جريدة الكتائب | العدد التاسع

Page 1

‫العدد التاسع | عدد الصفحات ‪ 12‬صفحة‬ ‫السعر‪ 15 :‬ليرة سورية‬

‫ن‬

‫سخـ‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫يـة‬

‫جريدة مستقلة تسلط الضوء على الواقع الميداني وأهم التطورات على التراب السوري‬

‫‪www.facebook.com/alkataebjareda‬‬

‫الكتائب | العـدد التاسع | االثنين ‪2013/07/15‬‬

‫االفتتاحية‬ ‫التمسـك بمبــادئ الثــورة‬

‫بشــار مـن فمــه يــدان‪...‬‬

‫إضاءة على لقاء األسد مع صحيفة الثورة (التشبيحية)‬

‫إن أحد أهم عوام���ل نجاح الثورات هو‬ ‫تمس���كها بمبادئها التي انطلقت ألجلها‪،‬‬ ‫هذه المبادئ التي جعلت الناس ينضمون‬ ‫إلى الثورة‪ ،‬ودفعته���م لمواجهة النظام‬ ‫بصدور عارية دون خوف أو مهابة من‬ ‫الموت أو االعتقال‪.‬‬ ‫تعرضت الث���ورة الس���ورية لكثير من‬ ‫الهزات‪ ،‬وانحرف بعض أشخاصها عن‬ ‫مبادئ الثورة‪ ،‬وظهرت تنظيمات ترفع‬ ‫ش���عارات بعيدة كل البع���د عن أخالق‬ ‫ش���عبنا ومبادئ ثورتنا‪ ،‬ث���ورة الحرية‬ ‫والكرامة‪.‬‬ ‫بعد مرور ثمانية وعش���رين شهراً من‬ ‫عم���ر الث���ورة‪ ،‬ال بد م���ن التأكيد على‬ ‫تمس���كنا بمب���ادئ ثورتنا الت���ي أجمع‬

‫صفحـة‬

‫الس���وريون عليه���ا عن���د انطالقه���ا‪،‬‬

‫‪6‬‬

‫وغام���روا بحياتهم وخس���روا بيوتهم‬ ‫وأرزاقهم في س���بيلها‪ ،‬فثورتنا ليست‬ ‫ثورة فئ���ة ض���د فئ���ة‪ ،‬أو طائفة ضد‬ ‫طائفة‪ ،‬بل هي ثورة لكل السوريين على‬ ‫اختالف انتماءاتهم‪ ،‬وتهدف إلى نش���ر‬ ‫الحرية والعدالة اإلجتماعية لكل الناس‬

‫ملفـات قانونيـة‬

‫سوريا ‪...‬‬ ‫بين المطرقة والسندان‬ ‫الجزء الثالث‬

‫مناطق محررة‬ ‫مـدينــة البـــاب‬ ‫بأيدي أبناءها‬ ‫نالت حريتها‬

‫تحقيقات‬

‫السياسة في اإلسالم‬ ‫واإلسالم السياسي‬ ‫الفصل األول‬

‫عل���ى اختالف توجهاتهم‪ ،‬وأي ش���عار‬ ‫يرفع بعي���د عن هذه المبادئ‪ ،‬س���واء‬ ‫كان شعاراً دينيا ً أو طائفياً‪ ،‬فهو ال يمت‬ ‫إلى الثورة بصلة‪ ،‬ومن يرفعه مش���ابه‬ ‫للنظام‪ ،‬طامع بالسلطة‪ ،‬والشعب بريئ‬ ‫منه ومن أفكاره ومبادئه‪.‬‬

‫هيئة التحرير‬

‫صفحـة‬

‫‪2‬‬

‫صفحـة‬

‫‪8‬‬

‫صفحـة ‪9‬‬


‫الكتائب العـدد التاسع ‪2013/07/15‬‬

‫ملفـات قانـونيـة‬

‫‪02‬‬

‫ســورية ‪ ...‬بيـن المطرقـة والسنــدان (‪)3‬‬

‫إعداد الدكتور‪ :‬مصعب سليمان الجمل‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫يوم الغضب السوري وماتاله‬

‫وصل االحتقان الش���عبي في س���ورية إلى أعلى‬ ‫درجاته‪ ،‬فالفس���اد المستش���ري والممارس���ات‬ ‫الالإنسانية التي وصلت إلى حد الجنون المطلق‬ ‫من قبل أتباع النظام الجائعين والمتحفزين لنهب‬ ‫ثروات الش���عب والوطن‪ ،‬فهم ما عادوا يكتفون‬ ‫بالمال الع���ام الذي نهبوه تحت مس���مع وبصر‬ ‫الفئة الحاكمة التي ترعاه���م‪ ،‬بل تطاولوا على‬ ‫الممتل���كات الخاصة‪ ،‬وعلى قمع الش���عب‪ ،‬فهم‬ ‫ال يحتاجون ألن يكون���وا عناصر أمن أو جيش‬ ‫ليمارسوا سلطاتهم‪ ،‬بل مجرد انتمائهم الطائفي‬ ‫يكفي ألن يعاملوا معاملة السلطة ‪.‬‬ ‫لقد تحمل الش���عب الس���وري الكثي���ر والكثير‪،‬‬ ‫وبل���غ الظلم درجة عظيم���ة‪ ،‬وليس بعد الضغط‬ ‫إال االنفج���ار‪ ،‬فكان���ت البداي���ة أن كتب بعض‬ ‫المتحمس���ين للثورة عباراتهم المناهضة للحكم‬ ‫األسدي على جدران المدارس و القرى والمدن‪،‬‬ ‫وكان ما كان من اعتق���االت وتوقيف وتعذيب‪،‬‬ ‫حيث سقط أول ش���هيد من شهداء الثورة‪ ،‬التي‬ ‫جاءت الحقا‪ ،‬وهو أحمد رحمون العوض الذي‬ ‫استش���هد تحت التعذيب في صيف ‪ 2010‬في‬ ‫فرع التحقيق العسكري بدمشق‪ ،‬وتجلى الغضب‬ ‫الش���عبي بمواجه���ة النظام الحاق���د على أبناء‬ ‫الوط���ن بعد انتفاضة أبناء الش���عب العربي في‬ ‫تونس ومصر وليبيا واليم���ن‪ ،‬حيث بدأ الربيع‬ ‫العربي بالظهور إلى الس���احة االسياسية حامالً‬ ‫معه ما لم تكن تتوقعه األنظمة العربية البغيضة‬ ‫إلى شعوبها ‪.‬‬ ‫في غمرة الربي���ع العربي‪ ،‬وبع���د هروب زين‬

‫العابدين ب���ن علي‪ ،‬وتنحي مب���ارك‪ ،‬وانطالقة‬ ‫الثورة الليبية‪ ،‬واعتصام اليمنيين في الساحات‪،‬‬ ‫أعلنها أطفال درعا في السادس من آذار‪ ،‬حيث‬ ‫كتبوا عل���ى الجدران عبارتهم التي هزت أركان‬ ‫النظام « جاك ال���دور يا دكتور»‪ ،‬وبالفعل‪ ،‬جن‬ ‫جنون النظام الحاكم متمثالً بقريب األسد‪ ،‬رئيس‬ ‫فرع األمن السياس���ي في درعا عاطف نجيب‪،‬‬ ‫ال���ذي أمر باعتقال ه���ؤالء األطفال وزجهم في‬ ‫المنفردات وتعذيبهم بأشد ما يمكن أن يتصوره‬ ‫العقل البشري الذي انتهى بقلع أظافرهم‪ ،‬و لما‬ ‫راجع ذويهم ذلك المجرم عاطف نجيب‪ ،‬ابن خالة‬ ‫الرئيس المزعوم بشار األسد‪ ،‬عاملهم باحتقار‪،‬‬ ‫وأهانهم بكرامتهم و شرفهم‪ ،‬فلجأوا إلى محافظ‬ ‫درعا فيص���ل كلثوم‪ ،‬وهو أس���تاذ جامعي ممن‬ ‫وصلوا إلى حمل ش���هادة الدكت���وراه من خالل‬ ‫انتمائه الطائف���ي و البعثي‪ ،‬ف���كان جوابه مثل‬ ‫جواب السفاح عاطف نجيب‪،‬وهنا ما عاد للصبر‬ ‫مكان عن���د الوجهاء الذين أذلهم رجال النظام و‬ ‫طعنوا في ش���رفهم‪ ،‬و قد ترافق ذلك مع دعوات‬ ‫الناشطين‪ ،‬فكان يوم الغضب في الخامس عشر‬ ‫من شهر آذار عام ‪ 2011‬فخرجت المظاهرات‬ ‫في درعا ودمش���ق‪ ،‬وكانت مظاهرات بسيطة‪،‬‬ ‫لك���ن أم���ن النظام قاب���ل المتظاهري���ن بالعنف‬ ‫واالعتق���ال‪ ،‬و هذا لم ي���ردع طالبي الحرية‪ ،‬بل‬ ‫زادهم حماس���اً‪ ،‬فجاءت الجمعة األولى في عمر‬ ‫الثورة السورية في الثامن عشر من آذار‪ ،‬حيث‬ ‫تحرك الشعب في كافة أرجاء الوطن السوري و‬ ‫السيما في بانياس وحمص ودرعا ‪.‬‬ ‫لق���د كان هذا اليوم بحق تجس���يد واضح لبداية‬ ‫ث���ورة لن تنتهي قبل أن تحقق مطالبها وقبل أن‬ ‫تسقط القمع ونظامه ‪.‬‬ ‫لقد خرجت بانياس بش���يبها وشبابها‪ ،‬ونسائها‬ ‫وأطفالها‪ ،‬وه���م يرددون « حري���ة ‪ ..‬حرية «‬ ‫وخرج���ت درعا أيضا ً تطالب بنف���س المطالب‪،‬‬ ‫كما كان هناك مظاهرة في ريف حماة الشمالي‪،‬‬ ‫وتحدي���داً في قرية كفرنب���ودة‪ ،‬ولكن المظاهرة‬ ‫األقوى كانت في حمص‪ ،‬تلك المدينة المنكوبة‪،‬‬ ‫التي تعرضت لظلم ما بعده ظلم‪ ،‬تجلى بممارسات‬ ‫محافظها المعين من قبل الس���لطة الفاسدة‪ ،‬إياد‬ ‫غزال‪ ،‬فكان الشعار الذي أطلقه المتظاهرين في‬ ‫حمص» الش���عب يريد إس���قاط المحافظ «ولكن‬ ‫ما إن وصلوا إلى س���احة الس���اعة حتى تجلت‬

‫الحقيق���ة أمامهم‪ ،‬وه���ي أن المحافظ ما هو إال‬ ‫ذراع النظام التي يضرب بها‪ ،‬فانطلقوا لندائهم‬ ‫الصارخ « الشعب يريد إسقاط النظام»‪.‬‬ ‫و كان الح���دث األهم عندما وصل���ت المظاهرة‬ ‫الحاش���دة إلى نادي ضباط موقع حمص‪ ،‬حيث‬ ‫أعلنت س���اعة الصفر الحقيقية‪ ،‬وحيث أعلنت‬ ‫إلى الجميع وأم���ام الجميع وعب���ر الفضائيات‬ ‫في مختلف أنحاء المعمورة أن النظام قد س���قط‬ ‫بالفع���ل‪ ،‬و الذي أعلن س���قوطه ذلك الش���اب‬ ‫المتحم���س‪ ،‬ال���ذي تجلى نور هللا ف���ي وجهه‪،‬‬ ‫وتجل���ت إرادة هللا ف���ي عزيمته‪،‬والذي أراد أن‬ ‫يقول للعالم هذا بشار األسد أصبح تحت أقدامنا‪،‬‬ ‫و ذلك عندما تس���لق الجدران المرتفعة و وصل‬ ‫إل���ى الصورة الجدارية الكبي���رة‪ ،‬و هي صورة‬ ‫لحافظ األسد و خليفته بشار‪.‬‬ ‫فيا لها من لحظات !! ‪..‬عندما فاجأ ذلك الش���اب‬ ‫المتحم���س الجماهي���ر المحتش���دة وكاميرات‬ ‫الهواتف الجوالة‪ ،‬التي تنقل الصورة مباش���رة‬ ‫إلى الفضائي���ات‪ ،‬فاجأهم بتمزيق تلك الصورة‪،‬‬ ‫ورمى أش�ل�ائها إلى الجماهي���ر و طوى صفحة‬ ‫خمسين عاما ً من الظلم والقهر والخوف ‪.‬‬ ‫وش���اع الخبر‪ ،‬وانتقلت الصورة عبر اإلعالم‪،‬‬ ‫وتابع المحتشدون في درعا ذلك‪ ،‬وتوافدوا من‬ ‫كل المناطق ليصلوا إلى الس���احة التي ينتصب‬ ‫فيها تمثال مؤسس دولة الظلم حافظ أسد‪ ،‬حيث‬ ‫تم تحطي���م ذلك الصنم‪ ،‬و هنا انتفض الش���عب‬ ‫في كل أرجاء س���ورية بمظاهرات س���لمية تندد‬ ‫بالفس���اد وتطالب بالحرية وبإسقاط نظام بشار‬ ‫األسد‪ ،‬رغم كل القمع والعنف الذي مارسه رجال‬ ‫النظام و أتباعه‪ ،‬ورغم أن المعتقالت قد امتألت‬ ‫بالناشطين والمتظاهرين وطالبي الحرية‪ ،‬وهذا‬ ‫لم يكن ليرعب جموع الشعب بل زادهم إصراراً‬ ‫و ثباتا ً مع احتفاظهم بمبدأ السلمية ‪.‬‬ ‫في ظل هذه التطورات‪ ،‬التي لم تكن بالحس���بان‬ ‫بالنسبة لنظام بشار األسد‪ ،‬بدأت سياسة التجمع‬ ‫األمني في مراكز المحافظات و تعزيزها بوسائل‬ ‫القم���ع والمؤازرة من قب���ل الكثير من المدنيين‬ ‫الموظفين في دوائر الدول���ة الذين تم تحويلهم‬ ‫إلى رجال أمن مزودين بالعصي الكهربائية‪ ،‬كما‬

‫أن جميع أبناء الطائفة العلوية تم تجنيدهم لقمع‬ ‫المظاهرات‪ ،‬وتم الخروج بمصطلح الشبيحة‪ ،‬و‬ ‫هذا المصطلح كان قد أطلقه آل األسد الذين كانوا‬ ‫يعملون كمهربين وش���ذاذ آفاق على رجاالتهم‬ ‫المنبوذين إجتماعيا ً ‪.‬‬ ‫لق���د انتظم الحال في س���ورية على واقع جديد‪،‬‬ ‫يتجلى بالرفض الش���عبي والمجاهرة بإس���قاط‬ ‫النظام البائد‪ ،‬الس���يما وأن أمن وشبيحة النظام‬ ‫تجمعوا ف���ي األماكن الس���لطوية وم���ا عادوا‬ ‫يس���تطيعون الدخول إلى المدن والقرى البعيدة‬ ‫عن العاصمة واألحياء المتطرفة‪ ،‬فهم يحاصرون‬ ‫المظاهرات محتفظين بأماكن تواجدهم‪ ،‬ويعتلون‬ ‫سطوح األبنية العالية بقناصاتهم‪ ،‬التي يغتالون‬ ‫بها النش���طاء أثناء المظاهرات‪ ،‬وهذا كان يزيد‬ ‫الشعب إصراراً وحماساً‪ ،‬والسيما أثناء تشييع‬ ‫الشهداء الذين يسقطون على مذبح الحرية ‪.‬‬ ‫لقد انتظمت المظاهرات في كل يوم جمعة حيث‬ ‫كان يطلق اس���م لكل جمعة ‪ .‬وكانت المظاهرات‬ ‫تنطل���ق في كل أرجاء س���ورية‪ ،‬وش���ارك فيها‬ ‫أبناء الشعب السوري يداً بيد‪ ،‬مطلقين األهازيج‬ ‫واألغاني التي تعبر عن واقع حالهم وتش���د من‬ ‫أزر المتظاهرين ‪.‬‬ ‫لقد كانت أكبر نكبة زادت من اإلصرار على طلب‬ ‫الحرية وإسقاط النظام ما حدث في قرية البيضا‬ ‫التابعة لمدينة بانياس على الس���احل السوري‪،‬‬ ‫حيث هاجم أمن النظام و ش���بيحته المتظاهرين‬ ‫بعد أن عادوا إلى بيوتهم ليالً‪ ،‬وبدؤوا يمارسون‬ ‫عليهم أش���كال التعذيب واإلهانة والدعس على‬ ‫الرؤوس الش���امخة‪ ،‬ظنا ً من هؤالء المجرمين‬ ‫أنهم به���ذه التصرفات يخيفون الش���عب الحر‪،‬‬ ‫ولكن زاد ذلك من اإلصرار على متابعة الثورة ‪.‬‬ ‫و م���ن األمور الت���ي كان لها تأثي���ر كبير على‬ ‫نفسية النظام وتحطيم أسطورته ما قام به أبطال‬ ‫تلبيس���ة‪ ،‬عندما قاموا بقطع الطريق الدولي و‬ ‫تحطيم كل رم���وز النظام في مدينتهم الصغيرة‪،‬‬ ‫وق���د أوقفوا عدداً من الباص���ات التي كانت تقل‬ ‫مجموعات إيرانية صفوية بلباس���ها األس���ود‬ ‫تنتقل إلى المدن لممارسة القمع مؤازرة للنظام‪،‬‬ ‫وهم يتظاهرون عن���د انتقالهم على أنهم حجيج‬ ‫إيرانيين جاؤوا يحجون إلى مقام السيدة زينب ‪.‬‬ ‫وكان قط���ع الطريق الدولي أيض���ا ً في كل من‬


‫الكتائب العـدد التاسع ‪2013/07/15‬‬

‫آراء‬

‫‪03‬‬ ‫مدينتي خان شيخون ومعرة النعمان في محافظة‬ ‫إدلب‪ ،‬حيث انتف���ض أحرار هاتي���ن المدينتين‬ ‫ليس���طروا مالحم البطولة من خالل مظاهراتهم‬ ‫الحاش���دة‪ ،‬ومن خالل قط���ع الطريق أيضاً‪ ،‬كي‬ ‫ال تصل ش���بيحة النظام وأمنه إلى مناطق ثائرة‬ ‫محاذية‪ ،‬و بذلك تحققت فكرة وحدة الثورة أمام‬ ‫العدو المشترك قوالً وعمالً‪.‬‬ ‫لقد جاءت جمعة أطفال الحرية‪ ،‬ويا لها من جمعة‬ ‫حملت الحزن و األس���ى لمدينة حماه‪ ،‬حيث قام‬ ‫المجرم العمي���د محمد المفلح رئيس فرع األمن‬ ‫العس���كري في حماة بتوزيع عناصره وشبيحته‬ ‫بمواجهة أبواب المساجد التي تغص بالمصلين‪،‬‬ ‫وما إن خرج المصلون من مس���اجد حماة حتى‬ ‫بدأ إطالق النار عليهم بش���كل عشوائي‪ ،‬وكان‬ ‫مئات الشهداء قد ارتقوا مع أكثر من ألف جريح‬ ‫بإصابات خطيرة‪ ،‬وكانت المأساة الحقيقية التي‬ ‫هزت وجدان العالم‪ ،‬وعل���ى إثرها تقدم محافظ‬ ‫حماة الدكتور أحمد عبد العزيز باس���تقالته من‬ ‫منصبه التي لم يقبله���ا النظام في حينها‪ ،‬حيث‬ ‫كان الدكت���ور أحم���د عبد العزي���ز من أصحاب‬ ‫المناصب الذين يتمتعون بحس إنس���اني‪ ،‬فهو‬ ‫ضد العنف بمواجهة الش���عب وض���د التخريب‬

‫الذي يمارس���ه أنص���ار النظام وينس���بونه إلى‬ ‫المتظاهرين السلميين ‪.‬‬ ‫وقد هزت مجزرة حماه في جمعة أطفال الحرية‬ ‫العالم بأس���ره‪ ،‬وبدأ أعضاء السلك الدبلوماسي‬ ‫ألوربا وأمريكا ينددون بهذه المجزرة الفظيعة ‪.‬‬ ‫و كانت الجمعة الالحقة التي أثارت انتباه العالم‬ ‫بأس���ره والتي حولت األنظار إلى مدينة حماه‪،‬‬ ‫التي خرجت بمظاهرة حاش���دة تجاوزت نصف‬ ‫ملي���ون متظاهر‪ ،‬وخرج معه���م محافظ المدينة‬ ‫الذي كان يحاول تخفي���ف حدة القمع‪ ،‬و قد ثار‬ ‫جنون النظام وبدأ يتخبط يمينا ً وشماالً‪ ،‬والسيما‬ ‫و أن نقاط التظاهر تجاوزت ‪ 650‬نقطة في عموم‬ ‫س���ورية‪ ،‬وجاءت الجمعة التالية التي حضرها‬ ‫كل من الس���فير الفرنسي والس���فير األمريكي‬ ‫في مدينة حم���اه‪ ،‬حيث تجاوز عدد المتظاهرين‬ ‫‪ 800‬ألف متظاهر‪ ،‬فم���ا كان من النظام إال أن‬ ‫أقال محاف���ظ المدينة الدكتور أحمد عبد العزيز‪،‬‬ ‫وبدأ يصطنع المس���يرات المؤي���دة الوهمية في‬ ‫القرى المؤيدة في الس���احل السوري‪ ،‬باعتبار‬ ‫أن مراكز المدن الس���احلية تعم فيها المظاهرات‬ ‫التي تطالب بالحرية وتطالب بإسقاط نظام بشار‬ ‫األسد‪ ،‬وذلك في الالذقية وجبلة وبانياس ‪.‬‬

‫و بدأ القمع يزداد و أعداد الشهداء في كل جمعة‬ ‫يزدادون أكثر فأكثر‪ ،‬وجاء شهر رمضان فكانت‬ ‫المظاهرات تنطلق يومي���ا ً بعد صالة التراويح‪،‬‬ ‫والسيما في األحياء الدمشقية كحي برزة وركن‬ ‫الدين ومدن الغوطتين الشرقية والغربية كدوما‬ ‫و حرس���تا‪ ،‬ومراكز المناطق في محافظة حلب‪،‬‬ ‫باعتبار أن مدينة حلب بقيت تحت سيطرة النظام‬ ‫حيث اشترى الوالء فيها‪ ،‬و لكن الريف الحلبي‬ ‫كان إل���ى جانب الثورة يعلن إس���قاط النظام و‬ ‫يطالب بالحري���ة ‪ .‬وتحركت دير الزور مدينة و‬ ‫ريفا ً والحسكة والقامشلي ورأس العين والريف‬ ‫الش���مالي والغربي من مدين���ة الرقة باإلضافة‬ ‫إلى إدلب بكل قراها وقرى الريف الش���مالي من‬ ‫محافظة حماة ‪.‬‬ ‫لقد ازداد القمع أكثر و أكثر من قبل النظام المجرم‬ ‫الحاقد على البشر والشجر والحجر‪ ،‬حيث اقتحم‬ ‫مدينة حماة في أول ش���هر رمضان تحت نيران‬ ‫مختلف صنوف األس���لحة‪ ،‬ليردع هذه المدينة‪،‬‬ ‫التي كان يعتبره���ا صاحبة ثأر معه‪ ،‬وهو الذي‬ ‫اغتال منشدها وفنانها إبراهيم قاشوش واقتلع‬ ‫حنجرته ألنه صدح بأغاني الحرية الخالدة ‪.‬‬

‫مخـارج األزمـة السـورية‬

‫بقلـم‪ :‬ياسميــن مـرعـي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫قد ال تحيط مفردة (أزمة) بتوصيف سوء الحالة‬ ‫الس���ورية‪ ،‬الذي يزداد يوما ً بعد يوم‪ ،‬بالتزامن‬ ‫مع ضبابية مواقف بع���ض دول العالم وتذبذب‬ ‫مواق���ف بعضها اآلخ���ر‪ ،‬ومع صم���ت عربي‬ ‫وإسالمي أقرب ما يكون إلى العار‪.‬‬ ‫حتى اآلن‪ ،‬هناك العديد من الحلول المطروحة‪،‬‬ ‫أو المفترض���ة‪ ،‬من قبل أط���راف الصراع على‬ ‫األرض الس���ورية‪ ،‬ومن قبل األطراف الداعمة‬ ‫له والمتالعبة بتفاصيله خارج حدودها‪ ،‬فالنظام‬ ‫يرى نهاية األزمة في القضاء على خاليا اإلرهاب‬ ‫(عل���ى حد وصفه)‪ ،‬التي س���قطت على األرض‬ ‫الس���ورية من حيث لم يد ِر ولم ند ِر‪ ،‬والتي ر ّوج‬ ‫لوجودها في بداية الثورة‪ ،‬واستطاع بعد مرور‬

‫وقت أن يثبت وجودها عل���ى األرض عبر فتح‬ ‫المعابر الحدودي���ة وتأليب الرأي العام العالمي‬ ‫عل���ى الحراك الثوري عموم���ا ً نتيجة وجودها‪،‬‬ ‫كما يراها هذا النظام في االلتفاف على المؤامرة‬ ‫التي ساهمت دول عديدة في حياكتها‪.‬‬ ‫بينما نجد الشريحة الثائرة من الشعب السوري‬ ‫تط���رح حلوله���ا المتمثل���ة بعزل نظام األس���د‬ ‫ومحاكمة رموزه‪ ،‬وربم���ا تصفيتهم‪ .‬أما الدول‬ ‫الفاعلة في اس���تصدار قرارات دولية فهي تنظر‬ ‫إلى واقع س���وريا بعين السياسة واالستثمار في‬ ‫آن معاً‪ ،‬فتراجع س���وريا عس���كريا ً واقتصادياً‪،‬‬ ‫ودم���ار بنيتها التحتي���ة‪ ،‬هو ضمان���ة لفرض‬ ‫األجندات على الحكوم���ات‪ ،‬التي قد تتمكن من‬ ‫تس���لّم الس���لطة في البالد‪ ،‬وه���و كذلك ضمانة‬ ‫ألن تكون سوريا خالل الس���نوات القادمة بيئة‬ ‫اس���تثمارية من الدرجة األولى‪ ،‬أو ساحة لنزاع‬

‫مسلح تشكل س���وقا ً استهالكية لتجارة السالح‪،‬‬ ‫وبدهي أن تتطلع الدول إلى سوريا كفريسة إزاء‬ ‫غياب استراتيجية واضحة وذات جدوى تتبنّاها‬ ‫المعارضة الس���ورية بجميع أطيافها وتياراتها‪،‬‬ ‫وتفرضها على الرأي العام الدولي‪ ،‬هذا الغياب‬ ‫الذي يجس���د بُ ْعد المس���افة بين واق���ع الحالة‬ ‫الس���ورية وقدرة المعارضة على استيعاب هذا‬ ‫الواقع ومن ثم تمثيله‪.‬‬ ‫قد ال تخرج س���وريا من أزمتها عبر مد كتائب‬ ‫المعارضة بالس�ل�اح‪ ،‬فكلنا نعلم اليوم أن النظام‬ ‫قادر على االس���تمرار في المواجهة العسكرية‪،‬‬ ‫ومحاولة الدول اليوم إعادة التوازن بين النظام‬ ‫والجيش الحر س���تثمر إطال���ةً في عمر النزاع‪،‬‬ ‫واستنزاف كال الطرفين لآلخر عدّة وعتاداً‪ ،‬وقد‬ ‫ال يؤثر ذلك على القاعدة الشعبية للنظام بقدر ما‬

‫طبعا ً إن حمص التي أعلنت س���قوط النظام في‬ ‫الثامن عشر من آذار في العام ذاته لم تكن تهدأ‬ ‫على اإلطالق‪ ،‬وكان���ت مثالً يحتذى للمظاهرات‬ ‫الس���لمية المطالبة بإس���قاط النظام‪ ،‬ولكن كيف‬ ‫للسلم أن يدوم وقد زاد عدد الشهداء ووصل إلى‬ ‫المئات واآلالف وعدد المعتقلين إلى عش���رات‬ ‫اآلالف والمفقودين ال يمكن إحصائهم ‪.‬‬ ‫لذلك وأمام هذا الواقع‪ ،‬وأمام مش���اهدة عناصر‬ ‫الحرس الثوري اإليراني وعناصر جيش المهدي‬ ‫العراقي وحزب هللا اللبناني‪ ،‬كلهم مع ش���بيحة‬ ‫النظام وأمنه يمارسون القتل والتنكيل‪ ،‬فكان ال‬ ‫بد من الرد على ذلك بالمثل‪ ،‬فاجتمع األحرار في‬ ‫حمص والجنود المنش���قين عن النظام‪ ،‬وشكلوا‬ ‫مجموعات متناثرة كان أولها في مدينة الرستن‬ ‫سميت كتيبة خالد بن الوليد لحماية المظاهرات‬ ‫الس���لمية‪ ،‬الى أن تم تنظيم أغلب المقاتلين في‬ ‫حمص وريفها تحت ما سمي كتيبة الفاروق‪.‬‬ ‫مالحظة ‪ :‬يتبع في العدد القادم بإذن هللا ‪.‬‬

‫بات يؤثر على الحاضن الشعبي لعناصر الجيش‬ ‫الحر‪.‬‬ ‫هناك العديد من األطراف التي ترى أن س���وريا‬ ‫ذاهبة إلى التقسيم‪ ،‬وأن جنيف ‪ 2‬سيكون الظرف‬ ‫الذي س���يتيح إعالن هذا التقسيم‪ ،‬فما يحدث في‬ ‫حمص اليوم هو أكبر مؤشر على هذا المصير‪،‬‬ ‫وإذا كان بيع حمص‪ ،‬كما يدور في األروقة اليوم‪،‬‬ ‫هو الصفقة التي يتم عقدها‪ ،‬فهناك تفاصيل غير‬ ‫منطقي���ة من حيث البديل عن حمص‪ ،‬فهل يعقل‬ ‫أن مقايضةً ما تتم بي���ن النظام والمعارضة‪ ،‬أو‬ ‫بين النظام والجماعات اإلسالمية المسيطرة في‬ ‫المناطق المح���ررة؟ وهذه المقايضة مضمونها‬ ‫تسليم حمص الستكمال مشروع دولة الساحل‪،‬‬ ‫لقاء السيطرة على منابع النفط‪.‬‬ ‫ثم م���اذا عن الطبيع���ة الديموغرافي���ة لكل من‬ ‫يعج‬ ‫حمص والس���احل‪ ،‬فم���ا زال ه���ذا األخير ّ‬ ‫بماليين المسلمين السنة‪ ،‬وإن لم يكونوا ماليين‬ ‫فهم مئات األلوف‪ ،‬واألهم هو قضية تخلي األسد‬ ‫عن دمشق‪.‬‬ ‫كثي���رة هي التس���اؤالت التي تحيلن���ا إلى تعثر‬ ‫التقس���يم كحل لألزمة‪ ،‬وكثيرة كذلك المؤشرات‬ ‫التي ت���دل عل���ى أّنّ العالم الي���وم متواطئ في‬ ‫مش���روع تقسيم يجعل سوريا فلسطين جديدة ال‬ ‫عراقا ً جديداً‪.‬‬ ‫وقد يكون الوقف الفوري للعنف من خالل قرار‬ ‫دولي صارم خطوة أول���ى باتجاه الحل‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى إحالة النظام الحاك���م حاليا ً إلى قضاء يحدد‬ ‫الشعب السوري فقط هويته‪.‬‬ ‫يضاف إلى ذلك إعادة إعمار سوريا‪ ،‬بما يضمن‬ ‫عودة الالجئين والنازحين‪ ،‬ودعم هيكل سياسي‬ ‫واحد قادر على رس���م مس���ار للحياة السياسية‬ ‫التي يضمن فيها السوريون كافة حقوقهم‪.‬‬ ‫وأخي���راً نحتاج طاقة جبارة يس���خرها المجتمع‬ ‫المدن���ي‪ ،‬بمنظماته وأف���راده‪ ،‬لتأهيل أكبر عدد‬ ‫ممكن من أبناء الش���عب الس���وري‪ ،‬بحيث يتم‬ ‫تكريس العيش المش���ترك وتقب���ل اآلخر كثقافة‬ ‫حي���اة‪ ،‬ونحتاج إلى رجاالت دي���ن قادرين على‬ ‫كبح هذا المد المتطرف‪ ،‬عبر التوعية الحقيقية‬ ‫بالدين‪ ،‬فإذا ما تضاف���رت هذه الجهود المحلية‬ ‫والدولية فإن فجراً لس���وريا ح���رة وكريمة قد‬ ‫يلوح في األفق‪.‬‬


‫الكتائب العـدد التاسع ‪2013/07/15‬‬

‫المشهد الميداني‬

‫‪04‬‬

‫القابون الدمشقي والخالدية الحمصي‬ ‫قلعتين من الصمود‪ ...‬والمعارك مستمرة‬

‫وزملكا والزبداني‪ .‬كما نفذ طيران النظام غارات‬ ‫خاص | جريدة الكتائب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جوية على بلدات عدة في ريف دمشق‪ ،‬وأرسل‬ ‫كان الح���دث األب���رز خ�ل�ال الفت���رة الماضية النظام تعزيزات باتجاه مدينة داريا‪ ،‬التي تعاني‬ ‫هو هج���وم جيش النظ���ام على أحي���اء حمص من حصار النظام منذ فترة طويلة‪ ،‬وفشلت جميع‬ ‫المحاصرة بهدف السيطرة عليها‪ ،‬كما هاجم حي المحاوالت التي قام بها القتحام المدينة‪.‬‬ ‫القابون المحاصر أيضا ً بشراسة كبيرة للسيطرة‬ ‫عليه‪ ،‬ولم ينجح النظام ف���ي تحقيق أهدافه من حمــ���ص‪ :‬وفي حمص‪ ،‬تواصل ق���وات النظام‬ ‫الهجومين‪ ،‬كما تكبد خس���ائر كبيرة في األرواح قصفها المتواصل على أحياء حمص المحاصرة‪،‬‬ ‫مخلفا ً دماراً كبيراً في معظم أحياء المدينة‪ ،‬بينما‬ ‫والعتاد‪.‬‬ ‫يواصل الجيش الحر تصديه لقوات النظام‪ ،‬وقد‬ ‫دمش���ـق‪ :‬وفي أه���م التطورات على المش���هد دارت مع���ارك عنيفة جداً عل���ى جبهات مختلفة‬ ‫الميداني‪ ،‬أعلن الجيش السوري الحر في دمشق من األحياء المحاص���رة‪ ،‬وخصوصا ً جبهة حي‬ ‫بدء معركة «عاصفة الجنوب» للس���يطرة على الخالدي���ة‪ ،‬ولم ينج���ح النظام بالس���يطرة على‬ ‫مخيمي فلس���طين واليرموك وح���ي التضامن‪ ،‬الحي رغم القصف العنيف‪ ،‬واستخدام صواريخ‬ ‫حيث تمكن الجيش الحر من السيطرة على حاجز أرض أرض‪ ،‬ورغم التعزيزات الكبيرة التي قام‬ ‫في شارع فلسطين وعلى مبنى األحوال المدنية باس���تقدامها‪ .‬كما ش���هدت جبهة باب هود أيضا ً‬ ‫في اليرموك‪ .‬وامتدت المع���ارك أيضا ً إلى حيي اشتباكات عنيفة‪ ،‬ولم ينجح النظام بالتقدم داخل‬ ‫تش���رين وبرزة‪ ،‬كما قامت قوات النظام بقصف ه���ذا الحي‪ ،‬وتكبد خس���ائر كبيرة ف���ي األرواح‬ ‫ح���ي القابون بالمدفعية وراجم���ات الصواريخ‪ ،‬والعتاد‪.‬‬ ‫وأس���فر القصف عن دمار كبير بمباني المدنيين وتعرض ريف حمص لقص���ف طال بلدات الدار‬ ‫داخل الحي ‪ .‬وشهد الحي تحليقا ً مكثفا ً للطائرات الكبيرة وتلبيس���ة والرس���تن والحولة في ريف‬ ‫الحربية ومحاوالت من قوات النظام القتحامه من حمص‪ ،‬كما اندلعت مع���ارك عنيفة بالقرب من‬ ‫أكثر من محور دون أن تنجح بذلك‪ ،‬فقد استبسل قرية الزارة في ري���ف حمص‪ ،‬تكبد النظام فيها‬ ‫المقاتلون المتمركزون داخل الحي بالدفاع عنه‪ ،‬خسائر فادحة حيث قتل أكثر من ‪ 50‬عنصراً من‬ ‫ودارت مع���ارك عنيفة جداً عل���ى مداخل الحي‪ ،‬عناصره وأحرقت العديد من الدبابات واآلليات‪.‬‬ ‫فشل على إثرها جيش النظام في اقتحامه‪.‬‬ ‫حلــ���ب‪ :‬وفي حلب اس���تهدف الجي���ش الحر‬ ‫ريـ���ف دمش���ـق‪ :‬وتعرض الريف الدمش���قي تجمع���ات ق���وات النظام في حيي ص�ل�اح الدين‬ ‫لقصف عنيف جداً‪ ،‬واس���تخدم النظام صواريخ واألش���رفية ومنطقة جبل ش���ويحنة وفي مباني‬ ‫أرض أرض ف���ي عمليات القص���ف‪ ،‬مع قصف البح���وث العلمية‪ .‬ورد النظام بقصف عدة أحياء‬ ‫مدفع���ي على م���دن وبل���دات عدة منه���ا دوما م���ن المدينة كالمش���هد والش���يخ مقصود‪ ،‬كما‬ ‫وعربي���ن ومعضمية الش���ام وداريا وحرس���تا تصدى الجيش الح���ر لمحاولة اقتحام من قوات‬

‫النظام لحي الراشدين‬ ‫كم���ا قصف الجيش الح���ر مواقع‬ ‫لقوات النظام والقوات الموالية لها‬ ‫في بلدتي نبل والزهراء بريف حلب‬ ‫الش���مالي بالمدفعية والصواريخ‬ ‫محلية الصنع‪ ،‬ونجح في السيطرة‬ ‫على أجزاء من بلدة خان العس���ل‪.‬‬ ‫واس���تهدف الجيش الحر األكاديمية العس���كرية‬ ‫في حلب بصواريخ غراد مما أدى لس���قوط قتلى‬ ‫وجرحى في صف���وف قوات النظام‪ ،‬فيما قصفت‬ ‫قوات النظام بلدات كفر حمرة وأعزاز وتل رفعت‬ ‫وعندان وحيان وحريت���ان ودارة عزة في ريف‬ ‫حلب‪ .‬وتعرضت بلدة السفيرة لقصف صاروخي‬ ‫من القوات المتمركزة في معامل الدفاع ‪.‬‬ ‫درعــ���ا‪ :‬وفي درعا‪ ،‬اش���تبك الجيش الحر مع‬ ‫الجيش النظامي في حي المنش���ية بمدينة درعا‬ ‫وس���ط قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات‬ ‫اس���تهدف معظم أحياء المدينة‪ ،‬وتكرر المشهد‬ ‫في مناطق أخرى وخاصة في بلدات بصر الحرير‬ ‫وداعل وغباغب والمس���يفرة وس���حم الجوالن‬ ‫ووادي اليرموك‪.‬‬ ‫ديـر الــزور‪ :‬وفي دير الزور‪ ،‬تعرضت معظم‬ ‫األحياء بمدينة دير الزور لقصف يومي متواصل‪،‬‬ ‫وش���هدت أحياء الحويقة والكنام���ات والمطار‬ ‫القديم والموظفين والرصافة والرش���دية قصفا ً‬ ‫عنيفا ً براجمات الصواري���خ والمدفعية الثقيلة‪،‬‬ ‫كما دارت معارك في حيي الرصافة والصناعة‪.‬‬ ‫وتعرضت عدة قرى في ريف دير الزور لقصف‬ ‫عني���ف بالمدفعية الثقيلة من قب���ل قوات النظام‬ ‫المتواجدة في المطار العس���كري منها المريعية‬

‫وقرية البوعمر ومظلوم‪.‬‬ ‫وقصف الجيش الحر المطار العس���كري براجمة‬ ‫الصواري���خ محلي���ة الصنع وبقذائ���ف الهاون‬ ‫المحلي الصنع وش���وهد الدخ���ان يتصاعد من‬ ‫المطار ‪.‬كما دارت اش���تباكات عنيفة على سور‬ ‫المطار العس���كري وتسلل بعض عناصر الجيش‬ ‫الحر إلى أماكن تمركز كتائب األس���د وقتل عدد‬ ‫من جنود األسد داخل المطار‪.‬‬ ‫الحسـكـة‪ :‬وشهد ريف الحسكة قصفا ً بالمدفعية‬ ‫الثقيلة على ناحية تل حميس وقراها‪ ،‬كما تمكن‬ ‫الجيش الحر من الس���يطرة على حاجز البجارية‬ ‫القامش���لي‪ :‬في القامش���لي‪ ،‬كما شن الطيران‬ ‫النظام الحربي غارة بالقنابل الفراغية على بلدة‬ ‫تل حميس‪.‬‬ ‫الرقــة‪ :‬وفي الرقة س���يطر الجيش الحر على‬ ‫معظم الفرقة الس���ابعة عش���رة ف���ي الرقة التي‬ ‫اندلع القتال حولها منذ ش���هور‪ .‬واستمر حصار‬ ‫اللواء ‪ 93‬مع قصفه بمدافع الهاون والصواريخ‬ ‫المحلية الصنع ونش���ر قناصي���ن لمنع العناصر‬ ‫المحاصري���ن من التحرك بحري���ة داخل اللواء‪.‬‬ ‫وتعرضت مدينة الطبق���ة لقصف مدفعي عنيف‬ ‫من مدفعية مطار الطبقة العسكري‪.‬‬


‫الكتائب العـدد التاسع ‪2013/07/15‬‬

‫الصفحة اإلخبـارية‬

‫‪05‬‬

‫اعتذار هيتو عن تشكيل حكومة مؤقتة‬ ‫أعلن االئتالف الوطني السوري المعارض أنه قبل استقالة رئيس‬ ‫الحكومة المؤقتة غسان هيتو التي تقدم بها بعدما فشلت مساعيه‬ ‫في تشكيل الحكومة جراء خالفات داخل المعارضة‪ .‬وقال االئتالف‬ ‫في بيان مقتضب نش���ر في موقعه على اإلنترنت إن الهيئة العامة‬ ‫لالئتالف قررت في نهاية أعمالها قبول استقالة هيتو‪ ,‬وفتح الباب‬ ‫لتقديم الترش���يحات لرئاس���ة الحكومة المؤقتة خالل عشرة أيام‪.‬‬ ‫وكان هيتو أعلن في وقت سابق استقالته بعد حوالي أربعة شهور‬ ‫من تكليفه بتشكيل الحكومة المؤقتة‪.‬‬

‫وقال هيتو في بيان نشر في موقع الحكومة المؤقتة على اإلنترنت‬ ‫إن «الظروف التي باتت معروفة للجميع» لم تس���مح له بمباشرة‬ ‫العمل عل���ى األرض‪ .‬وأضاف أنه قرر التخلي ع���ن المهمة التي‬ ‫أُنيطت ب���ه حرصا على وحدة المعارض���ة‪ ,‬خاصة داخل االئتالف‬ ‫الوطني‪ ,‬ومساهمة منه في الخروج من حالة االستقطاب السياسي‪,‬‬ ‫والس���ماح لقيادة االئتالف الجديدة في القيام بمسؤولياتها‪ ,‬خاصة‬ ‫في ما يتعلق بالحكومة المؤقتة‪.‬‬

‫غارة إسرائيلية جديدة تستهد مستودعات سالح في الالذقية‬

‫أحمد عاصي الجربا رئيس ًا‬ ‫لالئتالف‬ ‫اختتم ائتالف المعارضة الس���ورية الدورة‬ ‫الثانية من االنتخاب ال���ذي جرى في اليوم‬ ‫الثال���ث م���ن اجتماعات���ه المتواصل���ة في‬ ‫اس���طنبول بعد أن توصل إلى انتخاب أحمد‬ ‫الجربا رئيس���ا جديدا له خلف���ا ألحمد معاذ‬ ‫الخطي���ب الذي اس���تقال في م���ارس‪/‬آذار‬ ‫الماضي‪.‬‬

‫استهدفت غارة جوية إسرائيلية قاعدة بحرية قرب ميناء الالذقية‪ ،‬استهدفت مرابض صواريخ متطورة مضادة للسفن‪.‬‬ ‫وقد أكد مس���ؤولون أمريكيون وق���وع هذه الغ���ارة‪ ،‬وقالوا إنها‬

‫فرض التأشيرات على السوريين القادمين إلى مصر‬ ‫قال المتحدث باس���م وزارة الخارجية المصرية إن قرار السلطات المصرية في بيروت إن القرار يلزم أي س���وري راغب في زيارة‬ ‫المصرية فرض تأش���يرة دخول على المواطنين الس���وريين قرار مصر بتقديم طلب للحصول على التأشيرة‪ ،‬وإن قرار منح التأشيرة‬ ‫يتعلق بالظرف الحالي والمؤقت ال���ذي تمر به البالد‪ ،‬مؤكدا عدم يتخذ في غضون ‪ 10‬إلى ‪ 15‬يوما‪.‬‬ ‫تغير الموقف المصري من الثورة السوري‪ .‬وقال مصدر بالقنصلية‬

‫تعثر خطة لتسليح الثوار السوريين بالكونغرس‬ ‫ذكرت صحيفة واش���نطن بوست أن خطة الرئيس األميركي باراك للثوار الس���وريين الذين يحاربون ضد نظام األس���د‪ ،‬وذلك بسبب‬ ‫أوباما لتس���ليح الثوار السوريين قد تعثرت‪ ،‬وذلك في ظل خالفات مخاوف من أال تكون مثل هذه األس���لحة حاسمة وينتهي بها األمر‬ ‫في الكونغرس بش���أن كيفية دعم الثوار السوريين ‪ .‬وأضافت أن في أيدي من وصفوا بالمتشددين اإلسالميين ‪.‬‬ ‫لجان���ا ً بالكونغرس تعيق خطة إرس���ال الواليات المتحدة أس���لحة‬

‫الجيش الحر يتهم دولة العراق والشام بقتل أحد قادته‬ ‫اتهم الجيش السوري الحر دولة العراق والشام اإلسالمية باغتيال‬ ‫أحد قادته في محافظة الالذقية شمالي سوريا‪ ،‬واعتبر ذلك «إعالن‬ ‫حرب» عليه‪ .‬وقال المتحدث باس���م الجيش الس���وري الحر لؤي‬ ‫المقداد إن كمال حمامي‪ ،‬من المجلس العسكري األعلى للجيش‪ ،‬قتل‬ ‫على أيدي مسلحين من جماعة «دولة العراق والشام اإلسالمية»‪.‬‬ ‫وأكد أن رئيس مجموعة أبو أيم���ن البغدادي قتل حمامي‪ ،‬وطلب‬

‫من أحد أفراد حرس الراحل العودة إلبالغ أعضاء المجلس بالقتل‬ ‫وأنهم سيلقون نفس المصير‪ .‬واعتبر الجيش السوري الحر مقتل‬ ‫حمامي «إعالن حرب»‪ ،‬وقال أحد قادة الجيش الحر أن مس���لحين‬ ‫من «دولة العراق والش���ام اإلسالمية» أبلغوا مقاتلي الجيش الحر‬ ‫أن���ه ال مكان لهم في الالذقية‪ ،‬حيث قتل حمامي‪ ،‬الذي يعتبر واحدا‬ ‫من أكبر ‪ 30‬قائداً في الجيش السوري الحر‪.‬‬

‫تدمير ‪ 5000‬مدرسة في‬ ‫سورية‬ ‫أعلنت منظمة “أنق���ذوا األطفال” الخيرية‬ ‫أن نحو ‪ 5‬آالف مدرس���ة سورية دمرت أو‬ ‫باتت غير صالحة لالس���تخدام في الصراع‬ ‫المستمر منذ أكثر من عامين وهو ما يهدد‬ ‫تعليم ‪ 2,5‬مليون طفل‪ .‬وأش���ارت المنظمة‬ ‫في تقرير لها ي���وم الجمعة ‪ 12‬تموز‪ ،‬إلى‬ ‫أن الحرب في س���ورية س���اهمت في زيادة‬ ‫ع���دد حوادث العنف الت���ي تؤثر على تعليم‬ ‫األطفال بش���كل حاد في جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫وأضافت أن أكثر م���ن ‪ %70‬من ‪ 3,6‬ألف‬ ‫حادث من هذه الحوادث عام ‪ 2012‬وقعت‬ ‫في س���ورية‪ ،‬حيث تعرضت مبان مدرسية‬ ‫إلى القصف‪ .‬وأش���ارت “انق���ذوا األطفال”‬ ‫إلى أن ما يقدر بنحو ‪ 3900‬مدرسة دمرت‬ ‫أو باتت غير صالحة لالستخدام في سورية‬ ‫بحلول كانون الثاني عام ‪.2013‬‬

‫دعوات دولية لهدنة إنسانية بحمص‬ ‫أطلقت المفوضة العليا لحقوق اإلنس���ان ف���ي األمم المتحدة نافي‬ ‫بيالي ومنس���قة الشؤون اإلنس���انية في المنظمة الدولية فاليري‬ ‫أموس نداء مشتركا للمطالبة بهدنة في مدينة حمص وسط سوريا‬ ‫للسماح بوصول المساعدات إلى السكان‪ .‬كما سبق أن دعت اللجنة‬ ‫الدولية للصليب األحمر من جانبها الس���لطات الس���ورية للسماح‬ ‫بدخول اإلمدادات الغذائية والطبية للمدينة‪ .‬وطالبت المؤسس���ات‬ ‫الدولي���ة بإقامة ممر آمن فوري للمدنيي���ن وعمال اإلغاثة في كل‬ ‫من حمص وحلب اللتين تش���هدان تصاعدا في حدة العنف‪ .‬وإزاء‬ ‫األوضاع اإلنس���انية أصدرت أموس وبيالي بيانا ً مشتركا أعربتا‬ ‫فيه عن بالغ القلق إزاء تصاعد العنف في حمص وحلب‪ ،‬وتأثيره‬

‫عل���ى الجوانب اإلنس���انية‪ ،‬والجان���ب المتعلق بحقوق اإلنس���ان‬ ‫للمواطنين العاديين‪ .‬وقالت المسؤولتان إنهما تدركان أن ما يصل‬ ‫إلى ‪ 2500‬ش���خص ما زالوا محاصرين داخل حمص‪ ،‬حيث ترد‬ ‫تقارير عن اس���تمرار القصف من قبل وح���دات الجيش النظامي‪،‬‬ ‫واس���تخدام األس���لحة البعيدة المدى والهجمات البرية باستخدام‬ ‫الدبابات‪ ،‬وأضافتا أن وجود جماعات المعارضة المس���لحة داخل‬ ‫المناط���ق الس���كنية يزيد أيضا ً من الخطر عل���ى المدنيين‪ .‬ودعت‬ ‫المسؤولتان جميع األطراف إلى الوقف الفوري لجميع اإلجراءات‬ ‫التي قد تؤدي إلى خسائر في أرواح المدنيين‪.‬‬

‫حزب العمال الكردستاني يتجه إلعالن حكم ذاتي في المناطق الكردية شرق سورية‬ ‫أكدت مواقع معارضة سورية ووسائل اعالم تركية أن حزب االتحاد‬ ‫الديموقراطي «‪ »PYD‬يتجه لتشكيل إدارة مؤقتة وبرلمان خاص‬ ‫بالمناطق الكردية الواقعة ش���رق س���ورية والتي يسميها الحزب‬ ‫«غرب كردستان»‪ .‬وذكرت المصادر أن الحزب سيعلن عن منطقة‬ ‫«حكم ذاتي» في المناطق الكردية‪ ،‬وذلك خالل أيام قليلة‪ .‬وكشفت‬ ‫صحيفة «تركيا» أن حزب االتحاد الديموقراطي ذراع حزب العمال‬ ‫الكردستاني في سورية‪ ،‬س���يعلن «غرب كردستان» منطقة ذات‬

‫حكم ذاتي‪ ،‬في ‪ 19‬تموز الجاري‪ .‬وذكرت الصحيفة أن نور الدين‬ ‫صوفي‪ ،‬أحد قادة «العمال الكردس���تاني»‪ ،‬س���بق أن س���افر إلى‬ ‫ش���مال س���ورية لتفقد التحضيرات النهائية لهذه الخطوة‪ .‬وأبانت‬ ‫أن المنطقة ستتمتع بحكومة مؤقتة ودستور في غضون ‪ 3‬أشهر‬ ‫من إعالن الحكم الذاتي‪ ،‬كما س���يتم تشكيل برلمان باسم «مجلس‬ ‫الشعب الكردستاني» خالل فترة ‪ 6‬أشهر‪.‬‬

‫قلعة الحصن األثرية بحمص‬ ‫تحت القصف‬ ‫أصيبت قلعة الحص���ن األثرية في محافظة‬ ‫حمص وسط سوريا‪ ،‬والمدرجة على الئحة‬ ‫منظمة اليونس���كو للتراث العالمي بأضرار‬ ‫بالغة بعد اس���تهدافها بقصف من الطيران‬ ‫الحربي السوري‪ .‬وأظهر أحد هذه األشرطة‬ ‫الت���ي عرض���ت عل���ى موق���ع «يوتيوب»‬ ‫اإللكتروني كمية كبي���رة من حجارة القلعة‬ ‫مكوم���ة بعضها فوق بعض ج���راء انهيار‬ ‫السقف الذي أضحى عبارة عن فتحة كبيرة‪.‬‬


‫الكتائب العـدد التاسع ‪2013/07/15‬‬

‫آراء‬

‫‪06‬‬

‫بشــار مـن فمــه يــدان‬

‫إضاءة على لقاء األسد مع صحيفة الثورة (التشبيحية)‬

‫بقلـم‪ :‬أصـالن أصـالن‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫إن طريقة تفكير النظام السوري هي من أسخف‬ ‫األمور في هذه الحياة‪ ،‬لكن األس���خف منها هو‬ ‫ما يفاجئنا به بش���ار م���ن آراء وأفكار ال تدل إال‬ ‫عل���ى أنه عميل خائن ‪ .‬فل���و راجعنا آخر حديث‬ ‫له مع جريدة الثورة‪ ،‬التي ليس لها من اس���مها‬ ‫نصي���ب‪ ،‬والتي تش���به اإلعالم الس���وري الذي‬ ‫هبطت عليه الروح الثورية فجأة بعد أن أصبحت‬ ‫ثورة الشعب المصري على محمد مرسي شغله‬ ‫الشاغل‪ ،‬وكأنه ليس هناك ثورة في سورية‪ ،‬أو‬ ‫حتى أحداث تكفي شاش���ات تلفزة الدنيا وتغرقها‬ ‫أخباراً‪ ،‬نكتشف في حديثه أن هناك حالة انقسام‬ ‫نفس���ي وانعزال عن الواقع يعيش���ه هذا النظام‪،‬‬ ‫ع�ل�اوة على أنه يعي���ش انعداما ً ف���ي كل زمان‬ ‫وكل مكان‪ ،‬جعله يظهر كم هو جبان وس���خيف‬ ‫ومس���تعد أن يفعل المستحيل ليبقى في السلطة‪،‬‬ ‫ألنه عبد لنزوات كرسي الحكم‪.‬‬ ‫فمن يتعم���ق بحديث الرئيس‪ ،‬الال ش���رعي‪ ،‬ال‬ ‫يمكن إال أن يعتبر نظام بشار إال (كرت محروق)‬ ‫يبحث ع���ن حجة بقاء ليبني نجاحا ً وهميا ً بحجة‬ ‫فش���ل اآلخرين‪ ،‬مع أن الربط الذي أراد به بشار‬ ‫أن يقول لقد فش���ل حكم ما بعد الثورة في مصر‪،‬‬ ‫إذن اسمع أيها العالم فأنا األفضل‪ ،‬هو ربط غير‬ ‫منطقي سياس���ياً‪ ،‬حيث قام باستغالل الظروف‪،‬‬ ‫الغير مناسبة‪ ،‬ليوجه رس���الة لشعبه‪ ،‬الذي ثار‬ ‫عليه كم���ا ثار المصريون عل���ى حكامهم‪ ،‬لكنه‬ ‫خالل س���ياق حديثه تكلم عن الحريات والثورة‪،‬‬ ‫ونسي أنه نظام‪ ،‬واعتقد أنه ثائر‪.‬‬

‫لربم���ا اخترع مفهوما ً بش���ارياً‪ ،‬أال وهو ثورة‬ ‫النظ���ام على الش���عب‪ ،‬م���ع أن منط���ق الدول‬ ‫والسياس���ة ينس���ف كل حديثه وتلميحاته‪ ،‬فإن‬ ‫فرضن���ا ج���دالً أن ما حدث في مص���ر حدث في‬ ‫جورجيا أو إيطاليا أو الس���نغال‪ ،‬وهو أمر ممكن‬ ‫الحدوث في أي نقطة من العالم‪ ،‬فما هي العالقة‬ ‫المنطقي���ة العبقري���ة التي أتحفن���ا بها صاحبها‬ ‫البجعة المنتدبة من قبل بشار‪ ،‬المسماة عمران‬ ‫الزعبي‪ ،‬حينما ق���ال أن الثورة في مصر امتداد‬ ‫لصمود س���ورية ؟؟ وطبعا ً سوريا بنظر عمران‬ ‫الزعبي ليست سورية التي نعرفها‪ ،‬بل هي كناية‬ ‫عن سيده بشار‪.‬‬

‫بش���ار أصالً حتى يربط األحداث بش���كل يظهره‬ ‫أنه عل���ى حق مع أن كالمه أكبر ش���يء يدينه؟‬ ‫والدليل أن بشار قال خالل سياق حديثه اإلنشائي‬ ‫المفبرك أن ما حدث في مصر أس���قط مفهوم ما‬ ‫يس���مى اإلس�ل�ام السياس���ي‪ ،‬قالها وتناسى أن‬ ‫حليف���ه األول وداعمه الرس���مي هو نظام يدعي‬ ‫العمل باإلسالم السياس���ي‪ ،‬وقد أطلق على بالد‬ ‫فارس بعد انتصار مايسمى ب(الثورة اإلسالمية‬ ‫الخمينية) اسم الجمهورية اإلسالمية اإليرانية‪،‬‬ ‫وخرج بنظريات إسالم سياسي مبنية على عقيدة‬ ‫الش���يعة‪ ،‬وكفّرت نظام البعث وأف���كاره‪ ،‬وهذا‬ ‫معروف للجميع‪.‬‬

‫لكن أكبر نكتة س���خيفة ال تضحك الس���امع‪ ،‬هي‬ ‫برقي���ة مهرج���ي الب�ل�اط‪ ،‬أو ما يس���مى (أئمة‬ ‫وخطباء المس���اجد ومديرو المعاهد الش���رعية‬ ‫والمدارس الدينية وكليات الشريعة في سورية)‬ ‫من (ماس���حي الجوخ) المرس���لة إلى س���يدهم‬ ‫بشار‪ ،‬وقد جعلوا فيها فضله على اإلسالم كبيراً‪،‬‬ ‫فهو بحس���ب برقيتهم من أعاد الدين إلى الدرب‬ ‫الصحيح‪ ،‬وص ّوب عقيدة المسلمين‪ ،‬وقد جاء كل‬ ‫هذا التقديس لبشار بمناس���بة اتحافه لنا ببضع‬ ‫كلمات متلعثمة من ثغره األجوف‪ ،‬وعليه فعلينا‬ ‫أال نس���تغرب من ظهور دين جدي���د على أيدي‬ ‫هؤالء الناس‪ ،‬الذين جعلوا من بشار «مصححا ً‬ ‫لمفاهي���م كثي���رة‪ ،‬خصوصا ً عن العم���ل الديني‬ ‫وهويتنا اإلسالمية وحضارتنا اإليمانية» بحسب‬ ‫ما أبرقوا والء وس���معا ً وطاعة لموالهم وس���يد‬ ‫أمرهم !!‬ ‫لكننا نتساءل دائما ً ونحاول أن نكتشف‪ ،‬كيف يتم‬ ‫ربط األحداث بعقل هؤالء الناس؟ فما هي عالقة‬

‫ثانياً‪ ،‬تكلم بش���ار بش���كل هازئ ش���امت بفشل‬ ‫اإلسالم السياسي‪ ،‬حسب ما ادعى‪ ،‬وتكلم بشكل‬ ‫يفضح أن بشار هو ش���خص مختلف تماما ً عن‬ ‫الش���عب العربي والمس���لم‪ ،‬وتحدث كأن شعب‬ ‫س���ورية ال عالقة له باإلس�ل�ام‪ ،‬وأظهر وجهه‬ ‫الحقيقي‪ ،‬ألنه لو كان حقا ً إنس���انا ً عربيا ً مسلما ً‬ ‫لفكر ببناء حالة جديدة تعزز قوة اإلسالم‪ ،‬ولكان‬ ‫ساهم في تطوير مبادئ اإلسالم السياسي عوضا ً‬ ‫عن الكالم بش���كل معزول تماما ً عن أفكار األمة‬ ‫العربية واإلسالمية‪ ،‬خصوصا ً أن أغلبية الشعب‬ ‫الس���وري هم ع���رب يتبعون دين اإلس�ل�ام‪ ،‬إال‬ ‫رئيس الجمهورية الذي ال يمثل إال نفس���ه‪ ،‬وهو‬ ‫الذي أعلن عن ذل���ك بصراحة في كل حديث له‬ ‫يجعله يصدّر نفس���ه على أنه كلب حراس���ة جيد‬ ‫إلس���رائيل‪ ،‬وخ���ادم وفي ومطيع ألس���ياده من‬ ‫الغربيين‪ ،‬الذين باركوا وصوله إلى الحكم رغما ً‬ ‫عن إرادة الشعب المقموع‪.‬‬

‫ثالث���اً‪ ،‬إن حليفه الذي يقات���ل معه على األرض‬ ‫والمس���مى ب(المقاومة اإلسالمية في لبنان) قد‬ ‫انتهج مبدأ اإلسالم السياس���ي‪ ،‬حسب عقيدته‪،‬‬ ‫وهنا نس���أل‪ ،‬لما يحق لحلفاء بشار أن ينجحوا‬ ‫في اإلسالم السياسي‪ ،‬كما هو حاصل مع حليفه‬ ‫ن���وري المالكي وكل جماعة ح���زب الدعوة في‬ ‫الع���راق‪ ،‬وال يحق ذلك لخصومه؟ هذا الس���ؤال‬ ‫يشبه تماما ً حالة تكفير إيران لكل من هو منضم‬ ‫لحزب البعث العربي اإلشتراكي‪ ،‬وحتى إن راجعنا‬ ‫تل���ك الحقبة نجد أن أحد علماء العراق الش���يعة‬ ‫اجتهد بنظرية‪ ،‬تشبه الفتوى‪ ،‬يتحدث مضمونها‬ ‫ب���أن التعامل م���ع حزب البعث والمنتس���بين له‬ ‫حرام‪ ،‬وهنا نتس���اءل‪ ،‬كيف تتعامل (الجمهورية‬ ‫اإلسالمية اإليرانية) مع نظام البعث في سورية؟‬ ‫أوليس بشار بعثياً؟ أم أوجد ماللي قم لها فتوى‬ ‫تتناس���ب مع قواعدهم الطائفية وقوانينهم التي‬ ‫فصلت عل���ى قياس حقدهم وطائفيتهم وخيانتهم‬ ‫لألمة اإلس�ل�امية التي تعاني من التفرقة بسبب‬ ‫سياس���ات إيران الطائفية‪ ،‬كما ه���و حال األمة‬ ‫العربية التي تعاني من سياسات التفرقة‪ ،‬والتي‬ ‫يزرعها نظام بش���ار الطائفي الحاقد على كل ما‬ ‫هو عربي وكل ما هو مس���لم‪ ،‬واألدلة التاريخية‬ ‫كثيرة ومعروفة للجميع‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬هل بقي هناك دليل أكبر مما هو حاصل في‬ ‫س���ورية اآلن؟ وهل هناك أبلغ من هذه الطائفية‬ ‫المسمومة والمرمزة بكل حديث يصدر عن بشار‬ ‫ونظامه وإعالمه ؟ وهل يمكن أن ينسى اإلنسان‬ ‫الس���وري نمط الحياة القهري المفروض عليه‬ ‫من قبل النظام الطائفي األكثر وحشية في العالم؟‬ ‫كيف ننس���ى أعماله الطائفية قبل ثورة الش���عب‬ ‫السوري السلمية‪ ،‬والتي تكرست وظهرت على‬ ‫العل���ن أثناء الثورة؟ أليس���ت أقواله وتصرفاته‬ ‫ه���ي أكبر دليل على أن كل حديثه هو ترهات بال‬ ‫قيمة؟ فأفعاله المشينة قد سبقته‪ ،‬وأثبت خيانته‬ ‫لسورية‪ ،‬أرضا ً وشعباً‪ ،‬لذلك هو يبحث عن فتات‬ ‫نجاح يعلقه على فش���ل اآلخرين‪ ،‬الذين لم يربط‬ ‫أحد مصيرهم بثورة الش���عب السوري‪ ،‬بل على‬ ‫العكس تمام���اً‪ ،‬إن تضحيات الس���وريين وقوة‬ ‫إرادته���م وثباتهم على موقفهم من نظام بش���ار‬ ‫رغم كل هذه التضحيات الجسيمة كانت ومازالت‬ ‫ملهما ً لشعوب العالم بأن إرادة الشعب ال تنكسر‬ ‫أبداً مهم���ا كان الحاكم قذراً وحقي���راً‪ ،‬ألن قوة‬ ‫الش���عب ال تقهر أبداً‪ ،‬وهذا ما أثبتته األيام التي‬ ‫خبرها بش���ار جيداً‪ ،‬لكنه أراد أن يتناس���اها من‬ ‫خالل مواساة نفس���ه المريضة التي أثبتت عدم‬ ‫أهليته القانونية للحكم‪.‬‬ ‫لكن لألس���ف هذا الش���خص هو شخص طائفي‬ ‫وغير وطني وال يمكن أن يقال عنه أبداً أنه رجل‪،‬‬ ‫فلو أنه كان الس���تقال‪ ،‬أو حت���ى فضل االنتحار‪،‬‬ ‫عل���ى أن يرى بلده يدمر بيده‪ ،‬لكن الخائن خائن‬ ‫حتى لو قرأ قصة الوطنية على مسامع اآلخرين‪،‬‬ ‫فلن يك���ون إال قارئ لقصة الوطنية التي صنعها‬ ‫الشعب الس���وري قبل أن يولد هذا المجرم‪ .‬لكن‬ ‫دم الخيان���ة الذي يجري ف���ي عروقه ألزمه بأن‬ ‫يتص���رف بهذه الطريق���ة‪ ،‬ألن���ه وارث لعرش‬ ‫الخيان���ة أبا ً عن جد‪ ،‬فال عتب علي���ه أبداً‪ ،‬فمن‬ ‫كثرة ما فاضت الخيانة في صدره‪ ،‬فاحت رائحة‬ ‫كالمه الكريهة‪ ،‬التي تدينه في كل مرة يقرر بها‬ ‫أن يفرغ ما بجعبته من س���خافات تدينه بش���كل‬ ‫مباشر‪ ،‬ليكون بش���ار كلما تكلم في حديث‪ ،‬من‬ ‫فمه يدان ‪.‬‬


‫الكتائب العـدد التاسع ‪2013/07/15‬‬

‫مختارات من الصحافة العالمية‬

‫‪07‬‬

‫قيــادة البعــث الجديــدة‬ ‫‘ثقافـة’ الجثـة الهامـدة‬

‫صبحـي حديـد | صحيفـة القـدس العربـي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫مضى زمن طويل منذ أن ك ّرس بش���ار األس���د‬ ‫حديثا ً صحافيا ً كامالً‪ ،‬أو يكاد‪ ،‬لمناقش���ة أوضاع‬ ‫حزب البعث؛ الذي يظ ّل ‘حاكم’ البالد‪ ،‬رس���ميا ً‬ ‫وشكلياً‪ ،‬رغم إلغاء المادة ‪ 8‬من الدستور‪ ،‬التي‬ ‫كانت تقول إنه ح���زب ‘قائد للمجتمع والدولة’‪،‬‬ ‫و’يعمل على وضع الخطط والسياسات العامة’‪.‬‬ ‫والمناسبة الجديدة هي استيقاظ اللجنة المركزية‬ ‫للحزب‪ ،‬من س���بات طويل يلي���ق بأهل الكهف‪،‬‬ ‫وعقد اجتماع موسع شهد تبديل القيادة القطرية‬ ‫السابقة بالكامل؛ ما عدا‪ ،‬بالطبع‪ ،‬الرفيق األمين‬ ‫ي‬ ‫القطري نفسه‪ ،‬بشار األسد‪ ،‬الذي يظ ّل فوق أ ّ‬ ‫اعتبار يس���تدعي التغيير‪ ،‬أسوة برفاقه‪ ،‬أو على‬ ‫غرار بني البشر أجمعين!‬ ‫طريف‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬أنّ األس���د يق���ول التالي‪ ،‬في‬ ‫الحديث الصحاف���ي إياه‪ :‬هنال���ك ‘تقصير على‬ ‫مستوى المؤسسة ككل نتحمل مسئوليته جميعا’؛‬ ‫وإنّ من مه���ام اللجنة المركزية للحزب ‘مراقبة‬ ‫عمل القيادة وتقييمها ومحاسبتها حسب األنظمة‬ ‫الداخلي���ة للحزب‪ ،‬أو من خالل اقت���راح اللجنة‬ ‫المركزية بإقالة عضو أو أكثر من األعضاء‪ ،‬أو‬ ‫إقال���ة القيادة كلها‪ ،‬كما حص���ل منذ أيام‪ ،‬فقامت‬ ‫اللجنة المركزية في االجتماع الموسع باستبدال‬ ‫القيادة بش���كل كامل’‪ .‬فكيف حدث أنّ رأس هذه‬ ‫القي���ادة‪ ،‬األمي���ن القطري‪ ،‬ليس مس���ؤوالً أبداً‬ ‫ي خط���أ أو تقصير‪ ،‬بدليل أنّ قيادته تبدّلت‬ ‫عن أ ّ‬ ‫ص���رة‪ ،‬وظ ّل هو قائداً‬ ‫بالكامل‪ ،‬ألنها مخطئة مق ّ‬ ‫خالداً معصوما ً عن الخطأ والمحاسبة؛ بل جرى‬ ‫تنصيبه‪ ،‬س���ريعاً‪ ،‬على رأس القي���ادة القطرية‬ ‫الجديدة؟ وكيف يبرر األسد ‘محاسبة’ ال تتجاوز‬ ‫التنحية عن الموقع الحزبي‪ ،‬فال تذهب أبعد ولو‬ ‫خطوة واحدة‪ ،‬فتخبر ‘جماهير الحزب’‪ ،‬لكي ال‬ ‫نتحدّث عن ‘الش���عب السوري’‪ ،‬بما ارتكبه ذلك‬ ‫المسؤول من أخطاء؟‬ ‫طراز ساذج من األسئلة‪ ،‬سوف يقول قائل‪ ،‬محقا ً‬ ‫ي مس���توى جدّي‬ ‫تماماً؛ ْإذ كيف ينتظر المرء أ ّ‬ ‫من المحاس���بة يمكن أن يصدر عن نظام كهذا‪،‬‬ ‫يخوض منذ ‪ 28‬ش���هراً حربا ً شعواء قذرة‪ ،‬بك ّل‬ ‫صنوف األس���لحة والنيران‪ ،‬ض ّد البشر والحجر‬ ‫والزرع والضرع في سورية؟ وكيف‪ ،‬أيضاً‪ ،‬إذا‬ ‫تخص هذا الحزب بالذات‪ ،‬البعث‪،‬‬ ‫كانت اإلجابات‬ ‫ّ‬ ‫الذي تح ّول إلى جثة شبه هامدة‪ ،‬بعد أن اقتُطعت‬ ‫من جسمه تلك الشرائح التي تصلح لالنقالب إلى‬ ‫ميليشيا عسكرية فوق الشعب‪ ،‬طائفية التركيب‬ ‫في تسعة أعشار نماذجها‪ ،‬تقاتل الشعب السوري‬ ‫تحت إمرة ما تبقى من مؤسس���ات عس���كرية ـ‬ ‫أمنية موالي���ة للنظام‪ ،‬أو ضباط غزاة من كتائب‬ ‫‘ح���زب هللا’ اللبنان���ي أو العراق���ي‪ ،‬و’الحرس‬ ‫الث���وري’ اإليران���ي؟ وكيف‪ ،‬أخي���راً‪ ،‬إذا كانت‬ ‫الفذلكة اللفظية‪ ،‬والتفلس���ف األجوف‪ ،‬والتبرير‬ ‫الديماغوجي… هي العدّة التي اعتمدها األسد‪،‬‬ ‫على جري عادته‪ ،‬في صياغة إجاباته؟‬ ‫على س���بيل المثال‪ ،‬يطرح محا ِوره عبد اللطيف‬ ‫عمران‪ ،‬رئي���س هيئة تحرير جري���دة ‘البعث’‬ ‫الرس���مية التي نش���رت الحديث‪ ،‬هذا الس���ؤال‬ ‫ق ولكنه يتوسل باطالً‪‘ :‬إن‬ ‫الذي ينطوي على ح ّ‬ ‫الحزب تاريخيا ً هو حزب الفق���راء والكادحين‪،‬‬ ‫وحزب الجماهير الش���عبية‪ ،‬لكن في ظل األزمة‬ ‫الحظن���ا أن من تحرك ضد الح���زب والدولة هم‬ ‫الفقراء والكادحون! ما رأيكم في ذلك؟’‪.‬‬ ‫األس���د ينفي‪ ،‬اتكا ًء على س���ببين‪‘ :‬أن الحرب‬

‫ل���م تكن يوما ً بي���ن فقراء وأغني���اء أو كادحين‬ ‫وأثرياء‪ ،‬وهي أيضا ً ليس���ت حرب قواعد شعبية‬ ‫على ح���زب حاكم‪ ،‬وال على الدولة’‪ .‬والس���بب‬ ‫الثاني‪‘ :‬أن م���ن يدافع عن الوطن اآلن هم هذه‬ ‫الش���ريحة من الكادحين وأبن���اء العمال وأبناء‬ ‫الفالحي���ن‪ ..‬ج���زء منهم في الجي���ش‪ ،‬والجزء‬ ‫اآلخ���ر يدافع عن مناطقه‪ ،‬خاص���ة في األماكن‬ ‫التي تتطلب الوقوف إلى جانب قواتنا المسلحة’‪.‬‬ ‫فما هي ه���ذه ‘الحرب’‪ ،‬إذاً؟ ‘الصراع الموجود‬ ‫وواع‪ ،‬بين وطني وعميل‪،‬‬ ‫اآلن هو بين جاه���ل‬ ‫ٍ‬ ‫بين متطرف ومعتدل’‪ ،‬يجيب األسد!‬ ‫مث���ال آخر‪ ،‬يخرج عن س���ياقات ح���زب البعث‬ ‫ق‬ ‫والمحاسبة والتقصير‪ ،‬ولكن ال يغادر منطقة ح ّ‬ ‫يُراد منه الباطل‪ ،‬وال يحيد عن هدف غسل األسد‬ ‫من كل زلل أو خلل‪ .‬يثير الس���ائل فكرة ‘سقوط‬ ‫مشروع اإلسالم السياسي’‪ ،‬التي طرحها األسد‬ ‫بمناسبة انتفاضة الشعب المصري األخيرة ض ّد‬ ‫جماعة اإلخوان المسلمين وانقالب العسكر على‬ ‫الرئيس المنتخب محمد مرس���ي‪ ،‬ويسأل‪‘ :‬كيف‬ ‫لن���ا أن نفهم أن أهم حلفائنا ف���ي المنطقة إيران‬ ‫وح���زب هللا… أليس���وا أحزابا ً دينية وإس�ل�اما ً‬ ‫سياس���ياً؟’ س���ؤال وجي���ه‪ ،‬إال إذا طُ���رح على‬ ‫متفلسف مثل األس���د‪ْ ،‬إذ أنّ إجابته سوف تسير‬ ‫هكذا‪‘ :‬المجموعة الت���ي قصدناها‪ ،‬أي اإلخوان‬ ‫المس���لمين ومن على ش���اكلتهم‪ ،‬هي تلك التي‬ ‫تستغل الدين وتستخدمه كقناع وتحتكره لنفسها‬ ‫وتكفّر اآلخرين‪ ،‬وه���ي التي تعتبر أنك عندما ال‬ ‫تقف معها سياسيا ً فأنت ال تقف مع هللا شرعياً…‬ ‫وهذا ال ينطبق ال على إيران وال على حزب هللا‪،‬‬ ‫فهم ال يعاملون الن���اس انطالقا ً من البعد الديني‬ ‫والطائف���ي‪ ،‬وإنما انطالقا ً من األبع���اد الوطنية‬ ‫والسياس���ية‪ ،‬وال يميزون بين الدول أو الجهات‬ ‫التي يتعاملون معها إال وفقا ً للمبادئ والمصالح‬

‫السياسية والقضايا االستراتيجية’!‬ ‫مثال ثالث‪ ،‬وأخير‪ ،‬على هذا االس���تغفال لعقول‬ ‫البشر‪ ،‬والس���وريين منهم بصفة خاصة ناجمة‬ ‫عن مرارات نصف ق���رن من حكم حزب البعث‪،‬‬ ‫بينها ‪ 43‬س���نة لنظ���ام ‘الحرك���ة التصحيحة’‬ ‫وآل األس���د وحدهم‪ .‬يس���أل عمران‪‘ :‬مما جاء‬ ‫في كلمتكم باألم���س‪ ،‬لوحظت نبرة نقد واضحة‬ ‫ومراجعة نقدية تفصيلية في بعض الجوانب…‬ ‫لماذا كانت نبرة النقد عالية باالجتماع الموس���ع‬ ‫نوعا ً ما؟’‪ .‬األمين القطري‪ ،‬المن ّزه عن ك ّل خطأ‬ ‫أو تقصير بالطبع‪ ،‬يجيب على ثالثة مس���تويات‪:‬‬ ‫ع���ا ّم ومعياري‪ ،‬مفاده أنّ ‘النقد للمؤسس���ة أو‬ ‫للحكومة أو للدول���ة هو دعم لها جميعا ً وخطوة‬ ‫لتطوي���ر أدائها’؛ وعا ّم وس���يكولوجي وثقافي‪،‬‬ ‫يرحل ‘المش���كلة’ إلى واقع ‘أنن���ا ربما كعرب‬ ‫ّ‬ ‫وش���رقيين ال نحب النقد‪ ،‬وننظ���ر إليه على أنه‬ ‫نوع من اإلهانة الش���خصية‪ ،‬وهذا شيء خطير‬ ‫نراه في كل المس���تويات’؛ وثالث‪ ،‬محلي وذاتي‬ ‫وتوجيه���ي‪‘ :‬ثقافة النقد يج���ب أن تكون إحدى‬ ‫أساسيات عملنا الحزبي وغير الحزبي‪ ،‬والقضية‬ ‫ثقاف���ة‪ ،‬كما قلت‪ ،‬ال عالقة له���ا ال باألنظمة وال‬ ‫بالقوانين… فلننظر فق���ط أن النقد هو للتطوير‬ ‫والدعم وتحسين األداء‪ ،‬عندها لن نستغرب‪ ،‬أو‬ ‫يستغرب أحد كالمي باالجتماع الموسع‪.′‬‬ ‫حس���ناً‪ ،‬فما الذي حال دون قي���ام الرفيق األمين‬ ‫القطري نفسه‪ ،‬بهمسة نقد ذاتي واحدة‪ ،‬وحيدة‬ ‫يتيمة‪ ،‬يُستش���فّ منها أنه من طينة بني البشر‪،‬‬ ‫وأنه له���ذا خطّاء مثلهم‪ ،‬خاص���ة في الظروف‬ ‫العاصفة التي تعيشها سورية منذ سنتين ونيف؟‬ ‫وه���ل يعقل أن���ه‪ ،‬وهو رأس النظ���ام واألجهزة‬ ‫األمني���ة والجي���ش الموال���ي والح���زب الحاكم‬ ‫والميليشيات وقطعان الشبيحة… ليس مسؤوالً‬ ‫عن قطرة دم واحدة من ‪ 100‬ألف قتيل سوري؟‬

‫وأي���ة ‘ثقاف���ة’‪ ،‬إذاً‪ ،‬هي تلك الت���ي تم ّكنه من‬ ‫إبصار أخطاء رفاقه في القي���ادة القطرية (ب َمنْ‬ ‫فيهم فاروق الش���رع‪ ،‬نائبه وآخر المخضرمين‬ ‫الباقين من رفاق أبيه)‪ ،‬وتمحيصها‪ ،‬وكش���فها‪،‬‬ ‫والمحاس���بة عليها… دون الوق���وع على خطأ‬ ‫ذات���ي واحد‪ ،‬ال يُعص���م عنه إال اآلله���ة؟ هذه‪،‬‬ ‫بدورها‪ ،‬طائفة مماثلة من األس���ئلة الس���اذجة‬ ‫ي عقل‬ ‫التي يجبها‪ ،‬على نح���و قاطع وقطعي‪ ،‬ا ّ‬ ‫بسيط يغامر بمساجلة هذه الفذلكة الديماغوجية‬ ‫الفاضحة‪.‬‬ ‫ال مهرب‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬من اس���تدعاء أسئلة أخرى‪،‬‬ ‫تطرح ذاتها من تلقاء السياقات القديمة والجديدة‬ ‫الت���ي أثارتها في الماضي‪ ،‬وتثيرها اليوم أيضاً؛‬ ‫مثل سؤال يقول‪ :‬أين كانت ‘ثقافة’ البعثيين حين‬ ‫شهد العالم بأسره مهزلة انعقاد ما يُس ّمى ‘مجلس‬ ‫الشعب’ السوري‪ ،‬على نحو كرنفالي أقرب إلى‬ ‫ي اجتماع بشري‪،‬‬ ‫استعراض السيرك منه إلى أ ّ‬ ‫م���ن أجل تعدي���ل المادة ‪ 83‬من الدس���تور لكي‬ ‫تالئم توريث بشار األسد‪ ،‬بعد ساعات معدودات‬ ‫أعقبت وفاة أبيه؟ ب���ل أين كان هؤالء ‘الرفاق’‬ ‫أنفسهم حين أصدر شيخهم األعلى مرتبة آنذاك‪،‬‬ ‫عب���د الحليم خدّام دون س���واه‪ ،‬القانون رقم ‪،9‬‬ ‫المؤرخ ف���ي ‪ ،2000/6/11‬والقاضي بتعديل‬ ‫هذه الم���ادة‪ ،‬ليصبح عمر رئاس���ة الجمهورية‬ ‫الدس���توري مطابقا ً لعمر الوري���ث آنذاك (‪34‬‬ ‫س���نة)؟ وأين كان ضباط ‘حم���اة الديار’‪ ،‬حين‬ ‫جرى ترفيع بشار األسد من رتبة عقيد إلى رتبة‬ ‫فريق‪ ،‬دفع���ة واحدة؛ وتعيينه قائدًا عاما ً للقوات‬ ‫المسلحة؟‬ ‫كذل���ك‪ ،‬ضمن حزمة األس���ئلة ذاته���ا‪ :‬أين كان‬ ‫البعثيون في المؤتمر القطري التاسع الذي انعقد‬ ‫بعد أي���ام معدودات على ذل���ك الكرنفال‪ ،‬ال لكي‬ ‫يتخذ توصيات س���رعان ما اتض���ح أنها جوفاء‬ ‫(كالنص‪ ،‬في الحياة السياسية‪ ،‬على‬ ‫طنانة رنانة‬ ‫ّ‬ ‫‘الحاج���ة إلى تطوير النه���ج الديمقراطي القائم‬ ‫بصورة تتعزز معه���ا الجبهة الداخلية‪ ،‬وتتحقق‬ ‫مشاركة أوسع فعالية وجدية للجماهير‪ ،‬وتنشط‬ ‫الحياة الحزبية‪ ،‬وتضم���ن الحريات العامة التي‬ ‫كفلها الدستور والقانون بما في ذلك حرية الرأي‬ ‫والتعبير’؛ أو‪ ،‬في الجوانب االقتصادية‪ ،‬مناقشة‬ ‫‘الخلل القائم في البنية االقتصادية‪ ،‬وحالة الركود‬ ‫واالنكماش في االقتصاد الوطن���ي‪ ،‬وتأثير ذلك‬ ‫كله على مس���يرة البناء والتقدم‪ ،‬وعلى مستوى‬ ‫معيش���ة المواطنين وتوفير احتياجاتهم‪ ،‬وتأمين‬ ‫متطلب���ات الدفاع الوطن���ي’…!)؛ بل لكي يتخذ‬ ‫قرارين هما األه��� ّم‪ ،‬كما يعترف الحزب ذاته في‬ ‫موقعه الرس���مي‪‘ :‬اختيار الرفيق الدكتور بشار‬ ‫األسد قائدا لمسيرة الحزب والشعب’‪ ،‬و’انتخاب‬ ‫الرفيق بشار األسد أمينا ً قطريا ً للحزب’؟‬ ‫ومجدداً يتذكر المرء‪ ،‬ويذ ّكر بما ال يجوز طمسه‬ ‫الج ْمعي���ة‪ :‬من مجازر حماة ‪1982‬‬ ‫في الذاكرة َ‬ ‫في س���ورية‪ ،‬إلى مجزرة حلبجة ف���ي العراق‪،‬‬ ‫وص���والً إلى الهمجي���ة المطلقة ف���ي محاوالت‬ ‫كسر االنتفاضة الش���عبية الراهنة؛ ومن احتالل‬ ‫لبنانوحص���ار المخيمات الفلس���طينية والتف ّرج‬ ‫على االجتياح اإلس���رائيلي لبيروت‪ ،‬إلى احتالل‬ ‫الكوي���ت‪ ،‬وصناع���ة واحدة من أغب���ى كوارث‬ ‫الع���رب في التاريخ الحدي���ث؛ ثمة منطق صارم‬ ‫يربط البدايات بالم���آالت‪ ،‬آيالً بها إلى النهايات‪.‬‬ ‫الصفح���ة تُطوى ف���ي الع���راق دون أن تنطوي‬ ‫تماماً‪ ،‬وفي سورية تكفلت الجمهورية الوراثية‬ ‫باإلجه���از على آخ���ر األكاذيب ح���ول حزب بدأ‬ ‫من اس���تلهام فلس���فة فيخته (ميتافيزيقا األ ّمة‬ ‫األلمانية)‪ ،‬ونيتش���ه (فلس���فة الق ّوة وشخصية‬ ‫البعثي الس���وبرمان)؛ قبل أن تمس���خه أجهزة‬ ‫االس���تبداد والفس���اد إلى كتلة انتهازية هالمية‪،‬‬ ‫مس���تكينة ومنق���ادة ومأمورة‪ ،‬فتصب���ح فِ َرقه‬ ‫الحزبية‪ ،‬وشُ��� َعبه وفروعه محض اس���تطاالت‬ ‫تابع���ة إلدارات االس���تخبارات‪ ،‬وتنقلب قواعده‬ ‫إلى جموع ببغائية‪ ،‬تهتف‪‘ :‬منحبّك!’ و’شبيحة‬ ‫وبس!’…‬ ‫لألبد!’‪ ،‬و’هللا! سورية! بشار‬ ‫ّ‬


‫الكتائب العـدد التاسع ‪2013/07/15‬‬

‫مناطق محررة‬

‫‪08‬‬

‫مدينــــة البـــــاب ‪...‬‬

‫بـأيــــدي أبنـاءهــا ‪ ...‬نـالــت حريتهـــا‬

‫إعداد‪ :‬فاضل الحمصي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫تقع مدينة الباب شرقي مدينة حلب‪ ،‬وتبعد عنها‬ ‫‪ 35‬كم‪ ،‬وتاريخيا ً تعود تس���ميتها لكونها كانت‬ ‫تعتبر باب الروم إلى المشرق العربي‪ ،‬وتحتوي‬ ‫على الكثير م���ن اآلثار من عصور مختلفة‪ ،‬من‬ ‫أهمها الجام���ع الكبيرالذي يعود بناؤه إلى العهد‬ ‫األموي‪.‬‬ ‫ع���دد س���كان الباب حوال���ي ‪ 250‬ألف���اً‪ ،‬يعمل‬ ‫معظمهم ف���ي تجارة الم���واد الزراعية‪ ،‬ويعتبر‬ ‫سوق الهال من أهم المراكز التجارية للمنتجات‬ ‫الزراعية في المنطقة المحيطة بالباب‪ ،‬ولتجارها‬ ‫عالق���ات تجارية قوية مع تجار مدينة حلب‪ .‬كما‬ ‫توجد منطقة صناعية قام األهالي بإنشاءها بعد‬ ‫أن ه ّم���ش النظام المدينة ومن���ع عنها أي دعم‬ ‫حكومي‪.‬‬ ‫عانت الباب من فساد النظام وقمعه حالها كحال‬ ‫معظ���م المدن والبل���دات الس���ورية‪ ،‬حيث كان‬ ‫المواطنون مضطرون لدفع الرش���اوى لتسيير‬ ‫معامالتهم والتخلص م���ن الروتين القاتل الذي‬ ‫يعتمده النظام كأس���لوب إدارة في كل القطاعات‪.‬‬ ‫كم���ا أن الخدمات المقدمة من الدولة كانت قليلة‬ ‫وفي الحدود الدنيا‪ ،‬فعلى س���بيل المثال ال يوجد‬ ‫مستشفى حكومي في المدينة‪ ،‬والمشفى المزمع‬

‫بناؤه ما زال قيد اإلنشاء منذ ‪ 15‬عاما ً !‬ ‫كان���ت المدينة تحتوي على ع���دة فروع أمنية‪،‬‬ ‫منها ف���رع أمن الدولة وفرع األمن العس���كري‬ ‫وف���رع لمكافحة اإلره���اب‪ ،‬إضاف���ة إلى األمن‬ ‫الجنائي وكتيبة حفظ النظام‪..‬‬ ‫انخرطت الباب في الثورة السورية منذ البداية‪،‬‬ ‫فخرج���ت مظاهرات عارمة في المدينة ش���ارك‬ ‫بها ش���باب المدينة‪ ،‬وقد تعرضت للقمع الشديد‬ ‫وإط�ل�اق الرصاص عل���ى المتظاهرين في كثير‬ ‫من الحاالت‪ ،‬كما قام النظام بعدة حمالت مداهمة‬ ‫واعتقاالت‪.‬‬ ‫دفع قمع النظام واالعتقاالت العش���وائية شباب‬ ‫المدين���ة إلى حمل الس�ل�اح دفاعا ً ع���ن أهالي‬ ‫المدينة‪ ،‬فأحضر النظام كتيبة جديدة إلى المدينة‬ ‫وتمركزت في مدرسة الزراعة‪.‬‬ ‫قام���ت ه���ذه الكتيبة ف���ي الجمع���ة األولى بعد‬ ‫حضورها للمدينة بالس���ير في الطرقات مشهرة‬ ‫الس�ل�اح‪ ،‬وقام العناص���ر بإط�ل�اق الرصاص‬ ‫عش���وائيا ً لترهيب المواطنين‪ ،‬ثم قاموا بإطالق‬ ‫الن���ار إلى داخل مس���جد عثمان ب���ن عفان عند‬ ‫انتهاء صالة الجمعة تماما ً وقبل خروج الشباب‬ ‫إلى التظاهر‪.‬‬ ‫كان هذا اليوم تاريخ تحول كبير في مسار الثورة‬ ‫في مدين���ة الباب‪ ،‬فبع���ده أدرك األهالي أن هذا‬ ‫النظام ال يفه���م إال لغة القوة‪ ،‬وبدأت تزداد بعده‬ ‫حاالت التسلح في صفوف شباب الباب‪.‬‬ ‫بدأت عملي���ات الجيش الحر بكمين محكم‪ ،‬حيث‬ ‫استطاع الشباب استدراج قوات األمن إلى خارج‬ ‫المدين���ة حتى ال يعطوا النظ���ام ذريعة لالعتداء‬ ‫عل���ى المدنيين‪ ،‬وعند وص���ول قوات األمن إلى‬ ‫جبل الدير بدأت المعركة التي أسفرت عن قتل ما‬ ‫يزيد عن ‪ 60‬عنصراً من قوات النظام‪ .‬وبعد هذا‬ ‫الكمين بدأ الرعب يتسلل إلى قلوب جنود النظام‪،‬‬

‫كما ارتفعت معنويات شباب الجيش الحر بشكل‬ ‫كبير‪ ،‬وبدأت المواجهات تزداد حدة‪.‬‬ ‫أدى هذا التط���ور إلى ازدياد أعداد المقاتلين في‬ ‫صفوف الجيش الحر‪ ،‬وبدأت الكتائب تنسق مع‬ ‫بعضها بش���كل أكبر‪ ،‬وكانت بعدها عملية ضرب‬ ‫المربع االمني‪.‬‬ ‫كان النظام يعتمد ما يس���مى الخط األمني‪ ،‬الذي‬ ‫يبدأ عند دوار المنشية (عند بيت مدير المنطقة)‬ ‫باتجاه دوار السراي ومركز البلدية وفرع األمن‬ ‫الجنائ���ي وفرع أم���ن الدولة والمرك���ز الثقافي‬ ‫(الذي تح���ول إلى ثكنة عس���كرية) وصوالً إلى‬ ‫مركز الش���بيبة ومدرس���ة الزراعة‪ ..‬خلف هذه‬ ‫المباني طرقات مغلقة تماماً‪ ،‬وكان النظام يعتبر‬ ‫أن هذا الخط ال يمكن اختراقه‪.‬‬ ‫اقتح���م الجيش الح���ر المربع األمن���ي‪ ،‬وبدأت‬ ‫عصابات األس���د بالتراجع إلى المراكز األخرى‪،‬‬ ‫ثم تم تحرير مبنى أمن الدولة‪ ،‬وتحصن عناصر‬ ‫النظام في مبنى األمن العس���كري‪ .‬اتصل رئيس‬ ‫فرع األمن العس���كري في حلب مع قادة الجيش‬ ‫الحر في مدين���ة الباب طالبا ً منهم تأمين وصول‬ ‫العناص���ر (العلويي���ن تحديداً) إل���ى حلب مقابل‬ ‫تس���ليمهم مبنى الف���رع في مدين���ة الباب دون‬ ‫قت���ال‪ ،‬ورفض الجي���ش الحر الرض���وخ لذلك‬ ‫مطالبا ً العناصر بتس���ليم أنفسهم كأسرى حرب‬ ‫على أن يتم مبادلتهم مع معتقلين من الثوار في‬ ‫سجون النظام‪ .‬واس���تمر الحصار ليومين بعدها‬ ‫بدأ االقتحام م���ن جانب الجي���ش الحر‪ ،‬فادعى‬ ‫العناصر المحاصرون أنهم سيستس���لمون دون‬ ‫مقاومة‪ ،‬فتوجه إليهم أح���د القادة لمفاوضتهم‪،‬‬ ‫فقاموا بقتله غدراً بخسة بالغة ودون أي مراعاة‬ ‫لقوانين الحرب‪ ،‬فبدأ الجيش الحر عندها هجوما ً‬ ‫كاس���حا ً دام لعدة س���اعات نجح بنهايته الجيش‬ ‫الحر بالسيطرة على مبنى األمن العسكري‪.‬‬

‫توجه الجي���ش الح���ر بعدها لحصار مدرس���ة‬ ‫الزراع���ة الت���ي كانت الحصن األخي���ر لعناصر‬ ‫النظ���ام في المدين���ة‪ ،‬وتم حصاره���ا من جهة‬ ‫الصوامع‪ ،‬واستس���لم العناصر الموجودون فيها‬ ‫بعد ‪ 10‬أيام‪ ،‬وتم االتفاق على تس���ليم المدرسة‬ ‫مقابل خروجهم آمنين‪.‬‬ ‫يسيطر على المدينة حاليا ً لواء أبو بكر الصديق‬ ‫ولواء سلمان الفارسي‪ ،‬إضافة لوجود العديد من‬ ‫التش���كيالت األخرى‪ ،‬وتتميز الباب بأن عناصر‬ ‫الجيش الح���ر الموجودن فيها جميعهم من أبناء‬ ‫المدينة‪.‬‬ ‫لم تهنأ الباب منذ تحريره���ا بالراحة أبداً‪ ،‬فهي‬ ‫تتعرض للقصف بش���كل دائم من طائرات الميغ‬ ‫والطيران المروحي‪ ،‬إضاف���ة للقصف المدفعي‬ ‫من مطار كويرس‪.‬‬ ‫قام شباب المدينة بتأسيس منظومة إسعاف في‬ ‫المدينة‪ ،‬كما تم إنش���اء فريق للدف���اع المدني‪،‬‬ ‫إلنق���اذ الجرحى عق���ب عملي���ات القصف‪ ،‬وتم‬ ‫تزويده���م ببعض اآلليات م���ن جرافات وروافع‬ ‫تساعدهم في أداء عملهم‪.‬‬ ‫قطع النظام الكهرباء عن المدينة بعد تحريرها‪،‬‬ ‫ويلجأ الناس إلى المولدات ومصابيح الكاز‪ ،‬كما‬ ‫قطع الماء أيضاً‪ ،‬وقام األهالي بتجهيز مضخات‬ ‫ضخمة‪ ،‬وأعادوا ضخ المياه إلى البيوت‪.‬‬ ‫تم تأس���يس مجلس محلي من وجه���اء المدينة‬ ‫والمثقفين‪ ،‬ويقوم المجلس بالتعاون مع الجيش‬ ‫الحر بتأمين المواد األساسية من طحين ومازوت‬ ‫وغيرها من المواد‪ ،‬كما يش���رف المجلس على‬ ‫الخدمات العامة في المدينة كالتنظيفات وغيرها‪..‬‬ ‫ويعت���رف المجلس بوجود تقصي���ر في األداء‪،‬‬ ‫سببه ضعف اإلمكانيات وصعوبة الظروف التي‬ ‫تمر بها البالد بشكل عام‪..‬‬


‫الكتائب العـدد التاسع ‪2013/07/15‬‬

‫تحقيقـــات‬

‫‪09‬‬ ‫الفصل‬

‫األول‬

‫السياســة فـي اإلسـالم‬ ‫و اإلسـالم السياسـي (‪)1‬‬

‫بقلـم‪ :‬أ‪.‬مصطفى القاسم‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اإلشراقات في مكة‬

‫ولد محمد بن عب���د هللا بن عبد المطلب في مكة‬ ‫المكرمة‪ ،‬في يوم اﻻثنين الموافق الثاني عش���ر‬ ‫من ربيع األول عام الفيل الذي وافق سنة ‪570‬‬ ‫ميالدية ‪.‬‬ ‫بذل���ك التاريخ كان قد مضى بضعة أش���هر على‬ ‫وف���اة أبيه‪ ،‬فبدأ حياته يتي���م اﻷب‪ ،‬ليكتمل يتمه‬ ‫وهو طفل بوف���اة أمه آمنة بن���ت وهب‪ ،‬ثم بعد‬ ‫عامين عل���ى وفاتها توفي ج���ده عبد المطلب‪،‬‬ ‫لتنتقل كفالته إلى عمه أبي طالب ‪.‬‬ ‫ورغ���م فقر الع���م وكثرة ول���ده‪ ،‬فق���د كان نِع َم‬ ‫الكفيل‪ ،‬وكان الغالم ب���دوره نِع َم المكفول‪ ،‬فكان‬ ‫منذ الطفول���ة المبكرة خلوقا ً صادق���ا ً أمينا ً وفيا ً‬ ‫عفيفا ً طاهراً‪ ،‬وقد عم���ل منذ نعومة أظفاره في‬ ‫رعاية الغنم‪ ،‬حتى إذا بلغ الش���باب وشاع خبره‬ ‫كقوي صادق أمين تس���ابق القوم في استعماله‬ ‫عل���ى رأس تجاراتهم‪ ،‬فخرج في تجارة لخديجة‬ ‫بنت خويلد إلى أرض الش���ام‪ ،‬ويقال أنه تبعتها‬ ‫تجارة أخرى إلى أرض تهامة‪ ،‬ولم يكن قد جاوز‬ ‫الخامسة والعشرين من عمره حينها ‪.‬‬ ‫وتناقل رفاقه في التجارة مآثره‪ ،‬وأدركت السيدة‬ ‫خديجة فضائله‪ ،‬وهي ابنة األس���رة العريقة في‬ ‫قريش‪ ،‬التي اجتمع لها الحس���ب الطيب والثراء‬ ‫والعقل الراجح‪ ،‬فعرضت علي���ه الزواج‪ ،‬وكان‬ ‫منه القبول‪ ،‬وتم الزواج المبارك‪ ،‬وأثمر عن ولد‬ ‫سمي القاس���م‪ ،‬وتوفي الطفل صغيراً‪ ،‬ثم أنجبت‬ ‫خديجة طفلتهما زينب‪ ،‬ثم رقية فأم كلثوم وأخيراً‬ ‫فاطمة الزهراء ‪.‬‬ ‫وخالل ذلك أعتق محمد خادم���ه زيد بن حارثة‬ ‫وتبناه‪ ،‬وضم إلى أسرته الكريمة الفتى علي بن‬ ‫ابي طالب‪ ،‬ليشارك عمه أعباء أسرته الكبيرة ‪.‬‬ ‫لم يكن لمحمد خالل الس���نين الماضية من عمره‬ ‫الفرصة في التعل���م والدرس‪ ،‬ولكن ذلك لم يكن‬ ‫حجابا ً عل���ى عقله وبصيرته‪ ،‬فحبب إليه الخلوة‬ ‫والتفكر‪ ،‬وجعل لنفس���ه أيام���ا ً يقضيها في غار‬ ‫حراء على قمة جبل مشرف على مكة المكرمة‪،‬‬ ‫وهن���اك كان يعتك���ف متأمالً العال���م من حوله‪،‬‬ ‫متفكراً في سلوك قومه‪.‬‬ ‫وفي سنته اﻷربعين‪ ،‬كان موعده مع حدث عظيم‬ ‫س���يغير وجه العال���م‪ ،‬إذ صعد يوم���ا ً إلى الغار‬ ‫يتحنث‪ ،‬فطال غيابه‪ ،‬وأحس���ت الس���يدة خديجة‬ ‫الخوف فأرسلت تتفقد حاله ‪.‬‬ ‫عندما وصل ببته كان ي���ردد‪( :‬زملوني)‪ ،‬ولبث‬ ‫تحت غطائه يتفكر فيما حصل له خالل وجوده في‬ ‫الغ���ار‪ ،‬لقد كان لقاؤه اﻷول بالمالك جبريل عليه‬ ‫الس�ل�ام‪ ،‬لقد جاءه في تكوين���ه الحقيقي‪ ،‬مغطيا ً‬ ‫السماء‪ ،‬وقال له‪(( :‬اقرأ)) ‪.‬كان مخلوقا ً غريباً‪،‬‬ ‫وكان طلب���ه غريباً‪ ،‬فما محم���د بقارئ ‪ .‬وتكرر‬ ‫الطلب‪ ،‬ثم قال ‪ (( :‬اقرأ باس���م ربك الذي خلق*‬ ‫خلق اﻹنسان من علق* اقرأ وربك اﻷكرم* الذي‬ ‫علم بالقلم* علم اﻹنسان ما لم يعلم* )) ‪.‬‬ ‫في تل���ك اللحظة بدأت رس���الة محمد صلى هللا‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬ولكن اﻷثر الذي تركه اللقاء اﻷول‪،‬‬ ‫على ما فيه من هيبة نزول جبريل عليه الس�ل�ام‬ ‫على هيئته الحقيقية كمؤشر على عظمة وجاللة‬

‫الرس���الة‪ ،‬كل ذلك ومارافقه من مفاجأة وغرابة وصار اسمها المدينة المنورة‪ ،‬واتخذ هذا الحدث‬ ‫وخالف ل���كل مألوف‪ ،‬ترك أثره على الرس���ول بداية لتاريخ عالمي جديد ‪.‬‬ ‫البشري ﻷيام‪ ،‬حتى إذا هدأ روعه وطابت نفسه‬ ‫وس���كن‪ ،‬نزل قوله تعال���ى‪ (( :‬يأيها المدثر*قم الفصل الثاني ‪ ..‬البدر في ليالي المدينة المنورة‬ ‫ال ريب أن اللحظة التي دخل فيها الرسول صلى‬ ‫فأنذر*وربك فكبر*‪. ))...‬‬ ‫لقد بدأ عهد الجد واإلستعداد للتبليغ‪ ،‬وكان على هللا عليه وسلم يثرب كانت لحظة تاريخية فارقة‬ ‫الرسول صلى هللا عليه وسلم أن يقول لمجتمعه بكل المقاييس‪ ،‬فقد اس���تبدل اس���م يثرب باس���م‬ ‫‪ :‬لقد جئتكم بما يصوب لكم دينكم وجميع أمركم ‪ .‬المدين���ة المنورة‪ ،‬واجتمعت الف���رق المتناحرة‬ ‫وكان القوم سيردون‪ :‬جئتنا بما يفسد استقرارنا‪ ،‬فيها وخرجت الس���تقبال الرسول صلى هللا عليه‬ ‫ونصبأ به عن دين آبائنا وأجدادنا ‪ .‬ولم يكن من وسلم‪.‬‬ ‫الحكمة أن تبدأ الرسالة بهذا االستنفار العدواني وقبل أن يس���تريح الرس���ول من س���فره أرسى‬ ‫الكبير ‪ .‬لذلك كان من الحكمة أن تكون المرحلة أص���ول العالق���ة بي���ن المس���لمين‪ ،‬فآخى بين‬ ‫المهاجرين واﻷنصار‪ ،‬وش���رع في بناء المسجد‬ ‫اﻷولى من الدعوة سرية الطابع ‪.‬‬ ‫وبالفعل بدأ الرسول دعوته ضمن الدائرة الضيقة (مجمع الدع���وة والعبادة والعل���م) حيث بركت‬ ‫من اﻷهل واﻷصحاب‪ ،‬فكانت زوجه خديجة أول ناقته لحظة وصوله‪ ،‬وكتبت (الصحيفة) لتكون‬ ‫المؤمنين‪ ،‬واس���تمرت مرحلة الدعوة الس���رية قانون المدينة المنورة‪.‬‬ ‫ثالث س���نوات كانت ثمرتها حوالي أربعين من لق���د انتقلت المدينة من حال���ة الترقب إلى خلية‬ ‫النش���اط والعمل المثمر‪ ،‬فأرس���يت فيها دعائم‬ ‫المؤمنين ‪.‬‬ ‫ث���م جاء اﻷمر الس���ماوي بالص���دوع واﻻنتقال مجتمع اﻹسالم اﻷول‪ ،‬القائم على شريعة القرآن‬ ‫للدعوة علناً‪ ،‬وما كان لرسول هللا أن يتخلف أو وسنة رس���ول هللا‪ ،‬وقد س���اعد على ذلك نزول‬ ‫يتردد في التنفيذ‪ ،‬وصدع‪ ،‬وبدأت مرحلة الدعوة اﻷحكام القرآنية التش���ريعية كأح���كام اﻹقتصاد‬ ‫العلني���ة‪ ،‬وهو يعلم الصعوب���ات والمخاطر التي والعقوب���ات واﻷحوال الش���خصية والمعامالت‬ ‫س���تواجهه وأصحابه‪ ،‬حتى إذا بلغت اﻷذية حداً المالية والعالقات الدولية بين المجتمع المس���لم‬ ‫أضر كثيراً بالمس���لمين لقلتهم وضعف قوتهم‪ ،‬والمجتمع���ات أو الجماع���ات اﻷخ���رى‪ ،‬كم���ا‬ ‫واجتماع المشركين على أذيتهم‪ ،‬طلب الرسول استوفيت أحكام العقيدة والعبادة‪.‬‬ ‫إل���ى صحابته أن يهاج���روا إلى الحبش���ة عند ول���م تكد تبدأ الس���نة الثانية للهج���رة حتى غدا‬ ‫ملكها النجاشي‪ ،‬فكانت الهجرة اﻷولى في العام المجتمع المس���لم جاهزاً للتصدي لكل من تسول‬ ‫الخامس للبعثة‪ ،‬وكانت الهجرة الثانية في السنة له نفس���ه االعتداء وإيذاء المسلمين‪ ،‬ففي ذلك‬ ‫الس���ابعة للبعثة‪ ،‬ثم تصاعدت ضغوط المشركين الع���ام خ���رج رس���ول هللا على رأس عش���رات‬ ‫فتعاقدوا على مقاطعة المس���لمين ومن يقف إلى من المس���لمين ﻻس���ترداد بعض أموالهم التي‬ ‫جانبهم‪ ،‬وعدم التعام���ل معهم ومحاصرتهم في اغتصبتها قريش بعد أن علموا أن قافلة تجارية‬ ‫أحد ش���عاب مكة‪ ،‬واس���تمر هذا الحصار ثالث لقري���ش قادمة من الش���ام‪ ،‬وخرجت قريش في‬ ‫سنوات غاية في القساوة‪ ،‬حاول خاللها الرسول جيش كبير ومجه���ز لحماية القافلة التي غيرت‬ ‫صلى هللا عليه وسلم دعوة أهل الطائف القريبة طريقها ومضت إلى مكة‪ ،‬لكن جيش قريش تابع‬ ‫طريقه لمواجهة المس���لمين‪ ،‬وكانت المواجهة‬ ‫من مكة المكرمة فلقي من أهلها أذى شديداً ‪.‬‬ ‫ولما أسقط في يد المش���ركين وتنازعوا أمرهم اﻷولى بين جيش المس���لمين وجيش المشركين‬ ‫بينهم‪ ،‬مزقت معاهدتهم‪ ،‬وخرج المس���لمون من ف���ي معركة ب���در الكبرى‪ ،‬فانتصر المس���لمون‬ ‫الشعب‪ ،‬وتابع الرس���ول دعوته وعاود االلتقاء انتصاراً عظيما‪.‬‬ ‫بالوفود وزوار مكة‪ ،‬حتى كان لقاؤه في الس���نة وفي ذل���ك العام ظه���ر مكر يهود بن���ي قينقاع‬ ‫الثانية عش���رة للبعثة س���راً بوفد من أهل يثرب وإيذاؤه���م للمس���لمين ف���ي المدين���ة‪ ،‬فهاجم‬ ‫مؤلف من اثني عش���ر رجالً‪ ،‬كانوا قد س���معوا المس���لمون حصون بني قينقاع‪ ،‬وأجلوهم عن‬ ‫بدعوت���ه‪ ،‬فاجتمع ذلك لديهم م���ع أخبار اليهود المدينة‪ .‬لقد كان الس���نة الثانية للهجرة مواجهة‬ ‫جيرانه���م في يثرب‪ -‬حول اقت���راب زمن خاتم مزدوجة مع المشركين واليهود ‪.‬‬‫اﻷنبياء والمرس���لين ‪ .‬فاس���تمعوا إلى الرسول وفي السنة الثالثة للهجرة خرج جيش المشركين‬ ‫وصدقوه وأسلموا‪ ،‬وبايعوه بيعة العقبة اﻷولى‪ ،‬من مكة لمهاجمة المس���لمين انتقاما ً لقتالهم في‬ ‫على التوحيد وترك المعاصي‪ ،‬وعادوا إلى يثرب بدر‪ ،‬وخرج المس���لمون للتص���دي لهم‪ ،‬ما كان‬ ‫ومعه���م الصحابي مصعب ب���ن عمير رضي هللا للمس���لمين أن ينتظروا وصول المش���ركين إلى‬ ‫المدينة‪ ،‬والتقى الجيشان عند جبل أحد‪ ،‬ودارت‬ ‫عنه يعلمهم أمور دينهم ‪.‬‬ ‫وفي السنة الثالثة عشرة للبعثة‪ ،‬جاء أهل يثرب رح���ى المعركة‪ ،‬والت���زم المس���لمون تعليمات‬ ‫بوفد من المس���لمين تعداده ثالثة وسبعين رجالً الرس���ول‪ ،‬وكانت لهم الغلبة‪ ،‬حتى إذا انس���حب‬ ‫وامرأتي���ن‪ ،‬والتقوا الرس���ول وبايعوه على أن المشركون مهزومون‪ ،‬أغرى الفوز بعض رماة‬ ‫المس���لمين فخالفوا وغادروا مواقعهم‪ ،‬لينقلب‬ ‫يهاجر إليهم مع أصحابه ويتعهدوا بحمايتهم ‪.‬‬ ‫في الس���نة التالية‪ ،‬هاجر أصحاب الرس���ول ثم عليهم المش���ركون من حيث كان���ت المخالفة‪،‬‬ ‫الرسول إلى يثرب‪ ،‬فوصلها في الثاني عشر من وكان في ذلك درس للمسلمين حول آثار مخالفة‬ ‫رسولهم ‪.‬‬ ‫ربيع األول من السنة الرابعة عشرة للبعثة ‪.‬‬ ‫لقد كانت الهجرة حدثا ً تاريخيا ً أسس لقيام دولة وفي الس���نة الرابع���ة للهجرة ع���اد اليهود إلى‬ ‫حضاري���ة‪ ،‬بدأت معالمها تظه���ر لحظة وصول غدره���م على يد بن���ي النضير‪ ،‬ف���كان ﻻبد من‬ ‫الرس���ول إلى يثرب التي اس���تنارت بوصوله‪ ،‬إجالئهم عن المدينة ‪.‬‬

‫وفي السنة الخامس���ة تحالفت قريش مع قبائل‬ ‫أخ���رى ويهود بني قريظة على مهاجمة المدينة‬ ‫المنورة‪ ،‬فكانت غزوة الخندق فشالً ذريعا ً لهم‪،‬‬ ‫فانسحبوا‪ ،‬ونزل ببني قريظة جراء غدرهم أشد‬ ‫العقاب ‪.‬‬ ‫وفي الس���نة التالية‪ ،‬السادس���ة للهجرة‪ ،‬اجتمع‬ ‫المس���لمون عل���ى الذهاب في عم���رة إلى مكة‬ ‫المكرم���ة‪ ،‬رغ���م وج���ود المش���ركين فيه���ا‪،‬‬ ‫فعارضوه���م‪ ،‬وأبرم الطرفان صل���ح الحديبية‪.‬‬ ‫وفي السنة السابعة للهجرة أرسل الرسول رسله‬ ‫يحملون كتبه والرسالة إلى ملوك العالم وحكامه‬ ‫‪ .‬كما أدى المسلمون عمرة القضاء تنفيذاً لبنود‬ ‫صل���ح الحديبية‪ ،‬وت���م لهم في ذل���ك العام فتح‬ ‫حصون خيبر ‪.‬‬ ‫وف���ي العام الثام���ن للهجرة خاض المس���لمون‬ ‫معركة مؤتة مع ال���روم وحلفائهم ‪ .‬وفيه خالف‬ ‫المشركون ش���روط صلح الحديبية‪ ،‬فركب إليهم‬ ‫الرس���ول على رأس جيش من المسلمين ففتح‬ ‫مكة ونقلها من حكم الشرك إلى حكم اﻹسالم ‪ .‬ثم‬ ‫أتبع ذلك بغزوة حنين ‪.‬‬ ‫وفي العام التاسع للهجرة انطلق المسلمون إلى‬ ‫تبوك لمواجهة الروم‪ ،‬وقدم���ت الوفود العربية‬ ‫إلى المدينة تبايع الرس���ول‪ ،‬وع���اد كل وفد مع‬ ‫صحاب���ي يعلم قومهم أمور دينهم وينش���ر فيهم‬ ‫اﻹسالم ‪.‬‬ ‫وكان الح���دث اﻷبرز في العام العاش���ر للهجرة‬ ‫حجة الوداع‪ ،‬وكانت خطبة الرس���ول فيها نهجا ً‬ ‫من الهدى للمسلمين‪ ،‬وفيها جاء ‪( :‬أن هللا تبارك‬ ‫وتعالى قد حرم دماءكم وأموالكم وأعراضكم‪ ،‬إﻻ‬ ‫بحقها‪ ،‬كحرمة يومكم ه���ذا‪ ،‬في بلدكم هذا‪ ،‬في‬ ‫شهركم هذا‪ ،‬أﻻ هل بلغت ) ‪.‬‬ ‫وفي السنة الحادية عشرة للهجرة أظلمت المدينة‬ ‫المن���ورة حزنا ً على فراق الرس���ول المصطفى‬ ‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬الذي توفي في ذلك العام‪،‬‬ ‫بعد أن ك ّون المجتمع المس���لم‪ ،‬وشق له طريقا ً‬ ‫مح���ددة واضحة المعالم‪ .‬وظه���رت في تعاليمه‬ ‫ومنهجه معالم سياس���ة واضحة ف���ي العالقات‬ ‫الداخلية والخارجية‪ ،‬وبات واضحا ً للعيان وجود‬ ‫وتكون عالم إسالمي متكامل وموحد في عقيدته‬ ‫وتوجهه ‪ .‬وﻻينال من اكتمال هذا التكوين ظهور‬ ‫ب���وادر وح���ركات ردة في هذا الم���كان أو ذاك‬ ‫لدى بعض القبائل وعلى جوانب ش���به الجزيرة‬ ‫العربي���ة‪ ،‬وإن كانت تلك الح���ركات والبوادر قد‬ ‫تحولت ﻻحقا ً الى أزم���ة خطيرة عاصفة هددت‬ ‫بالقضاء على الدولة الناش���ئة‪ ،‬مما أوجب على‬ ‫خليفة رس���ول هللا التصدي الح���ازم لهذا الخطر‬ ‫الداهم‪ ،‬لقد كان���ت مواجهة المرتدين أول وأكبر‬ ‫اختبار واجه المس���لمين في مجالي السياس���ة‬ ‫الداخلية والخارجية ‪.‬‬


‫الكتائب العـدد التاسع ‪2013/07/15‬‬

‫آرارء‬

‫‪10‬‬

‫االئتالف الوطني‪ ...‬نعيم ًا‬ ‫بقلم‪ :‬أصالن أصالن‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫اللحظات التي عاش���ها المشاهد على أعصابه‬ ‫قبل إعالن النتائج النهائية لإلئتالف‬ ‫االئتالف الوطني نعيما ً ‪..‬‬ ‫لم���اذا تجتمع���ون أيه���ا األبطال‪ ،‬ف�ل�ا داعي‬ ‫الجتماعكم‪ ،‬فقد أصبح لدى الشعب أراب آيدل‪،‬‬ ‫بعد أن انتهى برنامج مواهب أراب آيدل‪ ،‬وما‬ ‫كانت مواهبكم تنتهي !‬ ‫فمتى س���نرى الحلق���ة األخيرة م���ن برنامج‬ ‫اجتماعاتكم الممل؟ الذي ال يفيد قضية الشعب‬ ‫السوري بشيء س���وى مضيعة الوقت ‪ .‬وطز‬ ‫باإلئت�ل�اف إذا لم ينتخ���ب لنا بط�ل�اً موهوبا ً‬ ‫بموهبة التنظير‪ ،‬الذي أدمنّا عليه وعش���قناه‬ ‫خالل حلق���ات برنام���ج (لإلئت�ل�اف مواهب)‬ ‫تظهر عند كل اجتم���اع‪ ،‬والذي ننتظره بفارغ‬ ‫الصبر على المج���ازر الرمضانية التي يحضر‬ ‫لها النظام ليتي���ح لكم المج���ال لتنظّروا على‬ ‫الش���عب قدر ما تشاؤون‪ ،‬لكن نتمنى من إدارة‬

‫برنامج اإلئتالف أن يرفقوا لنا أرقاما ً لمواهب‬ ‫المشتركين في هذا اإلئتالف‪ ،‬مما سيسمح لكم‬ ‫بتكديس المزيد من األموال التي س���تجمعونها‬ ‫مع س���ابقاتها مما لبدتم عليه من األموال التي‬ ‫أرسلت على اسمنا‪( ،‬وهادا يوم وهداك يوم)!!‬ ‫بالمختصر المفيد ألم تفهموا أنكم قد انكش���فتم‬ ‫أمام الشعب الذي ال يحتاجكم‪ ،‬يعني بعد جمعة‬ ‫(ثورة متوق���دة ومعارضة مقعدة)‪ ،‬المعارضة‬ ‫الت���ي تتمثل بمعالي حضرة جنابكم الس���امي‪،‬‬ ‫كيف لك���م عين أن تتصرف���وا بنفس الطريقة‬ ‫القديمة؟ ألم تدركوا أن الشعب قد سحب منكم‬ ‫الش���رعية ؟ أنا أعتقد أنه���ا واضحة‪ ،‬لكنكم ال‬ ‫تريدون أن ت���روا إال ما يروق لكم ويصب في‬ ‫خانة مصالحكم!‬ ‫لكن السؤال إلى متى سيبقى هذا الشيء الذي‬ ‫اس���مه (ائتالف) يستخف بعقول الناس؟ أليس‬ ‫األج���در ألبطال���ه أن يقوموا بخدم���ة القضية‬ ‫عوضا ً عن هذه الوقاحة الغير مس���بوقة التي‬ ‫يتصرف بها أعضاؤه‪ ،‬على مبدأ األمر الواقع‬

‫س���هولة‪ ،‬هذا ألنكم قد تحولتم إلى نظام يشبه‬ ‫تماما ً نظام بش���ار‪ ،‬المفروض على الش���عب‪،‬‬ ‫وأكبر دليل هو تصرفاتكم المشينة‪ ،‬وخالفاتكم‬ ‫التافه���ة‪ ،‬وع���دم اكتراثك���م بمعاناة الش���عب‬ ‫وتضحياته‪.‬‬ ‫المف���روض على الث���ورة؟ أو لي���س عيبا ً أن لك���ن ما عس���انا نق���ول إال أن م���ا حصل قد‬ ‫تتصرفوا على مبدأ (سنبقى أسياداً على الشعب حصل‪ ،‬ولألسف مازال مس���تمراً‪ ،‬فلقد تسلق‬ ‫وللي مش عاجبو يبلط البحر)!‬ ‫المتس���لق‪ ،‬ووصل الوصولي‪ ،‬ومات من‬ ‫لألس���ف لم يعد الكالم كافيا ً لتوصيف‬ ‫يعرف الحقيق���ة‪ ،‬وأصبح النصاب‬ ‫أفكاركم الخارجة ع���ن المألوف‬ ‫بطالً وطنياً‪ ،‬لذلك اس���محوا لي‬ ‫الث���وري‪ ،‬ألن تصرفاتكم ال‬ ‫أن أهنئكم برغيد عيشكم الذي‬ ‫تم���ت لألخ�ل�اق الثورية‬ ‫حصدتموه على عظام الش���عب‬ ‫بصل���ة‪ ،‬وال عالق���ة‬ ‫الس���وري‪ ،‬وال���ذي ل���و انتظر‬ ‫ألدب الث���ورة به���ا‪،‬‬ ‫قدومكم لم���ا قامت الثورة‬ ‫لكن من الواضح أنكم‬ ‫أص�ل�اً! فمب���ارك‬ ‫ق���د نجحتم في أس���مى‬ ‫عليك���م ما أنتم‬ ‫مبتغاكم‪ ،‬وهو التسلق على‬ ‫تضحيات ش���عب الثورة‪ ،‬وهذا‬ ‫ما هو حاص���ل اآلن ‪ .‬والطامة الكبرى‬ ‫أنه ليس هناك أحد قادر على أن يضع‬ ‫عليه اآلن‪.‬‬ ‫لكم ح���داً‪ ،‬لذا تزيدون من س���خف‬ ‫ونعيماً‪ ،‬فالش���عب قد (حلق‬ ‫أفعالك���م دون خوف من محاس���بة‪،‬‬ ‫لكم عالناشف)‬ ‫ألنكم قد أصبحتم كل ش���يء‪ ،‬وكل‬ ‫من يعارضكم تقومون بسحقه بكل‬

‫الـشهيد رضوان أحمد نحيلي‬ ‫«عزرائيـل الخالديـة»‬

‫جريدة الكتائب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫صنعتْ الثورة السورية رموزها وأبطالها‪ ،‬أشخاص كانوا مغيبين‬ ‫بهمومهم الحياتية والمعيش���ية‪ ،‬ولم يس���مع بهم أحد‪ ،‬ولم يتوقع‬ ‫منه���م أحد أن يظهروا كل هذه الش���جاعة والبطولة‪ ،‬إال أن ثورة‬ ‫الش���عب المباركة أظهرت األخالق النبيلة التي تربى عليها هؤالء‬ ‫األبطال‪.‬‬ ‫ول���د البطل رضوان النحيلي (أبو حم���زة) عام ‪ 1965‬في مدينة‬ ‫بحمل الس�ل�اح‪ ،‬وعمل في‬ ‫الحصن‪ ،‬وقد عُرف منذ صغره بولعه‬ ‫ِ‬ ‫جهاز أمن الدولة لسنوات عديدة‪ ،‬اجتاز خاللها جميع االختبارات‬ ‫بتف ّوق‪ ،‬مما مكنه من الوصول ليكون ُمد ّربا ً فيها‪ ،‬لكنهُ ترك خدمة‬ ‫الدولة في عام ‪.1989‬‬ ‫وكان مثل بقية الس���وريين يعيش حياته بشكل طبيعي متكيفا ً مع‬ ‫هذا النظام الظالم‪ ،‬منتظراً لحظة المطالبة بحقوقه المسلوبة‪.‬‬ ‫بدأ النضال في عام ‪ ، 2003‬عندما قرر الدفاع عن أفكاره‪ ،‬وذهب‬ ‫إلى الع���راق ليتطو َع ُمجاهداً في الفلوجة ضد االحتالل األمريكي‪،‬‬ ‫وشارك األشقاء العراقيين بالدفاع عن أرضهم‪.‬‬ ‫قامت الثورة الس���ورية‪ ،‬وفتح النظام السوري أبواب جهنم على‬ ‫الش���عب األعزل‪ ،‬فقرر بطلنا أن يقف مع أبناء شعبه‪ ،‬ويُسخر كل‬ ‫جهوده لمس���اعدتهم وحمايتهم والزود عن أعراضهم‪ .‬فمنذ اليوم‬ ‫األول من انطالقة الث���ورة‪ ،‬وبعد أداء الصالة في جامع النور في‬ ‫حي الخالدية بحمص‪ ،‬حرض أب���و حمزة المصلّين على التظاهر‬ ‫للمطالبة بحقهم في العي���ش بحرية وكرامة‪ ،‬وخرج متظاهراً في‬ ‫الصفوف األولى‪ ،‬وحصل ما لم يكن بالحسبان‪ ،‬حيث انهال علهم‬ ‫رج���ال األمن ضرباً‪ ،‬ثم أطلقوا الرصاص الحي على المتظاهرين‪.‬‬ ‫بعد شهور من التظاهر السلمي‪ ،‬وبعد أن فقد أبو حمزة األمل من‬

‫قدرة هذا النظام على إصالح نفسه‪ ،‬قرر أن ينخرط في العمل‬ ‫المس���لح‪ ،‬وتط ّوع في صفوف الجيش السوري الح ّر في حي‬ ‫الخالدية‪ ،‬ليواجه قنص الظلم واإلجرام بقنص العدالة والحق‪.‬‬ ‫كان يتربص بالقتلة‪ ،‬وخصوص���ا ً القناصين‪ ،‬ويقضي الوقت‬ ‫الطويل متهيئا ً ينتظر اللحظة المناس���بة لكي يطلق رصاصته‬ ‫ويصيب هدف���ه‪ ،‬فأطلق عليه لقب عزرائي���ل الخالدية لكثرة‬ ‫الش���بيحة الذين قتلوا على يديه ‪ .‬وقد أعلن النظام خبر مقتله‬ ‫في مرات كثيرة ليري���ح جنوده من هذا الكابوس‪ ،‬حيث كانوا‬ ‫يخافون الدخول في أي معركة إن سمعوا بوجود‬ ‫أبو حمزة فيها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫قام بتش���كيل كتيب���ة قناصي���ن وتدريبهم على‬ ‫مهارات القنص وحمل الس�ل�اح‪ُ ،‬محدداً مسار‬ ‫عملهم بالدفاع عن األهالي فقط وباس���تعداده‬ ‫للتوقف عن القنص في حال توقف عصابات‬ ‫األسد عن ذلك‪.‬‬ ‫ش���ارك بمع���ارك كثي���رة‪ ،‬وكان دائم���ا ً في‬ ‫المقدم���ة‪ ،‬حي���ث كان ش���عاره ال تراجع ال‬ ‫استس�ل�ام وإنما ه���ي إحدى الحس���نيين‪،‬‬ ‫النصر أو الشهادة‪.‬‬ ‫خ�ل�ال إحدى المع���ارك في حي الس���بيل‬ ‫بحمص‪ ،‬اش���تد القص���ف والحصار من‬ ‫جيش النظ���ام على الجيش الحر‪ ،‬فس���قطت‬ ‫قذيفة آر بي جي بالقرب من أبو حمزة‪ ،‬لتمنحه الشهادة التي‬ ‫حلم بها طويالً‪.‬‬


‫الكتائب العـدد التاسع ‪2013/07/15‬‬

‫الصفحـة األدبـيـــة‬

‫‪11‬‬

‫قصــة معركـة مـن التاريــخ اإلسالمــي‬

‫معركـــة حمـص الكبــرى‬

‫أناحمص العاصيْ‪،‬أبطالي‬

‫جريدة الكتائب‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫سطع نجم دولة المماليك في سماء البشرية عامة‬ ‫واألمة المسلمة خاصة‪ ،‬بعد أن نجحوا في وقف‬ ‫االنسياح الوحش���ي للتتار على أرجاء المعمورة‬ ‫كلها‪ ،‬وبرز األبطال قطز ومن بعده بيبرس‪ ،‬وظل‬ ‫نجم الدولة في علو حتى أصابته الس���نن‪ ،‬حيث‬ ‫وقع الخالف والشقاق بين أمراء الدولة بعد وفاة‬ ‫«بيبرس»؛ إذ تولى ابنه «الس���عيد» مكانه ولم‬ ‫يك���ن يصلح للملك‪ ،‬فعزل���وه وجعلوا مكانه أخاه‬ ‫الصغير «سالمش» ابن السابعة‪ ،‬على أن يكون‬ ‫ول���ي أمر األمي���ر «قالوون الصالح���ي»‪ ،‬الذي‬ ‫ما لبث أن خلع «س�ل�امش» وتولى هو س���لطنة‬ ‫المماليك‪ ،‬وتلقب بالملك المنصور‪..‬‬ ‫فلم يعجب ذلك األمير «سنقر األشقر» وكان من‬ ‫المقربي���ن لبيبرس‪ ،‬وفي نفس الوقت أمي ًرا على‬ ‫الشام‪ ،‬فأعلن نفس���ه سلطانًا على الشام‪ ،‬وتلقب‬ ‫بالمل���ك الكامل‪ ،‬وجرت خطوب كثي���رة‪ ،‬واقتتل‬ ‫المسلمون فيما بينهم‪ ،‬ونسوا عدوهم «األصلي»‬ ‫الرابض عل���ى الطرف اآلخر من نه���ر الفرات‬ ‫«التتار»‪.‬‬ ‫ولما دخلت س���نة ‪679‬هـ‪1280/‬م كانت مهزلة‬ ‫تف���رق المس���لمين عل���ى أش���دها؛ فـ»قالوون‬ ‫ُّ‬ ‫الصالحي» الحاكم على مصر وبعض بالد الشام‪،‬‬ ‫«وسنقر األشقر» الحاكم على دمشق وأعمالها‪،‬‬ ‫و»مس���عود ب���ن الظاهر» الحاكم عل���ى الكرك‪،‬‬ ‫و»ناصر الدين محمد بن تقي الدين» الحاكم على‬ ‫حماة‪ ،‬و»يوس���ف بن عمر» الحاكم على اليمن‪،‬‬ ‫و»نجم الدين بن أبي نمي الحسني» الحاكم على‬ ‫مكة‪ ،‬و»عز الدين جماز الحسيني» الحاكم على‬ ‫المدينة‪.‬‬ ‫أما الع���دو الل���دود التت���ار فيحكم���ون العراق‬ ‫والجزي���رة وخراس���ان وأذربيج���ان والموصل‬ ‫وإربل وديار بكر تحت زعامة الخان األكبر للتتار‬ ‫«أبقا بن هوالكو»‪ ،‬وقائد جيوشه الشرير الحاقد‬

‫«منكوتمر بن هوالكو»‪ ،‬وهو أخوه األصغر‪.‬‬ ‫كانت النتيجة الحتمية لهذا التفرق والتشرذم‪ ،‬أن‬ ‫قام التتار باالستعداد الكتساح بالد الشام ومصر‬ ‫والثأر لهزيمة هوالكو الساحقة في عين جالوت‪،‬‬ ‫وكان «أبقا ب���ن هوالكو» ال يري���د هذه الحرب‬ ‫ويكرهها‪ ،‬ولكن أخ���اه «منكوتمر» أجبره على‬ ‫ذلك‪ ،‬فقد كان شديد الحقد والكراهية للمسلمين‪،‬‬ ‫ال يطيق أن يس���مع كلمة مس���لم‪ .‬وال عجب في‬ ‫ذلك‪ ،‬فهو ابن هوالك���و الوثني الطاغية و»ظفر‬ ‫خاتون» الصليبيَّة الشهيرة‪.‬‬ ‫زحف التتار على الش���ام بأعداد كبيرة‪ ،‬فش���عر‬ ‫المسلمون بحرج موقفهم‪ ،‬إنْ هم ظلوا متفرقين‬ ‫مختلفي���ن‪ ،‬فأرس���ل «ق�ل�اوون الصالحي» إلى‬ ‫«سنقر األش���قر» يقول له‪« :‬إن التتار قد أقبلوا‬ ‫إلى المس���لمين‪ ،‬والمصلحة أن نتفق عليهم‪ ،‬لئال‬ ‫يهلك المسلمون بيننا وبينهم»‪.‬‬ ‫فوافق سنقر بقلب المس���لم الواعي الذي استرد‬ ‫وعيه‪ ،‬بع���د أن مالت به الدنيا قلي�ل�اً‪ ،‬وقال له‪:‬‬ ‫«الس���مع والطاعة والي���د الواح���دة على عدو‬ ‫المس���لمين»‪ .‬واس���تعاد المس���لمون وعيه���م‪،‬‬ ‫واس���تعدوا للقاء التتار‪ ،‬الذين قرروا العودة إلى‬ ‫العراق بعدما علموا أن المس���لمين قد اس���تعدوا‬ ‫لقتالهم‪ ،‬ولكنهم انس���حبوا وهم يخططون للعودة‬ ‫مرة أخرى عندما تتاح الفرصة‪.‬‬ ‫بالفع���ل عندما استش���عر التتار ه���دوء الجبهة‬ ‫الشامية‪ ،‬واطمأن الناس عدة شهور‪ ،‬أعدوا جيشًا‬ ‫كبي ًرا يقدر بمائة ألف يقوده «منكوتمر» بنفسه‪،‬‬ ‫وعب���روا الفرات باتجاه الش���ام‪ ،‬ووصلت أخبار‬ ‫الهجوم التت���اري الجديد للس���لطان «المنصور‬ ‫قالوون»‪ ،‬فكت���ب إلى ملوك المس���لمين في كل‬ ‫مكان يستدعيهم للقاء العدو‪ .‬و َعظُم الخطب على‬ ‫المسلمين‪ ،‬وقنت الخطباء واألئمة في الجوامع‪،‬‬ ‫والتتار يُقبلون ش���يئًا فش���يئًا‪ ،‬حتى وصلوا إلى‬ ‫مدينة «حماة»‪ ،‬فأبادوها وأهلها بالكلية كما هي‬ ‫عادتهم الوحشية‪.‬‬

‫ج َّهز الس���لطان «المنصور» الجيوش وعس���كر‬ ‫في مدينة «حمص»‪ ،‬ومجمل الجيوش خمسون‬ ‫ألفًا‪ ،‬فأقبل الجيش التت���اري العرمرم‪ .‬وفي يوم‬ ‫الخمي���س ‪ 14‬رجب س���نة ‪680‬ه���ـ‪1281 /‬م‬ ‫ومع طل���وع النهار‪ ،‬اصطدم التتار بالمس���لمين‬ ‫مس���تغلين كثرتهم العددية‪ ،‬وس���معتهم المدويَّة‬ ‫في القتال‪ ،‬فاهتز المس���لمون بش���دة لصدمتهم‪،‬‬ ‫واس���تظهر التتار على المسلمين في أول النهار‬ ‫وكسروا ميسرة الجيش اإلسالمي‪ ،‬وف َّر كثير من‬ ‫المسلمين من المعركة‪..‬‬ ‫فلما رأى الس���لطان «قالوون» ذلك‪ ،‬برز للناس‬ ‫وحفَّز الجند عل���ى القتال‪ ،‬وثبت هو ثباتًا عظي ًما‬ ‫ف���ي طائفة قليلة من جن���وده‪ ،‬وكان لهذا الثبات‬ ‫أثر عظيم في عودة الفاري���ن‪ ،‬وثبات الخائفين‪،‬‬ ‫فحمي���ت النف���وس‪ ،‬وقويت العزائ���م‪ ،‬وتصاول‬ ‫األبطال‪.‬‬ ‫ح���دث تغيير كبير في س���ير المعركة عندما جاء‬ ‫أمير العرب «عيسى بن مهنا» بكتيبة من فرسان‬ ‫الصحراء‪ ،‬وص���دم الجيش التت���اري من ناحية‬ ‫العرض‪ ،‬فاضط���رب الجيش التت���اري لصدمته‬ ‫بش���دة‪ ،‬وانقلبت دفة القتال لصالح المس���لمين‪،‬‬ ‫وف ّر كثير من التتار وانهزموا من القتال‪ ،‬فأتبعهم‬ ‫المسلمون يقتلون وال يأسرون أحدًا‪..‬‬ ‫وكان���ت هزيمة مدوي���ة للتتار أع���ادت لألذهان‬ ‫ذكريات «عي���ن جالوت»‪ ،‬وظ���ل التتار يفرون‬ ‫حتى وصلوا إلى نهر الفرات فغرق أكثرهم فيه‪،‬‬ ‫ونزل إليهم أهل مدينة «البيرة» فقتلوا منهم خلقًا‬ ‫كثي ًرا‪ ،‬وسرايا الجيش اإلس�ل�امي خلفهم للتأكد‬ ‫من خروجهم من البالد‪.‬‬ ‫وقد أصيب منكوتمر في المعركة إصابة شديدة‪،‬‬ ‫أما «أبقا» خان التتار األكبر فقد مات غ ًمّا وه ًمّا‬ ‫بسبب هذه الهزيمة‪ ،‬ألن الحرب كانت على غير‬ ‫رأيه وهواه‪.‬‬

‫صر َح األنذال‪..‬‬ ‫ستحطّم ْ‬ ‫أنا حمص أأُطعن في كبدي‬ ‫وشقيقي يبكي أطاللي‪..‬‬ ‫س ّْر َك أنْ أفنى‬ ‫ق ْل لي أيَ ُ‬ ‫يا مسل ْم هل ترضى حالي‪..‬‬ ‫يا عب َد هللا أال تخج ْل‬ ‫تثّــــــاقل ‪،‬تبخل بالمــــــال‪..‬‬ ‫س ْل ٍم‬ ‫س ْل ٌم في ِ‬ ‫أبنائي ِ‬ ‫س ٌد في حرب األرذال‪..‬‬ ‫أ ْ‬ ‫هلل خرجتُ ولن أرج ْع‬ ‫حتى تتح ّرر أجيالي‪..‬‬ ‫حر ال أرضى الضيم أنا‬ ‫ٌّ‬ ‫ستحدّث عنّي أفعالي‪..‬‬ ‫حاصر ما شئتَ وال تخجل‬ ‫ْ‬ ‫ش ّرد أو يتّم أطفالي‪..‬‬ ‫هدّم بيتا ً واقصف شعبا ً‬ ‫ضلاّ ِل‪..‬‬ ‫واستفزز ك ّل ال ُ‬ ‫بركاني ثا َر فال عَـــــو ٌد‬ ‫سأدوس جمي َع األرتال‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫إ ّما في الجنّة خاتمتي‬ ‫أو أرقى سورهمو العالي‪..‬‬ ‫ويقيني في الحالين معا ً‬ ‫ُّ‬ ‫سأبث الروح بأوصالي‪..‬‬ ‫يا ِغ ُّر نهايتكم أ ِزفتْ‬ ‫قد غ ّرك طول اإلمهال‪..‬‬ ‫لكنْ للباري حكمته‬ ‫ليغربــــلنا بالغـــربــال‪..‬‬ ‫كي يمنح من صدقوا فينا‬ ‫فتحا ً من بعد األنفال‪..‬‬ ‫أنا حمص بذلت لكم نصحي‬ ‫إيّاكم تأْليــــه الوالي‪..‬‬ ‫جيش الفجار يحاصرني‬ ‫قد غاص بش ِّر األعمال‪..‬‬ ‫سألقّن من فجروا درسا ً‬ ‫وسأكسر عني أغاللي‪..‬‬ ‫سيعود العاصي ملئانا‬ ‫وسيجني الغلّة أشبالي‪..‬‬ ‫أرض األحرار غدتْ ح ّر ْة‬ ‫من بعد عقود اإلذالل‪..‬‬ ‫بشار سق ْطت على أرضي‬ ‫سقط ب ْعدك ّ‬ ‫عذالي‪..‬‬ ‫وسأ ُ ْ‬


‫الكتائب العـدد التاسع ‪2013/07/15‬‬

‫الورقـــة األخيــرة‬

‫‪12‬‬

‫الدكتور يوسف ابن تلبيسة األبية‬ ‫«سورية ستكون أجمل‪ ،‬كل ما نحتاجه‬ ‫هو التعاون بعد سقوط النظام»‬

‫إعداد‪ :‬عبدو عزام‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫يوسف‪ ،‬طبيب ش���اب من مدينة تلبيسة األبية‪،‬‬ ‫آمن بالثورة فكراً وعمالً‪ ،‬وقدم أقصى طاقته في‬ ‫سبيل اشتعالها واستمرارها‪.‬‬ ‫لم يكن يوس���ف يعتقد أن سوريا قد تشهد ثورة‪،‬‬ ‫فحين بدأ الربيع العربي كان يعتقد فعالً أن سوريا‬ ‫غي���ر‪ ،‬وأن ري���اح الربيع لن تم���ر منها‪ ،‬فحجم‬ ‫الرعب الذي زرعه النظام في نفوس السوريين‬ ‫يتجاوز كل الحدود المعروفة في العالم‪.‬‬ ‫ورغم ذلك‪ ،‬بدأ ثورته كاتبا ً على الجدران‪ ،‬حيث‬

‫خطت يداه عبارات إس���قاط النظام وإدانة الفساد‬ ‫والفاسدين‪ ،‬محرضا ً الناس على الثورة ضد هذا‬ ‫النظام الفاسد‪.‬‬ ‫في األس���بوع األول من الث���ورة‪ ،‬وعند انتهاء‬ ‫صالة الجمعة‪ ،‬بدأ يوسف ومجموعة من الشباب‬ ‫بالهتاف‪ ،‬وشهد المسجد الذي كانوا فيه خروج‬ ‫أول مظاهرة ف���ي المدين���ة‪ ،‬وكان مدينتهم من‬ ‫أوائل المدن المنادية بالحرية‪.‬‬ ‫كان يوس���ف معالجا ً فيزيائيا ً في إحدى المشافي‬ ‫الحكومية‪ ،‬وس���اعدته خبرته الطبية في معالجة‬ ‫الجرح���ى والمصابين نتيجة إطالق قوات النظام‬

‫النار عل���ى المتظاهرين العزل‪ ،‬ثم أس���س أول‬ ‫مش���فى ميداني في مدينته بإمكانيات متواضعة‬ ‫جداً‪ ،‬وساهم في إنقاذ حياة المئات من المصابين‪.‬‬ ‫بعد ازدياد وحش���ية النظام رأى يوسف أنه ال بد‬ ‫من حمل الس�ل�اح للدفاع ع���ن المدينة‪ ،‬وفعالً‪،‬‬ ‫اش���ترى بندقية صيد‪ ،‬وبدأ بها بحراسة المدينة‬ ‫م���ن أي خطر قد يداهمها‪ ،‬واس���تطاع مع رفاقه‬ ‫إشغال قوات النظام أكثر من مرة وتأمين خروج‬ ‫الناش���طين من المدينة ومنع ق���وات النظام من‬ ‫القبض عليهم أو اعتقالهم‪.‬‬ ‫اس���تمر يوس���ف بالذهاب إلى عمل���ه بصورة‬ ‫طبيعية‪ ،‬وكان يُخرج معه مواد طبية بسيطة مما‬ ‫يس���تطيع حمله بحيث ال يلف���ت األنظار‪ ،‬فأخرج‬ ‫معقمات وضمادات س���اعدته ف���ي إنقاذ أرواح‬ ‫الكثيرين‪.‬‬ ‫كش���ف أمر يوسف‪ ،‬وتعرض لالعتقال‪ ،‬وجاءت‬ ‫قوات النظام وأخذته من مكان عمله على مرأى‬ ‫من جمي���ع زمالءه‪..‬يصف يوس���ف دخوله إلى‬ ‫الس���جن ورؤيته ألصدقائه هن���اك بأنها اللحظة‬ ‫األجم���ل التي ال تغي���ب عن ذاكرته‪ ،‬فقد ش���عر‬ ‫بالعزة والكرامة‪ ،‬فاالعتقال بسبب المشاركة في‬ ‫مظاهرة منادية بالحرية فخر كبير ألي س���وري‬ ‫شريف‪.‬‬ ‫لكن���ه في الوقت نفس���ه يتذكر اللحظة األقس���ى‬ ‫داخل المعتقل‪ ،‬حيث رأى عجوزاً في الس���بعين‬

‫من عمره وهو يتعرض للضرب والشتم‬ ‫والتعرية على يد ق���وات النظام دون أن‬ ‫يستطيع فعل أي شيء للدفاع عنه‪.‬‬ ‫بعد خروج���ه من المعتقل عاد يوس���ف‬ ‫إلى العم���ل الثوري‪ ،‬وطل���ب أصدقاءه‬ ‫منه التفرغ للعمل الطبي‪ ،‬فأسس مشفى‬ ‫ميدانيا ً لمعالجة مصابي المعارك‪ ،‬وكان‬ ‫المش���فى بإمكانيات متواضعة ال تتجاوز‬ ‫إمكانيات مكتب تمريض بسيط‪ ،‬لكن ذلك‬ ‫لم يمنع يوسف من االستمرار في عمله‬ ‫وإنقاذ المصابين‪.‬‬ ‫ال يس���اور يوس���ف أدنى ش���ك بأن هذه‬ ‫الثورة منتصرة مهما طال أمدها‪ ،‬ومهما‬ ‫واجهت من صعوبات‪ ،‬فمن كان اعتماده‬ ‫على هللا لن يخيب أمله أبداً‪.‬‬ ‫يقول يوسف «سورية ستكون أجمل‪ ،‬كل‬ ‫ما نحتاجه هو التعاون بعد سقوط النظام‬ ‫لتعود بلدنا اجمل مم���ا كانت بكثير‪ ،‬ويد‬ ‫وحدة ما بتصفق»‪.‬‬ ‫ويتفاءل يوس���ف بالمستقبل‪ ،‬وهو متأكد‬ ‫أن شباب سوريا سيتركون السالح عند‬ ‫انتصار الثورة ويعودون لبناء بلدهم‪.‬‬

‫كريكـاتيــر العــدد‬

‫فريق التحرير‬ ‫فاضل الحمصي‬ ‫د‪ .‬مصعب سليمان الجمل‬ ‫أصالن أصالن‬ ‫أ‪.‬مصطفى القاسم‬ ‫عبدو عزام‬

‫إعداد وإخراج‬ ‫عبد الرحيـــم‬

‫للمتابعة والتواصل‬

‫‪alktaeb-newspaper@hotmail.com | www.facebook.com/alkataebjareda‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.