جريدة الكتائب | العدد الثامن

Page 1

‫العدد الثامـن | عدد الصفحات ‪ 12‬صفحة‬ ‫السعر‪ 15 :‬ليرة سورية‬

‫ن‬

‫سخـ‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫يـة‬

‫جريدة مستقلة تسلط الضوء على الواقع الميداني وأهم التطورات على التراب السوري‬

‫‪www.facebook.com/alkataebjareda‬‬

‫الكتائب | العـدد الثامـن | االثنين ‪2013/07/01‬‬

‫االفتتاحية‬

‫ال بد من مواجهة التحديات‪ ...‬بعد فشل المعارضة‬

‫التسليح الغربي للجيش الحر‬ ‫كان قرار التسليح األمريكي الذي أعلن‬ ‫عنه أوبام���ا متوقعاً‪ ،‬فال���دول الغربية‬ ‫حريص���ة عل���ى اس���تمرار الحرب في‬ ‫سورية ألطول فترة ممكنة وعدم تحقيق‬ ‫أي من الطرفين النتصار حاسم‪.‬‬ ‫الواليات المتحدة تدرك تماما ً اس���تحالة‬ ‫انتص���ار النظام والقض���اء على الثوار‬ ‫حتى ل���و قطع الدع���م عنه���م نهائياً‪،‬‬ ‫ومن ناحية أخرى جاء قرار التس���ليح‬ ‫المحدود بهدف إجالس النظام والثوار‬ ‫على طاولة الحوار وفق الش���روط التي‬ ‫تتناس���ب مع مصالح الدول الغربية في‬ ‫المنطقة‬ ‫إن المطلوب من الثوار اليوم هو المبادرة‬ ‫إلى االستفادة من هذا القرار حتى لو لم‬ ‫يكن ملبيا ً للطموح‪ ،‬حيث يجب المبادرة‬ ‫إلى التوح���د في تنظيم���ات كبيرة ذات‬ ‫هيكلية واضحة تابع���ة لهيئة األركان‪،‬‬ ‫والحد م���ن دور الكتائب الصغيرة التي‬ ‫تعرقل العمل الجاد عل���ى األرض أكثر‬ ‫مما تسهم في تحقيق انتصار‪ ،‬بل يجب‬ ‫س���حب س�ل�اح المجموعات الصغيرة‬ ‫في حال رفضها القب���ول باالندماج مع‬ ‫الكتائب الكبرى حتى لو استعملت القوة‬ ‫ضده���ا‪ ،‬فم���ن دون الوح���دة لن يكون‬ ‫لجهد ودماء الش���هداء قيمة فعلية على‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫ال بد من االس���تفادة من قرار التس���ليح‬ ‫المحدود ومحاولة قل���ب الطاولة على‬ ‫النظ���ام وأعوانه‪ ،‬ومن تح���دى النظام‬ ‫لشهور طويلة بدون تسليح فعليا ً يمكنه‬ ‫فعل الكثير بقليل من السالح‪.‬‬ ‫هيئة التحرير‬

‫صفحـة‬

‫ملفـات قانونيـة‬

‫سوريا ‪...‬‬ ‫بين المطرقة والسندان‬ ‫الجزء الثاني‬

‫صفحـة‬

‫‪2‬‬

‫لقاء العدد‬

‫العميد الركن‬

‫«أحمـد رحـال»‬

‫قائد الجبهة الساحلية‬

‫صفحـة‬

‫‪6‬‬

‫تحقيقات‬

‫‪3‬‬

‫السياسة في اإلسالم‬ ‫واإلسالم السياسي‬

‫صفحـة ‪9‬‬


‫الكتائب العـدد الثامـن ‪2013/07/01‬‬

‫ملفـات قانـونيـة‬

‫‪02‬‬

‫ســورية ‪ ...‬بيـن المطرقـة والسنــدان (‪)2‬‬ ‫الفس���اد‪ ,‬وأصبح المثقفون وحملة الش���هادات‬ ‫العليا مهمش���ين ومبعدين‪ ,‬والفئة الحاكمة هي‬ ‫صاحبة الش���هادات العلمية المزيفة‪ ,‬وهي التي‬ ‫تعتلي مناب���ر الثقافة والتعلي���م بتأهيل مزيف‪,‬‬ ‫ورغ���م جهله���م يحظ���ون بمبارك���ة المنافقين‬ ‫الموالين لهم وللنظام الفاسد ووسائل اإلعالم ‪.‬‬ ‫لقد أصبح المواطن الس���وري المسلم في منأى‬ ‫عن الحي���اة الحرة الكريمة ف���ي بلده‪ ,‬وعرضة‬ ‫النت���زاع حقوقه‪ ,‬و حتى ممتلكاته‪ ،‬إذا كان لديه‬ ‫ممتل���كات ‪ .‬وتج���اوز حد المعقول في مس���يرة‬ ‫الضغط واإلكراه‪ ,‬وهذا ما يولد االنفجار الحتمي‪،‬‬ ‫فالمواط���ن ال يمتلك حتى صوته االنتخابي الذي‬ ‫بات مجيّراً لفئة الس���لطة ق���والً وعمالً ‪ .‬و لهذا‬ ‫فإن ما تحمله ش���عب سورية فاق حدود الخيال‪,‬‬ ‫ف���كان ما كان‪ ،‬وب���دأت قوى الح���راك الثوري‬ ‫بالتحرك س���راً‪ ،‬مواكبة ما كان يجري في بعض‬ ‫الدول العربية التي ثارت على الوضع السياسي‬ ‫الفاس���د‪ ,‬الس���يما تونس ومصر وليبيا و اليمن‬ ‫في الوقت ذاته الذي كان النظام يصطنع ثورات‬ ‫مزيف���ة في بع���ض البلدان األخ���رى‪ ,‬من خالل‬ ‫دعمه لفئات من شاكلته كتحركات الحوثيين في‬ ‫اليمن‪ ,‬وشيعة البحرين ‪.‬‬

‫بشار األسد يستبق األحداث‬

‫إعداد الدكتور‪ :‬مصعب سليمان الجمل‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الواقع السوري إبّان الثورة‬

‫لقد كانت األيام تمر بسرعة‪ ,‬وتتسارع األحداث‪,‬‬ ‫وبات االحتقان في أوجه‪ ،‬حيث لم يعد باإلمكان‬ ‫أن يحتمل الشعب ما كان يحتمله من ضغوط في‬ ‫شتى المجاالت المعيشية‪ ,‬السيما أن الموضوع‬ ‫وصل من قب���ل الفئة الباغي���ة‪ ،‬التي اغتصبت‬ ‫الس���لطة ونصبّت واجهة له���ا نظاما ً ال يفهم إال‬ ‫لغة القمع والتحدي لإلرادة الشعبية‪.‬‬ ‫وقد وصل األمر بهذه الفئة المتس���لطة أن بدأت‬ ‫تتعدى عل���ى المقدس���ات‪ ,‬و تتج���اوز العقيدة‬ ‫اإلس�ل�امية المترس���خة في المجتمع السوري‬ ‫اإلسالمي‪ ,‬وباتت رموز اإلس�ل�ام منتهكة دون‬ ‫رادع ي���ردع أتباع النظ���ام الحاك���م ومؤيديه‪,‬‬ ‫فالرئيس المزعوم بش���ار األسد الذي كان يهتم‬ ‫بالسياس���ة الخارجية‪ ,‬وبناء التحالفات مع دول‬ ‫مؤيدة له‪ ,‬تنتهج السياس���ة ذاتها التي ينتهجها‪,‬‬ ‫و تحقد على الشعب المسلم‪ ,‬وكان هذا الرئيس‬ ‫يتظاهر على صعيد السياسة الداخلية بالشفافية‬ ‫المصطنعة‪ ,‬وإصدار الخطابات التي تتعارض مع‬ ‫واقع الحياة المعاشة‪ ,‬وتبرز صورته المتهلهلة‪,‬‬ ‫وأنه يحاول اإلصالح و يسعى لسياسة التطوير‬ ‫والتحدي���ث الت���ي ابتدعه���ا‪ ,‬معترفا ً بالفس���اد‬ ‫المستش���ري ف���ي أركان الدولة الت���ي يقودها‪,‬‬ ‫وحقيقة األمر أنه ترك حاشيته وأقاربه يعيثون‬ ‫فساداً ويفعلون ما يريدون ضمن حدود سورية‬ ‫الت���ي باتت مزرع���ة لهــم وبات ش���عبها خدما ً‬ ‫وعبيداً ‪.‬‬ ‫فق���د ب���دأوا بسياس���ة اإلقصاء عل���ى الصعيد‬ ‫الوظيفي‪ ,‬حي���ث باتوا يكيل���ون التهم لموظفي‬ ‫الدولة من الطائفة الس���نية‪ ,‬التي تمثل الغالبية‬ ‫العظمى من النس���يج االجتماعي الس���وري‪ ,‬و‬ ‫يحيلونهم إلى فروع األمن تحت عنوان «قانون‬

‫الط���وارئ والتوقيف العرفي»‪ ,‬ومن ثم اإلحالة‬ ‫للقض���اء الذي ال يطب���ق القانون‪ ,‬ب���ل يتظاهر‬ ‫بتطبيقه‪ ,‬ويطبق سياسة القمع األمنية‪ ,‬فالمتهم‬ ‫مدان‪ ،‬وينفذ ضعف العقوبة قبل أن يصدر بحقه‬ ‫أي حك���م قضائي‪ ,‬وهذا يس���تتبع فصل المحال‬ ‫إلى القض���اء عن وظيفت���ه‪ ,‬و بالتالي أصبحت‬ ‫كل الوظائف حكراً عل���ى األقلية الحاكمة‪ ,‬ومن‬ ‫يواليه���ا من األقلي���ات األخرى‪ ,‬وأف���راد الفئة‬ ‫الحاكم���ة لهم وظائف متع���ددة يتقاضون عنها‬ ‫الرواتب دون أن يلتزمون بها‪ ,‬كما أن السياسة‬ ‫المتبع���ة فرضت واقع الرش���وة بش���كل معلن‪,‬‬ ‫وبأرقام تتجاوز أصل الحق‪ ,‬وأي مواطن مسلم‬ ‫معرض لكل أنواع االنتهاكات ومرغم على دفع‬ ‫الرشاوى واألتاوات ‪.‬‬ ‫ومن الناحية االقتصادية فقد تم احتكار التجارة‬ ‫الداخلي���ة والخارجي���ة بي���د فئة مح���دودة من‬ ‫األشخاص‪ ,‬تقاسموا االمتيازات‪ ,‬وعاثوا فساداً‬ ‫في األرض‪ ,‬وبنوا الثروات الطائلة‪ ,‬وتوس���عوا‬ ‫باس���تثماراتهم خارج حدود الوطن‪ ,‬فهم ملوك‬ ‫المال على مستوى دول العالم‪ .‬كيف ال ومصادر‬ ‫النفط ال تدخل إلى الموازنة العامة بل تدخل في‬ ‫حساباتهم الشخصية؟ ‪.‬‬ ‫وحتى على صعيد الثقافة والتعليم فقد استشرى‬

‫لقد كان بشار األس���د يعي تماما ً ما سيحدث في‬ ‫س���ورية‪ ,‬و ربما كان ذلك من أف���كار من و ّرثه‬ ‫السلطة‪ ,‬وأعني حافظ األس���د‪ ,‬فالولد سر أبيه‪,‬‬ ‫واألب هو من بدأ يخطط لما س���يجري من باب‬ ‫التوقع واالحتمال المؤكد‪ ,‬وقد عمل حافظ األسد‬ ‫أثناء حكمه على تأسيس تحزبات مسلحة تحت‬ ‫ش���عارات براق���ة‪ ,‬بحيث تكون ه���ذه التحزبات‬ ‫المس���لحة رافداً ل���ه عندما تقتض���ي الحاجة‪,‬‬ ‫فاصطنع ما يس���مى بح���زب هللا اللبناني‪ ,‬الذي‬ ‫يعتمد على الش���يعة الصفوي���ة‪ ،‬والمدعوم من‬ ‫قبل���ه وقبل حليفت���ه إيران‪ ,‬وذل���ك أثناء تواجد‬ ‫الجيش السوري األس���دي في لبنان‪ ,‬حيث كان‬ ‫يمارس دور االحتالل والقمع في الدولة الجارة‪,‬‬ ‫وباإلضافة إلى حركة أمل الشيعية أيضا ً ‪.‬‬ ‫وقد أطلق م���ع هذه التحزبات ش���عارات براقة‬ ‫في الش���ارع العربي‪ ,‬وصفات تمثل واقع الحلم‬ ‫العربي أيض���اً‪ ,‬كحركة المقاوم���ة‪ ,‬والممانعة‪,‬‬ ‫وتحرير فلسطين‪ ,‬وما شابه ذلك ‪.‬‬ ‫كما اس���تأثر ببع���ض التنظيمات الفلس���طينية‬ ‫من خالل ش���خصيات ورموز ال تخدم في واقع‬ ‫الحال إال سياس���ته القمعية‪ ,‬مثل جيش التحرير‬ ‫الفلس���طيني والقي���ادة العام���ة وغيره���ا من‬ ‫التنظيمات الفلس���طينية الموالي���ة‪ ,‬والتي تمثل‬ ‫سياسة حافظ األسد ومن بعده بشار األسد‪.‬‬ ‫وعل���ى صعيد دول الج���وار فقد أنش���أ تنظيما ً‬ ‫كردي���ا ً بقي���ادة عب���دهللا أوج�ل�ان‪ ,‬و هو حزب‬ ‫العمال الكردس���تاني المعروف باسم ( البي كي‬ ‫كي ) ليك���ون ورقة ضغط بيده على الجمهورية‬ ‫التركية‪ ,‬وليكون رديفا ً له في الداخل الس���وري‬ ‫إذا اقتضى األمر ‪.‬‬ ‫باإلضاف���ة إلى تحالف���ات مع دول عف���ا عليها‬ ‫الزمن‪ ,‬وتس���عى إليج���اد واقع له���ا في منطقة‬ ‫الشرق األوسط‪ ,‬وهي لديها ترسانة من األسلحة‬ ‫باعتبارها كانت قوة عظمى على مستوى العالم‪,‬‬ ‫و انه���ار نظامها السياس���ي‪ ,‬وأصبح يتش���بث‬ ‫بالبقاء بعد أن مارس سياسة عالمية بالتشويه‬

‫الخلقي والديني واألخالقي‪ ,‬مثل روسيا وكوريا‬ ‫الشمالية ‪.‬‬ ‫كما قام بدعم الشيعة الصفوية في دولة العراق‬ ‫وإنشاء نظام اس���تبدادي فيها‪ ,‬و ذلك من خالل‬ ‫دعمه لحكوم���ة المالكي بالتع���اون مع إيران‪,‬‬ ‫وكذلك تأسيس ما يسمى بجيش المهدي ‪.‬‬ ‫وكذل���ك كان اس���تباق الحدث سياس���ياً‪ ,‬حيث‬ ‫أف���رز بعض المتحدثين والسياس���يين الموالين‬ ‫ل���ه‪ ,‬وال ُم َمولين من قبل���ه‪ ,‬و أطلقهم كمعارضة‬ ‫لسياسة حكمه‪ ,‬ليمتص من خاللهم نقمة الشارع‬ ‫السوري‪ ،‬وليكونوا ع َرابي سياسة المعارضة إذا‬ ‫اقتضى األمر ‪ .‬ووزعهم في الداخل والخارج‪ ,‬بعد‬ ‫أن اصطنع له���م تاريخا ً مزيفا ً ومعاناة يوهمون‬ ‫بها الداخل والخارج‪ ,‬فقد وضعهم في السجون‪,‬‬ ‫والحقهم على مرأى ومسمع المجتمع الداخلي‪,‬‬ ‫واإلع�ل�ام الخارجي‪ ,‬ضمن خط���ة متفق عليها‬ ‫مس���بقاً‪ ,‬وتعويض فاق الح���دود الطبيعية‪ ,‬وكل‬ ‫ذلك ضمن سياس���ة خبيثة بدأها األب‪ ,‬وأكملها‬ ‫االبن‪ ,‬منتظراً س���اعة الصفر ليحقق من خاللها‬ ‫نتائج إيجابية بالنس���بة له ولنظامه‪ ،‬الذي توقع‬ ‫له هو ذاته أن يأتي عليه اليوم الذي يحتاج فيه‬ ‫إلى ما أسس بشكل استباقي ‪.‬‬

‫الحدث المرافق لدور النشطاء و إعالن‬ ‫ساعة الصفر‬

‫لقد كانت األخب���ار الواردة م���ن تونس ملهمة‬ ‫للناشطين السياسيين الفعليين في سورية‪ ,‬وكان‬ ‫إع�ل�ان الخبر عن هروب زين العابدين بن علي‬ ‫وتعلق طائرته في األجواء قبل أن تحط رحلتها‬ ‫ف���ي مدينة جدة‪ ,‬مبعث التف���اؤل واألمل بالفرج‬ ‫القري���ب‪ ,‬وطي صفحة نظام األس���د‪ ,‬فلقد تغنى‬ ‫الجميع بما قاله أبو القاسم الشابي في قصيدته‬ ‫المشهورة ‪:‬‬ ‫إذا الشعب يوما ً أراد الحياة‬ ‫فال بد أن يستجيب القدر‬ ‫نعم ‪ ..‬لقد اس���تجاب القدر عندما أراد الش���عب‬ ‫التونس���ي الحياة بعيداً عن اس���تغالل الطاغية‪,‬‬ ‫وجاء الحراك الثوري في مصر ودخول الجيش‬ ‫المصري إلى الساحات ليجبر نظام مبارك على‬ ‫التنح���ي عن منصب الرئاس���ة‪ ,‬كم���ا أن إعالن‬ ‫الثورة في ليبيا لمواجه���ة طاغيتها القذافي‪ ,‬و‬ ‫نزول اليمنيين إلى الس���احات العامة في اليمن‬ ‫إلس���قاط نظام علي عبدهللا صال���ح‪ ,‬كانت كلها‬ ‫دوافع قوية لدى الش���عب الس���وري لمواكبة ما‬ ‫أطلق عليه تس���ميه الربيع العربي‪ ,‬بعد خريف‬ ‫وشتاء فاق طاقة االحتمال ‪.‬‬ ‫في غمرة هذه األحداث المتس���ارعة والتحركات‬ ‫السرية‪ ,‬أطلق بشار األسد تصريحاته الصحفية‬ ‫في مقابلة له مع صحيفة وول ستريت جورنال‬ ‫األمريكية في ‪ 31‬كانون الثاني‪ ,‬حيث اس���تبعد‬ ‫تكرار سيناريو تونس ومصر قائالً ‪ :‬إن سورية‬ ‫في وضع أفضل من مصر‪ ,‬ألنها ال تقيم عالقات‬ ‫مع إسرائيل‪ ,‬كما استبعد تبني إصالحات سريعة‬ ‫و جذري���ة‪ ,‬معلالً ذلك بحاجة س���ورية إلى بناء‬ ‫المؤسسات وتحس���ين التعليم قبل انفتاح النظام‬ ‫ّ‬ ‫وحذر من أن المطالب باإلصالحات‬ ‫السياس���ي‪,‬‬ ‫السياسية السريعة قد يكون لها ردة فعل سلبية‪,‬‬ ‫في حال لم تكن المجتمعات العربية جاهزة لها ‪.‬‬ ‫إن بشار األس���د في هذه الظروف كان واثقا ً في‬


‫الكتائب العـدد الثامـن ‪2013/07/01‬‬

‫آراء‬

‫‪03‬‬ ‫قرارة نفس���ه أن الدور سيأتي عليه‪ ,‬وهو الذي‬ ‫كان قب���ل كل هذه الثورات ف���ي المحيط العربي‬ ‫قد عانى من بوادر الثورة في س���ورية في بداية‬ ‫صيف ‪ , 2010‬حيث استفاق الناس و األجهزة‬ ‫األمنية القمعية على وجود ش���عارات مناهضة‬ ‫لحكمه على جدران بلدات مختلفة على مساحة‬ ‫األرض السورية‪ ,‬و قد واجهها بالقمع واالعتقال‬ ‫والتعذي���ب حتى الموت لكل من وصلته التقارير‬ ‫بأنه يمكن أن يكون كاتبا ً للعبارات المدونة على‬ ‫الجدران ‪.‬‬

‫الح���دث الث���وري من خ�ل�ال بع���ض الدعوات‬ ‫الرس���مية لالنتفاضة ضد النظ���ام‪ ,‬حيث صدر‬ ‫عن جماعة اإلخوان المس���لمين المحظورة في‬ ‫س���ورية‪ ,‬بيان دعت فيه الحكومة السورية إلى‬ ‫االتعاظ بالتجربة التونس���ية‪ ,‬والعودة إلى صف‬ ‫الش���عب‪ ,‬وهدّدت بعد س���قوط زين العابدين بن‬ ‫علي بيومين بالعصيان المدني‪ ,‬للمطالبة بحقوق‬ ‫الش���عب الس���وري‪ ,‬وتكررت دعوة سياس���ية‬ ‫مش���ابهة في ش���باط ‪ ,2011‬من قبل المراقب‬ ‫العام الس���ابق لجماعة اإلخوان المس���لمين في‬ ‫س���ورية عصام العطار‪ ,‬إلى ما وصفه بالتغيير‬ ‫السلمي البصير في البالد‪ ,‬وجاءت هذه الدعوة‬ ‫في رسالة وجهها العطار إلى بشار األسد ‪.‬‬

‫إن بشار األس���د وبالتعاون مع حلفائه حاول أن‬ ‫يصطنع التوتر في بعض دول الجوار المستقرة‪,‬‬ ‫من خالل حركات احتجاجية مصطنعة تهدف إلى‬ ‫التخري���ب‪ ,‬كما جرى في مملك���ة البحرين وفي‬ ‫المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية‪,‬‬ ‫وبعض من أثاروا الشغب وبث األفكار الصفوية‬ ‫كما حدث في دولة الكويت‪ ،‬ولكن تلك الش���عوب‬ ‫وعت الحقيقة‪ ,‬و أخمدت بنفسها هذه الحركات‬ ‫العنصري���ة المصطنع���ة‪ ,‬والت���ي ال تمت لروح‬ ‫الثورة بصلة ‪.‬‬

‫كما أن ما فعله ملهم الثورة التونسية بوعزيزي‬ ‫الذي أشعل النار بنفسه‪ ,‬شجع عدداً من الشبان‬ ‫السوريين ألن يشعلوا النار بأنفسهم‪ ,‬على مرأى‬ ‫من الناس كي يكون���وا محرضين على الثورة‪,‬‬ ‫وم���ن الذين أش���علوا النار بأنفس���هم المواطن‬ ‫الس���وري حس���ن علي عقلة في مدينة الحسكة‬ ‫بتاريخ ‪ 2011\1\26‬احتجاجا ً على النظام ‪.‬‬

‫لقد حاول بعض النشطاء في سورية أن يستعجل‬

‫و كذلك ما نظمه بعض الناشطين من اعتصامات‬

‫في دمش���ق في ‪ ,2011 \2\ 3‬تأيي���داً للثورة‬ ‫المصري���ة‪ ,‬كاالعتصام بالش���موع أم���ام مقر‬ ‫السفارة المصرية بدمشق‪ ,‬واالعتصام في حي‬ ‫باب توما‪ ,‬وقد تدخلت األجهزة القمعية وهاجمت‬ ‫المتظاهرين واعتقلت عدداً منهم ‪.‬‬ ‫كما جرى ف���ي ‪ 2011\2\ 5‬تحرك صغير غير‬ ‫مسبوق في الحس���كة‪ ,‬يطالب باإلطاحة باألسد‪,‬‬ ‫وقد اعتقل األمن العش���رات من المشاركين في‬ ‫المظاهرة ‪.‬‬ ‫وكذلك ما حدث في يوم الخميس ‪2011\2\17‬‬ ‫وعل���ى غير المتوق���ع حيث اش���تعلت مظاهرة‬ ‫عرضية دون تخطيط مسبق في سوق الحريقة‬ ‫وس���ط دمش���ق‪ ,‬اعتراضا ً على ض���رب رجال‬ ‫الش���رطة ألحد المواطنين تعسفياً‪ ,‬حيث احتشد‬ ‫الناس ورددوا عبارات مثل «الش���عب السوري‬ ‫ما بينذل»‪ ,‬وقد حضر وزير الداخلية الس���وري‬ ‫وتحاور مع المحتجي���ن‪ ,‬و وعد بإجراء تحقيق‬ ‫حول انتهاكات الش���رطة‪ ,‬وانفض���ت المظاهرة‬ ‫بعد ثالث س���اعات‪ ,‬ولكن األجهزة القمعية التي‬ ‫ص���ورت المتظاهري���ن قامت باعتقاله���م ليالً‪,‬‬ ‫وكذلك فقد تضامن الش���عب السوري مع ثورة‬ ‫ليبيا‪ ,‬واعتصم الناش���طون أمام السفارة الليبية‬ ‫بدمش���ق‪ ,‬وقد جابه النظام ذل���ك بالقمع‪ .‬وكذلك‬

‫اإلضراب الذي حدث في سجن دمشق المركزي‪,‬‬ ‫من قبل السجناء السياس���يين‪ ,‬وترافق ذلك مع‬ ‫اعتصام ذوي الس���جناء أم���ام وزارة الداخلية‪,‬‬ ‫وقد قام األمن الس���وري بمهاجمة المعتصمين‪,‬‬ ‫وزجهم في السجون ‪.‬‬ ‫والقبض على عدد منهم‬ ‫ّ‬ ‫وقد تصاعد التوتر واالحتقان الش���عبي‪ ,‬وبدأت‬ ‫صفحات الفيسبوك تقدم دعوات من قبل النشطاء‬ ‫للح���راك الثوري‪ ,‬وقد ترافقت هذه الدعوات مع‬ ‫تصرفات مس���تهترة من قبل رجال أمن النظام‪,‬‬ ‫وقم���ع زائد تجلى بانس���حاب أمني من األرياف‬ ‫البعيدة‪ ,‬وتجمع مكثف لهم في المدن والمناطق‬ ‫المتوقع اشتعال الثورة فيها‪ ,‬وقد تجلى ذلك أكثر‬ ‫ما تجل���ى بالقمع واالس���تهتار بمواجهة أطفال‬ ‫درع���ا‪ ,‬حيث تم إعالن يوم الغضب في الخامس‬ ‫عش���ر من ش���هر آذار ‪ 2011‬و كانت س���اعة‬ ‫الصفر‪.‬‬ ‫مالحظة ‪ :‬في العدد القادم نتابع ما جرى في يوم‬ ‫الغض���ب الذي كان بداية انطالق الثورة بش���كل‬ ‫معلن على المأل و ما تبع ذلك من تطورات‪.‬‬

‫ال بـد مـن مواجهـة التحـديات‬

‫بعـد فشـل المعارضـة فـي تحقيـق اإلنجـازات‪..‬‬

‫بقلـــم‪ :‬فاضل الحمصي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫كانت حجة الغرب الرئيس���ية ف���ي عدم التدخل‬ ‫بالشأن الس���وري هو تفكك المعارضة السورية‬ ‫وكثرة االتجاه���ات والتوجهات في داخلها‪ ،‬وقد‬ ‫جرت محاوالت كثيرة به���دف التوحيد دون أن‬ ‫ينجح أي منها‪.‬‬ ‫ب���دأت مح���اوالت التوحيد منذ بداي���ات الثورة‬ ‫مع تأس���يس التنس���يقيات‪ ،‬ثم اتحادات األحياء‬ ‫والهيئ���ة العامة للثورة‪ ،‬ثم ف���ي مرحلة الحقة‬ ‫المجلس الوطني واالئتالف‪ ،‬وقد فش���لوا جميعا ً‬ ‫في تحقي���ق أماني الش���عب وتطلعات���ه‪ ،‬وذلك‬

‫بسبب االرتباطات الخارجية ألعضاء المعارضة‬ ‫من جه���ة‪ ،‬والمطام���ع الش���خصية للكثير من‬ ‫المعارضين م���ن جهة أخرى‪ ،‬حتى أن االئتالف‬ ‫الوطني والذي يعتبر التنظيم السياس���ي األكبر‬ ‫للمعارضة الس���ورية فش���ل ف���ي التوافق على‬ ‫شخصية الرئيس بعد استقالة الخطيب‪.‬‬ ‫كان االتفاق الوحي���د في صفوف المعارضة هو‬ ‫ع���دم االتفاق‪ ،‬وبرغم توس���عة االئتالف إال أنه‬ ‫لم يلبي الطموحات ولم يس���مح بتش���كيل جسم‬ ‫مع���ارض متماس���ك يكون له ثقل سياس���ي في‬ ‫األحداث السورية‪.‬‬

‫وج���اءت الطامة الكبرى عندم���ا بدأت التيارات‬ ‫السياس���ية بش���راء الوالءات من العس���كريين‬ ‫وتمويل كتائ���ب لتعمل تحت اس���مهم وتتحرك‬ ‫بأوامرهم‪ ،‬لتكون ورقة ضغط بيدهم يستغلونها‬ ‫في الخالف���ات السياس���ية‪ .‬فمن كتائ���ب تعمل‬ ‫تحت اس���م االخوان إلى كتائب جهادية مرتبطة‬ ‫بالقاعدة وغيرها الكثير‪..‬‬ ‫س���اهمت هذه الخالفات بتش���تيت الجيش الحر‬ ‫وإضعاف قوت���ه وتعزيز قوة النظ���ام‪ ،‬الذي لم‬ ‫يس���تعد قوته باألصل‪ ،‬بل إن خالفاتنا س���اهمت‬ ‫بإظهاره بمظهر المتماس���ك والمس���تعيد لزمام‬ ‫المبادرة‪.‬‬

‫كما فشلت المعارضة بتأسيس حكومة انتقالية‪،‬‬ ‫والتي تعتبر النقطة الفاصلة التي سيتوقف عليها‬ ‫مصير الثورة السورية‪ ،‬وسينقلنا من التمنيات‬ ‫إلى المراحل التنفيذية في إسقاط النظام‪ ،‬والبدء‬ ‫بتأس���يس نظام جديد‪ .‬لكن الخالفات والحسابات‬ ‫واالرتباطات حالت دون أن تتشكل هذه الحكومة‪.‬‬ ‫و لكن فش���ل المعارضة السياس���ية ل���م يكتفي‬ ‫عند الفش���ل السياسي والعسكري‪ ،‬بل تعداه إلى‬ ‫الفشل اإلغاثي‪ ،‬إذ فش���لت المعارضة بتأسيس‬ ‫مكاتب موثوقة تتولى األمور اإلغاثية للتخفيف‬ ‫من معان���اة الناس في الداخل الس���وري‪ ،‬رغم‬ ‫المح���اوالت الكثي���رة إال أن األمور لم تصل إلى‬ ‫مرحلة التنظيم‪ ،‬وبقي���ت جميع عمليات اإلغاثة‬ ‫هي محاوالت فردية تنجح تارة وتفش���ل أخرى‪،‬‬ ‫حس���ب ذمة األش���خاص العاملين على إيصالها‬ ‫دون أن يك���ون للجمعي���ات اإلغاثي���ة أية آلية‬ ‫للمحاسبة أو التنظيم‪.‬‬ ‫ل���م تنجح المعارض���ة بالمهام الموكل���ة إليها‪،‬‬ ‫بالرغم م���ن إمكانية تطبيقها‪ ،‬لكن للحس���ابات‬ ‫السياس���ية ترتيبات أخرى نجهلها‪ ،‬وإن استمر‬ ‫الوض���ع عل���ى ما ه���و عليه فال بد من نس���ف‬ ‫المعارضة السياسية وتهميشها بالكامل‪ ،‬والعمل‬ ‫على تأس���يس مجلس عس���كري يتولى تسيير‬ ‫األمور السياسية للمعارضة بصورة مؤقتة‪ ،‬إلى‬ ‫أن تحين الفرصة المناسبة لتنظيم المعارضة أو‬ ‫إجراء انتخابات في المناطق المحررة من البالد‪.‬‬ ‫وال ننسى وضع آليات صارمة للمحاسبة تضمن‬ ‫عدم اس���تغالل العس���كريين للمناصب الموكلة‬ ‫إليه���م‪ ،‬وتكفل تخليه���م عن الس���لطة لصالح‬ ‫الحكومة المنتخبة بعد سقوط نظام األسد ‪.‬‬


‫المشهد الميداني‬

‫الكتائب العـدد الثامـن ‪2013/07/01‬‬

‫‪04‬‬

‫عاصمة الثورة ‪ ...‬رمز للصمود‬ ‫وبدء معارك كبرى في شمال البالد‬

‫النظام‪ ،‬وبدأ جيش النظام سحب آلياته من بعض‬ ‫الحواجز العس���كرية بعد اشتداد وتيرة المعارك‪.‬‬ ‫وتعرضت مع���رة النعمان بري���ف ادلب لقصف‬ ‫عنيف بالمدفعية الثقيلة‪ ،‬كما اندلعت اش���تباكات‬ ‫على أط���راف معس���كر وادي الضي���ف جنوب‬ ‫المدينة‪.‬‬ ‫واس���تهدف الجيش الحر مباني يتخذها الشبيحة‬ ‫مقرات لهم‪ ،‬ومحطة سادكوب للغاز التي يتحصن‬ ‫فيها ع���دد كبير من ق���وات النظام ومليش���يات‬ ‫الش���بيحة‪ .‬ويأتي ذل���ك ضمن معركة أس���ماها‬ ‫خاص | جريدة الكتائب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الجيش الحر باس���م «الفت���ح المبين»‪ .‬وخاض‬ ‫الجيش الح���ر معارك مع ق���وات النظام بمحيط‬ ‫حلـــب‪ :‬في حلب أعلن الجيش الس���وري الحر‬ ‫معسكر الجازر بجبل الزاوية وكبد قوات النظام‬ ‫عن بدء معركة القادسية للسيطرة على األحياء‬ ‫خس���ائر كبيرة ف���ي األرواح‪ ،‬وتمكن من تدمير‬ ‫الغربي���ة الخاضعة للنظام‪ ،‬وق���د اندلعت معارك‬ ‫دبابة وإعطاب عربة داخل المعسكر‪.‬‬ ‫عنيفة خالل الفترة الماضية استطاع من خاللها‬ ‫الجيش الحر أن يسيطر على أجزاء كبيرة من حي‬ ‫الراش���دين ويحاصر مقر البحوث العلمية وحي حمــ���ص‪ :‬وفي حمص حش���د جي���ش النظام‬ ‫جمعية الزهراء‪ ،‬ومقر األكاديمية العسكرية في تعزيزات عس���كرية كبيرة على جبهات المناطق‬ ‫حلب‪ .‬كما استطاع مقاتلوه تحقيق تقدم في البلدة المحاصرة‪ ،‬وقطع االتصاالت عن غالبية المدينة‪،‬‬ ‫القديمة عبر إحكام س���يطرتهم على حي العقبة كما ش���نت طائرات حربية عدة غارات بالتزامن‬ ‫مع قصف مدفع���ي وصاروخي تركز على أحياء‬ ‫وأجزاء كبيرة من حي العواميد‪.‬‬ ‫وف���ي ريف حل���ب اندلع���ت مع���ارك عنيفة في الخالدية وباب هود والحميدية وبستان الديوان‪،‬‬ ‫محي���ط مطار منغ العس���كري‪ ،‬وق���د نفذ طيران وأدى إلى دمار كبير‬ ‫النظام غ���ارات عدة لتخفيف الضغط عن الجنود وان���دالع النيران ف���ي أجزاء من مس���جد خالد‬ ‫المحاصرين في داخل المطار منذ عدة أش���هر‪ ،‬ب���ن الوليد في حي الخالدية‪ ،‬ودارت اش���تباكات‬ ‫وأعل���ن الجيش الحر عن تفجي���ر مبنى القيادة عنيفة على جبهات الخالدية والصفصافة ووادي‬ ‫الرئيس���ي داخل مطار منغ في حلب والس���يطرة الس���ايح وباب هود وجورة الشياح‪ ،‬دمر خاللها‬ ‫على جميع مداخله‪ .‬كما استمرت االشتباكات في الجيش الحرعدة آليات تابعة لجيش النظام وقتل‬ ‫عدداً م���ن الجنود‪ .‬ولم ينجح جي���ش النظام في‬ ‫محيط بلدتي نبل والزهراء بريف حلب‪.‬‬ ‫تحقي���ق أي تقدم حتى اآلن على الرغم من القوة‬ ‫الشديدة التي تم استخدامها‪.‬‬ ‫إدلــــب‪ :‬وفي إدلب س���يطر الجيش الحر على‬ ‫وف���ي ريف حمص الغربي ش���ن النظ���ام حملة‬ ‫حاجز المجبل على طريق الالذقية حلب‪ ،‬وتدور‬ ‫همجي���ة على مدينة تلكلخ‪ ،‬ناقض���ا ً الهدنة التي‬ ‫هناك اش���تباكات عنيفة في محاولة من الجيش‬ ‫كان عقدها مع الجيش الح���ر في المنطقة‪ ،‬وقد‬ ‫الحر للس���يطرة على الطريق المؤدية إلى مدينة‬ ‫انسحب الجيش الحر منها نتيجة نقص شديد في‬ ‫حلب وذلك بهدف قطع خطوط اإلمداد عن قوات‬

‫الذخي���رة‪ ،‬ونفذ النظام عن���د دخوله إلى المدينة يجهز لها النظ���ام القتحام داريا في محاولة منه‬ ‫عدة مج���ازر استش���هد على إثرها ع���دد كبير للس���يطرة على المدينة التي أصبحت واحدة من‬ ‫م���ن المدنيين ‪ .‬كما واص���ل جيش النظام قصف رموز الصمود في الثورة السورية‪.‬‬ ‫ريف حمص الشمالي وخصوصا ً مدينة الرستن‬ ‫ومدينة الحولة‪.‬‬ ‫درعـــا‪ :‬وفي درعا نفذ الطيران الحربي التابع‬ ‫للنظ���ام عدة غارات وقصف منازل س���كنية في‬ ‫دمش���ـــق وريفه���ا‪ :‬وفي العاصمة دمش���ق بلدة طفس بدرع���ا‪ .‬وقد أدى القصف إلى وقوع‬ ‫واصلت قوات النظام قصفها العنيف ألحياء من عدد من الش���هداء‪ ,‬وتواصلت االش���تباكات بين‬ ‫المدينة‪ ،‬خصوصا ً األحي���اء الجنوبية‪ ،‬وتعرض الجيش الحر وق���وات النظام وعناصر حزب هللا‬ ‫حي القابون ألعنف قصف منذ س���يطرة الجيش في بصرى الش���ام‪ ،‬مع اس���تمرار قصف قوات‬ ‫الحر عليه‪ ،‬وقد أدى القصف إلى أضرار كبيرة‪ ،‬النظام بلدتي الغارية الغربية وتس���يل في ريف‬ ‫وس���قط العديد من الشهداء نتيجة لهذا القصف‪ ،‬درع���ا‪ .‬كما تعرضت مدنَ وبل���دات الحراك وتل‬ ‫ويهدف النظام إلى اقتحام الحي إلعادة السيطرة ش���هاب ومزيريب لقصف عنيف‪ ،‬وس���قط قتلى‬ ‫على الحي الذي يعتبر طريقا ً استراتيجيا ً لوقوعه وجرحى في قصف اس���تهدف مخي���م النازحين‬ ‫عل���ى الطري���ق الدولي‪ .‬كما اس���تخدمت قوات في درعا البلد‪ .‬واس���تطاع الثوار السيطرة على‬ ‫النظام الغازات السامة في قصف الحي‪ ،‬مما أدى حاجز البناي���ات‪ ،‬وهو آخر حواج���ز النظام في‬ ‫إلى إصابات بين الس���كان‪ .‬وأفاد الناشطون بأن مدينة درع���ا‪ ،‬وذلك بعد هجومين بعربة مدرعة‬ ‫القصف كان بقنابل وقذائ���ف هاون تحمل مواد وس���يارة مفخخة على الحاجز‪ ،‬وتأتي السيطرة‬ ‫س���امة‪ ,‬وأشاروا إلى وجود أكثر من ‪ 15‬إصابة في إطار عملية واسعة النتزاع آخر ثالثة مخافر‬ ‫بين السكان س���ببت ضيقا ً في التنفس واحمراراً في المحافظة التي يحتش���د فيها أعداد كبيرة من‬ ‫في العينين‪ .‬كما جرت اش���تباكات عنيفة في حي الجيش النظامي‪ ،‬وه���ي هجانة وكتيبة الهجانة‬ ‫برزة إثر محاوالت لق���وات النظام اقتحام الحي والجمرك القديم‪ ،‬ويعد الحاجز معبراً حدوديا ً مع‬ ‫من مح���اور عدة‪ ،‬وقد س���قط نتيج���ة المعارك األردن‪.‬‬ ‫العديد من الشهداء‪ ،‬وتكبد جيش النظام خسائر‬ ‫كبي���رة ف���ي األرواح والعتاد‪ .‬كم���ا قامت قوات دير الزور‪ :‬وفي دير الزور قصف طائرات النظام‬ ‫النظام بقصف زملكا بأس���لحة كيمياوية أسفرت السوري المستشفى الميداني في موحسن بدير‬ ‫عن استش���هاد أربعة أش���خاص‪ .‬وطال قصف الزور‪ ،‬وقد أدى القصف إلى تدمير المستش���فى‬ ‫براجمات الصواري���خ والمدفعي���ة الثقيلة مدن بالكامل‪ .‬وتستمر قوات النظام في قصف عنيف‬ ‫وبلدات البويضة وزملكا وبساتين المليحة بريف أحياء المدينة بالمدفعية الثقيلة‪.‬‬ ‫العاصمة‪ ،‬كما تواص���ل القصف أيضا ً على مدن‬ ‫الزبداني وعربين وعدد من بلدات ريف دمشق‪ .‬الرقـــة‪ :‬وفي الرقة أعلنت ثمانية ألوية وكتائب‬ ‫وأرس���ل النظام تعزيزات كبيرة إلى محيط مدينة تابعة للجيش الحر عن بدء المعارك للس���يطرة‬ ‫داري���ا التي تتعرض لقص���ف مدفعي وبالدبابات على الفوج ‪ 93‬بمنطقة عين عيس���ى بمحافظة‬ ‫الت���ي تحاص���ر المدين���ة بالتوازي م���ع تحليق الرق���ة‪ ،‬وقد وقعت اش���تباكات عنيفة في محيط‬ ‫المروحيات العسكرية‪ ،‬يأتي ذلك في إطار حملة الفوج‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثامـن ‪2013/07/01‬‬

‫الصفحة اإلخبـارية‬

‫‪05‬‬

‫هوالند يبحث مع ملك األردن الوضع في سوريا‬ ‫دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هوالند خالل زيارة إلى األردن إلى‬ ‫زيادة الدعم للمعارضة السورية عسكرياً‪ ،‬لكنه دعاها إلى توضيح‬ ‫عالقاتها مع من وصفه���ا بالمجموعات المتطرفة‪ .‬ووصل هوالند‬ ‫لعمان قادما من الدوحة‪ ،‬حيث أجرى محادثات مع أمير قطر بشأن‬ ‫زيادة المساعدات العس���كرية لقوات المعارضة‪ ،‬وشدد في الوقت‬

‫نفس���ه على ضرورة إيجاد مخرج سياس���ي لألزمة السورية‪ .‬من‬ ‫جهته أعرب أمير قطر عن أمله بأن تترجم قرارات مؤتمر أصدقاء‬ ‫الش���عب السوري الذي انعقد بالدوحة إلى ما يساعد السوريين في‬ ‫الدفاع عن أنفس���هم‪ ،‬وكذلك في مجال تقديم المساعدات اإلنسانية‬ ‫لهم‪.‬‬

‫اختالف روسي أميركي بشأن جنيف ‪2‬‬ ‫انتهت المحادثات األميركية الروس���ية في جنيف بش���أن س���وريا المؤتمر الش���هر المقبل‪ ،‬في حين دعا وزير خارجية الس���عودية‬ ‫دون اتف���اق الجانبين على تحديد موعد جديد للمحادثات للتحضير س���عود الفيصل لصدور ق���رار دولي واضح يمن���ع تزويد النظام‬ ‫لمؤتمر جنيف ‪ ،2‬بينما ش���كك المبعوث الخ���اص لـاألمم المتحدة السوري بالسالح‪.‬‬ ‫والجامعة العربيةإلى سوريا األخضر اإلبراهيمي في إمكانية عقد‬

‫مؤتمر أصدقاء سوريا يتعهد بتسليح المعارضة السورية‬ ‫أقرت مجموعة أصدقاء سوريا التي تضم ‪ 11‬بلدا‪ ،‬بينها الواليات إل���ى «التفعي���ل الفوري لقراره نظ���راً للمس���تجدات الخطيرة في‬ ‫المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية‪ ،‬خالل اجتماعها بالدوحة‪ ،‬س���وريا» في إش���ارة إلى قرار الدول األوروبية رفع الحظر عن‬ ‫تسليح المعارضة الس���ورية‪ ،‬حيث دعا الفيصل االتحاد األوروبي إرسال السالح إلى المعارضة‪.‬‬

‫شهداء سوريا أكثر من ‪ 100‬ألف‬ ‫أكد المرصد السوري لحقوق اإلنسان أن أكثر من مائة ألف شخص السورية مع س���قوط أول شهيد في محافظة درعا في مارس‪/‬آذار‬ ‫لقوا حتفهم في النزاع السوري منذ بدئه في مارس‪/‬آذار ‪ 2011 .2011‬حتى تاريخ ‪ 24‬يونيو‪/‬حزيران الحالي‪.‬‬ ‫وقال المرصد إنه وثق سقوط ‪ 100191‬شهيداً منذ انطالق الثورة‬

‫الجامعة العربية‪ :‬مؤتمر جنيف ‪ 2‬لن يعقد قريبا‬ ‫قالت جامعة الدول العربية إنه ال توجد مؤشرات لديها بأن المؤتمر االس���تناد إليها للقول بأن مؤتمر «جنيف ‪ »2‬س���يعقد خالل فترة‬ ‫الدولي للس�ل�ام في س���وريا «جنيف ‪ »2‬س���يعقد قريبا‪ ،‬وأكدت زمنية قريبة‪ ،‬وذلك بسبب تعقيدات الموقف اإلقليمي والدولي‪.‬‬ ‫الجامعة العربية أنه ال توجد مؤش���رات إيجابية وقوية لديها يمكن‬

‫النظام السوري لم يبق لديه سوى ‪ 90‬طائرة‬ ‫أكد العقيد طيار السوري المنشق زيد طالس أن نظام األسد ال يملك‬ ‫حاليا ً أكثر من ‪ 90‬طائرة حوامة ومقاتلة قدرتها النارية والقتالية‬ ‫متفاوتة‪ ،‬أقواها طائرة سوخوي الروسية الصنع التي تستطيع أن‬ ‫تحمل ثمانية أطنان من القنابل‪ .‬وقال طالس إن سالح الطيران في‬ ‫جيش النظام خس���ر نحو ‪ 190‬طائرة حوامة ومقاتلة ‪ .‬وأشار إلى‬ ‫أن النظام الس���وري لم يكن يملك في السابق اكثر من ‪ 350‬طائرة‬

‫بينها ما هو مسجل في القيود لكنها كانت خارج الخدمة‪.‬‬ ‫وأضاف طالس أن نظام األس���د يستخدم حاليا ً أهم أربعة مطارات‬ ‫عس���كرية بارزة بالنس���بة له وهي مطار الضمير في ريف دمشق‬ ‫ومطار الشعيرات شرقي حمص ومطار تي فور بين تدمر ودمشق‬ ‫ومطار تدمر العسكري‪.‬‬

‫تقرير الصليب االحمر” سوريا اكبر كارثة انسانية”‬ ‫تفوقت حاجات سوريا االنسانية على المعدالت التي و صلت لها في للس���وريين‪ ،‬حيث أن األزمة في هذا البلد ال تزال تتصاعد بش���كل‬ ‫أفغانستان و ذلك وفق اللجنة الدولية للصليب األحمر (‪ .)ICRC‬منقطع النظير‪.‬‬ ‫وتق���ول اللجنة الدولية هذه االرقام تعك���س االحتياجات المتزايدة‬

‫لندن‪ :‬روسيا وافقت على فكرة تشكيل حكومة انتقالية في سورية بصالحيات أمنية‬ ‫أك���دت روز ماري ديفيس الناطقة باس���م الحكومة البريطانية في‬ ‫الشرق األوسط أن روسيا وافقت على فكرة تشكيل حكومة انتقالية‬ ‫كاملة الصالحيات بسورية بما فيها الصالحيات األمنية‪ .‬وأضافت‬ ‫ديفيس لـ س���ي ان ان‪ ،‬أن موافقة روس���يا هذه تعد أبرز منجزات‬ ‫قم���ة ” الثماني الكبار”‪ .‬وذكرت ديفيس أن قمة مجموعة الثماني‬

‫الكبار توصلت إلى اتفاق على أن مؤتمر جنيف‪ 2‬يجب أن يتوصل‬ ‫إل���ى إنتاج هيئة حاكمة انتقالية كامل���ة الصالحيات بما في ذلك ما‬ ‫يتعلق بالجيش وأجهزة األمن‪ .‬وأضافت أن روسيا كانت بعيدة عن‬ ‫هذا الطرح ال���ذي قدم للمرة األولى بمؤتمر جنيف‪ ،1‬ولكنها باتت‬ ‫تؤيده بالكامل اآلن‪.‬‬

‫«اإلتحاد اليمقراطي» يقتل ‪ 3‬متظاهرين سلميين في عامودا‬ ‫تظاهر المئات من أهالي عامودا للمطالبة بإطالق ناشطين (اثنين) وقد أطلقت «قوات االس���ايش»‪ ،‬وهم عناص���ر أجهزة أمن تابعة‬ ‫للحزب‪ ،‬النار على المتظاهرين مما أدى إلى استشهاد ثالثة شبان‬ ‫محتجزين لدى حزب (‪.)pyd‬‬ ‫وقد احتجز الناش���طين على خلفية «اتهامهم بتهريب الحشيشة»‪ ،‬وجرح آخرين»‪.‬‬

‫النظام يطلق ‪ 131‬صاروخ‬ ‫سكود في سوريا‬ ‫أعلنت الش���بكة الس���ورية لحقوق اإلنسان‬ ‫اليوم الس���بت أنه���ا وثقت س���قوط ‪131‬‬ ‫صاروخ أرض أرض بعيد المدى في مختلف‬ ‫المحافظات الس���ورية خالل العام الجاري‪،‬‬ ‫وذل���ك أثناء قصف قوات النظ���ام للمناطق‬ ‫التي يسيطر عليها الجيش الحر‪.‬‬

‫فيديو يكذب رواية النظام‬ ‫السوري عن تفجير باب توما‬ ‫ّ‬ ‫بث ناشطون سوريون على شبكة اإلنترنت‬ ‫فيديو لتفجير باب توما في دمش���ق‪ ،‬والذي‬ ‫وقع يوم الخميس ‪ 27‬يونيو‪/‬حزيران‪ ،‬وقتل‬ ‫فيه ‪ 4‬أشخاص‪ ،‬ويظهر الفيديو أن االنفجار‬ ‫حدث جراء قذيفة ه���اون‪ ،‬حيث تم تصوير‬ ‫الفيدي���و بكاميرا ثابتة‪ ،‬تبي���ن فيما بعد أنها‬ ‫كاميرا المراقبة في جمعية اإلحسان القريبة‬ ‫من االنفجار‪ .‬ويأتي هذا الفيديو ليثبت صحة‬ ‫كالم المعارضة‪ ،‬التي قالت بعد االنفجار إنه‬ ‫ناجم عن قذيفة هاون‪ ،‬في الوقت الذي أعلن‬ ‫التلفزيون الس���وري أنه “تفجير انتحاري‬ ‫إرهابي”‪ ،‬ونش���رت اإلخبارية الس���ورية‬ ‫ص���ورة لجثة ش���اب مرمي عل���ى األرض‬ ‫وأطلقت عليه “االنتحاري اإلرهابي”‪.‬‬

‫عساكر علويون أسرى‬ ‫لدى الجيش الحر يناشدون‬ ‫مبادلتهم بأسرى لدى‬ ‫النظام‬ ‫ناش���د ‪ 12‬عس���كريا ً س���وريا ً من الطائفة‬ ‫العلوية أس���رى لدى الجيش الحر‪ ،‬أقاربهم‬ ‫في الس���احل الس���وري الضغط على النظام‬ ‫لمبادلتهم بمعتقلين لدى السلطات السورية‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثامـن ‪2013/07/01‬‬

‫لـقـاء العــدد‬

‫‪06‬‬

‫نحن في ثورة وال صوت يعلو على صوت البندقية‬

‫العميـد الركن أحمـد رحـــال‬

‫« نقدنا لتلك المؤسسة الوطنية هو من باب الشراكة في الهم والمصير الواحد»‬ ‫هللا وباعتقادي أصبح خارج اللعبة السياسية في‬ ‫المنطقة‪ .‬بالطبع حزب هللا كان يدرك تلك النقطة‬ ‫ولم تكن ل���ه خيارات كثيرة‪ ،‬ولكنه اختار الخيار‬ ‫األسوأ له‪ .‬أما عن موضوع توليد أحقاد طائفية‬ ‫فأعتقد أن النظام عمل ما بوس���عه من أجل تلك‬ ‫القضي���ة‪ ،‬وارتكب فظاعات كبي���رة لتأجيج تلك‬ ‫النزعة وتحويل الثورة لمسار الطائفية‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ستترك له هامش���ا ً يعمل عليه باسم الدولة لمنع‬ ‫تلك الفتنة‪ .‬الثورة تنبهت لتلك القضية ورجاالتها‬ ‫وقادتها السياس���يين والعسكريين استطاعوا أن‬ ‫يفش���لوا تلك الخطة للنظام‪ ،‬مع وجود تصرفات‬ ‫فردية للبعض س���ارت به���ذا المنحى‪ ،‬ولكنها ال‬ ‫تعكس الصورة الحقيقية للثورة‪.‬‬

‫حـوار‪ :‬باســل الحورانـي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫في خضم األحداث التي تجري على كامل امتداد‬ ‫األرض الس���ورية‪ ،‬وف���ي ظل التح���رك الدولي‬ ‫والعربي وتدخل حزب هللا في القصير واستعداده‬ ‫للتدخل إلى جانب قوات النظام لش���ن حملة على‬ ‫مدينة حلب‪..‬‬ ‫التقين���ا بالعميد الركن أحمد رح���ال قائد الجبهة‬ ‫الس���احلية للحديث عن هذه األمور وغيرها من‬ ‫المستجدات على الساحة السورية‪.‬‬ ‫بداي���ة كيف تصف وضع المعارضة السياس���ية‬ ‫ممثل���ة باإلئت�ل�اف الوطن���ي لق���وى الث���ورة‬ ‫والمعارضة؟‬ ‫نتأس���ف عندما نقول أن ه���ؤالء الذين يدعون‬ ‫المعارضة هم أبعد ما يمكن عن ذلك‪ ،‬فقد شبعنا‬ ‫من تقارير الفس���اد واللعب بأقوات المش���ردين‬ ‫وس���رقة اإلغاثات والتالعب باألموال وجش���ع‬ ‫المجالس المحلية والتالعب بقضايا الثورة‪.‬‬ ‫المعارض���ة الش���ريفة هي التي تمث���ل تطلعات‬ ‫وآمال جمه���ور الثورة وتمث���ل المقاتلين على‬ ‫األرض‪ .‬لألس���ف هن���اك قلة قليل���ة ممن تحمل‬ ‫وتطبق تلك األفكار وترعاها‪ .‬معارضتنا أصبحت‬ ‫معارض���ة على الثورة‪ ،‬وليس���ت للثورة‪ ،‬تأتمر‬ ‫بأمر الس���فارات وال���وزارات‪ .‬اجتمع االئتالف‬ ‫وصال وجال وص ّوت وناقش وقرر إدخال ثمانية‬ ‫أعض���اء جدد بع���د جهد جهي���د‪ ،‬وبتدخل بعض‬ ‫الوزراء العرب واألجانب وبنصائحهم السحرية‬ ‫فجأة يدخ���ل ‪ / 51 /‬عضو جديد لالئتالف بقدرة‬ ‫قادر وبتصويت واحد ‪ .‬ولكي نعلم مدى بعد تلك‬ ‫المعارضة عن الث���ورة والثوار جرى هذا العمل‬ ‫وعلى مدى أس���بوع في أكبر فنادق اس���تنبول‪،‬‬ ‫وعب���ر تغيير أمكنة االجتماعات من فندق آلخر‪،‬‬ ‫ومن اس���تنبول الغربية إلى الش���رقية مع أفخم‬ ‫األطعم���ة والمش���روبات في حي���ن كنا نتعرض‬ ‫ألبش���ع هجمة بربرية طائفية خس���رنا نتيجتها‬ ‫مدينة القصير‪ ،‬ولألس���ف رئاسة األركان كانت‬ ‫معهم‪ ،‬وكنت أتمنى عليها أن تنأى بنفس���ها عن‬ ‫تلك المش���احنات وتبقى بهمها العسكري‪ ،‬فكلهم‬ ‫كان���وا بعيدين كل البعد عن تل���ك المعركة وتلك‬ ‫المدينة التي سيس���جل التاريخ أننا خس���رناها‬ ‫بتقصيرنا وليس بقوة النظام وأتباعه‪.‬‬ ‫هل ترى في خطوة انضمام المجلس العس���كري‬ ‫إلى االئتالف نقطة تحس���ب لصال���ح المعارضة‬ ‫وتزيد من قوتها؟‬ ‫ال أحد يري���د لتلك المؤسس���ة الوطنية‪ ،‬وأقصد‬ ‫رئاسة األركان ومن ضمنها المجلس العسكري‪،‬‬ ‫أن تنه���ار أو ينحرف دورها ع���ن قيادة الثورة‬ ‫الس���ورية‪ ،‬ولكن كنت أتمنى على تلك المؤسسة‬ ‫أن تبنى بطرق عس���كرية احترافية‪ ،‬وأن يوضع‬ ‫الرجل المناس���ب في المكان المناس���ب لنضمن‬ ‫مقومات النجاح ومن ثم المش���اركة بالقرار مع‬ ‫االئتالف‪ .‬لذلك أعتقد أن خطوة دخوله االئتالف‬ ‫لن تكون فعالة نهائيا ً ‪.‬‬ ‫المجلس العس���كري يعني قيادة العمل العسكري‬ ‫عبر التخطي���ط والتنظيم والس���يطرة والتأمين‬ ‫والدعم اللوجيس���تي‪ ،‬ومن ثم االنتقال للمتابعة‬

‫والمراقبة واإلش���راف‪ ،‬ومن ث���م العودة لتحليل‬ ‫النتائ���ج واس���تخالص اإليجابيات والس���لبيات‬ ‫والعمل عل���ى تدعيم تلك اإليجابي���ات ومعالجة‬ ‫أسباب السلبيات والتخلص منها‪ ،‬تلك هي مهام‬ ‫المجلس العس���كري‪ ،‬ويتم العم���ل بتلك اآلليات‬ ‫عبر ضباط اختصاصيين حرفيين مؤهلين للعمل‬ ‫العسكري وكل حس���ب اختصاصه ‪ .‬أتساءل هل‬ ‫هذا ما يقوم به المجلس العس���كري؟ نقدنا لتلك‬ ‫المؤسس���ة الوطنية هو من باب الش���راكة في‬ ‫اله���م والمصير الواحد‪ ،‬فكلنا ف���ي مركب واحد‬ ‫مع امتنانن���ا وتقديرنا ل���كل المخلصين في تلك‬ ‫المؤسسة‪ ،‬وال نشكك بدور أحد‪ ،‬ولكن قد نختلف‬ ‫على أسلوب العمل فقط‪.‬‬ ‫في جميع دول العالم العس���كر يتبع للساسة‪ ،‬ما‬ ‫هو الهدف من طلب اللواء س���ليم ادريس حصة‬ ‫من االئتالف حتى يعترف بهم ؟‬ ‫فرضية الس���ؤال أعتقد أنها خاطئة ‪ .‬والصحيح‬ ‫أنه ف���ي كافة الث���ورات تكون القيادة للعس���كر‬ ‫ويعمل السياس���يون وفق أجندة العس���كر ووفق‬ ‫متطلباتهم‪ ،‬ولكن في الدول المس���تقرة وعندما‬ ‫تنتصر الثورة يعود العس���كر لثكناتهم تحت راية‬ ‫السياس���يين‪ .‬اآلن نحن في ثورة وال صوت يعلو‬ ‫عن ص���وت البندقية‪ .‬األمر اآلخر لو كانت هناك‬ ‫معارضة سياسية ش���فافة تمثل الحراك الثوري‬ ‫عل���ى األرض تمثيالً حقيقيا ً لم���ا طالبنا بوجود‬ ‫حصة للعس���كر في االئتالف‪ ،‬ولكن عندما فقدنا‬ ‫مصداقية الكثير من رجاالت المعارضة السياسية‬ ‫كان هذا الطلب‪ .‬ولكن عبر وجود من هم مؤهلين‬ ‫لهذا العمل‪ ،‬ولكن حس���ب قناعتي الطرفان غير‬ ‫مؤهالن كليا ً للقيام به���ذا العمل‪ .‬ففعالية القيادة‬ ‫تقاس‪ ،‬س���واءاً كانت سياس���ية أم عس���كرية‪،‬‬

‫بمقدار نتائجها على األرض‪ ،‬وبعملية حس���ابية‬ ‫وتحليلية بس���يطة لألرض وعلى مدار الس���تة‬ ‫أش���هر الماضية‪ ،‬وهي عمر اإلئتالف ورئاس���ة‬ ‫األركان‪ ،‬نجد أن ثورتنا ق���د تراجعت ولم تتقدم‬ ‫وعليكم استخالص العبر بأنفسكم‪.‬‬ ‫لماذا ال يتم حل كل التش���كيالت الحالية للواجهة‬ ‫السياس���ية‪ ,‬وتس���ليم الملف السياسي وبصورة‬ ‫مؤقت���ة لـ ( مجلس عس���كري)‪ ,‬يس���انده هيئة‬ ‫استشارية مدنية مصغرة ؟‬ ‫نح���ن نعلم أن قيادة الثورة الليبية تمثلت بثمانية‬ ‫أشخاص فقط ال غير‪ .‬إن كثرة رجاالت المعارضة‬ ‫ليست المطلوبة بل المطلوب فعالية تلك القيادة‪،‬‬ ‫س���واء كانت سياسية أو عس���كرية‪ .‬المطلوب‬ ‫اآلن إيجاد آلية تس���تطيع إعادة الثورة لمسارها‬ ‫الصحيح‪ ،‬وطالما أوراق الثورة السورية تتواجد‬ ‫في أدراج الس���فارات فلن تستطيع أي معارضة‬ ‫سياسية أو عسكرية التأثير على مسيرة الثورة‪،‬‬ ‫كونه���ا غير مس���تقلة وغير ق���ادرة على العمل‬ ‫المس���تقل‪ ،‬وبالتالي ستفشل أي خطوة يقومون‬ ‫بها‪.‬‬ ‫في ظل ما تشهده ساحات المعارك من شد وجذب‬ ‫بين كتائب النظام وكتائب الثوار‪ ،‬هل تدخل حزب‬ ‫هللا في المعركة‪ ،‬وخصوصا ً بعد معركة القصير‪،‬‬ ‫سيضيف شيئا ً جديداً من الناحية العسكرية؟ وهل‬ ‫ترى في أن ذلك س���يولد أحقاداً طائفية؟ وماهي‬ ‫انعكاساتها على المعركة ؟‬ ‫يبدو أن إرادة المجتمع الدولي ومخططاته كانت‬ ‫تهدف إلعادة رس���م خريط���ة المنطقة‪ ،‬وأرادوا‬ ‫تأمين نجاح تل���ك الخطة من خالل توريط حزب‬ ‫هللا في تلك العملية‪ ،‬وقد وقع في المصيدة ‪ .‬حزب‬

‫المعارض���ة المس���لحة تطالب بتوحي���د القرار‬ ‫السياسي‪ ،‬والشعب يطالبكم أيضا ً بتوحيد كتائبكم‬ ‫وتوحي���د صفوفكم‪ ،‬إل���ى متى ه���ذه الحالة من‬ ‫التشرذم ؟‬ ‫ما يطالب به الش���عب حق‪ ،‬ولك���ن األمر أصبح‬ ‫صعبا ً للغاية عبر السياسات التي اتبعت في دعم‬ ‫الثورة الس���ورية‪ .‬األخطاء الت���ي ارتكبت بحق‬ ‫الثورة السورية كانت كبيرة‪ ،‬أولها عملية إبعاد‬ ‫الضباط عن قيادة العمل المس���لح واالستعاضة‬ ‫عنهم بالمدنيي���ن (طبعا ً ال نقلل من أهمية ودور‬ ‫المدنيي���ن الث���وار وأعماله���م الت���ي قاموا بها‬ ‫وفضلهم على الثورة الس���ورية ولكن لكل دور‬ ‫في المعركة وحس���ب اختصاصه) والغاية كانت‬ ‫مقصودة‪ ،‬وهي إطالة أمد الثورة السورية ووأد‬ ‫الربيع العربي في سوريا‪ .‬وتتالت األخطاء عبر‬ ‫الدعم المتش���تت وش���راء ال���والءات‪ ،‬وبالتالي‬ ‫انتقلنا للعمل المصلحي والعمل المنفرد‪ ،‬وأصبح‬ ‫اإلعالم والم���ال والغنائم هم وغاية بعض القادة‬ ‫على األرض‪ ،‬وبدخول المال السياس���ي تحطمت‬ ‫معظم قالع الثورة‪.‬‬ ‫هذا المنظر الس���وداوي أوقعون���ا به عن قصد‬ ‫(فالمال مفسدة الثورات) على قول السيد غاندي‪،‬‬ ‫وبالطبع نستطيع إعادة األمور إلى نصابها عبر‬ ‫القيادة الصحيحة للثورة‪ ،‬وعبر توحيد صندوقي‬ ‫الدعم المالي والتس���ليحي للثورة وربط األعمال‬ ‫بقيادة حكيمة مهنية تتمثل بمؤسس���ة رئاس���ة‬ ‫األركان‪ ،‬وبالتال���ي نعي���د األمور إل���ى نصابها‬ ‫وموقعه���ا الحقيقي‪ .‬أما ع���ن توحيد المعارضة‬ ‫السياسية فأعتقد أن توحيد الرؤى العالمية هي‬ ‫من يوحده���ا فقط‪ ،‬كون معظمها يرتبط بأجندات‬ ‫خارجي���ة وبالتال���ي هذا األمر مس���تحيل‪ .‬ولكن‬ ‫عندما تتواجد معارضة سياس���ية همها مصلحة‬ ‫الش���عب الس���وري فال داعي للمناداة بالتوحيد‬ ‫طالما الجميع مجتمع على أهداف الثورة‪.‬‬ ‫قائد أحد التشكيالت أعلن منذ فترة عدم اعترافه‬ ‫باالئت�ل�اف الوطني لقوى الث���ورة والمعارضة‪،‬‬ ‫هل ه���ذا يعني بداية انش���قاق كتائب المعارضة‬ ‫المس���لحة عن بعضها البعض وع���دم اعترافها‬ ‫بالمعارضة السياسة ؟‬ ‫ل���و أجرينا عملية اس���تبيان حقيقية وبعيدة عن‬ ‫المصالح لوجدنا أن معظم من يعمل على األرض‬ ‫ال يعترف باالئتالف كممثل سياسي‪ ،‬وال يعترف‬ ‫برئاس���ة األركان كممثل عسكري للثورة‪ ،‬كونها‬


‫الكتائب العـدد الثامـن ‪2013/07/01‬‬

‫مختارات من الصحافة العالمية‬

‫‪07‬‬ ‫ال تمثل الحراك الثوري تمثيالً حقيقيا ً باس���تثناء‬ ‫بع���ض السياس���يين الذين نكنّ له���م كل احترام‬ ‫وم���ودة‪ ،‬وبالتال���ي فهذا اإلع�ل�ان هو صرخة‬ ‫حقيقي���ة وجريئة‪ .‬وعندما تتواجد تلك المقومات‬ ‫لبقية الفصائل سنس���مع بتل���ك التصريحات من‬ ‫جه���ات مختلفة من قادة الحراك المس���لح على‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫يقال أن س���بب س���قوط القصير هو تخاذل هيئة‬ ‫األركان في دعم الثوار بالس�ل�اح والذخيرة‪ ،‬هل‬ ‫هذا صحيح ؟‬ ‫باعتق���ادي أن الجمي���ع ودون اس���تثناء يتحمل‬ ‫مسؤولية ما حصل في القصير‪ ،‬ويكفينا أن نذكر‬ ‫أن معرك���ة القصير جرت في لحظة كان فيها كل‬ ‫من يمثل الحراك المس���لح في رئاس���ة األركان‬ ‫وكل من يمثل المعارضة السياسية يجتمعون في‬ ‫استنبول لمناقشة توسعة االئتالف ومن سيدخل‬ ‫من الحراك المس���لح إلى االئتالف‪ ،‬متناسين ما‬ ‫يحصل في القصير‪ ،‬بل أبع���د من ذلك تم إعالن‬ ‫س���قوط القصير من قبل أحد المعارضين قبل أن‬ ‫تسقط‪ ،‬وكأننا كنا نقرأ أمانيهم بذاك اإلعالن‪.‬‬ ‫كثر الحدــيث ف���ي األون���ة األخيـــــــــــرة عن‬ ‫مؤتمر (جنيف‪ )2‬في ظل التباين الحاصـــــل بين‬ ‫الدول ح���ول مقرراته وبنوده وموعد انعقـــاده‪،‬‬ ‫إذا ما حصل وتم االتفاق على موعد هل ستذهب‬ ‫المعارضة إل���ى المؤتمر؟ وهل الجيش الحــــــر‬

‫ووزارة الدف���اع ‪ .‬أي نفاوض على رحيل النظام‬ ‫يؤيد فكرة جنيف ‪ 2‬؟‬ ‫م���ن يريد أن يحضر مؤتمر جني���ف ‪ 2‬عليه أن فقط ‪.‬‬ ‫يحصل عل���ى تفويض يكون ق���ادر على إعطاء‬ ‫أمر (إيقاف النار)‪ ،‬أتس���اءل هل هناك من يملك جبهة الس���احل‪ ،‬إحدى جبهات سوريا الخمسة‪،‬‬ ‫ه���ذا التفويض؟ الدول الغربي���ة تعلم بهذا األمر لكنها األقل نشاطا ً وقتاالً ويتهمها الكثيرون بعقد‬ ‫وإن أرادوا فرضه عنوة فلن يس���تطيعوا‪ ،‬ولذلك اتفاقات دولية إلبقائها مالذاً لألسد عند سقوطه‪،‬‬ ‫هم قرؤوا تلك المعضلة واتبعوا سياس���ة تجويع بماذا ترد ؟ ومن الذي يعيق فتح هذه الجبهة ؟‬ ‫األرض (ماديـ���ا ً وإغاثي���ا ً وعس���كرياً) اآلن ‪ .‬جبهة الس���احل هي األكث���ر فقراً م���ن الناحية‬ ‫ولكن وبحس���ب معرفتي بالشعب السوري فتلك العسكرية وهي أكثر جبهة حوربت وحوصرت‪،‬‬ ‫الخطوات لن تجدي نفعاً‪ ،‬فمن وقف بوجه أعتى وما تزال‪ ،‬وبأياد تحسب علينا كمعارضة وطنية‪.‬‬ ‫قوة ظالمة ديكتاتورية ف���ي العالم لن يعجز عن لقد مورس عليها أش���د أنواع الحصار من خالل‬ ‫منع تس���ليحها بأس���لحة نوعية وحتى األسلحة‬ ‫تأمين متطلبات االستمرار بالكفاح المسلح‪.‬‬ ‫الجميع متفق على أن الحل الس���لمي س���يكون المتوس���طة‪ .‬لقد نالت األجندات السياس���ية من‬ ‫صاحب الحظوة األوس���ع بعد أن تخاذل المجتمع تلك الجبهة وخصوص���ا ً من قبل بعض األحزاب‬ ‫الدولي ع���ن نصرة الثورة الس���ورية‪ ،‬وعملية السياس���ية للمعارضة التي تت���ذرع بأنها جبهة‬ ‫اللج���وء لمؤتمر جنيف‪ 2‬ليس بالحل األس���وأ‪ ،‬حساس���ة‪ ،‬ومنعا ً لحصول قت���ال طائفي‪ ،‬وكأن‬ ‫ولك���ن على المجتم���ع الدولي تأمي���ن متطلبات النظ���ام يراعي تلك األمور! وه���و ما انفك يبيد‬ ‫نجاح���ه عب���ر خلق ت���وازن معين بي���ن الثوار بالطائفة السنية على امتداد الجغرافيا السورية‪.‬‬ ‫والنظام من خالل خل���ق مقومات القوة للثورة‪ ،‬الجبهة الساحلية ال ينقصها الرجال وال تنقصها‬ ‫وبالتالي من���ع النظام من التفكير باالنقالب على العزيمة‪ ،‬ولكن ينقصها س�ل�اح للمقاتلين‪ ،‬وعند‬ ‫نتائ���ج المؤتمر‪ ،‬أو محاول���ة تغيير الواقع على توافره نس���تطيع تحريك تلك الجبهة وجعلها من‬ ‫األرض الكتس���اب أوراق ضغ���ط عل���ى الثورة أكثر الجبهات س���خونة ونحرر الساحل ونحرر‬ ‫والثوار قبل الدخول في المفاوضات‪ .‬ولكن علينا أهلنا المرتهنين لدى النظام في الساحل السوري‪.‬‬ ‫االنطالق من نقط���ة حتمية هي أن الجيش الحر‬ ‫لن يقبل بأي حل س���لمي ال يضمن خروج األسد هل من كلمة توجهها للشعب السوري‪.‬؟‬ ‫من السلطة وبإعادة هيكلة كافة األجهزة األمنية إلى كل من يغار على الدم الس���وري الحر‪ ،‬وإلى‬

‫كل من يحرص على مس���تقبل أطفالنا‪ ،‬وإلى كل‬ ‫من يخش���ى على أعراضنا‪ ،‬وإلى كل من يتبصر‬ ‫بالقادم إلينا أقول‪ :‬اجتمع الغرب والش���رق على‬ ‫هزيمة ثورتنا‪ ،‬روس���يا ستحاصرنا من الجوالن‬ ‫وس���تحمي النظام في الس���احل‪ ،‬والعراق يجهز‬ ‫لالختراق من عمق الجزيرة السورية ومن حدود‬ ‫حمص على البادية‪ ،‬وحزب الشيطان وصل لحلب‬ ‫ودرعا والساحل بعد أن استكمل تدمير القصير‪،‬‬ ‫وجيش النظام يعيد ترتيب أوراقه الدموية‪ .‬بالد‬ ‫العم سام ودول حقوق اإلنسان وضعوا رؤوسهم‬ ‫في الرمال كالنعامة وص ّم���وا آذانهم عن قتلنا‪،‬‬ ‫ومن كانوا إخواننا باعونا‪ ،‬وأحزابنا يتقاسمون‬ ‫الكعكة ويش���ربون أنخاب موتنا‪ ،‬والجميع اتفق‬ ‫على هدف واحد‪ ...‬وأد الثورة السورية وقتل كل‬ ‫من تمرد على اإلرادة الماسونية ‪ .‬ما يزال قرارنا‬ ‫بأيدينا إما أن نذبح كالخراف فرادى أو نتوحد في‬ ‫الداخل لنحمي أهلنا وأرضنا وشعبنا‪ ،‬فمناصبكم‬ ‫ليس���ت أهم من قطرة دماء تس���ال م���ن حر أو‬ ‫حرة‪ ،‬ومكاسبكم لن تذهب معكم إلى قبوركم بعد‬ ‫ذبحكم‪ ،‬وأموالكم لن تح ّول من البنوك لمقابركم‪،‬‬ ‫وعقاراتكم س���تهدم من هول المجازر بأرضكم ‪.‬‬ ‫ال السفارات ستحميكم وال شعبكم سيغفر لكم ‪...‬‬ ‫هالكنا في تفرقنا ونجاتن���ا ونصرنا بوحدتنا ‪...‬‬ ‫ولكم الخيار ‪...‬‬

‫هـل يحكم سوريا أكلـة لحـوم البشـر؟!‬ ‫عبد الرحمن الراشد | الشرق األوسط‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫الرئيس الروسي فالديمير بوتين برر وحذر قائال‪ :‬ال يمكنكم دعم‬ ‫أناس يأكلون أعضاء البش���ر‪ .‬قالها يريد تخويف الغرب‪ ،‬الخائف‬ ‫أصال أن تتكرر مأساة إيران‪ ،‬حيث خلف الشاه السيئ نظام أسوأ‪،‬‬ ‫عدائي وحشي دموي‪ ،‬وحل محل العدو السوفياتي في أفغانستان‬ ‫أشرار «القاعدة»‪.‬‬ ‫س���وريا المس���تقبل مهددة بمش���كلتين‪ ،‬بعض الثوار في الداخل‬ ‫والمعارضة السياس���ية في الخارج‪ .‬توجد جماعات مسلحة خارج‬ ‫س���يطرة الجيش الحر‪ ،‬نجح نظام األسد في الترويج لها لتخويف‬ ‫العالم منها‪ ،‬وهناك المعارضون الذين يش���كلون القيادة السياسية‬ ‫والذين فش���لوا في إثبات أنهم بديل أفضل من بشار األسد‪ .‬والذي‬ ‫يقلق العرب والغرب معا‪ ،‬ليس أكلة لحوم البشر بل المدنيون من‬ ‫البسي ربطات العنق من المعارضة في إسطنبول وغيرها!‬ ‫ربما الغرب يبحث عن عذر للتقاعس‪ ،‬لكن بالفعل توجد مش���كلة‬ ‫خطيرة حيث ال قيادة سياس���ية حكيمة وموحدة بعد‪ .‬يتس���اءلون‪:‬‬ ‫من سيحكم سوريا غدا‪ ،‬ثوار متوحشون وسياسيون جشعون؟!‬ ‫اإلخوان المس���لمون‪ ،‬وبقية المعارضة ف���ي االئتالف وخارجه‪،‬‬ ‫يتحملون مس���ؤولية كبيرة في الفشل حتى اليوم‪ ،‬وهم مسؤولون‬ ‫عن فشل الثورة غدا‪ .‬من دون اتفاقهم‪ ،‬ووحدتهم‪ ،‬لن يوجد تأييد‬ ‫دولي‪ ،‬ومن دون تأييد دولي لن تكون هناك سوريا جديدة حتى لو‬ ‫انهار نظام األس���د‪ .‬لهذا نرجو أن يعوا المسؤولية الخطيرة التي‬ ‫على عاتقهم اليوم‪.‬‬ ‫ليس مستنكرا‪ ،‬وال غريبا‪ ،‬أن تكون المعارضة مختلفة ومتنافسة‬ ‫لوال أن القضية السورية أخطر كثيرا من أن يتركوها من دون اتفاق‬ ‫عل���ى مبادئ الحكم والتوافق عليها‪ .‬لق���د تعرفت على المعارضة‬ ‫العراقية في المنفى منذ مطلع التس���عينات‪ ،‬وإلى عش���ر سنوات‬ ‫تلتها‪ ،‬كانت نموذجا بائس���ا للبديل المحتمل لنظام صدام حس���ين‪.‬‬ ‫كان���ت خليطا من أبناء الذوات وأبناء العام���ة‪ ،‬وحملة الدكتوراه‬ ‫والبسي العمائم‪ ،‬من كل الطوائف واألنحاء‪ .‬الخليط يوحي إيجابا‬ ‫بالعراق كله إنما الصراعات بينهم كانت تش���ي بمس���تقبل مظلم‪.‬‬ ‫وج���اءت الصدمة األولى عندما عاد من لندن الس���يد عبد المجيد‬ ‫الخوئي في األيام األولى لس���قوط النظام إل���ى النجف‪ ،‬هناك قتل‬

‫أبش���ع قتلة‪ ،‬ليس من قبل نظام صدام المترنح‪ ،‬وال من الفوضى‪،‬‬ ‫بل قتله منافس���وه‪ .‬ول���وال أن الالعب الرئيس في الس���احة كان‬ ‫الجان���ب األميركي النتهت غالبية رم���وز المعارضة مقتولة على‬ ‫أيدي بعضها‪.‬‬ ‫لهذا نتس���اءل هل المعارضة الس���ورية أس���وأ أم أفضل حاال من‬ ‫مثيلتها العراقية؟‬ ‫تش���بهها في نواح كثيرة إال أن الس���وريين مس���ؤوليتهم كبيرة‪،‬‬ ‫حيث ال توجد قوة عظمى مس���تعدة إلطعامهم‪ ،‬وحمايتهم‪ ،‬وخلق‬ ‫مجلس حكم أولي لهم‪ ،‬وكتابة دستورهم‪ ،‬وتنظيم استفتاء عليه‪،‬‬ ‫وحراس���ة أجوائهم‪ ،‬وتأمين حدودهم من اللصوص والمتآمرين‪،‬‬ ‫وخلق مؤسسات للحكم‪ ،‬وتنظيم انتخابات برلمانية‪ ،‬والدفاع عنهم‬ ‫في مجلس األمن‪ ،‬ومنحهم الشرعية الدولية‪ ،‬ومقاتلة خصومهم‬ ‫نيابة عنهم‪.‬‬ ‫كل هذا لن يتاح للمعارضة الس���ورية وبالتالي فمسؤوليتهم أعظم‬ ‫من تلك التي تحملتها المعارضة العراقية‪ .‬والمؤشرات التي أمامنا‬ ‫تقول إن المس���تقبل صعب‪ ،‬فالمعارضة تعجز عن ائتالف بس���يط‬ ‫يس���توعب الجميع‪ ،‬يمكن أن يكون تمرينا جيدا للمستقبل القريب‬ ‫عندما ينتقلون للعمل في منطقة الحكم في دمشق‪ ،‬ليست المنطقة‬ ‫الخضراء بالتأكيد‪.‬‬ ‫مهم���ة االئتالف والحكومة اآلن ليس���ت س���هلة‪ ،‬لكنها ليس���ت‬ ‫مس���تحيلة‪ ،‬عليهم أن يقبلوا بمبدأ التمثيل والمشاركة واالنتخاب‪.‬‬ ‫ومن ال يأتيه الدور ويشارك في الحكم اليوم غالبا سيحكم في يوم‬ ‫ما الحقا‪ .‬عليهم أن يقبلوا بمبدأ تداول الس���لطة س���لميا‪ ،‬بدستور‬ ‫يحمي الجميع‪ ،‬وتحديدا األضعف في المجتمع كاألقليات‪ ،‬يمنحهم‬ ‫حقوقا متس���اوية‪ ،‬ويكفل الحريات‪ ،‬وله مرجعية تفس���يرية عند‬ ‫االختالف‪.‬‬ ‫هكذا يمكن أن تكون سوريا جديدة مستقرة لمائة سنة مقبلة‪ .‬لكن‬ ‫نزاعات إسطنبول تقلقنا جميعا ألنها تخون الشعب السوري‪ ،‬الذي‬ ‫يضحي بأوالده وليس بأوالد األميركيين‪ ،‬أو أوالد غيرهم‪ ،‬ويطمح‬ ‫للتخلص م���ن نظام جلس على صدره‪ .‬من دون تمثيل الجميع في‬ ‫االئت�ل�اف‪ ،‬البرلمان المصغ���ر‪ ،‬ومن دون مش���اركة الجميع في‬ ‫حكومة المنفى‪ ،‬فإن أحدا منهم لن يجد حكما وال برلمانا وال بلدا‪.‬‬ ‫المعارضة بس���لوك أفضل ستكسب جميع الس���وريين وتأييدهم‪،‬‬

‫ودع���م دول العال���م‪ ،‬واحترام الجميع‪ .‬بها يمك���ن أن تكون هناك‬ ‫سوريا جديدة من أول يوم يرحل فيه بشار‪.‬‬ ‫ولن يغفر لهم أهلهم الس���وريون‪ ،‬إن راحت دماء فلذات أكبادهم‪،‬‬ ‫نتيجة تناحرهم وأنانيتهم‪ .‬قد يق���ول البعض إنه من المبكر إلقاء‬ ‫هذه العظة واألسد جالس في قصره يخطط لخوض انتخابات العام‬ ‫المقبل‪ .‬الهدف ليس س���وريا ما بعد األس���د‪ ،‬بل قبلها‪ .‬اآلن‪ ،‬حيث‬ ‫صارت أكثر حكومات العالم تش���كك وتش���تكي‪ ،‬خائفة من الفراغ‬ ‫الذي سيخلفه إسقاط النظام‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثامـن ‪2013/07/01‬‬

‫آراء‬

‫‪08‬‬

‫النظام اإليراني ونظرية األفعى‬ ‫بقلـم‪ :‬أصـالن أصـالن‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫منذ أن أطاح ش���عب إيران بالش���اه محمد رضا‬ ‫بهلوي‪ ،‬الذي كان يعمل بنظريات سياسة خبيثة‬ ‫وخطيرة تجاه ش���عوب المنطقة‪ ،‬ومنذ أن وصل‬ ‫علي الخميني القادم من فرنسا لسدة الحكم‪ ،‬وبدأ‬ ‫ببناء نظريات هي ليست إال امتداد لسابقه‪ ،‬ولكن‬ ‫بقالب جديد‪ ،‬استطاع نظام الخميني االستفادة من‬ ‫تجارب سابقيه الفاشلة والناجحة‪ ،‬فقاموا بتغليف‬ ‫الديكتاتورية بمبادئ الديمقراطية‪ ،‬واس���تخدموا‬ ‫كافة الحجج والعواطف كي يعطوا شرعية للنظام‬ ‫ال���ذي قام على أنقاض عرش الش���اه‪ ،‬فالوجوه‬ ‫والطباع تغيرت‪ ،‬لكن رجال الدولة هم نفس���هم‪،‬‬ ‫فمن كان ينس���ق مع الغرب وإسرائيل وغيرهما‬ ‫من رجاالت الدولة في نظام الشاه ال يعلم أحد ما‬ ‫هي مكانتهم في النظام اإليراني الحالي‪ ،‬فهيكلية‬ ‫الدولة والكثير م���ن االعتبارات الخاصة‪ ،‬والتي‬ ‫تم���س األمن القوم���ي اإليران���ي‪ ،‬تتطلب تبديل‬ ‫وج���وه وتبادل أدوار ال أكث���ر وال أقل‪ ،‬فلوال أن‬ ‫الخميني ومن معه متفق���ون مع رجال من قلب‬ ‫دولة الش���اه‪ ،‬ولوال أن لهم خطة سياس���ية‪ ،‬لما‬ ‫وصلوا أبداً إلى الحكم‪ ،‬خاصة أن شاه إيران كان‬ ‫أقوى رجل في المنطقة وله وزن دولي‪ ،‬وحاصل‬ ‫على رضا الغرب والواليات المتحدة‪ ،‬لكن الخطة‬ ‫العالمية تغي���رت‪ ،‬وهذا ما س���هل الطريق أمام‬ ‫مشروع الثورة اإليرانية ووالية الفقية وتصدير‬ ‫الثورة‪.‬‬ ‫لك���ن الخميني ومن معه من الذي���ن بنوا النظام‬ ‫الحالي ق���د أتقنوا قواع���د اللعبة جي���داً‪ ،‬فبدؤا‬ ‫خطابه���م بم���ا يتناس���ب مع عواطف ش���عوب‬ ‫المنطقة‪ ،‬واستغلوا القضية الفلسطينية إلرساء‬ ‫دعائم النظام اإليراني الجديد‪ ،‬واستثمروا ضعف‬ ‫ال���دول العربية الفاقدة للقرار المس���تقل‪ ،‬والتي‬ ‫كان���ت ومازالت تدور في فلك أطماع العالم تجاه‬

‫هذه الدول العربية‪ ،‬التي تشبه المشاع‪ ،‬وعملوا مؤخره أو وس���ط‪ ،‬يعود الجسم لينبت من جديد‬ ‫على نظرية تجديد ال���ذات‪ ،‬وأدركوا كيفية جعل وكأن شيئا ً لم يكن‪.‬‬ ‫قواعد الديمقراطية ّ‬ ‫تسخر في خدمة الديكتاتورية‬ ‫المبطنة المرنة التي يصح أن يقال عنها نظرية هذا يعني النظام اإليراني خطير سياس���ياً‪ ،‬فنجاد‬ ‫أدخل المش���روع وهيّ���أ األرضي���ة‪ ،‬وروحاني‬ ‫األفعى ‪.‬‬ ‫سيستثمر وديعة نجاد‪ ،‬لكن باستراتيجية جديدة‪،‬‬ ‫فالنظام اإليراني يعمل به���ذه النظرية من خالل وكله تحت إشراف المرش���د‪ ،‬فها قد رحل نجاد‬ ‫تجديد نفسه‪ ،‬ألن المنظومة الحاكمة تعمل لصالح قبل أن يفي بوعده‪ ،‬أال وهو محو إس���رائيل عن‬ ‫الدولة اإليرانية وفق تناسق متناسب مع مصالح الخارطة‪ ،‬لكن اقتص���اد إيران بات يحتاج وجها ً‬ ‫المشروع الفارسي الكبير‪ ،‬فمع انتخابات أو من جديداً بعيداً عن مسرحية الثورة والعنتريات التي‬ ‫غير انتخابات المس���ألة ليس���ت أكثر من تبديل استفاد منها الفرس كثيراً‪ ،‬خصوصا ً أنهم حصلوا‬ ‫وجوه وش���خصيات‪ ،‬لكن الرأس واحد والهدف على تأييد الش���عب العربي وشعوب المنطقة في‬ ‫واحد‪ ،‬كاألفعى تماماً‪ ،‬عندما تتخلص من جلدها المرحلة الماضية من خالل العاطفة‪ ،‬فاآلن يمكن‬ ‫القديم‪ ،‬أو حت���ى عندما يبتر جزء منها‪ ،‬إن كان أن نق���ول وبكل جرأة أن النظ���ام اإليراني يلعب‬

‫هــل يمــلك‬

‫االئتـالف السـوري المعـارض عقـ ً‬ ‫ال؟؟!‬ ‫بقلـم‪ :‬أصـالن أصـالن‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫إب���داع جدي���د خرج علين���ا به أبط���ال اإلئتالف‬ ‫الس���وري المعارض وهو الطل���ب من الرئيس‬ ‫اإليراني الجديد باالنفكاك عن النظام السوري!!‬ ‫جميلة كلمة االنفكاك! قوية وجديدة‪ ..‬ال نعلم من‬ ‫أين أتوا بها‪ ،‬ربما س���معوها من محلل سياسي‬ ‫على قناة أجنبية‪..‬‬ ‫في إطار الحديث عن السياس���ي والسياسة‪ ،‬هنا‬ ‫نرى أنفسنا رغما ً عنا نتسائل هل هذه المعارضة‬ ‫تفهم بالسياس���ة؟ أم أن عبقريتها الزائدة جعلتنا‬ ‫ال نفه���م هذه التصريحات والبيانات والتصرفات‬ ‫التي تشبه كل شيء إال العمل السياسي‪..‬‬ ‫يمكن أن نعتبر ه���ذا االئتالف إما جمعية خيرية‬ ‫لتكدي���س األموال خاصة‪ ،‬أو ممك���ن أن نعتبره‬ ‫مكتب إحصاء وندب‪ ،‬ألنه دائم���ا ً يتحفنا بأرقام‬ ‫الش���هداء والجرحى والنازحي���ن‪ ،‬ويبدأ بالندب‬

‫عليهم ليستجدي المال‪ ،‬أو ممكن أن نعتبره شبكة‬ ‫إعالمية تذخ���ر بالمتحدثين‪ ،‬وف���ي هذا المجال‬ ‫حدث وال حرج‪ ،‬لكن دعونا ال ننس���ى أنهم وفي‬ ‫كل مقابلة يذكرون المال‪ ،‬وأنهم بحاجة ماس���ة‬ ‫لألم���وال‪ ،‬وبدأنا نش���عر أن كل الحديث يتمحور‬ ‫حول الم���ال وطلبه‪..‬إذاً نحن أمام ش���ركة تمهد‬ ‫الفتتاح المش���روع الكبير‪ ،‬وه���و بنك االئتالف‬ ‫(حط مصاري وال تسأل)‪.‬‬ ‫يعني حقا ً قمة الس���خف أن يخرج���وا لنا بهكذا‬ ‫تصريح���ات منمقة وتقليدي���ة ومرددة من أناس‬ ‫قبلهم‪ ،‬وكأنهم ال يعرفون تركيبة النظام اإليراني‪،‬‬ ‫وكأنهم نس���وا‪ ،‬أو تناسوا‪ ،‬أن أقل وصف يمكن‬ ‫التش���بيه به لحالة االرتباط بين النظام السوري‬ ‫والنظام اإليراني هي (الربّاط والس���بّاط) فكيف‬ ‫تتم عملية االنفكاك! أو فك االرتباط‪..‬‬ ‫ل���م ال يقدّر أعض���اء االئتالف قب���ل أن يتلفظوا‬ ‫به���ذه الكلم���ات أم���ام العالم‪ ،‬أن الن���اس تملك‬

‫عقوالً واعية وال يحق لهم االستخفاف بالعقول‪.‬‬ ‫بصراحة هذه الكلم���ات ال تدل إال على انفكاكهم‬ ‫عن العال���م الخارجي‪ ،‬أو باألحرى انفكاكهم عن‬ ‫واقع القضية الس���ورية التي أصبحت في سوق‬ ‫التجارة والبورصة بس���بب (الهبل السياس���ي)‬ ‫ألعض���اء االئتالف‪ ،‬هذا الهبل الس���ابق لعصره‬ ‫والذي يجعلنا ننبهر في كل مرة يخرج بها علينا‬ ‫أبط���ال االئتالف المعارض بجم���ل جديدة تجعل‬ ‫المتأمل (يتأمل ويصف���ن صفنة ما بعد الصفنة)‬ ‫وهو يح���اول أن يجد ولو مبرراً بس���يطا ً لهكذا‬ ‫إبداع���ات عظيمة‪ ،‬يستخس���ر اإلنس���ان بها أن‬ ‫تخرج للعلن‪.‬‬ ‫قالوا انفكاك‪ ،‬هل م���ن المنطقي أن ينفك الحذاء‬ ‫عن رباط���ه؟ لربما ينفك بنظ���ر أبطالنا إن كان‬ ‫م���ن النوع األجنبي األوربي الذي صنع بال رباط‬ ‫أصالً‪..‬‬

‫على الحبلين‪ ،‬وه���و العب محترف يعرف كيف‬ ‫وأين ومتى يلعب‪ ،‬وله وجوه كثيرة وأقنعة أكثر‪،‬‬ ‫كلما تس���اقطت بان من خلفها م���ا هو أفظع من‬ ‫س���ابقه‪ ،‬ليجعلنا أمام نظام ال شكل له‪ ،‬ربما ألنه‬ ‫يعمل على أساس نظام األمة الفارسية ويريد أن‬ ‫يحقق مصلحته حتى لو اتفق مع الش���يطان كما‬ ‫قال الخميني في يوم من األيام‪.‬‬ ‫بالمختصر لقد أتم محم���ود أحمدي نجاد مهمته‬ ‫بنج���اح‪ ،‬واآلن بدأت السياس���ة اإليرانية تطفو‬ ‫أكث���ر فأكثر على س���طح محيط عالم السياس���ة‬ ‫الالمتناه���ي بالمكائد والحي���ل والمصالح ضمن‬ ‫دائرة لعبة الدول التي تدفع الشعوب ثمنها غالياً‪،‬‬ ‫وخصوصا ً تلك الش���عوب المغيبة عن الحقيقة‪،‬‬ ‫والتي تعيش وهما ً يجعلها بعيدة عن حقوقها‪ ،‬أو‬ ‫من الممكن أن تكون ضحية متروكة للمصير من‬ ‫خالل لعبة تجارة المصالح التي جعلتها في حالة‬ ‫شبه النس���يان كش���عب األحواز المظلوم‪ ،‬الذي‬ ‫كانت قضيته منس���ية ويقب���ع اآلن تحت احتالل‬ ‫طمس هويته وإنس���انيته وجعله فريس���ة القهر‬ ‫والحرم���ان على الرغم أن النظام اإليراني القائم‬ ‫حاليا ً قد رفع ش���عارات ضد اضطهاد الشعوب‪،‬‬ ‫حس���ب زعمه‪ ،‬وأراد مناصرة المحرومين حول‬ ‫العالم‪ ،‬كما يدعي‪ ،‬لكنه تناس���ى أن أهل األحواز‬ ‫هم بش���ر محرومون‪ ،‬لكن تحت حكم هذا النظام‬ ‫الذي يدعي م���ا ال يفعل‪ ،‬ولوال ذل���ك لما تورط‬ ‫بدماء الشعب الس���وري الذي انتفض ضد حاكم‬ ‫ظالم يعيش حياة بذخ ولهو كما كان يعيش ش���اه‬ ‫إي���ران وعائلت���ه‪ ،‬فكيف لنظام ادع���ى أنه جاء‬ ‫للحكم بثورة ش���عب أن يقف ضد شعب ثائر وأن‬ ‫يتكلم عن حق الشعوب ونصرة المظلومين بهذه‬ ‫الوقاحة؟‬ ‫هذا س���ؤال مهم‪ ،‬ويمكن أن نبنيه على أبس���ط‬ ‫مقارب���ات سياس���ية منطقية تجعل ه���ذا النظام‬ ‫اإليراني القائم حاليا ً في موضع شبهة دائما ً حتى‬ ‫بش���رعية وجوده وتفاصيل قيامه التي دائما ً ما‬ ‫تقودنا نحو عالمة استفهام كبرى‪..‬‬


‫الكتائب العـدد الثامـن ‪2013/07/01‬‬

‫تحقيقـــات‬

‫‪09‬‬

‫السياســة فـي اإلسـالم‬ ‫و اإلسـالم السياسـي؟‬

‫بقلـم‪ :‬أ‪.‬مصطفى القاسم‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫هذه مجموعة من المق���االت تتناول وجهة نظر‬ ‫الكاتب ف���ي المصطل���ح الذي كث���ر تداوله في‬ ‫السنوات األخيرة‪ ،‬مصطلح اﻻسالم السياسي‪.‬‬ ‫لق���د ب���ادر الكثي���ر م���ن المفكري���ن والكتاب‬ ‫والسياس���يين والصحفيين إل���ى البحث في هذا‬ ‫المصطلح‪ ،‬وتقديم وجه���ات نظرهم وتحليالتهم‬ ‫ورؤاه���م وآراءهم‪ ،‬وق���د لوحظ تأث���ر نتاجهم‬ ‫بخلفياته���م الفكري���ة والعقدي���ة والثقافية‪ ،‬كما‬ ‫ظهرت في نتائجه���م النهائية المنطلقات األولية‬ ‫لكل منهم‪ ،‬و ح���اول بعضهم أن يكرس مفاهيمه‬ ‫متأث���راً باﻷحداث الكبيرة ف���ي اﻷعوام اﻷخيرة‪،‬‬ ‫دون البحث في الج���ذور التاريخية‪ ،‬وغافالً عن‬ ‫الحياد واﻹنصاف واﻷمان���ة العلمية التي تضيع‬ ‫إذا أسس���نا بحثنا على أحداث محدودة في العدد‬ ‫ومحصورة في البلد‪.‬‬ ‫ولما كان أس���لوب إم�ل�اء نتيج���ة البحث على‬ ‫القارئ‪ ،‬إنما يبخس القارئ حقه في اﻻس���تفادة‬ ‫والتحليل واالس���تنتاج والوصول إل���ى النتائج‬ ‫الس���ليمة‪ ،‬س���يما إذا كانت المقدمات مجزوءة‬ ‫وموجهة س���لفا ً إلى حيث يريد الباحث الوصول‪.‬‬ ‫ولتالفي ذلك يتوجب التوس���ع بالبحث وعرض‬ ‫كافة جوانب الموضوع‪ ،‬مع تجنب استطراد ممل‬ ‫أو توسع مشتت وتفريعات تفقد القارئ تركيزه‪.‬‬ ‫إن إيفاء الموضوع حقه من الوضوح يستوجب‬

‫العودة إلى األجواء اﻷولى التي نزل فيها اإلسالم‪،‬‬ ‫وبلغ‪ ،‬كمنظومة إلهية عالمية لإلنس���انية‪ ،‬ذات‬ ‫أبعاد عقائدي���ة وإجتماعية وأخالقية وإقتصادية‬ ‫وفكرية وتنظيمية ودعوية‪ ،‬داخلية ودولية‪ ،‬وقد‬ ‫احتوت هذه المنظومة في جميع جوانبها قواعد‬ ‫تش���ريعية‪ ،‬بعضها أخالقية صرف���ة‪ ،‬وبعضها‬ ‫اﻵخر إلزامية ﻻ خيار فيها‪.‬‬ ‫ومن ثم يتوجب البحث في مراحل تش���كل الدولة‬ ‫اﻹسالمية واألس���س التي بنيت عليها‪ ،‬ونواظم‬ ‫عالقاتها بالدول والمجتمع���ات اﻷخرى القائمة‬ ‫حينه���ا‪ ،‬والمحيط���ة بها‪ ،‬وم���ا اقتضى ذلك من‬ ‫تأطيرها ضمن قواعد للسلم وأخرى للحرب ‪.‬‬ ‫كم���ا يتوج���ب البحث ف���ي الح���ركات المذهبية‬ ‫والسياسية والعس���كرية التي ظهرت في العالم‬ ‫اإلس�ل�امي كالمرتدة‪ ،‬والش���يعة االثني عشرية‬ ‫واإلس���ماعيلية والزيدية والفاطمية‪ ...‬وحركات‬ ‫الخوارج والقرامطة والعقائد الدرزية والنصيرية‬ ‫‪ ،‬وص���والً إلى حركات العصر الحديث‪ ،‬وظروف‬ ‫ظهور هذه الحركات والعوامل التي أدت إلى هذا‬ ‫الظهور‪ ،‬والنتائج المباشرة وغير المباشرة التي‬ ‫ترتبت على ذل���ك‪ ،‬والتأثيرات الالحقة والممتدة‬ ‫ً‬ ‫وصوﻻ إلى أيامنا الحاضرة‪.‬‬ ‫لها‬ ‫لكنني أقر س���لفا ً بنقطة جوهري���ة‪ ،‬هي أنني لم‬ ‫أتقيد في تفس���يري لبعض الحوادث بما تناقلته‬ ‫الروايات‪ ،‬ذلك لظني أن بعض الرواة نقلوا الكثير‬ ‫من األحداث التاريخية بطريقة تخدم انتماءاتهم‬ ‫المذهبية أو ارتباطاتهم ووﻻءاتهم الش���خصية‪،‬‬

‫شهـــداءنا‬

‫الشهيد العقيد أحمـد العمـر‬ ‫جريدة الكتائب‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫بعد أن تحول الجيش العربي السوري إلى جيش‬ ‫النظام والمدافع الش���رس ع���ن وجوده و بقاءه‬ ‫في س���دة الحكم‪ ..‬وبعد أن وجه فوهات دباباته‬ ‫ليقصف بها المدن والقرى ويس���تهدف األحياء‬ ‫الس���كنية ويدمر البيوت فوق رؤوس ساكنيها‪،‬‬ ‫لم يحتمل ابن س���وريا الب���ار العقيد أحمد العمر‬ ‫رؤية المج���ازر والفظائع بحق مدنيين عُزل من‬ ‫نس���اء وأطفال ‪ ،‬ولم يقبل أن تحرق البلد ليبقى‬ ‫األس���د‪ .‬ولم تقبل كرامت���ه أن يبقى في صفوف‬ ‫جيش باع ضميره للشيطان ‪.‬‬ ‫انش���ق العقيد أحمد عن جي���ش النظام وتطوع‬ ‫ليكون مقاتالُ في صفوف الجيش السوري الحر‪،‬‬ ‫حام���ي األرض والمدافع الحقيقي عن الش���عب‬ ‫السوري‪.‬‬ ‫أبو عم���ار‪ ،‬من أهالي مدين���ة «دارة عزة» في‬ ‫ريف حلب‪ .‬إيمانه بس���وريته وبوحدة بلده جعله‬ ‫ينضم لصفوف الثوار في محافظة درعا‪ ،‬ووضع‬ ‫بصمت���ه بتوحيد جهود الث���وار ورص صفوفهم‬ ‫بتشكيل لواء»درع اللجاة» الذي كان درعا ً صد‬

‫محاوالت اقتحام قوات النظام لمدينة اللجاة‪.‬‬ ‫على الرغم من منصبه القيادي كان دوما ً محاربا ً‬ ‫في الصفوف األمامية‪ ،‬يحمل السالح ويقاتل إلى‬ ‫جان���ب عناصر كتيبته‪ .‬كما ع���رف عنه اإليمان‬ ‫والخوف من هللا‪ ،‬ولم يكن يخش���ى في هللا لومة‬ ‫الئم‪.‬‬ ‫كان���ت كتيبة لواء درع اللجاة م���ن بين الكتائب‬ ‫المقاتلة التي أفشلت محاولة اقتحام قوات األسد‬ ‫لمدينة بصر الحري���ر بتاريخ ‪،2012-12-28‬‬ ‫في هذا اليوم وأثناء تصدي الكتيبة لقوات األسد‬ ‫لمنعهم من اقتحام مدينة بصر الحرير‪ ،‬استشهد‬ ‫العقي���د أحمد العمر ليكتب بدم���ه الطاهر ملحمة‬ ‫البطولة والعزة واإلباء‪.‬‬ ‫كتب اتحاد تنس���يقيات حوران في نعيه للش���هيد‬ ‫البطل العقيد أحمد العمر‪»:‬أحد أبرز قادة محافظة‬ ‫درعا العقيد أحمد العمر في ذمة هللا‪ :‬فقدت ثورة‬ ‫الكرامة هذا اليوم بطالً من أبطالها أثناء معركة‬ ‫ال���ذود عن مدينة بصر الحرير‪ ,‬حيث استش���هد‬ ‫قائ���د ل���واء درع اللجاة العقيد أحم���د العمر أبو‬ ‫عمار الذي كان في الصف���وف األمامية للجيش‬ ‫الحر وهم يصدون المحاولة الفاش���لة لعصابات‬ ‫األسد في اقتحام المدينة»‪.‬‬

‫فافتق���دت رواياتهم إلى الدقة حين���اً‪ ،‬وانحرفت‬ ‫ع���ن الحقيقة أحيانا ً أخرى‪ ،‬ب���ل خالفت الحقيقة‬ ‫كليا ً في بعض اﻷحيان‪ ،‬ودخلها شيء من الزيغ‬ ‫والتزييف‪ ،‬سيما إذا رويت الوقائع منفصلة عن‬ ‫س���ياقها التاريخي‪ ،‬أو لتهيئ���ة الجمهور لتوجه‬ ‫مح���دد يخدمة فئ���ة بعينها ف���ي مواجهاتها مع‬ ‫اﻵخرين ‪.‬‬ ‫اﻷمر الذي دفعني ب���دوري لتقديم رؤية جديدة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫باذﻻ جهدي في أن يكون التفسير مستنداً للسياق‬ ‫التاريخي لألح���داث‪ ،‬ومراعيا ً للمكان والظروف‬ ‫المحيطة بالحدث‪ ،‬وبعيداً عن التش���هير وسوق‬ ‫االتهامات جزافا ً و دون دليل ‪.‬‬ ‫كما تجنبت قدر اإلمكان اﻻستش���هاد واﻻستدﻻل‬ ‫تجنبا ً للدخول في ج���داالت وادعاءات كل طرف‬ ‫صحة مراجع���ه وادعاءه المصداقية عن مراجع‬ ‫اﻵخرين ‪.‬‬ ‫و توفيقا ً بين حاجة الموضوع إلى استيفاء حقه‬ ‫من البحث والتوضي���ح‪ ،‬و بين طبيعة وظروف‬ ‫الصحيفة الناش���رة‪ ،‬فقد اضط���ررت إلى تجزئة‬ ‫البحث إلى مقاالت متسلس���لة يغط���ي كل منها‬ ‫جزءاً من هذا البحث‪ ،‬واعتمدت وحدة الموضوع‬ ‫تبعا ً للعنوان‪ ،‬مع مراعاة تسلس���ل األحداث قدر‬ ‫اإلمكان‪ ،‬شريطة أن ﻻيخل ذلك بتكامل الموضوع‬ ‫وارتباط���ه بما كان قبله وما جرى بعده أو ترتب‬ ‫عليه ‪.‬‬ ‫وبالتالي فإن السياق التاريخي‪ ،‬وأهمية الحدث‪،‬‬ ‫توجب البدء حيث نزلت الرسالة ‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثامـن ‪2013/07/01‬‬

‫إضــاءات عسكريـة‬

‫‪10‬‬

‫ثقافــة عسكـرية‬

‫الجديــد فـي نظريــات الصــراع‬ ‫والقتـال داخـل المـدن‬ ‫جريدة الكتائب‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫أثبت تاريخ الحرب العالمية الثانية أن المهمة‬ ‫األصعب ل���دى جميع الجي���وش النظامية هي‬ ‫الدخ���ول إلى المدن أو خ���وض المعارك فيها‪،‬‬ ‫وحي���ث كانت أية مواجهة داخ���ل المدن تعني‬ ‫خس���ائر جس���يمة في الجنود والمعدات تفوق‬ ‫كثيراً الخس���ائر التي كان م���ن الممكن أن تقع‬ ‫في معركة مكش���وفة خ���ارج الم���دن‪ ،‬ولهذا‬ ‫لجأت الق���وات المتحاربة آنذاك إلى سياس���ة‬ ‫التدمير الكلي لبنية المدن المس���تهدفة‪ ،‬دون‬ ‫مراعاة لوجود الس���كان المدنيين فيها‪ ،‬فكانت‬ ‫مئات األطنان من القنابل ش���ديدة التدمير تلقى‬ ‫يوميا ً على لندن وباريس وبرلين وغيرها من‬ ‫المدن كتعويض عن المغامرة بدخولها من قبل‬ ‫القوات البرية‪.‬‬ ‫وتوص���ف المدن في كتاب���ات ومذكرات القادة‬ ‫العس���كريين الذين خاضوا المعارك في الحرب‬ ‫العالمية الثاني���ة بالكابوس المرعب الذي كان‬ ‫القادة والجنود يتحاشونه قدر اإلمكان‪.‬‬

‫وأهم مالمح هذه االستراتيجية ما يأتي‬ ‫التدرج والعقالنية‬ ‫بخ�ل�اف النظرية القديمة الت���ي ترى أنه يجب‬ ‫الهجوم دفعة واحدة على المدينة المس���تهدفة‬ ‫وبكاف���ة الوس���ائط الناري���ة المتاح���ة‪ ،‬ترى‬ ‫االس���تراتيجية الجديدة أنه يج���ب اللجوء إلى‬ ‫العقالنية في احتالل المدن‪ ،‬إذ يجب قبل الهجوم‬ ‫اس���تخدام كافة وس���ائط االس���تطالع المتاحة‬ ‫لرس���م خريطة تفصيلية للمدينة المستهدفة‪،‬‬ ‫وتوزيعها على قيادات القوات‪ ،‬وإمهال القوات‬ ‫فترة كافية الستيعاب الخريطة بكافة تفاصيلها‬ ‫حت���ى الصغيرة منها‪ ،‬بحيث تك���ون القوات ‪-‬‬

‫عندما تتحرك باتجاه المدينة المستهدفة ‪ -‬على‬ ‫معرفة تامة بها وبشوارعها ومرافقها العامة‬ ‫والخاصة‪ ،‬ويفضل أن تق���وم القوات بالتدرب‬ ‫على نماذج مش���ابهة للمدينة المس���تهدفة إذا‬ ‫كان الوقت متاحا ً أمامها‪.‬‬ ‫وبعد أن يتم االقتراب من المدينة المس���تهدفة‬ ‫واالنتشار حولها‪ ،‬يجب وضع حقيقة أن جميع‬ ‫المجموع���ات داخ���ل المدينة ‪ -‬س���واء أكانت‬ ‫أفراداً أم مجموعات أم مركبات مس���لحة ‪ -‬هي‬ ‫مجموع���ات معادية‪ ،‬ثم تبدأ الخط���وة التالية‬ ‫باالحت�ل�ال التدريج���ي لمواقع ف���ي ضواحي‬ ‫المدين���ة وجعلها أماكن لالش���تباك مع القوات‬ ‫المعادي���ة‪ ،‬ويتم االنتقال تدريجي���ا ً إلى مواقع‬ ‫أخرى متقدمة دون التوقف عن االش���تباك مع‬ ‫القوات المعادية‪.‬‬ ‫وفي هذه المرحلة‪ ،‬يجب االبتعاد عن محاوالت‬ ‫استعراض القدرات‪ ،‬أو اللجوء للمجازفة بغية‬ ‫تحقيق نصر سريع‪.‬‬

‫ســـالح الليـــل‬ ‫ف���ي أية مرحلة من مراح���ل القتال في المدن‪،‬‬ ‫يج���ب أن يعطى الليل أهمي���ة قصوى‪ ،‬وكانت‬ ‫جمي���ع التج���ارب تفترض أن اللي���ل هو فترة‬ ‫اس���تراحة للقوات المهاجمة والمتمركزة لتعد‬ ‫نفسها لمواجهات الصباح‪ ،‬ولكن ثبت من خالل‬ ‫التج���ارب أن الليل هو فترة ش���ديدة الخطورة‬ ‫ألنها الفترة المناسبة للقوات المعادية كي تشن‬ ‫هجومه���ا‪ ،‬أي أن العمليات األساس���ية تحدث‬ ‫في الليل‪ .‬ومن المعروف أن إحدى الوس���ائط‬ ‫األساس���ية للتغلب على الليل أثن���اء العمليات‬ ‫القتالية هي استعمال القنابل الضوئية المشعة‬

‫التي تحي���ل الليل إلى ما يش���به النهار‪ ،‬وهذه‬ ‫القنابل قد تفيد في األعمال البرية ضمن أراض‬ ‫مكش���وفة‪ ،‬بيد أن التجارب أثبتت عدم جدواها‬ ‫كثيراً في قتال المدن‪ ،‬بل قد تتحول إلى س�ل�اح‬ ‫بيد القوات المعادية المتمركزة في المدن ضد‬ ‫القوات المقتحمة‪.‬‬

‫ومن ضمن أه���داف التدريب الحديث الوصول‬ ‫إلى أفضل وس���ائل التخفّي ضم���ن المعطيات‬ ‫المتوف���رة للمقاتل أثن���اء عمله ف���ي المدن‪،‬‬ ‫وتنمية مهارات التس���لق للج���دران واألبنية‪،‬‬ ‫وتقدي���ر الحاالت التي يجب فيه���ا اللجوء إلى‬ ‫الس�ل�اح الناري أو السالح األبيض‪ ،‬مع وضع‬ ‫أفضلية لعمليات أس���ر المقاتلين األعداء بدالً‬ ‫الرصــد ثــم الرصـــد‬ ‫بعد نشر القوات في ضواحي المدن‪ ،‬يجب تحديد من قتلهم‪ ،‬فاألسرى يملكون معلومات يجب أن‬ ‫مكان مرتفع قريب والتس���لل إليه‪ ،‬مثل س���طح تطلع عليها القي���ادة من جهة‪ ،‬ولتجنب تهييج‬ ‫بناية أو ش���رفة‪ ،‬وجعله نقط���ة مراقبة ورصد الرأي العام من جهة أخرى‪.‬‬ ‫للقوات المعادية وتوجيه للقوات الصديقة‪ ،‬ومن‬ ‫ساحات صراع خاصة‬ ‫سرية وإبعاد أنظار العدو‬ ‫المهم إبقاء هذه النقطة ِّ‬ ‫عنها‪ ،‬واستخدام الحوامات في هذا المجال يهدف ف���ي تجارب حروب المدن تبين أن الخطأ الذي‬ ‫ ضم���ن ما يهدف ‪ -‬إلى إبع���اد أنظار العدو عن وقع���ت فيه الجي���وش؛ هو زجه���ا لمدرعات‬‫نقطة الرصد وإيهام���ه أن أعمال رصده تتم من ذات فاعلية في الحروب البرية المكش���وفة ‪-‬‬ ‫الحوامات‪ ،‬مما يؤدي إلى خداعه وكشف قواته‪ ،‬مثل الدبابات الثقيلة ‪ -‬ولكن س���رعان ما تبين‬ ‫ألنها س���تتحرك بناء على اعتقادها بأن رصدها أن ه���ذه المدرعات تفق���د كل فاعليتها بمجرد‬ ‫يتم م���ن الحوامات‪ ،‬وبالتالي س���تكون عرضة دخولها إلى المدن‪ ،‬حيث تصبح أهدافا ً س���هلة‬ ‫لقانصي الدبابات المختبئين في أي مكان وكل‬ ‫لالنكشاف أمام نقطة الرصد السرية القائمة‪.‬‬ ‫ثم تأتي خطوة دخول المدينة المس���تهدفة‪ ،‬وهنا مكان‪.‬‬ ‫يجب توزيع القوات على مجموعات متصلة مع‬ ‫ولهذا تم تأسيس تشكيالت خاصة من مركبات‬ ‫بعضها ومع القيادة بشكل دائم‬ ‫صراع الم���دن ألغراض نقل الجن���ود وتقديم‬ ‫الدع���م الن���اري القري���ب‪ ،‬ويراع���ى في هذه‬ ‫تأهـل نوعـي للمقاتليـن‬ ‫يتطلب قتال الم���دن إعداداً مضاعفا ً للمقاتلين المركبات مجرد مواصفات خاصة جداً تمنحها‬ ‫المتخصصين في الصراع داخل المدن‪ ،‬ويجب الحركي���ة في الطرق���ات الضيقة‪ ،‬وتس���تطيع‬ ‫أن يشمل اإلعداد تعليم المقاتل أن فرصة بقائه الصمود في وجه األلغام المضادة للدبابات عن‬ ‫حيا ً معزوالً ضمن وس���ط معاد تكمن في قدرة طريق امتصاص صدمة التفجير‪ ،‬ولها فتحات‬ ‫س�ل�احه على تقديم الدعم الن���اري له في أي للرصد والرمي‪ ،‬ويتم تجهي���ز هذه المركبات‬ ‫وقت وباس���تمرار وعلى الف���ور وبدقة تامة‪ ،‬بش���اخصات إلكترونية تتي���ح تحديد مكان كل‬ ‫وجعل المقاتل قادراً على التعامل مع األسلحة عربة وتحريكها وفق المستجدات‪.‬‬ ‫النوعية من حيث الدقة والقدرة‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثامـن ‪2013/07/01‬‬

‫الصفحـة األدبـيـــة‬

‫‪11‬‬

‫أنيـن مهجـر‪ ..‬بيــن ركــام الغربــة‬ ‫بقلــم‪ :‬رضـــا المحمـد‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫بينما خيوط الش���مس الذهبية تتمايل مع نسمات‬ ‫الهواء الش���قية‪ ،‬على مياه العاصي النقية‪ ،‬وفي‬ ‫ظالل أغصان التفاح الشهية‪ ،‬ورائحة الياسمين‬ ‫والزه���ور الوردية تملئ أنح���اء المكان برائحة‬ ‫العط���ر‪ ،‬يتبادر إل���ى ذهني وأنا خ���ارج مدينتي‬ ‫حمص العدية‪ ،‬التي نادت للحرية‪ ،‬وعانت مآسي‬ ‫الظال���م مدمر األحالم ومش���رد البش���رية‪ ،‬قاتل‬ ‫األطفال ومدمر منازل أبطال الحرية‪ ،‬فجأة يخيم‬ ‫الظالم في نفسي‪ ،‬وتقتل األحالم‪ ،‬يتوقف الزمان‬ ‫ويضيع المكان‪ ،‬وينفطر القلب شوقا ً إلى العدية‪،‬‬ ‫فأن���ا وكل من خرج منك يا أميرة العاصي يقضي‬ ‫وقته في حزن وش���وق وألم‪ ،‬يجلس متكئا ً على‬ ‫جدران الغربة‪ ،‬يرفع رأس���ه إلى السماء وعينيه‬ ‫مليئة بالدموع‪ ،‬يشعر بغصة فراق بيته وأرضه‪،‬‬ ‫وتخرج منه آه���ات تعبر عما في صدره من آالم‬ ‫الحنين‪ ،‬وأل���م الغربة‪ ،‬تكلمه ف�ل�ا يجيبك‪ ،‬همه‬ ‫الوحيد متى سأعود إلى بيتي‪.‬‬ ‫يعانق في خيال���ه جدران بيت���ه‪ ،‬ويبوس تراب‬ ‫أرضه‪ ،‬يحن إلى الش���جر‪ ،‬إل���ى الحجر‪ ،‬إلى كل‬ ‫التفاصي���ل الكبيرة والصغيرة التي عاش���ها في‬ ‫مدينته الحبيبة‪ .‬يقول أين العاصي؟ لقد اش���تقت‬ ‫إليه‪ ..‬أين أصدقائ���ي وأحبابي؟ كيف حالهم؟ كم‬

‫ش���هيداً ارتقى إلى بارئه‪ ،‬وك���م واحداً بقي على‬ ‫قيد الحياة؟‬ ‫يا هللا ماذا حل بنا‪ ،‬يمسح الملتاع دموعه بصمت‬ ‫أحياناً‪ ،‬وأحيانا ً يصرخ س���نعود‪ ،‬وس���أرجع إلى‬ ‫بيتي‪ .‬أريد أن أدفن في تراب مدينتي‪ ..‬يقول ذلك‬ ‫وتعابير األس���ى على وجهه‪ ،‬ويعود للبكاء ويبدأ‬ ‫بالحدي���ث عن ذكرياته‪ ،‬يتح���دث بتفاصيل دقيقة‬ ‫كيف بدأت الثورة‪..‬وإلى أين وصلت‪..‬‬ ‫أن���ا وأمثالي كثي���رون‪ ،‬خرجنا م���ن مدينتنا كي‬ ‫نلمل���م جراحنا‪ ،‬ونس���تجمع قوان���ا‪ ،‬ونرجع من‬ ‫جديد لنكسر طوق الحديد عن مدينتنا‪ ،‬فأرواحنا‬ ‫مش���تاقة إليها‪ ،‬وعقولنا معلقة بها‪ ،‬أما أجسادنا‬ ‫فبعيدة تنتظر العودة‪.‬‬ ‫نش���عر بأنين مدينتنا يعلو ويٌسمع في كل مكان‪،‬‬ ‫نس���معها تقول أين األبطال؟ أين الشجعان؟ أين‬ ‫الضجي���ج؟ أين من يعش���قون ت���راب أرضهم؟‬ ‫هل تركوني ب�ل�ا عودة؟ هل طاب���ت لهم الغربة‬ ‫وارتضوا بغيري وطنا؟؟‬ ‫أما العاص���ي الحزين‪ ،‬فهذه الم���رة األولى التي‬ ‫يمر فيها من أرض حمص وال يجد أبناءها على‬ ‫ضفافه‪ ،‬يسير مستغربا ً ويقول هل غيّرت مساري‬ ‫أم ضللت الطريق؟‬ ‫س���نعود إليك يا حمص ونمأل الشوارع‪ ..‬سنعود‬ ‫يا عاصينا لنجلس على ضفافك‪.‬‬ ‫هيهات هيه���ات أن يطيب أله���ل حمص العيش‬ ‫بعيداً عن معشوقتهم‪..‬‬

‫لمـاذا حمـص؟‬ ‫مشاركة من‪ :‬مركز العدالة اإلنسانية‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫حم���ص قلب س���وربا كم���ا مكة قل���ب اﻷرض‪،‬‬ ‫وهي واس���طة العقد‪ ،‬تمتد أجنحتها مابين لبنان‬ ‫والعراق‪ ،‬فيجتمع فيها ش���مال سورية بجنوبها‪،‬‬ ‫منها تتوزع الرياح وفيها تصب وعلى س���هولها‬ ‫تتالقى‪ ،‬ومنها وإليها تحمل الش���رايين واﻷوردة‬ ‫حموالته���ا وتتوزع بي���ن المحافظ���ات والمدن‬ ‫والقرى والبيوتات‪ ،‬فيها الجبل والسفح والسهل‬ ‫وال���وادي‪ ،‬وفيه���ا الحقل بأش���جاره وزروعه‪،‬‬ ‫والمرعى بإبله وخيوله وأبقاره وأغنامه‪ ،‬والبادية‬ ‫المترامية أطرافها بمحمياتها وحيواناتها‪ ، ،‬وفي‬ ‫حمص الحضارات‪ ، ،‬وفيها الثقافات ‪ ،‬وفيها أقدم‬ ‫القرى وأجمل الحارات‪ ،‬وفيها‪.....‬‬ ‫ولكن أهم مافيها هو اﻹنس���ان ! ذاك الذي اجتمع‬ ‫فيه حب الخير والوجدان‪ ،‬وسرى منه مجرى الدم‬ ‫حب الغير واﻹحس���ان ‪ ،‬فكان طيبه عطرا‪ ،‬وكان‬ ‫نطقه ش���عرا‪ ،‬وكان ضحكه زه���را‪،‬وكان كالمه‬ ‫عب���را‪ ،‬وهو الحليم عن���د الغضب‪ ،‬الصبور على‬ ‫التعب‪ ،‬وزينت���ه اﻷدب‪،‬وليس ذالك بغريب! ففي‬ ‫حمص الشعر والش���عراء وفيها اﻷدب واﻷدباء‬ ‫‪،‬ومنه���ا الظ َرف والظرفاء‪،‬وه���ي للضيفان بيت‬ ‫وس���تر وغطاء‪ ،‬تكرم الغريب وتق���رب البعيد‪،‬‬ ‫وتهون الصعب وتزيل التعب ‪.‬‬ ‫لم تع���رف حمص التعص���ب أو التط���رف‪ ،‬ولم‬ ‫يضق صدرها بضيفها أو نازلها‪ ،‬يستأنس أهلها‬ ‫بالغريب ويس���تأنس بهم‪ ،‬يتعاملون معه ويعمل‬ ‫معهم‪ ،‬إذا ضاقت ب���ه اﻷحوال‪ ،‬امتدت له أيديهم‬ ‫في الحال‪ ،‬إذا مات له واسوه‪ ،‬وإن مرض داووه‪،‬‬

‫وإن احتاج أعطوه‪ ،‬إن استقرض أقرضوه‪ ،‬فإن‬ ‫صر أمهلوه‪ ،‬فإن أعسر أعفوه‪.‬‬ ‫ق ّ‬ ‫من نزل حمص أقام‪ ،‬ومن ألف هواها هام‪ ،‬ومن‬ ‫م���ر بجوارها مال إليها‪ ،‬حتى إذا اس���تأنس أقام‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫لذلك كانت حمص جامعة ومانعة‪ ،‬ولما كان دوام‬ ‫الحال من المحال‪ ،‬والخير ﻻيدوم على ذات الحال‪،‬‬ ‫فقد استضافت حمص يوما ً بعض الجراد‪ ،‬فشرب‬ ‫بع���ض مائها وش���م هواءها وت���ذوق خضرتها‬ ‫وثمارها‪ ،‬ثم أرس���ل أخباره ورس���له‪ ،‬واستقدم‬ ‫قومه‪ ،‬فنزلوا من الجبل أس���رابا ً تلي أسرابا‪ ،‬فما‬ ‫اس���تأذنوا وﻻ طرقوا بابا‪ ،‬وانتشروا في الحقول‬ ‫والمراعي وغطوا السهول والفيافي‪ ،‬و امتصوا‬ ‫اﻷخضر ومضغ���وا اليابس‪ ،‬وحاولوا أن يحجبوا‬ ‫عن الناس الش���مس‪ ،‬وأن يمنعوا عنهم الهواء‪،‬‬ ‫وعكروا للقوم الماء‪.‬‬ ‫ثم ضاق الجراد ذرعا ً بأهل حمص‪ ،‬فجاء بالوباء‪،‬‬ ‫ولوث أرضها والس���ماء وترابها والماء‪ ،‬وحول‬ ‫صباحها مس���اء ‪ .‬واس���تعان على ذلك بمن فسد‬ ‫من الدهماء‪ .‬قد تكون اﻷش���جار قلعت وأحرقت‪،‬‬ ‫والم���زارع حرثت وأفس���دت‪ ،‬والبي���وت نهبت‬ ‫وهدمت‪ ،‬والمدارس والمشافي هدمت ‪.‬‬ ‫قد تكون البش���ر هجرت وش���ردت‪ ،‬لكنها رحلة‬ ‫لغسيل أنفس تلوثت‪ ،‬وإسقاط درن ذنوب بالقلوب‬ ‫التصقت‪ ،‬وفرصة جديدة لتوبة قد أهملت ‪.‬‬ ‫وإننا ي���ا حمص قد فهمنا ال���درس‪ ،‬ونحن اﻵن‬ ‫ف���ي طريق عودتنا إلى هللا‪ ،‬مروراً بك يا حمص‪،‬‬ ‫لننظفك من الجراد‪ ،‬ونجعلك رابع مساجد اﻷرض‬ ‫إن شاء هللا ‪.‬‬

‫الشاعـر العمـري‬ ‫تنادي حمص أنْ لبّـــوا نداها‬ ‫لدحر عصاب ٍة تبّتْ يداها‬ ‫آلل الوحش أهلي‬ ‫أيتركني ِ‬ ‫حمص من حقّا ً بناها‬ ‫أيهج ُر‬ ‫َ‬ ‫ش طغوا فيها وعاثوا‬ ‫بنو وح ٍ‬ ‫ض‪ ،‬أفسدوا حتّى سماها‬ ‫بأر ٍ‬ ‫أنا حمص العديّة في رحابي‬ ‫ق قد دارت رحاها‬ ‫حروب الح ّ‬ ‫أنا لق ْنّت من ظلموا دروسا ً‬ ‫بالد الشام سارت في خطاها‬ ‫كفاكم فرقةً هبّوا جميعا ً‬ ‫لنصرة حمص ذودوا عن حماها‬ ‫تقول لكم أال كفّوا نزاعا ً‬ ‫وسيروا إخوةً لبّوا نداها‬ ‫ص لدحر كفر ٍ‬ ‫كبنيان يُ َر ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫وال تتنازعوا صونوا رباها‬ ‫دعوا عصبيّة ً‪ ،‬طيبوا نفوسا ً‬ ‫لع ّل هللا يبلغها مناها‬ ‫ّ‬ ‫تأخر نصره لمــّا عصيتم‬ ‫وأطل ْقتم ألنفسكم هواها‬ ‫فشلتم بعدما كنتم جحيما ً‬ ‫على الباغين كم عانوا لظاها‬ ‫إل���ى (الف���اروق) و(األنصار)‬ ‫قولي‬ ‫لــــ(أتباع ) أللوي ٍة سواها‬ ‫ٍ‬ ‫دعوا حظّ النفوس وال تكونوا‬ ‫كناقض ٍة لما غزلتْ يداها‬ ‫فإ ّما العيش أحراراً كراما‬ ‫سد في ثراها‬ ‫وإ ّما ان نُ َو َّ‬


‫الكتائب العـدد الثامـن ‪2013/07/01‬‬

‫الورقـــة األخيــرة‬

‫‪12‬‬

‫«التغييـر»‬ ‫مشاركة من‪ :‬موقع يوميات سورية‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ـيوم الجمعة ‪“ 2012‬المكان‪ :‬دوما”‬ ‫ي���وم الجمعة مثله مثل كل ي���وم جمعة‪ ،‬منذ بدء‬ ‫االنتفاض���ة‪ ،‬ودّع أبو س���عيد زوجته واصطحب‬ ‫أوالده الثالثة إلى صالة الجمعة‪ ،‬رافقتهم نظرات‬ ‫زوجت���ه الحزينة وهي تردد حماك���م هللا‪ ،‬ألنها‬ ‫تدرك خطورة المشاركة في التظاهرات السلمية‪،‬‬ ‫وقد يكون زوجها أو أحد أوالدها أو الجميع هدفا ً‬ ‫س���هالً للش���بيحة أو لألمن المس���عور الذي فقد‬ ‫صوابه‪ .‬فكم ودعت دوما من الشهداء على مدى‬ ‫األسابيع الماضية‪.‬‬ ‫خرج���ت المظاهرة‪ ،‬وانض���م إليها أبو س���عيد‬ ‫وأوالده الثالثة أصغره���م هيثم الذي لم يتجاوز‬ ‫األربعة عش���ر ربيعاً‪ ،‬هتفوا كما هتف الجميع‪،‬‬ ‫سلمية سلمية‪ ،‬حرية حرية…‬ ‫وفجأة ب���دأ إطالق النار عل���ى المتظاهرين من‬ ‫أس���طح األبنية‪ ،‬وسقط من الشباب جرحى‪ ،‬وبدأ‬ ‫األمن بحملة اعتقاالت طالت الش���باب والرجال‬ ‫وحتى األطفال‪ ،‬وش���اءت األق���دار أن يُعتقل أبو‬ ‫سعيد وأوالده الثالثة معاً‪.‬‬ ‫ُز ّجوا جميعا ً في السجن أليام‪ ...‬حتى بدأ التحقيق‬ ‫معهم‪ ،‬خالل هذه الزيارة تعرضوا كالعادة لإلهانة‬ ‫والض���رب… ومن ثم ت���م إحضارهم إلى غرفة‬ ‫التحقيق من أجل اس���تجوابهم عن الدوافع التي‬ ‫جعلتهم يشاركون في المظاهرات‪ ،‬وهل هو بفعل‬ ‫المؤامرة الخارجية “كما يدعي النظام”… ومن‬ ‫ث���م إرغامهم تحت الضغ���ط واإلرهاب والوعيد‬ ‫بالتوقي���ع على تعهد‪ ،‬يتعه���دون من خالله عدم‬ ‫مشاركتهم بالمظاهرات وإال فسوف يتم تحويلهم‬ ‫للقضاء‪.‬‬ ‫وق���ع أب���و س���عيد وأوالده‪ ،‬وعندما اس���تدعي‬

‫أصغرهم هيثم‪ ،‬دخل غرفة التحقيق رافعا ً رأسه‬ ‫متحديا ً نظاما ً بأكمله‪ .‬نظر إليه المحقق وأرعبته‬ ‫نظرات التحدي عند هذا الطفل‪ ،‬وبعد سؤاله لماذا‬ ‫ش���اركت في المظاهرات… أجابه هيثم بكلمات‬ ‫بس���يطة ولكنها لخصت كل المطالب… “مشان‬ ‫الحرية”‪ .‬أي من أجل الحرية… ضحك المحقق‬ ‫باستخفاف سائالً الطفل‪ ،‬وهل تنقصك الحرية يا‬ ‫قرد… أنت بدك حرية… “ولك بتعرف أنت شو‬ ‫معنى الحرية يا قرد يا مفعوص”… “قللي شو‬ ‫معنى الحرية اللي بدك ياها يا عديم التربية”‬ ‫ابتس���م الطفل هيثم… وأجابه بهدوء “الحرية‪،‬‬ ‫هي لم���ا منتظاهر ما ح���دى بيعتقلنا ويضربنا‪،‬‬ ‫الحرية هي إنه ما نك���ون بزيارتكم كل ما حكينا‬ ‫كلمة تزعجكم»‪...‬‬ ‫وبلهجة صارمة‪ ،‬ونظرات تتطاير منها الش���رر‬ ‫قال المحقق‪:‬‬ ‫«اس���مع ولك… إذا بش���وفك مرة تانية في أي‬ ‫مظاهرة ال تلوم إال نفسك»‪.‬‬ ‫كس���ر هيثم حاجز الخ���وف… وقال للمحقق…‬ ‫«وإذا شاركت شو بصير»‬ ‫أجابه المحقق‪« :‬بتروح ثالث س���نوات س���جن‬ ‫فهمت؟»‬ ‫ابتسم الطفل هيثم ساخراً قائالً… «وإن شاء هللا‬ ‫بدكون تضلوا كمان تالت سنين!»‬ ‫نظر المحقق إلى الطفل هيثم‪ ،‬وأراد لو يستطيع‬ ‫أن يهشم رأس���ه‪ ،‬لكنه أدرك ومن فوره‪ ،‬أن كل‬ ‫طفل وكل شاب في سوريا‪ ،‬هو مشروع إصالح‬ ‫أو مشروع تغيير‪.‬‬ ‫وال يمكن للنظام أن يفعل كما فعل فرعون من أجل‬ ‫تثبيت نظامه… أن يقتل كل األطفال والشباب…‬ ‫فالزمن تغير ولم يعد وجود للفراعنة‪.‬‬

‫كريكـاتيــر العــدد‬

‫فريق التحرير‬ ‫فاضل الحمصي‬ ‫د‪ .‬مصعب سليمان الجمل‬ ‫أصالن أصالن‬ ‫باسل الحوراني‬ ‫أ‪.‬مصطفى القاسم‬

‫إعداد وإخراج‬ ‫عبد الرحيـــم‬ ‫خاص | جريدة الكتائب‬

‫للمتابعة والتواصل‬

‫‪alktaeb-newspaper@hotmail.com | www.facebook.com/alkataebjareda‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.