كتاب سر ّاسم الله الاعظم

Page 1


‫حمَن ا ْلرَّحِيْم‬ ‫بِسْم الْلَّه ا ْلرَّ ْ‬ ‫حمَة الْلَّه وَ َب َركَاتُه‬ ‫الْسَّالم عَلَ ْيكُم َورَ ْ‬ ‫{إِن الْلَّه َومَلَا ِئكَتَه يُصَلُّوْن عَلَى الْنَّبِي يَاأَ ّيُهَا الَّذِيْن َآمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْه وَسَّلِمُوْا‬ ‫تَسْلِيْما}‬ ‫صَدَق الْلَّه ا ْل َعظِيْم‬ ‫وَيَا َمعَشّر ا ْلمُسِْلمِيْن يَا أَحْبَاب رَب ا ْلعَاَلمِيْن َورَسُوْلَه وَا ْلِإمَام ا ْل َمهْدِي لَقَد‬ ‫عرَاض ا ْلمُسِْلمِيْن عَن الْدَّعْوَة إِلَى اإلِحْ ِتكَام إِلَى كِتَاب الْلَّه الْ ُقرْآَن‬ ‫حَ ّيَرَنِي إِ ْ‬ ‫جمِ ْيعَا بِه مُ ْؤمِنُوْن َومِن ثَم تَ َذ ّكَرْت حَبِيْب قَلْبِي َو ُقرَّة‬ ‫ا ْل َعظِيْم ِبرَغْم أَ ّنَهُم َ‬ ‫حمَّد رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه‬ ‫عَيْنِي وَأُحِب الْنَّاس إِلَى نَفْسِي جَدِّي مُ َ‬ ‫وَسَلَّم فِي بَدْء ُنزُوْل الْ ُقرْآَن ا ْل َعظِيْم الَّذِي لَم َيكُن يُ ْؤمِن بِه أَحَد مِن ا ْلعَاَلمِيْن‬ ‫كَوْنِه كِتَاب جَدِيْد مِن رَّب ا ْلعَاَلمِيْن َومَا كَان قَوْل قَ ْومِه إِلَا أَن قَالُوْا‪:‬‬ ‫{ يَا أَ ّيُهَا الَّذِي ُنزِّل عَلَيْه الْ ّذِكْر إِنَّك َلمَجْنُوْن (‪})6‬‬ ‫عمَّه‬ ‫عظِيْما خُصُوْصَا َبعْد مَوْت َ‬ ‫حمَّد رَسُوْل الْلَّه إِذَى َ‬ ‫َفكَم َوكَم آَذَوْا جَدِّي مُ َ‬ ‫شيْء قَدِيْر َومِن َبعْد مَوْت أَبُو‬ ‫حمَتِه إِن رَبِّي عَلَى كُل َ‬ ‫حمَه ِبرَ ْ‬ ‫أَبُو طَالِب رَ ِ‬ ‫ش ِركِيْن كَوْنِه قَد مَات أَبُو طَالِب الَّذِيْن كَانُوْا يَخْشَوْنَه‬ ‫طَالِب اشْتَد أَذَى ا ْلمُ ْ‬ ‫حرَام‬ ‫حمَّد رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم بِا ْلمَسْجِد الْ َ‬ ‫َوكَان يُصَلِّي مُ َ‬ ‫حمَّد رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه‬ ‫ش ِركِيْن ا ْلكُبَار يَ ْنهَى جَدِّي مُ َ‬ ‫وَجَاء أَحَد ا ْلمُ ْ‬ ‫حرَام كَوْنِه لَا يُصَلِّي لِآلهَتم بَل يُصَلِّي‬ ‫وَآَلِه وَسَلَّم عَن الصَّلَاة فِي ا ْلمَسْجِد الْ َ‬ ‫يَسْجُد ِلرَبِّه وَيَقْ َترِب إِلَيْه‬ ‫وَلِذَلِك َنزَل قَوْل الْلَّه َتعَالَى ‪:‬‬ ‫{َأرَأَيْت الَّذِي يَ ْنهَى (‪ )9‬عَبَدا إِذَا صَلَّى (‪َ )01‬أرَأَيْت إِن كَان عَلَى ا ْلهُدَى‬ ‫(‪ )00‬أَو َأمَر بِالْتَّقْوَى (‪َ )01‬أرَأَيْت إِن كَذَّب وَتَوَلَّى (‪ )01‬أَلَم َيعْلَم ِبأَن الْلَّه‬ ‫َيرَى (‪ )01‬كَلَّا لَئِن لَّم يَنْتَه لَنَسْ َفعَن بِالْنَّاصِيَة (‪ )01‬نَاصِيَة كَاذِبَة خَاطِئَة‬ ‫طعْه وَاسْجُد وَاقْ َترِب‬ ‫(‪ )06‬فَلْيَدْع نَادِيَه (‪ )01‬سَنَدْع ا ْلزَّبَانِيَة (‪ )01‬كَلَّا لَا ُت ِ‬ ‫(‪})09‬‬


‫صَدَق الْلَّه ا ْل َعظِيْم‬ ‫حمَّد رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم لِلْصَّالة َكعَادَتِه فِي‬ ‫َومَن ثُم عَاد مُ َ‬ ‫ش ِركِيْن حَتَّى‬ ‫حرَام مِن بَعْد أَن مَ َنعَه عَدُو الْلَّه مَن كَان مِن َأكَابِر ا ْلمُ ْ‬ ‫ا ْلمَسْجِد الْ َ‬ ‫حمَّد رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم عَاد‬ ‫إِذَا عَلِم عَدُو الْلَّه أَن مُ َ‬ ‫حرَام وَعَدُو الْلَّه قَد َنهَاه عَن ذَلِك وَعَلِم عَدُو الْلَّه ِبأَن‬ ‫لِلِصَّلَاة فِي ا ْلمَسْجِد الْ َ‬ ‫حرَام وَهُو قَد َنهَاه عَن ذَلِك َومِن‬ ‫حمَّد رَسُوْل الْلَّه عَاد لِلِصَّلَاة فِي ا ْلمَسْجِد الْ َ‬ ‫مُ َ‬ ‫حمَّد رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه‬ ‫جزُور َومُ َ‬ ‫ثَم جَاء عَدُو الْلَّه ب َفرْث الْ َ‬ ‫جزُور عَلَى‬ ‫حرَام َومَن ثُم أَلْقَى بِ َفرْث الْ َ‬ ‫وَسَلَّم كَان سَاجِدَا ِلرَبِّه فِي ا ْلمَسْجِد الْ َ‬ ‫حمَّد رَسُوْل الْلَّه صَلَّى‬ ‫رَأْسِه وَهُو سَاجِد عَلَيْه الْصَّالة وَالْسَّالم وَلَكِن جَدِّي مُ َ‬ ‫طعْه وَاسْجُد وَاقْتَرِب صَدَق‬ ‫الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم تُ َذكِّر َأمْر الْلَّه إِلَيْه ‪{:‬كَلَّا لَا ُت ِ‬ ‫الْلَّه ا ْل َعظِيْم‬ ‫حمَّد رَسُوْل الْلَّه فِي الْسُّجُود بَيْن يَدَي رَبِّه وَهُو يَتَ َقرَّب‬ ‫َومَن ثُم طُوِّل جَدِّي مُ َ‬ ‫إِلَيْه ِبا ْلعَفْو عَن قَ ْومِه وَيَقُوْل‪:‬‬ ‫(الّْلَهُم اغْفِر لِقَ ْومِي َفإِ ّنَهُم لَا َيعَْلمُوْن)‬ ‫حمَّد رَسُوْل‬ ‫ش ِركِيْن يَ ْومَا" َبعْد يَوْم َفكَانُوْا يُؤْذُوْن جَدِّي مُ َ‬ ‫وَ​َلكِنَّه اشْتَد إِيْذَاء ا ْلمُ ْ‬ ‫الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم وَ ُيعُذَّبُوا مَن صَ ّدَقَه فَاتَّ ِبعْه حَتَّى ضَاق بِه‬ ‫الْحَال عَلَيْه الْصَّالة وَالْسَّالم َومِن ثَم ُقرِّر أَن ُيهَاجِر إِلَى ا ْلطَّائِف عَلَّه يَجِد‬ ‫جرَّد مَا َوفْد إِلَى‬ ‫صرُه وَيَشُد مِن ُأ ُزرِه فِي ا ْلطَّائِف وَ​َلكِنَّه ِبمُ َ‬ ‫مِن يُصَ ّدِقُه وَيَنْ ُ‬ ‫ا ْلطَّائِف وَبَدَأ يَدْعُوَهُم فِي نَادِ ْيهِم َو َمكَان تَجْ َم ُعهُم َفإِذَا هُم يَقُوْلُوْن‪ :‬أَلَسْت‬ ‫س ِمعْنَا بِك مِن قَبْل أَن َتأْتِيَنَا يَامَن تُ َذكِّر آَلِهَتِنَا بِسُوَء‬ ‫حمَّد مَجْنُوْن ُقرَيْش لَقَد َ‬ ‫مُ َ‬ ‫سهِم وَلَم‬ ‫طرَدُوه مِن مَجْلِ ِ‬ ‫جرَوْه َو َ‬ ‫فَاذْهَب عَنّا أَ ّيهَا ا ْلمَجْنُوْن وُ َن َهرُوْه َوزَ َ‬ ‫سمِع الْصَّبِيَّة أَن آَبَاءَهُم يَقُوْلُوْن ِلهَذَا‬ ‫ُي ْك ِرمُوْه حَتَّى َكرَم الْضِّيَافَة َومَن ثُم َ‬ ‫ا ْلرَّجُل مَجْنُوْن َومَن ثُم تَ ِبعُوْه الْصَّبِيَّة َوكَانُوْا يَقْ ِذفُوْنَه بِالْحِجَارَة وَ​َلكِن خَا ِدمُه‬ ‫ظ ْهرِه ِب َمعْنَى أَنَّه‬ ‫زَيْد إِبْن حَارِثَة عَلَيْه الْصَّالة وَالْسَّالم كَان يُدَافِع عَن الْنَّبِي ِب َ‬ ‫ظ ْهرَه ِدرْع لِلْنَّبِي حَتَّى لَا تُصِيْبُه حِجَارَة الْصَّبِيَّة وَ​َلكِ ّنَهَا أَصَابَتْه‬ ‫جعَل َ‬ ‫كَان يَ ْ‬ ‫شَرِيْفَة َفأَ َدمَتْه حَتَّى كَان يَسِيْر وَهُو َي ْعرُج مِن ا ْلأَلَم َومَن ثُم‬ ‫حَجَر فِي قَ َدمِه الْ ّ‬ ‫لَجَأ إِلَى بُسْتَان كَبِيْر الْقَوْم بِا ْلطَّائِف وَدَخَل فِيْه فَوَجَد فِيْه حَارِسَا" طَيِّبَا مِن‬


‫جرَة َومَن ثُم ذَهَب ِلكَي يَحْضُر لَه عُنْقُود‬ ‫أَهْل ا ْلكِتَاب فَقَادَه إِلَى تَحْت ظَل شَ َ‬ ‫سمَع الْنَّبِي َي ُه ّمُهُم بِالْدُّعَاء وَهُو رَافِع‬ ‫عِنَب وَأَثْنَاء عَوْدَتِه إِلَى الْنَّبِي َفإِذَا هُو يَ ْ‬ ‫شكُو إِلَيْه َوكَان يَقُوْل عَلَيْه الْصَّلَاة وَالْسَّلَام ‪:‬‬ ‫يَدَيْه إِلَى رَبِّه يَ ْ‬ ‫ضعْف قُوَّتِي َوقِلَّة حِيْلَتِي وَهَوَانِي عَلَى الْنَّاس يَا َأرْحَم‬ ‫شكُو إِلَيْك َ‬ ‫(الّْلَهُم أَ ْ‬ ‫ضعَفِيْن وَأَنْت رَبِّي إِلَى مَن َتكِلُنِي إِلَى عَدُو‬ ‫حمِيْن أَنْت رَب ا ْلمُسْتَ ْ‬ ‫ا ْلرَّا ِ‬ ‫ج ّهَمُنِي أَم إِلَى أَحَد مَ​َلكَتْه َأ ْمرِي إِن لَم َيكُن بِك غَضَب عَلَي فَلَا أُبَالِي أَلَّا إِن‬ ‫يَتَ َ‬ ‫ش َرقَت لَه ا ْلظُُّلمَات وَصُلْح‬ ‫جهِك الَّذِي أَ ْ‬ ‫حمَتَك هِي أَوْسَع لِي وَأَعُوْذ بِنُوْر وَ ْ‬ ‫رَ ْ‬ ‫خرَة لَك اَلعُتْبى حَتَّى َترْضَى )‬ ‫عَلَيْه َأمْر الْدُّنْيَا وَا ْلآَ ِ‬ ‫َومَن ثُم هَبَط بَيْن يَدَيْه رَسُوْل رَب ا ْلعَاَلمِيْن إِلَيْه جِ ْبرِيْل عَلَيْه الْصَّالة‬ ‫حمَّد رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْك َومَلَا ِئكَتَه لَقَد أَ َمرَنِي الْلَّه‬ ‫وَالْسَّالم َوقَال يَامُ َ‬ ‫حمَّد رَسُوْل الْلَّه صَلَّى‬ ‫أَن ُأطْبِق عَلَ ْيهِم ا ْلأَخْشَبَيْن إِن شِئْت َومِن ثَم تَبَسَّم مُ َ‬ ‫حكَا َوقَال‪:‬‬ ‫الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم ضَا ِ‬ ‫( كَلَّايَا أَخِي يَاجِ ْبرِيْل َفمَا دَام رَبِّي رَاضِي عَن عَبْدِه فَلَا أُبَالِي وَعَسَى أَن‬ ‫حمَّد رَسُوْل الْلَّه )انْ َتهَى‬ ‫َيأْتِي مِن أَصْلَا ِبهِم مَن يَقُوْل لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه مُ َ‬ ‫حمَّد رَسُوْل الْلَّه صَلَّى‬ ‫عَلَيْك صَلَاة الْلَّه وَسَلَامُه يَاحَبِيْب قَلْبِي َو ُقرَّة عَيْنِي يَامُ َ‬ ‫الْلَّه عَلَيْك وَآَلِك ا ْل ُم ْك َرمِيْن وَسَلَّم تَسْلِيْما" ‪ ..‬وَيَا ُأمَّة ا ْلإِسْالم يَا حُجَّاج بَيْت‬ ‫حمَّد رَسُوْل‬ ‫صرَا ِلمُ َ‬ ‫غ ّرَكُم فِي ا ْلِإمَام ا ْل َمهْدِي الَّذِي َبعَثَه الْلَّه نَا ِ‬ ‫حرَام مَا َ‬ ‫الْلَّه الْ َ‬ ‫الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم َفهَل جَا َءكُم مِن الْقَوْل مَالَم َيأْتِي مِن قَبْل َوقَال‬ ‫الْلَّه َتعَالَى ‪:‬‬ ‫{ َأفَلَم يَدَّ ّبَرُوٓا الْقَوْل أَم جَاءَهُم مَّا لَم َيأْت آَبَاءَهُم ا ْلأَوَّلِيْن }‬ ‫ظكُم بِوَاحِدَة هُو أَن‬ ‫عُ‬ ‫وَيَا ُأمَّة ا ْلإِسْالم إِن الْلَّه َيعْلَم وَأَنْتُم لَا َتعَْلمُوْن وَإِ ّنَمَا أَ ِ‬ ‫حمَّد الْ َيمَانِي‬ ‫تُنِيْبُوْا إِلَى الْلَّه فِي خَلَوَا ُتكُم ِبرَ ّبِكُم وَتَخَيَّلُوْا لَو أَن ا ْلِإمَام نَاصِر مُ َ‬ ‫ظرُوْن بِفَارِغ الْصَّبْر وَأَنْتُم عَنْه‬ ‫هُو حَقّا خَلِيْفَة الْلَّه ا ْلإِمَام ا ْل َمهْدِي الَّذِي لَه تَنْ َت ِ‬ ‫ح ُكمُوْا‬ ‫حمَّد الْيَمَانِي مَن الْصَّا ِدقِيْن فَلَا تَ ْ‬ ‫ُم ْعرِضُوْن َفمَا يُ ْدرِ ْيكُم َلعَل نَاصِر مُ َ‬ ‫عَلَيْه أَنَّه َكمَثَل الَّذِيْن خَلَوْا مِن قَبْلِه مِن ا ْل َمهْدِيِّيْن ا ْلكَاذِبِيْن‬


‫ضرَّعُوْا بَيْن يَدَيْه وَأَنِيْبُوْا إِلَيْه لَيُبْصِر‬ ‫بَل أَنِيْبُوْا إِلَى رَ ّبِكُم فِي جَوْف الْلَّيْل وَتَ َ‬ ‫قُلُوْ ِبكُم بِالْحَق َوقُوْلُوْا‪:‬‬ ‫(الّْلَهُم إِنَّك َتعْلَم وَعِبَادِك لَا َيعَْلمُوْن سُبْحَانَك لَا عِلْم لَنَا إِلَا مَا عَّلَمْتَنَا إِنَّك انْت‬ ‫حمَّد الْ َيمَانِي هُو حَقّا خَلِيْفَة الْلَّه ا ْلِإمَام‬ ‫حكِيْم الّْلَهُم إِن كَان نَاصِر مُ َ‬ ‫ا ْلعَلِيْم الْ َ‬ ‫ظرُه بِفَارِغ الْصَّبْر الّْلَهُم فَبَصُر قُلُوْبَنَا بِالْحَق حَتَّى‬ ‫ا ْل َمهْدِي ا ْلمُنْ َتظَر الَّذِي نَنْ َت ِ‬ ‫سرَة عَلَيْنَا وَنَدَامَة فَ َنعْض عَلَى أَيْدِيَنَا مِن شِدَّة الْنَّدَم لَو أَنَّنَا صَ ّدَقْنَاه‬ ‫لَا َيكُوْن حَ ْ‬ ‫شرِيَّة وَخَيْر الْ َبرِيَّة الّْلَهُم إِن كَان نَاصِر‬ ‫جعَلُنَا مَن ا ْل ُم ْك َرمِيْن َومَن صَفْوَة الْبَ َ‬ ‫فَتَ ْ‬ ‫حمَة‬ ‫عظِيْم َورَ ْ‬ ‫حمَّد الْ َيمَانِي هُو حَقّا ا ْل َمهْدِي ا ْلمُنْ َتظَر َفإِنَّه فَضْل مِن الْلَّه َ‬ ‫مُ َ‬ ‫جعَلْنَا مِن الْشَّا ِكرِيْن أَن قَ ّدَرْت َبعَث ا ْل َمهْدِي ا ْلمُنْ َتظَر فِي ُأمَّتِنَا وجِيْلْنا‬ ‫لِ ْلُأمَّة فَا ْ‬ ‫َفكَم َتمُنُّوْا ا ْلُأمَم مِن قَبْلِنَا أَن يَبْعَثَه الْلَّه فِ ْيهِم وَ​َلكِن لَم يِحُالُ ِفهُم الْحَظ َفإِذَا َبعَثْتُه‬ ‫جعَلْنَا مِن‬ ‫فِيْنَا فَقَد فَضَّلْتَنَا عَلَى الُْأمَم بِ َبعْث ا ْلِإمَام ا ْل َمهْدِي ا ْلمُنْ َتظَر فِي ُأمَّتِنَا فَا ْ‬ ‫حمِيْن الّْلَهُم عَبْدُك فِي ذِمَّتِك أَن لَا يَفُوْتَنِي‬ ‫حمَتِك يَا َأرْحَم ا ْلرَّا ِ‬ ‫الْشَّا ِكرِيْن ِبرَ ْ‬ ‫حمَّد الْ َيمَانِي هُو حَقّا ا ْل َمهْدِي ا ْلمُنْ َتظَر‬ ‫الْتَّصْدِيْق بِالْحَق إِن كَان نَاصِر مُ َ‬ ‫حمَّد رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم َفكَيْف‬ ‫الْنَّاصِر ّلِمَا جَاء بِه مُ َ‬ ‫ُنكَذِّب حَبِيْب الْلَّه وَحَبِيْب رَسُوْلِه وَ َنعُوْذ بِالِلّه أَن ُنكَذِّب خَلِيْفَة الْلَّه ا ْل َمهْدِي لَو‬ ‫قُدِّر الْلَّه َبعَثَه فِيْنَا َوقَدَّر عْثَورَنا عَلَى دَعْوَتِه لِ ْلعَاَلمِيْن أَن لَا َنكُوْن مِن‬ ‫حمَّد رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه‬ ‫الْسَّابِقِيْن ا ْلمُصَّ ّدِقِين لِخَلِيْفَة الْلَّه الَّذِي بَشَّر بِبَعْثِه مُ َ‬ ‫عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم الّْلَهُم إِنَّك قُلْت َوقَوْلُك الْحَق َوقَال رَ ّبُكُم ادْعُوْنِي أَسْتَجِب َلكُم‬ ‫حمَّد الْ َيمَانِي هُو حَقّا‬ ‫وَهَا هُو عَبْدُك يَدْعُوَك مُنِيْبا إِلَيْك إِن كَان نَاصِر مُ َ‬ ‫جعَلَنِي مِن ا ْلمُصَ ّدِقِيْن َومَن ا ْلأَنْصَار الْسَّابِقِيْن ا ْلأَخْيَار‬ ‫ا ْل َمهْدِي ا ْلمُنْ َتظَر أَن تَ ْ‬ ‫ظُهُور بِ َبأْس شَدِيْد مِن لَّدُنْك بِالْدُّخَان ا ْلمُبِيْن‬ ‫فِي عَصْر الْحِوَار مِن قَبْل ا ْل ّ‬ ‫يَاحَي يَاقَيُّوْم يَامَن يَحُوْل بَيْن ا ْل َمرْء َوقَلْبِه لَا َت ْعمَي قَلْب عَبْدِك وَ​َأمَتُك عَن‬ ‫حمَة وَعِ ْلمِا يَامَن تَحُوْل‬ ‫شيْء رَّ ْ‬ ‫سعَت كُل َ‬ ‫الْحَق وَالْحَق أَحَق أَن يُتَّبَع يَامَن وَ ِ‬ ‫بَيْن ا ْل َمرْء َوقَلْبِه َفإِذَا كَان هُو حَقّا ا ْلِإمَام ا ْلمَهْدِي فَلِيلَين قُلُوْبَنَا بَيَانَه وَتَ ْذرِف‬ ‫طمَئِن قُلُوْبُنَا أَنَّه حَقّا ا ْلِإمَام ا ْل َمهْدِي لَا شَك‬ ‫ع َرفْنَا مَن الْحَق حَتَّى َت ْ‬ ‫أَعْيُنِنَا ِممَّا َ‬ ‫حمِيْن إِنَّك قُلْت َوقَوْلُك الْحَق ‪:‬‬ ‫حمَتِك يَا َأرْحَم ا ْلرَّا ِ‬ ‫وَلَا رَيْب ِبرَ ْ‬ ‫{الَلَّه يَجْتَبِي إِلَيْه مَن يَشَاء وَ َيهْدِي إِلَيْه مَن يُنِيْب(‪})01‬صَدَق الْلَّه ا ْل َعظِيْم‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬


‫و ِبمَا إِنِّي ا ْلِإمَام ا ْل َمهْدِي الْحَق فَوَاللَّه الَّذِي لَا إِلَه غَ ْيرِه أَن مِن فَاضَت عَيْنَاه‬ ‫أَثْنَاء تِلَاوَة هَذَا الْبَيَان أَنَّه مَن أَحْبَاب الْلَّه َورَسُوْلَه وَا ْل َمهْدِي الْمُنْتَظَر وَأَن الْلَّه‬ ‫صِرَاط ا ْلمُسْتَقِيْم َفكُوْنُوْا مِن الْشَّا ِكرِيْن يَا أَحْبَاب رَب‬ ‫سَوْف َيهْدِي قَلْبَه إِلَى الْ ّ‬ ‫ا ْلعَاَلمِيْن وَأَنِيْبُوْا إِلَى رَ ّبِكُم لِ َيهْدِي قُلُوْبِكُم َوكُوْنُوْا مِن الْقَوْم الَّذِي وَعَد الْلَّه‬ ‫حكَم الْ ُقرْآَن ا ْل َعظِيْم فِي قَوْل الْلَّه َتعَالَى ‪:‬‬ ‫ِبهِم فِي مُ ْ‬ ‫{يَا أَ ّيُهَا الَّذِيْن آَمَنُوْا مَن َيرْتَد مِ ْنكُم عَن دِيْنِه فَسَوْف َيأْتِي الْلَّه بِقَوْم يُحِ ّبُهُم‬ ‫عزَّة عَلَى ا ْلكَا ِفرِيْن يُجَاهِدُوْن فِي سَبِيِل الْلَّه وَلَا‬ ‫وَيُحِبُّوْنَه أَذِلَّة عَلَى ا ْلمُ ْؤمِنِيْن أَ ِ‬ ‫يَخَافُوْن لَ ْومَة لَائِم ذَلِك فَضْل الْلَّه يُؤْتِيَه مَن يَشَاء وَالْلَّه وَاسِع عَلِيِّم}‬ ‫صَدَق الْلَّه ا ْل َعظِيْم‬ ‫وَيَا أَحْبَاب قَلْبِي َو ُقرَّة عَيْنِي ِذ ْك ُركُم وَا ْلأُنْثَى إِنِّي أُحِ ّبُكُم فِي الْلَّه وَأَحَب َلكُم مَا‬ ‫أَحَبَّه لِنَفْسِي وَ​َأ ْكرَه َلكُم مَا َأ ْكرَه لِنَفْسِي وَُأرِيْد َلكُم ا ْلهُدَى وَالْنَّجَاة وَلَيْس‬ ‫ا ْلعَذَاب َفكُوْنُوْا مِن أُوْلِي ا ْلأَلْبَاب‬ ‫وَيَا أَحْبَابِي فِي حُب الْلَّه َلمَّا ُتكَذِّبُوْنِي وَتَشْ ُتمُوْنِي وَتَ ْلعَنُوْنِي يَا َمعْشَر ا ْلمُسِْلمِيْن‬ ‫َفهَل دَعَوْ ُتكُم إِلَى بَاطِل َفكَيْف َيكُوْن عَلَى بَاطِل مِن يَدْعُو إِلَى عِبَادَة الْلَّه‬ ‫شرِيْك لَه وَيَ ْأمُر الْنَّاس أَن َيكُوْنُوْا عَبِيْدَا" لِلَّه لِتَحْقِيْق ا ْلهَدَف مِن‬ ‫وَحْدَه لَا َ‬ ‫ط َمعَا فِي حُب الْلَّه َو ُقرْبِه وَ َنعِيْم رِضْوَان نَفْسُه‬ ‫خَلَ َقهُم فَيَتَنَافِسُون إِلَى رَ ّبِهِم َ‬ ‫ظِمُونِي مِن دُوْن الْلَّه َوكَيْف‬ ‫سُبْحَانَه وَ َتعَالَى عُلُوّا"كَبَ ْيرِا َومَا َأ َمرْ ُتكُم أَن ُت َع ّ‬ ‫تَجْ َتمِع الْنُّوْر وَا ْلظُُّلمَات‬ ‫َوقَال الْلَّه َتعَالَى ‪:‬‬ ‫حكْم وَالْنُّبُوَّة ثُم يَقُوْل لِلْنَّاس كُوْنُوْا‬ ‫{ مَا كَان لِبَشَر أَن يُؤْتِيَه الْلَّه ا ْلكِتَاب وَالْ ُ‬ ‫عِبَادَا لِّي مِن دُوْن الْلَّه وَلـكِن كُوُنُوُا رَبَّانِيِّيْن ِبمَا كُنْتُم ُتعَّلِمُوْن ا ْلكِتَاب وَ ِبمَا‬ ‫كُنْتُم تَ ْدرُسُوْن }‬ ‫صَدَق الْلَّه ا ْل َعظِيْم‬ ‫حمَّد الْ َيمَانِي لَا يَقُوْل َلكُم‬ ‫َفكَذَلِك تَجِدُوْن دَعْوَة ا ْلِإمَام ا ْل َمهْدِي نَاصِر مُ َ‬ ‫اتَّخِذُوْنِي إِلَها" مِن دُوْن الْلَّه وَ​َلكِن كُوْنُوْا رَبَّانِيِّيْن وَاعْبُدُوْا الْلَّه رَبِّي َورَ ّبَكُم‬ ‫وَتَنَافَسُوُا فِي حُب الْلَّه َو ُقرْبِه وَ َنعِيْم رِضْوَان نَفْسِه فَ​َلمَّا ُتكَذِّبُوْنِي يَا إِخْوَانِي‬


‫ا ْلمُسِْلمِيْن َفإِنِّي أَخْشَى عَلَ ْيكُم مِن عَذَاب يَوْم عَقِيْم فَلَا تَخَافُوَا فَلَن يَدْعُو عَلَ ْيكُم‬ ‫ا ْلِإمَام ا ْل َمهْدِي وَإِن نَفِد صَ ْبرِي وَدَعَوْت عَلَ ْيكُم فِي سَاعَة غَضِب َفَأرْجُو مِن‬ ‫عظِيْم‬ ‫حمَتِه الَّتِي كَتَب عَلَى نَفْسِه وَبِحَق َ‬ ‫رَبِّي بِحَق لَا إِلَه إِلَا هُو وَبِحَق رَ ْ‬ ‫جزْء مِن هَ َدفَي ا ْل َعظِيْم أَلَا‬ ‫ُنعَيْم رِضْوَان نَفْسِه أَن لَا يَجِيْب دَعْوَتِي ِلأَ ّنَكُم ُ‬ ‫وَالْلَّه لَا وَلَن َأ ْفرَط فِ ْيكُم فَلَا تَخْشَوُا دُعَائِي وَ​َلكِنِّي أَخْشَى عَلَ ْيكُم دَعْوَة أَحَد‬ ‫أَنْصَارِي َكمَثَل نَبِي الْلَّه لُوْط وَإِ ْبرَاهِيْم َفَأمَّا نَبِي الْلَّه إِ ْبرَاهِيْم فَقَال ‪:‬‬ ‫{وَاجْنُبْنِي وَبَنِي أَن نَّعْبُد ا ْلأَصْنَام (‪ )11‬رَب إِ ّنَهُن أَضْلَلْن كَثِيْرا مِّن الْنَّاس‬ ‫َفمَن تَ ِبعَنِي َفإِنَّه مِنِّي َومَن عَصَانِي َفإِنَّك غَفُوْر رَّحِيْم } صَدَق الْلَّه ا ْل َعظِيْم‬ ‫وَ​َلكِن الْلَّه أَهْلَك قَوْم إِ ْبرَاهِيْم بِسَبَب دَعْوَة نَبِي الْلَّه لُوْط وَلَم يُصَدِّق رَسُوْل‬ ‫الْلَّه إِ ْبرَاهِيْم عَلَيْه الْصَّالة وَالْسَّالم إِلَا نَبِي الْلَّه لُوْط‬ ‫َوقَال الْلَّه َتعَالَى‪َ {:‬فآَمَن لَه لُوْط } صَدَق الْلَّه ا ْل َعظِيْم‬ ‫َومَن ثُم أَهْلَك الْلَّه الْقَوْم بِسَبَب دُعَاء نَبِي الْلَّه الْصِّدِّيق لُوْط صَلَّى الْلَّه عَلَيْه‬ ‫وَآَلِه وَسَلَّم فَاسْتَجَاب الْلَّه دَعْوَة نَبِيِّه لُوْط وَأَهْلَك الْقَوْم ِب َمطَر الْسُّوْء مَّن‬ ‫كَ ْوكَب ا ْلعَذَاب‬ ‫َوكَذَلِك أَخْشَى عَلَى ا ْلمُسِْلمِيْن مِن دَعْوَة أَحَد أَنْصَار ا ْل َمهْدِي ا ْلمُنْتَظَر وَلِذَلِك‬ ‫َأقُوْل يَا أَحْبَاب قَلْبِي وَيَا ُقرَّة عَيْنِي يَا َمعْشَر ا ْلأَنْصَار الْسَّابِقِيْن ا ْلأَخْيَار فِي‬ ‫سَمَاوَات وَا ْلَأرْض‬ ‫سأَلْ ُتكُم بِالْلَّه ا ْل َعظِيْم رَب الْ ّ‬ ‫ظُهُور َ‬ ‫عَصْر الْحِوَار مِن قَبْل ا ْل ّ‬ ‫َومَا بَيْ َنهُم َورُب ا ْل َعرْش ا ْل َعظِيْم أَن لَا تَجْلِبُوْا إِلَى نَفَس رَبِّي َمزِيْدَا" مَن‬ ‫سرَة عَلَى عِبَادِه ِلأَ ّنَكُم إِذَا دَعَوْتُم عَلَى الْقَوْم اسْتَجَاب الْلَّه دُعَا ْءكُم تَصْدِيْقا‬ ‫الْحَ ْ‬ ‫لِوَعْدِه الْحَق أَن يَنْصُ َركُم عَلَى مَن كَذِ ُبكُم فَيَهْلِك عَدُ ّوِكُم وَيَسْتَخْلِ َفكُم مِن‬ ‫َبعْدِهِم إِن الْلَّه لَا يُخْلِف ا ْلمِ ْيعَاد وَ​َلكِن يَا أَحْبَاب قَلْب ا ْلِإمَام ا ْل َمهْدِي وَالْلَّه الَّذِي‬ ‫حمَة مِنِّي بِالْنَّاس بَل ِلأَنِّي وَجَدْت أَن‬ ‫سأَلْ ُتكُم بِالْلَّه أَن تَ ْفعَلُوَا رَ ْ‬ ‫لَاإِلَه غَ ْيرُه مَا َ‬ ‫حمِيْن وَلَم أَجِد فِي الْكِتَاب أَن عِبَادِه يَهِنُوا عَلَيْه ِبرَغْم‬ ‫رَبِّي هُو حَقّا َأرْحَم الْرَّا ِ‬ ‫أَنَّه لَم َيظِْل ْمهُم شَيْئا سُبْحَانَه وَ َتعَالَى عُلُوّا" كَبِ ْيرِا وَلَا َيظْلِم رَبُّك أَحَدا وَ​َلكِن يَا‬ ‫حمَن ا ْلرَّحِيِم هُو حَقّا رَّحِيْم أَلَا وَالْلَّه الَّذِي لَا إِلَه‬ ‫إِخْوَانِي لَو َتعَْلمُوْن كَم ا ْلرَّ ْ‬ ‫حمَة ا ْلأُم بِوَلَدِهَا حَتَّى‬ ‫حمَة الْلَّه ِبعِبَادِه َورَ ْ‬ ‫غَ ْيرِه أَنَّه لَا مَجَال لِ ْلمُقَارَنَة بَيْن رَ ْ‬ ‫جهَنَّم‬ ‫صرُخ وْبِ ُتعَذّب فِي نَار َ‬ ‫وَلَو عَصَاهَا أَلْف عَام ِلمَا هَان عَلَيْه وَهُو يَ ْ‬


‫سمَع‬ ‫عظِيْم َوكَم مَدَى حَسْرَ َتهَا عَلَى وَلَدِهَا وَهِي تَ ْ‬ ‫حزْ ِنهَا َ‬ ‫فَتَصَ ّوَرْوَا كَم ُ‬ ‫جهَنَّم َفمَا بَاُلكُم ِبمَن هُو أَرْحَم مِ ْنهَا ِبعِبَادِه الْلَّه َأرْحَم‬ ‫صرَاخَه فِي نَار َ‬ ‫ُ‬ ‫حمِيْن فَلَا َنزَال نُ َذ ّك َركُم وَنَقُوُل أَن الْلَّه يَتَحَسَّر عَلَى عِبَادِه الَّذِيْن ظَ​َلمُوَا‬ ‫ا ْلرَّا ِ‬ ‫سهُم وَأَهِْل ْكهُم بِسَبَب دُعَاء أَنْبِيَا ِئهِم عَلَ ْيهِم َبعْد أَن كَذَّبُوُا بِالْحَق مِن رَ ّبِهِم‬ ‫أَنْفُ َ‬ ‫حمْتَه فِي نَفْسِه‬ ‫عظِيْم صِفَة رَ ِ‬ ‫وَ َبرَغْم أَن الْلَّه لَم َيظِْل ْمهُم شَيْئا وَ​َلكِن بِسَبَب َ‬ ‫شرَة فَوْر هَلْا ِكهِم مِن َبعْد دُعَاء‬ ‫سِرَا" عَلَى عِبَادِه مُبَا َ‬ ‫حزِيْنَا" مُتَحَ ّ‬ ‫تَجِدُوْه َ‬ ‫ا ْلأَنْبِيَاء وَالْصَّالِحِيْن عَلَ ْيهِم َوقَد عَِلمْتُم ذَلِك فِي قَوْل الْلَّه َتعَالَى ‪:‬‬ ‫سرَة عَلَى ا ْلعِبَاد مَا َيأْتِ َيهِم‬ ‫{إِن كَانَت إِلَا صَيْحَة وَاحِدَة َفإِذَا هُم خَامِدُون يَا حَ ْ‬ ‫مِن رَّسُوْل إِلَا كَانُوْا بِه يَسْ َت ْهزِئُوْن ﴿‪﴾11‬أَلَم َيرَوْا كَم أَهَْلكْنَا قَبْلَهُم مِّن الْ ُقرُوْن‬ ‫ضرُوْن ﴿‪}﴾11‬‬ ‫جمِيْع لَّدَيْنَا مُحْ َ‬ ‫جعُوْن ﴿‪﴾10‬وَإِن كُل ّلَمَّا َ‬ ‫أَ ّنَهُم إِلَ ْيهِم لَا َيرْ ِ‬ ‫صَدَق الْلَّه ا ْل َعظِيْم‬ ‫ح َكمَة ِلكَي يُصَ ّدِقُوْا الْلَّه‬ ‫وَلَا َيزَال ا ْلِإمَام ا ْل َمهْدِي يُ ْذكَر أَنْصَارِه ِبهَذِه ا ْلآَيَة ا ْلمُ ْ‬ ‫فَيُصَ ّدِ ُقهُم فَيَقُوْلُوْا‪:‬‬ ‫حمَن عَن حَالِك َفكَيْف نَسْ َتطِيْع أَن‬ ‫ع ّرَفَنَا الْخَبِيْر بِا ْلرَّ ْ‬ ‫يَا إِلَه ا ْلعَاَلمِيْن لَقَد َ‬ ‫حزِيْن فِي نَفْسِه َومُتَحَسِّر‬ ‫َنسْ َتمْتِع بِ َنعِيْم الْحِنَّة وَالْحُوْر ا ْلعَيْن وَحَبِيْبِنَا الْلَّه َ‬ ‫عَلَى عِبَادِه هَ ْيهَات هَ ْيهَات أَن َنرْضَى حَتَّى َيكُوْن مِن هُو أَحَب إِلَيْنَا مِن‬ ‫سِرَا" وَلَا‬ ‫الْجَنَّة وَالْحَوَر ا ْلعَيْن الْلَّه رَب ا ْلعَاَلمِيْن رَاضِي فِي نَفْسِه لَا مُتَحَ ّ‬ ‫حزِيْنَا" َفإِذَا لَم تَ ْفعَل فَ​َلمَّا خَلَقْتَنَا يَا إِلَه ا ْلعَاَلمِيْن َفهَل خَلَقْتَنَا مِن أَجْل الْجَنَّة‬ ‫َ‬ ‫وَحَ ْورَها أَم خِلْقَ ِتهَا مِن أَجْلِنَا وَخَلَقْتَنِا َنعْبُد حُبَّك َو ُقرْبِك وَ َنعِيْم رِضْوَان نَفْسَك‬ ‫سرُورَا وَهُو قَد عَلِم‬ ‫َفكَم نُحِبُّك يَا الْلَّه َوكَيْف يَسْ َتطِيْع مَن يُحِب أَن َيكُوْن مَ ْ‬ ‫عظِيْما"‪ ..‬كَلَّا َورَبِّي لَا َترْضَى الْنَفَس حَتَّى‬ ‫حزْنِا" َ‬ ‫حزِيْن فِي نَفْسِه ُ‬ ‫أَن حَبِيْبَه َ‬ ‫سرُورَا وَلِذَلِك أَتَوَسَّل إِلَ ْيكُم يَا أَحْبَاب الْلَّه‬ ‫َيكُوْن الْحَبِيْب رَاضِي فِي نَفْسِه مَ ْ‬ ‫عظَم أَن‬ ‫حكَم كِتَابِه إِن كُنْتُم ُتحِبُّوْن الْلَّه بِالْحُب ا ْلأَ ْ‬ ‫يَامَن وَعَد الْلَّه ِبهِم فِي مُ ْ‬ ‫عظَم فَلَا تَدْعُوَا عَلَى ا ْلمُسِْلمِيْن وَالْنَّاس‬ ‫تُسَاعدُوْنِي عَلَى تَحْقِيْق الْ ّنَعِيم ا ْلأَ ْ‬ ‫ج َمعِيْن وَإِن كَان لَا بُد َفعَلَى الْشَّيَاطِيْن مَن الْجِن وَا ْلإِنْس تَدْعُوَن حَتَّى يَذُ ْوقُوا‬ ‫أَ ْ‬ ‫حمَة وَعِ ْلمِا‬ ‫شيْء رَّ ْ‬ ‫شأْن سُبْحَانَه وَسِع كُل َ‬ ‫وَبَال َأ ْمرِهِم َوكُل يَوْم هُو فِي َ‬ ‫حمَة رَ ّبِهِم َكمَا يَئِس ا ْل ُكفَّار مِن َأصْحَاب الْقُبُوْر وَهَذَا‬ ‫وَ​َلكِ ّنَهُم يَائِسُوْن مِن رَ ْ‬


‫حمَة الْلَّه الَّذِي نَادَى عِبَادِه ِبمَا‬ ‫سهِم بِسَبَب الْ َيأْس مِن رَ ْ‬ ‫طَأَهُم َفظَ​َلمُوْا أَنْفُ ِ‬ ‫خّ‬ ‫َ‬ ‫سَمَاوَات وَا ْلَأرْض َوقَال ا ْلغَفُوْر ا ْلرَّحِيْم ‪:‬‬ ‫فِ ْيهِم إِبْلِيْس َوكَافَّة عَبِيْدُه فِي الْ ّ‬ ‫حمَة الْلَّه إِن الْلَّه‬ ‫سهِم لَا تَقْ َنطُوْا مِن رَّ ْ‬ ‫س َرفُوْا عَلَى أَنْفُ ِ‬ ‫{قُل يَا عِبَادِي الَّذِيْن أَ ْ‬ ‫جمِيْعا إِنَّه هُو ا ْلغَفُوْر ا ْلرَّحِيْم وَأَنِيْبُوْا إِلَى رَ ّبِكُم وَأَسِْلمُوا لَه مِن‬ ‫َيغْفِر الْذُّنُوب َ‬ ‫صرُوْن وَاتَّ ِبعُوْا أَحْسَن مَا أُ ْنزِل إِلَ ْيكُم مِّن رَّ ّبِكُم‬ ‫قَبْل أَن َيأْتِ َيكُم ا ْلعَذَاب ثُم لَا تُنْ َ‬ ‫سرَتَى‬ ‫مِّن قَبْل أَن َيأْتِ َيكُم ا ْلعَذَاب َبغْتَة وَأَنْتُم لَا تَشْ ُعرُوْن أَن تَقُوْل نَفْس يَا حَ ْ‬ ‫خرِيْن أَو تَقُوْل لَو أَن الْلَّه‬ ‫عَلَى مَا َف ّرَطْت فِي جَنْب الْلَّه وَإِن كُنْت َلمِن الْسَّا ِ‬ ‫هَدَانِي َلكُنْت مِن ا ْلمُتَّقِيْن أَو تَقُوْل حِيْن َترَى ا ْلعَذَاب لَو أَن لِي َكرَّة َفَأكُوْن‬ ‫مِن ا ْلمُحْسِنِيْن بَلَى قَد جَاءَتْك آَيَاتِي َفكَذَّبْت ِبهَا وَاسْ َتكْ َبرْت َوكُنْت مِن‬ ‫ا ْلكَا ِفرِيْن }‬ ‫صَدَق الْلَّه ا ْل َعظِيْم‬ ‫فَبِاللَّه عَلَ ْيكُم هَل يَسْ َتطِيْع أَن يَقُوْل أَب َلأَوْلَادِه وَهُو غَاضِب غَضِبَا شَدِيْدا" يَا‬ ‫حمِيْن ِبرَغْم غَضَبُه الْشَّدِيْد مِن‬ ‫ظرُوْا إِلَى الْلَّه َأرْحَم ا ْلرَّا ِ‬ ‫أَوْلَادِي وَ​َلكِن ا ْن ُ‬ ‫ج ِرمِيْن يَقُوْل ‪:‬‬ ‫عِبَادِه ا ْلمُ ْ‬ ‫حمَة الْلَّه إِن الْلَّه َيغْفِر‬ ‫سهِم لَا تَقْ َنطُوْا مِن رَّ ْ‬ ‫{ يَا عِبَادِي الَّذِيْن أَسْ َرفُوْا عَلَى أَنْفُ ِ‬ ‫جمِيْعا إِنَّه هُو ا ْلغَفُوْر ا ْلرَّحِيْم }‬ ‫الْذُّنُوب َ‬ ‫صَدَق الْلَّه ا ْل َعظِيْم‬ ‫عرْشِه ا ْل َعظِيْم سُبْحَانَه‬ ‫حمَة الْلَّه ا ْل َعظِيْم ا ْلمُسْتَوِي عَلَى َ‬ ‫عظَم رَ ْ‬ ‫َأفَلَا َترَوْن مَاأَ ْ‬ ‫َو َتعَالَى عُلُوّا" كَبَ ْيرِا َومَا قَ ّدِرُوه حَق قَ ْدرِه أَلَيْس رَبِّي ا ْل َعظِيم الَّذِي لَا إِلَه‬ ‫خرَة َفهُو الَّذِي خَلَقَنَا‬ ‫شيْء فِي الْدُّنْيَا وَا ْلآَ ِ‬ ‫عظَم مِن كُل َ‬ ‫غَ ْيرُه يَسْتَحِق أَن نُحِبَّه أَ ْ‬ ‫خرَة سُبْحَان رَبِّي ا ْلغَفُوْر‬ ‫حمُنَا فِي الْدُّنْيَا وَا ْلآَ ِ‬ ‫وَصَ ّوَرَنَا وَ َي ْر ُزقَنَا وَيَغْفِر لَنَا وَ َيرْ َ‬ ‫جزَاء الْإِحْسَان إِلَّا ا ْلإِحْسَان َفكَيْف َترْضَوْن ِبزَيْنَه الْدُّنْيَا وَ َنعِيْم‬ ‫ا ْلرَّحِيْم َفهَل َ‬ ‫خَرْتُم عَنْه‬ ‫حمَن فَلَو َتعَْلمُوْن مَا نَحْن فِيْه مِن الْ ّنَعِيم ِلمَا َتأْ ّ‬ ‫الْجِنَان يَاعَبِيْد ا ْلرَّ ْ‬ ‫خطِه‬ ‫شَيْئا إِنَّه ُنعَيْم رِضْوَان الْلَّه عَلَى عَبِيْدِه فَاتَّبِعُوْا رِضْوَانَه وَتَجَنَّبُوْا سَ َ‬ ‫عظَم مِن مَ​َلكُوْت الْدُّنْيَا‬ ‫وَسَوْف َتعَْلمُوْن أَن رِضْوَان الّلَه هُو حَقّا الّْنَعِيم ا ْلأَ ْ‬


‫خرَة ثُم َتعَْلمُوْن وَأَنْتُم لَا َتزَالُوَن فِي الْدُّنْيَا أَن ُنعَيْم رِضْوَان الّلَه عَلَى‬ ‫وَاآلَ ِ‬ ‫عِبَادِه هُو حَقّا الْ ّنَعِيم ا ْلَأكْبَر مِن جَنَّتِه تَصْدِيَقْا لِقَوْل الْلَّه َتعَالَى ‪:‬‬ ‫{ رَّضِي الْلَّه عَ ْنهُم وَرَضُوْا عَنْه ذَلِك الْفَوْز ا ْل َعظِيْم }‬ ‫وَتَصْدِيقَا لِقَوْل الْلَّه َتعَالَى‪:‬‬ ‫{ َورِضْوَان مِّن الْلَّه َأكْبَر ذَلِك هُو الْفَوْز ا ْل َعظِيْم }‬ ‫صَدَق الْلَّه ا ْل َعظِيْم‬ ‫حمَة الْلَّه َمهْمَا عَِلمْتُم مِن‬ ‫وَيَا أَحْبَاب قَلْبِي إِلَى رَبِّي لَا تَ ْيأَسُوْا مِن الْنَّاس مِن رَ ْ‬ ‫جمِ ْيعَا َف َعظُوَهُم وَ​َأرْشَدُوْهُم إِلَى‬ ‫ذُنُوْبِهِم فَاعْلَمُوا إِن الْلَّه َيغْفِر الْذُّنُوب َ‬ ‫ضرِب َلكُم عَلَى‬ ‫عظَة الْحَسَنَة وَأَ ْ‬ ‫ح ْكمَة وَا ْلمَوْ ِ‬ ‫طَرِيْق الْحَق وَأَهْدَى سَبِيْال بِالْ ِ‬ ‫ا ْل ّ‬ ‫شرْب‬ ‫سمَح بِ ُ‬ ‫ذَلِك مَثَال" لِقِصَّة هِي َو َقعَت لِ ْلِإمَام ا ْل َمهْدِي فِي أَحَد الدُّوَل الَّتِي تَ ْ‬ ‫طعِم وَإِلَى جَانِبِه كَفْتَريّا وَيَبْدُو أَ ّنَهَا تَبِيْع‬ ‫خمُور وَجِئْت مَارّا بِجَانِب ُم ْ‬ ‫الْ ُ‬ ‫خمُور فَوَجَدْت رَجُال" كَان َثمْلَا جَالِسا" فَوْق ُكرْسِي بِجَانِب طَاوِلَة َوكَانَت‬ ‫الْ ُ‬ ‫ا ْلطَاوِلَات خَارِج الْمَحَل عَلَى حَافَة الْشَّارِع َومَن ثُم جَلَسْت بِجَانِب طَاوِلَة‬ ‫سَ ْكرَان عَلَى ُكرْسِي كَان مُقَابِلَه وَسُّلِمَت عَلَيْه بِيَدِي َفمَد يَدَه وَسَلَّم عَلِي‬ ‫الْ ّ‬ ‫َوقَال‪ :‬أَهْلَا وَهَل َت ْع ِرفُنِي حَتَّى تُسْلِم عَلَي‬ ‫فَقُلْت لَه‪ :‬بَل وَاللَّه إِنِّي أَخُوْك و إِنِّي أَنَا وَأَنْت مِن ُذرِّيَّة رَجُل وَاحِد و ا ْمرَأَة‬ ‫وَاحِدَة َومَن ثُم أَخَذْت ا ْلرَّجُل الدَّهْشَة مِن قَوْلَي‬ ‫ع ِرفُك‬ ‫َوقَال لِي وَهَل جُنِنْت‪َ :‬فكَيْف َتكُوْن أَخِي وَأَنَا لَا أَ ْ‬ ‫فَقُلْت لَه‪ :‬أَلَسْت أَنَا وَأَنْت مِن ُذرِّيَّة رَجُل و ا ْمرَأَة وَهُو أَبُوْنَا آَدَم و َأمْنَا حَوَّاء‬ ‫حكَا و ارْتَفَع صَوْتُه بِالْضَّحِك عَالِيَا حَتَّى أَضْحَكَنِي َمعَه‬ ‫َومَن ثُم تَبَسَّم ضَا ِ‬ ‫سمْت عَلَيْه أَن‬ ‫طعَم َفطَلَبَت لَنَا سَوِيا" وَجْبَة عَشَاء و َأقْ َ‬ ‫َومَن ثُم ُقمْت إِلَى ا ْل َم ْ‬ ‫شكُ ْورَا‬ ‫جزَاءَا" وَلَا ُ‬ ‫عزَومَتِي وَ​َأقْسَمْت لَه بِالْلَّه ا ْل َعظِيْم أَنِّي لَا ُأرِيْد مِنْه َ‬ ‫يَقْبَل ُ‬ ‫َوقَال‪ :‬بَل سَوْف أَ ْدفَع نِصْف حِسَاب ا ْلعِشَاء‬ ‫خمْر‬ ‫فَقُلْت لَه‪ :‬كَلَّا َورَبِّي و َأ ْك َرمْتَه وَ َتعَشَّى َمعِي وَ​َلكِنَّه مَلَأ كَاسَا" مِن الْ َ‬ ‫وَ ُيرِيْد أَن ُي ْعطِيَنِي مِن َبعْد ا ْلعِشَاء‬


‫حرَّم فِي دِيْنِنَا‬ ‫فَقُلْت لَه‪ :‬هَذَا مُ َ‬ ‫فَقَال ‪َ :‬ومَا دِيْنُك‬ ‫فَقُلْت‪ :‬دِيْنِي ا ْلإِسْلَام‬ ‫ح ّرِمْه الْلَّه‬ ‫خمْر وَلَم يُ َ‬ ‫قَال ‪:‬يَارَجْل كُلُّنَا مُسِْلمِيْن وَ​َلكِن الْلَّه قَال فَاجْتَنِبُوْا الْ َ‬ ‫عَلَيْنَا‬ ‫فَقُلْت لَه‪:‬‬ ‫ظَنَنْتُك مَسِيْحِي ِوطِْلعِت مُسْلِم بَارَك الْلَّه فِيْك فَلَا َتعْلَم أَن ا ْلإِجْتِنَاب ِلمَن أَشَد‬ ‫حرِيْم عِبَادَة غَيْر اّلَلَه َوقَال الْلَّه َتعَالَى ‪:‬‬ ‫حرِيْم كَتَ ْ‬ ‫أَنْوَاع الْتَّ ْ‬ ‫{وَالَّذِين اجْتَنَبُوا ا ْلطَّاغُوت أَن يَعْبُدُوْهَا وَأَنَابُوٓا إِلَى الْلَّه َلهُم الْبُشْرَى فَبَشِّر‬ ‫عِبَاد (‪ )01‬الَّذِيْن يَسْتَ ِمعُوْن الْقَوْل فَيَتَّ ِبعُوْن أَحْسَنَه أُوْلَئِك الَّذِيْن هَدَاهُم الْلَّه‬ ‫وَأُوْلَئِك هُم أُوْلُو ا ْلأَلْبَاب (‪})01‬‬ ‫صَدَق الْلَّه ا ْل َعظِيْم‬ ‫جأْت‬ ‫حرْمَة أَن َنعْبُد الْشَّ ْيطَان وتُفَا ِ‬ ‫حرَّم كَ ُ‬ ‫خمْر مُ َ‬ ‫َومَن ثُم قَال ا ْلرَّجُل ‪:‬إِذَا" الْ َ‬ ‫صطَ َدمَت بِحَائِط كَان عَلَى مَ ْقرُبَة بِجَانِب‬ ‫بِه أَخَذ الْقَارُ ْورَة َوقَذْ ُفهُا حَتَّى ا ْ‬ ‫طَرِيْق َومَن ثُم قَام وَالتَقَط ا ْلزُجَاج ا ْلمُتَنَاثِر‬ ‫سَرَت وَتَنَا َثرَت فِي ا ْل ّ‬ ‫طَرِيْق وَ َتكَ ّ‬ ‫ا ْل ّ‬ ‫بِيَدَيْه حَتَّى لَا يُؤْذِي الْمَارَّيْن وَذَهَب إِلَى صُنْدُوْق للزُبَالَة كَان عَلَى مَ ْقرُبَة‬ ‫مِنِّى َوقَذَف بِالزُّجَاج فِيْه وَعَاد و حَبَّنِي عَلَى رَأْسِي وَ​َأرَاد أَن يَتَنَزَّل لَيُحِب‬ ‫سكْتُه‬ ‫قَ َدمَي َفَأمْ َ‬ ‫َوقُلْت لَه‪:‬إِتَّقِي الْلَّه فَلَا تَ َفعَل ذَلِك‬ ‫جزَائِي أَن تُنْقِذ نَفْسَك مِن الْنَّار وَتَتُوْب إِلَى الْلَّه‬ ‫جزِيَك فَقُلْت لَه َ‬ ‫فَقَال‪ :‬فَ ِبمَا أَ ْ‬ ‫مَتَابَا و َرفَع ا ْلرَّجُل يَدَيْه إِلَى رَبِّه وَهُو يُنَاجِيِه و عَيْنَاه تَفِيْض مِن الْ ّدَمْع‬ ‫صعُوَبَة بَاِلغَة َوكَان ُيرِيْد أَن أَذْهَب َمعَه اَلهُوتِيل‬ ‫فَاسْ َتأْذَنَتْه وَلَم يَ ُفكُّنِي إِلَا بِ ُ‬ ‫سكَّن فِيْه َوكَان لَا ُيرِيْد ِفرَاقِي } انْ َتهَى‬ ‫الَّذِي يُ َ‬ ‫َومَن ثُم تَ َذ َكرْت قَوْل رَبِّي‬


‫عظَة الْحَسَنَة وَجَادِ ْلهُم بِالَّتِي هِي أَحْسَن }‬ ‫ح ْكمَة وَا ْلمَوْ ِ‬ ‫ادْع إِلَى سَبِيِل رَبِّك بِالْ ِ‬ ‫صَدَق الْلَّه ا ْل َعظِيْم‬ ‫خمْر فِي الْشَّارِع‬ ‫شرَب الْ َ‬ ‫فَتَصَ ّوَرُوْا يَا إِخْوَانِي ا ْلأَنْصَار لَو إِنِّي حِيْن رَأَيْتُه يَ ْ‬ ‫سَ ْكرَان َفهَل َترَوْنِي أَسْ َتطِع هَدَاه ِبهَذِه‬ ‫قُلْت لَه بِصَوْت ُمرْتَفِع إِتَّقِي الْلَّه أَ ّيُهَا الْ ّ‬ ‫ح ْكمَة فِي الْدَّعْوَة إِلَى الْلَّه وَلَا َتكُوْنُوْا مُنَ ّفِرِيْن‬ ‫طَرِيْقَة وَلِذَلِك فَالْ َتزَمُوْا بِالْ ِ‬ ‫ا ْل ّ‬ ‫حمَة لِ ْلعَاَلمِيْن يَا أَنْصَار ا ْل َمهْدِي ا ْلمُنْ َتظَر يَامَعْشَر الْدُّعَاة‬ ‫شِرِيْن َورَ ْ‬ ‫َوكُوْنُوْا مُبَ ّ‬ ‫شعُوْب الْبَشَر مُسْلِ ُمهُم وَا ْلكَافِر فَوَاللَّه لَا َتهْدُوْن ا ْلُأمَم‬ ‫إِلَى الْسَّالم ا ْلعَاَلمِي بَيْن ُ‬ ‫ضعُوَا الْسُّيُوْف عَلَى أَعْنَا ِقهِم كَلَّا َورَبِّي فَلَن‬ ‫جرُوهُم أَو تَنَ َهرُوَهُم أَو تَ َ‬ ‫وَأَنْتُم َتزْ ُ‬ ‫حكَم كِتَابِه فِي‬ ‫عظَة الْحَسَنَة َكمَا َأ َم َركُم الْلَّه فِي مُ ْ‬ ‫ح ْكمَة وَا ْلمَوْ ِ‬ ‫َتهْدُوهُم إِلَا بِالْ ِ‬ ‫قَوْل الْلَّه َتعَالَى‪:‬‬ ‫عظَة الْحَسَنَة وَجَادِ ْلهُم بِالَّتِي هِي أَحْسَن‬ ‫ح ْكمَة وَا ْلمَوْ ِ‬ ‫{ادْع إِلَى سَبِيِل رَبِّك بِالْ ِ‬ ‫}‬ ‫صَدَق الْلَّه ا ْل َعظِيْم‬ ‫حمِيْن سُبْحَانَه‬ ‫جمَل أَوَامِر الْلَّه َومَا أَ ْلطَف الْلَّه َومَا أَرْحَم الْلَّه َأرْحَم ا ْلرَّا ِ‬ ‫َفمَا أَ ْ‬ ‫حمَة الْلَّه وَ َب َركَاتُه الْسَّلَام عَلَيْنَا وَعَلَى‬ ‫وَ َتعَالَى عُلُوّا كَبِ ْيرَا وَالْسَّالم عَلَيْكُم َورَ ْ‬ ‫عِبَاد الْلَّه الْصَّالِحِيْن‬ ‫حمْد لِلَّه رَب ا ْلعَاَلمِيْن‬ ‫وَسَلَام عَلَى ا ْل ُمرْسَلِيْن وَالْ َ‬ ‫حمَّد الْ َيمَانِي‬ ‫أَخُ ْوكُم ا ْلِإمَام ا ْل َمهْدِي نَاصِر مُ َ‬ ‫صاحب علم الكتاب علمه العزيز الوهاب‬


‫سر النعيم األعظم والسابقون السابقون‪!...‬‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم وسالمٌ على المُرسلين والحمدُ هلل رب العالمين‪.‬‬ ‫سالم اهلل عليكم أحبتي المُبايعين السابقين والالحقين في عصر الحوار من‬ ‫قبل الظهور أحيطكم علماً أنما البيعة هي هلل الذي هو معي ومعكم أينما‬ ‫كُنتم ويد اهلل فوق أيدي المُبايعين أينما كانوا في العالمين في كُل زمان‬ ‫ومكان وتصديقاً لقول اهلل تعالى‪:‬‬ ‫{ إِنَّ الَّذِينَ يُبَا ِيعُو َنكَ إِّنَمَا يُبَا ِيعُونَ اللَّـهَ يَدُ اللَّـهِ فَ ْوقَ أَيْدِيهِمْ ۚ َفمَن نَّكَثَ َفإِ ّنَمَا‬ ‫عظِيمًا‬ ‫جرًا َ‬ ‫سهِ ۖ َومَنْ أَ ْو َفىٰ ِبمَا عَاهَدَ عَلَ ْيهُ اللَّـهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَ ْ‬ ‫يَنكُثُ عَ​َلىٰ نَفْ ِ‬ ‫﴿‪} ﴾01‬‬ ‫[الفتح] صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫فأوفوا بعهد اهلل يوفي بعهدكم‪ ،‬فيدخلكم في رحمته التي كتب على نفسه‪،‬‬ ‫وأصدقوا اهلل يصدقكم وتعاملوا مع اهلل مُباشرة في أعمالكم الذي يعلم بما‬ ‫في أنفسكم وال يهمكم ثناء الناس‪ ،‬وال تبالوا بذمّهم لكم ما دمتم على‬ ‫الصراط المُستقيم واعلموا أن لو يثني عليكم كافة المالئكة والجن واإلنس‬ ‫ولم يثني عليكم اهلل فال ولن يُغني عنكم ثناءُهم من اهلل شيئاً‪.‬‬

‫وإيَّاكم والرياء فإنه الشرك الخفي يدب كدبيب النمل! فهل يشعر أحدكم‬ ‫بدبيب نملة لو تمر بجواره؟ وكذلك الشرك الخفي يقع فيه العبد دون أن‬ ‫يعلم أنه قد أشرك باهلل وأما كيف يعلم أنه وقع في الشرك الخفي وذلك حين‬ ‫يهتم بثناء الناس ومديحهم له فكم يقع فيه كثيراً من المؤمنيين بل تعاملوا‬ ‫مع اهلل في الظاهر وفي الباطن وال تهتموا أن يحمدكم عبيد اهلل شيئاً كونه‬


‫ال يُسمن وال يُغني من جوع‪ ،‬مالم يثني عليكم ربكم الحق وترضى نفسه‬ ‫عليكم سُبحانه وتعالى عم يشركون وقال اهلل تعالى‪:‬‬ ‫حمَدُوا ِبمَا لَمْ يَ ْفعَلُوا فَلَا‬ ‫{ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَ ْفرَحُونَ ِبمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُ ْ‬ ‫تَحْسَبَ ّنَهُم ِبمَفَا َزةٍ مِّنَ ا ْلعَذَابِ ۖ وَ​َلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿‪} ﴾011‬‬ ‫[آل عمران] صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫ويامعشر األنصار لقد أَيّد اهلل اإلمام المهدي بأعظم آية في الكتاب أال وهي‬ ‫حقيقة إسم اهلل األعظم في قلوب أنصار اإلمام المهدي المُخلصين منهم‬ ‫الربانيين الذين علموا حقيقة إسم اهلل األعظم أولئك سيعلمون علم اليقين أن‬ ‫ناصر محمد اليماني هو حقاً المهدي المنتظر ال شك وال ريب كونهم‬ ‫أدركوا أن حُب اهلل وقربه ورضوان نفسه هو حقاً نعيم أكبر من نعيم الجنة‬ ‫مهما بلغت ومهما تكون أُولئك قوم يحبهم اهلل ويحبونه حُباً شديداً‪.‬‬

‫أال واهلل الذي ال إله غيره ال يرضون بملكوت اهلل جميعاً في الدُنيا واآلخرة‬ ‫حتى يتحقق رضوان اهلل في نفسه‪ .‬وبما أن اهلل قد كتب على نفسه أن‬ ‫يرضي عباده الصالحين تصديقاً لوعده الحق في مُحكم كتابه‪:‬‬ ‫ضيَ الّلهُ عَ ْنهُمْ وَرَضُواْ عَ ْنهُ }‬ ‫{ رَّ ِ‬ ‫صدق اهلل العظيم‬

‫ولكن منهم من يقيه اهلل من عذابه فيدخله جنته فإذا هو فرحاً مسروراً بما‬ ‫آتاه اهلل من فضله فإذا هو فرحاً مسروراً‪ ،‬ومنهم الذين يطمعون للشهادة في‬ ‫سبيل اهلل تجدونهم قد رضوا عن ربهم تصديقاً لقول اهلل تعالى‪:‬‬ ‫{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ َأمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَ ّبِهِمْ ُي ْر َزقُو َ‬ ‫ن‬ ‫شرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا ِبهِم‬ ‫﴿‪َ ﴾069‬فرِحِينَ ِبمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضِْلهِ وَيَسْتَبْ ِ‬


‫شرُونَ بِنِ ْع َمةٍ مِّنَ‬ ‫حزَنُونَ ﴿‪ ﴾011‬يَسْتَبْ ِ‬ ‫ف عَلَ ْيهِمْ وَلَا هُمْ يَ ْ‬ ‫مِّنْ خَلْ ِفهِمْ أَلَّا خَوْ ٌ‬ ‫جرَ ا ْلمُ ْؤمِنِينَ ﴿‪} ﴾010‬‬ ‫اللَّـهِ َوفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَ ْ‬ ‫[آل عمران] صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫فتجدوا أنهم قد رضوا في أنفسهم بما آتاهم اهلل من فضله‪ ،‬ولذلك وصف اهلل‬ ‫لكم حالهم وقال تعالى‪:‬‬ ‫{ َفرِحِينَ ِبمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضِْلهِ }‬ ‫صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫وهذا دليل على أنهم قد رضوا في أنفسهم فأصدقهم اهلل وعده الحق‬ ‫ضيَ الّلهُ عَ ْنهُمْ وَرَضُواْ عَ ْنهُ}‬ ‫{ رَّ ِ‬ ‫صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫وأولئك باعوا أنفسهم وأموالهم لربهم مُقابل جنته التي عرفها لهم في مُحكم‬ ‫كتابه وتسلموا ثمن أموالهم وأنفسهم الجنة تصديقاً لوعد اهلل بالحق في‬ ‫محكم كتابه‪:‬‬ ‫{ إِنَّ اللَّـهَ اشْ َترَىٰ مِنَ ا ْلمُ ْؤمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَ​َأمْوَاَلهُم ِبأَنَّ َلهُمُ الْجَ ّنَةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي‬ ‫سَبِيلِ اللَّـهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَ ْيهِ حَقًّا فِي التَّ ْورَاةِ وَا ْلإِنجِيلِ وَالْ ُقرْآنِ ۚ‬ ‫شرُوا بِبَ ْيعِكُمُ الَّذِي بَا َيعْتُم ِبهِ ۚ وَذَِٰلكَ هُوَ‬ ‫َومَنْ أَ ْو َفىٰ ِب َعهْ ِدهِ مِنَ اللَّـهِ ۚ فَاسْتَبْ ِ‬ ‫الْفَ ْوزُ ا ْل َعظِيمُ ﴿‪} ﴾000‬‬ ‫[التوبة] صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫وأما قوماً آخرين فلن يرضيهم اهلل بجنته شيئاً مهما عُظمت ومهما كانت‬ ‫حتى يحقق لهم النعيم األعظم من جنته سُبحانه‪ ،‬أولئك هم من أشدُ العبيد‬


‫حُباً هلل‪ ،‬فأحبهم اهلل بقدر حُبهم لهُ‪ ،‬أولئك تنزهت عبادتهم لربهم عن الطمع‬ ‫في النعيم المادي‪ ،‬ولذلك لم تجدوا أن اهلل أعرض جنته مقابل الطلب‪ ،‬أولئك‬ ‫هم القوم الذي وعد اهلل بهم في محكم كتابه إن يرتد المؤمنين عن دينهم‬ ‫وقال اهلل تعالى‪:‬‬ ‫{ يَا أَ ّيُهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن َيرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَ ْوفَ َيأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ ُيحِ ّبُهُ ْم‬ ‫ع ّزَةٍ عَلَى ا ْلكَا ِفرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ‬ ‫وَيُحِبُّو َنهُ أَذِّلَةٍ عَلَى ا ْلمُ ْؤمِنِينَ أَ ِ‬ ‫وَلَا يَخَافُونَ لَ ْو َمةَ لَائِمٍ ۚ ذَِٰلكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ‬ ‫﴿‪} ﴾11‬‬ ‫[المائدة] صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫وبما ان اهلل كتب على نفسه رضوان عبيده الصالحين تصديقاً لوعده الحق‬ ‫في محكم كتابه‪:‬‬ ‫ضيَ الّلهُ عَ ْنهُمْ وَرَضُواْ عَ ْنهُ }‬ ‫{ رَّ ِ‬ ‫صدق اهلل العظيم‬

‫والسؤال الذي يطرح نفسه‪ :‬فهل ياتُرى سيرضون بجنات النعيم والحور‬ ‫العين وحبيبهم الرحمن ليس راضي في نفسه بسبب ظُلم عبادة ألنفسهم وقد‬ ‫علموا ان اهلل هو أشدُ حسرة على عبيده الذين ظلموا أنفسهم وأعظم من‬ ‫حسرة األم على ولدها؟‬ ‫أولئك تأتي المالئكة فتُبشرهم بجنة ربهم الذي وعدهم بها ويريدون أن‬ ‫يسوقونهم إليها فإذا المالئكة ترى العجب في وجوههم قد عالها الحُزن‬ ‫العميق الصامت‪،‬فيقولون لهم المالئكة بل ال خوفاً عليكم وال أنتم تحزنون‪،‬‬ ‫فيقولون‪ :‬أال واهلل لو لم يحقق اهلل لنا النعيم األعظم فإن حُزننا على النعيم‬ ‫األعظم لهو أعظم من حُزن الذين ظلموا أنفسهم‪ ،‬فلم يدرك ذلك المالئكة‬ ‫قولهم وما يقصدون فلعلهم يقصدون نعيم الجنة!‬


‫ومن ثم يكرر لهم المالئكة البشرى فيقولون‪:‬‬ ‫شرُوا بِالْجَ ّنَةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }‬ ‫حزَنُوا وَأَبْ ِ‬ ‫{ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَ ْ‬ ‫[فصلت‪ ]11:‬صدق اهلل العظيم‬ ‫ولكن ال فائدة من بُشرى المالئكة لهم بالفوز بنعيم جنة ربهم‪ .‬مما أدهش‬ ‫مالئكة الرحمن المُقربين‪ ،‬وقالوا‪ :‬فما خطب هؤالء القوم وما سبب حُزنهم‬ ‫فما بالهم لم يفرحوا بجنات النعيم كما فرح بها كثيرٌ من المؤمنين؟ وما هو‬ ‫النعيم األعظم الذي يرجون من ربهم هو أعظم من جنات النعيم؟ مما أدخل‬ ‫المالئكة في حيرة من أمرهم فال هم من الذين يُساقون إلى النار وأبوا أن‬ ‫يُساقون إلى الجنة!‬ ‫ومن ثم تم حشرهم إلى الرحمن وفداً من بين المُتقون‪ ،‬تصديقاً لقول اهلل‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫حمَـٰنِ َوفْدًا ﴿‪} ﴾11‬‬ ‫شرُ ا ْلمُتَّقِينَ إِلَى الرَّ ْ‬ ‫{ يَوْمَ نَحْ ُ‬ ‫[مريم] صدق اهلل العظيم‬

‫يتقدمهم إمامهم حتى وقِّفوا بين يدي الرحمن‪ ،‬وتأجل أمرهم إلى حين‪،‬‬ ‫واستمر الحساب بين األمم وكُل نفس تُجادل عن نفسها تصديقاً لقول اهلل‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫عمِلَتْ وَهُمْ لَا‬ ‫سهَا وَتُوَ ّفَىٰ كُلُّ نَ ْفسٍ مَّا َ‬ ‫{ يَوْمَ َتأْتِي كُلُّ نَ ْفسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْ ِ‬ ‫ُيظَْلمُونَ ﴿‪} ﴾000‬‬ ‫[النحل] صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫وأما هؤالء الوفد فكانوا صامتين بين يدي ربهم‪ .‬ومن ثم يبحث المُشركون‬ ‫عن شُفعائهم الذين كانو يعظِّمونهم في الدُنيا‪ ،‬ويتركوا اهلل حصرياً لهم من‬ ‫دونهم‪ ،‬ويقولون إنهم شُفعاؤهم عند ربهم‪ .‬كما ينتظر المُسلمون شفاعة‬


‫محمد رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ .‬وكما ينتظر النصارى شفاعة‬ ‫رسول اهلل المسيح عيسى ابن مريم صلى اهلل عليه وآله وسلم‪.‬‬ ‫ومن ثم يتم إحضار جميع األنبياء والمُرسلين وأولياء اهلل المُقربون الذين‬ ‫كانوا يبالغ فيهم أتباعهم بغير الحق‪ ،‬ومن ثم حين يرونهم يعرفون أتباعهم‬ ‫الذين يبالغون فيهم بغير الحق‪:‬‬ ‫ش َركَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا‬ ‫ش َركَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ ُ‬ ‫ش َركُوا ُ‬ ‫{ وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَ ْ‬ ‫نَدْعُو مِن دُو ِنكَ ۖ َفأَلْقَوْا إِلَ ْيهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ َلكَاذِبُونَ ﴿‪} ﴾16‬‬ ‫[النحل] صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫ومن ثم يقول لهم اهلل فادعوهم يستجيوا لكم فيشفعوا لكم عند ربكم إن كنتم‬ ‫صادقين‪ .‬وقال اهلل تعالى‪:‬‬ ‫ش َركَا َءكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا َلهُمْ َورَأَوُا ا ْلعَذَابَ ۚ لَوْ أَ ّنَهُمْ‬ ‫{ َوقِيلَ ادْعُوا ُ‬ ‫كَانُوا َيهْتَدُونَ ﴿‪} ﴾61‬‬ ‫[القصص] صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫ومن ثم يوجه اهلل بالسؤال إلى أولياءه الذين عظموا أتباعهم بغير الحق‪،‬‬ ‫وقال اهلل تعالى‪:‬‬ ‫شرُهُمْ َومَا َيعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي‬ ‫{ وَيَوْمَ يَحْ ُ‬ ‫هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿‪ ﴾01‬قَالُوا سُبْحَا َنكَ مَا كَانَ يَن َبغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ‬ ‫مِن دُو ِنكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَ​َلـٰكِن مَّ ّتَعْ َتهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَ ّتَىٰ َنسُوا ال ّذِ ْكرَ َوكَانُوا قَ ْومًا‬ ‫بُورًا ﴿‪} ﴾01‬‬ ‫[الفرقان] صدق اهلل العظيم‪.‬‬


‫فأنكر أولياء اهلل أنهم أمروهم بتعظيمهم بغير الحق وقال اهلل تعالى‪:‬‬ ‫ش َركَا ُؤكُمْ ۚ‬ ‫ش َركُوا َمكَا َنكُمْ أَنتُمْ وَ ُ‬ ‫جمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَ ْ‬ ‫شرُهُمْ َ‬ ‫{ وَيَوْمَ نَحْ ُ‬ ‫شهِيدًا‬ ‫ش َركَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿‪َ ﴾11‬فكَ َفىٰ بِاللَّـهِ َ‬ ‫َفزَيَّلْنَا بَيْ َنهُمْ ۖ َوقَالَ ُ‬ ‫بَيْنَنَا وَبَيْ َنكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَ ِتكُمْ َلغَافِلِينَ ﴿‪} ﴾19‬‬ ‫[يونس] صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫وأما طوائف أخرى فالقوا باللوم على األمم من قبلهم كونهم اتَّ َبعُوهم اإلتِّبَاع‬ ‫األعمى وهم كانوا على ضالل مُبين‪ .‬وقال اهلل تعالى‪:‬‬ ‫حقَّ عَلَ ْيهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ َكمَا غَوَيْنَا ۖ‬ ‫{ قَالَ الَّذِينَ َ‬ ‫تَ َبرَّأْنَا إِلَ ْيكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا َيعْبُدُونَ ﴿‪} ﴾61‬‬ ‫[القصص] صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫فأما المقصود بقولهم‬ ‫{ رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا }‬ ‫ويقصدوا أمة قبلهم وهم آباءهم الذين وجدوهم يعبدون عباد اهلل الصالحين‬ ‫زلفاً إلى اهلل‪ ،‬فأتبعوهم باإلتباع األعمى‪.‬‬ ‫ولذلك رفعوا القضية على آباءهم‪ ..‬األمة التى كانوا قبلهم وقالوا‪:‬‬ ‫{ رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا }‬ ‫أي هؤالء هم الذين كانوا السبب في إغواءنا عن الحق‪ ،‬ومن ثم القول‬ ‫بالجواب باإلعتراف وقالوا‪ {:‬أَغْوَيْنَاهُمْ َكمَا غَوَيْنَا } أي أغويناهم كما غوينا‬ ‫فبالغنا في عبادك المُكرمون بغير الحق حتى دعيناهم من دونك‪ .‬ومن ثم‬ ‫ألقى بالجواب عبادُ هلل المُكرمون وقالوا‪:‬‬ ‫{ تَ َبرَّأْنَا إِلَ ْيكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا َيعْبُدُونَ }‬


‫صدق اهلل العظيم‬

‫وأما طائفة أخرى فكانوا يعبدون المالئكة وهم ليس بمالئكة بل من شياطين‬ ‫الجن وكانوا يقولون لهم أنهم مالئكة الرحمن المُقربون‪ ،‬فيأمرونهم‬ ‫بالسجود لهم قربة إلى ربهم‪ ،‬ومن ثم يوجه اهلل بالسؤال إلى مالئكته‬ ‫المُقربين ويقول‪:‬‬ ‫جمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِ ْلمَلَا ِئ َكةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا َيعْبُدُونَ ﴿‪﴾11‬‬ ‫شرُهُمْ َ‬ ‫{ وَيَوْمَ يَحْ ُ‬ ‫قَالُوا سُبْحَا َنكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُو ِنهِم ۖ بَلْ كَانُوا َيعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ َأكْ َثرُهُم ِبهِم‬ ‫مُّ ْؤمِنُونَ ﴿‪} ﴾10‬‬ ‫[سبأ] صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫وقال اهلل لهم فدعوهم هل يستجيبون لكم فيشفعوا لكم عند ربكم فَدَعَوهم ولم‬ ‫يستجيبوا لهم‪ ،‬ورأو العذاب وتقطَّعت بهم األسباب‪ .‬وقال اهلل تعالى‪:‬‬ ‫ش َركَا َءكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا َلهُمْ َورَأَوُا ا ْلعَذَابَ ۚ لَوْ أَ ّنَهُمْ‬ ‫{ َوقِيلَ ادْعُوا ُ‬ ‫كَانُوا َيهْتَدُونَ ﴿‪} ﴾61‬‬ ‫[القصص] صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫فإذا بعبدٍ من عبيد اهلل يصرخُ شاكياً إلى ربهم ظُلم هؤالء القوم الذين‬ ‫أشركوا بربهم أنهم ظلموه‪ ،‬ومن ثم يزيدهم هماً بغمٍ‪ ،‬وإنما ذلك حتى‬ ‫يستيئسوا من شفاعة العبيد بين يدي الرب المعبود‪ ،‬فينيبوا إلى ربهم بعد أن‬ ‫استيئسوا من رحمة عبيده‪ .‬تصديقاً لقول اهلل تعالى‪:‬‬ ‫حقِّ ۖ وَضَلَّ‬ ‫{ هُنَاِلكَ تَبْلُو كُلُّ نَ ْفسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ َورُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْ َ‬ ‫عَ ْنهُم مَّا كَانُوا يَفْ َترُونَ ﴿‪} ﴾11‬‬ ‫[يونس] صدق اهلل العظيم‪.‬‬


‫ومن ثم يتم عرض الرحمن على إمام القليل من اآلخرين حتى يرضي عبده‬ ‫ومن كان على شاكلته‪ ،‬فتم عرض عليه الدرجة العالية الرفيعة في الجنة‬ ‫فيأبى ومن ثم يزيده اهلل ويقول حتى ولو جعلتك خليفة ربك على ملكوت‬ ‫كُل شيء فيأبى‪ ،‬ثم يزيده اهلل بأمره كُن فيكون فيؤيده بقدرته المُطلقة بإذنه‬ ‫فيقول للشيء كُن فيكون فيأبى‪ ،‬ومن ثم تعم الدهشة جميع عباد هلل‬ ‫الصالحين حتى مالئكة الرحمن المُقربين ويقولون‪ :‬إذاً فماهو هذا النعيم‬ ‫األعظم مما عرض اهلل عليه فيا للعجب الشديد!‬

‫وأما الصالحون من الناس فظنوا في ذلك العبد ظناً بغير الحق‪ ،‬وقالوا في‬ ‫عرَضَ عليه ربه بل كأن هذا العبد يريد أن‬ ‫أنفسهم فأي نعيم هو أعظم مما َ‬ ‫يكون هو الرب فما خطبه وماذا دهاه يرفض أن يكون خليفة اهلل على‬ ‫ملكوت الجنة التي عرضها السموات واألرض‪ ،‬بل خليفة اهلل على ملكوت‬ ‫اهلل جميعاً‪ ،‬فأي نعيم هو أعظم من ذلك الملكوت كُله‪ ،‬فكيف يسخر اهلل لهُ‬ ‫الوجود كُله فيأبى؟‬

‫فتظهر الدهشة الشديدة على وجوههم من ذلك العبد حتى شاهد زمرته‬ ‫الدهشة قد ازدادت على وجوه الصالحين وعمت الدهشة جميع المالئكة‬ ‫المُقربين‪.‬‬ ‫فإذا زُمرة ذلك العبد يتبسمون ضاحكين من دهشة عبيد اهلل الصالحين‬ ‫والمُقربين كونهم يعلمون بحقيقة اسم اهلل األعظم‪ ،‬هو أن يكون اهلل راضٍ‬ ‫في نفسه‪.‬‬ ‫وكيف يكون اهلل راضي في نفسه؟ حتى يدخل عباده في رحمته‪ .‬فهم كذلك‬ ‫لديهم ما لدى إمامهم من اإلصرار على تحقيق النعيم األعظم من جنة‬ ‫النعيم‪ .‬وإنما يخاطب ذلك العبد ربه بإسمه وإسمهم جميعاً كون هدفهم واحد‬ ‫ال ثاني له وال ند له‪ ،‬وال يقبلون المُساومة فيه شيء‪.‬‬


‫وذلك العبد هو الوحيد الذي أذن اهلل له أن يُخاطبه في عباده كونه لن يشفع‬ ‫لهم عند ربهم فيزيدهم ضالالً إلى ضاللهم‪ .‬بل أذن اهلل لهُ أن يخاطب ربه‬ ‫كون اهلل يعلم أن عبده سيقول صواباً بينما جميع المُتقون ال يملكون من‬ ‫الرحمن خطاباً تصديقاً لقول اهلل تعالى‪:‬‬ ‫{ إِنَّ لِ ْلمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿‪ ﴾10‬حَدَا ِئقَ وَأَعْنَابًا ﴿‪َ ﴾11‬وكَوَاعِبَ أَ ْترَابًا ﴿‪﴾11‬‬ ‫جزَاءً مِّن رَّ ّبِكَ‬ ‫س َمعُونَ فِيهَا َلغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿‪َ ﴾11‬‬ ‫َو َكأْسًا دِهَاقًا ﴿‪ ﴾11‬لَّا يَ ْ‬ ‫حمَـٰنِ ۖ لَا َيمِْلكُونَ‬ ‫سَمَاوَاتِ وَا ْلَأرْضِ َومَا بَيْ َن ُهمَا الرَّ ْ‬ ‫عطَاءً حِسَابًا ﴿‪ ﴾16‬رَّبِّ ال ّ‬ ‫َ‬ ‫خطَابًا ﴿‪ ﴾11‬يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَا ْلمَلَا ِئ َكةُ صَفًّا ۖ لَّا يَ َتكَّلَمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ َلهُ‬ ‫مِ ْنهُ ِ‬ ‫حمَـٰنُ َوقَالَ صَوَابًا ﴿‪} ﴾11‬‬ ‫الرَّ ْ‬ ‫[النبأ] صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫وذلك هو العبد الذي أذن له أن يخاطب ربه في سر الشفاعة كونهُ لن يسأل‬ ‫من اهلل الشفاعة‪ ،‬وال ينبغي له بل هلل الشفاعة جميعاً‪ ،‬فليس العبد أرحم من‬ ‫اهلل أرحم الراحمين‪ ،‬وإنما يحاج ربه في تحقيق النعيم األعظم من جنته ولن‬ ‫يتحقق ذلك حتى يرضى في نفسه سُبحانه‪.‬‬ ‫وذلك العبد الذي أذن له الرحمن وقال صواباً هو العبد الوحيد الذي عَلِ َم‬ ‫بحقيقةِ اسم اهلل األعظم‪ ،‬ومن ثم عَلَّمَ الناس به ومن ثم عَلِمَ بحقيقةِ اسم اهلل‬ ‫األعظم من اتَّ َب َعهُ من أنصاره قلباً وقالباً‪.‬‬ ‫وبما أنه سوف يخاطب ربه بحقيقة اإلسم األعظم ألن فيه سر الشفاعة‬ ‫ولذلك أذن له اهلل أن يُخاطب ربه وقال اهلل تعالى ‪:‬‬ ‫عةُ عِن َدهُ إِلَّا ِلمَنْ أَذِنَ َلهُ ۚ حَ ّتَىٰ إِذَا ُفزِّعَ عَن قُلُو ِبهِمْ قَالُوا مَاذَا‬ ‫{ وَلَا تَنفَعُ الشَّفَا َ‬ ‫حقَّ ۖ وَهُوَ ا ْلعَِليُّ ا ْلكَبِيرُ ﴿‪} ﴾11‬‬ ‫قَالَ رَ ّبُكُمْ ۖ قَالُوا الْ َ‬ ‫[سبأ] صدق اهلل العظيم‪.‬‬


‫وقال أصحاب القلوب التي َتظُن أن يُفعَلَ بها فاقرة بعد أن سمعوا عفواً‬ ‫عنهم فذهب الفزع عن قلوبهم قالوا لزُمرةِ ذلك العبد‪:‬‬ ‫{ مَاذَا قَالَ رَ ّبُكُمْ }‬ ‫ومن ثم ردُّوا عليهم زُمرة ذلك العبد‪:‬‬ ‫حقَّ وَهُوَ ا ْلعَِليُّ ا ْلكَبِيرُ }‬ ‫{ قَالُوا الْ َ‬ ‫صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫وهُنا أدرك عبيد اهلل جميعاً حقيقة اسم اهلل األعظم‪ ،‬وأدركوا سره المكنون‬ ‫شرَهم اهلل على منابر من‬ ‫في الكتاب‪ ،‬ومنَّ اهلل به على قليلٍ من عبيدٍ يَح ُ‬ ‫نور يغبطهم األنبياء والشهداء على ذلك المقام لهم بين يدي ربهم‪ ،‬وذلك هم‬ ‫الوفد المُكرمون الذي يتم حشرهم إلى الرحمن وفداً تصديقاً لقول اهلل تعالى‪:‬‬ ‫حمَـٰنِ َوفْدًا ﴿‪} ﴾11‬‬ ‫شرُ ا ْلمُتَّقِينَ إِلَى الرَّ ْ‬ ‫{ يَوْمَ يَوْمَ نَحْ ُ‬ ‫[مريم] صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫وذلك هو الوفد المُكرم على رؤوس الخالئق‪ ،‬ولكل درجات مما علموا‪،‬‬ ‫أولئك هم القوم الذي يغطبهم األنبياء والشهداء‪ ،‬وهم ليس بأنبياء وال‬ ‫يطمعون أن يكونوا من الشهداء‪ ،‬كون هدفهم أسمى من أن يستشهدوا في‬ ‫سبيل اهلل‪ ،‬بل يريدون أن تستمر حياتهم حتى يتحقق هدي البشر‪.‬‬ ‫أولئك هم القوم أحباب الرحمن الذي وعد اهلل بهم في محكم كتابه في قول‬ ‫اهلل تعالى‪:‬‬ ‫{ يَا أَ ّيُهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن َيرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَ ْوفَ َيأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ ُيحِ ّبُهُ ْم‬ ‫ع ّزَةٍ عَلَى ا ْلكَا ِفرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ‬ ‫وَيُحِبُّو َنهُ أَذِّلَةٍ عَلَى ا ْلمُ ْؤمِنِينَ أَ ِ‬ ‫وَلَا يَخَافُونَ لَ ْو َمةَ لَائِمٍ ۚ ذَِٰلكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ‬ ‫﴿‪} ﴾11‬‬


‫[المائدة] صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫أولئك هم القوم الذي يغبطهم األنبياء والشهداء على مجلسهم من ربهم‪،‬‬ ‫تصديقاً للحديث الحق عن محمد رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم عن‬ ‫طريق الرواة الحق‪ ،‬وأخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وأبو‬ ‫الشيخ وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬ ‫[ إن من عباد اهلل عبادا يغبطهم األنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من‬ ‫اهلل‪ .‬قيل‪ :‬من هم يا رسول اهلل؟ قال‪ :‬قوم تحابوا في اهلل من غير أموال وال‬ ‫أنساب‪ ،‬وجوههم نور على منابر من نور‪ ،‬ال يخافون إذا خاف الناس‪ ،‬وال‬ ‫يحزنون إذا حزن الناس ]‬ ‫صدق محمد رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم‬

‫وقال محمد رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم‪:‬‬ ‫وأخرج ابن أبي شيبة والحكيم الترمذي في نوادر األصول عن ابن مسعود‬ ‫رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬ ‫[ إن للمتحابين في اهلل تعالى عمودا من ياقوتة حمراء في رأس العمود‬ ‫سبعون ألف غرفة‪ ،‬يضيء حسنهم ألهل الجنة كما تضيء الشمس أهل‬ ‫الدنيا‪ ،‬يقول بعضهم لبعض‪ :‬انطلقوا بنا حتى ننظر إلى المتحابين في اهلل‪،‬‬ ‫فإذا أشرفوا عليها أضاء حسنهم أهل الجنة كما تضيء الشمس ألهل الدنيا‬ ‫]‬

‫أولئك هم القوم الذين وعد اهلل بهم في محكم كتابه‪:‬‬


‫{ يَا أَ ّيُهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ َيرْتَدَّ مِ ْنكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَ ْوفَ َيأْتِي الّلَهُ بِقَوْمٍ ُيحِ ّبُهُمْ‬ ‫وَيُحِبُّو َنهُ }‬ ‫[المائدة‪ ]11ٍ:‬صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫فهل ترونه ذكر جنةً أو ناراً؟ وذلك ألن عبادتهم لربهم هي أسمى العبادات‬ ‫في الكتاب‪ ،‬فَقَ ّدَرُوا ربهم حق قدره فلم يعبدون اهلل خوفاً من ناره وال طمعاً‬ ‫في جنته بل { يُحِ ّبُهُمْ وَيُحِبُّو َنهُ }‪ .‬وبما أنهم أَحَبُّوا اهلل حُ ّباً شديداً أعظم من‬ ‫كل شيء في الوجود كُله فكيف سيرضوا بأي شيء في الوجود مالم يكن‬ ‫ربهم حبيبهم قد رضي في نفسه؟‬

‫أال واهلل الذي ال إله غيره وال معبود سواه لو أن اهلل يخاطب أحد أنصار‬ ‫اإلمام المهدي ويقول له‪ :‬يا عبد النعيم األعظم لن يتحقق رضوان ربك في‬ ‫نفسه حتى تفتدي عبيده فتلقي بنفسك في نار جهنم! لقال‪:‬‬ ‫[ أال بعزتك وجاللك ربي ما كُنت ألقي بنفسي في نار جهنم فداء لولدي‬ ‫فلذت كبدي ولكنك أحب إلى نفسي من نفسي ومن ولدي ومن كافة األنبياء‬ ‫والمُرسلين ومن الحور الطين والحور العين‪ ،‬فإذا لن يتحقق نعيمي األعظم‬ ‫من جنتك حتى ألقي بنفسي في نار جهنم فإني أُشهدك ربي وأُشهدُ كُل عبد‬ ‫خلقته لعبادتك في السماوات واألرض وكفى باهلل شهيداً أني لن أمشي إلى‬ ‫نار جهنم مشياً بل سوف أنطلق إليها مُسرعاً ما دام في ذلك تحقيق نعيمي‬ ‫األعظم فتكون أنت ربي راضي في نفسك ال مُتحسراً وال غضباناً‪ .‬وذلك‬ ‫ألني أحببتك ربي ومتعتي وكُل أمنيتي وكل نعيمي هو أن يكون حبيبي‬ ‫ربي قد رضي في نفسه ولم يعد حزيناً وال مُتحسراً وال غضباناً‪ ،‬ولذلك لن‬ ‫يكون عبدك راضٍ في نفسه أبداً حتى تكون أنت ربي راضي في نفسك ال‬ ‫مُتحسر وال حزين وال غضبان‪ ،‬وذلك الني أعبدُ نعيم رضوانك ربي‪ ،‬فإذا‬ ‫لم تُحقق لعبدك ذلك فلمَ خلقتني يا إلهي؟ فإذا لم تحقق لعبدك النعيم األعظم‬ ‫فقد ظلمت عبدك يا إلهي ولكنك قلت ربي وقولك الحق‪:‬‬


‫{ وَلَا َيظْلِمُ رَ ّبُكَ أَحَدًا }‬ ‫[الكهف‪ ]19:‬صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫وذلك ألن عبدك ال يستطيع وال يريد أن يستطيع أن يقتنع بجنة النعيم‬ ‫والحور العين فأفٍ لجنة النعيم إذا لم يتحقق لعبدك النعيم األعظم منها فال‬ ‫حاجة لي بها شيئاً يا أرحم الراحمين‪ .‬فكيف يكون على ضالل من اتّخَذَ‬ ‫رضوان اهلل هو النعيم األعظم من ملكوت الدُنيا واآلخرة‪ .‬وأَعلمُ أن في‬ ‫ذلك الحكمة من خلق عبدك وكافة عبيدك ولن أقبل بغير ذلك بديالً واتَّخذتُ‬ ‫ذلك إليك ربي سبيالً ]‬ ‫انتهى‪،،،‬‬

‫وياقوم أقسمُ باهلل العظيم من يخلق العظام وهي رميم أني ما أخبرتكم عن‬ ‫ذلك العبد لو يُخاطبه اهلل أن يلقي بنفسه في نار جهنم فداء حتى يتحقق‬ ‫النعيم األعظم لنطق ذلك العبد بما قاله اإلمام المهدي‪ ،‬وذلك ألني علمت‬ ‫من اهلل من قبل أنه من الذين سوف يستخلصهم اهلل لنفسه‪ ،‬فمنهم ذلك‬ ‫الرجل أول من دفع الزكاة إلى المهدي المنتظر في كافة البشر‪ .‬ومن ثم قال‬ ‫عنه محمد رسول اهلل‪:‬‬ ‫[ ربح البيعة ]‪.‬‬ ‫فصلوا عليه وسلموا تسليماً‪ .‬فال تحرجوني من يكون ذلك العبد من‬ ‫األنصار وحتماً ستعرفونه من بعد الفتح المُبين وآل بيته المُكرمين‪ .‬بل هو‬ ‫من آل بيت محمد رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم بل هو من ذرية‬ ‫اإلمام الحُسين ابن علي ابن أبي طالب فإنه ليعلمُ أن اإلمام المهدي نطق بما‬ ‫سوف ينطق به لسانه‪.‬‬


‫ولربما شياطين البشر يقولون مال المهدي المنتظر يثني هذا الثناء على‬ ‫ذلك الرجل هل ألنه أول من دفع إليه الزكاة المفروضة في الكتاب؟ ومن‬ ‫ثم يرد عليه اإلمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول‪ :‬واهلل أنه سوف يعلمُ‬ ‫إنك لمن الكاذبين وأن ما ثناء ناصر محمد اليماني عليه نظراً ألنه أول من‬ ‫قام بدفع فريضة الزكاة إلى المهدي المنتظر‪ ،‬بل ثنائي عليه بإذن اهلل بالحق‬ ‫فما يدريني بحقيقة عبادته لربه الحق في نفسه مالم يفتيني بعبادته الذي يعلمُ‬ ‫خائنة األعين وما تخفي الصدور‪.‬‬

‫فأي خسارة ياقوم خسروها الذين أعرضوا عن إتباع اإلمام المهدي‬ ‫المنتظر عبد النعيم األعظم ناصر محمد اليماني؟ فأي خسارة خسروها‬ ‫المُعرضون من أمته ممن أظهرهم اهلل على أمرنا في عصر الحوار من‬ ‫قبل الظهور؟ فأعرضوا عن تقديم البيعة والوالء والسمع والطاعة وشد‬ ‫األزر لهذا األمر الجلل العظيم وإظهاره للبشر؟ فأي خسارة خسروها؟ فما‬ ‫أعظم ندمهم‪ ..‬فما أعظم ندمهم‪ ..‬فما أعظم ندمهم‪..‬‬

‫ويا قوم إنما أعظكم بواحدة‪ ،‬فكون هذا الكالم نبأٌ عظيم فإما أنَّ ناصر‬ ‫محمد اليماني ينطق بالحق ويهدي إلى صراطٍ مُستقيم‪ ،‬وأما أنَّ ناصر‬ ‫محمد اليماني مجنون‪ .‬فإذا كان مجنون فهذا يعني أنه قد فقد عقله‪ ،‬ولذلك‬ ‫لن يستطيع أن يقيم الحُجة عليكم بل الحجة ستكون ألولي األلباب‪ .‬فإذا كان‬ ‫هو وأولياءه من أولي األلباب فحتماً سيغلبكم ناصر محمد اليماني هو ومن‬ ‫اتَّبعه بآيات محكمات بينات هُنَّ أُم الكتاب في القرآن العظيم‪.‬‬ ‫وسالمٌ على المُرسلين والحمدُ هلل رب العالمين‪.‬‬ ‫أخوكم اإلمام المهدي ناصر محمد اليماني‪.‬‬ ‫عبدالنعيم األعظم‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ‬


‫((فتوى اإلمام المهدي إلى جميع عبيد النعيم األعظم))‬

‫(بِسْمِ اهللِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)‬

‫(يَا أَ ّيُهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ َيرْتَدَّ مِ ْنكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَ ْوفَ َيأْتِي الّلَهُ بِقَوْمٍ يُحِ ّبُهُمْ‬ ‫وَيُحِبُّو َنهُ )صدق اهلل العظيم‬

‫من اإلمام المهدي عبد النعيم األعظم ناصر محمد اليماني إلى هذه االمة‬ ‫المعدودة في الكتاب لبعث اإلمام المهدي عبد النعيم األعظم ناصر محمد‬ ‫اليماني لقد أيدني اهلل بأعظم آية في الكتاب على اإلطالق فآثر اهلل بتعريف‬ ‫تلك اآلية للبشر المهدي المنتظر عبد النعيم األعظم أال وهي حقيقة إسم اهلل‬ ‫األعظم ولماذا يُوصف هذا اإلسم باألعظم ومن ثم يعلمكم اإلمام المهدي‬ ‫عبد النعيم األعظم أن ليس المقصود أن إسم اهلل األعظم هو أعظم من‬ ‫أسمائه اآلخرى كما يزعم الذين ال يعلمون الذين يفرقون بين أسماء اهلل‬ ‫الحسنى سُبحانه وتعالى علواً كبيراً فقد نهاكم أن تفرقوا بين أسمائه الحُسنى‬ ‫وقال اهلل تعالى)‬

‫سمَاءُ الْحُسْنَى )صدق‬ ‫حمَنَ أَيًا مَا تَدْعُوا فَ​َلهُ ا ْلأَ ْ‬ ‫(قُلِ ادْعُوا الَلهَ أَوِ ادْعُوا الرَ ْ‬ ‫اهلل العظيم‬

‫والسؤال الذي يطرح نفسه هو إذاً فلماذا يُوصف إسم اهلل األعظم باالعظم‬ ‫ونكرر السؤال فما دام إسم اهلل االعظم هو ليس أعظم من أسماء اهلل‬ ‫االخرى فلماذا يوصف باالعظم ومن ثم تجدوا الجواب في قلوبكم آية‬


‫التصديق للبيان الحق للمهدي المنتظر عبد النعيم األعظم أن ذلك اإلسم قد‬ ‫جعله اهلل صفة رضوان الرحمن على عبيده يستشعرون حقيقته محسوسة‬ ‫في قلوبهم بين جوانحهم حين تخشع قلوبهم لذكر ربهم فتدمع أعينهم مما‬ ‫عرفوا من الحق والحق هو اهلل ال إله غيره وال معبوداً سواه والنعيم‬ ‫األعظم واألكبر هو في حقيقة رضوان اهلل على عباده تصديقاً لقول اهلل‬ ‫تعالى)‬

‫جرِي مِن تَحْ ِتهَا األَ ْنهَارُ خَالِدِي َ‬ ‫ن‬ ‫({وَعَدَ الّلهُ ا ْلمُ ْؤمِنِينَ وَا ْلمُ ْؤمِنَاتِ جَنَاتٍ تَ ْ‬ ‫فِيهَا َومَسَاكِنَ طَيِ َبةً فِي جَنَاتِ عَدْنٍ َورِضْوَانٌ مِنَ الّلهِ َأكْ َبرُ ذَِلكَ هُوَ الْفَ ْوزُ‬ ‫ا ْل َعظِيمُ }صدق اهلل العظيم‬

‫فتبين لكم أن حقيقة رضوان اهلل على عباده هو النعيم األعظم من جنته‬ ‫تصديقاً لحديث محمد رسول اهلل الحق صلى اهلل عليه وآله وسلم قال )‬

‫(قَالَ رَسُول اللَه صَلَى اللَه عَلَ ْيهِ وَسَلَمَ ‪ " :‬إِنَ اللَه يَقُول ِلأَهْلِ الْجَنَة ‪ :‬يَا أَهْل‬ ‫سعْدَيْك ! فَيَقُول ‪ :‬هَلْ رَضِيتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ ‪:‬‬ ‫الْجَنَة ! فَيَقُولُونَ ‪ :‬لَبَ ْيكَ رَبّنَا وَ َ‬ ‫عطَيْتنَا مَا لَمْ ُت ْعطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقك ! فَيَقُول أَنَا‬ ‫َومَا لَنَا لَا َنرْضَى َوقَدْ أَ ْ‬ ‫شيْء َأفْضَل مِنْ ذَِلكَ ؟ قَالَ ‪:‬‬ ‫عطَيْ ُتكُمْ َأفْضَل مِنْ ذَِلكَ ! قَالُوا ‪ :‬يَا رَبّ وَأَيّ َ‬ ‫أَ ْ‬ ‫أُحِلّ عَلَ ْيكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَط عَلَ ْيكُمْ َبعْده أَبَدًا )صدق محمد رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وآله وسلم‬

‫إذاً ياقوم إن ذلك هو النعيم الذي ألهاكم عن تحقيقه التكاثر في الحياة الدُنيا‬ ‫وزينتها ورضيتم بها فألهتكم عن النعيم الذي يوجد فيه سر الحكمة من‬ ‫خلقكم )‬


‫أَ ْلهَاكُمُ ال َتكَا ُثرُ(‪ )0‬حَتَى ُزرْتُمُ ا ْلمَقَا ِبرَ(‪َ )1‬كالَ سَ ْوفَ َتعَْلمُونَ(‪ )1‬ثُمَ َك َ‬ ‫ال‬ ‫سَ ْوفَ َتعَْلمُونَ(‪ )1‬كَالَ لَوْ َتعَْلمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ(‪ )1‬لَ َترَوُنَ الْجَحِيمَ(‪ )6‬ثُمَ‬ ‫سأَلُنَ يَ ْومَئِذٍ عَنِ ال َنعِيمِ(‪)1‬صدق اهلل العظيم‬ ‫لَ َترَوُ َنهَا عَيْنَ الْيَقِينِ(‪ )1‬ثُمَ لَتُ ْ‬

‫فماهو النعيم الذي عنه سوف يُسألون وقال اهلل تعالى)‬

‫جهَنَمُ وَبِ ْئ َ‬ ‫س‬ ‫خطٍ مِنَ الَلهِ َو َمأْوَاهُ َ‬ ‫((أ َفمَنِ اتَبَعَ رِضْوَانَ الَلهِ َكمَنْ بَاءَ بِسَ َ‬ ‫المَصِيرُ (‪ )061‬هُمْ َدرَجَاتٌ عِندَ الَلهِ وَالَلهُ بَصِيرٌ ِبمَا َي ْعمَلُونَ (‪)061‬‬ ‫صدقاهلل العظيم‬

‫إذاً الحكمة من خلق العبيد هو لكي يتبعوا رضوان اهلل فهم لهُ عابدون ونعم‬ ‫العبيد عبيد رضوان ربهم عليهم وأعظمُ منهم درجة عند اهلل الذين لم يكتفوا‬ ‫برضوان اهلل عليهم فحسب بل يريدوا ان يكون اهلل راضي في نفسه أولئك‬ ‫هم العبيد الذين نالوا أعظم درجة في حُب اهلل وسبب عدم إكتفائهم‬ ‫برضوان اهلل عليهم فقط بل يريدوا أن يكون حبيبهم راضي في نفسه ال‬ ‫مُتحسرا" وال حزينا" على عباده الذين ظلموا أنفسهم فأصبح رضوان اهلل‬ ‫بالنسبة لهم هو غاية وليس وسيلة وذلك ألن الذي إذا علم أن اهلل رضي‬ ‫عنه اكتفى بذلك فإن لهُ هدف من ذلك ويريد ان يقيه اهلل ناره فيدخله جنته‬ ‫وبما أنه تحقق هدفهم المرجو تجدوهم رضوا بما آتاهم اهلل من فضله‬ ‫ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أال خوف عليهم وال هم‬ ‫يحزنون تصديقاً لقول اهلل تعالى)‬

‫شرُونَ بِالَذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ‬ ‫( َفرِحِينَ ِبمَا آتَاهُمْ اللَهُ مِنْ فَضِْلهِ وَيَسْتَبْ ِ‬ ‫حزَنُونَ )صدق اهلل العظيم‬ ‫خَلْ ِفهِمْ أَالَ خَ ْوفٌ عَلَ ْيهِمْ وَال هُمْ يَ ْ‬


‫أولئك هم الذين باعوا أنفسهم وأموالهم لربهم مُقابل الفوز بجنته فأصدقهم‬ ‫اهلل بما وعدهم‬ ‫في قول اهلل تعالى)‬

‫(( إِنَّ الّلهَ اشْ َترَى مِنَ ا ْلمُ ْؤمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَ​َأمْوَاَلهُم ِبأَنَّ َلهُمُ الجَ ّنَةَ))صدق اهلل‬ ‫العظيم‬

‫ولم يفرض اهلل على عبيده أن ال يرضوا حتى يكون راضي في نفسه ل ُه‬ ‫الكبرياء في السماوات واألرض وهو العزيز الحكيم ولم يلوم اهلل عليهم‬ ‫ورضي اهلل عنهم ورضوا عنه ولكن أنصار اإلمام المهدي عبد النعيم‬ ‫االعظم قلباً وقالباً هيهات هيهات أن يرضوا بنعيم الجنة أبداً حتى يحقق اهلل‬ ‫لهم النعيم االعظم من جنته فيكون ربهم راضي في نفسه وذلك ألن الخبير‬ ‫بالرحمن في مُحكم القرآن قد أخبرهم عن حال ربهم أنه حزين ومُتحسر‬ ‫على عباده الذين أهلكهم من غير ظُلم لهم حتى إذا أهلكهم بسبب تكذيب‬ ‫الحق من ربهم من ثم يقول )‬

‫س َرةً عَلَى ا ْلعِبَادِ مَا َيأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا ِبهِ يَسْ َت ْهزِئُونَ ( ‪) 11‬‬ ‫((( يَاحَ ْ‬ ‫جعُونَ ( ‪ ) 10‬وَإِنْ كُلٌّ‬ ‫أَلَمْ َيرَوْا كَمْ أَهَْلكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْ ُقرُونِ أَ َنهُمْ إِلَيْهِمْ لَا َيرْ ِ‬ ‫ضرُونَ)صدق اهلل العظيم‬ ‫جمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْ َ‬ ‫َلمَّا َ‬

‫ومن ثم توقف قوم يحبهم ويحبونه عن القراءة برهة للتفكير بحُزن عميق‬ ‫وقالوا في أنفسهم وكيف نكون سعداء في جنة النعيم ومن أحببنا حزين‬ ‫ومُتحسر على عباده الذين ظلموا أنفسهم هيهات هيهات فكيف يسعد أحباب‬ ‫اهلل بعد أن علموا أن ربهم حبيبهم ليس بسعيد وحزين ومُتحسر في نفسه‬


‫على عباده الذين ظلموا أنفسهم ومن ثم يقولون وكيف يكون راضي في‬ ‫نفسه فلن يتحقق رضوان اهلل في نفسه حتى يدخل عباده في رحمته ولكن‬ ‫عباد اهلل الذين ظلموا أنفسهم عددهم أكثر من عدد الشاكرين تصديقاً لفتوى‬ ‫شَكُورُ )))صدق اهلل العظيم‬ ‫اهلل في محكم كتابه ((( َوقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ال ّ‬

‫ومن ثم يرون تحقيق هذا الهدف صعب المنال ويكاد أن يكون مُستحيل في‬ ‫نظرهم ومن ثم يتذكرون مرة أخرى قول اهلل تعالى )‬

‫س َرةً عَلَى ا ْلعِبَادِ مَا َيأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا ِبهِ يَسْ َتهْزِئُونَ ( ‪11‬‬ ‫( ((( يَاحَ ْ‬ ‫) أَلَمْ َيرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبَْلهُمْ مِنَ الْ ُقرُونِ أَ َنهُمْ إِلَ ْيهِمْ لَا َيرْجِعُونَ ( ‪ ) 10‬وَإِنْ‬ ‫ضرُونَ)صدق اهلل العظيم‬ ‫جمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْ َ‬ ‫كُلٌّ َلمَّا َ‬

‫ومن ثم يُنكسون رؤوسهم بين يدي ربهم وهم ال يزالون في الدُنيا ويقولون‬ ‫إذا" لماذا خلقتنا يا إله العالمين فإذا لم يتحقق رضوانك ربنا في نفسك‬ ‫فلماذا خلقتنا فكيف تريدنا أن نرضى بنعيم جنتك بعد أن علّمنا اإلمام‬ ‫المهدي الخبير بالرحمن أن حبيبنا الرحمن ليس بسعيد في نفسه وأنه‬ ‫مُتحسر على عباده الذين أهلكهم وكانوا كافرين أعظم من تحسر األم على‬ ‫وليدها وذلك ألن اهلل هو أرحم الراحمين وبرغم أنه لم يهلك الكافرين‬ ‫برسل ربهم بظلم منه سبحانه بل بسبب ظلمهم ألنفسهم ألنهم كذبوا برسل‬ ‫ربهم إليهم ليغفر لهم ويرحمهم فكذبوهم الذين ال يعلمون ورغم ذلك يقول )‬

‫س َرةً عَلَى ا ْلعِبَادِ مَا َيأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا ِبهِ يَسْ َت ْهزِئُونَ ( ‪) 11‬‬ ‫(( يَاحَ ْ‬ ‫جعُونَ ( ‪ ) 10‬وَإِنْ كُلٌّ‬ ‫أَلَمْ َيرَوْا كَمْ أَهَْلكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْ ُقرُونِ أَ َنهُمْ إِلَيْهِمْ لَا َيرْ ِ‬ ‫ضرُونَ)صدق اهلل العظيم‬ ‫جمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْ َ‬ ‫َلمَّا َ‬


‫فقد ذهب الغضب من نفس الرب عن القوم الذين انتقم منهم ولكن أعقب‬ ‫ذلك تحسر في نفسه وحُزن عميق كونهم قد أصبحوا نادمين على تكذيبهم‬ ‫بالحق من ربهم وتألموا تألما" شديدا" وعضوا على أيديهم وقال كل منهم (‬ ‫((يَا لَيْتَنِي اتَخَذْتُ مَعَ الرَسُولِ سَبِيالً يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَخِذْ فُالنًا خَلِيالً لَقَدْ‬ ‫أَضَلَنِي عَنْ ال ِذ ْكرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي َوكَانَ الشَ ْيطَانُ ِلإلِنسَانِ خَذُوالً ))صدق اهلل‬ ‫العظيم‬

‫ولذلك ذهب الغضب من نفس الرب ولكنه لم يعقبه الرضى عليهم ‪ ،‬بل‬ ‫عقب الغضب الحُزن والحسرة عليهم في نفس ربهم فور اإلنتقام منهم كما‬ ‫ترون ذلك في محكم كتاب اهلل القرآن العظيم ))‬

‫س َرةً عَلَى ا ْلعِبَادِ مَا َيأْتِيهِم‬ ‫حةً وَاحِ َدةً َفإِذَا هُمْ خَامِدُونَ *يَا حَ ْ‬ ‫(إِن كَانَتْ إِالَ صَيْ َ‬ ‫مِن رَسُولٍ إِالَ كَانُوا ِبهِ يَسْ َت ْهزِؤُون *أَلَمْ َيرَوْا كَمْ أَهَْلكْنَا قَبَْلهُم مِنْ الْ ُقرُونِ‬ ‫ضرُونَ )‬ ‫جمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْ َ‬ ‫جعُونَ *وَإِن كُلٌ َلمَا َ‬ ‫ال َيرْ ِ‬ ‫أَ َنهُمْ إِلَ ْيهِمْ َ‬ ‫صدق اهلل العظيم‬

‫إذاً يا أحباب اهلل إن كنتم تسألون عن حال الرحمن فقد رأيتم حاله في أخبار‬ ‫القرآن العظيم وما يقول في نفسه بعد إهالك جميع األمم الكافرين برسل‬ ‫ربهم فيقول فور إهالكهم ))‬

‫س َرةً عَلَى ا ْلعِبَادِ مَا َيأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا ِبهِ يَسْ َت ْهزِئُونَ ( ‪) 11‬‬ ‫((( يَاحَ ْ‬ ‫جعُونَ ( ‪ ) 10‬وَإِنْ كُلٌّ‬ ‫أَلَمْ َيرَوْا كَمْ أَهَْلكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْ ُقرُونِ أَ َنهُمْ إِلَيْهِمْ لَا َيرْ ِ‬ ‫ضرُونَ)صدق اهلل العظيم‬ ‫جمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْ َ‬ ‫َلمَّا َ‬


‫ومن ثم يتفكر القوم الذي يحبهم اهلل ويحبونه ويقولون وكيف نكون سعداء‬ ‫بجنة النعيم مالم يكن حبيبنا الرحمن راضي في نفسه وليس مُتحسرا" وال‬ ‫حزينا" على عباده الذين ظلموا أنفسهم فلن يتحقق رضوان اهلل في نفسه‬ ‫حتى يجعل الناس أمة واحدة على صراط مستقيم ومن ثم يصبح هدفهم هو‬ ‫ذات هدف المهدي المنتظر ويريدون من ربهم أن يهدي البشر جميعاً‬ ‫فيجعل الناس أمة واحدة على صراط مستقيم فيناضلوا من أجل هذا الهدف‬ ‫السامي وقالوا اللهم ال ترزقنا الشهادة في سبيلك حتى يتحقق هدفنا في هذه‬ ‫الحياة فتجعل الناس أمة واحدة على صراط مستقيم ألنك إن رزقتنا الشهادة‬ ‫فسوف تفينا بما وعدت الشهداء في سبيلك فور شهادتهم (قِيلَ ادْخُلِ الْجَ َنةَ‬ ‫جعَلَنِي مِنَ ا ْل ُم ْك َرمِينَ‬ ‫قَالَ يَا لَيْتَ قَ ْومِي َيعْلَمُونَ ِبمَا غَ َفرَ لِي رَبِي وَ َ‬ ‫)صدق اهلل العظيم‬

‫ولكن يا أرحم الر احمين هذا الهدف كان قبل مبعث اإلمام المهدي المنتظر‬ ‫الذي كتبت على يده تحقيق هُدى البشر جميعاً وبما أن اإلمام المهدي‬ ‫الخبير بالرحمن قد علمنا أنك مُتحسر على عبادك الذين ظلموا أنفسهم‬ ‫فكيف نطمح في الشهادة طمعاً في الجنة وقد علمنا أنك حزين ومتحسر‬ ‫على عبادك الذين كفروا بك و يُحاربونك ورسلك فأهلكتهم بعذاب من‬ ‫عندك أو بأيدينا ومن ثم يذهب غيظ قلوب أنصارك وغيظك ويعقب ذلك‬ ‫الحُزن في نفسك مُتحسراً على عبادك الكافرين الذين ظلموا أنفسهم وجعلت‬ ‫س َرةً عَلَى ا ْلعِبَادِ مَا َيأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا‬ ‫ذلك الخبر في مُحكم الذكر)))يَاحَ ْ‬ ‫كَانُوا ِبهِ يَسْ َت ْهزِئُونَ ( ‪ ) 11‬أَلَمْ َيرَوْا كَمْ أَهَْلكْنَا قَبَْلهُمْ مِنَ الْ ُقرُونِ)))‬

‫ولم يفقه هذا الخبر إال المهدي المنتظر ولذلك شمر ليهدي البشر ويريد أن‬ ‫يهدي الناس أجمعين إلى الصراط المُستقيم إيمانا" بقول الرحمن في مُحكم‬ ‫القرآن )‬


‫جمِيعًا أَفَلَمْ يَ ْيَأسِ الَذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ الَلهُ َلهَدَى النَا َ‬ ‫س‬ ‫(بَلْ لَِلهِ ا ْلَأ ْمرُ َ‬ ‫عةٌ أَوْ تَحُلُ َقرِيبًا مِنْ‬ ‫جمِيعًا وَلَا َيزَالُ الَذِينَ كَ َفرُوا تُصِي ُبهُمْ ِبمَا صَ َنعُوا قَارِ َ‬ ‫َ‬ ‫ف ا ْلمِيعَادَ )صدق اهلل العظيم‬ ‫دَارِهِمْ حَتَى َيأْ ِتيَ وَعْدُ الَلهِ إِنَ الَلهَ لَا يُخِْل ُ‬

‫أفال تخشون من اهلل يامن حجبتم موقع المهدي المنتظر في دولكم فهل‬ ‫تريدون أن تطفئوا نور اهلل على العالمين فهل أنتم يهود ام مُسلمين فإذا كنتم‬ ‫مُسلمين فلما تحجبون دعوة مُسلم يدعو الناس إلى إتباع هذا القرآن العظيم‬ ‫أم إنكم ترون أن ناصر محمد اليماني مُشرك باهلل فأين برهانكم أنه مشرك‬ ‫باهلل فلكل دعوى برهان (({ قُلْ هَاتُوا ُبرْهَا َنكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَا ِدقِينَ} )) أم‬ ‫ترون أن ناصر محمد اليماني صاحب فرقة جديدة يفتي بقتل الناس وسفك‬ ‫دمائهم بحجة كفرهم (( (({ قُلْ هَاتُوا ُبرْهَا َنكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَا ِدقِينَ} )))‬

‫أم إنكم ترون ناصر محمد اليماني كان إرهابياً يفتي بقتل الناس بحجة‬ ‫كفرهم باهلل (({ قُلْ هَاتُوا ُبرْهَا َنكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَا ِدقِينَ} ))) أم ترون ناصر‬ ‫محمد اليماني يريد إضالل المُسلمين عن الصراط المستقيم ))‬

‫((( (({ قُلْ هَاتُوا ُبرْهَا َنكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَا ِدقِينَ} ))) فهل وجدتم أن ناصر‬ ‫محمد اليماني يهدي إلى الشرك باهلل (( (( (({ قُلْ هَاتُوا ُبرْهَا َنكُمْ إِنْ كُنْتُمْ‬ ‫صَا ِدقِينَ} ))))))‬

‫أم إنكم ترون أن ناصر محمد اليماني يقول على اهلل مالم يعلم مُتبعا" الظن‬ ‫الذي ال يُغني من الحق شيئاً ))‬


‫(( (( (({ قُلْ هَاتُوا ُبرْهَا َنكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَا ِدقِينَ} ))))) أم ترون ناصر محمد‬ ‫اليماني يدعو المُسلمين إلى أن يتفرقوا في دينهم شيعاً وكل حزب بما لديهم‬ ‫فرحون (((( (({ قُلْ هَاتُوا ُبرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَا ِدقِينَ} )))‬ ‫حقّ وَصَ ّدقَ ا ْل ُمرْسَلِينَ )))) فتجدوه يدعوكم إلى عبادة اهلل‬ ‫)) (( بَلْ جَآءَ بِالْ َ‬ ‫وحده ال شريك له على بصيرة من ربه وهي ذاتها بصيرة جده محمد‬ ‫رسول اهلل القرآن العظيم أم ترون أن ناصر محمد اليماني يأتي بتأويل‬ ‫القرآن من عند نفسه وليس من عند اهلل (( ((( (({ قُلْ هَاتُوا ُبرْهَا َنكُمْ إِنْ‬ ‫كُنْتُمْ صَادِقِينَ} )) ))‬

‫ويا معشر هيئة كُبار العلماء بالمملكة العربية السعودية فما هي حُجتكم عن‬ ‫سبب حجب موقع اإلمام ناصر محمد اليماني في بلدكم فهل بسبب أنه‬ ‫يدعو البشر إلى إتباع ذكرهم القرآن العظيم لمن شاء منهم أن يستقيم‬ ‫ولكنكم تقولون أنكم مُسلمون وبالقرآن العظيم مؤمنون أم إنكم ترون أن‬ ‫ناصر محمد اليماني يؤمن بالكتاب ويكفر بالسنة المحمدية (({ قُلْ هَاتُوا‬ ‫ُبرْهَا َنكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَا ِدقِينَ} )) وتاهلل إن إيماني بسنة محمد رسول اهلل الحق‬ ‫هو أعظم من إيمانكم وإنما أكفر بالحديث السني الذي يأتي مخالفا" إلحدى‬ ‫آيات الكتاب المحكمات هن أم الكتاب فكيف أتبع الحديث السني الذي يأتي‬ ‫مُخالفا" لمحكم كتاب اهلل القرآن العظيم بل بينه وبين القرآن إختالفاً كثيراً‬ ‫جُملة وتفصيالً وذلك ألن اإلمام ناصر محمد اليماني قد اتبع فتوى اهلل‬ ‫لكشف األحاديث المدسوسة في السنة بأن علينا أن نعرض الحديث على‬ ‫محكم القرآن العظيم فإذا وجدنا أن الحديث المروي عن النبي قد جاء‬ ‫مخالفا" لمحكم القرآن فإن ذلك الحديث النبوي ليس من عند اهلل وذلك ألن‬ ‫محمد رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم ال ينطق عن الهوى ال في‬ ‫الكتاب وال في السنة وإنما ألن القرآن محفوظ من التحريف والتزييف‬ ‫والسنة ليست محفوظة من التحريف والتزييف فإذا كان الحديث السني غير‬ ‫الذي نطق به محمد رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم فحتماً سنجد بينه‬ ‫وبين محكم القرآن إختالفاً كثيراً وذلك ألن الحديث المفترى عن النبي حتماً‬ ‫يكون من إفتراء شياطين البشر بمعنى أن الحديث المفترى جاء من عند‬


‫الشيطان وليس من عند الرحمن فبما أن الحق والباطل نقيضان مُختلفان‬ ‫فحتماً نجد بينه وبين القرآن إختالفاً كثيراً جملة وتفصيالً تصديقا" للناموس‬ ‫في الكتاب لكشف األحاديث المدسوسة في السنة النبوية بأن يتم عرضها‬ ‫على محكم القرآن فإذا كان الحديث النبوي جاء من عند غير اهلل من إفتراء‬ ‫شياطين البشر فحتماً يختلف مع محكم الذكر تصديقاً لقول اهلل تعالى))‬

‫((((مَنْ ُيطِعِ الرَسُولَ فَقَدْ َأطَاعَ الَلهَ َومَنْ تَوَلَى َفمَا َأرْسَلْنَاكَ عَلَ ْيهِمْ حَفِيظًا‬ ‫عةٌ َفإِذَا َب َرزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَتَ طَائِ َفةٌ مِ ْنهُمْ غَ ْيرَ الَذِي‬ ‫(‪ )11‬وَيَقُولُونَ طَا َ‬ ‫عرِضْ عَ ْنهُمْ وَتَ َوكَلْ عَلَى الَلهِ َوكَفَى بِالَلهِ‬ ‫تَقُولُ وَالَلهُ َيكْتُبُ مَا يُبَيِتُونَ َفأَ ْ‬ ‫َوكِيلًا (‪َ )10‬أفَلَا يَتَدَبَرُونَ الْ ُقرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَ ْيرِ الَلهِ لَوَجَدُوا فِيهِ‬ ‫اخْتِلَافًا كَثِيرًا (‪ )11‬وَإِذَا جَاءَهُمْ َأ ْمرٌ مِنَ ا ْلَأمْنِ أَوِ الْخَ ْوفِ أَذَاعُوا ِبهِ وَلَوْ‬ ‫رَدُوهُ إِلَى الرَسُولِ وَإِلَى أُولِي ا ْلَأ ْمرِ مِ ْنهُمْ َلعَِل َمهُ الَذِينَ يَسْتَنْ ِبطُو َنهُ مِ ْنهُمْ وَلَوْلَا‬ ‫حمَ ُتهُ لَاتَ َبعْتُمُ الشَ ْيطَانَ إِلَا قَلِيلًا (‪)11‬صدق اهلل العظيم‬ ‫فَضْلُ الَلهِ عَلَ ْيكُمْ َورَ ْ‬

‫والسؤال الذي يطرح نفسه فهل رب العالمين يخاطب في هذه اآليات‬ ‫الكافرين بهذا القرآن أم المؤمنين به فتدبروا وتفكروا ومن ثم تجدوا‬ ‫الجواب المحكم في قول اهلل تعالى )‬

‫(وَإِذَا جَاءَهُمْ َأ ْمرٌ مِنَ ا ْلَأمْنِ أَوِ الْخَ ْوفِ أَذَاعُوا ِبهِ وَلَوْ رَدُوهُ إِلَى الرَسُو ِ‬ ‫ل‬ ‫وَإِلَى أُولِي ا ْلَأ ْمرِ مِ ْنهُمْ َلعَِل َمهُ الَذِينَ يَسْتَنْ ِبطُو َنهُ مِ ْنهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ الَلهِ عَلَ ْيكُمْ‬ ‫حمَ ُتهُ لَاتَ َبعْتُمُ الشَ ْيطَانَ إِلَا قَلِيلًا (‪)11‬صدق اهلل العظيم‬ ‫َورَ ْ‬

‫إذاً ياقوم إنه يخاطب المُسلمين وعُلمائهم وينبئهم أنها توجد طائفة من‬ ‫عةٌ َفإِذَا‬ ‫المُسلمين يظهرون اإليمان ويبطنون الكفر والمكر ((وَيَقُولُونَ طَا َ‬ ‫َب َرزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَتَ طَائِ َفةٌ مِ ْنهُمْ غَ ْيرَ الَذِي تَقُولُ )) ومن ثم علمنا كيف‬ ‫الطريقة لكشف اآلحاديث المكذوبة عن النبي في السنة النبوية وهو أن‬


‫نتدبر القرآن فإذا كان الحديث المُتنازع فيه أمر من الشيطان وليس من‬ ‫الرحمن فحتماً نجد بينه وبين محكم القرآن إختالفاً كثيراً كون الحق‬ ‫والباطل نقيضان مختلفان وبتطبيق هذا الناموس يستطيع اإلمام المهدي‬ ‫غربلة السنة النبوية من اآلحاديث المفتراة حتى يعيدكم إلى منهاج النبوة‬ ‫اآلولى فلماذا يامعشر هيئة كبار العلماء ترضون أن يتم حجب موقع ناصر‬ ‫محمد اليماني عن الشعب السعودي األبي العربي ونعم فإن أكثر أنصار‬ ‫المهدي المنتظر إلى حد اآلن هم من المملكة العربية السعودية أم إنكم‬ ‫تخشون أن يفعل ناصر محمد اليماني كما فعل جهيمان فيظهر في الحرم‬ ‫المكي فيسفك الدماء أو تسفكوا دماءه وأنصاره و أعوذُ باهلل أن أفعل كما‬ ‫فعل جهيمان إذاً فقد جعل اهلل لكم علينا سلطان فهل تعلمون عن سبب‬ ‫ضالل جهيمان إنها األحاديث المُفتراة والروايات المُزورة عن النبي ونعم‬ ‫إن اإلمام المهدي يظهر للمُبايعة من بعد التصديق عند البيت العتيق ولكن‬ ‫ذلك الظهور يسبقه الحوار من قبل الظهور ومن بعد التصديق أظهر‬ ‫للمُسلمين عند البيت العتيق في مكة المُكرمة وإنما المبايعة هي من بعد‬ ‫التصديق وكيف يأتي التصديق مالم تسبقه الدعوة والحوار حتى نثبت‬ ‫بالبرهان من الرحمن أن اهلل اصطفاني عليكم فزادني بسطة في العلم على‬ ‫كافة عُلماء المُسلمين حتى أحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في الدين‬ ‫فأجمع شملهم وأجبر كسرهم فتقوى شوكتهم من بعد أن خالفوا أمر ربهم‬ ‫في محكم كتابه بعدم تفرقهم إلى شيع وأحزاب فخالفوا أمر ربهم وتفرقوا‬ ‫إلى شيع وأحزاب وكُل حزب يما لديهم فرحون أم إنكم تنتظرون المهدي‬ ‫المنتظر يبعثه اهلل من أهل السنة فيعلن الحرب على الشيعة أم إنكم‬ ‫تنتظرون المهدي المنتظر يبعثه اهلل من الشيعة فيعلن الحرب على أهل‬ ‫السنة ويا سبحان ربي فهل سوف يبتعث اهلل اإلمام المهدي لسفك دماء‬ ‫المُسلمين فيزيد فرقتهم ويزيدهم شتاتاً أفال تتقون ويا قوم واهلل الذي ال إله‬ ‫غيره وال معبوداً سواه أنه لن يستجيب لدعوة اإلمام ناصر محمد اليماني‬ ‫إال الذين يعقلون وبما أن دعوة اإلمام ناصر محمد اليماني يقبلها العقل‬ ‫والمنطق ولذلك هدى اهلل الذين اتبعوه من مختلف دول العالمين وبعض‬ ‫الدول لم يكن منها إال بعدد أصابع اليدين ولكن أكثر األنصار هم من أهل‬ ‫السنة من المملكة العربية السعودية ولذلك تم حجب موقع اإلمام ناصر‬


‫محمد اليماني كونه أفتى من قبل أن أكثر األنصار هم من أهل السنة من‬ ‫المملكة العربية السعودية ولذلك تم حجب موقعي عن الشعب السعودي‬ ‫األبي العربي فهل ذلك إحتياطات أمنية ولكن من يُأمنهم من مكر اهلل إن‬ ‫كان ناصر محمد اليماني حقاً يدعو البشر إلى إتباع ذكرهم القرآن العظيم‬ ‫ويدعو البشر إلى الكفر بما خالف لمحكم كتاب اهلل القرآن العظيم فأين‬ ‫الباطل في دعوة اإلمام ناصر محمد اليماني فهل بسبب أنه رفض أن‬ ‫يتنازل عن الصفة له من عند ربه (المهدي المنتظر ) ولكن ياقوم كيف‬ ‫أنسف هذه الصفة فواهلل الذي ال إله غيره أني تلقيت الفتوى من رب‬ ‫العالمين أني اإلمام المهدي المنتظر فكيف أنكر هذه الصفة فأتبع أهواءكم‬ ‫فأقول أنني لست إال مُجددا" للدين ولكني ال أنكر أن الرؤيا تخص صاحبها‬ ‫وال يبنى عليها حكم شرعي لألمة ولكن ياقوم فكم أفتيتكم عن فتوى محمد‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم أنه ال يجادلني أحد من القرآن إال‬ ‫غلبته إذا" ياقوم فإذا لم أكن المهدي المنتظر فسوف يخذلني ربي فلن‬ ‫يصدقني الحق على الواقع الحقيقي ببسطة العلم فيقيموا علماؤكم على‬ ‫ناصر محمد اليماني الحُجة فأصبح كذابا" أشرا" إذا لم يصدقني ربي فال‬ ‫يحاجني أحد من القرآن إال غلبته إن كنت من الصادقين أن اهلل اصطفاني‬ ‫المهدي المنتظر فزادني بسطة في العلم على كافة علماء األمة فإن طاولة‬ ‫الحوار هي الحكم فتابعوا الحوارات بين المهدي المنتظر وأصحاب‬ ‫األسماء المُستعارة في طاولة الحوار من علماء األمة فانظروا أينا آتاه اهلل‬ ‫الحجة الداحضة والدامغة للباطل فحكموا عقولكم تفتكم بالحق من ربكم فال‬ ‫تكونوا كمثل الذين لم يحكموا عقولهم في الحق من ربهم فكذبوا بالحق من‬ ‫ربهم وقال اهلل تعالى))‬

‫س ِمعُوا‬ ‫جهَنَمَ وَبِ ْئسَ الْمَصِيرُ (‪ )6‬إِذَا أُلْقُوا فِيهَا َ‬ ‫(وَلِلَذِينَ كَ َفرُوا ِبرَبِهِمْ عَذَابُ َ‬ ‫سأَ​َلهُمْ‬ ‫ج َ‬ ‫شهِيقاً وَ ِهيَ تَفُورُ (‪َ )1‬تكَادُ تَمَ َيزُ مِنَ الْغَ ْيظِ كَُلمَا أُلْ ِقيَ فِيهَا فَوْ ٌ‬ ‫َلهَا َ‬ ‫خزَنَ ُتهَا أَلَمْ َيأْ ِتكُمْ نَذِيرٌ (‪ )1‬قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ َفكَذَبْنَا َوقُلْنَا مَا َنزَلَ الَلهُ‬ ‫َ‬ ‫شيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (‪ )9‬وَقَالُوا لَوْ كُنَا نَسْمَعُ أَوْ َنعْقِلُ مَا كُنَا‬ ‫مِن َ‬


‫سعِيرِ‬ ‫سعِيرِ (‪ )01‬فَاعْ َت َرفُوا بِذَن ِبهِمْ فَسُحْقاً ِلأَصْحَابِ ال َ‬ ‫فِي أَصْحَابِ ال َ‬ ‫(‪)00‬صدق اهلل العظيم‬

‫فتدبروا فتوى الكافرين في علم الغيب عن سبب إعراضهم عن الحق من‬ ‫ربهم فتجدوا أن سبب ضاللهم وإعراضهم عن دعوة الحق من ربهم هو‬ ‫بسبب عدم إستخدام العقل ولذلك قالوا ))‬

‫سعِيرِ (‪ )01‬فَاعْ َت َرفُوا بِذَن ِبهِمْ‬ ‫((لَوْ كُنَا نَسْمَعُ أَوْ َنعْقِلُ مَا كُنَا فِي أَصْحَابِ ال َ‬ ‫سعِيرِ (‪)00‬صدق اهلل العظيم‬ ‫فَسُحْقاً ِلأَصْحَابِ ال َ‬

‫وما أريد قوله لهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية هو أن يتدبروا‬ ‫دعوة اإلمام ناصر محمد اليماني فيتدبروا في طريقة تأويله للقرآن العظيم‬ ‫فهل هو مجرد تفسير من رأسه بغير سلطان من الرحمن وسوف تجدوا أن‬ ‫بيان ناصر محمد اليماني ليس مجرد تفسير بل هو بيان من ذات القرآن‬ ‫بآيات بينات من آيات أم الكتاب وما يكفر بها إال الفاسقون تصديقاً لقول اهلل‬ ‫تعالى))‬

‫( ({وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَ ْيكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ َومَا َيكْ ُفرُ بِهَا إِالَّ الْفَاسِقُونَ )صدق اهلل‬ ‫العظيم‬

‫ومن ثم أدمغ بها الحديث المُفترى فإذا هو زاهق فيصبح ال شيئ بين أيديكم‬ ‫كمثل عقيدتكم يامعشر السنة أن المهدي المنتظر ال يعلمُ أنه المهدي‬ ‫المنتظر وأنكم أنتم من يصطفيه من بين البشر فتعرفونه بشأنه أنه هو‬ ‫المهدي المنتظر خليفة اهلل في األرض فتجبرونه على البيعة وهو صاغر‬ ‫وأسستم هذه العقيدة على رواية مفتراة ومن ثم يكفر بهذه الرواية ناصر‬


‫محمد اليماني ويقول أنها جاءتكم فتوى من عند الشيطان وليس فتوى من‬ ‫عند الرحمن وذلك ألنها مخالفة لفتوى الرحمن في شأن خليفته أنه سبحانه‬ ‫هو من يصطفي خليفته ويختاره في قدره المقدور في الكتاب المسطور‬ ‫وليس للبشر وال غيرهم من األمر شيئ تصديقاً لقول اهلل تعالى))‬

‫عمَّا‬ ‫((( َورَ ّبُكَ يَخُْلقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ َلهُمُ الْخِ َي َرةُ سُبْحَانَ الّلَهِ وَ َتعَالَى َ‬ ‫ش ِركُونَ )صدق اهلل العظيم‬ ‫يُ ْ‬

‫وذلك ألن اهلل هو من يؤتي ملكه من يشاء ويختاره خليفته في األرض‬ ‫ليجعله للناس إماما" كريما" واهلل يؤتي ملكه من يشاء تصديقاً لناموس‬ ‫اإلمامة في الكتاب في كل زمان ومكان وقال اهلل تعالى))‬

‫طةً فِي ا ْلعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَالّلهُ يُؤْتِي‬ ‫سَ‬ ‫صطَفَاهُ عَلَ ْيكُمْ َوزَا َدهُ بَ ْ‬ ‫((قَالَ إِنَ الّلهَ ا ْ‬ ‫مُ ْل َكهُ مَن يَشَاء وَالّلهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}‬

‫صدق اهلل العظيم‬

‫فكيف أن اهلل تولى إصطفاء اإلمام طالوت في بني إسرائيل برغم وجود‬ ‫نبي لهم بينهم فلم يخوله اهلل أن يصطفي اإلمام لبني إسرائيل بل قال لهم‬ ‫نبيهم ))‬

‫طةً فِي ا ْلعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي‬ ‫سَ‬ ‫صطَفَاهُ عَلَ ْيكُمْ َوزَا َدهُ بَ ْ‬ ‫( ((قَالَ إِنَ الّلهَ ا ْ‬ ‫مُ ْل َكهُ مَن يَشَاء وَالّلهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}‬


‫صدق اهلل العظيم‬

‫فكيف يخولكم اهلل أنتم في إصطفاء خليفة اهلل األكبر المهدي المنتظر الذي‬ ‫يتمم اهلل به نوره على العالمين ولو كره المُجرمون ظهوره على العالمين‬ ‫ثم يظهره اهلل على العالمين وهم صاغرون بآية العذاب األليم في يوم عقيم‬ ‫فمن ينجيكم من عذاب اهلل يامن حجبتم موقع المهدي المنتظر عن الشعب‬ ‫العربي السعودي ورجوت من ربي أن ال يأخذكم على مافعلتم وأن يغفر‬ ‫لكم هذا الجُرم الكبير حجب موقع النور بالبيان الحق للذكر وأقول اللهم‬ ‫اغفر لهم ما صنعوا فإنهم ال يعلمون أني المهدي المنتظر الحق من ربهم‬ ‫اللهم فإن بينهم من أنصاري ويخافون أن يتخطفهم الناس اللهم احفظهم‬ ‫وامنعهم القوة إال باهلل العلي العظيم كيف يخاف من اتبع القرآن العظيم‬ ‫وهو بين المُسلمين إذاً ياقوم تاهلل لم يعد من اإلسالم إإل إسمه ومن القرآن‬ ‫إال رسمه المحفوظ بين أيديكم فمن يجيركم من عذاب اهلل إن كنتم صادقين‬ ‫وأما إذا كنتم ترون أن ناصر محمد اليماني ليس إال كمثل المهديين‬ ‫المفترين التي وسوست لهم مسوس الشياطين أنه هو المهدي المنتظر‬ ‫فعليكم أن تضعوا مقارنة بين علمهم وعلم اإلمام ناصر محمد اليماني ومن‬ ‫ثم يتبين لكم أن الفرق لعظيم كالفرق بين النور والظُلمات كون سلطان علم‬ ‫المفترين ليس ببعيد من سلطانكم بالقول على اهلل بالظن الذي ال يغني من‬ ‫الحق شيئاً و أما ناصر محمد اليماني فينطق بما نطق به اهلل لجبريل عليه‬ ‫الصالة والسالم لينطق به لمحمد رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم‬ ‫فتجدوا أن المهدي المنتظر يحاجكم بقول اهلل يستنبطه لكم من محكم كتابه‬ ‫القرآن العظيم ولم آتيكم بشيئ من عندي أفال تتفكرون وال أزال أستوصي‬ ‫أنصاري وأقول يامعشر األنصار السابقين األبرار لئن وجدتم أن سُلطان‬ ‫العلم الحق المقنع هو مع الذين يجادلون ناصر محمد اليماني فإن اتبعتم‬ ‫ناصر محمد اليماني فحتماً سيضلكم عن الصراط المستقيم وإن وجدتم أن‬ ‫ناصر محمد اليماني يحاج الناس بذات بصيرة محمد رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫عليه وآله وسلم القرآن العظيم ويهيمن عليهم بسلطان العلم من محكم‬


‫القرآن العظيم فإن اتبعتم الذين يخالفون اإلمام ناصر محمد اليماني فحتماً‬ ‫سيضلونكم عن الصراط المستقيم إذا" فما هو الحل ياقوم فبما أن اإلمام‬ ‫المهدي لن يبعثه اهلل نبيا" جديدا" بكتاب جديد فحتماً ال بد أن يزيده اهلل‬ ‫بسطة في علم الكتاب الذي تنزل على خاتم األنبياء والمرسلين محمد‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم إذاً المهدي المنتظر حتماً سيبعثه اهلل‬ ‫ناصرا" لمحمد صلى اهلل عليه وآله وسلم فهل لم يعجبكم إسمي‬ ‫(((((((((((((((((((ناصر محمد ))))))))))))))))‬

‫ولكن ذلك إسمي منذ أن كنت في المهد صبياً واهلل شهيد ووكيل فكيف‬ ‫أغيره إلى محمد إبن الحسن العسكري أو محمد إبن عبد اهلل حتى يوافق‬ ‫أهواءكم ولكن في بطاقتي العسكرية والمدنية وجواز السفر (ناصر محمد )‬ ‫بل ذلك هو إسم المهدي المنتظر الحق من ربكم أم لم يواطئ في إسمي‬ ‫اإلسم محمد حتى يحمل اإلسم الخبر في بعث المهدي المنتظر أم إنكم ال‬ ‫ترون حكمة بالغة من حديث محمد رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم‬ ‫عن فتوى إسم المهدي المنتظر الحق من ربكم (يواطئ إسمه إسمي ) وإنما‬ ‫في ذلك إشارة لإلسم محمد أنه يواطئ في إسم اإلمام المهدي ناصر محمد‬ ‫والحمدُ هلل وتاهلل لو اجتمع كافة علماء الشيعة والسنة لياتوا برواية واحدة‬ ‫يقولوا فيها أن محمد رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم أفتى أن إسم‬ ‫اإلمام المهدي محمد فلن يستطيعوا بل سوف يجدوا اإلشارة فقط (يواطئ‬ ‫إسمه أسمي ) ولكن الذين ال يعلمون كذلك يقولون وإسم أبيه إسم أبي ولكن‬ ‫ياقوم وما عالقة بعث اإلمام المهدي بعبد اهلل إبن عبد المطلب ولم يكن‬ ‫على ملة محمد رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم بل بعث اإلمام المهدي‬ ‫محصور في شأن محمد رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم والحم ُد هلل أن‬ ‫الشيعة والسنة جميعاً يتفقون أن اهلل يبعث اإلمام المهدي ناصرا" لمحمد‬ ‫صلى اهلل عليه وآله وسلم وليس نبيا" جديدا" كون محمد رسول اهلل صلى‬ ‫اهلل عليه وآله وسلم هو خاتم األنبياء والمُرسلين إذاً ياقوم إن لحديث‬ ‫التواطؤ حكمة بالغة لو كنتم تعقلون ولكن فهل سوف يغني اإلسم عن‬ ‫التصديق مالم يؤيد اهلل اإلمام ناصر محمد بسُلطان العلم المُلجم من محكم‬


‫القرآن العظيم ألي عالم يجادل اإلمام ناصر محمد من القرآن العظيم‬ ‫وطاولة الحوار هي الحكم وال نزال نستوصي أعضاء مجلس اإلدارة أن‬ ‫يتقو ا اهلل وأن ال يحذفوا بيانات اآلخرين نظراً ألنها تخالف ما نحن عليه‬ ‫فو اهلل ال ولن يعلم الباحثون عن الحق أن ناصر محمد اليماني هو حقاً‬ ‫المهدي المنتظر حتى يستمر الحوار بين الطرفين حتى يتبين للباحثين هل‬ ‫ناصر محمد اليماني حقاً ينطق بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم أم أن‬ ‫سلطان العلم هو مع اآلخرين المُنكرين ألمر ناصر محمد اليماني وأعلم‬ ‫عن سبب حذفهم للمعارضين إنه المقت الذي يحدث في أنفسهم بسبب جدل‬ ‫الذين يحاجون في آيات اهلل بغير سلطان من ربهم كبر مقتاً عند اهلل وعند‬ ‫الذين آمنوا تصديقاً لقول اهلل تعالى)‬

‫(الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ الّلَهِ ِبغَ ْيرِ سُ ْلطَانٍ أَتَاهُمْ كَ ُبرَ مَقْتًا عِندَ الّلَهِ وَعِن َد‬ ‫الَّذِينَ آمَنُوا )صدق اهلل العظيم ولكن اهلل استوصاكم بالصبر وان تكظموا‬ ‫غيظكم فتصبروا على أذاهم لعال اهلل يهديهم إلى الصراط المستقيم‬ ‫فيبصروا أن الحق من ربهم وليس تفسير الظن الذي ال يغني من الحق‬ ‫شيئاً وقال اهلل تعالى)‬

‫ظةِ الْحَسَ َنةِ وَجَادِ ْلهُمْ بِالَتِي ِهيَ أَحْسَ ُ‬ ‫ن‬ ‫عَ‬ ‫ح ْك َمةِ وَا ْلمَوْ ِ‬ ‫( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَ ِبكَ بِالْ ِ‬ ‫إِنَ رَ َبكَ هُوَ أَعْلَمُ ِبمَنْ ضَلَ عَنْ سَبِيِلهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِا ْل ُمهْتَدِينَ (‪)011‬صدق اهلل‬ ‫العظيم‬

‫وكذلك أرى بعض األنصار يبادل الشتائم للجاهلين وقد استوصاهم ربهم‬ ‫في محكم كتابه وقال اهلل تعالى )‬


‫(( {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَ َنةُ وَلَا السَيِ َئةُ ادْفَعْ بِالَتِي ِهيَ أَحْسَنُ َفإِذَا الَذِي بَيْ َن َ‬ ‫ك‬ ‫حمِيمٌ * َومَا يُلَقَاهَا إِلَا الَذِينَ صَ َبرُوا َومَا يُلَقَاهَا إِلَا ذُو‬ ‫وَبَيْ َنهُ عَدَا َوةٌ َكأَ َنهُ وَلِيٌ َ‬ ‫عظِيمٍ } صدق اهلل العظيم‬ ‫حظٍ َ‬ ‫َ‬

‫وسالمُ على المُرسلين والحمدُ هلل رب العالمين )‬

‫الداعي إلى اهلل على بصيرة من ربه اإلمام المهدي ناصر محمد اليماني‬


‫حقيقة النّعيم األعظم من نعيم جنّة النّعيم وردٌّ على السّائلين ‪..‬‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬وسالمٌ على المرسلين والحمد هلل ربّ العالمين‪،‬‬ ‫فاسمع يا هذا فلو قلنا لك أنّ أحد األنصار من المكرمين اسمه (عبد الحليم)‬ ‫فهل هو ليس عبداً هلل كون اسمه عبد الحليم؟ أم تُنكر أنّ االسم الحليم هو‬ ‫من أسماء اهلل الحسنى؟ ولكنّه من أسماء صفات اهلل النّفسيّة وليست الذاتيّة‬ ‫لكون الحلم صفةٌ في النّفس‪ ،‬وكذلك (عبد النّعيم) أليس عبداً هلل؟ أم تنكر أنّ‬ ‫صفة رضوان اهلل على عباده هو النّعيم األعظم من جنّته؟ تصديقاً لقول اهلل‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫جرِي مِن تَحْ ِتهَا األَ ْنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا‬ ‫{وَعَدَ الّلهُ ا ْلمُ ْؤمِنِينَ وَا ْلمُ ْؤمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَ ْ‬ ‫َومَسَاكِنَ طَيِّ َبةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ َورِضْوَانٌ مِّنَ الّلهِ َأكْ َبرُ ذَِلكَ هُوَ الْفَ ْوزُ ا ْل َعظِيمُ‬ ‫(‪})11‬‬ ‫صدق اهلل العظيم [التوبة]‬

‫فكذلك رضوان اهلل من صفات اهلل النّفسيّة كون الرضى يكون في نفس اهلل‪،‬‬ ‫فكيف نعبد اهلل؟ والجواب عن كيفيّة عبادة الربّ بالحقّ‪ ،‬وهو أن تتبع‬ ‫رضوان اهلل تصديقاً لقول اهلل تعالى‪:‬‬ ‫جهَنَّمُ ۚ وَبِ ْئسَ‬ ‫خطٍ مِنَ الّلَهِ َو َمأْوَاهُ َ‬ ‫{َأ َفمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ الّلَهِ َكمَنْ بَاءَ بِسَ َ‬ ‫ا ْلمَصِيرُ}‬ ‫صدق اهلل العظيم [آل عمران‪]061:‬‬


‫إذاً قد أعدّ اهلل جنّته لمن اتّبع رضوانه والنّار لمن اتّبع ما يُسخط اهلل‪ ،‬إذًا‬ ‫تبيّن لكم كيف تعبدون اهلل وأن تتبعوا رضوانه؛ إذاً فأنتم تعبدون رضوان‬ ‫اهلل سبحانه فتلك عبادة اهلل وحده ال شريك له‪.‬‬

‫وربّما يودّ أحد الذين ال يعقلون أن يقول‪" :‬يا ناصر محمد‪ ،‬ولكنّي أعبد اهلل‬ ‫وحده" ‪ .‬ومن ثمّ يردّ عليه اإلمام المهدي ناصر محمد وأقول‪ :‬وكيف تعبد‬ ‫اهلل إن كنت من الصادقين؟ ألست تعبد رضوانه وتتجنب ما يسخطه؟‬

‫إذاً تبيّن لكم أنّ عبادة اهلل هي اتّباع رضوانه لكون اتّباع رضوان اهلل هي‬ ‫األساس لعبادة الربّ يا حبيبي في اهلل فكن من الشاكرين‪ ،‬وأُفتيك بالحقّ‬ ‫أنّك لم ترقَ بعدُ إلى عبيد اهلل الربّانيين عبيدَ النّعيم األعظم‪ ،‬ولذلك أفتينا من‬ ‫قبل أنّه لن يدرك حقيقة اسم اهلل األعظم وأنّه ح ّقاً صفةُ رضوان اهلل على‬ ‫عباده إال الذين قدروا ربّهم حقّ قدره فعبدوه حقّ عبادته ال خوفاً من ناره‬ ‫وال طمعاً في جنّته‪ ،‬بل من شدّة حبّهم لربّهم حبيب قلوبهم اتّخذوا رضوان‬ ‫اهلل غاية‪ ،‬فلن يرضوا بملكوت ربّهم أجمعين حتى يرضى‪ ،‬فهم على ذلك‬ ‫من الشاهدين‪ ،‬فقد وجدوا أنّ رضوان اهلل على عباده هو ح ّقاً نعيمٌ أعظمَ‬ ‫من جنّته ولذلك لن يرضوا بنعيم الجنّة وحورها حتى يرضى ربّهم حبيب‬ ‫قلوبهم ال هو متحسرٌ وال حزينٌ على النّادمين في جهنّم أجمعين‪ ،‬برغم أنّ‬ ‫اهلل لم يظلم النّادمين وما ظلمهم اهلل ولكن أنفسهم يظلمون‪.‬‬

‫ويا قوم‪ ،‬باهلل عليكم لو أنّ أحدكم عصاه ولده مائة عامٍ ثمّ مات ابنه وهو‬ ‫عاقٌ لوالديه‪ ،‬وبعد أن توفّى اهلل والديه وجدوه يصرخ في نار جهنّم من‬ ‫حريق النّار وعلموا أنّه صار نادماً ندماً شديداً على عصيان والديه في‬ ‫الحياة الدنيا‪ ،‬فليتصور الوالدان عظيم مدى الحسرة في أنفسهم على ولِيدِهم‬ ‫وهم يرونه يصطرخ في نار جهنّم‪ ،‬فليتخيّلوا كيف سيكون حالهم ومن ثم‬ ‫يقولون‪ :‬إذا كان هذا هو حالنا على ولدنا الذي عصانا وقد أصبح من‬


‫النّادمين على ما فعله فينا فكيف بحال اهلل أرحم الراحمين؟؟ فكيف بحال اهلل‬ ‫أرحم الراحمين؟؟ فكيف بحال اهلل أرحم الراحمين؟؟ وبما أنّ اهلل أرحمُ‬ ‫الراحمين فال بدّ أنّ اهلل متحسرٌ في نفسه على عباده المعذَّبين الضّالين‬ ‫الذين كذّبوا برسل ربّهم فأهلكهم فأصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب‬ ‫ربّهم‪ ،‬فيقول كلٌّ منهم‪:‬‬ ‫سرَ َتىٰ عَ​َلىٰ مَا َفرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ َلمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿‪}﴾16‬‬ ‫{ يَا حَ ْ‬ ‫صدق اهلل العظيم [الزمر]‬

‫فذلك ما يحدث في أنفس المعذَّبين وكذلك الحسرةُ عليهم تحلُّ في نفس اهلل‬ ‫من بعد ندمهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم‪ .‬تصديقاً لقول اهلل تعالى‪:‬‬ ‫س َرةً عَلَى ا ْلعِبَادِ مَا‬ ‫حةً وَاحِ َدةً َفإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (‪ )19‬يَا حَ ْ‬ ‫{ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْ َ‬ ‫َيأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا ِبهِ يَسْ َت ْهزِئُونَ (‪ )11‬أَلَمْ َيرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبَْلهُمْ مِنَ‬ ‫الْ ُقرُونِ }‬ ‫صدق اهلل العظيم [يس‪]10-11-19:‬‬

‫أال واهلل الذي ال إله غيره إنّ عبيد النّعيم األعظم لن يرضوا بملكوت الجنّة‬ ‫التي عرضها السماوات واألرض وقد علموا أنّ ربّهم حبيبَ قلوبهم متحسرٌ‬ ‫وحزينٌ على عباده المتحسرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم‪ ،‬أال واهلل‬ ‫الذي ال إله غيره إنّ عبيد النّعيم األعظم لن يرضوا بملكوت ربّهم حتى‬ ‫يرضى ال متحسر وال حزين‪ ،‬فيقولون‪:‬‬ ‫" ماذا نبغي من الحور العين وجنّات النّعيم وحبيبنا الرحمن الرحيم متحس ٌر‬ ‫وحزينٌ على عباده الضالّين النّادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم؟ اللهم‬ ‫إنّنا نشهدك بأنّك أنت اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬اللهم إنّنا عبيدك اتّخذنا عند‬ ‫الرحمن عهداً أن لن نرضى حتى يرضى كوننا اتّخذنا رضوان اهلل غايةً‬ ‫فنحن له عابدون‪ ،‬وكذلك نعبد رضوانه ونتجنب سخطه"‬


‫فتلك هي عبادة الربّ الحقّ‪ ،‬أم كيف تعبدونه إن كنتم صادقين؟ ألستم‬ ‫تطمعون في رضوان اهلل وتخافون سخطه كون الجنّة جزاء لمن اتّبع‬ ‫رضوان اهلل والنّار جزاء لمن اتّبع ما يُسخط اهلل؟ فكونوا من الشاكرين‪،‬‬ ‫ومن يتّخذ رضوان اهلل وسيلةً لكي يدخله اهلل جنّة النّعيم ويقيه من نار‬ ‫الجحيم أولئك قوم اتّخذوا رضوان اهلل وسيلةً ليبتغوا جنّته ويخافون ناره‪،‬‬ ‫وكذلك اإلمام المهدي ناصر محمد اليماني يخاف من نار اهلل خوفاً شديداً‬ ‫ولكن لو لم يتحقق رضوانُ نفسِ اهلل حتى ألقي بنفسي في نار جهنّم النطلقَ‬ ‫إليها اإلمامُ المهدي وال أبالي بالحريق‪ ،‬ولن تحرق إال من كذّب وعصى‪،‬‬ ‫فهي ال تحقد إال على أعداء اهلل وتحبّ أولياء اهلل ح ّباً عظيماً لكون نار‬ ‫جهنّم من أشدِّ المخلوقات غيرةً على الربّ فهي تغضب من غضب اهلل‬ ‫وترضى من رضاه‪ ،‬فهي تدعوا من أدبر وتولّى عن اتّباع رضوان اهلل‬ ‫وباء بغضبه‪.‬‬

‫ويا حبيبي في اهلل األنصاري السائل‪ ،‬ال نلومك على سؤالك كونك لم ترقَ‬ ‫بعدُ إلى مستوى عبيد النّعيم األعظم ال أنت وال ريان برغم أنّكما من‬ ‫األنصار السّابقين األخيار‪ ،‬ولم نفتِ أنّكم لن ترقوا إلى عبيد النّعيم األعظم‬ ‫بل قلنا لم ترقوا بعدُ‪ ،‬وأمّا عبيد النّعيم األعظم الذين ارتقى مستواهم إلى‬ ‫قومٍ يحبّهم اهلل ويحبّونه فهم يعرفون أنفسهم أنّهم ح ّقاً ال ولن يرضوا حتى‬ ‫يرضى ربّهم حبيب قلوبهم وهم على ذلك من الشاهدين‪ ،‬وسالمٌ على‬ ‫المرسلين والحمد هلل ربّ العالمين‪..‬‬

‫أخوكم اإلمام المهدي ناصر محمد اليماني‪.‬‬ ‫‪.......................‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.