Issue 33

Page 1

‫العـددالثالث والثالثون | عـدد الصفحات ‪ 12‬صفحة‬ ‫السـعر‪ 15 :‬ليـرة سـورية‬

‫جريدة مستقلة تسلط الضوء على الواقع الميداني وأهم التطورات على التراب السوري‬

‫‪www.facebook.com/alkataebjareda‬‬

‫الكتائب | العـدد الثالث والثالثون الجمعة ‪2014/08/15‬‬

‫االفتتاحية‬

‫عام على مجزرة الكيماوي الرهيبة‬

‫جريمة العصر‬ ‫قبل عام من اآلن‪ ،‬نفذ نظام األسد جريمة‬ ‫الكيمــاوي الرهيبة‪ ،‬تلــك المجزرة التي‬ ‫لــم تكن جريمة بحق الشــعب الســوري‬ ‫فحســب‪ ،‬بــل جريمــة بحــق اإلنســانية‬ ‫بأكملهــا‪ ،‬ووصمــة عــار علــى جبيــن‬ ‫المجتمــع الدولي‪ .‬وما زال فاعلها‪ ،‬الذي‬ ‫يعلــم الجميــع من هــو‪ ،‬حراً طليقــاً‪ ،‬بل‬ ‫ومــازال يرتكــب الجرائم مســتخدما ً كل‬ ‫أنواع األسلحة‪ ،‬من رصاص وصواريخ‬ ‫وبراميل متفجرة‪.‬‬ ‫لم يعبأ النظام بخطــوط أوباما الحمراء‪،‬‬ ‫ولــم يفكر كثيراً قبل اســتخدام الســاح‬ ‫المح ّرم دولياً‪ ،‬فدعم حليفه الروسي كفيل‬ ‫بإيقــاف أي عمليــات قد يفكــر المجتمع‬ ‫الدولي بالقيام بها ضــده‪ .‬كما لم يردعه‬ ‫ضميره عــن اســتخدام الكيمــاوي‪ ،‬مع‬ ‫علمه أن من ســيقتل به سيكون األطفال‬ ‫والنســاء األبريــاء‪ ،‬فثالث ســنوات من‬ ‫اإلجرام والمجازر بحق السوريين أكدت‬ ‫أنه نظام بال ضمير‪.‬‬ ‫قصــف بالصواريخ المحملــة بالرؤوس‬ ‫الكيميائية‪ ،‬أدت خالل دقائق الستشــهاد‬ ‫مــا يفــوق ‪ 1500‬شــهيد‪ ،‬مجــزرة من‬ ‫أفظــع المجازر التي جــرت في التاريخ‪،‬‬ ‫وربمــا لم يصــدق من ســمع الخبر أنها‬ ‫تمت في القرن الحادي والعشرين وعلى‬ ‫مرأى من المجتمــع الدولي الذي أصيب‬ ‫قادته بالصمم والعمى عن رؤية وسماع‬ ‫ما يجري في سوريا‪.‬‬ ‫ردّات الفعل الغاضبة لم تتجاوز الجعجعة‬ ‫والصراخ بال طائــل‪ ،‬حتى البوارج التي‬ ‫حركها أوباما لتنفيذ ضربات عقابية ضد‬ ‫مواقــع النظام‪ ،‬تراجع عنها ذلك المتردد‬ ‫بحجــة االتفــاق الذي عرضته روســيا‪،‬‬ ‫والذي جاء هدية له لتبرر تردده وتراجعه‬ ‫عن ضرب نظام اإلجرام األسدي‪.‬‬ ‫شــعوب العالــم مطالبــة اليــوم بتحمــل‬ ‫المســؤولية والوقــوف إلــى جانــب‬ ‫الشــعب الســوري المنــادي بالحريــة‬ ‫والديموقراطية‪ ،‬والضغط على الحكومات‬ ‫المتخاذلة إليقاف األسد عند حده ووضع‬ ‫حد إلجرامه‪ ،‬وإن اســتمرارهم بالصمت‬ ‫يعنــي اســتمرار المجــازر واســتمرار‬ ‫انتهاك قيم العدالة واإلنسانية‪.‬‬ ‫هيئة التحرير‬

‫صفحـة‬

‫مبادرة سيف حلب‬ ‫ألهل الشام‬

‫صفحـة ‪6‬‬

‫تحالفات متناقضة‬ ‫وقادة أقزام‬

‫صفحـة ‪8‬‬

‫‪3‬‬

‫الهواء المسموم‬

‫صفحـة ‪9‬‬


‫ملفـات ثورية‬

‫جريدة الكتائب‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫تستخدم األسلحة الكيميائية لتدمير أو تحجيم أو‬ ‫الحد من نشاط مجموعة بشرية معينة لتحقيق‬ ‫أهداف مختلفة‪ ،‬حيث أن ما تتميز به األســلحة‬ ‫الكيميائيــة هــو التأثيــر غالبا ً علــى الكائنات‬ ‫الحيــة فقــط (ماعــدا األســلحة النوويــة التي‬ ‫يكون تدميرها شــامالً ومتعديا ً حــدود المكان‬ ‫الجغرافية)‪ .‬وتصنف األســلحة الكيميائية عدة‬ ‫تصنيفات‪ ،‬إما حســب شــدة تأثيرها أو حسب‬ ‫إمكانيــة الســيطرة عليهــا والحد من ســرعة‬ ‫انتشارها‪.‬‬

‫تاريخ االستخدام‪:‬‬

‫يعود استخدام األسلحة الكيماوية في الحروب‬ ‫إلى أقدم األزمنة‪ ،‬إذ تشير المصادر التاريخية‬ ‫أن حــروب الهنــد القديمــة في حوالــي العام‬ ‫‪ 2000‬ق‪.‬م شــهدت اســتخداما ً ألبخرة سامة‬ ‫تســبب «االرتخــاء والنعــاس والتثــاؤب»‪.‬‬ ‫كما اســتخدم الغــاز في حصــار «بالتيا» إبان‬ ‫حــرب البيلوبونيز‪ ،‬وتحــوي مؤلفات المؤرخ‬ ‫«توسيديدس» وصفا ً الستخدامه وآثاره‪.‬‬ ‫ولقد استقر اســتخدام األسلحة الكيماوية عبر‬ ‫العصــور‪ .‬إال أن القــرن العشــرين شــهد من‬ ‫بدايتــه تطوراً هاما ً في إتقانها وتوســيع مدى‬ ‫آثارهــا‪ ،‬خاصة إثــر خبرة حــرب البوير التي‬ ‫أظهــرت إمكاناتهــا التدميريــة الهائلــة‪ .‬ومع‬ ‫حلول الحرب العالمية األولى انتشــر استخدام‬ ‫الغازات السامة التي لجأت إليها كافة األطراف‬ ‫المشــاركة فيها‪ .‬ولقد أدت األسلحة الكيماوية‬ ‫إلى وقــوع ما يتراوح بين ‪ 800‬ألف ومليون‬ ‫إصابــة في صفــوف قوات روســيا وفرنســا‬ ‫وإنكلتــرا وألمانيا والواليات المتحدة إبان تلك‬ ‫الحرب‪.‬‬ ‫وعلــى الرغم من التطورات التي ضاعفت من‬ ‫قدرات األســلحة الكيماوية‪ ،‬فإنها لم تســتخدم‬ ‫إبان الحرب العالمية الثانية‪ .‬غير أن الواليات‬ ‫المتحدة استخدمتها إبان حرب فيتنام وخاصة‬ ‫في مجال تخريب المحاصيل وتدمير الغابات‪.‬‬ ‫وكان اإلنكليــز واإلســبان عنــد اســتعمارهم‬ ‫لألمريكيتيــن في أواخر القرن الخامس عشــر‬ ‫يقدمــون للقبائــل الهندية بالشــمال والجنوب‬ ‫بطاطيــن كهدايا وملوثة بفيروســات الجدري‬ ‫للقضاء على أفرادها‪ .‬وفي القرن الثامن عشر‬ ‫كان الــروس يلقون بجثــث الموتى بالطاعون‬ ‫فوق أســوار مدن آســيا الوســطى اإلسالمية‬ ‫لحصد شعوبها واستسالمها للغزو الروسي‪.‬‬ ‫ونابليون فــي كل حروبه كان يلقي الحيوانات‬ ‫النافقة من الطاعون والجمرة الخبيثة في مياه‬ ‫الشــرب ليقضي علــى أعدائه‪ .‬وإبــان الحرب‬ ‫العالميــة األولــى وضعــت بريطانيــا بكتيريــا‬ ‫الكوليرا في مياه الشــرب بإيطاليا لتحالفها مع‬ ‫ألمانيا بينما كانت ألمانيا تلقي قنابل بيولوجية‬ ‫محملــة بالطاعــون فوق لنــدن‪ .‬وكانت مصر‬ ‫عام ‪ 1946‬قد تعرضت لوباء الكوليرا عندما‬ ‫وضعت العصابات الصهيونية بكتيريا الكوليرا‬ ‫في مياه النيل‪ .‬وقام الموساد اإلسرائيلي بعملية‬ ‫مماثلــة في أعقاب حــرب ‪ 1967‬ووقتها كان‬ ‫يطلق على وباء الكوليرا أمراض الصيف‪.‬‬ ‫وكانت اليابان في حربها ضد منشوريا والصين‬ ‫منــذ عــام ‪ 1931‬تلقــي بالبراغيــث الحاملة‬ ‫للطاعون والكوليرا من الطائرات ومعها حبوب‬ ‫القمح التي تقبل عليها الفئران لنشــر األوبئة‬ ‫هناك‪ .‬فحصدت اآلالف من الجنود والمدنيين‪.‬‬ ‫وظلت اليابان تلقي بهذه الجراثيم القاتلة حتي‬

‫الكتائب العـدد الثالث والثالثون ‪2014/08/15‬‬

‫‪02‬‬

‫الحرب الكيماوية‬ ‫نهاية الحرب العالمية الثانية‪ .‬وبعد استسالمها‬ ‫استعانت الواليات المتحدة األمريكية واالتحاد‬ ‫الســوفيتي بالخبرة اليابانية في مجال الحرب‬ ‫الجرثوميــة‪ .‬وهذا ما جعل أمريكا تشــن حربا‬ ‫جرثومية ضد الفيتناميين‪ .‬وكانت قوات «فيت‬ ‫كونج» الفي ْيتنامية تســتخدم الرمــاح الملوثة‬ ‫بالجراثيم ضد المحاربين األمريكان‪.‬‬ ‫وفــي عام ‪ 1984‬قام رجــل متدين من الهنود‬ ‫الحمر بوضع بكتريا الســالمونيال في سلطات‬ ‫بعــدة مطاعــم أمريكيــة بــدالس وأورجــون‪.‬‬ ‫فأصيــب بالتســمم الغذائــي حوالــي ‪750‬‬ ‫شــخصاً‪ 60 ،‬منهم دخلوا المستشفيات‪ .‬وفي‬ ‫عام ‪ 1995‬قامت جماعة دينية باليابان بنشر‬ ‫الطاعــون والكوليــرا واإليبوال من رشاشــات‬ ‫مزودة بالسيارات والتي أخذت تجوب شوارع‬ ‫طوكيــو الرئيســية‪ .‬وكان اليابانيون وقتها قد‬ ‫انتابهم الذعر عقب إلقاء مجهول بزجاجة بها‬ ‫غاز األعصاب ســارين فــي نفق مترو طوكيو‬ ‫أودى بحيــاة ‪ 62‬شــخص وأصيــب ‪5000‬‬ ‫آخرين دخلوا المستشفيات‪.‬‬ ‫في ‪ 21‬آب ‪ 2013‬اســتخدم النظام الســوري‬ ‫غاز األعصاب في هجوم كيماوي على غوطة‬ ‫دمشــق طال مدن زملكا وكفربطنا والمعضمية‬ ‫وجوبر وعربين وســقبا وحمورية وحرســتا‬ ‫وعيــن ترما‪ ،‬ممــا أدى إلى إصابــة ما ال يقل‬ ‫عن ‪ 1300‬من المدنيين بينهم نســاء وأطفال‬ ‫وأكثر مــن ‪ 6000‬مصاب حســب إحصاءات‬ ‫المشافي والنقاط الطبية في المنطقة‪.‬‬

‫الوظائف واألنواع‪:‬‬

‫ووظائف األسلحة الكيميائية هي‪:‬‬ ‫التأثير على قوى الخصم البشرية‪.‬‬ ‫إعاقة الخصــم ومنعه من اإلفــادة من مناطق‬ ‫ومواقع هامة‪.‬‬ ‫عرقلة تقدم الخصم‪.‬‬ ‫ضرب أهداف في عمق الجبهة المعادية‪.‬‬ ‫التأثير النفســي وإضعاف الروح المعنوية في‬ ‫صفوف قوات الخصم‪.‬‬ ‫التأثيــر على البيئــة لخدمة القــوات الصديقة‬ ‫ومخططاته‪.‬‬ ‫و يمكن تقسيم األسلحة المستخدمة في الحرب‬ ‫الكيماويــة إلــى «عوامــل كيماويــة ســامة»‬ ‫و»غــازات قتال» تتــراوح فاعليتها وتأثيرها‬ ‫علــى البشــر‪ ،‬و»المــواد المبيــدة للنبــات»‬ ‫و»القنابــل الحارقــة»‪ .‬ويُمكن اســتخدام عدة‬ ‫وســائط إليصال هذه األســلحة إلــى أهدافها‪،‬‬ ‫كالمدفعيــة والهاونــات وقنابــل الطائــرات‬ ‫والصواريخ والرش من الجو واأللغام والقنابل‬ ‫اليدوية وقاذفات اللهب‪.‬‬ ‫البكتيريا والفيروسات‪:‬‬ ‫الجراثيــم عبــارة عــن كائنات دقيقــة ال ترى‬ ‫بالعيــن المجــردة‪ ،‬وتنقســم إلــى‪ :‬بكتريــا‬ ‫كأمــراض الطاعــون أو الجمــرة أو توالريما‬ ‫أو الســالمونيال‪ .‬وهــذه البكتريــا تعالج عادة‬ ‫بالمضدات الحيوية‪.‬‬ ‫فيروســات كأمــراض إيبــوال أو الجــدري أو‬ ‫ماربــورج (يشــبه فيــروس إيبــوال)‪ ،‬وهــذه‬ ‫الجراثيــم يكون العدوى بها عــادة عن طريق‬ ‫االستنشــاق كاإلنفلونــزا والجمرة التنفســية‪،‬‬ ‫أو من تنــاول األطعمة الملوثة كما في بكتيريا‬ ‫التســمم الغذائي أو عن طريــق الحيوانات أو‬ ‫الحشــرات كمــا فــي الطاعــون‪ ،‬أو باالتصال‬ ‫الجنســي أو عن طريق الحقن كما في أمراض‬ ‫اإليــدز أو اإليبوال أو االلتهاب الكبدي الوبائي‪.‬‬ ‫لهــذا ارتداء األقنعة الواقية تفيد كثيراً للوقاية‬ ‫منها‪.‬‬ ‫ويمكــن لهذه الجراثيم الموت بفعل الحرارة أو‬

‫أشعة الشمس‪ .‬إال أن بعضها قد يقاومهما إلى‬ ‫ماال نهاية‪ .‬فلقد أجرت إنكلترا تجاربا ً بيولوجية‬ ‫في جزيــرة «جرونيارد» االســكتلندية‪ .‬وبعد‬ ‫التجارب ظلــت منطقة التجــارب ملوثة زهاء‬ ‫‪ 40‬عامــا‪ .‬ولو كان العــراق في حرب الخليج‬ ‫طال إســرائيل بالصواريخ المــزودة برؤوس‬ ‫بيولوجية ضمن حملة قصفها الصاروخي عام‬ ‫‪ 1991‬لمــا زال اإلســرائيليون يعانــون منها‬ ‫حتى اآلن‪ .‬والتطعيم ضد هذه األمراض المعدية‬ ‫الفتاكة قد يُفيد الجنود والمدنيين للوقاية منها‬ ‫فــي بعض األحيان كما في الكوليرا‪ .‬لكن هناك‬ ‫جراثيم ال يوجد لها لقاحات واقية كاإليبوال‪ ،‬أو‬ ‫يكــون لها لقاح وإن وجد ال يتوفر حاليا كلقاح‬ ‫الجدري‪.‬‬ ‫والكشف النوعي والفوري عن هذه الميكروبات‬ ‫القاتلــة ليس متاحاً‪ .‬وقد يســتغرق فحصها أو‬ ‫الكشــف عنها عدة أيــام بالمعامل البيولوجية‪.‬‬ ‫وحاليــا ً توجد أبحاث الكتشــاف طريقة فورية‬ ‫للكشــف عن بعضهــا كما هو متبــع حاليا ً في‬ ‫التعــرف علي فيــروس اإليدز‪ .‬وهــذه التقنية‬ ‫الواعدة تعتمد علــي نظرية اتحاد األنتيجينات‬ ‫(كالبكتريا والفيروســات) باألجســام المضادة‬ ‫النوعيــة والخاصة لكل مرض‪ .‬وهذه الطريقة‬ ‫يطلق عليها االختيــار الحيوي المتكامل‪ .‬وفي‬ ‫حالة حرب الخطابات الملغمة بالجراثيم ‪،‬فالبد‬ ‫من فتح الخطابات أوالً للكشف علي محتواها‪.‬‬ ‫ألخــذ عينات من مســحوقها لتحليلها وخلطها‬ ‫بمجموعة األجســام المضــادة للتعرف عليها‪.‬‬ ‫وسيمكن بهذه الطريقة الفورية المتاحة حاليا ً‬ ‫التعرف على بكتريا الجمرة الخبيثة والطاعون‬ ‫وبكتريا التســمم الغذائــي والبكتريا العنقودية‬ ‫في خالل ‪ 30‬دقيقة‪.‬‬ ‫وحاليــا ً تقوم منظمة الصحــة العالمية بحصر‬ ‫األمــراض المتوطنــة المعدية فــي كل مناطق‬ ‫العالم مع وضع لوائح للوقاية منها وتحذيرات‬ ‫للمسافرين والسياح بهذه المناطق الموبوءة‪.‬‬ ‫وهذه األمراض قد تتحور جراثيمها في المعامل‬ ‫مما يتنافى من تحضيرها بها مع الوقت أو في‬ ‫بيئاتهــا لتصبح أكثر مقاومــة للعوامل البيئية‬ ‫والطبيعيــة والوقائيــة والعالجيــة‪ .‬أوقد تفقد‬ ‫قدرتها الوبائية مع الوقت‪.‬‬

‫الغازات والسموم‪:‬‬

‫تضــم األســلحة الكيماويــة غــاز األعصــاب‬ ‫والسموم الكيماوية وغاز الخردل السام‪ .‬وتضم‬ ‫غازات األعصاب السارين الذي ال رائحة له و‬ ‫‪ vx‬الكافوريــة الرائحة وهي تتلف األعصاب‬ ‫وتمنع اإلشارات العصبية للمخ‪ .‬ومن بين هذه‬ ‫الغازات غاز الفوســجين الذي يوقف التنفس‪.‬‬ ‫وبعضها سريعة المفعول كسيانيد الهيدروجين‬ ‫السام‪ .‬وبعض هذه الغازات السامة لها روائح‬ ‫مميــزة‪ .‬فالخــردل رائحتــه كالثــوم والخردل‬ ‫النيتروجينــي كرائحــة الســمك‪ ،‬واللوزيــت‬ ‫رائحته حلوة وأوكســيم األكســجين له رائحة‬ ‫نفاذة محدثا ً تهيجا ً في األنف والعين‪ .‬وبعضها‬ ‫مفعولها ســريع كاللوزيت أو لمدة ‪ 3‬ســاعات‬ ‫أو لعدة أيام كالخردل‪ .‬وبعضها يســبب الثآليل‬ ‫بالجلــد التــي تؤثر علــى التنفس واألنســجة‬ ‫كالخردل النيتروجيني‪.‬‬ ‫ويمكن الوقاية من هذه الغازات بارتداء القناع‬ ‫والمالبس الواقيــة‪ .‬وبالقناع يوجد المرشــح‬ ‫(فلتــر) يتكــون مــن حبيبات مســحوق الفحم‬ ‫النباتي النشــط‪ .‬وله قدرة على امتصاص هذه‬ ‫الغازات من الهواء المستنشــق‪ .‬ولكل مرشح‬ ‫لــه تاريــخ صالحية‪ .‬والبــد أن يكــون القناع‬ ‫محكم ويجــب التمرين علي ارتدائه‪ .‬وللتعرف‬ ‫علــي أن القناع محكم توضع نقطة زيت نعناع‬

‫فلــو شــمت الرائحة‪ .‬فهــذا معناه القنــاع فقد‬ ‫صالحيته‪.‬‬ ‫وبصفة عامة للوقاية من هذه األســلحة يكون‬ ‫بارتــداء القنــاع الواقــي والمالبــس الواقيــة‬ ‫مع عــزل المناطق الموبوءة واســتعمال مياه‬ ‫وتنــاول أطعمة معروفــة المصدر مع مالحظة‬ ‫الطائــرات المنخفضة الطيران المشــبوهة أو‬ ‫الغريبة‪.‬‬ ‫كمــا أن األســلحة النوويــة لــم تعــد القصف‬ ‫والتدمير النووي‪ .‬ألن قضيبا ً في حجم اإلصبع‬ ‫أو مسحوقا ً مشــعا ً سيسببان الهلع النووي لو‬ ‫قام بوضع أيهما انتحاري في أي مكان مزدحم‬ ‫وهو يلبس مالبس واقية من معدن الرصاص‬ ‫تحت مالبسه العادية‪ .‬ويظل مفعول هذه المواد‬ ‫المشــعة والغيــر منظورة مســببة الســرطان‬ ‫المدمر آلالف السنين‬

‫الوقاية‪:‬‬

‫يعتمد الدفاع الناجح ضــد الهجمات الكيماوية‬ ‫على الكشف المبكر النتشار العوامل الكيماوية‬ ‫بغيــة اتخاذ التدابيــر الالزمة وإعداد وســائل‬ ‫الوقاية والحماية‪ .‬وفي حال تلوث منطقة بهذه‬ ‫العوامــل‪ ،‬تفرض القيــود علــى الحركة منها‬ ‫وإليها بغيــة القيام بواجبات الوقاية والتطهير‬ ‫الضرورية‪.‬‬ ‫نظراً لخطــورة األســلحة الكيماوية واتســاع‬ ‫مــدى تأثيرها‪ ،‬فلقــد بُذلت جهــود دولية للحد‬ ‫من انتشــارها واســتخدامها منذ أواخر القرن‬ ‫الماضي‪ .‬إذ شــهدت مدينة الهاي في العامين‬ ‫‪ 1899‬و‪ 1907‬مؤتمريــن تقــرر فيهما منع‬ ‫استخدام القنابل التي تنشــر الغازات الخانقة‪.‬‬ ‫كمــا قامــت عصبــة األمم فــي الفترة مــا بين‬ ‫الحربيــن العالميتين ببحث مســألة اســتخدام‬ ‫العوامــل الكيماويــة فــي الحــروب‪ ،‬واتخذت‬ ‫قــرارات بتحريمهــا فــي اتفاقيــة جنيــف عام‬ ‫‪ ،1925‬ومؤتمــر نــزع الســاح ‪-1932‬‬ ‫‪ .1934‬واستمر االهتمام الدولي بهذه القضية‬ ‫حتــى مطلــع الثمانينات‪ ،‬وذلك رغــم أن عدداً‬ ‫كبيراً من الــدول ال يزال يحتفظ بمخزون كبير‬ ‫نســبيا ً من هذه األســلحة‪ ،‬كما تستمر األبحاث‬ ‫الرامية إلى تطوير المزيد منها‪.‬‬ ‫ومما ال شــك فيه أن األسلحة الكيماوية تشكل‬ ‫خطراً على البشرية جمعاء كغيرها من أسلحة‬ ‫الدمار الشامل‪ .‬ويفاقم من هذا الخطر الحقيقة‬ ‫التي أشــار إليهــا يوثانــت ‪ -‬الســكرتير العام‬ ‫الســابق لألمم المتحدة ‪ -‬حيث كتب في مقدمة‬ ‫كتاب «األسلحة الكيماوية والبيولوجية» الذي‬ ‫صــدر عن األمم المتحدة فــي العام ‪ 1962‬ما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫« كل الــدول تقريبــا ً ‪ -‬بما فيها الــدول النامية‬ ‫والبلــدان الصغيرة ‪ -‬بإمكانهــا الحصول على‬ ‫األســلحة الكيماويــة والبيولوجيــة‪ ،‬نظــرا‬ ‫لســهولة تحضيــر بعضها بمصاريــف زهيدة‬ ‫وســرعة فائقة في مختبراتنا ومعامل بسيطة‪.‬‬ ‫وهذه الحقيقة تجعل مسألة السيطرة على هذه‬ ‫األسلحة ومراقبتها شديدة الصعوبة»‪.‬‬ ‫ويمكن ألي شــخص إقامة معمل لتحضير هذه‬ ‫الجراثيــم القاتلة‪ .‬ولــن تكلف العملية ســوى‬ ‫معدات بعشرين ألف جنيه وشقة مساحتها من‬ ‫‪ 100– 50‬متر مربع‪ .‬ويمكن زراعة الجراثيم‬ ‫في «قزان» بحجم برميل الطرشي‪ .‬ويوضع به‬ ‫مواد غذائية بروتينية وســكرية ليحدث عملية‬ ‫الزراعــة بالتخمر حيث تتضاعــف بالباليين‪.‬‬ ‫ولهذا فاألســلحة البيولوجية سهلة االستخدام‬ ‫ألي دولة‪ ،‬مما يجعلها تنتشر بسهولة وتُشكل‬ ‫خطراً أكبر‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثالث والثالنون ‪2014/08/15‬‬

‫‪03‬‬

‫ملـف العـدد‬

‫عام على مجزرة الكيماوي الرهيبة‬

‫بقلم‪ :‬فاضل الحمصي‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫تمــر بعد أيام قليلــة الذكرى األولى لمجزرة‬ ‫الكيماوي الرهيبة‪ ،‬تلك الجريمة التي وقعت‬ ‫فــي غوطة دمشــق وراح ضحيتها أكثر من‬ ‫‪ 1500‬شهيد معظمهم من األطفال والنساء‬ ‫النائميــن فــي بيوتهم‪ .‬لم يكتف نظام األســد‬ ‫بالقتــل عــن طريــق الرصــاص والقذائــف‬ ‫المدفعية والصواريــخ والبراميل المتفجرة‪،‬‬ ‫بل تجرأ واستخدم السالح الكيماوي المح ّرم‬ ‫دولياً‪ ،‬وتحدى العالم بأجمعه وتخطى الخطوط‬ ‫الحمــراء التي وضعهــا أوباما‪ ،‬رئيس أقوى‬ ‫دولــة فــي العالم‪ ،‬غيــر عابئ بالــرأي العام‬ ‫العالمــي‪ ،‬أو حتى بالمراقبين الدوليين الذين‬ ‫كانوا في فندق ال يبعد سوى دقائق قليلة عن‬ ‫مكان حدوث الجريمة‪.‬‬ ‫فــي صبــاح ‪ 21‬آب\أغســطس ‪،2013‬‬ ‫قامت قوات من اللواء ‪ ،155‬التابعة لجيش‬ ‫النظــام‪ ،‬والمتمركــزة في منطقــة القلمون‪،‬‬ ‫قامــت بإطــاق ‪ 16‬صاروخــاً‪ ،‬اســتهدفت‬ ‫جميعهــا مناطــق فــي غوطة دمشــق‪ ،‬وبعد‬ ‫ســاعة من ذلك ســقطت صواريخ أخرى على‬ ‫الجهة الشرقية من مدينة زملكا بريف دمشق‪.‬‬ ‫واســتهدفت صواريخ أخرى بلدتي عين ترما‬ ‫وعربيــن‪ ،‬واســتمر إطــاق الصواريخ حتى‬ ‫الســاعة الخامســة فجراً‪ ،‬بسقوط صاروخين‬ ‫استهدفا مدينة المعضمية في الغوطة الغربية‪.‬‬ ‫قاربــت أعــداد الشــهداء ‪ 1500‬شــهيد‪ ،‬أما‬ ‫المصابــون فقاربــوا ‪ 9000‬شــخص‪ ،‬وقــد‬ ‫استشــهد العديد من المصابيــن نتيجة ضعف‬ ‫التجهيــزات فــي المشــافي الميدانيــة‪ ،‬وعدم‬ ‫اتســاع المشــافي الميدانية أصالً لهــذا العدد‬ ‫الكبيــر من المصابين‪ .‬وبســبب العــدد الكبير‬ ‫للشــهداء فقد تم دفن عائالت بأكملها في قبور‬ ‫جماعيــة‪ ،‬تشــاركوا القبور بعــد أن أجبرهم‬ ‫األسد المجرم على تشارك الموت خنقا ً بسبب‬ ‫استخدامه الكيماوي دفاعا ً عن كرسي حكمه!‬ ‫اســتفاق العالــم علــى خبــر المجــزرة‪ ،‬وبدأ‬ ‫التصريحات الناريــة تتعالى‪ ،‬لكنها لم تتجاوز‬ ‫التصريحــات اإلعالميــة التي لــم تترافق بأي‬ ‫فعل‪ ،‬ســوى الســماح للجنة من األمم المتحدة‬ ‫بزيارة الغوطة والتحقق من اســتخدام السالح‬ ‫الكيمــاوي فيهــا‪ .‬وفعــاً‪ ،‬أكــدت تلــك اللجنة‬ ‫اســتخدام غاز الســارين‪ ،‬دون توجيه االتهام‬ ‫إلــى أي طــرف‪ ،‬فــي تواطؤ واضــح منها مع‬ ‫نظام األسد‪.‬‬

‫ثــم بــدأت تصريحــات أوبامــا والخارجيــة‬ ‫األمريكيــة معلنة أن األســد قد تجــاوز (الخط‬ ‫األحمر)‪ ،‬وبدأ البنتاغون بإعداد العدة لتوجيه‬ ‫ضربــة عســكرية للنظام عقوبة لــه على ذلك‬ ‫التجاوز‪ ،‬وســاندتها في ذلك عــدة دول‪ ،‬منها‬ ‫بريطانيا وفرنسا‪ ،‬وتحركت البوارج األمريكية‬ ‫لتتمركــز قبالة الســواحل الســورية في البحر‬ ‫األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫عرضت الحكومة البريطانية موضوع التدخل‬ ‫العســكري في ســوريا علــى مجلــس العموم‬ ‫البريطانــي‪ ،‬والذي رفض التدخل‪ ،‬فانســحبت‬ ‫بريطانيــا من المشــاركة في توجيــه ضربات‬ ‫عســكرية للنظام‪ .‬ثم صــرح أوباما أن التدخل‬ ‫يجــب أن يكــون بموافقــة الكونغــرس وقــام‬ ‫بتأجيــل الضربــة إلى ما بعد اجتمــاع أعضاء‬ ‫الكونغــرس‪ .‬وأتــت الوصفــة الســحرية مــن‬ ‫حليف النظام‪ ،‬روســيا‪ ،‬والتي طرحت مبادرة‬ ‫لسحب السالح الكيماوي من النظام السوري‪،‬‬ ‫والتي تضمن ســحب السالح الكيماوي وحفظ‬ ‫ماء الوجــه ألوباما المتردد أصــاً في توجيه‬ ‫تلــك الضربــة‪ .‬ووافقــت الواليــات المتحــدة‬ ‫علــى المبادرة الروســية‪ ،‬ووافق النظام خالل‬ ‫ساعات‪ ،‬وتم استصدار قرار من مجلس األمن‬ ‫الدولــي بخصوص تســليم الســاح الكيماوي‬ ‫الســوري خالل مدة زمنية محــددة‪ .‬وقد التزم‬ ‫النظام فعالً وســلم كل مخزونه الكيماوي دون‬ ‫تأخير!!‬

‫التأثيرات الطبية للهجوم الكيماوي‪ :‬ماذا بعد المجزرة؟‬ ‫باإلضافــة لقتلــه المئــات خــال دقائــق‪ ،‬فقد‬ ‫اســتمرت تأثيرات الغاز المستخدم في الهجوم‬ ‫علــى الغوطة إلى فتــرة زمنية الحقة‪ ،‬وبعض‬ ‫من تعرضــوا للغاز اســتمرت عندهــم حاالت‬ ‫االرتعاش المفاجئ مما يدل على تأثر أعصابهم‬ ‫بتلــك الغــازات حتى بعد انقضــاء فترة طويلة‬ ‫علــى استنشــاقهم الغــاز‪ .‬كما أظهــرت بعض‬ ‫الصور والدة أطفال بتشــوهات خلقية‪ ،‬يرجح‬ ‫أن سببها الرئيسي هو تعرض األم الستنشاق‬ ‫الغاز السام في ذلك الهجوم‪.‬‬ ‫وفــي لقــاء مــع صحيفــة ديلــي تلغــراف‬ ‫البريطانية بعد الهجوم بفترة قليلة قال الطبيب‬ ‫قاســم الزين‪ ،‬مدير العمليــات الطبية لالجئين‬ ‫الســوريين في عرســال‪ ،‬أن األطبــاء الحظوا‬ ‫زيادة في نسبة والدة أطفال ميتين بعد الهجوم‬ ‫الكيمــاوي علــى الغوطــة‪ ،‬وأضــاف‪« :‬نحن‬ ‫نســتقبل نحو ‪ 100‬والدة شهريا ً في عرسال‪،‬‬ ‫زهــاء ‪ 12‬بالمئة منهــا والدات أطفال ميتين‪،‬‬ ‫وغالبية هــذه الحاالت تحدث لنســاء تعرضن‬ ‫لغازات ســامة»‪ .‬كما قدمت الباحثة البريطانية‬ ‫كريستين غوسدن‪ ،‬التي درست آثار التعرض‬ ‫ألســلحة كيميائيــة شــهادة أمــام الكونغــرس‬ ‫األميركي عن حدوث تشوهات خلقية في ذرية‬ ‫الناجين من هجمــات كيميائية‪ ،‬وكذلك ارتفاع‬ ‫معدالت اإلسقاط ووالدة أطفال ميتين ووفيات‬ ‫بين الرضع‪.‬‬

‫لــم يتوقف الحــراك الثوري فــي الغوطة حتى‬ ‫بعــد تلــك المجــزرة الرهيبة‪ ،‬بل كانــت نقطة‬ ‫انطــاق جديدة أكد فيها الثــوار حرصهم على‬ ‫االقتصاص لدماء وأرواح الشهداء من قاتلهم‬ ‫الذي مازال طليقاً‪ ،‬وبقيت غوطة دمشــق هي‬ ‫الكابــوس الذي يقض مضجع األســد ونظامه‬ ‫ويهــدده باإلطاحــة بحكمــه علــى الرغــم من‬ ‫استخدامه أســلحة الدمار الشامل لكسر إرادة‬ ‫ثوار الغوطة وشبابها‪.‬‬ ‫أما خذالن المجتمع الدولي للشــعب الســوري‬ ‫فقد كان أمراً متوقعاً‪ ،‬فالعالم الذي ســكت عن‬ ‫مقتل ربــع مليون إنســان‪ ،‬والذي لــم تحركه‬ ‫ثالث ســنوات من اإلجــرام واإلبادة بكل أنواع‬ ‫األســلحة بما فيها الصواريــخ والبراميل‪ ،‬لن‬ ‫تحركه أرواح المئات مهما كانت طريقة قتلهم‪،‬‬ ‫ولن يتحرك إليقــاف اإلجرام بحقهم ومحاكمة‬ ‫فاعل الجريمة‪.‬‬ ‫الجدير بالذكر أن نظام األسد استمر باستخدام‬ ‫الســاح الكيمــاوي‪ ،‬حتــى بعد االتفــاق على‬ ‫تســليمه‪ ،‬وقد سجل اســتخدام غاز الكلور في‬ ‫مناطــق عدة من ســورية ما يقــارب الثالثين‬ ‫مرة‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثالث والثالثون ‪2014/08/15‬‬

‫المشهد الميداني‬

‫‪04‬‬

‫تنظيم داعش يبدأ الهجوم على ريف حلب الشمالي‬ ‫والمليحة تسقط بيد النظام بعد ‪ 135‬يوم ًا من المعارك‬

‫جريدة الكتائب‬

‫‪-----------------------------------------‬‬‫واصل تنظيــم الدولة اإلســامية الهجوم على‬ ‫المناطــق المحــررة‪ ،‬والتــي تخضع لســيطرة‬ ‫الجيــش الحر‪ ،‬حيث ســيطر التنظيم على عدة‬ ‫مناطق في ريف حلب الشــمالي بعد ســيطرته‬ ‫على مناطق واســعة من محافظــة دير الزور‪.‬‬ ‫وتواصلــت المعارك بين الجيــش الحر وقوات‬ ‫النظــام في ادلــب وريف حمــاه ودرعا وريف‬ ‫دمشق‪.‬‬ ‫في دمشق‪ ،‬استطاعت قوات النظام السيطرة‬ ‫على بلدة المليحة في الغوطة الشــرقية بريف‬ ‫دمشــق بعد معارك عنيفة اســتمرت ألكثر من‬ ‫أربعة أشــهر ونفذ طيران النظــام خاللها أكثر‬ ‫مــن ‪ 1000‬غارة جوية علــى البلدة وقصفها‬ ‫بأكثــر مــن ‪ 1000‬صــاروخ أرض أرض‪.‬‬ ‫ســجلت اشــتباكات في منطقــة القلمون وفي‬ ‫و ُ‬ ‫مخيم اليرموك‪ .‬كما دارت اشتباكات عنيفة على‬ ‫جبهة حي جوبر بالقرب من ساحة العباسيين‪،‬‬ ‫واســتطاع الثــوار خاللها قتل عــدة جنود من‬ ‫قوات النظام‪ ،‬ووقعت اشتباكات مماثلة في بلدة‬ ‫الزمانية بريف دمشــق الشرقي‪ .‬ويتزامن ذلك‬ ‫مع اشــتباكات عنيفة بين الثوار وقوات النظام‬ ‫في الجهة الشمالية لمدينة داريا بريف دمشق‪.‬‬ ‫واســتمر القصــف علــى عــدة مناطــق‪ ،‬حيث‬ ‫قصفت دوما ودير مقرن ووادي بردى وســقبا‬ ‫بقذائــف الهاون والمدفعية الثقيلة‪ ،‬كما قصفت‬ ‫قــوات النظــام الطريــق الواصــل بيــن عــدرا‬ ‫العمالية وعدرا البلد وبلدة خان الشــيخ بريف‬ ‫دمشق‪ .‬وشن طيران النظام غارات جوية على‬ ‫رنكــوس‪ ،‬وألقــى براميل متفجــرة على مخيم‬ ‫خان الشــيح لالجئين بريف دمشــق‪ ،‬مما أدى‬ ‫إلى استشهاد امرأة وجرح العشرات‪.‬‬ ‫ونجح الثوار بالسيطرة على حاجزين عسكريين‬ ‫لقوات النظام في بلدة معرة يبرود في القلمون‬ ‫بريف دمشــق الشــمالي‪ ،‬بعد اشــتباكات سقط‬ ‫فيها قتلى من قوات النظام ومســلحي حزب هللا‬ ‫اللبناني‪.‬‬ ‫وأعلن جيش اإلسالم عن إطالقه لمعركة تحمل‬ ‫اســم «معركة تطويق المطــار»‪ ،‬والتي تهدف‬ ‫فــي مرحلتها المتقدمة إلى حصار قوات النظام‬ ‫تمهيداً للقضاء على نظام األســد في العاصمة‬ ‫الســورية دمشق حسب وصف البيان الصادر‪.‬‬ ‫وأكد البيان أن مقاتلي جيش اإلســام قد بدؤوا‬ ‫ضمــن المعركة بتطويق مطار دمشــق الدولي‬ ‫الواقع تحت سيطرة نظام األسد‪ ،‬وصلة وصله‬ ‫مــع العالــم الخارجي‪ ،‬حيــث يعــد المطار من‬ ‫أهم الطرق التي تســاعد في إمداد نظام األســد‬ ‫باألسلحة من بعض الدول التي تسانده‪.‬‬ ‫وجــاء في البيــان أن عملية تطويــق المطار‬ ‫الدولي جــاءت كونــه يعد المصدر األساســي‬ ‫لوفود المقاتلين األجانب والمساعدات اإليرانية‬ ‫إلى نظام بشار األسد‪ ،‬وذلك في مرحلة متقدمة‬ ‫لحصار األســد في دمشق تمهيداً للقضاء على‬ ‫النظام فــي عاصمته‪ .‬وأكد البيــان الصادر أن‬ ‫عناصــر جيش اإلســام قــد أتموا حتــى اآلن‬

‫الســيطرة على عــدد من النقــاط قرب‬ ‫مطاحــن الغزالنية‪ ،‬إضافــة إلى تدمير‬ ‫مدفــع الـ‪ 23‬المتمركز علــى المطاحن‬ ‫وعطــب دبابــة من طــراز ت‪ 72‬وقتل‬ ‫العشــرات مــن عناصــر قوات األســد‬ ‫وتفجير عدد من الدشــم والتحصينات‪،‬‬ ‫بالتزامــن مــع حصــار جيش اإلســام‬ ‫لمطاحــن الغزالنيــة فــي عملية تهدف‬ ‫القتحامهــا‪ .‬فيمــا قامت قــوات النظام‬ ‫بقصــف عنيف بالصواريــخ والطيران‬ ‫الحربي على مواقع الثوار في الغزالنية‬ ‫وديــر العصافيــر كــرد علــى عمليات‬ ‫التقدم‪.‬‬ ‫وفي حلب‪ ،‬اندلعت اشــتباكات عنيفة‬ ‫بيــن قوات النظــام والثــوار في محيط‬ ‫قلعة حلب وسقط قتلى من كال الطرفين‪،‬‬ ‫واستهدفت الثوار بمدفع «بي‪ »9‬نقاط‬ ‫تمركــز قناصــة جيش النظــام في حي‬ ‫الخالدية بحلب‪ .‬وتشــهد مناطق شمال‬ ‫شــرقي المدينــة بينها مخيــم حندرات‬ ‫اشتباكات بين الثوار وقوات النظام‪.‬‬ ‫وتعرضت حلب لمزيد من الغارات‪ ،‬واستشــهد‬ ‫مــا ال يقــل عــن ثالثــة أشــخاص إثــر قصف‬ ‫بالبراميل المتفجرة لحي قاضي عســكر شرقي‬ ‫حلــب‪ ،‬وأصيــب مدنيــون آخرون فــي قصف‬ ‫ألحياء أخرى بينها حي مساكن هنانو والميسر‬ ‫وتــراب الغربــا والحيدرية وكــرم حومد وباب‬ ‫الحديد والقاطرجي‪ ،‬كما شملت الغارات بلدات‬ ‫دير حافر ودارة عزة‪ ،‬وسقط عشرات الجرحى‬ ‫في غارة جوية اســتهدفت أحد مســاجد مدينة‬ ‫الباب بريف حلب‪.‬‬ ‫من جانب آخر‪ ،‬وبعد اشــتباكات عنيفة‪ ،‬سيطر‬ ‫مسلحو الدولة اإلســامية على مدينة أخترين‬ ‫وقريــة تركمان بــارح والغوز فــي ريف حلب‬ ‫الشــمالي‪ ،‬كما ســيطر التنظيم علــى عدد من‬ ‫القرى هناك‪ ،‬وشن في وقت الحق عمليات دهم‬ ‫واعتقاالت واســعة لكل من لــه صلة بالجيش‬ ‫الحر‪.‬‬

‫وفي ريف إدلب‪ ،‬اســتهدف الثوار دبابات‬ ‫فــي حاجز قريــة الزعالنة في محيط معســكر‬ ‫وادي الضيــف‪ ،‬ودمــروا بصاروخ تــاو دبابة‬ ‫لقوات النظام في جبهة كفرية‪ .‬كما سقط عشرة‬ ‫قتلى مــن قوات النظام في كمين نصبته كتائب‬ ‫الثوار قرب مطار أبو الضهور العسكري بريف‬ ‫إدلب‪ ،‬بينما اســتهدفت قوات النظام باألسلحة‬ ‫الرشاشة بلدة الرامي في جبل الزاوية‪.‬‬ ‫وشــن الطيــران الحربي أربع غــارات جوية‬ ‫اســتهدفت محيــط مدينة كفــر تخاريــم وبلدة‬ ‫كفرومــة في ريف إدلــب‪ ،‬بالتزامن مع قصف‬ ‫مدفعي على مدينة معرة النعمان‪.‬‬ ‫وفي حماه‪ ،‬استشــهد ‪ 14‬شــخصا ً في بلدة‬ ‫اللطامنة وأصيب عشــرات الجرحى في غارة‬ ‫جوية اســتهدفت ســوق الخضــار بالبلدة‪ .‬كما‬ ‫شــنّ الطيران الحربي أربع غارات جوية على‬ ‫ناحية العقيربات بريف حماة الشــرقي‪ ،‬وألقت‬ ‫المروحيــات براميــل متفجــرة على المســجد‬ ‫الكبير في بلدة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي‪،‬‬ ‫مما أسفر عن ســقوط عدد من الجرحى بينهم‬ ‫أطفال‪.‬‬ ‫وقصف الطيران بالبراميل المتفجرة المشــفى‬ ‫الوطنــي في بلدة حلفايا ومنــازل المدنيين في‬ ‫قريــة تل ملــح‪ ،‬كما قصــف بعشــرات القنابل‬ ‫العنقوديــة والبراميل المتفجرة بلدة عقرب في‬ ‫ريف حماة الجنوبي‪.‬‬ ‫واســتهدف الثــوار مطــار حمــاة العســكري‬ ‫ومقــرات قــوات النظــام فــي الريــف الغربي‬ ‫بصواريخ غراد‪ ،‬مع أنباء تفيد بســحب قوات‬ ‫النظــام معظــم عناصرها وآلياتها من خمســة‬ ‫حواجــز بريــف حماة عقــب تقدم الثــوار في‬ ‫طريق حماة محردة‪.‬‬

‫وفي درعا وقعت اشــتباكات في بلدة سملين‬ ‫قــرب مدينة إنخــل بريف درعا استشــهد فيها‬ ‫أربعــة من الجيش الحر‪ ،‬كمــا قتل خاللها عدد‬ ‫غير محدد من قوات النظام‪ .‬وجرت اشــتباكات‬ ‫بيــن كتائــب الثوار وقــوات النظــام في محيط‬ ‫اللــواء ‪ 15‬في إنخل بريــف درعا‪ ،‬كما وقعت‬ ‫اشــتباكات عنيفة في حي المنشية وفي محيط‬ ‫حي طريق الســد بدرعا المحطة قتل فيها ثالثة‬ ‫من قوات النظام‪.‬‬ ‫وتعرضــت مدينتا إنخل ونــوى لقصف جوي‪،‬‬ ‫حيــث قُصفــت مدينــة نــوى بأربعــة براميــل‬ ‫متفجــرة ســقطت علــى الجزء الخاضــع منها‬ ‫لســيطرة الثــوار‪ ،‬وأدى القصــف إلى ســقوط‬ ‫جرحى وأضرار مادية في الممتلكات‪ .‬كما ألقى‬ ‫الطيران المروحي براميل متفجرة على بلدات‬ ‫عتمــان وطفس وعلى تل الســمن القريب من ووقعــت اشــتباكات عنيفة بين كتائــب الثوار‬ ‫بلدة برقة وإنخل‪ ،‬وأخرى على مدينة جاسم‪ .‬وقــوات النظام على جبهة قبــة الكردي بريف‬

‫حماة الجنوبي وســط قصف مدفعي على قرية‬ ‫الدالك‪ .‬وتصــدى الجيش الحر لمحاولة اقتحام‬ ‫قــوات النظام المدعومة بقــوات من حزب هللا‬ ‫اللبناني مدينة مورك في ريف حماة الشمالي‪.‬‬ ‫وفي حمص‪ ،‬واصل طيران النظام غاراته على‬ ‫عدد من المناطق‪ ،‬حيث شن غارات على مدينة‬ ‫تلبيســة بريف حمص مما أســفر عن ســقوط‬ ‫شــهيد وعدد من الجرحى‪ .‬كمــا واصل النظام‬ ‫قصفــه العنيــف لحــي الوعر بقذائــف الهاون‬ ‫والمدفعيــة الثقيلة‪ ،‬كما ســقط عــدة صواريخ‬ ‫أرض أرض علــى الحي المحاصــر‪ ،‬مما أدى‬ ‫لحدوث دمار كبير وســقوط عدد من الشــهداء‬ ‫والجرحى‪.‬‬ ‫وفي الرقة‪ ،‬استشهد ‪ 13‬شخصا ً بينهم أطفال‬ ‫ونساء في غارة على حي البدو بمدينة الرقة‪،‬‬ ‫وجاءت هذه الغارة بينما يســتعد تنظيم الدولة‬ ‫(داعــش) لمهاجمة مطار الطبقة العســكري‪،‬‬ ‫آخــر معقل كبيــر للنظام فــي المحافظــة‪ ،‬بعد‬ ‫سيطرته على الفرقة ‪ 17‬واللواء ‪.93‬‬ ‫وفي دير الزور قصفت مدفعية النظام قرية‬ ‫الحســينية في ريــف دير الــزور الغربي‪ ،‬مما‬ ‫أســفر عن ســقوط شــهيد وعدد من الجرحى‪.‬‬ ‫ونشــر تنظيم الدولة اإلســامية على اإلنترنت‬ ‫صــوراً مــن محافظة ديــر الزور‪ ،‬وقــال إنها‬ ‫لعملية إعدام ‪ 23‬شــخصا ً من مسلحي عشيرة‬ ‫الشــعيطات‪ .‬وقــال التنظيــم إنــه أســر هؤالء‬ ‫األشــخاص خالل المعارك األخيرة الدائرة بينه‬ ‫وبيــن مســلحي العشــيرة في قرى أبــو حمام‬ ‫وغرانيج والكشكية بريف دير الزور الشرقي‪.‬‬ ‫يذكــر أن عناصر من تنظيم الدولة اإلســامية‬ ‫لقــوا مصرعهــم خــال اشــتباكات مــع رجال‬ ‫عشــائر في محيط بلدة الشــعيطات بريف دير‬ ‫الزور شرقي سوريا من أجل استعادة السيطرة‬ ‫عليها‪ ،‬بعد أن طُردوا منها قبل نحو أسبوع‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثالث والثالنون ‪2014/08/15‬‬

‫الصفحة اإلخبـارية‬

‫‪05‬‬ ‫المؤسسة األمنية تلقي القبض على مجموعة تعبث بكهرباء حلب‬ ‫أعلنت المؤسســة األمنية التابعة للجبهة اإلســامية في حلب عن‬ ‫إلقائها القبض على مجموعة تدعي انتمائها “للواء السلطان محمد‬ ‫الفاتح”‪ ،‬وهم متلبسون بإنزال محول كهربائي “بوسط كهرباء”‪،‬‬ ‫علما ً أن هذا المحول قيد العمل على شــبكة الكهرباء في مســاكن‬ ‫هنانو ويقوم بتغذية المنطقة وذلك حسب ما صرحت به المؤسسة‬ ‫األمنيــة‪ .‬وأكدت المؤسســة األمنية أن المجموعــة الملقاة القبض‬ ‫عليها‪ ،‬كانت تصطحب معها “رافعة كهرباء”‪ ،‬مركبة على سيارة‬ ‫شــاحنة‪ ،‬وأفادت المؤسســة أن بعد التحقيــق معهم ثبت باعتراف‬ ‫أحدهم أنه في وقت ســابق قاموا بضرب محول آخر في مكان آخر‬ ‫بقذيفة آر بي جي لســرقته بحجة أنه ســقطت بقربه قذيفة هاون‪.‬‬

‫وأفادت المؤسسة أن هذه األساليب تصب في مصلحة النظام بشكل‬ ‫أو بآخر‪ .‬وفي ذات السياق المؤسسة األمنية وباالشتراك مع جبهة‬ ‫النصرة وضمن حملة “تصحيح المســار”‪ ،‬ألقت القبض على قادة‬ ‫لــواء الربيــع العربي وبعض عناصــر اللواء بعــد قيامهم “بقطع‬ ‫الطرقــات‪ ،‬ونهــب األموال العامة والخاصة”‪ ،‬حســب ما نشــرته‬ ‫المؤسسة األمنية على موقعها الرسمي‪.‬‬ ‫وأشــارت المؤسســة أن التحقيق ما زال مســتمراً معهم‪ ،‬ومن لم‬ ‫تثبت بحقه إدانة ســيخلى ســبيله بقرار من المكتــب القضائي في‬ ‫الجبهة اإلســامية‪ ،‬كما تم مصادرة الكثير من “المسروقات” من‬ ‫مستودعهم‪.‬‬

‫هيئة إدارية ورئاسة جديدة لرابطة الصحفيين السوريين‬ ‫أعلنــت اللجنــة المشــرفة علــى انتخابــات رابطــة الصحفيين محمــد فتــوح‪ -‬رنا حاج إبراهيــم ‪ -‬غالية قبانــي‪ -‬أيهم إبراهيم‬ ‫الســوريين‪ ،‬عن قائمة الفائزين في االنتخابات التي أجرتها في اليوسف‪ :‬أعضاء في الهيئة اإلدارية الجديدة المنتخبة‪ .‬وقد فاز‬ ‫دورتهــا الجديدة ‪ ،2014‬وقــد بلغ عدد الناخبين ‪ 109‬عضواً‪ ،‬برئاســة الرابطة رياض معسس‪ ،‬وتشكلت لجنة لإلشراف على‬ ‫االنتخابات وفرزها من بينها قاض وإعالميان معروفان‪.‬‬ ‫وجاءت النتائج على الشكل التالي‪:‬‬ ‫ميســاء حسن‪ -‬سردار مالدرويش‪ -‬مســعود عكو‪ -‬عامر مطر‪-‬‬

‫النظام يحجز على أموال دبلوماسيين وتجار سوريين بتهمة التهريب‬ ‫أصــدرت وزارة الماليــة في حكومة نظام بشــار األســد‪ ،‬قراراً‬ ‫يقضي بالحجز االحتياطي على األموال المنقولة وغير المنقولة‬ ‫العائدة لدبلوماســيين اثنين أحدهما يحمل جواز سفر دبلوماسيا ً‬ ‫ويعمــل في وزارة الخارجية‪ ،‬واآلخــر مصروف من الخارجية‪.‬‬ ‫وطــال الحجــز ممتلكات ثالثــة من تجار الســيارات‪ ،‬ألســباب‬ ‫تتعلق بالقيام بأعمال االســتيراد تهريباً‪ .‬وأفادت صحيفة الوطن‬

‫المواليــة للنظــام أن “الدبلوماســيين المشــمولين بالحجز هم‬ ‫“م‪.‬ب‪ .‬العمادي” و”م‪.‬ع‪ .‬أ‪ .‬الدهب” أما تجار السيارات الثالثة‬ ‫فهم “و‪ .‬الحو” و”ع‪.‬أ‪.‬طالب” و”م‪.‬ر‪.‬الطويل”‪ ،‬وذلك لقيامهم‬ ‫بممارســة نشــاط االســتيراد تهريبا ً من أمانة جمــرك المنطقة‬ ‫الحــرة بعدرا‪ ،‬وألقي الحجــز االحتياطي ضمانا ً لحقوق الخزينة‬ ‫العامة من الرسوم والغرامات المترتبة على البضاعة المهربة‪.‬‬

‫المتخلفون عن الخدمة العسكرية السورية قاربوا الـ‪ 85‬في المائة‬ ‫بلغت نســبة المتخلفين عن الخدمة العسكرية خالل الثالث سنوات‬ ‫األخيــرة‪ ،‬مــا يقارب الـ‪ 85‬فــي المائة في المناطــق الواقعة تحت‬ ‫سلطة النظام‪ .‬ويقول ناشــطون إنه في محافظة السويداء الواقعة‬ ‫في الجنوب الســوري‪« ،‬وصل عدد الملتحقين بالخدمة العسكرية‬ ‫‪ 450‬مكلفا ً من أصل ما يزيد عن ‪ 8000‬مطلوب لخدمة العلم في‬ ‫عام ‪ .»2012‬ويشــير هؤالء إلى أنه «التحق بالخدمة االحتياطية‬ ‫فــي العــام ذاته قرابــة ‪ 250‬مكلفا ً من أصل مــا يزيد عن ‪7000‬‬ ‫شــاب مطلوب للخدمة االحتياطية»‪ .‬واقتصرت النســبة األكبر من‬

‫الملتحقين بالخدمة على مناطق الســاحل السوري الذي يتمتع فيه‬ ‫النظام بنسبة تأييد عالية‪ ،‬وذلك استناداً إلى األرقام التي تظهر في‬ ‫أعــوام ‪ 2012‬و‪ 2013‬ومطلع العام الحالي‪ .‬ويؤكد الناشــطون‬ ‫أن وقــوع النظام أمام العزوف عن االلتحــاق بالخدمتين اإللزامية‬ ‫واالحتياطيــة‪ ،‬دفعــه للجوء فــي بداية عام ‪ ،2013‬إلى تأســيس‬ ‫ما يســمى «جيــش الدفاع الوطني»‪ .‬ويتقاضــى كل جندي في هذا‬ ‫الجيش راتبا ً شــهريا ً يتراوح بين ‪ 15000‬ليرة و‪ 25000‬ليرة‪،‬‬ ‫تتفاوت بحسب المهام الموكلة للفرد المتطوع بين صفوفه‪.‬‬

‫حلب المحررة تفتتح أول معهد إلعداد المدرسين‬ ‫أعلن مجمع سمعان الشمالية في ريف حلب‪ ،‬عن بدء التسجيل في‬ ‫معهد إلعداد المدرســين كخطوة أولى لبناء المؤسســات والكوادر‬ ‫التعليميــة المدربــة‪ ،‬ويضــم المعهد أربع تخصصــات وهي‪ :‬معلم‬ ‫صف‪ ،‬لغة عربية‪ ،‬لغة إنكليزية‪ ،‬رياضيات‪ .‬واشــترط معهد إعداد‬ ‫المدرسين على الطالب المتقدمين‪ ،‬حصولهم على الشهادة الثانوية‬ ‫لدورات ‪ ،2014 – 2013 – 2012‬إضافة إلى اختبارات شفهية‬ ‫وكتابية ســيتم إجراؤها للمتقدمين‪ .‬ويعتبر هذا المعهد أول تجربة‬ ‫يخوضهــا الــكادر التربوي في حلب في ســعيهم لتأمين مدرســين‬ ‫مدربين‪ ،‬خصوصا ً بعد الهجرة والنزوح التي شهدها قطاع التعليم‬ ‫ســواء في صفــوف المعلمين أو في صفوف الطــاب‪ .‬ويعتبر هذا‬ ‫المعهــد إنجازاً جديــداً في واقــع التعليــم‪ ،‬كأول تجربة يخوضها‬

‫ناشــطو الثورة الســورية وفق مناهج دراسية وتربوية ال تقل عن‬ ‫كليات وجامعات النظام‪ ،‬وتتميز عنهم بالبعد عن الفكر البعثي‪.‬‬ ‫وكانت قد أصدرت وزارة التربية والتعليم التابعة للحكومة المؤقتة‬ ‫للمعارضة الســورية‪ ،‬نتائــج امتحانات الثانويــة العامة‪ ،‬بفرعيها‬ ‫األدبي والعلمي‪ ،‬إضافة للتعليم الشــرعي‪ .‬وقد وجه وزير التربية‬ ‫والتعليــم “الدكتــور محي الدين بنانة” تهنئة للطالب الســوريين‪،‬‬ ‫فــي الداخل على األراضي الســورية المحررة‪ ،‬باإلضافة إلى دول‬ ‫الجــوار في لبنــان واألردن وتركيا‪ ،‬التي ســمحت بإقامة مدارس‬ ‫خاصــة للطــاب الســوريين على أراضيهــا‪ ،‬وبإشــراف ومتابعة‬ ‫مشتركة بين مع وزارة التربية والتعليم في الحكومة المؤقتة‪.‬‬

‫االتصاالت ترفع أسعار المكالمات المحلية والقطرية واإلنترنت‬ ‫أصــدرت “المؤسســة الســورية لالتصاالت”‪ ،‬تســعيرة جديدة‬ ‫للمكالمــات المحليــة والقطريــة واالنترنت ‪ .ADSL‬ونشــرت‬ ‫المؤسســة تسعيرة جديدة‪ ،‬حددت فيها أجر االشتراك الشهري‬ ‫للهاتف الثابت بـ‪ 100‬ليرة ســورية‪ ،‬مــع ‪ 100‬مكالمة محلية‬ ‫مجانية شــهرياً‪ ،‬كما حددت أجرة المكالمة المحلية على الهاتف‬ ‫الثابت لكل ‪ 3‬دقائق بليرة سورية واحدة‪ .‬ووصلت أجرة الدقيقة‬ ‫القطريــة بأوقات الذروة من الســاعة ‪ 9‬صباحا ً حتى ‪ 5‬مســا ًء‬ ‫بـ‪ 3‬ليرات‪ ،‬ومن الســاعة ‪ 5‬مســا ًء حتى ‪ 10‬ليالً بـ ‪ 2.5‬ليرة‪،‬‬ ‫بينما تحتسب الدقيقة في يوم الجمعة بـ‪ 1.5‬ليرة‪ .‬وتحدد أجور‬

‫خدمــة االنترنت بالحزمــة العريضــة ‪ ،ADSL‬عن كل ‪256‬‬ ‫كيلوبايت في الشــهر ‪ 800‬ليرة‪ ،‬أما عن الدورة الكاملة والتي‬ ‫تبلــغ شــهرين متتاليين ‪ 1600‬ليرة‪ ،‬وعــن ‪ 512‬كيلوبايت بـ‬ ‫‪ 1000‬ليــرة‪ ،‬وعــن الــدورة ‪ 2000‬ليرة‪ .‬أما عن ســرعة ‪1‬‬ ‫ميغابايت ‪ 1600‬ليرة‪ ،‬والدورة بـ‪ 3200‬ليرة‪.‬‬ ‫وحزمــة ‪ 2‬ميغابايــت ‪ 2800‬ليرة‪ ،‬والـــ‪ 4‬ميغابايت بـ‪5000‬‬ ‫ليرة ‪ ،‬أمــا عن حزمة ‪ 8‬ميغابايت بـ‪ 9500‬ليرة‪ ،‬وحزمة ‪16‬‬ ‫ميغابايــت بـــ‪ 17‬ألف ليرة‪ ،‬والـ‪ 24‬ميغابايــت بـ‪ 25‬ألف ليرة‪،‬‬ ‫للشهر الواحد‪.‬‬

‫اتهامات لألردن بترحيل فلسطينيين‬ ‫فروا من سوريا‬ ‫قالــت هيومــن رايتــس ووتش في تقريــر جديد‬ ‫صــدر اليوم بع ّمــان إن األردن رفض منذ يناير‪/‬‬ ‫كانــون الثاني ‪ 2013‬دخول فلســطينيين فارين‬ ‫رحــل مائة الجئ‬ ‫مــن العنف في ســوريا‪ ،‬كمــا ّ‬ ‫تمكنــوا من الدخــول‪ .‬وقــال نديم حــوري نائب‬ ‫المدير التنفيذي لقســم الشــرق األوسط وشمال‬ ‫أفريقيــا فــي المنظمــة خــال مؤتمــر صحفــي‬ ‫بالعاصمــة األردنية‪ ،‬إن «األبواب تغلق في وجه‬ ‫فلســطينيي ســوريا‪ ،‬ليس في األردن فقط بل في‬ ‫لبنــان ودول أخرى»‪ .‬وأضاف حوري أن «لبنان‬ ‫ورحل‬ ‫فرض قيوداً على دخول فلسطينيي سوريا‬ ‫ّ‬ ‫عدة أشــخاص قســراً‪ ،‬والعراق أغلق أبوابه في‬ ‫وجه الفلسطينيين‪ ،‬واليوم نتحدث عن األردن»‪.‬‬ ‫وأشــار إلى أنه «حتى وإن كان الجواب الرسمي‬ ‫(فــي األردن) أن هــؤالء ُر ّحلــوا لضبط دخولهم‬ ‫بطريقة غير شرعية أو وثائق منتهية أو مزورة‪،‬‬ ‫فإنــه كان على األردن محاكمتهــم ال ترحيلهم»‪.‬‬ ‫جاء ذلك بمناســبة إطالق تقرير أعدته المنظمة‬ ‫ويقــع فــي ‪ 44‬صفحــة‪ ،‬عنوانه «غيــر ُمرحب‬ ‫بهــم‪ ..‬معاملة األردن للفلســطينيين الفارين من‬ ‫ســوريا»‪ .‬وقال الباحث فــي المنظمة آدم كوجل‬ ‫«خــال بحثنــا عامــي ‪ 2013‬و‪ 2014‬وثقــت‬ ‫هيومــن رايتس ووتش نحــو ‪ 16‬عملية ترحيل‬ ‫قســري لفلســطينيين بــأن أعيدوا إلى ســوريا‪.‬‬ ‫وفــي بحثنا في اآلونة األخيــرة بهدف إعداد هذا‬ ‫التقريــر‪ ،‬وثقنــا فعليــا ثماني حــاالت ترحيل»‪.‬‬ ‫واعتبر حوري أن سياســة الطــرد تلك «انتهاك‬ ‫جســيم لواجبات األردن الدولية» التي من بينها‬ ‫مبدأ منــع إعادة الالجئ إلى المكان الذي فر منه‬ ‫إذا كان يواجه فيه اضطهاداً مرجحا ً أو أي عنف‪.‬‬

‫بشار األسد يعيد تعيين الحلقي‬ ‫رئيسا لوزرائه!‬ ‫كلف بشــار األســد وائل الحلقي رئيس الوزراء‬ ‫فــي حكومة النظام‪ ،‬بتشــكيل حكومتــه الجديدة‪،‬‬ ‫وذلــك بموجب مرســوم رئاســي حســبما ذكرت‬ ‫وكالة ســانا الرســمية‪ .‬وذكرت” ســانا” أنه تم‬ ‫اعتبار الحكومة الســورية حكومة تسيير أعمال‬ ‫بعد أداء بشــار األســد للقسم الدســتوري رئيسا ً‬ ‫لوالية جديدة إثر االنتخابات الرئاسية في سوريا‬ ‫التي أجريت في حزيران‪ /‬يونيو الماضي‪ ،‬والتي‬ ‫حصــل بموجبها على تأييــد نحو ‪ 89‬بالمائة من‬ ‫المصوتين بانتخابات وصفها الغرب بالمهزلة‪.‬‬ ‫وائــل نادر الحلقي‪ :‬من مواليد مدينة جاســم في‬ ‫محافظــة درعــا‪ ،‬وخريــج كلية الطب البشــري‬ ‫جامعة دمشــق عــام ‪ 1987‬وحصــل منها على‬ ‫الماجســتير في الجراحة النســائية والتوليد عام‬ ‫‪، 1991‬شــغل منصــب أمين فرع حــزب البعث‬ ‫العربــي االشــتراكي مــن ‪ 2000‬حتــى‪2004‬‬ ‫ونقيــب أطباء ســورية‪ ،‬من عام ‪ 2010‬شــغل‬ ‫منصــب وزير الصحة قبل أن يتم تعيينه رئيســا ً‬ ‫لمجلــس الــوزراء بعــد أيام من انشــقاق رئيس‬ ‫الوزراء السابق رياض فريد حجاب‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثالث والثالثون ‪2014/08/15‬‬

‫تقارير‬

‫‪06‬‬

‫مبادرة سيف حلب ألهل الشام‬

‫إعداد‪ :‬عبدالرزاق زقزوق‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ال يخفــى على أحد ما يحصل في حلب من تقدم‬ ‫للنظام منذ ســنة تقريبــاً‪ ،‬انطالقــا ً من الريف‬ ‫الشــرقي وصــوالً للمدينــة الصناعيــة‪ ،‬هــذا‬ ‫مــن جهة‪ ،‬أمــا من جهة أخرى فالثــوار كانوا‬ ‫يعيشــون حالة من االرتباك‪ ،‬إذا صح التعبير‪،‬‬ ‫على أصعــدة مختلفة‪ ،‬من بينهــا نقص كوادر‬ ‫بشــرية‪ .‬مقابل هذا النقص وهذا الضغط يقوم‬ ‫الثــوار بكثيــر من المهمــات علــى الجبهات‪،‬‬ ‫وأصبح مطلوبا ً من المقاتل أن يطبخ و(يدشم)‬ ‫ويحفــر ويســعف ويطبــب ‪ ....‬فــأدرك بعض‬ ‫الناشــطين خطــورة هذا األمر‪ ،‬وأنــه ال يمكن‬ ‫للمقاتل أن يســتمر في هــذه الظروف الصعبة‬ ‫إلى األبد‪ ،‬فبادروا لمساعدة الثوار‪ ،‬وأصبحوا‬ ‫مــن يقومــون بهذه األشــياء ليتفــرغ المقاتل‬ ‫للقتال فقط‪ ،‬وأطلقوا على عملهم التطوعي هذا‬ ‫اسم «مبادرة سيف حلب ألهل الشام»‪.‬‬ ‫يقــول الصحفــي عقيــل حســين‪ ،‬وهــو أحــد‬ ‫المنظمين لهــذه المبادرة‪ ،‬أن هــدف المبادرة‬ ‫المباشــر هو تفريغ المقاتليــن للقتال‪ ،‬وهدفها‬ ‫غيــر المباشــر هو إعادة مســار الثــورة بين‬ ‫المدني والعسكري بحيث يكون مساراً جامعاً‪،‬‬ ‫وبحيــث نلغي هذا االنفصــال والتباعد بينهما‪،‬‬ ‫فأكبــر ضربة تلقتهــا الثورة هــي الفصل‪ ،‬أو‬ ‫االنفصال‪ ،‬بين ما هو عسكري وما هو مدني‪.‬‬ ‫يوجد بشــكل أساسي ‪ 10‬شباب موزعين على‬ ‫لجان المبادرة «لجنة اإلنشاء‪ ،‬اللجنة الطبية‪،‬‬ ‫لجنة الحراك الثوري‪ ،‬لجنة اإلطعام واإلغاثة»‪،‬‬

‫ويوجد ‪ 10‬شــباب آخرين يســاعدون في هذه‬ ‫األعمال‪ ،‬ولكنهم ليسوا متفرغين بشكل كامل‪.‬‬ ‫أكبــر معاناة عاناهــا القائمون علــى المبادرة‬ ‫فــي الفتــرة الماضيــة‪ ،‬وخصوصــا ً خــال‬ ‫شــهر رمضان‪ ،‬هــي نقص الكــوادر‪ ،‬هذا في‬ ‫اإلطــار العــام‪ ،‬وقامــوا بالتواصل مــع العديد‬ ‫من المؤسســات المدنيــة والناشــطين‪ ،‬ولكن‬ ‫التجــاوب كان ضعيفــا ً جداً وما زالــوا بحاجة‬ ‫للمســاعدة‪ .‬ويوجــه القائمون علــى المبادرة‬ ‫ندا ًء لكل الناشــطين الثورييــن بالقدوم للعمل‪،‬‬ ‫فالمبادرة ليســت مبادرة أحد‪ ،‬اســمها مبادرة‬ ‫ســيف حلب‪ ،‬هذا يعني أن أي شخص في حلب‬ ‫هو جزء من المبادرة‪.‬‬ ‫وعن ســير العمل يقــول أبو محمــد أرمنازي‬ ‫ممثل مجلس ثوار صــاح الدين في المبادرة‪:‬‬ ‫«بعــد أن بدأنا بالعمل القت المبادرة قبوالً لدى‬ ‫الجميع‪ ،‬والتقينا الحقا ً مع محافظ حلب الســيد‬ ‫عبد الرحمــن ددم‪ ،‬والذي تبرع بمبلغ ‪6000‬‬ ‫دوالر أميركي دعما ً للمبــادرة‪ ،‬باإلضافة لعدة‬ ‫جهات أخرى قامــت بالتبرع حرصا ً منها على‬ ‫مصلحــة الثورة‪ .‬كما شــارك المجلس المحلي‬ ‫لمدينــة حلب بــدور فعال عبر تأمين ســيارات‬ ‫نقل قالب وتركســات للجبهات لرفع الســواتر‬ ‫وتدشــيم نقاط للجيش الحر ‪.‬في البداية تفاجئنا‬ ‫أن بعض الفصائل العســكرية لم تأخذ المبادرة‬ ‫على محمل الجد‪ ،‬لكنها ســرعان ما القت قبوالً‬ ‫مــن الجميــع بعد مشــاهدة األعمــال الميدانية‬ ‫وبسرعات قياسية‪.‬‬ ‫أمــا بخصوص ما حققته المبــادرة يقول عقيل‬ ‫حسين‪« :‬دعنا نتكلم باإلنجازات على األرض‪،‬‬

‫ألن اإلنجــازات المعنويــة هي أمــور ال تعنينا‬ ‫بشكل مباشر‪ ،‬فالمقاتل يريد خطوات ملموسة‪،‬‬ ‫واألمور المعنوية والمكاســب غير المباشــرة‬ ‫فنتركها للمدنيين وهم من يتكلمون بها‪ .‬عمليا ً‬ ‫نحن قمنا بتأســيس نقاط طبيــة في ‪ 3‬جبهات‬ ‫متوتــرة جــداً‪ ،‬وأتحفــظ هنــا علــى ذكر اســم‬ ‫الجبهات‪ ،‬ولكن ال يمكن ألحد أن يتصور إمكانية‬ ‫تأســيس نقاط طبيــة في هذه الجبهــات ويبقى‬ ‫الكادر الطبي ‪ 24‬ســاعة موجــوداً فيها‪ ،‬نحن‬ ‫بدأنــا بتدريب الكوادر الطبيــة‪ ،‬فالجميع يعاني‬ ‫مــن نقصان الكوادر ومنهــا الهيئات الطبية»‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬عندما نطلب من المؤسسات نقاطا ً‬ ‫طبيــة في بعــض الجبهات يقولــون ليس لدينا‬ ‫كــوادر‪ ،‬يوجــد لدينا ســيارات ومعــدات طبية‬ ‫ولكــن ليس لدينا كوادر‪ ،‬فقمنا بتدريب الكوادر‬ ‫من الشباب المتطوعين‪ ،‬قمنا بعدها بتسليمهم‬ ‫المعدات الطبية وسيارة اإلسعاف»‪.‬‬ ‫أمــا الجــزء الثانــي مــن العمل فهــو اإلطعام‪،‬‬ ‫ويقول عقيل حسين‪« :‬كان المطبخ يطعم ‪800‬‬ ‫مقاتــل‪ ،‬ولكن خالل شــهر رمضان رفعنا العدد‬ ‫إلــى ‪،2800‬وكنا نؤمن ثــاث وجبات يومياً‪،‬‬ ‫فتخيل هذا العدد الكبير»‪.‬‬ ‫أمــا علــى الصعيد اإلنشــائي والهندســي فكل‬ ‫الجبهات المتوترة بحلب‪ ،‬الجنوبية والشمالية‬ ‫الشــرقية‪ ،‬كانت الورشــات تعمــل فيها وتلبي‬ ‫مطالب غــرف العمليات والفصائــل المتواجدة‬ ‫هناك من عمليات حفر وحفر خنادق وتحســين‬ ‫طرقات وطرق اإلمداد وطرق اإلســعاف ورفع‬ ‫السواتر وتدشيم نقاط ومواقع من خالل أكياس‬ ‫رمــل‪ ،‬ودخل فريق العمل التابــع للمبادرة إلى‬

‫جميع الجبهات تقريبا ً وساعد في العمل‪.‬‬ ‫يقول عقيل حســين‪« :‬مر شهر على المبادرة‪،‬‬ ‫وأعتقــد أننــا فرغنــا المقاتلين بنحــو ‪،%70‬‬ ‫وخالل الشهر القادم سنفرغ المقاتلين بإذن هللا‬ ‫‪ ، %100‬وبدأنــا بالتجهيــز لخطط أخرى على‬ ‫المدى البعيد سأتركها للحديث عنها في حينها‪.‬‬ ‫عمل منظمو المبادرة على الشق المدني بشكل‬ ‫كبير من خالل لجنة الحراك الثوري التي قامت‬ ‫بتنظيــم بعــض المظاهــرات األســبوعية التي‬ ‫أعادت الروح الثورية للتألق‪ ،‬باإلضافة لتنظيم‬ ‫بعض المظاهرات في قلب األسبوع بشكل شبه‬ ‫يومي‪ ،‬كما نظموا اعتصامات ومسرحيات في‬ ‫الهواء الطلق‪ ،‬ويعتقد القائمون على المبادرة‬ ‫أن هــذه األمور تشــجع الناس علــى الصمود‬ ‫واالستمرار بالنضال في وجه النظام‪.‬‬ ‫خططــت المبــادرة لتغطيــة الجبهــات حســب‬ ‫الحاجــة واألهميــة‪ ،‬حيــث بــدأت بالجبهــات‬ ‫الشــمالية الشــرقية‪ ،‬وهــو قطــاع يمتــد مــن‬ ‫الحندرات إلى كرم الطراب ويشــمل اللواء‪80‬‬ ‫وجبهات مناشر البريج‪ ،‬وتم تغطيتها وتحقيق‬ ‫االهداف المرجوة بشــكل كامل تقريباً‪ .‬وانتقلنا‬ ‫الحقــا ً للجبهــات األخــرى‪ ،‬والتــي تمتــد من‬ ‫جبهة عزيزة لجبهة الراموســة وتشمل جبهة‬ ‫العامريــة وجبهــة الشــيخ ســعيد‪ ،‬هــذه هــي‬ ‫المرحلة الثانية من العمل‪ .‬ويســعى المنظمون‬ ‫لالنتقال الحقــا ً للجبهات الغربية من الليرمون‬ ‫وجبهات المخابــرات الجوية وجبهة بني زيد‪،‬‬ ‫ويخططون لالنتقال إلى جبهات الريف الحلبي‬ ‫بعد إنجاز العمل على هذه الجبهات‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثالث والثالنون ‪2014/08/15‬‬

‫مختارات من الصحافة‬

‫‪07‬‬

‫بعد مهزلة جهاد النكاح‪ ،‬إعالم الدم يتعلق بثوب هيالري كلنتون‬ ‫د‪.‬يحيى العريضي ‪ -‬كلنا شركاء‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫لنعترف بشــجاعة وبدون مكابرة أو مبالغة أن‬ ‫عنايةً معيّنة توفرت للنظام الســوري للبقاء لم‬ ‫تتوفــر ألي مــن األنظمة العربية االســتبدادية‬ ‫التي انتفض الشعب عليها‪.‬‬ ‫هذه العناية ليســت إلهية؛ كما يعتقد بعض‬ ‫المغرميــن بالتنجيم والشــعوذة؛ وال هي ذكاء‬ ‫خارق وتخطيط من عناصر في النظام هاجسهم‬ ‫ذاتهــم؛ وامتطــاء النظــام يحقق تلــك الذوات‬ ‫األنانيــة المريضة‪ .‬وال هي عنايــة أمريكية –‬ ‫اســرائيلية علنية؛ فلم يكن أحــب على قلبيهما‬ ‫من نظامي بن علي ومبارك؛ ورحال بأيام …‬ ‫فقــط ألنهما غبيّــان ‪ ،‬ولم تتوفر لهمــا العناية‬ ‫والتقيــة التــي توفرت لنظام األســد‪ .‬األمريكي‬ ‫واالســرائيلي يعــوالن ويهمهما النظــام الذي‬ ‫يســتطيع أن يتدبــر أموره إلى درجــة اإلجرام‬ ‫بشــعبه إن اســتلزم األمر‪ .‬وهذا فعــاً ماحدث‬ ‫(األسد أو نحرق البلد)‪.‬‬

‫كثيــرة عناصر العناية الداخلية التي تهيأت‬ ‫للنظام في دمشــق حتى يعيــش كل هذا الوقت‬ ‫على حســاب دم شعب لم يقع عليه أو يشهد ما‬ ‫شــهده أي شعب في التاريخ‪ .‬صحيح أن النظام‬ ‫أُخــذ على حين غرة بداية؛ ولكنه ســرعان ما‬ ‫لملــم نفســه بفعل تلــك العناية التــي كان على‬ ‫رأسها الفبركة اإلعالمية‪ .‬فبعد أن ح ّول سورية‬ ‫إلى جزيرة معزولة يُحظًر دخول أي كاميرا إلى‬ ‫أراضيها‪ ،‬وبعد أن تعامل مع اإلعالميين الهواة‬ ‫كمجرمي حــرب؛ بدأت ماكينته اإلعالمية التي‬ ‫تظافرت على تشغيلها عناصر لبنانية وايرانية‬ ‫وانكليزيــة‪ .‬وكانت أول قــرارات ومهمات تلك‬ ‫الماكينــة الجهنمية شــيطنة من يقــاوم النظام‬

‫ودمغه بصفة “اإلرهابي”‪ .‬ومعروف فعل هذه‬ ‫العبارة السحرية‪.‬‬ ‫بعــد الســعي الحثيث لنســف مصداقية أية‬ ‫رسالة إعالمية تخا لف توجه النظام أو تروي‬ ‫حقيقة ما يجري‪ ،‬بدأ الضخ اإلعالمي المفبرك‬ ‫المنفصــم عن الواقع والراســم له كما تشــاء‬ ‫ماكينــة ايــران وبعــض اللبنانييــن‪ .‬وتدرجت‬ ‫االســتراتيجية مــن القــول أن الكدمــات والدم‬ ‫علــى وجه أحد ضحايا وحشــية النظام بأنها (‬ ‫مســاحيق تجميل وضعها المندســون وشهود‬ ‫العيــان المــزورون ‪ ،‬إلــى القول بــأن األطفال‬ ‫الذين قضوا بالسالح الكيماوي هم أطفال جلبهم‬ ‫اإلرهابيون من الســاحل الســوري وقصفوهم‬ ‫بالكيماوي ( إخراج ‪ :‬الدكتورة بثينة شعبان )‬

‫كانــت داعــش حالــة مربكــة للنظــام‪ .‬فكيف‬ ‫يســتقيم عدم قصفهــا؛ والحديث عنهــا يوميا ً‬ ‫كعــدو وكعصابــات ارهابية؟ وكيــف يُفتح لها‬ ‫أحيانــا ً الطريق كي تصل إلــى بعض األهداف؛‬ ‫لتصبح داعش‪ ،‬في وقت من األوقات‪ ،‬شــبيهة‬ ‫بفرانكشتاين‪ -‬ذلك العمالق المختٌرع الذي أراد‬ ‫ابتالع مخترعــه‪ .‬وكان البد من ربط الفبركات‬ ‫بالوقائع؛ ويأتي من يفبرك على لسان هيالري‬ ‫كلينتون في كتابها األخير كالما ً يتعلق بداعش‪،‬‬ ‫فتتلقف ذلك محطات الكذب‪.‬‬ ‫تقــول الميادين فــي أحد تقاريرهــا من كتاب‬ ‫\ كلنتــون \ ” الخيــارات الصعبــة” ‪ :‬حســب‬ ‫ما جــاء في كتاب ” الخيــارات الصعبة ” فإن‬ ‫مخطــط أمريــكا كان يرمي إلى اعتــراف أكثر‬ ‫مــن ‪ 112‬دولة بداعش لحظــة إعالنها‪ ،‬لكن‬ ‫حســابات الحقل لم تتفق مع حســابات البيدر‪،‬‬ ‫فالممارســات التي قامت بهــا داعش أحرجت‬ ‫اإلدارة األمريكيــة على مــا يبدو فتراجعت عن‬ ‫االعتراف بهــذا التنظيم‪ ”.‬وتضيــف الميادين‬ ‫‪ ” :‬أن هــذا الكالم يأتي منســجما ً مــع ما قاله‬ ‫إدوارد ســنودن العميــل األمريكــي الهــارب ؛‬ ‫والهدف وفق ســنودن هو حماية أمن اسرائيل‬ ‫من خالل اســتقطاب إرهاب ّي العالم إلى داعش‬ ‫وفتح حروب ونزاعات مستمرة”‬

‫ومروراً بالراوية التي تقول إن اإلرهابين \‬ ‫العصابات المســلحة \ هي التي دمرت سورية‬ ‫إلى اإلدعاء بأن تســليم السالح الكيماوي كان‬ ‫انتصــاراً للنظــام ألنــه كان يســعى منــذ زمن‬ ‫لالنضمام إلى اتفاقية نزع الســاح الكيماوي‪،‬‬ ‫ومــروراً بمئات الفبركات وصــوالً إلى اآلالف‬ ‫منهــا‪ ،‬يبقى فعل بعض المؤسســات اإلعالمية‬ ‫اللبنانيــة‪ ،‬وتحديــداً الميادين وقنــاة المنار و‪/‬‬ ‫أو تــي فــي ‪ /‬التابعة لميشــيل عــون‪ ،‬األقدر‬ ‫كل القنــوات التابعة إليران طبلت وزمرت‬ ‫واألكثر حرفية بالفبركات‪ .‬فال ينســى أحد جلب‬ ‫تلك الســيارة االســرائيلية التــي كان قد تركها بالموضــوع‪ ،‬وكأنهــا فتوى من واليــة الفقيه‬ ‫الجيش االسرائيلي خردة وراءه‪ ،‬إلى األحاديث وجــدت ضالتهــا بلصــق داعــش بأمريــكا‪،‬‬ ‫“المشــرفة” عن زواج المتعة‪ ،‬التي تغنى بها وبشهادة من أهل أمريكا‪.‬‬ ‫لفترة غسان بن جدو‪ ،‬إلى مئات القصص التي‬ ‫لــم تنتبــه المياديــن والزواريــب الكاذبــة‬ ‫ما أنزل بها حتى خامنئي من سلطان‪.‬‬ ‫المشــابهة أن الوصول إلى حقيقة تلك الفبركة‬ ‫مســألة غاية في الســهولة‪ .‬فاألمر يحتاج فقط‬

‫قراءة كتاب كلنتون‪ .‬وهذا ما قامت به الكاتبة‬ ‫( منار الشوربجي )‪.‬‬ ‫المصرية‬ ‫تقــول ” الشــوربجي ” فــي مقالها المنشــور‬ ‫فــي جريــدة ” المصــري اليــوم “‪ ” :‬إن‬ ‫األقاويل المنســوبة لكتاب كلنتون بلغت درجة‬ ‫الالمعقــول؛ فال يوجد في الكتاب نهائيا ً أي من‬ ‫هــذا التزييف‪ .‬أنــا ال أعرف كيــف يمكن ألحد‬ ‫دون أن يقــرأ الكتــاب أن يصدق كالما ً من هذا‬ ‫القبيــل فالذي فبرك هذا الكالم لم ينم إلى علمه‬ ‫أن هيــاري كلينتون لم تكــن وزيرة للخارجية‬ ‫لتعد باالعتراف بالدولة اإلســامية؛ وما كانت‬ ‫داعش قد أتت إلى الوجود بعد‪”.‬‬ ‫بعد مقال الســيدة شوربجي سحبت الميادين‬ ‫القصــة من موقعهــا االلكتروني‪ .‬وال ندري أن‬ ‫كان يفيدهــا ذلك‪ .‬فالمحللون على التلفزيون ”‬ ‫الســوري ” ‪ ،‬وجملة من التلفزيونات اللبنانية‬ ‫والكثير من المواقع التشــبيحية ال تزال تتغنى‬ ‫باكتشاف الميادين‪.‬‬ ‫حقيقة األمر‪ ،‬ال زواج المتعة ‪ ،‬وال السيارة‬ ‫االســرائيلية أفادت الميادين وال أفادها اإلجرام‬ ‫واالستبداد الذي تدافع عنه؛ وما أفادها الفبركة‬ ‫حــول داعش ‪ /‬الصناعة الســورية – االيرانية‬ ‫صنعت بداية في سجون ظالّم‬ ‫بامتياز ‪/‬؛ والتي ُ‬ ‫دمشــق ‪ ،‬والتي ربما أرادت اآلن أن تفتح على‬ ‫حسابها عبر إعالنها (دولتها \ خالفتها) ؛ مما‬ ‫جعل الصانع يستشعر الخطر‪.‬‬ ‫حبــل الكــذب مهمــا طال ســيلتف علــى رقبة‬ ‫صاحبه ليخنقه‪.‬‬ ‫لن تتعظوا؛ ألنكم لستم من أولي األلباب‪.‬‬

‫السوري ضحية في لبنان أيض ًا‬ ‫جهاد الخازن – صحيفة الحياة‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫الالجئون السوريون في لبنان أصبحوا يمثلون‬ ‫ثلــث ســكان البلد‪ ،‬وهي نســبة مقلقــة وتبرر‬ ‫شــعور كثيرين بالخوف مما يخبئ المستقبل‪،‬‬ ‫إال أنها حتما ً ال تبرر أن يُهان الالجئ السوري‬ ‫أو يُعتدى عليه‪ ،‬أو يُط َرد‪.‬‬ ‫شئنا أم أبينا سورية ولبنان بلد واحد‪ ،‬وعندما‬ ‫اجتاحت اســرائيل لبنان سنة ‪ ،1982‬وخالل‬ ‫الحــرب األهليــة بيــن ‪ 1975‬و‪ ،1990‬وفي‬ ‫حرب صيــف ‪ 2006‬لجــأ لبنانيــون كثيرون‬ ‫الى ســورية‪ ،‬ولم أسمع أنهم أُهينوا أو اعتُدي‬ ‫عليهم أو طُ ِردوا‪.‬‬ ‫هل بقيت مصيبة في العالم لم تصب الســوري‬ ‫فــي الســنوات األخيرة؟ هو واقع بين ســندان‬ ‫النظام ومطرقة معارضــة بعضها إرهابي زاد‬ ‫عليها إحتالل داعش مناطق شاسعة من شرق‬ ‫ســورية وشــمالها‪ .‬والنتيجة أن أربعة ماليين‬ ‫مهجــرون فــي دول الجــوار‪ ،‬لبنــان‬ ‫ســوري‬ ‫َّ‬ ‫واألردن وتركيا‪ ،‬وأن مئة ألف ســوري يف ّرون‬ ‫من بالدهم كل شهر‪.‬‬ ‫قلــت إن الوضــع ينطوي على أســباب حقيقية‬ ‫تثيــر قلــق كل لبناني‪ ،‬غير أنني لــم أقدِّر مدى‬

‫ســوء الوضع إال بعد أن قرأ لي زميل ســوري‬ ‫قول «أرتيســت» لبنانية‪ ،‬تزعم انها إعالمية‪،‬‬ ‫إن على كل لبناني أن يقتل سورياً‪.‬‬ ‫هي طُ ِردَت من عملهــا‪ ،‬وأقول ضربة تضربك‬ ‫يا رب‪ .‬ال أستطيع أن أشتم في جريدة محترمة‬ ‫مثــل «الحياة» فأكتفي بــأن أقول لهذه المرأة‪:‬‬ ‫«يلعن البطــن اللي حملك»‪ ،‬وهذا دعاء عامي‬ ‫ال بــد أن تفهمه‪ .‬أســوأ منهــا فيديو ورجل في‬ ‫يحض طفالً له عمره سنتان أو ثالث‬ ‫الضاحية‬ ‫ّ‬ ‫على ضرب ولد سوري عمره عشر سنوات أو‬ ‫نحوهــا‪ ،‬ثم يوزع الفيديــو مفاخراً‪ .‬هو حيوان‬ ‫في شــكل إنســان‪ ،‬وأســمع اآلن أن الشــرطة‬ ‫أوقفته‪.‬‬ ‫اتصلــتُ بزمالء وأصدقاء في بيروت أســألهم‬ ‫عن حقيقة الوضع وبين ما سمعت‪:‬‬ ‫ الشــباب والطــاب والمثقفــون الســوريون‬‫سدَّت في وجوههم أبواب العمل ويبحثون عن‬ ‫هجرة ثانية‪.‬‬ ‫ األمــن العام يداهــم بيوت بعض الســوريين‬‫في بيــروت وخارجها‪ ،‬ومســلحون من حركة‬ ‫أمل قاموا بعد معارك عرســال األخيرة باقتحام‬ ‫بيوت ع ّمال ســوريين وإيقاف سيارات نقل في‬ ‫الضاحيــة‪ ،‬واعتدوا على الالجئين الســوريين‬ ‫بالضرب واإلهانة‪.‬‬

‫ أســر كثيرة أُح ِرقت خيامهــا وف ّرت بحثا ً عن‬‫مالجئ في مناطق أخرى من البقاع‪.‬‬ ‫ االعتداءات تســتهدف الســوريين جميعا ً من‬‫ســنّة أو شــيعة مع زيادة التذمــر من االرتفاع‬ ‫الهائــل فــي عــدد الالجئين الســوريين في بلد‬ ‫صغير‪.‬‬ ‫ أصبح سوريون كثيرون يتجنبون الحركة في‬‫بيــروت خوفا ً من التعرض لهم‪ ،‬وفي الضاحية‬ ‫اعتــدى مســلحون مــن أمل على ســوري ألن‬ ‫اسمه عمر‪.‬‬ ‫ حتــى قبل معارك عرســال اتُخذ قــرار أمني‬‫بمنع أي سيارة سورية من التوقف في مرائب‬ ‫قريبة من البيوت واألماكن العامة في بيروت‪.‬‬ ‫ ثمة دعوات مســتمرة فــي صفحات التواصل‬‫االجتماعــي لطــرد الســوريين‪ ،‬وبعضها يضم‬ ‫تحريضا ً على إعادتهم الى سورية ليُسجنوا أو‬ ‫يُقتَلوا‪.‬‬ ‫ وزراء الشــؤون االجتماعيــة واالقتصــاد‬‫والتجــارة والتربيــة والتعليــم العالــي رشــيد‬ ‫درباس وآالن حكيــم والياس بو صعب ض ّمهم‬ ‫مؤتمر عن جهود األمم المتحدة والدول المانحة‬ ‫لمســاعدة الالجئين السوريين في لبنان‪ ،‬ولكن‬ ‫وزير الخارجية جبران باســيل حذر في مؤتمر‬ ‫صحافــي من فتنة فــي لبنــان إذا زادت أعداد‬

‫الالجئين السوريين‪.‬‬ ‫ رئيــس بلديــة جزين‪-‬عيــن مجدليــن يطلب‬‫«عدم إيواء أي الجئ سوري جديد»‪.‬‬ ‫هنــاك َمثل شــعبي ســفيه ال يصلح للنشــر في‬ ‫«الحياة» فأكتفي بنصفه األول المهذب‪ ،‬وهو‪:‬‬ ‫كل المصايــب حلــت بِفَ َر ْج‪ ...‬والســوري «أبو‬ ‫صيّاح» أصبح «فَ َر ْج» العصر‪.‬‬ ‫هــل هناك ما هو أســوأ من أن يُقتَل الســوري‬ ‫فــي بلده‪ ،‬أو يُهان ويُضــ َرب ويُعتَقل في لبنان‬ ‫سجن أو يُقتَل؟ ربما كان‬ ‫ثم يُعاد الى ســورية ليُ َ‬ ‫وضع الفلسطيني‪-‬الســوري أسوأ‪ ،‬فهو ارتكب‬ ‫الجريمتين‪ ،‬ســوري وفلســطيني‪ ،‬وإذا لم يكن‬ ‫يعمــل ورب العمل يدفع عنــه ضمانات صحية‬ ‫أو لم يكن ثريا ً فهو يُط َرد فوراً‪ .‬منظمة مراقبة‬ ‫حقــوق االنســان قالت في تقريــر أخير لها إن‬ ‫األردن أصبح يطرد الفلسطينيين المقيمين في‬ ‫ســورية الذين لجأوا اليه‪ ،‬بمن في ذلك النساء‬ ‫واألطفال‪.‬‬ ‫السوريون نحن‪ ،‬واالنســان قد يُطلق زوجته‪،‬‬ ‫أو تطلقــه هــي‪ ،‬إال أنــه ال يســتطيع أن يُطلق‬ ‫أهلــه‪ ،‬وليــس عنــدي كالم مفيــد فأتذكر قول‬ ‫الشــاعر‪ :‬جزى هللا الشــدائد كل خير ‪ /‬عرفتُ‬ ‫بها عدوي من صديقي‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثالث والثالثون ‪2014/08/15‬‬

‫آراء‬

‫‪08‬‬

‫تحالفات متناقضة وقادة أقزام‬ ‫بقلم‪ :‬بشار ادلبي‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ال أفشي س ّراً إذا ما قلت إنّ وسائل اإلعالم في‬ ‫ك ّل مكان وك ّل زمان ال تنطق إال بما يراد لعامة‬ ‫الشــعوب معرفته‪ ،‬أما التحالفــات واالتصاالت‬ ‫واالتفاقيات االســتراتيجية فتظ ّل سريةً وبعيدة‬ ‫حتى عن مؤتمــرات القادة والرؤســاء‪ ،‬فأكبر‬ ‫مشــروع في تاريخنــا الحديث والــذي ال يزال‬ ‫يعيشــه شرقنا النفطي ســايكس بيكو‪ ،‬تفاوض‬ ‫عليــه وأق ّره خفيةً سياســيان مغموران ال أحد‬ ‫ســمع عن ارتقائهما منصبا ً أرفع من تمثيلهما‬ ‫بلديهما في ذلك المؤتمر‪.‬‬ ‫دائما ً ما كانت التحالفات الكبرى سرية‪ ،‬خاصة‬ ‫بيــن الدول العظمى واألنظمة القمعية‪ ،‬فتظاهر‬ ‫العداء لبعضها في حين تكون في أشــ ّد حاالت‬ ‫الوئام ما وراء الكواليس‪ ،‬وهذا شــيء ما عاد‬ ‫يجهله أحــد‪ ،‬وال نزال نتعلم من تتالي الفصول‬ ‫في الثورة السورية عن ذلك الكثير‪ ،‬أما تناقض‬ ‫التحالفــات باختالف المناطق والــدول وعلى‬ ‫الرغم من كونه أمراً غير أخالقي‪ ،‬وربما يمثّل‬ ‫ذلك أدنى مســتويات اللعب السياسية انحطاطا ً‬ ‫وقــذارة‪ ،‬لكنه يظــ ّل وارداً طالمــا كان ذلك في‬ ‫أمور مرحلية بسيطة‪ ،‬أما أن يبلغ ذلك التناقض‬ ‫أعلــى مبالغ األولويات االســتراتيجية فهذا ما‬ ‫تحتــار له العقول‪ ،‬فقيام الســعودية بدفع مليار‬ ‫دوالر إضافي دعما ً لتســليح الجيــش اللبناني‬ ‫واستعجال فرنسا لتزويده بالسالح على الرغم‬ ‫مــن أنّ ذلك الجيش يســيطر عليــه ويتحكم به‬ ‫(حالــش) عدوها وصنيعة عدوتها إيران وهما‬ ‫َمنْ تحارب عبر وكالئها في ســوريا‪ ،‬مقايضة‬ ‫بذلــك عودة ســعد الحريــري ليقــود «الجناح‬ ‫الوســطي الســني اللبناني» وبما تــزال تخفيه‬ ‫أيضــا ً تلك االتفاقية القذرة مــن انتخاب رئيس‬ ‫جديــد للبنان ومن ثــ ّم عودة الوضــع لما كان‬ ‫عليه قبل عدة ســنين من تقاسم للسلطة والبلد‬ ‫واالســتمرار بالســير بــه على حافــة الهاوية‬ ‫دون قانــون أو أدنى منطــق‪ ،‬وقد جاء ك ّل ذلك‬ ‫على حســاب الدم الســوري واللبناني السني‬ ‫في عرســال‪ ،‬طبعــا ً ال يكترث أحــد لذلك فبعد‬ ‫بضعة أيام من دخول الجيش اللبناني المتستّر‬ ‫على مليشــات حالش إلى عرســال لم تصل أية‬ ‫مســاعدات للمتضرين وال يزالون يفترشــون‬ ‫العراء ال تغيب عن ذاكرتهم خيامهم المحترقة‬ ‫بقذائف حالش والجيش اللبناني الذي ال تظهر‬ ‫بطوالته إال على العزل‪.‬‬ ‫ســابقا ً أفضت أحــداث مخيم النهــر البارد إلى‬ ‫تدخل العســكري فيه وتدميــره بحجة مالحقة‬ ‫شــاكر العبســي المفرج عنه من سجون نظام‬ ‫األسد خصيصا ً لتلك المهمة‪ ،‬لتفضي األمور من‬ ‫ثــ ّم إلى انتخاب بطل تلك المعارك وقائد الجيش‬ ‫آنذاك ميشيل سليمان رئيســا ً بتوافق الجميع؛‬ ‫فهــل كانــت قصة دخــول داعش إلى عرســال‬ ‫والتــي أدت إلى تلك األحداث ومــا انتهت إليه‬

‫من توافــق اللبنانيين وعودة الحريري محض‬ ‫صدفــة اســتغلها الجميــع لتمريــر مصالحه؟‬ ‫فحالش اطمأن لغطاء ســني ســعودي ضد أي‬ ‫دخول لمقاتلين سوريين يُحتمل نقلهم للمعارك‬ ‫إلى أرض حالش حيث لن يقوى على االحتمال‪،‬‬ ‫وعلــى الجانب اآلخر عاد الحريــري عبر تلك‬ ‫البوابــة ليقــود حصته وحصة الســعودية من‬ ‫لبنان‪ ،‬فقد م ّل انتظار انتهاء األزمة الســورية‪،‬‬ ‫وربما ســيخبرنا إتمام تلك الصفقة أنّ رئيس‬ ‫لبنان يجب أن يكون بطالً في محاربة اإلرهاب‪،‬‬ ‫عليهم أن يضعوا هذا الشــرط ضمن المتطلبات‬ ‫الواجب توفرها في المرشح للرئاسة اللبنانية‪،‬‬ ‫وكان من أســباب اســتمرار بقاء الحريري في‬ ‫فرنســا موقفه مــن الثورة الســورية‪ ،‬أو ربما‬ ‫مراهنته عليها‪ ،‬لكن عودته ال تعني بالضرورة‬ ‫تغير موقفه بقدر مــا تبرز رغبته في التعايش‬ ‫مع األزمة الســورية التي ال أفق قريب أو بعيد‬ ‫لحلّها‪.‬‬ ‫يضع مسار األزمة السورية سياسيي المنطقة‬ ‫وقادتها على المحك‪ ،‬فإما أنّهم لم يبلغوا الفطام‬ ‫على أعتاب مدارج السياســة‪ ،‬أو أنّ أشرعتهم‬ ‫كانــت وال تزال مدفوعة بريــاح الدول الكبرى‬ ‫يحركــون دفتهــا فــي كل مرحلة بنــا ًء على ما‬ ‫يأتيهم من إمالءات غربية‪ ،‬وكال الحالتين أسوأ‬ ‫من األخــرى‪ ،‬فبعــد انطالق الثورة الســورية‬ ‫أتــت التصريحــات النارية من تركيــا وقطر ثم‬ ‫تبعتهمــا باقــي دول الخليــج لتكتمــل فصولها‬ ‫بالنفاق األوبامي واألوربي‪ ،‬ال ش ّك أن كان لها‬ ‫تأثير كبير في اتســاع رقعــة االحتجاجات على‬ ‫األرض السورية رغم استمرار توحش النظام‬ ‫فــي قمعها‪ ،‬تشــدّهم نداءات الحريــة ويدفعهم‬ ‫دعم خارجي بأي‬ ‫يقيــنٌ ما كان في محلّه فــي ٍ‬ ‫شكل من األشكال‪ ،‬فالجميع يعتقد‪ ،‬وربما كانوا‬ ‫ٍ‬ ‫على صواب‪ ،‬أنّه يوجد كلمة س ّر بيد الغرب أو‬ ‫األمريكييــن تحديداً يرحل إثرها أي دكتاتور أو‬ ‫طاغية‪ ،‬فممارسات المالكي لم تقل بشاعة عما‬ ‫فعله نظام األسد‪ ،‬ولكنه ترك السلطة ورحل بكل‬ ‫بســاطة ولم يتح له مواصلة التشبث بالسلطة‬ ‫عبر المزيــد من ذلك اإلجرام علــى الرغم من‬ ‫تشاركهما نفس الداعم العلني‪.‬‬ ‫اســتم ّرت الحال في سورية بمظاهرات سلمية‬ ‫شهوراً‪ ،‬انتشرت خاللها قوات النظام ودباباته‬ ‫علــى معظم أراضيهــا الثائــرة دون أن تتمكن‬ ‫مــن إنهــاء المظاهرات‪ ،‬قبــل أن تأتي أطراف‬ ‫خارجيــة وتقوم بإدخــال كمية من األســلحة‪،‬‬ ‫والتــي تؤثر قليالً فــي دبابات النظــام وآلياته‬ ‫عن قرب‪ ،‬مما دفعه عقب ضوء أخضر روسي‬ ‫علني أتــى بعد زيارة المعلم لموســكو شــباط‬ ‫‪ 2012‬وآخــر أمريكي ســري فضحــه تجاوز‬ ‫النظام لكل الخطــوط الحمر األمريكية دون أن‬ ‫يأتيــه أدنــى رد‪ ،‬فأطلق العنــان إلجرامه بادئا ً‬ ‫ببابــا عمــرو فالزبداني‪ ،‬ثم اتســع ليشــمل كل‬ ‫سورية قصفا ً وتدميراً بكل أنواع األسلحة وما‬

‫تلــى ذلك مــن تدخل علني لمليشــيات طائفية؛‬ ‫وك ّل ذلك لم يُح ّرك شــيئا ً في المتشــدقين بدعم‬ ‫الثورة السورية في جوارها‪ ،‬ولم تكن مجزرة‬ ‫الكيمــاوي آخر تلك الفصــول‪ ،‬وال يزال النظام‬ ‫يــد ّك المدن والقــرى يوميا ً ويحصد عشــرات‬ ‫وأحيانــا ً مئــات األرواح‪ ،‬ويُخلّف من الجرحى‬ ‫والمع ّوقيــن الكثيــر‪ ،‬فــإن كانوا غيــر قادرين‬ ‫على تزويد الثوار بسالح نوعي يستطيع قلب‬ ‫موازين القوى وإسقاط النظام فمن األَولى لهم‬ ‫إذن عــدم إدخال ذلك الســاح الذي لم يســمن‬ ‫ولم يغنــي من جوع‪ ،‬بل فتح على الســوريين‬ ‫أبواب الجحيــم وال يزال‪ ،‬فالنظــام في النهاية‬ ‫ال يهمه إال الحفاظ على كرســي الحكم‪ ،‬وتأتيه‬ ‫التطمينــات الغربيــة يوما ً بعد آخر باســتمرار‬ ‫الحاجة إليه‪.‬‬ ‫أحيانــا ً قد يكون الدور الغير مباشــر في قضية‬ ‫ما موازيا ً للدور المباشــر فيها‪ ،‬ففي ســورية‬ ‫من الفظائع ما ال تمحو بؤســه ال المســاعدات‬ ‫الماديــة وال النوايا الطيبة‪ ،‬قد ال يصدّق العقل‬ ‫أنّ أولئك القادة المخضرمين المس ّمين أنفسهم‬ ‫أصدقاء ســورية لم يكونوا على علم‪ ،‬أو على‬ ‫األقــل توقــع‪ ،‬بما جــرت إليــه األمــور‪ ،‬فأين‬ ‫ذهبت خبرات عشــرات السنين؟ وهل أخطأت‬ ‫صدفــة كل تحليــات المئات من مستشــاريهم‬ ‫وخابت رؤاهم السياســية االســتراتيجية معاً؟‬

‫والمفترض أن ال يدفعهم الحماس بل يسيروا‬ ‫خلــف نــداءات المنطــق والتحليــل الواقعــي‬ ‫لألمــور‪ ،‬علــى عكــس العامــة التي دائمــا ً ما‬ ‫تح ّركها المشاعر وتجرفها الحميّة‪.‬‬ ‫تســير األمور في الجــوار الســوري الملتهب‬ ‫في لبنان والعــراق إلى الحل بعد بلوغها غاية‬ ‫التعقيــد‪ ،‬فــزوال المالكي ســيعيد األمــور إلى‬ ‫نصابهــا نوعا ً ما وســيكتفي العبــادي بكفكفة‬ ‫الجــراح ومحاربة داعش مــع باقي األطراف‪،‬‬ ‫أما لبنان فقد تتالى فيه بعض فصول مسرحية‬ ‫انتخــاب الرئيــس الجديــد قبل ظهــور بطلهم‬ ‫العتيــد‪ ،‬لتبقى الحــال في ســورية على حالها‬ ‫وتســتمر فصول األزمة عبثا ً بها وبالسوريين‬ ‫دون أفق محــدد بإنهائها‪ ،‬والجميع من حولها‬ ‫أع ّد نفسه للتعايش مع أزمتها ال حلّها‪ ،‬في حين‬ ‫ما يزال الكثيــرون يعمون أعينهم عن حيقيقة‬ ‫إمكانيــة انتهائها بكلمة واحدة على الرغم مما‬ ‫يثار حولها يوميا ً من أكاذيب وتهويل لألمور‪،‬‬ ‫ويجــب أن ال يغيب مثــال المالكي عن أحد بعد‬ ‫اآلن‪.‬‬


‫الكتائب العـدد الثالث والثالنون ‪2014/08/15‬‬

‫إضاءات‬

‫‪09‬‬

‫الهواء المسموم‬

‫بقلم‪ :‬أصالن أصالن‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫لم يســتيقظ الشــعب الســوري علــى أصوات‬ ‫انفجــارات أو حتى إطالق رصــاص كما جرت‬ ‫العــادة التــي اعتاد عليها مرغمــاً‪ ،‬ففي تاريخ‬ ‫‪ 21‬آب اســتيقظت أرواح أهالي ريف دمشــق‬ ‫دون أجســادهم لتجد نفسها في فضاء مختلف‬ ‫لــم يكن يحلم بــه الســوريون أبداً‪ ،‬لقــد كانت‬ ‫مأســاة بكل ما تعنيه كلمة مأساة من معنى‪ ،‬بل‬ ‫إن كل حرف من كلمة مأساة يروي قصة آالف‬ ‫الشهداء الذين سقطوا لتضيع حقوقهم بعد ذلك‬ ‫ويتحولوا إلى أرقام كما حدث مع أهالي غوطة‬ ‫دمشق تماماً‪.‬‬ ‫في الحقيقة وبعد مرور هذه المجزرة الكيميائية‬ ‫مــرور الكــرام على النظــام وكأنها لــم تحدث‬ ‫وتحويلها إلى ذكرى (مأرشفة) محفوظة على‬ ‫رفــوف القنــوات التلفزيونية بأشــرطة مخبأة‬ ‫لحين وقتها الذي يعرض في كل وسائل اإلعالم‬ ‫ليذكرنــا جميعــا ً بعجزنــا وضعفنــا‪ ،‬ولتكــون‬ ‫الذكــرى وصمة عار جديدة علــى جبين األمة‬

‫التي اعتادت على الغوص العميق في بحر الذل‬ ‫والهوان‪.‬‬ ‫نعــم إن الحقيقة قبيحة‪ ،‬لكــن كلما ظننا أن حد‬ ‫القباحة قد أتم كماله يتفاجئ السوريون بما هو‬ ‫أقبح‪ ،‬لربما يسأل سائل بعد مرور كل هذه المدة‬ ‫هــل هناك ما هو أقبح مما وصلت إليه ســوريا‬ ‫اآلن؟ فــي الحقيقة لم يعد هنالك من عاقل قادر‬ ‫على تقيم األحداث بشكل يجعل اإلنسانية تسقط‬ ‫تهمــة التوحش عنهــا‪ ،‬فما حدث فــي الغوطة‬ ‫جريمة بال أدنى شــك‪ ،‬لكن الوصف‪ ،‬والذي لم‬ ‫أجد تســمية له بعد‪ ،‬هو بقاء نظام الحكم الذي‬ ‫قام بالجريمة على رأس السلطة وكأن شيئا ً لم‬ ‫يكن‪ ،‬والســبب بكل بساطة هم أصدقاء الشعب‬ ‫السوري!!‬ ‫ال يســعني القــول كإنســان ســوري إال أمــراً‬ ‫واحــداً‪ ،‬وهو بوجود هكــذا أصدقاء من يحتاج‬ ‫إلــى أعــداء؟!! فالنظــام باقــي بموجب صفقة‬ ‫حقيــرة تمــت علــى حســاب شــهداء الغوطة‬ ‫المســممة المغــدورة‪ ،‬وعلــى ناظــر الجميــع‬ ‫بــكل وقاحة وصفاقــة‪ ،‬ليبقى النظام وتســتمر‬

‫آلة قتلــه ولينتزع الســاح االســتراتيجي من‬ ‫الدولة الســورية‪ ،‬والــذي دفع ثمنه من جيوب‬ ‫المحرومين ليقتلوا به فيما بعد ‪..‬‬ ‫بهذا يكون المنطق على الشــكل التالي‪ :‬اآلباء‬ ‫دفعوا ماالً ليقتلوا أبناءهم! نعم لقد م ّول األجداد‬ ‫ســاح الجريمة الذي فتك بحياة أحفادهم فيما‬ ‫بعــد‪ ،‬وكانوا يمجدون القاتــل القادم ومن بعده‬ ‫صمت مطبق خيم على ساحة الجريمة‪ ،‬مع أن‬ ‫المجرم معروف‪ ،‬ليكــون القرار ببقاء المجرم‬ ‫على رأس الســلطة خارجا ً عن يد الســورين‪،‬‬ ‫ويستمر بالســلطة بأوامر أجنبية طحنت أحالم‬ ‫الشــعب الســوري بالحرية‪ ،‬أو حتى القصاص‬ ‫العادل من المتهم األول واألخير بتســميم حياة‬ ‫السورين وقتل كل من ال يقبل أن يحتسي كأس‬ ‫السم الذي بعث في هواء ريف دمشق‪.‬‬ ‫لكن ال يســعنا فــي ذكرى المجــزرة الكيميائية‬ ‫إال أن نقــول أن هنالك حقيقة واحدة‪ ،‬وهي أن‬ ‫الصامتين عن الجريمة هم شركاء فيها‪ ،‬فكيف‬ ‫بالمجموعــة التــي انتهــزت الفرصــة لتحقق‬ ‫مصالــح دولهــا أو حزبهــا أو مجموعتهــا أو‬

‫مليشيتها؟ هم ليســوا شركاءاً بنظرنا فحسب‪،‬‬ ‫بل هم المجرمون‪ ،‬نعم هم المجرمون‪ ،‬والذين‬ ‫لم نســتطع محاســبتهم‪ ،‬أو حتى لــم يتجرأ من‬ ‫يدعي تمثيل الشعب السوري إدانتهم‪ ،‬أو حتى‬ ‫انتقــاد أفعالهم بحق قضية الشــعب الســوري‪.‬‬ ‫هــذه هي الحقيقة‪ ،‬هذه هي فقط وتراها بعيون‬ ‫كل الســوريين‪ ،‬وخصوصــا ً في عيــون الذين‬ ‫يعيشــون حيــاة طبيعية وكأن شــيئا ً لم يحدث‪،‬‬ ‫وكأن مــا يجــري ليــس ببالدهم! لــن نلومهم‬ ‫فالواقــع يقول أن الجميع غير قــادر على فعل‬ ‫شــيء لسورية‪ ،‬لكن على األقل قوموا من أجل‬ ‫شــيء لمن تبقى مــن الســوريين عوضا ً عن‬ ‫التفكير في اســتثمار مأســاتهم المــ ّرة‪ ،‬والتي‬ ‫استثمرت حتى ذكرياتها!‬ ‫بالنهاية ليس في خاطري إال أمر واحد أريد أن‬ ‫أقوله‪ »:‬يا شهداء سورية‪ ،‬يا أشرف خلق هللا‪،‬‬ ‫نحن آســفون‪ ،‬لقد ضعنا حقا ً وال نســتطيع أن‬ ‫نفعل شيئا ً أبداً‪ ،‬فما استشهدتم في سبيله ضاع‬ ‫ولم يعد موجوداً حتى في أحالمنا! ســامحونا‪..‬‬ ‫الرحمة والمغفرة لروحكم الطاهرة»‪.‬‬

‫حمص الصمود‪ ..‬تكون أو ال تكون‬

‫بقلم‪ :‬الناشط السياسي حسام بدرخان‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫قـد تخـتلف نَـظـْ َرتِـي لـمـا يجـري عـلـى أرض‬ ‫ضـ ْيـتُ قُـ َرابَـةَ‬ ‫حمص عن الـباقيـن‪َ ،‬ذلِـ َك أَنِّـي قَـ َ‬ ‫سـو ِريَّـ ِة‬ ‫ـو َر ِة الـ َكـ َرا َمـ ِة ال ُ‬ ‫ث َ‬ ‫سـنَـ َوا ٍ‬ ‫ثَـال ِ‬ ‫ت ِمـنَ ثَ ْ‬ ‫ـجـــونْ ‪ ،‬لَـ ِكـننـــي َخـ َر ْجـــتُ‬ ‫س ُ‬ ‫فِـــي أ ْقـبِـيَـــ ِة ال ُ‬ ‫ـحـالَـة بَـ ْعـ َد‬ ‫ِمـ ْنـ َهـــا واثِـقَـا ً بِـنَ ْ‬ ‫ـصـ ٍر قَـــا ِد ٍم ال َم َ‬ ‫ـجـانِـي َوهُـ َو‬ ‫س َّ‬ ‫أنْ َرأَ ْيتُ ُّ‬ ‫ـــون َ‬ ‫الرع َ‬ ‫ْـــب فِ ْي عُـيُ ِ‬ ‫سـ ْم ِعـــي عَـ ِويـلُـ ُهـ ْم‬ ‫يـَجـْلِـ ُدنِـــي‪ ،‬وال يُـفَـــا ِر ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ـحـونْ )‬ ‫سـلَّ ُ‬ ‫َوهُـــ ْم يَـتَـرا َكـ ُ‬ ‫َـجـــ َم الـ ُمـ َ‬ ‫ضـــونْ (ه َ‬ ‫سـتِـيـ ِريَّـ ٍة ت ْ‬ ‫ُـخـبِـ ُر َك‬ ‫مك ِّر ِرينَ تِـلـ َك الـ ِعـبَـارةَ بِـ ِهـ ْ‬ ‫َ‬ ‫ـــي أعْـ َمـاقِـ ِهـ ْم ِمـنْ‬ ‫عَـــنْ ُّ‬ ‫الـرعْـ ِ‬ ‫ـــع فِ ْ‬ ‫ب الـقَـابِ ِ‬ ‫ب‬ ‫ـــول الـ ُمـ َّ‬ ‫ـحـيـنَ إِلَـ ْي ِهـ ْم‪ ،‬قَـ ْد يَسـتَـ ْغـ ِر ُ‬ ‫ُو ُ‬ ‫سـلَّ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫سـا َء لِـشَـ ْعـبِـ ِه‬ ‫الـبَـ ْع‬ ‫ُ‬ ‫ـــض َكـال ِمـي َولَـ ِكـنَّ َمـنْ أَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي طـ ِريـقَـ ٍة كـانَـــتْ يَـ ْعـ ِرفُ تَـ َمـا َمـا ً أنَّ يَـو َم‬ ‫بِـأ َ ِّ‬ ‫ـحـالـَة ‪.‬‬ ‫ب قَـا ِد ٌم ال َم َ‬ ‫الـحـ َ‬ ‫سـا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـال‬ ‫وج أَ ْبـطَ ِ‬ ‫َخـ َر ْجـــتُ ِمـنَ الـ ُمـ ْعـتَـقَ ِ‬ ‫ـل َمـــ َع ُخـ ُر ِ‬ ‫س‬ ‫ـي الـ َّر ْأ ْ‬ ‫ص َرةَ ِمـ ْنـ َهـا َم ْ‬ ‫ـحـا َ‬ ‫ـص الـ ُم َ‬ ‫ِحـ ْم َ‬ ‫ـرفُـو ِع ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت الـ ُمـت َ‬ ‫َـخـا ِذلِـيِـنْ ‪،‬‬ ‫يَـطَـــأ ُ ُونَ بِـأقدَا ِمـ ِهـ ْم قـا َمـــا ِ‬ ‫ـــخ أَ ْوهَـــا َم‬ ‫َو يَ ْ‬ ‫ـر ُم ْ‬ ‫ـــي َمـزَابِ ِ‬ ‫ـــونَ فِ ْ‬ ‫ـــل الـتَّا ِريِ ِ‬ ‫ـجـ ِري‬ ‫ب َمـا يَ ْ‬ ‫ـطـيـنْ ‪ِ ،‬لُ َراقِ َ‬ ‫ـب عَــنْ َكــثَـ ٍ‬ ‫الـ ُمـثَـبِّ ِ‬ ‫ـــوجئتُ‬ ‫ض َحـبِـ ْيـبَـتِـــي الـ َعـــ ِديَّة‪ ،‬فُ ِ‬ ‫عَـلَـــى أَ ْر ِ‬ ‫بِأَعْـدَا ِد ُ‬ ‫َـحـ ِمـ ُل أَ ْنـ َواعَـا ً‬ ‫ـو ِر ال َهائِلَ ِة الــتِـي ت ْ‬ ‫الـذ ُك ْ‬ ‫سـا ِكـنَـا ً‬ ‫َوأَ ْ‬ ‫ُـح ِّ‬ ‫ـركْ َ‬ ‫ـالح َولَـــم ت َ‬ ‫صنَـافَـا ً ِمـن ِ‬ ‫الـس ِ‬ ‫ـــو َر ِة فِـي يَـد‬ ‫ـــع ُ‬ ‫ـــو ِط ع ِ‬ ‫َـاصـ َمـــ ِة الَـثَ ْ‬ ‫سـقُ ْ‬ ‫لِـ َمـ ْن ِ‬ ‫ـأس‬ ‫ُمـجـــ ِرمي الـحرب والـلُـصوص‪ ،‬وبَـدأ الـيَ ُ‬ ‫سـ ْمـتُـ َهـا َخـ ْلـفَ‬ ‫فـق اآل َما َ ِل الَّـتِي َر َ‬ ‫يَـلُـوح فِـي أُ ِ‬ ‫صــوراً رائـعـَةً ِمـنَ‬ ‫س ْ‬ ‫قُ ْ‬ ‫ـجـنِـي‪ ،‬لَـ ِكـنَّ ُ‬ ‫ـــان ِ‬ ‫ـضـبَ ِ‬

‫يـف بـ َّددَت‬ ‫األُ ُخـ َّو ِة الَّـتِـــي شَـاهَـدتُـ َهـا فِـي ِّ‬ ‫الـر ِ‬ ‫ـاصـ َمـةُ‬ ‫َ‬ ‫هـذا الـيَ‬ ‫ـــأس إلـى َغـيـ ِر َر ْجـ َعـــة‪ ،‬فَـ َع ِ‬ ‫الـثَـو َرة ال تَـــموت‪َ ،‬و ِر َجـالَـ َهـا ال تَـ ْفـنَـى ولَـو‬ ‫ـجـازر أَحـــيانا ً فـي بَـعـض‬ ‫َكـثـُــ َرت فِـيـهـا الـ َم َ‬ ‫الـمـراحـل ‪.‬‬ ‫ـص‬ ‫بَـعـــد ُخ‬ ‫ـروج أبـطـال الـحـصـــار ِمـن ِحـ ْم َ‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫سـةَ فِـي الـت‬ ‫ـجـ ٍر يَـشُـ ُّ‬ ‫ـخـ ْن َ‬ ‫الـ َمـ ْغـرو َ‬ ‫َـاريـــخ َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫سـلِّقِـيْـنَ‬ ‫صـدر بَـائِـ ِعــيـ َهـا َونَـا ِهـبِـ ْيـ َهـا‪َ ،‬والـ ُمـتَـ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـجـا ِهـ ِديـ َهـــا‪ ،‬أَ َخـذَ‬ ‫ـعـــال أ ْحـ ِذيَـــ ِة ُم َ‬ ‫عَـلـــى نِ‬ ‫ِ‬ ‫ت َوأَ َخـ َذ‬ ‫سـ ِد ُج ْ‬ ‫نِـظَـا ُم األَ َ‬ ‫ـرعَـةً ِمـنَ الـ َم ْعـنَـ ِويَّـا ِ‬ ‫ـو َر ِة بـاتَـتْ‬ ‫ـو ِهـــ ُم أَ ْنـ َ‬ ‫صا َرهُ أَنَّ ع ِ‬ ‫َـاصـ َمـــةَ الـثَ ْ‬ ‫يُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ـو ْم وال‬ ‫لَـ ُهـــ ْم َم ْ‬ ‫ـــوفَ بَـ ْعـــ َد الـيَ ْ‬ ‫ـرتَـ َعـــا ً فـال َخ ْ‬ ‫ـض‬ ‫ِح ْ‬ ‫ـس تَـقُ ُّ‬ ‫ـر َمـــانَ بَـ ْعـــ َد الـيَـــو ْم َوال َكـ َوابِـ ْي َ‬ ‫ـس عُـ َمـالئُـهُ‬ ‫ـو ْم‪َ ،‬وتَـنَـفَّ َ‬ ‫َمـ َ‬ ‫ـاجـ َعـ ُهـ ْم بَـ ْعـ َد الـيَ ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ـالحـيَّـاتُ ُهـــ ْم‬ ‫الـ ُ‬ ‫صـ َعـــدَا ْء فَـ َعـــادَتْ لَـ ُهـــ ْم َ‬ ‫ص ِ‬ ‫َ‬ ‫َوعَـادُوا إلـى ِخـيَـانَـ ِة شَـ ْعـبِـ ِهـ ْم ووطـنِـ ِهـم‪.‬‬ ‫ـحـا َولَـ ٍة‬ ‫أَ َّمـا فِـ ْكـ َرةُ الـتَـ ْ‬ ‫ـجـا َءتْ فِـي ُم َ‬ ‫سـ ِويَـاتْ فَ َ‬ ‫ـوا ِر‬ ‫ـجـا ِد ش‬ ‫َجـا ِهـــ َد ٍة ِمـ ْنـ ُهـ ْم إل ْي َ‬ ‫َـــرخ بَـيْـنَ الـثُ ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ـاضـنَـتِـ ِهـ ْم‬ ‫ِمـــنْ ِجـ َهـــ ٍة َوبَـيْـــنَ الـثُـــ َّوا ِر َو َح ِ‬ ‫ـاجـتَـ َمـ َع‬ ‫الـشَـ ْعـبِـيَّـــ ِة ِمـــنْ ِجـ َهـــ ٍة أُ ْخـــ َرى‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ت األَ ْمـنِـيَّـــة َمـع ال ِعـقِـي‬ ‫ُزعَـــ َما ُء الـ ِعـ َ‬ ‫صـابَـا ِ‬ ‫األَ ْحـ ِذيَـــ ِة ِمـــنْ أَ ْذنَـابِـ ِهـــ ْم فِـــي أَ ْقـبِـيَـتِـ ِهـــ ْم‬ ‫ت‬ ‫ـل الـتَـ ْ‬ ‫الـ ُمـ ْظـلِـ َمـــ ِة لِـ َر ْ‬ ‫سـ ِويَـا ِ‬ ‫س ِـم ُخـطَّـ ِة عَـ َم ِ‬ ‫َـي ٍء‬ ‫سـا ِرهَـــا‪ ،‬فَـ َكـــانَ أَ ْ‬ ‫َوتـحـــدي ِد َمـ َ‬ ‫سـ َهـــ َل ش ْ‬ ‫س‬ ‫ِعـ ْنـ َدهُـــ ْم ا ْ‬ ‫ضـ َع ِ‬ ‫سـتِـ ْعـ َمـــا ُل ِ‬ ‫ـــاف الـنُـفُ ْ‬ ‫ـــو ِ‬ ‫ُـونَ‬ ‫ـــن ُ‬ ‫ـــو َر ِة َحـيَـا ِة الَّ ِذيْـــنَ يَـ ِعـ ْيـش ْ‬ ‫ص ْ‬ ‫لَـت َْـزيِـيِ ِ‬ ‫ض ِمـ ْنـ ُهـ ْم‬ ‫ـام َوإِ ْطـال ُ‬ ‫فِـــي َكـنَ ِ‬ ‫ـف الـنِـظَ ِ‬ ‫ق الـبَـ ْعـ ِ‬ ‫ـل‬ ‫سـ َم َ‬ ‫َـجـ َّو ُل أَ ْيـنَـ َما أَ َرادْ‪َ ،‬والـ َ‬ ‫يَـت َ‬ ‫ـاح لِـ َعـ َد ٍد قَـلِـ ْي ٍ‬ ‫سـ ٍة‬ ‫ـحـا َولَـ ٍة يَـائِـ َ‬ ‫ِجـــ َداً بِـ ُمـ َغـا َد َر ِة الِـبِـال ِد فِـي ُم َ‬

‫ض‬ ‫ـــام بِـقُـ َّو ٍة عَـلَى األَ ْر ْ‬ ‫إل ْظـ َهـا ِر ع ْ‬ ‫َـو َد ِة الـنِـظَ ِ‬ ‫صـفُ‬ ‫ـحـلُـو لَـ ُهـ ْم َو ْ‬ ‫َوا ْنـتِـ َهـــا ِء األَ ْز َمـ ِة كـ َمـــا يَ ْ‬ ‫ج‬ ‫ـو َرتِـنَـــا‪َ ،‬وأَ ْكـثَـــ ُر َمـا َ‬ ‫ثَ ْ‬ ‫سـاهَـ َم فِـــي الـت َْـر ِو ْي ِ‬ ‫س‬ ‫لِـ ْلـتَـ ْ‬ ‫ـو ِ‬ ‫سـ ِويَـا ِ‬ ‫ـي قُـلُ ْ‬ ‫س فِ ْ‬ ‫ب الـنَـا ِ‬ ‫ع اليأ ِ‬ ‫ت َوز َْر ِ‬ ‫َـخ ُ‬ ‫ُمـشَـاهَـ َدتَـ ُهـــ ْم َمـدَى الـت َ‬ ‫ـــاذل الـ ِذي عَـانَـتْ‬ ‫َاخـلِـيَـا ً َو َخـا ِر ِجـيَـاً‪،‬‬ ‫ِمـ ْنـهُ ِحـ ْم َ‬ ‫ـص َوأَهْـلُـ َهـــا د ِ‬ ‫ت ش َّ‬ ‫َاذة بَـيْـنَ‬ ‫بـاإل َ‬ ‫ضـافَـــ ِة إلـــى ظُـ ُهـو ِر َحـــاال ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫سـتَـفـــا َد ِمـنـ َهـا‬ ‫ارتَـ َكـبَـــتْ أخـطـاء ا ْ‬ ‫الـثُـــ َّوا ِر ْ‬ ‫الـنِـظَـــا ْم َوقَـا َم بِـنَـشْـ ِرهَـا َوتَـ ْعـ ِمـ ْيـ ِمـ َهـا عَـلَـى‬ ‫ار ‪.‬‬ ‫صـفَـاتُ َوأَ ْخ َـل ُ‬ ‫ق الـثُـ َّو ْ‬ ‫أَنَّـ َهـا ِ‬ ‫ـصـيَّـ ِة‬ ‫ص لِـ ْل َ‬ ‫الـحـ ْم ِ‬ ‫ـحـالَـ ِة ِ‬ ‫ُكـ ُّل هَـ َذا الـتَـش ِ‬ ‫ْـخـ ْيـ ِ‬ ‫ـجـا ِد‬ ‫الـفَـ ِر ْيـ َد ِة ال يُـفِـيـــد‪ ،‬فَـال ِع َـل ُج يَـ ُكـونُ بِـإِ ْي َ‬ ‫ص الـ ِعـلّة ‪.‬‬ ‫الـحـ ِّل َولَـ ْي َ‬ ‫َ‬ ‫ـس فَـقَـ ْط بِـتَـش ِ‬ ‫ْـخـ ْيـ ِ‬ ‫ـاس‬ ‫ـاط األَ ْنـفَ ْ‬ ‫بَـ ْعـد ا ْ‬ ‫احـ ِة الـ ُم َ‬ ‫سـتِـ َر َ‬ ‫ب َوالـتِـقَ ِ‬ ‫ـحـا ِر ِ‬ ‫ـــص الـ َعـامـلِـيْـــنَ فِـي‬ ‫ـــاب ِحـ ْم‬ ‫ْ‬ ‫اجـتَـ َمـــ َع شَـبَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْـلم ِر ْيـفـا َو َمـ ِد ْيـنَـة لـيُـطـلِـقـوا أ َّو َل‬ ‫َم َ‬ ‫اإلع َ ِ‬ ‫ـج ِ‬ ‫ـال ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـو ِعـ ِه‪ ،‬فـأ ْبـ َدعُـوا‬ ‫ي فـ ِريـ ٍد ِمـنْ نَ ْ‬ ‫عَـ َم ٍ‬ ‫ـــل َو ْحـد َِّو ٍ‬ ‫ـــل ( َرابِـطَـ ِة إِع َ‬ ‫ـو َر ِة فِـي‬ ‫ـــي الـثَ ْ‬ ‫بِـتَـشْـ ِكـ ْي ِ‬ ‫ْـل ِمـيِّ ْ‬ ‫َـو ِحـيـ ِد‬ ‫ِحـــ ْم ْ‬ ‫ص)‪َ ،‬وبَـــدَؤوا الـ َعـ َمـــ َل عَـلَـــى ت ْ‬ ‫َ‬ ‫اإلع َ‬ ‫ضـ ِّم الـشُـ َرفـــا ِء ِمـنَ‬ ‫الـجـ ْ‬ ‫ـــي َو َ‬ ‫س ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْـل ِم ِّ‬ ‫ـــم ِ‬ ‫َ‬ ‫ض‪َ ،‬وهَـذاَ‬ ‫ت الـ َم ُ‬ ‫الـخـ ْبـ َرا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـوجـــو َد ِة عَـلَـى األ ْر ِ‬ ‫لَـــ ْم َولَـنْ يَـ ُمـ َّر ُمـــ ُر ْو َر الـ ِكـــ َر ِام طَـ ْبـ َعـا ً ِعـ ْنـ َد‬ ‫ـرقَـ ِة‬ ‫سلِّـقِـيـنَ َوالـ ُمـ ْنـتَـفِـ ِعـيـــنَ ِمـنَ الـفُ ْ‬ ‫الـ ُمـتَـ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سـ َمـا ْء‪ ،‬لـ ِكـنَّ‬ ‫ـولِـيـــنَ عَـلى تَـ ُعـ ُّد ِد األ ْ‬ ‫َوالـ ُمـتَـ َ‬ ‫س ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ـن ِمـنْ عَـ ِزيـ َمـتِـ ِهـــ ْم فـا ْنـطَـلَـقُـوا‬ ‫َذلِـ َك لَـــ ْم يَـث ِ‬ ‫ت إِلَـى دَا ِع ٍـم أَ ْو‬ ‫فِـي عَـ َمـلِـ ِهـــ ْم د ُْونَ اال ْلـتِـفَـــا ِ‬ ‫َـظـــ ُروا ُمـ َوافَـقَـةَ‬ ‫ـــح أَ ْو َمـــا ِدح‪َ ،‬ولَـ ْم يَـ ْنـت ِ‬ ‫َمـانِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف عَـــلى ُمـ َوا َزنَـ ٍة هَـ ِزيـلـــ ٍة قـ َّد ُمـوهَـا‬ ‫االئْـتِ َـل ِ‬ ‫ت الـ َرابِـطَـــ ِة‬ ‫ض ْ‬ ‫احـتِـيَ َ‬ ‫لَـــهُ لِـ َ‬ ‫ـاجـــا ِ‬ ‫ســـ ِّد بَـ ْعـــ ِ‬

‫ضـئِـ ْيـلَـة ‪.‬‬ ‫الـ َ‬ ‫َـوحـ ْيـ ُد‬ ‫بَـــا َر َك عَـ َمـلَـ ُهـــ ْم ُكـ ُّل َمـــنْ يَـ ُهـ ُّمـــهُ ت ِ‬ ‫ي‪َ ،‬وبَـدَأَ‬ ‫ـــو ِر ِّ‬ ‫ـج ُ‬ ‫صفِّ َوإِ ْن َ‬ ‫الـــ َ‬ ‫ـــل الـثَ ْ‬ ‫ـــاح الـ َعـ َم ِ‬ ‫ـحـهُ‬ ‫صـالِ ُ‬ ‫ضـ َّر َرتْ َمـ َ‬ ‫ـحـا َربَـتِـ ِهـ ْم ُكـ ُّل َمـنْ تَـ َ‬ ‫بِـ ُم َ‬ ‫ْ‬ ‫أَ ْو َو َجـ َد فِـــي الـ َو ْحـدَة إِظـ َهـــا َراً لِـ ْلـ َعـا ِمـلِـيـنَ‬ ‫ض‪ ،‬بَـ ْيـنَـ َمـا َكـانَ‬ ‫الـحـقِـيـقِـيِّـيِـــنَ عَـلَـــى األَ ْر ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫سـ ِمـ ِه‬ ‫سـ ِر ُ‬ ‫سـلـ َهـا بِـا ْ‬ ‫ق أعْـ َمـالـ ُهـــ ْم َويُ ْ‬ ‫هُـ َو يَـ ْ‬ ‫ـر ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ـظـ ْيـ ِمـ ِه أ ْو تَـشْـ ِكـ ْيـلِـ ِه ‪.‬‬ ‫أَ ْو ا ْ‬ ‫س ِـم تَـن ِ‬

‫ث قَـ ْطـــ َرة‪َ ،‬و َجـ ْدنَـا بَـ ْعـ َد‬ ‫َو َكـ َمـــا أَنَّ أ َّو َل الـ َغـ ْيـ ِ‬ ‫اإل َ‬ ‫عـل ِمـ ِّي‬ ‫الـجـ ْ‬ ‫ا ْنـتِـشَـــا ِر َخـبَـر ت ِ‬ ‫َـوحـيـــد ِ‬ ‫س ِـم ِ‬ ‫ـجـ َمـلِـ ِه بِـدَايَـــةَ الـبُـشْـ َريَـات‪ ،‬فَـا ْنـتَـشَـ َر‬ ‫فِـي ُم ْ‬ ‫سـ َّرنَـا َجـ ِمـيـ َعـا ً أَال َو هُـ َو بِـدَايَـةُ‬ ‫بَـ ْعـ َدهَـا َخـبَـ ٌر َ‬ ‫ي‪،‬‬ ‫ـسـم الـ َعـ ْ‬ ‫سـ َكـر ِّ‬ ‫الـ َعـ َمـل عَـلـى ت ِ‬ ‫الـج ِ‬ ‫َـوحـيـ ِد ِ‬ ‫صـ َمـــتْ ظَـ ْهـــ َر‬ ‫ـــحةً قَـ َ‬ ‫ـاج َ‬ ‫فَـ َكـانَـــتْ بِـــدايَةً نَ ِ‬ ‫ت الـنِـظَـــا ْم‬ ‫ســـ ِّو ُ‬ ‫ق ِل ْنـتِـ َ‬ ‫َمـــنْ َكـــانَ يُـ َ‬ ‫صـــا َرا ِ‬ ‫ـــو َر ِة فِـــي ِحـ ْم‬ ‫ـــص َوالـطَـعْـنَ‬ ‫َ‬ ‫َوا ْنـتِـ َهـــا ِء الـثَ ْ‬ ‫ـجـ ُد‬ ‫فِـي ُ‬ ‫سـ ْمـ َعـــ ِة الـثُـ َّوا ِر َوأَ ْخ َـلقِـ ِهـم‪ ،‬فَـ َهـ ْل نَ ِ‬ ‫صـدُو َر‬ ‫ـج ُ‬ ‫ت ِمـــنَ األَيَّا ْم َمـا يُـ ْثـلِ ُ‬ ‫فِـي الـ ُمـ ْقـبِـال ِ‬ ‫سـتِـشْـ َهـــا ِد َولَـ َدهَـا‬ ‫ت َز ْغـــ َردَتْ لِـنَـبَـأِ ا ْ‬ ‫أُ َّمـ َهـا ٍ‬ ‫ـو ِمـيَّـا ً‬ ‫ض بَـاتَـتْ تـ ْنـتَـ َهـ ُك يَ ْ‬ ‫ُمـدَافِـ َعـا ً عَـنْ أَعْـ َرا ٍ‬ ‫وج ُمـقَـاتِـلِـ ْيـ َهـــا‪،‬‬ ‫فِـــي ِحـ ْم‬ ‫َ‬ ‫ـــص بَـ ْعـــ َد ُخـــ ُر ِ‬ ‫ـو َرةُ‬ ‫وز َْو َجا ٍ‬ ‫اجـ َهـا أَنْ تَـ ُكـونَ الـثَ ْ‬ ‫ت قَـبِـلَـتْ ِلَ ْز َو ِ‬ ‫َ‬ ‫ى‬ ‫سـ َو ْ‬ ‫َـشـ ْيـقَـتَـهُ َمـ َعـ َهـا‪َ ،‬و َحـ َرائِـ َر َل يَـ ْعـلـ ُم ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َربُّـ ُهـنَّ َمـا يُـ َعـانِـيْـنَ فِـي أقـبِـيَـ ِة الـ ُم َ‬ ‫ـخـابَـ َراتْ ‪،‬‬ ‫صـ ْبـ ِر‬ ‫غ الـ َّ‬ ‫َو ُمـ ْعـتَـقَـلِـيْـــنَ يَـ ْنـت ِ‬ ‫َـظـ ُرونَ بِـفَـــا ِر ِ‬ ‫ـل الـثُـ َّوا ِر‬ ‫فَـ ْت َ‬ ‫ـح أَ ْبـــ َوا ِ‬ ‫ب ُمـ ْعـتَـقَ َـلتِـ ِهـــ ْم بِـأ َ ْر ُج ِ‬ ‫ـجـانْ ؟ ؟‬ ‫س َّ‬ ‫ـح الـ َ‬ ‫بَـ َد َل َمـفًـاتِـ ْي ِ‬


‫الكتائب العـدد الثالث والثالثون ‪2014/08/15‬‬

‫تقارير‬

‫‪10‬‬

‫تقرير مجزرة الكيماوي في الغوطتين‬ ‫مركز دمشق لدراسات حقوق اإلنسان‬

‫ابنة أخي تجد صعوبة بالتنفس فحملها زوجي‬ ‫مسرعا ً بها إلى المشفى الميداني‪ ،‬علمنا حينها‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫بأننا نقصف بالكيمــاوي وحاولنا الخروج إلى‬

‫يغطي هذا التقرير الفترة منذ فجر يوم األربعاء السطح كما تعلمنا إال أن القصف العنيف منعنا‬ ‫‪ 2013-08-21‬و حتى تاريخ ‪ 2013-09-1‬مــن الصعود إلى ســطح المنزل فأســرعنا أنا‬ ‫وقد اســتطاع مركز دمشــق لدراســات حقوق وأختي بإيقاظ األطفــال لنلحق بزوجي‪ ،‬ونحن‬ ‫اإلنســان توثيق أســماء ‪ 678‬شــخص قتلوا نتوجه إلى الشارع بدأت أشعر بدوار و قدماي‬

‫نتيجة تعرضهم للغازات الســامة مع تأكيده أن لم تعد تحمالنني‪ ،‬وشعرت بعده مباشرة بغثيان‬ ‫عدد الذي قتلوا نتيجة استخدام الغازات السامة شــديد وما كدت أصل إلى الشــارع حتى فقدت‬ ‫يفوق ‪ 1600‬بسبب اتســاع المنطقة المتأثرة الوعي‪ ،‬وعندما استرددت وعيي وجدت نفسي‬ ‫وبسبب نقص المعدات الطبية التي أدت للكثير بالمشفى الميداني المكتظ بالناس والصراخ»‪.‬‬ ‫من الحاالت بالوفاة‪.‬‬

‫األماكــن التي اســتهدفها القصف‬ ‫باألسلحة الكيميائية‪:‬‬

‫تابعــت أم محمد لتقــول بأن ابن أختهــا البالغ‬ ‫مــن العمر ‪ 24‬عاما ً ليلتها اتجه إلى بيت جده‪،‬‬ ‫والذين يســكنون بناء مكــون من أربع طوابق‬ ‫ليجد الجميع قد مات داخله والذي يزيد عددهم‬

‫ريف دمشق الغوطة الشرقية‪:‬‬

‫عن ‪ 25‬شخص‪.‬‬

‫‪ -1‬الشارع خلف محطة نجيب للوقود‬

‫المشافي الميدانية في الغوطة الشرقية وعضو‬

‫زملكا‪:‬‬

‫‪ -2‬شارع المقسم االلي (مركز االتصاالت )‬ ‫‪-3‬منطقة المزرعة‬

‫عين ترما‪:‬‬

‫‪ -1‬منطقة الطبال‬ ‫‪-2‬منطقة الزينية‬

‫ريف دمشق الغوطة الغربية‪:‬‬ ‫مدينة المعضمية‪:‬‬

‫‪-1‬شارع الروضة‬ ‫‪-2‬شارع البلدية‬ ‫‪ -3‬شارع الزيتونة‬ ‫روايات و شهادات الناجيين و الكادر الطبي‪:‬‬ ‫قام مركز دمشــق بإجراء العديد من المقابالت‬ ‫مــع ناجيين و أفراد من الطواقم الطبية العاملة‬ ‫في المشــافي الميدانية التي استقبلت الضحايا‬ ‫و المصابين جراء القصف باألسلحة الكيميائية‬ ‫و وثقت شهاداتهم على ماحدث‪:‬‬ ‫تقول الســيدة أم محمد من ســكان بلدة زملكا‬ ‫بأنهــا كانت تتواجد مع زوجها وأبنائها االثنين‬ ‫(ستة أعوام و نصف واآلخر شهرين) باإلضافة‬ ‫الى عائلــة أختها المكونة من فتاة عمرها ‪13‬‬ ‫عاما ً وأخوهــا ‪ 24‬عاما ً في منزلها الواقع في‬ ‫شــارع االتصــاالت في بلدة زملكا حيث ســقط‬ ‫صــاروخ محمل بغاز ســام على بعد ‪ 100‬متر‬ ‫تقريبا ً عــن منزلها‪ ،‬وتقول الســيدة أم محمد‪:‬‬ ‫«بينمــا نحن جالســون فــي منزلنا مــع عائلة‬ ‫أختي بدأ القصف على زملكا وســمعنا أصوات‬ ‫انفجــارات قريبة حوالي الســاعة الثانية ليالً‪،‬‬ ‫بعدها بقليل بدأنا نشــعر بحرقة بأعيننا وبدأت‬

‫الدكتور أبو عماد أحد األطباء العاملين في‬ ‫المكتب الطبي الموحد في الغوطة الشرقية أفاد‬ ‫بأنه بين الساعة الثانية والنصف ليالً والثالثة‬

‫فجراً بدأت أعداد كبيرة من المصابين بالتوافد‬ ‫إلــى المستشــفيات المدنيــة‪ ،‬وكان المصابون‬

‫اإلصابات التي كانت باآلالف‪ .‬وأكد الدكتور أبو وصلت إلى فقدان الوعي‪ .‬ويضيف الدكتور أبو‬ ‫عماد بأنه استمر العثور على جثث ضحايا في عمر بأن المصابين كانوا يعودون إلى المشفى‬ ‫اليوم التالــي ‪ 2013-08-22‬داخل منازلهم‪ ،‬بســبب انتكاســات كانت تصيبهم بعد خروجهم‬ ‫عــدد كبيــر منهم فــارق الحياة وهــو نائم في من المشفى تمثلت بما يلي‪:‬‬ ‫سريره‪ ،‬آخرهم العثور على ‪ 20‬شخص داخل بعــد ‪ 24‬ســاعة‪ :‬يعــود المصــاب باألعراض‬ ‫إحدى األبنية ‪.‬‬ ‫الدكتــور أبو عمــر‪ ،‬طبيب عــام يعمل في‬

‫التالية‪ :‬فقدان للوعي‪ ،‬انهيار تام‪ ،‬ضيق نفس‪.‬‬ ‫بعد أسبوع‪ :‬دوار‪ ،‬وهن عام‪ ،‬ضيق نفس‪.‬‬

‫يعانــون من أعــراض أهمهــا‪ :‬اختناقات وزلة إحدى المشافي الميدانية بمدينة معضمية الشام الوضــع الطبــي فــي المناطــق التي‬ ‫تنفســية شديدة‪ ،‬هياج‪ ،‬تغيم بالوعي‪ ،‬مفرزات فــي الغوطة الغربية‪ ،‬يقول بأنه وفي الســاعة استهدفت باألسلحة الكيميائية‪:‬‬

‫رغوية من األنف والفم‪ ،‬تقبض حدقات شديد(‬ ‫حدقات دبوســية)‪ ،‬بطــئ نبــض‪ ،‬واختالجات‬

‫الخامســة فجراً من يوم األربعاء بدأنا نســمع أثنــاء لقائنا مع الدكتور أبــو عماد في الغوطة‬ ‫صــوت انفجارات ناتجة عن قصف اســتهدف الشرقية والدكتور أبو عمر في الغوطة الغربية‬

‫عصبيــة‪ ،‬ويقــول الدكتــور أبــو عمــاد بــأن‬ ‫المدينــة‪ ،‬إال أنه هذه المرة كانــت االنفجارات سألهم مركز دمشق عن الوضع الطبي في هذه‬ ‫المصابيــن كانوا من كال الجنســين ومن كافة‬ ‫غريبــة نوعا ً ما حيث كنا نســمع قبلها صوت المناطــق‪ ،‬فأكدوا لنا بأن الوضع الطبي ســيئ‬ ‫األعمار‪ ،‬ويضيف بأنه وخالل الساعات األولى‬ ‫صفير يسبق االنفجار‪ ،‬وتابع الدكتور أبو عمر جــداً‪ ،‬وأن نقصــا ً حــاداً بكافة أنــواع األدوية‬ ‫تــم إحصــاء مــا يزيد عــن ‪ 700‬حالــة وفاة‪،‬‬ ‫قائــاً بأنه وبعــد حوالي ربع ســاعة بدأ توافد األساســية يعانون منه وعلى رأســها األدوية‬ ‫وعن طريقــة العالج يقول أبو عمــاد بأنهم لم‬ ‫مصابيــن بأعداد كبيرة تظهر عليهم األعراض والمستلزمات الطبية التالية‪:‬‬ ‫يملكــوا المعــدات واألدوية الالزمــة والكافية‬ ‫التاليــة‪ :‬اختالجــات عصبيــة‪ ،‬زلة تنفســية‪ ،‬مضــادات االلتهــاب‪ ،‬المســكنات‪ ،‬المســكنات‬ ‫لعــاج هذا العــدد الهائــل مــن المصابين وقد‬ ‫تضيــق حدقــات دبوســية‪ ،‬مفــرزات رغويــة المركزية‪ ،‬السيرومات بأنواعها‪ ،‬أكياس الدم‪،‬‬ ‫اقتصر العالج على حقــن المصاب باألتروبين‬ ‫وفقــدان للوعي‪ .‬كنــا عند اســتقبالنا للمصاب األكسجين‪ ،‬األتروبين والهيدرو كورتيزونات‪،‬‬ ‫والهيدروكورتيــزون‪ ،‬واألوكســجين‪ ،‬ويقول‬ ‫نقــوم بخلع ثيابــه عنه وغســله بالماء ونقوم باإلضافة لحاجتهم إلى بدالت وأقنعة واقية من‬ ‫الدكتــور بأنه وبعد نفاذ مخــزون األتروبين تم‬ ‫بحقنــه باألتروبيــن والهيــدرو كورتيزونــات الغــازات الســامة والمــواد الكيماوية من أجل‬ ‫استخدام األتروبين الحيواني على نطاق ضيق‬ ‫واألوكســجين‪ ،‬إال أن الدكتــور أبو عمر يقول الكوادر الطبية في ظل اســتمرار اقوات النظام‬ ‫جداً وعلى الحاالت الحرجة كإجراء أخير‪ .‬وأكد‬ ‫بأنه من أصل حوالي األلف مصاب توافدوا إلى الســتخدام األســلحة الكيميائية ألكثر من مرة‪،‬‬ ‫الدكتور أبو عماد بأن أشخاص من العاملين في‬ ‫المشفى لم نستطع تقديم األكسجين إال للخمسين وأكــد الطبيبان بأنــه في بعض األحيــان تقوم‬ ‫الكوادر الطبية (أطباء‪،‬ممرضين‪ ،‬مسعفين) قد‬ ‫المصــاب األوائل ومن بعدها نفذ األوكســجين بعض المنظمات اإلغاثية واإلنســانية بالتبرع‬ ‫تعرضــوا لإلصابة نتيجة التماس المباشــر مع‬ ‫لدينا‪ ،‬بالرغم من أنه لم نكن نستقبل اإلصابات ببعض المواد الطبية‪ ،‬ولكن وعلى قلتها إال أن‬ ‫المصابين بدون توفر أي بدالت أو أقنعة واقية‬ ‫الخفيفة وكنا نختار اإلصابات الشديدة فقط‪ ،‬و المعضلة األكبر تبقى طريقة إدخال هذه المواد‬ ‫من المواد الكيماوية ‪ .‬وقالل الدكتور أبو عماد‬ ‫يقــول الدكتور أبو عمر أنه بعد أربع ســاعات إلــى المناطق وإيصالها إلى المشــافي في ظل‬ ‫أن أصعــب مــا واجهوه هو اضطــرار األطباء‬ ‫علــى اســتقبال المصابيــن ومعالجتهــم بدأت حصار خانــق تفرضه قوات النظــام على هذه‬ ‫اتخاذ قرار من يتم عالجه ومن سيترك لمالقاة‬ ‫تظهر علــى الطاقم الطبــي المعالج األعراض المناطــق‪ ،‬حيث تمنع دخول حتى المســاعدات‬ ‫مصيــره والذي غالبا ً انتهى بالموت وذلك لقلة‬ ‫التالية‪ :‬ألم عيني‪ ،‬صداع‪ ،‬ســيالن أنفي‪ ،‬وأن اإلنسانية و الطبية‪.‬‬ ‫أعــداد األطبــاء والــكادر الطبي مقارنــة بعدد‬ ‫اثنين من األطباء ظهرت عليهم عالمات أشــد‬


‫الكتائب العـدد الثالث والثالنون ‪2014/08/15‬‬

‫الصفحـة األدبـيـــة‬

‫‪11‬‬

‫خط ًا على الطريق‬

‫بقلم‪ :‬بشار إدلبي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫شغف رغم اآلالم‬ ‫منذ كانت السموات واألرض كانا‪ ،‬ولدا‬ ‫سري واحد ال يزال مشدوداً إلى‬ ‫توأمين بحبل‬ ‫ٍّ‬ ‫أسحق أعماق التاريخ‪ ،‬قبل أن يحبو شي ٌء‬ ‫في فضاءات األكوان هرم عشقهما؛ ما برحت‬ ‫تف ّرق أيادي األقدار األفالذ ويستمران يجتمعا‪،‬‬ ‫دائما ً ما تسمت به وتكنى بها‪ ،‬يهدهد أحالمها‬ ‫ملقية بثقل رأسها بأحضانه‪ ،‬ال يفتأ يعانقها‬ ‫أزالً ويحول دون أن تطال من طرفه‪ ،‬غابت‬ ‫األمطار فنمت أكثر جذور ولههما‪ ،‬يباهي‬ ‫األزمان بسحرها‪ ،‬يستصرخ نشواته بسكينتها‪،‬‬ ‫دارت األقدار فأمست تستغ ّل قممه السباحتها‪،‬‬ ‫يتمزق أحدهما بأسى اآلخر‪ ،‬يكتم أنينه عن‬ ‫جراحها وتستقيل الشكوى بُ ْعداً عن آالمه‪.‬‬ ‫آ ٍه ما أفظع حسراتك يا شام وما أغلى دموعك‬ ‫يا قاسيون‪ ،‬ليست رصاصة قتلت أو ر ّوعت‬ ‫بأدنى من حقد الكيماوي ولكن ألوف الجراح‬ ‫ال ريب تظ ّل أقسى من عشراتها‪ ،‬ليلة جديدة‬ ‫غابت بها اإلنسانية تمكنت من األرواح لكن‬ ‫عجزت عن محو صدى ضحكات األطفال ما‬ ‫برح يتردد صداها تسجدي استمرار المسيرة‪،‬‬ ‫كيف يُنسى الرصاص؟ هل يبرأ حطام األرواح‬ ‫ع‬ ‫إثر القنابل؟ وال ش ّك تُحال السقاية بعد تج ّر ٍ‬ ‫الكيماوي‪ ،‬حقا ً تأبى عميقات الجراح اندماالً‬ ‫مهما تعاقبت ألوف الشموس الشروق‪.‬‬

‫ماضي‬

‫بداية‬

‫حقيقة‬

‫أطبق الليل ظالما ً ولم يبرح‪ ،‬أُطفِئَت كل يد‬ ‫حاولت إيقاد شمعة‪ ،‬لُ ّون الجميع باألصفر‪،‬‬ ‫أُ ْر ِغ َمت المنارات إشعاع السواد‪ ،‬توارثت‬ ‫األجيال سلبية الحياد‪ ،‬يرجمون ظ ّل الشيطان‬ ‫ويستجدون رضاه‪ ،‬إنّها لقمة وسقف‬ ‫وخوف‪ ،‬احتفلوا مع ك ّل سقوط‪ ،‬هلّلوا لكل‬ ‫آبق وصعلوك‪ ،‬تسابقت الكلمات هربا ً إلى‬ ‫ٍ‬ ‫أسحق األعماق‪ ،‬تحاشت األيادي إقالة عثرات‬ ‫المستضعفين‪ ،‬وف ّرت النفوس من وهج‬ ‫الكلمات‪ ،‬ليس ألحد غير ذاك الطريق ولم‬ ‫يوجد ب ٌّد من استمرار التردي لقعر الهاوية‬

‫لما استقالت الشموس الضياء‪ ،‬استعار‬ ‫ثالثة أقما ٍر وميضا ً من شمس الجوار قذفوا‬ ‫به على غفل ٍة ظنوها‪ ،‬فانبلجت األمواج‬ ‫تمازج نيرانا ً تحثها األعاصير‪ ،‬ما كان‬ ‫شعاع أن يمحو أحقاد ظالم العقود‪،‬‬ ‫لطيف‬ ‫ٍ‬ ‫لوال ألسنة لهب ما برحت تضطرم تحت‬ ‫الرماد لتأتي أخيراً بلذائذ الشروق‪ ،‬لتعلو‬ ‫ملئ تلك األشجار وتبدو على غير عادة‬ ‫ناصعة ما نمى على تلك األرض في لحظ ٍة‬ ‫من جبال‪ ،‬ال مفر منها دورة الزمان المثالية‬

‫لم يكن منها ب ٌد دفعت إليها رياح الواقع‬ ‫وأرغم عليها سمو الغاية‪ ،‬فاستعاروا ضياء‬ ‫الشمس سيوفا ً وأحالوها تروسا ً صدورهم‬ ‫العارية‪ ،‬لم تترك لهم رحى األيام عظاما ً تُدقَّ‪،‬‬ ‫تنقض عليهم األفاعي تفرغ في وجوههم‬ ‫سمومها وتلسعهم العقارب من خلف‬ ‫الظهور‪ ،‬ركضوا عبر الصحاري يستجدون‬ ‫الترياق في بعض السهول فهرعت إليهم‬ ‫جروح ما فتئت تنزف‪ ،‬يهشها‬ ‫الضباع تشدّها‬ ‫ٌ‬ ‫من بعيد صوت خافت يأتي أحيانا ً من أطراف‬ ‫تماثيل ملونة يصرخ بها الواقع فيسقط قناع‬ ‫ليظهر تحته زيفٌ جديد‪ ،‬من الخلف ُمدَّت‬ ‫عميقا ً في الجروح أيا ٍد آثمة‪ ،‬تضغط تعبث‬ ‫تستصرخ شهواتها في ماليين األشالء‬

‫إرهاصات‬

‫إصرار‬

‫ما قبل النهاية‬

‫أمست اللقمة نصفا ً فربعا ً قبل أن يغدو فتاتها‬ ‫أحيانا ً غاية‪ ،‬أما السقوف فليست للكثيرين‬ ‫حلما ً مباحاً‪ ،‬ما فتئ يغادرها الكثيرون‬ ‫عقب ك ّل محطة‪ ،‬ولم تبرح تثقل حمولة تلك‬ ‫القافلة‪ ،‬كادت الجبال تخنق صدوراً ألفت‬ ‫اعتالءها‪ ،‬تعتمل وتصخب مكبوتةً فيها‬ ‫صرخات تستجدي بداية‪ ،‬يستبدلون بالصنم‬ ‫الطاغوت‪ ،‬لم تخدِّر وجدانهم أكاذيب امتزجت‬ ‫بأطياف السكينة‪ ،‬ركن الطاغوت لخواء‬ ‫حمقه‪ ،‬وتراءى له موت الشمس‪ ،‬فأطلق‬ ‫العنان لعربد ٍة ظلّت تزرع فيما حرثت السنين‬ ‫بذوراً نمت في غياهب األرواح‪ ،‬سقاها الذ ّل‬ ‫ت‬ ‫ودفأها القهر‪ ،‬فاستعرت أشجاراً باسقا ٍ‬ ‫تُرى عبر الزمان‪ ،‬يتجاهلها مصدقا ً كذبه‬

‫ع فقد جاعوا أكثر‪ ،‬لم يردعهم‬ ‫لم يحركهم جو ٌ‬ ‫الطغيان فما يزال يبكي الظلم من عذابهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يتلذذون به ُم ِز َج عزاّ‪،‬‬ ‫لم يكبتهم الموت‬ ‫تتعاقب أمواجهم تنحت صخور الطواغيت‬ ‫ال تم ّل تحطما ً عليها يردف ك ّل موجة ألفٌ‬ ‫ال يض ّرها استمرار نمو تلك األوثان في‬ ‫مضاربهم الغريبة تسقيها أيا ٍد لما يتمكنوا‬ ‫من قطعها‪ ،‬يؤمنون بالمستقبل ويصدّقون‬ ‫أطفال في‬ ‫التاريخ‪ ،‬تالعب أمانيهم ضحكات‬ ‫ٍ‬ ‫يوم ربيعي لن تضنّ بها مجدّداً األزمان‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ْن الحرية‪،‬‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫نداءات‬ ‫فأكثر‬ ‫أكثر‬ ‫تجذبهم‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫يقدّمون على مذبحها مئات القرابين صباح‬ ‫مساء تسير فرحى نشوى يهدهدها السؤدد‬ ‫وترتفع بها عن اآلالم جذوة الحرية‬

‫ارتفعت فسقطت ألوانها‪ ،‬أينما م ّرت تلقي‬ ‫بسحرها‪ ،‬انطفأت كواكب وتناثر بريق‬ ‫نجوم‪ ،‬مسحت غبار السنين فاتقدت أخرى‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫تحزنها كثيراً بواهظ أثمانها قبل أن تفرح‬ ‫لضيا ٍء يمأل عيون األطفال فيطمئنها‪ ،‬بها‬ ‫الخراب يغدو قصور‪ ،‬معها الصحاري تب ّز‬ ‫الجنان‪ ،‬بغيابها الوطن غربة‪ ،‬دون ما عبقها‬ ‫ال يكتمل اإلنسان‪ ،‬بنشوتها يمسي الموت‬ ‫غاية‪ ،‬ليس دائما ً ك ّل َمنْ ذاقها كابد على‬ ‫تخب‬ ‫جراحه‪ ،‬تستم ّر تسير في طلبها قامات‬ ‫ّ‬ ‫القمم على حافة الزمان تستنطق الليل فيخجل‬ ‫‪.‬حجب الشمس فاليوم ليس األحفاد كاألجداد‬


‫الكتائب العـدد الثالث والثالثون ‪2014/08/15‬‬

‫الورقـــة األخيــرة‬

‫‪12‬‬

‫سندس لم تفقد األمل‬ ‫إعداد‪ :‬خديجة المرعي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫حصــار وجوع وبتــر أطراف وقصــف ودمار‬ ‫والمجتمــع الدولي يتفرج كيــف يموت الناس‬ ‫أمام أعينهم‪.‬‬ ‫أهالي مدينة الرســتن يعانون أوضاعا ً إنسانية‬ ‫صعبة جداً وحصاراً خانقا ً من قبل جيش النظام‬ ‫الــذي توغل في مدينة الرســتن وقــام بالتفنن‬ ‫بتنفيذ أبشع أنواع التعذيب لألهالي‪ ،‬ومن هذه‬ ‫القصص سنطلعكم على أحد القصص المؤلمة‬ ‫التي حصلت داخل المدينة‪.‬‬ ‫الســابع من شــهر تموز الفائت‪ ،‬كانت سندس‬ ‫ذات األحــد عشــر عاما ً ووالداهــا في طريقهم‬ ‫لزيارة خالتها في مدينة الرســتن‪ ،‬الواقعة في‬ ‫محافظــة حمص الســورية‪ ،‬وعندمــا وصلت‬ ‫سيارتهم نزلت سندس مع والدتها من السيارة‬ ‫لتمشــيا‪ ،‬في تلك اللحظة أصيبــت بطلق ناري‬ ‫في رقبتها أطلقها عليها قناص تابع للنظام ‪.‬‬ ‫عندمــا ســقطت ســندس «ظنــت أنهــا خائفة‬ ‫ومغمى عليها» تقــول والدتها دانة» ثم رأيت‬ ‫الدمــاء تنــزف من رقبتهــا فبــدأت بالصراخ‪.‬‬ ‫اجتمع الناس على صراخي وبدؤوا بمساعدتي‬ ‫لنقل ابنتي إلى المستشــفى‪ ،‬لكن لم يســمح لنا‬ ‫جيش النظام بعبور الحاجــز‪ ،‬وقاموا بتهديدنا‬ ‫أنا وزوجي‪ ،‬وقامــوا بضرب زوجي وطرحوه‬ ‫أرضاً‪ ،‬وقامــواً بضربه بأرجلهــم على وجهه‬ ‫حتــى تكســرت أســنانه األماميــة وشــق في‬ ‫شــفتيه‪ ،‬وكســروا يده اليســرى أيضاً‪ .‬رجعنا‬

‫إلــى الحــي الــذي تســكنه‬ ‫أختــي‪ ،‬كان هنــاك طبيــب‬ ‫قــام بمســاعدتنا قليــاً‪،‬‬ ‫لكن لــم يكن يتواجــد لديه‬ ‫أدوات لنــزع الرصاصــة‪،‬‬ ‫فقمنا بالمغــادرة إلى لبنان‬ ‫فوراً مع ســائق يعمل لدى‬ ‫الجيــش الحر‪ ،‬والذي نقلنا‬ ‫فــوراً إلــى مركــز ﻹعادة‬ ‫التأهيــل لمعالجــة زوجي‬ ‫وابنتي»‪.‬‬ ‫ســندس ترقد الفتــاة اليوم‬ ‫شــاحبة لدرجــة المــوت‬ ‫في هــذه المدينــة اللبنانية‬ ‫الحدوديــة‪ .‬وهــي شــبه‬ ‫مشــلولة‪ ،‬وليس بإمكانها‬ ‫ســوى تحريــك ذراعيهــا‬ ‫بشــكل محدود‪ ،‬وال يمكنها‬ ‫بسط أصابعها‪.‬‬

‫والدهــا فــراس يصارع مــن أجــل التأقلم مع‬ ‫تقــول ســندس‪« :‬أحــاول‬ ‫أال أفقــد األمل ‪ ..‬أحاول أال أســمح للحزن بأن المأســاة التي حلت بابنتــه الرابعة من بين ‪5‬‬ ‫يتغلــب علي وأعمل جاهدة على تقبل ما حصل أطفال لديه‪ ،‬ويقول‪« :‬أشعر وكأن شيئا ً يشتعل‬ ‫لــي ﻷنني لو لم أفعل ذلك ســيكون األمر صعبآ فــي قلبي « ويدعو ربه قائالً‪« :‬اللهم انتقم من‬ ‫كل جبــار متكبر وظالم»‪ .‬ثم يضيف‪« :‬ليســت‬ ‫جدآ»‪. ...‬‬ ‫ابنتــي فحســب‪ ،‬ففــي كل أرجاء ســوريا يقتل‬

‫الناس كباراً وصغاراً عمداً على يد المجرمين»‪.‬‬ ‫هذه هــي قصة ســندس‪ ،‬وهي ليســت الطفلة‬ ‫األولــى التي يبقــى مصيرها معلقا ً بالكرســي‬ ‫المتحــرك‪ ،‬بــل هنــك رجال ونســاء وشــباب‬ ‫وشــابات أصبح مصيرهم مثل مصير سندس‪،‬‬ ‫بل ربما أفظع‪.‬‬

‫كريكاتير العدد‬ ‫رئيـس التحـرير‬ ‫فاضــل الحمصــي‬

‫فريـق التحـرير‬

‫أ‪ .‬مصطفـى القاسـم‬ ‫الشيخ أبو الحسن‬ ‫أصالن أصالن‬ ‫بشــــــار إدلبـــــــي‬ ‫عبـد الرزاق زقزوق‬

‫إعـداد وإخـراج‬ ‫أنس أبو ابراهيم‬

‫للمتابعة والتواصل‬

‫‪alktaeb-newspaper@hotmail.com | www.fb.com/alkataebjareda‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.