقوط شــهداء وفي حمــص دارت معارك بمحيــط قرية أم‬ ‫وجرحى‪ ،‬واســتهدفت غــارات أيضــا ً مناطق شرشوح في الريف الشمالي وتلبيسة والحولة‪،‬‬ ‫في حين تعرضت أحياء مدينة الرســتن وقرية‬ ‫كفرومة وبسيدا وكفرسجنة وكفرزيتا‪.‬‬ ‫وســيطر الثوار على حاجز الطراف بعد قصف الزعفرانــة لقصف بالمدفعيــة الثقيلة وقذائف‬ ‫عنيــف علــى الحاجز الذين يقع قرب معســكر الهاون‪ ،‬مما أســفر عن استشــهاد شــخصين‬ ‫الحامديــة بريف إدلب‪ .‬وتنبع أهمية الســيطرة وإصابة آخرين بجروح‪.‬‬ ‫علــى الحاجز فــي أنه يعــد البوابة الرئيســية‬ ‫للســيطرة على معســكر الحامديــة‪ .‬كما تمكن‬ ‫مقاتلو الجيش الحر من الســيطرة على حاجز وفي حماه تواصل قصف النظام على مناطق‬ ‫الدهمــان قرب مدينة معــرة النعمان في إدلب‪ ،‬عدة‪ ،‬فقد تسبب القصف بمقتل أربعة أشخاص‬ ‫بعد أن دمروا ثالث دبابات لقوات النظام وقتلوا بقريــة الحويجــة‪ ،‬كمــا أصيب الكثيــرون في‬ ‫جميع عناصر الحاجز‪ ،‬ثم تقدموا نحو معسكر قصف بالقنابــل العنقودية علــى قرية حمادي‬ ‫الحامدية‪ .‬وحاولت قوات النظام استعادة حاجز عمر‪ .‬وســيطر الثوار على قرية الرهجان بعد‬ ‫الطراف في المنطقة نفسها بتغطية من الطيران عملية استشــهادية نفذتها جبهــة النصرة في‬ ‫الحربي‪ ،‬لكن الثوار اســتطاعوا صد الهجوم‪ ،‬حاجــز الرهجان بريف حماة الشــرقي‪ ،‬والتي‬ ‫في حين أصيب عدد من المدنيين بجراح جراء أدت إلــى مقتــل عدد من جنــود النظام وتدمير‬ ‫آليات‪.‬‬ ‫غارة جوية على مدينة كفر تخاريم‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الواحدوالثالثون ‪2014/07/01‬‬

‫الصفحة اإلخبـارية‬

‫‪05‬‬ ‫مجلس األمن يصدر قرار ًا بإيصال اإلغاثة لسوريا دون موافقة النظام‬ ‫أصــدر مجلس األمــن الدولي قراراً يســمح للقوافل اإلنســانية‬ ‫المتوجهة إلى ســوريا بعبور الحــدود الخارجية للبالد من دون‬ ‫موافقــة النظام‪ ،‬ما سيســمح بإغاثة أكثر مــن مليون مدني في‬ ‫مناطــق تســيطر عليهــا المعارضة‪ .‬واتخــذ القــرار باإلجماع‪،‬‬ ‫ويقضــي بتســريع إيصال المســاعدات اإلنســانية إلى ســوريا‬ ‫حتــى دون موافقــة النظــام‪ ،‬وينــص أيضــا ً علــى إنشــاء آلية‬ ‫لمراقبة محتوى المســاعدات توضع تحت سلطة األمم المتحدة‪.‬‬ ‫وستستمر آلية المراقبة لفترة ‪ 180‬يوما ً لتحميل قوافل المعونة‬ ‫فــي الدول المجاورة التي ســتبلغ بدورها الســلطات الســورية‬

‫بـ»الطبيعة اإلنســانية لشــحنات اإلغاثة هذه»‪ .‬وســمح مجلس‬ ‫األمن بإيصال المســاعدات اإلنسانية عبر أربعة معابر حدودية‬ ‫تقود إلى مناطق يســيطر عليها المعارضون من تركيا والعراق‬ ‫واألردن‪ ،‬وهي معبرا باب الســامة وباب الهوى اللذان تسيطر‬ ‫عليهما المعارضة السورية إلى جانب معبري الرمثا واليعربية‪.‬‬ ‫وقــد صوتت على القرار روســيا والصين أيضــاً‪ ،‬وهما البلدان‬ ‫اللذان استخدما حق الفيتو ضد أربعة قرارات بخصوص سوريا‬ ‫منذ بداية األزمة الســورية‪ .‬ويأتي ذلك رغم تحذير ســوريا من‬ ‫أنها تعد إيصال مثل تلك المساعدات بمنزلة شن هجوم عليها‪.‬‬

‫البحرة يخلف الجربا برئاسة االئتالف‬ ‫فاز الســيد هادي البحرة برئاســة االئتالف بعد االنتخابات وذلك‬ ‫بحصوله على ‪ 62‬صوت بمنافسته مع السيدين موفق نيربية‬ ‫( ‪ 41‬صوت ) ووليد العمري (‪ 3‬أصوات)‪ ،‬وذلك من أصل ‪113‬‬ ‫شــخص قامــوا بالتصويت‪ .‬وانتخبــت األمانة العامــة لالئتالف‬ ‫الوطني الســوري لقوى الثورة والمعارضة‪ ١٩ ،‬عضواً للهيئة‬ ‫السياســية‪ ،‬حيــث حاز كل منهــم على األصوات التالية‪ :‬ســالم‬ ‫المســلط ‪ -‬عبــد األحد اســطيفو ‪ -‬نذير الحكيــم ‪ -‬عالية منصور‬ ‫ بــدر جامــوس ‪ -‬محمود دغيم ‪ -‬أحمد ســيد يوســف ‪ -‬صالح‬‫درويش ‪ -‬رياض الحســن ‪ -‬واصل الشــمالي ‪ -‬نغــم القادري ‪-‬‬

‫أنــس عيروط ‪ -‬خطيب بدلة ‪ -‬جابر زعين ‪ -‬أنس العبدة ‪ -‬أحمد‬ ‫جقل ‪ -‬أكرم عساف ‪ -‬محمد خير بانجو ‪ -‬خالد ناصر‪.‬‬ ‫ويالحــظ أن ســتة من أعضاء الهيئة الســابقة اســتمروا فيها‪،‬‬ ‫وهم‪ :‬خالد الناصر‪ ،‬ورياض الحســن‪ ،‬وعالية منصور‪ ،‬وأحمد‬ ‫جقــل‪ ،‬ومحمد رياض بانجو‪ ،‬وصــاح درويش‪ .‬وعاد إليها من‬ ‫جديــد أكرم عســاف‪ ،‬وســالم مســلط‪ ،‬بينما دخلهــا ‪ ١١‬عضواً‬ ‫ألول‪ .‬وحســب النظام الداخلي لالئتــاف‪ ،‬يضاف إلى األعضاء‬ ‫المنتخبيــن في الهيئة‪ ،‬كل من الرئيس‪ ،‬ونوابه الثالثة‪ ،‬واألمين‬ ‫العام‪ ،‬ليصبح كامل عدد أعضاء الهيئة السياسية ‪ ٢٤‬عضواً‬

‫حركة اإلنقاذ الوطني تطرح مبادرة إلنقاذ الثورة‬ ‫أطلقــت حركة اإلنقــاذ الوطني مبــادرة وطنية قالــت إنها تلبي‬ ‫الحاجة الماســة إلنقاذ مسيرة الثورة وتعمل على إخراج الثورة‬ ‫مــن حالة المراوحة المســتهلكة لطاقــات كل الوطنيين‪ ،‬وتعمل‬ ‫على بلورة مشروع وطني يرتكز على‪:‬‬ ‫اعتبــار المجلس الوطني واالئتالف والحكومة المؤقتة‬ ‫• ‬ ‫كمؤسسات من إنجازات نضال الشعب وأنها ليست ملكا شخصياً‪.‬‬

‫ضرورة حســن اإلعداد والوصول إلــى إنجاز المؤتمر‬ ‫• ‬ ‫الوطني العام الجامع والشامل لكل قوى الثورة والنضال الوطني‬ ‫التحرري ‪.‬‬ ‫التواصــل مع كل التجمعات واألطــر الوطنية المعروفة‬ ‫• ‬ ‫في الداخل والخارج ‪.‬‬

‫البنتاغون‪ :‬مساعداتنا للمعارضة السورية في أكتوبر‬ ‫أعلــن المتحــدث باســم وزارة الدفــاع األميركيــة (البنتاغون)‬ ‫األدميرال جون كيربي أن األموال التي كان الرئيس باراك أوباما‬ ‫قد طلب من الكونغرس تخصيصها لتســليح وتدريب المعارضة‬ ‫السورية لن تصبح متوافرة قبل أكتوبر‪/‬تشرين األول المقبل في‬ ‫أقرب تقدير‪ .‬وأضاف كيربي أن وزير الدفاع تشاك هيغل أعطى‬ ‫توجيهاتــه لطاقم الوزارة للشــروع في تجهيــز خطط تفصيلية‬ ‫تتعلــق بكيفيــة توزيع هــذه األموال ومــكان إجــراء التدريبات‬

‫والوقــت الذي ســوف تســتغرقه‪ ،‬مضيفا ً أن األهــم من ذلك هو‬ ‫كيفية انتقاء المقاتلين الذين ســيخضعون للتدريب‪ .‬وأوضح أن‬ ‫البنتاغون يعكف حاليا ً على إعداد هذه الخطط التفصيلية‪ ،‬وتوقع‬ ‫أنهم سيبدؤون بتلقي بعض التقارير األولية في القريب العاجل‪،‬‬ ‫مشــيراً إلى أن قيمة المســاعدة لتســليح وتدريــب المعارضة‬ ‫السورية تبلغ خمسمائة مليون دوالر‪.‬‬

‫تعيين دي ميستورا مبعوث ًا أممي ًا لسوريا‬ ‫أكــد األمين العام لألمــم المتحدة بان كي مون تعيين المســؤول‬ ‫المخضــرم بالمنظمة الدولية ســتيفان دي ميســتورا ‪-‬المبعوث‬ ‫الخاص الســابق لألمم المتحدة في أفغانســتان والعراق‪ -‬موفداً‬ ‫أمميا ً جديداً في سوريا خلفا للجزائري األخضر اإلبراهيمي‪ .‬وقال‬ ‫بــان للصحفيين في نيويورك إن نائب وزير الخارجية المصري‬ ‫السابق عز الدين رمزي سيساعد دي ميستورا في مهمته‪ .‬وقال‬ ‫دبلوماســي في مجلس األمن الدولي إن دي ميســتورا ســيمثل‬ ‫األمــم المتحدة‪ ،‬في حين كان اإلبراهيمي موفداً خاصا ً مشــتركا ً‬ ‫لألمم المتحدة وجامعة الدول العربية‪ ،‬مشــيرا إلى أنه ســيكون‬ ‫لدى ميستورا مساعد عربي‪.‬‬ ‫ودي ميســتورا (‪ 67‬عامــا) مولــود فــي ســتوكهولم ويحمــل‬ ‫الجنســيتين اإليطالية والســويدية‪ ،‬وهو النائب الســابق لوزير‬

‫الخارجيــة اإليطالي المعتاد على مناطــق النزاع‪ ،‬تولى مناصب‬ ‫عــدة في األمم المتحدة خصوصا ً كممثــل خاص للوكالة الدولية‬ ‫في أفغانســتان (‪ )2011-2010‬والعــراق (‪)2004-2001‬‬ ‫ومســاعد مديــر برنامج األغذيــة العالمــي (‪.)2010-2009‬‬ ‫ويتحدث دي ميســتورا ســت لغات‪ ،‬منها الفرنســية واأللمانية‬ ‫والعربية‪.‬‬ ‫وأشــار بان كي مون إلى خطة من ست نقاط لرسم الطريق أمام‬ ‫الوســيط الجديــد‪ ،‬تتضمن طلب حظــر على األســلحة و»الحق‬ ‫بالعدالة» للشعب السوري و»النقل الفوري والحر للمساعدات»‬ ‫اإلنسانية‪ .‬لكنه الحظ أيضا ً أن إعادة انتخاب بشار األسد «وجهت‬ ‫ضربة إضافية للعملية السياسية»‪.‬‬

‫اغتيال قائد في الجيش الحر اثناء زيارته لالردن‬ ‫أكد نشطاء اغتيال القائد الميداني للواء المجاهدين التابع لفرقة بعــض مواقع التواصل االجتماعي مثــل الهيئة العامة للثورة –‬ ‫«حمزة» ماهر الرحال‪ ،‬في العاصمة األردنية عمان في حي أبو المكتــب اإلعالمي درعــا والذي ذكر أن الرحــال اغتيل بخمس‬ ‫نصيــر‪ ،‬حيث دخل المملكة منذ ما يقارب األســبوع‪ .‬و قد أكدت رصاصات على أيدي مجهولين ‪،‬هذا ولم تتوضح تفاصيل أخرى‬ ‫خبر اغتيــال القائد الميداني للواء العامل في مدينة إنخل بدرعا عن الحادثة بعد بحسب نفس المصدر‪.‬‬

‫تحذير من سقوط حلب ودعوة‬ ‫لتسليح المعارضة‬ ‫حذر معارضان سوريان من سقوط مدينة حلب‬ ‫بعد التقدم الذي أحرزته قوات النظام في الجبهة‬ ‫الشمالية الشرقية للمدينة‪ ،‬وطالبا المجتمع‬ ‫الدولي بتقديم السالح للمعارضة لتمكينها‬ ‫من مواجهة النظام وتنظيم الدولة اإلسالمية‬ ‫الذي سيطر على مناطق واسعة في دير الزور‬ ‫شرقي سوريا‪ .‬وأبدى رئيس المجلس المحلي‬ ‫لحلب عبد الرحمن ددم وممثل المجلس في‬ ‫االئتالف الوطني السوري المعارض جالل‬ ‫الدين الخانجي ‪-‬وهما من أبناء مدينة حلب‪ -‬في‬ ‫مؤتمر صحفي على هامش اجتماعات االئتالف‬ ‫في إسطنبول‪ ،‬قلقهما الشديد من تقدم الجيش‬ ‫السوري في أحياء بحلب على حساب الجيش‬ ‫الحر والفصائل األخرى المعارضة‪.‬‬ ‫وأشار ددم والخانجي إلى أن النظام السوري‬ ‫يمطر حلب يوميا بـ‪ 35‬برميالً متفجراً بزنة‬ ‫خمسمائة كيلوجرام من المتفجرات موقعا ً قتلى‬ ‫وجرحى بين المدنيين‪ ،‬وقاال إن ذلك يشكل‬ ‫«ظاهرة فريدة في التاريخ‪ ».‬وحذر الخانجي‬ ‫من أن النظام يوشك على السيطرة على طريق‬ ‫حندرات (الذي يعرف بأنه طريق الموت) إذ إن‬ ‫ثمانية كيلومترات فقط من هذا الطريق بقيت‬ ‫خارج سيطرة النظام‪ ،‬مؤكدا أن حلب ستحاصر‬ ‫بالكامل في حال سقوط هذا الطريق‪ .‬كما حذر‬ ‫الخانجي من أن تنظيم الدولة الذي يسيطر على‬ ‫الريف الشرقي من محافظة حلب يهدد بالتقدم‬ ‫نحو الريف الشمالي للمحافظة‪ ،‬وقال إن جيش‬ ‫النظام تقدم في المنطقة الصناعية في حلب‬ ‫على مرأى ومسمع من مسلحي تنظيم الدولة‬ ‫الذين لم يطلقوا رصاصة واحدة‪.‬‬

‫«قوة الرامي» برنامج‬ ‫االستهداف لهواتف الثوار‬ ‫النقالة‬ ‫أصــدر المكتــب التقني فــي الجبهة اإلســامية‬ ‫برنامج إلكتروني أطلق عليه اسم «قوة الرامي»‪،‬‬ ‫يعمــل البرنامــج علــى أجهــزة «األندرويــد»‪،‬‬ ‫ويختــص البرنامج فــي تحديد األهــداف لرامي‬ ‫الهــاون والمدفعيــة‪ ،‬وتصحيــح الرمايــات من‬ ‫خالل حســابات يجريها البرنامج بشــكل تلقائي‪،‬‬ ‫والتــي تم إدخالهــا على البرنامج مســبقاً‪ ،‬وهي‬ ‫حســابات صحيحة ودقيقة‪ ،‬بحســب ما صرح به‬ ‫أحد المهندسين المشرفين على البرنامج‪ .‬و قال‬ ‫المهندس أن البرنامج ساعد العناصر على تسهل‬ ‫عملهــم‪ ،‬كونه يقــدم خيارات تشــمل كافة أنواع‬ ‫األســلحة المتوفــرة‪ ،‬النظامية منهــا والمحلية‪،‬‬ ‫ويســتطيع البرنامــج أن يحدد نســبة الخطأ وأن‬ ‫يصحح الرمايات ويوفر خيارات إضافية أخرى‪.‬‬ ‫ويضيف المهندس المشــرف نقالً عن المقاتلين‪:‬‬ ‫أن البرنامــج أحــدث نقلــة نوعيــة فــي ميــدان‬ ‫المعارك وعلى الجبهات‪ ،‬حيث أصبحت األهداف‬ ‫تحــدد بدقة أكبــر وزادت نســبة تحقيقها إلى حد‬ ‫ملحوظ‪ .‬يذكر أن المكتب التقني للجبهة سبق أن‬ ‫أدخل تقنية الســيارات المسيرة ذات القدرة على‬ ‫التحكم عن بعد‪ ،‬والتي يتم من خاللها اســتهداف‬ ‫نقاط تمركز قوات األسد بشكل دقيق‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الواحدوالثالثون ‪2014/07/15‬‬

‫لقاء العدد‬

‫‪06‬‬

‫مركز توثيق االنتهاكات في سوريا‬ ‫واالعتداءات الجنسية واالغتصاب والقتل تحت‬ ‫التعذيــب والعشــرات من االنتهــاكات اليومية‬ ‫حوار وإعداد‪ :‬أشرف الحمصي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األخرى من جميع أطراف النزاع وعلى رأسهم‬ ‫مركــز توثيق االنتهــاكات في ســوريا منظمة القوات التابعة للنظام‪.‬‬ ‫مدنيــة مســتقلة‪ ،‬غير حكومية وغيــر ربحية‪.‬‬ ‫بدأت العمل في مجــال رصد وتوثيق انتهاكات ما هي اإلجراءات المتبعة وطرق‬ ‫حقوق اإلنســان في سوريا بداية شهر نيسان‪ /‬توثيــق المعلومــات والشــهادات‬ ‫أبريــل ‪ .2011‬وتقوم بتوثيــق جميع الحاالت الواردة إلى المركز؟‬ ‫بالنســبة للمعاييــر التــي يعتمــد عليهــا مركز‬ ‫التي تقع ومن جميع األطراف‪.‬‬ ‫ولعمــل هذه المنظمة دور كبير مســتقبالً كون توثيــق االنتهــاكات في ســوريا فهــي معايير‬ ‫التقارير الصادرة عنها أحد المصادر المعتمدة تتوافــق والمعاييــر الدوليــة الخاصــة بعمــل‬ ‫لدى منظمات وهيئات األمم المتحدة‪ ،‬وســوف ومنهجيــة عملية التوثيق‪ ،‬حيث يشــرف على‬ ‫تســتخدم هذه التقاريــر في المرافعــات ورفع الموقــع فريق من النشــطاء الحقوقيين وعلى‬ ‫دعــاوى علــى مرتكبي الجرائــم واالنتهاكات‪ ،‬رأســهم المحامية رزان زيتونة‪ ،‬أ ّما النشــطاء‬ ‫وســوف تلعب هــذه البيانات والتقاريــر دوراً اآلخرين فقد خضع جميعهم للعديد من الدورات‬ ‫مهما ً في عملية تعويض الضحايا والمحاســبة التدريبيــة الدوليــة فــي عدة بلــدان وعواصم‬ ‫عالمية وت ّم تدريبهم بشكل عملي ومفصل على‬ ‫في مرحلة العدالة االنتقالية‪.‬‬ ‫جريدة الكتائب التقت مع األســتاذ بسام األحمد آليات التوثيق الحديثة المعتمدة من المنظمات‬ ‫المتحدث الرسمي باسم مركز توثيق االنتهاكات والهيئات الدولية وعلى رأسها األمم المتحدة‪.‬‬ ‫في سوريا وكان لنا معه اللقاء التالي‪:‬‬ ‫وانطالقــا ً مــن مبدئنــا المعتمــد علــى أن دقة‬ ‫ما هي أهم أهداف مشــروع إقامة المعلومــة الخاصــة بضحايا انتهــاكات حقوق‬ ‫االنسان‪ ،‬هي واجب حقوقي وأخالقي وإنساني‬ ‫المركز؟‬ ‫يعمــل المركــز علــى مراقبة ورصــد وتوثيق وحق للضحية وذويها‪ ،‬نعتمد في مركز توثيق‬ ‫كافــة الخروقات والجرائم المرتكبة ضد حقوق االنتهاكات في ســوريا علــى عملية توثيق من‬ ‫اإلنسان في سوريا‪ ،‬كما يعمل المركز – بموازاة عدة مراحل من أجل الوصول إلى نســبة قوية‬ ‫ذلــك ‪ -‬على حماية تلــك الحقوق وتعزيزها في مــن الدقة ضمــن الظروف المعقــدة والصعبة‬ ‫ثقافة السوريين‪ .‬وقد حمل المركز على عاتقه التي نعيشها في سوريا منذ آذار ‪.2011‬‬ ‫منــذ إعالنه‪ -‬توثيق أســماء شــهداء الثورة‬‫الســورية إضافة إلى أســماء معتقلــي الثورة ‪ – 1‬المرحلة األولى ‪:‬‬ ‫والمفقوديــن والمخطوفين وحتــى االنتهاكات تقــوم على جمــع وتوثيــق البيانــات؛ من قبل‬ ‫المرتكبة من الجهات غير الرســمية باإلضافة مجموعة من النشــطاء الحقوقيين والنشــطاء‬ ‫إلى قتلى النظام الســوري من عناصر الجيش الميدانييــن والمراســلين المعتمديــن مــن قبل‬ ‫النظامية وشــبه النظامية مما يســمى «بجيش المركــز فــي مختلــف المناطــق‪ ،‬إضافــة إلى‬ ‫الدفاع الوطني» أو عناصر الشــبيحة وغيرهم االستعانة بالمشــافي الميدانية والمدافن كأحد‬ ‫مــن المقاتليــن األجانب ممن يقاتــل إلى جانب مصــادر المعلومــات وذوي الضحايــا وعــدد‬ ‫مــن المكاتب اإلعالميــة المتمتعــة بمصداقية‬ ‫جيش النظام‪.‬‬ ‫عاليــة لدى مركزنــا‪ ،‬حيث يتم تســجيل جميع‬ ‫ما هي أهم إنجــازات المركز وما المعلومــات التــي تــرد منهم إلى فريــق ادارة‬ ‫الموقع االلكتروني‪ ،‬بعد التأكد من عدم تكرارها‬ ‫أهميتها؟‬ ‫يقــوم المركز بنشــر إحصائيات حــول قواعد أو قدمهــا‪ ،‬والبحث عــن تفاصيــل حولها من‬ ‫البيانات لديه بشــكل دوري على شــكل تقارير مصادر متنوعة‪ ،‬وهــذه تعتبر المرحلة األولى‬ ‫أســبوعية وشهرية وســنوية في صيغة نسب مــن التوثيق‪ ،‬والتي يمكن أنّ نســميها مرحلة‬ ‫مئوية ورســوم توضيحية‪ ،‬إضافة إلى إصداره التحقق األولي من المعلومات الواردة‪.‬‬ ‫العشرات من التقارير الحقوقية حول مواضيع‬ ‫‪ – 2‬المرحلة الثانية‪:‬‬ ‫وانتهاكات مختلفة في سوريا‪.‬‬ ‫تنبــع أهميــة هــذه التقاريــر والتوثيقات من يتم اســتكمال هذه المعلومات خالل اليوم األول‬ ‫كونهــا أحد المصــادر المعتمدة لــدى منظمات لحصول االنتهاك أو خالل األيام القليلة التالية‪،‬‬ ‫وهيئات األمم المتحدة‪ ،‬وســوف تســتخدم هذه سواء من حيث جمع الفيديو أو صور الشهداء‬ ‫التقاريــر فــي المرافعات ورفع دعــاوى على أو أية تفاصيل أخرى حول الضحية‪ ،‬وذلك من‬ ‫مرتكبــي الجرائم واالنتهاكات‪ ،‬وســوف تلعب قبل الفريق المشرف على الموقع االلكتروني‪.‬‬ ‫هذه البيانات والتقاريــر دوراً مهما ً في عملية‬ ‫تعويــض الضحايــا والمحاســبة فــي مرحلــة ‪ – 3‬المرحلة الثالثة‪:‬‬ ‫وينفــرد مركز توثيــق االنتهاكات في ســوريا‬ ‫العدالة االنتقالية‪.‬‬ ‫بهــذه المرحلة‪ ،‬وتكــون في التدقيــق الدوري‬ ‫ماهي أبرز االنتهاكات التي تجري – اليومي واألســبوعي والشــهري‪ ،‬حيث يتم‬ ‫فــي ســوريا فــي ظــل األوضاع إرسال البيانات إلى النشطاء حسب مناطقهم من‬ ‫أجل التأكد من خلوها من األخطاء واســتكمال‬ ‫الحالية؟‬ ‫يمكننا القول أنّ سوريا تشهد جميع االنتهاكات مــا ينقــص مــن معلومات حــال توفرهــا مثل‬ ‫وبشــكل واســع النطاق وممنهج وعلى رأسها الصــورة أو الفيديو أو المهنة أو اســم األم أو‬ ‫القتــل العمــد والقتــل خــارج نطــاق القضــاء العمر ‪ ......‬ألخ‪ ،‬ويُسمي المركز من يقوم بهذا‬ ‫واالعتقــال التعســفي واالختفــاء القســري العمــل المدققين اليوميين‪ ،‬وباإلضافة إلى ذلك‬

‫فإنّ المركز يقــوم بتكليف «فريق‬ ‫المدققيــن المعتمديــن» لجلــب‬ ‫قوائــم كاملة للضحايا في المناطق‬ ‫والقــرى والبلــدات المختلفة ويت ّم‬ ‫مقارنتها مرة أخــرى مع البيانات‬ ‫الموجودة فــي الموقع حتى نصل‬ ‫إلــى أقــرب نقطــة مــن التأكد من‬ ‫وقوع االنتهــاك والجهة المرتكبة‬ ‫له‪.‬‬ ‫تضاف إلى هــذه المراحل جميعها‬ ‫عمليــة تأكد مــن أن عملية إدخال‬ ‫البيانــات تمــت بطريقــة صحيحة‬ ‫وذلــك للتغلــب على عامــل الخطأ‬ ‫البشري في ادخال البيانات‪.‬‬ ‫هــذه المراحــل الثالثة تعتبر مهمة وأساســية‬ ‫وضرورية في عملية التوثيق‪ ،‬ولكننا ال نعتبرها‬ ‫اســتكماالً للمعلومات بشــكل كامل ‪ -‬بأي حال‬ ‫مــن األحوال ‪ -‬ويعود ذلك إلى تعقيدات الوضع‬ ‫الســوري وما تخضع لــه المناطق من حصار‬ ‫وما يعانيه النشــطاء من أوضاع أمنية سيئة‪،‬‬ ‫وتقطيــع أوصــال المــدن والمناطــق وتخوف‬ ‫األهالــي من إعطاء المزيد مــن التفاصيل عن‬ ‫أبنائهــم بســبب التهديدات األمنيــة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى انقطاع االتصال باإلنترنت وانقطاع التيار‬ ‫الكهربائي المستمر عن معظم الجغرافيا الغير‬ ‫خاضعة لسيطرة النظام‪.‬‬

‫هــل هناك منظمــات عالمية تدعم‬ ‫جهــود توثيــق االنتهــاكات فــي‬ ‫ســوريا أم أن األمــر يقتصر على‬ ‫جهودكم فقط؟‬

‫هنالــك العديــد مــن المنظمات الســورية منها‬ ‫المرصد الســوري لحقوق اإلنســان والشــبكة‬ ‫الســورية لحقــوق اإلنســان باإلضافــة إلــى‬ ‫العديد مــن المنظمــات العالمية منها الشــبكة‬ ‫األورومتوســطية لحقــوق اإلنســان ومنظمة‬ ‫هيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية‬ ‫وأطبــاء من أجــل حقــوق اإلنســان وغيرهم‬ ‫الكثير‪.‬‬

‫هل هنــاك جهــود إلعــادة تأهيل‬ ‫المتضرريــن مــن حــوادث‬ ‫االنتهــاكات أم أن األمــر يتجاوز‬ ‫اختصاصات المركز؟‬

‫ورغــم ذلك نســعى من خــال المراحل الثالث‬ ‫لتجاوز عدد من تلك العقبات قدر اإلمكان وبما‬ ‫يحافــظ على ســوية عمل ومصداقيــة مركزنا‬ ‫وحقــوق الضحايا بنقــل الحقيقة كمــا وقعت‪،‬‬ ‫علــى أنّ هذه البيانــات والمعلومــات خاضعة األمر يتجاوز اختصاصات المركز فهذا يقع على‬ ‫لعملية مراجعة وتدقيق وتعديل بشــكل دوري عاتــق الحكومة القادمة والمجلس التأسيســي‬ ‫حتى لو بعد مرور أشهر على وقوع االنتهاك‪ .‬الذي عادة ما ينشئ بعد تغير األنظمة‪.‬‬

‫هــل يوثــق مركزكــم االنتهاكات أريد أن أسألك عن االنتهاكات التي‬ ‫التــي يرتكبهــا النظــام فقــط أم جرت بحق الناشطين واإلعالميين‬ ‫أنكــم توثقــون ما ترتكبــه بعض تحديدا‪ ..‬هل هي كبيرة؟‬ ‫الجماعات األخرى كداعش مثال؟ طبعــا ً هــي كبيرة جــداً وخطيــرة وقــد دفعت‬

‫يعمل المركز على توثيق االنتهاكات من جميع‬ ‫األطراف‪.‬‬

‫مــا هــي مؤهــات الموظفين في‬ ‫المركــز وكفاءتهــم وخبرتهم في‬ ‫مجال التوثيق؟‬

‫بالعشــرات مــن النشــطاء إلى مغــادرة أماكن‬ ‫نشاطهم‪.‬‬ ‫النشــطاء مستهدفون بشــكل قوي منذ البداية‬ ‫من قبل قــوات النظام وعندمــا تحررت بعض‬ ‫المناطــق وســيطرت عليهــا بعــض الكتائــب‬ ‫المقاتلة أو تنظيمات جهادية مرتبطة بالقاعدة‬ ‫بدأ مسلسل جديد من االنتهاكات بحق الناشطين‬ ‫وكان على رأس تلك االنتهاكات هو الخطف‪.‬‬ ‫طبعا ً الدولة اإلسالمية في العراق والشام على‬ ‫رأس المنتهكين للنشــطاء فهي مســؤولة عن‬ ‫أكثــر مــن ‪ 80‬حالة خطف بحق النشــطاء في‬ ‫عموم المحافظات وتحديداً حلب والرقة‪.‬‬

‫يقوم على المركز نخبة من النشطاء الحقوقيين‬ ‫داخــل ســوريا وخارجهــا‪ .‬فبالنســبة لفريــق‬ ‫المدققيــن اليومييــن وفرق الرصــد الميداني‪،‬‬ ‫فهــو يعتمد على نشــطاء المركز فــي الداخل‬ ‫الســوري‪ .‬بينما يتكون فريق المركز اإلداري‬ ‫ومنسقيه األساسيين من نشطاء مقيمين خارج‬ ‫ســوريا وجــزء آخر مقيــم في داخــل الوطن‪.‬‬ ‫ويضم المركز أكثر من ‪ 30‬ناشــطا ً وناشــطة وال ننســى أيضا ً بعض كتائب الغوطة المقاتلة‬ ‫التــي أقدمــت فــي ‪ 2013-12-9‬على خطف‬ ‫في العديد من المدن والمناطق السورية‪.‬‬ ‫مديــرة مركزنــا الناشــطة والمحاميــة رزان‬ ‫زيتونة وزوجها الناشط وائل حمادة والشاعر‬ ‫هل قمتم بإجــراء دورات تدريبية والمحامي ناظم حمادي والناشــطة والمعتقلة‬ ‫خاصــة لموظفــي المركــز علــى السياســية ســميرة الخليل ومــا زال مصيرهم‬ ‫اعتبــار افتقــار ســوريا مــا قبل مجهوالً حتى كتابة هذه السطور‪.‬‬

‫الثورة إلى مثل هذه التخصصات؟‬ ‫طبعاً‪ ،‬أقمنا العشرات من الدورات التدريبية‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الواحدوالثالثون ‪2014/07/01‬‬

‫مختارات من الصحافة‬

‫‪07‬‬

‫تمهل‪ ..‬ال تجدد جواز سفرك‬ ‫فقد جانب الصــواب‪ .‬فصناعة القــرار الغربي‬ ‫تعتمــد علــى الكثير مــن الدراســات والبحوث‬ ‫األكاديمية العلمية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬واالجتماعية‪،‬‬ ‫واالســتراتيجية‪ .‬بــل إن هنــاك دراســات فــي‬ ‫ردهات صناع القرار السياســي في الغرب عن‬ ‫مخططات اســتراتيجية لتقســيم الدول العربية‬ ‫وضعت أساساتها قبل ثالثة عقود‪.‬‬

‫عبدالرحمن الخطيب – صحيفة الحياة‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫اســتوحيت عنــوان المقالــة مــن األحــداث‬ ‫المتســارعة التــي شــهدها العالــم العربــي‬ ‫األســبوعين الماضيين‪ .‬فمــن انتهت صالحية‬ ‫جــوازات ســفرهم مــن الالجئيــن الســوريين‬ ‫والعراقيين‪ ،‬ولــم يتمكنوا من تجديدها‪ ،‬يفضل‬ ‫التروي‪ ،‬لمعرفة إلى أي بلد ســينتمون بعد أن من المعروف أن منطقة الشرق األوسط جرى‬ ‫تقســيمها بعــد اتفاقية «ســايكس بيكــو» عام‬ ‫تتغير خريطة المنطقة برمتها‪.‬‬ ‫‪ .1916‬حين تم اقتســام ما تبقى من المشرق‬ ‫في الواقع حين نشرت صحيفة «الحياة» مقالة العربي بعد الحرب العالمية األولى بين إنكلترا‬ ‫لي قبل أســبوعين بعنوان «إرهاصات التقسيم وفرنســا‪ ،‬التي أعقبها وعد بلفور عام ‪1917‬‬ ‫الطائفــي»‪ ،‬كنــت أظــن أن موضوع التقســيم لليهود في فلسطين‪.‬‬ ‫ربمــا سيســتغرق عاميــن أو ثالثــة على أقل ولكــن علــى ما يبــدو أن الغــرب لديــه رغبة‬ ‫ســم وتجزئة المج ّزأ‬ ‫تقدير‪ .‬فكانت المفاجأة أن دولة العراق والشام مســتدامة في تقسيم المق ّ‬ ‫ســيطرت على الحــدود العراقية ‪ -‬الســورية‪ ،‬في كل قرن تقريباً‪ .‬فتبني طرح تقســيم منطقة‬ ‫وألغــت الحــدود بينهمــا‪ ،‬وأعلنــت الخالفــة الشــرق األوســط بــدأ التخطيــط لــه اليهودي‬ ‫اإلسالمية تحت اسم الدولة اإلسالمية‪ ،‬استناداً األشــكنازي البريطاني الجنســية برنار لويس‬ ‫عام ‪.1980‬‬ ‫إلى مبدأ والية المتغلب‪.‬‬ ‫وبعد أيام عدة من ســيطرة البيشمركة الكردية كما طرحه بريجنســكي مستشار األمن القومي‬ ‫علــى كركوك‪ ،‬الغنية بالنفــط‪ ،‬أكد رئيس إقليم الســابق للرئيــس جيمــي كارتر عــام ‪1980‬‬ ‫كردســتان مســعود بارزاني أن االستقالل هو بقوله‪« :‬إن منطقة الشــرق األوســط ستحتاج‬ ‫حق طبيعي لشــعب اإلقليــم‪ ،‬ال ينبغي إخفاؤه‪ ،‬إلــى تصحيح الحــدود التــي رســمتها اتفاقية‬ ‫وأنــه ســيجري اســتفتاء شــعبيا ً علــى خيار سايكس بيكو ومقررات مؤتمر فرساي‪.‬‬ ‫االســتقالل خالل األشــهر المقبلة بعــد موافقة وفي عــام ‪ 1983‬وافق الكونغرس األميركي‬ ‫باإلجماع في جلسة سرية على مشروع برنارد‬ ‫برلمان كردستان على ذلك‪.‬‬ ‫كانــت ردود الفعــل الغربية تجــاه إعالن دولة لويــس‪ ،‬وتــم اعتمــاده وإدراجــه فــي ملفات‬ ‫العراق الخالفة‪ ،‬وتجاه موضوع استقالل إقليم السياســة األميركيــة االســتراتيجية لســنوات‬ ‫ســم فيها غالبية‬ ‫كردستان فاترة‪ ،‬وكأن هناك موافقة ضمنية‪ .‬مقبلة‪ .‬لويس هذا قدّم خرائط ق ّ‬ ‫حتــى إن طلب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد الدول العربية‪.‬‬ ‫كاميــرون‪ ،‬ووزير الخارجيــة األميركي جون تحقــق منهــا اآلن انفصــال الســودان إلــى‬ ‫كيرى‪ ،‬اللذان زارا كردستان األسبوع الماضي‪ ،‬دولتين‪ :‬دولة الشــمال الســوداني اإلسالمي‪،‬‬ ‫مــن البرزاني أن يتراجع عن قــراره بانفصال ودولــة الجنوب الســوداني المســيحي‪ .‬بل إنه‬ ‫إقليم كردستان عن العراق‪ ،‬كان خجوالً جداً‪ .‬ذكــر دارفور‪ ،‬لفصلها عن الســودان بعد فصل‬ ‫الجنــوب مباشــرة‪ ،‬إذ إنها غنيــة باليورانيوم‬ ‫والمتابع لتصريحات تركيا المعارض التاريخي والذهب والنفط‪.‬‬ ‫الشــرس واللــدود إلقامة دولــة كردية يالحظ وتكلم أيضا ً عن تفكيك ليبيا‪ ،‬وهذا ما يُخشى منه‬ ‫أنهــا أتت فاترة أيضاً‪ .‬وكأن غض الطرف عما اآلن‪ .‬كما ألغى الكويت وقطر والبحرين وسلطنة‬ ‫عمان واليمن واإلمارات العربية من الخريطة‬ ‫يحصل هو لتسريع عملية التقسيم‪.‬‬ ‫مــن يعتقــد أن مــا يحصــل اآلن فــي المنطقة التي قدمها‪ ،‬ومحا وجودها الدســتوري بحيث‬ ‫العربيــة هــو عمل ارتجالــي أو وليــد اللحظة تتضمن شــبه الجزيــرة والخليج ثالث دويالت‬

‫خريطة تظهر فيها خمس دول بالشرق األوسط‬ ‫وقد قســمت إلــى ‪ 14‬دولــة وفقــا ً العتبارات‬ ‫دينية‪ ،‬وطائفيــة‪ ،‬ومذهبية‪ ،‬وتعلالً بأن العرب‬ ‫والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون‪،‬‬ ‫ضرهــم‪ ،‬وإذا تركــوا ألنفســهم‬ ‫ال يمكــن تح ّ‬ ‫فســيفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية‬ ‫إرهابية تدمر الحضارات‪.‬‬ ‫ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة‬ ‫تقســيم أراضيهم أو اســتعمارها بطرق حديثة‬ ‫مبطنــة‪ .‬كما أعادت مجلة «أتالنتك» األميركية‬ ‫بعنوان «الخريطة الجديدة للشــرق األوســط»‬ ‫نشــر ما وصفتهــا بالخريطة الجديدة للشــرق‬ ‫األوســط كانت نشــرتها في عدد يناير ‪2008‬‬ ‫بمناسبة مرور ‪ 5‬أعوام على غزو العراق‪.‬‬

‫فقط‪ ،‬هــي‪ :‬دويلة األحســاء الشــيعية‪ ،‬وتضم‬ ‫الكويــت واإلمارات وقطر وعمــان والبحرين‪.‬‬ ‫ودويلة نجد الســنية‪ .‬ودويلة الحجاز الســنية‪.‬‬ ‫كما خطط لتقســيم العراق إلــى دويالت‪ :‬دويلة‬ ‫شيعية في الجنوب حول البصرة‪ ،‬ودويلة سنية‬ ‫في وســط العراق حول بغــداد‪ ،‬ودويلة كردية‬ ‫في الشــمال والشمال الشــرقي حول الموصل‬ ‫(كردســتان)‪ ،‬تقوم على أجــزاء من األراضي‬ ‫العراقية واإليرانية والسورية والتركية‪ .‬ثم في‬ ‫تاريخ ‪ 2007-9-29‬ص ّوت مجلس الشــيوخ‬ ‫األميركي‪ ،‬شرطا ً النســحاب القوات األميركية‬ ‫مــن العــراق‪ ،‬علــى تقســيم العراق إلــى هذه‬ ‫الدويالت الثالث‪.‬‬ ‫أما سورية فقســمها لويس إلى‪ :‬دولة علوية‬ ‫شــيعية‪ ،‬تمتد من دمشــق مــروراً بحمص إلى‬ ‫لواء إســكندرون‪ ،‬ودولة ســنية فــي المنطقة‬ ‫الشمالية والشرقية‪ ،‬ودولة الدروز في الجوالن‬ ‫ولبنان‪ .‬وكلف البنتاغــون الكولونيل المتقاعد‬ ‫مــن الجيش األميركي رالف بيتر بإعداد تقرير‬ ‫وســيناريو مفصــل عــن إمــكان تحقيــق تلك‬ ‫المخططات من الناحية اللوجستية والعسكرية‪.‬‬ ‫وفــي هــذا المضمار فــإن عبارتي «الشــرق‬ ‫األوســط الجديــد»‪ ،‬و«الفوضــى الخالقــة»‪،‬‬ ‫اللتين صرحت بهما وزيرة الخارجية األميركية‬ ‫كوندوليــزا رايــس فــي أبريــل عــام ‪2005‬‬ ‫لصحيفــة «واشــنطن بوســت» األميركية‪ ،‬لم‬ ‫تكونا وليــدة أحداث ‪ 11‬ســبتمبر ‪ ،2001‬أو‬ ‫بدعــا ً مــن إدارة المحافظين الجدد فــي البيت‬ ‫األبيض لينفذها جورج بوش االبن‪ ،‬آنذاك‪ ،‬بل‬ ‫كانتا مشروعا ً متكئا ً على الدراسات السابقة‪.‬‬

‫وإذا أردنا الحديث عن تحقيق مشروع الشرق‬ ‫األوســط الكبير الــذي نادى به بعــض زعماء‬ ‫الغرب فإن مؤشــراته الحت في األفق القريب‪.‬‬ ‫كما أن التصريحات الغربية العلنية بأن الصراع‬ ‫المسلح في المنطقة سيمتد أمده لسنوات طوال‬ ‫باتت تشنف آذاننا يومياً‪.‬‬ ‫ثــم لــم يعــد خافيــا ً علــى أحــد أن األقمــار‬ ‫االصطناعية التجسســية تصــور أدق تحركات‬ ‫القوى المتصارعــة على األرض في المنطقة‪،‬‬ ‫من نقل أســلحة ومعدات‪ ،‬وجنود‪ ،‬ومجاهدين‬ ‫أجانب‪ ،‬وخالفه‪ ،‬بل لديها إمكان تصوير أرقام‬ ‫الســيارات‪ .‬وبطبيعة الحال فإن االســتخبارات‬ ‫الغربية تعلم بأدق تفاصيل التغيير الديموغرافي‬ ‫الــذي ينتهجــه النظــام اإليرانــي والســوري‬ ‫والعراقي وحزب هللا اللبناني في المنطقة‪.‬‬

‫من المالحظ‪ ،‬من مجريات األمور في سورية‪،‬‬ ‫والعــراق‪ ،‬ولبنان‪ ،‬واليمــن‪ ،‬وتكاثف الحديث‪،‬‬ ‫وكثرة األطروحات والتحليالت السياســية‪ ،‬أن‬ ‫الحلول النهائية والناجعة تتجه باتجاه تقســيم‬ ‫تلــك البلــدان‪ .‬وأن هذا الحل هــو الحل األقرب‬ ‫لحال منطقة الشرق األوسط‪.‬‬ ‫تقود هــذا الحل الواليــات المتحــدة األميركية‬ ‫وبريطانيــا‪ .‬لتنفيــذ مخطــط تحقيــق حلم دولة‬ ‫إســرائيل الكبــرى‪ ،‬والســيطرة علــى األماكن‬ ‫الغنيــة بالنفــط والثروات الطبيعيــة‪ .‬يؤكد هذا‬ ‫المنحى إعادة صحيفة «نيويورك تايمز» نشر‬

‫مــن هنا يمكن القول إن زعم الغرب بأنه يدعم‬ ‫األنظمــة الديموقراطيــة‪ ،‬أو يعــادي األنظمــة‬ ‫الديكتاتوريــة‪ ،‬لترويضها لتتحــول إلى أنظمة‬ ‫ديموقراطية ما هو إال مســرحية مبتذلة‪ ،‬وفيلم‬ ‫هنــدي قديــم‪ .‬وإن الهــدف األول واألخير من‬ ‫تقسيم المقسم أصالً سيزيد من حدة الصراعات‬ ‫والحروب‪ ،‬وسيستنزف ثروات وخيرات البلدان‬ ‫العربية‪ ،‬وســيؤدي إلى صوملــة المنطقة‪ ،‬بما‬ ‫يعــود بالفائدة الجليلة على مصانع األســلحة‪،‬‬ ‫وبالتالــي ســيعمل ذلك على تحســين االقتصاد‬ ‫الغربي المتدهور‪.‬‬

‫ماذا نعني بانتصار الثورات؟‬ ‫سالمة كيلة ‪ -‬العربي الجديد‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫الصــورة األوليــة لمعنــى انتصار الثــورات‪،‬‬ ‫كان فــي إســقاط الرئيس وتغييــر النظام‪ ،‬لكن‬ ‫أطراف في‬ ‫المنــاورات التــي أوحت بذلك مــن‬ ‫ٍ‬ ‫الســلطة أظهرت أن شــيئا ً لم يتغيّــر‪ ،‬أكثر من‬ ‫إبعاد الرئيس وبعض حاشيته‪.‬‬ ‫لهذا‪ ،‬ظهرت فكرة أن الثورات فشلت‪ ،‬حيث لم‬ ‫يتغيّر شيء في الواقع‪ .‬وهذا ما فتح باب اليأس‬ ‫والخيبــة‪ ،‬ومــن ثم فتح باب الندب والتشــكيك‬ ‫والخوف من الفوضى‪.‬‬ ‫المعادلــة كانــت بســيطة‪ ،‬حيث تكــون إزاحة‬ ‫الرئيــس المدخــل لتحقيــق الحريــة و”الدولة‬ ‫المدنيــة” والديمقراطيــة‪ .‬هــذه األخيــرة أتت‬ ‫باإلســاميين فتراجــع االهتمام بهــا‪ ،‬وظهرت‬ ‫نزعة القبــول بديكتاتو ٍر‪ ،‬يقوم بمهمة ســحق‬ ‫هؤالء‪.‬‬ ‫الفئــات الواســعة مــن الشــعب التــي خاضت‬ ‫الثــورات‪ ،‬وصنعتهــا‪ ،‬كانــت تريــد تحقيــق‬ ‫مطالبها التي طرحتها‪ ،‬وهي مطالب اقتصادية‬

‫اجتماعيــة أساســاً‪ .‬لــم تتحقق هــذه المطالب‬ ‫بعــد ثالث ســنوات مــن الثورة‪ ،‬ولقــد راهنت‬ ‫مرة وأخرى على حلــول‪ ،‬وقوى‪ ،‬من دون أن‬ ‫يتحقــق شــيء مما أرادت‪ .‬علــى العكس‪ ،‬بات‬ ‫وضعها مــن هذه الزاوية أســوأ (ازدياد الفقر‬ ‫والبطالة)‪.‬‬ ‫لكنها ال تملك تــرف اليأس أو الخوف‪ ،‬بعد أن‬ ‫كســرت كل الخوف الذي ســكنها حين تمردت‪.‬‬ ‫ولهــذا‪ ،‬مــا زالــت تقاتل مــن أجــل أن تحقق‬ ‫مطالبها‪.‬‬

‫وإذا كان حلم النخب هو الديمقراطية‪ ،‬ومطالب‬ ‫الشــعب هي العمــل واألجــر والتعليم والصحة‬ ‫والســكن‪ ،‬فإن االنتصار يعني تحقيق كل ذلك‪.‬‬ ‫وهنا نلمس مستويين‪ ،‬يتعلق األول بأن تحقيقها‬ ‫يستلزم إزاحة السلطة والفئات المستفيدة منها‪،‬‬ ‫والتي فرضت شــكالً غير ديمقراطي للسلطة‪،‬‬ ‫اســتبداديا ً شــمولياً‪ ،‬وفرضت نمطــا ً اقتصاديا ً‬ ‫يخــدم مصالحهــا‪ ،‬ويه ّمــش كل المجتمــع‪.‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬عدم االكتفــاء بتغيير أفراد بل تغيير‬ ‫كلية البنية‪ .‬والمســتوى الثانــي يتعلق بكيفية‬

‫تحقيــق هذا التغييــر‪ ،‬حيث ال يكفــي المراهنة‬ ‫على أفراد في السلطة‪ ،‬أو الدعوة إلى اإلسقاط‬ ‫فقــط‪ ،‬والضغط من أجل التغيير من دون وجود‬ ‫رؤية بديلــة وقوى بديلة‪ ،‬تفــرض ذاتها بقوة‬ ‫الشعب سلطة بديلة‪ .‬فالسلطة بكليتها هي التي‬ ‫فرضت النمط االقتصادي الذي قاد إلى البطالة‬ ‫والفقــر والتهميــش‪ ،‬ومن أجل ذلك‪ ،‬تشــكلت‬ ‫كسلطة اســتبدادية (حتى وهي تعطي هوامش‬ ‫من الحرية)‪.‬‬ ‫هــذا التغيير ال يأتي بالضغط على الســلطة من‬ ‫خالل الثورة‪ ،‬لكي تتغير‪ ،‬فالسلطة ال تتغير في‬ ‫الجوهــر‪ ،‬بل تعيد إنتاج ذاتها في شــكل جديد‪،‬‬ ‫ربما يكون أسوأ مما كان‪.‬‬ ‫فــإذا كانت “النخب” تنتظــر من يغيّر‪ ،‬وتلعب‬ ‫صــف ما‬ ‫دور “المعلــق الرياضــي” الــذي يو ّ‬ ‫يجري‪ ،‬ويصدر األحكام حوله‪ ،‬فإن غياب ترف‬ ‫التوقــف لــدى الشــعب نتيجة وضعــه الذي لم‬ ‫يعد يحتمل التســويف‪ ،‬هو ما يفتح على رؤية‬ ‫المســتقبل‪ ،‬وتحديــد كيفية انتصــار الثورات‪.‬‬ ‫فالحــراك الشــعبي يتســم بالجــرأة والقــوة‬ ‫واالستمرارية‪ ،‬على الرغم من نشوء مراهنات‬

‫في لحظة أو أخرى (وهذا نتاج غياب البديل)‪،‬‬ ‫لكنــه يحتاج ألن يتشــكل بديالً للســلطة‪ ،‬ال أن‬ ‫يبقى حالــة رفض وضغط‪ ،‬تنتظــر التغيير من‬ ‫السلطة ذاتها (ليس من الممكن أن تتغيّر‪ ،‬فهي‬ ‫تدافع عن مصالحها)‪.‬‬

‫الثورات تنتصر‪ ،‬بالتالي‪ ،‬حين يعي الشعب أن‬ ‫عليه هو أن يفرض سلطته‪ .‬هذا يقتضي تطوير‬ ‫الوعي والرؤية وتنظيم الحراك‪ ،‬بشــكل يجعله‬ ‫قوة منظمة فاعلة‪ ،‬تهدف إلى تســلم الســلطة‪.‬‬ ‫هــذا الجهد الذي تطرحه اللحظة الراهنة‪ ،‬وهو‬ ‫ت جديد ٍة‪ ،‬لكي تصبح‬ ‫يتعلق بتطوير وعي فئــا ٍ‬ ‫القــوة الفاعلة في الثورات‪ ،‬وتكون قادرة على‬ ‫تحديد السياسات التي تجعل الشعب ينتصر‪.‬‬ ‫هنــا‪ ،‬يأتي دور الشــباب الــذي كان بعيداً عن‬ ‫السياســة والفكر قبل الثورات‪ ،‬وأخذ يكتشــف‬ ‫ضــرورة ذلك بتجربته العمليــة‪ ،‬وهو ما يعني‬ ‫أن الثورات ما زالت مســتمرة‪ ،‬على الرغم من‬ ‫الصعود والهبوط الذي تعيشه بين حين وآخر‪.‬‬


‫إضاءات‬

‫الكتائب العـدد الواحدوالثالثون ‪2014/07/15‬‬

‫موقع قمرة االلكتروني لترويج الصور‬

‫‪08‬‬

‫أول موقع مخصص لبيع الصور الملتقطة من الداخل السوري‬

‫الصــورة بدقتها األصليــة خالية مــن العالمة‬ ‫المائيــة إال إذا تمــت عمليــة شــراء رخصــة‬ ‫استخدامها بشكل كامل ‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬ناصر السوري‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫قام مجموعة من الشــباب الســوريين بافتتاح‬ ‫موقع لعرض الصور التي يلتقطها الناشــطون‬ ‫من الداخل الســوري‪ ،‬حيث يروج الموقع لتلك‬ ‫الصــور ويقــوم ببيعها إلى وســائل اإلعالم أو‬ ‫األشــخاص الذين يرغبون بشرائها لالستفادة‬ ‫منهــا في برامجهــم الخاصة‪ .‬جريــدة الكتائب‬ ‫التقت من أحد المســؤولين عــن الموقع وكان‬ ‫لنــا الحوار التالــي عن أهميــة الموقع وفكرة‬ ‫تأسيسه وآلية عمله‪.‬‬ ‫أفرزت الثورة الســورية الكثيــر من المواهب‬ ‫في مجال اإلعالم بشــكل عام والتصوير بشكل‬ ‫خاص‪..‬‬

‫ماهــي الفكــرة التــي قــام عليها‬ ‫الموقع وما الخدمات التي يقدمها؟‬

‫أســاس فكــرة قمــرة هي إيجــاد منصــة لربط‬ ‫المصوريــن الســوريين بوســائل اإلعــام‬ ‫المختلفة‪ ،‬توفر قمرة لوســائل اإلعالم وسيلة‬ ‫سهلة ومرنة لشــراء ُرخص استخدام الصور‬ ‫من المصورين‪ ،‬ما يوفر دعما ً متواصالً وغير‬ ‫مشروط لهم يرفع من حرفيتهم وأدائهم‪ ،‬كما‬ ‫تضمن بذلك للصورة السورية حقها في‬ ‫االنتشــار والوصول إلى العالم‪ ،‬وذلك بتسهيل‬ ‫مهمــة إيجاد الصور على وســائل اإلعالم عن‬ ‫طريــق تزويــده بقائمــة بريدية بأهــم الصور‬ ‫الواردة من سوريا ‪.‬‬ ‫نحفــظ في قمــرة حــق المصور فــي االحتفاظ‬ ‫بملكيــة الصــور حيث يقتصر عملنــا على بيع‬ ‫ُرخص استخدام للجهات المعنية‪.‬‬

‫ما هي الفوائد المرجوة من إنشاء‬ ‫هذا الموقع؟‬ ‫تأتــي انطالقــة الموقع في وقت حــرج للغاية‪.‬‬ ‫وســائل اإلعــام التقليدية ممنوعــة غالبا ً من‬ ‫تغطيــة ما يجري فــي ســورية‪ ،‬واإلعالميون‬ ‫األفراد يتناقصون بشكل ملحوظ بسبب حاجتهم‬

‫هــل اســتوحيتم الفكرة مــن أحد‬ ‫المواقع العربية‬ ‫أو األجنبيــة أم أنهــا فكرة خاصة‬ ‫بكم؟‬

‫المساهمين من مختلف أنحاء سوريا‪ ،‬وبعد‬

‫التحقق من موافقتها للشروط المهنية والفنية‬ ‫تنشــر الصور مع عالمة مائيــة على الموقع‪،‬‬ ‫الحاجــة إلــى وســيلة لدعــم الصحافــة الحرة وعنــد رغبــة إحــدى الوســائل اإلعالمية في‬ ‫بســبب غياب وســائل اإلعالم التقليدية قادتنا اســتخدام صورة من الموقع‪ ،‬تســتطيع تنزيل‬ ‫إلى اســتيحاء الفكــرة من مواقــع بيع الصور الصــورة األصــل بــدون عالمة مائية بشــكل‬ ‫مباشــر بعــد دفــع ثمــن رخصــة االســتخدام‬ ‫األجنبية ‪.‬‬ ‫الكترونيا ً عبر بطاقات االئتمان‪ ،‬أو باســتخدام‬ ‫ما طريقة النشــر في موقعكم وما إحدى باقات االشتراك مسبقة الدفع المتاحة‪.‬‬

‫إلى دعم متواصل الســتمرارية عملهم‪ ،‬ونحن‬ ‫في قمرة نســعى لتأمين هذا الدعم المادي لهم‪،‬‬ ‫بتسهيل وصول وسائل اإلعالم إليهم‪ ،‬كما نأمل‬ ‫من خالل هذه التســهيالت نشر ثقافة المواطن‬ ‫الصحفــي وبهذا نتمكن من بناء محتوى رقمي‬ ‫متوســع باســتمرار يساهم في كســر الحصار‬ ‫اإلعالمي والخروج من رحمة اإلعالم الموجه‪.‬‬ ‫أضف إلى ذلك أننا بذلك نكون قد أنشأنا تأريخا ً‬ ‫مصوراً لســورية مرتبا ً ترتيبــا ً زمانيا ً ومكانيا ً‬ ‫يمكن أن يكــون مرجعا ً ضخما ً لــكل المهتمين‬ ‫بتفاصيل ما جرى مستقبالً‪.‬‬

‫هــل قمتم بالتنســيق مــع وكاالت‬ ‫ومواقــع عالميــة لعــرض إنتاج‬ ‫المصورين السوريين؟‬

‫هي اآللية التي تعتمدون عليها في هل وضعتم آلية محددة تضمنون بالتأكيــد نقــوم بالتواصــل مــع وســائل إعالم‬ ‫الربط بين المصور واألشــخاص مــن خاللهــا حــق المصــور في أجنبيــة وعربيــة مختلفــة والتنســيق معهــا‬ ‫الراغبين باستخدام الصور؟‬ ‫عدم اســتخدام صوره من قبل أي ومراسلتها بقوائم الصور المتجددة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫يســتطيع أي مصور إنشــاء حساب مجاني في‬ ‫أيضــا ً لوســائل اإلعــام المحليــة التــي نضع‬ ‫إذنه؟‬ ‫دون‬ ‫شخص‬ ‫موقع قمرة يســتطيع من خاللــه رفع صوره‪ ،‬بالطبــع ال يمكــن ألي جهــة أن تحصــل على نصب أعيننا إيجاد تسهيالت مختلفة لها دعما ً‬ ‫ويســتقبل الموقــع الصــور مــن المصوريــن‬ ‫للصحافة السورية المحلية‪.‬‬

‫نحن السوريون نشكركم‬ ‫خاص | جريدة الكتائب‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫أطلق ناشطون سوريون في تركيا حملة شعبية‬ ‫تحت عنوان «نحن الســوريون‪ ...‬نشــكركم»‪،‬‬ ‫وذلك في عدة مدن في تركيا حيث يتواجد عدد‬ ‫كبير من السوريين‪.‬‬ ‫وقال ناصر الســوري‪ ،‬وهو أحــد المتطوعين‬ ‫المشــاركين فــي الحملــة‪ ،‬أن ســبب إطالقهم‬ ‫لمثــل هــذه المبــادرة كان كثــرة اللغــط بيــن‬ ‫الشعبيين الســوري والتركي والفجوة الكبيرة‬ ‫التــي توســعت بينهمــا نتيجة بعــض األخطاء‬ ‫والتصرفات الفردية الغير مســؤولة من بعض‬ ‫الســوريين‪ .‬لذلك بادروا إلى إطــاق المبادرة‬ ‫لرأب تلك الفجوة قدر المستطاع‪.‬‬ ‫وعن األســباب التي أدت إلى حــدوث خالفات‬ ‫واحتقــان شــعبي من األتراك تجاه الســوريين‬ ‫قال ناصر‪« :‬كانت ظاهرة التسول من أهم تلك‬ ‫األسباب‪ ،‬إضافة إلى المشاكل اليومية المتكررة‬ ‫التــي أدت فــي النهايــة إلى وقــوع صدامات‪،‬‬ ‫ونتيجة ذلك دعا بعض األتراك لمظاهرة كبيرة‬

‫في غــازي عنتاب‪ ،‬تدعــو لطرد الســوريين‪،‬‬ ‫فكان لزاما ً علينا كســوريين أوالً‪ ،‬وكناشــطين‬ ‫ثانياً‪ ،‬التحرك بأســرع وقت‪ ،‬فتم تنظيم الحملة‬ ‫و قررنا البدء من الريحانية كونها تشهد حالة‬ ‫مستقرة»‪ .‬وأضاف ناصر‪« :‬حاليا ً‬ ‫نســعى لتنظيم حملة مشــابهة في‬ ‫غــازي عنتــاب ثــم في اســتنبول‬ ‫وأروفا»‪.‬‬ ‫اســتمر التحضيــر للحملــة ثالثة‬ ‫أيــام متتالية‪ ،‬قام خاللها الشــباب‬ ‫بتجهيز بطاقة شــكر مــع زجاجة‬ ‫ماء وبعض التمــر‪ ،‬وتم توزيعها‬ ‫للســيارات والمــارة قبــل أذان‬ ‫المغرب بقليل‪.‬‬ ‫كانــت اســتجابة الشــارع التركي‬ ‫ممتــازة ولــم تحــدث أي مشــاكل‬ ‫أو اعتراضــات‪ ،‬بل علــى العكس‬ ‫كانوا سعداء ومتجاوبين إلى أبعد‬ ‫الحدود‪.‬‬ ‫القت الفكــرة ترحيبا ً جيداً‪ ،‬وعمل‬ ‫البعض على استنســاخها وتنظيم‬

‫حملــة مشــابهة فــي األردن‪ ،‬وفعالً تــم تنظيم حســابا ً لتصرفاته جيداً‪ ،‬فاإلساءة حاليا ً ليست‬ ‫أمــراً شــخصياً‪ ،‬وإنما تســيئ إلى كل ســوري‬ ‫حملة هناك والقت نجاحا ً جيداً‪.‬‬ ‫في نهاية حديثنا مع ناصر تمنى من كل سوري موجود في بلد االغتراب أو النزوح‪ ،‬وقد تؤثر‬ ‫أن يكــون غيــوراً على أبناء شــعبه ويحســب على أوضاع السوريين في ذلك البلد‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الواحدوالثالثون ‪2014/07/01‬‬

‫مقاالت‬

‫‪09‬‬

‫األمة القاصرة والوصاية المستمرة‬ ‫بقلم‪ :‬القاضي مصطفى القاسم‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ظن الكثير مع نهاية عهد االســتعمار المباشر‬ ‫أن مفهوم الوصاية آل إلى الزوال‪ ،‬واستبشرت‬ ‫أمم كانت مستع َمرة خيراً مع انتشار المنظمات‬ ‫الدوليــة وتــداول األمــم مصطلحات مــن قبيل‬ ‫حقوق االنسان والمجتمع الدولي والجرائم ضد‬ ‫اإلنســانية وجرائم الحرب والعدالة اإلنســانية‬ ‫ومحكمــة الجنايات الدولية‪ .‬وخلــع قادة العالم‬ ‫(المتحضر) بزاتهم العسكرية‪ ،‬وارتدوا مالبس‬ ‫مدنيــة عصريــة وزينــوا صدورهــم بالياقات‬ ‫كما زينــوا خطاباتهم بأرق العبــارات‪ ،‬ونامت‬ ‫الشــعوب ‪ -‬التــي نالــت حريتها حديثــا ً ‪ -‬على‬ ‫نغمــات الوعــود الدولية‪ ،‬وغرقــت في أحالم‬ ‫الحرية‪ ،‬وكما فعلت كل األمم فعلت‬ ‫(أمتنا العربية)‪.‬‬ ‫وشــيئا ً فشــيئاً‪ ،‬ومع الكثير من التأخير‪ ،‬بدأت‬ ‫الشعوب في االستيقاظ من أحالمها‪ ،‬والنهوض‬ ‫ســباتها‪ ،‬لتكتشــف أن ما كانت تظنه حلما ً‬ ‫من ُ‬ ‫إنمــا هــو كابوس مرعــب‪ ،‬فالمســتعمر الزال‬ ‫يجثم علــى الصدر من خالل حاكــم واله األمر‬ ‫وأطلق يده في خيرات ومقدٌرات البالد‪ ،‬يجنيها‬ ‫ويرســلها إلى أولياء نعمتــه‪ ،‬ويجني على كل‬ ‫من حاول معارضته‪.‬‬ ‫ثــورة‪ ،‬ثــورة‪ ،‬الشــعب يريــد إســقاط النظام‪،‬‬ ‫الشــعب يريد الحرية‪ ...‬هكــذا وبغير ضوابط‪،‬‬ ‫ومن دون ترتيبات أو تنســيق مســبق‪ ،‬وبغير‬ ‫قيادة تاريخية‪ ،‬انطلق الشــعب يطالب بالحرية‪.‬‬ ‫وانتبه الحــكام الذين أفرطوا في االســترخاء‪،‬‬ ‫فقــال األول أنــه فهم وركــب طيارتــه وطار‪،‬‬ ‫ســحب‬ ‫وأعلــن نائــب الثاني تنحي رئيســه‪ ،‬و ُ‬ ‫صف ٌي في حالة شــبهة‪،‬‬ ‫الثالــث من المجرور و ُ‬ ‫وأمــروا الرابــع أن بأخذ مالــه وحصانته وأن‬ ‫يترك األمر لمن بعده ليتم إعادة تكريس نظامه‬ ‫بهدوء‪ ،‬أما الخامس !! آه‪ ،‬الخامس‪...‬‬ ‫عندما انطلقت الثورة الســورية لم يكن الشعب‬ ‫الســوري يــدرك أن األســد ليس رقمــا ً ضمن‬ ‫سلســلة زعماء أنظمة الدول العربية‪ ،‬ولم يكن‬ ‫الشــعب يدرك أن خصمه يملك من األوراق ما‬ ‫ال يملكــه الزعماء األربعة الذيــن أطاحت بهم‬ ‫الثورات العربية‪ .‬وتفاءل السوريون خيراً وهم‬ ‫يســتمعون إلى تصريحات السفيرين األمريكي‬ ‫والفرنســي‪ ،‬وازداد تفاؤلهــم وهم يســتمعون‬ ‫إلى التنديدات الدولية واالســتنكارات والشجب‬ ‫والتهديــد والقلــق البــان كيمونــي‪ ...‬لقد كان‬ ‫السوري طيب القلب وضعيفا ً في قراءة ما بين‬ ‫الســطور وما وراءها وما تحت الطاوالت وما‬ ‫خلف الكواليــس والجدران الحصينة واألبواب‬ ‫المغلقــة أو في الســراديب والدهاليــز الخفية‪.‬‬ ‫ومــا كان الســوريون محيطيــن بدور األســد‬ ‫الكبير فــي حمايــة المصالح الدوليــة الغربية‬ ‫والروســية من مجرد إحســاس الصهاينة بأي‬ ‫حالة من التهديــد وبالتالي إخراجهم لجوازات‬ ‫سفرهم غير اإلســرائيلية واستخدامها للعودة‬ ‫إلى بلدانهم األصلية‪.‬‬

‫وخــال ســنوات ثــاث ومــع بدايــة الســنة‬ ‫الرابعة تســاقط الســوريون بين شــهيد وقتيل‬ ‫وجريــح ومعتقل ومختــف قســريا ً ومغتصب‬ ‫ومهجر‪ ،‬وصار لدينــا ثائر ومعارض‬ ‫ونــازح‬ ‫ٌ‬ ‫ومعترض وناقد ومحلل وممتعض وجيش ح ٌر‬ ‫وكتائب مســتقلة ومنظمات جهادية من جهة‪،‬‬ ‫وجيش محترف يقتل شــعبه مدعوم بشــبيحة‬ ‫وميليشــيات خارجيــة ودول شــرقية وغربية‬ ‫وأجهزة اســتخبارات عالمية ومراكز دراسات‬ ‫اســتراتيجية ووســائل إعالمية احترافية و‪...‬‬ ‫من جهة أخرى‪.‬‬ ‫وتنامــت التدخــات الخارجيــة فــي الوضــع‬ ‫الداخلي‪ ،‬وكان أكثرها خداعا ً وطعنا ً ونذالة تلك‬ ‫التي جاءت تحت تســميات األخوة والصداقة‪،‬‬ ‫والســيما منها تلك التي ســاهمت فــي تفريق‬ ‫صف الثوار وتشــتيت القــوى وتوهين العزم‪،‬‬ ‫وتالعبــت بقــادة الجماعات الثورية مســتغلة‬ ‫حاجتهم الماسة إلى السالح والذخيرة ونفقات‬ ‫إطعام ونقل المقاتلين‪.‬‬

‫لقــد كان ســعينا لتلبيــة حاجتنا من األســلحة‬ ‫النوعيــة والثقيلــة‪ ،‬ومحاوالتنــا المســتميتة‬ ‫لزيــادة مخصصاتنــا أو حيازاتنــا مــن هــذه‬ ‫األسلحة ســببا ً في بدء مرحلة التنازل‪ ،‬فمقابل‬ ‫كل وعــد بنوع من الســاح أو بضع قطع منه‬ ‫كان على القادة السياســيين والعســكريين أن‬ ‫يقدموا وعداً بالتزام ما‪ ،‬وكانت االلتزامات تكبر‬ ‫شيئا ً فشيئاً‪ ،‬والغريب أن تضخم االلتزامات لم‬ ‫يترافق مــع وصول األســلحة الموعودة‪ ،‬كما‬ ‫أن التزام القيادات السياســية والعســكرية بما‬ ‫قطعوا على أنفســهم من التزامــات لم يترافق‬ ‫مع التــزام األطــراف األخرى بمــا قطعت من‬ ‫عهــود وتعهدت مــن التزامــات‪ ،...‬لقد اكتفت‬ ‫الجهــات المانحة والداعمــة بإلقاء قطع نقدية‬ ‫في الهواء حتى إذا سقطت النقود على األرض‬ ‫وســمع الموعــودون صــوت رنينهــا قامــت‬ ‫الجهات المذكورة بجمع نقودها وربط صرفها‬ ‫بالتزامات جديدة تعيد فيها سيرتها األولى‪.‬‬

‫لقــد تصرفت الجهــات الداعمة‪ ،‬ســواء كانت‬ ‫دوالً أو منظمــات أو أفراد‪ ،‬مع القوى الثورية‬ ‫الســورية علــى أنها جهات قاصــرة‪ ،‬وأعطت‬ ‫لنفسها حق الوصاية على هذه القوى‪ ،‬وسوف‬ ‫يســوء الكثيرين قولي هذا‪ ،‬ولكن وقفة صادقة‬ ‫مع الذات قد تجعلنا نق ّر بأننا ســمحنا بأشــكال‬ ‫مختلفة لهذه الجهات بأن تمارس هذه الوصاية‬ ‫علينا‪ ،‬وإال فكيف نفســر قبولنا بانقســامنا عن‬ ‫أخــوة لنا قاتلنا معهم خالل الشــهور الماضية‬ ‫تحت راية واحدة‪ ،‬وخروجنا على قادة كنٌا حتى‬ ‫األمس القريــب نأتمنهم على أرواحنا‪ ،‬وتلقينا‬ ‫توجيهــات وحتــى أوامر خارجية باالنســحاب‬ ‫مــن جبهات رويناها بدمــاء إخوتنا‪ ،‬وافتتاحنا‬ ‫لجبهات تأتي في آخر ســلم أولوياتنا‪ ،‬وركض‬ ‫بعضنــا بذلٌة خلف ظــل ذيل داعــم باعنا حلما ً‬ ‫فاقعا ً يخفي سما ً ناقعاً‪.‬‬

‫ولم تتوقــف الممارســاتالمؤذية عند هذا الحد‬ ‫!! ففــي اإلطار المدني تم تحويل المســاعدات‬ ‫المدنيــة الغذائيــة والدوائيــة إلى ســيف فتٌاك‬ ‫بالشعب السوري ذو عدة نصال‪ ،‬فالنصل األول‬ ‫كان تحويل القسم األعظم من المساعدات التي‬ ‫قدمت دوليا ً للشعب السوري إلى النظام الجائر‪،‬‬ ‫الــذي و ٌزعها علــى مؤيديه حصــراً‪ ،‬الذين لم‬ ‫يكونوا متضررين أو محتاجين إلى مســاعدات‬ ‫بــل كانــوا منتفعيــن بفعل ممارســات الســلب‬ ‫والنهب ألموال المعارضين التي ســاهم معظم‬ ‫المؤيديــن للنظام فيها‪ ،‬وكانــت حجة المجتمع‬ ‫الدولي في ذلــك أن النظام يملك آلية توزيع ال‬ ‫تتوفر لــدى المعارضة! أليــس النظام هو من‬ ‫صنع هذه الحالة وســاعدته الدول الداعمة في‬ ‫ذلك؟ وإال فأين هي مسؤولية المجتمع الدولي‬ ‫عن إيصال المساعدات إلى المضرورين فعلياً؟‬

‫أمــا النصل الثاني فــكان المســاهمة في خلق‬ ‫شــرائح طفيلية اســتغاللية وانتهازية محضة‬ ‫تقف على طرق وصول المســاعدات الشحيحة‬ ‫المتبقيــة‪ ،‬وكانت هذه الشــرائح تتولى بعلم أو‬ ‫عن جهالــة مهمة تبديد المســاعدات المقررة‬ ‫للشعب الســوري والتي كان يخطط فعليا ً لعدم‬ ‫وصولهــا‪ ،‬وذلك لممارســة المزيد من الضغط‬ ‫علــى هذا الشــعب إلعــادة تركيعه مــن جديد‪،‬‬ ‫ولنشــر حالة عامة غير مسبوقة من التقاعس‬ ‫والكســل والجلوس عــن العمــل بانتظار طرد‬ ‫المساعدات الغذائية الذي سيكون دون الحاجة‬ ‫الفعلية بكثير وســيصبح ســببا ً في المزيد من‬ ‫الخالف واالتهام والتناحر والتخوين‪.‬‬ ‫أما النصل الثالث فكان بروز فئة من المنظمات‬ ‫والشــركات التجاريــة الدوليــة التــي طرحت‬ ‫نفسها – إعالميا ً ‪ -‬على الدول المانحة كشريك‬ ‫في مســاعدة الشــعب الســوري علــى تلمس‬ ‫طريقه والتخطيط لحل مشكلته‪ ،‬لكن الممارسة‬ ‫الفعليــة لهــذه الفئة ذهبت فــي االتجاه اآلخر‪،‬‬ ‫فهذه المنظمات والشركات التي تتلقى تمويلها‬ ‫مــن المســاعدات الدوليــة المقــررة للشــعب‬ ‫السوري على شــكل نسبة تصل إلى ‪ %40‬من‬ ‫تكاليف المشاريع التي تتوالها‪ ،‬تدرك تماما ً أن‬ ‫ازدهارها واستمرار عملها مرهون باستمرار‬ ‫األزمة السورية ألطول وقت ممكن‪ ،‬وبعدم قدرة‬ ‫الشعب الســوري على تولٌي مشاريعه بنفسه‪.‬‬ ‫لذلك ســعى هــؤالء التجار وسيســتمرون في‬ ‫السعي لتقديم اقتراحات حلول تحول دون الحل‬ ‫النهائي‪ ،‬ويعملون ويستمرون في العمل لخلق‬ ‫المزيد والمزيد من حاالت االنقسام والشرذمة‬ ‫فــي صفوف الشــعب الســوري‪ ،‬واألخطر من‬ ‫ذلــك العمل بكل الطاقــات واإلمكانات المتوفرة‬ ‫لتصوير الشعب السوري على أنه شعب قاصر‬ ‫ويحتاج إلى وصايتهم المستمرة‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الواحدوالثالثون ‪2014/07/15‬‬

‫إضاءات‬

‫‪10‬‬

‫الحــرب النفسيـة‬ ‫جريدة الكتائب‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫هي الحرب التي تســتخدم فيها أساليب الدعاية‬ ‫والوســائل الســيكولوجية والمعنوية األخرى‬ ‫للتأثيــر في معنويات العــدو واتجاهاته‪ ،‬لخلق‬ ‫حالــة مــن االنشــقاق والتذمر بيــن صفوفه‪،‬‬ ‫ويقصــد بهــا المســاعدة فــي كســب المعارك‬ ‫الحربية وإلحاق الهزيمة بالخصم‪.‬‬ ‫وتوجــه للعدو كمــا توجه للحلفــاء والموالين‬ ‫والمحايدين والجنــود والمدنيين‪ ،‬لرفع الحالة‬ ‫المعنوية للمقاتليــن الوطنيين‪ ،‬وخفض الحالة‬ ‫المعنوية لألعداء‪.‬‬ ‫ويستخدم في ذلك الدعاية‪ ،‬وبث حالة الحماس‬ ‫لــدى أبنــاء المجتمــع العســكريين والمدنيين‬ ‫للتمســك بقضيتهم وبحقوقهم التــي يحاربون‬ ‫مــن أجلها‪ ،‬وبيان ضرورة كســب الحرب‪ ،‬مع‬ ‫االســتعانة بإثــارة المشــاعر الوطنيــة والقيم‬ ‫الدينية واألخالقية‪ ،‬وفكرة الشــهادة في سبيل‬ ‫هللا‪ ،‬والعــودة للمفاخــر التاريخيــة التي تزكي‬ ‫قيمة الدفــاع عن العقيدة والمقدســات والعمل‬ ‫على حمايتها‪.‬‬ ‫ويســتخدم فــي الحــرب النفســية العديــد من‬ ‫الوســائل؛ كالخطــب واألناشــيد واألغانــي‬ ‫والموســيقى الحماســية‪ ،‬وغير ذلك مما يدخل‬ ‫في نطاق الحرب النفسية الحديثة‪.‬‬

‫وتسير عمليات الحرب النفسية في اتجاهين‪:‬‬ ‫‪ )1‬رفــع الحالــة المعنوية للمجتمــع المحارب‬ ‫وحلفائه‪.‬‬ ‫‪ )2‬خفض حالة العدو المعنوية ومن يسانده ‪.‬‬ ‫وتســتهدف هــذه العملية؛ تعديــل آراء الناس‬ ‫بإرســال رسائل لهم‪ ،‬وتقتصر الحرب الدعائية‬ ‫على إبــراز وجهة نظر واحــدة من الموضوع‬ ‫أو من القضيــة المطروحة دون عرض وجهة‬ ‫النظر المعارضة‪.‬‬

‫وتمارس الحرب النفسية تأثيرها وهي مختفية‬ ‫أو بصــورة مقنعــة ومســتترة وغامضــة‪ ،‬فال‬ ‫تظهر سافرة أو علنية‪ ،‬فقد تتستر وراء شائعة‬ ‫أو قصة أو حادثة أو خبر أو رواية أو مسرحية‬ ‫أو حتى موقعة «عســكرية مسرحية» يراد بها‬ ‫الحرب النفسية والتأثير على أعصاب الخصم‪،‬‬ ‫كاحتــال موقع صغير للعــدو ال توجد به قوات‬ ‫عســكرية كبيــرة‪ ،‬أو احتــال جزيــرة صغيرة‬ ‫واستخدام هذا االحتالل كنوع من إظهار القوة‬ ‫والبأس‪.‬‬ ‫مبادئ الحرب النفسية الناجحة‪:‬‬ ‫ومن مبادئ الحرب النفسية الناجحة اعتمادها‬ ‫على مايلي‪:‬‬ ‫‪ )1‬تقديــم أفــكار أو حقائــق جديــدة بالنســبة‬ ‫للمستهدف‪ ،‬أو استغالل وتوظيف هذه الحقائق‬ ‫لخدمــة أغراض مصــدر الحرب النفســية مع‬ ‫انتقــاء األفكار التي يحتمــل أن يقبلها الخصم‪،‬‬ ‫وعــدم اســتعمال األفكار التي مــن المتوقع أن‬ ‫يرفضها األعداء‪.‬‬ ‫‪ )2‬االعتمــاد علــى التكرار مــع التنوع‪ ،‬حتى‬ ‫اليــؤدي التكرار إلى الشــعور بالملــل ومن ثم‬ ‫رفض الرسالة‪ ،‬التكرار مع التشويق واستخدام‬ ‫وسائل الجذب‪.‬‬ ‫‪ )3‬تقديــم المكافــآت أو التعزيــزات للجمهور‬ ‫المتلقي‪.‬‬ ‫‪ )4‬خلق حالة من الغموض وحب االســتطالع‬ ‫لدى الخصم‪ ،‬بحيث تأتي الرســالة كإشــباع أو‬ ‫إجابــة عن هذه الحاجة‪ ،‬وخفــض حالة التوتر‬ ‫التي تنجم عن الحرمان من المعرفة بالحقيقة‪،‬‬ ‫ذلــك ألنــه فــي جــو الغمــوض وحده تنتشــر‬ ‫الشائعات ويقبلها المجتمع إلشباع الحاجة إلى‬ ‫المعرفة‪.‬‬ ‫‪ )5‬ضــرورة توفــر المصداقيــة فــي مصــدر‬ ‫الرســالة‪ ،‬حتــى يصدقــه ويثق فيــه الجمهور‬ ‫المستهدف‪ ،‬فإذا عرف المجتمع المستهدف أن‬

‫إذاعة معينة كاذبة وتروج الشائعات؛ انصرفوا ومساندة الجيش والدولة في قضيتها‪.‬‬ ‫عنها‪.‬‬ ‫‪ )6‬يفضل أن يتمتع مصدر الرســالة بالجاذبية ويكــون الهدف من شــن هــذه الدعاية تحقيق‬ ‫والقبول لدى الجمهور المستهدف‪ ،‬فالشخص األهداف اآلتية ‪:‬‬ ‫المكــروه ال يقبــل الناس على االســتماع إليه‪،‬‬ ‫وإن استمعوا إليه ال يصدقونه‪ ،‬ولذلك تستخدم ‪ )1‬لتعبئة وإثــارة الشــعور بالكراهية والحقد‬ ‫الشخصيات المحبوبة أو المقبولة أو المرموقة‪ .‬والســخط وتوجيه هذه المشــاعر نحو العدو‪،‬‬ ‫‪ )7‬البعد عن الرسائل أو األفكار التي تتعارض وخفض حالة العدو المعنوية وتثبيط همته‪.‬‬ ‫مــع عموميــات ثقافــة المجتمــع‪ ،‬كالديــن أو ‪ )2‬إلقنــاع أبنــاء المجتمــع الداخلــي بأحقيــة‬ ‫المســاس بالمقدســات أو العادات الراســخة‪ ،‬قضيتهــم ومشــروعيتها وعدالتهــا‪ ،‬وكذلــك‬ ‫الحلفاء المشتركين في الحرب‪ .‬ولتنمية الروح‬ ‫حتى ال يرفضها الخصوم‪.‬‬ ‫‪ )8‬تســتهدف الدعاية‪ ،‬زعزعة قضية الخصم القتالية واالحتفاظ بهذه الروح‪.‬‬ ‫‪ )3‬لتنميــة مشــاعر الصداقــة والــود مــع‬ ‫وتشكيكه في عدالتها وصحتها‪.‬‬ ‫‪ )9‬إبــراز نواحــي الفقــر والحرمــان والعوز المجتمعــات أو الــدول المحايــدة‪ ،‬ولغــرس‬ ‫والجــوع‪ ،‬واإلشــارة إلــى معانــاة الخصم من االعتقــاد فــي أذهانهم بأن الحلفــاء على حق‪،‬‬ ‫بــل إنهم في النهاية ســوف يحققــون النصر‪،‬‬ ‫مشاكل‪.‬‬ ‫‪ )10‬خلــق صــورة براقة ومشــرقة عن حالة وإذا أمكن حثهم على تقديم المســاعدة والتأييد‬ ‫المجتمع المعادي في حالة استســامه وتوقفه والتعضيد وتعاونهم الفاعل واإليجابي والمثمر‬ ‫مع الحلفاء‪.‬‬ ‫عن الحرب وقبوله الهزيمة‪.‬‬ ‫‪ )11‬مخاطبــة عواطــف النــاس ووجدانهــم ‪ )4‬لتنميــة حالــة الصداقة والود مــع األمم أو‬ ‫وانفعاالتهم أكثر من مخاطبة العقل والمنطق‪ .‬الدول التي تحارب معنا وتقوية هذه الروح‪.‬‬ ‫‪ )12‬إثــارة الخــوف والفــزع والرعــب فــي‬ ‫نفــوس الخصــوم بالمبالغــة والتضخيــم فــي وملخــص القول أن الحرب النفســية ال تعرف‬ ‫القوات المسلحة‪ ،‬وتوجه المدمرات والبوارج حــدود الزمــان والمــكان‪ ،‬فهــي تمــارس قبل‬ ‫وحامــات الطائــرات والمدرعــات وأســراب الحرب إلعداد عقول الناس لها‪ ،‬وأثناء الحرب‬ ‫الطائــرات المقاتلــة والقاذفة‪ ،‬واإلشــارة إلى لرفع الحالة القتالية وزيادة االعتقاد في عدالة‬ ‫أعداد ضخمة من القوات المســلحة‪ ،‬وتدريبهم القضيــة التي نحارب مــن أجلها‪ ،‬وبعد الحرب‬ ‫على كافة الحروب الحديثة‪ ،‬والتهديد باستخدام لتدعيم مكاسبها وترسيخها‪.‬‬ ‫أســلحة الدمــار الشــامل أو األســلحة النووية كذلك فإن الحرب النفسية ذات طبيعة مستترة‪،‬‬ ‫والكيميائيــة والجرثوميــة أو البيولوجيــة فهي تعمل في الخفاء ومن وراء ستار وال تظهر‬ ‫واســتخدام الغازات الســامة والقنابل الضخمة بصورة علنية ســافرة‪ ،‬وقد تمارس في شــكل‬ ‫خبــر أو قصة أو واقعة أو رواية أو مســرحية‬ ‫والعنقودية‪.‬‬ ‫استخدام المنهج العلمي في الحرب الدعائية‪ :‬أو شــائعة‪ .‬وال تعرف الحدود الجغرافية‪ ،‬ألنها‬ ‫تمارس عبر األثير‪ ،‬وتنطلق لتجوب العالم كله‪.‬‬ ‫فالدعاية توجه إلى‪:‬‬ ‫وهي وإن كانت ال تستخدم األساليب العسكرية‬ ‫‪ )1‬خارج البالد‪ ،‬لبث روح الهزيمة في الخصم‪ .‬إال أن لهــا تأثيــراً قويا ً في النيــل من معنويات‬ ‫‪ )2‬داخــل البــاد‪ ،‬لتدعيــم الــروح المعنويــة الخصم وعزيمته وإضعاف إرادته‪.‬‬

‫الشهيد يمان أكرم حداوي‬ ‫شهيد اإلنسانية‪ ..‬شهيد الفن‪ ..‬شهيد األمل‬

‫ســاما ً بارعــاً‪ ،‬صاحــب ريشــة ُمميّزة‬ ‫وكان ر ّ‬ ‫ولد الشــهيد في يوم ‪ 26‬من ُحزيران من العام مبدعة‪ ،‬أمسك أقالمه ليمأل ثورته ويسقيها من‬ ‫‪ ،1993‬فــي مدينــة دير الــزور‪ ،‬و ُكتب له أن علب ألوانه‪ ،‬فنٌشرت رسوماته وخاصة‬ ‫ال يكمــل عامه العشــرين‪ ،‬وأن تمنعه رصاص‬ ‫تكتب الكاريكاتيرية في العديد من المجالت الثورية‪،‬‬ ‫قنّــاص غادرة من أن يكمل شــبابه‪ ،‬وأن‬ ‫َ‬ ‫كمجلــة طوق الياســمين الصــادرة عن حركة‬ ‫له الجنة مبكراً‪ ،‬فيرتقي شهيداً إليها‪..‬‬ ‫درس الشهيد في مدرســة الشهيد محمد المال شــباب من سوريا – شــمس التي كان عضواً‬ ‫عيسى للمتفوقين في دير الزور‪ ،‬وتابع ليلتحق فيها‪.‬‬ ‫فــي المقاعد الجامعية‪ ،‬ليدخل مهنة إنســانية‪ ،‬بعــد فترة مــن اجتيــاح مدينته ومرتــ ُع هواه‪،‬‬ ‫فكان طالبا ً في كلية التمريض التي يســعى من غادرهــا وتنقّــل بيــن الرقّة والحســكة‪ ،‬وكان‬ ‫خاللها أن يحفظ ما يمكنه من أرواح أبناء بلده‪ .‬بخاخــه بصحبتــه يحملــه أينما ذهــب‪ ،‬ليزيّن‬ ‫ومع انطالقة ثورة الكرامة انطلق بدوره ليكون الجدران بعبير الحرية واأللوان الثوريّة‪.‬‬ ‫لــه دوره فيهــا‪ ،‬فانضــ ّم إلى الحــراك الثوري ومــا لبــث أن عــاد إلى ديــر الــزور المحرر‪،‬‬ ‫الســلمي مشــاركا ً في المظاهرات‪ ،‬وكان م ّمن ملبّيا ً النداء اإلنســاني ألهالــي الداخل المحرر‬ ‫يقوم بتوزيع المناشــير التي لم ينســى نصيب المحاصرين‪ ،‬فعــاد مم ّرضا ً ضمن فريق نبض‬ ‫الطبــ ّي‪ ،‬ليســعف ما يســتطيع مــن الجرحى‪،‬‬ ‫كلّيته منها‪.‬‬ ‫ويتشبّث باألرواح حتّى ال تغيب!‬

‫لكن نداء هللا كان أســرع‪ ،‬وروحه راحت تلبّي‬ ‫نــداء ربّها قبــل كثيــر مــن األرواح األخرى‪،‬‬ ‫ض‬ ‫ي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فاغتالــه الحق ُد األســد ّ‬ ‫ليرحل مــن األر ِ‬ ‫ضى إلى جنــان ربه‪،‬‬ ‫روح الشــهيد يمــان‪ ،‬فم َ‬ ‫ق بصاحب ِه الشهيد محمد محمد عسكر‪،‬‬ ‫ولح َ‬ ‫الذي تشارك معه الثورة والحرية‪ ،‬وكان معه‬ ‫في حركة شباب سورية التي عمال فيها معاً‪.‬‬ ‫فارتقى يمان في تاريخ ‪ 2013/5/15‬ليبرهن‬ ‫ما كان يهتف به خالل المظاهرات «الموت وال‬ ‫المذلة»‪.‬‬ ‫ارتقــى وكان آخــر مــا كتبه فــي صفحته على‬ ‫الفيس بوك‪ « :‬نسعى ألن يكون األمل أبعد من‬ ‫المدى المجدي للبندقية «‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الواحدوالثالثون ‪2014/07/01‬‬

‫الصفحـة األدبـيـــة‬

‫‪11‬‬

‫جـمعيـة خيريـة‬ ‫بقلم‪ :‬بشار إدلبي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫لم يكن مســرعا ً كثيراً ولكــن التوقف المفاجئ‬ ‫للســيارة التي كانت أمامه تســبب في الحادث‪،‬‬ ‫لــم يتــأذى أحد وعلــى الرغم من عــدم تضرر‬ ‫الســيارة كثيراً كان البد مــن إصالحها ليضيع‬ ‫اليــوم‪ ،‬إنّه يو ٌم بالغ الســوء تحــول من نزه ٍة‬ ‫واســتجمام إلى تعكي ٍر للمزاج وخسار ٍة النقود‪،‬‬ ‫واسى أحد الفريقين اآلخر واعداً إياه بتعويض‬ ‫النزهــة فــي األســبوع المقبــل عندمــا يحين‬ ‫دورهــم وتــؤول الســيارة إليهم‪ ،‬شــاب وفتاة‬ ‫يجوبــان أصقــاع المدينة يبحثــان عن الجئين‬ ‫يضيفانهــم أرقاما ً إلى ســجالتهم إنّهما الفريق‬ ‫الثالث‪ ،‬أحد عشــر آدميا ً يتكدســون في أمعاء‬ ‫غرفتين تحت األرض بطابقين ال يعرفون متى‬ ‫يطردهــم تأخرهــم عن اإليجــار منهما؛ هربت‬ ‫منها األمــراض وعافتها الحشــرات مع تبخر‬ ‫آخــر قرش من مدخراتهم؛ يخــرج منهم ثالثة‬ ‫شــبان يمشــطون المدينــة عن عمــل غالبا ً ما‬ ‫يعودون دونه‪ ،‬فيجترون الجوع على العشــاء‬ ‫ثم يســمرون ويتجرعون أقداح اليأس قبل أن‬ ‫ســجال كل شيء عن تلك‬ ‫يأووا إلى ســهادهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫العائلــة‪ ،‬هي لــم تلتفت‪ ،‬أما هــو فألقى نظرته‬ ‫األخيرة؛ األب يستلقي على فراشهم األوحد في‬ ‫حيــن يتدافع ســتة أطفال على غطــا ٍء ال يزداد‬ ‫إال تمزيقــا ً وتئنّ من تحتهم ما يفترشــون من‬ ‫كراتين‪ ،‬تشــيّعهما أماني األطفــال وتالحقهما‬ ‫آالم األم تســتجدي منهما األدواء‪ ،‬أما األب فقد‬ ‫ضرب الواقــع مع عديد األمراض فيه األطناب‬ ‫وابتســم بعــد خروجهمــا‪ ،‬ظــ ّل يالحقهما ذلك‬ ‫المشهد الذي يفقأ العيون مرخيا ً أستار الصمت‬ ‫عليهما‪ ،‬توقفا قرب ســبيل ماء‪ ،‬غسال أيديهما‬ ‫ث ّم رشّــها بالماء‪ ،‬ابتعدت خائفــة فانزلقت قبل‬ ‫أن تستند وتعود لتوازنها ثم انفجرا بالضحك‪.‬‬

‫يمشــي وحــده يظــ ّل شــارداً هاربا ً مــن جحيم‬ ‫البشــرية مــن حوله فيعيــد حياكة كل مأســاة‬ ‫يمــر عليها فينقل تلك العائلــة من قاع الحاجة‬ ‫إلــى قمم الرخــاء ويحمل المرضــى ومبتوري‬ ‫األطراف إلى ســماوات الكمال‪ ،‬لــم يقدر على‬ ‫أكثــر مــن ذلك‪ ،‬اتفــق الفريق الرابــع على أن‬ ‫يخرج أحدهما يوميا ً للعمل فقط‪.‬‬ ‫ضــر قوائمــه و قوائمهــم و أنهــى عملــه‬ ‫ح ّ‬ ‫الشــهري ليتفرغ لتخطيطاته‪ ،‬و ســيكون على‬ ‫فِ َرقِــه التنفيذ‪ ،‬في األيــام الثالثة األولى من كل‬ ‫شهر يتوجهون أوالَ بشاحنتهم تنوء بحمولتها‬ ‫إلــى عوائلهم وأصحابهــم فيصلونهم؛ قبل أن‬ ‫يتابعوا بها رشيقةً إلى َمنْ اختارته قرعتهم أو‬ ‫أجبرهم استفحال سوء حاله على القدوم إليه‪،‬‬ ‫يلقمونهــم كرتونة تــذوي أرواحهــم بصورة‬ ‫تذكارية إجبارية معها ثم يغادروهم إلى األبد‬

‫لتبقــى أســماؤهم وصورهم تــد ّر الذهب على‬ ‫غيرهم‪.‬‬ ‫أصبحــت تأتي أفــكاره ومشــاريعه أوكلها فقد‬ ‫طلب دعما ً لشــراء ســيارة تجوب القرى بعيداً‬ ‫عن المــدن الكبيرة تبحث عــن الالجئين حيث‬ ‫تكــدس الكثير منهم ال يدري بهم أحد‪ ،‬اقتســم‬ ‫السيارة مع فِ َرقِه وعلى رغم عدم حاجته إليها‬ ‫ووجــود ســيارة خاصة به كانــت تبقى عنده‬ ‫أربعة أســبوعيا ً وهي ما فتئت تنهكها عشرات‬ ‫ســاعات العمل يوميا ً تظ ّل كالنحلة متنقلة بين‬ ‫المواقع الســياحية والترفيهيــة ال تصخب وال‬ ‫يملــون تاركة أشــواك األيام تــدق صدور من‬ ‫خلّفتهم في القرى‪.‬‬ ‫ربما ال تأتي الفــرص الكبرى غير م ّرة واحدة‬ ‫في العمر‪ ،‬لذلك قرر توســيع نشــاطه سرطانيا ً‬ ‫دفعة واحدة يريد أن يشــمل المدن الكبرى في‬ ‫دول تواجــد الالجئيــن وكذلك يتعداهــا و يمتد‬ ‫وحبَــ َك ميزانياته‬ ‫إلــى الداخــل؛ أكمل خططــه َ‬ ‫وتوجــه بهــا وبعالقاتــه نحــو الداعميــن يعد‬ ‫كليهمــا بالكثير‪ ،‬وعده أحدهم بتزكيته عند أحد‬ ‫المموليــن وطلب كعربون حســن نية عن ذلك‬ ‫توظيف شــابين فرواتب جمعيته خيالية‪ .‬وافق‬ ‫مؤجالً األمر أياما ً حتى يصوغ إعالنا ً وينشــره‬ ‫قبل أن يختارهما‪.‬‬ ‫فــرن يحمــل عــدداً مــن الفطائر‬ ‫يخــرج مــن‬ ‫ٍ‬ ‫تتصارع في شعره تسرحات عشرات السنين‪،‬‬ ‫يقــدّم إليهــا واحــدة تبتســم وتأخذهــا‪ ،‬تحتار‬ ‫شفاههما بين تبادل االبتسام والتألم من حرارة‬ ‫الفطائــر‪ ،‬ثــاث عوائل فــي ســاعتين‪ ،‬انتهى‬ ‫العمل ذلك اليوم وحان وقت القهوة إذن‪ ،‬ق ّررا‬ ‫أن يقومــا بخطوتهمــا التاليــة؛ يعــدّان األربع‬

‫والثالثيــن ســاعة والســتة عشــر دقيقة على‬ ‫موعدهمــا التاريخي‪ ،‬الفريــق الثاني فقد تمت‬ ‫خطبتهما بعد أســبوعين من بدء العمل‪ ،‬يعاني‬ ‫طرفا الفريق الثالث من مشــاكل مع زوجه أما‬ ‫الفريق الرابع فقد عصف بمصيرهما دوامهما‬ ‫الجزئــي دون أن تعرف باقــي الفرق والمدير‬ ‫الســبب الحقيقي لذلك‪ ،‬توصــف جمعيتهم بين‬ ‫أقرانهــا بالرومانســية ويضربونها بحجارتهم‬ ‫رغم البيوت الزجاجية ألغلبهم‪.‬‬

‫ثلوج شباط‪ ،‬يحدق به بينما يقلّب الدفاتر بكثي ٍر‬ ‫من الالمباالة‪ ،‬تواصــل الثواني مرورها ثقيلةَ‬ ‫تســحق روحه فيتوتر أكثر ويزداد حاله سوءاً‬ ‫ترعبــه إنذارات ذلك الوجوم قبل أن يأتي على‬ ‫صمته ســؤال ألقى عنه كثيراً من تلك األثقال‪:‬‬ ‫«كيــف األكل بها البلد»‪ ،‬يصطنع ابتســامة‪« :‬‬ ‫صار وئت الغدا لذلك إذا بتتفضلوا وتتكرموا و‬ ‫تئبلوا عزيمتي ووئتها بتحكمو بنفسكم»‪.‬‬ ‫موســيقى هادئة في ركــن خاص في مطعم في‬ ‫فنــدق خمــس نجــوم ذو إطاللة جبليــة تعبث‬ ‫باأللبــاب وترتقــي بالــروح في تلــك األجواء‬ ‫السحرية مثقلة إياها بالسعادة‪ ،‬لو كانت الجنة‬ ‫كذلــك لكفى‪ ،‬تناول ثــاث لقيمات ثم أخرج من‬ ‫حقيبته عدة صفحات ملتصقة ببعضها وضعها‬ ‫جانبه‪ ،‬أشــار إليها‪« :‬بعد هاد التقرير يا بتضل‬ ‫تزور هيــك محالت يا إما بتصيــر هيك أجواء‬ ‫حسرات عليك آلخر عمرك وجزء من عذاباتك‬ ‫اللحظية»‪.‬‬

‫أيقظه هاتفــه باكراً ذلك اليوم‪ ،‬نظــر إليه إنّها‬ ‫الواحدة من ســيكون المتصل‪ ،‬بعد عدة كلمات‬ ‫احمــ ّر واصفــ ّر ثم اســو ّد ‪« :‬إيه نص ســاعة‬ ‫وبكون بالمكتب»‪ ،‬يجلس خلف طاولته يشــعل‬ ‫ســيجارته التاســعة من عقــب الثامنــة تأتيه‬ ‫الســكرتيرة الجديــدة بالقهــوة‪« :‬تأخــر يمكن‬ ‫أســتاذ ما هيــك»‪ ،‬بهدوء مصطنــع‪« :‬طبيعي‬ ‫يتأخــر هــدول هيك بريســتيج شــغلتهم»‪ ،‬في‬ ‫الخامســة واألربعين وال يــزال عازباً‪ ،‬وحتى‬ ‫هو ال يعرف الســبب‪ ،‬ال تنقصــه اللباقة ولين‬ ‫الحديــث‪ ،‬يظهــر إثــر ابتســامة عريضة منه ‪« -‬كيف ما فهمت؛ ئصدي كيف لئيت جمعيتنا؛‬ ‫كيف الدفاتر والصور والشهادات»‪.‬‬ ‫نابان مدبّبان ينبئان بالكثير‪.‬‬ ‫ يبتســم‪ « :‬الدفاتــر مســكينة و الــورق على‬‫تســلح بدفاتره فهــو ال يعرف كيف يســتخدم طــول مظلوم بيئول اللي بخبروه إياه وبس»‪،‬‬ ‫الحاســوب مستعداً ألي ســؤال‪ ،‬ينضح العرق يغمزه‪ ،‬يصمت قليالً ثم يردف‪« :‬بس بالنهاية‬ ‫منه ويتقاطر ســريعا ً على جبهتــه‪ ،‬يبلع ريقه كلنــا بشــر»‪ ،‬ســقطت ثوانــي صمــت قطعها‬ ‫عقــب كل كلمتين يحاول أن يخفــي بذلك تأتأة قهقهات صاخبة شــدّت إليهمــا األنظار قبل أن‬ ‫طارئــة على غير عادة منه‪ ،‬لم يُخيّل إليه يوما ً يقفا ويتصافحا ويتعانقا‪.‬‬ ‫أنّه سيقع في مثل ذلك الموقف لكن التفكير في‬ ‫دمار األماني العظيمة يفعل كل شــيء‪ ،‬ال يصل‬ ‫إال صــوت أمثــال تلــك الجمعيات أمــا روادها‬ ‫المفترضيــن فال يعرف بعضهم حال بعض فلن‬ ‫تكون سمعته إذ ذاك عند الممولين إال أنقى من‬


‫الكتائب العـدد الواحدوالثالثون ‪2014/07/15‬‬

‫الورقـــة األخيــرة‬

‫‪12‬‬

‫ريف الالذقية وإرهاب‬ ‫النظام الليلي‬ ‫إعداد‪ :‬أبو الفاروق السوري‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫عند غروب الشــمس وبدء حلول المســاء في‬ ‫الريف الساحلي الصامد يبدأ المسلسل اليومي‬ ‫للنظام الســوري‪ ،‬حيث يبدأ اإلرهــاب اليومي‬ ‫الليلي‪ ،‬ويقوم الطيران كعادته كل مساء بتنفيذ‬ ‫الغارات على قرى الريف المحررة‪ ،‬ويزيد من‬ ‫وطــأة إرهاب هذه الغــارات قطع الكهرباء عن‬ ‫هذه القرى وصــوت براميل الموت التي يتردد‬ ‫صداها في قرى الريف الصامد‪.‬‬

‫الكهوف والمالجــئ نهاراً‪ ،‬وعند حلول الظالم‬ ‫نعــود إلى بيوتنا ونشــعر باالرتيــاح لعدم قيام‬ ‫الطيران بغارات ليلية‪ ،‬أما اآلن فالشعور‬ ‫باألمان تالشى ليالً ونهاراً بعد استمرار طيران‬ ‫النظام باإلغارة بشكل منتظم ليالً ونهاراً»‪.‬‬ ‫حدثــت حالة نــزوح كبيرة بعد تكــرار الغارات‬ ‫الليلية‪ ،‬حيث بــات الصفير المرعب واالنفجار‬ ‫الرهيب ليالً من أهم األسباب التي تدفع الناس‬ ‫للنزوح من المنطقة‪.‬‬

‫ويقول النقيب عبد الهادي أوســي أن التصدي‬ ‫ال تســتطيع كتائــب الجيش الحر فــي المنطقة لهــذه الطائرات أمــر صعب لعــدم القدرة على‬ ‫التصدي لهذه الغــارات‪ ،‬حيث تكون الطائرات رؤيتهــا ليالً من ناحية‪ ،‬ولعدم وجود صواريخ‬ ‫علــى ارتفاعات شــاهقة ال تطالهــا المضادات حرارية فعالة من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫الموجودة مــع كتائب الجيش الحر المنتشــرة‬ ‫في ريف الالذقية‪.‬‬ ‫وعــن الخســائر التــي تســببها البراميــل في‬ ‫وعــن هذا الموضــوع تحدثت إلينــا بنان حاج‬ ‫بكــري قائلــة‪« :‬بــدأ النظــام باســتخدام هــذا‬ ‫األسلوب منذ منتصف العام ‪ ،2012‬وذلك لكي‬ ‫ال يســمح للناس بأخذ قســط مــن الراحة أبداً‪،‬‬ ‫حيــث يعتبر هذا أســلوبا ً من أســاليب الضغط‬ ‫النفســي على السكان الصامدين في بيوتهم»‪،‬‬ ‫وتضيــف بنان قائلة‪« :‬كنــا من قبل نجلس في‬

‫المنطقــة قال النقيب عبد الهــادي أن األضرار‬ ‫تكون غير كبيــرة‪ ،‬فالطائرات التي تحلق على‬ ‫هــذا االرتفاع الشــاهق وفي الليــل ال يمكن أن‬ ‫تصيب هدفا ً معينا ً ومعظم البراميل التي تســقط‬ ‫تنفجر في الجبال المحيطة بالقرى‪.‬‬

‫كريكاتير العدد‬ ‫رئيـس التحـرير‬ ‫فاضــل الحمصــي‬

‫فريـق التحـرير‬

‫أ‪ .‬مصطفـى القاسـم‬ ‫الشيخ أبو الحسن‬ ‫أصــــالن أصــــالن‬ ‫بشــــــار إدلبـــــــي‬ ‫عبـد الرزاق زقزوق‬

‫إعـداد وإخـراج‬ ‫أنس أبو ابراهيم‬

‫للمتابعة والتواصل‬

‫‪alktaeb-newspaper@hotmail.com | www.fb.com/alkataebjareda‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.