التخطيط والأوضاع الديموغرافية والجيوسياسية في القدس

Page 1

1


2


‫التخطيط واألوضاع‬ ‫الديموغرافية والجيوسياسية‬ ‫في القدس‬

‫تأليف‪ :‬نداف شرغاي‬ ‫ترمجة‪ :‬د‪ .‬عدنان أبو عامر‬

‫إصدار إدارة األحباث واملعلومات‬ ‫مؤسسة القدس الدولية‬ ‫حزيران‪ /‬يونيو ‪2013‬‬

‫‪3‬‬


‫التخطيط واألوضاع الديموغرافية والجيوسياسية في القدس‬

‫تأليف‪ :‬نداف شرغاي «أصدره عام ‪»2010‬‬ ‫ترمجة‪ :‬د‪ .‬عدنان أبو عامر‬ ‫حقوق الطبع حمفوظة ©‬ ‫الطبعة األوىل‬ ‫‪1434‬هـ ‪ 2013 -‬م‬ ‫بريوت – لبنان‬ ‫‪ISBN 978-9953-0-2215-4‬‬ ‫مُينع نسخ أو استعمال أي جزء من هذا الكتاب بأي وسيلة تصويرية أو إلكرتونية أو‬ ‫ميكانيكية مبا يف ذلك التسجيل الفوتوغرايف‪ ،‬والتسجيل على أشرطة أو أقراص‬ ‫مدجمة أو أي وسيلة نشر أخرى أو حفظ املعلومات واسرتجاعها دون إذن ّ‬ ‫خطي من‬ ‫الناشر‪.‬‬ ‫عب بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة القدس الدولية)‬ ‫(اآلراء الواردة يف الكتاب ال ُت رّ‬

‫مؤسسة القدس الدولية‬ ‫تلفون‪+ 961 1 75 17 25 :‬‬ ‫فاكس‪+ 961 1 75 17 26 :‬‬ ‫ص‪.‬ب‪ ،113/5647 :.‬بريوت – لبنان‬ ‫بريد إلكرتوني‪info@alquds-online.org :‬‬ ‫املوقع‪www.alquds-online.org :‬‬ ‫‪4‬‬


‫جدول المحتويات‬ ‫مقدمة المترجم ‪4 ...............................................................................................................................‬‬ ‫خلفية الكتاب ‪7 .....................................................................................................................................‬‬ ‫النتائج الرئيسة ‪8 ................................................................................................................................‬‬ ‫• هدف عملية التغيري الدميوغرايف من قبل مؤسسات التخطيط ‪8 ....................................................‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬ديموغرافيات االحتياجات السكنية ‪12 ...........................................................‬‬ ‫• السياسة الدميوغرافية للحكومة اإلسرائيلية يف القدس ‪13 ............................................................‬‬ ‫• الواقع الدميوغرايف على األرض ‪15 ...................................................................................................‬‬ ‫• املسألة الدميوغرافية يف اخلطة الرئيسة لعام ‪17 ...................................................................... 2000‬‬ ‫• تقدير احتياجات السكان العرب مع حصر املساكن املتوقع لعام ‪18 ..................................... 2020‬‬ ‫• تقدير احتياجات السكان اليهود مع حصر املساكن املتوقع لعام ‪20 ..................................... 2020‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬اآلثار الجيوسياسية المحتملة في قرارات اللجنة اللوائية ‪23 ...........‬‬ ‫• التواصل بني أحياء من شرقي القدس واألحياء العربية خارج املدينة كعامل مؤثر يف التوجه‬ ‫السياسي إزاء تلك املناطق ‪24 ...............................................................................................................‬‬ ‫• القيود املفروضة على البناء يف إطار «املدينة التارخيية اليهودية» ‪25 ..............................................‬‬ ‫• تهديد حمتمل على طريق «القدس‪ -‬معاليه أدوميم‪-‬البحر امليت» ‪25 ............................................‬‬ ‫• ضعف االتصال بني «القدس ومعاليه أدوميم» ‪27 .............................................................................‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬عقبة عدم وجود األراضي في شرقي القدس على التخطيط‬

‫والبناء ‪30 ..................................................................................................................................................‬‬ ‫• قرار النائب العام مبنع تسوية األراضي يف شرقي القدس‪ ،‬وأسبابه ‪31 ............................................‬‬ ‫• األضرار النامجة عن عدم وجود تسوية األراضي يف شرقي القدس ‪34 .............................................‬‬ ‫• ضرورة ترتيب األراضي يف شرقي القدس ‪35 .....................................................................................‬‬ ‫• عوائق أخرى ملنح رخصة البناء يف شرقي القدس ‪35 .......................................................................‬‬ ‫االستنتاجات والتوصيات ‪38 ............................................................................................................‬‬

‫المالحق ‪40 ..............................................................................................................................................‬‬ ‫‪5‬‬


‫مقدمة المترجم‬ ‫ينشغل الفلسطينيون والعرب كثرياً باحلديث عن احلق التارخيي هلم يف مدينة القدس‪ ،‬وهو ما تثبته‬ ‫احلقائق السياسية واملعطيات الواقعية‪ ،‬يف حني تنبه اإلسرائيليون إىل أمر مل يشغل بال أصحاب احلق‬ ‫األصليني‪ ،‬والكتاب الذي بني أيدينا اليوم‪ ،‬الصادر عن «مركز القدس لشؤون اجلمهور والدولة»(‪،)1‬‬ ‫ً‬ ‫متمثال باإلحصائيات واألرقام‪ ،‬حبيث يقدم «خارطة طريق» لصانع القرار‬ ‫يتطرق بالتفصيل هلذا األمر‪،‬‬ ‫السياسي يف «إسرائيل» لتحقيق هدفني ال ثالث هلما‪:‬‬ ‫‪ -1‬رفع مستوى التواجد اليهودي يف املدينة املقدسة‪.‬‬ ‫‪ -2‬ختفيض التواجد العربي إىل أدنى حد ممكن‪.‬‬

‫يناقش الكتاب التغيريات اليت طالبت السلطات اإلسرائيلية بإجرائها على خطة تطوير القدس‪ ،‬مركزاً‬ ‫على تغريين مل تنتبه إليهما األوساط السياسية؛ وهما‪ :‬التغري الدميوغرايف‪ ،‬والواقع اجليو‪-‬سياسي‪،‬‬ ‫ومشدداً على تأثريهما يف واقع القدس احلالي ومستقبلها السياسي‪ ،‬وطبيعة الرتتيبات السياسية اليت‬ ‫ستطرأ عليها يف إطار املفاوضات النهائية مع الفلسطينيني‪.‬‬ ‫محاور الكتاب‬ ‫احملدثة‪ ،‬على‬ ‫ّ‬ ‫بكم من اجلداول اإلحصائية واألرقام‬ ‫ينقسم الكتاب إىل ثالثة فصول أساسية مرفقة‬ ‫ٍّ‬ ‫النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ -1‬يتناول الفصل األول البعد الدميوغرايف يف الصراع على املدينة‪ ،‬ومدى احتياجات السكان‬ ‫اليهود للمزيد من الشقق السكنية‪.‬‬ ‫‪ -2‬فيما يتناول الفصل الثاني الواقع اجليو‪-‬اسرتاتيجي للمدينة‪ ،‬وأثره يف طبيعة اختاذ القرارات‬ ‫ذات الصلة ببعض التحسينات امليدانية‪.‬‬ ‫‪ -3‬ويتعرض الفصل الثالث ملشكلة األراضي القائمة يف القدس‪ ،‬وعدم تنظيم وضعها القانوني‪،‬‬ ‫مستحضراً عدداً من التبعات واإلشكاليات اليت تواجه «إسرائيل» يف هذه القضية‪.‬‬ ‫‪ )1‬مركز القدس لشؤون اجلمهور والدولة‪ ،‬مؤسسة حبثية إسرائيلية‪ ،‬تأسس عام ‪ ،1967‬ويركز نشاطاته يف القضايا‬ ‫املركزية واالسرتاتيجية اليت متثل جدول أعمال «إسرائيل» والشعب اليهودي‪ ،‬ومن أهم اختصاصاته‪ :‬العالقات اخلارجية‬ ‫«إلسرائيل»‪ ،‬اإلعالم‪ ،‬رصد ظاهرة «معاداة السامية»‪ ،‬الصراع اإلسرائيلي‪-‬العربي‪ ،‬السياسات االقتصادية‪ .‬خالل سنوات عمله‬ ‫ً‬ ‫اليت تزيد عن الـ‪ً 40‬‬ ‫باحثا من داخل «إسرائيل» وخارجها‪ ،‬وأصدر ما يقرب من ‪800‬‬ ‫عاما‪ ،‬عمل يف املركز ما يزيد على ‪350‬‬ ‫كتاب وحبث ودراسة‪ ،‬باللغات العربية واإلجنليزية والفرنسية واألملانية‪ ،‬وغريها‪ .‬يفرد املركز وحدة خاصة لبحث مستقبل‬ ‫مدينة القدس يف إطار املفاوضات اجلارية مع الفلسطينيني‪ ،‬رابط املركز‪[ . www.jcpa.org.il:‬املرتجم]‬ ‫‪6‬‬


‫يركز الكتاب مجيع حماوره البحثية على املخططات اإلسرائيلية اهلادفة إىل السيطرة على املدينة‬ ‫املقدسة‪ ،‬وما يتضمنه ذلك من رفع نسبة املواليد بني اليهود‪ ،‬وتهجري الفلسطينيني‪ ،‬واملخططات‬ ‫االستيطانية‪ ،‬ودور احلكومة اإلسرائيلية يف تطبيق ذلك‪.‬‬ ‫ويذهب املؤلف إىل أن هذه املخططات مشلت حتسني اقتصاد املدينة‪ ،‬ومستوى احلياة فيها‪ ،‬وحتويلها‬ ‫إىل مزار ديين وسياحي‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ذلك يرجح الكاتب أن «إسرائيل» كدولة‪ ،‬ستجد صعوبة حقيقية يف منع اهلجرة‬ ‫الفلسطينية إىل داخل حدود املدينة املقدسة‪ ،‬خاص ًة إذا مت حرف مسار اجلدار الفاصل باجتاه الغرب‬ ‫واجلنوب والشمال‪ ،‬حنو األحياء السكنية اليهودية‪.‬‬ ‫يستذكر املؤلف تصرحيات «دافيد بن غوريون» أول رئيس حكومة إسرائيلية حول القدس‪ ،‬بقوله‪:‬‬ ‫«جيب جلب اليهود لإلقامة يف مدينة القدس بأي مثن‪ ،‬وجيب توفري أغلبية يهودية عددية يف املدينة خالل‬ ‫زمن قصري‪ ،‬وعلى اليهود املوافقة على السكن يف القدس يف أي منازل مؤقتة‪ ،‬وعدم انتظار الشقق‬ ‫اجلاهزة»‪.‬‬ ‫الهجرة اليهودية من القدس‬ ‫يبدو جديراً يف هذه املقدمة استحضار عدد من اإلحصائيات الواردة يف هذا الكتاب‪ ،‬حيث بلغت نسبة‬

‫السكان اليهود إىل املواطنني العرب يف القدس حتى سنة ‪ %74 ،1967‬مقابل ‪ %26‬على التوالي‪.‬‬ ‫وبعد احتالل املدينة‪ُ ،‬ق ّدمت توصيات عديدة لصناع القرار اإلسرائيلي لرفع نسبة السكان اليهود‪،‬‬ ‫وأوصت رئيسة احلكومة يف حينه «غولدا مائري» بالعمل على رفع نسبة اليهود مبقدار ‪ %3‬حتى سنة‬ ‫‪ ،1982‬بعد أن بلغت نسبتهم ‪ %73.5‬سنة ‪ 1973‬مقابل ‪ %26.5‬للعرب‪.‬‬ ‫ومن هنا تركزت جهود احلكومات اإلسرائيلية املتعاقبة‪ ،‬واللجان احلكومية املشكلة ملعاجلة أوضاع‬ ‫القدس هلذا الغرض بالتحديد‪.‬‬ ‫يشري الكتاب إىل أن معدالت اهلجرة اليهودية من مدينة القدس إىل داخل إسرائيل ووسطها آخذ يف‬ ‫التزايد واالرتفاع منذ العقود الثالثة األخرية‪ ،‬مقابل تزايد معدالت اهلجرة الفلسطينية‪ ،‬والسكن يف‬ ‫قلب املدينة املقدسة‪.‬‬ ‫وقد دفعت هذه احلقيقة باملؤسسات اإلسرائيلية العاملة يف اجملال الدميوغرايف إىل التحذير من «وضع‬ ‫خطري» ستصل إليه املدينة املقدسة حتى عام ‪.2020‬‬ ‫ً‬ ‫أسبابا عدة تقف وراء تراجع نسبة اليهود يف املدينة املقدسة‪ ،‬أهمها‪:‬‬ ‫يستحضر املؤلف‬ ‫‪7‬‬


‫‪ -1‬زيادة معدل الوالدة عند العرب مقارن ًة مبا عند اليهود‪ ،‬حيث تشري اإلحصائيات الرمسية إىل‬ ‫وجود ‪ 30‬حالة والدة لكل ألف من العرب‪ ،‬مقابل ‪ 25‬والدة لكل ألف من اليهود‪.‬‬ ‫‪ -2‬تأخر سن الزواج واإلجناب عند الشباب اليهودي حتى سن ‪ ،25‬بينما يبلغ عند الشاب العربي‬ ‫سن الـ‪ ،19‬وتبلغ نسبة األزواج الراغبة باإلجناب على الفور عند اليهود ‪ ،%31‬فيما ترتفع‬ ‫النسبة عند العرب إىل ‪.%42‬‬ ‫يف احملصلة‪ ،‬يؤكد الكتاب أن معدل التزايد السكاني يف القدس عند العرب يبلغ ثالثة أضعاف‬ ‫املعدل اخلاص باليهود‪ ،‬ويف هذا السياق تشري األرقام اليت يوردها إىل أن العقود األربعة األخرية شهدت‬ ‫ً‬ ‫ارتفاعا بنسبة ‪ %146‬يف عدد السكان اليهود‪ ،‬فيما بلغت نسبة زيادة املواطنني العرب ‪ %280‬للفرتة‬ ‫نفسها‪.‬‬ ‫ويف أواخر سنة ‪ 2008‬وصل عدد سكان مدينة القدس ‪ 764‬ألف نسمة‪ ،‬منهم ‪ 495‬ألف يهودي‪،‬‬ ‫و‪ 270‬ألف عربي‪.‬‬ ‫معدل المواليد‬

‫يف املقابل‪ ،‬يشري الكتاب إىل سعي اجلمعيات اليهودية للحصول على أكرب مساحة ممكنة من‬ ‫األراضي يف القدس لبسط سيطرتها عليها‪ ،‬ومنحها لليهود يف وقت الحق‪ ،‬غري أنه يشري إىل وجود عدد‬

‫من العقبات اليت تقف أمام حتقيق ذلك‪ ،‬ومن أبرزها‪:‬‬ ‫‪ -1‬خشية «إسرائيل» من ردة الفعل الدولية على خطوات قد تعترب سياسية على أراض تعترب حمتلة‬ ‫خلف اخلط األخضر‪.‬‬ ‫‪ -2‬اكتشاف حاالت تزوير عديدة لبيع أراض يف القدس‪ ،‬وامتناع الربيطانيني والعثمانيني يف‬ ‫العقود السابقة عن القيام بهذه اخلطوات للسبب ذاته‪.‬‬ ‫‪ -3‬عدم التعاون األردني‪ ،‬الذي حيتفظ حتى اللحظة مبلفات وأوراق ووثائق تارخيية تعترب «كنزاً»‬ ‫ً‬ ‫تارخييا «إلسرائيل»‪.‬‬ ‫غري أن العنصر األساسي الذي يؤثر يف تراجع نسبة السكان اليهود يف القدس يتمثل يف نسبة اهلجرة‬ ‫اليهودية املرتفعة منها؛ إذ تشري اإلحصائيات إىل أن املعدل السنوي هلجرة اليهود من املدينة يصل إىل ‪16‬‬ ‫ألف يهودي‪ ،‬و ُيذكر هنا أن ‪ 300‬ألف يهودي غادروها خالل العشرين سنة املاضية‪.‬‬ ‫وتقرتح الدراسة سلسلة من اخلطوات اليت ميكن اتباعها لوقف اهلجرة اليهودية من القدس‪ ،‬فقد‬ ‫‪8‬‬


‫أوضحت أحباث واستطالعات رأي إسرائيلية أن األسباب الرئيسة هلذه الظاهرة تكمن يف صعوبة‬ ‫العثور على فرص عمل مناسبة لليهود من جهة‪ ،‬واالرتفاع الباهظ يف إجيارات الشقق السكنية من‬ ‫ناحية أخرى‪.‬‬ ‫وذكر الكاتب أن هناك العشرات من القرارات اليت اختذتها احلكومات اإلسرائيلية املتعاقبة‪،‬‬ ‫والعديد من اللجان الوزارية لشؤون القدس‪ ،‬وطواقم من اخلرباء‪ ،‬وجلان مهنية متخصصة لدراسة وضع‬ ‫املدينة‪ ،‬كلها أوصت بوضع العديد من اخلطط املختلفة لوقف ما أمسته بـ«النزيف» اليهودي احلاصل‬ ‫نتيجة تزايد معدالت اهلجرة اليهودية من املدينة‪ ،‬وتشجيع أكرب نسبة ممكنة من سكانها اليهود‬ ‫للبقاء فيها‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫التفوق الديموغرافي‬ ‫ذكر الكتاب أن جز ًءا من التوصيات اليت ُقدمت للحكومات تتلخص يف ضخ املزيد من األموال‬ ‫لتثبيت العائالت اليهودية اليت تشكو من ارتفاع باهظ يف إجيارات السكن‪ ،‬وحماولة توفري أكرب‬ ‫قدر ممكن من العائدات املالية لسكان املدينة من اليهود‪ ،‬لكن عدداً ً‬ ‫قليال من تلك التوصيات وجد‬ ‫طريقه إىل التنفيذ على أرض الواقع‪ ،‬بينما بقي اجلزء األكرب منها حرباً على ورق‪.‬‬ ‫تقرتح الدراسة خطوات عملية بني يدي صانع القرار اإلسرائيلي من شأن تطبيقها «إحداث تغيري جوهري‬ ‫ً‬ ‫وصوال إىل تغيري حقيقي يف معدالت التفوق الدميوغرايف‬ ‫ملموس يف مسألة اهلجرة اليهودية من القدس‪،‬‬ ‫اليت تقف يف صلب خطط تقسيم املدينة املقدسة»‪.‬‬ ‫ومن هنا يرى الكاتب يف توسيع حدود بلدية القدس‪ ،‬وضم التجمعات اليهودية احمليطة بها‪ ،‬إجرا ًء‬ ‫ً‬ ‫إداريا ال عالقة له باألبعاد السيادية‪.‬‬ ‫ويورد عدداً من املؤشرات االقتصادية حول الفوارق الواضحة والكبرية بني املرافق التحتية للمدينة‬

‫يف قسميها اليهودي والعربي‪ ،‬غري أنه يذكر قواسم مشرتكة بينهما كمرافق البنية التحتية‪ :‬املياه‬ ‫والكهرباء واهلاتف واخلدمات الصحية وغريها‪.‬‬ ‫يقدم الكتاب يف اخلامتة توصيات ومقرتحات لصانع القرار اإلسرائيلي‪ ،‬ال سيما احلكومة وبلدية‬ ‫ّ‬ ‫االحتالل يف القدس‪ ،‬من أهمها‪:‬‬ ‫‪ -1‬رفع مستوى البناء اليهودي يف األحياء والقرى الواقعة شرق القدس‪ ،‬حيث أثبتت السنوات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ورأسيا‪ ،‬من أجل االستجابة الحتياجات اخلطة اخلاصة‬ ‫أفقيا‬ ‫املاضية اخنفاض هذه النسبة‪،‬‬ ‫بتطوير القدس حتى سنة ‪ 2030‬على األقل‪.‬‬ ‫‪ -2‬املبادرة لتنظيم وضع األراضي يف القدس‪ ،‬وجتاوز العقبات القائمة‪ ،‬من خالل االستعانة‬ ‫مبستشارين قانونيني‪ ،‬وممثلني عن وزارة الداخلية‪ ،‬ووزارة البناء واإلسكان‪ ،‬و«بلدية القدس»‪،‬‬ ‫بالتنسيق الكامل مع مكتب املستشار القانوني لرئيس احلكومة‪.‬‬ ‫حد للهجرة السلبية‪ ،‬عرب إدارة الصراع الدميوغرايف وحماولة تغليب نسبة السكان‬ ‫‪ -3‬وضع‬ ‫ٍّ‬ ‫اليهود يف املدينة املقدسة‪ ،‬ووضع املزيد من الكوابح على اهلجرة املعاكسة من القدس‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن عدداَ من مراكز األحباث اإلسرائيلية كمركز القدس لشؤون اجلمهور والدولة‪،‬‬ ‫ومعهد أحباث القدس‪ ،‬قدمت مقرتحات عملية للحكومة‪ ،‬إال أن اخلطوة املطلوبة هي ختصيص‬ ‫املوازنات الالزمة لتطبيقها‪.‬‬ ‫‪10‬‬


‫‪ -4‬رفع مستوى االستثمار االقتصادي يف القدس‪ ،‬حيث أشارت اإلحصائيات إىل أنه بني عامي‬ ‫‪ 2006-1990‬وصل إسرائيل [‪ 1.178‬مهاجراً جديداً‪ ،‬أقام ‪ %7‬منهم فقط يف مدينة القدس؛ أي‬ ‫ما جمموعه ‪ 85‬ألف مهاجر]‪.‬‬ ‫يبدو ً‬ ‫مهما يف خامتة هذه املقدمة أن نذكر أن مدينة القدس احملتلة تضم أكرب عدد من املستوطنات‬ ‫ً‬ ‫تقريبا‪ ،‬وتضم املساحة الكربى من حيث‬ ‫والبؤر االستيطانية بعدد ‪ 84‬مستوطنة وبؤرة استيطانية‬ ‫ً‬ ‫دومنا‪ ،‬بنسبة ‪ %56‬من مساحة املنطقة العمرانية للمستوطنات‬ ‫األراضي االستيطانية والبالغة ‪45615‬‬

‫يف الضفة الغربية‪ ،‬حبيث تكون نسبة مساحة املستوطنات بالنسبة إىل مساحة املدينة اإلمجالية ‪.%76‬‬

‫قناعيت بعد ترمجة هذا الكتاب‪ ،‬أن التخوف اإلسرائيلي من إمكانية «فقدان» القدس بعد احتالهلا‬ ‫ً‬ ‫عسكريا‪ ،‬ختوف مشروع ومربر من وجهة النظر اإلسرائيلية‪ ،‬ألسباب وعوامل حتفل بها الصفحات‬ ‫القادمة‪ ،‬وهو ما يتطلب من عرب القدس‪ ،‬القابضني على اجلمر‪ ،‬مزيداً من الصمود والصرب‪ ،‬واحملافظة‬ ‫على «سالح الدميوغرافيا» غري القابل للهزمية‪.‬‬

‫املرتجم‪ :‬د‪.‬عدنان عبد الرمحن أبو عامر‬ ‫غزة‪-‬فلسطني‪ -‬يوليو‪ /‬متوز ‪2010‬‬

‫‪11‬‬


‫خلفية الكتاب‬ ‫بتاريخ ‪ 7‬أكتوبر‪ /‬تشرين أول ‪ ،2008‬بعد إجراء سلسلة طويلة من املناقشات الرئيسة حول اخلطة‬ ‫اجلديدة ملدينة القدس‪ ،‬اليت أعدها فريق برئاسة «موشيه كوهني»‪ ،‬قررت اللجنة اخلاصة بالتخطيط‬ ‫والبناء يف منطقة القدس‪ ،‬أن تعمل على حتصيل املوافقة يف ضوء تقديم اعرتاضات من اجلمهور‪.‬‬ ‫وبعد شهر‪ ،‬يف أعقاب انتخاب «نري بركات»(‪ )2‬لرئاسة بلدية االحتالل يف القدس‪ ،‬وبناء على طلبه‪ ،‬قدمت‬ ‫اللجنة اللوائية طلب إمكانية تطبيق تعليقاته قبل تقديم اخلطة الرئيسة‪.‬‬ ‫يف شهر أيار‪ /‬مايو ‪ ،2009‬مثل «بركات» أمام جلنة وثائق املدينة‪ ،‬إلظهار تعليقاته‪ ،‬وجنح يف إجراء بعض‬ ‫التغيريات‪.‬‬ ‫يف منتصف شهر حزيران ‪ /‬يونيو ‪ ، 2009‬توجه كل من وزير الداخلية «ايلي يشاي»(‪ ،)3‬وأعضاء من‬ ‫بلدية االحتالل يف القدس‪ ،‬وأعضاء ورئيس بلدية مستوطنة «معاليه أدوميم»‪ ،‬ورئيس الكنيست‪ ،‬وجهات‬ ‫سياسية وحزبية أخرى‪ ،‬للقاء رئيس قسم املعلومات والتخطيط السياسي يف اللجنة اإلقليمية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كليا عن تلك اخلطة اليت مت‬ ‫خالل اللقاء‪ ،‬أكد الوفد الزائر أن اخلطة املوجودة بني أيديهم ختتلف‬ ‫ً‬ ‫سابقا‪ ،‬واستمرت اللجان العاملة يف إقرارها سنوات طويلة‪ ،‬وبالتالي فقد أدخلت تغيريات جوهرية‪،‬‬ ‫تقدميها‬ ‫دون مشاركة اللجنة احمللية‪.‬‬ ‫املزاعم األساسية يف رفض الوفد للخطة اجلديدة‪ ،‬متثلت بالدرجة األوىل يف مسألة االحتياجات‪ ،‬ومدى‬ ‫مبان سكنية يف القدس‪ ،‬لكل من اليهود والعرب على حد سواء‪.‬‬ ‫قدرتها على توفري خطط إقامة ٍ‬ ‫ً‬ ‫أكثر من ذلك‪ ،‬فإن التغيريات اليت حصلت ً‬ ‫نصيبا وافراً للسكان العرب من‬ ‫فعال تتعلق بأن اخلطة أضافت‬ ‫املناطق السكنية‪ ،‬يف الوقت الذي قررت اخلطة السابقة بأن تبقى مساحات خضراء مفتوحة‪ ،‬ويف الوقت‬ ‫ً‬ ‫تناقصا للمناطق السكنية اخلاصة باليهود‪.‬‬ ‫ذاته‪ ،‬فإن هناك‬ ‫ثان ‪ ،2008‬وهو مرشح علماني ورجل أعمال مييين‪ ،‬وعضو‬ ‫‪ )2‬فاز «نري بركات» يف رئاسة بلدية االحتالل يف القدس يف نوفمرب ‪ /‬تشرين ٍ‬ ‫سابق يف حزب كادميا‪ ،‬حبصوله على ‪ %52‬من األصوات اليهودية‪ ،‬حيث قاطع عرب القدس هذه االنتخابات‪ ،‬وقد أعلن أنه خيطط‬ ‫لتدمري ما تبقى من املباني العربية التارخيية ليمحو الرتاث العربي من داخل البلدة القدمية للقدس‪ ،‬بعد أن استقال من حزب كادميا‬ ‫احتجاجا على فكرة تقاسم املدينة املقدسة مع الفلسطينيني‪ ،‬بقوله إن القدس جيب أن تبقى موحدة حتت السيادة اإلسرائيلية‪ ،‬وخالل‬ ‫محلته االنتخابية وعد بإقامة أحياء استيطانية يهودية جديدة يف شطر املدينة الشرقي الذي احتلته «إسرائيل»‪ ،‬وضمته عام ‪.1967‬‬ ‫«بركات» ضابط احتياط يف وحدات املظليني يف اجليش اإلسرائيلي‪ ،‬وحيمل شهادة يف املعلوماتية‪ ،‬وأخرى يف اإلدارة العامة من اجلامعة‬ ‫ً‬ ‫شريكا يف جمموعات «باك ويب»‬ ‫العربية يف القدس‪ ،‬وأسس يف ‪ 1988‬جمموعة «بي آر ام» املعروفة يف العامل لربجميات احلماية‪ ،‬ثم‬ ‫و«تشيك بوينت»‪ .‬املرتجم‬ ‫‪« )3‬إِيلي ِيشاي»‪ ،‬زعيم حزب «شاس» املتدين‪ ،‬نائب رئيس الوزراء اإلسرائيلي‪ ،‬ووزير الداخلية‪ ،‬كان عضواً يف بلدية االحتالل يف القدس‬ ‫عام ‪ ،1991‬ثم دخل الكنيست‪ ،‬وتقلد بني عامي ‪ 2009-1996‬وزارات‪ :‬العمل والرفاه االجتماعي‪ ،‬الصناعة والتجارة والداخلية‪ .‬عمل‬ ‫على توسيع البناء االستيطاني يف القدس حتت دعاوى دينية وسياسية‪ ،‬وتسبب أوائل عام ‪ 2010‬بأزمة سياسية بني واشنطن و«تل أبيب» بعد‬ ‫اإلعالن عن مشروع استيطاني يف القدس خالل وجود نائب الرئيس األمريكي يف «إسرائيل»‪ .‬املرتجم‬ ‫‪12‬‬


‫هذه التغيريات أدت إىل نقاش مجاهريي حاد‪ ،‬وجد أصداءه يف خمتلف وسائل اإلعالم‪ ،‬ووصلت ارتداداته‬ ‫إىل منابر خمتلفة وساحات متعددة‪ ،‬مبا فيها قاعة الكنيست‪.‬‬ ‫فريق من املعارضني للتغيريات احلاصلة‪ ،‬طالبوا بالعودة ملناقشة برنامج اللجنة احمللية‪ ،‬فيما طالب آخرون‬ ‫بأن يبقى اجمللس الوطين للتخطيط والبناء هو اجلهة اليت حتسم التصويت على املناقشة‪.‬‬ ‫بتوجيه من الوزير «يشاي»‪ ،‬بدأ احلوار بشكل غري رمسي بني أعضاء اللجنة اإلقليمية وبلدية االحتالل يف‬ ‫القدس‪ ،‬يف حماولة لصياغة نقاط اخلالف بني املخططني‪.‬‬ ‫وقد كتبت هذه الدراسة قبل نهاية هذه احلوارات‪ ،‬وقبل أن تبدأ اللجنة اإلقليمية االستماع لالعرتاضات‬ ‫على اخلطة املودعة‪.‬‬ ‫وال تبدو هذه الدراسة معنية بصورة أساسية باملسائل اإلجرائية‪ ،‬سواء أجريت التغيريات الكبرية يف جلنة‬ ‫إقليمية بشأن مسألة الدخول يف اخلطة الرئيسة لليهود والعرب الذين يعيشون يف القدس‪ ،‬وبالتشاور مع‬ ‫اللجنة احمللية أم ال‪.‬‬ ‫هذه الدراسة تسعى إىل تلمس اجلوهر‪ ،‬وتسليط الضوء على اآلثار املرتتبة على هذه التغيريات اليت أدىل‬ ‫بها املخططان‪ ،‬خباصة يف جمالني ليسا قيد التخطيط‪ ،‬وهما‪ :‬اجملال الدميوغرايف‪ ،‬واجملال اجليوسياسي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فضال عن الرتتيبات السياسية يف املستقبل‪.‬‬ ‫هذان اجملاالن هلما تأثري حاسم على الوضع يف مدينة القدس‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا للمرة األوىل بالتفصيل واحدة من القضايا اليت يدور النقاش حوهلا لسنوات عديدة‪،‬‬ ‫الدراسة متس‬ ‫ً‬ ‫وتتمثل يف ما ميكن أن أمسيه «مؤامرة من الصمت»‪ ،‬وترتكز أساسا يف جتنب تسوية األراضي يف شرقي‬ ‫القدس‪ ،‬وما يعنيه ذلك من أثر سليب صعب‪ ،‬لعدم وجود أفق سياسي‪ ،‬وما يعنيه ذلك على كثري من جوانب‬ ‫التخطيط والبناء يف املدينة‪.‬‬

‫النتائج الرئيسة‬

‫‪ -1‬هدف التغيري الدميوغرايف(‪:)4‬‬

‫املقصود فيها اهلجرة الواسعة لليهود من القدس إىل هوامشها خالل العقود الثالثة املاضية‪ً ،‬‬ ‫جنبا إىل‬ ‫جنب مع االجتاه العام حنو التحفز الواضح من قبل العرب باهلجرة حنوها‪.‬‬ ‫وهذه من بني العوامل اليت أدت إىل احلد من األغلبية العددية اليهودية يف القدس‪ ،‬وقد دفع هذا‬ ‫الواقع املؤسسات اإلسرائيلية العاملة يف جمال التخطيط والبناء للعمل يف السنوات األخرية حنو حتديث‬ ‫ً‬ ‫متكيفا‬ ‫وتصميم ماهية وطبيعة اهلدف السكاني الدميوغرايف يف القدس لعام ‪ ،2020‬حبيث جتعله‬ ‫مع الواقع القائم‪.‬‬ ‫‪ )4‬بات التخوف «الدميوغرايف» يشكل واحداً من أهم التهديدات اليت تؤرق صانع القرار اإلسرائيلي‪ ،‬يف القدس وخارجها‪ ،‬فقد أشارت‬ ‫معطيات إحصائية حديثة صادرة عن اجلهاز اإلحصائي اإلسرائيلي‪ ،‬أن جمموع سكان إسرائيل عام ‪ 2009‬بلغ حنو ‪ 7,5‬مليون نسمة‪،‬‬ ‫ونسبة العرب حبدود ‪ ،%20.3‬وتشمل فلسطيين القدس احملتلة‪ ،‬بعدد يقرتب من ‪ 1.26‬مليون نسمة‪ .‬املرتجم‬ ‫‪13‬‬


‫واحلديث يدور هنا عن عدم عودة النسب التقليدية إىل الصيغة املتعارف عليها بأن يكون هناك ‪%70‬‬ ‫من اليهود‪ ،‬و‪ %30‬من السكان العرب‪ ،‬على النحو الذي حددته احلكومات اإلسرائيلية يف سنوات‬ ‫السبعينات والثمانينات‪ ،‬وإمنا الوصول إىل خطة دميوغرافية تنتج لنا ‪ %60‬من السكان اليهود‪،‬‬ ‫و‪ %40‬من السكان العرب‪.‬‬ ‫‪ -2‬التشكيك يف حتقيق اهلدف الدميوغرايف «املقلص»‪:‬‬ ‫ونقصد هنا التغيريات املتعلقة بأعمال التخطيط والبناء التابعة ملنطقة القدس‪ ،‬تلك اليت مت تصميمها‬ ‫من قبل اخلطة الرئيسة احمللية اخلاصة باخلارطة اهليكلية للقدس من خارج األرض‪ ،‬وما يعنيه ذلك‬ ‫من بناء إضافات على السكان العرب‪.‬‬ ‫ولذلك قررت اللجنة احمللية إزالة بعض املباني اخلاصة بعدد من الفئات السكانية‪ ،‬وهنا حتيط الكثري‬ ‫من الشكوك بإمكانية حتقيق اهلدف الدميوغرايف «املتواضع»‪ ،‬وهو ما نعنيه بالوصول إىل عام ‪،2020‬‬ ‫لتصبح نسبة اليهود ‪ ،%60‬ونسبة العرب ‪.%40‬‬ ‫‪ -3‬توفري االحتياجات السكانية للعرب حتى عام ‪:2030‬‬

‫واملقصود هنا ذلك املخزون املقدر من الشقق السكنية والتخطيط للسكان العرب‪ً ،‬‬ ‫وفقا للخطة‬ ‫الرئيسة للجنة اإلقليمية حتى عام ‪ 2030‬كحد أدنى‪ ،‬وهذا هو حتقيق القدرة على البناء السكين‪،‬‬ ‫سواء من خالل تكثيف البناء‪ ،‬أو إنشاء أحياء سكنية جديدة‪ ،‬والقيام بسلسلة من التدابري اجلديدة‬ ‫لتطبيق خطة بناء أماكن سكنية للقطاع العربي‪.‬‬ ‫‪ -4‬توفري االحتياجات السكانية للعرب حتى عام ‪:2020‬‬ ‫يف ضوء أن اليهود الذين يعيشون يف التخطيط السكاني القائم يف الواقع احلالي‪ ،‬ال جيدون حاجاتهم‬ ‫املتوقعة حتى عام ‪ 2020‬كافية‪ ،‬يف ضوء توقعات النمو السكاني‪ ،‬وهي معطيات وردت يف دراسة‬ ‫أعدتها الربوفيسور «سريجيو ديال فرغوال»(‪ ،)5‬وقد أعدت الدراسة عام ‪ ،2000‬وأثبتت الوقائع امليدانية‬ ‫صحة توقعاتها بصورة نسبية مع بعض الزيادة والنقصان‪.‬‬ ‫‪ )5‬من مواليد إيطاليا‪ ،‬وقدم إىل «إسرائيل» عام ‪ ،1966‬خبري الدميوغرافيا للجاليات اليهودية حول العامل‪ ،‬وختصص يف يهود غرب‬ ‫ً‬ ‫متفرغا يف املعهد اليهودي‪ ،‬يف اجلامعة العربية بالقدس‪ .‬تركزت دراساته‬ ‫أوروبا‪ ،‬مشال أمريكا‪ ،‬أمريكا الالتينية‪« ،‬إسرائيل»‪ ،‬ويعمل‬ ‫يف الدميوغرافيا اليهودية‪ ،‬العائلة‪ ،‬االستيعاب‪ ،‬اهلجرة‪ ،‬النسب السكانية‪ ،‬وخالل السنوات األخرية بات أحد اخلرباء البارزين املسؤولني‬ ‫ً‬ ‫كتابا‪ ،‬ونشر أكثر من ‪100‬‬ ‫عن إعداد اخلطة السنوية اخلاصة بوضع التجمعات اليهودية يف العامل‪ ،‬ويف سبيل ذلك أصدر أكثر من ‪30‬‬ ‫مقال كما عمل يف السابق مستشاراً لعدد من رؤساء احلكومات اإلسرائيلية‪ ،‬ورؤساء بلديات القدس احملتلة‪ ،‬ومنظمات ومؤسسات‬ ‫ٍ‬ ‫يهودية ودولية عديدة‪ ،‬ويف عام ‪ 1999‬حصل على جائزة ملؤسسة األحباث اليهودية يف العلوم االجتماعية‪ .‬املرتجم‬ ‫‪14‬‬


‫اجلدير بالذكر أن هذه التوقعات االفرتاضية حتاول قراءة معدالت هجرة السكان اليهود من مدينة‬ ‫القدس حتى عام ‪ ،2020‬وهي معدالت مماثلة لتلك اليت شهدها العقد املاضي‪ ،‬إىل جانب تطبيق‬ ‫اخنفاض اخلصوبة يف عدد السكان‪.‬‬ ‫بالتوازي مع هذه املعطيات‪ ،‬وإىل جانب هذه التوقعات من اآلن وحتى عام ‪ ،2020‬سيتم إضافة ما يقرب‬ ‫من ‪ 75‬ألف نسمة‪.‬‬ ‫واستناداً إىل اخلربة املكتسبة على مدى العقد املاضي‪ ،‬فإن هناك ثلث االحتياجات على األقل غري‬ ‫متوافرة‪ ،‬وهو ما يتطلب بصورة تلقائية العمل على توفري شقق سكنية للـ‪ 75‬ألف ساكن يهودي حتى‬ ‫العام ‪ ،2020‬إىل جانب التخطيط البنائي القائم بصورة اعتيادية(‪.)6‬‬ ‫وتأتي هذه التوصية‪ ،‬يف ضوء اخلطط املعتمدة‪ ،‬اليت أثبتت حقائق الواقع يف مدينة القدس أن املخزون‬ ‫السكاني ال يليب حتى اآلن احتياجات السكان ً‬ ‫وفقا للتوقعات السابقة‪.‬‬ ‫‪ -5‬التخطيط البنائي لألحياء اليهودية مل يتحقق‪:‬‬ ‫ً‬ ‫مسبقا‪ ،‬لألحياء السكنية اليهودية مثل‪« :‬راموت‪ ،‬غيلو‪ ،‬هار حوما‪،‬‬ ‫جزء أساسي من املناطق احملددة‬

‫أراض غري مسجلة يف األوراق الرمسية‪.‬‬ ‫أراض مملوكة للعرب املقدسيني‪ ،‬أو أنها ٍ‬ ‫بسغات زئيف» إما أنها ٍ‬ ‫ً‬ ‫حاليا‪ ،‬واحتمال أن الدولة ستحقق ذلك املخزون االحتياطي‬ ‫ويف ظل الواقع السياسي‪ ،‬والسياسة املتبعة‬ ‫للتخطيط البنائي‪ ،‬وفرضية مصادرة األراضي والعودة‪ً ،‬‬ ‫وفقا لقانون األراضي والشراء لألغراض العامة‬ ‫لعام ‪ ،1943‬باتت اليوم قريبة من الصفر‪.‬‬

‫‪ -6‬خلق التواصل بني األحياء احلضرية يف أحياء شرقي القدس وتلك الواقعة خارج املدينة ما يعزز‬ ‫مطالب الفلسطينيني السياسية‪:‬‬ ‫كثري من القرارات اليت اختذتها اللجنة اإلقليمية إللغاء «املناطق اخلضراء املفتوحة»‪ ،‬اليت كانت‬ ‫تفصل بني األحياء العربية داخل مدينة القدس ذاتها‪ ،‬وبني األحياء العربية الواقعة خارج احلدود القانونية‬ ‫للمدينة‪.‬‬ ‫وهنا يصل احلديث إىل مدى التأثريات اجليوسياسية اليت تتعلق مبستقبل املدينة يف إطار املفاوضات‬ ‫السياسية اليت تبحث الفرضيات والتوقعات اخلاصة بالقدس وأراضي الضفة الغربية‪.‬‬ ‫‪ )6‬هذا االفرتاض املركزي قدمه املخططون الشركاء ملدينة القدس‪ ،‬برئاسة «موشي كوهني»‪ ،‬رئيس اخلطة الرئيسية لعام ‪.2000‬‬ ‫‪15‬‬


‫ال بد من احلديث بصوت عال بعض الشيء هنا‪ ،‬خاصة إذا ما ارتبط بناء الشقق السكنية للسكان‬ ‫الفلسطينيني داخل حدود املدينة‪ ،‬باعتبارات سياسية وقومية‪ ،‬وليس فقط توجهات إسكانية معيشية‬ ‫حبتة‪.‬‬ ‫بكلمات أخرى‪ :‬جهد فلسطيين كهذا من شأنه رفع سقف املطالب الفلسطينية‪ ،‬وحتويل القدس إىل‬ ‫عاصمة للدولة الفلسطينية إذا ما قامت يف املستقبل‪.‬‬ ‫‪ -7‬تهديد التواصل مبستوطنة «معاليه أدوميم»(‪:)7‬‬ ‫هناك الكثري من التبعات واآلثار والنتائج املرتتبة على قرارات اللجنة اإلقليمية اخلاصة بالبناء يف‬ ‫املناطق اجلنوبية والشمالية من مدينة القدس‪ ،‬مثل أحياء‪ :‬العيسوية‪ ،‬والطور‪ ،‬وتلك اليت تقرتب من‬ ‫الطريق الرئيس املؤدي إىل مستوطنة «معاليه أدوميم»‪.‬‬ ‫ما يعين بصورة أخرى إمكانية تهديد البناء اليهودي يف تلك املناطق من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى‪،‬‬ ‫احليلولة دون متلك اليهود لبعض األراضي واملناطق بفعل التمدد احلاصل يف البناء العربي الفلسطيين‪.‬‬ ‫‪ -8‬عدم وجود تسوية ألراضي شرقي القدس ‪ ،‬وحالة الفوضى تصعب البناء‪:‬‬ ‫إن عدم وجود تسوية ملسألة األراضي يف شرقي القدس‪ ،‬وجتنب «إسرائيل» املتعمد للقيام بتسوية‬ ‫ملسألة العقارات يف هذه املنطقة من املدينة‪ ،‬جيعل من الصعب حتى اليوم‪ ،‬أن تقوم السلطات املختصة‬ ‫بالتخطيط يف املنطقة‪.‬‬ ‫ويف الوقت نفسه ‪ ،‬فإن واقع عدم وجود العقارات‪ ،‬يصعب الوضع بالنسبة إىل قطاعات كبرية من‬ ‫السكان يف شرقي القدس‪ ،‬مبا يسمح هلم بالبناء من الناحية القانونية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫علما بأن سياسة املستشار القضائي للحكومة منذ حرب األيام الستة يف يونيو‪ /‬حزيران ‪ 1967‬يف‬ ‫هذه القضية بالذات‪ ،‬تأخذ طابع امليل إىل األسباب العملية والسياسية‪ ،‬من خالل جتنب القيام بتسوية‬ ‫ملكية معظم األراضي يف شرقي القدس‪.‬‬ ‫‪ )7‬أقيمت مستوطنة «معاليه أدوميم» يف منطقة اخلان األمحر‪ ،‬ثم جرى توسيعها باستمرار‪ ،‬إىل أن أصبحت مدينة استيطانية‪ ،‬عام ‪1991‬‬ ‫ألفا‪ً ،‬‬ ‫بدال من مخسة عشر ً‬ ‫أعلن «أريئيل شارون» عن خطة لتوسيعها ليبلغ عدد املستوطنني فيها مخسني ً‬ ‫ألفا‪ ،‬وتصل مساحتها إىل مخسني‬ ‫ألف دومن‪ ،‬و حسب اخلطة اليت أعلن عنها يف حينه‪ ،‬سيتم توسيع األراضي الواقعة حتت سيطرة جملس املستوطنة باجتاه الغرب‪ ،‬وستتصل‬ ‫مع األحياء االستيطانية يف القدس‪ ،‬وستشرف احلدود اجلديدة للمستوطنة على قرى وخميمات فلسطينية مثل شعفاط والعيزرية والزعيم‪،‬‬ ‫ما يعين أن أراضي املستوطنة ستنحدر إىل قلب منطقة مسكونة حوالي مئة ألف مواطن فلسطيين‪ .‬املرتجم‬ ‫‪16‬‬


‫وقد ساهمت هذه السياسة مساهمة كبرية يف البناء غري القانوني يف شرقي القدس‪ ،‬وأثر بشدة يف حق‬ ‫الفرد يف امللكية‪ ،‬من خالل وجود بعض الظواهر «الفوضوية» مثل‪:‬‬ ‫أ‪ -‬وجود سجالت مكررة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬وجود عدد من املعامالت املضادة‪.‬‬ ‫ج‪ -‬عدم السماح خبصائص الرهن العقاري‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن هذا الوضع يدعو إىل ظاهرة االستيالء على األرض بالقوة‪ ،‬كما حيدث يف الواقع‬ ‫ً‬ ‫حاليا‪ ،‬والعديد منها حاالت مزيفة‪.‬‬ ‫القائم‬ ‫ويف ضوء هذا الواقع السيء‪ ،‬فإنه ال ميكن لبلدية القدس أن تقوم بعملية التخطيط السليم‪ ،‬وتنفيذ‬ ‫ً‬ ‫وصوال إىل إنشاء وتنظيم مياه اجملاري والصرف الصحي‬ ‫أعمال البنية األساسية‪ ،‬بد ًءا مبرحلة التعليم‪،‬‬ ‫والكهرباء والطرق‪ ،‬وانتها ًء بغريها من املرافق العامة للسكان‪.‬‬ ‫وهذه اخلدمات املطلوبة ألي مشاريع إسكانية من الضروري أن يتم قبوهلا ألحكام األغراض العامة‪،‬‬ ‫من دون احلاجة ملصادرة األراضي العامة‪ ،‬ودفع تعويضات‪.‬‬ ‫‪ -9‬عموم الفائدة على مجيع األراضي‪:‬‬ ‫إن القيام بعملية حصر للمكاسب واخلسائر‪ ،‬بسبب غياب التسوية يف أراضي شرقي القدس‪ ،‬يدفع‬ ‫مبنظمات حقوق اإلنسان النشطة بني عرب شرقي القدس؛ ألن تنتقد القيادة املهنية يف بلدية القدس‪،‬‬ ‫كالقسم اهلندسي ورجاله‪ ،‬إىل جانب توجيه اتهامات قاسية إىل وزير شؤون القدس «رايف ايتان»(‪ )8‬نهاية‬ ‫عام ‪ ،2008‬الذي سعى الستصدار قرار وزاري خاص بالقدس‪ ،‬إال أن النائب العام للحكومة أحبط‬ ‫جهوده يف هذا السياق‪.‬‬ ‫يف السياق ذاته‪ ،‬فإن هناك جهوداً ومساعي عديدة وكبرية يقوم بها نشطاء احلركات السياسية‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬ترغب مجيعها بالسيطرة على مجيع أجزاء مدينة القدس من أجل إقامة سيادة إسرائيل‬ ‫يف مجيع أحنائها‪.‬‬

‫ومجيع هذه العناصر السياسية تنتمي ملختلف التيارات احلزبية العاملة على الساحة اإلسرائيلية‪ ،‬وهم يف‬ ‫الوقت ذاته لديهم مصاحل سياسية متعارضة‪ ،‬لكنهم يتفقون على أن حالة الفوضى يف مسألة التخطيط‬ ‫والبناء والتنظيم يف القدس‪ ،‬ستكون أمراً ضاراً مبصاحل السكان احملليني اليت تسعى للبناء وفق‬ ‫ً‬ ‫مسؤوال عن‬ ‫‪« )8‬رايف إيتان»‪ ،‬ضابط سابق يف عصابة «الباملاخ» قبل قيام «إسرائيل»‪ ،‬ثم اخنرط يف جهاز الشاباك‪ ،‬ثم املوساد‪ ،‬وعني‬ ‫العمليات اخلاصة‪ ،‬وربطته صداقة شخصية مع «أريئيل شارون»‪ .‬يف فرتة الحقة‪ ،‬التحق بالعمل السياسي‪ ،‬وترأس حزب املتقاعدين يف‬ ‫انتخابات الكنيست الـ‪ 17‬لعام ‪ ،2006‬وعني وزيراً لشؤون القدس‪ ،‬ومستشاراً لرئيس احلكومة لشؤون املتقاعدين‪ .‬املرتجم‬ ‫‪17‬‬


‫ً‬ ‫فعليا‬ ‫األوامر القانونية من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬سيضر بتوجهات دولة «إسرائيل» ذاتها اليت تسعى‬ ‫للسيطرة على أكرب مساحة ممكنة من األراضي املقدسية‪.‬‬ ‫‪ -10‬بقاء اخلطط على ورق دون تنفيذها سيعزز البناء غري القانوني‪:‬‬ ‫جيب على صناع القرار أن يصلوا إىل قناعة أكيدة مفادها أن مجيع مسائل التخطيط البنائي يف شرق‬ ‫القدس‪ ،‬واليت يتم اختاذ قرارات رمسية بشأنها‪ ،‬سواء كانت أبنية جديدة‪ ،‬أو إىل جانب األبنية القائمة‬ ‫بذاتها‪ ،‬ستبقى قرارات على ورق دون أن جتد طريقها للتنفيذ على أرض الواقع‪ ،‬بكلمات أخرى‪،‬‬ ‫سيعين ذلك استمرار حالة البناء غري القانوني‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫عملية تغيري اهلدف الدميوغرايف من قبل مؤسسات التخطيط‬ ‫السنة‬

‫اخلطة‬

‫اهلدف الدميوغرايف‬

‫الفروق بني اليهود والعرب‬

‫‪1967‬‬

‫صورة الوضع‪ %26 :‬يهود‬ ‫و‪ %74‬عرب‬

‫‪-1970‬‬ ‫‪1985‬‬

‫قرارات احلكومة حفظ اهلدف الدميوغرايف‪ %70 :‬اهلدف‪ %70 :‬من اليهود‪،‬‬ ‫و‪ %30‬من العرب‬ ‫من اليهود‪ ،‬و‪ %30‬من العرب‬ ‫اإلسرائيلية‬

‫أواخر عام اخلطة‬ ‫العامة‬ ‫‪2005‬‬

‫حتقيق تواجد مليون و‪ 60‬ألف‬ ‫اهليكلية‬ ‫نسمة يف القدس حتى ‪ ،2020‬دون‬ ‫حتديد هدف دميوغرايف بذاته‬

‫‪2006‬‬

‫من بني املليون و‪ 60‬ألف نسمة يف‬ ‫اهلدف‪ :‬نسبة اليهود‬ ‫اخلطة اهليكلية مدينة القدس‪ ،‬فقد مت حتديد‬ ‫‪ ،%65‬ونسبة العرب‬ ‫اهلدف الدميوغرايف بـ‪ %65 :‬من‬ ‫اإلقليمية‬ ‫‪.%35‬‬ ‫اليهود‪ ،‬و‪ %35‬من العرب‬

‫‪2009‬‬

‫الوضع اليوم‬

‫وضع اليوم‪ :‬اليهود ‪،%65‬‬ ‫‪ 495‬ألف يهودي‪ 270 ،‬ألف عربي‬ ‫والعرب ‪%35‬‬

‫‪-2004‬‬ ‫‪2009‬‬

‫احمللية تواجد سكاني بقدر ‪ 950‬ألف‬ ‫اخلطة‬ ‫اهلدف‪ %60 :‬من‬ ‫للقدس املقرة من نسمة‪ ،‬واهلدف الدميوغرايف لعام‬ ‫السكان اليهود‪ ،‬و‪%40‬‬ ‫اللجنة اللوائية عام ‪ :2020‬تصل نسبة ‪ %60‬من‬ ‫من السكان العرب‪.‬‬ ‫اليهود‪ %40 ،‬من العرب(‪.)9‬‬ ‫‪2009‬‬

‫‪ )9‬الربوتوكول اخلاص باللجنة احمللية للتخطيط والبناء رقم ‪ 483‬بتاريخ ‪ ،2007/4/17‬وصل إىل معطيات مفادها أن العام ‪2020‬‬ ‫سيصل نسبة السكان اليهود اجلدد إىل ‪ 850‬ألف نسمة‪ ،‬بنسبة ارتفاع تصل إىل ‪.10%‬‬ ‫‪19‬‬


‫الفصل األول‪ :‬ديموغرافيات االحتياجات السكنية‬ ‫ ‪-‬السياسة الدميوغرافية للحكومة اإلسرائيلية يف القدس‬ ‫ ‪-‬الواقع الدميوغرايف على األرض‬ ‫ ‪-‬املسألة الدميوغرافية يف اخلطة الرئيسة لعام ‪2000‬‬ ‫ ‪-‬تقدير احتياجات السكان العرب مع حصر املساكن املتوقع لعام ‪2020‬‬ ‫ ‪-‬تقدر احتياجات السكان اليهود مع حصر املساكن املتوقع لعام ‪2020‬‬

‫‪20‬‬


‫السكانية‬ ‫الديموغرافيا واالحتياجات ُ‬ ‫السياسات الدميوغرافية للحكومات اإلسرائيلية يف مدينة القدس‬

‫(‪)9‬‬

‫منذ توحيد مدينة القدس عام ‪ ،1967‬مت توسيع حدودها‪ ،‬وتقليص النمو السكاني العربي يف املدينة‪،‬‬ ‫مقابل العمل على تنمية مستقبل التفوق الدميوغرايف للسكان اليهود‪ ،‬كهدف حتمي ُوضع نصب عيين‬ ‫احلكومات اإلسرائيلية املتعاقبة‪.‬‬ ‫وكجزء من التهديد املاثل أمام صانع القرار اإلسرائيلي‪ ،‬بقي التفوق اليهودي‪ ،‬مبثابة السؤال املفتاحي‬ ‫ألي توجه حكومي حلسم العالقة بني السكان اليهود والعرب داخل حدود املدينة‪.‬‬ ‫منذ توحيد مدينة القدس عام ‪ ،1967‬مت توسيع حدودها‪ ،‬وتقليص النمو السكاني العربي يف املدينة‪،‬‬ ‫مقابل العمل على تنمية مستقبل التفوق الدميوغرايف للسكان اليهود‪ ،‬كهدف حتمي ُوضع نصب عيين‬ ‫احلكومات اإلسرائيلية املتعاقبة‪.‬‬ ‫وكجزء من التهديد املاثل أمام صانع القرار اإلسرائيلي‪ ،‬بقي التفوق اليهودي‪ ،‬مبثابة السؤال املفتاحي‬ ‫ألي توجه حكومي حلسم العالقة بني السكان اليهود والعرب داخل حدود املدينة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫علما بأن املسألة العددية للسكان اليهود ليست هي العنصر املركزي يف السيطرة اليهودية على‬ ‫املدينة‪ ،‬فهناك املعايري االقتصادية‪ ،‬ومستوى املعيشة‪ ،‬وحجم جاذبية املدينة للسكان اليهود العتبارات‬ ‫أخرى‪ ،‬ال سيما األزواج الشابة‪.‬‬ ‫هنا تربز القدس كرمز قومي وديين وسياحي بالنسبة إىل اليهود‪ ،‬مما جعل العنصر الدميوغرايف‬ ‫يتحول مع مرور السنني إىل اعتبار سياسي مهم يف جمال تطوير وانتعاش املدينة‪.‬‬ ‫ولذلك بات إبقاء مدينة القدس عاصمة أبدية لدولة إسرائيل وللشعب اليهودي‪ ،‬يتطلب توفري أغلبية‬ ‫عددية يهودية‪ ،‬وهو مطلب طبيعي ومشروع‪ ،‬طاملا أنه يأتي يف إطار حتقيق إسرائيل حللم راودها عدة‬ ‫عقود متواصلة‪ ،‬ويتمثل بعودة اليهود إىل املدينة القدمية يف القدس‪ ،‬وإىل مقدساتها اليهودية‪ ،‬وهكذا‬ ‫ومنذ منتصف القرن التاسع عشر‪ ،‬هناك يف القدس اليوم أغلبية يهودية(‪.)10‬‬ ‫‪ )9‬املعطيات الواردة يف هذا اجلزء من الدراسة تستند باألساس إىل عدد من املصادر املوثقة‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ اخلطة اهليكلية لعام ‪ ،2000‬اليت أعدها «موشيه كوهني»‪.‬‬‫ توقعات سكانية قدمها الربوفيسور «سريجيو ديال فرغوال»‪ ،‬يف كتاب إحصائي ملركز القدس ألحباث إسرائيل‪،‬‬‫ أرقام ذكرتها د‪«.‬مايه حوشان» يف مقال شهري هلا مبناسبة مرور أربعني ً‬‫عاما على السيطرة على القدس‪.‬‬ ‫‪ً 40 )10‬‬ ‫عاما يف القدس‪ ،‬معهد القدس ألحباث إسرائيل‪ ،2008 ،‬حترير «أورا أحيمائري‪ ،‬ويعكوب طوف»‪ ،‬ص‪.16‬‬ ‫‪21‬‬


‫ً‬ ‫طبيعيا أن يكون للقرارات احلكومية اإلسرائيلية تأثري ملموس ومباشر يف حقيقة‬ ‫وبالتالي فقد كان‬ ‫واقعية مفادها أنه خالل ‪ً 19‬‬ ‫عاما عاشت املدينة أشبه ما تكون بأنها مناصفة بني اليهود والعرب‪.‬‬ ‫اجلدير بالذكر هنا أن قادة دولة «إسرائيل» مل خيفوا خشيتهم من األقلية العربية يف مدينة القدس‪،‬‬ ‫ممن ميلكون املعرفة التارخيية والوعي القومي جتاه املدينة‪.‬‬ ‫وكانت خشيتهم تتمثل أكثر فأكثر يف أن يأتي يوم من األيام‪ ،‬ويطالب فيه عرب القدس بأنه آن‬ ‫األوان‪ ،‬ألن حيصلوا على حقوقهم القومية والوطنية‪ ،‬سواء من خالل تقاسم املدينة‪ ،‬أو إقامة كيان‬ ‫فلسطيين مستقل‪ ،‬أو بأي طريقة أخرى‪.‬‬ ‫أقوال «ديفيد بن غوريون»(‪ ،)11‬أول رئيس حكومة إسرائيلية‪ ،‬بعد انتهاء حرب األيام الستة عام ‪،1967‬‬ ‫تشري إىل طبيعة الروح اليت سادت القيادة السياسية للدولة‪ ،‬وباتت تعترب مبثابة ميثاق وتشريع له طابع‬ ‫القداسة لدى مجيع القيادات اإلسرائيلية خالل العقود األربعة القادمة‪« :‬جيب جلب اليهود إىل القدس‬ ‫بكل مثن‪ ،‬ومن املفرتض توفري أغلبية يهودية خالل زمن قصري‪ ،‬وعلى اليهود املوافقة على اإلقامة يف‬ ‫مبان سكنية منظمة‪،‬‬ ‫القدس‪ ،‬حتى لو كانت طبيعة السكن مزدمحة‪ ،‬ال جيب االنتظار حتى إقامة ٍ‬ ‫املهم أن يكون هناك يهود يف القدس»(‪.)12‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬فقد وقفت االعتبارات الدميوغرافية ً‬ ‫جنبا إىل جنب مع االعتبارات األمنية يف توفري أغلبية‬

‫يهودية داخل مدينة القدس‪ ،‬وما تطلبه ذلك من إجراءات ميدانية على احلدود مع املدينة‪ ،‬السيما بعد‬ ‫حالة «االنزياح» اليت حصلت باجتاهها بعد حرب األيام الستة‪ ،‬وضم ما يقرب من ‪ 70‬ألف دومن من‬ ‫األراضي‪ ،‬خاصة من النواحي الشمالية‪ ،‬اجلنوبية‪ ،‬والشرق‪.‬‬ ‫وقد شكل االعتبار األهم لدى صناع القرار اإلسرائيلي يف توجيه خارطة املدينة هو الوصول إىل درجة‬ ‫احلد األقصى من السيطرة على أكرب مساحة ممكنة من أراضي القدس‪ ،‬مع السيطرة على أقل نسبة‬ ‫من السكان العرب‪ ،‬واحليلولة دون الوصول إىل مرحلة تقسيم املدينة يف املستقبل(‪.)13‬‬ ‫نص إعالن استقالل «إسرائيل»‪ ،‬وأعلن قيامها‬ ‫‪« )11‬دافيد بن غوريون» ‪ ،1973-1886‬أول وزير دفاع ورئيس حكومة إسرائيلية‪ ،‬وضع ّ‬ ‫يف ‪ ،1948/5/14‬وحينها دخلت يف حرب مع العرب‪ ،‬متكنت خالهلا من حتقيق سلسلة من االنتصارات العسكرية على اجليوش العربية‪،‬‬ ‫ووسعت من رقعة املناطق اليت أصبحت حتت نفوذها‪ .‬يف أثناء توليه وزارة الدفاع‪ ،‬أعلن عن إقامة «جيش الدفاع اإلسرائيلي»‪ ،‬واهتم بتنظيم‬ ‫هجرات يهودية واسعة من كل مناطق التواجد اليهودي لبناء دولة يهودية يف فلسطني‪ ،‬وعلى أشالء الشعب الفلسطيين الذي تعرض للتهجري‬ ‫ً‬ ‫والتشتيت‪ ،‬دخل الكنيست مخس مرات‪ ،‬وأظهر ً‬ ‫سياسيا متشدداً مع العرب‪ ،‬ورفض االنسحاب من األراضي اليت احتلتها «إسرائيل»‪،‬‬ ‫خطا‬ ‫وكانت خارج حدود قرار التقسيم‪ ،‬ومنع الفلسطينيني من العودة لديارهم‪ ،‬وعارض تدويل القدس‪ ،‬وخاض العدوان الثالثي على مصر‬ ‫جبانب بريطانيا وفرنسا‪ .‬املرتجم‬ ‫‪« )12‬عوزي بنزميني»‪ ،‬مدينمة بال أسوار‪ ،‬دار شوكن‪ ،1973 ،‬ص‪.253‬‬ ‫‪ )13‬القدس‪ ،‬املعرب املتوجه حنو املدينة‪ ،‬ديفيد كرويانكار‪ ،‬دار زمورا بيتان‪ ،1988 ،‬ص‪.58‬‬ ‫‪22‬‬


‫وبالتالي أقيمت جتمعات سكانية يهودية يف املناطق الفارغة اليت مت ضمها إىل حدود مدينة القدس‪،‬‬ ‫وهي التجمعات اليت يقيم فيها اليوم ما يقرب من ‪ 200‬ألف يهودي‪ ،‬وأسند إليها مهمة أساسية تتمثل‬ ‫بتوفري أغلبية عددية من اليهود‪ ،‬وعدم الوصول إىل مرحلة تارخيية بعينها جترب فيها إسرائيل على تقسيم‬ ‫املدينة‪.‬‬ ‫وقد مت تقسيم هذه املهمة إىل شقني أساسيني‪ :‬مساحية ميدانية‪ ،‬ودميوغرافية سكانية‪.‬‬ ‫املتابع للتطورات التارخيية طوال العقود األربعة املاضية خيرج بقناعة مفادها أن احلكومات اإلسرائيلية‬ ‫املتعاقبة كانت متنبهة إىل حقيقة أساسية تتمثل بعدم فقدان األغلبية اليهودية داخل مدينة القدس‪،‬‬ ‫ً‬ ‫انطالقا من رغبتها يف حتقيق حلم األجيال املتمثل بتوحيد املدينة‪ ،‬وإعالنها عاصمة موحدة لدولة‬ ‫إسرائيل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫علما بأن مسألة توحيد القدس أضاف إليها وجود أقلية عربية داخلها‪ ،‬ال سيما أنه حتى عام ‪1967‬‬ ‫كانت النسبة السكانية بني اليهود وسواهم من غري اليهود يف غربي القدس تصل إىل ‪ %97‬لليهود‪،‬‬ ‫و‪ %3‬من غري اليهود‪ ،‬فيما ستختلف النسبة بعد قرار التوحيد –يف ما لو مت‪ -‬إىل ‪ %74‬لليهود‪ ،‬و‪%26‬‬ ‫للعرب‪.‬‬ ‫وقد أوصت اخلطة الرئيسة ملدينة القدس منذ عام ‪ 1968‬بضرورة تنمية التواجد الدميوغرايف اليهودي‬ ‫بصورة ملموسة‪ ،‬ويف أيلول ‪ /‬سبتمرب ‪ ،1973‬طلبت رئيسة احلكومة آنذاك «غولدا مائري»(‪ )14‬برفع‬ ‫نسبة النمو الدميوغرايف اليهودي يف القدس بنسبة ‪ %3.7‬حتى عام ‪.)15(1982‬‬ ‫ويف العام ذاته‪ ،‬أوصت جلنة «غيفين»‪ ،‬وهي جلنة حكومية أقيمت لفحص حجم التطوير والتنمية يف‬ ‫القدس‪ ،‬بضرورة احملافظة على التوازن النسيب لليهود والعرب يف املدينة‪ ،‬كما كان مع أواخر عام‬ ‫ً‬ ‫وضوحا‪ %73.5 :‬من اليهود‪ ،‬و‪ %25.5‬من العرب‪.‬‬ ‫‪ ،1972‬مبعنى أكثر‬ ‫ومع مرور السنوات‪ ،‬جاءت جلان وزارية وحكومية خمتلفة لشؤون القدس‪ ،‬وعملت على تطبيق هذه‬ ‫التوصيات‪ ،‬من خالل القرارات احلكومية وبلديات القدس املتعاقبة‪.‬‬

‫‪« )14‬غولدا مائري»‪ ،1978-1898 ،‬من زعيمات حزب العمل اإلسرائيلي‪ ،‬رئيسة احلكومة بني حربي ‪ ،1973 ،1967‬عينت مسؤولة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سياسيا حاداً يف األمم املتحدة قبيل قيام الدولة‪ ،‬والتقت سراً بامللك عبد اهلل إلقناعه‬ ‫صراعا‬ ‫اجلناح السياسي يف الوكالة اليهودية‪ ،‬وأدارت‬ ‫بعدم االنضمام للجيوش املهامجة لـ «إسرائيل»‪ .‬مع قيام الدولة كانت أول سفرية يف االحتاد السوفييت‪ ،‬ثم عينت وزيرة للعمل‪ ،‬فاخلارجية‪،‬‬ ‫ملع امسها يف احلياة السياسية على مدى ‪ً 25‬‬ ‫عاما‪ ،‬وكان منصب رئاسة الوزراء أرفع املناصب احلكومية اليت تقلدتها‪ .‬املرتجم‬ ‫‪ً 40 )15‬‬ ‫عاما يف القدس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.17‬‬ ‫‪23‬‬


‫الواقع الديموغرافي على األرض‬ ‫تقف األرقام واإلحصائيات امليدانية اليوم يف مدينة القدس على النسب التالية‪ %65 :‬من اليهود‪%35 ،‬‬ ‫من العرب‪.‬‬ ‫واملتوقع هلذه األرقام واإلحصائيات عام ‪ 2020‬أن تقتصر نسبة اليهود فقط على ‪ %60‬يف املدينة‪ ،‬وحتى‬ ‫عام ‪ 2030‬هناك توقعات إحصائية بان تتساوى نسبة السكان اليهود إىل السكان العرب يف مدينة‬ ‫القدس(‪!)16‬‬ ‫د‪« .‬مايه خوشان» من معهد القدس ألحباث إسرائيل(‪ ،)17‬اليت تعمل حمررة للتقرير اإلحصائي السنوي‬ ‫اخلاص بالقدس‪ ،‬قامت مؤخراً حبملة إعالمية اهلدف منها وضع تفسريات علمية منطقية هلذه األرقام‬ ‫املقلقة بعض الشيء‪ ،‬من خالل الشرح التالي‪« :‬السياسة اإلسرائيلية احلكومية والرمسية اليت قامت‬ ‫طوال العقود املاضية على فرضية تطوير القدس بشكل عام‪ ،‬وتنمية التفوق الدميوغرايف اليهودي‬ ‫ً‬ ‫موجها»‪.‬‬ ‫بشكل خاص‪ ،‬ترافقت بصورة حتمية مع تزايد سكاني عربي طبيعي‪ ،‬وليس‬ ‫يف ما السكان اليهود يتزايد عددهم من خالل اهلجرة الداخلية اإلجيابية‪ ،‬وقيام بلديات القدس‬ ‫حبمالت استيعاب حثيثة هلم يف داخل املدينة‪ ،‬وبالتالي فقد أنيط بهذه اهلجرات اليهودية الداخلية مهمة‬ ‫العمل على إحداث التوازن السكاني املطلوب مع التزايد السكاني العربي‪ ،‬ومن ثم احملافظة على‬ ‫التفوق اليهودي يف مدينة القدس»‪.‬‬ ‫الغريب يف األمر أن السكان العرب «قاموا بدورهم» يف هذه املهمة‪ ،‬وجنم عن ذلك النتيجة اآلتية‪ :‬خالل‬ ‫السنوات األخرية‪ ،‬ومنذ إقامة اجلدار الفاصل‪ ،‬انتقل عشرات اآلالف من الفلسطينيني إىل اجلانب‬ ‫اإلسرائيلي من اجلدار‪ ،‬وقد قاموا بذلك حتى ال خيسروا احلقوق الطبيعية واالمتيازات االقتصادية‬ ‫املختلفة املمنوحة هلم بسبب تواجدهم اجلغرايف‪ ،‬كونهم يف هذه احلالة يقيمون يف اجلزء اإلسرائيلي‬ ‫من القدس(‪.)18‬‬ ‫‪ )16‬مت استقاء هذه اإلحصائيات الدميوغرافية من دراسات متخصصة أجراها د‪«.‬سريجيو ديال فرغوال»‪ ،‬الذي يعترب «األب الروحي» خلطة‬ ‫القدس االسرتاتيجية‪ ،‬والذي يعمل يف معهد القدس ألحباث «إسرائيل»‪.‬‬ ‫‪ )17‬معهد القدس ألحباث إسرائيل‪ ،‬مؤسسة أكادميية إسرائيلية متخصصة يف دراسة قضايا متعلقة مبدينة القدس‪ ،‬أسس عام ‪،1978‬‬ ‫مببادرة من بلدية االحتالل يف القدس يف حينه «تيدي كوليك»‪ ،‬ورئيس اجلامعة العربية «أبراهام هريمان»‪ ،‬ويقدم رؤى وتصورات حول‬ ‫املدينة‪ ،‬ترفع إىل مستويات سياسية عليا يف «إسرائيل»‪ ،‬وجهات حكومية وغري رمسية‪ ،‬حيث استخدمت بعض أوراقه الدراسية عام ‪2000‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مؤلفا ودراسة حول القدس يف‬ ‫سنويا ‪20‬‬ ‫كمرجعية سياسية وقانونية للوفد اإلسرائيلي خالل مفاوضات «كامب ديفيد»‪ .‬املعهد يصدر‬ ‫ً‬ ‫وأياما‬ ‫جماالت‪ :‬السياسة‪ ،‬االقتصاد‪ ،‬التعليم‪ ،‬القضايا االجتماعية‪ ،‬ويقوم باستضافة شخصيات سياسية حملية ودولية‪ ،‬وينظم مؤمترات‬ ‫دراسية متخصصة يف شئون القدس‪.‬رابط املعهد‪ . www.jiis.org :‬املرتجم‬ ‫‪« )18‬نداف شرغاي»‪ ،‬خماطر تقسيم القدس‪ ،‬مركز القدس لشؤون اجلمهور والدولة‪ ،2008 ،‬ص‪ ،26‬وحمادثة مع د‪«.‬يسرائيل كمحي»‬ ‫‪24‬‬


‫اجلانب اليهودي من سكان القدس‪ ،‬يف ذات الوقت‪ ،‬مل يكن على قدر التوقعات منه‪ ،‬فالقادمون‬ ‫اجلدد إليها مل جيدوا فيها مبتغاهم الكايف‪ ،‬والقدس بالتالي مل تستطع استيعاب سوى جزء قليل‬ ‫فقط يقل عن مئات اآلالف من القادمني اجلدد من مهاجري االحتاد السوفيييت السابق‪ ،‬ممن وصلوا‬ ‫إىل «إسرائيل» خالل أعوام التسعينات(‪.)19‬‬ ‫األخطر من ذلك‪ ،‬أن سكان مدينة القدس من اليهود قاموا باهلجرة منها‪ ،‬وما زالوا يهاجرون بأعداد‬ ‫كبرية ونسب مرتفعة‪ .‬وقد شهدت السنوات األوىل ملا بعد حرب األيام الستة عام ‪ ،1967‬وجود هجرة‬ ‫سكانية إجيابية من قبل اليهود إىل مدينة القدس‪ ،‬لكن منذ سنوات الثمانينات‪ ،‬بدأ يتجه ميزان‬ ‫اهلجرة اليهودي حنو املدينة إىل اجلهة السلبية من خالل املؤشرات اآلتية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬هجرة يهودية معاكسة من املدينة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أقلية يهودية تأتي للسكن يف املدينة‪.‬‬ ‫ج‪ -‬نسبة املهاجرين إىل نسبة املقيمني تأخذ يف االرتفاع رويداً رويداً‪.‬‬ ‫وخالل العقدين األخريين غادر مدينة القدس مبتوسط سنوي تراوح بني ‪ 18-15‬ألف يهودي‪ ،‬وبصورة‬ ‫إمجالية فقد غادر املدينة خالل العقدين األخريين ما يقرب من ‪ 300‬ألف يهودي‪ ،‬وما يقل عن ‪200‬‬ ‫ألف فقط قدموا لإلقامة فيها(‪!)20‬‬ ‫وميكن هنا العودة إىل األسباب الرئيسة للهجرة اليهودية املعاكسة من مدينة القدس‪ ،‬وتراجع نسبة‬ ‫اليهود القاطنني فيها من املهاجرين اجلدد‪ ،‬على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ -1‬أجرة شقق عالية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أصال‪.‬‬ ‫‪ -2‬عدم وجود شقق‬ ‫‪ -3‬جماالت عمل مفقودة‪.‬‬

‫ً‬ ‫نسبيا‪.‬‬ ‫‪ -4‬مستوى احلياة منخفضة‬ ‫وساهمت عوامل أخرى يف تقليص األغلبية اليهودية يف القدس‪ ،‬على النحو اآلتي(‪:)21‬‬ ‫أ‪ -‬معدل الوالدات بني السكان العرب أعلى بكثري من معدالت املواليد بني السكان اليهود‪،‬‬ ‫املشارك يف تأليف كتاب‪ :‬جدار الفصل يف القدس‪..‬التبعات على املدينة وسكانها‪ ،‬معهد القدس ألحباث إسرائيل‪.2006 ،‬‬ ‫‪ )19‬بني عامي ‪ ،2006-1990‬وصل إسرائيل ما يقرب من ‪ 1178200‬مهاجر جديد من االحتاد السوفييت السابق‪ ،‬جزء منهم اختار اإلقامة‬ ‫يف القدس‪ ،‬وصلت نسبة مساكنهم إىل ‪ %7‬فقط‪ ،‬بعدد ال يزيد عن ‪ 85‬ألف يهودي‪ً 40 .‬‬ ‫عاما يف القدس‪ ،‬ص‪.26‬‬ ‫‪ )20‬املقال الكامل لـ«مايا خوشان» يف كتاب‪ً 40 :‬‬ ‫عاما يف القدس‪ ،‬وكتاب «نداف شرغاي»‪ :‬خماطر تقسيم القدس‪ ،‬ص‪.18-12‬‬ ‫‪ )21‬ملزيد من التفاصيل‪ ،‬انظر‪ :‬نداف شرغاي‪ ،‬خماطر تقسيم القدس‪ ،‬ص‪ ،15-12‬والكتاب اإلحصائي السنوي ملدينة القدس لعام‬ ‫‪ ،2008-2007‬معهد القدس ألحباث إسرائيل‪.‬‬ ‫‪25‬‬


‫حيث إن هناك ‪ 30‬حالة والدة لكل ألف شخص من بني السكان العرب‪ ،‬مقارنة مع ‪25.4‬‬ ‫والدة لكل ألف نسمة من السكان اليهود‪.‬‬ ‫ب‪ -‬معدالت الوفيات يف صفوف السكان العرب يف مدينة القدس أقل منها بكثري بني السكان‬ ‫اليهود‪ :‬فهناك ‪ 2.8‬حالة وفاة لكل ألف شخص بني العرب‪ ،‬باملقارنة مع ‪ 5.1‬حالة وفاة لكل‬ ‫ألف شخص بني اليهود‪.‬‬ ‫ج‪ -‬الزيادة الطبيعية وتلك املتعلقة بالفروقات اجلوهرية بني عدد املواليد وعدد الوفيات‪ ،‬من بني‬ ‫السكان العرب أعلى بكثري من عدد السكان اليهود‪ ،‬وهناك ‪ 27400‬ألف شخص مقارنة‬ ‫بـ‪ً 20.3‬‬ ‫ألفا بني السكان اليهود‪.‬‬ ‫عاما‪ ،‬فيما يقل عند العرب ليصل إىل ‪ً 19‬‬ ‫د‪ -‬متوسط العمر بني اليهود هو ‪ً 25‬‬ ‫عاما فقط‪ ،‬كما‬ ‫تشكل نسبة األطفال اليهود ‪ ،%31‬مقارنة بنسبة ‪ %42‬لدى األطفال العرب‪.‬‬ ‫يف ضوء مجيع االعتبارات تلك‪ ،‬فإنه من الطبيعي أن نرى معدل النمو السكاني العالي العربي اليوم‪،‬‬ ‫مبا يزيد بثالثة أضعاف عن معدل منو السكان اليهود(‪.)22‬‬ ‫وخالل العقود األربعة املاضية‪ ،‬فقد ارتفعت نسبة السكان اليهود يف مدينة القدس بنسبة ‪ ،%146‬يف‬ ‫حني ارتفع منو السكان العرب بنسبة ‪.%280‬‬ ‫ويف نهاية عام ‪ ،2008‬وصل عدد سكان القدس ‪ 764‬ألف نسمة‪ ،‬حبيث قدر عدد اليهود بـ‪ 495‬ألف‬ ‫شخص‪ ،‬وعدد العرب بنحو ‪ً 270‬‬ ‫ألفا‪ ،‬ويف املناطق اليت مت ضمها إىل املدينة منذ توحيدها حبلول عام‬ ‫‪ ،1967‬شكل اليهود أغلبية واضحة مبعدل ‪.%60‬‬

‫‪ّ )22‬‬ ‫ركزت عدد من املعاهد اإلسرائيلية املنشغلة يف توفري أغلبية يهودية يف القدس على ما أمسته رفع مستوى «حم ّفزات النمو» يف املدينة‬ ‫ً‬ ‫حاليا ‪ %35‬من الشركات البيوتكنولوجية‪ ،‬إضافة‬ ‫من خالل‪ :‬أ‪ -‬اجملمعات الصناعية البيولوجية التكنولوجية‪ ،‬حيث يوجد يف القدس‬ ‫إىل ‪ %45‬من البحوث اليت تجُ رى باملدينة‪ ،‬ب‪ -‬اِبتكار تكنولوجيات جديدة‪ ،‬كاأللعاب احلاسوبية والرسوم املتحركة‪ ،‬حيث يوجد يف‬ ‫املدينة عدة مراكز للتصميم‪ ،‬والفنون والتكنولوجيا‪ ،‬وباإلمكان تشكيل قوة عاملة جديدة بالكلّية حول هذه املراكز‪ ،‬ج‪ -‬املستوى‬ ‫األكادميي للمدينة‪ ،‬إطالق اسم املركز األكادميي الرائد على املدينة داخل «إسرائيل» ويف أوساط الشعب اليهودي‪ ،‬د‪ -‬السكان اليهود‬ ‫املتزمتون‪ ،‬ينظر إليهم يف «إسرائيل» على أنهم نقطة قوة‪ ،‬فهناك العديد من املساهمات اليت ميكن هلذه الشرحية السكانية املشاركة‬ ‫فيها على صعيد القوة العاملة‪ ،‬كما يف البيوتكنولوجيا ووسائل اإلعالم‪ ،‬وستكون النتيجة ارتفاع عدد «املتدينني» وتراجع معدالت الفقر‪.‬‬ ‫املرتجم‬ ‫‪26‬‬


‫المسألة الديموغرافية في الخطة المحلية لعام ‪2000‬‬ ‫يعود بنا احلديث عن هذه اخلطة إىل سنوات طويلة انشغل يف إعدادها فريق متخصص برئاسة «موشيه‬ ‫كوهني»‪ ،‬وكان قد عرضها للمرة األوىل عام ‪.1959‬‬

‫(‪)23‬‬

‫واخلطة املذكورة تتناول اجلوانب القانونية والتخطيطية يف مدينة القدس‪ ،‬سواء كانت مدينة عادية‬ ‫أو عاصمة للدولة‪ ،‬ومت إقرار اخلطة عام ‪ ،2007‬عرب اللجنة احمللية للتخطيط والبناء التابعة للبلدية‪،‬‬ ‫وظفرت بتوصية لتطبيقها من خالل البند ‪ 62‬لقانون التخطيط والبناء‪.‬‬ ‫ووضعت اخلطة العديد من األهداف‪ ،‬مبا فيها اهلدف الدميوغرايف‪ ،‬من خالل «احلفاظ على أغلبية‬ ‫يهودية يف القدس‪ ،‬مع تقديم إجابات لألقلية العربية اليت تعيش يف املدينة»(‪.)24‬‬ ‫وأشارت اخلطة إىل أن «احلصة املتزايدة من سكان القدس العرب آخذة يف االزدياد باملقارنة مع‬ ‫السكان اليهود‪ ،‬وذلك بسبب تزايد عدد السكان اليهود اخلارجني إىل الضواحي من جهة‪ ،‬ومن جهة‬ ‫أخرى بسبب ارتفاع معدالت املواليد اليت متيز السكان العرب»‪.‬‬ ‫وأعرب طاقم إعداد اخلطة عن قلقهم من ظاهرة «معدل النمو النسيب للسكان العرب يف القدس‪،‬‬ ‫الذي قد يقلل من وزن السكان اليهود يف املستقبل»‪ ،‬مشددين على أن اخلطة الرئيسة «تسعى للحفاظ‬ ‫على أغلبية يهودية كبرية يف القدس»‪ .‬ولتحقيق هذا اهلدف‪ ،‬عرضت اخلطة برئاسة «موشيه كوهني»‬ ‫كبري املخططني السابق يف وزارة الداخلية عدداً من الوسائل للحفاظ على أغلبية يهودية يف املدينة‪ ،‬مبا‬ ‫يف ذلك‪:‬‬ ‫ ‪-‬‬

‫أالتخطيط وتوفري العدد الكايف من املساكن‪.‬‬

‫ ‪-‬‬

‫ببناء أحياء جديدة وتكثيف األحياء اليهودية القدمية‪.‬‬

‫ ‪-‬‬

‫جتوفري مبالغ مالية إضافية لضمان الوظائف ذات اجلودة املقبولة‪.‬‬

‫ً‬ ‫كليا عن العديد من قرارات‬ ‫وجاء اهلدف الدميوغرايف الوارد يف اخلطة الرئيسة لعام ‪ )25(2000‬ليختلف‬ ‫احلكومات اإلسرائيلية منذ عام ‪ ،1967‬حيث إن اهلدف القديم وضع نسبة ‪ %70‬من اليهود يف‬ ‫‪ )23‬خطة عام ‪ ، 2000‬أول برنامج يستند إىل سند قانوني منذ ‪ ،1959‬ومت إعدادها لتشمل مجيع أرجاء منطقة القدس‪ ،‬السيما اجلزء‬ ‫الغربي منها‪ ،‬بعد ان جاءت اخلطة لعام ‪ 1975‬ليجري عليها ما يقرب من ‪ 12‬ألف تصحيح وتصويب يف مجيع بنودها وتفاصيلها‪.‬‬ ‫‪ )24‬اخلطة احمللية الرئيسة ملدينة القدس يف عام ‪ ، 2000‬تقرير رقم ‪ ، 4‬أغسطس ‪ /‬آب ‪ ،2004‬ص ‪.205‬‬ ‫‪ )25‬موجز اخلطة احمللية للقدس لعام ‪ ،2000‬تقرير رقم ‪ ،4‬أغسطس‪/‬آب ‪.2004‬‬ ‫‪27‬‬


‫القدس‪ ،‬مقابل ‪ %30‬من العرب‪ ،‬وهي نسبة مقبولة لدى صانع القرار‪.‬‬ ‫وعلى خلفية التوجه القاضي بتقليص نسبة الرتاجع الدميوغرايف اليهودي يف مدينة القدس‪ ،‬الذي‬ ‫ً‬ ‫هدفا أكثر‬ ‫يرتكز فقط بنسبة ‪ %65‬من سكان املدينة‪ ،‬فإن فريق إعداد اخلطة الرئيسة وضع‬ ‫واقعية لعام ‪ 2020‬يتمثل بأن تكون نسبة اليهود ‪ ،%60‬مقابل ‪ %40‬من العرب(‪.)26‬‬ ‫ً‬ ‫أهدافا دميوغرافية بذات الروح والتوقعات‪،‬‬ ‫حتى إن أعضاء فريق إعداد خطة اللجنة اإلقليمية وضعوا‬ ‫ً‬ ‫أرقاما إحصائية تفيد بأن عدد سكان القدس لعام ‪ 2020‬سيصل ‪ 950‬ألف نسمة‪،‬‬ ‫من خالل حتديدها‬ ‫من بينهم ‪ 570‬ألف يهودي‪ ،‬و‪ 380‬ألف عربي(‪.)27‬‬ ‫كما وضع فريق اخلطة لعام ‪ 2000‬مالحظة مهمة تتعلق بأن اهلدف الدميوغرايف احلكومي القديم مل‬ ‫ً‬ ‫قابال للتحقيق يف املدى املنظور‪ ،‬كما أن احلقائق الدميوغرافية التارخيية منذ سنوات الستينات‬ ‫يعد‬ ‫تبعد بصورة فعلية حتقيق ذلك اهلدف عن مدينة القدس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ارتفاعا بنسبة ثالثة أضعاف‬ ‫هنا يبدو من الضرورة التطرق إىل حقيقة أن العقود املاضية شهدت‬ ‫للسكان العرب عن السكان اليهود يف القدس(‪.)28‬‬ ‫الربوفيسور «سريجيو ديال فريغوال» الدميوغرايف األبرز للخطة اهليكلية‪ ،‬الحظ أنه بني عامي ‪-1967‬‬ ‫ً‬ ‫سنويا‪ ،‬بنسبة ‪ %62‬من اليهود‪ ،‬لكن هذه‬ ‫‪ ،2005‬منا معدل سكان مدينة القدس بـ‪ 12‬ألف نسمة‬ ‫النسبة أخذت يف التقلص والرتاجع ووصل إىل ‪ %46‬من نسبة السكان العامة‪ ،‬بني عامي ‪-1995‬‬ ‫‪ ،2005‬وإىل ‪ %42‬بني عامي ‪.)29(2005-2000‬‬ ‫تقدير احتياجات السكان العرب مقابل المسح السكني حتى عام ‪2020‬‬ ‫قبل تقديم تقدير دقيق الحتياجات السكان العرب يف مدينة القدس بالنظر إىل واقع الشقق اإلسكانية‬ ‫من اجلدير بالذكر إبداء املالحظة التالية‪« :‬بالرغم من أن التقرير اخلاص باألراضي القائمة يف مدينة‬ ‫أساسيا ومستنداً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مهما يف القرارات احلكومية والتوصيات‬ ‫مرجعا‬ ‫القدس التابعة للسكان اليهود اعترب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الوزارية‪ ،‬اليت وضعت من ذاتها تقديرات افرتاضية‪ ،‬إال أن تقريراً‬ ‫خاصا باألراضي التابعة‬ ‫مماثال‬ ‫‪ )26‬قاعدة هذا التوقع هو تقدير للخطة الرئيسة اليت وضعها «سريجيو ديال برغوال» القدس‪.‬‬ ‫‪ )27‬التخطيط الوطين رقم ‪ 483‬بتاريخ ‪.2007 /4/17‬‬ ‫‪ )28‬خطة القدس لعام ‪ ،2000‬تقرير رقم ‪.4‬‬ ‫‪ً 40 )29‬‬ ‫عاما يف القدس‪ ،‬ص‪.58‬‬ ‫‪28‬‬


‫للسكان العرب مل ُي َعد حتى كتابة هذه السطور(‪!)30‬‬ ‫وكانت املرة األخرية اليت أجري فيها فحص الحتياجات سكان القدس من العرب عام ‪ ،2002‬من قبل‬ ‫طاقم اخلطة اهليكلية التابعة لبلدية القدس‪.‬‬ ‫معنى ذلك‪ ،‬بصورة أو بأخرى أن حجم تقديرات السكان العرب يف مدينة القدس باملقارنة مع تقدير‬ ‫احتياجات نظرائهم من اليهود تتم بناء على تقديرات غري قائمة على معلومات يتم حتديثها بصورة‬ ‫تلقائية!‬ ‫إضافة لذلك‪ ،‬فلم يتم العثور يف مجيع النقاشات املختلفة اليت حصلت يف حمافل رمسية عديدة‪ ،‬سواء‬ ‫من قبل اللجنة احمللية أو اللجنة اإلقليمية‪ ،‬أنها تطرقت إىل احلقيقة املاثلة يف السنوات األخرية بناء على‬ ‫معطيات إقامة اجلدار الفاصل‪.‬‬ ‫ومن احلقائق املاثلة‪ ،‬ومل تأخذ حيزاً من النقاشات الرمسية دخول ما بني ‪ 90-50‬ألف فلسطيين إىل‬

‫القدس‪ ،‬وهم ليسوا مشمولني يف قياس حجم احتياجات السكان العرب يف املدينة!‬

‫جزء أساسي ممن دخل املدينة هم من اجلزء الشرقي منها‪ ،‬وحيملون بطاقات هوية زرقاء‪ ،‬وأقاموا‬ ‫فرتة طويلة خارج حدود املدينة‪ ،‬وانتقلوا لإلقامة يف اجلانب اإلسرائيلي من اجلدار(‪ ،)31‬وجزء آخر من‬ ‫املقيمني يف القدس بصورة غري قانونية‪.‬‬ ‫هنا ال بد من اإلشارة إىل املالحظة التالية‪ :‬التفكري امليداني حتى اللحظة يشري إىل ارتفاع متزايد يف‬ ‫عدد السكان العرب يف مدينة القدس حتى عام ‪ 2020‬إىل ما يقرب من ‪ 92‬ألف نسمة(‪ ،)32‬ما يعين أن‬ ‫ً‬ ‫دومنا خاص بإقامة السكان العرب‬ ‫اخلطة اهليكلية لعام ‪ 2000‬تشري إىل وجود ما يقرب من ‪2590‬‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫يف املقابل‪ ،‬فقد عملت اخلطة على رفع مستوى االزدحام السكاني احلاصل يف البناء شرقي املدينة‪،‬‬ ‫مبان سكنية ذات أربع وست طبقات يف معظم أجزاء‬ ‫واقرتحت اخلطة السماح بالتوسع امليداني يف بناء ٍ‬ ‫شرقي القدس‪ ،‬على األقل يف املناطق احلساسة يف املدينة القدمية‪ ،‬إىل جانب الناحية الشمالية‪ ،‬يف‬ ‫مبان ذات ست طبقات يف وسط القدس‪.‬‬ ‫مناطق بيت حنينا وشعفاط‪ ،‬واملوافقة الفورية على إقامة ٍ‬

‫‪ )30‬جاءت هذه املالحظة يف رسالة أعدها «أمنون أربيل» مساعد رئيس قسم التخطيط يف بلدية القدس‪ ،‬بتاريخ ‪ ،2009/7/16‬ووجهها‬ ‫إىل مساعد رئيس بلدية القدس «ديفيد هداري»‪.‬‬ ‫‪ )31‬خماطر تقسيم القدس‪ ،‬ص‪.26‬‬ ‫‪ )32‬وفقا للتوقعات اإلحصائية اليت أصدرها «فريغوال» هناك ‪ 8340‬ألف نسمة مبتوسط سنوي‪ ،‬اخلطة اهليكلية لعام ‪ ،2000‬ص‪.203‬‬ ‫‪29‬‬


‫ومع ذلك‪ ،‬فإن احلقائق امليدانية على أرض الواقع تفيد بصورة جلية ال تقبل الشك أن الغالبية العظمى‬ ‫من املباني السكنية يف هذه املناطق ذات طبقتني فقط‪ ،‬وهو ما يعين حدوث تغيري انقالبي يف تطبيق‬ ‫القانون‪.‬‬ ‫ويف جمال الشقق والوحدات اإلسكانية‪ ،‬فإن هناك اليوم ما يقرب من ‪ 18142‬شقة سكنية يف‬ ‫اجلانب العربي من املدينة‪ ،‬ويف ضوء التزايد السكاني املتوقع من قبل العرب‪ ،‬فإنه حتى العام ‪2020‬‬ ‫سريتفع عدد الشقق السكنية مبعدل ‪ 8320‬شقة‪ ،‬ما يعين بصورة إمجالية وصول عددها الكامل إىل‬ ‫‪ 26500‬شقة سكنية(‪.)33‬‬ ‫ً‬ ‫وصوال إىل‬ ‫وحسب التقديرات املتعارف عليها‪ ،‬فإن الشقة السكنية الواحدة تستوعب ‪ 5.3‬من األفراد‪،‬‬ ‫أن عدد الوحدات السكنية اليت تكفي احتياجات السكان العرب يف القدس مبا يقرب ‪ 140‬ألف‬ ‫مواطن‪ ،‬رغم أن اخلطة اهليكلية ذاتها تقدر بأن يصل عددهم عام ‪ 92 2020‬ألف نسمة! أكثر من‬ ‫ذلك‪ ،‬فإن اللجان العاملة‪ ،‬احمللية منها واإلقليمية‪ ،‬ال تضع يف حسبانها إمكانية اللجوء لإلقامة يف‬ ‫مناطق خمالفة للقانون‪ ،‬أو بناء شقق سكنية دون أخذ الرتاخيص الالزمة‪ ،‬ودفع الضرائب الالزمة‬ ‫كاألرنونا ً‬ ‫مثال(‪.)34‬‬ ‫ً‬ ‫دومنا إىل املناطق السكنية اخلاصة بإقامة‬ ‫وجاء قرار اللجنة اإلقليمية بإضافة ما يقرب من ‪1800‬‬ ‫السكان العرب‪ ،‬ما يعين رفع حجم احتياجاتهم للبناء حتى عام ‪ ،2020‬بصورة تفوق التوقعات‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬فإن قراءة ميدانية لتقدير حجم احتياجات السكان العرب ً‬ ‫وفقا خلطة عام ‪ ،2000‬يشري‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ووفقا ملعطيات‬ ‫أرقاما وتقديرات تفوق احلد الكايف للسكان العرب عن العام ‪،2020‬‬ ‫إىل أنها قدمت‬ ‫قسم ضريبة األرنونا يف بلدية القدس‪ ،‬فإن هناك اليوم ما يقرب من ‪ 40‬ألف شقة سكنية يف الوسط‬ ‫العربي‪ ،‬من بينها ‪ 20-15‬ألف شقة غري قانونية‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن القراءة التقليدية لواقع البناء اإلسكاني يف القدس‪ ،‬يشري إىل فرضية مفادها أن‬ ‫‪ )33‬اخلطة احمللية لعام ‪ ،2000‬ص‪.139‬‬ ‫‪« )34‬األرنونا»‪ ،‬ضريبة جتبيها بلدية االحتالل يف القدس‪ ،‬وتفرض على مواطين املدينة واملستوطنني فيها مقابل اخلدمات‪ ،‬وبينما جيري‬ ‫حتديد مبالغ بسيطة على املستوطنني‪ ،‬مع تسهيالت كبرية يف الدفع وتقديم الكثري من اخلدمات‪ ،‬فإن املبالغ اليت تفرض على الفلسطينيني‬ ‫مرتفعة جداً‪ ،‬وال تقابلها خدمات تذكر‪ .‬كما تفرض ضرائب عديدة على فلسطينيي القدس‪ ،‬ومبعدالت عالية‪ ،‬فاحلد األدنى لضريبة‬ ‫الدخل هو ‪ ،%35‬وقد يصل إىل ‪ ،%65‬وتضاف إىل هذه النسبة غرامات قد تصل إىل ‪ %60‬من قيمة الضرائب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أحيانا إىل ‪ 20‬ألف دوالر‪ ،‬لقاء خدمات شبه معدومة‪ ،‬وتعطيل‬ ‫أما احلد املتوسط لضريبة األرنونا املفروضة على الفلسطينيني‪ ،‬فقد يصل‬ ‫ً‬ ‫وعمليا يدفع املواطن الفلسطيين يف القدس ضرائب تفوق أربع مرات ما يدفعه املستوطن‪ ،‬بهدف توجيه املزيد من الضغوط‬ ‫متعمد لتقدميها‪،‬‬ ‫والتضييقات على املقدسيني لدفعهم إىل هجرة املدينة‪ ،‬أو إغالق مصاحلهم التجارية فيها‪ .‬املرتجم‬ ‫‪30‬‬


‫السكان العرب قد يضطرون لإلقامة يف شقق إسكانية غري قانونية‪ ،‬وليست حاصلة على الرتاخيص‬ ‫الالزمة‪.‬‬ ‫باإلضافة لذلك‪ ،‬فمن املتوقع أن يتم بناء وحدات سكنية يف مناطق جديدة للسكان العرب يف أعقاب‬ ‫قرار اللجنة اإلقليمية‪ً ،‬‬ ‫وفقا لتقديرات احلد األدنى اليت أجرتها بلدية القدس‪ ،‬بعدد يقرتب من ‪ 11‬ألف‬ ‫شقة(‪ ،)35‬إىل جانب ‪ 20‬ألف شقة‪ ،‬مبا يعين وصول العدد اإلمجالي إىل ‪ 31‬ألف شقة سكنية‪.‬‬ ‫وهذه هي التقديرات األولية حلجم االحتياجات السكنية للمواطنني العرب يف القدس بعدد يقرتب من‬ ‫‪ 164300‬ألف مواطن(‪.)36‬‬ ‫ً‬ ‫ووفقا لتقديرات خطة القدس عام‬ ‫اليوم يعيش يف شرق القدس ما يقرب من ‪ 270‬ألف عربي(‪،)37‬‬ ‫‪ ،2000‬فمن املتوقع أن يصل عددهم حتى العام ‪ 2020‬إىل ‪ 380‬ألف نسمة‪.‬‬ ‫التفسري الواقعي هلذه األرقام تعين أنه يف عام ‪ 2020‬لن يكون احلد الكايف لالحتياجات السكنية‬ ‫سوى لـ‪ 54‬ألف نسمة منهم!‬ ‫وهي أرقام تأخذ بعني االعتبار املباني السكانية والوحدات اليت مت بناؤها يف الوسط العربي من مدينة‬ ‫القدس خالل العشرين سنة املاضية‪ ،‬ومت االنتهاء منها‪.‬‬ ‫وبالتالي فإن أي تقدير الحتياجات السكان العرب يف مدينة القدس يتطلب التعرف عن قرب على حجم‬ ‫التغريات الدميوغرافية اآلخذة يف التزايد من عام آلخر بصورة متزايدة‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬يبدو من األهمية مبكان قراءة التوقعات اليت تقدمها اللجنة احمللية ونظريتها اإلقليمية حول‬ ‫حجم احتياجات السكان العرب‪ ،‬السيما أنهم ً‬ ‫قليال ما ميكن أخذ تقديرات دقيقة خاصة بهم(‪.)38‬‬ ‫ً‬ ‫ضروريا اإلشارة إىل حقيقة مفادها أن السكان العرب يف شرقي القدس نادراً ما‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬يبدو‬ ‫يلتزمون بالقانون‪ ،‬وال يأخذون بعني االعتبار التعليمات واألصول العامة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الحقا‪ ،‬فإن من الواجب تفسري أمر يف غاية األهمية يتعلق بأن هذه اللوائح والتعليمات‬ ‫وكما سيتضح‬

‫املقرة يف القانون تبقى على الورق فقط‪ ،‬دون أن تأخذ طريقها إىل أرض الواقع‪ ،‬وبالتالي يطرأ التغري يف‬ ‫‪ )35‬معطيات قدمتها دائرة التخطيط السياسي‪ ،‬بلدية القدس‪.‬‬ ‫‪ً )36‬‬ ‫وفقا للتقديرات الطبيعية فإن عدد سكان الشقة الواحدة يصل يف املتوسط إىل ‪ 5.3‬أفراد‪ ،‬فيما سيضطر السكان العرب ألن يقيموا‬ ‫يف الشقة الواحدة ما يقرب من ‪ 7.2‬فرداً‪.‬‬ ‫‪ )37‬املصدر‪ :‬معهد القدس ألحباث إسرائيل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ )38‬على سبيل املثال‪ :‬فإنه يشرتط يف أي بناء داخل مدينة القدس أن يكون قائما على مساحة ‪ 10‬دومنات على األقل‪ ،‬وجبانبها شارع‬ ‫بعرض ‪ 12‬مرتاً على األقل‪ ،‬مع موقف خاص بالسيارات‪.‬‬ ‫‪31‬‬


‫الظروف امليدانية‪ .‬أكثر من ذلك‪ ،‬فإن املعطيات السكانية السائدة يف شرقي القدس اليوم تشري إىل‬ ‫فرضية انتشار ظاهرة البناء غري القانوني فيها‪.‬‬ ‫تقدير احتياجات السكان اليهود في ظل المسح اإلسكاني حتى عام ‪2020‬‬ ‫سعت اخلطة اهليكلية إىل وضع تقدير حمدد للسكان اليهود‪ ،‬من خالل التطلع إىل نسبة دميوغرافية‬ ‫تقريبية هلم‪ ،‬حتى لو كانت متواضعة ترتاوح بني ‪.%60-%40‬‬ ‫ً‬ ‫دومن‪،‬‬ ‫وحتقيقا هلذه الغاية‪ ،‬وزيادة يف االحتياط‪ ،‬يتجه فريق إعداد اخلطة إىل ضم ما يقرب من ‪ٍ 6400‬‬ ‫من املناطق اجلديدة املعدة للسكن اليهودي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حاليا تشري إىل عالمات استفهام وشكوك كبرية يف قدرتها على‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن الصورة الظاهرة‬ ‫اإلحاطة بهذه األهداف‪ ،‬حتى لو كانت مقلصة‪ ،‬ال سيما أن التقدير األساسي يذهب حنو األخذ بعني‬ ‫االعتبار أنه حتى العام ‪ 2020‬سيتم ضم ما يقرب من ‪ 47‬ألف وحدة سكنية تابعة للوسط اليهودي(‪،)39‬‬ ‫من جمموع كامل يصل إىل ‪ 108832‬وحدة سكنية إمجالية‪.‬‬

‫وتعترب إحدى الفرضيات األساسية للخطة اهليكلية أن املنطقة الغربية من مدينة القدس قد تصلح‬ ‫بصورة عملية إلضافة مساكن يهودية جديدة‪ ،‬وكان من املفرتض أن يتم بناؤها بني منطقيت «جبل‬ ‫ً‬ ‫أيضا بإقامة ‪ 23‬ألف‬ ‫خارت» و«الربكس األبيض»‪ ،‬وهي اليت أقرتها «خطة سفيدي»‪ ،‬اليت طالبت‬ ‫وحدة سكنية‪ ،‬لكنها ووجهت مبعارضة مجاهريية عنيدة‪ ،‬ال سيما من قبل املنظمات العاملة يف جمال‬ ‫البيئة واحلفاظ على الطبيعة‪.‬‬ ‫وبعد إجراء العديد من النقاشات الطويلة‪ ،‬مت رفض اخلطة من قبل اجلهات املختصة‪ ،‬السيما اجمللس‬ ‫اإلقليمي للتخطيط والبناء‪ً ،‬‬ ‫علما بأن مثل هذه اخلطط خضعت للنقاش لدى اللجنة اإلقليمية‪ ،‬ومت‬ ‫االكتفاء يف حينه بإقامة ‪ 23‬ألف وحدة سكنية‪ ،‬مع ارتفاع حمدود يقدر بـ‪ 6‬آالف وحدة سكنية‪.‬‬ ‫وقد أسفرت الفحوصات اليت أجرتها جهات ومصادر متعددة عن مطالباتها امللحة‪ ،‬بضرورة النهوض‬ ‫مبستوى النمو الدميوغرايف للسكان اليهود حتى عام ‪.2020‬‬ ‫تقرير «أربيل»‬ ‫املقصود هنا ذلك التقرير الذي أعدته اللجنة املختصة لفحص قدرة ضم املزيد من األراضي يف مدينة‬ ‫القدس لصاحل البناء اليهودي‪ ،‬وقد أشرف على إعداده «أمنون أربيل» مساعد رئيس قسم التخطيط‬ ‫يف بلدية القدس‪.‬‬ ‫‪ )39‬للمزيد من التفاصيل‪ ،‬انظر «رؤية من القدس»‪ ،‬غور عوفر‪ ،‬حمرر‪ ،2009 ،‬معهد القدس للدراسات اإلسرائيلية‪ ،‬ص‪.263-4‬‬ ‫‪32‬‬


‫وقد مت تقديم التقرير يف شهر يونيو ‪ /‬حزيران ‪ ،2009‬إىل اللجنة القانونية اليت مت تشكيلها لتغيري‬ ‫حدود مدينة القدس على أطراف هضبة «راحيل»‪.‬‬ ‫وقد هدف «أربيل» من تقريره هذا إىل إقناع اللجنة بضم جزء من هضبة «راحيل» إىل حدود مدينة‬ ‫القدس‪ ،‬من خالل التطلع إىل رفع مستوى النمو الدميوغرايف اليهودي حتى عام ‪ ،2020‬إىل أنت تصل‬ ‫–حبسب التقرير‪ -‬إىل ‪ 150‬ألف يهودي(‪.)40‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫متاما مع السيناريو الذي أعده‬ ‫مبالغا فيها‪ ،‬بل إنها تأتي متوافقة‬ ‫وهذه التوقعات باملناسبة ليس‬

‫الربوفيسور «فريغوال» إىل اللجنة اهليكلية ملدينة القدس‪ ،‬على أساس فرضية مفادها استمرار معدالت‬ ‫اهلجرة اليهودية املتفق عليها حنو القدس من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى استمرار اخنفاض معدل الوالدة لدى‬ ‫النساء اليهوديات‪ .‬وهذا السيناريو يتوقع أنه يف حدود العشر سنوات القادمة‪ ،‬فإنه ميكن إضافة ما‬ ‫يقرب من ‪ 75‬ألف يهودي فقط‪ ،‬حتى العام ‪.2020‬‬ ‫وإذا ما أخذنا التوقعات بالقياس إىل متوسط النمو السكاني اليهودي بني عامي ‪،2005-1998‬‬ ‫حيث شهدت كل سنة إضافة ما يقرب من ‪ 5736‬يهودي يف مدينة القدس‪ ،‬مبعدل يقرتب من ‪ 46‬ألف‬ ‫يهودي‪ ،‬فإن ذلك يعين أننا على مقربة من زيادة ‪ 65‬ألف يهودي يف القدس فقط حتى العام ‪.2020‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬يتضح من تقرير «أربيل» أن هناك فقط ‪ 2450‬شقة سكنية من أصل ‪ 19152‬شقة‪،‬‬ ‫مت إقامتها لتنضم إىل حدود السكن اليهودي‪ ،‬وأضيفت إىل اخلطة اهليكلية اليت أقرتها اللجنة‬ ‫اإلقليمية‪ ،‬وأن هناك ‪ 16702‬من ضمنها أقيمت خالل املخططات القدمية‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل ما تقدم‪ ،‬يوجد يف القدس اليوم ما يقرب من ‪ 2450‬شقة‪ ،‬من أصل ‪ 1632‬جيري العمل‬ ‫إلقامتها لتسد حاجة السكان اليهود حتى عام ‪.2020‬‬ ‫ًَ‬ ‫أساسا ال يتعدى سوى جزء صغري من املخطط‬ ‫وهلذا السبب حتديداً‪ ،‬يقرتح «أربيل» أن ما مت إقامته‬ ‫العام‪ ،‬السيما إذا ما أخذنا بعني االعتبار السكن اليهودي يف منطقة «رومما»‪ ،‬واملناطق الشمالية حيث‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ملحوظا يف اإلقبال على شراء األراضي من قبل اجلمهور‬ ‫اخنفاضا‬ ‫جبل أبو غنيم‪ ،‬وهي اليت قد تشهد‬ ‫العام‪ ،‬واقتصار ذلك على مشاريع فردية شخصية‪.‬‬ ‫ويرى «أربيل» أن الـ‪ 16500‬شقة سكنية‪ ،‬تعترب إضافة ممكنة‪ ،‬وميكن للخطة اهليكلية أخذها‬ ‫بعني االعتبار‪ ،‬بالنظر إىل أنها قائمة على معطيات إحصائية دقيقة‪.‬‬

‫ً‬ ‫‪ )40‬تشكل زيادة عدد السكان اليهود داخل القدس وحوهلا جزءاً‬ ‫أساسيا من االسرتاتيجية اإلسرائيلية‪ ،‬لضمان سيادتها املستمرة‪ ،‬وقد‬ ‫وزع السكان اليهود يف كل مكان من شرق القدس‪ ،‬من خالل بناء أحياء جديدة متقاربة ذات كثافة سكانية عالية‪ ،‬وتركز معظم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دميوغرافيا مع الفلسطينيني يف شرق القدس‪ 165 ،‬ألف‬ ‫توازنا‬ ‫هذه الزيادة يف عدد السكان اليهود‪ ،‬وكانت النتيجة أن حققت إسرائيل‬ ‫يهودي مقابل ‪ 170‬ألف فلسطيين‪ ،‬وبلغ عدد اليهود يف القدس‪ ،‬الشرقية والغربية‪ ،‬حنو ‪ 413,7‬ألف نسمة بنسبة ‪ .%70,9‬املرتجم‬ ‫‪33‬‬


‫ً‬ ‫علما بأن حجم االحتياجات الكايف بنظر «أربيل» يتطلب إقامة ما يقرب من ‪ 28500‬شقة سكنية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫نسبيا على حركة شراء‬ ‫وهو ما يطرح عالمات استفهام كبرية تتعلق مبدى تأثري هذا الرقم الكبري‬ ‫الشقق السكنية يف القدس‪ ،‬حبيث قد يسفر ذلك عن اخنفاض يف أمثان الشقق‪ ،‬يف ضوء رفع عدد‬ ‫الشقق املعروضة للبيع‪.‬‬ ‫وهو ما قد يتطلب من جهة أخرى‪ ،‬تشجيع املشاريع االستثمارية الشخصية لرجال األعمال اليهود‬ ‫للدخول يف هذه املناقصات‪ ،‬إىل جانب املشاريع احلكومية الرمسية‪ ،‬وميكن الرجوع يف هذه احلالة‬ ‫إىل اجلهة املسؤولة عن ذلك وهي دائرة أراضي «إسرائيل» يف بلدية القدس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫استنتاجا جديراً بالدراسة‪ ،‬ويفيد بأن حجم شراء الشقق املركز يف وسط املدينة‪ ،‬قد‬ ‫يقدم التقرير‬

‫يؤثر بصورة أو بأخرى يف حجم شراء الشقق(‪ ،)41‬وهو ما يتضح بشكل جلي يف اخلطة اهليكلية‬ ‫اجلديدة اليت تسعى إىل أن يشمل البناء مجيع أحناء املدينة‪.‬‬ ‫أخرياً‪ ،‬فإن «أربيل» يبدي اعتقاده أن العدد الكايف من الشقق السكنية لليهود يف مدينة القدس حتى‬ ‫عام ‪ 2020‬يصل إىل ‪ 41500‬شقة سكنية‪ ،‬إذا ما أخذنا بعني االعتبار املالحظات اليت وضعها «أربيل»‬ ‫بنفسه‪ ،‬حيث يتضح لنا بصورة واضحة أن ما سيتم إقامته حتى العام ‪ 2020‬هو ‪ %50‬فقط من الرقم‬ ‫الذي وضعه وهو ‪ 41500‬شقة سكنية!‬ ‫تقرير لجنة النقل الخاصة بالقدس‬ ‫الفحص األولي الذي أجري يف شهر يوليو ‪ /‬متوز ‪ 2009‬يف إطار خطة النقل اخلاصة بالقدس‪ ،‬يشري‬ ‫ً‬ ‫حديثا‪ ،‬وبدأ العمل يف بنائها‪ ،‬إىل جانب ‪15‬‬ ‫إىل وجود ما يقرب من ‪ 13300‬شقة سكنية‪ ،‬مت إقرارها‬ ‫ألف شقة أخرى‪.‬‬ ‫وإذا اعتربنا أن نصف الرقم احلالي البالغ ‪ 14500‬شقة سكنية‪ً ،‬‬ ‫وفقا لتقرير اللجنة املذكورة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫سيكون جاهزاً‬ ‫ومبنيا حتى العام ‪ ،2020‬فهي تليب ما يقدر بـ‪ %56‬من احتياجات السكان اليهود‬ ‫حتى العام ‪ 2020‬فقط(‪.)42‬‬

‫ً‬ ‫كافيا هلم من الشقق السكنية لن‬ ‫مأوى‬ ‫وبالتالي‪ ،‬فإن السكان اليهود يف القدس الذين لن جيدوا ً‬ ‫يكون أمامهم سوى الرحيل عن املدينة‪ ،‬ما يعين رفع منسوب اهلجرة السلبية إىل خارج املدينة‪ ،‬العاصمة‪.‬‬ ‫‪ )41‬استنتاج مماثل ظهر يف إعالن يف صحيفة «أخبار القدس» بعنوان‪« :‬املشاريع الساخنة يف القدس»‪ ،‬بتاريخ ‪ ،2009/6/19‬ويستند إىل‬ ‫وثيقة إلدارة أراضي «إسرائيل»‪ ،‬حول مناقصة لبناء ‪ 5800‬شقة سكنية‪ ،‬وقد اتضح يف وقت الحق أن ‪ 1769‬شقة فقط استخرجت الوثائق‬ ‫القانونية‪ ،‬فيما العدد األكثر مل حيصل على األوراق الالزمة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ )42‬يتم احتساب ما قدره ‪ 3.1‬فرداً للشقة الواحدة يف القطاع اليهودي‪ ،‬وفقا ملعهد القدس ألحباث إسرائيل‪.‬‬ ‫‪34‬‬


‫تقدير «تشارلس كون»‪ ،‬مساعد رئيس قسم سياسة التخطيط في بلدية‬ ‫القدس‬ ‫وهذا تقدير إضايف قدمه «تشارلس كون»‪ ،‬وقدمه إىل مؤلف الكتاب‪ ،‬يقدم فيه توقعات وتقديرات‬ ‫إحصائية للسكان اليهود يف مدينة القدس حتى العام ‪.2020‬‬ ‫«كون» الذي قام بعملية مجع وتوثيق جلميع التقديرات اليت أعدتها جهات خمتلفة‪ ،‬ومنها اللجنة‬ ‫اإلقليمية اليت وضعت اخلطة اهليكلية‪ ،‬وصل إىل تقدير مفاده إقامة ما يقرب من ‪ 38334‬شقة‬ ‫سكنية للقطاع اليهودي يف املدينة‪ ،‬فيما أن التقدير الذي وضعته العديد من اللجان يقف عند ‪19152‬‬ ‫شقة سكنية‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن ما وضعه «كون» كما يقول بنفسه قد يوفر اكتفا ًء ً‬ ‫ذاتيا للسكان اليهود بنسبة ‪%75‬‬ ‫فقط‪ ،‬إذا ما تواجد ‪ 57‬ألف يهودي فقط يف القدس‪ ،‬يف ما األرقام التقديرية تصل بعددهم إىل ‪75‬‬ ‫ألف يهودي!‬

‫‪35‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬اآلثار الجيوسياسية المحتملة على قرارات اللجنة اللوائية‬ ‫ ‪-‬التواصل بني أحياء من القدس الشرقية واألحياء العربية خارج املدينة كعامل مؤثر على‬ ‫التوجه السياسي إزاء تلك املناطق‪.‬‬ ‫ ‪-‬القيود املفروضة على البناء يف إطار «املدينة التارخيية اليهودية»‬ ‫ ‪-‬تهديد حمتمل على طريق «القدس‪ -‬معاليه أدوميم‪-‬البحر امليت»‬ ‫ ‪-‬ضعف االتصال بني «القدس ومعاليه أدوميم»‬

‫‪36‬‬


‫التأثيرات الجيو‪-‬سياسية المتوقعة على قرارات اللجنة اللوائية‬

‫(‪)43‬‬

‫إىل جانب التأثريات الدميوغرافية اليت تتخذها جلان التخطيط‪ ،‬من خالل إضافة أراضي إسكانية‬ ‫للتجمعات العربية‪ ،‬وحماولة «ابتالع» األراضي السكانية اليهودية‪ ،‬فإن هلا العديد من التغيريات‬ ‫اإلضافية اليت عرفتها اللجان احمللية‪ ،‬وباألخص التأثريات اجليو‪-‬سياسية‪.‬‬ ‫وإن كان املقصود من اخلطط املعدة‪ ،‬هو االستجابة لالحتياجات السكانية يف شرقي القدس‪ ،‬إال أن‬ ‫التبعات املتوقعة يف املستقبل هلذه اخلطط ال جيب أن يغيب عن بال صانع القرار‪ ،‬السيما إذا ما وصلت‬ ‫املفاوضات السياسية مع الفلسطينيني إىل قضايا احلل النهائي‪ ،‬وما سينجم عنها من حتديد نهائي‬ ‫حلدودها اجلغرافية والسياسية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أساسيا من املناطق اإلسكانية اجلديدة للمواطنني العرب‪ ،‬جاءت على حساب‬ ‫واحلقيقة الواقعة أن جز ًء‬ ‫ً‬ ‫أساسا للبناء‪.‬‬ ‫املناطق اخلضراء واملفتوحة غري املعدة‬ ‫وبالرغم من ذلك‪ ،‬نذكر هنا باختصار أن واحداً من هدفني أساسيني للخطة اهليكلية اليت أظهرتها‬ ‫اللجنة اإلقليمية‪ ،‬مت تنسيقه مع خمططات اللجنة احمللية‪.‬‬ ‫كما أن التبعات على «الزحف» السكاني العربي ال ينبع من ختريب يف مشهد املناطق اخلضراء‬ ‫املفتوحة فحسب‪ ،‬وإمنا يف وضع حواجز بني التجمعات السكانية العربي الواقعة داخل حدود مدينة‬ ‫القدس من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى تلك التجمعات العربية الواقعة خارج حدودها القانونية‪.‬‬ ‫وبالتالي تنبع اخلطورة من أن تزايد ظاهرة البناء الفلسطيين خارج حدود املدينة من املمكن أن يقوي‬ ‫ً‬ ‫انطالقا من‬ ‫املطالب السياسية هلم باالعرتاف مبناطق يف الضفة الغربية وشرقي القدس‪ ،‬ليس فقط‬ ‫اعتبارات سكانية‪ ،‬وإمنا سياسية حبتة‪ ،‬بالتوازي مع بدء املفاوضات السياسية حول مستقبل القدس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حقوقا يف االدعاء‬ ‫بكلمات أخرى‪ :‬البناء املكثف على هذا النحو من شأنه أن مينح الفلسطينيني‬ ‫بأحقيتهم يف تقاسم مدينة القدس‪ ،‬وحتويل شرقي القدس إىل عاصمة للدولة الفلسطينية يف املستقبل‪.‬‬ ‫بصورة أكثر تركيزاً‪ ،‬ميكن االفرتاض أن «اخلطة االنتقالية» اليت جرت فيها املفاوضات الثنائية بني‬ ‫الفلسطينيني واإلسرائيليني خالل ‪ً 15‬‬ ‫عاما األخرية(‪ ،)44‬مل حتد من التوسع السكاني احلاصل للعرب‬ ‫‪ )43‬أسفرت اخلطط اإلسرائيلية املتتالية عن وقوع القدس داخل أربع أحزمة استيطانية‪ :‬احلزام األول‪ :‬حياصر البلدة القدمية وضواحيها‬ ‫ويربطها باجلزء الغربي‪ ،‬عندما أنشئ احلي اليهودي داخل السور األثري‪ ،‬واحلديقة الوطنية حول شرق السور وجنوبه‪ ،‬واملركز التجاري‬ ‫الرئيس داخله‪ ،‬احلزام الثاني‪ :‬حياصر األحياء العربية خارج السور يف املناطق الواقعة داخل حدود بلدية القدس يف العهد األردني‪،‬‬ ‫مبستوطنات من ثالث اجتاهات‪ ،‬على شكل أقواس تعزل املدينة عن الكثافة العربية‪ ،‬احلزام الثالث‪ :‬يهدف حلصار القدس الكربى ثم‬ ‫تهويدها وتصفية الوجود العربي‪ ،‬احلزام الرابع‪ :‬املتمثل باملشروع االستيطاني يف جبل أبو غنيم‪ ،‬ويستهدف عزل القدس عن بيت ساحور‬ ‫من اجلهة اجلنوبية الشرقية‪ .‬املرتجم‬ ‫‪ )44‬نداف شرغاي‪« ،‬جبل املريبا»‪ ،‬داركوتر‪ ،1995 ،‬ص‪« ،371‬جلعاد شري»‪ ،‬شهادات حول مفاوضات السالم ‪ ،2000-1999‬إصدار‬ ‫‪37‬‬


‫يف شرقي القدس‪ ،‬السيما يف مناطق «عرب السواحرة‪ ،‬رأس العمود‪ ،‬وإىل جانبهما منطقة أبو ديس»‪،‬‬ ‫اليت يقع معظم نطاقها اجلغرايف خارج احلدود القانونية للقدس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫دومنا من األراضي اخلضراء‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬ففي منطقة عرب السواحرة وتوجد ما يقرب من ‪800‬‬ ‫املفتوحة‪ ،‬لكن التمدد السكاني العربي جعلها مناطق «ملونة» باملنازل املقاومة! ويف الوقت ذاته فإن‬ ‫نسبة استيعاب هذه املناطق للسكان ال يتجاوز ‪ 3500‬وحدة سكنية‪.‬‬ ‫هنا ميكن افرتاض أن الوضع السكاني الناشئ يف حدود القدس القانونية ميكن أن يتم ضمه يف‬ ‫أي مفاوضات سياسية مستقبلية إىل حدود الضفة الغربية‪ ،‬وحتويلها يف وقت الحق إىل عاصمة للدولة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬إذا ما قامت‪.‬‬

‫يديعوت أحرونوت‪ ،2001 ،‬ص‪.219-218‬‬ ‫‪38‬‬


‫ً‬ ‫علما بأن اخلطط السكانية(‪ )45‬اليت أعدتها خمتلف اللجان‪ ،‬احمللية واللوائية‪ ،‬مشلت إقامة ما يشبه‬ ‫معابر حرة مفتوحة للفلسطينيني للوصول إىل احلرم القدسي‪ ،‬عرب املرور باألحياء الفلسطينية الواقعة‬ ‫شرق احلرم‪ ،‬داخل احلدود القانونية للقدس‪ ،‬ما سيجعل من هذه املعابر يف فرتة زمنية الحقة تابعة‬ ‫ً‬ ‫سياديا‪.‬‬ ‫للفلسطينيني‪ ،‬ليس من جهة املرور اآلني فحسب‪ ،‬وإمنا تابعة‬ ‫وإن عودة تارخيية إىل الوراء تشري إىل أن مثل هذه اخلطط مت اقرتاحها فور اندالع حرب األيام الستة يف‬ ‫حزيران‪ /‬يونيو ‪ ،1967‬حيث طرحت يف األروقة‬ ‫السياسية اإلسرائيلية حني جرى حديث حول احتمالية الوصول إىل اتفاق سياسي مع األردن‪.‬‬ ‫مرة أخرى‪ ،‬طرحت هذه الفكرة يف ورقة عمل مت تقدميها أواسط سنوات التسعينات بني كل من‬ ‫«يوسي بيلني»(‪ )46‬وحممود عباس‪ ،‬فقد طرحت هذه الورقة أن تكون بلدة أبو ديس نقطة االنطالق‬ ‫للفلسطينيني للوصول إىل احلرم القدسي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أرضيا‪ ،‬يتمكنون‬ ‫قطاعا‬ ‫وقد حتدث «بيلني» وأبو مازن عن خطة ميدانية من شأنها أن توفر للفلسطينيني‬ ‫من خالله من الوصول إىل احلرم القدسي‪ ،‬بعيداً عن املرور عرب النطاق اجلغرايف اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫كما أن مباحثات كامب ديفيد لعام ‪ ،2000‬يف طابا وواشنطن طرحت فرضية أن تكون بلدة «أبو‬ ‫ديس» نقطة االنطالق العملية للتواجد الفلسطيين(‪.)47‬‬

‫‪ )45‬يشكل قانون البناء اإلسرائيلي املعضلة األساسية اليت تواجه سكان مدينة القدس من الفلسطينيني‪ ،‬ألنه مل يكن حمايداً حراً‬ ‫يسمح بتحقيق الفائدة جلميع السكان من خمتلف انتماءاتهم‪ ،‬بل ظل متحيزاً لصاحل اإلسرائيليني‪ ،‬ويتضح من نصوصه أنه مينح الدولة‬ ‫أدوات متكنها من تنفيذ سياساتها واسرتاتيجياتها التهويدية بنجاعة‪ ،‬وألن التخطيط الفاعل هو بطبيعته‪ ،‬صورة من صور النشاط‬ ‫ً‬ ‫أغراضا ورغبات‬ ‫العدواني‪ ،‬فالتخطيط املعمول به من قبل السلطات اإلسرائيلية يف مدينة القدس أداة فاعلة لتنظيم الدميوغرافيا لتناسب‬ ‫اليهود‪ ،‬وإن مراجعة تركيب قانون التخطيط والبناء يوضح وبشكل صارخ صور التمييز واحلرمان املفروضة على املقدسيني‪ ،‬ويهدف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عوضا عن جتانسها الفلسطيين العربي‪.‬‬ ‫يهوديا يف املدينة‪،‬‬ ‫جتانسا‬ ‫لتطويقهم‪ ،‬وخيلق‬ ‫إال أن حدوث األزمة السكنية يف القدس للفلسطينيني ال يقتصر على ما يرتتب من تطبيق قانون البناء فحسب‪ ،‬فهناك معوقات أخرى‬ ‫تشكل صعوبات حقيقية أمامهم‪ ،‬وحتول دون حصوهلم على تراخيص قانونية ملبانيهم‪ ،‬ميكن تصنيفها لثالث معوقات رئيسة تتمثل يف‪:‬‬ ‫حمدودية مساحة األراضي املسموح البناء عليها‪ ،‬سياسات التخطيط وقوانني البناء‪ ،‬وضعف سوق اإلسكان والتمويل‪ .‬املرتجم‬ ‫‪« )46‬يوسي بيلني»‪ً 62 ،‬‬ ‫عاما‪ ،‬حاصل على دكتوراه يف العلوم السياسية‪ ،‬ينتمي إىل اجليل الثاني من القيادة السياسية يف «إسرائيل»‪،‬‬ ‫ويعترب من أبرز املطالبني بضرورة إدخال تغيريات جذرية على السياسة اإلسرائيلية منذ منتصف الثمانينات حتى خترج من املأزق التارخيي‬ ‫الذي تعانيه‪ .‬عمل يف وزارة اخلارجية بني عامي ‪ ،1992-1987‬وتفرغ لـ«هندسة» اتفاق أوسلو مع السلطة الفلسطينية‪ ،‬ثم شغل منصب‬ ‫وزير القضاء حتى نهاية ‪ .2001‬بادر إىل تطبيق مشروع «اكتشاف» الذي مينح الشبان اليهود يف العامل إمكانية القيام بزيارة قصرية إىل‬ ‫«إسرائيل»‪ ،‬دون أن يدفعوا أية تكاليف هلذه الزيارات‪ .‬يف فرتة الحقة‪ ،‬انسحب من حزب العمل‪ ،‬وشكل حركة سياسية امسها «فجر»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كليا‪ .‬املرتجم‬ ‫لكنه قرر اعتزال العمل السياسي‬ ‫‪ )47‬نداف شرغاي‪ ،‬هآرتس‪« ،2001/8/12 ،‬علم فلسطيين فوق احلرم القدسي»‪ ،‬هآرتس‪.1999/6/4 ،‬‬ ‫‪39‬‬


‫ويف كتابه «على بعد خطوة» حول مفاوضات السالم اإلسرائيلية الفلسطينية ألعوام ‪،2000-1999‬‬ ‫قدم «جلعاد شري» املستشار السابق لرئيس احلكومة اإلسرائيلية يف حينه‪« ،‬إيهود باراك»(‪ )48‬شهادته‬ ‫حول مصداقية عرض «باراك» الذي قدمه للفلسطينيني حول ما ميكن اعتباره «سيادة ميدانية» على‬ ‫منطقة احلرم القدسي‪.‬‬ ‫على كل األحوال‪ ،‬فإن من شأن استعادة مثل هذه اخلطط سيعين بصورة عملية «خلخلة» السيادة‬ ‫اإلسرائيلية على أحناء مدينة القدس‪ ،‬عاصمة دولة إسرائيل(‪.)49‬‬ ‫قيود البناء في إطار «المدينة التاريخية» اليهودية‬ ‫مثال إضايف على ذلك‪ ،‬سيكون له األثر البالغ على التوازن الدميوغرايف بني اليهود والعرب يف مدينة‬ ‫القدس‪ ،‬هو التقييد احلاصل يف منح رخص البناء داخل ما يعرف بـ«املدينة التارخيية»‪ ،‬ال سيما يف إطار‬ ‫التجمع السكاني للمتدينني «احلريديم»‪ ،‬حيث الطلب على الشقق السكنية يف ازدياد دائم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جنوبا‪ ،‬إىل شارع «بار‬ ‫القرار يشمل وضع قيود على البناء يف النطاق اجلغرايف الواقع بني منطقة «البقعة»‬ ‫ً‬ ‫شرقا‪ ،‬إىل منطقة «شديروت بن تسايف» ً‬ ‫ً‬ ‫غربا‪.‬‬ ‫مشاال‪ ،‬ومن املدينة القدمية‬ ‫إيالن»‬ ‫ويف إطار هذا النطاق اجلغرايف‪ ،‬الذي أعلنت عنه اللجنة اللوائية أنه من ضمن «املدينة التارخيية»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫توجد هناك ‪ً 11‬‬ ‫يهوديا‪ ،‬ومن ضمنها‪« :‬مكور باروخ‪ ،‬كارم أبراهام‪ ،‬مائة شعاريم‪ ،‬بيت يسرائيل‪،‬‬ ‫حيا‬ ‫البوخريم»‪ ،‬مقابل ثالثة أحياء عربية فقط هي‪ :‬وادي اجلوز‪ ،‬الشيخ جراح‪ ،‬وجزء من سلوان‪.‬‬ ‫الغريب يف األمر أن حالة القيود املفروضة على البناء اإلضايف احلاصل يف اجلزء اليهودي من «املدينة‬ ‫التارخيية»‪ ،‬ال سيما التجمعات «احلريدية»‪ ،‬أكرب بكثري من القيود املفروضة على البناء يف األحياء‬ ‫الثالثة العربية‪.‬‬ ‫وهو ما يتضح بصورة جلية يف تصرحيات «مشاي آسيف» رئيس وحدة التخطيط يف وزارة الداخلية‪،‬‬ ‫خالل نقاش جرى يف مكتبه يف صيف ‪.)50(2006‬‬ ‫‪ )48‬إيهود باراك‪ً 68 ،‬‬ ‫عاما‪ ،‬وزير الدفاع‪ ،‬وعاشر رئيس وزراء إلسرائيل‪ ،‬انضم للجيش اإلسرائيلي وخدم فيه لفرتة ‪ 35‬سنة‪ ،‬ارتقى خالهلا‬ ‫إىل أعلى منصب‪ ،‬وحصل على ميدالية «اخلدمة املميزة»‪ ،‬وشهادات يف األداء املم ّيز‪ .‬انتقل للعمل السياسي‪ ،‬وتقلد مناصب وزير الداخلية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ومتكن من الفوز برئاسة‬ ‫والدفاعية‪،‬‬ ‫واخلارجية‪ ،‬ثم ترأس حزب العمل‪ ،‬وحصل على مقعد يف الكنيست‪ ،‬وشارك يف اللجان اخلارجية ّ‬ ‫احلكومة‪ .‬خاض مفاوضات مع ياسر عرفات‪ ،‬وتفجرت املفاوضات كما قيل بعد اخلالف حول القدس‪ .‬املرتجم‬ ‫‪ )49‬باإلمكان الرجوع إىل تصرحيات رئيس احلكومة «بنيامني نتنياهو» يف حديث للصحافة اليومية بتاريخ ‪.2009/7/20-19‬‬ ‫‪ )50‬خالصة نقاش للجلسة السادسة يف أيلول ‪/‬سبتمرب ‪ ،2006‬حيث صرح «آسيف» بأنه‪« :‬من احملظور إضافة املزيد من البناء السكاني‬ ‫على اخلطة اهليكلية‪ ،‬ويرى بأن التدخالت اليت حتصل بني احلني واآلخر من بعض األوساط احلكومية‪ ،‬إلجراء تغيريات حمدودة على‬ ‫تطبيق اخلطة أكثر جدوى وفائدة‪ ،‬دون إحداث تغري انقالبي يف تفاصيل اخلطة»‪.‬‬ ‫‪40‬‬


‫تهديد وارد على الطريق الواصل بين القدس‪-‬معالية أدوميم والبحر الميت‬ ‫تغيري إضايف ميكن أن يسفر عن تبعات جيو‪-‬سياسية ذات أثر بعيد املدى‪ ،‬ينبع من قرار آخر للجنة‬ ‫اللوائية‪ ،‬الذي يقتطع جز ًءا من األراضي اإلضافية من أجل البناء يف أحياء «العيسوية‪ ،‬الطور» وأثر ذلك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وجنوبا من معاليه أدوميم‪ -‬القدس‪.‬‬ ‫مشاال‬ ‫على الطريق املؤدي‬ ‫أراض سكنية للتجمعات العربية إىل اجلنوب الشرقي من قرية العيسوية‬ ‫وقد قررت اللجنة يف حينه ضم ٍ‬ ‫مشال الطريق الواصل بني معاليه أدوميم‪ -‬القدس‪ ،‬لبناء ما يقرب من ‪ 1200‬وحدة سكنية‪ ،‬تضاف إىل‬ ‫ما يقرب من ‪ 1480‬وحدة سكنية مقامة يف بلدة الطور إىل اجلنوب من طريق معاليه أدوميم القدس(‪.)51‬‬ ‫وقد عمل البناء يف هذه املناطق على تقريب جانيب الطريق إىل حد ‪ 150‬مرتاً من الطريق األساسي‬ ‫ً‬ ‫اهليكلي‪ ،‬ومن املتوقع أن يؤمن الطريق اجلديد مروراً حراً ً‬ ‫وصوال‬ ‫وآمنا بني البحر امليت ومعاليه أدوميم‬ ‫إىل القدس‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فإن البناء العربي املتوقع يف هذه املنطقة من شأنه أن يسفر عن خماطر مستقبلية لرحالت‬ ‫السفر على هذا الطريق‪ ،‬ال سيما يف األجواء األمنية املتوترة‪ ،‬وأكرب مثال على ذلك فرتة االنتفاضتني‪،‬‬ ‫وهو ما يعين بصورة أو بأخرى تعرض املسافرين اليهود لعمليات إطالق نار من مناطق تقع حتت سيطرة‬ ‫محاس أو السلطة الفلسطينية‪.‬‬ ‫ملواجهة مثل هذا السيناريو الصعب على يهود القدس‪ ،‬فقد توجه عدد من الوجهاء اليهود يف مدينة‬ ‫معاليه أدوميم‪ ،‬إىل عدد من وزراء احلكومة اإلسرائيلية وإىل مستويات أمنية بارزة يف إسرائيل‪،‬‬ ‫وقدموا أمامهم عينة من املخاطر األمنية احملدقة بهم‪ ،‬من سكان العيسوية‪ ،‬الذين حياولون بني احلني‬ ‫املس بهم‪ ،‬والتعرض ملركباتهم اليت تسافر على الطريق الرئيس رقم ‪ ،1‬يف ضوء تزايد نسبة‬ ‫واآلخر ّ‬ ‫هذه املخاطر وارتفاع توقعاتها(‪.)52‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬فإن البناء غري القانوني خارج احلدود اجلغرافية املتفق عليها‪ ،‬كما حيصل يف املناطق‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ميدانيا بني مناطق العيسوية والطور‪ ،‬فيما‬ ‫تواصال‬ ‫الفلسطينية األخرى يف القدس‪ ،‬ميكن أن يوجد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حتميا للتواصل اجلغرايف بني القدس وصحراء الضفة الغربية‪.‬‬ ‫قطعا‬ ‫سيخلق ذلك‬

‫‪ )51‬هذه املعطيات مأخوذة عن خارطة املناطق املستجدة يف الوسط غري اليهودي يف القدس‪ ،‬حسب اخلطة اهليكلية ‪ ،2000‬وهي حمدثة‬ ‫حتى متوز ‪/‬يوليو ‪ ،2009‬وقد أعدتها دائرة التخطيط السياسي يف بلدية القدس‪.‬‬ ‫‪ )52‬من بني املبادرين هلذه اخلطوة كان «إيلي هار نري» مدير عام بلدية معاليه أدوميم‪ ،‬يف زيارة له بتاريخ ‪ ،2008/6/28‬ولقاء رئيس‬ ‫البلدية «بيين يسرائيل» مع نائب رئيس احلكومة «إيلي يشاي»‪ ،‬بتاريخ ‪ ،2009/6/16‬للتفصيل بشأن هذه املخاطر‪.‬‬ ‫‪41‬‬


‫وخالل فرتة واليته كرئيس لبلدية القدس‪ ،‬عارض «إيهود أوملرت»(‪ )53‬بشدة مقرتح توسيع بلدة العيسوية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الحقا حني ترأس احلكومة اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫لكنه غري موقفه‬ ‫هنا يبدو من األهمية مبكان التذكري مبالحظة جديرة‪ ،‬تتعلق بأن مشروع توسيع العيسوية والطور من‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حتما مبشروع «احلديقة القومية»‬ ‫وصوال إىل طريق معاليه أدوميم‪-‬القدس‪ ،‬سيمس‬ ‫الشمال واجلنوب‪،‬‬ ‫املقامة على جبل «تسوفيم»‪ ،‬وهي اليت مت إقرارها من قبل اللجنة احمللية‪ ،‬مشروع رقم ‪.11092‬‬ ‫ً‬ ‫دومنا الواقعة حنو منطقة الشرق‪ ،‬و«احلديقة القومية» من املفرتض‬ ‫املشروع يقضي بالسيطرة على ‪956‬‬ ‫أن تقام على جبلي «تسوفيم والزيتون»‪.‬‬

‫وقد مت تقديم مقرتح هذا املشروع للمرة األوىل على يد منقب اآلثار الشهري «يوناتان شيلوني» يف سنوات‬ ‫الثمانينات‪ ،‬حني مت اقرتاح مشروع التخطيط لطريق األنفاق بالقرب من جبل «تسوفيم»‪ ،‬ومت إبرام‬ ‫ً‬ ‫حاليا باالشرتاك والتنسيق الكاملني ما بني بلدية القدس‪ ،‬وسلطة الطبيعة‪ ،‬وباقي‬ ‫اخلطة املعمول بها‬ ‫أقسام التخطيط األخرى ذات االختصاص(‪.)54‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خاصا‪ ،‬بينت نتائجه حجم التأييد اليهودي‬ ‫استطالعا‬ ‫وقد أجرت السلطات املختصة لتنفيذ هذا املشروع‬ ‫إلقامة «احلديقة القومية»‪ ،‬ملا هلا من متسك تارخيي وديين بالقيم اليهودية‪ ،‬حبيث تعترب إحدى البوابات‬ ‫الرئيسة للدخول إىل مدينة القدس‪ ،‬إىل جانب اعتبارها أحد املنطلقات املركزية للمدينة يف عصر‬ ‫«اهليكل الثاني»‪ ،‬وجزء حموري يف النشاط الزراعي واالستيطاني‪ ،‬منذ عصر «اهليكل األول» وحتى‬ ‫يومنا هذا(‪.)55‬‬

‫إضعاف التواصل المخطط له بين القدس ومعاليه أدوميم‬ ‫نقطة إضافية يف هذا النقاش تربز عند احلديث عن أن القرار اخلاص باللجنة اللوائية يشمل ما ميكن‬ ‫دومن‪ ،‬من أراضي الدولة‪ ،‬وأراضي اليهود اخلاصة‪.‬‬ ‫تقديره بـ‪ٍ 200‬‬ ‫‪« )53‬إيهود أوملرت»‪ً 65 ،‬‬ ‫عاما‪ ،‬رئيس الوزراء اإلسرائيلي السابق‪ ،‬وزعيم حزب كادميا‪ ،‬توىل رئاسة احلكومة يف ‪ ،2006‬ومنذ توليه‬ ‫قام بعدد من احلمالت العسكرية‪ ،‬وعرف عنه تورطه يف عدة قضايا فساد مالية‪ ،‬شغل مناصب عديدة يف جلان الكنيست‪ :‬اخلارجية‬ ‫واألمن‪ ،‬واملالية‪ ،‬والرتبية وميزانية األمن‪ ،‬وتقلد مناصب وزارية أهمها‪ :‬شؤون األقلّيات‪ ،‬الصحة‪ ،‬كما ترأس بلدية القدس‪ ،‬وك ّرس‬ ‫جهوده لتدعيم الوجود اليهودي فيها‪ ،‬من خالل دفع مشروعني للبنى التحتية هما شبكة الطرق احملورية وسكة القطار اخلفيف‪ .‬املرتجم‬ ‫‪ )54‬تفاصيل إضافية عن خطة «احلديقة القومية» وردت يف خطاب مطول لـ«إيلي أمييت»‪ ،‬مدير عام سلطة الطبيعة‪ ،‬املوجه إىل وزارة شؤون البيئة «جلعاد‬ ‫أردان» بتاريخ ‪ ،2009/7/15‬ويف رده على اخلطاب‪ ،‬أعلن الوزير «أردان» أمام وزير الداخلية «إيلي يشاي» معارضته لتدخل اللجنة اللوائية يف اخلطة‬ ‫اهليكلية اخلاصة مبشروع «احلديقة القومية» املقامة على جبل «تسوفيم»‪.‬‬ ‫‪ )55‬ورد ذلك يف خطاب لـ«يوفال باروخ»‪ ،‬عامل اآلثار الشهري يف منطقة القدس‪ ،‬وقد وجهه إىل «أبيتار كوهني»‪ ،‬مدير لواء القدس يف سلطة الطبيعة‪،‬‬ ‫بتاريخ ‪.2008/2/19‬‬ ‫‪42‬‬


‫ً‬ ‫شرقا‪ ،‬وهذه املنطقة‬ ‫وترتكز هذه املناطق يف «التلة الفرنسية»‪ ،‬إىل الغرب من املدينة‪ ،‬ويف منطقة (أ‪)1‬‬ ‫(أ‪ )1‬هي اليت سيتم تطبيق عليها خطة الوصل بني القدس ومعاليه أدوميم‪ ،‬وقد مت إقرارها بعد نقاشات‬ ‫وجداالت عميقة بني عدة أوساط عاملة يف جمال التخطيط عدة سنوات لتطبيق مرحلة الوصل بني‬ ‫املنطقتني‪.‬‬ ‫ويف سنوات التسعينات‪ ،‬قامت بلدية القدس بفحص إمكانية ختصيص ما يقرب من ‪ 1700‬وحدة‬ ‫سكنية(‪ )56‬يف املناطق املخصصة للسكن واإلقامة‪ ،‬من أجل استخدامها يف جمال التجارة واملؤسسات‬ ‫اخلاصة‪ ،‬كما أن رئيس بلدية القدس احلالي «نري بركات»‪ ،‬قبل انتخابه ملوقعه احلالي‪ ،‬عرب عن‬ ‫دعمه الكامل إلقامة حي سكين يف املكان ذاته‪ ،‬من أجل إجياد حل ملشكلة الضائقة يف السكن‬ ‫للطالب اليهود يف املدينة‪ ،‬ولألزواج الشابة(‪.)57‬‬ ‫ويف املخطط األولي الذي قدمته اللجنة احمللية يف مدينة القدس‪ ،‬مت حتديد بعض املناطق ألن تكون‬ ‫خاصة مبؤسسات عامة وخاصة‪ ،‬كإقامة جامعة‪ ،‬ومؤسسات عامة للجمهور‪ ،‬فيما قررت اللجنة‬ ‫اللوائية بناء على توصية من مهندس بلدية القدس إلغاء ذلك اهلدف‪ ،‬وحتويله إىل مقر منطقة معدة‬ ‫إلقامة موقع تراثي تارخيي(‪.)58‬‬

‫‪ )56‬جاء ذلك يف ورقة عمل قدمتها دائرة التخطيط يف بلدية القدس بتاريخ ‪1999/5/14‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ )57‬هآرتس ‪( 2008/10/23‬بركات‪ :‬سأقيم ً‬ ‫يهوديا يف شرق القدس)‪.‬‬ ‫سكنيا‬ ‫حيا‬ ‫‪ )58‬تفاصيل عن التغيري احلاصل يف حتديد طبيعة استخدام األراضي يف البوابة الشرقية جاءت يف خطاب وجهه «عمريام رومت»‪ ،‬مسئول الشئون البيئية‪،‬‬ ‫إىل «ديفيد عوزيئيل»‪ ،‬مساعد رئيس بلدية القدس‪« ،‬كوبي كحلون»‪ ،‬بتاريخ ‪.2009/8/6‬‬ ‫‪43‬‬


‫ًَ‬ ‫سلفا بني منطقيت‬ ‫وميكن هلذه اخلطة اجلديدة أن تسفر عن تأثريات سلبية على التواصل املعد له‬ ‫القدس ومعاليه أدوميم‪ ،‬من خالل منطقة (أ‪ ،)1‬من خالل تكثيف حالة البناء السكاني املتواصل‪،‬‬ ‫كما طرأ عدد من التغيريات اجلوهرية اإلضافية‪ ،‬من خالل توصية قدمتها اللجنة اللوائية على اخلطة‬ ‫اهليكلية اخلاصة باألراضي السكانية للسكان العرب يف القدس‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬ ‫‪ -1‬يف منطقة «تل عداسة»‪ ،‬الواقعة إىل اجلنوب من املنطقة الصناعية «عطريوت»‪ ،‬مشال القدس‪،‬‬ ‫عادت اللجنة وقررت من جديد بناء آالف الوحدات السكنية للمواطنني العرب على منطقة تقرب‬ ‫ً‬ ‫فاصال بني هذه املنطقة السكنية‪،‬‬ ‫مساحتها من ‪ 610‬دومنات‪ .‬وقد حددت اللجنة احمللية ما يشبه‬ ‫واملنطقة اجلنوبية للمنطقة الصناعية «عطريوت»‪ ،‬حيث ترتكز فيها مشاريع رجال األعمال اليهود‪.‬‬ ‫‪ -2‬وقد صمم هذا الفاصل ليعمل على «حتجيم» التهديد األمين‪ ،‬أو الشعور السائد لدى بعض‬ ‫اليهود بافتقاد األمن‪ ،‬وهو ما أدى يف السنوات األخرية إىل انهيار عدد من املشاغل واملصانع اليهودية‬ ‫املقامة شرق املنطقة الصناعية «عطريوت»‪ ،‬املالصقة ملخيم «قلنديا»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ختوفا من إمكانية‬ ‫‪ -3‬ألغت اللجنة اللوائية املنطقة الفاصلة من جنوب املنطقة الصناعية‪،‬‬

‫استهداف العمال اليهود الذين يقيمون يف املنطقة الشمالية منها‪.‬‬

‫‪ -4‬يف ضوء هذه احلقيقة ميكن اإلشارة إىل أن مزاعم اللجنة اللوائية‪ ،‬سبق أن ألغيت بناء على‬ ‫ً‬ ‫مبان سكنية من‬ ‫خطة قدمتها‬ ‫سابقا وزارة اإلسكان وبلدية القدس‪ ،‬من أجل التسريع بإقامة ٍ‬ ‫خالل إقامة ‪ 10‬آالف وحدة سكنية‪ ،‬على أراضي منطقة املطار وما حوهلا‪ ،‬وهي أراضي جزء‬ ‫أساسي منها يعود إىل ملكية يهودية(‪.)59‬‬ ‫‪ -5‬مناطق إضافية‪ ،‬مت ختصيصها للبناء للسكان العرب يف القدس على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫ً‬ ‫دومنا تستوعب يف الوضع الطبيعي ‪ 1750‬شقة سكنية‪.‬‬ ‫أ‪ -‬يف صور باهر هناك ‪260‬‬ ‫ً‬ ‫دومنا‪ ،‬ميكن أن تستوعب ما يقرب من ‪ 800‬شقة‬ ‫ب‪ -‬يف جبل املكرب هناك ‪150‬‬ ‫سكنية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬يف إطار ختفيف الشروط اخلاصة ببناء السكان العرب يف شرقي القدس‪ ،‬حيث‬ ‫تعترب مركزاً لألنشطة الصناعية مشال املدينة القدمية‪ ،‬من خالل السماح بإضافة طبقات‬ ‫سكنية عالية‪ ،‬ميكن أن تستوعب ما قدره ‪ 3‬آالف شقة سكنية‪.‬‬

‫ً‬ ‫إمجاال‪ ،‬ميكن النظر إىل حجم اإلضافة اليت مت منحها للبناء العربي يف شرقي القدس اليت اقرتحتها‬ ‫ً‬ ‫أصال‪ ،‬قد قررتها‬ ‫دومن‬ ‫دومن‪ ،‬إىل جانب وجود ما يقرب من ‪ٍ 2600‬‬ ‫اللجنة اللوائية‪ ،‬مبا يقرب من ‪ٍ 1800‬‬ ‫‪ )59‬سبق أن ألغى رئيس احلكومة السابق «إيهود أوملرت» هذه اخلطة ألسباب سياسية حبتة‪.‬‬ ‫‪44‬‬


‫دومن‪ ،‬لديها القدرة الطبيعية على‬ ‫اللجنة احمللية يف أوقات سابقة‪ ،‬مبا يعين وجود ما يقرب من ‪ٍ 4400‬‬ ‫استيعاب ما يقرب من ‪ 11‬ألف وحدة سكنية‪.‬‬ ‫يف املقابل‪ ،‬فقد «اقتطعت» اللجنة اللوائية مناطق سكنية من تلك املخصصة للبناء يف الوسط اليهودي‬ ‫يف غرب مدينة القدس وشرقها يف املناطق اآلتية‪:‬‬ ‫دومن‪ ،‬كان من املفرتض أن يتم‬ ‫أ‪« -‬هار حوما» جبل أبو غنيم مت اقتطاع ما يقرب من ‪ٍ 600‬‬ ‫بناء ‪ 3300‬شقة سكنية عليها‪.‬‬ ‫ب‪« -‬بسغات زئيف» إىل اجلنوب من املدينة‪ ،‬مت اقتطاع ما يقرب من ‪ 100‬دومن‪ ،‬كان‬ ‫سيقام عليها ‪ 550‬شقة سكنية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫دومنا‪ ،‬كان سيقام‬ ‫ج‪« -‬جفعات مشوآه»‪ ،‬إىل جهة الغرب‪ ،‬مت اقتطاع ما يقرب من ‪250‬‬ ‫عليها ‪ 1300‬وحدة سكنية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫دومنا‪ ،‬كان‬ ‫د‪« -‬جبل نوف»‪ ،‬الواقع إىل جهيت الغرب والشمال‪ ،‬مت اقتطاع ما مساحته ‪25‬‬ ‫من املفرتض أن يقام عليها ‪ 135‬شقة سكنية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫دومنا‪ ،‬كان‬ ‫ه‪ -‬منطقة «راموت»‪ ،‬إىل جهة اجلنوب والشرق‪ ،‬مت اقتطاع ما مساحته ‪22‬‬ ‫سيقام عليها ‪ 120‬شقة سكنية‪.‬‬ ‫و‪« -‬هداسا عني كارم»‪ ،‬إىل جهة الغرب‪ ،‬مت اقتطاع ما مساحته ‪ 210‬دومنات‪ ،‬كان‬ ‫سيقام عليها ‪ 1500‬شقة سكنية‪.‬‬ ‫وبلغة األرقام‪ ،‬فإن جمموعة املساحات اليت مت اقتطاعها من املناطق املخصصة للبناء اليهودي الواقعة‬ ‫ً‬ ‫دومنا‪ ،‬مبا يعين احليلولة دون بناء ما يقرب من ‪ 6400‬شقة‬ ‫غربي مدينة القدس بلغ ما مساحته ‪1240‬‬ ‫سكنية(‪.)60‬‬ ‫يف املقابل‪ ،‬أضافت اللجنة اللوائية ما يقرب من ‪ 3‬آالف وحدة سكنية إىل الوسط اليهودي على مساحة‬ ‫من األراضي تقدر بـ‪ 200‬دومن‪ ،‬رغم رفض اللجنة احمللية هلذه اخلطوة‪ ،‬وجاءت هذه اإلضافات حتديداً‬ ‫ٍ‬ ‫يف مناطق‪« :‬منخات‪ ،‬كريات يوفال‪ ،‬حي غيلو»(‪.)61‬‬ ‫وبغض النظر عما ورد ً‬ ‫آنفا‪ ،‬فإن قراءة متأنية حلجم االقتطاعات احلاصلة يف األراضي املخصصة للبناء‬ ‫اليهودي يظهر بصورة ال تقبل التأويل أن السلطات اإلسرائيلية املختصة اقتطعت ما يقرب من ألف دومن‬ ‫من األراضي‪ ،‬كانت ستستوعب ما يقرب من ‪ 3400‬شقة سكنية للعائالت اليهودية‪.‬‬ ‫على صعيد آخر‪ ،‬وفيما يتعلق بتنظيم عملية البناء يف مدينة القدس‪ ،‬فقد ظهر عدد من العوائق والعقبات‬ ‫ً‬ ‫خصيصا هلذا الغرض‪ ،‬ال سيما يف مناطق السكان العرب‪.‬‬ ‫اليت حالت دون تنفيذ اللوائح املصممة‬ ‫‪ )60‬مت إجراء هذه العملية احلسابية من قبل مهندسني كبار قاموا بإجراء عملية فحص مطولة ودقيقة بناء على تكليف من اللجنة اللوائية‪،‬‬ ‫وقد مت تقديم هذه األرقام للجهات املختصة يف شهر حزيران ‪ /‬يونيو ‪ ،2009‬من قبل أعضاء جملس بلدية القدس إىل رئيسها «نري بركات»‪.‬‬ ‫‪ )61‬ظهرت هذه األرقام يف ورقة عمل قدمها عضو اجمللس البلدي «فيفو أليلو»‪ ،‬بتاريخ ‪.2009/6/23‬‬ ‫‪45‬‬


‫ً‬ ‫ووفقا لإلحصائيات املتوافرة‪ ،‬فإنه منذ عام ‪ 1967‬وحتى كتابة هذه السطور مت بناء ما يقرب من‬ ‫‪ 20‬ألف وحدة سكنية يف شرقي القدس‪ ،‬أقيمت بشكل خمالف للقانون‪ ،‬وحسب آراء جهات أخرى‬ ‫ً‬ ‫تقريبا(‪.)62‬‬ ‫خمتصة‪ ،‬فإن عدد الشقق السكنية املخالفة للقانون بلغ ‪ 30‬ألف شقة‬ ‫جزء أساسي من البناء غري القانوني يف القدس‪ ،‬نابع يف احلقيقة من توجه سياسي معارض باألساس‬ ‫للسلطة اإلسرائيلية يف املدينة‪ ،‬والتصرحيات املتالحقة ملسؤولني فلسطينيني تشهد على ذلك‪.‬‬ ‫وقد مت تسجيل العشرات من أعمال البناء خالل السنوات املاضية(‪ ،)63‬خاصة يف منطقة مشال املدينة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الحقا أنها مبان فارغة من السكان(‪!)64‬‬ ‫وتبني‬ ‫ً‬ ‫وقد مت تصميم هذه الشقق السكنية لتتسع لعائالت مكونة من أربعة أفراد‪ ،‬ستة‪ ،‬وأحيانا مثانية‪،‬‬ ‫وهي يف العادة عائالت فقرية‪ ،‬وجزء منها سبق أن تورطت يف قضايا جنائية‪ ،‬من أجل البحث عن الغنى‬ ‫السريع(‪.)65‬‬

‫‪ )62‬جاء ذكر رقم ‪ 20‬ألف شقة من قبل الوزير السابق لشؤون القدس «حاييم رامون» من على منصة الكنيست يف تقرير قدمه خالل شهر‬ ‫أيار ‪ /‬مايو ‪ ،2000‬فيما جاء تقدير الرقم ‪ 30‬ألف شقة‪ ،‬على أساس اخلطة اهليكلية اليت قدمت عام ‪ ،2000‬من قبل مهندسها الرئيس‪،‬‬ ‫ً‬ ‫سنويا يف املدينة بصورة خمالفة للقانون‪.‬‬ ‫يف صفحة ‪ ،136‬من خالل ذكره أن هناك ‪ 900‬شقة يتم إضافتها‬ ‫ملتابعة املزيد حول البناء غري القانوني يف مدينة القدس انظر‪« :‬غاستوس فاينر»‪ :‬البناء غري القانوني يف القدس‪ ،‬مركز القدس لشؤون‬ ‫اجلمهور والدولة‪ ،2003 ،‬تقرير املراقبة على البناء يف القدس‪ :‬خالصة توصيات واستنتاجات للجنة الرمسية برئاسة «إيتان مائري»‪،‬‬ ‫‪ ،1996/10/28‬القدس ليس املشكلة‪ ،‬بل هي احلل‪ ،‬نداف شرغاي‪ ،‬كتاب‪ :‬سيدي رئيس احلكومة ‪...‬إنها القدس»‪ ،‬إصدار دار‬ ‫الكرمل‪ ،2005 ،‬ص‪.40-37‬‬ ‫‪ )63‬على سبيل املثال‪ :‬فيصل احلسيين‪ ،‬املسؤول السابق مللف القدس يف السلطة الفلسطينية قال لصحيفة األهرام املصرية يف حزيران ‪/‬‬ ‫يونيو ‪ ،1997‬قال يف سياق املقابلة‪ :‬التحدي احلقيقي املوجود أمام الفلسطينيني اليوم يتمثل يف مسألة البناء يف القدس‪ ،‬حتى لو كان ذلك‬ ‫بدون سكان متأله»‪ .‬وهناك تصرحيات أخرى حتمل ذات الروح‪ ،‬لكنها تصعيدية أكثر جاءت على لسان «خليل التفكجي»‪ ،‬الدميوغرايف‬ ‫الفلسطيين الذي يعمل يف «بيت الشرق»‪ ،‬وقد عينه عثمان ناصر‪ ،‬احملافظ السابق ملدينة القدس‪ ،‬املعني من قبل السلطة الفلسطينية‪.‬‬ ‫‪ )64‬هآرتس‪ ،‬مئات الشقق السكنية اليت بناها الفلسطينيون يف شرقي القدس فارغة بدون سكان‪.1997/5/27 ،‬‬ ‫‪ )65‬البناء غري القانوني يف القدس‪ ،‬مركز القدس‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪46‬‬


‫الفصل الثالث‪ :‬عقبة عدم وجود األراضي في القدس أمام التخطيط والبناء‬ ‫ ‪-‬قرار النائب العام مبنع تسوية األراضي يف شرقي القدس‪ ،‬وأسبابه‬ ‫ ‪-‬األضرار النامجة عن عدم وجود تسوية األراضي يف شرقي القدس‬ ‫ ‪-‬ضرورة ترتيب األراضي يف شرقي القدس‬ ‫ ‪-‬عوائق أخرى ملنح رخصة البناء يف شرقي القدس‬

‫‪47‬‬


‫لماذا ترفض «إسرائيل» تسوية وضع األراضي في القدس؟‬ ‫حالة السيطرة اإلسرائيلية احملدودة على خمتلف حدود مدينة القدس‪ ،‬نابعة يف األساس من مشاكل‬ ‫مرتبطة بقضايا التخطيط السكاني‪ ،‬ال سيما يف شرقي املدينة‪ ،‬ومتنع الدولة من القيام مبشاريع‬ ‫إسكانية يف هذه املناطق(‪.)66‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن التطرق إىل هذه املشاكل التقنية والفنية واهلندسية كسبب رئيس لإلعاقة احلاصلة‬ ‫يف البناء اليهودي يف القدس‪ ،‬فإن ذلك ال يلغي حقيقة مهمة تتعلق بتوصية املستشار القانوني الذي طلب‬ ‫عدم القيام بأي عملية ميدانية إلجراء تسوية لألراضي يف شرقي القدس‪.‬‬ ‫وقد مت إقرار هذه التوصية فور انتهاء حرب األيام الستة ‪ ،1967‬إىل أن توىل «مائري مشغار» منصب‬ ‫املستشار القانوني للحكومة‪ ،‬وقد متسك معظم القانونيني اإلسرائيليني بهذه التوصية على مر السنوات‬ ‫الطويلة‪ ،‬مبا يف ذلك املستشار القانوني احلالي للحكومة‪.‬‬ ‫وجاءت النتيجة العملية ملثل هذا القرار القانوني‪ ،‬أن وضع املزيد من الصعوبات والعقبات أمام إخراج‬ ‫خطط البناء إىل حيز الوجود‪ ،‬بسبب أن عدداً كبرياً من مساحات األراضي املخصصة هلا يف شرقي‬ ‫املدينة‪ ،‬ليست مسجلة يف أوراق الطابو‪ ،‬ووضعها القانوني غري منظم بعد بصورة نهائية‪ ،‬أو أن جز ًءا‬ ‫آخر من هذه األراضي دخلت مرحلة التسوية يف العهدين الربيطاني واألردني‪ ،‬ومت جتميد إجراءاتهما‬ ‫من قبل «إسرائيل»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إطالقا للبناء عليها وهي يف هذا‬ ‫وبالتالي فإن اإلجابة العملية على هذه ااملعوقات‪ ،‬يتمثل يف أنه ال جمال‬ ‫الوضع غري الطبيعي‪.‬‬

‫أكثر من ذلك‪ ،‬فإن هذا الوضع املعلق على طبيعة ملكية هذه األراضي جنم عنه مشاكل هلا أول‬ ‫وليس هلا آخر‪ ،‬من قبيل‪ :‬مشاكل بني اجلريان‪ ،‬ابتزاز مالي‪ ،‬تهديدات‪ ،‬وغريها من القضايا اليت‬ ‫عرفتها دوائر الشرطة اجلنائية يف القدس‪.‬‬ ‫املسؤولة السابقة لقسم التخطيط اخلاص بالقدس يف وزارة الداخلية‪« ،‬بينات شوارتس»‪ ،‬قررت ذلك‬ ‫منذ فرتة طويلة‪ ،‬وقالت‪« :‬إن مشكلة املشاكل هي هوية ملكية هذه األراضي»‪.‬‬ ‫‪ )66‬مشلت خريطة احلكومات اإلسرائيلية لالستيطان يف منطقة القدس الكربى‪« :‬أفرات وغوش عتيسون‪ ،‬ومعاليه أدوميم‪ ،‬وغفعات‬ ‫زئيف»‪ ،‬وجيري البناء فيها بطاقة كاملة‪ ،‬وقد أشار الباحثون اجلغرافيون منذ أعوام طويلة إىل الصلة الوثيقة بني حدود بلدية القدس‬ ‫والقدس الكربى‪ .‬وكان اهلدف األبعد‪ ،‬تهويد القدس وترسيخ وضعها كعاصمة أبدية «إلسرائيل»‪ ،‬لذلك اختذت احلكومات إجراءات‬ ‫عدة لتكون قيد التنفيذ‪ :‬فتح الطريق املوصل حلائط الرباق‪ ،‬بناء احلي اليهودي يف املدينة القدمية‪ ،‬تنشيط احلياة يف جبل املكرب‪ ،‬حيث‬ ‫مبان سكنية‪ ،‬بناء سور آخر حول‬ ‫توجد مؤسسات حيوية‪ ،‬كمستشفى هداسا واجلامعة العربية‪ ،‬ربط جبل املكرب بالقدس بواسطة ٍ‬ ‫القدس كجزء من عمل دفاعي ضد أي عمل عسكري عربي‪ ،‬توطني ‪ 7‬آالف يهودي كدفعة أوىل يف املنشآت اجلديدة‪ .‬املرتجم‬ ‫‪48‬‬


‫ً‬ ‫تفصيال‪ ،‬تضيف‪ :‬فإن العقبة احلقيقية اليت تواجهنا عند الشروع يف التخطيط ملشروع ما يف‬ ‫أكثر‬ ‫القدس‪ ،‬تتمثل يف غياب التسجيل القانوني املنظم ألصحاب األراضي!‬ ‫واملؤسسة اإلسرائيلية ال تستطيع الشروع يف مشاريع بناء داخل مدينة القدس دون أن تتعرف إىل املالك‬ ‫األصلي لألرض اليت سيقام عليها املشروع(‪.)67‬‬ ‫كما أن من جاء خلفها يف هذا املنصب‪« ،‬غايا كابونكي» أكد أن هناك العديد من مساحات‬ ‫األراضي الواسعة يف شرقي القدس‪ ،‬ما زالت تسويتها غري منظمة وغري واضحة‪ ،‬وال بد من تغيري هذا‬ ‫الوضع للشروع ً‬ ‫فعال يف إقامة املشاريع اليهودية(‪.)68‬‬ ‫وقبل أن نتحول إىل قراءة التبعات والنتائج املرتتبة على قرار عدم تسوية األراضي يف مدينة القدس‪،‬‬ ‫وآثارها الصعبة على عمليات البناء‪ ،‬ال بد لنا من وقفة مطولة مع بعض التفصيل يف التوقف عند عدد‬ ‫من األسباب املهمة لعدم تسوية األراضي‪ ،‬وهي على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫أو ً‬ ‫ال‪ :‬األسباب السياسية‪:‬‬ ‫دولة «إسرائيل» ختشى من ردود الفعل الدولية يف حال اختذت أي خطوة من شأنها تغيري الواقع السياسي‬ ‫ملناطق مدينة القدس‪ ،‬ال سيما تلك الواقعة خارج حدود اخلط األخضر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ضمنا بعالقة «إسرائيل» مع مالك الكنائس املسيحية‪ ،‬اليت تسيطر‬ ‫وهذا التخوف اإلسرائيلي مرتبط‬ ‫على مساحات واسعة من األراضي يف األماكن احلساسة يف مدينة القدس‪.‬‬ ‫ويف معرض الردود اليت قدمتها «إسرائيل» رداً على اعرتاضات رفعها مواطنون عرب إىل حمكمة العدل‬ ‫ً‬ ‫جماال للشك أن‬ ‫العليا ضد دائرة تنظيم األراضي يف وزارة القضاء‪ ،‬أعلنت اجلهات الرمسية مبا ال يدع‬ ‫ما مينعها من البت يف املضي ً‬ ‫قدما يف إجراءات تنظيم األراضي هي صعوبات سياسية بالدرجة األوىل(‪.)69‬‬ ‫فقط يف اآلونة األخرية‪ ،‬أوضحت مصادر مكتب املستشار القانوني للحكومة اإلسرائيلية‪ ،‬أن أحد‬ ‫األسباب األساسية لتجميد إجراءات عملية تنظيم األراضي يف مدينة القدس‪ ،‬مرتبطة بشكل وثيق‬ ‫باالعتبارات السياسية‪ ،‬وبعالقات «إسرائيل» الدبلوماسية يف اخلارج‪.‬‬ ‫‪ )67‬تقرير التخطيط اخلاص بشرقي القدس‪ ،‬مت إعداده من قبل جلنة التخطيط املقدسية وتوجيهه إىل وزارة اخلارجية‪ ،‬بتاريخ‬ ‫‪ ،2003/4/28‬كما ورد ذلك يف تقرير بعنوان‪ :‬كمني التخطيط‪ ،‬وصدر يف كانون أول ‪ /‬ديسمرب ‪.2004‬‬ ‫‪ )68‬نشرة «غلوبس»‪ ،‬غرب القدس هي احلل‪ ،2006/6/25 ،‬مقابلة أجرتها الصحفية «أوريت بارغيل» مع «كابونكي»‪.‬‬ ‫‪ )69‬إليك على سبيل املثال احلكم الذي أصدرته قاضية حمكمة العدل العليا «داليا دورنر» رقم ‪ ،2000/660‬بتاريخ ‪،2002/5/28‬‬ ‫لصاحل سليمان حجازي وغازي صيام‪ ،‬ضد وزارة القضاء‪.‬‬ ‫‪49‬‬


‫ثانياً‪ :‬التخوف من عمليات التزييف‪:‬‬

‫ً‬ ‫احملامي «يورام بار سيلع»‪ ،‬الذي عمل سنوات طويلة مستشاراً‬ ‫قانونيا لبلدية القدس‪ ،‬ويف فرتة الحقة عني‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مستشاراً‬ ‫ضمنيا عن مسائل البناء والتخطيط‪،‬‬ ‫مسؤوال‬ ‫قانونيا للحكومة اإلسرائيلية‪ ،‬مبعنى أنه كان‬ ‫يقول يف أحد لقاءاته‪« :‬كان هناك ختوف حقيقي من وجود جهود حثيثة ألوساط معادية حتاول بسط‬ ‫سيطرتها على أحناء خمتلفة من مدينة القدس‪ ،‬ومن هذه اجلهات دول وتيارات قومية عربية!»‬ ‫ويضيف‪« :‬جزء أساسي من التخوف اإلسرائيلي كان يكمن يف أن مضي اجلهات املسؤولة عن تنظيم‬ ‫األراضي‪ ،‬سيعين بصورة أو بأخرى أن تنضم جهات خارجية لتقدم دعاوى قانونية بادعاء ملكيتها هلذه‬ ‫األراضي يف بعض املناطق االسرتاتيجية»‪.‬‬ ‫ويواصل «بار سيلع»‪« :‬هذا هو السبب احلقيقي الذي منع احلكومة اإلسرائيلية سنوات طويلة من‬ ‫مواصلة جهود تسوية األراضي يف مدينة القدس‪ ،‬ولذلك فإن عودة تارخيية إىل الوراء يشري إىل أن‬ ‫األتراك‪ ،‬ومن خلفهم الربيطانيون‪ ،‬مل يقوموا بإجراءات لتسوية األراضي يف املدينة القدمية من القدس‪،‬‬ ‫فقد خافوا ً‬ ‫فعال من سيطرة «الوقف» على األراضي هناك»(‪.)70‬‬ ‫كما أن احملامي «إيتان جيفع»‪ ،‬الذي اخنرط لسنوات طويلة يف نقاشات مهمة حول موضوع األراضي‬ ‫يف القدس‪ ،‬ويعترب من أهم اخلرباء اإلسرائيليني يف هذا اجملال‪ ،‬يتحدث عن ختوفات إسرائيلية جادة‬ ‫تقف خلف التلكؤ احلاصل يف تنظيم أراضي القدس‪.‬‬ ‫وقد عمل «جيفع» فرتة من الزمن كمراقب يف جلنة املدراء العامني اليت قامت بتوأمة أراضي القدس‬ ‫والضفة الغربية فور انتهاء حرب األيام الستة عام ‪.1967‬‬ ‫ويروي عدداً من التخوفات اليت تنتاب صناع القرار اإلسرائيليني من مغبة اختاذهم قراراً من ذلك النوع‬

‫بتنظيم أراضي القدس‪ ،‬ومنها أن هذا القرار قد جيلب علينا عشرات الدعاوى اليت يعرتيها العديد‬ ‫ً‬ ‫فعليا فقدان العديد من السكان اليهود ألراضيهم اليت‬ ‫من مؤشرات التزييف والتزوير‪ ،‬وهو ما يعين‬ ‫كانت حبوزتهم منذ زمن احلكم الرتكي واالنتداب الربيطاني‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬غياب التعاون مع األردن‬ ‫ملفات تسوية األراضي يف مدينة القدس‪ ،‬كانت يف البداية حبوزة السلطات األردنية يف أجزاء حمددة‬ ‫من شرقي القدس‪ ،‬لكن عمليتهم مل تصل إىل نهاياتها‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فإن مجيع الوثائق الالزمة إلمتام‬ ‫هذه القضية ما زالت يف خزائن الدولة األردنية يف عمان‪.‬‬ ‫‪ )70‬جاء ذلك يف حديث له مع مؤلف الكتاب‪ ،‬متوز ‪/‬يوليو ‪.2009‬‬ ‫‪50‬‬


‫ومن أجل استكمال هذه املهمة‪ ،‬فإن ذلك يتطلب من اجلهات اإلسرائيلية الرمسية احلصول على‬ ‫تفاصيل الوثائق املذكورة‪ ،‬ومنها‪ :‬التسجيالت الرمسية‪ ،‬شهادات‪ ،‬إثباتات‪ ،‬وكلها حيتفظ بها‬ ‫األردنيون وحدهم‪.‬‬ ‫ومنذ سنوات عديدة‪ ،‬يرفض األردن بصورة واضحة إبداء التعاون الالزم مع السلطات اإلسرائيلية للعثور‬ ‫على هذه الوثائق‪ ،‬وهي اليت تعترب «كنوزاً» حقيقية يف نظر صانع القرار اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬لبعد املالي‬ ‫حسب التقديرات اليت وضعتها جهات االختصاص يف ملف القدس‪ ،‬فإن الوصول لنهاية كاملة مللف‬ ‫ً‬ ‫تقريبا ‪ 100‬مليون شيكل(‪.)71‬‬ ‫تسوية األراضي شرقي املدينة‪ ،‬سيصل تكلفته‬ ‫حتد خميف يتمثل يف أن ذلك يتطلب دفع‬ ‫كما يربز أمام خطوة استكمال جهود تسوية أراضي القدس‬ ‫ٍّ‬ ‫ضريبة قدرها ‪ %3‬من املبلغ اإلمجالي وفق القانون النافذ يف هذا السياق‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬ختوفات من تغيري الوضع القائم‬ ‫عدد من املهنيني املختصني يف ملف تسوية األراضي يف مدينة القدس‪ ،‬يعتقدون هناك ما ينتظر‬ ‫اإلسرائيليني من «خطر مزدوج»!‬ ‫‪ -1‬اخلطر األول‪ :‬إمكانية أن تصل دعاوى مزيفة حول ملكية األراضي اليت متلكها الدولة‪ ،‬من‬ ‫خالل سلطة التطوير والصندوق القومي اليهودي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫متاما لألول‪ ،‬ويتمثل يف إمكانية تورط الدولة يف «مستنقع‬ ‫‪ -2‬اخلطر الثاني‪ :‬وهو معاكس‬ ‫سياسي»‪ ،‬إذا ما حصل‪ ،‬كما يتوقع الكثريون ّ‬ ‫أن يتم اكتشاف أن العديد من مساحات األراضي‬ ‫يف القدس يتم نقلها مللكية الدولة‪ ،‬أو أن أجزاء من املدينة القدمية يتم اكتشاف أنها ذات ملكية‬ ‫يهودية خاصة‪.‬‬

‫سادساً‪ :‬خشية السكان احملليني‬ ‫تشري التقديرات املتوافرة إىل أنه يف حاالت كثرية‪ ،‬حصلت مناوشات كبرية بني جهات من السكان‬ ‫احملليني من جهة‪ ،‬وبني سلطات التسجيل يف بلدية القدس‪ ،‬بعد أن مت اكتشاف أنهم يقيمون يف منازل‬ ‫تعود ملكيتهم هلا بدون وجه حق(‪.)72‬‬ ‫ً‬ ‫تقريبا وفق السعر احلالي للشيكل اإلسرائيلي ‪ 37 :‬مليون دوالر!‬ ‫‪ )71‬يعين ذلك‬ ‫‪ )72‬هذه الفئة تتناول أولئك املقدسيني الذين كانوا يقيمون داخل حدود «إسرائيل»‪ ،‬ومتلكوها يف وقت الحق‪ ،‬ومنذ تاريخ ‪،1947/11/29‬‬ ‫حيث صدر قرار التقسيم‪ ،‬بات اعتبارهم أنهم يقيمون يف أراضي العدو! وتفسري ذلك يعين أن سكان شرقي القدس الذين مل يكونوا‬ ‫مقيمني فيها بتاريخ ‪ ،1968/6/28‬حيث بدأ احلكم القانوني اإلسرائيلي على شرقي القدس‪ ،‬بات اعتبارهم بأنهم ميكثون يف أراضي‬ ‫‪51‬‬


‫على سبيل املثال‪ ،‬فإن كان هناك جمموعة من اإلخوة‪ ،‬ورثوا قطعة أرض عن أبيهم‪ ،‬ويعيشون يف هذه‬ ‫ً‬ ‫تلقائيا إىل ما يسمى «دائرة أمالك الغائبني»‪.‬‬ ‫األثناء يف اخلارج‪ ،‬فإن القانون اإلسرائيلي حييلها‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪ ،‬من بينها أجواء التشكيك وانعدام الثقة بني السلطات اإلسرائيلية‬ ‫هلذا السبب وأسباب أخرى‬ ‫وجزء أساسي من سكان شرقي القدس‪ ،‬فليس هناك من اطمئنان واضح أن معظم هؤالء السكان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حقيقيا مع السلطات يف عملية تسوية األراضي‪ ،‬من خالل تسلميهم للوثائق اليت حبوزتهم‬ ‫تعاونا‬ ‫سيبدون‬ ‫حول ملكيتهم هلذه األراضي‪.‬‬ ‫هنا يبدو جديراً احلديث عن امتناع عدد كبري من سكان شرقي القدس عن توثيق عمليات بيع‬ ‫األراضي وشرائها‪ ،‬للتهرب من دفع الضرائب الالزمة اليت يقرها القانون اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬وبغض النظر عن مجيع تلك األسباب‪ ،‬فإن عدم مضي السلطات اإلسرائيلية يف خطوة تسوية‬ ‫أراضي القدس‪ ،‬جنم عنه مع مرور السنني سياسة كارثية تدمريية‪ ،‬وكشف النقاب عن «وكر» من‬ ‫املخالفات القانونية والتخبط التخطيطي‪ ،‬وأسفر يف النهاية عن أضرار هائلة‪ ،‬سواء كان ذلك على‬ ‫املواطنني أنفسهم‪ ،‬أو على الدولة األهم(‪.)73‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬فإن ما تعيشه القدس اليوم من حاالت تسجيل أراضي بصورة مزدوجة‪ ،‬أو تنفيذ صفقات‬ ‫ً‬ ‫وأحيانا بالعنف‪ ،‬أو من خالل‬ ‫شراء خمالفة للقانون‪ ،‬والسيطرة على أراضي القدس بقوة الذراع‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الحقا‪،‬‬ ‫اللجوء إىل عمليات التزييف والتزوير سيؤدي إىل أن يفقد يهود كثر‪ ،‬ومن ثم الدولة اإلسرائيلية‬

‫مساحات شاسعة من أراضي القدس!‬ ‫والبلدية من جهتها‪ ،‬ال تستطيع القيام بأعمال التخطيط‪ ،‬وتنفيذ أعمال مرافق البنى التحتية‪،‬‬ ‫كالصرف الصحي‪ ،‬شبكات الكهرباء‪ ،‬الطرق العامة‪ ،‬بدون تزويدها بالوثائق الالزمة من قبل دائرة‬ ‫املعلومات اجلغرافية(‪.)74‬‬

‫العدو‪ .‬يظهر ذلك ً‬ ‫جليا يف تقرير «كمني التخطيط»‪« ،‬ناتاي ماروم»‪ ،‬كانون أول ‪ /‬ديسمرب ‪.2004‬‬ ‫‪ )73‬يربز ذلك بصورة جلية يف ورقة عمل قدمتها جهات مهنية متخصصة يف بلدية القدس‪ ،‬يونيو ‪.2008‬‬ ‫‪ )74‬اعتزم تنظيم إسرائيلي مييين يطلق على نفسه اسم «الصندوق من أجل أراضي إسرائيل» االستيالء على أراض يف مشال شرقي القدس‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تفويضا من‬ ‫زاعما أن حبوزته‬ ‫بادعاء تواجد بلدة «عطاروت» فيها‪ ،‬اليت مت إخالؤها بتاريخ ‪« 1948/5/17‬يف أعقاب هجمات أردنية»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫دومن «مبلكية يهودية»‪ .‬املرتجم‬ ‫«مالكني لألرض وورثتهم» باالستيالء على ‪ 300‬دومنا من أصل ‪ٍ 1150‬‬ ‫‪52‬‬


‫األضرار الناجمة عن عدم تسوية أراضي شرقي القدس‬

‫أو ً‬ ‫ال‪ :‬املس بأحقية التملك‬ ‫ً‬ ‫عمليا‪ ،‬ال يستطيع أي مواطن البناء على أرض ال يعرف حقيقة ملكيتها‪ ،‬والطريقة املثلى إلثبات ذلك‬ ‫هي دائرة الطابو‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فمن مل حيصل على شهادة من دائرة الطابو مبلكية األرض اليت يبين‬ ‫عليها‪ ،‬فلن حيصل ببساطة على رخصة للبناء‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬سرقة األراضي‬ ‫هناك ظاهرة بدأت تنتشر يف السنوات األخرية يف مشال القدس‪ ،‬وبعض األجزاء األخرى‪ ،‬تتمثل بقيام‬ ‫أراض غري مسجلة يف الطابو‪ ،‬ألن أصحابها‬ ‫عدد من األشخاص «احملتالني» ببناء ٍ‬ ‫مبان سكنية على ٍ‬ ‫احلقيقيني يقيمون يف مناطق ما وراء البحار‪.‬‬ ‫وقد نقلت صحيفة هآرتس عن حمام ضليع يف قضايا تعويض شبكات التزوير والتزييف يف القدس‪،‬‬ ‫ً‬ ‫استخداما يف القدس‪ ،‬هي أن يقوم هذا «احملتال» بشراء أرض ُ‬ ‫تَ ُّد أرضه احلقيقية‬ ‫أن الطريقة األكثر‬ ‫بصورة غري قانونية‪.‬‬ ‫كما يلجأ آخرون إىل بيع أراض ألناس يقيمون يف اخلارج‪ ،‬كما تكرر أن يقوم أناس كلفهم أصحاب‬ ‫األرض األصليون حبمايتها وحراستها‪ ،‬ببيعها ومتلكها يف وقت الحق‪ ،‬ويف أوقات أخرى مت بيع هذه‬ ‫األرض عدة مرات ألكثر من تاجر أو مسسار(‪!)75‬‬ ‫وقد حذر يف وقت الحق «رون فارنيك» مسئول تسجيل األراضي يف بلدية القدس أن السنوات األخرية‬ ‫شهدت ظاهرة لتزوير ملكية األراضي يف شرقي القدس من قبل السلطة الفلسطينية(‪.)76‬‬ ‫وهو ما أكده «تساحي كاتس» مسئول قسم الرتاخيص واملراقبة يف البلدية‪ ،‬خالل اجتماع للجنة‬ ‫الداخلية يف الكنيست يف أيار ‪ /‬مايو ‪ ،2008‬وإعالنه أن البلدية لن جتد نفسها مضطرة ملنح املزيد من‬ ‫ً‬ ‫رمسيا يف دائرة الطابو(‪.)77‬‬ ‫رخص البناء إذا مل يتم تسجيل أرض البناء‬ ‫ثالثاً‪ :‬تسويات مشكوك فيها‬ ‫يف ضوء أن عدداً كبرياً من أراضي شرقي القدس غري مسجلة يف دائرة الطابو‪ ،‬فقد جرت العادة أن‬

‫تكتفي البلدية يف الكثري من األحيان ببعض األعراف االجتماعية‪ ،‬من أجل إثبات ملكية األرض‪،‬‬ ‫ومنها‪ :‬تواقيع اجلريان‪ ،‬إثبات دفع الضرائب الالزمة‪ ،‬وثيقة قانونية من مكتب حماماة رمسي‪ .‬ويف‬ ‫‪ )75‬ملزيد من التفاصيل‪ :‬انظر تقرير «عمريه هاس»‪ ،‬هآرتس ‪.2003/1/15‬‬ ‫‪ )76‬السلطة الفلسطينية تزيف ملكية األراضي يف القدس‪ ،‬القناة السابعة‪.2005/5/2 ،‬‬ ‫‪ )77‬احملضر رقم ‪ 367‬من اجتماعات جلنة الداخلية ومحاية البيئة يف الكنيست‪ ،‬بتاريخ ‪ ،2008/5/28‬ص‪.24‬‬ ‫‪53‬‬


‫السنوات األخرية بدأت البلدية تعتمد ما يعرف بـ«ورقة املختار»‪ ،‬الذي يوقع على خارطة توضيحية‬ ‫للمدينة تتطابق مع خارطة البلدية‪ .‬لكن ذلك منح أصحاب األراضي الذين مل يقوموا بتسوية رمسية هلا‬ ‫الفرصة للتهرب من اإلجراءات التنظيمية املتعارف عليها(‪.)78‬‬ ‫يف املقابل‪ ،‬فإن هناك من يدعي أن عدداً من املخاتري من استلم «مبالغ مالية» مقابل توقيعه هلذه اخلارطة‬ ‫أو تلك‪ ،‬وأن عدداً كبرياً من هذه التوقيعات مل تكن مطابقة للواقع(‪.)79‬‬

‫‪« )78‬كمني التخطيط»‪ ،‬التقرير الذي أعده «ناتي ماروم» يف كانون أول‪/‬ديسمرب ‪ ،2004‬ص‪.62‬‬ ‫‪ )79‬وقد أدىل مسؤول يف وزارة الداخلية بشهادته حول هذه الظاهرة يف نقاش حكومي حصل أواخر عام ‪.2008‬‬ ‫‪54‬‬


‫رابعاً‪ :‬صعوبات يف ختطيط أراضي اجلمهور‬ ‫يف املناطق غري املسجلة‪ ،‬ليس باإلمكان القيام بتنفيذ خطة «التوحيد والتقسيم»‪ ،‬ومبوجبها سيتم‬ ‫ً‬ ‫وانطالقا‬ ‫ختصيص ما يقرب من ‪ %40‬على األقل من أراضي مدينة القدس ألغراض االستخدام العام‪،‬‬ ‫أراض الستخدام‬ ‫من هذا السبب‪ ،‬فإنه يف مناطق عديدة من شرقي املدينة‪ ،‬ليس باإلمكان ختصيص ٍ‬ ‫اجلمهور‪ ،‬وبالتالي عدم القدرة على إقامة مرافق عامة كالبنى التحتية يف هذه املناطق‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬صفقات مضادة‬ ‫غياب سجالت الرتخيص الرمسي يف دائرة الطابو يعين من خالل التجربة العملية إمكانية القيام بتنفيذ‬ ‫صفقات بيع وشراء مضادة يف آن واحد‪.‬‬ ‫سادساً‪ :‬نزاعات اجلريان‬ ‫ال ميكن حبال من األحوال الوصول إىل مرحلة احلسم يف حل اخلالفات الناشبة بني اجلريان الذين‬ ‫يتنازعون على ملكية هذه األرض أو تلك‪ ،‬خاصة إذا ما نشبت اخلالفات على حدود األراضي وملكيتها‪.‬‬ ‫سابعاً‪ :‬تسجيالت مضادة وابتزاز ورشوة‬ ‫يف العديد من احلاالت‪ ،‬ثبت عدم وجود حالة من التوأمة والتشابه بني السجالت املقدمة من قبل مالك‬ ‫األراضي العرب‪ ،‬واألوراق الرمسية املوجودة يف دائرة الطابو‪ .‬هذا األمر جيلب يف أعقابه إجراءات‬ ‫قانونية‪ ،‬وخالفات جريان‪ ،‬وبالتالي جيد العاملون يف جمال تسوية األراضي أنفسهم عرضة لالبتزاز‬ ‫تارة‪ ،‬وتقديم الرشاوى تارة أخرى‪.‬‬ ‫الحسم المطلوب في تسوية األراضي شرقي القدس‬ ‫إذا ما أردنا إجراء عملية تقييم للمكاسب واخلسائر اليت قد تعود إذا ما بقيت مسألة تسوية األراضي‬ ‫غري حمسومة‪ ،‬فإنين أميل إىل كفة التسوية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا‬ ‫وهذا ما تعتقده منظمات حقوق اإلنسان العاملة يف أوساط عرب شرقي القدس‪ ،‬وهو ما يؤيده‬ ‫املستوى املهين يف بلدية القدس‪ ،‬ال سيما مهندس البلدية وعناصره‪ ،‬إىل جانب وزير شؤون القدس «رايف‬ ‫إيتان»‪ ،‬الذي تهيأ إلصدار قرار بذلك بعد أن فحص اإلمكانيات العملية عام ‪ ،2008‬وهي حماولة‬ ‫أحبطها املستشار القانوني للحكومة اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫وباإلضافة إىل مجيع هذه اجلهات‪ ،‬فإن حركات سياسية يهودية ناشطة يف القدس‪ ،‬تدعم فكرة‬ ‫التسوية من أجل بسط السيادة اليهودية على مجيع أجزاء مدينة القدس‪.‬‬ ‫‪55‬‬


‫ً‬ ‫ملزما بإيراد فقرات مهمة خاصة بهذه املسألة من اخلطة اهليكلية للقدس‬ ‫اخلالصة‪ :‬أجد نفسي‬ ‫‪ ،2000‬التقرير رقم ‪ ،4‬ص‪ ،135‬الذي أعده الفريق املكلف برئاسة «موشيه كوهني» بقوله‪:‬‬ ‫«املشكلة األكثر صعوبة يف شرقي القدس تتمثل يف غياب تسوية حقيقية ملسألة ملكية األراضي‪،‬‬ ‫إىل جانب ما يرتبط بها من سياسات تتخذها أطراف فلسطينية‪ ،‬سياسية وجنائية‪ ،‬أدى إىل انتشار‬ ‫هائل يف البناء غري القانوني‪ ،‬وسيطرة كبرية على أراضي ذات ملكية خاصة‪ ،‬ومن أجل الوصول إىل‬ ‫حل هلذه املعضلة جيب إقامة جهاز قانوني خاص يف بلدية القدس‪ ،‬من أجل تسوية املوضوع‪ ،‬بالتعاون مع‬ ‫وزارة القضاء‪ ،‬وبتمويل حكومي كامل»‪.‬‬ ‫عوائق إضافية أمام البناء في شرقي القدس‬ ‫جبانب الصعوبات املتسببة بإعاقة البناء اليهودي يف شرقي القدس‪ ،‬ال سيما غياب تسوية لألراضي‬ ‫فيها‪ ،‬فإن هناك عدداً من العوائق والعقبات اإلضافية‪ ،‬اليت أدت حتى كتابة هذه السطور إىل حدوث‬ ‫انهيار حقيقي يف أعمال البناء والتخطيط يف تلك املناطق‪ ،‬ومنها(‪:)80‬‬ ‫أو ً‬ ‫ال‪ :‬غياب التخطيط البنائي‬

‫حتى عام ‪ ،1983‬امتنعت إسرائيل عن إجراء التخطيط املنظم يف املناطق اليت ضمتها إليها عقب حرب‬ ‫العام ‪.1967‬‬ ‫وعلى هذه اخللفية‪ ،‬مل يتم إقرار اخلطة اهليكلية وباقي اخلطط التفصيلية يف تلك املناطق‪ ،‬إال وفق‬ ‫البند ‪ ،78‬حسب قانون التخطيط والبناء‪.‬‬ ‫ويف غياب هذه اخلطة‪ ،‬فقد جرى البناء طوال السنوات املاضية بدون ختطيط نظامي‪ ،‬وحسب احتياجات‬ ‫اجلمهور‪ ،‬ومن أجل مالحقة التضخم السكاني احلاصل يف شرقي القدس‪.‬‬ ‫اليوم اختلف الوضع كثرياً‪ ،‬حيث جيري البناء يف شرقي القدس يف غالبية املناطق‪ ،‬على أساس‬ ‫‪ 20‬خطة إسكانية‪ ،‬خالل السنوات الـ‪ 25‬املاضية‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬مناطق مقلصة جداً ألغراض البناء‬ ‫يف حزيران‪/‬يونيو ‪ ،1967‬بدأت «إسرائيل» تطبيق سيطرتها على مدينة القدس‪ ،‬بعد أن قامت بضم‬ ‫أجزاء واسعة من حدودها الشرقية‪ ،‬واجلنوبية‪ ،‬والشمالية‪ ،‬إىل مناطقها ذات السيادة اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫‪ )80‬قائمة العوائق هذه جاءت على أساس املصادر التالية‪ :‬تقرير اخلطة اهليكلية القدس ‪ ،2000‬ص‪ ،132‬آب ‪/‬أغسطس ‪ ،2004‬تقرير‬ ‫مدينة السالم‪ ،‬كانون أول ‪/‬ديسمرب ‪ ،2004‬استطالع اخلدمات البلدية الذي أجراه «يسرائيل كمحي»‪ ،‬بني عامي ‪،1991-1983‬‬ ‫إصدار معهد القدس ألحباث إسرائيل‪ ،‬غوستاس فاينر‪ ،‬مركز القدس ألحباث الدولة‪ ،2003 ،‬سياسة تدمريية‪ :‬هدم املنازل يف شرقي‬ ‫القدس‪..‬املعطيات والتبعات‪ ،‬مائري مرغليت‪ ،‬أيلول ‪/‬سبتمرب ‪ ،2004‬وضع التخطيط يف القدس‪ ،1987 ،‬ص‪.14-8‬‬ ‫‪56‬‬


‫ومنذ ذلك الوقت‪ ،‬قام الفلسطينيون ببناء عشرات آالف الوحدات السكنية‪ ،‬على مساحة تقدر بـ‪24.8‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تقريبا ما نسبته ‪ %40‬من‬ ‫تقريبا‪ ،‬وبقي‬ ‫كيلومرت مربع‪ ،‬بنسبة تقدر بـ‪ %30‬من مساحة القدس شرقي‬ ‫مساحتها منطقة مفتوحة طبيعية‪ ،‬وجاءت هذه التقديرات لالستجابة ملطالب دميوغرافية‪ ،‬لالحتفاظ‬ ‫بأغلبية يهودية يف القدس‪.‬‬ ‫يف نهاية األمر‪ ،‬كان ميكن البناء على مساحة تقدر بـ‪ 13‬ألف دومن‪ ،‬من أراضي شرقي القدس‪،‬‬ ‫واليوم تغري الوضع بصورة دراماتيكية‪ :‬فقد أقرت اخلطة اهليكلية اليت صادقت عليها اللجنة احمللية‬ ‫زيادة لألراضي املبين عليها بنسبة ‪ %20‬يف الوسط العربي‪ .‬وحسب اخلطة اليت قدمت من قبل اللجنة‬ ‫اللوائية‪ ،‬فقد جاء النمو يف املناطق املبنية بنسبة ‪ ،%34‬حبيث جاءت املساحة اإلمجالية للبناء يف‬ ‫دومن‪.‬‬ ‫الوسط العربي يف مدينة القدس لتصل إىل ‪ٍ 17400‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬عدم تلبية احتياجات اجلمهور‬

‫مينح قانون التخطيط والبناء للسلطات احمللية القيام بأي خطوات من شأنها تلبية احتياجات اجلمهور‬ ‫يف أعمال البناء والتوسع‪ ،‬مثل افتتاح الطرق اجلديدة‪ ،‬حدائق عامة‪ ،‬مؤسسات رمسية‪ ،‬على مساحة‬ ‫ً‬ ‫تقريبا إىل ‪ %40‬من األراضي العامة‪ ،‬وقد صادق القانون على خطة تفصيلية بهذا اخلصوص‪.‬‬ ‫تصل‬ ‫لكن الوقائع على األرض جتعل جز ًءا من سكان شرقي القدس العرب يزعمون أنه يف إطار تطبيق‬ ‫السلطات لتلك اخلطة‪ ،‬فإن بلدية القدس قامت منذ العام ‪ 1992‬بتنفيذ العديد من األعمال واملشاريع‬ ‫فقط لألحياء اليهودية‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬طبيعة البناء‬

‫ً‬ ‫«قرويا»‪،‬‬ ‫يف مناطق عديدة من شرقي القدس‪ ،‬خاصة يف جنوبها‪ ،‬فإن طبيعة البناء املقام هناك ما زال‬ ‫وجزء أساسي من السكان ما زال يواجه صعوبة حقيقية يف التأقلم مع املشاريع اإلسكانية اجلديدة‬ ‫اليت تقام وفق النموذج احلديث‪ ،‬ال سيما فيما يتعلق بالطبقات العالية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ملحوظا يف املباني العالية‪ ،‬وميكن مشاهدة‬ ‫ارتفاعا‬ ‫مقابل ذلك‪ ،‬فإن مناطق مشال القدس تشهد‬

‫العديد من هذه املباني املرتفعة‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬نسب البناء املنخفضة‬

‫حتى فرتة متأخرة من الوقت‪ ،‬كانت نسب البناء املخصصة يف شرقي مدينة القدس مقلصة جداً‪ ،‬ويف‬ ‫معظم املنطقة اليت مت اقتطاعها للبناء مت البدء مبساحة تقدر بني ‪ %75-35‬فقط‪ ،‬فيما ارتفعت النسبة‬ ‫يف مناطق غرب املدينة بنسبة تراوحت بني ‪.%140-75‬‬ ‫‪57‬‬


‫ً‬ ‫وجاءت اخلطة اهليكلية لتحدث تغيرياً‬ ‫انقالبيا يف طبيعة الوضع امليداني من أساسه‪ ،‬وتسببت بارتفاع‬ ‫ملموس كبري يف نسبة البناء‪ ،‬لكال التجمعني السكانيني‪ ،‬اليهود والعرب‪.‬‬ ‫سادساً‪ :‬غياب البنى التحتية‬ ‫يف جزء من األراضي املخصصة مل يكن هناك بد من خصم نسبة من األراضي املخصصة للبناء بسبب‬ ‫عدم وجود خدمات بنى حتتية فيها‪.‬‬ ‫مهندس البلدية الرئيس يف حينه «أوري بن إيشر»‪ ،‬قدم شهادة واضحة على ذلك بقوله‪« :‬هذه املشكلة‬ ‫وضعت «كوابح» قوية أمام التوسع يف البناء يف القدس‪ ،‬خاصة تنفيذ أعمال البنى التحتية‪ ،‬ال سيما‬ ‫افتتاح املزيد من الطرق العامة(‪.)81‬‬ ‫بصورة عامة‪ ،‬فإن النسب املتواضعة من االستثمارات اإلسرائيلية يف جمال البنى التحتية واخلدمات‬ ‫العامة يف شرق املدينة‪ ،‬عمل على وضع املزيد من الصعوبات أمام التوسع يف البناء بصورة عملية وواقعية‪.‬‬

‫‪ )81‬حول الفوارق اهلائلة يف خدمات البنى التحتية يف الوسطني اليهودي والعربي‪ ،‬ميكن احلديث عن نسب باآلالف باملئة! وممن كتب‬ ‫يف هذا املوضوع احلساس‪ :‬موقع حركة حقوق املواطن‪ ،‬مقال «نداف شرغاي»‪ :‬القدس ليست املشكلة‪ ،‬بل إنها احلل‪ ،‬تقارير خمتلفة‬ ‫لبلدية القدس‪.‬‬ ‫‪58‬‬


‫استنتاجات وتوصيات‬ ‫أو ً‬ ‫ال‪ :‬رفع معدل البناء يف األحياء القروية يف شرق القدس‬ ‫خالل السنوات املاضية‪ ،‬ونتيجة لعدد من القيود والضوابط‪ ،‬فقد حدث تراجع موضوعي يف نسبة البناء‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ورأسيا‪ ،‬ونتيجة متوقعة لطبيعة البناء القروي فقد زاد ذلك من هذه النسبة احملدودة‪.‬‬ ‫أفقيا‬ ‫العربي‪،‬‬ ‫ثانياً‪ :‬املبادرة إىل تسوية وضع األراضي يف شرقي القدس‬ ‫من الواضح أن املعدل احلالي للبناء املرتفع داخل حدود األحياء القروية يف شرق القدس‪ ،‬ما زال حتى‬ ‫اللحظة حمدوداً ومقيداً‪ ،‬بسبب سلسلة طويلة من العوائق اليت جيب إزالتها‪ .‬والعائق الرئيس الذي‬ ‫ً‬ ‫معروفا غياب تسوية نهائية لوضع‬ ‫يشكل عقبة كأداء أمام تواصل البناء وتوسعه هناك‪ ،‬هو كما بات‬ ‫األراضي يف تلك املناطق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫واضحا مبا فيه الكفاية أن غياب هذه التسويات ميس مبصاحل املواطنني والدولة على حد‬ ‫وقد أصبح‬ ‫ً‬ ‫سواء‪ .‬وهنا جيدر بنا احلديث عن تسوية تستغرق ً‬ ‫طويال وجهوداً متواصلة‪ ،‬ينبغي على احلكومة‬ ‫وقتا‬ ‫ختصيص موازنة سنوية هلا‪ .‬أكثر من ذلك‪ ،‬نوصي هنا بضرورة أن يشرف على عملية التسوية هذه‬ ‫طاقم خمتص مشرتك‪ ،‬مبشاركة‪ :‬بلدية القدس‪ ،‬ومهندس البلدية بشكل خاص‪ ،‬وموظفي وزارة‬ ‫القضاء‪ ،‬وجزء من «دائرة أراضي إسرائيل»‪ ،‬مكتب املدعي العام‪ ،‬دائرة أمالك الغائبني‪ ،‬وزارة‬ ‫الداخلية‪ ،‬ووزارة اإلسكان‪.‬‬

‫ال يغيب عن بالنا يف هذه التوصية لفت األنظار إىل أن هذه العملية الفنية‪ ،‬جيب أن يسبقها إقرار من‬ ‫ً‬ ‫طبعا‪ ،‬لتنفيذ هذه العملية‪ ،‬من خالل التنسيق الكامل مع املستشار‬ ‫املستوى السياسي‪ ،‬احلكومة‬ ‫القانوني للحكومة‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬إعادة االعتبار للمناطق اخلضراء كمناطق مفتوحة‬ ‫يتوجب على اللجنة اللوائية يف هذه احلالة أن تعود إىل سابق عهدها‪ ،‬بعد أن مت اقتطاعها لتتحول إىل‬ ‫مناطق إسكانية للعرب يف شرقي القدس‪ ،‬كمناطق خضراء مفتوحة‪ .‬وكما ورد يف تقارير رمسية‬ ‫ً‬ ‫قدما يف عملية ختطيط املناطق اخلضراء اليت ُح ّول جزء منها إىل مناطق بناء‪،‬‬ ‫سابقة‪ ،‬جيب املضي‬ ‫ال سيما تلك اليت باتت مناطق حماذية بني األحياء العربية داخل احلدود القانونية ملدينة القدس‪ ،‬وبني‬ ‫األحياء العربية املوجودة خارج حدودها‪.‬‬ ‫وهنا ميكن مالحظة تطورات بعيدة املدى هلذه التغريات على مستقبل مدينة القدس‪ ،‬وعلى إمكانية‬ ‫احملافظة على املدينة موحدة كاملة‪ ،‬وللحيلولة دون تقسيمها(‪.)82‬‬ ‫ً‬ ‫مسحا يف أوساط اإلسرائيليني طرح السؤال التالي‪« :‬من الذي ينبغي أن ميلك احلق‬ ‫‪ )82‬أجرى معهد «إديلسون للدراسات اإلسرتاتيجية»‬ ‫‪59‬‬


‫رابعاً‪ :‬وضع حد للهجرة السلبية‬

‫تبدو األمور يف مدينة القدس من ناحية اهلجرة السلبية لسكانها اليهود آخذة يف االزدياد رويداً رويداً‪،‬‬ ‫ما يستدعي إدارة «النزاع الدميوغرايف» للحفاظ على األغلبية اليهودية يف القدس‪ ،‬من خالل وضع حد‬ ‫نهائي هلذه الظاهرة السلبية من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى حتفيز جذب اليهود إليها‪.‬‬ ‫يف هذا اإلطار مت الشروع بعدد من اخلطوات‪ ،‬سواء من قبل مركز القدس لشؤون اجلمهور والدولة‪،‬‬ ‫أو من قبل معهد القدس ألحباث «إسرائيل»‪ ،‬أو من خالل مؤسسات رمسية حكومية(‪.)83‬‬ ‫وهنا تبدو اخلطوات املطلوب تنفيذها ملواجهة مثل هذه الظاهرة‪ ،‬سياسية بالدرجة األوىل‪ ،‬ومن أهمها‬ ‫إفساح اجملال القتطاع املزيد من مساحات األراضي ألغراض البناء‪ ،‬والسماح بإقامة البناء «املكتظ»‪،‬‬ ‫وبناء آالف الشقق السكنية‪ ،‬إىل جانب توسيع جماالت االستثمار والعمل يف مدينة القدس‪.‬بدون ذلك‪،‬‬ ‫ستبقى اخلطط حرباً على ورق‪ ،‬ولن يطرأ تغري ملموس يف امليزان الدميوغرايف السليب‪ ،‬الذي يؤثر بدوره‬ ‫يف األغلبية اليهودية يف القدس بشكل خطري‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬فحص توجهات سكان القدس العرب على املدى البعيد‬ ‫جيب األخذ بعني االعتبار إمكانية تغري ميزان اهلجرة احلالي داخل مدينة القدس‪ ،‬ففي املاضي كان‬ ‫ً‬ ‫سلبيا‪ ،‬يف ضوء هجرة آالف السكان من مناطق األرياف‪ ،‬خارج حدود‬ ‫ميزان اهلجرة للسكان العرب‬ ‫املدينة القانونية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اليوم يبدو الوضع مغايراً‬ ‫كليا‪ ،‬ويف ضوء إقامة اجلدار العازل‪ ،‬فإن هناك عشرات اآلالف من عرب‬

‫القدس عادوا إىل املدينة‪ ،‬حتى ال خيسروا موقفهم القانوني‪ ،‬وحصوهلم على االمتيازات واحلقوق‬ ‫املختلفة اليت متنح هلم‪.‬‬ ‫ويف مرحلة زمنية ما‪ ،‬من املتوقع أن حيصل استقرار مؤقت يف ميزان اهلجرة السكاني‪ ،‬وليس مستبعداً‬

‫بتقرير مستقبل القدس؟» جاءت اإلجابات على النحو التالي‪ :‬رئيس الوزراء ‪ ،%5‬الكنيست واحلكومة ‪ ،%11‬اليهود فقط ‪ ،%29‬كافة‬ ‫مواطين دولة إسرائيل ‪ ،%31‬كافة يهود الشتات ‪ .%14‬املرتجم‬ ‫‪ )83‬طرح مؤمتر هرتسيليا السنوي يف إسرائيل معضلة أطلق عليها «استمرارية الوجود اليهودي يف القدس»‪ ،‬ومن التدابري اليت جرى اختاذها‬ ‫يف هذا السياق‪ :‬أ‪ -‬الدميوغرافيا‪ :‬حيث يوجد نواح سلبية خمتلفة يف هذه املسألة‪ ،‬على اعتبار أن األغلبية اليهودية ستتآكل يف املرحلة‬ ‫البت يف الوضع النهائي للقدس‪ ،‬ب‪ -‬اجملتمع واالقتصاد‪ :‬فالقدس هي أفقر املدن يف «إسرائيل»‪ ،‬وهي رمبا تكون حقيقة‬ ‫القادمة‪ ،‬حتى ّ‬ ‫غريبة بعض الشيء‪ ،‬مع أنها املدينة اليت بات يرحل عنها األغنياء ويبقى فيها الفقراء‪ ،‬وهو ما يتسبب يف منو شرحية سكانية فقرية‪،‬‬ ‫وهذا أمر بالغ اخلطورة على توازنها‪ ،‬ت‌‪ -‬السياحة‪ :‬فأوضاعها غري مستقرة يف املدينة‪ ،‬وبالتالي تؤثر يف توظيف السكان فيها‪ ،‬ث‌‪-‬األمن‪:‬‬ ‫السيما أن القدس هي إحدى املدن األكثر تأثراً بالعمل الفدائي‪ ،‬برغم أن اجلدار العازل ساهم يف حتسني الوضع األمين‪ ،‬ج‌‪ -‬الصورة‪:‬‬ ‫يرى أغلب اإلسرائيليني أن القدس مدينة ضعيفة‪ .‬اجلدير بالذكر أن هذا املؤمتر تؤخذ توصياته على أنها مشاريع قرارات ينبغي تنفيذها‬ ‫من قبل جهات االختصاص‪ .‬املرتجم‬ ‫‪60‬‬


‫أن يستقر الوضع كما هو عليه احلال يف بعض املدن الكربى داخل إسرائيل‪ ،‬حبيث يبدو عدد‬ ‫ً‬ ‫متساويا إىل حد بعيد مع عدد الداخلني إىل املدينة‪ ،‬مقدراً بعدة آالف متناثرة‪ ،‬كما حيصل‬ ‫املغادرين‬ ‫ً‬ ‫حاليا مع يهود مدينة القدس‪.‬‬ ‫اخلالصة من ذلك‪ ،‬أن املخطط السكاني للعرب يف مدينة القدس جيب أن يؤسس على فرضية مفادها‬ ‫أنه ليس بالضرورة أن كل عربي يولد يف القدس أن يبقى فيها إىل األبد!‬ ‫املخطط البنائي للعرب يف مدينة القدس جيب ً‬ ‫حتما أن يأخذ يف احلسبان نسبة معينة قابلة للهجرة وترك‬ ‫املدينة‪ ،‬ونسبة أخرى ميكن أن تندرج يف إطار تبادل السكان‪ ،‬كما هو حاصل يف مدن أخرى يف‬ ‫«إسرائيل» والعامل‪.‬‬

‫‪61‬‬


‫مــالحــق الــدراســة‬

‫(‪)84‬‬

‫ملحق تعريفي بأهم مستوطنات القدس احملتلة‬

‫ً‬ ‫رمسيا يف احلادي عشر من‬ ‫‪ -1‬مستوطنة آدم‪ :‬أقيمت بصورة غري شرعية يف ‪ 1983/7/5‬وأعلنت‬ ‫أبريل ‪ /‬نيسان ‪ ،1984‬وصودق على إقامتها يف ‪ ،1984/5/14‬تقع يف الشمال الشرقي من‬ ‫القدس‪ ،‬على بعد ‪ 3‬كلم إىل الشمال من مستوطنة «عانتوت»‪ ،‬ويتم التخطيط ألن تصبح‬ ‫ً‬ ‫مستوطنا بينما ارتفع إىل‬ ‫ضاحية سكانية تابعة للقدس‪ ،‬بلغ عد سكانها عام ‪28 ،1984‬‬ ‫‪ 300‬مستوطن نهاية عام ‪ ،1991‬وتعترب مستوطنة تعاونية تابعة حلركة غوش إميونيم‪ ،‬يعود‬ ‫امسها إىل اجلنرال «يوكتئيل آدم» الذي ُقتل يف بلدة الداحور على أيدي الفدائيني الفلسطينيني‬ ‫إبان غزو «إسرائيل» للبنان عام ‪.1982‬‬ ‫‪ -2‬التلة الفرنسية (جفعات شابريا)‪ :‬أقيمت عام ‪ 1969‬باعتبارها ضاحية سكنية داخل احلدود‬ ‫البلدية ملدينة القدس يف إطار ما يسمى «القدس الكربى»‪ ،‬تقع على أراضي لفتا على طريق‬ ‫القدس – رام اهلل بني مستوطنيت «عناتوت» واجلامعة العربية شرقي جبل سكوبس‪ ،‬وأرضها‬ ‫دومن من‬ ‫ملك للفلسطينيني وللدير الالتيين واحلكومة األردنية‪ ،‬وأقيمت على مساحة ‪ٍ 1500‬‬

‫أراضي لفتا والقرى اجملاورة‪ ،‬وبلغ عدد وحداتها السكنية ‪ 5000‬وحدة‪ ،‬وعدد سكانها عام‬ ‫مستوطن‪ ،‬وارتفع لـ‪ 12000‬مستوطن خالل الربع األول من عام ‪،1991‬‬ ‫‪ 1980‬حوالي ‪9000‬‬ ‫ٍ‬ ‫ومن املخطط أن تستوعب ‪ً 20‬‬ ‫ألفا‪.‬‬ ‫‪ -3‬اجلامعة العربية‪ :‬أقيمت يف إطار «القدس الكربى» باعتبارها ضاحية سكنية عام ‪1969‬‬ ‫ً‬ ‫دومنا‪ ،‬وعدد مستوطنيها ‪ ،2500‬وتقع داخل احلدود البلدية ملدينة القدس على‬ ‫مساحتها ‪740‬‬ ‫ً‬ ‫ضخما ذات‬ ‫أراضي لفتا وجبل سكوبس‪ ،‬يوجد فيها مستشفى اجلامعة العربية و‪ 35‬مبنى‬ ‫صفات أمنية حمددة‪ ،‬باإلضافة للجامعة العربية‪.‬‬ ‫‪ -4‬احلي اليهودي‪ :‬أقيم داخل احلدود البلدية ملدينة القدس «القدس داخل األسوار»‪ ،‬وبعد حرب‬ ‫عام ‪ 1967‬قامت السلطات اإلسرائيلية بتشريد سكان األحياء العربية البالغ عددهم ‪6500‬‬ ‫‪ )84‬هذه املالحق من إعداد املرتجم‬ ‫‪62‬‬


‫ً‬ ‫دومنا الستيعاب ‪ 3000‬مستوطنة‪،‬‬ ‫نسمة إلقامة احلي اليهودي بعد هدم املنازل‪ ،‬مساحتها ‪116‬‬ ‫طالب متد ّي ٍن‪.‬‬ ‫و‪2000‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -5‬أورسيمح‪ :‬حي سكين يقع غربي «ديفغ هتواره وشاسن»‪ ،‬أقيم عام ‪ ،1990‬ويقع فيما يسمى‬ ‫«القدس الكربى»‪ ،‬بلغ عدد مستوطنيه ‪ 1000‬عائلة‪.‬‬ ‫‪ -6‬أرموت هلتسيف‪ :‬أقيمت على أراضي جبل املكرب وصور باهر ضمن ما يسمى «القدس‬ ‫دومن‪ ،‬وعدد سكانها أواخر ‪ 5000 ،1990‬عائلة‪.‬‬ ‫الكربى»‪ ،‬مساحتها ‪ٍ 5000‬‬ ‫‪ -7‬ايلي ديفيد (نوكديم)‪ :‬أقيمت يف ‪ 1982/8/8‬على طريق القدس اخلليل‪ ،‬واشتملت على ‪20‬‬ ‫وحدة سكنية دائمة وعشرات الوحدات السكنية املؤقتة سنة ‪ ،1991‬وبلغ عدد سكانها عام‬ ‫ً‬ ‫مستوطن‪ ،‬ومن املخطط أن تستوعب ‪300‬‬ ‫مستوطنا‪ ،‬ارتفع ليصبح ‪200‬‬ ‫‪ 1982‬حوالي ‪90‬‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫اقتصاديا على الصناعة والسياحة‪.‬‬ ‫عائلة‪ ،‬وهي مستوطنة تعاونية تعتمد‬ ‫‪ -8‬بسجات زئيف‪ :‬شرع يف العمل بإقامتها عام ‪ ،1982‬تعترب يف إطار ما يسمى «القدس الكربى»‪،‬‬ ‫دومن‪،‬‬ ‫أقيمت على أراضي بيت حنينا وشعفاط وحزما‪ ،‬تبلغ مساحة األراضي املصادرة ‪ٍ 3800‬‬ ‫وعدد سكانها ‪ 30‬ألف نسمة ويبلغ عدد وحداتها السكنية‪ 12000 ،‬وحدة‪.‬‬

‫‪ -9‬بسجات أومر‪ :‬تقع يف منطقة حديثة على التلّة الفرنسية ضمن إطار «القدس الكربى»‪ ،‬وخيطط‬ ‫هلا أن تضم ‪ 5000‬وحدة سكنية‪.‬‬ ‫‪ -10‬نكواع أومر‪ :‬خطط إلقامتها عام ‪ 1969‬يف إطار «القدس الكربى»‪ ،‬تقع على أراضي قرييت‬ ‫دومن من األراضي املصادرة‪ ،‬توسعت حتى بلغت ‪6000‬‬ ‫رافيده وتقوع‪ ،‬وأقيمت على ‪ٍ 3000‬‬ ‫ً‬ ‫مستوطنا مطلع عام ‪ ،1985‬وبلغ عدد املستوطنني ‪500‬‬ ‫دومن‪ ،‬بلغ عدد سكانها ‪240‬‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫مستوطنا عام ‪.1991‬‬ ‫‪ -11‬تلبيوت الشرقية (تلبيوت مزراحي)‪ :‬أقيمت على أرض صور باهر عام ‪ 1973‬واليت قامت‬ ‫ً‬ ‫دومنا عام ‪ ،1970‬وتبلغ مساحتها ‪1071‬‬ ‫حكومة االحتالل مبصادرة أراضيها البالغة ‪2240‬‬ ‫ً‬ ‫دومنا‪ ،‬وعدد مستوطنيها ‪ ،4500‬وعدد وحداتها السكنية ‪ 1184‬وحدة سكنية‪.‬‬ ‫‪ -12‬تسفون يروشاليم ( النيب يعقوب اجلنوبية)‪ :‬أقيمت عام ‪ 1982‬وأعلن بأنها ستتحول إىل مدينة‬ ‫‪63‬‬


‫ً‬ ‫دومنا‬ ‫يف وقت الحق‪ ،‬وستضم ثالثة أحياء سكنية استيطانية رئيسة‪ ،‬تبلغ مساحتها ‪446‬‬ ‫من األراضي املصادرة من قرى عناتا وشعفاط وبيت حنينا‪ ،‬خيطط ألن تضم ‪ 12000‬وحدة‬ ‫ً‬ ‫سوقا جتارية ضخمة ومؤسسات بلدية وفنادق‬ ‫سكنية‪ ،‬وتستوعب ‪ 12000‬عائلة‪ ،‬وحتتوي‬ ‫ومراكز رياضيـة‪.‬‬ ‫‪ -13‬تلة الطائرة (جفعات هتموس)‪ :‬أقيمت عام ‪ 1991‬ضمن ما يسمى «القدس الكربى» قرب‬ ‫قرية بيت صفافا‪ ،‬على تلّة الطائرة الواقعة غربي مستوطنة جيلو على السفوح الشمالية القريبة‬ ‫جلبل املكرب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫رمسيا يف ‪ 1980/7/27‬وأصبحت مستوطنة دائمة‪،‬‬ ‫‪ -14‬جبعون حداشاه (متسبية جبعون)‪ :‬دشنت‬ ‫وتقع على أراضي قرى اجليب وبدو وبيت أجزا على بعد ‪ 10‬كلم مشال غرب القدس‪ ،‬وأقيمت‬ ‫ً‬ ‫دومن من األراضي املصادرة‪،‬‬ ‫يف البداية على مساحة ‪ 80‬دومنا ثم توسعت حتى وصلت ‪ٍ 900‬‬ ‫وبلغ عدد وحداتها السكنية ‪ 100‬وحدة سكنية أواخر عام ‪ ،1991‬وهي عبارة عن مستوطنة‬ ‫تعاونية من فئة اليشوف‪.‬‬ ‫‪ -15‬هارجيلو (روتس جيلو)‪ :‬أقيمت عام ‪ 1976‬كامتداد ملسـتوطنة «جيلو» على أراضي منطقـة‬ ‫جبـل الرأس على موقـع عسـكري سـابق للجيش األردني‪ ،‬وأقيمت لتكون ضاحية سكانية‬ ‫يف إطار «القدس الكربى» عام ‪ ،1973‬تقع على األراضي التابعة ألهالي بيت جاال وقرييت‬ ‫دومن من‬ ‫بيت صفافا وشرفات‪ ،‬مت مصادرة أراضيها عام ‪ ،1970‬وصادرت احلكومة ‪ٍ 2700‬‬ ‫ً‬ ‫دومنا‪ ،‬وبلغ عدد سكانها ‪ 30200‬أواخر‬ ‫أراضي القرى اجملاورة‪ ،‬وبلغت مساحتها ‪2743‬‬ ‫عام ‪ ،1990‬وبين ‪ 4400‬وحدة سكنية‪ ،‬ومن املخطط أن تتحول إىل أكرب جت ّمع استيطاني‬ ‫يف منطقة القدس‪.‬‬ ‫‪ -16‬جبعات زئيف (جبعون)‪ :‬أقيمت كنقطة ناحال داخل معسكر حلرس احلدود اإلسرائيلي‬ ‫أواخر عام ‪ ،1975‬تقع على أراضي قرى بدو واجليب وبيت أجزا على بعد ‪ 10‬كم‪ ،‬وتبلغ‬ ‫ً‬ ‫دومنا من األراضي املصادرة من القرى عام ‪ ،1997‬وبلغ عدد وحداتها‬ ‫مساحتها ‪1550‬‬ ‫السكانية ‪ 650‬وحدة عام ‪ ،1983‬ثم ارتفع ليصل ‪ 1200‬عام ‪ ،1986‬ثم ارتفعت عام ‪1991‬‬ ‫لتصل إىل ‪ 4000‬وحدة سكنية‪.‬‬ ‫‪64‬‬


‫‪ -17‬جفعات همقتار‪ :‬أقيمت عام ‪ 1973‬لتكون ضاحية سكنية يف «القدس الكربى» على أراضي‬ ‫قرية لفتا وأراضي تل الذخرية يف منطقة الشيخ جراح على طريق القدس – رام اهلل‪ ،‬تسيطر‬ ‫دومن من أراضي الشيخ جراح ولفتا‪ ،‬وصل عدد وحداتها السكنية إىل ‪ 500‬وحدة‬ ‫على ‪ٍ 3500‬‬

‫أواسط عام ‪ ،1990‬وهي مستوطنة سكنية‪.‬‬

‫‪ -18‬جبعات هارادر‪ :‬أقيمت عام ‪ ،1985‬تقع يف الشمال الغربي من القدس على أراضي قرية َق َط َنة‬ ‫وتضم ‪ 700‬وحدة سكنية و‪ 1200‬عائلة‪.‬‬ ‫‪ -19‬رامت كدرون (متسبية يهودا)‪ :‬أقيمت عام ‪ ،1984‬تقع على أراضي قرية جنوب شرق القدس‪،‬‬ ‫دومن من األراضي املصادرة لقرية العبيدية‪ ،‬وخيطط ألن تضم ‪2000‬‬ ‫وتبلغ مساحتها ‪ٍ 1000‬‬ ‫وحدة سكنية و‪ 2000‬عائلة‪.‬‬

‫‪ -20‬رومات هداسا‪ :‬تق ّرر إقامتها كحي استيطاني للمهاجرين اجلدد يف النصف األول من عام‬ ‫‪ 1991‬قرب مستشفى هداسا يف القدس‪.‬‬ ‫‪ -21‬رامات أشكول‪ :‬أقيمت كضاحية سكنية داخل احلدود البلدية ملدينة القدس يف عام ‪،1968‬‬ ‫على أراضي قرييت لفتا وشعفاط اللتني صودرتا عام ‪ ،1968‬وبلغت مساحة األراضي املصادرة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مستوطن و‪ 2200‬وحدة‬ ‫دومنا‪ ،‬وعدد سكانها ‪6600‬‬ ‫دومنا‪ ،‬وتبلغ مساحتها ‪397‬‬ ‫‪3345‬‬ ‫ٍ‬ ‫سكنية سنة ‪ُ ،1993‬‬ ‫وخطط ألن تكون أحد أكرب أحياء القدس‪ ،‬وتستوعب أكثر من ‪20‬‬ ‫مستوطن‪ ،‬وأكثر من ‪ 5000‬وحدة سكنية‪.‬‬ ‫ألف‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -22‬راموت (النيب صموئيل)‪ :‬أقيمت كضاحية سكانية داخل احلدود البلدية للقدس وضمن‬ ‫إطار «القدس الكربى» عام ‪ ،1973‬تقع على أراضي بيت إكسا وبيت حنينا مشال غرب‬ ‫دومن‪ ،‬وتربط بني شرق القدس وغربها‪ ،‬صودرت من‬ ‫القدس‪ ،‬تقارب مساحتها ‪ٍ 30.000‬‬ ‫املمتلكات الفلسطينية‪ ،‬ودمر‪ 100‬منزل لغرض بنائها‪ ،‬بلغ عدد وحداتها السكنية ‪1500‬‬ ‫وحدة عام ‪ ،1980‬وازدادت لتصل إىل ‪ 8200‬وحدة و‪ 30‬ألف مستوطن أواخر عام ‪.1990‬‬ ‫‪ -23‬سانهدريا مورحيفت‪ :‬أقيمت كضاحية سكنية يف إطار خطة «القدس الكربى» عام ‪،1973‬‬ ‫تقع على أراضي قرييت شعفاط ولفتا داخل احلدود البلدية ملدينة القدس إىل الشمال الشرقي‬ ‫‪65‬‬


‫منها‪ ،‬ارتفع عدد وحداتها السكانية بني عامي ‪ 1990–1980‬من ‪ 1000-300‬وحدة‪ ،‬وارتفع‬ ‫مستوطن بني عامي ‪ ،1987–1980‬وإىل ‪4500‬‬ ‫سكانها من ‪ 1000‬مستوطن إىل ‪3200‬‬ ‫ٍ‬ ‫مستوطن يف الربع األول من عام ‪ ،1990‬وهي مستوطنة سكنية‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -24‬عطاروت‪ :‬أقيمت لتكون منطقة صناعية داخل احلدود البلدية للقدس عام ‪ ،1970‬على‬ ‫دومن‪ ،‬وهي عبارة عن مركز‬ ‫أراضي قلنديا وبيت حنينا والرام‪ ،‬وخصص هلا مساحة ‪ٍ 1500‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خمتلفا ألدوات التدفئة والبيوت اجلاهزة وغريها‪.‬‬ ‫مصنعا‬ ‫صناعي يضم أكثر من ‪60‬‬ ‫‪ -25‬عنتوت (علمون)‪ :‬أقيمت بتاريخ ‪ ،1985/1/9‬تقع يف شرق القدس‪ ،‬تغطي مساحة ‪3500‬‬ ‫دومن من أراضي شعفاط وعناتا وركبة السور وأرجوب اخلروب‪ ،‬وازداد عدد وحداتها‬ ‫ٍ‬ ‫السكنية بني عامي ‪ 1986–1982‬من ‪ 5‬وحدات إىل ‪ 45‬وحدة سكانية و‪ 400‬وحدة صيف‬ ‫مستوطن‪ ،‬بينما كان ‪100‬‬ ‫عام ‪ ،1990‬ويف أواخر عام ‪ 1991‬وصل عدد سكانها إىل ‪300‬‬ ‫ٍ‬ ‫مستوطن عام ‪.1984‬‬ ‫ٍ‬

‫‪ -26‬كيدار (نيئوت أدوميم)‪ :‬أقيمت يف ‪ 1985/1/9‬على أراضي السواحرة وأبو ديس والعبيدية‬ ‫دومن‪ ،‬ووحداتها السكنية‬ ‫والعيزرية يف «القدس الكربى»‪ ،‬بلغت املساحة املخصصة هلا ‪ٍ 2000‬‬ ‫ً‬ ‫مستوطنا سنة ‪ ،1992‬ومن املخطط هلا أن تستوعب ‪1600‬‬ ‫‪ 58‬وحدة وعدد سكانها ‪180‬‬ ‫عائلة‪.‬‬ ‫‪ -27‬مفومودعيم‪ :‬أقيمت عام ‪ 1983‬على أراضي منطقة اللطرون مشال غرب القدس على أراضي‬ ‫دومن‪ ،‬وخطط هلا أن تضم ‪ 700‬وحدة‬ ‫القرية العربية املدمرة يالو‪ ،‬وبلغت مساحتها ‪ٍ 2800‬‬ ‫سكنية‪ ،‬و‪ 1600‬عائلة‪ ،‬وتعترب مستوطنة جت ّمع ديين‪.‬‬ ‫‪ -28‬ميشور أدوميم‪ُ :‬شرع يف إقامتها كمعسكر عام ‪ ،1974‬وقررت احلكومة أن تكون منطقة‬ ‫صناعية متخصصة بالصناعات الثقيلة‪ ،‬ثم حتولت عام ‪ 1977‬إىل مستوطنة صناعية دائمة‬ ‫باقرتاح من «موشى دايان» وزير احلرب األسبق يف إطار إكمال الطوق الشرقي ملا يسمى‬ ‫«القدس الكربى»‪ ،‬تقع املستوطنة يف اخلان األمحر على طريق القدس أرحيا على أراضي‬ ‫قرى العيزرية وأبو ديس والعبيدية وسلوان والعيسوية على بعد حوالي ‪ 13‬كم إىل الشرق من‬ ‫‪66‬‬


‫القدس‪ ،‬بلغت املساحة األولية املخصصة لبناء مستوطنات معاليه أدوميم مبا فيها املستوطنة‬ ‫دومن من األراضي املصادرة من القرى املذكورة‪.‬‬ ‫الصناعية «ميشور أدونيم» حوالي ‪ 70‬ألف ٍ‬

‫ً‬ ‫الحقا لتصل‬ ‫دومن إلقامة مستوطنة ميشور أدوميم‪ ،‬ثم توسعت‬ ‫وعام ‪ 1973‬خصص ‪ٍ 2000‬‬ ‫دومن‪ ،‬وهي مستوطنة صناعية أقامتها حركة غوش أمونيم‪ ،‬وخيطط هلا‬ ‫ألكثر من ‪ٍ 7000‬‬ ‫عامل‪.‬‬ ‫أن تضم ‪ 700‬مصنع بطاقة استيعابية حوالي ‪ 14‬ألف‬ ‫ٍ‬

‫‪ -29‬معاليه أدوميم (أ)‪ :‬شرع يف إقامتها كمستوطنة دينية يف ‪ 1979/8/8‬وتقرر حتويلها مدينة‬ ‫عام ‪ ،1992‬وأصبحت أول مدينة إسرائيلية يف الضفة الغربية‪ ،‬تقع يف إطار ما يسمى «القدس‬ ‫الكربى» على طريق القدس أرحيا‪ ،‬على بعد ‪ 6‬كم إىل الشرق من القدس‪ ،‬من الناحية‬ ‫الشرقية لقرية أبو ديس على أراضي قرى العيزرية وأبو ديس وجبل الطور واخلان األمحر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دومن‬ ‫وسلوان وعناتا‪ ،‬ومت ربطها مبنطقة رام اهلل مشاال وبيت حلم جنوبا بعد أن صودر ‪ 50‬ألف ٍ‬ ‫مستوطن عام ‪ 1982‬إىل ‪ 16‬ألف مستوطن‬ ‫لبنائها وتوسيعها‪ ،‬وارتفع عدد سكانها من ‪5000‬‬ ‫ٍ‬ ‫عام ‪ً ،1992‬‬ ‫مستوطن‬ ‫علما بأن املخطط اهليكلي للمستوطنة كان يقضي باستيعاب ‪ 50‬ألف‬ ‫ٍ‬ ‫حتى نهاية عام ‪.1993‬‬ ‫‪ -30‬معاليه أدوميم (ب)‪ :‬تقرر إقامتها كواحدة من كتلة مستوطنات «معاليه أدوميم» يف إطار ما‬ ‫يسمى «القدس الكربى» عام ‪ ،1978‬وهي مستوطنة سكنية‪ ،‬وخطط هلا أن تضم ‪7000‬‬ ‫وحدة سكنية على مقربة من مستوطنيت «معالية أدوميم» وميشورا ادوميم على بعد ‪ 10‬كم‬ ‫إىل الشمال الشرقي من القدس على تقاطع طريق القدس أرحيا على أراضي قرى عناتا وحزما‬ ‫وأبو ديس والعيزرية‪ ،‬وخصص هلا مساحة ‪ 15‬ألف دومن من األراضي املصادرة من القرى‬ ‫ثان‪/‬نوفمرب عام ‪ ،1978‬وبوشر‬ ‫املذكورة‪ ،‬وتقرر إقامتها يف «القدس الكربى» يف تشرين ٍ‬ ‫العمل بها عام ‪.1979‬‬ ‫‪ -31‬نهالت دفنا (معلوت دفنا)‪ :‬تعترب ضاحية سكنية يف إطار «القدس الكربى»‪ ،‬أسست عام‬ ‫‪ 1973‬تقع إىل الشمال من القدس على أراضي قرية لفتا وحي الشيخ جراح‪ ،‬ازدادت مساحتها‬ ‫دومن‪ ،‬بلغ عدد وحداتها ‪ 4200‬وحدة سكنية أواسط عام‬ ‫دومن لتصل إىل ‪ٍ 600‬‬ ‫من ‪ٍ 270‬‬ ‫مستوطن يف ضواحيها السكنية‪.‬‬ ‫‪ ،1990‬وعدد سكانها إىل ما يزيد عن ‪13000‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪67‬‬


‫‪ -32‬نفي يعقوب‪ :‬أقيمت لتعترب ضاحية سكنية يف إطار إحكام الطوق حول القدس عام ‪،1973‬‬ ‫دومن‪ ،‬وعدد وحداتها السكنية املنشأة‬ ‫تقع إىل الشمال من القدس‪ ،‬بلغت مساحتها ‪ٍ 17000‬‬ ‫‪ 5000‬وحدة قائمة‪ ،‬و‪ 800‬قيد اإلنشاء‪ ،‬و‪ 2000‬قيد التخطيط عام ‪ ،1991‬وعدد سكانها‬ ‫مستوطن يف العام نفسه‪.‬‬ ‫‪18000‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -33‬جبعات هارادار‪ :‬أقيمت عام ‪ 1985‬وحتولت مستوطنة دائمة عائم ‪ 1987‬تقع إىل الشمال‬ ‫الغربي من القدس على أراضي قرية قطنة قرب خط اهلدنة السابق‪.‬‬ ‫‪ -34‬هارادار (ب)‪ :‬تقع يف الشمال من القدس على أراضي بدو وبيت سوريك يف قضاء رام اهلل‬ ‫بالقرب من مستوطنة جبعات هارادار‪.‬‬ ‫‪ -35‬قرية داود‪ :‬أقيمت عام ‪ ،1995‬غرب باب اخلليل يف أراضي املنطقة احلرام بهدف دمج قسمي‬ ‫املدينة‪ ،‬شرق القدس مع غرب القدس‪ ،‬متت مصادرة األراضي اليت أقيمت عليها عام ‪1995‬‬ ‫من أمالك عربية وأمالك الكنيسة‪.‬‬ ‫‪ -36‬مستوطنة جبل أبو غنيم‪ :‬صدر قرار من احلكومة اإلسرائيلية ببنائها يف جبل أبو غنيم بشرق‬ ‫القدس عام ‪ ،1997‬فتم بناء ‪ 6500‬وحدة سكنية لتوطني اليهود فيها‪ ،‬استهدف هذا الفعل‬ ‫طمس عروبة املدينة املقدسة‪ ،‬وإحكام الطوق االستيطاني حوهلا وداخلها‪.‬‬ ‫‪ -37‬معلوت دفنا‪ :‬صودرت األراضي املقامة عليها املستوطنة يف عام ‪ 1968‬وأسست عام ‪،1973‬‬ ‫ً‬ ‫دومنا‪ ،‬وعدد سكانها ‪ ،4700‬وضمت ‪ 1184‬وحدة سكنية‪.‬‬ ‫بلغت مساحتها ‪389‬‬ ‫‪ -38‬جبعات هماتوس‪ :‬أقيمت على أراضي بيت صفافا وبيت جاال‪ ،‬أسست عام ‪ ،1991‬بلغت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دومنا‪ّ ،‬‬ ‫مت بناء ‪ 3600‬وحدة سكنية عليها‪.‬‬ ‫دومنا‪ ،‬واملساحة املبنية ‪170‬‬ ‫مساحتها ‪980‬‬ ‫‪ -39‬هار حوماه‪ :‬أقيمت على أراضي قرى صور باهر وأم طوبا وبيت ساحور‪ ،‬صودرت األراضي‬ ‫ً‬ ‫دومنا منها‬ ‫عام ‪ 1990‬وأسست املستوطنة عام ‪ ،1991‬بلغت مساحة األراضي املصادرة ‪1850‬‬ ‫ً‬ ‫دومنا لبناء املستوطنة‪ ،‬مت بناء ‪ 6500‬وحدة سكنيـة‪.‬‬ ‫‪170‬‬ ‫‪ -40‬احلي اليهودي يف القدس‪ :‬ميتد هذا احلي من احلائط الغربي للمسجد األقصى حتى دير‬ ‫‪68‬‬


‫الالتني‪ ،‬واألرض املقام عليها هذا احلي تدخل ضمن األوقاف اإلسالمية‪ ،‬يستوعب ‪5500‬‬ ‫مستوطن وال يسمح ألي فلسطيين بالشراء واالستئجار واإلقامة فيه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -41‬منتزه كندا‪ :‬شيدت احلكومة هذا املنتزه الضخم يف منطقة اللطرون على القرى الفلسطينية‬ ‫املدمرة‪ :‬يالو وعمواس وبيت نوبا إىل اجلنوب من القدس‪ ،‬أقيمت يف البداية على مساحة ‪150‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دومن عام‬ ‫دومنا‪ ،‬ثم توسعت لتصل ‪ٍ 5000‬‬ ‫دومن‪ ،‬صودر منها ‪ 750‬دومنا عام ‪ ،1975‬و‪ٍ 400‬‬ ‫ً‬ ‫دومنا عام ‪ ،1979‬وأقيم عليها ‪ 300‬وحدة سكنية حتى عام ‪ ،1991‬يقطنها‬ ‫‪ ،1976‬و‪250‬‬ ‫مستوطن‪.‬‬ ‫‪400‬‬ ‫ٍ‬

‫‪69‬‬


‫جدول يوضح عمليات اهلدم بني سنيت‪ 2003 1991-‬يف شرق القدس‬

‫‪70‬‬

‫السنة‬

‫املنازل املهدومة‬

‫السنة‬

‫املنازل املهدومة‬

‫‪1991‬‬

‫‪24‬‬

‫‪1998‬‬

‫‪40‬‬

‫‪1992‬‬

‫‪23‬‬

‫‪1999‬‬

‫‪16‬‬

‫‪1993‬‬

‫‪21‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪11‬‬

‫‪1994‬‬

‫‪7‬‬

‫‪2001‬‬

‫‪48‬‬

‫‪1995‬‬

‫‪14‬‬

‫‪2002‬‬

‫‪24‬‬

‫‪1996‬‬

‫‪6‬‬

‫‪2003‬‬

‫‪83‬‬

‫‪1997‬‬

‫‪17‬‬

‫اجملموع‬

‫ً‬ ‫منزال‬ ‫‪334‬‬


‫جدول يبني هدم منازل يف شرق القدس بني عامي ‪2008-2004‬‬ ‫السنة‬

‫املنازل املهدمة‬

‫من فقدوا مأواهم‬

‫‪2004‬‬

‫‪104‬‬

‫‪356‬‬

‫‪2005‬‬

‫‪94‬‬

‫‪238‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪50‬‬

‫‪160‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪68‬‬

‫‪239‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪14‬‬

‫‪35‬‬

‫اجملموع‬

‫ً‬ ‫منزال‬ ‫‪330‬‬

‫ً‬ ‫مقدسيا‬ ‫‪1028‬‬

‫جدول يبني استبدال األمساء العربية بأمساء عربية يف املدينة املقدسة‬ ‫االسم العربي القديم‬

‫االسم العربي اجلديد االسم العربي القديم االسم العربي اجلديد‬

‫طريق سليمان القانوني‬ ‫باني سور القدس‬

‫شارع املظليني‬

‫باب املغاربة نسبة إىل عرب‬ ‫املغرب من مشال أفريقيا‬

‫رحوب بييت حمسي‬

‫حارة الشرف داخل السور‬

‫مسقاف لداخ‬

‫عقبة درويش – داخل‬ ‫السور‬

‫حرب حييم‬

‫طريق الفرير داخل السور‬

‫هآحيم‬

‫تل الشرفة أو‬ ‫املشارف‬ ‫طريق الواد من باب‬ ‫العمود إىل باب‬ ‫السلسلة‬ ‫سوق احلصر داخل‬ ‫السور‬ ‫عقبة اغنيم داخل‬ ‫السور‬ ‫طريق اجملاهدين‬ ‫داخل السور‬

‫اهلضبة الفرنسية‬

‫حي شابريا‬

‫عقبة ابو مدين بني حائط‬ ‫الرباق واحلي اليهودي‬

‫عقبة يهودا هاليفي‬

‫ساحة باب اخلليل‬

‫جبعات هفتار‬ ‫رحوب هكاي‬ ‫حباد‬ ‫شونية هالكوت‬ ‫ديرخ شاعر خريؤت‬ ‫ميدان عودة صهيون‬

‫‪71‬‬


‫جدول يبني تطور سكان القدس يف سنوات خمتارة‬ ‫عن كتاب اإلحصاء السنوي للقدس ‪2004‬‬ ‫السنة‬

‫‪72‬‬

‫النسبة املئوية‬

‫العدد باآلالف‬ ‫فلسطينيون‬

‫يهود‬

‫اجملموع‬

‫فلسطينيون‬

‫يهود‬

‫‪1967‬‬

‫‪68.6‬‬

‫‪197.7‬‬

‫‪266.3‬‬

‫‪25.8‬‬

‫‪74.2‬‬

‫‪1980‬‬

‫‪114.8‬‬

‫‪292.3‬‬

‫‪407.1‬‬

‫‪28.2‬‬

‫‪71.6‬‬

‫‪1985‬‬

‫‪130.0‬‬

‫‪327.7‬‬

‫‪457.7‬‬

‫‪28.4‬‬

‫‪71.6‬‬

‫‪1995‬‬

‫‪181.8‬‬

‫‪420.9‬‬

‫‪602.7‬‬

‫‪30.2‬‬

‫‪69.8‬‬

‫‪2002‬‬

‫‪221.9‬‬

‫‪458.6‬‬

‫‪680.4‬‬

‫‪32.6‬‬

‫‪67.4‬‬

‫‪2004‬‬

‫‪237.1‬‬

‫‪469.3‬‬

‫‪706.4‬‬

‫‪33.6‬‬

‫‪66.4‬‬


‫جدول لتوزيع سكان القدس الفلسطينيني حسب األحياء واملساحة عام ‪2003‬‬ ‫اسم احلي‬

‫عدد السكان (آالف)‬

‫املساحة (دومن) عدد أألسر (باأللف)‬

‫البلدة القدمية‬

‫‪33.3‬‬

‫‪741‬‬

‫‪6.04‬‬

‫كفر عقب‬

‫‪11.1‬‬

‫‪5768‬‬

‫‪2.16‬‬

‫بيت حنينا‬

‫‪22.7‬‬

‫‪11420‬‬

‫‪4,31‬‬

‫شعفاط‬

‫‪32.4‬‬

‫‪4276‬‬

‫‪6.37‬‬

‫العيساوية‪ ,‬وادي اجلوز‪ ,‬الطور‬

‫‪39.1‬‬

‫‪4162‬‬

‫‪7.45‬‬

‫الشيخ جراح‪ ,‬باب الساهرة‬

‫‪9.4‬‬

‫‪1521‬‬

‫‪1.77‬‬

‫سلوان‪ ,‬راس العمود‪ ,‬الثوري‬

‫‪41.9‬‬

‫‪3646‬‬

‫‪8.60‬‬

‫عرب السواحرة‪ ,‬املكرب‪ ,‬صور‬ ‫باهر‪ ،‬بيت صفافا‬

‫‪33.8‬‬

‫‪22964‬‬

‫‪6.30‬‬

‫اجملموع‬

‫‪223.7‬‬

‫‪54498‬‬

‫‪43.0‬‬

‫‪73‬‬


‫جدول يوضح خطط البناء االستيطاني منذ مؤمتر أنابوليس ‪2007‬‬

‫‪74‬‬

‫الـحـي‬

‫وحدات السكن‬

‫اجلهة الغربية من حي تَلْبيوت الشرقية‬

‫‪440‬‬

‫جبل أبو غنيم (هار حوما) املرحلة الثانية‬

‫‪2,653‬‬

‫شرق ِپ ْسجات زِ ئيف‬

‫‪233‬‬

‫شرق ِپ ْسجات زِ ئيف‬

‫‪252‬‬

‫شرق‪-‬وسط ِپ ْسجات زِ ئيف‬

‫‪274‬‬

‫حي تَلْبيوت الشرقية– أرمون هنتسيب‬

‫‪180‬‬

‫َرموت‬

‫‪180‬‬

‫رموت (پولني)‬

‫‪158‬‬

‫غيلو‬

‫فندقة وسكن‬

‫اجملموع‬

‫‪4,370‬‬


‫جدول خطط تكثيف املستوطنات يف قلب أحياء القدس خالل عامي ‪2008-2007‬‬ ‫احلي‬

‫وصف املوقع‬

‫سلوان و وادي‬ ‫احللوة‬

‫ ‪ 11‬أسرة من املستوطنني شغلوا أربعة مباني سكن – اثنني يف سلوان‬‫واثنني يف وادي احللوة‬

‫رأس العامود‬

‫ ‪ 60‬وحدة سكن‬‫ بدأ العمل باملرحلة الثانية من بناء « َم َعليه زيتيم»‬‫ تنفذ أعمال البناء شركة « ْقدوميم ‪ »3000‬بإدارة املتعهد ْ‬‫حنمان زو ْلدان‬

‫الشيخ جراح‬

‫ ‪ 200‬وحدة سكن‬‫ خطة بناء مدينية رقم ‪12705‬‬‫ يقتضي التنفيذ هدم املباني الفلسطينية القائمة يف املوقع‬‫ِّ‬ ‫املخطط‬ ‫ يف ‪ 26‬حزيران ‪ 2007‬فتح ملف‬‫‪ -‬مل يصدق بعد على خطة البناء املدينية‬

‫أبو ديس‬

‫ ‪ 220‬وحدة سكن‬‫ خطة بناء مدينة ‪7659‬‬‫صدقت عليها اللجنة احمللية يف أيار‪ /‬مايو ‪ ،2005‬مبا يف ذلك تغيري‬ ‫ ّ‬‫نوع االستخدام‪ :‬من أرض ملشهد بانورامي مكشوف إىل قطعة للسكن‪.‬‬ ‫أحيلت إىل اللجنة اللوائية‪.‬‬

‫اإلمجالي‬

‫‪ 491‬وحدة سكن جديدة‬

‫‪75‬‬


‫عدد وحدات السكن واملساحة املطلوبة للوحدات السكنية يف القدس بني ‪2020– 2005‬‬ ‫مساحة‬ ‫وحدات‬ ‫املساحة متوسط معدل‬ ‫عدد‬ ‫البناء‬ ‫السنة السكان املخصصة عدد أفراد مساحة السكن‬ ‫‪2‬‬ ‫(آالف) للفرد (م‪ )2‬األسرة الشقة (م‪ )2‬املطلوبة املطلوبة (م )‬

‫مساحة األرض املطلوبة‬ ‫للسكن (دومن)‬

‫‪2005‬‬

‫‪245‬‬

‫‪15‬‬

‫‪5.1‬‬

‫‪74‬‬

‫‪48039‬‬

‫‪35548‬‬

‫‪12009‬مبعدل كثافة‬ ‫‪4‬وحدات ‪/‬دومن‬

‫‪2010‬‬

‫‪278‬‬

‫‪20‬‬

‫‪4.8‬‬

‫‪96‬‬

‫‪57916‬‬

‫‪55560‬‬

‫‪14479‬مبعدل أربع‬ ‫وحدات ‪/‬دومن‬

‫‪2015‬‬

‫‪324‬‬

‫‪22‬‬

‫‪4‬‬

‫‪101‬‬

‫‪70435‬‬

‫‪71139‬‬

‫‪15652‬مبعدل أربع‬ ‫وحدات‪/‬دومن‬

‫‪2020‬‬

‫‪375‬‬

‫‪25‬‬

‫‪4.5‬‬

‫‪112‬‬

‫‪83333‬‬

‫‪93333‬‬

‫‪ 16666‬مبعدل مخس‬ ‫وحدات‪/‬دومن‬

‫‪76‬‬


‫شكل يبني حمدودية األراضي املخصصة للبناء يف القدس الشرقية‬ ‫مساحة «القدس الكربى» ‪ 124,000‬دومن‬ ‫مساحة غربي القدس‬ ‫‪ 54,000‬دومن‬

‫مساحة شرقي القدس‬ ‫‪ 70,000‬دومن‬

‫أراض ضمت ألحياء يهودية‬ ‫‪ 24,000‬دومن‬

‫جمموع مساحة أراضي الفلسطينيني‬ ‫شرقي القدس ‪ 46,000‬دومن‬ ‫أراضٍ منظمة ‪ 25,000‬دومن‬ ‫ومبان عامة وطرق ‪...‬اخل‬ ‫أراضي خضراء‬ ‫ٍ‬ ‫‪ 16,000‬دومن‬ ‫‪ %37‬من األراضي‬ ‫املنظمة‬

‫أراضٍ غري منظمة ‪ 21,000‬دومنٍ‬ ‫أراضٍ خمصصة للبناء ‪ 9,000‬دومن‬

‫‪ %17‬منها يف مدينة‬ ‫القدس القدمية‬

‫‪ %7.25‬من مساحة «القدس الكربى»‬

‫‪77‬‬


‫جدول يوضح القدرة االستيعابية من الوحدات السكنية يف املخططات اهليكلية يف أحياء القدس العربية‬

‫‪78‬‬

‫اسم احلي‬

‫استيعاب نظري‬

‫استيعاب ممكن‬

‫كفر عقب‬

‫‪4520‬‬

‫‪2500‬‬

‫شعفاط بيت حنينا‬

‫‪12000‬‬

‫‪6860‬‬

‫مشال بيت حنينا‬

‫‪3948‬‬

‫جنوب بيت حنينا‬

‫‪3168‬‬

‫شعفاط‬

‫‪4884‬‬

‫بيت حنينا‪/‬الطبل‬

‫‪1500‬‬

‫‪1500‬‬

‫عناتا‬

‫‪1100‬‬

‫‪900‬‬

‫العيساوية‬

‫‪1500‬‬

‫‪670‬‬

‫الشيخ جراح‪/‬باب الساهرة‬

‫‪1900‬‬

‫‪800‬‬

‫وادي اجلوز‪ /‬خمططان‬

‫‪550‬‬

‫‪100‬‬

‫ش‪ .‬صالح الدين‬

‫‪1000‬‬

‫‪450‬‬

‫البلدة القدمية‬

‫‪4870‬‬

‫جبل الزيتون‬

‫‪150‬‬

‫‪50‬‬

‫الطور‪/‬خمططان‬

‫‪950‬‬

‫‪170‬‬

‫الصوانة‬

‫‪450‬‬

‫‪95‬‬

‫الشياح‬

‫‪1170‬‬

‫‪350‬‬

‫راس العمود‬

‫‪1800‬‬

‫‪600‬‬

‫سلوان‬

‫‪1200‬‬

‫‪115‬‬


‫الثوري‬

‫‪1500‬‬

‫‪150‬‬

‫جبل املكرب‬

‫‪250‬‬

‫‪125‬‬

‫عرب السواحرة‬

‫‪1900‬‬

‫‪750‬‬

‫صور باهر‬

‫‪3900‬‬

‫‪4000‬‬

‫ام طوبا‬

‫‪400‬‬

‫بيت صفافا هيكلية‬

‫‪4320‬‬

‫‪3150‬‬

‫بيت صفافا‬

‫‪250‬‬

‫‪250‬‬

‫بيت صفافا‬

‫‪400‬‬

‫‪400‬‬

‫بيت صفافا‬

‫‪250‬‬

‫‪250‬‬

‫بيت صفافا‬

‫‪200‬‬

‫‪200‬‬

‫بيت صفافا‬

‫‪300‬‬

‫‪300‬‬

‫بيت صفافا‬

‫‪200‬‬

‫شرفات‬

‫‪2500‬‬

‫‪2500‬‬

‫بيت صفافا‪ /‬الطنطور‬

‫‪2000‬‬

‫‪1500‬‬

‫اجملموع‬

‫‪47030‬‬

‫‪23335‬‬

‫‪79‬‬


‫المؤلف في سطور‪ :‬نداف شرغاي‬ ‫ ‪-‬باحث إسرائيلي بارز يف مركز القدس لشئون اجلمهور والدولة‬ ‫ ‪-‬صحفي متخصص يف شؤون مدينة القدس‪.‬‬ ‫ ‪-‬من مؤلفاته البارزة حول القدس‪:‬‬ ‫أ‪ -‬القدس وخماطر التقسيم‪ ،‬والتعامل مع املشكلة الدميوغرافية‪.2008 ،‬‬ ‫ب‪ -‬خطة الوصل بني القدس ومعاليه أدوميم‪ ،‬واخلالف الناشب بني الواليات املتحدة وإسرائيل حول البناء‬ ‫اليهودي يف الشيخ جراح‪.2008 ,‬‬ ‫ج‪ -‬قصة قرب راحيل‪.2005 ،‬‬ ‫د‪ -‬الصراع على احلرم القدسي‪..‬اليهود واملسلمون‪..‬الدين والسياسة‪.1995 ،‬‬ ‫ه‪ -‬القدس ليست املشكلة‪ ،‬بل هي احلل‪.2005 ،‬‬

‫‪80‬‬


‫المترجم في سطور‪ :‬عدنان أبو عامر‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫•باحث فلسطيين حاصل على شهادة الدكتوراه حول التطور التارخيي للمقاومة الفلسطينية‪ ،‬من جامعة‬ ‫دمشق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وباحثا‬ ‫ومرتمجا من اللغة العربية‪ ،‬لدى عدد من مراكز‬ ‫•يعمل أستاذا للقضية الفلسطينية يف جامعات غزة‪،‬‬ ‫األحباث الفلسطينية والعربية‪.‬‬ ‫•نشر عدداً من الكتب والدراسات حول قضايا ذات صلة بالصراع العربي اإلسرائيلي‪ ،‬ومنها‪ :‬احلركة‬ ‫اإلسالمية يف قطاع غزة بني الدعوة والسياسة‪ ،‬اجلذور التارخيية للصراع على املياه يف فلسطني‪ ،‬دور‬ ‫املقاومة يف االنسحاب اإلسرائيلي من غزة‪ ،‬املوقف اإلسرائيلي من قضية الالجئني‪ ،‬ثغرات يف جدار‬ ‫اجليش اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫•ترجم عدداً من الكتب من اللغة العربية إىل العربية ومنها‪ :‬إحداث ثورة يف اجليش اإلسرائيلي‪ ،‬موسوعة‬ ‫ألف يهودي يف التاريخ احلديث‪ ،‬دروس من حرب لبنان الثانية‪ ،‬املخابرات اإلسرائيلية‪..‬إىل أين؟‬ ‫ً‬ ‫أحباثا سياسية وتارخيية‪.‬‬ ‫•شارك يف مؤمترات علمية يف فلسطني وخارجها‪ ،‬وقدم‬ ‫•نشر عدداً من الدراسات يف دوريات سياسية‪ ،‬منها‪ :‬رؤية قانونية نقدية لوثيقة جنيف‪ ،‬قراءات نقدية يف‬ ‫جتربة حكومة محاس‪ ،‬اإلسرائيليون ومرحلة ما بعد عرفات‪ ،‬املشروع اإلسرائيلي ومؤشرات الرتاجع‪،‬‬ ‫القدرات العسكرية حلركة محاس خالل حرب غزة عام ‪.2008‬‬

‫‪81‬‬


‫التخطيط واألوضاع‬ ‫الديموغرافية والجيوسياسية‬ ‫في القدس‬ ‫‪82‬‬


83


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.