مجلة سياحية شهرية -العدد - ١٤ديسمبر
إستطالع
إستطالع تصدير
دول � ��ة الأ� � �س � �ت� ��اذ /خ ��ال ��د ب �ح��اح رئ� � � � �ي� � � � ���� � � ��س ال� � � � � � � � � � � � � ��وزارء
2
3
إستطالع
إستطالع االفتتاحية
العام 2014 قصة سياحة مل يكن العام 2014م ،مقتب�سا من كتاب كليلة ودمنة ،وحكايات �ألف ليلة وليلة ،حتى ميكن �أن يدرج يف قائمة اخليال ،بل كان عاما واقعيا� ،شكل قفزة �سياحية نوعية متنوعة الأوج��ه ،بف�ضل اهلل �سبحانه وتعاىل ودع��م القيادة ال�سيا�سية ممثلة بفخامة الأخ امل�شري عبدربه من�صور ه��ادي – رئي�س اجل�م�ه��وري��ة ،-وق �ي��ادة وزارة ال�سياحة، ممثلة مب�ع��ايل ال��وزي��ر ال��دك �ت��ور ق��ا��س��م ��س�لام، واملهند�سة فاطمة احل��ري�ب��ي وال�ع��زمي��ة القوية لدى كل منهم ل�صناعة حراك �سياحي واخلروج من دائ��رة اال�ست�سالم واخلنوع يف ظل املخاوف حينا ،وره��ن ال�صدمات النف�سية الناجتة عن بع�ض الأع�م��ال املنفية دينيا وقانونيا و�أخالقيا �أح��اي�ين �أخ ��رى ،جلماعات م��ارق��ة وخ��ارج��ة عن القانون حت��اول النيل من مكانة اليمن وقيمتها ال�سياحية وال�ت��اري�خ�ي��ة والإن �� �س��ان �ي��ة ،ليتحول العام 2014م �إىل �شعلة من الزيارات الداخلية للمحافظات ،واللقاءات والفعاليات واملهرجانات وامل�����ش��ارك��ات ال���س�ي��اح�ي��ة امل �ح �ل �ي��ة وال��دول �ي��ة. �إن العام 2014م عام ال�سياحة بامتياز وا�ستطاع �أن يثبت للجميع �أن العزمية حينما تتفجر يف داخل الإن�سان مبقدورها �أن تزيل كل ما يعيقها، لتحقق �أه��داف��ه��ا ،وه �ن��ا ك��ان��ت ت�ل��ك ال�ع��زمي��ة النادرة املتدفقة من �أعماق قيادة وزارة ال�سياحة وجمل�س ال�تروي��ج ق ��ادرة على �إزال ��ة الكثري من العقبات والعديد من املعوقات ،م�ضافا �إىل ذلك 4
ال�ع��زمي��ة ال�ق��وي��ة وال �ف��والذي��ة ل��دى ه��ذه القيادة ال�سياحية التي �أثبتت قدرتها على �إدارة الأزمات ال�سياحية ،و�صناعة تظاهرة �سياحية �صارخة يف �أوج��ه املنغ�صات ،لرت�سم وج��ه اليمن احلقيقي ال�ضاحك ال�ك��رمي ،يف كل املعار�ض وامل�شاركات اخل��ارج�ي��ة ،وحم��اك��اة �شعوب ال�ع��امل ب ��أن اليمن هو بلد احلكمة واحلفاوة والرتحاب ،وما مير به ما هو �إال جمرد وعكة تعر�ض لها نتيجة فريو�س �ضعيف بالإمكان الق�ضاء عليه متاما من خالل ال�ل�ق��اح��ات ال�ف�ك��ري��ة امل�ع�ت��دل��ة وال��و��س�ط�ي��ة التي عرفت بها اليمن يف م�شارق الأر���ض ومغاربها، بعك�س ما يحاول ثلة من االنتقاميني ت�صويرها، لي�س هذا فح�سب ،بل لليمن �صدر وا�سع مبقدوره ا�ست�ضافه �شعوب العامل قاطبة ،وال�شعب اليمني والكرم �صنوان ،وكانت ر�سالته يف مهرجان �صيف �صنعاء ال�سياحي ال�سابع الذي �أقيم يف العا�صمة �صنعاء �أواخر �أغ�سط�س املن�صرم ،ويف ظروف هي من �أ�صعب الظروف التي مرت ومتر بها بالدنا. الظاهرة ال�سياحية التي �صنعتها قيادة وزارة ال�سياحة وجمل�س الرتويج ال�سياحي للعام 2014م مل تكن حم�صورة يف زاوية بعينها ،بقدر ما امتدت �أذرعها داخليا وخارجيا� ،إنتاجا و�صناعة ،وكانت جملة ال�سياحة التي بني �أيديكم الآن وغريها من الإ�صدارات املطبوعة� ،أحد تلك الإنتاجات ،ويف هذا العدد من جملة ال�سياحة التي �سعينا كل عدد من خاللها على تذكري الداخل واخل��ارج ،ولي�س
info@akramalgaolahi.com algaolahi@gmail.com
�أك � � � � � � � � � � � � � � � ��رم اجل� � � � ��وحل� � � � ��ي رئ� � � � �ي� � � � �� � � � ��س ال� � � �ت� � � �ح � � ��ري � � ��ر
تعريفه ،مبا تختزنه اليمن من ث��روة �سياحية، وباللغتني العربية والإنكليزية ،تت�ضمن العديد م��ن امللفات ال�سياحية التي ن�ستهلها بت�صدير معايل الدكتور قا�سم �سالم ويليها ملف �إخباري تف�صيلي عن الفعاليات وامل�شاركات ال�سياحية داخ �ل �ي��ا وخ��ارج��ي��ا ,ب��ادئ�ي�ن م��ع ه ��ذه ال��رح�ل��ة ال�سياحية �سويا على ب�ساط جملة ال�سياحة من البوابة ال�شرقية للجمهورية اليمنية مبحافظة امل �ه��رة ،وامل��دي �ن��ة الغام�ضة ال�ت��ي �أط �ل��ق عليها �أهلها (ي��روب) �أو مدينة ال�سبع امل�ساجد ،والتي ظلت تفا�صيلها غام�ضة بالن�سبة لأهلها والكثري م��ن ال �ق��راء ،حتى ك�شفت جملة ال�سياحة ذلك الغمو�ض بالك�شف عن م�آثر املدينة ال�سياحية والتاريخية ،وت�ستمر رحلتنا ال�سياحية التنقيبية باجتاه حمافظة ح�ضرموت ،والبداية كانت يف (موطن ال�سالحف) ،وبعدها يف املحافظة نف�سها انتقل بنا الب�ساط �إىل (حيد اجلزيل) ،ومنتجعها ال�سياحي ال��ذي م��زج ب�ين الأ��ص��ال��ة واملعا�صرة. م �ت �ع��ة ال �� �س �ف��ر وال �ت �ح �ل �ي��ق ع �ل��ى ب �� �س��اط جملة ال�سياحة ال مي��ل ،م��ا جعلنا ننتقل �إىل عرو�س البحر الأح�م��ر ،حمافظة احل��دي��دة ،واال�ستمتاع مبفاتنها ال�سياحية ،متجهني �إىل ب�لاد املعافر وهنا نحط الرحال يف هذا العدد ال�سرتاحة ق�صرية يف درا� �س��ة �أك��ادمي �ي��ة �أظ �ه��رت جدلية تاريخية نعاود بعدها رحلة العدد ال�ق��ادم �إن �شاء اهلل. غ��ائ �ب��ة ب�ي�ن ح��ا� �ض��ر م �ع��ا���ش و م��ا��ٍ�ض ع��ري��ق .وف� � � � � ��ا� � � � � � �ص� � � � � ��ل ون� � � � � � ��وا� � � � � � � �ص� � � � � � ��ل .. ال�ل��واء الأخ�ضر ،مدينة �إب ،عا�صمة ال�سياحة اليمنية ،ك��ان��ت �ضمن حم�ط��ات �سفرنا معكم،
حيث �أجربتنا على ق�ضاء ليلة �ساحرة يف اجلزء ال �ق��دمي منها وال ��ذي ي�ع��رف ب"�إب القدمية" �وب من ال�بن اليمني ال��ذي يعد من وارت�شاف ك� ٍ �أ�شهر م��ا متتاز ب��ه املدينة ال�ق��دمي��ة ،بعد ذلك اجتهنا نحو العا�صمة �صنعاء التي لنتوقف يف �أح��د مداخلها م��ن �أج��ل زي��ارة حديقة احليوان التي تعد �أبرز و�أهم املتنف�سات ال�سياحية املوجودة يف العا�صمة ,الحت�ضانها العديد من احليوانات الأليفة واملفرت�سة والطيور وال��زواح��ف النادرة، لنعرج بعد ذلك �إىل �صنعاء القدمية ونتجول يف �أ�سواقها التي ا�ستوقفتنا فيها ,مهنة قدمية ا�شتهر بها اليمنيون� ,أال وهي "�صناعة اجلنابي" ليكن لنا معها ق�صة تروي تفا�صيلها جملة ال�سياحة. رحلة ال�سفر لهذا العدد �أو�شكت على النهاية، لنتجه �إىل م�ب�ن��ى جم�ل����س ال�ت�روي��ج ال�سياحي وت�ستقبلنا املهند�سة فاطمة احل��ري�ب��ي املدير التنفيذي يف مكتبها ,حيث قمنا بعمل ح��وار م �ه��م م�ع�ه��ا ح ��ول ال��و� �ض��ع ال���س�ي��اح��ي ال�ي�م�ن��ي، وم ��ا يكتنف ال���س�ي��اح��ة م��ن م �ع��وق��ات واخل�ط��ط امل�ستقبلية للرتويج ال�سياحي داخليا وخارجيا..
5
إستطالع
إستطالع
المحتويات
2
10
6 رئيس مجلس اإلدارة
16
22
18
أ .معمر االرياني االشراف العام
م /فاطمه الحريبي
د /عصام السنيني
اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ :
رئيس التحرير
اﻟﺨﺘﻢ:
أكرم محمد الجولحي
نائب رئيس التحرير
سيف الشرجبي مدير المراجعة والتدقيق
محمد إبراهيم الهندي
مدير التحرير
ماجد التميمي سكرتيرا التحرير
داليا السندي -أمل الصيادي
مستشار التحرير
معين الصيادي مختص اإلعالن والتسويق
فضل الرعيني
تصميم وإخراج
نجيب محمد النجار
تصدر عن مجلس الترويح السياحي وزارة السياحة -الجمهورية اليمنية
Republic of Yemen Ministry of Tourism Yemen Tourism Promotion Board P.OBox 5607 Tel: +967 1 570824 Fax: +967 1 570823 magazine@yementourism.com www.yementourism.com
6
7
أخبار
أخبار
اليمن يشارك في اجتماعات الدورة الـ 17للمجلس الوزاري العربي للسياحة وزير السياحة يلتقي االمين العام للجامعه العربيه نبيل العربي
ال�تروي��ج ال�سياحي فاطمة احلريبي �إىل �أهمية تفعيل الكثري م��ن ال��ق��رارات املتعلقة بال�ش�أن ال�سياحي وم��ن �أه�م�ه��ا الإ�سرتاتيجية العربية ال�سياحية ,بهدف تنمية القطاع ال�سياحي وجذب املزيد من الن�شاط ال�سياحي �إىل املنطقة العربية، وزيادة ن�سبة ال�سياحة البينية بني الدول العربية.
ع �ق��د يف ال �ع��ا� �ص �م��ة امل �� �ص��ري��ة ال �ق��اه��رة العربي الوزاري اجتماعات الدورة الـ 17للمجل�س ّ ّ لل�سياحة ،وتر�أ�س وفد بالدنا فيه معايل الأ�ستاذ معمر الإرياين وزير ال�سياحة ,وقد �ضم االجتماع عددا من ممثلي الدول العربية الأع�ضاء ,وعددا م��ن امل��ؤ��س���س��ات الإع�لام � ّي��ة امل�ح�ل� ّي��ة وال�ع��رب� ّي��ة والعامل ّية .و�أ�شار الوزير الإرياين �إىل �أهمية ودور جدير بالذكر �أن االجتماع ناق�ش جملة من هذه االجتماعات يف تفعيل العمل ال�سياحي مبا يحقق التكامل ب�ين ال��دول العربية يف القطاع املوا�ضيع املطروحة على ج��دول �أعمال املجل�س ال�سياحي ،و�إىل �أهمية مراجعة تب�سيط خمتلف ال��وزاري العربي لل�سياحة والتي كان من �أهمها الإج� ��راءات ذات الأب �ع��اد االقت�صادية م��ن �أج��ل تعزيز الأم��ن ال�سياحي،عن طريق و�ضع ت�صور دعم ال�سياحة العربية من خالل �إيجاد القدرة �أويل لآلية ت�سمح بتعزيز التعاون بني الأجهزة التناف�سية للن�شاط ال�سياحي ،و��ش��دد على �أن الأمنية ال�سياحية والهيئات املعنية بال�سياحة، ت�أتي الإ�سرتاتيجية العربية موائمة بني اجتاهي وتدار�س ال�سبل الكفيلة بتعزيز ت�أمني ال�سياحة التناف�س والتكامل ب�ين ال��دول العربية ،بحيث العربية ،و�إن �ت��اج م��واد وب��رام��ج توعوية متعلقة يتم الرتكيز على جم��االت ال�ت�ع��اون والتكامل ،بال�سياحة ت�ساهم يف حمايتها م��ن املخاطر. م��ع �إت��اح��ة م�ساحة وا��س�ع��ة للتناف�س الإيجابي وعلى هام�ش االجتماع بحث وزي��ر ال�سياحة ال��ذي ي ��ؤدي �إىل رف��ع م�ستوى اجل��ودة ،وحت�سني الآداء يف القطاع ال�سياحي العربي يف جممله .الأ�ستاذ معمر الإرياين مع �أمني عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي جهود تفعيل العمل و�أك��د ال��وزي��ر الإري ��اين على �أهمية ال�سياحة العربي امل�شرتك يف جم��االت ال�سياحة العربية، يف دع � ��م اق� �ت� ��� �ص ��ادي ��ات ال�� � ��دول ال��ع��رب��ي��ة ،وخالل اللقاء �أكد الدكتور العربي على ا�ستمرار وال�ت�روي���ج وال �ت �ع��ري��ف ب��امل �ق��ا� �ص��د ال���س�ي��اح�ي��ة دع��م اجلامعة لليمن خ�لال املرحلة االنتقالية، ال �ع��رب �ي��ة ،ودع���م ت �ب��ادل ال �ت �ج��ارب ال�سياحية وجدد ترحيبه بت�شكيل احلكومة اليمنية اجلديدة ون���ش��ره��ا يف خم�ت�ل��ف ب �ل��دان ال��وط��ن ال�ع��رب��ي .برئا�سة املهند�س خالد بحاح ،متمنيا �أن تتمكن من جانبها �أ��ش��ارت املدير التنفيذي ملجل�س م��ن �إر� �س��اء دع��ائ��م الأم ��ن واال��س�ت�ق��رار ،و�أ��ش��اد 8
باجلهود الوطنية للرئي�س عبد ربه من�صور هادي رئي�س اجلمهورية ورئي�س جمل�س ال��وزراء خالد حمفوظ بحاح وكافة القوى ال�سيا�سية اليمنية املُخل�صة ,للخروج م��ن الأزم���ات التي مت��ر بها البالد تلبية لتطلعات ال�شعب اليمني ال�شقيق. م��ن جهته اط �ل��ع وزي ��ر ال�سياحة �أم�ي�ن ع��ام جامعة ال��دول العربية على تطورات الأو�ضاع يف اليمن واجلهود التي تبذلها القيادة ال�سيا�سية لتتجاوز التحديات وال�صعوبات التي تواجهها اليمن وا�ستكمال امل��رح�ل��ة االنتقالية للو�صول بالبلد �إىل بر الأمان وا�ستكمال �صياغة الد�ستور واال�ستفتاء عليه و�إج��راء االنتخابات ،بالإ�ضافة �إىل ال�ق���ض��اي��ا امل�ت���ص�ل��ة ب���ش�ئ��ون ال���س�ي��اح�ي��ة. و�أو�� �ض ��ح وزي ��ر ال���س�ي��اح��ة �أن ال�ي�م��ن ت��واج��ه حربا على الإره��اب ،ال��ذي ي�ستنزف الكثري من ال�ط��اق��ات والإم�ك��ان�ي��ات االقت�صادية والأم�ن�ي��ة. ويف خ �ت��ام ال �ل �ق��اء ع�بر وزي ��ر ال���س�ي��اح��ة عن �شكره وتقديره للجهود املبذولة من قبل اجلامعة ال�ع��رب�ي��ة ل �ل��وق��وف م��ع ال�ي�م��ن ودع �م��ه وحتقيق تطلعات اليمنيني وحتقيق الأم��ن واال�ستقرار. ح���ض��ر ال �ل �ق��اء م �ن��دوب ال�ي�م��ن ال��دائ��م ل��دى جامعة ال��دول العربية ال�سفري حممد الهي�صمي ووك� �ي ��ل وزارة ال �� �س �ي��اح��ة ع �� �ص��ام ال���س�ن�ي�ن��ي.
خالل لقائه السفير األمريكي بصنعاء
الوزير اإلرياني :نطمح إليجاد شراكة حقيقية من أجل النهوض بالقطاع السياحي ن��اق����ش وزي���ر ال���س�ي��اح��ة م�ع�م��ر الإري � ��اين مع ال�سفري الأم��ري�ك��ي ب�صنعاء ماثيو تويلر �آف��اق ال�ت�ع��اون ب�ين البلدين يف امل�ج��ال ال�سياحي،ويف اللقاء ثمن ال��وزي��ر الإري���اين ال��دع��م الأمريكي لليمن خالل املرحلة االنتقالية ،م�ؤكدا �أن اليمن م��ا��ض�ي��ة ن�ح��و ا��س�ت�ك�م��ال ه ��ذه امل��رح �ل��ة ال�ه��ام��ة يف ت��اري��خ ال���ش�ع��ب ال�ي�م�ن��ي ل�ل��و��ص��ول �إىل بناء ال��دول��ة املدنية التي ين�شدها ك��ل �أب�ن��اء اليمن. ت �ط��رق ال�ل�ق��اء �إىل ال��وج �ه��ات ال�ه��ام��ة التي
�ستتبناها وزارة ال�سياحة خالل املرحلة القادمة ل�ل�ن�ه��و���ض ب��ال �ق �ط��اع ال �� �س �ي��اح��ي ،ح �ي��ث تطمح ال��وزارة �إىل تفعيل العمل ال�سياحي والرتويجي يف امل �ن��اط��ق الآم��ن��ة م��ن خ�ل�ال ت��وف�ير البنية التحتية ال�لازم��ة التي تتنا�سب م��ع طبيعة هذه املناطق وك��ذل��ك االه�ت�م��ام بال�سياحة الدينية و�سياحة الغو�ص واملغامرات وال�سياحة الداخلية. م��ن جهته �أك��د ال�سفري الأم��ري �ك��ي ا�ستعداد ب�ل�اده ل��دع��م خطط احلكومة اليمنية الرامية
�إيل النهو�ض بقطاع ال�سياحة ،كما جدد ت�أكيده دعم احلكومة اليمنية والقيادة ال�سيا�سية ممثلة بالرئي�س عبد ربه من�صور ه��ادي خالل املرحلة الراهنة ,م�شيدا يف الوقت ذاته مبا حققه اليمن من تقدم ملحوظ يف العملية االنتقالية الراهنة, الأم��ر ال��ذي جعل منه ميثل �أمن��وذج��ا يحتذى به يف االن�ت�ق��ال ع�بر احل��وار وان�ت�ه��اج ثقافة ال�سلم وال���ش��راك��ة ال�ت��ي ت�ع��د ق��اع��دة ال�ب�ن��اء احلقيقية لليمن اجل��دي��د ال���ذي ت�ط�م��ح �إل �ي��ه الأج� �ي ��ال . 9
أخبار
أخبار
خالل حفل التوديع الذي أقامته وزارة السياحة للدكتور قاسم سالم وزير السياحة السابق
مجلس الترويج السياحي في اجتماعه برئاسة اإلرياني
يجب تضمين خطة برامج التطوير السياحي في المناهج الدراسية لترسيخ قاعدة الوعي المجتمعي
ا�ستعر�ض جمل�س الرتويج ال�سياحي يف اجتماعه برئا�سة معمر الإري��اين وزير ال�سياحة جملة من املوا�ضيع ال�سياحية ،حيث ناق�ش االجتماع مالمح خطة تنمية القطاع ال�سياحي يف اليمن ،وبحث االجتماع �أهمية تطوير وحت�سني املناخات املنا�سبة لتح�سني اجلودة ال�سياحية جلزيرة �سقطرى ،ملا لها من خ�صو�صية بيئية ،حيث �أك��د املجتمعون على �أهمية �أن حتظى اجلزيرة باهتمام كبري من خالل تفعيل خطة التطوير والتح�سني الهادفة �إىل �إظهار خ�صو�صيتها كوجهة �سياحية نادرة ،كما نوه اجلميع على �أهمية الدور الذي متثله �إب كوجهة متميزة وعا�صمة لل�سياحة يف اليمن بالنظر اىل ما متتلكه من مقومات �سياحية على ال�صعيد البيئي. ويف ال�ل�ق��اء �أ� �ش��ار ال��وزي��ر الإري � ��اين �إىل �أن الطلب ال�سياحي م�شروط بتوفري بيئية �سياحية منا�سبة ،م��ؤك��دا �أن االرت �ق��اء ب�ج��ودة اخلدمات 10
املنا�سبة للمناخ اال�ستثماري ال�سياحي الآمن رغبة يف ا�ستقطاب اال�ستثمارات العربية والأجنبية.
ال�سياحية من بنى حتتية ومواقع �سياحية يوفر خ���ص��و��ص�ي��ة ا��س�ت�ث�ن��ائ�ي��ة ع �ل��ى ��ص�ع�ي��د اجل��ذب ال�سياحي الذي نن�شده يف الفرتة القادمة ،م�شريا �أك ��د االج �ت �م��اع ع�ل��ى ���ض��رورة ال�ترك �ي��ز على يف الوقت ذات��ه �إىل العمل وف��ق املعايري الدولية الأم��ر ال��ذي من �ش�أنه �أن يك�سبنا موقعا متميزا تطوير �سياحة الغو�ص واملغامرات واال�ستفادة من يف خارطة ال�سياحة الدولية نظرا للخ�صو�صية اخل�صائ�ص واملزايا التي توفرها بيئة اليمن يف التاريخية واحل�ضارية التي تتمتع بها اليمن .هذا اخل�صو�ص م�ؤكدين على �أهمية احلفاظ علي الهوية ال�سياحية النادرة لليمن كمق�صد �سياحي و�شدد وزي��ر ال�سياحة ,رئي�س جمل�س الرتويج موجود على خارطة الطلب ال�سياحية الدولية. ال�سياحي على �أن يتم ت�ضمني خطة برامج التطوير ح���ض��ر االج �ت �م��اع امل��دي��ر ال�ت�ن�ف�ي��ذي ملجل�س ال�سياحي يف التعليم واملناهج الدرا�سية ،نظرا للأبعاد التي يحملها هذا التوجه من خالل �إر�ساء ال�ت�روي��ج ال���س�ي��اح��ي ف��اط�م��ة احل��ري �ب��ي وع �ل��وان قاعدة الوعي املجتمعي وخلق ثقافة �سياحية لدى ال�شيباين نائب رئي�س جمل�س الإدارة ,و�أع�ضاء اجليل النا�شئ ،ولفت الإري��اين �إىل �أهمية ت�أهيل جمل�س الإدارة الدكتور ع�صام ال�سنيني ،حممد الكوادر ال�سياحية يف خمتلف القطاعات بال�شراكة النزيلي ،مهند ال�سياين ،حممد ب ��ازع ،حممد مع املعهد الفندقي ووزارة التعليم الفني والتدريب �أب��و ط��ال��ب ،زغ�ل��ول ب��ازرع��ة ،ح�سني ال�صباحي. املهني ,بالإ�ضافة �إىل الت�أكيد على توفري البيئة
اإلرياني :التكريم هو أقل واجب نقدمه لشخصية وطنية وهامة كبيرة بحجم الدكتور قاسم سالم
نظمت وزارة ال�سياحة حفل ت�ك��رمي وت��ودي��ع كبري ملعايل وزير ال�سياحة ال�سابق الدكتور قا�سم �سالم بح�ضور وكالء وقيادات الوزارة واملوظفني ور�ؤ�ساء وممثلي االحت��ادات ال�سياحية والفندقية وال ��وك ��االت وال �� �ش��رك��ات ال�سياحية واملهتمني. ويف احلفل �أو�ضح وزير ال�سياحة معمر الإرياين �أن حفل ال�ت��ودي��ع ي��أت��ي تكرميا وت�ق��دي��را للدور الذي قام به الدكتور قا�سم �سالم خالل املرحلة املا�ضية ,وملا تركه من ب�صمات على �صعيد العمل ال�سياحي يف ظل ظروف �صعبة من تاريخ اليمن, وقيادته مرحلة حافلة بالتميز واالزده ��ار على �صعيد تطوير ال�سياحة الداخلية وتقدمي اليمن ب�صورة الئقة يف املعار�ض واملحافل الدولية ،معرب ًا �أن هذا التكرمي هو �أقل واجب ل�شخ�صية وطنية, وهامة كبرية بحجم الدكتور قا�سم �سالم ،متمنيا له التوفيق يف �أعماله ومهامه الوطنية املقبلة. ويف كلمته �أك��د ال��وزي��ر الإري���اين ع��زم��ه على موا�صلة ما بد�أه �سلفه باجتاه االنت�صار لل�سياحة يف اليمن ب�شكل يجعل منها واحدا من �أهم املوارد االقت�صادية للبالد باعتبارها متثل م��وردا ماليا
ال ين�ضب ،م�شريا �إىل �أهمية �أن ي�ضطلع اجلميع مب�سئولياتهم من �أجل �إجناح العمل ال�سياحي مبا يف ذلك �إيجاد قاعدة للوعي املجتمعي بني املواطنني وحتفيزهم على امل�ساهمة بفاعلية يف الدفع بعملية التنمية ال�سياحية داخل البلد ,باعتبارهم جزءا ال يتجز�أ من منظومة اجلذب ال�سياحية لليمن. يف املقابل �أ�شاد الدكتور قا�سم �سالم ،وزير ال�سياحة ال�سابق ،باجلهود ال��ذي بذلها موظفو وزارة ال���س�ي��اح��ة م��ن ق �ي��ادي�ين وم � ��دراء عموم وخمت�صني وال��ذي��ن ع�م�ل��وا ب�ك��ل ج��د و�إخ�لا���ص خالل الفرتة التي ق�ضاها يف الوزارة ونوه الوزير �سالم �إىل �أن هناك �شبابا متطلعا ميتلك ر�ؤي��ة وخربة كبرية يف جمال العمل ال�سياحي ,م�شيدا بطموحاتهم التي متنكهم من القيام مبهامهم بكل ثقة وجن��اح ،م�ؤكدا ب�أن وزارة ال�سياحة وجمل�س الرتويج ال�سياحي ا�ستطاعا امل�شاركة يف معظم املعار�ض ال�سياحية العاملية وقدما اليمن ب�شكل م�شرف ،ودعا �سالم جميع املوظفني �إىل م�ساندة وزير ال�سياحة معمر الإرياين يف مهامه اجلديدة. م��ن جهته �أع ��رب ال��دك�ت��ور قا�سم ��س�لام عن
�شكره للرئي�س عبد رب��ه من�صور ه��ادى رئي�س اجلمهورية ورئي�س جمل�س الوزراء الدكتور خالد حمفوظ بحاح على ح�سن اختياره للوزير معمر الإري ��اين وق��ال�( :إن��ه �شاب متطلع ميتلك ر�ؤي��ة وخربة كبرية يف جمال العمل بروحه ال�شابة التي جتعله قادرا على القيام مبهامه بكل ثقة وجناح) وف�ي�م��ا ع ��دد وك �ي��ل وزارة ال���س�ي��اح��ة لقطاع اخل��دم��ات والأن�شطة مطهر �أح�م��د تقي مناقب ومزايا الدكتور قا�سم �سالم ,جدد ترحيبه بالوزير معمر الإري ��اين ...وق��د �أ��ش��ارت املدير التنفيذي ملجل�س الرتويج ال�سياحي فاطمة احلريبي �إىل �أن اجلميع يعلق �آم��ا ًال عري�ضة على الوزير الإري��اين يف موا�صلة عملية البناء والتنمية ال�سياحية . تخلل حفل التكرمي منح الدكتور قا�سم �سالم وزي��ر ال�سياحة ال�سابق ع��دد�أ كبري�أ من ال��دروع والأو�سمة من قبل وزارة ال�سياحة وجمل�س الرتويج ال�سياحي واالحت ��اد اليمني لل�سياحة واالحت��اد اليمني للفنادق و�شركة اخلطوط اجلوية اليمنية.
11
إستطالع أماكن إستطالع
أماكن
إب العتيقة... لؤلؤة اليمن وفاتنتها 12
ت�ب��دو م��دي�ن��ة �إب ال�ق��دمي��ة مم�ي��زة ع��ن بقية املدن العتيقة ،فهي كرائعة "دافن�شي" ،ت�شربت التاريخ وتو�شحت ب��رداء اجل�م��ال ،فما �أن تطل عليها وهي متو�سدة على مرتفع ه�ضبة "رميان" ترتفع بك ال�سيارة فريتفع �شوقك ،وتت�سارع لهفة ف�ضولك و �أن��ت ت��رى �أم��ام��ك منازلها القدمية واق �ف��ة م�ترا��ص��ة كقطع ��ش�ط��رجن ت�ع��ج بالبهاء. تدخل �إب فتفتح (بكامريتك) و�أوراقك التاريخ اجل�م�ي��ل وال �ل �ي��ايل ال���س��اح��رة ،وت�ق�ل��ب �صفحات الب�ساط الأخ���ض��ر (املخملي) امل��زي��ن بقطرات ال�ن��دى يف �أزق ��ة وح ��ارات "الثجة" ال�ت��ي ير�سم الأط�ف��ال فيها عمر مدينة بابت�سامة مالئكية.. صورة وواقع ُمعاش:
ع� �ل ��ي ع��ل��وي
�صديقي �أني�س ك��ان ق��د عقد ال�ع��زم على �أن يقدم يل هدية غالية وعزيزة عليه� ..إنها �صورة التقطها وال��ده املغفور له -ب ��إذن اهلل -العقيد/ �أحمد علي ال�صراري يف عام 1960م ،ملدينة �إب التاريخية و�سورها ال��ذي مت ه��دم��ه ،بالإ�ضافة �إىل �صورة �أخرى للمدينة التي كثري ًا ما تعر�ضت مل �ح��اوالت ال���س�ط��و ،وح�ي�ن قدمهما يل الحظنا
�أن ال�ف��رق �شا�سع م��ع االحتفاظ ب��رون��ق اجلمال و��س�ح��ر امل �ك��ان ،ف�ه��ي ع�ل��ى ال��رغ��م م��ن ك��ل تلك ال�سنني ال�ت��ي ط��اف��ت على امل��دي�ن��ة � ،إال �أن �إب "العتيقة" ما تزال م�شرقة بالتاريخ واحل�ضارة، ت �ت��و� �ش��ح ب �ث��وب اجل� �م ��ال الأخ�����ض��ر ال�ق���ش�ي��ب. إب في سطور:
تعترب مدينة �إب القدمية من املدن الإ�سالمية التاريخية التي يعود تاريخها �إىل الأمري عبد اهلل ب��ن قحطان ع��ام 380ه� �ـ .و�سميت ب�ه��ذا اال�سم ن�سبة �إىل الأمري �أبيدع احلمريي ،وقيل -وفقا ملا يراه البع�ض -ن�سبة ل�شهر «�آب» �أغ�سط�س لكرثة هطول الأمطار و�سحر جمال الطبيعة فيها ،كما كانت قدمي ًا ت�سمى «الثجة» نتيجة لهطول الأمطار الغزيرة واملتوا�صلة عليها ،كما يقال �أي�ض ًا �أن ا�سم (�إب) م��أخ��وذ من كلمة حمريية ،و�سميت ب��أ��س�م��اء امل �ل��وك كما ذك��ر امل � ��ؤرخ حممد يحيي احل��داد مثل ا�سم (�أب ك��رب �أ��س�ع��د) ،وذكرها ي��اق��وت احل�م�يري يف معجم ال�ب�ل��دان ب��أن�ه��ا � َّأب ن�سبة �إىل قوله تعاىل (وفاكهة و�أ ّبا) ..ومدينة �إب القدمية يرجع تاريخها �إىل عهد الدولة احلمريية، 13
أماكن
وق��د ك��ان��ت ع �ب��ارة ع��ن ق��ري��ة �صغرية لها �سور، وتوجد فيها معامل �أثرية مثل ق�صر دار البي�ضاء احلمريي ..ثم ازدادت �شهرة بعد القرن الرابع ال�ه�ج��ري ،حيث ت�شري كتب ال�ت��اري��خ الإ�سالمي �إىل �أن الأم�ي�ر عبد اهلل ب��ن قحطان احل��وايل هاجمها �سنة 380هـ ،وقد ترك فيها ال�صليحيون كثري ًا من �آثارها التي تعود �إىل �أزمنة قدمية.. ويتفق ب��ن منظور �صاحب ل�سان ال�ع��رب مع احل�م��وي يف �أ��ص��ل كلمة �إب ،وه��ي م ��أخ��وذة من الإب "الكلأ" ،ويف ق��ام��و���س املنجد معنى �إب "الع�شب والكلأ" ،و�إن �إب مدينة يف اليمن ،و�أما بالن�سبة ال�سم "الثجة" وال��ذي �أورده الهمداين يف ��ص�ف��ة ج��زي��رة ال��ع��رب ،ي ��رى �أن الأ� �س�لاف يطلقون على الثجة ا��س��م �إب ..ويبقى ال��ر�أي الأق��وى ب ��أن مدينة �إب حمريية الأ�صل والن�ش�أة وفق ًا ملا ذك��ره نزيه م�ؤيد العظم يف كتابه رحلة يف ب�لاد العرب ال�سعيدة من م�صر �إىل �صنعاء حني زار �إب برحلة ا�ستك�شاف يف العام 1937م. تقع مدينة �إب على ال�سفح الغربي جلبل رميان غربي مديرية بعدان على رب��وة مرتفعة مربعة ال�شكل و�صفها امل�ست�شرقون ب�أنها فريوزة بي�ضاء على ب�ساط �أخ�ضر .و(� ّإب) بك�سر الهمزة ,والباء املوحدة امل�شددة ،حتيط بها من الغرب مديرية ال�س َفال ،ومن العُدَ ْين ،ومن اجلنوب مديرية ذي ُ ال�شرق مديرية ال �ن��ادرة ،وم��ن ال�شمال مديرية َي ِريمْ ،وتعترب مدينة � ّإب من املدن اليمنية القدمية ومن �آثارها القدمية "الدار البي�ضاء" وهو مقر و�س ّمي بالبي�ضاء ن�سبة �إىل �ضخم تهدم معظمه ُ "البي�ضاء بنت �ش ّمر يهرع�ش" ،كما �أنها برزت يف الع�صر الإ�سالمي كمدينة �إ�سالمية وقد �أ�شار املرحوم القا�ضي "الأكوع" بقوله�( :إن مدينة � ّإب مل تذكر يف الأخبار والأدب �إ َّال يف �آخر القرن الرابع الهجري /العا�شر امليالدي ،حينما هاجمها الأمري املكون من ربوة عالية على �سفح جبل ،فقد تعذر "عبداهلل بن قحطان احلوايل" ع��ام380ه�ـ) .تخطيط �شوارعها ب�شكل م�ستقيم ،فا�ستعا�ض وكانت قبل ذلك قرية م�سورة ،لها من الآثار املعمار اليمني ع��ن ذل��ك ب ��أن �أق��ام �سل�سلة من �سـورها وجامعها ،فجامعها يعود تاريخه �إىل ال�سالمل ال�صاعدة والتي تبد�أ من �سور و�أب��واب عهد اخلليفة عمر بن اخلطاب -ر�ضي اهلل عنه املدينة ،وتُعد مدينة � ّإب من �أجمل املدن اليمنية و�أ�س�س ب�أمر منه ،وم��ا زال ي�سمى �إىل اليوم ملّا حتمله من �صفات ومميزات تاريخية �إ�ضافة"اجلامع اخلطابي" ،ومتتاز مدينة � ّإب القدمية المتالكها ع��ددا من املعامل الأث��ري��ة والتاريخية بنمط معماري مياثل الأمن��اط ال�سائدة يف املدن والتي ما زال العديد منها قائم ًا ،من بني تلك املعامل اجلبلية قوامه احلجارة ,ومنازلها تتكون من عدة م�ساجدها ومدار�سها الإ�سالمية ومبانيها الأثرية �أدوار ت�تراوح معظمها ما بني ( ) 5 - 3طوابق ،و�أجزاء من �سورها وال�سالمل ال�صاعدة املر�صوفة تزين واجهاتها �أفاريز ونوافذ على �شكل فتحات ب��الأح �ج��ار ع�ل�اوة �إىل م��وق�ع�ه��ا الإ��س�ترات�ي�ج��ي دائرية يغطيها الرخام ،ونتيجة ملوقعها اجلغرايف املتميز ومنظرها اجل��ذاب البديع املتنا�سق بني 14
أماكن
جمال وروع��ة البناء وطبيعة الأر� ��ض اخلالبة. و�صفها املرحوم القا�ضي علي بن �صالح �أبو ال��رج��ال وه��و م��ن �أع �ي��ان ال �ق��رن احل ��ادي ع�شر الهجري/ال�سابع ع�شر امليالدي و�صف ًا طوي ًال منه قوله :وباملعنى نف�سه و�صفها الرحال العربي �أمني الريحاين عند زيارته لها �سنة 1342ه �ـ1924/م ك�أنها "قب�ضة ل�ؤل�ؤ على ب�ساط �أخ�ضر" .وذلك لبيا�ض لون دُورها واخ�ضرار حميطها الطبيعي. ويذكر �أن مو�ضع مدينة �إب القدمية كان ي�سمى با�سم (ال�ث�ج��ة) ،و�إن اختلف ه��ذا املو�ضع عند الهمداين يف حوايل بداية القرن الرابع الهجري/ العا�شر امليالدي ،عندما حدده �ضمن عدة موا�ضع
"والثجة من جبل التعكر" و�أنها تقع "بني نخالن وال�سحول" ،ومل تذكر مدينة �إب عند الهمداين �إذ كانت تعد – يف ذل��ك احل�ين -من ق��رى ذي جبلة؛ كما ذكرها ابن املجاور ب�أنها كانت عباره عن قلعة .و�إن كان الوزير احل�سن بن �سالمة يف نهاية القرن الرابع الهجري/العا�شر امليالدي قد بنى فيها م�سجد ًا من �ضمن حما�سنه العديدة، فقد ع��رف��ت كمدينة ب�ه��ذا اال� �س��م (�إب) �إب��ان حكم امللكة ال�صليحية احل��رة املرحومة ال�سيدة بنت �أحمد عندما كانت تقيم يف مدينة جبلة، وتوفيت ع��ام 532ه � � �ـ1138/م ،وانتقل م��ا كان حت��ت ي��ده��ا م��ن احل���ص��ون وال��ذخ��ائ��ر والأم���وال �إىل من�صور بن الف�ضل بن �أب��ي ال�برك��ات ،فلما ك�ب�ر و� �ض �ع��ف ا���ش�ت�رى ال ��داع ��ي ب��ن حم �م��د بن �سب�أ بن �أب��ي ال�سعود منه احل�صون وامل��دن �سنة 546هـ1151م ،مببلغ وقدره مائة �ألف دينار ،قال عمارة :وهي ثمانية وع�شرون معق ًال ما بني ح�صن وم��دي�ن��ة ،وم��ن ذل��ك جبلة و�إب والتعكر وح��ب. ب�ع��د ذل ��ك ال �ت��اري��خ ي��ذك��ر ا� �س��م م��دي�ن��ة �إب وال��زل��زال الكبري ال��ذي �أ�صابها ي��وم اجلمعة 6 ربيع الأول �سنة 549هـ21/مايو 1154م ،والذي �أ�صاب كثريا من امل��دن اليمنية فدمر كثريا من احل�صون واملدن ،وقد نالت مدينة �إب العناية من قبل الدولة الر�سولية� ،إذ تن�سب عمارة مقدمة اجلامع الكبري �إىل ال�سلطان �أ�سد الدين حممد بن بدر الدين احل�سن بن الأمري الأجل �شم�س الدين بن علي بن ر�سول (ت �سنة 677ه � �ـ1278/م)، وق ��د ذك ��ر يف ك�ت��اب��ة نق�شت ع�ل��ى ع�ت�ب��ة ال�ب��اب املقدم من اجلهة الغربية للجامع .كما تن�سب املدر�سة الأ�سدية �إىل نف�س ال�سلطان ،ووثق ذلك بكتابة منقو�شة على حجر يف عتبة باب املدخل الرئي�سي للمدر�سة يف اجلهة اجلنوبية ،وتعترب �إب من �أخ�صب بقاع اليمن نظر ًا لأن �أمطارها الغزيرة �صيف ًا ت�صل كميتها �إىل ح��وايل 1500 م /م يف الأ��ش�ه��ر م��ا ب�ين �شهر م��اي��و ،و�سبتمرب من كل ع��ام ،مما جعلها الوجهة الأوىل لل�سياح وال��زائ��ري��ن ،وخ�صو�ص ًا يف ال�سنوات الأخ�ي�رة. أسوار وأبواب:
ال توجد �أي��ة تفا�صيل �سوى ما ح�صلنا عليه من �صورة (ال���ص��راري) ،وح�ين زاره��ا الرحالة ال��دمن��رك��ي (ن �ي �ب��ور) يف 1763م اه�ت��م بو�صف �ساقيتها التي مت تدمريها ،وكذلك �أمني الريحاين ال��ذي زار �إب يف 1922م ذكرها يف كتابه ملوك 15
أماكن
العرب ،واملفكر التون�سي عبد العزيز الثعالبي يف كتابه رحلة مينية ،و�أحمد و�صفي زكريا يف كتابه رحلتي �إىل اليمن 1936م ،جميعهم ذكروا �أن �إب تقع على مرتفع ويحيط بها �سور و�أب��راج ،وتقول املعلومات ان �سور مدينة �إب القدمية ميتد بنحو كيلو مرت ون�صف حميط باملدينة ،وقد �شهد تو�سع ًا، حيث بنى من احلجر املنحوت ،وهناك �آثار تدل على �آخ��ر �سور �أق�ي��م وال��ذي عمل على جتديده ال��وزي��ران حم�سن بن علي احلبي�شي احلريبي، و�أخ��وه الوزير �صالح يف �سنة 1120هـ يف القرن الـ 18امليالدي .ومدينة �إب القدمية كغريها من املدن الإ�سالمية الهامة تتميز ب�أن لها �سور ًا مبني ًا من احلجارة يدور حولها من اجلهات الأربع ،كما تتوزع على طول ال�سور الأبراج الدائرية املرتفعة ذات فتحات �صغرية هي �أقرب �إىل الثقوب ،وكانت ت�ستعمل من �أجل احلرا�سة و�إتاحة الفر�صة للنظر واال�ستطالع خارج ال�سور ،وال يزال �أغلبها قائم ًا. كما �أن ال�سور كان ي�ساعد يف بع�ض �أجزائه ،كما يف باب الن�صر ،على مرور املاء يف القنوات التي تعلوه، �أما ما تبقى من ال�سور فيظهر يف �أماكن متفرقة �أف�ضلها ح��ا ًال ذل��ك اجل��زء القائم عند مقدمة دار احلكومة ومكاتبها �سابق ًا يف اجلهة الغربية، ويتميز ب ��أن��ه مرتفع ت�سنده دع��ام��ات �ضخمة. �أما �أبواب املدينة القدمية فهي :باب الن�صر، يف ال�ضلع ال�شرقي ،وطول ال�سور429مرت ًا ،الباب الكبري ،يف ال�ضلع الغربي ،وطول ال�سور 425مرت ًا ال�ضلع اجلنوبي ،وط��ول ال�سور 313م�تر ًا ،باب �سنبل مل يتبق منه �سوى النوبتني ،باب الراكزة، وال�ضلع ال�شمايل ،طول ال�سور 283مرت ًا ومل يتبق من بوابات مدينة �إب القدمية �إال باب الراكزة، وقد ا�ستحدث الباب اجلديد من اجلهة اجلنوبية الغربية .وبقي منها مداخل ب��اب الن�صر وباب �سنبل وباب الراكزة (الذي بقيت بوابته ال�صغرية كما ه��ي حتى الآن) ،و�أزي ��ل ال�ب��اب��ان الآخ ��ران. ويعزى �إىل املرحوم يحيى بن حممد بن عبا�س ال�شهاري املتويف �سنة 1382ه� �ـ1962/م �إ�ضافة باب خام�س يعرف با�سم الباب اجلديد وقد �أعيد بنا�ؤه ،ولكن على هيئة جم�سمات ،وذلك يف العام 2007م ال�ستقبال مهرجان �إب اخلام�س ال�سياحي، غ�ير �أن ��ه مل ي�ع��د ك�م��ا ك ��ان عليه يف ال���س��اب��ق .
أماكن
و�أبراج احلرا�سة امل�سماة بالنوب .وكذلك الأنفاق وهي عبارة عن طرق ذات عقود تقبع حتت املدينة، وفيها ممرات جللب املاء والغذاء يف فرتة احل�صار. وال تزال مدينة �إب بحاجة جلهود بحث لدرا�سة تاريخها ،فقد القت يف الآونة الأخرية �إقباال �سياحي ًا كبري ًا وكثيف ًا ،خ�صو�ص ًا يف �شهر �أغ�سط�س من كل عام وزوارها �أغلبهم من دول اخلليج� ،إذ �إن مدينة �إب تبقى ل�ؤل�ؤة جميلة يف �صدفة ال�سحر الرباين وكتابا عريقا يحتاج لفك طال�سم تاريخه القدمي.
لؤلؤة اليمن وفاتنتها النائمة على مآقي الجمال والحضارة معالم تاريخية وأثرية: الجامع الكبير:
التي قام بها وزير الدولة الزيادية "احل�سني بن �سالمة"� ،ضمن �أعماله التي �شملت بناء العديد من امل�ساجد واجلوامع الإ�سالمية اليمنية املنت�شرة من ح�ضرموت حتى مكة املكرمة� .إ َّال �أننا جند �أن بناء اجلامع احلايل يعود �إىل الأمري �أ�سد الدين "حممد بن احل�سن ابن �أخ نور الدين عمر بن علي بن ر�سول" يف بداية ع�صر الدولة الر�سولية كما ُجدد �أي�ض ًا يف ع�صر الدولة الطاهرية �أيام ال�سلطان "عامر ب��ن عبد الوهاب" ( – 894 923هجرية)� ،إىل جانب ذل��ك ف�إنه قد ح�صل جتديد �آخر �أيام احلكم الأول للعثمانيني قام به الوزير "ح�سن با�شا" عام ( 996هجرية) وذلك ح�سبما وجد يف الن�ص املدون على جدار القبلة. مدرسة الجاللية العليا:
تقع يف منت�صف املدينة القدمية ،ويتم الو�صول �إليها عن طريق �سالمل �صاعدة .يعود تاريخ بناء املدر�سة �إىل بداية (ال�ق��رن التا�سع الهجري)، وق��د بناها ال�شيخ ج�لال الدين "حممد بن �أبي بكر ال�سريي" ،وذل��ك ح�سبما �أث�ب��ت على ن�ص ال�شريط الكتابي الذي يعلو مدخل بيت ال�صالة وكذلك مئذنتها التي تقع يف الناحية ال�شرقية ل�ل���ص�ح��ن ،و ُت �ع��د م��ن �أج �م��ل امل� � ��آذن اليمنية، تتكون من قاعدة مربعة يعلوها بدن م�ضلع زين ب��زخ��ارف هند�سيـة عملت من اجل�ص والآج��ر، وينتهي بدنها ب�شرفة يعلوها ب��دن م�ضلع �صغري ي�ف�ت��ح م�ن��ه م��دخ��ل ��ص�غ�ير ،وي �ت��وج امل �ئ��ذن��ة من الأعلى قبة م�ضلعة ،مما جعلها �شاخمة البنيان وجميلة الت�صميم املعماري التقليدي ف�أ�صبحت معلم ًا معماري ًا ي�ستحق امل�شاهدة ،وت�ضم �إب القدمية م��زارات دينية منها مدر�سة النظارية التي تعد حتفة �أثرية تعود �إىل منت�صف القرن الثامن الهجري -الرابع ع�شر امل�ي�لادي ،حيث ق ��ام ب�ب�ن��ائ�ه��ا الأم�ي��ر ج�ل�ال ال��دي��ن ال �ن �ظ��اري واتخذها مركز ًا ل��ه ،وكذلك مدر�سة اجلاللية العليا -مدر�سة اجلاللية ال�سفلى -مدر�سة امل�شنة -مدر�سة ال�صبان -مدر�سة الأ�سدية.
يقع اجلامع الكبري و�سط املدينة تقريب ًا على ربوة مرتفعة ،ويتم الو�صول �إليه عن طريق �سالمل �صاعدة .يرجع تاريخ بناء اجلامع الكبري ح�سب الروايات الإخبارية املتداولة �إىل ع�صر اخلليفة ال�ث��اين "عمر ب��ن اخل�ط��اب – ر�ضي اهلل عنه" وق��د �سمي باجلامع ال ُعمري ن�سبة �إليه� ،أي �إىل (العقد الثاين من القرن الأول للهجرة) ،وخالل الع�صور الإ�سالمية املتتابعة توالت عليه �إ�ضافات وجتديدات جعلت منه اجلامع الرابع يف اليمن من الدور (القصور): دار امل �ل��ك ـ دار ال��ف��رن��اج ـ دار احل �م��ام حيث احلجم وال�سعة واجلمال وذل��ك بعد جامع اجلند يف تعز ،واجلامع الكبري يف العا�صمة �صنعاء ،ـ دار ال�ب�ي���ض��اء ـ دار خ ��ان ـ دار ع�ق�ي��ل ـ دار الساقية المشهورة: وجامع الأ�شاعر يف مدينة زبيد ،وبات م�ستحي ًال ال���دي���دب���ان ـ دار م��ن�ي�ر -دار ال��وا���س��ط��ة. كان �آخر وجود لل�ساقية امل�شهورة مبدينة �إب ال �ت �ع��رف ع�ل��ى اجل��ام��ع ال ��ذي �أن �� �ش��ئ يف ع�صر القدمية يف العام 1963م ،بينما مل يبق منها اخلليفة عمر بن اخلطاب -ر�ضي اهلل عنه -بينما األسواق: �سوق امللح ـ �سوق اجلنابي ـ �سوق الطعام ـ �سوق �إال �سورها اجلميل الذي يتخلله عدد من الأبواب جند �أن �أكرب تو�سعة ح�صلت للجامع هي التو�سعة 16
املعطارة ـ �سوق اللحمة ـ �سوق املزاينة. بجامعة �إب �إىل �إع��ادة ا�ستخدام املباين الأثرية التي توقف ا�ستخدامها يف مدينة �إب القدمية السماسر: وترميمها حفاظا على قيمتها الفنية واملعمارية �سم�سرة اخل��ان الأعلى ـ �سم�سرة ال�صنعاين وتوظيفها مب��ا ي�خ��دم ح��اج��ة امل��دي�ن��ة � �س��واء يف ـ ��س�م���س��رة اخل� ��ان الأ���س��ف��ل ـ ��س�م���س��رة خ��ان ط��اب�ع�ه��ا احل �� �ض��اري �أو ح��اج��ة امل�ج�ت�م��ع ل�ه��ا. ف��ار���س ـ �سم�سرة ال�شونة ـ �سم�سرة اجلاللية. و�أ�شار الدكتور حممد احل��د�أ �إىل العديد من ك �م��ا ت �� �ض��م م��دي �ن��ة �إب ال �ق��دمي��ة ال �ع��دي��د التجارب التي نفذتها بع�ض املدن اليمنية والعربية، م��ن امل �ن �� �ش ��آت الأث ��ري ��ة الأخ � ��رى م �ث��ل احل �م��ام فقد حظيت كثري من املباين الأث��ري��ة يف مدينة ال � �ع� ��ام ،وم��در���س��ت��ي ب ��ن � �ش �ق��ر وغ�ي�ره ��ا من �صنعاء القدمية برتميمها و�إ�صالحها ،ثم �إعادة امل� ��آث ��ر ال��دي �ن �ي��ة امل ��وزع ��ة يف ح� ��ارات امل��دي �ن��ة .ا�ستخدامها ،وبالن�سبة للطرق والأ�ساليب التي تت�ضمنها خطة �إع��ادة توظيف مباين مدينة �إب أهمية تاريخية: القدمية ف�إنها عملية �إحيائية تت�ضمن عن�صرين وم���ن م�ن�ط�ل��ق �إدراك ال �ق �ي �م��ة ال�ت��اري�خ�ي��ة �أ�سا�سيني هما :عمليات الرتميم املطلوب �إجراءها واالقت�صادية للفن املعماري ملدينة �إب القدمية ،ب�ه��دف احل�ف��اظ على ال�شكل امل�ع�م��اري والفني فقد ح��ذرت درا��س��ة علمية من ا�ستمرار �إهمال للمباين الأث��ري��ة يف مدينة �إب القدمية ،والآخ��ر ال�ت�راث امل ��ادي للمدينة ،ودع��ت ال��درا��س��ة التي توظيف املباين الأثرية يف مدينة �إب القدمية �إما �أع��ده��ا ال��دك�ت��ور حممد �أح �م��د احل ��د�أ ـ �أ�ستاذ يف وظيفتها الأ�صلية �أو يف وظيفة م�شابهة �أو يف ال�ع�م��ارة امل�ساعد يف كلية الهند�سة وال�ع�م��ارة وظيفة حديثة حتتاجها املدينة وتخدمها و�أمثلة
ذلك :وظائف م�شابهة للوظائف الأ�صلية وتتمثل بتوظيف املدار�س الإ�سالمية يف مدينة �إب القدمية التي �أغلقت وتوقف ا�ستخدامها ,نتيجة الإهمال �أو التي حولت �إىل مباين �سكنية� ،إىل مدار�س لتحفيظ القر�آن الكرمي للأطفال �ساكني حميط ه��ذه امل��دار���س ،وحت��ت �إ��ش��راف ال��دول��ة ،وال �شك �أن مثل هذا التوظيف �إذا ما مت �سيخدم املدار�س الأثرية يف مدينة �إب القدمية بالرعاية وال�صيانة الدائمة لها ،كما �أنه يف نف�س الوقت �إحياء لوظيفة ومظهر من مظاهر املجتمع الإ�سالمي �أو�شكت على الأفول يف �أغلب بلدان العامل العربي والإ�سالمي، ومن جهة �أخ��رى ف��إن هذا النوع من اال�ستخدام الديني لهذه املدار�س ي�ضفي قد�سية خا�صة عليها مما يجعلها مبن�أى عن الإهمال �أو االعتداء عليها. كما ميكن توظيف بع�ض ال��دور الأث��ري��ة التي �أهملت وهجرت مثل دار البي�ضاء ،دار الفرناج، دار امللك ،دار منري ،وغريها كفنادق ذات طابع خا�ص ،لتمثل ن��واة مل�شاريع ا�ستثمارية �سياحية 17
أماكن
تخدم التوجهات ال�سياحية للمحافظة ،وبذلك ال ي�ت��م ف�ق��ط ت��رم�ي��م ال���دور الأث��ري��ة و�صيانتها ول �ك��ن ي�ت��م �إع � ��ادة ا��س�ت�خ��دام�ه��ا وت��وظ�ي�ف�ه��ا يف وظيفتها الأ��س��ا��س�ي��ة ال�ت��ي �أق�ي�م��ت م��ن �أج�ل�ه��ا. ب��الإ��ض��اف��ة �إىل ذل��ك ،فيمكن توظيف بع�ض امل �ن��ازل وال ��دور الأث��ري��ة يف مدينة �إب القدمية م�ث��ل دار احل �م��ام ،دار ال��دي��دب��ان ،دار عقيل، دار ال �غ��در ،وغ�يره��ا ك�سكن ب �� �ش��روط ت�ضعها اجلهة املنوط بها الإ� �ش��راف واحلماية للمباين الأث��ري��ة ،م��ع � �ض��رورة املتابعة امل�ستمرة وه��ذا ي�سهم يف التخفيف م��ن م�شكلة ال�سكن التي تعاين منها مدينة �إب ب�سبب الزيادة ال�سكانية. وهناك وفق ًا للدرا�سة املذكورة طريقة �إحياء �أخ� ��رى تتمثل يف حت��وي��ل امل �ب��اين الأث ��ري ��ة �إىل وظائف حديثة تتفق مع طابع مدينة �إب القدمية وتخدمها ،وم��ن �أمثلة ذل��ك؛ توظيف ال�سما�سر الأث��ري��ة التي �أغلقت نتيجة لفقدانها لوظيفتها ب�سبب ا�ستخدام و�سائل حديثة يف النقل وتوفر �أم��اك��ن �إق��ام��ة حديثة .وك��ذل��ك توظيف ال�سوق يف مدينة �إب ال�ق��دمي��ة كمعر�ض دائ��م لعر�ض منتجات ال�شركات وامل�صانع ,معر�ض ًا للحرف التقليدية القدمية ـ توكيالت �سياحية ـ معار�ض للفنانني الت�شكيليني اليمنيني وغري اليمنيني وهذا التوظيف ي�ساعد على �إحياء ال�سوق الذي يعترب �أحد املعامل الأثرية البارزة يف مدينة �إب القدمية ليكون م�صدر جذب جلميع الزائرين بعد �أن كان مهجور ًا ب�سبب ن��زوح التجار و�أ�صحاب احلرف التقليدية �إىل خارج �أ�سوار مدينة �إب القدمية� ،أما معايري وقواعد �إعادة ا�ستخدام وتوظيف املباين الأثرية يف مدينة �إب القدمية فيوجزها الدكتور احل ��د�أ بقوله�( :إن �إع ��ادة ا�ستخدام وتوظيف املباين الأثرية التي توقف ا�ستخدامها يف مدينة �إب القدمية غالب ًا ما يحتاج �إىل �إح��داث بع�ض التعديالت والتغيريات �أو قد حتتاج �إىل ت�صميمات �إ�ضافية ق��د حت��دث ت�شوه ًا �أو �أ� �ض��رار ًا باملبنى الأث��ري امل��راد �إع��ادة ا�ستخدامه وتوظيفه ،لهذا ومن خالل ما �أعطته الدرا�سات امليدانية لتجارب �سابقة ملبان �أثرية �أعيد ا�ستخدامها وتوظيفها يف �إط��ار املدن العربية والإ�سالمية وخ��ارج �إطار هذه امل��دن ،وكذلك ما �أ�شار �إليه ميثاق فين�سيا �سنة 1964يف فقرته رقم ( )5ف�إنه ميكن و�ضع بع�ض املعايري والقواعد التي تنظم وتخدم عملية �إع� ��ادة ا��س�ت�خ��دام وت��وظ�ي��ف امل �ب��اين الأث��ري��ة يف مدينة �إب القدمية من خ�لال �إع��ادة ا�ستخدام 18
إستطالع
املباين الأث��ري��ة وتوظيفها بحيث تكون متوافقة م��ع طبيعة املبنى الأث���ري واح�ت�ي��اج��ات املدينة القدمية بقدر الإمكان ,وتخدم يف جمال �صيانتها. كما �إن عملية �إحياء املباين الأثرية يف مدينة �إب القدمية يجب �أن تكون مرتبطة �إىل حد كبري بنوع الوظيفة امل��زم��ع �إع ��داد املبنى الأث ��ري من �أجلها ،وبالتايل ف�إن �إحداث �أي تغيري باملبنى �سواء �إزالة �أو �إ�ضافة يكون �أمر ًا مقبو ًال �شريطة �أن يتم يف �إطار املحافظة على املالمح الطبيعية ملدينة �إب
القدمية ,ولو مثل يف الوقت نف�سه طابع ًا معا�صر َا. وتبقى فيني�سيا اليمن ,مدينة �إب العتيقة �أج�م��ل مناطق اليمن م��ن حيث جمال الطبيعة وال �ت��اري��خ ال�غ��ائ��ر يف عمق ال �ق��دم لتكون الثجة مدينة الأمطار ومدينة �آب التي ا�شتهرت ب�سحرها وفتنتها وه��وائ �ه��ا العليل ال ��ذي ي�ه��ب م��ن عبق اال�صالة اليمنية بنكهة النب اليماين كونها مدينة ال�سياحة والأمطار واجلمال الذي يفنت كل زوارها وي�أ�سره ليتغنى ب�سمفونية ال�سحر وقت الغروب. 19
إستطالع مدن
الح َد ْي َدة ُ
جوهرة الشاطئ الغربي عبيد احلظاء
20
إستطالع مدن
ُ َ ْ َ تمثل مدينة الحديدة أهم وأكبر مدينة يمنية على ساحل البحر األحمر ،وهي ثغر البالد، باحتضانها ثاني أهم ميناء رئيسي ،بعد ميناء عدن ،وأكبر ميناء على البحر األحمر، وتحتضن أحد أهم مراكز الصناعة التحويلية في البالد. بعمق وهي -كمدينة -تتميز ً تاريخي نسبي ،إذ تشكل إرثا تاريخيا ال تزال صفحاته مفتوحة حتى اآلن ،فهي أشبه بكتاب تاريخي مفتوح على الدوام، ذلك البعد التاريخي العميق يكاد أن يتالشى اآلن بعد أن تالقحت تلك الحضارة المهيبة وامتزجت بما قدمته حضارة العصر من تشكالت عميقة على صعيد بنائها الحضري المتسارع ،لقد قدمتها حضارة اليوم باعتبارها واحدة من مدن المرافئ والتجارة حيث أصبح لها بعد زمني ومكاني خاصة وهي تسكن بجغرافيتها المترامية في أحضان ذلك الجسم المائي الهائل.
متيزت احلديدة -كمحافظة -بقيمة م�ضافة تتمثل يف ح��ال��ة ال �ت �ن��وع ال��دمي��وغ��رايف ل�سكان املدينة ،وتعد من �أ�سرع مدن البالد منو ًا وتطور ًا خالل العقود الأربعة والن�صف التي �أعقبت قيام ال�ث��ورة اليمنية ،وق��د ام�ت��ازت -خ�لال م�شوارها احل�ضري الباذخ -بنمو ح�ضري من�ضبط ،وكان ل�شاطئها ن�صيب كبري يف ال َّت َم ُ و�ضع ك�أكرب و�أجمل �شاطئ على م�ستوى م��دن ال�ساحل يف البالد... الموقع وطرق المواصالت:
تقع مدينة احلديدة يف منت�صف �ساحل البحر الأحمر تقريب ًا ،وت�شغل م�ساحة متتد من ر�أ���س الكثيب �شما ًال حتى قرية منظر جنوب ًا ،وت�صل امتداداتها من جهة ال�شرق �إىل �صحراء الزعفران، وتبعد عن العا�صمة �صنعاء م�سافة 226كم غرب ًا. ي�سود مدينة احلديدة مناخ حار خالل ف�صل ال�صيف يرتافق مع رطوبة عالية ترتاوح ما بني 70 �إىل 85م ب�سبب ارتفاع معدالت التبخر ،وي�صل املتو�سط ال�شهري لدرجة احل��رارة العظمى يف ال�صيف �إىل (ْ )37.5ومتو�سط درجة احلرارة ال�صغرى �إىل (ْ )19.6درجة مئوية .يف حني مييل
مناخ املدينة خ�لال ف�صل ال�شتاء �إىل االعتدال مبتو�سط �شهري لدرجة احل��رارة العظمى ت�صل �إىل (ْ )24درجة مئوية ،ومتو�سط لدرجة احلرارة ال�صغرى ي�صل �إىل (ْ )14درجة مئوية ،وتخفف من حرارة ال�صيف �أمطار الرياح املو�سمية القادمة من املحيط الهندي ،رغم كونها غري منتظمة� ،إذ ت�تراوح كمياتها ما بني �60إىل 150ملم �سنوي ًا. حتت�ضن احل��دي��دة ميناءين دوليني حديثني، هما :مطار ا ُ حلدَ ْيدَ ة الدويل الذي يربط املدينة ب��دول العامل ج��و ًا ،وميناء احلديدة ال��ذي يربط امل��دي�ن��ة وال�ي�م��ن ب ��دول ال �ع��امل ب �ح��ر ًا وي �ع��د من املوانئ احلديثة الهامة .وهناك طريق بري دويل ي�صل احلديدة باملدن ال�ساحلية للمملكة العربية ال�سعودية و�أه�م�ه��ا ج ��ازان ع�بر منفذ ال�ط��وال احل��دودي ال�بري ،وترتبط ا ُ حل��دَ ْي��دَ ة ببقية مدن وحم��اف�ظ��ات ال�ب�لاد ب�شبكة م��وا��ص�لات حديثة، ت�ضم الطريق الربي الرئي�س :ا ُ حلدَ ْيدَ ة�-صنعاء، وال �ط��ري��ق ال�ب�ري ال��رئ�ي����س :ا ُ حل ��دَ ْي ��دَ ة -تعز، والطريق ال�بري ال�ساحلي ال��دويل :ا ُ حل��دَ ْي��دَ ة - عدن ،والذي يعترب �أول طريق �إ�سرتاتيجي يربط بني امل��دن ال�ساحلية اليمنية حتى املنفذ الربي 21
إستطالع مدن
احل � ��دودي م��رك��ز ��ص��رف�ي��ت مب�ح��اف�ظ��ة امل �ه��رةُ .اع� �ت�ب�رت يف �أوائ�� ��ل ال �ع �� �ص��ر احل��دي��ث حمطة ه��ام��ة لإر�� �ش ��اد ال �� �س �ف��ن ،ث��م ات �� �س �ع��ت وك�ب�رت ف���ص��ارت ب�ل��دة وم�ي�ن��اء م��ن م��وان��ئ م��دي�ن��ة بيت النشأة وأصل التسمية: الفقيه التي تقع ال�ي��وم �إىل اجل�ن��وب م��ن مدينة مدينة �خ � ي �ار � ت أن � إىل ت�شري �أرج ��ح امل��راج��ع � احل��دي��دة ،ث��م ك�برت وت �ط��ورت و�أ��ص�ب�ح��ت �أح��د احلديدة يعود �إىل حوايل عام 700هـ� ،أي بداية امل ��وان ��ئ ال��رئ�ي���س�ي��ة �إب� ��ان ال ��دول ��ة ال �ط��اه��ري��ة. القرن الثامن الهجري -الرابع ع�شر امليالدي، �أما ب�ش�أن �أ�صل ت�سمية املدينة بهذا اال�سم ،فهناك لعب ميناء احل��دي��دة دورا حم��وري��ا ه��ام��ا يف ر�أي ��ان ت�ضمنتهما امل��راج��ع ال�ت��ي تناولت تاريخ ت�صدير ال�بن اليمني� ،إىل جانب ميناء املخاء املدينة ،ال ��ر�أي الأول ين�سب املدينة �إىل قبيلة الذي يقع يف اجلنوب من ا ُ حلدَ ْيدَ ة وميناء اللحية ُح��دَ ي��د ،وه��ي �إح��دى قبائل امل�ع��ازب��ة� ،أم��ا ال��ر�أي الذي يقع يف ال�شمال منها ،وقد تعاظمت �أهمية الثاين فيعيد �أ�صل الت�سمية �إىل ام��ر�أة ا�سمها احل��دي��دة كميناء جت ��اري و� �س��وق ك �ب�ير ،خ�لال ح ُديّدَ ة ،تقول املراجع التي ترجح هذا الر�أي �إنه القرنني الثامن ع�شر والتا�سع ع�شر وحتى �أوائل ك��ان لهذه امل��ر�أة حمل ق��رب �ساحل البحر ينزل القرن الع�شرين ،وتقا�سمت النفوذ التجاري مع فيه الغرباء وامل�سافرون لأج��ل املبيت والراحة ،بقية مدن ال�ساحل التهامي وحتى مع مدينة عدن. ثم �أوى بالقرب منه ال�صيادون �أ�صحاب الزوارق (ال� �ق ��وارب) وباللهجة املحلية (ال�صنابيق)، ل �ق��د ك ��ان م��ن �أب� ��رز امل���ؤ���ش��رات ع �ل��ى ذل��ك ُ ف�صارت قرية �صغرية ن�سبت �إىل املر�أة املذكورة .التوجه التجاري الدويل وجود املمثليات التجارية
إستطالع مدن
تقوم مبهمة رعاية م�صالح تلك ال��دول ورعاية �أبنائها املقيمني يف احلديدة .ومن �أبرز امل�ؤ�شرات �أي�ض ًا التنوع الدميغرايف ملجتمع املدينة ،نتيجة ا�ستقرار جاليات م��ن تركيا والهند ،كانت قد ارتبطت مب�صالح جتارية واقت�صادية يف املدينة، ف� ً ضال عن كونها ممر ًا رئي�سي ًا للحجاج من الهند و��ش��رق �آ��س�ي��ا ،وال��ذي��ن ك��ان البع�ض منهم ي�ؤثر البقاء فيها بعد �أداء الفري�ضة لأ�سباب بع�ضها قهرية و�أك�ثره��ا ترتبط باملنافع االقت�صادية. محفزات الموقع السياحي:
احلديدة هي عا�صمة حمافظة حتمل اال�سم ذات ��ه ،وق��د وف��رت ه��ذه امل�ك��ان��ة الإداري� ��ة ملدينة احل��دي��دة جملة م��ن امل �م �ي��زات ال �ت��ي ت �ع��زز من امل��وق��ع وامل�ك��ان��ة ال�سياحية للمدينة ،فمحافظة احل��دي��دة ت�ست�أثر ب��اجل��زء الأك�ب�ر م��ن م�ساحة ال�سهل التهامي ،ال��ذي يعترب �أح��د �سالل الغذاء الأ�سا�سية للبالد ،بالنظر �إىل وج��ود ع�شرات لل�شركات ال��دول�ي��ة ال�ك�ب�يرة� ،إىل ج��ان��ب وج��ود الأودي��ة و�أك�بره��ا و�أخ�صبها .وف� ً ضال عن ذلك، لكنها �سرعان ما تطورت وب��رز دوره��ا ،حيث القن�صليات التابعة للدول الكربى ،والتي كانت
22
حت�ت��وي حمافظة احل��دي��دة على ت�ن��وع يف املنتج ال�سياحي ،مبا متتلكه من �شاطئ طويل يتمتع برمال ناعمة تقطعه دل�ت��اوات الأودي��ة الكبرية، حيث تت�شكل بيئات طبيعة ف��ري��دة يف تنوعها الأحيائي وخ�صو�ص ًا بيئات �أ�شجار املنجروف. ل�ل�ح��دي��دة خ�صو�صية م��ن خ�ل�ال امتالكها ملجموعه من اجل��زر الرائعة التي تخفي بيئات غنية بال�شعاب املرجانيه حيث تزخر بها املياه ال��داف �ئ��ة ل�ساحل امل�ح��اف�ظ��ة واجل� ��زر ،و�أه�م�ه��ا جمموعة جزر حني�ش وجزيرة كمران وغريها من اجلزر .تلك اخل�صو�صية متتد لت�شمل منط جديد من ال�سياحة هو ال�سياحة الريفية �أو ال�سياحة البيئية ،الحت�ضانها حمميات ب��ري��ة وبحرية، �أهمها حممية برع ،وحممية للرتاث الثقايف املادي املعلنة يف مدينة زبيد ،وحممية تراث ثقايف مادي مر�شحة هي مدينة اللحية ،وحممية طبيعية بحرية مر�شحة هي بيئة املنجروف يف ال�شاطئ املمتد من ميدي حتى اللحية ،ف� ً ضال عن املنطقة الرطبة يف حميط امل�ي�ن��اء وال �ت��ي ت�شكل �أح ��د املحطات
املهمة للطيور املائية املهاجرة ،بالإ�ضافة �إىل جزيرة كمران التي تعد �صورة م�صغرة جلزيرة �سقطرى اليمنية الواقعة يف املحيط الهندي . متيزت مدينة ا ُ حلدَ ْيدَ ة� ،أي�ض ًا ،برتكيب �سكاين متنوع الثقافات ومنفتح على دول العامل ،نتيجة ما ط��ر�أ عليه من تغيريات خ�لال مراحل تطور امل��دي�ن��ة ،ففي التكوين الأول للمدينة اعتمدت على القبائل التهامية القاطنة حولها والذين يعود ن�سبهم �إىل قبيلة َع َّ ــك التهامية امل�شهورة وال�ت��ي ان �ح��درت عنها القبائل التهامية ذ�ؤال، ف�شال ،لع�سان ،املعازبة ،الزرانيق ،والأ�شاعرة، الأ�شاعرة هم من �أوائل ال�سابقني �إىل الإ�سالموب �ع��د ق �ي��ام ال �ث��ورة اليمنية يف � 26سبتمرب ً ً ومنهم ال�صحابي اجلليل "عبداهلل ب��ن قي�س" 1962م� ،شهدت املدينة منوا مت�سارعا ،حيث مت املكنى "�أبو مو�سى الأ�شعري" ،-وغافق -غافق تنفيذ العديد من امل�شاريع التنموية واخلدمية، منها �أم�ير الأندل�س "عبد الرحمن الغافقي" -وت�ع��زز م��وق��ع امليناء كمنفذ رئي�س على �ساحل القحرة ،احل�شابرة ،الواعظات� ،صليل...،الخ .البحر الأحمر ،و�أقيمت فيها من�ش�آت �صناعية، �أ�صبحت معها �أه��م مراكز ال�صناعة التحويلية ويف مراحل تطورها احت�ضنت املدينة بع�ض يف البالد ،مما عزز من فر�ص منو حركة جتارية الأقليات الذين ف�ضلوا اال�ستقرار فيها عن العودة ن�شطة يف املدينة .وهناك العديد من الأ��س��واق �إىل موطنهم الأ�صل ،فقد ا�ستقر فيها من تبقى ال�شعبية الأ�سبوعية ،واملهرجانات ال�سنوية ،التي
من الأتراك العثمانيني ،و�سمي �أحد �أحياء املدينة بحي ال�ترك ن�سب ًة �إليهم ،كما ا�ستقر القدمية َّ فيها بع�ض البينيان من التجار الهنود و�سميت �سكة البينيان يف املدينة التاريخية القدمية ن�سب ًة �إليهم ،بالإ�ضافة �إىل بع�ض الهنود الذين كانوا ي��أت��ون للحج �إىل بيت اهلل احل��رام ،فتعرت�ضهم بع�ض ال�صعوبات مثل ع��دم كفاية م��ا يحملون م��ن �أم ��وال لعودتهم� ،أو م��ن مي��وت ل��ه قريب �أو حبيب فيف�ضل البقاء �إىل ج ��واره ،ف�سمي �أح��د بحي الهنود ن�سبة �إليهم. �أحياء املدينة القدمية َّ
23
مدن
مدن تقام يف حميط مدينة احل��دي��دة ،وه��ي �أن�شطة وفعاليات ج��اذب��ة ،ت�شكل �إىل ج��ان��ب التنوع يف مفردات املنتج ال�سياحي ،ظهري ًا مهم ًا يعزز من موقع مدينة احل��دي��دة كوجهة �سياحية جاذبة. معالم المشهد السياحي للحديدة:
حتفل مدينة احلديدة بالعديد من املفردات ال �ت��ي ت���ش�ك��ل ق� ��وام امل �ن �ت��ج ال���س�ي��اح��ي للمدينة باعتبارها مدينة �شاطئ وميناء ،وتت�ضافر تلك العنا�صر لتجعل منها وج�ه��ة �سياحية مثالية وبعنا�صر جذب متعددة ،تفا�صيلها �أ�شبه ب�أحداث متناغمة ومتكاملة يف ه��ذا ال�سياق الرتاتبي: املدينة القدمية :تُعد من �أقدم املواقع يف مدينة ا ُ حلدَ ْيدَ ة احلديثة؛ وتعود ن�ش�أتها الأوىل �إىل عام 700ه� �ـ� ،أي م��ع ب��داي��ة التكوين الأول للمدينة، وحتتوي على عدة مبانِ تاريخية قدمية ومن�ش�آت حكومية تقع قبالة امليناء القدمي .و�شيدت معظم مباين املدينة القدمية ،بالآجر -الطوب الأحمر ال�صغري امل �ح��روق -امل �ق��اوم ل�ل�ظ��روف املناخية احل ��ارة ،وح�ي��ث ت�شكل ه��ذه امل ��ادة �أب ��رز �سمات النمط املعماري ،وحيث يت�شابه الطراز املعماري للمدينة القدمية �إىل حد كبري مع الطراز ال�سائد يف امل��وان��ئ القدمية على �ساحل البحر الأحمر.
وتتكون نوبة باب م�شرف من دورين ،مبنية بالآجر والطني ،ومطلية جدرانها الداخلية واخلارجية بالنورة ،وت�ستخدم حالي ًا مقر ًا لق�سم ال�شرطة.. وم��ا ت��زال اجل��وام��ع وال�ب�ن��اي��ات وال���س��وق القدمي ب�أزقته وممراته ال�ضيقة داخل املدينة التاريخية القدمية توحي بطبيعة احلياة يف ظروف خمتلفة جد ًا وكيف كان �سكان املدينة يعي�شون يف املا�ضي. الميناء:
كان موقع امليناء القدمي للحديدة ،يف غرب املدينة التاريخية القدمية داخل ال�سور� ،أمام ُمتحف ا ُ حلدَ ْيدَ ة حالي ًا ،وكان يتكون من حاجزين للأمواج ور�صيف �صغري ،وعلى بعد ميلني من امليناء كانت تر�سو ال�سفن ال�شراعية التجارية مبختلف الأحجام .وكانت القوارب ال�صغرية تتوىل تفريغ حمولة تلك ال�سفن وتنقلها �إىل ر�صيفي امليناء ،ثم يتم نقل الب�ضائع �إىل مبنى اجلمرك على �أكتاف العمال. ويف ع��ام 1911م� ،شرع العثمانيون يف بناء ميناء ر�أ�س الكثيب والذي يقع �إىل �شمال امليناء القدمي مب�سافة 17كم ،ويف عام 1912م قامت
البحرية الإيطالية ب�ضرب امليناء باملدافع فتوقف العمل فيه .ويف خ�لال ال�ف�ترة 1961-1958م، قام االحتاد ال�سوفيتي ببناء ميناء كبري وحديث يف منطقة تقع �إىل ال�شمال م��ن امليناء القدمي مب�سافة 5ك��م ،وه��و امليناء القائم حتى اليوم. ويقوم امليناء بتقدمي كافة الت�سهيالت الالزمة لل�سفن التجارية ،وتعمل يف امليناء عدد من �شركات املالحة املتخ�ص�صة يف �أعمال ال�شحن والتفريغ وخدمات الت�أمني ،ويرتبط ميناء ا ُ حلدَ ْيدَ ة مبيناء ر�أ�س الكثيب العائم والذي يتميز بوقوعه بجانب منطقة الغاط�س ،انتظار ال�سفن ،ول�ه��ذا ف�إنه ب�إمكان ال�سفن التجارية الدخول واخل��روج من و�إىل امليناء لي ًال ونهار ًا بي�سر و�سهولة ،ويرتبط امل �ي �ن��اءان ب�ط��ري��ق �إ��س�ف�ل�ت��ي ط��ول��ه ( 12ك��م). ْدة ( الكورنيش): الح َدي َ شاطئ ُ
يبد�أ �شاطئ ا ُ حلدَ ْيدَ ة من ل�سان ر�أ�س الكثيب �شما ًال ً حتى قرية منظر جنوبا ،ويطلق عليه الكورني�ش، وق��د ب��ات م�لاذ ًا لأه��ايل وزوار مدينة ا ُ حل��دَ ْي��دَ ة وخ��ا��ص��ة خ�ل�ال �أ��ش�ه��ر ال���ص�ي��ف ،ح�ي��ث يذهب الأه ��ايل وال���زوار للتنزه وال�سري على ال�شاطئ
للرتويح عن النف�س واال�ستجمام والتمتع بن�سيم البحر النقي العليل. يعترب الكورني�ش من �أهم امل�شاريع احلديثة يف مدينة ا ُ حلدَ ْيدَ ة ،والذي بد�أ العمل فيه ُ منذ بداية عقد الثمانينات من القرن املا�ضي ،وهو عبارة عن تعبيد ال�شاطئ ور�صفه بحيث ال يف�صله عن البحر �سوى م�سافة رملية �صغرية ،وميتد طوله لأكرث من ع�شرة كيلومرتات .وعلى طول ال�شاطئ يوجد عدد من املقاهي وم��دن الأل�ع��اب احلديثة للأطفال، كما مت �إقامة ظ�لال وكرا�سي للجلو�س والراحة على ط��ول ال�شاطئ ،وت��وج��د ب��ه �إن ��ارة مالئمة. كل ذلك فيما الأعمال ما تزال جارية لتو�سعة ال���ش��اط��ئ ب��اجت��اه ال���ش�م��ال مب��وا��ص�ف��ات حديثة وه�ن��د��س��ة رائ �ع��ة ،ح�ي��ث مت �إن �� �ش��اء م�ب��ان حتمل خ�صائ�ص ال�شاليهات ،يتم ت�أجريها للراغبني يف اال�ستثمار ويف تقدمي اخلدمات ال�سياحية لزوار ال�شاطئ� .أم��ا التو�سعة باجتاه اجلنوب ف�أخذت �أ�شكال املتنزهات وال�ساحات الوا�سعة لإقامة ال�ع��رو���ض واالح �ت �ف��االت باملنا�سبات الوطنية . اكت�سبت املدينة بهذا ال�شاطئ لقب عرو�س ال �ب �ح��ر الأح� �م ��ر ،ف �ه��ذا ال �� �ش��اط��ئ ب��الإ� �ض��اف��ة �إىل ج �م��ال ت���ص�م�ي�م��ه ،ي�ع�ت�بر م �ك��ان � ًا م�لائ�م� ًا
وتتميز مباين املدينة القدمية ،ب�أدوارها العالية التي ت�صل �إىل خم�سة �أدوار ،كما تتميز ب�سقوفها اخل�شبية املنقو�شة على �أ�شكال هند�سية بديعة و�شرفات خ�شبية جميلة ،وما تزال مدينة ا ُ حلدَ ْيدَ ة التاريخية القدمية داخل ال�سور حتتفظ بطابعها املعماري التقليدي القدمي والفريد .فبع�ض املباين ما زال بحالة جيدة على الرغم من م��رور �أكرث من (� )200سنة على �إن�شائها ،و�إن ب��دا �شيوع الرتميم الع�شوائي لبع�ض املباين وت�شويه الطابع املعماري التقليدي من خالل هدم بع�ض املباين لإع ��ادة بنائها وفقا للنمط املعماري احلديث. وكانت املدينة التاريخية القدمية حتى وقت قريب حماطة ب�سور به �أربعة �أبواب هي :باب م�شرف وباب النخيل �شرق ًا ،باب ال�سرت �شما ًال وباب اليمن جنوب ًا� ،إال �أن ال�سور تهدم واندثر متام ًا ومل يبق منه اليوم غري باب م�شرف ونوبته التي ت�شرف عليه. وقام ببناء ال�سور ال�شريف "حمود اخلرياتي" ع��ام 1222ه��ـ ،يف حني عمر ب��اب م�شرف ونوبته التي ت�شرف عليه ،ال�شريف"احل�سني اخلرياتي" �أث �ن��اء �سيطرته على امل��دي�ن��ة يف ع��ام 1256ه� �ـ. 24
25
إستطالع مدن
إستطالع مدن
ل �ل �ق �ي��ام ب ��رح�ل�ات ب �ح��ري��ة ق �� �ص�يرة ومم�ت�ع��ة ل�ل�ع��ائ�لات ،ع�ل��ى ق ��وارب م�ه�ي��أة ل�ه��ذا ال�غ��ر���ض. وق� ��د ت��ط��ول رح��ل��ة ت �ل��ك ال � �ق� ��وارب لت�صل �إىل اجل ��زر القريبة ال��واق�ع��ة �إىل ال �غ��رب و�إىل ال �� �ش �م��ال ال �غ��رب��ي و�إىل اجل��ن��وب ال �غ��رب��ي من ��س��اح��ل ا ُ حل���دَ ْي���دَ ة ،ح�ي��ث ت��وج��د م��واق��ع غو�ص م�ث��ال�ي��ة ع �ل��ى م� ��دار ال� �ع ��ام ،يف ب�ي�ئ��ة ال���ش�ع��اب املرجانية املزدانة ب�أ�سماك الزينة ،وال�سالحف البحرية ،و�أن��واع خمتلفة من �أ�سماك الدالفني.
الذي قام بتو�سعة اجلامع من جهة ال�شرق ،عام 1255ه�ـ ،وال�شيخ حممد دحمان بادويالن ،الذي قام بعمارة خم�سة �صفوف �إ�ضافية من امل�ؤخرة مرتفعة عن ال�صفوف الأوىل من املقدمة وعمر امل �ن��ارة واحل �م��ام��ات .ويف ع��ام 1370ه � �ـ تولت احلكومة �إ��ص�لاح �سقوفه ورفعها عن م�ستواها ال �ه��اب��ط بحيث ت �� �س��اوت م��ع ��ص�ف��وف امل ��ؤخ��رة، قبل �أن يهدم كلي ًا بحيث مل يبق �أثر للقدمي منه �سوى اجل��زء اخلا�ص باملرافق ،ثم �أعيد بنا�ؤه.
الجامع الكبير:
قلعة الكورنيش:
يقع اجلامع الكبري يف املدينة التاريخية القدمية �أطلق عليها القلعة اجلنوبية �سابقا؛ وقد �أن�شئت القلعة �إبان الوجود العثماين الأول يف اليمن، داخل ال�سور ،ويعترب من امل�ساجد ال�شهرية يف يف الفرتة من (946هـ 1046 -هـ) -1538( - املدينة� ،إذ يعود تاريخ عمارة اجلامع �إىل عام 1635م) ،من �ضمن عدة قالع وح�صون �أقيمت 1111هـ ،عندما قامت بعمارته امر�أة تدعى يف احلديدة ،نظر ًا ملوقع املدينة املتميز ،والذي "فاطمة بنت �أحمد الزراق" ،وهي ابنة لأحد جتار مدينة ا ُ �أك�سبها �أهمية ا�سرتاتيجية دفاعية باعتبارها حلدَ ْيدَ ة القادم من ُعمان. وبعد ت�أ�سي�سه �شهد اجلامع ،عدة تو�سعات على خط الدفاع الأول عن الأرا�ضي اليمنية� ،إ ِّال �أن يد مي�سوري املدينة و�أب��رزه��م :حمدون اجلويد ،معظم هذه القالع واحل�صون تعر�ضت لق�صف 26
اخل ��ارج ��ش��رف��ات خ�شبية جميلة ،وف �ق � ًا لطراز البناء ال�سائد يف املدينة التاريخية القدمية داخل ال�سور ،حيث يتكون الطابق الأول من املدخل ثم �أرب��ع غ��رف وخم��زن كبري ،فيما يتكون الطابق الثاين من �سبع غ��رف وحمام ومطبخ ،والغرفة الو�سطى ،ويعلو الطابق الثاين �سقف على هيئة قبة .ويتم ال�صعود �إىل الطابق الثاين عرب درج خ�شبي من جهتني ،ويحتوي املُتحف على �أق�سام مل��وج��ودات ول�ق��ي �أث��ري��ة ع��دي��دة تنتمي لع�صور تاريخية قدمية و�إ�سالمية ومعا�صرة ،بالإ�ضافة �إىل امل��وروث ال�شعبي ال��ذي تتميز به ا ُ حل��دَ ْي��دَ ة.
ال�سفن والبوارج الإيطالية والربيطانية ومل يتبق منها �سوى قلعة الكورني�ش. وتقع القلعة على تلة مرتفعة قبالة البحر، ع �ل��ى م���س��اف��ة ك�ي�ل��وم�تر واح� ��د ت �ق��ري �ب � ًا ج�ن��وب امل �ي �ن��اء ال��ق��دمي ،وه ��ي م��ن امل��واق��ع ال�ت��اري�خ�ي��ة وال �� �ش��واه��د ال �� �س �ي��اح �ي��ة امل �م �ي��زة يف امل��دي �ن��ة. بنيت القلعة بالآجر امل�شوي والطني والنورة ال �ب �ي �� �ض��اء ومت ��س�ق�ف�ه��ا ب��الأخ�����ش��اب ،مت�ي��زت بتح�صيناتها من الداخل واخل��ارج ،وا�ستخدمت ك�سجن من قبل العثمانيني ومن بعدهم الأئمة، وحافظت على طابعها املعماري الع�سكري عدة قرون حتى تعر�ضت �إىل الت�شويه فتم هدمها و�إعادة بنائها بنف�س منط معمارها التقليدي الفريد.
صهاريج المياه (المدبات):
هو عبارة عن مبنى مت ت�شييده من الآجر والطني، كما ه��و ح��ال بقية املن�ش�آت الهامة يف املدينة، وج��دران��ه الداخلية واخلارجية مطلية بالنورة. وي �ت �ك��ون املُ �ت �ح��ف م��ن ط��اب �ق�ين ت�غ�ط�ي��ه من
يعترب امل ��دب معلم ح���ض��اري هند�سي فريد تتميز به مدينة ا ُ حل��دَ ْي��دَ ة ،عن غريها من املدن اليمنية ،يبلغ ع��دده��ا ع�شرة م��دب��ات تنت�شر يف معظم الأح��ي��اء ال �ق��دمي��ة؛ الأول :ب �ج��وار ب��اب بحي بحي ال�صديقية ،الثالثّ : م�شرف ،الثاينّ : احل��وك العليا ،ال��راب��ع :ب�ح� ّ�ي احل��وك ال�سفلى،
ُمتحف المدينة:
بحي املطراق ،ال�ساد�س :بامل�ست�شفى، اخلام�سّ : ال �� �س��اب��ع :ب��ال�ع��ر��ض��ي ،ال �ث��ام��ن :ب ��دار الن�صر، التا�سع :باملقام ال�شريف والعا�شر :بدار النزهة. وقد �أن�شئت تلك املدبات �أو ال�صهاريج بهدف خزن وحفظ املياه التي كانت ت�أتي خفيفة امللوحة من منطقة احلايل الواقعة �إىل ال�شمال ال�شرقي م��ن املدينة القدمية مب�سافة ثالثة كيلومرتات ،حيث ينزح امل��اء من بئر ت�صب عرب �سراديب حتت الأر���ض ومتتد �إىل املدبات .وامل��دب عبارة عن جتويف حمفور حتت الأر�ض يتم النزول �إليه عرب درج مبني من احلجارة ال�صلبة ،ويف �أ�سفل التجويف يوجد حو�ض مياه ،ويف �أ�سفل احلو�ض توجد �شعاب مرجانية جلبت م��ن البحر ويعلو احلو�ض قبة بنيت من الآجر والطني ،ونظر ًا لعوامل التطوير والتحديث التي طر�أت على احلياة العامة، ومنها ت�أمني خدمات �إي�صال املياه �إىل املنازل عرب م�شاريع املياه احلكومية والأهلية فقدت املدبات �أهميتها وطواها الن�سيان ف�أ�صبحت اليوم مهملة.
مرفأ صيد األسماك وسوق الحراج:
يقع �إىل جنوب امليناء القدمي مب�سافة 1.5 كم ،وتعر�ض فيه �أنواع الأ�سماك التي جتود بها �شواطئ وجزر البحر الأحمر ،والتي ي�شكل عر�ضها وحراجها اليومي لوحة مده�شة ،حيث تتنوع وتت�شكل تلك العرو�ض بتنوع وت�شكل �أنواع الأ�سماك املختلفة� ،إ�ضافة �إىل احلركة الن�شطة للداللني و�أزيائهم ال�شعبية اللتني تعك�سان جاذبية خا�صة لل�سوق يتمتع بر�ؤيتها زوار املدينة من املقيمني وغري املقيمني. إمكانيات العرض السياحي للحديدة
تزور مدينة ا ُ حلدَ ْيدَ ة �شرائح �سياحية خمتلفة من داخ��ل اليمن ومن اململكة العربية ال�سعودية وال�ب�ل��دان امل �ج��اورة ،و��س��وق ال�سياح الأورب �ي�ين، والذين تتوقف �سفن رحالتهم البحرية يف موانئ ا ُ حل���دَ ْي���دَ ة ،وت �ق��وم جم�م��وع��ات منهم ب��رح�لات �سياحية ل�ي��وم واح��د ف�ق��ط� ،أو مل��دة ث�لاث��ة �أي��ام وال��ع��ودة م���س��ا ًء للمبيت ع�ل��ى ال�سفينة ،حيث 27
مدن
ي� ��زورون مدينة ا ُ حل ��دَ ْي ��دَ ة التاريخية القدمية و�سوق ح��راج ال�سمك� ،أو ينطلقون �إىل �ضواحي ا ُ حل� ��دَ ْي� ��دَ ة ل ��زي ��ارة م��دي �ن��ة زب �ي��د ال�ت��اري�خ�ي��ة. وعند العودة يعرجون على �سوق ومدينة بيت الفقيه ال�شهرية ،و�سوق املعر�ص يف الزهرة� ،أو ين�ضمون زي��ارة �إىل حممية ًب��رع وج�ب��ال ح��راز، وي�شكل �سوق العائالت �أكرب ال�شرائح ال�سكانية بال منازع ،وهو مرتبط بالعطالت حيث تبحث العائالت عن املتعة والت�سلية و�إ�شراك الأطفال ب�شكل خا�ص يف الن�شاطات التي ميكنهم اال�ستمتاع بها مع ًا. وي� �ق ��وم �أه� � ��ايل ا ُ حل�� ��دَ ْي�� ��دَ ة ال��ع��ام��ل��ون يف مناطق �أخ��رى ب��زي��ارة ا ُ حل��دَ ْي��دَ ة �أث�ن��اء �إج��ازت��ي العيدين ،ويف عطلة نهاية الأ�سبوع ،والإج��ازات ال�صيفية ،ولغر�ض زي��ارة الأ��ص��دق��اء والأق ��ارب ومنا�سبات ال ��زواج ،و�سياحة الأع �م��ال الناجتة ع ��ن م �ي �ن��اء ا ُ حل� � ��دَ ْي� � ��دَ ة ال� �ت� �ج ��اري ال �ن �� �ش��ط. وت���ش�ك��ل ا ُ حل���دَ ْي���دَ ة م �ع�بر ًا للم�سافرين من و�إىل ال�سعودية امل�ج��اورة ،كما جت��ذب ا ُ حل��دَ ْي��دَ ة ال���ش��رائ��ح ال�سياحية ال�ت��ي ت��رغ��ب يف ممار�سة
إستطالع
مرافق الإي��واء ارتفاع معدالت الإ�شغال يف �أي��ام الأع�ي��اد ،و�أي��ام عطل نهاية الأ�سبوع ،ويف �أ�شهر ال�شتاء ت�صل ال�سياحة �إىل �أعلى ن�سب الإ�شغال نظر ًا حلالة الطق�س اجليدة يف املدينة ،وتكون جميع الفنادق ال�سياحية وال�شقق ممتلئة وبع�ض ال�سياح مي�ضون بع�ض لياليهم يف الكورني�ش �أو يف ال�سيارات ب�سبب ع��دم توفر غ��رف املنامة.
الإب� �ح ��ار �إىل اجل� ��زر ،وال �� �ش��رائ��ح ال�سياحية م��ن ذوي االه �ت �م��ام��ات اخل��ا� �ص��ة كاال�ستمتاع ب��ال���س�ي��اح��ة ال�ب�ي�ئ�ي��ة امل��رت �ب �ط��ة ب ��ر�ؤي ��ة ال�ط�ي��ور امل�ستوطنة واملهاجرة وال�سالحف ال�ن��ادرة التي تتخذ م��ن بع�ض �شواطئ احل��دي��دة موط ًنا لها. وجت� ��ذب م��دي �ن��ة ا ُ حل� ��دَ ْي� ��دَ ة � �س��وق ال���ش�ب��اب املحلي واملقيمني الأج��ان��ب لال�ستمتاع ب�سياحة امل �غ��ام��رات وم�ن�ه��ا ال��ري��ا� �ض��ات امل��ائ �ي��ة وب�شكل وي��وج��د يف امل��دي �ن��ة �أك �ث�ر م��ن 50ف �ن��دق � ًا، خ��ا���ص ري��ا� �ض��ة ال �غ��و���ص وال���س�ب��اح��ة حت��ت امل��اء ورك��وب ال��دراج��ات املائية ،والتزلج على املياه ،ت�ت��وزع على خمتلف فئات الت�صنيف م��ن �أربعة والإب � �ح� ��ار ب��ال��ق��وارب ال �� �ش��راع �ي��ة ،وال���ص�ي��د ،جنوم ن��زو ًال �إىل جنمة واح��دة ،منها عدد ثالثة وال�ت��ي ُت�ع��د م��ن الريا�ضات النامية يف اليمن .فنادق فئة �أربعة جن��وم ،منها فندق تاج �أو�سان ال�ك��ائ��ن يف � �ش��ارع �صنعاء ،وح ��وايل �أح ��د ع�شر فندقا فئة ث�لاث��ة جن��وم ،منها ف�ن��دق الفخامة البنية الفوقية: حلدَ ْيدَ ة تتجه ب�صورة � �س �ن�تر ال �ك��ائ��ن يف �� �ش ��ارع ال �ك��ورن �ي ����ش ،ف�ن��دق �إن ال�سياحة يف مدينة ا ُ عامة نحو ال�سياحة املحلية وال�سياحة الإقليمية �أمبا�سدور وفندق برو�ستول الكائنان يف �شارع املتمثلة بالوافدين من البلدان املجاورة ،وتعاين �صنعاء ،فندق احلديدة الكائن يف �شارع امليناء املدينة من حدة املو�سمية ،وقد ات�ضح من مالكي وفندق الكورني�ش الكائن يف �شارع الكورني�ش.
حديـقـة الحيوان في صنعاء
ثمن االرتقاء الصعب في بيئة تسودها أحياء الطبيعة اآلسرة 28
ماجد التميمي
29
إستطالع تحقيق
تب�شر احلديقة مبيالد حقل �سياحي طبيعي واعد �إذا م�ضت خطة الإ�صالحات فيها دون �أية م�صاعب �أده�شني ر�ؤي��ة ذل��ك االنتظام ال��رائ��ع والتن�سيق امل�ت�ك��ام��ل ال ��ذي �آل ��ت �إل �ي��ه ح��دي�ق��ة احل �ي��وان يف �صنعاء ،وقد كنت �أح�سب �أن الإهمال ال يزال– ك��ال�ع��ادة -ال��دي��ن الر�سمي ال��ذي ي��ؤم��ن ب��ه كل الذين ع�بروا ه��ذا املكان وا�ستوطنوه لفرتة من الزمن ،ثمة رغبة جاحمة جتتاحني لر�ؤية هذا التجمع احل�ي��واين املتنوع ،ومبعث تلك الرغبة ه��و يقيني ب���أن الإن���س��ان يظل يهفو ل��ر�ؤي��ة هذه املخلوقات التي ت�شاطرنا حياتنا وكوكبنا ،رغم �إن البع�ض ال ي ��زال عالقا ب�ين �أف �ك��ار م�شوهة تدعي احلق املطلق للإن�سان يف الت�صرف كيفما ي���ش��اء ،ح�ت��ى و�إن ك��ان ذل��ك ع�ل��ى ح���س��اب ه��ذه الكائنات ،تنحدر مثل هذه الأفكار �إىل م�ستويات 30
تحقيق
دنيا لأنها ال تقد�س الطبيعة وال حت�ترم �أمزجة و�سلوك �أحيائها وحياتها يف كثري من الأحيان. بالن�سبة حلديقة احليوان يف �صنعاء – املتنزه الطبيعي والأح�ي��ائ��ي الأول يف اليمن � -أ�صبح مبقدور �أي منا التفا�ؤل والإمي��ان ب ��أن اليمن ال تزال �أر�ضا خ�صبة بالكفاءات الوطنية امل�شهودة، فقد مل�سنا الكثري من اخلطوات البيئية والهند�سية ق��ام بها مدير احلديقة -املعني قريبا – �أزه��ر النفيلي ،وه��ي خ�ط��وات ناه�ضة وت�ؤ�س�س لقيمة �سياحية رائ��دة بكل املقايي�س ،ر�أينا ذلك عندما تلم�سنا تلك اخلطوات وقر�أنا تفا�صيلها يف وجوه موظفي وع�م��ال احلديقة وزواره���ا ،ع�لاوة على ذلك ت�ستطيع �أن تقر�أ مالمح تلك احليوانات التي ت�سكن ذلك املحيط الطبيعي املغلق� ،إنها تبدو �أكرث حركة وت�ألقا الآن ،لقد غادرها الوجوم وال�شحوب،
الذي كنا نراه دائما ي�سكن ملوك الغابة والكثري من احليوانات ،ف�أ�صبح مبقدورنا الآن التحدث عن مق�صد �سياحي فيه ق��در ع��ال من التنظيم وامل�سئولية والأخ�ل�اق،ه��ذه ه��ي بيئة احليوانات امل��ده �� �ش��ة ،امل�ح�ب��و��س��ة خ�ل��ف �أ�� �س ��وار احل��دي��د . البداية الحقيقية
يف لقائي الأول بالأ�ستاذ �أزه ��ر النفيلي مدير احلديقة �شعرت �أن ثمة �أ�شياء تقلقه وت��ؤرق��ه، فهو مل يكن �سعيدا رغ ��م �إن ��ه امل��دي��ر وال��رج��ل الأول يف ه��ذا امل �ك��ان ،ي�ت�ح��دث النفيلي ب �ت ��أوه ع��ن ال �ظ��روف ال�ت��ي حتيط بعمله يف احلديقة، وعن ال�صعوبات التي لطاملا �أجه�ضت م�شروعه اجلميل وخطاه التطويرية ،وكغريه من امل�سئولني يتطلع النفيلي لإي�ج��اد بيئة عمل وطنيه خالية
م��ن ك��ل امل �ن �غ �� �ص��ات وال �ع��راق �ي��ل ال �ت��ي حت��اول �إف�شال ك��ل خمطط جميل ،يف مكتبه املتوا�ضع ال��ذي متو�ضع ف��وق رب��وة مرتفعة بع�ض ال�شيء, حتدث عن بداياته يف احلديقة وطريقة �إدارت��ه لها وال�صعوبات التي تقابله دائ�م��ا ،وتطلعاته التي ي�سعى لتحقيقها والتي ي��رى �أنها �ضرورية حتى ت��أخ��ذ احلديقة مكانها الطبيعي الالئق. مل يكن مرتاحا ملا يحدث ،رمبا لأنه يدرك مدى �صعوبة التفاعل والعمل اجلاد يف بيئة م�سمومة، ورغم ذلك فقد ابت�سم لنا وحاول �أن يظهر ب�صورة امل�سئول املتفائل الغري مبال بالعوائق ،فقد قدم ر�ؤاه التطويرية للحديقة لكنها �ضلت م�شلولة �أمام روت�ين �إداري �صلب وجم�ح��ف ،بالرغم م��ن �أن��ه حتدث عن الدور الإيجابي والتفاعل املتميز الذي يبديه �أم�ين العا�صمة الأ�ستاذ عبدالقادر على
البديعة واملهيبة والتي انتزعت ق�سرا من بيئاتها الطبيعية الربية ,هو الرتفيه والتثقيف والتعليم، ال �أري��د التحامل على �أح��د ولكن -كمتخ�ص�ص يف البيئة� -أ�شعر بوجود نوع من االهتمام �أمتنى �أن ال يقابل بخطوات مثبطة ،وجدير ب��الإدارة اجلديدة للحديقة ,وعلى ر�أ�سها الأ�ستاذ النفيلي �أن حتافظ على كل التوازنات �ضمانا لنجاحاتها، ولأن الطريق – ح�سب النفيلي– ال��ذي ي�سري عليه الآن �شاق ف��إن التحلي بال�شجاعة وال�صرب والإق��دام هي الو�سائل املثلى لتحقيق غاية نبيلة، وه��ي �إح �ي��اء ه��ذا امل�ت�ن��زه الطبيعي وت�ط��وي��ره. لقد ك��ان��ت ال�ب��داي��ة �صعبة كما �أخ�ب�رين بذلك الأ�ستاذ �أزهر ،و�أت�صور الآن -بناء على معرفتي البيئية املتوا�ضعة� -أن الذين تناوبوا على �إدارة ه��ذا املكان مل يكونوا يفرقوا -بنوع من اجلهل
هالل ،ال �شيء مما �سعيت �إليه قد حتقق با�ستثناء بع�ض الإ�صالحات التي ن�أمل �أن ت�ستكمل دون �أن تعرت�ضها �أي معوقات ،هكذا يتحدث الأ�ستاذ �أزهر، ومي�ضي ،ثمة خمططات تطويرية بد�أنا بها الآن وهي حتما ت�صب يف جانب االهتمام ب�إيجاد بيئات تتفق مع حاجة هذه الكائنات وط��رق معي�شتها، وهذا الأمر يحتاج �إىل �صرب ومكابدة ،و�إن حتقق ف�سوف ت��رون مظهرا طبيعيا خمتلفا و�ساحرا، ولعلي �أتفق معه الآن ،فاحلديقة مل تكن تعنى مبثل هذا االهتمام الذي حتظى به الآن ،ومل يكن مظهر احليوانات فيها الئقا كما هو الآن ،جمرد نظرة على تلك احليوانات �سابقا ,ت�شعرك وك�أنها تق�ضي عامها ال�ث��اين ب��دون ط�ع��ام ،لقد ك��ان منظرها بائ�سا ويوحي ب�أنها تق�ضي فرتة عقوبة يف �سجن ما ،مع �أن الق�صد من وجود مثل هذه املخلوقات
رمبا -بني �إدارة حديقة للحيوانات وبني املن�صب، فقد ت�صوروا يف حلظة ما �أن �إدارتها �أ�شبه مبن�صب �سيا�سي ،رمب��ا لهذا ال�سبب ظلت �أ�شبه بحقل مهجور فيه كائنات حمبو�سة ،ول�ست �أعيب على �أحد هنا عدم جناحه يف �إدارة حديقة هامة كهذه، لأن املفرت�ض يف اختيار كادر �إدارتها �أن يكون وفق معايري علمية و�أن يكون الكادر متخ�ص�صا يف هذا اجلانب ،والتخ�ص�ص هنا مهم ويجب �أن يكون دافع االختيار الأول لإدارة حديقة كهذه ،و�أ�شهد �أن �إدارة احلديقة احلالية على قدر من التخ�ص�ص امل�أمول ،وال ريب عندي �أنها �ستفلح يف اختياراتها التطويرية مبا يحقق جانبني مهمني هما البيئة وال�سياحة ،و�أظنها الآن ت�ستكمل م�سريتها كواحد من �أهم املن�شئات ال�سياحية الوطنية يف العا�صمة.
خطوة أولى
وعن �أب��رز اخلطوات التي ب��د�أت �إدارة احلديقة بتنفيذها فعليا حتدث الأ�ستاذ �أزهر " :لقد �شرعنا يف �إن���ش��اء م��وق��ع �إل �ك�تروين للحديقة مب�ساعدة الأ��س�ت��اذ �أك ��رم اجل��وحل��ي ,رئي�س حت��ري��ر جملة ال�سياحة ،بالإ�ضافة �إىل ح�سابات على �شبكات التوا�صل االجتماعي امل�ت�ع��ددة ،وه��ذه اخلطوة �ستمنح احلديقة م�ساحة �أكرب للتعريف بنف�سها, من خالل رفد املوقع الإل�ك�تروين بكل املعلومات �سواء باللغة العربية �أو الإجنليزية ،ون�سعى من خ�لال ه��ذه اخلطوة �إىل حماولة اال�ستفادة من ك��ل املالحظات واالن �ت �ق��ادات التي ي�ضعها زوار امل��وق��ع ،وه��ذه اخلطوة– يف اع�ت�ق��ادي – �سوف جتعلنا من�ضي ب�شكل �صحيح كما ه��و م��أم��ول. ومي�ضي �أزه��ر يف حديثه" :وكخطوة ثانية ن�سعى
ل�لا��س�ت�ف��ادة م��ن ال��رح�ل�ات امل��در� �س �ي��ة ،بحيث ي�ك��ون مب�ق��دورن��ا حتويلها م��ن رح�ل�ات ترفيهية �إىل رح�لات تعليمية ،وذل��ك من خالل تعريفهم ب��ال���ص��ورة الإي �ج��اب �ي��ة للتعامل م��ع احل�ي��وان��ات باعتبارها ث��روة وطنية هامة " ,ورمب��ا هذه هي ال�صورة املثلى للتعرف على هذا الإرث الطبيعي ال �ن��ادر ،وب��ال�ت��ايل امل���س��اع��دة يف ت�شجيع املناخ ال�سياحي ال��داخ�ل��ي ،وذل��ك يف تقديري يف�ضي �إىل احل �ف��اظ على ال�ت�ن��وع احل �ي��وي يف ال��وط��ن، وه��ذه ثمرة �سنجنيها من هذا الت�شكل الأبجدي لثقافة عميقة تنمو من ال�صغر على نحو مبدع. يذهب اال�ستاذ النفيلي �إىل �أن االهتمام بالن�شء � �س��وف ي�ح�ق��ق وع �ي��ا جمتمعيا ب��أه�م�ي��ة احل�ي��اة الربية و�أهمية هذه احليوانات ،وبالتايل �إيجاد عالقة ب�ين الإن���س��ان وبيئته جتعله يحافظ على 31
تحقيق
تحقيق
احل�ي��وان��ات حتى وه��ي طليقة يف ال�بري��ة ولي�ست وب�ضمري وط�ن��ي ن�ق��ي ل��ن يعجز ع��ن مثل ه��ذا. ف�ق��ط وه��ي حمبو�سة داخ ��ل �أق �ف��ا���ص احل��دي��د. تقسيمات الحديقة
بالتجوال داخ��ل احلديقة ال�ت��ي تبلغ م�ساحتها ح� � ��وايل 3200م�ت�ر م���رب���ع ،مي �ك �ن �ن��ا ال��ق��ول �إن �ه��ا ت�ت�ك��ون م��ن خم�سة �أق �� �س��ام �أب��رزه��ا ق�سم احل �ي��وان��ات امل�ف�تر��س��ة وت���ض��م الأ� �س��ود وال�ن�م��ور وال �� �ض �ب��اع وال ��ذئ ��اب وال �ف �ه��ود ب��الإ� �ض��اف��ة �إىل ال��و��ش��ق ال ��ذي يعد م��ن ف�صيلة القطط الربية املفرت�سة ،ثم ق�سم الزواحف وق�سم احليوانات الأل�ي�ف��ة وق�سم ال�ط�ي��ور ب��الإ��ض��اف��ة �إىل الق�سم امل�شاغب وامل�ضطرب وه��و ق�سم ق��رود البابون. ��ص�ح�ي��ح �أن احل��دي �ق��ة ي�ن�ق���ص�ه��ا ال �ك �ث�ير من احليوانات ,كحمار الوح�ش والفيل والزرافة والدب ووحيد القرن والنمر الأ�سيوي املتميز� ،إال �أن ذلك ال يقلل من �ش�أنها ،وقد �س�ألنا مدير احلديقة عما �إذا كانت لديه خطة جللب مثل هذه احليوانات، وك��ان رده ب��الإي�ج��اب ،لكنه يعتقد �أن املو�ضوع يحتاج �إىل وقت ودعم ،و�شخ�صيا �س�أكون �سعيدا – ومثلي الكثري – �إذا ما احتوت هذه احلديقة داخ ��ل �أ� �س��واره��ا ك��ل ه��ذا اخل�ل�ي��ط املتميز من الأحياء لأن ذلك �سيجعل منها مق�صدا �سياحيا كبريا وحمطة هامة ال تخطئوها عيون الزائرين. هناك خ�ط��وات ناه�ضه ب��د�أت يف الظهور ن�أمل ا��س�ت�م��راره��ا وت�ط��وي��ره��ا حتى يت�سنى لنا ر�ؤي��ة دب متوح�ش �أو ف�ي��ل عظيم �أو زراف ��ة ودودة, ون �ح��ن يف ق�ل��ب م��ا ي���س�م��ون��ه ب�ل�اد ال���ص�ح��راء، ل�ست واث �ق��ا م��ن حتقق ذل ��ك ،لكن ال ��ذي يعمل ب ��د�أب م��ن �أج ��ل قيمة �سياحية راف ��دة وممتعة
32
خطة ترويجية
اع��ت�ب�ر م��دي��ر احل��دي �ق��ة �أن ث �م��ة ق �� �ص��ورا يف اجل��ان��ب ال�تروي �ج��ي ح�ت��ى الآن ،ل�ك��ن خ�ط��وات �إن���ش��اء امل��وق��ع الإل �ك�تروين والت�سويق الإع�لام��ي ع�بر ال���ش��رك��ات اخل��ا��ص��ة م��ن خ�لال املل�صقات ال��دع��ائ �ي��ة ,ت ��أخ��ذ ح �ي��زا م��ن االه �ت �م��ام الآن، وه ��ي خ �ط��وة ت���أخ��رت ك �ث�يرا ،لكنه ذه ��ب �إىل الت�أكيد على �أهمية هذا الأم��ر يف ق��ادم الأي��ام . خطة للتحسين والتطوير
ا�ستطرد الأ��س�ت��اذ �أزه ��ر -بعد �أن غ�شت وجهه �سحابة حزن ممزوجة بتفائل حذر -حينما �س�ألته ع��ن خطة التطوير والتح�سني ،لكنه وبكل ثقة راح ي�سرد �أهم املالمح التطويرية التي ت�شهدها حديقة احل �ي��وان يف ال��وق��ت احل��ا� �ض��ر" :هناك درا�سة متكاملة متت بالتعاون مع مديرية ال�سبعني وهي بخ�صو�ص تطوير وحت�سني احلديقة ،والآن نبد�أ بتنفيذ املرحلة الأوىل منها ،وهي عبارة عن م�سطحات خ�ضراء ور�سومات و�أ�شكال جمالية للأطفال ،وي�أتي تاليا �إزال��ة كل الت�شوهات ،وكل ذلك وفق خطة ن�سعى من خاللها �إىل خلق موقع طبيعي يتالءم مع جمالية املكان ونابع من البيئة ذاتها " ،لقد مل�ست قيمة فعلية للعمل و�أح�س�ست بوجود درجة كافية من الوعي ،ف�إذا غلب اجلانب الطبيعي على ال�صبغة ال�صناعية امل�ستحدثة نكون قد و�ضعنا اللبنات الأوىل لعامل طبيعي تعي�ش فيه هذه الكائنات بنوع من التكيف والكربياء والتكامل. هذا التفا�ؤل رمبا يكون نابعا من جدوى ما تقدمه
لنا الطبيعة من مميزات نادرة كال�صخور والرتاب والرمال والكثري من �أدوات الطبيعة التي جتعل مبقدورنا تكيفها مبا يخدم هذا الغر�ض الطبيعي . لقد ب��د�أت بالفعل خطة التطوير-كما �شاهدت- فامل�سطحات اخل �� �ض��راء الأرب��ع��ة ه��ي اخل�ط��وة الأوىل الآن ،لكن الأ��س�ت��اذ النفيلي ي�ج��زم �أن��ه بالرغم م��ن فرحته بهذه البداية �إال �أن هناك من املنغ�صات ما ال يخفى ،فامل�سطحات -ح�سب اعتقاده -حتتاج �إىل طريقة حديثة للري �ضمانا ال�ستدامتها واحل �ف��اظ عليها ،ل�ك��ن يف ال��وق��ت احلا�ضر -ح�سب النفيلي -ال متتلك احلديقة هذه التقنية وتتم عملية ال�سقي بالري التقليدي وهو ما ال ين�سجم مع خطة التطوير التي نحن ب�صددها. تشجيع مركزي
يثق م��دي��ر احلديقة ب��الأ��س�ت��اذ ع�ب��دال�ق��ادر على ه�لال �أم�ين العا�صمة والأ��س�ت��اذ ع�صام جمعان وكيل قطاع البلديات ال�سابق -بح�سب قوله- ف �ق��د ك��ان��وا الأك �ث��ر ت���ش�ج�ي�ع��ا ع �ن��دم��ا ط��رح��ت عليهم فكرة تطوير احلديقة ،وبالرغم من �أن ع��ائ��دات احلديقة �ضعيفة مقارنة مب��ا حتققه، ف���إن الن�سبة الأك�ب�ر ت��ذه��ب ل�صندوق النظافة والتح�سني ،وه��ذا ق��د ال يتما�شى م��ع �أي خطة تطويرية قد يقدمون عليها يف امل�ستقبل� ،إال �أن ذل��ك مل يحدث �أي �إرب��اك طاملا �أن هناك �ضوء �أخ�ضر ب�إيجاد متكني �إداري وه��و �أول النجاح . محميات مصغرة
ت�شمل خطة التطوير التي ت�سعى �إليها �إدارة احلديقة �إيجاد حمميات م�صغرة ،وهي فكرة جميلة ،يعترب
الأ�ستاذ �أزهر �أن حتويل احلديقة من جمرد غرف و�شبكات م�صغرة �إىل حمميات طبيعية م�صغرة خطوة �ضرورية للنهو�ض مب�ستوى احلديقة ،ي�أتي ذلك من خالل خلق بيئات متعددة لأكرث من كائن �ضمن بيئة واحدة ،وفكرة املحميات امل�صغرة هي �إعطاء البيئة املنا�سبة لكل حيوان وجعله يعي�ش يف مناخ يتفق ن�سبيا مع بيئته الطبيعية الأ�صلية، بالإ�ضافة �إىل عمل �شالالت ا�صطناعية لتوفري الرطوبة الكافية وخا�صة يف فرتة ا�شتداد احلرارة. تشكيل غذائي مناسب
يف ح��دائ��ق احل�ي��وان��ات -كما ه��و املعتاد دائما- تتلقى �إدارت� �ه ��ا �سيال م��ن االن �ت �ق��ادات احل��ادة حتى م��ن �أب�سط ال���زوار� ،إن�ه��ا علة اجل��وع التي ق��د ت�سلب احل �ي��وان ق��درت��ه على الظهور ب�شكل الئق ،فيبدو هزيال �شاحبا ال يقوى على حتريك نف�سه ،مما يفقد ال��زوار متعة م�شاهدتهم لها. م��ن ال�ب��دي�ه��ي ال �ق��ول �إن م�شكلة ��س��وء التغذية التي تعانيها احل�ي��وان��ات �سببها الأول والأخ�ير ت��دين م�ستوى االه�ت�م��ام ب�ه��ذه الكائنات وع��دم �إعطائها غذاءها الطبيعي الالزم ،وقد يكون من البديهي ح�صول مثل هذا الأمر ,خا�صة و�أن هذه احليوانات حرة يف معي�شتها وحرة يف اختيار ما تريد من طعام ،ويف و�ضع كهذا ف�إنها جترب على ممار�سة حياة ال تتفق مع طبيعتها ،ورمب��ا لهذا ال�سبب جتدها �أكرث �ضعفا ،فقد طالعت هذا جيدا يف حديقة حيوان تعز ومن قبلها حديقة حيوان �صنعاء ،وخالل ذلك مل تكن لتبدو تلك احليوانات ��س�ع�ي��دة مب���ص�يره��ا الأب� ��دي وخ��ا� �ص��ة ح�ين يتم حرمانها من ممار�سة حياتها الطبيعية و�إن كان
ب�شكل م�صغر ،وميكن مالحظة هذا الأمر ب�سهولة من خ�لال ا�ضطراب �سلوكها يف ف�ترة الظهرية وتوترها وا�ست�سالمها الأخ�ير مل�صري جمهول . لكنني وم ��ن خ�ل�ال زي��ارت��ي الأخ �ي��رة حلديقة احل�ي��وان يف �صنعاء ر�أي��ت حت��وال يف ف�سيولوجيا احل�ي��وان��ات ،و�أك ��اد �أج��زم �أن احل��ظ ابت�سم لها �أخ�ي�را� ،إذ تبدو الئقة يف مظهرها ،لقد ب��د�أت الأ�سود ت�ستكمل بناءها الطبيعي ،وكنا نراها - كعادتها -وقد الت�صقت جلودها على بطونها من �شدة اجلوع وا�ست�سلمت لنوم طويل ،وقد حدثت مدير احلديقة عن هذا التحول الرائع ،وكان قبلها قد طلب مني مرافقته �إىل �أحد �أقفا�ص الأ�سود، �أحجمت بادئ الأمر وامتنعت خ�شية �أن ت�ستفيق غ��ري��زة االف�ترا���س فتبا�شرين دون رح�م��ة ،لكنه كان لطيفا فقال يل مداعبا�" :أنا ال �آكل �أي �شيء من م�ستحقاتها الغذائية ولهذا لن ي�ؤذوك" يتابع �أزهر حديثه "لقد عمدنا -منذ جئنا �إىل هنا� -إىل توفري احلمري والأبقار واجلمال حتى �صار لدينا وفرة غذائية ،ومع ذلك ف�إننا يف كثري من الأحيان ال ن�سلم من التوبيخ ومن بع�ض املمار�سات ال�سلبية التي حتاول تثبيط هممنا ,و�إف�شالنا" وفيما يخ�ص احل�ي��وان��ات الأخ ��رى يتابع �أزه��ر حديثه ":لقد ا�ستطعنا تنظيم عملية ال�شراء للمواد الغذائية التي تتفق م��ع حاجة ك��ل كائن وحر�صنا ب�شكل كبري على �أن تكون كافية ،بحيث ال تتعر�ض للتلف �أو التعفن ،كما يف الفواكه واخل�ضروات ،وحتى الآن ال تزال الأمور مت�ضي كما هو خمطط لها". ب�شار من ق�سم الأ�سود اعترب �أن وج��وده يف هذا الق�سم نوعا من املغامرة اجلميلة ،فقد توطدت عالقته م��ع الأ� �س��ود و� �ص��ارت ج��زءا م��ن حياته،
�إن��ه يداعبها ويالطفها كما ل��و ك��ان��ت غ��زالن��ا، وعندما �س�ألته عن مدى خوفه مما �إذا تذكرت هذه احليوانات غريزتها الطبيعية يف االفرتا�س، ب��ادر بالنفي ق��ائ�لا ":لقد ت��رب��ت ه��ذه الأ��س��ود معنا منذ �صغرها وق��د ي�ك��ون اخل��وف م��وج��ودا ولكنه يف ح ��االت ن ��ادرة وخ��ا��ص��ة �إذا ا�ستفحل ب�ه��ا اجل� ��وع ،ل�ك��ن يف ال��وق��ت احل ��ايل ك��ل �شيء موجود ومتوفر ورمب��ا هي �أف�ضل ف�ترة ت�شهدها احلديقة فيما يخ�ص جانب االهتمام الغذائي". لمسة طبيعية في قسم الزواحف
ي�شهد ق�سم الزواحف الآن حت�سينات كبرية ،فيها الكثري من احل�س الطبيعي ،فالثعابني -مثال- خملوقات تع�شق العي�ش يف ال�شقوق والكهوف والأم��اك��ن املظلمة وه��ي بيئاتها الطبيعية ،لهذا ت�سعى �إدارة احلديقة الآن �إىل خلق هذه البيئة من خالل التح�سينات التي طالعناها ،فالتغريات التي تطر�أ الآن على هذا الق�سم �ستجعل منه مثار اهتمام لكل الزوار م�ستقبال ،وبدال من ر�ؤية تلك الثعابني خاملة وملتوية على نف�سها كما لو كانت ميتة� ،ستكون -وفقا خلطة التح�سينات -قادرة على الت�سلق وال�ظ�ه��ور ب�شكل طبيعي كما هي حالتها يف الربية ويف حالة يغلب عيها الظالم، ويف املقابل �ستكون هناك �شا�شة عري�ضة لر�ؤيتها و�سط ذلك الظالم ،بالإ�ضافة �إىل مدخل الق�سم الذي �سيغلب عليه اجلانب الطبيعي كما لو كان ال��زائ��ر بالفعل ي�خ��و���ض م�غ��ام��رة يف ك�ه��ف م��ا، �إ�ضافة �إىل ذلك �سيتم تعزيز هذا الق�سم مبربع علوي لطائر البوم الليلي ال��ذي �سي�ضيف طابعا جماليا لأح �ي��اء �أدم �ن��ت العي�ش و�سط الظالم.
33
استطالع إستطالع
استطالع إستطالع
ُ آيات ِّ السحر و سو ُر الجمال
َح ْيد الجزيل ٌ لوحة ال َتمت لها أزمنة زيتيات لة ،كما أنها ص ٍ (دافنشي) ِب ِ ِ ً ليست حكرا على ألوان ٌ خليط مزج (بيكاسو) ...هي بين آيات ِّ السحر ال َرّباني وسور الجمال واإلبداع اليمني ... ٌ قصيدة يترنم على إيقاع الدّان تفعيالتها عبق َ الحضرمي المنساب على الح ْ ضرمي، مخمليات التفرد َ ً فاستحقت أن تكون تحفة في أعالي الجبال صاغها اإلنسان طين وِتبْن. من ٍ 34
م �ع�ين ال �� �ص �ي��ادي
(ح� ْي��د اجل��زي��ل) ..القرية الأع�ج��وب��ة ،اجلال�سة َ جرف �صخري. ب�شموخ وثقة كبريتني على �سطح ٍ (ح� ْي��د) بفتح احل��اء تُطلق يف اليمن على وكلمة َ امل�ن��اط��ق ال��واق�ع��ة على ح��روف اجل �ب��ال ،وغالباً مقطوع من ث�لاث جهات، جبل ما تكون يف قمة ٍ ٍ بينما اجلهة الثالثة متثل الطريق �إل�ي��ه ،ومهما كانت وعورته ف�إن الو�صول �إليه لي�س بامل�ستحيل. �أما كلمة (اجلزيل) فهي من " َجزَ َل " �أي َقوِيَ ، َ واجل���زْ ُل م��ا عظم م��ن ال�شيء ،ويعتقد �أن هذه الت�سمية ج��اءت من اطمئنان �أه��ل القرية لأمان امل��وق��ع� ،أو ًال م��ن ن��اح�ي��ة ارت �ف��اع��ه ع��ن جم��اري ال�سيول والأودية ،وثاني ًا لقوة �صخر اجلرف الذي جتل�س عليه ال�ق��ري��ة ،ناهيك ع��ن الأم ��ان التام واملطلق ال��ذي منحه احليد لأه��ل القرية يف حال
ال�صراعات واالعتداءات التي تت�ضارب الروايات ح��ول �أ��س�ب��اب ان��دالع�ه��ا ب�ين القبائل ب�ين احلني والآخ��ر ،حتى انطلق �أه��ل هذه القرية يف ت�شييد بيوتهم على �سطح هذا اجلرف ال�صخري القابع و�سط رب��و ٍة مرتفع ٍة تتو�سط وادٍ يقف عن ميينه و�شماله جبالن �شاخمان ،ويتعانق قبالتها جمريان حقول منب�سط ٍة للمياه فيتكلل حميطها باخ�ضرار ٍ ومبت�سمة يف وجوه �أهلها وزوارها� ،أما بيوتها تطل بديع وك�أنها �أقرا�ص (ب�سكويت) منت�شي ًة ٍ برتا�ص ٍ ذهبي على طاول ٍة م�ستدير ٍة مر�صو�ص يف ٍ �صحن ٍ و�سط رو�ض ٍة غ َّناء ...احلقول الزراعية تتزاحم، و�أ�شجار النخيل البا�سقة ترق�ص على نغم خرير املياه املتدفقة يف نهرين ي�أتيانها من وادي َعقْرون ووادي َم��راه ،لرتتوي معها حكاية قري ٍة �ساحر ٍة
و�أنا�س يقطر الطيب منهم كع�سل وادي َد ْو َع��ن .يف �أحوا�ض النخيل يف الأودية ويتم جلبها حينذاك �إىل املرتفعات على ظهر احليوانات .وكانت تطلى اجلب�س الواجهات اخلارجية لتلك البيوت مبادة ِ ٌ قرية من طين: تت�ألف قرية َح ْيد اجلزيل -التي تقع يف �أطراف (ال� ُن��و َرة) وهو ما مينح تقا�سيمها بريق ًا وملعاناً وادي َد ْو َعن الأي�سر -من قرابة ع�شرين بيت ًا ،قيل يف �آنٍ واحد ،بالإ�ضافة اىل القوة والعمر الطويل. �أن �أهلها ينتمون �إىل عائل ٍة واحد ٍة من �آل العمودي، ٌ طبيعة خالبة: وق��د متكن مهند�سوها م��ن ت�شييد بيوتها ذات ال�ساحرة على الطوابق املتعددة والتقا�سيم املعمارية البديعة من امل�شهد ال يمُ َ ��ل و�أن��ت ت�شاهد تلك َّ ِّ ال�ضفة املقابلة وحتديد ًا من منتجع املنطقة �أو الطني املخلوط بالتنب وجذوع الأ�شجار ،وهي مواد َ َ تتوافر بكرث ٍة يف تلك املنطقة خا�ص ًة واملحافظة ما يعرف با�سم (خ ْيلة ُبق�شان) واململوك للتاجر َ احل���ض��رم��ي امل �ع��روف ( ُب �ق �� �ش��ان) ،و�سنتحدث عام ًة ،ناهيك عن كونها غري مكلفة ،وتع ّمر البيوت امل�شيدة منها ل�سنوات طويلة ،ومتتاز باملتانة يف ع��ن ج�م��ال طبيعته و� ِ��س�ح��ر م�ع�م��اره ومقتنياته مواجهة الأم�ط��ار والعوا�صف ،وحت��دي��د ًا يف ظل ال�شعبية يف م��و��ض��ع �آخ ��ر م��ن ه ��ذا امل��و� �ض��وع. ا�ستمرار �صيانتها .وقيل �إن مواد البناء هذه ت�صنع �أم��ا بالعودة �إىل قرية َح� ْي��د اجل��زي��ل ،فالنظرة
الأوىل منها �أو �إليها كافي ٌة ب�أن ت�أ�سرك وتودعك خلف ق�ضبان زنازين ع�شقها ،وك ٌ رث هم من هاموا يف غرامها وتغزّلوا بعينيها الناع�ستني� ،إنها ج�س ٌد مزج بني �سحر الأنوثة وجمال و�سحر الطبيعة. أجمل أودية اليمن:
ما �إن ت�صل �إىل منتجع املنطقة املقابل لقرية حيد اجلزيل حتى ينزاح عنك كل العناء الذي تكبدته للو�صول �إليه ،تلك املنطقة الواقف ًة على م��دار ال�ساعة ،فاحت ًة �أح�ضانها لزائريها وهي ت��ردد "مرحيب مرحيب بك يالطيب الأ�صلي... ال ��دار دارك و�أه �ل��ك ع��ده��م �أهلي" ،م�ستمتع ًة بتحية الطبيعة من حولها يف وادٍ هو من �أجمل �أودية اليمن و�أكرث �أودية َح�ضرموت �شهرة � ...إنه 35
استطالع
استطالع
وادي ( َد ْو َعن) ذائع ال�صيت بالع�سل اليمني ،ويقع يف اجلهة ال�شمالية الغربية ملحافظة َح�ضرموت، وميكن الو�صول �إليه ب��ر ًا بال�سيارة من (املُ َك َّال) عا�صمة املحافظة يف �أق��ل م��ن �ساعة ون�صف. وينق�سم ه��ذا ال ��وادي �إىل ق�سمني (الأمي���ن) و (الأي�سر) يتناثر على �ضفافهما ع��د ٌد من املدن وال �ق��رى ال�ت��اري�خ�ي��ة وال���س�ي��اح�ي��ة ،وال �ت��ي ت�شكل مبعمارها الطيني وبيئتها ال�ساحرة م�شاهد توحي بخ�صو�صي ٍة الفت ٍة للعمارة الطينية املزينة بالألوان، وه��و م��ا �أف� ��ردت ل��ه بع�ض ال��درا� �س��ات م�ساح ًة مل ت��ف تلك ال�ع�م��ارة حقها حتى الآن ،وخا�ص ًة بال�شقني التاريخي والفني – وفقا للدار�سني. أغنى مناطق العالم:
الذي �شيدت عليه هذه القرية ولأن �سطح اجلرف ٍ ب�شكل غري م�ستو من الو�سط فقد ُ�ش ّيدت املباين ٍ �شبه دائ��ري على �أط��راف ال�صخرة ،مرتفع َة يف طوابقها لت�صل يف بع�ضها اىل �أرب �ع��ه ط��واب��ق، تتحدث تفا�صيلها بلغ ٍة معماري ٍة خا�ص ٍة ت�ؤكد مبا ال يدع جما ًال لل�شك �أن اليمن من �أغنى املناطق يف العامل باملعمار الطيني .ووادي َد ْوعن من �أغنى مناطق اليمن بهذا املعمار الذي مبقدوره �أن يعي�ش طوي ًال �إذا ا�ستقر �سكانه ومل يهاجروا وا�ستمروا ب�صيانته الدائمة ،وهو ما �أ�سهم يف �إبقاء تراث هذا املعمار يف اليمن دون كثري من البلدان ،حيث مايزال اليمن يحتفظ بالكثري ج��د ًا من ال�تراث املعماري الأ�صيل والفريد من خالل تلك البيوت التي حتتفظ بوظائفها وت�صميمها وخ�صو�صيتها ومراعاة املناخ والبيئة املحيطة بها ،وفقا للباحثة يف املعمار الدوعني الأ�ستاذة /ماجدة الدوملوجي.
ال�شهري� ,أح ��د �أج ��ود �أن� ��واع الع�سل يف ال�ع��امل. وبجدار ٍة ف�إن َح ْيد اجلزيل جزير ٌة بري ٌة نادرة، وح�ضرموت هي ع�سل اليمن و�أطيب حمافظاته. َ ٌ فردوس مفقود:
"ح ْيد" املنتجع الذي يحاط ب�سو ٍر �ش ِّيد من �شرفة َ احلجر والإ�سمنت ،ف�شعرت �أنني طائ ٌر حمل ٌق يف الف�ضاء يبحث عن فري�س ٍة ي�سد بها رمق جوعه. ولأن رم��ق ج��وع��ي ال�سياحي ك��ان �شبه م�سدودٍ ل�ك�ثرة م��ا التهمت �شهية ك��ام�يرات��ي وم��دون��ات��ي املفتوحة منذ ال�ساعة التا�سعة �صباح ًا -حينما غ ��ادرت غرفتي ب ��إح��دى ف�ن��ادق مدينة َ�س ْيئون مبحافظة ح�ضرموت التي تبعد عن القرية ما يقارب 140كيلومرتا -ع�شرات القرى ال�ساحرة وال ��ودي ��ان اخل�ل َّ�اب��ة والأ�� �س ��واق ال�شعبية ،لكن حتليقي مل ي�ستمر طوي ًال خ�صو�ص ًا يف حمافظ ٍة كح َ�ضرموت ،ملا حتمل يف �أح�شائها من خمزونٍ َ يف �ا � ق ث� �اري ف��ري��د ،يتنوع بتنوع ٍ و�سياحي وح���ض� ٍ ٍ ت�ضاري�س الأمكنة والأزمنة ،لأجد فردو�س �ضالتي املفقود يف َح ْيد اجلزيل ،التي ا�ستطاعت �أن حتجز لها ح�ي��ز ًا يف ج��دول م�ه��ام �أع �م��ايل الإع�لام�ي��ة، لأخ�ت��ار لها جملة "ال�سياحة" التي بني �أيديكم وجمال ومكانة. �سحر ٍ ملا تتف ّرد به كلتاهما من ٍ
لثالث حبا بها رون��ق اجلمال ي��زداد ت�أنق ًا وبها ًء ٍ امل��وىل قرية َح ْيد اجلزيل ،وادي�ين ت�صب فيهما امل �ي��اه ،و��ش��ري�ط�ين �أخ���ض��ري��ن م �ط��رزي��ن بنخل با�سقات الأفنان على جانبي ال��وادي�ين ،وغريها م��ن �أ�شجار الفواكه والأ��ش�ج��ار الطبيعية ،هذا بالإ�ضافة �إىل الوجه ال�سياحي والتاريخي احل�سن. متنف�سات �سياحي ٍة ولأن متعة ال�سياحة تتطلب وفر ٍ مبا يليق ويتالءم مع �أماكن فريدة كتلك ،يقابل قرية َح ْيد اجلزيل �سف ٌح �شاه ٌق يطل منه منتجع َح ْيد اجلزيل مبنطقة َ "خ ْيلة ُبقْ�شان" .وعلى الرغم من �أن و�صويل �إىل املنتجع كان حلظة ا�ستقرار ال�شم�س يف كبد ال�سماء� ،إال �أنني ومنذ �أن رمقت عيني ذلك املنتجع بنظر ٍة �سريع ٍة من اخلارج ،مع ترحيب موظف اال�ستقبال َ احل ْ�ض َرمي الدَ ْوعني ٌ حضارة وحداثة: بحل ٍة �سياحي ٍة تراثيةٍ ،ن�سيت حرارة ال�شم�س المنتجع ... وهو ُ واجلوع .واكتفيت بان �ألتهم املكان بنظراتي من وبالعودة اىل منتجع َح ْيد اجلزيل ،فهو مبثابة حتف ٍة خ�لال جولة �سريعة يف امل�ك��ان ،لأج��د نف�سي يف فريد ٍة لها مميزاتٌ وخ�صو�صي ٌة مت فيها مراعاة
منط املعمار َ احل ْ�ضرمي �أثناء �إن�شائه ،حيث بني من مادة الطني (وال ِق ِرف) بك�سر القاف والراء وهي م��اد ٌة ت�ستخرج من نف�س املكان ،ال ت�ستطيع التمييز بني لون املبنى وطبيعة الأر�ض .و ي�ص َّنف كمنتجع ل�ل�إرث التاريخي ال��ذي يعطيك املنتجع ٍ انطباع ًا َمهيب ًا لر�ؤية تقاليد و�أ�ساليب احلياة ودفء ال�ضيافة العربية بالطراز َ احل ْ�ضرمي القدمي، يف داخ��ل املبنى ،وب��الأث��اث وطريقة اال�ستقبال. يغطي املنتجع م�ساح ًة وا�سع ًة من الأر�ض املفتوحة يوجد بها �أربع وع�شرون �شاليها ب�أجنح ٍة �ضخمةٍ، تنت�شر ب�أعلى الوادي على ارتفاع 185قدما ،كما توجد بها �صاالت لال�ستقبال والطعام ،ومعر�ض للموروثات القدمية واحل��رف اليدوية ،وخدمات االت�صاالت احلديثة املحلية والدولية ،والقنوات الف�ضائية وخدمة الإنرتنت خالل الأربع والع�شرين ومرفقات �ساعة ،بالإ�ضافة �إىل غ�سيل املالب�س، ٍ �أخرى تقع على م�ساح ٍة �إجمالي ٍة قدرها � 125ألف مرت مربع� .أم��ا درج��ة ح��رارت��ه ...فحينما تبلغ درجة احلرارة ذروتها فوق الأربعني درج ٍة مئويةٍ، تبلغ درجة احلرارة يف ه�ضبة وادي َد ْو َعن ومنتجع َح ْيد اجلزيل ع�شرون درج ًة مئوية وبدون رطوبة.
ٌ جزيرة برية:
�سحر هذه القرية العجيبة ال ينح�صر �أو يتوقف على موقعها واملياه املتدفقة من واديني عن ميينها وي�سارها ،حتى �أ�صبح الكثري يطلق عليها ا�سم (اجل��زي��رة ال�بري��ة) ،ك��ون املياه حتا�صر ال�سفح وال���ص�خ��رة ال�ت��ي �شيدت عليها منازلها يف �آنٍ واحد� ،إذ تبد�أ حكاي ٌة جديد ٌة ملن يغو�ص يف زوايا منازلها النظيفة ،ونكهة بيوتها الطينية ،ناهيك عن ترحاب �أهلها بكل زائر لها ،لتدرك فع ًال ما حباه املوىل لأبناء هذه املحافظة من خ�صو�صيةٍ، حيث متتاز بوديان النخيل املرتامية الأط��راف, ك ��وادي دوع��ن ال��ذي يحت�ضن الع�سل الدوعني 36
37
إستطالع محميات
محميات إستطالع
محمية شرمة..
موطنالسالحف م� ��اج� ��د ال �ت �م �ي �م��ي
ع��وال��م بيولوجية صنعت المكان ببراعة ،كانت السالحف جزءا من هذا المكون ،فقد ج��اءت وسط مشهد ج��ي��ول��وج��ي ط��اف��ح ب��ال��ت��غ �ٌي��رات والتحوالت ،تلك التي رافقت مسيرة األرض منذ ماليين السنين ،تسللت – عبر رحلة الزمن الطويل– إلى قلب المكان وحولته إلى مدينة طبيعية تدب فيها الحياة دون توقف.
الإح�سا�س ذاته نراه يقرتب ب�شكل �أكرب ليتج�سد ب�شكل وا�ضح على هذه املحميات ال�شاطئية باعتبارها مناجم موغلة يف التفا�صيل واملعاين الكونية البديعة. المحمية ..حديث الزمان والمكان
تقع املحمية �إىل ال�شرق من مديرية الدي�س التابعة ملحافظة ح�ضرموت وترتبع على �شاطئ البحر العربي يف امتداد جغرايف طوله 55كم ,تطل من خالله على العديد من املناطق ال�ساحلية �أبرزها " جثمون – ر�أ�س �شرمة – ر�أ�س باغ�شوة – ق�صيعر حت�ضرين الآن مقولة لأحد الفال�سفة قر�أتها ذات – �ش�صر القرن " . يوم تقول� :إنه كلما �أمعن الإن�سان التفكري يف �شيء تبعد املحمية عن مدينة املكال بحوايل 120كم، ً ف�إن تفكريه يتال�شى متاما ,كال�شم�س تت�ضاءل وب�إمكان الزائر الو�صول �إليها عرب ال�شريان حرارتها كلما �أوغلت يف قلب املحيط ،هذا 38
الإ�سفلتي املتفرع من اخلط الرئي�سي الذي يربط املكال مبدينة �سيحوت. املحمية واقعة على خط طول ما بني 14 -55وبني ,14 – 45وخط عر�ض مابني 50-12وبني -55 .49 ولو حاولنا ا�ستقراء ما�ضي هذه املكان الذي ت�شكلت منه هذه املحمية لوجدنا �أن ثمة كتابات �أوردها جغرافيون من الع�صور الو�سطى� ،أفردوا خاللها �صفحات عن تاريخ هذا املكان ،ولعل من �أبرزها ما ذكره الإدري�سي من �أن "�شرمة ول�سع" كانتا ا�سم ًا قدمي ًا ملدينة ال�شحر ،لكن هذه الت�سميات ومع مرور الزمن واختالف ر�ؤية الإن�سان من وقت �إىل �آخر تغريت وتبدلت لت�صبح ما هي عليه اليوم.
مملكة السالحف
من �أراد �أن يعرف �شيئ ًا عن هذا الكائن الذي ي�ضرب به املثل يف البطء فعليه �أن يتوجه مبا�شرة �إىل هذه املحمية ،فقد ا�ستوطنتها ال�سالحف منذ �آالف ال�سنني ،هذه املحمية هي �أ�شبه ما تكون مبملكة �صغريه �أ�س�ستها هذه املجاميع ال�سلحفية املتوافدة من البحار املحيطة. ال�سالحف خملوقات عظيمة ظلت -على مدى وقت طويل من الزمن -لغز ًا يحري علماء الطبيعة والبيولوجيا خا�صة و�أن هذه املخلوقات البحرية العجيبة ال تع�ش�ش �إال يف موطنها الأ�صلي ,حتى و�إن كانت قد تخطت جغرافيا املكان ب�آالف الأميال، وي�ضيف العلماء هنا �أن هذه املخلوقات مهما طالت هجرتها تعود �إىل موطنها الأول ,مبا يف
ذلك �صغارها التي خرجت للمرة الأوىل ,معزين �سبب ذلك �إىل امتالكها لتقنيات اال�ست�شعار عن بعد وقدرتها على ا�شتمام رائحة الطحالب وبع�ض الأنواع من الأ�شجار ال�ساحلية. متتاز حممية �شرمة باحت�ضانها لنوعني من ال�سالحف وهي ال�سالحف اخل�ضراء ( )Chelonio Mydasوال�سالحف �صقرية املنقار ( ،) Eretmochelys Imbricatوهذا النوع الأخري من ال�سالحف هو من الأنواع النادرة واملعر�ضة خلطر االنقرا�ض على امل�ستوى العاملي وقد مت �إدراجه يف قوائم االتفاقية الدولية ( ) CITESالتي متنع عملية االجتار بالأنواع املعر�ضة لالنقرا�ض.
طريقة انت�شار ال�سالحف وا�ستيطانها يف هذه املحمية تربز من خالل ما ت�شكله بيئات �شواطئ �شرمة من مناجم بحرية لل�شعاب املرجانية ونحن -مع�شر البيئيني -ندرك بجالء ما متثله ال�شعاب املرجانية لل�سالحف ،فبيئة املرجان جاذبة للعديد من الأ�سماك ال�صغرية والق�شريات والكائنات احلية الدقيقة ،وبالتايل فهي يف نظر ال�سالحف تعد مكانا خ�صب ًا وغني ًا بالغذاء. ولأن ما مييز هذه املحمية عن غريها من املحميات البحرية املوجودة يف اليمن هو انفرادها بهذا الكائن ,ولذلك ف�إن التعمق يف حميطه وك�شف �أ�سراره هو �شرط �أ�سا�سي ملن �أراد �أن يجعل من زيارته لهذه املحمية علمية و�سياحية يف �آن واحد. 39
محميات
من الناحية العلمية ت�ضع ال�سالحف بي�ضها يف �أح�ضان الرمال الدافئة ،حيث ت�ضع الأنثى الواحدة ما بني 30-20بي�ضة وتقفل راجعة �إىل البحر� ,إذ تتوىل الرمال مهمة �إمتام عملية احل�ضن.
محميات
لقد ر�سمت ال�سالحف مالمح املكان منذ ماليني ال�سنني وهذا يعني �أننا جمربون �إن�ساني ًا و�أخالقي ًا على حفظ بقائها ،فالإن�سان كما تعلمون له ن�صيب الأ�سد يف الق�ضاء على مواطنها من خالل نب�ش �أماكن التع�شي�ش ,و�سرقة بي�ضها حتت مربرات �شعبية ,تقليدية ب�أنها جتلب القوة وال�صحة للج�سم.
ت�ستمر فرته احل�ضن 50يوم ًا ليفق�س بعدها البي�ض ,وتبد�أ ال�صغار يف نب�ش الرمال واخلروج، وعادة ما تخرج غالبية ال�صغار �أثناء الليل ،فتنجو ُيذكر �أن ال�سالحف قد جاءت �إىل هذا الكون منذ من بط�ش الطيور ,وال�سرطان النا�سك ,وكالب ماليني ال�سنني ويعتقد العلماء �أنها الكائن الوحيد ال�شواطئ ال�ضالة ,والإن�سان نف�سه. الذي جنا من االنقرا�ض العظيم ،وي�صنفها غالبية العلماء �ضمن عائلة الدينا�صورات التي تخرج ال�سالحف ال�صغرية مبجاميع كبرية وتتجه انقر�ضت قبل حوايل 60مليون �سنه (حقب احلياة مبا�شرة �إىل البحر وهي غريزة حريت علماء الو�سطى) ،لكن هذا النوع ا�ستطاع احلفاظ على البيولوجيا� ،إال �أن %10منها فقط هي التي تنجو ,بقائه ب�شكل ا�ستثنائي مكنه من البقاء حتى اليوم، وت�ستطيع احلفاظ على بقاء النوع من خطر وقد تكون لطبيعته الربمائية دور يف هذا � ,إذ جنا االنقرا�ض ،قبل �أن ت�صبح لقمة �سهلة للأ�سماك من املذبحة الطبيعية بعد �أن متكن من االختفاء يف الكبرية يف البحر. جوف املاء يف ذلك التاريخ ال�ضارب يف القدم.
السياحة الخضراء
ال�سفر �إىل املناطق اخل�ضراء هي جزء من �سياحة بيئية نطمح لها يف هذا الوطن ،حممية �شرمة منوذج لهذا النوع من ال�سياحة ،تقر�أ فيها التفا�صيل اخل�ضراء التي تطل فوق جغرافيتها املرتامية ،واملنب�سطة على �ضفاف املاء. �شعور جميل يح�س به الزائر لهذه املحمية، فال�شعاب املرجانية املنت�شرة بقوة على طول اجلرف القاري للمحمية قد جعلت منها مكان ًا مالئم ًا ل�سياحة الغو�ص ،هذا النوع من ال�سياحة الذي لطاملا �أرادت وزارة ال�سياحة توجيه الدعم له ,وهو الأمر الذي مل يتحقق �إىل اليوم ,ولعل تلك التكوينات ال�صخرية التي ت�شكلت بفعل عوامل النحر البحري لأمواج ال�شاطئ قد �أ�ضفت على املكان ابت�سامة نادرة ،فعندما ترى طيور البحر وهي تلتقط فرائ�سها وتعود لتلتهمها فوق تلك النتوءات ال�صخرية ت�شعر ب�سعادة غامرة ,بالرغم من كونه م�شهدا للموت.
املحمية تتمتع ب�شاطئ رملي �أبي�ض وناعم بعر�ض 70مرت ًا وطول 500مرت ,وهو املكان الذي تع�ش�ش فيه ال�سالحف � ،إنه �أ�شبه ما يكون بحديقة حتوي هذا النوع النادر واملهدد باالنقرا�ض ،فال�سالحف اخل�ضراء باتت تواجه م�شكله الدخول يف القائمة احلمراء خا�صة بعد �أن ت�أثرت كثري من مناطق تع�شي�شها بفعل التو�سع الب�شري ،وهذه املحمية ت�شكل �إرثا متبقيا يحفظ لهذا الكائن بقاءه �إن مل يتدخل الإن�سان يف تغيري مالحمها الطبيعية. هناك خمزون طبيعي ي�ؤ�س�س ل�سياحة بيئية رائعة لو ُاح�سن ا�ستغالله ،ومت قطع كل الأ�سباب التي تنتهك هذا الرافد االقت�صادي املهم. ثمة خيط �سياحي يربط هذه املحمية مبدينة ال�شحر القريبة ،هذه املدينة التي تختلط فيها �ألوان احلياة كما تختلط �ألوان قو�س قزح يف ال�سماء� ،أ�صناف من الفنون ال�شعبية والثقافية ت�ضيف طابع ًا جمالي ًا ي�ستهوي الكثريين ،يف هذه املدينة تتفجر الينابيع احلارة التي ت�ساعد على اال�ست�شفاء من الكثري من الأمرا�ض ,وبهذا تكون هدفا ل�سياحة �صحية ين�شدها الكثري .ولكن املدينة 40
بحاجة �إىل بنية حتتية متطورة ت�شمل الفنادق والطرق واملنتزهات ،الأمر الذي يعيد لل�سياحة نب�ضها وبريقها. حممية �شرمة مورد �سياحي يحتاج لتهيئة منا�سبة بعيد ًا عن جرح الطبيعة ،حتتاج لأن يعرفها العامل ولي�س نحن فقط ،و�إذا كانت منظمة اليون�سكو قد �سعت �إىل احت�ضانها كموقع طبيعي وثقايف نادر ف�إننا يجب �أن نعمل على هذا ,ونعد من �أجل �إنعا�ش ال�سياحة فيها و�ضمان دميومتها. الطيور المهاجرة
ت�شكل حممية �شرمة مكانا مالئما للطيور املهاجرة� ,إذ ت�شكل املحمية حمطة هامة يف برنامج رحلتها الطويلة ،املكان يف نظر البيولوجيني مهم للغاية� ,أتدرون ملاذا؟ �أوال :لأن املحمية واقعة �ضمن حدود العزل اجلغرايف, باعتبار �أن موقعها ي�شكل عز ًال جغرافي ًا قاري ًا وحميطي ًا وهذا الأمر يجعل من الطيور املهاجرة ت�ضطر للتوقف يف هذا املكان نظر ًا لأهميته
البيولوجية والطبيعية ،وثاني ًا :لأن الت�شكيالت ال�صخرية التي �صنعتها الأمواج بدقة متناهية قد وفرت لها بيئة مهمة لال�ستقرار ,وفر�صة �أف�ضل اللتقاط فرائ�سها من الأ�سماك ال�صغرية التي تتقاذفها الأمواج على ال�شاطئ ،بالإ�ضافة �إىل تناثر العديد من اجلزر املرجانية قبالة �شواطئ هذه املحمية ،وثالث ًا :لأن االمتدادات املرجانية مبحتواها ال�سمكي والتنوع النباتي ال�شاطئي قد وفرا عوامل مهمة لال�ستقرار كالغذاء وامل�سكن . ورغم �أن املحمية قد �أعلنت ر�سمي ًا كمحمية طبيعية حملية يف العام 2001م �إال �أنها مل تنل �أي حظ من الت�صنيف والدرا�سة املتعمقتني ,وهو ما يجعلنا عاجزين عن �إظهار �أي تفا�صيل ت�صنيفية للجوانب الأحيائية ،و�أح�سب هذا جزءا من الإهمال املتعمد الذي د�أبت علية ال�سلطات امل�سئولة حتى �صار واقعا مزعجا بكل املقايي�س. يكفي �أن يدرك الزائر �أنها بيئة منا�سبة للطيور, وهذا يعني �أن العي�ش فيها للحظات يعني اال�ستحواذ على �أكرب قدرمن املتعة. 41
اكتشافات إستطالع
اكتشافات يتبع ميناء ومنطقة "يروب" أو كما تعرف "بالسبع المساجد" مديرية الغيظة بمحافظة المهرة ،تلك المنطقة التي كانت تطل على البحر العربي باتت اليوم عبارة عن أطالل من الماضي ،جراء التدمير الذي لحق بها في فترة ما من التاريخ يجهلها الكثير ,يقع إلى جانب المدينة مقبرة تاريخية قديمة تعرف باسم مقبرة "بن لواكد" تعد مزارا سياحيا يقصدها الكثير لغرض االستمتاع وقضاء األوقات.
وب َيُر ْ
الذهاب �إىل منطقة ال�سبع امل�ساجد يكون عرب "وادي خيهون" ومنطقة (مونغ) ،وتبدو هذه الت�سمية م�شتقة �أو م�ستوحاة من اللغة ال�صينية
كما يبدو ،لكن ال�شواهد التاريخية ت�شري �إىل �أن التي انطلقت من �أوروبا بحثا عن الذهب يف ميناء يروب – �أو كما يتداوله الأهايل -من مثقفي ال�شرق. املنطقة قد ذكره الرحالة وامل�ؤرخ (بطليمو�س) يف م�ؤلفاته �أثناء رحالته ,ومع اقرتابنا من املكان بداية الغزو البرتغالي: تبدو قبة عالية تلوح بالأفق بلونها الأبي�ض النا�صع ،يتناقل الأهايل عددا من الروايات عن �سبب وتقع على ربوة وعلى �أنقا�ض ما كان ي�سمى مدينة تدمري مدينة يروب (ال�سبع امل�ساجد) ،لكن �أيا يروب التاريخية "ال�سبع امل�ساجد" ،وقد بحثنا عن منها ال تربهن قطعيا على وجود حقيقة تاريخية، ال�سبب الذي �أدى �إىل تدمري واختفاء هذه املدينة وحده الركام �سيظل �شاهدا حيا ي�ؤكد مدى ب�شاعة من اخلارطة الكونية لكننا مل نهتد �إىل تفا�صيل ما تعر�ضت له هذه املنطقة من تدمري ..منطقة تاريخية واقعية ،وكل الروايات التي قدمت تف�سريا يروب (ال�سبع امل�ساجد) ،هذه الت�سمية الدينية لهذا ,تنحو منحا �أ�سطوريا وا�ضحا .ثمة �سر التي انبثقت من تواجد الكثري من امل�آثر ال�سياحية مطمور بني �أنقا�ض هذه املدينة ،ال يبدو �أن التاريخ ذات ال�صبغة الدينية انهارت وتال�شت بفعل كان كرميا ليك�شف لنا عن هذا ال�سر العميق ،تقول تاريخي �أو طبيعي ،فكالهما يف تقديري �أمر بع�ض الروايات �أنها تعر�ضت للغزو الأجنبي يف حمتمل ،طاملا �أن هذا امليناء الذي يبعد عن مدينة فرتة تاريخية ال تبدو قريبة ،هكذا يتحدث الأهايل الغيظة عا�صمة املحافظة بحوايل 20كم قد ب�أنها -بح�سب ما يتم تناقله عن الآباء والأجداد تال�شى من الذاكرة التاريخية دون �أن تتج�سد الأوائل -تعر�ضت للغزو الربتغايل يف القرن تفا�صيله يف طيات التاريخ. اخلام�س ع�شر فيما عرف بالرحالت اال�ستك�شافية
مدينة السبع المساجد
حم � �م� ��د ال � �ع � �ل� ��وي
42
43
اكتشافات
وبالرجوع �إىل �صفحات التاريخ وما كتب حول اليمنيني كانوا من يتحكمون بطرق التجارة ما بني رحالت اال�ستك�شاف الربتغالية يت�ضح جليا �أن ال�شرق والغرب يف فرتة ما من التاريخ. اكت�شاف الربتغاليني طريق ر�أ�س الرجاء ال�صالح �سنة 1497م وو�صولهم �إىل الهند �سنة 1498م يروب المكانة واألهمية: كان بداية ع�صر جديد ,حني ظهر �أن الربتغاليني يعرف عن مدينة يروب �أو ما يطلق عليها " منطقة منذ و�صولهم �إىل الهند �شرعوا بفر�ض �سيطرتهم ال�سبع امل�ساجد"� ,أنها كانت ميناء جتاريا مهما, على املحيط الهندي واحتكارهم للتجارة ال�شرقية ،ومدينة عامرة ,وتدل الت�سمية الدينية للمدينة كما وعملوا على تدمري ال�سفن العربية التي كانت تقوم يبدو على الدور الديني للمدينة يف ن�شر الإ�سالم بنقل هذه التجارة من الهند �إىل اخلليج العربي �أو يف امل�شرق. البحر الأحمر. على مقربة منها ومب�سافة لي�ست ببعيدة �أن�شئت وحتى ُي ِ حكم الربتغاليون �سيطرتهم على هذه قرية يروب احلديثة وهي عامرة وت�سكنها الكثري الطرق املالحية قاموا �سنة 1506م باحتالل من الأ�سر العريقة ,الأدبية والثقافية والعلمية جزيرة �سقطرى اليمنية ،وجزر احلالنيات "كوريا والفقهية� ،إال �أن ما يحز بالنف�س �أن الكثري يجهل موريا" ثم اجتهوا نحو ال�سواحل اجلنوبية للجزيرة تاريخ تلك املنطقة. العربية فا�ستولوا على "قلهات" و"قريات" و�أحرقوا ال�سفن املوجودة فيهما ،حتى �أن م�سقط مدينة السبع المساجد: ب�سلطنة عمان حاليا خ�ضعت للح�صار الربتغايل ينظر �أبناء منطقة يروب �إىل املنطقة بفخر ،كونها و�سقطت بعد مقاومة كبرية ,ف�أ�شعلوا فيها النريان قد وقفت �شاخمة ومل تخ�ضع لأي احتالل �أو غزو، و�أحرقوا ال�سفن الرا�سية يف املوانئ. و�صور الدمار تدل ب�شكل جازم �أنها قاومت طويال بدافع من الكربياء. رفض البرتغال: حممد �أحمد �صالح � -أحد �شباب القرية وهو يتبني من ذلك �أن الربتغاليني ا�ستمروا بال�سيطرة خريج دبلوم �إدارة -ومهتم بهذا ال�ش�أن ,حاول �أن على ال�سواحل اجلنوبية للجزيرة العربية -بالقوة يجمع كل ما قيل عن تدمري مدينة يروب من لأكرث من مائة عام ،ويبدو �أن الربتغاليني كانوا روايات و�أخبار ,وقد اعترب �أن املوقع بحد ذاته يعدقد حاولوا فر�ض �سيطرتهم على �سواحل اجلزيرة من �أهم املواقع التاريخية والأثرية ال�سياحية يف العربية مبا فيها منطقة وميناء "يروب" الواقعة حمافظة املهرة الذي يحاكي الدور البطويل على البحر العربي ،غري �أن �أهايل املنطقة رف�ضوا لأبنائها وي�ؤرخ للمقاومة والرف�ض امل�ستميت من اخل�ضوع للربتغاليني� ،أو دفع غرامات �أو �إتاوات �أبناء املنطقة للغزاة كما يقول. �سنوية وهذا ما يف�سر ما تعر�ضت له املدينة من تدمري ب�أنه كان نتيجة هذا الرف�ض واملقاومة ,وفقا روايات متعددة: لأحاديث وروايات �أبناء املنطقة. ويورد ال�شاب حممد روايتني متناقلة يذكر يف ويبدو �أن ما ح�صل يف العام 1523م حني �أغارت �أحدها� :أن �أحد �أبناء منطقة «يروب» وهو يعمل بع�ض �سفن الأ�سطول الربتغايل على ميناء ال�شحر بتجارة الأ�سماك وحتديدا �أ�سماك اللخم اجته يف ح�ضرموت و�أحرقت خم�س �سفن كانت را�سية بتجارته �إىل الهند ،و�أثناء رحلته التجارية �إىل فيه ،ودمرت كل ما كان على �أر�صفة امليناء من هناك وجد امر�أة عجوزا طاعنة بال�سن ,وتبادل ب�ضائع و�شحنات ,كل ذلك كان نتيجة لرغبة احلديث معها بعيدا عن التجارة ,ف�س�ألت العجوز الربتغاليني منع �سفن التجار العرب من �أي ن�شاط التاجر ال�شاب عن منطقة يروب ،فانده�ش ذلك جتاري� ،إذ �شدد الربتغاليون على هذا الأمر التاجر كثريا ،وتفاج�أ بالعجوز وهي ترحب به كونه و�أحكموا �سيطرتهم على البحر ,و�ساعدهم على قادما من هذه املنطقة الأثرية ،و�أكدت له �أنها ذلك تطور الأ�سلحة والو�سائل الع�سكرية البحرية رحلت منذ زمن بعيد ,منذ �أن كانت طفلة ال لي�شرتطوا على التجار العرب �أخذ املوافقة منهم يتجاوز عمرها �ست �سنوات مع والدها ،وو�صفت ملزاولة �أي ن�شاط جتاري ,وخ�صو�صا حني ر�أى لهم تلك املنطقة وك�أنها تراها ن�صب عينيها ,منذ الربتغال �أن جتار العرب مناف�سون لهم يف التجارة كانت ميناء ومدينة عامرة كبرية وفيها �سبع مع الهند ال�شرقية ,وقد كان معروف تاريخ ًيا �أن م�ساجد و�سبع قباب ,ومن ثم حدثته عن ق�صة 44
إستطالع كتابات
تدمري املدينة ,والغزو الذي اجتاحها وقتل الكثري من �أبنائها ,يف حني متكن البع�ض من الفرار والهرب ,وكانت هي �أحد �أولئك الفارين مع والدها ,وا�ستقر بهم احلال يف الهند ,ليتناقل هذه الق�صة الكثري من �أبناء املنطقة جيال بعد جيل؛ بعد �أن عاد �إليهم التجار وحتدثوا عن تلك الق�صة. رواية �أخرى حول �أ�سباب تدمري منطقة يروب "ال�سبع امل�ساجد" ويذكرها حممد جباز :ب�أن دولة �أو�سان اليمنية و�إزاء رف�ض �أبناء منطقة يروب دفع ال�ضرائب قاموا بتدمري املدينة بكاملها, وباعتقادي �أن هذا الر�أي �ضعيف جدا ,و�أن الر�أي الأول هو الأرجح. سلحفاة تقذف النار:
رواية �أخرى حتاول تقدمي تف�سري مالئم للدمار الذي تعر�ضت له مدينة يروب ,ولكن هذه املرة, ي�سيطر على الرواية البناء الأ�سطوري بالكلية, فيحكى عند الأهايل والكثري من �أبناء املنطقة� ,أن كائنا غريبا ظهر على ال�ساحل املقابل ملنطقة يروب �أ�شبه ما يكون بال�سلحفاة ,اقرتب �إىل ال�شاطئ وبد�أ يقذف كتال نارية جاءت على املدينة وما فيها؛ ويبدو هنا ال�سرد الأ�سطوري رمزيا ب�شكل كبري� ,إذ ت�شري "ال�سلحفاة" �إىل الأ�سطول الربتغايل الذي �أغرق املدينة بوابل من النريان املقذوفة من املنجنيقات.
من المسئول عن قطاع السياحة؟ حم � �م� ��د ع � �ب� ��دال � �ك� ��رمي �أب� ��وط� ��ال� ��ب �إذا �س�ألت �أي �إن�سان من العامة ,ما هي اجلهة احلكومية امل�س�ؤولة عن قطاع ال�سياحة ف�سيكون اجل� ��واب ت�ل�ق��ائ�ي� ًا وزارة ال���س�ي��اح��ة ه��ي اجلهة احلكومية امل���س��ؤول��ة ع��ن ق�ط��اع ال�سياحة.هذه الإجابة هي الإجابة املتوقعة من �أي �شخ�ص يف بلد يكاد قطاع ال�سياحة فيه ال ميثل ج��زء ًا من االقت�صاد الوطني مثل بلدنا الغالية اليمن ,وذلك لأن ق�ط��اع ال�سياحة يف ب�لادن��ا ط��امل��ا ك��ان غري مفهوم ومهمل ومل ينظر �إليه مطلقا على �أنه قطاع اقت�صادي مهم ميكن �أن يكون املورد االقت�صادي الأول لليمن .هذا الإهمال له �أ�سباب كثرية يطول �شرحها ,ول�ست ب�صدد التطرق �إليها .لكن لو طرحت ال�س�ؤال ال�سابق على �أي �شخ�ص من �أي بلد يعتمد اقت�صاده يف املقام الأول على قطاع ال�سياحة كفرن�سا �أو �إ�سبانيا �أو بع�ض الدول العربية كم�صر �أو تون�س وغريها من ال��دول ال�سياحية الكبرية فالإجابة �ستكون خمتلفة ومطولة ب�شكل �أك�بر. الإج��اب��ة �ستكون �أن قطاع ال�سياحة وب�شكل عام من مهام كل ال��وزارات احلكومية دون ا�ستثناء, �إال �أن بع�ض ال��وزارات �إىل جانب وزارة ال�سياحة تعنى بالقطاع ال�سياحي �أكرث من غريها كوزارة الداخلية ,اخل��ارج�ي��ة ,النقل ,البيئة ,الثقافة
والآثار ,الإر�شاد ,و�أخريا وزارة الرتبية والتعليم. وذلك لأن قطاع ال�سياحة مبني على هذه القطاعات الأخرى .ولكي نفهم عالقة هذه القطاعات بقطاع ال�سياحة علينا �أن نفهم تركيبة قطاع ال�سياحة. هناك �أرب�ع��ة ع��وام��ل يجب �أن تتوفر يف �أي بلد لكي ينمو قطاع ال�سياحة وي�صبح �أح��د �أعمدة االقت�صاد الوطني فيه .ميكننا �أن نلخ�ص العوامل الأرب �ع��ة يف م�ع��ادل��ة ريا�ضية ب�سيطة كالتايل: م� � �ق � ��وم � ��ات � � �س � �ي� ��اح � �ي� ��ة +ب�� �ن�� �ي� ��ة حت��ت��ي��ة +وع� � � ��ي اج� �ت� �م���اع���ي +ا��� �س�� �ت�� �ق� ��رار �أم � �ن� ��ي ال �ع��ام��ل الأول ه��و امل �ق��وم��ات ال���س�ي��اح�ي��ة وم��ا �أك�ث�ره��ا يف ب�لادن��ا ول ��و �أردن � ��ا ال �ت �ح��دث عنها الح �ت �ج �ن��ا �إىل جم� �ل ��دات ال ت �ع��د وال حت���ص��ى. العامل الثاين هو البنية التحتية ويتمثل يف الإيواء الفندقي واملطاعم وحركة النقل الربي واجلوي والبحري والت�سييح االحرتايف وغريها من املرافق واخلدمات التي يجب بنا�ؤها والعمل على حت�سينها. العامل الثالث هو الوعي االجتماعي وهو عامل مهم جدا من الناحية الأخالقية والإن�سانية التي تعك�س �صورة امل��واط��ن �أم��ام ال�سياح الزائرين. ل �ك��ن ب��ال��رغ��م م ��ن �أه �م �ي��ة ال��ع��وام��ل ال �ث�لاث��ة ال�سابقة يبقى العامل ال��راب��ع هو العامل الأه��م على الإط�ل�اق .فاال�ستقرار الأم �ن��ي ه��و املفتاح لبقية ال �ع��وام��ل وه��و الأ� �س��ا���س الزده� ��ار قطاع ال�سياحة وك��ل القطاعات االقت�صادية الأخ��رى. �إذا ما قارنا حال هذه العوامل يف بالدنا اليوم مبا كانت عليه قبل خم�سة ع�شر �أو ع�شرين عام ًا ف�سنجد �أن��ه قد ط��ر�أ حت�سن كبري على العوامل الثالثة الأوىل .فقد مت بناء العديد من الفنادق وامل�ط��اع��م احلديثة والفخمة و�أ��ص�ب��ح الو�صول برا �إىل كل الوجهات ال�سياحية يف اليمن تقريب ًا �سهال ومي�سرا ,وباتت حركة الطريان �أف�ضل بكثري داخلي ًا وخارجي ًا .لكن �إذا ما قارنا عدد ال�سياح الوافدين �إىل اليمن اليوم �-أعني ال�سياح القادمني من �أجل الرتويح عن �أنف�سهم وق�ضاء وقت ممتع, ولي�س من �أجل العمل �أو زيارة الأقارب -ف�سنجد �أن ع��دد ال�سياح الوافدين اليوم ال يقارن بعدد ال�سياح الوافدين قبل �سنوات بالرغم من حت�سن ال �ع��وام��ل ال�ث�لاث��ة الأوىل .ب��ل �إن ع��دد ال�سياح ال��واف��دي��ن ال�ي��وم و�صل �إىل ال�صفر مت��ام� ًا .فما ه��و ال�سبب؟ م��ا ه��و ال�شيء ال��ذي نفتقده اليوم
وكان متوافر ًا يف املا�ضي؟ �إنه اال�ستقرار الأمني الذي ميثل الأ�سا�س لكل �شيء ,ولكن يبقى قطاع ال�سياحة هو املت�أثر الأول من ع��دم اال�ستقرار الأم �ن��ي وذل��ك لأن��ه املطلب الأول لكل ال�سياح. ه�ن��ا ن��رى �أن ك��ل ع��وام��ل من��و ق�ط��اع ال�سياحة تقريبا وعلى ر�أ�سها عامل اال�ستقرار الأمني ال تقع على عاتق وزارة ال�سياحة .لذلك نقول �إن م�س�ؤولية تطوير قطاع ال�سياحة تقع على عاتق كل م�س�ؤول يف كل القطاعات احلكومية ,و�سيظل قطاع ال�سياحة متدهور ًا �إىل �أن تبد�أ احلكومة بالنظر �إىل قطاع ال�سياحة كقطاع اقت�صادي كبري ومهم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى فوزارة ال�سياحة وحدها تقف عاجزة �إذا مل تتعاون بقية الوزارات املعنية معها وينطبق عليها املثل ال�شعبي القائل "ما تفعل املرة الكاملة يف البيت العطل". ت�غ��ري��دة ط��وي�ل��ة .عندما ب ��د�أت العمل يف جمال ال�سياحة قبل �أك�ثر من اثني ع�شر عام ًا كان كل اليمن مفتوح ًا �أم��ام حركة ال�سياحة با�ستثناء حمافظتي �صعدة واجل ��وف .وب�ع��د م�ضي فرتة من الزمن وب�سبب االختطافات القبلية وك�إجراء �أمني �أثبت ف�شله مت فر�ض مرافقات �أمنية لل�سياح على بع�ض الطرق يف كل من حمافظات م��أرب و�شبوة و�أب�ين وح�ضرموت .وبعد م�ضي فرتة من الزمن وبعد حت��ول ه��ذه االختطافات من جمرد اختطافات قبلية �إىل اع �ت��داءات �إج��رام�ي��ة راح �ضحيتها الع�شرات من ال�سياح يف هذه املحافظات مت حذف هذه املحافظات من الربامج ال�سياحية نهائي ًا .وتدريجي ًا �أ�صبحت االختطافات التي تطال ال�سياح حتدث يف كل حمافظة مينية و�أ�صبحت املرافقات الأمنية �ضرورية لكل �سائح يريد �أن ي�غ��ادر العا�صمة �صنعاء .ويف ع�شية و�ضحاها مت حذف جميع املحافظات اليمنية من خارطة الربامج ال�سياحية و�أ�صبحت حمافظة �سقطرى ه��ى امل�ك��ان الوحيد الآم ��ن حل��رك��ة ال�سياحة يف اليمن ب��ل �إن زي��ارة ج��زي��رة �سقطرى �أ�صبحت م�شروطة ب�ع��دم ال�ت��وق��ف يف �أي م�ك��ان �آخ ��ر يف اليمن وال حتى م�غ��ادرة مطار �صنعاء ال��دويل. �أخ� �ي ��را ال ي �� �س �ع �ن��ي �إال �أن �أق � � � ��ول :ال �ل �ه��م ع� �ج ��ل ب� ��ال � �ف� ��رج واح� � �ف � ��ظ ال� �ي� �م ��ن و�أه � �ل� ��ه وج��ن��ب��ه ال� �ف�ت�ن م� ��ا ظ��ه��ر م �ن �ه��ا وم � ��ا ب �ط��ن. 45 45
لقاء
لقاء
عملنا في الترويج تكاملي ومتناسق... نسعى من خالله إلى تقديم رسالة السياحة بشكل أفضل... حاورها /حممد الهندي
المهندسة فـــا طـــمة ا لحــر يبــي
المدير التنفيذي لمجلس الترويج السياحي
46
تبدو متفائلة رغم كل الظروف التي أحاطت بمسيرة اليمن خالل العقد األخير ،تواصل حياتها العملية بإصرار وتفاؤل عجيبين دونما اكتراث لكل ما يمكن أن يعيقها عن تحقيق كل طموحاتها ،من اإلعالم إلى السياسة ثم السياحة ،وفي خضم هذه ً دائما في الصدارة. التنقالت تجدها لقد عرف الكثير هذه المرأة من خالل إطاللتها البه َيّة على شاشة التلفزيون باعتبارها أحد المذيعين المتخصصين الذين قدموا نشرة األخبار باللغة اإلنجليزية ,فقد احترفت اللغة منذ وقت مبكر ،ولهذا ليس من المستغرب أن تحتل مكانة الئقة في ً خاصة وأن المرأة اليمنية ذلك الوقت، ً –آنذاك -كانت ال تزال حبيسة لألعراف والتقاليد البالية ...شاركت بالعملية السياسية حين رشحت نفسها في انتخابات المجالس المحلية ,حيث ً نموذجا رائعا فازت بجدارة وقدمت للمرأة القيادية ،وبالرغم من ذلك تظل أقرب إلى العمل السياحي, ألنها تعتقد بأنه الصورة المثلى لتقديم اليمن للعالم بشكل أجمل وأفضل. في هذا الحوار تتحدث المهندسة فاطمة الحريبي -المدير التنفيذي لمجلس الترويج السياحي -لمجلة السياحة عن قضايا السياحة والمرحلة الراهنة ومخاضاتها ،وانعكاس ما يحدث على الشأن السياحي ،وتحاول
الحريبي في هذا الحوار أن تسلط الضوء على أبرز ما يعيق تقدم العمل السياحي في اليمن ،وأبرز النجاحات التي خطاها المجلس خالل هذا المشوار الممتلئ بالمعيقات على الصعيد السياسي .
باعتبارك أحد قادة العمل السياحي في البلد ،كيف تقيمين واقع السياحة إذا ما تم النظر إليها من جانب حكومي؟
السياحي ملزم بتقديم الدعم المادي لوزارة السياحة؟
نعم لأننا �أداة للرتويج ال�سياحي ،ولهذا فمجل�س الرتويج ي�سعى �إىل تقدمي ر�سالته ب�شكل �أف�ضل وهذا يتطلب منا العمل ب�شكل تكاملي ومتنا�سق, ي�سعى املجل�س لدعم الوزارة لتقوم ب�أداء مهامها املناطة بها على �أكمل وجه ،وغايتنا يف النهاية �أن نربز ال�صورة ال�سياحية لليمن بال�شكل املطلوب والالئق. كلنا نعلم أن السياحة تحتاج إلى تعزيز الجانب األمني بشكل كبير ،فالسياحة ال تزدهر في بيئة مضطربة ...هل هناك خطة تتناولها وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي بالتعاون مع الجهات األمنية ؟ وكيف تنظرين للعمل السياحي في ظل الظروف األمنية الراهنة؟
ال�سياحة جزء من االقت�صاد ,وركيزة �أ�سا�سية من ركائزه ,والكثري من البلدان تويل ال�سياحة اهتماما خا�صا لكننا هنا جن��د �أن احلكومة ال تويل ال�سياحة �أي �أهمية ،وهو م�ؤ�شر �سلبي يدل على هام�شية القطاع ل��دى م�سئويل ال�سلطة يف ال�ب�لاد ،وي�برز ذل��ك ب�شكل جلي من خ�لال عدم اعتماد ميزانية حكومية ملجل�س الرتويج ال�سياحي ،العمل ال�سياحي يف ظل الظروف الأمنية الراهنة �إ�ضافة �إىل �أن ميزانية وزارة ال�سياحة ميزانية �صعب جد ًا� ،إذ ال ن�ستطيع حتقيق الأهداف التي �ضئيلة ال تكفي لتحقيق ال�ه��دف ال��ذي �أن�ش�أت نطمح �إليها ،وهناك �إجراءات عديدة بهذا من �أجله ،ولذا فهي دائم ًا يف عجز وبحاجة �إىل اخل�صو�ص قمنا بها يف املا�ضي قبل �أزمة 2011مع الدعم املادي من قبل جمل�س الرتويج ال�سياحي ،وزارة الداخلية ،وقد مت حينها ت�شكيل جلنة من و�أظن هنا �أن عدم وجود ميزانية حكومية للمجل�س وزارة ال�سياحة وجمل�س الرتويج ال�سياحي ي��دل دالل � ًة وا�ضحة على نق�ص الوعي ال�سياحي بالإ�ضافة �إىل وزارة الداخلية وال�شرطة ال�سياحية، لدى امل�سئولني ب�أهمية ال�سياحة ،رغم �أن الواجب متخ�ضت عن �إن�شاء غرفة عمليات يف وزارة الوطني يحتم ��ض��رورة دعمها ورف��ده��ا باملوارد ال�سياحة قامت عربها هذه اللجنة بحلول �سريعة وامل�ي��زان�ي��ات الكافية باعتبارها �صناعة بحد وجذرية للم�شاكل التي تواجه ال�سياح مثل "م�شكلة ذاتها وموردا هاما من موارد االقت�صاد الوطني .االختطافات" ،فقد قمنا ب�إلزام الوكاالت ال�سياحية ب�إ�ضافة جهاز التتبع الآيل لل�سيارات التابعة لها ,ليتم معرفة م�صري املركبات التي تقل نستنتج من ذلك أن مجلس الترويج 47
لقاء
لقاء ستختلف عما كانت عليه في السابق... ما هي قراءتك لواقع السياحة في ظل الدولة االتحادية؟
كوجهة �سياحية �آمنة ،حيث ال توجد �أي حتذيرات م��ن قبل احل�ك��وم��ات ل��رع��اي��اه��ا ب�ع��دم زي��ارت�ه��ا.
=يف ظل الدولة االحتادية� ,أعتقد �أنه �سيكون هناك ف��رع ل ��وزارة ال�سياحة يف ك��ل �إقليم ،كما يجب �أن يكون هناك فرع �أي�ض ًا ملجل�س الرتويج ال�سياحي بحيث يتمكن املجل�س من �أداء واجبه يف كل الأقاليم ،و�أن تكون هناك عدالة يف توزيع امل�ي��زان�ي��ة وال��ك��ادر ال��وظ�ي�ف��ي ،وب�ح�ي��ث يح�صل ك��ل �إق�ل�ي��م على ن�صيبه م��ن ال�تروي��ج ال�سياحي واخل��دم��ات ال�سياحية التي يجب علينا القيام بها خلدمة ال�سياحة وال�سائح واملواطن اليمني.
في سياق حديثكم عن سقطرى ،ما هي نظرتكم لمستقبل هذا األرخبيل كوجهة سياحية رائدة في اليمن؟
ت��رك��ز وزارة ال���س�ي��اح�ي��ة وجم �ل ����س ال�تروي��ج ال�سياحي ح��ال�ي� ًا على ج��زي��رة �سقطرى بهدف حت�سني اخل��دم��ات ال�سياحية فيها ،وق��د ب��د�أن��ا كخطوة �أوىل – يف ت��دري��ب ال�ك��ادر ال�سياحيباجلزيرة ،حيث دربنا �أكرث من �أربعني �شخ�ص ًا يف املعهد الوطني لل�سياحة والفندقة ،كانت هناك ث�لاث جم�م��وع��ات مت ت��دري��ب �إح��داه��ا يف جمال التغذية والأخ ��رى يف جم��ال الإر� �ش��اد ال�سياحي هل لدى وزارة السياحة أو مجلس الترويج السياحي خطة لمواجهة مثل والثالثة يف جمال امل��وارد الب�شرية ،ون�أمل -بعد هذه التغيرات المحتملة على صعيد عودة هذه املجاميع �إىل �سقطرى � -أن تعمل على العمل السياحي في األقاليم؟ حت�سني ج��ودة اخلدمات ال�سياحية يف اجلزيرة، �صيغت قد تكن بالت�أكيد هناك خطة ,و�إن مل ويف ال��وق��ت نف�سه ن��أم��ل �أن ت�ق��وم بتدريب بقية ب�شكل نهائي ،وقد مت جتهيز ورق��ة عمل من قبل ال��ك��وادر امل��وج��ودة ه �ن��اك وال �ت��ي مل يت�سن لنا رئا�سة الوزراء تت�ضمن خطة الوزارة يف الأقاليم .تدريبها ،مع العلم �أن خطتنا تت�ضمن ا�ست�ضافة جمموعة من �أبناء �سقطرى لتدريبهم يف كل عام.
تركز خطط الترويج السياحي لليمن بشكل أساسي على الخارج وباألخص السوق األوروبية ,رغم قلة العائد منها في السنوات األخيرة ...لماذا مثل هذا التوجه؟ وهل من ثمرة تم قطفها كجانب ً دعم لقطاع السياحة عموما ؟
هذا فيما يخص جانب التدريب والتأهيل في مجال العمل السياحي ،ماذا عن البنى التحتية في الجزيرة؟
فيما يخ�ص البنى التحتية ,هناك خطة لإن�شاء ا��س�تراح��ات ,وح�م��ام��ات يف جميع املناطق التي ي�شتهر الأوروب �ي��ون بحبهم لل�سياحة البيئية يوجد بها حمميات طبيعية يف اجلزيرة ,واملقدرة واملناطق الأثرية والطبيعية ،واليمن يوجد فيها بثمانية مواقع ،وهناك خطة حكومية بالتعاون مع ً كل ما يريده ال�سائح الأجنبي وخ�صو�صا الأوروبي ،حمافظة �سقطرى لإع��ادة ت�أهيل املطار وامليناء. فال بد �إذ ًا من تعريفهم بها لكي يقوموا بزيارتها، وامل�شكلة ال تكمن يف ال�سياح الأوروب �ي�ين ب��ل يف االهتمام بالسياحة الداخلية يعد قاعدة ً دولهم التي حتذرهم ومتنعهم �أي�ضا من احل�ضور األساس للعمل السياحي بشكل عام... �إىل اليمن ب�سبب الأو�ضاع الأمنية احلالية التي هل تشعرين أن ثمة قصورا فيما يخص تعي�شها ،ولدي �أمل كبري بازدهار ال�سياحة يف اليمن توجه وزارة السياحة ومجلس الترويج ووفود الآالف من ال�سياح �إليها من خمتلف الدول السياحي نحو دعم وتشجيع السياحة �سواء الأوروب �ي��ة �أو الآ�سيوية �أو العربية ,عندما الداخلية في اليمن؟ ن�ستطيع القول� :إن هناك بع�ض الق�صور ,ولكن �سياحا يف حال مت اختطافها ال �سمح اهلل ،ليتم تلتئم اجلراح ويتم الت�صالح بني اجلميع وت�صبح ا�سرتجاعها وحترير املختطفني على متنها ب�أ�سرع اليمن �آم �ن � ًة بكل مقايي�س الأم ��ن واال��س�ت�ق��رار .ما يلتم�س لنا العذر� ,أن الطرقات الرئي�سية ما بني املحافظات غري �آمنة من ناحية "التقطعات" وقت ممكن. أفهم من هذا أنه ال يوجد أي عائد و"االختطافات" ،فال�سياحة الداخلية ال ت�ستطيع ملموس من الترويج السياحي لليمن �أن تزدهر يف ظل هذه الأو�ضاع ،ولكننا م�ستقب ًال, ربما يكون الوطن على أعتاب مرحلة في أوروبا؟ جديدة إذا ما مضت خطة المبادرة كما عندما تنتهي مثل ه��ذه الظواهر الغري �صحية هو مخطط لها ،وأقصد هنا االتجاه نحو =على العك�س من ذل��ك ,يوجد عائد متمثل لل�سياحة ,ن�ستطيع �أن جنرب الوكاالت ال�سياحية ً تجربة األقاليم ،وأظن أن تجربة السياحة يف قيامنا ح��ال�ي�ا ب��ال�تروي��ج جل��زي��رة �سقطرى و��ش��رك��ات النقل وامل�ط��اع��م وال�ف�ن��ادق �أن تقدم 48
�أ�سعارا رمزية على خدماتها يف موا�سم الأعياد تختلف عن تلك الأ�سعار التي يدفعها الزائر �أو والعطل الر�سمية ,وذل��ك مبنح تخفي�ضات على املقيم الأجنبي ,ف�أ�سعار التذاكر الآن �أعلى من من��ط ب��رن��ام��ج �سياحي متكامل لأب �ن��اء ال��وط��ن ال�ق��درة ال�شرائية للمواطن اليمني ذي القدرة الراغبني يف االنتقال م��ن حمافظة �إىل �أخ��رى ال���ش��رائ�ي��ة امل� �ح ��دودة ,و��س�ن�ح��اول حتقيق ذل��ك لغر�ض ال�سياحة ,لأن ال �ق��درة ال�شرائية لدى حتى بدعم من الدولة "لليمنية" �أو "ال�سعيدة" امل��واط��ن اليمني غ�ير عالية ،و�سنفر�ض �أي�ضا من �أجل تخفي�ض �أ�سعارها– كما هو حا�صل يف ع�ل��ى امل��دار���س واجل��ام �ع��ات وال� � ��وزارات �إق��ام��ة الدول الأخرى – فتكون بذلك يف متناول املواطن رح�لات �سياحية داخلية للطالب واملوظفني �إىل اليمني ليتمكن من زيارة �سقطرى يف امل�ستقبل. املحافظات ،و� ً أي�ضا عمل برنامج لكل فئات املجتمع. برنامج "اعرف وطنك" كان من البرامج التوعوية والتقيمية ,لماذا توقف في السنتين األخيرتين؟
برنامج "اعرف وطنك" ك��ان يقت�صر على ال�صحفيني ف�ق��ط ،وق��د �أر��س�ل�ن��ا جم�م��وع��ة من ال�صحفيني �إىل جزيرة �سقطرى ,بالإ�ضافة �إىل عدة حمافظات �أخرى ,حيث قام ه�ؤالء ال�صحفيون بالكتابة عن املواقع ال�سياحية يف خمتلف �أرجاء اجلمهورية اليمنية ،ولكننا الآن نريد �أن يكون برنامج "اعرف وطنك" جلميع الفئات :كالأ�سرة وال �ط��ال��ب وامل��وظ��ف ,وك��ل ف��رد مي�ن��ي ل��ه احل��ق �أن يعرف وطنه من خ�لال ال�سياحة الداخلية. ً دائرا حول جزيرة ما يزال نقاشنا سقطرى ..فكما نعلم أن لجزيرة سقطرى خصوصية بالنسبة لليمن والعالم ككل ،وقد تم تتويجها كمحافظة مؤخرا ،إال أن حركة السياحة الداخلية ً صعبة بسبب ارتفاع كلفة فيها ما تزال الطيران ...لماذا ال يوجد أي توجه من قبل الوزارة ومجلس الترويج السياحي لتبني خطة بهذا الخصوص؟
للشأن السياسي أهمية في تقرير مصير البلدان ،وإن ُ صلح صلحت باقي قطاعات الدولة ،ماذا عن وجهة نظركم فيما يخص عالقة السياسة بالسياحة .. وما مدى تأثير هذا الجانب على قطاع السياحة؟
ال �ت ��أث�ير ك�ب�ير ط �ب �ع � ًا ،وك �م��ا ق�ل��ت �أن���ت ف ��إن الو�ضع ال�سيا�سي ي�صل �إىل كل قطاع يف البلد, وال�سياحة �إح��دى القطاعات التي تت�أثر بالقرار ال�سيا�سي ،ف� ��إذا ك��ان��ت ه�ن��اك ق� ��رارات عاقلة وج��ي��دة لت�شجيع ال���س�ي��اح��ة ف �� �س��وف ت�ستفيد ال�سياحة ،ولكن �إن ظل الوعي غائبا عند متخذي القرار فلن ن�ستفيد �شيئ ًا من الو�ضع ال�سيا�سي. هل تؤمن الحريبي بضرورة عمل توعية سياحية لقادة العمل السياسي في البلد؟
ن�ع��م ..ن�ستطيع توعيتهم ع�بر الإع�لان��ات التلفزيونية �أو من خالل ال�صحف� ،أما �أن جنمعهم يف دورة توعية �سياحية فهذا �أمر �صعب ،ونرى �أن نقوم ب��إج��راء زي��ارات توعوية �أو ترتيب جوالت �سياحية ملتخذي القرار �إىل �سقطرى واملحافظات الأخ� � ��رى ,ب�ح�ي��ث ن�ن�م��ي وع �ي �ه��م واه�ت�م��ام�ه��م امل���ش�ك�ل��ة ت�ت�م�ث��ل يف �أن � �ش��رك��ات ال �ط�يران بقطاع ال�سياحة وال�ع�م��ل ال�سياحي يف البلد. ه��ي م��ن ق��ام��ت بتحديد �أ� �س �ع��ار ت��ذاك��ر ال�سفر �إىل � �س �ق �ط��رى ،وق� ��د وج �ه �ن��ا �إل �ي �ه��م ر� �س��ائ��ل السياحة اليمنية في الوقت الحاضر ،هل ر�سمية لإع ��ادة النظر يف �أ�سعار تلك التذاكر .تشعرون بالرضا حيالها؟ ال ..لأن اليمن تعترب عاملي ًا كنزا �سياحيا مميزا لماذا ال يوجد برنامج مشترك بين وفريدا من نوعه ,وي�ستحق �أن يتوافد �إليه �آالف الوزارة والمجلس مع شركات ال�سياح ،ولكنها ال ت�أخذ ما ت�ستحقه حالي ًا نظر ًا الطيران ,كاليمنية والسعيدة من أجل لتدين عدد ال�سياح الوافدين �إليها وهذا ما يجعلنا تخفيض تلك الكلفة رغبة في تحقيق غري را�ضيني عن الو�ضع احلايل لل�سياحة يف اليمن. هذا النوع من السياحة؟
م�ستقب ًال �ستكون هناك خطة م�شرتكة بيننا وبني �إحدى ال�شركتني اليمنية �أو ال�سعيدة بحيث ت�ك��ون ه�ن��اك �أ� �س �ع��ار خ��ا��ص��ة ل�ل�م��واط��ن اليمني
اللقاءات التشاورية السنوية لقادة العمل السياحي تشكل قاعدة لمراجعة ما تحقق ،ومعرفة كل االختالالت
ومعالجة كل المشاكل ،لكن مخرجاتها ال تأخذ طريقها للتنفيذ ..ما تعليقكم على هذا األمر؟
�أعتقد ب�أن مثل هذه اللقاءات مفيدة� ,إذ ن�ستطيع من خاللها �أن نحدد ما هي امل�شاكل التي تواجه املحافظات ومن هو ال�شخ�ص املتميز يف جهوده، مث ًال يف هذا العام وجدنا �أن مكتب ال�سياحة يف تعز يقوم بالعديد من الأن�شطة ال�سياحية ,بينما 49
لقاء
ال ت�ق��وم بقية امل�ك��ات��ب يف امل�ح��اف�ظ��ات الأخ ��رى بن�صف تلك الأن�شطة ،وهذا يدفع بقية املحافظات لال�ستفادة من �آداء املكاتب اجليدة والعمل باملثل، ولذا �أعتقد ب�أن هناك فائدة من مثل تلك اللقاءات.
لقاء
الوزارة والمجلس من أجل مهرجان صيف صنعاء السابع ،هل كنتم تتوقعون نجاح هذا المهرجان ,خاصة وأن الظروف التي ً مبشرة على أحاطت ترتيباته لم تكن اإلطالق؟
لقد فوجئنا مب�ستوى الإقبال على املهرجان, مهرجان صيف صنعاء كان حدثا وطنيا استثنائيا – رغم الظروف المحيطة – وقد وك �ي��ف ح� ��ازت ج�م�ي��ع الأن �� �ش �ط��ة ع �ل��ى �إع �ج��اب ً النا�س ،كما تفاج�أنا بتجاوب جميع املحافظات أرضا خصبة برهن على أن اليمن ما تزال بشعبها المحب للحياة والسالم ..كيف معنا� ,إذ مل تت�أخر �أو ت�تردد �أي منها بامل�شاركة تقرؤون هذا األمر؟ يف امل� �ه ��رج ��ان ،ف �ك��ان ه �ن��اك ر� �ض��ا ك �ب�ير عن مهرجان �صيف �صنعاء كان بالن�سبة للوزارة م���س�ت��وى امل �ه��رج��ان وامل �� �ش��ارك��ة ف �ي��ه والإق� �ب ��ال وامل �ج �ل ����س ن��وع��ا م��ن ال �ت �ح��دي ,ب���س�ب��ب م��ا هو ع �ل �ي��ه ال � ��ذي ف� ��اق ب �ح �م��د اهلل ك ��ل ت��وق �ع��ات �ن��ا. حا�صل يف �صنعاء ،ففي �شمال �صنعاء كانت هناك االعت�صامات وال��دع��وات لال�ضطرابات ،كيف تقيمون تجربة مهرجان هذا العام ول��و �أن �ه��ا م��ن وج�ه��ة ن�ظ��ري ك��ان��ت مطالب حق ،مقارنة بالمهرجانات السابقة؟ وما هي ويف ال��وق��ت نف�سه �إقامتنا لهذا املهرجان �أت��اح الرسالة األساسية التي أردتم إيصالها للنا�س ن�سيان تخوفهم مما هو حا�صل يف �شمال للشعب والعالم من خالل هذا المهرجان؟ ل�ق��د ك��ان��ت ج �ي��دة ج ��د ًا وي �ج��ب ت �ك��راره��ا يف �صنعاء ،وق��د قالت يل الكثري م��ن الن�ساء �إننا كنا �سبب ًا يف ن�سيانهم للجرعة (زي ��ادة �أ�سعار ال�سنوات القادمة على نف�س النمط ,وهو م�شاركة امل�شتقات النفطية) وامل�شاكل م��ن خ�لال هذا كافة املحافظات يف فعاليات امل�ه��رج��ان ,حيث املهرجان ،لقد �أوج��دن��ا للنا�س متنف�س ًا يهربون حت�ضر وتغادر بنف�س التوقيت و�إن �شاء اهلل �سوف �إل�ي��ه م��ن ال��واق��ع وامل�شاكل ال�ت��ي يعي�شون فيها .ي�ستتب الأم��ن واال�ستقرار يف ال�سنوات القادمة، كما ن�أمل من جميع الفرق الفنية الأجنبية �أن ال تعتذر عن امل�شاركة كما ح��دث يف ه��ذا العام ترتيبات وتحضيرات مكثفه قامت به 50
حيث اع�ت��ذرت العديد من الفرق الأوروب �ي��ة عن امل�شاركة ب�سبب الو�ضع الأم �ن��ي ،ولكننا ن�أمل �أن ت�شارك معنا مثل ه��ذه ال�ف��رق الفنية لي�س م��ن �أوروب ��ا فقط ب��ل م��ن جميع ال��دول الأخ��رى. هل ستكتفي وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي بتنظيم مهرجان صيف صنعاء فقط في كل عام ,أم أن هناك خطة إلقامة مهرجانات أخرى ضمن خارطة المهرجانات السياحية التي يقومان بتنظيمها؟
نعم ..هناك خطة لإقامة مثل هذا املهرجان يف ع��دة حم��اف�ظ��ات مثل ع��دن وت�ع��ز واحل��دي��دة وك��ل امل�ح��اف�ظ��ات الأخ� ��رى ال �ت��ي ل��دي�ه��ا ال �ق��درة لأن ت �ق �ي��م م �ث��ل ه� ��ذا امل��ه��رج��ان ومب���س�م�ي��ات خم�ت�ل�ف��ة� ،أو دجم ��ه �ضمن م�ه��رج��ان��ات �أخ ��رى وعلى �سبيل املثال مهرجان ال�صهاريج مبدينة ع��دن وال��ذي يقام يف �شهر �أكتوبر من كل عام. هل تنوي الوزارة أو المجلس المشاركة في مهرجان الصهاريج لهذا العام... وما هو نوع المشاركة؟
كال � ..سوف نكتفي بالدعم املادي فقط على غرار الدعم ال�سنوي املعتمد للمحافظات التي تقام فيها
مثل هذه املهرجانات ,والتي منها � ً أي�ضا مهرجان البلدة يف املكال و�أ�سعد الكامل يف ذمار وغريها. يمر الوطن في الوقت الحالي بظروف معقدة ,هل باعتقادك أنه سيعبر عنق الزجاجة؟
تعترب الأو� �ض��اع احل��ال�ي��ة غ�ير طبيعية ولكن بحكمة اليمنيني �سيتغلبون عليها وي�صلون �إىل ط��ري��ق الأم � ��ان �إن � �ش��اء اهلل ك�م��ا ت�ع��ودن��ا على ذل��ك يف الأزم� ��ات ال�سابقة وال نن�سى �أن "الإميان مي ��اين واحل �ك �م��ة ميانية" ومهما ع �� �ص �ف��ت ال � �ظ� ��روف وا�� �ش� �ت ��دت امل� � ��ؤام � ��رات �ستبقى اليمن بلد احلكمة على م��ر الع�صور. العمل السياسي هو مشوار حياة بالنسبة لك ..هل باإلمكان أن تطلعينا على هذه التجربة؟
ك��ان��ت جت��رب�ت��ي ال�سيا�سية الأوىل يف جم��ال امل �ج��ال ����س امل �ح �ل �ي��ة ,وذل � ��ك ع �ن��دم��ا ت�ق��دم��ت لالنتخابات وحالفني التوفيق فيها ,لأ�صبح رئي�سة للمجل�س املحلي ملديرية التحرير ب�أمانة العا�صمة �صنعاء منذ العام � 2001إىل .2006
لألستاذة فاطمة الحريبي بدايات وذكريات ال أظن أن المجال يتسع لسرد تفاصيلها ،لكننا في مجلة السياحة نطمح أن نقرأ بعض جوانبها لنستلهم منها تجربة حياة؟
بل �إىل الأف�ضل �إن �شاء اهلل� ،أما ما يخ�ص جناحها يف �أداء الر�سالة املناطة بها فقد جنحت يف ذلك من وجهة نظري -بامتياز ال�سيما و�أن كافةموا�ضيعها �سياحية وعرب خرباء يف جمال ال�سياحة.
لقد بد�أت م�شواري كمهند�سة زراعية يف وزارة ال��زراع��ة ون�ظ��ر ًا لدرا�ستي يف ال��والي��ات املتحدة الأمريكية و�إجادتي للغة الإجنليزية بطالقة مت اال�ستعانة بي يف العام 1994للعمل كمذيعة باللغة يف ال��ب��داي��ة الب���د م ��ن ال �ث �ن��اء ع �ل��ى م�ع��ايل الإجنليزية يف �إذاع ��ة �صنعاء ,وبعدها انتقلت الدكتور /قا�سم �سالم وزي��ر ال�سياحة – رئي�س للعمل يف التلفزيون �إىل العام 2011حيث ا�ستقلت جمل�س ال�تروي��ج ال�سياحي ال���س��اب��ق ع�ل��ى ذل��ك من العمل يف املجال الإع�لام��ي وتفرغت للعمل الدعم والت�شجيع الدائم لنا خ�لال عمله معنا، يف جم��ال ال�سياحة ال�سيما و�أن�ن��ي ق��د عملت يف فقد كان م�صدر �إلهام لنا على ال��دوام ،ولطاملا هذا املجال كمدير عام ملكتب ال�سياحة يف �أمانة وجدناه متفاع ًال مع كل ما ي�ستجد من مهام �أو العا�صمة ،وذل��ك �إىل جانب العمل الإع�لام��ي .التزامات يف ال�سياحة �أو غريها ،والآن نطمح �أن ت�شهد ال� ��وزارة وجمل�س ال�تروي��ج ال�سياحي كإعالمية سابقة وأحد قادة العمل خ �ط��وات ناه�ضة يف ظ��ل ق�ي��ادة ال��وزي��ر ال�شاب ً األستاذة حاليا ،كيف تق ِيّم السياحي معمر الإري� ��اين ,ونتمنى ل��ه التوفيق يف مهامه ومدى السياحة, مجلة الحريبي فاطمة اجلديدة و�أ�شكر ب��دوري كل العاملني يف احلقل قيامها بأداء الرسالة المناطة بها ال�سياحي ،و�أمتنى لطاقم جملة ال�سياحة بقيادة كركيزة من ركائز اإلعالم السياحي؟ الأ��س�ت��اذ� /أك��رم اجل��وحل��ي التوفيق يف مهامهم لي�س هناك �شك ب�أن �أداءه��ا جيد ,و�إخراجها ال�صحفية خ��دم��ة ل�ل��وط��ن وال�ع�م��ل ال�سياحي. رائع ون�أمل �أن ت�ستمر لي�س فقط بنف�س هذه اجلودة كلمة أخيرة تود األستاذة الحريبي قولها لمجلة السياحة وطاقم العمل السياحي؟
51
حرف إستطالع
حرف
فالقرن ه��و امل��ادة التي ي�صنع منها مقب�ض "اجلنابي" ،ل�ك�ن��ه مل ي�ع��د م �ت��واف��را ب�ك�ثرة، وك��ان��ت ه��ذه امل�شكلة ق��د ظ�ه��رت م��ع ��ص��دور ق��رار جمل�س ال ��وزراء ع��ام 2002مبنع ا�سترياد احليوانات املهددة باالنقرا�ض ،ومنها اخلرتيت �أو ما يعرف بـ"وحيد القرن" ,وجت��رمي االجت��ار ب ��ه ،ت�ن�ف�ي��ذا ل�ل�ت�ع�ه��دات ال �ت��ي قطعتها اليمن ع�ل��ى نف�سها ب��ان���ض�م��ام�ه��ا الت �ف��اق �ي��ات تنظيم االجت��ار يف الأن��واع املهددة باالنقرا�ض للحفاظ ع�ل��ى احل �ي��وان��ات وال �ن �ب��ات��ات ال�بري��ة ،امل�ع��روف��ة اخ�ت���ص��ارا ب��ات�ف��اق�ي��ة (��س��اي�ت����س) ع��ام .1997 وقد ارتفعت قيمة تداول قرون وحيد القرن عام 2012م �إىل نحو � 65ألف دوالر للكيلوغرام لت�صبح �أغلى من الذهب ,وفقا لوكالة روي�ترز للأنباء . وتعد جنوب �إفريقيا موطنا لأكرث من ع�شرين �أل��ف ح�ي��وان م��ن وحيد ال�ق��رن �أو نحو %90من ك��ل ح �ي��وان��ات وح �ي��د ال �ق��رن يف �أف��ري �ق �ي��ا لكنه ي��واج��ه خم��اط��ر االن �ق��را���ض ه �ن��اك ,ف��وف��ق بيان �صادر عن وزارة البيئة " �إنه �إذا ا�ستمر ال�صيد غ�ير امل�� �ش��روع وبنف�س ال��وت�يرة فقد ي� ��ؤدي �إىل ان�ق��را��ض��ه يف غ�ضون ع�شر ��س�ن��وات تقريبا" . اشتعال األسعار
لقد �ضاعفت زي��ادة الطلب على ه��ذه امل��ادة اخلام يف اليمن وبع�ض الدول الأخرى من معدالت ال�صيد غ�ير امل���ش��روع ب�صورة ك�ب�يرة منذ عام 2007عندما ب��د�أت طبقة الأث��ري��اء يف ال�صني
وفيتنام وتايلند �إن�ف��اق املزيد على ق��رون وحيد القرن لأغرا�ض طبية تتعلق بالطب التقليدي . لكن �صناعة اجلنابي يف اليمن اجتهت �إىل بدائل خمتلفة لقرن اخلرتيت ،منها قرن البقر الهندي وال��وع��ل واخل�شب ،لكنها لي�ست بنف�س اجل ��ودة ،وال تلقى االهتمام ذات��ه ،وه��و م��ا �أدى وف�ق��ا للعزيري� -إىل ارت �ف��اع �أ��س�ع��ار "جنابيق ��رن اخلرتيت" لت�صل �إىل م�ب��ال��غ خيالية. واحل� � ��ل م� ��ن وج� �ه ��ة ن� �ظ ��ره ه� ��و ال �� �س �م��اح ب��دخ��ول كمية ول��و قليلة م�ن��ه ،ك�م��ا ه��و حا�صل يف ال��ع��دي��د م ��ن ال� � ��دول ،ك��ال �ه �ن��د وال �� �ص�ين، لإن � �ق� ��اذ ه� ��ذه ال �� �ص �ن��اع��ة م���ن االن� �ق ��را� ��ض.
ال��رئ �ي ����س م��ن ال ��زي ��ارة ،ف �ت �ك��ون �أف �� �ض��ل ه��دي��ة ميكن تقدميها لذويهم بعد عودتهم لبالدهم. تتكون اجلنبية من �أربعة �أجزاء ،هي املقب�ض, يقوم احلريف بتقطيعه ونحته من "قرن اخلرتيت" على �شكل حرف ( )Tمع �إ�ضافة اللم�سات الفنية عرب تزيينه وزخرفته بقطع من الذهب �أو الف�ضة والأح �ج��ار الكرمية� ،أم��ا ج��زء اجلنبية ال�سفلي وامل�سمى بـ"الن�صل" فهو عبارة عن قطعة حديد �شديدة اللمعان واحل��دة ,يتم طرقها و�صنفرتها بعناية كبرية ،وي�ضاف �إىل الن�صل املب�سم ,وهو عبارة عن �إط��ار معدين م�ستطيل ال�شكل يحيط بالن�صل من �أ�سفله ,ويحفظ الن�صل يف �صندوق خ�شبي ي�سمى (اجلفل) ومادته الأ�سا�سية خ�شب الطنب املغطى باجللد بعد �إ�ضافة ال��زخ��ارف. �أم� ��ا احل � ��زام ف�ي�ث�ب��ت ع �ل �ي��ه ع���س�ي��ب اجل�ن�ب�ي��ة (غ�م��ده��ا) وي��دخ��ل يف ت�صنيعه جلد امل��اع��ز مع �إ� �ض��اف��ة نق�شات وزخ� ��ارف بالف�ضة وال��ذه��ب.
ي��رج��ع ت��اري��خ ه��ذه ال�صناعة يف اليمن �إىل ح ��وايل � 6000سنة �إذ اكت�شفت بع�ض الآث ��ار وال�صور التي �أظ�ه��رت ملوك دول��ة حمري و�سب�أ وه��م ي��رت��دون "اجلنابي" ،ال�ت��ي م��ا ت��زال �أح��د مكونات ال��زي التقليدي يف الكثري من املناطق اليمنية ،فهي بالن�سبة لليمنيني زي�ن��ة للرجل في انتظار القرار ورم ��ز ل�ل��رج��ول��ة وال �ق��وة وامل �ك��ان��ة االجتماعية، وت���ش�ت�ه��ر ال �ع��دي��د م��ن م �ن��اط��ق ال �ي �م��ن عرب كما �أنها �سالح للدفاع عن النف�س يف الأوق��ات ال� �ت ��اري ��خ ب �� �ص �ن��اع��ة اجل� �ن ��اب ��ي ،وي� �ع ��د � �س��وق احل��رج��ة ،وتعترب عن�صرا �أ�سا�سيا يف الرق�ص امل �ل��ح ال��واق��ع يف م��دي�ن��ة �صنعاء ال�ق��دمي��ة �أه��م ال�شعبي اليمني �أو م��ا يطلق علية "الربع" .م��راك��ز ال���ص�ن��اع��ة و�أك�ث�ره ��ا ح�ي��وي��ة ون���ش��اط��ا. وع�ب�ر ال �ت��اري��خ ا��س�ت�ط��اع��ت ه ��ذه ال�صناعة هدايا السياح �أن جت��ذب ع��دي��دا م��ن احل��رف �ي�ين ,ح�ت��ى و�صل و�إىل جانب اع �ت��زاز �أه ��ايل اليمن بها ،ف��إن ع��دد العاملني بها �إىل ع�شرة �آالف �شخ�ص، للجنابي م�ك��ان��ة ك �ب�يرة ل ��دى زوار ال �ي �م��ن� ,إذ ينتظرهم خ�ط��ر ال�ب�ط��ال��ة �إذا مل ُت � ِع��د ال��دول��ة ي�شكل غ��ر���ض ��ش��رائ�ه��ا ل ��دى ال�ب�ع����ض ال�ه��دف التفكري يف ق��رار حظر ا�سترياد ق��رن اخلرتيت.
قرن الخرتيت
سر جنابي اليمن تواجه الصناعات والمهن اليدوية ذات الطبيعة التراثية ف��ي ال��ع��دي��د م��ن ال���دول العربية خطر االنقراض ،وإذا كانت األسباب غالبا ما تنحصر 52
في قلة إقبال المستهلكين عليها أو ن���درة األي���دي ال��ع��ام��ل��ة ال��م��اه��رة ،ف��إن صناعة السيوف الصغيرة «الجنابي» في اليمن تواجه
ع � � �م� � ��ر احل � � �ي� � ��اين
مشكلة ذات طبيعة خاصة تتمثل ف��ي ن���درة الخامة الالزمة للصناعة ،التي تتمثل أساسا في «قرن الخرتيت». 53
دراسة
دراسة
المعافر ..
تاريخ عريق لحاضر مهمل �سامي �شرف ال�شهاب باحث متخ�ص�ص يف الآثار اليمنية املعافر ..قلب احلجرية الناب�ض وينبوع احلياة، ذلك �أنها جت�سد قالبا لتاريخ �ضارب يف الأعماق وحا�ضر ي�سري وفق �أبجدية التح�ضر املت�سارع ،ال تبدو املعافر اليوم �سعيدة بهذه اخلطوات التي �أخذتها بعيدا عن مكنونها التاريخي احلقيقي بالرغم من ت�شكيلها �إىل جانب باقي مديريات احلجرية الأربع م�صنعا ب�شريا هائال �أنتج كوادر ب�شرية انت�شرت لتملأ �أ�صقاع اجلمهورية ،املعافر واحدة من مديريات احلجرية وتقع يف الركن اجلنوبي الغربي من اليمن ،تقرتب مبوقعها من باب املندب وال�شريط ال�ساحلي للبحر الأحمر، وقد وفر لها موقعها هذا ال�شروط الطبيعية الالزمة للحياة واال�ستقرار ،فهي واقعة يف مكان متو�سط بني ال�سهل واجلبل ولها من الغرب ات�صال بتهامة و�شريطها املمتد �شما ًال وامل�شرف على البحر الأحمر وامل�ساير له ،ولها ات�صال بجبال ال�سراة وهي حلقة منها ،لقد جعل منها هذا املوقع الإ�سرتاتيجي حلقة و�صل يف عمليات التو�صيل التجاري الربي بني �سواحل املحيط الهندي وما ي�صل �إليها من �شرق �إفريقيا ،وبني �ضفاف الفرات يف العراق و�سواحل البحر املتو�سط يف ال�شام وم�صر. على الرغم من �أن الإقليم ظل خارج دائرة البحث الأثري والتاريخي لفرتة طويلة من الزمن، �إال �أن الدرا�سات الأثرية الأخرية التي قام بها عدد من الباحثني وامل�شتغلني بحقل الدرا�سات الأثرية– على قلتها – ت�شري �إىل �أن الإقليم �شهد ن�شاط ًا ب�شري ًا ملحوظ ًا ،وازدهار ًا ح�ضاري ًا كبري ًا وكان له دور كبري يف ر�سم ال�صورة احل�ضارية جلنوب اجلزيرة العربية "اليمن القدمي" .فقد بينت الدرا�سات التي قام بها كل من ويلن ""Whalen و �سكوت " "Schatteيف مطلع ت�سعينيات القرن 54
املا�ضي وبارث �شوهان ،ورو�س ,وغالب� ,أهمية هذا اجلزء من الأر�ض اليمنية ،واحتوائه على �أقدم مواقع اال�ستيطان الب�شري يف اليمن ،والتي تعود �إىل الدهر احلجري القدمي الأ�سفل ،وكانت املعافر بف�ضل موقعها واحدة من �أهم املحطات التي مت عربها االنتقال بني اليمن و�إفريقيا ،ورمبا كانت واحدة من �أقدم املناطق التي وطئتها قدم الإن�سان بعد انتقاله من �إفريقيا �إىل �شبه اجلزيرة العربية عرب باب املندب. صفحة من تاريخ قديم
بالن�سبة لدورها يف الع�صور التاريخية فقد بينت الدرا�سات التي قام بها كل من القد�سي , والغوري ،ب�أن املعافر كان لها ح�ضور قوي يف كث ٍري من الأحداث اجلوهرية التي �أثرت وب�شكل وا�ضح يف ر�سم ال�صورة احل�ضارية لليمن القدمي ،وذلك منذ مطلع الألف الأول قبل امليالد على �أقل التقديرات .وقد خل�صت تلك الدرا�سات جمتمعة �إىل جملة من احلقائق الهامة احلرية بالبحث والتحقيق من قبل الباحثني واملهتمني يف حقل الدرا�سات الأثرية والتاريخية� ،إذ تبني ب�أن �إقليم املعافر كانت له حدود مطاطة �شملت كل املنطقة اجلنوبية الغربية من اليمن تقريب ُا مب�سمياتها املختلفة اليوم ,ومل يكن مق�صور ًا من الناحية اجلغرافية على ما يعرف اليوم مبحافظة تعز فقط ,فقد �أكدت درا�سة قام بها الباحث يف درا�سته ,ب�أن الإقليم كان ميتد لي�شمل اجلزء اجلنوبي الغربي من اليمن بكل م�سمياته وتق�سيماته الإدارية اليوم (حمافظة تعز – جزء من حمافظتي حلج وال�ضالع يف ال�شرق -جزء من حمافظة �إب يف ال�شمال -جزء من حمافظة احلديدة غرب ًا) .وقد �شهد هذا الإقليم ن�شاط ًا ب�شري ًا مبكر ًا خلف العديد من املواقع الأثرية يعود
�أقدمها �إىل الع�صر احلجري القدمي؛ كما تبني �أن هذا الإقليم قد ت�أثر وب�شكل مبا�شر بالظروف املناخية التي �شهدتها �شبه اجلزيرة العربية يف �أواخر ع�صر البلي�ستو�سني وع�صرالهولو�سني ،و�أن ال�سجل الأثري(املواقع) يف �إقليم املعافر قد ت�أثر بتلك الظروف املناخية والبيئية ،والتي كانت �سبب ًا يف تدمري وتعرية الكثري من تلك املواقع التي تعود �إىل ع�صور ما قبل التاريخ وخا�صة املبكرة منها، كما ت�أثرت هذه املواقع ت�أثر ًا �سلبي ًا بالأن�شطة اال�ستيطانية املتعاقبة املتمثلة ببناء امل�ستوطنات الب�شرية املت�أخرة واحلقول واملدرجات الزراعية التي جاءت على ح�ساب مواقع ع�صور ما قبل التاريخ الأثرية.
م�شاعل احل�ضارة واملدنية ف�أ�س�سوا بذلك م�ستوطنات جتارية ن�شطة حملت جلها �أ�سماء بلدان ومناطق م�ؤ�س�سيها من �أبناء اليمن ,وكانت تلك امل�ستوطنات الزراعية والتجارية مبثابة النواة الأوىل التي ت�شكلت على �إثرها دولة �أك�سوم يف احلب�شة الحق ًا ,وقد حمل �أولئك املهاجرون معهم كل معارفهم الفكرية والدينية ونظم حياتهم املع�شية ،ونقلوا معهم جتاربهم يف جماالت احلياة املختلفة ،ولقد بينت الأعمال الأثرية الأخرية التي �أجراها خرباء �أملان يف احلب�شة وجود ثقافة عربية جنوبية – �سبئية� -أ�صيلة ن�شطة وعلى قدر كبري من املدنية واحل�ضارة منذ الن�صف الثاين للألف الثاين قبل امليالد على �أقل التقديرات .وتعد هذه احلقائق مبثابة حدث علمي هام ّغري كثريا من املفاهيم �إذ كان املتعارف عليه يف �أو�ساط الباحثني حتى وقت قريب �أن الهجرات اليمنية �إىل احلب�شة كانت يف حوايل القرن العا�شر قبل امليالد ,فجاءت النتائج الأخرية لتعطي بعد ًا زمني ًا جديد ًا ي�ؤكد قدم الهجرات اليمنية �إىل احلب�شة وت�ؤكد ب�أنها كانت هجرة �أنا�س على قدر كبري من التح�ضر,
نقلوا معهم جتاربهم الرائدة يف جمال احل�ضارة �صلى اهلل عليه و�سلم يف ال�سنة الثامنة للهجرة بعد والتمدن و�أ�س�سوا لهم م�ستوطنات وفق ًا للر�ؤى غزوة تبوك ,وكان للمعافر و�أهلها مكانة خا�صة الفكرية واحل�ضارية واملعمارية التي كانت �سائدة عند ر�سول الهدى ,فقد جاء يف م�سند �أحمد �أن حينها يف موطنهم الأ�صلي -اليمن القدمي , -ومل ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم قال لأبي �سفيان يقت�صر الأمر على وجود املعافريني يف بالد بن حرب الذي لعن �أهل املعافر يف جمل�س ر�سول احلب�شة فقط ,بل لقد تعدوها و�صو ًال اىل تنزانيا ,الهدى (ال تلعنهم (�أي املعافر) ف�إنهم مني و�أنا فقد �أ�شار �صاحب كتاب الطواف حول البحر منهم) رواه �أحمد والطرباين وقال الهيثمي الإرتريي �إىل وجود نفوذ �سيا�سي حلاكم �إقليم �إ�سناده ح�سن. املعافر على تنزانيا . وخالل مرحلة الفتوح الإ�سالمية خارج جزيرة بداية التنوير العرب كانت املعافر من مناطق اليمن التي جادت يت�ضح من خالل ما طالعتنا به كتب التاريخ �أن بخرية رجاالتها الذين حملوا م�شاعل النور املعافر كانت وال تزال ت�شكل مركز ثقل و�إ�شعاع والهدى �إىل مناطق خمتلفة من العامل فكانوا يف ح�ضاري ومركزا من مراكز املدنية واحل�ضارة مقدمة اجليو�ش التي فتحت بالد ال�شام والعراق منذ الأزل حيث جاب ويجوب �أبنا�ؤها الآفاق فهم وفار�س وبالد م�صر واملغرب العربي وبالد الغال بحق نوار�س مهاجرة حتمل معها م�شاعل النور وبالد الهند وال�سند ,والكثري منهم �شارك يف واحل�ضارة منذ قدمي الزمان ,ولعل فيما ذكر و�ضع اخلطط لت�أ�سي�س املدن العربية الإ�سالمية �أعاله خري دليل على ذلك ,لي�س هذا فقط ,بل لقد كالكوفة والب�صرة والف�سطاط والقريوان . كانت املعافر عند بزوغ فجر الإ�سالم من �أوائل القبائل اليمنية التي �آمنت بر�سول الهدى حممد
كما تبني من خالل درا�سة وحتليل امل�صادر التاريخية التي تناولت املعافر بالذكر� ,أن املعافر كانت ومنذ القدم من املناطق التي ت�سعى �إىل حتقيق اال�ستقالل الذاتي عن ج�سم الدولة املركزية ،م�ستغلة بذلك موقعها اجلغرايف يف الطرف اجلنوبي الغربي من اليمن و�إطاللها على ال�ساحل الغربي ،ف� ً ضال عن قربها من الرب الإفريقي ،و�أن املعافر كانت يف مطلع الألف الأول قبل امليالد ،ذات قوة ع�سكرية واقت�صادية كبرية، وكان فيها الكثري من املدن امل�شار �إليها بالهِ َجر والكثري من القالع واحل�صون الع�سكرية التي �شكلت مواقع ع�سكرية متقدمة كانت تطل على الطرق التجارية ومدن الأ�سواق. نافذة لحضارة لم تدم طويال
تعد املعافر من �أقدم مناطق اليمن القدمي التي �أ�س�ست لقيام عالقات جتارية ن�شطة مع الربالإفريقي ومنها انطلق �أقدم املهاجرين اليمنيني اىل �أفريقيا "احلب�شة " حاملني معهم 55