تحديا ت وتحول ت عمران المدينة الخليجية المعاصرة
ا .د .علي عبد الرءوف استاذ العمارة ونظريات العمران منسق تطوير القدرات والبحث والتدريب الخطة العمرانية الشاملة – الدوحة ،قطر
.Ali A. Alraouf, Ph.D Prof. of Architecture and Urbanism alialraouf@yahoo.com alialraouf@gmail.com
ملخص هذا المقال يركز على مواجهة وتحليل ثل ث قضايا رئيسية تتحكم وتؤثر بصييورة غييير مسييبوقة فييي إيقيياع الحييياة بكل المدن العربية وفي مدن الخليج بصورة خاصة في تطورها المعماري والعمراني وخاصة في العقد الخييير . هذه الثلثية المعقدة :المواطنة والهوية والعولمة متشابكة وتتمثل في دوائر متقاطعة يستحيل فصلها ،وهي تتحكييم في قرارات وتوجهات التنمية والتطور ومشروعات التحديث ،كما يطرح المقال تصورا لتطور مييدن الخليييج فييي العقد الخير يعتمد على بلورة ثل ث حقبات رئيسية يمكن من خللهييا تفسييير للطروحييات المعمارييية والعمرانييية الغير مسبوقة التي شهدها هذا النطاق المكاني والنساني المركب والمتميز .
مقدمة :مشاهد وإشارا ت وتساؤل ت في عمارة الخليج المعاصرة. خلفا لباقي مدن العالم فان التطور والتغير والتحيول اليذي شيهدته ميدن الخلييج فيي إطيار تليك العشير سينوات ) (2014-2004يقييترح نمطييا غييير مسييبوق ميين التنمييية ،وفييي الييوقت ذاتييه فييان يخلييق بانورامييا مفعميية بييالرؤى والمشاهدات ومحفزة لمستويات متعددة ميين التسيياؤلت ،وارصييد فيمييا يلييي مجموعيية أساسييية ميين تلييك المشيياهد والتساؤلت التي يجتهد البحث في التعامل معها وتحليل وجودها وتقييم استمراريتها: • انهيار أو تداعي مراكز المدن القديمة في كل بلد الخليييج ،والكتفيياء بالمعالجيية السييطحية الزائفيية لمبييان تراثييية مستقلة دون تفعيل إستراتيجية متكاملة للحفاظ اليجابي. • انتشار مناطق سكنية جديدة لستيعاب عمالة فوق متوسطة وعالية المستوى المرتبطة بالقامة لفترة محددة زمنيييا في المدينة الخليجية.
• التناقضات التشكيلية في التعبير عن هوية وطنية غامضة الملمح؛ عربية أم خليجية أم إسلمية أم عالمية. • علقة النسان والمكان في مجتمعات متعددة الجنسيات. • الفانتازيا العقارية والتنمية اليقونية التي تسوق لمشروعات وأنماط حياة ومنطييق اسيتثمار جعيل أكيثر مين %70 من حركة الشراء بواسطة أجانب ل ينتمون حتى مكانيا لمدن الخليج. • محدودية التصورات المستقبلية لحالة المدن الخليجية وخاصة في عصر ما بعد الكربون. الشكاليا ت النظرية الساسية :مآزق الهوية :الركيزة النسانية والمرجعية الدينية في العقد الخير ) ،(2012-2002أصبحت دول الخليج أكبر معمييل للعمييارة والعمييران والتشييييد فييي العييالم .فييي عواصمها ومدنها ترصد أطول البراج وأضخم المطارات وأعلى النسب العالمية في الكتظاظ بمختلف العراق والجناس والديان والمذاهب واللغات .هذا الواقييع فييرض حقييائق جديييدة علييى الرض أهمهييا واعقييدها إحسيياس المواطنين أنهم أقلية ضئيلة في بلدانهم .وعلى الرغم من تعدد التجارب التنموية الكبرى في العالم فييان حاليية دول الخليج بالقطع استثناء فلم تشهد دول العالم حالة يصل فيها نسبة السكان المحليين إلى العيياملين الوافييدين إلييى فقييط عشرة بالمائة )حالة مدينة دبي عام .(2009كما لم يصل التنوع لعاملين وافدين إلى النسب الخليجية ،الييتي تشييهد بعض دولها تنوع في الجناس يصل إلى 130جنسية عاملية فيي القطاعيات المختلفية كميا هيو الحيال فيي الميدن الماراتية والقطرية والكويتية .هذه المعطيات جعلت سؤال الهوية في مدن الخليج المعاصرة أكثر السئلة إلحاحا. تحديا ت المواطنة في المدن الخليجية :النفتاح الثقافي )اختيار أم حتمية( المواطنة هي إطار فكري وجيودي يرتبييط بالنتمياء للمكيان والحسياس بقيمية الماضيي والتطليع إليى المسيتقبل. وبالتالي يتبلور تساؤل جوهري عن ماهية المواطنة في مجتمع متعدد القوميات والديان والطوائف؟ وهييو الحييال في كل مدن الخليج المعاصرة .إن تأمل البنية السكانية لكل مدن الخليج يجعل دراستها ميين منظييور المواطنيية ميين أهم مجالت الدراسة البحثية في العالم وخاصة أن تلك البنية توضح أن نسييبة المقيمييين فييي مييدن الخليييج بغييرض العمل وكسب الرزق يمثل حد ادني %50من عدد السكان الجمالي في بعض المدن ،ويصل إلى نسبة %80في مدن أخرى ،فعلى سبيل المثال فان الجانب المقيمين بقطر يمثلون أكثر من %80من إجمالي عدد السكان بينمييا يمثل العمال الجانب حييوالي %90ميين القييوى العامليية بتنييوع يشييمل أكييثر مين 100جنسييية ،فمشييروع المدينيية التعليمية مثل وهو احد أهم مشروعات التنمية في قطر يعمل به موظفون أجانب من 56جنسييية .ومين هنييا تييبرز القضية الهامة في كيفية استيعاب هذه البنية السكانية الجتماعييية وهييل تييرى كتهديييد أم إمكانييية وفرصيية لمجتمييع تعددي ايجابي التنوع.
شكل ) :(1كاريكاتير نشر في جريدة الشرق القطرية يتخوف فيه الفنان من التحول التدريجي للمواطن المحلي إلى مسخ مقلد من الوافد الجنبي وهي إشكالية المواطنة وتهديد الهوية التي تسوق في العلم الخليجي. العولمة وتحديا ت الواقع المحلى :مأزق أم إمكانا ت ل محدودة في غضون فترة زمنية محدودة وبسبب تحولت عميقة في عالمنا المعاصر تبلور مصطلح ومفهوم العولمة واخذ مكانه المرموق في أدبيات العلوم النسانية بأكملها ،والرؤية الكثر انتشارا في تفسير العولمة واستقراء تييداعياتها والتي طرحت أمامنا فى مجتمعاتنا العربية بصفة خاصة ودول العالم النامي بصيفة عامية تييرى فييي العولمية فخيا
ومؤامرة محكمة تستعد للفتك بكل المجتمعات المحلية ورصيدها الحضيياري المختلييف ميين فنييون وآداب وعمييارة واقتصاد وغيرها .والواقع أن هذا الطرح بما فيه من مصداقية ونزعة تحذيرييية مطلوبيية إل انييه يلقييى بالمسييئولية بأكملها عن تلك المؤامرة على أطراف خارجية ويجعلنا كما اعتدنا دائما مطمئنين إلى إن المشكلة قادمة من العدو الخارجي الحقيقي فى أحيان والوهمي في أحيان أكثر ومن ثم ل نكلف أنفسنا بعناء التقييم والنقد الذاتي والجماعي الرسمي أو الشعبي في محاولة أكثر صدقا لتقدير حجم مجهودنا الحقيقي في طريق التطور والتقدم. قيمة العولمة :الرؤية البديلة على الرغم من قسوة الصورة التي ترسمها العولمة في شقها الرأسييمالي القتصييادي لمسييتقبل المجتمييع النسيياني وخاصة من حيث تدهور أوضاع العمال والطبقة الوسطى ومختلف الشرائح الجتماعية محييدودة الييدخل ،إل أننييا في إطار العولمة أيضا وبسبب نتائج مختلفة لثورة التصالت وتطبيقاتها الرئيسية في القمييار الصييناعية وشييبكة النترنت والهواتف المحمولة أصبحنا ندعى إننا نعيش في قرية كونية ويبقى السؤال كيف نعيش فى تلك القرييية ؟ هل انصهرت كل الحدود والفوارق والتمايزات. الخليج من الرمل إلى السيليكون :عقد واحد وثل ث حقبا ت تعددت الدراسات والبحا ث التي خصصت لتحليل ظاهرة النمو الغير مسبوق لمدن الخليج المعاصرة ،وفيما يلييي تحليل للحقبات الرئيسية التي رصدناها في العقد الخير: الحقبة الولي :دبي الماركة العمرانية الجديدة لمدن الخليج دبي التي اعتبرت أكثر المدن الخليجية والعربية نموا ،اعتمدت على مجموعة من الدوات لتسويق المدينة كلعبا مؤثرا على المسرح العالمي .فقد تحيولت المدينيية مين قريية صييغيرة للصييادين ميع ظهييير صييحراوي قياس إليى فانتازيا عمرانية ديناميكية النمو رأسيا وأفقيا .وتحول المشييهد المعاصيير للمدينيية إليى مجموعية ميين المشييروعات استثمارية الطييابع ميين المجمعييات التجارييية العملقيية إلييى المجمعييات السييكنية المغلقيية ومييدن الملهييي ناطحييات السحاب التى خصصت كمقار للشركات المالية والستثمارية التي تدفقت من أنحاء العييالم لتحصييل علييى نصيييبها في سوق إغرائه ل يقاوم .كما حرصت دبي في مشييروعها التسييويقي لن تكييون مدينيية عالمييية أن تييداعب خيييال الغرب بتواصل تاريخي مع أصولها العربية والسلمية مذكرة السائح والمستثمر بسحر الشرق وعبق وغمييوض حضارته .ومن اجل صياغة جديدة لعمران وعمارة المدينة كانت التنمييية اليقونييية أكييثر المييداخل قبييول بييل أنهييا أصبحت الستراتيجية الحاكمة وفي أشهر قليلة تحولت دبي الى ماركة عمرانييية Urban Brandتسييابقت مييدن الخليج بل ومدن عربية في محاولة تقليدها واستهلكها أمل في وصول سريع ومضمون للحقبة العالمية.
شكل ) :(2التنمية اليقونية التي شكلت ملمح العلمة التجارية العمرانية الجديدة للمدن الخليجية والشرق أوسطية.
إن هذه الحقبة الولى توضح عمق الثر الذي خلقته تلك المييارة فييي كييل الحركيية العمرانييية والمعمارييية الشييرق أوسطية حيث تنافست المدن في تقليييد حيياد لييدبي فييي بنائهييا للطييول والضييخم والكييبر .المييدهش ان تسيياؤلت جوهرية مثل ما هي نتائج هذه المنافسة المحمومة بين مدن الخليج او ما هي طبيعة الحياة الجتماعية الييتي يمكيين ان تنتج في هذا النموذج التنموي او كيف تقيم هوية المجتمع بافتراض انه مازال يمليك هويية بيارزة وميؤثرة فييي إيقاع الحياة والكثر أهمية هل هذا النموذج يمثل طرحا متوافقا مع متطلبات الستدامة والمساهمة في حياة رغييدة ل تغفل حق الخرين في المستقبل. الحقبة الثانية" :معرفية المدن الخليجية" هنا تأتي أهمية حقبة التحول نحو القتصاد المعرفي في عصر ما بعد البترول الذي أصبح يقترب بإيقاع متسارع. وفي إطار هذه الحقبة انتبهت بعض مدن الخليج كما سيوضح التحليل إلى ضييرورة التحييول فييي صييياغة مسييتقبل نموها من سياسة بناء المزيد من المشروعات العقارية فانتازية الطابع الى المشروعات التي تؤهل تلك المدن لن تكون نواة مدن معرفية Knowledge Citiesحيث قيمة النسان وأفكيياره هيي المعييار الهيم لنجاحهيا وحييث تخلق بيئة تشجع على التبادل والنتاج المعرفي وتشجع على البداع والتجديييد .هييذه المييدن المعرفييية تركييز علييى خلق تواصلت اجتماعية جديدة ل تعتمد على السكان الصييليين وتقييدم تسيهيلت وأنميياط حيياة تشييجع التصينيف الجديد من الطبقة العاملة المسمى عمال المعرفة لينجذبوا الى هذه المدن لتصبح مييوطنهم الجديييد وتسييتخدم أدوات التخطيط العمراني والقليمي بالضافة إلى العمارة لتحقيق هذه الستراتيجية .ما يميز هذه المدن ،تبعييا للدبيييات المعاصرة ،ملمح هامة منها توافر الرصيد البشري المتميز معرفيا والذي أصييبح مييوردا هامييا وحيويييا للتنمييية القتصادية المعرفية الجديدة .في هذا السياق فان المدينة التي تتفاعل ايجابيا مع متطلبات حقبة القتصاد المعرفييي هي التي يمكن تعريفها أو وصفها بأنها مدينة المعرفة وهي تلك المدينة التي تملييك اقتصييادا لييه منتجييات ابتكيياريه معلوماتية تعتمد على البحث العلمي والبداع والكفاءات البشرية والبنية التقنية الفنية ومن أهم صييفات تلييك المييدن كما يحصرها هي تبني فكر البداع والبتكار كأحد الدعائم الساسية للتنمية .وهييي مدينيية تتميييز بمنيياخ دينيياميكي متوافق ومفعم بروح البداع وهذا التعريف أيضا يقييدم تأكيييدا علييى شييمولية التنمييية وخاصيية ميين حيييث الشييفافية والديمقراطية والستدامة وهي ركائز لمناخ المعرفة والبداع تتغير على أساسه مبادئ تخطيط المدينة. حالة الدراسة :مدينة الدوحة – دولة قطر تبنت قطر رؤية جديدة في التنمية ترتكز على فهيم تيداعيات التطيورات القتصيادية فيي عصير العولمية وترتبييط بتنفيذ استثمارات ضخمة في مجال التعليم والعلوم والبحو ث التطبيقية في إطييار جعييل اقتصيياد المعرفيية فييي دوليية قطر نشطا وفاعل .فقد أسس الشيخ حمد بيين خليفيية أل ثيياني أمييير دوليية قطيير عييام 1995مؤسسيية قطيير للتربييية والعلوم وتنمية المجتمع وهي منظمة خاصة غير هادفيية للربييح وتييرأس الشيييخة مييوزة بنييت ناصيير المسييند حييرم المير مجلس إدارة المؤسسة وتشرف شخصيا على أهدافها وبرامجها .وعلى الرغم من الموقف المختلف للدوحة عن دبي من حيث معدلت الحتياطي النفطي وموارد الغاز الطبيعي ،إل أن رؤية قطر التنموييية تعتمييد علييى ان حقبة ما بعد النفط أصبحت حقيقة تستوجب التفاعل السريع والستجابة النشطة وان تتحول من اقتصاد النتاج إلى القتصاد المعرفي هو تحول عالمي وحتمي يجب اسييتيعابه وإدراكييه والتوافييق معييه .ولتقييييم هييذه الرؤييية ومييدى نجاحها في تشكيل مجتمعا معرفيا في مدينة الدوحة يمكن التركيز في مجال هذا البحث علي مشروعين هامين من مجمل مشروعات مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وهو واحة العلوم والتكنولوجيا والمدينة التعليمييية .
المتحف السلمي في الدوحة وأمامه عبر الخليج التشكيل العمراني لمدينة القرن الواحد والعشرين )تصوير علي عبد الرءوف مايو . (2011
•
•
•
•
المدينيية التعليمييية : Education Cityتعتبر المدينيية التعليمييية أهييم المشيياريع الييتي تنجزهييا مؤسسيية قطيير وتتضمن مجموعة متميزة من المراكز التعليمية والبحثية لعل أهمها وهو الجييانب الكييثر أهمييية لهييذا البحييث هييو وجود فروع لمجموعة متزايدة من أشهر الجامعات في العالم وبالتالي فان اختبار قدرة تلييك المؤسسييات المعرفييية على خلق بيئة محفزة للبداع وقادرة على تحقيق تعاون مبتكيير بييين البيياحثين والطلب والخريجييين ،هييو هييدف رئيسي من دراسة هذه الحالة .ومن الدراسة التقييمية يتضح التي: الجامعات الييتي تييم اختيارهييا هييي مجموعيية ميين أفضييل الجامعييات علييى مسييتوى العييالم وخاصيية فييي مجييال تخصصها ،كما ان فلسفة تواجدها في المدينة التعليمية تعتمد على أنها فرع حقيقي للجامعيية الم او بييالحرى بمثابة حرم جييامعي جديييد وهييو مييا يييؤثر ايجابيييا علييى المسييتوى العلمييي ومعييايير القبييول ونوعييية التييدريس ومتطلبات النجاح والمناخ الكاديمي العام. النشطة البحثية والنتاج الكاديمي هو جزأ ل يتجزأ من منظومة التعليم وبالتالي فان أعضيياء هيئيية التييدريس مطالبين ومشجعين على النشر البحثي رفيع المستوى الذي يمثل مساهمة معرفية حقيقية ونوعية فييي المعرفيية العالمية. تقدم المدينة تحفيزا للباحثين من جميع أنحاء العالم للحصول على منح سخية بشرط أن تتييم البحييا ث كلهييا فييي المدينة وفي وجود جيل من المساعدين والباحثين المحليين والقليميين الشباب مما يساعد على خلق بيئة بحثية مبدعة ومنتجة للمعرفة بمساهمة وتفاعل من المجتمع المحلي. اللغة المعمارية والعمرانية للمدينة التعليمية ولواحة العلوم والتكنولوجيا هي لغة مبدعيية شييارك فييي صييياغتها معماريون ومخططون متميزون وعالميون ساهموا جميعا في خلق بيئة محفزة للبداع والتساؤل وفييي الييوقت ذاته تقدم دروسا هامة في مفيياهيم التوافييق الييبيئي واسييتدامة المبيياني والمشييروعات واحييترام الطييار المحلييي بجوانبه المختلفة. مشروع واحة العلوم والتكنولوجيا : Science and Technology Oasis
التشكيلت المعمارية الحداثية والتقنية في واحة العلوم. توفر واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا البيئة التي تساعد على تطوير التكنولوجيات وتسويقها كمييا أنهييا تقييدم مواقييع وخدمات بمعايير عالمية للشييركات الدوليية وتسييعى إلييى احتضييان المشيياريع التكنولوجييية الناشييئة .وتقييع الواحيية عمرانيا في نطاق المدينة التعليمية مما يضيف لها أبعاد معرفية وبحثية من خلل علقاتها اليجابية مع الجامعات البارزة.
الحقبة الثالثة :استدامة مدن الخليج ونقد الحركة الخضراء تتمحور تلك الحقبة حول مفاهيم السييتدامة والثييورة الخضييراء الييتي تبلييورت تييدريجيا علييى مييدار الربييع عقييود الخيرة ثم تحولت إلى حتمية تنموية مع كل التحديات البيئية التي يواجهها المجتميع النسيياني وخاصية الحتبياس الحراري والنبعا ث الكربوني .وعلى الرغم من التنمية المطردة في الخليج فان قياسات المنظمات البيئية العالمييية تعكس واقعا كارثيا في معدلت الستهلك للطاقة والمياه والنبعا ث الكربوني في دول الخليج السييت فعلييى سييبيل المثال مدينة دبي التي يقطنها ثلث سكان المارات يبلييغ معييدل النبعييا ث الكربييوني للشييخص المركييز الثيياني بعييد الوليات المتحدة المريكية كما ان معدل استهلك سكان المارات للطاقة يبلغ أكثر من ضعف المتوسييط العييالمي وقد انخفض المخزون السمكي لكثر من %80تبعا لهيئة البيئة كميا ان الشيواطئ البحريية تعرضيت لتعيديات ل تعالج من قبل مشروعات التنمية العقارية والفندقية والعمال المنظمة لردم الخليج .
عمليات الردم المستمر غيرت التشكيل العمراني لمدن الخليج بصورة متسارعة وبدون تقييم حقيقي لثارها البيئية ،حالة الواجهة الشمالية للمنامة بالبحرين )تصوير :علي عبد الرءوف( وفييي نطيياق الخليييج فييان التنمييية المسييتدامة والعمييارة والعمييران الييبيئي أصييبحا توجهييات اسييتخدمتها الحملت التسويقية لشركات العقار العملقة للترويج لمشروعاتها الجديدة كما استجلب العديد من المعماريين العالميين لبناء مجموعات من ناطحات السحاب الخضراء .في الوقت ذاته فان الخمييس سيينوات الخيييرة شييهدت ميلد مجموعية من المبادرات التي ركزت على الداء الييبيئي وخاصيية للمنتييج المعميياري ومنهييا برنامييج اسييتدامة فييي المييارات وبرنامج نظام تقييم الستدامة بقطر .والحقبة الثالثة أكدت حضورها فييي مشييهد التاريييخ القصييير لعمييران الخليييج المعاصر بإعلن بناء المدينة الولى الخالية من الكربون والمعتمدة على الطاقة المتجددة والخالييية ميين السيييارات والنفايات .ولكنني سأقدم رؤية توضح ان مفهوم الستدامة تحييول إلييى مفييرد تسييويقي جديييد ومتلئييم مييع الطييرح العالمي استخدم في هذا المشروع ومشروعات أخرى لتسويق مشاريع عقارية بالدرجة الولى وليييس بالضييرورة تقديم نموذج متكامل لحياة وتنمية تمثل الستدامة ،بمفهومها الشمولي ،العامود الفقري والركائز الساسية للتطييور والنمو المستقبلي .
الرؤية التخطيطية لمدينة مصدر وتصور لحد فراغاتها الرئيسية المخصصة للمشاة إن تقييم مصداقية الحركة الخضراء وتوجهات ومبادرات الستدامة قضية غاية فييي الهمييية خاصيية مييع الوعييود البراقة والصورة الوردية التي تطرحها الحملت التسويقية لشركات الستثمار العقاري وهناك جهييد بحييثي يجييب اللتفات إليه .إن مشروع مدينة مصدر وغيره من المشروعات الللتي انتشللرت فللي الخليللج وعلللى مستويات مختلفة تقترح صورة وردية للمستقبل والواقع ان المعماريين والمخططيللن ومتخللذي القللرار والمسللتثمرين فللي تكللوين انطباعللاتهم يجللب أل يكللون مصللدرهم الحملت العلنيللة والتسويقية البراقة التي تروج لمفهوم محدود من الستدامة وتتحدث عن نتائج غير مثبتللة علميللا أو تقيس جوانب محدودة فقط من الداء البيئي .الستدامة في العمارة والعمران هي مفهللوم شمولي وكلي ومتعدد الركائز يضم الستدامة الجتماعية والتعددية الثقافيللة والتاحللة والقللدرة المالية على التواجد في مدينة ما لكل أفراد المجتمع وخلق مللدن صللديقة للفطفللال والسلليدات وكبار السن وذوي الحتياجات الخاصة وليس فقط خالية من السيارات. نتائج وتساؤل ت ومقترحا ت: إن ما يحد ث في مدن الشرق الوسط وخاصة مدن الخليج من بناء تجمعات معرفية تقنييية هيو أفضييل ميين تجاهييل التحولت المتسارعة في العالم المعاصر الذي يتوجه بقوة نحو القتصاد المعرفي ،كما أن تلك المدن يحتييم عليهييا أن تدرك أهمية الوعي لحقبة ما بعد النفط حيث ل يمكن أن تضمن لجيالها القادمة نفييس رغييد الحييياة الييذي حقييق سابقا من مبيعات النفط .وتكمن الخطورة عند تطبيق أفكار المجتمعات المعرفييية فييي المييدن الشييرق أوسييطية فييي انعزال بعض هذه التجمعات وتحولها إلى كيانات مغلقة ل تتفاعل مع المجتمع المحلي ول تزيد القييدرة البتكارييية والتنافسية لفراده وبالتالي فان الفاصل هو وجود رؤية متكاملة لها إطارها الزمني المستقبلي تؤكد على المعييايير التية : أهمية وجود الرؤية الستراتيجية المشجعة لحتمية القتصاد المعرفي على مستوى صنع القرار. تحقيق مناخ تفاعلي بين مصدر ومستقبل المعرفة. إشراك الجيال الجديدة المتطلعة للمعرفة بعد تهيئتها في التجمعات المعرفية التي تنشا في المدن العربية. احترام التنوع والتعددية محليا وإقليميا وبالتالي أهمية تقييم الظروف الخاصة بكل دولة أو إقليم. -التكامل والستقرار والستمرارية عوامل حيوية في نجاح القتصاد المعرفي وبناء كياناته المختلفة .
أطروحا ت ختامية • التوجه نحو صياغة مدن الخليييج كمييدن معرفييية يشييترط وجييود موزاييييك بشييري متليون الديييان والعييراق والجناس من العقول المبدعة والمنتجة للمعرفة ،تبرز هنا قيم المواطنة والتسييامح وقبييول الخيير وإدراك أن تلك التركيبة المتباينة في بنية سكان مدن الخليج هييي إمكانييية تنموييية هائلية وليسييت تهديييدا لمفيياهيم محييدودة ومفاهيم النتماء في عصر عمال المعرفة وبزوغ الطبقة المبدعة . • إن إقامة مدن معرفية في الخليج وفي الشرق الوسط عامة تتطلب تحولين رئيسيين اولهما النتقال من فكييرة إقامة مراكز معرفية منفصلة عن المجتمع الى تواصلت معرفية في كل المدينة وبين كل قطاعييات الييتركيب السكاني .التحول الثاني والكثر أهمية ان ثقافيية البحييث هييي قيميية أساسييية فييي مدينيية المعرفيية وبالتييالي فييان المدينة يجب أن تضم بنية أساسية للبحث العلمي والنتاج البداعي. • التوسع في إنشاء المؤسسات الثقافييية وخاصيية المتيياحف فييي مييدن الخليييج ليين يسيياهم فقييط فييي تأكيييد الهوييية المعرفية لتلك المدن ولكنه سيقدم بديل أخرا وأكثر قيميية لسيكان تلييك المييدن مين ميواطنين ومقيميين تتجيياوز الحقبة المعاصرة التي أصبح فيها المجمع التجيياري أو المييول هييو الشييارع والسيياحة والفييراغ العييام والملجييأ الول والخير لتفعيل الحياة العامة في المدينة الخليجية. • إن مراقبة تداعيات الزمة العالمية على مدينة دبي ومشروعاتها المتوقف بعضها ،والتي كان مخططا لها أن تستكمل دراما تربع المدينة على عرش المدن العالمية وكذلك الندفاع الى هجرة دبي ميين المقيمييين يجييب ان يمثل مجموعة من الدروس تتوقف أمامها باقي مدن الخليج والشييرق الوسييط وان تتجيياوز نميوذج دبييي الييى مدخل أكثر توافقا مع الستدامة الشاملة في العمارة والعمران من اجل مستقبل انجح وأكثر استقرارا.