ﻋﻠﻰ ﻏﻼﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻗﺮﺃﺕ ﺭﻭﺍﻳﺔ )ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﳉﺴﺪ( ﻷﺣﻼﻡ ﻣﺴﺘﻐﺎﳕﻲ ،ﻭﺃ�ﺎ ﺟﺎﻟﺲ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﰲ ﻓﻨﺪﻕ ﺳﺎﻣﺮﻻ�ﺪ ﰲ ﺑﲑﻭﺕ.
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﺮﻏﺖ ﻣـﻦ ﻗـﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳـﺔ ،ﺧﺮﺟـﺖ ﱄ ﺃﺣـﻼﻡ ﻣـﻦ ﲢـﺖ ﺍﳌـﺎﺀ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻛﺴـﻤﻜﺔ ﺩﻭﻟﻔـﲔ ﲨﻴﻠـﺔ ،ﻭﺷـﺮﺑﺖ ﻣﻌـﻲ ﻓﻨﺠـﺎﻥ ﻗﻬـﻮﺓ ﻭﺟﺴﺪﻫﺎ ﻳﻘﻄُﺮ ﻣﺎﺀ..
ﺭﻭﺍﻳﺘﻬﺎ ﺩﻭﺧﺘﲏ .ﻭﺃ�ﺎ �ﺎﺩﺭﺍً ﻣﺎ ﺃﺩﻭﺥ ﺃﻣﺎﻡ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻭﺳﺒﺐ ﺍﻟﺪﻭﺧﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺮﺃﺗﻪ ﻳﺸـﺒﻬﲏ ﺇﱃ ﺩﺭﺟـﺔ ﺍﻟﺘﻄـﺎﺑﻖ ،ﻓﻬـﻮ ﳎﻨﻮﻥ ،ﻭﻣﺘﻮﺗﺮ ،ﻭﺍﻗﺘﺤﺎﻣﻲ ،ﻭﻣﺘﻮﺣﺶ ،ﻭﺇ�ﺴﺎ�ﻲ ،ﻭﺷﻬﻮﺍ�ﻲ ..ﻭﺧﺎﺭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎ�ﻮﻥ ﻣﺜﻠﻲ .ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍً ﻃﻠﺐ ﻣﲏ ﺃﻥ ﺃﻭﻗﻊ ﺍﲰﻲ
ﲢﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻹﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﻐﺘﺴﻠﺔ ﺑﺄﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﺮ ..ﳌﺎ ﺗﺮﺩﺩﺕ ﳊﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ..
ﻫﻞ ﻛﺎ�ﺖ ﺃﺣﻼﻡ ﻣﺴﺘﻐﺎﳕﻲ ﰲ ﺭﻭﺍﻳﺘﻬﺎ )ﺗَﻜﺘُـﺒﲏ( ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗـﺪﺭﻱ ..ﻟﻘـﺪ ﻛﺎ�ـﺖ ﻣﺜﻠـﻲ ﲥﺠـﻢ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻮﺭﻗـﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀـﺎﺀ ،ﲜﻤﺎﻟﻴـﺔٍ ﻻ ﺣـﺪ ﳍﺎ ..ﻭﺷﺮﺍﺳﺔٍ ﻻ ﺣﺪ ﳍﺎ ..ﺟﻨﻮﻥٍ ﻻ ﺣﺪ ﻟﻪ...
ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﺤﻮﺭ ..ﲝﺮ ﺍﳊﺐ ،ﻭﲝﺮ ﺍﳉﻨﺲ ،ﻭﲝﺮ ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،ﻭﲝﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﲟﻨﺎﺿﻠﻴﻬﺎ ﻭﻣﺮﺗﺰﻗﻴﻬﺎ، ﻭﺃﺑﻄﺎﳍﺎ ﻭﻗﺎﺗﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻬﺎ ﻭﺷﻴﺎﻃﻴﻨﻬﺎ ،ﻭﺃ�ﺒﻴﺎﺋﻬﺎ ﻭﺳﺎﺭﻗﻴﻬﺎ..
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻻ ﲣﺘﺼﺮ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﳉﺴﺪ ﻓﺤﺴﺐ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﲣﺘﺼﺮ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ،ﻭﺍﳊﺰﻥ ﺍﳉﺰﺍﺋـﺮﻱ ،ﻭﺍﳉﺎﻫﻠﻴـﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳـﺔ ﺍﻟـﱵ ﺁﻥ ﳍﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻬﻲ..
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺳﻬﻴﻞ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺭﺃﻳـﻲ ﰲ ﺭﻭﺍﻳـﺔ ﺃﺣـﻼﻡ ،ﻗـﺎﻝ ﱄ :ﻻ ﺗﺮﻓـﻊ ﺻـﻮﺗﻚ ﻋﺎﻟﻴـﺎً ..ﻷﻥ ﺃﺣـﻼﻡ ﺇﺫﺍ ﲰﻌـﺖ ﻛﻼﻣـﻚ
ﺍﳉﻤﻴﻞ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻓﺴﻮﻑ ﺗُﺠﻦ...
ﺃﺟﺒﺘﻪ :ﺩﻋﻬﺎ ﺗُﺠﻦ ..ﻷﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻻ ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ ﺇﻻ ﳎﺎ�ﲔ!! ﻟﻨﺪﻥ ١٩٩٥ / ٨ / ٢٠ �ﺰﺍﺭ ﻗﺒﺎ�ﻲ
٢١٩
آﺎن ﺁﺧﺮون ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ﻳﺪﺧﻠﻮن ﻣﻦ اﻷﺑﻮاب اﻟﺸﺮﻓﻴّﺔ ﺑﺤﻘﺎﺉﺐ أﻥﻴﻘﺔ دﺑﻠﻮﻣﺎﺱﻴﺔ. وآﺎﻥﺖ ﻳﺪاﻩ ﺕﻨﺒﺸﺎن ﻓﻲ ﺣﻘﻴﺒﺔ زﻳﺎد اﻟﻤﺘﻮاﺽﻌﺔ ،وﺕﻘﻌﺎن ﻋﻠﻰ ﺣﺰﻣﺔ ﻣﻦ اﻷوراق ..ﻓﺘﻜﺎد دﻣﻌ ﺔ ﻣﻜ ﺎﺑﺮة ﺑﻌﻴﻨ ﻲ ﺕﺠﻴﺒ ﻪ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ: أﺹﺮّح ﺑﺎﻟﺬاآﺮة ..ﻳﺎ اﺑﻨﻲ..وﻟﻜﻨﻨﻲ أﺹﻤﺖ ..وأﺝﻤﻊ ﻣﺴﻮدّات هﺬا اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﺒﻌﺜﺮة ﻓﻲ ﺣﻘﻴﺒﺔ ،رؤوس أﻗﻼم ..ورؤوس أﺣﻼم.
ﺑﺎرﻳﺲ _ ﺕﻤﻮز ١٩٨٨
٢١٨
..ﻣﻨﺬ ﻏﺎدرﺕﻬﺎ أﺽﻌﺖ ﺑﻮﺹﻠﺘﻲ .ﻗﻄﻌﺖ ﻋﻼﻗﺘﻲ ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ وﺑﺎﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ .ووﻗﻔﺖ ﺱﻨﻮات ﻋﻠﻰ ﻥﻘﻄﺔ اﺱ ﺘﻔﻬﺎم ،ﺧ ﺎرج ﺧﻄﻮط اﻟﻄﻮل واﻟﻌﺮض. أﻳﻦ ﻳﻘﻊ اﻟﺒﺤﺮ وأﻳﻦ ﻳﻘﻒ اﻟﻌﺪوّ؟ أﻳﻬﻤﺎ أﻣﺎﻣﻲ وأﻳﻬﻤﺎ وراﺉﻲ؟ وﻻ ﺷﻲء وراء اﻟﺒﺤﺮ ﺱﻮى اﻟﻮﻃﻦ ..وﻻ ﺷﻲء أﻣﺎﻣﻲ ﺱﻮى زورق اﻟﻐﺮﺑﺔ ..وﻻ ﺷﻲ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺱﻮاي.. ﻋﻠﻰ ﻣﻦ أﻋﻠﻦ اﻟﺤﺮب وﻻ ﺷﻲء ﺣﻮﻟﻲ ﺱﻮى اﻟﺤﺪود اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺬاآﺮة؟ ﻲ آﺎﺕﺮﻳﻦ ،وﻟﻢ ﺕﻔﻬﻢ ﺷﻴﺌًﺎ.. ﻥﻈﺮت إﻟ ّ ﻟﻘﺪ آﺎﻥﺖ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ داﺉﻤًﺎ ﺽﺤﻴﺔ ﺱﻮء ﻓﻬﻢ وﻗﺼﺮ ﻥﻈﺮ .ﻓﺎﻓﺘﺮﻗﻨﺎ آﻤﺎ اﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﻣﻨﺬ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺮن ،دون أن ﻥﻌﺮف ﺑﻌﻀ ﻨﺎ ﺣﻘًﺎ ..دون أن ﻥﺤﺐ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺕﻤﺎﻣًﺎ ..وﻟﻜﻦ داﺉﻤًﺎ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺠﺎذﺑﻴﺔ اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﻥﻔﺴﻬﺎ. *** ﺖ: وﻗﻠ ِ »اﻟﺤﺐ هﻮ ﻣﺎ ﺣﺪث ﺑﻴﻨﻨﺎ ..واﻷدب هﻮ آﻞ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث«. ﻥﻌﻢ وﻟﻜﻦ.. ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺣﺪث وﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ،ﺣﺪﺙﺖ أﺷﻴﺎء أﺧﺮى ،ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺐ وﻻ ﺑﺎﻷدب. ﻓﻨﺤﻦ ﻓﻲ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ،ﻻ ﻥﺼﻨﻊ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ﺱﻮى اﻟﻜﻠﻤﺎت .ووﺣﺪﻩ اﻟﻮﻃﻦ ﻳﺼﻨﻊ اﻷﺣﺪاث .وﻳﻜﺘﺒﻨﺎ آﻴﻔﻤﺎ ﺷﺎء ..ﻣﺎدﻣﻨﺎ ﺣﺒﺮﻩ. ﻻ ﻓﻲ زﻣﻦ ﺁﺧﺮ ﻟﺤﻈﺮ اﻟﺘﺠﻮل. ﻏﺎدرت اﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ زﻣﻦ ﻟﺤﻈﺮ اﻟﺘﻨﻔﺲ ..وهﺎ أﻥﺎ أﻋﻮد إﻟﻴﻪ ﻣﺬهﻮ ً أﺕ ﺬآﺮ وأﻥ ﺎ أواﺝ ﻪ وﺣ ﺪي ه ﺬﻩ اﻟﻤ ﺮة ﻣﻄ ﺎر ﺕﻠ ﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ اﻟﻤﻠﺘﺤﻔ ﺔ ﺑﺎﻟﺤ ﺪاد آﻼﻣ ًﺎ ﻗﺎﻟ ﻪ ﺣﺴ ﺎن ﻣﻨ ﺬ ﺱ ﺖ ﺱ ﻨﻮات واﺱﺘﻮﻗﻔﺘﻨﻲ آﻠﻤﺎﺕﻪ دون ﺱﺒﺐ واﺽﺢ. ﻗﺎل» :إن ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻓﺮﻏﺖ ﻣﻦ أهﻠﻬﺎ اﻷﺹﻠﻴﻴﻦ .ﻟﻘﺪ أﺹﺒﺤﻮا ﻻ ﻳﺄﺕﻮﻥﻬﺎ ﺱﻮى ﻓﻲ اﻷﻋﺮاس و ﻓﻲ اﻟﻤﺂﺕﻢ«. ﻳﺬهﻠﻨﻲ اآﺘﺸﺎﻓﻲ ..هﺎ أﻥﺎ أﺹﺒﺤﺖ إذن اﻻﺑﻦ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺝﺎءت ﺑﻲ ﻣﻜﺮهًﺎ ﻣﺮﺕﻴﻦ. ﺖ أﻥ ﺎ ﻣﻨ ﺬ ذﻟ ﻚ ﻣﺮة ﻷﺣﻀﺮ ﻋﺮﺱﻚ ..وﻣﺮة ﻷدﻓﻦ أﺧﻲ .ﻓﻤﺎ اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﻻﺙﻨﻴﻦ؟ ﻟﻘﺪ ﻣﺎت أﺧﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻮاﻗ ﻊ ﻣﺜﻠﻤ ﺎ ﻣ ّ اﻟﻌﺮس. ﻗﺘﻠﺘﻨﺎ أﺣﻼﻣﻨﺎ.. هﻮ ﻷﻥﻪ أﺹﻴﺐ ﺑﻌﺪوى اﻷﺣﻼم اﻟﻔﺎرﻏﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة. وأﻥﺎ ﻷﻥﻨﻲ ﻏﺎدرت وهﻤﻲ ..وﻟﺒﺴﺖ ﻥﻬﺎﺉﻴًﺎ ﺣﺪاد أﺣﻼﻣﻲ. ﻲ ﻋﺼﺒﻲ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ اﻻﺱﺘﻘﻼل ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﻮﻗﻔﻪ ﺣﺰﻥ ﻲ وﻻ اﺱ ﺘﻮﻗﻔﺘﻪ ذراﻋ ﻲ ..ﻓ ﺮاح ﻳﺼ ﺮخ ﻓ ﻲ وﺝﻬ ﻲ، ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﺝﻤﺮآ ّ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻣﻦ أﻗﻨﻌﻮﻩ أﻥﻨﺎ ﻥﻐﺘﺮب ﻓﻘﻂ ﻟﻨﻐﻨﻰ ،وأﻥﻨﺎ ﻥﻬﺮّب داﺉﻤًﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﺎﺉﺐ ﻏﺮﺑﺘﻨﺎ.. ﺑﻤﺎذا ﺕﺼﺮّح أﻥﺖ؟آﺎن ﺝﺴﺪي ﻳﻨﺘﺼﺐ ذاآﺮة أﻣﺎﻣﻪ ..وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻘﺮأﻥﻲ. ﻳﺤﺪث ﻟﻠﻮﻃﻦ أن ﻳﺼﺒﺢ أﻣ ّﻴًﺎ. ٢١٧
آﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن أﻗﻮل ﻟﻬﺎ» :ﻟﻘﺪ ﻣﺎت أﺧﻲ ..أﺧﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻳ ﺎ آ ﺎﺕﺮﻳﻦ «..وأﺝﻬ ﺶ ﺑﺎﻟﺒﻜ ﺎء .ﻓﻘ ﺪ آﻨ ﺖ ﻓ ﻲ ﺣﺎﺝ ﺔ إﻟ ﻰ أن أﺑﻜﻲ أﻣﺎم أﺣ ٍﺪ ﻳﻮﻣﻬﺎ. وﻟﻜﻦ ﻟﻢ أآﻦ ﻗﺎدرًا ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﻌﻬﺎ .ﻟﻌﻠﻬﺎ ﻋﻘﺪة ﻗﺪﻳﻤﺔ ..ﻓﺎﻟﺤﺰن ﻗﻀﻴﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ،ﻗﻀﻴﺔ أﺣﻴﺎﻥًﺎ وﻃﻨﻴﺔ.. وﻟﺬا اﺣﺘﻔﻈﺖ ﺑﺠﺮﺣﻲ داﺧﻠﻲ .وﻗﺮرت أن أواﺹﻞ ﺣﺪﻳﺜﻲ آﺎﻟﻌﺎدة .ﻟﻌﻠﻨﻲ ﻓﻲ ﻳ ﻮم ﺁﺧ ﺮ ﺱ ﺄﺧﺒﺮهﺎ ﺑ ﺬﻟﻚ .وﻟﻜ ﻦ ﻟ ﻴﺲ اﻟﻴﻮم .اﻟﺼﻤﺖ اﻟﻴﻮم أآﺒﺮ. ﺷﻌﺮت ﻓﺠﺄة أﻥﻨﻲ أﺱﺄت ﻟﻠﻔﺮاﺷﺎت. ﻗﻠﺖ: آﺎﺕﺮﻳﻦ ..ﻟﻘﺪ آﺎﻥﺖ ﻗﺼﺘﻨﺎ ﺝﻤﻴﻠﺔ ،أﻟﻴﺲ آ ﺬﻟﻚ؟ آﺎﻥ ﺖ ﻣﻌﻘ ﺪة ﺑﻌ ﺾ اﻟﺸ ﻲء ..وﻟﻜﻨﻬ ﺎ ﺝﻤﻴﻠ ﺔ ﺑ ﺮﻏﻢ ذﻟ ﻚ .ﻟﻘ ﺪآﻨﺖ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ داﺉﻤﺎً ،ﻋﻠﻰ وﺷﻚ أن ﺕﻜﻮن ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ .ورﺑﻤﺎ ﺱﻴﻨﺠﺢ اﻟﻔﺮاق ﻓ ﻲ ﺕﺤﻘﻴ ﻖ ﻣ ﺎ ﻋﺠ ﺰت آ ﻞ ﺱﻨﻮات اﻟﻘﺮب هﺬﻩ ﻣﻦ ﺕﺤﻘﻴﻘﻪ.. هﻞ ﺱﺘﺤﺒﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻥﻔﺘﺮق؟ ﻻ أدري ..ﻣﻦ اﻟﻤﺆآﺪ أﻥﻨﻲ ﺱﺄﻓﺘﻘﺪك آﺜﻴﺮًا .إﻥﻪ ﻣﻨﻄﻖ اﻷﺷﻴﺎء .ﻟﻘﺪ آﺎن ﻟﻲ ﻣﻌ ﻚ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻋ ﺎدة .وﻻ ﺑ ﺪ ﻟ ﻲﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم أن أﻏﻴّﺮ ﻋﺎداﺕﻲ.. وهﻞ ﺱﺘﻌﻮد؟ﻼ أن ﻥﺠﺘﺎز اﻟﺠﺴ ﺮ ﻟﻴﺲ ﻗﺒﻞ ﻣﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ ..ﻻ ﺑﺪ أن أﺕﻌﻠﻢ اﻵن اﻟﻮﺝﻪ اﻵﺧﺮ ﻟﻠﻨﺴﻴﺎن .اﻟﻐﺮﺑﺔ أ ّم أﻳﻀًﺎ ﻟﻴﺲ ﺱﻬ ًاﻟﺬي ﺱﻴﻔﺼﻠﻨﺎ ﻋﻨﻬﺎ.. ﺧﺎﻟﺪ ..ﻟﻤﺎذا ﺕﺤﻴﻂ ﻥﻔﺴﻚ ﺑﻜﻞ هﺬﻩ اﻟﺠﺴﻮر؟ أﻥﺎ ﻻ أﺣﻴﻂ ﻥﻔﺴﻲ ﺑﻬﺎ ..أﻥﺎ أﺣﻤﻠﻬﺎ داﺧﻠﻲ .هﻨﺎك أﻥﺎس وﻟﺪوا هﻜ ﺬا ﻋﻠ ﻰ ﺝﺴ ﺮ ﻣﻌّﻠ ﻖ .ﺝ ﺎؤوا إﻟ ﻰ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ﺑ ﻴﻦﻦُ .وﻟِﺪوا وﺱﻂ ﻣﺠﺮى اﻟﺮﻳﺎح اﻟﻤﻀﺎدة ،وآﺒ ﺮوا وه ﻢ ﻳﺤ ﺎوﻟﻮن أن ﻳﺼ ﺎﻟﺤﻮا ﺑ ﻴﻦ ﻦ وﻗﺎرّﺕﻴ ْ ﻦ وﻃﺮﻳﻘﻴ ْ رﺹﻴﻔﻴ ْ اﻷﺽﺪاد داﺧﻠﻬﻢ .رﺑﻤﺎ آﻨﺖ ﻣﻦ هﺆﻻء ..ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ دﻋﻴﻨﻲ أﺑﻮح ﻟ ﻚ ﺑﺴ ّﺮ .اآﺘﺸ ﻔﺖ أﻥﻨ ﻲ ﻻ أﺣ ﺐ اﻟﺠﺴ ﻮر. وأآﺮهﻬ ﺎ آﺮاهﻴﺘ ﻲ ﻟﻜ ﻞ ﺷ ﻲء ﻟ ﻪ ﻃﺮﻓ ﺎن ،ووﺝﻬﺘ ﺎن ،واﺣﺘﻤ ﺎﻻن ،وﺽ ﺪان .وﻟﻬ ﺬا ﺕﺮآ ﺖ ﻟ ﻚ آ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺎت. ﺤ ﺎر ﻟﺒﺎﺧﺮﺕ ﻪ آﻨﺖ أود إﺣﺮاﻗﻬﺎ ،راودﺕﻨﻲ هﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮة .وﻟﻜﻦ ﻟﺴﺖ ﻓﻲ ﺷ ﺠﺎﻋﺔ ﻃ ﺎرق ﺑ ﻦ زﻳ ﺎد .رﺑﻤ ﺎ ﻷن إﺣ ﺮاق ﺑ ّ ﻞ أﺱﻬﻞ ﻣﻦ إﺣﺮاق رﺱﺎم ﻟﻠﻮﺣﺎﺕﻪ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺝﻨﻮن.. ﻓﻲ ﻣﻌﺮآﺔ ﺣﺮﺑﻴﺔ ،ﻳﻈ ّ وﺑﺮﻏﻢ ذﻟﻚ ،أرﻳﺪ أن أﺣﺮﻗﻬﺎ ﺣﺘﻰ أﻗﻄﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻒ. ﻻ أرﻳﺪ أن أﻗﻀﻲ ﺣﻴﺎﺕﻲ ،وأﻥﺎ أﺱﻠﻚ هﺬا اﻟﺠﺴﺮ ﻓﻲ اﻻﺕﺠﺎهﻴﻦ. أرﻳﺪ أن أﺧﺘﺎر ﻟﻘﻠﺒﻲ ﻣﺴﻘﻄﻪ اﻷﺧﻴﺮ.. أرﻳﺪ أن أﻋﻮد إﻟﻰ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺠﺎﻟﺴﺔ ﻓﻮق ﺹﺨﺮة ،وآﺄﻥﻨﻲ أﻓﺘﺤﻬﺎ ﻣﻦ ﺝﺪﻳﺪ .آﻤﺎ ﻓﺘﺢ ﻃﺎرق ﺑﻦ زﻳﺎد ذﻟ ﻚ اﻟﺠﺒ ﻞ، وﻣﻨﺤﻪ اﺱﻤﻪ..
٢١٦
أﺧﺎف أن ﺕﻨﺪم ﻳﻮﻣًﺎ وﺕﺸﺘﺎق إﻟﻰ إﺣﺪى هﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺎت ..اﻋﻠﻢ أﻥﻚ ﺱﺘﺠﺪهﺎ داﺉﻤًﺎ ﻋﻨﺪي.ﺖ: ﻗﻠ ُ رﺑﻤﺎ ﺱﻴﺤﺪث ذﻟﻚ ..ﻓﻨﺤﻦ ﻓﻲ ﺝﻤﻴﻊ اﻟﺤﺎﻻت ﻥﻨﺪم ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﺎ..ﺕﻘﺎﻃﻌﻨﻲ وآﺄﻥﻬﺎ اآﺘﺸﻔﺖ ﺝ ّﺪﻳﺔ اﻟﻤﻮﻗﻒ: Mais ce n'est pas possible ..ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻥﻔﺘﺮق هﻜﺬا! أ ُو آﺎﺕﺮﻳﻦ ..دﻋﻴﻨﺎ ﻥﻔﺘﺮق ﻋﻠ ﻰ ﺝ ﻮع .ﻟﻘ ﺪ ﺣﻜ ﻢ ﻋﻠﻴﻨ ﺎ اﻟﺘ ﺎرﻳﺦ أﻻ ﻥﺸ ﺒﻊ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺾ ﺕﻤﺎﻣ ًﺎ ..وﻻ ﻥﺤ ﺐ ﺑﻌﻀ ﻨﺎﺕﻤﺎﻣﺎ ..ﻷآﺜﺮ ﻣﻦ ﺱﺒﺐ .إﻥ ﻚ ﺕﻤﻠﻜ ﻴﻦ اﻟﻴ ﻮم أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻥﺴ ﺨﺔ ﻣﻨ ﻲ ..ﻋﻠّﻘ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ﺝ ﺪراﻥﻚ ذاآﺮﺕ ﻲ ،ﺣﺘ ﻰ وﻟ ﻮ آﺎﻥﺖ ذاآﺮة ﻣﻀﺎدة ..ﻟﻘﺪ آﻨﺖ أﻳﻀًﺎ ﻃﺮﻓًﺎ ﻓﻴﻬﺎ! ﻻ ﺕﻔﻬﻢ آﺎﺕﺮﻳﻦ ﻟﻤﺎذا آﻞ هﺬﻩ اﻟﺮﻣﻮز اﻟﻴﻮم. وﻟﻤﺎذا هﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻐﺎﻣﺾ اﻟﺬي ﻟﻢ أﻋﻮّدهﺎ ﻋﻠﻴﻪ؟ ورﺑﻤﺎ ﻓﻬﻤﺖ ،وﻟﻜ ﻦ ﺝﺴ ﺪهﺎ آ ﺎن ﻳ ﺮﻓﺾ أن ﻳﻔﻬ ﻢ .ﺝﺴ ﺪهﺎ ﻳﺨ ﺮج ﻋ ﻦ اﻟﻤﻮﺽ ﻮع داﺉﻤ ًﺎ .ﺝﺴ ﺪهﺎ ﻣﻮﻇ ﻒ ﻓﺮﻥﺴ ﻲ ﻳﺤﺘﺞ داﺉﻤﺎ .ﻳﻄﺎﻟﺐ داﺉﻤًﺎ ﺑﺎﻟﻤﺰﻳﺪ ..ﻳﻔﺮط ﻓﻲ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ،ﻓﻲ ﺣﺮﻳﺔ اﻹﺽﺮاب. وﻟﻜﻦ.. ﻣﻦ أﻳﻦ ﺱﺂﺕﻲ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺱﺘﺸﺮح ﻟﻬﺎ ﺣﺰﻥﻲ؟ ﻣﻦ أﻳﻦ ﺱﺂﺕﻲ ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ اﻟﺬي ﺱﻴﻘﻮل ﻟﻬﺎ دون أن أﻗﻮل ﺷﻴﺌﺎً ،إن ﺣﺴﺎن هﻨﺎك ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﺧﺮى ،ﻳﻨﺘﻈﺮﻥﻲ ﻓﻲ ﺙﻼﺝ ﺔ، وأن أوﻻدﻩ اﻟﺴﺘﺔ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻬﻢ ﻏﻴﺮي. ﻲ اﻟﺒﺎردﺕﻴﻦ ،واﻟﺼﻘﻴﻊ اﻟﺬي ﻳﺰﺣﻒ ﻥﺤﻮي آﻠﻤﺎ ﺕﻘ ﺪﻣﺖ ﺑ ﻲ اﻟﺴ ﺎﻋﺎت ،وآﻠﻤ ﺎ راﺣ ﺖ ﻳ ﺪاهﺎ آﻴﻒ أﺷﺮح ﻟﻬﺎ ﺱﺮ ﻗﺪﻣ ّ ﺕﻔﺘﺤﺎن أزرار ﻗﻤﻴﺼﻲ دون اﻥﺘﺒﺎﻩ ..ﺑﺤﻜﻢ اﻟﻌﺎدة. آﺎﺕﺮﻳﻦ ..ﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﺷﻬﻴﺔ ﻟﻠﺤﺐ ،اﻋﺬرﻳﻨﻲ.. وﻣﺎذا ﺕﺮﻳﺪ إذن؟ أرﻳﺪ أن ﺕﻀﺤﻜﻲ آﺎﻟﻌﺎدة. ﻟﻤﺎذا أﺽﺤﻚ؟ ﻷﻥﻚ ﻋﺎﺝﺰة ﻋﻦ اﻟﺤﺰن.ﺖ؟ وأﻥ َ وأﻥﺎ ﺱﺄﻥﺘﻈﺮ أن ﺕﺬهﺒﻲ ﻷﺣﺰن .ﺣﺰﻥﻲ ﻣﺆﺝﻞ ﻓﻘﻂ آﺎﻟﻌﺎدة.. وﻟﻤﺎذا ﺕﻘﻮل ﻟﻲ هﺬا اﻟﻴﻮم.؟ ﻷﻥﻨﻲ ﻣﺘﻌﺐ ..وﻷﻥﻨﻲ ﺱﺄرﺣﻞ ﺑﻌﺪ ﺱﺎﻋﺎت.. وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺕﺴﺎﻓﺮ .ﻟﻘﺪ أﻟﻐﻮا آﻞ اﻟﺮﺣﻼت إﻟﻰ اﻟﺠﺰاﺉﺮ.. -ﺱﺄذهﺐ ،وأﻥﺘﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺎر أول ﻃﺎﺉﺮة ﺕﻘﻠﻊ .ﻻ ﺑﺪ أن أﺱﺎﻓﺮ اﻟﻴﻮم أو ﻏﺪًا .هﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻨﺘﻈﺮﻥﻲ..
٢١٥
وﻻ رﺑﻤﺎ اﻗﺘﻨﻌﺖ دون آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﻼم أﻥﻨﻲ أﺱﺘﻴﻘﻆ ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﺣﺐ. ﺱﺄﻟﺘﻨﻲ وآﺄﻥﻬﺎ ﻻ ﺕﺠﺪ ﻓﺠﺄة ﻣﺒﺮرًا ﻟﻮﺝﻮدهﺎ ﻋﻨﺪي ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ: ﻟﻤﺎذا ﻃﻠﺒﺘﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ؟ﺖ: ﻗﻠ ُ ﻷﺱﺒﺎب آﺜﻴﺮة..ﺖ ﻓﺠﺄة: ﺙﻢ أﺽﻔ ُ آﺎﺕﺮﻳﻦ ..هﻞ ﺕﺤﺒﻴﻦ اﻟﺠﺴﻮر؟ﻗﺎﻟﺖ ﺑﻨﺒﺮة ﻻ ﺕﺨﻠﻮ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺠﺐ: ﻻ ﺕﻘﻞ ﻟﻲ إﻥﻚ أﺣﻀﺮﺕﻨﻲ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺼﺒﺎح ﻟﺘﻄﺮح ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﺴﺆال!ﺖ: ﻗﻠ ُ ﻻ ..وﻟﻜﻦ أود ﻟﻮ أﺝﺒﺘﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ.ﻗﺎﻟﺖ: ﻻ آﻬﺬا ﻗﺒﻞ اﻟﻴﻮم .ﻟﻘﺪ ﻋﺸﺖ داﺉﻤًﺎ ﻓ ﻲ ﻣ ﺪن ﻻ ﺝﺴ ﻮر ﻓﻴﻬ ﺎ .ﻣ ﺎ ﻋ ﺪا ﺑ ﺎرﻳﺲ ﻻ أدري ..أﻥﺎ ﻟﻢ أﺱﺄل ﻥﻔﺴﻲ ﺱﺆا ًرﺑﻤﺎ.. ﺖ: ﻗﻠ ُ ﻻ ﻳﻬﻢ ..ﻓﺄﻥﺎ أﻓﻀّﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ أﻻ ﺕﺤﺒﻴﻬﺎ .ﻳﻜﻔﻲ أن ﺕﺤﺒﻲ رﺱﻤﻲ..أﺝﺎﺑﺖ: ﻃﺒﻌًﺎ أﺣﺐ ﻣﺎ ﺕﺮﺱﻤﻪ ..ﻟﻘﺪ راهﻨﺖ داﺉﻤًﺎ ﻋﻠﻰ أﻥﻚ رﺱﺎم اﺱﺘﺜﻨﺎﺉﻲ..ﺖ: ﻗﻠ ُ ﻓﻠﻴﻜﻦ إذن ..آﻞ هﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺎت ﻟﻚ.ﺹﺎﺣﺖ: ﻦ إﻟﻴﻬﺎ ﻳﻮﻣًﺎ. أأﻥﺖ ﻣﺠﻨﻮن؟ آﻴﻒ ﺕﻬﺒﻨﻲ آﻞ هﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺎت؟ إﻥﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺘﻚ ..ﻗﺪ ﺕﺤ ّﺖ: ﻗﻠ ُ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ هﻨﺎك ﻣﻦ ﺽﺮورة ﻟﻠﺤﻨﻴﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم ،أﻥﺎ ﻋﺎﺉﺪ إﻟﻴﻬ ﺎ .أهﺒﻬ ﺎ ﻟ ﻚ ،ﻷﻥﻨ ﻲ أدري أﻥ ﻚ ﺕﻘ ﺪّرﻳﻦ اﻟﻔ ﻦ ،وأﻥﻬ ﺎﻣﻌﻚ ﻟﻦ ﺕﻀﻴﻊ.. ﻗﺎﻟﺖ آﺎﺕﺮﻳﻦ وﺹﻮﺕﻬﺎ ﻳﺄﺧﺬ ﻥﺒﺮة ﺝﺪﻳﺪة ﻟﺤﺰن وﻓﺮح ﻏﺎﻣﺾ: ﺱﺄﺣﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﺝﻤﻴﻌًﺎ ..ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺪث ﻟﺮﺝﻞ أن أهﺪاﻥﻲ ﻳﻮﻣًﺎ ﺷﻴﺌًﺎ آﻬﺬا..ﻗﻠ ُ ﺖ وأﻥﺎ أﻟﻘﻲ ﻥﻈﺮة أﺧﻴﺮة ﻋﻠﻰ ﺝﺴﺪهﺎ اﻟﻤﺨﺘﺒﺊ داﺉﻤًﺎ ﺕﺤﺖ اﻷﺙﻮاب اﻟﺨﻔﻴﻔﺔ اﻟﻔﻀﻔﺎﺽﺔ: وﻟﻢ ﻳﺤﺪث ﻻﻣﺮأة ﻗﺒﻠﻚ أن ﻣﻨﺤﺘﻨﻲ ﻏﺮﺑﺔ أﺷﻬﻰ..ﻗﺎﻟﺖ: ٢١٤
ق ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺘﻠﺔ؟ وﻟﻜﻦ أﺝﺒﻨﻲ ﻓﻘﻂ ..أﻥﺖ اﻟﺬي ﻗﺘﻠﺖ ﻣﻦ اﻷﺕﺮاك ،وﻗﺘﻠﻮا ﻣﻦ رﻓﺎﻗﻚ اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ .هﻞ هﻨﺎك ﻣﻦ ﻓﺮ ٍ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﻔﺮﻥﺴﻴﻴﻦ ﻣﺎت ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ ..وﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻹﺱﺮاﺉﻴﻠﻴﻴﻦ ﻣﺎت زﻳﺎد ..وهﺎ هﻮ ﺣﺴﺎن ﻳﻤﻮت ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﺠﺰاﺉﺮﻳﻴﻦ اﻟﻴﻮم. ﻓﻬﻞ هﻨﺎك درﺝﺎت ﻓﻲ اﻻﺱﺘﺸﻬﺎد؟ وﻣﺎذا ﻟﻮ آﺎن اﻟﻮﻃﻦ هﻮ اﻟﻘﺎﺕﻞ واﻟﺸﻬﻴﺪ ﻣﻌﺎً؟ ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ دﺧﻠﺖ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﻤﺬاﺑﺤﻬﺎ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ،وﻣﺎزاﻟﺖ ﻣﻐﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺑﺮهﺎ اﻟﺴﺮﻳﺔ! آﻢ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ أﺹﺒﺢ ﺱﻜﺎﻥﻬﺎ ﺷﻬﺪاء ..ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﺒﺤﻮا ﻣﻮاﻃﻨﻴﻦ! ﻓﺄﻳﻦ ﺕﻀﻊ آﻞ هﺆﻻء ..ﻓﻲ ﺧﺎﻥﺔ ﺽﺤﺎﻳﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،أم ﻓﻲ ﺧﺎﻥﺔ اﻟﺸﻬﺪاء؟ وﻣﺎ اﺱﻢ اﻟﻤﻮت ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﺑﺨﻨﺠ ٍﺮ ﻋﺮﺑﻲ! *** ﻣﺎ آﺎدت آﺎﺕﺮﻳﻦ ﺕﺮاﻥﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺼﺒﺎح ﺣﺘﻰ ﺹﺎﺣﺖ: إن ﻟﻚ وﺝﻪ رﺝﻞ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﺱﻜﺮ!ﺙﻢ أﺽﺎﻓﺖ ﺑﺸﻲ ٍء ﻣﻦ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ واﻟﺘﻠﻤﻴﺢ اﻟﻮاﺽﺢ: ﻣﺎذا ﻓﻌﻠﺖ أﻣﺲ أﻳﻬﺎ اﻟﺸﻘﻲ ،ﻟﺘﻜﻮن ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ؟ﺖ: ﻗﻠ ُ ﻻ ﺷﻲء ..رﺑﻤﺎ ﻟﻢ أﻥﻢ ﻓﻘﻂ!ﻗﺎﻟﺖ وهﻲ ﺕﻠﻘﻲ ﻥﻈﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺎﻟﻮن ،وﺕﺒﺤﺚ ﺑﻔﻀﻮل اﻣﺮأة ﻋﻦ ﺁﺙﺎر ﺕﺪﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻥﻮﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﻀﻴﺖ ﻣﻌﻬﻢ اﻟﺴﻬﺮة: هﻞ اﺱﺘﻘﺒﻠﺖ أﺹﺪﻗﺎء أﻣﺲ؟اﺑﺘﺴﻤﺖ ﻟﺴﺆاﻟﻬﺎ ،ﺷﻌﺮت ﺑﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ أن أﺝﻴﺒﻬﺎ :ﻥﻌﻢ. ﻳﺤﺪث ﻟﻠﺤﺰن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺎور اﻟﺠﻨﻮن ،أن ﻳﺒﺪأ هﻜﺬا ﻓﻲ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻥﻔﺴﻪ.. ﺖ: واﺹَﻠ ْ وهﻞ ﻗﻀﻮا اﻟﻠﻴﻠﺔ هﻨﺎ؟ﺖ: ﻗﻠ ُ ﻻ ..رﺣﻠﻮا..ﺖ ﺑﻌﺪ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺼﻤﺖ: أﺽﻔ ُ أﺹﺪﻗﺎﺉﻲ ﻳﺮﺣﻠﻮن داﺉﻤًﺎ!ورﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﻨﻌﻬﺎ آﻼﻣﻲ ،أو زاد ﻓﻲ ﻓﻀﻮﻟﻬﺎ ﻓﻘﻂ .ﻓﺮاﺣﺖ ﺕﻮاﺹﻞ ﺑﻌﻴﻨﻴﻬﺎ اﻟﺒﺤﺚ وﺱﻂ ﻓﻮﺽ ﻰ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ ،واﻟﺤﻘﻴﺒﺘ ﻴﻦ اﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺘﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺼﺎﻟﻮن ﻋﻦ ﺷﻲء ﻣﺎ. اﻟﻨﺴ ﺎء هﻜ ﺬا داﺉﻤ ﺎ :ﻻ ﻳ ﺮﻳﻦ أﺑﻌ ﺪ ﻣ ﻦ أﺝﺴ ﺎدهﻦ ،وﻟ ﺬا ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻓ ﻲ إﻣﻜ ﺎن آ ﺎﺕﺮﻳﻦ أن ﺕﻜﺘﺸ ﻒ ﺁﺙ ﺎر زﻳ ﺎد وﺣﺴ ﺎن وزورﺑﺎ ..ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺒﻴﺖ. ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ..ﻟﻘﺪ آﺎﻥﺖ آﺎﺕﺮﻳﻦ داﺉﻤًﺎ ﺕﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ هﺎﻣﺶ ﺣﺰﻥﻲ. ٢١٣
وأﻗﻒ أﻥﺎ وﺱﻄﻬﺎ وآﺄﻥﻨﻲ أﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺕﻠﻚ اﻟﺼﺨﺮة اﻟﺸﺎهﻘﺔ ،ﻷرﻗﺺ وﺱﻂ اﻟﺨﺮاب ،ﺑﻴﻨﻤ ﺎ ﺝﺴ ﻮر ﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ اﻟﺨﻤﺴ ﺔ ﺕﺘﺤﻄﻢ وﺕﺘﺪﺣﺮج أﻣﺎﻣﻲ ﺣﺠﺎرة ﻥﺤﻮ اﻟﻮدﻳﺎن. إﻳﻪ زورﺑﺎ! ﺕﺰوﺝﺖ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ آﻨﺖ أﺣﺒﻬﺎ ،وآﺎﻥﺖ ﺕﺤﺒﻚ أﻥﺖ .وآﻨﺖ أرﻳﺪ أن أﺝﻌﻠﻬﺎ ﻥﺴﺨﺔ ﻣﻨﻲ ،ﻓﺠﻌﻠﺘﻨﻲ ﻥﺴﺨﺔ ﻣﻨﻚ. وﻣﺎت زﻳﺎد ..ذﻟﻚ اﻟﺼﺪﻳﻖ اﻟﺬي اﺷﺘﺮى هﺬا اﻟﺸﺮﻳﻂ ﻷﻥﻪ رﺑﻤﺎ آﺎن ﻳﺤﺒﻚ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ أﺝﻠﻬ ﺎ ،ورﺑﻤ ﺎ ﻷﻥ ﻪ آ ﺎن ﻳﺘﻮﻗ ﻊ ﻟﻲ ﻳﻮﻣًﺎ آﻬﺬا ،وﻳﻌ ﱡﺪ ﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ آﻞ ﺕﻔﺎﺹﻴﻞ ﺣﺰﻥﻲ اﻟﻘﺎدم. ورﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﺕﻠﻘّﺎﻩ هﺪﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ ..وورﺙﺘﻪ أﻥﺎ ﻓﻲ ﺝﻤﻠﺔ ﻣﺎ أورﺙﻨﻲ ﻣﻦ أﺣﺰان. وﻣﺎت ﺣﺴﺎن ..أﺧﻲ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻬﺘﻢ آﺜﻴﺮًا ﺑﺎﻹﻏﺮﻳﻖ ،وﺑﺎﻵﻟﻬﺔ اﻟﻴﻮﻥﺎﻥﻴﺔ. آﺎن ﻟﻪ إﻟﻪ واﺣﺪ ﻓﻘﻂ ،وﺑﻌﺾ اﻷﺱﻄﻮرات اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ. ﻣﺎت وﻻ ﺣﺐ ﻟﻪ ﺱﻮى اﻟﻔﺮﻗﺎﻥﻲ ..وأم آﻠﺜﻮم ..وﺹﻮت ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﺱﻂ ﻋﺒﺪ اﻟﺼﻤﺪ. وﻻ ﺣﻠﻢ ﻟﻪ ﺱﻮى اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺝﻮاز ﺱﻔﺮ ﻟﻠﺤﺞ ..وﺙﻼﺝﺔ. ﻟﻘﺪ ﺕﺤﻘﻘﺖ ﻥﺼﻒ أﺣﻼﻣﻪ أﺧﻴﺮًا .ﻟﻘﺪ أهﺪاﻩ اﻟﻮﻃﻦ ﺙﻼﺝﺔ ﻳﻨﺘﻈﺮﻥﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻬﺪوء آﻌﺎدﺕﻪ ،ﻷﺷﻴﻌﻪ هﺬﻩ اﻟﻤﺮة إﻟﻰ ﻣﺜﻮاﻩ اﻷﺧﻴﺮ. ﻟﻮ ﻋﺮﻓﻚ ،رﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﻤﻮت ﺕﻠﻚ اﻟﻤﻴﺘﺔ اﻟﺤﻤﻘﺎء. ﻟﻮ ﻗﺮأك ﺑﺘﻤﻌّﻦ ،ﻟﻤﺎ ﻥﻈﺮ إﻟﻰ ﻗﺎﺕﻠﻴﻪ ﺑﻜﻞ اﻻﻥﺒﻬﺎر ،ﻟﻤﺎ ﺣﻠﻢ ﺑﻤﻨﺼﺐ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺹﻤﺔ ،ﺑﺴﻴﺎرة وﺑﻴﺖ أﺝﻤﻞ.. ﻟﺒﺼﻖ ﻓﻲ وﺝﻪ ﻗﺎﺕﻠﻴﻪ ﻣﺴﺒﻘًﺎ ..ﻟﺸﺘﻤﻬﻢ آﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺸﺘﻢ أﺣﺪاً ،ﻟﺮﻓﺾ أن ﻳﺼﺎﻓﺤﻬﻢ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺮس ،ﻟﻘﺎل: »أﻳﻬﺎ اﻟﻘﻮّادون ..اﻟﺴﺮاﻗﻮن ..اﻟﻘﺘﻠﺔ .ﻟﻦ ﺕﺴﺮﻗﻮا دﻣﻨﺎ أﻳﻀًﺎ .اﻣﻸوا ﺝﻴﻮﺑﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﺷﺌﺘﻢ .أﺙﺜ ﻮا ﺑﻴ ﻮﺕﻜﻢ ﺑﻤ ﺎ ﺷ ﺌﺘﻢ..وﺣﺴﺎﺑﺎﺕﻜﻢ ﺑﺄﻳﺔ ﻋﻤﻠﺔ ﺷﺌﺘﻢ ..ﺱﻴﺒﻘﻰ ﻟﻨﺎ اﻟﺪم واﻟﺬاآﺮة .ﺑﻬﻤﺎ ﺱﻨﺤﺎﺱ ﺒﻜﻢ ..ﺑﻬﻤ ﺎ ﺱ ﻨﻄﺎردآﻢ ..ﺑﻬﻤ ﺎ ﺱ ﻨﻌﻤّﺮ ه ﺬا اﻟﻮﻃﻦ ..ﻣﻦ ﺝﺪﻳﺪ«. ﺁﻩ زورﺑﺎ ..ﻣﺎت زﻳﺎد وهﺎ هﻮذا ﺣﺴﺎن ﻳﻤﻮت ﻏﺪرًا أﻳﻀًﺎ. ﺁﻩ ﻟﻮ ﺕﺪري ﻳﺎ ﺹﺪﻳﻘﻲ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺣﺪهﻤﺎ ﻟﻴﺴﺘﺤﻖ اﻟﻤﻮت. آﺎن ﺣﺴﺎن ﻥﻘﻴًﺎ آﺰﺉﺒﻖ ،وﻃﻴﺒًﺎ ﺣﺪ اﻟﺴﺬاﺝﺔ .آﺎن ﻳﺨﺎف ﺣﺘﻰ أن ﻳﺤﻠﻢ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأ ﻳﺤﻠﻢ ﻗﺘﻠﻮﻩ. وآﺎن زﻳﺎد ..ﺁﻩ آﺎن ﻳﺸﺒﻬﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء .ﻟﻮ رأﻳﺖ ﺽﺤﻜﺘﻪ ،ﻟﻮ ﺱﻤﻌﺘﻪ ﻳﺘﺤﺪث ..ﻳﻜﻔﺮ ..ﻳﻠﻌ ﻦ ..ﻳﺒﻜ ﻲ ..ﻳﺴ ﻜﺮ ..ﻟ ﻮ ﻋﺮﻓﺘﻬﻤﺎ ،ﻟﺮﻗﺼﺖ ..ﺣﺰﻥًﺎ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ اﻟﻠﻴﻠﺔ آﻤﺎ ﻟﻢ ﺕﺮﻗﺺ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻬﻢ ..أدري ﺑﺄﻥﻚ أﻥﺖ أﻳﻀًﺎ ﻟﻦ ﺕﺤﻀﺮ اﻟﻠﻴﻠﺔ .رﺑﻤﺎ ﻷﻥﻚ ﻣﺖّ ،آﻤﺎ ﻓ ﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺮواﻳ ﺔ ،ﺑﻌ ﺪ أن ﻟﻌﻨ ﺖ اﻟﻜ ﺎهﻦ اﻟﺬي ﺝﺎء ﻟﻴﻨﺎوﻟﻚ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪس ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻮت.. أو رﺑﻤﺎ ﻷﻥﻚ ﻟﻢ ﺕﻮﺝﺪ ﻳﻮﻣًﺎ أﺑ ﺪًا ﻋﻠ ﻰ ه ﺬﻩ اﻷرض .ﻷﻥ ﻚ ﺑﻄ ﻞ ﺧﺮاﻓ ﻲ ﻟ ﺰﻣﻦ آ ﺎن اﻟﻨ ﺎس ﻳﺒﺤﺜ ﻮن ﻓﻴ ﻪ ﻋ ﻦ ﺧﺮاﻓ ﺔ آﻬﺬﻩ .ﻋﻦ ﺁﻟﻬﺔ إﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﺝﺪﻳﺪة ،ﺕﻌﻠّﻤﻬﻢ اﻟﺠﻨﻮن واﻟﺘﺤﺪي ..وﻋﺒﺜﻴﺔ اﻟﺤﻴﺎة. ﻓﻬﻞ ﻣﻬﻢ أن ﺕﺘﻐﻴﺐ اﻟﻠﻴﻠﺔ ،آﻤﺎ ﺕﻐﻴﺒﻮا ﺝﻤﻴﻌﺎً؟ ﻻ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﻦ آﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺮﺕﻜﺐ ﻣﻦ ﺣﻤﺎﻗﺎت ﺑﺴﺒﺐ رواﻳﺔ! ﻟﻦ أﻋﺘﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺹﺪﻳﻘﻲ .أﻥﺖ ﻟﺴﺖ ﻣﺴﺆو ً ٢١٢
ﺕﻌﺎﻟﻲ ..وﻟﻴﻌﺬرﻥﻲ أﺑﻲ اﻟﺬي ﻟﻢ أﺷﺎرآﻪ ﻳﻮﻣًﺎ ﻓﻲ ﻃﻘﻮس »ﻋﻴﺴﺎوة«. ﻓﻲ ﺣﻔﻞ ﺝﺬﺑﻪ ورﻗﺼﻪ اﻟﺠﻨﻮﻥﻲ ،وﻏﺮﺱﻪ ذﻟ ﻚ اﻟﺴ ﻔﻮد ﻓ ﻲ ﺝﺴ ﺪﻩ ﻣ ﻦ ﻃ ﺮف إﻟ ﻰ ﺁﺧ ﺮ ..ﺑﻨﺸ ﻮة اﻷﻟ ﻢ اﻟ ﺬي ﻳﺠ ﺎور اﻟﻠﺬة. ﻟﻠﺤﺰن أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻃﻘﺲ ،وﻟﻴﺲ ﻟﻸﻟﻢ وﻃﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ .ﻓﻠﻴﻌﺬرﻥﻲ اﻷﻥﺒﻴﺎء واﻷوﻟﻴﺎء اﻟﺼﺎﻟﺤﻮن! ﻟﻴﻌﺬروﻥﻲ ﺝﻤﻴﻌًﺎ .ﻻ أدري ﻣﺎذا ﻳﻔﻌﻞ اﻷﻥﺒﻴﺎء ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺰﻥﻮن ،ﻣﺎذا ﻳﻔﻌﻠﻮن ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﺮدّة؟ هﻞ ﻳﺒﻜﻮن أم ﻳﺼّﻠﻮن؟ أﻥﺎ ﻗﺮرت أن أرﻗﺺ .اﻟﺮﻗﺺ ﺕﻮاﺹﻞ أﻳﻀًﺎ .اﻟﺮﻗﺺ ﻋﺒﺎدة أﻳﻀًﺎ.. ﻓﺎﻥﻈﺮ أﻳﻬﺎ اﻷﻋﻈﻢ ..ﺑﺬراع واﺣﺪة ﺱﺄرﻗﺺ ﻟﻚ. ع واﺣﺪة ﻳﺎ رﺑﻲ! وﻟﻜﻦ.. ع واﺣﺪة ﻳﺎ رﺑﻲ! ﻣﺎ أﺑﺸﻊ اﻟﺮﻗﺺ ﺑﺬرا ٍ ﻣﺎ أﺹﻌﺐ اﻟﺮﻗﺺ ﺑﺬرا ٍ ﺱﺘﻌﺬرﻥﻲ أﻥﺖ اﻟﺬي أﺧﺬت ذراﻋﻲ اﻷﺧﺮى. ﺱﺘﻌﺬرﻥﻲ ..أﻥﺖ اﻟﺬي أﺧﺬﺕﻬﻢ ﺝﻤﻴﻌًﺎ. ﺱﺘﻌﺬرﻥﻲ ..ﻷﻥﻚ ﺱﺘﺄﺧﺬﻥﻲ أﻳﻀًﺎ! ب ﺣﻘﺎً؟ ..أن ﺕﺮى ﺕﻠﻚ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺧﻠﻘﺖ ﻟﺘﻌﻠﻤﻨﺎ اﻟﺼﺒﺮ ﻓﻘﻂ ،ﻟﺘﺒﻴﻌﻨﺎ ﺑ ﺪل ﻣﺼ ﺎﺉﺒﻨﺎ ﻓ ﺮح اﻣ ﺘﻼك ﺷ ﻬﺎدة هﻞ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﺼﺎ ٌ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮى؟ ﻓﻠﻴﻜﻦ.. ﺷﻜﺮًا ﻟﻚ أﻳﻬﺎ اﻷﻋﻈﻢ ،أﻥﺖ اﻟﺬي ﻻ ﻳُﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺮوﻩ ﺱﻮاﻩ. ﺺ ﺑﻤﺼﺎﺑﻚ ﺱﻮى اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﺒﺎدك ..واﻷﺕﻘﻴﺎء ﻣﻨﻬﻢ. أﻥﺖ اﻟﺬي ﻻ ﺕﺨ ّ اﻋﺘﺮف أﻥﻨﻲ ﻟﻢ أآﻦ اﺣﻠﻢ ﺑﺸﻬﺎدة ﺣﺴﻦ ﺱﻠﻮك آﻬﺬﻩ! أﻓﺮغ ﻣﻨﻚ ﺱﻴﺪﺕﻲ وأﻣﺘﻠﺊ ﻟﺤﻨًﺎ ﻳﻮﻥﺎﻥﻴًﺎ. ﺕﺘﻘﺪم ﻣﻮﺱﻴﻘﻰ »زورﺑﺎ« ﻥﺤﻮي ،دﻋﻮة ﻟﻠﺠﻨﻮن اﻟﻤﺘﻄﺮف. ﺕﺄﺕﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﻂ ﺕﻌﻮدت اﻻﺱﺘﻤﺎع إﻟﻴﻪ ﺑﻤﺘﻌﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ .وإذا ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻠﺤﻦ اﻟﻘ ﺎدم اﻟﻴ ﻮم وﺱ ﻂ اﻟﺨ ﺮاب واﻟﺠﺜ ﺚ ،ﻳﺄﺧ ﺬ ﻓﺠﺄ ًة ﺑُﻌﺪﻩ اﻷول اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ. ﻓﺄﻥﺘﻔﺾ ﻓﺠﺄة ﻣﻦ أرﻳﻜﺘﻲ وهﻮ ﻳﻔﺎﺝﺌﻨﻲ ،وأﺹﺮخ آﻤﺎ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻘﺼﺔ »هﻴﺎ زورﺑﺎ ..درﺑﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻗﺺ.«.. هﺎ هﻮذا »اﻟﺨﺮاب اﻟﺠﻤﻴﻞ« اﻟﺬي ﺝﻌﻠﺘﻨﺎ ﻥﺸﺘﻬﻴﻪ .ﻟﻢ أآﻦ أﻋﺘﻘﺪ أن ﻳﻜﻮن ﺑﺸﻌًﺎ إﻟﻰ هﺬا اﻟﺤﺪ ..ﻣﻮﺝﻌًﺎ إﻟﻰ هﺬا اﻟﺤﺪ! ﺕﺰﺣﻒ ﻣﻮﺱﻴﻘﻰ ﺕﻴﻮدراآﻴﺲ ﻥﺤﻮي .وﺕﺨﺘﺮﻗﻨﻲ ﻥﻐﻤﺔ ..ﻥﻐﻤﺔ .ﺝﺮﺣًﺎ ..ﺝﺮﺣًﺎ. ﺑﻄﻴﺌﺔ ..ﺙﻢ ﺱﺮﻳﻌﺔ آﻨﻮﺑﺔ ﺑﻜﺎء. ﺧﺠﻮﻟﺔ ..ﺙﻢ ﺝﺮﻳﺌﺔ آﻠﺤﻈﺔ رﺝﺎء. ﺣﺰﻳﻨﺔ ..ﺙﻢ ﻥﺸﻮى آﺘﻘﻠﺒﺎت ﺷﺎﻋ ٍﺮ أﻣﺎم آﺄس. ﻣﺘﺮددة ..ﺙﻢ واﺙﻘﺔ آﺄﻗﺪام ﻋﺴﻜﺮ. ﻓﺄﺱﺘﺴﻠﻢ ﻟﻬﺎ .أرﻗﺺ آﻤﺠﻨﻮن ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺷﺎﺱﻌﺔ ،ﺕﺆﺙﺜﻬﺎ اﻟﻠﻮﺣﺎت واﻟﺠﺴﻮر. ٢١١
ﺚ ﻗﺪﻳﻢ ﺑﻴﻨﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﺒﺎل. وﻳﻌﻮد ﻓﺠﺄ ًة ،ﺣﺪﻳ ٌ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺮّت ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻴﻮم ﺱﺖ ﺱﻨﻮات .ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺬي آﻨﺖ ﺕﺠﺪﻳﻦ ﻓﻴﻪ ﺷﺒﻬًﺎ ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻦ »زورﺑﺎ« .اﻟﺮﺝﻞ اﻟ ﺬي ﺖ ﺕﺤﻠﻤﻴﻦ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ رواﻳﺔ آﺮواﻳﺘﻪ ،أو ﺣﺐ رﺝﻞ ﻣﺜﻠﻪ. أﺣﺒﺒﺘﻪ اﻷآﺜﺮ ﺣﺴﺐ ﺕﻌﺒﻴﺮك ،واﻟﺬي آﻨ ِ ﺕﺮى ﻷﻥﻚ آﻨﺖ ﻋﺎﺝﺰة ﻋﻦ آﺘﺎﺑﺔ رواﻳﺔ آﺘﻠﻚ ،اآﺘﻔﻴﺖ ﺑﺘﺤﻮﻳﻠﻲ إﻟﻰ ﻥﺴﺨﺔ ﻣﻨﻪ ،وﺝﻌﻠﺘﻨ ﻲ ﻣﺜﻠ ﻪ أﺕﻌﻠ ﻢ أن أﺷ ﻔﻰ ﻣ ﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ أﺣﺒﻬﺎ ﺑﺄآﻠﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﺘﻘﻴﺆ.. ﺝﻌﻠﺘﻨﻲ أﻋﺸﻖ اﻟﺨﺮاب اﻟﺠﻤﻴﻞ ،وأﺕﻌﻠﻢ آﻄﺎﺉﺮ ُﻳﺬﺑﺢ أن أرﻗﺺ ﻣﻦ أﻟﻤﻲ.. ﺖ: س ﻣﺪهﺶ ﻟﻢ ﻳﺜﺮ ﺷﻜﻮآﻲ ،ﻳﻮم ﻗﻠ ِ هﺎ هﻮذا اﻟﺨﺮاب اﻟﺠﻤﻴﻞ ،اﻟﺬي ﺣﺪّﺙﺘﻨﻲ ﻋﻨﻪ ﻳﻮﻣًﺎ ﺑﺤﻤﺎ ٍ »ﻣ ﺪهﺶ أن ﻳﺼ ﻞ اﻹﻥﺴ ﺎن ﺑﻔﺠﺎﺉﻌ ﻪ ﺣ ﺪ اﻟ ﺮﻗﺺ .إﻥ ﻪ ﺕﻤ ّﻴ ﺰ ﻓ ﻲ اﻟﺨﻴﺒ ﺎت واﻟﻬ ﺰاﺉﻢ أﻳﻀ ًﺎ .ﻓﻠﻴﺴ ﺖ آ ﻞ اﻟﻬ ﺰاﺉﻢ ﻓ ﻲ ﻣﺘﻨﺎول اﻟﺠﻤﻴﻊ .ﻻ ﺑﺪ أن ﺕﻜﻮن ﻟﻚ أﺣ ﻼم ﻓ ﻮق اﻟﻌ ﺎدة ،وأﻓ ﺮاح وﻃﻤﻮﺣ ﺎت ﻓ ﻮق اﻟﻌ ﺎدة ،ﻟﺘﺼ ﻞ ﺑﻌﻮاﻃﻔ ﻚ ﺕﻠ ﻚ إﻟ ﻰ ﺽﺪهﺎ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ.«.. ﺁﻩ ﺱﻴﺪﺕﻲ ﻟﻮ ﺕﺪرﻳﻦ! آﻢ آﺎﻥﺖ أﺣﻼﻣﻲ آﺒﻴﺮة .وﻣﺎ أﻓﻈﻊ هﺬا اﻟﺨﺮاب اﻟﺬي ﺕﺘﺴﺎﺑﻖ ﻗﻨﻮات اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن ﻋﻠﻰ ﻥﻘﻠﻪ اﻟﻴﻮم! ﻣﺎ أﻓﻈﻊ هﺬا اﻟﺪﻣﺎر ،وﻣﺎ أﺣﺰن ﺝﺜﺔ أﺧﻲ اﻟﻤﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ رﺹﻴﻒ ،ﻳﺨﺘﺮﻗﻬﺎ رﺹﺎص ﻃﺎﺉﺶ! ﻣﺎ أﺣﺰن ﺝﺜﺘﻪ ،وهﻲ ﺕﻨﺘﻈﺮﻥﻲ اﻵن ﻓﻲ ﺙﻼﺝﺔ اﻟﻤﻮﺕﻰ ﻷﺕﻌﺮف ﻋﻠﻴﻪ ،وأراﻓﻘﻪ ﺝﺜﻤﺎﻥًﺎ إﻟﻰ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ. هﺎ هﻲ ذي ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻣﺮة أﺧﺮى.. ﺕﻠﻚ اﻷم اﻟﻄﺎﻏﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺕﺘﺮﺑﺺ ﺑﺄوﻻدهﺎ ،واﻟﺘﻲ أﻗﺴﻤﺖ أن ﺕﻌﻴﺪﻥﺎ إﻟﻴﻬﺎ وﻟﻮ ﺝﺜﺔ. هﺎ هﻲ ﻗﺪ هﺰﻣﺘﻨﺎ ،وأﻋﺎدﺕﻨﺎ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻌًﺎ .ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻘﺪﻥﺎ ﻓﻴﻬﺎ أﻥﻨﺎ ﺷﻔﻴﻨﺎ ﻣﻨﻬﺎ ،وﻗﻄﻌﻨﺎ ﻣﻌﻬﺎ ﺹﻠﺔ اﻟﺮﺣﻢ. ﻻ ﺣﺴﺎن ﺱﻴﻐﺎدرهﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﺹﻤﺔ ..وﻻ أﻥﺎ ﺱﺄﻗﺪر ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺮب ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم.. هﺎ ﻥﺤﻦ ﻥﻌﻮد إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻌًﺎ.. أﺣﺪﻥﺎ ﻓﻲ ﺕﺎﺑﻮت ..واﻵﺧﺮ أﺷﻼء رﺝﻞ. ﻲ أﻳﺘﻬﺎ اﻟﺼﺨﺮة ..أﻳﺘﻬﺎ اﻷم اﻟﺼﺨﺮة.. وﻗﻊ ﺣﻜﻤﻚ ﻋﻠ ّ ﻓﺄﺷ ﺮﻋﻲ ﻣﻘ ﺎﺑﺮك ،واﻥﺘﻈﺮﻳﻨ ﻲ .ﺱ ﺂﺕﻴﻚ ﺑ ﺄﺧﻲ ..اﻓﺴ ﺤﻲ ﻟ ﻪ ﻣﻜﺎﻥ ًﺎ ﺹ ﻐﻴﺮًا ﺝ ﻮار أوﻟﻴﺎﺉ ﻚ اﻟﺼ ﺎﻟﺤﻴﻦ ،وﺷ ﻬﺪاﺉﻚ، وﺑﺎﻳﺎﺕﻚ ..آﺎن ﺣﺴﺎن آﻞ هﺬا ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ. ﻻ.. آﺎن ﻏﺰا ً ﻓﻲ اﻥﺘﻈﺎر ذﻟﻚ ..ﺕﻌﺎﻟﻲ ﺱﻴﺪﺕﻲ وﺕﻔﺮّﺝﻲ ﻋﻠﻰ آﻞ هﺬا اﻟﺨﺮاب اﻟﺠﻤﻴﻞ! ﻓﺒﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﺱﻴﺤﻀﺮ زورﺑﺎ ﻟﻴﻤﺴﻚ ﺑﻜﺘﻔﻲ وﻟﻨﺒﺪأ اﻟﺮﻗﺺ ﻣﻌًﺎ. ﺕﻌﺎﻟﻲ.. ﻻ ﺑﺪ أﻻ ﺕﺨﻠﻔﻲ هﺬا اﻟﻤﺸﻬﺪ ،ﺱﺘﺮﻳﻦ آﻴﻒ ﻳﺮﻗﺺ اﻷﻥﺒﻴﺎء ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻔﻠﺴﻮن ﺣﻘًﺎ. ﺕﻌﺎﻟﻲ ..ﺱﺄرﻗﺺ اﻟﻴﻮم آﻤﺎ ﻟﻢ أرﻗﺺ ﻳﻮﻣﺎً ،آﻤﺎ اﺷﺘﻬﻴﺖ أن أرﻗﺺ ﻓﻲ ﻋﺮﺱﻚ وﻟﻢ أﻓﻌﻞ.. ﻦ ﻗﺪ اﻟﺘﺼﻘﺎ ﺑﻘﺪﻣﻲ ﻓﺠﺄة ،وآﺄن ذراﻋﻲ اﻟﻤﻔﻘﻮدة ﻗﺪ ﻥﺒﺘﺖ ﻣﻦ ﺝﺪﻳﺪ ﻟﺘﺼﺒﺢ ذراﻋﻲ. ﺱﺄﻗﻔﺰ وآﺄن ﺝﻨﺎﺣﻴ ْ ٢١٠
ذات ﻳﻮم ﻣﻦ أآﺘﻮﺑﺮ ،٨٨ﺝ ﺎء ﺧﺒ ﺮ ﻣﻮﺕ ﻪ هﻜ ﺬا ﺹ ﺎﻋﻘﺔ ﻳﺤﻤﻠﻬ ﺎ ﺧ ﻂ ه ﺎﺕﻔﻲ ﻣﺸ ﻮش ،وﺹ ﻮت ﻋﺘﻴﻘ ﺔ اﻟ ﺬي ﺕﺨﻔﻴ ﻪ اﻟﺪﻣﻮع. ﻇﻠﺖ ﺕﺠﻬﺶ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء وﺕﺮدد اﺱﻤﻲ ،وأﻥﺎ أﺱﺄﻟﻬﺎ ﻣﻔﺠﻮﻋًﺎ: »واش ﺹﺎر..؟«آﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻠ ﻢ ﺑﺘﻠ ﻚ اﻷﺣ ﺪاث اﻟﺘ ﻲ ه ﺰّت اﻟ ﺒﻼد ،واﻟﺘ ﻲ آﺎﻥ ﺖ اﻟﺠﺮاﺉ ﺪ وﻥﺸ ﺮات اﻷﺧﺒ ﺎر اﻟﻔﺮﻥﺴ ﻴﺔ ﺕﺘﺴ ﺎﺑﻖ ﺑﻨﻘﻠﻬ ﺎ ﻣﺼﻮرة ،ﻣﻔﺼﻠﺔ ،ﻣﻄﻮّﻟﺔ ،ﺑﺎهﺘﻤﺎم ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺎﺕﺔ. آﻨﺖ أﻋﺮف ﺕﻔﺎﺹﻴﻠﻬﺎ ،وأدري أﻥﻬﺎ ﻣﺎزاﻟﺖ وهﻲ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻬﺎ اﻟﺜﺎﻥﻲ ﻣﻘﺘﺼﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺹﻤﺔ .ﻓﻤﻦ أﻳ ﻦ ﻟ ﻲ أن أﺕﻮ ّﻗ ﻊ اﻟﺬي ﺣﺪث؟ آﺎن ﺹﻮت ﻋﺘﻴﻘﺔ ﻳﺮدد ﻣﻘﻄّﻌًﺎ: ﻗﺘﻠﻮﻩ ..ﺁ ﺧﺎﻟﺪ ..ﻳﺎ وﺧﻴﺪﺕﻲ ﻗﺘﻠﻮﻩ..ﻻ: وﺹﻮﺕﻲ ﻳﺮدد ﻣﺬهﻮ ً آﻴﻔﺎش ..آﻴﻔﺎش ﻗﺘﻠﻮﻩ؟آﻴﻒ ﻣﺎت ﺣﺴﺎن؟ هﻞ ﻣﻬ ٌﻢ اﻟﺴﺆال ،وﻣﻮﺕﻪ آﺎن أﺣﻤﻖ آﺤﻴﺎﺕﻪ ،ﺱﺎذﺝًﺎ آﺄﺣﻼﻣﻪ. أﻗﺮأ آﻞ اﻟﺠﺮاﺉﺪ ﻷﻓﻬﻢ آﻴﻒ ﻣﺎت أﺧﻲ ،ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻠﻢ واﻟﺤﻠﻢ ..ﺑﻴﻦ اﻟﻮهﻢ واﻟﻮهﻢ. ﻣﺎ اﻟﺬي ذهﺐ ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﺹﻤﺔ ﻟﻴﻘﺎﺑﻞ »ﺝﻤﺎﻋﺔ« هﻨﺎك ،هﻮ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺰر اﻟﻌﺎﺹﻤﺔ إﻻ ﻥﺎدرًا. ذهﺐ هﻜﺬا ﻓﻲ ﻥﻬﺎﻳﺔ أﺱﺒﻮع ..ﻟﻴﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻥﻬﺎﻳﺘﻪ. ﺽﺎﻗﺖ ﺑﻪ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ،وﻟﻢ ﺕﻮﺹﻠﻪ ﺝﺴﻮرهﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮة إﻟﻰ ﺷﻲء. ﻗﺎﻟﻮا ﻟﻪ» :ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺹﻤﺔ ﺱﺘﻜﻮن ﻟﻚ »ﺧﻴﻮط« .ﺱﺘﻮﺹﻠﻚ اﻟﻄﺮق اﻟﻘﺼﻴﺮة هﻨﺎك ..وﻟﻦ ﺕﻮﺹﻠﻚ اﻟﺠﺴﻮر هﻨﺎ!«. ﺹﺪّق ﺣﺴﺎن ،وذهﺐ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﺹﻤﺔ ﻟﻴﻘﺎﺑﻞ »ﻓﻼﻥًﺎ« ﻣﻦ ﻗﺒﻞ »ﻓﻼن« ﺁﺧﺮ.. وآﺎن ﻣﻘﺮرًا أن ﺕﺤﻞ ﻗﻀﻴﺘﻪ أﺧﻴﺮًا هﺬﻩ اﻟﻤﺮة ،ﺑﻌ ﺪ ﻋ ﺪة ﺱ ﻨﻮات ﻣ ﻦ اﻟﻮﺱ ﺎﻃﺎت واﻟﺘ ﺪﺧﻼت ،وﻳﻐ ﺎدر ﻥﻬﺎﺉﻴ ًﺎ ﺱ ﻠﻚ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﻟﻴﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﺹﻤﺔ وﻳﻌﻴّﻦ ﻣﻮﻇﻔًﺎ ﻓﻲ ﻣﺆﺱﺴﺔ إﻋﻼﻣﻴﺔ. وﻟﻜﻦ اﻟﻘﺪر هﻮ اﻟﺬي ﺣﺴﻢ »ﻣﻠﻔﻪ« هﺬﻩ اﻟﻤﺮة. ﺑﻴﻦ »ﻓﻼن« و »ﻓﻼن« ﻣﺎت ﺣﺴﺎن ،ﺧﻄًﺄ ﺑﺮﺹﺎﺹ ٍﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ ،ﻋﻠﻰ رﺹﻴﻒ اﻟﺤﻠﻢ. ﻓﺎﻟﺤﻠﻢ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎول اﻟﺠﻤﻴﻊ أﺧﻲ ..آﺎن ﻋﻠﻴﻚ أﻻ ﺕﺤﻠﻢ! أﺣﻘًﺎ »إن اﻟﺸﻘﺎء ﻳﻌﺮف آﻴﻒ ﻳﺨﺘﺎر ﺹﻔﺎﺕﻪ« وﻟﻬﺬا اﺧﺘﺎرﻥﻲ أﻥﺎ ،واﺧﺘ ﺎر ﻟ ﻲ آ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻔﺠ ﺎﺉﻊ اﻟﻤﺬهﻠ ﺔ ،ﻷﻥﻔ ﺮد ﺑﻬ ﺎ وﺣﺪي. أﻥﺎ اﻟﺬي ﻟﻢ أآﻦ أﺣﻠﻢ ﺱﻮى ﺑﺄن أهﺒﻚ ﻏﺰاﻟﺔ.. آﻴﻒ ﻟﻲ أن أﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ..وأﻥﺖ ﺕﻬﺒﻴﻨﻨﻲ آﻞ هﺬا اﻟﺪﻣﺎر ..آﻞ هﺬا اﻟﺨﺮاب؟ *** ٢٠٩
وﺣﺪهﺎ أﺱﻤﺎء اﻟﺸﻬﺪاء ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺰوﻳﺮ ،ﻷن ﻣﻦ ﺣﻘﻬﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻥﺬآﺮهﻢ ﺑﺄﺱﻤﺎﺉﻬﻢ آﺎﻣﻠﺔ .آﻤﺎ ﻣﻦ ﺣﻖ ه ﺬا اﻟ ﻮﻃﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻥﻔﻀﺢ ﻣﻦ ﺧﺎﻥﻮﻩ ،وﺑﻨﻮا ﻣﺠﺪهﻢ ﻋﻠﻰ دﻣﺎرﻩ ،وﺙﺮوﺕﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﺆﺱﻪ ،ﻣﺎدام ﻻ ﻳﻮﺝﺪ هﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺤﺎﺱﺒﻬﻢ. وأدري ..ﺱﺘﻘﻮل إﺷﺎﻋﺔ ﻣﺎ إن هﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻟﻚ .أؤآﺪ ﻟﻚ ﺱﻴﺪﺕﻲ ﺕﻠﻚ اﻹﺷﺎﻋﺔ. ﺱﻴﻘﻮل ﻥﻘّﺎ ٌد ﻳﻤﺎرﺱﻮن اﻟﻨﻘﺪ ﺕﻌﻮﻳﻀًﺎ ﻋﻦ أﺷﻴﺎء أﺧ ﺮى ،إن ه ﺬا اﻟﻜﺘ ﺎب ﻟ ﻴﺲ رواﻳ ﺔ ،وإﻥﻤ ﺎ ه ﺬﻳﺎن رﺝ ﻞ ﻻ ﻋﻠ ﻢ ﻟ ﻪ ﺑﻤﻘﺎﻳﻴﺲ اﻷدب. أؤآﺪ ﻟﻬﻢ ﻣﺴﺒﻘًﺎ ﺝﻬﻠﻲ ،واﺣﺘﻘﺎري ﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺴﻬﻢ .ﻓﻼ ﻣﻘﻴﺎس ﻋﻨﺪي ﺱﻮى ﻣﻘﻴﺎس اﻷﻟﻢ ،وﻻ ﻃﻤﻮح ﻟﻲ ﺱﻮى أن أدهﺸ ﻚ أﻥﺖِ ،وأن أﺑﻜﻴﻚ أﻥﺖ ،ﻟﺤﻈﺔ ﺕﻨﺘﻬﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺮاءة هﺬا اﻟﻜﺘﺎب.. ﻓﻬﻨﺎك أﺷﻴﺎ ٌء ﻟﻢ أﻗﻠﻬﺎ ﻟﻚ ﺑﻌﺪ. ﺐ ﻷﻥﺼﺎف اﻟﻜ ّﺘﺎب ،وأﻥﺼﺎف اﻟﺮﺝﺎل ،وأﻥﺼﺎف اﻟﻌﺸﺎق. اﻗﺮﺉﻲ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب ..وأﺣﺮﻗﻲ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺧﺰاﻥﺘﻚ ﻣﻦ آﺘ ٍ ﻣﻦ اﻟﺠﺮح وﺣﺪﻩ ﻳﻮﻟﺪ اﻷدب .ﻓﻠﻴﺬهﺐ إﻟﻰ اﻟﺠﺤﻴﻢ آﻞ اﻟﺬﻳﻦ أﺣﺒﻮك ﺑﺘﻌﻘّﻞ ،دون أن ﻳﻨﺰﻓ ﻮا ..دون أن ﻳﻔﻘ ﺪوا وزﻥﻬ ﻢ وﻻ اﺕﺰاﻥﻬﻢ.. ﺕﺼﻔّﺤﻴﻨﻲ ﺑﺸﻲ ٍء ﻣﻦ اﻟﺨﺠﻞ ..آﻤﺎ ﺕﺘﺼﻔّﺤﻴﻦ أﻟﺒﻮم ﺹﻮر ﻣﺼﻔﺮّة ،ﻟﻄﻔﻠﺔ آﺎﻥﺖ أﻥ ِ ﺖ. آﻤﺎ ﺕﻄﺎﻟﻌﻴﻦ ﻗﺎﻣﻮﺱًﺎ ﻟﻤﻔﺮدات ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﻌﺮّﺽﺔ ﻟﻼﻥﻘﺮاض واﻟﻤﻮت. آﻤﺎ ﺕﻘﺮأﻳﻦ ﻣﻨﺸﻮرًا ﺱﺮﻳﺎً ،ﻋﺜﺮت ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻮﻣًﺎ ﻓﻲ ﺹﻨﺪوق ﺑﺮﻳﺪك. اﻓﺘﺤﻲ ﻗﻠﺒﻚ ..واﻗﺮأﻳﻨﻲ. آﻨﺖ ﻳﻮﻣًﺎ أرﻳﺪ أن أﺣﺪﺙﻚ ﻋﻦ ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ وﻋﻦ زﻳﺎد وﻋﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ ..ﻋﻦ آﻞ ﻣﺎ آﻨﺖ ﺕﺠﻬﻠﻴﻦ. وﻟﻜﻦ ﻣﺎت ﺣﺴﺎن ..وﻟﻢ ﻳﻌﺪ اﻟﻴﻮم وﻗﺖ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺸﻬﺪاء ..أﺹﺒﺢ آﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻣﺸﺮوع ﺷﻬﻴﺪ. ﻚ اﻟﻴﻮم. ﻳﺤﺰﻥﻨﻲ أﻻ أهﺒﻚ ﻏﺰاﻟﺔ» .اﻟﻐﺰﻻن ﻻ ﺕﻜﻮن ﻏﺰﻻﻥًﺎ إﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﻜﻮن ﺣﻴّﺔ« .وﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﻲ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن أهﺪﻳ ِ ﻟﻘﺪ أﺧﺬت ﻣﻨﻲ آﻞ ﻣﻦ أﺣﺒﺒﺖ ،اﻟﻮاﺣﺪ ﺑﻌﺪ اﻵﺧﺮ ،ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أو ﺑ ﺄﺧﺮى .وﺕﺤ ﻮل اﻟﻘﻠ ﺐ إﻟ ﻰ ﻣﻘﺒ ﺮة ﺝﻤﺎﻋﻴ ﺔ ﻳﻨ ﺎم ﻓﻴﻬ ﺎ دون ﺕﺮﺕﻴﺐ آﻞ ﻣﻦ أﺣﺒﺒﺖ .وآﺄن ﻗﺒﺮ )أﻣّﺎ( ﻗﺪ اﺕﺴﻊ ﻟﻴﻀﻤﻬﻢ ﺝﻤﻴﻌًﺎ. وﻟﻢ أﻋﺪ أﻥﺎ ﺱﻮى ﺷﺎهﺪ ﻗﺒﺮ ﻟﺴﻲ اﻟﻄﺎهﺮ ..ﻟﺰﻳﺎد وﻟﺤﺴﺎن .ﺷﺎهﺪ ﻗﺒﺮ ﻟﻠﺬاآﺮة. آﻨﺖ أدري اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻦ ﺣﻤﺎﻗﺔ اﻟﻘﺪر ،اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻦ ﻇﻠﻤﻪ وﻋﻦ ﻋﻨﺎدﻩ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼ ّﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣﻘﺔ أﺣﺪ. وﻟﻜﻦ أآﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻲ أن أﺕﻮﻗﻊ أن ﺷﻴﺌًﺎ آﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺤﺪث؟ آﻨﺖ اﻋﺘﻘﺪ أﻥﻨﻲ دﻓﻌﺖ ﻟﻬﺬا اﻟﻘﺪر اﻷﺣﻤﻖ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ،وأﻥﻪ ﺣ ﺎن ﻟ ﻲ ﺑﻌ ﺪ ه ﺬا اﻟﻌﻤ ﺮ ،وﺕﻠ ﻚ اﻟﺴ ﻨﻮات اﻟﺘ ﻲ ﺕﻠ ﺖ ﻓﺠﻴﻌﺔ زﻳﺎد ،وﻓﺠﻴﻌﺔ زواﺝﻚ ،أن أرﺕﺎح أﺧﻴﺮًا. ﻓﻜﻴﻒ ﻋﺎد اﻟﻘﺪر اﻟﻴﻮم ﻟﻴﺄﺧﺬ ﻣﻨﻲ أﺧﻲ ،أﺧﻲ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻤﻮﺕﻪ ﻣ ﻦ ﻣﻨﻄ ﻖ .ﻻ آ ﺎن ﻓ ﻲ ﺝﺒﻬ ﺔ ،وﻻ آ ﺎن ﻓ ﻲ ﺱ ﺎﺣﺔ ﻗﺘﺎل ﻟﻴﻤﻮت ﻣﻴﺘﺔ ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ ،وﻣﻴﺘﺔ زﻳﺎد ،رﻣﻴًﺎ ﺑﺎﻟﺮﺹﺎص ..أﻳﻀًﺎ. ***
٢٠٨
ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ،أﺹﺒﺤﺖ ﻋﻨﺪي ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺑﺎﻥﻌﺪام اﻷﻣﻞ .آ ﺎن اﻟﻘﻄ ﺎر ﻳﺴ ﻴﺮ ﻓ ﻲ اﻻﺕﺠ ﺎﻩ اﻟﻤﻌ ﺎآﺲ ،وﺑﺴ ﺮﻋﺔ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻣﻤﻜﻨ ًﺎ ﻣﻌﻬﺎ أن ﻥﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ..أي ﺷﻲء ،ﻏﻴﺮ اﻟﺬهﻮل واﻥﺘﻈﺎر آﺎرﺙﺔ اﻻﺹﻄﺪام. وآﻨﺖ أﺣﺰم ﺣﻘﺎﺉﺐ اﻟﻘﻠﺐ ..وأﻣﻀﻲ دون أن أدري ﻓﻲ اﺕﺠﺎ ٍﻩ ﺁﺧﺮ أﻳﻀﺎً ،ﻓﻲ اﻻﺕﺠﺎﻩ اﻟﻤﻌﺎآﺲ ﻟﻠﻮﻃﻦ. ﻲ أن أﺕﻌ ّﻮد اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ. رﺣﺖ أؤﺙﺚ ﻏﺮﺑﺘﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﻴﺎن .أﺹﻨﻊ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻔﻰ وﻃﻨًﺎ ﺁﺧﺮ ﻟﻲ ،وﻃﻨًﺎ رﺑﻤﺎ أﺑﺪﻳﺎً ،ﻋﻠ ّ ﺑﺪأت أﺕﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ اﻷﺷﻴﺎء .أﻗﻤﺖ ﻋﻼﻗﺎت ﻃﺒﻴﻌﻴ ﺔ ﻣ ﻊ ﻥﻬ ﺮ اﻟﺴ ﻴﻦ ..ﻣ ﻊ ﺝﺴ ﺮ ﻣﻴﺮاﺑ ﻮ ..ﻣ ﻊ آ ﻞ اﻟﻤﻌ ﺎﻟﻢ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻥ ﺖ ﺕﻘﺎﺑﻠﻨﻲ ﻣﻦ ﺕﻠﻚ اﻟﻨﺎﻓﺬة ،واﻟﺘﻲ آﻨﺖ أﻋﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﻌﺎدا ٍة ﻟﻬﺎ دون ﺱﺒﺐ. اﺧﺘﺮت ﻟﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﻴﻘﺔ ﻋﺎﺑﺮة .أﺙﺜﺖ ﺱﺮﻳﺮي ﺑﺎﻟﻤﻠﺬّات اﻟﺠﻨﻮﻥﻴﺔ ..ﺑﻨﺴﺎء آﻨ ﺖ أدهﺸ ﻬﻦ آ ﻞ ﻣ ﺮة أآﺜ ﺮ ،وأﻗﺘﻠ ﻚ ﻚ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ. ﺑﻬﻦ آﻞ ﻣﺮة أآﺜﺮ ،ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺷﻲءٌﻣﻨ ِ ﻥﺴﻲ هﺬا اﻟﺠﺴﺪ ﺷﻮﻗﻪ ﻟﻚ ،ﻥﺴﻲ ﺕﻄﺮّﻓﻪ وﺣﻤﺎﻗﺎﺕﻪ وإﺽﺮاﺑﻪ ﻋﻦ آﻞ ﻟﺬة ﻣﺎ ﻋﺪا ﻟﺬّﺕﻚ اﻟﻮهﻤﻴﺔ. ﺕﻌﻤﺪت أن أﻓﺮغ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﻦ رﻣﻮزهﻦ اﻷوﻟﻰ. ﻣﻦ ﻗﺎل إن هﻨﺎك اﻣﺮأة ﻣﻨﻔﻰ ،واﻣﺮأة وﻃﻨﺎً ،ﻓﻘﺪ آﺬب.. ﻻ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎء ﺧﺎرج اﻟﺠﺴﺪ .واﻟﺬاآﺮة ﻟﻴﺴﺖ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺬي ﻳﺆدي إﻟﻴﻬﻦ .ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ هﻨﺎﻟﻚ ﻃﺮﻳ ﻖ واﺣ ﺪ ﻻ أآﺜ ﺮ.. ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﺝﺰم اﻟﻴﻮم ﺑﻬﺬا! اآﺘﺸﻔﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ﻻ ﺑﺪ أن أﻗﻮﻟﻪ ﻟﻚ اﻟﻴﻮم.. اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻣﺤﺾ ﻗﻀﻴﺔ ذهﻨﻴﺔ .ﻣﻤﺎرﺱﺔ ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ ﻻ أآﺜﺮ .وه ٌﻢ ﻥﺨﻠﻘﻪ ﻟﺤﻈﺔ ﺝﻨﻮن ﻥﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺒﻴﺪًا ﻟﺸﺨﺺ واﺣﺪ ،وﻥﺤﻜ ﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺮوﻋﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻟﺴﺒﺐ ﻏﺎﻣﺾ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻖ. رﻏﺒﺔ ﺕﻮﻟﺪ هﻜﺬا ﻣﻦ ﺷﻲء ﻣﺠﻬﻮل ،ﻗﺪ ﻳﻌﻴﺪﻥﺎ إﻟﻰ ذآﺮى أﺧﺮى ..ﻟﻌﻄﺮ راﺉﺤ ٍﺔ أﺧﺮى ..ﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﻟﻮﺝ ٍﻪ ﺁﺧﺮ.. رﻏﺒﺔ ﺝﻨﻮﻥﻴﺔ ﺕﻮﻟﺪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﺁﺧﺮ ﺧﺎرج اﻟﺠﺴﺪ ،ﻣﻦ اﻟﺬاآﺮة أو رﺑﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻼﺷﻌﻮر ،ﻣﻦ أﺷﻴﺎء ﻏﺎﻣﻀﺔ ﺕﺴ ﻠﻠﺖ إﻟﻴﻬ ﺎ ﺖ. ﺖ ذات ﻳﻮم ،وإذا ﺑﻚ اﻷروع ،وإذا ﺑﻚ اﻷﺷﻬﻰ ،وإذا آﻞ اﻟﻨﺴﺎء أﻥ ِ أﻥ ِ أﻓﻬﻤﺖ ﻟﻤﺎذا ﻗﺘﻠﺘﻚ ﺕﻠﻘﺎﺉﻴًﺎ ﻳﻮم ﻗﺘﻠﺖ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻓﻲ داﺧﻠﻲ؟ وﻟﻢ أﻋﺠﺐ ﻳﻮﻣﻬﺎ وأﻥﺎ أرى ﺝﺜﺘﻚ ﻣﻤﺪة ﻓﻲ ﺱﺮﻳﺮي. ﻟﻢ ﺕﻜﻮﻥﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺱﻮى اﻣﺮأة واﺣﺪة. ﺱﺘﻘﻮﻟﻴﻦ :ﻟﻤﺎذا آﺘﺒﺖ ﻟﻲ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب إذن؟ وﺱﺄﺝﻴﺒﻚ أﻥﻨﻲ أﺱﺘﻌﻴﺮ ﻃﻘﻮﺱ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﻘﺘ ﻞ ﻓﻘ ﻂ ،وأﻥﻨ ﻲ ﻗ ﺮرت أن أدﻓﻨ ﻚ ﻓﻲ آﺘﺎب ﻻ ﻏﻴﺮ. ﻓﻬﻨ ﺎك ﺝﺜ ﺚ ﻳﺠ ﺐ أﻻ ﻥﺤ ﺘﻔﻆ ﺑﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻗﻠﺒﻨ ﺎ .ﻓﻠﻠﺤ ﺐ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻤ ﻮت ،راﺉﺤ ﺔ آﺮﻳﻬ ﺔ أﻳﻀ ﺎً ،ﺧﺎﺹ ﺔ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﺄﺧ ﺬ ُﺑ ْﻌ ﺪ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ. ﻻﺣﻈﻲ أﻥﻨﻲ ﻟﻢ أذآﺮ اﺱﻤﻚ ﻣﺮة واﺣﺪة ﻓﻲ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب .ﻗﺮرت هﻜﺬا أن أﺕﺮآ ﻚ ﺑ ﻼ اﺱ ﻢ .هﻨﺎﻟ ﻚ أﺱ ﻤﺎء ﻻ ﺕﺴ ﺘﺤﻖ اﻟﺬآﺮ. ﻟﻨﻔﺘﺮض أﻥﻚ اﻣﺮأة آﺎن اﺱﻤﻬﺎ »ﺣﻴﺎة« ،ورﺑﻤﺎ آﺎن ﻟﻬﺎ اﺱﻢ ﺁﺧﺮ ..ﻓﻬﻞ ﻣﻬﻢ اﺱﻤﻚ ﺣﻘﺎً؟
٢٠٧
ﺖ: ﻗﻠ ُ ﻼ آﻤﺎ ﺕﺘﻮهّﻤﻴﻦ ..ﺱﺘﻜﺘﺸﻔﻴﻦ ذﻟﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ ذات ﻳﻮم.. ﻻ ﺕﺴﺘﻬﻴﻨﻲ ﺑﻬﺎ ..إن ﺕﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﺱﻬ ًآﺎن ﻻ ﺑﺪ أﻻ ﺕﺴﺨﺮي ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻣﻦ وﺹﻴﺔ ذﻟﻚ اﻟﻨﺒﻲ اﻟﻤﻔﻠﺲ ..وﺕﺴﺘﺴﻬﻠﻴﻬﺎ إﻟﻰ هﺬا اﻟﺤﺪ!.. *** ﺖ ﺱﻨﻮات ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺴﻔﺮ .ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﻠﻘﺎء ،ذﻟﻚ اﻟﻮداع. ﻣﺮّت ﺱ ّ ﺣﺎوﻟﺖ ﺧﻼﻟﻬﺎ أن أﻟﻤﻠﻢ ﺝﺮﺣﻲ وأﻥﺴﻰ .ﺣﺎوﻟﺖ ﻣﻨﺬ ﻋﻮدﺕﻲ ،أن أﺽﻊ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺕﻴﺐ ﻓ ﻲ ﻗﻠﺒ ﻲ .أن أﻋﻴ ﺪ اﻷﺷ ﻴﺎء ﻋﻠ ﻰ ﻣﻜﺎﻥﻬ ﺎ اﻷول ،دون ﺽ ﺠﻴﺞ وﻻ ﺕ ﺬﻣّﺮ ،دون أن أآﺴ ﺮ ﻣﺰهﺮﻳ ﺔ ،دون أن أﻏ ّﻴ ﺮ ﻣﻜ ﺎن ﻟﻮﺣ ﺔ ،وﻻ ﻣﻜ ﺎن اﻟﻘ ﻴﻢ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺕﻜﺪّس اﻟﻐﺒﺎر ﻋﻠﻴﻬﺎ داﺧﻠﻲ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ. ﺣﺎوﻟﺖ أن أﻋﻴﺪ اﻟﺰﻣﺎن إﻟﻰ اﻟﻮراء ،دون ﺣﻘﺪ وﻻ ﻏﻔﺮان أﻳﻀًﺎ. ﻻ ..ﻥﺤ ﻦ ﻻ ﻥﻐﻔ ﺮ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﺴ ﻬﻮﻟﺔ ﻟﻤ ﻦ ﻳﺠﻌﻠﻨ ﺎ ﺑﺴ ﻌﺎدة ﻋ ﺎﺑﺮة ،ﻥﻜﺘﺸ ﻒ آ ﻢ آﻨ ﺎ ﺕﻌﺴ ﺎء ﻗﺒﻠ ﻪ .وﻥﻐﻔ ﺮ أﻗ ﻞ ،ﻟﻤ ﻦ ﻳﻘﺘ ﻞ أﺣﻼﻣﻨﺎ أﻣﺎﻣﻨﺎ دون أدﻥﻰ ﺷﻌﻮر ﺑﺎﻟﺠﺮﻳﻤﺔ. وﻟﺬا ﻟﻢ أﻏﻔﺮ ﻟﻚ ..وﻻ ﻟﻬﻢ. ﻖ أﻗﻞ .واﺧﺘﺮت اﻟﻼﻣﺒﺎﻻة ﻋﺎﻃﻔﺔ واﺣﺪة ﻥﺤﻮآﻤﺎ. ﺣﺎوﻟﺖ ﻓﻘﻂ أن أﺕﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻚ وﻣﻊ اﻟﻮﻃﻦ ﺑﻌﺸ ٍ آ ﺎن ﻳﺤ ﺪث ﻷﺧﺒ ﺎرك أن ﺕﺼ ﻠﻨﻲ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﻤﺼ ﺎدﻓﺔ ،وأﻥ ﺎ أﺱ ﺘﻤﻊ إﻟ ﻰ ﻣ ﻦ ﻳﺘﺤ ﺪث ﻋ ﻦ زوﺝ ﻚ ،ﻋ ﻦ ﺹ ﻌﻮدﻩ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ..وﻋﻦ ﺹﻔﻘﺎﺕﻪ وﺷﺆوﻥﻪ اﻟﺴﺮﻳﺔ واﻟﻌﻠﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺕﺸﻐﻞ أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ. وآﺎن ﻳﺤﺪث ﻷﺧﺒﺎر اﻟﻮﻃﻦ أن ﺕﺄﺕﻴﻨﻲ أﻳﻀًﺎ ﺕﺎر ًة ﻓﻲ ﺝﺮﻳﺪة ،وﺕﺎر ًة ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺲ أﺧﺮى .وﺕﺎر ًة ﻋﻨ ﺪﻣﺎ زارﻥ ﻲ ﺣﺴ ﺎن ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻵﺧﺮ ﻣﺮة ﻟﻴﺸﺘﺮي ﺕﻠﻚ اﻟﺴﻴﺎرة اﻟﺘﻲ وﻋﺪﺕﻪ ﺑﻬﺎ.. وآﻞ ﻣﺮة ،آﻨﺖ أواﺝﻪ آﻞ ﻣﺎ أﺱﻤﻌﻪ ﺑﺎﻟﻼﻣﺒﺎﻻة ﻥﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻮﻟّﺪهﺎ ﺱﻮى اﻟﻴﺄس اﻷﺧﻴﺮ. ﺑﺪأت أﺕﻌﻠّﻖ ﺑﺤﺴﺎن ﻓﻘﻂ ،وآﺄﻥﻨﻲ اآﺘﺸﻔﺖ ﻓﺠﺄة وﺝﻮدﻩ .أﺹﺒﺢ أﻣﺮﻩ وﺣﺪﻩ ﻳﻬﻤﻨﻲ ﺑﻌﺪﻣﺎ وﻋﻴﺖ أﻥ ﻪ آ ﻞ ﻣ ﺎ ﺕﺒ ّﻘ ﻰ ﻟ ﻲ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﺑﻌﺪﻣﺎ اآﺘﺸﻔﺖ ﺕﻠﻚ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺒﺎﺉﺴﺔ اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ،واﻟﺘﻲ آﻨﺖ أﺝﻬﻞ آﻞ ﺷﻲء ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺒ ﻞ زﻳ ﺎرﺕﻲ إﻟﻰ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ. أﺹﺒﺤﺖ أﻃﻠﺒﻪ هﺎﺕﻔﻴًﺎ ﺑﺎﻥﺘﻈﺎم .أﺱ ﺄﻟﻪ ﻋ ﻦ أﺧﺒ ﺎرﻩ وﻋ ﻦ اﻷوﻻد ،وﻋ ﻦ اﻟﺒﻴ ﺖ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﻨ ﻮي أن ﻳﻘ ﻮم ﻓﻴ ﻪ ﺑ ﺒﻌﺾ اﻹﺹﻼﺣﺎت ،واﻟﺬي وﻋﺪﺕﻪ أن أﺕﻜﻔّﻞ ﺑﻤﺼﺎرﻳﻒ ﺕﺮﻣﻴﻤﻪ وﺕﺠﺪﻳﺪﻩ. آﺎﻥ ﺖ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎﺕ ﻪ ﺕ ﻨﺨﻔﺾ وﺕﺮﺕﻔ ﻊ ﻣ ﻦ ه ﺎﺕﻒ إﻟ ﻰ ﺁﺧ ﺮ .آ ﺎن ﻳﺤ ﺪﺙﻨﻲ ﺕ ﺎر ًة ﻋ ﻦ ﺑﻌ ﺾ ﻣﺸ ﺎرﻳﻌﻪ ،وﻋ ﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻻﺕﺼﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ ﻟﻴﺘﻢ ﻥﻘﻠﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﺹﻤﺔ ..ﺙﻢ ﻳﻌﻮد وﻳﻔﻘﺪ ﻓﺠﺄ ًة ﺣﻤﺎﺱﻪ. آﻨﺖ أﻋﺮف ذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻣﻜﺎﻟﻤﺘﻪ: ﻣﺘﻰ ﺱﺘﺄﺕﻲ ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺪ؟أﺷﻌﺮ ﻋﻨﺪﺉ ٍﺬ أﻥﻪ ﺑﺎﺧﺮة ﺕﻐﺮق ،وﺕﺒﻌﺚ إﺷﺎرة ﺽﻮﺉﻴﺔ ﺕﻄﻠﺐ اﻟﻨﺠﺪة ﻣﻨﻲ. وﺑﺮﻏﻢ ذﻟﻚ ،آﻨﺖ أﺱﺎﻳﺮﻩ ﻓﻘﻂ ،وأﻋﺪﻩ آﻞ ﻣﺮة أﻥﻨﻲ ﻗﺪ أزورﻩ ﻓﻲ اﻟﺼ ﻴﻒ اﻟﻘ ﺎدم .وآﻨ ﺖ أﻋ ﺮف ﻓ ﻲ أﻋﻤ ﺎﻗﻲ أﻥﻨ ﻲ أآﺬب ،وأﻥﻨﻲ ﻗﻄﻌﺖ اﻟﺠﺴﻮر ﻣﻊ اﻟﻮﻃﻦ ﺣﺘﻰ إﺷﻌﺎ ٍر ﺁﺧﺮ. ٢٠٦
ﻼ ..اﻥﺘﻈﺮﺕﻚ آﺜﻴﺮاً ،آﻤﺎ ﻥﻨﺘﻈﺮ اﻷوﻟﻴﺎء اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ..آﻤﺎ ﻥﻨﺘﻈﺮ اﻷﻥﺒﻴﺎء ..ﻻ ﺕﻜﻦ ﻥﺒﻴ ًﺎ ﻣﺰﻳﻔ ًﺎ ﻳ ﺎ اﻥﺘﻈﺮﺕﻚ ﻃﻮﻳ ًﺧﺎﻟﺪ ..أﻥﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺝﺔ إﻟﻴﻚ! ﺖ ﻓﻘﻂ »أﻥﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺝﺔ إﻟﻴﻚ«.. ﻚ ﻟﻢ ﺕﻘﻮﻟﻲ أﻥﺎ أﺣﺒﻚ .ﻗﻠ ِ ﻻﺣﻈﺖ وﻗﺘﻬﺎ أﻥ ِ ﻥﺤﻦ ﻻ ﻥﺤﺐ ﺑﺎﻟﻀﺮورة اﻷﻥﺒﻴﺎء .ﻥﺤﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﺝﺔ إﻟﻴﻬﻢ ﻓﻘﻂ ..ﻓﻲ آﻞ اﻷزﻣﻨﺔ. ﻚ: أﺝﺒﺘ ِ أﻥﺎ ﻟﻢ أﺧﺘﺮ أن أآﻮن ﻥﺒﻴًﺎ..ﺖ ﻣﺎزﺣ ًﺔ: ﻗﻠ ِ اﻷﻥﺒﻴﺎء ﻻ ﻳﺨﺘﺎرون رﺱﺎﻟﺘﻬﻢ ،إﻥﻬﻢ ﻳﺆدّوﻥﻬﺎ ﻓﻘﻂ!ﻚ: أﺝﺒﺘ ِ ﻲ ﻣﺰ ّﻳ ﻒ ..ﻗ ﺪ ﻳﻜ ﻮن ذﻟ ﻚ ﻷﻥﻨ ﻲ ُﺑﻌﺜ ﺖ ﻟﺮﻋﻴ ﺔ ﺖ أﻥﻨ ﻲ ﻥﺒ ّ وﻻ ﻳﺨﺘﺎرون رﻋﻴّﺘﻬﻢ أﻳﻀًﺎ .وﻟﺬا ﻟﻮ ﺣ ﺪث واآﺘﺸ ﻔ ِﺕﺤﺘﺮف اﻟﺮدّة! ﺖ: ﺖ ..وﺑﻌﻨﺎد أﻥﺜﻰ ﻳﻐﺮﻳﻬﺎ اﻟﺘﺤﺪّي ﻗﻠ ِ ﺽﺤﻜ ِ أﻥﺖ ﺕﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺨﺮج ﻟﻔﺸﻠﻚ اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﻣﻌﻲ ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟..ﻟﻦ أﻣﻨﺤﻚ ﻣﺒﺮرًا آﻬﺬا .هﺎت وﺹﺎﻳﺎك اﻟﻌﺸﺮ وأﻥﺎ أﻃﺒﻘﻬﺎ. ﻼ ﻳﻮﻣﻬﺎ .آﻨﺖ أﺝﻤ ﻞ ﻣ ﻦ أن ﺕﻄﺒّﻘ ﻲ وﺹ ﺎﻳﺎ ﻥﺒ ﻲ ،أﺽ ﻌﻒ ﻣ ﻦ أن ﺕﺤﻤﻠ ﻲ ﺙﻘ ﻞ اﻟﺘﻌ ﺎﻟﻴﻢ اﻟﺴ ﻤﺎوﻳﺔ. ﻚ ﻃﻮﻳ ً ت إﻟﻴ ِ ﻥﻈﺮ ُ وﻟﻜﻦ آﺎن ﻓﻴﻚ ﻥﻮر داﺧﻠﻲ ﻟﻢ أﺷﻬﺪﻩ ﻓﻲ اﻣﺮأة ﻗﺒﻠﻚ ..ﺑﺬرة ﻥﻘﺎء ﻟﻢ أآﻦ أرﻳﺪ أن أﺕﺠﺎهﻠﻬﺎ.. أﻟﻴﺲ دور اﻷﻥﺒﻴﺎء اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺑﺬور اﻟﺨﻴﺮ ﻓﻴﻨﺎ؟ ﺖ: ﻗﻠ ُ دﻋﻲ اﻟﻮﺹﺎﻳﺎ اﻟﻌﺸﺮ ﺝﺎﻥﺒًﺎ واﺱﻤﻌﻴﻨﻲ ..ﻟﻘﺪ ﺝﺌﺘﻚ ﺑﺎﻟﻮﺹﻴﺔ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﺸﺮة ﻓﻘﻂ..ﺖ ﺑﺸﻲ ٍء ﻣﻦ اﻟﺼﺪق: ﺖ وﻗﻠ ِ ﺽﺤﻜ ِ هﺎت ﻣﺎ ﻋﻨﺪك أﻳﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ اﻟﻤﻔﻠﺲ ..أﻗﺴﻢ أﻥﻨﻲ ﺱﺄﺕﺒﻌﻚ!ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ﺷﻌﺮت ﺑﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ أن أﺱﺘﻐ ّ ﻞ ﻗﺴﻤﻚ .وأﻗﻮل ﻟ ﻚ» :آ ﻮﻥﻲ ﻟ ﻲ ﻓﻘ ﻂ «..وﻟﻜ ﻦ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ذﻟ ﻚ آ ﻼم ﻥﺒ ﻲ .وآﻨ ﺖ دون أن أدري ﻗﺪ ﺑﺪأت أﻣﺜّﻞ أﻣﺎﻣﻚ اﻟﺪور اﻟﺬي اﺧﺘﺮﺕﻪ ﻟﻲ ..ﻓﺮﺣﺖ أﺑﺤﺚ ﻓﻲ ذهﻨﻲ ﻋﻦ ﺷﻲء ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻥﺒ ﻲ ﺖ: ﻳﺒﺎﺷﺮ وﻇﻴﻔﺘﻪ ﻷول ﻣﺮة ..ﻗﻠ ُ اﺣﻤﻠﻲ هﺬا اﻻﺱ ﻢ ﺑﻜﺒﺮﻳ ﺎء أآﺒ ﺮ ..ﻟ ﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀ ﺮورة ﺑﻐ ﺮور ،وﻟﻜ ﻦ ﺑ ﻮﻋﻲ ﻋﻤﻴ ﻖ أﻥ ﻚ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ اﻣ ﺮأة .أﻥ ﺖﺸ ﻢ ..ه ﺬا زﻣ ﻦ ﺣﻘﻴ ﺮ ،إذا ﻟ ﻢ ﻥﻨﺤ ﺰ ﻓﻴ ﻪ إﻟ ﻰ اﻟﻘ ﻴﻢ وﻃﻦ ﺑﺄآﻤﻠﻪ ..هﻞ ﺕﻌﻴﻦ هﺬا؟ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺣ ﻖ اﻟﺮﻣ ﻮز أن ﺕﺘﻬ ّ ﺱ ﻨﺠﺪ أﻥﻔﺴ ﻨﺎ ﻓ ﻲ ﺧﺎﻥ ﺔ اﻟﻘ ﺎذورات واﻟﻤﺰاﺑ ﻞ .ﻻ ﺕﻨﺤ ﺎزي ﻟﺸ ﻲء ﺱ ﻮى اﻟﻤﺒ ﺎدئ ..ﻻ ﺕﺠ ﺎﻣﻠﻲ أﺣ ﺪًا ﺱ ﻮى ﺽﻤﻴﺮك ..ﻷﻥﻚ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻻ ﺕﻌﻴﺸﻴﻦ ﻣﻊ ﺱﻮاﻩ! ﻗﻠ ِ ﺖ: أهﺬﻩ وﺹﻴﺘﻚ ﻟﻲ ..ﻓﻘﻂ؟!٢٠٥
ﻟﻘﺪ زرت )ﺱﻮق اﻟﻌﺼﺮ( وﺷﺎهﺪت دارك ﻓﺎرﻏﺔ ﻣﻦ ذاآﺮﺕﻬﺎ .ﺱﺮﻗﻮا ﺣﺘﻰ أﺣﺠﺎره ﺎ ،وﺷ ﺒﺎﺑﻴﻜﻬﺎ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳ ﺔ .ﺧﺮّﺑ ﻮا ﻼ ﻣﺼﻔ ّﺮًا ﻳﺒﻮل اﻟﺼﻌﺎﻟﻴﻚ واﻟﺴﻜﺎرى ﻋﻠﻰ ﺝﺪراﻥﻪ. ﻣﻤﺮاﺕﻬﺎ وﻋﺒﺜﻮا ﺑﻨﻘﻮﺷﻬﺎ ..وﻇﻠّﺖ واﻗﻔﺔ ،هﻴﻜ ً ي وﻃﻦ هﺬا اﻟﺬي ﻳﺒﻮل ﻋﻠﻰ ذآﺮﺕﻪ ﻳﺎ ﺹﺎﻟﺢ؟ أ ّ أي وﻃﻦ هﺬا؟ هﺎ هﻲ ذي ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺕﻠﺒﺲ ﺣﺪاد رﺝﻞ ﻟﻢ ﺕﻌﺪ ﺕﺬآﺮ اﺱﻤﻪ .وهﺎ أﻥﺖ ذي ﻃﻔﻠﺔ ﻻ أﺣﺪ ﻳﻌﺮف ﻗﺮاﺑﺘﻬﺎ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺠﺴﻮر.. ﻓﺎﻥﺰﻋﻲ »ﻣﻼﻳﺘﻚ« ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم ..وارﻓﻌﻲ ﻋﻦ وﺝﻬﻚ اﻟﺨﻤﺎر ،وﻻ ﺕﻄﺮﻗﻲ اﻟﺒﺎب آﻞ هﺬا اﻟﻄﺮق.. ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﺹﺎﻟﺢ هﻨﺎ ..وﻻ أﻥﺎ. اﻓﺘﺮﻗﻨﺎ إذن.. اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮا اﻟﺤﺐ وﺣﺪﻩ ﻻ ﻳﻤﻮت ،أﺧﻄﺄوا.. واﻟﺬﻳﻦ آﺘﺒﻮا ﻟﻨﺎ ﻗﺼﺺ ﺣﺐ ﺑﻨﻬﺎﻳﺎت ﺝﻤﻴﻠﺔ ،ﻟﻴﻮهﻤﻮﻥﺎ أن ﻣﺠﻨﻮن ﻟﻴﻠﻰ ﻣﺤ ﺾ اﺱ ﺘﺜﻨﺎء ﻋ ﺎﻃﻔﻲ ..ﻻ ﻳﻔﻬﻤ ﻮن ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻓﻲ ﻗﻮاﻥﻴﻦ اﻟﻘﻠﺐ. إﻥﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺒﻮا ﺣﺒﺎً ،آﺘﺒﻮا ﻟﻨﺎ أدﺑًﺎ ﻓﻘﻂ اﻟﻌﺸ ﻖ ﻻ ﻳﻮﻟ ﺪ إﻻ ﻓ ﻲ وﺱ ﻂ ﺣﻘ ﻮل اﻷﻟﻐ ﺎم ،وﻓ ﻲ اﻟﻤﻨ ﺎﻃﻖ اﻟﻤﺤﻈ ﻮرة .وﻟ ﺬا ﻟ ﻴﺲ اﻥﺘﺼ ﺎرﻩ داﺉﻤ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳ ﺎت اﻟﺮﺹﻴﻨﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ.. إﻥﻪ ﻳﻤﻮت آﻤﺎ ﻳﻮﻟﺪ ..ﻓﻲ اﻟﺨﺮاب اﻟﺠﻤﻴﻞ ﻓﻘﻂ! اﻓﺘﺮﻗﻨﺎ إذن.. ﻓﻴﺎ ﺧﺮاﺑﻲ اﻟﺠﻤﻴﻞ ﺱﻼﻣًﺎ .ﻳﺎ وردة اﻟﺒﺮاآﻴﻦ ،وﻳﺎ ﻳﺎﺱﻤﻴﻨﺔ ﻥﺒﺘﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺮاﺉﻘﻲ ﺱﻼﻣًﺎ. ﻳﺎ اﺑﻨﺔ اﻟﺰﻻزل واﻟﺸﺮوخ اﻷرﺽﻴﺔ! ﻟﻘﺪ آﺎن ﺧﺮاﺑﻚ اﻷﺝﻤﻞ ﺱﻴﺪﺕﻲ ،ﻟﻘﺪ آﺎن ﺧﺮاﺑﻚ اﻷﻓﻈﻊ.. ﻗﺘﻠﺖ وﻃﻨًﺎ ﺑﺄآﻤﻠﻪ داﺧﻠﻲ ،ﺕﺴﻠﻠﺖ ﺣﺘﻰ دهﺎﻟﻴﺰ ذاآﺮﺕﻲ ،ﻥﺴﻔﺖ آﻞ ﺷﻲء ﺑﻌﻮد ﺙﻘﺎب واﺣﺪ ﻓﻘﻂ.. ﻣﻦ ﻋﻠّﻤ ِ ﻚ اﻟﻠﻌﺐ ﺑﺸﻈﺎﻳﺎ اﻟﺬاآﺮة؟ أﺝﻴﺒﻲ! ﻣﻦ أﻳﻦ أﺕﻴﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﺮة _أﻳﻀ ًﺎ_ ﺑﻜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻷﻣ ﻮاج اﻟﻤﺤﺮﻗ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﺎر .ﻣ ﻦ أﻳ ﻦ أﺕﻴ ﺖ ﺑﻜ ﻞ ﻣ ﺎ ﺕ ﻼ ذﻟ ﻚ اﻟﻴ ﻮم ﻣ ﻦ دﻣﺎر؟ اﻓﺘﺮﻗﻨﺎ إذن.. ﺖ أﻣ ﻲ ﺖ اﺑﻨﺘ ﻲ ..وﻻ آﻨ ِ ﺖ ﺧﺎﺉﻨ ﺔ ﺣﻘ ًﺎ .ﻻ آﻨ ِ ﺖ ﻋﺎﺷﻘﺔ ..وﻻ آﻨ ِ ﺖ ﺹﺎدﻗﺔ ﺣﻘًﺎ .ﻻ آﻨ ِ ﻟﻢ ﺕﻜﻮﻥﻲ آﺎذﺑﺔ ﻣﻌﻲ ..وﻻ آﻨ ِ ﺣﻘًﺎ. آﻨﺖ ﻓﻘﻂ آﻬﺬا اﻟﻮﻃﻦ ..ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻊ آﻞ ﺷﻲء ﺽﺪﻩ. أﺕﺬآﺮﻳﻦ؟ ﻲ ﻋﻦ ﻥﺴﺨﺔ أﺧﺮى ﻷﺑﻴﻚ. ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺒﻌﻴﺪ ،ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﻦ اﻷول ،ﻳﻮم آﻨﺖ ﺕﺤﺒﻴﻨﻨﻲ وﺕﺒﺤﺜﻴﻦ ﻓ ّ ﺖ ﻣﺮة: ﻗﻠ ِ
٢٠٤
*** »ﻻ ﺕﻄﺮﻗﻲ اﻟﺒﺎب آﻞ هﺬا اﻟﻄﺮق ..ﻓﻢ أﻋﺪ هﻨﺎ«. ﻲ ﻣﻦ اﻷﺑﻮاب اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ،وﻣ ﻦ ﺙﻘ ﻮب اﻟ ﺬاآﺮة ،وﺙﻨﺎﻳ ﺎ اﻷﺣ ﻼم اﻟﻤﻄﻮ ّﻳ ﺔ ،وﻣ ﻦ اﻟﺸ ﺒﺎﺑﻴﻚ اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺕﺤﺎوﻟﻲ أن ﺕﻌﻮدي إﻟ ّ أﺷﺮﻋﺘﻬﺎ اﻟﻌﻮاﺹﻒ. ﻻ ﺕﺤﺎوﻟﻲ.. ﻓﺄﻥﺎ ﻏﺎدرت ذاآﺮﺕﻲ .ﻳﻮم وﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ اآﺘﺸﺎف ﻣﺬهﻞ :ﻟﻢ ﺕﻜﻦ ﺕﻠﻚ اﻟﺬاآﺮة ﻟﻲ ،وإﻥﻤﺎ آﺎﻥﺖ ذاآﺮة ﻣﺸﺘﺮآﺔ أﺕﻘﺎﺱ ﻤﻬﺎ ﻣﻌﻚ .ذاآﺮة ﻳﺤﻤﻞ آﻞ ﻣﻨﺎ ﻥﺴﺨﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ أن ﻥﻠﺘﻘﻲ. ﻻ ﺕﻄﺮﻗﻲ اﻟﺒﺎب آﻞ هﺬا اﻟﻄﺮق ﺱﻴﺪﺕﻲ ..ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻲ ﺑﺎب. ﻲ وأﻥﺎ أﺣﺎول أن أهﺮّب أﺷﻴﺎﺉﻲ اﻟﻤﺒﻌﺜﺮة ﺑﻌﺪك. ﻟﻘﺪ ﺕﺨﻠّﺖ ﻋﻨﻲ اﻟﺠﺪران ﻳﻮم ﺕﺨﻠّﻴﺖ ﻋﻨﻚ ،واﻥﻬﺎر اﻟﺴﻘﻒ ﻋﻠ ّ ﻓﻼ ﺕﺪوري هﻜﺬا ﺣﻮل ﺑﻴﺖ آﺎن ﺑﻴﺘﻲ. ﻖ اﻟﻤﻐﺎﻣﺮة. ﻞ ﺷﻲء ﻣﻨّﻲ ،وﻟﻢ ﻳﻌﺪ هﻨﺎك ﻣﻦ ﺷﻲء ﻳﺴﺘﺤ ّ ﻻ ﺕﺒﺤﺜﻲ ﻋﻦ ﻥﺎﻓﺬة ﺕﺪﺧﻠﻴﻦ ﻣﻨﻬﺎ آﺴﺎرﻗﺔ .ﻟﻘﺪ ﺱﺮﻗﺖ آ ّ ﻞ هﺬا اﻟﻄﺮق اﻟﻤﻮﺝﻊ.. ﻻ ﺕﻄﺮﻗﻲ اﻟﺒﺎب آ ّ ق ﻓﻲ آﻬﻮف اﻟﺬاآﺮة اﻟﻔﺎرﻏﺔ دوﻥﻚ ،وﻳﺄﺕﻲ اﻟﺼﺪى ﻣﻮﺝﻌًﺎ وﻣﺨﻴﻔًﺎ. هﺎﺕﻔﻚ ﻳﺪ ّ أﻻ ﺕﺪرﻳﻦ أﻥﻨﻲ أﺱﻜﻦ هﺬا اﻟﻮادي ﺑﻌﺪك ،آﻤﺎ ﻳﺴﻜﻦ اﻟﺤﺼﻰ ﺝﻮف »وادي اﻟﺮﻣﺎل«؟ ﺕﻤﻬّﻠﻲ ﺱﻴﺪﺕﻲ إذن.. ي ﺱ ﻬ ٍﻮ ﻣﻨ ﻚ ﺱ ﻴﺮﻣﻴﻚ هﻨ ﺎ ﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺎرة .وأ ﱡ ﺕﻤﻬّﻠﻲ وأﻥﺖ ﺕﻤﺮّﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺝﺴﻮر ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ .ﻓﺄﻳﺔ زﻟﺔ ﻗﺪم ﺱﺘﺮﻣﻴﻨﻲ ﺑﺴﻴ ٍ ﻋﻨﺪي ﻟﺘﺘﺤﻄﻤﻲ ﻣﻌﻲ. ﻲ.. ﻳﺎ اﻣﺮأة ﻣﺘﻨﻜّﺮة ﻓﻲ ﺙﻴﺎب أﻣﻲ ..ﻓﻲ ﻋﻄﺮ أﻣﻲ وﻓﻲ ﺧﻮف أﻣﻲ ﻋﻠ ّ ﻣﺘﻌ ٌ ﺐ أﻥﺎ ..آﺠﺴﻮر ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ .ﻣﻌﻠّﻖ أﻥﺎ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺹﺨﺮﺕﻴﻦ وﺑﻴﻦ رﺹﻴﻔﻴﻦ. ﻓﻠﻤﺎذا آﻞ هﺬا اﻷﻟﻢ..؟ وﻟﻤﺎذا ..أآﺬب اﻷﻣﻬﺎت أﻥﺖ ،وأﺣﻤﻖ اﻟﻌﺸﺎق أﻥﺎ؟ ﻻ ﺕﻄﺮﻗﻲ أﺑﻮاب ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ اﻟﻮاﺣﺪ ﺑﻌﺪ اﻵﺧﺮ ..أﻥﺎ ﻻ أﺱﻜﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..إﻥﻬﺎ هﻲ اﻟﺘﻲ ﺕﺴﻜﻨﻨﻲ. ﻻ ﺕﺒﺤﺜﻲ ﻋﻨﻲ ﻓﻮق ﺝﺴﻮرهﺎ ،هﻲ ﻟﻢ ﺕﺤﻤﻠﻨﻲ ﻣﺮة ..وﺣﺪي أﻥﺎ ﺣﻤﻠﺘﻬﺎ. ﻻ ﺕﺴﺄﻟﻲ أﻏﺎﻥﻴﻬﺎ ﻋﻨّﻲ ،وﺕﺄﺕﻨﻲ ﻻهﺜﺔ ﺑﺨﺒ ٍﺮ ﻗﺪﻳﻢ _ﺝﺪﻳﺪ ،وأﻏﻨﻴﺔ آﺎﻥﺖ ﺕﻐﻨّﻰ ﻟﻠﺤﺰن ﻓﺼﺎرت ﺕﻐﻨّﻰ ﻟﻸﻓﺮاح.. »ﻗ ﻗ
ﺎﻟﻮا ﺎﻟﻮا اﻟﻌ
اﻟﻌ
ﺮب ﻗ
ﺮب هﻴﻬ
ﺎﻟﻮا
ﻣ
ﺎت
ﻣ ﺎ ﻥﻌﻄﻴ ْﻮ ﺹ ﺎﻟﺢ
ﺎ ﻥﻌﻄﻴ
ْﻮ ﺹ
ﺎﻟﺢ وﻻ ﻣ
ﺎﻟُﻮ
ﺑ ﺎي اﻟﺒﺎﻳ ﺎت«
أﻋﺮف ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻗﻠﺐ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ اﻟﻌﺮب ،وﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺮؤوا اﻟﻴﻮم ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ. وأدري ..آ ﺎن »ﺹ ﺎﻟﺢ« ﺙ ﻮب ﺣ ﺪادك اﻷول ﺣﺘ ﻰ ﻗﺒ ﻞ أن ﺕﻮﻟ ﺪي .آ ﺎن ﺁﺧ ﺮ ﺑﺎﻳ ﺎت ﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ ..وآﻨ ﺖ أﻥ ﺎ وﺹ ﻴّﺘﻪ اﻷﺧﻴﺮة» :ﻳﺎ ﺣﻤﻮدة ..ﺁخ ﻳﺎ وﻟﻴﺪي ﺕﻬﺎ اﷲ ﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺪار ..ﺁﻩ ..ﺁﻩ.«.. أي دار ﻳﺎ ﺹﺎﻟﺢ ..أي دار ﺕﻮﺹﻴﻨﻲ ﺑﻬﺎ؟ ٢٠٣
ﻣﺎ اﻟﺬي آﻨﺖ ﺕﺮﻳﺪﻳﻨﻪ ذﻟﻚ اﻟﻤﺴﺎء؟ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺝﺎء هﺎﺕﻔﻚ ﻓﺠﺄة ﻟﻴﺨﺮﺝﻨﻲ ﻣﻦ دواﻣﺔ أﻓﻜﺎري وأﺣﺎﺱﻴﺴﻲ اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ؟ ﺖ. ﺣﻴﻦ ﻣ ّﺪ ﺣﺴﺎن ﻥﺤﻮي اﻟﻬﺎﺕﻒ وﻗﺎل» :هﻨﺎك اﻣﺮأة ﺕﺮﻳﺪ أن ﺕﺘﺤﺪث إﻟﻴﻚ «..ﺕﻮﻗّﻌﺖ آﻞ ﺷﻲء إﻻ أن ﺕﻜﻮﻥﻲ أﻥ ِ ﻚ ﺑﺪهﺸﺔ: ﺱﺄﻟﺘ ِ أﻟﻢ ﺕﺴﺎﻓﺮي ﺑﻌﺪ؟ﺖ: ﻗﻠ ِ ﺱﻨﺴﺎﻓﺮ ﺑﻌﺪ ﺱﺎﻋﺔ ..أردت أن أﺷﻜﺮك ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻮﺣﺔ ..ﻟﻘﺪ وهﺒﺘﻨﻲ ﺱﻌﺎدة ﻟﻢ أﺕﻮﻗّﻌﻬﺎ..ﻚ: ﺖﻟ ِ ﻗﻠ ُ ﻚ ﻣﻨ ﺬ ﺧﻤ ﺲ وﻋﺸ ﺮﻳﻦ ﺱ ﻨﺔ ..إﻥﻬ ﺎ هﺪﻳ ﺔ ﻗ ﺪرﻥﺎ اﻟ ﺬي ﻚ ﻟﻮﺣ ﺔ آﺎﻥ ﺖ ﺝ ﺎهﺰة ﻟ ِ أﻥﺎ ﻟﻢ أهﺒﻚ ﺷﻴﺌًﺎ ..ﻟﻘﺪ أﻋﺪت ﻟ ِﺕﻘﺎﻃﻊ ﻳﻮﻣًﺎ .وأﻣﺎ أﻥﺎ ﻓﻠﻲ هﺪﻳﺔ أﺧﺮى أﺕﻮﻗﻊ أن ﺕﻌﺠﺒﻚ ،ﺱﺄﻗﺪﻣﻬﺎ ﻟﻚ ذات ﻳﻮم ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ.. ﻚ ﺕﻠﻚ اﻟﻬﺪﻳﺔ: ﺖ ﺑﺼﻮت ﺧﺎﻓﺖ وآﺄﻥﻚ ﺕﺨﺎﻓﻴﻦ أن ﻳﺴﺘﺮق أﺣﺪ اﻟﺴﻤﻊ إﻟﻴﻚ أو ﻳﺴﺮق ﻣﻨ ِ ﻗﻠ ِ ﻣﺎذا ﺱﺘﻬﺪﻳﻨﻲ؟ﺖ: ﻗﻠ ُ إﻥﻬﺎ ﻣﻔﺎﺝﺄة ..ﻟﻨﻔﺘﺮض أﻥﻨﻲ ﺱﺄهﺒﻚ ﻏﺰاﻟﺔ.ﺖ ﻣﺪهﻮﺷﺔ: ﻗﻠ ِ إﻥﻪ ﻋﻨﻮان آﺘﺎب!ﺖ: ﻗﻠ ُ ﻼ .وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻥﺤ ﺐ أدري ..ﻷﻥﻨ ﻲ ﺱ ﺄهﺒﻚ آﺘﺎﺑ ًﺎ .ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻥﺤ ﺐ ﻓﺘ ﺎة ﻥﻬﺒﻬ ﺎ اﺱ ﻤﻨﺎ .ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻥﺤ ﺐ اﻣ ﺮأة ﻥﻬﺒﻬ ﺎ ﻃﻔ ًآﺎﺕﺒﺔ ..ﻥﻬﺒﻬﺎ آﺘﺎﺑًﺎ .ﺱﺄآﺘﺐ ﻣﻦ أﺝﻠﻚ رواﻳﺔ. ﺖ ﻓﺠ ﺄة ﺑﻨﺒ ﺮة ﻋﺸ ﻘﻴﺔ أﺣﺴﺴﺖ ﻓﻲ ﺹﻮﺕﻚ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﻔﺮح واﻻرﺕﺒﺎك ..ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺪهﺸﺔ واﻟﺤﺰن اﻟﻐ ﺎﻣﺾ .ﺙ ﻢ ﻗﻠ ِ ﻟﻢ أﻋﻬﺪهﺎ ﻣﻨﻚ: ﺧﺎﻟﺪ ..أﺣﺒﻚ ..أﺕﺪري هﺬا؟واﻥﻘﻄﻊ ﺹﻮﺕﻚ ﻓﺠﺄة ،ﻟﻴﺘﻮﺣﺪ ﺑﺼﻤﺘﻲ وﺣﺰﻥﻲ ،وﻥﺒﻘﻰ هﻜﺬا ﻟﺤﻈﺎت دون آﻼم .ﻗﺒﻞ أن ﺕﻀﻴﻔﻲ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺮﺝﺎء: ﺧﺎﻟﺪ ..ﻗﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ..ﻟﻤﺎذا ﻻ ﺕﺠﻴﺐ؟ﺖ ﻟﻚ ﺑﺸﻲ ٍء ﻣﻦ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ اﻟﻤﺮة: ﻗﻠ ُ ﻷن رﺹﻴﻒ اﻷزهﺎر ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺠﻴﺐ.. هﻞ ﺕﻌﻨﻲ أﻥﻚ ﻟﻢ ﺕﻌﺪ ﺕﺤﺒﻨﻲ؟أﺝﺒﺘﻚ ﺑﺼﻮت ﻏﺎﺉﺐ: أﻥﺎ ﻻ أﻋﻨﻲ ﺷﻴﺌًﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ..إﻥﻪ ﻋﻨﻮان ﻟﺮواﻳﺔ أﺧﺮى ﻟﻠﻜﺎﺕﺐ ﻥﻔﺴﻪ!ﻣ ﺎذا ﻗﻠ ُ ﺖ ﻟ ﻚ ﺑﻌ ﺪهﺎ ،ﻻ أذآ ﺮ .ﻣ ﻦ اﻷرﺝ ﺢ أن ﻳﻜ ﻮن ه ﺬا ﺁﺧ ﺮ ﻣ ﺎ ﻗﻠﺘ ﻪ ﻟ ﻚ ﻗﺒ ﻞ أن أﺽ ﻊ اﻟﺴ ﻤّﺎﻋﺔ ،وﻥﻔﺘ ﺮق ﻟﻌ ﺪة ﺱﻨﻮات. ٢٠٢
هﻞ ﺕﺤﺒﻴﻦ اﻟﺠﺴﻮر؟ﻼ آﻠﺤﻈﺔ ﺕﺴﺒﻖ ﺣﻜﻤًﺎ ﺑﺎﻹﻋﺪام ..أو اﻟﻌﻔﻮ. وﻳﺨﻴﻢ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻓﺠﺄة ﺹﻤﺖ ﻗﺼﻴﺮ ،ﻳﺒﺪو ﻟﻲ ﻃﻮﻳ ً ﻲ: ﻚ ﻋﻠ ّ ﻗﺒﻞ أن ﺕﺮﻓﻌﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻥﺤﻮي وﻳﻨﺰل ﺣﻜﻤ ِ ﻥﻌﻢ أﺣﺒﻬﺎ!آﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻌﺎدة ﻣﻨﺤﺘﻨﻲ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ﻓﻲ آﻠﻤﺘﻴﻦ! ﺐ. ﺷﻌﺮت أﻥﻚ ﺕﺒﻌﺜﻴﻦ ﻟﻲ ﺁﺧﺮ إﺷﺎرة ﺣ ّ ﺷ ﻌﺮت أﻥ ﻚ ﺕﻬ ﺪﻳﻨﻲ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻣﺸ ﺮوع ﻟﻮﺣ ﺔ ﻗﺎدﻣ ﺔ .أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻟﻴﻠ ﺔ وهﻤﻴ ﺔ ..وأﻥ ﻚ رﻏ ﻢ آ ﻞ ﺷ ﻲء ﺱ ﺘﻈﻠّﻴﻦ وﻓ ّﻴ ﺔ ﻟﺬاآﺮﺕﻨﺎ اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ ..وﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺕﻮاﻃﺄت ﻣﻌﻨﺎ ،وﻣﺪّت آﻞ هﺬﻩ اﻟﺠﺴﻮر ..ﻟﺘﺠﻤﻌﻨﺎ. وﻟﻜﻦ ..أآﻨﺖ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﺣﻘﺎً؟ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ آﺎن رﺝﻞ ﺁﺧ ﺮ ﻓﻴﻬ ﺎ إﻟ ﻰ ﺝ ﻮارك .ﻳﻠﺘﻬﻤ ﻚ ﺑﻌﻴﻨ ﻴﻦ ﻟ ﻢ ﺕﺸ ﺒﻌﻬﻤﺎ ﻟﻴﻠ ﺔ ﺣﺐ آﺎﻣﻠﺔ ،ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ آﺎن ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﺪور ﺣﻮل اﻟﻤﺪن اﻟﺘ ﻲ ﺱ ﺘﺰورﻳﻨﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺷ ﻬﺮ اﻟﻌﺴ ﻞ ،وآﻨ ﺖ أﻥ ﺎ أﺷﻴّﻌﻚ ﺑﺼﻤﺖ ،ﻟﺴﻔﺮك اﻷﺧﻴﺮ ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻲ.. ﻟﻘﺪ آﺎﻥﺖ ﺕﻠﻚ هﺰﻳﻤﺘﻚ اﻷوﻟﻰ ﻣﻌﻲ ..اﻥﺘﻬﻰ آﻞ ﺷ ﻲء إذن .ه ﺎ أﻥ ﺎ ﻗﺎﺑﻠﺘ ﻚ أﺧﻴ ﺮاً ،أآ ﺎن ه ﺬا اﻟﻠﻘ ﺎء ﻳﺴ ﺘﺤﻖ آ ﻞ ذﻟ ﻚ اﻻﻥﺘﻈﺎر ،آﻞ ذﻟﻚ اﻷﻟﻢ؟ آﻢ آﺎن ﺣﻠﻤﻲ ﺑﻪ ﺝﻤﻴ ً ﻼ! وآﻢ هﻮ اﻟﻴﻮم ﻣﺪهﺶ وﻣﺴﻄّﺢ ﻓﻲ واﻗﻌﻪ! آﻢ آﺎن ﻣﻠﻴﺌًﺎ ﺑﺎﻥﺘﻈﺎرك ،وآﻢ هﻮ ﻓ ﺎرغ ..ﻣﻮﺝ ﻊ ﺑﺤﻀﻮرك! أآﺎﻥﺖ ﻥﺼﻒ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺘﻲ ﺕﺒﺎدﻟﻨﺎهﺎ ﺑﻴﻦ ﻥﻈﺮﺕﻴﻦ ،ﺕﺴﺘﺤﻖ آﻞ ذﻟﻚ اﻟﻮﺝﻊ ،آﻞ ذﻟﻚ اﻟﺸﻮق واﻟﺠﻨﻮن؟ ﺕﺮﻳﺪﻳﻦ أن ﺕﻘﻮﻟﻲ ﻟﻲ ﺷﻴﺌﺎً ،وﺕﺘﻠﻌﺜﻢ اﻟﻜﻠﻤﺎت ..ﺕﺘﻠﻌﺜﻢ اﻟﻨﻈﺮات. ﻚ رﻣﻮزك اﻟﻬﻴﺮوﻏﻠﻴﻔﻴﺔ. ﻲ ..وﻟﻢ أﻋﺪ أﻋﺮف ﻓ ّ ﻟﻘﺪ ﻥﺴﻴﺖ ﻋﻴﻨﺎك اﻟﺤﺪﻳﺚ إﻟ ّ ﻓﻬﻞ ﻋﺪﻥﺎ ﻳﻮﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺮﺕﺒﺔ اﻟﻐﺮﺑﺎء ،دون أن ﻥﺪري؟ اﻓﺘﺮﻗﻨﺎ.. ي ﺹﺎﻣﺖ. ﻗﺒﻠﺘﺎن أﺧﻴﺮﺕﺎن ﻋﻠﻰ وﺝﻨﺘﻴﻚ .ﻥﻈﺮة ..ﻥﻈﺮﺕﺎن ..وآﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ،وأﻟﻢ ﺱﺮ ﱞ ﺕﺒﺎدﻟﻨﺎ ﺝﻤﻴﻌًﺎ آﻠﻤﺎت اﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ واﻟﺘﻬﺎﻥﻲ واﻟﺸﻜﺮ اﻷﺧﻴﺮ. ﺕﺒﺎدﻟﻨﺎ ﻋﻨﺎوﻳﻨﻨﺎ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ أﺹ ّﺮ زوﺝﻚ ﻋﻠﻰ أن ﻳﻌﻄﻴﻨﻲ رﻗ ﻢ هﺎﺕﻔ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺒﻴ ﺖ وﻓ ﻲ اﻟﻤﻜﺘ ﺐ ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻣ ﺎ اﺣﺘﺠ ﺖ إﻟ ﻰ ﺷﻲء. واﻥﺼﺮﻓﻨﺎ آﻞ ﺑﻮهﻤﻪ ..وﻗﺮارﻩ اﻟﻤﺴﺒﻖ. ﻼ إﻟ ﻰ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺒﻄﺎﻗ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آﻨ ﺖ أﺕﺤﺴّﺴ ﻬﺎ ﻃ ﻮال اﻟﻄﺮﻳ ﻖ ﺑﺸ ﻲء ﻣ ﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺪت إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ،ﻥﻈ ﺮت ﻃ ﻮﻳ ً اﻟﺬهﻮل ..وﻣﺬاق ﺱﺎﺧﺮ ﻟﻠﻤﺮارة .وآﺄﻥﻚ اﻥﺘﻘﻠﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻲ إﻟﻰ ﺝﻴﺒﻲ ﺕﺤﺖ اﺱﻢ ورﻗﻢ هﺎﺕﻔﻲ ﺝﺪﻳﺪ. ودون آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺮدد ..أو اﻟﺘﻌﻤّﻖ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ،ﻗﺮّرت أن أﻣﺰّﻗﻬ ﺎ ﻓ ﻮراً ،ﻣﺎدﻣ ﺖ أﻣﻠ ﻚ اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ،وﻣﺎدﻣ ﺖ ت ﻳﻮﻣﺎً ،وآﻤﺎ أﺹﺒﺤﺖ أرﻳﺪ أﻥﺎ اﻟﻴﻮم. ﻣﺼﻤﻤًﺎ ﻋﻠﻰ أن ﻳﻨﺘﻬﻲ آﻞ ﺷﻲء هﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ..آﻤﺎ أرد ِ *** ٢٠١
إذن ﻻ ﺑﺪ أن ﺕﻄﻠﺐ ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ اﻟﻴﻮم ،ﻟﺘﻌﺘﺬر ﻣﻨﻪ .ﻓﻘﺪ ﻳﺴﻲء ﺕﻔﺴﻴﺮ ﻣﻮﻗﻔﻚ ..وﻳﺄﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﻃﺮﻩ..ﻖ .ﻗﻠﺖ ﻟﺤﺴﺎن: ﻼ ﻓﻮﺝﺪﺕﻪ ﻋﻠﻰ ﺣ ّ ﻓﻜﺮت ﻗﻠﻴ ً اﻃﻠﺐ ﻟﻲ رﻗﻢ ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻷﻋﺘﺬر إﻟﻴﻪ..ﺢ ﻷﺣﻀﺮ ﻟﺰﻳﺎرﺕﻪ آﻨﺖ أﺕﻮﻗﻊ أن ﺕﺘﻮﻗﻒ اﻷﻣﻮر هﻨﺎك .وﻟﻜﻦ ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ راح ﻳﺮﺣّﺐ ﺑﻲ ..وﻳﺤﺮﺝﻨﻲ ﺑﻠﻄﻔﻪ ،وﻳﻠ ّ وﻟﻮ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ.. ﻗﺎل: ﺕﻌﺎل إذن وﺕﻐ ّﺪ ﻣﻌﻨﺎ اﻟﻴﻮم ..اﻟﻤﻬﻢ أن ﻥﺮاك ﻗﺒﻞ أن ﺕﺴﺎﻓﺮ ..ﺙ ﻢ ﻳﻤﻜﻨ ﻚ أن ﺕﻘ ﺪم ه ﺪﻳﺘﻚ ﺑﻨﻔﺴ ﻚ ﻟﻠﻌﺮوﺱ ﻴﻦ ﻗﺒ ﻞأن ﻳﺴﺎﻓﺮا أﻳﻀًﺎ هﺬا اﻟﻤﺴﺎء.. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ هﻨﺎك ﻣﻦ ﻣﺨﺮج .وﺝﺪت ﻥﻔﺴﻲ ﻣﺮة أﺧﺮى ،أواﺝﻪ ﻗ ﺪري ﻣﻌ ﻚ .أﻥ ﺎ اﻟ ﺬي ﻗ ﺮرت اﻟﺴ ﻔﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺠ ﻞ ،ﺣﺘ ﻰ أﻥﺘﻬﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻷﺝﻮاء اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﺕﺪور آﻠﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أو ﺑﺄﺧﺮى ﺣﻮﻟﻚ. ﻞ ﺑﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟ ﻚ. هﺎ أﻥﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى أﻟﺒﺲ ﺑﺪﻟﺘﻲ اﻟﺴﻮداء ﻥﻔﺴﻬﺎ ،أﺣﻤﻞ ﻟﻮﺣﺔ ﺕﻮﻗّﻔﺖ أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻳﻮﻣًﺎ وآﺎﻥﺖ ﺱﺒﺐ آﻞ ﻣﺎ ﺣ ّ وأذهﺐ ﻣﻊ ﺣﺴﺎن إﻟﻰ اﻟﻐﺪاء.. ﻚ ه ﺬﻩ اﻟﻤ ﺮة .آ ﺎن هﻨ ﺎك ﺣ ﺪس ﻣﺴ ﺒﻖ ه ﺎ هﻤ ﺎ ﻗ ﺪﻣﺎي ﺕﻘ ﻮداﻥﻨﻲ ﻣ ﺮة أﺧ ﺮى ﻥﺤ ﻮك .آﻨ ﺖ أدري أﻥﻨ ﻲ ﺱ ﺄﻟﺘﻘﻲ ﺑ ِ ﻳﺸﻌﺮﻥﻲ أﻥﻨﺎ ﻟﻦ ﻥﺨﻠﻒ هﺬا اﻟﻤﻮﻋﺪ اﻟﻴﻮم. ﻣﺎ اﻟﺬي ﻗﺎﻟ ﻪ ﺱ ﻲ اﻟﺸ ﺮﻳﻒ ذﻟ ﻚ اﻟﻴ ﻮم؟ ﻣ ﺎ اﻟ ﺬي ﻗﻠﺘ ﻪ وﻣ ﻦ ﻗﺎﺑﻠ ﺖ ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﺎس؟ وﻣ ﺎذا ﻗ ﺪم ﻟﻨ ﺎ ﻣ ﻦ أﻃﺒ ﺎق ﻋﻠ ﻰ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺴﻔﺮة ..ﻟﻢ أﻋﺪ أذآﺮ. آﻨﺖ أﻋﻴﺶ ﻟﺤﻈﺎت ﺣﺒﻚ اﻷﺧﻴ ﺮة .وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻬﻤﻨ ﻲ ﺷ ﻲء ﻓ ﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻠﺤﻈ ﺔ ،ﺱ ﻮى أن أراك ..وأن أﻥﺘﻬ ﻲ ﻣﻨ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻥﻔﺴﻪ! ﻞ ﻣﺨﻴﻔ ًﺎ ﺣﺘ ﻰ ﻓ ﻲ وﻟﻜﻦ ..آﻨﺖ أﺧﺎف ﺣﺒﻚ .آﻨﺖ أﺧﺎف أن ﻳﺸﺘﻌﻞ ﺣﺒﻚ ﻣﻦ رﻣﺎدﻩ ﻣﺮة أﺧ ﺮى .ﻓﺎﻟﺤ ﺐ اﻟﻜﺒﻴ ﺮ ،ﻳﻈ ّ ﻞ ﺧﻄﺮًا ﺣﺘﻰ وهﻮ ﻳﺤﺘﻀﺮ. ﻟﺤﻈﺎت ﻣﻮﺕﻪ ..ﻳﻈ ّ وﺝﺌﺖ.. أآﺜ ﺮ اﻟﻠﺤﻈ ﺎت وﺝﻌ ﺎً ،أآﺜ ﺮ اﻟﻠﺤﻈ ﺎت ﺝﻨﻮﻥ ﺎً ،أآﺜ ﺮ اﻟﻠﺤﻈ ﺎت ﺱ ﺨﺮﻳﺔ ،آﺎﻥ ﺖ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺘ ﻲ وﻗﻔ ﺖ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻷﺱ ﻠﻢ ﻋﻠﻴ ﻚِ، ﻼ آﻞ اﻟﻤﻔﺮدات اﻟﻼﺉﻘﺔ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﻌﺠﻴﺐ. وأﺽﻊ ﻋﻠﻰ وﺝﻨﺘﻴﻚ ﻗﺒﻠﺘﻴﻦ ﺑﺮﻳﺌﺘﻴﻦ ،وأﻥﺎ أهﻨﺌﻚ ﺑﺎﻟﺰواج ،ﻣﺴﺘﻌﻤ ً ﻖ ﺑﻚ ﻗﺒﻞ اﻟﻴ ﻮم ،ﺱ ﻮى ﻣ ﺮّة ﻋ ﺎﺑﺮة، آﻢ آﺎن ﻳﻠﺰﻣﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﻮة ،ﻣﻦ اﻟﺼﺒﺮ وﻣﻦ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ،ﻷوهﻢ اﻵﺧﺮﻳﻦ أﻥﻨﻲ ﻟﻢ أﻟﺘ ِ وأﻥ ِ ﻚ ﻟﻢ ﺕﻜﻮﻥﻲ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ ﻗﻠﺒﺖ ﺣﻴﺎﺕﻲ رأﺱًﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ؟ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ ﺕﻘﺎﺱﻤﻨﻲ ﺱﺮﻳﺮي اﻟﻔﺎرغ ﻣﻨﺬ ﻋﺪة أﺷﻬﺮ ،واﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﺣﺘﻰ اﻟﺒﺎرﺣﺔ ..ﻟﻲ! آﻢ آﺎن ﻳﻠﺰﻣﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ،ﻷهﺪﻳﻚ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ ،دون أي ﺕﻌﻠﻴﻖ إﺽﺎﻓﻲ ،دون أﻳﺔ إﺷﺎرة ﺕﻮﺽﻴﺤﻴﺔ ،وآﺄﻥﻬﺎ ﻟﻢ ﺕﻜ ﻦ اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﺑﻬﺎ ﻗﺼﺘﻲ ﻣﻌﻚ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺲ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﺱﻨﺔ. ﺖ ﺕﻔﺘﺤﻴﻨﻬﺎ وﺕﻠﻘﻴﻦ ﻥﻈﺮة ﻣﻌﺠﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وآﺄﻥﻚ ﺕﺮﻳﻨﻬﺎ ﻷول ﻣﺮة! ﻓﻼ أﺱ ﺘﻄﻴﻊ ﺖ ﻓﻲ ﺕﻤﺜﻴﻠﻚ ،وأﻥ ِ ﺖ ﻣﺪهﺸﺔ أﻥ ِ وآﻢ آﻨ ِ ي ﺝﻤﻌﻨﺎ ﻳﻮﻣًﺎ: إﻻ أن أﺱﺄﻟﻚ ﺑﺘﻮاﻃﺆ ﺱﺮ ٍ ٢٠٠
ﺁﻩ ﺣﺴﺎن ..ﻋﻨﺪﻣﺎ أذآﺮ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ،ﺕﺼﺒﺢ اﻟﻤﺮارة ﻏﺼّﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻠﻖ ،ﺕﺼﺒﺢ ﺝﺮﺣﺎً ،ﺕﺼﺒﺢ دﻣﻌﺎ ،ﺕﺼﺒﺢ ﻥ ﺪﻣًﺎ وﺣﺴﺮة. آﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن أﺱﺎﻋﺪك أآﺜﺮ ،ﺹﺤﻴﺢ. ﻼ آﻨ ﺖ ﺕﻘ ﻮل» :اﻃﻠ ﺐ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻳ ﺎ ﺧﺎﻟ ﺪ ﻣﺎدﻣ ﺖ هﻨ ﺎ ،أﻟﺴ ﺖ ﻣﺠﺎه ﺪاً؟ أﻟ ﻢ ﺕﻔﻘ ﺪ ذراﻋ ﻚ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺤ ﺮب؟ اﻃﻠ ﺐ ﻣﺤ ً ﺕﺠﺎرﻳًﺎ ..اﻃﻠﺐ ﻗﻄﻌ ﺔ أرض ..أو ﺷ ﺎﺣﻨﺔ ،إﻥﻬ ﻢ ﻟ ﻦ ﻳﺮﻓﻀ ﻮا ﻟ ﻚ ﺷ ﻴﺌًﺎ .ه ﺬا ﺣﻘ ﻚ .وإذا ﺷ ﺌﺖ دﻋ ﻪ ﻟ ﻲ ﻷﺱ ﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨ ﻪ وأﻋﻴﺶ ﻋﻠﻴﻪ أﻥﺎ وأوﻻدي ..أﻥﺖ ﻳﺤﺘﺮﻣﻮﻥﻚ وﻳﻌﺮﻓﻮﻥﻚ ،وأﻣﺎ أﻥﺎ ﻓﻼ ﻳﻌﺮﻓﻨﻲ أﺣﺪ .إﻥﻪ ﺝﻨﻮن أﻻ ﺕﺄﺧ ﺬ ﺣﻘ ﻚ ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﻮﻃﻦ .إﻥﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﺼﺪّﻗﻮن ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺸ ﻲء .أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ واﺣ ﺪ ﻳﺤﻤ ﻞ ﺷ ﻬﺎدة ﻣﺠﺎه ﺪ وه ﻮ ﻟ ﻢ ﻳﻘ ﻢ ﺑﺸ ﻲء ﻓ ﻲ اﻟﺜ ﻮرة .أﻥ ﺖ ﺕﺤﻤﻞ ﺷﻬﺎدﺕﻚ ﻋﻠﻰ ﺝﺴﺪك«.. إﻳﻪ ﺣﺴﺎن ..ﻟﻢ ﺕﻜﻦ ﺕﻔﻬﻢ أن هﺬا هﻮ اﻟﻔﺮق اﻟﻮﺣﻴﺪ ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻬﻢ .ﻟ ﻢ ﺕﻜ ﻦ ﺕﻔﻬ ﻢ أﻥ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻌ ﺪ ﻣﻤﻜﻨ ًﺎ اﻟﻴ ﻮم ،ﺑﻌ ﺪ آ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺴﻨﻮات ،وآﻞ هﺬا اﻟﻌﺬاب ،أن أﻃﺄﻃﺊ رأﺱﻲ ﻷﺣﺪ ..وﻟﻮ ﻣﻘﺎﺑﻞ أﻳﺔ هﺒﺔ وﻃﻨﻴﺔ. ﻼ. رﺑﻤﺎ آﻨﺖ ﻓﻌﻠﺖ هﺬا ﺑﻌﺪ اﻻﺱﺘﻘﻼل .وﻟﻜﻦ اﻟﻴﻮم ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﺰﻣﻦ ،أﺹﺒﺢ ذﻟﻚ ﻣﺴﺘﺤﻴ ً ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮ أﺧﻲ .ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮ ،ﻷﻃﺄﻃﺊ رأﺱﻲ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻮت. أرﻳ ﺪ أن أﺑﻘ ﻰ هﻜ ﺬا أﻣ ﺎﻣﻬﻢ ،ﻣﻐﺮوﺱ ًﺎ آﺸ ﻮآﺔ ﻓ ﻲ ﺽ ﻤﻴﺮهﻢ .أرﻳ ﺪ أن ﻳﺨﺠﻠ ﻮا ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻠﺘﻘ ﻮا ﺑ ﻲ ،أن ﻳﻄ ﺄﻃﺌﻮا ه ﻢ رؤوﺱﻬﻢ وﻳﺴﺄﻟﻮﻥﻲ ﻋﻦ أﺧﺒﺎري ،وهﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮن أﻥﻨﻲ أﻋﺮف آﻞ أﺧﺒﺎرهﻢ ،وأﻥﻨﻲ ﺷﺎهﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﺎرﺕﻬﻢ. ﺁﻩ ﻟﻮ ﺕﺪري ﺣﺴﺎن! ي ﺷﺨﺺ ﺑﺴﻴﻂ أو هﺎ ّم ﺝﺪاً ،دون أن ﺕﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺨﺠﻞ. ﻟﻮ ﺕﺪري ﻟﺬّة أن ﺕﻤﺸﻲ ﻓﻲ ﺷﺎرع ﻣﺮﻓﻮع اﻟﺮأس ،أن ﺕﻘﺎﺑﻞ أ ّ هﻨﺎك ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻴﻮم أن ﻳﻤﺸﻲ ﺧﻄﻮﺕﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع ،ﺑﻌﺪﻣﺎ آﺎﻥﺖ آﻞ اﻟﺸﻮارع ﻣﺤﺠﻮزة ﻟﻪ .وآ ﺎن ﻳﻌﺒﺮهﺎ ﻓﻲ ﻣﻮآﺐ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺮﺱﻤﻴﺔ. ﻟﻢ أﻗﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﻟﺤﺴﺎن .وﻋﺪﺕﻪ ﻓﻘﻂ آﻤﺮﺣﻠﺔ أوﻟﻰ أن أﺷﺘﺮي ﻟﻪ ﺱ ﻴﺎرة .ﻗﻠ ﺖ ﻟ ﻪ» :ﺕﻌ ﺎل ﻣﻌ ﻲ ،واﺧﺘ ﺮ ﺱ ﻴﺎرة ﺕﻨﺎﺱ ﺒﻚ. ﺕﺄﺧﺬهﺎ ﻣﻌﻚ ﻣﻦ ﻓﺮﻥﺴﺎ .ﻻ أرﻳﺪ أن ﺕﻌﻴﺶ هﻜﺬا ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم.«.. ﻓﺮح ﺣﺴﺎن ﻳﻮﻣﻬﺎ آﻄﻔﻞ .ﺷﻌﺮت أن ذﻟﻚ آﺎن ﺣﻠﻤﻪ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي آﺎن ﻋﺎﺝﺰًا ﻋﻦ ﺕﺤﻘﻴﻘﻪ ،وﻋ ﺎﺝﺰًا ﻋ ﻦ ﻃﻠﺒ ﻪ ﻣﻨ ﻲ. وﻟﻜﻦ آﻴﻒ ﻟﻲ أن أﻋﺮف ذﻟﻚ وأﻥﺎ ﻟﻢ أزرﻩ ﻣﻨﺬ ﺱﻨﻮات؟ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ أذآ ﺮ ﺣﺴ ﺎن اﻟﻴ ﻮم ،وﺣ ﺪهﺎ ﺕﻠ ﻚ اﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﺔ ﺕﺒﻌ ﺚ ﻓ ﻲ ﻗﻠﺒ ﻲ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻌﺎدة ،ﻷﻥﻨ ﻲ أﺱ ﻌﺪﺕﻪ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻮﻗ ﺖ، وﻣﻨﺤﺘﻪ راﺣﺔ ﻟﺒﻀﻊ ﺱﻨﻮات. ﺱﻨﻮات ..ﻟﻢ أآﻦ أﺕﻮﻗﻊ أن ﺕﻜﻮن اﻷﺧﻴﺮة. ﻋﺎد ﺣﺴﺎن إﻟﻰ ﻣﻮﺽﻮﻋﻪ ﻗﺎل: هﻞ أﻥﺖ ﻣﺼ ﱞﺮ ﺣﻘًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻔﺮ ﻏﺪاً؟ﻗﻠﺖ ﻟﻪ: ﻥﻌﻢ ..ﻣﻦ اﻷرﺝﺢ أن أﺱﺎﻓﺮ ﻏﺪًا..ﻗﺎل: ١٩٩
ﻓﺮات ..ﻏﺪوة ﻥﺮوّح.آﺎن ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻲ أن أﺣﺪّﺙﻪ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﻴﺔ .آﻨﺖ أﺷﻌﺮ ﻣﻊ آ ﻞ آﻠﻤ ﺔ أﻟﻔﻈﻬ ﺎ ،أﻥ ﻪ ﻗ ﺪ ﻳﻤ ﺮ وﻗ ﺖ ﻃﻮﻳ ﻞ ﻗﺒ ﻞ أن أﻟﻔﻈﻬ ﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى. ﻗﺎل ﺣﺴﺎن وآﺄﻥﻪ ﻳﻘﻨﻌﻨﻲ ﺑﻀﺮورة ﻋﺪم رﻓﺾ ﺕﻠﻚ اﻟﺪﻋﻮة: واﷲ ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻥﺎس ﻣﻼح ..ﻣﺎزال ﺑﺮﻏﻢ ﻣﻨﺼﺒﻪ وﻓ ّﻴًﺎ ﻟﺼﺪاﻗﺘﻨﺎ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ .أﺕ ﺪري أن اﻟ ﺒﻌﺾ ﻳﻘ ﻮل هﻨ ﺎ إﻥ ﻪﻗﺪ ﻳﺼﺒﺢ وزﻳﺮًا .رﺑﻤﺎ ﻳﻔﺮﺝﻬﺎ اﷲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ.. ﻗﺎل ﺣﺴﺎن هﺬﻩ اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﺑﺼﻮت ﺷﺒﻪ ﺧﺎﻓﺖ ،وآﺄﻥﻪ ﻳﻘﻮﻟﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ.. ﻣﺴﻜﻴﻦ ﺣﺴﺎن! ﻣﺴﻜﻴﻦ أﺧﻲ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻔﺮﺝﻬﺎ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ .أآﺎن ﻣﻦ اﻟﺴﺬاﺝﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺠﻬﻞ أن ذﻟ ﻚ اﻟﻌ ﺮس ه ﻮ ﺹ ﻔﻘﺔ ﻻ ﻏﻴ ﺮ، وأن ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻻ ﺑ ّﺪ أن ﻳﺘﻠﻘّﻰ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ ﻣﻘﺎﺑﻠﻪ .ﻥﺤﻦ ﻻ ﻥﺼﺎهﺮ ﺽﺒّﺎﻃًﺎ ﻣﻦ اﻟﺪرﺝﺔ اﻷوﻟﻰ ..دون ﻥﻮاﻳﺎ ﻣﺴﺒﻘﺔ. أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺮﺑﺢ ﺣﺴﺎن ﻣﻦ وراء ﻣﻨﺼﺐ ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ..ﻓﻤﺠﺮد أوهﺎم. اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻳﺒﺪأ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،وﻗﺪ ﺕﻤﺮ ﺱﻨﻮات ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﻞ دور ﺣﺴﺎن ..وﻳﻨﺎل ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻳﻄﻤﺢ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻓﺘﺎت. ﺱﺄﻟﺘﻪ ﻣﺎزﺣًﺎ: هﻞ ﺑﺪأت ﺕﺤﻠﻢ أن ﺕﺼﺒﺢ أﻥﺖ أﻳﻀًﺎ ﺱﻔﻴﺮًا؟ﻗﺎل وآﺄن اﻟﺴﺆال ﻗﺪ ﺝﺮﺣﻪ ﻥﻮﻋًﺎ ﻣﺎ: ﻳﺎ ﺣﺴﺮة ﻳﺎ رﺝﻞ» ..اﻟﻠﻲ ﺧﻄﻒ ..ﺧﻄ ﻒ ﺑﻜ ﺮي «..أﻥ ﺎ ﻻ أرﻳ ﺪ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ أن أه ﺮب ﻣ ﻦ اﻟﺘﻌﻠ ﻴﻢ ،وأن أﺱ ﺘﻠﻢوﻇﻴﻔﺔ ﻣﺤﺘﺮﻣﺔ ﻓﻲ أ ّﻳ ﺔ ﻣﺆﺱﺴ ﺔ ﺙﻘﺎﻓﻴ ﺔ أو إﻋﻼﻣﻴ ﺔ ،أﻳ ﺔ وﻇﻴﻔ ﺔ أﻋ ﻴﺶ ﻣﻨﻬ ﺎ أﻥ ﺎ وﻋ ﺎﺉﻠﺘﻲ ﺣﻴ ﺎة ﺷ ﺒﻪ ﻋﺎدﻳ ﺔ.. آﻴﻒ ﺕﺮﻳﺪ أن ﻥﻌﻴﺶ ﻥﺤﻦ اﻟﺜﻤﺎﻥﻴﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﺪﺧﻞ؟ .أﻥﺎ ﻋﺎﺝﺰ ﺣﺘﻰ ﻋﻦ أن أﺷﺘﺮي ﺱﻴﺎرة .ﻣﻦ أﻳ ﻦ ﺁﺕ ﻲ ﺑ ﺎﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻷﺷﺘﺮﻳﻬﺎ؟ .ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺕﺬآّﺮ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺴ ﻴﺎرات اﻟﻔﺨﻤ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻥ ﺖ ﻣﺼ ﻄﻔّﺔ أﻣ ﺲ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻌ ﺮس ،أﻣ ﺮض وأﻓﻘ ﺪ ﺷﻬﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ .ﻟﻘﺪ ﺕﻌﺒﺖ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﻬﻨﺔ ،أﻥﺖ ﻻ ﺕﺸﻌﺮ ﺑﺄﻳﺔ ﻣﻜﺎﻓﺄة ﻣﺎدﻳﺔ أو ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ .ﻟﻘﺪ ﺕﻐﻴّﺮ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺬي ﻻ« ..اﻟﻴﻮم ﺣﺴﺐ ﺕﻌﺒﻴﺮ زﻣﻴﻞ ﻟﻲ »آ ﺎد اﻟﻤﻌﻠ ﻢ أن ﻳﻜ ﻮن )ﺷ ﻴﻔﻮﻥًﺎ( وﺧﺮﻗ ﺔ ﻻ »آﺎد ﻓﻴﻪ اﻟﻤﻌﻠﻢ أن ﻳﻜﻮن رﺱﻮ ً أآﺜﺮ«. ﻟﻘﺪ أﺹﺒﺤﻨﺎ ﻣﻤﺴﺤﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ .ﻓﺎﻷﺱﺘﺎذ ﻳﺮآﺐ اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﻣﻊ ﺕﻼﻣﻴﺬﻩ .و »ﻳﺪ ّز« و »ﻳﻄﺒّﻊ« ﻣ ﺜﻠﻬﻢ .وﻳﺸ ﺘﻤﻪ اﻟﻨ ﺎس أﻣ ﺎﻣﻬﻢ .ﺙ ﻢ ﻳﻌ ﻮد ﻣﺜ ﻞ زﻣﻴﻠ ﻲ ه ﺬا ،ﻟﻴﻌ ّﺪ دروﺱ ﻪ وﻳﺼ ﺤّﺢ اﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﺎت ﻓ ﻲ ﺷ ﻘّﺔ ﺑﻐ ﺮﻓﺘﻴﻦ ،ﻳﺴ ﻜﻨﻬﺎ ﺙﻤﺎﻥﻴ ﺔ أﺷﺨﺎص وأآﺜﺮ. ﺑﻴﻨﻤ ﺎ هﻨ ﺎك ﻣ ﻦ ﻳﻤﻠ ﻚ ﺷ ﻘّﺘﻴﻦ وﺙﻼﺙ ًﺎ ﺑﺤﻜ ﻢ وﻇﻴﻔﺘ ﻪ أو واﺱ ﻄﺎﺕﻪ ..ﻳﻤﻜﻨ ﻪ أن ﻳﺴ ﺘﻘﺒﻞ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻋﺸ ﻘﻴﺎﺕﻪ أو ﻳﻌﻴ ﺮ ﻣﻔﺎﺕﻴﺤﻬﺎ ﻟﻤﻦ ﺱﻴﻔﺘﺢ ﻟﻪ أﺑﻮاﺑًﺎ أﺧﺮى . ﺹﺤّﺔ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺪ ..أﻥ ﺖ ﺕﻌ ﻴﺶ ﺑﻌﻴ ﺪا ﻋ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻬﻤ ﻮم ،ﻓ ﻲ ﺣ ّﻴ ﻚ اﻟﺮاﻗ ﻲ ﺑﺒ ﺎرﻳﺲ ..ﻣ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺑ ﺎﻟﻜﺶ واش ﺹﺎﻳﺮ ﻓﻲ اﻟﺪﻥﻴﺎ!.
١٩٨
أم أن ﺕﻜﻮﻥﻲ ﻓﻘﻂ ،ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺘﺤﺖ اﻟﻴﻮم ﻋﻨﻮة ﺑﺄﻗﺪام اﻟﻌﺴﻜﺮ ،آﻜﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ؟ ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺰﻋﺠﻨ ﻲ أآﺜ ﺮ اﻟﻠﻴﻠ ﺔ؟ أن أآ ﻮن ﻗ ﺪ ﻋﺮﻓ ﺖ ﻟﻐ ﺰك أﺧﻴ ﺮاً ،أم آ ﻮﻥﻲ أدري أﻥﻨ ﻲ ﻟ ﻦ أﻋ ﺮف ﻋﻨ ﻚ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻴﻮم ،وﻟﻮ ﺕﺤﺪّﺙﺖ إﻟﻴﻚ ﻋﻤﺮاً ،وﻟﻮ ﻗﺮأﺕﻚ أﻟﻒ ﻣﺮة؟ ﺖ ﻋﺬراء إذن ،وﺧﻄﺎﻳﺎك ﺣﺒﺮ ﻋﻠﻰ ورق؟ أآﻨ ِ ﻓﻠﻤﺎذا أوهﻤﺘﻨﻲ إذن ﺑﻜﻞ ﺕﻠﻚ اﻷﺷﻴﺎء؟ ﻟﻤﺎذا أهﺪﻳﺘﻨﻲ آﺘﺎﺑﻚ وآﺄﻥﻚ ﺕﻬﺪﻳﻨﻨﻲ ﺧﻨﺠﺮًا ﻟﻠﻐﻴﺮة؟ ﻚ ﺱﻄﺮًا ﺑﻌﺪ ﺱﻄﺮ ..وآﺬﺑﺔ ﺑﻌﺪ أﺧﺮى ..وأن أﻏﺘﺼﺒﻚ ﻋﻠﻰ ورق! ﻟﻤﺎذا ﻋﻠّﻤﺘﻨﻲ أن أﺣﺒ ِ ﻓﻠﻴﻜﻦ.. ﻋﺰاﺉﻲ اﻟﻴﻮم ،أﻥﻚ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ آﻞ اﻟﺨﻴﺒﺎت ..آﻨﺖ ﺧﻴﺒﺘﻲ اﻷﺝﻤﻞ. *** ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﺣﺴﺎن :ﻟﻤﺎذا أﻥﺖ ﺣﺰﻳﻦ هﺬا اﻟﺼﺒﺎح؟ أﺣﺎول أﻻ أﺱﺄﻟﻪ :وﻟﻤﺎذا هﻮ ﺱﻌﻴﺪ اﻟﻴﻮم؟ أدري أن ﻏﻴﺎب ﻥﺎﺹ ﺮ وﻣﻘﺎﻃﻌﺘ ﻪ اﻟﺒﺎرﺣ ﺔ ﻟﻠﻌ ﺮس ،ﻗ ﺪ ﻋ ّﻜ ﺮ ﻥﻮﻋ ًﺎ ﻣ ﺎ ﻣﺰاﺝ ﻪ .وﻟﻜﻨ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻤﻨﻌ ﻪ ﻣ ﻦ أن ﻳﻨﺴ ﺠﻢ ﻣ ﻊ أﻏﺎﻥﻲ »اﻟﻔﺮﻗﺎﻥﻲ« ،وأن ﻳﻀﺤﻚ ..وﻳﺤﺎدث آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻠﺘﻖ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. آﻨﺖ أﻻﺣﻈﻪ .وآﻨﺖ ﺱﻌﻴﺪًا ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ ،ﻟﺴﻌﺎدﺕﻪ اﻟﺴﺎذﺝﺔ ﺕﻠﻚ. آﺎن ﺣﺴﺎن ﺱ ﻌﻴﺪًا أن ﺕُﻔ ﺘﺢ ﻟ ﻪ أﺧﻴ ﺮًا ﺕﻠ ﻚ اﻷﺑ ﻮاب اﻟﺘ ﻲ ﻗﻠﻤ ﺎ ﺕﻔ ﺘﺢ ﻟﻠﻌﺎﻣ ﺔ ،وأن ﻳ ﺪﻋﻰ ﻟﺤﻀ ﻮر ذﻟ ﻚ اﻟﻌ ﺮس اﻟ ﺬي ﻳﻤﻜﻨ ﻪ اﻵن أن ﻳﺘﺤ ﺪث ﻋﻨ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠ ﺎﻟﺲ ﻷﻳ ﺎم؛ وﻳﺼ ﻔﻪ ﻟﻶﺧ ﺮﻳﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺱ ﻴﻼﺣﻘﻮﻥﻪ ﺑﺎﻷﺱ ﺌﻠﺔ ،ﻋ ﻦ أﺱ ﻤﺎء ﻣ ﻦ ﺣﻀﺮوا وﻣﺎ ُﻗ ِﺪّم ﻣﻦ أﻃﺒﺎق ..وﻣﺎ ﻟﺒﺴﺖ اﻟﻌﺮوس.. وﻳﻤﻜﻦ ﻟﺰوﺝﺘﻪ أﻳﻀًﺎ أن ﺕﻨﺴﻰ أﻥﻬﺎ اﺱﺘﻌﺎرت ﺹﻴﻐﺘﻬﺎ واﻟﺜﻴﺎب اﻟﺘﻲ ﺣﻀ ﺮت ﺑﻬ ﺎ اﻟﻌ ﺮس ﻣ ﻦ اﻟﺠﻴ ﺮان واﻷﻗ ﺎرب، خ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻌ ﺮس ،وآﺄﻥﻬ ﺎ أﺹ ﺒﺤﺖ ﻓﺠ ﺄة ﻃﺮﻓ ًﺎ ﻓﻴ ﻪ ،ﻓﻘ ﻂ وﺕﺒﺪأ ﺑﺪورهﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺎﺧﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻤ ﺎ رأﺕ ﻪ ﻣ ﻦ ﺑ ﺬ ٍ ﻷﻥﻬﺎ دﻋﻴﺖ ﻟﻠﺘﻔﺮّج ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮات اﻵﺧﺮﻳﻦ. ﻗﺎل ﻓﺠﺄة: إن ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻳﺪﻋﻮﻥﺎ ﻏﺪًا ﻟﻠﻐﺪاء ﻋﻨﺪﻩ .ﻻ ﺕﻨ َﺲ أن ﺕﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ وﻗﺖ اﻟﻈﻬﺮ ﻟﻨﺬهﺐ ﻣﻌًﺎ.. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﺑﺼﻮت ﻏﺎﺉﺐ: ﻏﺪًا ﺱﺄﻋﻮد إﻟﻰ ﺑﺎرﻳﺲ.ﺹﺎح: ﻞ ..ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻈﺮك هﻨﺎك؟ ﻖ ﻣﻌﻨﺎ أﺱﺒﻮﻋًﺎ ﺁﺧﺮ ﻋﻠﻰ اﻷﻗ ّ آﻴﻒ ﺕﻌﻮد ﻏﺪًا ..اﺑ َﺣﺎوﻟﺖ أن أوهﻤﻪ أن ﻟﻲ ﺑﻌﺾ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت ،وأﻥﻨﻲ ﺑﺪأت أﺕﻌﺐ ﻣﻦ إﻗﺎﻣﺘﻲ ﻓﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ. ﺢ: وﻟﻜﻨﻪ راح ﻳﻠ ّ ﻳﺎ أﺧﻲ ﻋﻴﺐ ..ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ اﺣﻀﺮ ﻏﺪاء ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻏﺪًا ﺙﻢ ﺱﺎﻓﺮ..أﺝﺒﺘﻪ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﺱﺒﺒﻬﺎ: ١٩٧
هﻞ ﻳﺸﻌﺮ ﺱﻜﺎن أﺙﻴﻨﺎ أﻥﻬﻢ ﻳﻤﺸﻮن وﻳﺠﻴﺌﻮن ﻋﻠﻰ ذاآﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ ..وﻋﻠﻰ ﺕﺮاب ﻣﺸﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻵﻟﻬﺔ ،وأآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﺑﻄ ﻞ أﺱﻄﻮري؟ هﻞ ﻳﺸﻌﺮ ﺱﻜﺎن اﻟﺠﻴﺰة ﻓﻲ ﺑﺆﺱﻬﻢ وﻓﻘﺮهﻢ ،أﻥﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻋﻨﺪ أﻗﺪم ﻣﻌﺠ ﺰة ،وأن اﻟﻔﺮاﻋﻨ ﺔ ﻣ ﺎزاﻟﻮ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ،ﻳﺤﻜﻤ ﻮن ﻣﺼﺮ ﺑﺤﺠﺮهﻢ وﻗﺒﻮرهﻢ؟ وﺣﺪهﻢ اﻟﻐﺮﺑﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺮأوا ﺕﺎرﻳﺦ اﻟﻴﻮﻥﺎن واﻟﻔﺮاﻋﻨﺔ ،ﻓﻲ آﺘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﻳﻌﺎﻣﻠﻮن ﺕﻠﻚ اﻟﺤﺠﺎرة ﺑﻘﺪاﺱﺔ ،وﻳ ﺄﺕﻮن ﻣ ﻦ أﻃﺮاف اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻤﺠﺮ ّد اﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻨﻬﺎ. ﺕﺮاﻥﻲ أﻃﻠﺖ اﻟﻤﻜﻮث هﻨﺎ ،واﻗﺘﺮﻓﺖ ﺣﻤﺎﻗﺔ اﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻦ اﻷﺣ ﻼم ﺣﺘ ﻰ اﻻﺣﺘ ﺮاق ،وإذا ﺑ ﻲ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﺑﻌ ﺪ ﺁﺧ ﺮ ،وﺧﻴﺒ ﺔ ﺑﻌﺪ أﺧﺮى ،أﺷﻔﻰ ﻣﻦ ﺱﻠﻄﺔ اﺱﻤﻬﺎ ﻋﻠﻲّ ،وأﻓﺮغ ﻣﻦ وهﻤﻲ اﻟﺠﻤﻴﻞ ..وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ دون اﻟﻢ؟ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻠﺤﻈﺔ ،ﻻ أرﻳﺪ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ أن ﺕﻜﻮن أآﺜﺮ ﻣﻦ رﺹﺎﺹﺔ رﺣﻤﺔ. ﻄ ﺦ ﺑﺒﺮاءﺕ ﻚ ،آ ﺂﺧﺮ ﻃﻠﻘ ﺔ وﻟﺬا أﺕﻘﺒّﻞ ﺕﻠﻚ اﻟﺰﻏﺎرﻳﺪ اﻟﺘﻲ اﻥﻄﻠﻘﺖ ﻓﻲ ﺱﺎﻋﺔ ﻣﺘﻘﺪّﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺠﺮ ،ﻟﺘﺒ ﺎرك ﻗﻤﻴﺼ ﻚ اﻟﻤﻠ ّ ﻥﺎرﻳﺔ ﺕﻄﻠﻘﻬﺎ ﻓﻲ وﺝﻬﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،وﻟﻜﻦ دون آﺎﺕﻢ ﺹﻮت ..وﻻ آ ﺎﺕﻢ ﺽ ﻤﻴﺮ .ﻓﺄﺕﻠﻘﺎه ﺎ ﺝﺎﻣ ﺪًا ..ﻣ ﺬهﻮل اﻟﻨﻈ ﺮات آﺠﺜﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ أرى ﺣﻮﻟﻲ ﻣﻦ ﻳﺘﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﻤﺲ ﻗﻤﻴﺼﻚ اﻟﻤﻌﺮوض ﻟﻠﻔﺮﺝﺔ. ﻼ ﻋﻠﻰ ﺝﺮﻳﻤﺘﻬﻢ اﻷﺧﺮى. ﻼ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﺰي اﻵﺧﺮ .دﻟﻴ ً هﺎ هﻢ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥﻚ ﻟﻲ ،ﻟﻮﺣﺔ ﻣﻠﻄّﺨﺔ ﺑﺎﻟﺪم ،دﻟﻴ ً ﺞ .ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺣﻖ ﻣﺸﺎهﺪ ﻟﻤﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺜﻴﺮان ،أن ﻳﻐﻴﺮ ﻣﻨﻄﻖ اﻷﺷ ﻴﺎء ،وﻳﻨﺤ ﺎز ﻟﻠﺜ ﻮر .وإﻻ وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ أﺕﺤﺮك وﻻ أﺣﺘ ّ آﺎن ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ وﻻ ﻳﺤﻀﺮ »آﻮرﻳﺪا« ﺧﻠﻘﺖ أﺱﺎﺱًﺎ ﻟﺘﻤﺠﻴﺪ »اﻟﻤﻮﺕﺎدور«! ﺷﻲء ﻣﺎ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺠﻮ اﻟﻤﺸﺤﻮن ﺑﺎﻟﺰﻏﺎرﻳﺪ واﻟﺰﻳﻨﺔ وﻣﻮﺱﻴﻘﻰ »اﻟﺪﺧﻠﺔ« ..واﻟﻬﺘﺎﻓﺎت أﻣﺎم ﺙﻮب ﻣﻮﻗّﻊ ﺑﺎﻟﺪم ،ﻳﺬآّﺮﻥﻲ ﻼ ﻋﻠ ﻰ وﻗ ﻊ ﻣﻮﺱ ﻴﻘﻰ راﻗﺼ ﺔ ﻳ ﺪﺧﻞ ﺑﻬ ﺎ اﻟﺴ ﺎﺣﺔ ،وﻳﻤ ﻮت ﺑﻄﻘﻮس اﻟﻜﻮرﻳﺪا .وذﻟﻚ اﻟﺜﻮر اﻟﺬي ﻳﻌﺪّون ﻟﻪ ﻣﻮﺕًﺎ ﺝﻤﻴ ً ف ﻣﺰﻳّﻨﺔ ﻟﻠﻘﺘﻞ ،ﻣﺄﺧﻮذًا ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻷﺣﻤﺮ ..وﺑﺄﻥﺎﻗﺔ ﻗﺎﺕﻠﻪ! ﻋﻠﻰ ﻥﻐﻤﻬﺎ ﺑﺴﻴﻮ ٍ ﻣﻦ ﻣﻨّﺎ اﻟﺜﻮر؟ أﻥ ِ ﺖ أم أﻥﺎ اﻟﻤُﺼﺎب ﺑﻌﻤﻰ اﻷﻟﻮان ،واﻟﺬي ﻻ ﻳﺮى اﻵن ﻏﻴﺮ اﻟﻠﻮن اﻷﺣﻤﺮ ..ﻟﻮن دﻣﻚ؟ ﺙﻮر ﻳﺪور ﻓﻲ ﺣﻠﺒﺔ ﺣﺒّﻚ ،ﺑﻜﺒﺮﻳﺎء ﺣﻴﻮان ﻻ ﻳﻬﺰم إﻻ ﺧِﺪﻋﺔ ،وﻳﺪري أﻥﻪ ﻣﺤﻜﻮم ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﻮت اﻟﻤﺴﺒﻖ. اﻟﻮاﻗﻊ أن دﻣﻚ هﺬا ﻳﺮﺑﻜﻨﻲ ،ﻳﺤﺮﺝﻨﻲ ،وﻳﻤﻸﻥﻲ ﺕﻨﺎﻗﻀًﺎ. أﻣﺎ آﻨﺖ أﺕﺤ ّﺮق داﺉﻤًﺎ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻥﻬﺎﻳﺔ ﻗﺼﺘﻚ ﻣﻌﻪ ،هﻮ اﻟﺬي أﺧﺬك ﻣﻨﻲ ،ﺕﺮاﻩ أﺧﺬ ﻣﻨﻚ آﻞ ﺷﻲء؟ ﺱﺆال آﺎن ﻳﺸﻐﻠﻨﻲ وﻳﺴﻜﻨﻨﻲ ﺣﺪ اﻟﺠﻨﻮن ،ﻣﻨ ﺬ ذاك اﻟﻴ ﻮم اﻟ ﺬي وﺽ ﻌﺖ ﻓﻴ ﻪ )زﻳ ﺎد( أﻣﺎﻣ ﻚ .ووﺽ ﻌﺘﻚ أﻣ ﺎم ﻗ ﺪرك اﻵﺧﺮ. ﺕﺮاك ﻓﺘﺤﺖ ﻟﻪ ﻗﻼﻋﻚ اﻟﻤﺤﺼّﻨﺔ ،وأذﻟﻠﺖ أﺑﺮاﺝﻚ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ،واﺱﺘﺴﻠﻤﺖ ﻹﻏﺮاء رﺝﻮﻟﺘﻪ؟ ﺕﺮاك ﺕﺮآﺖ ﻃﻔﻮﻟﺘﻚ ﻟﻲ ،وأﻥﻮﺙﺘﻚ ﻟﻪ؟ ي ..ﻋﻤﺮﻩ ﻟﺤﻈﺎت. ي ..أﺣﻤﺮ ..ورد ّ هﺎ هﻮ اﻟﺠﻮاب ﻳﺄﺕﻴﻨﻲ ﺑﻌﺪ ﻋﺎم ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب .هﺎ هﻮ أﺧﻴﺮًا ﻟﺰج ..ﻃﺮ ّ هﺎ هﻮ اﻟﺠﻮاب آﻤﺎ ﻟﻢ أﺕﻮﻗّﻌﻪ ،ﻣﻘﺤﻤﺎً ،ﻣﺤﺮﺝﺎً ،ﻓِﻠ َﻢ اﻟﺤﺰن؟ ﻣ ﺎ اﻟ ﺬي ﻳ ﺆﻟﻤﻨﻲ اﻷآﺜ ﺮ ه ﺬﻩ اﻟﻠﻴﻠ ﺔ ..أن أدري أﻥﻨ ﻲ ﻇﻠﻤ ﺖ زﻳ ﺎدًا ﺑﻈﻨ ﻲ ،وأﻥ ﻪ ﻣ ﺎت دون أن ﻳﺘﻤﺘ ﻊ ﺑ ﻚ ،وأﻥ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ آﺎن هﻮ اﻷﺝﺪر ﺑﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ؟ ١٩٦
ﻋﻠّﻤﻨﻲ آﻴﻒ أﺷﻔﻰ ﻣﻨﻬﺎ ،أﻥﺖ اﻟﺬي آﻨﺖ ﺕﺮدد ﻣﻊ ﺝﻤﺎﻋ ﺔ »ﻋﻴﺴ ﺎوة« ﻓ ﻲ ﺣﻠﻘ ﺎت اﻟﺠ ﺬب واﻟﺘﻬﻮﻳ ﻞ ،وأﻥ ﺖ ﺕ ﺮﻗﺺ ﻣﺄﺧﻮذًا ﺑﺎﻟﻠﻬﺐ: »أﻥﺎ ﺱﻴﺪي ﻋﻴﺴﺎوي ..ﻳﺠﺮح وﻳﺪاوي«.. ﻣﻦ ﻳﺪاوﻳﻨﻲ ﻳﺎ أﺑﻲ ..ﻣﻦ؟ وأﺣﺒﻬﺎ.. ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻤﺘﺄﺧﺮة ﻣﻦ اﻷﻟﻢ ،أﻋﺘﺮف أﻥﻨﻲ ﻣﺎزﻟﺖ أﺣﺒﻬﺎ ..وأﻥﻬﺎ ﻟﻲ. أﺕﺤﺪّى أﺹﺤﺎب اﻟﺒﻄﻮن اﻟﻤﻨﺘﻔﺨﺔ ..وذﻟﻚ ﺹﺎﺣﺐ اﻟﻠﺤﻴﺔ ..وذﻟﻚ ﺹﺎﺣﺐ اﻟﺼﻠﻌﺔ ..وأوﻟﺌﻚ أﺹﺤﺎب اﻟﻨﺠﻮم اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺕﻌ ّﺪ ..وآﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻨﺤﺘﻬﻢ اﻟﻜﺜﻴﺮ ..واﻏﺘﺼﺒﻮهﺎ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺕﻲ اﻟﻴﻮم. أﺕﺤﺪاهﻢ ﺑﻨﻘﺼﻲ ﻓﻘﻂ. ﺑﺎﻟﺬراع اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺕﻌﺪ ذراﻋﻲ ،ﺑﺎﻟﺬاآﺮة اﻟﺘﻲ ﺱﺮﻗﻮهﺎ ﻣﻨّﻲ ،ﺑﻜﻞ ﻣﺎ أﺧﺬوﻩ ﻣﻨّﺎ. أﺕﺤﺪاهﻢ أن ﻳﺤﺒﻮهﺎ ﻣﺜﻠﻲ .ﻷﻥﻨﻲ وﺣﺪي أﺣﺒﻬﺎ دون ﻣﻘﺎﺑﻞ. وأدري أﻥﻪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻠﺤﻈﺔ ،هﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﺙﻮﺑﻬﺎ ذاك ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ .ﻳﺨﻠﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﺹﻴﻐﺘﻬﺎ دون آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻻهﺘﻤ ﺎم وﻳﺮآﺾ ﻥﺤﻮ ﺝﺴﺪهﺎ ﺑﻠﻬﻔﺔ رﺝﻞ ﻓﻲ اﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﻳﻀﺎﺝﻊ ﺹﺒﻴﺔ. ﺣﺰﻥﻲ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺜﻮب ..ﺣﺰﻥﻲ ﻋﻠﻴﻪ. آﻢ ﻣﻦ اﻷﻳﺪي ﻃﺮّزﺕﻪ ،وآﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﺕﻨﺎوﺑﻦ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻟﻴﺘﻤﺘﻊ اﻟﻴﻮم ﺑﺮﻓﻌ ﻪ رﺝ ﻞ واﺣ ﺪ .رﺝ ﻞ ﻳﻠﻘ ﻲ ﺑ ﻪ ﻋﻠ ﻰ آﺮﺱ ﻲ آﻴﻔﻤﺎ آﺎن ،وآﺄﻥﻪ ﻟﻴﺲ ذاآﺮﺕﻨﺎ ،آﺄﻥﻪ ﻟﻴﺲ اﻟﻮﻃﻦ. ﻓﻬﻞ ﻗﺪر اﻷوﻃﺎن أن ﺕﻌﺪّهﺎ أﺝﻴﺎل ﺑﺄآﻤﻠﻬﺎ ،ﻟﻴﻨﻌﻢ ﺑﻬﺎ رﺝﻞ واﺣﺪ؟ أﺕﺴﺎءل اﻟﻠﻴﻠﺔ ..ﻟﻤﺎذا وﺣﺪي ﺕﺴﺘﻮﻗﻔﻨﻲ آﻞ هﺬﻩ اﻟﺘﻔﺎﺹﻴﻞ .وآﻴﻒ اآﺘﺸﻔﺖ اﻵن ﻓﻘﻂ ،ﻣﻌﻨﻰ آﻞ اﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ؟ أﺕﺮاﻩ ﻋُﺸﻖ هﺬا اﻟﻮﻃﻦ ..أم اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻨﻪ ،هﻮ اﻟﺬي أﻋﻄﻰ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﻗﺪاﺱﺔ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ ﻏﻴﺮ اﻟﺬي ﺣﺮم ﻣﻨﻪ؟ ن اﻟﻤﻌﺎﻳﺸﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺕﻘﺘﻞ اﻟﺤﻠﻢ وﺕﻐﺘﺎل ﻗﺪاﺱﺔ اﻷﺷﻴﺎء آﺎن أﺣﺪ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻳﻨﺼﺢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺄن ﻳﻐﺎدروا ﻣﻜ ﺔ ،ﺣ ﺎل أﻷ ﱠ اﻥﺘﻬﺎﺉﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺮاﺱﻴﻢ اﻟﺤﺞ ،ﺣﺘﻰ ﺕﺒﻘﻰ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ رهﺒﺘﻬﺎ وﻗﺪاﺱﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ ،وﺣﺘ ﻰ ﻻ ﺕﺘﺤ ﻮل ﺑﺤﻜ ﻢ اﻟﻌ ﺎدة إﻟ ﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺎدﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﻷي واﺣ ٍﺪ أن ﻳﺴﺮق وﻳﺰﻥﻲ وﻳﺠﻮر ﻓﻴﻬﺎ دون رهﺒﺔ؟ إﻥﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻟﻲ ﻣﻨﺬ وﻃﺌﺖ ﻗﺪﻣﺎي هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .وﺣﺪي أﻋﺎﻣﻠﻬﺎ آﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻮق اﻟﻌﺎدة. أﻋﺎﻣﻞ آﻞ ﺣﺠﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺸﻖ .أﺱﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺝﺴﻮرهﺎ ﺝﺴﺮًا ﺝﺴﺮًا .أﺱﺄل ﻋﻦ أﺧﺒﺎر أهﻠﻬ ﺎ ،ﻋ ﻦ أوﻟﻴﺎﺉﻬ ﺎ وﻋ ﻦ رﺝﺎﻟﻬ ﺎ، واﺣﺪًا ..واﺣﺪًا.. أﺕﺄﻣﻠﻬﺎ وهﻲ ﺕﻤﺸﻲ ،أﺕﺄﻣﻠﻬﺎ وهﻲ ﺕﺼﻠﻲ ،وﺕﺰﻥﻲ وﺕﻤﺎرس ﺝﻨﻮﻥﻬﺎ وﻻ أﺣ ﺪ ﻳﻔﻬ ﻢ ﺝﻨ ﻮﻥﻲ وﺱ ّﺮ ﺕﻌﻠّﻘ ﻲ ﺑﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻳﺤﻠ ﻢ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺎﻟﻬﺮب ﻣﻨﻬﺎ. هﻞ أﻋﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ؟
١٩٥
ﻚ ﺕﻤﺸ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ ﺝﺴ ﺪي ،ﻟ ﻴﺲ وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺕﻤ ﺮّﻳﻦ ﺑ ﻲ ،ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺕﻤ ﺮﻳﻦ ..وأﻥ ﺖ ﺕﻤﺸ ﻴﻦ ﻣﺸ ﻴﺔ اﻟﻌ ﺮاﺉﺲ ﺕﻠ ﻚ ،أﺷ ﻌﺮ أﻥ ِ »ﺑﺎﻟﺮﻳﺤﻴّﺔ« وإﻥﻤﺎ ﺑﻘﺪﻣﻴﻚ اﻟﻤﺨﻀّﺒﺘﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﻨﺎء ..وأن ﺧﻠﺨﺎﻟﻚ اﻟﺬهﺒﻲ ﻳﺪّق داﺧﻠﻲ ،وﻳﻌﺒﺮﻥﻲ ﺝﺮﺱًﺎ ﻳﻮﻗﻆ اﻟﺬاآﺮة.. ﻗﻔﻲ.. ﻼ! ﻣﺎ هﻜﺬا ﺕﻤ ّﺮ اﻟﻘﺼﺎﺉﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ! ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ اﻷﺙﻮاب ﻣﻬ ً ﻼ ﺑﻌ ﺪ ﺁﺧ ﺮ ﻋﻠ ﻰ ﺙﻮﺑﻚ اﻟﻤﻄ ﺮّز ﺑﺨﻴ ﻮط اﻟ ﺬهﺐ ،واﻟﻤﺮﺷ ﻮش ﺑﺎﻟﺼ ﻜﻮك اﻟﺬهﺒﻴ ﺔ ،ﻣﻌﻠّﻘ ﺔ ﺷ ﻌﺮ آﺘﺒﺘﻬ ﺎ ﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ ﺝ ﻴ ً اﻟﻘﻄﻴﻔﺔ اﻟﻌﻨﺎﺑﻲ .وﺣﺰام اﻟﺬهﺐ اﻟﺬي ﻳﺸﺪ ﺧﺼﺮك ،ﻟﺘﺘﺪﻓّﻘﻲ أﻥﻮﺙﺔ وإﻏﺮاءً ،هﻮ ﻣﻄﻠﻊ دهﺸﺘﻲ. ﻲ. هﻮ اﻟﺼﺪر واﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ آﻞ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﻣﻦ ﺷﻌ ٍﺮ ﻋﺮﺑ ّ ﻓﺘﻤﻬّﻠﻲ.. دﻋﻴﻨﻲ أﺣﻠﻢ أن اﻟﺰﻣﻦ ﺕﻮﻗّﻒ ..وأﻥﻚ ﻟﻲ .أﻥ ﺎ اﻟ ﺬي ﻗ ﺪ أﻣ ﻮت دون أن ﻳﻜ ﻮن ﻟ ﻲ ﻋ ﺮس ،ودون أن ﺕﻨﻄﻠ ﻖ اﻟﺰﻏﺎرﻳ ﺪ ﻳﻮﻣًﺎ ﻣﻦ أﺝﻠﻲ. آﻢ أﺕﻤﻨﻰ اﻟﻴﻮم ﻟﻮ ﺱﺮﻗﺖ آﻞ هﺬﻩ اﻟﺤﻨﺎﺝﺮ اﻟﻨﺴﺎﺉﻴﺔ ،ﻟﺘﺒﺎرك اﻣﺘﻼآﻲ ﻟﻚ! ﻟﻮ آﻨﺖ »ﺧﻄّﺎف اﻟﻌﺮاﺉﺲ« ذﻟﻚ اﻟﺒﻄ ﻞ اﻟﺨﺮاﻓ ﻲ اﻟ ﺬي ﻳﻬ ﺮب ﺑ ﺎﻟﻌﺮاﺉﺲ اﻟﺠﻤ ﻴﻼت ﻟﻴﻠ ﺔ ﻋﺮﺱ ﻬﻦّ ،ﻟﺠﺌﺘ ﻚ أﻣﺘﻄ ﻲ اﻟﺮﻳﺢ وﻓﺮﺱًﺎ ﺑﻴﻀﺎء ..وﺧﻄﻔﺘﻚ ﻣﻨﻬﻢ.. ﻟﻮ آﻨ ِ ﻲ ﻳﺤﺮق اﻟﺒﺨﻮر ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﻨﺎ ..وﻟﻜﻦ ﻣﺎ أﺣ ﺰن ﺖ ﻟﻲ ..ﻟﺒﺎرآﺘﻨﺎ هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،وﻟﺨﺮج ﻣﻦ آﻞ ﺷﺎرع ﻋﺒﺮﻥﺎﻩ وﻟ ّ اﻟﻠﻴﻠﺔ ..ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ! ﻣﺎ أﺕﻌﺲ أوﻟﻴﺎءهﺎ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ..وﺣﺪهﻢ ﺝﻠﺴﻮا إﻟﻰ ﻃﺎوﻟﺘﻲ دون ﺱ ﺒﺐ واﺽ ﺢ ..وﺣﺠ ﺰوا ﻟ ﺬاآﺮﺕﻲ اﻷﺧ ﺮى آﺮﺱ ّﻴًﺎ أﻣﺎﻣﻴًﺎ.. وإذا ﺑﻲ أﻗﻀﻲ ﺱﻬﺮﺕﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻬﻢ واﺣﺪًا واﺣﺪًا.. ﺱﻼﻣًﺎ ﻳﺎ ﺱﻴﺪي راﺷﺪ.. ﺱﻼﻣًﺎ ﻳﺎ ﺱﻴﺪي ﻣﺒﺮوك ..ﻳﺎ ﺱﻴﺪي ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻐﺮاب ..ﻳﺎ ﺱﻴﺪي ﺱﻠﻴﻤﺎن ..ﻳﺎ ﺱﻴﺪي ﺑﻮﻋﻨّﺎﺑﺔ ..ﻳﺎ ﺱﻴﺪي ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺆﻣﻦ ..ﻳ ﺎ ﺱﻴﺪي ﻣﺴﻴﺪ ..ﻳﺎ ﺱﻴﺪي ﺑﻮﻣﻌﺰة ..ﻳﺎ ﺱﻴﺪي ﺝﻠﻴﺲ.. ﺱﻼﻣًﺎ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺕﺤﻜﻤﻮن ﺷﻮارع هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..أزﻗّﺘﻬﺎ وذاآﺮﺕﻬﺎ. ﻗﻔﻮا ﻣﻌﻲ ﻳﺎ أوﻟﻴﺎء اﷲ ..ﻣﺘﻌﺐ أﻥﺎ هﺬﻩ اﻟﻠﻴﻠﺔ ..ﻓﻼ ﺕﺘﺨﻠﻮا ﻋﻨﻲ ..أﻣﺎ آﺎن ﻣﻨﻜﻢ أﺑﻲ؟ أﺑﻲ ﻳﺎ »ﻋﻴﺴﺎوي« أﺑًﺎ ﻋﻦ ﺝَﺪ؟ أﻥﺖ اﻟﺬي آﻨﺖ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﺤﻠﻘﺎت اﻟﻤﻐﻠﻘﺔ ،ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻄﻘﻮس اﻟﻄُﺮﻗﻴّﺔ اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ،ﺕﻐﺮس ﻓﻲ ﺝﺴﺪك ذﻟﻚ اﻟﺴ ﻔﻮد اﻷﺣﻤ ﺮ ف إﻟﻰ ﺁﺧﺮ ،ﺙﻢ ﺕﺨﺮﺝﻪ دون أن ﺕﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻄﺮة دم؟ اﻟﻤﻠﺘﻬﺐ ﻥﺎرًا ..ﻓﻴﺘﺨﺮق ﺝﺴﺪك ﻣﻦ ﻃﺮ ٍ أﻥﺖ اﻟﺬي آﻨﺖ ﺕﻤﺮّر ﺣﺪﻳﺪﻩ اﻟﻤﻠﺘﻬﺐ واﻟﻤﺤﻤّﺮ آﻘﻄﻌﺔ ﺝﻤﺮ ،ﻓﻴﻨﻄﻔﺊ ﺝﻤﺮﻩ ﻣﻦ ﻟﻌﺎﺑﻚ ،وﻻ ﺕﺤﺘﺮق. ﻋﻠّﻤﻨﻲ اﻟﻠﻴﻠﺔ آﻴﻒ أﺕﻌﺬّب دون أن أﻥﺰف. ﻋﻠّﻤﻨﻲ آﻴﻒ أذآﺮ اﺱﻤﻬﺎ دون أن ﻳﺤﺘﺮق ﻟﺴﺎﻥﻲ.
١٩٤
ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺁﺧﺮ ،ﻣﺎزال أﺣﺪهﻢ ﻳﻨﻈّﺮ وﻳﺘﺤﺪث وآﺄﻥﻪ ﻣﻔﻜّﺮ اﻟﺜﻮرة وآﻞ ﻣﺎ ﺱ ﻴﻠﻴﻬﺎ ﻣ ﻦ ﺙ ﻮرات .وإﺣ ﺪى ﺙ ﻮرات ه ﺬا اﻟﺸﺨﺺ ..أﻥﻪ وﺹﻞ إﻟﻰ اﻟﺼﻔﻮف اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻇﺮوف ﻣﺸﺒﻮهﺔ ،ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﺕﻔ ﺮّغ ﻟﺘﻘ ﺪﻳﻢ ﻃﺎﻟﺒﺎﺕ ﻪ إﻟ ﻰ ﻣﺴ ﺆول ﻋﺠ ﻮز ﻣﻮﻟﻊ ﺑﺎﻟﻔﺘﻴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮات.. هﺬا هﻮ اﻟﻮﻃﻦ.. وهﺎ ه ﻮ ﻋﺮﺱ ﻚ اﻟ ﺬي دﻋ ﻮﺕﻨﻲ إﻟﻴ ﻪ .إﻥ ﻪ »اﻟﺴ ﻴﺮك ﻋ ّﻤ ﺎر« ..ﺱ ﻴﺮك ﻻ ﻣﻜ ﺎن ﻓﻴ ﻪ إﻻ ﻟﻠﻤﻬ ﺮّﺝﻴﻦ ،وﻟﻤ ﻦ ﻳﺤﺘﺮﻓ ﻮن اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺒﻬﻠﻮاﻥﻴﺔ ..واﻟﻘﻔﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮاﺣﻞ ..واﻟﻘﻔﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻗﺎب ..واﻟﻘﻔﺰ ﻋﻠﻰ اﻟ ِﻘﻴَﻢ. ﺱﻴﺮك ﻳﻀﺤﻚ ﻓﻴﻪ ﺣﻔﻨﺔ ﻋﻠﻰ ذﻗﻮن اﻟﻨﺎس ،وﻳﺮوّض ﻓﻴﻪ ﺷﻌﺐ ﺑﺄآﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺒﺎء. ﻓﻜﻢ آﺎن ﻥﺎﺹﺮ ﻣﺤﻘًﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮ هﺬا اﻟﻜﺮﻥﻔﺎل! آﻨﺖ أدري ﺑﺤﺪ ٍ س ﻣﺎ أﻥﻪ ﻟﻦ ﻳﺤﻀﺮ ..وﻟﻜﻦ أﻳﻦ هﻮ اﻵن.؟ ﺕﺮاﻩ ﻣﺎزال ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﺴﺠﺪ ..ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﻬﻢ .وهﻞ ﺕﻐﻴّﺮ ﺹﻼﺕﻪ ..أو ﻳﻐﻴّﺮ ﺱﻜﺮي ﺷﻴﺌﺎً؟ ﻒ ﻋ ﻦ اﻟﺼ ﻼة ..وﺕﻌ ﺎل ﻒ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﻳﺎ اﺑﻨﻲ .ﻟﻘﺪ أﺹﺒﺤﻮا ﻳﺼﻠّﻮن أﻳﻀًﺎ وﻳﻠﺒﺴﻮن ﺙﻴﺎب اﻟﺘﻘﻮى .آ ّ ﺁﻩ ﻳﺎ ﻥﺎﺹﺮ! آ ّ ﻥﻔﻜّﺮ ﻗﻠﻴ ً ﻂ ﻋﻠﻰ آﻞ ﺷﻲء ،واﻟﺠﺮاد ﻳﻠﺘﻬﻢ هﺬﻩ اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ. ﻼ .ﻓﺄﺙﻨﺎء ذﻟﻚ هﺎ هﻮذا اﻟﺬﺑﺎب ﻳﺤ ّ آﻠﻤ ﺎ ﺕﻘ ﺪم اﻟﻠﻴ ﻞ ،ﺕﻘ ﺪم اﻟﺤ ﺰن ﺑ ﻲ ،وﺕﻘ ﺪم ﺑﻬ ﻢ اﻟﻄ ﺮب .واﻥﻬﻄ ﻞ ﻣﻄ ﺮ اﻷوراق اﻟﻨﻘﺪﻳ ﺔ ﻋﻨ ﺪ أﻗ ﺪام ﻥﺴ ﺎء اﻟ ﺬوات، اﻟﻤﺴﺘﺴﻠﻤﺎت ﻟﻨﺸﻮة اﻟﺮق ،ﻋﻠﻰ وﻗﻊ ﻣﻮﺱﻴﻘﻰ أﺷﻬﺮ أﻏﻨﻴﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ.. ﺎح اﻟﻠﻴ
»إذا ﺹ
ﻞ َو ْﻳ
ﻦ اﻥﺒ
ﺎﺕُﻮ
ﻓ
ﻮق ﻓ
ﺮاش ﺣﺮﻳ
ﺮ
وﻣَﺨ
ﺪّا ُﺕﻮ«
أﻣﺎن ..أﻣﺎن.. ﻦ.. ﻏﱢ إﻳﻪ ﺁ اﻟﻔﺮﻗﺎﻥﻲ َ ﻻ ﻋﻼﻗ ﺔ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻷﻏﻨﻴ ﺔ ﺑﺄزﻣ ﺔ اﻟﺴ ﻜﻦ ،آﻤ ﺎ ﻗ ﺪ ﻳﺒ ﺪو ﻣ ﻦ اﻟﻮهﻠ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ .إﻥﻬ ﺎ ﻓﻘ ﻂ ﺕﻤﺠﻴ ﺪ ﻟﻠﻴ ﺎﻟﻲ اﻟﺤﻤ ﺮاء واﻷﺱ ﺮّة اﻟﺤﺮﻳﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎول اﻟﺠﻤﻴﻊ. »ع اﻟﻠ
ﺎﺕﻮا..
ﻲﻣ
ﻋ ﻴﻦ ﻣ ﺎ ﺕﺒﻜ ﻴﺶ ع اﻟﻠ ﻲ ﻣ ﺎﺕﻮا«..
ﻳ ﺎ
أﻣﺎن ..أﻣﺎن. ﻟﻦ أﺑﻜﻲ ..ﻟﻴﺴﺖ هﺬﻩ ﻟﻴﻠﺔ ﻟﺴﻲ اﻟﻄﺎهﺮ ..وﻻ ﻟﺰﻳﺎد. ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻠﺸﻬﺪاء وﻻ ﻟﻠﻌﺸﺎق .إﻥﻬﺎ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻨًﺎ ﺑﺎﻟﻤﻮﺱﻴﻘﻰ واﻟﺰﻏﺎرﻳﺪ. »ﺧﺎرﺝ
ﺔﻣ
ﻦ اﻟﺤ ّﻤ
ﺎ ْم ﺑﺎﻟﺮﻳﺤ ّﻴ
ْﺔ
ﻳ
ﺎ
ﻟِﻨ
ش ﻟﻠﻐﻴ ﺪرا ْ
ﺮ وإﻻ ﻟ
ﻲ« ّ
أﻣﺎن ..أﻣﺎن. ﺖ ﻟﻲ .ﺕﺆآﺪ ذﻟﻚ اﻷﻏﻨﻴﺎت ،وذﻟﻚ اﻟﻤﻮآﺐ اﻟﺬي ﻳﻬﺮب ﻚ ﻟﻠﻐﻴﺮ وﻟﺴ ِ ﻟﻦ أﻃﺮح ﻋﻠﻰ ﻥﻔﺴﻲ هﺬا اﻟﺴﺆال .اﻵن أﻋﻲ أﻥ ِ ﺑﻚ ،وﻳﺮاﻓﻘﻚ ﺑﺎﻟﺰﻏﺎرﻳﺪ إﻟﻰ ﻟﻴﻠﺔ ﺣﺒّﻚ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ.
١٩٣
آﺄﻥﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺮآﻀﻮا ﺝﻤﻴﻌًﺎ ﺧﻠﻒ ﻣﻨﺎﺹﺒﻬﻢ زﺣﻔًﺎ ﻋﻠﻰ آﻞ ﺷ ﻲء .آ ﺄﻥﻬﻢ ﻟﻴﺴ ﻮا ﺝ ﺰءًا ﻣ ﻦ ﻗ ﺬارة اﻟ ﻮﻃﻦ .آ ﺄﻥﻬﻢ ﻟﻴﺴ ﻮا ﻞ ﺑﻪ ﻣﻦ آﻮارث.. ﺱﺒﺒًﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺣ ّ أﺱﻠﱢﻢ ﻋﻠﻰ )ﺱﻲ ﻣﺼﻄﻔﻰ( .ﻟﻘ ﺪ أﺹ ﺒﺢ وزﻳ ﺮًا ﻣﻨ ﺬ ذﻟ ﻚ اﻟﻴ ﻮم اﻟ ﺬي زارﻥ ﻲ ﻓﻴ ﻪ ﻟﻴﺸ ﺘﺮي ﻣﻨ ﻲ ﻟﻮﺣ ﺔ .ورﻓﻀ ﺖ أن أﺑﻴﻌﻪ إﻳﺎهﺎ. ﻟﻘﺪ ﻥﺠﺤﺖ ﺕﻜﻬّﻨﺎت )ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ( إذن ،ﻓﻘﺪ راهﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺎن راﺑﺢ.. أﺱﺄﻟﻪ ﻣﺠﺎﻣﻠ ًﺔ: واش راك ﺱﻲ ﻣﺼﻄﻔﻰ؟ﻓﻴﺒﺪأ دون ﻣﻘﺪﻣﺎت ﺑﺎﻟﺸﻜﻮى: راﻥﺎ ﻏﺎرﻗﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎآﻞ ..ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﻚ!..ﺕﺤﻀ ﺮﻥﻲ وﻗﺘﻬ ﺎ ،ﻣﺼ ﺎدﻓﺔ ،ﻣﻘﻮﻟ ﺔ ﻟ ﺪﻳﻐﻮل» :ﻟ ﻴﺲ ﻣ ﻦ ﺣ ﻖ وزﻳ ﺮ أن ﻳﺸ ﻜﻮ ..ﻓ ﻼ أﺣ ﺪ أﺝﺒ ﺮﻩ ﻋﻠ ﻰ أن ﻳﻜ ﻮن وزﻳﺮًا!«. أﺣﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻲ وأﻗﻮل ﻟﻪ ﻓﻘﻂ.. إﻳﻪ ..ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﻲ..ﻥﻌﻢ ..آﻨﺖ )ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﻲ (..ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ اﻟﻬﺎﺉﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺕﻘﺎﺽﺎهﺎ ﻓﻲ آﻨﺪا آﻌﻤﻮﻟﺔ ﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻣﻌﺪّات إﺣﺪى اﻟﺸﺮآﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴ ﺔ اﻟﻜﺒﺮى .وﻟﻜﻨﻨﻲ آﻨﺖ أﺧﺠﻞ أن أﻗﻮل ﻟﻪ ذﻟﻚ ،ﻷﻥﻨ ﻲ أدري أن اﻟ ﺬﻳﻦ ﺱ ﺒﻘﻮﻩ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ اﻟﻤﻨﺼ ﺐ ..ﻟ ﻢ ﻳﻔﻌﻠ ﻮا أﺣﺴ ﻦ ﻣﻨﻪ. اآﺘﻔﻴﺖ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻻﺱﺘﻤﺎع إﻟﻴﻪ وهﻮ ﻳﺸﻜﻮ ،ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺕﺜﻴﺮ ﺷﻔﻘﺔ أي ﻣﻮاﻃﻦ ﻣﺴﻜﻴﻦ.. ﻻ ﻋﻨ ﻲ ﺑﺎﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻣ ﻊ ﺹ ﺪﻳﻖ ﻗ ﺪﻳﻢ ..آ ﺎن أﺱ ﺘﺎذًا ﻟﻠﻌﺮﺑﻴ ﺔ ..ﻗﺒ ﻞ أن ﻳﺼ ﺒﺢ ﻓﺠ ﺄة ..ﺱ ﻔﻴﺮًا ﻓ ﻲ ﺑﻴﻨﻤﺎ آﺎن ﺣﺴﺎن ﻣﺸﻐﻮ ً دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ! آﻴﻒ ﺣﺪث ذﻟﻚ؟ ﻳﻘ ﺎل إﻥ ﻪ ر ّد دﻳ ﻦ ..وﻗﻀ ﻴﺔ »ﺕﺮآ ﺔ« وﺹ ﺪاﻗﺔ ﻗﺪﻳﻤ ﺔ ﺕﺠﻤ ﻊ ذﻟ ﻚ اﻷﺱ ﺘﺎذ ﺑﻮاﻟ ﺪ إﺣ ﺪى اﻟﺸﺨﺼ ﻴﺎت ..وأﻥﻬ ﺎ ﻟﻴﺴ ﺖ »اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺱﻴﺔ« اﻟﻮﺣﻴﺪة! ﻣﺜﻞ )ﺱﻲ ﺣﺴﻴﻦ( اﻟﺬي أﻋﺮﻓﻪ ﺝﻴﺪًا واﻟﺬي آﺎن ﻣﺪﻳﺮ إﺣﺪى اﻟﻤﺆﺱﺴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﻳﻮم آﻨﺖ أﻥﺎ ﻣ ﺪﻳﺮًا ﻟﻠﻨﺸ ﺮ .وإذا ﺑ ﻪ ﺑﻴﻦ ﻟﻴﻠﺔ وﺽﺤﺎهﺎ ﻳﻌﻴّﻦ ﺱﻔﻴﺮًا ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج ..ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻃﻠﻌﺖ راﺉﺤﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ .ﻓﺘﻜﻔﻠ ﻮا ﺑﻠ ّﻔ ﻪ ﺑﻀ ﻌﺔ أﺷ ﻬﺮ وﺑﻌﺜ ﻪ إﻟ ﻰ اﻟﺨﺎرج ﻣﻊ آﻞ اﻟﺘﺸﺮﻳﻔﺎت اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺱﻴﺔ ﺧﻠﻒ ﻋﻠﻢ اﻟﺠﺰاﺉﺮ! هﺎ هﻮذا اﻟﻴﻮم هﻨﺎ ..ﻓﻲ ﺝﻮّﻩ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ. ﻟﻘﺪ اﺱﺘﺪﻋﻲ إﺙﺮ ﻗﻀﻴﺔ اﺣﺘﻴﺎل وﺕﻼﻋﺐ ﺑﺄﻣﻮال اﻟﺪوﻟ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺨ ﺎرج ،ﻟﻴﻌ ﺎد دون ﺽ ﺠﻴﺞ إﻟ ﻰ وﻇﻴﻔ ﺔ ﺣﺰﺑﻴ ﺔ ..وﻟﻜ ﻦ ﻋﻠﻰ آﺮﺱﻲ ﺝﺎﻥﺒﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺮة. هﻨﺎﻟﻚ داﺉﻤًﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻻت ..ﺱﻠﺔ ﻣﻬﻤﻼت ﺷﺮﻓﻴّﺔ!
١٩٢
أﺹ ﺤﺎب آ ﻞ ﻋﻬ ﺪ وآ ﻞ زﻣ ﻦ ..أﺹ ﺤﺎب اﻟﺤﻘﺎﺉ ﺐ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺱ ﻴﺔ ،أﺹ ﺤﺎب اﻟﻤﻬﻤ ﺎت اﻟﻤﺸ ﺒﻮهﺔ ،أﺹ ﺤﺎب اﻟﺴ ﻌﺎدة وأﺹﺤﺎب اﻟﺘﻌﺎﺱﺔ ،وأﺹﺤﺎب اﻟﻤﺎﺽﻲ اﻟﻤﺠﻬﻮل. هﺎ هﻢ هﻨﺎ.. وزراء ﺱﺎﺑﻘﻮن ..وﻣﺸﺎرﻳﻊ وزراء .ﺱﺮّاق ﺱﺎﺑﻘﻮن ..وﻣﺸﺎرﻳﻊ ﺱ ﺮّاق .ﻣ ﺪﻳﺮون وﺹ ﻮﻟﻴﻮن ..ووﺹ ﻮﻟﻴﻮن ﻳﺒﺤﺜ ﻮن ﻋﻦ إدارة .ﻣﺨﺒﺮون ﺱﺎﺑﻘﻮن ..وﻋﺴﻜﺮ ﻣﺘﻨﻜّﺮون ﻓﻲ ﺙﻴﺎب وزارﻳﺔ. هﺎ هﻢ هﻨﺎ.. أﺹ ﺤﺎب اﻟﻨﻈﺮﻳ ﺎت اﻟﺜﻮرﻳ ﺔ ،واﻟﻜﺴ ﺐ اﻟﺴ ﺮﻳﻊ .أﺹ ﺤﺎب اﻟﻌﻘ ﻮل اﻟﻔﺎرﻏ ﺔ ،واﻟﻔ ﻴﻼت اﻟﺸ ﺎهﻘﺔ ،واﻟﻤﺠ ﺎﻟﺲ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺘﺤﺪث ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﻔﺮد ﺑﺼﻴﻐﺔ اﻟﺠﻤﻊ. هﺎ هﻢ هﻨﺎ ..ﻣﺠﺘﻤﻌﻮن داﺉﻤًﺎ آﺄﺱﻤﺎك اﻟﻘﺮش .ﻣﻠﺘﻔﻮن داﺉﻤًﺎ ﺣﻮل اﻟﻮﻻﺉﻢ اﻟﻤﺸﺒﻮهﺔ.. أﻋﺮﻓﻬﻢ وأﺕﺠﺎهﻞ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ »ﻣﺎ ﺕﻘﻮل أﻥﺎ ..ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻮت آﺒﺎر اﻟﺤﺎرة!« أﻋﺮﻓﻬﻢ وأﺷﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ. ﻣﺎ أﺕﻌﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﻏﻨﺎهﻢ وﻓﻲ ﻓﻘﺮهﻢ .ﻓﻲ ﻋﻠﻤﻬﻢ وﻓﻲ ﺝﻬﻠﻬﻢ .ﻓﻲ ﺹﻌﻮدهﻢ اﻟﺴﺮﻳﻊ ..وﻓﻲ اﻥﺤﺪارهﻢ اﻟﻤﻔﺠﻊ! ﻣﺎ أﺕﻌﺴﻬﻢ ،ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻟﻦ ﻳﻤ ّﺪ ﻓﻴﻪ أﺣﺪ ﻳﺪﻩ ﺣﺘﻰ ﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺘﻬﻢ. ﻓﻲ اﻥﺘﻈﺎر ذﻟﻚ ..هﺬا اﻟﻌﺮس ﻋﺮﺱﻬﻢ .ﻓﻠﻴﺄآﻠﻮا وﻟﻴﻄﺮﺑﻮا .وﻟﻴﺮﺷﻘﻮا اﻟﻮراق اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ .وﻟﻴﺴ ﺘﻤﻌﻮا ﻟﻠﻔﺮﻗ ﺎﻥﻲ ﻳ ﺮدد آﻤ ﺎ ﻓﻲ آﻞ ﻋﺮس ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﻲ أﻏﻨﻴﺔ »ﺹﺎﻟﺢ ﺑﺎي«. ﺕﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻣﺎزاﻟﺖ ﻣﻨﺬ ﻗﺮﻥﻴﻦ ﺕُﻐﻨّﻰ ﻟﻠﻌﺒﺮة ،ﻟﺘﺬآّﺮ أهﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻔﺠﻴﻌﺔ )ﺹﺎﻟﺢ ﺑ ﺎي( وﺧﺪﻋ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ واﻟﺠ ﺎﻩ اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﺪوم ﻷﺣﺪ.. واﻟﺘﻲ أﺹﺒﺤﺖ ﺕُﻐﻨّﻰ اﻟﻴﻮم ﺑﺤﻜﻢ اﻟﻌﺎدة ﻟﻠﻄﺮب دون أن ﺕﺴﺘﻮﻗﻒ آﻠﻤﺎﺕﻬﺎ أﺣﺪًا.. »آ ﻥ ﻗ
ﺎﻥﻮا ﺱ ﺎﻟﻮا ﻣ
ﻦ اﻟﻤ
ﺎﻟﻮا اﻟﻌ
ﻼﻃﻴﻦ ووزراء ﺎل ﺮب ﻗ
آُﺜ
ﻣ
ﺮ ْة
ﺎﺕﻮا وﻗﺒﻠﻨ
ﻻﻋ
ﺎﻟﻮا
ﻣ
ﺰاه ْﻢ
ﺎﻋ
ﺰّهﻢ ..ﻻ ﻏﻨ ﺎ ﻥﻌﻄﻴ
ْﻮ ﺹ
ﺎﻟﺢ وﻻ
ﺎ ُه ْﻢ ﻣ
ﺎﻟُﻮ«
أﺕ ﺬآﺮ وأﻥ ﺎ أﺱ ﺘﻤﻊ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت ،أﻏﻨﻴ ﺔ ﻋﺼ ﺮﻳﺔ أﺧ ﺮى وﺹ ﻠﺘﻨﻲ آﻠﻤﺎﺕﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻣ ﺬﻳﺎع ﺑﻤﻮﺱ ﻴﻘﻰ راﻗﺼ ﺔ ..ﺕﺘﻐ ﺰّل ﺑﺼﺎﻟﺢ ﺁﺧﺮ »ﺹﺎﻟﺢ ..ﻳﺎ ﺹﺎﻟﺢ ..وﻋﻴﻨﻴﻚ ﻋﺠﺒﻮﻥﻲ.«.. إﻳﻪ ﻳﺎ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ،ﻟﻜﻞ زﻣﻦ »ﺹﺎﻟﺤﻪ« ..وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ آﻞ »ﺹﺎﻟﺢ« ﺑﺎﻳًﺎ ..وﻟﻴﺲ آﻞ ﺣﺎآﻢ ﺹﺎﻟﺤًﺎ! هﺎ هﻮذا اﻟﻮﻃﻦ اﻵﺧﺮ أﺧﻴﺮًا أﻣﺎﻣﻲ ..أهﺬا هﻮ اﻟﻮﻃﻦ ﺣﻘﺎً؟ ﻓﻲ آﻞ ﻣﺠﻠﺲ وﺝﻪ أﻋﺮف ﻋﻨﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮ .ﻓﺄﺝﻠﺲ أﺕﺄﻣّﻠﻬﻢ ،وأﺱﺘﻤﻊ ﻟﻬﻢ ﻳﺸﻜﻮن وﻳﺘﺬﻣّﺮون. ﻻ أﺣﺪ ﺱﻌﻴﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو. اﻟﻤﺪهﺶ أﻥﻬﻢ هﻢ داﺉﻤًﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺎدروﻥﻚ ﺑﺎﻟﺸﻜﻮى ،وﺑﻨﻘﺪ اﻷوﺽﺎع ..وﺷﺘﻢ اﻟﻮﻃﻦ. ﻋﺠﻴﺒﺔ هﺬﻩ اﻟﻈﺎهﺮة! ١٩١
ﻲ ﻣﺠﺎﻣﻠ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺠ ﻞ ،وه ﻮ ﻳﻔﻜ ﺮ رﺑﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻠﺤﻈ ﺔ اﻟﺘ ﻲ أﺣﺎول أن أﻥﺴﻰ أﻥﻨﻲ أﺕﺤ ﺪث ﻟﺰوﺝ ﻚ ،ﻟﺮﺝ ﻞ ﻳﺘﺤ ﺪث إﻟ ّ ﺱﻴﻨﻔﺮد ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻚ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﻠﻴﻞ.. أﺕﺄﻣﻞ ﺱﻴﺠﺎرﻩ اﻟﺬي اﺧﺘﺎرﻩ أﻃﻮل ﻟﻠﻤﻨﺎﺱﺒﺔ ..ﺑﺪﻟﺘﻪ اﻟﺰرﻗﺎء اﻟﺤﺮﻳﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻠﺒﺴﻬﺎ _أو ﺕﻠﺒﺴﻪ_ ﺑﺄﻥﺎﻗ ﺔ ﻣ ﻦ ﺕﻌ ﻮّد ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤﺮﻳﺮ .أﺣﺎول أﻻ أﺕﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺝﺴﺪﻩ .أﺣﺎول أﻻ أﺕﺬآﺮ .أﺕﻠﻬّﻰ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ وﺝﻮﻩ اﻟﺤﺎﺽﺮﻳﻦ. وﺕﻄﻠّﻴﻦ.. ف أﻥﺎ اﻟﺮﺱﻢ واﻟﺤﺰن. ﺕﺪﺧﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻮآﺐ ﻥﺴﺎﺉﻲ ،ﻳﺤﺘﺮف اﻟﺒﻬﺠﺔ واﻟﻔﺮح ،آﻤﺎ أﺣﺘﺮ ُ أراك ﻷول ﻣﺮة ،ﺑﻌﺪ آﻞ أﺷﻬﺮ اﻟﻐﻴﺒﺔ ﺕﻠﻚ ،ﺕﻤﺮﻳﻦ ﻗﺮﻳﺒﺔ وﺑﻌﻴﺪة ،آﻨﺠﻤﺔ هﺎرﺑﺔ .ﺕﺴﻴﺮﻳﻦ ..ﻣﺜﻘﻠﺔ اﻷﺙ ﻮاب واﻟﺨﻄ ﻰ، ﻼ أرآ ﺾ ﻓ ﻲ ﺑﻴ ﻮت ﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ .ﻓ ﻲ وﺱﻂ اﻟﺰﻏﺎرﻳﺪ ودﻗّﺎت اﻟﺒﻨﺪﻳﺮ .وأﻏﻨﻴﺔ ﺕﺴ ﺘﻔ ّﺰ ذاآﺮﺕ ﻲ ،وﺕﻌ ﻮد ﺑ ﻲ ﻃﻔ ً ﻣﻮاآﺐ ﻥﺴﺎﺉﻴﺔ أﺧﺮى ..ﺧﻠﻒ ﻋﺮوس أﺧﺮى ..ﻟﻢ أآﻦ أﻋﺮف ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﻳﻮﻣﺬاك. ف ﺑﻬﺎ اﻟﻌ ﺮاﺉﺲ ،واﻟﺘ ﻲ آﺎﻥ ﺖ ﺕﻄﺮﺑﻨ ﻲ دون أن أﻓﻬﻤﻬ ﺎ .وإذا ﺑﻬ ﺎ اﻟﻴ ﻮم ﺁﻩ آﻢ آﻨﺖ أﺣﺐ ﺕﻠﻚ اﻷﻏﺎﻥﻲ اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﺕﺰ ّ ﺕﺒﻜﻴﻨﻲ! »ﺷﺮّﻋﻲ اﻟﺒﺎب ﻳﺎ أم اﻟﻌﺮوس «..ﻳﻘﺎل إن اﻟﻌﺮاﺉﺲ ﻳﺒﻜﻴﻦ داﺉﻤًﺎ ﻋﻨﺪ ﺱﻤﺎع هﺬﻩ اﻷﻏﻨﻴﺔ. ﺕﺮاك ﺑﻜﻴﺖ ﻳﻮﻣﻬﺎ؟ آﺎﻥﺖ ﻋﻴﻨﺎك ﺑﻌﻴﺪﺕﻴﻦ ..ﻳﻔﺼﻠﻨﻲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺽﺒﺎب دﻣﻌﻲ وﺣﺸﺪ اﻟﺤﻀﻮر .ﻓﻌﺪﻟﺖ ﻋﻦ اﻟﺴﺆال. اآﺘﻔﻴﺖ ﺑﺘﺄﻣّﻠﻚ ،ﻓﻲ دورك اﻷﺧﻴﺮ. ه ﺎ أﻥ ﺖ ذي ﺕﺘﻘ ﺪّﻣﻴﻦ آ ﺄﻣﻴﺮة أﺱ ﻄﻮرﻳﺔ ،ﻣﻐﺮﻳ ﺔ ﺷ ﻬﻴﺔ ،ﻣﺤﺎﻃ ﺔ ﺑﻨﻈ ﺮات اﻻﻥﺒﻬ ﺎر واﻹﻋﺠ ﺎب ..ﻣﺮﺕﺒﻜ ﺔ ..ﻣﺮﺑﻜ ﺔ، ﺑﺴﻴﻄﺔ ..ﻣﻜﺎﺑﺮة. هﺎ أﻥﺖ ذي ،ﻳﺸﺘﻬﻴﻚ آﻞ رﺝﻞ ﻓﻲ ﺱﺮّﻩ آﺎﻟﻌﺎدة ..ﺕﺤﺴﺪك آﻞ اﻟﻨﺴﺎء ﺣﻮﻟﻚ آﺎﻟﻌﺎدة.. وهﺎ أﻥﺬا _ آﺎﻟﻌﺎدة _أواﺹﻞ ذهﻮﻟﻲ أﻣﺎﻣﻚ. وهﺎ هﻮذا »اﻟﻔﺮﻗﺎﻥﻲ« ..آﺎﻟﻌﺎدة ..ﻳﻐﻨّﻲ ﻷﺹﺤﺎب اﻟﻨﺠﻮم واﻟﻜﺮاﺱﻲ اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ. ف اﻟﻮﺝﻬﺎء وأﺹﺤﺎب اﻟﻘﺮار واﻟﻨﺠﻮم اﻟﻜﺜﻴﺮة. ﻳﺼﺒﺢ ﺹﻮﺕﻪ أﺝﻤﻞ ،وآﻤﻨﺠﺘﻪ أﻗﻮى ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺰ ّ ت واﺣﺪ ﻟﺘﺮﺣﺐ ﺑﺎﻟﻌﺮﻳﺲ: ﺕﻌﻠﻮ أﺹﻮات اﻵﻻت اﻟﻤﻮﺱﻴﻘﻴﺔ ..وﻳﺮﺕﻔﻊ ﻏﻨﺎء اﻟﺠﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﺹﻮ ٍ »ﻳﺎ دﻳﻨﻲ ﻣﺎ أﺣﻼﻟﻲ ﻋِﺮﺱﻮ ..ﺑﺎﻟﻌﻮادة.. اﷲ ﻻ ﻳﻘﻄﻌﻠﻮ ﻋﺎدة.. واﻥﺨﺎف ﻋﻠﻴﻪ ..ﺧﻤﺴﺔ .واﻟﺨﻤﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ« ﺕﻌﻠﻮ اﻟﺰﻏﺎرﻳﺪ ..وﺕﺘﺴﺎﻗﻂ اﻷوراق اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ. ﻣﺎ أﻗﻮى اﻟﺤﻨﺎﺝﺮ اﻟﻤﺸﺘﺮاة .وﻣﺎ أآﺮم اﻷﻳﺪي اﻟﺘﻲ ﺕﺪﻓﻊ آﻤﺎ ﺕﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ! هﺎ هﻢ هﻨﺎ.. آﺎﻥﻮا هﻨﺎ ﺝﻤﻴﻌﻬﻢ ..آﺎﻟﻌﺎدة. أﺹﺤﺎب اﻟﺒﻄﻮن اﻟﻤﻨﺘﻔﺨﺔ ..واﻟﺴﺠﺎﺉﺮ اﻟﻜﻮﺑﻴﺔ ..واﻟﺒﺪﻻت اﻟﺘﻲ ﺕﻠﺒﺲ ﻋﻠﻰ أآﺜﺮ ﻣﻦ وﺝﻪ. ١٩٠
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس ﻟﻌﺮﺱﻚ ﻟﺒﺴﺖ ﺑﺪﻟﺘﻲ اﻟﺴﻮداء. ﺶ هﺬا اﻟﻠﻮن .ﻳﻤﻜﻦ أن ُﻳﻠﺒﺲ ﻟﻸﻓﺮاح ..وﻟﻠﻤﺂﺕﻢ! ﻣﺪه ٌ ﻟﻤﺎذا اﺧﺘﺮت اﻟﻠﻮن اﻷﺱﻮد؟ ﺖ ﻣﺬهﺒﻲ وﻃﺮﻳﻘﺘﻲ .ورﺑﻤﺎ ﻷﻥﻪ ﻟﻮن ﺹﻤﺘﻲ. ﺖ أﻥ ِ رﺑﻤﺎ ﻷﻥﻨﻲ ﻳﻮم أﺣﺒﺒﺘﻚ أﺹﺒﺤﺖ ﺹﻮﻓﻴﺎً ،وأﺹﺒﺤ ِ ﻟﻜﻞ ﻟﻮن ﻟﻐﺘﻪ .ﻗﺮأت ﻳﻮﻣًﺎ أن اﻷﺱﻮد ﺹﺪﻣﺔ ﻟﻠﺼﺒﺮ. ﻗﺮأت أﻳﻀًﺎ أﻥﻪ ﻟﻮن ﻳﺤﻤﻞ ﻥﻘﻴﻀﻪ .ﺙﻢ ﺱﻤﻌﺖ ﻣﺮة ﻣﺼﻤﻢ أزﻳﺎء ﺷﻬﻴﺮاً ،ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻦ ﺱﺮ ﻟﺒﺴﻪ اﻟﺪاﺉﻢ ﻟﻸﺱﻮد ﻗﺎل : »إﻥﻪ ﻟﻮن ﻳﻀﻊ ﺣﺎﺝﺰًا ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ«. وﻳﻤﻜﻦ أن أﻗﻮل ﻟﻚ اﻟﻴﻮم اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻦ ذﻟﻚ اﻟﻠﻮن .وﻟﻜﻨﻲ ﺱﺄآﺘﻔﻲ ﺑﻘﻮل ﻣﺼﻤﻢ اﻷزﻳﺎء هﺬا. ﻓﻘﺪ آﻨﺖ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم أرﻳﺪ أن أﺽﻊ ﺣﺎﺝﺰًا ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻦ آﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﺱﺄﻟﺘﻘﻲ ﺑﻬﻢ ،آﻞ ذﻟﻚ اﻟﺬﺑﺎب اﻟﺬي ﺝﺎء ﻟﻴﺤﻂ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺎﺉﺪة ﻓﺮﺣﻚ. ورﺑﻤﺎ آﻨﺖ أرﻳﺪ أن أﺽﻊ ﺣﺎﺝﺰًا ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻚ أﻳﻀًﺎ. ﻟﺒﺴ ﺖ ﻃﻘﻤ ﻲ اﻷﺱ ﻮد ،ﻷواﺝ ﻪ ﺑﺼ ﻤﺖ ﺙﻮﺑ ﻚ اﻷﺑ ﻴﺾ ،اﻟﻤﺮﺷ ﻮش ﺑ ﺎﻟﻶﻟﺊ واﻟﺰه ﻮر ،واﻟ ﺬي ﻳﻘ ﺎل إﻥ ﻪ أﻋ ّﺪ ﻟ ﻚ ﺧﺼﻴﺼًﺎ ﻓﻲ دار أزﻳﺎء ﻓﺮﻥﺴﻴﺔ.. هﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺮﺱﺎم أن ﻳﺨﺘﺎر ﻟﻮﻥﻪ ﺑﺤﻴﺎد؟ وآﻨﺖ أﻥﻴﻘًﺎ .ﻓﻠﻠﺤﺰن أﻥﺎﻗﺘﻪ أﻳﻀًﺎ .أآّﺪت ﻟ ﻲ اﻟﻤ ﺮﺁة ذﻟ ﻚ .وﻥﻈ ﺮة ﺣﺴ ﺎن ،اﻟ ﺬي اﺱ ﺘﻌﺎد ﻓﺠ ﺄة ﺙﻘﺘ ﻪ ﺑ ﻲ ،وﻗ ﺎل ﺑﻠﻬﺠ ﺔ ﺝﺰاﺉﺮﻳﺔ أﺣﺒﻬﺎ ،وهﻮ ﻳﺘﺄﻣﻠﻨﻲ» :هﻜﺬا ﻥﺤﺒﻚ ﺁ ﺧﺎﻟﺪ ..إهﻠﻜﻬﻢ!.«.. ﺖ. ﻥﻈﺮت إﻟﻴﻪ ..آﺪت أﻗﻮل ﻟﻪ ﺷﻴًﺎ ..وﻟﻜﻨﻲ ﺹﻤ ّ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺎب اﻟﻤﺸﺮع ﻟﻠﺴﻴﺎرات ،وأﻓﻮاج اﻟﻘﺎدﻣﻴﻦ ،اﺱﺘﻘﺒﻠﻨﻲ ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﺑﺎﻷﺣﻀﺎن.. ﻼ ﺱﻲ ﺧﺎﻟﺪ ..أه ً أه ًﻼ ..زارﺕﻨﺎ اﻟﺒﺮآﺔ ..ﻳﻌﻄﻴﻚ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻠﻲ ﺝﻴﺖ ..راك ﻓﺮﺣﺘﻨﻲ اﻟﻴﻮم. اﺧﺘﺼﺮت ذﻟﻚ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﻌﺠﻴﺐ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻓﻲ آﻠﻤﺔ .ﻗﻠﺖ: آﻞ ﺷﻲء ﻣﺒﺮوك..وﺽﻌﺖ ﻗﻨﺎع اﻟﻔﺮح ﻋﻠﻰ وﺝﻬﻲ .وﺣﺎوﻟﺖ أن أﺣﺘﻔﻆ ﺑﻪ ﻃﻮال ﺕﻠﻚ اﻟﺴﻬﺮة. ﻳﻤﺘﻠﺊ اﻟﺒﻴﺖ زﻏﺎرﻳﺪ .وﻳﻤﺘﻠﺊ ﺹ ﺪري ﺑ ﺪﺧﺎن اﻟﺴ ﺠﺎﺉﺮ اﻟﺘ ﻲ أﺣﺮﻗﻬ ﺎ وﺕﺤﺮﻗﻨ ﻲ .ﻳﻤﺘﻠ ﺊ ﻗﻠﺒ ﻲ ﺣﺰﻥ ًﺎ .وﻳ ﺘﻌﻠﻢ وﺝﻬ ﻲ ﺕﻠﻘﺎﺉﻴًﺎ اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺎت اﻟﻜﺎذﺑﺔ .ﻓﺄﺽﺤﻚ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ .أﺝﺎﻟﺲ ﻣﻦ أﻋﺮف وﻣﻦ ﻻ أﻋﺮف .أﺕﺤﺪث ﻓﻲ اﻟ ﺬي أدري واﻟ ﺬي ﻻ أدري .ﺣﺘﻰ ﻻ أﺧﻠﻮ ﺑﻚ ﻟﺤﻈﺔ واﺣﺪة ..ﺣﺘﻰ ﻻ أﻓﺎﺝﺌﻚ داﺧﻠﻲ ..ﻓﺄﻥﻬﺎر. أﺱﻠّﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﻳﺲ اﻟﺬي ﻳﻘﺒّﻠﻨﻲ ﺑﺸﻮق ﺹﺪﻳﻖ ﻗﺪﻳﻢ ﻟﻢ ﻳﻠﺘﻖ ﺑﻪ ﻣﻨﺬ ﻣﺪة: هﺎك ﺝﻴﺖ ﻟﻠﺠﺰاﺉﺮ ﺁ ﺱﻴﺪي ..آﺎن ﻣﻮش هﺎذا اﻟﻌﺮس ..ﻣﺎ آﻨﺎش ﺷﻔﻨﺎك!١٨٩
وﻋﺒﺜًﺎ رﺣﺖ أﺷﺮح ﻟﻪ أﻥﻨﻲ ﻗﺎدم ﻣ ﻦ ﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ ﻟﻬ ﺬا اﻟﻐ ﺮض .وﺣ ﺪهﻦ اﻟﻨﺴ ﺎء آ ﻦ ﺝ ﺪﻳﺮات ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻳ ﺔ هﻨ ﺎك .. وﻋﻨ ﺪﻣﺎ أﺑ ﺪﻳﺖ ﺕ ﺬﻣّﺮي »ﻟ ﻸخ اﻟﻔ ﺮّاش« أﺝ ﺎﺑﻨﻲ ﺑﺸ ﻲء ﻣ ﻦ اﻟﻌﺼ ﺒﻴﺔ ،و»اﻟﺘﺸ ﻨﺎف« أن ﻣﻌﻈ ﻢ اﻟﺰاﺉ ﺮات ﻣﻮﻇﻔﺎت ﻓﻲ اﻻﺕﺤﺎدات اﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ..أو ﻣﻨﺎﺽﻼت .وآﺪت أﺱﺄﻟﻪ وأﻥﺎ أرى إﺣﺪاهﻦ ﺕﻤﺮ أﻣﺎﻣﻲ »ﺑ ﺄي« ﻋﻀ ﻮ» ﺖ. ﻥﺎﺽﻠﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ..؟« وﻟﻜﻨﻨﻲ ﺱﻜ ّ إﻳﻪ ..ﻳﺎ وﻟﺪي روح ..آﻞ ﺷﻲ أﺹﺒﺢ ﻳﻤﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء اﻟﻴﻮم .ﺑﺎﻟﺴﻬﺮات ..اﻟﻤﺠ ﺎﻟﺲ اﻟﺨﺎﺹ ﺔ .وﻟ ﺬا ﻟ ﻮ آﻨ ﺖ أﻣﻠ ﻚ اﻟﺨﻴﺎر ﻟﺰوّﺝﺖ اﺑﻨﺘﻲ ﻣﻦ واﺣﺪ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺑﻬﺎﺕﻒ أن ﻳﺄﺕﻴﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺷﻲء .ﻋﻠﻰ أن أﻋﻄﻴﻬ ﺎ ﻟﻮاﺣ ﺪ ﻣﺜﻠ ﻲ ﻳﻌ ﻴﺶ ﻣﻌﻬ ﺎ ق ﻋﻠﻰ ﻣﺌﺔ ﺑﺎب؟ ﻓﻲ اﻟﺒﺆس آﻤﺎ أﻋﻴﺶ أﻥﺎ ..أو ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﻠﻘﺔ اﻟﻘﺬرة ..وﻳﺒﻌﺜﻬﺎ ﺕﺪ ّ رﺑﻤﺎ ﻻﺣﻆ وﻗﺘﻬﺎ ﺁﺙﺎر اﻟﺼﺪﻣﺔ اﻟﻤﺪهﺸﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺤ ﻲ ..وﺕﻠ ﻚ اﻟﻤ ﺮارة اﻟﺘ ﻲ أﺱ ﻜﺘﺘﻨﻲ ﻣ ﻦ اﻟ ﺬهﻮل ،ﻋﻨ ﺪﻣﺎ أﺽ ﺎف وآﺄﻥﻪ ﻳﺴﺘﺪرك ﻟﻴﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﺧﻴﺒﺘﻲ: ﻋﻠﻰ آﻞ ﺣﺎل ..ﻟﻦ ﻳﺤﺪث هﺬا .ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻋﺮﺽﺖ اﺑﻨﺘﻲ ﻋﻠﻰ )ﺱﻲ (....ﻓﻤ ﻦ اﻟﻤﺆآ ﺪ أﻥ ﻪ ﻟ ﻦ ﻳﻘﺒ ﻞ ﺑﻬ ﺎ .إﻥﻬ ﻢ ﻻﻳﺘﺰوﺝﻮن إﻻ ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ .ﻓﻔﻼن ﻻ ﻳﺮﻳﺪ إﻻ ﺑﻨﺖ ﻓﻼن ،ﺣﺘ ﻰ »ﻳﺒﻘ ﻰ زﻳﺘﻨ ﺎ ﻓ ﻲ دﻗﻴﻘﻨ ﺎ «!.وﻳﻀ ﻤﻨﻮا ﻷﻥﻔﺴ ﻬﻢ ب ﺑﺴ ﻴﻂ أن ﻳﺒﻨ ﻲ ﺣﻴﺎﺕ ﻪ؟ آ ﻞ اﻟﺘﻨﻘﻞ ﻣﻦ آﺮﺱﻲ ﺱ ﻠﻄﺔ إﻟ ﻰ ﺁﺧ ﺮ ،ﻓﻜﻴ ﻒ ﺕﺮﻳ ﺪ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﺠ ﻮ أن ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﺷ ﺎ ﱞ اﻟﺒﻨﺎت ﻳﺒﺤﺜﻦ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ واﻟﻤﺪﻳﺮﻳﻦ واﻟﺮﺝﺎل اﻟﺠﺎهﺰﻳﻦ ..وهﺆﻻء ﻳﻌﺮﻓﻮن ذﻟ ﻚ ﻓﻴﺰﻳ ﺪون ﻣ ﻦ ﺷ ﺮوﻃﻬﻢ آﻞ ﻣﺮة ..ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻋﺪد اﻟﻌﻮاﻥﺲ ﻳﺰﻳﺪ آﻞ ﻳﻮم ..إﻥﻪ ﻗﺎﻥﻮن اﻟﻌﺮض واﻟﻄﻠﺐ. إذا رأﻳﺖ اﻷﻣﻮر ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻌﻴﻦ ،ﻓﺈﻥﻚ ﺣﺘﻤًﺎ ﺕﻌﺬر ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ .اﻟﻤﻬﻢ أن ﻳﺴﺘﺮ ﺑﻨﺖ أﺧﻴ ﻪ ،وﻳﻀ ﻤﻦ ﻟﻬ ﺎ وﻟﻨﻔﺴ ﻪ ﻼ ﺱﻌﻴﺪًا ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن. ﻣﺴﺘﻘﺒ ً أﻣ ﺎ آ ﻮن اﻟﻌ ﺮﻳﺲ ﺱ ﺎرﻗًﺎ وﻥﺎهﺒ ًﺎ ﻷﻣ ﻼك اﻟﺪوﻟ ﺔ ..ﻓﻤ ﺎذا ﺕﺮﻳ ﺪ أن ﺕﻔﻌ ﻞ؟ آﻠﻬ ﻢ ﺱ ﺮّاق وﻣﺤﺘ ﺎﻟﻮن .هﻨﺎﻟ ﻚ ﻣ ﻦ اﻥﻔﻀﺤﺖ أﻣﻮرﻩ ،وهﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﺮف آﻴﻒ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻣﻈﻬﺮ ﻣﺤﺘﺮم ..ﻓﻘﻂ! أﺹﺒﺖ ﺑﺬهﻮل وأﻥﺎ أﺱﺘﻤﻊ إﻟﻴﻪ. ﻖ ..ﻻ أدري. آﺪت أﻗﻮل ﻟﻪ إﻥﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ .ورﺑﻤﺎ آﺎن ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ أﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻰ ﺣ ّ وﻟﻜﻦ آﺎن هﻨﺎك ﺷﻲء ﻣﺎ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺰواج ،ﻳﺮﻓﺾ أن ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻘﻠﻲ وأﻗﺘﻨﻊ ﺑﻪ.
١٨٨
وهﻞ ﺕﺠﺪ أﻥﺖ هﺬا اﻟﺰواج ﻃﺒﻴﻌﻴﺎً؟ﻗﺎل: ﻻ أدري ﺑﺄي ﻣﻨﻄﻖ ﺕﺮﻳﺪ أن أﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ .ﻣﻦ اﻟﻤﺆآﺪ أﻥ ﻪ ﺑﻤﻨﻄ ﻖ اﻷﺷ ﻴﺎء ﻋﻨ ﺪﻥﺎ زواج ﻃﺒﻴﻌ ﻲ .إﻥ ﻪ ﻟ ﻴﺲ أولزواج ﻣﻦ هﺬا اﻟﻨ ﻮع ،وﻟ ﻦ ﻳﻜ ﻮن اﻷﺧﻴ ﺮ ..إن ﻟﻤﻌﻈ ﻢ اﻟﺮﺝ ﺎل اﻟﻤﻬ ّﻤ ﻴﻦ هﻨ ﺎ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻋﺸ ﻴﻘﺔ .وآﻠﻬ ﻢ ﺕﺨّﻠ ﻮا ﻻ وﺙﻘﺎﻓ ﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أو ﺑﺄﺧﺮى ﻋﻦ زوﺝﺎﺕﻬﻢ وأوﻻدهﻢ ،ﻟﻴﺘﺰوﺝﻮا ﻣﻦ ﻋﺮوس ﺝﺪﻳﺪة أﺹ ﻐﺮ ﻋﻤ ﺮًا وأآﺜ ﺮ ﺝﻤ ﺎ ً ﻼ ﻋﻨﺪﻥﺎ زادوا ﻟﻪ ﻥﺠﻤﺔ ﻋﻠﻰ أآﺘﺎﻓﻪ ،ﻣﻦ أن ﻳﺰﻳﺪ اﻣﺮأة ﻓ ﻲ ﺑﻴﺘ ﻪ ،أو ﻣﻦ اﻷوﻟﻰ ..إﻥﻚ ﻻ ﺕﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺕﻤﻨﻊ رﺝ ً ﻼ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺐ ﺝﺪﻳﺪ ﻟﻢ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﻪ ،ﻣﻦ أن ﻳﺒﺪأ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻓﺘﺎة أﺣﻼﻣﻪ. ﺕﻤﻨﻊ رﺝ ً وأﺽﺎف: أﻥﺎ ﺣﺎوﻟﺖ ﻓﻘﻂ أن أﻗﻨﻊ ﻥﺎﺹﺮ أن ﻋﻤﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﻀﺮورة اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠ ﻰ ﻣﺴ ﺘﻘﺒﻞ أﺧﺘ ﻪ ﺑﻬ ﺬا اﻟ ﺰواج .ﺑ ﻞ إنأي ﺷﺨﺺ ﺱﻮاﻩ آﺎن ﺱﻴﺮﺣّﺐ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﺼﺎهﺮة ..وﻳﺴﻌﻰ إﻟﻴﻬﺎ ﻻهﺜ ًﺎ ..إﻥﻬ ﺎ اﻟﻄﺮﻳﻘ ﺔ اﻟﻮﺣﻴ ﺪة ﻟﻴﺤ ﻞ ﻣﺸ ﻜﻼﺕﻪ وﻣﺸﻜﻼت اﺑﻨﺘﻪ ﻣﺮة واﺣﺪة ،وﻳﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻤﺘﺎﻋﺐ.. ﺱﺄﻟﺘﻪ: ﻟﻮ آﺎﻥﺖ ﻟﻚ ﺑﻨﺖ وﺧﻄﺒﻬﺎ ﻣﻨﻚ هﺬا اﻟﺮﺝﻞ ،أآﻨﺖ زوّﺝﺘﻪ ﻣﻨﻬﺎ؟ﻗﺎل: ق ﻋﺼﺮﻳﺔ .آﺄن ﻳﺮﺱﻞ أﺣﺪهﻢ اﺑﻨﺘﻪ أو ﻃﺒﻌًﺎ ..وﻟﻢ ﻻ؟ إن اﻟﺰواج ﺣﻼل ..اﻟﺤﺮام هﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﺎرﺱﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻄﺮ ٍزوﺝﺘﻪ ..أو أﺧﺘﻪ ﻟﺘﺤﻀﺮ ﻟﻪ ورﻗﺔ ﻣﻦ إدارة ،أو ﺕﻄﻠﺐ ﺷﻘّﺔ أو رﺧﺼﺔ ﻟﻤﺤﻞ ﺕﺠ ﺎري ﻥﻴﺎﺑ ﺔ ﻋﻨ ﻪ ،وه ﻮ ﻳﻌﻠ ﻢ أن ﻻ أﺣ ﺪ هﻨ ﺎ ﻳﻌﻄﻴ ﻚ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﺑ ﻼ ﻣﻘﺎﺑ ﻞ .ﻟﻘ ﺪ ﺧﻠ ﻖ اﻟﺒﺴ ﻄﺎء ﺑﺄﻥﻔﺴ ﻬﻢ ﻋﻤﻠ ﺔ أﺧ ﺮى ﻟﻠﺘ ﺪاول وﻳﻘﻀ ﻮن ﺑﻬ ﺎ ﺣﺎﺝﺎﺕﻬﻢ ..هﺎت اﻣﺮأة ..وﺧﺬ ﻣﺎ ﺕﺸﺎء! ﺖ ﺑﺬهﻮل: ﺕﻤﺘﻤ ُ ﻖ ﻣﺎ ﺕﻘﻮل؟ أﺣ ٌأﺝﺎب: إﻥﻪ ﻣﺎ ﻳﺤ ﺪث اﻵن ﻓ ﻲ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻣﺪﻳﻨ ﺔ ..وﻓ ﻲ اﻟﻌﺎﺹ ﻤﺔ ﺑﺎﻟ ﺬات ..ﺣﻴ ﺚ ﻳﻤﻜ ﻦ ﻷي ﻓﺘ ﺎة ﺕﻤ ّﺮ ﺑﻤﻜﺘ ﺐ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲاﻟﺤﺰب أن ﺕﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻘﺔ أو ﺧﺪﻣﺔ أﺧﺮى ..واﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻌﺮف اﻟﻌﻨﻮان ﻃﺒﻌﺎً ،وﻳﻌﺮف اﺱﻢ ﻣﻦ ﻳﻮزّع اﻟﺸﻘﻖ واﻟﺨﺪﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺎء واﻟﺸﻌﺎرات ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﺐ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎوي ..ﻳﻜﻔﻲ أن ﺕﺮى ﻣﻨﻈﺮ اﻟﻔﺘﻴﺎت اﻟﻼﺕﻲ ﻳﺪﺧﻠﻦ هﻨﺎك ﻟﺘﻔﻬﻢ آﻞ ﺷﻲء.. ﺱﺄﻟﺘﻪ: وﻣﻦ أدراك ﺑﻬﺎ؟ﻗﺎل ﻣﺘﺬﻣﺮًا: ﻣﻦ؟ ﻟﻘﺪ ﺱﻤﻌﺘﻪ ﺑﺄذﻥﻲ وﺷﺎهﺪﺕﻪ ﺑﻌﻴﻨﻲ ﻳﻮم ذهﺒﺖ هﻨﺎك ﻣﻨﺬ ﺑﻀﻌﺔ أﺷﻬﺮ ﻷﻗﺎﺑ ﻞ ﺹ ﺪﻳﻘًﺎ ﻣﻮﻇّﻔ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺰب..ﻲ.. ﻋﺴ ﺎﻩ ﻳﺴ ﺎﻋﺪﻥﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺨ ﺮوج ﻣ ﻦ ﺱ ﻠﻚ اﻟﺘﻌﻠ ﻴﻢ .ﺕﺼ ﻮر ..ﺣﺘ ﻰ اﻟﺒ ﻮاب ﻟ ﻢ ﻳﻜﻠ ﻒ ﻥﻔﺴ ﻪ ﻣﺸ ﻘﺔ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ إﻟ ّ ١٨٧
ﺐ وﻳﺘﺤﺪث ﻟﻨﻔﺴﻪ آﻼﻣ ًﺎ وﻟﻜﻨﻪ دون أي رﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺰاح أﺧﺬ اﻟﺰﺝﺎﺝﺔ ﻣﻦ أﻣﺎﻣﻲ ،وذهﺐ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﻄﺒﺦ ،وهﻮ ﻳﺴ ّ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺼﻠﻨﻲ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎد ﻗﺎل ﻟﻲ ﺑﻨﺒﺮة ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﻴﺄس وﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﻋﺐ ﻥﺎﺹﺮ: ﻳﺎ أﺧﻲ واش ﺑﻴﻜﻢ ..اﻟﺒﻼد ﻣﺘّﺨﺬة وأﻥﺘﻤﺎ واﺣﺪ ﻻﺕﻲ ﻳﺼﻠﻲ ..وواﺣﺪ ﻻﺕﻲ ﻳﺴﻜﺮ ..آﻴﻔﺎش ﻥﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎآﻢ؟ﺕﻮﻗﻒ ﺱﻤﻌﻲ ﻋﻨﺪ ذﻟﻚ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﻟﻢ أﺱﻤﻌﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﺪة ﺱﻨﻮات »اﻟﺒﻼد ﻣﺘّﺨﺬة« واﻟﺬي ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﺒﻼد ﻗﺎﺉﻤ ﺔ ﻗﺎﻋ ﺪة.. أو ﺕﺸﻬﺪ ﺣﺪﺙًﺎ اﺱﺘﺜﻨﺎﺉﻴﺎً ،واﻟﺬي هﻮ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺕﻌﺒﻴﺮ ﺝﻨﺴﻲ ﻣﺤﺾ. اﺑﺘﺴﻤﺖ وأن أآﺘﺸﻒ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻗﺪرة هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ز ّ ج اﻟﺼﻮر اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ آﻞ ﺷﻲء .وذﻟﻚ ﺑﺒﺮاءة ﻣﺪهﺸﺔ.. رﻓﻌﺖ ﻋﻴﻨﻲ ﻥﺤﻮﻩ وﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ اﻟﻤﺮة: هﺬﻩ هﻲ اﻟﺠﺰاﺉﺮ ﻳﺎ ﺣﺴﺎن ..اﻟﺒﻌﺾ ﻳﺼﻠّﻲ ..واﻟﺒﻌﺾ ﻳﺴﻜﺮ ..واﻵﺧﺮون أﺙﻨﺎء ذﻟﻚ »ﻳﺎﺧﺬوا ﻓﻲ اﻟﺒﻼد!«..وﻟﻜﻦ ﺣﺴﺎن ﻟﻢ ﻳﺒ ُﺪ ﻋﻠﻰ اﺱﺘﻌﺪاد ﻟﻠﺘﻤﺎدي ﻣﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﺎش. رﺑﻤﺎ ﻷﻥﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻗﻀﺎﻩ ﻓﻲ إﻗﻨﺎع ﻥﺎﺹﺮ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻗﺎدرًا ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ .ﻓﻘﺎل وهﻮ ﻳﻘﺎﻃﻌﻨﻲ: ﺱﺄذهﺐ ﻷﺣﻀﺮ ﻟﻚ اﻟﻘﻬ ﻮة ،ﺣﺘ ﻰ ﺕﻔﻴ ﻖ وﺕﻄﻴ ﺮ ﻋﻨ ﻚ ه ﺬﻩ اﻟﺴ ﻜﺮة ..ﺙ ﻢ ﻥﺘﺤ ﺪث .إن اﻟﻨ ﺎس ﻳﻨﺘﻈﺮوﻥﻨ ﺎ هﻨ ﺎكوﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺮَك ﻣﻨﺬ ﺱﻨﻮات .ﻳﺠﺐ أﻻ ﺕﺬهﺐ إﻟﻴﻬﻢ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ! ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎد ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺎت ﺑﺎﻟﻘﻬﻮة ﺱﺄﻟﺘﻪ: ﻣﺎذا ﻓﻌﻠﺖ ﻣﻊ ﻥﺎﺹﺮ؟ﻗﺎل: ﻼ .وﺑ ﺮﻏﻢ ذﻟ ﻚ أﺷ ﻚ ﻟﻘﺪ وﻋﺪﻥﻲ أﻥﻪ ﺱﻴﻤﺮ هﻨﺎك وﻗﺖ اﻟﻌﺸﺎء إرﺽﺎ ًء ﻟﺨﺎﻃﺮي ﻓﻘ ﻂ ،وﻟﻜﻨ ﻪ ﻟ ﻦ ﻳﻤﻜ ﺚ ﻃ ﻮﻳ ًﻼ .ﻻ أﻓﻬﻢ ﻋﻨﺎدﻩ هﺬا ..إﻥﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺱ ﻮى أﺧ ﺖ واﺣ ﺪة ﻓ ﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳ ﺔ ..وﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أﻻ ﻳﻘ ﻒ ﻓ ﻲ ﻓﻲ أن ﻳﺤﻀﺮ ﻓﻌ ً ﻋﺮﺱﻬﺎ أﻣﺎم اﻟﻨﺎس. ﺝﻨﻮن! آﻨﺖ أﺣﺘﺴﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻘﻬﻮة ﺣﺘﻰ ﻳﻄﻴﺮ ﺱﻜﺮي ،ﺣﺴﺐ ﺕﻌﺒﻴﺮ ﺣﺴﺎن .وﻟﻜﻦ آﻨﺖ أﺷ ﻌﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻮاﻗ ﻊ أﻥﻨ ﻲ أزداد ﺱ ﻜﺮًا أو ﺝﻨﻮﻥﺎً ،وأﻥﺎ أﺱﺘﻤﻊ إﻟﻴﻪ. آﺘﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﺱﺄﻟﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺱﺒﺐ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻥﺎﺹﺮ ﻟﻬﺬا اﻟﻌﺮس ،وإذا ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﺠﺮّﻥﺎ إﻟﻰ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺽﻮع. ﻗﺎل: إﻥﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻣﻊ ﻋﻤﻪ .ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻥﻪ اﺱ ﺘﻔﺎد آﺜﻴ ﺮًا ﻣ ﻦ اﺱ ﻢ ﺱ ﻲ اﻟﻄ ﺎهﺮ ،وأﻥ ﻪ ﻗﻠّﻤ ﺎ اه ﺘﻢ ﺑﻤﺼ ﻴﺮ زوﺝ ﺔأﺧﻴﻪ وأوﻻدﻩ .وهﺬا اﻟﻌ ﺮس ﻻ ه ﺪف ﻟ ﻪ ﻏﻴ ﺮ أﺱ ﺒﺎب وﺹ ﻮﻟﻴّﺔ وﻣﻄ ﺎﻣﻊ ﺱﻴﺎﺱ ﻴﺔ ﻣﺤ ﺾ ..ﻓﻬ ﻮ ﺽ ﺪ اﺧﺘﻴ ﺎر ﻋﻤ ﻪ ﻟﻬ ﺬا اﻟﻌ ﺮﻳﺲ اﻟﺴ ﻴﺊ اﻟﺼ ﻴﺖ ﺱﻴﺎﺱ ﻴًﺎ وأﺧﻼﻗﻴ ًﺎ .ﻓ ﺎﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺘﺤ ﺪّث ﻋ ﻦ اﻟﻌﻤ ﻮﻻت اﻟﺘ ﻲ ﻳﺘﻘﺎﺽ ﺎهﺎ ﻓ ﻲ ﺹﻔﻘﺎﺕﻪ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ..وﻋﻦ ﺣﺴﺎﺑﺎﺕﻪ ﻓﻲ اﻟﺨ ﺎرج ..وﻋ ﻦ ﻋﺸ ﻴﻘﺎﺕﻪ اﻟﺠﺰاﺉﺮﻳ ﺎت ..واﻷﺝﻨﺒﻴ ﺎت .إﺽ ﺎﻓﺔ إﻟ ﻰ آ ﻮن هﺬا اﻟﺰواج زواﺝﻪ اﻟﺜﺎﻥﻲ ،وأن ﻟﻪ أوﻻدًا ﻳﻘﺎرب ﻋﻤﺮهﻢ ﻋﻤﺮ ﻋﺮوﺱﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪة.. ﺱﺄﻟﺘﻪ: ١٨٦
ﺕﺬآّﺮت ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ أﻋﺠﺒﺖ ﺑﻬﺎ ﻳﻮﻣًﺎ .ﻓﻜﺘﺒﺖ أﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ ،دون آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ »آﺄﺱﻚ ﻳﺎ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ«. وﺽﺤﻜﺖ ﻟﻬﺬا اﻟﺪور اﻟﺬي آﺎن ﺝﺎهﺰًا ﻟﻲ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺕﻤﻨﻊ ﻋﻨﻚ اﻟﺨﻤﺮة ،وﺕﻮﻓﺮ ﻟﻚ آﻞ أﺱﺒﺎب ﺷﺮﺑﻬﺎ. ﻂ ﺧﻼﺹ ﺔ ﺧﻴﺒﺘ ﻲ آﻠﻤﺘ ﻴﻦ ﻗ ﺪ ﺕﺼ ﻠﺤﺎن ﻋﻨﻮاﻥ ًﺎ ﻟﻬ ﺬا اﻟﻜﺘ ﺎب ،اﻟ ﺬي رﺑﻤ ﺎ وﻟ ﺪت ﻟﻢ أآﻦ أدري وﻗﺘﻬﺎ ،أﻥﻨﻲ آﻨ ﺖ أﺧ ّ ﻓﻜﺮﺕﻪ ﻳﻮﻣﻬﺎ. آﺎﻥﺖ ﺑﻲ رﻏﺒﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﻚ وﺕﺤﺪّي هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..وهﺬا اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻜﺎذب. رﻓﻌﺖ آﺄﺱﻲ اﻟﻤﻶى ﺑﻚ ..ﻥﺨﺐ ذاآﺮﺕﻚ اﻟﺘﻲ ﺕﺤﺘﺮف ﻣﺜﻠﻪ اﻟﻨﺴﻴﺎن .ﻥﺨﺐ ﻋﻴﻨﻴﻚ اﻟﻠﺘﻴﻦ ﺧﻠﻘﺘﺎ ﻟﺘﻜﺬﺑﺎ. ﻥﺨﺐ ﻓﺮح اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﺠﺎهﺰ ﻟﻠﺒﻜﺎء ..ﻥﺨﺐ ﺑﻜﺎﺉﻲ اﻟﻌﺎﺝﺰ ﻋﻦ اﻟﺪﻣﻮع. ﻲ أﻥﺖ اﻟﺘﻲ ﺹﺎﻟﺤﺘﻨﻲ ﻣﻊ اﷲ ،وأﻋﺪﺕﻨﻲ ﻳﻮﻣًﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺒﺎدة .هﺎ أﻥﺖ ﺕﺨ ﻮﻥﻴﻨﻨﻲ ﻟﻴﻠ ﺔ ﺝﻤﻌ ﺔ ..ﺕﺤّﻠ ﻴﻦ دﻣ ﻲ ،وﺕﻄﻠﻘ ﻴﻦ ﻋﻠ ّ رﺹﺎص اﻟﻐﺪر.. ﻓﻠﻤﺎذا ﻻ أﺱﻜﺮ اﻟﻴﻮم ..ﻣﻦ أآﺜﺮﻥﺎ آﻔﺮًا ﻳﺎ ﺕﺮى! ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻟﻢ ﺕﻜﻦ اﻟﺨﻤﺮة هﻮاﻳﺘﻲ .آﺎﻥﺖ ﻣﺸﺮوب ﻓﺮﺣﻲ وﺣﺰﻥﻲ اﻟﻤﺘﻄﺮف .وﻟﺬا ارﺕﺒﻄﺖ ﺑﻚ وﺑﺘﻘﻠﺒﺎﺕﻚ اﻟﺠﻨﻮﻥﻴ ﺔ. ث ﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺘﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺕﻨﺘﻬﻲ. ﻓﻔﻲ آﻞ ﻣﺮة ﺷﺮﺑﺖ ﻓﻴﻬﺎ آﻨﺖ أؤرخ ﻟﺤﺪ ٍ وهﺎ أﻥﺎ أﻓﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﻚ زﺝﺎﺝﺘﻲ اﻷﺧﻴ ﺮة ..وأرﺕﻜ ﺐ ﺝﻨ ﻮﻥﻲ اﻷﺧﻴ ﺮ .ﻓ ﻼ أﻋﺘﻘ ﺪ أﻥﻨ ﻲ ﻗ ﺪ أﺱ ﻜﺮ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻴ ﻮم .ﻷﻥﻨ ﻲ ﺱﺄﻏﺴﻞ ﻳﺪي ﻣﻨﻚ اﻟﻴﻮم ..وأﺷﻴّﻌﻚ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻲ. وﺣﺪﻩ أﻣﺮ ﻥﺎﺹﺮ ﻳﻌﻨﻴﻨﻲ اﻵن ،أﺧﻴﻚ اﻟﺬي ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻓﻲ أﺣ ﺪ ﻣﺴ ﺎﺝﺪ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ،ﻟﻴﻨﺴ ﻰ ﻣﺜﻠ ﻲ ،أﻥﻬ ﻢ ﺱﻴﺘﻨﺎوﺑﻮن ﻋﻠﻰ وﻟﻴﻤﺘﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ..وأن هﻨﺎك ﻣﻦ ﺱﻴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻚ ﻓﻲ ﻏﻔﻠ ٍﺔ ﻣﻨﺎ.. ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ..آﻨﺖ أﺱﻜﺮ ﻥﺨﺒﻪ ..ﻻ ﻏﻴﺮ! إﻳﻪ ﻥﺎﺹﺮ.. أﻥﺎ ..وأﻥﺖ ..وهﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ. ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺕﻮاﻃﺄت ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻄﺮف واﻟﺠﻨﻮن .ﻣﺪﻳﻨﺔ »ﺱﺎدﻳﺔ« ﺕﺘﻠ ﺬذ ﺑﺘﻌ ﺬﻳﺐ أوﻻده ﺎ .ﺣﺒﻠ ﺖ ﺑﻨ ﺎ دون ﺝﻬ ﺪ .ووﺽ ﻌﺘﻨﺎ آﻤﺎ ﺕﻀﻊ ﺱﻠﺤﻔﺎة ﺑﺤﺮﻳﺔ أوﻻدهﺎ ﻋﻨﺪ ﺷﺎﻃﺊ وﺕﻤﻀﻲ دون اآﺘﺮاث ،ﻟﺘﺴﻠﻤﻬﻢ ﻟﺮﺣﻤﺔ اﻷﻣﻮاج واﻟﻄﻴﻮر اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ.. »إﻓﻜﺮوا ..وإﻻ اﷲ ﻻ ﻳﺠﻌﻠﻜﻢ ﺕﻔﻜﱢﺮوا «..ﻳﻘﻮل»اﻟﻔﻜﺮون« ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ وهﻮ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ أوﻻدﻩ. وهﺎ ﻥﺤﻦ ﺑﻼ أﻓﻜﺎر ..ﻥﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻗﺪرﻥﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﺎﻥﺎت واﻟﻤﺴﺎﺝﺪ. هﺎ ﻥﺤﻦ ﺱﻠﺤﻔﺎة ﺕﻨﺎم ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮهﺎ .ﻗﻠﺒﻮهﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺕﻬﺮب ،ﻗﻠﺒﻮهﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻥﻘﻼب ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﻄﻖ.. ﻓﻜﻢ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﻤﻴﻼد اﻟﻤﻮت ﻓﻲ اﻟﻤﺪن اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻥﻮﻟﺪ وﻥﻤﻮت وﺱﻂ ﻣﺠﺮى اﻟﻬﻮاء واﻟﺮﻳﺎح اﻟﻤﻀﺎدة! وﻣﺎ أآﺒﺮ ﻳﺘﻢ اﻟﺴﻼﺣﻒ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ! ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺝﺎء ﺣﺴﺎن ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،وﻓﺎﺝﺄﻥﻲ ﺝﺎﻟﺴ ًﺎ أآﺘ ﺐ أﻣ ﺎم ﺕﻠ ﻚ اﻟﻄﺎوﻟ ﺔ وأﻣ ﺎﻣﻲ زﺝﺎﺝ ﺔ وﻳﺴ ﻜﻲ ﻥﺼ ﻒ ﻓﺎرﻏ ﺔ ،آ ﺎد ﻳﺸﻬﻖ ﻣﻦ اﻟﻌﺠﺐ .وﻇﻞ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻲ ﻣﺪهﻮﺷًﺎ وآﺄﻥﻨﻲ ﺑﻔﺘﺢ ﺕﻠﻚ اﻟﺰﺝﺎﺝﺔ أﺧﺮﺝﺖ ﻟﻪ ﻣﺎرداً ،أو ﺝ ّﻨًﺎ أﻃﻠﻘﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ. ﺣﺎوﻟﺖ أن أﻣﺎزﺣﻪ ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ: ﻲ هﻜﺬا ..أﻟﻢ ﺕ َﺮ زﺝﺎﺝﺔ آﻬﺬﻩ ﻗﺒﻞ اﻟﻴﻮم؟ ﻟﻤﺎذا ﺕﻨﻈﺮ إﻟ ّ١٨٥
وﺱﻠﻄﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻟﻴﺲ ﺣﺒًﺎ ﺑﺎﻟﺠﺎﻩ واﻟﺴﻠﻄﺔ ،إﻥﻤﺎ ﻟﻠ ّﻢ ﺷﻤﻞ اﻟﺜﻮرة وﻋﺪم ﺕﺮك ﻣﺠ ﺎل ﻟﻠﺨﻼﻓ ﺎت واﻻﻋﺘﺒ ﺎرات اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،وﺣﺘﻰ ﻻ ﺕﻤﻮت ﺕﻠﻚ اﻟﺸﻌﻠﺔ اﻷوﻟﻰ وﺕﺒﻌﺜﺮهﺎ اﻟﺮﻳﺎح.. ﻋﺎدت ذآﺮى ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ ﻓﺠﺄة .ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻟﻢ أﺣﺠﺰهﺎ ﻟﻪ.. وﻋﺎدت ﻃﻠّﺘﻪ ،ﻣﻮﺝﻌﺔ آﺘﻠﻚ اﻟﺮﺹﺎﺹﺎت اﻟﺘﻲ أﻓﺮﻏﻮهﺎ ﻓﻲ ﺝﺴﺪﻩ ﻳﻮﻣﺎً ،وأودت ﺑﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺸ ﻬﺪ اﺱ ﺘﻘﻼل اﻟﺠﺰاﺉ ﺮ ﺑﺄﺷﻬﺮ. أﻳﻦ هﻮ ﻟﻴﺤﻀﺮ هﺬا اﻟﻴﻮم اﻻﺱﺘﺜﻨﺎﺉﻲ اﻟﺬي ﺱﻴﺨﻠﻒ ﻣﻮﻋﺪﻩ أﻳﻀﺎَ؟ أآﺎن ﻗﺪرﻩ أن ﻳﺨﻠﻒ ﻓﺮﺣﺘﻴﻦ؟ ﻞ اﻟ ﺬﻳﻦ رﺣﻞ آﻤﺎ ﺝﺎء ،ﺱﺎﺑﻘًﺎ ﻟﺰﻣﻨﻪ ،وآﺄﻥﻪ أدرك أﻥﻪ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﻖ ﻟﻠ ﺰﻣﻦ اﻵﺕ ﻲ .آﻨ ﺖ أﻋ ﻲ ﺑﺸ ﻲء ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺮارة ،أن آ ّ ك ﻟﻦ ﻳﺤﻀﺮوا ﻋﺮﺱﻚ هﺬا. أﺣﺒّﻮ ِ ﺱﻴﺘﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﻓﺮﺣﻚ آﻞ اﻟﺬﻳﻦ آﻨ ِ ﺖ ﻓﺮﺣﺘﻬﻢ .ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ وزﻳﺎد ..وﻥﺎﺹﺮ أﻳﻀًﺎ. ﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻘﺮﻋﺔ ،وﻗﺎدﺕﻨﻲ اﻷﻗﺪار إﻟﻴﻚ؟ ﻟﻤﺎذا وﺣﺪي وﻗﻌﺖ ﻋﻠ ّ ﺖ ﺕﻠﻚ اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻣ ﻸت وﻟﻤﺎذا اﺱﺘﺪرﺝﺘﻨﻲ ﺣﺘﻰ هﻨﺎ ،ﺑﺎﺱﻢ اﻟﺬاآﺮة واﻟﺤﻨﻴﻦ ..وذﻟﻚ اﻟﺤﺐ اﻟﺠﻨﻮﻥﻲ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ،وﻗﻠ ِ ﺝﻴﻮب اﻷﺣﻼم وهﻤًﺎ» ..ﺱﺄآﻮن ﻟﻚ ﻣﺎدﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ.«.. آﻴﻒ ﺹﺪّﻗﺘﻚ ..وﺝﺌﺖ؟ وآﻨﺖ أدري أﻥﻚ ﺕﻜﺬﺑﻴﻦ ،وﺕﻬﺪﻳﻨﻨﻲ اﻟﻐﻴﻮم اﻟﺒﻴﻀﺎء ..ﻟﺼﻴﻒ ﻃﻮﻳﻞ .وﻟﻜﻦ ..ﻣﻦ ﻳﻘﺎوم ﻣﻄﺮ اﻟﻜﺬب اﻟﺠﻤﻴﻞ؟ هﻨﺎﻟﻚ أآﺎذﻳﺐ ﻥﺤﺎول أن ﻥﺼﺪّﻗﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻥﺤﺮج اﻟﻨﺸﺮات اﻟﺠﻮﻳﺔ .ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﻬﻄﻞ اﻷﻣﻄﺎر داﺧﻠﻨﺎ ..ﻣ ﻦ ﻳﺠﻔ ﻒ دﻣ ﻊ اﻟﺴﻤﺎء؟ ﺖ اﻣﺮأة ﺱﺎدﻳّﺔ ،وآﻨﺖ أﻋﺮف ذﻟﻚ. ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ آﻨ ِ ﺖ اﺑﻨﺘﻪ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ!«. أذآﺮ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﻓﻴﻪ» :ﻟﻮ ﺧﻠّﻒ هﺘﻠﺮ اﺑﻨﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ ..ﻟﻜﻨ ِ ﺖ أﻥ ﺎ ﺑﺴ ﺬاﺝﺔ اﻟﻀ ﺤﻴﺔ» :ﻻ أدري ﻣ ﺎ اﻟ ﺬي ﺖ ﻳﻮﻣﻬﺎ .ﺽﺤﻜﺖ ..ﺽ ﺤﻜﺔ ﺣ ﺎآﻢ ﺝ ّﺒ ﺎر واﺙ ﻖ ﻣ ﻦ ﻗﻮّﺕ ﻪ .وﻋﻠّﻘ ُ ﺽﺤﻜ ِ ﺐ اﻣﺮأة ﻃﺎﻏﻴﺔ!.«.. أوﺹﻠﻨﻲ إﻟﻰ ﺣﺒﻚ ،أﻥﺎ اﻟﻬﺎرب ﻣﻦ ﺣﻜﻢ اﻟﺠﺒﺎﺑﺮة ..أﻳﻤﻜﻦ ﺑﻌﺪ هﺬا اﻟﻌﻤﺮ أن أﻗﻊ ﻓﻲ ﺣ ّ ﻲ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻣﻮﺽ ﻮع ﻟﻠﻜﺘﺎﺑ ﺔ.. ﺠ ُﺮ ﻓ ﱠ اﺑﺘﺴﻤﺖ ﻓﺠﺄة ..ﺙﻢ ﻗﻠﺖ ﺑﻌﺪ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺼﻤﺖ» :ﻣﺪهﺶ أﻥﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﺘﺤﺪث ،ﺕﻔ ّ ﺱﺄآﺘﺐ ﻳﻮﻣًﺎ هﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮة.«.. اآﺘﺒﻴﻬﺎ إذن ذات ﻳﻮم ..ﺹﺤﻴﺢ أﻥﻬﺎ ﺕﺼﻠﺢ ﻟﺮواﻳﺔ! *** ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺼﺒﺎح ،آﺎﻥﺖ اﻟﺨﻤﺮة ﻣﻠﺠﺌﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ ،ﻷﻥﺴﻰ ﺧﻴﺒﺘﻲ ﻣﻌﻚ. ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺆﺙﺜﻬﺎ ﺱﺮﻳﺮ ﻓﺎرغ ،وﻥﺎﻓﺬة ﺕﻄﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺂذن واﻟﺠﺴ ﻮر ،وﻃﺎوﻟ ﺔ ﻓﺎرﻏ ﺔ ﻣ ﻦ ﻟ ﻮازم اﻟﺮﺱ ﻢ ،ﻟ ﻢ أﺝﺪ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻃﻮق ﻥﺠﺎة ﺱﻮى ﺑﻀﻊ أوراق وأﻗﻼم ﻓﻘﻂ ،وزﺝﺎﺝﺔ وﻳﺴﻜﻲ أﺣﻀﺮﺕﻬﺎ ﻟﺤﺴﺎن ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻮب ،وﻣﺎزاﻟﺖ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﺒﺘﻲ ﺕﻨﺘﻈﺮ .ﻓﺄﺣﻀﺮﺕﻬﺎ ورﺣﺖ أﺷﺮب ذﻟﻚ اﻟﺼﺒﺎح ﻥﺨﺐ زﻳﺎد وﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ ..وﻥﺨﺐ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ. ١٨٤
ﺕﺼﻮر ﺑﻤﺎذا ﻃﻠﻊ ﻟﻲ ﻥﺎﺹﺮ اﻟﻴﻮم؟ إﻥﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺤﻀﺮ ﻋﺮس أﺧﺘﻪ..ﻻ: ﻗﻠﺖ وأﻥﺎ أزداد ﻓﻀﻮ ً ﻟﻤﺎذا؟ﻗﺎل: إﻥﻪ ﺽﺪ هﺬا اﻟﺰواج ..وﻻ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﺎﻟﻀﻴﻮف وﻻ ﺑﺎﻟﻌﺮﻳﺲ ..وﻻ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﻤّﻪ!آﺪت أﻗﺎﻃﻌﻪ »ﻣﻌﻪ ﺣﻖ« ..وﻟﻜﻨﻨﻲ ﺱﺄﻟﺘﻪ: وأﻳﻦ هﻮ اﻵن؟ﻗﺎل: ﻟﻘﺪ ﺕﺮآﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ .ﻗﺎل ﻟﻲ إﻥﻪ ﻳﻔﻀّﻞ أن ﻳﻘﻀﻲ ﻳﻮﻣﻪ هﻨﺎك ﺑﺪل أن ﻳﻘﻀﻴﻪ ﻣﻊ هﺆﻻء »اﻟﻘﻮّا!«...ل: وﻷول ﻣﺮة ﺽﺤﻜﺖ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻲ .وﻟﻢ أﺱﺘﻄﻊ أن أﻣﻨﻊ ﻥﻔﺴﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﺑﺼﻮت ﻋﺎ ٍ راﺉﻊ ﻥﺎﺹﺮ ..واﷲ »ﻥﺴﺘﻌﺮف ﺑﻴﻪ«!.وﻟﻜﻦ ﺣﺴﺎن ﻗﺎﻃﻌﻨﻲ ﺑﺼﻮ ٍ ت ﻓﻴﻪ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﻌﺘﺎب واﻟﻌﺠﺐ: واش ﺑﻴﻚ هﺒﻠﺖ إﻥﺖ ﺕﺎﻥﻲ ..ﻋﻴﺐ ..ﺷﻔﺖ واﺣﺪ ﻣﺎ ﻳﺮوّﺣﺶ ﻟﻌﺮس أﺧﺘﻮ ..واش ﻳﻘﻮﻟﻮا اﻟﻨﺎس..اﻟﻨﺎس ..اﻟﻨﺎس ..ﻳﻘﻮﻟﻮا واش ﻳﺤﺒﻮا ..ﺧﻠﻴﻨﺎ ﻳﺎ راﺝﻞ ﻳﺮﺣﻢ واﻟﺪﻳﻚ.. وﻗﺒﻞ أن أﻗﻮل ﻟﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ﻗﺎل: اﺑﻖ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ إذن ..ﺱﺄﻣﺮ ﻋﻠﻴﻢ ﺣﺎل ﻣﺎ اﻥﺘﻬﻲ .ﺱﻨﺘﺤﺪث ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻮﺽ ﻊ ﻓﻴﻤ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ،ﻓﺄﻥ ﺎ أﺣ ﺪﺙﻚ ﻣ ﻦ ﻣﻘﻬ ﻰ،وﺣﻮﻟﻲ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ) ...ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﻚ!.(.. ﺙﻢ أﺽﺎف: ﻼ أﻋﺪّﺕﻪ ﻟﻚ ﻋﺘﻴﻘﺔ.. ﺱﺘﺠﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺒﺦ أآ ًوﺽﻌﺖ اﻟﺴﻤﺎﻋﺔ .وﻋﺪت إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻲ. ﻟﻢ أآﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﺝﺔ إﻟﻰ أآﻞ .آﻨﺖ ﻓﻘﻂ أﺷﻌﺮ ﺑﺸﻲء ﻣ ﻦ اﻟﻈﻤ ﺄ اﻟﺼ ﺒﺎﺣﻲ ،وﺑﺸ ﻲء ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺮارة اﻟﺘ ﻲ ﺹ ﺎر ﻟﻬ ﺎ ﻓﺠ ﺄة ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻟﻬﺎﺕﻒ ،ﻣﺬاق اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ. ﻟﻘﺪ ﻣﻸﻥﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻥﺎﺹﺮ ﻏﺒﻄﺔ .ﺷﻌﺮت أن هﻨﺎك ﺷﺨﺼ ًﺎ ﺁﺧ ﺮ ﻳﺸ ﺎرآﻨﻲ ﺣﺰﻥ ﻲ دون ﻋﻠﻤ ﻪ ،وﻳﻘ ﻒ ﻣﻌ ﻲ ﺽ ّﺪ ه ﺬا اﻟﺰواج ،وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ.. ﻞ ﻥﺎﺹﺮ ،ﺝﺪﻳﺮ ﺑﺄن ﻳﻜﻮن اﺑﻦ ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ. ﻓﺤ ٌ ﻟﻢ أﻟﺘ ِ ﻖ ﺑﻪ ﺑﻌﺪ .وﻟﻜﻦ أﺕﻮﻗﻊ أن ﻳﻜﻮن )راﺱﻮ ﺧﺸﻴﻦ (..ﻣﺜﻞ أﺑﻴﻪ .أن ﻳﻜﻮن ﻋﻨﻴﺪًا وﻣﺒﺎﺷﺮًا ﻣﺜﻠﻪ. ﻼ ﻣﺜﻠﻪ ﻓﻠﻦ ﻳﻨﺠﺢ ﺣﺴﺎن أﺑﺪًا ﻓﻲ ﺕﻐﻴﻴﺮ رأﻳﻪ. وإذا آﺎن ﻓﻌ ً ﻣﺎزﻟﺖ أذآﺮ ﻋﻨﺎد ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ وﻗﺮاراﺕﻪ اﻟﻨﻬﺎﺉﻴﺔ داﺉﻤﺎً ،اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﺣﺪ أن ﻳﺰﻳﺤﻪ ﻋﻨﻬﺎ. وﻗﺘﻬﺎ آﻨﺖ أﺝﺪ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﻮاﻗﻒ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ اﻟﺪآﺘﺎﺕﻮرﻳﺔ ،وﻏﺮور اﻟﻘﺎﺉﺪ .ﺙﻢ ﻣﻊ اﻟﺰﻣﻦ ،أدرآ ﺖ أﻥ ﻪ آ ﺎن ﻻ ﺑ ﺪ ﻟﻠﺜ ﻮرة ل ﻣﺜ ﻞ ﺱ ﻲ اﻟﻄ ﺎهﺮ ،ﺑ ﺬﻟﻚ اﻟﻌﻨ ﺎد ،وﺕﻠ ﻚ اﻟﺜﻘ ﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻨﻔﺲ ،ﺣﺘ ﻰ ﻳﻔﺮﺽ ﻮا رأﻳﻬ ﻢ ﻓ ﻲ أﻳﺎﻣﻬ ﺎ اﻷوﻟ ﻰ ﻣ ﻦ رﺝ ﺎ ٍ ١٨٣
آﺎﻥﺖ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺮﻣﺎدﻳﺔ ﺕﺘﻮاﻟﺪ ﻓﻲ ذهﻨﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺼﺒﺎح .واﻟﻐﻴﻆ ﻳﻤﻠﺆﻥﻲ ﺕﺪرﻳﺠﻴًﺎ آﻠﻤﺎ ﺕﻘﺪّﻣﺖ اﻟﺴﺎﻋﺔ واﻗﺘﺮب وﻗﺖ ﻗﺪوم ﺣﺴﺎن وﻥﺎﺹﺮ ﻟﻤﺮاﻓﻘﺘﻲ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﺒﻴﺖ ،ﻷﺣﻀﺮ ﻋﺮﺱﻚ. ﻼ ﻳﺪي وﻣﻨﻌﺎﻥﻲ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ أن أﺣﻠﻖ ذﻗﻨﻲ أو أﺱﺘﻌﺪ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻔﺮح اﻟﻤﺄﺕﻢ. وآﺎن ﻏﻴﻈﻲ وﺧﻴﺒﺘﻲ ﻗﺪ ﺷ ّ آﻨﺖ أذهﺐ وأﺝﻲء ﻓﺠﺄة ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ ﻣﺪﻣﻦ ﺕﻨﻘﺼﻪ رﺷﻔﺔ أﻓﻴﻮﻥﻪ. آﻴﻒ ﻟﻢ أﺕﻮﻗﻊ أن أﺷﻌﺮ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺤﺎﺝﺔ اﻟﻤﺮﺽ ﻴّﺔ اﻟﻴ ﻮم ﻹﻣﺴ ﺎك ﻓﺮﺷ ﺎة ،وﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﺮﻏﺒ ﺔ اﻟﺠﺎرﻓ ﺔ ﻟﻠﺮﺱ ﻢ؟ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺮﻏﺒ ﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺕﻘﺎوم ،واﻟﺘﻲ ﺕﺼﺒﺢ أﻟﻤًﺎ ﻓﻲ أﻃﺮاف اﻷﺹﺎﺑﻊ ،وﺕﻮﺕﺮًا ﺝﺴﺪﻳًﺎ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻋﻀﻮ إﻟﻰ ﺁﺧﺮ؟ ﻲ إرهﺎﻗًﺎ وﻥﺸﻮة. آﻨﺖ أرﻳﺪ أن أرﺱﻢ ..وأرﺱﻢ ..ﺣﺘﻰ أﻓﺮغ ﻣﻦ آﻞ ﺷﻲء .وأﻗﻊ ﻣﻴﺘًﺎ ..أو ﻣﻐﻤﻰ ﻋﻠ ّ ﻣﻦ اﻷرﺝﺢ أﻥﻨﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺮة ﻟﻦ أرﺱﻢ ﺝﺴﻮرًا وﻻ ﻗﻨﺎﻃﺮ .رﺑﻤ ﺎ رﺱ ﻤﺖ ﻥﺴ ﺎ ًء ﺑﻤ ﻼءات ﺱ ﻮداء ..وﻣﺜﻠﺜ ﺎت ﺑﻴﻀ ﺎء.. وﻋﻴﻮن آﺎذﺑﺎت ،واﻋﺪات ﺑﻔﺮح ﻣﺎ .ﻓﺎﻟﻠﻮن اﻷﺱﻮد ﻟﻮن آﺎذب ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺣﻴﺎن ..ﺕﻤﺎﻣًﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﻠﻮن اﻷﺑﻴﺾ. وﻗﺪ ﻻ أرﺱﻢ ﺷﻴﺌﺎً ،وأﻣﻮت هﻜﺬا واﻗﻔﺎً ،ﻋﺎﺝﺰًا أﻣﺎم ﻟﻮﺣﺔ ﺑﻴﻀﺎء. ﻓﻬﻞ أروع ﻣﻦ أن ﻥﻮﻗّﻊ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺑﻴﻀﺎء ﺑﺒﻴﺎض ،وﻥﻨﺴﺤﺐ ﻋﻠﻰ رؤوس اﻷﺹﺎﺑﻊ ،ﻣﺎدﻣﻨ ﺎ ﻟ ﻢ ﻥﻮ ّﻗ ﻊ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳ ﺔ، ووﺣﺪهﺎ اﻷﻗﺪار ﺕﻮﻗّﻊ ﺣﻴﺎﺕﻨﺎ ،وﺕﻔﻌﻞ ﺑﻨﺎ ﻣﺎ ﺕﺸﺎء؟ ﻟﻤﺎذا اﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻴﺎء إذن ..ﻟﻤﺎذا اﻟﻤﺮاوﻏﺔ؟ أﻣﺎ آﻨ ِ ﺖ ﻟﻮﺣﺘﻲ؟ ﻣﺎ ﻓﺎﺉﺪة أن أآﻮن رﺱﻤﺘﻚ أﻟﻒ ﻣﺮة ،ﻣﺎدام ﺁﺧﺮ ﺱﻴﻀﻊ ﺕﻮﻗﻴﻌﻪ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻴﻮم ،ﺱﻴﻀ ﻊ ﺑﺼ ﻤﺎﺕﻪ ﻋﻠ ﻰ ﺝﺴﺪك ،واﺱﻤﻪ ﺝﻮار أوراﻗﻚ اﻟﺜﺒﻮﺕﻴﺔ؟ وﻣﺎذا ﺕﻔﻴﺪ ﻋﺸﺮات اﻟﻤﺴﺎﺣﺎت اﻟﺘﻲ ﻏﻄﻴﺘﻬﺎ ﺑﻚ ،أﻣﺎم ﺱﺮﻳﺮ ﺱﻴﺤﺘﻮي ﺝﺴﺪك ..وﻳﺨﻠّﺪ أﻥﻮﺙﺘﻚ اﻷﺑﺪﻳﺔ؟ ي ﺝﺪوى ﻟﻤﺎ أرﺱﻤﻪ ..إذا آﺎن هﻨﺎك داﺉﻤًﺎ ﻣﻦ ﺱﻴﻀﻊ ﺕﻮﻗﻴﻌﻪ ﻥﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻲ آﺎﻟﻌﺎدة؟ أ ّ *** ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻴﺄس ،د ّ ق ﻓﺠﺄة اﻟﻬﺎﺕﻒ ،وأﺧﺮﺝﻨﻲ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﻣﻦ وﺣﺪﺕﻲ وهﻮاﺝﺴﻲ .ﻓﺮﺣﺖ أﺱﺮع ﻥﺤ ﻮ اﻟﻐﺮف اﻟﺒﻌﻴﺪة اﻷﺧﺮى ،ﻷر ّد ﻋﻠﻴﻪ. آﺎن ﺣﺴﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻂ .ﺱﺄﻟﻨﻲ دون ﻣﻘﺪﻣﺎت: واش راك ﺕﻌﻤﻞ..؟أﺝﺒﺘﻪ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺼﺪق: آﻨﺖ ﻏﺎﻓﻴًﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ..ﻗﺎل: ﺣﺴﻨًﺎ إذن ..ﺕﻮﻗﻌﺖ أن ﺕﻜﻮن ﺝﺎهﺰًا وﺕﻨﺘﻈﺮﻥﻲ ﻣﻨﺬ ﻣﺪة .آﻨﺖ أرﻳﺪ أن أﺧﺒﺮك أﻥﻨ ﻲ ﻗ ﺪ أﺕ ﺄﺧﺮ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻮﻗ ﺖ.هﻨﺎﻟﻚ ﻣﺸﻜﻞ ﺹﻐﻴﺮ ﻳﺠﺐ أن أﺣﻠّﻪ. ﺱﺄﻟﺘﻪ ﻣﺘﻌﺠﺒًﺎ: ي ﻣﺸﻜﻞ؟ أ ّﻗﺎل: ١٨٢
ﻼ ﺁﺧﺮ ﻗﺪ أﺽﻴﻒ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼت أﺧ ﺮى ﻳﻮﻣﻬ ﺎ ،وأﻥ ﻚ ورﺑﻤﺎ آﺎن هﺬا ﺱﺮ ﺣﺰﻥﻲ اﻵﺧﺮ .ﻓﻘﺪ آﻨﺖ أدري أن ﻣﺴﺘﺤﻴ ً ﻟﻦ ﺕﻜﻮﻥﻲ ﻟﻲ أﺑﺪًا ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم. ﻻ ﻣﻦ ﻳﺪي اﻟﻴﻤﻨﻰ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم. ﻟﻢ أآﻦ ﺧﺠﻮ ً ﻞ ﺑﻲ ﻣﺎزﻟﺖ أﺣﺘﺮم ﺝﺴﺪي. ﺷﻌﺮت ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻻرﺕﻴﺎح ،وأﻥﺎ أآﺘﺸﻒ أﻥﻨﻲ ﺑﺮﻏﻢ آﻞ ﻣﺎ ﺣ ّ اﻟﻤﻬﻢ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻻت ،أﻻ ﻥﻔﻘﺪ اﺣﺘﺮام ﺝﺴﺪﻥﺎ وﻥﺤﻦ ﻥﻤﻨﺤﻪ ﻷول ﻋﺎﺑﺮ ﺱﺒﻴﻞ. ﻓﺄﻳﻦ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻥﺴﻜﻦ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إن ﻥﺤﻦ أهﻨّﺎﻩ ..وإن رﻓﺾ أن ﻳﻨﺴﻰ ذﻟﻚ؟ رﻣﻴﺖ ﻓﺠﺄة ﺑﺎﻟﻐﻄﺎء ،واﺕّﺠﻬﺖ ﻥﺤﻮ اﻟﻨﺎﻓﺬة وأﺷﺮﻋﺘﻬﺎ وآ ﺄﻥﻨﻲ أﻓﺘﺤﻬ ﺎ ﻟﻴﺨ ﺮج ﻃﻴﻔ ﻚ ﻣﻨﻬ ﺎ إﻟ ﻰ اﻷﺑ ﺪ ،وﻳ ﺪﺧﻞ اﻟﻨ ﻮر إﻟﻰ ﺕﻠﻚ اﻟﻐﺮﻓﺔ. ﻲ ﺺ ﻋﻠ ّ ﻲ ﻣﻊ اﻟﻌﺘﻤﺔ ،ﺕﻨ ﺎم إﻟ ﻰ ﺝ ﻮاري ،ﺕﻘ ّ ﻦ واﻟﺴﺤﺮة ،ﻣﺎذا ﻟﻮ آﻨﺖ ﺝﻨّﻴﺔ ﺕﺘﺴﻠﻞ إﻟ ّ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻤﺴﻜﻮﻥﺔ ﺑﺎﻟﺠ ّ ﻞ ﺱﺤﺮي ﻟﻤﺄﺱﺎﺕﻲ ..ﺙﻢ ﺕﺨﺘﻔﻲ ﻣﻊ أول ﺷﻌﺎع وﺕﺘﺮآﻨﻲ ﻟﻬﻮاﺝﺴﻲ وﻇﻨّﻲ؟ ﻗﺼﺼًﺎ ﻋﺠﻴﺒﺔ ،ﺕﻌﺪﻥﻲ ﺑﺄﻟﻒ ﺣ ّ هﻞ ﺧﺮج ﻃﻴﻔﻚ ﺣﻘًﺎ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﺱﺮﻳﺮي ..ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺘﻲ وذاآﺮﺕﻲ .وهﺮب ﻣﻦ ﺕﻠﻚ اﻟﻨﺎﻓﺬة؟ ﻻ أدري! أدري ﻓﻘﻂ أن ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ،دﺧﻠﺖ ﻣﻦ ﺕﻠﻚ اﻟﻨﺎﻓﺬة ﻥﻔﺴﻬﺎ ،اﻟﺘﻲ ﻗﻠّﻤﺎ ﻓﺘﺤﺘﻬﺎ. وإذا ﺑ ﺎﻷذان ﻳﻔ ﺎﺝﺌﻨﻲ ﻣ ﻦ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻣﺌﺬﻥ ﺔ ﻓ ﻲ ﺁن واﺣ ﺪ ،وﻳﺴ ﻤّﺮﻥﻲ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺎﻥﻲ أﻣ ﺎم اﻷﻗ ﺪام اﻟﻤﺴ ﺮﻋﺔ ﻓ ﻲ آ ﻞ اﻻﺕﺠﺎهﺎت. ث ﻣﺎ ..ﻣﺄﺧﻮذًا ﺑﻬﻤﻮﻣ ﻪ اﻟﻴﻮﻣﻴ ﺔ، وآﺎن ﺝﺴﺮ )ﺱﻴﺪي راﺷﺪ( ﻳﺒﺪو ﺑﺪورﻩ ﻣﻨﻬﻤﻜًﺎ ﻓﻲ ﺣﺮآﺔ داﺉﻤﺔ آﺎﻣﺮأة ﺕﺴﺘﻌﺪ ﻟﺤﺪ ٍ وﺑﺤﻤﺎس ﻥﻬﺎﻳﺎت اﻷﺱﺒﻮع. وﺝﺪت ﻓﻲ اﻥﺸﻐﺎﻟﻪ ﻋﻦ ﺣﺰﻥﻲ ذﻟﻚ اﻟﺼﺒﺎح ﺑﺎﻟﺬات ﺷﻴﺌًﺎ ﺷﺒﻴﻬًﺎ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎﻥﺔ ..وﻋﺪم اﻟﻌﺮﻓﺎن ﺑﺎﻟﺠﻤﻴﻞ. ﻗﺮرت ﺑﺪوري أﻻ أﺝﺎﻣﻠﻪ ..ﻓﺄﻏﻠﻘﺖ ﻓﻲ وﺝﻬﻪ وﺝﻬﻲ ..و َر َددْت اﻟﻨﺎﻓﺬة.. وﻓﺠﺄة ..اﻥﺘﺎﺑﺘﻨﻲ رﻏﺒﺔ ﺝﺎرﻓﺔ ﻟﻠﺮﺱﻢ .زوﺑﻌﺔ ﺷﻬﻮة اﻷﻟ ﻮان ..ﺕﻜ ﺎد ﺕ ﻮازي رﻏﺒﺘ ﻲ اﻟﺠﻨﺴ ﻴﺔ اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ وﺕﺴ ﺎوﻳﻬﺎ ﻋﻨﻔ ًﺎ وﺕﻄﺮّﻓًﺎ. ﻟﻢ أﻋﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﺝﺔ إﻟﻰ اﻣﺮأة ..ﺷﻔﻴﺖ ﻣﻦ ﺝﺴﺪي واﻥﺘﻘﻞ اﻷﻟﻢ إﻟﻰ أﻃﺮاف أﺹﺎﺑﻌﻲ.. ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﺴﺮﻳﺮ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻟﻠﺬّﺕﻲ وﻻ ﻟﻄﻘﻮس ﺝﻨﻮﻥﻲ .وﺣﺪهﺎ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻤﺴ ﺎﺣﺔ اﻟﺒﻴﻀ ﺎء اﻟﻤﺸ ﺪودة إﻟ ﻰ اﻟﺨﺸ ﺐ آﺎﻥﺖ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ إﻓﺮاﻏﻲ ﻣﻦ ذاﺕﻲ. ﺐ اﻵن ﻟﻌﻨﺘﻲ ،أﺑﺼﻖ ﻣﺮارة ﻋﻤ ٍﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺒﺎت. ﻓﻴﻬﺎ أرﻳﺪ أن أﺹ ّ أﻓﺮغ ذاآﺮة اﻥﺤﺎزت ﻟﻠﻮن اﻷﺱﻮد ..ﻣﺬ اﻥﺤ ﺰت ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ اﻟﻤﻠﺘﺤﻔ ﺔ _ﺣﻤﺎﻗ ﺔ_ ﺑﺎﻟﺴ ﻮاد ﻣﻨ ﺬ ﻗ ﺮون ،واﻟﺘ ﻲ ﺕﺨﻔ ﻲ وﺝﻬﻬﺎ _ﺕﻨﺎﻗﻀًﺎ_ ﺕﺤﺖ ﻣﺜﻠﺚ أﺑﻴﺾ ﻟﻺﻏﺮاء. ﺱﻼﻣًﺎ أﻳﻬ ﺎ اﻟﻤﺜﻠ ﺚ اﻟﻤﺴ ﺘﺤﻴﻞ ..ﺱ ﻼﻣًﺎ أﻳﺘﻬ ﺎ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺕﻌ ﻴﺶ ﻣﻐﻠﻘ ﺔ وﺱ ﻂ ﺙﺎﻟﻮﺙﻬ ﺎ اﻟﻤﺤ ﺮم ) اﻟ ﺪﻳﻦ – اﻟﺠ ﻨﺲ – اﻟﺴﻴﺎﺱﺔ(. آﻢ ﺕﺤﺖ ﻋﺒﺎءﺕﻚ اﻟﺴﻮداء ..اﺑﺘﻠﻌﺖ ﻣ ﻦ رﺝ ﺎل .ﻓﻠ ﻢ ﻳﻜ ﻦ أﺣ ﺪ ﻳﺘﻮ ّﻗ ﻊ أن ﺕﻜ ﻮن ﻟ ﻚ ﻃﻘ ﻮس ﻣﺜﻠ ﺚ )ﺑﺮﻣ ﻮدا( وﺷ ﻬﻴﺘﻪ ﻟﻺﻏﺮاق.. ١٨١
أﻥﺎ اﻟﺬي ﻟﻢ أرﻓ ﻊ ﻳ ﺪي اﻟﻮﺣﻴ ﺪة ﻓ ﻲ وﺝ ﻪ اﻣ ﺮأة ،رﺑﻤ ﺎ آﻨ ﺖ ﺽ ﺮﺑﺘﻚ ذﻟ ﻚ اﻟﻴ ﻮم ﺣ ّﺪ اﻷﻟ ﻢ ،ﺙ ﻢ أﺣﺒﺒﺘ ﻚ ﺣ ﺪ اﻷم ،ﺙ ﻢ ﺝﻠﺴﺖ إﻟﻰ ﺝﻮار ﺝﺴﺪك أﻋﺘﺬر ﻟﻪ.. ﺷ ﻤﻚ ﺑﺸﺮاﺱ ﺔ اﻟ ُﻘ َﺒ ﻞ ،ﻋﺴ ﺎك ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻀ ﺒﺔ ﺑﺎﻟﺤﻨ ﺎء ،ﻷو ّ ﻲ ﺣﻤ ﺮة أﻃﺮاﻓ ﻚ اﻟﻤﺨ ّ أﻗ ّﺒ ﻞ آ ﻞ ﺷ ﻲء ﻓﻴ ﻚ ،أﻣﺤ ﻮ ﺑﺸ ﻔﺘ ّ ﺕﺴﺘﻴﻘﻈﻴﻦ ﺕﻜﺘﺸﻔﻴﻨﻨﻲ ﻣﺮﺱﻮﻣًﺎ ﻋﻠﻰ ﺝﺴﺪك آﺎﻟﻮﺷﻢ ،ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻠﻮن اﻷﺧﻀﺮ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺮﺱﻢ إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺴﺪ! س أو ﺑﻘ ﺮا ٍر ﻞ ذﻟ ﻚ اﻟﺠﻨ ﻮن؟ أآﻨ ﺖ أرﻳ ﺪ أن أﻥﻔ ﺮد ﺑ ﻚ وأﻣﺘﻠﻜ ﻚ ﻗﺒﻠ ﻪ ،أم آﻨ ﺖ أدري ﻳﻮﻣﻬ ﺎ ﺑﺤ ﺪ ٍ ﻣﻦ أﻳ ﻦ ﺝ ﺎءﻥﻲ آ ّ ﻣﺴﺒﻖ أﻥﻨﻲ أﻥﻔﻖ ﻣﻌﻚ ﺁﺧﺮ رﻋﺸﺎت اﻟﻠﺬّة ،وأﻥﻨﻲ ﺱﺄﺽﻌﻚ ﺧﺎرج هﺬا اﻟﺴﺮﻳﺮ ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم إﻟﻰ اﻷﺑﺪ؟ ﻟﻢ ﺕﻜﻦ ﻣﺸﻜﻠﺘﻲ ﻣﻌﻚ ﻣﺠﺮد ﺷﻬﻮة .ﻟﻮ آﺎﻥﺖ ﻟﺤﺴﻤﺘﻬﺎ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أو ﺑﺄﺧﺮى. هﻨﺎﻟﻚ أآﺜﺮ ﻣﻦ اﻣﺮأة هﻨﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻤﺘﻠﻜﻬﺎ رﺝﻞ دون ﺝﻬﺪ. هﻨﺎﻟﻚ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﺎب ﻥﺼﻒ ﻣﻔﺘﻮح ﻳﻨﺘﻈﺮ أن ﻳﻔﺘﺤﻪ رﺝﻞ. ﻦ ﻣﺮارًا ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺒﻴﻮت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ ،وأدري رﻏﺒﺘﻬﻦ اﻟﺴﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺐ. هﻨﺎك ﺝﺎرات ﺕﺘﻘﺎﻃﻊ ﺧﻄﻮاﺕﻲ ﺑﻬ ّ ﻚ رﻣﻮز ﻥﻈﺮات اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻤﺤﺘﺸﻤﺎت ..واﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺎت ﻓﻲ اﻟﻠﻴﺎﻗﺔ واﻟﻤﻔﺮدات اﻟﻤﺆدﺑﺔ. ﺕﻌﻠﻤﺖ ﻣﻊ اﻟﺰﻣﻦ ،أن أﻓ ّ وﻟﻜﻨﻨﻲ آﻨﺖ أﺕﺠﺎهﻞ ﻥﻈﺮﺕﻬﻦ ودﻋﻮﺕﻬﻦ اﻟﺼﺎﻣﺘﺔ إﻟﻰ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ. ﻟﻢ أﻋﺪ أدري اﻟﻴﻮم ..إن آﻨﺖ أﺕﺼﺮف آﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﻣﺒﺪأ ..أم ﻋﻦ ﺣﻤﺎﻗﺔ وﺷﻌﻮر ﻏﺎﻣﺾ ﺑﺎﻟﻐﺜﻴﺎن؟ آﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ أﺷﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﻦ ..وأﺣﺘﻘﺮ أزواﺝﻬﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻴﺮون آﺎﻟﺪﻳﻮك اﻟﻤﻐﺮورة دون ﻣﺒﺮر.. ﺱﻮى أﻥﻬﻢ ﻳﻤﺘﻠﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ دﺝﺎﺝﺔ ﻣﻤﺘﻠﺌﺔ ﻣﺘﺸﺤّﻤﺔ ﻟﻢ ﻳﻘﺮﺑﻬﺎ أﺣﺪ رﺑﻤﺎ ﻋﻦ ﻗﺮف! ن ﺝﻨﺎﺣﻴﻬﺎ اﻟﻘﺼﻴﺮﻳﻦ ..ﻣﺎزاﻻ ﻳﻤﺎرﺱﺎن اﻟﻘﻔﺰ ..ﻓﻄﺮﻳًﺎ! أو أﺧﺮى ﺷﻬﻴّﺔ وﻣﺪﺝّﻨﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ وﻻ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺹﺎﺣﺒﻬﺎ أ ّ ﻳﺎ ﻟﺤﻤﺎﻗﺔ اﻟﺪﻳﻮك! إذا آﺎﻥ ﺖ آ ﻞ اﻟﻨﺴ ﺎء ﻋﻔﻴﻔ ﺎت هﻨ ﺎ ،وﺷ ﺮف آ ﻞ اﻟﺮﺝ ﺎل ﻣﺼ ﻮﻥﺎً ،ﻓﻤ ﻊ ﻣ ﻦ ﻳﺰﻥ ﻲ ه ﺆﻻء إذن؟ وآﻠﻬ ﻢ دون اﺱ ﺘﺜﻨﺎء ﻳﺘﺒﺠّﺢ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ اﻟﺮﺝﺎﻟﻴﺔ ﺑﻤﻐﺎﻣﺮاﺕﻪ؟ أﻟﻴﺲ آﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻀﺤﻚ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ ..وﻻ ﻳﺪري أن هﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻀﺤﻚ ﻋﻠﻴﻪ؟! آﻢ أآﺮﻩ ذﻟﻚ اﻟﺠﻮ اﻟﻤﻮﺑﻮء ﺑﺎﻟﻨﻔﺎق ..وﺕﻠﻚ اﻟﻘﺬارة اﻟﻤﺘﻮارﺙﺔ ..ﺑﻨﺰاهﺔ! ﻳﺤﺪث ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﺘﻘﺎﻃﻊ ﻥﻈﺮاﺕﻲ ﺑﻬﻦّ ،أن أﺱﺘﻌﻴﺪ ﻗﻮﻟﻚ ﻣﺮة ،ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺑﺪﻳﺖ ﻟ ﻚ دهﺸ ﺘﻲ ﻣﻤ ﺎ ﺝ ﺎء ﻓ ﻲ رواﻳﺘ ﻚ اﻷوﻟ ﻰ.. ورﺣﺖ أﺱﺘﺠﻮﺑﻚ ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ ذاآﺮة ﻣﺸﺒﻮهﺔ. ﺖ: ﻗﻠ ِ »ﻻ ﺕﺒﺤﺚ آﺜﻴﺮًا ..ﻻ ﻳﻮﺝﺪ ﺷﻲء ﺕﺤﺖ اﻟﻜﻠﻤﺎت .إن اﻣﺮأة ﺕﻜﺘﺐ هﻲ اﻣﺮأة ﻓﻮق آﻞ اﻟﺸﺒﻬﺎت ..ﻷﻥﻬﺎ ﺷ ﻔﺎﻓﺔ ﺑﻄﺒﻌﻬ ﺎ. إن اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺕﻄﻬّﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻠﻖ ﺑﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﻟﺤﻈﺔ اﻟﻮﻻدة ..أﺑﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻘﺬارة ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻮﺝﺪ اﻷدب!« وآﺎﻥﺖ اﻟﻘﺬارة اﻟﻤﺘﻮارﺙﺔ أﻣﺎﻣﻲ ﻓﻲ آﻞ ﻣﻜﺎن ،ﻓﻲ ﻋﻴﻮن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﺠﺎﺉﻌﺎت ﻷي رﺝﻞ آﺎن. ﻼ ﻟﻼﻥﻔﺠﺎر ..أﻣﺎم أول أﻥﺜﻰ. ﻓﻲ ﻋﺼﺒﻴﺔ اﻟﺮﺝﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻤﻠﻮن ﺷﻬﻮﺕﻬﻢ ﺕﺮاآﻤًﺎ ﻗﺎﺑ ً ﻲ أن أﻗﺎوم رﻏﺒﺘﻲ اﻟﺤﻴﻮاﻥﻴﺔ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم .وأﻻ أﺕﺮك ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺕﺴﺘﺪرﺝﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﺤﻀﻴﺾ. وﻟﻜﻦ آﺎن ﻋﻠ ّ ﻓﻬﻨﺎﻟﻚ ﻣﺒﺎدئ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻟﺘﺨﻠّﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺪث .آﺄن أﻋﺎﺷﺮ اﻣﺮأة ﻣﺘﺰوﺝﺔ ،ﺕﺤﺖ أي ﻣﺒﺮر آﺎن. ١٨٠
ﻟﻘﺪ آﺎﻥﺖ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻻ ﻳﺤﺪث ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲء ﻣﺎ ﻋﺪا اﻷﻋﺮاس .ﻓﺘﺮآﺘﻬﻤﺎ ﻟﻔﺮﺣﺘﻬﻤ ﺎ ﻳﻨﺘﻈ ﺮان »اﻟﺴ ﻴﺮك ﻋﻤﱠﺎر« ،واﺣﺘﻔﻈﺖ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﺑﺨﻴﺒﺘﻲ. آﺎن آﻞ ﺷﻲء اﺱﺘﺜﻨﺎﺉﻴًﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم .وآﻨﺖ أﻋﺮف ﻣﺴﺒﻘًﺎ ﺑﺮﻥﺎﻣﺠﻪ ﻣﻦ أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺴﻬﺮة. ﺱﻴﺬهﺐ ﺣﺴﺎن ﻟﻘﻀﺎء ﺣﺎﺝﺎﺕﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح ،ﺙﻢ ﻳﺼﻠّﻲ ﺹﻼة اﻟﻈﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ،وﺑﻌﺪهﺎ ﺱﻴﻤﺮ ﺑﻲ ﺹﺤﺒﺔ )ﻥﺎﺹﺮ( ﻟﻨﺬهﺐ ﺝﻤﻴﻌًﺎ إﻟﻰ ﺣﻀﻮر اﻟﻌﺮس. أﻣﺎ ﻋﺘﻴﻘﺔ ﻓﻘﺪ ﺕﺄﺧﺬ اﻷوﻻد وﺕﺬهﺐ ﻣﻨﺬ اﻟﺼﺒﺎح ﻟﺘﺮاﻓﻖ اﻟﻌﺮوس إﻟﻰ اﻟﺤﻼق .ﺙﻢ ﺕﺒﻘﻰ هﻨﺎك ﻟﺘﻘﻮم ﻣﻊ ﻥﺴ ﺎء أﺧﺮﻳ ﺎت ﺑﺨﺪﻣﺔ اﻟﻀﻴﻮف وإﻋﺪاد اﻟﻄﺎوﻻت. آﻨ ﺖ أﺷ ﻌﺮ ﺑﺮﻏﺒ ٍﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺒﻘ ﺎء ﻓ ﻲ ﺱ ﺮﻳﺮي ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﺼ ﺒﺎح ،وﻋ ﺪم ﻣﻐﺎدرﺕ ﻪ ﻗﺒ ﻞ اﻟﻈﻬ ﺮ ،رﺑﻤ ﺎ ﺑﺴ ﺒﺐ ﻣﺘﺎﻋ ﺐ اﻟﺒﺎرﺣﺔ ،ورﺑﻤﺎ اﺱﺘﻌﺪادًا ﻟﻠﺴﻬﺮ واﻟﻤﺘﺎﻋﺐ اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺕﻨﺘﻈﺮﻥﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم.. ورﺑﻤﺎ ﻓﻘﻂ ﻷﻥﻨﻲ ﻟﻢ أﻋﺪ أدري أﻳﻦ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أذهﺐ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﻀﻴﺖ أﺱﺒﻮﻋًﺎ وأﻥﺎ أهﻴﻢ ﻋﻠ ﻰ وﺝﻬ ﻲ ﻓ ﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﺖ ﺕﺨﺘﺒﺌﻴﻦ ﻟﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻠﻒ آﻞ ﻣﻨﻌﻄﻒ.. اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﺕﺘﺮﺑّﺺ ﺑﺬاآﺮﺕﻲ ﻓﻲ آﻞ ﺷﺎرع .وآﻨ ِ وﺝﺪت ﺑﻌﺪ ﺕﻔﻜﻴﺮ ﻗﺼﻴﺮ ،أن اﻟﺴﺮﻳﺮ هﻮ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻮﺣﻴ ﺪ اﻟ ﺬي ﻳﻤﻜ ﻦ أن أه ﺮب ﻣﻨ ﻚ إﻟﻴ ﻪ .أو ﻋﻠ ﻰ اﻷﻗ ﻞ أﻟﺘﻘ ﻲ ﻓﻴ ﻪ ﻣﻌﻚ ﺑﻠﺬّة وﻟﻴﺲ ﺑﺄﻟﻢ. وﻟﻜﻦ.. هﻞ ﺱﺄﺝﺮؤ ﺣﻘًﺎ ﻋﻠﻰ اﺱﺘﺤﻀﺎرك اﻟﻴﻮم ..ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ آﻨﺖ أدري أﻥﻚ ﺕﺘﺠﻤّﻠﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ اﺱﺘﻌﺪادًا ﻟﺮﺝﻞ ﺁﺧﺮ؟ ﻞ ﺧﻴﺎﻥﺎﺕ ﻚ اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ هﻞ ﺱﺄﺝﺮؤ ﻋﻠﻰ اﺱﺘﺤﻀﺎرك ﻓﻲ هﺬا اﻟﺼﺒﺎح ..وهﻞ ﺱﻴﻐﻔﺮ ﻟﻚ ﺝﺴﺪي ﺣﻘًﺎ ﻓ ﻲ ﻟﺤﻈ ﺔ ﻥ ﺰوة آ ّ واﻟﻼﺣﻘﺔ؟ آﺎن ذﻟﻚ ﺝﻨﻮﻥًﺎ ﻓﻲ ﺝﻨﻮن!! وﻟﻜﻦ أﻟﻴﺲ هﺬا اﻟﺬي آﻨﺖ ﺕﺮﻳﺪﻳﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﻠﺖ» :ﺱﺄآﻮن ﻟﻚ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ.«.. آﻨﺖ أﺷﻌﺮ ﺑﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻣﺘﻼآﻚ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺼﺒﺎح. وآﺄﻥﻨﻲ أرﻳﺪ أن أﺱﺮق ﻣﻨﻚ آﻞ ﺷ ﻲء ،ﻗﺒ ﻞ أن أﻓﺘﻘ ﺪك إﻟ ﻰ اﻷﺑ ﺪ .ﻓﺒﻌ ﺪ اﻟﻴ ﻮم ﻟ ﻦ ﺕﻜ ﻮﻥﻲ ﻟ ﻲ ،وﺱ ﺘﻨﺘﻬﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻠﻌﺒ ﺔ اﻟﻤﻮﺝﻌﺔ اﻟﺤﻤﻘﺎء اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺕﻜﻦ هﻮاﻳﺘﻲ ﻗﺒﻠﻚ. ﻣﻮﺝﻌًﺎ آﺎن ﻟﻘﺎﺉﻲ ﻣﻌﻚ ذﻟﻚ اﻟﺼﺒﺎح. ﻓﻴﻪ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺮاﺱﺔ واﻟﻤﺮارة اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ. ﻓﻴﻪ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﺪ واﻟﺸﻬﻮة اﻟﺠﻨﻮﻥﻴﺔ. ﺖ ﻟﻲ.. ﻟﻮ آﻨ ِ ﺁﻩ ﻟﻮ آﻨ ِ ﺖ ﻟﻲ ذﻟﻚ اﻟﺼﺒﺎح ..ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺴﺮﻳﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﻔﺎرغ اﻟﺒﺎرد دوﻥﻚ .ﻓﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﺒﻴ ﺖ اﻟﺸﺎﺱ ﻊ ﺑ ﺬآﺮﻳﺎت اﻟﻄﻔﻮﻟ ﺔ اﻟﻤﺒﺘﻮرة ..وﺷﻬﻮة اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻤﻜﺒﻮت اﻟﺬي ﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ. ﻟﻮ آﻨﺖ ﻟﻲ ..ﻻﻣﺘﻠﻜﺘﻚ آﻤﺎ ﻟﻢ أﻣﺘﻠﻚ اﻣﺮأة هﻨﺎ .ﻻﻋﺘﺼﺮﺕﻚ ﺑﻴﺪي اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺝﻨﻮن .ﻟﺤﻮّﻟﺘﻚ إﻟﻰ ﻗﻄ ﻊ ..إﻟ ﻰ ﻞ ﻏ ﺮورًا ﻣﻮاد أوﻟﻴﺔ ..إﻟﻰ ﺑﻘﺎﻳﺎ اﻣﺮأة ..إﻟ ﻰ ﻋﺠﻴﻨ ﺔ ﺕﺼ ﻠﺢ ﻟﺼ ﻨﻊ اﻣ ﺮأة ..إﻟ ﻰ أي ﺷ ﻲء ﻏﻴ ﺮك أﻥ ﺖ ،أي ﺷ ﻲء أﻗ ّ ﻞ ﻇﻠﻤًﺎ وﺝﺒﺮوﺕًﺎ ﻣﻨﻚ. وآﺒﺮﻳﺎ ًء ..أﻗ ّ ١٧٩
ﻋﻨﺪ ﻗﺒﺮهﺎ اﻟﺮﺧﺎﻣﻲ اﻟﺒﺴﻴﻂ ﻣﺜﻠﻬﺎ ،اﻟﺒﺎرد آﻘﺪرهﺎ ..واﻟﻜﺜﻴ ﺮ اﻟﻐﺒ ﺎر آﻘﻠﺒ ﻲ ،ﺕﺴ ﻤّﺮت ﻗ ﺪﻣﺎي ،وﺕﺠ ّﻤ ﺪت ﺕﻠ ﻚ اﻟ ﺪﻣﻮع اﻟﺘﻲ ﺧﺒﺄﺕﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺱﻨﻮات اﻟﺼﻘﻴﻊ واﻟﺨﻴﺒﺔ. هﺎ هﻲ ذي )أﻣّﺎ( ..ﺷﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاب ،ﻟﻮﺣ ﺔ رﺧﺎﻣﻴ ﺔ ﺕﺨﻔ ﻲ آ ﻞ ﻣ ﺎ آﻨ ﺖ أﻣﻠ ﻚ ﻣ ﻦ آﻨ ﻮز .ﺹ ﺪر اﻷﻣﻮﻣ ﺔ اﻟﻤﻤﺘﻠ ﺊ.. راﺉﺤﺘﻬﺎ ..ﺧﺼﻼت ﺷﻌﺮهﺎ اﻟﻤﺤﻨّﺎة ..ﻃﻠّﺘﻬﺎ ..ﺽﺤﻜﺘﻬﺎ ..ﺣﺰﻥﻬﺎ ..ووﺹﺎﻳﺎهﺎ اﻟﺪاﺉﻤﺔ» ..ﻋﻨﺪك ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﻳﺎ اﺑﻨﻲ.«.. )أﻣّﺄ( ﻋﻮّﺽﺘﻬﺎ ﺑﺄﻟﻒ اﻣﺮأة أﺧﺮى ..وﻟﻢ أآﺒﺮ. ﻋﻮّﺽﺖ ﺹﺪرهﺎ ﺑﺄﻟﻒ ﺹﺪر أﺝﻤﻞ ..وﻟﻢ أرﺕ ِﻮ .ﻋﻮّﺽﺖ ﺣﺒﻬﺎ ﺑﺄآﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﺣﺐ ..وﻟﻢ أﺷﻒ. آﺎﻥﺖ ﻋﻄﺮًا ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻜﺮار .ﻟﻮﺣﺔ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻘﻠﻴﺪ وﻻ ﻟﻠﺘﺰوﻳﺮ. ﻓﻠﻤﺎذا ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺝﻨﻮن ﺕﺼﻮّرت أﻥﻚ اﻣﺮأة ﻃﺒﻖ اﻷﺹﻞ ﻋﻨﻬﺎ؟ ﻟﻤﺎذا رﺣﺖ أﻃﺎﻟﺒ ﻚ ﺑﺄﺷ ﻴﺎء ﻻ ﺕﻔﻬﻤﻴﻨﻬ ﺎ ،وﺑ ﺪور ﻟ ﻦ ﺕﻄﺎﻟﻴﻪ؟ ﻲ اﻟﺬي أﻗﻒ ﻋﻨﺪﻩ أرﺣﻢ ﺑﻲ ﻣﻨﻚ. هﺬا اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺮﺧﺎﻣ ّ ﻟﻮ ﺑﻜﻴﺖ اﻵن أﻣﺎﻣﻪ ..ﻷﺝﻬﺶ ﺑﺪورﻩ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء. ﻟﻮ ﺕﻮﺱّﺪت ﺣﺠﺮﻩ اﻟﺒﺎرد ،ﻟﺼﻌﺪ ﻣﻦ ﺕﺤﺘﻪ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ اﻟﺪفء ﻟﻤﻮاﺱﺎﺕﻲ. ﻟﻮ ﻥﺎدﻳﺘﻪ )ﻳﺎ أﻣّﺎ (..ﻷﺝﺎﺑﻨﻲ ﺕﺮاﺑﻪ ﻣﻔﺠﻮﻋًﺎ »واش ﺑﻴﻚ ﺁ ﻣﻴﻤﺔ..؟«. وﻟﻜﻦ آﻨﺖ أﺧﺎف ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺕﺮاب )أﻣّﺎ( ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب ،هﻲ اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﺣﻴﺎﺕﻬﺎ ﻣﻮاﺱﻢ ﻟﻠﻔﺠﺎﺉﻊ ﻻ ﻏﻴﺮ. آﻨﺖ أﺧﺎف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﻟﻢ ،وأﺣﺎول آﻠّﻤﺎ زرﺕﻬﺎ أن اﺧﻔﻲ ﻋﻨﻬﺎ ذراﻋﻲ اﻟﻤﺒﺘﻮرة. ﻣﺎذا ﻟﻮ آﺎن ﻟﻠﻤﻮﺕﻰ ﻋﻴﻮن أﻳﻀﺎً؟ ﻞ ﺑﻲ ﺑﻌﺪهﺎ؟ ﻣﺎذا ﻟﻮ آﺎﻥﺖ اﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﻻ ﺕﻨﺎم ..آﻢ آﺎن ﻳﻠﺰﻣﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻜﻼم وﻗﺘﻬﺎ ﻷﺷﺮح ﻟﻬﺎ آﻞ ﻣﺎ ﺣ ّ ﻞ ذﻟﻚ اﻟﻌﻤﺮ. ﻟﻢ أﺝﻬﺶ ﺱﺎﻋﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء ،وأﻥﺎ أﻗﻒ أﻣﺎﻣﻬﺎ ﺑﻌﺪ آ ّ ﻥﺤﻦ ﻥﺒﻜﻲ داﺉﻤًﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ. ﻣﺮّرت ﻓﻘﻂ ﻳﺪي ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺮﺧﺎم ،وآﺄﻥﻨﻲ أﺣﺎول أن أﻥﺰع ﻋﻨﻪ ﻏﺒﺎر اﻟﺴﻨﻴﻦ وأﻋﺘﺬر ﻟﻪ ﻋﻦ آﻞ ذﻟﻚ اﻹهﻤﺎل. ﺙﻢ رﻓﻌﺖ ﻳﺪي اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻷﻗﺮأ ﻓﺎﺕﺤﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﻘﺒﺮ.. ﺑﺪا ﻟﻲ وﻗﺘﻬﺎ ذﻟﻚ اﻟﻤﻮﻗﻒ ،وآﺄﻥﻪ ﻣﻮﻗﻒ ﺱﺮﻳﺎﻟﻲ .وﺑﺪت ﻳﺪي اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﻤﻤﺪودة ﻟﻠﻔﺎﺕﺤ ﺔ وآﺄﻥﻬ ﺎ ﺕﻄﻠ ﺐ اﻟﺮﺣﻤ ﺔ ﺑ ﺪل أن ﺕﻌﻄﻴﻬﺎ.. ﻓﺘﻨﻬّﺪت ..وأﺧﻔﻴﺖ ﻳﺪي. أﻟﻘﻴﺘﻬﺎ داﺧﻞ ﺝﻴﺐ ﺱﺘﺮﺕﻲ ..وأﻟﻘﻴﺖ ﺑﺨﻄﺎي ﺧﺎرج ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﺮاب ..واﻟﺮﺧﺎم. *** آﺎن ﺕﺮﻗﺐ ﺣﺴﺎن وزوﺝﺘﻪ ﻟﻠﻌﺮس ،واﺱﺘﻌﺪاداﺕﻬﻤﺎ اﻟﺪاﺉﻤﺔ ﻟﻪ ،ﻟﻠﻘﺎء آﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﺱﻴﺤﻀﺮوﻥﻪ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎت وﻋ ﺎﺉﻼت ﻞ ﺑﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻟ ﻢ ﻳﺰره ﺎ آﺒﻴﺮة ،ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ أﺱ ﺘﻤﻊ ﻟﻬﻤ ﺎ أﺣﻴﺎﻥ ﺎً ،وآ ﺄﻥﻨﻲ أﺱ ﺘﻤﻊ إﻟ ﻰ أﻃﻔ ﺎل ﻳﺘﺤ ﺪﺙﻮن ﻋ ﻦ »ﺱ ﻴﺮك« ،ﺱ ﻴﺤ ّ ﺱﻴﺮك وﻻ ﻣﻬﺮّﺝﻮن ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. وآﻨﺖ ﻟﺬﻟﻚ أﺷﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ..وأﻋﺬرهﻤﺎ. ١٧٨
ﺑﺘﺠﺎرﺕﻪ وﻋﺸﻴﻘﺎﺕﻪ ،أﺹﺒﺤﺖ ﻻ ﺕﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﷲ إﻻ ﻋﻮدﺕﻲ ﻟﻬﺎ .وآﺄﻥﻨﻲ اﻟﺸﻲء اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺒﺮر وﺝﻮدهﺎ، واﻟﺸﺎهﺪ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻋﻠﻰ أﻣﻮﻣﺘﻬﺎ وأﻥﻮﺙﺘﻬﺎ اﻟﻤﺴﻠﻮﺑﺔ. ﻼ ﺑﻘﺼﺔ واﺣﺪة ،ﺑﺠﻨﻮن اﻷﻣﻬﺎت اﻟﻤﺘﻄﺮﻓﺎت ﻓﻲ اﻟﺤﺐ ،ﺑﺨﻴﺎﻥﺔ اﻵﺑﺎء اﻟﻤﺘﻄﺮﻓﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺴﻮة، ﻥﻌﻢ آﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺝﻴ ً وﺑﻘﺼﺺ ﺣﺐ وهﻤﻴﺔ ،وﺧﻴﺒﺎت ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ،ﻳﺼﻨﻊ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ رواﺉﻊ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻷدب ،وﻳﺘﺤﻮل ﺁﺧﺮون ﻋﻠ ﻰ ﻳ ﺪهﺎ إﻟﻰ ﻣﺮﺽﻰ ﻥﻔﺴﺎﻥﻴﻴﻦ. ﺕﺮاﻥﻲ ﻻ أﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،ﺱﻮى ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﻬﺮوب ﻣﻦ ﺹﻨﻒ اﻟﻤﺮﺽﻰ إﻟﻰ ﺹﻨﻒ اﻟﻤﺒﺪﻋﻴﻦ؟ ﺁﻩ ﻳﺎﺱﻴﻦ ..آﻢ ﺕﻐﻴﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻠﻘﺎء ..ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻮداع.. ﻼ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن ذﻟﻚ اﻟﺒﻄﻞ: أﻥﺖ اﻟﺬي أﻥﻬﻴﺖ رواﻳﺘﻚ ﻗﺎﺉ ً ي ﺷﺒﺎب ﻋﺠﻴﺐ ذاك اﻟﺬي ﻋﺸﻨﺎﻩ«!. »وداﻋًﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﺮﻓﺎق ..أ ّ ﻟﻢ ﺕﻜﻦ ﺕﺘﻮﻗﻊ وﻗﺘﻬﺎ ،أن ﻋﻤﺮﻥﺎ ﺱﻴﻜﻮن أﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺱﻨﻮات ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﺑﻜﺜﻴﺮ! *** ﻚ إذن.. ﻏﺪًا ﺱﻴﻜﻮن ﻋﺮﺱ ِ وﻋﺒﺜًﺎ أﺣﺎول أن أﻥﺴﻰ ذﻟﻚ ،وأﻣﺸﻲ ﻓﻲ ﺷﻮارع ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ،ﻳﺴﻠّﻤﻨﻲ زﻗﺎق إﻟﻰ ﺁﺧﺮ ..وذاآﺮة إﻟﻰ أﺧﺮى. أﻣﺎ ﻗﻠ ِ ﺖ إﻥﻚ ﻟﻲ ﻣﺎدﻣﻨﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ؟ أﻳ ﻦ ﺕﻜ ﻮﻥﻴﻦ اﻵن إذن؟ ﻓ ﻲ أي ﺷ ﺎرع ..ﻓ ﻲ أي زﻗ ﺎق ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ اﻟﻤﺘﺸ ﻌّﺒﺔ اﻟﻄﺮﻗ ﺎت واﻷزﻗ ﺔ آﻘﻠﺒ ﻚ ،واﻟﺘ ﻲ ﺕﺬآّﺮﻥﻲ ﺑﺤﻀﻮرك وﻏﻴﺎﺑﻚ اﻟﺪاﺉﻢ ،وﺕﺸﺒﻬﻚ ﺣﺪ اﻻرﺕﺒﺎك؟ ﺖ ﻟﻲ.. ﻟﺴ ِ أدري أﻥﻬﻢ ﻳﻌﺪّوﻥﻚ اﻵن ﻟﻠﻴﻠﺔ ﺣﺒﻚ اﻟﻘﺎدﻣﺔ .ﻳﻌﺪّون ﺝﺴﺪك ﻟﺮﺝﻞ ﺁﺧﺮ ﻟ ﻴﺲ أﻥ ﺎ .ﺑﻴﻨﻤ ﺎ أه ﻴﻢ أﻥ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺝﺮﺣ ﻲ ﻷﻥﺴ ﻰ اﻟﺬي ﻳﺤﺪث هﻨﺎك. ﻣﻠﻴﺌًﺎ آﺎن ﻳﻮﻣﻚ ،آﻴﻮم ﻋﺮوس ،وﻓﺎرﻏًﺎ آﺎن ﻳﻮﻣﻲ ،آﻴﻮم ﻣﻮﻇّﻒ ﻣﺘﻘﺎﻋﺪ. ﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻃﺮﻳﻘًﺎ ﻣﺨﺎﻟﻔًﺎ ﻟﻶﺧﺮ .وهﺎ ﻥﺤ ﻦ ﻥﻌ ﻴﺶ ﺑﻤ ّﻔﻜ ﺮﺕﻴﻦ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀ ﺘﻴﻦْ ،إﺣ ﺪاهﻤﺎ ﻟﻠﻔ ﺮح وأﺧ ﺮى ﻣﻨﺬ زﻣﺎن أﺧﺬ آ ّ ﻟﻠﺤﺰن .ﻓﻜﻴﻒ أﻥﺴﻰ ذﻟﻚ؟ آﺎﻥﺖ آﻞ اﻟﻄﺮق ﺕﺆدي إﻟﻴﻚ ،ﺣﺘﻰ ﺕﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺱﻠﻜﺘﻬﺎ ﻟﻠﻨﺴﻴﺎن ،واﻟﺘﻲ آﻨﺖ ﺕﺘﺮﺑّﺼﻴﻦ ﻟﻲ ﻓﻴﻬﺎ. ﻞ اﻟﺴ ﺠﻮن ..آ ﻞ اﻟﻤﻘ ﺎهﻲ ..آ ﻞ اﻟﺤﻤﺎﻣ ﺎت ﻞ »اﻟﺒﻴﻮت اﻟﻤﻐﻠﻘ ﺔ« ..آ ّ ﻞ اﻟﻤﺪارس واﻟﻜﺘﺎﺕﻴﺐ اﻟﻌﺘﻴﻘﺔ ..آﻞ اﻟﻤﺂذن ..آ ّ آّ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻥ ﺖ ﺕﺨ ﺮج ﻣﻨﻬ ﺎ اﻟﻨﺴ ﺎء أﻣ ﺎﻣﻲ ﺝ ﺎهﺰات ﻟﻠﺤ ﺐ ،آ ﻞ اﻟﻮاﺝﻬ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺕﻌ ﺮض اﻟﺼ ﻴﻐﺔ واﻟﺜﻴ ﺎب اﻟﺠ ﺎهﺰة ﻟﻠﻌﺮاﺉﺲ .وﺣﺘﻰ ..ﺕﻠﻚ اﻟﻤﻘﺒ ﺮة اﻟﺘ ﻲ أﻟﻘﻴ ﺖ ﻥﻔﺴ ﻲ ﻓ ﻲ ﺱ ﻴﺎرة أﺝ ﺮة ،ورﺣ ﺖ أﺑﺤ ﺚ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻋ ﻦ ﻗﺒ ﺮ )أ ّﻣ ﺎ( ،وأﺱ ﺘﻌﻴﻦ ﺑﺴﺠﻼت ﺣﺎرﺱﻬﺎ ﻷﺕﻌﺮف ﻋﻠﻰ أرﻗﺎم اﻟﻤﻤﺮات اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﺕﻮﺹﻞ إﻟﻴﻬﺎ ..أوﺹﻠﺘﻨﻲ إﻟﻴﻚ ﻻ ﻏﻴﺮ. )أﻣّﺎ( ..ﻟﻤﺎذا ﻗﺎدﺕﻨﻲ ﻗﺪﻣﺎي إﻟﻴﻬﺎ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﺑﺎﻟﺬات ،ﻓ ﻲ ﻟﻴﻠ ﺔ ﻋﺮﺱ ﻚ ﺑﺎﻟ ﺬات؟ أرﺣ ﺖ أزوره ﺎ ﻓﻘ ﻂ ..أم رﺣ ﺖ أدﻓ ﻦ ﺝﻮارهﺎ اﻣﺮأة أﺧﺮى ﺕﻮهﻤّﺘﻬﺎ ﻳﻮﻣًﺎ أﻣﻲ؟
١٧٧
أذآﺮ أن ﻳﺎﺱﻴﻦ آﺎن ﻣﺪهﺸًﺎ داﺉﻤًﺎ .آﺎن ﻣﺴﻜﻮﻥًﺎ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ وﺑﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺾ واﻟﻤﻮاﺝﻬﺔ. وﻟﺬا آﺎن ﻳﻨﻘﻞ ﻋﺪواﻩ ﻣﻦ ﺱﺠﻴﻦ إﻟﻰ ﺁﺧﺮ .وآﻨﺎ ﻥﺴﺘﻤﻊ إﻟﻴ ﻪ ،وﻥﺠﻬ ﻞ وﻗﺘﻬ ﺎ أﻥﻨ ﺎ أﻣ ﺎم )ﻟﻮرآ ﺎ( اﻟﺠﺰاﺉ ﺮ ،وأﻥﻨ ﺎ ﻥﺸ ﻬﺪ ﻣﻴﻼد ﺷﺎﻋﺮ ﺱﻴﻜﻮن ﻳﻮﻣﺎً ،أآﺒﺮ ﻣﺎ أﻥﺠﺐ هﺬا اﻟﻮﻃﻦ ﻣﻦ ﻣﻮاهﺐ. ﻣﺮت ﻋﺪة ﺱﻨﻮات ،ﻗﺒﻞ أن أﻟﺘﻘﻲ ﺑﺎﻟﻜﺎﺕﺐ ﻳﺎﺱﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﻔﺎي اﻹﺝﺒﺎري اﻵﺧﺮ ﺑﺘﻮﻥﺲ. اآﺘﺸﻔﺖ ﺑﻔﺮح ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ اﻟﺪهﺸﺔ أﻥﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ. ﻣﺎزال ﻳﺘﺤﺪث ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺤﻤﺎس ﻥﻔﺴﻪ ،وﺑﻠﻐﺘﻪ اﻟﻬﺠﻮﻣﻴﺔ ﻥﻔﺴﻬﺎ ،ﻣﻌﻠﻨًﺎ اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ آﻞ ﻣﻦ ﻳﺸﺘ ﱡﻢ ﻓ ﻴﻬﻢ راﺉﺤ ﺔ اﻟﺨﻀ ﻮع ﻟﻔﺮﻥﺴﺎ أو ﻟﻐﻴﺮهﺎ. ﻟﻘﺪ آﺎﻥﺖ ﻟﻪ ﺣﺴﺎﺱﻴﺔ ﺽﺪ اﻹهﺎﻥﺎت اﻟﻤﻬﺬﺑﺔ ،وﺽﺪ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻟﺒﻌﺾ ﻟﻼﻥﺤﻨﺎء ..اﻟﻔﻄﺮي! آﺎن ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻳﻠﻘﻲ ﻣﺤﺎﺽﺮة ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ آﺒﺮى ﺑﺘﻮﻥﺲ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ راح ﻓﺠﺄة ﻳﻬﺎﺝﻢ اﻟﺴﻴﺎﺱ ﻴﻴﻦ اﻟﻌ ﺮب ،واﻟﺴ ﻠﻄﺎت اﻟﺘﻮﻥﺴ ﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ. وﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ أﺣ ٌﺪ ﻳﻮﻣﻬﺎ إﺱﻜﺎت ﻳﺎﺱﻴﻦ. ﻓﻘﺪ ﻇﻞ ﻳﺨﻄﺐ وﻳﺸﺘﻢ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﻄﻌﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺹﻮت اﻟﻤﻴﻜﺮوﻓﻮن ،وأﻃﻔﺄوا اﻷﺽﻮاء ﻟﻴﺮﻏﻤﻮا اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ ﻣﻐﺎدرة اﻟﻘﺎﻋﺔ. ﻳﻮﻣﻬﺎ دﻓﻌ ﺖ ﻓ ﻲ ﺝﻠﺴ ﺔ ﺕﺤﻘﻴ ﻖ ﻣ ﻊ اﻟﺒ ﻮﻟﻴﺲ ﺙﻤ ﻦ ﺣﻀ ﻮري ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻒ اﻷﻣ ﺎﻣﻲ وهﺘ ﺎﻓﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻳﺎﺱ ﻴﻦ »ﺕﻌ ﻴﺶ ..ﺁ ﻳﺎﺱﻴﻦ.«.. ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺒﻪ أﺣﺪ وﻗﺘﻬﺎ إﻟﻰ وﺝﻮﻩ ﻣﻦ ﺹﻔّﻘﻮا .وﻟﻜ ﻦ ﺑﻌ ﺾ ﻣ ﻦ آ ﺎن ﻳﻌﻨ ﻴﻬﻢ اﻷﻣ ﺮ اﻥﺘﺒﻬ ﻮا إﻟ ﻰ ﻳ ﺪي اﻟﻮﺣﻴ ﺪة اﻟﻤﺮﻓﻮﻋ ﺔ ﺕﺄﻳﻴﺪًا ..وإﻋﺠﺎﺑًﺎ. ﻳﻮﻣﻬ ﺎ اآﺘﺸ ﻔﺖ اﻟﺒﻌ ﺪ اﻵﺧ ﺮ ﻟﻠﻴ ﺪ اﻟﻮاﺣ ﺪة .ﻓﻘ ﺪر ﺹ ﺎﺣﺒﻬﺎ أن ﻳﻜ ﻮن ﻣﻌﺎرﺽ ًﺎ وراﻓﻀ ﺎً ،ﻷﻥ ﻪ ﻓ ﻲ ﺝﻤﻴ ﻊ اﻟﺤ ﺎﻻت.. ﻋﺎﺝﺰ ﻋﻦ اﻟﺘﺼﻔﻴﻖ! اﺣﺘﻀﻨﺘﻪ ﺑﻌﺪهﺎ وﻗﻠﺖ» :ﻳﺎﺱﻴﻦ ..ﻟﻮ رزﻗﺖ وﻟﺪًا ﺱﺄﺱﻤﻴﻪ ﻳﺎﺱﻴﻦ«.. وﺷﻌﺮت ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﻌﻨﻔﻮان واﻟﻤﺘﻌﺔ ،آﺄﻥﻨﻲ أﻗﻮل ﻟﻪ أﺝﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻥﻘﻮﻟﻪ ﻟﺼﺪﻳﻖ أو ﻟﻜﺎﺕﺐ. ﻓﻀﺤﻚ ﻳﺎﺱﻴﻦ وهﻮ ﻳﺮﺑﺖ ﻋﻠﻰ آﺘﻔﻲ ﺑﻴ ٍﺪ ﻋﺼﺒﻴﺔ آﻌﺎدﺕﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﺑﻜﻪ اﻋﺘﺮاف ﻣﺎ. وﻗﺎل ﺑﺎﻟﻔﺮﻥﺴﻴﺔ» :أﻥﺖ أﻳﻀًﺎ ﻟﻢ ﺕﺘﻐﻴﺮ ..ﻣﺎزﻟﺖ ﻣﺠﻨﻮﻥًﺎ!« وﺽﺤﻜﻨﺎ ﻟﻨﻔﺘﺮق ﻟﻌﺪة ﺱﻨﻮات أﺧﺮى. ﺕﺮاﻥﻲ آﻨﺖ أرﻳﺪ أن أآﻮن وﻓ ّﻴًﺎ ﻟﺬاآﺮﺕﻨﺎ اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ ،أم ﻓﻘﻂ ،آﻨﺖ أرﻳﺪ أن أﻋﻮّض ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﻋﻘ ﺪﺕﻲ ﺕﺠ ﺎﻩ »ﻥﺠﻤ ﺔ«، اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻦ أآﺘﺒﻬﺎ ،واﻟﺘﻲ آﻨﺖ أﺷﻌﺮ أﻥﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أو ﺑﺄﺧﺮى ،آﺎﻥﺖ ﻗﺼّﺘﻲ أﻳﻀًﺎ .ﺑ ﺄﺣﻼﻣﻲ وﺧﻴﺒ ﺎﺕﻲ ،ﺑﻤﻼﻣ ﺢ )أﻣّﺎ( اﻟﻮاﻗﻔﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﻴ ﺄس واﻟﺠﻨ ﻮن ،اﻟﺮاآﻀ ﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺴ ﺠﻦ واﻷوﻟﻴ ﺎء اﻟﺼ ﺎﻟﺤﻴﻦ ،ﺕﻘ ﺪّم اﻟ ﺬﺑﺎﺉﺢ ﻟﺴ ﻴﺪي ﻣﺤﻤ ﺪ اﻟﻐﺮاب ،واﻟﻌﻤﻮﻻت ﻟﺤﺎرس اﻟﺴﺠﻦ اﻟﻴﻬﻮدي ،اﻟﺬي آﺎن ﺝﺎرﻥﺎ ..ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺕﻴﻨﻲ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺤ ﻴﻦ واﻵﺧ ﺮ ﺑﻘ ّﻔ ﺔ اﻷآ ﻞ اﻟ ﺬي ﺕﻌﺪّﻩ ﻟﻲ) .أﻣّﺎ( اﻟﺘﻲ آﺪت ﻻ أﻋﺮﻓﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻏﺎدرت اﻟﺴﺠﻦ ﺑﻌ ﺪ ﺱ ﺘﺔ أﺷ ﻬﺮ ،واﻟﺘ ﻲ أﻣ ﺎم اﻥﺸ ﻐﺎل أﺑ ﻲ ﻋﻨ ﻲ وﻋﻨﻬ ﺎ،
١٧٦
ﺱ ﻨﺔ ..١٩٥٥أي ﻋﺸ ﺮ ﺱ ﻨﻮات ﺑﺎﻟﻀ ﺒﻂ ﺑﻌ ﺪ أﺣ ﺪاث ٨ﻣ ﺎي .١٩٤٥ﻋ ﺎد ه ﺬا اﻟﺴ ﺠﻦ ﻟﻠﺼ ﺪارة ،ﺑﺪﻓﻌ ﺔ ﺝﺪﻳ ﺪة ﻟﺴﺠﻨﺎء اﺱﺘﺜﻨﺎﺉﻴﻴﻦ آﺎﻥﺖ ﻓﺮﻥﺴﺎ ﺕﻌ ّﺪ ﻟﻬﻢ ﻋﻘﺎﺑًﺎ اﺱﺘﺜﻨﺎﺉﻴًﺎ. ﻓﻲ اﻟﺰﻥﺰاﻥﺔ رﻗﻢ ..٨اﻟﻤﻌﺪة ﻻﻥﺘﻈﺎر اﻟﻤﻮت .آﺎن ﺙﻼﺙﻮن ﻣﻦ ﻗﺎدة اﻟﺜﻮرة ورﺝﺎﻟﻬﺎ اﻷواﺉﻞ ،ﻳﻨﺘﻈﺮون ﻣﻮﺙﻘﻴﻦ ،ﺕﻨﻔﻴﺬ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻹﻋﺪام ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑ ﻦ ﺑﻮﻟﻌﻴ ﺪ واﻟﻄ ﺎهﺮ اﻟﺰﺑﻴ ﺮي وﻣﺤﻤ ﺪ ﻻﻳﻔ ﺎ وإﺑ ﺮاهﻴﻢ اﻟﻄﻴ ﺐ رﻓﻴ ﻖ دﻳ ﺪوش ﻣﺮاد وﺑﺎﺝﻲ ﻣﺨﺘﺎر وﺁﺧﺮون. آﺎن آﻞ ﺷﻲء ﻣﻌﺪًا ﻟﻠﻤ ﻮت ﻳﻮﻣﻬ ﺎ ،ﺣﺘ ﻰ أن ﺣ ﻼق ﻣﺴ ﺎﺝﻴﻦ اﻟﺤ ﻖ اﻟﻌ ﺎم ،أﺧﺒ ﺮ اﻟﺸ ﻬﻴﺪ اﻟﻘﺎﺉ ﺪ ﻣﺼ ﻄﻔﻰ ﺑﻮﻟﻌﻴ ﺪ ﻓ ﻲ اﻟﺼﺒﺎح ،أﻥﻬﻢ ﻏﺴﻠﻮا اﻟﻤﻘﺼﻠﺔ ﺑﺎﻷﻣﺲ ،وأﻥﻪ ﺣﻠﻢ أﻥﻬﻢ »ﻥﻔﺬوا«. وآﺎﻥﺖ هﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺕﺤﻤﻞ ﻣﻌﻨﻴﻴْﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺑﻦ ﺑﻮﻟﻌﻴﺪ ،اﻟﺬي آ ﺎن ﻳﻌ ّﺪ ﻣﻨ ﺬ أﻳ ﺎم ﺧﻄ ﺔ ﻟﻠﻬ ﺮب ﻣ ﻦ )اﻟﻜ ﺪﻳﺎ(.. وآﺎن ﺷﺮع ﻣﻊ رﻓﺎﻗﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﺪة أﻳﺎم ،ﻓﻲ ﺣﻔﺮ ﻣﻤﺮ ﺱﺮي ﺕﺤﺖ اﻷرض ،أوﺹﻠﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺮة اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ ﺱ ﺎﺣﺔ ﻣﻐﻠﻘ ﺔ داﺧﻞ اﻟﺴﺠﻦ .ﻓﺄﻋﺎدوا اﻟﺤﻔﺮ ﻣﻦ ﺝﺪﻳﺪ ،ﻟﻴﺼﻠﻮا ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﻟﻰ ﺧﺎرج اﻟﺴﺠﻦ. ﻳﻮم ١٠ﻥﻮﻓﻤﺒﺮ ،١٩٥٥ﺑﻌﺪ ﺹﻼة اﻟﻤﻐﺮب ،وﺑﻴﻦ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ واﻟﺜﺎﻣﻨ ﺔ ﻣﺴ ﺎ ًء ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳ ﺪ ،آ ﺎن ﻣﺼ ﻄﻔﻰ ﺑﻮﻟﻌﻴ ﺪ وﻣﻌﻪ ﻋﺸﺮة ﺁﺧﺮون ﻣﻦ رﻓﺎﻗﻪ ،ﻗﺪ هﺮﺑﻮا ﻣﻦ )اﻟﻜﺪﻳﺎ( ،وﻗﺎﻣﻮا ﺑﺄﻏﺮب ﻋﻤﻠﻴﺔ ه ﺮوب ﻣ ﻦ زﻥﺰاﻥ ﺔ ﻟ ﻢ ﻳﻐﺎدره ﺎ أﺣ ﺪ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ..ﺱﻮى إﻟﻰ اﻟﻤﻘﺼﻠﺔ. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺱﻘﻂ اﻟﻘﺎﺉﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻮﻟﻌﻴﺪ وﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻓ ﺮّوا ﻣﻌ ﻪ ،ﺷ ﻬﺪاء ﻓ ﻲ ﻣﻌ ﺎرك أﺧ ﺮى ﻻ ﺕﻘ ﻞ ﺷ ﺠﺎﻋﺔ ﻋ ﻦ ﻋﻤﻠﻴ ﺔ ﻓﺮارهﻢ ،ﻓﺘﺼﺪّروا ﺑﺮﺣﻴﻠﻬﻢ آﺘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺠﺰاﺉﺮي ،وأهﻢ اﻟﺸﻮارع واﻟﻤﻨﺸﺂت اﻟﺠﺰاﺉﺮﻳﺔ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ُﻥﻔﱢﺬ ﺣﻜﻢ اﻹﻋﺪام ،ﻓﻲ ﻣﻦ ﻇﻠّﻮا ﺑﺎﻟﺰﻥﺰاﻥﺔ ،دون أن ﻳﺘﻤﻜﻨﻮا ﻣﻦ اﻟﻬﺮوب. وﻟﻢ ﻳﺒﻖ اﻟﻴﻮم ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻨﺎء اﻷﺣﺪ ﻋﺸﺮ اﻟﺬﻳﻦ هﺮﺑﻮا ﻣﻦ اﻟﻜﺪﻳﺎ ،ﺱﻮى اﺙﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴ ﺎة .وﻣ ﺎت اﻟﺮﺝ ﺎل اﻟﺜﻤﺎﻥﻴ ﺔ واﻟﻌﺸﺮون اﻟﺬﻳﻦ ﺝﻤﻌﺘﻬﻢ اﻟﺰﻥﺰاﻥﺔ رﻗﻢ ﺙﻤﺎﻥﻴﺔ ﻳﻮﻣﺎً ،ﻟﻘﺪ ٍر آﺎن ﻣﻘﺮرًا أن ﻳﻜﻮن ..واﺣﺪًا. آﻠﻤﺎ وﻗﻔﺖ أﻣﺎم اﻟﺠﺪران اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺠﻦ ﺕﺒﻌﺜﺮت ذاآﺮﺕﻲ ،وذهﺒﺖ ﻷآﺜﺮ ﻣﻦ وﺝﻪ ،ﻷآﺜﺮ ﻣﻦ اﺱﻢ ،وﻷآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﺝﻼد .وﺷﻌﺮت ﺑﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ أﺑﻮاب ﺱﺠﻮن أﺧ ﺮى ﻣﺎزاﻟ ﺖ ﻣﻐﻠﻘ ﺔ ﻋﻠ ﻰ أﺱ ﺮارهﺎ ،دون أن ﺕﺠ ﺪ آﺎﺕﺒ ًﺎ واﺣ ﺪًا ﻳ ﺮ ّد دﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﺮّوا ﺑﻬﺎ. وﻗﺘﻬﺎ آﻨﺖ أﺣﺴﺪ ذﻟﻚ اﻟﺮﻓﻴﻖ اﻟﺬي ﺝﻤﻌﺘﻨﻲ ﺑﻪ زﻥﺰاﻥﺔ هﻨﺎ ﻟﺒﻀﻌﺔ أﺱﺎﺑﻴﻊ. ﻦ .ورﺑﻤﺎ آﺎن ﻳﺎﺱﻴﻦ ﻳﺼﻐﺮﻥﻲ ﺑﺒﻀﻌﺔ أﺷﻬﺮ. ﻦ ﺱﻴﺎﺱﻴﻴ ْ آﻨﺎ ﺁﻥﺬاك ..أﻥﺎ وهﻮ ،أﺹﻐﺮ ﻣﻌﺘﻘﻠﻴ ْ آﺎن ﻋﻤﺮﻩ ﺱﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣًﺎ ﻓﻘﻂ. ورﻏﻢ أﻥﻬﻢ أﻃﻠﻘﻮا ﺱﺮاﺣﻲ ﻟﺼﻐﺮ ﺱﻨّﻲ ،ﻓﻘﺪ رﻓﻀﻮا أن ﻳﻄﻠﻘﻮا ﺱﺮاح ﻳﺎﺱﻴﻦ .وﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﺱﺠﻦ )اﻟﻜﺪﻳﺎ( أرﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﺷ ﻬﺮًا .ﻳﺤﻠ ﻢ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳ ﺔ ..وﺑ ﺎﻣﺮأة ﺕﻜﺒ ﺮﻩ ﺑﻌﺸ ﺮ ﺱ ﻨﻮات ،آﺎﻥ ﺖ ﻓ ﻲ اﻟﺴﺎدﺱ ﺔ واﻟﻌﺸ ﺮﻳﻦ ﻣ ﻦ ﻋﻤﺮه ﺎ ..وآ ﺎن اﺱ ﻤﻬﺎ »ﻥﺠﻤﺔ«! وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻋﺪت أﻥﺎ ﺑﻌﺪ ﺱﺘﺔ أﺷﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻦ إﻟﻰ اﻟﺪراﺱﺔ ،راح ﻳﺎﺱﻴﻦ ﻳﻜﺘﺐ ﺑﻌﺪ ﻋﺪة ﺱﻨﻮات راﺉﻌﺘﻪ »ﻥﺠﻤﺔ«. ﺕﻠ ﻚ اﻟﺮواﻳ ﺔ اﻟﻔﺠﻴﻌ ﺔ ،اﻟﺘ ﻲ وﻟ ﺪت ﻓﻜﺮﺕﻬ ﺎ اﻷوﻟ ﻰ هﻨ ﺎ .ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻠﻴ ﻞ اﻟﻄﻮﻳ ﻞ ،وﻓ ﻲ ﻣﺨ ﺎض اﻟﻤ ﺮارة واﻟﺨﻴﺒ ﺔ واﻷﺣﻼم اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى. ١٧٥
وﻋﻨﺪﻣﺎ اﻥﻄﻠﻘﺖ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﻈ ﺎهﺮة ﻣ ﻦ ﻓ ﻮق ﺝﺴ ﺮ )ﺱ ﻴﺪي راﺷ ﺪ( آﻤ ﺎ ﺧﻄ ﻂ ﻟﻬ ﺎ ﺑ ﻼل ﻷﺱ ﺒﺎب ﺕﻜﺘﻴﻜﻴ ﺔ ،ﻳﺴ ﻬﻞ ﻣﻌﻬ ﺎ ﺕﺠﻤﻊ اﻟﻤﺘﻈﺎهﺮﻳﻦ ﺙﻢ ﺕﺒﻌﺜ ﺮهﻢ ﻣ ﻦ آ ﻞ اﻟﻄﺮﻗ ﺎت اﻟﻤﺆدﻳ ﺔ ﻟﻠﺠﺴ ﺮ .أدهﺸ ﺖ اﻟﻘ ﻮات اﻟﻔﺮﻥﺴ ﻴﺔ ﺑ ﺪﻗﺘﻬﺎ وﻥﻈﺎﻣﻬ ﺎ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ .وآﺎن ﺑﻼل أول ﻣﻦ أُﻟﻘﻲ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻮﻣﻬﺎ ..وﻣﻦ ﻋﺬّب ﻟﻠﻌﺒﺮة. وﻟﻢ ﻳﻤﺖ ﺑﻼل ﺣﺴﻴﻦ آﻐﻴﺮﻩ .ﻗﻀﻰ ﺱﻨﺘﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ واﻟﺘﻌﺬﻳﺐ .ﺕﺮك ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺝﻠﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺁﻻت اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ. ﻞ ﻟﻌﺪة أﻳﺎم ﻋﺎري اﻟﺼﺪر ،ﻋﺎﺝﺰًا ﺣﺘﻰ أن ﻳﻀﻊ ﻗﻤﻴﺼًﺎ ﻋﻠﻰ ﺝﻠﺪﻩ ،ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻠﺘﺼﻖ ﺑﺠﺮاﺣﻪ اﻟﻤﻔﺘﻮﺣ ﺔ، أذآﺮ أﻥﻪ ﻇ ّ ﺑﻌﺪﻣﺎ رﻓﺾ ﻃﺒﻴﺐ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺕﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻼﺝﻪ. ﺙ ﻢ ﺧ ﺮج ﻣﺤﻜﻮﻣ ًﺎ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑ ﺎﻟﻨﻔﻲ واﻟﺮﻗﺎﺑ ﺔ اﻟﻤﺸ ﺪدة .وﻋ ﺎش ﺑ ﻼل ﺣﺴ ﻴﻦ ﻣﻨﺎﺽ ً ﻼ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻌ ﺎرك اﻟﻤﺠﻬﻮﻟ ﺔ ،ﻣﻼﺣﻘ ًﺎ ﻣﻄﺎردًا ﺣﺘﻰ اﻻﺱ ﺘﻘﻼل .وﻟ ﻢ ﻳﻤ ﺖ إﻻ ﻣ ﺆﺧﺮًا ﻓ ﻲ ﻋﺎﻣ ﻪ اﻟﻮاﺣ ﺪ واﻟﺜﻤ ﺎﻥﻴﻦ ﻓ ﻲ ٢٧ﻣ ﺎي ،١٩٨٨ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﻬﺮ ﻥﻔﺴ ﻪ اﻟﺬي ﻣﺎت ﻓﻴﻪ ﻷول ﻣﺮة. ﻣﺎت ﺑﺎﺉﺴﺎً ،وأﻋﻤﻰ ،وﻣﺤﺮوﻣًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل واﻟﺒﻨﻴﻦ. اﻋﺘﺮف ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺕﻪ ﺑﺒﻀﻌﺔ أﺷ ﻬﺮ ﻟﺼ ﺪﻳﻘﻪ اﻟﻮﺣﻴ ﺪ ،أﻥﻬ ﻢ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻋ ﺬّﺑﻮﻩ ﺕﻌﻤ ﺪوا ﺕﺸ ﻮﻳﻪ رﺝﻮﻟﺘ ﻪ ،وﻗﻀ ﻮا ﻋﻠﻴﻬ ﺎ إﻟ ﻰ اﻷﺑﺪ. وأﻥﻪ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﺎت ﻣﻨﺬ أرﺑﻌﻴﻦ ﺱﻨﺔ.. ﻳﻮم وﻓﺎﺕﻪ ،ﺝﺎء ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ أﻥﺼﺎف اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ ﻟﻤﺮاﻓﻘﺘﻪ إﻟ ﻰ ﻣﺜ ﻮاﻩ اﻷﺧﻴ ﺮ .أوﻟﺌ ﻚ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺄﻟﻮﻩ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﺑﻤ ﺎذا آ ﺎن ﻳﻌﻴﺶ ،وﻻ ﻟﻤﺎذا ﻻ أهﻞ ﻟﻪ. ﻣﺸﻮا ﺧﻠﻔﻪ ﺧﻄﻮات ..ﺙﻢ ﻋﺎدوا إﻟﻰ ﺱﻴﺎراﺕﻬﻢ اﻟﺮﺱﻤﻴﺔ ،دون أدﻥﻰ ﺷﻌﻮر ﺑﺎﻟﺬﻥﺐ. ﻞ ﻣﻦ ﺝﻴﻠﻪ وﻣﻦ ﻃﻴﻨﺘﻪ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺣﺪ ﻳﻌﺮف ﺱﺮﻩ اﻟﺬي اﺣﺘﻔﻆ ﺑﻪ أرﺑﻌﻴﻦ ﺱﻨﺔ آﺎﻣﻠﺔ ،ﺑﺤﻴﺎء رﺝ ٍ ﻓﻬﻞ آﺎن ﻳﺴﺘﺤﻖ ذﻟﻚ اﻟﺴﺮ ،آﻞ ذﻟﻚ اﻟﻜﺘﻤﺎن؟ آﺎن ﺑﻼل ﺣﺴﻴﻦ ﺁﺧﺮ اﻟﺮﺝﺎل ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﺨﺼﻴﺎن.. وآﺎن اﻟﻤﺒﺼﺮ ﻓﻲ زﻣﻦ ﻋﻤﻴﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﺒﺼﺎﺉﺮ.. ﻓﻬﻞ أﻥﺴﻰ ﺑﻼل ﺣﺴﻴﻦ؟ *** هﺎ هﻮذا ﺱﺠﻦ )اﻟﻜﺪﻳﺎ(.. أﺕﺄﻣﻠﻪ آﻤﺎ ﻥﺘﺄﻣﻞ ﺝﺪران ﺱﺠﻦ أول ،دﺧﻠﻨﺎﻩ آﻤﺎ ﻥﺪﺧﻞ ﺣﻠﻤًﺎ ﻣﺰﻋﺠًﺎ ﻟﻢ ﻥﻜﻦ ﻣﻬﻴﺄﻳﻦ ﻟﻪ. ﻣﺮت ﺱﻨﻮات آﺜﻴﺮة ،ﻗﺒﻞ أن أدﺧﻞ ﺱﺠﻨًﺎ ﺁﺧﺮ ،آﺎن ﺝﻼدوﻩ هﺬﻩ اﻟﻤ ﺮة ﺝﺰاﺉ ﺮﻳﻴﻦ ﻻ ﻏﻴ ﺮ .وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﻮان ﻲ ﻓﻴﺄﺕﻴﻨﻲ آﻤﺎ آﺎﻥﺖ ﺕ ﺄﺕﻲ ﻟﺰﻳ ﺎرﺕﻲ هﻨ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺎﺽ ﻲ ،ﺑﺎآﻴ ﺔ ﻣﺘﻀ ﺮّﻋﺔ ﻟﻜ ﻞ ﻣﻌﺮوف ،ﻟﻴﻌﺮف ﻃﻴﻒ )أﻣّﺎ( ﻃﺮﻳﻘﻪ إﻟ ّ ﺣﺎرس.. هﺎ هﻮذا ﺱﺠﻦ )اﻟﻜﺪﻳﺎ( ..آﻢ ﻣﻦ ﻗﺼﺺ ﻣﺆﻟﻤﺔ ،وأﺧ ﺮى ﻣﺪهﺸ ﺔ ﻋﺮﻓﻬ ﺎ ه ﺬا اﻟﺴ ﺠﻦ ،اﻟ ﺬي ﺕﻨ ﺎوب ﻋﻠﻴ ﻪ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﺙﺎﺉﺮ ،ﻷآﺜﺮ ﻣﻦ ﺙﻮرة.
١٧٤
ﺧﻤﺴ ﺔ وأرﺑﻌ ﻮن أﻟ ﻒ ﺷ ﻬﻴﺪ ﺱ ﻘﻄﻮا ﻓ ﻲ ﻣﻈ ﺎهﺮة ه ﺰّت اﻟﺸ ﺮق اﻟﺠﺰاﺉ ﺮي آﻠ ﻪ ﺑ ﻴﻦ ﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ وﺱ ﻄﻴﻒ وﻗﺎﻟﻤ ﺔ وﺧﺮّاﻃﺔ. وآﺎﻥﻮا أول دﻓﻌﺔ رﺱﻤﻴﺔ ﻟﺸﻬﺪاء اﻟﺠﺰاﺉﺮ .ﺝﺎء اﺱﺘﺸﻬﺎدهﻢ ﺱﺎﺑﻘًﺎ ﻟﺤﺮب اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺑﺴﻨﻮات. هﻞ أﻥﺴﺎهﻢ؟ أأﻥﺴ ﻰ أوﻟﺌ ﻚ اﻟ ﺬﻳﻦ دﺧﻠ ﻮﻩ وﻟ ﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﻮا ﻣﻨ ﻪ ،وﻇّﻠ ﺖ ﺝﺜ ﺜﻬﻢ ﻓ ﻲ ﻏ ﺮف اﻟﺘﻌ ﺬﻳﺐ؟ وأوﻟﺌ ﻚ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻣ ﺎﺕﻮا ﺑ ﺄآﺜﺮ ﻣ ﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﻤﻮت ،رﻓﺎﻗﻨﺎ اﻟﺬﻳﻦ اﺧﺘﺎروا ﻣﻮﺕﻬﻢ وﺣﺪهﻢ؟ هﻨﺎﻟ ﻚ إﺱ ﻤﺎﻋﻴﻞ ﺷ ﻌﻼل .آ ﺎن ﻣﺠ ﺮد ﻋﺎﻣ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺒﻨ ﺎء .وآﺎﻥ ﺖ ﻟ ﻪ ﻣﻬﻤ ﺔ ﺣﻔ ﻆ وﺙ ﺎﺉﻖ »ﺣ ﺰب اﻟﺸ ﻌﺐ« وأرﺷ ﻴﻔﻪ اﻟﺴ ﺮي .وآ ﺎن أول ﻣ ﻦ ﺕﻠ ّﻘ ﻰ زﻳ ﺎرة اﻻﺱ ﺘﺨﺒﺎرات اﻟﻌﺎﻣ ﺔ اﻟ ﺬﻳﻦ د ّﻗ ﻮا ﺑ ﺎب ﻏﺮﻓﺘ ﻪ اﻟﺼ ﻐﻴﺮة اﻟﺸ ﺎهﻘﺔ ﺹ ﺎرﺧﻴﻦ »اﻟﺒﻮﻟﻴﺲ..اﻓﺘﺢ«. وﺑﺪل أن ﻳﻔﺘﺢ إﺱﻤﺎﻋﻴﻞ ﺷﻌﻼل اﻟﺒﺎب ..ﻓﺘﺢ ﻥﺎﻓﺬﺕﻪ اﻟﻮﺣﻴﺪة .ورﻣﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ وادي اﻟﺮﻣﺎل ،ﻟﻴﻤﻮت ه ﻮ وﺱ ﺮّﻩ ﻓ ﻲ ودﻳﺎن ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ. أﻳﻤﻜﻦ اﻟﻴﻮم ،وﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻥﺼﻒ ﻗﺮن ،أن أذآ ﺮ إﺱ ﻤﺎﻋﻴﻞ دون دﻣ ﻮع ،ه ﻮ اﻟ ﺬي ﻣ ﺎت ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﻳﺒ ﻮح ﺑﺄﺱ ﻤﺎﺉﻨﺎ ﺕﺤ ﺖ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ؟ وهﻨﺎﻟﻚ ﺹﻮت )ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﻦ وﻃﺎف( اﻟﺬي آﺎﻥﺖ ﺹﺮﺧﺎت ﺕﻌﺬﻳﺒ ﻪ ﺕﺼ ﻞ ﺣﺘ ﻰ زﻥﺰاﻥﺘﻨ ﺎ ،ﺧﻨﺠ ﺮًا ﻳﺨﺘ ﺮق ﺝﺴ ﺪﻥﺎ أﻳﻀًﺎ وﻳﺒﻌﺚ ﻓﻴﻪ اﻟﺸﺤﻨﺎت اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺉﻴﺔ ﻥﻔﺴﻬﺎ .وﺹﻮﺕﻪ ﻳﺸﺘﻢ ﺑﺎﻟﻔﺮﻥﺴﻴﺔ ﻣﻌﺬّﺑﻴﻪ وﻳﺼﻔﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﻼب واﻟﻨ ﺎزﻳّﻴﻴﻦ واﻟﻘﺘﻠ ﺔ.. ﻓﻴﺄﺕﻲ ﻣﺘﻘﻄّﻌًﺎ ﺑﻴﻦ ﺹﺮﺧﺔ وأﺧﺮى. »«criminels.. assassins.. salauds.. Nazis ﻓﻴﺮد ﻋﻠﻴﻪ ﺹﻮﺕﻨﺎ ﺑﺎﻷﻥﺎﺷﻴﺪ اﻟﺤﻤﺎﺱﻴﺔ واﻟﻬﺘﺎف. وﻳﺼﻤﺖ ﺹﻮت ﺑﻦ وﻃﺎف. وهﻨﺎﻟﻚ )ﺑﻼل ﺣﺴﻴﻦ( أﻗﺮب ﺹﺪﻳﻖ إﻟﻰ ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ ،أﺣﺪ رﺝﺎل اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻤﺠﻬﻮﻟﻴﻦ ،وأﺣﺪ ﺽﺤﺎﻳﺎﻩ. آﺎن ﺑ ﻼل ﻥ ّ ﺠ ﺎرًا .ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ رﺝ ﻞ ﻋﻠ ﻢ وﻟﻜ ﻦ ﻋﻠ ﻰ ﻳ ﺪﻩ ﺕﻌّﻠ ﻢ ﺝﻴ ﻞ ﺑﺄآﻤ ﻞ اﻟﻮﻃﻨﻴ ﺔ .ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن ﻣﺤّﻠ ﻪ اﻟﻘ ﺎﺉﻢ ﺕﺤ ﺖ ﺝﺴ ﺮ )ﺱﻴﺠﻲ راﺷﺪ( ﻣﻘ ّﺮ اﻻﺝﺘﻤﺎﻋﺎت اﻟﺴﺮﻳﺔ. ﻲ ﻗ ﺮاءة ﺝﺮﻳ ﺪة »اﻷﻣ ﺔ« أو أذآ ﺮ أﻥ ﻪ آ ﺎن ﻳﺴ ﺘﻮﻗﻔﻨﻲ وأﻥ ﺎ أﻣ ّﺮ ﺑﻤﺤّﻠ ﻪ ﻣﺘﺠﻬ ًﺎ إﻟ ﻰ ﺙﺎﻥﻮﻳ ﺔ ﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ ،ﻓﻴﻌ ﺮض ﻋﻠ ّ ﻣﻨﺸﻮرًا ﺱﺮﻳًﺎ. وآﺎن ﺧﻼل ﺱﻨﺘﻴﻦ ﻳﻬﻴﺆﻥﻲ ﺱﻴﺎﺱﻴًﺎ ﻟﻼﻥﺨﺮاط ﻓﻲ »ﺣﺰب اﻟﺸﻌﺐ« .وﻳﻀﻌﻨﻲ أﻣﺎم أآﺜﺮ ﻣﻦ اﻣﺘﺤﺎن ﻣﻴﺪاﻥﻲ ،آ ﺎن ﻻ ﺑﺪ ﻟﻜﻞ ﻋﻀﻮ أن ﻳﻤﺮ ﺑﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺆدي ﻗﺴﻢ اﻻﻥﺨﺮاط ﻓﻲ اﻟﺤﺰب .وﻳﺒﺪأ ﻥﺸﺎﻃﻪ ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻳﺤ ﺪدهﺎ ﺑﻼل. ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﺤﻞ اﻟﺬي ﻻ أﺙﺮ ﻟﻪ اﻟﻴﻮم ،آﺎن ﻳﻠﺘﻘﻲ اﻟﻘﺎدة اﻟﺴﻴﺎﺱﻴﻮن .وﻳﻌﻄﻲ )ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺤ ﺎج( ﺕﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﻪ اﻷﺧﻴ ﺮة .وﻓﻴ ﻪ ﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﻼﻓﺘﺎت ﻟﺘﻜﻮن ﻣﻔﺎﺝﺄة ﻓﺮﻥﺴﺎ. ﻥﻮﻗﺸﺖ اﻟﺸﻌﺎرات اﻟﺘﻲ رﻓﻌﻬﺎ اﻟﻤﺘﻈﺎهﺮون ،وآُﺘﺒﺖ ﻟﻴ ً
١٧٣
ﻣﺎزال ﻳﺘﺄﻣﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺹﻮرﺕﻪ اﻟﺸﻬﻴﺮة ﺕﻠﻚ .ﻣﻠﺘﺤﻴًﺎ وﻗﺎرﻩ ،ﻣﺘّﻜﺌًﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ،ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﺎ أُﻟﻨﺎ إﻟﻴﻪ ﺑﻌﺪﻩ. وﻣﺎزاﻟﺖ ﺹﺮﺧﺘﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺕﻠﻚ ﺑﻌﺪ ﻥﺼﻒ ﻗﺮن .اﻟﻨﺸﻴﺪ ﻏﻴﺮ اﻟﺮﺱﻤﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ ..اﻟﺬي ﻥﺤﻔﻈﻪ ﺝﻤﻴﻌًﺎ. ﺷ ﻣ
ﻌﺐ اﻟﺠﺰاﺉ ﻦﻗ
أو رام إدﻣﺎﺝ
ﺎل ﺣ
ﺮ ﻣﺴ ﺎد ﻋ
ﻠﻢ
وإﻟ
ﻦ أﺹ
ﻠﻪ
أو ﻗ
ﻟ
ﻪ
رام اﻟﻤﺤ
ًﺎ
ﻰ ﺎل ﻣ
اﻟﻌﺮوﺑ
ﺔ ﻳﻨﺘﺴ
ﺎت ﻓﻘ
ﺪآ
ب ﺬ ْ
ﻦ اﻟﻄﻠ
ﺐ ْ
ﺎل ﻣ
ﺐ ْ
ﺹﺪﻗﺖ ﻥﺒﻮءﺕﻚ ﻟﻨﺎ ﻳﺎ اﺑﻦ ﺑﺎدﻳﺲ ..ﻟﻢ ﻥﻤﺖ. ﻓﻘﻂ ﻣﺎﺕﺖ ﺷﻬﻴّﺘﻨﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎة .ﻓﻤﺎذا ﻥﻔﻌﻞ أﻳﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻔﺎﺽﻞ؟ ﻻ أﺣﺪ ﺕﻮﻗّﻊ ﻟﻨﺎ اﻟﻤﻮت ﻳﺄﺱًﺎ .آﻴﻒ ﻳﻤﻮت ﺷﻌﺐ ﻳﺘﻀﺎﻋﻒ آﻞ ﻋﺎم؟ ﻳ
ﺎﻥ
ﺶء أﻥ
ﺖ رﺝﺎؤﻥ
ﺎ
وﺑ
ﻚ اﻟﺼ
ﺒﺎح ﻗ
ﺪ اﻗﺘ
ب ﺮ ْ
ذﻟﻚ اﻟﻨﺶء اﻟﺬي ﺕﻐﻨﻴﺖ ﺑﻪ ..ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺘﺮﻗﺐ اﻟﺼﺒﺎح ،ﻣﺬ ﺣﺠﺰ اﻟﺠﺎﻟﺴﻮن ﻓﻮﻗﻨﺎ ..اﻟﺸ ﻤﺲ أﻳﻀ ًﺎ .إﻥ ﻪ ﻳﺘﺮﻗ ﺐ اﻟﺒ ﻮاﺧﺮ واﻟﻄﺎﺉﺮات ..وﻻ ﻳﻔﻜﺮ ﺱﻮى ﺑﺎﻟﻬﺮب. أﻣﺎم آﻞ اﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺎت اﻷﺝﻨﺒﻴﺔ ﺕﻘﻒ ﻃﻮاﺑﻴﺮ ﻣﻮﺕﺎﻥﺎ ،ﺕﻄﺎﻟﺐ ﺑﺘﺄﺷﻴﺮة ﺣﻴﺎة ﺧﺎرج اﻟﻮﻃﻦ. دار اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻥﻘﻠﺒﺖ اﻷدوار .أﺹﺒﺤﺖ ﻓﺮﻥﺴﺎ هﻲ اﻟﺘﻲ ﺕﺮﻓﻀﻨﺎ ،وأﺹﺒﺢ اﻟﺤﺼ ﻮل ﻋﻠ ﻰ »ﻓﻴ ﺰا« إﻟﻴﻬ ﺎ وﻟ ﻮ ﻷﻳ ﺎم.. هﻮ »اﻟﻤﺤﺎل ﻣﻦ اﻟﻄﻠﺐ«! ﻟﻢ ﻥﻤﺖ ﻇﻠﻤًﺎ ..ﻣﺘﻨﺎ ﻗﻬﺮًا .ﻓﻮﺣﺪهﺎ اﻹهﺎﻥﺎت ﺕﻘﺘﻞ اﻟﺸﻌﻮب. ﻓﻲ زﻣﻦ ﻣ ﺎ آﻨ ﺎ ﻥ ﺮدد ه ﺬا اﻟﻨﺸ ﻴﺪ ﻓ ﻲ ﺱ ﺠﻦ ﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ .آ ﺎن ﻳﻜﻔ ﻲ أن ﻳﻨﻄﻠ ﻖ ﻣ ﻦ زﻥﺰاﻥ ﺔ واﺣ ﺪة ،ﻟﺘ ﺮددﻩ زﻥﺰاﻥ ﺎت أﺧﺮى ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺴﺎﺝﻴﻨﻬﺎ ﺱﻴﺎﺱﻴﻴﻦ. آﺎن ﻟﻜﻠﻤﺎﺕﻪ ﻗﺪرة ﺧﺎرﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺕﻮﺣﻴﺪﻥﺎ .اآﺘﺸﻔﻨﺎ ﻣﺼﺎدﻓﺔ هﻨﺎك ﺹﻮﺕﻨﺎ اﻟﻮاﺣﺪ. آﻨﺎ ﺷﻌﺒًﺎ واﺣﺪًا ﺕﺮﺕﻌﺪ اﻟﺠﺪران ﻟﺼﻮﺕﻪ .ﻗﺒﻞ أن ﺕﺮﺕﻌﺪ أﺝﺴﺎدﻥﺎ ﺕﺤﺖ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ. ﺢ ﺹﻮﺕﻨﺎ اﻟﻴﻮم ..أم أﺹﺒﺢ هﻨﺎك ﺹﻮت ﻳﻌﻠﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﻴﻊ .ﻣﺬ أﺹﺒﺢ هﺬا اﻟﻮﻃﻦ ﻟﺒﻌﻀﻨﺎ ﻓﻘﻂ؟ هﻞ ﺑ ّ *** وﻟﺪت آﻞ هﺬﻩ اﻷﻓﻜﺎر ﻓﻲ ذهﻨﻲ وأﻥﺎ أﻋﺒﺮ ذﻟﻚ اﻟﺸﺎرع ،وأﻟﺘﻘﻲ ﺑﻌﺪ ٣٧ﺱﻨﺔ ﻣﻊ ﺝﺪران ﺱﺠﻦ آﻨﺖ ﻳﻮﻣًﺎ أراهﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺪاﺧﻞ. وﻟﻜﻦ هﻞ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺴﺠﻦ ﺷﻴﺌًﺎ ﺁﺧ ﺮ ﻟﻤﺠ ﺮد أﻥﻨ ﺎ ﻥﻨﻈ ﺮ إﻟﻴ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺨ ﺎرج ،وه ﻞ ﻳﻤﻜ ﻦ ﻟﻠﻌ ﻴﻦ أن ﺕﻠﻐ ﻲ اﻟ ﺬاآﺮة اﻟﻴ ﻮم، وهﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺬاآﺮة أن ﺕﻠﻐﻲ أﺧﺮى؟ آﺎن ﺱﺠﻦ »اﻟﻜﺪﻳﺎ« ﺝﺰءًا ﻣﻦ ذاآﺮﺕﻲ اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﺕﻤﺤﻮهﺎ اﻷﻳﺎم. ﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻗﻮف ،ﻓﺄدﺧﻠ ﻪ ﻣ ﻦ ﺝﺪﻳ ﺪ آﻤ ﺎ دﺧﻠﺘ ﻪ ذات ﻳ ﻮم ﻣ ﻦ ﺱ ﻨﺔ ١٩٤٥ وهﺎ هﻲ اﻟﺬاآﺮة ﺕﺘﻮﻗﻒ أﻣﺎﻣﻪ وﺕﺮﻏﻢ ﻗﺪﻣ ّ ﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻘﺒﺾ ﺑﻌﺪ ﻣﻈﺎهﺮات ٨ﻣﺎي اﻟﺤﺰﻳﻨﺔ اﻟﺬآﺮ. ﻣﻊ ﺧﻤﺴﻴﻦ أﻟﻒ ﺱﺠﻴﻦ أﻟﻘ ّ وآﻨﺖ أآﺜﺮ ﺣﻈﺎً ،ﻗﻴﺎﺱًﺎ إﻟﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻠﻮﻩ ﻳﻮﻣﻬﺎ. ١٧٢
ﺕﻬﺘﺰ اﻟﺼﺪور وﺕﺘﻤﺎﻳﻞ اﻷرداف ،وﻳﺪﻓﺄ ﻓﺠﺄة اﻟﺠﺴﺪ اﻟﻔﺎرغ ﻣﻦ اﻟﺤﺐ. ﺐ ﻓﻴﻪ ﻓﺠﺄة اﻟﺤﻤﻰ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻄﻔﺌﻬﺎ رﺝﻞ .وﻳﺘﻮاﻃﺄ اﻟﺒﻨﺪﻳﺮ اﻟﺬي ﺕﺴ ﺨﻨﻪ اﻟﻨﺴ ﺎء ﻣﺴ ﺒﻘًﺎ ﻣ ﻊ اﻟﺠﺴ ﺪ اﻟﻤﺤﻤ ﻮم ،ﻓﺘﺰﻳ ﺪ ﺕﺸ ّ اﻟﻀ ﺮﺑﺎت ﻓﺠ ﺄة ﻗ ﻮة وﺱ ﺮﻋﺔ .وﺕﻨﻔ ﻚ ﺽ ﻔﺎﺉﺮ اﻟﻨﺴ ﺎء ،وﺕﺘﻄ ﺎﻳﺮ ﺧﺼ ﻼت ﺷ ﻌﺮهﻦ ،وﻳ ﻨﻄﻠﻘﻦ ﻓ ﻲ ﺣﻠﺒ ﺎت اﻟ ﺮﻗﺺ آﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﺑﺪاﺉﻴﺔ ﺕﺘﻠﻮى وﺝﻌًﺎ وﻟﺬة ﻓﻲ ﺣﻔﻠﺔ ﺝﺬب وﺕﻬﻮﻳﻞ ،ﻳﻔﻘﺪن ﺧﻼﻟﻬﺎ آ ﻞ ﻋﻼﻗ ﺔ ﺑﻤ ﺎ ﺣ ﻮﻟﻬﻦ ،وآ ﺄﻥﻬﻦ ﺧ ﺮﺝﻦ ﻦ اﻟﺴﺎﺑﻖ. ﻦ إﻟﻰ هﺪوﺉﻬ ﱠ ﻓﺠﺄة ﻣﻦ أﺝﺴﺎدهﻦ ،ﻣﻦ ذاآﺮﺕﻬﻦ وأﻋﻤﺎرهﻦ ،وﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﻤﻜﻦ أﺣﺪا أن ﻳﻌﻴﺪه ﱠ وآﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﻃﻘ ﻮس اﻟﻠ ﺬة ..وﻃﻘ ﻮس اﻟﻌ ﺬاب ،ﻳ ﺪري اﻟﺠﻤﻴ ﻊ أﻥ ﻪ ﻻ ﻳﺠ ﺐ وﻗ ﻒ ﺽ ﺮﺑﺎت اﻟﺒﻨ ﺪﻳﺮ ،وﻻ ﻗﻄ ﻊ وﻗﻌﻬ ﺎ اﻟﻤﺘﺰاﻳﺪ ،ﻗﺒﻞ أن ﺕﺼﻞ اﻟﻨﺴﺎء إﻟﻰ ذروة ﻻ ﺷﻌﻮرهﻦ وﻟﺬﺕﻬﻦ ،وﻳﻘﻌ ﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ﻣﻐﻤ ﻰ ﻋﻠ ﻴﻬﻦ ،ﺕﻤﺴ ﻜﻬﻦ ﻥﺴ ﺎء ﻣﻦ ﺧﺼﻮرهﻦ ،وﺕﺮﺷﻬﻦ أﺧﺮﻳﺎت ﺑﺎﻟﺮﻳﺤﺔ واﻟﻌﻄﺮ اﻟﺠﺎهﺰ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﻨﺎﺱﺒﺎت ..ﺣﺘﻰ ﻳﻌﺪن ﺕﺪرﻳﺠﻴًﺎ إﻟﻰ وﻋﻴﻬﻦ. هﻜﺬا ﺕﻤﺎرس اﻟﻨﺴﺎء اﻟﺤﺐَ ..وهْﻤًﺎ ﻓﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ! ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ أﻏﺮﺕﻨﻲ ..ﺑﻠﻴﻠﺔ ﺣﺐ وهﻤﻴﺔ ،وﻗﺒﻠﺖ ﺹﻔﻘﺘﻬﺎ اﻟﺴﺮﻳﺔ ،ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﻨﺴﻴﺎن. ﻓﺄﻳﻦ اﻟﻨﺴﻴﺎن ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ..وﻓﻲ آﻞ ﻣﻨﻌﻄﻒ ﻳﺘﺮﺑﺺ ﺑﻲ ﺝﺮح؟ هﻞ اﻟﺤﻨﻴﻦ وﻋﻜﺔ ﺹﺤﻴﺔ؟ ﻣﺮﻳﺾ أﻥﺎ ﺑﻚ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ. آﺎن ﻣﻮﻋﺪﻥﺎ وﺹﻔﺔ ﺝﺮّﺑﺘﻬﺎ ﻟﻠﺸﻔﺎء ،ﻓﻘﺘﻠﺘﻨﻲ اﻟﻮﺹﻔﺔ. ﺕﺮاﻥﻲ ﺕﺠﺎوزت ﻣﻌﻚ ﺝﺮﻋﺔ اﻟﺸﻮق اﻟﻤﺴﻤﻮح ﺑﻬﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻻت؟ ك ﻓﻲ ﺹﻴﺪﻟﻴﺔ ﺝﺎهﺰة ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ،ﻷرﻓﻊ دﻋﻮى ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺉﻊ اﻷﻗﺪار اﻟﺬي وﺽﻌﻚ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻲ. ﻟﻢ أﺷﺘﺮ ِ ﻟﻘﺪ ﺹﻨﻌﺘﻚ أﻥﺎ ﺑﻨﻔﺴﻲ ،وﻗﺴﺖ آﻞ ﺕﻔﺎﺹﻴﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻳﻴﺴﻲ.. أﻥﺖ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺕﻨﺎﻗﻀﻲ ،ﻣﻦ اﺕّﺰاﻥﻲ وﺝﻨﻮﻥﻲ ،ﻣﻦ ﻋﺒﺎدﺕﻲ وآﻔﺮي.. أﻥﺖ ﻃﻬﺎرﺕﻲ وﺧﻄﻴﺌﺘﻲ .وآﻞ ﻋﻘﺪ ﻋﻤﺮي. اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﺧﺮى ..ﻻ ﺷﻲء. ﻟﻌﻠﻚ آﻨﺖ ﻓﻘﻂ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺘﻠﺘﻨﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ﻟﺴﺒﺐ ﻣﻨﺎﻗﺾ ﻟﻸول ..آﻞ ﻣﺮة. ﻓﺄﻳﻦ اﻟﺤﺪ اﻟﻔﺎﺹﻞ ﺑﻴﻦ ﺝﺮﻋﺔ اﻟﺸﻔﺎء وﺝﺮﻋﺔ اﻟﻤﻮت هﺬﻩ اﻟﻤﺮة؟ وﻓ ﻲ ﻣﻮاﺱ ﻢ اﻟﺨﻴﺒ ﺔ ،ﺕﺼ ﺒﺢ اﻟ ﺬاآﺮة ﻣﺸ ﺮوﺑًﺎ ﻣ ﺮًا ﻳُﺒﺘﻠﻊ دﻓﻌﺔ واﺣﺪة ،ﺑﻌﺪﻣﺎ آﺎن ﺣﻠﻤًﺎ ﻣﺸﺘﺮآًﺎ ﻳُﺤﺘﺴﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻞ؟ هﻨﺎ ﺕﺒﺪأ اﻟﺬاآﺮة اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ ،وﺷﻮارع ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﻳﻨﻔﺮد ﺑﻬﺎ. ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺸﻴﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ وأﺧﺮى ﻣﻊ ﺁﺧﺮﻳﻦ. هﻨﺎ ﺷﺎرع ﻳﺤﻤﻞ اﺱﻤﻪ ..وﺷﻮارع ﺕﺬآﺮ ﻋﺒﻮرﻩ .وهﺎ أﻥﺬا أﺕﻮﺣﺪ ﺑﺨﻄﺎﻩ وأواﺹﻞ ﻃﺮﻳﻘًﺎ ﻟﻢ ﻥﻜﻤﻠﻪ ﻣﻌًﺎ. ﻲ إﻟﻰ ﺁﺧﺮ .وﻳﻤﻠﺆﻥﻲ ﻓﺠﺄة ﺷﻌﻮر ﻏﺎﻣﺾ ﺑﺎﻟﻐﺮور. ﺕﻤﺸﻲ اﻟﻌﺮوﺑﺔ ﻣﻌﻲ ﻣﻦ ﺣ ّ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺕﻨﺘﻤﻲ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،دون أن ﺕﺤﻤﻞ ﻋﺮوﺑﺘﻬﺎ. اﻟﻌﺮوﺑﺔ هﻨﺎ ..زه ٌﻮ ووﺝﺎهﺔ وﻗﺮون ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺪّي واﻟﻌﻨﻔﻮان. ﻣﺎزاﻟﺖ ﻟﺤﻴﺔ )اﺑﻦ ﺑﺎدﻳﺲ( وآﻠﻤﺘﻪ ﺕﺤﻜﻢ هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕﻪ. ١٧١
ي ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﻲ ﺙﺮي وﻣﺤﺘﺮم ﻋﻠﻰ أﻳﺎﻣﻪ. ﻟﻘﺪ رﺣﻞ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺕﺮك ﺕﺎرﻳﺨﻪ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز ﺧﻠﻒ هﺬﻩ اﻟﺠﺪران ،ﺕﻤﺎﻣًﺎ آﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ أ ّ أﻟﻢ ﺕﻜﻦ ﺝﺪﺕﻲ ﺕﻘﻮل وﻗﺘﻬﺎ ﻟﺘﻌّﻠﻢ أﻣﻲ اﻟﺼﺒﺮ ،وﺕﻌﻮدهﺎ ﻋﻠﻰ ﺕﻘﺒّﻞ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺨﻴﺎﻥ ﺔ ﺑﻔﺨ ﺮ» :إن ﻣ ﺎ ﻳﻔﻌﻠ ﻪ اﻟﺮﺝ ﺎل ..ﻃ ﺮّز ﻋﻠﻰ أآﺘﺎﻓﻬﻢ!«. وآﺎن أﺑﻲ ﻳﻄﺮّز ﻣﻐﺎﻣﺮاﺕﻪ ﺝﺮﺣًﺎ ووﺷﻤًﺎ ﻋﻠﻰ ﺝﺴﺪ )أﻣّﺎ( دون أن ﻳﺪري. ﻣﺎذا أﺹﺒﺢ هﺬا »اﻟﺒﻴﺖ« ﻟﺴﺖ أدري.. ﻳُﻘﺎل إﻥﻬﻢ أﻏﻠﻘﻮﻩ ورﺑﻤﺎ ﻇﻞ ﻟﻪ ﺑﺎب واﺣﺪ ﻓﻘﻂ ..ﺑﻌﺪﻣﺎ أﻏﻠﻘﺖ أﺑﻮاﺑﻪ اﻷﺧﺮى ،ﻓﻲ إﻃﺎر ﺱﻴﺎﺱ ﺔ ﺕﻘﻠ ﻴﺺ اﻟﻤﻠ ﺬات ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ،أو اﺣﺘﺮاﻣ ًﺎ ﻟﻌﺸ ﺮات اﻟﻤﺴ ﺎﺝﺪ اﻟﺘ ﻲ ﻥﺒﺘ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﺹ ﺪر ه ﺬﻩ اﻟﺼ ﺨﺮة ،واﻟﺘ ﻲ ﻳﺮﺕﻔ ﻊ ﺹ ﻮﺕﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌ ﺔ ﻣﺮات ﻓﻲ اﻟﻴﻮم ،ﻟﻴﺬآّﺮ اﻟﻨﺎس ﺑﻤﺰاﻳﺎ اﻹﻳﻤﺎن واﻟﺘﻮﺑﺔ.. وآﻨﺖ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ،آﻤﻌﻈﻢ رﺝﺎل هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،أﻗﻒ ﻓﻲ اﻟﺤﺪ اﻟﻔﺎﺹﻞ ﺑﻴﻦ ﺷﻬﻮة اﻟﺠﺴﺪ وﻋﻔﺔ اﻟ ﺮوح .ﻳﺘﺠ ﺎذﺑﻨﻲ إﻟ ﻰ أﺱ ﻔﻞ اﻟﻨ ﺪاء اﻟﺴ ﺮي ﻟﺘﻠ ﻚ اﻟﻐ ﺮف اﻟﻤﻈﻠﻤ ﺔ اﻟﺸ ﺒﻘﻴﺔ ..ﺣﻴ ﺚ ﺕﺤﻠ ﻮ اﻟﺨﻄﺎﻳ ﺎ ..وﻳﺴ ﻤﻮ ﺑ ﻲ إﻟ ﻰ أﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ اﻟﻨ ﺪاء اﻵﺧﺮ ،ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﺂذن اﻟﺘﻲ اﻓﺘﻘﺪت ﻃﻮﻳ ً ﻼ ﺕﻜﺒﻴﺮهﺎ ،ورهﺒﺔ ﺁذاﻥﻬﺎ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻟﺼﻼة ،ﻓﻴﺨﺘ ﺮق ﺑﻘﻮﺕ ﻪ ده ﺎﻟﻴﺰ ﻥﻔﺴﻲ ،وﻳﻬﺰﻥﻲ ﻷول ﻣﺮة ﻣﻨﺬ ﺱﻨﻮات. ﻼ ﻣﺰدوﺝًﺎ آﻬﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،وﺑﺪأت أﻋﻲ أن ﻟﻴﺲ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺴﻜﻮن ﺑﺎﻷﺽﺪاد ﻣﻦ ﻟﻘﺪ أﺹﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﺑﻀﻌﺔ أﻳﺎم رﺝ ً ﻣﺪن ﺑﺮﻳﺌﺔ .وﻣﺪن ﻓﺎﺝﺮة. هﻨﺎﻟﻚ ﻣﺪن ﻣﻨﺎﻓﻘﺔ ..وأﺧﺮى أﻗﻞ ﻥﻔﺎﻗًﺎ ﻓﻘﻂ.. وﻟﻴﺲ هﻨﺎك ﻣﻦ ﻣﺪن ﺑﻮﺝﻪ واﺣﺪ ..وﺣﺮﻓﺔ واﺣﺪة .وﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ أآﺜﺮ اﻟﻤﺪن وﺝﻮهًﺎ ..وﺕﻨﺎﻗﻀًﺎ. هﺎ هﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺕﺴﺘﺪرﺝﻚ إﻟﻰ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ .ﺙﻢ ﺕﺮدﻋﻚ ﺑﺎﻟﻘﻮة ﻥﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺕﺴﺘﺪرﺝﻚ ﺑﻬﺎ. آﻞ ﺷﻲء هﻨﺎ دﻋﻮة ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ﻟﻠﺠﻨﺲ ..ﺷﻲء ﻣﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻳﻐ ﺮي ﺑﺎﻟﺤ ﺐ اﻟﻤﺴ ﺮوق :ﻗﻴﻠﻮﻻﺕﻬ ﺎ اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺕﻨﺘﻬ ﻲ.. ﺹ ﺒﺎﺣﺎﺕﻬﺎ اﻟﺪاﻓﺌ ﺔ اﻟﻜﺴ ﻠﻰ ..وﻟﻴﻠﻴﻬ ﺎ اﻟﻤ ﻮﺣﺶ اﻟﻤﻔ ﺎﺝﺊ .ﻃﺮﻗﺎﺕﻬ ﺎ اﻟﻤﻌﻠّﻘ ﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺼ ﺨﻮر ..أﻥﻔﺎﻗﻬ ﺎ اﻟﺴ ﺮﻳﺔ اﻟﻤﻮﺑ ﻮءة اﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ..ﻣﻨﻈﺮ ﺝﺒﻞ اﻟﻮﺣﺶ وﻣﺎ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻤﺮات ﻣﺘﺸﻌّﺒﺔ ..ﻏﺎﺑﺎت اﻟﻐﺎر واﻟﺒﻠّﻮط ..وآﻞ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﻐﺎرات واﻷﻥﻔ ﺎق اﻟﻤﺨﺘﺒﺌﺔ. وﻟﻜﻦ ..ﻋﻠﻴﻚ أن ﺕﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﺘﻔﺮج ﻋﻠﻰ ﻋﺎدات اﻟﻨﻔﺎق اﻟﻤﺘﻮارﺙﺔ هﻨﺎ ﻣﻦ أﺝﻴﺎل ،وﺕﺘﺤﺎﺷﻰ اﻟﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻓ ﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺕﺮﺑﻜﻬﺎ ..وﺕﺮﺕﺒﻚ! ﻓﺎﻟﺠﻤﻴﻊ هﻨﺎ ﻳﻌﺮﻓﻮن أن ﺧﻠﻒ ﺷﻮارﻋﻬﺎ اﻟﻮاﺱﻌﺔ ﺕﺨﺘﺒ ﺊ اﻷز ّﻗ ﺔ اﻟﻀ ﻴﻘﺔ اﻟﻤﻠﺘﻮﻳ ﺔ ،وﻗﺼ ﺺ اﻟﺤ ﺐ ﻏﻴ ﺮ اﻟﺸ ﺮﻋﻴﺔ، واﻟﻠﺬة اﻟﺘﻲ ﺕﺴﺮق ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ ﺧﻠﻒ ﺑﺎب ..وﺕﺤﺖ ﻣﻼءﺕﻬﺎ اﻟﺴﻮداء اﻟﻮﻗﻮر ،ﺕﻨﺎم اﻟﺮﻏﺒﺔ اﻟﻤﻜﺒﻮﺕﺔ ﻣﻦ ﻗﺮون .اﻟﺮﻏﺒ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺕﻌﻄ ﻲ ﻥﺴ ﺎءهﺎ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻤﺸ ﻴﺔ اﻟﻘﺴ ﻨﻄﻴﻨﻴﺔ اﻟﻤﻨﻔ ﺮدة ،وﺕﻤ ﻨﺢ ﻋﻴ ﻮﻥﻬﻦ ﺕﺤ ﺖ )اﻟﻌﺠ ﺎر( ،ذﻟ ﻚ اﻟﺒﺮﻳ ﻖ اﻟﻨ ﺎدر. ﻦ آﻘﻨﺒﻠﺔ ﻣﻮﻗﻮﺕﺔ ،ﻣﺪﻓﻮﻥﺔ ﻓﻲ اﻟﻼوﻋﻲ .ﻻ ﺕﻨﻄﻠ ﻖ ﻣ ﻦ آﺒﺘﻬ ﺎ إﻻ ﻓ ﻲ ﺕﻌﻮّدت اﻟﻨﺴﺎء هﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﻗﺮون ،ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ رﻏﺒﺘﻬ ّ اﻷﻋﺮاس ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﺴﺘﺴﻠﻢ اﻟﻨﺴﺎء ﻟﻮﻗﻊ اﻟﺒﻨﺪﻳﺮ ،ﻓﻴﺒ ﺪأن اﻟ ﺮﻗﺺ وآ ﺄﻥﻬﻦ ﻳﺴﺘﺴ ﻠﻤﻦ ﻟﻠﺤ ﺐ ،ﺑﺨﺠ ﻞ ودﻻل ﻓ ﻲ اﻟﺒﺪاﻳ ﺔ. ﻳﺤ ﺮآﻦ اﻟﻤﺤ ﺎرم ﻳﻤﻨ ﺔ وﻳﺴ ﺮة ﻋﻠ ﻰ وﻗ ﻊ »اﻟﺰﻥ ﺪاﻟﻲ« ..ﻓﺘﺴ ﺘﻴﻘﻆ أﻥ ﻮﺙﺘﻬﻦ اﻟﻤﺨﻨﻮﻗ ﺔ ﺕﺤ ﺖ ﺙﻘ ﻞ ﺙﻴ ﺎﺑﻬﻦ وﺹ ﻴﻐﺘﻬﻦ. ﻳﺼﺒﺤﻦ أﺝﻤﻞ ﻓﻲ إﻏﺮاﺉﻬﻦ اﻟﻤﺘﻮارث. ١٧٠
ي اﻟﻤﻮﺣّﺪ ﻟﺘﻠ ﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺕﺴ ﺘﻴﻘﻆ آﻤ ﺎ ﺕﻨ ﺎم ﺑﺤ ﺰن ﻏ ﺎﻣﺾ. رﺑﻤﺎ آﺎن أول ﻣﺎ ﻟﻔﺖ ﻥﻈﺮي ذﻟﻚ اﻟﺼﺒﺎح ،ذﻟﻚ اﻟﺰ ّ ذﻟﻚ اﻟﻠﻮن اﻟﻘﺎﺕﻢ اﻟﻤﺘﺪرج واﻟﻤﺸﺘﺮك ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻨﺴﻴﻦ. اﻟﻨﺴﺎء ﻣﻠﻔﻮﻓﺎت ﺑﻤﻼءاﺕﻬﻦ اﻟﺴﻮداء اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺒﺪو ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲء ﺱﻮى ﻋﻴﻮﻥﻬﻦ. واﻟﺮﺝﺎل ﻓﻲ ﺑﺪﻻﺕﻬﻢ اﻟﺮﻣﺎدﻳﺔ أو اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺕﺨﺘﻠ ﻒ ﻋ ﻦ ﻟ ﻮن ﺑﺸ ﺮﺕﻬﻢ ..وﻻ ﻟ ﻮن ﺷ ﻌﺮهﻢ .واﻟﺘ ﻲ ﻳﺒ ﺪون وآ ﺄﻥﻬﻢ اﺷﺘﺮوهﺎ ﺝﻤﻴﻌًﺎ ﻋﻨﺪ ﺧﻴﺎط واﺣﺪ. ن أو ﻟﺒﺪﻟ ٍﺔ ﺹﻴﻔﻴﺔ. وﻗﻠﻤﺎ آﺎن ﻳﺒﺪو ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﺸﻮد ﻥﻘﻄﺔ ﺽﻮء ،أو ﻟﻮن زا ٍﻩ ﻟﻔﺴﺘﺎ ٍ ﺕﺮاﻥﻲ آﻨﺖ أﻥﻈﺮ ذﻟﻚ اﻟﺼﺒﺎح إﻟﻰ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﺑﻌﻴﻮن رﺱ ﺎم ﻻ ﺕﻠﻔ ﺖ ﻥﻈ ﺮﻩ ﺱ ﻮى اﻷﻟ ﻮان ،وﻳﻜ ﺎد ﻻ ﻳ ﺮى ﺱ ﻮاهﺎ ﻓﻲ آﻞ ﺷﻲء .أم ﺕﺮاﻥﻲ آﻨﺖ أراهﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﻌﻴﻮن اﻟﻤﺎﺽﻲ وﺧﻴﺒﺔ اﻟﺤﺎﺽﺮ؟ رﻣﻴﺖ ﺑﻨﻔﺴﻲ وﺱﻂ أﻣﻮاج اﻟﺮﺝﺎل اﻟﻀﺎﺉﻌﻴﻦ ﻣﺜﻠﻲ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .ﺷﻌﺮت ﻷول ﻣﺮة أﻥﻨﻲ ﺑﺪأت أﺷﺒﻬﻬﻢ. ﻼ ﻣﺜﻠﻬﻢ أﻣﻠﻚ وﻗﺘًﺎ ورﺝﻮﻟﺔ ﻻ أدري ﻣﺎذا أﻓﻌﻞ ﺑﻬﺎ .ﻓﻼ أﻣﻠﻚ إﻻ أن أﻣﺸﻲ ﺱﺎﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع آﻤ ﺎ ﻳﻤﺸ ﻮن ..ﻣﺤﻤ ً ﺑﺒﺆﺱﻲ اﻟﺤﻀﺎري ..وﺑﺆﺱﻲ اﻟﺠﻨﺴﻲ اﻵﺧﺮ. هﺎ ﻥﺤﻦ ﻥﺘﺸﺎﺑﻪ ﻓﺠﺄة ﻓﻲ آﻞ ﺷﻲء .ﻓﻲ ﻟﻮن ﺷﻌﺮﻥﺎ وﻟﻮن ﺑﺪﻟﺘﻨﺎ وﺝ ّﺮ أﺣﺬﻳﺘﻨﺎ وﺧﻄﺎﻥﺎ اﻟﻀﺎﺉﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﺹﻔﺔ. ﻥﺘﺸﺎﺑﻪ ﻓﻲ آﻞ ﺷﻲء ،وأﻥﻔﺮد وﺣﺪي ﺑﻚ .وﻟﻜﻦ هﻞ ﻳﻐﻴﺮ ذﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎً؟ ﺣﺒﻚ اﻟﺬي اﺱﺘﺪرﺝﻨﻲ ﺣﺘﻰ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ،أﻋ ﺎدﻥﻲ إﻟ ﻰ ﺕﺨﻠّﻔ ﻲ دون ﻋﻠﻤ ﻲ .رﻣ ﻰ ﺑ ﻲ وﺱ ﻂ ه ﺬﻩ اﻟﺠﻤ ﻮع اﻟﺮﺝﺎﻟﻴ ﺔ، اﻟﺘﻲ ﺕﺴﻴﺮ ﺑﺒﻂء ﺕﺤﺖ اﻟﺸﻤﺲ اﻟﺼﻴﻔﻴﺔ ،دون وﺝﻬﺔ ﻣﺤﺪدة ،ودون أن ﺕﺪري ﻣﺎذا ﺕﻔﻌ ﻞ ﺑﺘﻠ ﻚ اﻷﺷ ﻌﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺕﺨﺘﺰﻥﻬ ﺎ اﻷﺝﺴﺎد اﻟﻤﺤﻤﻮﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎر ،وﺕﻨﻔﻘﻬﺎ اﻷﻳﺪي اﻟﺒﺎﺉﺴﺔ ﺱ ّﺮًا ﻓﻲ اﻟﻠﻴﻞ ..ﻓﻲ اﻟﻤﻠﺬات اﻟﻔﺮدﻳﺔ. ﺕﺘﻮﻗﻒ ﻓﺠﺄة ﺧﻄﻮاﺕﻲ أﻣﺎم ﺝﺪران ﺑﻴﺖ ﻻ ﻳﺸﺒﻪ ﺑﻴﻮﺕًﺎ أﺧﺮى. هﻨﺎ آﺎﻥﺖ أآﺒﺮ »دار ﻣﻐﻠﻘﺔ« ﻳﺮﺕﺎدهﺎ اﻟﺮﺝﺎل .وآﺎن ﻟﻬﺎ ﺙﻼﺙﺔ أﺑﻮاب ﺕﺆدي إﻟﻰ ﺷﻮارع وأﺱﻮاق ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻟﻘﺪ آﺎﻥﺖ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ دارًا ﻣﻐﻠﻘﺔ ﻣﺸﺮﻋﺔ ،ﻣﺪروﺱﺔ ﻟﻴﺘﺴﻠﻞ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺮﺝﺎل ﻣ ﻦ أﻳ ﺔ ﺝﻬ ﺔ ،وﻳﺨﺮﺝ ﻮا ﻣﻨﻬ ﺎ ﻣ ﻦ أﻳ ﺔ ﺝﻬ ﺔ أﺧﺮى. آﺎن اﻟﺮﺝﺎل ﻳﺆﻣﻮﻥﻬﺎ ﻣﻦ آﻞ ﺹﻮب ،هﺮﺑًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺪن واﻟﻘﺮى اﻟﻤﺠﺎورة ،اﻟﺘﻲ ﻻ ﻣﻠّﺬات ﻓﻴﻬﺎ وﻻ ﻥﺴﺎء. وآﺎﻥﺖ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﺠﻤﻴﻼت واﻟﺒﺎﺉﺴﺎت ،ﻳﺄﺕﻴﻦ أﻳﻀ ًﺎ ﻣ ﻦ آ ﻞ اﻟﻤ ﺪن اﻟﻤﺠ ﺎورة ﻟﻴﺨﺘﻔ ﻴﻦ ﺧﻠ ﻒ ه ﺬﻩ اﻟﺠ ﺪران اﻟﻤﺼ ﻔﺮة، اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻳﺨ ﺮﺝﻦ ﻣﻨﻬ ﺎ إﻻ ﻋﺠ ﺎﺉﺰ ﻟ ُﻴ ﻨﻔﻘﻦ ﺙ ﺮوﺕﻬﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﺪﻗﺎت واﻟﺤﺴ ﻨﺎت ،وﺕﻄﻬﻴ ﺮ اﻷﻳﺘ ﺎم ﻓ ﻲ ﻣﻮﺱ ﻢ ﺕ ﻮﺑﺘﻬﻦ اﻷﺧﻴﺮة. هﻨﺎ أﻥﻔﻖ أﺑﻲ ﺙﺮوﺕﻪ ورﺝﻮﻟﺘﻪ!.. أﺣﺎول أﻻ أﺕﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ذﻟﻚ اﻟﺒﻴﺖ اﻻﺱﺘﺜﻨﺎﺉﻲ ،اﻟﺬي آﺎن ﻟﻌﺪة ﺱﻨﻮات ﺱﺒﺐ ﺣﺰن أﻣﻲ اﻟﺴﺮي ،ورﺑﻤﺎ ﻣﻮﺕﻬﺎ ﻗﻬﺮًا. وآﺎن ﻟﻌﺪة ﺱﻨﻮات أﻳﻀًﺎ ﺱ ّﺮ ﻥﺸ ﻮﺕﻲ اﻟﺴ ﺮﻳﺔ ،وأﺣﻼﻣ ﻲ اﻟﻤﻜﺒﻮﺕ ﺔ أﻳ ﺎم ﺹ ﺒﺎي ،ﻳ ﻮم آﻨ ﺖ أﺣﻠ ﻢ ﺑ ﻪ وﻻ أﺝ ﺮؤ ﻋﻠ ﻰ دﺧﻮﻟﻪ ،رﺑﻤﺎ ﺧﻮﻓًﺎ ﻣ ﻦ أن أﻟﺘﻘ ﻲ ﺑ ﺄﺑﻲ هﻨ ﺎك ،ورﺑﻤ ﺎ أﻳﻀ ًﺎ ﻷﻥﻨ ﻲ آﻨ ﺖ ﻣﻜﺘﻔﻴ ًﺎ ﺑﻤﻐ ﺎﻣﺮاﺕﻲ اﻟﻌ ﺎﺑﺮة اﻟﻤﺴ ﺮوﻗﺔ ﻓ ﻮق اﻟﺴﻄﺢ ﺕﺎرة ،أو ﻓﻲ ﻏﺮف اﻟﻤﺆوﻥﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﻠﻤﺎ ﻳﻔﺘﺤﻬﺎ أﺣﺪ.. اﻟﻴﻮم ﻟﻢ ﻳﻌﺪ أﺑﻲ هﻨﺎك ﻟﻴﻤﻨﻌﻨﻲ اﺣﺘﻤﺎل وﺝﻮدﻩ ﻓﻲ هﺬا »اﻟﺒﻴﺖ« ﻣﻦ اﻟﺪﺧﻮل. ١٦٩
ﺷﻌﺮت ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻣ ﺎ ،أﻥﻨ ﺎ ﻥﻄ ﻮف ﺝﻤﻴﻌ ًﺎ ﺣ ﻮل ه ﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ اﻟﺼ ﺨﺮة ،دون أن ﻥ ﺪري ﺕﻤﺎﻣ ًﺎ ..ﻣ ﺎذا ﻳﺠ ﺐ أن ﻥﻔﻌ ﻞ ﺑﻐﻀﺒﻨﺎ ،ﻣﺎذا ﻳﺠﺐ أن ﻥﻔﻌﻞ ﺑﺒﺆﺱﻨﺎ ..وﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻥﺮﻣﻲ هﺬا اﻟﺤﺼﻰ اﻟﺬي اﻣﺘﻸت ﺑﻪ ﺝﻴﻮﺑﻨﺎ اﻟﻔﺎرﻏﺔ. ﻣﻦ ا َ ﻷوْﻟﻰ ﺑﺎﻟﺮّﺝﻢ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻮﻃﻦ؟ ﻣﻦ؟ ذﻟﻚ اﻟﺠﺎﻟﺲ ﻓﻮق اﻟﺠﻤﻴﻊ ..أم أوﻟﺌﻚ اﻟﺠﺎﻟﺴﻮن ﻓﻮﻗﻨﺎ؟ ﺣﻀﺮﻥﻲ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ﻋﻨﻮان رواﻳﺔ ﻟﻤﺎﻟﻚ ﺣﺪاد» ..اﻷﺹﻔﺎر ﺕﺪور ﺣﻮل ﻥﻔﺴﻬﺎ«. ﺕﻤﻨﻴﺖ ﻟﻮ أﻥﻨﻲ ﻗﺮأﺕﻬﺎ ،ﻋﺴﺎﻥﻲ أﺝﺪ ﺕﻔﺴﻴﺮًا ﻟﻜﻞ هﺬﻩ اﻟﺪواﺉﺮ اﻟﺘﻲ ﺕﺤﻮﻟﻨﺎ إﻟﻴﻬﺎ. ﺙﻢ ﻗﺎدﺕﻨﻲ أﻓﻜﺎري إﻟﻰ ﻣﺸﻬﺪ ﺷﺎهﺪﺕﻪ ﻳﻮﻣًﺎ ﻓ ﻲ ﺕ ﻮﻥﺲ ﻟﺠﻤ ﻞ ﻣﻐﻤ ﺾ اﻟﻌﻴﻨ ﻴﻦ ،ﻳ ﺪور دون ﺕﻮﻗ ﻒ ﻓ ﻲ ﺱ ﺎﺣﺔ )ﺱ ﻴﺪي ﺑﻮﺱﻌﻴﺪ( ،ﻟﻴﺴﺘﺨﺮج اﻟﻤﺎء ﻣﻦ ﺑﺌﺮ أﻣﺎم ﻣﺘﻌﺔ اﻟﺴﻮاح ودهﺸﺘﻬﻢ. اﺱﺘﻮﻗﻔﻨﻲ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻋﻴﻨﺎﻩ اﻟﻠﺘﺎن وﺽﻌﻮا ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻏﻤﺎﻣﺔ ﻟﻴﺘﻮهﻢ أﻥﻪ ﻳﻤﺸﻲ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم داﺉﻤﺎً ،وﻳﻤﻮت دون أن ﻳﻜﺘﺸﻒ أﻥ ﻪ آﺎن ﻳﺪور ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻔﺮﻏﺔ ..وأﻥﻪ ﻗﻀﻰ ﻋﻤﺮﻩ داﺉﺮًا ﺣﻮل ﻥﻔﺴﻪ! ﺕﺮاﻥﺎ أﺹﺒﺤﻨﺎ ذﻟﻚ اﻟﺠﻤﻞ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ دورة ﺣﺘﻰ ﻳﺒﺪأ أﺧﺮى ﺕ ﺪور ﺑ ﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ أو ﺑ ﺄﺧﺮى ﺣ ﻮل هﻤﻮﻣ ﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ؟ ﺕُﺮى هﺬﻩ اﻟﺠﺮاﺉﺪ اﻟﺘﻲ ﺕﺤﻤﻞ ﻟﻨﺎ أآﻴﺎﺱًﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﻋﻮد ﺑﻐ ٍﺪ أﻓﻀﻞ ،ﻟﻴﺴﺖ ﺱﻮى رﺑﺎط ﻋﻴﻨﻴﻦ ،ﻳﺨﻔﻲ ﻋﻨ ﺎ ﺹ ﺪﻣﺔ اﻟﻮاﻗ ﻊ وﻓﺠﻴﻌﺔ اﻟﻔﻘﺮ واﻟﺒﺆس اﻟﺤﺘﻤﻲ اﻟﺬي أﺹﺒﺢ ﻷول ﻣﺮة ﻳﺘﺮﺑﺺ ﺑﻨﺼﻒ هﺬا اﻟﺸﻌﺐ؟ وأﻥﺎ ..ﺕﺮاﻥ ﻲ ﻟ ﻢ أﻋ ﺪ أﻋ ﺮف اﻟﻤﺸ ﻲ إﻟ ﻰ اﻷﻣ ﺎم ﻓ ﻲ ﺧ ﻂ ﻣﺴ ﺘﻘﻴﻢ ﻻ ﻳﻌ ﻮد ﺑ ﻲ ﺕﻠﻘﺎﺉﻴ ًﺎ إﻟ ﻰ اﻟ ﻮراء ..إﻟ ﻰ ه ﺬا اﻟ ﻮﻃﻦ اﻟﺬاآﺮة؟ ﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻤﺎت ،وﺕﺤﻮﻳﻠﻬﺎ إﻟﻰ داﺉﺮة ..وأﺹﻔﺎر! وهﺬا اﻟﻮﻃﻦ ..ﻣﻦ أﻳﻦ ﻟﻪ هﺬﻩ اﻟﻘﺪرة اﻟﺨﺎرﻗﺔ ﻋﻠﻰ َﻟ ّ هﺎ هﻲ اﻟﺬاآﺮة ﺱﻴﺎج داﺉﺮي ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻲ ﻣﻦ آﻞ ﺝﺎﻥﺐ. ﺕﻄﻮّﻗﻨﻲ أول ﻣﺎ أﺽﻊ ﻗﺪﻣﻲ ﺧﺎرج اﻟﺒﻴﺖ .وﻓﻲ آﻞ اﺕﺠﺎﻩ أﺱﻠﻜﻪ ﺕﻤﺸﻲ إﻟﻰ ﺝﻮاري اﻟﺬآﺮﻳﺎت اﻟﺒﻌﻴﺪة.. ﻓﺄﻣﺸﻲ ﻥﺤﻮ اﻟﻤﺎﺽﻲ ﻣﻐﻤﺾ اﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ..أﺑﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﻘﺎهﻲ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺕﻠﻚ اﻟﺘﻲ آﺎن ﻟﻜﻞ ﻋﺎﻟﻢ أو وﺝﻴﻪ ﻣﺠﻠﺴﻪ اﻟﺨﺎص ﻓﻴﻬﺎ ،ﺣﻴﺚ آﺎﻥﺖ ﺕﻌﺪ اﻟﻘﻬﻮة ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺝﺎق اﻟﺤﺠﺮي وﺕﻘ ﺪم ﺑ ﺎﻟﺠﺰوة ..وﻳﺨﺠ ﻞ ﻥ ﺎدل أن ﻳﻼﺣﻘ ﻚ ﺑﻄﻠﺒﺎﺕ ﻪ .آ ﺎن ﻳﻜﻔﻴ ﻪ ﺷﺮف وﺝﻮدك ﻋﻨﺪﻩ. ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﻦ آﺎن ﻻﺑﻦ ﺑﺎدﻳﺲ اﻟﻤﻘﻬﻰ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪﻩ ،وه ﻮ ﻓ ﻲ ﻃﺮﻳﻘ ﻪ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪرﺱ ﺔ .آ ﺎن اﺱ ﻤﻪ )ﻣﻘﻬ ﻰ ﺑﻦ ﺑﺎﻣﻴﻨﺔ(. وآﺎن هﻨﺎﻟﻚ )ﻣﻘﻬﻰ ﺑﻮ ﻋﺮﻋﻮر( ﺣﻴﺚ آﺎن ﻣﺠﻠﺲ ﺑﻠﻌﻄّﺎر وﺑﺎﺷﺘﺎرزي وﺣﻴﺚ آﻨﺖ أﻟﻤﺢ أﺑﻲ أﺣﻴﺎﻥ ًﺎ وأﻥ ﺎ أﻣ ﺮ ﺑﻬ ﺬا اﻟﻄﺮﻳﻖ. أﻳﻦ ذﻟﻚ اﻟﻤﻘﻬﻰ ﻷﺣﺘﺴﻲ ﻓﻴﻪ هﺬا اﻟﺼﺒﺎح ﻓﻨﺠﺎن ﻗﻬﻮة ﻥﺨﺐ ذآﺮاﻩ؟ آﻴﻒ أﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻬﻰ ﻟﻢ ﻳﻜ ﻦ آﺒﻴ ﺮًا ﺱ ﻮى ﺑﺄﺱ ﻤﺎء روادﻩ؟ آﻴ ﻒ أﺝ ﺪﻩ ..ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟ ﺰﻣﻦ اﻟ ﺬي آﺒ ﺮت ﻓﻴ ﻪ اﻟﻤﻘ ﺎهﻲ وآﺜﺮت ،ﻟﺘﺴﻊ ﺑﺆس اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .وإذا ﺑﻬﺎ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ وﺣﺰﻳﻨﺔ آﻮﺝﻮﻩ اﻟﻨﺎس؟ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﻤﻴﺰهﺎ ﺷﻲء .ﺣﺘﻰ ﺕﻠﻚ اﻟﻬﻴﺒﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﺱﻤﺔ أهﻞ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ،وذﻟﻚ اﻟﺸﺎش واﻟﺒ ﺮﻥﺲ اﻟﻤﺘ ﺄﻟﻖ ﺑﻴﺎﺽ ﺎً ،أﺹ ﺒﺢ ﻥﺎدرًا وﺑﺎهﺘًﺎ اﻟﻴﻮم. ١٦٨
آﻨﺖ أدري أن اﻟﻌﺎﺷﻖ ﻣﺜﻞ اﻟﻤﺪﻣﻦ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﺮر ﺑﻤﻔﺮدﻩ اﻟﺸﻔﺎء ﻣﻦ داﺉ ﻪ ،وأﻥ ﻪ ﻣﺜﻠ ﻪ ﻳﺸ ﻌﺮ أﻥ ﻪ ﻳﻨ ﺰل ﺕ ﺪرﻳﺠﻴًﺎ آﻞ ﻳﻮم أآﺜﺮ ﻥﺤﻮ اﻟﻬﺎوﻳﺔ .وﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ رﺝﻠﻴﻪ وﻳﻬﺮب ،ﻣﺎدام ﻟﻢ ﻳﺼﻞ إﻟ ﻰ أﺑﻌ ﺪ ﻥﻘﻄ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺤ ﻴﻢ، وﻳﻼﻣﺲ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻗﻌﺮ اﻟﺨﻴﺒﺔ واﻟﻤﺮارة اﻟﻘﺼﻮى. وآﻨﺖ ﺱﻌﻴﺪًا ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ.. ﺕﻠﻚ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ اﻟﻤﺮة ،ﻷﻥﻨﻲ آﻨ ﺖ أدري أن آ ﻞ ﺷ ﻲ ﺱ ﻮف ﻳﺤﺴ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻴ ﻮﻣﻴﻦ اﻟﻘ ﺎدﻣﻴﻦ ،وأﻥﻨ ﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ أو ﺑﺄﺧﺮى ﺱﺄﻥﺘﻬﻲ ﻣﻨﻚ. آﺎﻥﺖ زوﺝﺔ ﺣﺴﺎن ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﺴﻬﺮة ﻣﻨﻬﻤﻜﺔ ﻓﻲ إﻋﺪاد ﻥﻔﺴﻬﺎ ﻟﻠﺤﺪث اﻟﻬﺎم ،وﻟﻤﺮاﻓﻘﺔ اﻟﻤﻮآﺐ اﻟﻨﺴ ﺎﺉﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻐ ﺪ إﻟ ﻰ اﻟﺤﻤﺎم ،ﺙﻢ إﻟﻰ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺤﻨﺔ. وآﺎﻥﺖ آﺜﻴﺮة اﻟﺤﺮآﺔ وﻣﺸﻐﻮﻟﺔ ﻋﻨﺎ وﻋﻦ أوﻻده ﺎ ﺑﻬﻤﻮﻣﻬ ﺎ اﻟﻨﺴ ﺎﺉﻴﺔ ،وﺑﻤ ﺎ ﺱ ﺘﺄﺧﺬﻩ ﻓ ﻲ ﺣﻘﻴﺒﺘﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺙﻴ ﺎب ﻟﻠﺤﻤ ﺎم، ﻦ اﻟﻜﺎذب ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺣﻴﺎن.. ﺣﻴﺚ ﺱﺘﺴﺘﻌﺮض اﻟﻨﺴﺎء ﻣﺜﻞ اﻟﻌﺎدة آﻞ ﺷﻲء ﺣﺘﻰ ﺙﻴﺎﺑﻬﻦ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ..ﻟﻴﺘﻈﺎهﺮن ﺑﻐﻨﺎه ّ أو ﻟﻴﻘ ﻨﻌﻦ أﻥﻔﺴ ﻬﻦ ﻓﻘ ﻂ ،أﻥﻬ ﻦ ﻣ ﺎزﻟﻦ ﺑ ﺮﻏﻢ آ ﻞ ﺷ ﻲء ﻗ ﺎدرات ﻋﻠ ﻰ إﻏ ﺮاء رﺝ ﻞ ،ﺕﻤﺎﻣ ًﺎ ﻣﺜ ﻞ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻌ ﺮوس اﻟﺘ ﻲ ي. ﻳﺮاﻓﻘﻨﻬﺎ ..واﻟﺘﻲ ﻳﺘﺄﻣّﻠﻨﻬﺎ ﺑﺤﺴ ٍﺪ ﺱﺮ ّ ﻓﻠﻴﻜﻦ ..ﻏﺪًا ﺕﺒﺪأ ﻃﻘﻮس أﻓﺮاﺣﻚ ..وﻳﻨﺘﻬﻲ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺬي ﺱﺮﻗﻨﺎﻩ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ. أﺝﻤﻞ اﻷﺣﻼم إذن ﺱﻴﺪﺕﻲ ﻓﻲ اﻥﺘﻈﺎر ﻏﺪك. وﻟﺘﺼﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﺧﻴ ٍﺮ ..أﻳﻬﺎ اﻟﺤﺰن! *** ﻳﻮﻗﻈﻨﻲ اﻟﺤﺐ اﻟﻤﻀﺎد ﻓﻲ هﺬا اﻟﺼﺒﺎح اﻟﺼﻴﻔﻲ ..وﻳﺮﻣﻲ ﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع. ﻗﺮرت ﺣﺎل اﺱﺘﻴﻘﺎﻇﻲ أن أهﺮب ﻣ ﻦ اﻟﺒﻴ ﺖ ،وﻣ ﻦ ﺣ ﺪﻳﺚ ﻋﺘﻴﻘ ﺔ اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﻨﻘﻄ ﻊ ﻋ ﻦ ﻣﺮاﺱ ﻴﻢ اﻟﺤﻔ ﻞ ،وﻋ ﻦ أﺱ ﻤﺎء اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت واﻟﻌﺎﺉﻼت اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺝﺎءت ﺧﺼﻴﺼًﺎ ﻟﺘﺤﻀﺮ ذﻟﻚ اﻟﺤﺪث اﻟﺬي ﻟﻢ ﺕﺸﻬﺪ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻣﺜﻠﻪ ﻣﻨﺬ ﺱﻨﻮات. وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻲ ﺣﺘﻰ اﻟﺒﺎب ﻟﺘﻮاﺹﻞ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ: ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﻚ ..ﻳﻘﺎل إﻥﻬﻢ أﺣﻀ ﺮوا آ ﻞ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ﻓﺮﻥﺴ ﺎ ..ﻣﻨ ﺬ ﺷ ﻬﺮ واﻟﻄ ﺎﺉﺮة ﺕﻨﻘ ﻞ ﻟ ﻮازم اﻟﻌ ﺮس ..ﻟ ﻮ رأﻳ ﺖﺝﻬﺎز اﻟﻌﺮوس وﻣﺎ ﻟﺒﺴﺘﻪ اﻟﺒﺎرﺣﺔ ..ﻳﺎ ﺣﺴﺮة ..ﻗﺎل ﻟﻚ »واﺣﺪ ﻋﺎﻳﺶ ﻓﻲ اﻟﺪﻥﻴﺎ ..وواﺣﺪ ﻳﻮاﻥﺲ ﻓﻴﻪ!«.. أﺝﺒﺘﻬﺎ وأﻥﺎ أﻏﻠﻖ ﺧﻠﻔﻲ اﻟﺒﺎب ،وآﺄﻥﻨﻲ أﻏﻠﻖ ﺑﻌﻨﻒ أﺑﻮاب ﻗﻠﺒﻲ: ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺶ ..اﻟﺒﻠﺪ ﻟﻬﻢ واﻟﻄﺎﺉﺮات أﻳﻀًﺎ .وﻳﻤﻜﻨﻬﻢ أن ﻳﺠﻠﺒﻮا إﻟﻴﻪ آﻤﺎ أﺧﺬوا ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺷﺎؤوا!أﻳﻦ أهﺮب؟ هﺎ أﻥﺎ أوﺹﺪت اﻟﺒﺎب ﺧﻠﻔﻲ ،وإذا ﻻ ﺷﻲ أﻣﺎﻣﻲ ..ﺱﻮاي. رﻣﻴﺖ ﺑﺨﻄﺎي دون ﺕﻔﻜﻴﺮ وﺱﻂ أﻓﻮاج اﻟﻤﺎرة اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﻮﺑﻮن اﻟﺸﻮارع هﻜﺬا آﻞ ﻳﻮم دون ﺝﻬﺔ ﻣﺤﺪدة. هﻨﺎ ..أﻥﺖ ﺕﻤﻠﻚ اﻟﺨﻴﺎر ﺑ ﻴﻦ أن ﺕﻤﺸ ﻲ ،أو ﺕﺘﻜ ﺊ ﻋﻠ ﻰ ﺝ ﺪار ،أو ﺕﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻲ ﻣﻘﻬ ﻰ ﻟﺘﺘﺄﻣ ﻞ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻤﺸ ﻮن أو ﻳﺘﻜﺌ ﻮن أﻣﺎﻣﻚ ..ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺉﻂ اﻟﺮﺹﻴﻒ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ.. رﺣﺖ أﻣﺸﻲ.. ١٦٧
ﻓﺘﺮآﺘﻪ ﻳﺘﺤﺪث ..و ُﻳﻌ ّﺮي أﻣﺎﻣﻲ هﺬا اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺬي آﻨﺖ آﺴﻮ ُﺕ ُﻪ ﺣﻨﻴﻨًﺎ وﻋﺸﻘًﺎ وﺝﻨﻮﻥًﺎ. ﻲ ﻣﻦ ﺧﻴﺒﺘﻲ ،وﻳﺨﺸﻰ أن ﻳﻔﻘﺪ ﻓﺮﺣﺔ ﻋﻮدﺕﻲ إﻟﻴﻪ وإﻟﻰ هﺬا اﻟ ﻮﻃﻦ ﻣ ﺮة أﺧ ﺮى ،ﻋﻨ ﺪﻣﺎ آ ﺎن ﻳﺘﻮﻗ ﻒ أآﺎن ﻳﺨﺎف ﻋﻠ ّ ﻼ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻰ اﻟﺪﻳﻦ وإﻟ ﻰ اﻟﺘﻘ ﻮى أﺣﻴﺎﻥًﺎ ﻋﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻴﻨﺘﻘﻞ ﺑﻲ إﻟﻰ ﻣﻮﺽﻮع ﺁﺧﺮ؟ آﺄن ﻳﺴﺘﺪرﺝﻨﻲ ﻣﺜ ً واﻹﻳﻤﺎن .وﻳﻐﺮﻳﻨﻲ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ،وآﺄن وﺝﻮدي ﻓﻲ ﻓﺮﻥﺴﺎ ﺑﺤﺪ ذاﺕﻪ ﻗﺪ أﺹﺒﺢ ذﻥﺒًﺎ وآﻔﺮًا. أهﺬا هﻮ ﺣﺴﺎن؟. ﻲ وﻳﺴﻜﻲ آﺎﻟﻌﺎدة.. ﻟﻢ أﻣﻨﻊ ﻥﻔﺴﻲ ﺱﺎﻋﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻻﺑﺘﺴﺎم وأﻥﺎ أﺕﺬآﺮ أﻥﻨﻲ أﺣﻀﺮت ﻟﻪ ﻣﻌﻲ زﺝﺎﺝﺘ ْ ﺕﺴﺎءﻟﺖ ﻟﻴﻠﺘﻬﺎ وأﻥﺎ ﻓﻲ ﻓﺮاﺷﻲ ﻋﻦ ذﻥﻮﺑﻲ .ﺣﺎوﻟﺖ أن أﻟﺨﺼﻬﺎ ،أن أﺣﺼﺮهﺎ ..ﻓﻠ ﻢ أﺝ ﺪهﺎ أآﺒ ﺮ ﻣ ﻦ ذﻥ ﻮب ﻏﻴ ﺮي، ﺑﻞ ورﺑﻤﺎ وﺝﺪﺕﻬﺎ أﻗﻞ ﺑﺪرﺝﺎت.. ﻟﻢ أآﻦ ﻣﺠﺮﻣًﺎ ..وﻻ ﻣﻘﺎﻣﺮًا ..وﻻ آﺎﻓﺮًا ..وﻻ آﺎذﺑًﺎ ..وﻻ ﺱﻜّﻴﺮًا ..وﻻ ﺧﺎﺉﻨًﺎ.. ﻟﻢ ﺕﻜﻦ ﻟﻲ زوﺝﺔ وﻻ ﺱﺮﻳﺮ ﺷﺮﻋﻲ اﺱﺘﺒﺪﻟﺖ ﺑﻪ ﺁﺧﺮ. ع واﺣ ﺪة، ﺧﻤﺴﻮن ﺱﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺣﺪة .ﻥﺼﻔﻬﺎ ﺕﻤﺎﻣًﺎ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن أﺱﻤّﻴﻪ »اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻤﻌﻄﻮﺑ ﺔ« ﺕﻠ ﻚ اﻟﺘ ﻲ ﻗﻀ ﻴﺘﻬﺎ ﺑ ﺬرا ٍ ﻣﺸﻮّﻩ اﻟﺠﺴﺪ واﻷﺣﻼم. آ ﻢ أﺣﺒﺒ ﺖ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺴ ﺎء؟ .ﻟ ﻢ أﻋ ﺪ أذآ ﺮ .ﻣﻨ ﺬ ﺣ ّﺒ ﻲ اﻷول ﻟﺘﻠ ﻚ اﻟﺠ ﺎرة اﻟﻴﻬﻮدﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ أﻏﺮﻳﺘﻬ ﺎ .إﻟ ﻰ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻤﻤﺮﺽ ﺔ اﻟﺘﻮﻥﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻏﺮﺕﻨﻲ .إﻟﻰ ﻥﺴﺎء أﺧﺮﻳ ﺎت ..ﻟ ﻢ أﻋ ﺪ أذآ ﺮ أﺱ ﻤﺎءهﻦ وﻻ ﻣﻼﻣﺤﻬ ﻦ ،ﺕﻨ ﺎوﺑﻦ ﻋﻠ ﻰ ﺱ ﺮﻳﺮي ﻷﺱ ﺒﺎب ﺝﺴﺪﻳﺔ ﻣﺤﺾ ،وذهﺒﻦ ﻣﺤﻤﻼت ﺑﻲ ﻷﺑﻘﻰ ﻓﺎرﻏًﺎ ﻣﻨﻬﻦ.. ﺖ.. ﺖ أﻥ ِ وﺝﺌ ِ أآﺒﺮ ذﻥﻮﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق آﻨﺖ أﻥ ِ ﺖ .اﻟﻤﺮأة اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻟﻢ أﻣﺘﻠﻜﻬﺎ ،واﻟﺬﻥﺐ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻟﻢ أﻗﺘﺮﻓﻪ ﺣﻘًﺎ. ﻟﻘﺪ آﺎﻥﺖ ذﻥﻮﺑﻲ ﻣﻌﻚ ،هﻲ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن أﺱﻤﻴﻪ »ذﻥﻮب اﻟﻴﺪ اﻟﻴﻤﻨﻰ« ..اﻟﻴﺪ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ رﺱﻤﺘﻚ ﺑﻬﺎ ..واﺱﺘﺤﻀ ﺮﺕﻚ ﺑﻬﺎ ..واﻏﺘﺼﺒﺘﻚ ﺑﻬﺎ ..وهﻤًﺎ! ﻓﻬﻞ ﺱﻴﻌﺎﻗﺒﻨﻲ اﷲ ﻋﻠﻰ ذﻥﻮب ﻳ ٍﺪ ﻟﻢ ﻳﺘﺮك ﻟﻲ ﺱﻮاهﺎ!؟ ﻻ أذآﺮ ﻣﻦ ﻗﺎل» :ﻟﻴﺲ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺕﺠﻨّﺐ اﻟﺮذﻳﻠﺔ ،اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻓﻲ أﻻ ﺕﺸﺘﻬﻴﻬﺎ«! ﻼ. ﻼ ﻓﺎﺽ ً وأﻋﺘﻘﺪ أﻥﻨﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻔﻬﻮم ﻓﻘﻂ ..ﻟﻢ أآﻦ رﺝ ً ﺖ ..وأﻻ أﺑﺪأ رذﻳﻠﺘﻲ ﻣﻌﻚ .آﺎن ﻟﺤﺒﻚ ﻃﻌ ﻢ اﻟﻤﺤﺮﻣ ﺎت واﻟﻤﻘﺪﺱ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﻳﺠ ﺐ ﺕﺠﻨّﺒﻬ ﺎ، ﻓﻘﺪ آﺎن ﻻ ﺑﺪ أﻻ أﺷﺘﻬﻴﻚ أﻥ ِ واﻟﺘﻲ آﻨﺖ أﻥﺰﻟﻖ ﻥﺤﻮهﺎ دون ﺕﻔﻜﻴﺮ. ﻟﻘ ﺪ آ ﺎن اﻷﻣ ﺮ اﻟﻤ ﺪهﺶ ﺣﻘ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻗﺼ ﺘﻲ ﻣﻌ ﻚ ،أن ﺕﻜ ﻮن اﻟﻤﺒ ﺮرات اﻟﺘ ﻲ ﺝﻌﻠﺘﻨ ﻲ أﺣﺒ ﻚ ،ه ﻲ اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻳﺠ ﺐ أن ﺕﺠﻌﻠﻨﻲ أﻋﺪل ﻋﻦ ﺣﺒﻚ .وﻟﻬﺬا رﺑﻤﺎ آﻨﺖ أﺣﺒﻚ وأﻋﺪل ﻋﻦ ﺣﺒ ﻚ ..أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻣ ﺮة ﻓ ﻲ اﻟﻴ ﻮم .وﺑ ﺎﻟﺘﻄﺮف ﻥﻔﺴ ﻪ آ ﻞ ﻣﺮة. وأﻥﺎ ﻻ أﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ هﻨﺎ ،ﺱﻮى اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣ ٍﺪ ﻟﻬﺬا اﻟﻤ ّﺪ واﻟﺠﺰر اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ اﻟﺬي أﻋﻴﺸﻪ ﻣﻌﻚ آﻞ ﻟﺤﻈﺔ.
١٦٦
ﻞ .ﻻ أﺣ ﺪ ﻓﻴﻨ ﺎ ﻳ ﺪري ﻣ ﺎ ﻳﺮﻳ ﺪ ﺑﺎﻟﻀ ﺒﻂ ..وﻻ ﻣ ﺎذا ﺕﻮازن..؟ ﻋﻦ أي ﺕﻮازن ﺕﺘﺤﺪث ..ﻥﺤﻦ ﺷﻌﺐ ﻥﺼﻒ ﻣﺨﺘ ّﺐ ﺑﺄآﻤﻠﻪ .إﻥ ﻪ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ..إن اﻟﻤﺸﻜﻞ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ هﻮ هﺬا اﻟﺠﻮ اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺸﻪ اﻟﻨﺎس ،وهﺬا اﻹﺣﺒﺎط اﻟﻌﺎم ﻟﺸﻌ ٍ ﻳﻔﻘﺪك ﺷﻬﻴﺔ اﻟﻤﺒﺎدرة واﻟﺤﻠﻢ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻷي ﻣﺸﺮوع .ﻓ ﻼ اﻟﻤﺜﻘﻔ ﻮن ﺱ ﻌﺪاء ..وﻻ اﻟﺠ ﺎهﻠﻮن وﻻ اﻟﺒﺴ ﻄﺎء وﻻ اﻷﻏﻨﻴﺎء .ﻗﻞ ﻟﻲ ﻳﺮﺣﻢ واﻟﺪﻳﻚ ..ﻣﺎذا ﻳﻤﻜﻦ أن ﺕﻔﻌﻞ ﺑﻌﻠﻤﻚ إذا آﻨﺖ ﺱﺘﻨﺘﻬﻲ ﻣﻮﻇﻔًﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﺕﺤﺖ إﺷﺮاف ﻣ ﺪﻳﺮ ﺝﺎهﻞُ ،وﺝِﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻣﺼﺎدﻓﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﺴﻌﺔ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ،وإﻥﻤﺎ ..ﻟﻜﺜﺮة ﻣﻌﺎرﻓﻪ وﻋﺮض أآﺘﺎﻓﻪ !.وﻣﺎذا ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻼ ..ﺱﻮى أن ﺕﺪﻓﻌﻬﺎ ﻋﻤﻮﻟﺔ ﻟﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺷ ﻘﺔ ﻏﻴ ﺮ ﺹ ﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺴ ﻜﻦ ﻓ ﻲ ﻣﻌﻈ ﻢ ﺕﻔﻌﻞ ﺑﺄﻣﻮاﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻣﺜ ً اﻷﺣﻴﺎن ..أو ﺕﻘﻴﻢ ﻋﺮﺱًﺎ ﺑﻬﺎ ﻳﻐﻨّﻲ ﻓﻴﻪ »اﻟﻔﺮﻗﺎﻥﻲ«؟ أﻣﺎ إذا آﺎن آﻞ ﻣﺎ ﺕﻤﻠﻜﻪ ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ أﻟﻒ دﻳﻨ ﺎر.. ﻇ ﻒ ﺁﺧ ﺮ ،ﻟﻴﺒﻴ ﻊ ﺝ ﻮازات ﺱ ﻔﺮ ي ﻣﻮ ّ ﻲ ﻳﺨﺘﺒ ﺊ ﺧﻠ ﻒ أ ّ ﻓﻴﺒﻘﻰ أﻣﺎﻣﻚ أن ﺕﺪﻓﻌﻬﺎ »ﺷﺮاب ﻗﻬﻮة« ﻟﻤﺴﺆول ﻣﺤﻠ ّ إﻟﻰ اﻟﺤ ّ ﺞ .وهﻜﺬا ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺕﺆدي ﻓﺮﻳﻀﺘﻚ وﺕﺤﺠﺰ ﻟﻚ ﻏﺮﻓﺔ ﺹﻐﻴﺮة ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ..ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺽﺎﻗﺖ ﺑﻚ اﻟﺪﻥﻴﺎ! ﺖ ﻋﺠﺒًﺎ: ﺹﺤ ُ واش ..أﺣﻘًﺎ ﺕﻘﻮل ..هﻞ ﻳﺒﻴﻌﻮن ﺝﻮازات ﺱﻔﺮ إﻟﻰ اﻟﺤﺞ ﺑﻤﻠﻴﻮﻥﻴﻦ!؟ ﻃﺒﻌًﺎ ..ﻷن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺣﺪدت ﻋﺪد اﻟﺤﺠﺎج آﻞ ﻋﺎم ﺑﺴﺒﺐ ﺕﻜﺎﻟﻴﻔﻬﻢ اﻟﺒﺎهﻈﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ اآﺘﺸﻔﺖ أنﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﻋﺪة ﻣﺮات ﻷﺱﺒﺎب ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺞ ،وإﻥﻤﺎ ﻷﻏﺮاض ﺕﺠﺎرﻳﺔ ﻣﺤﺾ .وإﻻ آﻴﻒ ﺕﻔﺴﺮ أن ﻳﻜﻮن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻗﺪ ﺣﺞ ﺱﺖ ﻣﺮات أو ﺱﺒﻌًﺎ دون أن ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ واﺽﺤًﺎ ﻋﻠﻰ ﺱﻠﻮآﻪ وأﺧﻼﻗﻪ؟ أﻥﺎ أﻋﺮف ﺣﺎﺝ ًﺎ »ﺱﻮآﺎرﺝﻲ« ﻻ ﺕﻔﺎرق اﻟﺨﻤﺮة ﺑﻴﺘﻪ ،وأﻋﺮف ﺁﺧﺮ ﻣﺘﻔﺮﻏًﺎ ﻟﻠﺘﺮاﻓﻴﻚ و»اﻟﺒ ﺰﻥﻴﺲ« ..وﺕﻐﻴﻴ ﺮ اﻟﻌﻤﻠ ﺔ اﻟﺼ ﻌﺒﺔ ﻓﻲ اﻷﺱﻮاق اﻟﺴﻮداء ..هﺆﻻء ﻣﺎزاﻟﻮا ﻳﺴﺎﻓﺮون آﻞ ﻋﺎم ﻟﻠﺤﺞ .ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ أن ﻳﺤﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﻋﺸ ﺮﻳﻦ أﻟ ﻒ دﻳﻨ ﺎر ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ .وأﻣﺎ أﻥﺎ ﻓﻤﻦ أﻳﻦ ﻟﻲ هﺬا اﻟﻤﺒﻠﻎ ﻷﻗﻮم ﺑﺘﺄدﻳﺔ ﻓﺮﻳﻀﺘﻲ ،ودﺧﻠ ﻲ ﻻ ﻳﺘﺠ ﺎوز اﻷرﺑﻌ ﺔ ﺁﻻف دﻳﻨ ﺎر ﻓ ﻲ اﻟﺸﻬﺮ؟ ﺖ ﻟﻪ وأﻥﺎ أﻥﺘﻘﻞ ﻣﻦ دهﺸﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى: ﻗﻠ ُ ﻋﻼش ..هﻞ ﺕﻨﻮي اﻟﺤﺞ؟ ﻃﺒﻌًﺎ ..وﻟﻢ ﻻ ..أﻟﺴﺖ ﻣﺴﻠﻤﺎً؟ ﻟﻘﺪ ﻋﺪت إﻟﻰ اﻟﺼﻼة ﻣﻨﺬ ﺱﻨﺘﻴﻦ وﻟﻮﻻ إﻳﻤ ﺎﻥﻲ ﻷﺹ ﺒﺤﺖ ﻣﺠﻨﻮﻥ ًﺎ .آﻴ ﻒ ﻳﻤﻜ ﻦأن ﺕﺼﻤﺪ أﻣﺎم آﻞ هﺬا اﻟﻤﻨﻜﺮ وهﺬا اﻟﻈﻠﻢ دون إﻳﻤ ﺎن؟ وﺣ ﺪهﺎ اﻟﺘﻘ ﻮى ﺕﻌﻄﻴ ﻚ اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﻟﺼ ﻤﻮد ..اﻥﻈ ﺮ ﺣﻮﻟﻚ: ﺹ ﻞ ﺝﻤﻴ ﻊ اﻟﻨ ﺎس إﻟ ﻰ ه ﺬﻩ اﻟﻨﺘﻴﺠ ﺔ ورﺑﻤ ﺎ اﻟﺸ ﺒﺎب أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮهﻢ ﻷﻥﻬ ﻢ اﻟﻀ ﺤﻴﺔ اﻷوﻟ ﻰ ﻓ ﻲ ه ﺬا ﻗ ﺪ ﺕﻮ ّ اﻟﻮﻃﻦ ..وﺣﺘﻰ ﻥﺎﺹﺮ ﻥﻔﺴﻪ أﺹﺒﺢ ﻳﺼﻠّﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﺎد إﻟﻰ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ،رﺑﻤﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ورﺑﻤﺎ ﻷن اﻟﺪﻳﻦ آﺎﻟﻜﻔﺮ .. ﻋﺪوى أﻳﻀًﺎ! واﷲ ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺪ ..ﻟﻮ رأﻳﺘﻬﻢ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻳﺘﺠﻬﻮن إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺎﺝﺪ ﺑﺎﻵﻻف ﺣﺘﻰ ﺕﻀﻴﻖ ﺑﻬﻢ ﺝﺪراﻥﻬﺎ.. وﺕﻔﻴﺾ ﺑﻬﻢ اﻟﺸﻮارع ..ﻟﻮﻗﻔﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﺕﺼﻠﻲ دون أن ﺕﺘﺴﺎءل ﻟﻤﺎذا! ﻟﻢ أﺝﺪ ﺷﻴﺌﺎ أﻋﻠّﻖ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ آﻼم ﺣﺴﺎن ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﺴﻬﺮة اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﺖ ﺑﻨﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﺜﺎﻥﻴﺔ ﺹ ﺒﺎﺣًﺎ .ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن ﺣﺴ ﺎن ﻼ ﺑﻌ ﺪ آ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺴ ﻨﻮات ﻲ ﻃ ﻮﻳ ً ﺱﻌﻴﺪًا ﺑﻮﺝﻮدي ،وﺱﻌﻴﺪًا ﺑﺒﺪء اﻟﻌﻄﻠﺔ اﻟﺼﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺕﺴ ﻤﺢ ﻟ ﻪ ﺑﺎﻟﺴ ﻬﺮ واﻟﺘﺤ ﺪث إﻟ ّ اﻟﺘﻲ ﺑﺎﻋﺪﺕﻨﺎ. ١٦٥
ﺱﺄﻟﺘﻪ دون ﺕﻔﻜﻴﺮ ..وآﺄﻥﻨﻲ أﺱﺄﻟﻪ أي اﻟﻮﺹﻔﺎت اﻟﺜﻼﺙﺔ أﺧﺘﺎر: وهﻞ ﻟﻚ أﺹﺪﻗﺎء هﻨﺎ ﺕﻠﺘﻘﻲ ﺑﻬﻢ ..وﺕﺨﺮج ﻣﻌﻬﻢ؟أﺝﺎﺑﻨﻲ وآﺄﻥﻪ ﻳﻌﺠﺐ ﻟﺴﺆاﻟﻲ ،أو ﻳﺴﻌﺪ ﻻهﺘﻤﺎﻣﻲ اﻟﻤﻔﺎﺝﺊ ﺑﻜﻞ ﺕﻔﺎﺹﻴﻞ ﺣﻴﺎﺕﻪ: ﻟﻲ أﺹﺪﻗﺎء ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣﺪرﺱﻮن ﻣﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻥﻮﻳﺔ ..ﻣﺎ ﻋﺪا هﺬا ﻟﻴﺲ ﻟﻲ أﺣﺪ ..ﻟﻘ ﺪ ﻓﺮﻏ ﺖ ﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ ﻣ ﻦ أهﻠﻬ ﺎ،ورﺣﻠﺖ آﻞ اﻟﻌﺎﺉﻼت اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﻨﺎهﺎ. ﻲ أﺱﻤﺎء ﻋﺎﺉﻼت آﺒﻴﺮة هﺎﺝﺮت أو راﺣﺖ ﺕﺴﺘﻘﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺹﻤﺔ أو ﻓ ﻲ اﻟﺨ ﺎرج ،ﻟﺘﺘ ﺮك ﺕﻠ ﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ وراح ﻳﺴﺮد ﻋﻠ ّ ﻵﺧﺮﻳﻦ ..ﺝﺎء ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﺮى و اﻟﻤﺪن اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﻤﺠﺎورة. ﻗﺒﻞ أن ﻳﻀﻴﻒ ﺕﻠﻚ اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺕﺴﺘﻮﻗﻔﻨﻲ ﺱﺎﻋﺘﻬﺎ ،واﻟﺘﻲ أﺧﺬت ﺑﻌﺪ ﺱﺖ ﺱﻨﻮات آﻞ أﺑﻌﺎد اﻟﻘﺪر اﻷﺣﻤﻖ ،ﻗﺎل: ﻟﻘﺪ أﺹﺒﺢ ﺱﻜﺎن هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻷﺹﻠﻴﻮن ،ﻻ ﻳﺰوروﻥﻬﺎ ﺱﻮى ﻓﻲ اﻷﻋﺮاس ..أو ﻓﻲ اﻟﻤﺂﺕﻢ!وﻗﺒﻞ أن أﻋﻠّﻖ ﻋﻠﻰ آﻼﻣﻪ ،أﺽﺎف وآﺄﻥﻪ ﺕﺬآّﺮ ﺷﻴﺌًﺎ: ﺱﺄﻋﺮﻓﻚ ﻋﻠﻰ ﻥﺎﺹﺮ اﺑﻦ ﺱ ﻲ اﻟﻄ ﺎهﺮ ..ﻣ ﻦ اﻟﻤﺆآ ﺪ أﻥ ﻪ ﺱ ﻴﺄﺕﻲ ﺑﻌ ﺪ ﻏ ٍﺪ ﻟﺤﻀ ﻮر زواج أﺧﺘ ﻪ .ﺱ ﺘﺮى ..ﻟﻘ ﺪأﺹﺒﺢ رﺝ ً ﻲ ﻣﻨﺬ ﺑﻀﻌﺔ أﺷﻬﺮ ،ﻣﻨﺬ ﻗ ﺮّر أن ﻳﺴ ﺘﻘﺮ ﻓ ﻲ ﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ .إﻥ ﻪ ﻼ ﺑﻄﻮﻟﻚ وﺑﻀﺨﺎﻣﺘﻚ ،وهﻮ ﻳﺘﺮدد ﻋﻠ ّ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﻬﺠﺮة ﻣﻌﺎآﺴﺔ .ﻟﻘﺪ رﻓ ﺾ ﺣﺘ ﻰ ﻣﻨﺤ ﺔ إﻟ ﻰ اﻟﺨ ﺎرج ..ﺕﺼ ﻮر! ﻻ أﺣ ﺪ ﻳﺼ ﺪّق ه ﺬا ..ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺱﺄﻟﺘﻪ ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﻣﺜﻞ اﻵﺧﺮﻳﻦ وﻳﻬﺮب ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﺒﻠ ﺪ ،ﻗ ﺎل ﻟ ﻲ» :أﺧ ﺎف إن ﺱ ﺎﻓﺮت أﻻ أﻋ ﻮد أﺑ ﺪًا ..آ ﻞ أﺹﺤﺎﺑﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﺱﺎﻓﺮوا ﻟﻢ ﻳﻌﻮدوا.«.. ﻚ ،وآﺄﻥﻪ ﺱ ﻤﺔ ﻋﺎﺉﻠﻴ ﺔ .وﺷ ﻌﺮت ﺑﺮﻏﺒ ﺔ ﻓ ﻲ إﻃﺎﻟ ﺔ ذﻟ ﻚ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﺽﺤﻜﺖ وأﻥﺎ أآﺘﺸﻒ هﺬا اﻟﺘﻄﺮف اﻟﺬي ﻳﺬآّﺮﻥﻲ ﺑ ِ ﻚ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ..أو ﺑﺄﺧﺮى.. اﻟﺬي آﺎن ﻳﺆدي إﻟﻴ ِ ﺱﺄﻟﺘﻪ: وﻣﺎذا ﻳﻔﻌﻞ اﻵن؟ﻼ ﺕﺠﺎرﻳًﺎ وﺷﺎﺣﻨﺔ ﻳﻌ ﻮدان ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑ ﺪﺧﻞ آﺒﻴ ﺮ .وﻟﻜﻨ ﻪ ﻣ ﺎزال ﺽ ﺎﺉﻌًﺎ ﻣﺘ ﺮدداً، ﻟﻘﺪ أﻋﻄﻮﻩ ﺑﺼﻔﺘﻪ اﺑﻦ ﺷﻬﻴﺪ ﻣﺤ ًﻳﻔﻜﺮ أﺣﻴﺎﻥًﺎ ﻓﻲ ﻣﻮاﺹﻠﺔ دراﺱﺘﻪ ،ﺙﻢ أﺣﻴﺎﻥًﺎ أﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺮّغ ﻟﻠﺘﺠﺎرة .واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻥﻨﻲ ﻋﺎﺝﺰ ﻋﻦ ﻥﺼﺤﻪ .ﻓﻤ ﻦ اﻟﻤﺆﺱ ﻒ أن ﻳﻨﻘﻄ ﻊ إﻥﺴ ﺎن ﻋ ﻦ دراﺱ ﺘﻪ اﻟﻌﻠﻴ ﺎ ،ﻷﻥ ﻪ ﺱ ﻴﻈﻞ ﻳﺸ ﻌﺮ ﺑ ﺬﻟﻚ اﻟ ﻨﻘﺺ ﻃ ﻮال ﺣﻴﺎﺕ ﻪ ..وﻣ ﻦ ﻥﺎﺣﻴ ﺔ أﺧﺮى ،ﻟ ﻢ ﺕﻌ ﺪ ﺕﻔﻴ ﺪ اﻟﺸ ﻬﺎدات اﻟﻴ ﻮم ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء ﺣﺴ ﺐ ﻗﻮﻟ ﻪ ،وه ﻮ ﻳ ﺮى ﺷ ﺒﺎﺑًﺎ ﺑﺸ ﻬﺎدات ﻋﻠﻴ ﺎ ﻋ ﺎﻃﻠﻴﻦ ﻋ ﻦ اﻟﻌﻤﻞ ،وﺁﺧﺮﻳﻦ ﺝﻬﻠﺔ ﻳﺘﻨﻘّﻠﻮن ﻓﻲ ﺱﻴﺎرات ﻣﺮﺱﻴﺪس وﻳﺴﻜﻨﻮن ﻓﻴﻼت ﻓﺨﻤﺔ ..ﻟﻴﺲ هﺬا زﻣﻨًﺎ ﻟﻠﻌﻠﻢ ..إﻥﻪ زﻣﻦ اﻟﺸّﻄﺎرة ..ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺕﻘﻨ ﻊ اﻟﻴ ﻮم ﺹ ﺪﻳﻘﻚ أو ﺣﺘ ﻰ ﺕﻠﻤﻴ ﺬك ﺑﺎﻟﺘﻔ ﺎﻥﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻌﺮﻓ ﺔ؟ .ﻟﻘ ﺪ اﺧﺘّﻠ ﺖ اﻟﻤﻘ ﺎﻳﻴﺲ ﻥﻬﺎﺉﻴًﺎ.. ﻗﻠﺖ ﻟﺤﺴﺎن: اﻟﻤﻬﻢ أن ﻳﻌﺮف اﻹﻥﺴﺎن ﻣﺎ هﻮ هﺪﻓﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ..هﻞ اﻟﻤﺎل هﻮ ﻣﺸﻜﻠﺘﻪ اﻷوﻟﻰ ..أم اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ وﺕﻮازﻥ ﻪاﻟﺪاﺧﻠﻲ؟ ر ّد ﺣﺴﺎن ﻣﺎزﺣًﺎ: ١٦٤
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺮﻓﺖ أﻣﻨﻴﺘﻪ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ ،ﺣﺰﻥﺖ وأﻥﺎ أآﺘﺸﻒ أﻥﻨﺎ ﻟﻢ ﻥﻜﻦ ﻣﺘﺨﻠّﻔ ﻴﻦ ﻋ ﻦ أورﺑ ﺎ وﻓﺮﻥﺴ ﺎ ﻓﻘ ﻂ ،آﻤ ﺎ آﻨ ﺖ اﻋﺘﻘ ﺪ ،وإﻻ ﻟﻬ ﺎن اﻷﻣ ﺮ ..وﺑ ﺪا ﻣﻨﻄﻘﻴ ًﺎ .ﻟﻘ ﺪ آﻨ ﺎ ﻣﺘﺨﻠّﻔ ﻴﻦ ﻋﻤ ﺎ آ ّﻨ ﺎ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻣﻨ ﺬ ﻥﺼ ﻒ ﻗ ﺮن وأآﺜ ﺮ .ﻳ ﻮم آ ّﻨ ﺎ ﺕﺤ ﺖ اﻻﺱﺘﻌﻤﺎر. ﻳﻮﻣﻬﺎ آﺎﻥﺖ أﻣﻨﻴﺎﺕﻨﺎ أﺝﻤﻞ ..وأﺣﻼﻣﻨﺎ أآﺒﺮ. ﻳﻜﻔﻲ أن ﺕﺘﺄﻣﻞ وﺝﻮﻩ اﻟﻨﺎس اﻟﻴﻮم وأن ﺕﺴﻤﻊ أﺣﺎدﻳﺜﻬﻢ وأن ﺕﻠﻘﻲ ﻥﻈﺮة ﻋﻠﻰ واﺝﻬﺎت اﻟﻤﻜﺘﺒﺎت ﻟﺘﻔﻬﻢ ذﻟﻚ. ﻳﻮﻣﻬﺎ آﻨّﺎ وﻃﻨًﺎ ﻳﺼﺪّر اﻷﺣﻼم ..ﻣﻊ آﻞ ﻥﺸﺮة أﺧﺒﺎر إﻟﻰ آﻞ ﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ. وآﺎﻥ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﺑﻤﻔﺮده ﺎ ﺕﺼ ﺪّر ﻣ ﻦ اﻟﺠﺮاﺉ ﺪ واﻟﻤﺠ ﻼت واﻟﻜﺘ ﺐ ﻣ ﺎ ﻻ ﺕﺼ ﺪّرﻩ اﻟﻴ ﻮم اﻟﻤﺆﺱﺴ ﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴ ﺔ ﻻ ﻥﻮﻋًﺎ ..وﻻ ﻋﺪدًا. ﻳﻮﻣﻬﺎ آﺎن ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ واﻟﻌﻠﻤﺎء ..واﻟﺸﻌﺮاء واﻟﻈﺮﻓﺎء واﻟﻜﺘﺎب ،ﻣﺎ ﻳﻤﻸﻥﺎ زهﻮًا وﻏﺮورًا ﺑﻌﺮوﺑﺘﻨﺎ. اﻟﻴﻮم ..ﻟﻢ ﻳﻌﺪ أﺣﺪ ﻳﺸﺘﺮي اﻟﺠﺮاﺉﺪ ﻟﻴﺤﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﺰاﻥﺔ ،إذ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻓﻲ اﻟﺠﺮاﺉﺪ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺤﻔﻆ. وﻟﻢ ﻳﻌﺪ أﺣﺪ ﻳﺠﻠﺲ إﻟﻰ آﺘﺎب ﻟﻴﺘﻌﻠّﻢ ﻣﻨ ﻪ ﺷ ﻴﺌًﺎ .ﻟﻘ ﺪ أﺹ ﺒﺢ اﻟﺒ ﺆس اﻟﺜﻘ ﺎﻓﻲ ﻇ ﺎهﺮة ﺝﻤﺎﻋﻴ ﺔ ،وﻋ ﺪوى ﻗ ﺪ ﺕﻨﺘﻘ ﻞ إﻟﻴ ﻚ وأﻥﺖ ﺕﺘﺼﻔّﺢ آﺘﺎﺑًﺎ ».ﻟﻘﺪ آﺎﻥﺖ اﻟﻜﺘﺐ داﺉﻤًﺎ ﻋﻠﻰ ﺹﻮاب ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻌﻬﺪ ،وآﺎن اﻟﻮاﺣﺪ ﻣ ّﻨ ﺎ ﻓﺼ ﻴﺤًﺎ ﻳ ﺘﻜﻠﻢ آﻤ ﺎ ﺕ ﺘﻜﻠﻢ اﻟﻜﺘﺐ.«.. واﻟﻴﻮم أﺹﺒﺤﺖ اﻟﻜﺘﺐ ﺕﻜﺬب أﻳﻀًﺎ ..ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺠﺮاﺉﺪ .وﻟﺬا ﺕﻘﻠّﺺ ﺹ ﺪﻗﻨﺎ ..وﻣﺎﺕ ﺖ ﻓﺼ ﺎﺣﺘﻨﺎ ،ﻣﻨ ﺬ أﺹ ﺒﺢ ﺣ ﺪﻳﺜﻨﺎ ﻳﺪور ﻓﻘﻂ ﺣﻮل اﻟﻤﻮاد اﻻﺱﺘﻬﻼآﻴﺔ اﻟﻤﻔﻘﻮدة! ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻳﻮﻣﻬﺎ هﺬا اﻟﻜﻼم ﻟﺤﺴﺎن ،ﻇﻞ ﻳﺘﺄﻣﻠﻨﻲ ﺑﺬهﻮل وآﺄﻥﻪ اآﺘﺸﻒ ﺷﻴﺌًﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ..ﺙﻢ ﻗﺎل ﺑﺸ ﻲء ﻣ ﻦ اﻟﺤﺴﺮة: ﺹﺤﻴﺢ ..ﻟﻘﺪ ﺧﻠﻘ ﻮا ﻟﻨ ﺎ أه ﺪاﻓًﺎ ﺹ ﻐﻴﺮة ﻻ ﻋﻼﻗ ﺔ ﻟﻬ ﺎ ﺑﻘﻀ ﺎﻳﺎ اﻟﻌﺼ ﺮ .واﻥﺘﺼ ﺎرات ﻓﺮدﻳ ﺔ وهﻤﻴ ﺔ ،ﻗ ﺪ ﺕﻜ ﻮنﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻌﺾ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺷﻘﺔ ﺹﻐﻴﺮة ﺑﻌﺪ ﺱﻨﻮات ﻣﻦ اﻻﻥﺘﻈﺎر ..أو ﻗﺪ ﺕﻜﻮن اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺙﻼﺝﺔ ،أو اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺷﺮاء ﺱﻴﺎرة ..أو ﺣﺘﻰ دواﻟﻴﺒﻬﺎ ﻓﻘﻂ! وﻻ أﺣﺪ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺘﺴﻊ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ واﻷﻋﺼﺎب ﻟﻴﺬهﺐ أآﺜﺮ ﻣ ﻦ هﺬا ،وﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺄآﺜﺮ ﻣﻦ هﺬا.. ﻥﺤﻦ ﻣﺘﻌﺒﻮن ..أهﻠﻜﺘﻨﺎ هﻤﻮم اﻟﺤﻴ ﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴ ﺔ اﻟﻤﻌ ّﻘ ﺪة اﻟﺘ ﻲ ﺕﺤﺘ ﺎج داﺉﻤ ًﺎ إﻟ ﻰ وﺱ ﺎﻃﺔ ﻟﺤ ﻞ ﺕﻔﺎﺹ ﻴﻠﻬﺎ اﻟﻌﺎدﻳ ﺔ. ﻓﻜﻴﻒ ﺕﺮﻳﺪ أن ﻥﻔﻜّﺮ ﻓﻲ أﺷﻴﺎء أﺧﺮى ،ﻋﻦ أ ّ ي ﺣﻴﺎة ﺙﻘﺎﻓﻴﺔ ﺕﺘﺤﺪث؟ ﻥﺤ ﻦ هﻤّﻨ ﺎ اﻟﺤﻴ ﺎة ﻻ ﻏﻴ ﺮ ..وﻣ ﺎ ﻋ ﺪا ه ﺬا ﺕﺮف ..ﻟﻘﺪ ﺕﺤﻮﻟﻨﺎ إﻟﻰ أﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻤﻞ ،ﺕﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻗﻮﺕﻬﺎ وﺝﺤﺮ ﺕﺨﺘﺒﺊ ﻓﻴﻪ ﻣﻊ أوﻻدهﺎ ﻻ أآﺜﺮ.. ﺱﺄﻟﺘﻪ ﺑﺴﺬاﺝﺔ: وﻣﺎذا ﻳﻔﻌﻞ اﻟﻨﺎس؟ﻗﺎل ﻣﺎزﺣًﺎ: اﻟﻨ ﺎس..؟ ﻻ ﺷ ﻲء ..اﻟ ﺒﻌﺾ ﻳﻨﺘﻈ ﺮ ..واﻟ ﺒﻌﺾ ﻳﺴ ﺮق ..واﻟ ﺒﻌﺾ اﻵﺧ ﺮ ﻳﻨﺘﺤ ﺮ ،ه ﺬﻩ ﻣﺪﻳﻨ ﺔ ﺕﻘ ﺪم ﻟ ﻚاﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﺜﻼﺙﺔ ﺑﺎﻟﻤﺒﺮرات ﻥﻔﺴﻬﺎ ..واﻟﺤﺠﺔ ﻥﻔﺴﻬﺎ! ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺧﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎن ﻣﻦ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..واﻥﺘﺎﺑﺘﻨﻲ ﻓﺠﺄة ﻗﺸﻌﺮﻳﺮة ﻣﺒﻬﻤﺔ. ١٦٣
وﻟﻜﻦ أﻳﻌﻘﻞ أن أﻃﻠﺐ هﺬا اﻟﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻋﺘﻴﻘﺔ؟ هﻲ اﻟﺘﻲ أﻋﻄﺘﻨ ﻲ أﺝﻤ ﻞ ﻏ ﺮف ﺑﻴﺘﻬ ﺎ ،ﻏﺮﻓ ﺔ ﻥﻮﻣﻬ ﺎ اﻟﻌﺼ ﺮﻳﺔ اﻟﻤﻌ ﺪّة ل زوﺝﻴﺔ ..ﻟﻠﺤﺐ؟ ﻻﺱﺘﻘﺒﺎل اﻟﻀﻴﻮف ،أآﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻘﻀﺎء ﻟﻴﺎ ٍ ﻟ ﻮ ﻓﻌﻠ ﺖ ه ﺬا ﻓﻠﺮﺑﻤ ﺎ أﺣﺮﺝﺘﻬ ﺎ ،وﻟﻤ ﺎ وﺝ ﺪت ﺕﻔﺴ ﻴﺮًا ﻟﺠﻨ ﻮﻥﻲ ه ﺬا .ﻓﻘ ﺪ آﺎﻥ ﺖ ﻋﺘﻴﻘ ﺔ ﺕﺸ ﺎرك أﺣﻴﺎﻥ ًﺎ ﻓ ﻲ ﺱ ﻬﺮﺕﻨﺎ، ﻼ ﻣﺘﺤ ّ وﺕﺤ ﺎول أن ﺕﺴ ﺘﻨﺠﺪ ﺑ ﻲ ،ﺑﺼ ﻔﺘﻲ رﺝ ً ﻀ ﺮًا ﻗﺎدﻣ ًﺎ ﻣ ﻦ ﺑ ﺎرﻳﺲ ،ﻷﻗﻨ ﻊ أﺧ ﻲ ﺑ ﺎﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋ ﻦ ه ﺬا اﻟﺒﻴ ﺖ اﻟﻌﺮﺑ ﻲ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،وهﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻤﺘﺨﻠّﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﺶ .وﺕﻜﺎد ﺕﻌﺘ ﺬر ﻟ ﻲ ﻋ ﻦ آ ﻞ اﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﺘ ﻲ آﺎﻥ ﺖ ﺕﺒ ﺪو ﻓ ﻲ ﻥﻈ ﺮي ﺝﻤﻴﻠ ﺔ .. وﻥﺎدرة. وﻷﻥﻨﻲ ﻟﻢ أآﻦ أﻣﻠﻚ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ إﻗﻨﺎﻋﻬﺎ ﺑﺮأﻳﻲ ،وﻻ اﻟﺠﺮأة ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎآﺴﺔ رأﻳﻬﺎ ،آﻨﺖ أآﺘﻔﻲ ﺑﺎﻻﺱ ﺘﻤﺎع إﻟ ﻰ ﻥﻘﺎﺷ ﻬﺎ ﻣ ﻊ ﺣﺴ ﺎن ،ذﻟ ﻚ اﻟﻨﻘ ﺎش اﻟ ﺬي ﻳﻜ ﺎد ﻳﺘﺤ ﻮل أﺣﻴﺎﻥ ًﺎ إﻟ ﻰ ﺷ ﺠﺎر ﻗﺒ ﻞ أن ﺕﻨﺴ ﺤﺐ ه ﻲ إﻟ ﻰ اﻟﻨ ﻮم ،وﻳﻌّﻠ ﻖ ﺣﺴ ﺎن ﺷ ﺒﻪ ﻣﻌﺘﺬر: »ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺕﻘﻨﻊ اﻣﺮأة ﺕﺸﺎهﺪ ﻣﺴﻠﺴﻞ )داﻻس( ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳ ﻮن ،أن ﺕﺴ ﻜﻦ ﺑﻴﺘ ًﺎ آﻬ ﺬا وﺕﺤﻤ ﺪ اﷲ ..ﻻ ﺑ ﺪ أن ﻳﻮﻗﻔ ﻮا هﺬا اﻟﻤﺴﻠﺴﻞ ،ﻣﺎداﻣﻮا ﻋﺎﺝﺰﻳﻦ ﻋﻦ ﻣﻨﺢ اﻟﻨﺎس ﺱﻜﻨًﺎ ﻣﺤﺘﺮﻣًﺎ ..وﺣﻴﺎة أﻓﻀﻞ.«.. آﻨﺖ أﺣﺴﺪ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺣﺴﺎن .وأﻋﺠﺐ ﺑﻔﻠﺴﻔﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة. آﺎن ﻳﻘﻮل» :ﻟﻜﻲ ﺕﻜﻮن ﺱﻌﻴﺪًا ﻋﻠﻴﻚ أن ﺕﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﻦ ﺕﺤﺘﻚ .ﻓ ﺈذا آ ﺎن ﻓ ﻲ ﻳ ﺪك ﻗﻄﻌ ﺔ رﻏﻴ ﻒ ،وﻥﻈ ﺮت ﻟﻤ ﻦ ﻟ ﻴﺲ ﻓﻲ ﻳ ﺪﻩ ﺷ ﻲء ،ﺱﺘﺴ ﻌﺪ وﺕﺤﻤ ﺪ اﷲ .وأﻣ ﺎ إذا رﻓﻌ ﺖ رأﺱ ﻚ آﺜﻴ ﺮًا وﻥﻈ ﺮت ﻟﻤ ﻦ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪهﻢ ﻗﻄﻌ ﺔ »آﻌ ﻚ« ﻓﺄﻥ ﺖ ﻟ ﻦ ﺕﺸﺒﻊ ،ﺑﻞ ﺱﺘﻤﻮت ﻗﻬﺮًا ﻓﻘﻂ ..وﺕﺘﻌﺲ ﺑﺎآﺘﺸﺎﻓﻚ!«. وهﻜﺬا ﻓﻔﻲ ﻥﻈﺮ ﺣﺴﺎن أن اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ آﻬﺬا ﺑ ﺮﻏﻢ آ ﻞ ﺱ ﻠﺒﻴﺎﺕﻪ اﻟﺘ ﻲ ﺕﺒ ﺪو أﺣﻴﺎﻥ ًﺎ ﻣﺰﻋﺠ ﺔ ،ﺑﺘﻔﺎﺹ ﻴﻠﻬﺎ اﻟﺼ ﻐﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺕﺠﺎوزهﺎ اﻟﻌﺼﺮ ،ﻳﻈﻞ أﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﺎﻥﻴﻪ ﺁﻻف اﻟﻨﺎس .ﺑﻞ وﻋﺸ ﺮات اﻵﻻف اﻟ ﺬﻳﻦ ﻟ ﻢ ﻳﺠ ﺪوا ﺑﻴﺘ ًﺎ واﺱ ﻌًﺎ آﻬ ﺬا ﻳﺴﻜﻨﻮﻥﻪ ﺑﻤﻔﺮدهﻢ ﻣﻊ أوﻻدهﻢ وزوﺝﺘﻬﻢ .ﺑﻞ آﺜﻴﺮًا ﻣﺎ ﻳﺘﻘﺎﺱﻤﻮن ﻣﻊ أهﻠﻬﻢ وأﻗﺎرﺑﻬﻢ ،اﻟﺸﻘﺔ اﻟﻀ ﻴﻘﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺕﻜ ﻮن ﺑﻴﺘ ًﺎ ﻟﻌﺎﺉﻠﺘﻴﻦ ﻟﻌﺪة ﺱﻨﻮات. هﻜﺬا آﺎن ﺣﺴﺎن.. »ﻟﻘﺪ آﺎﻥﺖ ﻥﻈﺮﺕﻪ إﻟﻰ اﻷﺷﻴﺎء ﻥﻈﺮة ﻋﻤﻮدﻳﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺕﻌﻠﻢ آﻞ ﻣﺎ ﺕﻌﻠﻤﻪ ﻓﻲ ﺹﺒﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺱﺒﻮرة ﺑﺎﻟﺤﺎﺉﻂ.«.. وآﺎن ﺱﻌﻴﺪًا ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺕﻌﻮد أﻳﻀًﺎ إﻟﻰ ﻋﻘﻠﻴﺘﻪ آﻤﻮﻇﻒ ﻣﺤﺪود اﻟﺪﺧﻞ ..وﻣﺤﺪود اﻷﺣﻼم! َﻓ ِﺒ َﻢ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺤﻠﻢ أﺱﺘﺎذ ﻟﻠﻌﺮﺑﻴﺔ ﻳﻘﻀﻲ ﻳﻮﻣﻪ ﻓﻲ ﺷﺮح اﻟﻨﺼﻮص اﻷدﺑﻴ ﺔ ،وﺱ ﺮد ﺱ ﻴﺮة اﻟﻜ ّﺘ ﺎب واﻟﺸ ﻌﺮاء اﻟﻘ ﺪاﻣﻰ ﻋﻠ ﻰ ﺕﻼﻣﻴ ﺬﻩ ..وﺕﺼ ﺤﻴﺢ أﺧﻄ ﺎﺉﻬﻢ اﻟﻨﺤﻮﻳ ﺔ واﻹﻥﺸ ﺎﺉﻴﺔ ،وﻻ ﻳﺠ ﺪ ﻣﺘﺴ ﻌًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻮﻗ ﺖ _أو اﻟﺠ ﺮأة_ ﻟﺸ ﺮح ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻳﺤﺪث أﻣﺎﻣﻪ ،وﺕﺼﺤﻴﺢ أﺧﻄﺎء أآﺒﺮ ﺕﺮﺕﻜﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺮأى ﻣﻨﻪ ﺑﺎﺱﻢ آﻠﻤﺎت ﺧﺮﺝ ﺖ ﻓﺠ ﺄة ﻣ ﻦ اﻟﻠﻐ ﺔ ،ﻟﺘ ﺪﺧﻞ ﻗ ﺎﻣﻮس اﻟﺸﻌﺎرات واﻟﻤﺰاﻳﺪات؟. آﺎن ﻓﻲ أﻋﻤﺎق ﺣﺴﺎن ﻣﺮارة ﻏﺎﻣﻀﺔ ﺕﺒﺪو ﻋﻠﻰ آﻞ ﺕﻔﺎﺹﻴﻞ ﺣﻴﺎﺕﻪ .وﻟﻜﻨﻪ آﺎن ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ. ﻣﻦ اﻟﻮاﺽﺢ أﻥﻪ آﺎن ﻣﺘﻌﺒًﺎ وﻏﺎرﻗ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻣﺸ ﻜﻼت أوﻻدﻩ اﻟﺴ ﺘّﺔ وزوﺝﺘ ﻪ اﻟﺸ ﺎﺑﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺕﺤﻠ ﻢ ﺑﺤﻴ ﺎة أﺧ ﺮى ﻏﻴ ﺮ ﺣﻴ ﺎة ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ اﻟﻤﻐﻠﻘﺔ .وأﻣﺎ هﻮ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺠﺮؤ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻠﻢ ،أو ﺑﺎﻷﺣﺮى آﺎن ﻳﺤﻠﻢ ﺁﻥﺬاك ﺑﺎﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ ﻳﺘﻮﺱ ﻂ ﻟ ﻪ ﻟﻴﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺙﻼﺝﺔ ﺝﺪﻳﺪة ..ﻻ ﻏﻴﺮ! ١٦٢
ﺱﻮّت ﻓﻘﻂ ﺑﻄﻴﺒﺔ أو ﺑﺠﻨﻮن ..ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺎﺕﻞ واﻟﻘﺘﻴﻞ. ﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق ،ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻳﺤﻤﻞ آﻞ ﺷﺎرع ﻓﻴﻬ ﺎ اﺱ ﻢ ﺹﻨﻌﺖ ﻣﻦ )ﺱﻴﺪي ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻐﺮاب( أﺷﻬﺮ ﻣﺰار وﻟ ّ ﻲ. وﻟ ّ وﺧﻠّﺪت ﻣﻦ ﺑﻴﻦ واﺣﺪ وأرﺑﻌﻴﻦ ﺑﺎﻳًﺎ ﺣﻜﻤﻬﺎ ،اﺱﻢ ﺹﺎﻟﺢ ﺑﺎي وﺣﺪﻩ ،ﻓﻜﺘﺒﺖ ﻓﻴﻪ أﺝﻤﻞ أﺷ ﻌﺎرهﺎ ،وﻏ ّﻨ ﺖ ﻓﺠﻴﻌ ﺔ ﻣﻮﺕ ﻪ ﻓﻲ أﺝﻤﻞ أﻏﻨﻴﺔ رﺙﺎء .وﻣﺎزاﻟﺖ ﺕﻠﺒﺲ ﺣﺪادﻩ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ﻣﻊ ﻣﻼءات ﻥﺴﺎﺉﻬﺎ اﻟﺴﻮداء ..دون أن ﺕﺪري! هﺬﻩ هﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ.. ﻻ ﻓﺮق ﺑﻴﻦ ﻟﻌﻨﺘﻬﺎ ورﺣﻤﺘﻬﺎ ،ﻻ ﺣﺎﺝﺰ ﺑﻴﻦ ﺣﺒّﻬﺎ وآﺮاهﻴّﺘﻬﺎ ،ﻻ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻟﻤﻨﻄﻘﻬﺎ. ﺕﻤﻨﺢ اﻟﺨﻠﻮد ﻟﻤﻦ ﺕﺸﺎء ،وﺕﻨﺰل اﻟﻌﻘﺎب ﺑﻤﻦ ﺕﺸﺎء. ﻓﻤ ﻦ ﻋﺴ ﺎﻩ ﻳﺤﺎﺱ ﺒﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺝﻨﻮﻥﻬ ﺎ ،وﻣ ﻦ ﻋﺴ ﺎﻩ ﻳﺤﺴ ﻢ ﻣﻮﻗﻔ ﻪ ﻣﻨﻬ ﺎ ،ﺣﺒ ًﺎ أو آﺮاهﻴ ﺔ ..إﺝﺮاﻣ ًﺎ أو ﺑ ﺮاء ًة ..دون أن ﻳﻌﺘﺮف أﻥﻬﺎ ﺕﺤﻤﻞ ﻓﻲ آﻞ اﻟﺤﺎﻻت ﺽﺪّهﺎ؟ *** ﻓﻲ آﻞ ﻳﻮم آﻨﺖ أﻗﻀﻴﻪ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ،آﻨ ﺖ أﺕ ﻮرط أآﺜ ﺮ ﻓ ﻲ ذاآﺮﺕﻬ ﺎ ،ﻓﺮﺣ ﺖ أﺑﺤ ﺚ ﻓ ﻲ ﺱ ﻬﺮاﺕﻲ ﻣ ﻊ ﺣﺴ ﺎن، وأﺣﺎدﻳﺜﻨﺎ اﻟﺠﺎﻥﺒﻴﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺕﻤﺘﺪ ﺑﻨﺎ أﺣﻴﺎﻥًﺎ ﺣﺘﻰ ﺱﺎﻋﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮة ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ ..ﻋﻦ وﺹﻔﺔ أﺧﺮى ﻟﻠﻨﺴﻴﺎن. ﻼ ﻋﻦ ﻃﻤﺄﻥﻴﻨﺔ أﺧﺮى ﺧﺎرج ﻓﻀﺎﺉﻬﺎ. أﺑﺤﺚ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺠﻮ اﻟﻌﺎﺉﻠﻲ اﻟﺬي اﻓﺘﻘﺪﺕﻪ ﻃﻮﻳ ً آﺎن ﻟﻮﺝﻮدي ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﻌﺎﺉﻠﻲ اﻟﺬي أﻋﺮﻓﻪ وﻳﻌﺮﻓﻨ ﻲ ،ﺕ ﺄﺙﻴﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻥﻔﺴ ﻴّﺘﻲ ﻓ ﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻷﻳ ﺎم .ورﺑﻤ ﺎ آ ﺎن ﺱ ﻨﺪي ي اﻟﺬي ﻟﻢ أﺕﻮﻗّﻌﻪ .ﻟﻘﺪ آﻨﺖ أﻋﻮد إﻟﻴﻪ آﻞ ﻟﻴﻠﺔ ،وآﺄﻥﻨﻲ أﺹﻌﺪ ﻥﺤﻮ دهﺎﻟﻴﺰ ﻃﻔ ﻮﻟﺘﻲ اﻟﺒﻌﻴ ﺪة ،ﻷﺹ ﺒﺢ ﺝﻨﻴﻨ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺴﺮ ّ ﺝﺪﻳﺪ.. أﺧﺘﺒﺊ ﻓﻲ ﺝﻮف أ ٍم وهﻤﻴﺔ ،ﻣﺎزال ﻣﻜﺎﻥﻬﺎ هﻨﺎ ﻓﺎرﻏًﺎ ﻣﻨﺬ ﺙﻼﺙﻴﻦ ﺱﻨﺔ. ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ أن أذآﺮ زﻳﺎد ،ﻳﻮم أﻗﺎم ﻋﻨﺪي ﻟﺒﻀﻌﺔ أﺷﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺉﺮ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ رﻓﺾ ﻣﺴﺘﺄﺝﺮﻩ أن ﻳﺠ ﺪّد ﻟ ﻪ ﻋﻘﺪ إﻳﺠﺎر اﻟﺒﻴﺖ. ﺕﻌﻮّدت وﻗﺘﻬﺎ أن أﺕﺮك ﻟﻪ ﺱﺮﻳﺮي ،وأﻥﺎم ﻋﻠﻰ ﻓﺮاش ﺁﺧﺮ وﺽﻌﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ أﺧﺮى. وآﺎن زﻳﺎد ﻳﺤﺘﺞ وﻳﺸﻌﺮ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻹﺣﺮاج ،ﻣﻌﺘﻘﺪًا أﻥﻨﻲ أﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ ﻟﻪ. وآﻨﺖ أؤآّﺪ ﻟﻪ آﻞ ﻣﺮة ،أﻥﻨﻲ اآﺘﺸﻔﺖ ﺑﻔﻀﻠﻪ أﻥﻨﻲ أﺱﻌﺪ أآﺜﺮ ﺑﺎﻟﻨﻮم ﻋﻠﻰ اﻷرض .ﻓﻘﺪ آ ﺎن ذﻟ ﻚ اﻟﻔ ﺮاش اﻷرﺽ ﻲ ﻳ ﺬآّﺮﻥﻲ ﺑﻄﻔ ﻮﻟﺘﻲ وﺑﻨ ﻮﻣﻲ إﻟ ﻰ ﺝ ﻮار أﻣ ﻲ ﻟﻌ ﺪة ﺱ ﻨﻮات ،ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ اﻟﻤﻄ ﺮح اﻟﺼ ﻮﻓﻲ اﻟ ﺬي ﻣ ﺎ زﻟ ﺖ أذآ ﺮ ﻟﻮﻥ ﻪ اﻷزرق .ﺑﻞ وﺕﻠﻚ اﻷﻳﺎم اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﺕﺨﺼّﺼﻬﺎ )أ ّﻣ ﺎ( آ ﻞ ﺧﺮﻳ ﻒ ،ﻟﻐﺴ ﻞ اﻟﺼ ﻮف وﺕﺠﺪﻳ ﺪ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻤﻄ ﺎرح اﻟﺼ ﻮﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ اﻷﺙﺎث اﻷﺱﺎﺱﻲ ﻟﻐﺮﻓﺔ ﻥﻮﻣﻲ. ﺕﻤﻨّﻴﺖ ﻟﻮ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﻋﺘﻴﻘﺔ أن ﺕﻀﻊ ﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﺮاﺷًﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض ،ﺕﻤﺎﻣًﺎ آﻤﺎ ﺕﻔﻌﻞ ﻣﻊ أوﻻدهﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨ ﺎﻣﻮن ﻓ ﻲ اﻟﻐ ﺮف اﻷﺧ ﺮى ،ﻋﻠ ﻰ ﻓ ﺮاش أرﺽ ﻲ ﻣﺸ ﺘﺮك ﻳ ﻮﺣﻲ ﺑﺎﻟ ﺪفء واﻟﺮﻏﺒ ﺔ ﺑ ﺎﻻﻥﺰﻻق ﺕﺤ ﺖ أﻏﻄﻴﺘ ﻪ اﻟﺼ ﻮﻓﻴﺔ ﻦ ﻟﻢ أﻋﺪ أدري ﻟﺒﻌﺪﻩ ،إن آﻨﺖ ﻋﺸﺘﻪ ﺣﻘًﺎ ..أم ﺕﺨﻴّﻠﺘﻪ. اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺕﺜﻴﺮ ﻏﻴﺮﺕﻲ وﺣﻨﻴﻨﻲ ﻟﺰﻣ ٍ
١٦١
ﻲ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة .وﻟﻜﻦ ﻷﻥﻨﻲ وﺹﻠﺖ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺤﺰن اﻟﺠﺎرف اﻟﻌﻤﻴﻖ اﻟﺬي اﺝﺘﺎﺣﻨﻲ ﻣﻨﺬ وﻃﺌ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ، ﻟﻴﺲ ﺕﻤﺴﻜًﺎ ﻣﻨ ّ إﻟﻰ ﻋﺎﻃﻔﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ أﺧﺮى. ﻟﻘﺪ وﺹﻠﺖ ﺑﻤﺮارﺕﻲ وﺧﻴﺒﺘﻲ ﺣﺪ اﻟﻄﻤﺄﻥﻴﻨﺔ واﻟﺴﻌﺎدة اﻟﻤﺒﻬﻤﺔ. ﻓﻠﻘﺪ ﺕﻌﻠّﻤﺖ أن أﺱﺨﺮ ﻣﻦ اﺱﺘﻔﺰاز اﻷﺷﻴﺎء ﻟﻲ ،وأﻗﺎﺑﻞ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﻮاﺝﻬﺔ ﻣﻊ اﻟﺬاآﺮة ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺘﻬﻜﻢ اﻟﻤ ّﺮ. أﻟﻢ ﺁت هﻨ ﺎ إﺙ ﺮ ﻗ ﺮا ٍر ﺝﻨ ﻮﻥﻲ ،رﺑﻤ ﺎ ﺑﺤﺜ ًﺎ ﻋ ﻦ اﻟﺠﻨ ﻮن ﻓ ﻲ ﻣﺪﻳﻨ ﺔ ﺕﻜ ﺎد ﺕﺤﺘﺮﻓ ﻪ! وﻟ ﺬا ﺑ ﺪأت أﺕﻠ ﺬّذ ﺱ ﺮًا ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﻠﻌﺒ ﺔ اﻟﻤﻮﺝﻌﺔ ،وأﺣﺮص ﻋﻠ ﻰ أن أﻋ ﻴﺶ ﺹ ﺪﻣﺎﺕﻲ ﺑﻤﺎزوﺷ ﻴّﺔ ﻣﺘﻌ ّﻤ ﺪة .ﻓﺮﺑﻤ ﺎ آﺎﻥ ﺖ ﺧﻴﺒﺘ ﻲ اﻟﻴ ﻮم ﻣ ﻊ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ،ه ﻲ ﻣﻨﺠﻢ ﺝﻨﻮﻥﻲ وﻋﺒﻘﺮﻳﺘﻲ اﻟﻘﺎدﻣﺔ. وﺑﺮﻏﻢ ذﻟﻚ ﻗﺮرت ﻓﺠﺄة أن أهﺮب ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺠﺴﺮ اﻟﺬي آﺎن ﺑﺪاﻳﺔ ﺝﻨﻮﻥﻲ ﻳﻮﻣًﺎ. ﻼ وﺣﻮﻟﺘﻪ إﻟﻰ دﻳﻜﻮر ﻟﺤﻴﺎﺕﻲ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ أﺣﻄﺖ ﻥﻔﺴﻲ ﺑﺄآﺜﺮ ﻣﻦ ﻥﺴ ﺨﺔ ﻣﻨ ﻪ. ﻓﺠﺄة ﺕﻄﻴّﺮت ﻣﻨﻪ ،أن اﻟﺬي أوﻟﻌﺖ ﺑﻪ ﻃﻮﻳ ً أﻳﻜﻮن ذﻟﻚ اﻹﺣﺴ ﺎس ﺝ ﺎءﻥﻲ ،وأﻥ ﺎ أﻟﻤ ﺢ ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺚ آﻨ ﺖ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺴ ﻔﻮح اﻟﺠﺒﻠﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻥ ﺖ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻣﺮﺷﻮﺷ ﺔ ﺑﺸ ﻘﺎﺉﻖ اﻟﻨﻌﻤﺎن ..وأزهﺎر اﻟﻨﺮﺝﺲ اﻟﻤﻨﺜﻮر ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻤﺮات اﻟﺨﻀﺮاء ،واﻟﺘﻲ آﺎن أهﻞ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻳﺄﺕﻮن إﻟﻴﻬﺎ آﻞ ﺱﻨﺔ ﻻﺱﺘﻘﺒﺎل اﻟﺮﺑﻴﻊ ..ﻣﺤﻤّﻠﻴﻦ ﺑﻤﺎ أﻋﺪّﺕﻪ اﻟﻨﺴﺎء ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎﺱ ﺒﺔ ﻣ ﻦ »ﺑ ﺮاج« وﺣﻠﻮﻳ ﺎت وﻗﻬ ﻮة ..واﻟﺘ ﻲ ﺕﺒ ﺪو اﻟﻴ ﻮم ﺣﺰﻳﻨ ﺔ ،وآ ﺄن أزهﺎرهﺎ ﻏﺎدرﺕﻬﺎ ﻟﺴﺒﺐ ﻏﺎﻣﺾ؟ أم ﺕﺮاﻩ ﻣﻨﻈﺮ ﻣﺰار )ﺱﻴﺪي ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻐﺮاب( اﻟﺬي ﻳﻌﻮد ﻓﺠﺄة إﻟﻰ اﻟﺬاآﺮة .وإذا ﺑﻲ أﺱﺘﻌﻴﺪ ﻣﺎ ﻗﺮأﺕﻪ ﻋﻨ ﻪ ﻣ ﺆﺧﺮًا ﻓ ﻲ آﺘﺎب ﺕﺎرﻳﺨﻲ ﻋﻦ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ .ﻓﺘﻌﺒﺮﻥﻲ ﻗﺸﻌﺮﻳﺮة ﻏﺎﻣﻀﺔ. ﻣ ﺎذا ﻟ ﻮ ﻻﺣﻘﺘﻨ ﻲ دون أن أدري اﻟﻠﻌﻨ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻻﺣﻘ ﺖ ﺹ ﺎﻟﺢ ﺑ ﺎي أآﺒ ﺮ ﺑﺎﻳ ﺎت ﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻹﻃ ﻼق ﺑﺴ ﺒﺐ ه ﺬا اﻟﺠﺴﺮ؟ هﻮ اﻟﺬي آ ﺎن ﻳﺮﻳ ﺪ أن ﻳﺨ ﺘﻢ إﻥﺠﺎزاﺕ ﻪ اﻟﻤﻌﻤﺎرﻳ ﺔ اﻟﻬﺎﺉﻠ ﺔ ،وإﺹ ﻼﺣﺎﺕﻪ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ﺔ اﻟﺘ ﻲ وهﺒﻬ ﺎ ﻟﺘﻠ ﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ، ﺑﺈﺹﻼح ﺝﺴﺮ اﻟﻘﻨﻄﺮة ،اﻟﻠﺴﺎن اﻟﺘﺮاﺑﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺮﺑﻂ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﺑﺎﻟﺨ ﺎرج ،واﻟﺠﺴ ﺮ اﻟﻮﺣﻴ ﺪ اﻟ ﺬي ﺹ ﻤﺪ ﻣ ﻦ ﺑﻴﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﺝﺴﻮر روﻣﺎﻥﻴﺔ. ﺕﻘﻮل أﺱﻄﻮرة ﺷﻌﺒﻴﺔ ،إن هﺬا اﻟﺠﺴﺮ آﺎن أﺣﺪ أﺱﺒﺎب هﻼك )ﺹﺎﻟﺢ ﺑﺎي( وﻥﻬﺎﻳﺘﻪ اﻟﻤﻔﺠﻌﺔ.. ﻓﻘﺪ ﻗﺘﻞ ﻓﻮﻗﻪ )ﺱﻴﺪي ﻣﺤﻤﺪ( ،أﺣ ﺪ اﻷوﻟﻴ ﺎء اﻟ ﺬﻳﻦ آ ﺎﻥﻮا ﻳﺘﻤﺘّﻌ ﻮن ﺑﺸ ﻌﺒﻴﺔ آﺒﻴ ﺮة .وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺱ ﻘﻂ رأس اﻟﺮﺝ ﻞ اﻟ ﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻷرض ،ﺕﺤﻮل ﺝﺴﻤﻪ إﻟﻰ ﻏﺮاب ،وﻃﺎر ﻣﺘﻮﺝﻬًﺎ ﻥﺤﻮ دار ﺹﺎﻟﺢ ﺑﺎي اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻥ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺴ ﻔﻮح. وﻟﻌﻨﻪ واﻋﺪًا إﻳﺎﻩ ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ﻻ ﺕﻘﻞ ﻗﺴﻮة وﻻ ﻇﻠﻤًﺎ ﻋﻦ ﻥﻬﺎﻳﺔ اﻟﻮﻟﻲ اﻟﺬي ﻗﺘﻠﻪ. ﻓﻤﺎ آﺎن ﻣﻦ ﺹﺎﻟﺢ ﺑﺎي إﻻ أن ﻏﺎدر ﺑﻴﺘﻪ وأراﺽﻴﻪ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ ،ﺕﻄﻴّﺮًا ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻐﺮاب ،واآﺘﻔﻰ ﺑﺪارﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ. هﻜﺬا أﻃﻠﻖ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ ذﻟ ﻚ اﻟﻤﻜ ﺎن اﺱ ﻢ »ﺱ ﻴﺪي ﻣﺤﻤ ﺪ اﻟﻐ ﺮاب« ،ﻟﻴﺒﻘ ﻰ ﺑﻌ ﺪ ﻗ ﺮﻥﻴﻦ ﻣ ﺰار اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ واﻟﻴﻬ ﻮد ﻓ ﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ،ﻳﺄﺕﻮﻥﻪ ﻓﻲ ﻥﻬﺎﻳﺎت اﻷﺱﺒﻮع وﻓﻲ اﻟﻤﻮاﺱﻢ ،ﻟﻘﻀ ﺎء أﺱ ﺒﻮع آﺎﻣ ﻞ ﻳﺮﺕ ﺪون ﺧﻼﻟ ﻪ ﺙﻴﺎﺑ ًﺎ وردﻳ ﺔ ،ﻳ ﺆدون ﺑﻬ ﺎ ﻼ ﻋﻦ ﺝﻴﻞ ،ﻓﻴﻘﺪّﻣﻮن ﻟ ﻪ ذﺑ ﺎﺉﺢ اﻟﺤﻤ ﺎم ،وﻳﺴ ﺘﺤﻤّﻮن ﻓ ﻲ اﻟﻤﻴ ﺎﻩ اﻟﺪاﻓﺌ ﺔ ﻟﺒﺮآﺘ ﻪ اﻟﺼ ﺨﺮﻳﺔ ﺣﻴ ﺚ ﻃﻘﻮﺱًﺎ ﻣﺘﻮارﺙﺔ ﺝﻴ ً آﺎﻥﺖ ﺕﺴﺘﺤ ّﻢ اﻟﺴﻼﺣﻒ ،وﻳﻌﻴﺸﻮن ﻋﻠﻰ ﺷﺮب »اﻟﻌﺮوق« ﻻ ﻏﻴ ﺮ ،واﻻﺱﺘﺴ ﻼم ﻟﻨﻮﺑ ﺎت رﻗ ﺺ ﺑﺪاﺉﻴ ﺔ ،ﻓ ﻲ ﺣﻠﻘ ﺎت ﺝﻤﺎﻋﻴﺔ ﻳﺆدوﻥﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء اﻟﻄﻠﻖ ..ﻋﻠﻰ وﻗﻊ ﺑﻨﺪﻳﺮ »اﻟﻔﻘﻴﺮات«. وﻟﻜﻦ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ،ﻟﻢ ﺕﺤﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻳﻬﺎ اﻟﺬي وهﺒﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻮﺝﺎهﺔ واﻟﺮﻓﺎهﻴﺔ. ١٦٠
وﻟﻬﺬا هﺎﺝﺮت ﻋﺎﺉﻠﺘﻨﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﻟﻰ ﻏﺮب اﻟﺠﺰاﺉﺮ ﻣﺴﺘﺒﺪﻟﺔ ﺑﺎﺱﻢ ﻥﻜ ﺮة اﺱ ﻤﻬﺎ اﻷول .وﻟ ﻢ ﺕﻌ ﺪ إﻟ ﻰ ﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ إﻻ ﺑﻌ ﺪ ﺝﻴﻞ وأآﺜﺮ ،ﺑﺎﺱ ٍﻢ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ أﺧﺮى. أﻋﻴﺪ ﻥﻈﺮي إﻟﻰ أﺱﻔﻞ. ﻣﺎذا ﺕﺮاﻥﻲ ﺝﺌ ﺖ أﺑﺤ ﺚ هﻨ ﺎ ،ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﺠﺴ ﺮ اﻟﻤﻌّﻠ ﻖ ﻋﻠ ﻰ ارﺕﻔ ﺎع ﻣﺌ ﺔ وﺱ ﺒﻌﻴﻦ ﻣﺘ ﺮًا ﻣ ﻦ ﺝ ﻮف اﻷرض ،واﻟ ﺬي ﺕﻌﺒﺮﻩ أﺱﺮاب اﻟﻐﺮﺑﺎن ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ؟ ل وﻋﻠﻢ آﺒﻴﺮ ،وأﻥﻪ رﻣﻰ ﻳﻮﻣًﺎ آ ﻞ ﺷ ﻲء ﺕﺮاﻥﻲ أﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺝ ّﺪ ﻣﺎ ،آﺎن اﺱﻤﻪ أﺣﻤﺪ ..ﻳﻘﺎل إﻥﻪ آﺎن وﺱﻴﻤًﺎ وذا ﻣﺎ ٍ ﻣﻦ هﻨﺎ ..ﻟﻴﺘﺮك ﺣﺰﻥﻪ وﺝﺮﺣﻪ إرﺙًﺎ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻌﺎﺉﻠﺔ. هﺬﻩ هﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ.. ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻻ ﻳﻬﻤﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻥﻈﺮة اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﻬﺎ ،ﺕﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﺹﻴﺘﻬﺎ ﺧﻮﻓًﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻞ واﻟﻘﺎل اﻟﺬي ﺕﻤﺎرﺱﻪ ﺑﺘﻔ ﻮق .وﺕﺸ ﺘﺮي ﺷﺮﻓﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪم ﺕﺎرة ..واﻟﺒُﻌﺪ واﻟﻬﺠﺮة ﺕﺎر ًة أﺧﺮى. ﺕﺮاهﺎ ﺕﻐﻴّﺮت؟ أذآﺮ أﻥﻨﻲ ﺱﻤﻌﺖ وأﻥﺎ ﺷﺎب ﺑﻌﺎﺉﻠﺔ ﻏﺎدرت ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻓﺠﺄة إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﺧﺮى ،ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺷﺎع أن إﺣ ﺪى اﻷﻏ ﺎﻥﻲ اﻟﺘ ﻲ ﻣ ﺎ ﻻ ﻓﻲ إﺣﺪى ﺑﻨﺎﺕﻬﺎ! ﻳﺰال ﻳﻐﻨّﻴﻬﺎ »اﻟﻔﺮﻗﺎﻥﻲ« اﻟﻴﻮم ،ﻗﺪ ﻥﻈﻤﻬﺎ أﺣﺪهﻢ ﺕﻐ ّﺰ ً وﻳﻈﻞ اﻟﺴﺆال ..ﻣﺎ اﻟﺬي ﺝﺌﺖ أﻓﻌﻞ هﻨﺎ ﻓﻮق هﺬا اﻟﺠﺴﺮ؟ ﺕﺮاﻥﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻋﺪ ﻣﻊ ذاآﺮﺕﻲ ،أم ﻓﻘﻂ ﻣﻊ ﻟﻮﺣﺘﻲ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺼﺒﺎح؟ هﺎ أﻥﺎ أﻗﻒ أﻣﺎﻣﻬﺎ اﻟﻴﻮم دون ﻓﺮﺷﺎة وﻻ أﻟﻮان ،وﺑﻼ ﻗﻠﻖ أو ﺧﻮف ﻣﻦ ﻣﺮﺑّﻊ اﻟﻘﻤﺎش اﻷﺑﻴﺾ. أﻥﺎ ﻟﺴﺖ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻠﺤﻈ ﺔ .ﻟﺴ ﺖ ر ّ ﺱ ﺎﻣﻬﺎ وﻻ ﻣﺒ ﺪﻋﻬﺎ .أﻥ ﺎ ﺝ ﺰء ﻣﻨﻬ ﺎ .وﻳﻤﻜﻨﻨ ﻲ أن أﺹ ﺒﺢ ﺣﺘ ﻰ ﺝ ﺰءًا ﻣ ﻦ ﺕﻔﺎﺹﻴﻠﻬﺎ وﺕﻀﺎرﻳﺴﻬﺎ. ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﺝﺘﺎز هﺬا اﻟﺤﺎﺝﺰ اﻟﺤﺪﻳﺪي اﻟ ﺬي ﻳﻔﺼ ﻠﻨﻲ ﻋﻨﻬ ﺎ ،وآ ﺄﻥﻨﻲ أﺝﺘ ﺎز إﻃ ﺎر ﻟﻮﺣ ﺔ ..آ ﺄﻥﻨﻲ أﺧﺘﺮﻗﻬ ﺎ ﻷﺱ ﻜﻨﻬﺎ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ. ن ﻣ ﺎ ..ﻋﻠ ﻰ ﻟﻮﺣ ٍﺔ أﺑﺪﻳ ﺔ ،ﻟﻤﻨﻈ ﺮ أردت أن أﺕ ﺪﺣﺮج ﻥﺤ ﻮ ه ﺬا اﻟ ﻮادي اﻟﺼ ﺨﺮي اﻟﻌﻤﻴ ﻖ ﻥﻘﻄ ﺔ ﺑﺸ ﺮﻳﺔ ،ﻗﻄ ﺮة ﻟﻠ ﻮ ٍ أرﺱﻤﻪ ..ﻓﺮﺱﻤﻨﻲ. أﻟﻴﺴﺖ هﺬﻩ أﺝﻤﻞ ﻥﻬﺎﻳﺔ ﻟﺮﺱّﺎم ،أن ﻳﺘﻮﺣﺪ ﻣﻊ ﻟﻮﺣﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ واﺣﺪ؟ آﻨﺖ أدري ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈ ﺔ وأﻥ ﺎ أﻥﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﻮه ﺎد اﻟﻌﻤﻴﻘ ﺔ ﺕﺤﺘ ﻲ ،إﻟ ﻰ ﺕﻠ ﻚ اﻷﻥﻔ ﺎق اﻟﺼ ﺨﺮﻳﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺸ ﻄﺮهﺎ ﻥﻬ ﺮ ﻲ أﺧﻴ ﺮ ،رﺑﻤ ﺎ آ ﺎن ﻓﺮﺹ ﺘﻲ اﻟﺮﻣﺎل ﺑﺒﻂء زﺑﺪيّ ،أن »اﻟﻬﺎوﻳﺔ اﻷﻥﺜﻰ« آﺎﻥﺖ ﺕﺴﺘﺪرﺝﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻖ ،ﻓﻲ ﻣﻮت ﺷ ﺒﻘ ّ اﻷﺧﻴﺮة ﻟﻠﺘﻮﺣﺪ اﻟﺠﺴﺪ ّ ي ﻣﻊ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ،وﻣﻊ ذاآﺮة ﺝ ّﺪ ﺑﺪأت أﺷﻌﺮ ﺑﺘﻮاﻃﺆ ﻏﺎﻣﺾ ﻣﻌﻪ. ﺕﺮى ﺷﻬﻮة اﻟﺴﻘﻮط واﻟﺘﺤﻄﻢ هﻲ اﻟﺘﻲ أﺷﻌﺮﺕﻨﻲ ﻋﻨﺪﺉ ٍﺬ ﺑﺎﻟﺪوار ،وأﻥﺎ ﻣﻌﻠّﻖ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺠﺴﺮ وﺣﺪي؟ وإذا ﺑ ﻲ أﺷ ﻌﺮ ﻓﺠ ﺄة ﺑﺎﻟﺨﺠ ﻞ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ..وأآ ﺎد أﻋﺘ ﺬر ﻟﻬ ﺎ .وﺣ ﺪهﻢ اﻟﻐﺮﺑ ﺎء هﻨ ﺎ ﻳﺸ ﻌﺮون ﺑﺎﻟ ﺪوار .ﻓﻤﺘ ﻰ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ وﺽﻌﺘﻨﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺧﺎﻥﺘﻬﻢ؟ ورﻏﻢ ذﻟﻚ أﻋﺘﺮف ،أﻥﻨﻲ ﻟﻢ أآﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪًا ﻟﻠﻤﻮت. ١٥٩
هﻨﺎ وﻗﻔﺖ ﺝﻴﻮش ﻓﺮﻥﺴﺎ ﺱﺒﻊ ﺱﻨﻮات ﺑﺄآﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺑﻮاب ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ. ﻓﺮﻥﺴﺎ اﻟﺘﻲ دﺧﻠﺖ اﻟﺠﺰاﺉﺮ ﺱﻨﺔ ،١٨٣٠ﻟﻢ ﺕﻔﺘﺢ هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ اﻟﺠﺎﻟﺴ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺹ ﺨﺮة ،إﻻ ﺱ ﻨﺔ ،١٨٣٧ﺱ ﺎﻟﻜﺔ ﻣﻤ ﺮًا ﺝﺒﻠﻴﺎ ﺕﺮآﺖ ﻓﻴﻪ ﻥﺼﻒ ﺝﻴﺸﻬﺎ ،وﺕﺮآﺖ ﻓﻴﻪ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﺧﻴﺮة رﺝﺎﻟﻬﺎ. ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ،وﻟﺪ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺝﺴﺮ ﺣﻮل ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،وآﺜﺮت اﻟﻄﺮﻗﺎت اﻟﻤﺆدﻳﺔ إﻟﻴﻬﺎ. وﻟﻜﻦ ،آﺎﻥﺖ اﻟﺼﺨﺮة داﺉﻤًﺎ أآﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﺴﻮر ،ﻷﻥﻬﺎ ﺕﺪري أن ﻻ ﺷﻲء ﺕﺤﺖ اﻟﺠﺴﻮر ﺱﻮى اﻟﻬﺎوﻳﺔ! هﺎ هﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺕﺘﺮﺑﺺ ﺑﻜﻞ ﻓﺎﺕﺢ ..ﺕﻠﻒ ﻥﻔﺴﻬﺎ ﺑﻤﻼءﺕﻬﺎ اﻟﺴﻮداء وﺕﺨﻔﻲ ﺱﺮّهﺎ ﻋﻦ آﻞ ﺱﺎﺉﺢ. ﺕﺤﺮﺱﻬﺎ اﻟﻮهﺎد اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻣﻦ آﻞ ﺝﺎﻥﺐ ،ﺕﺤﺮﺱﻬﺎ آﻬﻮﻓﻬ ﺎ اﻟﺴ ﺮﻳﺔ وأآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ وﻟ ّ ﻲ ﺹ ﺎﻟﺢ ،ﺕﺒﻌﺜ ﺮت أﺽ ﺮﺣﺘﻬﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻨﻌﺮﺝﺎت اﻟﺨﻀﺮاء ﺕﺤﺖ اﻟﺠﺴﻮر. هﻨﺎ اﻟﻘﻨﻄﺮة ..أﻗﺮب ﺝﺴﺮ ﻟﺒﻴﺘﻲ وﻟﺬاآﺮﺕﻲ .أﻋﺒﺮهﺎ ﺕﻠﻘﺎﺉﻴﺎ وآ ﺄﻥﻨﻲ أرﺱ ﻤﻬﺎ ،ﻣﺸ ﻴًﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻷﻗ ﺪام ،ﺑ ﻴﻦ اﻟ ﺪوار اﻟﻤ ﺒﻬﻢ ف إﻟﻰ ﺁﺧﺮ. واﻟﺘﺬآﺎر وآﺄﻥﻨﻲ أﻋﺒﺮ ﺣﻴﺎﺕﻲ ،أﺝﺘﺎز اﻟﻌﻤﺮ ﻣﻦ ﻃﺮ ٍ آﻞ ﺷﻲء آﺎن ﻳﺒﺪو ﻣﺴﺮﻋًﺎ ﻋﻠﻰ ه ﺬا اﻟﺠﺴ ﺮ .اﻟﺴ ﻴﺎرات واﻟﻌ ﺎﺑﺮون وﺣﺘ ﻰ اﻟﻄﻴ ﻮر ،وآ ﺄن ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻳﻨﺘﻈ ﺮهﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ. رﺑﻤﺎ آﺎن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺠﻬﻞ ﺁﻥﺬاك أن اﻟ ﺬي ﻳﺒﺤ ﺚ ﻋﻨ ﻪ ،ﻗ ﺪ ﻳﻜ ﻮن ﺕﺮآ ﻪ ﺧﻠﻔ ﻪ ،وأﻥ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ،ﻻ ﻓ ﺮق ﺑ ﻴﻦ ﻃﺮﻓ ﻲ اﻟﺠﺴﺮ .اﻟﻔﺮق اﻟﻮﺣﻴﺪ هﻮ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻓﻮﻗﻪ ..وﻣﺎ ﺕﺤﺘﻪ. ﺕﻠﻚ اﻟﻬﺎوﻳﺔ اﻟﻤﺨﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻔﺼﻠﻚ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﺎﺝﺰ ﺣﺪﻳﺪي ﻻ أآﺜﺮ ،واﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ أﺣﺪ ﻟﻴﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬ ﺎ ،رﺑﻤ ﺎ ﻷن اﻹﻥﺴ ﺎن ﺑﻄﺒﻌﻪ ﻻ ﻳﺤﺐ أن ﻳﺘﺄﻣﻞ اﻟﻤﻮت ..آﺜﻴﺮًا. وﺣﺪي ﺕﺴﺘﻮﻗﻔﻨﻲ هﺬﻩ اﻟﻬﺎوﻳﺔ اﻟﻤﻮﻏﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻖ. ﺕﺮى ﻷﻥﻨﻲ أﺕﻴﺘﻬﺎ ﺑﺄﻓﻜﺎر ﻣﺴﺒﻘﺔ وذاآﺮة ﻣﺘﻮارﺙﺔ؟ أم ﺱﻠﻜﺖ هﺬا اﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻷﻥﻔﺮد ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺝﺴﺮ؟ *** هﻨﺎﻟﻚ ﺣﻤﺎﻗﺎت ﻳﺠﺐ ﻋﺪم ارﺕﻜﺎﺑﻬﺎ ،آﺄن ﺕﺄﺧﺬ ﻣﻮﻋﺪًا ﻣﻊ ذاآﺮﺕﻚ ﻋﻠﻰ ﺝﺴﺮ. ﺧﺎﺹ ًﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﺘﺬآﺮ ﻓﺠﺄة ،ﺕﻠﻚ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺘﻲ ﻥﺴﻴﺘﻬﺎ ﺕﻤﺎﻣًﺎ ﻣﻨﺬ ﺱﻨﻴﻦ.. ﻗﺼﺔ ﺝﺪك اﻟﺒﻌﻴﺪ اﻟﺬي رﻣﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻳﻮﻣًﺎ ﻣﻦ ﺝﺴﺮ رﺑﻤﺎ آ ﺎن ه ﺬا ..ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﺕﻮﻋ ﺪﻩ أﺣ ﺪ اﻟﺒﺎﻳ ﺎت ﺑﺎﻟﻘﺘ ﻞ ..ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺝ ﺎءﻩ ﺧﺒﺮ ﺧﻴﺎﻥﺘﻪ وﺕﺂﻣﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ وﺝﻬﺎء ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻟﻺﻃﺎﺣﺔ ﺑﻪ .هﻮ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻣﺒﻌﻮﺙ ﻪ ورﺱ ﻮﻟﻪ اﻟﺨ ﺎص ..ورﺝ ﻞ ﺙﻘﺘﻪ. آﺎن ﺝﺪّي ﻳﻮﻣﻬﺎ أﺽﻌﻒ ﻣﻦ أن ﻳﻘﻒ ﺑﻤﻔﺮدﻩ ﻓﻲ وﺝﻪ ذﻟﻚ اﻷﻣﺮ اﻟﻘﺎﻃﻊ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ .وآﺎن أﻳﻀًﺎ أآﺒﺮ ﻣ ﻦ أن ﻳُﻘ ﺎد ﻟﻴﻘ ﻒ ﻼ.. ﺑﻴﻦ ﻳﺪي ذﻟﻚ اﻟﺒﺎي ذﻟﻴ ً وﻟﺬا ﻋﻨﺪﻣﺎ أرﺱﻞ اﻟﺒﺎي ﻣﻦ ﻳﺤﻀﺮﻩ إﻟﻴﻪ ..آﺎن ﺝﺪي ﺝﺜﺔ ﻓﻲ هﻮة ﺱﺤﻴﻘﺔ آﻬﺬﻩ ،أﺱﻔﻞ وادي اﻟﺮﻣﺎل ،ﻓﻘ ﺪ رﻓ ﺾ أن ﻳﻤﻨﺢ اﻟﺒﺎي ﺷﺮف ﻗﺘﻠﻪ. ﺱﻤﻌﺖ هﺬﻩ اﻟﻘﺼﺔ ﻣﺮة واﺣﺪة ﻣﻦ ﻓﻢ أﺑﻲ ،ﻳﻮم ﺱﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺱﺮ هﺬا اﻻﺱﻢ اﻟﺬي ﻥﺤﻤﻠﻪ. ﻳﺒﺪو أﻥﻪ آﺎن ﻻ ﻳﺤﺐ رواﻳﺔ هﺬﻩ اﻟﺤﺎدﺙﺔ .ﻓﻘﺪ آﺎن اﻻﻥﺘﺤﺎر ﻓﻲ ﺣ ّﺪ ذاﺕﻪ ﻋﺎرًا وآﻔﺮًا ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﻲ ﻣﺘﺪﻳﻦ. ١٥٨
ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺼﺒﺎح ،وﻓﻲ أول ﻟﻘﺎء ﻟﻲ ﻣﻊ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﻓﻘﺪت ﻟﻐﺘﻲ. ﺷﻌﺮت أن ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ هﺰﻣﺘﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ أن ﻥﻠﺘﻘﻲ ،وأﻥﻬﺎ ﺝﺎءت ﺑﻲ إﻟﻰ هﻨﺎ ،ﻟﺘﻘﻨﻌﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻻ ﻏﻴﺮ! وﻟﻢ أﺷﻌﺮ ﺑﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻗﺪري. ﺖ ﻣﻦ ﻣﺮّوا ﻗﺒﻠﻲ ،وﺹﻨﻌﺖ ﻣﻦ ﺝﻨﻮﻥﻬﻢ ﺑﻬﺎ أﺽﺮﺣﺔ ﻟﻠﻌﺒﺮة. ﻟﻘﺪ هﺰﻣ ْ وأﻥﺎ ﺁﺧﺮ ﻋ ّ ﺸﺎﻗﻬﺎ اﻟﻤﺠﺎﻥﻴﻦ.. أﻥﺎ ذا اﻟﻌﺎهﺔ اﻵﺧﺮ اﻟﺬي أﺣﺒﻬﺎ ،أﻥﺎ»أﺣﺪب ﻥﻮﺕﺮدام« اﻵﺧﺮ ،وأﺣﻤﻖ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ اﻵﺧﺮ ..ﻣﺎ اﻟﺬي أوﺹﻠﻨﻲ إﻟ ﻰ ﺝﻨ ﻮن آﻬﺬا؟ ﻣﺎ اﻟﺬي أوﻗﻔﻨﻲ ﻋﻨﺪ أﺑﻮاب ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻋﻤﺮاً؟ وآﺎﻥﺖ ﺕﺸﺒﻬﻚ.. ﺕﺤﻤﻞ اﺱﻤﻴﻦ ﻣﺜﻠﻚ ،وﻋﺪة ﺕﻮارﻳﺦ ﻟﻠﻤﻴﻼد .ﺧﺎرﺝﺔ ﻟﺘﻮّهﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﺑﺎﺱﻤﻴﻦ :واﺣﺪ ﻟﻠﺘﺪاول ..وﺁﺧﺮ ﻟﻠﺘﺬآﺎر. آﺎن اﺱﻤﻬﺎ ﻳﻮﻣًﺎ »ﺱﻴﺮﺕﺎ« .ﻗﺎهﺮة آﺎﻥﺖ ..آﻤﺪﻳﻨﺔ أﻥﺜﻰ. ﻻ ..ﻓﻲ ﻏﺮور اﻟﻌﺴﻜﺮ! وآﺎﻥﻮا رﺝﺎ ً ﻣﻦ هﻨﺎ ﻣ ّﺮ ﺹﻴﻔﺎآﺲ ..ﻣﺎﺱّﻴﻨﻴﺴﺎ ..وﻳﻮﻏﺮرﻃﺔ ..وﻗﺒﻠﻬﻢ ﺁﺧﺮون. ﺕﺮآﻮا ﻓﻲ آﻬﻮﻓﻬﺎ ذاآﺮﺕﻬﻢ .ﻥﻘﺸﻮا ﺣﺒّﻬﻢ وﺧﻮﻓﻬﻢ وﺁﻟﻬﺘﻬﻢ. ﺕﺮآﻮا ﺕﻤﺎﺙﻴﻠﻬﻢ وأدواﺕﻬﻢ ،وﺹﻜﻮآﻬﻢ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ،أﻗﻮاس ﻥﺼﺮهﻢ وﺝﺴﻮرًا روﻣﺎﻥﻴﺔ.. ..و رﺣﻠﻮا. ﻟﻢ ﻳﺼﻤﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﺴﻮر ﺱﻮى واﺣﺪ .وﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻦ أﺱﻤﺎﺉﻬﺎ ﺱﻮى اﺱﻢ »ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ« اﻟﺬي ﻣﻨﺤﻪ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺱ ﺘﺔ ﻋﺸ ﺮة ﻗﺮﻥ ًﺎ »ﻗﺴﻄﻨﻄﻴﻦ«. أﺣﺴﺪ ذﻟﻚ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر اﻟﺮوﻣﺎﻥﻲ اﻟﻤﻐﺮور ،اﻟﺬي ﻣﻨﺢ اﺱﻤﻪ ﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻟ ﻢ ﺕﻜ ﻦ ﺣﺒﻴﺒﺘ ﻪ ﺑﺎﻟﺪرﺝ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ ..وإﻥﻤ ﺎ اﻗﺘ ﺮن ﺑﻬﺎ ﻷﺱﺒﺎب ﺕﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻣﺤﻀﺔ. وﺣﺪي ﻣﻨﺤﺘﻚ اﺱﻤًﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﺱﻤﻲ. ورﺑﻤﺎ ﻟﺬﻟﻚ ،ﻳﺤﺪث أن أﻋﺎآﺲ ﻗﺎﻥﻮن اﻟﺤﻤﺎﻗﺎت هﺬا .وأﻥﺎدي ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ »ﺱﻴﺮﺕﺎ« ﻷﻋﻴﺪهﺎ إﻟﻰ ﺷﺮﻋﻴّﺘﻬﺎ اﻷوﻟﻰ. ﺕﻤﺎﻣﺎ ..آﻤﺎ أﻥﺎدﻳﻚ »ﺣﻴﺎة«. ﻞ اﻟﻐﺰاة ..أﺧﻄﺄ ﻗﺴﻄﻨﻄﻴﻦ. آﻜ ّ اﻟﻤﺪن آﺎﻟﻨﺴﺎء ..ﻥﺤﻦ ﻻ ﻥﻤﺘﻠﻜﻬﺎ ﻟﻤﺠﺮد أﻥﻨﺎ ﻣﻨﺤﻨﺎهﺎ اﺱﻤﻨﺎ. ﻟﻘﺪ آﺎﻥﺖ »ﺱﻴﺮﺕﺎ« ﻣﺪﻳﻨﺔ ُﻥﺬرت ﻟﻠﺤﺐ واﻟﺤﺮوب ،ﺕﻤﺎرس إﻏﺮاء اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،وﺕﺘﺮﺑّﺺ ﺑﻜﻞ ﻓﺎﺕﺢ ﺱﺒﻖ أن اﺑﺘﺴ ﻤﺖ ﻟ ﻪ ﻳﻮﻣًﺎ ﻣﻦ ﻋﻠ ّﻮ ﺹﺨﺮﺕﻬﺎ. آﻨﺴﺎﺉﻬﺎ آﺎﻥﺖ ﺕﻐﺮي ﺑﺎﻟﻔﺘﻮﺣﺎت اﻟﻮهﻤﻴﺔ.. وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺑﺮهﺎ أﺣﺪ! هﻨﺎ أﺽ ﺮﺣﺔ اﻟﺮوﻣ ﺎن ..واﻟﻮﻥ ﺪال ..واﻟﺒﻴ ﺰﻥﻄﻴﻴﻦ ..واﻟﻔ ﺎﻃﻤﻴﻴﻦ ..واﻟﺤﻔﺼ ﻴﻴﻦ ..واﻟﻌﺜﻤ ﺎﻥﻴﻴﻦ ..وواﺣ ﺪ وأرﺑﻌ ﻴﻦ ﺑﺎﻳ ًﺎ ﺕﻨﺎوﺑﻮا ﻋﻠﻬﺎ ﻗﺒﻞ أن ﺕﺴﻘﻂ ﻓﻲ ﻳﺪ اﻟﻔﺮﻥﺴﻴﻴﻦ. ١٥٧
اﻟﻄﺮﻳﻖ« ﻟﻴﻨﺒّﻪ اﻟﻨﺴﺎء ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ أﻥﻪ ﻗﺎدم ﺑﺼ ﺤﺒﺔ رﺝ ﻞ ﻏﺮﻳ ﺐ ،وأن ﻋﻠ ﻴﻬﻦ أن ﻳﻔﺴ ﺤﻦ اﻟﻄﺮﻳ ﻖ وﻳ ﺬهﺒﻦ ﻟﻼﺧﺘﺒ ﺎء ﻓﻲ اﻟﻐﺮف اﻟﺒﻌﻴﺪة. أآﺎد أرى ﺧﻠﻒ اﻟﺠﺪران اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺒﻴ ﺎض ﺁﺙ ﺎر اﻟﻤﺴ ﻤﺎر اﻟ ﺬي ﻋﻠ ﻖ ﻋﻠﻴ ﻪ أﺑ ﻲ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﺷ ﻬﺎدﺕﻲ اﻻﺑﺘﺪاﺉﻴ ﺔ ﻣﻨ ﺬ أرﺑﻌ ﻴﻦ ﺱﻨﺔ .ﺙﻢ ﺝﻮارهﺎ ﺑﻌﺪ ﺱﻨﻮات ﺷﻬﺎدة أﺧﺮى.. وﺑﻌﺪهﺎ ﻻ ﺷﻲء.. ﺕﻮﻗّﻒ اهﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﻲ ﻟﻴﺒﺪأ اهﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺄﺷﻴﺎء أﺧ ﺮى ،وﻣﺸ ﺎرﻳﻊ أﺧ ﺮى ،اﻥﺘﻬ ﺖ ﺑﻤ ﻮت )أﻣ ﺎ( وزواﺝ ﻪ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﺝ ﺎهﺰًا ﻟﻼﺱﺘﻬﻼك ،وﻣﻌﺪًا ﻓﻲ ذهﻨﻪ ﻣﻨﺬ ﻣﺪة. أآﺎد أرى ﺝﺜﻤﺎن )أﻣﺎ( ﻳﺨﺮج ﻣﺮة أﺧﺮى ﻣﻦ هﺎ اﻟﺒﺎب اﻟﻀﻴﻖ ﻳﻠﻴﻪ ﺣﺸ ﺪ ﻣ ﻦ ﻗ ّﺮاء اﻟﻘ ﺮﺁن ..وﻥﺴ ﺎء ﻳﺤﺘ ﺮﻓﻦ اﻟﺒﻜ ﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺂﺕﻢ. س ﺹﻐﻴﺮة هﺬﻩ اﻟﻤﺮة ..وﻥﺴﺎء ﻳﺤﺘﺮﻓﻦ اﻟﺰﻏﺎرﻳﺪ واﻟﻤﻮاوﻳﻞ. أآﺎد أرى ﻣﻮآﺒًﺎ ﺁﺧﺮ ﻳﻌﻮد ﺑﻌﺪ أﺱﺎﺑﻴﻊ ،ﺑﻌﺮو ٍ ﺙﻢ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺒّﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺴﺎن وودﻋﺘﻪ ﻗﺒﻞ أن أﻟﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﺠﺒﻬﺔ. ﻟﻢ ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﻟﻴﻠﺘﻬﺎ إﻟﻰ أﻳﻦ آﻨﺖ ذاهﺒًﺎ .آﺎن ﺣﺴﺎن وهﻮ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﻪ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ،ﻗﺪ ﺱﺒﻖ ﻋﻤﺮﻩ ﺑﺴﻨﻮات. آﺎن ﻣﺜﻠﻲ ﺝﻌﻠﻪ اﻟﻴﺘﻢ ﻳﻜﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ ..وﻋﻠّﻤﻪ ذﻟّﻪ أن ﻳﺼﻤﺖ وﻳﺤﺘﻔﻆ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﺎﻷﺱﺌﻠﺔ. ﺱﺄﻟﻨﻲ: ..وأﻥﺎ؟وأﺝﺒﺘﻪ ﺑﺎﻟﺬهﻮل ﻥﻔﺴﻪ: ﻣﺎزﻟﺖ ﺹﻐﻴﺮًا ﻳﺎ ﺣﺴﺎن ..اﻥﺘﻈﺮﻥﻲ..ﻲ: ﻲ ﻋﻠ ّ ﻓﻘﺎل وآﺄﻥﻪ ﻳﺘﻘﻤّﺺ ﻓﺠﺄة ﺹﻮت )أﻣﺎ( وﺧﻮﻓﻬﺎ اﻟﻤﺮﺽ ّ ﻋﻨﺪك ﻋﻠﻰ روﺣﻚ ..ﺁ ﺧﺎﻟﺪ..وأﺝﻬﺶ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء. هﺎ هﻮ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺬي اﺱﺘﺒﺪﻟﺘﻪ ﺑﺄﻣﻲ ﻳﻮﻣًﺎ. آﻨﺖ أﻋﺘﻘﺪ أﻥﻪ وﺣﺪﻩ ﻗﺎد ٌر ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎﺉﻲ ﻣﻦ ﻋﻘﺪة اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ،ﻣﻦ ﻳﺘﻤﻲ وﻣﻦ ذﻟّﻲ. اﻟﻴﻮم ..ﺑﻌﺪ آﻞ هﺬا اﻟﻌﻤﺮ ،ﺑﻌﺪ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺹﺪﻣﺔ وأآﺜﺮ ﻣﻦ ﺝﺮح ،أدري ..أن هﻨﺎك ﻳُﺘﻢ اﻷوﻃﺎن أﻳﻀًﺎ .هﻨﺎﻟ ﻚ ﻣﺬّﻟ ﺔ اﻷوﻃﺎن ،ﻇﻠﻤﻬﺎ ﻗﺴﻮﺕﻬﺎ ،هﻨﺎﻟﻚ ﺝﺒﺮوﺕﻬﺎ وأﻥﺎﻥﻴﺘﻬﺎ. هﻨﺎﻟﻚ أوﻃﺎن ﻻ أﻣﻮﻣﺔ ﻟﻬﺎ ..أوﻃﺎن ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺎﻵﺑﺎء. *** ﻟﻢ أﻥﻢ ﻟﻴﻠﺘﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺱﺎﻋﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺒﺎح. آﺎن ﻟﻠﻘﺎﺉﻲ اﻟﻠﻴﻠﻲ ﻣﻊ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺬاق ﻣﺴ ﺒﻖ ﻟﻤ ﺮارة ﻣ ﺎ .وﻣ ﺎ آ ﺪت أﻏﻔ ﻮ ﺣﺘ ﻰ أﻳﻘﻈﻨ ﻲ ﻣ ﻦ ﻏﻔ ﻮﺕﻲ أﺹ ﻐﺮ أوﻻد ﺣﺴﺎن ،اﻟﺬي اﺱﺘﻴﻘﻆ ﺑﺎآﺮًا وراح ﻳﺒﻜﻲ ﺑﻜﺎء رﺽﻴﻊ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺤﻀﻦ أﻣﻪ ،ووﺝﺒﺘﻪ اﻟﺼﺒﺎﺣﻴﺔ. ﺣﺴﺪت ﺑﺮاءﺕﻪ وﺝﺮأﺕﻪ اﻟﻄﻔﻮﻟﻴﺔ ..وﻗﺪرﺕﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮل ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ دون آﻼم. ١٥٦
ﺴ ﺎن ،ﺣﺴ ﺎن اﻟ ﺬي آﻨ ﺖ أدرك ذﻟﻚ اﻟﺪور اﻟ ﺬي ﻟ ﻢ أو ّﻓ ﻖ داﺉﻤ ًﺎ ﻓ ﻲ أداﺉ ﻪ .ﻓﻘ ﺪ ﻋﺸ ﺖ ﻓ ﻲ اﻟﻮاﻗ ﻊ داﺉﻤ ًﺎ ﺑﻌﻴ ﺪًا ﻋ ﻦ ﺣ ّ ﺝﻮﻋﻪ ﻟﻠﺤﻨﺎن وﻳﺘﻤﻪ اﻟﻤﺒﻜّﺮ ..وﺕﻌﻠﻘﻪ اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﺑﻲ. ﺣ ﺮم ﻣﻨﻬ ﺎ ﺕُﺮاﻩ ﻟﻬﺬا أﻳﻀًﺎ ﺕﺰوّج ﺑ ﺎآﺮا ﻋﻠ ﻰ ﻋﺠ ﻞ ،وراح ﻳﻜﺜ ﺮ ﻣ ﻦ اﻷوﻻد ﻟﻴﺤ ﻴﻂ ﻥﻔﺴ ﻪ أﺧﻴ ﺮًا ﺑﺘﻠ ﻚ اﻟﻌﺎﺉﻠ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ُ داﺉﻤًﺎ ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ،واﻟﺘﻲ آﻨﺖ ﻋﺎﺝﺰًا ﻋﻦ أن أﻋﻮﺽﻬﺎ ﻟﻪ ﺑﺤﻀﻮري اﻟﻌﺎﺑﺮ ..وﻏﻴﺎﺑﻲ اﻟﻤﺘﻨﻘّﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﻔﻰ إﻟﻰ ﺁﺧﺮ. ﻓﻠﻤﺎذا ﻳﻘﻠﺐ ﻟﻘﺎﺉﻲ ﺑﺤﺴﺎن اﻟﻴﻮم آﻞ ﻣﻘﺎﻳﻴﺴﻲ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،وﻳﺸﻌﺮﻥﻲ ﺑﺮﻏﻢ ﻓﺎرق اﻟﻌﻤﺮ ،وﺑﺮﻏﻢ أوﻻدﻩ اﻟﺴﺘﺔ ،أﻥﻨ ﻲ اﻷخ اﻷﺹﻐﺮ وأﻥﻪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻳﻜﺒﺮﻥﻲ ﺑﺴﺒﻊ ﺱﻨﻮات ،ورﺑﻤﺎ ﺑﺄآﺜﺮ.. ُﺕﺮى ﻷﻥﻪ هﻮ اﻟﺬي ﻳﺤﻤ ﻞ ﺣﻘﻴﺒﺘ ﻲ وﻳﻤﺸ ﻲ أﻣ ﺎﻣﻲ ،وﻳﺴ ﺄﻟﻨﻲ ﻋ ﻦ ﺕﻔﺎﺹ ﻴﻞ ﺱ ﻔﺮي ..أم أن ه ﺬا اﻟﻤﻄ ﺎر اﻟ ﺬي ﻳﺴ ﺘﻔ ّﺰ رﺝﻮﻟﺘﻲ وآﺒﺮﻳﺎﺉﻲ ﻳﺠﺮّدﻥﻲ ﻣﻦ وﻗﺎر ﻋﻤﺮي .ﻓﺄﺕﺮك ﺣﺴﺎن ﻳﺘﺼﺮف ﻓﻴﻪ ﻥﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻲ ،وآﺄن ﺕﺠﺮﺑﺘﻪ ﻣﻊ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ وﻣﻌﺎﻳﺸﺘﻪ ﻟﻄﺒﺎﻋﻬﺎ اﻟﻤﺘﻘﻠّﺒﺔ ،ﺝﻌﻠﺘﻪ اﻟﻴﻮم ﻳﺒﺪو أآﺒﺮ.. أم ﺕﺮاهﺎ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ..ﺕﻠﻚ اﻷم اﻟﻤﺘﻄﺮﻓﺔ اﻟﻌﻮاﻃﻒ ،ﺣﺒًﺎ وآﺮاهﻴﺔ ..ﺣﻨﺎﻥًﺎ وﻗﺴﻮة ،هﻲ اﻟﺘﻲ ﺣﻮّﻟﺘﻨﻲ ﺑﻮﻃ ﺄة ﻗ ﺪم واﺣ ﺪة ﻋﻠﻰ ﺕﺮاﺑﻬﺎ ،إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﺸﺎب اﻟﻤﺮﺕﺒﻚ اﻟﺨﺠﻮل اﻟﺬي آﻨﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﺙﻼﺙﻴﻦ ﺱﻨﺔ؟ ﻥﻈﺮت إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ زﺝﺎج ﺱﻴﺎرة آﺎﻥﺖ ﺕﻨﻘﻠﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻄﺎر إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ ،وﺕﺴﺎءﻟﺖ :أﺕﺮاهﺎ ﺕﻌﺮﻓﻨﻲ؟ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ اﻟ ﻮﻃﻦ ،اﻟﺘ ﻲ ُﺕ ﺪﺧﻞ اﻟﻤﺨﺒ ﺮﻳﻦ وأﺹ ﺤﺎب اﻷآﺘ ﺎف اﻟﻌﺮﻳﻀ ﺔ واﻷﻳ ﺪي اﻟﻘ ﺬرة ﻣ ﻦ أﺑﻮاﺑﻬ ﺎ اﻟﺸ ﺮﻓﻴّﺔ.. وﺕﺪﺧﻠﻨﻲ ﻣﻊ ﻃﻮاﺑﻴﺮ اﻟﻐﺮﺑﺎء وﺕﺠّﺎر اﻟﺸﻨﻄﺔ ..واﻟﺒﺆﺱﺎء. أﺕﻌﺮﻓﻨﻲ ..هﻲ اﻟﺘﻲ ﺕﺘﺄﻣﻞ ﺝﻮازي ﺑﺈﻣﻌﺎن ..وﺕﻨﺴﻰ أن ﺕﺘﺄﻣﻠﻨﻲ؟ ﺐ أوﻻدك إﻟﻴﻚ؟« ﻗﺎﻟ ﺖ» :ﻏ ﺎﺉﺒﻬﻢ ﺣﺘ ﻰ ﻳﻌ ﻮد ..وﻣﺮﻳﻀ ﻬﻢ ﺣﺘ ﻰ ﻳﺸ ﻔﻰ ..وﺹ ﻐﻴﺮهﻢ ﺱ ِﺌﻠﺖ أﻋﺮاﺑﻴﺔ ﻳﻮﻣًﺎ» :ﻣﻦ أﺣ ّ ُ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﺒﺮ«. وآﻨﺖ أﻥﺎ ﻏﺎﺉﺒﻬﺎ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ..وﻣﺮﻳﻀﻬﺎ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺸﻒ وﺹﻐﻴﺮهﺎ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻜﺒﺮ.. وﻟﻜﻦ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻟﻢ ﺕﻜﻦ ﻗﺪ ﺱﻤﻌﺖ ﺑﻘ ﻮل ﺕﻠ ﻚ اﻷﻋﺮاﺑﻴ ﺔ .ﻓﻠ ﻢ أﻋﺘ ﺐ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ .ﻋﺘﺒ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻗ ﺮأت ﻣ ﻦ آﺘ ﺐ اﻟﺘ ﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ! ﻟﻢ أﻥﻢ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ.. أآ ﺎن ذﻟ ﻚ اﻟﻌﺸ ﺎء اﻟ ﺬي أﻋﺪﺕ ﻪ ﻋﺘﻴﻘ ﺔ زوﺝ ﺔ ﺣﺴ ﺎن ،وآﺄﻥﻬ ﺎ ﺕﻌ ّﺪ وﻟﻴﻤ ﺔ ،واﻟ ﺬي اﺱﺘﺴ ﻠﻤﺖ ﻟ ﻪ ﺑﺸ ﻬﻴﺔ أآ ﺎد أﻗ ﻮل ﺕﺎرﻳﺨﻴﺔ ،هﻮ اﻟﺬي آﺎن ﺱﺒﺐ ﻗﻠﻘﻲ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺕﻨﺎوﻟﺖ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﻃﺒﺎﻗﻪ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ أذق ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﺱﻨﻴﻦ؟ أم أن اﻟﺴ ﺒﺐ ه ﻮ ﺹ ﺪﻣﺔ ﻟﻘ ﺎﺉﻲ اﻟﻌ ﺎﻃﻔﻲ اﻵﺧ ﺮ ﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ اﻟﺒﻴ ﺖ ،اﻟ ﺬي وﻟ ﺪت ﻓﻴ ﻪ وﺕﺮﺑّﻴ ﺖ ،واﻟ ﺬي ﻋﻠ ﻰ ﺝﺪراﻥ ﻪ وأدراﺝﻪ وﻥﻮاﻓ ﺬﻩ وﻏﺮﻓ ﻪ وﻣﻤﺮاﺕ ﻪ ،آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ ذاآﺮﺕ ﻲ ،ﻣ ﻦ أﻓ ﺮاح وﻣ ﺂﺕﻢ وأﻋﻴ ﺎد ..وأﻳ ﺎم ﻋﺎدﻳ ﺔ أﺧ ﺮى ،ﺕﺮاآﻤ ﺖ ذآﺮاهﺎ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻗﻲ ﻟﺘﻄﻔﻮ اﻵن ﻓﺠﺄة ..آﺬآﺮﻳﺎت ﻓﻮق اﻟﻌﺎدة ﺕﻠﻐﻲ آﻞ ﺷﻲء ﻋﺪاهﺎ؟ هﺎ أﻥﺎ أﺱﻜﻦ ذاآﺮﺕﻲ وأﻥﺎ أﺱﻜﻦ هﺬا اﻟﺒﻴﺖ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻨﺎم ﻣﻦ ﻳﺘﻮﺱّﺪ ذاآﺮﺕﻪ؟ ﻣﺎزال ﻃﻴﻒ اﻟﺬﻳﻦ ﻏﺎدروﻩ ﻳﻌﺒﺮ هﺬﻩ اﻟﻐﺮف أﻣﺎﻣﻲ .أآﺎد أرى ذﻳﻞ آﻨﺪورة )أﻣّﺎ( اﻟﻌﻨﺎﺑﻲ ﻳﻤﺮ هﻨﺎ ،وﻳ ﺮوح وﻳﺠ ﻲء ﺑ ﺬﻟﻚ اﻟﺤﻀ ﻮر اﻟﺴ ﺮي ﻟﻸﻣﻮﻣ ﺔ .وﺹ ﻮت أﺑ ﻲ ﻳﻄﺎﻟ ﺐ ﺑﺎﻟﻤ ﺎء ﻟﻠﻮﺽ ﻮء ،أو ﻳﺼ ﻴﺢ ﻣ ﻦ أﺱ ﻔﻞ اﻟ ﺪرج »اﻟﻄﺮﻳ ﻖ..
١٥٥
ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ.. ﺖ ﻳﺎ أﻣﻴﻤﺔ ..واﺷﻚ؟ آﻴﻒ أﻥ ِ أﺷﺮﻋﻲ ﺑﺎﺑﻚ واﺣﻀﻨﻴﻨﻲ ..ﻣﻮﺝﻌﺔ ﺕﻠﻚ اﻟﻐﺮﺑﺔ ..ﻣﻮﺝﻌﺔ هﺬﻩ اﻟﻌﻮدة.. ﺑﺎر ٌد ﻣﻄﺎرك اﻟﺬي ﻟﻢ أﻋﺪ أذآﺮﻩ .ﺑﺎر ٌد ﻟﻴﻠﻚ اﻟﺠﺒﻠﻲ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺬآﺮﻥﻲ. دﺙّﺮﻳﻨﻲ ﻳﺎ ﺱﻴﺪة اﻟﺪفء واﻟﺒﺮد ﻣﻌًﺎ. ﻼ. ﻼ ..أﺝّﻠﻲ ﺧﻴﺒﺘﻲ ﻗﻠﻴ ً ﺝﻠﻲ ﺑﺮدك ﻗﻠﻴ ً أّ ﻗﺎد ٌم إﻟﻴﻚ أﻥﺎ ﻣﻦ ﺱﻨﻮات اﻟﺼﻘﻴﻊ واﻟﺨﻴﺒﺔ ،ﻣﻦ ﻣﺪن اﻟﺜﻠﺞ واﻟﻮﺣﺪة. ﻓﻼ ﺕﺘﺮآﻴﻨﻲ واﻗﻔًﺎ ﻓﻲ ﻣﻬﺐ اﻟﺠﺮح. آﺎﻥﺖ اﻹﺷﺎرات اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﺑﻌﺾ اﻟﺼﻮر اﻟﺮﺱﻤﻴﺔ ،وآﻞ ﺕﻠﻚ اﻟﻮﺝﻮﻩ اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻬﺔ اﻟﺴﻤﺮاء ،ﺕﺆآﺪ ﻟ ﻲ أﻥﻨ ﻲ أﺧﻴﺮًا أﻗﻒ وﺝﻬًﺎ ﻟﻮﺝﻪ ﻣﻊ اﻟﻮﻃﻦ .وﺕﺸﻌﺮﻥﻲ ﺑﻐﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻥﻮع ﺁﺧﺮ ﺕﻨﻔﺮد ﺑﻬﺎ اﻟﻤﻄﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. وﺣﺪﻩ وﺝﻪ ﺣﺴّﺎن ﻣﻸﻥﻲ دﻓﺌًﺎ ﻣﻔﺎﺝﺌًﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻃﻞّ ،وأذاب ﺝﻠﻴﺪ اﻟﻠﻘﺎء اﻷول ..ﻣﻊ ذﻟﻚ اﻟﻤﻄﺎر. وﻋﻨﺪﻣﺎ اﺣﺘﻀﻨﻨﻲ ،وأﺧﺬ ﻋﻨﻲ ﺣﻤﻮﻟﺔ ﻳﺪي ،وﻗﺎل ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺝﺰاﺉﺮﻳﺔ ﻣﺎزﺣﺔ وهﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻨﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ: »واش ..ﻣﺎزﻟ ﺖ ﺕﻨ ّﻘ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻄﺎﺑﻠﻮه ﺎت..؟« ﺙ ﻢ أﺽ ﺎف »ﺁ ﺱ ﻴﺪي ..ه ﺬا ﻥﻬ ﺎر ﻣﺒ ﺮوك ﻣ ﻦ ه ﻮ اﻟﻠ ﻲ ﻗ ﺎل ﻥﺸ ﻮﻓﻚ هﻨﺎ!.«.. ﺷﻌﺮت أن ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ أﺧﺬت ﻓﺠﺄة ﻣﻼﻣﺤﻪ ،وأﻥﻬﺎ أﺧﻴﺮًا ﺝﺎءت ﺕﺮﺣّﺐ ﺑﻲ. وهﻞ آﺎن ﺣﺴﺎن ﻏﻴﺮ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻥﻔﺴﻬﺎ .ﻏﻴﺮ ﺣﺠﺎرﺕﻬﺎ ..ﻗﺮﻣﻴﺪهﺎ ..وﺝﺴﻮرهﺎ وﻣﺪارﺱﻬﺎ ..وأزﻗّﺘﻬﺎ وذاآﺮﺕﻬﺎ؟ هﻨ ﺎ وﻟ ﺪ ،وهﻨ ﺎ ﺕﺮ ّﺑ ﻰ ودرس ،وهﻨ ﺎ أﺹ ﺒﺢ ﻣﺪرّﺱ ﺎ .ﻟ ﻢ ﻳﻐﺎدره ﺎ إﻻ ﻥ ﺎدرًا ﻓ ﻲ زﻳ ﺎرات ﻗﺼ ﻴﺮة إﻟ ﻰ ﺕ ﻮﻥﺲ أو إﻟ ﻰ ﺑﺎرﻳﺲ. ﻦ ﻋﻠ ّ آﺎن ﻳﺤﻀﺮ ﻟﺰﻳﺎرﺕﻲ ﻣﻦ ﺱﻨﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى ،ﻟﻜﻲ ﻳﻄﻤﺌ ّ ﻲ وﻟﻴﺸﺘﺮي ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺱﺒﺔ ﺑﻌﺾ ﻟ ﻮازم ﻋﺎﺉﻠﺘ ﻪ اﻟﺘ ﻲ ﻣ ﺎ ﻓﺘﺌ ﺖ ﺕﻜﺒﺮ وﺕﺘﻀﺎﻋﻒ .وآﺄن ﺣﺴﺎن ﻗﺮر أن ﻳﺘﺤﻤﻞ ﺑﻤﻔﺮدﻩ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋ ﺪم اﻥ ﺪﺙﺎر اﺱ ﻢ اﻟﻌﺎﺉﻠ ﺔ ،ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﻳ ﺌﺲ ﻣ ﻦ ﺕﺰوﻳﺠ ﻲ وأدرك ﺑﻌﺪ ﻣﺤ ﺎوﻻت إﻏ ﺮاء ﻓﺎﺷ ﻠﺔ ،أﻥ ﻪ ﻟ ﻦ ﻳﻜ ﻮن ﻟ ﻲ ﺑﻨ ﺎت و ﻻ ﺑﻨ ﻮن ..ﻣ ﺎ ﻋ ﺪا ﺕﻠ ﻚ اﻟﻠﻮﺣ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺕﻨﻔ ﺮد ﺑﺤﻤ ﻞ اﺱﻤﻲ. أآﺘﺸ ُ ﻒ اﻟﻴ ﻮم ،أن ه ﺬا اﻟﺮﺝ ﻞ اﻟﻔ ﺎرع اﻟﻘﺎﻣ ﺔ ،اﻟﻤﻬ ﺬّب اﻟﻤﻈﻬ ﺮ ،واﻟ ﺬي ﻳﺘﺤ ﺪث داﺉﻤ ًﺎ ﺑﺤﻤﺎﺱ ﺔ اﻷﺱ ﺎﺕﺬة وﻋﻨ ﺎدهﻢ وﺕﻜﺮارهﻢ ،وآﺄﻥﻪ ﻳﻮاﺹﻞ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ وﻟﻴﺲ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ،هﻮ أﺧﻲ ..ﻻ ﻏﻴﺮ. أآﻨﺖ أﺝﻬﻞ هﺬا؟ ﻻ! وﻟﻜﻦ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻴﻮم اﻻﺱﺘﺜﻨﺎﺉﻲ اﻷﻟﻢ واﻟﺨﻴﺒﺔ ..واﻟﻔﺮﺣﺔ! أﺷ ﻌﺮ أن ﻗﺮاﺑﺘ ﻪ ﺑ ﻲ ﺕﺼ ﺒﺢ اﻷرض اﻟﺼ ﻠﺒﺔ اﻟﻮﺣﻴ ﺪة اﻟﺘ ﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن أﻗﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﺱﻂ زﻻزﻟﻲ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ،واﻟﺼﺪر اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي آﻨﺖ ﻟﻮﻻ اﻟﻜﺒﺮﻳﺎء ،ﺑﻜﻴﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ. ﻋﺸﺮ ﺱﻨﻮات ..ﺣﺪث ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺮّات أن اﻥﺘﻈﺮﺕﻪ أﻥﺎ ﻓﻲ ﻣﻄﺎر )أورﻟﻲ اﻟﺪوﻟﻲ(. ﺖ ﻣﻠﺰﻣ ُﺎ ﺑ ﻪ، آﺎﻥﺖ اﻷدوار ﻣﻌﻜﻮﺱﺔ .آﺎن هﻮ اﻟﻘﺎدم ..وأﻥﺎ اﻟﻤﻨﺘﻈﺮ .وآﻨﺖ أﺷﻌﺮ ﺁﻥﺬاك أﻥﻨﻲ أﻗﻮم ﺑﻮاﺝﺐ ﻋﺎﺉﻠﻲ ﻟﺴ ُ وﻟﻜﻦ آﻨﺖ أﺣﺮص ﻋﻠﻴﻪ .ﻓﻘﺪ آﺎﻥﺖ ﺕﻠﻚ إﺣﺪى ﻓﺮﺹﻲ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﻷﻟﻌﺐ دور »اﻷخ اﻟﻜﺒﻴﺮ« ﺑﻜﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎﺕﻪ وواﺝﺒﺎﺕ ﻪ. ١٥٤
ﻥﻐﺎدر اﻟﻮﻃﻦ ،ﻣﺤﻤّﻠﻴﻦ ﺑﺤﻘﺎﺉﺐ ﻥﺤﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺧﺰاﺉﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ .ﻣﺎ ﻓﻲ أدراﺝﻨﺎ ﻣﻦ أوراق. ﻥﺤﺸﺮ أﻟﺒﻮم ﺹﻮرﻥﺎ ،آﺘﺒًﺎ أﺣﺒﺒﻨﺎهﺎ ،وهﺪاﻳﺎ ﻟﻬﺎ ذآﺮى.. ﻥﺤﺸﺮ وﺝﻮﻩ ﻣﻦ أﺣﺒﺒﻨﺎ ..ﻋﻴﻮن ﻣﻦ أﺣﺒّﻮﻥﺎ ..رﺱﺎﺉﻞ آﺘﺒﺖ ﻟﻨﺎ ..وأﺧﺮى آﻨّﺎ آﺘﺒﻨﺎهﺎ. ﺁﺧﺮ ﻥﻈﺮة ﻟﺠﺎرة ﻋﺠﻮز ﻗﺪ ﻻ ﻥﺮاهﺎ ،ﻗﺒﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺪ ﺹﻐﻴﺮ ﺱﻴﻜﺒﺮ ﺑﻌﺪﻥﺎ ،دﻣﻌﺔ ﻋﻠﻰ وﻃﻦ ﻗﺪ ﻻ ﻥﻌﻮد إﻟﻴﻪ. ﻥﺤﻤﻞ اﻟﻮﻃﻦ أﺙﺎﺙًﺎ ﻟﻐﺮﺑﺘﻨﺎ ،ﻥﻨﺴﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻀﻌﻨﺎ اﻟﻮﻃﻦ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺑﻪ ،ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻐﻠ ﻖ ﻗﻠﺒ ﻪ ﻓ ﻲ وﺝﻬﻨ ﺎ ،دون أن ﻳﻠﻘ ﻲ ﻥﻈ ﺮة ﻋﻠﻰ ﺣﻘﺎﺉﺒﻨﺎ ،دون أن ﻳﺴﺘﻮﻗﻔﻪ دﻣﻌﻨﺎ ..ﻥﻨﺴﻰ أن ﻥﺴﺄﻟﻪ ﻣﻦ ﺱﻴﺆﺙﺜﻪ ﺑﻌﺪﻥﺎ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻥﻌﻮد إﻟﻴﻪ ..ﻥﻌﻮد ﺑﺤﻘﺎﺉﺐ اﻟﺤﻨﻴﻦ ..وﺣﻔﻨﺔ أﺣﻼم ﻓﻘﻂ. ﻥﻌﻮد ﺑﺄﺣﻼم وردﻳﺔ ..ﻻ »ﺑﺄآﻴﺎس وردﻳﺔ« ،ﻓﺎﻟﺤﻠﻢ ﻻ ُﻳﺴﺘﻮدر ﻣﻦ ﻣﺤﻼت »ﺕﺎﺕﻲ« اﻟﺮﺧﻴﺼﺔ اﻟﺜﻤﻦ. ﻋﺎ ٌر أن ﻥﺸﺘﺮي اﻟﻮﻃﻦ وﻥﺒﻴﻌﻪ ﺣﻠﻤًﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق اﻟﺴﻮداء .هﻨﺎﻟﻚ إهﺎﻥﺎت أﺹﻌﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻬﺪاء ﻣﻦ أﻟﻒ ﻋﻤﻠﺔ ﺹﻌﺒﺔ! هﺎ أﻥﺬا ..ﺑﺤﻘﻴﺒﺔ ﻳ ٍﺪ ﺹﻐﻴﺮة ،هﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻼﻣﻜﺎن. ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﻤﻌﻠﻘ ﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻷرض واﻟﺴ ﻤﺎء .واﻟﻬﺎرﺑ ﺔ ﺑ ﻲ ﻣ ﻦ ذاآ ﺮة إﻟ ﻰ أﺧ ﺮى .أﺝﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻘﻌ ﺪ ﻓ ﻲ اﻟﺪرﺝ ﺔ اﻟﺜﺎﻥﻴﺔ ﻟﻠﻨﺴﻴﺎن. أﺣﻠّﻖ ﻋﻠﻰ ﺕﻀﺎرﻳﺲ ﺣﺒّﻚ .ﻋﻠﻰ ارﺕﻔﺎع ﺕﺼﻌﺐ ﻣﻌﻪ اﻟﺮؤﻳﺔ ،وﻳﺼﻌﺐ ﻣﻌﻪ اﻟﻨﺴ ﻴﺎن .وأﺕﺴ ﺎءل رﻏ ﻢ ﻓ ﻮات اﻷوان: ﺕﺮاﻥﻲ أرﺕﻜﺐ ﺁﺧﺮ ﺣﻤﺎﻗﺎت ﻋﻤﺮي ،وأهﺮب ﻣﻨﻚ إﻟﻰ اﻟﻮﻃﻦ؟ أﺣﺎول أن أﺷﻔﻰ ﻣﻨﻚ ﺑﻪ .أﻥﺎ اﻟﺬي ﻟﻢ أﺷﻒ ﺑﻚ ﻣﻨﻪ؟ هﺎ هﻲ اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﺘﻲ أﺣﻀﺮﺕﻬﺎ هﺪﻳﺔ ﻟﻌﺮﺱﻚ ﺕﺸﻐﻞ ﻣﻜﺎﻥﻚ اﻟﻔﺎرغ إﻟﻰ ﺝﻮاري. هﺎ ﻥﺤﻦ ﻥﺴﺎﻓﺮ _ أﺧﻴﺮًا ﻣﻌًﺎ _ أﻥﺎ وأﻥﺖ.. ﻥﺄﺧﺬ ﻃﺎﺉﺮة واﺣﺪة ﻷول ﻣﺮة .وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﺮﺣﻠﺔ ﻥﻔﺴﻬﺎ ..وﻻ ﻟﻼﺕﺠﺎﻩ ﻥﻔﺴﻪ. هﺎ هﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ.. ﺱﺎﻋﺘﺎن ﻓﻘﻂ ﻟﻴﻌﻮد اﻟﻘﻠﺐ ﻋﻤﺮًا إﻟﻰ اﻟﻮراء. ﺕﺸﺮع ﻣﻀﻴﻔ ٌﺔ ﺑﺎب اﻟﻄﺎﺉﺮة ،وﻻ ﺕﺘﻨﺒّﻪ إﻟﻰ أﻥﻬﺎ ﺕﺸﺮع ﻣﻌﻪ اﻟﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮاﻋﻴﻪ .ﻓﻤﻦ ﻳﻮﻗﻒ ﻥﺰﻳﻒ اﻟﺬاآﺮة اﻵن؟ ﻣﻦ ﺱﻴﻘﺪر ﻋﻠﻰ إﻏﻼق ﺷﺒّﺎك اﻟﺤﻨﻴﻦ ،ﻣﻦ ﺱﻴﻘﻒ ﻓﻲ وﺝﻪ اﻟﺮﻳﺎح اﻟﻤﻀ ﺎدة ،ﻟﻴﺮﻓ ﻊ اﻟﺨﻤ ﺎر ﻋ ﻦ وﺝ ﻪ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ.. وﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻋﻴﻨﻬﺎ دون ﺑﻜﺎء. هﺎ هﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ إذن.. وهﺎ أﻥﺬا أﺣﻤﻞ ﺑﻴﺪي اﻟﻮﺣﻴﺪة ﺣﻘﻴﺒﺔ ﻳ ﺪ ،وﻟﻮﺣ ﺔ ﺕﺴ ﺎﻓﺮ ﻣﻌ ﻲ ﺱ ﻔﺮهﺎ اﻷﺧﻴ ﺮ ،ﺑﻌ ﺪ ﺧﻤ ﺲ وﻋﺸ ﺮﻳﻦ ﺱ ﻨﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺤﻴ ﺎة اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ. ﻲ ﻣﻊ اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻷﺹﻞ.. هﺎ هﻲ »ﺣﻨﻴﻦ« ،اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﻨﺎﻗﺼﺔ ﻋﻦ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ،ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﻟﻴﻠ ّ ﺕﻜﺎد ﻣﺜﻠﻲ ﺕﻘﻊ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺱﻠّﻢ اﻟﻄﺎﺉﺮة ﺕﻌﺒًﺎ ..ودهﺸﺔ ..وارﺕﺒﺎآًﺎ. ﺕﺘﻘﺎذﻓﻨﺎ اﻟﻨﻈﺮات اﻟﺒﺎردة اﻟﻤﻐﻠﻘﺔ ،ﺕﺘﻘﺎذﻓﻨﺎ اﻟﻌﺒﺎرات اﻟﺘﻲ ﺕﻨﻬﻰ وﺕﺄﻣﺮ .وآﻞ هﺬﻩ اﻟﻮﺝﻮﻩ اﻟﻤﻐﻠﻘﺔ ،وآﻞ هﺬﻩ اﻟﺠ ﺪران اﻟﺮﻣﺎدﻳﺔ اﻟﺒﺎهﺘﺔ.. ﻓﻬﻞ هﺬا هﻮ اﻟﻮﻃﻦ؟ ١٥٣
ﺖ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ.. ﻟﺴ ِ ﺖ ﻣﺸﺮوع ﻋﻤﺮي اﻵﺧﺮ. ﺖ ﻣﺸﺮوع ﺣﺒﻲ ﻟﻠﺰﻣﻦ اﻟﻘﺎدم .أﻥﺖ ﻣﺸﺮوع ﻗﺼّﺘﻲ اﻟﻘﺎدﻣﺔ وﻓﺮﺣﻲ اﻟﻘﺎدم ..أﻥ ِ أﻥ ِ ﺖ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺺ.. ﺖ ﻣﻦ اﻟﺮﺝﺎل ،واآﺘﺒﻲ ﻣﺎ ﺷﺌ ِ ﻓﻲ اﻥﺘﻈﺎر ذﻟﻚ ..أﺣﺒّﻲ ﻣﻦ ﺷﺌ ِ وﺣﺪي أﻋﺮف ﻗﺼّﺘﻚ اﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﺕﺼﺪر ﻳﻮﻣًﺎ ﻓﻲ آﺘﺎب .وﺣﺪي أﻋﺮف أﺑﻄﺎﻟﻚ اﻟﻤﻨﺴﻴﻴﻦ وﺁﺧﺮﻳﻦ ﺹﻨﻌﺘﻬﻢ ﻣﻦ ورق. وﺣﺪي أﻋﺮف ﻃﺮﻳﻘﺘﻚ اﻟﺸﺎذة ﻓﻲ اﻟﺤﺐ ،ﻃﺮﻳﻘﺘﻚ اﻟﻔﺮﻳﺪة ﻓﻲ ﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﺕﺤﺒﻴﻦ ..ﻟﺘﺆﺙﺜﻲ آﺘﺒﻚ ﻓﻘﻂ. أﻥﺎ اﻟﺬي ﻗﺘﻠﺘﻨﻲ ﻟﻌﺪة أﺱﺒﺎب ﻏﺎﻣﻀﺔ ،وأﺣﺒﺒﺘﻚ ﻷﺱﺒﺎب ﻏﺎﻣﻀﺔ أﺧﺮى. أﻥﺎ اﻟﺮﺝﻞ اﻟﺬي ﺣﻮّﻟﻚ ﻣﻦ اﻣﺮأة إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ،وﺣﻮﻟﺘﻪ ﻣﻦ ﺣﺠﺎرة آﺮﻳﻤﺔ إﻟﻰ ﺣﺼﻰ. ﻻ ﺕﺘﻄﺎوﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻄﺎﻣﻲ آﺜﻴﺮًا. ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻪ زﻣﻦ اﻟﺰﻻزل ،وﻣﺎ زال ﻓﻲ ﻋﻤﻖ هﺬا اﻟﻮﻃﻦ ﺣﺠﺎرة ﻟﻢ ﺕﻘﺬﻓﻬﺎ اﻟﺒﺮاآﻴﻦ ﺑﻌﺪ. دﻋﻴﻨﺎ ﻥﺘﻮﻗﻒ ﻟﺤﻈﺔ ﻋﻦ اﻟﻠﻌﺐ .آﻔﺎك آﻞ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻣﻦ آﺬب.. أﻋﺮف اﻟﻴﻮم أﻥﻚ ﻟﻦ ﺕﻜﻮﻥﻲ ﻟﻲ. دﻋﻴﻨﻲ إذن ،أﻥﺤﺸﺮ ﻣﻌﻚ ﻳﻮم اﻟﺤﺸﺮ ﺣﻴﺚ ﺕﻜﻮﻥﻴﻦ ،ﻷآﻮن ﻥﺼﻔﻚ اﻵﺧﺮ. دﻋﻴﻨﻲ أﺣﺠﺰ ﻣﺴﺒﻘًﺎ ﻣﻜﺎﻥًﺎ ﻟﻲ إﻟﻰ ﺝﻮارك ،ﻣﺎ داﻣﺖ آﻞ اﻷﻣﺎآﻦ ﻣﺤﺠ ﻮزة ﺣﻮﻟ ﻚ هﻨ ﺎ ،وﻣ ﺎ داﻣ ﺖ ﻣﻔﻜّﺮﺕ ﻚ ﻣ ﻸى ﺑﺎﻟﻤﻮاﻋﻴﺪ ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺮ أﻳﺎﻣﻚ.. ﻳﺎ اﻣﺮأة ﻋﻠﻰ ﺷﺎآﻠﺔ وﻃﻦ.. أﻳﻬ ّﻢ ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم أن ﻥﺒﻘﻰ ﻣﻌﺎً؟ *** ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺹﻐﻴﺮة ﻓﻘﻂ ﻟﻤﻼﻗﺎة اﻟﻮﻃﻦ. ﻲ وﺱﻜﻲ ..ﻗﻤﺼﺎن ..وﺷﻔﺮات ﺣﻼﻗﺔ. وﻻ ﺷﻲ ﺱﻮى ﺑﺪﻟﺔ ﺱﻮداء ﻟﺤﻀﻮر ﺣﻔﻞ زﻓﺎﻓﻚ .زﺝﺎﺝﺘ ْ هﻨﺎﻟﻚ أوﻃﺎن ﺕﻨﺘﺞ آﻞ ﻣﺒﺮّرات اﻟﻤﻮت ،وﺕﻨﺴﻰ أن ﺕﻨﺘﺞ ﺷﻔﺮات ﺣﻼﻗﺔ! ﻋﻠﻰ أﺹﺎﺑﻊ اﻟﺠﺮح أﻋﻮد إﻟﻰ اﻟﻮﻃﻦ. دون أﻣﺘﻌﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ،دون زﻳﺎدة ﻓﻲ اﻟﻮزن وﻻ زﻳﺎدة ﻓﻲ ﺣﺴﺎب. وﺣﺪهﺎ اﻟﺬاآﺮة أﺹﺒﺤﺖ أﺙﻘﻞ ﺣﻤﻼً ،وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺱﻴﺤﺎﺱﺒﻨﺎ ﻋﻠﻰ ذاآﺮة ﻥﺤﻤﻠﻬﺎ ﺑﻤﻔﺮدﻥﺎ؟ ﻣﺸﻴًﺎ ﻋﻠﻰ ﺝﺮﺣﻲ اﻷﺧﻴﺮ أﻋﻮد إﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ. ﻋﺸﺮ ﺱﻨﻮات ﻣﻦ اﻟﻐﻴﺎب ،وهﺎ هﻮذا اﻟﺮﺝﻮع اﻟﻤﻔﺎﺝﺊ .آﻨﺖ أﺕﻮﻗﻊ ﻟﻘﺎ ًء ﻏﻴﺮ هﺬا.. ﻼ .ﻓﻴﺤ ﺪث ﻟﻠ ﺬاآﺮة ﻓ ﻲ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻨﺎﺱ ﺒﺎت ،أن ﺕ ﺮﻓﺾ اﻟﺠﻠ ﻮس ﻓ ﻲ آﻨﺖ ﺱﺄﺣﺠﺰ ﻟﻲ ﻣﻜﺎﻥًﺎ ﻓﻲ اﻟﺪرﺝﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺜ ً اﻟﻜﺮاﺱﻲ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ. وﻟﻜﻦ ،ﻻ ﻳﻬﻢ ﺱﻴﺪﺕﻲ ..آﺎﻥﺖ آﻞ اﻟﻜﺮاﺱ ﻲ اﻷﻣﺎﻣﻴ ﺔ ﻣﺤﺠ ﻮزة ﻣﺴ ﺒﻘﺎً ،ﻷوﻟﺌ ﻚ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺣﺠ ﺰوا آﺮاﺱ ﻲ اﻟ ﻮﻃﻦ أﻳﻀ ًﺎ ﺑﺄﻣﺮ.. ﻓﻸﻋﺪ إﻟﻴﻪ آﻤﺎ ﺝﺌﺖ ﻣﻨﻪ إذن ،ﻋﻠﻰ آﺮﺱﻲ ﺝﺎﻥﺒﻲ ﻟﻠﺤﺰن. ١٥٢
ﺾ اﻟﻨﻈ ﺮ وهﻜﺬا اﻟﺸﻌﻮب أﻳﻀﺎً ،ﻥﻬﺒﻬﺎ آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻷوه ﺎم ..آﺜﻴ ﺮًا ﻣ ﻦ اﻷﺣ ﻼم اﻟﻤﻌﻠّﺒ ﺔ ،ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻌﺎدة اﻟﻤﺆﺝﻠ ﺔ ،ﻓ ﺘﻐ ّ ﻋﻦ اﻟﻮﻻﺉﻢ اﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﺕﺪﻋﻰ إﻟﻴﻬﺎ.. ع آﻞ هﺬا إﻻ ﺑﻌﺪ ﻓﻮات اﻷوان .ﺑﻌﺪﻣﺎ رﻓﻌﺖ اﻟﻤﻮاﺉﺪ ،واﻥﺴﺤﺐ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻷﺑﻘﻰ وﺣﺪي ..أﻣﺎم ﻓﺘﺎت اﻟﺬاآﺮة. وﻟﻜﻦ ﻟﻢ أ ِ ﺖ: ﻗﻠ ُ ك.. أرﻳﺪ أن أرا ِﺖ: ﺹﺤ ِ ﺼ ﺘﻨﺎ .ﻟ ﺘﻜﻦ ﻻ ..ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻘﺎؤﻥﺎ ﻣﻤﻜﻨ ًﺎ اﻵن ..ورﺑﻤ ﺎ آ ﺎن ه ﺬا أﻓﻀ ﻞ .ﻳﺠ ﺐ أن ﻥﺒﺤ ﺚ ﻋ ﻦ ﻥﻬﺎﻳ ﺔ أﻗ ﻞ وﺝﻌ ًﺎ ﻟﻘ ّﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻟﻘﺎءﻥﺎ وﻓﺮاﻗﻨﺎ ﻣﻌًﺎ ..ﻓﻼ داﻋﻲ ﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب. ق واﺣ ﺪ .ﻓﻤ ﺎ أرأﻓ ﻚ ﺑ ﻲ.. هﻜﺬا إذن ..ﻗﺮرت ﻗﺘﻠﻲ ﺣﺴﺐ اﻷﺹﻮل ،ﺑﺠﺮّة ﺱﻜّﻴﻦ واﺣﺪة ،ذهﺎﺑًﺎ وإﻳﺎﺑًﺎ ..ﻓﻲ ﻟﻘ ﺎ ٍء وﻓ ﺮا ٍ وﻣﺎ أﻏﺒﺎﻥﻲ! ﻞ ﻣﻌﻠّﻘًﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻠﻖ ،ﻟﻢ أﻃﺮﺣﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﻮﻣﻬﺎ. أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺱﺆال ﻇ ّ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻟﻮم ..أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺘﺎب ..أآﺜﺮ ﻣﻦ رﻏﺒﺔ.. وﻟﻜﻦ هﺎﺕﻔﻚ اﻥﺘﻬﻰ آﻤﺎ ﺝﺎء ﺧﺎرج اﻟﺰﻣﺎن ،وأﻥﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺼﺤﻮة واﻟﻴﻘﻈﺔ ﻣﻤﺪد ﺑﺬهﻮل ﻓﻲ ﻓﺮاﺷﻲ. ﺣﺘﻰ أﻥﻨﻲ ﺕﺴﺎءﻟﺖ ﺑﻌﺪهﺎ :هﻞ ﻃﻠﺒﺘﻨﻲ ﺣﻘًﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺼﺒﺎح أم أﻥﻨﻲ ﺣﻠﻤﺖ ..ﻓﻘﻂ؟ هﺎ ﻥﺤﻦ ﻣﺜﻞ أﻃﻔﺎل إذن.. ﻥﻤﺤﻮ آﻞ ﻣﺮة ﺁﺙﺎر اﻟﻄﺒﺎﺷﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻟﻨﺮﺱﻢ ﻗﻮاﻥﻴﻦ ﻟﻌﺒﺔ ﺝﺪﻳﺪة. ﺝ ﻞ واﺣ ﺪة ﻣ ﻦ ﻣﺮﺑ ﻊ ﻥﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ آﻞ ﺷ ﻲء ﻟﻨ ﺮﺑﺢ آ ﻞ ﺷ ﻲء .ﻓﺘﺘّﺴ ﺦ ﺙﻴﺎﺑﻨ ﺎ وﻥﺼ ﺎب ﺑﺨ ﺪوش وﻥﺤ ﻦ ﻥﻘﻔ ﺰ ﻋﻠ ﻰ ِر ْ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ إﻟﻰ ﺁﺧﺮ. آﻞ ﻣﺮﺑﻊ ﻓ ﱞ ﺦ ُﻥﺼﺐ ﻟﻨﺎ ،وﻓﻲ آﻞ ﻣﺮﺑﻊ وﻗﻔﻨﺎ وﺕﺮآﻨﺎ أرﺽًﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ اﻷﺣﻼم. ﺝ ﻞ واﺣ ﺪة ،واﻟﻘﻔ ﺰ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤﺒ ﺎل ،واﻹﻗﺎﻣ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺮﺑﻌ ﺎت آ ﺎن ﻻ ﺑ ﺪ أن ﻥﻌﺘ ﺮف أﻥﻨ ﺎ ﺕﺠﺎوزﻥ ﺎ ﻋﻤ ﺮ اﻟ ﻨﻂ ﻋﻠ ﻰ ِر ْ اﻟﻄﺒﺎﺷﻴﺮ اﻟﻮهﻤﻴﺔ. أﺧﻄﺄﻥﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ.. اﻟﻮﻃﻦ ﻻ ﻳﺮﺱﻢ ﺑﺎﻟﻄﺒﺎﺷﻴﺮ ،واﻟﺤﺐ ﻻ ﻳﻜﺘﺐ ﺑﻄﻼء اﻷﻇﺎﻓﺮ. أﺧﻄﺄﻥﺎ ..اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻻ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺱﺒﻮرة ،ﺑﻴﺪ ﺕﻤﺴﻚ ﻃﺒﺎﺷﻴﺮ وأﺧﺮى ﺕﻤﺴﻚ ﻣﻤﺤﺎة.. واﻟﻌﺸﻖ ﻟﻴﺲ أرﺝﻮﺣﺔ ﻳﺘﺠﺎذﺑﻬﺎ اﻟﻤﻤﻜﻦ واﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ. ﻦ ِﻣ ّﻨ ﺎ اﻟﻘ ﻂ ،و َﻣ ﻦ دﻋﻴﻨﺎ ﻥﺘﻮﻗﻒ ﻟﺤﻈﺔ ﻋﻦ اﻟﻠﻌ ﺐ .ﻟﺤﻈ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟﺠ ﺮي ﻓ ﻲ آ ﻞ اﻻﺕﺠﺎه ﺎت .ﻥﺴ ﻴﻨﺎ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻠﻌﺒ ﺔ َﻣ ْ ﻦ. اﻟﻔﺄر ..وﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﺱﻴﻠﺘﻬﻢ َﻣ ْ ﻥﺴﻴﻨﺎ أﻥﻬﻢ ﺱﻴﻠﺘﻬﻤﻮﻥﻨﺎ ﻣﻌًﺎ. ﻟﻢ ﻳﻌﺪ أﻣﺎﻣﻨﺎ ﻣﺘّﺴ ٌﻊ ﻟﻠﻜﺬب .ﻻ ﺷﻲء أﻣﺎﻣﻨﺎ ﺱﻮى هﺬا اﻟﻤﻨﻌﻄﻒ اﻷﺧﻴﺮ .ﻻ ﺷﻲء ﺕﺤﺘﻨﺎ ﻏﻴﺮ هﺎوﻳﺔ اﻟﺪﻣﺎر. ﻓﻠﻨﻌﺘﺮف أﻥﻨﺎ ﺕﺤﻄّﻤﻨﺎ ﻣﻌًﺎ. ١٥١
ﺲ ﻣﺜ ﻞ ﻣﻼﺉﻜ ﺔ اﻟﺸ ﺮ واﻟﺨﻴ ﺮ ﻋﻠ ﻰ ﺝﺎﻥﺒﻴﻨ ﺎ ،ﻟﻴﺴ ﺠّﻞ اﻥﺘﺼ ﺎراﺕﻨﺎ اﻟﺼ ﻐﻴﺮة وﺣ ﺪك ﺕﻌﺘﻘ ﺪ أن اﻟﺘ ﺎرﻳﺦ ﺝ ﺎﻟ ٌاﻟﻤﺠﻬﻮﻟﺔ ..أو آﺒﻮاﺕﻨﺎ وﺱﻘﻮﻃﻨﺎ اﻟﻤﻔﺎﺝﺊ ﻥﺤﻮ اﻷﺱﻔﻞ .اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﻜﺘﺐ ﺷﻴﺌًﺎ .إﻥﻪ ﻳﻤﺤﻮ ﻓﻘﻂ! ﻚ ﻓﻲ ﻥﻈﺮﺕﻚ اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ﻟﻠﻘﻴﻢ.. ﻚ ﻣﺎ اﻟﺬي ﺕﺮﻳﺪﻳﻦ ﻣﺤﻮﻩ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ .وﻟﻢ أﻥﺎﻗﺸ ِ ﻟﻢ أﺱﺄﻟ ِ ﺱﺄﻟﺘﻚ: ﻣﺎ اﻟﺬي ﺕﺮﻳﺪﻳﻨﻪ ﻣﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ؟ي ﺣﻠﻮى ﺕﺮﻳﺪ: ﺖ آﺄﻥﻚ ﻃﻔﻠﺔ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥﻬﺎ ﻋﻦ أ ّ ﻗﻠ ِ أرﻳﺪك..ﺧﻄ ﺮ ﺑ ﺬهﻨﻲ ﻟﺤﻈﺘﻬ ﺎ أﻥ ﻚ رﺑﻤ ﺎ آﻨ ﺖ اﻣ ﺮأة ﻋ ﺎﺝﺰة ﻋ ﻦ ﺣ ﺐ رﺝ ﻞ واﺣ ﺪ ،وأﻥ ﻪ ﻳﻠﺰﻣ ﻚ داﺉﻤ ًﺎ رﺝ ﻼن .آﺎﻥ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺎﺽﻲ زﻳﺎد وأﻥﺎ .وأﺹﺒﺤﺎ اﻟﻴﻮم أﻥﺎ ..واﻵﺧﺮ. ﻋﺎد ﺹﻮﺕﻚ ﻳﻘﻮل: ﺧﺎﻟﺪ ..أﺕﺪري أﻥﻨﻲ أﺣﺒﺒﺘﻚ ..إﻥﻪ ﺣﺪث أن أردﺕﻚ واﺷﺘﻬﻴﺘﻚ ﺣ ّﺪ اﻟﺠﻨﻮن ..ﺷﻲء ﻓﻴﻚ ﺝﺮّدﻥﻲ ﻣﻦ ﻋﻘﻠ ﻲ ﻳﻮﻣ ًﺎ..وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻗﺮرت أن أﺷﻔﻰ ﻣﻨﻚ ..آﺎﻥﺖ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﺒّﻨﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺮﺽﻴّﺔ ،أﻥﺖ ﻥﻔﺴﻚ ﻗﻠﺖ هﺬا.. ﻚ: ﺱﺄﻟﺘ ِ ﻟﻤﺎذا ﻋﺪت اﻟﻴﻮم إذن؟ﺖ: ﻗﻠ ِ ﻋﺪت ﻷﻗﻨﻌﻚ ﺑﺎﻟﻤﺠﻲء إﻟﻰ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ .أرﻳﺪ أن ﺕﺒﺎرآﻨ ﺎ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ وﻟ ﻮ ﻣ ﺮة واﺣ ﺪة ..ﺕﺒﺎرآﻨ ﺎ وﻟ ﻮ آ ﺬﺑﺎً ،ﻟﻘ ﺪت ﻣﻌﻨﺎ وأوﺹﻠﺘﻨﺎ إﻟﻰ ﺝﻨﻮﻥﻨﺎ ه ﺬا ..أدري أﻥﻨ ﺎ ﻟ ﻦ ﻥﻠﺘﻘ ﻲ ﻓﻴﻬ ﺎ ..ﻗ ﺪ ﻻ ﻥﺘﺤ ﺪث ..وﻗ ﺪ ﻻ ﻥﺘﺼ ﺎﻓﺢ .وﻟﻜ ﻦ ﺕﻮاﻃَﺄ ْ ﺱﺄآﻮن ﻟﻚ ﻣﺎ دﻣﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ .ﺱﻨﺘﺤﺪاهﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺮأى ﻣﻨﻬﺎ ..ووﺣﺪهﺎ ﺱﺘﻌﺮف أﻥﻨﻲ أﻣﻨﺤﻚ ﻟﻴﻠﺘ ﻲ اﻷوﻟ ﻰ ..أﻳﺴ ﻌﺪك هﺬا؟ ﺖ رواﻳﺘ ﻚ آﻢ ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺔ أوﻟﻰ آﻨﺖ ﺕﻤﻠﻜﻴﻦ؟ آﻢ ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺔ وهﻤﻴﺔ أوﻟﻰ آﻨﺖ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ أن ﺕﻬﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻴ ﺎض ،آﻤ ﺎ وهﺒ ِ اﻷوﻟﻰ ..ﻥﺴﺨﺘﻴﻦ ﻣﺰوّرﺕﻴﻦ ﻟﻲ وﻟﺰﻳﺎد ..ﻣﻮﻗّﻌﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺎض. ﻟﻤﻦ ﺱﺘﻜﻮﻥﻴﻦ ﺑﻌﺪ آﻞ ﻟﻴﻠﺔ وهﻤﻴﺔ؟ وﻣﻊ ﻣﻦ ﺑﺪأت آﺬﺑﺘﻚ اﻷوﻟﻰ؟ ﻟﻤﻦ أهﺪﻳﺖ هﺪﻳّﺘﻚ اﻟﻤﻠﻐﻮﻣﺔ اﻷوﻟﻰ؟ ﻋﻨﺪﻣﺎ أذآﺮ آﻼﻣﻚ اﻟﻴﻮم ،أﺽﺤﻚ وأﻥﺎ أﺷﺒّﻪ ﻥﻔﺴ ﻲ ﺁﻥ ﺬاك ﺑ ﺄﺙﻴﻮﺑﻲ ﺝ ﺎﺉﻊ ﻳﺴ ﺮدون ﻋﻠﻴ ﻪ ﻗﺎﺉﻤ ﺔ ﻣ ﻦ اﻷﻃﺒ ﺎق اﻟﺸ ﻬﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﻳﺬوﻗﻬﺎ ،وﻳﺴﺄﻟﻮﻥﻪ ﺑﻌﺪهﺎ آﻴﻒ وﺝﺪهﺎ ..وإذا آﺎن ذﻟﻚ ﻳﺴﻌﺪﻩ.. وﻟﻜﻦ وﻗﺘﻬﺎ ﻟﻢ أﺽﺤﻚ ،ﺑﻞ رﺑﻤﺎ ﺑﻜﻴﺖ وأﻥﺎ أﺝﻴﺒﻚ ﺑﺤﻤﺎﻗﺔ ﻋﺎﺷﻖ» ..ﻳﺴﻌﺪﻥﻲ.«.. ﻲ أن أﺕﻨﺎزل ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻟﺮﺝﻞ ﺁﺧﺮ ،ﺱﻴﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻌﻠﻴًﺎ! ﻟﻢ أﻥﺘﺒﻪ إﻟﻰ أﻥﻚ آﻨﺖ ﺕﻤﻨﺤﻴﻨﻨﻲ ﻟﻴﻠ ًﺔ وهﻤﻴﺔ ،ﻋﻠ ّ وﻟﻜﻦ هﻞ ﻳﻬﻢ ذﻟﻚ ..ﻣﺎدﻣﺖ أﺕﻨﺎزل ﻋﻦ ﺷﻲء ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺝﻤﻴﻊ اﻟﺤﺎﻻت ﻟﻲ؟ هﻜﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦ داﺉﻤًﺎ ﻋﺰﻳﺰﺕﻲ وهﻜﺬا اﻟﻤﺎﺽﻲ ..ﻥﺪﻋﻮﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﺱﺒﺎت ﻟﻴﺘﻜﻔّﻞ ﺑﻔﺘﺎت اﻟﻤﻮاﺉﺪ. ﻥﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺬاآﺮة ،ﻥﺮﻣﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻈﻤﺔ ﺕﺘﻠﻬﻰ ﺑﻬﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺕُﻨﺼﺐ اﻟﻤﻮاﺉﺪ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ.
١٥٠
ﺱﺄﻟﺘﻚ ﺑﺸﻲ ٍء ﻣﻦ اﻟﻤﺮارة اﻟﺴﺎﺧﺮة: أﺕﻤﻨﻰ أن أﻓﻬﻢ ﺱ ﱠﺮ إﺹﺮارآﻢ ﺝﻤﻴﻌًﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻀﻮري..ﺖ: ﻗﻠ ِ ﺱ ﺒﺐ إﺹ ﺮار ﻋﻤ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ﺣﻀ ﻮرك ﻻ ﻳﻬﻤﻨ ﻲ إﻃﻼﻗ ًﺎ .وﻟﻜﻨﻨ ﻲ أدري أﻥﻨ ﻲ ﺱ ﺄآﻮن ﺕﻌﻴﺴ ﺔ ﻟ ﻮ ﺕﻐﻴّﺒ ﺖ ﻋ ﻦاﻟﻤﺠﻲء.. أﺝﺒﺘﻚ ﺑﺘﻬﻜﻢ: هﻞ اﻟﺴﺎدﻳﺔ ..ﺁﺧﺮ هﻮاﻳﺎﺕﻚ؟ﺖ ﺑﻨﺒﺮة ﻓﺎﺝﺄﺕﻨﻲ: ﻗﻠ ِ ﻟﻘﺪ أﺣﺒﺒﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ أﺝﻠﻚ.ﺖ »آ ﺎن ﻳﻨﺒﻐ ﻲ أﻻ أﺝﺒﺘﻚ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻥﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ أﺝﺒﺘﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﻳﻮﻣﺎً ،وأﻥﺎ أﻋﺘﺮف ﻟﻚ »ﻟﻘﺪ أﺣﺒﺒﺘﻚ ﻳﻮم ﻗﺮأﺕ ﻚ« ﻓﻘﻠ ِ ﺕﻘﺮأﻥﻲ.«.. ﺖ: ﻗﻠ ُ آﺎن ﻳﻨﺒﻐﻲ أﻻ ﺕﺤﺒّﻴﻬﺎ إذن..ﺚ ﺷﺤﻨﺔ آﻬﺮﺑﺎﺉﻴﺔ ﻓﻲ ﺝﺴﺪي.. وإذا ﺑﺠﻮاﺑﻚ ﻳﺪهﺸﻨﻲ ..ﻳﻮﻗﻈﻨﻲ ..وﻳﺒ ّ ...وﻟﻜﻨﻨﻲ أﺣﺒﺒﺘﻚ!ﻞ هﺎ هﻲ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺘﻲ اﻥﺘﻈﺮﺕﻬﺎ ﻋﺎﻣًﺎ دون ﺝﺪوى .ﻓﻬﻞ أﺷﻜﺮك أم أﺑﻜﻲ .أم أﺱﺄﻟﻚ ﻟﻤﺎذا اﻟﻴﻮم ..ﻟﻤ ﺎذا اﻵن ..وﻟﻤ ﺎذا آ ّ هﺬا اﻟﻌﺬاب إذن؟ ﺱﺄﻟﺘﻚ ﻓﻘﻂ: وهﻮ؟أﺝﺒﺘﻨﻲ وآﺄﻥﻚ ﺕﺘﺤﺪّﺙﻴﻦ ﻋﻦ ﺷﻲء ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻚ ﺕﻤﺎﻣًﺎ: إﻥﻪ ﻗﺪر ﺝﺎهﺰ.ﻗﺎﻃﻌﺘﻚ: ﻟﻜﻞ ﺷﺨ ٍﺺ اﻟﻘﺪر اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺤﻘّﻪ .آﻨﺖ أﺕﻮﻗﻊ ﻗﺪرًا ﻏﻴﺮ هﺬا ..آﻴﻒ ﻗﺒﻠﺖ أن ﺕﺮﺕﺒﻄﻲ ﺑﻪ؟ ﺖ: ﻗﻠ ِ أﻥ ﺎ ﻻ أرﺕ ﺒﻂ ﺑ ﻪ ..أﻥ ﺎ أه ﺮب إﻟﻴ ﻪ ﻓﻘ ﻂ ﻣ ﻦ ذاآ ﺮة ﻟ ﻢ ﺕﻌ ﺪ ﺕﺼ ﻠﺢ ﻟﻠﺴ ﻜﻦ ،ﺑﻌ ﺪﻣﺎ أﺙﺜﺘﻬ ﺎ ﺑ ﺎﻷﺣﻼم اﻟﻤﺴ ﺘﺤﻴﻠﺔواﻟﺨﻴﺒﺎت اﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ.. وﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎذا هﻮ ..آﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺕﻤﺮّﻏﻲ اﺱﻢ واﻟﺪك ﻓﻲ ﻣﺰﺑﻠﺔ آﻬﺬﻩ ..أﻥﺖ ﻟﺴﺖ اﻣ ﺮأة ﻓﻘ ﻂ ،أﻥ ﺖ وﻃ ﻦ ،أﻓ ﻼﻳﻬﻤّﻚ ﻣﺎ ﺱﻴﻜﺘﺒﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻳﻮﻣﺎً؟ ﺖ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ اﻟﻤﺮة: أﺝﺒ ِ
١٤٩
ﺝ ﺎء ﺹ ﻮﺕﻚ ﻳ ﻮم اﻻﺙﻨ ﻴﻦ هﻜ ﺬا دون ﻣﻘ ﺪﻣﺎت .دون أﻳ ﺔ ﻥﺒ ﺮة ﺣ ﺰن أو ﻓ ﺮح ﻣﻤﻴ ﺰة ..دون ارﺕﺒ ﺎك وﻻ أي ﺧﺠ ﻞ واﺽﺢ. ورﺣﺖ ﺕﺘﺤﺪّﺙﻴﻦ إﻟﻲّ ،وآﺄﻥﻚ ﺕﻮاﺹﻠﻴﻦ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﺑﺪأﻥﺎﻩ اﻟﺒﺎرﺣﺔ ،آﺄن ﺹﻮﺕﻚ ﻟﻢ ﻳﻌﺒ ﺮ ه ﺬا اﻟﺨ ﻂ اﻟﻬ ﺎﺕﻔﻲ ﻣﻨ ﺬ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﺱﺘّﺔ أﺷﻬﺮ. ﻣﺎ أﻏﺮب ﻋﻼﻗﺘﻚ ﺑﺎﻟﺰﻣﻦ ..وﻣﺎ أﻏﺮب ذاآﺮﺕﻚ! أه ًﻼ ﺧﺎﻟﺪ ..هﻞ أﻳﻘﻈﺘﻚ؟ آﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن أﻗﻮل ﻻ ،وآﺎن ﻣﻦ اﻷﺹﺢ أن أﻗﻮل ﻥﻌﻢ .وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻗﻠﺖ ﺑﺼﻮت ﻣﻦ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﻏﻴﺒﻮﺑﺔ ﻋﺸﻖ: ﺖ..؟! أﻥ ِﺖ: ﺖ ..ﺕﻠﻚ اﻟﻀﺤﻜﺔ اﻟﻄﻔﻮﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺱﺮﺕﻨﻲ ﻳﻮﻣًﺎ وﻗﻠ ِ ﺽﺤﻜ ِ أﻋﺘﻘﺪ أﻥﻨﻲ أﻥﺎ ..هﻞ ﻥﺴﻴﺖ ﺹﻮﺕﻲ؟!ﺖ أﻣﺎم ﺹﻤﺘﻲ: ﺙﻢ أﺽﻔ ِ آﻴﻒ أﻥﺖ؟ أﺣﺎول أن أﺹﻤﺪ.. ﺕﺼﻤﺪ ﻓﻲ وﺝﻪ ﻣﻦ.؟ ﻓﻲ وﺝﻪ اﻷﻳﺎم..ﺐ ﻣﺎ: ت ﺑﺬﻥ ٍ ﺖ ﺑﻌﺪ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺼﻤﺖ ..وآﺄﻥﻚ ﺷﻌﺮ ِ ﻗﻠ ِ آﻠﻨﺎ ﻥﺤﺎول ذﻟﻚ..ﺖ: ﺙﻢ أﺽﻔ ِ هﻞ أﺧﺒﺎري هﻲ اﻟﺘﻲ أزﻋﺠﺘﻚ؟ﻋﺠﻴﺐ ﺱﺆاﻟﻚ .ﻋﺠﻴﺐ آﺬاآﺮﺕﻚ .آﻌﻼﻗﺘﻚ ﺑﻤﻦ ﺕﺤﺒّﻴﻦ! ﺖ: ﻗﻠ ُ أﺧﺒﺎرك ﻟﻴﺴﺖ ﺱﻮى ﺝﺰء ﻣﻦ ﺕﻘﻠّﺒﺎت اﻷﻳﺎم.ﺖ ﺑﺒﺮاءة آﺎذﺑﺔ: أﺝﺒ ِ آﻨ ﺖ أﺕﻮﻗ ﻊ أن ﺕﺴ ﺘﻘﺒﻞ ﺧﺒ ﺮ زواﺝ ﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ أﺧ ﺮى .ﻟﻘ ﺪ ﺱ ﻤﻌﺖ ﻋﻤ ﻲ ﻳﺘﺤ ﺪث إﻟﻴ ﻚ أﻣ ﺲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻬ ﺎﺕﻒ،وﺕﻌﺠﺒﺖ أن ﺕﻜﻮن ﻗﺒﻠ ﺖ اﻟﻤﺠ ﻲء إﻟ ﻰ ﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ دون ﻣﻨﺎﻗﺸ ﺔ أو ﺕ ﺮدد .ﻟﻘ ﺪ أﺱ ﻌﺪﻥﻲ ذﻟ ﻚ آﺜﻴ ﺮاً ،وﻗ ﺮرت أن أﻃﻠﺒ ﻚ ..اﺱ ﺘﻨﺘﺠﺖ أﻥ ﻚ ﻟ ﻢ ﺕﻌ ﺪ ﻋﺎﺕﺒ ًﺎ ﻋﻠ ّ ﻲ ..ﻓﺄﻥ ﺎ أرﻳ ﺪ أن ﺕﺤﻀ ﺮ إﻟ ﻰ ه ﺬا اﻟﻌ ﺮس ..ﻣ ﻦ اﻟﻀ ﺮوري أن ﺕﺤﻀﺮ.. ﻻ أدري ﻟﻤﺎذا أﻋ ﺎدﺕﻨﻲ آﻠﻤﺎﺕ ﻚ إﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺎﻟﻤﺘﻲ اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ ﻣ ﻊ ﺱ ﻲ اﻟﺸ ﺮﻳﻒ ،وإﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ اﻟﻌﺠﻴ ﺐ ،ﻋﻨ ﺪﻣﺎ آ ﺎن ﻳﻘﻨﻌﻨﻲ أﻥﻚ اﺑﻨﺘﻲ. ﺷﻌﺮت ﻣﺮة أﺧﺮى أﻥﻨﻲ أﻗﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪ اﻟﻔﺎﺹﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻼﻋﻘﻞ ،ﺑﻴﻦ اﻟﺒﻜﺎء واﻟﻀﺤﻚ.. ١٤٨
آﻨﺖ أﻋﺮف ﻣﺴﺒﻘًﺎ أن دﻋﻮﺕﻲ ﻟﻢ ﺕﻜﻦ ﻣﺠﺮد ﻥﻴﺔ ﺣﺴﻨﺔ ،واﻟﺘﻔﺎﺕﺔ ود وﺹﺪاﻗﺔ ﻟﺮﺝﻞ ﺕﺠﻤﻌﻨﻲ ﺑﻪ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺮاﺑﺔ. ﻻ ﺱ ﻴﺌًﺎ ﻻﺱ ﻢ ﻣ ﻦ اﻷﺱ ﻤﺎء اﻟﻘﻠﻴﻠ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻇّﻠ ﺖ ﻥﻈﻴﻔ ﺔ ﻓ ﻲ زﻣ ﻦ ﻻ ﻟﻠﺬاآﺮة واﺱ ﺘﻌﻤﺎ ً ﻞ ﺷﻲء ،اﺱﺘﻐﻼ ً وﻟﻜﻦ آﺎﻥﺖ ﻗﺒﻞ آ ّ اﻥﺘﺸﺮ ﻓﻴﻪ وﺑﺎء اﻟﻘﺬارة. آﺎن ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻳﺪري أﻥﻪ ﺱﻴﻘﻮم ﺑﺼﻔﻘﺔ ﻗﺬرة ،وأﻥﻪ ﻳﺒﻴ ﻊ ﺑﺰواﺝ ﻪ اﺱ ﻢ أﺧﻴ ﻪ ،وأﺣ ﺪ آﺒ ﺎر ﺷ ﻬﺪاﺉﻨﺎ ﻣﻘﺎﺑ ﻞ ﻣﻨﺼ ﺐ وﺹﻔﻘﺎت أﺧﺮى.. وأﻥﻪ ﻳﺘﺼﺮف ﺑﺎﺱﻤﻪ ،ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﻘﺒﻠﻬﺎ ﻟﻮ آﺎن ﺣﻴًﺎ. وآﺎن ﻳﻠﺰﻣﻪ أﻥﺎ ..وﻻ أﺣﺪ ﻏﻴﺮي ﻷﺑﺎرك اﻏﺘﺼﺎﺑﻚ ،أﻥﺎ ﺹﺪﻳﻖ ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ اﻟﻮﺣﻴﺪ ورﻓﻴﻖ ﺱﻼﺣﻪ. أﻥﺎ اﻟﻬﻴﻜﻞ اﻟﻤﻔﺘﺖ اﻷﻃﺮاف اﻷﺧﻴﺮ ،اﻟﺬي ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﻐﺎﺑﺮ. آﺎﻥﺖ ﺕﻠﺰﻣﻪ ﻣﺒﺎرآﺘﻲ ،ﻟﻴُﺴ ﻜﺖ ﺑﺤﻀ ﻮري ﺽ ﻤﻴﺮﻩ وﻳﻌﺘﻘ ﺪ أن ﺱ ﻲ اﻟﻄ ﺎهﺮ ﺱ ﻴﻐﻔﺮ ﻟ ﻪ ،ه ﻮ اﻟ ﺬي ﻋ ﺎش ﻣ ﻦ اﺱ ﻤﻪ ﻼ. ﻃﻮﻳ ً ﻓﻠﻤﺎذا ﻗﺒﻠﺖ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻌﺒﺔ؟ ﻟﻤﺎذا ﻗﺒﻠﺖ دون ﻥﻘﺎش أن أﺱﻠﻤﻚ ﻷﻇﺎﻓﺮهﻢ؟ أﻷﻥﻨﻲ أدري أن ﻣﺒﺎرآﺘﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺷﻜﻠﻴﺔ ،ﻟﻦ ﺕﻘﺪم وﻟﻦ ﺕﺆﺧﺮ ﻓﻲ ﺷﻲء ،وأﻥﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺰوّﺝ ﻚ ﻣ ﻦ )ﺱ ﻲ (....ﻟﻜﻨ ﺖ ﻣ ﻦ ﻥﺼﻴﺐ )ﺱﻲ (....ﺁﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﺎدة اﻟﺠﺪد. ﻓﻤﺎذا ﻳﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،أي اﺱﻢ ﻣﻦ أﺱﻤﺎء اﻷرﺑﻌﻴﻦ ﻟﺼًﺎ ﺱﺘﺤﻤﻠﻴﻦ! ﻟﻤﺎذا ﻗﺒﻠﺖ اﻟﺴﻔﺮ ..أﻟﻜﻞ هﺬا أم ﻷﻥﻨﻲ اﺱﺘﺴﻠﻤﺖ ﻹﻏﺮاء ﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ ،وﻟﻨ ﺪاﺉﻬﺎ اﻟﺴ ﺮّي اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﻼﺣﻘﻨ ﻲ وﻳﻄ ﺎردﻥﻲ ﻣ ﻦ اﻷزل ،آﻤ ﺎ ﻳﻄ ﺎرد ﻥ ﺪاء اﻟﺤﻮرﻳ ﺎت ﻓ ﻲ اﻟﺠ ﺰر اﻟﻤﺴ ﺤﻮرة أوﻟﺌ ﻚ اﻟﺒﺤ ﺎرة اﻟ ﺬﻳﻦ ﻥﺰﻟ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﺑ ﻮاﺧﺮهﻢ ﻟﻌﻨ ﺔ اﻵﻟﻬﺔ.. أم ﺕﺮاﻥﻲ آﻨﺖ ﻋﺎﺝﺰًا ﻋﻦ أن أﺧﻠﻒ ﻣﻮﻋﺪًا ﻣﻌﻚ ،ﺣﺘﻰ وﻟﻮ آﺎن ذﻟﻚ ﻣﻨﺎﺱﺒﺔ زواﺝﻚ؟ هﻨﺎﻟﻚ ﻗﺮارات وﻟﻴﺪة ﺽﺪهﺎ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻲ اﻟﻴﻮم أن أﻓﺴّﺮ ﻗﺮارًا أﺧﺬﺕﻪ ﺧﺎرج اﻟﻤﻨﻄﻖ؟ ﺠ ﺮﺕﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻮﻗ ﺖ ﻥﻔﺴ ﻪ :أﻥ ﺖ ..وﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ ،ﺹ ﻴﻐﺘﻴﻦ آﻨﺖ آﻌﺎﻟﻢ ﻓﻴﺰﻳﺎﺉﻲ ﻣﺠﻨﻮن ،ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺠﻤﻊ ﺑ ﻴﻦ ﺹ ﻴﻐﺘﻴﻦ ﻣﺘﻔ ّ ﺹﻨﻌﺘﻬﻤﺎ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﻥﻮﺑﺔ ﺷﻮق وﻋﺸﻖ وﺝﻨﻮن ،ﻗﺴﺖ ﻗﺪرﺕﻬﻤﺎ اﻟﺘﺪﻣﻴﺮﻳﺔ آﻼ ﻋﻠﻰ اﻥﻔﺮاد ،وأردت أن أﺝﺮﺑﻬﻤﺎ ﻣﻌ ًﺎ آﻤﺎ ﺕﺠﺮّب ﻗﻨﺒﻠﺔ ذرﻳﺔ ﻓﻲ ﺹﺤﺮاء. أردت أن أﻋﻴﺸﻬﻤﺎ ﻣﻌًﺎ ﻓﻲ اﻥﻔﺠﺎر داﺧﻠﻲ واﺣﺪ ..ﻳﻬﺰّﻥﻲ وﺣﺪي ..ﻳﺪﻣﺮﻥﻲ وﺣﺪي ..وأﺧﺮج ﺑﻌﺪﻩ ﻣﻦ وﺱﻂ اﻟﺤﺮاﺉ ﻖ ﻼ ﺁﺧﺮ ..أوأﺷﻼء رﺝﻞ. واﻟﺪﻣﺎر ،إﻣﺎ رﺝ ً أﻟﻢ ﺕﻘﻮﻟﻲ ﻣﺮة إن هﻨﺎك رﻏﺒﺔ ﺱﺮﻳﺔ ﺕﺴﻜﻨﻨﺎ ﺝﻤﻴﻌًﺎ اﺱﻤﻬﺎ »ﺷﻬﻮة اﻟﻠﻬﺐ«؟ اآﺘﺸﻔﺖ ﺑﻌﺪهﺎ ﺑﻨﻔﺴﻲ اﻟﺘﻄﺎﺑﻖ ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻦ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ. آﺎن ﻓﻴﻜﻤﺎ ﻣﻌﺎً ،ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﻠﻬﻴﺐ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻨﻄﻔﺊ ..وﻗﺪرة ﺧﺎرﻗﺔ ﻋﻠﻰ إﺷﻌﺎل اﻟﺤﺮاﺉﻖ.. وﻟﻜﻨﻜﻤﺎ ﻣﻌﺎً ،آﻨﺘﻤ ﺎ ﺕﺘﻈ ﺎهﺮان ﺑ ﺈﻋﻼن اﻟﺤ ﺮب ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺠ ﻮس .إﻥ ﻪ زﻳ ﻒ اﻟﻤ ﺪن اﻟﻌﺮﻳﻘ ﺔ اﻟﻤﺤﺘﺮﻣ ﺔ ..وﻥﻔ ﺎق ﺑﻨ ﺎت اﻟﻌﺎﺉﻼت ..أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ *** ١٤٧
ﻻ ﺁﺧ ﺮ ..ه ﻞ ﻳﻤﻜ ﻦ ﺖ ﻷﻥﻨﻲ آﻨ ﺖ ﺑ ﺪأت ﻻ أﻓ ﺮق آﺜﻴ ﺮا ﺑﻴﻨ ﻪ وﺑ ﻴﻦ »ﺹ ﻬﺮﻩ« وأﻥ ﺎ أﺱ ﺄل ﻥﻔﺴ ﻲ ﺱ ﺆا ً أم ﺕﺮاﻥﻲ ﺹﻤ ّ ﻟﺸﺨﺺ ﻳﺘﺼﺎهﺮ ﻣﻊ رﺝﻞ ﻗﺬر ..أن ﻳﻜﻮن ﻥﻈﻴﻔًﺎ ﺣﻘﺎً؟ ﻓﻘﺪت ﻓﺠﺄة ﺷﻬﻴﺔ اﻟﻜﻼم .أﺧﺮﺱﺘﻨﻲ اﻟﺼﺪﻣﺎت اﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻜﺎﻟﻤ ﺔ واﺣ ﺪة .ﻓﺎﺧﺘﺼ ﺮت آ ﻞ اﻟﻜ ﻼم ﻓ ﻲ ﺝﻤﻠ ﺔ واﺣ ﺪة ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻷآﺜﺮ ﻣﻦ ﺕﻔﺴﻴﺮ: آﻞ ﺷﻲء ﻣﺒﺮوك..ر ّد ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﺣﺴﺐ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ: اﷲ ﻳﻬﻨﻴﻚ ..وﻳﺒﺎرك ﻓﻴﻚ..ﺙﻢ أﺽﺎف ﺑﺴﻌﺎدة ﻣﻦ ﻥﺠﺢ ﻓﻲ اﻣﺘﺤﺎن: -إذن ﺱﻨﺮاك..راﻥﻲ ﻥﻌﻮّل ﻋﻠﻴ ﻚ ..ﺱﻨﺴ ﺎﻓﺮ ﺑﻌ ﺪ ﻋﺸ ﺮة أﻳ ﺎم ﺕﻘﺮﻳﺒ ًﺎ ﻓ ﺎﻟﺰواج ﺱ ﻴﻜﻮن ﻓ ﻲ ١٥ﻳﻮﻟﻴ ﻮ ..أﻃﻠﺒﻨ ﻲهﺎﺕﻔﻴًﺎ آﻲ ﻥ ّﺘﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺕﻔﺎﺹﻴﻞ ﺱﻔﺮك. اﻥﺘﻬﺖ اﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ،وﺑﺪأت ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺝﺪﻳﺪة ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺕﻲ. ﺑﺪأ ﻋﻤﺮي اﻵﺧﺮ اﻟﺬي أﻋﻠﻨﺖ ﻳﻮﻣﻬﺎ رﺱﻤﻴًﺎ ﺧﺮوﺝﻚ ﻣﻨﻪ .وﻟﻜﻦ ..هﻞ ﺧﺮﺝﺖ ﺣﻘﺎً؟ أﺣﺴﺴ ﺖ أن رﻗﻌ ﺔ اﻟﺸ ﻄﺮﻥﺞ أﺹ ﺒﺤﺖ ﻓﺎرﻏ ﺔ إﻻ ﻣﻨ ﻲ .آﺎﻥ ﺖ آ ﻞ اﻟﻤﺮﺑﻌ ﺎت ﺑﻠ ﻮن واﺣ ﺪ ﻻ ﻏﻴ ﺮ ..وآ ﻞ اﻟﻘﻄ ﻊ أﺹﺒﺤﺖ ﻗﻄﻌﺔ واﺣﺪة أﻣﺴﻜﻬﺎ وﺣﺪي ..ﺑﻴ ٍﺪ واﺣﺪة! ﻓﻬﻞ آﻨﺖ اﻟﺮاﺑﺢ أم اﻟﺨﺎﺱﺮ اﻟﻮﺣﻴﺪ ..آﻴﻒ ﻟﻲ أن أﻋﺮف ذﻟﻚ؟ ﻟﻘﺪ ﺕﻘﻠﺼﺖ اﻟﺮﻗﻌﺔ ،وﻣﻌﻬﺎ ﻣﺴ ﺎﺣﺔ اﻷﻣ ﻞ واﻟﺘﺮﻗ ﺐ، ﺣﺴﻤﻬﺎ ﻃﺮف ﺁﺧﺮ ،آﻨﺎ ﻥﻠﻌﺐ ﺝﻤﻴﻌًﺎ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪء ﻥﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ :إﻥﻪ اﻟﻘﺪر! آﻨﺖ أﺣﻘﺪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﻘﺪر أﺣﻴﺎﻥﺎً ،وﻟﻜﻦ آﻨﺖ آﺜﻴﺮًا ﻣﺎ أﺱﺘﺴﻠﻢ ﻟ ﻪ دون ﻣﻘﺎوﻣ ﺔ .ﺑﻠ ﺬّة ﻏﺎﻣﻀ ﺔ وﺑﻔﻀ ﻮل رﺝ ﻞ ﻳﺮﻳ ﺪ أن ﻳﻌﺮف آ ّ ﻞ ﻣ ﺮة ،إﻟ ﻰ أي ﺣ ٍﺪ ﻳﻤﻜ ﻦ ﻟﻬ ﺎ اﻟﻘ ﺪر أن ﻳﻜ ﻮن أﺣﻤ ﻖ ،وﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﺤﻴ ﺎة أن ﺕﻜ ﻮن ﻏﻴ ﺮ ﻋﺎدﻟ ﺔ ،وأن ﺕﻜ ﻮن ﻋﺎهﺮة ﻻ ﺕﻬﺐ ﻥﻔﺴﻬﺎ ﺱﻮى ﻟﺬوي اﻟﺜﺮوات اﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ،وﻷﺹﺤﺎب اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻤﺸﺒﻮﻩ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻐﺘﺼﺒﻮﻥﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ.. ﻼ ﻋﻠ ﻰ وﻋﻨ ﺪهﺎ آﻨ ﺖ أﺝ ﺪ ﺱ ﻌﺎدﺕﻲ اﻟﻨ ﺎدرة ﻓ ﻲ ﻣﻘﺎرﻥ ﺔ ﻥﻔﺴ ﻲ ﺑﺘﻔﺎه ﺔ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ .وأﺝ ﺪ ﻓ ﻲ هﺰاﺉﻤ ﻲ اﻟﺬاﺕﻴ ﺔ ،دﻟ ﻴ ً اﻥﺘﺼﺎرات أﺧﺮى ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎول اﻟﺠﻤﻴﻊ. ﺕﺮاﻥﻲ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺝﻨﻮن آﻬﺬﻩ ﻗﺒﻠﺖ أن أﺣﻀﺮ ﻋﺮﺱﻚ ،وأن أآﻮن ﺷﺎهﺪًا ﻋﻠﻰ ﻣﺄﺕﻤﻲ ،وﻋﻠﻰ اﻟﺤﻘﺎرة اﻟﺘ ﻲ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﺼﻠﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ دون ﺧﺠﻞ؟ أم ﺕﺮاﻥﻲ آﻜﻞ اﻟﻤﺒﺪﻋﻴﻦ ،آﻨﺖ ﻣﺎزوﺷ ّﻴًﺎ ﺑﺘﻔﻮق ،وأﺹ ّﺮ ﻓﻲ ﻏﻴﺎب اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﻤﻄﻠﻘ ﺔ ،أن أﻋ ﻴﺶ ﺣﺰﻥ ﻲ اﻟﻤﻄﻠ ﻖ ،وأن أذهﺐ ﻣﻌﻚ إﻟﻰ أﺑﻌﺪ ﻥﻘﻄﺔ ﻓﻲ ﺕﻌﺬﻳﺐ اﻟﻨﻔﺲ ،ﻓﺄﻣﺎرس آ ّ ﻲ هﺬا اﻟﻘﻠﺐ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻟﻴﺸﻔﻰ ﻣﻨﻚ؟ آﺮهﺘﻚ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﺑﺸﺮاﺱﺔ ﻟﻢ أآﻦ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. اﻥﻘﻠﺒﺖ ﻋﻮاﻃﻔﻲ ﻣﺮة واﺣﺪة إﻟﻰ ﻋﺎﻃﻔﺔ ﺝﺪﻳﺪة ،ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ اﻟﻤﺮارة واﻟﻐﻴﺮة واﻟﺤﻘﺪ ..ورﺑﻤﺎ اﻻﺣﺘﻘﺎر أﻳﻀًﺎ. ﻣﺎ اﻟﺬي أوﺹﻠﻚ هﻨﺎ؟ وهﻞ اﻟﻨﺴﺎء ﺣﻘًﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺸﻌﻮب ،ﻳﺸﻌﺮن داﺉﻤًﺎ ﺑﺈﻏﺮاء ..وﺑﻀﻌﻒ ﻣﺎ ﺕﺠﺎﻩ اﻟﺒﺪﻻت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ..ﺣﺘﻰ اﻟﺒﺎهﺘﺔ ﻣﻨﻪ؟! ﻣﺎ زﻟﺖ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم أﺕﺴﺎءل ..آﻴﻒ ﻗﺒﻠﺖ ﻳﻮﻣﻬﺎ أن أذهﺐ إﻟﻰ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻟﺤﻀﻮر ﻋﺮﺱﻚ؟ ١٤٦
ﻳﺎ ﺧﻮﻳﺎ ..ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺨﻴﻔﻚ ﻓﻲ ﺱﻔ ٍﺮ آﻬﺬا؟ ﻟﻘﺪ ﺝﺎء ذآﺮك ﻣﻨﺬ أﻳ ﺎم ﻓ ﻲ ﺝﻠﺴ ﺔ ﻣ ﻊ ﺑﻌ ﺾ اﻷﺹ ﺪﻗﺎء ﻓ ﻲ اﻷﻣ ﻦ،وأآ ﺪوا ﻟ ﻲ أﻥ ﻪ ﻻ ﺕﻮﺝ ﺪ أﻳ ﺔ ﺕﻌﻠﻴﻤ ﺎت ﻓ ﻲ ﺷ ﺄﻥﻚ ،وأن ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﻚ أن ﺕ ﺰور اﻟﺠﺰاﺉ ﺮ ﻣﺘ ﻰ ﺷ ﺌﺖ .ﻟﻘ ﺪ ﺕﻐﻴ ﺮت اﻷﻣ ﻮر آﺜﻴ ﺮًا ﻣﻨ ﺬ ﻣﺠﻴﺌ ﻚ ،وﻻ ﺑ ﺪ أن ﺕﻌ ﻮد إﻟ ﻰ اﻟﺠﺰاﺉ ﺮ وﻟ ﻮ ﻓ ﻲ زﻳ ﺎرة ﺧﺎﻃﻔ ﺔ ..إﻥﻨ ﻲ أﺕﺤﻤ ﻞ ﻣﺴ ﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻮدﺕﻚ ..ﺱﺘﺴﺎﻓﺮ ﻣﻌﻲ وﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻲ ..ﻓﻤﺎ اﻟﺬي ﻳﻘﻠﻘﻚ إﻟﻰ هﺬا اﻟﺤﺪ؟ ج ﻟﺘﻮﺕﺮي: أﺝﺒﺘﻪ وأﻥﺎ أﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺨﺮ ٍ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻥﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﻣﺴﺘﻌﺪًا ﻥﻔﺴﻴًﺎ ﺑﻌﺪ ﻟﺰﻳﺎرة آﻬﺬﻩ ..وأﻓﻀّﻞ أن ﺕﻜﻮن ﻓﻲ ﻇﺮوف أﺧﺮى..ﻗﺎل: أﻥﺖ ﻟﻦ ﺕﺠﺪ ﻇﺮوﻓًﺎ أﺣﺴﻦ ﻣﻦ هﺬﻩ ﻟﻠﻌﻮدة ..أﻥ ﺎ واﺙ ﻖ ﻣ ﻦ أﻥﻨ ﻲ إذا ﻟ ﻢ أﺝ ﺮّك هﻜ ﺬا ﻣ ﻦ ﻳ ﺪك ه ﺬﻩ اﻟﻤ ﺮة ،ﻓﻘ ﺪﺕﻤﻀﻲ ﻋﺪة ﺱﻨﻮات أﺧﺮى ﻗﺒﻞ أن ﺕﻌﻮد إﻟﻴﻬﺎ .هﻞ ﺱﺘﻘﻀﻲ ﻋﻤﺮك ﻓﻲ رﺱﻢ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ؟ ﺙﻢ أﻻ ﻳﺴﻌﺪك ﺣﻀﻮر زواج اﺑﻨﺔ ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ؟ إﻥﻬﺎ اﺑﻨﺘﻚ أﻳﻀ ﺎً ،ﻟﻘ ﺪ ﻋﺮﻓﺘﻬ ﺎ ﻃﻔﻠ ﺔ وﻳﺠ ﺐ أن ﺕﺤﻀ ﺮ ﻋﺮﺱ ﻬﺎ ﻟﻠﺒﺮآ ﺔ ..اﻓﻌ ﻞ ه ﺬا ﻟﻮﺝﻪ أﺑﻴﻬﺎ ،ﻳﺠﺐ أن ﺕﻘﻒ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﻣﻜﺎن ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ.. آﺎن ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻳﻌﺮف ﻥﻘﻄﺔ ﺽﻌﻔﻲ ،وﻳﺪري ﻣﻜﺎﻥﺔ ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ ﻋﻨﺪي .ﻓ ﺮاح ﻳﺤ ﺮّك ﻣ ﺎ ﺕﺒ ّﻘ ﻰ داﺧﻠ ﻲ ﻣ ﻦ وﻓ ﺎء ﻟﻤﺎﺽﻴﻨﺎ وذاآﺮﺕﻨﺎ اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ. آﺎن ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺴﺮﻳﺎﻟﻴﺔ واﻟﻼﻣﻌﻘﻮل. آﻨﺖ أﻗﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪ اﻟﻔﺎﺹﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﺠﻨﻮن ،ﺑﻴﻦ اﻟﻀﺤﻚ واﻟﺒﻜﺎء.. »ﻟﻘﺪ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﻃﻔﻠﺔ «..ﻻ ﻳﺎ ﺹﺪﻳﻘﻲ! ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ أﻥﺜﻰ أﻳﻀًﺎ وهﺬﻩ هﻲ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ» .إﻥﻬﺎ اﺑﻨﺘ ﻚ أﻳﻀ ًﺎ «..ﻻ ﻟ ﻢ ﺕﻜ ﻦ اﺑﻨﺘ ﻲ، آﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻘﻂ أن ﺕﻜﻮن زوﺝﺘﻲ ..آﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن ﺕﻜﻮن ﻟﻲ. ﺱﺄﻟﺘﻪ: ﻟﻤﻦ ﺱﺘﻜﻮن؟ﻗﺎل: أﻋﻄﻴﺘﻬﺎ ﻟـ )ﺱﻲ (....ﻟﻘﺪ ﺱﻬﺮت ﻣﻌﻪ اﻟﻤﺮة اﻟﻤﺎﺽﻴﺔ ..ﻻ أدري ﻣﺎ رأﻳﻚ ﻓﻴ ﻪ ،وﻟﻜﻨﻨ ﻲ أﻋﺘﻘ ﺪ أﻥ ﻪ رﺝ ﻞ ﻃﻴ ﺐﺑﺮﻏﻢ ﻣﺎ ﻳُﻘﺎل ﻋﻨﻪ. آﺎن ﻓﻲ ﺝﻤﻠﺘﻪ اﻷﺧﻴﺮة ﺝﻮاب ﻣﺴﺒﻖ ﻋﻠﻰ ر ٍد آﺎن ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ. )ﺱﻲ (....إذن وﻻ أﺣﺪ ﻏﻴﺮﻩ! »رﺝﻞ ﻃﻴﺐ «..هﻞ اﻟﻄﻴﺒ ﺔ ه ﻲ ﺣﻘ ًﺎ ﺹ ﻔﺘﻪ اﻟﻤﻤﻴ ﺰة اﻷوﻟ ﻰ؟ أﻋ ﺮف أﻥ ﺎ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ رﺝ ﻞ ﻃﻴ ﺐ آ ﺎن ﻳﻤﻜ ﻦ إذن أن ﻳﺼﺒﺢ زوﺝﻬﺎ. وﻟﻜﻦ )ﺱﻲ (....آﺎن أآﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟ ﻚ .آ ﺎن رﺝ ﻞ اﻟﺼ ﻔﻘﺎت اﻟﺴ ﺮﻳﺔ واﻟﻮاﺝﻬ ﺎت اﻷﻣﺎﻣﻴ ﺔ .آ ﺎن رﺝ ﻞ اﻟﻌﻤﻠ ﺔ اﻟﺼ ﻌﺒﺔ واﻟﻤﻬﻤﺎت اﻟﺼﻌﺒﺔ .آﺎن رﺝﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮ ..ورﺝﻞ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .ﻓﻬﻞ ﻣﻬﻢ ﺑﻌﺪ هﺬا أن ﻳﻜﻮن ﻃﻴﺒًﺎ أو ﻻ ﻳﻜﻮن؟ ﻻ ﻼ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺸ ﺨﺺ ،وأﺱ ﺄل ﺱ ﻲ اﻟﺸ ﺮﻳﻒ ﺱ ﺆا ً ﺕﺠ ّﻤﻌﺖ ﻓﻲ اﻟﺤﻠﻖ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﺼﺔ ،ﻣﻨﻌﺘﻨﻲ ﻣﻦ أن أﺑﺪي رأﻳﻲ ﻓﻌ ً واﺣﺪًا ﻓﻘﻂ :ﺕﺮاﻩ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺣﻘًﺎ أن ﺑﺈﻣﻜﺎن رﺝﻞ ﻻ أﺧﻼق ﻟﻪ ..أن ﻳﻜﻮن ﻃﻴﺒﺎً؟ ١٤٥
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﺎزﻟﺖ أذآﺮ ذﻟﻚ اﻟﺴﺒﺖ اﻟﻌﺠﻴﺐ ..ﻋﻨﺪﻣﺎ رن اﻟﻬﺎﺕﻒ ذﻟﻚ اﻟﻤﺴﺎء ﺑﺘﻮﻗﻴﺖ ﻥﺸﺮة اﻷﺧﺒﺎر. آﺎن ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻂ ﺑﺤﺮارة وﺷﻮق أﺱﻌﺪاﻥﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،وأﺧﺮﺝﺎﻥﻲ ﻣﻦ رﺕﺎﺑﺔ ﺹﻤﺘﻲ اﻟﻠﻴﻠﻲ ووﺣﺪﺕﻪ. آﺎن ﺹﻮﺕﻪ ﻋﻨﺪي ﻋﻴﺪًا ﺑﺤﺪ ذاﺕﻪ واﻟﺼﻠﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﺕﺮﺑﻄﻨﻲ ﺑﻚ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺱﺪّت آﻞ اﻟﻄﺮق اﻟﻤﻮﺹﻠﺔ إﻟﻴﻚ. وآﻨﺖ أﺱﺘﺒﺸﺮ ﺧﻴﺮًا ﺑﻪ .إﻥﻪ ﻳﺤﻤﻞ داﺉﻤًﺎ اﺣﺘﻤﺎل ﻟﻘﺎ ٍء ﺑﻚ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أو ﺑﺄﺧﺮى. وﻟﻜﻨﻪ هﺬﻩ اﻟﻤﺮة آﺎن ﻳﺤﻤﻞ ﻟﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ هﺬا.. ﻻ ﻋﻦ اﻥﻘﻄﺎﻋﻪ ﻋﻨﻲ ﻣﻨﺬ ﺱﻬﺮﺕﻨﺎ اﻷﺧﻴﺮة ،ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺸﺎﻏﻠﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮة ،وزﻳﺎرات اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ راح ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻳﻌﺘﺬر أو ً اﻟﺘﻲ ﻻ ﺕﺘﻮﻗﻒ إﻟﻰ ﺑﺎرﻳﺲ ..ﻗﺒﻞ أن ﻳﻀﻴﻒ: »إﻥﻨﻲ ﻟﻢ أﻥﺴﻚ ﻃﻮال هﺬﻩ اﻟﻔﺘﺮة ..ﻟﻘﺪ ﻋﻠّﻘﺖ ﻟﻮﺣﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﺼﺎﻟﻮن وأﺹﺒﺤﺖ أﺕﻘﺎﺱﻢ ﻣﻌﻚ اﻟﺒﻴﺖ ..أﺕﺪري ،ﻟﻘﺪ ﺕﺮآ ﺖ اﻟﺘﻔﺎﺕﺘ ﻚ ﺕﻠ ﻚ أﺙ ﺮًا آﺒﻴ ﺮًا ﻓ ﻲ ﻥﻔﺴ ﻲ ،وﺧﻠﻘ ﺖ ﻟ ﻲ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﺣﺎﺱ ﺪ ..وآ ﻞ ﻣ ﺮة ﻻ ﺑ ﺪ أن أﺷ ﺮح ﻟﻶﺧ ﺮﻳﻦ ﺹ ﺪاﻗﺘﻨﺎ وﻋﻼﻗﺘﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﺕﻌﻮد إﻟﻰ أﻳﺎم اﻟﺸﺒﺎب«. آﻨﺖ أﺱﺘﻤﻊ ﻟﻪ وآﺎن اﻟﻘﻠﺐ ﻗﺪ ذهﺐ ﺑﺤﻤﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ إﻟﻴﻚ.. ﺖ ﻓﻴﻪ ،ﻷﻋﻮد ﻋﺎﺷﻘًﺎ ﻣﺒﺘﺪﺉًﺎ ﺑﻜﻞ اﻥﻔﻌﺎﻻت اﻟﻌﺸّﺎق وﺣﻤﺎﻗﺎﺕﻬﻢ. ﺖ أﻥ ِ آﺎن ﻳﻜﻔﻲ أن أﻋﺮف أن ﺕﻠﻚ اﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﺕﺄﺕﻲ ﻣﻦ ﺑﻴ ٍ وﻟﻜﻦ ﺹﻮﺕﻪ أﻋﺎدﻥﻲ إﻟﻰ اﻟﻮاﻗﻊ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺱﺄﻟﻨﻲ: أﺕﺪري ﻟﻤﺎذا ﻃﻠﺒﺘﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ؟ إﻥﻨﻲ ﻗﺮرت أن أﺹﺤﺒﻚ ﻣﻌﻲ إﻟﻰ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ..ﻟﻘﺪ أهﺪﻳﺘﻨﻲ ﻟﻮﺣﺔ ﻋ ﻦ ﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ وأﻥ ﺎﺱﺄهﺪﻳﻚ ﺱﻔﺮة إﻟﻴﻬﺎ.. ﺹﺤﺖ ﻣﺘﻌﺠّﺒًﺎ: ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ..ﻟﻤﺎذا ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ؟ف ﻟﻲ ﺑﺸﺮى: ﻗﺎل وآﺄﻥﻪ ﻳﺰ ّ ﻟﺤﻀﻮر ﻋﺮس اﺑﻨﺔ أﺧﻲ اﻟﻄﺎهﺮ..ﺙﻢ أﺽﺎف ﺑﻌﺪ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ. ..رﺑﻤﺎ ﺕﺬآﺮهﺎ .ﻟﻘﺪ ﺣﻀﺮت اﻓﺘﺘﺎح ﻣﻌﺮﺽﻚ ﻣﻨﺬ ﺷﻬﻮر ﻣﻊ اﺑﻨﺘﻲ ﻥﺎدﻳﺎ..ﺷﻌﺮت ﻓﺠﺄة أن ﺹﻮﺕﻲ اﻥﻔﺼﻞ ﻋﻦ ﺝﺴﺪي ،وأﻥﻨﻲ ﻋﺎﺝﺰ ﻋﻦ أن أﺝﻴﺐ ﺑﻜﻠﻤﺔ واﺣﺪة. أﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻜﻠﻤﺎت أن ﺕﻨﺰل ﺹﺎﻋﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ؟ أﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺠﺴﺪ أن ﻳﺼﺒﺢ إﺙﺮ آﻠﻤﺔ ،ﻋﺎﺝﺰًا ﻋﻦ اﻹﻣﺴﺎك ﺑﺴﻤﺎﻋﺔ؟ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎت آﻬﺬﻩ ،أن أﺕﺬآﺮ ﻓﺠﺄة أﻥﻨﻲ أﻣﻠﻚ ﻳﺪًا واﺣﺪة.. ﺱﺤﺒﺖ ﺑﻘﺪﻣﻲ آﺮﺱﻴًﺎ ﻣﺠﺎورًا وﺝﻠﺴﺖ ﻋﻠﻴﻪ. ورﺑﻤﺎ ﻻﺣﻆ ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﺹﻤﺘﻲ وﺣﺪوث ﺷﻲء ﻣﺎ ..ﻓﻘﻄﻊ ذهﻮﻟﻲ ﻗﺎﺉ ً ﻼ: ١٤٤
آﻨﺖ أدري ﻓﻲ أﻋﻤ ﺎﻗﻲ ،أﻥ ﻪ إذا آ ﺎن ﻟﻤ ﻮت اﻟﺸ ﻌﺮاء واﻟﻜ ّﺘ ﺎب ﻥﻜﻬ ﺔ ﺣ ﺰن إﺽ ﺎﻓﻴﺔ ،ﺕﻤﻴ ﺰهﻢ ﻋ ﻦ ﻣ ﻮت اﻵﺧ ﺮﻳﻦ، ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺕُﻌﺰى ﻟﻜﻮﻥﻬﻢ وﺣﺪهﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤﻮﺕﻮن ﻳﺘﺮآﻮن ﻋﻠﻰ ﻃﺎوﻟﺘﻬﻢ آﻜ ﻞ اﻟﻤﺒ ﺪﻋﻴﻦ ،رؤوس أﻗ ﻼم ..رؤوس أﺣ ﻼم، وﻣﺴﻮدات أﺷﻴﺎء ﻟﻢ ﺕﻜﺘﻤﻞ. وﻟﺬا ﻓﺈن ﻣﻮﺕﻬﻢ ﻳﺤﺮﺝﻨﺎ ..ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻳﺤﺰﻥﻨﺎ. أﻣ ﺎ اﻟﻨ ﺎس اﻟﻌ ﺎدﻳﻮن ،ﻓﻬ ﻢ ﻳﺤﻤﻠ ﻮن أﺣﻼﻣﻬ ﻢ وهﻤ ﻮﻣﻬﻢ وﻣﺸ ﺎﻋﺮهﻢ ﻓ ﻮﻗﻬﻢ .إﻥﻬ ﻢ ﻳﻠﺒﺴ ﻮﻥﻬﺎ آ ﻞ ﻳ ﻮم ﻣ ﻊ اﺑﺘﺴ ﺎﻣﺘﻬﻢ، وآﺂﺑﺘﻬﻢ ،وﺽﺤﻜﺘﻬﻢ ،وأﺣﺎدﻳﺜﻬﻢ ،ﻓﺘﻤﻮت أﺱﺮارهﻢ ﻣﻌﻬﻢ. ﻓﻲ اﻟﺒﺪء ،آﺎن ﺱﺮ زﻳﺎد ﻳﺤﺮﺝﻨﻲ ،ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﺘﺪرﺝﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﺒﻮح ،وإذا ﺑﻜﺘﺎﺑﺎﺕﻪ ﺕﺨﻠﻖ ﻋﻨﺪي رﻏﺒﺔ ﻻ ﺕﻘﺎوم ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ. رﻏﺒﺔ آﺎﻥﺖ ﺕﺰداد ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺮات اﻟﺘﻲ آﻨﺖ أﺷﻌﺮ أن آﻠﻤﺎﺕﻪ ﻻ ﺕﻄﺎل أﻋﻤﺎﻗﻲ ،وأﻥﻬﺎ أﻗﺼﺮ ﻣﻦ ﺝﺮﺣﻲ .رﺑﻤﺎ ﻷﻥ ﻪ آﺎن ﻳﺠﻬﻞ اﻟﻨﺼﻒ اﻵﺧﺮ ﻟﻠﻘﺼﺔ ،ﺕﻠﻚ اﻟﺘﻲ آﻨﺖ أﻋﺮﻓﻬﺎ وﺣﺪي. ﻣﺘﻰ وﻟﺪت ﻓﻜﺮة هﺬا اﻟﻜﺘﺎب؟ ﺕ ﺮى ﻓ ﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻔﺘ ﺮة اﻟﺘ ﻲ ﻗﻀ ﻴﺘﻬﺎ ﻣﺤﺎﺹ ﺮًا ﺑ ﺈرث زﻳ ﺎد اﻟﺸ ﻌﺮيّ ،ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻠﻘ ﺎء ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﺘﻮﻗ ﻊ ﻟ ﻲ ﻣ ﻊ اﻷدب واﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت اﻟﺘﻲ اﻥﻔﺼﻠﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻨﺬ اﻥﻔﺼﺎﻟﻲ ﻋﻦ وﻇﻴﻔﺘﻲ ..ﻣﻨﺬ ﻋﺪة ﺱﻨﻮات ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺉﺮ؟ أم ﻓﻲ ﻟﻘﺎﺉﻲ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ اﻵﺧﺮ ،ﻣﻊ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﺠﺰ ﻟﻲ اﻟﻘﺪر ﻥﻔﺴﻪ ﻣﻮﻋﺪًا ﻣﺘﺄﺧﺮًا ﻣﻌﻬﺎ؟ أآﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻲ أن أﺝﺪ ﻥﻔﺴﻲ وﺝﻬًﺎ ﻟﻮﺝﻪ ﻣﻊ ﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ ،دون ﺱ ﺎﺑﻖ إﻥ ﺬار ،دون أن ﺕﻨﻔﺠ ﺮ داﺧﻠ ﻲ اﻟﺪهﺸ ﺔ ،ﺷ ﻼﻻت ﺷﻮق وﺝﻨﻮن وﺧﻴﺒﺔ.. ﻓﺘﺠﺮﻓﻨﻲ اﻟﻜﻠﻤﺎت ..إﻟﻰ ﺣﻴﺚ أﻥﺎ!
١٤٣
أذآﺮ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي زارﻥﻲ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﻲ ﻷول ﻣﺮة ،ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺑﺪﻳﺖ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﻣﻼﺣﻈ ﺎﺕﻲ ﻋ ﻦ دﻳﻮاﻥ ﻪ ،وﻃﻠﺒ ﺖ ﻣﻨ ﻪ أن ﻳﺤﺬف ﺑﻌﺾ اﻟﻘﺼﺎﺉﺪ. أذآﺮ ﺹﻤﺘﻪ ،ﺙﻢ ﻥﻈﺮﺕﻪ اﻟﺘﻲ ﺕﻮﻗﻔﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ﻋﻨﺪ ذراﻋﻲ اﻟﻤﺒﺘ ﻮرة ،ﻗﺒ ﻞ أن ﻳﻘ ﻮل ﺕﻠ ﻚ اﻟﺠﻤﻠ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻥ ﺖ ﺑﻌ ﺪ ذﻟﻚ ﺱﺒﺒًﺎ ﻓﻲ ﺕﻐﻴﻴﺮ ﻣﺠﺮى ﺣﻴﺎﺕﻲ .ﻗﺎل ﻟﻲ» :ﻻ ﺕﺒﺘﺮ ﻗﺼﺎﺉﺪي..ﺱﻴﺪي ،ر ّد ﻟﻲ دﻳﻮاﻥﻲ .ﺱﺄﻃﺒﻌﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت«.. ﻟﻤﺎذا ﻗﺒﻠﺖ إهﺎﻥﺘﻪ ﻳﻮﻣﻬﺎ ،دون رد؟ ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ أﺹﻔﻌﻪ ﺑﻴﺪي اﻟﺜﺎﻥﻴﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺒﺘﻮرة وأرﻣﻲ ﻟﻪ ﺑﻤﺨﻄﻮﻃﻪ؟ أﻷﻥﻨﻲ اﺣﺘﺮﻣﺖ ﻓﻴﻪ ﺷﺠﺎﻋﺔ اﻷﺷﺠﺎر ووﺣﺪﺕﻬﺎ ،ﻓﻲ زﻣﻦ آﺎﻥﺖ ﻓﻴﻪ اﻷﻗﻼم ﺱﻨﺎﺑﻞ ﺕﻨﺤﻨﻲ أﻣﺎم أول رﻳﺢ؟ واﻗﻔًﺎ ﻋﺮﻓﺖ زﻳﺎد ..وواﻗﻔًﺎ ﻏﺎدرﻥﻲ. ي ﺕﻌﻠﻴﻖ هﺬﻩ اﻟﻤﺮة. أﻣﺎم ﻣﺨﻄﻮط ﺕﺮآﻨﻲ آﺄول ﻣﺮة .وﻟﻜﻦ دون أ ّ ﻟﻘﺪ أﺹﺒﺢ ﺑﻴﻨﻨﺎ _ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ_ ﺕﻮاﻃﺆ اﻟﻐﺎﺑﺎت ...واﻟﻴﻮم ﺹﻤﺘﻬﺎ. ﻓﺠ ﺄة اﺱ ﺘﻴﻘﻈﺖ داﺧﻠ ﻲ ﺑﻘﺎﻳ ﺎ ﻣﻬﻨ ﺔ ﺱ ﺎﺑﻘﺔ .ورﺣ ﺖ أﻗّﻠ ﺐ ذﻟ ﻚ اﻟ ﺪﻓﺘﺮ وأﻋ ّﺪ ﺹ ﻔﺤﺎﺕﻪ وأﺕﺼ ﻔﺤﻬﺎ ﺑﻌﻴﻨ ﻲ ﻥﺎﺷ ﺮ .وإذ ب ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ وﻳﻐﻄّﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻴﺔ اﻷﺣﺎﺱﻴﺲ .وﻗﺮار ﺝﻨﻮﻥﻲ ﻳﺴﻜﻨﻨﻲ. ﺑﺤﻤﺎس ﻣﻔﺎﺝﺊ ﻳﺪ ّ ﺱﺄﻥﺸﺮ هﺬﻩ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺷﻌﺮﻳﺔ ،ﻗﺪ أﺱﻤّﻴﻬﺎ »اﻷﺷﺠﺎر« أو »ﻣﺴﻮدات رﺝ ﻞ أﺣﺒ ﻚ« ..أو ﻋﻨﻮاﻥ ًﺎ ﺁﺧ ﺮ ﻗ ﺪ أﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ أﺙﻨﺎء ذﻟﻚ. اﻟﻤﻬﻢ ..أن ﺕﺼﺪر هﺬﻩ اﻟﺨﻮاﻃﺮ اﻷﺧﻴﺮة ﻟﺰﻳﺎد .أن أﻣﻨﺤﻪ ﻋﻤﺮًا ﺁﺧﺮ ﻻ ﺹﻴﻒ ﻓﻴﻪ ..ﻓﻬﻜ ﺬا ﻳﻨ ﺘﻘﻢ اﻟﺸ ﻌﺮاء داﺉﻤ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻘﺪر اﻟﺬي ﻳﻄﺎردهﻢ آﻤﺎ ﻳﻄﺎرد اﻟﺼﻴﻒ اﻟﻔﺮاﺷﺎت.. إﻥﻬﻢ ﻳﺘﺤﻮّﻟﻮن إﻟﻰ دواوﻳﻦ ﺷﻌﺮ .ﻓﻤﻦ ﻳﻘﺘﻞ اﻟﻜﻠﻤﺎت؟ *** أﻥﻘﺬﻥﻲ دﻓﺘﺮ زﻳﺎد ﻣﻦ اﻟﻴﺄس دون أن أدري.. ﻣﻨﺤﻨﻲ ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﻷﻳﺎم آﺎﻥﺖ ﻓﺎرﻏﺔ ﻣﻦ أي ﻣﺸﺮوع .ﻓﻘﺪ ﺣﺪث ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻷﻳ ﺎم أن ﻗﻀ ﻴﺖ ﺱ ﺎﻋﺎت ﺑﺄآﻤﻠﻬ ﺎ وأﻥ ﺎ أﻥﺴ ﺦ ﻗﺼ ﻴﺪة ،أو أﺑﺤ ﺚ ﻋ ﻦ ﻋﻨ ﻮان ﻷﺧ ﺮى ،وأﺣ ﺎول ﺕﺮﺕﻴ ﺐ ﻓﻮﺽ ﻰ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺨ ﻮاﻃﺮ واﻟﻤﻘ ﺎﻃﻊ اﻟﻤﺒﻌﺜ ﺮة ،ﻟﻮﺽ ﻌﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺢ ﻟﻠﻨﺸﺮ. ﺱﻴﺎق ﺹﺎﻟ ٍ آﻨﺖ أﺷﻌﺮ ﺑﻠﺬّة وﻣﺮارة ﻣﻌًﺎ.. ت وﺣﺪي أﻣﻠﻚ ﺣﻖ وأدهﺎ ﻓﻲ ﻣﻔﻜﺮة ،أو ﻣﻨﺤﻬﺎ اﻟﺨﻠﻮد ﻓﻲ آﺘﺎب. ﻟﺬّة اﻻﻥﺤﻴﺎز ﻟﻠﻔﺮاﺷﺎت ،وﺑﻌﺚ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ آﻠﻤﺎ ٍ وﻣﺮارة أﺧﺮى.. ﻣﺮارة اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻓﻲ أوراق ﺷ ﺎﻋﺮ ﻣ ﺎت ،واﻟﺘﺠ ﻮل ﻓ ﻲ دورﺕ ﻪ اﻟﺪﻣﻮﻳ ﺔ ،ﻓ ﻲ ﻥﺒﻀ ﻪ وﺣﺰﻥ ﻪ وﻥﺸ ﻮﺕﻪ ،ودﺧ ﻮل ﻋﺎﻟﻤ ﻪ اﻟﻤﻐﻠﻖ اﻟﺴﺮي دون ﺕﺼﺮﻳﺢ وﻻ رﺧﺼﺔ ﻣﻨﻪ ،واﻟﺘﺼﺮف ﻥﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ اﻻﺧﺘﻴﺎر وﻓﻲ اﻹﺽﺎﻓﺔ واﻟﺤﺬف. أﺣﻘًﺎ آﻨﺖ أﻣﻠﻚ ﺹﻼﺣﻴﺔ آﻬﺬﻩ..؟ وﻣﻦ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺪّﻋﻲ أﻥﻪ ﻟﺴﺒﺐ أو ﻵﺧﺮ ﻣﻮآّﻞ ﺑﻤﻬﻤﺔ آﻬﺬﻩ؟ وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻳﺠﺮؤ أﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮت ﻋﻠﻰ آﻠﻤﺎت اﻵﺧﺮﻳﻦ ،وﻳﻘﺮر اﻻﺱﺘﺤﻮاذ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﺣﺪﻩ؟
١٤٢
ﻓﻤﻦ ﻳﻌﻄﻲ ﻟﻠﻌﻤﺮ ﻋﻤﺮًا ﻳﺼﻠﺢ ﻷآﺜﺮ ﻣﻦ ﻥﻬﺎﻳﺔ!« ﺕﺴﺘﻮﻗﻔﻨﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﻠﻤﺎت ،وﺕﺴﺘﺪرﺝﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﺬهﻮل.. وﻳﺄﺧﺬ اﻟﺤﺒﺮ اﻷﺣﻤﺮ ﻓﺠﺄة ﻟﻮﻥًﺎ ﺷﺒﻴﻬًﺎ ﺑﺪم وردي ﺧﺠﻮل ﻳﺘﺪﺣﺮج ﻋﻠﻰ ورق ..ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻟﻮن »ﺧﻄﻴﺌﺘﻚ اﻷوﻟﻰ.«.. ﻓﺄﺱﺮع ﺑﺈﻏﻼق ﺕﻠﻚ اﻟﻤﻔﻜﺮة وآﺄﻥﻨﻲ أﺧﺎف إن أﻥﺎ واﺹﻠﺖ ﻗﻠﺐ اﻟﺼﻔﺤﺎت ،أن أﻓﺎﺝﺌﻜﻤﺎ ﻓﻲ وﺽ ٍﻊ ﻟﻢ أﺕﻮﻗﻌﻪ! ﻳﺤﻀﺮﻥﻲ آﻼم ﻗﺎﻟﻪ زﻳﺎد ﻣﺮة ﻓﻲ زﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ..ﺑﻌﻴﺪ. ﻦ اﺣﺘﺮﻣًﺎ آﺒﻴﺮًا ﻵدم ،ﻷﻥﻪ ﻳﻮم ﻗﺮر أن ﻳ ﺬوق اﻟﺘﻔﺎﺣ ﺔ ﻟ ﻢ ﻳﻜﺘ ﻒ ﺑﻘﻀ ﻤﻬﺎ ،وإﻥﻤ ﺎ أآﻠﻬ ﺎ آﻠّﻬ ﺎ .رﺑﻤ ﺎ آ ﺎن ﻗﺎل» :أﻥﺎ أآ ّ ﻳﺪري أﻥﻪ ﻟﻴﺲ هﻨﺎك ﻣﻦ أﻥﺼﺎف ﺧﻄﺎﻳﺎ وﻻ أﻥﺼﺎف ﻣﻠﺬّات ..وﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻮﺝﺪ ﻣﻜﺎن ﺙﺎﻟ ﺚ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺠﻨ ﺔ واﻟﻨ ﺎر .وﻋﻠﻴﻨ ﺎ _ﺕﻔﺎدﻳًﺎ ﻟﻠﺤﺴﺎﺑﺎت اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ_ أن ﻥﺪﺧﻞ إﺣﺪاهﻤﺎ ﺑﺠﺪارة!« آﻨﺖ ﺁﻥﺬاك ﻣﻌﺠﺒًﺎ ﺑﻔﻠﺴﻔﺔ زﻳﺎد ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة .ﻓﻤﺎ اﻟﺬي ﻳﺆﻟﻤﻨﻲ اﻟﻴﻮم ﻓﻲ أﻓﻜﺎر ﺷﺎﻃﺮﺕﻪ إﻳﺎهﺎ؟ ﺕﺮى آﻮﻥﻪ ﺱﺮق ﺕﻔﺎﺣﺘﻪ هﺬﻩ اﻟﻤ ﺮة ﻣ ﻦ ﺣ ﺪﻳﻘﺘﻲ اﻟﺴ ﺮﻳﺔ؟ أم آﻮﻥ ﻪ راح ﻳﻘﻀ ﻤﻬﺎ أﻣ ﺎﻣﻲ ..ﺑﺸ ﻬﻴﺔ ﻣ ﻦ ﺣﺴ ﻢ اﺧﺘﻴ ﺎرﻩ وارﺕﺎح؟ »ﻻ ﺕﻤﻠﻚ اﻷﺷﺠﺎر إﻻ أن ﺕﻤﺎرس اﻟﺤﺐ واﻗﻔ ًﺔ أﻳﻀًﺎ ﻳﺎ ﻥﺨﻠﺔ ﻋﺸﻘﻲ ..ﻗﻔﻲ وﺣﺪي ﺣﻤﻠﺖ ﺣﺪاد اﻟﻐﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ أﺣﺮﻗﻮهﺎ ﻟﻴﺮﻏﻤﻮا اﻟﺸﺠﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺮآﻮع »واﻗﻔﺔ ﺕﻤﻮت اﻷﺷﺠﺎر« ﺕﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﻮﻗﻮف ﻣﻌﻲ أرﻳﺪ أن أﺷﻴّﻊ ﻓﻴﻚ رﺝﻮﻟﺘﻲ إﻟﻰ ﻣﺜﻮاهﺎ اﻷﺧﻴﺮ«.. ﻓﺠﺄة ﺑﺪأت أﺷﻌﺮ ﺑﺤﻤﺎﻗﺔ ﻓﺘﺢ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﻔﻜﺮة. أﺕﻌﺒﺘﻨﻲ ﺕﺄوﻳﻼﺕﻲ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻜﻞ آﻠﻤﺔ أﺹﺎدﻓﻬﺎ. وﺑﺪأت أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻨﺪم .ﻓﺄﻥﺎ ﺑﺮﻏﻢ آﻞ ﺷﻲء ﻻ أرﻳﺪ أن أآﺮﻩ زﻳﺎد اﻟﻴﻮم .ﻻ أﺱﺘﻄﻴﻊ ذﻟﻚ. ﻟﻘﺪ ﻣﻨﺤﻪ اﻟﻤﻮت ﺣﺼﺎﻥﺔ ﺽﺪ آﺮاهﻴﺘﻲ وﻏﻴﺮﺕﻲ .وهﺎ أﻥﺎ ﺹﻐﻴﺮ أﻣﺎﻣﻪ وأﻣﺎم ﻣﻮﺕﻪ. هﺎ أﻥﺎ ﻻ أﻣﻠﻚ ﺷﻴﺌًﺎ ﻹداﻥﺘﻪ ،ﺱﻮى آﻠﻤﺎﺕﻪ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻷآﺜﺮ ﻣﻦ ﺕﺄوﻳﻞ .ﻓﻠﻤﺎذا أﺹ ّﺮ ﻋﻠﻰ ﺕﺄوﻳﻠﻬﺎ اﻷﺱﻮأ؟ ﻟﻤﺎذا أﻃﺎردﻩ ﺑﻜﻞ هﺬﻩ اﻟﺸﺒﻬﺎت ،وأﻥﺎ أدري أﻥﻪ ﺷﺎﻋﺮ ﻳﺤﺘﺮف اﻻﻏﺘﺼﺎب اﻟﻠﻐ ﻮي ،ﻥﻜﺎﻳ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻟ ﺬي ﻟ ﻢ ُﻳﺨﻠ ﻖ ﺧﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻪ .ﻓﻬﻞ أﻃﻠﻖ اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺘﻬﻤﺔ اﻟﻜﻠﻤﺎت؟ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺱﻪ ،ﺑﻞ رﺑﻤﺎ ُ ﻟﻘﺪ وﻟﺪ هﻜﺬا واﻗﻔًﺎ ..وﻻ ﻗﺪر ﻟﻪ ﺱﻮى ﻗﺪر اﻷﺷﺠﺎر .ﻓﻬﻞ أﺣﺎﺱﺒﻪ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻮﺕﻪ ..وﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺣﺒّﻪ؟ وأذآﺮ اﻵن أﻥﻨﻲ ﻋﺮﻓﺘﻪ واﻗﻔًﺎ. ١٤١
أﻣﻴﺮة ﻋﺸﻘﻲ.. أﻣﻴﺮة ﻣﻮﺕﻲ ﺕﻌﺎﻟﻲ!؟« ﻚ ﺝﺪﻳ ﺪ آ ﻞ ﻣ ﺮة ،وﺕﺴ ﺎءﻟﺖ ﺑﻌﺠ ﺰ ﻣ ﻦ ﻻ ﻳﺤﺘ ﺮف آﻢ ﻣﻦ ﻣﺮة ﻗﺮأت ه ﺬا اﻟﻤﻘﻄ ﻊ .ﺑﺄﺣﺎﺱ ﻴﺲ ﺝﺪﻳ ﺪة آ ﻞ ﻣ ﺮة ،ﺑﺸ ﱟ اﻟﺸﻌﺮ ..أﻳﻦ ﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﺨﻴﺎل ..وأﻳﻦ ﻳﺒﺪأ اﻟﻮاﻗﻊ؟ أﻳﻦ ﻳﻘﻊ اﻟﺤﺪ اﻟﻔﺎﺹﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﺮﻣﺰ واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ؟ آﺎﻥﺖ آﻞ ﺝﻤﻠﺔ ﺕﻠﻐﻲ اﻟﺘﻲ ﺱﺒﻘﺘﻬﺎ .وآﺎﻥﺖ اﻟﻤﺮأة هﻨﺎ ﺝﺴﺪًا ﻣﻠﺘﺤﻤًﺎ ﺑ ﺎﻷرض إﻟ ﻰ ﺣ ٍﺪ ﻟ ﻢ ﻳﻌ ﺪ ﻓﻴ ﻪ اﻟﻔﺼ ﻞ أو اﻟﺘﻤﻴﻴ ﺰ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻤﻜﻨًﺎ. وﻟﻜﻦ آﺎﻥﺖ هﻨﺎك آﻠﻤﺎت ﻻ ﺕﺨﻄﺊ ﺑﻮاﻗﻌﻴﺘﻬﺎ وﺑﺸﻬﻮﺕﻬﺎ اﻟﻤﻔﻀﻮﺣﺔ: »ﻣﺮري ﻋﻠﻰ ﺝﺴﺪي ﺷﻔﺘﻴﻚ« »أﺷﻌﻠﻴﻨﻲ أﻳﺎ اﻣﺮأة ﻣﻦ ﻟﻬﺐ« »ﺕﻘﺮﺑﻨﺎ ﺷﻬﻮة ﻟﻠﺠﺴﺪ« »ﺕﻮﺣﺪت ﻓﻴﻚ« أآﺎﻥﺖ اﻟﺜﻮرة إذن ﺣﺸﻮًا ﻣﻦ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻻ أآﺜﺮ ﺑﺮّأ ﺑﻬﺎ زﻳﺎد ﻥﻔﺴﻪ؟ آﺎن ﻳﻔﻀّﻞ أن ﻳﻬﺰﻣﻪ اﻟﻤﻮت وﻻ ﺕﻬﺰﻣﻪ اﻣﺮأة .ﻗﻀﻴّﺔ آﺒﺮﻳﺎء ..ﻣﺮاوﻏﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ» ..أﻣﻴﺮة ﻣﻮﺕﻲ ..ﺕﻌﺎﻟﻲ.«.. هﺎ هﻮ اﻟﻤﻮت ﺝﺎء أﺧﻴﺮًا .وأﻥﺖ ﺕﺮاك ﺝﺌﺖ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم؟ هﻞ اﻥﻔﺮد ﺑﻚ ﺣﻘًﺎ ..أﻣﺮّرت ﻋﻠﻰ ﺝﺴﺪﻩ ﺷﻔﺘﻴﻚ ..أأﺷﻌﻠﺘﻪ ..أﺕﻮﺣّﺪ ﻓﻴﻚ ..وهﻞ..؟ ﻣﻦ اﻷرﺝﺢ أن ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﻗﺪ ﺣﺼﻞ .ﻓﺘﺎرﻳﺦ هﺬﻩ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻳﺼﺎدف ﺕﺎرﻳﺦ ﺱﻔﺮي إﻟﻰ إﺱﺒﺎﻥﻴﺎ. آﺎن اﻟﻘﻠﺐ ﻗﺪ ﺑﺪأ ﻳﻄﻔﺢ ﺑﻌﺎﻃﻔﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮة. ﻥﺤﻦ ﻻ ﻥﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮة ﻣﻦ اﻷﻣﻮات ..وﻟﻜﻨﻨﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻥﻐﻴّﺮ ﻃﻌﻢ اﻟﻤﺮارة ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻻت. ﻓﻬﻞ أﻣﻨﻊ ﻋﻴﻨﻲ اﻟﻠﺘﻴﻦ ﻳﺴﺘﻮﻗﻔﻬﻤﺎ اﻟﻠﻮن اﻷﺣﻤﺮ ،ﻣﻦ أن ﺕﻘﺮأ هﺬﻩ اﻟﺨﺎﻃﺮة ..دون دﻣﻮع. »ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮ أﻳﺘﻬﺎ اﻟﻮاﻗﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﻔﺘﺮق اﻷﺽﺪاد أدري.. ﺱﺘﻜﻮﻥﻴﻦ ﺧﻄﻴﺌﺘﻲ اﻷﺧﻴﺮة أﺱﺄﻟﻚ. ﺣﺘﻰ ﻣﺘﻰ ﺱﺄﺑﻘﻰ ﺧﻄﻴﺌﺘﻚ اﻷوﻟﻰ ﻟﻚ ﻣﺘّﺴ ٌﻊ ﻷآﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺔ وﻗﺼﻴﺮة آﻞ اﻟﻨﻬﺎﻳﺎت. إﻥﻲ أﻥﺘﻬﻲ اﻵن ﻓﻴﻚ ١٤٠
ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ ﺱﻴﺠﺎرة أﺷﻌﻠﻬﺎ .واﺱﺘﻠﻘﻴﺖ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺴﺮﻳﺮ ﻷﺕﺼﻔﺢ ﺝﺮﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻞ.. آﺎﻥﺖ اﻟﺼﻔﺤﺎت ﺕﺘﺎﻟﻰ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﻃﻊ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻤﺒﻌﺜﺮة ﺑﻴﻦ ﺕﺎرﻳﺦ وﺁﺧ ﺮ .ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑ ﺎت اﻟﻬﺎﻣﺸ ﻴﺔ ..ﺙ ﻢ ﺑﻘﺼ ﺎﺉﺪ أﺧ ﺮى ﺕﺸﻐﻞ وﺣﺪهﺎ أﺣﻴﺎﻥًﺎ ﺹﻔﺤﺘﻴﻦ أو ﺙﻼﺙًﺎ .ﺙ ﻢ ﺧ ﻮاﻃﺮ ﻗﺼ ﻴﺮة ﻣ ﻦ ﺑﻀ ﻌﺔ ﺱ ﻄﻮر ﻣﻜﺘﻮﺑ ﺔ وﺱ ﻂ اﻟﺼ ﻔﺤﺔ ﺑﻠ ﻮن أﺣﻤ ﺮ داﺉﻤًﺎ ..وآﺄﻥﻪ آﺎن ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻤﻴﺰهﺎ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﺎ آﺘﺐ. رﺑﻤﺎ ﻷﻥﻬﺎ ﻟﻢ ﺕﻜﻦ ﺷﻌﺮًا ورﺑﻤﺎ ﻷﻥﻬﺎ آﺎﻥﺖ أهﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ. ﻣﻦ أﻳﻦ أﺑﺪأ هﺬﻩ اﻟﻤﻔﻜﺮة؟ ..ﻣﻦ أي ﻣﺪﺧﻞ أدﺧﻞ هﺬﻩ اﻟﺪهﺎﻟﻴﺰ اﻟﺴﺮﻳﺔ ﻟﺰﻳﺎد ،اﻟﺘﻲ ﺣﻠﻤﺖ داﺉﻤًﺎ ﺑﺎﻟﺘﺴ ﻠﻞ إﻟﻴﻬ ﺎ ﻋﺴ ﺎﻥﻲ ﻚ ﻓﻴﻬﺎ؟ أآﺘﺸﻔ ِ آﺎﻥﺖ اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ ﺕﺴﺘﻮﻗﻔﻨﻲ ،ﻓﺄﺑﺪأ ﻓﻲ ﻗﺮاءة ﻗﺼﻴﺪة .أﺣﺎول ﻓ ﻚ ﻟﻐ ﺰ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت اﻟﻤﺘﻘﺎﻃﻌ ﺔ ..أﺑﺤ ﺚ ﻋﻨ ﻚ وﺱ ﻂ اﻟﺮﻣ ﻮز ﺕﺎرة ،ووﺱﻂ اﻟﺘﻔﺎﺹﻴﻞ اﻷآﺜﺮ اﻋﺘﺮاﻓًﺎ أﺣﻴﺎﻥًﺎ أﺧﺮى. ﺙﻢ ﻻ أﻟﺒﺚ أن أﺕﺮآﻬﺎ وأﻟﻬﺚ ﻣﺴﺮﻋًﺎ إﻟﻰ ﺹﻔﺤﺔ أﺧﺮى ،ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ ﺣﺠﺞ أﺧﺮى ،ﻋﻦ إﻳﻀﺎﺣﺎت أآﺜ ﺮ ،ﻋ ﻦ آﻠﻤ ﺎت ﺕﻘﻮل ﻟﻲ ﺑﺎﻷﺱﻮد واﻷﺑﻴﺾ ..ﻣﺎ اﻟﺬي ﺣﺪث. ﻞ ﺕﻔﻜﻴ ﺮي، وﻟﻜﻨﻨﻲ آﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻋﻠﻰ درﺝﺔ ﻣﻦ اﻻﻥﻔﻌﺎل واﻷﺣﺎﺱ ﻴﺲ اﻟﻤﺘﻄﺮﻓ ﺔ اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻥ ﺖ ﺕﻜ ﺎد ﺕﺸ ّ وﺕﺠﻌﻠﻨﻲ ﻋﺎﺝﺰًا ﻋﻦ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ أﻗﺮأ وﻣﺎ أﺕﻮهﻢ ﻗﺮاءﺕﻪ. آﺎن ﻣﻨﻈﺮ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺤﻘﻴﺒ ﺔ اﻟﻤﻔﺘﻮﺣ ﺔ أﻣ ﺎﻣﻲ ﺑﺄﺷ ﻴﺎﺉﻬﺎ اﻟﻤﺒﻌﺜ ﺮة ،وﺑ ﺬﻟﻚ اﻟ ﺪﻓﺘﺮ اﻷﺱ ﻮد اﻟﺼ ﻐﻴﺮ اﻟ ﺬي آﻨ ﺖ ﻣﻤﺴ ﻜًﺎ ﺑ ﻪ ﺕﺠﻌﻠﻨﻲ أﺧﺠﻞ ﻣﻦ ﻥﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻠﺤﻈ ﺔ .وآ ﺄﻥﻨﻲ ﺑﻔﺘﺤﻬ ﺎ ﻟ ﻢ أﻓﻌ ﻞ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻏﻴ ﺮ ﺕﺸ ﺮﻳﺢ ﺝ ّﺜ ﺔ زﻳ ﺎد اﻟﻤﺒﻌﺜ ﺮة ﺑﺄﺷ ﻴﺎﺉﻬﺎ وأﺷﻼﺉﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺱﺮﻳﺮي ،ﻷﺧﺮج ﻣﻨﻬﺎ هﺬا اﻟﺪﻓﺘﺮ اﻟﺬي هﻮ ﻗﻠﺒﻪ ﻻ ﻏﻴﺮ. ي ﻋﻠ ﻰ وﻗ ﻊ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت ﻗﻠ ﺐ زﻳ ﺎد اﻟ ﺬي ﻥ ﺒﺾ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻟ ﻚ ،واﻟ ﺬي ه ﺎهﻮ اﻟﻴ ﻮم ﺣﺘ ﻰ ﺑﻌ ﺪ ﻣﻮﺕ ﻪ ﻳﻮاﺹ ﻞ ﻥﺒﻀ ﻪ ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪ ّ اﻟﻤﺸﺤﻮﻥﺔ ﺣﺴﺮة وﺧﻮﻓًﺎ ..ﺣﺰﻥًﺎ ..وﺷﻬﻮة.. »ﻋﻠﻰ ﺝﺴﺪي ﻣﺮرّي ﺷﻔﺘﻴﻚ ﻲ ﻓﻤﺎ ﻣﺮّروا ﻏﻴﺮ ﺕﻠﻚ اﻟﺴﻴﻮف ﻋﻠ ّ أﺷﻌﻠﻴﻨﻲ أﻳﺎ اﻣﺮأة ﻣﻦ ﻟﻬﺐ ﻳﻘﺮّﺑﻨﺎ اﻟﺤﺐ ﻳﻮﻣًﺎ ﻳﺒﺎﻋﺪﻥﺎ اﻟﻤﻮت ﻳﻮﻣًﺎ وﻳﺤﻜﻤﻨﺎ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ ﺕﺮاب.. ﺕﻘﺮّﺑﻨﺎ ﺷﻬﻮة ﻟﻠﺠﺴﺪ ﺙﻢ ﻳﻮﻣًﺎ ﻳﺒﺎﻋﺪﻥﺎ اﻟﺠﺮح ﻟﻤّﺎ ﻳﺼﻴﺮ ﺑﺤﺠﻢ ﺝﺴﺪ ﺕﻮﺣﺪت ﻓﻴﻚ أﻳﺎ اﻣﺮأة ﻣﻦ ﺕﺮاب وﻣﺮﻣﺮ ﺱﻘﻴﺘﻚ ﺙﻢ ﺑﻜﻴﺖ وﻗﻠﺖ.. ١٣٩
ﻣﻦ ﻣﻨﺎ أوهﻤﺘﻪ أﻥﻪ ﻳﺴﻜﻦ اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب_ آﻤﺎ ﻳﺴﻜﻦ ﻗﻠﺒﻚ _وأﻥﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺣﺎﺝﺔ إﻟﻰ إهﺪاء؟ وه ﻞ ﺹ ﺪّﻗﻚ زﻳ ﺎد ..ه ﻞ ﺹ ﺪّﻗﻚ _ه ﻮ أﻳﻀ ًﺎ_ ﻟﺪرﺝ ﺔ أﻥ ﻪ ﻗ ﺮّر أن ﻳﺄﺧ ﺬ ﻣﻌ ﻪ ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺔ ﻟﻴﻌﻴ ﺪ ﻗﺮاءﺕﻬ ﺎ ،ﺣﻴ ﺚ ﺱﻴﺬهﺐ ..هﻨﺎك! آﺎﻥﺖ ﺕﻠﻚ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء آﺎﻓﻴﺔ ﻹداﻥﺘﻚ .آﺎﻥﺖ ﺕﻘﻮل ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺕﻜﺘﺐ ،أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ آﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن ﺕﻜﺘﺒﻲ ..ﻓﻬﻞ آﺎن ﻣﻬﻤًﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أﻻ أﺝﺪ أﻳﺔ رﺱﺎﻟﺔ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﺤﻘﻴﺒﺔ؟ ﺖ اﻣﺮأة ﺕﺘﻘﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺎض ..ووﺣﺪي آﻨﺖ أﻋﺮف ذﻟﻚ. ﻟﻘﺪ آﻨ ِ ﻣﺎ ﻋﺪا رواﻳﺘﻚ ﻟﻢ أﺝﺪ ﺱﻮى ﻣﻔﻜﺮة ﺱﻮداء ﻣﺘﻮﺱﻄﺔ اﻟﺤﺠﻢ ﻣﻮﺽﻮﻋﺔ أﺱﻔﻞ اﻟﺤﻘﻴﺒﺔ_أﻳﻀًﺎ_ آﺴ ّﺮ ﻋﻤﻴﻖ. ﻞ ﺑ ﺎﻟﻤﻴﺘﺮو .داﺧﻠﻬ ﺎ ﻗﺼﺎﺹ ﺔ ﻣﺎ آﺪت أرﻓﻌﻬﺎ ﺣﺘﻰ وﻗﻌﺖ ﻣﻨﻬﺎ »اﻟﺒﻄﺎﻗ ﺔ اﻟﺒﺮﺕﻘﺎﻟﻴ ﺔ« اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻳﺴ ﺘﻌﻤﻠﻬﺎ زﻳ ﺎد ﻟﻠﺘﻨﻘ ّ ﺑﺘﺎرﻳﺦ )أآﺘﻮﺑﺮ( اﻟﺸﻬﺮ اﻷﺧﻴﺮ اﻟﺬي رﺣﻞ ﻓﻴﻪ. أﻥﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﺕﻠﻚ اﻟﺒﻄﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ ،وأﻥﺎ ﻻ أﻓﻜﺮ إﻻ ﻓﻲ اﻹﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﻔﻜﺮة .وﻟﻜﻦ ﺹﻮرﺕﻪ ﺕﺴﺘﻮﻗﻔﻨﻲ.. ﻣﺮﺑﻜ ٌﺔ ﺹﻮر اﻟﻤﻮﺕﻰ.. وﻣﺮﺑﻜﺔ أآﺜﺮ ﺹﻮر اﻟﺸﻬﺪاء .ﻣﻮﺝﻌﺔ داﺉﻤًﺎ .ﻓﺠﺄة ﻳﺼﺒﺤﻮن أآﺜﺮ ﺣﺰﻥًﺎ وأآﺜﺮ ﻏﻤﻮﺽًﺎ ﻣﻦ ﺹﻮرﺕﻬﻢ. ﻓﺠﺄة ..ﻳﺼﺒﺤﻮن أﺝﻤﻞ ﺑﻠﻐﺰهﻢ ،وﻥﺼﺒﺢ أﺑﺸﻊ ﻣﻨﻬﻢ. ﻓﺠﺄة ..ﻥﺨﺎف أن ﻥﻄﻴﻞ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﻢ. ﻓﺠﺄة ..ﻥﺨﺎف ﻣﻦ ﺹﻮرﻥﺎ اﻟﻘﺎدﻣﺔ وﻥﺤﻦ ﻥﺘﺄﻣّﻠﻬﻢ! َآ ْﻢ آﺎن وﺱﻴﻤًﺎ ذاك اﻟﺮﺝﻞ. ﺕﻠﻚ اﻟﻮﺱﺎﻣﺔ اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ اﻟﻤﺨﻔﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺕﻔﺴﻴﺮ ﻟﻬﺎ .هﺎ هﻮ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺹﻮرة ﺱﺮﻳﻌﺔ ﺕﻠﺘﻘﻂ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺙ ﻼث دﻗ ﺎﺉﻖ ،ﺑﺨﻤﺴ ﺔ ﻓﺮﻥﻜﺎت ،ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻤﻴﺰًا. ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﻜﻮن ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕﻪ ﻣﻐﺮﻳﺎً ،ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺤﺰن اﻟﻐﺎﻣﺾ اﻟﺴﺎﺧﺮ .وآﺄﻥﻪ ﻳﺴﺨﺮ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺔ آﻬﺬﻩ. وأﻓﻬﻢ ﻣﺮة أﺧﺮى أن ﺕﻜﻮﻥﻲ أﺣﺒﺒﺘﻪ .ﻟﻘﺪ أﺣﺒﺒﺘﻪ ﻗﺒﻠﻚ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أﺧﺮى .آﻤﺎ ﻥﺤﺐ ﺷﺨﺼًﺎ ﻥﻌﺠ ﺐ ﺑ ﻪ وﻥﺮﻳ ﺪ أن ﻥﺸ ﺒﻬﻪ، ﻟﺴ ﺒﺐ أو ﻵﺧ ﺮ .ﻓﻨﻜﺜ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻠ ﻮس إﻟﻴ ﻪ واﻟﺨ ﺮوج ﺑﺮﻓﻘﺘ ﻪ واﻟﻈﻬ ﻮر ﻣﻌ ﻪ .وآﺄﻥﻨ ﺎ ﻥﻌﺘﻘ ﺪ ﻓ ﻲ أﻋﻤﺎﻗﻨ ﺎ أن اﻟﺠﻤ ﺎل واﻟﺠﻨﻮن واﻟﻤﻮهﺒﺔ واﻟﺼﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﺕﺒﻬﺮﻥﺎ ﻓﻴﻪ ﻗﺪ ﺕﻜﻮن ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻌﺪوى واﻻﻥﺘﻘﺎل إﻟﻴﻨﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻤﻌﺎﺷﺮة. ﻻ راﺉﻌ ًﺎ ﻟﻜﺎﺕ ﺐ ﻓﺮﻥﺴ ﻲ أﻳﺔ ﻓﻜﺮة ﺣﻤﻘﺎء آﺎﻥﺖ ﺕﻠﻚ! ﻟﻢ أآﺘﻒ أﻥﻬﺎ آﺎﻥ ﺖ ﺱ ﺒﺐ آ ﺎرﺙﺘﻲ إﻻ ﻣ ﺆﺧﺮًا .ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻗ ﺮأت ﻗ ﻮ ً )رﺱﺎم أﻳﻀًﺎ» (..ﻻ ﺕﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺠﻤﺎل..ﻷﻥﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﺠﺪﻩ ،ﺕﻜﻮن ﻗﺪ ﺷﻮّهﺖ ﻥﻔﺴﻚ!« وﻟﻢ أآﻦ ﻓﻌﻠﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ﻏﻴﺮ هﺬﻩ اﻟﺤﻤﺎﻗﺔ. أﻋﺪت ﺑﻄﺎﻗﺘﻪ وﺹﻮرﺕﻪ إﻟﻰ اﻟﺤﻘﻴﺒﺔ ،ورﺣﺖ أﻗﻠّﺐ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﻔﻜﺮة.. آﻨﺖ أﺷﻌﺮ أﻥﻬﺎ ﺕﺤﻤﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﻗﺪ ﻳﻔﺎﺝﺌﻨﻲ ،ﻗﺪ ﻳﻌﻜﺮ ﻣﺰاﺝ ﻲ وﻳﺸ ﺮع اﻟﺒ ﺎب ﻟﻠﻌﻮاﺹ ﻒ اﻟﻤﺘ ﺄﺧﺮة ﻋ ﻦ ﻣﻮاﺱ ﻤﻬﺎ .ﻓﻤ ﺎذا ﺕﺮاﻩ آﺘﺐ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺪﻓﺘﺮ؟ آﻨﺖ أدري أن اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺕﻮﻟﺪ ﺹﻐﻴﺮة داﺉﻤًﺎ .وآﻨﺖ أﺷﻌﺮ أن اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ هﻨﺎ آﺎﻥﺖ ﺹﻐﻴﺮة ﻓﻲ ﺣﺠﻢ ﻣﻔﻜ ﺮة ﺝﻴ ﺐ .ﻓﺨﻔ ﺖ اﻟﻤﻔﻜﺮة.. ١٣٨
ﺷ ﻌﺮت ﺑﺸ ﻲء ﻣ ﻦ اﻻرﺕﻴ ﺎح ﻟﻬ ﺬﻩ »اﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﺔ« ،وﻟﻬ ﺬا اﻹذن اﻟﺴ ﺎﺑﻖ أو اﻟﻤﺘ ﺄﺧﺮ ﻋ ﻦ أواﻥ ﻪ ،اﻟ ﺬي ﻣﻨﺤ ﻪ ﻟ ﻲ زﻳ ﺎد ﻟﺪﺧﻮل ﻋﺎﻟﻤﻪ اﻟﺨﺎص دون إﺣﺮاج.. ﺕﺮاﻩ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻷﻥﻪ آﺎن ﻳﻜﺮﻩ اﻷﻗﻔﺎل اﻟﻤﺨﻠﻮﻋﺔ ،واﻷﺑﻮاب اﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ ﻋﻨﻮة آﺮاهﻴﺘﻪ ﻟﻠﻤﺨﺒﺮﻳﻦ وﻷﻗﺪام اﻟﻌﺴﻜﺮ؟ أم ﻷﻥﻪ آﺎن ﻳﺘﻮﻗّﻊ ﻳﻮﻣًﺎ آﻬﺬا؟ آﻞ هﺬﻩ اﻻﻓﺘﺮاﺽﺎت ﻟﻢ ﺕﻤﻨﻊ ﻗﺸﻌﺮﻳﺮة ﻣﻦ أن ﺕﺴﺮي ﻓﻲ ﺝﺴﺪي ،وﻓﻜﺮة أﺧﺮى ﺕﻌﺒﺮﻥﻲ.. ﻟﻘﺪ آﺎن ﻳﻌﺮف ﻣﺴﺒﻘًﺎ أﻥﻪ ذاهﺐ إﻟﻰ اﻟﻤﻮت .وهﺬﻩ اﻟﺤﻘﻴﺒﺔ آﺎﻥﺖ ﻣﻌﺪّة ﻟﻲ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ .وآ ﺎن ﺑﺈﻣﻜ ﺎﻥﻲ أن أﻓﺘﺤﻬ ﺎ ﻣﻨ ﺬ ﻋﺪة ﺷﻬﻮر .ﻓﻬﻲ ﻟﻢ ﺕﻌﺪ ﻣﻮﺝﻮدة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻪ ﻣﻨﺬ أن ﻏﺎدر هﺬا اﻟﺒﻴﺖ. إﻥﻬﺎ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﻗﻄﻊ ﺝﺬور اﻟﺬاآﺮة ..آﺎﻟﻌﺎدة. رﻓﻌﺖ اﻟﻨﺼﻒ اﻟﻔﻮﻗﻲ ﻟﻠﺤﻘﻴﺒﺔ ،ﺑﻌﺪ أن وﺽﻌﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺮف اﻟﺴﺮﻳﺮ ..وأﻟﻘﻴﺖ ﻥﻈﺮة أوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ. ﻲ ﻣﻌﺎً ،وأﻥﺎ أرى ﺙﻴﺎﺑ ﻪ أﻣ ﺎﻣﻲ ،أﻟﻤ ﺲ آﻨﺰﺕ ﻪ اﻟﺼ ﻮﻓﻴﺔ اﻟﺮﻣﺎدﻳ ﺔ ،وﺝﺎآﻴﺘ ﻪ اﻟﺠﻠ ﺪي وإذا ﺑﺎﻟﻤﻮت واﻟﺤﻴﺎة ﻳﻬﺠﻤﺎن ﻋﻠ ّ اﻷﺱﻮد اﻟﺬي ﺕﻌﻮّدت أن أراﻩ ﺑﻪ.. هﺎ أﻥﺎ أﻣﻠﻚ ﺣﺠﺔ ﺣﻀﻮرﻩ ،وﺣﺠﺔ ﻣﻮﺕﻪ ..وﺣﺠﺔ ﺣﻴﺎﺕﻪ .وهﺎ هﻲ راﺉﺤﺔ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﻤ ﻮت ﺕﻨﺒﻌﺜ ﺎن ﻣﻌ ًﺎ وﺑ ﺎﻟﻘﻮة ﻥﻔﺴ ﻬﺎ ﻣﻦ ﺙﻨﺎﻳﺎ ﺕﻠﻚ اﻟﺤﻘﻴﺒﺔ. هﺎ أﻥﺎ ﻣﻌﻪ ودوﻥﻪ ..أﻣﺎم ﺑﻘﺎﻳﺎﻩ. ي. ﺙﻴﺎب ..ﺙﻴﺎب ..أﻏﻠﻔﻪ ﺧﺎرﺝﻴﺔ ﻟﻜﺘﺎب ﺑﺸﺮ ّ واﺝﻬﺔ ﻗﻤﺎﺷﻴﺔ ﻟﻤﺴﻜﻦ ﻣﻦ زﺝﺎج. اﻥﻜﺴﺮ اﻟﻤﺴﻜﻦ وﻇﻠّﺖ اﻟﻮاﺝﻬﺔ ،ذاآﺮة ﻣﺜﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﺒﺔ ،ﻓﻠﻤﺎذا ﺕﺮك ﻟﻲ اﻟﻮاﺝﻬﺔ؟. ﺑﻴﻦ اﻟﺜﻴﺎب ﻗﻤﻴﺺ ﺣﺮﻳﺮي ﺱﻤﺎوي اﻟﻠﻮن ،ﻣ ﺎزال ﻓ ﻲ ﻏﻼﻓ ﻪ اﻟﻼﻣ ﻊ اﻟﺸ ﻔﺎف ..ﻟ ﻢ ﻳﻔ ﺘﺢ ﺑﻌ ﺪ .أﺱ ﺘﻨﺘﺞ دون ﺝﻬ ﺪ أﻥ ﻪ هﺪﻳﺔ ﻣﻨﻚ. ﺙﻢ ﺙﻼﺙﺔ أﺷﺮﻃﺔ ﻣﻮﺱﻴﻘﻴﺔ ،أﺣﺪهﺎ ﻟﺘﻴﻮدورآﻴﺲ ،واﻷﺧﺮى ﻣﻘﻄﻮﻋ ﺎت آﻼﺱ ﻴﻜﻴﺔ أﺽ ﻌﻬﺎ ﺝﺎﻥﺒ ًﺎ وأﻥ ﺎ أﺕ ﺬآﺮ أن زﻳ ﺎد آﻠﻤﺎ ﺱﺎﻓﺮ ﺕﺮك ﻟﻲ أﺷﺮﻃﺔ وآﺘﺒًﺎ ..وﺙﻴﺎﺑًﺎ ..وﺣ ّﺒًﺎ ﻣﻌﻠّﻘًﺎ أﻳﻀًﺎ. وﻟﻜﻦ هﺬﻩ هﻲ اﻟﻤﺮة اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺮك أﺷﻴﺎءﻩ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﺒﺔ ،ﻣﺮﺕﺒﺔ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ وآﺄﻥﻪ أﻋﺪهﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ وﺝﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ آ ﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ اﺱ ﺘﻌﺪادًا ﻟﺴ ﻔﺮ ﻣ ﺎ .آﺄﻥ ﻪ أراد أن ﻳﺄﺧ ﺬهﺎ ﻣﻌ ﻪ ﺣﻴ ﺚ ﺱ ﻴﺬهﺐ وﺣﻴ ﺚ آ ﺎن ﻳﺮﻳ ﺪ أن ﻳﺮﺕ ﺪي ﺝﺎآﻴﺘ ﻪ اﻷﺱ ﻮد اﻟﻤﻔﻀّﻞ ..وﻳﺴﺘﻤﻊ إﻟﻰ ﻣﻮﺱﻴﻘﻰ ﺕﻴﻮدورآﻴﺲ! وﻓﺠ ﺄة ﺕﻘ ﻊ ﻳ ﺪي ﻋﻠ ﻰ رواﻳﺘ ﻚ أﺱ ﻔﻞ اﻟﺤﻘﻴﺒ ﺔ .ﻓﺄﺹ ﺎب ﺑﻬ ﺰّة أوﻟ ﻰ .ﺕ ﺮﺕﻌﺶ ﻳ ﺪي ،ﺕﺘﻮﻗ ﻒ ﻟﺤﻈ ﺎت ﻗﺒ ﻞ أن ﺕﻤﺴ ﻚ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب .أﺝﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻃﺮف اﻟﺴﺮﻳﺮ ﻗﺒﻞ أن أﻓﺘﺤﻪ .وآﺄﻥﻨﻲ ﺱﺄﻓﺘﺢ ﻃﺮدًا ﻣﻠﻐﻮﻣًﺎ. أﺕﺼﻔﺢ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺴﺮﻋﺔ .وآﺄﻥﻨﻲ ﻻ أﻋﺮﻓﻪ. ﺙﻢ أﺕﺬآّﺮ ﺷﻴﺌًﺎ ..وأرآﺾ إﻟﻰ اﻟﺼ ﻔﺤﺔ اﻷوﻟ ﻰ ﺑﺤﺜ ًﺎ ﻋ ﻦ اﻹه ﺪاء ،ﻓﺘﻘ ﺎﺑﻠﻨﻲ ورﻗ ﺔ ﺑﻴﻀ ﺎء ..دون آﻠﻤ ﺔ واﺣ ﺪة .دون ﻞ ﻳﺪي ،وﺑﺮﻏﺒﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻟﻠﺒﻜﺎء. ﺕﻮﻗﻴﻊ أو إهﺪاء .ﻓﺄﺷﻌﺮ ﺑﻨﻮﺑﺔ ﺣﺰن ﺕﺸ ّ ﻟﻤﻦ ﻣﻨّﺎ أهﺪﻳﺖ ﻥﺴﺨﺘﻚ اﻟﻤﺰوّرة؟ وآﻼﻥﺎ ﻳﻤﻠﻚ ﻥﺴﺨﺔ دون ﺕﻮﻗﻴﻊ؟ ١٣٧
ﻓﻘﺪ آﺎن ﻟﺒﻌﺾ اﻷﺷﻴﺎء ﻋﻠﻰ ﺑﺴﺎﻃﺘﻬﺎ ،ﻗﻴﻤﺔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻤﻘﺎﻳﻴﺲ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ﻟﻠﺘﺮآ ﺔ واﻟﻤﺨﻠﻔ ﺎت .ﻓﻤ ﺎذا أﻓﻌ ﻞ ﺑﺤﻘﻴﺒ ﺔ ﺕﺮآﻬﺎ ﺹﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺙﻤﺎﻥﻴﺔ أﺷﻬﺮ دون أﻳﺔ وﺹﻴﺔ أو ﺕﻮﺽﻴﺢ ﺧﺎص ..وﻣﺎت؟ هﻞ أﺕﺼﺪق ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﺮاء ،ﻣﺎداﻣﺖ أﺷﻴﺎء اﻟﻤﻮﺕﻰ ﻳﺠﺐ أن ﺕﻠﺤﻖ ﺑﻬﻢ ،أم أﺣﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ آﺬآﺮى ﻣﻦ ﺹﺪﻳﻖ ﻣﺎدﻣﻨ ﺎ ﻻ ﻥﺤﺘﻔﻆ إﻻ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎء اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ؟ أهﻲ ﻋﺐ ٌء ..أم أﻣﺎﻥﺔ؟ وإذا آﺎﻥﺖ ﻋﺒﺌًﺎ ..ﻟﻤﺎذا أﺧﺬﺕﻬﺎ ﻣﻨﻪ دون ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ،ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ أﻗﻨﻌﻪ ﺑﺤﻤﻠﻬﺎ ﻣﻌﻪ ،ﺑﺤﺠﺔ أﻥﻨﻲ ﻗﺪ أﺕﺮك ﺑﺎرﻳﺲ ﻣﺜﻼً؟ وإذا آﺎﻥﺖ أﻣﺎﻥﺔ ..أﻟﻢ ﺕﺘﺤﻮل ﺑﻤﻮت ﺹﺎﺣﺒﻬﺎ إﻟﻰ وﺹﻴﺔ .ﻓﻬﻞ ﻥﺘﺼﺪّق ﺑﻮﺹﺎﻳﺎ اﻟﺸﻬﺪاء ..هﻞ ﻥﻀﻌﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺑﻨﺎ هﺪﻳ ﺔ ﻷول ﻋﺎﺑﺮ ﺱﺒﻴﻞ؟ وآﻨﺖ أدري ﺧﻼل ﺕﻠﻚ اﻷﻳﺎم اﻟﺘﻲ ﻋﺸﺘﻬﺎ ﻣﺴﻜﻮﻥًﺎ ﺑﻬﺎﺝﺲ ﺕﻠﻚ اﻟﺤﻘﻴﺒﺔ أﻥﻨﻲ أرهﻖ ﻥﻔﺴﻲ هﺒﺎءً ،وأن ﻣﺤﺘﻮاه ﺎ وﺣ ﺪﻩ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﺤ ﺪد ﻗﻴﻤﺘﻬ ﺎ وﺹ ﻔﺘﻬﺎ ،وﻳﺤ ﺪد ﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻣ ﺎ ﻳﻤﻜ ﻦ أن أﻓﻌﻠ ﻪ ﺑﻬ ﺎ .وﻟ ﺬا ﺑ ﺪأت أﺧﺎﻓﻬ ﺎ ﻓﺠ ﺄة ،أﻥ ﺎ اﻟ ﺬي ﻟ ﻢ أآ ﻦ أﻋﻴﺮهﺎ اهﺘﻤﺎﻣًﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. ﺕﺮى أآﺎن ﻣﻮت زﻳﺎد هﻮ اﻟﺬي أﺽﻔﻰ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ذﻟ ﻚ اﻟﻄ ﺎﺑﻊ اﻟﻤﺮﺑ ﻚ ،أم أﻥﻨ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ،آﻨ ﺖ أﺧ ﺎف أن ﺕﺤﻤ ﻞ ﻟ ﻲ ﺱﺮّك ،ﺕﺤﻤﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻨﻚ آﻨﺖ أﺧﺎف أن أﻋﺮﻓﻪ؟ *** ﻚ. آﺎن ﻻ ﺑﺪ أن أﻓﺘﺢ ﺕﻠﻚ اﻟﺤﻘﻴﺒﺔ ..ﻷﻏﻠﻖ أﺑﻮاب اﻟﺸ ّ أﺧﺬت ذﻟﻚ اﻟﻘﺮار ذات ﻟﻴﻠﺔ ﺱﺒﺖ ،ﺑﻌﺪ ﻣﺮور أﺱﺒﻮع ﻋﻠﻰ ﻗﺮاءﺕﻲ ﺧﺒﺮ اﺱﺘﺸﻬﺎد زﻳﺎد. آﺎن هﻨﺎك اﺣﺘﻤﺎل ﺁﺧﺮ ﻓﻘ ﻂ ،ﻻ ﻳﺨﻠ ﻮ ﻣ ﻦ اﻟﺤﻤﺎﻗ ﺔ ،آ ﺄن ﺁﺧ ﺬهﺎ إﻟ ﻰ ﻣﻘ ﺮ اﻟﻤﻨﻈﻤ ﺔ وأﺱ ﻠّﻤﻬﺎ ﻷﺣ ﺪهﻢ هﻨ ﺎك ،ﻟﻴﺘﻜ ّﻔ ﻞ ﺑﺈرﺱﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ أﻗﺮﺑﺎء زﻳﺎد ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن أو ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﺁﺧﺮ.. وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻋﺪﻟﺖ ﻋﻦ هﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺴﺎذﺝﺔ وأﻥﺎ أﺕﺬآّﺮ أﻥﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﺰﻳﺎد ﻣﻦ أهﻞ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن .ﻓﻠﻤﻦ ﺱﻴﺴﻠّﻤﻬﺎ ه ﺆﻻء ..وﻋﻨ ﺪ أﻳﺔ ﻗﺒﻴﻠﺔ وأﻳﺔ ﻓﺼﻴﻠﺔ ﺱﻴﻨﺘﻬﻲ ﻣﺼﻴﺮهﺎ؟ ﻣ ﻦ ﺱ ﻴﻜﻮن »أﺑﻮه ﺎ« ..وهﻨﺎﻟ ﻚ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ »أﺑ ﻮ« ﻳﻌﺘﻘ ﺪ أﻥ ﻪ ﻳﻨﻔ ﺮد وﺣ ﺪﻩ ﺑ ﺄﺑﻮّة اﻟﻘﻀ ﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴ ﻄﻴﻨﻴﺔ ،وأﻥ ﻪ اﻟﻮرﻳ ﺚ اﻟﺸﺮﻋﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﺸﻬﺪاء ..وأن اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺧﻮﻥﺔ؟ وﻣﻦ أدراﻥﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺎت زﻳﺎد؟ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ »اﻹﺧﻮة« ..أم ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ اﻷﻋﺪاء؟ أﻣﺎ آﺎن ﻳﻘ ﻮل» :ﻟﻘ ﺪ ﺣﻮّﻟ ﻮا »اﻟﻘﻀ ﻴﺔ« إﻟ ﻰ ﻗﻀ ﺎﻳﺎ.. ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﻗﺘﻠﻨﺎ ﺕﺤﺖ ﺕﺴﻤﻴﺔ أﺧﺮى ﻏﻴﺮ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ«.. ﻓﺒﺄﻳﺔ رﺹﺎﺹﺔ ﻣﺎت زﻳﺎد ..وﺧﻴﺮة اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻗﺘﻞ ﺑﺮﺹﺎص ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ..أو ﻋﺮﺑﻲ ﻻ ﻏﻴﺮ؟ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﺴﺎء ..ارﺕﺠﻔﺖ ﻳﺪي وأﻥﺎ أﻓﻚ أﻗﻔﺎل ﺕﻠﻚ اﻟﺤﻘﻴﺒﺔ. ﺷﻲء ﻣﺎ ﺝﻌﻠﻨﻲ أﺕﺬآّﺮ أﻥﻨﻲ أﻣﻠﻚ ﻳﺪّا واﺣﺪة. ﻟ ﻢ ﺕﻜ ﻦ اﻟﺤﻘﻴﺒ ﺔ ﻣﻐﻠﻘ ﺔ ﺑﻤﻔﺘ ﺎح وﻻ ﺑﺄﻗﻔ ﺎل ﺝﺎﻥﺒﻴ ﺔ .وآﺄﻥ ﻪ ﺕﻌ ّﻤ ﺪ أن ﻳﺘﺮآﻬ ﺎ ﻟ ﻲ ﺷ ﺒﻪ ﻣﻔﺘﻮﺣ ﺔ آﻤ ﺎ ﻳﺘ ﺮك أﺣ ﺪ اﻟﺒ ﺎب ﻣﻮارﺑﺎً ،ﻓﻲ دﻋﻮة ﺹﺎﻣﺘﺔ ﻟﻠﺪﺧﻮل. ١٣٦
ﻞ ﻥﻈ ﺎم ﻋﻠ ﻰ ﺑﻌ ﺪهﻢ آﺜ ﺮت »وآ ﺎﻻت اﻟﺴ ﻔﺮﻳﺎت« و »اﻟ ﺮﺣﻼت اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ« .أﺹ ﺒﺤﺖ ﻇ ﺎهﺮة ﻋﺮﺑﻴ ﺔ ﻳﺤﺘﺮﻓﻬ ﺎ آ ّ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ.. ﻞ ﻣﻨّﺎ ﺱﻜّﺔ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ﺕﻨﺘﻈﺮ ﻗﻄﺎرًا ﻣﺎ ..ﻳﺤﺰﻥﻨﺎ أن ﻥﺄﺧ ﺬﻩ .. ﺑﻌﺪهﻢ أﺹﺒﺢ اﻟﻮﻃﻦ ﻣﺠﺮد ﻣﺤﻄﺔ .وأﺹﺒﺤﺖ ﻓﻲ أﻋﻤﺎق آ ّ وﻳﺤﺰﻥﻨﺎ أن ﻳﺴﺎﻓﺮ دوﻥﻨﺎ. رﺣﻞ زﻳﺎد إذن.. وإذا ﺑﺤﻘﻴﺒﺘﻪ اﻟﺴﻮداء اﻟﻤﻨﺴﻴّﺔ ﻓﻲ رآﻦ ﺧﺰاﻥﺘﻪ ،ﻣﻨﺬ ﻋﺪة ﺷﻬﻮر ،ﺕﻐﻄّﻲ ﻓﺠﺄة ﻋﻠﻰ آ ﻞ أﺙ ﺎث اﻟﺒﻴ ﺖ ،وﺕﺼ ﺒﺢ أﺙ ﺎﺙﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ ،ﺣﺘﻰ أﻥﻨﻲ ﻻ أرى ﻏﻴﺮهﺎ. ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻋﻮد إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ .أﺷﻌﺮ أﻥﻬ ﺎ ﺕﻨﺘﻈﺮﻥ ﻲ وأﻥﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻮﻋ ﺪ ﻣﻌ ﻪ .ﻋﻨ ﺪﻣﺎ أﺕ ﺮك ﺑﻴﺘ ﻲ ،أﺷ ﻌﺮ أﻥﻨ ﻲ أه ﺮب ﻣﻨﻬ ﺎ وأﻥﻬﺎ آﺎﻥﺖ ﺑﻠﻐﺰهﺎ ﺝﺎﺙﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺹﺪري ،دون أن أدري. وﻟﻜ ﻦ آﻴ ﻒ اﻟﻬ ﺮوب ﻣﻨﻬ ﺎ وه ﻲ ﺕﺘ ﺮﺑﺺ ﺑ ﻲ آ ﻞ ﻣﺴ ﺎء ،ﻋﻨ ﺪﻣﺎ أﻃﻔ ﺊ ﺝﻬ ﺎز اﻟﺘﻠﻔﺰﻳ ﻮن ،وأﺝﻠ ﺲ وﺣﻴ ﺪًا ﻷدﺧ ﻦ ﺱﻴﺠﺎرة ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻮم ﻓﻴﺒﺪأ اﻟﻌﺬاب.. وأﻋﻮد إﻟﻰ اﻟﺴﺆال ﻥﻔﺴﻪ :ﻣﺎذا داﺧﻞ هﺬﻩ اﻟﺤﻘﻴﺒﺔ ..وﻣﺎذا أﻓﻌﻞ ﺑﻬﺎ؟ ﻼ وﺣﺎﺝ ﺎﺕﻬﻢ اﻟﺨﺎﺹ ﺔ .ﻓﺘﻌ ﻮد )أ ّﻣ ﺄ( إﻟ ﻰ اﻟ ﺬاآﺮة أﺣﺎول أن أﺕﺬآّﺮ ﻣﺎذا ﻳﻔﻌﻞ اﻟﻨﺎس ﻋﺎدة ﺑﺄﺷ ﻴﺎء اﻟﻤ ﻮﺕﻰ .ﺑﺜﻴ ﺎﺑﻬﻢ ﻣ ﺜ ً وﻣﻌﻬﺎ ﺕﻠﻚ اﻷﻳﺎم اﻟﻤﺆﻟﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺱﺒﻘﺖ وﺕﻠﺖ وﻓﺎﺕﻬﺎ. ﻲ .ﻓﻘ ﺪ أﺕﺬآّﺮ ﺙﻴﺎﺑﻬﺎ وأﺷﻴﺎءهﺎ ،أﺕﺬآﺮ )آﻨﺪورﺕﻬﺎ( اﻟﻌﻨﺎﺑﻲ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺕﻜﻦ أﺝﻤ ﻞ أﺙﻮاﺑﻬ ﺎ ،وﻟﻜﻨﻬ ﺎ آﺎﻥ ﺖ أﺣ ﺐ أﺙﻮاﺑﻬ ﺎ إﻟ ّ ﺕﻌﻮدت أن أراهﺎ ﺕﻠﺒﺴﻬﺎ ﻓﻲ آﻞ اﻟﻤﻨﺎﺱﺒﺎت. آﺎﻥﺖ اﻟﺜﻮب اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ اﻷآﺜﺮ ﻋﻄﺮهﺎ وراﺉﺤﺘﻬﺎ اﻟﻤﻤﻴﺰة ،راﺉﺤﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺒﺮ ،ﺷﻲء ﻣ ﻦ ﻋﺮﻗﻬ ﺎ ،وﺷ ﻲء ﺷﺒﻴﻪ ﺑﺎﻟﻴﺎﺱﻤﻴﻦ اﻟﻤﻌﺘّﻖ .ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﻋﻄﻮر ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺑﺪاﺉﻴﺔ ،آﻨﺖ أﺱﺘﻨﺸﻖ ﻣﻌﻬﺎ اﻷﻣﻮﻣﺔ. ﺱﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺕﻠﻚ )اﻟﻜﻨﺪورة( ﺑﻌﺪ أﻳﺎم ﻣﻦ وﻓ ﺎة )أ ّﻣ ﺎ( ﻓﻘﻴ ﻞ ﻟ ﻲ ﺑﺸ ﻲء ﻣ ﻦ اﻻﺱ ﺘﻐﺮاب إﻥﻬ ﺎ أﻋﻄﻴ ﺖ ﻣ ﻊ أﺷ ﻴﺎء أﺧ ﺮى ﻟﻠﻨﺴﺎء اﻟﻔﻘﻴﺮات ،اﻟﻼﺕﻲ ﺣﻀﺮن ﻹﻋﺪاد اﻟﻄﻌﺎم ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم. ﺹﺮﺧﺖ» :إﻥﻬﺎ ﻟﻲ ..آﻨﺖ أرﻳﺪهﺎ «..وﻟﻜﻦ ﺧﺎﻟﺘﻲ اﻟﻜﺒﺮى ﻗﺎﻟﺖ» :إن أﺷﻴﺎء اﻟﻤﻴ ﺖ ﻳﺠ ﺐ أن ﺕﺨ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟﺒﻴ ﺖ ﻗﺒ ﻞ ﺧﺮوﺝﻪ ﻣﻨﻪ ..ﻣﺎ ﻋﺪا ﺑﻌﺾ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﺬآﺮى أو ﻟﻠﺒﺮآﺔ«. وﻣﻘﻴﺎس )أﻣّﺎ( ..ذﻟﻚ اﻟﺴﻮار اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻔﺎرق ﻣﻌﺼﻤﻬﺎ ﻳﻮﻣًﺎ وآﺄﻥﻬﺎ وﻟﺪت ﺑﻪ ،ﻣﺎذا ﺕﺮاهﻢ ﻓﻌﻠﻮا ﺑﻪ؟ ﻟﻢ أﺝﺮؤ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺆال. آﺎن أﺧﻲ ﺣﺴّﺎن اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺘﺠ ﺎوز اﻟﺴ ﻨﻮات اﻟﻌﺸ ﺮ ،ﻻ ﻳﻌ ﻲ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻣﻤ ﺎ ﻳﺤ ﺪث ﺣﻮﻟ ﻪ ﺱ ﻮى وﻓ ﺎة )أ ّﻣ ﺎ( وﻏﻴﺎﺑﻬ ﺎ اﻟﻨﻬﺎﺉﻲ. وآﻨﺖ ﻣﺤﺎﻃًﺎ ﺑﺤﺸﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻼﺕﻲ آﻦ ﻳﻘﺮّرن آﻞ ﺷﻲء .آﺄن ذﻟﻚ اﻟﺒﻴﺖ أﺹﺒﺢ ﻓﺠﺄة ﻟﻬﻦ: أﻳﻦ )ﻣﻘﻴﺎس( أﻣّﺎ؟ ﻣﻦ اﻷرﺝﺢ أن ﻳﻜﻮن ﻗﺪ أﺹﺒﺢ ﻣﻦ ﻥﺼﻴﺐ إﺣﺪى اﻟﺨ ﺎﻻت ،أو رﺑﻤ ﺎ اﺱ ﺘﺤﻮذ ﻋﻠﻴ ﻪ أﺑ ﻲ ﻣ ﻊ ﺑﻘﻴ ﺔ ﺹﻴﻐﺘﻬﺎ ﻟﻴﻘﺪّﻣﻬﺎ هﺪﻳﺔ ﻟﻌﺮوﺱﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪة. آﻠﻤﺎ ﻋﺪت إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﺬآﺮى وﺕﻔﺎﺹﻴﻠﻬﺎ ،ازدادت ﻋﻼﻗﺘﻲ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺤﻘﻴﺒﺔ ﺕﻌﻘﻴﺪًا. ١٣٥
وِﻟ َﻢ اﻟﺒﻜﺎء؟ ﻼ ﻓﻲ ﻣﻌﺮآﺔ ﻣﺎ آﻤﺎ أراد أﻳﻀًﺎ. ﻟﻘﺪ ﻣﺎت ﺷﺎﻋﺮًا آﻤﺎ أراد ..ذات ﺹﻴﻒ آﻤﺎ أراد .ﻣﻘﺎﺕ ً ﻟﻘﺪ هﺰﻣﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﺑﻤﻮﺕﻪ. ﺕﺬآّﺮت وﻗﺘﻬﺎ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﻘﻮﻟﺔ اﻟﺮاﺉﻌﺔ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ واﻟﺮﺱﺎم »ﺝﺎن آﻮآﺘﻮ« اﻟﺬي آﺘﺐ ﻳﻮﻣًﺎ ﺱﻴﻨﺎرﻳﻮ ﻓ ﻴﻠﻢ ﻳﺘﺼ ﻮر ﻓﻴ ﻪ ﻣﻮﺕ ﻪ ﻣﺴﺒﻘﺎً ،ﻓﺘﻮﺝﻪ إﻟﻰ ﺑﻴﻜﺎﺱﻮ وإﻟﻰ أﺹﺪﻗﺎﺉﻪ اﻟﻘﻼﺉﻞ اﻟﺬﻳﻦ وﻗﻔﻮا ﻳﺒﻜﻮﻥﻪ ،ﻟﻴﻘﻮل ﻟﻬﻢ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺴ ﺨﺮﻳﺔ اﻟﻤﻮﺝﻌ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻳﺘﻘﻨﻬﺎ: »ﻻ ﺕﺒﻜﻮا هﻜﺬا ..ﺕﻈﺎهﺮوا ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء ..ﻓﺎﻟﺸﻌﺮاء ﻻ ﻳﻤﻮﺕﻮن .إﻥﻬﻢ ﻳﺘﻈﺎهﺮون ﺑﺎﻟﻤﻮت ﻓﻘﻂ!«. وﻣﺎذا ﻟﻮ آﺎن زﻳﺎد ﻳﺘﻈﺎهﺮ ﺑ ﺎﻟﻤﻮت ﻓﻘ ﻂ؟ ﻟ ﻮ ﻓﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻋ ﻦ ﻋﻨ ﺎد ..ﻟﻴﻘﻨﻌﻨ ﻲ أن اﻟﺸ ﻌﺮاء ﻳﻤﻮﺕ ﻮن ﺣﻘ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻴﻒ وﻳﺒﻌﺜﻮن ﻓﻲ آﻞ اﻟﻔﺼﻮل؟ ﺖ.. وأﻥ ِ ﺕﺮاك ﺕﺪرﻳﻦ؟ هﻞ أﺕﺎك ﺧﺒﺮ ﻣﻮﺕﻪ؟ أم ﺱﻴﺄﺕﻴﻚ ذات ﻳﻮم وﺱﻂ ﻗﺼﺔ أﺧﺮى وأﺑﻄﺎل ﺁﺧﺮﻳﻦ؟ وﻣﺎذا ﺱﺘﻔﻌﻠﻴﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ؟ أﺱﺘﺒﻜﻴﻨﻪ ..أم ﺕﺠﻠﺴﻴﻦ ﻟﺘﺒﻨﻲ ﻟﻪ ﺽﺮﻳﺤًﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت ،وﺕﺪﻓﻨﻴ ﻪ ﺑ ﻴﻦ دﻓّﺘ ﻲ آﺘ ﺎب ،آﻤ ﺎ ﺕﻌ ﻮدت ﻞ ﻣﻦ أﺣﺒﺒﺖ وﻗﺮرت ﻗﺘﻠﻬﻢ ﻳﻮﻣﺎً؟ أن ﺕﺪﻓﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ آ ّ هﻮ اﻟﺬي آﺎن ﻳﻜﺮﻩ اﻟﺮﺙﺎء ،آﺮاهﻴﺘﻪ ﻟﺮﺑﻄﺎت اﻟﻌﻨﻖ واﻟﺒﺪﻻت اﻟﻔﺎﺧﺮة ،ﺑﺄﻳﺔ ﻟﻐﺔ ﺱﺘﺮﺙﻴﻨﻪ؟ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ..ﻟﻘﺪ هﺰﻣﻚ زﻳﺎد آﻤﺎ هﺰﻣﻨﻲ. وﺽﻌﻚ أﻣﺎم اﻟﺤﺪ اﻟﻔﺎﺹﻞ ﺑﻴﻦ ﻟﻌﺒﺔ اﻟﻤﻮت ..واﻟﻤﻮت .ﻓﻠﻴﺲ آﻞ اﻷﺑﻄﺎل ﻗﺎﺑﻠﻴﻦ ﻟﻠﻤﻮت ﻋﻠﻰ اﻟﻮرق. هﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻳﺨﺘﺎرون ﻣﻮﺕﻬﻢ وﺣﺪهﻢ ..وﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﻟﻤﺠﺮد رواﻳﺔ. وآﺎن ﻳﻜﺬب ..آﺒﻄﻞ ﺝﺎهﺰ ﻟﺮواﻳﺔ. آﺎن ﻳﻜﺎﺑﺮ وﻳﺪّﻋﻲ أن ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ وﺣﺪهﺎ أﻣّﻪ .وﻳﻌﺘﺮف أﺣﻴﺎﻥًﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﻌﺪ أآﺜﺮ ﻣﻦ آﺄس ،أن ﻻ ﻗﺒﺮ ﻷﻣﻪ ،ﺕﻠﻚ اﻟﺘﻲ دﻓﻨ ﺖ ﻞ اﻟﺰﻋﺘﺮ(. ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺝﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻤﺬﺑﺤﺔ أوﻟﻰ آﺎن اﺱﻤﻬﺎ )ﺕ ّ وإﻥﻬﻢ أﺧﺬوا ﺹﻮرًا ﺕﺬآﺎرﻳﺔ ،ورﻓﻌﻮا ﻋﻼﻣﺎت اﻟﻨﺼﺮ ووﻗﻔﻮا ﺑﺄﺣﺬﻳﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺝﺜﺚ ..ﻗﺪ ﺕﻜﻮن ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺝﺜّﺘﻬﺎ. وﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ﻓﻘﻂ آﺎن ﻳﺒﺪو ﻟﻲ أﻥﻪ ﻳﺒﻜﻲ. َﻓِﻠ َﻢ اﻟﺒﻜﺎء زﻳﺎد؟ ﻻ .وه ﺎ أﻥ ﺖ ذا ﺕﻮاﺹ ﻞ ﺑﻤﻮﺕ ﻚ ﻣﻨﻄ ﻖ اﻷﺷ ﻴﺎء .ﻓ ﻼ ﻞ ﻣﺬﺑﺤﺔ ﺕﺮآﺖ ﻗﺒﺮًا ﻣﺠﻬﻮ ً ﻓﻲ آﻞ ﻣﻌﺮآﺔ آﺎﻥﺖ ﻟﻚ ﺝﺜّﺔ .ﻓﻲ آ ّ ﺷﻲ آﺎن ﻓﻲ اﻥﺘﻈﺎرك ﻏﻴﺮ ﻗﻄﺎر اﻟﻤﻮت. ﻞ اﻟﺰﻋﺘﺮ ،وهﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ أﺧﺬ ﻗﻄﺎر )ﺑﻴﺮوت (٨٢أو ﻗﻄﺎر ﺹﺒﺮا وﺷﺎﺕﻴﻼ.. هﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ أﺧﺬ ﻗﻄﺎر ﺕ ّ وهﻨﺎك ﻣﻦ هﻨﺎ أو هﻨﺎك ،ﻣﺎزال ﻳﻨﺘﻈﺮ رﺣﻠﺘﻪ اﻷﺧﻴﺮة ،ﻓﻲ ﻣﺨﻴّﻢ أو ﻓﻲ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺑﻴﺖ ،أو ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻋﺮﺑﻲ ﻣﺎ.. ﻞ ﻗﻄﺎر وﻗﻄﺎر ..ﻗﻄﺎر. وﺑﻴﻦ آ ّ ﻞ ﻣﻮت وﻣﻮت ..ﻣﻮت. ﺑﻴﻦ آ ّ ﻞ ﻥﺸﺮة أﺧﺒﺎر! ﻓﻤﺎ أﺱﻌﺪ اﻟﺬﻳﻦ أﺧﺬوا اﻟﻘﻄﺎر ﺹﺪﻳﻘﻲ .ﻣﺎ أﺱﻌﺪهﻢ وﻣﺎ أﺕﻌﺴﻨﺎ أﻣﺎم آ ّ ١٣٤
ﻣﺎذا ﻟﻮ آﺎن اﻟﺸﻌﺮاء ﻳﻘﻠّﺪون ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻮت أﻳﻀﺎً؟ ﻣﺎذا ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻥﻮا ﻓﺮاﺷﺎت ﻓﻘﻂ؟ ﻟﻮ آﺎﻥﻮا ﻣﺜﻞ ﺣﻴﺘ ﺎن اﻟﺒ ﺎﻟﻴﻦ اﻟﻀﺨﻤﺔ ﻳﺤﺒّﻮن اﻟﻤﻮت ﺝﻤﺎﻋﻴًﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﺱﻢ ﻥﻔﺴﻬﺎ ..ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻄﺂن ذاﺕﻬﺎ؟ ﻟﻘﺪ اﻥﺘﺤﺮ )هﻤﻨﻐﻮاي( أﻳﻀًﺎ ﺹﻴﻒ ١٩٦١ﺕﺎرآًﺎ ﺧﻠﻔﻪ ﻣﺴﻮدّة رواﻳﺘﻪ اﻷﺧﻴﺮة »اﻟﺼﻴﻒ اﻟﺨﻄﺮ«. ﻓﺄﻳﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺼﻴﻒ وﺑﻴﻦ آ ّ ﻞ هﺆﻻء اﻟﺮواﺉﻴﻴﻦ واﻟﺸﻌﺮاء اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻼﻗﻮا؟ آﺎن ﻻ ﺑﺪ أﻻ أﺕﻌﻤّﻖ آﺜﻴﺮًا ﻓ ﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻔﻜ ﺮة ،وآ ﺄﻥﻨﻲ أﺱ ﺘﺪرج ﺑﻬ ﺎ اﻟﻘ ﺪر أو أﺕﺤ ﺪاﻩ ،ﻓﻴﻌﻄﻴﻨ ﻲ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﺼ ﻴﻒ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺼﻔﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ أﻥﻬﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪ ،ﺑﺮﻏﻢ ﻣﺮور اﻟﺴﻨﻮات. *** ﻣﺎت زﻳﺎد.. وهﺎ هﻮ ﺧﺒﺮ ﻥﻌﻴﻪ ﻳﻘﻔﺰ ﻣﺼﺎدﻓﺔ ﻣ ﻦ ﻣﺮﺑ ﻊ ﺹ ﻐﻴﺮ ﻓ ﻲ ﺝﺮﻳ ﺪة إﻟ ﻰ اﻟﻌ ﻴﻦ ..ﺙ ﻢ إﻟ ﻰ اﻟﻘﻠ ﺐ ..ﻓﻴﺘﻮ ّﻗ ﻒ اﻟ ﺰﻣﻦ .ﻳﺘﻜ ﻮّر اﻟﻨﺒﺄ ﻏﺼّﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻲ ،ﻓﻼ أﺹﺮخ ..وﻻ أﺑﻜﻲ. ُأﺹﺎب ﺑﺸﻠﻞ اﻟﺬهﻮل ﻓﻘﻂ ،وﺹﺎﻋﻘﺔ اﻟﻔﺠﻴﻌﺔ. آﻴﻒ ﺣﺪث هﺬا؟ .وآﻴﻒ ﻟﻢ أﺕﻮﻗﻊ ﻣﻮﺕﻪ وﻥﻈﺮاﺕﻪ اﻷﺧﻴﺮة ﻟﻲ آﺎﻥﺖ ﺕﺤﻤﻞ أآﺜﺮ ﻣﻦ وداع؟ ﻣﺎزاﻟﺖ ﺣﻘﻴﺒﺘﻪ هﻨﺎ ،ﻓﻲ ﺧﺰاﻥﺔ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﺕﻔﺎﺝﺌﻨﻲ ﻋﺪة ﻣﺮات ﻓﻲ اﻟﻴﻮم وأﻥﺎ أﺑﺤﺚ ﻋﻦ أﺷﻴﺎﺉﻲ. ﻟﻘﺪ ﻋﺎد هﻨﺎك دون أﻣﺘﻌﺔ .أآﺎن ﻳﻌﺮف أﻥﻪ ﻟﻦ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ آﺜﻴﺮ ﻣ ﻦ اﻟ ﺰاد ﻟﺮﺣﻠﺘ ﻪ اﻷﺧﻴ ﺮة ،أم آ ﺎن ﻳﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﻮدة ﻟﻴﺴﺘﻘ ّﺮ هﻨﺎ وﻳﻌﻴﺶ إﻟﻰ ﺝﻮارك آﻤﺎ آﻨﺖ أﺕﻮهﻢ ﺕﺤﺖ ﺕﺄﺙﻴﺮ ﻏﻴﺮﺕﻲ؟ ﻟﻢ أﺱﺄﻟﻪ ﻳﻮﻣﻬ ﺎ ﻋ ﻦ ﻗ ﺮارﻩ اﻷﺧﻴ ﺮ .ﻟﻘ ﺪ ﺱ ﻜﻦ اﻟﺼ ﻤﺖ ﺑﻴﻨﻨ ﺎ ﻓ ﻲ اﻷﻳ ﺎم اﻷﺧﻴ ﺮة .وأﺹ ﺒﺤﺖ أﺕﺤﺎﺷ ﻰ اﻟﺠﻠ ﻮس إﻟﻴ ﻪ. وآﺄﻥﻨﻲ أﺧﺎف أن ﻳﻌﺘﺮف ﻟﻲ ﺑﺄﻣﺮ أﺧﺸﺎﻩ أو ﺑﻘﺮار أﺕﻮﻗﻌﻪ. ﻼ ﺑﺤﻘﻴﺒﺔ ﻳﺪ ﺹﻐﻴﺮة .ﻗﺎل ﻟ ﻲ ﻣﻌﺘ ﺬرًا ﻓﻘ ﻂ» :أﻻ ﻳﺰﻋﺠ ﻚ أن أﺕ ﺮك ه ﺬﻩ اﻷﻳ ﺎم اﻟﺤﻘﻴﺒ ﺔ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺷﻴﺌًﺎ وهﻮ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﻣﺤ ّﻤ ً ﻋﻨﺪك ..أﻥﺖ ﺕﺪري أن ﻣﻀﺎﻳﻘﺎت اﻟﻤﻄﺎرات آﺜﻴﺮة هﺬﻩ اﻷﻳﺎم ،وﻻ أرﻳﺪ أن أﻥﻘﻞ أﺷﻴﺎﺉﻲ ﻣ ﺮة أﺧ ﺮى ﻣ ﻦ ﻣﻄ ﺎر إﻟ ﻰ ﺁﺧﺮ«.. ﺙﻢ أﺽﺎف ﺑﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ» :ﺧﺎﺹ ًﺔ أن ﻻ ﺷﻲء ﻳﻨﺘﻈﺮﻥﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺎر اﻷﺧﻴﺮ!«. ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺊ ﺣﺪﺱﻪ إذن ..ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ اﻥﺘﻈﺎرﻩ ﺱﻮى رﺹﺎﺹﺔ اﻟﻤﻮت. ﻣﺎزﻟﺖ أذآﺮ ﻗﻮﻟﻪ ﻣﺮة» :ﻟﻨﺎ ﻓﻲ آﻞ وﻃﻦ ﻣﻘﺒﺮة ..ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺘﻨﺎ ..ﺑﺎﺱﻢ آﻞ اﻟﺜﻮرات وﺑﺎﺱﻢ آ ّ ﻞ اﻟﻜﺘﺐ«.. وﻟﻢ ﺕﻘﺘﻠﻪ ﻗﻨﺎﻋﺎﺕﻪ هﺬﻩ اﻟﻤﺮة ..ﻗﺘﻠﺘﻪ هﻮﻳﺘﻪ ﻓﻘﻂ! ﻥﺨﺐ ﺽﺤﻜﺘﻪ ﺱﻜﺮت ذﻟﻚ اﻟﻤﺴﺎء. ﻥﺨﺐ ﺣﺰﻥﻪ اﻟﻤﻜﺎﺑﺮ أﻳﻀًﺎ ..ذﻟﻚ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﺎدﻟﻪ ﺣﺰن. ﻥﺨﺐ رﺣﻴﻠﻪ اﻟﺠﻤﻴﻞ ..ﻥﺨﺐ رﺣﻴﻠﻪ اﻷﺧﻴﺮ. ﺑﻜﻴﺘﻪ ذﻟﻚ اﻟﻤﺴﺎء.. ذﻟﻚ اﻟﺒﻜﺎء اﻟﻤﻮﺝﻊ اﻟﻤﻜﺎﺑﺮ اﻟﺬي ﻥﺴﺮﻗﻪ ﺱﺮًا ﻣﻦ رﺝﻮﻟﺘﻨﺎ. وﺕﺴﺎءﻟﺖ أي رﺝﻞ ﻓﻴﻪ آﻨﺖ أﺑﻜﻲ اﻷآﺜﺮ. ١٣٣
آﺎن ﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺹﻴﻒ ٨٢ﻃﻌﻢ اﻟﻤﺮارة اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ،وﻣﺬاق اﻟﻴﺄس اﻟﻘﺎﺕﻞ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﻤ ﻊ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺨﻴﺒ ﺎت اﻟﺬاﺕﻴ ﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴ ﺔ ﻣ ﺮّة واﺣﺪة. وآﻨﺖ أﻋﻴﺶ ﺑﻴﻦ ﺧﺒﺮﻳْﻦ :ﺧﺒﺮ ﺹﻤﺘﻚ اﻟﻤﺘﻮاﺹﻞ ،وﺧﺒﺮ اﻟﻔﺠﺎﺉﻊ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. آﺎن ﻗﺪري ﻳﺘﺮﺑّﺺ ﺑﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺮة ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺁﺧﺮ .ﻓﻘ ﺪ ﺝ ﺎء اﺝﺘﻴ ﺎح إﺱ ﺮاﺉﻴﻞ اﻟﻤﻔ ﺎﺝﺊ ﻟﺒﻴ ﺮوت ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﺼ ﻴﻒ، وإﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﺹﻤﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻟﻌﺪة أﺱﺎﺑﻴﻊ ..ﻋﻠﻰ ﻣﺮأى ﻣﻦ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﺎآﻢ ..وأآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮن ﻋﺮﺑﻲ ..ﺝﺎء ﻳﻨ ﺰل ﺑ ﻲ ﻋﺪّة ﻃﻮاﺑﻖ ﻓﻲ ﺱﻠّﻢ اﻟﻴﺄس. أذآﺮ أن ﺧﺒﺮًا ﺹﻐﻴﺮًا اﻥﻔﺮد ﺑﻲ وﻗﺘﻬﺎ وﻏﻄّﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻴ ﺔ اﻷﺧﺒ ﺎر .ﻓﻘ ﺪ ﻣ ﺎت اﻟﺸ ﺎﻋﺮ اﻟﻠﺒﻨ ﺎﻥﻲ ﺧﻠﻴ ﻞ ﺣ ﺎوي ﻣﻨﺘﺤ ﺮًا ﺑﻄﻠﻘﺎت ﻥﺎرﻳّﺔ ،اﺣﺘﺠﺎﺝًﺎ ﻋﻠﻰ اﺝﺘﻴﺎح إﺱﺮاﺉﻴﻞ ﻟﻠﺠﻨﻮب اﻟﺬي آﺎن ﺝﻨﻮﺑﻪ وﺣﺪﻩ ،واﻟﺬي رﻓ ﺾ أن ﻳﺘﻘﺎﺱ ﻢ ه ﻮاءﻩ ﻣ ﻊ إﺱﺮاﺉﻴﻞ.. آﺎن ﻟﻤﻮت ذﻟﻚ اﻟﺮﺝﻞ اﻟﺬي ﻟﻢ أآﻦ ﻗﺪ ﺱﻤﻌﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،أﻟﻢ ﻣﻤﻴّﺰ ﻓﺮﻳﺪ اﻟﻤﺮارة. ﺞ ﺑ ﻪ ﺱ ﻮى ﻣﻮﺕ ﻪ ..وﻻ ﻳﺠ ﺪ ورﻗ ًﺎ ﻳﻜﺘ ﺐ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺱ ﻮى ﺝﺴ ﺪﻩ ..ﻋﻨ ﺪهﺎ ﻳﻜ ﻮن ﻗ ﺪ أﻃﻠ ﻖ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﺠﺪ ﺷﺎﻋﺮ ﺷﻴﺌًﺎ ﻳﺤﺘ ّ اﻟﻨﺎر أﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ. ذهﺐ ﻗﻠﺒﻲ ﻃﻮال ﺕﻠﻚ اﻷﻳﺎم ﻋﻨﺪ زﻳﺎد.. آﺎن ﻗﺪﻳﻤًﺎ ﻳﻘﻮل »:اﻟﺸﻌﺮاء ﻓﺮاﺷﺎت ﺕﻤﻮت ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻒ« .آﺎن وﻗﺘﻬﺎ ﻣﻮﻟﻌًﺎ ﺑﺎﻟﺮواﺉﻲ اﻟﻴﺎﺑﺎﻥﻲ »ﻣﻴﺸﻴﻤﺎ« اﻟ ﺬي ﻣ ﺎت ﻣﻨﺘﺤﺮًا أﻳﻀًﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أﺧﺮى اﺣﺘﺠﺎﺝًﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺒﺔ أﺧﺮى.. ﺕﺮاﻩ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻣﻦ وﺣﻲ أﺣﺪ ﻋﻨﺎوﻳﻦ ﻣﻴﺸﻴﻤﺎ» :اﻟﻤﻮت ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻒ« ،أم أﻥﻬﺎ ﻓﻜﺮة ﻣﺴﺒﻘﺔ ﻣﺎدام ﻳ ﺪاﻓﻊ ﻋﻨﻬ ﺎ ﺑﺴ ﺮد ﻗﺎﺉﻤﺔ ﺑﺄﺱﻤﺎء اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﺬﻳﻦ اﺧﺘﺎروا هﺬا اﻟﻤﻮﺱﻢ ﻟﻴﺮﺣﻠﻮا؟ ﻲ. آﻨﺖ أﺱﺘﻤﻊ إﻟﻴﻪ ﺁﻥﺬاك ،وأﺣﺎول أن أﻗﺎﺑﻞ ﻥﻈﺮﺕﻪ اﻟﺘﺸﺎؤﻣﻴﺔ ﻟﻠﺼﻴﻒ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ،ﺧﺸﻴﺔ أن ﻳﻨﻘﻞ ﻋﺪواﻩ إﻟ ّ ﻓﺄﻗﻮل ﻟﻪ ﻣﺎزﺣًﺎ» :ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﺱﺮد ﻋﻠﻴﻚ أﻳﻀًﺎ ﻋﺸﺮات اﻷﺱﻤﺎء ﻟﺸﻌﺮاء ﻟﻢ ﻳﻤﻮﺕﻮا ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻒ!«. ﻦ !« ﻓ ﻼ أﻣﻠ ﻚ إﻻ أن أﺝﻴﺒ ﻪ» :ﻳ ﺎ ﻟﻌﻨ ﺎد اﻟﺸ ﻌﺮاء.. ﻓﻴﻀ ﺤﻚ وﻳ ﺮ ّد» :ﻃﺒﻌ ًﺎ ..هﻨ ﺎك أﻳﻀ ًﺎ ﻣ ﻦ ﻳﻤﻮﺕ ﻮن ﺑ ﻴﻦ ﺹ ﻴﻔﻴ ْ وﺣﻤﺎﻗﺘﻬﻢ!«. ﻋﺎد زﻳﺎد إﻟﻰ اﻟﺬاآﺮة .ورﺣﺖ أﺕﺴﺎءل ﻓﺠﺄة أﻳﻦ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻓﻲ هﺬﻩ اﻷﻳﺎم؟ ﻓﻲ أﻳﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ..ﻓﻲ أﻳﺔ ﺝﺒﻬﺔ ..ﻓﻲ أي ﺷﺎرع ،وآﻞ اﻟﺸﻮارع ﻣﻄﻮﻗﺔ ،وآﻞ اﻟﻤﺪن ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺝﺎهﺰة ﻟﻠﻤﻮت؟ ﻣﻨﺬ رﺣﻞ ﻟﻢ ﺕﺼﻠﻨﻲ ﻣﻨﻪ ﺱﻮى رﺱﺎﻟﺔ واﺣﺪة ﻗﺼﻴﺮة ،ﻳﺸﻜﺮﻥﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺽﻴﺎﻓﺘﻲ .آﺎن ذﻟﻚ ﻣﻨﺬ رﺣﻴﻠﻪ ..ﻣﻨﺬ ﺙﻤﺎﻥﻴ ﺔ أﺷﻬﺮ .ﻓﻤﺎذا ﺕﺮاﻩ أﺹﺒﺢ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ؟ ﻼ ﻳﺨﺎﻓ ﻪ اﻟﻤ ﻮت ﻟﻢ أآﻦ ﻗﻠﻘًﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ اﻵن .ﻓﻘﺪ ﻋﺎش داﺉﻤًﺎ وﺱﻂ اﻟﻤﻌﺎرك واﻟﻜﻤﺎﺉﻦ ،واﻟﻘﺼﻒ اﻟﻌﺸﻮاﺉﻲ .آﺎن رﺝ ً أو ﻳﺤﺘﺮﻣﻪ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺸﺄ أن ﻳﺄﺧﺬﻩ ﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ. وﺑﺮﻏﻢ ذﻟﻚ آﺎﻥﺖ ﻋﺎﻃﻔﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻣﺎ ﺕﻮﻗﻆ ﻣﺨﺎوﻓﻲ .ورﺣﺖ أﺕﺸﺎءم وأﻥ ﺎ أﺕ ﺬآّﺮ آﻼﻣ ﻪ ﻋ ﻦ اﻟﺼ ﻴﻒ ..وﻣ ﻮت ذﻟ ﻚ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻨﺘﺤﺮًا.
١٣٢
أﻣﺎ أول ذآﺮى ﻣﺆﻟﻤﺔ ارﺕﺒﻄﺖ ﺑﻬﺬا اﻟﺸﻬﺮ ﻓﻜﺎﻥﺖ ﺕﻌﻮد إﻟﻰ ﺱﺠﻦ )اﻟﻜﺪﻳﺔ( اﻟﺬي دﺧﻠﺘﻪ ﻳﻮﻣًﺎ ﻓﻲ ﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ ﻣ ﻊ ﻣﺌ ﺎت اﻟﻤﺴﺎﺝﻴﻦ إﺙﺮ ﻣﻈﺎهﺮات ﻣﺎي ١٩٤٥ﺣﻴﺚ ﺕﻤّﺖ ﻣﺤﺎآﻤﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺣﺰﻳﺮان أﻣﺎم ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ. ي ﺣﺰﻳﺮان آﺎن اﻷآﺜﺮ ﻇﻠﻤﺎً ،وأﻳﺔ ﺕﺠﺮﺑﺔ آﺎﻥﺖ اﻷآﺜﺮ أﻟﻤﺎً؟ أ ّ أﺹﺒﺤﺖ أﺕﺤﺎﺷﻰ ﻃﺮح هﺬﻩ اﻷﺱﺌﻠﺔ ،ﻣﻨﺬ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي أوﺹﻠﺘﻨﻲ أﺝﻮﺑﺘﻲ إﻟﻰ ﺝﻤﻊ ﺣﻘﺎﺉﺒﻲ وﻣﻐﺎدرة اﻟﻮﻃﻦ. اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺬي أﺹﺒﺢ ﺱﺠﻨًﺎ ﻻ ﻋﻨﻮان ﻣﻌﺮوﻓًﺎ ﻟﺰﻥﺰاﻥﺘﻪ؛ ﻻ اﺱﻢ رﺱﻤﻴًﺎ ﻟﺴ ﺠﻨﻪ؛ وﻻ ﺕﻬﻤ ﺔ واﺽ ﺤﺔ ﻟﻤﺴ ﺎﺝﻴﻨﻪ ،واﻟ ﺬي أﺹﺒﺤﺖ أُﻗﺎد إﻟﻴﻪ ﻓﺠﺮاً ،ﻣﻌﺼﻮب اﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﻣﺤﺎﻃًﺎ ﺑﻤﺠﻬﻮﻟﻴﻦ ،ﻳﻘﻮداﻥﻨﻲ إﻟ ﻰ وﺝﻬ ﺔ ﻣﺠﻬﻮﻟ ﺔ أﻳﻀ ًﺎ .ﺷ ﺮف ﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻲ ﻣﺘﻨﺎول ﺣﺘﻰ آﺒﺎر اﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻋﻨﺪﻥﺎ. هﻞ ﺕﻮﻗﻌﺖ ﻳﻮم آﻨﺖ ﺷﺎﺑًﺎ ﺑﺤﻤﺎﺱﻪ وﻋﻨﻔﻮاﻥﻪ وﺕﻄﺮف أﺣﻼﻣﻪ أﻥﻪ ﺱﻴﺄﺕﻲ ﺑﻌﺪ رﺑﻊ ﻗﺮن ،ﻳﻮم ﻋﺠﻴ ﺐ آﻬ ﺬا ،ﻳﺠﺮّدﻥ ﻲ ج ﺑﻲ ﻓﻲ زﻥﺰاﻥﺔ )ﻓﺮدﻳﺔ ه ﺬﻩ اﻟﻤ ﺮة( زﻥﺰاﻥ ﺔ أدﺧﻠﻬ ﺎ ﻓﻴﻪ ﺝﺰاﺉﺮي ﻣﺜﻠﻲ ﻣﻦ ﺙﻴﺎﺑﻲ ..وﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺱﺎﻋﺘﻲ وأﺷﻴﺎﺉﻲ ،ﻟﻴﺰ ّ ﺑﺎﺱﻢ اﻟﺜﻮرة هﺬﻩ اﻟﻤﺮّة.. اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﻲ ﺱﺒﻖ أن ﺝﺮّدﺕﻨﻲ ﻣﻦ ذراﻋﻲ! أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺱ ﺒﺐ وأآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ذآ ﺮى آﺎﻥ ﺖ ﺕﺠﻌﻠﻨ ﻲ أﺕﻄ ّﻴ ﺮ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ اﻟﺸ ﻬﺮ اﻟ ﺬي ﻗﻀ ﻢ اﻟﻜﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ ﺱ ﻌﺎدﺕﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ّﺮ اﻟﺴﻨﻮات. ﺕﺮاﻥﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺎم ﺕﺤﺮّﺷﺖ ﺑﺎﻟﻘﺪر أآﺜﺮ ،ﻟﻴﺮ ّد ﻋﻠﻰ ﺕﺸ ﺎؤﻣﻲ ﺑﻜ ﻞ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻔﺠ ﺎﺉﻊ اﻟﻤﺬهﻠ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺣّﻠ ﺖ ﺑ ﻲ ﻓ ﻲ ﺷ ﻬﺮ واﺣﺪ؟ ﺠ ﻲ ﺕﻴﺠﺒﻬ ﺎ ﺷ ﻌﺮة ..وآ ﻲ أم ﻓﻘﻂ ،آﺎن ذﻟﻚ هﻮ ﻗ ﺎﻥﻮن اﻟﻔﺠ ﺎﺉﻊ واﻟﻜ ﻮارث اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺕ ﺄﺕﻲ ﺱ ﻮى دﻓﻌ ﺔ واﺣ ﺪة »آ ﻲ ﺕ ِ ﺕﺮوح ﺕﻘﻄّﻊ اﻟﺴﻼﺱﻞ«. ﻆ اﻟﺬي ﻟﻢ ﺕﻜﻦ ﺕﺘﻮﻗّﻌﻪ. آﺎﻥﺖ ﺕﻠﻚ ﻋﺒﺜﻴّﺔ اﻟﺤﻴﺎة ،اﻟﺘﻲ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻤﺼﺎدﻓﺔ رﻓﻴﻌﺔ آﺸﻌﺮة أن ﺕﺄﺕﻴﻚ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة واﻟﺤﺐ واﻟﺤ ّ ﻞ اﻟﺴﻼﺱﻞ اﻟﺘﻲ آﻨﺖ ﻣﺸﺪودًا إﻟﻴﻬﺎ ،ﻣﻌﺘﻘﺪًا أﻥﻬ ﺎ أﻗ ﻮى وﻟﻜﻦ ..ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﻨﻘﻄﻊ ﺕﻠﻚ اﻟﺸﻌﺮة اﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺕﻜﺴﺮ ﻣﻌﻬﺎ آ ّ ﻣﻦ أن ﺕﻜﺴﺮهﺎ ﺷﻌﺮة! ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻟﻢ أﻥﺘﺒﻪ إﻟﻰ أن ﻟﻘﺎءك ذات ﻳﻮم ،ﺑﻌﺪ رﺑﻊ ﻗ ﺮن ﻣ ﻦ اﻟﻨﺴ ﻴﺎن ،آ ﺎن ﺕﻠ ﻚ اﻟﻤﺼ ﺎدﻓﺔ اﻟﺮﻓﻴﻌ ﺔ آﺸ ﻌﺮة اﻟﺘ ﻲ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺝﺎءت ﺝ ﺮت ﻣﻌﻬ ﺎ ﺱ ﻌﺎدة اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ﺑﺄآﻤﻠ ﻪ ،وﻋﻨ ﺪﻣﺎ رﺣﻠ ﺖ ﻗﻄﻌ ﺖ آ ﻞ ﺱﻼﺱ ﻞ اﻷﺣ ﻼم ،وﺱ ﺤﺒﺖ ﻣ ﻦ ﺕﺤﺘ ﻲ ﺱ ﺠﺎد اﻷﻣﺎن. ﺖ ﺱ ﻨﻮات ،ﺕﻌ ﻮد اﻟﻴ ﻮم ﻟﺘﻜﺴ ﺮ ﺁﺧ ﺮ أﻋﻤ ﺪة ﺑﻴﺘ ﻲ ،وﺕﻬ ّﺪ اﻟﺴ ﻘﻒ ﻋﻠ ﻲّ ،ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﺕﻠﻚ اﻟﺸﻌﺮة اﻟﺘﻲ هﺎ ه ﻲ ذي وﺑﻌ ﺪ ﺱ ّ اﻋﺘﻘﺪت أﻥﻨﻲ ﻓﻲ ﺣﺰﻳﺮان ٨٢دﻓﻌﺖ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻟﻴﻨﺴﺎﻥﻲ اﻟﻘﺪر ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺒ ﻖ ﺷ ﻲء واﺣ ﺪ ﻗﺎﺉﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺕﻲ ،ﻳﻤﻜﻦ أن أﺧﺎف ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﻘﻮط.. آﻨﺖ أﺝﻬﻞ ﺣﻴﻦ ذاك اﻟﻤﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻗﺎﻥﻮن اﻟﺤﻴﺎة: »إن ﻣﺼﻴﺮ اﻹﻥﺴﺎن إﻥﻤﺎ هﻮ ﺧﻼﺹﺔ ﺕﺴﻠﺴﻼت ﺣﻤﻘﺎء ..ﻻ ﻏﻴﺮ«. ***
١٣١
آﺎن ﻳﺄﺕﻲ ﻟﻴﺼﺎﻟﺤﻨﻲ ﻣﻊ اﷲ ،أﻥﺎ اﻟﺬي ﻟﻢ أﺹﻢ ﻣﻦ ﺱﻨﻴﻦ. ﻞ ﻳ ﻮم ﻣﺴ ﺎﺣﺔ ﺹ ﻐﻴﺮة ﻣ ﻦ اﻹﻳﻤ ﺎن.. آﺎن ﻳﺼﺎﻟﺤﻨﻲ ﻣﻊ اﻟﻮﻃﻦ ،وﻳﺤﺮّﺽﻨﻲ ﺽ ﺪ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺕﺴ ﺮق ﻣ ّﻨ ﻲ آ ّ وﻣﻦ اﻟﺬاآﺮة. ﺖ ﻳﻮﻣﻬﺎ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ أﻳﻘﻈﺖ ﻣﻼﺉﻜﺘﻲ وﺷﻴﺎﻃﻴﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻥﻔﺴﻪ. آﻨ ِ ﺙﻢ راﺣﺖ ﺕﺘﻔﺮج ﻋﻠ ّ ﻲ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺣﻮّﻟﺘﻨﻲ إﻟﻰ ﺱﺎﺣﺔ ﻳﺘﺼﺎرع اﻟﺨﻴﺮ واﻟﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ..دون رﺣﻤﺔ! *** ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺎم ..آﺎن اﻟﻨﺼﺮ ﻟﻠﻤﻼﺉﻜﺔ. ﻗﺮرت أن أﺹﻮم وﻗﺘﻬﺎ رﺑﻤﺎ ﺑﺘﺄﺙﻴﺮ آﻼﻣﻚ ،ورﺑﻤﺎ أﻳﻀﺎ ﻟﻠﻬﺮوب ﻣﻨﻚ إﻟﻰ اﷲ .أﻣﺎ ﻗﻠﺖ »اﻟﻌﺒﺎدة درﻋﻨﺎ اﻟﺴﺮﻳﺔ«. ﻗﻠﺖ ﺱﺄﺣﺘﻤﻲ ﻣﻦ ﺱﻬﺎﻣﻚ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎن إذن.. رﺣﺖ أﺣﺎول أن أﻥﺴﺎك وأﻥﺴﻰ ﻗﻄﻴﻌﺘﻚ ..وأﻥﺴﻰ ﺣﺘﻰ وﺝﻮدك ﻣﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻥﻔﺴﻬﺎ. آﻢ ﻣ ﻦ اﻷﻳ ﺎم ﻗﻀ ﻴﺘﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻐﻴﺒﻮﺑ ﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴ ﺔ .ﺑ ﻴﻦ اﻟﺮهﺒ ﺔ واﻟ ﺬهﻮل ..أﺣ ﺎول ﺑﺘ ﺮوﻳﺾ ﺝﺴ ﺪي ﻋﻠ ﻰ اﻟﺠ ﻮع أن أروّﺽﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮﻣﺎن ﻣﻨﻚ أﻳﻀًﺎ. آﻨﺖ أرﻳﺪ أن أﺱﺘﻌﻴﺪ ﺱﻠﻄﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻮاﺱﻲ اﻟﺘﻲ ﺕﺴﻠﻠﺖ إﻟﻴﻬﺎ ،وأﺹﺒﺤﺖ ﺕﺘﻠﻘﻲ أواﻣﺮهﺎ ﻣﻨﻚ وﺣﺪك. آﻨ ﺖ أرﻳ ﺪ أن أﻋﻴ ﺪ ﻟ ﺬﻟﻚ اﻟﺮﺝ ﻞ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﻮﻣ ًﺎ أﻥ ﺎ ،ﻣﻜﺎﻥﺘ ﻪ اﻷوﻟ ﻰ ﻗﺒﻠ ﻚ .هﻴﺒﺘ ﻪ ..ﺣﺮﻣﺘ ﻪ ..ﻣﺒﺎدﺉ ﻪ ..وﻗﻴﻤ ﻪ اﻟﺘ ﻲ ﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺤﺮب. أﻋﻠﻨ ِ أﻋﺘﺮف أﻥﻨﻲ ﻥﺠﺤﺖ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أﻥﺠﺢ ﻓﻲ ﻥﺴﻴﺎﻥﻚ أﺑﺪًا. ﺦ ﺁﺧﺮ ﻟﺤﺒﻚ .وأﻥﺎ أآﺘﺸﻒ أﻥﻨﻲ آﻨﺖ أﺙﻨﺎء ذﻟﻚ أﻋﻴﺶ ﺑﺘﻮﻗﻴﺘﻚ ﻻ ﻏﻴﺮ. آﻨﺖ أﻗﻊ ﻓﻲ ﻓ ّ آﻨﺖ أﺝﻠﺲ إﻟﻰ ﻃﺎوﻟﺔ اﻹﻓﻄﺎر ﻣﻌﻚ .وأﺹﻮم وأﻓﻄﺮ ﻣﻌﻚ. أﺕﺴﺤّﺮ وأﻣﺴﻚ ﻋﻦ اﻷآﻞ ﻣﻌﻚ ،أﺕﻨﺎول ﻥﻔﺲ أﻃﺒﺎﻗﻚ اﻟﺮﻣﻀﺎﻥﻴﺔ ،وأﺕﺴﺤّﺮ ﺑﻚ ..ﻻ ﻏﻴﺮ. ﻞ ﺷﻲ دون ﻋﻠﻤﻲ. ﻟﻢ أآﻦ أﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﺱﻮى اﻟﺘﻮﺣّﺪ ﻣﻌﻚ ﻓﻲ آ ّ ﻞ ﺷﻲء ﻳﺆدي إﻟﻴﻚ إذن.. آﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ آﺎﻟﻮﻃﻦ .آﺎن آ ّ ﻼ ﺣﺘﻰ ﺑﺼﺪّﻩ وﺑﺼﻤﺘﻪ. ﻣﺜﻠﻪ آﺎن ﺣﺒّﻚ ﻣﺘﻮاﺹ ً ﻣﺜﻠﻪ آﺎن ﺣﺒﻚ ﺣﺎﺽﺮًا ﺑﺈﻳﻤﺎﻥﻪ وﺑﻔﻜﺮﻩ. ﻓﻬﻞ اﻟﻌﺒﺎدة ﺕﻮاﺹﻞ أﻳﻀﺎً؟ *** اﻥﺘﻬﻰ رﻣﻀﺎن .وهﺎ أﻥﺎ أﻥﺰل ﻣﻦ ﻃﻮاﺑﻖ ﺱﻤﻮّي اﻟﻌﺎﺑﺮ ،وأﺕﺪﺣﺮج ﻓﺠﺄة ﻥﺤﻮ ﺣﺰﻳﺮان .ذﻟﻚ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺬي آﻨ ﺖ أﻣﻠ ﻚ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺒﺮر ﻟﻠﺘﺸﺎؤم ﻣﻨﻪ. ﻓﻘﺪ آﺎن ﻓﻲ ذاآﺮﺕﻲ ﻣﺎ ﻋﺪا ﺣﺰﻳﺮان ،٦٧ذآﺮﻳﺎت ﻣﻮﺝﻌﺔ أﺧﺮى ارﺕﺒﻄﺖ ﺑﻬﺬا اﻟﺸ ﻬﺮ ،ﺁﺧﺮه ﺎ ﺣﺰﻳ ﺮان ٧١اﻟ ﺬي ﻗﻀﻴﺖ ﺑﻌﻀﻪ ﻓﻲ ﺱﺠﻦ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ واﻟﺘﺄدﻳﺐ ،ﻳﺴﺘﻀﺎف ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺒﺘﻠﻌﻮا أﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﺑﻌﺪ..
١٣٠
ﻳﻮم اآﺘﺸﻔﺖ وأﻥﺎ أذرف دﻣﻌﺔ رﺝﺎﻟﻴ ﺔ ﻣﻜ ﺎﺑﺮة :أﻥ ﻪ ﻳﺤ ﺪث ﻟﻠﺮﺝﻮﻟ ﺔ أﻳﻀ ًﺎ أن ﺕ ﻨﻜّﺲ أﻋﻼﻣﻬ ﺎ ،وﺕ ﺮﻓﺾ ﺣﺘ ﻰ ﻟﻌﺒ ﺔ اﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ ..أو ﻣﻨﻄﻖ اﻟﻜﺒﺮﻳﺎء اﻟﺮﺝﺎﻟﻲ ..وأﻥﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﺴﻨﺎ أﺱﻴﺎد أﺝﺴﺎدﻥﺎ آﻤﺎ ﻥﻌﺘﻘﺪ. ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺕﺴﺎءﻟﺖ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ اﻟﻤﺮة ،إن آﺎن ذﻟﻚ اﻟﻘﺪﻳﺲ )اﻟﺴﺎن ﻓﺎﻟﻨﺘﺎن( ﻗﺪ اﺱﺘﺠﺎب ﻟﺪﻋﻮﺕﻲ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﺴ ﺮﻋﺔ.. وﺣﻮّﻟﻨﻲ ﺣﻘًﺎ إﻟﻰ ﻋﺎﺷﻖ ﻣﺘﻘﺎﻋﺪ! أذآﺮ أﻥﻨﻲ ﻟﻌﻨﺘﻚ ..وﺣﻘﺪت ﻋﻠﻴﻚ ﺁﻥﺬاك ،وﺷﻌﺮت ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﻤﺮارة اﻟﻤﺠ ﺎورة ﻟﻠﺒﻜ ﺎء ..أﻥ ﺎ اﻟ ﺬي ﻟ ﻢ أﺑ ﻚ ﺣﺘ ﻰ ﻳ ﻮم ﺑﺘﺮت ذراﻋﻲ ،آﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن أﺑﻜﻲ ﻳﻮﻣﻬﺎ وأﻥﺖ ﺕﺴﺮﻗﻴﻦ ﻣﻨّﻲ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ أﻣﻠﻚ. ﺕﺴﺮﻗﻴﻦ رﺝﻮﻟﺘﻲ! ذات ﻳﻮم ﺱﺄﻟﺘﻚ »هﻞ ﺕﺤﺒﻴﻨﻨﻲ؟.«.. ﺖ: ﻗﻠ ِ ﻻ أدري ..ﺣﺒﻚ ﻳﺰﻳﺪ وﻳﻨﻘﺺ آﺎﻹﻳﻤﺎن!ﻳﻤﻜﻦ أن أﻗﻮل اﻟﻴﻮم ،إن ﺣﻘﺪي ﻋﻠﻴﻚ آﺎن ﻳﺰﻳﺪ وﻳﻨﻘﺺ أﻳﻀًﺎ آﺈﻳﻤﺎﻥﻚ.. ﺖ ﺑﺴﺬاﺝﺔ ﻋﺎﺷﻖ: ﻳﻮﻣﻬﺎ أﺽﻔ ُ ﺖ ﻣﺆﻣﻨﺔ؟ وهﻞ أﻥ ِﺖ: ﺹﺤ ِ ﻃﺒﻌًﺎ ..أﻥﺎ أﻣﺎرس آﻞ ﺷﻌﺎﺉﺮ اﻹﺱﻼم ..وﻓﺮاﺉﻀﻪ وهﻞ ﺕﺼﻮﻣﻴﻦ؟ ﻃﺒﻌًﺎ أﺹﻮم ..إﻥﻬﺎ ﻃﺮﻳﻘﺘﻲ ﻓﻲ ﺕﺤﺪّي هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..ﻓﻲ اﻟﺘﻮاﺹﻞ ﻣﻊ اﻟﻮﻃﻦ ..وﻣﻊ اﻟﺬاآﺮة.ﺕﻌﺠّﺒﺖ ﻟﻜﻼﻣﻚ .ﻻ أدري ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ أآﻦ أﺕﻮﻗّﻌﻚ هﻜﺬا .آﺎن ﻓﻲ ﻣﻈﻬﺮك ﺷﻲء ﻣﺎ ﻳﻮهﻢ ﺑﺘﺤﺮرك ﻣﻦ آﻞ اﻟﺮواﺱﺐ. ﺖ: ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺑﺪﻳﺖ ﻟﻚ دهﺸﺘﻲ ﻗﻠ ِ ﺺ ﺱﻮاﻥﺎ.. آﻴﻒ ﺕﺴﻤّﻲ اﻟﺪﻳﻦ رواﺱﺐ ،إﻥﻪ ﻗﻨﺎﻋﺔ؛ وهﻮ آﻜﻞ ﻗﻨﺎﻋﺎﺕﻨﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﻻ ﺕﺨ ّﻻ ﺕﺼﺪق اﻟﻤﻈﺎهﺮ أﺑﺪًا ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ .اﻹﻳﻤﺎن آﺎﻟﺤﺐ ﻋﺎﻃﻔﺔ ﺱﺮﻳﺔ ﻥﻌﻴﺸﻬﺎ وﺣﺪﻥﺎ ﻓ ﻲ ﺧﻠﻮﺕﻨ ﺎ اﻟﺪاﺉﻤ ﺔ إﻟ ﻰ أﻥﻔﺴﻨﺎ .إﻥﻬﺎ ﻃﻤﺄﻥﻴﻨﺘﻨﺎ اﻟﺴﺮﻳﺔ ،درﻋﻨﺎ اﻟﺴﺮﻳﺔ ..وهﺮوﺑﻨﺎ اﻟﺴﺮي إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻖ ﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺑﻄﺎرﻳﺎﺕﻨﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺎﺝﺔ. أﻣﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺪو ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺎﺉﺾ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎن ،ﻓﻬﻢ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥﻮن ﻗ ﺪ أﻓﺮﻏ ﻮا أﻥﻔﺴ ﻬﻢ ﻣ ﻦ اﻟ ﺪاﺧﻞ ﻟﻴﻌﺮﺽ ﻮا آ ﻞ إﻳﻤﺎﻥﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻮاﺝﻬﺔ ،ﻷﺱﺒﺎب ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﷲ! ﻣﺎ آﺎن أﺝﻤﻞ آﻼﻣﻚ ﻳﻮﻣﻬﺎ! آﺎن ﻳﺄﺕﻲ ﻟﻴﻘﻠﺐ ﺙﻨﺎﻳﺎ اﻟﺬاآﺮة ،وﻳﻮﻗﻆ داﺧﻠﻲ ﺹﻮت اﻟﻤﺂذن ﻓﻲ ﺹﺒﺎﺣﺎت ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ. آﺎن ﻳﺄﺕﻲ ﻣﻊ اﻟﺼﻠﻮات ،ﻣﻊ اﻟﺘﺮاﺕﻴﻞ ،ﻣﻊ ﺹﻮت )اﻟﻤﺆدّب( ﻓﻲ آﺘﺎﺕﻴﺐ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ .ﻓﺄﻋﻮد إﻟﻰ اﻟﺤﺼ ﻴﺮ ﻥﻔﺴ ﻪ أﺝﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻻرﺕﺒﺎك اﻟﻄﻔﻮﻟﻲ ﻥﻔﺴﻪ ،أردّد ﻣﻊ أوﻻد ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺕﻠﻚ اﻵﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻥﻜﻦ ﻥﻔﻬﻤﻬﺎ ﺑﻌﺪ ،وﻟﻜﻨﻨﺎ آﻨّﺎ ﻥﻨﺴ ﺨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﻠﻮح وﻥﺤﻔﻈﻬﺎ آﻴﻒ ﻣ ﺎ آ ﺎن ،ﺧﻮﻓ ًﺎ ﻣ ﻦ »اﻟﻔﺎﻻﻗ ﺔ« .وﺕﻠ ﻚ اﻟﻌﺼ ﺎ اﻟﻄﻮﻳﻠ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻥ ﺖ ﺕﺘ ﺮﺑﺺ ﺑﺄﻗ ﺪاﻣﻨﺎ ﻟﺘﺪﻣﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ أول ﻏﻠﻄﺔ. ١٢٩
ﻣﻨﺬ ﻗﺮﻥﻴﻦ آﺘﺐ »ﻓﻴﻜﺘﻮر هﻮﻏﻮ« ﻟﺤﺒﻴﺒﺘﻪ ﺝﻮﻟﻴﺎت دروي ﻳﻘﻮل» :آﻢ هﻮ اﻟﺤﺐ ﻋﻘﻴﻢ ،إﻥﻪ ﻻ ﻳﻜﻒ ﻋ ﻦ ﺕﻜ ﺮار آﻠﻤ ﺔ واﺣﺪة )أﺣﺒﻚ( وآﻢ هﻮ ﺧﺼﺐ ﻻ ﻳﻨﻀﺐ :هﻨﺎﻟﻚ أﻟﻒ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﻘﻮل ﺑﻬﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻥﻔﺴﻬﺎ«.. دﻋﻴﻨﻲ أدهﺸﻚ ﻓﻲ ﻋﻴﺪ اﻟﺤﺐ ..وأﺝﺮّب ﻣﻌﻚ أﻟﻒ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻘﻮل اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﻥﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺐ.. دﻋﻴﻨ ﻲ أﺱ ﻠﻚ إﻟﻴ ﻚ اﻟﻄ ﺮق اﻟﻤﺘﺸ ﻌّﺒﺔ اﻷﻟ ﻒ ،وأﻋﺸ ﻘﻚ ﺑ ﺎﻟﻌﻮاﻃﻒ اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀ ﺔ اﻷﻟ ﻒ ،وأﻥﺴ ﺎك وأذآ ﺮك ،ﺑﺘﻄ ﺮّف اﻟﻨﺴﻴﺎن واﻟﺬاآﺮة. وأﺧﻀﻊ ﻟﻚ وأﺕﺒﺮأ ﻣﻨﻚ ،ﺑﺘﻄﺮّف اﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ ..ﺑﺘﻨﺎﻗﺾ اﻟﻌﺸﻖ واﻟﻜﺮاهﻴﺔ. ﺐ. دﻋﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻋﻴﺪ اﻟﺤﺐ ..أآﺮهﻚ ..ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺤ ّ ﺕﺮاﻥﻲ ﺑﺪأت أآﺮهﻚ ﻳﻮﻣﻬﺎ؟ وﻣﺘﻰ وﻟﺪت داﺧﻠﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ،وراﺣﺖ ﺕﻨﻤﻮ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺪهﺸﺔ ،وأﺹﺒﺤﺖ ﺕﺠﺎور اﻟﺤﺐ ﺑﻌﻨﻔﻪ؟ ﺕﺮى إﺙ ﺮ ﺧﻴﺒ ﺎﺕﻲ اﻟﻤﺘﻜ ﺮرة ﻣﻌ ﻚ ،ﺑﻌ ﺪ آ ﻞ ﺕﻠ ﻚ اﻷﻋﻴ ﺎد اﻟﺘ ﻲ أﺧﻠﻔﺘﻬ ﺎ ﻣ ﺮورًا ﺑ ﺬآﺮى ﻟﻘﺎﺉﻨ ﺎ ،أم ﺑﺴ ﺒﺐ ذﻟ ﻚ اﻟﺘ ﻮﺕﺮ اﻟﻐﺎﻣﺾ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺴﻜﻨﻨﻲ ،ذﻟﻚ اﻟﺠﻮع اﻟﺪاﺉﻢ إﻟﻴﻚ ،اﻟﺬي آﺎن ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ﻻ أﺷﺘﻬﻲ اﻣﺮأة ﺱﻮاك. ﺖ ﺷ ﻬﻮﺕﻪ آﻨﺖ أرﻳﺪك أﻥﺖ ﻻ ﻏﻴﺮ ،وﻋﺒﺜًﺎ آﻨ ﺖ أﺕﺤﺎﻳ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﺝﺴ ﺪي .ﻋﺒﺜ ًﺎ آﻨ ﺖ أﻗ ﺪّم ﻟ ﻪ اﻣ ﺮأة أﺧ ﺮى ﻏﻴ ﺮك .آﻨ ِ اﻟﻔﺮﻳﺪة ..وﻣﻄﻠﺒﻪ اﻟﻮﺣﻴﺪ. ﺐ أﻣ ﺮر ﻳ ﺪي ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻌﺮ آ ﺎﺕﺮﻳﻦ .وإذا ﺑﻴ ﺪي ﺕﺼ ﻄﺪم ﺑﺸ ﻌﻴﺮاﺕﻬﺎ اﻷآﺜ ﺮ إﻳﻼﻣ ًﺎ رﺑﻤ ﺎ ،ﻋﻨ ﺪﻣﺎ آﻨ ﺖ ﻓ ﻲ ﻟﺤﻈ ﺔ ﺣ ّ اﻟﻘﺼﻴﺮة اﻟﺸﻘﺮاء ،ﻓﺄﻓﻘﺪ ﻓﺠﺄة ﺷﻬﻴّﺔ ﺣﺒّﻲ وأﻥ ﺎ أﺕ ﺬآﺮ ﺷ ﻌﺮك اﻟﻐﺠ ﺮي اﻟﻄﻮﻳ ﻞ اﻟﺤﺎﻟ ﻚ ،اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻔ ﺮش ﺑﻤﻔﺮدﻩ ﺱﺮﻳﺮي. آ ﺎن ﻥﺤﻮﻟﻬ ﺎ ﻳ ﺬآّﺮﻥﻲ ﺑﺎﻣﺘﻼﺉ ﻚ ،وﺧﻄ ﻮط ﺝﺴ ﺪهﺎ اﻟﻤﺴ ﺘﻘﻴﻤﺔ اﻟﻤﺴ ﻄّﺤﺔ ﺕ ﺬآﺮﻥﻲ ﺑﺘﻌﺎرﻳﺠ ﻚ وﺕﻀ ﺎرﻳﺲ ﺝﺴ ﺪك. ﻞ ﻳﺘﺼﺮف ﺑﺤﻮاﺱ ﻪ اﻷوﻟ ﻰ ،أن ذﻟ ﻚ اﻟﻌﻄ ﺮ وآﺎن ﻋﻄﺮك ﻳﺄﺕﻲ ﺑﻐﻴﺎﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﺣﻮاﺱﻲ ﻟﻴﻠﻐﻲ ﻋﻄﺮهﺎ ،وﻳﺬآّﺮﻥﻲ آﻄﻔ ٍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻌﻄﺮ اﻟﺴﺮي ﻷﻣﻲ! ﻞ ﺹﺒﺎح وﺕﻄﺮدﻳﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺱﺮﻳﺮي. آﻨﺖ ﺕﺘﺴﻠﻠﻴﻦ إﻟﻰ ﺝﺴﺪي آ ّ ﻳﻮﻗﻈﻨﻲ أﻟﻤﻚ اﻟﺴﺮي ،وﺷﻬﻮﺕﻚ اﻟﻤﺘﺮاآﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺴﺪ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻣﻮﻗﻮﺕﺔ ،ورﻏﺒﺔ ﻟﻴﻠﻴﺔ ﻣﺆﺝّﻠﺔ ﻳﻮﻣًﺎ ﺑﻌﺪ ﺁﺧﺮ. هﻞ ﺕﺴﺘﻴﻘﻆ اﻟﺮﺝﻮﻟﺔ ﺑﺎآﺮًا ﺣﻘﺎً ،أم اﻟﺸﻮق هﻮ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻨﺎم؟ أﺝﻴﺒﻴﻨﻲ أﻳﺘﻬﺎ اﻷﻥﺜﻰ اﻟﺘﻲ ﺕﻨﺎم ﻣﻞء ﺝﻔﻮﻥﻬﺎ آﻞ ﻟﻴﻠﺔ.. َأوَﺣﺪهﻢ اﻟﺮﺝﺎل ﻻ ﻳﻨﺎﻣﻮن؟ وﻟﻤﺎذا ﻳﺮﺕﺒﻚ اﻟﺠﺴﺪ ،وأآﺎد أﺝﻬﺶ ﻋﻠﻰ ﺹﺪر ﻏﻴﺮك ﺑﺎﻟﺒﻜ ﺎء ،أآ ﺎد أﻋﺘ ﺮف ﻟﻬ ﺎ أﻥﻨ ﻲ ﻋﺎﺷ ﻖ اﻣ ﺮأة أﺧ ﺮى ،وأﻥﻨ ﻲ ﻋﺎﺝﺰ أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻷن رﺝﻮﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺕﻌﺪ ﻣﻠﻜﻲ ،وإﻥﻤﺎ ﺕﺘﻠﻘﻰ أواﻣﺮهﺎ ﻣﻨﻚ ﻓﻘﻂ! ﻣﺘﻰ ﺑﺪأت أآﺮهﻚ! ﺕﺮى ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻟﺒﺴﺖ ﻓﻴﻪ آﺎﺕﺮﻳﻦ ﺙﻴﺎﺑﻬﺎ ،ﻣﺪّﻋﻴﺔ ﺑﻤﺠﺎﻣﻠﺔ آﺎذﺑﺔ ﻣﻮﻋﺪًا ﻣﺎ ﻟﺘﺘﺮآﻨﻲ وﺣﺪي ﻓﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺸﺒﻊ ﻥﻬﻤﻬﺎ.
١٢٨
وﻟﻜﻨﻨﻲ آﻨﺖ ﺣﺰﻳﻨًﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻷآﻮن ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﺒﻜ ﺎء ،وأﻥ ﺎ أﻥﻔ ﺮد ﺑﻨﻔﺴ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻤﺴ ﺎء ﻓ ﻲ ﺱ ﺮﻳﺮي، وأﺕﺴﺎءل أي ﺣﻤﺎﻗﺔ أوﺹﻠﺘﻨﻲ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﺒﻴﺖ؟ ﺑﻴﺖ آﻨﺖ أﺕﻮﻗﻌﻪ ﺑﻴﺘﻚ ،وإذا ﺑﻲ أدﺧﻠﻪ وأﻏﺎدرﻩ دون أن أﻟﻤﺢ ﺣﺘﻰ ﻃﺮف ﺙﻮﺑ ﻚ ،وه ﻮ ﻳﻌﺒ ﺮ ذﻟ ﻚ اﻟﻤﻤ ﺮ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﻔﺼﻠﻨﻲ ..ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻤﻚ. ق اﻟﻬﺎﺕﻒ .ﺕﻮﻗﻌﺘﻚ أﻥﺖ ،وآﺎﻥﺖ آﺎﺕﺮﻳﻦ ..ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﻲ ﺹﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ،د ّ ﻗﺒﻼت ﺹﺒﺎﺣﻴﺔ ..وأﺝﻤﻞ اﻷﻣﺎﻥﻲ ﻟﻚ..وﻗﺒﻞ أن أﺱﺄل ﻋﻦ اﻟﻤﻨﺎﺱﺒﺔ أﺽﺎﻓﺖ: ..اﻟﻴﻮم ﻋﻴﺪ )اﻟﺴﺎن ﻓﺎﻟﻨﺘﺎن( اﻟﻘﺪﻳﺲ اﻟﺬي ﻳﺒﺎرك اﻟﻌﺸﺎق.ﻓﻜّﺮت أن أﻃﻠﺒﻚ ﺑﺪل أن أﺑﻌﺚ إﻟﻴﻚ ﺑﻄﺎﻗﺔ ..ﻣﺎذا ﺕﺮﻳﺪ أن أﺕﻤﻨﻰ ﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﻴﺪ اﻟﺤﺐ؟ وأﻣﺎم دهﺸﺘﻲ ..أو ﺕﺮدّدي أﺽﺎﻓﺖ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺱﺎﺧﺮة أﺣﺒﻬﺎ: اﻃﻠﺐ أﻳﻬﺎ اﻷﺣﻤﻖ ..ﻓﺎﻟﺪﻋﻮات ﺕﺴﺘﺠﺎب اﻟﻴﻮم!ﺖ.. ﺽﺤﻜ ُ آﺪت أﻗﻮل ﻟﻬﺎ أﻃﻠﺐ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﻴﺎن ﻓﻘﻂ .وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻗﻠﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺸﺎﺑﻬًﺎ ﻟﺬﻟﻚ: أرﻳﺪ أن أﺣﺎل إﻟﻰ اﻟﺘﻘﺎﻋﺪ اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ..أﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺕﺒﻠّﻐﻲ ﻗﺪﻳﺴﻚ ﻃﻠﺒﻲ هﺬا!ﻗﺎﻟﺖ: ﻳﺎ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺠﻨﻮن ..أﺕﻤﻨ ﻰ أﻻ ﻳﺴ ﻤﻌﻚ ﻓﻴﺤﺮﻣ ﻚ ﻣ ﻦ ﺑﺮآﺎﺕ ﻪ إﻟ ﻰ اﻷﺑ ﺪ ..ه ﻞ أﺕﻌﺒ ﻚ ﻣﻮﻋ ﺪﻥﺎ اﻷﺧﻴ ﺮ إﻟ ﻰ ه ﺬااﻟﺤﺪ؟ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺽﺤﻜﺖ ﻣﻊ آﺎﺕﺮﻳﻦ .ﺙﻢ وﺽﻌﺖ ﺕﻠﻚ اﻟﺴﻤﺎﻋﺔ ﻷﺑﻜﻲ ﻣﻌﻚ. آﻨﺖ أآﺘﺸﻒ ﻷول ﻣﺮة أﻟﻢ ذﻟﻚ اﻟﻌﻴﺪ اﻟﺬي ﻟﻢ أآﻦ ﺱﻤﻌﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. ﻟﻢ ﻳﺄ ِ ت هﺎﺕﻔﻚ ﺣﺘﻰ ﻟﻴﺸﻜﺮﻥﻲ ﻋﻠﻰ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻠﻮﺣ ﺔ ،أو ﺣﺘ ﻰ ﻋﻠ ﻰ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺰﻳ ﺎرة ،وذﻟ ﻚ اﻟﻤﻮﻋ ﺪ اﻟﻤﺘﻌﻤ ﺪ اﻟ ﺬي ﺣﻀ ﺮﺕﻪ وﺕﻐﻴّﺒﺖ ﻋﻨﻪ. ﺝﺎء ﻋﻴﺪ اﻟﺤﺐ إذن.. ﻞ هﺬا.. ﻞ ﻋﻴﺪ وأﻥﺖ آ ّ ﻓﻴﺎ ﻋﻴﺪي وﻓﺠﻴﻌﺘﻲ ،وﺣﺒﻲ وآﺮاهﻴﺘﻲ ،وﻥﺴﻴﺎﻥﻲ وذاآﺮﺕﻲ ،آ ّ ﻟﻠﺤﺐ ﻋﻴ ٌﺪ إذن ..ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺑﻪ اﻟﻤﺤﺒّﻮن واﻟﻌﺸّﺎق ،وﻳﺘﺒﺎدﻟﻮن ﻓﻴﻪ اﻟﺒﻄﺎﻗﺎت واﻷﺷﻮاق ،ﻓﺄﻳﻦ ﻋﻴﺪ اﻟﻨﺴﻴﺎن ﺱﻴّﺪﺕﻲ؟ ﻞ ﻳ ﻮم ﺑﻘ ﺪﻳﺲ ﺝﺪﻳ ﺪ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺪار اﻟﺴ ﻨﺔ ..أﻟ ﻴﺲ ﺑ ﻴﻦ هﻢ اﻟﺬﻳﻦ أﻋﺪّوا ﻟﻨﺎ ﻣﺴﺒﻘًﺎ ﺕﻘﻮﻳﻤًﺎ ﺑﺄﻋﻴﺎد اﻟﺴﻨﺔ ،ﻓ ﻲ ﺑﻠ ﺪ ﻳﺤﺘﻔ ﻞ آ ّ ﻗﺪّﻳﺴﻴﻬﻢ اﻟﺜﻼﺙﻤﺎﺉﺔ واﻟﺨﻤﺴﺔ واﻟﺴﺘﻴﻦ ..ﻗﺪﻳﺲ واﺣﺪ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﻨﺴﻴﺎن؟ ﻣﺎدام اﻟﻔﺮاق هﻮ اﻟﻮﺝﻪ اﻵﺧﺮ ﻟﻠﺤﺐ ،واﻟﺨﻴﺒﺔ هﻲ اﻟﻮﺝﻪ اﻵﺧﺮ ﻟﻠﻌﺸﻖ ،ﻟﻤ ﺎذا ﻻ ﻳﻜ ﻮن هﻨ ﺎك ﻋﻴ ﺪ ﻟﻠﻨﺴ ﻴﺎن ﻳﻀ ﺮب ﻒ ﺚ اﻷﻏ ﺎﻥﻲ اﻟﻌﺎﻃﻔﻴ ﺔ ..وﻥﻜ ّ ﻓﻴﻪ ﺱُﻌﺎة اﻟﺒﺮﻳﺪ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ،وﺕﺘﻮﻗﻒ ﻓﻴﻪ اﻟﺨﻄﻮط اﻟﻬﺎﺕﻔﻴﺔ ،وﺕُﻤﻨﻊ ﻓﻴﻪ اﻹذاﻋﺎت ﻣﻦ ﺑ ّ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ آﺘﺎﺑﺔ ﺷﻌﺮ اﻟﺤﺐ!
١٢٧
إن )ﺱﻲ (..ﻣﻮﻟﻊ ﺑﺎﻟﻔﻦ ،وهﻮ ﻣﺸﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎرﻳﻊ آﺒﺮى ﺱﺘﻐﻴّﺮ اﻟﻮﺝﻪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﺠﺰاﺉﺮ.ﺙﻢ أﺽﺎف وآﺄﻥﻪ ﺕﻨﺒّﻪ إﻟﻰ ﺷﻲء: ..وﻟﻜﻨ ﻚ ﻟ ﻢ ﺕ ﺰر اﻟﺠﺰاﺉ ﺮ ﻣﻨ ﺬ ﻋ ﺪة ﺱ ﻨﻮات ..ﺹ ﺤﻴﺢ أﻥ ﻚ ﻟ ﻢ ﺕ َﺮ ﺑﻌ ﺪ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻤﺮآّﺒ ﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴ ﺔ واﻟﺘﺠﺎرﻳ ﺔ
-
اﻟﺠﺪﻳﺪة ..ﻻ ﺑﺪ أن ﺕﺘﻌﺮف ﻋﻠﻴﻬﺎ.. وﻟﻢ أﺝﺒﻪ.. آﻨ ﺖ أراﻩ ﻳﺘ ﺪﺣﺮج أﻣ ﺎﻣﻲ ﻣ ﻦ ﺱ ﻠّﻢ اﻟﻘ ﻴﻢ ،ﻏﺒ ﺎ ًء أو ﺕﻮاﻃ ﺆًا ﻻ أدري .اﺣﺘﻔﻈ ﺖ ﻟﻨﻔﺴ ﻲ ﺑﻤ ﺎ ﺱ ﻤﻌﺘﻪ ﻋ ﻦ ﺕﻠ ﻚ.. »اﻟﻤﻨﺸ ﺂت« وآ ﻞ ﻣ ﺎ ﺝﺎوره ﺎ ﻣ ﻦ ﻣﻌ ﺎﻟﻢ وﻃﻨﻴ ﺔ ﺑُﻨﻴ ﺖ ﺣﺠ ﺮًا ﺣﺠ ﺮًا ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﻤ ﻮﻻت واﻟﺼ ﻔﻘﺎت ،وﺕﻨ ﺎوب ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻼ ..ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺨﻴﺎﻥﺔ. اﻟﺴﺮّاق آﺒﺎرًا وﺹﻐﺎرًا ..ﻋﻠﻰ ﻣﺮأى ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺪاء اﻟﺬﻳﻦ ﺷﺎء ﻟﻬﻢ ﺣﻈﻬﻢ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻘﺎﻣﻬﻢ ﻣﻘﺎﺑ ً ﻼ ﺷﺒﻪ ﺑﺴﻴﻂ ،ﻟﻮﻻ ﺑﺪﻟﺘ ﻪ اﻷﻥﻴﻘ ﺔ ﺝ ﺪًا ..وﺣﺪﻳﺜ ﻪ اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﺘﻮﻗ ﻒ ﻋ ﻦ ﻣﺸ ﺎرﻳﻌﻪ هﺎ هﻮ إذن )ﺱﻲ (...ﻳﺒﺪو ﻃﻴﺒًﺎ و رﺝ ً اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ واﻟﺒﻌﻴﺪة ،اﻟﺘﻲ ﺕﻤﺮ ﺝﻤﻴﻌﻬﺎ ﺑﺒﺎرﻳﺲ وﺑﺄﺱﻤﺎء أﺝﻨﺒﻴﺔ ﻣﺸﺒﻮهﺔ ،ﺕﺒﺪو ﻣﺨﺠﻠﺔ ﻓﻲ ﻓﻢ ﺽﺎﺑﻂ ﺱﺎﺑﻖ. هﺎ هﻮ إذن ..ﺕﺮاﻩ ﻇﺎهﺮة ﺙﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮ ..أم ﻇﺎهﺮة ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ.. أم أن »اﻟﺰواج اﻟﻤﻨﺎﻓﻲ ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﺔ« أﺹﺒﺢ رﻣﺰًا ﻃﺒﻴﻌﻴًﺎ ﻣﺬ ﺷﺎع وﺑﺎؤﻩ »رﺱﻤﻴًﺎ« ﻓﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﻴﺎدة أرآﺎن ﻋﺮﺑﻴﺔ! آﺎن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺘﻤﻠﻘﻮﻥﻪ ،وﻳﺠﺎﻣﻠﻮﻥﻪ ،ﻋﺴﺎهﻢ ﻳﻠﺤﺴﻮن ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻌﺴﻞ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺘ ﺪﻓﻖ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ﻥﻬ ﺮًا ﻣ ﻦ اﻟﻌﻤﻠ ﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ ،ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﻘﺤﻂ واﻟﺠﻔﺎف.. وآﻨﺖ أﺕﺴﺎءل ﻃﻮال ﺕﻠﻚ اﻟﺴﻬﺮة ،ﻣﺎذا آﻨﺖ أﻓﻌﻞ وﺱﻂ ذﻟﻚ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻌﺠﻴﺐ؟ آﻨﺖ أﺕﻮﻗﻊ أن ﺕﻜﻮن ﺕﻠﻚ اﻟﺪﻋﻮة ،أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﻮﻋﺪًا ﻥﺎدرًا ﻟﻲ ﻣﻊ اﻟﻮﻃﻦ ،أﺱﺘﻌﻴﺪ ﻓﻴﻪ ﻣ ﻊ ﺱ ﻲ اﻟﺸ ﺮﻳﻒ ذآﺮﻳﺎﺕﻨ ﺎ اﻟﺒﻌﻴﺪة. وﻟﻜﻦ اﻟﻮﻃﻦ آﺎن ﻏﺎﺉﺒًﺎ ﻣﻦ ﺕﻠﻚ اﻟﺴﻬﺮة .ﻥﺎب ﻋﻨﻪ ﺝﺮﺣﻪ ،ووﺝﻬﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﻤﺸ ّﻮﻩ. آﺎﻥﺖ ﺱﻬﺮة ﻓﻲ ﻓﺮﻥﺴﺎ ..ﻥﺘﺤﺪث ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺮﻥﺴﻴﺔ ..ﻋﻦ ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﺱﻴﺘﻢ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺝﻬﺎت أﺝﻨﺒﻴﺔ ..ﺑﺘﻤﻮﻳ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺠﺰاﺉﺮ ..ﻓﻬﻞ ﺣﺼﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﺱﺘﻘﻼﻟﻨﺎ ﺣﻘﺎً؟! اﻥﺘﻬﺖ ﺕﻠﻚ اﻟﺴﻬﺮة ﻓﻲ ﺣ ﺪود ﻣﻨﺘﺼ ﻒ اﻟﻠﻴ ﻞ .ﻓﻘ ﻂ آ ﺎن )ﺱ ﻲ (...ﻣﺘﻌﺒ ًﺎ وﻟ ﻪ ارﺕﺒﺎﻃ ﺎت وﻣﻮاﻋﻴ ﺪ ﺹ ﺒﺎﺣﻴﺔ ..ورﺑﻤ ﺎ ﻟﻴﻠﻴﺔ أﻳﻀًﺎ. إن اﻟﻤﺎل اﻟﺴﺮﻳﻊ اﻟﻜﺴﺐ ،ﻳﻌﺠّﻞ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﺷﻬﻴﺘﻨﺎ ﻷآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﺬّات. ﻂ اهﺘﻤﺎم اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻷﺱﺒﺎب ﻟﻢ أﺷﺄ اﻟﺘﻌﻤﻖ ﻓﻴﻬﺎ.. وآﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن أآﻮن ﺱﻌﻴﺪًا ذﻟﻚ اﻟﻤﺴﺎء .ﻟﻘﺪ آﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﺤ ّ ﺑﻞ رﺑﻤﺎ آﻨﺖ اﻟﻨﺠﻢ اﻟﺜﺎﻥﻲ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﺴﻬﺮة ﻣﻊ )ﺱﻲ (...اﻟﺬي ﻓﻬﻤﺖ أن اﻟﺪﻋﻮة آﺎﻥﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﻪ ،وأﻥﻨﻲ دﻋﻴﺖ ﻟﻬ ﺎ، ﻷﻥﻪ آﺎن ﻳﺤﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺤﺎﻃًﺎ ﻓﻲ ﺱﻬﺮاﺕﻪ ﺑﺎﻟﻔﻨﺎﻥﻴﻦ دﻟﻴ ً ﻼ ﻋﻠﻰ وﻟﻌﻪ ﺑﺎﻹﺑﺪاع ..وذوﻗﻪ ﻏﻴﺮ اﻟﻌﺴﻜﺮي! ﻼ ..وأﻥﻪ ﺣﺪﺙﻨﻲ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻋﻦ ﺁراﺉﻪ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺠ ﺎﻻت ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ،وﺣﺒ ﻪ ﻟ ﺒﻌﺾ اﻟﺮﺱ ﺎﻣﻴﻦ واﻟﻮاﻗﻊ أﻥﻪ آﺎن ﻟﻄﻴﻔًﺎ وﻣﺠﺎﻣ ً اﻟﺠﺰاﺉﺮﻳﻴﻦ ﺑﺎﻟﺬات .ﺑﻞ وﻗ ﺎل ﻣﺎزﺣ ﺎً ،إﻥ ﻪ ﻳﺤﺴ ﺪ ﺱ ﻲ اﻟﺸ ﺮﻳﻒ ﻋﻠ ﻰ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻠﻮﺣ ﺔ ،وأﻥﻨ ﻲ إذا آﻨ ﺖ ﺁﺧ ﺬ ﻣﻌ ﻲ ﻟﻮﺣ ﺔ ﺣﻴﺚ أذهﺐ ،ﻓﺴﻴﺪﻋﻮﻥﻲ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻋﻨﺪ زﻳﺎرﺕﻲ ﻟﻠﺠﺰاﺉﺮ.. ﺽﺤﻜﺖ ﻣﻦ ﻣﺰاﺣﻪ. ١٢٦
ﻟﻔﻆ أﻣﺎﻣﻲ ﻋﺪة أﺱﻤﺎء ﻟﻌﺪة وﺝﻮﻩ ،ﺹﺎﻓﺤﺖ أﺹﺤﺎﺑﻬﺎ وأﻥﺎ أﺕﺴﺎءل ﻣﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ. ﻟﻢ أآﻦ أﻋﺮف ﻣﻨﻬﻢ ﻏﻴﺮ واﺣﺪ أو اﺙﻨﻴﻦ ،وأﻣﺎ اﻟﺒﻘﻴﺔ ﻓﻜ ﺎﻥﻮا ﻣ ﺎ أﺱ ّﻤﻴﻪ اﻟﻨﺒﺘ ﺎت اﻟﻄﻔﻴﻠﻴ ﺔ ..أو »اﻟﻨﺒﺘ ﺎت اﻟﺴ ﻴﺌﺔ« .آﻤ ﺎ ﻳﺴ ﻤﻲ اﻟﻔﺮﻥﺴ ﻴﻮن ﺕﻠ ﻚ اﻟﻨﺒﺘ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺕﻨﻤ ﻮ ﻣ ﻦ اﻟﻼﺷ ﻲء ،ﻓ ﻲ أي ﺣ ﻮض أو أﻳ ﺔ ﺕﺮﺑ ﺔ ،وإذا ﺑﻬ ﺎ ﺕﻤ ﱡﺪ ﺝ ﺬورهﺎ ﻓﺠ ﺄة وﺕﻀﺎﻋﻒ أوراﻗﻬﺎ وﻓﺮوﻋﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ ﺕﻄﻐﻰ وﺣﺪهﺎ ذات ﻳﻮم ﻋﻠﻰ آﻞ اﻟﺘﺮﺑﺔ. ﻻ أدري ﻟﻤﺎذا آﻨﺖ داﺉﻤًﺎ أﻣﻠﻚ اﻟﺤﺎﺱﺔ اﻟﻘﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺕﺠﻌﻠﻨﻲ أﺕﻌﺮّف ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻨﻮع ﻣ ﻦ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗ ﺎت أﻳﻨﻤ ﺎ آ ﺎﻥﻮا .ﻓﻬ ﻢ ﻋﻠ ﻰ اﺧ ﺘﻼف أﺷ ﻜﺎﻟﻬﻢ وهﻴ ﺂﺕﻬﻢ وﻣﻨﺎﺹ ﺒﻬﻢ ﻳﻤﺘﻠﻜ ﻮن ﻣﻈﻬ ﺮًا ﻣﺸ ﺘﺮآًﺎ ﻳﻔﻀ ﺤﻬﻢ ،ﺑ ﺬﻟﻚ اﻟﺰﻳ ﻒ واﻟﺮﻳ ﺎء اﻟﻤﻔ ﺮط وﺑﻤﻈﺎهﺮ اﻟﻐﻨﻰ واﻟﻮﺝﺎهﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﺒﺴﻮهﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺠ ﻞ ..وﺑ ﺬﻟﻚ اﻟﻘ ﺎﻣﻮس اﻟﻤﺸ ﺘﺮك ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ اﻟ ﺬي ﻳﻮهﻤ ﻚ أﻥﻬﻢ أهﻢ ﻣﻤﺎ ﺕﺘﻮﻗﻊ. ﻥﻈﺮة ﺧﺎﻃﻔﺔ واﺣﺪة ،وﺑﻌﺾ اﻟﺠﻤﻞ اﻟﻤﺘﺒﺎدﻟﺔ ﻓﻘﻂ ،آﺎﻥﺖ آﺎﻓﻴﺔ ﻷﺱﺘﻨﺘﺞ ﻥﻮﻋﻴﺔ ذﻟ ﻚ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ »اﻟﺮاﻗ ﻲ« اﻟ ﺬي ﻳﻀ ﻢ ﻥﺨﺒﺔ ﻣﻦ وﺝﻬﺎء اﻟﻤﻬﺠﺮ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺘﺮﻓﻮن اﻟﺸﻌﺎرات اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ ..واﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﺴﺮﻳﺔ. ﻣﻦ اﻟﻮاﺽﺢ أﻥﻨﻲ آﻨﺖ ﻓﻲ آﻮآﺐ ﻟﻴﺲ آﻮآﺒﻲ.. راح ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻳﻄﻠﻊ ﺽﻴﻮﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﻔﺨﺮ واﻟﻤﻮدة ﻣﻌًﺎ.. ﻲ ﻟﻴﻘﻮل ﻟﻲ: واﻟﺘﻔﺖ إﻟ ّ ﻲ .آﻨﺖ ﻟﻠﺬآﺮى أرﻳﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻲ ﺷﻲء ﻟﻚ .ﻻ ﺕﻨﺲ أﺕﺪري ﺧﺎﻟﺪ ..ﻟﻘﺪ ﺣﻘﻘﺖ ﻟﻲ اﻟﻴﻮم أﻣﻨﻴﺔ ﻋﺰﻳﺰة ﻋﻠ ّأﻥﻚ ﺹﺪﻳﻖ ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ واﺑﻦ ﺣﻴّﻲ »آﻮﺷﺔ اﻟﺰﻳﺎت« ..أﺕﺬآﺮ ذﻟﻚ اﻟﺤﻲّ؟ آﻨﺖ أﺣﺐ ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ .آﺎن ﻓﻴﻪ ﺷﻲ ﻣﻦ هﻴﺒﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ وﺣﻀﻮرهﺎ ،ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺠﺰاﺉﺮ اﻟﻌﺮﻳﻘ ﺔ وذاآﺮﺕﻬ ﺎ ،ﺷ ﻲء ﻣﻦ ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ ،ﻣﻦ ﺹﻮﺕﻪ وﻃﻠّﺘﻪ.. ﻲ ﻟﻢ ﻳﻠﻮّث ﺑﻌﺪ ﺑﺮﻏﻢ آﻞ ﺷﻲء .وﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﻣﺘﻰ.. وآﺎن ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻗﻪ ﺷﻲء ﻥﻘ ّ آﻨﺖ أﺷﻌﺮ أﻥﻪ ﻣﺤﺎط ﺑﺎﻟﺬﺑﺎب وﺑﻘﺬارة اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ .وآﻨﺖ أﺧﺎف أن ﻳﺘﺴﻠﻞ إﻟﻴﻪ اﻟﻌﻔﻦ ﺣﺘﻰ اﻟﻌﻤﻖ ذات ﻳﻮم. أﺧﺎف ﻋﻠﻴﻪ ،وﻗﺪ أﺧﺎف ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻻﺱﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻠﻪ إرﺙًﺎ ﻣﻦ ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺪﻥﻴﺲ. ﺕﺮى أآﺎن ﺷﻌﻮري ذﻟﻚ ﺣﺪﺱﺎً ،أم اﺱﺘﻨﺘﺎﺝًﺎ ﻣﻨﻄﻘﻴًﺎ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻤﻮﺝﻊ اﻟﺬي آﻨﺖ أراﻩ ﻣﺤﺎﻃًﺎ ﺑﻪ؟ ﻓﻬﻞ ﺱﻴﻨﺠﻮ ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻌﺪوى؟ وﻣﺎذا ﻋﺴﺎﻩ أن ﻳﺨﺘ ﺎر؟ ﻓ ﻲ أﻳ ﺔ ﺑﺤﻴ ﺮة ﺱﻴﺴ ﺒﺢ ..ﻣ ﻊ أي ﺕﻴ ﺎر وﺽ ﺪ أي ﺕﻴﺎر ..وﻻ ﺣﻴﺎة ﻟﻸﺱﻤﺎك اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﻤﻌﺰوﻟﺔ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﻌﻜﺮة اﻟﺘﻲ ﺕﺤﻜﻤﻬﺎ أﺱﻤﺎك اﻟﻘﺮش؟ ن ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻗﺪ اﺧﺘﺎر ﺑﺤﻴﺮﺕﻪ اﻟﻌﻜﺮة واﻥﺘﻬﻰ اﻷﻣﺮ. آﺎن اﻟﺠﻮاب أﻣﺎﻣﻲ وﻟﻢ أﻥﺘﺒﻪ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﺴﻬﺮة ،أ ّ ﻗﺎل ﺝﺎري اﻷﻥﻴﻖ ﺧﻠﻒ ﺱﻴﺠﺎرﻩ اﻟﻜﻮﺑﻲ: ﻟﻘﺪ آﻨﺖ داﺉﻤًﺎ ﻣﻌﺠﺒًﺎ ﺑﺮﺱﻮﻣﻚ ..وﻃﻠﺒﺖ أن ﻳﺘﺼﻠﻮا ﺑﻚ ﻟﺘﺴﺎهﻢ ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ ﻣﺸ ﺎرﻳﻌﻨﺎ ..وﻟﻜﻨﻨ ﻲ ﻻ أذآ ﺮ أﻥﻨ ﻲﺷﺎهﺪت ﻟﻚ أي ﻟﻮﺣﺎت ﻋﻨﺪﻥﺎ. ﻟ ﻢ أآ ﻦ أدري ﺁﻥ ﺬاك ﻣ ﻦ ه ﻮ ﻣﺤ ﺪﺙﻲ ..وﻻ ﻋ ﻦ أﻳ ﺔ ﻣﺸ ﺎرﻳﻊ آ ﺎن ﻳﺤ ﺪﺙﻨﻲ .وﻟﻜ ﻦ آ ﺎن ﻳﻜﻔ ﻲ أن ﻳﺘﺤ ﺪث ﻋ ﻦ ﻥﻔﺴ ﻪ ﺑﺼﻴﻐﺔ اﻟﺠﻤﻊ ،ﻷﻓﻬﻢ أﻥﻪ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻓﻮق اﻟﻌﺎدة. وآﺄن ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﺕﻨﺒّﻪ إﻟﻰ أﻥﻨﻲ أﺝﻬﻞ هﻮﻳﺔ ﻣﺤﺪّﺙﻲ ﻓﺘﺪﺧﻞ ﻣﻮﺽﺤًﺎ: ١٢٥
ﻣﺎزﻟﺖ أذآﺮ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﻣﻦ ﻓﺒﺮاﻳﺮ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺝﺎء ﺹﻮت ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺎﺕﻒ ،ﻟﻴﺪﻋﻮﻥﻲ إﻟﻰ اﻟﻌﺸﺎء ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ. ﻓﻮﺝﺌﺖ ﺑﺪﻋﻮﺕﻪ ،وﻟﻢ أﺱﺄﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﻋﻦ ﻣﻨﺎﺱﺒﺘﻬﺎ .ﻓﻬﻤﺖ ﻣﻨﻪ ﻓﻘﻂ أﻥﻪ دﻋﺎ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻟﻠﻌﺸﺎء ،وأﻥﻨﺎ ﻟﻦ ﻥﻜﻮن ﺑﻤﻔﺮدﻥﺎ. أﻋﺘﺮف أﻥﻨﻲ آﻨﺖ ﺱﻌﻴﺪًا وﻣﺮﺕﺒﻜًﺎ ﺑﻔﺮﺣﻲ. ﻲ أن أزورﻩ ﺧﺠﻠﺖ ﻣﻦ ﻥﻔﺴﻲ ﻷﻥﻨﻲ ﻣﻨﺬ ﻟﻘﺎﺉﻨﺎ اﻷﺧﻴﺮ ﻟﻢ أﻃﻠﺒ ﻪ ﺱ ﻮى ﻣ ﺮة واﺣ ﺪة ﺑﻤﻨﺎﺱ ﺒﺔ اﻟﻌﻴ ﺪ ،ﺑ ﺮﻏﻢ إﻟﺤﺎﺣ ﻪ ﻋﻠ ّ وﻟﻮ ﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺘﺐ ،ﻟﻨﺄﺧﺬ ﻗﻬﻮة ﻣﻌًﺎ. ﻓﺠﺄة ،أﺧﺬت ﻗﺮارًا رﺑﻤﺎ آﺎن أﺣﻤﻖ. ﻗﺮرت أن ﺁﺧﺬ إﺣﺪى ﻟﻮﺣﺎﺕﻲ ﻷهﺪﻳﻬﺎ إﻳﺎﻩ. أﻟﻢ ﻳﻬﺪﻥﻲ اﻟﻴﻮم ﺕﻠﻚ اﻟﻔﺮﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ أﻋﺪ أﺕﻮﻗﻌﻬﺎ؟ ﺱﺄﺙﺒﺖ ﻟﻪ دون آﻼم ،أن ﻟﻮﺣﺎﺕﻲ ﻻ ﺕﺘﺪاول إﻻ ﺑﻌﻤﻠﺔ اﻟﻘﻠﺐ وﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻌﻤﻼت اﻟﻤﺸﺒﻮهﺔ. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ وﺝﺪت ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮة ﺣﺴﻨﺔ أﺧﺮى. ﺱﺄآﻮن ﺣﺎﺽﺮًا ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺬي ﺕﺴﻜﻨﻴﻨﻪ وﻟﻮ ﻣﻌﻠّﻘًﺎ ﻋﻠﻰ ﺝﺪار. ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﺣﻤﻠﺖ ﻟﻮﺣﺘﻲ وذهﺒﺖ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﻌﺸﺎء. آﺎن اﻟﻘﻠﺐ ﻳﺮآﺾ ﺑﻲ ،ﻳﺴﺒﻘﻨﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﻲ اﻟﺮاﻗﻲ ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ ﺕﻠﻚ اﻟﺒﻨﺎﻳﺔ .ﺣﺘﻰ أﻥﻨ ﻲ ﻟ ﻢ أﻋ ﺪ أذآ ﺮ ﻣ ﻦ اهﺘ ﺪى إﻟ ﻰ ﻻ :ﻋﻴﻨﺎي ..أم ﻗﻠﺒﻲ. ﺑﻴﺘﻚ أو ً ﻋﻨﺪﻣﺎ دﺧﻠﺘﻬﺎ ﺷﻌﺮت أن ﻋﻄ ﺮك آ ﺎن ﻳﺘ ﺮﺑﺺ ﺑ ﻲ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻤ ﺪﺧﻞ..وﻓ ﻲ اﻟﻤﺼ ﻌﺪ ..وأﻥ ﻚ آﻨ ﺖ هﻨ ﺎ ﺕﻘ ﻮدﻳﻦ وﺝﻬﺘ ﻲ ﺑﻌﻄﺮك ﻓﻘﻂ. ﺐ ﺑﻲ ﺑﻌﻨﺎق ﺣﺎر ،زادت ﺣﺮارﺕﻪ رؤﻳﺔ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻲ آﻨﺖ أﺣﻤﻠﻬﺎ اﺱﺘﻘﺒﻠﻨﻲ ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺎب .رﺣ ّ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ. ﺑﺪا ﻟﻲ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ أﻥﻪ ﻟﻢ ﻳﺼﺪق ﺕﻤﺎﻣًﺎ أن ﺕﻜﻮن هﺪﻳﺔ ﻟﻪ .ﺕﺮدد ﻗﺒﻞ أن ﻳﺄﺧﺬهﺎ ﻣﻨ ﻲ ،ﻟﻜﻨﻨ ﻲ اﺱ ﺘﻮﻗﻔﺘﻪ ﻷﻗ ﻮل ﻟ ﻪ: »هﺬﻩ ﻟﻮﺣﺔ ﻣﻨﻲ ..إﻥﻬﺎ هﺪﻳﺔ ﻟﻚ«.. رأﻳ ﺖ ﻓﺠ ﺄة ﻋﻠ ﻰ وﺝﻬ ﻪ ﻓﺮﺣ ًﺎ وﻏﺒﻄ ﺔ ﻥ ﺎدرة .وراح ﻳﻨ ﺰع ﻋﻨﻬ ﺎ اﻟﻐ ﻼف ﻋﻠ ﻰ ﻋﺠ ﻞ ،ﺑﻔﻀ ﻮل ﻣ ﻦ رﺑ ﺢ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻴﺎﻥﺼﻴﺐ. ﺙﻢ ﺹﺎح وهﻮ ﻳﺮى ﻣﻨﻈﺮ ﺕﻠﻚ اﻟﻘﻨﻄﺮة ﻣﻌﻠّﻘﺔ وﺱﻂ اﻟﻀﺒﺎب إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء: هﺬي ﻗﻨﻄﺮة اﻟﺠﺒﺎل!وﻗﺒﻞ أن أﻗﻮل ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﺎﻥﻘﻨﻲ وﻗﺎل وهﻮ ﻳﺮ ّﺑﺖ ﻋﻠﻰ آﺘﻔﻲ: ﻳﻌﻄﻴﻚ اﻟﺼﺤﺔ ..ﺕﻌﻴﺶ ﺁ ﺣﺒﻴﺒﻲ ..ﺕﻌﻴﺶ!ﻟﻢ أﺕﻤﺎﻟﻚ ﻥﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺕﻘﺒﻴﻠﻪ ﺑﺎﻟﺤﺮارة ﻥﻔﺴﻬﺎ ،ﻷﻥﻪ أهﺪاﻥﻲ ﺷﻴﺌًﺎ رﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﺜﻤﻨﻪ ﻋﻨﺪي. راﻓﻘﻨﻲ ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ إﻟﻰ اﻟﺼ ﺎﻟﻮن وه ﻮ ﻳﻤﺴ ﻚ ذراﻋ ﻲ ﺑﻴ ﺪ ،وﻳﻤﺴ ﻚ ﻟ ﻮﺣﺘﻲ ﺑﺎﻟﻴ ﺪ اﻷﺧ ﺮى .واﺕﺠ ﻪ ﺑ ﻲ ﻥﺤ ﻮ ذﻟ ﻚ اﻟﻤﺠﻠﺲ ﻟﻴﻘﺪّﻣﻨﻲ إﻟﻰ ﺽﻴﻮﻓﻪ ،آﺄﻥﻪ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺸﻬﺪ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ اﻣﺘﻨﺎﻥﻪ ﻟﻲ .أو رﺑﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ وﺹﺪاﻗﺘﻨﺎ اﻟﻮﻃﻴ ﺪة، اﻟﺘﻲ آﺎن ﺷﺎﺉﻌًﺎ ﻋﻨﻲ أﻥﻨﻲ ﻻ أﺝﻮد ﺑﻬﺎ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺰﻣﻦ اﻟﻤﺒﺘﺬل ..إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻠّﺔ. ١٢٤
ﻚ اﻟﻤﻮﺝﻌﺔ: أﺝﺒﺘﻨﻲ ﺑﺴﺨﺮﻳﺘ ِ ﻗﻒ ﺣﻴﺚ أﻥﺖ ..اﻟﻤﻬ ﻢ أﻻ ﺕﺘﺤ ﺮك .ﻓﻜ ﻞ ﻣﺤﺎوﻟ ﺔ ﻟﻠﺨ ﻼص ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺤ ﺎﻻت ،ﺱ ﺘﺠﻌﻞ اﻟﺮﻣ ﺎل ﺕﺴ ﺤﺒﻚ أآﺜ ﺮﻥﺤﻮ اﻟﻌﻤﻖ .إﻥﻬﺎ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻮﺝﻬﻬﺎ أهﻞ اﻟﺼﺤﺮاء ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﻘ ﻊ ﻓ ﻲ ﺑﺎﻟﻮﻋ ﺔ اﻟﺮﻣ ﺎل اﻟﻤﺘﺤﺮآ ﺔ ..آﻴ ﻒ ﻻ ﺕﻌﺮف هﺬا؟! ﻳﻮﻣﻬﺎ آﺎن ﻻ ﺑﺪ أن أﺣﺰن ..وﻟﻜﻨﻨﻲ ﺽﺤﻜﺖ .رﺑﻤﺎ ﻷﻥﻨﻲ أﺣﺐ ﺱﺨﺮﻳﺘﻚ اﻟﺬآﻴﺔ ﺣﺘ ﻰ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺕﻜ ﻮن ﻣﻮﺝﻌ ﺔ ،ﻓ ﻨﺤﻦ ﻗﻠﻤﺎ ﻥﻠﺘﻘﻲ ﺑﺎﻣﺮأة ﺕﻌﺬّﺑﻨﺎ ﺑﺬآﺎء. ﻼ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ هﻮ ﺣﺘﻤﻲ.. ﺖ ﺕﺰﻓّﻴﻦ ﻟﻲ اﺣﺘﻤﺎل ﻣﻮت آﻨﺖ أراﻩ ﺝﻤﻴ ً ورﺑﻤﺎ ﻷﻥﻚ آﻨ ِ ﻼ ﺷﻌﺒﻴًﺎ راﺉﻌﺎً ،ﻟﻢ أآﻦ ﻗﺪ ﺕﻨﺒّﻬﺖ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ »اﻟﻄﻴﺮ اﻟﺤﺮ ﻣﺎ ﻳﻨﺤﻜﻤﺶ ،وإذا اﻥﺤﻜﻢ ..ﻣﺎ ﻳﺘﺨﺒّﻄﺶ!«. ﺕﺬآّﺮت ﻣﺜ ً وآﻨﺖ أﺷﻌﺮ ﺁﻥﺬاك أﻥﻨﻲ ذﻟﻚ اﻟﻄﺎﺉﺮ اﻟﻤﻜﺎﺑﺮ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﺴﺐ إﻟ ﻰ ﺱ ﻼﻟﺔ اﻟﺼ ﻘﻮر واﻟﻨﺴ ﻮر اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻳﺴ ﻬﻞ اﺹ ﻄﻴﺎدهﺎ، واﻟﺘﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕُﺼﻄﺎد ،ﺕﺼﺒﺢ ﺷﻬﺎﻣﺘﻬﺎ ﻓﻲ أن ﺕﺴﺘﺴﻠﻢ ﺑﻜﺒﺮﻳﺎء ،دون أن ﺕﻘﺎوم أو ﺕﺘﺨﺒّﻂ آﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻃﺎﺉﺮ ﺹ ﻐﻴﺮ وﻗ ﻊ ﺦ. ﻓﻲ ﻓ ّ ﺖ دهﺸﺔ: ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺝﺒﺘﻚ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﺹﺤ ِ ﻣﺎ أﺝﻤﻠﻪ ..ﻟﻢ أآﻦ أﻋﺮﻓﻪ!أﺝﺒﺘﻚ وﺱﻂ ﺕﻨﻬﻴﺪة: ﻷﻥﻚ ﻟﻢ ﺕﻌﺮﻓﻲ اﻟﺮﺝ ﺎل ..ﻟ ﻴﺲ ه ﺬا زﻣﻨ ًﺎ ﻟﻠﺼ ﻘﻮر وﻻ ﻟﻠﻨﺴ ﻮر ..إﻥ ﻪ زﻣ ﻦ ﻟﻠﻄﻴ ﻮر اﻟﻤﺪﺝّﻨ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺕﻨﺘﻈ ﺮ ﻓ ﻲاﻟﺤﺪاﺉﻖ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ! ﺱﺖ ﺱﻨﻮات ﻣﺮّت ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺤﺪﻳﺚ .وهﺎ أﻥﺎ أذآﺮﻩ اﻟﻴﻮم ﻣﺼﺎدﻓﺔ ،وأﺱﺘﻌﻴﺪ ﻥﺼﻴﺤﺘﻚ اﻷﺧﻴﺮة: »ﻗﻒ ﺣﻴﺚ أﻥﺖ ..اﻟﻤﻬﻢ أﻻ ﺕﺘﺤﺮك!«. ﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﺹﻒ واﻟﺰواﺑﻊ ..واﻟﺮﻣﺎل اﻟﻤﺘﺤﺮآﺔ .أﻥﺖ اﻟﺘﻲ أوﻗﻔﺘﻨﻲ هﻨ ﺎ ﻓ ﻲ آﻴﻒ ﺹﺪّﻗﺖ ﻳﻮﻣﻬﺎ أﻥﻚ آﻨﺖ ﺕﺨﺎﻓﻴﻦ ﻋﻠ ّ ﻲ ..وﺕﺤﺮّﺽ ﻴﻦ ﻣﻬﺐ اﻟﺠﺮح ﻋ ﺪة ﺱ ﻨﻮات ،ورﺣ ﺖ ﺕﻨﻔﺨ ﻴﻦ ﺣ ﻮﻟﻲ اﻟﻌﻮاﺹ ﻒ وﺕﺤ ﺮآﻴﻦ أﻣ ﻮاج اﻟﺮﻣ ﺎل ﺕﺤ ﺖ ﻗ ﺪﻣ ّ ﻲ. اﻟﻘﺪر ﻋﻠ ّ ﻟﻢ أﺕﺤﺮك أﻥﺎ.. ﻇﻠﻠﺖ واﻗﻔًﺎ ﺑﺤﻤﺎﻗﺔ ﻋﻨﺪ ﻋﺘﺒﺎت ﻗﻠﺒﻚ ﻟﺴﻨﻮات ﻋﺪة. آﻨﺖ اﺝﻬﻞ أﻥﻚ ﺕﺒﺘﻠﻌﻴﻨﻨﻲ ﺑﺼﻤﺖ ،أﻥﻚ ﺕﺴﺤﺒﻴﻦ اﻷرض ﻣﻦ ﺕﺤﺖ ﻗﺪﻣﻲ وأﻥﻨﻲ أﻥﺰﻟﻖ ﻥﺤﻮ اﻟﻌﻤﻖ. آﻨﺖ أﺝﻬﻞ أن زواﺑﻌﻚ ﺱﺘﻌﻮد آﻞ ﻣﺮة ،وﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻏﻴﺎﺑﻚ ﺑﺴﻨﻮات ﻟﺘﻐﺘﺎﻟﻨﻲ. واﻟﻴﻮم ..وﺱﻂ اﻷﻋﺎﺹﻴﺮ اﻟﻤﺘﺄﺧﺮة ﻳﺄﺕﻲ آﺘﺎﺑﻚ ﻟﻴﺜﻴﺮ داﺧﻠﻲ زوﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻷﺣﺎﺱﻴﺲ اﻟﻤﺘﻄﺮّﻓﺔ واﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﻣﻌًﺎ. ﺖ.. »ﻣﻨﻌﻄﻒ اﻟﻨﺴﻴﺎن« ﻗﻠ ِ ﻣﻦ أﻳﻦ ﻳﺄﺕﻲ اﻟﻨﺴﻴﺎن..أﺱﺄﻟﻚ؟ *** ١٢٣
آﺎن ﻣﺘﻄﺮﻓًﺎ آﺄي رﺝﻞ ﻳﺤﻤﻞ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ .وﻟﺬا آﺎن ﻳﻜﺮﻩ أﻳﻀ ًﺎ ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻳﺴ ﻤّﻴﻪ ﺱ ﺎﺑﻘًﺎ »أﻥﺼ ﺎف اﻟﻤﻠ ﺬات« أو »أﻥﺼ ﺎف اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت«! آﺎن رﺝﻞ اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﺤﺎﺱﻤﺔ .ﻓﺈﻣﺎ أن ﻳﺤﺐ وﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﺪﺉ ٍﺬ ﻋﻦ آﻞ ﺷﻲء ﻟﻴﺒﻘﻰ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﺤﺐ ،أو ﻳﺮﺣﻞ ﻷن اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ هﻨﺎك أهﻢ .وﻋﻨﺪهﺎ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﻣﺒﺮر ﻟﺘﻌﺬﻳﺐ اﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻷﺷﻮاق واﻟﺬآﺮى. ﻼ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،ﻣﺎذا ﻋﺴﺎﻩ اﺧﺘﺎر؟ ﺕﺴﺎءﻟﺖ ﻃﻮﻳ ً ﺕﺮاﻩ ﺕﺼﺮّف هﺬﻩ اﻟﻤﺮة أﻳﻀًﺎ آﻤﺎ ﺕﺼﺮف ﻣﻨ ﺬ ﺱ ﻨﻮات ﻓ ﻲ اﻟﺠﺰاﺉ ﺮ ﻣ ﻊ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻔﺘ ﺎة اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻋﻠ ﻰ وﺷ ﻚ اﻟ ﺰواج ﻣﻨﻬﺎ.. أم أﻥﻪ ﺕﻐﻴّﺮ ه ﺬﻩ اﻟﻤ ﺮة ،رﺑﻤ ﺎ ﺑﺤﻜ ﻢ اﻟﻌﻤ ﺮ ..ورﺑﻤ ﺎ ﻓﻘ ﻂ ﻷﻥ ﻚ أﻥ ﺖ ،وﻷن اﻟ ﺬي ﺣ ﺪث ﺑﻴﻨﻜﻤ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻗﺼ ﺔ ﻋﺎدﻳ ﺔ ﺕﺤﺪث ﺑﻴﻦ ﺷﺨﺼﻴﻦ ﻋﺎدﻳﻴﻦ. آﻨﺖ أﺣﺎول أﺣﻴﺎﻥًﺎ اﺱﺘﺪراﺝﻚ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ ،ﻋﺴﺎﻥﻲ أﺹﻞ إﻟﻰ ﻥﺘﻴﺠﺔ ﺕﺴﺎﻋﺪﻥﻲ ﻋﻠ ﻰ ﺕﺤﺪﻳ ﺪ اﻟﻘﻮاﻋ ﺪ اﻟﺠﺪﻳ ﺪة ﻟﻠﻌﺒ ﺔ.. واﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻌﻬﺎ. وآﻨﺖ ﺕﺮاوﻏﻴﻨﻨﻲ آﻌﺎدﺕﻚ .آﺎن ﻣﻦ اﻟﻮاﺽﺢ أﻥﻚ ﺕﺤﺒّﻴﻦ أن أﺣﺪﺙﻚ ﻋﻨﻪ ،وﻟﻜﻦ دون أن ﺕﺒﻮﺣﻲ ﻟﻲ ﺑﺸﻲء. آﻨﺖ ﺕﻨﺎﻗﻀﻴﻦ ﻥﻔﺴﻚ آﻞ ﻟﺤﻈﺔ .ﺕﻤﺰﺝﻴﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﺪ واﻟﻤﺰاح ،وﺑﻴﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ واﻟﻜﺬب ،ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻠﻬ ﺮوب ﻣ ﻦ ﺷ ﻲء ﻣﺎ.. ﺝﻤَﻠﻪ ﺑﺄﻟﻮان أآﺜﺮ ﺕﻨﺎﺱﺒًﺎ ﻣﻊ آﻞ ﻣﺎ أﻋﺮﻓﻪ ﻋﻨﻚ. آﺎن آﻼﻣﻚ آﺬﺑًﺎ أﺑﻴﺾ أﺱﺘﻤﻊ إﻟﻴﻪ ﺑﻔﺮﺷﺎﺕﻲ ،وأﻟﻮّن ُ ﺕﻌﻮدت أن أآﺴﻮ ﻣﺎ ﺕﻘﻮﻟﻴﻨﻪ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺒﻨﻔﺴﺠﻲ ،ﺑﺎﻷزرق ..واﻟﺮﻣﺎدي ،ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ اﻟﺬي ﻳﺨﻴﻢ ﻋﻠﻰ آﻞ ﻣﺎ ﺕﻘﻮﻟﻴﻨﻪ. ﺕﻌﻮدت أن أﺝﻤ ﻊ ﺣﺼ ﻴﻠﺔ ﻣ ﺎ ﻗﻠﺘ ﻪ ﻟ ﻲ ،وأﺹ ﻨﻊ ﻣﻨﻬ ﺎ ﺣ ﻮارًا ﻟﺮﺱ ﻮم ﻣﺘﺘﺎﻟﻴ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ورق ،أﺽ ﻊ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ أﻥ ﺎ اﻟﺘﻌﻠﻴﻘ ﺎت اﻟﻤﻨﺎﺱﺒﺔ ﻟﺤﻮار ﺁﺧﺮ وآﻼم ﻟﻢ ﻥﻘﻠﻪ. ﻟﻌﻠﻨﻲ وﻗﺘﻬﺎ ﺑﺪأت أآﺘﺸﻒ ﺕﺪرﻳﺠﻴًﺎ ﺕﻠﻚ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﺕﺮﺑﻄﻚ ﻓﻲ ذاآﺮﺕﻲ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻠﻮن اﻷﺑﻴﺾ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ آﻼﻣﻚ وﺣﺪﻩ آﺬﺑًﺎ أﺑﻴﺾ. آﻨﺖ اﻣﺮأة ﺕﻤﻠﻚ ﻗﺪرة ﺧﺎرﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﺱﺘﺤﻀﺎر ذﻟﻚ اﻟﻠﻮن ﻓﻲ آﻞ أﺷﻜﺎﻟﻪ وأﺽﺪادﻩ .أو ﻟﻌﻠﻨﻲ وﻗﺘﻬ ﺎ أﻳﻀ ًﺎ ﺑ ﺪأت دون أن أدري وﺑﺤﺪس ﻏﺎﻣﺾ أﺧﺮج هﺬا اﻟﻠﻮن ﻥﻬﺎﺉﻴًﺎ ﻣﻦ أﻟﻮان ﻟﻮﺣﺎﺕﻲ ،وأﺣﺎول اﻻﺱ ﺘﻐﻨﺎء ﻋﻨ ﻪ ،ﻓ ﻲ ﻣﺤﺎوﻟ ﺔ ﻣﺠﻨﻮﻥ ﺔ ﻹﻟﻐﺎﺉﻚ. ﻒ ﻓ ﻮق آ ﺎن ﻟﻮﻥ ًﺎ ﻣﺘﻮاﻃﺌ ًﺎ ﻣﻌ ﻚ .ﻣﻨ ﺬ ذﻟ ﻚ اﻟﻴ ﻮم اﻟ ﺬي رأﻳﺘ ﻚ ﻓﻴ ﻪ ﻃﻔﻠ ﺔ ﺕﺤﺒ ﻮ ﺑﻴﻨﻤ ﺎ أﺙﻮاﺑﻬ ﺎ اﻟﻄﻔﻮﻟﻴ ﺔ اﻟﺒﻴﻀ ﺎء ﺕﺠ ّ ﺊ ﻟﻲ ﻣﻌﻚ ﻋﻠﻰ ﻥﺎ ٍر ﺑﺎردة ،أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺙﻮب أﺑﻴﺾ. ﺧﺸﺒﺎت ﻣﻨﺼﻮﺑﺔ ﻓﻮق آﺎﻥﻮن .ﻏﻤﺰة ﻣﺴﺒﻘﺔ ﻟﻠﻘﺪر اﻟﺬي آﺎن ﻳُﻬ ّﻴ ُ ﻞ اﻷﻟﻮان وآﻞ اﻷﺷﻴﺎء .ﻓﻜ ﻢ ﻣ ﻦ اﻷﺷ ﻴﺎء ﻳﺠ ﺐ أن أد ّﻣ ﺮ ﻗﺒ ﻞ أن أﻥﺘﻬ ﻲ آﺎن اﻷﺑﻴﺾ ﻟﻮﻥًﺎ ﻣﺜﻠﻚ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺕﺮآﻴﺐ آ ّ ﻣﻨﻪ! وآﻢ ﻣﻦ اﻟﻠﻮﺣﺎت ﺱﺄﻟﻐﻲ إن أﻥﺎ ﻗﺎﻃﻌﺘﻪ! آﻨﺖ أﺣﺎول ﺑﻜﻞ اﻷﺷﻜﺎل )واﻷﻟﻮان ( ..أن أﻥﺘﻬﻲ ﻣﻨﻚ .وﻟﻜﻨﻲ آﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أزداد ﺕﻮرّﻃًﺎ ﻓﻲ ﺣﺒﻚ. اﻋﺘﺮﻓﺖ ﻟﻚ ﻣﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺎﺕﻒ ..ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻳﺄس: أﺕﺪرﻳﻦ ..ﺣﺒﻚ ﺹﺤﺮاء ﻣﻦ اﻟﺮﻣﺎل اﻟﻤﺘﺤﺮآﺔ ،ﻟﻢ أﻋﺪ أدري أﻳﻦ أﻗﻒ ﻓﻴﻬﺎ..١٢٢
ورﺑﻤﺎ زادﻩ رﻓﻀﻚ ﻣﺮاﻓﻘﺘﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﻄ ﺎر ﺕ ﻮﺕﺮًا .ﻓﻘ ﺪ آﻨ ﺖ أﻃﻤ ﻊ ﻓ ﻲ ﻋﻮدﺕ ﻚ ﻣﻌ ﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻥﻔ ﺮاد ﻷﺧﻠ ﻮ أﺧﻴ ﺮًا ﺑ ﻚ. ﻲ دون ي ﻣﺪى آﻨ ﺖ ﻗ ﺎدرة ﻋﻠ ﻰ ﻣﺤ ﻮ ﺕﻠ ﻚ اﻷﻳ ﺎم ﻣ ﻦ ذاآﺮﺕ ﻚ ،واﻟﻌ ﻮدة إﻟ ّ ﻷﻓﻬﻢ ﻣﻨﻚ دون آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺱﺌﻠﺔ ،إﻟﻰ أ ّ ﺝﺮوح أو ﺧﺪوش.. آﻨﺖ أدري أن ﻗﻠﺒﻚ ﻗﺪ أﺹﺒﺢ ﻣﻨﺤﺎزًا إﻟﻴﻪ .ورﺑﻤﺎ ﺝﺴ ﺪك أﻳﻀ ًﺎ .وﻟﻜﻨﻨ ﻲ آﻨ ﺖ أﺙ ﻖ ﺑﻤﻨﻄ ﻖ اﻷﻳ ﺎم .وأﻋﺘﻘ ﺪ أﻥ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺱﺘﻌﻮدﻳﻦ إﻟﻲّ ،ﻷﻥﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن هﻨﺎك ﺱ ﻮاي ..وﻷﻥﻨ ﻲ ذاآﺮﺕ ﻚ اﻷوﻟ ﻰ ..وﺣﻨﻴﻨ ﻚ اﻷول ﻷﺑ ﻮة آﻨ ﺖ أﻥ ﺎ ﻥﺴ ﺨﺔ أﺧﺮى ﻋﻨﻬﺎ. ﻓﺮﺣﺖ أراهﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﻄﻖ وأﻥﺘﻈﺮك. *** رﺣﻞ زﻳﺎد.. ورﺣﺖ أﺱﺘﻌﻴﺪ ﺕﺪرﻳﺠﻴًﺎ ﺑﻴﺘﻲ وﻋﺎداﺕﻲ اﻷوﻟﻰ ﻗﺒﻠﻪ. آﻨﺖ ﺱﻌﻴﺪًا وﻟﻜﻦ ﺑﻤﺮارة ﻏﺎﻣﻀﺔ .ﻓﻘﺪ آﻨﺖ ﺕﻌﻮّدت ﻋﻠ ﻰ وﺝ ﻮدﻩ ﻣﻌ ﻲ ،وآﻨ ﺖ أﺷ ﻌﺮ ﺑﺸ ﻲء ﻣ ﻦ اﻟﻮﺣ ﺪة اﻟﻤﻔﺎﺝﺌ ﺔ وهﻮ ﻳﺘﺮآﻨﻲ وﺣﺪي ﻟﻤﻮﺱﻢ اﻟﺸﺘﺎء؛ ﻟﺘﻠﻚ اﻷﻳﺎم اﻟﺮﻣﺎدﻳﺔ ،واﻟﺴﻬﺮات اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ اﻟﻤﺪهﺸﺔ. رﺣﻞ زﻳﺎد ..وﻓﺮغ اﻟﺒﻴﺖ ﻣﻨﻪ ﻓﺠﺄة آﻤﺎ اﻣﺘﻸ ﺑﻪ. ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺱﻮى ﺕﻠﻚ اﻟﺤﻘﻴﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺕﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺮورﻩ ﻣﻦ هﻨ ﺎ ،واﻟﺘ ﻲ ﺕﺮآﻬ ﺎ أﺱ ﻔﻞ اﻟﺨﺰاﻥ ﺔ ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﺝﻤ ﻊ ﻓﻴﻬ ﺎ أوراﻗ ﻪ وأﺷﻴﺎءﻩ ،واﻟﺘﻲ رأﻳﺖ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﺉﻬﺎ ﻋﻨﺪي ﻣﺸﺮوع ﻋﻮدة ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ،ﻗﺪ ﺕﻜﻮﻥﻴﻦ أﻥﺖ أﺣﺪ أﺱﺒﺎﺑﻬﺎ. وﻟﻜﻦ ﻻﺑﺪ أن أﻋﺘ ﺮف أن ﺱ ﻌﺎدﺕﻲ آﺎﻥ ﺖ ﺕﻔ ﻮق ﺣﺰﻥ ﻲ ،وأﻥﻨ ﻲ آﻨ ﺖ أﺷ ﻌﺮ أﻥﻨ ﻲ أﺱ ﺘﻌﻴﺪك وأﻥ ﺎ أﺱ ﺘﻌﻴﺪ ذﻟ ﻚ اﻟﺒﻴ ﺖ اﻟﻔﺎرغ ﻣﻨﻪ. آﻨﺖ أﺷﻌﺮ أن هﺬا اﻟﺒﻴﺖ ﺱﻴﻤﺘﻠﺊ أﺧﻴﺮًا ﺑﺤﻀﻮرك ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أو ﺑﺄﺧﺮى ،وأﻥﻨﻲ ﺱﺄﺧﻠﻮ ﻓﻴﻪ ﺑﻚ وأﻥﺎ أﺧﻠﻮ ﻟﻨﻔﺴﻲ. ﺱﺄﻋﻴﺪك إﻟﻴﻪ ﺕﺪرﻳﺠﻴًﺎ .أﻟﻢ ﺕﻌﺘﺮﻓ ﻲ ﻣ ﺮارًا أﻥ ﻚ ﺕﺤﺒﻴﻨ ﻪ ..ﺕﺤﺒ ﻴﻦ ﻃﺮﻳﻘ ﺔ ﺕﺮﺕﻴﺒ ﻪ ..ﺕﺤﺒ ﻴﻦ ﺽ ﻮءﻩ ..ﻣﻨﻈ ﺮ ﻥﻬ ﺮ اﻟﺴ ﻴﻦ ﻞ ﻋﻠﻴﻪ؟ اﻟﺬي ﻳﻄ ّ أم ﺕﺮى آﻨﺖ ﺕﺤﺒﻴﻦ ﻓﻘﻂ زﻳﺎد ،وﺣﻀﻮرﻩ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺆﺙﺚ آﻞ ﺷﻲء ..وﻳﺠﻌﻞ اﻷﺷﻴﺎء أﺣﻠﻰ! ﻓﻲ اﻟﺒﺪء ..آﻨﺖ أﺕﻮﻗﻊ هﺎﺕﻔﻚ .آﻨﺖ أﺕﻤﺴﻚ ﺑﻪ ،أﺱﺘﻨﺠﺪ ﺑﻪ ،وﻟﻜﻦ ﺹﻮﺕﻚ آﺎن ﻳﻨﺴﺤﺐ أﻳﻀًﺎ ﺕﺪرﻳﺠﻴًﺎ أﻣﺎم دهﺸﺘﻲ. ﻞ أﺱﺒﻮﻋﻴﻦ ،ﺙﻢ ﻥﺎدراً ،ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻥﻬﺎﺉﻴًﺎ. آﺎن هﺎﺕﻔﻚ ﻳﺄﺕﻲ ﻣﺮة آﻞ أﺱﺒﻮع ،ﺙﻢ آ ّ آﺎن ﻳﺄﺕﻲ ﺷﺤﻴﺤًﺎ آﻘﻄﺮات اﻟﺪواء .وآﻨﺖ أﺷﻌﺮ أﺣﻴﺎﻥًﺎ أﻥﻚ ﺕﻄﻠﺒﻴﻨﻨﻲ ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ ﻓﻘﻂ ،أو ﻋﻦ ﺽﺠﺮ ،أو رﺑﻤﺎ ﺑﻨ ّﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻠﻨﺔ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ أﺧﺒﺎر زﻳﺎد. وآﻨ ﺖ أﻥ ﺎ أﺙﻨ ﺎء ذﻟ ﻚ ،أﺕﺴ ﺎءل »ﺕ ﺮاﻩ آ ﺎن ﻳﻜﺘ ﺐ إﻟﻴ ﻚ ﻣﺒﺎﺷ ﺮة ﺑﻌﻨ ﻮان اﻟﺒﻴ ﺖ ،وﻟﻬ ﺬا ﻟ ﻢ ﺕﻜ ﻮﻥﻲ ﻓ ﻲ ﺣﺎﺝ ﺔ إﻟ ﻰ أن ﺕﺴﺄﻟﻴﻨﻲ ﻣﺮة ﻋﻦ أﺧﺒﺎرﻩ؟ ﻲ أم أﻥﻪ آﻌﺎدﺕﻪ أﺧﺒﺮك ﻣﺴﺒﻘًﺎ أﻥﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﺘﺐ إﻟﻴﻚ ،وأن ﻋﻠﻴﻚ ﻣﺜﻠﻪ أن ﺕﺘﻌﻠﻤﻲ اﻟﻨﺴﻴﺎن .ﻓﺮﺣﺖ ﺕﻄﺒّﻘﻴﻦ ﺕﻠﻚ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻋﻠ ّ أﻳﻀًﺎ.«!. آﺎن زﻳﺎد ﻳﻜﺮﻩ أﻥﺼﺎف اﻟﺤﻠﻮل ﻓﻲ آﻞ ﺷﻲء. ١٢١
إﻥﻪ أﺣﺰن ﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺕﻪ .ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻮرآﺎ ﻳﺨﺎف اﻟﻤﻮت ،آﺎن ﻳﺘﻮﻗّﻌﻪ ،وﻳﺬهﺐ إﻟﻴﻪ ﻣﺸﻴًﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗ ﺪام آﻤ ﺎ ﻥ ﺬهﺐ ﻟﻤﻮﻋ ٍﺪ ﻣﻊ ﺹﺪﻳﻖ ..وﻟﻜﻦ آﺎن ﻳﻜﺮﻩ ﻓﻘﻂ أن ﺕﺄﺕﻴﻪ اﻟﺮﺹﺎﺹﺔ ﻣﻦ اﻟﻈﻬﺮ! ﺷﻌﺮت ﺁﻥﺬاك أن زﻳﺎد ﺕﻠﻘﻲ آﻠﻤﺎﺕﻲ آﺮﺹﺎﺹﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺪر .رﻓ ﻊ ﻋﻴﻨﻴ ﻪ ﻥﺤ ﻮي ،أﺣﺴﺴ ﺘﻪ ﻋﻠ ﻰ وﺷ ﻚ أن ﻳﻘ ﻮل ﺷ ﻴﺌًﺎ وﻟﻜﻨﻪ ﺹﻤﺖ. آﻨﺎ ﻥﻔﻬﻢ ﺑﻌﻀﻨﺎ دون آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﻼم. ﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ أﻟﻤﻚ .وﻟﻜﻦ آﺎن هﺬا أﻗﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن أﻗﻮﻟ ﻪ ﻥﺪﻣﺖ ﺑﻌﺪهﺎ ﻋﻠﻰ إﻳﻼﻣﻲ اﻟﻤﺘﻌﻤﺪ ﻟﻪ .ﻓﻘﺪ آﺎن إﻳﻼﻣﻪ ﻳﻌ ّﺰ ﻋﻠ ّ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ آﻞ ﻣﺎ ﻋﺸﺘﻪ ﻣﻦ ﻋﺬاب ﺑﺴﺒﺒﻪ. ورﺑﻤﺎ آﺎن أآﺜﺮﻩ أﻳﻀًﺎ. ﺖ ﺑﻔﻄ ﺮ ٍة ﻥﺴ ﺎﺉﻴﺔ ﺖ ﺕﺨﺘﺮﻋﻴﻨﻬ ﺎ أﻥ ِ ﺕﺤﻮل ﻏ ﺪاؤﻥﺎ ﻓﺠ ﺄة إﻟ ﻰ وﺝﺒ ﺔ ﺹ ﻤﺖ ﻣﺮﺑ ﻚ ﺕﺘﺨﻠﻠ ﻪ أﺣﻴﺎﻥ ﺎ أﺣﺎدﻳ ﺚ ﻣﻔﺘﻌﻠ ﺔ ،آﻨ ِ ﻟﺘﺮﻃﻴﺐ اﻟﺠﻮ ..ورﺑﻤﺎ ﻟﻠﻤﺮاوﻏﺔ .وﻟﻜﻦ ﻋﺒﺜًﺎ. آﺎن هﻨﺎك ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺒﻠّﻮر ﻗﺪ اﻥﻜﺴﺮ ﺑﻴﻨﻨﺎ .وﻟﻢ ﻳﻌﺪ هﻨﺎك ﻣﻦ أﻣﻞ ﻟﺘﺮﻣﻴﻤﻪ. ﻚ ﺑﻌﺪهﺎ: ﺱﺄﻟﺘ ِ هﻞ ﺱﺘﺄﺕﻴﻦ ﻣﻌﻲ ﻟﻨﺮاﻓﻖ زﻳﺎد إﻟﻰ اﻟﻤﻄﺎر؟ﺖ: أﺝﺒ ِ -ﻻ ..ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن أذهﺐ إﻟﻰ اﻟﻤﻄﺎر ..ﻗﺪ أﻟﺘﻘﻲ ﺑﻌﻤ ﻲ هﻨ ﺎك ،إذ أﻥ ﻪ ﻳﺤ ﺪث أن ﻳﻤ ﺮ ﺑﻤﻜﺘ ﺐ اﻟﺨﻄ ﻮط اﻟﺠﻮﻳ ﺔاﻟﺠﺰاﺉﺮﻳﺔ .ﺙﻢ إﻥﻨﻲ أآﺮﻩ اﻟﻤﻄ ﺎرات ..وأآ ﺮﻩ ﻣﺮاﺱ ﻴﻢ اﻟ ﻮداع .اﻟ ﺬﻳﻦ ﻥﺤ ﺒﻬﻢ ﻻ ﻥ ﻮدﻋﻬﻢ ،ﻷﻥﻨ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ﻻ ﻥﻔﺎرﻗﻬﻢ .ﻗﺪ ﺧﻠﻖ اﻟﻮداع ﻟﻠﻐﺮﺑﺎء ..وﻟﻴﺲ ﻟﻸﺣﺒﺔ. آﺎﻥﺖ ﺕﻠ ﻚ إﺣ ﺪى ﻃﻠﻌﺎﺕ ﻚ اﻟﻌﺠﻴﺒ ﺔ اﻟﻤﺪهﺸ ﺔ آﻘﻮﻟ ﻚ اﻟﺴ ﺎﺑﻖ ﻣ ﺜ ً ﻼ »ﻥﺤ ﻦ ﻻ ﻥﻜﺘ ﺐ إه ﺪا ًء ﺱ ﻮى ﻟﻠﻐﺮﺑ ﺎء وأﻣ ﺎ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻥﺤﺒﻬﻢ ﻓﻬﻢ ﺝﺰء ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب وﻟﻴﺴﻮا ﻓﻲ ﺣﺎﺝﺔ إﻟﻰ ﺕﻮﻗﻴﻊ ﻓﻲ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻷوﻟﻰ«.. وﻟﻤﺎذا اﻟﻮداع؟ هﻞ هﻨﺎك ﻣﻦ ﺽﺮورة ﻟﻮداع ﺁﺧﺮ؟ آﻨﺖ أراك ﻃﻮال وﺝﺒﺔ اﻟﻐﺪاء ﺕﻠﺘﻬﻤﻴﻨﻪ ﺑﻨﻈﺮاﺕﻚ وﻻ ﺕﺄآﻠﻴﻦ ﺷﻴﺌًﺎ ﺱﻮاﻩ. ﻞ ﺷ ﻲء ﻓﻴ ﻪ ،وآﺄﻥ ﻚ ﺕﺨﺘ ﺰﻥﻴﻦ ﻣﻨ ﻪ ﺹ ﻮرًا ﻋ ﺪة.. ﻼ ﻋﻨ ﺪ آ ّ آﺎﻥﺖ ﻋﻴﻨﺎك ﺕﻮدّﻋﺎن ﺝﺴﺪﻩ ﻗﻄﻌ ﺔ ﻗﻄﻌ ﺔ .ﺕﺘﻮﻗّﻔ ﺎن ﻃ ﻮﻳ ً ﻟﺰﻣﻦ ﻟﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻚ ﻓﻴﻪ ﺱﻮى اﻟﺼﻮر. وآﺎن هﻮ ﻳﺘﺤﺎﺷﻰ ﻥﻈﺮاﺕﻚ ،رﺑﻤﺎ ﻣﺮاﻋﺎ ًة ﻟﻲ ،أو ﻷن آﻠﻤ ﺎﺕﻲ اﻟﻤﻮﺝﻌ ﺔ أﻓﻘﺪﺕ ﻪ رﻏﺒ ﺔ اﻟﺤ ﺐ ..ورﻏﺒ ﺔ اﻷآ ﻞ آ ﺬﻟﻚ. وﺝﻌﻠﺘﻪ ﻳﺤﻮّل ﻥﻈﺮاﺕﻪ اﻟﺤﺰﻳﻨﺔ إﻟﻰ أﻋﻤﺎﻗﻪ وإﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺴﻔﺮ. وآﻨ ﺖ أﻥ ﺎ ﻻ أﻗ ﻞ ﺣﺰﻥ ًﺎ ﻋﻨﻜﻤ ﺎ ،وﻟﻜ ﻦ ﺣﺰﻥ ﻲ آ ﺎن ﻓﺮﻳ ﺪًا وﻓﺮد ّﻳ ًﺎ آﺨﻴﺒﺘ ﻲ .ﻣﺘﺸ ﻌّﺐ اﻷﺱ ﺒﺎب ﻏﺎﻣﻀ ًﺎ آﻤ ﻮﻗﻔﻲ ﻣ ﻦ ﻗﺼّﺘﻜﻤﺎ اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ.
١٢٠
ﻷﻥﻨﻲ ﺱﺄﺱﺎﻓﺮ اﻷﺣﺪ.. وﻟﻤﺎذا اﻷﺣﺪ؟ﻗﻠﺘﻬﺎ وأﻥﺎ أﺷﻌﺮ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺤﺰن واﻟﻔﺮح ﻣﻌًﺎ. أﺝﺎب زﻳﺎد: ﻷﻥﻨﻲ ﻳﺠﺐ أن أﻋﻮد ..آﻨﺖ أﻥﺘﻈﺮ ﻓﻘﻂ ﻋﻮدﺕﻚ ﻷﺱﺎﻓﺮ .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻘ ﺮرًا أن أﺑﻘ ﻰ هﻨ ﺎ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ أﺱ ﺒﻮﻋﻴﻦ .ﻟﻘ ﺪﻼ وﻻ ﺑ ّﺪ أن أﻋﻮد.. ﻗﻀﻴﺖ ﺷﻬﺮًا آﺎﻣ ً ﺙﻢ أﺽﺎف ﺑﺸﻲ ٍء ﻣﻦ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ: ﻗﺒﻞ أن أﺕﻌﻮد ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺒﺎرﻳﺴﻴﺔ.ﺐ ﺁﺧﺮ أم أن ﻣﻬﻤﺘﻪ ﺖ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺒﺎرﻳﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﺨﺎف أن ﻳﺘﻌﻮد ﻋﻠﻴﻬﺎ؟ ﺕﺮاﻩ آﺎن ﻳﻬﺮب ﻣﺮة أﺧﺮى ﻣﻦ ﺣ ٍ ﺕﺮاك أﻥ ِ ﻗﺪ اﻥﺘﻬﺖ أﺧﻴﺮًا ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ أﻣﺎﻣﻪ ﻏﻴﺮ اﻟﺮﺣﻴﻞ؟ ﻣﺮ ﻳﻮم اﻟﺴﺒﺖ وﺱﻂ ﻣﺸﺎﻏﻞ ﻋﻮدﺕﻲ ،واﻥﺸﻐﺎل زﻳﺎد ﺑﺘﺮﺕﻴﺐ ﺕﻔﺎﺹﻴﻞ ﺱﻔﺮﻩ. ﺣﺎوﻟﺖ أن أﺕﺤﺎﺷﻰ اﻟﺠﻠﻮس إﻟﻴﻪ ذﻟﻚ اﻟﻤﺴﺎء .وﻟﻜ ﻦ آ ﺎن ﻳ ﻮم اﻷﺣ ﺪ ﻳﺘ ﺮﺑﺺ ﺑﻨ ﺎ وﻳﻀ ﻌﻨﺎ أﺧﻴ ﺮًا وﺝﻬ ًﺎ ﻟﻮﺝ ﻪ ﻥﺤ ﻦ اﻟﺜﻼﺙﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻐﺪاء اﻟﺤﺎﺱﻢ. ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠ ِﺘﻨﻲ ﺑﺤﺮارة ﻟﻢ أﺕﻮﻗﻌﻬﺎ .ﻓﺴّﺮﺕﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻲ ﺑﺄﻥﻬﺎ ﺷﻌﻮر ﺑﺎﻟﺬﻥﺐ) ،أو رﺑﻤﺎ ﺑﺎﻻﻣﺘﻨ ﺎن( .أﻟ ﻢ أﻗ ﺪم ﻟ ﻚ ﺣﺒ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻖ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﺎوﻟﺔ هﻲ ..ﺑﻴﺘﻲ؟! ﺼًﺎ إﻥﺸﺎﺉﻴًﺎ. ﺖ إﻋﺠﺎﺑﻚ ﺑﺄﺱﻠﻮﺑﻲ ..وآﺄﻥﻚ أﺱﺘﺎذة ﻗﺪم ﻟﻬﺎ ﺕﻠﻤﻴﺬ ﻥ ّ ﺙﻢ ﺷﻜﺮ ِﺕﻨﻲ ﻋﻠﻰ رﺱﺎﺉﻠﻲ ،وأﺑﺪﻳ ِ أزﻋﺠﻨﻲ ﺷﻜﺮك اﻟﻌﻠﻨﻲ ،وﺷﻌﺮت أﻥﻚ ﺣﺪّﺙﺖ زﻳﺎد ﻋﻨﻬﺎ ورﺑﻤﺎ أرﻳﺘﻪ إﻳﺎهﺎ أﻳﻀًﺎ. ﺖ: ﺖ ﻋﻠﻰ وﺷﻚ أن أﻗﻮل ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ واﺹﻠ ِ آﻨ ُ ﺕﻤﻨﻴﺖ ﻟﻮ آﻨﺖ ﻣﻌﻚ هﻨﺎك ..هﻞ ﻏﺮﻥﺎﻃﺔ ﺝﻤﻴﻠﺔ ﺣﻘًﺎ إﻟﻰ هﺬا اﻟﺤﺪ؟ وهﻞ زرت ﺣﻘًﺎ ﺑﻴ ﺖ ﻏﺎرﺱ ﻴﺎ ﻟﻮرآ ﺎ ﻓ ﻲ)ﺧﻮاﻥﺘﺎ ﻓﺎآﻴﺮوس( ..أﻟﻴﺲ هﺬا اﺱﻢ ﺽﻴﻌﺘﻪ آﻤﺎ ﻗﻠﺖ؟ ﺣﺪّﺙﻨﻲ ﻋﻨﻪ.. وﺝﺪت ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺘﻚ ﻓﻲ ﺑﺪء اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻲ ﻣﻦ اﻟﻬﻮاﻣﺶ ،ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺜﻴﺮًا ﻟﻠﺪهﺸﺔ ،ورﺑﻤﺎ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ أﻳﻀًﺎ. أهﺬا آﻞ ﻣﺎ وﺝﺪت ﻗﻮﻟﻪ ﺑﻌﺪ آﻞ اﻟﺰواﺑﻊ اﻟﺘﻲ ﻣﺮّت ﺑﻨﺎ ،وﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮة أﻳﺎم ﻣﻦ اﻟﺠﺤﻴﻢ اﻟﺬي ﻋﺸﺘﻪ وﺣﺪي؟ ﻻ أدري آﻴﻒ ﺧﻄﺮ ﻋﻨﺪﺉ ٍﺬ ﻓﻲ ذهﻨﻲ ﻣﺸﻬﺪ ﻟﻔﻴﻠﻢ ﺷﺎهﺪﺕﻪ ﻳﻮﻣًﺎ ﻋﻦ ﺣﻴﺎة ﻟﻮرآﺎ.. ﻗﻠﺖ ﻟﻚ: أﺕﺪرﻳﻦ آﻴﻒ ﻣﺎت ﻟﻮرآﺎ؟ﺖ: ﻗﻠ ِ ﺑﺎﻹﻋﺪام..ﺖ: ﻗﻠ ُ ﺶ ..وآﺎن ﻳﻤﺸﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻃﻠﻘ ﻮا ﺧﻠﻔ ﻪ اﻟﺮﺹ ﺎص ،ﻓﺴ ﻘﻂ ﻣﻴﺘ ًﺎ دون ﻻ ..وﺽﻌﻮﻩ أﻣﺎم ﺱﻬﻞ ﺷﺎﺱﻊ وﻗﺎﻟﻮا ﻟﻪ اﻣ ِأن ﻳﻔﻬﻢ ﺕﻤﺎﻣًﺎ ﻣﺎ اﻟﺬي ﺣﺪث ﻟﻪ. ١١٩
وﻋﺒﺜًﺎ راح ﺑﻮل إﻳﻠﻮار ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻬﺎ أﺝﻤﻞ اﻟﺮﺱﺎﺉﻞ ..وأروع اﻷﺷﻌﺎر ..ﻟﻴﺴ ﺘﻌﻴﺪهﺎ ﻣ ﻦ داﻟ ﻲ اﻟ ﺬي ﺧﻄﻔﻬ ﺎ ﻣﻨ ﻪ .وﻟﻜﻨﻬ ﺎ ﻓﻀّﻠﺖ ﺝﻨﻮن داﻟﻲ اﻟﻤﺠﻬﻮل ﺁﻥﺬاك ..ﻋﻠﻰ ﻗ ﻮاﻓﻲ ﺑ ﻮل إﻳﻠ ﻮار .وﻇّﻠ ﺖ ﺣﺘ ﻰ ﻣﻮﺕﻬ ﺎ ﻣﻨﺤ ﺎزة ﻟﺮﻳﺸ ﺔ داﻟ ﻲ ﻓﻘ ﻂ اﻟ ﺬي ﺕﺰوﺝﻬﺎ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ﺑﺄآﺜﺮ ﻣﻦ ﻃﻘﺲ ،وﻟﻢ ﻳﺮﺱﻢ اﻣﺮأة ﻏﻴﺮهﺎ ﻃﻮال ﺣﻴﺎﺕﻪ. اﻟﻮاﻗﻊ أن اﻟﺤﺐ ﻻ ﻳﻜﺮر ﻥﻔﺴﻪ آﻞ ﻣﺮة ،وأن اﻟﺮﺱﺎﻣﻴﻦ ﻻ ﻳﻬﺰﻣﻮن اﻟﺸﻌﺮاء داﺉﻤًﺎ ..ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺎوﻟﻮن اﻟﺘﻨﻜّﺮ ﻓ ﻲ ﺙﻴﺎب اﻟﻜﻠﻤﺎت. *** ﻲ ﻣﺘﻌ ﺔ ﻥﺠ ﺎح ذﻟ ﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺪت ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﻟﻰ ﺑﺎرﻳﺲ ،آﺎن ﻓﻲ اﻟﺤﻠﻖ ﻏﺼّﺔ ﻻزﻣﺘﻨﻲ ﻃﻮال ﺕﻠﻚ اﻷﻳﺎم ،وأﻓﺴ ﺪت ﻋﻠ ّ اﻟﻤﻌﺮض .واﻟﻠﻘﺎءات اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ أو اﻟﻤﻔﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺕﻤّﺖ ﻟﻲ أﺙﻨﺎءﻩ. ﻞ آﺎن هﻨﺎك ﺷﻲء داﺧﻠﻲ ﻳﻨ ﺰف دون ﺕﻮ ّﻗ ﻒ .ﻋﺎﻃﻔ ﺔ ﺝﺪﻳ ﺪة ﻟﻠﻐﻴ ﺮة واﻟﺤﻘ ﺪ اﻟﻐ ﺎﻣﺾ اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﻔ ﺎرﻗﻨﻲ وﻳ ﺬآّﺮﻥﻲ آ ّ ﻟﺤﻈﺔ أن ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث هﻨﺎك. اﺱﺘﻘﺒﻠﻨﻲ زﻳﺎد ﺑﺸﻮق) .أآ ﺎن ﺣﻘ ًﺎ ﺱ ﻌﻴﺪًا ﺑﻌ ﻮدﺕﻲ؟( .أﻣ ﺪّﻥﻲ ﺑﺎﻟﺒﺮﻳ ﺪ اﻟ ﺬي وﺹ ﻞ أﺙﻨ ﺎء ﻏﻴ ﺎﺑﻲ وﺑﻮرﻗ ﺔ ﺱ ﺠّﻞ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ أﺱﻤﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻃﻠﺒﻮﻥﻲ هﺎﺕﻔﻴًﺎ ﺧﻼل ﺕﻠﻚ اﻷﻳﺎم. أﻣﺴﻜﺘﻬﺎ دون أن أﻟﻘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻥﻈﺮة .آﻨﺖ أدري أﻥﻨﻲ ﻟﻦ أﺝﺪ اﺱﻤﻚ ﻓﻴﻬﺎ. ﺙﻢ راح ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺮض ..ﻋﻦ ﺱﻔﺮﺕﻲ وأﺧﺒ ﺎري اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ،وﻳﺤ ﺪﺙﻨﻲ ﻋ ﻦ ﺁﺧ ﺮ اﻟﺘﻄ ﻮرات اﻟﺴﻴﺎﺱ ﻴﺔ ﺑﺸ ﻲء ﻣ ﻦ اﻟﻘﻠﻖ ،اﻟﺬي ﻓﺴّﺮﺕﻪ ﺑﺎرﺕﺒﺎآﻪ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ أﻣﺎﻣﻲ ﻟﺴﺒﺐ أو ﻵﺧﺮ. آﻨﺖ أﺱﺘﻤﻊ إﻟﻴﻪ وأﻥ ﺎ أﺕﻔﻘ ﺪ ﺑﺤﻮاﺱ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﺒﻴ ﺖ آﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﺧﺮاﻓ ﺔ اﻟﻐ ﻮل اﻟ ﺬي آ ﺎن آﻠﻤ ﺎ ﻋ ﺎد إﻟ ﻰ ﺑﻴﺘ ﻪ ،راح ﻳﺘﺸ ﻤّﻢ اﻷﺝﻮاء ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ إﻥﺴﺎن ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺕﺴﻠّﻞ إﻟﻰ ﻣﻐﺎرﺕﻪ أﺙﻨﺎء ﻏﻴﺎﺑﻪ.. آﻨﺖ أﺷﻌﺮ أﻥﻚ ﻣﺮرت ﺑﻬ ﺬا اﻟﺒﻴ ﺖ .إﺣﺴ ﺎس ﻏ ﺎﻣﺾ آ ﺎن ﻳﺆآ ﺪ ﻟ ﻲ ذﻟ ﻚ ،دون أن أﺝ ﺪ ﻓ ﻲ اﻟﻮاﻗ ﻊ ﺣﺠ ﺔ ﺕﺜﺒ ﺖ ﻟ ﻲ ﺷﻜﻮآﻲ. وﻟﻜﻦ هﻞ ﺕﻬﻢ اﻟﺤ ّ ﺠّﺔ؟ ..هﻞ ﻳﻌﻘﻞ أن ﺕﻤﺮ ﻋﺸﺮة أﻳﺎم دون أن ﺕﻠﺘﻘﻴﺎ ..وأﻳﻦ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺕﻠﺘﻘﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﻜ ﺎن ﻏﻴ ﺮ ه ﺬا؟ وإذا اﻟﺘﻘﻴﺘﻤﺎ هﻞ ﺱﺘﻜﺘﻔﻴﺎن ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ؟ ﺖ ﻣﻨﺠﻤًﺎ ﻟﻠﻜﺒﺮﻳﺖ ..وآﺎن زﻳﺎد ﻋﺎﺷﻘًﺎ ﻣﺠﻮﺱﻴًﺎ ﻳﻌﺒﺪ اﻟﻠّﻬﺐ! آﻨ ِ ﻼ ﻓﻲ وﺝﻪ ﻥﻴﺮاﻥﻚ ..أﻥﺖ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻠﻢ اﻟﺮﺝﺎل أن ﻳﺤﺘﺮﻗﻮا ﺑﻬﺎ وﻟﻮ وهﻤﺎً؟ ﻓﻬﻞ آﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺼﻤﺪ ﻃﻮﻳ ً ح ﻣﺎ ،ﻋﻦ ﺱﻌﺎد ٍة ﻣﺎ أﺝﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﺠﺔ اﻟﻘﺎﻃﻌﺔ ﻋﻠﻰ أﻥﻚ آﻨﺖ ﻟﻪ. رﺣﺖ أﺑﺤﺚ ﻓﻲ ﻣﻼﻣﺢ زﻳﺎد ﻋﻦ ﻓﺮ ٍ وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺒ ُﺪ ﻋﻠﻰ وﺝﻬﻪ أي ﺷﻌﻮر ﺧﺎص ،ﻏﻴﺮ اﻟﻘﻠﻖ. ﻓﺠﺄة ﺣﺪﺙﻨﻲ ﻋﻨﻚ ﻗﺎل: ﻟﻘﺪ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ أن ﺕﺄﺕﻲ ﻏﺪًا ﻟﻨﺘﻨﺎول ﻣﻌًﺎ ﻏﺪاءﻥﺎ اﻷﺧﻴﺮ..ﺖ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺪهﺸﺔ: ﺹﺤ ُ ﻟﻤﺎذا اﻷﺧﻴﺮ؟ﻗﺎل: ١١٨
ﻞ ﻟﻴﻠ ﺔ ي ﺝﻨﻮن آﺎن أن ﺕﺰﻳﺪ اﻟﻤﺴﺎﻓﺎت ﻣﻦ ﺣﺒّﻚ ،وأن ﺕﺄﺧﺬي ﻣﻼﻣﺢ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ أﻳﻀًﺎ .وإذا ﺑﻲ آﻤﺠﻨﻮن أﺝﻠﺲ آ ّ ﻓﺄ ّ ﺺ ﻟ ﻚ ﻓﻴﻬ ﺎ ﺕﻔﺎﺹ ﻴﻞ ﻳ ﻮﻣﻲ واﻥﻄﺒﺎﻋ ﺎﺕﻲ ﻷآﺘﺐ ﻟﻚ رﺱﺎﺉﻞ آﺎﻥﺖ ﺕﻮﻟﺪ ﻣﻦ دهﺸﺘﻲ وﺷﻮﻗﻲ وﻏﻴﺮﺕﻲ ﻋﻠﻴﻚ .آﻨ ﺖ أﻗ ّ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺕﺸﺒﻬﻚ ﺣﺪ اﻟﺪهﺸﺔ. آﺘﺒﺖ ﻟﻚ ﻣﺮة: ﺖ آﺠﺴﺪك ،ﻣﺮﺱﻮم ﻋﻠﻰ ﻃﺮاز أﻥﺪﻟﺴﻲ. »أرﻳﺪ أن أﺣﺒﻚ هﻨﺎ .ﻓﻲ ﺑﻴ ٍ أرﻳﺪ أن أهﺮب ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﺪن اﻟﻤﻌﻠّﺒﺔ ،وأُﺱﻜﻦ ﺣﺒّﻚ ﺑﻴﺘًﺎ ﻳﺸﺒﻬﻚ ﻓﻲ ﺕﻌﺎرﻳﺞ أﻥﻮﺙﺘﻚ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ﺑﻴﺘًﺎ ﺕﺨﺘﻔﻲ وراء أﻗﻮاﺱﻪ وﻥﻘﻮﺷﻪ واﺱﺘﺪاراﺕﻪ ذاآﺮﺕﻲ اﻷوﻟﻰ .ﺕﻈﻠّﻞ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺷﺠﺮة ﻟﻴﻤﻮن آﺒﻴﺮة ،آﺘﻠﻚ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺰرﻋﻬ ﺎ اﻟﻌﺮب ﻓﻲ ﺣﺪاﺉﻖ ﺑﻴﻮﺕﻬﻢ ﺑﺎﻷﻥﺪﻟﺲ. أرﻳﺪ أن أﺝﻠﺲ إﻟﻰ ﺝﻮارك ،آﻤﺎ أﺝﻠﺲ هﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺑﺮآﺔ ﻣﺎء ﺕﺴﺒﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﺱﻤﻜﺎت ﺣﻤﺮاء ،وأﺕﺄﻣﻠﻚ ﻣﺪهﻮﺷًﺎ. أﺱﺘﻨﺸﻖ ﺝﺴﺪك ،آﻤﺎ أﺱﺘﻨﺸﻖ راﺉﺤﺔ اﻟﻠﻴﻤﻮن اﻟﺒﻠﺪي اﻷﺧﻀﺮ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﻀﺞ. ﻞ ﺷﺠﺮة أﻣ ّﺮ ﺑﻬﺎ ،أﺷﺘﻬﻴﻚ«.. أﻳﺘﻬﺎ اﻟﻔﺎآﻬﺔ اﻟﻤﺤﺮّﻣﺔ ..أﻣﺎم آ ّ آﻢ ﻣﻦ اﻟﺮﺱﺎﺉﻞ آﺘﺒﺖ ﻟﻚ ..هﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻜﺎﺕﺒﺔ أن ﺕﻘﺎوم اﻟﻜﻠﻤﺎت؟ آﻨﺖ أرﻳ ﺪ أن أﻃﻮﻗ ﻚ ﺑ ﺎﻟﺤﺮوف ،أن أﺱ ﺘﻌﻴﺪك ﺑﻬ ﺎ، أن أدﺧﻞ ﻣﻌﻜﻤﺎ ﺣﻠﻘﺔ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﻐﻠﻘﺔ ﻓﻲ وﺝﻬﻲ ﺑﺘﻬﻤﺔ اﻟﺮﺱﻢ ﻓﻘﻂ ،ﻓﺮﺣﺖ أﺧﺘﺮع ﻣﻦ أﺝﻠﻚ رﺱ ﺎﺉﻞ ﻟ ﻢ ﺕﻜﺘ ﺐ ﻗﺒﻠ ﻚ ﻻﻣﺮأة .رﺱﺎﺉﻞ اﻥﻔﺠﺮت ﻓﻲ ذهﻨﻲ ﻓﺠﺄة ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺱﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻤﺖ . ﺕﺮاﻥﻲ ﺑﺪأت ﻳﻮﻣﻬ ﺎ أآﺘ ﺐ آﺘ ﺎﺑﻲ ه ﺬا دون أن أدري ،ﺑﻌ ﺪ أن اﻥﺘﻘ ﻞ ﻋﺸ ﻘﻲ ﻟ ﻚ إﻟ ﻰ ه ﺬﻩ اﻟﻠﻐ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آﻨ ﺖ أآﺘ ﺐ ﺑﻬ ﺎ رﺱﺎﺉﻞ ﻷول ﻣﺮة .ﻗﺒﻠﻚ آﺘﺒﺖ ﻟﻨﺴﺎء ﻋﺒﺮن ﺣﻴﺎﺕﻲ أﻳﺎم اﻟﺸﺒﺎب واﻟﻤﺮاهﻘﺔ. ﻟﻢ أآﻦ أﺝﻬﺪ ﻥﻔﺴﻲ ﺁﻥﺬاك ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻜﻠﻤﺎت. آﺎﻥﺖ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻥﺴﻴﺔ ﺕﺴﺘﺪرﺝﻨﻲ ﺕﻠﻘﺎﺉﻴًﺎ ﺑﺤﺮﻳﺘﻬﺎ ﻟﻠﻘﻮل دون ﻋﻘﺪ ..وﻻ ﺧﺠﻞ. ﻣﻌﻚ رﺣﺖ أآﺘﺸﻒ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺝﺪﻳﺪ .أﺕﻌﻠﻢ اﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ هﻴﺒﺘﻬﺎ ،أﺱﺘﺴﻠﻢ ﻹﻏﺮاﺉﻬﺎ اﻟﺴﺮي ،ﻹﻳﺤﺎءاﺕﻬﺎ. رﺣﺖ أﻥﺤﺎز ﻟﻠﺤﺮوف اﻟﺘﻲ ﺕﺸﺒﻬﻚ ..ﻟﺘ ﺎء اﻷﻥﻮﺙ ﺔ ..ﻟﺤ ﺎء اﻟﺤﺮﻗ ﺔ ..ﻟﻬ ﺎء اﻟﻨﺸ ﻮة ..ﻷﻟ ﻒ اﻟﻜﺒﺮﻳ ﺎء ..ﻟﻠﻨﻘ ﺎط اﻟﻤﺒﻌﺜ ﺮة ﻋﻠﻰ ﺝﺴﺪهﺎ ﺧﺎل أﺱﻤﺮ.. ه ﻞ اﻟﻠﻐ ﺔ أﻥﺜ ﻰ أﻳﻀ ﺎً؟ اﻣ ﺮأة ﻥﻨﺤ ﺎز إﻟﻴﻬ ﺎ دون ﻏﻴﺮه ﺎ ،ﻥ ﺘﻌﻠﻢ اﻟﺒﻜ ﺎء واﻟﻀ ﺤﻚ ..واﻟﺤ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻬ ﺎ .وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺕﻬﺠﺮﻥﺎ ﻥﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺒﺮد وﺑﺎﻟﻴﺘﻢ دوﻥﻬﺎ؟ ﺕﺮاك ﻗﺮأت ﺕﻠﻚ اﻟﺮﺱﺎﺉﻞ؟ .هﻞ ﺷﻌﺮت ﺑﻌﻘﺪة ُﻳﺘﻤﻲ وﺧﻮﻓﻲ ﻣﻦ ﻣﻮاﺱﻢ اﻟﺼﻘﻴﻊ؟ أأدهﺸﺘﻚ أم ﺕﺮاهﺎ ﺝﺎءت ﻓﻲ ﻏﻴﺮ وﻗﺘﻬﺎ؟ آﺎن ﻻ ﺑﺪ أن أآﺘﺒﻬﺎ ﻟﻚ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﺴﻠﻞ زﻳﺎد إﻟﻴﻚ ﻣﻦ آﻞ اﻟﻤﺴﺎم ،وﻳﺼﺒﺢ ﻟﻐﺘﻚ. ﻓﻬﻞ ﺕﻔﻴﺪ رﺱﺎﺉﻞ اﻟﺤﺐ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﺄﺕﻲ ﻣﺘﺄﺧﺮة ﻋﻦ اﻟﺤﺐ؟ أﻟﻢ ﻳﺤﺐ ﺱﻠﻔﺎدور داﻟﻲ وﺑﻮل إﻳﻠﻮار اﻟﻤﺮأة ﻥﻔﺴﻬﺎ؟
١١٧
هﻨﺎﻟ ﻚ ﻣ ﺪن آﺎﻟﻨﺴ ﺎء ،ﺕﻬﺰﻣ ﻚ أﺱ ﻤﺎؤهﺎ ﻣﺴ ﺒﻘًﺎ .ﺕﻐﺮﻳ ﻚ وﺕﺮﺑﻜ ﻚ ،ﺕﻤ ﻸك وﺕﻔﺮﻏ ﻚ ،وﺕﺠ ﺮّدك ذاآﺮﺕﻬ ﺎ ﻣ ﻦ آ ﻞ ﻣﺸﺎرﻳﻌﻚ ،ﻟﻴﺼﺒﺢ اﻟﺤﺐ آﻞ ﺑﺮﻥﺎﻣﺠﻚ. هﻨﺎﻟﻚ ﻣﺪن ..ﻟﻢ ﺕﺨﻠﻖ ﻟﺘﺰورهﺎ ﺑﻤﻔﺮدك .ﻟﺘﺘﺠﻮل وﺕﻨﺎم وﺕﻘﻮم ﻓﻴﻬﺎ ..وﺕﺘﻨﺎول ﻓﻄﻮر اﻟﺼﺒﺎح وﺣﻴﺪًا. هﻨﺎﻟﻚ ﻣﺪن ﺝﻤﻴﻠﺔ آﺬآﺮى ،ﻗﺮﻳﺒﺔ آﺪﻣﻌﺔ ،ﻣﻮﺝﻌﺔ آﺤﺴﺮة.. هﻨﺎﻟﻚ ﻣﺪن ..آﻢ ﺕﺸﺒﻬﻚ! ﻓﻬﻞ ﻳﻤﻜﻦ أن أﻥﺴﺎك ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﺱﻤﻬﺎ ..ﻏﺮﻥﺎﻃﺔ؟ آ ﺎن ﺣ ّﺒ ﻚ ﻳ ﺄﺕﻲ ﻣ ﻊ اﻟﻤﻨ ﺎزل اﻟﺒﻴﻀ ﺎء اﻟﻮاﻃﺌ ﺔ ،ﺑﺴ ﻘﻮﻓﻬﺎ اﻟﻘﺮﻣﻴﺪﻳ ﺔ اﻟﺤﻤ ﺮاء ..ﻣ ﻊ ﻋ ﺮاﺉﺶ اﻟﻌﻨ ﺐ ..ﻣ ﻊ أﺷ ﺠﺎر اﻟﻴﺎﺱﻤﻴﻦ اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ..ﻣﻊ اﻟﺠﺪاول اﻟﺘﻲ ﺕﻌﺒﺮ ﻏﺮﻥﺎﻃﺔ ..ﻣﻊ اﻟﻤﻴﺎﻩ ..ﻣﻊ اﻟﺸﻤﺲ ..ﻣﻊ ذاآﺮة اﻟﻌﺮب. آﺎن ﺣﺒﻚ ﻳﺄﺕﻲ ﻣﻊ اﻟﻌﻄﻮر واﻷﺹﻮات واﻟﻮﺝﻮﻩ ،ﻣﻊ ﺱﻤﺮة اﻷﻥﺪﻟﺴﻴﺎت وﺷﻌﺮهﻦ اﻟﺤﺎﻟﻚ. ﻣﻊ ﻓﺴﺎﺕﻴﻦ اﻟﻔﺮح ..ﻣﻊ ﻗﻴﺜﺎرة ﻣﺤﻤﻮﻣﺔ آﺠﺴﺪك ..ﻣﻊ ﻗﺼ ﺎﺉﺪ ﻟﻮرآ ﺎ اﻟ ﺬي ﺕﺤﺒﻴﻨ ﻪ ..ﻣ ﻊ ﺣ ﺰن أﺑ ﻲ ﻓ ﺮاس اﻟﺤﻤ ﺪاﻥﻲ اﻟﺬي أﺣﺒﻪ. آﻨﺖ أﺷﻌﺮ أﻥﻚ ﺝﺰء ﻣﻦ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ أﻳﻀًﺎ ..ﻓﻬﻞ آﻞ اﻟﻤﺪن اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ أﻥﺖ ..وآﻞ ذاآﺮة ﻋﺮﺑﻴﺔ أﻥﺖ؟ ﻣﺮ اﻟﺰﻣ ﺎن وأﻥ ﺖ ﻣﺎزﻟ ﺖ آﻤﻴ ﺎﻩ ﻏﺮﻥﺎﻃ ﺔ ،رﻗﺮاﻗ ﺔ اﻟﺤﻨ ﻴﻦ ..ﺕﺤﻤﻠ ﻴﻦ ﻃﻌﻤ ًﺎ ﻣﻤﻴ ﺰًا ﻻ ﻋﻼﻗ ﺔ ﻟ ﻪ ﺑﺎﻟﻤﻴ ﺎﻩ اﻟﻘﺎدﻣ ﺔ ﻣ ﻦ اﻷﻥﺎﺑﻴﺐ واﻟﺤﻨﻔﻴﺎت. ﻣﺮ اﻟﺰﻣﻦ ،وﺹﻮﺕﻚ ﻣﺎزال ﻳﺄﺕﻲ آﺼﺪى ﻥﻮاﻓﻴﺮ اﻟﻤﻴﺎﻩ وﻗﺖ اﻟﺴّﺤﺮ ،ﻓﻲ ذاآﺮة اﻟﻘﺼ ﻮر اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ اﻟﻤﻬﺠ ﻮرة ،ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻔﺎﺝﺊ اﻟﻤﺴﺎء ﻏﺮﻥﺎﻃﺔ ،وﺕﻔﺎﺝﺊ ﻏﺮﻥﺎﻃﺔ ﻥﻔﺴﻬﺎ ﻋﺎﺷﻘﺔ ﻟﻤﻠﻚ ﻋﺮﺑﻲ ﻏﺎدرهﺎ ﻟﺘﻮﻩ.. آﺎن اﺱﻤﻪ »أﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ« .وآﺎن ﺁﺧﺮ ﻋﺎﺷﻖ ﻋﺮﺑﻲ ﻗﺒّﻠﻬﺎ! ﺕﺮاﻥﻲ آﻨﺖ ذﻟﻚ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻌﺮف آﻴﻒ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺷﻪ؟ ﺕﺮاﻥﻲ أﺽﻌﺘﻚ ﺑﺤﻤﺎﻗﺔ أﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﷲ ،وﺱﺄﺑﻜﻴﻚ ﻳﻮﻣًﺎ ﻣﺜﻠﻪ؟ آﺎﻥﺖ أﻣﻪ ﻗﺪ ﻗﺎﻟﺖ ﻟ ﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ وﻏﺮﻥﺎﻇ ﺔ ﺕﺴ ﻘﻂ ﻓ ﻲ ﻏﻔﻠ ﺔ ﻣﻨ ﻪ» :اﺑ ﻚ ﻣﺜ ﻞ اﻟﻨﺴ ﺎء ﻣُﻠﻜ ًﺎ ﻣُﻀ ﺎﻋﺎً ،ﻟ ﻢ ﺕﺤ ﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻣﺜ ﻞ اﻟﺮﺝﺎل«.. ﻓﻬﻞ ﺣﻘًﺎ ﻟﻢ أﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻚ؟ .وﻋﻠﻰ ﻣﻦ أُﻋﻠﻦ اﻟﺤﺮب ..أﺱﺄﻟﻚ؟ ﻦ ..وأﻥﺘﻤﺎ ذاآﺮﺕﻲ وأﺣﺒّﺘﻲ. ﻋﻠﻰ َﻣ ْ ﻦ ..وأﻥﺖ ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ وﻗﻠﻌﺘﻲ. ﻋﻠﻰ َﻣ ْ ﻓِﻠ َﻢ اﻟﺨﺠﻞ؟ ﻚ ﻣﻨﺬ أﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺎ؟ ﻚ ﻋﺮﺑﻲ واﺣﺪ ..ﺣﺎآ ٌﻢ ﻋﺮﺑﻲ واﺣﺪ ،ﻟﻢ ﻳﺒ ِ هﻞ هﻨﺎك ﻣﻠ ٌ ﻓﺎﺱﻘﻄﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ..هﺬا زﻣﻦ اﻟﺴﻘﻮط اﻟﺴﺮﻳﻊ! هﻞ ﺱﻘﻄﺖ ﺣﻘًﺎ ﻳﻮﻣﻬﺎ ..هﺬا ﻣﺎ ﻟﻦ أﻋﺮﻓﻪ أﺑﺪًا. وﻟﻜﻦ أﻋﺮف ﻓﻘﻂ ﺕﺎرﻳﺦ ﺱﻘﻮﻃﻚ اﻷﺧﻴﺮ ،ﺱﻘﻮﻃﻚ اﻟﻨﻬﺎﺉﻲ اﻟﺬي آﻨﺖ ﺷﺎهﺪًا ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ.
١١٦
وﻟﻜﻦ ..آﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻲ أن أﻋ ﺮف درﺝ ﺎت ﺝﻨﻮﻥ ﻪ ه ﺬا؟ ﻣ ﻦ أﻳ ﻦ ﺁﺕ ﻲ ﺑﻤﻘﻴ ﺎس ﻟﻠﺰﻟ ﺰال ،أﻋ ﺮف ﻣﻨ ﻪ ﻣ ﺎ ﻳﺤ ﺪث ﻓ ﻲ أﻋﻤﺎﻗﻪ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ؟ آﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ذﻟﻚ ،وﻥﻮﺑﺎﺕﻪ آﺘﺎﺑﺎت ﺱﺮﻳﺔ ﻻ ﻳﺪري ﺑﻬﺎ ﻏﻴ ﺮ اﻟ ﻮرق .ﺑﻴﻨﻤ ﺎ ﻳﻌّﻠ ﻖ ﺝﻨ ﻮﻥﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺠ ﺪران إﺣ ﺪى ﻋﺸ ﺮة ﻟﻮﺣﺔ ﺕﺸﻬﺪ ﺽﺪي ..وﺕﻔﻀﺤﻨﻲ. ﻓﻬﻞ اﻥﺘﻬﻰ ﺝﻨﻮﻥﻲ ﺣﻘﺎً؟ ﻻ ..أﺹﺒﺢ ﻓﻘﻂ ﺝﻨﻮﻥًﺎ داﺧﻠﻴًﺎ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻹﺑﺪاع .أﺹﺒﺢ أﺣﺎﺱﻴﺲ ﻣﺮﺽﻴّﺔ أﺑﺬّرهﺎ هﺒﺎ ًء ﻓﻲ اﻟﻐﻴﺮة واﻟﻴﺄس. آﺎن إذا ﻏﻴّﺮ زﻳﺎد ﺑﺪﻟﺘﻪ ،ﺷ ﻌﺮت أﻥ ﻪ ﻳﺘﻮﻗ ﻊ ﻗ ﺪوﻣﻚ ،وإذا ﺝﻠ ﺲ ﻟﻴﻜﺘ ﺐ ﻓﻬ ﻮ ﻳﻜﺘ ﺐ ﻟ ﻚ ،وإذا ﺕ ﺮك اﻟﺒﻴ ﺖ ﻓﻬ ﻮ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻮﻋﺪ ﻣﻌﻚ.. ﻥﺴﻴﺖ ﻓﻲ زﺣﻤﺔ ﻏﻴﺮﺕﻲ ،ﺣﺘﻰ اﻷﺱﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺝﺎء ﻣﻦ أﺝﻠﻬﺎ زﻳﺎد إﻟﻰ ﺑﺎرﻳﺲ ،وﻟﻘﺎءاﺕﻪ ..وهﻮاﺝﺴﻪ اﻷﺧﺮى. ..ﺙﻢ ﺝﺎء ذﻟﻚ اﻟﺴﻔﺮ اﻟﺬي آﺪت أﻥﺴﺎﻩ. ﻲ أن أﺕﺮآﻜﻤﺎ ﻋﺸﺮة أﻳﺎم آﺎﻣﻠﺔ ﻣﻌ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻣﺪﻳﻨ ﺔ واﺣ ﺪة. رﺑﻤﺎ آﺎﻥﺖ ﺕﻠﻚ أآﺜﺮ ﺕﺠﺎرﺑﻲ أﻟﻤًﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق .ﻓﻘﺪ آﺎن ﻋﻠ ّ ﺖ واﺣﺪ هﻮ ﺑﻴﺘﻲ ..ﻥﻈﺮًا ﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻟﻘﺎءآﻤﺎ ﺧﺎرج اﻟﺒﻴﺖ. ورﺑﻤﺎ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻓﻲ ﺑﻴ ٍ ﺱﺎﻓﺮت ﻳﻮﻣﻬﺎ وأﻥﺎ أﺣﺎول أن أﻗﻨﻊ ﻥﻔﺴﻲ أﻥﻬﺎ ﻓﺮﺹﺔ ﻟﻨﺎ ﺝﻤﻴﻌﺎً ،ﻟﻨﻀﻊ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺕﻴﺐ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ،وأﻥﻪ آ ﺎن ﻻﺑ ﺪ ﻷﺣﺪﻥﺎ أن ﻳﺘﻐﻴّﺐ ﻟﺘﺤﺴﻢ هﺬﻩ اﻷﻣﻮر اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻥﻬﺎﺉﻴًﺎ. ﻲ. ﻃﺒﻌﺎً ،ﻟﻢ أآﻦ ﻣﻘﺘﻨﻌًﺎ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻗﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻨﻄﻖ ،أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺑﻬﺬا اﻟﻘﺪر اﻟﻌﻨﻴﺪ اﻟﺬي ﺝﻌﻞ اﻟﻘﺮﻋﺔ ﺕﻘﻊ ﻋﻠ ّ ﻓﻤﻦ اﻟﻮاﺽﺢ أن اﻟﻘﺪر آﺎن ﻣﻨﺤﺎزًا ﻟﻜﻤﺎ .وآﺎن ذﻟﻚ ﻳﺆﻟﻤﻨﻲ آﺜﻴﺮًا .وﻟﻜﻦ ﻣﺎ اﻟﺬي آﺎن أﺷ ّﺪ إﻳﻼﻣًﺎ ﻟﻲ؟ أن أدري أﻥﻚ ﻣﻊ رﺝﻞ ﺁﺧﺮ ،أم أن ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ اﻟﺮﺝﻞ ه ﻮ زﻳ ﺎد ﻻ ﺱ ﻮاﻩ ،أم أن ﺕ ﺘﻢ ﺧﻴ ﺎﻥﺘﻲ ﻓ ﻲ ﺑﻴﺘ ﻲ ﻓ ﻲ ﻏ ﺮف ﻟ ﻢ أﺕﻤﺘﻊ ﺑﻚ ﻓﻴﻬﺎ؟ إﻟﻰ أ ّ ي ﺣ ّﺪ ﺱﺘﺬهﺒﻴﻦ ﻣﻌﻪ ..وإﻟﻰ أي ﺣ ّﺪ ﺱﻴﺬهﺐ هﻮ ﻣﻌﻚ؟ وهﻞ ﺱ ﺘﻮﻗﻔﻪ ذاآﺮﺕﻨ ﺎ اﻟﻤﺸ ﺘﺮآﺔ ..وآ ﻞ ﻣ ﺎ ﺝﻤﻌﻨ ﺎ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ؟ ﻚ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻦ زﻳﺎد ..وﻟﻢ أﻗﻞ ﻟﻚ اﻷهﻢ. ﻗﻠﺖ ﻟ ِ آﺎن زﻳﺎد ﻳﻮﻣًﺎ ﺧﻠﻴّﺘﻲ اﻟﺴﺮﻳﺔ ،أوراق اﻥﺘﻤﺎﺉﻲ اﻟﺴﺮﻳﺔ. آﺎن هﺰاﺉﻤﻲ واﻥﺘﺼﺎراﺕﻲ ،ﺣﺠﺠﻲ وﻗﻨﺎﻋﺎﺕﻲ ،آﺎن ﻋﻤﺮًا ﺱﺮّﻳًﺎ ﻟﻌﻤ ٍﺮ ﺁﺧﺮ .ﻓﻬﻞ ﺱﻴﺨﻮﻥﻨﻲ زﻳﺎد؟ آﻨﺖ ﻗﺪ ﺑﺪأت أﻋﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ ،ورﺑﻤﺎ أﺣﻘﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺴﺒﻘًﺎ. ﻞ آ ﺎن ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻥﺴﻴﺖ ﻓﻲ ﺝﻨﻮن ﻏﻴﺮﺕﻲ ،أﻥﻨﻲ ﻟﻢ أﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻌﻚ ،أﻥﺎ اﻟﺬي ﺕﻨﻜّﺮت أﻳﻀ ًﺎ ﻟﺴ ﻲ اﻟﻄ ﺎهﺮ ،ﻟﺮﺝ ٍ ﻗﺎﺉﺪي ،وآﺎن ﻳﻮﻣًﺎ ﺹﺪﻳﻘﻲ ..ﻟﺮﺝﻞ أودﻋﻚ ﻋﻨﺪي وﺹﻴّﺔ ذات ﻳﻮم وﻣﺎت ﺷﻬﻴﺪًا. ﻣﻦ ﻣ ّﻨﺎ اﻷآﺜﺮ ﺧﻴﺎﻥﺔ إذن؟ هﻮ اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﻀﻊ أﺣﻼﻣﻪ ورﻏﺒﺎﺕﻪ ﺣﻴّﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ..أم أﻥﺎ اﻟﺬي ﻟﻢ أﻥﻔّﺬهﺎ ﻷﻥﻨﻲ ﻟﻢ أﺝﺪ ﻓﺮﺹﺔ ﻟﺬﻟﻚ؟ أﻥﺎ اﻟﺬي أﻥﺎم وأﺹﺤﻮ ﻣﻌﻚ ﻣﻦ ﺷﻬﻮر ،وأﻏﺘﺼﺒﻚ ﺣﺘّﻰ ﻓﻲ ﻏﻔﻮﺕﻲ ..أم هﻮ اﻟﺬي ﺱﺘﻜﻮﻥﻴﻦ ﻟﻪ ﺑﺈرادﺕﻚ؟
١١٥
ﻥﻔﺴﻬﺎ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻥﺤﺘﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻖ اﻷﺷﻴﺎء ﻻ ﻟﻴﺮﺑﺢ أﺣﺪﻥﺎ اﻟﺠﻮﻟ ﺔ ،وإﻥﻤ ﺎ ﻟﻜ ﻲ ﻻ ﻳﻜ ﻮن ﺑﻴﻨﻨ ﺎ ﻣ ﻦ ﺧﺎﺱ ﺮ ،وﺣﺘ ﻰ ﺕﻜ ﻮن ﻞ وﺝﻌًﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺪاﻳﺔ. ﻥﻬﺎﻳﺘﻨﺎ أﻗ ّ آﺎن واﺽﺤًﺎ أن زﻳﺎد آﺎن ﻳﺸﻌﺮ أﻥﻨﻲ أﺣﺒﻚ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أو ﺑﺄﺧﺮى .وﻟﻜﻨ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻌ ﻲ ﺝ ﺬور ذﻟ ﻚ اﻟﺤ ﺐ وﻣ ﺪاﻩ .وﻟ ﺬا آﺎن ﻳﻨﺴﺎق إﻟﻰ ﺣﺒﻚ دون ﺕﻔﻜﻴﺮ ودون ﺷﻌﻮر ﺑﺎﻟﺬﻥﺐ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻷﺣﺪﻥﺎ وﻋﻲ آﺎﻣﻞ ﻟﻴﻨﺘﺒﻪ إﻟﻰ أن اﻟﻌﺸﻖ اﺱﻢ ﺙﻨﺎﺉﻲ ﻻ ﻣﻜﺎن ﻓﻴﻪ ﻟﻄﺮف ﺙﺎﻟﺚ .وﻟﺬا ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺣﻮّﻟﻨ ﺎﻩ إﻟ ﻰ ﻣﺜﻠ ﺚ، اﺑﺘﻠﻌﻨﺎ آﻤﺎ ﻳﺒﺘﻠﻊ ﻣﺜﻠﺚ »ﺑﺮﻣﻮدا« آﻞ اﻟﺒﻮاﺧﺮ اﻟﺘﻲ ﺕﻌﺒﺮﻩ ﺧﻄﺄ؟ آﻴﻒ وﺹﻠﻨﺎ إﻟﻰ هﻨﺎ. ي ﻗ ﺪر ﺑﻌﺜﺮﻥ ﺎ ﺙ ﻢ أﻋ ﺎد ﺝﻤ ﻊ أﻗ ﺪارﻥﺎ اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀ ﺔ اﻟﻤﺒﻌﺜ ﺮة، أ ّ ي رﻳﺢ ﺣﻤﻠﺘﻨﺎ إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟ ﺪﻳﺎر اﻟﻐﺮﻳﺒ ﺔ ﻋ ﻦ ﻃﻘﻮﺱ ﻨﺎ؟ أ ّ وأﻋﻤﺎرﻥﺎ وﺕﻮارﻳﺨﻨﺎ اﻟﻤﺘﻔﺎوﺕﺔ ،وﻣﻌﺎرآﻨﺎ وأﺣﻼﻣﻨﺎ اﻟﻤﺘﺒﺎﻋﺪة ،وأوﻗﻔﻨﺎ هﻨﺎ ،أﻃﺮاﻓًﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺮآﺔ ﻥﺨﻮﺽ ﻬﺎ ﻣ ﻊ ﺑﻌﻀ ﻨﺎ ﺽﺪ ﺑﻌﻀﻨﺎ دون وﻋﻲ؟ ﺑﻌﺪ أﺷﻬﺮ ﻗﺮأت ﺑﻴﻦ أوراق زﻳﺎد ﺧﺎﻃﺮة ،أدهﺸﺘﻨﻲ ﺑﺘﻄﺎﺑﻘﻬﺎ ﻣﻊ أﺣﺎﺱﻴﺴﻲ هﺬﻩ ،آﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ: »ﻋﺸﻘﻨﺎ ﺝﻮﻟﺔ أﺧﺮى ﺧﺴﺮﻥﺎهﺎ ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎرك اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ،ﻓﺄ ّ ي اﻟﻬﺰاﺉﻢ أآﺜﺮ إﻳﻼﻣًﺎ إذن؟ ﻞ اﻟﺬي ﺣﺼﻞ. ﻣﻘﺪرًا آﺎن آ ّ ﺷﻌﺒﻴﻦ آﻨﺎ ﻷرض واﺣﺪة. وﻥﺒﻴﻴﻦ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ واﺣﺪة. وهﺎ ﻥﺤﻦ ﻗﻠﺒﺎن ﻻﻣﺮأة واﺣﺪة. آﻞ ﺷﻲء آﺎن ﻣﻌ ّﺪًا ﻟﻸﻟﻢ) .هﻞ ﻳﺴﻌﻨﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻌﺎً؟(. هﺎ ﻥﺤﻦ ﻥﺘﻘﺎﺱﻢ آﺒﺮﻳﺎءﻥﺎ رﻏﻴﻔًﺎ ﻋﺮﺑﻴًﺎ ﻣﺴ ﺘﺪﻳﺮًا آﺠﺮﺣﻨ ﺎ .رﺹﺎﺹ ﺔ ﻣﺴ ﺘﺪﻳﺮة اﻟ ﺮأس ..أﻃﻠﻘﻮه ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺮﺑ ﻊ أﺣﻤ ﺮ، ﻳﺘﺪرب ﻓﻴﻪ اﻟﻘﺪر ﻋﻠﻰ إﻃﻼق اﻟﺮﺹﺎص ﻋﻠﻰ دواﺉﺮ ﺱﻮداء ﺕﺼﻐﺮ ﺕﺪرﻳﺠﻴًﺎ آﺎﻟ ﺪوّار ..ﺣﺘ ﻰ ﺕﺼ ﻞ ﻣﺮآ ﺰ اﻟﻤ ﻮت.. ﺣﻴﺚ اﻟﺮﺹﺎﺹﺔ ﻻ ﺕﺨﻄﺊ. ﺣﻴﺚ اﻟﺮﺹﺎﺹﺔ ﻻ ﺕﺮﺣﻢ. وﺣﻴﺚ ﺱﻴﻜﻮن ﻗﻠﺐ أﺣﺪﻥﺎ«.. آﺎن زﻳﺎد ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻷﻣﺴﻴﺎت اﻟﺸﺘﺎﺉﻴﺔ ،ﻳﺴﻬﺮ أﺣﻴﺎﻥًﺎ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻟﻴﻜﺘﺐ .وآﻨﺖ أرى ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻋﻼﻣﺔ ﻻ ﺕﺨﻄﺊ.. ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻋﺎﺷﻘًﺎ ﻟﻴﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺸﺮاهﺔ ،هﻮ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻨﺬ ﻋﺪة ﺱﻨﻮات. آﻨﺖ أﺑﺘﺴﻢ أﺣﻴﺎﻥﺎً ،وﺹﻮت ﻣﻮﺱﻴﻘﻰ ﺧﺎﻓﺘﺔ ﻳﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﺱﺎﻋﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮة ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ. آﺄن زﻳﺎد آﺎن ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻤﻸ رﺉﺘﻴﻪ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ،أو آﺄﻥﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺜﻖ ﺑﻬﺎ ﺕﻤﺎﻣًﺎ .وﻳﺨﺎف إن هﻮ ﻥﺎم أن ﺕﺴﺮق ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌًﺎ. آﺎن ﻳﺴﺘﻤﻊ داﺉﻤ ًﺎ إﻟ ﻰ اﻷﺷ ﺮﻃﺔ ﻥﻔﺴ ﻬﺎ اﻟﺘ ﻲ ﻻ أدري ﻣ ﻦ أﻳ ﻦ أﺣﻀ ﺮهﺎ ،واﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻢ أآ ﻦ ﻣﻮﻟﻌ ًﺎ ﺑﻬ ﺎ أﻥ ﺎ ﻋﻠ ﻰ وﺝ ﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ،آﺎﻟﻤﻮﺱﻴﻘﻰ اﻟﻜﻼﺱﻴﻜﻴﺔ ..وﺷﺮﻳﻂ ﻟﻔﻴﻔﺎﻟﺪي وﺁﺧﺮ ﻟﺘﻴﻮدوراآﻴﺲ. وآﻨﺖ أﻗﻮل ﻟﻨﻔﺴﻲ وأﻥﺎ أﻗﻀﻲ أﺣﻴﺎﻥًﺎ ﺱﻬﺮة آﺎﻣﻠﺔ ﺑﻤﻔﺮدي أﻣﺎم اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن: » إﻥﻪ ﻳﻌﻴﺶ ﺝﻨﻮﻥﻪ أﻳﻀًﺎ .هﻨﺎﻟﻚ ﺝﻨﻮن اﻟﺼﻴﻒ ..وهﻨﺎﻟﻚ ﺝﻨﻮن اﻟﺸﺘﺎء .اﻥﺘﻬﻰ ﺝﻨﻮﻥﻲ وﺑﺪأ ﺝﻨﻮﻥﻪ!«. ١١٤
آﻨﺖ ﺕﺤﺖ ﺕﺄﺙﻴﺮ ﺕﻠﻚ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﻤﺬهﻠﺔ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺝﺎء ﺹﻮﺕﻚ ﻟﻴﻨﺘﺰﻋﻨﻲ ﻣﻦ هﻮاﺝﺴﻲ. ﻲ: ﺖ وأﻥﺖ ﺕﻮﺝّﻬﻴﻦ ﺣﺪﻳﺜﻚ إﻟ ّ ﻗﻠ ِ أﺕﺪري ﺧﺎﻟﺪ ..إن ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺣﻈﻚ أﻥﻚ ﻟﻢ ﺕﺰر ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺪة ﺱﻨﻮات ..وإﻻ ﻟﻤ ﺎ رﺱ ﻤﺖ ﻣ ﻦ وﺣﻴﻬ ﺎ أﺷ ﻴﺎءﻒ ﻋﻦ اﻟﺤﻠﻢ! ﺝﻤﻴﻠﺔ آﻬﺬﻩ .ﻳﻮم ﺕﺮﻳﺪ أن ﺕﺸﻔﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻴﻚ أن ﺕﺰورهﺎ ﻓﻘﻂ ..ﺱﺘﻜ ّ ﻃﺒﻌﺎً ،ﻟﻢ أآﻦ أدري ﺁﻥﺬاك ،أﻥﻚ ذات ﻳﻮم ﺱﺘﺘﻜﻠّﻔﻴﻦ ﺷﺨﺼﻴًﺎ ﺑﻘﺘ ﻞ ذﻟ ﻚ اﻟﺤﻠ ﻢ ،وﺕﻮﺹ ﻠﻴﻨﻲ ﻓ ﻲ ﻣ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ﺣﺘ ﻰ أﻋﺘ ﺎب ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻣﻜﺮهًﺎ. ﺕﺪﺧّﻞ زﻳﺎد ﻟﻴﻘﻮل آﻼﻣًﺎ ﺝﺎء هﺬﻩ اﻟﻤﺮة أﻳﻀًﺎ ﺱﺎﺑﻘًﺎ ﻟﻮﻗﺘﻪ ..آﺎﻟﻨﺒﻮءة. ﻗﺎل ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﻌﺘﺎب اﻟﻤﻬﺬّب: ﻟﻤﺎذا ﺕﺼﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ ﺣﻠﻢ هﺬا اﻟﺮﺝﻞ؟ .هﻨﺎﻟﻚ أﺣﻼم ﻥﻤﻮت ﻋﻠﻰ ﻳﺪهﺎ ،دﻋﻴﻪ ﺱﻌﻴﺪًا وﻟﻮ ﺑﻮهﻤﻪ..ﻟﻢ ﺕﻌﻠّﻘﻲ ﻋﻠﻰ آﻼﻣﻪ ،وآﺄن أﺣﻼﻣﻲ ﻟﻢ ﺕﻌﺪ ﺕﻬﻤﻚ ﺑﺎﻟﺪرﺝﺔ اﻷوﻟﻰ .ﺱﺄﻟ ِﺘﻪ ﻓﻘﻂ: وأﻥﺖ ..ﻣﺎ هﻮ ﺣﻠﻤﻚ؟ﻗﺎل: رﺑﻤﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺎ أﻳﻀًﺎ.. هﻞ اﺱﻤﻬﺎ اﻟﺨﻠﻴﻞ؟ﻗﺎل ﻣﺒﺘﺴﻤًﺎ: -ﻻ ..ﻥﺤ
ﻦ ﻻ ﻥﺤﻤ
ﻞ داﺉﻤ
ًﺎ أﺱ
ﻤﺎء أﺣﻼﻣﻨ
ﺎ ..وﻻ
ﻥﻨﺘﺴ
ﺐ ﻟﻬ
ﺎ
اﺱﻤﻲ اﻟﺨﻠﻴﻞ وﻣﺪﻳﻨﺘﻲ اﺱﻤﻬﺎ ﻏﺰة. وﻣﻨﺬ ﻣﺘﻰ ﻟﻢ ﺕﺰرهﺎ؟ ﻣﻨﺬ ﺣﺮب ﺣﺰﻳﺮان ..أي ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة ﺱﻨﺔ ﺕﻤﺎﻣًﺎ..ﺙﻢ أﺽﺎف: ﻳﻀﺤﻜﻨﻲ اﻟﺬي ﻳﺤﺪث ﻟﺨﺎﻟ ﺪ اﻟﻴ ﻮم ،آ ﺎن ﻳﻘﻨﻌﻨ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺎﺽ ﻲ ﻳ ﻮم آ ّﻨ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺰاﺉ ﺮ ﺑ ﺎﻟﺰواج واﻟﻌ ﻴﺶ هﻨ ﺎكﻥﻬﺎﺉﻴًﺎ .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻔﻬ ﻢ أن ﺕﻄ ﺎردﻥﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ إﻟ ﻰ درﺝ ﺔ إﺧﺮاﺝ ﻲ ﻣ ﻦ آ ﻞ اﻟﻤ ﺪن .وه ﺎ ه ﻮ اﻵن ﻳﺼ ﻞ إﻟ ﻰ آﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﺕﻠﻘﺎء ﻥﻔﺴﻪ ،وﻳﺼﺒﺢ ﺑﺪورﻩ ﻣﺴﻜﻮﻥًﺎ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﻣﻄﺎردًا ﺑﻬﺎ. اﻟﻌﺠﻴﺐ أﻥﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﺪّﺙﻨﻲ ﻋﻨﻬﺎ أي ﻣﺮة ..وآﺄﻥﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻮﻟﻴﻬﺎ اهﺘﻤﺎﻣًﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .هﻨﺎﻟ ﻚ أﺷ ﻴﺎء ﺷ ﺒﻴﻬﺔ ﺑﺎﻟﺴ ﻌﺎدة ﻻ ﻥﻨﺘﺒﻪ ﻟﻮﺝﻮدهﺎ إﻻ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻥﻔﺘﻘﺪهﺎ! رﺑﻤﺎ آﺎن ذﻟﻚ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻟﻲ ..ﻓﻘﺪ آﻨﺖ أﻋﻲ ﺕﺪرﻳﺠﻴًﺎ أﻥﻨﻲ آﻨﺖ ﺱﻌﻴﺪًا ﻣﻌﻚ ﻗﺒﻞ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻌﻄﻠ ﺔ اﻟﺼ ﻴﻔﻴﺔ ..وﻗﺒ ﻞ ﻣﺠ ﻲء زﻳ ﺎد ..وﻗﺒ ﻞ أن ﻳﺘﺤ ّﻮل ﺣﺒﻨ ﺎ ﻣ ﻦ ﻋﺸ ﻖ ﺙﻨ ﺎﺉﻲ ﻋﻨﻴ ﻒ إﻟ ﻰ ﺣ ﺐ ﻣﺜﻠ ﺚ اﻷﻃ ﺮاف آ ﻞ زواﻳ ﺎﻩ ﻣﺘﺴ ﺎوﻳﺔ ،وﻣ ﻦ ﻟﻌﺒ ﺔ ﺷ ﻄﺮﻥﺞ ﻳﺤﻜﻤﻬ ﺎ ﻻﻋﺒ ﺎن ﻣﺘﻘ ﺎﺑﻼن ،وﻳﻤ ﻸ اﻟﺤ ﺐ ﻓﻴﻬ ﺎ آ ﻞ اﻟﻤﺮﺑﻌ ﺎت اﻟﺴ ﻮداء واﻟﺒﻴﻀ ﺎء ،ﺑﻘ ﺎﻥﻮن اﻟﻤ ﺪ واﻟﺠ ﺰر اﻟﻌﺸ ﻘﻲ ،إﻟ ﻰ ﻟﻌﺒ ﺔ ﻃﺎوﻟ ﺔ ،ﻥﺠﻠ ﺲ ﺣﻮﻟﻬ ﺎ ﻥﺤ ﻦ اﻟﺜﻼﺙ ﺔ ،ﺑﺄوراﻗﻨ ﺎ اﻟﻤﻘﻠﻮﺑ ﺔ ،وأﺣﺰاﻥﻨ ﺎ اﻟﻤﻘﻠﻮﺑ ﺔ ،ﺑﻨﺒﻀ ﺎت ﻗﻠﺒﻨ ﺎ اﻟﻤﺸ ﺘﺮآﺔ ،ﺑ ﺬاآﺮﺕﻨﺎ اﻟﻤﺸ ﺘﺮآﺔ ،ﻥﺘ ﺮﺑّﺺ ﺑﺒﻌﻀ ﻨﺎ وﻥﺨﻠ ﻖ ﻗ ﻮاﻥﻴﻦ ﺝﺪﻳ ﺪة ﻟﻠﺤ ﺐ ..ﻥ ﺰوّر اﻷوراق اﻟﺘ ﻲ ﻥﻤﻠ ﻚ اﻟﻨﺴ ﺦ ١١٣
ﻣﻦ اﻟﻤﺆآﺪ أن زﻳﺎد آﺎن ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻟﻮﺣﺎﺕﻲ ﺧﻴﺮًا ﻣﻨﻲ .ﻣﺜﻞ آﻞ اﻟﻨﻘﺎد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻄﻮﻥﻚ ﺷﺮوﺣًﺎ ﻣﺪهﺸ ﺔ ﻷﻋﻤ ﺎل ﻓﻨﻴ ﺔ ﻗﻤﺖ ﺑﻬﺎ أﻥﺖ ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ ،دون أﻳﺔ ﺕﺴﺎؤﻻت ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ،ﻓﻴﻀ ﺤﻜﻮﻥﻚ إذا آﻨ ﺖ ﻓﻨﺎﻥ ًﺎ ﺹ ﺎدﻗًﺎ وﺑﺴ ﻴﻄًﺎ ﻻ ﺕﻬ ّﻤ ﻚ اﻟﺮﻣ ﻮز واﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﻤﻌ ّﻘ ﺪة ﻓ ﻲ اﻟﻔ ﻦ .وﻗ ﺪ ﻳﻤﻸوﻥ ﻚ ﻏ ﺮورًا وﺝﻨﻮﻥ ﺎً ،إذا آﻨ ﺖ ﻣﺜ ﻞ اﻟﻜﺜﻴ ﺮﻳﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺄﺧ ﺬون أﻥﻔﺴ ﻬﻢ ﻣﺄﺧ ﺬ اﻟﺠﺪ ،وﻳﺒﺪأون ﻋﻨﺪﺉ ٍﺬ ﺑﺎﻟﺘﻨﻈﻴﺮ ﺑﻤﺪرﺱﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﺝﺪﻳﺪة! آﺎن ﻓﻲ ﺕﺤﻠﻴﻞ زﻳﺎد ﺣﻘﻴﻘﺔ هﺎﻣﺔ أدهﺸﺘﻨﻲ وﻟﻢ أﻥﺘﺒﻪ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. ﻟﻘﺪ آﻨﺖ أﻋﺘﻘﺪ وأﻥﺎ أرﺱﻢ ﺕﻠﻚ اﻟﺠﺴﻮر أﻥﻨﻲ أرﺱﻤﻚ ،وﻟﻢ أآﻦ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ أرﺱﻢ ﺱﻮى ﻥﻔﺴﻲ .آﺎن اﻟﺠﺴﺮ ﺕﻌﺒﻴ ﺮًا ﻋ ﻦ وﺽﻌﻲ اﻟﻤﻌﻠّﻖ داﺉﻤًﺎ وﻣﻨﺬ اﻷزل .آﻨﺖ أﻋﻜﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻠﻘﻲ وﻣﺨﺎوﻓﻲ ودواري دون أن أدري. وﻟﻬﺬا رﺑﻤﺎ آﺎن اﻟﺠﺴﺮ هﻮ أول ﻣﺎ رﺱﻤﺖ ﻳﻮم ﻓﻘﺪت ذراﻋﻲ. ﻓﻬﻞ ﺕﻌﻨﻲ آﻞ هﺬﻩ اﻟﺠﺴﻮر ،أن ﻻ ﺷﻲء ﺕﻐﻴّﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺕﻲ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ؟ رﺑﻤﺎ آﺎن هﺬا هﻮ اﻷﺹﺢ ..وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ هﺬا آﻞ ﺷﻲء .وﻗﺪ آﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺰﻳﺎد أن ﻳﻔﻠﺴﻒ أﻳﻀًﺎ رﻣ ﺰ اﻟﺠﺴ ﺮ ﺑ ﺄآﺜﺮ ﻣ ﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ..وﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺆآﺪ أﻥﻪ ﻟﻦ ﻳﺬهﺐ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻮز اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ،ﻷن رﻣﻮزﻥﺎ ﺕﺄﺧﺬ ﺑﻌﺪهﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺕﻨﺎ ﻓﻘﻂ ،وزﻳ ﺎد ﻞ ﺙﻨﺎﻳﺎ ذاآﺮﺕﻲ. ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺮف آ ّ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ زار ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺕﻌﺮف وﺣﺪهﺎ ﺱ ّﺮ اﻟﺠﺴﻮر! ﺕﺬآّﺮت ﺣﻴﻦ ذاك رﺱﺎﻣًﺎ ﻳﺎﺑﺎﻥﻴًﺎ ﻣﻌﺎﺹﺮاً ،ﻗﺮأت ﻋﻨﻪ أﻥﻪ ﻗﻀﻰ ﻋﺪة ﺱﻨﻮات وهﻮ ﻻ ﻳﺮﺱﻢ ﺱﻮى اﻷﻋﺸ ﺎب .وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺱُﺌﻞ ﻣﺮة ﻟﻤﺎذا اﻷﻋﺸﺎب داﺉﻤًﺎ ..ﻗﺎل» :ﻳﻮم رﺱﻤﺖ اﻟﻌﺸﺐ ﻓﻬﻤﺖ اﻟﺤﻘﻞ ..وﻳﻮم ﻓﻬﻤﺖ اﻟﺤﻘﻞ أدرآﺖ ﺱﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ.«.. ﻞ ﻣﻔﺘﺎﺣﻪ اﻟﺬي ﻳﻔﺘﺢ ﺑﻪ ﻟﻐﺰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ..ﻋﺎﻟﻤﻪ. وآﺎن ﻋﻠﻰ ﺣﻖ .ﻟﻜ ٍ هﻤﻨﻐﻮاي ﻓﻬﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻮم ﻓﻬﻢ اﻟﺒﺤﺮ .وأﻟﺒﺮﺕﻮ ﻣﻮراﻓﻴﺎ ﻳﻮم ﻓﻬﻢ اﻟﺮﻏﺒﺔ ،واﻟﺤﻼج ﻳﻮم ﻓﻬﻢ اﷲ ،وهﻨ ﺮي ﻣﻴﻠ ﺮ ﻳ ﻮم ﻓﻬ ﻢ اﻟﺠﻨﺲ ،وﺑﻮدﻟﻴﺮ ﻳﻮم ﻓﻬﻢ اﻟﻠﻌﻨﺔ واﻟﺨﻄﻴﺌﺔ. وﻓﺎن ﻏﻮغ ..ﺕﺮاﻩ ﻓﻬﻢ ﺣﻘﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻢ وﺱﺎدﻳّﺘﻪ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ آﺎن ﻳﺠﻠﺲ ﻣﺤﻤﻮﻣًﺎ ﻣﻌﺼ ﻮب اﻟ ﺮأس أﻣ ﺎم ﺕﻠ ﻚ اﻟﻨﺎﻓ ﺬة اﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺮى ﻣﻨﻬﺎ ..ﻏﻴﺮ ﺣﻘﻮل ﻋﺒّﺎد اﻟﺸﻤﺲ اﻟﺸﺎﺱﻌﺔ ﻓﻼ ﻳﻤﻠﻚ أﻣﺎم إرهﺎﻗﻪ إﻻ أن ﻳﺮﺱﻢ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻟﻮﺣﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﺮ ﻥﻔﺴﻪ؟ ﻷن ﻳﺪﻩ اﻟﻤﺤﻤﻮﻣﺔ ﻟﻢ ﺕﻜﻦ ﺕﻘﺪر ﻋﻠﻰ رﺱﻢ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺕﻠﻚ اﻟﺰهﻮر اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ اﻟﺴﺎذﺝﺔ. وﻟﻜﻨﻪ ..آﺎن ﻳﻮاﺹﻞ اﻟﺮﺱﻢ ﺑﺮﻏﻢ ذﻟﻚ ،ﻻ ﻟﻴﻌﻴﺶ ﻣﻦ ﻟﻮﺣﺎﺕﻪ وإﻥﻤﺎ ﻟﻴﻨﺘﻘﻢ ﻟﻬﺎ وﻟﻮ ﺑﻌﺪ ﻗﺮن. أﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻷﺧﻴﻪ ﺕﻠﻚ اﻟﻨﺒﻮءة اﻟﺘﻲ ﺣﻄّﻤﺖ ﺑﻌﺪهﺎ آ ّ ﻞ اﻷرﻗﺎم اﻟﻘﻴﺎﺱﻴﺔ ﻓﻲ ﺙﻤﻦ ﻟﻮﺣﺔ )ﻋﺒﺎد اﻟﺸﻤﺲ(» :ﺱﻴﺄﺕﻲ ﻳﻮم ﻳﻔ ﻮق ﻓﻴﻪ ﺙﻤﻦ ﻟﻮﺣﺎﺕﻲ ..ﺙﻤﻦ ﺣﻴﺎﺕﻲ«. ﺕﺴﺎءﻟﺖ وأﻥﺎ أﺹﻞ إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮة :هﻞ اﻟﺮﺱﺎﻣﻮن أﻥﺒﻴﺎء أﻳﻀﺎً؟. ﺙﻢ رﺣﺖ أرﺑﻂ هﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮة ﺑﺘﻌﻠﻴﻖ زﻳﺎد »آﻞ ﺷﻲء ﻣﻌﻠّﻖ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻮﺕﻪ ﻣﻌﻪ«.. وإذا ﺑﻲ أﺱﺄل ﻥﻔﺴﻲ ،أﻳّﺔ ﻥﺒﻮءة ﺕﺤﻤﻞ آ ّ ﻞ اﻟﻠﻮﺣﺎت اﻟﺘﻲ رﺱﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ درﺝﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻼوﻋﻲ واﻟﺠﻨﻮن؟ أ َﻣ ﻮْت أم ﻣﻴﻼد ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ؟ أﺹﻤﻮد ﺝﺴﻮرهﺎ اﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻣﻨﺬ ﻗﺮون ﻓﻲ وﺝﻪ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻥﺸ ﺮة ﺝﻮﻳ ﺔ وأآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ رﻳ ﺢ ﻣﻀ ﺎدّة؟ أم ﺱﻘﻮﻃﻬﺎ ﺝﻤﻴﻌًﺎ ﻓﻲ دﻣﺎر هﺎﺉ ﻞ ﻣﻔ ﺎﺝﺊ ،ﻓ ﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻠﺤﻈ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻳﻔﺼ ﻞ ﻓﻴﻬ ﺎ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻠﻴ ﻞ واﻟﻨﻬ ﺎر ﺱ ﻮى ﺧ ﻴﻂ ﺑﺎه ﺖ ﻟﻠﻐﻔﻠﺔ ..ﻏﻔﻠﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ! ١١٢
ﺖ وأﻥﺖ ﺕﻌﻮدﻳﻦ إﻟﻰ اﻟﺼﺎﻟﻮن وﺕﺠﻠﺴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺕﻠﻚ اﻷرﻳﻜﺔ ﻥﻔﺴﻬﺎ: ﻗﻠ ِ ﻻ أﻓﻬﻢ أن ﺕﻜﻮن رﺱﻤﺖ آﻞ هﺬﻩ اﻟﺠﺴﻮر ..ﺝﻨﻮن هﺬا ..آﺎن ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻮﺣﺔ أو اﺙﻨﺘﺎن..أﻋﻦ ﻗﻨﺎﻋﺔ أم ﻋﻦ ﻟﻴﺎﻗﺔ ﺕﻄﻮع زﻳ ﺎد ﻟﻴﺠﻴﺒ ﻚ ﻥﻴﺎﺑ ﺔ ﻋﻨ ﻲ ،ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﻻﺣ ﻆ وﻗ ﻊ آﻠﻤﺎﺕ ﻚ ﻋﻠ ﻲّ ،وﻻﺣ ﻆ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺨﻴﺒ ﺔ اﻟﺘ ﻲ أﻓﻘﺪﺕﻨﻲ ﺹﻮﺕﻲ: أﻥﺖ ﻟﻢ ﺕﺘﺄﻣﻠﻲ هﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺎت ..ﻟﻘﺪ ﺣﻜﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻨﻈ ﺮة اﻷوﻟ ﻰ ..وﻓ ﻲ اﻟﺮﺱ ﻢ ،اﻟﻠﻮﺣ ﺎت ﻻ ﺕﺘﻄ ﺎﺑﻖ وإنﺕﺸﺎﺑﻬﺖ .هﻨﺎﻟﻚ أرﻗﺎم ﺱﺮﻳﺔ ﺕﻔﺘﺢ ﻟﻐﺰ آﻞ ﻟﻮﺣﺔ ..ﺷﻲء ﺷﺒﻴﻪ ﺑـ )اﻟﻜﻮد( ﻻ ﺑ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺒﺤ ﺚ ﻋﻨ ﻪ ﻟﻠﻮﺹ ﻮل إﻟ ﻰ ذﻟﻚ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺸﻲء ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻮﺹﻠﻪ إﻟﻴﻨﺎ ﺹﺎﺣﺒﻬﺎ.. ﻟﻮ ﻣﺮرت ﺑﻨﻔﺲ هﺬﻩ اﻟﺴﺮﻋﺔ أﻣﺎم ﻟﻮﺣﺔ )ﻻﻋﺒﻲ اﻟﻮرق( اﻟﺸﻬﻴﺮة ،ﻟﻤ ﺎ ﻻﺣﻈ ﺖ ﺱ ﻮى ﻻﻋﺒ ﻴﻦ ﺝﺎﻟﺴ ﻴﻦ أﻣ ﺎم ﻃﺎوﻟ ﺔ ،وﻟﻤ ﺎ اﻥﺘﺒﻬ ﺖ إﻟ ﻰ آﻮﻥﻬﻤ ﺎ ﻳﻤﺴ ﻜﺎن ﺑ ﺄوراق ﺑﻴﻀ ﺎء ﻳﺨﻔﻴﺎﻥﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻌ ﺾ .إن ﻣ ﺎ أراد أن ﻳﻨﻘﻠ ﻪ ﻟﻨ ﺎ »ﺱ ﻴﺰان« ﻟ ﻴﺲ ﻣﺸ ﻬﺪًا ﻟﻠﻌﺒ ﺔ اﻟ ﻮرق ﺑ ﻞ ﻣﺸ ﻬﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺘﺰوﻳ ﺮ اﻟﻤﺘّﻔ ﻖ ﻋﻠﻴ ﻪ ..ورﺑﻤ ﺎ اﻟﻤﺘ ﻮارث ﻣ ﺎدام أﺣ ﺪ اﻟﻼﻋﺒﻴﻦ أآﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻥﻲ ﺱﻨًﺎ. وﻗﺒﻞ أن ﻳﻮاﺹﻞ زﻳﺎد آﻼﻣﻪ ﻗﺎﻃﻌﺘ ِﻪ ﻗﺎﺉﻠ ًﺔ: ﻣﻦ أﻳﻦ ﺕﻌﺮف آﻞ هﺬا ..هﻞ أﻥﺖ ﺧﺒﻴﺮ أﻳﻀًﺎ ﻓﻲ اﻟﺮﺱﻢ ..أم أن ﻋﺪوى ﺧﺎﻟﺪ اﻥﺘﻘﻠﺖ إﻟﻴﻚ؟ﺽﺤﻚ زﻳﺎد واﻗﺘﺮب ﻣﻨﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء وﻗﺎل: ﻟ ﻴﺲ ه ﺬا ﻣﻴ ﺪان ﺧﺒﺮﺕ ﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻹﻃ ﻼق ..إﻥ ﻪ ﺕ ﺮف ﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻲ ﻣﺘﻨ ﺎول رﺝ ﻞ ﻣﺜﻠ ﻲ ..ﺑ ﻞ إن ﺝﻬﻠ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻔ ﻦﺱﻴﻔﺎﺝﺌﻚ .أﻥﺎ ﻻ أﻋﺮف ﻏﻴﺮ ﻗﻠ ﺔ ﻗﻠﻴﻠ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺮﺱ ﺎﻣﻴﻦ اآﺘﺸ ﻔﺖ أﻋﻤ ﺎﻟﻬﻢ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﻤﺼ ﺎدﻓﺔ ..وﻓ ﻲ اﻟﻜﺘ ﺐ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ..وﻟﻜﻨﻨﻲ أﺣﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺪارس اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﻟﺘﻲ ﺕﻄﺮح أﺱﺌﻠﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ.. اﻟﻔ ﻦ ﻟﻠﻔ ﻦ ﻻ ﻳﻘﻨﻌﻨ ﻲ ،واﻟﺠﻮآﻨ ﺪة اﻟﻤﺤﺘﺮﻣ ﺔ ﻻ ﺕﻬﺰّﻥ ﻲ .أﺣ ﺐ اﻟﻔ ﻦ اﻟ ﺬي ﻳﻀ ﻌﻨﻲ ﻓ ﻲ ﻣﻮاﺝﻬ ﺔ وﺝﻮدﻳ ﺔ ﻣ ﻊ ﻥﻔﺴﻲ ،وﻟﻬﺬا أﻋﺠﺒﺖ ﺑﻠﻮﺣﺎت ﺧﺎﻟﺪ اﻷﺧﻴﺮة ..إﻥﻬﺎ أول ﻣﺮة ﻳﺪهﺸﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻘًﺎ. ح ﺙ ﻢ ﻓ ﻲ ﺣ ﺰن ﻣﺘ ﺪرج ﺣﺘ ﻰ اﻟﻌﺘﻤ ﺔ ،وآﺄﻥ ﻪ ﻋ ﺎش ﺑﺘﻮﻗﻴﺘ ﻪ ﻟﻘﺪ ﺕﻮﺣّﺪ ﻣﻊ هﺬا اﻟﺠﺴﺮ ﻟﻮﺣﺔ ﺑﻌﺪ أﺧﺮى ﻓ ﻲ ﻓ ﺮ ٍ ﻼ.. ﻳﻮﻣًﺎ أو ﻋﻤﺮًا آﺎﻣ ً ﻓﻲ اﻟﻠﻮﺣ ﺔ اﻷﺧﻴ ﺮة ﻻ ﻳﻈ ﻞ ﺑﺎدﻳ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺠﺴ ﺮ ﺱ ﻮى ﺷ ﺒﺤﻪ اﻟﺒﻌﻴ ﺪ ﺕﺤ ﺖ ﺧ ﻴﻂ ﻣ ﻦ اﻟﻀ ﻮء .آ ﻞ ﺷ ﻲء ﺣﻮﻟ ﻪ ﻳﺨﺘﻔﻲ ﺕﺤﺖ اﻟﺒﺎب ﻓﻴﺒﺪو اﻟﺠﺴﺮ ﻣﻀﻴﺌﺎً ،ﻋﻼﻣﺔ اﺱﺘﻔﻬﺎم ﻣﻌﻠّﻘﺔ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء .ﻻ رآﺎﺉﺰ ﺕﺸ ّﺪ أﻋﻤﺪﺕﻪ إﻟ ﻰ أﺱ ﻔﻞ، ﻻ ﺷﻲء ﻳﺤﺪّﻩ ﻋﻠﻰ ﻳﻤﻴﻨﻪ وﻻ ﻋﻠﻰ ﻳﺴﺎرﻩ ،وآﺄﻥﻪ ﻓﻘﺪ ﻓﺠﺄة وﻇﻴﻔﺘﻪ اﻷوﻟﻰ آﺠﺴﺮ ! أﺕﺮى ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺼﺒﺢ ﻋﻨﺪﺉﺬ أم ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻠﻴﻞ؟ أﺕﺮاﻩ ﻳﺤﺘﻀﺮ أم ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻊ ﺧﻴﻂ اﻟﻔﺠﺮ؟ إﻥﻪ اﻟﺴﺆال اﻟ ﺬي ﻳﺒﻘ ﻰ ﻣﻌﻠّﻘ ًﺎ ﻞ واﻟﻀﻮء اﻟﻤﺴ ﺘﻤﺮ ،ﺑ ﺎﻟﻤﻮت واﻟﺒﻌ ﺚ اﻟﻤﺴ ﺘﻤﺮ ،ﻷن أي ﺷ ﻲء آﺎﻟﺠﺴﺮ ﻟﻮﺣﺔ ﺑﻌﺪ أﺧﺮى ،ﻣﻄﺎردًا ﺑﻠﻌﺒﺔ اﻟﻈ ّ ﻣﻌﻠّﻖ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض هﻮ ﺷﻲء ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻮﺕﻪ ﻣﻌﻪ. آﻨﺖ أﺱﻤﺘﻊ إﻟﻰ زﻳﺎد ﻣﺪهﻮﺷﺎً ،ورﺑﻤﺎ اآﺘﺸﻔﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻲ ﻟﺤﻈﺔ رﺱﻢ آﻞ هﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺎت. ﻖ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ؟ أﺣ ﱞ
١١١
ﺷﻌﺮت ﺑﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﻼم ﻋﻨﻚ أآﺜﺮ. ﺼ ﺘﻲ ﺺ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺣﺘ ﻰ ﻗ ّ آﻨﺖ ﻋﻠﻰ وﺷﻚ أن أﺣﺪﺙﻪ ﻋﻦ ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ .آﺪت أﺧﺒﺮﻩ أﻥﻚ اﺑﻨﺔ ﻗﺎﺉﺪي وﺹ ﺪﻳﻘﻲ .آ ﺪت أﻗ ّ اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻣﻌﻚ .أﻥﺖ اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن ﺕﻜﻮﻥﻲ اﺑﻨﺘﻲ ،ﻗﺒﻞ أن ﺕﺼﺒﺤﻲ ﻓﺠﺄة ﺑﻌﺪ رﺑﻊ ﻗﺮن ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ! آﺪت أﺣﻜﻲ ﻟﻪ ﻗﺼﺔ ﻟﻮﺣﺘﻲ اﻷوﻟﻰ )ﺣﻨﻴﻦ( وﺕﺼﺎدﻓﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﻴﻼدك .وﻗﺼﺔ ﻟﻮﺣ ﺎﺕﻲ اﻷﺧﻴ ﺮة وﻋﻼﻗﺘﻬ ﺎ ﺑ ﻚ ..وﺱ ﺒﺐ ﺕﺪهﻮر ﺹﺤﺘﻲ وﺝﻨﻮﻥﻲ اﻷﺧﻴﺮ.. آﺪت أﺷﺮح ﻟﻪ ﺱﺮ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ. ﺖ ﻷﺣ ﺘﻔﻆ ﺑﺴ ﺮّك ﻟ ﻲ آﻤ ﺎ ﻥﺤ ﺘﻔﻆ ﺑﺴ ٍﺮ آﺒﻴ ﺮ ﻥﺘﻠ ﺬّذ ﺑﺤﻤﻠ ﻪ وﺣ ﺪﻥﺎ؟ أآ ﺎن ﻟﺤﺒ ﻚ ﻥﻜﻬ ﺔ اﻟﻌﻤ ﻞ اﻟﺴ ﺮي وﻣﺘﻌﺘ ﻪ ﺹﻤ ﱡ أ َ اﻟﻘﺎﺕﻠﺔ؟. أﻥﻢ ﺕﺮاﻥﻲ آﻨﺖ أﺧﺠﻞ أن أﻋﺘﺮف ﻟﻪ دون أن أدري أﻥﻚ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ،هﻮ اﻟﺬي ﻟﻢ أﺧﺠ ﻞ ﻣﻨ ﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ واﻟ ﺬي ﺕﻘﺎﺱ ﻤﺖ ﻣﻌ ﻪ آﻞ ﺷﻲء؟ ﺐ ﻟﻢ ﻳُﺨﻠﻖ ﻟﻴُﻘﺘﺴﻢ ،ﻗﺮرت ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪء أن ﺕﻜﻮﻥﻲ ﻷﺣﺪﻥﺎ ..ﻓﻘﻂ؟ أﻷﻥﻚ ﺣ ّ أﻋﻦ ﺹﺪاﻗﺔ أو ﺣﻤﺎﻗﺔ ،آﻨﺖ أرﻳﺪ أن أﻣﻨﺤﻪ ﻓﺮﺹﺔ ﺣﺒﻚ اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺣﺒّﻪ اﻷﺧﻴ ﺮ ،وأﻳﺎﻣ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻌﺎدة اﻟﻤﺴ ﺮوﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺘﺮﺑﺺ ﺑﻪ ﻓﻲ آﻞ ﺣﻴﻦ ..وﻓﻲ آﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ؟ ﻣﺎذا ﺝﺎء زﻳﺎد ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ؟ ﻣﻦ اﻟﻮاﺽ ﺢ أﻥ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳ ﺄت ﻓ ﻲ زﻳ ﺎرة ﺱ ﻴﺎﺣﻴﺔ .رﺑﻤ ﺎ ﺝ ﺎء ﻟﻴﻘ ﻮم ﺑ ﺒﻌﺾ اﻻﺕﺼ ﺎﻻت اﻟﺴﺮﻳﺔ ،ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺠﻬﺎت ..ﻳﺘﻠﻘﻰ أو ﻳﻌﻄﻲ ﺕﻌﻠﻴﻤﺎت ﻻ أدري.. وﻟﻜﻨﻪ آﺎن ﻗﻠﻘًﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ .آﺎن ﻳﺘﺤﺎﺷﻰ أﺧﺬ ﻣﻮاﻋﻴﺪﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺎﺕﻒ ،وآﺎن ﻻ ﻳﻐﺎدر اﻟﺒﻴﺖ ﺑﻤﻔﺮدﻩ إﻻ ﻥﺎدرًا. وﻟﻢ أﻃﺮح ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻮﻣًﺎ أي ﺱ ﺆال ﺣ ﻮل ﺱ ﺒﺐ زﻳﺎرﺕ ﻪ ﻟﺒ ﺎرﻳﺲ .آ ﺎن هﻨ ﺎك ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ﺑﻘﺎﻳ ﺎ ﻓﺘ ﺮة آﻔﺎﺣﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﺣﻴ ﺎﺕﻲ، ﺕﺠﻌﻠﻨﻲ أﺣﺘﺮم أﺱﺮار اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ذﻟﻚ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﻥﻀﺎﻟﻴﺔ. آﻨﺖ أﺣﺘﺮم ﺱ ّﺮ ُﻩ ،وآﺎن ﻳﺤﺘﺮم ﺹﻤﺘﻲ .وﻟﻬﺬا ﻥﻘﻠﻨﺎ ﺱﺮﻥﺎ وﺹﻤﺘﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻗﺼﺘﻨﺎ اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ ﻣﻌﻚ. أآﺎن ﺑﺤﺪﺱﻪ اﻟﻤﻔﺮط ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻚ؟ ﺐ ﻣﻠﺘﻬﺐ آﻬﺬا ﻓﻲ أﺣﺸﺎﺉﻲ. أم ﺕﺮاﻩ أﻣﺎم ﺕﻈﺎهﺮي ﺑﺎﻟﻼﻣﺒﺎﻻة ،ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻊ وﺝﻮد ﺣ ّ وآﻴﻒ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﺘﻮﻗ ﻊ ذﻟ ﻚ ،وأﻥ ﺎ أﻥﺴ ﺤﺐ ﺕ ﺪرﻳﺠﻴًﺎ ﻋﻠ ﻰ رؤوس اﻷﺹ ﺎﺑﻊ ،ﻷﺕ ﺮك ﻟ ﻪ اﻟﻤﺠ ﺎل ﺕ ﺪرﻳﺠﻴًﺎ ﻟﻤﺰﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺘﻮﺱّﻊ؟ آﻨﺖ أدﻋﻪ ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺎﺕﻒ ﻥﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻲ .ﻳﺘﺤﺪث إﻟﻴﻚ وﻳﺪﻋﻮك إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ ﻥﻴﺎﺑ ًﺔ ﻋﻨﻲ. وآﻨﺖ ﺕﺄﺕﻴﻦ ،وأﺣﺎول أﻻ أﺱﺄل ﻥﻔﺴﻲ ﻟﻤﻦ ﺝﺌﺖ ..وﻟﻤﻦ ﺕﺮاك ﺕﺠﻤّﻠﺖِ؟ رﺑﻤﺎ آﺎن أآﺜﺮ اﻷﻳﺎم وﺝﻌًﺎ ﻳﻮم زرت اﻟﺒﻴﺖ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻷول ﻣﺮة. آﺎن ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻨ ّﺒﻬﻚ زﻳﺎد ﻟﻠﻮﺣﺎﺕﻲ ﻟﺘﻨﺘﺒﻬﻲ إﻟﻴﻬﺎ .رﺣﺖ ﺕﻨﺘﻘﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى وآﺄﻥﻚ ﺕﻌﺒﺮﻳﻦ ﻏﺮف ﺑﻴﺘﻚ .ﻟ ﻢ ﻳﺴﺘﻮﻗﻔﻚ ذﻟﻚ اﻟﻤﻤﺮ ،وﻻ ذآﺮى ﻗﺒﻠﺔ ﻗﻠَﺒﺖ ﺣﻴﺎﺕﻲ رأﺱًﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ. ﺽ ﺤًﺎ »ه ﺬﻩ ﻏﺮﻓ ﺔ زﻳ ﺎد« .ﻓﻮﻗﻔ ﺖ أآﺎﻥﺖ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ هﻲ اﻷآﺜﺮ أﻟﻤًﺎ ،أم ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻓﺘﺤ ﺖ )ﺧﻄ ﺄ؟( ﺑﺎﺑ ﺎً ،ﻓﻘﻠ ﺖ ﻟ ﻚ ﻣﻮ ّ أﻣﺎم ذﻟﻚ اﻟﺒﺎب ﻥﺼﻒ اﻟﻤﻔﺘﻮح ،ﻟﺤﻈﺎت ﺑﺪت ﻟﻲ أﻃﻮل ﻣﻤﺎ ﻗﻀﻴﺘﻪ ﻣﻦ وﻗﺖ أﻣﺎم آﻞ ﻟﻮﺣﺎﺕﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ. ١١٠
ﺐ ..ﻟﻌﻤﺮ ﻗﺼﻴﺮ!« ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﺣ ّ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ..ﺷﻌﺮت أن ﺷﺤﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺤ ﺰن اﻟﻤﻜﻬ ﺮب ورﺑﻤ ﺎ اﻟﺤ ﺐ اﻟﻤﻜﻬ ﺮب أﻳﻀ ًﺎ ﻗ ﺪ ﺱ ﺮت ﺑﻴﻨﻨ ﺎ ،واﺧﺘﺮﻗﺘﻨ ﺎ ﻥﺤﻦ اﻟﺜﻼﺙﺔ. آﻨﺖ أﺣﺐ زﻳﺎد ..آﻨﺖ ﻣﺒﻬﻮرًا ﺑ ﻪ .آﻨ ﺖ أﺷ ﻌﺮ أﻥ ﻪ ﻳﺴ ﺮق ﻣﻨ ﻲ آﻠﻤ ﺎت اﻟﺤ ﺰن ،وآﻠﻤ ﺎت اﻟ ﻮﻃﻦ ،وآﻠﻤ ﺎت اﻟﺤ ﺐ أﻳﻀًﺎ.. آﺎن زﻳﺎد ﻟﺴﺎﻥﻲ ،وآﻨﺖ أﻥﺎ ﻳﺪﻩ آﻤﺎ آﺎن ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻪ أن ﻳﻘﻮل. وآﻨﺖ أﺷﻌﺮ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ..أﻥﻚ أﺹﺒﺤﺖ ﻗﻠﺒﻨﺎ ..ﻣﻌًﺎ! *** آﺎن ﻳﺠﺐ أن أﺕﻮﻗﻊ آﻞ اﻟﺬي ﺣﺪث. ﻓﻬﻞ آﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن أوﻗﻒ اﻥﺠﺮاﻓﻜﻤﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ؟ آﻨﺖ ﺷﺒﻴﻬًﺎ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺉﻲ اﻟﺬي ﻳﺨﺘﺮع وﺣﺸﺎً ،ﺙﻢ ﻳﺼﺒﺢ ﻋﺎﺝﺰًا ﻋﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻪ. ﻼ ﺑﻐﺒ ﺎء ﻣﺜ ﺎﻟﻲ ،وأﻥﻨ ﻲ ﻋ ﺎﺝﺰ ﻋ ﻦ اﻟ ﺘﺤﻜﻢ ﻼ ﻓﺼ ً آﻨﺖ أآﺘﺸﻒ ﺑﺤﻤﺎﻗﺔ أﻥﻨﻲ ﺹﻨﻌﺖ ﻗﺼﺘﻜﻤﺎ ﺑﻴﺪي .ﺑﻞ وآﺘﺒﺘﻬﺎ ﻓﺼ ً ﻓﻲ أﺑﻄﺎﻟﻲ. ﻼ ﻳﺼﻐﺮﻥﻲ ﺑﺎﺙﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮة ﺱﻨﺔ ،وﻳﻔﻮﻗﻨﻲ ﺣﻀﻮرًا وإﻏﺮاءً ،وأﺣﺎول أن أﻗﻴﺲ ﻥﻔﺴﻲ آﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ أن أﺽﻊ أﻣﺎﻣﻚ رﺝ ً ﺑﻪ أﻣﺎﻣﻚ؟ ﺐ ﺷﺎﻋﺮًا ﺕﺤﻔﻆ أﺷﻌﺎرﻩ ﻋﻦ ﻇﻬ ﺮ ﻚ ﺹﻠﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﺕﺠﻤﻌﻜﻤﺎ ﺑﺘﻮاﻃﺆ ،وأﻣﻨﻊ آﺎﺕﺒﺔ أن ﺕﺤ ّ آﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ أن أﻓ ّ ﻗﻠﺐ؟ ﻒ ﺑﻌ ﺪ ﻣ ﻦ ﺣﺒ ﻪ اﻟﺠﺰاﺉ ﺮي اﻟﺴ ﺎﺑﻖ ،أﻻ ﻳﺤﺒ ﻚ أﻥ ﺖ اﻟﺘ ﻲ ﺝﺌ ﺖ ﻟﺘ ﻮﻗﻈﻲ اﻟ ﺬاآﺮة، وآﻴﻒ أﻗﻨﻌﻪ هﻮ اﻟﺬي رﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺸ َ وﺕﺸﺮﻋﻲ ﻥﻮاﻓﺬ اﻟﻨﺴﻴﺎن؟ آﻴﻒ ﺣﺪث هﺬا ..وآﻴﻒ أﺕﻴﺖ ﺑﻜﻤﺎ ﻷﺽﻌﻜﻤﺎ أﻣﺎم ﻗﺪرآﻤﺎ ..اﻟﺬي آﺎن أﻳﻀًﺎ ﻗﺪري! ﻗﺎل ﻟﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﺴﺎء: إﻥﻬﺎ راﺉﻌﺔ هﺬﻩ اﻟﻔﺘﺎة ..ﻻ أذآﺮ أﻥﻨﻲ ﻗ ﺮأت ﻟﻬ ﺎ ﺷ ﻴﺌﺎً ،ﻓﺮﺑﻤ ﺎ ﺑ ﺪأت اﻟﻜﺘﺎﺑ ﺔ ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﻏ ﺎدرت اﻟﺠﺰاﺉ ﺮ ﺣﺴ ﺐ ﻣ ﺎﻲ. ﻓﻬﻤﺖ .وﻟﻜﻨﻨﻲ أﻋﺮف هﺬا اﻻﺱﻢ ..ﻟﻘﺪ ﺱﺒﻖ أن ﻗﺮأﺕﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ..إﻥﻪ ﻟﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒًﺎ ﻋﻠ ّ ﺖ ﻟﻪ وﻗﺘﻬﺎ: ﻗﻠ ُ أﻥﺖ ﻟﻢ ﺕﻘﺮأ هﺬا اﻻﺱﻢ وإﻥﻤﺎ ﺱﻤﻌﺘﻪ ﻓﻘﻂ .إﻥﻪ اﺱﻢ ﻟﺸﺎرع ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺉﺮ ﻳﺤﻤﻞ اﺱﻢ أﺑﻴﻬﺎ )اﻟﻄ ﺎهﺮ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤ ﻮﻟﻰ(اﻟﺬي اﺱﺘﺸﻬﺪ أﺙﻨﺎء اﻟﺜﻮرة. ﻲ دون أن ﻳﻘﻮل ﺷﻴﺌًﺎ. وﺽﻊ زﻳﺎد ﺝﺮﻳﺪﺕﻪ وﻥﻈﺮ إﻟ ّ أﺣﺴﺴﺘﻪ ذهﺐ ﺑﻌﻴﺪًا ﻓﻲ ﺕﻔﻜﻴﺮﻩ. ﺕﺮاﻩ ﺑﺪأ أﻳﻀًﺎ ﻳﻜﺸﻒ آﻞ اﻟﻬﻮاﻣﺶ اﻟﻤﺜﻴﺮة ﻟﻠﻘﺎﺉﻜﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻈ ﺮوف ..وآ ﻞ اﻟﺘﻔﺎﺹ ﻴﻞ اﻟﻌﺠﻴﺒ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺤﺎﻳﺪًا أﻣﺎﻣﻬﺎ؟ ١٠٩
اﺑﺘﺴﻤﺖ ﺑﺈﻳﻤﺎء ﻏﺎﻣﺾ وﻟﻢ ﺕﺠﻴﺒﻲ. ﻟﻢ ﺕﻜﻮﻥﻲ اﻷﺝﻤﻞ ،آﻨﺖ اﻷﺷﻬﻰ .ﻓﻬﻞ هﻨﺎك ﻣﻦ ﺕﻔﺴﻴ ٍﺮ ﻟﻠﺮﻏﺒﺔ! رﺑﻤﺎ آﺎن زﻳﺎد ﻳﺸﺒﻬﻚ أﻳﻀًﺎ.. ﻞ ﻣﺮة. اآﺘﺸﻔﺖ ذﻟﻚ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻷﻳﺎم ،وأﻥﺎ أﻥﻈﺮ إﻟﻴﻜﻤﺎ وأﻥﺘﻤﺎ ﺕﺘﺤﺪﺙﺎن أﻣﺎﻣﻲ آ ّ آ ﺎن أﻳﻀ ًﺎ ﺷ ﻲ ٌء ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﺤﺮ اﻟﻐ ﺎﻣﺾ ﻓﻴ ﻪ ..ﻣ ﻦ اﻟﺠﺎذﺑﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻋﻼﻗ ﺔ ﻟﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﺠﻤ ﺎل .وآﺎﻥ ﺖ ﻓﻜ ﺮة ﺕﺸ ﺎﺑﻬﻜﻤﺎ أو ﺕﻄﺎﺑﻘﻜﻤ ﺎ ه ﺬﻩ ﺕﺰﻋﺠﻨ ﻲ ..ﺑ ﻞ وأزﻋﺠﺘﻨ ﻲ رﺑﻤ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻠﺤﻈ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ .ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻥﺒّﻬﺘﻨ ﻲ إﻟ ﻰ ﺕ ﺪهﻮر ﺹ ﺤﺘﻲ وﺷ ﺤﻮب ﻟﻮﻥﻲ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ آﻨﺖ أراآﻤﺎ أﻣﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﺹﺤّﺔ وﺕﺄﻟﻖ ﻣﺜﻴﺮ ﻟﻠﻐﻴﺮة. ﺕﺮى ﺑﺪأت اﻟﻐﻴﺮة ﺕﺘﺴﻠﻞ إﻟﻲ اﻟﻠﺤﻈﺔ ..وأﻥﺎ أآﺘﺸﻒ أﻥﻨ ﻲ ﻟﺴ ﺖ ﺱ ﻮى ﺷ ﺒﺢ ﺑﻴﻨﻜﻤ ﺎ ،ووﺝ ﻪ ﺣﺸ ﺮ ﺧﻄ ﺄ ﻓ ﻲ ﻟﻮﺣﺘﻜﻤ ﺎ اﻟﺜﻨﺎﺉﻴﺔ؟ ﻼ ﻟﻢ َﺕ َﺘ َﻨﺒّﻬﻲ ﻳﻮﻣﻬﺎ أﻥﻨﻲ وﺹﻠﺖ إﻟﻰ ﺕﻠﻚ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺑﺴﺒﺒﻚ .وﻟﺬا ﻟ ﻢ ﺕﻌﺘ ﺬري ﻟ ﻲ ،ﺑ ﻞ وأآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ آﻨ ﺖ ﺕﺘﺤ ﺪﺙﻴﻦ ﻗﻠ ﻴ ً ﻲ ..وآﺜﻴﺮًا إﻟﻴﻪ. إﻟ ّ ﺖ ﻟﻪ: ﻗﻠ ِ ﻟﻘﺪ أﺣﺒﺒﺖ دﻳﻮاﻥﻚ اﻷﺧﻴﺮ »ﻣﺸ ﺎرﻳﻊ ﻟﻠﺤ ﺐ اﻟﻘ ﺎدم«؛ ﻟﻘ ﺪ ﺱ ﺎﻋﺪﻥﻲ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻣ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺕﺤ ّﻤ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻌﻄﻠ ﺔ اﻟﺒﺎﺉﺴ ﺔ.هﻨﺎﻟﻚ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻣﻨﻪ ﺣﻔﻈﺘﻬﺎ ﻟﻔﺮط ﻣﺎ أﻋﺪت ﻗﺮاءﺕﻬﺎ.. ﺖ ﺕﻘﺮﺉﻴﻦ أﻣﺎم دهﺸﺔ زﻳﺎد: ورﺣ ِ »ﺕﺮﺑّﺺ ﺑﻲ اﻟﺤﺰن ﻻ ﺕﺘﺮآﻴﻨﻲ ﻟﺤﺰن اﻟﻤﺴﺎء ﺱﺄرﺣﻞ ﺱﻴﺪﺕﻲ أﺷﺮﻋﻲ اﻟﻴﻮم ﺑﺎﺑﻚ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﻜﺎء ﻓﻬﺬي اﻟﻤﻨﺎﻓﻲ ﺕﻐﺮّر ﺑﻲ ﻟﻠﺒﻘﺎء وهﺬي اﻟﻤﻄﺎرات ﻋﺎهﺮة ﻓﻲ اﻥﺘﻈﺎر ﺕﺮاودﻥﻲ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ اﻷﺧﻴﺮ«... آﻨﺖ أﺱﺘﻤﻊ إﻟﻴﻚ ﺕﻘﺮﺉﻴﻦ ﺷﻌﺮًا ﻷول ﻣﺮة. آﺎن ﻓﻲ ﺹﻮﺕﻚ ﻣﻮﺱﻴﻘﻰ ﻵﻟﺔ ﻟﻢ ﺕﺨﻠﻖ ﺑﻌﺪ أﺕﻌﺮف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻷول ﻣﺮة ﻓﻲ ﺣ ﺰن ﻥﺒﺮﺕ ﻚ اﻟﺘ ﻲ ﺧﻠﻘ ﺖ ﻓ ﻲ اﻟﺒ ﺪء ﻟﻠﻔ ﺮح.. ﻓﺈذا ﺑﻬﺎ ﻋﺰف ﻟﺸﻲء ﺁﺧﺮ. وآﺎن زﻳﺎد ﻳﺴﺘﻤﻊ إﻟﻴﻚ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺬهﻮل ،وآﺄﻥﻪ ﻓﺠﺄة ﻳﺠﻠﺲ ﺧﺎرج اﻟﺰﻣﻦ وﺧﺎرج اﻟﺬاآﺮة. آﺄﻥﻪ أﺧﻴﺮًا ﻗﺮر أن ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﺣﻘﺎﺉﺒﻪ ﻟﻴﺴﺘﻤﻊ إﻟﻴﻚ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺱﻜ ﱢ ﺖ ..راح ﻳﻘﺮأ ﺑﻘﻴﺔ ﺕﻠﻚ اﻟﻘﺼﻴﺪة وآﺄﻥﻪ ﻳﻘﺮأ ﻟﻚ ﻃﺎﻟﻌﻪ ﻻ ﻏﻴﺮ: ك وﻃﻦ »وﻣﺎﻟﻲ ﺱﻮا ِ وﺕﺬآﺮة ﻟﻠﺘﺮاب ..رﺹﺎﺹﺔ ﻋﺸﻖ ﺑﻠﻮن آﻔﻦ وﻻ ﺷﻲء ﻏﻴﺮك ﻋﻨﺪي ١٠٨
آﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖِ؟ت ﻥﺤﻮي ﻋﻨﺪﺉ ٍﺬ وآﺄﻥﻚ ﺕﻜﺘﺸﻔﻴﻦ وﺝ ﻮدي هﻨ ﺎك ،ﻓﻮﺽ ﻌﺖ ﻗﺒﻠﺘ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ ﺧ ﺪّي وﻗﻠ ﺖ وأﻥ ﺖ ﺕ ﻮﺝّﻬﻴﻦ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ اﺱﺘﺪر ِ إﻟﻴﻪ: أﻥﺖ ﺕﻤﻠﻚ ﺷﺒﻜﺔ إﻋﻼن ﻗﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺷﺨﺺ هﺬا اﻟﺮﺝﻞ..ﺙﻢ ﺱﺄﻟﺘﻨﻲ وأﻥﺖ ﺕﺘﻔﺤّﺼﻴﻦ ﻣﻼﻣﺤﻲ: ﻟﻘﺪ ﺕﻐﻴﺮت ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء ..ﻣﺎ اﻟﺬي ﺣﺪث ﻟﻚ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻌﻄﻠﺔ؟ﺕﺪﺧّﻞ زﻳﺎد ﻟﻴﻘﻮل ﺱﺎﺧﺮًا: ﻟﻘﺪ رﺱﻢ إﺣﺪى ﻋﺸﺮة ﻟﻮﺣﺔ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ وﻥﺼﻒ ..إﻥﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻔﻌ ﻞ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻏﻴ ﺮ ه ﺬا .ﻥﺴ ﻲ ﺣﺘ ﻰ أن ﻳﺄآ ﻞ وﻥﺴ ﻲ أنﻳﻨﺎم ..أﻋﺘﻘﺪ أﻥﻨﻲ ﻟﻮ ﻟﻢ أﺣﻀﺮ إﻟﻰ ﺑﺎرﻳﺲ ﻟﻤﺎت هﺬا اﻟﺮﺝﻞ اﻟﺬي أﻣﺎﻣﻚ ﺝﻮﻋًﺎ وإﻋﻴﺎ ًء وﺱﻂ ﻟﻮﺣﺎﺕﻪ ..آﻤﺎ ﻟ ﻢ ﻳﻌﺪ اﻟﺮﺱﺎﻣﻮن ﻳﻤﻮﺕﻮن اﻟﻴﻮم! وﺑﺪل أن ﺕﺴﺄﻟﻴﻨﻲ ﺱﺄﻟﺖ زﻳﺎد ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺬﻋﺮ ،وآﺄﻥﻚ آﻨﺖ ﺕﺨﺎﻓﻴﻦ أن أآ ﻮن ﻗ ﺪ رﺱ ﻤﺖ إﺣ ﺪى ﻋﺸ ﺮة ﻥﺴ ﺨﺔ ﻣ ﻦ ﺹﻮرﺕﻚ: ﻣﺎذا رﺱﻢ؟ﻲ: أﺝﺎﺑﻚ زﻳﺎد ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ وﺝّﻬﻬﺎ إﻟ ّ ﻟﻘﺪ رﺱﻢ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ..ﻻ ﺷﻲء ﺱﻮى ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ..وآﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﺠﺴﻮر..ﺖ وأﻥﺖ ﺕﺴﺤﺒﻴﻦ آﺮﺱﻴًﺎ وﺕﺠﻠﺴﻴﻦ: ﺹﺤ ِ ﻻ ..أرﺝﻮآﻢ ﻻ ﺕﺤﺪﺙﻮﻥﻲ ﻋﻦ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻣﺮة أﺧﺮى ..إﻥﻨﻲ ﻋﺎﺉﺪة ﺕﻮًا ﻣﻨﻬﺎ .إﻥﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻻ ﺕﻄ ﺎق ..إﻥﻬ ﺎ اﻟﻮﺹ ﻔﺔاﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﺘﺤﺮ اﻟﻤﺮء أو ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺠﻨﻮﻥًﺎ! ﻲ: ﺖ آﻼﻣﻚ إﻟ ّ ﺙﻢ وﺝّﻬ ِ ﻣﺘﻰ ﺕﺸﻔﻰ أﻥﺖ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ؟آﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن أﻗﻮل ﻟﻚ ﻟﻮ آﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻥﻔﺮاد »ﻳﻮم أﺷﻔﻰ ﻣﻨﻚ!« وﻟﻜﻦ زﻳﺎد أﺝﺎب رﺑﻤﺎ ﻥﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻲ: ﻥﺤﻦ ﻻ ﻥﺸﻔﻰ ﻣﻦ ذاآﺮﺕﻨﺎ ﻳﺎ ﺁﻥﺴﺘﻲ ..وﻟﻬﺬا ﻥﺤﻦ ﻥﺮﺱﻢ ..وﻟﻬﺬا ﻥﺤﻦ ﻥﻜﺘﺐ ..وﻟﻬﺬا ﻳﻤﻮت ﺑﻌﻀﻨﺎ أﻳﻀًﺎ..راﺉﻊ زﻳﺎد ..آﺎن ﻣﺪهﺸًﺎ وﺷﺎﻋﺮًا ﻓﻲ آﻞ ﺷﻲء. آﺎن ﻳﻘﻮل ﺷﻌﺮًا دون ﺝﻬﺪ .وﻳﺤﺐ وﻳﻜﺮﻩ دون ﺝﻬﺪ .وﻳﻐﺮي دون ﺝﻬﺪ. آﻨﺖ أﻥﻈﺮ إﻟﻴﻪ وهﻮ ﻳﺴﺄﻟﻚ »أﻥ ِ ﺖ ﺝﺰاﺉﺮﻳﺔ إذن؟« .وﻻ أﺱﺘﻤﻊ ﻟﻤﺎ ﺕﻘﻮﻟﻴﻨﻪ ﻟﻪ. ﺑﺪا ﻟﻲ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ أن اﻟﺤﺪﻳﺚ آﺎن ﻳﺪور ﺑﻴﻨﻜﻤﺎ ﻓﻘﻂ ،وأﻥﻨﻲ ﻟﻢ أﻗﻞ آﻠﻤﺔ واﺣﺪة ﻣﻨﺬ ﻗﺪوﻣﻚ. آﻨﺖ ﻃﺮﻓًﺎ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﺠﻠﺴﺔ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻟﻠﻘﺪر. ﻞ ﺑﻲ. آﻨﺖ أﻥﻈﺮ إﻟﻴﻚ ..وأﺑﺤﺚ ﻓﻲ ﺕﻔﺎﺹﻴﻠﻚ ﻋﻦ ﺷﺮح ﻟﻤﺎ ﺣ ّ ﻚ ﻳﻮﻣًﺎ» :ﻣﺎ هﻮ أﺝﻤﻞ ﺷﻲء ﻓﻴﻚ؟« ﺱﺄﻟﺘ ِ ١٠٧
ﻚ ﻋﻠﻴﻬﺎ.«.. ﻟﻪ ﻗﻠﺖ» :ﺱﻨﺘﻐﺪّى ﻏﺪًا ﻣﻊ ﺹﺪﻳﻘﺔ آﺎﺕﺒﺔ ..ﻻ ﺑﺪ أن أﻋﺮﻓ َ ﻟﻢ ﻳﺒ ُﺪ ﻋﻠﻴﻪ اهﺘﻤﺎم ﺧﺎص ﺑﻜﻼﻣﻲ .ﻗﺎل ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ اﻟﺨﺎﺹﺔ وهﻮ ﻳﻌ ﻮد ﻟﻘ ﺮاءة ﺝﺮﻳﺪﺕ ﻪ » :أﻥ ﺎ أآ ﺮﻩ اﻟﻨﺴ ﺎء ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﺤﺎوﻟﻦ ﻣﻤﺎرﺱﺔ اﻷدب ﺕﻌﻮﻳﻀًﺎ ﻋﻦ ﻣﻤﺎرﺱﺎت أﺧ ﺮى ..أﺕﻤﻨ ﻰ أﻻ ﺕﻜ ﻮن ﺹ ﺪﻳﻘﺘﻚ ه ﺬﻩ ﻋﺎﻥﺴ ﺎً ،أو اﻣ ﺮأة ﻓ ﻲ ﺱ ﻦ اﻟﻴﺄس ..ﻓﺄﻥﺎ ﻻ ﺹﺒﺮ ﻟﻲ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء!« ﻟﻢ أﺝﺒﻪ .رﺣﺖ أﺕﻌ ّﻤﻖ ﻓﻲ ﻓﻜﺮﺕﻪ ..وأﺑﺘﺴﻢ! ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺎﺕﻒ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ» :ﺕﻌﺎﻟﻲ ﻏﺪًا ﻟﻠﻐﺪاء ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﻄﻌﻢ ﻥﻔﺴﻪ ..ﻓﺄﻥﺎ أﺣﻤﻞ ﻟﻚ ﻣﻔﺎﺝﺄة ﻻ ﺕﺘﻮﻗﻌﻴﻨﻬﺎ«.. ﺖ: ﻗﻠ ِ »إﻥﻬﺎ ﻟﻮﺣﺘﻲ ..أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟« أﺝﺒﺘﻚ ﺑﻌﺪ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺘﺮدد» :ﻻ ..إﻥﻬﺎ ﺷﺎﻋﺮ!« *** اﻟﺘﻘﻴﺘﻤﺎ إذن.. وﻳﻤﻜﻦ أن أﻗﻮل هﺬﻩ اﻟﻤﺮة أﻳﻀًﺎ: »اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮا وﺣﺪهﺎ اﻟﺠﺒﺎل ﻻ ﺕﻠﺘﻘﻲ أﺧﻄﺄوا .واﻟ ﺬﻳﻦ ﺑﻨ ﻮا ﺑﻴﻨﻬ ﺎ ﺝﺴ ﻮرًا ﻟﺘﺘﺼ ﺎﻓﺢ دون أن ﺕﻨﺤﻨ ﻲ ،ﻻ ﻳﻔﻬﻤ ﻮن ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻓﻲ ﻗﻮاﻥﻴﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ. اﻟﺠﺒﺎل ﻻ ﺕﻠﺘﻘﻲ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺰﻻزل واﻟﻬﺰات اﻷرﺽﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى .وﻋﻨﺪهﺎ ﻻ ﺕﺘﺼﺎﻓﺢ ،ﺑﻞ ﺕﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﺕﺮاب واﺣﺪ«. اﻟﺘﻘﻴﺘﻤﺎ إذن ..وآﺎن آﻼآﻤﺎ ﺑﺮآﺎﻥًﺎ ..ﻓﺄﻳﻦ اﻟﻌﺠﺐ ،إذا آﻨﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﺮة أﻳﻀًﺎ أﻥﺎ اﻟﻀﺤﻴﺔ! ﻣﺎزﻟﺖ أذآﺮ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم.. ﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮة ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء ،وآﻨﺖ ﻣﻊ زﻳﺎد ﻗﺪ ﻃﻠﺒﻨﺎ ﻣﺸﺮوﺑًﺎ ﻓﻲ اﻥﺘﻈﺎرك.. وﺹﻠ ِ ﺖ.. ودﺧﻠ ِ آﺎن زﻳﺎد ﻳﺤﺪّﺙﻨﻲ ﻋﻦ ﺷﻲء ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺹﻤﺖ ﻓﺠﺄة ،وﺕﻮﻗﻔﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻋﻠﻴﻚ وهﻮ ﻳﺮاك ﺕﺠﺘﺎزﻳﻦ ﺑﺎب اﻟﻤﻄﻌﻢ. ب أﺧﻀﺮ ..أﻥﻴﻘﺔ ،ﻣﻐﺮﻳﺔ ،آﻤﺎ ﻟﻢ ﺕﻜﻮﻥﻲ ﻳﻮﻣًﺎ. ﻓﺎﺱﺘﺪرت ﺑﺪوري ﻥﺤﻮ اﻟﺒﺎب ..ورأﻳﺘﻚ ﺕﺘﻘﺪّﻣﻴﻦ ﻥﺤﻮﻥﺎ ﻓﻲ ﺙﻮ ٍ وﻗﻒ زﻳﺎد ﻟﻴﺴﻠّﻢ ﻋﻠﻴﻚ وأﻥﺖ ﺕﻘﺘﺮﺑﻴﻦ ﻣﻨّﺎ .وﺑﻘﻴﺖ أﻥﺎ ﻣﻦ دهﺸﺘﻲ ﺝﺎﻟﺴًﺎ .آﺎن ﻣﻦ اﻟﻮاﺽﺢ أﻥﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗّﻌﻚ هﻜﺬا. هﺎ أﻥﺖ ذي أﺧﻴﺮًا.. ﻲ ﻞ ﻋﺬاﺑﻲ ﺑﻌﺪك ﻗ ﺪ ﻥ ﺰل ﻋﻠ ّ ﻞ اﻷﺱﺎﺑﻴﻊ اﻟﻤﺎﺽﻴﺔ ،وآ ّ أﺣﺴﺴﺖ أن ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﻤّﺮﻥﻲ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﻜﺮﺱﻲ ،وآﺄن ﺕﻌﺐ آ ّ ﻲ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮف. ﻓﺠﺄة ،وﻣﻨﻊ رﺝﻠ ّ هﺎ أﻥﺖ ذي أﺧﻴﺮًا ..أهﺬﻩ أﻥﺖ ﺣﻘًﺎ!؟ ﺖ ﻗ ﺪ ﻗ ﺪّﻣﺖ ﻥﻔﺴ ﻚ ﻟﺰﻳ ﺎد ،وآ ﺎن ه ﻮ ﺑ ﺪورﻩ ﻋﻠ ﻰ وﺷ ﻚ أن ﻳﻌﺮّﻓ ﻚ ﺑﻨﻔﺴ ﻪ وﻗﺒﻞ أن أﻓﻜﺮ ﻓ ﻲ ﺕﻌﺮﻳﻔﻜﻤ ﺎ ﺑ ﺒﻌﺾ ،آﻨ ِ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻃﻌ ِﺘ ِﻪ ﻗﺎﺉﻠ ًﺔ: دﻋﻨﻲ أﺣﺰر ..أﻟﺴﺖ زﻳﺎد ﺧﻠﻴﻞ؟ووﻗﻒ زﻳﺎد ﻣﺪهﻮﺷًﺎ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﺄﻟﻚ: ١٠٦
ﻞ ﻣﻦ أﺣﺐ .ﻓﻴﻪ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺑﻮﺷﻜﻴﻦ ،ﻣﻦ اﻟﺴﻴّﺎب ..ﻣﻦ اﻟﺤ ﻼج ،ﻣ ﻦ ﻣﻴﺸ ﻴﻤﺎ ..ﻣ ﻦ ﻏﺴ ﺎن آﻨﻔ ﺎﻥﻲ ..وﻣ ﻦ آﺎن ﻳﺸﺒﻪ آ ّ ﻟﻮرآﺎ وﺕﻴﻮدوراآﻴﺲ. وﻷﻥﻨﻲ آﺜﻴﺮًا ﻣﺎ ﻗﺎﺱﻤﺖ زﻳﺎد ذاآﺮﺕﻪ ،ﺣﺪث أن أﺣﺒﺒﺖ آﻞ ﻣﺎ أﺣﺐ وﻣﻦ أﺣﺐ ،دون أن أدري. آﻨﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﺝﺔ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻷﻳﺎم. ﻖ ﺑﺸ ﺨ ٍ ﺷﻌﺮت وأﻥﺎ أﺱﺘﻘﺒﻠﻪ ،أﻥﻨﻲ اﻓﺘﻘﺪﺕﻪ ﻃﻮال هﺬﻩ اﻟﺴﻨﻮات دون أن أدري ،وأﻥﻨﻲ ﺑﻌﺪﻩ ﻟﻢ أﻟﺘ ِ ﺺ ﻳﻤﻜ ﻦ أن أدﻋ ﻮﻩ ﺹﺪﻳﻘًﺎ. هﺎ هﻮ زﻳﺎد .ﺑﺎﻋﺪﺕﻨﺎ اﻷﻳﺎم وﺑﺎﻋﺪﺕﻨﺎ اﻟﻘﺎرات .ووﺣﺪهﺎ ﻗﻨﺎﻋﺎﺕﻨﺎ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻇﻠّﺖ ﺕﺠﻤﻌﻨﺎ. وﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﺕﺰل ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻜﺎﻥﺘﻪ اﻷوﻟﻰ .ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺪث ﻟﺰﻳﺎد أن ﻓﻘﺪ اﺣﺘﺮاﻣﻲ ﻟﺴﺒﺐ أو ﻵﺧﺮ ﺧﻼل آﻞ هﺬﻩ اﻟﺴﻨﻮات. أﻟﻴﺲ هﺬا أﻣﺮًا ﻥﺎدرًا هﺬﻩ اﻷﻳﺎم؟ ﺝﺎء زﻳﺎد.. ﻞ ﻣﻐﻠﻘًﺎ ﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ﻓﻲ وﺝﻪ اﻵﺧﺮﻳﻦ،ﺣﺘﻰ ﻓﻲ وﺝﻪ آﺎﺕﺮﻳﻦ ﻥﻔﺴﻬﺎ. واﺱﺘﻴﻘﻆ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺬي ﻇ ّ راح زﻳ ﺎد ﻳﻤ ﻸﻩ ﺑﺤﻀ ﻮرﻩ ،ﺑﺄﺷ ﻴﺎﺉﻪ وﻓﻮﺽ ﺎﻩ ،ﺑﻀ ﺤﻜﺘﻪ اﻟﻌﺎﻟﻴ ﺔ أﺣﻴﺎﻥ ﺎً ،وﺑﺤﻀ ﻮرﻩ اﻟﺴ ﺮي اﻟﻐ ﺎﻣﺾ داﺉﻤ ًﺎ .ﻓﺄآ ﺎد أﺷﻜﺮﻩ ﻓﻘﻂ ،ﻷﻥﻪ أﺷﺮع ﻥﻮاﻓﺬ هﺬا اﻟﺒﻴﺖ ،واﺣﺘﻞ ﻏﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﻪ ..ورﺑﻤﺎ اﺣﺘﻠّﻪ آﻠﻪ. ﻋُﺪﻥﺎ ﺕﻠﻘﺎﺉﻴًﺎ إﻟﻰ ﻋﺎداﺕﻨﺎ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺕﻌﻮد إﻟﻰ ﺧﻤﺲ ﺱﻨﻮات ،ﻋﻨﺪﻣﺎ زارﻥﻲ ﻷول ﻣﺮة ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ. رﺣﻨﺎ ﻣﻦ ﺝﺪﻳﺪ إﻟﻰ اﻟﻤﻄﺎﻋﻢ ﻥﻔﺴﻬﺎ ﺕﻘﺮﻳﺒًﺎ .ﺝﻠﺴﻨﺎ وﺕﺤ ﺪﺙﻨﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻮﺽ ﻮﻋﺎت ﻥﻔﺴ ﻬﺎ ﺕﻘﺮﻳﺒ ﺎً ،ﻓ ﻼ ﺷ ﻲ ﺕﻐ ّﻴ ﺮ ﻣﻨ ﺬ ذﻟ ﻚ ي اﻟﺤﻴﻦ .ﻟﻢ ﻳﺴﻘﻂ ﻥﻈﺎ ٌم ﻋﺮﺑﻲ واﺣﺪ ﻣﻦ ﺕﻠﻚ اﻷﻥﻈﻤﺔ اﻟﺘﻲ آﺎن زﻳﺎد ﻳﺮاهﻦ ﻋﻠﻰ ﺱﻘﻮﻃﻬﺎ ﻣﻨ ﺬ ﻋﺮﻓﺘ ﻪ .ﻟ ﻢ ﻳﺤ ﺪث أ ّ زﻟﺰال ﺱﻴﺎﺱﻲ هﻨﺎ أو هﻨﺎك ،ﻟﻴﻐﻴّﺮ ﺧﺮﻳﻄﺔ هﺬﻩ اﻷﻣﺔ. وﺣﺪﻩ ﻟﺒﻨﺎن أﺹﺒﺢ وﻃﻨًﺎ ﻟﻠﺰﻻزل واﻟﺮﻣﺎل اﻟﻤﺘﺤﺮآﺔ .وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺕﺮاﻩ ﺱﻴﺒﺘﻠﻊ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ؟ ﺐ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳ ﺔ داﺉﻤ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻘﻀ ﻴﺔ آﺎن هﺬا هﻮ اﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﺣﺎوﻟﻨﺎ أن ﻥﺘﻨﺒ ﺄ ﺑ ﻪ ﺑ ﺄآﺜﺮ ﻣ ﻦ ﺝ ﻮاب .وآ ﺎن اﻟﻨﻘ ﺎش ﻳﺼ ّ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ،وﻓﻲ ﺧﻼﻓﺎت ﻓﺼﺎﺉﻠﻬﺎ ،واﻟﻤﻌﺎرك اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺙﺖ ﺑﻴﻦ ﻋﻨﺎﺹﺮهﺎ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ،واﻟﺘﺼﻔﻴﺎت اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ اﻟﺘ ﻲ راح ﺽﺤﻴﺘﻬﺎ أآﺜﺮ ﻣﻦ اﺱﻢ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج. آ ﺎن ﺣ ﺪﻳﺚ زﻳ ﺎد ﻳﻨﺘﻬ ﻲ آﺎﻟﻌ ﺎدة ﺑﺸ ﺘﻢ ﺕﻠ ﻚ اﻷﻥﻈﻤ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺕﺸ ﺘﺮي ﻣﺠ ﺪهﺎ ﺑﺎﻟ ﺪم اﻟﻔﻠﺴ ﻄﻴﻨﻲ ،ﺕﺤ ﺖ أﺱ ﻤﺎء ﻣﺴ ﺘﻌﺎرة آ ﺎﻟﺮﻓﺾ واﻟﺼ ﻤﻮد ..واﻟﻤﻮاﺝﻬ ﺔ .ﻓﻴﻨﻌﺘﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻓ ﻮرة ﻏﻀ ﺒﻪ ﺑﻜ ﻞ اﻟﻨﻌ ﻮت اﻟﺸ ﺮﻗﻴﺔ اﻟﺒﺬﻳﺌ ﺔ ،اﻟﺘ ﻲ أﺽ ﺤﻚ ﻟﻬ ﺎ وأﻥ ﺎ أآﺘﺸﻒ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻷول ﻣﺮة. وأآﺘﺸﻒ أﻳﻀًﺎ أن ﻟﻜﻞ ﺙﻮّار ﻗﺎﻣﻮﺱﻬﻢ اﻟﺨﺎص ،اﻟﺬي ﺕﻔﺮزﻩ ﺙﻮرﺕﻬﻢ وﻣﻌﺎﻳﺸﺘﻬﻢ اﻟﺨﺎﺹ ﺔ ،ﻓﺄﺱ ﺘﻌﻴﺪ ﺑﺤﻨ ﻴﻦ ،ﻣﻔ ﺮدات ﻦ ﺁﺧﺮ وﺙﻮرة أﺧﺮى. أﺧﺮى ﻟﺰﻣ ٍ رﺑﻤﺎ آﺎن ه ﺬا اﻷﺱ ﺒﻮع ه ﻮ أﺝﻤ ﻞ اﻷﻳ ﺎم اﻟﺘ ﻲ ﻗﻀ ﻴﺘﻬﺎ ﻣ ﻊ زﻳ ﺎد ،واﻟﺘ ﻲ ﺣﺎوﻟ ﺖ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ وﻟﻌ ﺪة ﺱ ﻨﻮات أﻻ أذآ ﺮ ﻏﻴﺮهﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻻ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻤﺮارة وﻻ ﺑﺎﻟﺤﺴﺮة ﻋﻠﻰ آﻞ ﻣﺎ ﻋﺸﺘﻪ ﺑﻌﺪهﺎ ﻋﻦ ﺧﻄﺄ أو ﻋﻦ ﺹﻮاب. آﻞ ﻣﺎ ﻣ ّﺮ ﺑﻲ ﻣﻦ أﻟ ﻢ ..ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮة وﻣ ﻦ ﺹ ﺪﻣﺎت ،وأﻥ ﺎ أﺽ ﻌﻜﻤﺎ ذات ﻳ ﻮم هﻜ ﺬا وﺝﻬ ًﺎ ﻟﻮﺝ ﻪ ،دون أﻳ ﺔ ﻣﻘ ﺪﻣﺎت أو ﺕﻮﺽﻴﺤﺎت ﺧﺎﺹﺔ.. ١٠٥
ﻣﻊ اﻟﻨﻮء اﻟﺨﺮﻳﻔﻲ ،ﻣﻊ اﻷﺷﺠﺎر اﻟﻤﺤﻤﺮة ،ﻣﻊ اﻟﻤﺤﺎﻓﻆ اﻟﻤﺪرﺱﻴﺔ. ﺱﺘﻌﻮدﻳﻦ.. ﻣ ﻊ اﻷﻃﻔ ﺎل اﻟﻌﺎﺉ ﺪﻳﻦ إﻟ ﻰ اﻟﻤ ﺪارس ،ﻣ ﻊ زﺣﻤ ﺔ اﻟﺴ ﻴﺎرات ،ﻣ ﻊ ﻣﻮاﺱ ﻢ اﻹﺽ ﺮاﺑﺎت ،ﻣ ﻊ ﻋ ﻮدة ﺑ ﺎرﻳﺲ إﻟ ﻰ ﺽﻮﺽﺎﺉﻬﺎ. ﻣﻊ اﻟﺤﺰن اﻟﻐﺎﻣﺾ ..ﻣﻊ اﻟﻤﻄﺮ. ﻣﻊ ﺑﺪاﻳﺎت اﻟﺸﺘﺎء ..ﻣﻊ ﻥﻬﺎﻳﺎت اﻟﺠﻨﻮن. ﺱﺘﻌﻮدﻳﻦ ﻟﻲ ..ﻳﺎ ﻣﻌﻄﻔﻲ اﻟﺸﺘﻮي ..ﻳﺎ ﻃﻤﺄﻥﻴﻨﺔ اﻟﻌﻤﺮ اﻟﻤﺘﻌﺐ ..ﻳﺎ أﺣﻄﺎب اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ اﻟﺜﻠﺠﻴﺔ. أآﻨﺖ أﺣﻠﻢ؟ .آﻴﻒ ﻥﺴﻴﺖ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﻘﻮﻟﺔ اﻟﺮاﺉﻌﺔ ﻷﻥﺪرﻳﻪ ﺝﻴﺪ »ﻻ ﺕﻬﻴﺊ أﻓﺮاﺣﻚ!« آﻴﻒ ﻥﺴﻴﺖ ﻥﺼﻴﺤﺔ آﻬﺬﻩ؟ ﺖ ﻣﻌﻄﻔًﺎ ﻟﻐﻴﺮي وﺑﺮدًا ﻟﻲ. ﺖ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻣﺮأة زوﺑﻌﺔ .ﺕﺄﺕﻲ وﺕﺮﺣﻞ وﺱﻂ اﻷﻋﺎﺹﻴﺮ واﻟﺪﻣﺎر .آﻨ ِ آﻨ ِ ﺖ اﻷﺣﻄﺎب اﻟﺘﻲ أﺣﺮﻗﺘﻨﻲ ﺑﺪل أن ﺕﺪﻓﺌﻨﻲ. آﻨ ِ ﺖ. آﻨﺖ أﻥ ِ وآﻨﺖ أﻥﺘﻈﺮ أﻳﻠﻮل إذن.. أﻥﺘﻈﺮ ﻋﻮدﺕﻚ ﻟﻨﺘﺤ ﺪث أﺧﻴ ﺮًا ﺑﺼ ﺪق ﻣﻄﻠ ﻖ .ﻣ ﺎذا ﺕﺮﻳ ﺪﻳﻦ ﻣﻨ ﻲ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳ ﺪ .وﻣ ﻦ أآ ﻮن أﻥ ﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺒﺔ إﻟﻴ ﻚ ..وﻣ ﺎ اﺱ ﻢ ﻗﺼﺘﻨﺎ هﺬﻩ؟ أﺧﻄﺄت ﻣﺮة أﺧﺮى. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻠﺴﺆال وﻻ ﻟﻠﺠﻮاب .آﺎن وﻗﺘًﺎ ﻟﺠﻨﻮن ﺁﺧﺮ. آﻨﺖ أﻥﺘﻈﺮ اﻷﻣﺎن .وﺝﺌﺖ ،زوﺑﻌﺔ ﺹﺎدﻓﺖ زوﺑﻌﺔ أﺧﺮى ،اﺱﻤﻬﺎ زﻳﺎد.. وآﺎﻥﺖ اﻷﻋﺎﺹﻴﺮ. ﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ زﻳﺎد ﻣﻨﺬ ﺁﺧﺮ ﻣﺮة رأﻳﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺲ ﺱﻨﻮات ﺑﺒﺎرﻳﺲ .رﺑﻤﺎ أﺹﺒﺢ ﻓﻘﻂ أآﺜﺮ اﻣ ﺘﻼءً ،أآﺜ ﺮ رﺝﻮﻟ ﺔ ﻣ ﻊ اﻟﻌﻤﺮ ،ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي زارﻥﻲ ﻓﻴﻪ ﻷول ﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺉﺮ ﺱﻨﺔ ١٩٧٢ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﻲ .ﻳﻮم آ ﺎن ﺷ ﺎﺑًﺎ ﻓﺎرﻋ ًﺎ ﺑ ﻮزن أﻗﻞ ،ورﺑﻤﺎ ﺑﻬﻤﻮم أﻗﻞ أﻳﻀًﺎ. ﻣﺎزال ﺷﻌﺮﻩ ﻣﺮﺕﺒًﺎ ﺑﻔﻮﺽﻮﻳﺔ ﻣﻬﺬﺑﺔ .وﻗﻤﻴﺼﻪ اﻟﻤﺘﻤﺮد اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻮد ﻳﻮﻣًﺎ ﻋﻠﻰ رﺑﻄﺔ ﻋﻨ ﻖ ،ﻣﻔﺘﻮﺣ ًﺎ داﺉﻤ ًﺎ ﺑ ﺰ ٍر أو زرﻳﻦ .وﺹﻮﺕﻪ اﻟﻤﻤﻴﺰ دﻓﺌًﺎ وﺣﺰﻥ ﺎً ،ﻳﻮهﻤ ﻚ أﻥ ﻪ ﻳﻘ ﺮأ ﺷ ﻌﺮاً ،ﺣﺘ ﻰ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻘ ﻮل أﺷ ﻴﺎء ﻋﺎدﻳ ﺔ .ﻓﻴﺒ ﺪو وآﺄﻥ ﻪ ﺷ ﺎﻋﺮ أﺽﺎع ﻃﺮﻳﻘﻪ وأﻥﻪ ﻳﻮﺝﺪ ﺧﻄﺄ ﺣﻴﺚ هﻮ. ﻓﻲ آﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﺎﺑﻠﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺷﻌﺮت أﻥﻪ ﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﺑﻌﺪ إﻟﻰ وﺝﻬﺘﻪ اﻟﻨﻬﺎﺉﻴﺔ ،وأﻥﻪ ﻳﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ أهﺒﺔ ﺱﻔﺮ. آﺎن ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ آﺮﺱﻲ ﻳﺒﺪو ﺝﺎﻟﺴ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺣﻘﺎﺉﺒ ﻪ .ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻣﺮﺕﺎﺣ ًﺎ ﺣﻴ ﺚ آ ﺎن ،وآ ﺄن اﻟﻤ ﺪن اﻟﺘ ﻲ ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ ﻣﺤﻄﺎت ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻄﺎرًا ﻻ ﻳﺪري ﻣﺘﻰ ﻳﺄﺕﻲ. ﻼ ﺑﺎﻟ ﺬاآﺮة ،وﻣﺮﺕ ﺪﻳًﺎ ﺱ ﺮوال اﻟﺠﻴﻨ ﺰ ﻥﻔﺴ ﻪ ،آﺄﻥ ﻪ هﻮﻳﺘ ﻪ ه ﺎ ه ﻮذا ..آﻤ ﺎ ﺕﺮآﺘ ﻪ ،ﻣﺤﺎﻃ ًﺎ ﺑﺄﺷ ﻴﺎﺉﻪ اﻟﺼ ﻐﻴﺮة وﻣﺤﻤ ً اﻷﺧﺮى. آﺎن زﻳﺎد ﻳﺸﺒﻪ اﻟﻤﺪن اﻟﺘﻲ ﻣ ّﺮ ﺑﻬﺎ .ﻓﻴﻪ ﺷﻲء ﻣﻦ ﻏﺰّة ،ﻣﻦ ﻋﻤﺎن ..وﻣﻦ ﺑﻴﺮوت وﻣﻮﺱﻜﻮ ..وﻣﻦ اﻟﺠﺰاﺉﺮ وأﺙﻴﻨﺎ. ١٠٤
آﻨﺖ أﻋﺎﻣﻠﻬﺎ داﺉﻤًﺎ ﺑﺤﺐ ﺧﺎص .آﺎﻥﺖ ﺕﺬآﺮﻥﻲ ﺑﺰﻣﻦ ﺣﺮب اﻟﺘﺤﺮﻳ ﺮ ،ﻳ ﻮم آﻨ ﺎ ﻥﺒﻌ ﺚ اﻟﺮﺱ ﺎﺉﻞ ﻷهﻠﻨ ﺎ ﻣﻬﺮﺑ ﺔ ﺕﺤ ﺖ اﻟﺜﻴﺎب. آﻢ ﻣﻦ اﻟﺮﺱﺎﺉﻞ ﻟﻢ ﺕﺼﻞ ،وﻣﺎﺕﺖ ﻣﻊ أﺹﺤﺎﺑﻬﺎ! وآﻢ ﻣﻦ اﻟﺮﺱﺎﺉﻞ وﺹﻠﺖ ﺑﻌﺪ ﻓ ﻮات اﻷوان .هﻨﺎﻟ ﻚ ﻗﺼ ﺺ ﺕﺼ ﻠﺢ ﻷآﺜﺮ ﻣﻦ رواﻳﺔ. ﺁﺧﺮ رﺱﺎﻟﺔ ﻟﺰﻳﺎد آﺎﻥﺖ ﺕﻌﻮد ﻟﻤﺎ ﻳﻘﺎرب اﻟﺴﻨﺔ. آﺎن ﻳﺤﺪث أن ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻲ هﻜ ﺬا دون ﻣﻨﺎﺱ ﺒﺔ ،رﺱ ﺎﺉﻞ ﻣﻄﻮّﻟ ﺔ أﺣﻴﺎﻥ ﺎً ،وﻣ ﻮﺝﺰة أﺣﻴﺎﻥ ًﺎ أﺧ ﺮى ،آ ﺎن ﻳﺴ ﻤّﻴﻬﺎ »إﺷ ﻌﺎر ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة«. ﻓﻲ اﻟﺒﺪء ﺽﺤﻜﺖ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺨﺒﺮﻥﻲ ﺑﻬﺎ ﻓﻘﻂ أﻥﻪ ﻣﺎزال ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة. ﺑﻌﺪهﺎ أﺹﺒﺤﺖ أﺧﺎف ﺹﻤﺘﻪ اﻟﻄﻮﻳﻞ ،واﻥﻘﻄﺎع رﺱﺎﺉﻠﻪ .ﻓﻘﺪ آﺎن ﻳﺤﻤﻞ ﻟﻲ اﺣﺘﻤﺎل إﺷﻌﺎر ﺑﺸﻲء ﺁﺧﺮ. هﺬﻩ اﻟﻤﺮة ،آﺎن ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺨﺒﺮﻥﻲ أﻥﻪ ﻗﺪ ﻳﺤﻀﺮ إﻟﻰ ﺑﺎرﻳﺲ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳ ﺔ أﻳﻠ ﻮل .وأﻥ ﻪ ﻳﻨﺘﻈ ﺮ ﺝﻮاﺑ ًﺎ ﺱ ﺮﻳﻌًﺎ ﻣﻨ ﻲ ﻟﻴﺘﺄآ ﺪ ﻣﻦ وﺝﻮدي ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻔﺘﺮة. ﻓﺎﺝﺄﺕﻨﻲ رﺱﺎﻟﺘﻪ ..وأﺱﻌﺪﺕﻨﻲ وأدهﺸﺘﻨﻲ. ﻚ ﺣﺘ ﻰ ﺣﻀ ﺮ« .ﺙ ﻢ ﺕﺴ ﺎءﻟﺖ ﺕ ﺮاك ﻗ ﺮأت ذهﺐ ﺕﻔﻜﻴﺮي إﻟﻴﻚ وﻗﻠﺖ »ﻃﻮﻳﻞ ﻋﻤﺮ هﺬا اﻟﺮﺝﻞ ..ﻣﺎ آ ﺪت أذآ ﺮﻩ ﻣﻌ ِ أﺷﻌﺎرﻩ؟ وهﻞ أﻋﺠﺒﺘﻚ؟ وﻣﺎذا ﺱﻴﻜﻮن رد ﻓﻌﻠﻚ إذا ﻗﻠﺖ ﻟﻚ إﻥﻪ ﺱﻴﺤﻀﺮ إﻟﻰ ﺑﺎرﻳﺲ ،أﻥ ﺖ اﻟﺘ ﻲ ﺧﻔ ﺖ أن ﻳﻜ ﻮن ﻗ ﺪ ﺼﺘﻪ؟ ﻣﺎت ،وأﺑﺪﻳﺖ اهﺘﻤﺎﻣَﺎ ﺑﻘ ّ آﺎن اﻟﺼﻴﻒ ﻳﻨﺴﺤﺐ ﺕﺪرﻳﺠﻴًﺎ .وآﻨﺖ أﺱﺘﻌﻴﺪ ﺕﻮازﻥﻲ ﺕﺪرﻳﺠﻴًﺎ آﺬﻟﻚ. ﻟﻘﺪ أﻥﻘﺬﺕﻨﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺎت ﻣﻦ اﻻﻥﻬﻴﺎر .آﺎن ﻻ ﺑﺪ أن أرﺱﻤﻬﺎ ﻷﺧﺮج ﻣﻦ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﻄ ّﺒﺎت اﻟﺠﻨﻮﻥﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﺽ ﻌﺖ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻲ ﻣﻌﻚ. ﻗﺪﻣ ّ آﻨﺖ ﻗﺪ ﻓﻘﺪت آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ وزﻥﻲ .وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ذﻟﻚ ﻳﻌﻨﻴﻨﻲ .أو رﺑﻤﺎ ﻟﻢ أآﻦ وﻗﺘﻬﺎ ﻷﻥﺘﺒﻪ ﻟﻪ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ أﺹﺒﺤﺖ أﻥﻈﺮ إﻟ ﻰ اﻟﻠﻮﺣﺎت ،وأﻥﺴﻰ أن أﻥﻈﺮ إﻟﻰ ﻥﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﻣﺮﺁة. آﻨﺖ أﻋﺘﻘﺪ أن اﻟﺬي ﺧﺴﺮﺕﻪ ﻣﻦ وزن ﻓﻲ أﻳ ﺎم ،ه ﻮ اﻟ ﺬي رﺑﺤﺘ ﻪ ﻣ ﻦ ﻣﺠ ﺪ إﻟ ﻰ اﻷﺑ ﺪ .وﻟ ﺬا آ ﺎن ﻳﺤﻠ ﻮ ﻟ ﻲ أن أﺕﺄﻣ ﻞ ﻥﺰﻳﻔﻲ وﺝﻨﻮﻥﻲ ﻣﻌﻠّﻘًﺎ أﻣﺎﻣﻲ :إﺣﺪى ﻋﺸﺮة ﻟﻮﺣﺔ ﻟﻢ ﺕﻌﺪ ﺕﻜﻔﻴﻬﺎ ﺝﺪران اﻟﺒﻴﺖ. ورﺑﻤﺎ ﺝﺎء ﺕﻌﻠّﻘﻲ ﺑﻬﺎ ،آﺬﻟﻚ ،ﻟﻜﻮﻥﻲ آﻨﺖ أدري وأﻥﺎ أﺽ ﻊ ﻓﺮﺷ ﺎﺕﻲ ﻵﺧ ﺮ ﻣ ﺮة وأﻥ ﺎ أﻥﺘﻬ ﻲ ﻣﻨﻬ ﺎ ،أﻥ ﻪ ﻗ ﺪ ﺕﻤ ﺮ ﻋ ﺪة أﺷﻬﺮ ﻗﺒﻞ أن أﺷﻌﺮ ﺑﺮﻏﺒﺔ ﺝﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﻟﺮﺱﻢ. ﻓﻘﺪ آﻨﺖ ﻓﺮﻏﺖ ﻣﺮة واﺣﺪة ﻣﻦ ذاآﺮﺕﻲ ..وارﺕﺤﺖ. آﻨﺎ ﻋﻠﻰ أﺑﻮاب أﻳﻠﻮل .وآﻨﺖ ﺱﻌﻴﺪا أو رﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺕﺮﻗّﺐ ﻟﻠﺴﻌﺎدة. ﺱﺘﻌﻮدﻳﻦ أﺧﻴﺮًا ..آﻨﺖ أﻥﺘﻈ ﺮ اﻟﺨﺮﻳ ﻒ آﻤ ﺎ ﻟ ﻢ أﻥﺘﻈ ﺮﻩ ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ .آﺎﻥ ﺖ اﻟﺜﻴ ﺎب اﻟﺸ ﺘﻮﻳﺔ اﻟﻤﻌﺮوﺽ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻮاﺝﻬ ﺎت ﺕﻌﻠﻦ ﻋﻮدﺕﻚ .اﻟﻠﻮازم اﻟﻤﺪرﺱﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺕﻤﻸ رﻓﻮف اﻟﻤﺤﻼت ،ﺕﻌﻠﻦ ﻋﻮدﺕﻚ. واﻟﺮﻳﺢ ،واﻟﺴﻤﺎء اﻟﺒﺮﺕﻘﺎﻟﻴﺔ ..واﻟﺘﻘﻠﺒﺎت اﻟﺠﻮﻳﺔ ..آﻠﻬﺎ آﺎﻥﺖ ﺕﺤﻤﻞ ﺣﻘﺎﺉﺒﻚ. ﺱﺘﻌﻮدﻳﻦ.. ١٠٣
ﻓﻠﻴﻜﻦ ..ﻋﻔﻮك أﻳﻬ ﺎ اﻟﻨﻬ ﺮ اﻟﺤﻀ ﺎري .ﻋﻔ ﻮك أﻳﻬ ﺎ اﻟﺠﺴ ﺮ اﻟﺘ ﺎرﻳﺨﻲ .ﻋﻔ ﻮك ﺹ ﺪﻳﻘﻲ )أﺑ ﻮﻟﻴﻨﻴﺮ( .ه ﺬﻩ اﻟﻤ ﺮة أﻳﻀ ًﺎ ﺱﺄرﺱﻢ ﺝﺴﺮًا ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ هﺬا. آﻨﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﺮة ﻣﻤﺘﻠﺌًﺎ ﺑﻚ ،ﺑﺼﻮﺕﻚ اﻟﻘﺎدم ﻣﻦ هﻨﺎك ،ﻟﻴﻮﻗﻆ ﻣﻦ ﺝﺪﻳﺪ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ داﺧﻠﻲ. أﻟﻢ أآﻦ ﻗﺪ ﻟﻤﺴﺖ اﻟﻔﺮﺷﺎة ﻣﻦ ﺙﻼﺙﺔ أﺷﻬﺮ .وآﺎن داﺧﻠﻲ ﺷﻲء ﻣﺎ ﻋﻠﻰ وﺷﻚ أن ﻳﻨﻔﺠﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ أو ﺑ ﺄﺧﺮى .آ ﻞ ﺕﻠ ﻚ اﻷﺣﺎﺱﻴﺲ واﻟﻌﻮاﻃﻒ اﻟﻤﺘﻀﺎرﺑﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻋﺸﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ رﺣﻴﻠﻚ وﺑﻌﺪﻩ ،واﻟﺘﻲ ﺕﺮاآﻤﺖ داﺧﻠﻲ آﻘﻨﺒﻠﺔ ﻣﻮﻗﻮﺕﺔ. وآﺎن ﻻ ﺑﺪ أن أرﺱﻢ ﻷرﺕﺎح أﺧﻴﺮًا. أرﺱ ﻢ ﻣ ﻞء ﻳ ﺪي ..ﻣ ﻞء أﺹ ﺎﺑﻌﻲ .أرﺱ ﻢ ﺑﻴ ﺪي اﻟﻤﻮﺝ ﻮدة وﺑﺘﻠ ﻚ اﻟﻤﻔﻘ ﻮدة .أرﺱ ﻢ ﺑﻜ ﻞ ﺕﻘﻠﺒ ﺎﺕﻲ ،ﺑﺘﻨﺎﻗﻀ ﻲ وﺝﻨ ﻮﻥﻲ وﻋﻘﻠﻲ ،ﺑﺬاآﺮﺕﻲ وﻥﺴﻴﺎﻥﻲ .ﺣﺘﻰ ﻻ أﻣﻮت ﻗﻬﺮًا ذات ﺹﻴﻒ ،ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎرﻏﺔ إﻻ ﻣﻦ اﻟﺴ ّﻮاح واﻟﺤﻤﺎم. وهﻜﺬا ﺑﺪأت ذﻟﻚ اﻟﺼﺒﺎح ﻟﻮﺣﺔ ﻟﻘﻨﻄﺮة ﺝﺪﻳﺪة ،ﻗﻨﻄﺮة ﺱﻴﺪي راﺷﺪ. ﻟﻢ أآﻦ أﺕﻮﻗﻊ ﻳﻮﻣﻬﺎ وأﻥﺎ أﺑﺪأهﺎ ،أﻥﻨﻲ أﺑﺪأ أﻏﺮب ﺕﺠﺮﺑﺔ رﺱﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺕﻲ ،وأﻥﻬﺎ ﺱﺘﻜﻮن اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻟﻌﺸﺮ ﻟﻮﺣﺎت أﺧﺮى، ﺱﺄرﺱ ﻤﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺷ ﻬﺮ وﻥﺼ ﻒ دون ﺕﻮﻗ ﻒ ،إﻻ ﻟﺴ ﺮﻗﺔ ﺱ ﺎﻋﺎت ﻗﻠﻴﻠ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﻮم ،أﻥﻬ ﺾ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻏﺎﻟﺒ ًﺎ ﻣﺨﻄﻮﻓ ًﺎ ﺑﺸ ﻬﻴﺔ ﺝﻨﻮﻥﻴﺔ ﻟﻠﺮﺱﻢ. آﺎﻥﺖ اﻷﻟﻮان ﺕﺄﺧﺬ ﻓﺠﺄة ﻟﻮن ذاآﺮﺕﻲ ،وﺕﺼﺒﺢ ﻥﺰﻳﻔًﺎ ﻳﺼﻌﺐ إﻳﻘﺎﻓﻪ. ﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﺁﺧﺮ ،وﻣﺎ أآﺎد أﻥﺘﻬﻲ ﻣ ﻦ ﻗﻨﻄ ﺮة ،ﺣﺘ ﻰ ﻣﺎ آﻨﺖ أﻥﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﻟﻮﺣﺔ ﺣﺘﻰ ﺕﻮﻟﺪ أﺧﺮى ،وﻣﺎ أﻥﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺣ ّ ﺕﺼﻌﺪ ﻣﻦ داﺧﻠﻲ أﺧﺮى.. آﻨﺖ أرﻳﺪ أن أرﺽﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﺣﺠﺮًا ..ﺣﺠﺮاً ،ﺝﺴﺮًا ..ﺝﺴﺮًا ..ﺣﻴًﺎ ..ﺣﻴ ﺎً ،آﻤ ﺎ ﻳﺮﺽ ﻲ ﻋﺎﺷ ﻖ ﺝﺴ ﺪ اﻣ ﺮأة ﻟ ﻢ ﺕﻌ ﺪ ﻟﻪ. آﻨﺖ أﻋﺒﺮهﺎ ذهﺎﺑًﺎ وإﻳﺎﺑًﺎ ﺑﻔﺮﺷﺎﺕﻲ ،وآﺄﻥﻨﻲ أﻋﺒﺮهﺎ ﺑﺸﻔﺎهﻲ .أﻗ ّﺒ ﻞ ﺕﺮاﺑﻬ ﺎ ..وأﺣﺠﺎره ﺎ وأﺷ ﺠﺎرهﺎ وودﻳﺎﻥﻬ ﺎ .أوزّع ﻼ ﻣﻠﻮﻥﺔ .أرﺷﻬﺎ ﺑﻬﺎ ﺷﻮﻗًﺎ ..وﺝﻨﻮﻥًﺎ ..وﺣﺒًﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﻌﺮق. ﻋﺸﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ ﻗُﺒ ً وآﻨﺖ أﺱﻌﺪ وذﻟﻚ اﻟﻘﻤﻴﺺ ﻳﻠﺘﺼﻖ ﺑﻲ ،ﺑﻌﺪ ﺱﺎﻋﺎت ﻣﻦ اﻻﻟﺘﺤﺎم ﺑﻬﺎ. اﻟﻌﺮق دﻣﻮع اﻟﺠﺴﺪ .وﻥﺤﻦ ﻓﻲ ﻣﻤﺎرﺱﺔ اﻟﺤﺐ آﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻤﺎرﺱﺔ اﻟﺮﺱﻢ ،ﻻ ﻥﺒﻜﻲ ﺝﺴﺪﻥﺎ ﻣﻦ أﺝﻞ أﻳ ﺔ اﻣ ﺮأة .وﻻ ﻣ ﻦ أﺝﻞ أﻳﺔ ﻟﻮﺣﺔ .اﻟﺠﺴﺪ ﻳﺨﺘﺎر ﻟﻤﻦ ﻳﻌﺮق. وآﻨﺖ ﺱﻌﻴﺪًا أن ﺕﻜﻮن ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ،هﻲ اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻜﻰ ﻟﻬﺎ ﺝﺴﺪي. ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺸﻬﺮ اﻷﺧﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻴﻒ ،آﻨ ﺖ ﻣ ﺎ أزال أﺕﻮﻗ ﻊ رﺱ ﺎﻟﺔ ﻣﻨ ﻚ ،ﺕﻌﻄﻴﻨ ﻲ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﻮة واﻟﺤﻤﺎﺱ ﺔ اﻟﻠﺘ ﻴﻦ اﻓﺘﻘﺪﺕﻬﻤﺎ ﺧﻼل اﻟﺸﻬﺮﻳﻦ اﻟﻤﺎﺽﻴﻴﻦ ﻟﻐﻴﺎﺑﻚ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺎﺝﺄﺕﻨﻲ رﺱﺎﻟﺔ ﻣﻦ زﻳﺎد. آﺎﻥﺖ رﺱﺎﺉﻠﻪ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﺮوت ﺕﺪهﺸﻨﻲ داﺉﻤًﺎ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ أن أﻓﺘﺤﻬﺎ. آﻨﺖ أﺕﺴﺎءل آﻞ ﻣﺮة ،آﻴﻒ وﺹﻠﺖ هﺬﻩ اﻟﺮﺱﺎﻟﺔ إﻟﻰ هﻨﺎ؟ ﻣ ﻦ أي ﻣﺨ ﻴﻢ أو ﻣ ﻦ أﻳ ﺔ ﺝﺒﻬ ﺔ ،ﺕﺤ ﺖ أي ﺱ ﻘﻒ ﻣ ﺪﻣﺮ ﻳﻜﻮن ﻗﺪ آﺘﺒﻬﺎ؟ أي ﺹﻨﺪوق أودﻋﻬﺎ ،وآﻢ ﻣﻦ ﺱﺎﻋﻲ ﺑﺮﻳﺪ ﺕﻨ ﺎوب ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺣﺘ ﻰ ﺕﺼ ﻞ هﻨ ﺎ ،داﺧ ﻞ ﺹ ﻨﺪوق ﺑﺮﻳ ﺪي.. ﺑﺎﻟﺤﻲ اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ ﺑﺒﺎرﻳﺲ؟
١٠٢
ت إﻟﻰ ﺑﺎرﻳﺲ؟ هﻞ ﻋﺪ ِﺖ: ﺖ وﻗﻠ ِ ﺽﺤﻜ ِ أي ﺑﺎرﻳﺲ ..أﻥﺎ ﻓﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ .ﺝﺌﺖ هﻨﺎ ﻣﻨ ﺬ أﺱ ﺒﻮع ﻷﺣﻀ ﺮ زواج إﺣ ﺪى اﻟﻘﺮﻳﺒ ﺎت ..وﻗﻠ ﺖ ﻻ ﺑ ﺪ أن أﻃﻠﺒ ﻚي ﻣﻜﺎن؟ ﻣﻦ هﻨﺎ .ﻃﻤّﻨﻲ ﻋﻨﻚ ﻣﺎذا ﺕﻔﻌﻞ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺼﻴﻒ ..أﻟﻢ ﺕﺴﺎﻓﺮ إﻟﻰ أ ّ ﺖ: ت ﻋﺬاﺑﻲ ﻓﻲ ﺑﻀﻊ آﻠﻤﺎت ﻗﻠ ُ اﺧﺘﺼﺮ ُ إﻥﻨﻲ ﻣﺘﻌﺐ ..ﺝ ّﺪ ﻣﺘﻌﺐ ..آﻴﻒ ﻟﻢ ﺕﺘﺼﻠﻲ ﺑﻲ ﺣﺘﻰ اﻵن؟ﺖ وآﺄﻥﻚ ﻃﺒﻴﺐ ﺱﻴﻜﺘﺐ وﺹﻔﺔ ﻟﻤﺮﻳﺾ ،أو ﺷﻴﺦ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ آﺘﺎﺑﺔ ﺣﺠﺎب أو ﺕﻌﺎوﻳﺬ ﺱﺤﺮﻳﺔ: ﻓﻘﻠ ِ ﺱﺄآﺘﺐ ﻟﻚ ..واﷲ ﺱ ﺄآﺘﺐ ﻟ ﻚ ﻗﺮﻳﺒ ًﺎ ..ﻳﺠ ﺐ أن ﺕﻌ ﺬرﻥﻲ .أﻥ ﺖ ﻻ ﺕ ﺪري آ ﻢ اﻟﺤﻴ ﺎة هﻨ ﺎ ﻣﺰﻋﺠ ﺔ وﺹ ﻌﺒﺔ .إناﻟﻮاﺣﺪ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وﻟﻮ ﻟﺤﻈﺔ .ﺣﺘﻰ اﻟﻜﻼم ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺎﺕﻒ ﻣﻐﺎﻣﺮة ﺑﻮﻟﻴﺴﻴﺔ.. وﻣﺎذا ﺕﻔﻌﻠﻴﻦ؟ ﻻ ﺷﻲء ..أﻥﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺑﻴ ﺖ إﻟ ﻰ ﺁﺧ ﺮ ،وﻣ ﻦ دﻋ ﻮة إﻟ ﻰ أﺧ ﺮى .ﺣﺘ ﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻟ ﻢ أﺕﺠ ﻮل ﻓﻴﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺪﻣﻲ ،ﻟﻘ ﺪﻋﺒﺮﺕﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرة ﻓﻘﻂ.. ﻚ ﺕﺬآﺮت ﻓﺠﺄة ﺷﻴﺌًﺎ هﺎﻣًﺎ: ﺖ وآﺄﻥ ِ ﺙﻢ أﺽﻔ ِ أﺕﺪري ..أﻥﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ .إن أﺝﻤﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ،ﺝﺴﻮرهﺎ ﻻ ﻏﻴﺮ .ﻟﻘﺪ ذآﺮﺕﻚ وأﻥﺎ أﻋﺒﺮهﺎ..ﻚ ﺑﺤﻤﺎﻗﺔ: ﺖ أود ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻟﻮ ﺱﺄﻟﺘﻚ »هﻞ ﺕﺤﺒﻴﻨﻨﻲ؟« وﻟﻜﻨﻨﻲ ﺱﺄﻟﺘ ِ آﻨ ُ هﻞ ﺕﺤﺒﻴﻨﻬﺎ؟.ﻻ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ: أﺝﺒﺘﻨﻲ ﺑﻌﺪ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺼﻤﺖ ،وآﺄﻥﻨﻲ ﻃﺮﺣﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﺱﺆا ً رﺑﻤﺎ ﺑﺪأت أﺣﺒﻬﺎ..ﺖ: ﻗﻠ ُ ﺷﻜﺮًا..ﺖ ..ﻗﻠ ِ ﺽﺤﻜ ِ ﺖ وأﻥﺖ ﺕﻨﻬﻴﻦ اﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ: أﻳﻬﺎ اﻷﺣﻤﻖ ..ﻟﻦ ﺕﺘﻐﻴﺮ!*** اﻟﻤﺮء ﻳﻔﺘﺢ ﺷﺒﺎآﻪ ﻟﻴﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺨﺎرج ..وﻳﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻟﻴﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﺒ ﺎﻃﻦ ..وﻣ ﺎ اﻟﻨﻈ ﺮ ﺱ ﻮى ﺕﺴ ﻠﻘﻚ اﻟﺠ ﺪار اﻟﻔﺎﺹ ﻞ ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻦ اﻟﺤﺮﻳﺔ... ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺼﺒﺎح ،أﺷﻌﻠﺖ ﺱﻴﺠﺎرة ﺹﺒﺎﺣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻋﺎدﺕﻲ .وﺝﻠﺴ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﺮﻓﺘﻲ أﻣ ﺎم ﻓﻨﺠ ﺎن ﻗﻬ ﻮة ،أﺕﺄﻣ ﻞ ﻥﻬ ﺮ اﻟﺴﻴﻦ ،وهﻮ ﻳﺘﺤﺮك ﺑﺒﻂء ﺕﺤﺖ ﺝﺴﺮ ﻣﻴﺮاﺑﻮ. آﺎﻥﺖ زرﻗﺘﻪ اﻟﺼﻴﻔﻴﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ،ﺕﺴﺘﻔﺰّﻥﻲ ذﻟﻚ اﻟﺼﺒﺎح دون ﻣﺒﺮر .ﺕﺬآﺮﻥﻲ ﻓﺠﺄة ﺑﺎﻟﻌﻴﻮن اﻟﺰرق اﻟﺘﻲ ﻻ أﺣﺒﻬﺎ. أﺕﺮى ﻷﻥﻪ ﻻ ﻥﻬﺮ ﻓﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ..أﻋﻠﻨﺖ اﻟﻌﺪاء ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻨﻬﺮ؟ ﻥﻬﻀﺖ دون أن أآﻤﻞ ﺱﻴﺠﺎرﺕﻲ .آﻨﺖ ﻓﺠﺄة ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ. ١٠١
ﻓﻠﻴﻜﻦ ..ﺱﺄﻋﺘﺮف ﻟﻚ اﻟﻴﻮم ،ﺑﻌﺪ آﻞ ﺕﻠﻚ اﻟﺴﻨﻮات ،أﻥﻨﻲ وﺹﻠﺖ ﻣﻌﻚ ﻳﻮﻣًﺎ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﺤﺪ اﻟﻤﺨﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﻼﻋﻘﻞ. أآﺎن ﻋﺸﻘًﺎ ﻓﻘ ﻂ ،أم ﻷه ﺪﻳﻚ ﻻ ﺷ ﻌﻮرﻳًﺎ اﻟﻠﻌﺒ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻢ ﺕﻜ ﻮﻥﻲ ﻗ ﺪ ﺣﺼ ﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺑﻌ ﺪ :ذﻟ ﻚ اﻟﺮﺝ ﻞ اﻟﻤﺠﻨ ﻮن اﻟ ﺬي ﺕﺤﻠﻤﻴﻦ ﺑﻪ. ﻼ. ﻼ ﻓﺼ ً ﺣﺪث آﺜﻴﺮًا وﻗﺘﻬﺎ ،أن اﺱﺘﻌﺪت ﻗﺼﺘﻲ ﻣﻌﻚ ﻓﺼ ً آﻨﺖ آﻞ ﻣﺮة أﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﺱﺘﻨﺘﺎﺝﺎت ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ .ﻣﺮة ﻳﺒﺪو ﻟﻲ ﺣﺒ ﻚ ﻗﺼ ﺔ أﺱ ﻄﻮرﻳﺔ أآﺒ ﺮ ﻣﻨ ﻚ وﻣﻨ ﻲ .ﺷ ﻴﺌًﺎ رﺑﻤ ﺎ آ ﺎن ﻣﻘﺪرًا ﻣﺴﺒﻘًﺎ ﻣﻨﺬ ﻗﺮون ،ﻣﻨﺬ ..آﺎﻥﺖ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺕﺪﻋﻰ )ﺱﻴﺮﺕﺎ(. ﻼ اﺱﺘﻮﻗﻔﺘﻚ ذاآﺮﺕﻪ وأﻏﺮاك ﺝﻨﻮﻥﻪ ﺑﻘﺼﺔ ﻣﺎ؟ وﻣﺮة أﺕﺴﺎءل ،ﻣﺎذا ﻟﻮ آﻨﺖ رﺝ ً ﻣﺎذا ﻟﻮ آﻨﺖ ﻣﺠﺮد ﺽﺤﻴﺔ ﻟﺠﺮﻳﻤﺔ أدﺑﻴﺔ ﻣﺎ ،ﺕﺤﻠﻤﻴﻦ ﺑﺎرﺕﻜﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ آﺘﺎب ﻗﺎدم؟ ﺙﻢ ﻓﺠﺄة ﺕﻄﻐﻰ ﻃﻔﻮﻟﺘﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻥﺐ »اﻹﺝﺮاﻣﻲ« ﻓﻴﻚ ،ﻓﺄذآﺮ أﻥﻨﻲ آﻨﺖ أﻳﻀًﺎ ﻥﺴﺨﺔ ﻋﻦ واﻟﺪك .وأﻥﻨﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﺒﻠ ﺔ ﺣﻤﻘﺎء ﻥﺴﻔﺖ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ ذاك اﻟﺠﺴﺮ اﻟﺴﺮي اﻟﺬي آﺎن ﻳﺠﻤﻌﻨﺎ. ﻼ أﻣ ﺎم ﻟﻮﺣﺘ ﻚ اﻟﺒﻴﻀ ﺎء ﺁﻥ ﺬاك ،آﻨ ﺖ أﻗ ﺮر اﻻﻋﺘ ﺬار ﻣﻨ ﻚ .وأﺱ ﺘﻴﻘﻆ ﻣ ﻦ ﻥ ﻮﻣﻲ وأﺕﺠ ﻪ إﻟ ﻰ ﻣﺮﺱ ﻤﻲ .أﺝﻠ ﺲ ﻃ ﻮﻳ ً وأﺕﺴﺎءل :ﻣﻦ أﻳﻦ أﺑﺪأك؟ ﻼ ﺹﻮرﺕﻚ ،ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ رواﻳﺘﻚ اﻟﺘﻲ أهﺪﻳﺘﻨﻴﻬﺎ دون إهﺪاء .أآﺘﺸﻒ أن وﺝﻬﻚ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮرة. أﺕﺄﻣﻞ ﻃﻮﻳ ً ﻓﻜﻴﻒ أﺽﻊ ﻋﻤﺮًا ﻟﻮﺝﻬﻚ اﻟﺠﺪﻳﺪ واﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﻌًﺎ .آﻴﻒ أﻥﻘﻞ ﻋﻨﻚ ﻥﺴﺨﺔ دون أن أﺧﻮﻥﻚ؟ أﺕﺬآﺮ وﺱﻂ ارﺕﺒﺎآﻲ ) ﻟﻴﻮﻥﺎردو داﻓﻨﺸﻲ( ،ذﻟ ﻚ اﻟﺮﺱ ﺎم اﻟﻌﺠﻴ ﺐ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻗ ﺎدرًا ﻋﻠ ﻰ أن ﻳﺮﺱ ﻢ ﺑﻴ ﺪﻩ اﻟﻴﻤﻨ ﻰ وﻳ ﺪﻩ اﻟﻴﺴﺮى ﺑﺎﻹﺕﻘﺎن ﻥﻔﺴﻪ .ﺑﺄي ﻳﺪ ﺕﺮاﻩ رﺱﻢ )اﻟﺠﻮآﻨﺪا( ﻟﻴﻤﻨﺤﻬﺎ اﻟﺨﻠﻮد واﻟﺸﻬﺮة؟ وﺑﺄي ﻳﺪ ﻳﺠﺐ أن أرﺱﻤﻚ أﻥﺎ؟ ﻣﺎذا ﻟﻮ آﻨﺖ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ ﻻ ُﺕﺮﺱﻢ إﻻ ﺑﺎﻟﻴﺪ اﻟﻴﺴﺮى ،ﺕﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺕﻌﺪ ﻳﺪي؟ ﺧﻄ ﺮ ﺑﺒ ﺎﻟﻲ ﻣ ﺮة أن أرﺱ ﻤﻚ ﺑ ﺎﻟﻤﻘﻠﻮب .وأﺝﻠ ﺲ ﻷﺕﻔ ﺮج ﻋﻠﻴ ﻚ ﻋﺴ ﺎﻥﻲ أآﺘﺸ ﻒ أﺧﻴ ﺮًا ﺱ ﺮك .ﻓﺮﺑﻤ ﺎ آﺎﻥ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻟﻔﻬﻤﻚ. ﻓ ّﻜﺮت ﺣﺘﻰ ﻓﻲ إﻣﻜﺎﻥﻴﺔ ﻋﺮض ﺕﻠﻚ ﻟﻠﻮﺣﺔ ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺮض .ﺱﻴﻜﻮن اﺱﻤﻬﺎ »أﻥﺖ«. ﺱﻴﺘﻮﻗﻒ أﻣﺎﻣﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮون .وﻗﺪ ﻳﻌﺠﺒﻮن ﺑﻬﺎ ،دون أن ﻳﺘﻌ ّﺮف أﺣﺪهﻢ ﺕﻤﺎﻣًﺎ ﻋﻠﻴﻚ. أﻟﻴﺲ هﺬا ﻣﺎ ﺕﺮﻳﺪﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ؟! *** ﻣ ّﺮ أآﺜﺮ ﻣﻦ أﺱﺒﻮع ،وأآﺜﺮ ﻣﻦ ﻥﺸﺮة ﺝﻮﻳﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺄﺕﻲ ﺹﻮﺕﻚ ذات ﺹﺒﺎح دون ﻣﻘﺪﻣﺎت: آﻴﻒ أﻥﺖ؟اﻥﺪهﺶ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻊ هﺪﻳﺔ ﺹﺒﺎﺣﻴﺔ آﺘﻠﻚ .وارﺕﺒﻚ اﻟﻜﻼم: وﻳﻨﻚ؟آﺎن ﺹﻮﺕﻚ ﻳﺒﺪو ﻗﺮﻳﺒًﺎ أو هﻜﺬا ﺧﻴّﻞ ﻟﻲ .وﻟﻜﻨﻚ أﺝﺒﺘﻨﻲ ﺑﻀﺤﻜﺔ أﻋﺮف ﻣﺮاوﻏﺘﻬﺎ: ﺣﺎول أن ﺕﺤﺰر!ﻚ آﻤﻦ ﻳﺤﻠﻢ: أﺝﺒ ُﺘ ِ ١٠٠
أﻥﺖ ﻟ ﻲ اﻟﻠﻴﻠ ﺔ آﻜ ﻞ ﻟﻴﻠ ﺔ .ﻓﻤ ﻦ ﺱ ﻴﺄﺧﺬ ﻃﻴﻔ ﻚ ﻣﻨ ﻲ؟ ﻣ ﻦ ﺱﻴﺼ ﺎدر ﺝﺴ ﺪك ﻣ ﻦ ﺱ ﺮﻳﺮي؟ ﻣ ﻦ ﺱﻴﺴ ﺮق ﻋﻄ ﺮك ﻣ ﻦ ﺣﻮاﺱﻲ؟ وﻣﻦ ﺱﻴﻤﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ اﺱﺘﻌﺎدﺕﻚ ﺑﻴﺪي اﻟﺜﺎﻥﻴﺔ؟ أﻥﺖ ﻟﺬّﺕﻲ اﻟﺴﺮﻳﺔ ،وﺝﻨﻮﻥﻲ اﻟﺴﺮي ،وﻣﺤﺎوﻟﺘﻲ اﻟﺴﺮﻳﺔ ﻟﻼﻥﻘﻼب ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﻄﻖ. ﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺕﺴﻘﻂ ﻗﻼﻋﻚ ﻓﻲ ﻳﺪي ،وﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﺣﺮاﺱﻚ ﻟ ﻲ ،وﺕ ﺄﺕﻴﻦ ﻓ ﻲ ﺙﻴ ﺎب ﻥﻮﻣ ﻚ ﻟﺘﺘﻤ ﺪدي إﻟ ﻰ ﺝ ﻮاري ،ﻓ ﺄﻣﺮر ﻳ ﺪي آّ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺮك اﻷﺱﻮد اﻟﻄﻮﻳﻞ اﻟﻤﺒﻌﺜﺮ ﻋﻠﻰ وﺱﺎدﺕﻲ ،ﻓﺘﺮﺕﻌﺸﻴﻦ آﻄﺎﺉﺮ ﺑﻠّﻠﻪ اﻟﻘﻄﺮ .ﺙﻢ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﺝﺴﺪك اﻟﻨﺎﺉﻢ ﻟﻲ. آﻴﻒ ﺣﺪث هﺬا ..وﻣﺎ اﻟﺬي أوﺹﻠﻨﻲ إﻟﻰ هﺬا اﻟﺠﻨﻮن؟ ﺐ وﻣﻮﺱ ﻴﻘﻰ ،ﻓﻴﺘ ﺪﺣﺮج ﻗﻄ ﺮات ﻟ ﺬة ﺕﺮى ﺹﻮﺕﻚ اﻟﺬي ﺕﻌﻮدت ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺪ اﻹدﻣﺎن ،ﺹﻮﺕﻚ اﻟﺬي آﺎن ﻳ ﺄﺕﻲ ﺷ ﻼل ﺣ ّ ﻋﻠﻲّ؟ ﺣﺒﻚ هﺎﺕﻒ ﻳﺴﺄل »واﺷﻚ؟« ﻼ ﺑﻠﺤﺎف ﻣﻦ اﻟﻘﺒﻞ .ﻳﺘﺮك ﺝﻮاري ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻗﻨﺪﻳﻞ ﺷﻮق ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﻨﻄﻔﺊ اﻷﺽﻮاء. ﻳﺪﺙﺮﻥﻲ ﻟﻴ ً ﻲ ﺺ ﻋﻠ ّ ﻲ ﻣﻦ وﺣﺪﺕﻲ وﻣﻦ ﺷﻴﺨﻮﺧﺘﻲ .ﻓﻴﻌﻴﺪﻥﻲ إﻟﻰ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ دون اﺱﺘﺸﺎرﺕﻲ .ﻳﻘ ّ ﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺘﻤﺔ ،ﻳﺨﺎف ﻋﻠ ّ ﻳﺨﺎف ﻋﻠ ّ ﻗﺼﺼًﺎ ﻳﺼﺪّﻗﻬﺎ اﻷﻃﻔﺎل .ﻳﻐﻨّﻲ ﻟﻲ أﻏﻨﻴﺎت ﻳﻨﺎم ﻟﺴﻤﺎﻋﻬﺎ اﻷﻃﻔﺎل. ﺕُﺮى أآﺎن ﻳﻜﺬب؟ هﻞ ﺕﻜﺬب اﻷﻣﻬﺎت أﻳﻀﺎً؟ هﺬا ﻣﺎ ﻻ ﻳﺼﺪﻗﻪ اﻷﻃﻔﺎل! ﻣﺎ اﻟﺬي أوﺹﻠﻨﻲ إﻟﻰ ﺝﻨﻮﻥﻲ؟ ﻞ هﺬا؟. ﺕﺮى ﻗﺒﻠﺘﻚ اﻟﻤﺴﺮوﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ .وهﻞ ﺕﻔﻌﻞ اﻟﻘﺒﻞ آ ّ أذآﺮ أﻥﻨﻲ ﻗﺮأت ﻋﻦ ﻗُﺒﻞ ﻏ ّﻴﺮت ﻋﻤﺮًا وﻟﻢ أﺹﺪّق.. ﻼ ﻟﻠﺠﺒﺮوت واﻟﺘﻔ ﻮق أن ﻳﻘ ﻊ ﺹ ﺮﻳﻊ ﻗﺒﻠ ﺔ واﺣ ﺪة ،ﺱ ﺮﻗﻬﺎ آﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻨﻴﺘﺸﻪ ﻓﻴﻠﺴﻮف اﻟﻘﻮة واﻟﺮﺝﻞ اﻟﺬي ﻥﻈﺮ ﻃﻮﻳ ً ﻣﺼﺎدﻓﺔ ﻓﻲ زﻳﺎرة ﺱﻴﺎﺣﻴﺔ إﻟﻰ ﻣﻌﺒﺪ ،ﺹﺤﺒﺔ » « Louاﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ أﺣﺒﻬﺎ أآﺜﺮ ﻣﻦ آﺎﺕﺐ وﺷﺎﻋﺮ ﻓﻲ ﻋﺼﺮهﺎ. ﻼ وﺑﻜﺎهﺎ أﻣﺎم هﺬا اﻟﺠﺴﺮ ﻥﻔﺴﻪ ،واﺝ ﺪًا ﻓ ﻲ اﺱ ﻤﻬﺎ اﻟﻤﻄ ﺎﺑﻖ ﺑﺎﻟﻔﺮﻥﺴ ﻴﺔ آﺎن أﺣﺪهﻢ »أﺑﻮﻟﻴﻨﻴﺮ« اﻟﺬي ﺕﻐﺰّل ﻓﻴﻬﺎ ﻃﻮﻳ ً ﻼ ﻗﺎﻃﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺪرﻩ ﻣﻌﻬﺎ؟ ﺕﻤﺎﻣًﺎ ﻻﺱﻢ اﻟﺬﺉﺐ » « Loupدﻟﻴ ً ﻼ ﻣﺤﻄﻤ ﺎ ،ﺽ ﻌﻴﻔﺎً، أﻣﺎ )ﻥﻴﺘﺸﻪ( اﻟﻘﺎﺉﻞ »ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﺰور اﻣﺮأة ﻻ ﺕﻨﺲ أن ﺕﺼﺤﺐ ﻣﻌ ﻚ اﻟﻌﺼ ﺎ« ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن أﻣﺎﻣﻬ ﺎ رﺝ ً وﺑ ﺪون إرادة .ﺣﺘ ﻰ إن أﻣ ﻪ ﻗﺎﻟ ﺖ ﻳﻮﻣ ًﺎ» :ﻟ ﻢ ﺕﺘ ﺮك ه ﺬﻩ اﻟﻤ ﺮأة أﻣ ﺎم اﺑﻨ ﻲ ﺱ ﻮى اﺧﺘﻴ ﺎر ﻣ ﻦ ﺑ ﻴﻦ ﺙﻼﺙ ﺔ :إﻣ ﺎ أن ﻳﺘﺰوﺝﻬﺎ ..أو ﻳﻨﺘﺤﺮ ..أو ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺠﻨﻮﻥًﺎ!«. آﺎن هﺬا ﺣﺎل »ﻥﻴﺘﺸﻪ« ﻳﻮم أﺣﺐ .ﻓﻬﻞ أﺧﺠﻞ ﻣﻦ ﺽﻌﻔﻲ ﻣﻌﻚ ،وأﻥﺎ ﻟﺴﺖ ﻓﻴﻠﺴﻮﻓًﺎ ﻟﻠﻘﻮة ،وﻟﺴ ﺖ ﺷﻤﺸ ﻮن اﻟ ﺬي ﻓﻘ ﺪ ﺷﻌﺮﻩ وﻗﻮﺕﻪ اﻷﺱﻄﻮرﻳﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﺒﻠﺔ؟ هﻞ أﺧﺠﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﺘﻚ ،وهﻞ أﻥﺪم ﻋﻠﻴﻬﺎ ،أﻥﺎ اﻟﺬي ﺑﺪأ ﻋﻤﺮي ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻚ؟ ﻻ أدري آﻴﻒ ﺷﻔﻲ »ﻥﻴﺘﺸﻪ« ﻣﻦ اﻣﺮأة ﻟﻢ ﻳﺘﺰوﺝﻬﺎ .هﻞ اﻥﺘﺤﺮ أم أﺹﺒﺢ ﻣﺠﻨﻮﻥﺎً؟ أدري ﻓﻘﻂ ،أﻥﻨﻲ ﻗﻀﻴﺖ ﺷﻬﺮﻳﻦ وﺱﻂ ﺕﻘﻠّﺒﺎت ﻥﻔﺴﻴﺔ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ،آﺪت أﻻﻣ ﺲ ﻓﻴﻬ ﺎ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻳﺸ ﺒﻪ اﻟﺠﻨ ﻮن ،ذﻟ ﻚ اﻟﺠﻨ ﻮن اﻟﺬي آﺎن ﻳﻐﺮﻳﻚ ،وآﻨﺖ ﺕﺘﻐﺰّﻟﻴﻦ ﻟﻲ ﺑﻪ آﺜﻴﺮاً ،وﺕﻌﺘﺒﺮﻳﻨﻪ اﻟﺼﻚ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻠﻔﻨﺎن ﺑﺎﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ. ٩٩
ﻓﺎﻵﺧﺮون ﻟﻦ ﻳﺮوا ﻏﻴﺮ اﻥﺘﺼﺎراﺕﻲ ،ﻣﻌﻠّﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪران ﻓﻲ إﻃﺎر ﺝﻤﻴﻞ .وأﻣﺎ ﺱﻼل اﻟﻤﻬﻤﻼت ،ﻓﺴﺘﺒﻘﻰ داﺉﻤًﺎ ﻓﻲ رآﻦ ﻣﻦ ﻣﺮﺱﻤﻲ وﻗﻠﺒﻲ ،ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻷﺽﻮاء. ﻓﺎﻟﺬي ﻳﺠﻠﺲ أﻣﺎم ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺑﻴﻀﺎء ﻟﻠﺨﻠﻖ ،ﻻ ﺑ ّﺪ أن ﻳﻜﻮن إﻟﻬًﺎ أو ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻐّﻴﺮ ﻣﻬﻨﺘﻪ. أأآﻮن إﻟﻬﺎً؟ أﻥﺎ اﻟﺬي ﺣﻮﻟﻨﻲ ﺣﺒﻚ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ إﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ،ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺎﺉﻤًﺎ ﻏﻴﺮ اﻷﻋﻤﺪة اﻟﺸﺎهﻘﺔ اﻟﻤﺘﺂآﻠﺔ اﻷﻃﺮاف؟ هﻞ ﻳﻔﻴﺪ ﺷﻤﻮﺧﻲ ،وﻣﻠﺢ ﺣﺒﻚ ﻳﻔﺘﺖ أﺝﺰاﺉ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟ ﺪاﺧﻞ آ ﻞ ﻳ ﻮم؟ ﺷ ﻬﺮان ..وﻻ ﺷ ﻲ ﺱ ﻮى رﻗ ﻢ ه ﺎﺕﻔﻲ ﻣﺴ ﺘﺤﻴﻞ.. ﻒ ﻟﻬﺎ اﻟﻔﺮﺷﺎة. وآﻠﻤﺎت ﺕﺮآﺘﻬﺎ ﻟﻲ ﺕﺠ ّ وإذا ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ ﻳﺼﺒﺢ ﻟﻮﻥﻲ اﻟﻤﻔﻀﻞ. آﻨﺖ أدرى ﺝﺪﻟﻴﺔ اﻟﺮﺱﻢ واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ آﻤﺎ أردﺕﻬﺎ أﻥﺖ. ﺖ ﻋﻨﻬﺎ ،وآﺄﻥﻚ ﺕﻘﺘﻠﻴﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎت .وآﻨﺖ آﻠﻤﺎ رﺱﻤﺖ اﻣﺘﻸت ﺑﻬ ﺎ أآﺜ ﺮ ،وآ ﺄﻥﻨﻲ آﻨﺖ ﺕﻔﺮﻏﻴﻦ ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء آﻠﻤﺎ آﺘﺒ ِ أﺑﻌﺚ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ ﺕﻔﺎﺹﻴﻠﻬﺎ اﻟﻤﻨﺴﻴﺔ .وإذا ﺑﻲ أزداد ﺕﻌﻠﻘًﺎ ﺑﻬﺎ ،وأﻥﺎ أﻋﻠﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺝﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺝﺪران اﻟﺬاآﺮة. أن أرﺱﻤﻚ ،أﻟﻴﺲ ﻳﻌﻨﻲ أن أﺱﻜﻨﻚ ﻏﺮف ﺑﻴﺘﻲ أﻳﻀﺎً ،ﺑﻌﺪﻣﺎ أﺱﻜﻨﺘﻚ ﻗﻠﺒﻲ؟ ﻼ ﺑﻌﺪ ﺁﺧﺮ ﻋﺒﺜﻴﺔ ﻗﺮاري. ﺣﻤﺎﻗﺔ ﻗﺮّرت ﻓﻲ اﻟﺒﺪء أﻻ أرﺕﻜﺒﻬﺎ .وﻟﻜﻨﻨﻲ اآﺘﺸﻔﺖ ﻟﻴ ً ﻟﻤﺎذا آﺎن اﻟﻠﻴﻞ هﺰﻳﻤﺘﻲ؟ ﻼ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﺰﻣ ﺎن أﻷﻥﻨ ﻲ آﻠﻤ ﺎ ﺧﻠ ﻮت ﺑﻨﻔﺴ ﻲ ﺧﻠ ﻮت ﺑ ﻚ ،أم ﻷن ﻟﻠﻔ ﻦ ﻃﻘ ﻮس اﻟﺸ ﻬﻮة اﻟﺴ ﺮﻳﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺕﻮﻟ ﺪ ﻏﺎﻟﺒ ًﺎ ﻟ ﻴ ً اﻟﺨﺎرج ﻋﻦ اﻟﺰﻣﻦ.. واﻟﺨﺎرج ﻋﻦ اﻟﻘﺎﻥﻮن؟ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﺠﻨﻮن ..ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﺪ اﻟﺬي ﺕﻠﻐﻴﻪ اﻟﻌﺘﻤﺔ واﻟﻔﺎﺹﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ واﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ.. آﻨﺖ أﻗﺘﺮﻓﻚ.. آﻨﺖ أرﺱﻢ ﺑﺸﻔﺘﻲ ﺣﺪود ﺝﺴﺪك. أرﺱﻢ ﺑﺮﺝﻮﻟﺘﻲ ﺣﺪود أﻥﻮﺙﺘﻚ. أرﺱﻢ ﺑﺄﺹﺎﺑﻌﻲ آﻞ ﻣﺎ ﻻ ﺕﺼﻠﻪ اﻟﻔﺮﺷﺎة.. ﺑﻴﺪ واﺣﺪة آﻨﺖ أﺣﺘﻀﻨﻚ ..وأزرﻋﻚ وأﻗﻄﻔﻚ ..وأﻋﺮّﻳﻚ وأﻟﺒﺴﻚ وأﻏ ّﻴﺮ ﺕﻀﺎرﻳﺲ ﺝﺴﺪك ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻳﻴﺴﻲ. ﻳﺎ اﻣﺮأة ﻋﻠﻰ ﺷﺎآﻠﺔ وﻃﻦ.. اﻣﻨﺤﻴﻨﻲ ﻓﺮﺹﺔ ﺑﻄﻮﻟﺔ أﺧﺮى .دﻋﻴﻨﻲ ﺑﻴ ِﺪ واﺣﺪة أﻏ ّﻴﺮ ﻣﻘﺎﻳﻴﺴﻚ ﻟﻠﺮﺝﻮﻟﺔ وﻣﻘﺎﻳﻴﺴﻚ ﻟﻠﺤﺐ ..وﻣﻘﺎﻳﻴﺴﻚ ﻟﻠﺬّة! آ ﻢ ﻣ ﻦ اﻷﻳﺪي اﺣﺘﻀﻨﺘﻚ دون دفء! آﻢ ﻣﻦ اﻷﻳﺪي ﺕﺘﺎﻟﺖ ﻋﻠﻴﻚ ..وﺕﺮآﺖ أﻇﺎﻓﺮهﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﻘﻚ ،وإﻣﻀﺎءهﺎ أﺱﻔﻞ ﺝﺮﺣﻚ . وأﺣﺒﺘﻚ ﺧﻄﺄ ..وﺁﻟﻤﺘﻚ ﺧﻄﺄ. ﺴ ﱠﺮاق واﻟﻘﺮاﺹﻨﺔ ..وﻗﺎﻃﻌﻮا اﻟﻄﺮق .وﻟﻢ ﺕﻘﻄﻊ أﻳﺪﻳﻬﻢ. أﺣﺒﻚ اﻟ ُ ووﺣﺪهﻢ اﻟﺬﻳﻦ أﺣﺒﻮك دون ﻣﻘﺎﺑﻞ ،أﺹﺒﺤﻮا ذوي ﻋﺎهﺎت. ﻟﻬﻢ آﻞ ﺷﻲء ،وﻻ ﺷﻲء ﻏﻴﺮك ﻟﻲ.
٩٨
ﺱ ﻨﺔ ،١٩٦٩وﻓ ﻲ ﻋ ّﺰ اﻟﻔ ﺮاغ واﻟﺒ ﺆس اﻟﺜﻘ ﺎﻓﻲ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﻌﻴﺸ ﻪ اﻟ ﻮﻃﻦ ،اﺧﺘ ﺮع أﺣ ﺪهﻢ ﻓ ﻲ ﺑﻀ ﻌﺔ أﻳ ﺎم ،أآﺒ ﺮ ﻣﻬﺮﺝ ﺎن ﻋﺮﻓﺘ ﻪ اﻟﺠﺰاﺉ ﺮ وإﻓﺮﻳﻘﻴ ﺎ ،آ ﺎن اﺱ ﻤﻪ »اﻟﻤﻬﺮﺝ ﺎن اﻹﻓﺮﻳﻘ ﻲ اﻷول« ،دﻋﻴ ﺖ إﻟﻴ ﻪ ﻗ ﺎرة وﻗﺒﺎﺉ ﻞ إﻓﺮﻳﻘﻴ ﺔ ﺑﺄآﻤﻠﻬﺎ ﻟﺘﻐﻨﻲ وﺕﺮﻗﺺ _ﻋﺎرﻳﺔ أﺣﻴﺎﻥًﺎ_ ﻓﻲ ﺷﻮارع اﻟﺠﺰاﺉﺮ ﻟﻤﺪة أﺱﺒﻮع آﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﺮف اﻟﺜﻮرة! ﻞ اﻷول واﻷﺧﻴ ﺮ .وآﺎﻥ ﺖ أه ﻢ إﻥﺠﺎزاﺕ ﻪ اﻟﺘﻌﺘ ﻴﻢ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺤﺎآﻤ ﺔ آﻢ ﻣﻦ ﻣﻼﻳﻴﻦ أﻥﻔﻘﺖ وﻗﺘﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ ﻣﻬﺮﺝﺎن ﻟﻠﻔ ﺮح ﻇ ّ ﻗﺎﺉﺪ ﺕﺎرﻳﺨﻲ آﺎن أﺙﻨﺎء ذﻟﻚ ،ﻳﺴﺘﺠﻮب وﻳﻌﺬّب رﺝﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺠﻠﺴﺎت اﻟﻤﻐﻠﻘﺔ ..ﺑﺎﺱﻢ اﻟﺜﻮرة ﻥﻔﺴﻬﺎ. ي ﻋ ﺪاء ﺧ ﺎص ﻟ ﺬﻟﻚ اﻟﺤ ﺎآﻢ اﻟ ﺬي ودون أن ﺕﻜﻮن ﻟﻲ ﺹﺪاﻗﺔ ﻣﺎ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻘﺎﺉﺪ ،اﻟﺬي آ ﺎن اﺱ ﻤﻪ اﻟﻄ ﺎهﺮ أﻳﻀ ﺎً ،وﻻ أ ّ آﺎن ﻳﻮﻣًﺎ ﻣﺠﺎهﺪًا وﻗﺎﺉﺪًا أﻳﻀﺎً ،ﺑﺪأت أﻋﻲ ﻟﻌﺒﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ ،وﺷ ﺮاهﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ .وأﺹ ﺒﺤﺖ أﺣ ﺬر اﻷﻥﻈﻤ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺕﻜﺜ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻬﺮﺝﺎﻥﺎت واﻟﻤﺆﺕﻤﺮات ..إﻥﻬﺎ داﺉﻤًﺎ ﺕﺨﻔﻲ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ!. ﻓﻬﻞ هﻲ ﻣﺼﺎدﻓﺔ أن ﺕﺒﺪأ ﻣﺸﻜﻼﺕﻲ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ ،وﻳﻮﻟﺪ أول ﻣﺬاق ﻟﻠﻤﺮارة ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻲ ﻳﻮﻣﻬﺎ؟ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻟﺘﻘﻴﺖ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺼﺪﻳﻖ ﺑﻌﺪ أﺷﻬﺮ ،اﻋﺘﺬر ﻟﻲ ﺑﺄﺱﻒ ﺹﺎدق ،ووﻋﺪﻥﻲ أﻻ ﻳﻔﻮّت ﻣﻌﺮﺽﻲ اﻟﻘﺎدم. ﺖ ﻋﻠﻰ آﺘﻔﻪ ﺽﺎﺣﻜًﺎ وﻗﻠﺖ: ر ّﺑ ﱡ ﻻ ﻳﻬﻢ ..ﺑﻌﺪ أﻳﺎم ﻟﻦ ﻳﺬآﺮ أﺣﺪ اﺱﻢ ذﻟﻚ اﻟﻤﻬﺮﺝﺎن .وﻟﻜﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺱﻴﺬآﺮ اﺱﻤﻲ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ وﻟﻮ ﺑﻌﺪ ﻗﺮن!ح ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ اﻟﺠﺪ: ﻗﺎل ﻟﻲ ﺑﻤﺰا ٍ أﺕﺪري أﻥﻚ ﻣﻐﺮور؟أﺝﺒﺘﻪ: أﻥﺎ ﻣﻐﺮور ﻟﻜﻲ ﻻ أآﻮن »ﻣﺤﻘﻮرًا« ﻓﻨﺤﻦ ﻻ ﻥﻤﻠﻚ اﻟﺨﻴﺎر ﻳﺎ ﺹﺎﺣﺒﻲ .إﻥﻨﺎ ﻥﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ أﻣ ﺔ ﻻ ﺕﺤﺘ ﺮم ﻣﺒ ﺪﻋﻴﻬﺎوإذا ﻓﻘﺪﻥﺎ ﻏﺮورﻥﺎ وآﺒﺮﻳﺎﺉﻨﺎ ،ﺱﺘﺪوﺱﻨﺎ أﻗﺪام اﻷﻣﻴﻴﻦ واﻟﺠﻬﻠﺔ! ﺕﺴﺎءﻟﺖ ﺑﻌﺪهﺎ أأآﻮن ﻣﻐﺮورًا ﺣﻘﺎً؟ اآﺘﺸﻔﺖ ﺑﻌﺪ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ،أﻥﻨ ﻲ ﻻ أآ ﻮن ﻣﻐ ﺮورًا إﻻ ﻟﺤﻈ ﺔ أﻗ ﻒ أﻣ ﺎم ﻟﻮﺣ ﺔ ﺑﻴﻀ ﺎء وأﻥ ﺎ ﻣﻤﺴ ﻚ ﺑﻔﺮﺷ ﺎة .آ ﻢ ﻳﻠﺰﻣﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻐ ﺮور ﻟﺤﻈﺘﻬ ﺎ ﻷه ﺰم ﺑﻴﺎﺽ ﻬﺎ وأﻓ ّ ﺾ ﺑﻜﺎرﺕﻬ ﺎ ،وأﺕﺤﺎﻳ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ارﺕﺒ ﺎآﻲ ﺑﻔ ﺎﺉﺾ رﺝ ﻮﻟﺘﻲ ،وﻋﻨﻔ ﻮان ﻓﺮﺷﺎﺕﻲ؟ وﻟﻜﻦ.. ﻣﺎ أآﺎد أﻥﺘﻬ ﻲ ﻣﻨﻬ ﺎ ،وأﻣﺴ ﺢ ﻳ ﺪي ﻣ ﻦ آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻋﻠ ﻖ ﺑﻬ ﺎ ﻣ ﻦ أﻟ ﻮان ﺣﺘ ﻰ أرﺕﻤ ﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻷرﻳﻜ ﺔ اﻟﻤﺠ ﺎورة ،وأﺕﺄﻣﻠﻬ ﺎ ﻣﺪهﻮﺷﺎً ،وأﻥﺎ أآﺘﺸﻒ أﻥﻨﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي آﺎن ﻳﻌﺮق وﻳﻨﺰف أﻣﺎﻣﻬﺎ.. وأﻥﻬﺎ أﻥﺜﻰ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺕﺘﻠﻘﻰ ﺙﻮرﺕﻲ ﺑﺒﺮود وراﺙﻲ ﻣﺨﻴﻒ! ﻦ وأﻟﻘﻴ ﺖ ﺑﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﺱ ﻠﺔ اﻟﻤﻬﻤ ﻼت ،ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ..وﻟﺬا ،ﺣﺪث ﻓ ﻲ ﻟﺤﻈ ﺎت اﻥﻬﻴ ﺎراﺕﻲ وﺧﻴﺒ ﺎﺕﻲ اﻟﻜﺒ ﺮى أن ﻣﺰّﻗ ﺖ إﺣ ﺪاه ّ أﺹﺒﺢ وﺝﻮدهﺎ ﻳﻀﺎﻳﻘﻨﻲ. هﻨﺎﻟﻚ ﻟﻮﺣﺎت هﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﺬاﺝﺔ واﻟﺒﺮودة ﺑﺤﻴﺚ ﺕﺨﻠﻖ ﻋﻨﺪك ﻋﻘﺪة رﺝﻮﻟﺔ ..وﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻋﻘﺪة إﺑﺪاع! ورﻏﻢ ذﻟﻚ ،ﻟﻦ ﻳﻌﺮف أﺣﺪ هﺬا .ورﺑﻤﺎ ﻟﻦ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺽﻌﻔﻲ وهﺰاﺉﻤﻲ اﻟﺴﺮﻳﺔ أﺣ ٌﺪ.
٩٧
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ آﺎن ﻟﺮﺣﻴﻠﻚ ﻣﺬاق اﻟﻔﺠﻴﻌﺔ اﻷوﻟﻰ .واﻟﻮﺣﺪة اﻟﺘ ﻲ أﺣ ﺎﻟﺘﻨﻲ ﻓ ﻲ أﻳ ﺎم إﻟ ﻰ ﻣﺮﺕﺒ ﺔ ﻟﻮﺣ ﺔ ﻳﺘﻴﻤ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺝ ﺪار ،ﺕﺤﻀ ﺮﻥﻲ ﺝﻤﻠﺔ ﺕﺒﺪأ ﺑﻬﺎ رواﻳﺔ أﺣﺒﺒﺘﻬﺎ ﻳﻮﻣًﺎ.. »ﻣﺎ أﻋﻈﻢ اﷲ! ﻓﻬﻮ ﻋﻈﻴﻢ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ أﻥﺎ وﺣﻴﺪ .إﻥﻲ ﻷرى اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﻴﺒﺪو ﻟﻲ آﻠﻮﺣﺔ«.. وآﻨﺖ أﻥﺎ ﻓﻲ ﻋﺰﻟﺘﻲ ووﺣﺪﺕﻲ ،ذﻟﻚ اﻟﻤﺆﻟﻒ وﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻣﻌًﺎ .ﻓﻤﺎ أآﺒ ﺮ وأﺑ ﺮد ذﻟ ﻚ اﻟﻜ ﻮن اﻟ ﺬي آﻨ ﺖ ﻣﻌﻠّﻘ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺝﺪارﻩ ،ﻓﻲ اﻥﺘﻈﺎرك! آﻨﺖ أدﺧﻞ ﺑﻌﺪك ﻣﻨﺤﺪرات اﻟﺨﻴﺒﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻥﻔﺴ ﻪ .وأﻋ ﻴﺶ ذﻟ ﻚ اﻟﻘﻠ ﻖ اﻟﻐ ﺎﻣﺾ ،اﻟ ﺬي ﻳﺴ ﺒﻖ وﻳﻠﻲ داﺉﻤًﺎ آﻞ ﻣﻌﺮض ﻟﻲ .وآﻨﺖ أﻗﻮم ﺕﻠﻘﺎﺉﻴًﺎ ﺑﺠﺮدة ﻷﻓﺮاﺣﻲ وﺧﻴﺒﺎﺕﻲ. اﻥﺘﻬﻰ ﻣﻌﺮﺽﻲ إذًا .ﻟﻢ ﺕﻬﺘﻢ ﺑﻪ ﻏﻴﺮ ﺹﺤﺎﻓﺔ ﻓﺮﻥﺴﻴﺔ ﻣﺨﺘﺼّﺔ آﺎﻟﻌﺎدة .وﺑﻌﺾ اﻟﻤﺠﻼت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﻬﺎﺝﺮة. وﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ أن أﻗﻮل إﻥﻪ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺕﻐﻄﻴﺔ إﻋﻼﻣﻴﺔ آﺎﻓﻴﺔ ،وأن اﻟﺬﻳﻦ آﺘﺒﻮا ﻋﻨﻪ أﺝﻤﻌﻮا ﻋﻠﻰ أﻥﻪ ﺣﺪث ﻓﻨﻲ ﻋﺮﺑ ﻲ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ. وﺣ ﺪهﺎ اﻟﺼ ﺤﺎﻓﺔ اﻟﺠﺰاﺉﺮﻳ ﺔ ﺕﺠﺎهﻠﺘ ﻪ ،ﻋ ﻦ إهﻤ ﺎل ﻻ ﻏﻴ ﺮ ،آﺎﻟﻌ ﺎدة .ﺝﺮﻳ ﺪة وﻣﺠﻠ ﺔ أﺱ ﺒﻮﻋﻴﺔ واﺣ ﺪة ،آﺘﺒﺘ ﺎ ﻋﻨ ﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻘﺘﻀﺒﺔ .وآﺄﻥﻬﻤﺎ ﺕﻌﺎﻥﻴﺎن ﻓﻌ ً ﻼ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ اﻟﺼﻔﺤﺎت ،وﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ اﻟﻤﻮاد اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮ ذﻟ ﻚ اﻟﺼ ﺪﻳﻖ اﻟﺼ ﺤﺎﻓﻲ ،اﻟ ﺬي وﻋ ﺪﻥﻲ ﺑﺎﻟﺤﻀ ﻮر إﻟ ﻰ ﺑ ﺎرﻳﺲ ﻟﻘﻀ ﺎﻳﺎ ﺷﺨﺼ ﻴﺔ ،وﻹﺝ ﺮاء ﻣﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﻣﻄﻮّﻟﺔ ﻣﻌﻲ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺱﺒﺔ ﻥﻔﺴﻬﺎ .ورﻏﻢ أﻥﻨﻲ رﺝﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﻟﻊ ﺑﺎﻷﺽﻮاء ،واﻟﺠﻠﻮس ﻟﻌﺪة ﺱﺎﻋﺎت إﻟﻰ ﺹﺤﺎﻓﻲ ﻟﻠﺤ ﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻥﻔﺴﻲ ،ﻓﺈﻥﻨﻲ آﻨﺖ أﺕﻤﻨﻰ أن ﺕﺘﻢ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ،ﻷﺕﻤﻜﻦ أﺧﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻄ ّﻮ ً ﻻ إﻟﻰ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻮﺣﻴ ﺪ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﻌﻨﻴﻨﻲ ﺣﻘًﺎ ..اﻟﻘﺎرئ اﻟﺠﺰاﺉﺮي. ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﻃﻠﺒﻨﻲ ﻟﻴﺨﺒﺮﻥﻲ أﻥﻪ اﺽﻄﺮ ﻟﻠﺒﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺉﺮ ،ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻣﻬﺮﺝﺎن ﻣﺎ ﻣﻦ أﺣﺪ اﻟﻤﻬﺮﺝﺎﻥ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ازده ﺮت هﺬﻩ اﻷﻳﺎم ،ﻷﺱﺒﺎب ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ اﷲ ..وﺁﺧﺮون. وﻟﻢ أﻋﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ ..ﻟﻴﺲ هﻨﺎك ﻣﻦ ﻣﻘﺎرﻥﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﻬﺮﺝﺎن أو ﻣﻠﺘﻘﻰ رﺱ ﻤﻲ ،ﻳ ﺘﻢ إﻋ ﺪادﻩ واﻹﻥﻔ ﺎق ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠ ﺔ اﻟﺼ ﻌﺒﺔ وﺑﻴﻦ أي ﻣﻌﺮض ﻣﻬﻤﺎ آﺎن اﺱﻢ ﺹﺎﺣﺒﻪ ،واﻟﺴﻨﻮات اﻟﺘﻲ أﺧﺬﺕﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺎت. ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺘﻰ أن أﻋﺘﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﺠﺰاﺉﺮﻳﺔ. ﻣﺎذا ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﺪم ﻣﻌﺮض ﻟﻠﻮﺣﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺘﻌﺔ أو ﺕﺮﻓﻴﻪ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻦ اﻟﺠﺰاﺉﺮي اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺶ ﻋﻠ ﻰ وﺷ ﻚ اﻻﻥﻔﺠ ﺎر، ﺑﻞ اﻻﻥﺘﺤﺎر ،وﻻ وﻗﺖ ﻟﻪ ﻟﻠﺘﺄﻣﻞ أو اﻟﺘﺬوق ،واﻟﺬي ﻳﻔﻀّﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟ ﻚ ﻣﻬﺮﺝﺎﻥ ًﺎ ﻷﻏﻨﻴ ﺔ )اﻟ ﺮاي( .ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳ ﺮﻗﺺ.. وﻳﺼﺮخ ..وﻳﻐﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﻔﺠﺮ ،ﻣﻨﻔﻘًﺎ ﻋﻠﻰ ﺕﻠ ﻚ اﻷﻏ ﺎﻥﻲ اﻟﺸ ﻌﺒﻴﺔ اﻟﻤﺸ ﺒﻮهﺔ ،ﻣ ﺎ ﺕﺠ ّﻤ ﻊ ﻓ ﻲ ﺝﻴﺒ ﻪ ﻣ ﻦ دﻳﻨ ﺎرات، وﻣﺎ ﺕﺮاآﻢ ﻓﻲ ﺝﺴﺪﻩ ﻣﻦ »ﻟﻴﺒﻴﺪو«؟ ﺕﻠﻚ »اﻟﺜﺮوة« اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﺣﻘﺎً ،واﻟﺘﻲ آﻌﻤﻠﺘﻨﺎ ﻳﺪري أﻳﻦ ﻳﻨﻔﻘﻬﺎ ﺧﺎرج اﻷﺱﻮاق اﻟﺴﻮداء ..ﻟﻠﺒﺆس. ﺑﻌﻀﻬﻢ أدرك هﺬا ﻗﺒﻞ ﻏﻴﺮﻩ. ٩٦
ﻻ ..ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺱﻮى اﻟﺤﺐ. آﻨﺖ ﻣﻤﺘﻠﺌًﺎ ﺑﺎﻟﻌﺸﻖ ،ﺑﺎﻟﺸﻬﻮة ،ﺑﺎﻟﺠﻨﻮن .آﻨﺖ أﺧﻴﺮًا ﺱﻌﻴﺪًا .ﻓﻠﻤﺎذا أﻓﺴﺪ ﺱﻌﺎدﺕﻲ ﺑﺎﻟﻨﺪم ،ﺑﺎﻟﺘﺴﺎؤﻻت اﻟﺘﻲ ﺱﺘﻮﺹ ﻠﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﺘﻌﺎﺱﺔ؟ ﻻ أذآﺮ ﻣﻦ ﻗﺎل » اﻟﻨﺪم هﻮ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﺜﺎﻥﻲ اﻟﺬي ﻥﻘﺘﺮﻓﻪ «..وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﺴ ﺎﺣﺔ أﺧ ﺮى وﻟ ﻮ ﺹ ﻐﻴﺮة ،ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺐ. ﻳﺘﺴﻠﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲء ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ؟ اﻟﺤ ّ ﻞ ذﻟﻚ ﺝﻨﻮﻥًﺎ. أﻟﻢ ﻳﻜﻦ آ ّ آﻴﻒ ﺱﻤﺤﺖ ﻟﻨﻔﺴﻲ أن أآﻮن ﺱﻌﻴﺪًا إﻟﻰ ذﻟ ﻚ اﻟﺤ ﺪّ ،وأﻥ ﺎ أدري أﻥﻨ ﻲ ﻟ ﻢ أﻣﺘﻠ ﻚ ﻣﻨ ﻚ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳ ﺔ ،ﺱ ﻮى ﺑﻀ ﻊ دﻗﺎﺉﻖ ﻟﻠﻔﺮح اﻟﻤﺴﺮوق ،وأن أﻣﺎﻣﻲ ﻣﺘﺴﻌًﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ..ﻟﻠﻌﺬاب؟
٩٥
ﻃﺒﻌﺎً ،ﻟﻢ أآﻦ أﻋﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ ،أﻥﻨ ﻲ ﺱ ﺄآﻮن ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻟﻌﺒﺘ ﻚ اﻷﺧ ﺮى ،وأن ه ﺬﻳﻦ اﻟﻜﺘ ﺎﺑﻴﻦ ﺱ ﻴﺘﺮآﺎن ﺕﺄﺙﻴﺮهﻤ ﺎ أﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺮى ﻗﺼﺘﻨﺎ. آﻨﺖ ﺕﺴﺘﻌﻴﺪﻳﻦ ﺕﺪرﻳﺠﻴًﺎ وﺝﻬﻚ اﻟﻌﺎدي وﻣﻼﻣﺤﻚ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ. ﻼ أم ﺣﻘﻴﻘﺔ؟ وآﺄن زوﺑﻌﺔ ﺣﺒّﻲ ﻟﻢ ﺕﻤ ّﺮ ﺑﻚ .ﻓﻬﻞ آﺎن ذﻟﻚ ﺕﻤﺜﻴ ً ﺣﺎوﻟﺖ أن أﻥﺴﻰ ﺧﻴﺒﺘﻲ ﻣﻌﻚ ،أﻣﺎم ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ اﻟﺴ ﺒﺐ اﻷول ﻓ ﻲ زﻳﺎرﺕ ﻚ .ﺣﺎوﻟ ﺖ أﻳﻀ ًﺎ أن أﺧ ّﻔ ﻒ ﻣ ﻦ ﺧﻴﺒﺘﻚ . ﺖ: ﻗﻠ ُ ﺱﺄرﺱﻤﻚ ،ﺱﺘﻜﻮن ﻟﻮﺣﺘﻚ ﺕﺴﻠﻴﺘﻲ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺼﻴﻒ..ﺖ دون أﻳﺔ ﻥﻴﺔ ﺧﺎﺹﺔ: ﺙﻢ أﺽﻔ ُ ﻳﺠﺐ أن ﺕﺰورﻳﻨﻲ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻟﺘﺠﻠﺴﻲ أﻣﺎﻣﻲ ،ﺣﺘﻰ أﺕﻤﻜ ﻦ ﻣ ﻦ رﺱ ﻤﻚ .أو ﺕﻌﻄﻴﻨ ﻲ ﺹ ﻮرة ﻟ ﻚ أﻥﻘ ﻞ ﻋﻨﻬ ﺎﻣﻼﻣﺤﻚ. ﺖ وآﺄن اﻟﺠﻮاب آﺎن ﺝﺎهﺰًا ﻟﺪﻳﻚ: ﻗﻠ ِ ﻖ أﻣﺎﻣﻲ ﻣﺘّﺴﻊ ﻣﻦ اﻟﻮﻗ ﺖ ﻷﻋ ﻮد إﻟﻴ ﻚ ه ﺬﻩ اﻷﻳ ﺎم ،وﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻲ ﺣ ﻮزﺕﻲ أﻳ ﺔ ﺹ ﻮرة .ﻳﻤﻜﻨ ﻚ أن ﺕﺴ ﺘﻌﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺒ َﺑﺼﻮرﺕﻲ اﻟﻤﻮﺝﻮدة ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ آﺘﺎﺑﻲ ،ﻓﻲ اﻥﺘﻈﺎر أن أﻋﻮد. أﻋﺘﺮف أﻥﻨﻲ ﻟﻢ أﻓﻬﻢ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ أﻳﻀﺎً ،إذا آﺎن ﻓﻲ ﺝﻮاﺑﻚ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺘﻠﻤﻴﺢ ﻟﻲ ﺑﺄﻥﻚ ﻟﻦ ﺕﻌﻮدي إﻟﻰ ه ﺬا اﻟﺒﻴ ﺖ، أم أﻥﻚ آﻨﺖ ﺕﺠﻴﺒﻴﻨﻲ ﺑﺘﻠﻘﺎﺉﻴﺔ ﺑﺮﻳﺌﺔ ﻻ أآﺜﺮ؟ ﻲ أن أرﺱﻤﻚ؟ أﻟﺴﺖ أﻥﺖ اﻟﺘﻲ آﻨﺖ ﺕﻠﺤّﻴﻦ ﻋﻠ ّ ﻲ ﺑﻬﺎ؟ ﻓﻠﻤﺎذا ﺣﻮّﻟﺖ هﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺔ إﻟﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ أﻥﺎ وﺣﺪي ﻣﻌﻨ ّ ﻟﻢ أﻥﺎﻗﺸﻚ آﺜﻴﺮا .آﻨﺖ أدري أﻥﻨﻲ ﻓﻲ ﺝﻤﻴﻊ اﻟﺤﺎﻻت ﺱﺄرﺱﻤﻚ .رﺑﻤﺎ ﻷﻥﻨﻲ ﻻ أﻋﺮف آﻴﻒ أرﻓﺾ ﻟﻚ ﻃﻠﺒﺎً ،ورﺑﻤﺎ ﻷﻥﻨﻲ ﻻ أﻋﺮف آﻴﻒ ﺱﺄﻗﻀﻲ اﻟﺼﻴﻒ دون اﺱﺘﺤﻀﺎرك وﻟﻮ رﺱﻤًﺎ. ذهﺒﺖ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﺑﻌﺪﻣﺎ وﺽﻌﺖ ﻗﺒﻠﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﺪّي ،ووﻋﺪﺕﻨﻲ ﺑﻠﻘﺎء ﻗﺮﻳﺐ .ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻤﻜﻨًﺎ ﺑﻌﺪ ﻗﺒﻠﺘﻨﺎ أن ﻥﺘﺼﺎﻓﺢ.. ن ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺕﻐﻴّﺮ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ،وﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻤﻜﻨًﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻤﺎرد اﻟ ﺬي اﻥﻄﻠ ﻖ ﻓﺠ ﺄة ﻣ ﻦ أﻋﻤﺎﻗﻨ ﺎ ،أن آﻨﺖ أﻋﻲ أ ّ ﻳﻌﻮد إﻟﻰ ﻗﻠﺐ اﻟﺰﺝﺎﺝﺔ اﻟﺘﻲ أﻏﻠﻘﻨﺎهﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﺱﺎﺑﻴﻊ آﺎﻣﻠﺔ. آﻨﺖ أﻋﻲ أﻥﻨﻲ أﻥﺘﻘﻞ ﻣﻌﻚ ﻓﻲ ﺑﻀﻊ ﻟﺤﻈﺎت ﻣﻦ اﻟﺤﺐ إﻟﻰ اﻟﻌﺸﻖ .ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻃﻔ ﺔ اﻟﺒﺮﻳﺌ ﺔ إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﻬﻮة ،وأﻥ ﻪ ﺱ ﻴﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ،ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم ،أن أﻥﺴﻰ ﻣﺬاق ﻗﺒﻠﺘﻚ ،وﺣﺮارة ﺝﺴﺪك اﻟﻤﻠﺘﺼﻖ ﺑﻲ ﻟﻠﺤﻈﺎت. آﻢ داﻣﺖ ﻗﺒﻠﺘﻨﺎ ﺕﻠﻚ ..دﻗﻴﻘﺘﻴﻦ؟ ﺙﻼﺙﺎً؟ أم ﺧﻤﺲ دﻗﺎﺉﻖ ﻟﻠﺠﻨﻮن ﻻ ﻏﻴﺮ؟ ﻞ ﺑﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ؟ أﻳﻤﻜﻦ أن ﺕﻔﻌﻞ ﺕﻠﻚ اﻟﺪﻗﺎﺉﻖ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ آﻞ اﻟﺬي ﺣ ّ أﻳﻤﻜﻦ أن ﺕﻠﻐﻲ ﺧﻤﺲ دﻗﺎﺉﻖ ،ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺱﻨﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮي؟ ي ﺧﺠ ﻞ ﺕﺠ ﺎﻩ ذآ ﺮى ﺱ ﻲ اﻟﻄ ﺎهﺮ؟ أﻥ ﺎ اﻟ ﺬي آﻨ ﺖ أﻗﺘ ﺮف ﻳﻮﻣﻬ ﺎ أول ي إﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻨﺪم ،ﺑﺄ ّ وآﻴﻒ ﻟﻢ أﺷﻌﺮ ﺑﻌﺪهﺎ ﺑﺄ ّ ﺧﻴﺎﻥﺔ ﺑﺎﻟﻤﻔﻬﻮم اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟﻠﺨﻴﺎﻥﺔ. ٩٤
ﻼ ﻣﺮاﻋ ﺎة ﻟﺮﺝ ﻞ ﺁﺧ ﺮ ،آ ﺎن ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻞ أﺽﺪادي وﺕﻨﺎﻗﻀﺎﺕﻲ .واﺱﺘﻴﻘﻆ اﻟﺮﺝﻞ اﻟﺬي ﻗﺘﻠﺘ ﻪ ﻃ ﻮﻳ ً ﻓﻲ ﻗﺒﻠﺔ ﻣﻨﻚ اﺝﺘﻤﻌﺖ آ ّ رﻓﻴﻖ أﺑﻴﻚ. ﻞ آﺎد ﻳﻜﻮن أﺑﺎك. رﺝ ٌ ﻼ وأﺣﻴﻴﺖ ﺁﺧﺮ. ﺖ واﺣﺪ .ﻗﺘﻠﺖ رﺝ ً ﺖ ﻓﻲ وﻗ ٍ ت وﻣ ﱡ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻚ وُﻟﺪ ُ هﻞ ﺕﻮﻗّﻒ اﻟﺰﻣﻦ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ؟ هﻞ ﺱﻮّى أﺧﻴﺮًا ﺑﻴﻦ ﻋﻤﺮﻳﻨﺎ ،هﻞ أﻟﻐﻰ ذاآﺮﺕﻨﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ؟ ﻻ أدري.. ﻞ اﻟﺬي آﻨﺖ أدرﻳﻪ ،أﻥﻚ آﻨﺖ ﻟﻲ ،وأﻥﻨﻲ آﻨﺖ أرﻳﺪ أن أﺹﺮخ ﻟﺤﻈﺘﻬ ﺎ آﻤ ﺎ ﻓ ﻲ إﺣ ﺪى ﺹ ﺮﺧﺎت »ﻏﻮﺕ ﻪ« ﻋﻠ ﻰ آّ ﻟﺴﺎن ﻓﺎوﺱﺖ »ﻗﻒ أﻳﻬﺎ اﻟﺰﻣﻦ ..ﻣﺎ أﺝﻤﻠﻚ!«. ﻲ آﺎﻟﻌ ﺎدة .وآﻨ ﺖ ﺑﻌ ﺪ ﻟﺤﻈ ﺎت ﺕﺘ ﺄﻣﻠﻴﻦ ﺱ ﺎﻋﺘﻚ ﻓ ﻲ وﻟﻜ ﻦ اﻟ ﺰﻣﻦ ﻟ ﻢ ﻳﺘﻮﻗ ﻒ .آ ﺎن ﻳﺘ ﺮﺑﺺ ﺑ ﻲ آﺎﻟﻌ ﺎدة .ﻳﺘ ﺂﻣﺮ ﻋﻠ ّ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻹﺧﻔﺎء ارﺕﺒﺎآﻚ ،وﺕﺬآﻴﺮي ﺑﻀﺮورة ﻋﻮدﺕﻚ إﻟﻰ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ. ﻋﺮﺽﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻨﺠﺎن ﻗﻬﻮة ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ أﺧﻴﺮة ﻻﺱﺘﺒﻘﺎك. ﻗﻠﺖ وأﻥﺖ أﻣﺎم اﻟﻤﺮﺁة ﺕﻀﻌﻴﻦ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺕﻴﺐ ﻓﻲ ﻣﻈﻬﺮك ،وﺕﺼﻔﻔﻴﻦ ﺷﻌﺮك وﺕﻌﻴﺪﻳﻦ ﺝﻤﻌﻪ: ﻀﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﺑﺎردًا إذا أﻣﻜﻦ.. أﻓ ﱢﺕﺮآﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﺼﺎﻟﻮن وذهﺒﺖ إﻟﻰ اﻟﻤﻄﺒﺦ .ﺕﻌﻤﺪت أﻻ أﺱﺘﻌﺠﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﻮدة ،وآ ﺄﻥﻨﻲ ﻓﺠ ﺄة أﺧﺠ ﻞ ﻣ ﻦ ﺁﺙ ﺎر ﻗﺒﻠ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ﺷﻔﺘﻴﻚ. وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻋ ﺪت ﺑﻌ ﺪهﺎ ،آﻨ ﺖ أﻣ ﺎم اﻟﻤﻜﺘﺒ ﺔ ﺕﻠﻘ ﻴﻦ ﻥﻈ ﺮة ﻋﻠ ﻰ ﻋﻨ ﺎوﻳﻦ اﻟﻜﺘ ﺐ ،وﺕﻘﻠّﺒ ﻴﻦ ﺑﻌﻀ ﻬﺎ .ﺙ ﻢ ﺱ ﺤﺒﺖ ﻣ ﻦ أﺣ ﺪ اﻟﺮﻓﻮف آﺘﺎﺑًﺎ ﺹﻐﻴﺮاً ،ﺱﺄﻟﺘﻨﻲ وأﻥﺖ ﺕﻨﻈﺮﻳﻦ إﻟﻰ ﻏﻼﻓﻪ: أﻟﻴﺲ هﺬا اﻟﺪﻳﻮان ﻟﺼﺪﻳﻘﻚ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺬي ﺣﺪّﺙﺘﻨﻲ ﻋﻨﻪ؟أﺝﺒﺘﻚ ﺑﺴﻌﺎدة وأﻥﺎ أﺝﺪ أﺧﻴﺮًا ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﻮﺽﻮع ﻣﺨﺮﺝًﺎ ﻻرﺕﺒﺎآﻲ: ف ﻥﻔﺴﻪ. ﻥﻌﻢ ..هﻨﺎك دﻳﻮان ﺁﺧﺮ ﻟﻪ أﻳﻀًﺎ ﺕﺠﺪﻳﻨﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺮ ّﺖ: ﻗﻠ ِ هﻞ اﺱﻤﻪ زﻳﺎد اﻟﺨﻠﻴﻞ؟ ﻟﻘﺪ ﺱﻤﻌﺖ هﺬا اﻻﺱﻢ ﻗﺒﻞ اﻟﻴﻮم.ﻼ ﺹﻮرﺕﻪ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ اﻟﻜﺘﺎب .ﺕﻘﺮﺉﻴﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻄﻮر ..ﺙﻢ ﻗﻠﺖ: ﺖ اﻟﻜﺘﺎب .رأﻳﺘﻚ ﺕﺘﺄﻣﻠﻴﻦ ﻃﻮﻳ ً ﻗّﻠﺒ ِ أﻳﻤﻜﻦ ﻟﻲ أن أﺱﺘﻌﻴﺮ ﻣﻨﻚ هﺬﻳﻦ اﻟﺪﻳﻮاﻥﻴﻦ؟ .أﻓﻀّﻞ أن أﻗﺮأهﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻞ هﺬا اﻟﺼﻴﻒ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻲ ﻣﺎ أﻃﺎﻟﻌﻪ.أﺝﺒﺘﻚ ﺑﺤﻤﺎﺱﺔ ،أو ﺑﺤﻤﺎﻗﺔ: ﻃﺒﻌﺎ ،إﻥﻬﺎ ﻓﻜﺮة ﺝﻴﺪة ..أﻥﺎ واﺙﻖ أن هﺬﻳﻦ اﻟﺪﻳﻮاﻥﻴﻦ ﺱﻴﺘﺮآﺎن ﺕﺄﺙﻴﺮهﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻰ آﺘﺎﺑﺎﺕ ﻚ .ﺱ ﺘﺠﺪﻳﻦ أﺷ ﻴﺎء راﺉﻌ ﺔﺐ اﻟﻘﺎدم« .إﻥﻪ أﺝﻤﻞ ﻣﺎ آﺘﺐ زﻳﺎد. ﺧﺎﺹﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻮان اﻷﺧﻴﺮ »ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﻟﻠﺤ ّ رﺣ ِ ﺐ أﺣﺒّﺘﻬﺎ. ﺖ ﺑﺴﻌﺎدة ﺕﺨﻔﻴﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﻳﺪك .آﻨﺖ وﻗﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺱﻌﺎدة ﻃﻔﻠﺔ ﺕﻌﻮد إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺑﻠﻌ ٍ
٩٣
آﻴﻒ أﻗﻨﻌﻚ أﻥﻨﻲ أﺹ ﺒﺤﺖ ﻋﺒ ﺪًا ﻟﺼ ﻮﺕﻚ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳ ﺄﺕﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻬ ﺎﺕﻒ؟ ﻋﺒ ﺪًا ﻟﻀ ﺤﻜﺘﻚ ،ﻟﻄﻠﺘ ﻚ ،ﻟﺤﻀ ﻮرك اﻷﻥﺜ ﻮي ﻲ ﻓﻲ آﻞ ﺷﻲ وﻓﻲ آﻞ ﻟﺤﻈﺔ .ﻋﺒ ٌﺪ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ أﺹﺒﺤﺖ أﻥﺖ ،ﻟ ﺬاآﺮة أﺹ ﺒﺤﺖ أﻥ ﺖ ،ﻟﻜ ﻞ ﺷ ﻲء اﻟﺸﻬﻲّ ،ﻟﺘﻨﺎﻗﻀﻚ اﻟﺘﻠﻘﺎﺉ ّ ﻟﻤﺴﺘﻪ أو ﻋﺒﺮﺕﻪ ﻳﻮﻣًﺎ. ﻲ ﻓﺠﺄة ،وأﻥﺎ واﻗﻒ هﻜﺬا ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﻤﺮ أﺕﺄﻣﻠﻚ ﺑﺬهﻮل ﻣﻦ ﻻ ﻳﺼﺪق. آﺎن اﻟﺤﺰن ﻳﻬﺠﻢ ﻋﻠ ّ وآﻨﺖ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻲ ﺣﺪ اﻻﻟﺘﺼ ﺎق ،آﻤ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳﺤ ﺪث أن آﻨﺘ ﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ .ﺑﺤﺜ ﺖ ﻓ ﻲ ﻣﻼﻣﺤ ﻚ ﻋ ﻦ ﺷ ﻲء ﻳﻔﻀ ﺢ ﻟ ﻲ ﻓ ﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻋﻮاﻃﻔﻚ؛ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أﻓﻬﻢ ﺷﻴﺌًﺎ. ﻞ ﻋﻘﻠﻲ ،هﻮ اﻟﺬي ﺝﻌﻠﻨﻲ ﻋﻨﺪﺉ ٍﺬ ﻻ أﺕﻌﻤّﻖ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺤ ﺚ؟ آﻨ ﺖ أﻋ ﻲ ﻓﻘ ﻂ أﺕﺮاﻩ ﻋﻄﺮك اﻟﺬي آﺎن ﻳﺨﺘﺮق ﺣﻮاﺱﻲ وﻳﺸ ّ أﻥﻚ ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺎت ﺱﺘﻜﻮﻥﻴﻦ ﺑﻌﻴﺪة ،ﺑﻘﺪر ﻣﺎ آﻨﺖ ﺱﺎﻋﺘﻬﺎ ﻗﺮﻳﺒﺔ. ﺖ وﺝﻬﻚ ﻥﺤﻮي. رﻓﻌ ِ آﻨﺖ أرﻳﺪ أن أﻗﻮل ﻟﻚ ﺷﻴﺌًﺎ ﻟﻢ أﻋﺪ أذآﺮﻩ .وﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ أن أﻗﻮل أ ّﻳ ﺔ آﻠﻤ ﺔ ،آﺎﻥ ﺖ ﺷ ﻔﺘﺎي ﻗ ﺪ ﺱ ﺒﻘﺘﺎﻥﻲ وراﺣﺘ ﺎ ﺕﻠﺘﻬﻤ ﺎن ﺷﻔﺘﻴﻚ ﻓﻲ ﻗﺒﻠﺔ ﻣﺤﻤﻮﻣﺔ ﻣﻔﺎﺝﺌﺔ .وآﺎﻥﺖ ذراﻋ ﻲ اﻟﻮﺣﻴ ﺪة ﺕﺤ ﻴﻂ ﺑ ﻚ آﺤ ﺰام ،وﺕﺤﻮﻟ ﻚ ﻓ ﻲ ﺽ ﻤﺔ واﺣ ﺪة إﻟ ﻰ ﻗﻄﻌ ﺔ ﻣﻨﻲ. ﻲ. ﻼ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي آﺴﻤﻜﺔ ﺧﺮﺝﺖ ﻟﺘﻮّهﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮ ،ﺙﻢ اﺱﺘﺴﻠﻤﺖ إﻟ ّ اﻥﺘﻔﻀﺖ ﻗﻠﻴ ً ﻻ ﻏﺠﺮﻳ ًﺎ أﺱ ﻮد ،وﻳ ﻮﻗﻆ رﻏﺒ ﺔ ﻗﺪﻳﻤ ﺔ ﻹﻣﺴ ﺎآﻚ ﻣﻨ ﻪ، آ ﺎن ﺷ ﻌﺮك اﻟﻄﻮﻳ ﻞ اﻟﺤﺎﻟ ﻚ ،ﻳﻨﻔ ﺮط ﻓﺠ ﺄة ﻋﻠ ﻰ آﺘﻔﻴ ﻚ ﺷ ﺎ ً ﺑﺸﺮاﺱﺔ اﻟﻌﺸ ﻖ اﻟﻤﻤﻨ ﻮع .ﺑﻴﻨﻤ ﺎ راﺣ ﺖ ﺷ ﻔﺘﺎي ﺕﺒﺤﺜ ﺎن ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳﻘ ﺔ ﺕﺘﺮآ ﺎن ﺑﻬ ﺎ ﺕ ﻮﻗﻴﻌﻲ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻔﺘﻴﻚ اﻟﻤﺮﺱ ﻮﻣﺘﻴﻦ ﻣﺴﺒﻘًﺎ ﻟﻠﺤﺐ. آﺎن ﻻ ﺑ ّﺪ أن ﻳﺤﺪث هﺬا.. ﻼ ﻓﻲ أﻥﺖ اﻟﺘﻲ ﺕﻀﻌﻴﻦ اﻟﻈﻼل ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻴﻚ ،واﻟﺤﻤﻰ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻔﺘﻴﻚ ﺑ ﺪل أﺣﻤ ﺮ اﻟﺸ ﻔﺎﻩ ،أآ ﺎن ﻳﻤﻜ ﻦ أن أﺹ ﻤﺪ ﻃ ﻮﻳ ً وﺝﻪ أﻥﻮﺙﺘﻚ؟ هﺎ ه ﻲ ﺱ ﻨﻮاﺕﻲ اﻟﺨﻤﺴ ﻮن ﺕﻠ ﺘﻬﻢ ﺷ ﻔﺘﻴﻚ ،وه ﺎ ه ﻲ اﻟﺤ ّﻤ ﻰ ﺕﻨﺘﻘ ﻞ إﻟ ﻲّ ،وه ﺎ أﻥ ﺎ أذوب أﺧﻴ ﺮًا ﻓ ﻲ ﻗﺒﻠ ﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﻴﺔ اﻟﻤﺬاق ،ﺝﺰاﺉﺮﻳﺔ اﻻرﺕﺒﺎك. ﻻ أﺝﻤﻞ ﻣﻦ ﺣﺮاﺉﻘﻚ ..ﺑ ﺎرد ٌة ﻗُﺒ ﻞ اﻟﻐﺮﺑ ﺔ ﻟ ﻮ ﺕ ﺪرﻳﻦ .ﺑ ﺎرد ٌة ﺕﻠ ﻚ اﻟﺸ ﻔﺎﻩ اﻟﻜﺜﻴ ﺮة اﻟﺤﻤ ﺮة واﻟﻘﻠﻴﻠ ﺔ اﻟ ﺪفء .ﺑ ﺎر ٌد ذﻟ ﻚ اﻟﺴﺮﻳﺮ اﻟﺬي ﻻ ذاآﺮة ﻟﻪ. ﻼ ﺣﺰﻳﻨًﺎ ﻓﻲ ﺣﻀﻨﻚ. دﻋﻴﻨﻲ أﺕﺰود ﻣﻨﻚ ﻟﺴﻨﻮات اﻟﺼﻘﻴﻊ .دﻋﻴﻨﻲ أﺧﺒّﺊ رأﺱﻲ ﻓﻲ ﻋﻨﻘﻚ .أﺧﺘﺒﺊ ﻃﻔ ً دﻋﻴﻨﻲ أﺱﺮق ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ اﻟﻬﺎرب ﻟﺤﻈﺔ واﺣﺪة ،وأﺣﻠﻢ أن آﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺎﺣﺎت اﻟﻤﺤﺮﻗﺔ ..ﻟﻲ. ﻓﺎﺣﺮﻗﻴﻨﻲ ﻋﺸﻘﺎً ،ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ! ﺷﻬﻴّﺘﻴﻦ ﺷﻔﺘﺎك آﺎﻥﺘﺎ ،آﺤﺒّﺎت ﺕﻮت ﻥﻀﺠﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻞ .ﻋﺒﻘًﺎ ﺝﺴﺪك آﺎن ،آﺸﺠﺮة ﻳﺎﺱﻤﻴﻦ ﺕﻔﺘﺤﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ. ﺝﺎﺉﻊ أﻥﺎ إﻟﻴﻚ ..ﻋﻤﺮ ﻣﻦ اﻟﻈﻤﺄ واﻻﻥﺘﻈﺎر .ﻋﻤﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺪ واﻟﺤﻮاﺝﺰ واﻟﺘﻨﺎﻗﻀ ﺎت .ﻋﻤ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺮﻏﺒ ﺔ وﻣ ﻦ اﻟﺨﺠ ﻞ، ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻤﻮروﺙﺔ ،وﻣﻦ اﻟﺮﻏﺒﺎت اﻟﻤﻜﺒﻮﺕﺔ .ﻋﻤﺮ ﻣﻦ اﻻرﺕﺒﺎك واﻟﻨﻔﺎق. ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻚ رﺣﺖ أﻟﻤﻠﻢ ﺷﺘﺎت ﻋﻤﺮي.
٩٢
ﺐ أن ﻳﺤﻮﻟ ﻚ إﻟ ﻰ ﻟﻮﺣ ﺔ وهﻨﺎﻟﻚ أﻥﺎ ..اﻟﻤﺠﻨﻮن اﻟﻌﻨﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﺮﻓﺾ هﺬا اﻟﻤﻨﻄﻖ اﻟﺠﺪﻳ ﺪ ﻟﻸﺷ ﻴﺎء ،وﻳ ﺮﻓﺾ ﺑﺎﺱ ﻢ اﻟﺤ ّ ﻟﻘﻴﻄﺔ ،ﻻ ﻥﺴﺐ ﻟﻬﺎ وﻻ ﺹﺎﺣﺐ .ﻳﻤﻜﻦ أن ﺕﺘﺒﻨّﺎهﺎ أﻳﺔ رﻳﺸﺔ وأي رﺱﺎم. ﺖ ﺷﺒﻪ ﻣﻌﺘﺬرة: ﺣﻴّﺮك ﺹﻤﺘﻲ ..ﻗﻠ ِ هﻞ ﻳﺰﻋﺠﻚ أن ﺕﺮﺱﻤﻨﻲ؟ﺖ ﺱﺎﺧﺮًا: ﻗﻠ ُ ﻻ ..آﻨﺖ أآﺘﺸﻒ ﻓﻘﻂ ﻣﺮة أﺧﺮى ،أﻥﻚ ﻥﺴﺨﺔ ﻃﺒﻖ اﻷﺹﻞ ﻋ ﻦ وﻃ ﻦ ﻣ ﺎ ،وﻃ ﻦ رﺱ ﻤﺖ ﻣﻼﻣﺤ ﻪ ذات ﻳ ﻮم.وﻟﻜﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ وﺽﻌﻮا إﻣﻀﺎﺉﻬﻢ أﺱﻔﻞ اﻥﺘﺼﺎراﺕﻲ .هﻨﺎﻟﻚ إﻣﻀﺎءات ﺝﺎهﺰة داﺉﻤ ًﺎ ﻟﻤﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻨﺎﺱ ﺒﺎت .ﻓﻤ ﻦ اﻷزل ،آﺎن هﻨﺎﻟﻚ داﺉﻤًﺎ ﻣﻦ ﻳﻜﺘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،وهﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻳﻮﻗّﻌﻪ ،وﻟﺬا أﻥﺎ أآﺮﻩ اﻟﻠﻮﺣﺎت اﻟﺠﺎهﺰة ﻟﻠﺘﺰوﻳﺮ. ﺖ آﻞ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻟﻚ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ؟ ﺕﺮاك ﻓﻬﻤ ِ ﻞ ﻣﺎ ﻳﻬﻤّﻚ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،هﻮ ﻣﻮﺽﻮع ﻟﻮﺣﺘﻚ ﻻ ﻏﻴﺮ. ﻚ ﻓﺠﺄة ﻓﻲ وﻋﻴﻚ اﻟﺴﻴﺎﺱﻲ .ﻟﻘﺪ آﺎن آ ّ ﺑﺪأت أﺷ ّ ﺖ وأﻥﺖ ﺕﻐﺎدرﻳﻦ اﻟﻤﺮﺱﻢ: ﻗﻠ ِ أﺕﺪري أﻥﻨﺎ ﻟﻦ ﻥﻠﺘﻘﻲ ﻟﻤﺪة ﺷﻬﺮﻳﻦ؟ ﺱﺄﺱﺎﻓﺮ اﻷﺱﺒﻮع اﻟﻘﺎدم إﻟﻰ اﻟﺠﺰاﺉﺮ..ﺖ وأﻥﺎ أﺱﺘﻮﻗﻔﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﺮ: ﺹﺤ ُ ﻖ ﻣﺎ ﺕﻘﻮﻟﻴﻦ؟ أﺣ ٌﺖ: ﻗﻠ ِ ﻃﺒﻌًﺎ أﻥﺎ أﻗﻀﻲ داﺉﻤ ًﺎ ﻋﻄﻠﺘ ﻲ اﻟﺼ ﻴﻔﻴﺔ ﻣ ﻊ واﻟ ﺪﺕﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺰاﺉ ﺮ .وﻻ ﺑ ّﺪ أن أﻋ ﻮد اﻷﺱ ﺒﻮع اﻟﻘ ﺎدم ﻣ ﻊ ﻋﻤ ﻲوﻋﺎﺉﻠﺘﻪ ..ﻟﻦ ﻳﺒﻘﻰ أﺣﺪ هﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ. ﻻ وﺱﻂ اﻟﻤﻤﺸﻰ .أﻣﺴﻜﺖ ﺑﺬراﻋﻚ وآﺄﻥﻨﻲ أﻣﻨﻌﻚ ﻣﻦ اﻟﺮﺣﻴﻞ ،وﺱﺄﻟﺘﻚ ﺑﺤﺰن: ﺖ ﻣﺬهﻮ ً وﻗﻔ ُ وأﻥﺎ..؟ أﻥﺖ ..ﺱﺄﺷﺘﺎق إﻟﻴﻚ آﺜﻴﺮًا .أﻋﺘﻘﺪ أﻥﻨﺎ ﺱﻨﺘﻌﺬّب ﺑﻌ ﺾ اﻟﺸ ﻲء ..إﻥ ﻪ ﻓﺮاﻗﻨ ﺎ اﻷول .وﻟﻜ ﻦ ﺱ ﻨﺤﺘﺎل ﻋﻠ ﻰ اﻟﻮﻗ ﺖﻟﻴﻤ ّﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ. ﺖ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ،أو ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ: ﺙﻢ أﺽﻔ ِ ﻻ ﺕﺤﺰن ..ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺕﻜﺘﺐ ﻟﻲ أو ﺕﻄﻠﺒﻨﻲ هﺎﺕﻔﻴًﺎ ..ﺱﻨﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﺕﺼﺎل.ﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﺒﻜﺎء. آﻨ ُ آﻄﻔﻞ أﺧﺒﺮﺕﻪ أﻣﻪ أﻥﻬﺎ ﺱﺘﺴﺎﻓﺮ دوﻥ ﻪ .وآﻨ ﺖ أﻥ ﺖ ﺕ ﺰﻓّﻴﻦ ﻟ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﺨﺒ ﺮ ،ﺑﺸ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﺎد ّﻳﺔ اﻟﺘ ﻲ أدهﺸ ﺘﻨﻲ .وآ ﺄن ﻋﺬاﺑﻲ ﻳﻐﺮﻳﻚ ﺑﺸﻲء ﻣﺎ. هﻞ أﻣﺴﻚ ﺑﺄﻃﺮاف ﺙﻮﺑﻚ آﻄﻔﻞ وأﺝﻬﺶ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء؟ هﻞ أﺕﺤﺪث إﻟﻴﻚ ﺱﺎﻋﺎت ،ﻷﻗﻨﻌﻚ أﻥﻨﻲ ﻟﻦ أﻗﺪر ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻴﺶ ﺑﺪوﻥﻚ ،وأن اﻟﺰﻣﻦ ﺑﻌ ﺪك ﻻ ﻳﻘ ﺎس ﺑﺎﻟﺴ ﺎﻋﺎت وﻻ ﺑﺎﻷﻳﺎم ،وأﻥﻨﻲ أدﻣﻨﺘﻚ؟
٩١
اﻟﻤﻌﻠّﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎء ،ﻓﻬﻲ ﺝﺴﻮر ﻣﺨﻴﻔﺔ ..ﺣﺰﻳﻨ ﺔ .ﻻ أﻥﻜ ﺮ أﻥﻨ ﻲ ﻋﺒﺮﺕﻬ ﺎ ﻣ ﺮة واﺣ ﺪة راﺝﻠ ﺔ ،أو ﺣﺎوﻟ ﺖ ﻣ ﺮة واﺣﺪة اﻟﻨﻈﺮ ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ أﺱﻔﻞ ..إﻻ ﺷﻌﺮت ﺑﺎﻟﻔﺰع واﻟﺪوار. ﺖ: ﻗﻠ ُ وﻟﻜﻦ اﻟﺪوار هﻮ اﻟﻌﺸﻖ؛ هﻮ اﻟﻮﻗ ﻮف ﻋﻠ ﻰ ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﺴ ﻘﻮط اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﻘ ﺎوم؛ ه ﻮ اﻟﺘﻔ ﺮج ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ﻣ ﻦ ﻥﻘﻄ ﺔﺷﺎهﻘﺔ ﻟﻠﺨﻮف؛ هﻮ ﺷﺤﻨﺔ ﻣ ﻦ اﻻﻥﻔﻌ ﺎﻻت واﻷﺣﺎﺱ ﻴﺲ اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀ ﺔ ،اﻟﺘ ﻲ ﺕﺠ ﺬﺑﻚ ﻟﻸﺱ ﻔﻞ واﻷﻋﻠ ﻰ ﻓ ﻲ وﻗ ﺖ واﺣﺪ ،ﻷن اﻟﺴﻘﻮط داﺉﻤًﺎ أﺱﻬﻞ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻦ ﺧﺎﺉﻔﺘﻴﻦ! أن أرﺱﻢ ﻟﻚ ﺝﺴﺮًا ﺷ ﺎﻣﺨًﺎ آﻬ ﺬا ،ﻳﻌﻨ ﻲ أن ﻞ ﻗﺒﻠﻲ. أﻋﺘﺮف ﻟﻚ أﻥﻚ دواري .إﻥﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﻠﻪ ﻟﻚ رﺝ ٌ أﻥﺎ ﻻ أﻓﻬﻢ أن ﺕﺤﺒّﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ وﺕﻜﺮهﻲ اﻟﺠﺴﻮر؛ وﺕﺒﺤﺜ ﻲ ﻋ ﻦ اﻹﺑ ﺪاع ،وأﻥ ﺖ ﺕﺨ ﺎﻓﻴﻦ اﻟ ﺪاور .ﻟ ﻮﻻ اﻟﺠﺴ ﻮر ﺐ أﺣﺪ ..أو أﺑﺪع. ﻟﻤﺎ آﺎﻥﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .وﻟﻮﻻ ﺷﻬﻘﺔ اﻟﺪوار ،ﻟﻤﺎ أﺣ ّ آﻨﺖ ﺕﺴﺘﻤﻌﻴﻦ إﻟﻲّ ،وآﺄﻥﻚ ﺕﻜﺘﺸﻔﻴﻦ ﺷﻴﺌًﺎ ﻟﻢ ﺕﻨﺘﺒﻬﻲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﺮﻏﻢ ﺑﺴﺎﻃﺘﻪ. ﻏﻴﺮ أﻥﻚ ﻗﻠﺖ: رﺑﻤﺎ آﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ،وﻟﻜﻨﻨﻲ آﻨﺖ أﻓﻀﻞ ﻟﻮ رﺱﻤﺘﻨﻲ أﻥﺎ وﻟﻴﺲ هﺬا اﻟﺠﺴ ﺮ .إن أي اﻣ ﺮأة ﺕﺘﻌ ﺮفي رﺝ ﻞ نأ ّ ﻋﻠ ﻰ رﺱ ﺎم ،ﺕﺤﻠ ﻢ ﻓ ﻲ ﺱ ﺮّهﺎ أن ﻳﺨّﻠ ﺪهﺎ ،أن ﻳﺮﺱ ﻤﻬﺎ ه ﻲ ..ﻻ أن ﻳﺮﺱ ﻢ ﻣ ﺪﻳﻨﺘﻬﺎ؛ ﺕﻤﺎﻣ ًﺎ آﻤ ﺎ أ ّ ﻳﺘﻌ ﺮف ﻋﻠ ﻰ آﺎﺕﺒ ﺔ ،ﻳﺘﻤﻨ ﻰ أن ﺕﻜﺘ ﺐ ﻋﻨ ﻪ ﺷ ﻴﺌﺎً ،وﻟ ﻴﺲ ﻋ ﻦ ﺷ ﻲء ﺁﺧ ﺮ ﻟ ﻪ ﻋﻼﻗ ﺔ ﺑ ﻪ .إﻥﻬ ﺎ اﻟﻨﺮﺝﺴ ﻴﺔ ..أو اﻟﻐﺮور أو أﺷﻴﺎء أﺧﺮى ﻻ ﺕﻔﺴﻴﺮ ﻟﻬﺎ. ﻓﺎﺝﺄﻥﻲ اﻋﺘﺮاﻓﻚ .ﺷﻌﺮت ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺒﺔ. ﻖ أﻥﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻦ هﺬا اﻟﺠﺴﺮ ﻣﻦ ﻗﺮاﺑﺔ؟ أآﺎﻥﺖ هﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻥﺴﺨﺔ ﻃﺒ ﻖ هﻞ رﺱﻤﺖ ﻥﺴﺨﺔ ﻣﺰوّرة ﻋﻨﻚ إذن؟ أﺣ ّ اﻷﺹﻞ ﻋﻦ ذاآﺮﺕﻲ ..وأن ﺣﻠﻤﻚ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،أن ﺕﺼﺒﺤﻲ ﻥﺴﺨﺔ أﺧﺮى ﻋﻦ آﺎﺕﺮﻳﻦ ﻻ ﻏﻴ ﺮ ،أن ﺕﺘﺤ ﻮﻟﻲ إﻟ ﻰ ﻟﻮﺣ ﺔ ﻋﺎدﻳﺔ ،ﻣﻔﻀﻮﺣﺔ اﻟﻤﺰاج ،ووﺝﻪ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﺣﻴﻖ ،ﻳﺸﺒﻪ وﺝﻬﻬﺎ؟ ﻒ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻌﻘﺪة؟ ﺸ َ ﺕﺮاﻥﺎ ﻟﻢ َﻥ ْ ﺖ ﻟﻚ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﻴﺄس: ﻗﻠ ُ إذا آﺎن هﺬا ﻣﺎ ﺕﺮﻳﺪﻳﻦ ..ﺱﺄرﺱﻤﻚ.أﺝﺒﺘﻨﻲ ﺑﺼﻮت ﻓﻴﻪ ﺧﺠﻞ ﻣﺎ: أﻋﺘﺮف أﻥﻨﻲ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،آﻨﺖ أﺣﻠﻢ أن ﺕﺮﺱﻤﻨﻲ أﻥﺎ ..وأن أﺣﺘﻔﻆ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻋﻨﺪي آﺬآﺮى ،ﺷﺮط أﻻ ﺕﻀﻊﻋﻠﻴﻬﺎ ﺕﻮﻗﻴﻚ إذا أﻣﻜﻦ.. ﺷﻌﺮت ﺑﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻀﺤﻚ ،أو ﻋﻠﻰ اﻷرﺝﺢ ﺑﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺰن ،وأﻥﺎ أآﺘﺸﻒ ذﻟﻚ اﻟﻤﻨﻄﻖ اﻟﻌﺠﻴﺐ ﻟﻸﺷﻴﺎء. آﺎن ﻣﻦ ﺣﻘﻲ إذن أن أوﻗﻊ اﻟﺮﻣﻮز واﻟﻠﻮﺣﺎت اﻟﺘﻲ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﻴﻨﻚ ﻣﻦ ﺷﺒﻪ .وأﻣﺎ أﻥ ﺖ ﻓﻠ ﻴﺲ ﻓ ﻲ وﺱ ﻌﻲ أن أﺽ ﻊ أﺱﻔﻞ رﺱﻤﻚ ﺕﻮﻗﻴﻌﻲ .أﻥﺖ اﻟﻤﺮأة اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ أﺣﺒﺒﺘﻬﺎ ،ﻟﻦ ﻳﻘﺘﺮن اﺱﻤﻲ ﺑﻚ وﻟﻮ ﻣﺮة واﺣﺪة ،ﺣﺘﻰ ﻓﻲ أﺱﻔﻞ ﻟﻮﺣﺔ؟ هﻨﺎك إذن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺘﺮون ﺕﻮﻗﻴﻌﻲ ﻓﻘﻂ ،وﻟﻴﺲ ﻟﻮﺣﺎﺕﻲ .وهﻨﺎك أﻥﺖ اﻟﺘﻲ ﺕﺮﻳﺪﻳﻦ ﻟﻮﺣﺘﻲ دون ﺕﻮﻗﻴﻊ.
٩٠
ﺖ ﺑﺘﻌﺠّﺐ: ﻗﻠ ِ هﺬﻩ ..ﻟﻤﺎذا هﺬﻩ؟ﺖ: ﻗﻠ ُ ﻷﻥﻬﺎ اﻟﻤﺮأة اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘ ﻲ ارﺕﺤ ﺖ ﻟﻬ ﺎ ﺣﺘ ﻰ اﻵن ،واﻟﺘ ﻲ ﻗﺎﺱ ﻤﺘﻨﻲ ﻣﻌﻈ ﻢ ﺱ ﻨﻮات ﻏﺮﺑﺘ ﻲ .آﻨ ﺖ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﺎﺑﻖأﻣﻠﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﻥﺴﺨﺔ ﻣﺼﻐﺮة .وﻗﺮرت ﻣﻨﺬ ﺱﻨﺘﻴﻦ أن أهﺪي ﻥﻔﺴﻲ ﺕﻤﺜﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺠﻤﻪ اﻷآﺒﺮ. آﺎﻥﺖ ﺕﻠﻚ إﺣﺪى ﻥﻮﺑﺎت ﺝﻨﻮﻥﻲ .وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أﻥﺪم ﻋﻠﻰ اﻗﺘﻨﺎﺉﻬﺎ ،إﻥﻬﺎ ﺕﺸﺒﻬﻨﻲ آﺜﻴﺮًا .أﻥﺎ ﺑﺬراع واﺣ ﺪة وه ﻲ ﺑ ﻼ ذراﻋﻴﻦ .ﻟﻘﺪ ﻓﻘﺪﻥﺎ أﻃﺮاﻓﻨﺎ ﻓﻲ أزﻣﻨ ﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ،ﻷﺱ ﺒﺎب ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ .وﻟﻜﻨﻨ ﺎ ﺹ ﺎﻣﺪان ﻣﻌ ﺎً ،ﻟ ﻦ ﺕﻤﻨﻌﻨ ﺎ ﻋﺎهﺘﻨ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺨﻠﻮد. ﻟﻢ ﺕﻌﻠّﻘﻲ ﻋﻠﻰ آﻼﻣﻲ. ﻳﺒﺪو أﻥﻚ ﻟﻢ ﺕﺼﺪﻗﻲ ذﻟﻚ .أن ﻳﻌﻴﺶ رﺝﻞ ﻣﻊ ﺕﻤﺜﺎل ﻻﻣﺮأة ،ﺽﺮب ﻣﻦ اﻟﺠﻨ ﻮن أﻟ ﻴﺲ آ ﺬﻟﻚ؟ ﺣﺘ ﻰ ﻟ ﻮ آ ﺎن اﻟﺮﺝ ﻞ رﺱّﺎﻣﺎً ،وآﺎﻥﺖ اﻟﻤﺮأة ﻓﻴﻨﻮس ﻻ ﻏﻴﺮ! اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻣﻌ ﻚ ..أﻥ ﻚ آﻨ ﺖ ﻣ ﺄﺧﻮذة ﺑﺎﻟﻌﺒﻘﺮﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺕﻼﻣ ﺲ اﻟﺠﻨ ﻮن .وﻟﻜﻨ ﻚ آﻨ ﺖ أﻋﻘ ﻞ ﻣ ﻦ أن ﺕﻜﺸ ﻔﻴﻬﺎ .وﻟ ﺬا آﻠﻤ ﺎ ﻼ ﻋﻠﻰ ﺝﻨﻮﻥﻲ ،ﻟﻢ ﺕﻜﻮﻥﻲ ﺕﺼﺪﻗﻴﻨﻲ ﺕﻤﺎﻣًﺎ. أردت أن أﻋﻄﻴﻚ دﻟﻴ ً ﺖ ﻓﻘﻂ ﺑﺤﻤﺎﻗﺔ أﻥﺜﻰ ،ﺕﺴﺘﺮﻗﻴﻦ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻟﻮﺣﺔ آﺎﺕﺮﻳﻦ ،وآﺄﻥﻬﺎ وﺣﺪهﺎ ﺕﻌﻨﻴﻚ .ورﺣﺖ أﻥﺎ أﺣﺎول ﻓﻬﻤﻚ. رﺣ ِ ﻣﺎ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺰﻋﺠﻚ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ؟ هﻞ وﺝﻮدهﺎ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺑﺤﻀﻮرهﺎ اﻟﺼ ﺎﻣﺖ اﻟ ﺬي ﻳ ﺬآّﺮك ﺑﻤ ﺮور اﻣﺮأة أﺧﺮى ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺕﻲ؟ أم ﺷﻘﺮة ﺕﻠﻚ اﻟﻤ ﺮأة ،واﻹﻏ ﺮاء اﻻﺱ ﺘﻔﺰازي ﻟﺸ ﻔﺘﻴﻬﺎ وﻋﻴﻨﻴﻬ ﺎ اﻟﻤﺨﺘﻔﻴﺘ ﻴﻦ ﺧﻠ ﻒ ﺧﺼ ﻼت ﺷﻌﺮ ﻓﻮﺽﻮي؟ أآﻨﺖ ﺕﻐﺎرﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻠﻮﺣﺔ أم ﻣﻦ ﺹﺎﺣﺒﺘﻬﺎ؟ وآﻴﻒ ﻳﻜﻮن ﻣ ﻦ ﺣﻘ ﻚ أن ﺕﻌ ﺎﺕﺒﻴﻨﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻟﻮﺣ ﺔ واﺣ ﺪة رﺱ ﻤﺘﻬﺎ ﻻﻣ ﺮأة، دون أن ﻳﻜﻮن ﻟﻲ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ أن أﺣﺎﺱﺒﻚ ﻋﻠﻰ آﻞ ﻣﺎ آﺘﺒﺘﻪ ﻗﺒﻠﻲ ،وﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺮﺝﻞ اﻟﺬي ﻋﺬّﺑﺘﻨﻲ ﺑﻪ ﺹﺪﻗًﺎ أم آﺬﺑﺎً؟ ﺖ: ﻼ ﺙﻢ ﻗﻠ ِ ﻋﺎدت ﻋﻴﻨﺎك إﻟﻰ اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻷﺧﻴﺮة .ﺕﺄﻣﻠﺘﻬﺎ ﻗﻠﻴ ً إذن هﺬﻩ ..أﻥﺎ!ﺖ: ﻗﻠ ُ رﺑﻤﺎ ﻟ ﻢ ﺕﻜ ﻮﻥﻲ أﻥ ﺖ ،وﻟﻜ ﻦ هﻜ ﺬا أراك ،ﻓﻴ ﻚ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ﺕﻌ ﺎرﻳﺞ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ؛ ﻣ ﻦ اﺱ ﺘﺪارة ﺝﺴ ﻮرهﺎ ،ﻣ ﻦي اﻟ ﺬي ﻳﺸ ﻄﺮ ﺝﺴ ﺪهﺎ ،ﻣ ﻦ أﻥﻮﺙﺘﻬ ﺎ ﺷ ﻤﻮﺧﻬﺎ ،ﻣ ﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮه ﺎ ،ﻣ ﻦ ﻣﻐ ﺎرات ودﻳﺎﻥﻬ ﺎ ،ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﻨﻬ ﺮ اﻟﺰﺑ ﺪ ّ وإﻏﺮاﺉﻬﺎ اﻟﺴﺮي ودوارهﺎ. ﻗﺎﻃﻌﺘﻨﻲ ﻣﺒﺘﺴﻤﺔ: أﻥﺖ ﺕﺤﻠﻢ ..آﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻚ أن ﺕﺠﺪ ﻗﺮاﺑﺔ ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻦ هﺬا اﻟﺠﺴﺮ؟آﻴﻒ ﺧﻄﺮت ﻓﻜﺮة آﻬﺬﻩ ﺑﺬهﻨﻚ؟! أﺕﺪري أﻥﻨﻲ ﻻ أﺣﺐ ﺱﻮى اﻟﺠﺴﻮر اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺕﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻥﺮاه ﺎ ﻓ ﻲ ﺑﻄﺎﻗﺎت ﻥﻬﺎﻳﺔ اﻟﺴﻨﺔ ،ﻣﺮﺷﻮﺷ ﺔ ﺑ ﺎﻟﺜﻠﺞ واﻟﻔﻀ ﺔ ،ﺕﻌﺒﺮه ﺎ اﻟﻌﺮﺑ ﺎت اﻟﺨﺮاﻓﻴ ﺔ .وأﻣ ﺎ ﺝﺴ ﻮر ﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ اﻟﺠﺪﻳ ﺪة
٨٩
أﺕﺬآﺮﻳﻦ ﻳﻮم ﻗﻠﺖ ﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻬ ﺎﺕﻒ ،ﻟﻘ ﺪ ﺱ ﻬﺮت اﻟﺒﺎرﺣ ﺔ ﺣﺘ ﻰ ﺱ ﺎﻋﺔ ﻣﺘ ﺄﺧﺮة ﻣ ﻦ اﻟﻠﻴ ﻞ ﻷرﺱ ﻤﻚ .اﺕّﻬﻤﺘﻨ ﻲﻳﻮﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮن وﺧﻔﺖ أن أآﻮن ﻗﺪ ﻓﻀﺤﺖ ﻣﻼﻣﺤﻚ .ﻻ ﺕﺨﺎﻓﻲ ،ﻟﻦ أرﺱﻤﻚ أﺑﺪًا وﻟﻦ ﻳﻌﺮف أﺣﺪ أﻥ ﻚ ﻋﺒ ﺮت ﺣﻴﺎﺕﻲ ذات ﻳﻮم .إن ﻟﻠﻔﺮﺷﺎة ﺷﻬﺎﻣﺔ أﻳﻀًﺎ. ﺖ: وأﺽﻔ ُ أﻥﺖ ﻣﺪﻳﻨﺔ ..وﻟﺴﺖ اﻣﺮأة ،وآﻠﻤﺎ رﺱﻤﺖ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ رﺱﻤﺘﻚ أﻥﺖ ،ووﺣﺪك ﺱﺘﻌﺮﻓﻴﻦ هﺬا..ﺖ ﻓﺠﺄة وأﻥﺖ ﺕﺸﻴﺮﻳﻦ ﺑﻨﻈﺮة ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻚ إﻟﻰ ﻟﻮﺣﺔ آﺎﺕﺮﻳﻦ: ﻗﻠ ِ وهﻲ؟ﻦ. آﺎن ﻓﻲ ﺱﺆاﻟﻚ ﺷﻲء ﻣﻦ ﻋﻨﺎد اﻷﻃﻔﺎل وأﻥﺎﻥﻴﺘﻬﻢ ،وﺷﻲء ﻣﻦ ﻋﻨﺎد اﻟﻨﺴﺎء وﻏﻴﺮﺕﻬ ّ ﺖ وأﻥﺎ أرﻓﻊ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻣﻦ اﻷرض: ﻗﻠ ُ هﻞ ﺕﺰﻋﺠﻚ هﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﺣﻘﺎً؟.أﺝﺒ ِ ﺖ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﻜﺬب اﻟﻮاﺽﺢ: ﻻ..ﺖ وأﻥﺎ أﺷﻌﺮ أﻥﻨﻲ ﻗﺎدر ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻋﻠﻰ أن أرﺕﻜﺐ أي ﺝﻨﻮن: واﺹﻠ ُ إذا ﺷﺌﺖ ﺱﺄﺕﻠﻔﻬﺎ أﻣﺎﻣﻚ..ﺹﺤﺖ: ﻻ ،أأﻥﺖ ﻣﺠﻨﻮن!ﺖ ﺑﻬﺪوء: ﻗﻠ ُ ﻟﺴﺖ ﻣﺠﻨﻮﻥًﺎ ..وهﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻻ ﺕﻌﻨﻲ ﺷﻴﺌًﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ .إﻥﻬﺎ اﻣﺮأة ﻋﺎﺑﺮة ،ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺎﺑﺮة.ﺖ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻣﺮﺑﻜﺔ وأﻥﺖ ﺕﺘﺄﻣﻠﻴﻨﻬﺎ: ﻗﻠ ِ إﻥﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺘﻚ اﻷﺧﺮى ..أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ﻣﻦ أﻳﻦ ﺝﺌﺖ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺮﺹﺎﺹﺔ اﻷﺧﻴﺮة ،ﻟﺘﻄﻠﻘﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ؟ اﻋﺘﺮﻓﺖ ﻟﻚ ﺑﺘﻠﻤﻴﺢ واﺽﺢ: ﻻ ..ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ ،إﻥﻬﺎ وﺱﺎدﺕﻲ اﻷﺧﺮى ..أو إذا ﺷﺌﺖ ﺱﺮﻳﺮي اﻵﺧﺮ ﻓﻘﻂ!ﺷﻌﺮت أن ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﺮة ﻗﺪ ﻋﻼ وﺝﻨﺘﻴ ﻚ ،وأن ﻋﻮاﻃ ﻒ وأﺣﺎﺱ ﻴﺲ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀ ﺔ ﻗ ﺪ ﻋﺒﺮﺕ ﻚ ،وﺕﺮآ ﺖ ﺁﺙﺎره ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻼﻣﺤﻚ اﻟﺘﻲ ﺕﻐﻴّﺮت ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎت. ﺖ ﺑﻬﺪوء وآﺄﻥﻚ ﺕﺘﺤﺪﺙﻴﻦ إﻟﻰ ﻥﻔﺴﻚ: ﺙﻢ ﺕﻤﺘﻤ ِ -...ﻻ ﻳﻬﻢ! ﺖ ﻟﻚ وأﻥﺎ أﻣﺴﻜﻚ ﻣﻦ ذراﻋﻚ: ﻗﻠ ُ ﻻ ﺕﻐﺎري ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺔ .هﻨﺎﻟﻚ اﻣﺮأة واﺣﺪة ﺕﺴﺘﺤﻖ أن ﺕﻐﺎري ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺒﻴﺖ ،هﻲ هﺬﻩ..ﻥﻈﺮت ﻥﺤﻮ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي أﺷﺮت إﻟﻴﻪ .آﺎن ﺙﻤّﺔ ﺕﻤﺜﺎل ﻳﻨﺘﺼﺐ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻓﻲ ﺣﺠﻢ اﻣﺮأة. ٨٨
وﻋﻨﺪﻣﺎ اﻥﺘﻬﻴﺖ ،آﻨﺖ رﺱﻤﺖ ﻗﻨﻄﺮة ﺱﻴﺪي راﺷﺪ ووادي اﻟﺮﻣﺎل ..ﻻ ﻏﻴﺮ .وأدرآﺖ أﻥﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻻ ﻥﺮﺱ ﻢ ﻣﺎ ﻥﺴﻜﻨﻪ ..وإﻥﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﻜﻨﻨﺎ. ﺱﺄﻟﺘﻨﻲ ﺑﻠﻬﻔﺔ: هﻞ ﻳﻤﻜﻦ أن أرى هﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺔ؟ﺖ وأﻥﺎ أﻗﻮدك إﻟﻰ ﻣﺮﺱﻤﻲ: ﻗﻠ ُ ﻃﺒﻌًﺎ.ﺖ أﻣﺎم ﺕﻠﻚ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺸﺎﺱﻌﺔ اﻟﻤﻸى ﺑﺎﻟﻠﻮﺣﺎت .رﺣ ِ وﻗﻔ ِ ﺖ ﺕﻨﻈﺮﻳﻦ إﻟﻰ اﻟﺠ ﺪران ،وإﻟ ﻰ ﻣ ﺎ اﺕﻜ ﺄ ﻣ ﻦ اﻟﻠﻮﺣ ﺎت أرﺽ ًﺎ ﺑﺪهﺸﺔ ﻃﻔﻞ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺱﺤﺮﻳﺔ .ﺙﻢ ﻗﻠﺖ ﺑﺎﻻﻥﺒﻬﺎر ﻥﻔﺴﻪ: ﻞ هﺬا ..أﺕﺪري؟ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث أن زرت ﻣﺮﺱﻤًﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻴﻮم.. آﻢ هﻮ راﺉﻊ آ ّآﻨﺖ أو ّد أن أﻗﻮل ﻟﻚ » وﻟﻢ ﻳﺤﺪث أن زارﺕﻪ اﻣﺮأة ﻗﺒﻠﻚ ،ﻗﺒﻞ اﻟﻴﻮم«. وﻟﻜﻦ ﻟﻮﺣﺔ آﺎﺕﺮﻳﻦ اﻟﻤﺴﺘﻨﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪار ذآّﺮﺕﻨﻲ ﺑﻤﺮور اﻣﺮأة أﺧﺮى ﻣ ﻦ هﻨ ﺎ .ذه ﺐ ﻓﻜ ﺮي ﻋﻨ ﺪهﺎ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻮﻗ ﺖ ﺖ ﻓﺠﺄة: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﻠ ِ وأﻳﻦ هﻲ اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺪّﺙﺘﻨﻲ ﻋﻨﻬﺎ؟أﺧ ﺬﺕﻚ إﻟ ﻰ اﻟﻄ ﺮف اﻵﺧ ﺮ ﻟﻠﻘﺎﻋ ﺔ ،آﺎﻥ ﺖ اﻟﻠﻮﺣ ﺔ ﻣ ﺎ ﺕ ﺰال ﻣﻨﺘﺼ ﺒﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺧﺸ ﺒﺎت اﻟﺮﺱ ﻢ ،وآﺄﻥﻬ ﺎ ﺕﻠﻐ ﻲ ﺑﻮﺽ ﻌﻬﺎ اﻟﻤﻤﻴﺰ ذاك ،آﻞ اﻟﻠﻮﺣﺎت اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺒﻌﺜﺮة ﺣﻮﻟﻬﺎ. ي رﺱ ﺎم وﻟﻮﺣﺘ ﻪ اﻷﺧﻴ ﺮة .هﻨﺎﻟ ﻚ ﺕﻮاﻃ ﺆ ﻋ ﺎﻃﻔﻲ ﺹ ﺎﻣﺖ ،ﻟ ﻦ ﻳﻜﺴ ﺮﻩ ﺱ ﻮى دﺧ ﻮل هﻨﺎﻟﻚ ﻋﻼﻗﺔ ﻋﺸ ﻘﻴﺔ ﻣ ﺎ ﺑ ﻴﻦ أ ّ ﻟﻮﺣﺔ ﻋﺬرا أﺧﺮى إﻟﻰ داﺉﺮة اﻟﻀﻮء. ﻓﺎﻟﺮﺱﺎم ﻣﺜﻞ اﻟﻜﺎﺕ ﺐ ﻻ ﻳﻌ ﺮف آﻴ ﻒ ﻳﻘ ﺎوم اﻟﻨ ﺪاء اﻟﻤﻮﺝ ﻊ ﻟّﻠ ﻮن اﻷﺑ ﻴﺾ ،واﺱ ﺘﺪراﺝﻪ إﻳ ﺎﻩ ﻟﻠﺠﻨ ﻮن اﻹﺑ ﺪاﻋﻲ آﻠﻤ ﺎ وﻗﻒ أﻣﺎم ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺑﻴﻀﺎء. آﻴﻒ إذن ،ﻣﺎ زﻟﺖ أﻗﺎوم ﻣﻨﺬ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﺕﺤﺪي اﻟﻠﻮن اﻷﺑﻴﺾ وإﻏﺮاء آﻞ اﻟﻠﻮﺣﺎت اﻟﺘﻲ أﺷﻬﺮت ﻓﻲ وﺝﻬﻲ ﺑﻴﺎﺽﻬﺎ؟ وﻟﻤﺎذا ،رﻓﻀﺖ أن أرﺱﻢ ﺷﻴﺌًﺎ ﺑﻌﺪ ﻟﻮﺣﺘﻲ هﺬﻩ ،وﻓﻀّﻠﺖ أن أﺑﻘﻴﻬﺎ هﻜﺬا ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺸﺒﺎت ﻥﻔﺴﻬﺎ ،ﻷﺷﻬﺪ ﻟﻬﺎ أﻥﻬﺎ آﺎﻥ ﺖ ﺱﻴﺪﺕﻲ ،وﺱﻴﺪة آﻞ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻲ ﻣﻦ ﻟﻮﺣﺎت ،وآﺄﻥﻨﻲ أرﻓﺾ أن أﺣﻴﻠﻬﺎ إﻟﻰ رآﻦ أو ﺝﺪار آﻤﺎ ﺕﺤﺎل ﻋﺸﻴﻘﺔ ﻋﺎﺑﺮة. أﻳﻤﻜﻦ ذﻟﻚ ..وهﻲ اﻟﺘﻲ أﻋﻄﺘﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﺸﻮة ،ﻣﺎ ﻟﻢ ﺕﻌﻄﻨﻴﻪ ﺣﺘﻰ اﻟﻨﺴﺎء؟ رﺑﻤﺎ ..ﻷﻥﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ﻗﺒﻠﻬﺎ أن ﻣﺎرﺱﺖ اﻟﺤﺐ رﺱﻤًﺎ ..ﻣﻊ اﻟﻮﻃﻦ! ﺖ وأﻥﺖ ﺕﺘﺄﻣﻠﻴﻨﻬﺎ: ﻗﻠ ِ إﻥﻬﺎ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻟﻠﻮﺣﺘﻚ اﻷوﻟﻰ »ﺣﻨﻴﻦ« وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺕﺨﺘﻠ ﻒ ﻋﻨﻬ ﺎ ،ﻓ ﻲ اﻟﻜﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺘﻔﺎﺹ ﻴﻞ ..وﺧﺎﺹ ﺔ ﻓ ﻲ اﻷﻟ ﻮاناﻟﺘﺮاﺑﻴﺔ اﻟﺨﺎم اﻟﺘﻲ اﺱﺘﻌﻤﻠﺘﻬﺎ ،إﻥﻬﺎ ﺕﻌﻄﻴﻬﺎ ﻥﻀﺠًﺎ ..وﺣﻴﺎة أآﺜﺮ. ﺖ وأﻥﺎ أﻥﻘﻞ ﻥﻈﺮي ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻴﻚ: ﻗﻠ ُ ﺖ. ﻟﻘﺪ ﺑﻌﺜﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﻴﺎة ..إﻥﻬﺎ أﻥ ِ أﻥﺎ؟٨٧
آﺎن ﺹﻮﺕﻚ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻳﺄﺕﻲ آﻤﻮﺱﻴﻘﻰ ﻋﺰف ﻣﻨﻔﺮد. وﺝﺪت اﻟﺠﻮاب ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة ،ﺣﻔﻈﺖ ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ ذات ﻳﻮم: »ﻋﻴﻨﺎك ﻏﺎﺑﺘﺎ ﻥﺨﻴﻞ ﺱﺎﻋﺔ اﻟﺴﺤﺮ أو ﺷﺮﻓﺘﺎن راح ﻳﻨﺄى ﻋﻨﻬﻤﺎ اﻟﻘﻤﺮ« ﺱﺄﻟﺘﻨﻲ ﻣﺪهﻮﺷﺔ: أﺕﻌﺮف ﺷﻌﺮ اﻟﺴﻴﺎب أﻳﻀﺎً؟ .ﻋﺠﻴﺐ!ﺖ ﻓﻲ ﺝﻮاب ﻣﺰدوج: ﻗﻠ ُ أﻋﺮف »أﻥﺸﻮدة اﻟﻤﻄﺮ«.ﻋﺮت أﻥﻚ رﺑﻤﺎ أﺣﺒﺒﺘﻨﻲ أآﺜﺮ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﺑﺎﻟﺬات ،وآﺄﻥﻨﻲ أﺹﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﻥﻈﺮك اﻟﺴﻴّﺎب أﻳﻀًﺎ. وآﻜﻞ ﻣﺮة أﻓﺎﺝﺌﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺒﻴﺖ ﺷﻌﺮ ،أو ﺑﻤﻘﻮﻟﺔ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺱﺄﻟﺘﻨﻲ: ﻣﺘﻰ ﻗﺮأت هﺬا؟أﺝﺒﺘﻚ هﺬﻩ اﻟﻤﺮة: أﻥﺎ ﻟﻢ أﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﺰﻳﺰﺕﻲ ﺱﻮى اﻟﻘﺮاءة .ﺙﺮوة اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ﺕﻌ ّﺪ ﺑ ﺎﻷوراق اﻟﻨﻘﺪﻳ ﺔ ،وﺙﺮوﺕ ﻲ ﺑﻌﻨ ﺎوﻳﻦ اﻟﻜﺘ ﺐ .أﻥ ﺎﻞ ﻣﺎ وﻗﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺪي ..ﺕﻤﺎﻣًﺎ آﻤﺎ ﻥﻬﺒﻮا آﻞ ﻣﺎ وﻗﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺪهﻢ!. رﺝﻞ ﺙﺮي آﻤﺎ ﺕﺮﻳﻦ ..ﻗﺮأت آ ّ ﺑﻌﺪهﺎ ﻗﻠﺖ وأﻥﺖ ﺕﺤﺪﻗﻴﻦ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺠﺴﺮ اﻟﺤﺠﺮي اﻟﺮﻣﺎدي ،اﻟﺬي ﻳﺠﺮي ﺕﺤﺘﻪ ﻥﻬﺮ اﻟﺴﻴﻦ ﺑﺰرﻗﺔ ﺹﻴﻔﻴﺔ اﺱﺘﺜﻨﺎﺉﻴﺔ: ﻞ ﺷﺮﻓﺘﻚ ﻋﻠﻰ ﻥﻬﺮ اﻟﺴﻴﻦ ،ﻣﺎ اﺱﻢ هﺬا اﻟﺠﺴﺮ؟ أﻥﺖ ﻣﺤﻈﻮظ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻨﻈﺮ ،ﺝﻤﻴﻞ أن ﺕﻄ ّﺖ: ﻗﻠ ُ إﻥﻪ ﺝﺴﺮ ﻣﻴﺮاﺑﻮ .اآﺘﺸﻔﺖ أﺧﻴﺮًا أن » أﺑﻮﻟﻴﻨﻴﺮ« ﻗﺪ ﺧﻠّﺪ ه ﺬا اﻟﺠﺴ ﺮ ﻓ ﻲ ﻗﺼ ﺎﺉﺪﻩ ،ﻋﺜ ﺮت ﻋﻠ ﻰ ﺑﻌﻀ ﻬﺎ ﻣﻨ ﺬأﻳﺎم ﻓﻲ دﻳﻮان ﻟﻪ .ﻳﺒﺪو أﻥﻪ آﺎن ﻣﻮﻟﻌًﺎ ﺑﻪ .إن اﻟﺸﻌﺮاء ﻣﺜﻞ اﻟﺮﺱﺎﻣﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﻋ ﺎدة ﻻ ﺕﻘ ﺎوم ﻓ ﻲ ﺕﺨﻠﻴ ﺪ آ ﻞ ﻣﻜ ﺎن ﺱ ﻜﻨﻮﻩ أو ﻋﺒ ﺮوﻩ ﺑﺤ ﺐ .ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﺧّﻠ ﺪ ﺽ ﻴﻌﺔ ﻣﺠﻬﻮﻟ ﺔ ،وﺁﺧ ﺮ ﻣﻘﻬ ﻰ آﺘ ﺐ ﻓﻴ ﻪ ﻳﻮﻣ ﺎً ،وﺙﺎﻟ ﺚ ﻣﺪﻳﻨ ﺔ ﻋﺒﺮه ﺎ ﻣﺼﺎدﻓﺔ ،وإذا ﺑﻪ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺣﺒﻬﺎ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ. ﺱﺄﻟﺘﻨﻲ: وهﻞ رﺱﻤﺖ أﻥﺖ هﺬا اﻟﺠﺴﺮ؟أﺝﺒﺘﻚ ﻣﺘﻨﻬﺪًا: ﻻ ..ﻷﻥﻨﺎ ﻻ ﻥﺮﺱﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻣﺎ ﻥ ﺮى ..وإﻥﻤ ﺎ ﻣ ﺎ رأﻳﻨ ﺎﻩ ﻳﻮﻣ ًﺎ وﻥﺨ ﺎف أﻻ ﻥ ﺮاﻩ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ أﺑ ﺪًا .وهﻜ ﺬا ﻗﻀ ﻰ)دوﻻآ ﺮوا( ﻋﻤ ﺮﻩ ﻓ ﻲ رﺱ ﻢ ﻣ ﺪن ﻣﻐﺮﺑﻴ ﺔ ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﻜﻨﻬﺎ ﺱ ﻮى أﻳ ﺎم ،وﻗﻀ ﻰ )أﻃ ﻼن( ﻋﻤ ﺮﻩ ﻓ ﻲ رﺱ ﻢ ﻣﺪﻳﻨ ﺔ واﺣﺪة ..هﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ. ﻼ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻨﺎﻓ ﺬة ،ﻷرﺱ ﻢ ﺑﺸ ﻲء ﻣ ﻦ ﻟﻢ أآ ﻦ أﻋ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ﻗﺒ ﻞ أن أﻗ ﻒ ﻣﻨ ﺬ ﺷ ﻬﺮﻳﻦ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ ﻣﻘ ﺎﺑ ً اﻟﺘﻮﺕﺮ اﻻﺱﺘﺜﻨﺎﺉﻲ ﻟﻮﺣﺘﻲ اﻷﺧﻴﺮة. آﺎﻥﺖ ﻋﻴﻨﺎي ﺕﺮﻳﺎن ﺝﺴﺮ ﻣﻴﺮاﺑﻮ وﻥﻬﺮ اﻟﺴﻴﻦ .وﻳﺪي ﺕﺮﺱﻢ ﺝﺴﺮًا ﺁﺧﺮ ووادﻳًﺎ ﺁﺧﺮ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ أﺧﺮى. ٨٦
ﺖ ﻟﻚ ﺽﺎﺣﻜًﺎ: ﻗﻠ ُ ﻟﺴﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﺝﺔ إﻟﻰ أن أﺱﻜﻦ ﺷﻘﺔ ﻣﻐﺒّﺮة ،ﺑﺄﺷﻴﺎء آﺜﻴ ﺮة ﻣﺒﻌﺜ ﺮة ﻷآ ﻮن ﻓﻨّﺎﻥ ًﺎ .إﻥﻬ ﺎ ﻓﻜ ﺮة أﺧ ﺮى ﺧﺎﻃﺌ ﺔ ﻋ ﻦاﻟﺮﺱّﺎﻣﻴﻦ .أﻥﺎ ﻣﺴﻜﻮن ﺑﺎﻟﻔﻮﺽﻰ ،وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ أﺱﻜﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮورة .إﻥﻬﺎ ﻃﺮﻳﻘﺘﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪة ،ﻓ ﻲ وﺽ ﻊ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ اﻟﺘﺮﺕﻴﺐ داﺧﻠﻲ. ﻟﻘ ﺪ اﺧﺘ ﺮت ه ﺬﻩ اﻟﺸ ﻘﺔ اﻟﺸ ﺎهﻘﺔ ،ﻷن اﻟﻀ ﻮء ﻳﺆﺙﺜﻬ ﺎ وه ﻮ آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻳﻠ ﺰم ﻟﻠﺮﺱ ﺎم ،ﻓﺎﻟﻠﻮﺣ ﺔ ﻣﺴ ﺎﺣﺔ ﻻ ﺕﺆﺙ ﺚ ﺑﺎﻟﻔﻮﺽﻰ وإﻥﻤﺎ ﺑﺎﻟﻀﻮء وﻟﻌﺒﺔ اﻟﻈﻞ واﻷﻟﻮان. ﻓﺘﺤﺖ ﻥﺎﻓﺬﺕﻲ اﻟﺰﺝﺎﺝﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ،ودﻋﻮﺕﻚ ﻟﻠﺨﺮوج إﻟﻰ اﻟﺸﺮﻓﺔ. ﺖ: ﻗﻠ ُ اﻥﻈﺮي هﺬﻩ اﻟﻨﺎﻓﺬة ،إﻥﻬﺎ اﻟﺠﺴﺮ اﻟﺬي ﻳﺮﺑﻄﻨﻲ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .ﻣﻦ هﻨ ﺎ ،ﻣ ﻦ ﺷ ﺮﻓﺘﻲ أﺕﻌﺎﻣ ﻞ ﻣ ﻊ ﺱ ﻤﺎء ﺑ ﺎرﻳﺲاﻟﻤﺘﻘﻠّﺒﺔ. آﻞ ﺹﺒﺎح ﺕﻘﺪم ﻟﻲ ﺑﺎرﻳﺲ ﻥﺸﺮﺕﻬﺎ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﻓﺄﺝﻠﺲ هﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻓﺔ ﻷﺕﻔﺮج ﻋﻠﻴﻬﺎ وه ﻲ ﺕﻨﻘﻠ ﺐ ﻣ ﻦ ﻃ ﻮر إﻟ ﻰ ﺁﺧﺮ. ﻳﺤﺪث آﺜﻴﺮًا أن أرﺱﻢ أﻣﺎم هﺬﻩ اﻟﻨﺎﻓﺬة ،وﻳﺤﺪث أن أﺝﻠﺲ ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج ﻷﺕﻔﺮج ﻋﻠﻰ ﻥﻬﺮ اﻟﺴ ﻴﻦ ،وه ﻮ ﻳﺘﺤ ﻮل إﻟﻰ إﻥﺎء ﻳﻄﻔﺢ ﺑﺪﻣﻮع ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺕﺤﺘﺮف اﻟﺒﻜﺎء. ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻲ اﻟﺠﻠﻮس هﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓّﺔ اﻟﻤﻄﺮ ﻗﺮﻳﺒًﺎ وﻣﺤﻤﻴًﺎ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺁن واﺣﺪ .ﻣﻨﻈ ﺮ اﻟﻤﻄ ﺮ ﻳﺴ ﺘﺪرﺝﻨﻲ ﻷﺣﺎﺱ ﻴﺲ ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ. » إن اﻹﻥﺴﺎن ﻟﻴﺸﻌﺮ أﻥﻪ ﻓﻲ ﻋﻨﻔﻮان اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻨﺪ ﻥﺰول اﻟﻤﻄﺮ«. ﺖ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ : ت إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء وآﺄﻥﻚ ﺕﺼّﻠﻴﻦ ﻟﺘﻤﻄﺮ ،وﻗﻠ ِ ﻋﻨﺪﺉﺬٍ ،ﻥﻈﺮ ِ إن اﻟﻤﻄﺮ ﻳﻐﺮﻳﻨﻲ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ..وأﻥﺖ؟وآﻨﺖ ﻋﻠﻰ وﺷﻚ أن أﺝﻴﺒﻚ » وأﻥﺎ ﻳﻐﺮﻳﻨﻲ ﺑﺎﻟﺤﺐ«. ت ﻃﻮﻳ ً ﻥﻈﺮ ُ ﻼ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء .آﺎﻥﺖ ﺹﺎﻓﻴﺔ زرﻗﺎء آﺴﻤﺎء ﺣﺰﻳﺮان. آﺎﻥﺖ زرﻗﺘﻬﺎ ﺕﻀﺎﻳﻘﻨﻲ ﻓﺠﺄة ،رﺑﻤﺎ ﻷﻥﻨﻲ ﺕﻌﻮدت أن أراهﺎ رﻣﺎدﻳﺔ. ورﺑﻤﺎ ﻷﻥﻨﻲ ﺕﻤﻨﻴﺖ ﻓﻲ ﺱﺮّي ،ﻟﻮ أﻣﻄﺮت ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ؛ ﻟﻮ ﺕﻮاﻃﺄت ﻣﻌﻲ ورﻣﺘﻚ إﻟﻰ ﺹﺪري ﻋﺼﻔﻮرة ﻣﺒﻠﻠﺔ. وﻟﻢ أﻗﻞ ﻟﻚ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ آﻞ هﺬا. ﻥﻘﻠﺖ ﻥﻈﺮﺕﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء إﻟﻰ ﻋﻴﻨﻴﻚ. آﻨﺖ أراهﻤﺎ ﻷول ﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﻀﻮء .ﺷﻌﺮت أﻥﻨﻲ أﺕﻌﺮف ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ. ارﺕﺒﻜﺖ أﻣﺎﻣﻬﻤﺎ آﺄول ﻣﺮة .آﺎﻥﺘﺎ أﻓﺘﺢ ﻣﻦ اﻟﻌﺎدة ،ورﺑﻤﺎ أﺝﻤﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺎدة. آﺎن ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻖ واﻟﺴﻜﻮن ﻓﻲ ﺁن واﺣﺪ .ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺒﺮاءة ،واﻟﻤﺆاﻣﺮة اﻟﻌﺸﻘﻴﺔ.. ﺕﺮاﻥﻲ أﻃﻠﺖ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻚ؟ ﺱﺄﻟﺘﻨﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻦ ﻳﻌﺮف اﻟﺠﻮاب ﻣﺴﺒﻘًﺎ: ﻲ هﻜﺬا؟ ﻟﻤﺎذا ﺕﻨﻈﺮ إﻟ ّ٨٥
ي اﻵﺧﺮ ،أن أﺣﻮّﻟﻚ إﻟﻰ ﺝﺰء ﻣﻦ هﺬا اﻟﺒﻴﺖ. ي ﺝﻨﻮن آﺎن ..أن ﺁﺕﻲ ﺑﻚ إﻟﻰ هﻨﺎ ،أن أﻓﺘﺢ ﻟﻚ ﻋﺎﻟﻤﻲ اﻟﺴﺮ ّ أ ّ هﺬا اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺬي أﺹﺒﺢ ﺝﻨّﺘﻲ ﻓﻲ اﻥﺘﻈﺎرك ،واﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﺼﺒﺢ ﺝﺤﻴﻤﻲ ﺑﻌﺪك. ﻖ ﻻ ﻳﺮى أﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﻣﻮﻋﺪﻩ اﻟﻘﺎدم؟ ي ﻋﺎﺷ ٍ ﻞ هﺬا؟ أم آﻨﺖ ﺱﻌﻴﺪًا وأﺣﻤﻖ آﺄ ّ أآﻨﺖ ﻋﻨﺪﺉ ٍﺬ أﻋﻲ آ ّ ﺕﺴﺎءﻟﺖ ﺑﻌﺪهﺎ ..إن آﻨﺖ ﺣﻘًﺎ ﻻ أرﻳﺪ ﻏﻴﺮ إﻃﻼﻋﻚ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺣﺘﻲ اﻷﺧﻴﺮة ..وﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﻘﺘﻲ اﻟﺴ ّﺮﻳّﺔ ﻟﻠﺠﻨﻮن. ﺕﺬآّﺮت آﺎﺕﺮﻳﻦ ،وﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﺘﻲ رﺱﻤﺘﻬﺎ ﻟﻬﺎ اﻋﺘﺬارًا ﻷﻥﻨﻲ ذات ﻳﻮم ،آﻨﺖ ﻋﺎﺝﺰًا ﻋ ﻦ أن أرﺱ ﻢ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﺁﺧ ﺮ ﻏﻴ ﺮ وﺝﻬﻬﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ آﺎن اﻵﺧﺮون ﻳﺘﺴﺎﺑﻘﻮن ﻓﻲ رﺱﻢ ﺝﺴﺪهﺎ اﻟﻌﺎري ،اﻟﻤﻌﺮوض ﻟﻠﻮﺣﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ ﻟﻠﻔﻨﻮن اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ. ﺕﺬآّﺮت ﻳﻮم ﻋﺮﺽﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺕﺰورﻥﻲ ﻷرﻳﻬﺎ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ.. ﻟﻢ أﺕﻮﻗﻊ أن ﺕﻜﻮن ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﺒﺮﻳﺌﺔ ،ﺱﺒﺒًﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻏﻴﺮ ﺑﺮﻳﺌﺔ داﻣﺖ ﺱﻨﻴﻦ. أﻟﻴﺲ ﻓﻲ دﻋﻮﺕﻲ ﻟﻚ ﻟﺰﻳﺎرة ﻣﺮﺱﻤﻲ ،ﺷﻲء ﻣﻦ ﻗﻠّﺔ اﻟﺘﻌﻘّﻞ ،ورﻏﺒﺔ ﺱﺮﻳﺔ ﻻﺱﺘﺪراج اﻟﻈﺮوف ﻷﺷﻴﺎء أﺧﺮى؟ ﺕﺮاﻥ ﻲ آﻨ ﺖ أﻓﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ ،وأﻥ ﺎ أﺱ ﺘﻌﻴﺪ ﺝﻤﻠ ﺔ آ ﺎﺕﺮﻳﻦ ،وه ﻲ ﺕﺴﺘﺴ ﻠﻢ ﻟ ﻲ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻤﺮﺱ ﻢ ،وﺱ ﻂ ﻓﻮﺽ ﻰ اﻟﻠﻮﺣ ﺎت اﻟﻤﺮﺱﻮﻣﺔ ،واﻟﻠﻮﺣﺎت اﻟﺒﻴﻀﺎء اﻟﻤﺘّﻜﺌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪران ،وﺕﻘﻮل ﻟﻲ ﺑﺈﺷﺎرة ﻣﺘﻌﻤﺪة: هﺬا ﻣﻜﺎن ﻳﻐﺮي ﺑﺎﻟﺤﺐ..ﻓﺄﺝﺒﺘﻬﺎ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ: ﻟﻢ أآﻦ أﻋﺮف هﺬا ﻗﺒﻞ اﻟﻴﻮم..ﻓﻬﻞ آﺎن ﻣﺮﺱﻤﻲ ﻳﻐﺮي ﺑﺎﻟﺤﺐ؟ أم أن ﻓﻲ آﻞ ﻣﻜﺎن ﻟﻠﺨﻠﻖ ﺝﺎذﺑﻴﺔ ﻣﺎ ﺕﻐﺮي ﺑﺎﻟﺠﻨﻮن؟ ي ﺝﻨﻮن.. وﻟﻜﻦ ،ورﻏﻢ هﺬا آﻨﺖ أدري أﻥﻚ ﻟﻢ ﺕﻜﻮﻥﻲ آﺎﺕﺮﻳﻦ ..وﻟﻦ ﺕﻜﻮﻥﻴﻬﺎ .ﻓﺒﻴﻨﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻮاﺝﺰ ﻣﺎ ﻟﻦ ﻳﺤﻄﻤﻪ أ ّ ﺖ ﺱ ﻨﻮات ﻋﻠ ﻰ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺰﻳ ﺎرة ،أﺱ ﺘﻌﻴﺪ ذﻟ ﻚ اﻟﻴ ﻮم ،وآ ﺄﻥﻨﻲ أﻋﻴﺸ ﻪ ﻣ ﺮة أﺧ ﺮى ،ﺑﻜ ﻞ هﺰّاﺕ ﻪ اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺔ اﻟﻴﻮم ،ﺑﻌ ﺪ ﺱ ّ اﻟﻤﺘﻘﻠﺒﺔ. هﺎ أﻥﺖ ﺕﺪﺧﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻓﺴﺘﺎن أﺑﻴﺾ )ﻟﻤﺎذا أﺑ ﻴﺾ؟( ،ﻳﺴ ﺒﻘﻚ ﻋﻄ ﺮك إﻟ ﻰ اﻟﻄ ﺎﺑﻖ اﻟﻌﺎﺷ ﺮ .ﻳﺴ ﺒﻘﻚ اﻟﻘﻠ ﺐ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺼ ﻌﺪ وﻳﻬﺮول أﻣﺎﻣﻚ. هﺎ أﻥﺎ أآﺎد أﺽﻊ ﻗﺒﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺪك ..وإذا ﺑﻲ أﺹﺎﻓﺤﻚ )ﻟﻤﺎذا أﺹﺎﻓﺤﻚ؟(. أﺱﺄﻟﻚ هﻞ وﺝﺪت اﻟﺒﻴﺖ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻓﺘﺄﺕﻲ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﺑﺎﻟﻔﺮﻥﺴﻴﺔ )ﻟﻤﺎذا أﻳﻀًﺎ ﺑﺎﻟﻔﺮﻥﺴﻴﺔ؟( ﺕﺮاﻥﻲ آﻨﺖ أﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺣ ّﺮﻳّﺔ أو ﺝﺮأة أآﺜﺮ ،داﺧﻞ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ ﺕﻘﺎﻟﻴﺪي وﺣﻮاﺝﺰي اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ؟ ﺖ. ﻋﻠﻰ ﺕﻠﻚ اﻷرﻳﻜﺔ ﺝﻠﺴ ِ ﺖ وأﻥﺖ ﺕﻠﻘﻴﻦ ﻥﻈﺮة ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﺠﻠﻮس: ﻗﻠ ِ ﻟﻢ أآﻦ أﺕﺼ ّﻮر ﺑﻴﺘﻚ هﻜﺬا .إﻥﻪ راﺉﻊ وﻣﺆﺙﺚ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺬوق!ﺱﺄﻟﺘﻚ: آﻴﻒ آﻨﺖ ﺕﺘﺼﻮرﻳﻨﻪ إذن؟أﺝﺒﺘﻨﻲ: ﺑﻔﻮﺽﻰ ..وﺑﺄﺷﻴﺎء أآﺜﺮ.٨٤
ﻷﻥﻨ ﻲ اﻟﻴ ﻮم أﺣﺘﺮﻣ ﻚ أآﺜ ﺮ .إﻥﻬ ﺎ أول ﻣ ﺮة ﻣﻨ ﺬ ﺙﻼﺙ ﺔ أﺷ ﻬﺮ ﺕﺤ ﺪﺙﻨﻲ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻋ ﻦ ﻥﻔﺴ ﻚ .اآﺘﺸ ﻔﺖ اﻟﻴ ﻮم أﺷ ﻴﺎءﻣﺪهﺸﺔ .ﻟﻢ أآﻦ أﺕﺼﻮر أﻥﻚ ﺣﻀﺮت إﻟﻰ ﺑﺎرﻳﺲ ﻟﻬﺬﻩ اﻷﺱﺒﺎب .ﻋﺎد ًة ﻳﺄﺕﻲ اﻟﻔﻨﺎﻥﻮن هﻨﺎ ﺑﺤﺜ ًﺎ ﻋ ﻦ اﻟﺸ ﻬﺮة أو اﻟﻜﺴﺐ ﻻ أآﺜﺮ. ﻟﻢ أﺕﻮﻗﻊ أن ﺕﻜﻮن ﺕﺨﻠﻴﺖ ﻋﻦ آﻞ ﺷﻲء هﻨﺎك ،ﻟﻜﻲ ﺕﺒﺪأ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺮ هﻨﺎ.. ﻚ ﻣﺼﺤﱢﺤًﺎ ﻟﻜﻼﻣﻚ: ﻗﺎﻃﻌﺘ ِ ﻟﻢ أﺑﺪأ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺮ ..ﻥﺤﻦ ﻻ ﻥﺒﺪأ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺮ أﺑﺪًا ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻥﺴﻠﻚ ﻃﺮﻳﻘًﺎ ﺝﺪﻳﺪًا .إﻥﻨﺎ ﻥﺒﺪأ ﻣﻦ أﻥﻔﺴﻨﺎ ﻓﻘﻂ .أﻥ ﺎ ﺑ ﺪأتﻣﻦ ﻗﻨﺎﻋﺎﺕﻲ. ﺷ ﻌﺮت ﻳﻮﻣﻬ ﺎ أﻥﻨ ﺎ ﻥ ﺪﺧﻞ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ أﺧ ﺮى ﻣ ﻦ ﻋﻼﻗﺘﻨ ﺎ ،وأﻥ ﻚ ﻋﺠﻴﻨ ﺔ ﺕﺄﺧ ﺬ ﻓﺠ ﺄة آ ﻞ ﻗﻨﺎﻋ ﺎﺕﻲ ،وﺷ ﻜﻞ ﻃﻤﻮﺣ ﺎﺕﻲ وأﺣﻼﻣﻲ اﻟﻘﺎدﻣﺔ. ﺕﺬآّﺮت ﺝﻤﻠﺔ ﻗﺮأﺕﻬﺎ ﻳﻮﻣًﺎ ﻓﻲ آﺘﺎب ﻋﻦ اﻟﺮﺱﻢ ﻷﺣﺪ اﻟﻨﻘّﺎد ﺕﻘﻮل: ن اﻟﺮﺱﺎم ﻻ ﻳﻘﺪم ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻟﻮﺣﺘﻪ ﺹﻮرة ﺷﺨﺼﻴّﺔ ﻋﻦ ﻥﻔﺴﻪ .إﻥﻪ ﻳﻘﺪم ﻟﻨﺎ ﻓﻘﻂ ﻣﺸﺮوﻋًﺎ ﻋﻦ ﻥﻔﺴﻪ وﻳﻜﺸ ﻒ ﻟﻨ ﺎ »إ ّ اﻟﺨﻄﻮط اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻟﻤﻼﻣﺤﻪ اﻟﻘﺎدﻣﺔ«. ﺖ ﻣﺸﺮوﻋﻲ اﻟﻘﺎدم. ﺖ أﻥ ِ وآﻨ ِ آﻨﺖ ﻣﻼﻣﺤﻲ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ،وﻣﺪﻳﻨﺘﻲ اﻟﻘﺎدﻣﺔ .آﻨﺖ أرﻳﺪك اﻷﺝﻤﻞ ،أرﻳﺪك اﻷروع. آﻨﺖ أرﻳﺪ ﻟ ﻚ وﺝﻬ ًﺎ ﺁﺧ ﺮ ،ﻟ ﻴﺲ وﺝﻬ ﻲ ﺕﻤﺎﻣ ﺎً ،وﻗﻠﺒ ًﺎ ﺁﺧ ﺮ ،ﻟ ﻴﺲ ﻗﻠﺒ ﻲ ،وﺑﺼ ﻤﺎت أﺧ ﺮى ،ﻻ ﻋﻼﻗ ﺔ ﻟﻬ ﺎ ﺑﻤ ﺎ ﺕﺮآ ﻪ اﻟﺰﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺝﺴﺪي وروﺣﻲ ﻣﻦ ﺑﺼﻤﺎت زرﻗﺎء. ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻋﺮﺽﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻌﺪ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺘﺮدّد ،أن ﺕﺰوري ذات ﻳﻮم ﻣﺮﺱﻤﻲ ،ﻷرﻳﻚ ﻣﺎ رﺱﻤﺘﻪ ﻓﻲ اﻷﻳﺎم اﻷﺧﻴﺮة. ﻦ ﺑ ﻲ .وآﻨ ﺖ ﻗ ﺮرت أن وآﻨﺖ ﺱﻌﻴﺪًا أن ﺕﻘﺒﻠﻲ ﻋﺮﺽﻲ دون ﺕﺮدد أو ﺧﻮف .ﻓﻘﺪ آﻨﺖ أﺣﺮص ﻋﻠﻰ أﻻ ﺕﺴﻴﺌﻲ اﻟﻈ ّ أﻟﻐﻲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺮض ﻥﻬﺎﺉﻴًﺎ إذا ﻣﺎ ﺽﺎﻳﻘﻚ. وﻟﻜﻨﻚ ﻓﺎﺝﺄﺕﻨﻲ وأﻥﺖ ﺕﺼﻴﺤﻴﻦ ﺑﻔﺮح ﻃﻔﻠﺔ ﻋُﺮض ﻋﻠﻴﻬﺎ زﻳﺎرة ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻸﻟﻌﺎب: أو ...راﺉﻊ ﻳﺴﻌﺪﻥﻲ ﺣﻘًﺎ أن أزورﻩ!ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻃﻠﺒﺘﻨﻲ هﺎﺕﻔﻴًﺎ ﻟﺘﺨﺒﺮﻳﻨﻲ أن ﻋﻨﺪك ﺱﺎﻋﺘﻴﻦ وﻗﺖ اﻟﻈﻬﺮ ،ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺕﺰورﻳﻨﻲ ﺧﻼﻟﻬﻤﺎ. وﺽﻌﺖ اﻟﺴﻤﺎﻋﺔ ..ورﺣﺖ أﺣﻠﻢ ،أﺱﺒﻖ اﻟﺴﺎﻋﺎت ،وأﺱﺒﻖ اﻟﺰﻣﻦ. أﻥﺖ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻲ ..أﺣﻘًﺎ ﺱﻴﺤﺪث هﺬا؟ أﺣﻘًﺎ ﺱﺘﺪﻗّﻴﻦ ﺝﺮس هﺬا اﻟﺒﺎب ،ﺱﺘﺠﻠﺴﻴﻦ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷرﻳﻜﺔ ،ﺱﺘﻤﺸﻴﻦ هﻨﺎ أﻣﺎﻣﻲ. ﺖ ..أﺧﻴﺮًا أﻥﺖِ؟ أﻥ ِ أﺧﻴﺮًا ﺱﺄﺝﻠﺲ إﻟﻰ ﺝ ﻮارك ،وﻟ ﻴﺲ ﻣﻘ ﺎﺑ ً ﻼ ﻟ ﻚ .أﺧﻴ ﺮًا ﻟ ﻦ ﻳﻼﺣﻘﻨ ﺎ ﻥ ﺎدل ﺑﻄﻠﺒﺎﺕ ﻪ وﺧﺪﻣﺎﺕ ﻪ .ﻟ ﻦ ﺕﻼﺣﻘﻨ ﺎ ﻋﻴ ﻮن روّاد اﻟﻤﻘﻬﻰ ،وﻻ ﻋﻴﻮن اﻟﻐﺮﺑﺎء ﻣﻦ اﻟﻤﺎرة. أﺧﻴﺮًا ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻥﺘﺤﺪث ،أن ﻥﺤﺰن وﻥﻔﺮح ،دون أن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﺷﺎهﺪ ﻋﻠﻰ ﺕﻘﻠﺒﺎﺕﻨﺎ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ. رﺣﺖ ﻣﻦ ﻓﺮﺣﻲ أﺷﺮع اﻟﺒﺎب ﻟﻚ ﻣﺴﺒﻘﺎً ،وأﻥﺎ أﺝﻬﻞ أﻥﻨﻲ أﺷﺮع ﻗﻠﺒﻲ ﻟﻠﻌﻮاﻃﻒ واﻟﺰواﺑﻊ. ٨٣
ﻻ ﺑﺪ أن أﻋﺘﺮف اﻟﻴﻮم أﻥﻪ آﺎن ﻣﺪهﺸًﺎ ﺣﻘﺎً ،وأﻥﻨﻲ آﻨﺖ أﺣﻤﻖ .آﺎن ﻻ ﺑ ﺪ أن أﺣ ﺪﺙﻚ ﻋﻨ ﻪ وأﻥ ﺎ أﺕ ﻮهﻢ أن اﻟﺠﺒ ﺎل ﻻ ﺕﻠﺘﻘﻲ.. ﻟﻤﺎذا آﻨﺖ أﺣﺪﺙﻚ ﻋﻨﻪ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺤﻤﺎﺱﺔ ،وﺑﺘﻠﻚ اﻟﺸﺎﻋﺮﻳﺔ؟ أآﻨﺖ أرﻳﺪ اﻟﺘﻘﺮب إﻟﻴﻚ ﺑﻪ ،وأﻗﻨﻌﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ أن ﻟﻲ ﻗﺮاﺑﺔ ﺱﺎﺑﻘﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺸﻌﺮاء ،ﻓﺄآﺒﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ؟ أم آﻨﺖ أﺹﻔﻪ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺹﻮرﺕﻪ اﻷﺝﻤﻞ ،ﻷﻥﻨﻲ آﻨﺖ أﻋﺘﻘﺪ ﺣﺘﻰ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم أﻥﻨﻲ أﺷﺒﻬﻪ ،وأﻥﻨﻲ آﻨﺖ أﺹ ﻒ ﻟ ﻚ ﻥﻔﺴ ﻲ ﻻ ﻏﻴﺮ.. رﺑﻤﺎ آﺎن آﻞ هﺬا ﺣﻘًﺎ ..وﻟﻜﻦ.. آﻨﺖ أرﻳﺪ أﻳﻀﺎً ،أن ﺕﻜﺘﺸﻔﻲ اﻟﻌﺮوﺑﺔ ﻓﻲ رﺝﺎل اﺱﺘﺜﻨﺎﺉﻴﻴﻦ ،آﻤﺎ ﻟﻢ ﺕﻨﺠﺐ هﺬﻩ اﻷﻣﺔ. رﺝﺎل وﻟﺪوا ﻓﻲ ﻣ ﺪن ﻋﺮﺑﻴ ﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ،ﻳﻨﺘﻤ ﻮن إﻟ ﻰ أﺝﻴ ﺎل ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ،واﺕﺠﺎه ﺎت ﺱﻴﺎﺱ ﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ،وﻟﻜ ﻨﻬﻢ ﺝﻤﻴﻌ ًﺎ ﻟﻬ ﻢ ﻗﺮاﺑﺔ ﻣﺎ ﺑﺄﺑﻴﻚ ..ﺑﻮﻓﺎﺉﻪ وﺷﻬﺎﻣﺘﻪ ،ﺑﻜﺒﺮﻳﺎﺉﻪ وﻋﺮوﺑﺘﻪ.. ﺝﻤﻴﻌﻬﻢ ﻣﺎﺕﻮا أو ﺱﻴﻤﻮﺕﻮن ﻣﻦ أﺝﻞ هﺬﻩ اﻷﻣﺔ. آﻨﺖ ﻻ أرﻳﺪ أن ﺕﻨﻐﻠﻘﻲ ﻓﻲ ﻗﻮﻗﻌﺔ اﻟ ﻮﻃﻦ اﻟﺼ ﻐﻴﺮ ،وأن ﺕﺘﺤ ﻮﻟﻲ إﻟ ﻰ ﻣﻨﻘّﺒ ﺔ ﻟﻶﺙ ﺎر واﻟ ﺬآﺮﻳﺎت ،ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺎﺣﺔ ﻣﺪﻳﻨ ﺔ واﺣﺪة. ﻓﻜﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ اﺱﻤﻬﺎ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ .وآﻞ ﻋﺮﺑﻲ ﺕﺮك ﺧﻠﻔﻪ آﻞ ﺷﻲء وذه ﺐ ﻟﻴﻤ ﻮت ﻣ ﻦ أﺝ ﻞ ﻗﻀ ﻴﺔ ،آ ﺎن ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻜﻮن اﺱﻤﻪ اﻟﻄﺎهﺮ.. وآﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن ﺕﻜﻮن ﻟﻚ ﻗﺮاﺑﺔ ﺑﻪ. آﻨ ﺖ أرﻳ ﺪ أن ﺕﻤ ﻸي رواﻳﺎﺕ ﻚ ﺑﺄﺑﻄ ﺎل ﺁﺧ ﺮﻳﻦ أآﺜ ﺮ واﻗﻌﻴ ﺔ ،أﺑﻄ ﺎل ﺕﺨ ﺮﺝﻴﻦ ﻣﻌﻬ ﻢ ﻣ ﻦ ﻣﺮاهﻘﺘ ﻚ اﻟﺴﻴﺎﺱ ﻴﺔ، وﻣﺮاهﻘﺘﻚ اﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ. ﻻ ﻣﺜﻞ زﻳﺎد ..ﻟﻤﺎ أﺣﺒﺒﺖ ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم »زورﺑﺎ« وﻟﻤ ﺎ آﻨ ﺖ ﻓ ﻲ ﺣﺎﺝ ﺔ ﺖ رﺝﺎ ً أﻟﻢ أﻗﻞ ﻟﻚ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم _ﺑﺤﻤﺎﻗﺔ_ »ﻟﻮ ﻋﺮﻓ ِ إﻟﻰ ﺧﻠﻖ أﺑﻄﺎل وهﻤﻴﻴﻦ .هﻨﺎﻟﻚ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻷﻣﺔ أﺑﻄﺎل ﺝﺎهﺰون ﻳﻔﻮﻗﻮن ﺧﻴﺎل اﻟﻜﺘّﺎب.«.. ﻟ ﻢ أآ ﻦ أﺕﻮﻗ ﻊ ﻳﻮﻣﻬ ﺎ أن ﻳﺤﺼ ﻞ آ ﻞ اﻟ ﺬي ﺣﺼ ﻞ ،وأن أآ ﻮن أﻥ ﺎ اﻟ ﺬي ﺱ ﻴﺘﺤﻮّل ذات ﻳ ﻮم إﻟ ﻰ ﻣﻨﻘ ﺐ ﻳﺒﺤ ﺚ ﺑ ﻴﻦ ﺱﻄﻮرك ﻋﻦ ﺁﺙﺎر زﻳﺎد ،وﻳﺘﺴﺎءل ﻣﻦ ﻣﻨّﺎ أﺣﺒﺒﺖ أآﺜﺮ ،وﻟﻤﻦ ﺑﻨﻴﺖ ﺽﺮﻳﺤﻚ اﻷﺧﻴﺮ ،ورواﻳﺘﻚ اﻷﺧﻴﺮة.. ﻲ ..أم ﻟﻪ؟ أﻟ ﱠ ﺖ ﻓﺠﺄة ﻗﺒﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺪّي .وﻗﻠﺖ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺝﺰاﺉﺮﻳﺔ وﻥﺤﻦ ﻋﻠﻰ وﺷﻚ أن ﻥﻨﻬﺾ ﻟﻠﺬهﺎب: ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ،وﺽﻌ ِ » ﺧﺎﻟﺪ ..اﻥﺤﺒﻚ«..ﺕﻮﻗﻒ آﻞ ﺷﻲء ﻟﺤﻈﺘﻬ ﺎ ﺣ ﻮﻟﻲ ،وﺕﻮﻗ ﻒ ﻋﻤ ﺮي ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻔﺘﻴﻚ .وآ ﺎن ﻳﻤﻜ ﻦ وﻗﺘﻬ ﺎ أن أﺣﺘﻀ ﻨﻚ ،أو أﻗﺒّﻠ ﻚ ..أو أر ّد ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺄﻟﻒ ..أﻟﻒ أﺣﺒﻚ أﺧﺮى. ﺖ ﻟﻚ أول ﺝﻤﻠﺔ ﺧﻄﺮت ﺁﻥﺬاك ﻓﻲ ذهﻨﻲ: وﻟﻜﻨﻨﻲ ﺝﻠﺴﺖ ﻣﻦ دهﺸﺘﻲ ،وﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ اﻟﻨﺎدل ﻗﻬﻮة أﺧﺮى ،وﻗﻠ ُ » ﻟﻤﺎذا اﻟﻴﻮم ﺑﺎﻟﺬات؟«أﺝﺒﺘﻨﻲ ﺑﺼﻮت ﺧﺎﻓﺖ: ٨٢
آﻨﺎ ﻓﻲ ﺱﻨﺔ .١٩٧٣آﺎن ﻋﻤﺮﻩ ﺙﻼﺙﻴﻦ ﺱﻨﺔ ،ودﻳﻮاﻥﻴﻦ ،ﻣ ﺎ ﻳﻘ ﺎرب اﻟﺴ ﺘﱢﻴﻦ ﻗﺼ ﻴﺪة ،وﻣ ﺎ ﻳﻌﺎدﻟﻬ ﺎ ﻣ ﻦ اﻷﺣ ﻼم اﻟﻤﺒﻌﺜﺮة. ﻼ ﻣ ﻦ اﻟﻔ ﺮح وآﺜﻴ ﺮًا ﻣ ﻦ اﻟﺨﻴﺒ ﺎت ،وآﺮﺱ ﻴﻴﻦ أو ﺙﻼﺙ ﺎً ،ﺕﻨﻘّﻠ ﺖ ﺑﻴﻨﻬ ﺎ ﻣﻨ ﺬ وآﺎن ﻋﻤﺮي ﺑﻌﺾ اﻟﻠﻮﺣ ﺎت ،ﻗﻠ ﻴ ً اﻻﺱﺘﻘﻼل ،ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﻮﺝﺎهﺔ ،ﺑﺴﺎﺉﻖ وﺱﻴﺎرة ..وﺑﻤﺬاق ﻏﺎﻣﺾ ﻟﻠﻤﺮارة. ذات ﻳﻮم ،رﺣﻞ زﻳﺎد ﺑﻌﺪ ﺣﺮب أآﺘﻮﺑﺮ ﺑﺸﻬﺮﻳﻦ أو ﺙﻼﺙﺔ .ﻋﺎد إﻟﻰ ﺑﻴ ﺮوت ﻟﻴﻨﻀ ّﻢ إﻟ ﻰ اﻟﺠﺒﻬ ﺔ اﻟﺸ ﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ آﺎن ﻣﻨﺨﺮﻃًﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻗﺪوﻣﻪ إﻟﻰ اﻟﺠﺰاﺉﺮ. ﻀ ﻠﺔ واﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻳﻨﻘﻠﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺑﻠ ﺪ إﻟ ﻰ ﺁﺧ ﺮ .ﺕ ﺮك ﻟ ﻲ ﻓﻠﺴ ﻔﺘﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻴ ﺎة ،وﺷ ﻴﺌًﺎ ﻣ ﻦ ﻞ آﺘﺒ ﻪ اﻟﻤﻔ ّ ﺕ ﺮك ﻟ ﻲ آ ّ اﻟﺬآﺮﻳﺎت ،وﺕﻠﻚ اﻟﺼﺪﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﺕﺰورﻥﻲ أﺣﻴﺎﻥًﺎ ﻟﺘﺴﺄل ﻋﻦ أﺧﺒﺎرﻩ ،ﺕﻠﻚ اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﺮﻓﺾ أن ﻳﻜﺘ ﺐ ﻟﻬ ﺎ، وآﺎﻥﺖ ﺕﺮﻓﺾ أن ﺕﻨﺴﺎﻩ. ﺖ وأﻥﺖ ﺕﺨﺮﺝﻴﻦ ﻣﻦ ﺹﻤﺘﻚ اﻟﻄﻮﻳﻞ: ﻗﻠ ِ وﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻬﺎ؟ﺖ: ﻗﻠ ُ رﺑﻤﺎ ﻷﻥﻪ آﺎن ﻳﻜﺮﻩ اﻟﺘﺤﺮش ﺑﺎﻟﻤﺎﺽﻲ ..ورﺑﻤﺎ آﺎن ﻳﺮﻳﺪ أن ﺕﻨﺴﺎﻩ وﺕﺘﺰوج ﺑﺴﺮﻋﺔ ،آﺎن ﻳﺮﻳﺪ ﻟﻬﺎ ﻗﺪرًا ﺁﺧ ﺮﻏﻴﺮ ﻗﺪرﻩ. ﺱﺄﻟﺘﻨﻲ: ﺖ؟ وهﻞ ﺕﺰوﺝ ْﻗﻠ ُ ﺖ: ﻻ أدري ..ﻟﻘﺪ ﻓﻘﺪت أﺧﺒﺎرهﺎ ﻣﻨﺬ ﻋﺪة ﺱﻨﻮات ،وﻣﻦ اﻷرﺝﺢ أن ﺕﻜﻮن ﺕﺰوﺝﺖ .ﻟﻘﺪ آﺎﻥﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر آﺒﻴﺮ ﻣﻦﻼ ﻣﺜﻞ زﻳﺎد أن ﺕﻨﺴﺎﻩ.. اﻟﺠﻤﺎل .وﻟﻜﻦ ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أن ﺕﻜﻮن ﻗﺪ ﻥﺴﻴﺘﻪ ،ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ اﻣﺮأة ﻋﺮﻓﺖ رﺝ ً ت ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ،أﻥﻚ ذهﺒﺖ ﺑﻌﻴﺪًا ﻓﻲ أﻓﻜﺎرك. ﺷﻌﺮ ُ ك آﻨ ِ ُﺕﺮا ِ ﺖ ﻗﺪ ﺑﺪأت ﺕﺤﻠﻤﻴﻦ ﺑﻪ؟ ﺕﺮاﻥ ﻲ ﻗ ﺪ ﺑ ﺪأت ﻳﻮﻣﻬ ﺎ ﺑ ﺎﻗﺘﺮاف ﺣﻤﺎﻗ ﺎﺕﻲ ،اﻟﻮاﺣ ﺪة ﺕﻠ ﻮ اﻷﺧ ﺮى ،وأﻥ ﺎ أر ّد ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻰ أﺱ ﺌﻠﺘﻚ اﻟﻜﺜﻴ ﺮة ﺣﻮﻟ ﻪ، ﺑﺄﺝﻮﺑﺔ ﺕﺜﻴﺮ ﻓﻴﻚ ﻓﻀﻮل اﻷﻥﺜﻰ واﻟﻜﺎﺕﺒﺔ ﻓﻲ ﺁن واﺣﺪ؟ ﺣﺪّﺙﺘﻚ ﻋﻦ ﻗﺼﺎﺉﺪﻩ آﺜﻴﺮاً ،وﻋﻦ دﻳﻮاﻥ ﻪ اﻷﺧﻴ ﺮ ،اﻟ ﺬي آﺘ ﺐ ﻗﺼ ﺎﺉﺪﻩ آﻤ ﺎ ﻳﻄﻠ ﻖ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ اﻟﺮﺹ ﺎص ﻓ ﻲ اﻷﻋ ﺮاس واﻟﻤﺂﺕﻢ ﻟﻴﺸﻴّﻌﻮا ﺣﺒﻴﺒًﺎ أو ﻗﺮﻳﺒًﺎ. آﺎن هﻮ ﻳﺸﻴّﻊ ﺹﺪﻳﻘًﺎ ﻗﺪﻳﻤًﺎ اﺱﻤﻪ اﻟﺸﻌﺮ ،وﻳﻘﺴﻢ أﻥﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﺘﺐ ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم ﺱﻮى ﺑﺴﻼﺣﻪ. ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ذﻟﻚ اﻟﺮﺝﻞ ﻳﻜﺘﺐ .آﺎن ﻓﻘﻂ ﻳﻔﺮغ رﺷﺎﺷﻪ اﻟﻤﺤﺸﻮ ﻏﻀﺒًﺎ وﺙﻮرة ﻓﻲ وﺝﻪ اﻟﻜﻠﻤﺎت. آﺎن ﻳﻄﻠﻖ اﻟﺮﺹﺎص ﻋﻠﻰ آﻞ ﺷﻲء ﺣﻮﻟﻪ ..ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺜﻖ ﻓﻲ ﺷﻲء! ﺁخ ..آﻢ آﺎن زﻳﺎد ﻣﺪهﺸًﺎ!
٨١
ﺷﻌﺮت أن اﻟﺪم اﻟﺠﺰاﺉﺮي ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻓﻲ ﻋﺮوﻗﻲ ،وأﻥﻨﻲ ﻋﻠﻰ وﺷ ﻚ أن أﻥﻬ ﺾ ﻣ ﻦ ﻣﻜ ﺎﻥﻲ ﻷﺹ ﻔﻌﻪ .ﺙ ﻢ ه ﺪأت ﻣﻦ روﻋﻲ ،وﺣﺎوﻟﺖ أن أﺕﺠﺎهﻞ ﻥﻈﺮﺕﻪ وآﻠﻤﺎﺕﻪ اﻻﺱﺘﻔﺰازﻳﺔ. ﻣﺎ اﻟﺬي ﺷﻔﻊ ﻟﻪ ﻋﻨﺪي ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ؟ ﺕﺮى هﻮﻳّﺘﻪ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ،أو ﺕﻠﻚ اﻟﺸ ﺠﺎﻋﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻢ ﻳ ﻮاﺝﻬﻨﻲ ﺑﻬ ﺎ آﺎﺕ ﺐ ﻗﺒﻠ ﻪ ،أم ﺕ ﺮى ﻋﺒﻘﺮﻳّﺘ ﻪ اﻟﺸ ﻌﺮﻳﺔ؟ ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن دﻳﻮاﻥ ﻪ أروع ﻣ ﺎ ﻗ ﺮأت ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﻌﺮ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟ ﺰﻣﻦ اﻟ ﺮديء .وآﻨ ﺖ أؤﻣ ﻦ ﻓ ﻲ أﻋﻤ ﺎﻗﻲ أن اﻟﺸ ﻌﺮاء آﺎﻷﻥﺒﻴﺎء هﻢ داﺉﻤًﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ. ﺕﻠﻘﱠﻴﺖ آﻠﻤﺎﺕﻪ آﺼﻔﻌﺔ أﻋﺎدﺕﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﻮاﻗﻊ ،وأﻳﻘﻈﺘﻨﻲ ﺑﺨﺠﻞ .ﻟﻘﺪ آﺎن ذﻟﻚ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ،آﻴﻒ ﻟﻢ أآﺘﺸ ﻒ أﻥﻨﻲ ﻟﻢ أآﻦ أﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ﺱﻨﻮات ﺱﻮى ﺕﺤﻮﻳﻞ ﻣﺎ ﻳﻮﺽﻊ أﻣﺎﻣﻲ ﻣﻦ إﻥﺘﺎج إﻟﻰ ﻥﺴﺨﺔ ﻣﺒﺘﻮرة ﻣﺸﻮّهﺔ ﻣﺜﻠﻲ؟ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻣﺘﺤﺪﻳﺎً ،وأﻥﺎ أﻟﻘﻲ ﻥﻈﺮة ﻏﺎﺉﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻼف ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺔ» :ﺱﺄﻥﺸﺮﻩ ﻟﻚ ﺣﺮﻓﻴًﺎ«. آ ﺎن ﻓ ﻲ ﻣ ﻮﻗﻔﻲ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ »اﻟﺮﺝﻮﻟ ﺔ« ،ﺕﻠ ﻚ اﻟﺮﺝﻮﻟ ﺔ أو اﻟﺸ ﺠﺎﻋﺔ اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ ﻟﻤﻮﻇ ﻒ ﻣﻬﻤ ﺎ آ ﺎن ﻣﻨﺼﺒﻪ أن ﻳﺘﺤﻠﻰ ﺑﻬﺎ ،دون أن ﻳﻐﺎﻣﺮ ﺑﻮﻇﻴﻔﺘﻪ ،ﻷن اﻟﻤﻮﻇّﻒ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ هﻮ رﺝﻞ اﺱﺘﺒﺪل ﺑﺮﺝﻮﻟﺘﻪ آﺮﺱ ّﻴًﺎ! ﺱ ّﺒﺐ ﻟﻲ دﻳﻮاﻥﻪ ﻋﻨﺪ ﺹﺪورﻩ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺘﺎﻋﺐ .ﺷﻌﺮت أن هﻨﺎك ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ اﻟﺰﻳﻒ اﻟﺬي ﻟﻢ أﺕﺤﻤّﻠﻪ. ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﻤﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﻓﻀﺢ أﻥﻈﻤﺔ دﻣﻮﻳﺔ ﻗﺬرة ،ﻣﺎزﻟﻨﺎ ﺑﺎﺱﻢ اﻟﺼﻤﻮد ووﺣﺪة اﻟﺼﻒّ ،ﻥﺼﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺝﺮاﺉﻤﻬﺎ؟ وﻟﻤﺎذا ﻣﻦ ﺣﻘّﻨﺎ أن ﻥﻨﺘﻘﺪ أﻥﻈﻤﺔ دون أﺧﺮى ﺣﺴﺐ اﻟﻨﺸﺮات اﻟﺠﻮﻳﺔ ،واﻟﺮﻳﺎح اﻟﺘﻲ ﻳﺮآﺒﻬﺎ ﻗﺒﻄﺎن ﺑﻮاﺧﺮﻥﺎ؟ ﺑ ﺪأ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ اﻟﻴ ﺄس واﻟﻤ ﺮارة ﻳﻤﻸﻥ ﻲ ﺕ ﺪرﻳﺠﻴًﺎ .ه ﻞ أﻏﻴ ﺮ وﻇﻴﻔﺘ ﻲ ﻷﺱ ﺘﺒﺪل ﺑﻤﺸ ﻜﻼﺕﻲ ﻣﺸ ﺎآﻞ أﺧ ﺮى، وأﺹﺒﺢ هﺬﻩ اﻟﻤﺮة ﻃﺮﻓًﺎ ﻓﻲ ﻟﻌﺒﺔ أﺧﺮى؟ ﻣﺎذا أﻓﻌﻞ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ آﺪّﺱﺖ وﺝﻤﻌﺖ ﻣﻦ أﺣﻼم ﻃﻮال ﺱﻨﻮات ﻏﺮﺑﺘﻲ وﻥﻀﺎﻟﻲ ،وﻣﺎذا أﻓﻌﻞ ﺑﺴﻨﻮاﺕﻲ اﻷرﺑﻌﻴﻦ، وﺑﺬراﻋﻲ اﻟﻤﺒﺘﻮرة ،وﺑﺬراﻋﻲ اﻷﺧﺮى؟ ﻣﺎذا أﻓﻌﻞ ﺑﻬﺬا اﻟﺮﺝﻞ اﻟﻤﻜﺎﺑﺮ اﻟﻌﻨﻴﺪ اﻟ ﺬي ﻳﺴ ﻜﻨﻨﻲ ،وﻳ ﺮﻓﺾ أن ﻳﺴ ﺎوم ﻋﻠ ﻰ ﺣﺮﻳﺘ ﻪ ،وﺑ ﺬﻟﻚ اﻟﺮﺝ ﻞ اﻵﺧ ﺮ اﻟﺬي ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻌﻴﺶ وﻳﺘﻌﻠﻢ اﻟﺠﻠﻮس ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺒﺎدئ ..وﻳﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ آﻞ آﺮﺱﻲ. آﺎن ﻻ ﺑﺪ أن أﻗﺘﻞ أﺣﺪهﻤﺎ ﻟﻴﺤﻴﺎ اﻵﺧﺮ ...وﻗﺪ اﺧﺘﺮت. آﺎن ﻟﻘﺎﺉﻲ ﺑﺰﻳﺎد ﻣﻨﻌﻄﻔًﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺕﻲ. اآﺘﺸﻔﺖ ﺑﻌ ﺪهﺎ أن ﻗﺼ ﺺ اﻟﺼ ﺪاﻗﺔ اﻟﻘﻮﻳ ﺔ ،آﻘﺼ ﺺ اﻟﺤ ﺐ اﻟﻌﻨﻴﻔ ﺔ ،آﺜﻴ ﺮًا ﻣ ﺎ ﺕﺒ ﺪأ ﺑﺎﻟﻤﻮاﺝﻬ ﺔ واﻻﺱ ﺘﻔﺰاز واﺧﺘﺒﺎر اﻟﻘﻮى. ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺮﺝﻠﻴﻦ ﻳﺘﻤﺘﻊ آﻼهﻤﺎ ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ وﺑﺬآﺎء وﺣﺴﺎﺱﻴﺔ ﻣﻔﺮﻃ ﺔ ،رﺝﻠ ﻴﻦ ﺣﻤ ﻼ اﻟﺴ ﻼح ﻓ ﻲ ﻓﺘ ﺮات ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺕﻬﻤﺎ ..وﺕﻌﻮدّا ﻋﻠﻰ ﻟﻐﺔ اﻟﻌﻨﻒ واﻟﻤﻮاﺝﻬﺔ ،أن ﻳﻠﺘﻘﻴﺎ دون ﺕﺼﺎدم. وآﺎن ﻻ ﺑﺪ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻻﺹﻄﺪام اﻷول ..وذﻟﻚ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﻤﺘﺒﺎدل ﻟﻨﻔﻬﻢ أﻥﻨﺎ ﻣﻦ ﻃﻴﻨﺔ واﺣﺪة. ﺑﻌﺪهﺎ أﺹﺒﺢ زﻳﺎد ﺕﺪرﻳﺠﻴًﺎ ﺹﺪﻳﻘﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي أرﺕﺎح إﻟﻴﻪ ﺣﻘًﺎ. ﻼ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺎﺱﺔ ،وآﺜﻴﺮًا ﻋ ﻦ اﻟﻔ ﻦّ ،ﻥﺸ ﺘﻢ آﺎن ﻥﻠﺘﻘﻲ ﻋﺪة ﻣﺮات ﻓﻲ اﻷﺱﺒﻮع ،ﻥﺴﻬﺮ وﻥﺴﻜﺮ ﻣﻌﺎً ،ﻥﺘﺤﺪث ﻃﻮﻳ ً اﻟﺠﻤﻴﻊ وﻥﻔﺘﺮق ﺱﻌﻴﺪﻳﻦ ﺑﺠﻨﻮﻥﻨﺎ. ٨٠
آﺎﻥﺖ هﻨﺎك أﺧﻄﺎء آﺒﺮى ﺕُﺮﺕﻜﺐ ﻋﻦ ﺣﺴﻦ ﻥﻴﺔ .ﻓﻠﻘﺪ ﺑﺪأت اﻟﺘﻐﻴ ﺮات ﺑﺎﻟﻤﺼ ﺎﻥﻊ ،واﻟﻘ ﺮى اﻟﻔﻼﺣﻴ ﺔ واﻟﻤﺒ ﺎﻥﻲ واﻟﻤﻨﺸﺂت اﻟﻀﺨﻤﺔ ،وﺕﺮك اﻹﻥﺴﺎن إﻟﻰ اﻷﺧﻴﺮ. ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻹﻥﺴﺎن ﺑﺎﺉﺲ ﻓﺎرغ ،وﻏﺎرق ﻓﻲ ﻣﺸﻜﻼت ﻳﻮﻣﻴ ﺔ ﺕﺎﻓﻬ ﺔ ،ذي ﻋﻘﻠﻴ ﺔ ﻣﺘﺨﻠﻔ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ﺑﻌﺸ ﺮات اﻟﺴﻨﻴﻦ ،أن ﻳﺒﻨﻲ وﻃﻨﺎً ،أو ﻳﻘﻮم ﺑﺄﻳﺔ ﺙﻮرة ﺹﻨﺎﻋﻴﺔ أو زراﻋﻴﺔ ،أو أﻳﺔ ﺙﻮرة أﺧﺮى؟ ﻞ اﻟﺜﻮرات اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ اﻹﻥﺴﺎن ﻥﻔﺴﻪ ،وﻟﺬا أﺹﺒﺢ اﻟﻴﺎﺑﺎن )ﻳﺎﺑﺎﻥًﺎ( وأﺹﺒﺤﺖ أورﺑ ﺎ ﻣ ﺎ ﻟﻘﺪ ﺑﺪأت آ ّ هﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻴﻮم. وﺣﺪهﻢ اﻟﻌﺮب راﺣﻮا ﻳﺒﻨﻮن اﻟﻤﺒﺎﻥﻲ وﻳﺴ ﻤّﻮن اﻟﺠ ﺪران ﺙ ﻮرة .وﻳﺄﺧ ﺬون اﻷرض ﻣ ﻦ ه ﺬا وﻳﻌﻄﻮﻥﻬ ﺎ ﻟ ﺬاك، وﻳﺴﻤّﻮن هﺬا ﺙﻮرة. اﻟﺜﻮرة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻥﻜﻮن ﻓﻲ ﺣﺎﺝﺔ إﻟﻰ أن ﻥﺴﺘﻮرد ﺣﺘﻰ أآﻠﻨﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺨ ﺎرج ..اﻟﺜ ﻮرة ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﺼ ﻞ اﻟﻤ ﻮاﻃﻦ إﻟ ﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻵﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﻴّﺮهﺎ. ﻲ آﺎن ﺹﻮﺕﻲ ﻳﺄﺧﺬ ﻓﺠﺄة ﻥﺒﺮة ﺝﺪﻳﺪة ،ﻓﻴﻬ ﺎ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺮارة واﻟﺨﻴﺒ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺕﺮاآﻤ ﺖ ﻣﻨ ﺬ ﺱ ﻨﻴﻦ .وآﻨ ﺖ ﺕﻨﻈ ﺮﻳﻦ إﻟ ّ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺪهﺸﺔ ورﺑﻤﺎ ﻣﻦ اﻹﻋﺠﺎب اﻟﺼﺎﻣﺖ ،وأﻥﺎ أﺣﺪﺙﻚ ﻷول ﻣﺮة ﻋﻦ ﺷﺠﻮﻥﻲ اﻟﺴﻴﺎﺱﻴﺔ. ﺱﺄﻟﺘﻨﻲ: أﻟﻬﺬا ﺝﺌﺖ إﻟﻰ ﻓﺮﻥﺴﺎ إذن؟ﺖ: ﻗﻠ ُ ﻻ ..وﻟﻜﻨﻨﻲ ﺝﺌﺖ رﺑﻤﺎ ﺑﺴﺒﺐ أوﺽﺎع هﻲ ﻥﺘﻴﺠﺔ أﺧﻄﺎ ٍء آﻬﺬﻩ ،ﻷﻥﻨﻲ ذات ﻳﻮم ﻗﺮّرت أن أﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﺮداءة،ﻣﻦ ﺕﻠﻚ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺴﺎذﺝﺔ اﻟﺘﻲ آﻨﺖ ﻣﻀﻄﺮًا إﻟﻰ ﻗﺮاءﺕﻬﺎ وﻥﺸﺮهﺎ ﺑﺎﺱ ﻢ اﻷدب واﻟﺜﻘﺎﻓ ﺔ ،ﻟﻴﻠﺘﻬﻤﻬ ﺎ ﺷ ﻌﺐ ﺝ ﺎﺉﻊ إﻟﻰ اﻟﻌﻠﻢ. آﻨﺖ أﺷﻌﺮ أﻥﻨﻲ أﺑﻴﻌﻪ ﻣﻌﻠّﺒﺎت ﻓﺎﺱﺪة ﻣ ّﺮ وﻗﺖ اﺱﺘﻬﻼآﻬﺎ .آﻨﺖ أﺷ ﻌﺮ أﻥﻨ ﻲ ﻣﺴ ﺆول ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ أو ﺑ ﺄﺧﺮى ﻋ ﻦ ﺴ ﺲ ﻋﻠ ﻰ ﺕ ﺪهﻮر ﺹ ﺤﺘﻪ اﻟﻔﻜﺮﻳ ﺔ ،وأﻥ ﺎ أﻟﻘّﻨ ﻪ اﻷآﺎذﻳ ﺐ ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﺕﺤﻮّﻟ ﺖ ﻣ ﻦ ﻣﺜﻘ ﻒ إﻟ ﻰ ﺷ ﺮﻃﻲ ﺣﻘﻴ ﺮ ،ﻳﺘﺠ ّ اﻟﺤﺮوف واﻟﻨﻘﺎط ،ﻟﻴﺤﺬف آﻠﻤﺔ هﻨﺎ وأﺧ ﺮى هﻨ ﺎك ..ﻓﻘ ﺪ آﻨ ﺖ أﺕﺤﻤ ﻞ وﺣ ﺪي ﻣﺴ ﺆوﻟﻴﺔ ﻣ ﺎ ﻳﻜﺘﺒ ﻪ اﻵﺧ ﺮون. آﻨﺖ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺨﺠﻞ وأﻥﺎ أدﻋﻮ أﺣﺪهﻢ إﻟﻰ ﻣﻜﺘﺒﻲ ﻹﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﺤﺬف ﻓﻜﺮة أو رأي آﻨﺖ أﺷﺎرآﻪ ﻓﻴﻪ. ذات ﻳﻮم ،زارﻥﻲ زﻳﺎد ..ذﻟﻚ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ اﻟﺬي ﺣﺪّﺙﺘﻚ ﻋﻨﻪ ،واﻟﺬي ﻟﻢ أآﻦ اﻟﺘﻘﻴﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. وآﻨﺖ اﺕﺼﻠﺖ ﺑﻪ ﻷﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺣﺬف أو ﺕﻐﻴﻴﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺝ ﺎءت ﻓ ﻲ دﻳﻮاﻥ ﻪ ،واﻟﺘ ﻲ آﺎﻥ ﺖ ﺕﺒ ﺪو ﻟ ﻲ ﻗﺎﺱﻴﺔ ﺕﺠﺎﻩ ﺑﻌﺾ اﻷﻥﻈﻤﺔ ..وﺑﻌ ﺾ اﻟﺤﻜ ﺎم اﻟﻌ ﺮب ﺑﺎﻟ ﺬات ،واﻟ ﺬﻳﻦ آ ﺎن ﻳﺸ ﻴﺮ إﻟ ﻴﻬﻢ ﺑﺘﻠﻤ ﻴﺢ واﺽ ﺢ ،ﻥﺎﻋﺘ ًﺎ إﻳﺎهﻢ ﺑﻜﻞ اﻷﻟﻘﺎب. ﺲ أﺑﺪًا ﻥﻈﺮﺕﻪ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم. ﻟﻢ أﻥ َ ﺕﻮﻗّﻔﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻋﻨﺪ ذراﻋﻲ اﻟﻤﺒﺘﻮرة ﻟﺤﻈﺔ ،ﺙﻢ رﻓﻊ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻥﺤﻮي ﻓﻲ ﻥﻈﺮة ﻣﻬﻴﻨﺔ وﻗﺎل: » ﻻ ﺕﺒﺘﺮ ﻗﺼﺎﺉﺪي ﺱﻴّﺪي ..ر ّد ﻟﻲ دﻳﻮاﻥﻲ ،ﺱﺄﻥﺸﺮﻩ ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت«.
٧٩
ﺱﺄﻟﺘﻨﻲ ﺑﻠﻬﻔﺔ: هﻞ ﻣﺎت؟ﺖ ﻟﻚ: ﻗﻠ ُ ﻲ ﺑﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻻ ..إﻥﻪ ﻟﻢ ﻳﻤﺖ ..أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣ ﺎزال ﻋﻠ ﻰ ﻗﻴ ﺪ اﻟﺤﻴ ﺎة ﺣﺘ ﻰ ﺕ ﺎرﻳﺦ ﺑﻄﺎﻗﺘ ﻪ اﻷﺧﻴ ﺮة اﻟﺘ ﻲ ﺑﻌ ﺚ إﻟ ّرأس اﻟﺴﻨﺔ ،أي ﻣﻨﺬ ﺱﺘﺔ أﺷﻬﺮ ﺕﻘﺮﻳﺒًﺎ. ﺱﺎد ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺼﻤﺖ ،وآﺄن أﻓﻜﺎرﻥﺎ ﻣﻌًﺎ ذهﺒﺖ إﻟﻴﻪ.. ﺖ ﻟﻚ: ﻗﻠ ُ أﺕ ﺪرﻳﻦ أﻥ ﻪ آ ﺎن ﺱ ﺒﺒًﺎ ﻏﻴ ﺮ ﻣﺒﺎﺷ ﺮ ﻓ ﻲ ﻣﻐ ﺎدرﺕﻲ اﻟﺠﺰاﺉ ﺮ؟ ﻣﻌ ﻪ ﺕﻌﻠّﻤ ﺖ أﻥ ﻪ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻥﺘﺼ ﺎﻟﺢ ﻣ ﻊ آ ﻞﻀ ﺤﻲ ﺑﺄﺣ ﺪهﻢ ﻟﻴﻌ ﻴﺶ اﻵﺧ ﺮ .وأﻣ ﺎم ه ﺬا اﻻﺧﺘﺒ ﺎر ﻓﻘ ﻂ ﻥﻜﺘﺸ ﻒ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻜﻨﻮﻥﻨﺎ ،وأﻥﻪ ﻻ ﺑﺪ أن ﻥ ّ ﻃﻴﻨﺘﻨﺎ اﻷوﻟﻰ ،ﻷﻥﻨﺎ ﻥﻨﺤﺎز ﺕﻠﻘﺎﺉﻴًﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻥﻌﺘﻘﺪ أﻥﻪ اﻷهﻢ ..وأﻥﻪ ﻥﺤﻦ ﻻ ﻏﻴﺮ. ﻗﻠ ِ ﺖ وأﻥﺖ ﺕﻘﺎﻃﻌﻴﻨﻨﻲ: ﺹﺤﻴﺢ ..ﻥﺴﻴﺖ أن أﺱﺄﻟﻚ ﻟﻤﺎذا ﺝﺌﺖ إﻟﻰ ﻓﺮﻥﺴﺎ؟أﺝﺒﺘﻚ وﺕﻨﻬﻴﺪة ﺕﺴﺒﻘﻨﻲ ،وآﺄﻥﻬﺎ ﺕﻔﺘﺢ أﺑﻮاب ﺹﺪر أوﺹﺪﺕﻪ اﻟﺨﻴﺒﺎت: ﻗﺪ ﻻ ﺕﻘﻨﻌﻚ أﺱﺒﺎﺑﻲ ..وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ اﻟﺼﺪﻳﻖ ،أآﺮﻩ اﻟﺠﻠﻮس ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘﻤ ﻢ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺴ ﻬﻞ اﻟﺴ ﻘﻮط ﻣﻨﻬ ﺎ .وأآ ﺮﻩﺧﺎﺹﺔ أن ﻳﺤﻮﻟﻨﻲ ﻣﺠﺮد آﺮﺱﻲ أﺝﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ إﻟﻰ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﻻ ﻳﺸﺒﻬﻨﻲ. ﻟﻘ ﺪ آﻨ ﺖ ﺑﻌ ﺪ اﻻﺱ ﺘﻘﻼل أه ﺮب ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨﺎﺹ ﺐ اﻟﺴﻴﺎﺱ ﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻋﺮﺽ ﺖ ﻋﻠ ﻲّ ،واﻟﺘ ﻲ آ ﺎن اﻟﺠﻤﻴ ﻊ ﻳﻠﻬﺜ ﻮن ﻟﻠﻮﺹﻮل إﻟﻴﻬﺎ. آﻨﺖ أﺣﻠﻢ ﺑﻤﻨﺼﺐ ﻓﻲ اﻟﻈﻞ ﻳﻤﻜﻦ أن أﻗﻮم ﻓﻴﻪ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻴﺮات دون آﺜﻴﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻀ ﺠﻴﺞ ودون آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺘﺎﻋ ﺐ .وﻟ ﺬا ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻋﻴّﻨ ﺖ آﻤﺴ ﺆول ﻋ ﻦ اﻟﻨﺸ ﺮ واﻟﻤﻄﺒﻮﻋ ﺎت ﻓ ﻲ اﻟﺠﺰاﺉ ﺮ ،ﺷ ﻌﺮت أﻥﻨ ﻲ ﺧﻠﻘ ﺖ ﻟ ﺬﻟﻚ ﻞ ﺱﻨﻮات إﻗﺎﻣﺘﻲ ﻓﻲ ﺕﻮﻥﺲ ﻓﻲ ﺕﻌّﻠ ﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ واﻟﺘﻌﻤ ﻖ ﻓﻴﻬ ﺎ ،وﺕﺠ ﺎوز ﻋﻘ ﺪﺕﻲ اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ اﻟﻤﻨﺼﺐ .ﻓﻘﺪ ﻗﻀﻴﺖ آ ّ آﺠﺰاﺉﺮي ﻻ ﻳﺘﻘﻦ ﺑﺎﻟﺪرﺝﺔ اﻷوﻟ ﻰ ﺱ ﻮى اﻟﻔﺮﻥﺴ ﻴﺔ .وأﺹ ﺒﺤﺖ ،ﻓ ﻲ ﺑﻀ ﻊ ﺱ ﻨﻮات ،ﻣ ﺰدوج اﻟﺜﻘﺎﻓ ﺔ ،ﻻ أﻥ ﺎم ﻗﺒﻞ أن أﺑﺘﻠﻊ وﺝﺒﺘﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاءة ﺑﺈﺣﺪى اﻟﻠﻐﺘﻴﻦ. آﻨﺖ أﻋﻴﺶ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ وﻣﻊ اﻟﻜﺘﺐ .ﺣﺘﻰ إﻥﻨﻲ آﺪت ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻣﺎ أﻥﺘﻘﻞ ﻣﻦ اﻟﺮﺱﻢ إﻟﻰ اﻟﻜﺘﺎﺑ ﺔ ،ﺧﺎﺹ ﺔ أن اﻟﺮﺱ ﻢ، آﺎن ﻓﻲ ﻥﻈﺮ اﻟﺒﻌﺾ ﺁﻥﺬاك ،ﺷﺒﻴﻬًﺎ ﺑﺎﻟﺸﺬوذ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،وﻋﻼﻣﺔ ﻣ ﻦ ﻋﻼﻣ ﺎت اﻟﺘ ﺮف اﻟﻔﻨ ﻲ ،اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻋﻼﻗ ﺔ ﻟﻬ ﺎ ﺑﻈﺮوف اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺪت إﻟﻰ اﻟﺠﺰاﺉﺮ ﺑﻌﺪهﺎ ،آﻨﺖ ﻣﻤﺘﻠﺌًﺎ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎت. وﻷن اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺤﺎﻳﺪة ،ﻓﻘﺪ آﻨﺖ ﻣﻤﺘﻠﺌًﺎ آ ﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻤﺜ ﻞ واﻟﻘ ﻴﻢ ،ورﻏﺒ ﺔ ﻓ ﻲ ﺕﻐ ّﻴ ﺮ اﻟﻌﻘﻠﻴ ﺎت واﻟﻘﻴ ﺎم ﺑﺜ ﻮرة داﺧﻞ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺠﺰاﺉﺮي اﻟﺬي ﻟﻢ ﺕﻐﻴﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﻬﺰات اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺷﻴﺌًﺎ. وﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻨﺎﺱﺒًﺎ ﻟﺤﻠﻤﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﻻ أرﻳﺪ أن أﺱﻤّﻴﻪ »اﻟﺜﻮرة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ« .ﺑﻌﺪهﺎ ﻟ ﻢ ﺕﻌ ﺪ هﺎﺕ ﺎن اﻟﻜﻠﻤﺘ ﺎن ﻣﺠﺘﻤﻌﺘﻴﻦ أو ﻣﺘﻔﺮﻗﺘﻴﻦ ﺕﻌﻨﻴﺎن ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﻨﺪﻥﺎ. ٧٨
ﻋﺬاﺑﻪ ﻳﺤﺰﻥﻨﺎ و ﻳﺴﻌﺪﻥﺎ ﻓﻲ ﺁن واﺣﺪ .ﻗﺼّﺘﻪ ﻗﺪ ﺕﺒﻜﻴﻨﺎ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻦ ﺕﻤﻨﻌﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻮم ،وﻟﻦ ﺕﺪﻓﻌﻨﺎ إﻟﻰ إﻃﻌﺎم ﻓﻨ ﺎن ﺁﺧ ﺮ، ﻳﻤ ﻮت ﺝﻮﻋ ًﺎ أو ﻗﻬ ﺮًا أﻣﺎﻣﻨ ﺎ .ﺑ ﻞ إﻥﻨ ﺎ ﻥﺠ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌ ﻲ أن ﺕﺘﺤ ﻮل ﺝ ﺮاح اﻵﺧ ﺮﻳﻦ إﻟ ﻰ ﻗﺼ ﻴﺪة ﻥﻐﻨﻴﻬ ﺎ ،أو ﻟﻮﺣ ﺔ ﻥﺤﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ ،وﻗﺪ ﻥﺘﺎﺝﺮ ﺑﻬﺎ ،ﻟﻠﺴﺒﺐ ﻥﻔﺴﻪ. ﻓﻬﻞ اﻟﺠﻨﻮن ﻗُﺼ ٌﺮ ﺣﻘًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺱﺎﻣﻴﻦ دون ﻏﻴﺮهﻢ؟ ﻞ اﻟﻤﺒﺪﻋﻴﻦ ،وآﻞ اﻟﻤﺴﻜﻮﻥﻴﻦ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺮﻏﺒﺔ اﻟﻤﺮﺽﻴّﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻖ؟ أﻟﻴﺲ هﻮ ﻗﺎﺱﻤًﺎ ﻣﺸﺘﺮآًﺎ ﺑﻴﻦ آ ﱢ ي .ﺑﻤﻘ ﺎﻳﻴﺲ ﻓﺎﻟﺬي ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺑﺤﻜﻢ ﻣﻨﻄﻖ اﻹﺑ ﺪاع ﻥﻔﺴ ﻪ ،أن ﻳﻜ ﻮن إﻥﺴ ﺎﻥًﺎ ﻋﺎدﻳ ﺎً ،ﺑ ﺄﻃﻮار ﻋﺎدﻳ ﺔ وﺑﺤ ﺰن وﻓ ﺮح ﻋ ﺎد ّ ﻋﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻜﺴﺐ واﻟﺨﺴﺎرة ..ﻟﻠﺴﻌﺎدة واﻟﺘﻌﺎﺱﺔ. إﻥﻪ إﻥﺴﺎن ﻣﺘﻘﻠّﺐ ،ﻣﻔﺎﺝﺊ ،ﻟﻦ ﻳﻔﻬﻤﻪ أﺣﺪ وﻟﻦ ﻳﺠﺪ أﺣﺪ ﻣﺒﺮرًا ﻟﺴﻠﻮآﻪ. آﺎن ذﻟﻚ أول ﻳﻮم ﺣﺪّﺙﺘﻚ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ زﻳﺎد. ﺖ: ﻗﻠ ُ ﻟﻘ ﺪ ﻋﺮﻓ ﺖ ﺷ ﺎﻋﺮًا ﻓﻠﺴ ﻄﻴﻨﻴًﺎ آ ﺎن ﻳ ﺪرس ﻓ ﻲ اﻟﺠﺰاﺉ ﺮ .آ ﺎن ﺱ ﻌﻴﺪًا ﺑﺤﺰﻥ ﻪ وﺑﻮﺣﺪﺕ ﻪ؛ ﻣﻜﺘﻔﻴ ًﺎ ﺑﺪﺧﻠ ﻪ اﻟﺒﺴ ﻴﻂﺴ ﻨﺖ آﺄﺱ ﺘﺎذ ﻟ ﻸدب اﻟﻌﺮﺑ ﻲ ،وﺑﻐﺮﻓﺘ ﻪ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴ ﺔ اﻟﺼ ﻐﻴﺮة ،وﺑ ﺪﻳﻮاﻥﻴﻦ ﺷ ﻌﺮﻳّﻴﻦ .ﺣﺘ ﻰ ذﻟ ﻚ اﻟﻴ ﻮم اﻟ ﺬي ﺕﺤ ّ أﺣﻮاﻟﻪ اﻟﻤﺎدﻳﺔ ،وﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻘﺔ وآﺎن ﻋﻠﻰ وﺷﻚ اﻟﺰواج ﻣﻦ إﺣﺪى ﻃﺎﻟﺒﺎﺕﻪ اﻟﺘﻲ أﺣﺒّﻬﺎ ﺑﺠﻨﻮن ،واﻟﺘﻲ ﻗﺒ ﻞ أهﻠﻬﺎ أﺧﻴﺮًا ﺕﺰوﻳﺠﻬﺎ ﻣﻨﻪ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺮّر ﻓﺠﺄة أن ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ آﻞ ﺷﻲء ،وﻳﻌﻮد إﻟﻰ ﺑﻴﺮوت ﻟﻴﻠﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﺪاﺉﻲ.. ﻋﺒﺜًﺎ ﺣﺎوﻟﺖ إﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء .ﻟﻢ أآﻦ أﻓﻬﻢ ﺣﻤﺎﻗﺘﻪ ﺕﻠﻚ ،وإﺹ ﺮارﻩ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺮﺣﻴ ﻞ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ أوﺷ ﻚ أﺧﻴ ﺮًا أن ﻳﺤﻘ ﻖ ي أﺣ ﻼم ..أﻥ ﺎ ﻻ أرﻳ ﺪ أن أﻗﺘ ﻞ داﺧﻠ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻔﻠﺴ ﻄﻴﻨﻲ اﻟﻤﺸ ﺮّد ..ﻓﻌﻨ ﺪهﺎ ﻟ ﻦ أﺣﻼﻣﻪ .وآﺎن ﻳﺠﻴﺐ ﺱ ﺎﺧﺮًا »أ ّ ي ﺷﻲء أﻣﺘﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ.«.. ﻳﻜﻮن ﻷ ّ وﻳﻀﻴﻒ وهﻮ ﻳﻨﻔﺚ دﺧﺎﻥﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻞ وآﺄﻥﻪ ﻳﺨﺘﻔﻲ ﺧﻠﻔﻪ آﻲ ﻳﺒﻮح ﻟﻲ ﺑﺴ ﱟﺮ» :ﺙﻢ ..ﻻ أرﻳﺪ أن أﻥﺘﻤ ﻲ ﻻﻣ ﺮأة.. أو إذا ﺷﺌﺖ ﻻ أرﻳﺪ أن أﻗﻴﻢ ﻓﻴﻬﺎ ..أﺧﺎف اﻟﺴﻌﺎدة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﺼﺒﺢ ﺝﺒﺮﻳﺔ .هﻨﺎﻟﻚ ﺱﺠﻮن ﻟﻢ ﺕﺨﻠﻖ ﻟﻠﺸﻌﺮاء.«.. وآﺎﻥﺖ اﻟﻔﺘﺎة اﻟﺘﻲ أﺣﺒّﺘﻪ ﺕﺰورﻥﻲ راﺝﻴﺔ أن أﻗﻨﻌﻪ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء ،وأﻥﻪ ﻣﺠﻨﻮن ذاهﺐ إﻟﻰ اﻟﻤﻮت وإﻟﻰ ﺣﺘﻔ ﻪ اﻟﻤﺆآ ﺪ. وﻟﻜﻦ ﻋﺒﺜًﺎ ،ﻟﻢ ﺕﻜﻦ هﻨﺎك ﺣﺠﺔ واﺣﺪة ﻹﻏﺮاﺉﻪ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء ..ﺑﻞ إﻥﻪ ﻓﻲ ﺕﻄﺮﻓ ﻪ اﻟﻤﻔ ﺎﺝﺊ ،أﺹ ﺒﺢ ﻳﺠ ﺪ ﻓ ﻲ ﺣﺠﺠ ﻲ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪﻩ إﻏﺮا ًء ﺑﺎﻟﺮﺣﻴﻞ. أذآﺮ أﻥﻪ ﻗﺎل ﻟﻲ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ،وآﺄﻥﻪ ﻳﻌﻄﻴﻨﻲ درﺱًﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة: ﻈﻤ ﺔ ﻣ ﺎ ،ﻓ ﻲ أن ﻥﻐ ﺎدر اﻟﻤﻜ ﺎن وﻥﺤ ﻦ ﻓ ﻲ ﻗﻤ ﺔ ﻥﺠﺎﺣﻨ ﺎ .إﻥ ﻪ اﻟﻔ ﺮق ﺑ ﻴﻦ ﻋﺎﻣ ﺔ اﻟﻨ ﺎس ..واﻟﺮﺝ ﺎل »هﻨ ﺎك ﻋ َ اﻻﺱﺘﺜﻨﺎﺉﻴﻴﻦ!«. ﻞ ﺝﻨﻮﻥًﺎ ﻣﻦ رﺱﺎم ﻗﻄﻊ أذﻥﻪ؟ ن ﺷﺎﻋﺮًا آﻬﺬا ،هﻮ أﻗ ّ ﺱﺄﻟﺘﻚ إن آﻨﺖ ﺕﻌﺘﻘﺪﻳﻦ أ ّ ﻟﻘﺪ اﺱﺘﺒﺪل ﺑﺮاﺣﺘﻪ ﺷﻘﺎ ًء ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺮﻏﻤًﺎ ﻋﻠﻴﻪ .واﺱﺘﺒﺪل ﺑﺤﻴﺎﺕﻪ ﻣﻮﺕﺎً ،دون أن ﻳﻜﻮن ﻣﺠﺒﺮًا ﻋﻠﻴﻪ. ﻟﻘﺪ أراد أن ﻳﺬهﺐ إﻟﻰ اﻟﻤﻮت ﻣﻜﺎﺑﺮًا وﻟﻴﺲ ﻣﻬﺰوﻣًﺎ وﻣﻜﺮهًﺎ .إﻥﻬﺎ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﻓﻲ أن ﻳﻬﺰم ﻣﺴﺒﻘًﺎ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻻ ﻳُﻬ ﺰم ،وه ﻮ اﻟﻤﻮت. ٧٧
ﻗ ﺮأت ﺣﻴ ﺎة ﻓ ﺎن ﻏ ﻮغ ..دوﻻآ ﺮوا ..ﻏﻮﻏ ﺎن ...داﻟ ﻲ ..ﺱ ﻴﺰان ..ﺑﻴﻜﺎﺱ ﻮ وﺁﺧ ﺮﻳﻦ آﺜﻴ ﺮﻳﻦ ﻟ ﻢ ﻳﺒﻠﻐ ﻮا ه ﺬﻩ اﻟﺸﻬﺮة .أﻥﺎ ﻻ أﺕﻌﺐ ﻣﻦ ﻗﺮاءة ﺱﻴﺮة اﻟﺮﺱّﺎﻣﻴﻦ. ﻓ ﻲ اﻟﻮاﻗ ﻊ ﺷ ﻬﺮﺕﻬﻢ ﻻ ﺕﻌﻨﻴﻨ ﻲ ﺑﻘ ﺪر ﻣ ﺎ ﻳﻌﻨﻴﻨ ﻲ ﺕﻘّﻠ ﺒﻬﻢ وﺕﻄ ﺮّﻓﻬﻢ .ﺕﻬﻤﻨ ﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻠﺤﻈ ﺔ اﻟﻔﺎﺹ ﻠﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻹﺑ ﺪاع ﻖ اﻟﺘﺄﻣ ﻞ واﻟﺠﻨ ﻮن .ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻌﻠﻨ ﻮن ﻓﺠ ﺄة ﺧ ﺮوﺝﻬﻢ ﻋ ﻦ اﻟﻤﻨﻄ ﻖ واﺣﺘﻘ ﺎرهﻢ ﻟ ﻪ .وﺣ ﺪهﺎ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻠﺤﻈ ﺔ ﺕﺴ ﺘﺤ ّ واﻻﻥﺒﻬﺎر أﺣﻴﺎﻥﺎً ،ﻓﻬﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮن ذﻟﻚ ﻟﻤﺠﺮد ﺕﺤﺪّﻳﻨﺎ وﺕﻌﺠﻴﺰﻥﺎ ﺑﻠﻮﺣﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺱﻮى ﺣﻴﺎﺕﻬﻢ. هﻨﺎﻟﻚ ﻣﺒﺪﻋﻮن ،ﻳﻜﺘﻔﻮن ﺑﻮﺽﻊ ﻋﺒﻘﺮﻳﱠﺘﻬﻢ ﻓﻲ إﻥﺘﺎﺝﻬﻢ .وهﻨﺎﻟﻚ ﺁﺧﺮون ،ﻳﺼﺮّون ﻋﻠ ﻰ ﺕﻮﻗﻴ ﻊ ﺣﻴ ﺎﺕﻬﻢ أﻳﻀ ﺎً، ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ،ﻓﻴﺘﺮآﻮن ﻟﻨﺎ ﺱﻴﺮة ﻓﺮﻳﺪة ،ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻜﺮار أو اﻟﺘﺰوﻳﺮ.. أﻋﺘﻘﺪ أن ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺠﻨﻮن ﻳﻨﻔﺮد ﺑﻪ اﻟﺮﺱ ﺎﻣﻮن .وﻻ أﻇ ﻦ أن ﺷ ﺎﻋﺮًا ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﺼ ﻞ إﻟ ﻰ ﻣ ﺎ وﺹ ﻞ إﻟﻴ ﻪ ﻓ ﺎن ﻼ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻳﺄس واﺣﺘﻘﺎر ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﻄﻊ أذﻥﻪ ﻟﻴﻬﺪﻳﻬﺎ إﻟﻰ ﻏﺎﻥﻴﺔ.. ﻏﻮغ ﻣﺜ ً أو ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ذﻟﻚ اﻟﺮﺱﺎم اﻟﻤﺠﻬﻮل اﻟﺬي ﻟﻢ أﻋﺪ أذآﺮ اﺱﻤﻪ ،واﻟﺬي ﺷ ﻨﻖ ﻥﻔﺴ ﻪ ،ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﻋﱠﻠ ﻖ ﻓ ﻲ ﺱ ﻘﻒ ﻏﺮﻓﺘ ﻪ، ﻟﻮﺣﺔ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ أﺣﺒﻬﺎ واﻟﺘﻲ ﻗﻀﻰ أﻳﺎﻣًﺎ ﻓﻲ رﺱﻤﻬﺎ .وهﻜﺬا ﺕﻮﺣّﺪ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ..ووﻗّﻊ ﻟﻮﺣﺘ ﻪ وﺣﻴﺎﺕ ﻪ ﻣﻌًﺎ ﻣﺮة واﺣﺪة. ﺖ: ﻗﻠ ُ إن ﻣ ﺎ ﻳﻌﺠﺒ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳ ﺔ ،ه ﻮ ﻗ ﺪرة اﻟﺮﺱ ﺎﻣﻴﻦ اﻟﺨﺎرﻗ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺕﻌ ﺬﻳﺐ أﻥﻔﺴ ﻬﻢ ،أو ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘﻤﺜﻴ ﻞ ﺑﻬ ﺎ ..أﻟ ﻴﺲآﺬﻟﻚ؟. ﺖ: أﺝﺒ ِ ﻻ ..وﻟﻜ ﻦ هﻨﺎﻟ ﻚ ﻟﻌﻨ ﺔ ﻣ ﺎ ﺕﻼﺣ ﻖ اﻟﺮﺱ ﺎﻣﻴﻦ دون ﻏﻴ ﺮهﻢ؛ وهﻨﺎﻟ ﻚ ﺝﺪﻟﻴ ﺔ ﻻ ﺕﻨﻄﺒ ﻖ إﻻ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ .ﻓﻜﻠّﻤ ﺎ زادﻋﺬاﺑﻬﻢ وﺝﻮﻋﻬﻢ وﺝﻨﻮﻥﻬﻢ ،زاد ﺙﻤﻦ ﻟﻮﺣﺎﺕﻬﻢ .ﺣﺘﻰ إن ﻣ ﻮﺕﻬﻢ ﻳﻮﺹ ﻠﻬﺎ إﻟ ﻰ أﺱ ﻌﺎر ﺧﻴﺎﻟﻴ ﺔ ،وآ ﺄن ﻋﻠ ﻴﻬﻢ أن ﻞ هﻲ ﻣﻜﺎﻥﻬﻢ. ﻳﻨﺴﺤﺒﻮا ﻟﺘﺤ ّ ﻟﻢ أﻥﺎﻗﺸﻚ ﻓﻲ رأﻳﻚ. رﺣﺖ أﺱﺘﻤﻊ إﻟﻴﻚ وأﻥﺖ ﺕﺮددّﻳﻦ آﻼﻣًﺎ أﻋﺮﻓﻪ ،وﻟﻜﻦ ﻓﺎﺝﺄﻥﻲ ﻣﻨﻚ. ﻟﻢ أﺕﺴﺎءل ﻳﻮﻣﻬﺎ ،إن آﻨﺖ ﺕﺤﺒﻴﻨﻨﻲ ﻻﺣﺘﻤﺎل ﺝﻨ ﻮﻥﻲ ،أو ﻟﺸ ﻲء ﺁﺧ ﺮ .وﻻ أن ﺕﻜ ﻮن ﻥﻴّﺘ ﻚ اﻟﻼﺷ ﻌﻮرﻳﺔ ﺕﺤ ﻮﻳﻠﻲ إﻟ ﻰ ﻟﻮﺣﺔ ﺙﻤﻴﻨﺔ أدﻓﻊ ﺙﻤﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻄﺎﻣﻲ. هﻞ ﺱﻴﺰﻳﺪ ﻋﺬاﺑﻲ ﺣﻘﺎً ،ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ أﻳﺔ ﻟﻮﺣﺔ ﺱﺄرﺱﻤﻬﺎ آﻴﻔﻤﺎ آﺎن ،ﺕﺤﺖ ﺕﺄﺙﻴﺮ ﺝﻮﻋﻲ أو ﻥﻮﺑﺔ ﺝﻨﻮﻥﻲ؟ ﺴﺎدﻳﺔ ﻋﻨﺪ اﻵﺧﺮﻳﻦ؟ ﻦ ﺕﺮى؟ ..وأﻳﻦ ﺕﺒﺪأ اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟ ّ اآﺘﻔﻴﺖ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎؤل ..أﻳﻦ ﻳﺒﺪأ اﻟﻔ ّ آﻨﺖ أﻋﺘﻘﺪ أن هﺬﻩ اﻟﺠﺪﻟﻴﺔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻹﺑﺪاع وﻻ ﺑﺎﻟﻔﻦ ،وإﻥﻤﺎ ﺑﻄﺒﻊ اﻹﻥﺴﺎن ﻻ أآﺜﺮ. ﻥﺤﻦ ﺱﺎدﻳﻮن ﺑﻔﻄﺮﺕﻨﺎ .ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻨﺎ أن ﻥﺴﻤﻊ ﻋﺬاﺑﺎت اﻵﺧﺮﻳﻦ ،وﻥﻌﺘﻘﺪ ،ﻋﻦ أﻥﺎﻥﻴﺔ ،أن اﻟﻔﻨ ﺎن ﻣﺴ ﻴﺢ ﺁﺧ ﺮ ﺝ ﺎء ﻟﻴﺼ ﻠﺐ ﻣﻜﺎﻥﻨﺎ.
٧٦
ﻚ ﺕﺄﺧﺬﻳﻦ ﻓﻲ ﺑﻀﻌﺔ أﻳ ﺎم ﻣﻼﻣ ﺢ آ ﻞ اﻟﻨﺴ ﺎء .وإذا ﺑ ﻲ ﻣﺤ ﺎط ﺑ ﺄآﺜﺮ ﻞ ﻣﺮة أﻓﺎﺝﺄ ﺑﺎﻣﺮأة أﺧﺮى داﺧﻠﻚ .وإذا ﺑ ِ آﻨﺖ آ ّ ﻲ ﻓﻲ ﺣﻀﻮرك وﻓﻲ ﻏﻴﺎﺑﻚ ،ﻓﺄﻗﻊ ﻓﻲ ﺣﺒّﻬﻦ ﺝﻤﻴﻌًﺎ. ﻣﻦ اﻣﺮأة ،ﻳﺘﻨﺎوﺑﻦ ﻋﻠ ّ أآﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻲ إذن أن أﺣﺒّﻚ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ واﺣﺪة؟ ﻟﻢ ﺕﻜﻮﻥﻲ اﻣﺮأة ..آﻨﺖ ﻣﺪﻳﻨﺔ. ﻣﺪﻳﻨ ﺔ ﺑﻨﺴ ﺎء ﻣﺘﻨﺎﻗﻀ ﺎت .ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺎت ﻓ ﻲ أﻋﻤ ﺎره ﱠ ﻦ وﻓ ﻲ ﻦ وﻓ ﻲ ﻋﻄ ﺮهﻦﱠ؛ ﻓ ﻲ ﺧﺠﻠﻬ ﱠ ﻦ وﻓ ﻲ ﻣﻼﻣﺤﻬ ﻦ؛ ﻓ ﻲ ﺙﻴ ﺎﺑﻬ ﱠ ﺖ. ﺝﺮأﺕﻬﻦﱠ؛ ﻥﺴﺎء ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺝﻴﻞ أﻣﻲ إﻟﻰ أﻳﺎﻣﻚ أﻥ ِ ﺖ. ﻥﺴﺎء آﻠﻬﻦ أﻥ ِ ﻋﺮﻓﺖ ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻓﻮات اﻷوان .ﺑﻌﺪﻣﺎ اﺑﺘﻠﻌﺘﻨﻲ آﻤﺎ ﺕﺒﺘﻠﻊ اﻟﻤﺪن اﻟﻤﻐﻠﻘﺔ أوﻻدهﺎ. آﻨﺖ أﺷﻬﺪ ﺕﺤﻮﻟﻚ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺕﺴﻜﻨﻨﻲ ﻣﻨﺬ اﻷزل.. آﻨ ﺖ أﺷ ﻬﺪ ﺕﻐﻴ ﺮك اﻟﻤﻔ ﺎﺝﺊ ،وأﻥ ﺖ ﺕﺄﺧ ﺬﻳﻦ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﺑﻌ ﺪ ﻳ ﻮم ﻣﻼﻣ ﺢ ﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ ،ﺕﻠﺒﺴ ﻴﻦ ﺕﻀﺎرﻳﺴ ﻬﺎ ،ﺕﺴ ﻜﻨﻴﻦ آﻬﻮﻓﻬ ﺎ وذاآﺮﺕﻬﺎ وﻣﻐﺎراﺕﻬﺎ اﻟﺴﺮﻳﺔ ،ﺕﺰورﻳﻦ أوﻟﻴﺎءهﺎ ،ﺕﺘﻌﻄﺮﻳﻦ ﺑﺒﺨﻮرهﺎ ،ﺕﺮﺕ ﺪﻳﻦ ﻗﻨ ﺪورة ﻋ ّﻨ ﺎﺑﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻘﻄﻴﻔ ﺔ ،ﻓ ﻲ ﻟ ﻮن ن ﻓﻲ آﻬﻮف اﻟﺬاآﺮة. ﺙﻴﺎب »أﻣّﺎ« ،ﺕﻤﺸﻴﻦ وﺕﻌﻮدﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺝﺴﻮرهﺎ ،ﻓﺄآﺎد أﺱﻤﻊ وﻗﻊ ﺧﻠﺨﺎﻟﻚ اﻟﺬهﺒﻲ ﻳﺮ ّ أآﺎد أﻟﻤﺢ ﺁﺙﺎر اﻟﺤﻨﺎء ﻋﻠﻰ آﻌﺐ ﻗﺪﻣﻴﻚ اﻟﻤﻬﻴﺄﺕﻴﻦ ﻟﻸﻋﻴﺎد. وآﻨﺖ أﻥﺎ أﺱﺘﻌﻴﺪ ﻟﻬﺠﺘﻲ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﻌﻚ .آﻨﺖ أﻟﻔﻆ اﻟﺘﺎ »ﺕﺴﺎء« ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻘﺴﻨﻄﻴﻨﻴﺔ. ﻼ »ﻳﺎﻻ« آﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ اﻟﺮﺝﺎل ﻳﻨﺎدون اﻟﻨﺴﺎء ﻓﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ. آﻨﺖ أﻥﺎدﻳﻚ ﻣﺪّﻟ ً آﻨﺖ أﻥﺎدﻳﻚ ﺑﺤﻨﻴﻦ »ﻳﺎ أﻣﻴﻤﺔ« ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻨﺪاء اﻟﺬي ورﺙﺘﻪ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ دون ﻏﻴﺮهﺎ ،ﻋﻦ أهﻞ ﻗﺮﻳﺶ ﻣﻦ ﻋﺼﻮر. وآﻨﺖ ،آﻨﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺮّدﻥﻲ ﻋﺸﻘﻚ ﻣﻦ ﺱﻼﺣﻲ اﻷﺧﻴﺮ ،أﻋﺘﺮف ﻟ ﻚ ﻣﻬﺰوﻣ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻃﺮﻳﻘ ﺔ ﻋﺸ ﺎﻗﻨﺎ »ﻥِﺸ ﺘﻴﻚ ..ﻳﻌ ﻦ ﺑُﻮ َز ْﻳﻨِﻚ!«. ﺕﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺘﻲ آﺎن أﺹﻠﻬﺎ »أﺷﺘﻬﻴﻚ« واﻟﺘﻲ اﺧﺘﺼﺮوهﺎ ﻣﻨﺬ زﻣﺎن ﻟﺘﺨﻔﻲ ﻣﻌﻨﺎهﺎ اﻷﺹﻠﻲ ،وﺕﺘﺤ ﻮل إﻟ ﻰ آﻠﻤ ﺔ و ّد ﻻ ﻏﻴﺮ. ﻓﻘﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻨﺎﻓﻘﺔ ،ﻻ ﺕﻌﺘﺮف ﺑﺎﻟﺸﻬﻮة وﻻ ﺕﺠﻴﺰ اﻟﺸﻮق؛ إﻥﻤﺎ ﺕﺄﺧﺬ ﺧﻠﺴﺔ آﻞ ﺷﻲء ،ﺣﺮﺹ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺹ ﻴﺘﻬﺎ ،آﻤ ﺎ ﺕﻔﻌﻞ اﻟﻤﺪن اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ. وﻟﺬا ﻓﻬﻲ ﺕﺒﺎرك ﻣﻊ أوﻟﻴﺎﺉﻬﺎ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ..اﻟﺰاﻥﻴﻦ أﻳﻀًﺎ ..واﻟﺴﺮّاق! وﻟﻢ أآﻦ ﺱﺎرﻗﺎً ،وﻻ آﻨﺖ وﻟ ّﻴﺎً ،وﻻ ﺷﻴﺨًﺎ ﻳﺪّﻋﻲ اﻟﺒﺮآﺎت ،ﻟﺘﺒﺎرآﻨﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ. ﺱ ﺎم؛ ﺑﺘﻄ ﺮف وﺣﻤﺎﻗ ﺔ رﺱ ﺎم ،ﺧﻠﻘ ﻚ هﻜ ﺬا آﻤ ﺎ ﻳﺨﻠ ﻖ اﻟﺠ ﺎهﻠﻴﻮن ﺁﻟﻬ ﺘﻬﻢ ﻼ ﻋﺎﺷ ﻘﺎً ،أﺣﺒ ﻚ ﺑﺠﻨ ﻮن ر ّ آﻨﺖ ﻓﻘ ﻂ ،رﺝ ً ﺑﻴﺪهﻢ ،ﺙﻢ ﻳﺠﻠﺴﻮن ﻟﻌﺒﺎدﺕﻬﺎ ،وﺕﻘﺪﻳﻢ اﻟﻘﺮاﺑﻴﻦ ﻟﻬﺎ. ورﺑﻤﺎ آﺎن هﺬا ،أآﺜﺮ ﻣﺎ آﻨﺖ ﺕﺤﺒّﻴﻨﻪ ﻓﻲ ﺣ ّﺒﻲ! ذات ﻳﻮم ﻗﻠﺖ ﻟﻲ: ن ﻞ اﻟﻤﺒ ﺪﻋﻴﻦ .إ ّ آﻨﺖ أﺣﻠﻢ أن ﻳﺤﺒّﻨﻲ رﺱّﺎم .ﻗﺮأت ﻋﻦ اﻟﺮﺱﺎﻣﻴﻦ ﻗﺼﺼًﺎ ﻣﺪهﺸ ﺔ .إﻥﻬ ﻢ اﻷآﺜ ﺮ ﺝﻨﻮﻥ ًﺎ ﺑ ﻴﻦ آ ّﺝﻨﻮﻥﻬﻢ ﻣﺘﻄﺮف ..ﻣﻔ ﺎﺝﺊ وﻣﺨﻴ ﻒ .ﻻ ﻳﺸ ﺒﻪ ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣ ﺎ ﻳُﻘ ﺎل ﻋ ﻦ اﻟﺸ ﻌﺮاء ﻣ ﺜ ً ﻼ أو ﻋ ﻦ اﻟﻤﻮﺱ ﻴﻘﻴﻴﻦ .ﻟﻘ ﺪ ٧٥
ﻼ ﻓﻲ ﻋﻨﻮان ﻣﻜﺎن ﺁﻣﻦ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻥﺸﺮب ﻓﻴﻪ ﻗﻬﻮة ،أو ﻥﺘﻨﺎول ﻓﻴﻪ وﺝﺒﺔ اﻟﻐﺪاء ﻣﻌًﺎ. ﺕﻨﺎﻗﺸﻨﺎ ﻃﻮﻳ ً وﻟﻜﻦ ﺑﺎرﻳﺲ ﺽﺎﻗﺖ ﺑﻨﺎ. ﻲ .ﻗﺮرﻥ ﺎ أن ﻥﻠﺘﻘ ﻲ آﻨﺖ ﻻ ﺕﻌﺮﻓﻴﻦ ﻏﻴﺮ اﻷﻣﺎآﻦ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﺕﺎدهﺎ اﻟﻄﻠﺒﺔ .وآﻨﺖ ﻻ أرﺕﺎد ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻘ ﺎهﻲ اﻟﻘﺮﻳﺒ ﺔ ﻣ ﻦ ﺣﻴ ّ ﻓﻲ أﺣﺪ اﻟﻤﻘﺎهﻲ اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﺒﻴﺘﻲ واﻟﺘﻲ ﺕﻘﺪم وﺝﺒﺎت ﻏﺪاء. وآﻨﺖ أﻗﺘﺮف إﺣﺪى ﺣﻤﺎﻗﺎﺕﻲ اﻟﻜﺒﺮى. ﻟﻢ أآﻦ أﻋﺮف وﻗﺘﻬﺎ أﻥﻨﻲ أﺧﺘ ﺎر ﻋﻨﻮاﻥ ًﺎ ﻟ ﺬاآﺮﺕﻲ ﻣﺠ ﺎورًا ﺕﻤﺎﻣ ًﺎ ﻟﻌﻨ ﻮان ﺑﻴﺘ ﻲ ،وأﻥﻨ ﻲ ﺑ ﺬﻟﻚ ﺱ ﺄﻣﻨﺢ اﻟ ﺬآﺮﻳﺎت ﺣ ﻖ ﻣﻄﺎردﺕﻲ. ﻟﻢ أﻋﺪ أذآﺮ اﻵن ،آﻴﻒ أﺹﺒﺢ ذﻟﻚ اﻟﻤﻘﻬﻰ اﻟﻌﻨﻮان اﻟ ﺪاﺉﻢ ﻟﺠﻨﻮﻥﻨ ﺎ .وآﻴ ﻒ أﺹ ﺒﺢ ﺕ ﺪرﻳﺠﻴًﺎ ﻳﺸ ﺒﻬﻨﺎ ،ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﺕﻌ ﻮّد أن ﻳﺨﺘﺎر ﻟﻨﺎ زاوﻳﺔ ﺝﺪﻳﺪة آ ّ ﻞ ﻣﺮة ،ﺕﺘﻼءم ﻣﻊ ﻣﺰاﺝﻨﺎ اﻟﻤﺘﻘﻠّﺐ ،ﺧﻼل ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﻤﺴﺮوﻗﺔ.. آﻨﺎ ﻥﻠﺘﻘﻲ هﻨﺎك ﻓﻲ أوﻗﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻬﺎر ،وﺣﺴﺐ ﺱﺎﻋﺎت دراﺱﺘﻚ وﺑﺮﻥﺎﻣﺞ أﻋﻤﺎﻟﻲ. ت أن ﺕﻄﻠﺒﻴﻨﻲ هﺎﺕﻔﻴًﺎ آﻞ ﺹﺒﺎح ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎﺱﻌﺔ ،وأﻥﺖ ﻓ ﻲ ﻃﺮﻳﻘ ﻚ إﻟ ﻰ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ .وﻥﺘّﻔ ﻖ آ ﻞ ﺹ ﺒﺎح ﻋﻠ ﻰ ﺕﻌﻮد ِ ﺑﺮﻥﺎﻣﺞ ﻟﻚ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﺮﻥﺎﻣﺞ ﺱﻮاﻥﺎ. آﻨﺖ أﺕﺪﺣﺮج ﻳﻮﻣًﺎ ﺑﻌﺪ ﺁﺧﺮ ﻥﺤﻮ هﺎوﻳﺔ ﺣﺒّﻚ ،أﺹﻄﺪم ﺑﺎﻟﺤﺠﺎرة واﻟﺼ ﺨﻮر ،وآ ﻞ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﻃﺮﻗ ﻲ ﻣ ﻦ ﻣﺴ ﺘﺤﻴﻼت. وﻟﻜﻨﻨﻲ آﻨﺖ أﺣﺒﻚ .وﻻ أﻥﺘﺒﻪ إﻟﻰ ﺁﺙﺎر اﻟﺠﺮاح ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺪﻣﻲ ،وﻻ إﻟ ﻰ ﺁﺙ ﺎر اﻟﺨ ﺪوش ﻋﻠ ﻰ ﺽ ﻤﻴﺮي اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻗﺒﻠ ﻚ إﻥ ﺎء ﺑّﻠ ﻮر ﻻ ﻳﻘﺒ ﻞ اﻟﺨ ﺪش .وآﻨ ﺖ أواﺹ ﻞ ﻥﺰوﻟ ﻲ ﻣﻌ ﻚ ﺑﺴ ﺮﻋﺔ ﻣﺬهﻠ ﺔ ﻥﺤ ﻮ أﺑﻌ ﺪ ﻥﻘﻄ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻌﺸ ﻖ اﻟﺠﻨ ﻮﻥﻲ. وآﻨﺖ أﺷﻌﺮ أﻥﻨﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺬﻥﺐ ﻓﻲ ﺣﺒّﻚ .ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺣﺘﻰ ﺕﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ آﻨﺖ ﻣﻜﺘﻔﻴًﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺤﺒﻚ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ أﻗﻨﻌﺖ ﻥﻔﺴ ﻲ أﻥﻨﻲ ﻻ أﺱﻲء إﻟﻰ أﺣﺪ ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺐ. وﻗﺘﻬ ﺎ ﻟ ﻢ أآ ﻦ أﺝ ﺮؤ ﻋﻠ ﻰ أن أﺣﻠ ﻢ ﺑ ﺄآﺜﺮ ﻣ ﻦ ه ﺬا .آﺎﻥ ﺖ ﺕﻜﻔﻴﻨ ﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻌﺎﻃﻔ ﺔ اﻟﺠﺎرﻓ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺕﻌﺒﺮﻥ ﻲ ﻷول ﻣ ﺮة، ﺑﺴﻌﺎدﺕﻬﺎ اﻟﻤﺘﻄﺮﻓﺔ أﺣﻴﺎﻥًﺎ ،وﺣﺰﻥﻬﺎ اﻟﻤﺘﻄ ّﺮف أﺣﻴﺎﻥًﺎ أﺧﺮى.. آﺎن ﻳﻜﻔﻴﻨﻲ اﻟﺤﺐ. ﻣﺘﻰ ﺑﺪأ ﺝﻨﻮﻥﻲ ﺑﻚ؟ ﻳﺤﺪث أن أﺑﺤﺚ ﻋﻦ ذﻟﻚ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وأﺕﺴﺎءل ..ﺕﺮى أﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي رأﻳﺘﻚ ﻓﻴﻪ ﻷول ﻣﺮة؟ أم ﻓﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻴ ﻮم اﻟ ﺬي اﻥﻔﺮدت ﺑﻚ ﻓﻴﻪ ﻷول ﻣﺮّة؟ أم ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻗﺮأﺕﻚ ﻓﻴﻪ ﻷول ﻣﺮة؟. أم ﺕﺮى ﻳﻮم وﻗﻔﺖ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﻋﻤﺮ ﻣﻦ اﻟﻐﺮﺑﺔ ،ﻷرﺱﻢ ﻓﻴﻪ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ..آﺄول ﻣﺮة! ﺖ أم ﻳﻮم ﺑﻜﻴﺖ. ﺕﺮى ﻳﻮم ﺽﺤﻜ ِ ﺖ. ﺖ ..أم ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺹﻤ ﱢ أﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﺤﺪﱠﺙ ِ ﺖ اﺑﻨﺘﻲ ..أم ﻟﺤﻈﺔ ﺕﻮهﱠﻤﺖ أﻥﻚ أﻣﻲ؟! أﻋﻨﺪﻣﺎ أﺹﺒﺤ ِ ي اﻣﺮأة ﻓﻴﻚ هﻲ اﻟﺘﻲ أوﻗﻌﺘﻨﻲ؟. أ ّ آﻨﺖ ﻣﻌﻚ ﻓﻲ دهﺸﺔ داﺉﻤﺔ .ﻓﻘﺪ آﻨ ﺖ ﺷ ﺒﻴﻬﺔ ﺑﺘﻠ ﻚ اﻟﺪﻣﻴ ﺔ اﻟﺮوﺱ ﻴﺔ اﻟﺨﺸ ﺒﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺕﺨﻔ ﻲ داﺧﻠﻬ ﺎ دﻣﻴ ﺔ أﺧ ﺮى .وه ﺬﻩ ﺕﺨﻔﻲ دﻣﻴﺔ أﺹﻐﺮ ،وهﻜﺬا ﺕﻜﻮن ﺱﺒﻊ دﻣﻰ داﺧﻞ واﺣﺪة! ٧٤
وﻣﺎ ذﻥﺒﻲ أﻥﺎ؟ ﻻ ذﻥﺐ ﻟﻚ ﺱﻮى ذﻥﺐ اﻟﻤﻠﻬﻢ ..ﻳﺎ ﻣﻠﻬﻤﺘﻲ!ﺹﺤﺖ ﻓﺠﺄة ﺑﺎﻟﻔﺮﻥﺴﻴﺔ آﻌﺎدﺕﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﻔﻘﺪﻳﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ أﻋﺼﺎﺑﻚ: !- ah.. non ﺖ: ﺙﻢ أﺽﻔ ِ أﺕﻤﻨﻰ أﻥﻚ ﻟﻢ ﺕﺮﺱﻤﻨﻲ ..ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ آﺎرﺙﺔ ﻣﻌﻚ! وأﻳﻦ هﻲ اﻟﻜﺎرﺙﺔ إن آﻨﺖ ﻗﺪ رﺱﻤﺘﻚ؟ﺖ ﺑﺼﻮت ﻋﺼﺒﻲ: واﺹﻠ ِ أأﻥﺖ ﻣﺠﻨﻮن؟ ﺕﺮﻳﺪ أن ﺕﺤ ﻮﻟﻨﻲ إﻟ ﻰ ﻟﻮﺣ ﺔ ﺕ ﺪور ﺑﻬ ﺎ اﻟﻘﺎﻋ ﺎت ﻣ ﻦ ﻣﺪﻳﻨ ﺔ إﻟ ﻰ أﺧ ﺮى ،ﻳﺘﻔ ﺮّج ﻋﻠﻴﻬ ﺎ آ ﻞ ﻣ ﻦﻳﻌﺮﻓﻨﻲ؟! ﺖ أﺷﻌﺮ ﺑﺮﻏﺒﺔ ﺹﺒﺎﺣﻴﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺸﺎآﺴ ﺘﻚ ،رﺑﻤ ﺎ ﻣ ﻦ ﻓ ﺮط ﺱ ﻌﺎدﺕﻲ ،ورﺑﻤ ﺎ ﻷﻥﻨ ﻲ ﻣﺠﻨ ﻮن ﺣﻘ ﺎً ،وﻻ أﻋ ﺮف آﻴ ﻒ آﻨ ُ أآﻮن ﺱﻌﻴﺪًا ﻣﺜﻞ اﻵﺧﺮﻳﻦ. ﻗﻠﺖ ﻟﻚ: أﻣﺎ ﻗﻠ ِﺖ ﻣﺮّة ..إن اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻬﻤﻮﻥﻨﺎ هﻢ أﻥﺎس ﺕﻮﻗﻔﻨﺎ أﻣﺎﻣﻬﻢ ذات ﻳﻮم ﻟﺴ ﺒﺐ أو ﻵﺧ ﺮ ،وأﻥﻬ ﻢ ﻟﻴﺴ ﻮا ﺱ ﻮى ﺣﺎدﺙﺔ ﺱﻴﺮ .ﻓﺈن أآﻮن رﺱﻤﺘﻚ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺷﻴﺌﺎً ،ﺱﻮى أﻥﻨﻲ ﺹﺎدﻓﺘﻚ ﻳﻮﻣًﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻲ ﻻ ﻏﻴﺮ! ﺖ: ﺹﺤ ِ ﺖ أﺣﻤﻖ؟ .ﺕﺮﻳﺪ أن ﺕﻘﻨﻊ ﻋﻤ ﻲ وﺕﻘﻨ ﻊ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ أﻥ ﻚ رﺱ ﻤﺘﻨﻲ ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﺹ ﺎدﻓﺘﻨﻲ ﻣ ﺮة ﻋﻠ ﻰ رﺹ ﻴﻒ ،واﻗﻔ ﺔ أأﻥ َﻼ أﻣﺎم ﺽﻮء أﺣﻤﺮ ..إﻥﻨﺎ ﻻ ﻥﺮﺱﻢ ﺱﻮى ﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮﻥﺎ ..أو ﻣﺎ ﻥﺤﺒﻪ ..هﺬا ﻣﻌﺮوف! ﻣﺜ ً ﺕﺮاك آﻨﺖ ﺕﺴﺘﺪرﺝﻴﻨﻨﻲ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻻﻋﺘﺮاف ،وﺕﺪورﻳﻦ ﺣﻮﻟﻪ ،أم آﻨﺖ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﺎﻗ ﺔ ﻟﺘﺼ ﺪّﻗﻲ زﻋﻤ ﻲ ﺑ ﺄﻥﻨﻲ ﻻ أدري ذﻟﻚ .ﻟﻜﻨﻨﻲ وﺝﺪت ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻔﺮﺹﺔ اﻟﺼﺒﺎﺣﻴﺔ ،وﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺨ ﻴﻂ اﻟﻬ ﺎﺕﻔﻲ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﻔﺼ ﻠﻨﻲ وﻳﻘﺮّﺑﻨ ﻲ ﻣﻨ ﻚ ﻓ ﻲ ﺁن واﺣﺪ ..ﻣﻨﺎﺱﺒﺔ ﻟﻤﺼﺎرﺣﺘﻚ. ﺖ: ﻗﻠ ُ ﻟﻨﻔﺘﺮض إذن أﻥﻨﻲ أﺣﺒّﻚ!.ﺖ ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺔ ﺹﻤﺖ: آﻨﺖ أﻥﺘﻈﺮ وﻗﻊ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻋﻠﻴﻚ ،وأﺕﻮﻗﻊ ﻋﺪة أﺝﻮﺑﺔ ﻟﻜﻼﻣﻲ .وﻟﻜﻨﻚ ﻗﻠ ِ وﻟﻨﻔﺘﺮض إذن ..أﻥﻨﻲ ﻟﻢ أﺱﻤﻊ!أدهﺸ ِﺘﻨﻲ.. ﻟﻢ أﻓﻬﻢ ﺕﻤﺎﻣًﺎ إذا آﻨﺖ ﺕﺠﻴﺪﻳﻦ ذﻟﻚ »اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ« أﻗﻞ أو أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺕﻮﻗﻌﺖ ،أم أﻥﻚ آﻌﺎدﺕ ﻚ ﺕﺘﻼﻋﺒ ﻴﻦ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤ ﺎت ﺑﻤﺘﻌ ﺔ ﻣﺪهﺸﺔ ،وأﻥﺖ ﺕﺪرﻳﻦ أﻥﻚ ﺕﻠﻌﺒﻴﻦ ﺑﺄﻋﺼﺎﺑﻲ ﻻ ﻏﻴﺮ ،وﺕﻘﺬﻓﻴﻨﻨﻲ ﻣﻦ ﺱﺆال ..إﻟﻰ ﺕﺴﺎؤل ﺁﺧﺮ. أﻳﻦ ﻥﻠﺘﻘﻲ؟آﺎن هﺬا هﻮ اﻟﺴﺆال اﻷهﻢ اﻟﺬي ﻗﺮرﻥﺎ أن ﻥﺠﻴﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺠﺪﻳﺔ. ٧٣
أدهﺸ ﺘﻨﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻔﻜ ﺮة اﻟﺘ ﻲ وﻟ ﺪت ﻓ ﻲ ذهﻨ ﻲ ﻣﺼ ﺎدﻓﺔ؛ وأدهﺸ ﻨﻲ أآﺜ ﺮ ،آ ﻮن ه ﺬﻩ اﻟﺘﻔﺎﺹ ﻴﻞ اﻟﺘ ﻲ ﺕﺸ ﻐﻠﻨﻲ اﻟﻴ ﻮم ﺑﺈﻟﺤﺎح ،ﻟﻢ ﺕﻜﻦ ﺕﻠﻔﺖ اﻥﺘﺒﺎهﻲ ﻣﻨﺬ رﺑﻊ ﻗﺮن ،ﻳﻮم رﺱﻤﺖ هﺬا اﻟﺠﺴﺮ ﻥﻔﺴﻪ ﻷول ﻣﺮة. ي ﻣﺒﺘﺪئ ،وأن ﻃﻤﻮﺣﻲ ﺁﻥﺬاك ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺕﺮى ﻷﻥﻨﻲ آﻨﺖ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺘﻲ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﺤﻜﻮﻣًﺎ ﺑﺎﻟﺨﻄﻮط اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻟﻸﺷﻴﺎء آﺄ ّ ﻳﺘﺠﺎوز رﻏﺒﺘﻲ ﻓﻲ إدهﺎش ذﻟﻚ اﻟﺪآﺘﻮر_ أو إدهﺎش ﻥﻔﺴﻲ_ ورﻓﻊ أﺙﻘﺎل اﻟﺘﺤﺪي ﺑﻴ ٍﺪ واﺣﺪة؟ وإﻥﻨﻲ اﻟﻴﻮم ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻟﻌﻤﺮ ..ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﻌﻨﻴﻨﻲ أن أﺙﺒﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ﻷﺣﺪ .أرﻳﺪ ﻓﻘ ﻂ أن أﻋ ﻴﺶ أﺣﻼﻣ ﻲ اﻟﺴ ﺮﻳﺔ ،وأن أﻥﻔ ﻖ ﻣ ﺎ ﺑﻘ ﻲ ﻟ ﻲ ﻣ ﻦ وﻗ ﺖ ﻓ ﻲ ﻃ ﺮح أﺱ ﺌﻠﺔ ..آ ﺎن اﻟﺠ ﻮاب ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺎﺽ ﻲ ﺕﺮﻓ ًﺎ ..ﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻲ ﻣﺘﻨ ﺎول اﻟﺸ ﺒﺎب .وﻻ ﻓ ﻲ ﻣﺘﻨﺎول ..ذﻟﻚ اﻟﻤﻨﺎﺽﻞ أو اﻟﻤﺠﺎهﺪ اﻟﻤﻌﻄﻮب اﻟﺬي آُﻨﺘُﻪ.. رﺑﻤﺎ ﻷن اﻟﻮﻗﺖ ﺁﻥﺬاك ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﺘﻔﺎﺹﻴﻞ ،ﺑﻞ آﺎﻥﺖ وﻗﺘًﺎ ﺝﻤﺎﻋﻴًﺎ ﻥﻌﻴﺸﻪ ﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ ،وﻥﻨﻔﻘﻪ ﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ. آﺎن وﻗﺘًﺎ ﻟﻠﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻜﺒﺮى ..واﻟﺸﻌﺎرات اﻟﻜﺒﺮى ..واﻟﺘﻀﺤﻴﺎت اﻟﻜﺒﺮى .وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻷﺣﺪ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸ ﺔ اﻟﻬ ﻮاﻣﺶ أو اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻔﺎﺹﻴﻞ اﻟﺼﻐﻴﺮة. ﺕﺮاهﺎ ﺣﻤﺎﻗﺔ اﻟﺸﺒﺎب ..أم ﺣﻤﺎﻗﺔ اﻟﺜﻮرات! أﺧﺬت ﻣﻨﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ ،آﻞ أﻣﺴ ﻴﺔ اﻷﺣ ﺪ ،وﻗﺴ ﻤًﺎ آﺒﻴ ﺮًا ﻣ ﻦ اﻟﻠﻴ ﻞ .وﻟﻜﻨﻨ ﻲ آﻨ ﺖ ﺱ ﻌﻴﺪًا وأﻥ ﺎ أرﺱ ﻢ ،وآ ﺄﻥﻨﻲ آﻨ ﺖ ﺐ ﺷﻲء إﻟﻰ ﻥﻔﺴﻚ«. أﺱﻤﻊ ﺹﻮت اﻟﺪآﺘﻮر »آﺎﺑﻮﺕﺴﻜﻲ« ﻳﻌﻮد ﻟﻴﻘﻮل ﻟﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻟﻌﻤﺮ »ارﺱﻢ أﺣ ّ وهﺎ أﻥﺎ أﻃﻴﻌﻪ وأرﺱﻢ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻥﻔﺴﻬﺎ ،ﺑﺎﻻرﺕﺒﺎك ﻥﻔﺴﻪ. ﺐ. وﻟﻜﻦ ﻣﺎ رﺱﻤﺘﻪ هﺬﻩ اﻟﻤﺮة ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺕﻤﺮﻳﻨًﺎ ﻓﻲ اﻟﺮﺱﻢ .آﺎن ﺕﻤﺮﻳﻨًﺎ ﻓﻲ اﻟﺤ ّ ﺖ ﻻ ﻏﻴﺮ .أﻥﺖ ﺑﻜﻞ ﺕﻨﺎﻗﻀﻚ .أرﺱﻢ ﻥﺴﺨﺔ أﺧﺮى ﻋﻨﻚ أآﺜﺮ ﻥﻀﺠًﺎ ..أآﺜﺮ ﺕﻌﺎرﻳﺞ. آﻨﺖ أﺷﻌﺮ أﻥﻨﻲ أرﺱﻤﻚ أﻥ ِ ﻥﺴﺨﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ ﻟﻮﺣﺔ آﺒﺮت ﻣﻌﻚ. آﻨﺖ أرﺱﻢ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﺑﺸﻬﻴﺔ ﻣﺪهﺸﺔ ﻟﻠﺮﺱﻢ .ﺑﻞ ورﺑﱠﻤﺎ ﺑﺸﻬﻮة ورﻏﺒﺔ ﺱﺮﻳﺔ ﻣﺎ.. ﻓﻬﻞ ﺑﺪأت ﺷﻬﻮﺕﻚ ﺕﺘﺴﻠّﻞ ﻳﻮﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﻓﺮﺷﺎﺕﻲ ،دون أن أدري؟! *** ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﺝﺎءﻥﻲ ﺹﻮﺕﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎﺱﻌﺔ ﺕﻤﺎﻣًﺎ. ﺝﺎء ﺷﻼل ﻓﺮح ،وﺷﺠﺮة ﻳﺎﺱﻤﻴﻦ ﺕﺴﺎﻗﻄﺖ أزهﺎرهﺎ ﻋﻠﻰ وﺱﺎدﺕﻲ. آﻨﺖ أآﺘﺸﻒ ﺹﻮﺕﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺎﺕﻒ ،وأﻥﺎ ﻓﻲ ﻓﺮاﺷﻲ ﺑﻌ ﺪ ﻟﻴﻠ ﺔ ﻣﺮهﻘ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻤ ﻞ .ﺷ ﻌﺮت أﻥ ﻪ ﻳﺸ ﺮع ﻥﻮاﻓ ﺬ ﻏﺮﻓﺘ ﻲ، وﻳﻘﺒّﻠﻨﻲ ﻗﺒﻠﺔ ﺹﺒﺎﺣﻴﺔ. هﻞ أﻳﻘﻈﺘﻚ.؟ ﻻ أﻥﺖ ﻟﻢ ﺕﻮﻗﻈﻴﻨﻲ ..أﻥﺖ ﻣﻨﻌﺘﻨﻲ اﻟﺒﺎرﺣﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻮم ﻻ أآﺜﺮ!ﺖ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺝﺰاﺉﺮﻳﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺰاح واﻟﺠ ّﺪ: ﻗﻠ ِ ﻋﻼش ..إن ﺷﺎء اﷲ ﺧﻴﺮ..ﺖ: ﻗﻠ ُ ﻷﻥﻨﻲ رﺱﻤﺖ ﺣﺘﻰ ﺱﺎﻋﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮة ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ..٧٢
وآﺎن ﻳﺰﻳﺪ إﺣﺮاﺝﻲ آﻞ ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ روﺝﻴﻪ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺕﻲ ﻣﻨﺬ ﺱﻨﻮات ،ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺹﻠﺖ إﻟﻰ ﺑﺎرﻳﺲ ﻷﺱ ﺘﻘﺮ ﻓﻴﻬ ﺎ .ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن ﻲ_دون أن أﻃﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻪ_ آﺜﻴ ﺮًا ﻣ ﻦ اﻟﻤﻌ ﺎﻣﻼت واﻟﻤﺸ ﻜﻼت ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺼ ﺪاﻗﺎت واﻟﻮﺱ ﺎﻃﺎت ،ﻣ ﺎ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﺴ ﻬّﻞ ﻋﻠ ّ ﻼ ﻓﻲ وﺽﻌﻲ. اﻟﺘﻲ ﺕﻮاﺝﻪ رﺝ ً ذات ﻣﺮة ﺱﺄﻟﺘﻪ »ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﺕﻌﺪ وﻟﻮ ﻣﺮة واﺣﺪة ﻟﺰﻳﺎرة ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ؟ أﻥﺎ ﻻ أﻓﻬﻢ ﺧﻮﻓﻚ ،إن اﻟﻨﺎس ﻣﺎزاﻟﻮا ﻳﻌﺮﻓ ﻮن أهﻠ ﻚ ﻲ وﻳ ﺬآﺮوﻥﻬﻢ ﺑ ﺎﻟﺨﻴﺮ «..أذآ ﺮ وﻗﺘﻬ ﺎ أﻥ ﻪ ﻗ ﺎل ﻟ ﻲ» :ﻣ ﺎ ﻳﺨﻴﻔﻨ ﻲ ﻟ ﻴﺲ أﻻ ﻳﻌﺮﻓﻨ ﻲ اﻟﻨ ﺎس هﻨ ﺎك ،ﺑ ﻞ أﻻ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤ ّ أﻋﺮف أﻥﺎ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..وﺕﻠﻚ اﻷزﻗّﺔ ..وذﻟﻚ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﻴﺘﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮات اﻟﺴﻨﻴﻦ.«.. ﻞ ﺙﻢ أﺽﺎف» :دﻋﻨﻲ أﺕﻮهﻢ أن ﺕﻠﻚ اﻟﺸﺠﺮة ﻣﺎزاﻟﺖ هﻨﺎك ..وأﻥﻬﺎ ﺕﻌﻄﻲ ﺕﻴﻨًﺎ آ ﻞ ﺱ ﻨﺔ ،وأن ذﻟ ﻚ اﻟﺸ ﺒﺎك ﻣ ﺎزال ﻳﻄ ّ ﻋﻠﻰ ﻥﺎس آﻨﺖ أﺣ ﺒﻬﻢ ..وذﻟ ﻚ اﻟﺰﻗ ﺎق اﻟﻀ ﻴﻖ ﻣ ﺎزال ﻳ ﺆدي إﻟ ﻰ أﻣ ﺎآﻦ آﻨ ﺖ أﻋﺮﻓﻬ ﺎ ..أﺕ ﺪري ..إن أﺹ ﻌﺐ ﺷ ﻲء ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق هﻮ ﻣﻮاﺝﻬﺔ اﻟﺬاآﺮة ﺑﻮاﻗﻊ ﻣﻨﺎﻗﺾ ﻟﻬﺎ«.. ت رأﻳ ﻲ ،ﺱ ﺄﻋﻮد إﻟ ﻰ ﺕﻠ ﻚ آﺎن ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻟﻤﻌﺔ دﻣﻮع ﻣﻜﺎﺑﺮة ،ﻓﺄﺽﺎف ﺑﺸ ﻲء ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺰاح »ﻟ ﻮ ﺣ ﺪث وﻏ ّﻴ ﺮ ُ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻌﻚ ،أﺧﺎف أن أواﺝﻪ ذاآﺮﺕﻲ وﺣﺪي.«.. اﻟﻴ ﻮم ،وﺑﻌ ﺪ ﻋ ﺪة ﺱ ﻨﻮات ،أذآ ﺮ آﻼﻣ ﻪ ﻓﺠ ﺄة_ ه ﻮ اﻟ ﺬي ﻟ ﻢ ﻳﻄ ﺮح ﻣﻌ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻤﻮﺽ ﻮع ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ أﺑ ﺪًا_ ﺕﺮاﻩ ﻥﺠﺢ ﺣﻘًﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ ذاآﺮﺕﻪ؟ وﻣﺎذا ﻟﻮ آﺎن ﻋﻠﻰ ﺣﻖ؟ ﻳﺠﺐ أن ﻥﺤﺘﻔﻆ ﺑﺬآﺮﻳﺎﺕﻨﺎ ﻓ ﻲ ﻗﺎﻟﺒﻬ ﺎ اﻷول وﺹ ﻮرﺕﻬﺎ اﻷوﻟ ﻰ وﻻ ﻥﺒﺤ ﺚ ﻟﻬ ﺎ ﻋ ﻦ ﻣﻮاﺝﻬ ﺔ اﺹﻄﺪاﻣﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻮاﻗﻊ ﻳﺘﺤﻄﻢ ﺑﻌﺪهﺎ آﻞ ﺷﻲء داﺧﻠﻨﺎ آﻮاﺝﻬﺔ زﺝﺎﺝﻴﺔ ..اﻟﻤﻬﻢ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻻت إﻥﻘﺎذ اﻟﺬاآﺮة. أﻗﻨﻌﻨﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﻨﻄﻖ ،وﺷﻌﺮت أن هﺎﺕﻒ آﺎﺕﺮﻳﻦ أﻥﻘﺬﻥﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻦ ﺣﻤﺎﻗﺔ آﻨﺖ ﻋﻠﻰ وﺷﻚ ارﺕﻜﺎﺑﻬﺎ. ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ أﻳﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﺕﺄرﻳﺨﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم ،إذا أﺽﻔﺖ إﻟﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌًﺎ هﻨ ﺎ ،أو ﻃﻤﺴ ﺖ ﻓﻴﻬ ﺎ ﺷ ﻴﺌًﺎ هﻨ ﺎك ..ﺱﺘﺼ ﺒﺢ ﻟﻮﺣﺔ ﻟﻘﻴﻄﺔ ﻟﺬاآﺮة ﻣﺰوّرة ..وهﻞ ﻳﻬﻢ ﻋﻨﺪﺉ ٍﺬ أن ﻥﻜﻮن أﺝﻤﻞ؟ ﻥﻈﺮت إﻟﻰ ﺧﺸﺒﺔ اﻷﻟﻮان اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﺑﻴﺪي .ﻓﻜّﺮت أﻥﻪ رﻏﻢ ذﻟﻚ ﻻ ﺑ ﺪ أن أﻓﻌ ﻞ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻷﻟ ﻮان ..وﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﻔﺮﺷ ﺎة اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﺕﺘﺮﻗّﺐ ﻣﺜﻠﻲ ﻟﺤﻈﺔ اﻟﺨﻠﻖ اﻟﺤﺎﺱﻤﺔ. ﻞ ﻓﻲ ﻓﻜﺮة ﺑﺴﻴﻄﺔ وﻣﻨﻄﻘﻴّﺔ ﻟﻢ ﺕﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻲ. وﻓﺠﺄة وﺝﺪت اﻟﺤ ّ رﻓﻌﺖ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻋﻦ ﺧﺸ ﺒﺎت اﻟﺮﺱ ﻢ ،ووﺽ ﻌﺖ أﻣﺎﻣﻬ ﺎ ﻟﻮﺣ ﺔ ﺑﻴﻀ ﺎء ﺝﺪﻳ ﺪة ،ورﺣ ﺖ أرﺱ ﻢ دون ﺕﻔﻜﻴ ﺮ ،ﻗﻨﻄ ﺮة أﺧﺮى ،ﺑﺴﻤﺎء أﺧﺮى ،ﺑﻮا ٍد ﺁﺧﺮ وﺑﻴﻮت وﻋﺎﺑﺮﻳﻦ. رﺣﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﺮة ،أﺕﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ آﻞ اﻟﺘﻔﺎﺹﻴﻞ وأآﺎد أﺑﺪأ ﺑﻬ ﺎ ،وآ ﺄن أﻣ ﺮ اﻟﺠﺴ ﺮ ﻟ ﻢ ﻳﻌ ﺪ ﻳﻌﻨﻴﻨ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳ ﺔ ،ﺑﻘ ﺪر ﻣ ﺎ ﺕﻌﻨﻴﻨﻲ اﻟﺤﺠﺎرة واﻟﺼﺨﻮر اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ .وﺕﻠﻚ اﻟﻨﺒﺎﺕ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺕﺒﻌﺜ ﺮت أﺱ ﻔﻠﻪ ،ﻣﺴ ﺘﻔﻴﺪة ﻣ ﻦ رﻃﻮﺑ ﺔ )أو ﻋﻔﻮﻥ ﺔ( اﻷﻋﻤﺎق .وﺕﻠﻚ اﻟﻤﻤﺮات اﻟﺴﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻔﺮﺕﻬﺎ ﺧﻄﻰ اﻹﻥﺴﺎن وﺱﻂ اﻟﻤﺴﺎﻟﻚ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ .ﻣﻨ ﺬ أﻳ ﺎم )ﻣﺎﺱﻴﻨﻴﺴ ﺎ( وﺣﺘ ﻰ اﻟﻴﻮم ،ﻓﻲ ﻏﻔﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺴﺮ اﻟﻌﺠﻮز اﻟﺬي ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺷﻤﻮﺧﻪ اﻟﺸﺎهﻖ ،أن ﻳﺮى ﻣ ﺎ ﻳﺤ ﺪث ﻋﻠ ﻰ ﻋﻠ ﻮ ٧٠٠ﻣﺘ ﺮ ﻣﻦ أﻗﺪاﻣﻪ! أﻟﻴﺲ اﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺴﻮر هﻮ اﻟﻬﺪف اﻷزﻟﻲ اﻷول ﻟﻺﻥﺴﺎن اﻟﺬي ﻳﻮﻟﺪ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻨﺤﺪرات ..واﻟﻘﻤﻢ؟
٧١
ﻋﺪت إﻟﻰ ﻣﺮﺱﻤﻲ ﻣﺜﻘﻞ اﻟﺨﻄﻰ. آﻨﺖ ﺷﺮﻋﺖ ﻓﻲ إﻋﺪاد ﺕﺸﻜﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﻟﻮان ،ﻷﺑﺪأ ﻓﻲ وﺽﻊ ﻟﻤﺴﺎت ﻋﻠﻰ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ. وﻟﻜﻨﻨﻲ ارﺕﺒﻜﺖ .ﺕﺤﻮﻟﺖ أﻣﺎﻣﻬﺎ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﺮﺱﺎم اﻟﻤﺒﺘﺪئ اﻟﺬي آﻨﺘﻪ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺲ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﺱﻨﺔ. ﺕﺮى ﻗﺮاﺑﺘﻬﺎ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻟﻚ ،هﻲ اﻟﺘﻲ أﺽﻔﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ هﺬﻩ اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻟﻤﺮﺑﻜﺔ؟ أم ﺕﺮاﻥﻲ آﻨﺖ ﻣﺮﺕﺒﻜًﺎ ﻷﻥﻨﻲ آﻨﺖ أﺝﻠﺲ أﻣﺎم اﻟﻤﺎﺽﻲ ﻻ ﻏﻴﺮ ..ﻷﺽﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﻟ ﺬاآﺮة_ وﻟ ﻴﺲ ﻋﻠ ﻰ ﻟﻮﺣ ﺔ_ ﺑﻌ ﺾ »اﻟﺮﺕﻮﺷﺎت«؟ آﻨﺖ أﺷﻌﺮ أﻥﻨﻲ ﻋﻠﻰ وﺷ ﻚ أن أرﺕﻜ ﺐ ﺣﻤﺎﻗ ﺔ .وأدري_رﻏ ﻢ رﻏﺒﺘ ﻲ اﻟﻤﻀ ﺎدة ﻟﻠﻤﻨﻄ ﻖ_ أﻥ ﻪ ﻻ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ أﺑ ﺪًا اﻟﻌﺒ ﺚ ﺑﺎﻟﻤﺎﺽﻲ ،وأن أﻳﺔ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﺠﻤﻴﻠﻪ ،ﻟﻴﺴﺖ ﺱﻮى ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﺸﻮﻳﻬﻪ. ﺴ ﻄًﺎ ﺣ ّﺪ اﻟﺴ ﺬاﺝﺔ ،ﻓﻠﻤ ﺎذا ﻞ ﺷ ﻲء ﻓﻴﻬ ﺎ ﻣﺒ ّ آﻨﺖ أدرك هﺬا ..وﻟﻜﻦ هﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺔ أﺹﺒﺤﺖ ﺕﻀﺎﻳﻘﻨﻲ ﻓﺠﺄة هﻜﺬا ..آﺎن آ ّ ﻻ أواﺹﻞ رﺱﻤﻬﺎ اﻟﻴﻮم ،وﻟﻤﺎذا ﻻ أﻋﺎﻣﻠﻬﺎ ﺑﻤﻨﻄﻖ ﻓﻨّﻲ ﻻ أآﺜﺮ؟ ﺾ ) ﺷﺎﻏﺎل( ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة ﺱﻨﺔ ﻓﻲ رﺱ ﻢ إﺣ ﺪى ﻟﻮﺣﺎﺕ ﻪ؟ آ ﺎن ﻳﻌ ﻮد إﻟﻴﻬ ﺎ داﺉﻤ ًﺎ ﺑ ﻴﻦ ﻟﻮﺣ ﺔ وأﺧ ﺮى ﻟﻴﻀ ﻴﻒ أﻟﻢ ﻳﻘ ِ ﻞ اﻟﻮﺝﻮﻩ واﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ أﺣﺒﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ؟ ﺷﻴﺌًﺎ أو وﺝﻬًﺎ ﺝﺪﻳﺪًا ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ أﺹ ﱠﺮ ﻋﻠﻰ أن ﻳﺠﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ آ ّ ش ﻋﻠ ﻰ أﻟ ﻴﺲ ﻣ ﻦ ﺣﻘ ﻲ أﻳﻀ ًﺎ أن أﻋ ﻮد إﻟ ﻰ ه ﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣ ﺔ ،أن أﺽ ﻊ ﻋﻠ ﻰ ه ﺬا اﻟﺠﺴ ﺮ ﺑﻌ ﺾ ﺧﻄ ﻰ اﻟﻌ ﺎﺑﺮﻳﻦ ،وأر ّ ﻼ أﺣﻴﺎﻥ ﺎً ،ورﻗﺮاﻗ ًﺎ ﺝﺎﻥﺒﻴﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻴﻮت اﻟﻤﻌﻠّﻘﺔ ﻓﻮق اﻟﺼﺨﻮر ،وأﺱﻔﻠﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻨﻬﺮ اﻟﺬي ﻳﺸﻖ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ،ﺑﺨ ﻴ ً زﺑﺪ ّﻳًﺎ أﺣﻴﺎﻥًﺎ أﺧﺮى ..أﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺽﺮورﻳًﺎ أن أﺽﻊ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺑﺼ ﻤﺎت ذاآﺮﺕ ﻲ اﻷوﻟ ﻰ ،اﻟﺘ ﻲ آﻨ ﺖ ﻋ ﺎﺝﺰًا ﻋ ﻦ ﻥﻘﻠﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﻳﻮم آﻨﺖ رﺱﺎﻣًﺎ ﻣﺒﺘﺪﺉًﺎ وهﺎوﻳًﺎ ﻻ ﻏﻴﺮ؟ ﻻ أدري آﻴﻒ ﺕﺬآّﺮت ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ روﺝﻴﻪ ﻥﻘّﺎش ،ﺹﺪﻳﻖ ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ ..وﺹﺪﻳﻖ ﻏﺮﺑﺘﻲ. ذآﺮت وﻟﻌﻪ ﺑﻘﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ،وﺕﻌﻠﻘﻪ ﺑﺬآﺮاهﺎ ،هﻮ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻌﺪ إﻟﻴﻬﺎ أﺑﺪًا ﻣﻨﺬ ﻏﺎدرهﺎ ﺱﻨﺔ ١٩٥٩ﻣﻊ أهﻠﻪ ،وﻣﻊ ﻓﻮج ﻣﻦ ﻼ ﺁﻣﻨًﺎ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﺁﺧﺮ. اﻟﺠﺎﻟﻴﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﺕﺮﻳﺪ أن ﺕﺒﻨﻲ ﻟﻬﺎ ﻣﺴﺘﻘﺒ ً ﻟﻢ ﻳﺤﺪث أن زرﺕﻪ ﻣﺮة ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ،دون أن ﻳﺼ ّﺮ ﻋﻠﻰ أن ﻳﺴﻤﻌﻨﻲ ﺷﺮﻳﻄًﺎ ﺝﺪﻳﺪًا ﻟﻠﻤﻄﺮﺑ ﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳ ﺔ »ﺱ ﻴﻤﻮن ﺕ ّﻤ ﺎر« وهﻲ ﺕﻐﻨﻲ اﻟﻤﺎﻟﻮف واﻟﻤﻮﺷﱠﺤﺎت اﻟﻘﺴﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ﺑﺄداء وﺑﺼﻮت ﻣﺪهﺶ ،ﻣﺮﺕﺪﻳ ﺔ ذﻟ ﻚ اﻟﺜ ﻮب اﻟﻘﺴ ﻨﻄﻴﻨﻲ اﻟﻔ ﺎﺧﺮ ،اﻟ ﺬي أهﺪوهﺎ إﻳﺎﻩ ﻓﻲ أول ﻋﻮدة ﻟﻬﺎ هﻨﺎك ..واﻟﺬي ﻳﺰﻳّﻦ ﻏﻼف ﺷﺮﻳﻄﻬﺎ. ﻣﻨﺬ ﺑﻀﻌﺔ أﺷﻬﺮ أﺧﺒﺮﻥﻲ روﺝﻴﻪ أن ﺱﻴﻤﻦ ﻣﺎﺕﺖ ﻣﻘﺘﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ زوﺝﻬﺎ ﻓﻲ إﺣﺪى ﻥﻮﺑ ﺎت ﻏﻴﺮﺕ ﻪ ،ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن ﻳﺘﻬﻤﻬ ﺎ ﺐ رﺝﻞ ﻋﺮﺑﻲ. ﺑﺤ ّ ﺱﺄﻟﺘﻪ إن آﺎن ذﻟﻚ ﺣﻘًﺎ ..أﺝﺎﺑﻨﻲ» ..ﻻ أدري «..ﺙﻢ أﺽﺎف ﺑﻤﺮارة ﻣﺎ» ..أدري أﻥﻬﺎ آﺎﻥﺖ ﺕﺤﺐ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ«. وروﺝﻴﻪ أﻳﻀًﺎ آﺎن ﻳﺤﺒﻬﺎ ..وآﺎن ﺣﻠﻤﻪ اﻟﺴﺮي أن ﻳﻌﻮد إﻟﻴﻬﺎ وﻟﻮ ﻣﺮة واﺣﺪة ،أو ﻳﺄﺕﻴﻪ أﺣﺪ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺑﺜﻤﺮة واﺣ ﺪة ﻣﻦ ﺷﺠﺮة اﻟﺘﻴﻦ اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﺕﻄﺎل ﻥﺎﻓﺬة ﻏﺮﻓﺘﻪ واﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﻨﺬ أﺝﻴﺎل.. ﻲ ﺑﻠﻬﺠﺘ ﻪ اﻟﻘﺴ ﻨﻄﻴﻨﻴﺔ اﻟﻤﺤﺒﺒ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻢ ﺺ ﻋﻠ ّ وآﻨﺖ أﺷﻌﺮ ﺑﻤﺰﻳﺞ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻌﺎدة واﻹﺣ ﺮاج ﻣﻌ ًﺎ وأﻥ ﺎ أﺱ ﺘﻤﻊ إﻟﻴ ﻪ ،ﻳﻘ ّ ي ﻥﺒﺮة ﻓﻴﻬﺎ ،ﺷﻮﻗﻪ إﻟﻰ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..اﻟﻘﺎﺕﻠﺔ! ﻳﻄﻤﺲ رﺑﻊ ﻗﺮن ﻣﻦ اﻟﺒﻌﺪ أ ّ
٧٠
ﻟﻢ أﺷﻌﺮ ،ﻗﺒﻞ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ،أن هﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﺝﺔ إﻟﻰ ﺕﻔﺎﺹﻴﻞ ﺝﺪﻳﺪة ﺕﻜﺴ ﺮ ه ﺬا اﻟﺘﻀ ﺎد ،وﺕﺆﺙ ﺚ ﻋ ﺮي اﻟﻠ ﻮﻥﻴﻦ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻨﻔﺮدان ﺑﻬﺎ. ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻟﻢ ﺕﻜﻦ »ﺣﻨﻴﻦ« ﻟﻮﺣﺔ ،آﺎﻥﺖ رؤوس أﻗﻼم وﻣﺸﺎرﻳﻊ أﺣﻼم ﺕﺠﺎوزﺕﻬﺎ اﻷﺣﺪاث ﺑﺨﻤ ﺲ ﻋﺸ ﺮة ﺱ ﻨﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺤﻨﻴﻦ واﻟﺪهﺸﺔ وﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﺮﺑﻊ ﻗﺮن ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ. ﺣﻤﻠﺘﻬﺎ ﺕﺤ ﺖ إﺑﻄ ﻲ ،وآ ﺄﻥﻨﻲ أﻣﻴّﺰه ﺎ ﻋ ﻦ اﻷﺧﺮﻳ ﺎت .آﻨ ﺖ ﻓﺠ ﺄة ﻋﻠ ﻰ ﻋﺠ ﻞ .أرﻳ ﺪ أن أﺝﻠ ﺲ أﻣﺎﻣﻬ ﺎ ﺑﻌ ﺪ آ ﻞ ﺕﻠ ﻚ ﻼ ﺑﻔﺮﺷﺎة وأﻟﻮان أﺧﺮى ،ﻷﻥﻔﺦ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﻀﺠﻴﺞ ﻓﻴﻬﺎ ،وأﻥﻘ ﻞ إﻟﻴﻬ ﺎ أﺧﻴ ﺮًا ﺣﺠ ﺎرة »ﻗﻨﻄ ﺮة اﻟﺤﺒ ﺎل« اﻟﺴﻨﻮات ،ﻣﺤﻤ ً ﻞ ﺷ ﻲء :آﻴ ﻒ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻥﻠﺘﻘ ﻲ ﺑﻌ ﺪ ﺣﺠﺮًا ..ﺣﺠﺮًا .وﻟﻜﻦ آﺎن ﻓﻲ ذهﻨﻲ اﻟﻤﺒﻌﺜﺮ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ هﺎﺝﺲ ﺁﺧﺮ ﻳﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ آ ّ اﻵن ...وأﻳﻦ؟ اﻥﺘﻬﺖ ﻋﻄﻠﺘﻚ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﻣﻊ ﻥﻬﺎﻳﺔ ﻣﻌﺮﺽﻲ ﺕﻘﺮﻳﺒًﺎ .وهﺎ ﻥﺤﻦ ﻣﺤﺎﺹﺮان ﺑﻜﻞ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼت اﻟﺰﻣﺎن واﻟﻤﻜﺎن .ﻣﻼﺣﻘ ﺎن ي ﻗ ﺪر آ ﺎن ﻗ ﺪري ﻣﻌ ﻚ! ي ﺝﻨﻮن ..وأ ّ ﺑﻜﻞ اﻟﻌﻴﻮن اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺕﺴﺮق ﺱﺮﻥﺎ .ﺑﻜﻞ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻥﻌﺮﻓﻬﻢ ..وﻳﻌﺮﻓﻮﻥﻨﺎ .أ ّ وﻟﻤ ﺎذا وﺣ ﺪي ﺕﻔﻀ ﺤﻨﻲ ﻋ ﺎهﺘﻲ؟ وﻟﻤ ﺎذا آ ﻞ ه ﺬا اﻟﺤ ﺬر ..وﻟﻤ ﺎذا أﻥ ﺖ ﺑﺎﻟ ﺬات؟ آ ﺎن ﻣﺠ ﺮد اﺣﺘﻤ ﺎل ﻟﻘ ﺎﺉﻲ ﺑﺴ ﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ذات ﻳﻮم وأﻥﺎ ﺑﺼ ﺤﺒﺘﻚ ،ﻳﺠﻌﻠﻨ ﻲ أﻋ ﺪل ﻋ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻔﻜ ﺮة ،وأﺷ ﻌﺮ ﻓﺠ ﺄة ﺑﺤ ﺮج اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ،وﺑ ﺬﻟﻚ اﻻرﺕﺒ ﺎك اﻟﺬي ﺱﻴﻔﻀﺤﻨﻲ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ. اﺕﻔﻘﻨﺎ ﻋﻠﻰ أن ﺕﻄﻠﺒﻴﻨﻲ هﺎﺕﻔﻴﺎً ،وأن ﻥﺘﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻥﺎﻣﺞ ﺝﺪﻳﺪ. آﺎن ذﻟﻚ هﻮ اﻟﺤﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ .ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻤﻜﻨًﺎ أن أزورك ﻓﻲ ﺣﻴّﻚ اﻟﺠ ﺎﻣﻌﻲ .ﻓﻘ ﺪ آﺎﻥ ﺖ اﺑﻨ ﺔ ﻋﻤ ﻚ ﺕﺘ ﺎﺑﻊ دراﺱ ﺘﻬﺎ ﻣﻌ ﻚ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻥﻔﺴﻬﺎ. أآﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻨﺎ أن ﻥﺠﺪ ﻇﺮوﻓًﺎ أآﺜﺮ ﺕﻌﻘﻴﺪًا ﻣﻦ هﺬﻩ؟. *** أﻃﻮل ﻥﻬﺎﻳﺔ أﺱﺒﻮع ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق ،آﺎﻥﺖ ﺕﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻥﺘﻈﺎر هﺎﺕﻔﻚ ﺹﺒﺎح اﻻﺙﻨﻴﻦ. ق اﻟﻬﺎﺕﻒ. ﻳﻮم اﻷﺣﺪ د ّ ﻼ .آﺎﻥ ﺖ آ ﺎﺕﺮﻳﻦ ﻋﻠ ﻰ أﺱﺮﻋﺖ إﻟﻴﻪ وأﻥﺎ أراهﻦ أﻥّﻚ أﻥﺖ .ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻥﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﺱﺮﻗﺔ ﻟﺤﻈﺎت ﺕﺤ ﺪّﺙﻴﻨﻨﻲ ﻓﻴﻬ ﺎ ..وﻟ ﻮ ﻗﻠ ﻴ ً ﻂ .أﺧﻔﻴﺖ ﻋﻨﻬ ﺎ ﺧﻴﺒﺘ ﻲ .ورﺣ ﺖ أﺱ ﺘﻤﻊ ﻟﻬ ﺎ وه ﻲ ﺕﺜﺮﺙ ﺮ ﺣ ﻮل ﻣﺸ ﺎﻏﻠﻬﺎ اﻟﻴﻮﻣﻴ ﺔ ،وﻣﺸ ﺮوع ﺱ ﻔﺮهﺎ اﻟﻘ ﺎدم إﻟ ﻰ اﻟﺨ ّ ﻟﻨﺪن ..ﺙﻢ ﺱﺄﻟﺘﻨﻲ ﻋﻦ أﺧﺒﺎر اﻟﻤﻌﺮض وﻗﺎﻟﺖ وهﻲ ﺕﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﻮﺽﻮع إﻟﻰ ﺁﺧﺮ: ﻟﻘ ﺪ ﻗ ﺮأت ﻣﻘ ﺎ ًﻻ ﺝﻴ ﺪًا ﻋ ﻦ ﻣﻌﺮﺽ ﻚ ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠ ﺔ أﺱ ﺒﻮﻋﻴﺔ ..ﻣ ﻦ اﻟﻤﺆآ ﺪ أﻥ ﻚ اﻃﻠﻌ ﺖ ﻋﻠﻴ ﻪ ..إﻥ ﻪ ﺑﻘﻠ ﻢ روﺝﻴ ﻪ ﻥﻘﱠﺎش ،ﻳﺒﺪو أﻥﻪ ﻳﻌﺮﻓﻚ ..أو ﻳﻌﺮف ﻟﻮﺣﺎﺕﻚ ﺝﻴﺪًا. ﻟﻢ أآﻦ أﺷﻌﺮ ﺑﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ..ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻗﺘﻀﺎب: ﻥﻌﻢ ،إﻥﻪ ﺹﺪﻳﻖ ﻗﺪﻳﻢ..ﺕﺨﻠّﺼﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻠﺒﺎﻗﺔ. ﻟﻢ أآﻦ أﺷﻌﺮ ﺑﺄﻳﺔ رﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﻟﻘﺎﺉﻬﺎ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم .رﺑﻤﺎ آﺎﻥﺖ ﺣ ﺎﺝﺘﻲ ﻟﻠﺮﺱ ﻢ ﻳﻮﻣﻬ ﺎ ،ﺕﻔ ﻮق ﺣﺎﺝ ﺎﺕﻲ اﻟﺠﺴ ﺪﻳﺔ اﻷﺧ ﺮى.. ﻚ. ورﺑﻤﺎ آﻨﺖ ﻓﻘﻂ ﻣﻤﺘﻠﺌًﺎ ﺑ ِ ٦٩
ﻣﺨﻄﺊ ..أﻥﺖ ﻟﻦ ﺕﻔﻬﻢ ﺷﻴﺌًﺎ هﻜﺬا ..اﻟﻜﺎﺕ ﺐ إﻥﺴ ﺎن ﻳﻌ ﻴﺶ ﻋﻠ ﻰ ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ،وﻟﻜﻨ ﻪ ﻻ ﻳﺤﺘﺮﻓﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﻀ ﺮورة.ذﻟﻚ اﺧﺘﺼﺎص اﻟﻤﺆرّﺧﻴﻦ ﻻ ﻏﻴﺮ ..إﻥﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ﻳﺤﺘ ﺮف اﻟﺤﻠ ﻢ ..أي ﻳﺤﺘ ﺮف ﻥﻮﻋ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻜ ﺬب اﻟﻤﻬ ﺬّب. واﻟﺮواﺉﻲ اﻟﻨﺎﺝﺢ هﻮ رﺝﻞ ﻳﻜﺬب ﺑﺼﺪق ﻣﺪهﺶ ،أو هﻮ آﺎذب ﻳﻘﻮل أﺷﻴﺎء ﺣﻘﻴﻘﻴّﺔ. ﺙ ّﻢ أﺽﻔ ِ ﺖ ﺑﻌﺪ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ..أﻋﺬب اﻟﻜﺬب آﺎن آﺬﺑﻚ ،وأآﺜﺮﻩ أﻟﻤًﺎ آﺬﻟﻚ .ﻗ ﺮرت ﻳﻮﻣﻬ ﺎ أﻻ أﻥ ّﻘ ﺐ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ ﻖ ذاآﺮﺕﻚ .أﻥﺖ ﻟﻦ ﺕﺒﻮﺣﻲ ﻟﻲ ﺑﺸ ﻲء .رﺑﻤ ﺎ ﻷﻥ ﻚ أﻥﺜ ﻰ ﺕﺤﺘ ﺮف اﻟﻤﺮاوﻏ ﺔ .ورﺑﻤ ﺎ ﻷﻥ ﻪ ﻟ ﻴﺲ هﻨ ﺎك ﻣ ﻦ ﺷ ﻲ ﻳﺴ ﺘﺤ ّ اﻻﻋﺘﺮاف. آﻨﺖ ﺕﺮﻳﺪﻳﻦ ﻓﻘﻂ أن ﺕﻮهﻤﻴﻨﻲ أﻥﻚ ﻟﻢ ﺕﻌﻮدي ﺕﻠﻚ اﻟﻄﻔﻠﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻋﺮﻓﺘﻬ ﺎ .ﻓ ﻲ اﻟﻮاﻗ ﻊ ..آﻨ ﺖ ﻓﺎرﻏ ﺔ ،وآ ﺎن آ ﺬﺑﻚ ﻓ ﻲ ﻞ ﻣﺴ ﺎﺣﺔ ﻓﺮاﻏ ﻚ .وإﻻ ﻣ ﺎ ﺱ ّﺮ ﺕﻌﻠّﻘ ﻚ ﺑ ﻲ ،وﻟﻤ ﺎذا آﻨ ﺖ ﺕﻄ ﺎردﻳﻦ ذاآﺮﺕ ﻲ ﺑﺎﻷﺱ ﺌﻠﺔ ،وﺕﺴ ﺪرﺝﻴﻨﻬﺎ ﻟﻠﺤ ﺪﻳﺚ ﻋ ﻦ آ ّ ﻞ ﻣ ﺎ أﺣﺒﺒ ﺖ وﻣ ﺎ آﺮه ﺖ ﻣ ﻦ ﻞ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺮﻏﺒ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻘﺎﺱ ﻤﺘﻲ ذاآﺮﺕ ﻲ وآ ّ ﻞ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺸ ﺮاهﺔ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓ ﺔ ،آ ّ ﺷﻲء؟ ﻟﻤ ﺎذا آ ّ أﺷﻴﺎء ..أآﺎﻥﺖ اﻟﺬاآﺮة ﻋﻘﺪﺕﻚ؟ *** ﻻ ﺑﺪ ﻟﻤﻌﺮﺽﻲ أن ﻳﻨﺘﻬﻲ ،ﻟﻨﻨﺘﺒﻪ أﻥﻨﺎ ﻥﻌﺮف ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻣﻦ أﺱﺒﻮﻋﻴﻦ ﻓﻘ ﻂ ،وﻟ ﻴﺲ ﻣﻨ ﺬ أﺷ ﻬﺮ آﻤ ﺎ آ ﺎن ﻳﺒ ﺪو ﻟﻨ ﺎ .ﻓﻜﻴ ﻒ ﻓﺮﻏﻨﺎ ﻣﻦ ذاآﺮﺕﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﻀﻌﺔ أﻳﺎم؟ آﻴﻒ ﺕﻌﻠﱠﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﻀ ﻊ ﺱ ﺎﻋﺎت ﻗﻀ ﻴﻨﺎهﺎ ﻣﻌ ﺎً ،أن ﻥﺤ ﺰن وﻥﻔ ﺮح وﻥﺤﻠ ﻢ ﺑﺘﻮﻗﻴ ﺖ واﺣﺪ؟ آﻴﻒ أﺹﺒﺤﻨﺎ ﻥﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻨﺎ ..وآﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻨﺎ أن ﻥﻐﺎدر ه ﺬا اﻟﻤﻜ ﺎن ،اﻟ ﺬي أﺹ ﺒﺢ ﺝ ﺰءًا ﻣ ﻦ ذاآﺮﺕﻨ ﺎ؟ آﻴ ﻒ..؟ وهﻮ اﻟﺬي وﺽﻌﻨﺎ ﻟﻌﺪة أﻳﺎم ،ﺧﺎرج ﺣﺪود اﻟﺰﻣﺎن واﻟﻤﻜﺎن ،ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ ﺷﺎﺱﻌﺔ ،ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ اﻟﺼﻤﺖ وﻳﺆﺙﺜﻬ ﺎ اﻟﻔ ﻦ ،ورﺑ ﻊ ﻗﺮن ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎﻥﺎة واﻟﺠﻨﻮن؟ آﻨّﺎ ﻟﻮﺣﺔ وﺱﻂ ﻋﺪة ﻟﻮﺣﺎت أﺧﺮى. آﻨﺎ ﻟﻮﺣﺔ ﻣﺘﻘﻠّﺒﺔ اﻷﻃ ﻮار ،ﻣﺘﻌ ﺪّدة اﻷﻟ ﻮان ،رﺱ ﻤﺘﻬﺎ اﻟﻤﺼ ﺎدﻓﺔ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﺙ ﻢ واﺹ ﻠﺖ رﺱ ﻤﻬﺎ ﻳ ﺪ اﻷﻗ ﺪار .وآﻨ ﺖ أﺕﻠ ﺬذ ﺑﻮﺽﻌﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ ذاك وأﻥﺎ أﺕﺤﻮل ﻣﻦ ﺹﺎﺣﺐ ذﻟﻚ اﻟﻤﻌﺮض ،إﻟﻰ ﻟﻮﺣﺔ ﻣﻦ ﻟﻮﺣﺎﺕﻪ ﻻ أآﺜﺮ. ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ،ﻣﺜﻞ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻤ ﺮة ،أن ﺷ ﻌﺮت ﺑﺤ ﺰن وأﻥ ﺎ أرﻓ ﻊ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻠﻮﺣ ﺎت اﻟﻤﻌﻠّﻘ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺠ ﺪران ،ﻟﻮﺣ ﺔ ﺑﻌ ﺪ أﺧ ﺮى، ﺱ ﺎم ﺁﺧ ﺮ ،ﺱ ﻴﺄﺕﻲ ﺑﻠﻮﺣﺎﺕ ﻪ ..ﺑﺤﺰﻥ ﻪ وﺑﻔﺮﺣ ﻪ وﺑﻘﺼ ﺺ أﺧ ﺮى ﻻ وأﺝﻤﻌﻬﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻨﺎدﻳﻖ ﻷﺕ ﺮك اﻟﻘﺎﻋ ﺔ ﻓﺎرﻏ ﺔ ﻟﺮ ﱠ ﺼﺘﻲ. ﺕﺸﺒﻪ ﻗ ّ آﻨﺖ أﺷﻌﺮ أﻥﻨﻲ أﺝﻤﻊ أﻳﺎﻣﻲ ﻣﻌﻚ. ﻓﺠﺄة ،ﺕﻮﻗﻔﺖ ﻳﺪي وهﻲ ﻋﻠﻰ وﺷﻚ أن ﺕﺮﻓﻊ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﺕﺮآﺘﻬﺎ ﻟﻶﺧﺮ. ﺕﺄﻣﻠﺘﻬﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﺷﻌﺮت أﻥﻬﺎ ﻥﺎﻗﺼﺔ .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ ﺱﻮى ﺝﺴﺮ ﻳﻌﺒﺮهﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف إﻟﻰ ﺁﺧ ﺮ ،ﻣﻌّﻠ ﻖ ﻥﺤ ﻮ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺤﺒﺎل ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻴﻪ آﺄرﺝﻮﺣﺔ ﺣﺰن. وﺕﺤﺖ اﻷرﺝﻮﺣﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳ ﺔ ه ّﻮة ﺹ ﺨﺮﻳﺔ ﺽ ﺎرﺑﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻤ ﻖ ﺕﻌﻠ ﻦ ﺕﻨﺎﻗﻀ ﻬﺎ اﻟﺼ ﺎرخ ﻣ ﻊ اﻟﻤ ﺰاج اﻟﺼ ﺎﻓﻲ ﻟﺴ ﻤﺎء اﺱﺘﻔﺰازﻳﺔ اﻟﻬﺪوء واﻟﺰرﻗﺔ.
٦٨
ﺖ: ﺖ ..وﻗﻠ ِ ﺽﺤﻜ ِ ﻋﺠﻴﺐ ..إن ﻓﻲ رواﻳﺎت »أﻏﺎﺕﺎ آﺮﻳﺴﺘﻲ« أآﺜﺮ ﻣﻦ 60ﺝﺮﻳﻤﺔ .وﻓﻲ رواﻳﺎت آﺎﺕﺒﺎت أﺧﺮﻳﺎت أآﺜﺮ ﻣ ﻦ ه ﺬاﻦ. ي ﻣ ﺮة ﻗ ﺎرئ ﺹ ﻮﺕﻪ ﻟﻴﺤ ﺎآﻤﻬﻦ ﻋﻠ ﻰ آ ﻞ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺠ ﺮاﺉﻢ ،أو ﻳﻄﺎﻟ ﺐ ﺑﺴ ﺠﻨﻬ ﱠ اﻟﻌ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﻘﺘﻠ ﻰ .وﻟ ﻢ ﻳﺮﻓ ﻊ أ ّ وﻳﻜﻔﻲ آﺎﺕﺒ ًﺔ أن ﺕﻜﺘﺐ ﻗﺼ ﺔ ﺣ ﺐ واﺣ ﺪة ،ﻟﺘﺘﺠ ﻪ آ ﻞ أﺹ ﺎﺑﻊ اﻻﺕﻬ ﺎم ﻥﺤﻮه ﺎ ،وﻟﻴﺠ ﺪ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻣﺤﻘ ﻖ ﺝﻨ ﺎﺉﻲ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ دﻟﻴ ﻞ ﻋﻠ ﻰ أﻥﻬ ﺎ ﻗﺼ ﺘﻬﺎ .أﻋﺘﻘ ﺪ أﻥ ﻪ ﻻ ﺑ ﺪ ﻟﻠﻨﻘ ﺎد ﻣ ﻦ أن ﻳﺤﺴ ﻤﻮا ﻳﻮﻣ ًﺎ ه ﺬﻩ اﻟﻘﻀ ﻴﺔ ﻥﻬﺎﺉﻴ ﺎً ،ﻓﺈﻣ ﺎ أن ﻻ ﻳﻔﻮق ﺧﻴﺎل اﻟﺮﺝﺎل ،وإﻣﺎ أن ﻳﺤﺎآﻤﻮﻥﺎ ﺝﻤﻴﻌًﺎ! ﻳﻌﺘﺮﻓﻮا أن ﻟﻠﻤﺮأة ﺧﻴﺎ ً ﺖ: ﺖ ﻟﺤﺠﺘﻚ اﻟﺘﻲ أدهﺸﺘﻨﻲ وﻟﻢ ﺕﻘﻨﻌﻨﻲ .ﻗﻠ ُ ﺽﺤﻜ ُ ﻻ ﻟ ﻢ ﺕﺠﻴﺒﻴﻨ ﻲ ﻋﻨ ﻪ ..ه ﻞ ﻣ ّﺮ ه ﺬا اﻟﺮﺝ ﻞ ﻓﻲ اﻥﺘﻈﺎر أن ﻳﺤﺴﻢ اﻟﻨﻘﺎد هﺬﻩ اﻟﻘﻀ ﻴﺔ ،دﻋﻴﻨ ﻲ أآ ﺮر ﻋﻠﻴ ﻚ ﺱ ﺆا ًﺑﺤﻴﺎﺕﻚ ﺣﻘﺎً؟ ﺖ ﺕﻌﺒﺜﻴﻦ ﺑﺄﻋﺼﺎﺑﻲ: ﺖ وأﻥ ِ ﻗﻠ ِ اﻟﻤﻬﻢ أﻥﻪ ﻣﺎت ﺑﻌﺪ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب.. ﺁ ..ﻷﻥﻚ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ أن ﺕﻘﺘﻠﻲ اﻟﻤﺎﺽﻲ هﻜﺬا ﺑﺠﺮة ﻗﻠﻢ؟ﺖ ﺕﻮاﺹﻠﻴﻦ ﻣﺮاوﻏﺘﻚ: ﺖ وأﻥ ِ ﻗﻠ ِ أ ّي ﻣﺎضٍ؟ ..ﻥﺤﻦ ﻗﺪ ﻥﻜﺘﺐ أﻳﻀًﺎ ﻟﻨﺼﻨﻊ أﺽﺮﺣﺔ ﻷﺣﻼﻣﻨﺎ ﻻ ﻏﻴﺮ.. آﺎن ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻗﻲ ﺷﻌﻮر ﻣﺎ ﺑﺄن ﺕﻠﻚ اﻟﻘﺼﺔ آﺎﻥﺖ ﻗﺼﺘﻚ ،وأن ذﻟﻚ اﻟﺮﺝﻞ ﻗﺪ ﻣ ّﺮ ﺑﺤﻴﺎﺕﻚ ..ورﺑﻤﺎ ﺑﺠﺴﺪك أﻳﻀًﺎ. ﻞ ﻓﻘ ﺮة ﺷ ﻲء ﻣﻨ ﻪ.. آﻨﺖ أآﺎد أﺷ ّﻢ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻄﻮر راﺉﺤﺔ ﺕﺒﻐﻪ .أآﺎد أآﺘﺸﻒ أﺷﻴﺎءﻩ ﻣﺒﻌﺜﺮة ﺑﻴﻦ ﺹﻔﺤﺎت آﺘﺎﺑﻚ .ﻓ ﻲ آ ّ ﻣﻦ ﺱﻤﺮﺕﻪ ..ﻣﻦ ﻣﺬاق ﻗﺒﻠﺘﻪ ..ﻣﻦ ﺽﺤﻜﺘﻪ ..ﻣﻦ أﻥﻔﺎﺱﻪ ..وﻣﻦ اﺷﺘﻬﺎﺉﻚ اﻟﻔﺎﺽﺢ ﻟﻪ.. ﺕ ﺮاﻩ أﺑ ﺪع ﻓ ﻲ ﺣ ّﺒ ﻚ ﺣﻘ ًﺎ ..أم أﻥ ﺖ اﻟﺘ ﻲ أﺑ ﺪﻋﺖ ﻓ ﻲ وﺹ ﻔﻪ؟ أم ﺕ ﺮاﻩ ﻣﺤ ﺾ اﺧﺘ ﺮاع ﻥﺴ ﺎﺉﻲ ،آﺴ ﺘﻪ ﻟﻐﺘ ﻚ رﺝﻮﻟ ﺔ ي ي ﻣﻨﻄ ﻖ رﺣ ﺖ أﻃ ﺎﻟﻊ ذﻟ ﻚ اﻟﻜﺘ ﺎب ،ﻓ ﻲ ز ّ ﻼ ..ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺱ ﻪ .وأﻥ ﺎ ،ﺑ ﺄ ّ وأﺣﻼﻣﺎً ،ﺹﻨﻌﺖ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺽﺮﻳﺤًﺎ ﺝﻤﻴ ً ﻋﺎﺷﻖ ﻣﺘﻨﻜﺮ ﺑﺒﺪﻟﺔ ﺷﺮﻃﻲ أﺧﻼق .وإذا ﺑﻲ أﻥﻘّﺐ ﺑﻴﻦ اﻟﻜﻠﻤﺎت وأﺑﺤﺚ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﻮاﺹﻞ ،ﻋﺴﺎﻥﻲ أآﺘﺸ ﻔﻚ ﻣﺘﻠﺒﺴ ﺔ ﺑﻘﺒﻠ ﺔ ﻣﺎ ..هﻨﺎ ،أو أآﺘﺸﻒ اﻷﺣﺮف اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﺱﻤﻪ هﻨﺎك. ﻋ ﻴّﻦ ﻓ ﻲ ﺑ ﺎرﻳﺲ ،أي ذهﺐ ﺕﻔﻜﻴﺮي ﺑﻌﻴﺪًا ..ﺕﺬآّﺮت أﻥﻚ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ ﻣﻦ أرﺑﻊ ﺱﻨﻮات ،وأﻥﻚ ﺕﻘﻄﻨﻴﻦ ﻋﻨ ﺪ ﻋﻤ ﻚ ﻣﻨ ﺬ ُ ﻞ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ آﻨﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻤﻔﺮدك؟ ﻣﻨﺬ ﺱﻨﺘﻴﻦ ﻓﻘﻂ .ﻓﻤﺎذا ﺕﺮاك ﻓﻌﻠﺖ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ آ ّ أرهﻘﻨﻲ آﺘﺎﺑﻚ ذاك ،آﺎن ﻣﻤﺘﻌًﺎ وﻣﺘﻌﺒًﺎ ﻣﺜﻠﻚ ..اﻋﺘﺮﻓﺖ ﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ،أن ﻋﻼﻗﺘﻲ ﺑﻚ ﻗﺪ ﺕﻐ ّﻴ ﺮت ﻣﻨ ﺬ ﻗﺮأﺕ ﻚ وأﻥﻨ ﻲ ﻚ ﻓﻲ أن أآﻮن ﻗﺎدرًا ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻤﻮد ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم ..ﻓﺄﻥﺎ ﻟﻢ أآﻦ ﻣﻬﻴًﺄ ﻟﺴﻼح اﻟﻜﻠﻤﺎت. أﺷ ّ ن اﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻚ ﺕﻤﺎﻣًﺎ: ﺖ ﻓﻘﻂ وآﺄ ﱠ ﻗﻠ ِ آﺎن ﻋﻠﻴﻚ أﻻ ﺕﻘﺮأﻥﻲ إذن!ﻚ ﺑﺤﻤﺎﻗﺔ: أﺝﺒﺘ ِ وﻟﻜﻨﻨﻲ أﺣﺐ أن أﻗﺮأك .ﺙﻢ أﻥﺎ ﻻ أﻣﻠﻚ ﻃﺮﻳﻘﺔ أﺧﺮى ﻟﻔﻬﻤﻚ..ﺖ: أﺝﺒ ِ ٦٧
ي إه ﺪاء، ﺕﺮى ﻷﻥﻨﻲ أﺕﻮهﻢ أن ﻟﻲ ﺣﻘ ًﺎ ﺕﺎرﻳﺨﻴ ًﺎ ﻋﻠﻴ ﻚ ،أو ﻷﻥ ﻚ ﻳ ﻮم أه ﺪﻳﺘﻨﻲ آﺘﺎﺑ ﻚ اﻷول ذاك ،ﻟ ﻢ ﺕﻀ ﻌﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ أ ّ وﻗﻠﺖ ذﻟﻚ اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ اﻟﻤﺪهﺶ اﻟﺬي ﻟﻢ أﻥﺴﻪ: ﻂ إهﺪا ًء ﻟﻠﻐﺮﺑﺎء ﻓﻘﻂ ..وأﻣّﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻥﺤ ﺒﻬﻢ ﻓﻤﻜ ﺎﻥﻬﻢ ﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻔﺤﺔ اﻟﺒﻴﻀ ﺎء اﻷوﻟ ﻰ ،وإﻥﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﺹ ﻔﺤﺎت »إﻥﻨﺎ ﻥﺨ ّ اﻟﻜﺘﺎب.«.. ﻳﻮﻣﻬﺎ أﺱﺮﻋﺖ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﻜﺘﺎب أﻟﺘﻬﻤﻪ ﻓﻲ ﺱﻬﺮﺕﻴﻦ .رﺣﺖ أرآﺾ ﻻهﺜًﺎ ﻣﻦ ﺹﻔﺤﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى ،وآﺄﻥﻨﻲ أﺑﺤﺚ ﻋ ﻦ ﻼ ﺣﺘ ﻰ ﻗﺒ ﻞ أن ﻥﻠﺘﻘ ﻲ .ﻋ ﻦ ﺷ ﻲء ﻣ ﺎ ﻗ ﺪ ﻳﻜ ﻮن ﺷﻲء ﻣﺎ ﻏﻴﺮ اﻟﺬي أﻗﺮأﻩ .ﻋﻦ ﺷ ﻲء ﻗ ﺪ ﺕﻜ ﻮﻥﻴﻦ آﺘﺒﺘ ﻪ ﻟ ﻲ ﻣﺴ ﺒﻘًﺎ ﻣ ﺜ ً ﻳﺮﺑﻄﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺼﺔ ﻟﻢ ﺕﻜﻦ ﻗﺼﺘﻨﺎ. ن ذﻟﻚ آﺎن ﺝﻨﻮﻥﺎً ،وﻟﻜﻦ أﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﺼﺎدﻓﺎت ﻣﺪهﺸﺔ آﺘﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﺘ ﻲ رﺱ ﻤﺘﻬﺎ ذات أﻳﻠ ﻮل ﻣ ﻦ ﺱ ﻨﺔ أدري أ ﱠ ،١٩٥٧وﺑﻘﻴﺖ ﺕﻨﺘﻈﺮك رﺑﻊ ﻗﺮن دون أن أﻥﻬﺎ آﺎﻥﺖ ﻟﻚ ..ﺑﻞ إﻥﻬﺎ آﺎﻥﺖ أﻥﺖِ؟ وآﺎن ذﻟﻚ ﻣﺤﺾ أوهﺎم ..ﻟﻢ ﺕﺨﺒّﺌﻲ ﻟﻲ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻚ ذاك ،ﺱﻮى ﻣﺮارة وأﻟﻢ وﻏﻴﺮة ﺣﻤﻘﺎء ،ذﻗﺖ ﻥﺎرهﺎ ﻷول ﻣﺮّة. ﻏﻴﺮة ﺝﻨﻮﻥﻴﺔ ﻣﻦ رﺝﻞ ﻣﻦ ورق ،ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣ ّﺮ ﺑﺤﻴﺎﺕﻚ ﺣﻘًﺎ ..وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﺨﻠﻮﻗًﺎ ﺧﻴﺎﻟﻴﺎً ،أﺙﱠﺜﺖ ﺑﻪ ﻓﺮاغ أﻳﺎﻣﻚ وﺑﻴﺎض اﻟﺼﻔﺤﺎت ﻓﻘﻂ. ﺖ ﺕﻌﻤّﻘ ﻴﻦ ﺣﻴﺮﺕ ﻲ وﻟﻜﻦ أﻳﻦ هﻮ اﻟﺤﺪ اﻟﻔﺎﺹﻞ ﺑﻴﻦ اﻟ ﻮهﻢ واﻟﻮاﻗ ﻊ؟ ﻟ ﻢ ﺕﺠﻴﺒﻴﻨ ﻲ ﻣ ﺮة واﺣ ﺪة ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ اﻟﺴ ﺆال ..رﺣ ِ ﺑﺄﺝﻮﺑﺔ أآﺜﺮ ﻏﻤﻮﺽًﺎ ..ﻗﻠﺖ: إّن اﻟﻤﻬ ّﻢ ﻓﻲ آﻞ ﻣﺎ ﻥﻜﺘﺒﻪ ..هﻮ ﻣﺎ ﻥﻜﺘﺒﻪ ﻻ ﻏﻴﺮ ،ﻓﻮﺣﺪهﺎ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ه ﻲ اﻷدب ..وه ﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺱ ﺘﺒﻘﻰ ،وأ ّﻣ ﺎ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺐ أو ﻵﺧ ﺮ ..ﺙ ﻢ واﺹ ﻠﻨﺎ اﻟﻄﺮﻳ ﻖ ﻣﻌﻬ ﻢ أو آﺘﺒﻨﺎ ﻋ ﻨﻬﻢ ﻓﻬ ﻢ ﺣﺎدﺙ ﺔ ﺱ ﻴﺮ ..أﻥ ﺎس ﺕﻮﻗﻔﻨ ﺎ أﻣ ﺎﻣﻬﻢ ذات ﻳ ﻮم ﻟﺴ ﺒ ٍ ﺑﺪوﻥﻬﻢ. ﺖ: ﻗﻠ ُ وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺕﻜﻮن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻜﺎﺕﺐ ﺑﻤﻠﻬﻤﻪ ﻣﺒﺴّﻄﺔ إﻟﻰ هﺬا اﻟﺤﺪ .إن اﻟﻜﺎﺕﺐ ﻻ ﺷﻲء دون ﻣﻦ ﻳﻠﻬﻤ ﻪ ..إﻥ ﻪﻣﺪﻳﻦ ﻟﻪ ﺑﺸﻲء.. ﻗﺎﻃﻌﺘﻨﻲ.. ﻣ ﺪﻳﻦ ﻟ ﻪ ﺑﻤ ﺎذا..؟ ..إن ﻣ ﺎ آﺘﺒ ﻪ»أراﻏ ﻮن« ﻋ ﻦ ﻋﻴ ﻮن »إﻟ ﺰا« ه ﻮ أﺝﻤ ﻞ ﻣ ﻦ ﻋﻴ ﻮن »إﻟ ﺰا« اﻟﺘ ﻲ ﺱﺘﺸ ﻴﺦﺷ ﻌ ٍﺮ ﻏﺰﻳ ﺮ آ ﺎن ﻣﺤﻜﻮﻣ ًﺎ ﻋﻠﻴ ﻪ أن وﺕﺬﺑﻞ ..وﻣﺎ آﺘﺒﻪ ﻥﺰار ﻗﺒ ﺎﻥﻲ ﻋ ﻦ ﺽ ﻔﺎﺉﺮ »ﺑﻠﻘ ﻴﺲ« أﺝﻤ ﻞ ﺑﺎﻟﺘﺄآﻴ ﺪ ﻣ ﻦ َ ﺾ وﻳﺘﺴﺎﻗﻂ ..وﻣ ﺎ رﺱ ﻤﻪ ﻟﻴﻮﻥ ﺎرد دﻳﻔﺎﻥﺸ ﻲ ﻓ ﻲ اﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ واﺣ ﺪة ﻟﻠﺠﻮآﺎﻥ ﺪا ،أﺧ ﺬ ﻗﻴﻤﺘ ﻪ ﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻲ اﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ ﻳﺒﻴ ّ ﺱﺎذﺝﺔ ﻟﻠﻤﻮﻥﻮﻟﻴﺰا ،وإﻥﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﺪرة ذﻟﻚ اﻟﻔﻨﺎن اﻟﻤﺬهﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻥﻘﻞ أﺣﺎﺱﻴﺲ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ،واﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ ﻏﺎﻣﻀ ﺔ ﺕﺠﻤ ﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﺰن واﻟﻔﺮح ﻓﻲ ﺁن واﺣﺪ.. ﻓﻤﻦ هﻮ اﻟﻤﺪﻳﻦ ﻟﻶﺧﺮ ﺑﺎﻟﻤﺠﺪ إذن؟ آﺎن ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﺤﻰ ﺁﺧﺮ رﺑﻤﺎ أردﺕ ِﻪ أﻥ ِ ت ﻋﻠﻴ ﻚ اﻟﺴ ﺆال ﺑﺼ ﻴﻐﺔ أآﺜ ﺮ ﺖ ﻓ ﻲ ﻣﺤﺎوﻟ ﺔ ﻟﻠﻬ ﺮب ﻣ ﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ .ﻓﺄﻋ ﺪ ُ ﻣﺒﺎﺷﺮة: هﻞ ﻣ ّﺮ هﺬا اﻟﺮﺝﻞ ﺑﺤﻴﺎﺕﻚ ..أم ﻻ؟٦٦
ﺱﺄﻋﺘﺮف ﻟﻚ ﺑﺸﻲء ..ﻟﻘﺪ أرﺑﻜﺘﻨﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻘﺼ ﺔ آﺜﻴ ﺮًا .ﻳ ﻮم ﻗﺮأﺕﻬ ﺎ ﺷ ﻌﺮت ﺑﺸ ﻲء ﻣ ﻦ اﻟﻐﺒﻄ ﺔ واﻟﺤ ﺰن ﻣﻌ ًﺎ.ﻼ آﻬﺬا ..أو أآﺘﺐ رواﻳﺔ آﻬ ﺬﻩ ،وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ذﻟ ﻚ ﻣﻤﻜﻨ ﺎً ،وﻟﻬ ﺬا ﺱ ﺘﻄﺎردﻥﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻘﺼ ﺔ ﺐ رﺝ ً آﻨﺖ أرﻳﺪ أن أﺣ ّ ﺣﺘﻰ أﺷﻔﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أو ﺑﺄﺧﺮى. ﺖ ﺱﺎﺧﺮًا: ﻗﻠ ُ ﻳﺴﻌﺪﻥﻲ إذن أن ﺕﺠﺪي ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﻪ ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻪ ،ﻓﻘﺪ ﺕﺤﻘﻘﻴﻦ اﻷﻣﻨﻴﺘﻴﻦ ﻣﻌًﺎ..ﺖ: ﺕﺄﻣﻠﺘﻨﻲ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺔ اﻟﻤﺤﺒّﺒﺔ وﻗﻠ ِ ﻣﻌﻚ أرﻳﺪ أن أﺣﻘﻖ إﺣﺪى اﻷﻣﻨﻴﺘﻴﻦ ﻓﻘﻂ.ﺖ ﻗﺒﻞ أن أﺱﺄﻟﻚ أﻳّﻬﻤﺎ: وأﺽﻔ ِ ﻟﻦ أآﺘﺐ ﻋﻨﻚ ﺷﻴﺌًﺎ. ﺁ ..ﻟﻤﺎذا..؟ ﻷﻥﻲ ﻻ أرﻳﺪ ﻗﺘﻠﻚ ،أﻥﺎ ﺱﻌﻴﺪة ﺑﻚ ..ﻥﺤﻦ ﻥﻜﺘﺐ اﻟﺮواﻳﺎت ﻟﻨﻘﺘﻞ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ أﺹﺒﺢ وﺝﻮدهﻢ ﻋﺒﺌ ًﺎ ﻋﻠﻴﻨ ﺎ..ﻥﺤﻦ ﻥﻜﺘﺐ ﻟﻨﻨﺘﻬﻲ ﻣﻨﻬﻢ.. ﺖ ﻟﻚ وﻥﺤﻦ ﻥﻔﺘﺮق: ﻼ ﻓﻲ ﻥﻈﺮﺕﻚ »اﻹﺝﺮاﻣﻴﺔ« ﻟﻸدب وﻗﻠ ُ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻥﺎﻗﺸﺘﻚ ﻃﻮﻳ ً أﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أﺧﻴﺮًا أن أﻃّﻠﻊ ﻋﻠﻰ رواﻳﺘﻚ اﻷوﻟﻰ ..أو »ﺝﺮﻳﻤﺘﻚ اﻷوﻟﻰ«؟!ﺖ: ﺖ وأﺝﺒ ِ ﺽﺤﻜ ِ ﻃﺒﻌًﺎ ..ﺷﺮط أﻻ ﺕﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻣﺤﻘﱢﻖ ﺝﻨﺎﺉﻲ أو ﻃﺮ ٍف ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻘﺼّﺔ! ئ ﻣﺤﺎﻳﺪًا ﺑﻌﺪ اﻵن. ﺕﺮاك آﻨﺖ ﺕﺘﻨﺒﺌﻴﻦ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮﻥﻲ ،وﺕﺪرﻳﻦ ﻣﺴﺒﻘًﺎ أﻥﻨﻲ ﻟﻦ أآﻮن ﻣﻌﻚ ﻗﺎر ً ﺖ وأﻥﺖ ﺕﻤﺪّﻳﻦ ﻥﺤﻮي اﻟﻜﺘﺎب: ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ أﺣﻀﺮت ﻟﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﺮواﻳﺔ .ﻗﻠ ِ أﺕﻤﻨﻰ أن ﺕﺠﺪ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻌﺔ ﻓﻲ ﻗﺮاءﺕﻬﺎ..ﺖ ﻣﺎزﺣًﺎ: ﻗﻠ ُ وأﺕﻤﻨﻰ أﻻ ﻳﻔﺴﺪ ﻋﺪد ﺽﺤﺎﻳﺎك ﻣﺘﻌﺘﻲ!أﺝﺒ ِ ﺖ ﺑﺎﻟﻠﻬﺠﺔ ﻥﻔﺴﻬﺎ: ﻻ ..اﻃﻤﺌﻦ ..ﻓﺄﻥﺎ أآﺮﻩ اﻟﻤﻘﺎﺑﺮ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ!آﻴﻒ ﻥﺴﻴﺖ هﺬﻩ اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻷﺧﻴﺮة.. ﺼ ﺘﻚ اﻟﺠﺪﻳ ﺪة ه ﺬﻩ ،اﻟﺘ ﻲ ﺕ ﺮوج ﻟﻬ ﺎ اﻟﻤﺠ ﻼت واﻟﺠﺮاﺉ ﺪ ،ﻟ ﻦ ﺕﻜ ﻮن ﺱ ﻮى ﺽ ﺮﻳﺢ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺕﺬآﺮهﺎ اﻵن ،أﻗﺘﻨ ﻊ أن ﻗ ّ ﻓﺮدي ﻟﺒﻄﻞ واﺣﺪ رﺑﱠﻤﺎ آﺎن زﻳﺎد ..ورﺑﻤﺎ آﺎن أﻥﺎ ..ﻓﻤﻦ ﺕﺮى اﻟﻤﺤﻈﻮظ ﻣﻨﱠﺎ ﺑﻤﻴﺘﺔ آﻬﺬﻩ؟! وﺣﺪﻩ آﺘﺎﺑﻚ ﻗﺪ ﻳﺤﻤﻞ ﺝﻮاﺑًﺎ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﺴﺆال ،وﻋﻠﻰ أﺱﺌﻠﺔ أﺧﺮى ﺕﻄﺎردﻥﻲ. ي أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺱﺆال؟ وﻟﻤﺎذا أﺷﻌﺮ أﻥﻨﻲ ﻃﺮف ﻓﻲ آﻞ ﻗﺼﺼﻚ اﻟﻮاﻗﻌﻴ ﺔ واﻟﻮهﻤﻴ ﺔ، ﻞ ﻣﺎ ﺕﻜﺘﺒﻴﻪ ﻟﺪ ّ وﻟﻜﻦ ..ﻟﻤﺎذا ﻳﺜﻴﺮ آ ّ ﺣﺘﻰ ﺕﻠﻚ اﻟﺘﻲ آﺘﺒﺘﻬﺎ ﻗﺒﻠﻲ؟
٦٥
ﻲ أو ز ّر ﻗﻤﻴﺼ ﻲ اﻟﻤﻔﺘ ﻮح آﺎﻟﻌ ﺎدة. آﺎﻥﺖ ﻥﻈﺮاﺕﻚ ﺕﺘﺴﻜﻊ ﻓﻮﻗﻲ ،ﺕﺘﻮﻗﻒ أﺣﻴﺎﻥًﺎ هﻨﺎ ..وأﺣﻴﺎﻥًﺎ هﻨﺎك ،ﻟﺘﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨﺪ ﻋﻴﻨ ّ ﻗﻠﺖ ﻣﺮة وأﻥﺖ ﺕﺘﺄﻣﻠﻴﻨﻨﻲ أآﺜﺮ: ﻓﻴﻚ ﺷﻲء ﻣﻦ زورﺑﺎ .ﺷﻲء ﻣﻦ ﻗﺎﻣﺘﻪ ..ﻣﻦ ﺱﻤﺮﺕﻪ ..وﺷﻌﺮﻩ اﻟﻔﻮﺽﻮي اﻟﻤﻨﺴّﻖ .رﺑﻤﺎ آﻨﺖ ﻓﻘﻂ أآﺜﺮ وﺱ ﺎﻣﺔﻣﻨﻪ. أﺝﺒﺘﻚ: ن ﻓ ﻲ أﻋﻤ ﺎﻗﻲ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻣ ﻦ وﺣﺪﺕ ﻪ ..ﻣ ﻦ ﺣﺰﻥ ﻪ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺕﻀﻴﻔﻲ آﺬﻟﻚ ،أﻥﻨﻲ ﻓﻲ ﺱﻨﻪ ،وﻓﻲ ﺝﻨﻮﻥﻪ وﺕﻄﺮﻓ ﻪ ،وأ ّوﻣﻦ اﻥﺘﺼﺎراﺕﻪ اﻟﺘﻲ ﺕﺘﺤﻮل داﺉﻤًﺎ إﻟﻰ هﺰاﺉﻢ. ﺖ ﻣﺘﻌﺠﺒﺔ: ﻗﻠ ِ أﺕﻌﺮف ﻋﻨﻪ آﻞ هﺬا ...أﺕﺤﺒﻪ؟ﺖ: أﺝﺒ ُ رﺑﻤﺎ..ﺖ: ﻗﻠ ِ أﺕﺪري أﻥﻪ اﻟﺮﺝﻞ اﻟﺬي أﺙّﺮ أآﺜﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺕﻲ؟أدهﺸﻨﻲ اﻋﺘﺮاﻓﻚ .ﻓﻜﱠﺮت إﻣﺎ أﻥﻚ ﻟﻢ ﺕﻌﺮﻓﻲ آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﺮﺝﺎل ..أو ﻟﻢ ﺕﻘﺮﺉﻲ آﺜﻴ ﺮًا ﻣ ﻦ اﻟﻜﺘ ﺐ .وﻗﺒ ﻞ أن أﻗ ﻮل ﺷ ﻴﺌًﺎ ﺖ ﺑﺤﻤﺎﺱﺔ: واﺹﻠ ِ ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ ﺝﻨﻮﻥ ﻪ وﺕﺼ ﺮّﻓﺎﺕﻪ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﺘﻮﻗﻌ ﺔ ..ﻋﻼﻗﺘ ﻪ اﻟﻌﺠﻴﺒ ﺔ ﺑﺘﻠ ﻚ اﻟﻤ ﺮأة ..ﻓﻠﺴ ﻔﺘﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺐ واﻟ ﺰواج ..ﻓ ﻲاﻟﺤﺮب واﻟﻌﺒﺎدة ،وﺕﻌﺠﺒﻨﻲ أآﺜﺮ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﻓﻲ أن ﻳﺼﻞ ﺑﺄﺣﺎﺱﻴﺴ ﻪ إﻟ ﻰ ﺽ ﺪّهﺎ .أﺕ ﺬآّﺮ ﻗﺼ ﺔ اﻟﻜ ﺮز ،ﻳ ﻮم آ ﺎن ﻳﺤ ّ ﺐ اﻟﻜﺮز آﺜﻴ ﺮًا وﻗ ﺮر أن ﻳُﺸ ﻔﻰ ﻣ ﻦ وﻟﻌ ﻪ ﺑ ﻪ ﺑ ﺄن ﻳﺄآ ﻞ ﻣﻨ ﻪ آﺜﻴ ﺮًا ..آﺜﻴ ﺮًا ﺣﺘ ﻰ ﻳﺘﻘ ّﻴ ﺄﻩ .ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ أﺹ ﺒﺢ ﻳﻌﺎﻣﻠﻪ آﻔﺎآﻬﺔ ﻋﺎدﻳﺔ .آﺎﻥﺖ ﺕﻠﻚ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﻓﻲ أن ﻳﺸﻔﻰ ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻌﺮ أﻥﻬﺎ ﺕﺴﺘﻌﺒﺪﻩ. ﺖ: ﻗﻠ ُ ﻻ أذآﺮ هﺬﻩ اﻟﻘﺼﺔ..ﺖ: ﻗﻠ ِ وه ﻞ ﺕ ﺬآﺮ رﻗﺼ ﺘﻪ ﺕﻠ ﻚ وﺱ ﻂ ﻣ ﺎ ﻳﺴ ﻤﻴﻪ ﺑ ﺎﻟﺨﺮاب اﻟﺠﻤﻴ ﻞ؟ إﻥ ﻪ ﺷ ﻲء ﻣ ﺪهﺶ أن ﻳﺼ ﻞ اﻹﻥﺴ ﺎن ﺑﺨﻴﺒﺘ ﻪﻞ اﻟﻬﺰاﺉﻢ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎول اﻟﺠﻤﻴﻊ .ﻓﻼ ﺑ ﺪ أن ﺕﻜ ﻮن ﻟ ﻚ وﻓﺠﺎﺉﻌﻪ ﺣ ّﺪ اﻟﺮﻗﺺ .إﻥﻪ ﺕﻤﻴّﺰ ﻓﻲ اﻟﻬﺰاﺉﻢ أﻳﻀﺎً ،ﻓﻠﻴﺴﺖ آ ّ أﺣﻼم ﻓﻮق اﻟﻌﺎدة ،وأﻓﺮاح وﻃﻤﻮﺣﺎت ﻓﻮق اﻟﻌﺎدة ،ﻟﺘﺼﻞ ﺑﻌﻮاﻃﻔﻚ ﺕﻠﻚ إﻟﻰ ﺽﺪّهﺎ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ.. آﻨﺖ أﺱﺘﻤﻊ إﻟﻴﻚ ﺑﺎﻥﺒﻬﺎر وﺑﻤﺘﻌ ﺔ .وﺑ ﺪل أن أﺝ ﺪ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ »اﻟﺨ ﺮاب اﻟﺠﻤﻴ ﻞ« اﻟ ﺬي آﻨ ﺖ ﺕﺼ ﻔﻴﻨﻪ ﻟ ﻲ ﺑﺤﻤﺎﺱ ﺔ ،ﻣ ﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺜﻴﺮ ﻣﺨﺎوﻓﻲ ﻣﻦ ﻥﺰﻋﺔ ﺱﺎدﻳﺔ ،أو ﻣﺎزوﺷﻴﺔ ﻣﺎ ﻗ ﺪ ﺕﺴ ﻜﻨﻚ ،رﺣ ﺖ أﻥﻘ ﺎد ﻟﺠﻤ ﺎل ﻓﻜﺮﺕ ﻚ ﻓﻘ ﻂ ،وأﻗ ﻮل دون آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ: ﺖ_ ﻟﻢ أآﻦ أدري أﻥﻚ ﺕﺤﺒﻴﻦ زورﺑﺎ إﻟﻰ هﺬا اﻟﺤﺪ! ﺹﺤﻴﺢ ..ﺝﻤﻴﻞ ﻣﺎ ﺕﻘﻮﻟﻴﻦ _ .ﺙﻢ أﺽﻔ ُﻗﻠ ِ ﺖ ﺽﺎﺣﻜ ًﺔ: ٦٤
اآﺘﺸﻔﺖ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻗﺪرﺕﻲ ﻋﻠﻰ ﺕﺮوﻳﻀﻚ ،وﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻥﺎرك اﻟﻤﺤﺮﻗﺔ. وﻗﺮﱠرت ﻓﻲ ﺱﺮّي أن أﺣﻮﻟﻚ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺷﺎهﻘﺔ ..ﺷﺎﻣﺨﺔ ،ﻋﺮﻳﻘﺔ ..ﻋﻤﻴﻘﺔ ،ﻟﻦ ﻳﻄﺄهﺎ اﻷﻗﺰام وﻻ اﻟﻘﺮاﺹﻨﺔ. ﺣﻜﻤﺖ ﻋﻠﻴﻚ أن ﺕﻜﻮﻥﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻣﺎ.. وآﻨﺖ أﺣﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻥﻔﺴﻲ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮن. *** ﻗﻀﻴﻨﺎ ﻣﻌًﺎ وﻗﺘًﺎ أﻃﻮل ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ..واﻓﺘﺮﻗﻨﺎ ﻣﺜﻘﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻬﺰّات اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﻣﺸﺤﻮﻥﻴﻦ ﺑﺎﻻﻥﻔﻌﺎﻻت اﻟﻤﺘﻄﺮّﻓﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻋﺸ ﻨﺎهﺎ ﺧﻼل أرﺑﻊ ﺱﺎﻋﺎت ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻤﺴﺘﻤ ّﺮ .ﻗﻠﻨﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ،وﺱﻂ دﻣﻮﻋﻨﺎ اﻟﻤﻜﺎﺑﺮة أﺣﻴﺎﻥﺎً ،ووﺱﻂ ﺹ ﻤﺘﻨﺎ اﻟﻤﺨﻴ ﻒ أﺣﻴﺎﻥ ًﺎ أﺧﺮى. آﻨ ﺖ ﺱ ﻌﻴﺪًا رﺑﻤ ﺎ ﻷﻥﻨ ﻲ رأﻳﺘ ﻚ ﺕﺒﻜ ﻴﻦ ﻷول ﻣ ﺮة .آﻨ ﺖ أﺣﺘﻘ ﺮ اﻟﻨ ﺎس اﻟ ﺬﻳﻦ ﻻ دﻣ ﻮع ﻟﻬ ﻢ ،ﻓﻬ ﻢ إﻣ ﺎ ﺝﺒ ﺎﺑﺮة ..أو ﻣﻨﺎﻓﻘﻮن .وﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ هﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮن اﻻﺣﺘﺮام. آﻨﺖ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ آﻨﺖ أرﻳﺪ أن أﺽﺤﻚ وأﺑﻜﻲ ﻣﻌﻬﺎ. وآﺎن هﺬا أروع ﻣﺎ اآﺘﺸﻔﺘﻪ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم. ﻼ ﻓﺮﻥﺴ ﻴًﺎ ﻳﻘ ﻮم» :أﻗﺼ ﺮ ﺕ ﺬآّﺮت ﻟﻘﺎءﻥ ﺎ اﻷول ،اﻟ ﺬي ﺑ ﺪأﻥﺎﻩ دون ﺕﺨﻄ ﻴﻂ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻘ ﺎت اﻟﺴ ﺎﺧﺮة .ﻳﻮﻣﻬ ﺎ ﺕ ﺬآّﺮت ﻣ ﺜ ً ﻃﺮﻳﻖ ﻷن ﺕﺮﺑﺢ اﻣﺮأة هﻮ أن ﺕﻀﺤﻜﻬﺎ« ،وﻗﻠﺖ هﺎ أﻥﺬا رﺑﺤﺘﻬﺎ دون ﺝﻬﺪ.. اﻟﻴﻮم اآﺘﺸﻔﺖ ﺣﻤﺎﻗﺔ ذﻟﻚ اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺬي ﻳﺸ ﺠّﻊ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺮﺑﺢ اﻟﺴ ﺮﻳﻊ ،وﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻐ ﺎﻣﺮات اﻟﻌ ﺎﺑﺮة اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻳﻬ ّﻢ أن ﺕﺒﻜ ﻲ ﺑﻌﺪهﺎ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺽﺤﻜﺖ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ. ﻟﻢ أرﺑﺤﻚ ﺑﻌﺪ ﻥﻮﺑﺔ ﺽﺤﻚ.. رﺑﺤﺘﻚ ﻳﻮم ﺑﻜﻴﺖ أﻣﺎﻣﻲ وأﻥﺖ ﺕﺴﺘﻤﻌﻴﻦ إﻟﻰ ﻗﺼّﺘﻚ اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﻗﺼّﺘﻲ أﻳﻀ ًﺎ .ﺙ ﱠﻢ ﻓ ﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻠﺤﻈ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺕﺄﻣﻠ ﺖ ﻓﻴﻬ ﺎ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻠﻮﺣ ﺔ ﺑﺘ ﺄﺙﺮ واﺽ ﺢ .وآﻨ ﺖ رﺑّﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻰ وﺷ ﻚ أن ﺕﻀ ﻌﻲ ﻗﺒﻠ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺧ ﺪّي ،أو ﺕﺤﻀ ﻨﻴﻨﻲ ﻓ ﻲ ﻟﺤﻈ ﺔ ﺣﻨ ﺎن ﻣﻔﺎﺝﺊ ..وﻟﻜﻨﱠﻚ ﻟﻢ ﺕﻔﻌﻠﻲ. واﻓﺘﺮﻗﻨ ﺎ ﻣﺜ ﻞ اﻟﻌ ﺎدة ،وﻥﺤ ﻦ ﻥﺘﺼ ﺎﻓﺢ ،وآﺄﻥﻨ ﺎ ﻥﺨ ﺎف أن ﺕﺘﺤ ﻮل ﺕﻠ ﻚ اﻟﻘﺒﻠ ﺔ اﻟﻌ ﺎﺑﺮة ﻋﻠ ﻰ اﻟﺨ ﺪّ ،إﻟ ﻰ ﻓﺘﻴﻠ ﺔ ﺕﺸ ﻌﻞ اﻟﺒﺮاآﻴﻦ اﻟﻨﺎﺉﻤﺔ. آﻨّﺎ ﻥﻔﻬﻢ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﺼﻤﺖ ﻣﺘﻮاﻃﺊ .آﺎن ﺣﻀﻮرك ﻳﻮﻗﻆ رﺝﻮﻟﺘﻲ .آﺎن ﻋﻄ ﺮك ﻳﺴ ﺘﻔﺰّﻥﻲ وﻳﺴ ﺘﺪرﺝﻨﻲ إﻟ ﻰ اﻟﺠﻨ ﻮن. وﻋﻴﻨﺎك آﺎﻥﺖ ﺕﺠﺮّداﻥﻨﻲ ﻣﻦ ﺱﻼﺣﻲ ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﻤﻄﺮان ﺣﺰﻥًﺎ. ي ﻣﻮﺱﻴﻘﻰ آﺎﻥﺖ ﻣﻮﺱﻴﻘﺎك.. ي ﻟﻐﺔ آﺎﻥﺖ ﻟﻐﺘﻚ؟ أ ّ وﺹﻮﺕﻚ ..ﺁﻩ ﺹﻮﺕﻚ آﻢ آﻨﺖ أﺣﺒﻪ ..ﻣﻦ أﻳﻦ ﺝﺌﺖ ﺑﻪ؟ أ ّ آﻨﺖ دهﺸﺘﻲ اﻟﺪاﺉﻤﺔ ،وهﺰﻳﻤﺘﻲ اﻟﻤﺆآﺪة ،ﻓﻬﻞ آﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن ﺕﻜﻮﻥﻲ اﺑﻨﺘﻲ ،أﻥ ﺖ اﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻤﻜ ﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻨﻄ ﻖ أن ﺕﻜﻮﻥﻲ ﺷﻴﺌًﺎ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ ذاك ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ. ﻞ ﻣ ﺮة ،آﻤ ﺎ ﺕﻮﺽ ﻊ ﺣ ﻮاﺝﺰ ﻓ ﻲ ﺱ ﺎﺣﺔ ﺱ ﺒﺎق ،وﻟﻜﻨ ﻚ آﻨ ﺖ ﻓﺮﺱ ًﺎ ورﺣﺖ أﻗﺎوﻣﻚ ﺑﺤ ﻮاﺝﺰ وهﻤﻴ ﺔ أﺽ ﻌﻬﺎ ﺑﻴﻨﻨ ﺎ آ ّ ﺧﻠﻘﺖ ﻟﻠﺘﺤﺪي ورﺑﺢ اﻟﺮهﺎن .آﻨﺖ ﺕﻘﻔﺰﻳﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺝﻤﻴﻌًﺎ ﻣﺮة واﺣﺪة ،ﺑﻨﻈﺮة واﺣﺪة.
٦٣
ﺧﻠَﺖ ﻓﻲ ﻃﻠّﺘﻚ ..ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺘﻚ ..ﻓﻲ ﻟﻬﺠﺘﻚ ..وﻓﻲ ﺱﻮار آﻨﺖ ﺕﻠﺒﺴﻴﻨﻪ. َد َﺖ: ﻼ ﺙﻢ ﻗﻠ ِ ت ﻗﻠﻴ ً ﻓﻜﺮ ِ ﺁ ..ﺕﻌﻨﻲ »اﻟﻤﻘﻴﺎس« ..ﻳﺤﺪث أﺣﻴﺎﻥًﺎ أن أﻟﺒﺴﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎﺱﺒﺎت ..وﻟﻜﻨﻪ ﺙﻘﻴﻞ ﻳﻮﺝﻊ ﻣﻌﺼﻤﻲ.ﺖ: ﻗﻠ ُ ﻷن اﻟﺬاآﺮة ﺙﻘﻴﻠﺔ داﺉﻤًﺎ .ﻟﻘﺪ ﻟﺒﺴﺘﻪ »أﻣّﺎ« ﻋﺪة ﺱﻨﻮات ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ،وﻟﻢ ﺕﺸ ُﻚ ﻣﻦ ﺙﻘﻠ ﻪ .ﻣﺎﺕ ﺖ وه ﻮ ﻓ ﻲ ﻣﻌﺼ ﻤﻬﺎ .. إﻥﻬﺎ اﻟﻌﺎدة ﻓﻘﻂ! ﻟﻢ أﻋﺘﺐ ﻋﻠﻴﻚ .آﺎن ﻓﻲ ﺹﻮﺕﻲ ﺣﺴﺮة ،وﻟﻜﻦ ﻟﻢ أﻗﻞ ﻟﻚ ﺷ ﻴﺌًﺎ .آﻨ ﺖ ﺕﻨﺘﻤ ﻴﻦ ﻟﺠﻴ ﻞ ﻳﺜﻘ ﻞ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺣﻤ ﻞ أي ﺷ ﻲء .وﻟ ﺬا ﻲ اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ ،ﺑﺤﻠ ﻲ اﺧﺘﺼﺮ اﻷﺙﻮاب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﺄﺙﻮاب ﻋﺼﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﻄﻌﺔ أو ﻗﻄﻌﺘ ﻴﻦ .واﺧﺘﺼ ﺮ اﻟﺼ ﻴﻐﺔ واﻟﺤﻠ ّ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﺕﻠﺒﺲ وﺕﺨﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ .واﺧﺘﺼﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺬاآﺮة آﻠﻬﺎ ﺑﺼ ﻔﺤﺔ أو ﺹ ﻔﺤﺘﻴﻦ ﻓ ﻲ آﺘ ﺐ ﻣﺪرﺱ ﻴّﺔ ،واﺱ ﻢ أو اﺱﻤﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ.. ﻟﻦ أﻋﺘﺐ ﻋﻠﻴﻚ ،ﻥﺤﻦ ﻥﻨﺘﻤﻲ ﻷوﻃﺎن ﻻ ﺕﻠﺒﺲ ذاآﺮﺕﻬ ﺎ إﻻ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻨﺎﺱ ﺒﺎت ،ﺑ ﻴﻦ ﻥﺸ ﺮة أﺧﺒ ﺎر وأﺧ ﺮى .وﺱ ﺮﻋﺎن ﻣ ﺎ ﺕﺨﻠﻌﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﻄﻔﺄ اﻷﺽﻮاء ،وﻳﻨﺴﺤﺐ اﻟﻤﺼﻮّرون ،آﻤﺎ ﺕﺨﻠﻊ اﻣﺮأة أﺙﻮاب زﻳﻨﺘﻬﺎ. ﻗﻠ ِ ﺖ وآﺄﻥﻚ ﺕﻌﺘﺬرﻳﻦ ﻋﻦ ﺧﻄﺄ ﻟﻢ ﺕﺘﻌﻤﺪﻳﻪ: إذا ﺷﺌﺖ ﺱﺄﻟﺒﺲ ذﻟﻚ اﻟﺴﻮار ﻣﻦ أﺝﻠﻚ ..أﻳﺴﻌﺪك هﺬا؟ﻓﺎﺝﺄﻥﻲ آﻼﻣﻚ .آﺎن اﻟﻤﻮﻗﻒ ﺝﺮﻳﺌًﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ ،رﻏﻢ ﺕﻠﻘﺎﺉﻴﺘﻪ ،ورﺑﻤﺎ آﺎن ﻣﻀﺤﻜًﺎ ﺑﺤﺰن. ﻲ أﻣﻮﻣﺘ ﻚ .أﻥ ﺖ اﻟﻔﺘ ﺎة اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺕﻜ ﻮن اﺑﻨﺘ ﻲ ،واﻟﺘ ﻲ آﻨﺖ هﻨﺎ أﻋﺮض ﻋﻠﻴﻚ أﺑﻮﺕﻲ ،وآﻨﺖ ﺕﻌﺮﺽﻴﻦ ﻋﻠ ّ أﺹﺒﺤﺖ دون أن ﺕﺪري ..أﻣّﻲ! وآﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن أﺝﻴﺒﻚ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ﺑﻜﻠﻤﺔ واﺣﺪة ،أﺧﺘﺼﺮ ﻓﻴﻬﺎ آﻞ ﺕﻨﺎﻗﻀﺎت ﻣﻮﻗﻔﻨﺎ ذﻟﻚ ،وأﺧﺘﺼﺮ ﻓﻴﻬﺎ آﻞ ﻣﺎ أﺷ ﻌﺮ ﺑ ﻪ ﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ﺁﺧﺮ. ﺕﺠﺎهﻚ ﻣﻦ ﻋﻮاﻃﻒ ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ ..وﺝﺎﻣﺤﺔ .وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻗﻠ ُ ﺖ: ﻗﻠ ُ ﻳﺴﻌﺪﻥﻲ ذﻟﻚ ،وﻳﺴﻌﺪﻥﻲ أﻳﻀًﺎ أن ﺕﻠﺒﺴﻴﻪ ﻣﻦ أﺝﻠﻚ أﻥﺖ.ﻻ ﺑ ﺪ أن ﺕﻌ ﻲ أﻥ ﻚ ﻟ ﻦ ﺕﻔﻬﻤ ﻲ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺎﺽ ﻲ اﻟ ﺬي ﺕﺒﺤﺜ ﻴﻦ ﻋﻨ ﻪ ،وﻻ ﻣ ﻦ ذاآ ﺮة أب ﻟ ﻢ ﺕﻌﺮﻓﻴ ﻪ ،إذا ﻟ ﻢ ﺕﻔﻬﻤ ﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﺑﻌﺎداﺕﻬﺎ وﺕﻠﺘﺤﻤﻲ ﺑﻬﺎ .إﻥﻨﺎ ﻻ ﻥﻜﺘﺸﻒ ذاآﺮﺕﻨﺎ وﻥﺤﻦ ﻥﺘﻔﺮج ﻋﻠﻰ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺑﺮﻳﺪﻳﺔ ..أو ﻟﻮﺣﺔ زﻳﺘﻴﺔ آﻬﺬﻩ. ﻥﺤﻦ ﻥﻜﺘﺸﻔﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻥﻠﻤﺴﻬﺎ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻥﻠﺒﺴﻬﺎ وﻥﻌﻴﺶ ﺑﻬﺎ. هﺬا اﻟﺴﻮار ﻣﺜﻼً ،ﻟﻘﺪ أﺹﺒﺤﺖ ﻋﻼﻗﺘﻲ ﺑﻪ ﻓﺠﺄة ﻋﻼﻗﺔ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ .ﻟﻘﺪ آ ﺎن ﻓ ﻲ ذاآﺮﺕ ﻲ رﻣ ﺰًا ﻟﻸﻣﻮﻣ ﺔ دون أن أدري. اآﺘﺸﻔﺖ هﺬا ﻳﻮم رأﻳﺘﻚ ﺕﻠﺒﺴﻴﻨﻪ ،وآﺎن ﻳﻤﻜ ﻦ أﻻ ﺕﻠﺒﺴ ﻴﻪ .وﺕﻈ ﻞ آ ﻞ ﺕﻠ ﻚ اﻷﺣﺎﺱ ﻴﺲ اﻟﺘ ﻲ ﻓﺠﺮه ﺎ داﺧﻠ ﻲ ﻥﺎﺉﻤ ﺔ ﻓ ﻲ دهﺎﻟﻴﺰ اﻟﻨﺴﻴﺎن .هﻞ ﺕﻔﻬﻤﻴﻦ اﻵن ..أن اﻟﺬاآﺮة أﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺝﺔ إﻟﻰ أن ﻥﻮﻗﻈﻬﺎ أﺣﻴﺎﻥﺎً؟ آﻢ آﻨﺖ أﺣﻤﻖ ..آﻨﺖ ُدون أن أدري ،أوﻗﻆ داﺧﻠﻲ ﻣﺎردًا آﺎن ﻥﺎﺉﻤًﺎ ﻣﻨﺬ ﺱﻨﻴﻦ .وآﻨﺖ أﺣﻮّﻟﻚ ﻓﻲ ﺣ ّﻤ ﻰ ﺝﻨ ﻮﻥﻲ ﻣ ﻦ ﺖ ﺕﺴﺘﻤﻌﻴﻦ ﻟﻲ ﺑﺎﻥﺒﻬﺎر ﺕﻠﻤﻴﺬة ،وﺕﺘﻠﻘّﻴﻦ آﻠﻤ ﺎﺕﻲ آﻤ ﺎ ﻳﺘﻠ ّﻘ ﻰ ﺷ ﺨﺺ ﻓ ﻲ ﺝﻠﺴ ﺔ ﺕﻨ ﻮﻳﻢ ﻣﻐﻨﻄﻴﺴ ﻲ، ﻓﺘﺎة إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ .وآﻨ ِ ﺕﻌﺎﻟﻴﻤﻪ وأواﻣﺮﻩ ﻣﻦ ﻣﻨ ّﻮم ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺎء. ٦٢
ﻲ ﺑﺬهﻮل ،وﺑﺼﻤﺖ ﻣﺨﻴﻒ .وراﺣﺖ ﻏﻴﻮم ﻣﻜﺎﺑﺮة ﺕﺤﺠﺐ ﻥﻈﺮﺕﻚ ﻋﻨﻲ ..آﻨﺖ ﺕﺒﻜﻴﻦ أﻣ ﺎﻣﻲ ﻷول ﻣ ﺮة، اﺱﺘﻤﻌﺖ إﻟ ﱠ أﻥﺖ اﻟﺘﻲ ﺽﺤﻜﺖ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﻜﺎن ﻥﻔﺴﻪ آﺜﻴﺮًا. ﺕﺮاﻥﺎ أدرآﻨﺎ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ،أﻥﻨﺎ آﻨﺎ ﻥﻀﺤﻚ ﻟﻨﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ اﻟﻤﻮﺝﻌ ﺔ ،ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻲء ﻣ ﺎ آﻨ ﺎ ﻥﺒﺤ ﺚ ﻋﻨ ﻪ ،وﻥﺆﺝّﻠ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻥﻔﺴﻪ؟ ﻥﻈﺮت إﻟﻴﻚ ﺧﻠﻒ ﺽﺒﺎب اﻟﺪﻣﻊ ..آﻨﺖ أو ﱡد ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ،ﻟﻮ اﺣﺘﻀﻨﺘﻚ ﺑﺬراﻋﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪة ،آﻤ ﺎ ﻟ ﻢ أﺣﻀ ﻦ اﻣ ﺮأة ،آﻤ ﺎ ﻟ ﻢ أﺣﻀﻦ ﺣﻠﻤًﺎ .وﻟﻜﻨﻨﻲ ﺑﻘﻴﺖ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥﻲ ،وﺑﻘﻴﺖ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥﻚ ،ﻣﺘﻘﺎﺑﻠﻴﻦ هﻜﺬا ..ﺝﺒﻠﻴﻦ ﻣﻜﺎﺑﺮﻳﻦ ،ﺑﻴﻨﻬﻤ ﺎ ﺝﺴ ﺮ ﺱ ﺮّي ﻣ ﻦ اﻟﺤﻨﻴﻦ واﻟﺸﻮق ..وآﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻐﻴﻮم اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺕﻤﻄﺮ. اﺱ ﺘﻮﻗﻔﺘﻨﻲ آﻠﻤ ﺔ ﺝﺴ ﺮ ،وﺕ ﺬآّﺮت ﺕﻠ ﻚ اﻟﻠﻮﺣ ﺔ ،وآ ﺄﻥﻨﻲ ﺕ ﺬآﺮت اﻟﻔﺼ ﻞ اﻷه ﻢ ﻣ ﻦ ﻗﺼ ﺔ ،آﻨ ﺖ أروﻳﻬ ﺎ ﻟ ﻚ ورﺑﻤ ﺎ أروﻳﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻲ أﻳﻀﺎً ،ﻋﺴﺎﻥﻲ أﺹﺪّق ﻏﺮاﺑﺘﻬﺎ .وﻗﻔﺖ وﻗﻠﺖ: ﺕﻌﺎﻟﻲ ﺱﺄرﻳﻚ ﺷﻴﺌًﺎ.ﺕﺒﻌﺘﻨﻲ دون ﺱﺆال. وﻗﻔﺖ أﻣﺎم ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ .ﻗﻠﺖ ﻟﻚ وأﻥﺖ ﺕﻨﺘﻈﺮﻳﻦ ﻣﺪهﻮﺷﺔ ﻣﺎ ﺱﺄﻗﻮﻟﻪ: أﺕﺪرﻳﻦ ..ﻳﻮم رأﻳﺘﻚ ﺕﻘﻔﻴﻦ أﻣﺎم هﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣ ﺔ ،ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻴ ﻮم اﻷول ،ﺱ ﺮت ﻗﺸ ﻌﺮﻳﺮة ﻓ ﻲ ﺝﺴ ﺪي .ﺷ ﻌﺮت أنﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻦ هﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻗﺮاﺑﺔ ﻣﺎ أﺝﻬﻠﻬﺎ .وﻟﻜﻨﻨ ﻲ آﻨ ﺖ ﻣﺘﺄآ ﺪًا ﻣﻨﻬ ﺎ ،وﻟ ﺬا أﺕﻴ ﺖ ﻷﺱ ﻠّﻢ ﻋﻠﻴ ﻚ ﻋﺴ ﺎﻥﻲ أآﺘﺸ ﻒ ﺧﻄﺄ ﺣﺪﺱﻲ ..أو ﺹﻮاﺑﻪ. ﺖ ﻣﺘﻌﺠﺒﺔ: ﻗﻠ ِ وهﻞ آﻨﺖ ﻣﺼﻴﺒًﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﺱﻚ؟ﺖ: ﻗﻠ ُ أﻟﻢ ﺕﻼﺣﻈﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻤﻜﺘﻮب ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺔ؟ﺖ وأﻥﺖ ﺕﺒﺤﺜﻴﻦ ﻋﻨﻪ أﺱﻔﻠﻬﺎ.. أﺝﺒ ِ ﻻ..ﺖ: ﻗﻠ ُ ﺖ! إﻥﻪ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺕﺎرﻳﺦ ﻣﻴﻼدك اﻟﺮﺱﻤﻲ .أﻥﺖ ﺕﻜﺒﺮﻳﻦ هﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﺑﺄﺱﺒﻮﻋﻴﻦ ﻓﻘﻂ .إﻥﻬﺎ ﺕﻮأﻣﻚ إذا ﺷﺌ ِﺖ ﻣﺪهﻮﺷﺔ: ﻗﻠ ِ ﻋﺠﻴﺐ ..ﻋﺠﻴﺐ آﻞ هﺬا!ﺖ: ت إﻟﻰ اﻟﻠﻮﺣﺔ وآﺄﻥﻚ ﺕﺒﺤﺜﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻥﻔﺴﻚ ،ﻓﻘﻠ ِ ﻥﻈﺮ ِ أﻟﻴﺴﺖ هﺬﻩ ﻗﻨﻄﺮة اﻟﺤﺒﺎل؟ﻚ: أﺝﺒﺘ ِ إﻥﻬﺎ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﻨﻄﺮة ..إﻥﻬﺎ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ .وهﺬﻩ هﻲ اﻟﻘﺮاﺑﺔ اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺕﺮﺑﻄﻚ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺔ. ﻳﻮم دﺧﻠﺖ هﺬﻩ اﻟﻘﺎﻋﺔ ،دﺧﻠﺖ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻣﻌﻚ..٦١
أﻟﻴﺲ ﻋﺠﻴﺒًﺎ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻘﺎﺉﻲ اﻷول ﺑﻚ هﻮ اﻣﺘﺤﺎﻥﻲ اﻷول وﻋﻘﺪﺕﻲ اﻷوﻟﻰ ،وأن أﻥﻬﺰم ﻋﻠﻰ ﻳﺪك ﻓ ﻲ أﺹ ﻌﺐ ﺕﺠﺮﺑ ﺔ ﻣﺮرت ﺑﻬﺎ ﻣﻨﺬ أﺹﺒﺤﺖ رﺝﻞ اﻟﺬراع اﻟﻮاﺣﺪة ..ﻣﻦ ﻋﺸﺮة أﻳﺎم ﻻ أآﺜﺮ!.. ﻋﺎدت )أﻣّﺎ اﻟﺰهﺮة( ﺑﺼﻴﻨﻴﺔ اﻟﻘﻬﻮة وﺑﺼﺤﻦ »اﻟﻄﻤّﻴﻨﺔ«: ﻗﻞ ﻟﻲ ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﻳﺎ اﺑﻨﻲ وراﺱﻚ ..واش راﻩ اﻟﻄﺎهﺮ؟ﺼ ﺔ اﻟﺴ ﺆال اﻟ ﺬي ﻳﺨ ﺎف ﻗﺎﻟﺘﻬ ﺎ ﻗﺒ ﻞ أن ﺕﺠﻠ ﺲ ﺣﺘ ﻰ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻄ ﺮح ..آ ﺎن ﻓ ﻲ ﺱ ﺆاﻟﻬﺎ ﻣ ﺬاق اﻟ ﺪﻣﻊ .وﻓ ﻲ ﺣﻠﻘﻬ ﺎ ﻏ ّ اﻟﺠﻮاب ..ﻓﺮﺣﺖ أﻃﻤﺌﻨﻬﺎ .أﺧﺒﺮﺕﻬﺎ أﻥﻨﻲ آﻨﺖ ﺕﺤﺖ ﻗﻴﺎدﺕﻪ وأﻥﻪ اﻵن ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘ ﺔ اﻟﺤ ﺪود وأن ﺹ ﺤﺘﻪ ﺝﻴ ﺪة وﻟﻜﻨ ﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺤﻀﻮر هﺬﻩ اﻷﻳﺎم ،ﻟﺼﻌﻮﺑﺔ اﻷوﺽﺎع وﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺎﺕﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮة. ﻟﻢ أﺧﺒﺮهﺎ أن اﻟﻤﻌﺎرك ﺕﺸﺘﺪ آﻞ ﻳﻮم ،وأن اﻟﻌﺪو ﻗﺮر أن ﻳﻄﺮق اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ ،وﻳﺤﺮق آﻞ اﻟﻐﺎﺑﺎت ،ﺣﺘﻰ ﺕ ﺘﻤﻜﻦ ﻃﺎﺉﺮاﺕﻪ ﻣﻦ ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﺕﺤﺮآﺎﺕﻨﺎ ..وأﻥ ﻪ ﺕ ﻢ إﻟﻘ ﺎء اﻟﻘ ﺒﺾ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺼ ﻄﻔﻰ ﺑ ﻦ ﺑﻮﻟﻌﻴ ﺪ ،وﻣﻌ ﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ ﻣ ﻦ آﺒ ﺎر اﻟﻘ ﺎدة واﻟﻤﺠﺎهﺪﻳﻦ ،وأن ﺙﻼﺙﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺪ ﺹﺪر ﻓﻲ ﺣﻘﻬﻢ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻹﻋ ﺪام ،وأﻥﻨ ﻲ أﺕﻴ ﺖ ﻟﻠﻌ ﻼج ﻣ ﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺠﺮﺣ ﻰ واﻟﻤﺸﻮهﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﺎت اﺙﻨﺎن ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﻼ.. ﻟﻘﺪ ﻗﺎل ﻟﻬﺎ ﻣﻨﻈﺮي أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺕﺘﺤﻤﻠﻪ اﻣﺮأة ﻓﻲ ﺱﻨﻬﺎ ،ﻓﺮﺣﺖ أﻏﻴّﺮ ﻣﺠ ﺮى اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ..أﻣ ﺪدﺕﻬﺎ ﺑﺘﻠ ﻚ اﻷوراق اﻟﻨﻘﺪﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ أرﺱ ﻠﻬﺎ ﻣﻌ ﻲ ﺱ ﻲ اﻟﻄ ﺎهﺮ ،وﻃﻠﺒ ﺖ ﻣﻨﻬ ﺎ ﺣﺴ ﺐ وﺹ ﻴﺘﻪ أن ﺕﺸ ﺘﺮي ﻟ ﻚ ﺑﻬ ﺎ هﺪﻳ ﺔ ،ووﻋ ﺪﺕﻬﺎ أن أﻋ ﻮد ﻗﺮﻳﺒ ًﺎ ﻟﺘﺴﺠﻴﻠﻚ ،ﺑﺬﻟﻚ اﻻﺱﻢ اﻟﺬي اﺧﺘﺎرﻩ ﻟﻚ ،واﻟﺬي رددﺕﻪ أﻣّﺎ اﻟﺰهﺮة ﺑﺼ ﻌﻮﺑﺔ ،وﺑﺸ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺪهﺸ ﺔ ،وﻟﻜ ﻦ دون ﺕﻌﻠﻴ ﻖ. ﻓﻘﺪ آﺎن ﻟﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺎ ﺹﻔﺔ اﻟﻘﺪاﺱﺔ. وآﺄﻥﻚ اﻥﺘﺒﻬﺖ ﻓﺠﺄة أن اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﻌﻨﻴﻚ ،ﻓﺘﺴﻠّﻘﺖ رآﺒﺘﻲ وﺝﺌﺖ ﻓﺠﺄة ﻟﺘﺠﻠﺴﻲ ﻓﻲ ﺣﺠﺮي ﺑﺘﻠﻘﺎﺉﻴﺔ ﻃﻔﻮﻟﻴﺔ ،وﻟﻢ أﺕﻤﺎﻟ ﻚ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ اﺣﺘﻀﺎﻥﻚ ﺑﻴﺪي اﻟﻮﺣﻴﺪة ..ﺽﻤﻤﺘﻚ إﻟﻲّ ،وآﺄﻥﻨﻲ أﺽ ّﻢ اﻟﺤﻠﻢ اﻟﺬي أﺽﻌﺖ ﻣ ﻦ أﺝﻠ ﻪ ذراﻋ ﻲ اﻟﺜﺎﻥﻴ ﺔ؛ آ ﺄﻥﻨﻲ أﺧﺎف أن ﻳﻬﺮب ﻣﻨﻲ وﺕﻬﺮب ﻣﻌﻪ أﺣﻼم ذﻟﻚ اﻟﺮﺝﻞ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺴﻌﺪ ﺑﻌﺪ ﺑﺎﺣﺘﻀﺎﻥﻚ. ﻞ ﺕﻨﺎﻗﻀﻲ ،ﻥﻴﺎﺑﺔ ﻋ ﻦ ﺱ ﻲ ﻃ ﺎهﺮ وﻋ ﻦ رﻓ ﺎق ﻟ ﻢ ﻳ ﺮوا أوﻻده ﻢ ﻣﻨ ﺬ رﺣﺖ أﻗﺒﻠﻚ وﺱﻂ دﻣﻮﻋﻲ وﻓﺮﺣﺘﻲ وأﻟﻤﻲ وآ ّ اﻟﺘﺤﻘﻮا ﺑﺎﻟﺠﺒﻬﺔ ،وﻥﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ ،ﻣﺎﺕﻮا وهﻢ ﻳﺤﻠﻤﻮن ﺑﻠﺤﻈﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ آﻬﺬﻩ ،ﻳﺤﺘﻀﻨﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﺑ ﺪل اﻟﺒﻨ ﺎدق ،أﻃﻔ ﺎﻟﻬﻢ اﻟﺬﻳﻦ وﻟﺪوا وآﺒﺮوا ﻓﻲ ﻏﻔﻠﺔ ﻣﻨﻬﻢ. ﻥﺴﻴﺖ ﻳﻮﻣﻬﺎ أن أﻗﺒﱢﻠﻚ ﻥﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻲ ..وأن أﺑﻜﻲ أﻣﺎﻣﻚ ﻥﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻲ .ﻥﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟﺮﺝﻞ اﻟ ﺬي ﺱ ﺄﺕﺤﻮل إﻟﻴ ﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻳ ﺪك ﺑﻌ ﺪ رﺑﻊ ﻗﺮن .ﻥﺴﻴﺖ أن أﺱﺠّﻞ ﺝ ﻮار اﺱ ﻤﻚ اﺱ ﻤﻲ ﻣﺴ ﺒﻘًﺎ ..وأن أﻃﻠ ﺐ ذاآﺮﺕ ﻚ ﻣﺴ ﺒﻘًﺎ ..وأﻋﻮاﻣ ﻚ اﻟﻘﺎدﻣ ﺔ ﻣﺴ ﺒﻘًﺎ ..أن أﺣﺠﺰ ﻋﻤﺮك ،وأوﻗﻒ ﻋﺪّاد اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺬي آﺎن ﻳﺮآﺾ ﺑﻲ ﻥﺤﻮ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ..وأﻥﺖ ﺕﺪﺧﻠﻴﻦ ﺷﻬﺮك اﻟﺴﺎﺑﻊ! ﻥﺴ ﻴﺖ أن أﺱ ﺘﺒﻘﻴﻚ هﻜ ﺬا ﻋﻠ ﻰ ﺣﺠ ﺮي إﻟ ﻰ اﻷﺑ ﺪ ،ﺕﻠﻌﺒ ﻴﻦ وﺕﻌﺒﺜ ﻴﻦ وﺑﺄﺷ ﻴﺎﺉﻲ ،وﺕﻘ ﻮﻟﻴﻦ ﻟ ﻲ آﻼﻣ ًﺎ ﻻ أﻓﻬﻤ ﻪ ..وﻻ ﺕﻔﻬﻤﻴﻨﻪ. ﺺ ﻋﻠﻴﻚ ﺕﻠﻚ اﻟﻘﺼﺔ ﺑﺈﻳﺠﺎز ﻣﺘﻌﻤّﺪ ،وأﺕﺮك ﺕﻔﺎﺹﻴﻠﻬﺎ اﻟﻤﺘﺸﻌﺒﺔ ﻟﻲ. ﻟﻢ ﺕﻘﺎﻃﻌﻴﻨﻲ ﻣﺮة واﺣﺪة ،وأﻥﺎ أﻗ ّ ﻞ رﺱﻤﻲ اﺱﻤﻚ اﻟﻨﻬﺎﺉﻲ. ﺕﻮﻗﻔﺖ ﻓﻘﻂ ﻋﻨﺪ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ١٥أﻳﻠﻮل 1957اﻟﺬي وﻗﻔﺖ ﻓﻴﻪ ﻷآﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺱﺠ ّ ي ﺱﺆال ﺕﻮﺽﻴﺤﻲ ،وﻻ ﻋﻠﱠﻘﺖ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺑﻜﻠﻤﺔ واﺣﺪة ،ﻋﻠﻰ ﻗﺼّﺔ ﻟﻢ ﻳﻘﺼﻬﺎ ﻋﻠﻴ ﻚ أﺣ ﺪ ﻗﺒﻠ ﻲ .رﺑﻤ ﺎ ﻷن ﻻ ﻟﻢ ﺕﺴﺄﻟﻴﻨﻲ أ ّ أﺣﺪ وﺝﺪ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻘﺼﺔ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺘﻮﻗﻒ. ٦٠
اﻥﺤﻨﻴﺖ أﻗﺒّﻠﻬﺎ ..ﺑﺸﻮق اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺘﻲ ﻟﻢ أرهﺎ ﻓﻴﻬﺎ ..ﺑﺎﻟﺸﻮق اﻟﺬي ﺣﻤّﻠﻨﻲ إﻳﺎﻩ اﺑﻨﻬﺎ ..وﺑﺸﻮق )أﻣّﺎ( اﻟﺘﻲ ﻟﻢ أﺕﻌﻮﱠد ﺑﻌ ﺪ ﺱﻨﺘﻴﻦ وﻥﺼﻒ ﻋﻠﻰ ﻓﺠﻴﻌﺘﻬﺎ.. واﺷﻚ أﻣّﺎ اﻟﺰهﺮة؟زاد ﺑﻜﺎؤهﺎ وهﻲ ﺕﺤﺘﻀﻨﻨﻲ وﺕﺴﺄﻟﻨﻲ ﺑﺪورهﺎ.. واش راك ﻳﺎ وﻟﺪي..؟أآﺎن ﺑﻜﺎؤهﺎ ﻓﺮﺣًﺎ ﺑﻠﻘﺎﺉﻲ ،أم ﺣﺰﻥًﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﻲ ،وﻋﻠ ﻰ ذراﻋ ﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺕﺮاه ﺎ ﻣﺒﺘ ﻮرة ﻷول ﻣ ﺮة ..أآﺎﻥ ﺖ ﺕﺒﻜ ﻲ ﻷﻥﻬ ﺎ ﻼ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ اﻟﺒﻬﺠﺔ ،وﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ اﻷﺧﺒ ﺎر، ق هﺬا اﻟﺒﺎب ،ودﺧﻞ ﺣﺎﻣ ً ﺕﻮﻗﻌﺖ أن ﺕﺮى اﺑﻨﻬﺎ ورأﺕﻨﻲ ..أم ﻓﻘﻂ ﻷن أﺣﺪًا ﻗﺪ د ّ ﻟﺒﻴﺖ رﺑﱠﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻠﻪ رﺝﻞ ﻣﻨﺬ ﺷﻬﻮر؟ ع اﻟﺴﻼﻣﺔ ..ﺝﻮز ﻳﺎ وﻟﺪي ﺝﻮز..ل آﺈﺷ ﺎرة ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ وهﻲ ﺕﺸﺮع ﺑﺎب اﻟﺪار أﺧﻴﺮًا وﺕﻤﺴﺢ دﻣﻮﻋﻬﺎ .ﺙﻢ أﻋﺎدت وهﻲ ﺕﺴﺒﻘﻨﻲ »ﺝﻮز..ﺝﻮز «..ﺑﺼﻮت ﻋﺎ ٍ ﻣﻮﺝﻬﺔ ﻷﻣﻚ اﻟﺘﻲ رآﻀﺖ ﻋﻨﺪ ﺱﻤﺎع هﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺎت ،وﻟﻢ أ َر ﻏﻴﺮ ذﻳﻞ ﺙﻮﺑﻬﺎ ﻳﺴﺒﻘﻨﻲ ،وﻳﺨﺘﻔﻲ ﺧﻠﻒ ﺑﺎب ﻣﻐﻠﻖ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺠﻞ. أﺣﺒﺒﺖ ذﻟﻚ اﻟﺒﻴﺖ ..ﺑﺪواﻟﻲ اﻟﻌﻨﺐ اﻟﺘﻲ ﺕﺘﺴﻠّﻖ ﺝﺪران ﺣﺪﻳﻘﺘﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮة ،وﺕﻤﺘ ﺪ ﻟﺘﺘ ﺪﻟﻰ ﻋﻨﺎﻗﻴ ﺪﻩ ﺙﺮﻳ ﺎت ﺱ ﻮداء ﻋﻠ ﻰ وﺱﻂ اﻟﺪار. ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻮر اﻟﺨ ﺎرﺝﻲ ،آ ﺎﻣﺮأة ﻓﻀ ﻮﻟﻴﺔ ﺽ ﺎﻗﺖ ذرﻋ ًﺎ ﺑﺠ ﺪران ﺑﻴﺘﻬ ﺎ ،وراﺣ ﺖ ﺷﺠﺮة اﻟﻴﺎﺱﻤﻴﻦ اﻟﺘﻲ ﺕﺮﺕﻤﻲ وﺕﻄ ّ ﺕﺘﻔﺮج ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج ،ﻟﺘﻐﺮي اﻟﻤﺎرة ﺑﻘﻄﻒ زهﺮهﺎ ..أو ﺝﻤﻊ ﻣﺎ ﺕﺒﻌﺜ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻴﺎﺱ ﻤﻴﻦ أرﺽ ًﺎ ..وراﺉﺤ ﺔ اﻟﻄﻌﺎم اﻟﺘﻲ ﺕﻨﺒﻌﺚ ﻣﻨﻪ ،ﻓﺘﺒﻌﺚ ﻣﻌﻬﺎ اﻟﻄﻤﺄﻥﻴﻨﺔ ،ودفء ﻏﺎﻣﺾ ﻳﺴﺘﺒﻘﻴﻚ هﻨﺎك. ﺱﺒﻘﺘﻨﻲ )أﻣّﺎ اﻟﺰهﺮة( إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺕﻄﻞ ﻋﻠﻰ وﺱﻂ اﻟﺪار ﻣﺮددة: اﻗﻌﺪ ﻳﺎ وﻟﺪي ..اﻗﻌﺪ..ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ وهﻲ ﺕﺄﺧﺬ ﻣﻨّﻲ ﻋﻠﺒﺔ اﻟﺤﻠﻮى وﺕﻀﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ اﻟﻨﺤﺎﺱﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮة واﻟﻤﻮﺽﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺉﺪة ﺧﺸﺒﻴﺔ. وﻣﺎ آﺪت أﺝﻠﺲ أرﺽًﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﻤﻄﺮح اﻟﺼﻮﻓﻲ ﺣﺘﻰ ﻇﻬﺮت أﻥ ﺖ ﻓ ﻲ ﻃ ﺮف اﻟﻐﺮﻓ ﺔ ﺹ ﻐﻴﺮة آﺪﻣﻴ ﺔ ،وﺣﺒ ﻮت ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻥﺤﻮ اﻟﻌﻠﺒﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﺕﺤﺎوﻟﻴﻦ ﺱﺤﺒﻬﺎ إﻟﻰ اﻷرض وﻓﺘﺤﻬﺎ .وﻗﺒﻞ أن أﺕﺪﺧﻞ أﻥﺎ آﺎﻥﺖ )أﻣّﺎ اﻟﺰه ﺮة( ﻗ ﺪ أﺧ ﺬت ﻣﻨﻚ اﻟﻌﻠﺒﺔ وذهﺒﺖ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻜﺎن ﺁﺧﺮ وهﻲ ﺕﻘﻮل» :ﻳﻌﻄﻴﻚ اﻟﺼ ﺤﺔ ﻳ ﺎ وﻟﻴ ﺪي ..وﻋ ﻼش ﻋﻴﻴ ﺖ روﺣ ﻚ ﻳ ﺎ ﺧﺎﻟ ﺪ ﻳ ﺎ ﺑﻨﻲ ..وﺝﻬﻚ ﻳﻜﻔﻴﻨﺎ.«.. ﺙﻢ ﻋﺎدت وﻥﻬﺮﺕﻚ ،وأﻥﺖ ﺕﺘﺠﻬﻴﻦ ﻥﺤﻮ اﻟﺸّﻴﺎﺣﺔ اﻟﺨﺸ ﺒﻴﺔ ،اﻟﻤﻮﺽ ﻮﻋﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻜﻞ ﻗ ّﺒ ﺔ ﺹ ﻐﻴﺮة ﻓ ﻮق آ ﺎﻥﻮن ،واﻟﺘ ﻲ ﻒ ..وﻋﻨ ﺪهﺎ ﺣﺒ ﻮت ﻥﺤ ﻮي ﻓ ﻲ ﺧﻄ ﻮﺕﻴﻦ ﻣﺘ ﺮددﺕﻴﻦ ،وﻳ ﺪاك آﺎﻥﺖ ﺙﻴﺎﺑﻚ اﻟﺼ ﻐﻴﺮة اﻟﺒﻴﻀ ﺎء ﻣﻨﺜ ﻮرة ﻓﻮﻗﻬ ﺎ آ ﻲ ﺕﺠ ّ اﻟﺼﻐﻴﺮﺕﺎن أﻣﺎﻣﻚ ﺕﺴﺘﻨﺠﺪان ﺑﻲ. ﻞ ﺑ ﻲ ،وأﻥ ﺎ أﻣ ّﺪ ﻥﺤ ﻮك ﻳ ﺪي اﻟﻔﺮﻳ ﺪة ﻓ ﻲ ﻣﺤﺎوﻟ ﺔ ﻟﻺﻣﺴ ﺎك ﺑ ﻚ .ﻟﻘ ﺪ آﻨ ﺖ ﻋ ﺎﺝﺰًا ﻋ ﻦ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ﺷ ﻌﺮت ﺑﻬ ﻮل ﻣ ﺎ ﺣ ّ اﻟﺘﻘﺎﻃﻚ ﺑﻴﺪي اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﻤﺮﺕﺒﻜﺔ ،ووﺽﻌﻚ ﻓﻲ ﺣﺠﺮي ﻟﻤﻼﻋﺒﺘﻚ دون أن ﺕﻔﻠﺘﻲ ﻣﻨﻲ.
٥٩
ﺖ ﻣﺘﻌﺠﺒﺔ.. ﻗﻠ ِ ﻟﻤﺎذا ..أﻻ ﻳﻌﺠﺒﻚ اﺱﻤﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ..أﻟﻴﺲ أﺝﻤﻞ؟!ﺖ: ﻗﻠ ُ إﻥﻪ ﺣﻘﺎ أﺝﻤﻞ ..ﺣﺘﻰ إﻥﻨﻲ ﺕﻌﺠّﺒﺖ وﻗﺘﻬﺎ آﻴ ﻒ ﺧﻄ ﺮ اﺱ ﻢ آﻬ ﺬا ﻓ ﻲ ﺑ ﺎل واﻟ ﺪك .آﻨ ﺖ أﺱ ﻤﻌﻪ ﻷول ﻣ ﺮة وﻟ ﻢﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺕﻪ ﺁﻥﺬاك ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺎﺱ ﻢ ﺝﻤﻴ ﻞ آﻬ ﺬا ..وﺑ ﺮﻏﻢ ذﻟ ﻚ أﺣ ّ ﺐ أن أﺱ ﻤﱢﻴﻚ »ﺣﻴ ﺎة« ﻷﻥﻨ ﻲ ﻗ ﺪ أآﻮن اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻣ ﻊ واﻟ ﺪﺕﻚ اﻟ ﺬي ﻳﻌ ﺮف اﻟﻴ ﻮم ه ﺬا اﻻﺱ ﻢ .أرﻳ ﺪ أن ﻳﻜ ﻮن ﺑﻴﻨﻨ ﺎ آﻜﻠﻤ ﺔ ﺱ ﺮّ ،ﻟﻴ ﺬآّﺮك ﺑﻌﻼﻗﺘﻨ ﺎ اﻻﺱﺘﺜﻨﺎﺉﻴﺔ ،وﺑﺄﻥﻚ أﻳﻀًﺎ ..ﻃﻔﻠﺘﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ. ﺖ: ﺖ ..ﻗﻠ ِ ﺽﺤﻜ ِ أﺕﺪري أﻥﻚ ﻟﻢ ﺕﺨﺮج أﺑﺪًا ﻣﻦ ﻓﺘﺮة اﻟﺜﻮرة ،وﻟﺬا أﻥﺖ ﺕﺸﻌﺮ ﺑﺮﻏﺒﺔ ﻓ ﻲ أن ﺕﻌﻄﻴﻨ ﻲ اﺱ ﻤًﺎ ﺣﺮآﻴ ًﺎ ﺣﺘ ﻰ ﻗﺒ ﻞ أنﺕﺤﺒﻨﻲ .وآﺄﻥﻚ ﺱﺘﺪﺧﻠﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﺮي ..أﻳّﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺕﺮاك ﺕﻌﺪ ﻟﻲ؟ ﺽﺤﻜﺖ ﺑﺪوري ﻟﻤﻼﺣﻈﺘﻚ اﻟﺘﻲ ﻓﺎﺝﺄﺕﻨﻲ ﺑﻮاﻗﻌﻴﺘﻬﺎ .ﺕﺮاك ﺑﺪأت ﺕﻌﺮﻓﻴﻨﻨﻲ إﻟﻰ هﺬا اﻟﺤﺪ؟ ﺖ: ﻗﻠ ُ اﻋﻠﻤﻲ أﻳﺘﻬﺎ اﻟﺜﻮرﻳّﺔ اﻟﻤﺒﺘﺪﺉﺔ أﻥﻪ ﻻ ﺑ ّﺪ ﻣﻦ أآﺜﺮ ﻣﻦ اﺧﺘﺒﺎر .ﻟﻨﻜﻠﱢﻒ أﺣﺪًا ﺑﻤﻬﻤﺔ ﻓﺪاﺉﻴﺔ .وﻟ ﺬا ﺱ ﺄﺑﺪأ ﻓ ﻲ ﻣﺮﺣﻠ ﺔأوﻟﻰ ﺑﺪراﺱﺘﻚ ،وﻣﻌﺮﻓﺔ اﺱﺘﻌﺪادﺕﻚ اﻟﺨﺎﺹّﺔ! *** ﺺ ﻋﻠﻴﻚ أﺧﻴﺮًا ﻗﺼّﺔ ﻳﻮﻣﻲ اﻷﺧﻴﺮ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺒﻬ ﺔ ،ذﻟ ﻚ اﻟﻴ ﻮم اﻟ ﺬي ن اﻟﻮﻗﺖ ﻗﺪ أﺹﺒﺢ ﻣﻨﺎﺱﺒﺎً ،ﻷﻗ ّ أﺣﺴﺴﺖ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ،أ ّ ﻟﻔﻆ ﻓﻴﻪ ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ اﺱﻤﻚ أﻣﺎﻣﻲ ﻷول ﻣﺮة ،وهﻮ ﻳﻮدﱢﻋﻨﻲ وﻳﻜﻠﱢﻔﻨ ﻲ إذا ﻣ ﺎ وﺹ ﻠﺖ إﻟ ﻰ ﺕ ﻮﻥﺲ ﻋﻠ ﻰ ﻗﻴ ﺪ اﻟﺤﻴ ﺎة أن أﻗﻮم ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ ﻥﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ. وﺕﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺒ ﺮت ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﺤ ﺪود اﻟﺠﺰاﺉﺮﻳ ﺔ اﻟﺘﻮﻥﺴ ﻴﺔ ،ﺑﺠﺴ ﺪ ﻣﺤﻤ ﻮم وذراع ﺕﻨ ﺰف ،وأﻥ ﺎ أردﱢد ﻟﻨﻔﺴ ﻲ ﺑﻬ ﺬﻳﺎن اﻟﺤﻤّﻰ ،اﺱﻤﻚ اﻟﺬي أﺹﺒﺢ وﺱﻂ إﺝﻬﺎدي وﻥﺰﻳﻔﻲ ،وآﺄﻥﻪ اﺱﻢ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ أﺧﻴﺮة آﻠﻔﻨﻲ ﺑﻬ ﺎ ﺱ ﻲ اﻟﻄ ﺎهﺮ ،آﻨ ﺖ أرﻳ ﺪ أن أﺣﻘﻖ ﻃﻠﺒﻪ اﻷﺧﻴﺮ ،وأﻃﺎرد ﺣﻠﻤﻪ اﻟﻬﺎرب ،ﻓﺄﻣﻨﺤﻚ اﺱﻤًﺎ ﺷﺮﻋﻴًﺎ رﺱﻤﻴًﺎ ..ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺨﺮاﻓﺎت واﻷوﻟﻴﺎء.. أذآ ﺮ ذﻟ ﻚ اﻟﻴ ﻮم اﻟ ﺬي وﻗﻔ ﺖ ﻓﻴ ﻪ ﻷول ﻣ ﺮة أدق ﺑ ﺎب ﺑﻴ ﺘﻜﻢ ﻓ ﻲ ﺷ ﺎرع اﻟﺘﻮﻓﻴ ﻖ ﺑﺘ ﻮﻥﺲ .أذآ ﺮ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺰﻳ ﺎرة ﺑﻜ ﻞ ﺕﻔﺎﺹﻴﻠﻬﺎ وآﺄن ذاآﺮﺕﻲ آﺎﻥﺖ ﺕﻘﺮأ ﻣﺴﺒﻘًﺎ ﻣﺎ ﺱﻴﻜﺘﺐ ﻟﻲ ﻣﻌﻚ ،ﻓﺄﻓﺮﻏﺖ ﻣﺴﺎﺣﺔ آﺎﻓﻴﺔ ﻟﻬﺎ. ي اﻷﺧﻀ ﺮ ،ﻗﺒ ﻞ أن ﺕﻔ ﺘﺢ )أ ّﻣ ﺎ اﻟﺰه ﺮة( اﻟﺒ ﺎب ﻲ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ أﻳﻠﻮل ،اﻥﺘﻈ ﺮت أﻣ ﺎم ﺑ ﺎﺑﻜﻢ اﻟﺤﺪﻳ ﺪ ّ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم اﻟﺨﺮﻳﻔ ّ ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺎت ﺑﺪت ﻟﻲ ﻃﻮﻳﻠﺔ.. ﻣﺎزﻟﺖ أذآﺮ ﺕﻠﻚ اﻟﺸﻬﻘﺔ ﻓﻲ ﻥﻈﺮﺕﻬﺎ ،آﺄﻥﻬﺎ آﺎﻥﺖ ﺕﻨﺘﻈﺮ ﺷﺨﺼًﺎ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮي. ﺖ ﻣﺪهﻮﺷ ًﺔ أﻣﺎﻣﻲ ،ﺕﻔﺤّﺼﺖ ﻣﻌﻄﻔﻲ اﻟﺮﻣﺎدي اﻟﺤﺰﻳﻦ ووﺝﻬﻲ اﻟﻨﺤﻴ ﻞ اﻟﺸ ﺎﺣﺐ .ﺕﻮﻗﻔ ﺖ ﻋﻨ ﺪ ذراﻋ ﻲ اﻟﻮﺣﻴ ﺪة ﺕﻮﻗﻔ ْ اﻟﺘ ﻲ ﺕﻤﺴ ﻚ ﻋﻠﺒ ﺔ اﻟﺤﻠ ﻮى ،وذراع ﻣﻌﻄﻔ ﻲ اﻷﺧ ﺮى اﻟﻔﺎرﻏ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺕﺨﺘﺒ ﺊ ﻷول ﻣ ﺮة ﺑﺤﻴ ﺎء داﺧ ﻞ ﺝﻴ ﺐ ﻣﻌﻄﻔ ﻲ. وﻗﺒﻞ أن أﻥﻄﻖ ﺑﺄﻳﺔ آﻠﻤ ﺔ اﻏﺮورﻗ ﺖ ﻋﻴﻨﺎه ﺎ ﺑﺎﻟ ﺪﻣﻮع ،وراﺣ ﺖ ﺕﺒﻜ ﻲ دون أن ﺕﻔ ﱢﻜ ﺮ ﺣﺘ ﻰ ﻓ ﻲ دﻋ ﻮﺕﻲ إﻟ ﻰ دﺧ ﻮل اﻟﺒﻴﺖ. ٥٨
ﻟﻘﺪ آﺎﻥﺖ ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻋﻨ ﻪ ..رﺑّﻤ ﺎ آﺎﻥ ﺖ ﻓ ﻲ أﻋﻤﺎﻗﻬ ﺎ ﺕﻌﺘ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺬﻳﻦ زوﺝﻮه ﺎ ﻣﻨ ﻪ ،ﻓﻘ ﺪ آ ﺎﻥﻮا ﻳﺰﻓّﻮﻥﻬ ﺎﻟﺸﻬﻴﺪ وﻟﻴﺲ ﻟﺮﺝﻞ.. آﺎﻥﺖ ﺕﻌﺮف ﻣﺴﺒﻘًﺎ ﻥﺸﺎﻃﻪ اﻟﺴﻴﺎﺱﻲ ،وﺕﺪري أﻥﻪ ﺱﻴﻠﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﺠﺒﻬﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺰواج ،وﺱ ﻴﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻴ ﺎة اﻟﺴ ّﺮﻳّﺔ، وﻟﻦ ﻳﺰورهﺎ إﻻ ﺧﻠﺴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻴﻦ واﻵﺧﺮ ،وﻗﺪ ﻻ ﻳﻌﻮد إﻟﻴﻬﺎ إﻻ ﺝﺜﻤﺎﻥﺎً ،ﻓﻠﻤ ﺎذا ه ﺬا اﻟ ﺰواج إذن؟ وﻟﻜ ﻦ آ ﺎن ﻻ ﺑ ّﺪ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺰواج أن ﻳﺘﻢّ؛ آﺎن ﻓﻲ اﻟﺠ ّﻮ راﺉﺤﺔ ﺹ ﻔﻘﺔ ﻣ ﺎ .ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن أهﻠﻬ ﺎ ﻓﺨ ﻮرﻳﻦ ﺑﻤﺼ ﺎهﺮة اﻟﻄ ﺎهﺮ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤ ﻮﻟﻰ ،ﺹ ﺎﺣﺐ اﻻﺱ ﻢ واﻟﺜ ﺮوة اﻟﻜﺒﻴ ﺮة .وﻻ ﺑ ﺄس أن ﺕﻜ ﻮن أﻣ ﻲ زواﺝ ﻪ اﻟﺜ ﺎﻥﻲ أو أرﻣﻠﺘ ﻪ اﻟﻘﺎدﻣ ﺔ .ورﺑﻤ ﺎ آﺎﻥ ﺖ ﺝ ﺪﺕﻲ ﺕﻌ ﺮف أﻥ ﻪ ﺧﻠ ﻖ ﻟﻴﺴﺘﺸ ﻬﺪ ﻓﺮاﺣ ﺖ ﺕ ﺰور اﻷوﻟﻴ ﺎء واﻟﺼ ﺎﻟﺤﻴﻦ ﻣﺘﻀ ﺮﱢﻋﺔ ﺑﺎآﻴ ﺔ ﻻﺑﻨﻬ ﺎ أﺧﻴ ﺮًا ذرﻳّﺔ ..ﺕﻤﺎﻣّﺎ آﻤﺎ آﺎﻥﺖ ﺕﺰور ﺱﺎﺑﻘًﺎ ﻳﻮم آﺎﻥﺖ ﺣﺒﻠﻰ ﺑﻪ ﻃﺎﻟﺒﺔ ﺁﻥﺬاك أن ﻳﻜﻮن ﻣﻮﻟﻮدهﺎ ﺹﺒ ّﻴًﺎ.. ﺱﺄﻟﺘﻚ: ﻞ هﺬﻩ اﻟﻘﺼﺺ؟ ﻣﻦ أﻳﻦ ﺕﻌﺮﻓﻴﻦ آ ّﺖ: ﻗﻠ ِ ﻣﻨﻬ ﺎ ه ﻲ ..وﻣ ﻦ أﻣ ﻲ أﻳﻀ ًﺎ .ﺕﺼ ﻮر أﻥﻬ ﺎ ﻳ ﻮم آﺎﻥ ﺖ ﺣﺒﻠ ﻰ ﺑ ﺄﺑﻲ ﻟ ﻢ ﺕﻔ ﺎرق ﻣ ﺰار )ﺱ ﻴﺪي ﻣﺤﻤ ﺪ اﻟﻐ ﺮاب(ﺑﻘﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ ،ﺣﺘ ﻰ إﻥﻬ ﺎ آ ﺎدت ﺕﻠ ﺪﻩ هﻨ ﺎك ..وﻟ ﺬا ﺱ ﻤَﺘﻪ ) ﻣﺤﻤ ﺪ اﻟﻄ ﺎهﺮ( ﺕﺒﺎرآ ًﺎ ﺑ ﻪ ..ﺙ ّﻢ ﺱ ﻤّﺖ ﻋﻤ ﻲ ) ﻣﺤﻤ ﺪ ن أهﻞ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ن ﻥﺼﻒ رﺝﺎل ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ أﺱﻤﺎؤهﻢ هﻜﺬا ..وأ ﱠ اﻟﺸﺮﻳﻒ( ﺕﺒﺎرآًﺎ ﺑﻪ أﻳﻀًﺎ ..ﺑﻌﺪهﺎ ﻋﺮﻓﺖ أ ﱠ ن ﻣﻌﻈﻤﻬ ﻢ ﻳﺤﻤ ﻞ أﺱ ﻤﺎء اﻷﻥﺒﻴ ﺎء أو اﻷوﻟﻴ ﺎء اﻟﺼ ﺎﻟﺤﻴﻦ .وهﻜ ﺬا آ ﺎدت ﻳﻮﻟ ﻮن اهﺘﻤﺎﻣ ًﺎ آﺒﻴ ﺮًا ﻟﻸﺱ ﻤﺎء ،وأ َ ﻞ ﻣ ﺮة ﻣﺤﻤﻠ ﺔ ﺑﺎﻟﺸ ﻤﻊ واﻟﺴ ﺠﺎد ﺕﺴﻤِﻴﻨﻲ »اﻟﺴﻴﺪة« ﺕﺒﺎرآًﺎ ﺑﺎﻟﺴﻴﺪة اﻟﻤﻨﻮﺑ ّﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻥ ﺖ ﺕﺰوره ﺎ ﻓ ﻲ ﺕ ﻮﻥﺲ آ ّ واﻟﺪﻋﻮات ،ﻣﺘﻨﻘﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺽﺮﻳﺤﻬﺎ وﻣﺰار )ﺱﻴﺪي ﻋﻤﺮ اﻟﻔﺎﻳﺎش( .رﺑﻤﺎ ﺱﻤﻌﺖ ﺑﻪ ،ذﻟﻚ اﻟﻮﻟﻲ اﻟﺬي آﺎن ﻳﻌ ﻴﺶ ﻋﺎرﻳًﺎ ﺕﻤﺎﻣًﺎ ﻣﻦ آﻞ ﺷﻲء ..وهﻮ ﻣ ﺎ ﺝﻌ ﻞ اﻟﺴ ﻠﻄﺎت اﻟﺘﻮﻥﺴ ﻴﺔ ﺕﻘ ﻮم ﺑ ﺮﺑﻂ ﻗﺪﻣ ﻪ إﻟ ﻰ ﺱﻠﺴ ﺎل ﺣﺪﻳ ﺪي ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﻳﻐﺎدر اﻟﺒﻴﺖ ﻋﺎرﻳًﺎ آﻤﺎ ﺕﻌﻮّد أن ﻳﻔﻌﻞ ..وهﻜﺬا آﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻘﻴﺪاً ،ﻳﺪور وﻳﺼﺮخ وﺱﻂ ﻏﺮﻓﺔ ﻓﺎرﻏ ﺔ ،إﻻ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺴ ﺎء اﻟﻼﺕ ﻲ ﻳﺘﺴ ﺎﺑﻘﻦ ﻟﺰﻳﺎرﺕ ﻪ ،ﺑﻌﻀ ﻬﻦ ﻟﻠﺘﺒ ﺎرك ﺑ ﻪ ..وأﺧﺮﻳ ﺎت ﻟﻤﺠ ﺮد اآﺘﺸ ﺎف رﺝﻮﻟﺘ ﻪ اﻟﻤﻌﺮوﺽ ﺔ ﻟﻠﻔﺮﺝﺔ ..وﻟﻔﻀﻮل اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻤﻠﺘﺤﻔﺎت ﺑـ )اﻟﺴﻔﺴﺎري( واﻟﻤﺘﻈﺎهﺮات ﺑﺎﻟﺤﺸﻤﺔ اﻟﻜﺎذﺑﺔ!. ﺱﺄﻟﺘﻚ ﺽﺎﺣﻜًﺎ.. وهﻞ زرﺕﻪ أﻥﺖ؟.ﺖ: ﻗﻠ ِ ﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻥﻔ ﺮاد؛ وزرت أﻳﻀ ًﺎ »اﻟﺴ ﻴﺪة اﻟﻤﻨﻮﺑﻴ ﺔ« ،اﻟﻤ ﺮأة اﻟﺘ ﻲ ﻞ واﺣ ﺪة ﻣ ﻨﻬ ﱠ ﻃﺒﻌًﺎ ..ﻟﻘﺪ زرﺕﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻊ آ ّن أﻣﻲ أﻥﻘﺬﺕﻨﻲ ﻣ ﻦ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻜﺎرﺙ ﺔ ،وﻗ ﺮرت أن ﺕﺴ ﻤﻴﻨﻲ »ﺣﻴ ﺎة« ﻓ ﻲ اﻥﺘﻈ ﺎر ﻣﺠ ﻲء آﺪت أﺣﻤﻞ اﺱﻤﻬﺎ ،ﻟﻮﻻ أ ﱠ أﺑﻲ ،اﻟﺬي ﻳﻌﻮد إﻟﻴﻪ اﻟﻘﺮار اﻷﺧﻴﺮ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر اﺱﻤﻲ. ﺕﻮﻗﱠﻒ اﻟﻘﻠﺐ ﻋﻨﺪ هﺬا اﻻﺱﻢ ..ورآﻀﺖ اﻟﺬاآﺮة إﻟﻰ اﻟﻮراء .ﺕﻌﺜّﺮ اﻟﻠﺴﺎن وهﻮ ﻳﻠﻔﻆ ه ﺬا اﻻﺱ ﻢ ﺑﻌ ﺪ رﺑ ﻊ ﻗ ﺮن ﺕﻤﺎﻣ ًﺎ وﻓﺎﺝﺄك ﺱﺆاﻟﻲ: هﻞ ﻳﺴﻌﺪك أن أﻥﺎدﻳﻚ »ﺣﻴﺎة«؟٥٧
ﺐ ﺝﺪّﺕﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ أي ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ ..وأآﺜﺮ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ أﻣّﻲ؟ إﻥﻬﺎ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﺕﺠﺪ أﺕﺪري ﻟﻤﺎذا آﻨﺖ أﺣ ّﻞ ﺷ ﻲء ..آﺎﻥ ﺖ ﺕﻌ ﻮد إﻟ ﻰ اﻟﻤﺎﺽ ﻲ ﺕﻠﻘﺎﺉﻴ ﺎً ،وآﺄﻥﻬ ﺎ ﺕ ﺮﻓﺾ اﻟﺨ ﺮوج ﻣﻨ ﻪ. ﻣﺘﺴﻌًﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﺘﺤ ﺪﱢﺙﻨﻲ ﻋ ﻦ آ ﱢ آﺎﻥﺖ ﺕﻠﺒﺲ اﻟﻤﺎﺽﻲ ..ﺕﺄآﻞ اﻟﻤﺎﺽﻲ ..وﻻ ﺕﻄﺮب ﺱﻮى ﻟﺴﻤﺎع أﻏﺎﻥﻴﻪ. آﺎﻥﺖ ﺕﺤﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﺎﺽﻲ ﻓﻲ زﻣﻦ آﺎن اﻵﺧﺮون ﻳﺤﻠﻤﻮن ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .وﻟﺬا آﺜﻴﺮًا ﻣﺎ ﺕﺤ ﺪّﺙﻨﻲ ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ دون أن أﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ذﻟﻚ ،ﻓﻘﺪ آ ﺎن أﺝﻤ ﻞ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣﺎﺽ ﻴﻬﺎ اﻷﻥﺜ ﻮي اﻟﻌ ﺎﺑﺮ .وآﺎﻥ ﺖ ﻻ ﺕﺘﻌ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻋﻨ ﻪ ،آﺄﻥﻬ ﺎ ﺕﺴﺘﻌﻴﺪﻩ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎت وﺕﺴﺘﺤﻀ ﺮﻩ .آﺎﻥ ﺖ ﺕﻔﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ ﺑﺤﺴ ﺮة اﻷم اﻟﺘ ﻲ ﺕ ﺮﻓﺾ أن ﺕﻨﺴ ﻰ أﻥﻬ ﺎ ﻓﻘ ﺪت ﺑﻜﺮه ﺎ إﻟ ﻰ اﻷﺑﺪ ..وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺕﻜﻦ ﺕﻘﻮل ﻟﻲ ﻋﻨﻪ أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺕﻘﻮﻟﻪ أم ﻋﻦ اﺑﻨﻬﺎ .آﺎن اﻟﻄﺎهﺮ هﻮ اﻷﺝﻤ ﻞ ..ه ﻮ اﻷروع ..ه ﻮ اﻻﺑﻦ اﻟﺒﺎ ّر اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺠﺮﺣﻬﺎ ﻳﻮﻣًﺎ ﺑﻜﻠﻤﺔ. ﻳﻮم اﻻﺱﺘﻘﻼل ﺑﻜﺖ ﺝﺪّﺕﻲ آﻤﺎ ﻟﻢ ﺕﺒﻚ ﻳﻮﻣًﺎ .ﺱ ﺄﻟﺘﻬﺎ» :أ ّﻣ ﺎ ..ﻟﻤ ﺎذا ﺕﺒﻜ ﻴﻦ وﻗ ﺪ اﺱ ﺘﻘﻠﱠﺖ اﻟﺠﺰاﺉ ﺮ؟« ﻗﺎﻟ ﺖ» :آﻨ ﺖ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺎﺽﻲ أﻥﺘﻈﺮ اﻻﺱﺘﻘﻼل ﻟﻴﻌﻮد ﻟﻲ اﻟﻄﺎهﺮ ،اﻟﻴﻮم أدرآﺖ أﻥﻨﻲ ﻟﻢ أﻋﺪ أﻥﺘﻈﺮ ﺷﻴﺌًﺎ«. ﻳﻮم ﻣﺎت أﺑﻲ ﻟﻢ ﺕﺰﻏﺮد ﺝﺪّﺕﻲ آﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺺ اﻟﺜ ﻮرة اﻟﺨﻴﺎﻟ ّﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻗﺮأﺕﻬ ﺎ ﻓﻴﻤ ﺎ ﺑﻌ ﺪ .وﻗﻔ ﺖ ﻓ ﻲ وﺱ ﻂ اﻟ ﺪار وه ﻲ ﺕﺸ ﻬﻖ ﺑﺎﻟﺒﻜ ﺎء وﺕﻨ ﺘﻔﺾ ﻋﺎرﻳ ﺔ اﻟ ﺮأس ﻣ ﺮددة ﺑﺤ ﺰن ﺑ ﺪاﺉﻲ » :ﻳ ﺎ وﺧﻴ ﺪﺕﻲ ..ﻳ ﺎ ﺱ ﻮادي ..ﺁﻩ اﻟﻄ ﺎهﺮ أﺣ َﻨ ﺎﻥﻲ ﻟﻤ ﻦ ﺧﻠّﻴﺘﻨﻲ ..ﻥﺮوح ﻋﻠﻴﻚ أﻃﺮاف«. ﻼ وآﺎﻥﺖ أﻣﻲ ﺕﺒﻜﻲ ﺑﺼﻤﺖ وهﻲ ﺕﺤﺎول ﺕﻬﺪﺉﺘﻬﺎ ،وآﻨﺖ أﻥﺎ أﺕﻔﺮج ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ وأﺑﻜﻲ دون أن أﻓﻬﻢ ﺕﻤﺎﻣًﺎ أﻥﻨﻲ أﺑﻜﻲ رﺝ ً ﻼ آﺎن أﺑﻲ. ﻟﻢ أرﻩ ﺱﻮى ﻣﺮﱠات ..رﺝ ً ﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻌﻮاﻃﻒ اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ،اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﺝﻤﻴﻠ ﺔ وداﻓﺌ ﺔ ﻗﺒ ﻞ ذﻟ ﻚ اﻟﻴ ﻮم، ك ﻟـ ) أﻣّﺎ اﻟﺰهﺮة( ﻳﺜﻴﺮ داﺉﻤًﺎ ﻓ ّ ﻟﻤﺎذا آﺎن ذآﺮ ِ واﻟﺘﻲ أﺹﺒﺤﺖ ﻓﺠﺄة ﻣﻮﺝﻌﺔ ﺣ ّﺪ اﻟﺒﻜﺎء؟ ﻼ ﺑ ﻴﻦ ﻣﺎزﻟﺖ أذآﺮ ﻣﻼﻣﺢ ﺕﻠﻚ اﻟﻌﺠﻮز اﻟﻄﻴﺒﺔ اﻟﺘ ﻲ أﺣﺒّﺘﻨ ﻲ ﺑﻘ ﺪر ﻣ ﺎ أﺣﺒﺒﺘﻬ ﺎ واﻟﺘ ﻲ ﻗﻀ ﻴﺖ ﻃﻔ ﻮﻟﺘﻲ وﺹ ﺒﺎي ﻣﺘ ﻨﻘ ً ﻞ اﻷﻣﻬﺎت ﻋﻨ ﺪﻥﺎ .إﻥﻬ ﺎ ﺑﻴﺘﻬﺎ وﺑﻴﺘﻨﺎ .آﺎن ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﺮأة ﻃﺮﻳﻘﺔ واﺣﺪة ﻓﻲ اﻟﺤﺐّ ،اآﺘﺸﻔﺖ ﺑﻌﺪهﺎ أﻥﻬﺎ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﺸﺘﺮآﺔ ﻟﻜ ّ ﺕﺤﺒّﻚ ﺑﺎﻷآﻞ ،ﻓﺘﻌﺪ ﻣﻦ أﺝﻠﻚ ﻃﺒﻘﻚ اﻟﻤﻔﻀﻞ وﺕﻼﺣﻘﻚ ﺑﺎﻷﻃﻌﻤﺔ ،وﺕﺤﻤّﻠﻚ ﺑﺎﻟﺤﻠﻮﻳﺎت ،وﺑﺎﻟﻜﺴ ﺮة واﻟﺮﺧﺴ ﻴﺲ اﻟ ﺬي اﻥﺘﻬﺖ ﻟﺘﻮﱢهﺎ ﻣﻦ إﻋﺪادﻩ. ﻦ ﻳﻌﺸﻦ اﻷﻋﻴﺎد واﻷﻋﺮاس آﻮﻟﻴﻤﺔ ﺣ ﺐّ ،ﻳﻬ ﺒﻦ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻦ ﻟﻠﻤﻄﺒﺦ ،وﻟﺬا آ ّ ﻟﻘﺪ آﺎﻥﺖ ﺕﻨﺘﻤﻲ ﻟﺠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻥﺬرن ﺣﻴﺎﺕﻬ ﱠ ﻦ وﺝﻮع ﺱﺮّي ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺕﻌﺒﻴﺮ ﺁﺧﺮ ﺧﺎرج اﻷآﻞ. ﻦ ..وﺣﻨﺎﻥﻬ َ ﻣﻦ ﺝﻤﻠﺔ ﻣﺎ ﻳﻬﺒﻦ ﻓﺎﺉﺾ أﻥﻮﺙﺘﻬ ﱠ ﻦ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﻊ ﻳﻄﻌﻤﻦ آ ﻞ ﻳ ﻮم أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻣﺎﺉ ﺪة ..وأآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ »ﺕ ﺮّاس« ..وﻳ ﻨﻤﻦ آ ﻞ ﻟﻴﻠ ﺔ دون أن ﻳﻨﺘﺒ ﻪ أﺣ ﺪ إﻟ ﻰ ﻟﻘﺪ آ ﱠ ﻦ_ ﻋ ﺎﺝﺰًا ﻋ ﻦ ﻦ اﻟﻤﺘﻮارث ﻣﻦ ﻋﺼﻮر..اآﺘﺸﻔﺖ هﺬﻩ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺆﺧﺮًا ﻓﻘﻂ ،ﻳﻮم وﺝﺪت ﻥﻔﺴﻲ رﺑﱠﻤ ﺎ وﻓ ﺎ ًء ﻟﻬ ﱠ ﺝﻮﻋﻬ ّ ﺐ اﻣﺮأة ﺕﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ اﻷآﻞ اﻟﺠﺎهﺰ ،وﻻ وﻟﻴﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺝﺴﺪهﺎ! ﺣ ّ ﺱﺄﻟﺘﻚ وأﻥﺎ أهﺮب ﻣﻦ ﺕﻠﻚ اﻟﺬآﺮﻳﺎت هﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺧﺪوش ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ اﻟﺒﻌﻴﺪة: وأﻣﻚ ..إﻥﻚ ﻟﻢ ﺕﺤﺪّﺙﻴﻨﻲ ﻋﻨﻬﺎ أﺑﺪًا آﻴﻒ ﻋﺎﺷﺖ ﺑﻌﺪ وﻓﺎة ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ؟ﺖ: ﻗﻠ ِ
٥٦
دراﺱﺘﻪ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ وهﻮ ﻳﻜﺘﺸﻒ ﻋﺒﺜﻴﺔ ﺕﻜﺪﻳﺲ اﻟﺸﻬﺎدات ،ﻓﻲ زﻣ ﻦ ﻳﻜ ﺪّس ﻓﻴ ﻪ اﻵﺧ ﺮون اﻟﻤﻼﻳ ﻴﻦ .رﺑﻤ ﺎ آ ﺎن ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ،ﻓﺎﻟﺸﻬﺎدات هﻲ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻮﺹﻠﻚ اﻟﻴﻮم إﻟﻰ وﻇﻴﻔﺔ ﻣﺤﺘﺮﻣﺔ. ﻟﻘﺪ رأى أﺹﺪﻗﺎءﻩ اﻟﺬﻳﻦ ﺕﺨﺮﺝﻮا ﻗﺒﻠﻪ ،ﻳﻨﺘﻘﻠﻮن ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻰ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ أو إﻟﻰ ﻣﻮﻇﱠﻔﻴﻦ ﺑﺮواﺕﺐ وأﺣﻼم ﻣﺤﺪودة، ﻓﻘﺮَر أن ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ اﻟﺘﺠﺎرة .ورﻏﻢ أﻥﻨﻲ أﺷﺎﻃﺮﻩ رأﻳﻪ ،إﻻ أﻥﻪ ﻳﺤﺰﻥﻨﻲ أن ﻳﺘﺤﻮل أﺧ ﻲ وه ﻮ ﻓ ﻲ ﻋ ّﺰ ﺷ ﺒﺎﺑﻪ، ﻼ ﺕﺠﺎرﻳًﺎ وﺷﺎﺣﻨﺔ وهﺒﺘﻬﺎ ﻟﻪ اﻟﺠﺰاﺉﺮ آﺎﻣﺘﻴ ﺎز ﺑﺼ ﻔﺘﻪ اﺑ ﻦ ﺷ ﻬﻴﺪ .ﻻ أﻋﺘﻘ ﺪ أن أﺑ ﻲ إﻟﻰ ﺕﺎﺝ ٍﺮ ﺹﻐﻴﺮ ﻳﺪﻳﺮ ﻣﺤ ً ﻼ آﻬﺬا! آﺎن ﻳﺘﻮﻗﱠﻊ ﻟﻪ ﻣﺴﺘﻘﺒ ً ﻗﺎﻃﻌﺘﻚ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﺕﺬﻣﺮك: إﻥﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻊ أﻳﻀًﺎ ﻟﻚ ﻣﺴﺘﻘﺒ ًﻞ ﻃﻤﻮﺣﺎﺕ ﻪ وﻣﺒﺎدﺉ ﻪ .آ ﺎن ﻼ آﻬﺬا .ﻟﻘﺪ ذهﺒﺖ أﺑﻌ ﺪ ﻣ ﻦ أﺣﻼﻣ ﻪ؛ إﻥ ﻚ اﻟﻮرﻳﺜ ﺔ ﻟﻜ ّ ﻼ ﻳﻘﺪّس اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ،وﻳﻌﺸﻖ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﻳﺤﻠﻢ ﺑﺠﺰاﺉﺮ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﺨﺮاﻓ ﺎت واﻟﻌ ﺎدات اﻟﺒﺎﻟﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ رﺝ ً أرهﻘﺖ ﺝﻴﻠﻪ وﻗﻀﺖ ﻋﻠﻴﻪ .إﻥﻚ ﻻ ﺕﻌﻴﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻚ اﻟﻴ ﻮم ه ﺬا اﻟﺤ ﻆ اﻻﺱ ﺘﺜﻨﺎﺉﻲ ،ﻓ ﻲ وﻃ ﻦ ﻳﻤﻨﺤ ﻚ ﻓﺮﺹ ﺔ أن ﺕﻜﻮﻥﻲ ﻓﺘﺎة ﻣﺜﻘﱠﻔﺔ ،ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ اﻟﺪراﺱﺔ واﻟﻌﻤﻞ وﺣﺘﻰ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ.. ﺖ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ: أﺝﺒ ِ ﻲ .ﻥﺤﻦ ﻥﻜﺘﺐ ﻟﻨﺴﺘﻌﻴﺪ ﻣ ﺎ ﻦ ﺑﻪ أﺣﺪ ﻋﻠ ّ ﻗﺪ أآﻮن ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻠﺠﺰاﺉﺮ ﺑﺜﻘﺎﻓﺘﻲ أو ﺑﻌﻠﻤﻲ ،وﻟﻜﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺷﻲ ﺁﺧﺮ ﻟﻢ ﻳﻤ ّﻀﻞ أن ﺕﻜﻮن ﻟﻲ ﻃﻔﻮﻟﺔ ﻋﺎدﻳﺔ وﺣﻴﺎة ﻋﺎدﻳﺔ ،أن ﻳﻜ ﻮن ﻟ ﻲ أب وﻋﺎﺉﻠ ﺔ ﺱﺮق ﺧﻠﺴﺔ ﻣﻨّﺎ ..آﻨﺖ أﻓ ﱢ أﺽﻌﻨﺎﻩ وﻣﺎ ُ آﺎﻵﺧﺮﻳﻦ؛ وﻟﻴﺲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘ ﺐ وﺝﺰﻣ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ﺪﻓﺎﺕﺮ .وﻟﻜ ﻦ أﺑ ﻲ أﺹ ﺒﺢ ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻟﻜ ﻞ اﻟﺠﺰاﺉ ﺮ ،ووﺣ ﺪهﺎ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ أﺹﺒﺤﺖ ﻣﻠﻜﻲ ..وﻟﻦ ﻳﺄﺧﺬهﺎ ﻣﻨﱢﻲ أﺣﺪ! ن اﻣﺮأة ذآﻴﺔ ﻻ ﺕﺜﻴﺮ أذهﻠﻨﻲ آﻼﻣﻚ .ﻣﻸﻥﻲ ﺑﺄﺣﺎﺱﻴﺲ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ .أﺣﺰﻥﻨﻲ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻮﺹﻠﻨﻲ إﻟﻰ ﺣﺪ اﻟﺸﻔﻘﺔ ﻋﻠﻴﻚ .إ ﱠ ﺖ ﻣﻌﺠﺒ ًﺎ ﺑ ﻚ ،ﺑﺠﺮﺣ ﻚ اﻟﻤﻜ ﺎﺑﺮ ،ﺑﻄﺮﻳﻘﺘ ﻚ اﻻﺱ ﺘﻔﺰازﻳﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺸﻔﻘﺔ .إﻥﻬﺎ داﺉﻤًﺎ ﺕﺜﻴﺮ اﻹﻋﺠﺎب ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺣﺰﻥﻬ ﺎ .وآﻨ ُ ﻼ ﻋﺎدﻳ ﺎ ﺕﺤﺪّي هﺬا اﻟﻮﻃﻦ .آﻨﺖ ﺕﺸﺒﻬﻴﻨﻨﻲ أﻥﺎ اﻟﺬي آﻨﺖ أرﺱﻢ ﺑﻴ ٍﺪ ﻷﺱﺘﻌﻴﺪ ﻳﺪي اﻷﺧﺮى .آﻨﺖ أﻓﻀﱢﻞ ﻟﻮ ﺑﻘﻴ ﺖ رﺝ ً ﺑ ﺬراﻋﻴﻦ اﺙﻨﺘ ﻴﻦ ،ﻷﻗ ﻮم ﺑﺄﺷ ﻴﺎء ﻋﺎدﻳ ﺔ ﻳﻮﻣﻴ ﺔ ،وﻻ أﺕﺤ ﻮل إﻟ ﻰ ﻋﺒﻘ ﺮي ﺑ ﺬراع واﺣ ﺪة ،ﻻ ﺕﺘ ﺄﺑﻂ ﻏﻴ ﺮ اﻟﺮﺱ ﻮم واﻟﻠﻮﺣﺎت. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺣﻠﻤﻲ أن أآﻮن ﻋﺒﻘﺮﻳًﺎ وﻻ ﻥﺒﻴًﺎ وﻻ ﻓﻨﺎﻥًﺎ راﻓﻀًﺎ وﻣﺮﻓﻮﺽًﺎ .ﻟﻢ أﺝﺎهﺪ ﻣﻦ أﺝﻞ هﺬا .آﺎن ﺣﻠﻤﻲ أن ﺕﻜ ﻮن ﻟ ﻲ ب ﻷﻃﻔ ﺎل ﺁﺧ ﺮﻳﻦ وزوج ﻟﻠﻐﺮﺑ ﺔ واﻟﻔﺮﺷ ﺎة ..ﻟﻘ ﺪ ﺑﺘ ﺮوا زوﺝﺔ وأوﻻد ،وﻟﻜﻦ اﻟﻘﺪر أراد ﻟﻲ ﺣﻴ ﺎة أﺧ ﺮى ،ﻓ ﺈذا ﺑ ﻲ أ ٌ أﻳﻀًﺎ أﺣﻼﻣﻲ. ﺖ ﻟﻚ: ﻗﻠ ُ ﻟﻦ ﻳﺄﺧﺬ أﺣﺪ ﻣﻨﻚ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ..إن ﻣﺎ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻗﻨﺎ هﻮ ﻟﻨﺎ وﻟﻦ ﺕﻄﻮﻟﻪ ﻳﺪ أﺣﺪ.ﺖ: ﻗﻠ ِ وﻟﻜ ﻦ ﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻲ أﻋﻤ ﺎﻗﻲ ﺷ ﻲء ﺱ ﻮى اﻟﻔﺮاﻏ ﺎت اﻟﻤﺤﺸ ﻮة ﺑﻘﺼﺎﺹ ﺎت اﻟﺠﺮاﺉ ﺪ ..ﺑﻨﺸ ﺮات اﻷﺧﺒ ﺎر ،وﺑﻜﺘ ﺐﺱﺎذﺝﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺮاﺑﺔ. ﺖ وآﺄﻥﻚ ﺕﻮدﻋﻴﻨﻨﻲ ﺱﺮًا: ﺙﻢ أﺽﻔ ِ ٥٥
آﺎن ﺝﺮﺣﻲ واﺽﺤًﺎ و ﺝﺮﺣﻚ ﺧﻔﻴًﺎ ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎق .ﻟﻘﺪ ﺑﺘﺮوا ذراﻋﻲ ،وﺑﺘﺮوا ﻃﻔﻮﻟﺘﻚ .اﻗﺘﻠﻌ ﻮا ﻣ ﻦ ﺝﺴ ﺪي ﻋﻀ ﻮًا.. وأﺧﺬوا ﻣﻦ أﺣﻀﺎﻥﻚ أﺑﺎ ..آﻨﱠﺎ أﺷﻼء ﺣﺮب ..وﺕﻤﺜﺎﻟﻴﻦ ﻣﺤﻄّﻤﻴﻦ داﺧﻞ أﺙﻮاب أﻥﻴﻘﺔ ﻻ ﻏﻴﺮ. أذآﺮ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻃﻠﺒﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﻲ ﻷول ﻣ ﺮة ،أن أﺣ ﱠﺪﺙﻚ ﻋ ﻦ أﺑﻴ ﻚ .واﻋﺘﺮﻓ ﺖ ﺑﺸ ﻲء ﻣ ﻦ اﻻرﺕﺒ ﺎك ،أ ﱠﻥ ﻚ ﺝﺌ ﺖ ﻟﺰﻳﺎرﺕﻲ ﻣﻦ اﻟﺒﺪء ..ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻨﻴﺔ ﻓﻘﻂ .آﺎن ﻓﻲ ﺹﻮﺕﻚ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺤﺰن اﻟﻤﻜﺎﺑﺮ ..ﺷﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺮارة اﻟﺘ ﻲ اآﺘﺸ ﻔﺘﻬﺎ ﻓﻴ ﻚ ﻷول ﻣﺮة. ﺖ: ﻗﻠ ِ ﻣﺎ ﻓﺎﺉﺪة أن ﻳﻤﻨﺢ اﺱﻢ أﺑﻲ ﻟﺸﺎرع آﺒﻴﺮ ،وأن أﺣﻤﻞ ﺙﻘﻞ اﺱﻤﻪ اﻟﺬي ﻳﺮددﻩ أﻣﺎﻣﻲ اﻟﻤﺎرة واﻟﻐﺮﺑ ﺎء ﻋ ﺪة ﻣ ﺮاتﻓﻲ اﻟﻴﻮم .ﻣﺎ ﻓﺎﺉﺪة ذﻟﻚ إذا آﻨﺖ ﻻ أﻋﺮف ﻋﻨﻪ أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﺮﻓﻮن ،وإذا آﺎن ﻻ ﻳﻮﺝﺪ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺷﺨﺺ واﺣﺪ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ أن ﻳﺤﺪّﺙﻨﻲ ﻋﻨﻪ ﺣﻘﺎً؟ ﺖ ﻟﻚ ﻣﺘﻌﺠﺒًﺎ: ﻗﻠ ُ أﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙﻚ ﻋﻨﻪ ﻋﻤّﻚ ﻣﺜﻼً؟ﺖ: ﻗﻠ ِ ﻋﻤّﻲ ﻻ وﻗﺖ ﻟﻪ ﻟﻬﺬا ..وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺪث أن ﻳﺬآﺮﻩ أﻣﺎﻣﻲ ،ﻳ ﺄﺕﻲ آﻼﻣ ﻪ وآﺄﻥ ﻪ أﻗ ﺮب ﻟﺨﻄﺒ ﺔ ﺕﺄﺑﻴﻨﻴ ﺔ ﻳﺘﻮﺝ ﻪ ﺑﻬ ﺎﻞ ﺷﻲ.. ﻲ ﻟﻴﺤﺪﺙﻨﻲ ﻋﻦ رﺝﻞ هﻮ أﺑﻲ ﻗﺒﻞ آ ّ ﻟﻐﺮﺑﺎء ﻳﺴﺘﻌﺮض أﻣﺎﻣﻬﻢ ﻣﺂﺙﺮ أﺧﻴﻪ ،وﻻ ﻳﺘﻮﺝﻪ ﻓﻴﻬﺎ إﻟ ّ ﻞ اﻟﺬي أرﻳ ﺪ أن أﻋﺮﻓ ﻪ ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ ،ﻟ ﻴﺲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺠﻤ ﻞ اﻟﺠ ﺎهﺰة ﻟﺘﻤﺠﻴ ﺪ اﻷﺑﻄ ﺎل واﻟﺸ ﻬﺪاء ،واﻟﺘ ﻲ ﺕﻘ ﺎل ﻓ ﻲ آ ّ ﻞ اﻟﺸﻬﺪاء ،ﻓﺄﺹﺒﺤﻮا ﺝﻤﻴﻌًﺎ ﻥﺴﺨﺔ ﻃﺒﻖ اﻷﺹﻞ. ن اﻟﻤﻮت ﺱﻮّى ﻓﺠﺄة ﺑﻴﻦ آ ّ ﻣﻨﺎﺱﺒﺔ ﻋﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ؛ وآﺄ ﱠ ﻳﻬﻤﻨﻲ أن أﻋﺮف ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﻦ أﻓﻜﺎرﻩ ..ﺑﻌﺾ ﺕﻔﺎﺹ ﻴﻞ ﺣﻴﺎﺕ ﻪ ..أﺧﻄ ﺎءﻩ وﺣﺴ ﻨﺎﺕﻪ ..ﻃﻤﻮﺣﺎﺕ ﻪ اﻟﺴ ﺮﻳﺔ ..هﺰاﺉﻤ ﻪ اﻟﺴﺮﻳﺔ .ﻻ أرﻳﺪ أن أآ ﻮن اﺑﻨ ﺔ ﻷﺱ ﻄﻮرة ،اﻷﺱ ﺎﻃﻴﺮ ﺑﺪﻋ ﺔ ﻳﻮﻥﺎﻥﻴ ﺔ .أرﻳ ﺪ أن أآ ﻮن اﺑﻨ ﺔ ﻟﺮﺝ ﻞ ﻋ ﺎدي ﺑﻘﻮّﺕ ﻪ ﻞ رﺝﻞ ﺧﻴﺒﺔ ﻣﺎ وهﺰﻳﻤﺔ ﻣﺎ ،رﺑﻤﺎ آﺎﻥﺖ ﺱﺒﺒًﺎ ﻓﻲ اﻥﺘﺼﺎر ﺁﺧﺮ. وﺑﻀﻌﻔﻪ ،ﺑﺎﻥﺘﺼﺎراﺕﻪ وﺑﻬﺰاﺉﻤﻪ .ﻓﻔﻲ ﺣﻴﺎة آ ّ ﺣّ ﻞ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺼﻤﺖ ﺑﻴﻨﻨﺎ.. آﻨﺖ أﺕﺄﻣﻠﻚ وأﻏﻮص ﻓﻲ أﻋﻤﺎق ﻥﻔﺴﻲ .رﺣﺖ أﺑﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺤ ّﺪ اﻟﻔﺎﺹﻞ ﺑﻴﻦ هﺰاﺉﻤﻲ واﻥﺘﺼ ﺎراﺕﻲ .ﻟ ﻢ أآ ﻦ ﻓ ﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻠﺤﻈ ﺔ ﻥﺒ ّﻴ ﺎً ،وﻻ آﻨ ﺖ أﻥ ﺖ ﺁﻟﻬ ﺔ إﻏﺮﻳﻘﻴ ﺔ ..آ ّﻨ ﺎ ﻓﻘ ﻂ ﺕﻤﺜ ﺎﻟﻴﻦ أﺙ ﺮﻳﻴﻦ ﻗ ﺪﻳﻤﻴﻦ ﻣﺤﻄ َﻤ ﻲ اﻷﻃ ﺮاف ،ﻳﺤ ﺎوﻻن ﺕ ﺮﻣﻴﻢ أﺝﺰاﺉﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎت .ﻓﺮﺣﺖ أﺱﺘﻤﻊ إﻟﻴﻚ وأﻥﺖ ﺕﺮﻣﱢﻤﻴﻦ ﻣﺎ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻗﻚ ﻣﻦ دﻣﺎر. ﻗﻠ ِ ﺖ: ﻳﺤﺪث أن أﺷﻌﺮ أﻥﻨﻲ اﺑﻨﺔ ﻟﺮﻗﻢ ﻓﻘ ﻂ ،رﻗ ﻢ ﺑ ﻴﻦ ﻣﻠﻴ ﻮن وﻥﺼ ﻒ ﻣﻠﻴ ﻮن رﻗ ﻢ ﺁﺧ ﺮ .رﺑﻤ ﺎ آ ﺎن ﺑﻌﻀ ﻬﺎ أآﺒ ﺮ أوﻂ ﺁﺧﺮ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺝﻤﻴﻌًﺎ أرﻗﺎم ﻟﻤﺄﺱﺎة ﻣﺎ. أﺹﻐﺮ ،رﺑﻤﺎ آﺘﺐ اﺱﻢ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺨﻂ أآﺒﺮ أو أﺹﻐﺮ ﻣﻦ ﺧ ّ ﺖ: وأﺽﻔ ِ أن ﻳﻜﻮن أﺑﻲ أورﺙﻨﻲ اﺱﻤًﺎ آﺒﻴﺮاً ،هﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺷﻴﺌًﺎ .ﻟﻘﺪ أورﺙﻨﻲ ﻣﺄﺱﺎة ﻓﻲ ﺙﻘﻞ اﺱ ﻤﻪ ،وأورث أﺧ ﻲ اﻟﺨ ﻮفاﻟﺪاﺉﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻘﻮط ،واﻟﻌﻴﺶ ﻣﺴﻜﻮﻥًﺎ ﺑﻬﺎﺝﺲ اﻟﻔﺸﻞ ،وه ﻮ اﻻﺑ ﻦ اﻟﻮﺣﻴ ﺪ ﻟﻠﻄ ﺎهﺮ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤ ﻮﻟﻰ اﻟ ﺬي ﻟ ﻴﺲ ﻣ ﻦ ﺣﻘﻪ أن ﻳﻔﺸﻞ ﻓﻲ اﻟﺪراﺱﺔ وﻻ ﻓﻲ اﻟﺤﻴ ﺎة ،ﻷﻥ ﻪ ﻟ ﻴﺲ ﻣ ﻦ ﺣ ﻖ اﻟﺮﻣ ﻮز أن ﺕ ﺘﺤﻄﻢ .واﻟﻨﺘﻴﺠ ﺔ ،أﻥ ﻪ ﺕﺨﻠ ﻰ ﻋ ﻦ ٥٤
ﻞ آﻨﺖ أﺕﺴﺎءل آﻞ ﻣﺮة وأﻥﺎ أودﻋﻚ ﻣﺮددًا ﺕﻠﻘﺎﺉﻴﺎً» ،إﻟﻰ اﻟﻐﺪ« :ﺕﺮاﻥﺎ ﻥﺮﺕﻜﺐ أآﺒﺮ اﻟﺤﻤﺎﻗﺎت وﻳﺰداد ﺕﻌﻠﻘﻨﺎ ﺑﺒﻌﺾ آ ّ ﻳﻮم .ورﺑﻤﺎ ﻷﻥﻨﻲ آﻨﺖ أآﺒﺮك ﺱ ّﻨﺎً ،آﻨﺖ أﺷﻌﺮ أﻥﻨﻲ ﺕﺤﻤﻞ وﺣﺪي ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ذﻟﻚ اﻟﻮﺽ ﻊ اﻟﻌ ﺎﻃﻔﻲ اﻟﺸ ﺎذ واﻥﺤ ﺪارﻥﺎ اﻟﺴﺮﻳﻊ واﻟﻤﻔﺠﻊ ﻥﺤﻮ اﻟﺤﺐ. ﺐ ﻓ ﻲ اﻟﺨﻤﺴ ﻴﻦ ،ﺑﺠﻨ ﻮن وﻟﻜﻦ ﻋﺒﺜًﺎ آﻨﺖ أﺣﺎول اﻟﻮﻗﻮف ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ذﻟ ﻚ اﻟﺸ ﻼل اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﺠﺮﻓﻨ ﻲ إﻟﻴ ﻚ ﺑﻘ ﻮة ﺣ ّ ﺐ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم. ﺐ ﻓﻲ اﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ،ﺑﺸﻬﻴﺔ رﺝﻞ ﻟﻢ ﻳﻌﺮف اﻟﺤ ّ ﺣ ّ آﺎن ﺣﺒﻚ ﻳﺠﺮﻓﻨﻲ ﺑﺸﺒﺎﺑﻪ وﻋﻨﻔﻮاﻥﻪ ،وﻳﻨﺤﺪر ﺑﻲ إﻟﻰ أﺑﻌﺪ ﻥﻘﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﻼﻣﻨﻄﻖ ..ﺕﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻳﻜ ﺎد ﻳﻼﻣ ﺲ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﻌﺸ ﻖ، ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﻤﻄﺎف ،اﻟﺠﻨﻮن أو اﻟﻤﻮت.. وآﻨﺖ أﺷﻌﺮ وأﻥﺎ أﻥﺤﺪر ﻣﻌﻚ إﻟﻰ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺘﺎهﺎت اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ داﺧﻠﻲ ،إﻟﻰ ﺕﻠﻚ اﻟﺪهﺎﻟﻴﺰ اﻟﺴﺮﻳﺔ ﻟﻠﺤﺐ واﻟﺸﻬﻮة ،وإﻟﻰ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ اﻟﺒﻌﻴﺪة اﻷﻏﻮار اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺕﻄﺄهﺎ اﻣﺮأة ﻗﺒﻠﻚ ،أﻥﻨﻲ أﻥﺰل أﻳﻀًﺎ ﺱﻠّﻢ اﻟﻘﻴﻢ ﺕﺪرﻳﺠﻴﺎً ،وأﻥﻨﻲ أﺕﻨ ﱠﻜ ﺮ دون أن أدري ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺘﻲ ﺁﻣﻨﺖ ﺑﻬﺎ ﺑﺘﻄﺮّف ،ورﻓﻀﺖ ﻋﻤﺮًا ﺑﺄآﻤﻠﻪ أن أﺱﺎوم ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻟﻘ ﺪ آﺎﻥ ﺖ اﻟﻘ ﻴﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺒﺔ ﻟ ﻲ ﺷ ﻴًﺎ ﻻ ﻳﺘﺠ ﺰأ ،وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ هﻨ ﺎك ﻓ ﻲ ﻗﺎﻣﻮﺱ ﻲ ﻣ ﻦ ﻓ ﺮق ﺑ ﻴﻦ اﻷﺧ ﻼق اﻟﺴﻴﺎﺱ ﻴﺔ ،وﺑﻘﻴ ﺔ اﻷﺧﻼق ..وآﻨﺖ أﻋﻲ أﻥﻨﻲ ،ﻣﻌﻚ ،ﺑﺪأت أﺕﻨﻜﱠﺮ ﻟﻮاﺣﺪة ﻷﻗﻨﻌﻚ ﺑﺄﺧﺮى. ﺕﺴﺎءﻟﺖ آﺜﻴﺮًا ﺁﻥﺬاك.. ﺕﺮاﻥﻲ آﻨﺖ أﺧﻮن اﻟﻤﺎﺽﻲ ،وأﻥﺎ أﻥﻔﺮد ﺑﻚ ﻓﻲ ﺝﻠﺴﺔ ﺷﺒﻪ ﺑﺮﻳﺌﺔ ،ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ ﺕﺆﺙﺜﻬﺎ اﻟﻠﻮﺣﺎت واﻟﺬاآﺮة؟ ﻦ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﻦ رﺝﺎل ،وأآﺜﺮهﻢ ﻥﺨﻮة وﻣﺮوءة ،وأآﺜﺮهﻢ ﺷﺠﺎﻋﺔ ووﻓﺎءً؟ ﺕﺮاﻥﻲ أﺧﻮن أﻋ ّﺰ َﻣ ْ ﺕﺮاﻥﻲ ﺱﺄﺧﻮن ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ ﻗﺎﺉﺪي ورﻓﻴﻘﻲ وﺹﺪﻳﻖ ﻋﻤﺮ ﺑﺄآﻤﻠﻪ .ﻓﺄدﻥّﺲ ذآﺮاﻩ وأﺱﺮق ﻣﻨﻪ زه ﺮة ﻋﻤ ﺮﻩ اﻟﻮﺣﻴ ﺪة.. ووﺹﻴّﺘﻪ اﻷﺧﻴﺮة؟ ﻞ ذﻟﻚ ﺑﺎﺱﻢ اﻟﻤﺎﺽﻲ ،وأﻥﺎ أﺣﺪﱢﺙﻚ ﻋﻦ اﻟﻤﺎﺽﻲ! أﻳﻤﻜﻦ أن أﻓﻌﻞ آ ّ ﻼ ﻋﻨﻪ؟. وﻟﻜﻦ ..أآﻨﺖ ﺣ ّﻘًﺎ أﺱﺮق ﻣﻨﻚ ﺷﻴﺌﺎً ،ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﺠﻠﺴﺎت اﻟﺘﻲ آﻨﺖ أﺣﺪﱢﺙﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﻃﻮﻳ ً ﻻ ..ﻟﻢ ﻳﺤﺪث هﺬا أﺑﺪاً ،آﺎﻥﺖ هﻴﺒ ﺔ اﺱ ﻤﻪ ﺣﺎﺽ ﺮة ﻓ ﻲ ذهﻨ ﻲ داﺉﻤ ًﺎ .آﺎﻥ ﺖ ﺕﺮﺑﻄﻨ ﻲ ﺑ ﻚ وﺕﻔﺼ ﻠﻨﻲ ﻋﻨ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﻮﻗ ﺖ ﻥﻔﺴﻪ .آﺎﻥﺖ ﺝﺴﺮًا وﺣﺎﺝﺰًا ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻥﻔﺴﻪ.. وآﺎﻥﺖ ﻣﺘﻌﺘ ﻲ اﻟﻮﺣﻴ ﺪة وﻗﺘﻬ ﺎ ،أن أودﻋ ﻚ ﻣﻔ ﺎﺕﻴﺢ ذاآﺮﺕ ﻲ .أن أﻓ ﺘﺢ ﻟ ﻚ دﻓ ﺎﺕﺮ اﻟﻤﺎﺽ ﻲ اﻟﻤﺼ ﻔﺮّة ،ﻷﻗﺮأه ﺎ أﻣﺎﻣ ﻚ ﺹﻔﺤﺔ ..ﺹﻔﺤﺔ .وآﺄﻥﻨﻲ أآﺘﺸﻔﻬﺎ ﻣﻌﻚ وأﻥﺎ أﺱﺘﻤﻊ ﻟﻨﻔﺴﻲ ،أﻗﺼﻬﺎ ﻷول ﻣﺮة. ﺖ أﻥﺖ اﻟﺤﺎﺽﺮ اﻟﺬي ﻻ ذاآ ﺮة آﻨﺎ ﻥﻜﺘﺸﻒ ﺑﺼﻤﺖ أﻥﻨﺎ ﻥﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺨﻴﻔﺔ .آﻨﺖ أﻥﺎ اﻟﻤﺎﺽﻲ اﻟﺬي ﺕﺠﻬﻠﻴﻨﻪ ،وآﻨ ِ ﻟﻪ ،واﻟﺬي أﺣﺎول أن أودﻋﻪ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺣﻤّﻠﺘﻨﻲ اﻟﺴﻨﻮات ﻣﻦ ﺙﻘﻞ. ﻼ آﺒﺤﺮ. ﺖ ﻓﺎرﻏﺔ آﺈﺱﻔﻨﺠﺔ ،وآﻨﺖ أﻥﺎ ﻋﻤﻴﻘًﺎ وﻣﺜﻘ ً آﻨ ِ ﻞ ﻳﻮ ٍم أآﺜﺮ.. رﺣﺖ ﺕﻤﺘﻠﺌﻴﻦ ﺑﻲ آ ّ آﻨﺖ أﺝﻬﻞ ﺱﺎﻋﺘﻬﺎ أﻥﻨﻲ آﻨ ﺖ آﻠﻤ ﺎ ﻓﺮﻏ ﺖ اﻣ ﺘﻸت ﺑ ﻚ أﻳﻀ ﺎً ،وأﻥﻨ ﻲ آﻠﻤ ﺎ وهﺒﺘ ﻚ ﺷ ﻴًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺎﺽ ﻲ ،ﺣﻮّﻟﺘ ﻚ إﻟ ﻰ ﻥﺴﺨﺔ ﻣﻨّﻲ .وإذا ﺑﻨﺎ ﻥﺤﻤﻞ ذاآ ﺮة ﻣﺸ ﺘﺮآﺔ ،ﻃﺮﻗ ًﺎ وأزﻗ ﺔ ﻣﺸ ﺘﺮآﺔ ،وأﻓﺮاﺣ ًﺎ وأﺣﺰاﻥ ًﺎ ﻣﺸ ﺘﺮآﺔ آ ﺬﻟﻚ .ﻓﻘ ﺪ آ ﱠﻨ ﺎ ﻣﻌ ًﺎ ﻞ ﺑﺠﺮﺣﻪ. ﻣﻌﻄﻮﺑﻲ ﺣﺮب ،وﺽﻌﺘﻨﺎ اﻷﻗﺪار ﻓﻲ رﺣﺎهﺎ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺕﺮﺣﻢ ،ﻓﺨﺮﺝﻨﺎ آ ﱡ ٥٣
وﺕﺸﻬﺪ ﺝﺜﺚ اﻟﺴﻮاح اﻟﺘﻲ ﺕﺤﻮﻟﺖ إﻟﻰ ﺕﺮاب أﺱﻮد أﻥﻪ ﻻ أﺝﻤﻞ ﻣﻦ ﺑﺮآﺎن ﻳﺘﺜﺎءب ،وﻳﻘﺬف ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﺝﻮﻓ ﻪ ﻣ ﻦ ﻥﻴ ﺮان وأﺣﺠﺎر ،وﻳﺒﺘﻠﻊ اﻟﻤﺴﺎﺣﺎت اﻟﺸﺎﺱﻌﺔ ﻓﻲ ﺑﻀﻊ ﻟﺤﻈﺎت. ن اﻟﻤﺘﻔﺮج ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺼ ﺎب داﺉﻤ ًﺎ ﺑﺠﺎذﺑﻴ ﺔ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴ ﻴﺔ ﻣ ﺎ ..ﺑﺸ ﻲء ﺷ ﺒﻴﻪ ﺑﺸ ﻬﻮة اﻟﻠﻬ ﺐ ،ﻳﺸ ﺪّﻩ ﻟﺘﻠ ﻚ اﻟﺴ ﻴﻮل اﻟﻨﺎرﻳ ﺔ، وأ ّ ﻞ ﻣ ﺎ ﻗ ﺮأﻩ ﻋ ﻦ ﻗﻴ ﺎم اﻟﺴ ﺎﻋﺔ ،وﻳﻨﺴ ﻰ ﺑﺤﻤﺎﻗ ﺔ ﻋﺎﺷ ﻖ ،أﻥ ﻪ ﻳﺸ ﻬﺪ ﻓﻴﻈﻞ ﻣﻨﺒﻬﺮًا أﻣﺎﻣﻬﺎ .ﻳﺤﺎول أن ﻳﺘﺬآّﺮ ﻓﻲ ذهﻮل آ ّ ﺱﺎﻋﺘﻬﺎ ..ﻗﻴﺎم ﺱﺎﻋﺘﻪ! ﻳﺸ ﻬﺪ اﻟ ﺪﻣﺎر ﺣ ﻮﻟﻲ اﻟﻴ ﻮم ،أﻥﻨ ﻲ أﺣﺒﺒﺘ ﻚ ﺣﺘ ﻰ اﻟﻬ ﻼك؛ وأﺷ ﺘﻬﻴﻚ ..ﺣﺘ ﻰ اﻻﺣﺘ ﺮاق اﻷﺧﻴ ﺮ .وﺹ ﺪﱠﻗﺖ ﺝ ﺎك ﺑﺮﻳ ﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎل» :هﻨﺎك أراض ﻣﺤﺮوﻗﺔ ﺕﻤﻨﺤﻚ ﻣﻦ اﻟﻘﻤ ﺢ ﻣ ﺎ ﻻ ﻳﻤﻨﺤ ﻚ ﻥﻴﺴ ﺎن ﻓ ﻲ أوج ﻋﻄﺎﺉ ﻪ« .وراهﻨ ﺖ ﻋﻠ ﻰ رﺑﻴ ﻊ هﺬا اﻟﻌﻤﺮ اﻟﻘﺎﺣﻞ .وﻥﻴﺴﺎن هﺬﻩ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻌﺠﺎف. ﻞ ﻣ ﻦ أﺣﺒ ﻮك ﻞ ﺷ ﻲء ..أﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﺝﻨﻮﻥ ًﺎ أن أزاﻳ ﺪ ﻋﻠ ﻰ ﺝﻨ ﻮن اﻟﺴ ﻮاح واﻟﻌﺸ ﺎق ،وآ ّ ﻳﺎ ﺑﺮآﺎﻥًﺎ ﺝ ﺮف ﻣ ﻦ ﺣ ﻮﻟﻲ آ ّ ﻗﺒﻠﻲ ..ﻓﺄﻥﻘﻞ ﺑﻴﺘﻲ ﻋﻨﺪ ﺱﻔﺤﻚ ،وأﺽﻊ ذاآﺮﺕﻲ ﻋﻨﺪ أﻗﺪام ﺑﺮاآﻴﻨﻚ ،وأﺝﻠﺲ ﺑﻌﺪهﺎ وﺱﻂ اﻟﺤﺮاﺉﻖ ..ﻷرﺱﻤﻚ. أﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺝﻨﻮﻥًﺎ ..أن أرﻓﺾ اﻻﺱ ﺘﻌﺎﻥﺔ ﺑﻨﺸ ﺮات اﻷرﺹ ﺎد اﻟﺠﻮﻳ ﺔ ،واﻟﻜ ﻮارث اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ﺔ ،وأﻗﻨ ﻊ ﻥﻔﺴ ﻲ أﻥﻨ ﻲ أﻋ ﺮف ن ﻣﺎ أﻋﺮﻓﻪ ﻋﻨ ﻚ ﻻ ﻋﻼﻗ ﺔ ﻟ ﻪ ﺑ ﺎﻟﻤﻨﻄﻖ ﻋﻨﻚ أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﺮﻓﻮن .ﻥﺴﻴﺖ وﻗﺘﻬﺎ أن اﻟﻤﻨﻄﻖ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﺒﺪأ اﻟﺤﺐّ ،وأ ّ وﻻ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ. اﻟﺘﻘﺖ اﻟﺠﺒﺎل إذن ..واﻟﺘﻘﻴﻨﺎ. رﺑﻊ ﻗﺮن ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﻔﺎرﻏﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺕﻤﺘﻠﺊ ﺑﻚ. رﺑﻊ ﻗﺮن ﻣﻦ اﻷﻳﺎم اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻬﺔ اﻟﺘﻲ أﻥﻔﻘﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻥﺘﻈﺎرك. رﺑﻊ ﻗﺮن ﻋﻠﻰ أوﱠل ﻟﻘﺎء ﺑﻴﻦ رﺝﻞ آﺎن أﻥﺎ ،وﻃﻔﻠﺔ ﺕﻠﻌﺐ ﻋﻠﻰ رآﺒﺘﻲ آﺎﻥﺖ أﻥﺖ. رﺑﻊ ﻗﺮن ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻠﺔ وﺽﻌﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺪك اﻟﻄﻔﻮﻟﻲ ،ﻥﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ واﻟﺪ ﻟﻢ ﻳﺮك. أﻥﺎ اﻟﺮﺝﻞ اﻟﻤﻌﻄﻮب اﻟﺬي ﺕﺮك ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎرك اﻟﻤﻨﺴﻴّﺔ ذراﻋﻪ ،وﻓﻲ اﻟﻤﺠﻦ اﻟﻤﻐﻠﻘﺔ ﻗﻠﺒﻪ.. ﻟﻢ أآﻦ أﺕﻮﻗﻊ أن ﺕﻜﻮﻥﻲ اﻟﻤﻌﺮآﺔ اﻟﺘﻲ ﺱﺄﺕﺮك ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺝﺜّﺘ ﻲ ،واﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺱ ﺄﻥﻔﻖ ﻓﻴﻬ ﺎ ذاآﺮﺕ ﻲ ..واﻟﻠﻮﺣ ﺔ اﻟﺒﻴﻀ ﺎء ﻞ اﻷﺽﺪاد. اﻟﺘﻲ ﺱﺘﺴﺘﻘﻴﻞ أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻓﺮﺷﺎﺕﻲ ،ﻟﺘﺒﻘﻰ ﻋﺬراء ..وﺝﺒّﺎرة ﻣﺜﻠﻚ .ﺕﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻟﻮﻥﻬﺎ آ ّ ﻞ هﺬا؟ ﻟﻢ أﻋﺪ أدري. آﻴﻒ ﺣﺪث آ ّ آﺎن اﻟﺰﻣﻦ ﻳﺮآﺾ ﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﻋﺪ إﻟﻰ ﺁﺧﺮ ،واﻟﺤ ّ ﺐ ﻳﻨﻘﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺷﻬﻘﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى ،وآﻨﺖ أﺱﺘﺴﻠﻢ ﻟﺤﺒﻚ دون ﺝﺪل. آﺎن ﺣﺒﻚ ﻗﺪري ..ورﺑﻤﺎ آﺎن ﺣﺘﻔﻲ ،ﻓﻬﻞ ﻣﻦ ﻗﻮة ﺕﻘﻒ ﻓﻲ وﺝﻪ اﻟﻘﺪر؟ آ ﺎن ﻟﻘﺎؤﻥ ﺎ ﻳﺘﻜ ﺮر آ ﻞ ﻳ ﻮم ﺕﻘﺮﻳﺒ ﺎً ،آ ّﻨ ﺎ ﻥﻠﺘﻘ ﻲ ﻓ ﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻘﺎﻋ ﺔ ﻥﻔﺴ ﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺱ ﺎﻋﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻨﻬ ﺎر ،ﻓﻘ ﺪ ﺷ ﺎءت اﻟﻤﺼﺎدﻓﺎت أن ﻳﺼﺎدف ﻣﻌﺮﺽﻲ ﻋﻄﻠﺔ اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻤﺪرﺱﻴﺔ .وآﻨﺖ ﺕﻤﻠﻜﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﺰﻳﺎرﺕﻲ آ ّ ﻞ ﻳ ﻮم .ﻓﻠ ﻢ ي دوام ﺝﺎﻣﻌﻲ. ﻳﻜﻦ ﻟﻚ أ ّ آﺎن ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻘﻂ أن ﺕﺘﺤﺎﻳﻠﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺸ ﻲء ،ورﺑﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﺑﻨ ﺔ ﻋﻤ ﻚ أآﺜ ﺮ ،ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﺕﺮاﻓﻘ ﻚ ﻟﺴ ﺒﺐ أو ﻵﺧﺮ.
٥٢
ﺖ ﻣﺘﻌﺠﺒﺔ: ﻗﻠ ِ أﺕﺘﻘﻦ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ؟ﺖ: ﻗﻠ ُ ﻃﺒﻌًﺎ ..ﺱﺘﺮﻳﻦ ذﻟﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ.ﺖ: ﻗﻠ ِ ﺱﺄﺣﻀﺮﻩ إذن..ﺖ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻻ ﺕﺨﻠﻮ ﻣﻦ آﻴ ٍﺪ ﻥﺴﺎﺉﻲ ﻣﺤﺒّﺐ: ﺙﻢ أﺽﻔ ِ ﻣﺎدﻣﺖ ﺕﺼ ّﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ ..ﻟﻦ أﺣﺮﻣﻚ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﺘﻌﺔ!واﻥﻐﻠﻖ اﻟﺒﺎب ﺧﻠﻒ اﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻚ ﺕﻠﻚ ،دون أن أﻓﻬﻢ ﻣﺎ آﻨﺖ ﺕﻌﻨﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ. ذهﺒﺖ ﺑﺎﻟﻐﻤﻮض اﻟﻀﺒﺎﺑﻲ اﻟﺬي ﺝﺌﺖ ﺑﻪ ..ﻥﻔﺴﻪ .وﺑﻘﻴ ﺖ ﻋﻨ ﺪ ﻋﺘﺒ ﺔ ذﻟ ﻚ اﻟﺒ ﺎب اﻟﺰﺝ ﺎﺝﻲ ،أﺕﺄﻣﻠ ﻚ ﺕﻨ ﺪﻣﺠﻴﻦ ﺑﺨﻄ ﻰ اﻟﻤﺎرة وﺕﺨﺘﻔﻴﻦ ﻣﺮة أﺧﺮى آﻨﺠ ٍﻢ هﺎرب ..و أﻥﺎ أﺕﺴﺎل ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺬهﻮل ..ﺕﺮاﻥﺎ اﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﺣﻘﺎً؟! *** اﻟﺘﻘﻴﻨﺎ إذن.. اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮا »اﻟﺠﺒﺎل وﺣﺪهﺎ ﻻ ﺕﻠﺘﻘﻲ« ..أﺧﻄﺄوا. واﻟﺬﻳﻦ ﺑﻨﻮا ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺝﺴﻮراً ،ﻟﺘﺘﺼﺎﻓﺢ دون أن ﺕﻨﺤﻨﻲ أو ﺕﺘﻨﺎزل ﻋﻦ ﺷﻤﻮﺧﻬﺎ ..ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻮن ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﻲ ﻗﻮاﻥﻴﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ. اﻟﺠﺒﺎل ﻻ ﺕﻠﺘﻘﻲ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺰﻻزل و اﻟﻬﺰات اﻷرﺽﻴﺔ اﻟﻜﺒ ﺮى ،وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻻ ﺕﺘﺼ ﺎﻓﺢ ،وإﻥﻤ ﺎ ﺕﺘﺤ ﻮل إﻟ ﻰ ﺕ ﺮاب واﺣ ﺪ. اﻟﺘﻘﻴﻨﺎ إذن.. وﺣﺪﺙﺖ اﻟﻬﺰة اﻷرﺽﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺕﻚ ﻣﺘﻮﻗّﻌﺔ ،ﻓﻘﺪ آﺎن أﺣﺪﻥﺎ ﺑﺮآﺎﻥﺎً ،وآﻨﺖ أﻥﺎ اﻟﻀﺤﻴﺔ. ﻞ ﺷﻲء ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ،وأﺣﺮق ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﺕﻤﺴﱠﻜﺖ ﺑﻪ. ﻼ ﺑﺮآﺎﻥﻴًﺎ ﺝﺮف آ ّ ﻳﺎ اﻣﺮأة ﺕﺤﺘﺮف اﻟﺤﺮاﺉﻖ .وﻳﺎ ﺝﺒ ً ﻲ ﻋﺎﺷﻘﺔ ﻏﺠﺮﻳﺔ. ﻣﻦ أﻳﻦ أﺕﻴﺖ ﺑﻜﻞ ﺕﻠﻚ اﻷﻣﻮاج اﻟﻤﺤﺮﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر؟ وآﻴﻒ ﻟﻢ أﺣﺬر ﺕﺮﺑﺘﻚ اﻟﻤﺤﻤﻮﻣﺔ ،آﺸﻔﺘ ْ آﻴﻒ ﻟﻢ أﺣﺬر ﺑﺴﺎﻃﺘﻚ وﺕﻮاﺽﻌﻚ اﻟﻜﺎذب ،وأﺕﺬآّﺮ درﺱًﺎ ﻗﺪﻳﻤًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴ ﺔ» :اﻟﺠﺒ ﺎل اﻟﺒﺮآﺎﻥﻴ ﺔ ﻻ ﻗﻤ ﻢ ﻟﻬ ﺎ؛ إﻥﻬ ﺎ ﻞ هﺬا؟ ﺝﺒﺎل ﻓﻲ ﺕﻮاﺽﻊ هﻀﺒﺔ «..ﻓﻬﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻬﻀﺎب أن ﺕﻔﻌﻞ آ ّ ﻞ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺕﺤﺬّرﻥﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻨﻬﺮ اﻟﻤﺴﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﻳﺨﺪﻋﻨﺎ هﺪوؤﻩ ﻓﻨﻌﺒﺮﻩ ،وإذا ﺑﻪ ﻳﺒﺘﻠﻌﻨﺎ .وذﻟﻚ اﻟﻌ ﻮد اﻟﺼ ﻐﻴﺮ آّ اﻟﺬي ﻻ ﻥﺤﺘﺎط ﻟﻪ ..وإذا ﺑﻪ ﻳﻌﻤﻴﻨﺎ. ﻞ ﺕﺤ ﺬﻳﺮاﺕﻬﺎ ﻟ ﻦ ﺕﻤﻨﻌﻨ ﺎ ﻣ ﻦ ارﺕﻜ ﺎب أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻳﻘ ﻮل ﻟﻨ ﺎ ﺑ ﺄآﺜﺮ ﻣ ﻦ ﻟﻬﺠ ﺔ »ﻳﺆﺧ ﺬ اﻟﺤ ﺬر ﻣ ﻦ ﻣﺄﻣﻨ ﻪ« .وﻟﻜ ﻦ آ ّ اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﺎﻗﺎت ،ﻓﻼ ﻣﻨﻄﻖ ﻟﻠﻌﺸﻖ ﺧﺎرج اﻟﺤﻤﺎﻗﺎت واﻟﺠﻨﻮن .وآﻠﻤﺎ ازددﻥﺎ ﻋﺸﻘًﺎ آﺒﺮت ﺣﻤﺎﻗﺎﺕﻨﺎ. أﻟﻢ ﻳﻘﻞ )ﺑﺮﻥﺎرد ﺷﻮ( »ﺕﻌﺮف أﻥﻚ ﻋﺎﺷﻖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﺒﺪأ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺮف ﺽﺪ ﻣﺼﻠﺤﺘﻚ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ!« وآﺎﻥ ﺖ ﺣﻤﺎﻗ ﺎﺕﻲ اﻷوﻟ ﻰ ،أﻥﻨ ﻲ ﺕﺼ ﺮﻓﺖ ﻣﻌ ﻚ ﻣﺜ ﻞ ﺱ ﺎﺉﺢ ﻳ ﺰور ﺹ ﻘﻠّﻴﺔ ﻷول ﻣ ﺮة ،ﻓﻴ ﺮآﺾ ﻥﺤ ﻮ ﺑﺮآ ﺎن )إﺕﻨ ﺎ(، وﻳﺼﻠﱢﻲ ﻟﻴﺴﺘﻴﻘﻆ اﻟﺒﺮآﺎن اﻟﻨﺎﺉﻢ ﺑﻌ ﻴﻦ واﺣ ﺪة ﻣ ﻦ ﻥﻮﻣ ﻪ ،وﻳﻐ ﺮق اﻟﺠﺰﻳ ﺮة ﻥ ﺎراً ،ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺮأى ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻮاح اﻟﻤﺤﻤﻠ ﻴﻦ ﺑﺎﻵﻻت اﻟﻔﻮﺕﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ..واﻟﺪهﺸﺔ. ٥١
ﻼ: ﻞ ﻣﺎ أﻟﻬﻤﺘﻚ إ ّﻳ ﺎﻩ؟« ﻓﻘﻠ ﺖ ﻣﺠ ﺎﻣ ً ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﻌﺘﺎب وآﺄﻥﻬﺎ ﺕﺮى ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ إهﺎﻥﺔ ﻷﻥﻮﺙﺘﻬﺎ» :أهﺬا آ ّ »ﻻ ،ﻟﻘﺪ أﻟﻬﻤﺘﻨﻲ آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﺪهﺸﺔ ،وﻟﻜﻨﻲ أﻥﺎ أﻥﺘﻤ ﻲ ﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ ﻟ ﻢ ﻳ ﺪﺧﻞ اﻟﻜﻬﺮﺑ ﺎء ﺑﻌ ﺪ إﻟ ﻰ ده ﺎﻟﻴﺰ ﻥﻔﺴ ﻪ .أﻥ ﺖ أوﱠل اﻣﺮأة أﺷﺎهﺪهﺎ ﻋﺎرﻳﺔ هﻜﺬا ﺕﺤﺖ اﻟﻀﻮء ،رﻏﻢ أﻥﻨﻲ رﺝ ﻞ ﻳﺤﺘ ﺮف اﻟﺮﺱ ﻢ ..ﻓﺎﻋ ﺬرﻳﻨﻲ .إن ﻓﺮﺷ ﺎﺕﻲ ﺕﺸ ﺒﻬﻨﻲ ،إﻥﻬ ﺎ ﺕﻜﺮﻩ أﻳﻀًﺎ أن ﺕﺘﻘﺎﺱﻢ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ اﻣﺮأة ﻋﺎرﻳﺔ ..ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺝﻠﺴﺔ رﺱﻢ!«. ﻼ ﺁﺧﺮ ﻟﻢ ﺕﺤﺪﺙﻚ ﻋﻨ ﻪ ﺝ ﺪّﺕﻚ .آ ﺎن ﻓ ﻲ ﻋﻴﻨﻴ ﻚ ﻓﺠ ﺄة ﺷ ﻲ ﻲ ﻓﺠﺄة رﺝ ً ﻲ ﻣﺪهﻮﺷﺔ ،وآﺄﻥﻚ ﺕﻜﺘﺸﻔﻴﻦ ﻓ ّ ﺖ ﺕﺴﺘﻤﻌﻴﻦ إﻟ ّ آﻨ ِ ﺝﺪﻳﺪ ،ﻥﻈﺮة ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻣﺎ ،ﺷﻲء ﻣﻦ اﻹﻏﺮاء اﻟﻤﺘﻌﻤّﺪ ،رﺑﻤﺎ ﺱﺒﺒﻪ ﻏﻴﺮة ﻥﺴﺎﺉﻴﺔ ﻣﻦ اﻣﺮأة ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ،ﺱﺮﻗﺖ ﻓﻲ ﻳﻮم ﻣ ﺎ اهﺘﻤﺎم رﺝﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻣﻬﻤًﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻚ. ﺖ أﺕﻠﺬّذ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﻌﺠﻴﺐ اﻟ ﺬي ﻟ ﻢ أﺕﻌﻤ ﺪﻩ .آﻨ ﺖ ﺱ ﻌﻴﺪًا أن ﺕﺜﻴ ﺮ ﻓﻴ ﻚ اﻟﻐﻴ ﺮة ه ﺬا اﻟﺼ ﻤﺖ اﻟﻤﻔ ﺎﺝﺊ ،وه ﺬﻩ رﺣ ُ اﻟﺤﻤﺮة اﻟﺨﻔﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻠ ﺖ وﺝﻨﺘﻴ ﻚ ،وﺝﻌﻠ ﺖ ﻋﻴﻨﻴ ﻚ ﺕﺘّﺴ ﻌﺎن ﺑﻐﻀ ﺐ ﻣﻜﺒ ﻮت .ﻓﺎﺣﺘﻔﻈ ﺖ ﻟﻨﻔﺴ ﻲ ﺑﺒﻘﻴ ﺔ اﻟﻘﺼ ﺔ ..ﻟ ﻢ ﻲ ﻓﻴﻤ ﺎ ﺑﻌ ﺪ أن أﻗ ﺪم ﻟﺠﺴ ﺪهﺎ ن ﺹﺎﺣﺒﺘﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺱﻮى آﺎﺕﺮﻳﻦ ،وأﻥﻪ آﺎن ﻋﻠ ّ أﺧﺒﺮك أن هﺬﻩ اﻟﺤﺎدﺙﺔ ﺕﻌﻮد ﻟﺴﻨﺘﻴﻦ ،وأ ﱠ اﻋﺘﺬارًا ﺁﺧﺮ ..ﻳﺒﺪو أﻥﻪ آﺎن ﻣﻘﻨﻌًﺎ ﻟﺪرﺝﺔ أﻥﻬﺎ ﻟﻢ ﺕﻔﺎرﻗﻨﻲ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ! أذآﺮ اﻟﻴﻮم ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ،ذﻟﻚ اﻟﻤﻨﻌﻄﻒ اﻟﺬي أﺧﺬﺕﻪ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ﻓﺠﺄة ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺣﺪّﺙﺘﻚ ﻋﻦ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ ..ﻋﺠﻴ ﺐ ه ﻮ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻨﺴﺎء ﺣﻘًﺎ! آﻨﺖ أﺕﻮﻗﻊ أن ﺕﻘﻌﻲ ﻓ ﻲ ﺣﺒ ﻲ ،وأﻥ ﺖ ﺕﻜﺘﺸ ﻔﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻌﻼﻗ ﺔ اﻟﺴ ﺮﻳﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺕﺮﺑﻄ ﻚ ﺑﻠ ﻮﺣﺘﻲ اﻷوﻟ ﻰ »ﺣﻨﻴﻦ« .ﻟﻮﺣﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﺮك وﻓﻲ هﻮﻳﺘﻚ .وإذا ﺑﻚ ﺕﺘﻌﻠﻘﻴﻦ ﺑﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﻟﻮﺣﺔ أﺧﺮى ﻻﻣﺮأة أﺧﺮى ،ﺕﻌﺒﺮ اﻟﺬاآﺮة ﺧﻄﺄ! اﻥﺘﻬﻰ ﻣﻮﻋﺪﻥﺎ اﻷول ﻋﻨﺪ اﻟﻈﻬﺮ. آﺎن ﻋﻨﺪي إﺣﺴﺎس ﻣﺎ إﻥﻨﻲ ﺱﺄراك ﻣﺮة أﺧ ﺮى ..رﺑﻤ ﺎ ﻏ ﺪًا .آﻨ ﺖ أﺷ ﻌﺮ أﻥﻨ ﺎ ﻓ ﻲ ﺑﺪاﻳ ﺔ ﺷ ﻲء ﻣ ﺎ ،وأﻥﻨ ﺎ آﻠﻴﻨ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺠﻞ .آﺎن هﻨﺎك آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻥﻘﻠﻬﺎ ﺑﻌﺪ ،ﺑﻞ إﻥﻨﺎ ﻟﻢ ﻥﻘﻞ ﺷﻴًﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ .ﻥﺤﻦ أﻏﺮﻳﻨﺎ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻓﻘ ﻂ ﺑﺤ ﺪﻳﺚ ﻣﺤﺘﻤ ﻞ .آ ّﻨ ﺎ ،ﻋ ﻦ ﺱ ﺬاﺝﺔ أو ﻋ ﻦ ذآ ﺎء ،ﻥﻤ ﺎرس اﻟﻠﻌﺒ ﺔ ﻥﻔﺴ ﻬﺎ ﻣﻌ ﺎً ،وﻟ ﺬا ﻟ ﻢ أﺕﻌﺠ ﺐ آﺜﻴ ﺮًا ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺱ ﺄﻟﺘﻨﻲ وأﻥ ﺖ ﺕﻮدّﻋﻴﻨﻨﻲ: هﻞ ﺱﺘﻜﻮن هﻨﺎ ﻏﺪًا ﺹﺒﺎﺣًﺎً؟ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺑﺴﻌﺎدة ﻣﻦ رﺑﺢ اﻟﺮهﺎن: ﻃﺒﻌًﺎ.ﺖ: ﻗﻠ ِ ﺱﺄﻋﻮد إذن ﻏﺪًا ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻥﻔﺴﻪ ﺕﻘﺮﻳﺒﺎً ،ﺱﻴﻜﻮن ﻟﻨﺎ ﻣﺘﱠﺴﻊ أآﺜﺮ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ .ﻟﻘﺪ ﻣ ّﺮ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﺴﺮﻋﺔ اﻟﻴ ﻮم دون أنﻥﻨﺘﺒﻪ ﻟﺬﻟﻚ.. ﻟﻢ أﻋﻠّﻖ ﻋﻠﻰ آﻼﻣﻚ .آﻨﺖ أدري أن ﻻ ﻣﻘﻴﺎس ﻟﻠﻮﻗﺖ ﺱﻮى ﻗﻠﺒﻴﻨﺎ .وﻟﺬا ﻓﺎﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﻳﺮآﺾ ﺑﻨﺎ إﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳ ﺮآﺾ ﺑﻨ ﺎ اﻟﻘﻠﺐ ﻻهﺜًﺎ أﻳﻀًﺎ ﻣﻦ ﻓﺮﺣﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى ،وﻣ ﻦ دهﺸ ﺔ إﻟ ﻰ أﺧ ﺮى ..وﻟ ﺬا وﺝ ﺪت ﻓ ﻲ آﻼﻣ ﻚ اﻋﺘﺮاﻓ ًﺎ ﺑﻔ ﺮح ﻣﺸ ﺘﺮك ي ..ﺕﻮﻗﻌﺖ أن ﻳﺘﻜﺮﱠر. ﺱ ّﺮ ّ أذآﺮ أﻥﻨﻲ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﻳﻮﻣﻬﺎ وأﻥﺎ أودﱢﻋﻚ ﻋﻨﺪ ﺑﺎب اﻟﻘﺎﻋﺔ: ﻻ ﺕﻨﺴﻲ آﺘﺎﺑﻚ ﻏﺪًا ..أرﻳﺪ أن أﻗﺮأك.٥٠
ﻻ ﻟﻠﻮن ﺁﺧﺮ ﺱ ﻮى ﺣﻤ ﺮة ﺷ ﻔﺘﻴﻬﺎ ﻏﻴ ﺮ ﺖ وﻋﻴﻨﺎك ﺕﻨﻈﺮان ﻻﻣﺮأة ﻳﻄﻐﻰ ﺷﻘﺎر ﺷﻌﺮهﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻮﺣﺔ وﻻ ﻳﺘﺮك ﻣﺠﺎ ً ﻗﻠ ِ اﻟﺒﺮﻳﺌﺘﻴﻦ: وهﺬﻩ اﻟﻤﺮأة إذن ..ﻟﻤﺎذا رﺱﻤﺖ ﻟﻬﺎ ﻟﻮﺣﺔ واﻗﻌﻴﺔ إﻟﻰ هﺬا اﻟﺤﺪّ؟ﺽﺤﻜﺖ وﻗﻠﺖ: هﺬﻩ اﻣﺮأة ﻻ ﺕﺮﺱﻢ إﻻ ﺑﻮاﻗﻌﻴﺔ.. وﻟﻤﺎذا أﺱﻤﻴﺖ ﻟﻮﺣﺘﻬﺎ »اﻋﺘﺬار«؟ ﻷﻥﻨﻲ رﺱﻤﺘﻬﺎ اﻋﺘﺬارًا ﻟﺼﺎﺣﺒﺘﻬﺎ..ﺖ ﻓﺠﺄة ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻓﺮﻥﺴﻴﺔ وآﺄن ﻏﻀﺒﻚ أو ﻏﻴﺮﺕﻚ اﻟﺴ ّﺮﻳّﺔ ﻗﺪ أﻟﻐﺖ اﺕﻔﺎﻗﻨﺎ اﻟﺴﺎﺑﻖ: ﻗﻠ ِ أﺕﻤﻨﻰ أن ﻳﻜﻮن ﻗﺪ أﻗﻨﻌﻬﺎ هﺬا اﻻﻋﺘﺬار ..ﻓﺎﻟﻠﻮﺣﺔ ﺝﻤﻴﻠﺔ ﺣﻘًﺎ.ﺖ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﻔﻀﻮل اﻟﻨﺴﺎﺉﻲ: ﺙﻢ أﺽﻔ ِ وﻟﻜﻦ هﺬا ﻳﻌﻮد إﻟﻰ ﻥﻮع اﻟﺬﻥﺐ اﻟﺬي اﻗﺘﺮﻓﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﻘﻬﺎ!ﻟﻢ أآﻦ أﺷﻌﺮ ﺑﺄﻳّﺔ رﻏﺒﺔ ﻓﻲ أن أﻗ ّ ﺺ ﻋﻠﻴﻚ ﻗﺼﺔ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻠﻮﺣ ﺔ ،ﻓ ﻲ ﻟﻘﺎﺉﻨ ﺎ اﻷول .آﻨ ﺖ أﺧ ﺎف أن ﻳﻜ ﻮن ﻟﺘﻠ ﻚ اﻟﻘﺼ ﺔ ﺕﺄﺙﻴﺮ ﺱﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ،أو ﻋﻠﻰ ﻥﻈﺮﺕﻚ ﻟﻲ .ﻓﺤﺎوﻟﺖ أن أﺕﻬﺮب ﻣﻦ ﺕﻌﻠﻴﻘﻚ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺪرﺝﻨﻲ ﺑﺤﻴﻠﺔ إﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣ ﻦ ﻼ أﻣﺎم ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﺑﺎﻟﺬات. اﻟﺘﻮﺽﻴﺢ ،وأﺕﺠﺎهﻞ ﻋﻨﺎدك ﻓﻲ اﻟﻮﻗﻮف ﻃﻮﻳ ً وﻟﻜﻦ ..هﻞ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺕﻘﺎوم ﻓﻀﻮل أﻥﺜﻰ ﺕﺼ ّﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺷﻲء؟ أﺝﺒﺘﻚ: ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻗﺼﺔ ﻃﺮﻳﻔ ﺔ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻣ ﺎ ،ﺕﻜﺸ ﻒ ﻋ ﻦ ﺝﺎﻥ ﺐ ﻣ ﻦ ﻋﻘ ﺪي ورواﺱ ﺒﻲ اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ ،وه ﻲ هﻨ ﺎ رﺑّﻤ ﺎ ﻟﻬ ﺬااﻟﺴﺒﺐ. ﺺ ﻷول ﻣ ﺮة ﻗﺼ ﺔ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻠﻮﺣ ﺔ اﻟﺘ ﻲ رﺱ ﻤﺘﻬﺎ ذات ﻳ ﻮم ،ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﺣﻀ ﺮت ﻣ ﺮة ،آﻤ ﺎ أﻓﻌ ﻞ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺤ ﻴﻦ ورﺣ ﺖ أﻗ ّ واﻵﺧ ﺮ ،إﺣ ﺪى ﺝﻠﺴ ﺎت اﻟﺮﺱ ﻢ ﻓ ﻲ ﻣﺪرﺱ ﺔ اﻟﻔﻨ ﻮن اﻟﺠﻤﻴﻠ ﺔ ،ﺣﻴ ﺚ ﻳ ﺪﻋﻮﻥﻲ هﻨ ﺎك ﺑﻌ ﺾ أﺹ ﺪﻗﺎﺉﻲ اﻷﺱ ﺎﺕﺬة ،آﻤ ﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮن ﻋﺎدة ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﺮﺱﱠﺎﻣﻴﻦ ،ﻷﻟﺘﻘﻲ ﺑﺎﻟﻄﻠﺒﺔ واﻟﺮﺱﺎﻣﻴﻦ اﻟﻬﻮاة. آﺎن اﻟﻤﻮﺽﻮع ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم هﻮ رﺱﻢ ﻣﻮدﻳﻞ ﻥﺴ ﺎﺉﻲ ﻋ ﺎ ٍر .وﺑﻴﻨﻤ ﺎ آ ﺎن ﺝﻤﻴ ﻊ اﻟﻄﻠﺒ ﺔ ﻣﺘﻔ ﺮﻏﻴﻦ ﻟﺮﺱ ﻢ ذﻟ ﻚ اﻟﺠﺴ ﺪ ﻣ ﻦ زواﻳﺎﻩ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،آﻨﺖ أﻥﺎ أﻓﻜﱢﺮ ﻣﺪهﻮﺷ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻗ ﺪرة ه ﺆﻻء ﻋﻠ ﻰ رﺱ ﻢ ﺝﺴ ﺪ اﻣ ﺮأة ﺑﺤﻴ ﺎد ﺝﻨﺴ ﻲّ ،وﺑﻨﻈ ﺮة ﺝﻤﺎﻟﻴ ﺔ ﻻ ﻻ ﻓﻲ ﺱﺎﺣﺔ. ﻏﻴﺮ ،وآﺄﻥﻬﻢ ﻳﺮﺱﻤﻮن ﻣﻨﻈﺮًا ﻃﺒﻴﻌﻴًﺎ أو ﻣﺰهﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺎوﻟﺔ ،أو ﺕﻤﺜﺎ ً ﻣ ﻦ اﻟﻮاﺽ ﺢ ،أﻥﻨ ﻲ آﻨ ﺖ اﻟﻮﺣﻴ ﺪ اﻟﻤﺮﺕﺒ ﻚ ﻓ ﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺠﻠﺴ ﺔ .ﻓﻘ ﺪ آﻨ ﺖ أرى ،ﻷول ﻣ ﺮة ،اﻣ ﺮأة ﻋﺎرﻳ ﺔ هﻜ ﺬا ﺕﺤ ﺖ اﻟﻀﻮء ﺕﻐﻴﺮ أوﺽ ﺎﻋﻬﺎ ،ﺕﻌ ﺮض ﺝﺴ ﺪهﺎ ﺑﺘﻠﻘﺎﺉﻴ ﺔ ،ودون ﺣ ﺮج أﻣ ﺎم ﻋﺸ ﺮات اﻟﻌﻴ ﻮن؛ ورﺑﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣﺤﺎوﻟ ﺔ ﻹﺧﻔ ﺎء ارﺕﺒﺎآﻲ رﺣﺖ أرﺱﻢ أﻳﻀًﺎ .وﻟﻜﻦ رﻳﺸﺘﻲ اﻟﺘﻲ ﺕﺤﻤﻞ رواﺱﺐ ﻋﻘﺪ رﺝﻞ ﻣﻦ ﺝﻴﻠﻲ ،رﻓﻀﺖ أن ﺕﺮﺱ ﻢ ذﻟ ﻚ اﻟﺠﺴ ﺪ، ﻼ أو آﺒﺮﻳ ﺎء ﻻ أدري ..ﺑ ﻞ راﺣ ﺖ ﺕﺮﺱ ﻢ ﺷ ﻴًﺎ ﺁﺧ ﺮ ،ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳ ﺔ ﺱ ﻮى وﺝ ﻪ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻔﺘ ﺎة آﻤ ﺎ ﻳﺒ ﺪو ﻣ ﻦ ﺧﺠ ً زاوﻳﺘﻲ ..وﻋﻨﺪﻣﺎ اﻥﺘﻬﺖ ﺕﻠﻚ اﻟﺠﻠﺴﺔ ،وارﺕﺪت ﺕﻠﻚ اﻟﻔﺘﺎة اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺕﻜ ﻦ ﺱ ﻮى إﺣ ﺪى اﻟﻄﺎﻟﺒ ﺎت ﺙﻴﺎﺑﻬ ﺎ ،وﻗﺎﻣ ﺖ ﺑﺠﻮﻟ ﺔ ﻞ واﺣﺪ ،ﻓﻮﺝﺌﺖ وهﻲ ﺕﻘ ﻒ أﻣ ﺎم ﻟ ﻮﺣﺘﻲ ،ﺑ ﺄﻥﻨﻲ ﻟ ﻢ أرﺱ ﻢ ﺱ ﻮى وﺝﻬﻬ ﺎ .ﻗﺎﻟ ﺖ آﻤﺎ هﻲ اﻟﻌﺎدة ﻟﺘﺮى آﻴﻒ رﺱﻤﻬﺎ آ ّ ٤٩
ﻞ هﺬﻩ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﻗﻨﺎﻋﺎﺕﻲ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ..وأﺣﻼﻣ ﻲ ﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﺼﺎدﻓﺎت ،ﻓﻲ ﻣﺼﺎدﻓﺔ واﺣﺪة؟ وآ ّ أﻳﻤﻜﻦ أن ﺕﺠﺘﻤﻊ آ ّ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻓﻲ اﻣﺮأة واﺣﺪة ..وأن ﺕﻜﻮن ه ﺬﻩ اﻟﻤ ﺮأة ه ﻲ أﻥ ﺖ ..اﺑﻨ ﺔ ﺱ ﻲ اﻟﻄ ﺎهﺮ ﻻ ﻏﻴ ﺮ؟ ﻟ ﻮ ﺕﺼ ﻮﱠرت ﻟﻘ ﺎء ﻣﺪهﺸًﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺕﻲ ،ﻟﻤﺎ ﺕﺼﻮرت أآﺜﺮ إدهﺎﺷًﺎ ﻣﻦ هﺬا .إﻥﻬﺎ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻣﺼ ﺎدﻓﺔ ،إﻥ ﻪ ﻗ ﺪر ﻋﺠﻴ ﺐ ،أن ﺕﺘﻘ ﺎﻃﻊ ﻃﺮﻗﻨ ﺎ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ ،ﺑﻌﺪ رﺑﻊ ﻗﺮن. أﻋﺎدﻥﻲ ﺹﻮﺕﻚ إﻟﻰ اﻟﻮاﻗﻊ وأﻥﺖ ﺕﺘﻮﻗﻔﻴﻦ ﻋﻨﺪ إﺣﺪى اﻟﻠﻮﺣﺎت : ﻞ ﻣﺎ ﺕﺮﺱﻢ وﺝﻮهﺎً ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ أﻥﺖ ﻗ ّﺖ: وﻗﺒﻞ أن أﺝﻴﺒﻚ ﻗﻠ ُ اﺱﻤﻌﻲ ..ﻟﻦ ﻥﺘﺤﺪث إﻟﻰ ﺑﻌﺾ إﻻ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ..ﺱﺄﻏﻴﺮ ﻋﺎداﺕﻚ ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم..ﺱﺄﻟﺘﻨﻲ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ: هﻞ ﺱﺘﻘﺪر؟أﺝﺒﺘﻚ: ﺱﺄﻗﺪر ...ﻷﻥﻨﻲ ﺱﺄﻏﻴﺮ أﻳﻀًﺎ ﻋﺎداﺕﻲ ﻣﻌﻚ..أﺝﺒﺘﻨﻲ ﻋﻨﺪﺉﺬ ﺑﻔﺮح ﺱﺮي ﻻﻣﺮأة اآﺘﺸﻔﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ أﻥﻬﺎ ﺕﺤﺐ اﻷواﻣﺮ: ﺱﺄﻃﻴﻌﻚ ..ﻓﺄﻥﺎ أﺣﺐ هﺬﻩ اﻟﻠﻐﺔ ..وأﺣﺐ إﺹﺮارك .ذآﱢﺮﻥﻲ ﻓﻘﻂ ﻟﻮ ﺣﺪث وﻥﺴﻴﺖ.ﺖ: ﻗﻠ ُ ﻟﻦ أذآﺮك ..ﻷﻥﻚ ﻟﻦ ﺕﻨﺴﻲ ذﻟﻚ!وآﻨﺖ أرﺕﻜﺐ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ أﺝﻤﻞ اﻟﺤﻤﺎﻗﺎت .وأﻥﺎ أﺝﻌﻞ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺘﻲ آﺎن ﻟﻲ ﻣﻌﻬﺎ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﺹ ﻠﺔ ﻋﺸ ﻘﻴﺔ ،ﻃﺮﻓ ًﺎ ﺁﺧ ﺮ ﻓﻲ ﻗﺼّﺘﻨﺎ اﻟﻤﻌﻘّﺪة.. ﻋﺪت ﻷﺱﺄﻟﻚ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ: ﻋ ّﻢ آﻨﺖ ﺕﺘﺤﺪﺙﻴﻦ ﻣﻨﺬ ﻗﻠﻴﻞ؟ﺖ: ﻗﻠ ِ آﻨﺖ أﻋﺠﺐ أﻻ ﻳﻮﺝﺪ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﺽﻚ ﺱﻮى هﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﺕﻤﺜﱢﻞ وﺝﻬًﺎ ﻥﺴﺎﺉﻴًﺎ ..أﻻ ﺕﺮﺱﻢ وﺝﻮهﺎً؟ﻗﻠﺖ: آﻨﺖ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة أرﺱﻢ وﺝﻮهًﺎ ﺙﻢ اﻥﺘﻘﻠﺖ إﻟﻰ ﻣﻮﺽﻮﻋﺎت أﺧﺮى .ﻓﻲ اﻟﺮﺱ ﻢ ،آﻠﻤ ﺎ ﺕﻘ ﺪم ﻋﻤ ﺮ اﻟﻔﻨ ﺎن وﺕﺠﺮﺑﺘ ﻪ،ﺽﺎﻗﺖ ﺑﻪ اﻟﻤﺴﺎﺣﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة وﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻃﺮق أﺧﺮى ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ. ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻥﺎ ﻻ أرﺱﻢ اﻟﻮﺝﻮﻩ اﻟﺘﻲ أﺣﺒﻬﺎ ﺣﻘًﺎ ..أرﺱﻢ ﻓﻘﻂ ﺷﻴﺌًﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﻬﺎ ..ﻃﻠّﺘﻬ ﺎ ..ﺕﻤ ﺎوج ﺷ ﻌﺮهﺎ ..ﻃﺮﻓ ًﺎﻣﻦ ﺙﻮب اﻣﺮأة ..أو ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺣﻠﻴّﻬﺎ .ﺕﻠ ﻚ اﻟﺘﻔﺎﺹ ﻴﻞ اﻟﺘ ﻲ ﺕﻌﻠ ﻖ ﻓ ﻲ اﻟ ﺬاآﺮة ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﻥﻔﺎرﻗﻬ ﺎ .ﺕﻠ ﻚ اﻟﺘ ﻲ ﺕ ﺆدي ن ﺁﻟ ﺔ ﺕﺼ ﻮﻳﺮﻩ ﺕﻮﺝ ﺪ إﻟﻴﻬ ﺎ دون أن ﺕﻔﻀ ﺤﻬﺎ ﺕﻤﺎﻣ ًﺎ ..ﻓﺎﻟﺮﺱ ﺎم ﻟ ﻴﺲ ﻣﺼ ﻮرًا ﻓﻮﺕﻮﻏﺮاﻓﻴ ًﺎ ﻳﻄ ﺎرد اﻟﻮاﻗ ﻊ ..إ ّ داﺧﻠﻪ ،ﻣﺨﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻳﺠﻬﻠﻪ هﻮ ﻥﻔﺴﻪ ،وﻟﻬﺬا هﻮ ﻻ ﻳﺮﺱﻢ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ،وإﻥﻤﺎ ﺑﺬاآﺮﺕﻪ وﺧﻴﺎﻟﻪ ..وﺑﺄﺷﻴﺎء أﺧﺮى.
٤٨
أﺕﺪري أﻥﻨﻲ أﺣﺐ ﻃﺮﻳﻘﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﺮﺱﻢ؟ .أﻥﺎ ﻻ أﻗﻮل ﻟﻚ هﺬا ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ ،وﻟﻜﻦ أﻋﺘﻘﺪ أﻥﻨﻲ ﻟﻮ آﻨﺖ أرﺱﻢ ﻟﺮﺱ ﻤﺖﻞ ﻣ ﺎ أﺣﺴﺴ ﺖ ﺑﻬ ﺬا ﺕﺠ ﺎﻩ إﻥﺘ ﺎج هﻜ ﺬا ﻣﺜﻠ ﻚ ..أﺷ ﻌﺮ أﻥﻨ ﺎ ﻥﺤ ﻦ اﻻﺙﻨ ﻴﻦ ﻥ ﺮى اﻷﺷ ﻴﺎء ﺑﺈﺣﺴ ﺎس واﺣ ﺪ ..وﻗ ّ ﺝﺰاﺉﺮي. ﻣ ﺎ اﻟ ﺬي أرﺑﻜﻨ ﻲ اﻷآﺜ ﺮ ﻟﺤﻈﺘﻬ ﺎ؟ .أﺕ ﺮى ﻋﻴﻨ ﺎك اﻟﻠﺘ ﺎن أﺹ ﺒﺢ ﻟﻬﻤ ﺎ ﻓﺠ ﺄة ﻟ ﻮن ﺁﺧ ﺮ ﺕﺤ ﺖ اﻟﻀ ﻮء ،واﻟﻠﺘ ﺎن آﺎﻥﺘ ﺎ ﺕﺘﺄﻣﻼن ﻓﺠﺄة ﻣﻼﻣﺤﻲ وآﺄﻥﻬﻤﺎ ﺕﺘﺄﻣﻼن ﻟﻮﺣﺔ أﺧﺮى ﻟﻲ ..أم ﻣ ﺎ ﻗﻠﺘ ﻪ ﻗﺒ ﻞ ذﻟ ﻚ واﻟ ﺬي ﺷ ﻌﺮت أﻥ ﻪ ﺕﺼ ﺮﻳﺢ ﻋ ﺎﻃﻔﻲ وﻟﻴﺲ اﻥﻄﺒﺎﻋًﺎ ﻓﻨﻴﺎً؛ أو هﻜﺬا ﺕﻤﻨﱠﻴﺖ أو ﺧﻴّﻞ ﻟﻲ .ﺕﻮﻗﻒ ﺱﻤﻌﻲ ﻋﻨﺪ آﻠﻤﺔ »ﻥﺤﻦ اﻻﺙﻨﻴﻦ« .إﻥﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﻔﺮﻥﺴ ﻴﺔ ﺕﺄﺧ ﺬ ﺑﻌ ﺪًا ﻣﻮﺱﻴﻘﻴًﺎ ﻋﺎﻃﻔﻴًﺎ ﻓﺮﻳﺪًا ..ﺣﺘﻰ إﻥﻬ ﺎ ﻋﻨ ﻮان ﻟﻤﺠﻠ ﺔ ﻋﺎﻃﻔﻴ ﺔ ﺕﺼ ﺪر ﻟﻤ ﻦ ﺕﺒﻘ ﻰ ﻣ ﻦ روﻣﻨﻄﻴﻘﻴ ﻴﻦ ﻓ ﻲ ﻓﺮﻥﺴ ﺎ )Nous .(deux أﺧﻔﻴﺖ ارﺕﺒﺎآﻲ ﺑﺴﺆال ﺱﺎذج: وهﻞ ﺕﺮﺱﻤﻴﻦ؟ﺖ: ﻗﻠ ِ ﻻ أﻥﺎ أآﺘﺐ. وﻣﺎذا ﺕﻜﺘﺒﻴﻦ؟ أآﺘﺐ ﻗﺼﺼًﺎ ورواﻳﺎت؟! ﻗﺼﺼًﺎ ورواﻳﺎت!...ﻚ ﺷﻌﺮت ﺑﺈهﺎﻥﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﺤﺔ اﻟﻌﺠﺐ أو اﻟﺸﻚ ﻓﻲ ﺹﻮﺕﻲ: ﺖ وآﺄﻥ ِ ردّدﺕﻬﺎ وآﺄﻥﻨﻲ ﻻ أﺹﺪق ﻣﺎ أﺱﻤﻊ ..ﻓﻘﻠ ِ ﻟﻘﺪ ﺹﺪرت ﻟﻲ أول رواﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﺱﻨﺘﻴﻦ..ﺱﺄﻟﺘﻚ وأﻥﺎ أﻥﺘﻘﻞ ﻣﻦ دهﺸﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى: وﺑﺄي ﻟﻐﺔ ﺕﻜﺘﺒﻴﻦ؟ﺖ: ﻗﻠ ِ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.. ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ؟!ﺖ: اﺱﺘﻔﺰﺕﻚ دهﺸﺘﻲ ،ورﺑﻤﺎ أﺱﺄت ﻓﻬﻤﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﻗﻠ ِ آﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن أآﺘﺐ ﺑﺎﻟﻔﺮﻥﺴﻴﺔ ،وﻟﻜﻦ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ هﻲ ﻟﻐﺔ ﻗﻠﺒﻲ ..وﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن أآﺘ ﺐ إﻻ ﺑﻬ ﺎ ..ﻥﺤ ﻦ ﻥﻜﺘ ﺐ ﺑﺎﻟﻠﻐ ﺔﺲ ﺑﻬﺎ اﻷﺷﻴﺎء. اﻟﺘﻲ ﻥﺤ ّ وﻟﻜﻨﻚ ﻻ ﺕﺘﺤﺪﺙﻴﻦ ﺑﻐﻴﺮ اﻟﻔﺮﻥﺴﻴﺔ.. إﻥﻬﺎ اﻟﻌﺎدة..ﻗﻠ ِﺘﻬﺎ ﺙﻢ واﺹﻠﺖ ﺕﺄﻣﻞ اﻟﻠﻮﺣﺎت ﻗﺒﻞ أن ﺕﻀﻴﻔﻲ: اﻟﻤﻬﻢ ..اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺘﻲ ﻥﺘﺤﺪث ﺑﻬﺎ ﻷﻥﻔﺴﻨﺎ وﻟﻴﺴﺖ ﺕﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻥﺘﺤﺪث ﺑﻬﺎ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ!رﺣﺖ أﺕﺄﻣﻠﻚ ﻣﺪهﻮﺷﺎً ،وأﻥﺎ أﺣﺎول أن أﺽﻊ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺕﻴﺐ ﻓﻲ أﻓﻜﺎري.. ٤٧
آﺎن ﻓﻲ ﺣﻀﻮرك ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﻤﺮح واﻟﺸﺎﻋﺮﻳﺔ ﻣﻌًﺎ .آﺎن هﻨﺎك ﺕﻠﻘﺎﺉﻴﺔ وﺑﺴﺎﻃﺔ ﺕﻜﺎد ﺕﺠ ﺎور اﻟﻄﻔﻮﻟ ﺔ ،دون أن ﺕﻠﻐ ﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﻀﻮر اﻷﻥﺜﻮي اﻟﺪاﺉﻢ ..وآﻨﺖ ﺕﻤﻠﻜﻴﻦ ﺕﻠﻚ اﻟﻘ ﺪرة اﻟﺨﺎرﻗ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺴ ﺎواة ﻋﻤ ﺮي ﺑﻌﻤ ﺮك ،ﻓ ﻲ ﺝﻠﺴ ﺔ واﺣ ﺪة. وآﺄن ﻓﺘﻮّﺕﻚ وﺣﻴﻮﻳّﺘﻚ ﻗﺪ اﻥﺘﻘﻠﺘﺎ إﻟ ّ ﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌﺪوى .آﻨﺖ ﻣﺎ أزال ﺕﺤ ﺖ وﻗ ﻊ ﺕﺼ ﺮﻳﺤﺎﺕﻚ ﺕﻠ ﻚ ،ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻓﺎﺝ ﺄﻥﻲ آﻼﻣﻚ: ن أآﺜﺮ ،ﻟﻢ أآﻦ أرﻳ ﺪ أن أﺕﻘﺎﺱ ﻤﻬﺎ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻴ ﻮم ﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ اﻟﺤﺸ ﺪ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ..آﻨﺖ أرﻳﺪ أن أرى ﻟﻮﺣﺎﺕﻚ ﺑﺘﺄ ﱟﺐ ﺷﻴﺌًﺎ ..أﻓﻀﻞ أن أﻥﻔﺮد ﺑﻪ! ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ..ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺣ ّ آﺎﻥﺖ هﺬﻩ أﺝﻤﻞ ﺷﻬﺎدة إﻋﺠﺎب ﻳﻤﻜﻦ أن ﺕﻘﻮﻟﻬﺎ زاﺉﺮة ﻟﺮﺱّﺎم ..وأﺝﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺕﻘﻮﻟﻴﻪ ﻟﻲ أﻥﺖ ذﻟ ﻚ اﻟﻴ ﻮم .وﻗﺒ ﻞ ﺖ: أن أذهﺐ ﺑﻌﻴﺪًا ﻓﻲ ﻓﺮﺣﺘﻲ أو أﺷﻜﺮك أﺽﻔ ِ ﻣﺎ ﻋﺪا هﺬا ..آﻨﺖ أود أن أﺕﻌﺮﱠف ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻨﺬ زﻣ ﻦ ﺑﻌﻴ ﺪ .ﻟﻘ ﺪ آﺎﻥ ﺖ ﺝ ﺪﺕﻲ ﺕﺤ ﺪﺙﻨﻲ أﺣﻴﺎﻥ ًﺎ ﻋﻨ ﻚ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺕ ﺬآﺮأﺑﻲ .ﻳﺒﺪو أﻥﻬﺎ آﺎﻥﺖ ﺕﺤﺒﻚ آﺜﻴﺮًا.. ﻚ ﺑﻠﻬﻔﺔ: ﺱﺄﻟﺘ ِ وآﻴﻒ هﻲ )أﻣّﺎ اﻟﺰهﺮة(؟ إﻥﻨﻲ ﻟﻢ أرهﺎ ﻣﻨﺬ زﻣﺎن.ﺖ ﺑﻤﺴﺤﺔ ﺣﺰن: ﻗﻠ ِ ﻟﻘﺪ ﺕﻮﻓﻴﺖ ﻣﻦ أرﺑﻊ ﺱﻨﻮات ،وﺑﻌﺪ وﻓﺎﺕﻬﺎ اﻥﺘﻘﻠﺖ أﻣﻲ ﻟﺘﻌﻴﺶ ﻣﻊ أﺧ ﻲ ﻥﺎﺹ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻌﺎﺹ ﻤﺔ .وﺝﺌ ﺖ أﻥ ﺎ إﻟ ﻰﺑﺎرﻳﺲ ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ دراﺱﺘﻲ .ﻟﻘﺪ ﻏﻴّﺮ ﻣﻮﺕﻬﺎ ﺣﻴﺎﺕﻨﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء ..ﻓﻬﻲ اﻟﺘﻲ رﺑﱠﺘﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ.. ﺣﺎوﻟﺖ أن أﻥﺴﻰ ذﻟﻚ اﻟﺨﺒﺮ .آﺎن ﻣﻮﺕﻬﺎ ﺷﻮآﺔ أﺧﺮى اﻥﻐﺮﺱﺖ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻳﻮﻣﻬﺎ .ﻓﻘﺪ آ ﺎن ﻓﻴﻬ ﺎ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ )أ ّﻣ ﺎ( ،ﻣ ﻦ ﻀ ﻴّﺔ ﻓ ﻲ ﻋﻄﺮهﺎ اﻟﺴﺮي ،ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺕﻌﺼﻴﺐ رأﺱﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺝﻨﺐ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎرم اﻟﺤﺮﻳﺮﻳﺔ ،وإﺧﻔﺎء ﻋﻠﺒﺔ »اﻟﻨﻔّﺔ« اﻟﻔ ّ ﺹﺪرهﺎ اﻟﻤﻤﺘﻠﺊ .وآﺎﻥﺖ ﻟﻬﺎ ﺕﻠﻚ اﻟﺤﺮارة اﻟﺘﻠﻘﺎﺉﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺕﻔ ﻴﺾ ﺑﻬ ﺎ اﻷﻣﻬ ﺎت ﻋﻨ ﺪﻥﺎ ،ﺕﻠ ﻚ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺕﻌﻄﻴ ﻚ ﻓ ﻲ ﺝﻤﻠﺔ واﺣﺪة ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻚ ﻣﻦ اﻟﺤﻨﺎن ﻟﻌﻤﺮ ﺑﺄآﻤﻠﻪ. ﺖ ﻣﻌﻲ أﺧﻴﺮاً ،وآﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺰﻣﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻠﻔﺮح ﻓﻘﻂ. وﻟﻜﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﺤﺰن .آﻨ ِ ﺖ ﻟﻚ: ﻗﻠ ُ رﺣﻤﻬﺎ اﷲ ..ﻟﻘﺪ آﻨﺖ أﻥﺎ أﻳﻀًﺎ أﺣﺒّﻬﺎ آﺜﻴﺮًا..ﺕﺮاك أردت ﻋﻨﺪﺉﺬ ،أن ﺕﻀﻌﻲ ﻥﻬﺎﻳﺔ ﻟﻤﻮﺝﺔ اﻟﺤﺰن اﻟﺘﻲ ﻓﺎﺝﺄﺕﻨﻲ .ﺧﺸﻴﺔ أن ﺕﺠﺮﻓﻨﺎ ﻣﻌًﺎ ﻥﺤﻮ ذاآ ﺮة ﻟ ﻢ ﻥﻜ ﻦ ﻣﻬﻴ ﺄﻳﻦ ﺑﻌﺪ ﻟﺘﺼﻔﺤﻬﺎ. ﺖ: أم ﻓﻘﻂ آﻨﺖ ﺕﺮﻳﺪﻳﻦ أن ﺕﻄﺒّﻘﻲ ﺑﺮﻥﺎﻣﺞ زﻳﺎرﺕﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻥﻬﻀﺖ ﻓﺠﺄة وﻗﻠ ِ أﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﻟﻘﻲ ﻥﻈﺮة ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺣﺎﺕﻚ؟وﻗﻔﺖ ﻟﻤﺮاﻓﻘﺘﻚ. ﻲ: ﺖ وأﻥﺖ ﺕﻨﻘﻠﻴﻦ ﻓﺠﺄة ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻣﻦ اﻟﻠﻮﺣﺎت إﻟ ّ رﺣﺖ أﺷﺮح ﻟﻚ ﺑﻌﻀﻬﺎ واﻟﻤﻨﺎﺱﺒﺎت اﻟﺘﻲ رﺱﻤﺘﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﻠ ِ
٤٦
أﺕﺪري أﻥﻨﻲ أﻋﺮف اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻨﻚ؟ﻗﻠﺖ ﺱﻌﻴﺪًا وﻣﺘﻌﺠﺒًﺎ: وﻣﺎذا ﺕﻌﺮﻓﻴﻦ ﻣﺜﻼً؟أﺝﺎﺑﺖ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أﺱﺘﺎذ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺤﻴﺮ ﺕﻠﻤﻴﺬﻩ: أﺷﻴﺎء آﺜﻴﺮة ﻗﺪ ﺕﻜﻮن ﻥﺴﻴﺘﻬﺎ أﻥﺖ..ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺑﻤﺴﺤﺔ ﺣﺰن: ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أن أآﻮن ﻥﺴﻴﺖ ﺷﻴﺌًﺎ .ﻣﺸﻜﻠﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ أﻥﻨﻲ ﻻ أﻥﺴﻰ!ﻲ: ﻞ ﻋﻮاﻗﺒﻪ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻋﻠ ّ ع ﺱﺎﻋﺘﻬﺎ آ ّ أﺝﺒﺘﻨﻲ ﺑﺼﻮت ﺑﺮيء ،وﺑﺎﻋﺘﺮاف ﻟﻢ أ ِ ﻼ ﻥﺴ ﻴﺖ ﺑﻄﺎﻗ ﺔ اﻟﻤﻴﺘ ﺮو ﻓ ﻲ ﺣﻘﻴﺒ ﺔ ﻳ ﺪي أﻣّﺎ أﻥﺎ ﻓﻤﺸﻜﻠﺘﻲ أﻥﻨﻲ أﻥﺴﻰ ..أﻥﺴﻰ آﻞ ﺷﻲء ..ﺕﺼ ّﻮر ..اﻟﺒﺎرﺣﺔ ﻣﺜ ًاﻷﺧﺮى .وﻣﻨﺬ أﺱﺒﻮع ﻥﺴﻴﺖ ﻣﻔﺘﺎح اﻟﺒﻴﺖ داﺧ ﻞ اﻟﺒﻴ ﺖ ،واﻥﺘﻈ ﺮت ﺱ ﺎﻋﺘﻴﻦ ﻗﺒ ﻞ أن ﻳﺤﻀ ﺮ أﺣ ﺪ ﻟﻴﻔ ﺘﺢ ﻟ ﻲ اﻟﺒﺎب ..إﻥﻬﺎ آﺎرﺙﺔ. ﻗﻠﺖ ﺱﺎﺧﺮًا: ﺷﻜﺮًا إذن ﻷﻥﻚ ﺕﺬآﺮت ﻣﻮﻋﺪﻥﺎ هﺬا!ﺖ ﺑﺎﻟﻠﻬﺠﺔ اﻟﺴﺎﺧﺮة ﻥﻔﺴﻬﺎ: أﺝﺒ ِ ﻞ ﺷ ﻲء ..أآ ﺮﻩ أن أﺝ ﺰم ﻟﻢ ﻳﻜﻮن ﻣﻮﻋﺪًا ..آﺎن اﺣﺘﻤﺎل ﻣﻮﻋﺪ ﻓﻘ ﻂ ..ﻻ ﺑ ّﺪ أن ﺕﻌﻠ ﻢ أﻥﻨ ﻲ أآ ﺮﻩ اﻟﻴﻘ ﻴﻦ ﻓ ﻲ آ ّﻻ ..ورﺑّﻤﺎ ﺕﺒﻘﻰ آﺬﻟﻚ. ﺑﺸﻲء أو أﻟﺘﺰم ﺑﻪ ..اﻷﺷﻴﺎء اﻷﺝﻤﻞ ،ﺕﻮﻟﺪ اﺣﺘﻤﺎ ً ﺱﺄﻟﺘﻚ: ﺖ إذن.؟ ﻟﻤﺎذا ﺝﺌ ِﺕﺄﻣّﻠﺘﻨﻲ ..وراﺣﺖ ﻋﻴﻨﺎك ﺕﺘﺴﻜﻌﺎن ﻓﻲ ﻣﻼﻣﺢ وﺝﻬﻲ ،وآﺄﻥﻬﻤﺎ ﺕﺒﺤﺜﺎن ﻋﻦ ﺝﻮاب ﻟﺴﺆال ﻣﻔﺎﺝﺊ ..ﺙ ّﻢ ﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻥﻈﺮة ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﻮﻋﻮد واﻹﻏﺮاء.. ﻷﻥﻚ ﻗﺪ ﺕﻜﻮن ﻳﻘﻴﻨﻲ اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ!ﺱ ﻤَﺘﻚ_ وﻗﻠ ﺖ وﻗ ﺪ ﻣﻸﺕﻨ ﻲ ﻋﻴﻨ ﺎك ﺖ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺕﺤﻤﻞ ﺕﻨﺎﻗﻀًﺎ أﻥﺜﻮﻳًﺎ ﺹﺎرﺧًﺎ_ ﻟﻢ أآﻦ أﻋﺮف ﺑﻌ ﺪ أﻥ ﻪ ِ ﺽﺤﻜ ُ ﻏﺮورًا وزهﻮًا رﺝﺎﻟﻴًﺎ: أﻣّﺎ أﻥﺎ ﻓﺄآﺮﻩ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ..وﻟﺬا أﺝﺰم أﻥﻨﻲ ﺱﺄآﻮن ﻳﻘﻴﻨﻚ.ﺖ ﺑﺈﺹﺮار أﻥﺜﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﻮل اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻷﺧﻴﺮة: ﻗﻠ ِ إﻥﻪ اﻓﺘﺮاض ..ﻣﺤﺘﻤﻞ آﺬﻟﻚ!وﺽﺤﻜﻨﺎ آﺜﻴﺮًا. ﻼ وﻣﻮاﻗ ﻒ آﻨﺖ ﺱﻌﻴﺪًا وآﺄﻥﻨﻲ أﺽﺤﻚ ﻷول ﻣﺮة ﻣﻨﺬ ﺱﻨﻮات .آﻨﺖ أﺕﻮﻗﻊ ﻟﻨﺎ ﺑﺪاﻳﺎت أﺧﺮى ،وآﻨﺖ ﻗ ﺪ أﻋ ﺪدت ﺝﻤ ً آﺜﻴﺮة ﻟﻤﺒﺎدرﺕﻚ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻠﻘﺎء اﻷول .وﻟﻜﻦ اﻋﺘﺮف أﻥﻨﻲ ﻟﻢ أآﻦ أﺕﻮﻗﻊ ﻟﻨﺎ ﺑﺪاﻳﺔ آﻬﺬﻩ. ﻞ ﻣﺎ أﻋﺪدﺕﻪ ﺱﺎﻋﺔ ﻗﺪوﻣﻚ ..وﺕﺒﻌﺜﺮت ﻟﻐﺘﻲ أﻣﺎم ﻟﻐﺘﻚ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ أآﻦ أدري ﻣﻦ أﻳﻦ ﺕﺄﺕﻴﻦ ﺑﻬﺎ. ﻓﻘﺪ ﺕﻼﺷﻰ آ ّ ٤٥
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﺘﻘﻴﻨﺎ إذن.. ﻗﺎﻟﺖ: ﻣﺮﺣﺒًﺎ ..ﺁﺱﻔﺔ ،أﺕﻴﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮة ﻋﻦ ﻣﻮﻋﺪﻥﺎ ﻳﻮم..ﻗﻠﺖ: ﻻ ﺕﺄﺱﻔﻲ ..ﻗﺪ ﺝﺌﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮة ﻋﻦ اﻟﻌﻤﺮ ﺑﻌﻤﺮ.ﻗﺎﻟﺖ: آﻢ ﻳﻠﺰﻣﻨﻲ إذن ﻟﺘﻐﻔﺮ ﻟﻲ؟ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل ذﻟﻚ اﻟﻌﻤﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ!ﻼ ﻟﻲ. وﺝﻠﺲ اﻟﻴﺎﺱﻤﻴﻦ ﻣﻘﺎﺑ ً ﻞ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ..ﻋﻄﺮًا أﻗﻞ! ﻳﺎ ﻳﺎﺱﻤﻴﻨﺔ ﺕﻔﺘﺤﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ ..ﻋﻄﺮًا أﻗ ّ ن ﻟﻠﺬاآﺮة ﻋﻄﺮًا أﻳﻀًﺎ ..هﻮ ﻋﻄﺮ اﻟﻮﻃﻦ. ﻟﻢ أآﻦ أﻋﺮف أ ّ ﻣﺮﺕﺒﻜًﺎ ﺝﻠﺲ اﻟﻮﻃﻦ وﻗﺎل ﺑﺨﺠﻞ: ﻋﻨﺪك آﺄس ﻣﺎء ..ﻳﻌﻴﺸﻚ؟وﺕﻔﺠﺮت ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻳﻨﺎﺑﻴﻊ داﺧﻠﻲ. ﻚ.. ﻼﻟ ِ ﻚ ..ودﻋﻲ ﻟﻲ ﻣﻜﺎﻥًﺎ هﻨﺎ ﻣﻘﺎﺑ ً ﻞ هﺬا اﻟﺤﻨﻴﻦ ﻟ ِ ارﺕﻮي ﻣﻦ ذاآﺮﺕﻲ ﺱﻴﺪﺕﻲ ..ﻓﻜ ّ أﺣﺘﺴﻴﻚ آﻤﺎ ﺕُﺤﺘﺴﻰ ،ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻞ ،ﻗﻬﻮة ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﻴﺔ. أﻣﺎم ﻓﻨﺠﺎن ﻗﻬﻮة ..وزﺝﺎﺝﺔ آﻮآﺎ ﺝﻠﺴﻨﺎ .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻨﺎ اﻟﻈﻤﺄ ﻥﻔﺴﻪ ..وﻟﻜﻦ آﺎﻥﺖ ﻟﻨﺎ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻥﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ. ﻗﺎﻟﺖ ﻣﻌﺘﺬرة: ﻀ ﻠﺖ أﻥﺎ ﻟﻢ أﺣﻀﺮ اﻟﺒﺎرﺣﺔ ،ﻷﻥﻨﻲ ﺱﻤﻌﺖ ﻋﻤّﻲ ﻳﺘﺤﺪث ﻟﺸﺨﺺ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺎﺕﻒ وﻳﺘﻔﻖ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ زﻳﺎرﺕﻚ ،ﻓﻔ ّأن أؤﺝّﻞ زﻳﺎرﺕﻲ ﻟﻚ إﻟﻰ اﻟﻴﻮم ﺣﺘﻰ ﻻ أﻟﺘﻘﻲ ﺑﻬﻤﺎ.. أﺝﺒﺘﻚ وأﻥﺎ أﺕﺄﻣﻠﻚ ﺑﺴﻌﺎدة ﻣﻦ ﻳﺮى ﻥﺠﻤﻪ اﻟﻬﺎرب أﺧﻴﺮًا أﻣﺎﻣﻪ: ﺧﻔﺖ أﻻ ﺕﺄﺕﻲ أﺑﺪًا..ﺙﻢ أﺽﻔﺖ: ن اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻥﺮﻳﺪهﺎ ﺕﺄﺕﻲ ﻣﺘﺄﺧﺮة داﺉﻤًﺎ! أﻣّﺎ اﻵن ﻓﻴﺴﻌﺪﻥﻲ أﻥﻨﻲ اﻥﺘﻈﺮﺕﻚ ﻳﻮﻣًﺎ ﺁﺧﺮ ،إ ّﺕﺮاﻥﻲ ﻗﻠﺖ وﻗﺘﻬﺎ أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻗﻮﻟﻪ؟ ﺖ وآﺄﻥ ﻚ ﺕﺮﻳ ﺪﻳﻦ آﺴ ﺮ اﻟﺼ ﻤﺖ ،أو إﺙ ﺎرة ﺱ ﺎد ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻤﺖ ﺑﻴﻨﻨ ﺎ وارﺕﺒ ﺎك اﻻﻋﺘ ﺮاف اﻷول ..ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ُﻗﻠ ِ ﻓﻀﻮﻟﻲ: ٤٤
آﺎن أﻥﺎ! وﻟﻜﻨﻨﻲ وﺝﺪت ﺁﻥﺬاك ﻓﻲ ﻓﺮﺣﺘﻪ ﻋﺰاﺉﻲ ..وﻓﻲ اﺣﺘﻀﺎﻥﻪ ﻟﻲ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻌﻨﻔﻮان اﻷول اﻟﺬي ﺝﻤﻌﻨﺎ ﻳﻮﻣ ﺎً ،ﻣﻜﺎﻓ ﺄة ﻟﻠ ﺬاآﺮة ووهﻤًﺎ ﻣﺎ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥﻴﺔ إﻳﻘﺎظ ذﻟﻚ اﻟﺮﺝﻞ اﻵﺧﺮ داﺧﻠﻪ. هﺎ هﻮ ﺱﻲ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻌ ﺪ ﺱ ﻨﻮات ،ﻳﺘﺄﻣ ﻞ ﻟﻮﺣ ﺔ ﻟ ﻲ وأﺕﺄﻣﻠ ﻪ .ﻟﻘ ﺪ ﻣ ﺎت ﻓﻴ ﻪ اﻟﺮﺝ ﻞ »اﻵﺧ ﺮ« ..ﻓﻜﻴ ﻒ راهﻨ ﺖ ﻳﻮﻣ ًﺎ ﻋﻠﻴﻪ؟ ي ﺙﻤﻦ ﻣﻘﺎﺑﻠﻬﺎ .ﻓﻤﻦ اﻟﻤﻌﺮوف ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻠﺤﻈﺔ ،ﻻ ﺷﻲء ﻳﻌﻨﻴﻪ ﺱﻮى اﻣﺘﻼك ﻟﻮﺣﺔ ﻟﻲ؛ ورﺑﻤﺎ آﺎن ﻣﺴﺘﻌﺪًا أن ﻳﺪﻓﻊ أ ّ ﻋﻨﻪ أﻥﻪ ﻻ ﻳﺤﺴﺐ آﺜﻴﺮًا ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤ ﺎﻻت ،ﻣﺜﻠ ﻪ ﻣﺜ ﻞ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺴﻴﺎﺱ ﻴﻴﻦ واﻷﺙﺮﻳ ﺎء اﻟﺠﺰاﺉ ﺮﻳﻴﻦ اﻟﺠ ﺪد اﻟ ﺬﻳﻦ ﺷ ﺎﻋﺖ وﺱﻄﻬﻢ ﻋﺪوى اﻗﺘﻨﺎء اﻟﻠﻮﺣﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ ،ﻷﺱ ﺒﺎب ﻻ ﻋﻼﻗ ﺔ ﻟﻬ ﺎ ﻏﺎﻟﺒ ًﺎ ﺑ ﺎﻟﻔﻦّ ،وإﻥﻤ ﺎ ﺑﻌﻘﻠﻴ ﺔ ﺝﺪﻳ ﺪة ﻟﻠﻨﻬ ﺐ اﻟﻔﻨ ّ ﻲ أﻳﻀ ًﺎ.. وﺑﻬﺎﺝﺲ اﻻﻥﺘﺴﺎب ﻟﻠﻨﺨﺒﺔ. ورﺑﻤﺎ آﺎن أآﺜﺮ ﺱﺨﺎ ًء ﻣﻌﻲ أﻥﺎ ﺑﺎﻟﺬات ،ﻟﻸﺱﺒﺎب ﻥﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺕﺠﻌﻠﻨﻲ اﻟﻴﻮم أآﺜﺮ رﻓﻀًﺎ ﻟﻪ. ﻟﻘﺪ ﻗﺮّر أن ﻳﺴﺘﺒﺪل ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺒﻄﺎﻗﺔ اﻟﻤﻬﺘﺮﺉﺔ ،ﻟﻮﺣﺔ )أآﻮارﻳﻞ( ﻳﻔ ﺎﺧﺮ ﺑﻬ ﺎ ..ﻓﻬ ﻞ ﻳﺘﺴ ﺎوى اﻟ ﺪم ﺑ ﺎﻷﻟﻮان اﻟﻤﺎﺉﻴ ﺔ ..وﻟ ﻮ ﺑﻌﺪ رﺑﻊ ﻗﺮن! ﺱﻌﺪت ﺑﻌﺪهﺎ وأﻥﺎ أﺕﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ وﻣﻦ ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ دون أن ﻳﺄﺧﺬا ﻋﻠﻰ ﺧﺎﻃﺮهﻤﺎ ..ودون أن أﺕﻨ ﺎزل ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ اﻟﻤﺒ ﺪأ اﻟﺬي ﺣﺪث أن ﺝﻌﺖ ﺑﺴﺒﺒﻪ .ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻲ أن ﺁآﻞ ﻣﻦ اﻟﺨﺒﺰ اﻟﻤﻠﻮّث .هﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻮﻟﺪون هﻜﺬا ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺤﺴﺎﺱ ﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻞ ﻣﺎ هﻮ ﻗﺬر! ﺷﻔﺎء ﻣﻨﻬﺎ ﺕﺠﺎﻩ آ ّ آﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ .أرﻳﺪ أن أﻥﺘﻬﻲ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ..ﺧﺸﻴﺔ أن ﺕﺄﺕﻲ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ وﻳﻜﻮﻥﺎ هﻨﺎك. ﻞ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺴ ﻨﻮات ..وﺑ ﻴﻦ ه ﺎﺝﺲ وآﻨ ﺖ ﻗﻠﻘ ًﺎ وﻣﺒﻌﺜ ﺮًا ﺑ ﻴﻦ اﻷﺣﺎﺱ ﻴﺲ اﻟﺘ ﻲ اﺱ ﺘﺪرﺝﺘﻨﻲ إﻟﻴﻬ ﺎ ﺱ ﻲ ﻣﺼ ﻄﻔﻰ ﺑﻌ ﺪ آ ّ ﻗﺪوﻣﻚ ،اﻟﺬي أرهﻘﻨﻲ اﻥﺘﻈﺎرﻩ ﻣﻨﺬ أﻳﺎم ..وﻟﻜﻨﻚ ﻟﻢ ﺕﺄﺕﻲ ..ﻻ أﺙﻨﺎء ذﻟﻚ وﻻ ﺑﻌﺪﻩ. ﻞ ﺕﻠﻚ اﻟﻜﺂﺑﺔ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ؟ ﻲآّ ﻣﻦ أﻳﻦ هﺠﻤﺖ ﻋﻠ ّ ﻲ ﺕﻘ ﻮداﻥﻨﻲ ﺑﺨﻄ ﻰ ﻣﺜﻘﻠ ﺔ ،ﻣﺤﺒﻄ ﺔ ،إﻟ ﻰ اﻟﺒﻴ ﺖ ،ﺑﻌ ﺪﻣﺎ آﺎﻥﺘ ﺎ ﻗ ﺪ ﺣﻤﻠﺘ ﺎﻥﻲ إﻟ ﻰ هﻨ ﺎ ،ﻋﻠ ﻰ أﺝﻨﺤ ﺔ اﻟﺸ ﻮق وإذا ﺑﻘ ﺪﻣ ّ اﻟﺠﺎرف. ﻣﺎذا ﻟﻮ ﻟﻢ أرك ﻣﺮّة أﺧﺮى ..ﻟﻮ اﻥﺘﻬﻰ ذﻟﻚ اﻟﻤﻌﺮض وﻟﻢ ﺕﻌﻮدي؟. ﻣﺎذا ﻟﻮ آﺎن ﺣﺪﻳﺜﻚ ﻋﻦ زﻳﺎرﺕﻚ اﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻣﺠﺮد ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ ،أﺧﺬﺕﻬﺎ أﻥﺎ ﻣﺄﺧﺬ اﻟﺠﺪ؟ آﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻲ وﻗﺘﻬﺎ أن أﻃﺎرد ﻥﺠﻤﻚ اﻟﻤﺬﻥّﺐ اﻟﻬﺎرب؟ وﺣﺪهﺎ ﺕﻠﻚ اﻟﺒﻄﺎﻗﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﻄﺎﻥﻲ إﻳّﺎهﺎ ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ وهﻮ ﻳﻮدّﻋﻨﻲ آﺎﻥﺖ ﺕﺒﻌﺚ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ اﻷﻣ ﻞ ﻓ ﻲ ﻥﻔﺴ ﻲ .ﻓﻘ ﺪ آﻨ ﺖ ﻦ اﻟﺤ ﺐ أﻋﺮف أﺧﻴﺮًا اﻷرﻗﺎم اﻟﺴ ﺮﻳﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺕﻮﺹ ﻠﻨﻲ إﻟﻴ ﻚ ،ﻓﻨﻤ ﺖ وأﻥ ﺎ أﺧﻄ ﻂ ﻟﻤﺒ ﺮر ه ﺎﺕﻔﻲ ﻗ ﺪ ﻳﺠﻤﻌﻨ ﻲ ﺑ ﻚ .وﻟﻜ ّ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺕﻲ ﻻ ﻳﺒﺤﺚ ﻟﻪ ﻋﻦ ﻣﺒﺮر ،وﻻ ﻳﺄﺧ ﺬ ﻟ ﻪ ﻣﻮﻋ ﺪًا ..وﻟ ﺬا ﻣ ﺎ آ ﺪت ﻓ ﻲ اﻟﻴ ﻮم اﻟﺘ ﺎﻟﻲ أدﺧ ﻞ اﻟﻘﺎﻋ ﺔ وأﺝﻠ ﺲ ﻓ ﻲ اﻟﺼﺎﻟﻮن ﻷﻃﺎﻟﻊ ﺝﺮﻳﺪﺕﻲ ،ﺣﺘﻰ رأﻳﺘﻚ ﺕﺪﺧﻠﻴﻦ. آﻨﺖ ﺕﺘﻘﺪﻣﻴﻦ ﻥﺤﻮي ،وآﺎن اﻟﺰﻣﻦ ﻳﺘﻮﻗﻒ اﻥﺒﻬﺎرًا ﺑﻚ. ﺐ اﻟﺬي ﺕﺠﺎهﻠﻨﻲ آﺜﻴﺮًا ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ..ﻗﺪ ﻗﺮر أﺧﻴﺮًا أن ﻳﻬﺒﻨﻲ أآﺜﺮ ﻗﺼﺼﻪ ﺝﻨﻮﻥًﺎ.. وآﺎن اﻟﺤ ّ ٤٣
ﻻ أﺑ ﺪًا ..وﻟﻜ ﻦ ﻟ ﻴﺲ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻬﻞ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﺨﺺ ﺱ ﻜﻨﺘﻪ اﻟﻐﺮﺑ ﺔ أن ﻳﺠﻤ ﻊ أﺷ ﻴﺎءﻩ هﻜ ﺬا وﻳﻌ ﻮد ..ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ»اﻟﻤﻨﻔﻰ ﻋﺎدة ﺱﻴّﺌﺔ ﻳﺘﺨﺬهﺎ اﻹﻥﺴﺎن« وﻗﺪ أﺹﺒﺤﺖ ﻟﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺎدة ﺱﻴﺌﺔ هﻨﺎ.. ﺽﺤﻜﻨﺎ ..وﺕﺸﻌّﺐ ﺑﻨﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﻣﻮاﺽﻴﻊ أﺧﺮى ﺕﻄﺮﻗﻨﺎ إﻟﻴﻬﺎ ﻋﺒﻮرًا وﻣﺠﺎﻣﻠﺔ ﻓﻘﻂ.. وآﺎن ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺘﻮﻗّﻔﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أﻣﺎم إﺣﺪى اﻟﻠﻮﺣﺎت وهﻤﺎ ﻳﻘﻮﻣ ﺎن ﺑﺠﻮﻟ ﺔ ﻟﻤﺸ ﺎهﺪة اﻟﻤﻌ ﺮض .ﻷﻓﻬ ﻢ ﺱ ّﺮ زﻳ ﺎرة ﺱ ﻲ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻟﻤﻌﺮﺽﻲ ،واﻟﺘﻲ ﺕﻌﻮد ﻟﻜﻮﻥﻪ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺸﺘﺮي ﻟﻮﺣﺔ أو ﻟﻮﺣﺘﻴﻦ ﻣﻨّﻲ .ﻗﺎل: أرﻳﺪ أن أﺣﺘﻔﻆ ﻣﻨﻚ ﺑﺸﻲء ﻟﻠﺬآﺮى ..أﻻ ﺕﺬآﺮ أﻥﱠﻚ ﺑﺪأت اﻟﺮﺱﻢ ﻳﻮم آﻨّﺎ ﻣﻌ ًﺎ ﻓ ﻲ ﺕ ﻮﻥﺲ؟ ﻣﺎزﻟ ﺖ أذآ ﺮ ﺣ ﱠﺘ ﻰﻟﻮﺣﺎﺕﻚ اﻷوﻟﻰ ..ﻟﻘﺪ آﻨﺖ أول ﻣﻦ أرﻳﺘﻪ ﻟﻮﺣﺎﺕﻚ وﻗﺘﻬﺎ ..هﻞ ﻥﺴﻴﺖ؟ ﺲ ..وآﻢ آﻨﺖ أﺕﻤﻨﻰ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ﻟﻮ أﺱﺘﻄﻴﻊ ذﻟﻚ .ﺷﻌﺮت ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻹﺣﺮاج وهﻮ ﻳﺴﺘﺪرﺝﻨﻲ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة.. ﻻ ﻟﻢ أﻥ َ آﺎن ﺱﻲ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺹﺪﻳﻘًﺎ ﻣﺸﺘﺮآًﺎ ﻟﻲ وﻟﺴﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻣﻨﺬ أﻳﺎم اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ .ﻓﻘﺪ آﺎن ﺽﻤﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﺕﻌﻤ ﻞ ﺕﺤﺖ ﻗﻴﺎدة ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ .ﺑﻞ ،وآﺎن واﺣﺪًا ﻣﻦ اﻟﺠﺮﺣﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻥﻘﻠﻮا ﻣﻌﻲ ﻟﻠﻌﻼج إﻟﻰ ﺕﻮﻥﺲ ،ﺣﻴﺚ ﻗﻀﻰ ﺙﻼﺙﺔ أﺷ ﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻋﺎد ﺑﻌﺪهﺎ إﻟﻰ اﻟﺠﺒﻬﺔ ،ﻟﻴﺒﻘﻰ ﺣﺘﻰ اﻻﺱﺘﻘﻼل ﻓﻲ ﺹﻔﻮف ﺝﻴﺶ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ،وﻳﻌﻮد ﺑﺮﺕﺒﺔ راﺉﺪ. ﻦ ﻟ ﻪ اﺣﺘﺮاﻣ ًﺎ وو ّدًا آﺒﻴ ﺮﻳﻦ .ﺙ ﻢ ﺕﻼﺷ ﻰ ﺕ ﺪرﻳﺠﻴًﺎ آﺎن ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺑﺸﻬﺎﻣﺔ وأﺧﻼق ﻥﻀﺎﻟﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴ ﺔ .وآﻨ ﺖ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺎﺽ ﻲ أآ ﱡ رﺹ ﻴﺪﻩ ﻋﻨ ﺪي ..آﻠﻤ ﺎ اﻣ ﺘﻸ رﺹ ﻴﺪﻩ اﻵﺧ ﺮ ﺑ ﺄآﺜﺮ ﻣ ﻦ ﻃﺮﻳﻘ ﺔ وأآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻋﻤﻠ ﺔ ،ﻣﺜﻠ ﻪ ﻣﺜ ﻞ ﻣ ﻦ ﺱ ﺒﻘﻮﻩ إﻟ ﻰ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻤﻨﺎﺹﺐ اﻟﺤﻠﻮب اﻟﺘﻲ ﺕﻨﺎوب ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺘﻘﺴﻴﻢ ﻣﺪروس ﻟﻠﻮﻟﻴﻤﺔ.. وﻟﻜﻦ آﺎن أﻣﺮﻩ هﻮ ﺑﺎﻟﺬات ﻳﻌﻨﻴﻨﻲ وﻳﺤﺰﻥﻨﻲ .ﻓﻘﺪ آﺎن رﻓﻴﻖ ﺱﻼﺣﻲ ﻟﺴﻨﺘﻴﻦ آ ﺎﻣﻠﺘﻴﻦ ..وآ ﺎن ﺑﻴﻨﻨ ﺎ ﺕﻔﺎﺹ ﻴﻞ ﺹ ﻐﻴﺮة ﺝﻤﻌﺘﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺽﻲ وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺬاآﺮة رﻏﻢ آ ّ ﻞ ﺷﻲء أن ﺕﺘﺠﺎهﻠﻬﺎ. ﻞ أآﺜﺮ ﺕﻠﻚ اﻟﺘﻔﺎﺹﻴﻞ ﺕﺄﺙﻴﺮاً ،ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺼﺎدﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﺝﻌﻠﺖ اﻟﻤﻤﺮﱢﺽﺔ ﻓﻲ ﺕﻮﻥﺲ ﺕﻌﻄﻴﻨﻲ وأﻥﺎ أﻏﺎدر اﻟﻤﺴﺘﺸ ﻔﻰ ﺙﻴﺎﺑ ﻪ ﻟﻌ ّ اﻟﺘﻲ وﺹﻞ ﺑﻬﺎ ،واﻟﺘﻲ ﺝﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ دﻣﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﺪّة أﻳّﺎم. آﺎن ﻓﻲ ﺝﻴﺐ ﺱﺘﺮﺕﻪ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺕﻌﺮﻳﻔﻪ اﻟﺘﻲ ﺕﻜﺎد ﻻ ﺕﻘﺮأ ،ﻣﻦ ﺁﺙ ﺎر ﺑﻘ ﻊ اﻟ ﺪم ﻋﻠﻴﻬ ﺎ .واﻟﺘ ﻲ اﺣﺘﻔﻈ ﺖ ﺑﻬ ﺎ ﻷﻋﻴ ﺪهﺎ إﻟﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ..وﻟﻜﻨﻪ ﻋﺎد ﺑﻌﺪ ذﻟ ﻚ إﻟ ﻰ اﻟﺠﺒﻬ ﺔ دون أن ﻳ ﺪري ﺣﺘ ﻰ أﻥﻬ ﺎ آﺎﻥ ﺖ ﻓ ﻲ ﺣ ﻮزﺕﻲ ،ورﺑﻤ ﺎ دون أن ﻳﺴ ﺄل ﻋﻨﻬﺎ .ﻓﻘﺪ آﺎن ذاهﺒًﺎ إﻟﻰ ﻣﻜﺎن ﻻ ﻳﺤﺘﺎج ﻓﻴﻪ إﻟﻰ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺕﻌﺮﻳﻒ. ﺱﻨﺔ ١٩٧٣ﻋﺜﺮت ﻣﺼﺎدﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺕﻠﻚ اﻟﺒﻄﺎﻗﺔ ﺽﻤﻦ أوراﻗﻲ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ .وآﻨﺖ ﺁﻥﺬاك أﺝﻤﻊ أﺷﻴﺎﺉﻲ اﺱﺘﻌﺪادًا ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ.. ن ﺕﻠﻚ اﻟﻬﻮﻳﺔ ﻟﻢ ﺕﻌﺪ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ هﻮﻳﺘﻪ .وﻟﻜﻨﻨﻲ آﻨ ﺖ أرﻳ ﺪ ﺕﺮدّدت ﺑﻴﻦ أن أﺣﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ أو أﻋﻴﺪهﺎ إﻟﻴﻪ ،ﻓﻘﺪ آﻨﺖ أدري أ ﱠ ي ﺕﻌﻠﻴﻖ. أن أواﺝﻬﻪ ﺑﺎﻟﺬاآﺮة ..دون أ ّ ورﺑﻤﺎ آﻨﺖ أرﻳﺪ آﺬﻟﻚ وأﻥﺎ ﻋﻠﻰ أﺑﻮاب اﻟﻤﻨﻔﻰ أن أﻥﻬﻲ ﻋﻼﻗﺎﺕﻲ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺒﻄﺎﻗﺔ اﻟﺘﻲ راﻓﻘﺘﻨﻲ ﻣﻨﺬ ١٩٧٥ﻣﻦ ﺑﻠ ﺪ إﻟ ﻰ ﺁﺧﺮ ،وآﺄﻥﻨﻲ أﻥﻬﻲ ﻋﻼﻗﺎﺕﻲ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ ،وأﺽﻌﻪ أﺧﻴﺮًا هﻮ وأﺷﻴﺎءﻩ ﺧﺎرج اﻟﺬاآﺮة.. ﻳﻮﻣﻬ ﺎ ده ﺶ ﺱ ﻲ ﻣﺼ ﻄﻔﻰ وأﻥ ﺎ أﺧ ﺮج ﻣ ﻦ ﺝﻴ ﺐ ﺱ ﺘﺮﺕﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺒﻄﺎﻗ ﺔ وأﺽ ﻌﻬﺎ أﻣﺎﻣ ﻪ ،ﺑﻌ ﺪ ﺱ ﺖ ﻋﺸ ﺮة ﺱ ﻨﺔ. أهﻮ اﻟﺬي ارﺕﺒﻚ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ..أم أﻥﺎ؟ ي ﺷﻌﺮت ﻓﺠﺄة وأﻥﺎ أﻥﻔﺼﻞ ﻋﻨﻬﺎ أﻥﻨﻲ أﻋﻄﻴﺘﻪ ﺷﻴﺌًﺎ آﺎن ﻣﻠﺘﺼﻘًﺎ ﺑﺼ ﺪري؛ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻣ ّﻨ ﻲ ،رﺑﻤ ﺎ ذراﻋ ﻲ اﻷﺧ ﺮى ،أو أ ّ ﺷﻲء آﺎن ﻟﻲ.. ٤٢
ﻓﺎﺑﺘﺴﻤﺖ ﻟﻬﺎ ﺑﺘﻮاﻃﺆ. إﻥﻨﺎ ﻥﻔﻬﻢ ﺑﻌﻀﻨﺎ أﻥﺎ وهﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺔ »اﻟﺒﻠﺪي ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﻤﺰة!« وآﺎﻥﺖ ﻟﻮﺣﺔ ﺑﻠﺪﻳّﺔ ﻣﻜﺎﺑﺮة ﻣﺜﻞ ﺹﺎﺣﺒﻬﺎ ،ﻋﺮﻳﻘﺔ ﻣﺜﻠﻪ ،ﺕﻔﻬﻢ ﺑﻨﺼﻒ ﻏﻤﺰة! رﺣﺖ ﺑﻌﺪهﺎ أﺕﻠﻬّﻰ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻤﺸﺎﻏﻞ اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﻣﺆﺝّﻠﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺎرﺣﺔ .ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﺜﻞ أﺧﺮى ﻟﻜﺴﺐ اﻟﻮﻗ ﺖ ،واﻟﺘﻔ ﺮّغ ﻟ ﻚ ﻲ ﻳﻼﺣﻘﻨﻲ أﺙﻨﺎء ذﻟﻚ ،ﻟﻴﺬآﺮﻥﻲ أﻥﻚ ﺱﺘﺄﺕﻴﻦ ،وﻳﻤﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﺮآﻴﺰ ﻋﻠﻰ أي ﺷﻲء. ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ .وآﺎن ﺹﻮت داﺧﻠ ّ ﺱﺘﺄﺕﻲ.. ت. ﺱﺘﺄﺕﻲ ..ردّد اﻟﺼﻮت ﺱﺎﻋﺔ وﺱﺎﻋﺘﻴﻦ وأآﺜﺮ ..وﻣ ّﺮ ﺹﺒﺢ وﻣ ّﺮ ﻣﺴﺎء وﻟﻢ ﺕﺄ ِ ﺣﺎوﻟﺖ أن أﻥﺸﻐﻞ ﺑﻠﻘﺎءات وﺕﻔﺎﺹﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﺔ آﺜﻴﺮة ،ﺣﺎوﻟﺖ أن أﻥﺴﻰ أﻥﻨﻲ هﻨﺎ ﻻﻥﺘﻈﺎرك.. ﻗﺎﺑﻠﺖ ﺹﺤﺎﻓﻴًﺎ وﺕﺤﺪﺙﺖ ﻵﺧﺮ دون أن ﺕﻔﺎرق ﻋﻴﻨﺎي اﻟﺒﺎب .آﻨﺖ أﺕﺮﻗّﺒﻚ ﻓﻲ آﻞ ﺧﻄﻮة.. وآﻠﻤﺎ ﺕﻘﺪّم اﻟﻮﻗﺖ زاد ﻳﺄﺱﻲ. وﻓﺠﺄة ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎب ﻟﻴﺪﺧﻞ ﻣﻨﻪ ..ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ! ﻥﻬﻀﺖ إﻟﻴﻪ ﻣﺴﻠّﻤًﺎ وأﻥﺎ أﺧﻔﻲ ﻋﻨ ﻪ دهﺸ ﺘﻲ .ﺕ ﺬآﱠﺮت أﻏﻨﻴ ﺔ ﻓﺮﻥﺴ ﻴﺔ ﻳﻘ ﻮل ﻣﻄﻠﻌﻬ ﺎ »أردت أن أرى أﺧﺘ ﻚ ..ﻓﺮأﻳ ﺖ أﻣّﻚ آﺎﻟﻌﺎدة.«.. ع اﻟﺴﻼﻣﺔ ﻳﺎ ﺱﻴﺪي ..ﻋﺎش ﻣﻦ ﺷﺎﻓﻚ!ﻗﺎﻟﻬﺎ وهﻮ ﻳﺤﺘﻀﻨﻨﻲ وﻳﺴﻠّﻢ ﻋﻠ ّ ﻲ ﺑﺤﺮارة .وأﻋﺘﺮف ﺑﺮﻏﻢ ﺧﻴﺒﺘ ﻲ أﻥ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﺤ ﺪث أن ﺷ ﻌﺮت ﺑﺴ ﻌﺎدة وأﻥ ﺎ أﺱ ﻠّﻢ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻣﺜﻞ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺮة. وﻗﺒﻞ أن أﺱﺄﻟﻪ ﻋﻦ أﺧﺒﺎرﻩ ﻗﺎل وهﻮ ﻳﻘﺪّم ﻟﻲ ذﻟﻚ اﻟﺼﺪﻳﻖ اﻟﻤﺸﺘﺮك اﻟﺬي آﺎن ﻳﺮاﻓﻘﻪ: ﺷﻔﺖ ﺷﻜﻮن ﺝﺒﺘﻠﻚ ﻣﻌﺎيَ؟ﺹﺤﺖ وأﻥﺎ أﻥﺘﻘﻞ ﻣﻦ دهﺸﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى: أه ًﻼ ﺱﻲ ﻣﺼﻄﻔﻰ واش راك ..واش هﺎذ اﻟﻄﻠﺔ.. ﻗﺎل ﺑﻤﻮدة وهﻮ ﻳﺤﺘﻀﻨﻨﻲ ﺑﺪورﻩ: واش ﺁﺱﻴﺪي ..ﻟﻮ آﺎن ﻣﺎ ﻥﺠﻴﻮآﺶ ﻣﺎ ﻥﺸﻮﻓﻮآﺶ وإﻻ آﻴﻔﺎش؟ن ﻓﻲ ﻣﺮاﻓﻘ ﺔ ﺱ ﻲ اﻟﺸ ﺮﻳﻒ ﻟ ﻪ وﻓ ﻲ ﻣﺒﺎﻟﻐﺘ ﻪ ﻓ ﻲ ﺕﻜﺮﻳﻤ ﻪ رﺣﺖ أﺝﺎﻣﻠﻪ .وأﺱﺄﻟﻪ ﺑﺪوي ﻋﻦ أﺧﺒﺎرﻩ وإن آﻨﺖ أدري أ ّ ﻼ ﻋﻠﻰ أﻥﻪ ﻣﺮﺷﺢ ﻟﻤﻨﺼﺐ وزاري ﻣﺎ آﻤﺎ ﺕﻘﻮل اﻹﺷﺎﻋﺎت. دﻟﻴ ً ﻋﺎﺕﺒﻨﻲ ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﺑﻮ ّد أﺣﺴﺴﺘﻪ ﺹﺎدﻗًﺎ: ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ ..أﻳﻌﻘ ﻞ أن ﻥﺴ ﻜﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻣﻌ ًﺎ دون أن ﺕﻔ ّﻜ ﺮ ﻓ ﻲ زﻳ ﺎرﺕﻲ ﻣ ﺮّة واﺣ ﺪة؟ .أﻥ ﺎ هﻨ ﺎ ﻣﻨ ﺬ ﺱ ﻨﺘﻴﻦوﻋﻨﻮاﻥﻲ ﻣﻌﺮوف ﻋﻨﺪك. ﺕﺪﺧّﻞ ﺱﻲ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻟﻴﻀﻴﻒ ﺑﺘﻠﻤﻴﺢ ﺱﻴﺎﺱﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺰاح واﻟﺠﺪ: واش راك ﻣﻘﺎﻃﻌﻨﺎ ..وإﻻ آﻴﻔﺎش هﺎذا اﻟﻐﻴﺒﺔ..؟أﺝﺒﺘﻪ ﺑﺼﺪق: ٤١
ﻓﻼ أﺝﻤﻞ ﻣﻦ أن ﺕﻠﺘﻘﻲ ﺑﻀﺪك ،ﻓﺬﻟﻚ وﺣﺪﻩ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ أن ﻳﺠﻌﻠﻚ ﺕﻜﺘﺸﻒ ﻥﻔﺴﻚ .وأﻋﺘﺮف أﻥﻨﻲ ﻣﺪﻳﻦ ﻟﻜﺎﺕﺮﻳﻦ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اآﺘﺸﺎﻓﺎﺕﻲ ،ﻓﻼ ﺷﻲء آﺎن ﻳﺠﻤﻌﻨﻲ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﺱﻮى ﺷﻬﻮﺕﻨﺎ اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ وﺣﺒﻨﺎ اﻟﻤﺸﺘﺮك ﻟﻠﻔﻦ. وآﺎن آﺎﻓﻴًﺎ ﻟﻨﻜﻮن ﺱﻌﻴﺪﻳﻦ ﻣﻌًﺎ. ﺕﻌﻮدﻥ ﺎ ﻣ ﻊ ﻣ ﺮور اﻟ ﺰﻣﻦ أﻻ ﻥ ﺰﻋﺞ ﺑﻌﻀ ﻨﺎ ﺑﺎﻷﺱ ﺌﻠﺔ وﻻ ﺑﺎﻟﺘﺴ ﺎؤﻻت .ﻓ ﻲ اﻟﺒ ﺪء ﺕﺄﻗﻠﻤ ﺖ ﺑﺼ ﻌﻮﺑﺔ ﻣ ﻊ ه ﺬا اﻟ ﻨﻤﻂ اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ اﻟﺬي ﻻ ﻣﻜﺎن ﻓﻴﻪ ﻟﻠﻐﻴﺮة وﻻ ﻟﻼﻣﺘﻼك. ﺙ ﱠﻢ وﺝﺪت ﻓﻴﻪ ﺣﺴﻨﺎت آﺜﻴﺮة ،أهﻤﻬﺎ اﻟﺤ ّﺮﻳّﺔ ..وﻋﺪم اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺸﻲء ﺕﺠﺎﻩ أﺣﺪ.. آﺎن ﻳﺤﺪث أن ﻥﻠﺘﻘﻲ ﻣﺮّة ﻓﻲ اﻷﺱﺒﻮع ،آﻤﺎ ﻳﺤﺪث أن ﺕﻤ ّﺮ ﻋﺪة أﺱﺎﺑﻴﻊ ﻗﺒﻞ أن ﻥﻠﺘﻘﻲ ..وﻟﻜ ﻦ آ ّﻨ ﺎ ﻥﻠﺘﻘ ﻲ داﺉﻤ ًﺎ ﺑﺸ ﻮق وﺑﺮﻏﺒﺔ ﻣﺸﺘﺮآﺔ. آﺎﻥﺖ آﺎﺕﺮﻳﻦ ﺕﻘﻮل» :ﻳﻨﺒﻐﻲ أﻻ ﻥﻘﺘﻞ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎدة« ،وﻟﻬ ﺬا أﺝﻬ ﺪت ﻥﻔﺴ ﻲ ﺣﺘ ﻰ ﻻ أﺕﻌ ﻮد ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ،وأن أآﺘﻔ ﻲ ﺑ ﺄن أآﻮن ﺱﻌﻴﺪًا ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﺄﺕﻲ ،وأن أﻥﺴﻰ أﻥﻬﺎ ﻣﺮّت ﻣﻦ هﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﺮﺣﻞ. ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺮة ﺣﺎوﻟﺖ أن أﺱﺘﺒﻘﻴﻬﺎ ﻟﻘﻀﺎء آ ّ ﻞ ﻥﻬﺎﻳﺔ اﻷﺱﺒﻮع ﻣﻌﻲ ،وﺱﻌﺪت أن ﺕﻘﺒﻞ ﻋﺮﺽﻲ ﺑﺤﻤﺎس. آﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﻊ أﺧﺎف أن أﺑﻘﻰ وﺣﻴﺪًا ﻣﻊ ﺱﺎﻋﺘﻲ اﻟﺠﺪارﻳﺔ ﻓﻲ اﻥﺘﻈﺎر ﻳﻮم اﻻﺙﻨﻴﻦ. ن آﺎﺕﺮﻳﻦ ﻇﻠّﺖ ﻣﻌﻲ ﺣﺘ ﻰ ﻋﺸ ﻴﺔ ﻳ ﻮم اﻷﺣ ﺪ ،ﻓ ﺈن اﻟﻮﻗ ﺖ ﺑ ﺪا ﻟ ﻲ ﻃ ﻮﻳﻼً ،ورﺑﻤ ﺎ ﺑ ﺪا ﻟ ﻲ أآﺜ ﺮ ﻷﻥﻬ ﺎ آﺎﻥ ﺖ ورﻏﻢ أ ّ ﻣﻌﻲ .ﻓﻘﺪ ﺑﺪأت ﻓﺠﺄة أﺱﺘﻌﺠﻞ ذهﺎﺑﻬﺎ وآﺄﻥﻨﻲ ﺱﺄﺧﻠﻮ ﺑﻚ ﻋﻨﺪ ذﻟﻚ. آﺎﻥﺖ أﻓﻜﺎري ﺕﺪور ﺣﻮل ﺱﺆال واﺣﺪ.. ﺺ ﻋﻠﻴ ﻚ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻘﺼ ﺔ اﻟﻌﺠﻴﺒ ﺔ، ﻣﺎذا أﻗﻮل ﻟﻚ ﻟﻮ اﻥﻔ ﺮدت ﺑ ﻚ ﻳ ﻮم اﻻﺙﻨ ﻴﻦ؟ ﻣ ﻦ أﻳ ﻦ أﺑ ﺪأ ﻣﻌ ﻚ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ..وآﻴ ﻒ أﻗ ّ ﻗﺼّﺘﻨﺎ؟ آﻴﻒ أﻏﺮﻳﻚ ﺑﺎﻟﻌﻮدة ﻣﻦ ﺝﺪﻳﺪ ﻟﺴﻤﺎع ﺑﻘﻴّﺘﻬﺎ؟ ﻀ ﻞ، ﺹﺒﺎح اﻻﺙﻨ ﻴﻦ ،ﻟﺒﺴ ﺖ ﺑ ﺪﻟﺘﻲ اﻷﺝﻤ ﻞ ﻟﻤﻮﻋ ﺪﻥﺎ اﻟﻤﺤﺘﻤ ﻞ .اﺧﺘ ﺮت ﺑ ﺬوق رﺑﻄ ﺔ ﻋﻨﻘ ﻲ .وﺽ ﻌﺖ ﻋﻄ ﺮي اﻟﻤﻔ ّ واﺕﺠﻬﺖ ﻥﺤﻮ ﻗﺎﻋﺔ اﻟﻤﻌﺮض ﻥﺤﻮ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة. آﺎن أﻣﺎﻣﻲ ﻣﺘﱠﺴﻊ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻷﺷﺮب ﻗﻬﻮﺕﻲ اﻟﺼﺒﺎﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﻬﻰ ﻣﺠﺎور .ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﻘ ﻞ أن ﺕ ﺄﺕﻲ ﻗﺒ ﻞ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺴ ﺎﻋﺔ، وﺣﺘﻰ اﻟﻘﺎﻋﺔ ﻥﻔﺴﻬﺎ ﻟﻢ ﺕﻜﻦ ﺕﻔﺘﺢ أﺑﻮاﺑﻬﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﺎﺷﺮة. ﻋﻨﺪﻣﺎ دﺧﻠﺖ اﻟﻘﺎﻋﺔ ،آﻨﺖ أول ﻣﻦ ﻳﻄﺄهﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺼﺒﺎح .آﺎن ﻓﻲ اﻟﺠﻮ ﺷ ﺤﻨﺔ ﻏﺎﻣﻀ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻜﺂﺑ ﺔ .ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ هﻨ ﺎك ي ﺽﻮء آﻬﺮﺑﺎﺉﻲ ﻳﻀﻲء اﻟﺴﻘﻒ. ﻣﻦ أﺽﻮاء ﻣﻮﺝﻬﺔ ﻥﺤﻮ اﻟﻠﻮﺣﺎت ،وﻻ أ ّ أﻟﻘﻴﺖ ﻥﻈﺮة ﺧﺎﻃﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪران. هﺎ هﻲ ﻟﻮﺣﺎﺕﻲ ﺕﺴﺘﻴﻘﻆ آﺎﻣﺮأة ،ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺼﺒﺎﺣﻴﺔ اﻟﻌﺎرﻳﺔ دون زﻳﻨﺔ وﻻ ﻣﺴﺎﺣﻴﻖ وﻻ »رﺕﻮش«. هﺎهﻲ اﻣﺮأة ﺕﺘﺜﺎءب ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪران ﺑﻌﺪ أﻣﺴﻴﺔ ﺹﺎﺧﺒﺔ. اﺕﺠﻬﺖ ﻥﺤﻮ ﻟﻮﺣﺘﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮة »ﺣﻨﻴﻦ« أﺕﻔﻘﺪهﺎ وآﺄﻥﻨﻲ أﺕﻔﻘﺪك. »ﺹﺒﺎح اﻟﺨﻴﺮ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ..آﻴﻒ أﻥﺖ ﻳﺎ ﺝﺴﺮي اﻟﻤﻌﻠﻖ ..ﻳﺎ ﺣﺰﻥﻲ اﻟﻤﻌﻠّﻖ ﻣﻨﺬ رﺑﻊ ﻗﺮن؟«. ﻲ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﺑﺼﻤﺘﻬﺎ اﻟﻤﻌﺘﺎد ،وﻟﻜﻦ ﺑﻐﻤﺰة ﺹﻐﻴﺮة هﺬﻩ اﻟﻤﺮّة. ردّت ﻋﻠ ّ ٤٠
ﻣﺘﻰ ﺱﺘﻌﺎﻣﻠﻨﻲ أﺧﻴﺮًا آﻠﻮﺣﺔ؟ﻗﻠﺖ وأﻥﺎ أﺽﺤﻚ ﻟﺴﺮﻋﺔ ﺑﺪاهﺘﻬﺎ ..وﻟﺸﻬﻴﺘﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺕﺸﺒﻊ: هﺬا اﻟﻤﺴﺎء إذا ﺷﺌﺖ..وﻋﻨﺪﻣﺎ أﺧﺬت آﺎﺕﺮﻳﻦ ﻣﻨّﻲ ﻣﻔﺎﺕﻴﺢ اﻟﺒﻴﺖ ،وﻃﺎرت آﻔﺮاﺷﺔ داﺧﻞ ﻓﺴﺘﺎﻥﻬﺎ اﻷﺹﻔﺮ ﻥﺤﻮ اﻟﺒﺎب. ﻗﺎﻟﺖ وآﺄﻥﻬﺎ ﺷﻌﺮت ﻓﺠﺄة ﺑﺎﻟﻐﻴﺮة ﻣﻦ آﻞ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺎت اﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺠ ﺪران ،واﻟﺘ ﻲ ﻣ ﺎ زال ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﺰوار ﻳﺘﺄﻣﻠﻮﻥﻬﺎ: أﻥﺎ ﻣﺘﻌﺒﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء ..ﺱﺄﺱﺒﻘﻚ.ﻲ أو ﺕﻐ ﺎر ﻣ ّﻨ ﻲ ..أم ﺝ ﺎءﺕﻨﻲ ﺑﺠ ﻮع ﻣﺴ ﺒﻖ؟ .آﺎﻟﻌ ﺎدة ،ﻟ ﻢ أآﺎﻥﺖ ﺣﻘًﺎ ﻣﺘﻌﺒﺔ إﻟﻰ هﺬا اﻟﺤﺪ ،أم أﺹﺒﺤﺖ ﻓﺠﺄة ﺕﻐﺎر ﻋﻠ ّ أﺣﺎول أن أﺕﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﻓﻬﻤﻬﺎ. آﻨﺖ أرﻳﺪ ﻓﻘﻂ أن أﺱﺘﻌﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﻷﻥﺴﻰ .آﻨﺖ ﺱﻌﻴﺪًا أن أﺧﺘﺼﺮ ﻣﻌﻬ ﺎ ﻳﻮﻣ ًﺎ أو ﻳ ﻮﻣﻴﻦ ﻣ ﻦ اﻻﻥﺘﻈ ﺎر ..اﻥﺘﻈ ﺎرك أﻥ ﺖ! ﻞ ﺕﻔﺎﺹﻴﻞ هﺬا اﻟﻤﻌﺮض. ﺐ ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﻮﺣﺪة ،واﻟﺮآﺾ ﻹﻋﺪاد آ ّ وآﻨﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﺝﺔ إﻟﻰ ﻟﻴﻠﺔ ﺣ ّ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻜﺎﺕﺮﻳﻦ ﺑﻌﺪ ﺱﺎﻋﺔ. ﻞ ﻣﺎ ﻋﺸﺘﻪ ﻣﻦ هﺰّات ﻥﻔﺴﻴﺔ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم. آﻨﺖ ﻣﺘﻌﺒًﺎ ﻷﺱﺒﺎب آﺜﻴﺮة .أﺣﺪهﺎ ﻟﻘﺎﺉﻲ اﻟﻌﺠﻴﺐ ﺑﻚ وآ ّ ﻗﺎﻟﺖ وهﻲ ﺕﻔﺘﺢ ﻟﻲ اﻟﺒﺎب: إﻥﻚ ﻟﻢ ﺕﺘﺄﺧﺮ آﺜﻴﺮًا..ﻗﻠﺖ وأﻥﺎ أداﻋﺒﻬﺎ: آﺎن ﻓﻲ ذهﻨﻲ ﻣﺸﺮوع ﻟﻮﺣﺔ ..ﻓﻌﺪت ﻣﺴﺮﻋًﺎ إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ ..اﻟﻮﺣﻲ ﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ آﺜﻴﺮًا آﻤﺎ ﺕﻌﻠﻤﻴﻦ!ﺽﺤﻜﻨﺎ.. آﺎن ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺕﻮاﻃﺆ ﺝﺴﺪي ﻣﺎ ،ﻳﺸﻴﻊ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺕﻠﻚ اﻟﺒﻬﺠﺔ اﻟﺜﻨﺎﺉﻴﺔ ،ﺕﻠﻚ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺴﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻥﻤﺎرﺱﻬﺎ دون ﻗﻴﻮد ..ﺑﺸ ﺮﻋﻴﺔ اﻟﺠﻨﻮن! وﻟﻜﻦ ﺷﻌﺮت ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ وهﻲ ﺝﺎﻟﺴﺔ ﻓﻲ اﻷرﻳﻜﺔ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻲ ﺕﺸﺎهﺪ اﻷﺧﺒﺎر ،وﺕﻠﺘﻬﻢ )ﺱﻨﺪوﻳﺘﺸًﺎ( أﺣﻀﺮﺕﻪ ﻣﻌﻬ ﺎ ،أﻥﻬ ﺎ اﻣﺮأة آﺎﻥﺖ داﺉﻤًﺎ ﻋﻠﻰ وﺷﻚ أن ﺕﻜﻮن ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ،وأﻥﻬﺎ هﺬﻩ اﻟﻤﺮّة _ آﺬﻟﻚ _ ﻟﻦ ﺕﻜﻮﻥﻬﺎ! إن اﻣﺮأة ﺕﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ »اﻟﺴﻨﺪوﻳﺘﺸﺎت« هﻲ اﻣﺮأة ﺕﻌﺎﻥﻲ ﻣﻦ ﻋﺠﺰ ﻋﺎﻃﻔﻲ ،وﻣﻦ ﻓﺎﺉﺾ ﻓﻲ اﻷﻥﺎﻥﻴ ﺔ ..وﻟ ﺬا ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬ ﺎ أن ﺕﻬﺐ رﺝ ً ﻼ ﻣﺎ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﻣﻦ أﻣﺎن. ﻟﻴﻠﺘﻬﺎ ،ادّﻋﻴﺖ أﻥﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﺝﺎﺉﻌًﺎ. ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ آﻨﺖ راﻓﻀًﺎ ورﺑﻤﺎ ﻋﺎﺝﺰًا ﻋﻦ اﻻﻥﺘﻤﺎء ﻟﺰﻣﻦ »اﻟﺴﻨﺪوﻳﺘﺸﺎت«. وﺑﺮﻏﻢ ذﻟﻚ.. ﺣﺎوﻟﺖ أﻻ أﺕﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺕﻠﻚ اﻟﺘﻔﺎﺹﻴﻞ اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﺕﺴﺘﻔ ّﺰ ﺑﺪاوﺕﻲ ﻓﻲ أول اﻷﻣﺮ. ﺕﻌﻮّدت ﻣﻨﺬ ﺕﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠ ﻰ آ ﺎﺕﺮﻳﻦ أﻻ أﺑﺤ ﺚ آﺜﻴ ﺮًا ﻋ ﻦ أوﺝ ﻪ اﻻﺧ ﺘﻼف ﺑﻴﻨﻨ ﺎ .أن أﺣﺘ ﺮم ﻃﺮﻳﻘﺘﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻴ ﺎة ،وﻻ أﺣﺎول أن أﺹﻨﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻥﺴﺨﺔ ﻣﻨّﻲ .ﺑﻞ إﻥﻨﻲ رﺑﻤﺎ آﻨﺖ أﺣﺒﻬﺎ ﻷﻥﻬﺎ ﺕﺨﺘﻠﻒ ﻋﻨﻲ ﺣ ّﺪ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ أﺣﻴﺎﻥًﺎ. ٣٩
ﻻ ﻟﻴﺴﺖ هﺬﻩ اﻷﻣﺎآﻦ ﻟﻚ .ﺷﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺰّة ،ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺷﻬﺎﻣﺔ ،ﺕﺠﻌﻠﻚ ﺕﻔﻀّﻞ اﻟﺒﻘﺎء واﻗﻔُﺎ ﻣﻌﻠﻘًﺎ ﺑﻴﺪ واﺣﺪة. إﻥﻬﺎ أﻣﺎآﻦ ﻣﺤﺠﻮزة ﻟﻤﺤﺎرﺑﻴﻦ ﻏﻴﺮك ،ﺣﺮﺑﻬﻢ ﻟﻢ ﺕﻜﻦ ﺣﺮﺑﻚ ،وﺝﺮاﺣﻬﻢ رﺑﻤﺎ آﺎﻥﺖ ﻋﻠﻰ ﻳﺪك. أﻣﺎ ﺝﺮاﺣﻚ أﻥﺖ ..ﻓﻐﻴﺮ ﻣﻌﺘﺮف ﺑﻬﺎ هﻨﺎ. هﺎ أﻥﺖ أﻣﺎم ﺝﺪﻟﻴﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ.. ﺕﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻳﺤﺘﺮم ﻣﻮهﺒﺘ ﻚ وﻳ ﺮﻓﺾ ﺝُﺮوﺣ ﻚ .وﺕﻨﺘﻤ ﻲ ﻟ ﻮﻃﻦ ،ﻳﺤﺘ ﺮم ﺝﺮاﺣ ﻚ وﻳﺮﻓﻀ ﻚ أﻥ ﺖ .ﻓﺄﻳﻬﻤ ﺎ ﺕﺨﺘ ﺎر.. وأﻥﺖ اﻟﺮﺝﻞ واﻟﺠﺮح ﻓﻲ ﺁن واﺣﺪ ..وأﻥﺖ اﻟﺬاآﺮة اﻟﻤﻌﻄﻮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻴﺲ هﺬا اﻟﺠﺴﺪ اﻟﻤﻌﻄﻮب ﺱﻮى واﺝﻬﺔ ﻟﻬﺎ؟ أﺱﺌﻠﺔ ﻟ ﻢ أآ ﻦ أﻃﺮﺣﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻥﻔﺴ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﺎﺑﻖ .آﻨ ﺖ أه ﺮب ﻣﻨﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﻌﻤ ﻞ ﻓﻘ ﻂ ،واﻟﺨﻠ ﻖ اﻟﻤﺘﻮاﺹ ﻞ ،وذﻟ ﻚ اﻷرق اﻟﺪاﺧﻠﻲ اﻟﺪاﺉﻢ. آﺎن داﺧﻠﻲ ﺷﻲء ﻻ ﻳﻨﺎم ،ﺷﻲء ﻳﻮاﺹﻞ اﻟﺮﺱﻢ داﺉﻤًﺎ وآﺄﻥ ﻪ ﻳﻮاﺹ ﻞ اﻟ ﺮآﺾ ﺑ ﻲ ﻟﻴﻮﺹ ﻠﻨﻲ إﻟ ﻰ ه ﺬﻩ اﻟﻘﺎﻋ ﺔ ،ﺣﻴ ﺚ ﻼ ﻓﻮق اﻟﻌﺎدة.. ﻼ ﻋﺎدﻳًﺎ ﺑﺬراﻋﻴﻦ ،أو ﺑﺎﻷﺣﺮى رﺝ ً ﺱﺄﻋﻴﺶ ﻷﻳﺎم رﺝ ً ﻼ ﻳﺴﺨﺮ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻴﺪ واﺣﺪة .وﻳﻌﻴﺪ ﻋﺠﻦ ﺕﻀﺎرﻳﺲ اﻷﺷﻴﺎء ﺑﻴﺪ واﺣﺪة. رﺝ ً هﺎ أﻥﺎ ذا ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻘﺎﻋﺔ إذن ..وهﺎ هﻮذا ﺝﻨﻮﻥﻲ ﻣﻌﻠّﻖ ﻟﻠﻔﺮﺝﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪران .ﺕﺘﻔﺤﺼﻪ اﻟﻌﻴﻮن وﺕﻔﺴﺮﻩ اﻷﻓ ﻮاﻩ آﻴﻔﻤ ﺎ ﻻ ﺱ ﺎﺧﺮًا ﻟ ـ ﺷ ﺎءت ..وﻻ أﻣﻠ ﻚ إﻻ أن أﺑﺘﺴ ﻢ ،وﺑﻌ ﺾ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺘﻌﻠﻴﻘ ﺎت اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀ ﺔ ﺕﺼ ﻞ ﻣﺴ ﻤﻌﻲ .وأﺕ ﺬآﺮ ﻗ ﻮ ً »آﻮﻥﻜﻮر«: »ﻻ ﺷﻲ ﻳﺴﻤﻊ اﻟﺤﻤﺎﻗﺎت اﻷآﺜﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ..ﻣﺜﻞ ﻟﻮﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﺘﺤﻒ!«. ﺝﺎء ﺹﻮت آﺎﺕﺮﻳﻦ ﺧﺎﻓﺘًﺎ وآﺄﻥﻬﺎ ﺕﺘﺤﺪث ﻟﻲ وﺣﺪي هﺬﻩ اﻟﻤﺮة: ﻋﺠﻴﺐ ..إﻥﻨﻲ أرى هﺬﻩ اﻟﻠﻮﺣﺎت وآﺄﻥﻨﻲ ﻻ أﻋﺮﻓﻬﺎ ،إﻥﻬﺎ هﻨﺎ ﺕﺒﺪو ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ..آﺪت أﺝﻴﺒﻬﺎ وأﻥﺎ أواﺹﻞ ﻓﻜﺮة ﺱﺎﺑﻘﺔ: »إن ﻟﻠﻮﺣﺎت ﻣﺰاﺝﻬﺎ وﻋﻮاﻃﻔﻬﺎ أﻳﻀًﺎ ..إﻥﻬﺎ ﺕﻤﺎﻣًﺎ ﻣﺜﻞ اﻷﺷﺨﺎص .إﻥﻬﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮون أول ﻣﺎ ﺕﻀ ﻌﻴﻨﻬﻢ ﻓ ﻲ ﻗﺎﻋ ﺔ ﺕﺤ ﺖ اﻷﺽﻮاء!« وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أﻗﻞ ﻟﻬﺎ هﺬا. ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﻓﻘﻂ: ﺐ اﻷﺽ ﻮاء وﺕﺘﺠﻤ ﻞ ﻟﻬ ﺎ ،ﺕﺤ ﺐ أن ﻥ ﺪﻟّﻠﻬﺎ وﻥﻤﺴ ﺢ اﻟﻐﺒ ﺎر ﻋﻨﻬ ﺎ ،أن ﻥﺮﻓﻌﻬ ﺎ ﻋ ﻦ اﻟﻠﻮﺣ ﺔ أﻥﺜ ﻰ آ ﺬﻟﻚ ..ﺕﺤ ّﺐ أن ﻥﻌﻠﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ ﻟﺘﺘﻘﺎﺱﻤﻬﺎ اﻷﻋﻴﻦ ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻟﻢ ﺕﻜ ﻦ اﻷرض وﻥﺮﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﻠﺤﺎف اﻟﺬي ﻥﻐﻄﱢﻴﻬﺎ ﺑﻪ ...ﺕﺤ ّ ﻣﻌﺠﺒﺔ ﺑﻬﺎ.. إﻥﻬﺎ ﺕﻜﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ أن ﺕﻌﺎﻣﻞ ﺑﺘﺠﺎهﻞ ﻻ ﻏﻴﺮ.. ﻗﺎﻟﺖ وهﻲ ﺕﻔﻜﺮ: ﺹﺤﻴﺢ ﻣﺎ ﺕﻘﻮﻟﻪ ..ﻣﻦ أﻳﻦ ﺕﺄﺕﻲ ﺑﻬﺬﻩ اﻷﻓﻜﺎر؟ أﺕ ﺪري أﻥﻨ ﻲ أﺣ ﺐ اﻻﺱ ﺘﻤﺎع إﻟﻴ ﻚ؟ ﻻ أﻓﻬ ﻢ آﻴ ﻒ ﻻ ﻥﺠ ﺪ أﺑ ﺪًاوﻗﺘًﺎ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻥﻠﺘﻘﻲ. وﻗﺒﻞ أن أﻋﻠّﻖ ﻋﻠﻰ ﺱﺆاﻟﻬﺎ ﺑﺠﻮاب ﻣﻘﻨﻊ ﺝﺪًا ..أﺽﺎﻓﺖ ﺑﻨﻮاﻳﺎ أﻋﺮﻓﻬﺎ وهﻲ ﺕﻀﺤﻚ.. ٣٨
آﺎﻥﺖ ﺕﺤﺐ أن ﺕﻠﺘﻘﻲ ﺑﻲ ،وﻟﻜﻦ داﺉﻤًﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻲ أو ﺑﻴﺘﻬﺎ ،ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ اﻷﺽﻮاء ،وﺑﻌﻴﺪًا ﻋ ﻦ اﻟﻌﻴ ﻮن ،هﻨﺎﻟ ﻚ ﻓﻘ ﻂ آﺎﻥ ﺖ ﺕﺒﺪو ﺕﻠﻘﺎﺉﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻬﺎ وﻓﻲ ﺕﺼﺮﻓﻬﺎ ﻣﻌﻲ .وﻳﻜﻔ ﻲ أن ﻥﻨ ﺰل ﻣﻌ ًﺎ ﻟﻨﺘﻨ ﺎول وﺝﺒ ﺔ ﻏ ﺪاء ﻓ ﻲ اﻟﻤﻄﻌ ﻢ اﻟﻤﺠ ﺎور ،ﻟﻴﺒ ﺪو ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﻲ ﻣﻦ اﻻرﺕﺒﺎك واﻟﺘﺼﻨﻊ ،وﻳﺼﺒﺢ هﻤّﻬﺎ اﻟﻮﺣﻴﺪ أن ﻥﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ. وهﻜﺬا ﺕﻌﻮدت ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﺤﻀﺮ أن أﺷﺘﺮي ﻣﺴﺒﻘًﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻨﺎ ﻣ ﻦ اﻷآ ﻞ ﻟﻘﻀ ﺎء ﻳ ﻮم أو ﻳ ﻮﻣﻴﻦ ﻣﻌ ًﺎ .ﻟ ﻢ أﻋ ﺪ أﻥﺎﻗﺸ ﻬﺎ وﻻ ﻞ هﺬا اﻟﺠﺪل؟ أﻗﺘﺮح ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌًﺎ .آﺎن ذﻟﻚ أوﻓﺮ وأآﺜﺮ راﺣﺔ ﻟﻲ ،ﻓﻠﻤﺎذا آ ّ ﻗﺎﻟﺖ آﺎﺕﺮﻳﻦ ﺑﺼﻮت أﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻌﺎدة وهﻲ ﺕﻤﺴﻚ ذراﻋﻲ وﺕﻠﻘﻲ ﻥﻈ ﺮة ﻋﻠ ﻰ اﻟﻠﻮﺣ ﺎت اﻟﻤﻌﻠﻘ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻥ ﺖ ﺕﻌﺮﻓﻬ ﺎ ﺝﻤﻴﻌًﺎ: ﻞ هﺬا ..أﻳﻬﺎ اﻟﻌﺰﻳﺰ. ﺑﺮاﻓﻮ ﺧﺎﻟﺪ ،أهﻨﺌﻚ ..راﺉﻊ آ ّﺕﻌﺠﺒﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ ،آﺎﻥﺖ ﺕﺘﺤﺪث هﺬﻩ اﻟﻤﺮة وآﺄﻥﻬﺎ ﺕﺮﻳ ﺪ أن ﻳﻌ ﺮف اﻵﺧ ﺮون أﻥﻬ ﺎ ﺹ ﺪﻳﻘﺘﻲ أو ﺣﺒﻴﺒﺘ ﻲ ..أو أي ﺷ ﻲء ﻣﻦ هﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ. ﻣﺎ اﻟﺬي ﻏﻴّﺮ ﺱﻠﻮآﻬﺎ ﻓﺠﺄة ،هﻞ ﻣﻨﻈﺮ ذﻟﻚ اﻟﺤﺸﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻔﻨﻴ ﺔ واﻟﺼ ﺤﺎﻓﻴﻴﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺣﻀ ﺮوا اﻻﻓﺘﺘ ﺎح ..أم ن ذراﻋﻲ اﻟﻨﺎﻗﺼﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻥ ﺖ أﻥﻬﺎ اآﺘﺸﻔﺖ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻜﺎن ،أﻥﻬﺎ آﺎﻥﺖ ﻣﻨﺬ ﺱﻨﺘﻴﻦ ﺕﻀﺎﺝﻊ ﻋﺒﻘﺮﻳًﺎ دون أن ﺕﺪري ،وأ ﱠ ﺕﻀﺎﻳﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻇﺮوف أﺧﺮى ،ﺕﺄﺧﺬ هﻨﺎ ﺑﻌﺪًا ﻓﻨﻴًﺎ ﻓﺮﻳﺪًا ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ؟ اآﺘﺸﻔﺖ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ،أﻥﻨﻲ ﺧﻼل اﻟﺨﻤﺲ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺱﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺸ ﺘﻬﺎ ﺑ ﺬراع واﺣ ﺪة ،ﻟ ﻢ ﻳﺤ ﺪث أﻥﻨ ﻲ ﻥﺴ ﻴﺖ ﻋ ﺎهﺘﻲ إﻻ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺎت اﻟﻌﺮض. ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺎت اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﻴﻮن ﺕﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻠﻮﺣﺎت ،وﺕﻨﺴﻰ أن ﺕﻨﻈﺮ إﻟ ﻰ ذراﻋ ﻲ .أو رﺑﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻨﻮات اﻷوﻟﻰ ﻟﻼﺱﺘﻘﻼل ..وﻗﺘﻬﺎ آﺎن ﻟﻠﻤﺤﺎرب هﻴﺒﺘﻪ ،وﻟﻤﻌﻄ ﻮﺑﻲ اﻟﺤ ﺮوب ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ اﻟﻘﺪاﺱ ﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻨ ﺎس .آ ﺎﻥﻮا ﻳﻮﺣ ﻮن ﺑﺎﻻﺣﺘﺮام أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻮﺣﻮن ﺑﺎﻟﺸﻔﻘﺔ .وﻟﻢ ﺕﻜﻦ ﻣﻄﺎﻟﺒًﺎ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ أي ﺷﺮح وﻻ أي ﺱﺮد ﻟﻘﺼﺘﻚ. ي ﺕﻔﺴﻴﺮ. آﻨﺖ ﺕﺤﻤﻞ ذاآﺮﺕﻚ ﻋﻠﻰ ﺝﺴﺪك ،وﻟﻢ ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﻳﺘﻄﻠﺐ أ ّ اﻟﻴ ﻮم ﺑﻌ ﺪ رﺑ ﻊ ﻗ ﺮن ،..أﻥ ﺖ ﺕﺨﺠ ﻞ ﻣ ﻦ ذراع ﺑ ﺪﻟﺘﻚ اﻟﻔ ﺎرغ اﻟ ﺬي ﺕﺨﻔﻴ ﻪ ﺑﺤﻴ ﺎء ﻓ ﻲ ﺝﻴ ﺐ ﺱ ﺘﺮﺕﻚ ،وآﺄﻥ ﻚ ﺕﺨﻔ ﻲ ذاآﺮﺕﻚ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،وﺕﻌﺘﺬر ﻋﻦ ﻣﺎﺽﻴﻚ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻻ ﻣﺎﺽﻲ ﻟﻬﻢ. ﻳﺪك اﻟﻨﺎﻗﺼﺔ ﺕﺰﻋﺠﻬﻢ .ﺕﻔﺴﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻌﺾ راﺣﺘﻬﻢ .ﺕﻔﻘﺪهﻢ ﺷﻬﻴﺘﻬﻢ. ﻟﻴﺲ هﺬا اﻟﺰﻣﻦ ﻟﻚ ،إﻥﻪ زﻣﻦ ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب. ﻟﻠﺒﺪﻻت اﻷﻥﻴﻘﺔ واﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻔﺨﻤﺔ ..واﻟﺒﻄﻮن اﻟﻤﻨﺘﻔﺨﺔ .وﻟﺬا آﺜﻴﺮًا ﻣﺎ ﺕﺨﺠﻞ ﻣﻦ ذراﻋ ﻚ وه ﻲ ﺕﺮاﻓﻘ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻴﺘ ﺮو ﻞ ﻣ ﺮّة أن ﺕﺴ ﺮد وﻓﻲ اﻟﻤﻄﻌﻢ وﻓﻲ اﻟﻤﻘﻬﻰ وﻓﻲ اﻟﻄﺎﺉﺮة وﻓﻲ ﺣﻔﻞ ﺕﺪﻋﻰ إﻟﻴﻪ .ﺕﺸﻌﺮ أن اﻟﻨﺎس ﻳﻨﺘﻈﺮون ﻣﻨﻚ ﻓ ﻲ آ ّ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺼﺘﻚ. ﻻ واﺣﺪًا ﺕﺨﺠﻞ اﻟﺸﻔﺎﻩ ﻣﻦ ﻃﺮﺣﻪ» :آﻴﻒ ﺣﺪث هﺬا؟«. ﻞ اﻟﻌﻴﻮن اﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮة دهﺸﺔ ،ﺕﺴﺄﻟﻚ ﺱﺆا ً آّ وﻳﺤﺪث أن ﺕﺤﺰن ،وأﻥﺖ ﺕﺄﺧﺬ اﻟﻤﻴﺘﺮو وﺕﻤﺴﻚ ﺑﻴﺪك اﻟﻔﺮﻳﺪة اﻟﺬراع اﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻟﻠﺮآﺎب .ﺙﻢ ﺕﻘ ﺮأ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻜﺮاﺱ ﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻌﺒﺎرة: »أﻣﺎآﻦ ﻣﺤﺠﻮزة ﻟﻤﻌﻄﻮﺑﻲ اﻟﺤﺮب واﻟﺤﻮاﻣﻞ.«.. ٣٧
وآﻨﺖ أﻋﻲ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ،وذﻟﻚ اﻟﻠﻮن اﻷﺑﻴﺾ ﻳ ﻮﻟﻴﻨﻲ ﻇﻬ ﺮﻩ ﻣﻠﺘ ّﻔ ًﺎ ﺑﺸ ﺎل ﺷ ﻌﺮﻩ اﻷﺱ ﻮد ..وﻳﺒﺘﻌ ﺪ ﻋﻨ ﻲ ﺕ ﺪرﻳﺠﻴًﺎ ﻟﻴﺨﺘﻠﻂ ﺑﺄآﺜﺮ ﻣﻦ ﻟﻮن ،أﻥﻨﻲ ﺱﻮاء رأﻳﺘﻚ أم ﻟﻢ أرك ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم ،ﻓﻘﻂ أﺣﺒﺒﺘﻚ ..واﻥﺘﻬﻰ اﻷﻣﺮ. ﻏﺎدرت اﻟﻘﺎﻋﺔ إذن ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺝﺌ ِ ﺖ ..ﺽﻮءًا ﻳﺸﻖ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻥﺒﻬﺎرًا ﻋﻨﺪ ﻣﺮورﻩ ..ﻣﺘﺄﻟﻘًﺎ ﻓﻲ اﻥﺴﺤﺎﺑﻪ آﻤﺎ ﻓ ﻲ ﻗﺪوﻣ ﻪ .ﻳﺠ ﺮ ﻼ ﻣﻦ ﻣﺸﺎرﻳﻊ اﻷﺣﻼم. ﺧﻠﻔﻪ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﻮس ﻗﺰح ..وذﻳ ً ﻣﺎ اﻟﺬي أﻋﺮﻓﻪ ﻋﻨﻚ؟ ﺷﻴﺌﺎن أو ﺙﻼﺙﺔ ..أﻋﺪﺕﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻥﻔﺴﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﺪة ﻣﺮات ،ﻷﻗﻨ ﻊ ﻥﻔﺴ ﻲ أﻥ ﻚ ﻟ ﻢ ﺕﻜ ﻮﻥﻲ »ﻥﺠﻤ ًﺎ ﻣ ﺬﻥﺒًﺎ« ﻋ ﺎﺑﺮًا آ ﺬاك اﻟﺬي ﻳﻀﻲء ﻓﻲ اﻷﻣﺴﻴﺎت اﻟﺼﻴﻔﻴﺔ ،وﻳﺨﺘﻔﻲ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻤﻜﻦ اﻟﻔﻠﻜﻴﻮن ﻣﻦ ﻣﻄﺎردﺕ ﻪ ﺑﻤﻨﻈ ﺎرهﻢ ،واﻟ ﺬي ﻳﺴ ﻤﻮﻥﻪ ﻓ ﻲ ﻗﻮاﻣﻴﺲ اﻟﻔﻠﻚ »..اﻟﻨﺠﻢ اﻟﻬﺎرب«! ﻻ ..ﻟﻦ ﺕﻬﺮﺑﻲ ﻣﻨﻲ ،وﺕﺨﺘﻔﻲ ﻓﻲ ﺷ ﻮارع ﺑ ﺎرﻳﺲ وأزﻗﺘﻬ ﺎ اﻟﻤﺘﺸ ﻌﺒﺔ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﺴ ﻬﻮﻟﺔ .أﻋ ﺮف ﻋﻠ ﻰ اﻷﻗ ﻞ أﻥ ﻚ ﺕﻌ ﺪﻳﻦ ﺷﻬﺎدة ﻣﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪرﺱ ﺔ اﻟﻌﻠﻴ ﺎ ﻟﻠﺪراﺱ ﺎت ،وأﻥ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻨﺔ اﻷﺧﻴ ﺮة ﻟﻠﺪراﺱ ﺔ ،وأﻥ ﻚ ﻓ ﻲ ﺑ ﺎرﻳﺲ ﻣﻨ ﺬ أرﺑ ﻊ ﺱ ﻨﻮات، وﺕﻘﻴﻤﻴﻦ ﻋﻨﺪ ﻋﻤﻚ ﻣﻨﺬ ﻋﻴ ّ ﻦ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ أي ﻣﻨﺬ ﺱﻨﺘﻴﻦ .ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻗﺪ ﺕﻜﻮن هﺰﻳﻠﺔ ،وﻟﻜﻨﻬ ﺎ ﺕﻜﻔ ﻲ ﻟﻠﻌﺜ ﻮر ﻋﻠﻴ ﻚ ﺑﺄﻳ ﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ. آﺎﻥﺖ اﻷﻳﺎم اﻟﻔﺎﺹﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ وﻳﻮم اﻻﺙﻨﻴﻦ ﺕﺒﺪو ﻃﻮﻳﻠﺔ وآﺄﻥﻬﺎ ﻻ ﺕﻨﺘﻬﻲ .وآﻨ ﺖ ﺑ ﺪأت ﻓ ﻲ اﻟﻌ ّﺪ اﻟﻌﻜﺴ ﻲ ﻣﻨ ﺬ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﻏﺎدرت ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﺎﻋﺔ ،رﺣﺖ أﻋ ّﺪ اﻷﻳﺎم اﻟﻔﺎﺹﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ وﻳﻮم اﻻﺙﻨﻴﻦ .ﺕﺎرة أﻋﺪّهﺎ ﻓﺘﺒﺪو ﻟ ﻲ أرﺑﻌ ﺔ أﻳ ﺎم ،ﺙ ﻢ أﻋ ﻮد وأﺧﺘﺼ ﺮ اﻟﺠﻤﻌ ﺔ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻋﻠ ﻰ وﺷ ﻚ أن ﻳﻨﺘﻬ ﻲ ،واﻻﺙﻨ ﻴﻦ اﻟ ﺬي ﺱ ﺄراك ﻓﻴ ﻪ ،ﻓﺘﺒ ﺪو ﻟ ﻲ اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ أﻗﺼﺮ وأﺑﺪو أﻗﺪر ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻤﻞ ،إﻥﻬﺎ ﻳﻮﻣﺎن ﻓﻘﻂ هﻤﺎ اﻟﺴﺒﺖ واﻷﺣﺪ. ل آﺎﻣﻠﺔ ،هﻲ اﻟﺠﻤﻌﺔ واﻟﺴ ﺒﺖ واﻷﺣ ﺪ ،أﺕﺴ ﺎءل وأﻥ ﺎ أﺕﻮﻗ ﻊ ﻣﺴ ﺒﻘًﺎ ﻃﻮﻟﻬ ﺎ، ﺙﻢ أﻋﻮد ﻓﺄﻋ ّﺪ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ..ﻓﺘﺒﺪو ﻟﻲ ﺙﻼث ﻟﻴﺎ ٍ آﻴﻒ ﺱﺄﻗﻀﻴﻬﺎ؟ وﻳﺤﻀﺮﻥﻲ ذﻟﻚ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺸﻌﺮي اﻟﻘﺪﻳﻢ اﻟﺬي ﻟﻢ أﺹﺪّﻗﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ: أﻋ
ّﺪ اﻟﻠﻴ
ﺎﻟﻲ ﻟﻴﻠ
ﺔ ﺑﻌ
ﺪ ﻟﻴﻠ
ﺔ
وﻗ ﺪ
ﻋﺸ ﺖ ده ﺮًا ﻻ أﻋ ﺪ اﻟﻠﻴﺎﻟﻴ ﺎ
ﺕﺮى أهﻜﺬا ﻳﺒﺪأ اﻟﺤﺐ داﺉﻤﺎً ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻥﺒﺪأ ﻓﻲ اﺱﺘﺒﺪال ﻣﻘﺎﻳﻴﺴ ﻨﺎ اﻟﺨﺎﺹ ﺔ ،ﺑﺎﻟﻤﻘ ﺎﻳﻴﺲ اﻟﻤﺘﻔ ﻖ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ،وإذا ﺑ ﺎﻟﺰﻣﻦ ﻓﺘ ﺮة ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ،ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻮﻗﺖ؟ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ،ﺱﻌﺪت وأﻥﺎ أرى »آﺎﺕﺮﻳﻦ« ﺕ ﺪﺧﻞ اﻟﻘﺎﻋ ﺔ .ﺝ ﺎءت ﻣﺘ ﺄﺧﺮة آﻤ ﺎ آﻨ ﺖ أﺕﻮﻗ ﻊ .أﻥﻴﻘ ﺔ آﻤ ﺎ آﻨ ﺖ أﺕﻮﻗ ﻊ. داﺧﻞ ﻓﺴﺘﺎن أﺹﻔﺮ ﻥﺎﻋﻢ ،ﺕﻄﻴﺮ داﺧﻠﻪ آﻔﺮاﺷﻪ .ﻗﺎﻟﺖ وهﻲ ﺕﻀﻊ ﻗﺒﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺪي: ﻟﻘﺪ وﺹﻠﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮة ..آﺎن هﻨﺎك ازدﺣﺎم ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ آﺎﻟﻌﺎدة ﻓﻲ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻮﻗﺖ.آﺎﻥ ﺖ آ ﺎﺕﺮﻳﻦ ﺕﺴ ﻜﻦ اﻟﻀ ﺎﺣﻴﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴ ﺔ ﻟﺒ ﺎرﻳﺲ .وآﺎﻥ ﺖ اﻟﻤﻮاﺹ ﻼت ﺕﺘﻀ ﺎﻋﻒ ﻓ ﻲ ﻥﻬﺎﻳ ﺔ اﻷﺱ ﺒﻮع ،ﻓ ﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻄﺮﻗﺎت اﻟﺮاﺑﻄ ﺔ ﺑ ﻴﻦ ﺑ ﺎرﻳﺲ وﺽ ﻮاﺣﻴﻬﺎ ،واﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ذﻟ ﻚ اﻟﺴ ﺒﺐ اﻟﻮﺣﻴ ﺪ ﻟﺘﺄﺧﺮه ﺎ .آﻨ ﺖ أﻋ ﺮف أﻥﻬ ﺎ ﺕﻜ ﺮﻩ اﻟﻠﻘﺎءات اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أو ﺕﻜﺮﻩ آﻤﺎ اﺱﺘﻨﺘﺠﺖ أن ﺕﻈﻬﺮ ﻣﻌ ﻲ ﻓ ﻲ اﻷﻣ ﺎآﻦ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ .رﺑﻤ ﺎ ﺕﺨﺠ ﻞ أن ﻳﺮاه ﺎ ﺑﻌ ﺾ ﻣﻌﺎرﻓﻬ ﺎ وهﻲ ﻣﻊ رﺝﻞ ﻋﺮﺑﻲ ،ﻳﻜﺒﺮهﺎ ﺑﻌﺸﺮ ﺱﻨﻮات ،وﻳﻨﻘﺼﻬﺎ ﺑﺬراع!
٣٦
اﺧﺘﺮت ﺝﻤﻠﻲ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﻗﺘﻀﺎب ..وآﺜﻴﺮ ﻣ ﻦ اﻟ ﺬآﺎء .ﺕﺮآ ﺖ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت آﺜﻴ ﺮًا ﻣ ﻦ ﻥﻘ ﻂ اﻻﻥﻘﻄ ﺎع ..ﻹﺷ ﻌﺎرك ﺑﺜﻘﻞ اﻟﺼﻤﺖ اﻟﺬي ﻟﻢ ﺕﻤﻸﻩ اﻟﻜﻠﻤﺎت. ﻟﻢ أآﻦ أرﻳﺪ أن أﻥﻔﻖ ورﻗﺘﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻣﻌﻚ ﻓﻲ ﻳﻮم واﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ. آﻨﺖ أرﻳﺪ أن أوﻗﻆ ﻓﻀﻮﻟﻚ ﻟﻤﻌﺮﻓﺘﻲ أآﺜﺮ ،ﻟﻜﻲ أﺽ ﻤﻦ ﻋﻮدﺕ ﻚ ﻟ ﻲ ﺙﺎﻥﻴ ﺔ .وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺱ ﺄﻟﺘﻨﻲ »ه ﻞ ﺱ ﺘﻜﻮن ﻣﻮﺝ ﻮدًا هﻨﺎ ﻃﻮال ﻓﺘﺮة اﻟﻤﻌﺮض؟« أدرآﺖ أﻥﻨﻲ ﻥﺠﺤﺖ ﻓﻲ أول اﻣﺘﺤﺎن ﻣﻌﻚ ،وأﻥﺎ أﺝﻌﻠﻚ ﺕﻔﻜﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻟﻘﺎﺉﻲ ﻣﺮة ﺙﺎﻥﻴﺔ. وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻗﻠﺖ ﺑﺼﻮت ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺰﻻزﻟﻲ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ: »ﺱﺄآﻮن هﻨﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬﺮ ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن «..ﺙﻢ أﺽﻔﺖ وأﻥﺎ أآﺘﺸﻒ أن ﺝﻮاﺑﻲ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺸﺠﻌﻚ ﻋﻠﻰ زﻳﺎرة ﻗ ﺪ أآ ﻮن ﻏﺎﺉﺒًﺎ ﻋﻨﻬﺎ: »وﻣﻦ اﻷرﺝﺢ أن أآﻮن هﻨﺎ آﻞ ﻳﻮم ،ﻓﺴﺘﻜﻮن ﻟﻲ ﻣﻮاﻋﻴﺪ آﺜﻴﺮة ﻣﻊ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ واﻷﺹﺪﻗﺎء.«.. آﺎن ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻜﻼم ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أآﻦ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗ ﻊ ﻣﻀ ﻄﺮًا ﻟﻠﺒﻘ ﺎء ﻃ ﻮال اﻟﻮﻗ ﺖ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻌ ﺮض .آﻨ ﺖ ﻓﻘﻂ أﺣﺎول أﻻ أﺝﻌﻠﻚ ﺕﻌﻮدﻳﻦ ﻋﻦ ﻗﺮارك ﻟﺴﺒﺐ ﻣﺎ. ﻗﻠﺖ وأﻥﺖ ﺕﺘﺤﺪﺙﻴﻦ ﻟﻲ ﻓﺠﺄة ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ اﻷﺹﺪﻗﺎء اﻟﻘﺪاﻣﻰ: »ﻗﺪ أﻋﻮد ﻟﺰﻳﺎرة اﻟﻤﻌﺮض ﻳﻮم اﻻﺙﻨﻴﻦ اﻟﻘﺎدم ..إﻥﻪ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻻ دروس ﻟﻲ ﻓﻴﻪ .ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻥﺎ ﺣﻀ ﺮت اﻟﻴ ﻮم ﻋ ﻦ ﻓﻀﻮل ﻓﻘﻂ ..وﻳﺴﻌﺪﻥﻲ أن أﺕﺤﺪث إﻟﻴﻚ أآﺜﺮ.«.. ﺕﺪﺧﻠﺖ اﺑﻨﺔ ﻋﻤﻚ ،وآﺄﻥﻬﺎ ﺕﻌﺘﺬر ،ورﺑﻤﺎ ﺕﺘﺤﺴﺮ ﻷﻥﻬﺎ ﻟﻦ ﺕﻜﻮن ﻃﺮﻓًﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻠﻘﺎء: »ﺧﺴﺎرة ..إﻥﻪ اﻟﻴﻮم اﻷآﺜﺮ ﻣﺸﺎﻏﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ..ﻟﻦ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أراﻓﻘﻚ ،وﻟﻜﻦ ﻗﺪ أﻋﻮد أﻥ ﺎ أﻳﻀ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﺁﺧ ﺮ «.ﺙ ﻢ اﻟﺘﻔﺖ ﻥﺤﻮي ﺱﺎﺉﻠﺔ: »ﻣﺘﻰ ﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﻤﻌﺮض؟« ﻗﻠﺖ: »ﻓﻲ ٢٥ﻥﻴﺴﺎن ..أي ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮة أﻳﺎم.«.. ﺹﺎﺣﺖ: »ﻋﻈﻴﻢ ..ﺱﺄﺝﺪ ﻓﺮﺹﺔ ﻟﻠﻌﻮدة ﻣﺮة أﺧﺮى«.. ﺕﻨﻔﺴﺖ اﻟﺼﻌﺪاء. ﻞ ﺷﻲء أﺱﻬﻞ. اﻟﻤﻬﻢ أن أراك ﻣﺮة واﺣﺪة ﻋﻠﻰ اﻥﻔﺮاد ،وﺑﻌﺪهﺎ ﺱﻴﺼﺒﺢ آ ّ ﺕﺰودت ﻣﻨﻚ ﺑﺂﺧﺮ ﻥﻈﺮة ،وأﻥﺖ ﺕﺼﺎﻓﺤﻴﻨﻨﻲ ﻗﺒﻞ أن ﺕﻨﺴﺤﺒﻲ. آﺎن ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ دﻋﻮة ﻟﺸﻲء ﻣﺎ.. آﺎن ﻓﻴﻬﻤﺎ وﻋﺪ ﻏﺎﻣﺾ ﺑﻘﺼﺔ ﻣﺎ.. آﺎن ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﻐﺮق اﻟﻠﺬﻳﺬ اﻟﻤﺤﺒﺐ ..ورﺑﻤﺎ ﻥﻈﺮة اﻋﺘﺬار ﻣﺴﺒﻘﺔ ﻋﻦ آﻞ ﻣﺎ ﺱﻴﺤﻞ ﺑﻲ ﻣﻦ آ ﻮارث ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﺑﺴﺒﺒﻬﻤﺎ.
٣٥
وﻟﻜﻦ آﻴﻒ أﻗﻨﻌﻚ ﺑﺬﻟﻚ؟ آﻴﻒ أﺷﺮح ﻟﻚ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎت أﻥﻨﻲ أﻋﺮف اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻨﻚ ،أﻥﺎ اﻟﺮﺝ ﻞ اﻟ ﺬي ﺕﻘﺎﺑﻠﻴﻨ ﻪ ﻷول ﻣ ﺮة، واﻟﺘ ﻲ ﺕﺘﺤ ﺪﺙﻴﻦ إﻟﻴ ﻪ آﻤ ﺎ ﻥﺘﺤ ﺪث ﺑﺎﻟﻔﺮﻥﺴ ﻴﺔ ﻟﻠﻐﺮﺑ ﺎء ﺑﻀ ﻤﻴﺮ اﻟﺠﻤ ﻊ ..ﻓ ﻼ أﻣﻠ ﻚ إﻻ أن أﺝﻴﺒ ﻚ ﺑ ﻨﻔﺲ آ ﻼم اﻟﻐﺮﺑ ﺎء ﺑﺎﻟﺠﻤﻊ.. آﺎﻥﺖ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﺕﺘﻌﺜﺮ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥﻲ ،وآﺄﻥﻨﻲ أﺕﺤﺪث ﻟ ﻚ ﺑﻠﻐ ﺔ ﻻ أﻋﺮﻓﻬ ﺎ ..ﺑﻠﻐ ﺔ ﻻ ﺕﻌ ﺮف ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻋ ّﻨ ﺎ .أﻳﻌﻘ ﻞ ﺑﻌ ﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺱﻨﺔ أن أﺹﺎﻓﺤﻚ وأﺱﺄﻟﻚ ﺑﻠﻐﺔ ﻓﺮﻥﺴﻴﺔ ﻣﺤﺎﻳﺪة.. ?- Mais comment allez-vous mademoiselle ﻲ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ: ﻓﺘﺮدﻳﻦ ﻋﻠ ّ - Bien.. je vous remercie.. وﺕﻜﺎد ﺕﺠﻬﺶ اﻟﺬاآﺮة ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء ..ﺕﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺘﻚ ﻃﻔﻠﺔ ﺕﺤﺒﻮ. ﺕﻜﺎد ﺕﺮﺕﻌﺶ ذراﻋﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪة وهﻲ ﺕﻘﺎوم رﻏﺒﺔ ﺝﺎﻣﺤﺔ ﻻﺣﺘﻀﺎﻥﻚ ،وﺱﺆاﻟﻚ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﻴﺔ اﻓﺘﻘﺪﺕﻬﺎ.. واﺷﻚ..؟ﺁﻩ واﺷﻚ ..أﻳﺘﻬﺎ اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﺘﻲ آﺒﺮت ﻓﻲ ﻏﻔﻠﺔ ﻣﻨﱢﻲ ..آﻴﻒ أﻥﺖ أﻳﺘﻬﺎ اﻟﺰاﺉﺮة اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻟ ﻢ ﺕﻌ ﺪ ﺕﻌﺮﻓﻨ ﻲ .ﻳ ﺎ ﻃﻔﻠ ﺔ ﺕﻠﺒﺲ ذاآﺮﺕﻲ ،وﺕﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻤﻬﺎ ﺱﻮارًا آﺎن ﻷﻣﻲ؟ ﻞ ﻣﻦ أﺣﺒﺒﺘﻬﻢ ﻓﻴﻚ .أﺕﺄﻣﻠﻚ وأﺱﺘﻌﻴﺪ ﻣﻼﻣﺢ )ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ( ﻓ ﻲ اﺑﺘﺴ ﺎﻣﺘﻚ وﻟ ﻮن ﻋﻴﻨﻴ ﻚ .ﻓﻤ ﺎ أﺝﻤ ﻞ أن دﻋﻴﻨﻲ أﺽ ّﻢ آ ّ ﻳﻌﻮد اﻟﺸﻬﺪاء هﻜﺬا ﻓﻲ ﻃﻠّﺘﻚ .ﻣﺎ أﺝﻤﻞ أن ﺕﻌ ﻮد أ ّﻣ ﻲ ﻓ ﻲ ﺱ ﻮار ﺑﻤﻌﺼ ﻤﻚ؛ وﻳﻌ ﻮد اﻟ ﻮﻃﻦ اﻟﻴ ﻮم ﻓ ﻲ ﻣﻘ ﺪﻣﻚ .وﻣ ﺎ أﺝﻤﻞ أن ﺕﻜﻮﻥﻲ أﻥﺖ ..هﻲ أﻥﺖ! أﺕﺪرﻳﻦ.. )إذا ﺻﺎدف اﻹﻧﺴﺎن ﺷﻲء ﺟﻤﻴﻞ ﻣﻔﺮط ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎل ..رﻏﺐ ﻓﻲ اﻟﺒﻜﺎء(.. ﻞ ﺑﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﻤﺮ. وﻣﺼﺎدﻓﺘﻚ أﺝﻤﻞ ﻣﺎ ﺣ ّ آﻴﻒ أﺷﺮح ﻟﻚ آ ّ ﻞ هﺬا ﻣﺮّة واﺣﺪة ..وﻥﺤﻦ وﻗﻮف ﺕﺘﻘﺎﺱﻤﻨﺎ اﻷﻋﻴﻦ واﻷﺱﻤﺎع؟ آﻴﻒ أﺷﺮح ﻟﻚ أﻥﻨﻲ آﻨﺖ ﻣﺸﺘﺎﻗًﺎ إﻟﻴﻚ دون أن أدري ..أﻥﻨﻲ آﻨﺖ اﻥﺘﻈﺮك دون أن أﺹﺪق ذﻟﻚ؟ وأﻥﻪ ﻻ ﺑﺪ أن ﻥﻠﺘﻘﻲ. أﺝﻤﻊ ﺣﺼﻴﻠﺔ ذﻟﻚ اﻟﻠﻘﺎء اﻷول.. رﺑﻊ ﺱﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ أو أآﺜﺮ .ﺕﺤﺪﺙﺖ ﻓﻴﻬﺎ أﻥﺎ أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺕﺤﺪﺙﺖ أﻥﺖ .ﺣﻤﺎﻗﺔ ﻥﺪﻣﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ .آﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗ ﻊ أﺣﺎول أن أﺱﺘﺒﻘﻴﻚ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎت .ﻥﺴﻴﺖ أن أﻣﻨﺤﻚ ﻓﺮﺹﺔ أآﺜﺮ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ. ﻼ ﻼ ﻓﻲ آﻞ ﻟﻮﺣﺔ ،آﺎن آﻞ ﺷ ﻲء ﻣﻌ ﻚ ﻗ ﺎﺑ ً ﻦ ..آﻨﺖ ﻋﻠﻰ اﺱﺘﻌﺪاد ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺘﻲ ﻃﻮﻳ ً آﻨﺖ ﺱﻌﻴﺪًا وأﻥﺎ أآﺘﺸﻒ ﺷﻐﻔﻚ ﺑﺎﻟﻔ ّ ﻟﻠﺠﺪل .وأﻣﱠﺎ أﻥﺎ ﻓﻜﻨﺖ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ﻻ أرﻏﺐ ﺱﻮى ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻚ .وﺣﺪﻩ وﺝﻮدك آﺎن ﻳﺜﻴﺮ ﺷﻬﻴﺘﻲ ﻟﻠﻜﻼم. وﻷﻥﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﺘﺴﻊ ﻷﺱ ﺮد ﻋﻠﻴ ﻚ ﻓﺼ ﻮل ﻗﺼ ﺘﻲ اﻟﻤﺘﻘﺎﻃﻌ ﺔ ﻣ ﻊ ﻗﺼ ﺘﻚ ،اآﺘﻔﻴ ﺖ ﺑﺠﻤﻠﺘ ﻴﻦ أو ﺙ ﻼث ﻋ ﻦ ﻋﻼﻗﺎﺕﻲ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﺄﺑﻴﻚ ..وﻋﻦ ﻃﻔﻮﻟﺘﻚ اﻷوﻟﻰ ..وﻋﻦ ﻟﻮﺣﺔ ﻗﻠﺖ إﻥﻚ أﺣﺒﺒﺘﻬﺎ ،وﻗﻠﺖ ﻟﻚ إﻥﻬﺎ ﺕﻮأﻣﻚ!
٣٤
ﻓﺄﻳﻦ هﻮ ذﻟﻚ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﺬي ﻥﺼﺤﻨﻲ ﺑﺎﻟﺮﺱﻢ ذات ﻣ ﺮة؟ واﻟ ﺬي ﺹ ﺪﻗﺖ ﻥﺒﻮءﺕ ﻪ وﻟ ﻢ اﺣﺘ ﺎج إﻟﻴ ﻪ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ اﻟﻴ ﻮم؟ إﻥ ﻪ ي ﻋﺮﺑ ﻲ أن ﻋ ﺮض ﻓﻴﻬ ﺎ ﻟﻮﺣﺎﺕ ﻪ ﻗﺒﻠ ﻲ .أﻳ ﻦ ه ﻮ اﻟ ﺪآﺘﻮر اﻟﻐﺎﺉﺐ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻘﺎﻋ ﺔ اﻟﺸﺎﺱ ﻌﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺒﻖ ﻷ ّ »آﺎﺑﻮﺕﺴﻜﻲ« ﻟﻴﺮى ﻣﺎذا ﻓﻌﻠﺖ ﺑﻴ ٍﺪ واﺣﺪة.. ذﻟﻚ اﻟﺬي ﻟﻢ أﺱﺄﻟﻪ ﻳﻮﻣًﺎ ﻣﺎذا ﻓﻌﻞ ﺑﻴﺪي اﻷﺧﺮى! وهﺎ هﻲ »ﺣﻨﻴﻦ« ﻟﻮﺣﺘﻲ اﻷوﻟﻰ ،وﺝﻮار ﺕﺎرﻳﺦ رﺱﻤﻬﺎ )ﺕﻮﻥﺲ (٥٧ﺕﻮﻗﻴﻌﻲ اﻟﺬي وﺽﻌﺘﻪ ﻷول ﻣﺮة أﺱ ﻔﻞ ﻟﻮﺣ ﺔ. ﺕﻤﺎﻣًﺎ آﻤﺎ وﺽﻌﺘﻪ أﺱﻔﻞ اﺱﻤﻚ ،وﺕﺎرﻳﺦ ﻣﻴﻼدك اﻟﺠﺪﻳﺪ ،ذات ﺧﺮﻳﻒ ﻣﻦ ﺱ ﻨﺔ ،١٩٥٧وأﻥ ﺎ أﺱ ﺠﱢﻠﻚ ﻓ ﻲ دار اﻟﺒﻠﺪﻳ ﺔ ﻷول ﻣﺮة.. ﻣﻦ ﻣﻨﻜﻤﺎ ﻃﻔﻠﺘﻲ ..وﻣﻦ ﻣﻨﻜﻤﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘ ﻲ؟ ﺱ ﺆال ﻟ ﻢ ﻳﺨﻄ ﺮ ﻋﻠ ﻰ ﺑ ﺎﻟﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻴ ﻮم ،وأﻥ ﺎ أراك ﺕﻘﻔ ﻴﻦ أﻣ ﺎم ﺕﻠ ﻚ اﻟﻠﻮﺣ ﺔ ﻷول ﻣﺮة.. ﻟﻮﺣﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﺮك ..ﺕﻜﺒﺮﻳﻨﻬﺎ _ رﺱﻤﻴًﺎ _ ﺑﺒﻀﻌﺔ أﻳﺎم ..وﺕﺼﻐﺮك ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺑﺒﻀﻌﺔ أﺷﻬﺮ ﻻ ﻏﻴﺮ. ﻟﻮﺣﺔ آﺎﻥﺖ ﺑﺪاﻳﺘﻲ ﻣﺮﺕﻴﻦ ..ﻣﺮة ﻳﻮم أﻣﺴﻜﺖ ﺑﻔﺮﺷﺎة ﻷﺑﺪأ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻐﺎﻣﺮة اﻟﺮﺱﻢ ..وﻣﺮة ﻳﻮم وﻗﻔ ﺖ أﻥ ﺖ أﻣﺎﻣﻬ ﺎ ،وإذا ﺑﻲ أدﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻐﺎﻣﺮة ﻣﻊ اﻟﻘﺪر... ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻜﺮة ﻣﻸى ﺑﻤﻮاﻋﻴﺪ وﻋﻨﺎوﻳﻦ ﻻ أهﻤﻴﺔ ﻟﻬﺎ ،وﺽﻌﺖ داﺉ ﺮة ﺣ ﻮل ﺕ ﺎرﻳﺦ ذﻟ ﻚ اﻟﻴ ﻮم :ﻥﻴﺴ ﺎن ،١٩٨١وآ ﺄﻥﻨﻲ أرﻳﺪ أن أﻣﻴﺰﻩ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ اﻷﻳﺎم .ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ،ﻟﻢ أﺝﺪ ﻓﻲ ﺱﻨﻮاﺕﻲ اﻟﻤﺎﺽﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺘﻤﻴﺰ. ﻓﻘﺪ آﺎﻥﺖ أﻳﺎﻣﻲ ﻣﺜﻞ أوراق ﻣﻔﻜﺮﺕﻲ ﻣﻸى ﺑﻤﺴﻮدات ﻻ ﺕﺴﺘﺤﻖ اﻟﺬآﺮ .وآﻨ ﺖ اﻣﻸه ﺎ ﻏﺎﻟﺒ ًﺎ آ ﻲ ﻻ أﺕﺮآﻬ ﺎ ﺑﻴﻀ ﺎء، ﻓﻘﺪ آﺎن اﻟﻠﻮن اﻷﺑﻴﺾ ﻳﺨﻴﻔﻨﻲ داﺉﻤًﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ ورق. ﺙﻤﺎﻥﻲ ﻣﻔﻜﺮات ﻟﺜﻤﺎﻥﻲ ﺱﻨﻮات ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺪهﺸﺔ .ﺝﻤﻴﻌﻬﺎ ﺹ ﻔﺤﺔ واﺣ ﺪة ﻟﻤﻔﻜ ﺮة واﺣ ﺪة ﻻ ﺕ ﺎرﻳﺦ ﻟﻬ ﺎ ﺱﻮى اﻟﻐﺮﺑﺔ .ﻏﺮﺑﺔ آﻨﺖ أﺣﺎول أن أﺧﺘﺼﺮهﺎ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺣﺴﺎﺑﻴﺔ آﺎذﺑﺔ ،ﺕﺘﺤﻮل ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺴ ﻨﻮات إﻟ ﻰ ﺙﻤ ﺎﻥﻲ ﻣﻔﻜ ﺮات ﻻ ﻏﻴﺮ ،ﻣﺎزاﻟﺖ ﻣﻜﺪﺱﺔ ﻓﻲ ﺧﺰاﻥﺘﻲ اﻟﻮاﺣﺪة ﻓﻮق اﻷﺧﺮى ...ﻣﺴﺠﻠﺔ ﻻ ﺣﺴ ﺐ ﺕﻮارﻳﺨﻬ ﺎ اﻟﻤﻴﻼدﻳ ﺔ أو اﻟﻬﺠﺮﻳ ﺔ ..إﻥﻤ ﺎ ﺣﺴﺐ أرﻗﺎم ﺱﻨﻮات هﺠﺮﺕﻲ اﻻﺧﺘﻴﺎرﻳﺔ. أﺽﻊ داﺉﺮة ﺣﻮل ﺕﺎرﻳﺦ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ،وآﺄﻥﻨﻲ أﻏﻠﻖ ﻋﻠﻴﻚ داﺧ ﻞ ﺕﻠ ﻚ اﻟ ﺪاﺉﺮة .آ ﺄﻥﻨﻲ أﻃﻮﻗ ﻚ وأﻃ ﺎرد ذآ ﺮاك ﻟﺘ ﺪﺧﻠﻲ داﺉﺮة ﺽﻮﺉﻲ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ. آﻨﺖ أﺕﺼ ﺮف ﻋ ﻦ ﺣ ﺪس ﻣﺴ ﺒﻖ ،وآ ﺄن ه ﺬا اﻟﺘ ﺎرﻳﺦ ﺱ ﻴﻜﻮن ﻣﻨﻌﻄﻔ ًﺎ ﻟﻠ ﺬاآﺮة؛ آﺄﻥ ﻪ ﺱ ﻴﻜﻮن ﻣ ﻴﻼدي اﻵﺧ ﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻼ. ﻳﺪﻳﻚ .وآﻨﺖ أﻋﻲ وﻗﺘﻬﺎ ﺕﻤﺎﻣًﺎ أن اﻟﻮﻻدة ﻋﻠﻰ ﻳﺪك آﺎﻟﻮﺹﻮل إﻟﻴﻚ أﻣﺮ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﺱﻬ ً ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻏﻴﺎب رﻗﻤﻚ اﻟﻬﺎﺕﻔﻲ وﻋﻨﻮاﻥﻚ ﻣﻦ ﺕﻠﻚ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺕﻜﻦ ﺕﺤﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺱﻮى ﺕﺎرﻳﺦ ﻟﻘﺎﺉﻚ. ﻓﻬﻞ آﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻄﻘﻲ أن اﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ رﻗﻢ هﺎﺕﻔﻚ ﻓﻲ ﻟﻘﺎﺉﻨ ﺎ اﻷول أو ﺹ ﺪﻓﺘﻨﺎ اﻷوﻟ ﻰ ﺕﻠ ﻚ ..وﺑ ﺄي ﻣﺒ ﺮر وﺑﺄﻳ ﺔ ﺣﺠ ﺔ ﻞ اﻷﺱﺒﺎب ﺕﺒﺪو ﻣﻠﻔّﻘﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ رﺝﻞ ﻣﻦ ﻓﺘﺎة ﺝﻤﻴﻠﺔ رﻗﻢ هﺎﺕﻔﻬﺎ؟ ﺱﺄﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ،وآ ّ آﻨﺖ أﺷﻌﺮ ﺑﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻠﻮس إﻟﻴﻚ ..ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺪث واﻻﺱﺘﻤﺎع إﻟﻴﻚ ..ﻋﺴﺎﻥﻲ أﺕﻌﺮّف ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻷﺧﺮى ﻟﺬاآﺮﺕﻲ.
٣٣
ﻥﻤﺖ ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻗﻠﻘﺎً ،ورﺑﻤﺎ ﻟﻢ أﻥﻢ .آ ﺎن ﺹ ﻮت ذﻟ ﻚ اﻟﻄﺒﻴ ﺐ ﻳﺤﻀ ﺮﻥﻲ ﺑﻔﺮﻥﺴ ﻴﺘﻪ اﻟﻤﻜﺴ ﺮة ﻟﻴ ﻮﻗﻈﻨﻲ »ارﺱ ﻢ«. آﻨﺖ أﺱﺘﻌﻴﺪﻩ داﺧﻞ ﺑﺪﻟﺘﻪ اﻟﺒﻴﻀﺎء ،ﻳ ﻮدﻋﻨﻲ وه ﻮ ﻳﺸ ّﺪ ﻋﻠ ﻰ ﻳ ﺪي »ارﺱ ﻢ« .ﻓﺘﻌﺒ ﺮ ﻗﺸ ﻌﺮﻳﺮة ﻏﺎﻣﻀ ﺔ ﺝﺴ ﺪي وأﻥ ﺎ أﺕﺬآﺮ ﻓﻲ ﻏﻔﻮﺕﻲ أول ﺱﻮرة ﻟﻠﻘﺮﺁن .ﻳﻮم ﻥﺰل ﺝﺒﺮاﺉﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻋﻠ ﻰ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻷول ﻣ ﺮة ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ »اﻗ ﺮأ« ﻓﺴ ﺄﻟﻪ اﻟﻨﺒﻲ ﻣﺮﺕﻌﺪًا ﻣﻦ اﻟﺮهﺒ ﺔ» ..ﻣ ﺎذا أﻗ ﺮأ؟« ﻓﻘ ﺎل ﺝﺒﺮﻳ ﻞ »اﻗ ﺮأ ﺑﺎﺱ ﻢ ر ّﺑ ﻚ اﻟ ﺬي ﺧﻠ ﻖ« وراح ﻳﻘ ﺮأ ﻋﻠﻴ ﻪ أول ﺱ ﻮرة ﻟﻠﻘﺮﺁن .وﻋﻨﺪﻣﺎ اﻥﺘﻬﻰ ﻋﺎد اﻟﻨﺒﻲ إﻟﻰ زوﺝﺘﻪ وﺝﺴﺪﻩ ﻳﺮﺕﻌﺪ ﻣﻦ هﻮل ﻣﺎ ﺱﻤﻊ .وﻣﺎ آﺎد ﻳﺮاهﺎ ﺣﺘﻰ ﺹﺎح »دﺙﺮﻳﻨ ﻲ.. دﺙﺮﻳﻨﻲ.«... آﻨﺖ ذﻟﻚ اﻟﻤﺴﺎء أﺷﻌﺮ ﺑﺮﺝﻔﺔ اﻟﺤﻤّﻰ اﻟﺒﺎردة .وﺑﺮﻋﺸ ﺔ رﺑﻤ ﺎ آ ﺎن ﺱ ﺒﺒﻬﺎ ﺕ ﻮﺕﺮي اﻟﻨﻔﺴ ﻲ ﻳﻮﻣﻬ ﺎ ،وﻗﻠﻘ ﻲ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ اﻟﻠﻘﺎء اﻟﺬي آﻨﺖ أﻋﺮف أﻥﻪ ﺁﺧﺮ ﻟﻘﺎء ﻟﻲ ﻣﻊ اﻟﻄﺒﻴ ﺐ .ورﺑﻤ ﺎ أﻳﻀ ًﺎ ﺑﺴ ﺒﺐ ذﻟ ﻚ اﻟﻐﻄ ﺎء اﻟﺨﻔﻴ ﻒ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻏﻄ ﺎﺉﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ أوج اﻟﺸﺘﺎء اﻟﻘﺎرس ،واﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻤﻨﺤﻨﻲ ﻣﺴﺘﺄﺝﺮي اﻟﺒﺨﻴﻞ ﻏﻴﺮﻩ. وآ ﺪت أﺹ ﺮخ وأﻥ ﺎ أﺕ ﺬآﺮ ﻓ ﺮاش ﻃﻔ ﻮﻟﺘﻲ .وﺕﻠ ﻚ »اﻟﺒﻄﺎﻥﻴ ﺔ« اﻟﺼ ﻮﻓﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻥ ﺖ ﻏﻄ ﺎﺉﻲ ﻓ ﻲ ﻣﻮاﺱ ﻢ اﻟﺒ ﺮد اﻟﻘﺴﻨﻄﻴﻨﻲ ،آﺪت أﺹﺮخ ﻓﻲ ﻟﻴﻞ ﻏﺮﺑﺘﻲ» ..دﺙﺮﻳﻨ ﻲ ﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ ..دﺙﺮﻳﻨ ﻲ «..وﻟﻜ ﻦ ﻟ ﻢ أﻗ ﻞ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻟﻴﻠﺘﻬ ﺎ ،ﻻ ﻟﻘﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ وﻻ ﻟﺼ ﺎﺣﺐ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ اﻟﺒ ﺎﺉﺲ .اﺣﺘﻔﻈ ﺖ ﺑﺤ ﱠﻤ ﺎي وﺑﺮودﺕ ﻲ ﻟﻨﻔﺴ ﻲ .ﺹ ﻌﺐ ﻋﻠ ﻰ رﺝ ﻞ ﻋﺎﺉ ﺪ ﻟﺘ ﻮﻩ ﻣ ﻦ اﻟﺠﺒﻬ ﺔ ،أن ﻳﻌﺘﺮف ﺣﺘﻰ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺒﺮد.. اﻥﺘﻈﺮت ﻓﻘﻂ ﻃﻠﻮع اﻟﺼﺒﺎح ﻷﺷﺘﺮي ﺑﻤﺎ ﺕﺒﻘﻰ ﻓ ﻲ ﺝﻴﺒ ﻲ ﻣ ﻦ أوراق ﻥﻘﺪﻳ ﺔ ﻣ ﺎ أﺣﺘ ﺎج إﻟﻴ ﻪ ﻟﺮﺱ ﻢ ﻟ ﻮﺣﺘﻴﻦ أو ﺙ ﻼث. ووﻗﻔﺖ آﻤﺠﻨﻮن ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ أرﺱﻢ »ﻗﻨﻄﺮة اﻟﺤﺒﺎل« ﻓﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ.. ﻲ ﺣﻘﺎً ،ﻷﻗ ﻒ ﺑﺘﻠﻘﺎﺉﻴ ﺔ ﻷرﺱ ﻤﻪ وآ ﺄﻥﻨﻲ وﻗﻔ ﺖ ﻷﺝﺘ ﺎزﻩ آﺎﻟﻌ ﺎدة؟ أم ﺕ ﺮاﻩ آ ﺎن أﺱ ﻬﻞ ﺐ ﺷﻲء إﻟ ّ أآﺎن ذﻟﻚ اﻟﺠﺴﺮ أﺣ ّ ﺷﻲء ﻟﻠﺮﺱﻢ ﻓﻘﻂ؟ ﻻ أدري.. أدري أﻥﻨﻲ رﺱﻤﺘﻪ ﻣﺮات وﻣﺮات ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،وآﺄﻥﻨﻲ أرﺱﻤﻪ آﻞ ﻣﺮة ﻷول ﻣﺮة .وآﺄﻥﻪ أﺣﺐ ﺷﻲء ﻟﺪي آﻞ ﻣﺮة. ﺧﻤ ﺲ وﻋﺸ ﺮون ﺱ ﻨﺔ ،ﻋﻤ ﺮ اﻟﻠﻮﺣ ﺔ اﻟﺘ ﻲ أﺱ ﻤﻴﺘﻬﺎ دون آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴ ﺮ »ﺣﻨ ﻴﻦ« .ﻟﻮﺣ ﺔ ﻟﺸ ﺎب ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﺎﺑﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ،آﺎن أﻥﺎ ﺑﻐﺮﺑﺘﻪ وﺑﺤﺰﻥﻪ وﺑﻘﻬﺮﻩ. وهﺎ أﻥﺎ ذا اﻟﻴﻮم ،ﻓﻲ ﻏﺮﺑﺔ أﺧﺮى وﺑﺤﺰن وﺑﻘﻬﺮ ﺁﺧﺮ ..وﻟﻜ ﻦ ﺑﺮﺑ ﻊ ﻗ ﺮن إﺽ ﺎﻓﻲ ،آ ﺎن ﻟ ﻲ ﻓﻴ ﻪ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺨﻴﺒ ﺎت واﻟﻬﺰاﺉﻢ اﻟﺬاﺕﻴﺔ ..وﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻻﻥﺘﺼﺎرات اﻻﺱﺘﺜﻨﺎﺉﻴﺔ. ه ﺎ أﻥ ﺎ اﻟﻴ ﻮم أﺣ ﺪ آﺒ ﺎر اﻟﺮﺱ ﺎﻣﻴﻦ اﻟﺠﺰاﺉ ﺮﻳﻴﻦ ،ورﺑﻤ ﺎ آﻨ ﺖ أآﺒ ﺮهﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻹﻃ ﻼق؛ آﻤ ﺎ ﺕﺸ ﻬﺪ ﺑ ﺬﻟﻚ أﻗ ﻮال اﻟﻨﻘ ﺎد اﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻥﻘﻠﺖ ﺷﻬﺎدﺕﻬﻢ ﺑﺤﺮوف ﺑﺎرزة ﻋﻠﻰ ﺑﻄﺎﻗﺎت دﻋﻮة اﻻﻓﺘﺘﺎح. ﻲ ﺹ ﻐﻴﺮ ﻥ ﺰل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟ ﻮﺣﻲ ذات ﺧﺮﻳ ﻒ ﻓ ﻲ ﻏﺮﻓ ﺔ ﺹ ﻐﻴﺮة ﺑﺎﺉﺴ ﺔ ،ﻓ ﻲ ﺷ ﺎرع »ﺑ ﺎب ﺱ ﻮﻳﻘﺔ« ه ﺎ أﻥ ﺎ اﻟﻴ ﻮم ...ﻥﺒ ّ ﺑﺘﻮﻥﺲ. هﺎ أﻥﺎ ﻥﺒﻲ ﺧﺎرج وﻃﻨﻪ آﺎﻟﻌﺎدة ..وآﻴﻒ ﻻ وﻻ آﺮاﻣﺔ ﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ وﻃﻨﻪ؟ هﺎ أﻥﺎ »ﻇﺎهﺮة ﻓﻨﻴﺔ؟« ،آﻴﻒ ﻻ وﻗﺪر ذي اﻟﻌﺎهﺔ أن ﻳﻜﻮن »ﻇﺎهﺮة« وأن ﻳﻜﻮن ﺝﺒﺎرًا وﻟﻮ ﺑﻔﻨﻪ؟ هﺎ أﻥﺎ ذا.. ٣٢
آﻨﺖ اﻟﺮﺝﻞ اﻟﺬي رﻓﻀﻪ اﻟﻤﻮت ورﻓﻀﺘﻪ اﻟﺤﻴﺎة .آﻨﺖ آﺮة ﺹﻮف ﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ ..ﻓﻤﻦ أﻳﻦ ﻳﻤﻜ ﻦ ﻟ ﺬﻟﻚ اﻟﻄﺒﻴ ﺐ أن ﻳﺠ ﺪ ﻞ ﻋﻘﺪي؟ ﻞ ﺑﻪ آ ّ رأس اﻟﺨﻴﻂ اﻟﺬي ﻳﺤ ّ ﺴﻚ ﺐ اﻟﻜﺘﺎﺑ ﺔ أو اﻟﺮﺱ ﻢ ،ﺕﻤﺴ ﻜﺖ ﺑﺴ ﺆاﻟﻪ وآ ﺄﻥﻨﻲ أﺕﻤ ّ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺱﺄﻟﻨﻲ ذات ﻣﺮّة ،وهﻮ ﻳﻜﺘﺸﻒ ﺙﻘ ﺎﻓﺘﻲ ،ه ﻞ آﻨ ﺖ أﺣ ّ ﺑﻘﺸﻪ ﻗﺪ ﺕﻨﻘﺬﻥﻲ ﻣﻦ اﻟﻐﺮق ،وأدرآﺖ ﻓﻮرًا اﻟﻮﺹﻔﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﻌﺪهﺎ ﻟﻲ. ﻗﺎل: إن اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺝﺮﻳﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻚ ،أﺝﺮﻳﺖ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻋﺸﺮات اﻟﻤﺮّات ﻋﻠﻰ ﺝﺮﺣﻰ آﺜﻴﺮﻳﻦ ﻓﻘﺪوا ﻓﻲ اﻟﺤﺮب ﺱ ﺎﻗًﺎن ﺕﺄﺙﻴﺮه ﺎ اﻟﻨﻔﺴ ﻲ ﻳﺨﺘﻠ ﻒ ﻣ ﻦ ﺷ ﺨﺺ إﻟ ﻰ ﺁﺧ ﺮ ،ﺣﺴ ﺐ ﻋﻤ ﺮ أو ذراﻋﺎً ،وإذا آﺎﻥﺖ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻻ ﺕﺨﺘﻠ ﻒ ،ﻓ ﺈ ّ اﻟﻤﺮﻳﺾ ووﻇﻴﻔﺘ ﻪ وﺣﻴﺎﺕ ﻪ اﻻﺝﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ ..وﺧﺎﺹ ﺔ ﺣﺴ ﺐ ﻣﺴ ﺘﻮاﻩ اﻟﺜﻘ ﺎﻓﻲ ،ﻓﻮﺣ ﺪﻩ اﻟﻤﺜ ﱠﻘ ﻒ ﻳﻌﻴ ﺪ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻓ ﻲ ﻞ ﻳﻮم ،وﻳﻌﻴﺪ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻣﻊ اﻷﺷﻴﺎء آﻠﻤﺎ ﺕﻐﻴّﺮ ﺷﻲء ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺕﻪ.. ﻥﻔﺴﻪ آ ّ ﻟﻘﺪ أدرآﺖ هﺬا ﻣﻦ ﺕﺠﺮﺑﺘﻲ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻴ ﺪان .ﻟﻘ ﺪ ﻣ ﺮّت ﺑ ﻲ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﻨ ﻮع ،وﻟ ﺬا أﻋﺘﻘ ﺪ أن ﻓﻘﺪاﻥﻚ ذراﻋﻚ ﻗﺪ أﺧ ّ ﻞ ﺑﻌﻼﻗﺘ ﻚ ﺑﻤ ﺎ ه ﻮ ﺣﻮﻟ ﻚ .وﻋﻠ ﻴﻜﻢ أن ﺕﻌﻴ ﺪ ﺑﻨ ﺎء ﻋﻼﻗ ﺔ ﺝﺪﻳ ﺪة ﻣ ﻊ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ أو اﻟﺮﺱﻢ.. ﻞ ﻣ ﺎ ﻳ ﺪور ﻓ ﻲ ذهﻨ ﻚ .وﻻ ﺕﻬ ّﻢ ﻥﻮﻋﻴ ﺔ ﻋﻠﻴﻚ أن ﺕﺨﺘﺎر ﻣﺎ هﻮ اﻗﺮب إﻟﻰ ﻥﻔﺴﻚ ،وﺕﺠﻠﺲ ﻟﺘﻜﺘﺐ دون ﻗﻴﻮد آ ّ ﺕﻠﻚ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت وﻻ ﻣﺴﺘﻮاهﺎ اﻷدﺑﻲ ..اﻟﻤﻬﻢ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺕﻬﺎ آﻮﺱﻴﻠﺔ ﺕﻔﺮﻳﻎ ،وأداة ﺕﺮﻣﻴﻢ داﺧﻠﻲ.. وإذا آﻨﺖ ﺕﻔﻀّﻞ اﻟﺮﺱﻢ ﻓﺎرﺱﻢ ..اﻟﺮﺱﻢ أﻳﻀًﺎ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ أن ﻳﺼﺎﻟﺤﻚ ﻣﻊ اﻷﺷﻴﺎء وﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﺕﻐﻴّﺮ ﻓﻲ ﻥﻈﺮك ،ﻷﻥﻚ أﻥﺖ ﺕﻐﻴّﺮت وأﺹﺒﺤﺖ ﺕﺸﺎهﺪﻩ وﺕﻠﻤﺴﻪ ﺑﻴ ٍﺪ واﺣﺪة ﻓﻘﻂ.. ﺐ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،وأﻥﻬﺎ اﻷﻗﺮب إﻟﻰ ﻥﻔﺴ ﻲ ،ﻣﺎدﻣ ﺖ ﻟ ﻢ أﻓﻌ ﻞ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻃ ﻮال وآﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن أﺝﻴﺒﻪ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﺑﺘﻠﻘﺎﺉﻴﺔ ..إﻥﻨﻲ أﺣ ّ ﺣﻴﺎﺕﻲ ،ﺱﻮى اﻟﻘﺮاءة اﻟﺘﻲ ﺕﺆدي ﺕﻠﻘﺎﺉﻴًﺎ إﻟﻰ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ. آﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن أﺝﻴﺒﻪ آﺬﻟﻚ ،ﻓﻘﺪ ﺕﻨﺒﺄ ﻟﻲ أﺱﺎﺕﺬﺕﻲ داﺉﻤًﺎ ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻥﺎﺝﺢ ..ﻓﻲ اﻷدب اﻟﻔﺮﻥﺴﻲ! وﻟﻬﺬا أﺝﺒﺘﻪ دون ﺕﻔﻜﻴﺮ ،أو رﺑﻤﺎ ﺑﻤﻮﻗﻒ اآﺘﺸﻔﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ أﻥﻪ آﺎن ﺝﺎهﺰًا ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻗﻲ: أﻓﻀﻞ اﻟﺮﺱﻢ..ﻟﻢ ﺕﻘﻨﻌﻪ ﺝﻤﻠﺘﻲ اﻟﻤﻘﺘﻀﺒﺔ ﻓﺴﺄﻟﻨﻲ إن آﻨﺖ رﺱﻤﺖ ﻗﺒﻞ اﻟﻴﻮم.. ﻗﻠﺖ» :ﻻ.«.. ﺐ ﺷﻲ إﻟﻴﻚ.«.. ﻗﺎل» :إذن اﺑﺪأ ﺑﺮﺱﻢ أﻗﺮب ﺷﻲء إﻟﻰ ﻥﻔﺴﻚ ..ارﺱﻢ أﺣ ّ ﻲ ﺑﻌ ﺪ وﻋﻨﺪﻣﺎ ودّﻋﻨﻲ ﻗﺎل ﺑﺴ ﺨﺮﻳﺔ اﻷﻃﺒ ﺎء ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻌﺘﺮﻓ ﻮن ﺑﻌﺠ ﺰهﻢ ﺑﻠﺒﺎﻗ ﺔ »:ارﺱ ﻢ ..ﻓﻘ ﺪ ﻻ ﺕﻜ ﻮن ﻓ ﻲ ﺣﺎﺝ ﺔ إﻟ ّ اﻟﻴﻮم!«. ﻋﺪت ﻳﻮﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﻣﺴﺮﻋًﺎ أرﻳﺪ أن أﺧﻠ ﻮ ﻟﻨﻔﺴ ﻲ ﺑ ﻴﻦ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺠ ﺪاران اﻟﺒﻴﻀ ﺎء ،اﻟﺘ ﻲ آﺎﻥ ﺖ اﺱ ﺘﻤﺮارًا ﻟﺠ ﺪران ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ »اﻟﺤﺒﻴﺐ ﺙﺎﻣﺮ« اﻟﺬي آﺎن ﺣﺘﻰ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ،اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي أﻋﺮﻓﻪ اﻷآﺜﺮ ﻓﻲ ﺕﻮﻥﺲ. رﺣﺖ ﻳﻮﻣﻬﺎ أﺕﺄﻣﻞ ﺕﻠﻚ اﻟﺠﺪران ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻋﺎدﺕﻲ ،وأﻥﺎ أﻓﻜﺮ ﻓﻲ آﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن أﻋﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﻮﺣﺎت ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم. ﺐ ..آ ّ آﻞ وﺝﻮﻩ ﻣﻦ أﺣ ّ ﻞ ﻣﺎ ﺕﺮآﺘﻪ ﺧﻠﻔﻲ هﻨﺎك. ﻞ اﻷزﻗﺔ اﻟﺘﻲ أﺣﺐ ..آ ّ ٣١
وﻋﺪت إﻟﻰ دهﺸﺘﻲ اﻷوﻟﻰ ﻣﻌﻚ.. ﻼ أﻣﺎﻣﻬ ﺎ .ﻟﻘ ﺪ إﻟﻰ آﻞ اﻟﺘﻔﺎﺹﻴﻞ اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﻟﻔﺘﺖ ﻥﻈﺮي إﻟﻴﻚ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪء .إﻟﻰ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣ ﺔ ﺑﺎﻟ ﺬات اﻟﺘ ﻲ ﺕﻮﻗﻔ ﺖ ﻃ ﻮﻳ ً آﺎن هﻨﺎك أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺪر ،أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﻮب ..أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدﻓﺔ. ﺖ.. أﻥ ِ أآﻨﺖ أﻥﺖ ..ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ ﺕﺘﻔﺮﺝﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺣﺎﺕﻲ .ﺕﺘﺄﻣﻠﻴﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ،ﺕﺘﻮﻗﻔﻴﻦ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻵﺧﺮ ،وﺕﻌﻮدﻳﻦ إﻟﻰ اﻟ ﺪﻟﻴﻞ اﻟﺬي ﺕﻤﺴﻜﻴﻪ ﺑﻴﺪك ﻟﺘﺘﻌﺮﻓﻲ ﻋﻠﻰ أﺱﻤﺎء اﻟﻠﻮﺣﺎت اﻟﺘﻲ ﺕﻠﻔﺖ ﻥﻈﺮك اﻷآﺜﺮ؟ ﺖ.. أﻥ ِ ﺕﺮاك أﻥﺖ ..ﻥﻮر ﺁﺧﺮ ﻳﻀﻲء آﻞ ﻟﻮﺣﺔ ﺕﻤﺮﻳﻦ ﺑﻬﺎ ،ﻓﺘﺒﺪو اﻷﺽﻮاء اﻟﻤﻮﺝﻬﺔ ﻥﺤﻮ اﻟﻠﻮﺣﺎت ،وآﺄﻥﻬﺎ ﻣﻮﺝّﻬﺔ ﻥﺤ ﻮك.. وآﺄﻥﻚ آﻨﺖ اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻷﺹﻠﻴﺔ. أﻥﺖ إذن.. ﺕﺘﻮﻗﻔﻴﻦ أﻣﺎم ﻟﻮﺣﺔ ﺹﻐﻴﺮة ﻟﻢ ﺕﺴﺘﻮﻗﻒ أﺣﺪًا .ﺕﺘﺄﻣﻠﻴﻨﻬ ﺎ ﺑﺈﻣﻌ ﺎن أآﺒ ﺮ ،ﺕﻘﺘ ﺮﺑﻴﻦ ﻣﻨﻬ ﺎ أآﺜ ﺮ ،وﺕﺒﺤﺜ ﻴﻦ ﻋ ﻦ اﺱ ﻤﻬﺎ ﻓ ﻲ ﻗﺎﺉﻤﺔ اﻟﻠﻮﺣﺎت. وﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ﺱﺮت ﻓﻲ ﺝﺴﺪي ﻗﺸﻌﺮﻳﺮة ﻣﺒﻬﻤﺔ .واﺱﺘﻴﻘﻆ ﻓﻀﻮل اﻟﺮﺱّﺎم اﻟﻤﺠﻨﻮن داﺧﻠﻲ.. ﻲ..؟ ﺐ ﻟﻮﺣﺎﺕﻲ ﻟ ّ ﻣﻦ ﺕﻜﻮﻥﻴﻦ ،أﻥﺖ اﻟﻮاﻗﻔﺔ أﻣﺎم أﺣ ّ رﺣﺖ أﺕﺄﻣﻠﻚ ﻣﺮﺕﺒﻜًﺎ وأﻥﺖ ﺕﺘﺄﻣﻠﻴﻨﻬﺎ ..وﺕﻘﻮﻟﻴﻦ ﻟﺮﻓﻴﻘﺘﻚ آﻼﻣًﺎ ﻻ ﻳﺼﻠﻨﻲ ﺷﻲء ﻣﻨﻪ. ﻣﺎ اﻟﺬي أوﻗﻔﻚ أﻣﺎﻣﻬﺎ؟ ﻟﻢ ﺕﻜﻦ أﺝﻤﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻟﻮﺣﺎت ،آﺎﻥﺖ ﻟﻮﺣﺘﻲ اﻷوﻟﻰ وﺕﻤﺮﻳﻨﻲ اﻷول ﻓﻲ اﻟﺮﺱﻢ ﻓﻘﻂ.. وﻟﻜﻨﻨ ﻲ أﺹ ﺮرت ه ﺬﻩ اﻟﻤ ﺮة ،ﻋﻠ ﻰ أن ﺕﻜ ﻮن ﺣﺎﺽ ﺮة ﻓ ﻲ ﻣﻌﺮﺽ ﻲ اﻷه ﻢ ه ﺬا ،ﻷﻥﻨ ﻲ اﻋﺘﺒﺮﺕﻬ ﺎ ﺑ ﺮﻏﻢ ﺑﺴ ﺎﻃﺘﻬﺎ، ﻣﻌﺠﺰﺕﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮة. ﻞ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ. رﺱﻤﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺲ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﺱﻨﺔ ،وآﺎن ﻣ ﱠﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺘﺮ ذراﻋﻲ اﻟﻴﺴﺮى أﻗ ّ ﻟﻢ ﺕﻜﻦ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻺﺑﺪاع وﻻ ﻟ ﺪﺧﻮل اﻟﺘ ﺎرﻳﺦ .آﺎﻥ ﺖ ﻣﺤﺎوﻟ ﺔ ﻟﻠﺤﻴ ﺎة ﻓﻘ ﻂ ،واﻟﺨ ﺮوج ﻣ ﻦ اﻟﻴ ﺄس .رﺱ ﻤﺘﻬﺎ آﻤ ﺎ ﻳﺮﺱ ﻢ ﺕﻠﻤﻴﺬ ﻓﻲ اﻣﺘﺤﺎن ﻟﻠﺮﺱﻢ ﻣﻨﻈﺮًا ﻟﻴﺠﻴﺐ ﻋﻠﻰ ورﻗﺔ اﻷﺱﺘﺎذ: »ارﺱﻢ أﻗﺮب ﻣﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻥﻔﺴﻚ«. إﻥﻬﺎ اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻟﻲ ذﻟﻚ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﻴﻮﻏﺴﻼﻓﻲ اﻟﺬي ﻗﺪم ﻣﻊ ﺑﻌ ﺾ اﻷﻃﺒ ﺎء ﻣ ﻦ اﻟ ﺪول اﻻﺷ ﺘﺮاآﻴﺔ إﻟ ﻰ ﺕ ﻮﻥﺲ، ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺠﺮﺣﻰ اﻟﺠﺰاﺉﺮﻳﻴﻦ ،واﻟﺬي أﺷﺮف ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﺘﺮ ذراﻋﻲ وﻇﻞ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﺕﻄ ﻮراﺕﻲ اﻟﺼ ﺤﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴ ﻴﺔ ﻓﻴﻤ ﺎ ﺑﻌﺪ. آﺎن ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ آﻞ ﻣﺮة أزورﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ اهﺘﻤﺎﻣﺎﺕﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،وهﻮ ﻳﻼﺣﻆ إﺣﺒﺎﻃﻲ اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ. ﻟﻢ أآﻦ ﻣﺮﻳﻀًﺎ ﻟﻴﺤﺘﻔﻆ ﺑﻲ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ،وﻻ آﻨﺖ ﻣﻌﺎﻓﻰ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻷﺑﺪأ ﺣﻴﺎﺕﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪة. آﻨﺖ أﻋﻴﺶ ﻓﻲ ﺕﻮﻥﺲ ،اﺑﻨًﺎ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻮﻃﻦ وﻏﺮﻳﺒًﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻥﻔﺴﻪ؛ ﺣﺮًا وﻣﻘﻴ ﺪًا ﻓ ﻲ اﻟﻮﻗ ﺖ ﻥﻔﺴ ﻪ؛ ﺱ ﻌﻴﺪًا وﺕﻌﻴﺴ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻥﻔﺴﻪ. ٣٠
أﻳﻌﻘﻞ أن ﺕﻜﻮﻥﻲ ﺕﻐﻴﺮت إﻟﻰ هﺬا اﻟﺤ ّﺪ ..وآﺒﺮت إﻟﻰ هﺬا اﻟﺤﺪ ..ﺧﻼل ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺱﻨﺔ؟! رﺣﺖ أﺕﺄﻣﻠﻚ ﻣﺮة أﺧﺮى ،وآﺄﻥﻨﻲ أرﻓ ﺾ أن أﻋﺘ ﺮف ﺑﻌﻤ ﺮك ،ورﺑﻤ ﺎ أرﻓ ﺾ أن أﻋﺘ ﺮف ﺑﻌﻤ ﺮي وﺑﺎﻟﺮﺝ ﻞ اﻟ ﺬي أﺹﺒﺤﺘﻪ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﺒﺪو ﻟﻲ اﻟﻴﻮم ﻏﺎﺑﺮًا. ﻣﺎ اﻟﺬي أوﺹﻠﻚ إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..وإﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﻘﺎﻋﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺰﻣﻦ وهﺬا اﻟﻴﻮم ﺑﺎﻟﺬات؟ ﻼ ﻟﺴﺒﺐ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﻚ.. ﻳﻮم اﻥﺘﻈﺮﺕﻪ ﻃﻮﻳ ً وﺣﺴﺒﺖ ﻟﻪ أﻟﻒ ﺣﺴﺎب ﻟﻢ ﺕﻜﻮﻥﻲ ﺽﻤﻨﻪ.. وﺕﻮﻗﱠﻌﺖ ﻓﻴﻪ آﻞ اﻟﻤﻔﺎﺝﺂت إﻻ أن ﺕﻜﻮﻥﻲ أﻥﺖ ﻣﻔﺎﺝﺄﺕﻲ. ﻓﺠ ﺄة أذهﻠﻨ ﻲ اآﺘﺸ ﺎﻓﻲ ،وﺧﻔ ﺖ ﻣ ﻦ ﻣﻮاﺝﻬ ﺔ ﻋﻴﻨﻴ ﻚ اﻟﻠﺘ ﻴﻦ آﺎﻥﺘ ﺎ ﺕﺘﺎﺑﻌ ﺎن ﺑﺸ ﻲء ﻣ ﻦ اﻟﺪهﺸ ﺔ ارﺕﺒ ﺎآﻲ .ﻓﻘ ﺮرت أن أﻃﺮح ﺱﺆاﻟﻲ ﺑﺎﻟﻤﻘﻠﻮب ،وأﻥﺎ أواﺹﻞ ﺣﺪﻳﺜﻲ ﻣﻊ اﻟﻔﺘﺎة اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﻗﺪّﻣﺖ ﻟﻲ ﻥﻔﺴﻬﺎ .آﻨﺖ أﻋﺮف أﻥﻨ ﻲ إذا ﻋﺮﻓﺘﻬ ﺎ ﺖ. ﺱﻴﻨﺤﻞ اﻟﻠﻐﺰ ،وأﻋﺮف ﺕﻠﻘﺎﺉﻴًﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻜﻤﺎ ..أﻥ ِ ﻲ ﻓﻘﻂ أن أﺕﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﺹﺎﺣﺒﺘﻪ. ﻓﻘﺪ آﺎن ﻹﺣﺪاآﻤﺎ اﺱﻢ أﻋﺮﻓﻪ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺲ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﺱﻨﺔ ،وﻋﻠ ّ ﺱﺄﻟﺘﻬﺎ: هﻞ ﻟﺪﻳﻚ ﻗﺮاﺑﺔ ﺑﺴﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻮﻟﻰ؟أﺝﺎﺑﺖ ﺑﺴﻌﺎدة وآﺄﻥﻬﺎ ﺕﻜﺘﺸﻒ أن أﻣﺮهﺎ ﻳﻌﻨﻴﻨﻲ: إﻥﻪ أﺑﻲ ..ﻟﻘﺪ ﺕﻌﺬر ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﻀﻮر اﻟﻴﻮم ﺑﺴﺒﺐ وﺹ ﻮل وﻓ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺠﺰاﺉ ﺮ اﻟﺒﺎرﺣ ﺔ ..ﻟﻘ ﺪ ﺣ ﺪّﺙﻨﺎ ﻋﻨ ﻚ آﺜﻴ ﺮًا.وﻗﺪ أﺙﺎر ﻓﻀﻮﻟﻨﺎ ﻟﻤﻌﺮﻓﺘﻚ ﻟﺪرﺝﺔ ﻗﺮّرﻥﺎ أن ﻥﺄﺕﻲ ﻣﻜﺎﻥﻪ اﻟﻴﻮم ﻟﺤﻀﻮر اﻻﻓﺘﺘﺎح! آﺎن آﻼم ﺕﻠﻚ اﻟﻔﺘﺎة ﻋﻠﻰ ﺕﻠﻘﺎﺉﻴﺘﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﻟﻲ ﺝﻮاﺑﻴﻦ .اﻷول أﻥﻬﺎ ﻟﻢ ﺕﻜﻦ أﻥﺖ ،واﻟﺜﺎﻥﻲ ﺱﺒﺐ ﺕﺨﻠﻒ )ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ(. ﺐ ﻣ ﺎ ﻳﺘﺤﺎﺷ ﻰ آﻨ ﺖ ﻻﺣﻈ ﺖ ﻏﻴﺎﺑ ﻪ وﺕﺴ ﺎءﻟﺖ ﻋ ﻦ ﺱ ﺒﺒﻪ ،ه ﻞ آ ﺎن اﻟﻤ ﺎﻥﻊ ﺷﺨﺼ ﻴﺎً ،أم ﺱﻴﺎﺱ ﻴًﺎ ..أم ﺕ ﺮاﻩ آ ﺎن ﻟﺴ ﺒ ٍ اﻟﻈﻬﻮر ﻣﻌﻲ؟ ن ﻃﺮﻗﻨﺎ ﺕﻘﺎﻃﻌﺖ ﻣﻨﺬ ﺱﻨﻴﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ دﺧﻞ دهﺎﻟﻴﺰ اﻟﻠﻌﺒﺔ اﻟﺴﻴﺎﺱ ﻴﺔ ،وأﺹ ﺒﺢ هﺪﻓ ﻪ اﻟﻮﺣﻴ ﺪ اﻟﻮﺹ ﻮل إﻟ ﻰ آﻨﺖ أدري أ ّ اﻟﺼﻔﻮف اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ .ورﻏﻢ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥﻲ أن أﺕﺠﺎهﻞ وﺝﻮدﻩ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻥﻔﺴﻬﺎ .ﻓﻘﺪ آﺎن ﺝﺰءًا ﻣﻦ ﺷ ﺒﺎﺑﻲ وﻃﻔﻮﻟﺘﻲ ..وآﺎن ﺑﻌﺾ ذاآﺮﺕﻲ. وﻟﺬا ،وﻷﺱﺒﺎب ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ﻣﺤﺾ ،آﺎن اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺠﺰاﺉﺮﻳﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ دﻋﻮﺕﻬﺎ. ﻋﻴﱢﻦ ،ﻗﺒﻞ ﺱ ﻨﺘﻴﻦ ،ﻣﻠﺤﻘ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻔﺎرة اﻟﺠﺰاﺉﺮﻳ ﺔ، ﻟﻢ أﻟﺘﻖ ﺑﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﺪة ﺱﻨﻮات ،وﻟﻜﻦ أﺧﺒﺎرﻩ آﺎﻥﺖ ﺕﺼﻠﻨﻲ داﺉﻤًﺎ ﻣﻨﺬ ُ وهﻮ ﻣﻨﺼﺐ آﻜﻞ اﻟﻤﻨﺎﺹﺐ »اﻟﺨﺎرﺝﻴﺔ« ،ﻳﺘﻄﻠﺐ آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻮﺱﺎﻃﺔ واﻷآﺘﺎف اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ. وآﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎن )ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ( أن ﻳﺸﻖ ﻃﺮﻳﻘﻪ إﻟﻰ هﺬا اﻟﻤﻨﺼ ﺐ وﻷه ﻢ ﻣﻨ ﻪ ﺑﻤﺎﺽ ﻴﻪ ﻓﻘ ﻂ ،وﺑﺎﺱ ﻤﻪ اﻟ ﺬي ﺧّﻠ ﺪﻩ ﺱ ﻲ ﻞ اﻟﻄﺎهﺮ ﺑﺎﺱﺘﺸﻬﺎدﻩ .وﻟﻜﻦ ﻳﺒ ﺪو أن اﻟﻤﺎﺽ ﻲ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ آﺎﻓﻴ ًﺎ ﺑﻤﻔ ﺮدﻩ ﻟﻀ ﻤﺎن اﻟﺤﺎﺽ ﺮ ،وآ ﺎن ﻋﻠﻴ ﻪ أن ﻳﺘ ﺄﻗﻠﻢ ﻣ ﻊ آ ّ اﻟﺮﻳﺎح ﻟﻠﻮﺹﻮل.. ﻞ ذﻟﻚ ،وأﻥﺎ أﺣﺎول ﺑﺪوري أن أﺕﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ آ ﻞ اﻟﻤﻔﺎﺝ ﺂت واﻻﻥﻔﻌ ﺎﻻت اﻟﺘ ﻲ هﺰﺕﻨ ﻲ ﻓ ﻲ ﺑﻀ ﻊ ﻟﺤﻈ ﺎت، ﺧﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻲ آ ّ واﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﺑﺪاﻳﺘﻬﺎ أﻥﻨﻲ وددت أن أﺱﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺎة ﺝﻤﻴﻠﺔ ﺕﺰور ﻣﻌﺮﺽﻲ ﻻ ﻏﻴﺮ ..ﻓﺈذا ﺑﻲ أﺱﻠّﻢ ﻋﻠﻰ ذاآﺮﺕﻲ! ٢٩
ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ..أﻥﺎ ﻻ أﻓﻬﻢ آﺜﻴﺮًا ﻓ ﻲ اﻟﺮﺱ ﻢ ،وﻟ ﻢ أزر إﻻ ﻥ ﺎدرًا ﻣﻌ ﺎرض ﻓﻨﻴ ﺔ ،وﻟﻜ ﻦ ﻳﻤﻜﻨﻨ ﻲ أن أﺣﻜ ﻢ ﻋﻠ ﻰاﻷﺷﻴﺎء اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ،وﻟﻮﺣﺎﺕﻚ ﺷﻲ ﻣﻤﻴﺰ ..آﻨّﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺝﺔ إﻟﻰ ﺷﻲء ﺝﺪﻳﺪ ﺑﻨﻜﻬﺔ ﺝﺰاﺉﺮﻳ ﺔ ﻣﻌﺎﺹ ﺮة آﻬ ﺬﻩ ...ﻟﻘ ﺪ آﻨﺖ أﻗﻮل هﺬا ﻻﺑﻨﺔ ﻋﻤﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺎﺝﺄﺕﻨﺎ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﻘﺪﻣﺖ ﺕﻠﻚ اﻟﻔﺘﺎة ﻣﻨﻲ ﻟﺘﺼﺎﻓﺤﻨﻲ ،وﺕﻘﺪﱢم ﻟﻲ ﻥﻔﺴﻬﺎ ،وآﺄﻥﻬ ﺎ ﺑ ﺬﻟﻚ ﺱﺘﺼ ﺒﺢ ﻃﺮﻓ ًﺎ ﻓ ﻲ وﻗﻔﺘﻨ ﺎ ،وذﻟ ﻚ اﻟﺤ ﻮار اﻟﺬي وﺝﺪت ﻥﻔﺴﻬﺎ ﺧﺎرﺝﻪ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺕﺠﺎهﻠﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪء دون أن أدري.. ﻗﺎﻟﺖ وهﻲ ﺕﻌﺮّﻓﻨﻲ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ: اﻵﻥﺴﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻮﻟﻰ .إﻥﻲ ﺱﻌﻴﺪة ﺑﻠﻘﺎﺉﻚ..اﻥﺘﻔﻀﺖ ﻟﺴﻤﺎع ذﻟﻚ اﻻﺱﻢ. وﻥﻈﺮت ﻣﺪهﻮﺷًﺎ إﻟﻰ ﺕﻠﻚ اﻟﻔﺘﺎة اﻟﺘﻲ ﺹﺎﻓﺤﺘﻨﻲ ﺑﺤﺮارة ﻻ ﺕﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﻐﺮور.. ﺕﻔﺤﺼﺘﻬﺎ وآﺄﻥﻨﻲ أآﺘﺸﻒ وﺝﻮدهﺎ ،ﺙﻢ ﻋﺪت ﻷﺕﺄﻣﻠﻚ ﻋﺴﺎﻥﻲ أﺝﺪ ﻓﻲ ﻣﻼﻣﺤﻚ ﺝﻮاﺑًﺎ ﻟﺪهﺸﺘﻲ. ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻮﻟﻰ ....ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻮﻟﻰ.. وراﺣﺖ اﻟﺬاآﺮة ﺕﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺝﻮاب ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﺼﺎدﻓﺔ.. آﻨﺖ أﻋﺮف ﻋﺎﺉﻠﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻮﻟﻰ ﺝﻴﺪًا. إﻥﻬﻤﺎ أﺧﻮان ﻻ أآﺜﺮ .أﺣﺪهﻤﺎ )ﺱﻲ ﻃﺎهﺮ( اﺱﺘﺸﻬﺪ ﻣﻨﺬ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺱﻨﺔ ،وﺕﺮك ﺹﺒﻴًﺎ وﺑﻨﺘًﺎ ﻓﻘﻂ. واﻵﺧﺮ )ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ( ﺕﺰوج ﻗﺒﻞ اﻻﺱﺘﻘﻼل ،و ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻟﻪ اﻟﻴﻮم ﻋﺪة أوﻻد وﺑﻨﺎت.. ﺖ اﺱﻤﻬﺎ وﺹ ﻴﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺠﺒﻬ ﺔ ﺣﺘ ﻰ ﺕ ﻮﻥﺲ ..وﻥﺒ ﺖ ﻋ ﻦ أﺑﻴﻬ ﺎ ﻓ ﻲ دار ﻓﻤﻦ ﻣﻨﻜﻤﺎ اﺑﻨﺔ )ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ( ...ﺕﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠ ُ ﻞ اﻟﻮﻻدات؟ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ،ﻟﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ رﺱﻤﻴًﺎ ﻓﻲ ﺱﺠ ﱢ ﻣﻦ ﻣﻨﻜﻤﺎ ﺕﻠﻚ اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻗﺒّﻠﺘﻬﺎ ﻥﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ أﺑﻴﻬﺎ ،وﻻ ﻋﺒﺘﻬﺎ ودﻟّﻠﺘﻬﺎ ﻥﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ؟ ﻣﻦ ﻣﻨﻜﻤﺎ ...أﻥﺖِ؟ ﺖ ..ﻻ ﺕﻠﻚ. وﺑﺮﻏﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﺨﻄﻮط اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ ﻟﻤﻼﻣﺤﻜﻤﺎ ،آﻨﺖ أﺷﻌﺮ أﻥﱠﻚ أﻥ ِ أو هﻜﺬا آﻨﺖ أﺕﻤﻨﻰ ،وأﻥﺎ أﺣﻠﻢ ﻗﺒﻞ اﻷوان ﺑﻘﺮاﺑﺔ ﻣﺎ ﺕﻜﻮن ﺝﻤﻌﺘﻨﻲ ﺑﻚ. وأﻥﺪهﺶ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﺼﺎدﻓﺔ ،وأﺝﺪ ﻓﺠﺄة ﺕﺒﺮﻳﺮًا ﻟﻮﺝﻬﻚ اﻟﻤﺤﺒّﺐ إﻟ ّ ﻲ ﻣﺴ ﺒﻘًﺎ .ﻟﻘ ﺪ آﻨ ﺖ ﻥﺴ ﺨﺔ ﻋ ﻦ )ﺱ ﻲ ﻃ ﺎهﺮ( ،ﻥﺴ ﺨﺔ أآﺜﺮ ﺝﺎذﺑﻴﺔ. آﻨﺖ أﻥﺜﻰ. وﻟﻜﻦ ..أﻳﻌﻘﻞ أن ﺕﻜﻮﻥﻲ أﻥﺖ اﻟﻄﻔﻠﺔ اﻟﺘﻲ رأﻳﺘﻬﺎ ﻵﺧﺮ ﻣﺮة ﻓﻲ ﺕﻮﻥﺲ ﺱﻨﺔ ) (١٩٦٢ﻏ ﺪاة اﻻﺱ ﺘﻘﻼل ،ﻋﻨ ﺪﻣﺎ رﺣ ﺖ أﻃﻤﺌﻦ ﻋﻠﻴﻜﻢ آﺎﻟﻌﺎدة ،وأﺕﺎﺑﻊ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﺕﻔﺎﺹﻴﻞ ﻋﻮدﺕﻜﻢ إﻟﻰ اﻟﺠﺰاﺉﺮ؟ ﺑﻌﺪﻣﺎ اﺕﺼﻞ ﺑﻲ )ﺱﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ( ﻣﻦ ﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ، ﻟﻴﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺑﻴﻊ ذﻟﻚ اﻟﺒﻴ ﺖ اﻟ ﺬي ﻟ ﻢ ﻳﻌ ﺪ هﻨ ﺎك ﺽ ﺮورة ﻟﻮﺝ ﻮدﻩ ،واﻟ ﺬي اﺷ ﺘﺮاﻩ )ﺱ ﻲ اﻟﻄ ﺎهﺮ( ﻣﻨ ﺬ ﻋ ﺪّة ﺱ ﻨﻮات ﻟﻴﻬﺮّب إﻟﻴﻪ أﺱﺮﺕﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮة ،ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺑﻌﺪﺕﻪ ﻓﺮﻥﺴﺎ ﻋﻦ اﻟﺠﺰاﺉﺮ ﻓﻲ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎت ،ﺑﻌﺪ ﻋﺪة أﺷﻬﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﺠﻦ ﻗﻀ ﺎهﺎ ﺑﺘﻬﻤﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺾ اﻟﺴﻴﺎﺱﻲ. آﻢ آﺎن ﻋﻤﺮك وﻗﺘﻬﺎ؟ ٢٨
ﻞ ﻣﺎ ﻥﻔﻬﻤﻪ! اﻟﻔﻦ هﻮ آﻞ ﻣﺎ ﻳﻬﺰﻥﺎ ..وﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة آ ّﻲ ﻣﻌًﺎ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺪهﺸﺔ ،وﻗﺒﻞ أن ﺕﻘﻮﻟﻲ ﺷﻴﺌﺎً ،آﺎﻥﺖ ﻋﻴﻨ ﺎك ﺕﻜﺘﺸ ﻔﺎن ﻓ ﻲ ﻥﻈ ﺮة ﺧﺎﻃﻔ ﺔ ،ذراع ﺝ ﺎآﻴﺘﻲ ﻥﻈﺮﺕﻤﺎ إﻟ ّ اﻟﻔﺎرﻏﺔ واﻟﻤﺨﺘﺒﺊ آﻤّﻪ ﺑﺤﻴﺎء ﻓﻲ ﺝﻴﺐ ﺱﺘﺮﺕﻲ. آﺎﻥﺖ ﺕﻠﻚ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺕﻌﺮﻳﻔﻲ وأوراﻗﻲ اﻟﺜﺒﻮﺕﻴﺔ. ﻣﺪدت ﻥﺤﻮي ﻳﺪك ﻣﺼﺎﻓﺤﺔ وﻗﻠﺖ ﺑﺤﺮارة ﻓﺎﺝﺄﺕﻨﻲ: آﻨﺖ أرﻳﺪ أن أهﻨّﺌﻚ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻤﻌﺮض..وﻗﺒﻞ أن ﺕﺼﻠﻨﻲ آﻠﻤﺎﺕﻚ ..آﺎن ﻥﻈﺮي ﻗﺪ ﺕﻮ ﱠﻗﻒ ﻋﻨﺪ ذﻟﻚ اﻟﺴﻮار اﻟﺬي ﻳﺰﻳﻦ ﻣﻌﺼﻤﻚ اﻟﻌﺎري اﻟﻤﻤﺪود ﻥﺤﻮي. ﻲ اﻟﻘﺴﻨﻄﻴﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺕُﻌﺮف ﻣﻦ ذهﺒﻬﺎ اﻷﺹﻔﺮ اﻟﻤﻀﻔﻮر ،وﻣﻦ ﻥﻘﺸﺘﻬﺎ اﻟﻤﻤﻴﺰة .ﺕﻠﻚ »اﻟﺨﻼﺧﻞ« اﻟﺘ ﻲ آﺎن إﺣﺪى اﻟﺤﻠ ّ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺽﻲ ،ﺝﻬﺎز ﻋﺮوس وﻻ ﻣﻌﺼﻢ اﻣﺮأة ﻣﻦ اﻟﺸﺮق اﻟﺠﺰاﺉﺮي. ﻣﺪدت ﻳﺪي إﻟﻴﻚ دون أن أرﻓﻊ ﻋﻴﻨﻲ ﺕﻤﺎﻣًﺎ ﻋﻨﻪ .وﻓﻲ ﻋﻤ ﺮ ﻟﺤﻈ ﺔ ،ﻋ ﺎدت ذاآﺮﺕ ﻲ ﻋﻤ ﺮًا إﻟ ﻰ اﻟ ﻮراء .إﻟ ﻰ ﻣﻌﺼ ﻢ )أﻣّﺎ( اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻔﺎرﻗﻪ هﺬا اﻟﺴﻮار ﻗﻂ. وداهﻤﻨﻲ ﺷﻌﻮر ﻏﺎﻣﺾ ،ﻣﻨﺬ ﻣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻮﻗﻒ ﻥﻈﺮي ﺱﻮار آﻬﺬا؟ ﻟﻢ أﻋﺪ أذآﺮ ..رﺑﱠﻤﺎ ﻣﻨﺬ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺙﻼﺙﻴﻦ ﺱﻨﺔ! ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻠﺒﺎﻗﺔ ﺱﺤﺒﺖ ﻳﺪك اﻟﺘ ﻲ آﻨ ﺖ أﺷ ّﺪ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ رﺑﱠﻤ ﺎ دون أن أدري ،وآ ﺄﻥﻨﻲ أﻣﺴ ﻚ ﺑﺸ ﻲء ﻣ ﺎ ،اﺱ ﺘﻌﺪﺕِﻪ ﻓﺠ ﺄة. واﺑﺘﺴﻤﺖ ﻟﻲ.. رﻓﻌﺖ ﻋﻴﻨﻲ ﻥﺤﻮك ﻷول ﻣﺮة. ﺕﻘﺎﻃﻌﺖ ﻥﻈﺮاﺕﻨﺎ ﻓﻲ ﻥﺼﻒ ﻥﻈﺮة. آﻨﺖ ﺕﺘﺄﻣﻠﻴﻦ ذراﻋﻲ اﻟﻨﺎﻗﺼﺔ ،وأﺕﺄﻣﻞ ﺱﻮارًا ﺑﻴﺪك. آﺎن آﻼﻥﺎ ﻳﺤﻤﻞ ذاآﺮﺕﻪ ﻓﻮﻗﻪ.. وآﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻨﺎ أن ﻥﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻘﻂ .وﻟﻜﻦ آﻨﺖ ﻟﻐﺰًا ﻻ ﺕﺰﻳﺪﻩ اﻟﺘﻔﺎﺹ ﻴﻞ إﻻ ﻏﻤﻮﺽ ًﺎ .ﻓﺮﺣ ﺖ أراهﻦ ﻋﻠﻰ اآﺘﺸﺎﻓﻚ .أﺕﻔﺤﺼﻚ ﻣﺄﺧﻮذًا ﻣﺮﺕﺒﻜًﺎ ..آﺄﻥﻨﻲ أﻋﺮﻓﻚ وأﺕﻌﺮف ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ ﺁن واﺣﺪ. ﻟﻢ ﺕﻜﻮﻥﻲ ﺝﻤﻴﻠﺔ ذﻟﻚ اﻟﺠﻤﺎل اﻟﺬي ﻳﺒﻬﺮ ،ذﻟﻚ اﻟﺠﻤﺎل اﻟﺬي ﻳﺨﻴﻒ وﻳﺮﺑﻚ. آﻨﺖ ﻓﺘﺎة ﻋﺎد ّﻳ ﺔ ،وﻟﻜ ﻦ ﺑﺘﻔﺎﺹ ﻴﻞ ﻏﻴ ﺮ ﻋﺎدﻳ ﺔ ،ﺑﺴ ﱟﺮ ﻣ ﺎ ﻳﻜﻤ ﻦ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺎن ﻣ ﺎ ﻣ ﻦ وﺝﻬ ﻚ ..رﺑﱠﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﺝﺒﻬﺘ ﻚ اﻟﻌﺎﻟﻴ ﺔ وﺣﺎﺝﺒﻴﻚ اﻟﺴﻤﻴﻜﻴﻦ واﻟﻤﺘ ﺮوآﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ اﺱ ﺘﺪارﺕﻬﻤﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ﺔ .ورﺑّﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﺑﺘﺴ ﺎﻣﺘﻚ اﻟﻐﺎﻣﻀ ﺔ وﺷ ﻔﺘﻴﻚ اﻟﻤﺮﺱ ﻮﻣﺘﻴﻦ ﺑﺄﺣﻤﺮ ﺷﻔﺎﻩ ﻓﺎﺕﺢ آﺪﻋﻮة ﺱﺮﻳّﺔ ﻟﻘﺒﻠﺔ. ﻲ اﻟﻤﺘﻘﻠﱢﺐ. أو رﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ اﻟﻮاﺱﻌﺘﻴﻦ وﻟﻮﻥﻬﻤﺎ اﻟﻌﺴﻠ ّ وآﻨﺖ أﻋﺮف هﺬﻩ اﻟﺘﻔﺎﺹﻴﻞ.. أﻋﺮﻓﻬﺎ ..وﻟﻜﻦ آﻴﻒ؟ وﺝﺎء ﺹﻮﺕﻚ ﺑﺎﻟﻔﺮﻥﺴﻴﺔ ﻳﺨﺮﺝﻨﻲ ﻣﻦ ﺕﻔﻜﻴﺮي ﻗﻠﺖ: ﻳﺴﻌﺪﻥﻲ أن ﻳﺼﻞ ﻓﻨﺎن ﺝﺰاﺉﺮي إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﻘﻤﺔ ﻣﻦ اﻹﺑﺪاع..ﺙﻢ أﺽﻔﺖ ﺑﻤﺴﺤﺔ ﺧﺠﻞ: ٢٧
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺎن ﻳﻮم ﻟﻘﺎﺉﻨﺎ ﻳﻮﻣًﺎ ﻟﻠﺪهﺸﺔ.. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻘﺪر ﻓﻴﻪ هﻮ اﻟﻄﺮف اﻟﺜﺎﻥﻲ ،آ ﺎن ﻣﻨ ﺬ اﻟﺒ ﺪء اﻟﻄ ﺮف اﻷول .أﻟ ﻴﺲ ه ﻮ اﻟ ﺬي أﺕ ﻰ ﺑﻨ ﺎ ﻣ ﻦ ﻣ ﺪن أﺧ ﺮى ،ﻣ ﻦ زﻣﻦ ﺁﺧﺮ وذاآﺮة أﺧﺮى ،ﻟﻴﺠﻤﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ ﺑﺒﺎرﻳﺲ ،ﻓﻲ ﺣﻔﻞ اﻓﺘﺘﺎح ﻣﻌﺮض ﻟﻠﺮﺱﻢ؟ ﻳﻮﻣﻬﺎ آﻨﺖ أﻥﺎ اﻟﺮﺱﺎم ،وآﻨﺖ أﻥﺖ زاﺉﺮة ﻓﻀﻮﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺹﻌﻴﺪ. ﻼ ﻳﺸ ﻌﺮ ﺑﻀ ﻌﻒ ﺕﺠ ﺎﻩ اﻟﻔﺘﻴ ﺎت اﻟﻼﺉ ﻲ ﻳﺼ ﻐﺮﻥﻪ ﻟﻢ ﺕﻜﻮﻥﻲ ﻓﺘﺎة ﺕﻌﺸ ﻖ اﻟﺮﺱ ﻢ ﻋﻠ ﻰ وﺝ ﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳ ﺪ .وﻻ آﻨ ﺖ أﻥ ﺎ رﺝ ً ﻼ أﻣﺎم وﺝﻬﻚ؟ ﻋﻤﺮًا .ﻓﻤﺎ اﻟﺬي ﻗﺎد ﺧﻄﺎك هﻨﺎك ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم؟ ..وﻣﺎ اﻟﺬي أوﻗﻒ ﻥﻈﺮي ﻃﻮﻳ ً ﻼ ﺕﺴﺘﻮﻗﻔﻪ اﻟﻮﺝﻮﻩ ،ﻷن وﺝﻮهﻨﺎ وﺣﺪهﺎ ﺕﺸﺒﻬﻨﺎ ،وﺣﺪهﺎ ﺕﻔﻀﺤﻨﺎ ،وﻟﺬا آﻨ ﺖ ﻗ ﺎدرًا ﻋﻠ ﻰ أن أﺣ ّ آﻨﺖ رﺝ ً ﺐ أو أآ ﺮﻩ ﺑﺴﺒﺐ وﺝﻪ. وﺑﺮﻏﻢ ذﻟﻚ ،ﻟﺴﺖ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﺎﻗﺔ ﻷﻗﻮل إﻥﻨﻲ أﺣﺒﺘﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮة اﻷوﻟﻰ .ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﻗﻮل إﻥﻨﻲ أﺣﺒﺘ ﻚ ،ﻣ ﺎ ﻗﺒ ﻞ اﻟﻨﻈ ﺮة اﻷوﻟﻰ. ﻲ ﻣﺴﺒﻘﺎً ،وآﺄﻥﻨﻲ أﺣﺒﺒﺖ ﻳﻮﻣ ًﺎ اﻣ ﺮأة ﺕﺸ ﺒﻬﻚ .أو آﺎن ﻓﻴﻚ ﺷﻲء ﻣﺎ أﻋﺮﻓﻪ ،ﺷﻲء ﻣﺎ ﻳﺸﺪﻥﻲ إﻟﻰ ﻣﻼﻣﺤﻚ اﻟﻤﺤﺒﺒﺔ إﻟ ّ آﺄﻥﻨﻲ آﻨﺖ ﻣﺴﺘﻌﺪًَا ﻣﻨﺬ اﻷزل ﻷﺣ ّ ﺐ اﻣﺮأة ﺕﺸﺒﻬﻚ ﺕﻤﺎﻣًﺎ. ﻞ اﻟﻮﺝ ﻮﻩ ،وﺙﻮﺑ ﻚ اﻷﺑ ﻴﺾ اﻟﻤﺘﻨ ّﻘ ﻞ ﻣ ﻦ ﻟﻮﺣ ﺔ إﻟ ﻰ أﺧ ﺮى ،ﻳﺼ ﺒﺢ ﻟ ﻮن دهﺸ ﺘﻲ آ ﺎن وﺝﻬ ﻚ ﻳﻄ ﺎردﻥﻲ ﺑ ﻴﻦ آ ّ وﻓﻀﻮﻟﻲ.. واﻟﻠﻮن اﻟﺬي ﻳﺆﺙّﺚ وﺣﺪﻩ ﺕﻠﻚ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﻤﻸى ..ﺑﺄآﺜﺮ ﻣﻦ زاﺉﺮ وأآﺜﺮ ﻣﻦ ﻟﻮن ن ﻟﻢ ﻥﻜﻦ ﻥﺤﺒّﻪ ﺑﺎﻟﻀﺮورة_! ﺐ أﻳﻀًﺎ ﻣﻦ ﻟﻮ ٍ _هﻞ ﻳﻮﻟﺪ اﻟﺤ ّ وﻓﺠﺄة اﻗﺘﺮب اﻟﻠﻮن اﻷﺑﻴﺾ ﻣﻨّﻲ ،وراح ﻳﺘﺤﺪث ﺑﺎﻟﻔﺮﻥﺴﻴﺔ ﻣﻊ ﻓﺘﺎة أﺧﺮى ﻟﻢ أﻻﺣﻈﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.. ﻼ ﺣﺎﻟﻜﺎً ،ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﻏﻄﱠﻰ ﻋﻠﻰ آﻞ اﻷﻟﻮان.. رﺑﱠﻤﺎ ﻷن اﻷﺑﻴﺾ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻠﺒﺲ ﺷﻌﺮًا ﻃﻮﻳ ً ﻗﺎل اﻷﺑﻴﺾ وهﻮ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻟﻮﺣﺔ: !- Je prefere l'abstrait.. وأﺝﺎب اﻟﻠﻮن اﻟﺬي ﻻ ﻟﻮن ﻟﻪ: - moi je prefere comprendre ce que je vois. ﻞ ﻣﺎ ﻳﺮى.. وﻟﻢ ﺕﺪهﺸﻨﻲ ﺣﻤﺎﻗﺔ اﻟﻠﻮن اﻟﺬي ﻻ ﻟﻮن ﻟﻪ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻔﻀّﻞ أن ﻳﻔﻬﻢ آ ّ أدهﺸﻨﻲ اﻟﻠﻮن اﻷﺑﻴﺾ ﻓﻘﻂ ..ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﻃﺒﻌﻪ أن ﻳﻔﻀّﻞ اﻟﻐﻤﻮض! ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ،ﻟﻢ ﻳﺤﺪث أن اﻥﺤﺰت ﻟﻠﻮن اﻷﺑﻴﺾ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻮﻣًﺎ ﻟﻮﻥﻲ اﻟﻤﻔﻀﻞ ..ﻓﺄﻥﺎ أآﺮﻩ اﻷﻟﻮان اﻟﺤﺎﺱﻤﺔ. وﻟﻜﻨﻨﻲ ﺁﻥﺬاك اﻥﺤﺰت إﻟﻴﻚ دون ﺕﻔﻜﻴﺮ. ووﺝﺪﺕﻨﻲ أﻗﻮل ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻔﺘﺎة ،وآﺄﻥﻨﻲ أواﺹﻞ ﺝﻤﻠﺔ ﺑﺪأﺕﻬﺎ أﻥ ِ ﺖ: ٢٦
آﺎن »ﻣﻮﻥﺘﻴﺮﻻن« ﻳﻘﻮل: »إذا آﻨﺖ ﻋﺎﺝﺰًا ﻋﻦ ﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﺕﺪّﻋﻲ آﺮاهﻴﺘﻪ ،ﻓﻼ ﺕﻘﻞ إﻥﱠﻚ ﺕﻜﺮهﻪ :أﻥﺖ ﺕﻌﻬّﺮ هﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺔ!«. دﻋﻴﻨﻲ أﻋﺘﺮف ﻟﻚ أﻥﻨ ﻲ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻠﺤﻈ ﺔ أآﺮه ﻚ ،وأ ّﻥ ﻪ آ ﺎن ﻻ ﺑ ّﺪ أن أآﺘ ﺐ ه ﺬا اﻟﻜﺘ ﺎب ﻷﻗﺘﻠ ﻚ ﺑ ﻪ أﻳﻀ ًﺎ .دﻋﻴﻨ ﻲ أﺝﺮّب أﺱﻠﺤﺘﻚ.. ﻓﺮﺑﻤﺎ آﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ..ﻣﺎذا ﻟﻮ آﺎﻥﺖ اﻟﺮواﻳﺎت ﻣﺴﺪّﺱﺎت ﻣﺤﺸﻮّة ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻘﺎﺕﻠﺔ ﻻ ﻏﻴﺮ؟. وﻟﻮ آﺎﻥﺖ اﻟﻜﻠﻤﺎت رﺹﺎﺹًﺎ أﻳﻀﺎً؟ وﻟﻜﻨﱠﻨﻲ ﻟﻦ أﺱﺘﻌﻤﻞ ﻣﻌﻚ ﻣﺴﺪﺱًﺎ ﺑﻜﺎﺕﻢ ﺹﻮت ،ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻚ. ﻞ هﺬﻩ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت. ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺮﺝﻞ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺴﻼح ﺑﻌﺪ هﺬا اﻟﻌﻤﺮ ،أن ﻳﺄﺧﺬ آ ّ أرﻳﺪ ﻟﻤﻮﺕﻚ وﻗﻌًﺎ ﻣﺪوﻳًﺎ ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن.. ﻓﺄﻥﺎ أﻗﺘﻞ ﻣﻌﻚ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ،آﺎن ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺠﺮؤ أﺣﺪ ﻋﻠﻰ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻳﻮﻣًﺎ. ﻓﺎﻗﺮأي هﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺣﺘﻰ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﺑﻌﺪهﺎ ﻗﺪ ﺕﻜﻔّﻴﻦ ﻋﻦ آﺘﺎﺑﺔ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﻮهﻤﻴﺔ. وﻃﺎﻟﻌﻲ ﻗﺼﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﺝﺪﻳﺪ.. دهﺸﺔ ﺑﻌﺪ أﺧﺮى ،وﺝﺮﺣًﺎ ﺑﻌﺪ ﺁﺧﺮ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺪث ﻷدﺑﻨﺎ اﻟﺘﻌﻴﺲ هﺬا ،أن ﻋﺮف ﻗﺼﺔ أروع ﻣﻨﻬﺎ.. وﻻ ﺷﻬﺪ ﺧﺮاﺑًﺎ أﺝﻤﻞ.
٢٥
اﻥﺘﻬﻰ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ آﺮم اﻟﻘﺪر اﻟﺒﺨﻴﻞ .ﻓﻘﺪ اﺱﺘﺸ ﻬﺪ )ﺱ ﻲ ﻃ ﺎهﺮ( ﺑﻌ ﺪ ﺑﻀ ﻌﺔ أﺷ ﻬﺮ دون أن ﻳ ﺘﻤﻜﻦ ﻣ ﻦ رؤﻳ ﺔ اﺑﻨ ﻪ ﻣ ﺮّة ﺙﺎﻥﻴﺔ. آﺎن ﻥﺎﺹﺮ ﺁﻥﺬاك ﻳﻨﻬﻲ ﺷﻬﺮﻩ اﻟﺜﺎﻣﻦ ،وأﻥﺖ ﺕﺪﺧﻠﻴﻦ ﻋﺎﻣﻚ اﻟﺨﺎﻣﺲ. ﻞ ﻳﻮم .وﺕﺘﻘﺎﻃﻊ ﻣ ﻊ ﻣﻮﺕ ﻪ وﻣ ﻴﻼدﻩ ،أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻗﺼ ﺔ ،ﺑﻌﻀ ﻬﺎ وآﺎن اﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﺹﻴﻒ ١٩٦٠ﺑﺮآﺎﻥًﺎ ﻳﻤﻮت وﻳﻮﻟﺪ آ ّ ﻣﺆﻟﻢ وﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺪهﺶ.. وﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﺄﺕﻲ ﻣﺘﺄﺧﺮًا آﻤﺎ ﺝﺎءت ﻗﺼﺘﻲ اﻟﺘﻲ ﺕﻘﺎﻃﻌﺖ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻣﻌﻚ. ﻗﺼﺔ ﻓﺮﻋﻴﺔ ،آﺘﺒﺖ ﻣﺴﺒﻘًﺎ وﺣﻮﻟﺖ ﻣﺴ ﺎر ﺣﻴ ﺎﺕﻲ ﺑﻌ ﺪ ﻋﻤ ﺮ ﺑﺄآﻤﻠ ﻪ ،ﺑﺤﻜ ﻢ ﺷ ﻲء ﻗ ﺪ ﻳﻜ ﻮن اﺱ ﻤﻪ اﻟﻘ ﺪر ،وﻗ ﺪ ﻳﻜ ﻮن اﻟﻌﺸﻖ اﻟﺠﻨﻮﻥﻲ .. ﻞ ﻣﺒﺎدﺉﻨﺎ وﻗﻴﻤﻨﺎ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ. ﻼآّ ذاك اﻟﺬي ﻳﻔﺎﺝﺌﻨﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻥﺘﻮﻗﻊ ،ﻣﺘﺠﺎه ً ﻞ ﺷﻲء. واﻟﺬي ﻳﺄﺕﻲ ﻣﺘﺄﺧﺮًا ..ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻥﻌﻮد ﻥﻨﺘﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎً؛ وإذا ﺑﻪ ﻳﻘﻠﺐ ﻓﻴﻨﺎ آ ّ ﻓﻬﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻲ اﻟﻴﻮم ،ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﻄﻌﺖ ﺑﻴﻨﻨﺎ اﻷﻳﺎم ﺝﺴﻮر اﻟﻜﻼم ،أن أﻗﺎوم ه ﺬﻩ اﻟﺮﻏﺒ ﺔ اﻟﺠﻨﻮﻥﻴ ﺔ ﻟﻜﺘﺎﺑ ﺔ ه ﺎﺕﻴﻦ اﻟﻘﺼ ﺘﻴﻦ ﻣﻌﺎً ،آﻤﺎ ﻋﺸﺘﻬﻤﺎ ﻣﻌﻚ ودوﻥﻚ ،ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺴﻨﻮات.. رﻏﺒ ًﺔ ..وﻋﺸﻘًﺎ ..وﺣﻠﻤًﺎ ..وﺣﻘﺪًا ..وﻏﻴﺮ ًة ..وﺧﻴﺒ ًﺔ ..وﻓﺠﺎﺉﻊ ﺣ ّﺪ اﻟﻤﻮت. ﻲ.. أﻥﺖ اﻟﺘﻲ آﻨﺖ ﺕﺤﺒّﻴﻦ اﻻﺱﺘﻤﺎع إﻟ ّ وﺕﻘﻠﺒﻴﻨﻨﻲ آﺪﻓﺘﺮ ﻗﺪﻳﻢ ﻟﻠﺪهﺸﺔ. آﺎن ﻻ ﺑﺪ أن أآﺘﺐ ﻣﻦ أﺝﻠﻚ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،ﻷﻗﻮل ﻟﻚ ﻣﺎ ﻟﻢ أﺝﺪ ﻣﺘﱠﺴﻌًﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ﻷﻗﻮﻟﻪ. ﺱﺄﺣﺪﺙﻚ ﻋﻦ اﻟﺬﻳﻦ أﺣﺒّﻮك ﻷﺱﺒﺎب ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﺧﻨﺘﻬﻢ ﻷﺱﺒﺎب ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ أﺧﺮى. ﺱﺄﺣﺪﺙﻚ ﺣﺘﻰ ﻋﻦ زﻳﺎد ،أﻣﺎ آﻨﺖ ﺕﺤﺒﱢﻴﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ وﺕﺮاوﻏﻴﻦ؟ ﻞ ﻣﻨﺎ ﻗﺪرﻩ. ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺽﺮورة اﻵن ﻟﻠﻤﺮاوﻏﺔ ..ﻟﻘﺪ اﺧﺘﺎر آ ّ ﺱﺄﺣﺪﺙﻚ ﻋﻦ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﻃﺮﻓًﺎ ﻓﻲ ﺣﺒّﻨﺎ ،واﻟﺘﻲ أﺹ ﺒﺤﺖ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﺱ ﺒﺒًﺎ ﻓ ﻲ ﻓﺮاﻗﻨ ﺎ ،واﻥﺘﻬ ﻲ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻣﺸ ﻬﺪ ﺧﺮاﺑﻨﺎ اﻟﺠﻤﻴﻞ. ﻓﻌ ّﻢ ﺕﺮاك ﺱﺘﺘﺤﺪﺙﻴﻦ؟ ﻦ ﻣﻨﱠﺎ أﺣﺒﺒﺖ؟ ي رﺝﻞ ﻣﻨﱠﺎ ﺕﺮاك آﺘﺒﺖ؟ َﻣ ْ ﻋﻦ أ ّ وﻣﻦ ..ﻣﻨّﺎ ﺱﺘﻘﺘﻠﻴﻦ؟ ﻼ ﺑﻤﺴﺘﺤﻴﻞ؟ وﻟﻤﻦ ﺕﺮاك أﺧﻠﺼﺖ ،أﻥﺖ اﻟﺘﻲ ﺕﺴﺘﺒﺪﻟﻴﻦ ﺣ ّﺒًﺎ ﺑﺤﺐّ ،وذاآﺮة ﺑﺄﺧﺮى ،وﻣﺴﺘﺤﻴ ً وأﻳﻦ أﻥﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﺉﻤﺔ ﻋﺸﻘﻚ وﺽﺤﺎﻳﺎك؟ ﺕﺮاﻥﻲ أﺷﻐﻞ اﻟﻤﻜﺎﻥﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻷﻥﻨﻲ أﻗﺮب إﻟﻰ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻷوﻟﻰ؟ ﺕﺮاﻥﻲ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﻤﺰورة ﻟـ )ﺱﻲ ﻃﺎهﺮ( ﺕﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺤﻮّﻟﻬﺎ اﻻﺱﺘﺸﻬﺎد إﻟﻰ ﻥﺴﺨﺔ ﻃﺒﻖ اﻷﺹﻞ؟ ﺕﺮاﻥﻲ اﻷﺑﻮة اﻟﻤﺰورة ..أم اﻟﺤﺐ اﻟﻤﺰوّر؟ أﻥﺖ اﻟﺘﻲ _آﻬﺬا اﻟﻮﻃﻦ_ ﺕﺤﺘﺮﻓﻴﻦ ﺕﺰوﻳﺮ اﻷوراق وﻗﻠﺒﻬﺎ ..دون ﺝﻬﺪ. ٢٤
ﻓﻮﺣﺪﻩ ﺕﺎرﻳﺦ اﻟﺸﻬﺪاء ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ،وﻣ ﺎ ﺕ ﻼﻩ ﺕ ﺎرﻳﺦ ﺁﺧ ﺮ ﻳﺼ ﺎدر اﻷﺣﻴ ﺎء .وﺱ ﻴﻜﺘﺒﻪ ﺝﻴ ﻞ ﻟ ﻢ ﻳﻌ ﺮف اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ وﻟﻜﻨ ﻪ ﺱﻴﺴﺘﻨﺘﺠﻬﺎ ﺕﻠﻘﺎﺉﻴًﺎ ..ﻓﻬﻨﺎك ﻋﻼﻣﺎت ﻻ ﺕﺨﻄﺊ. ﻣﺎت )ﺱﻲ ﻃﺎهﺮ( ﻃﺎهﺮًا ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺒﺎت اﻻﺱﺘﻘﻼل .ﻻ ﺷﻲء ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻏﻴﺮ ﺱ ﻼﺣﻪ .ﻻ ﺷ ﻲء ﻓ ﻲ ﺝﻴﻮﺑ ﻪ ﻏﻴ ﺮ أوراق ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﺎ ..ﻻ ﺷﻲء ﻋﻠﻰ أآﺘﺎﻓﻪ ﺱﻮى وﺱﺎم اﻟﺸﻬﺎدة. اﻟﺮﻣﻮز ﺕﺤﻤﻞ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺕﻬﺎ.. ووﺣﺪهﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻮﺑﻮن ﻋﻨﻬﻢ ،ﻳﺤﻤﻠﻮن ﻗﻴﻤﺘﻬﻢ ﻓﻲ رﺕﺒﻬﻢ وأوﺱﻤﺘﻬﻢ اﻟﺸﺮﻓﻴّﺔ ،وﻣﺎ ﻣ ﻸوا ﺑ ﻪ ﺝﻴ ﻮﺑﻬﻢ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺠ ﻞ ﻣ ﻦ ﺣﺴﺎﺑﺎت ﺱﺮّﻳﺔ. ﺱﺖ ﺱﺎﻋﺎت ﻣﻦ اﻟﺤﺼﺎر واﻟﺘﻄﻮﻳ ﻖ ،وﻣ ﻦ اﻟﻘﺼ ﻒ اﻟﻤﺮ ّآ ﺰ ﻟﺪﺷ ﺮة ﺑﺄآﻤﻠﻬ ﺎ ﻟﻴ ﺘﻤﻜﻦ ﻗﺘﻠﺘ ﻪ ﻣ ﻦ ﻥﺸ ﺮ ﺹ ﻮرﺕﻪ ﻋﻠ ﻰ ﺹﻔﺤﺎت ﺝﺮاﺉﺪ اﻟﻐﺪ آﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻥﺘﺼﺎراﺕﻬﻢ اﻟﺴﺎﺣﻘﺔ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ اﻟﻤﺨﺮّﺑﻴﻦ و»اﻟﻔﻠﱠﺎﻗﺔ« اﻟﺬﻳﻦ أﻗﺴ ﻤﺖ ﻓﺮﻥﺴ ﺎ أن ﺕ ﺄﺕﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ.. أآﺎن ﺣﻘًﺎ ﻣﻮت ذﻟﻚ اﻟﺮﺝﻞ اﻟﺒﺴﻴﻂ اﻥﺘﺼﺎرًا ﻟﻘﻮة ﻋﻈﻤﻰ ،آﺎﻥﺖ ﺱﺘﺨﺴﺮ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻌﺔ أﺷﻬﺮ اﻟﺠﺰاﺉﺮ ﺑﺄآﻤﻠﻬﺎ؟! اﺱﺘﺸﻬﺪ هﻜﺬا ﻓﻲ ﺹﻴﻒ ،١٩٦٠دون أن ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ وﻻ ﺑﻘﻄﻒ ﺙﻤﺎرﻩ. ﻞ ﺷﻲء ،وﻟﻢ ﺕﻌﻄﻪ ﺣﺘﻰ ﻓﺮﺹﺔ أن ﻳﺮى اﺑﻨﻪ ﻳﻤﺸﻲ إﻟﻰ ﺝﻮارﻩ.. هﺎ هﻮ رﺝﻞ أﻋﻄﻰ اﻟﺠﺰاﺉﺮ آ ّ أو ﻳﺮاك أﻥﺖ رﺑﻤﺎ ﻃﺒﻴﺒﺔ أو أﺱﺘﺎذة آﻤﺎ آﺎن ﻳﺤﻠﻢ. آﻢ أﺣﺒّﻚ ذﻟﻚ اﻟﺮﺝﻞ! ﺑﺠﻨ ﻮن أﺑ ﻮّة اﻷرﺑﻌ ﻴﻦ ..ﺑﺤﻨ ﺎن اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﺨﻔ ﻲ ﺧﻠ ﻒ ﺹ ﺮاﻣﺘﻪ اﻟﻜﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺤﻨ ﺎن ،ﺑ ﺄﺣﻼم اﻟ ﺬي ﺹ ﻮدرت ﻣﻨ ﻪ اﻷﺣﻼم ،ﺑﺰهﻮ اﻟﻤﺠﺎهﺪ اﻟﺬي أدرك وهﻮ ﻳﺮى ﻣﻮﻟﺪﻩ اﻷول ،أﻥﻪ ﻟﻦ ﻳﻤﻮت ﺕﻤﺎﻣًﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم. ﻣﺎزﻟﺖ أذآﺮ اﻟﻤﺮّات اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﺤﻀﺮ ﻓﻴﻬﺎ إﻟﻰ ﺕﻮﻥﺲ ﻟﺰﻳﺎرﺕﻜﻢ ﺧﻠﺴﺔ ﻟﻴﻮم واﺣﺪ أو ﻟﻴﻮﻣﻴﻦ. وآﻨﺖ وﻗﺘﻬﺎ ُأﺱﺮع إﻟﻴﻪ ﻣﺘﻠﻬﱢﻔًﺎ ﻟﺴﻤﺎع ﺁﺧﺮ اﻷﺧﺒﺎر ،وﺕﻄﻮرات اﻷﺣﺪاث ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﻬﺔ .وأﻥ ﺎ أﺝﻬ ﺪ ﻥﻔﺴ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻮﻗ ﺖ ﻥﻔﺴﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ أﺱﺮق ﻣﻨﻪ ﺕﻠﻚ اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﻨﺎدرة ،اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﻐﺎﻣﺮ ﺑﺤﻴﺎﺕﻪ ﻟﻴﻘﻀﻴﻬﺎ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﻋﺎﺉﻠﺘﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮة. ﻼ ﺁﺧﺮ ﻻ أﻋﺮﻓﻪ. آﻨﺖ أﻥﺪهﺶ وﻗﺘﻬﺎ ،وأﻥﺎ أآﺘﺸﻒ ﻓﻴﻪ رﺝ ً رﺝﻞ ﺑﺜﻴﺎب أﺧﺮى ،ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ وآﻠﻤﺎت أﺧﺮى ،وﺑﺠﻠﺴﺔ ﻳﺴﻬﻞ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ إﺝﻼﺱﻚ ﻋﻠﻰ رآﺒﺘﻪ ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻤﻼﻋﺒﺘﻚ. آﺎن ﻳﻌﻴﺶ آﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﺑﺄآﻤﻠﻬﺎ ،وآﺄﻥﻪ ﻳﻌﺘﺮ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺸﺤﻴﺢ آﻞ ﻗﻄﺮات اﻟﺴﻌﺎدة؛ وآﺄﻥﻪ ﻳﺴ ﺮق ﻣ ﻦ اﻟﻌﻤ ﺮ ﻣﺴ ﺒﻘﺎً، ﺱﺎﻋﺎت ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻣﻌﺪودة؛ وﻳﻤﻨﺤﻚ ﻣﺴﺒﻘًﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻨﺎن زادك ﻟﻌﻤﺮ آﺎﻣﻞ. آﺎﻥﺖ ﺁﺧﺮ ﻣﺮة رأﻳﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺱﻨﺔ . ١٩٦٠وآﺎن ﺣﻀﺮ ﻟﻴﺸﻬﺪ أه ﻢ ﺣ ﺪث ﻓ ﻲ ﺣﻴﺎﺕ ﻪ؛ ﻟﻴﺘﻌ ﺮف ﻋﻠ ﻰ ﻣﻮﻟ ﻮدﻩ ﻼ.. اﻟﺜﺎﻥﻲ »ﻥﺎﺹﺮ« ،ﻓﻘﺪ آﺎﻥﺖ أﻣﻨﻴﺘﻪ اﻟﺴﺮﻳﺔ أن ﻳُﺮزق ﻳﻮﻣًﺎ ﺑﺬآﺮ .ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻟﺴﺒﺐ ﻏﺎﻣﺾ ﺕﺄﻣﻠﺘﻪ آﺜﻴ ﺮًا ..وﺣﺪﱠﺙﺘ ﻪ ﻗﻠ ﻴ ً وﻓﻀّﻠﺖ أن أﺕﺮآﻪ ﻟﻔﺮﺣﺘ ﻪ ﺕﻠ ﻚ ،وﻟﺴ ﻌﺎدﺕﻪ اﻟﻤﺴ ﺮوﻗﺔ .وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻋ ﺪت ﻓ ﻲ اﻟﻐ ﺪ ،ﻗﻴ ﻞ ﻟ ﻲ إ ّﻥ ﻪ ﻋ ﺎد إﻟ ﻰ اﻟﺠﺒﻬ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺠﻞ ﻣﺆآﺪًا أﻥﻪ ﺱﻴﻌﻮد ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻟﻤﺪة أﻃﻮل. وﻟﻢ ﻳﻌﺪ..
٢٣
اﻻﺱﻢ اﻟﺬي ﻣُﻨﺤﺘﻪ ﻟﺘﻌﻴﺸﻲ وﻟﻴﻤﻨﺤﻚ اﷲ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺬي ﻗﺘﻠﺘﻪ أﻥﺎ ذات ﻳﻮم ،وأﻥﺎ أﻣﻨﺤ ﻚ اﺱ ﻤًﺎ رﺱ ﻤﻴًﺎ ﺁﺧ ﺮ ،وﻣ ﻦ ﺣﻘ ﻲ ك رﺝﻞ ﻗﺒﻠﻲ ﻳﻪ. أن أﺣﻴﻴﻪ اﻟﻴﻮم ،ﻷﻥﻪ ﻟﻲ وﻟﻢ ﻳُﻨﺎ ِد ِ اﺱﻤﻚ اﻟﻄﻔﻮﻟﻲ اﻟﺬي ﻳﺤﺒﻮ ﻋﻠﻰ ﻟﺴ ﺎﻥﻲ ،وآﺄﻥ ﻚ أﻥ ﺖ ﻣﻨ ﺬ ﺧﻤ ﺲ وﻋﺸ ﺮﻳﻦ ﺱ ﻨﺔ .وآﻠﻤ ﺎ ﻟﻔﻈﺘ ﻪ ،ﻋ ﺪت ﻃﻔﻠ ﺔ ﺕﺠﻠ ﺲ ﻋﻠﻰ رآﺒﺘﻲ وﺕﻌﺒﺚ ﺑﺄﺷﻴﺎﺉﻲ وﺕﻘﻮل ﻟﻲ آﻼﻣًﺎ ﻻ أﻓﻬﻤﻪ.. ﻞ ﺧﻄﺎﻳﺎك. ﻓﺄﻏﻔﺮ ﻟﻚ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ آ ّ آﻠﻤﺎ ﻟﻔﻈﺘﻪ ﺕﺪﺣﺮﺝﺖ إﻟﻰ اﻟﻤﺎﺽﻲ ،وﻋﺪت ﺹﻐﻴﺮة ﻓﻲ ﺣﺠﻢ دﻣﻴﺔ ..وإذا ﺑﻚ اﺑﻨﺘﻲ. هﻞ أﻗﺮأ آﺘﺎﺑﻚ ﻷﻋﺮف آﻴﻒ ﺕﺤﻮﻟ ﺖ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻄﻔﻠ ﺔ اﻟﺼ ﻐﻴﺮة إﻟ ﻰ اﻣ ﺮأة؟ وﻟﻜﻨﱠﻨ ﻲ أﻋ ﺮف ﻣﺴ ﺒﻘًﺎ أﻥ ﻚ ﻟ ﻦ ﺕﻜﺘﺒ ﻲ ﻋ ﻦ ﻃﻔﻮﻟﺘﻚ ..وﻻ ﻋﻦ ﺱﻨﻮاﺕﻚ اﻷوﻟﻰ. أﻥﺖ ﺕﻤﻠﺌﻴﻦ ﺙﻘﻮب اﻟﺬاآﺮة اﻟﻔﺎرﻏﺔ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎت ﻓﻘﻂ ،وﺕﺘﺠﺎوزﻳﻦ اﻟﺠﺮاح ﺑﺎﻟﻜﺬب ،ورﺑﻤﺎ آ ﺎن ه ﺬا ﺱ ﺮ ﺕﻌﻠﻘ ﻚ ﺑ ﻲ؛ أﻥ ﺎ اﻟﺬي أﻋﺮف اﻟﺤﻠﻘﺔ اﻟﻤﻔﻘ ﻮدة ﻣ ﻦ ﻋﻤ ﺮك ،وأﻋ ﺮف ذﻟ ﻚ اﻷب اﻟ ﺬي ﻟ ﻢ ﺕﺮﻳ ﻪ ﺱ ﻮى ﻣ ﺮﱠات ﻗﻠﻴﻠ ﺔ ﻓ ﻲ ﺣﻴﺎﺕ ﻚ ،وﺕﻠ ﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ آﻨﺖ ﺕﺴﻜﻨﻴﻨﻬﺎ وﻻ ﺕﺴﻜﻨﻚ ،وﺕﻌﺎﻣﻠﻴﻦ أز َﱠﻗَﺘﻬﺎ دون ﻋﺸﻖ ،وﺕﻤﺸﻴﻦ وﺕﺠﻴﺌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ذاآﺮﺕﻬﺎ دون اﻥﺘﺒﺎﻩ. ﺖ ﺑﻲ ﻟﺘﻜﺘﺸﻔﻲ ﻣﺎ ﺕﺠﻬﻠﻴﻨﻪ ..وأﻥﺎ اﻟﺬي ﺕﻌﻠّﻘﺖ ﺑﻚ ﻷﻥﺴﻰ ﻣﺎ آﻨﺖ أﻋﺮﻓﻪ ..أآﺎن ﻣﻤﻜﻨًﺎ ﻟﺤﺒﻨﺎ أن ﻳﺪوم؟ أﻥﺖ اﻟﺘﻲ ﺕﻌﻠﻘ ِ آﺎن )ﺱﻲ ﻃﺎهﺮ( ﻃﺮﻓًﺎ ﺙﺎﻟﺜًﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺘﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺪء ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻥﺘﺤﺪث ﻋﻨ ﻪ ،آ ﺎن ﺑﻴﻨﻨ ﺎ ﺣﺎﺽ ﺮًا ﺑﻐﻴﺎﺑ ﻪ ،ﻓﻬ ﻞ أﻗﺘﻠ ﻪ ﻣﺮة ﺙﺎﻥﻴﺔ ﻷﺕﻔﺮﱠد ﺑﻚ؟ ﺁﻩ ﻟﻮ ﺕﺪرﻳﻦ ..ﻟﻮ ﺕ ﺪرﻳﻦ ﻣ ﺎ أﺙﻘ ﻞ ﺣﻤ ﻞ اﻟﻮﺹ ﺎﻳﺎ ،ﺣ ﱠﺘ ﻰ ﺑﻌ ﺪ رﺑ ﻊ ﻗ ﺮن ،وﻣ ﺎ أوﺝ ﻊ اﻟﺸ ﻬﻮة اﻟﺘ ﻲ ﻳﻮاﺝﻬﻬ ﺎ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ وأآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺒﺪأ ﻓﻼ ﻳﺰﻳﺪهﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ إﻻ ...اﺷﺘﻬﺎء! آﺎن اﻟﺴﺆال ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ.. آﻴﻒ ﻟﻲ أن أﻟﻐﻲ )ﺱﻲ ﻃﺎهﺮ( ﻣﻦ ذاآﺮﺕﻲ ،وأﻟﻐﻲ ﻋﻤﺮﻩ ﻣﻦ ﻋﻤﺮي ،ﻷﻣﻨﺢ ﺣﺒّﻨﺎ ﻓﺮﺹﺔ وﻻدة ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ؟ وﻟﻜﻦ ..ﻣﺎ اﻟﺬي ﺱﻴﺒﻘﻰ وﻗﺘﻬﺎ ،ﻟﻮ أﺧﺮﺝﺘﻚ ﻣﻦ ذاآﺮﺕﻨﺎ اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ وﺣﻮﻟﺘﻚ إﻟﻰ ﻓﺘﺎة ﻋﺎدﻳﺔ؟ آﺎن واﻟﺪك رﻓﻴﻘًﺎ ﻓﻮق اﻟﻌﺎدة ..وﻗﺎﺉﺪًا ﻓﻮق اﻟﻌﺎدة. آﺎن اﺱﺘﺜﻨﺎﺉﻴًﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺕﻪ وﻓﻲ ﻣﻮﺕﻪ .ﻓﻬﻞ أﻥﺴﻰ ذﻟﻚ؟ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺎهﺪﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ رآﺒﻮا اﻟﻤﻮﺝﺔ اﻷﺧﻴﺮة ،ﻟﻀﻤﻨﻮا ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ،ﻣﺠﺎهﺪي ) (٦٢وأﺑﻄﺎل اﻟﻤﻌﺎرك اﻷﺧﻴﺮة. وﻻ آﺎن ﻣﻦ ﺷﻬﺪاء اﻟﻤﺼﺎدﻓﺔ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻓﺎﺝﺄهﻢ اﻟﻤﻮت ﻓﻲ ﻗﺼﻒ ﻋﺸﻮاﺉﻲ ،أو ﻓﻲ رﺹﺎﺹﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ. آ ﺎن ﻣ ﻦ ﻃﻴﻨ ﺔ دﻳ ﺪوش ﻣ ﺮاد ،وﻣ ﻦ ﻋﺠﻴﻨ ﺔ اﻟﻌﺮﺑ ﻲ ﺑ ﻦ ﻣﻬﻴ ﺪي ،وﻣﺼ ﻄﻔﻰ ﺑ ﻦ ﺑﻮﻟﻌﻴ ﺪ ،اﻟ ﺬﻳﻦ آ ﺎﻥﻮا ﻳ ﺬهﺒﻮن إﻟ ﻰ اﻟﻤﻮت وﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮون أن ﻳﺄﺕﻴﻬﻢ. ﻓﻬﻞ أﻥﺴﻰ أﻥّﻪ واﻟﺪك ..وﺱﺆاﻟﻚ اﻟﺪاﺉﻢ ﻳﻌﻴﺪ ﻻﺱﻤﻪ هﻴﺒﺘﻪ ﺣﻴًﺎ وﺷﻬﻴﺪاً؟ ﻼ »...ﺣﺪﺙﻨﻲ ﻋﻨﻪ«.. ﻓﻴﺮﺕﺒﻚ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺬي أﺣﺒّﻚ ﺣ ّﺪ اﻟﺠﻨﻮن .وﻳﺒﻘﻰ ﺹﺪى ﺱﺆاﻟﻚ ﻣﺎﺙ ً ﺱﺄﺣﺪﺙﻚ ﻋﻨﻪ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ..ﻓﻼ أﺱﻬﻞ ﻣﻦ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻋ ﻦ اﻟﺸ ﻬﺪاء .ﺕ ﺎرﻳﺨﻬﻢ ﺝ ﺎهﺰ وﻣﻌ ﺮوف ﻣﺴ ﺒﻘًﺎ آﺨ ﺎﺕﻤﺘﻬﻢ .وﻥﻬ ﺎﻳﺘﻬﻢ ﺕﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮﻥﻮا ﻗﺪ ارﺕﻜﺒﻮا ﻣﻦ أﺧﻄﺎء. ﺱﺄﺣﺪﱢﺙﻚ ﻋﻦ )ﺱﻲ ﻃﺎهﺮ(.. ٢٢
ﻃﻠﻊ ﺹﺒﺎح ﺁﺧﺮ.. وهﺎ هﻮ ذا اﻟﻨﻬﺎر ﻳﻔ ﺎﺝﺌﻨﻲ ﺑﻀ ﺠﻴﺠﻪ اﻻﻋﺘﻴ ﺎدي ،وﺑﻀ ﻮﺉﻪ اﻟﻤﺒﺎﻏ ﺖ اﻟ ﺬي ﻳ ﺪﺧﻞ اﻟﻨ ﻮر إﻟ ﻰ أﻋﻤ ﺎﻗﻲ ﻏﺼ ﺒًﺎ ﻋﻨ ﻲ، ﻓﺄﺷﻌﺮ أﻥﻪ ﻳﺨﺘﻠﺲ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻨﻲ. ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻠﺤﻈﺔ ..أآﺮﻩ هﺬا اﻟﺠﺎﻥﺐ اﻟﻔﻀﻮﻟﻲ واﻟﻤﺤﺮج ﻟﻠﺸﻤﺲ. أرﻳﺪ أن أآﺘﺐ ﻋﻨﻚ ﻓﻲ اﻟﻌﺘﻤﺔ .ﻗﺼﺘﻲ ﻣﻌﻚ ﺷﺮﻳﻂ ﻣﺼﻮر أﺧﺎف أن ﻳﺤﺮﻗﻪ اﻟﻀ ﻮء وﻳﻠﻐﻴ ﻪ ،ﻷﻥ ﻚ اﻣ ﺮأة ﻥﺒﺘ ﺖ ﻓ ﻲ دهﺎﻟﻴﺰي اﻟﺴﺮﻳﺔ.. ﻷﻥﻚ اﻣﺮأة اﻣﺘﻠﻜﺘﻬﺎ ﺑﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﺴﺮﻳﺔ.. ﻞ اﻟﺴﺘﺎﺉﺮ ،وأﻏﻠﻖ ﻥﻮاﻓﺬ ﻏﺮﻓﺘﻲ. ﻻ ﺑﺪ أن أآﺘﺐ ﻋﻨﻚ ﺑﻌﺪ أن أﺱﺪل آ ّ ورﻏ ﻢ ذﻟ ﻚ ..ﻳﺴ ﻌﺪﻥﻲ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻠﺤﻈ ﺔ ﻣﻨﻈ ﺮ اﻷوراق اﻟﻤﻜﺪﺱ ﺔ أﻣ ﺎﻣﻲ ،واﻟﺘ ﻲ ﻣﻸﺕﻬ ﺎ اﻟﺒﺎرﺣ ﺔ ،ﻓ ﻲ ﻟﻴﻠ ﺔ ﻥ ﺬرﺕﻬﺎ ﻟﻠﺠﻨﻮن .ﻓﻘﺪ أهﺪﻳﺘﻬﺎ ﻟﻚ ﻣﻐﻠّﻔﺔ ﺑﺼﻮرة ﻣﻬﺬﺑﺔ ﻓﻲ آﺘﺎب.. وأدري.. أدري أﻥﱠﻚ ﺕﻜﺮهﻴﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻤﻬﺬّﺑﺔ ﺝﺪًا ..وأﻥﱠﻚ أﻥﺎﻥﻴﺔ ﺝﺪًا ..وأن ﻻ ﺷ ﻲء ﻳﻌﻨﻴ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳ ﺔ ،ﺧ ﺎرج ﺣ ﺪودك أﻥ ﺖ.. وﺝﺴﺪك أﻥﺖ. ﻼ ﻣﻦ اﻟﺼﺒﺮ ﺱﻴّﺪﺕﻲ. وﻟﻜﻦ ﻗﻠﻴ ً ﺹ ﻔﺤﺎت أﺧ ﺮى ﻓﻘ ﻂ ..ﺙ ﻢ أﻋ ﺮﱢي أﻣﺎﻣ ﻚ ذاآﺮﺕ ﻲ اﻷﺧ ﺮى .ﺹ ﻔﺤﺎت أﺧ ﺮى ﻻ ﺑ ﺪ ﻣﻨﻬ ﺎ ،ﻗﺒ ﻞ أن أﻣ ﻸك ﻏ ﺮورًا.. وﺷﻬﻮة ..وﻥﺪﻣًﺎ وﺝﻨﻮﻥًﺎ .ﻓﺎﻟﻜﺘﺐ آﻮﺝﺒﺎت اﻟﺤ ّ ن »اﻟﻤﻘ ﺪﻣﺎت« ﺐ ..ﻻ ﺑ ّﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻘ ﺪّﻣﺎت أﻳﻀ ًﺎ ..وإن آﻨ ﺖ أﻋﺘ ﺮف أ ّ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺸﻜﻠﺘﻲ اﻵن ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻳﺮﺑﻜﻨﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻘﺼﺔ. ﻣﻦ أﻳﻦ أﺑﺪأ ﻗﺼﺘﻲ ﻣﻌﻚ؟ وﻟﻘﺼﺘﻚ ﻣﻌﻲ ﻋﺪّة ﺑﺪاﻳﺎت ،ﺕﺒﺪأ ﻣﻊ اﻟﻨﻬﺎﻳﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ وﻣﻊ ﻣﻘﺎﻟﺐ اﻟﻘﺪر. وﻋﻨﺪﻣﺎ أﺕﺤﺪث ﻋﻨﻚ ..ﻋﻤّﻦ ﺕﺮاﻥﻲ أﺕﺤﺪﱠث؟ أﻋﻦ ﻃﻔﻠﺔ آﺎﻥﺖ ﺕﺤﺒﻮ ﻳﻮﻣًﺎ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﻲ ..أم ﻋ ﻦ ﺹ ﺒﻴﺔ ﻗﻠﺒ ﺖ ﺑﻌ ﺪ ﺧﻤ ﺲ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﺱﻨﺔ ﺣﻴﺎﺕﻲ ..أم ﻋﻦ اﻣ ﺮأة ﺕﻜ ﺎد ﺕﺸ ﺒﻬﻚ ،أﺕﺄﻣﻠﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻏ ﻼف آﺘ ﺎب أﻥﻴ ﻖ ﻋﻨﻮاﻥ ﻪ »ﻣﻨﻌﻄ ﻒ اﻟﻨﺴ ﻴﺎن« .. وأﺕﺴﺎءل :أﺕﺮاهﺎ ﺣﻘًﺎ ..أﻥﺖِ؟ وﻋﻨﺪﻣﺎ أﺱﻤﻴﻚ ﻓﺒﺄي اﺱﻢ؟ ﺕُﺮى أدﻋﻮك ﺑﺬﻟﻚ اﻻﺱﻢ اﻟﺬي أرادﻩ واﻟﺪك ،وذهﺒﺖ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻷﺱﺠﻠﻪ ﻥﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺱﺠﻼت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ،أم ﺑﺎﺱﻤﻚ اﻷول، ذﻟﻚ اﻟﺬي ﺣﻤﻠﺘﻪ ﺧﻼل ﺱﺘﺔ أﺷﻬﺮ ﻓﻲ اﻥﺘﻈﺎر اﺱﻢ ﺷﺮﻋﻲ ﺁﺧﺮ؟ »ﺣﻴﺎة«.. ﺱﺄدﻋﻮك هﻜﺬا ..ﻟﻴﺲ ه ﺬا اﺱ ﻤﻚ ﻋﻠ ﻰ آ ﻞ ﺣ ﺎل .إﻥ ﻪ أﺣ ﺪ أﺱ ﻤﺎﺉﻚ ﻓﻘ ﻂ ..ﻓﻸﺱ ﻤﻴﻨﱠﻚ ﺑ ﻪ إذن ﻣ ﺎدام ه ﺬا اﻻﺱ ﻢ اﻟ ﺬي ﻋﺮﻓﺘﻚ ﺑﻪ ،واﻻﺱﻢ اﻟﺬي أﻥﻔﺮد ﺑﻤﻌﺮﻓﺘﻪ .اﺱﻤﻚ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘ ﺪاول ﻋﻠ ﻰ اﻷﻟﺴ ﻨﺔ ،وﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﺴ ﺠّﻞ ﻋﻠ ﻰ ﺹ ﻔﺤﺎت اﻟﻜﺘ ﺐ ي ﺱﺠﻼت رﺱﻤﻴﺔ. واﻟﻤﺠﻼت ،وﻻ ﻓﻲ أ ّ
٢١
ﻓﻘﺪ أﺹﺒﺢ ﻳﻤﻨﺢ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ أآﺜﺮ ﺕﺼﺮﻳﺤﺎت ﻟﺰﻳ ﺎرة ﺧﺎﻃﻔ ﺔ ﻳﻘﻮﻣ ﻮن ﺑﻬ ﺎ إﻟ ﻰ أهﻠﻬ ﻢ ،ه ﻮ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﺒﺨ ﻞ ﺑﻬ ﺎ ﻋﻠﻰ ﻥﻔﺴﻪ .ﻟﻘﺪ ﻏﻴّﺮﺕﻪ اﻷﺑﻮّة اﻟﻤﺘﺄﺧﺮة ،اﻟﺘﻲ ﺝﺎءت رﻣﺰًا ﺝﺎهﺰًا ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ أﺝﻤﻞ.. ﺖ. ﻣﻌﺠﺰة ﺹﻐﻴﺮة ﻟﻸﻣﻞ ..آﺎﻥﺖ أﻥ ِ
٢٠
»ﻗﺒّﻠﻬﺎ ﻋﻨﻲ «..وأﺽﺤﻚ ﻣﻦ اﻟﻘﺪر ،وأﺽﺤﻚ ﻣﻦ ﻥﻔﺴﻲ ،وﻣﻦ ﻏﺮاﺑﺔ اﻟﻤﺼﺎدﻓﺎت. ﺙ ﱠﻢ أﻋﻮد وأﺧﺠﻞ ﻣﻦ وﻗﺎر ﺹﻮﺕﻪ ،وﻣﻦ ﻣﺴﺤﺔ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﻨﺎدرة اﻟﺘﻲ ﻏﻠّﻔﺖ ﺝﻤﻠﺘﻪ ﺕﻠﻚ ،هﻮ اﻟﺬي آ ﺎن ﻳﺮﻳ ﺪ أن ﻳﺒ ﺪو ﻼ ﻣﻬﻴﺒًﺎ ﻻ هﻤﻮم ﻟﻪ ﺱﻮى هﻤﻮم اﻟﻮﻃﻦ ،وﻻ أهﻞ ﻟﻪ ﻏﻴﺮ رﺝﺎﻟﻪ.. أﻣﺎﻣﻨﺎ داﺉﻤﺎً ،رﺝ ً ﻖ ﻦ وﻳﺸ ﺘﺎق وﻗ ﺪ ﻳﺒﻜ ﻲ وﻟﻜ ﻦ ،ﻓ ﻲ ﺣ ﺪود اﻟﺤﻴ ﺎء ،وﺱ ﺮًا داﺉﻤ ًﺎ .ﻓﻠ ﻴﺲ ﻣ ﻦ ﺣ ّ ﻟﻘﺪ اﻋﺘﺮف ﻟﻲ أﻥﱠﻪ رﺝﻞ ﺽﻌﻴﻒ؛ ﻳﺤ ّ اﻟﺮﻣﻮز أن ﺕﺒﻜﻲ ﺷﻮﻗًﺎ. ﻦ إﻟﻴﻬﺎ ،هﻲ اﻟﻌﺮوس اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﺘ ﻊ ﺑﻬ ﺎ ﻏﻴ ﺮ أﺷ ﻬﺮ ﻣﺴ ﺮوﻗﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻤ ﺮ وﺕﺮآﻬ ﺎ ﻼ ..ﺕﺮاﻩ ﻟﻢ ﻳﺤ ّ ﻚ ﻣﺜ ً إﻥﻪ ﻟﻢ ﻳﺬآﺮ أﻣ ِ ﻼ. ﺣﺎﻣ ً وﻟﻤﺎذا هﺬا اﻻﺱﺘﻌﺠﺎل اﻟﻤﻔﺎﺝﺊ؟ ﻟﻤﺎذا ﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻴﺮﺕﱢﺐ ﻗﻀﻴﺔ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﻷﻳﺎم ،وﻳﻘﻮم هﻮ ﻥﻔﺴﻪ ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚِ؟ ﻟﻘﺪ اﻥﺘﻈﺮ ﺱﺘﺔ أﺷﻬﺮ ،ﻓﻠﻤﺎذا ﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ أﺱﺎﺑﻴﻊ أﺧﺮى ..وﻟﻤﺎذا أﻥﺎ ﺑﺎﻟﺬات.. ي ﻗﺪر ﺝﻌﻠﻨﻲ أﺣﻀﺮ إﻟﻰ هﻨﺎك ﺑﺘﻮﻗﻴﺘﻚ؟ أ ّ آﻠﻤﺎ ﻃﺮﺣﺖ ﻋﻠﻰ ﻥﻔﺴﻲ هﺬا اﻟﺴﺆال ،دهﺸﺖ ﻟﻪ وﺁﻣﻨﺖ ﺑﺎﻟﻤﻜﺘﻮب . ﻓﻘﺪ آﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎن )ﺱﻲ ﻃﺎهﺮ( ﺑﺮﻏﻢ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎﺕﻪ أن ﻳﻬﺮب ﻟﻴﻮم أو ﻟﻴﻮﻣﻴﻦ إﻟﻰ ﺕﻮﻥﺲ .وﻟ ﻢ ﺕﻜ ﻦ ﻗﻀ ﻴﺔ ﻋﺒ ﻮر اﻟﺤ ﺪود ﺑﺤﺮاﺱﺘﻬﺎ اﻟﻤﺸﺪدة ودورﻳﺎﺕﻬ ﺎ وآﻤﺎﺉﻨﻬ ﺎ ﻟﺘﺨﻴﻔ ﻪ ،وﻻ ﺣﺘ ﻰ اﺝﺘﻴ ﺎز )ﺧ ﻂ ﻣ ﻮرﻳﺲ( اﻟﻤﻜﻬ ﺮب واﻟﻤﻔ ﺮوش ﺑﺎﻷﻟﻐ ﺎم، واﻟﻤﻤﺘﺪ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﺪود اﻟﺘﻮﻥﺴﻴﺔ اﻟﺠﺰاﺉﺮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮ إﻟﻰ اﻟﺼﺤﺮاء ،واﻟﺬي اﺝﺘ ﺎزﻩ ﻓﻴﻤ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ﺙ ﻼث ﻣ ﺮات ،وه ﻮ رﻗ ﻢ ﻗﻴﺎﺱﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﺸﺮات اﻟﻤﺠﺎهﺪﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺕﺮآﻮا ﺝﺜﺜﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪادﻩ. ﺐ )ﺱﻲ ﻃﺎهﺮ( ﻟﻼﻥﻀﺒﺎط ،واﺣﺘﺮاﻣﻪ ﻟﻠﻘﻮاﻥﻴﻦ هﻮ اﻟﺬي ﺧﻠﻖ ﻋﻨ ﺪﻩ ذﻟ ﻚ اﻟﺸ ﻌﻮر ﺑ ﺎﻟﻘﻠﻖ ﺑﻌ ﺪ ﻣ ﻴﻼدك ،وه ﻮ أآﺎن ﺣ ّ ﻳﻜﺘﺸﻒ ﻋﺎﺝﺰًا أﻥﻪ أب ﻣﻨﺬ ﺷﻬﻮر ﻟﻄﻔﻠﺔ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ اﺱﻤﺎً ،وﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺕﺴﺠﻴﻠﻬﺎ؟ أم آﺎن ﻳﺨﺎف ،هﻮ اﻟﺬي اﻥﺘﻈﺮك ﻃﻮﻳﻼً ،أن ﺕﻀﻴﻌﻲ ﻣﻨﻪ إن هﻮ ﻟﻢ ﻳﺮﺱﺦ وﺝﻮدك واﻥﺘﺴﺎﺑﻚ ﻟ ﻪ ﻋﻠ ﻰ ورﻗ ﺔ رﺱ ﻤﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺧﺘﻢ رﺱﻤﻲ؟ أآﺎن ﻳﺘﺸﺎءم ﻣﻦ وﺽﻌﻚ اﻟﻘﺎﻥﻮﻥﻲ هﺬا ،وﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺴﺠﻞ أﺣﻼﻣﻪ ﻓﻲ دار اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ،ﻟﻴﺘﺄآﺪ ﻣﻦ أﻥﻬﺎ ﺕﺤﻮﻟﺖ إﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ.. ن اﻟﻘﺪر ﻟﻦ ﻳﻌﻮد ﻟﻴﺄﺧﺬهﺎ ﻣﻨﻪ ،هﻮ اﻟﺬي آﺎن ﺣﻠﻤﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ أن ﻳﺼﺒﺢ أﺑًﺎ آﺎﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺤﺎوﻟﺔ زواج ﻓﺎﺷﻠﺔ ﻟ ﻢ وأ ﱠ ﻳﺮزق ﻣﻨﻬﺎ ذرّﻳﺔ؟ ﻀ ﻞ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻣﻮﻟ ﻮدﻩ ﺹ ﺒ ّﻴًﺎ ..أدري ﻓﻘ ﻂ ،آﻤ ﺎ ﻋﻠﻤ ﺖ ﻓﻴﻤ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ،أﻥ ﻪ وﻻ أدري إذا آﺎن )ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ( ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻗﻪ ﻳﻔ ّ ﻼ اﺣﺘﻤ ﺎل ﻣﺠ ﻲء أﻥﺜ ﻰ .ورﺑﻤ ﺎ ﻓﻌ ﻞ ﺣﺎول أن ﻳﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺪر وأن ﻳﺘﺮك ﻗﺒﻞ ﺱﻔﺮﻩ اﺱﻤًﺎ اﺣﺘﻴﺎﻃﻴ ًﺎ ﻟﺼ ﺒﻲ،ﻣﺘﺠﺎه ً ذﻟﻚ أﻳﻀًﺎ ﺑﻌﻘﻠﻴﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ،وﺑﻬﺎﺝﺲ وﻃﻨﻲ دون أن ﻳﺪري ..ﻓﻘﺪ آﺎﻥﺖ أﺣﺎدﻳﺜ ﻪ وﺧﻄﻄ ﻪ اﻟﻌﺴ ﻜﺮﻳﺔ ﺕﺒ ﺪأ ﻏﺎﻟﺒ ًﺎ ﺑﺘﻠ ﻚ اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻟﺘﻲ آﺜﻴﺮًا ﻣﺎ ﺱﻤﻌﺘﻪ ﻳﺮدﱢدهﺎ »ﻻزﻣﻨﺎ رﺝﺎل ﻳﺎ ﺝﻤﺎﻋﺔ«.. ﻞ ﺷﻲء ﻓﻲ ﺕﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة.. ﻼ ﻓﻲ آ ّ إذن ،ﻟﻬﺬا آﺎن )ﺱﻲ ﻃﺎهﺮ( ﻳﺒﺪو ﺱﻌﻴﺪًا وﻣﺘﻔﺎﺉ ً ﻓﺠﺄة ﺕﻐﻴّﺮ اﻟﺮﺝﻞ اﻟﺼﻠﺐ .أﺹﺒﺢ أآﺜﺮ ﻣﺮوﻥﺔ وأآﺜﺮ دﻋﺎﺑﺔ ﻓﻲ أوﻗﺎت ﻓﺮاﻏﻪ. ﺷﻲء ﻣﺎ آﺎن ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺕﺪرﻳﺠﻴًﺎ داﺧﻠﻪ ،وﻳﺠﻌﻠﻪ أﻗﺮب إﻟﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،وأآﺜﺮ ﺕﻔﻬﻤًﺎ ﻷوﺽﺎﻋﻬﻢ اﻟﺨﺎﺹﺔ.
١٩
ه ﺎ ه ﻮ ذا اﻟﻘ ﺪر ﻳﻄﺮدﻥ ﻲ ﻣ ﻦ ﻣﻠﺠ ﺄي اﻟﻮﺣﻴ ﺪ ،ﻣ ﻦ اﻟﺤﻴ ﺎة واﻟﻤﻌ ﺎرك اﻟﻠﻴﻠﻴ ﺔ ،وﻳﺨﺮﺝﻨ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﺮﻳﺔ إﻟ ﻰ اﻟﻀ ﻮء، ﻟﻴﻀﻌﻨﻲ أﻣﺎم ﺱﺎﺣﺔ أﺧﺮى ،ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻠﻤﻮت وﻟﻴﺴﺖ ﻟﻠﺤﻴﺎة .ﺱﺎﺣﺔ ﻟﻸﻟﻢ ﻓﻘﻂ ..وﺷﺮﻓﺔ أﺕﻔﺮج ﻣﻨﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻳﺤ ﺪث ﻓ ﻲ ﺱﺎﺣﺔ اﻟﻘﺘﺎل .ﻓﻠﻘﺪ ﺑﺪا واﺽﺤًﺎ ﻣﻦ آﻼم )ﺱﻲ ﻃﺎهﺮ( ﻳﻮﻣﻬﺎ ،أﻥﻨﻲ ﻗﺪ ﻻ أﻋﻮد إﻟﻰ اﻟﺠﺒﻬﺔ ﻣﺮّة ﺙﺎﻥﻴﺔ. ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم اﻷﺧﻴﺮ ،ﺣﺎول )ﺱﻲ ﻃﺎهﺮ( أن ﻳﺤ ﺎﻓﻆ ﻋﻠ ﻰ ﻥﺒﺮﺕ ﻪ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ﺔ ،وراح آﻤ ﺎ آ ﺎن ﻳ ﻮدﻋﻨﻲ آ ﻞ ﻣ ﺮة ﻗﺒ ﻞ ﻣﻌﺮآﺔ ﺝﺪﻳﺪة .وﻟﻜﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﺮة آﺎن ﻳﺪري أﻥﻪ ﻳﻌﺪّﻥﻲ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﻣﻌﺮآﺘﻲ ﻣﻊ اﻟﻘﺪر. ﻏﻴﺮ أﻥﻪ آﺎن ﻣﻮﺝﺰًا ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻋﺎدﺕﻪ ،رﺑﻤﺎ ..ﻷﻥﻪ ﻟﻴﺲ هﻨﺎك ﻣﻦ ﺕﻌﻠﻴﻤﺎت ﺧﺎﺹﺔ ﺕﻌﻄﻰ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺤ ﺎﻻت ..ورﺑﻤ ﺎ ﻷﻥﻪ آﺎن ﻳﺘﻜﺒﺪ ﻳﻮﻣﻬﺎ أآﺒﺮ ﺧﺴﺎرة ﺑﺸﺮﻳﺔ وﻳﻔﻘﺪ ﻓﻲ ﻣﻌﺮآﺔ واﺣﺪة ﻋﺸﺮة ﻣﻦ ﺧﻴﺮة رﺝﺎﻟﻪ ﺑﻴﻦ ﺝﺮﺣﻰ وﻗﺘﻠﻲ .وآ ﺎن ﻞ ﻣﺠﺎهﺪ وﺣﺎﺝﺔ اﻟﺜﻮرة إﻟﻰ آﻞ رﺝﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺪة. ﻳﺪري ،واﻟﺜﻮرة ﻣﻄﻮﻗﺔ ﻣﻦ آﻞ ﺝﺎﻥﺐ ،ﻗﻴﻤﺔ آ ّ وﻟﻢ أﻗﻞ ﻟﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم.. آﻨﺖ أﺷﻌﺮ ،ﻟﺴﺒﺐ ﻏﺎﻣﺾ ،أﻥﻨﻲ أﺹﺒﺤﺖ ﻳﺘﻴﻤًﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى. ﻲ .آﻨﺖ أﻥﺰف ،وآﺎن أﻟﻢ ذراﻋﻲ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺕﺪرﻳﺠﻴًﺎ إﻟﻰ ﺝﺴﺪي آﻠﻪ ،وﻳﺴﺘﻘﺮ ﻓ ﻲ ﺣﻠﻘ ﻲ آﺎﻥﺖ دﻣﻌﺘﺎن ﻗﺪ ﺕﺠﻤﺪﺕﺎ ﻓﻲ ﻋﻴﻨ ّ ﻏﺼﺔ .ﻏﺼّﺔ اﻟﺨﻴﺒﺔ واﻷﻟﻢ ..واﻟﺨﻮف ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻬﻮل. آﺎﻥﺖ اﻷﺣﺪاث ﺕﺠﺮي ﻣﺴﺮﻋﺔ أﻣﺎﻣﻲ ،وﻗﺪري ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﺤ ً ﻰ ﺝﺪﻳﺪًا ﺑﻴﻦ ﺱﺎﻋﺔ وأﺧﺮى ،ووﺣﺪﻩ ﺹﻮت )ﺱ ﻲ ﻃ ﺎهﺮ( ﻲ ﺣﻴﺚ آﺎن ،ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺹﻠﺘﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟﻢ. وهﻮ ﻳﻌﻄﻲ ﺕﻌﻠﻴﻤﺎﺕﻪ اﻷﺧﻴﺮة ،آﺎن ﻳﺼﻞ إﻟ ﱠ وﺑﺮﻏﻢ ذﻟﻚ ،ﻣﺎزﻟﺖ أذآﺮ ﺕﻤﺎﻣًﺎ ﺣﻀﻮرﻩ اﻷﺧﻴﺮ ،ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺝ ﺎء ﻳﺘﻔﻘ ﺪﻥﻲ ﻗﺒ ﻞ ﺱ ﻔﺮي ﺑﺴ ﺎﻋﺔ ،ووﺽ ﻊ ورﻗ ﺔ ﺹ ﻐﻴﺮة ﻲ وآﺄﻥﻪ ﻳﻮدﻋﻨﻲ ﺱﺮًا: ﻓﻲ ﺝﻴﺒﻲ وﺑﻌﺾ اﻷوراق اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ،وﻗﺎل وهﻮ ﻳﻨﺤﻨﻲ ﻋﻠ ّ »ﻟﻘﺪ ُﻗﺪّر ﻟﻚ أن ﺕﺼﻞ إﻟﻰ هﻨﺎك ..أﺕﻤﻨ ﻰ أن ﺕ ﺬهﺐ ﻟﺰﻳ ﺎرﺕﻬﻢ ﺣ ﻴﻦ ﺕﺸ ﻔﻰ وﺕﺴ ﻠّﻢ ه ﺬا اﻟﻤﺒﻠ ﻎ إﻟ ﻰ )أ ّﻣ ﺎ( ﻟﺘﺸ ﺘﺮي ﺑ ﻪ هﺪﻳﺔ ﻟﻠﺼﻐﻴﺮة ،وأود أﻳﻀًﺎ أن ﺕﻘﻮم ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻓﻲ دار اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻟﻮ اﺱﺘﻄﻌﺖ ذﻟﻚ ..ﻓﻘﺪ ﻳﻤﺮ وﻗﺖ ﻃﻮﻳ ﻞ ﻗﺒ ﻞ أن أﺕﻤﻜ ﻦ ﻣﻦ زﻳﺎرﺕﻬﻢ.«.. وﻋﺎد ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺎت وآﺄﻥﻪ ﻥﺴﻲ ﺷﻴﺌًﺎ ﻟﻴﻀﻴﻒ ﺷﺒﻪ ﻣﺮﺕﺒﻚ وهﻮ ﻳﻠﻔﻆ ذﻟﻚ اﻻﺱﻢ ﻷول ﻣﺮة.. » ..ﻟﻘﺪ اﺧﺘﺮت ﻟﻬﺎ هﺬا ﻻﺱﻢ ..ﺱﺠﻠﻬﺎ ﻣﺘﻰ اﺱﺘﻄﻌﺖ ذﻟﻚ وﻗﺒّﻠﻬﺎ ﻋﻨﻲ ..وﺱﻠّﻢ آﺜﻴﺮًا ﻋﻠﻰ )أﻣّﺎ(«.. آﺎﻥﺖ ﺕﻠﻚ أول ﻣﺮة ﺱﻤﻌﺖ ﻓﻴﻬ ﺎ اﺱ ﻤﻚ ..ﺱ ﻤﻌﺘﻪ وأﻥ ﺎ ﻓ ﻲ ﻟﺤﻈ ﺔ ﻥﺰﻳ ﻒ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤ ﻮت واﻟﺤﻴ ﺎة ،ﻓﺘﻌﻠﻘ ﺖ ﻓ ﻲ ﻏﻴﺒ ﻮﺑﺘﻲ ﺑﺤﺮوﻓﻪ ،آﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻣﺤﻤﻮم ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ هﺬﻳﺎن ﺑﻜﻠﻤﺔ.. آﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ رﺱﻮل ﺑﻮﺹﻴﺔ ﻳﺨﺎف أن ﺕﻀﻴﻊ ﻣﻨﻪ.. آﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻏﺮﻳﻖ ﺑﺤﺒﺎل اﻟﺤﻠﻢ. ﺑﻴﻦ أﻟﻒ اﻷﻟﻢ وﻣﻴﻢ اﻟﻤﺘﻌﺔ آﺎن اﺱﻤﻚ. ﺕﺸﻄﺮﻩ ﺣﺎء اﻟﺤﺮﻗﺔ ..وﻻم اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ .ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻢ أﺣﺬر اﺱﻤﻚ اﻟﺬي وﻟﺪ وﺱﻂ اﻟﺤﺮاﺉﻖ اﻷوﻟﻰ ،ﺷﻌﻠﺔ ﺹ ﻐﻴﺮة ﻓ ﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺤﺮب .آﻴﻒ ﻟﻢ أﺣﺬر اﺱﻤًﺎ ﻳﺤﻞ ﺽﺪﻩ وﻳﺒﺪأ ﺑـ »أح« اﻷﻟﻢ واﻟﻠ ﺬة ﻣﻌ ًﺎ .آﻴ ﻒ ﻟ ﻢ أﺣ ﺬر ه ﺬا اﻻﺱ ﻢ اﻟﻤﻔ ﺮد _ اﻟﺠﻤ ﻊ آﺎﺱﻢ هﺬا اﻟﻮﻃﻦ ،وأدرك ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪء أن اﻟﺠﻤﻊ ﺧﻠﻖ داﺉﻤًﺎ ﻟﻴﻘﺘﺴﻢ! ﺑﻴﻦ اﻻﺑﺘﺴﺎم واﻟﺤﺰن ،ﻳﺤﺪث اﻟﻴﻮم أن أﺱﺘﻌﻴﺪ ﺕﻠﻚ اﻟﻮﺹﻴﺔ: ١٨
ﺝﺌﺖ!آﺎن ) ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ( هﻜﺬا أﺣﻴﺎﻥﺎً ،ﻳﻜﻮن ﻣﻮﺝﺰًا ﺣﺘﱠﻰ ﻓﻲ ﻓﺮﺣﺘﻪ؛ ﻓﻜﻨﺖ ﻣﻮﺝﺰًا ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺣﺰﻥﻲ أﻳﻀًﺎ. ﻞ ﺱﺄﻟﻨﻲ ﺑﻌﺪهﺎ ﻋﻦ أﺧﺒﺎر اﻷهﻞ ،وأﺧﺒﺎر ) أ ّﻣ ﺎ( ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳ ﺪ ،ﻓﺄﺝﺒﺘ ﻪ أﻥﻬ ﺎ ﺕﻮﻓﻴ ﺖ ﻣﻨ ﺬ ﺙﻼﺙ ﺔ أﺷ ﻬﺮ .وأﻋﺘﻘ ﺪ أﻥ ﻪ ﻓﻬ ﻢ آ ّ ﺷﻲء ،ﻓﻘﺪ ﻗﺎل وهﻮ ﻳﺮﺑﺖ ﻋﻠﻰ آﺘﻔﻲ ،وﺷﻲء ﺷﺒﻴﻪ ﺑﺎﻟﺪﻣﻊ ﻳﻠﻤﻊ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ: رﺣﻤﻬﺎ اﷲ ،ﻟﻘﺪ ﺕﻌﺬﺑﺖ آﺜﻴﺮًا.ﺙﻢ ذهﺐ ﻓﻲ ﺕﻔﻜﻴﺮﻩ ﺑﻌﻴﺪًا إﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻻ أدري.. ﺑﻌﺪهﺎ ﺣﺴﺪت ﺕﻠﻚ اﻟﺪﻣﻌﺔ اﻟﻤﻔﺎﺝﺌﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ،واﻟﺘﻲ رﻓﻊ ﺑﻬﺎ أﻣﻲ إﻟﻰ ﻣﺮﺕﺒﺔ اﻟﺸﻬﺪاء .ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺪث ﻟﻲ أن رأﻳ ﺖ )ﺱ ﻲ ﻼ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أن أﻣﺪد ﺝﺜﻤﺎﻥًﺎ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ،ﻷﺕﻤﺘ ﻊ وﻟ ﻮ ﺑﻌ ﺪ ﻣ ﻮﺕﻲ اﻟﻄﺎهﺮ( ﻳﺒﻜﻲ ﺱﻮى اﻟﺸﻬﺪاء ﻣﻦ رﺝﺎﻟﻪ .وﺕﻤﻨﻴﺖ ﻃﻮﻳ ً ﺑﺪﻣﻌﺔ ﻣﻜﺎﺑﺮة ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ. ﻞ هﺬا ﺕﻘﻠﺼﺖ ﻋﺎﺉﻠﺘﻲ ﻓﺠ ﺄة ﻓ ﻲ ﺷﺨﺼ ﻪ ،ورﺣ ﺖ أﺕﻔ ﺎﻥﻰ ﻓ ﻲ إﺙﺒ ﺎت ﺑﻄ ﻮﻟﺘﻲ ﻟ ﻪ ،وآ ﺄﻥﻨﻲ أرﻳ ﺪ أن أﺝﻌﻠ ﻪ ﺷ ﺎهﺪًا أﻟﻜ ّ ﻋﻠﻰ رﺝﻮﻟﺘﻲ أو ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺕﻲ؛ ﺷﺎهﺪًا ﻋﻠﻰ أﻥﻨﻲ ﻟﻢ أﻋﺪ أﻥﺘﺴﺐ إﻟﻰ أﺣﺪ ﻏﻴﺮ هﺬا اﻟﻮﻃﻦ ،وأﻥﻨﻲ ﻟﻢ أﺕﺮك ﺧﻠﻔﻲ ﺱ ﻮى خ ﻳﺼﻐﺮﻥﻲ اﺧﺘﺎر ﻟﻪ أﺑﻲ ﻣﺴﺒﻘًﺎ اﻣﺮأة ﺱﺘﺼﺒﺢ أﻣﻪ. ﻗﺒﺮ ﻻﻣﺮأة آﺎﻥﺖ أﻣﻲ ،وأ ٍ آﻨﺖ أﻟﻘﻲ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮت ﻓﻲ آﻞ ﻣﺮّة ،وآﺄﻥﻨﻲ أﺕﺤﺪاﻩ أو آﺄﻥﻨﻲ أرﻳﺪ ﺑﺬﻟﻚ أن ﻳﺄﺧ ﺬﻥﻲ ﺑ ﺪل رﻓ ﺎﻗﻲ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺕﺮآ ﻮا ﺧﻠﻔﻬﻢ أوﻻدهﻢ وأهﻠﻬﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮون ﻋﻮدﺕﻬﻢ. وآﻨﺖ آﻞ ﻣﺮة أﻋﻮد أﻥﺎ وﻳﺴﻘﻂ ﺁﺧﺮون ،وآﺄن اﻟﻤﻮت ﻗﺮر أن ﻳﺮﻓﻀﻨﻲ.. ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻬﻤ ﺎت اﻟﺼ ﻌﺒﺔ، وآﺎن )ﺱﻲ ﻃﺎهﺮ( ﺑﻌﺪ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﺮآﺔ ﻥﺎﺝﺤﺔ اﺷ ﺘﺮآﺖ ﻓﻴﻬ ﺎ ،ﻗ ﺪ ﺑ ﺪأ ﺕ ﺪرﻳﺠﻴًﺎ ﻳﻌﺘﻤ ﺪ ﻋﻠ ﱠ وﻳﻜﻠﻔﻨ ﻲ ﺑﺎﻟﻤﻬﻤ ﺎت اﻷآﺜ ﺮ ﺧﻄ ﻮرة ،ﺕﻠ ﻚ اﻟﺘ ﻲ ﺕﺘﻄﻠ ﺐ ﻣﻮاﺝﻬ ﺔ ﻣﺒﺎﺷ ﺮة ﻣ ﻊ اﻟﻌ ﺪو .ورﻓﻌﻨ ﻲ ﺑﻌ ﺪ ﺱ ﻨﺘﻴﻦ إﻟ ﻰ رﺕﺒ ﺔ ﻣﻼزم ﻷﺕﻤﻜﻦ ﻣﻦ إدارة ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻌﺎرك وﺣﺪي ،وأﺧﺬ اﻟﻘﺮارات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺘﻀﻴﻬﺎ آﻞ ﻇﺮف. ﺑﺪأت وﻗﺘﻬﺎ ﻓﻘﻂ أﺕﺤﻮل ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﺜ ﻮرة إﻟ ﻰ رﺝ ﻞ ،وآ ﺄن اﻟﺮﺕﺒ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آﻨ ﺖ أﺣﻤﻠﻬ ﺎ ﻗ ﺪ ﻣﻨﺤﺘﻨ ﻲ ﺷ ﻬﺎدة ﺑﺎﻟﺸ ﻔﺎء ﻣ ﻦ ذاآﺮﺕﻲ ..وﻃﻔﻮﻟﺘﻲ. وآﻨﺖ ﺁﻥﺬاك ﺱﻌﻴﺪًا وﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ أﺧﻴﺮًا ﺕﻠﻚ اﻟﻄﻤﺄﻥﻴﻨﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺕﻤﻨﺤﻨﺎ إﻳﺎهﺎ ﺱﻮى راﺣﺔ اﻟﻀﻤﻴﺮ. ن ﻃﻤﻮﺣﺎﺕﻲ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻜﺘﻮب وأ ّ ﻟﻢ أآﻦ أﻋﻲ أ ّ ن اﻟﻘﺪر آﺎن ﻳﺘﺮﺑﺺ ﺑﻲ ﻓﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻮﻗ ﺖ اﻟ ﺬي آﻨ ﺖ أﻋﺘﻘ ﺪ ﻓﻴ ﻪ أن ﻻ ﺷﻲء ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻌﻴﺪﻥﻲ إﻟﻰ ﺣﺰﻥﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ. وﺝﺎءت ﺕﻠﻚ اﻟﻤﻌﺮآﺔ اﻟﻀﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ دارت ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎرف »ﺑﺎﺕﻨﺔ« ﻟﺘﻘﻠﺐ ﻳﻮﻣًﺎ آﻞ ﺷﻲء.. ﻓﻘﺪ ﻓﻘﺪﻥﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺱﺘﺔ ﻣﺠﺎهﺪﻳﻦ ،وآﻨﺖ ﻓﻴﻬﺎ أﻥﺎ ﻣ ﻦ ﻋ ﺪاد اﻟﺠﺮﺣ ﻰ ﺑﻌ ﺪﻣﺎ اﺧﺘﺮﻗ ﺖ ذراﻋ ﻲ اﻟﻴﺴ ﺮى رﺹﺎﺹ ﺘﺎن ،وإذا ﺑﻤﺠﺮى ﺣﻴﺎﺕﻲ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻓﺠﺄة ،وأﻥﺎ أﺝﺪ ﻥﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺽﻤﻦ اﻟﺠﺮﺣﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻨﻘﻠﻮا ﻋﻠﻰ وﺝﻪ اﻟﺴﺮﻋﺔ إﻟﻰ اﻟﺤ ﺪود اﻟﺘﻮﻥﺴﻴﺔ ﻟﻠﻌﻼج .وﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻌﻼج ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ..ﺱﻮى ﺑﺘ ﺮ ذراﻋ ﻲ اﻟﻴﺴ ﺮى ،ﻻﺱ ﺘﺤﺎﻟﺔ اﺱﺘﺌﺼ ﺎل اﻟﺮﺹﺎﺹ ﺘﻴﻦ .وﻟ ﻢ ﻳﻜﻦ هﻨﺎك ﻣﻦ ﻣﺠﺎل ﻟﻠﻨﻘﺎش أو اﻟﺘﺮدد .آﺎن اﻟﻨﻘ ﺎش ﻓﻘ ﻂ ،ﺣ ﻮل اﻟﻄ ﺮق اﻵﻣﻨ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻥﺴ ﻠﻜﻬﺎ ﺣﺘ ﻰ ﺕ ﻮﻥﺲ، ﺣﻴﺚ آﺎﻥﺖ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺎهﺪﻳﻦ. وهﺎ أﻥﺬا أﻣﺎم واﻗﻊ ﺁﺧﺮ.. ١٧
وهﻜﺬا ﻋﺪت إﻟﻰ ﺙﺎﻥﻮﻳ ﺔ ﻗﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ ،ﺑﻌ ﺪﻣﺎ أﺧﻠﻔ ﺖ هﺎﻣ ًﺎ دراﺱ ﻴﺎً ،ﻷﺝ ﺪ اﻟﺒﺮﻥ ﺎﻣﺞ ﻥﻔﺴ ﻪ وآﺘ ﺐ اﻟﻔﻠﺴ ﻔﺔ ﻥﻔﺴ ﻬﺎ واﻷدب اﻟﻔﺮﻥﺴﻲ ﻓﻲ اﻥﺘﻈﺎري.. وﺣﺪهﻢ ﺑﻌﺾ رﻓﺎق اﻟﺪارﺱﺔ آﺎﻥﻮا ﻣﺎ ﻳﺰاﻟﻮن ﺽﻤﻦ اﻟﻤﺘﻐﻴّﺒﻴﻦ ،ﺑﻴﻦ ﻣﺴﺎﺝﻴﻦ وﺷﻬﺪاء. أﻏﻠﺒﻬﻢ ﻃﻠﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﻔﻮف اﻟﻌﻠﻴﺎ اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻣﻘ ﺮرًا أن ﺕﺘﺨ ﺮج ﻣﻨﻬ ﺎ أول دﻓﻌ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺜﻘﻔ ﻴﻦ واﻟﻤ ﻮﻇﻔﻴﻦ اﻟﺠﺰاﺉ ﺮﻳﻴﻦ اﻟﻤﻔﺮﻥﺴﻴﻦ. وآﺎن ذﻟﻚ ﺷﺮﻓﻬﻢ ،أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ راهﻦ اﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﺧﻴ ﺎﻥﺘﻬﻢ ،ﻓﻘ ﻂ ﻷﻥﻬ ﻢ اﺧﺘ ﺎروا اﻟﺜﺎﻥﻮﻳ ﺎت واﻟﺜﻘﺎﻓ ﺔ اﻟﻔﺮﻥﺴ ﻴﺔ ،ﻓ ﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﺣﺪ ﻓﻴﻬﺎ أن ﻳﺘﺠﺎهﻞ ﺱﻠﻄﺔ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وهﻴﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﻮب واﻟﺬاآﺮة. ﻓﻬﻞ ﻋﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺱﺠﻨﻮا وﻋﺬّﺑﻮا ﺑﻌﺪ ﺕﻠﻚ اﻟﻤﻈﺎهﺮات ،اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ،هﻢ اﻟ ﺬﻳﻦ آ ﺎﻥﻮا ﺑﺤﻜ ﻢ ﺙﻘ ﺎﻓﺘﻬﻢ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﻮﻋﻲ ﺱﻴﺎﺱﻲ ﻣﺒﻜﺮ ،وﺑﻔﺎﺉﺾ وﻃﻨﻴﺔ ..وﻓﺎﺉﺾ أﺣﻼم. ن ﻓﺮﻥﺴﺎ اﺱ ﺘﻌﻤﻠﺖ اﻟﺠﺰاﺉ ﺮﻳﻴﻦ ،ﻟﻴﺨﻮﺽ ﻮا ﺣﺮﺑ ًﺎ واﻟﺬﻳﻦ أدرآﻮا ،واﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺕﻨﺘﻬﻲ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﺮﻥﺴﺎ واﻟﺤﻠﻔﺎء ،أ ّ ﻟﻢ ﺕﻜﻦ ﺣﺮﺑﻬﻢ ،وأﻥﻬﻢ دﻓﻌﻮا ﺁﻻف اﻟﻤﻮﺕﻰ ﻓﻲ ﻣﻌﺎرك ﻻ ﺕﻌﻨﻴﻬﻢ ،ﻟﻴﻌﻮدوا ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﻟﻰ ﻋﺒﻮدﻳﺘﻬﻢ. آﺎن ﻓﻲ ﻣﺼﺎدﻓﺔ وﺝﻮدي ﻣﻊ )ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ( ﻓﻲ اﻟﺰﻥﺰاﻥﺔ ﻥﻔﺴﻬﺎ ﺷ ﻲء أﺱ ﻄﻮري ﺑﺤ ﺪ ذاﺕ ﻪ ،وﺕﺠﺮﺑ ﺔ ﻥﻀ ﺎﻟﻴﺔ ﻇَﻠ ﺖ ﺕﻼﺣﻘﻨﻲ ﻟﺴﻨﻮات ﺑﻜﻞ ﺕﻔﺎﺹﻴﻠﻬﺎ ،ورﺑﻤﺎ آﺎن ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻟﻚ أﺙﺮ ﻓﻲ ﺕﻐﻴّﺮ ﻗﺪري .ﻓﻬﻨﺎك رﺝﺎل ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﻠﺘﻘﻲ ﺑﻬﻢ ﺕﻜﻮن ﻗ ﺪ اﻟﺘﻘﻴﺖ ﺑﻘﺪرك. ﻞ ﺷﻲء ،وآﺄﻥﻪ آﺎن ﻳﻌﺪ ﻥﻔﺴﻪ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪء ،ﻟﻴﻜﻮن أآﺜﺮ ﻣﻦ رﺝﻞ. آﺎن )ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ( اﺱﺘﺜﻨﺎﺉﻴًﺎ ﻓﻲ آ ﱢ ﻟﻘﺪ ﺧﻠﻖ ﻟﻴﻜﻮن ﻗﺎﺉﺪًا .آﺎن ﻓﻴ ﻪ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ﺱ ﻼﻟﺔ ﻃ ﺎرق ﺑ ﻦ زﻳ ﺎد ،واﻷﻣﻴ ﺮ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻄ ﺎرق ،وأوﻟﺌ ﻚ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻤﻜ ﻨﻬﻢ أن ﻳﻐﻴﺮوا اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﺨﻄﺒﺔ واﺣﺪة. ن )ﺱ ﻲ وآ ﺎن اﻟﻔﺮﻥﺴ ﻴﻮن اﻟ ﺬﻳﻦ ﻋ ﺬّﺑﻮﻩ وﺱ ﺠﻨﻮﻩ ﻟﻤ ﺪة ﺙ ﻼث ﺱ ﻨﻮات ﻳﻌﺮﻓ ﻮن ذﻟ ﻚ ﺝﻴ ﺪًا .وﻟﻜ ﻨﻬﻢ آ ﺎﻥﻮا ﻳﺠﻬﻠ ﻮن أ ّ اﻟﻄﺎهﺮ( ﺱﻴﺄﺧﺬ ﺑﺜﺄرﻩ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟ ﻚ ﺑﺴ ﻨﻮات ،وﻳﺼ ﺒﺢ اﻟ ﺮأس اﻟﻤﻄﻠ ﻮب ﺑﻌ ﺪ آ ﻞ ﻋﻤﻠﻴ ﺔ ﻳﻘ ﻮم ﺑﻬ ﺎ اﻟﻤﺠﺎه ﺪون ﻓ ﻲ اﻟﺸﺮق اﻟﺠﺰاﺉﺮي. ي ﺹ ﺪﻓﺔ ..أن ﻳﻌ ﻮد اﻟﻘ ﺪر ﺑﻌ ﺪ ﻋﺸ ﺮ ﺱ ﻨﻮات ﺕﻤﺎﻣ ﺎً ،ﻟﻴﻀ ﻌﻨﻲ ﻣ ﻊ )ﺱ ﻲ ﻃ ﺎهﺮ( ﻓ ﻲ ﺕﺠﺮﺑ ﺔ آﻔﺎﺣﻴ ﺔ ﻣﺴ ﻠﺤﺔ ه ﺬﻩ أ ّ اﻟﻤﺮّة! ﺱﻨﺔ 1955..وﻓﻲ ﺷﻬﺮ أﻳﻠﻮل ﺑﺎﻟﺬات ،اﻟﺘﺤﻘﺖ ﺑﺎﻟﺠﺒﻬﺔ. آﺎن رﻓﺎﻗﻲ ﻳﺒﺪأون ﺱﻨﺔ دراﺱﻴﺔ ﺱﺘﻜﻮن اﻟﺤﺎﺱﻤﺔ ،وآﻨﺖ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﻲ اﻟﺨﺎﻣﺲ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ أﺑﺪأ ﺣﻴﺎﺕﻲ اﻷﺧﺮى. ن اﺱﺘﻘﺒﺎل )ﺱ ﻲ ﻃ ﺎهﺮ( ﻟ ﻲ ﻓﺎﺝ ﺄﻥﻲ وﻗﺘﻬ ﺎ .ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺄﻟﻨﻲ ﻋ ﻦ أ ّﻳ ﺔ ﺕﻔﺎﺹ ﻴﻞ ﺧﺎﺹ ﺔ ﻋ ﻦ ﺣﻴ ﺎﺕﻲ أو دراﺱ ﺘﻲ .ﻟ ﻢ أذآﺮ أ ﱠ ﻞ ﻳﺘ ﺄﻣﻠﻨﻲ ﻗﺒ ﻞ أن ﻳﺤﺘﻀ ﻨﻨﻲ ي ﻃﺮﻳﻖ ﺱﻠﻜﺖ ﻷﺹﻞ إﻟﻴ ﻪ .ﻇ ﱠ ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﺣﺘﻰ آﻴﻒ أﺧﺬت ﻗﺮار اﻟﺘﺤﺎﻗﻲ ﺑﺎﻟﺠﺒﻬﺔ ،وﻻ أ ّ ﺑﺸﻮق وآﺄﻥﱠﻪ آﺎن ﻳﻨﺘﻈﺮﻥﻲ هﻨﺎك ﻣﻨﺬ ﺱﻨﺔ. ﺙﻢ ﻗﺎل: ﺝﺌﺖ!..وأﺝﺒﺘﻪ ﺑﻔﺮح وﺑﺤﺰن ﻏﺎﻣﺾ ﻣﻌًﺎ: ١٦
ﺹﺎﻣﺘًﺎ ..آﻌﺎدﺕﻪ. وهﺎ أﻥﺖ ذا ﻣﺮﺕﺒﻚ أﻣﺎﻣﻪ آﻌﺎدﺕﻚ. ﻟﻘﺪ آﺎﻥﺖ داﺉﻤًﺎ اﻟﺨﻤﺲ ﻋﺸﺮة ﺱﻨﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺕﻔﺼ ﻠﻜﻤﺎ ،أآﺒ ﺮ ﻣ ﻦ ﻋﻤ ﺮ اﻟﺴ ﻨﻮات .آﺎﻥ ﺖ ﻋﻤ ﺮًا ﺑﺤ ﺪ ذاﺕﻬ ﺎ ،ورﻣ ﺰًا ﺑﺤ ﺪ ذاﺕﻬ ﺎ ،ﻟﺮﺝ ﻞ آ ﺎن ﻳﺠﻤ ﻊ إﻟ ﻰ ﺝﺎﻥ ﺐ اﻟﻔﺼ ﺎﺣﺔ اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻳﺘﻤﻴ ﺰ ﺑﻬ ﺎ آ ﻞ ﻣ ﻦ اﺧ ﺘﻠﻂ ﺑﺠﻤﻌﻴ ﺔ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ،ودرس ﻓ ﻲ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ،ﻓﺼﺎﺣﺔ أﺧﺮى ..هﻲ ﻓﺼﺎﺣﺔ اﻟﺤﻀﻮر. آﺎن)ﺱﻲ ﻃ ﺎهﺮ( ﻳﻌ ﺮف ﻣﺘ ﻰ ﻳﺒﺘﺴ ﻢ ،وﻣﺘ ﻰ ﻳﻐﻀ ﺐ .وﻳﻌ ﺮف آﻴ ﻒ ﻳ ﺘﻜﻠﻢ ،وﻳﻌ ﺮف أﻳﻀ ًﺎ آﻴ ﻒ ﻳﺼ ﻤﺖ .وآﺎﻥ ﺖ اﻟﻬﻴﺒﺔ ﻻ ﺕﻔﺎرق وﺝﻬﻪ وﻻ ﺕﻠﻚ اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻥﺖ ﺕﻌﻄﻲ ﺕﻔﺴﻴﺮًا ﻣﺨﺘﻠﻔًﺎ ﻟﻤﻼﻣﺤﻪ آﻞ ﻣﺮة. »إن اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺎت ﻓﻮاﺻﻞ وﻧﻘﺎط اﻧﻘﻄﺎع ..وﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس أوﻟﺌﻚ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻣ ﺎ زاﻟ ﻮا ﻳﺘﻘﻨ ﻮن وﺿ ﻊ اﻟﻔﻮاﺻ ﻞ واﻟ ﻨﻘﻂ ﻓﻲ آﻼﻣﻬﻢ«. ١ ﻓ ﻲ ﺱ ﺠﻦ )اﻟﻜ ﺪﻳﺎ( آ ﺎن ﻣﻮﻋ ﺪي اﻟﻨﻀ ﺎﻟﻲ اﻷول ﻣ ﻊ )ﺱ ﻲ ﻃ ﺎهﺮ( .آ ﺎن ﻣﻮﻋ ﺪًا ﻣﺸ ﺤﻮﻥًﺎ ﺑﺎﻷﺣﺎﺱ ﻴﺲ اﻟﻤﺘﻄﺮﻓ ﺔ، وﺑﺪهﺸﺔ اﻻﻋﺘﻘﺎل اﻷول ،ﺑﻌﻨﻔﻮاﻥﻪ ..وﺑﺨﻮﻓﻪ. وآﺎن )ﺱﻲ ﻃﺎهﺮ( اﻟﺬي اﺱﺘﺪرﺝﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﺜﻮرة ﻳﻮﻣًﺎ ﺑﻌﺪ ﺁﺧﺮ ،ﻳﺪري أﻥﻪ ﻣﺴﺆول ﻋﻦ وﺝﻮدي ﻳﻮﻣﻬﺎ هﻨ ﺎك .ورﺑﻤ ﺎ آﺎن ﻳﺸﻔﻖ ﺱﺮًا ﻋﻠﻰ ﺱﻨﻮاﺕﻲ اﻟﺴﺖ ﻋﺸﺮة ،ﻋﻠﻰ ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ اﻟﻤﺒﺘﻮرة ،وﻋﻠﻰ ) أ ّﻣ ﺎ( اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻳﻌﺮﻓﻬ ﺎ ﺝﻴ ﺪاً ،وﻳﻌ ﺮف ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺕﻔﻌﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﺕﺠﺮﺑﺔ اﻋﺘﻘﺎﻟﻲ اﻷول. وﻟﻜﻨﻪ آﺎن ﻳﺨﻔﻲ ﻋﻨّﻲ آﻞ ﺷﻔﻘﺘﻪ ﺕﻠﻚ ،ﻣﺮددًا ﻟﻤﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺱﻤﺎﻋﻪ» :ﻟﻘﺪ ﺧﻠﻘﺖ اﻟﺴﺠﻮن ﻟﻠﺮﺝﺎل«. وآﺎن ﺱﺠﻦ )اﻟﻜﺪﻳﺎ( وﻗﺘﻬﺎ ،آﻜﻞ ﺱﺠﻮن اﻟﺸﺮق اﻟﺠﺰاﺉﺮي ﻳﻌﺎﻥﻲ ﻓﺠ ﺄة ﻣ ﻦ ﻓ ﺎﺉﺾ رﺝﻮﻟ ﺔ ،إﺙ ﺮ ﻣﻈ ﺎهﺮات ٨ﻣ ﺎي ﻼ ﻓ ﻲ دﻓﻌ ﺔ أوﻟ ﻰ ﻣ ﻦ ﻋ ﺪّة ﺁﻻف ١٩٤٥اﻟﺘﻲ ﻗﺪّﻣﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ وﺱﻄﻴﻒ وﺽ ﻮاﺣﻴﻬﺎ أول ﻋﺮﺑ ﻮن ﻟﻠﺜ ﻮرة ،ﻣﺘﻤ ﺜ ً ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺪاء ﺱﻘﻄﻮا ﻓﻲ ﻣﻈﺎهﺮة واﺣﺪة ،وﻋﺸﺮات اﻵﻻف ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﺎﺝﻴﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺽ ﺎﻗﺖ ﺑﻬ ﻢ اﻟﺰﻥﺰاﻥ ﺎت ،ﻣﻤ ﺎ ﺝﻌ ﻞ اﻟﻔﺮﻥﺴﻴﻴﻦ ﻳﺮﺕﻜﺒﻮن أآﺒﺮ ﺣﻤﺎﻗﺎﺕﻬﻢ ،وهﻮ ﻳﺠﻤﻌﻮن ﻟﻌ ﺪة أﺷ ﻬﺮ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺴ ﺠﻨﺎء اﻟﺴﻴﺎﺱ ﻴﻴﻦ ،وﺱ ﺠﻨﺎء اﻟﺤ ﻖ اﻟﻌ ﺎم ،ﻓ ﻲ ﻼ. زﻥﺰاﻥﺎت ﻳﺠﺎوز أﺣﻴﺎﻥًﺎ ﻋﺪد ﻥﺰﻻﺉﻬﺎ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻌﺘﻘ ً وهﻜﺬا ،ﺝﻌﻠﻮا ﻋﺪوى اﻟﺜﻮرة ﺕﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﻣﺴﺎﺝﻴﻦ اﻟﺤﻖ اﻟﻌﺎم اﻟﺬﻳﻦ وﺝﺪوا ﻓﺮﺹﺔ ﻟﻠ ﻮﻋﻲ اﻟﺴﻴﺎﺱ ﻲ ،وﻟﻐﺴ ﻞ ﺷ ﺮﻓﻬﻢ ﺑﺎﻻﻥﻀﻤﺎم إﻟﻰ اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﻲ اﺱﺘﺸﻬﺪ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ أﺝﻠﻬ ﺎ اﻟﻜﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻨﻬﻢ .وﻣ ﺎزال ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﺣﺘ ﻰ اﻵن ﻋﻠ ﻰ ﻗﻴ ﺪ اﻟﺤﻴ ﺎة، ﻞ ﺱ ﻮاﺑﻘﻬﻢ اﻟﻌﺪﻟﻴ ﺔ.. ﻳﻌ ﻴﺶ ﺑﺘﻜ ﺮﻳﻢ ووﺝﺎه ﺔ اﻟﻘ ﺎدة اﻟﺘ ﺎرﻳﺨﻴﻴﻦ ﻟﺤ ﺮب اﻟﺘﺤﺮﻳ ﺮ ،ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﺕﻜ ّﻔ ﻞ اﻟﺘ ﺎرﻳﺦ ﺑﺈﻋ ﺎدة ﺱ ﺠ ّ ﻟﻌﺬرﻳﺘ ﻪ اﻷوﻟ ﻰ .ﺑﻴﻨﻤ ﺎ وﺝ ﺪ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺴ ﺠﻨﺎء اﻟﺴﻴﺎﺱ ﻴﻴﻦ _ ﻓ ﻲ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺤﻤﺎﻗ ﺔ اﻻﺱ ﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ _ ﻓﺮﺹ ﺔ ﻟﻠﺘﻌ ﺮف ﻋﻠ ﻰ ﺑﻌﺾ ،ووﻗﺘًﺎ آﺎﻓﻴًﺎ ﻟﻠﺘﺸﺎور واﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ أﻣﻮر اﻟﻮﻃﻦ ..واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻠﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ. اﻟﻴﻮم ..ﻋﻨﺪﻣﺎ أذآﺮ ﺕﻠﻚ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،ﺕﺒﺪو ﻟﻲ ﻟﻜﺜﺎﻓﺘﻬﺎ ودهﺸﺘﻬﺎ ،وآﺄﻥﻬﺎ أﻃﻮل ﻣﻤﺎ آﺎﻥﺖ .رﻏ ﻢ أﻥﻬ ﺎ ﻟ ﻢ ﺕ ﺪم ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺒﺔ ﻟ ﻲ ﺱﻮى ﺱﺘﺔ أﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ .ﻗﻀ ﻴﺘﻬﺎ هﻨ ﺎك ﻗﺒ ﻞ أن ﻳﻄﻠ ﻖ ﺱ ﺮاﺣﻲ أﻥ ﺎ واﺙﻨ ﻴﻦ ﺁﺧ ﺮﻳﻦ ﻟﺼ ﻐﺮ ﺱ ﻨﻨﺎ وﻷﻥ ﻪ آ ﺎن هﻨ ﺎك ﻣ ﻦ ﻳﻬﻤﻬﻢ أﻣﺮهﻢ ،أآﺜﺮ ﻣﻨﱠﺎ. 1
ﻣﺄﺧﻮذة ﻋﻦ ﺕﻮاﻃﺆ ﺷﻌﺮي ﻣﻦ رواﻳﺘﻲ ﻣﺎﻟﻚ ﺣﺪاد »ﺱﺄهﺒﻚ ﻏﺰاﻟﺔ« و »رﺹﻴﻒ اﻷزهﺎر ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺠﻴﺐ«
١٥
آﺎﻥﺖ اﻟﺜﻮرة ﺕﺪﺧﻞ ﻋﺎﻣﻬﺎ اﻟﺜﺎﻥﻲ ،وﻳﺘﻤﻲ ﻳﺪﺧﻞ ﺷ ﻬﺮﻩ اﻟﺜﺎﻟ ﺚ ،وﻟ ﻢ أﻋ ﺪ أذآ ﺮ اﻵن ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳ ﺪ ،ﻓ ﻲ أﻳ ﺔ ﻟﺤﻈ ﺔ ﺑﺎﻟ ﺬات أﺧﺬ اﻟﻮﻃﻦ ﻣﻼﻣﺢ اﻷﻣﻮﻣﺔ ،وأﻋﻄﺎﻥﻲ ﻣﺎ ﻟﻢ أﺕﻮﻗّﻌﻪ ﻣﻦ اﻟﺤﻨﺎن اﻟﻐﺎﻣﺾ ،واﻻﻥﺘﻤﺎء اﻟﻤﺘﻄﺮﱢف ﻟﻪ. ورﺑﻤﺎ آﺎن ﻻﺧﺘﻔﺎء »ﺱﻲ اﻟﻄﺎهﺮ« ﻣﻦ ﺣ ّﻴﻨﺎ ﺑﺴﻴﺪي اﻟﻤﺒﺮوك ﻣﻨﺬ ﺑﻀﻌﺔ أﺷﻬﺮ ،دور ﻓﻲ ﺣﺴﻢ اﻟﻘﻀﻴﺔ ،واﺱ ﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻓﻲ أﺧﺬ ذﻟﻚ اﻟﻘﺮار اﻟﻤﻔ ﺎﺝﺊ .ﻓﻠ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺨﻔ ﻰ ﻋﻠ ﻰ أﺣ ﺪ أﻥ ﻪ اﻥﺘﻘ ﻞ إﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺎن ﺱ ﺮي ﻓ ﻲ اﻟﺠﺒ ﺎل اﻟﻤﺤﻴﻄ ﺔ ﺑﻘﺴ ﻨﻄﻴﻨﺔ ﻟﻴﺆﺱﺲ ﻣﻦ هﻨﺎك ﻣﻊ ﺁﺧﺮﻳﻦ إﺣﺪى اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻜﻔﺎح اﻟﻤﺴﻠﺢ. ﻣﻦ أﻳﻦ ﻋﺎد اﺱﻢ »ﺱﻲ ﻃﺎهﺮ« اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻟﻴﺰﻳﺪ ﻣﻦ ارﺕﺒﺎآﻲ ،وﻣﻦ ﻣﻨﻜﻤﺎ اﺱﺘﺪرﺝﻨﻲ ﻟﻶﺧﺮ؟. ﻣﻦ أﻳﻦ ﻋﺎد ..وهﻞ ﻏﺎب ﺣﻘﺎً ،وﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺷﺎرﻋﻴﻦ ﻣﻨﻲ ﺷﺎرع ﻣﺎزال ﻳﺤﻤﻞ اﺱﻤﻪ؟ هﻨﺎك ﺷﻲء اﺱﻤﻪ »ﺱﻠﻄﺔ اﻻﺱﻢ«. وهﻨﺎك أﺱﻤﺎء ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﺬآﺮهﺎ ،ﺕﻜﺎد ﺕﺼﻠﺢ ﻣ ﻦ ﺝﻠﺴ ﺘﻚ ،وﺕﻄﻔ ﺊ ﺱ ﻴﺠﺎرﺕﻚ .ﺕﻜ ﺎد ﺕﺘﺤ ﺪث ﻋﻨﻬ ﺎ وآﺄﻥ ﻚ ﺕﺘﺤ ﺪث إﻟﻴﻬ ﺎ ﺑﻨﻔﺲ ﺕﻠﻚ اﻟﻬﻴﺒﺔ وذﻟﻚ اﻻﻥﺒﻬﺎر اﻷول. وﻟﺬا ..ﻇ ّ ﻞ ﻻﺱﻢ )ﺱﻲ ﻃﺎهﺮ( هﻴﺒﺘﻪ ﻋﻨﺪي .ﻟﻢ ﺕﻘﺘﻠﻪ اﻟﻌﺎدة وﻻ اﻟﻤﻌﺎﺷﺮة ،وﻟﻢ ﺕﺤﻮﻟ ﻪ ﺕﺠﺮﺑ ﺔ اﻟﺴ ﺠﻦ اﻟﻤﺸ ﺘﺮك ،وﻻ ي ﻟﺼﺪﻳﻖ أو ﻟﺠﺎر .ﻓﺎﻟﺮﻣﻮز ﺕﻌﺮف داﺉﻤًﺎ آﻴﻒ ﺕﺤﻴﻂ ﻥﻔﺴﻬﺎ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺤ ﺎﺝﺰ اﻟﻼﻣﺮﺉ ﻲ، ﺱﻨﻮات اﻟﻨﻀﺎل ،إﻟﻰ اﺱﻢ ﻋﺎد ّ اﻟﺬي ﻳﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺎدي واﻻﺱﺘﺜﻨﺎﺉﻲ ،واﻟﻤﻤﻜﻦ واﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ،ﻓﻲ آﻞ ﺷﻲء. هﺎ أﻥﺬا أذآﺮﻩ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻟﻢ أﺣﺠﺰهﺎ ﻟﻪ.. وﺑﻴﻨﻤﺎ أﺱﺤﺐ ﻥﻔﺴًﺎ ﻣﻦ ﺱﻴﺠﺎرة أﺧﻴﺮة ،ﻳﺮﺕﻔﻊ ﺹﻮت اﻟﻤﺂذن ﻣﻌﻠﻨًﺎ ﺹﻼة اﻟﻔﺠﺮ .وﻣﻦ ﻏﺮﻓ ﺔ ﺑﻌﻴ ﺪة ﻳ ﺄﺕﻲ ﺑﻜ ﺎء ﻃﻔ ﻞ أﻳﻘﻆ ﺹﻮﺕﻪ أﻥﺤﺎء آﻞ اﻟﺒﻴﺖ.. ﻓﺄﺣﺴﺪ اﻟﻤﺂذن ،وأﺣﺴﺪ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺮﺽّﻊ ،ﻷﻥﻬﻢ ﻳﻤﻠﻜﻮن وﺣﺪهﻢ ﺣﻖ اﻟﺼﺮاخ واﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠﻴ ﻪ ،ﻗﺒ ﻞ أن ﺕ ﺮوض اﻟﺤﻴ ﺎة ﺣﺒﺎﻟﻬﻢ اﻟﺼﻮﺕﻴﺔ ،وﺕﻌﻠﱢﻤﻬﻢ اﻟﺼﻤﺖ. ﻻ أذآﺮ ﻣﻦ ﻗﺎل »ﻳﻘﻀﻲ اﻹﻥﺴﺎن ﺱﻨﻮاﺕﻪ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺕﻌﻠﻢ اﻟﻨﻄﻖ ،وﺕﻘﻀﻲ اﻷﻥﻈﻤ ﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ ﺑﻘﻴ ﺔ ﻋﻤ ﺮﻩ ﻓ ﻲ ﺕﻌﻠﻴﻤ ﻪ اﻟﺼﻤﺖ!«. وآﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺼﻤﺖ أن ﻳﺼ ﺒﺢ ﻥﻌﻤ ﺔ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻠﻴﻠ ﺔ ﺑﺎﻟ ﺬات ،ﺕﻤﺎﻣ ًﺎ آﺎﻟﻨﺴ ﻴﺎن .ﻓﺎﻟ ﺬاآﺮة ﻓ ﻲ ﻣﻨﺎﺱ ﺒﺎت آﻬ ﺬﻩ ﻻ ﺕ ﺄﺕﻲ ﻻ ﻳﺠﺮﻓﻚ إﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺕﺪري ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺤﺪرات. ﺑﺎﻟﺘﻘﺴﻴﻂ ،وإﻥﻤﺎ ﺕﻬﺠﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﺷﻼ ً وآﻴﻒ ﻟﻚ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ أن ﺕﻮﻗﻔﻬﺎ دون أن ﺕﺼﻄﺪم ﺑﺎﻟﺼﺨﻮر ،وﺕﺘﺤﻄﻢ ﻓﻲ زﻟّﺔ ذآﺮى؟ ض ﻟﻢ ﺕﻐﺎدرﻩ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ،وﺑﺬاآﺮة ﺕﺴﻜﻨﻬﺎ ﻷﻥﻬﺎ ﺝﺴﺪك. وهﺎ أﻥﺖ ذا ،ﺕﻠﻬﺚ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻟﺘﻠﺤﻖ ﺑﻤﺎ ٍ ﺝﺴﺪك اﻟﻤﺸﻮﻩ ﻻ ﻏﻴﺮ. ن هﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻠﻬﺜﻮن اﻵن ﻣ ﻦ ﻣﻨﺒ ﺮ إﻟ ﻰ ﺁﺧ ﺮ ،ﺑﺤﺠ ﺔ أو ﺑ ﺄﺧﺮى ،ﻟﻴ ﺪﻳﻨﻮا ﺕﺎرﻳﺨ ًﺎ آ ﺎﻥﻮا ﻃﺮﻓ ًﺎ ﻓﻴ ﻪ .ﻋﺴ ﺎهﻢ وﺕﺪري أ ّ ﻳﻠﺤﻘﻮن ﺑﺎﻟﻤﻮﺝﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،ﻗﺒﻞ أن ﻳﺠﺮﻓﻬﻢ اﻟﻄﻮﻓﺎن .ﻓﻼ ﺕﻤﻠﻚ إﻻ أن ﺕﺸﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ. ﻼ ﻓﻲ اﻥﺘﻈﺎر أن ﺕﺠﻒ! ﻣﺎ أﺕﻌﺲ أن ﻳﻌﻴﺶ اﻹﻥﺴﺎن ﺑﺜﻴﺎب ﻣﺒﻠﻠﺔ ..ﺧﺎرﺝًﺎ ﻟﺘﻮﻩ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ ..وأﻻ ﻳﺼﻤﺖ ﻗﻠﻴ ً ﺹﺎﻣﺘًﺎ ﻳﺄﺕﻲ )ﺱﻲ ﻃﺎهﺮ( اﻟﻠﻴﻠﺔ. ﺹﺎﻣﺘًﺎ آﻤﺎ ﻳﺄﺕﻲ اﻟﺸﻬﺪاء. ١٤
ذات ﻳﻮم ﻣﻨﺬ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺙﻼﺙﻴﻦ ﺱﻨﻪ ﺱﻠﻜﺖ هﺬﻩ اﻟﻄﺮق ،واﺧﺘﺮت أن ﺕﻜﻮن ﺕﻠﻚ اﻟﺠﺒﺎل ﺑﻴﺘ ﻲ وﻣﺪرﺱ ﺘﻲ اﻟﺴ ﺮﻳﺔ اﻟﺘ ﻲ أﺕﻌﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺎدة اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﻤﻤﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺪرﻳﺲ .وآﻨﺖ أدري أﻥﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺧﺮﻳﺠﻴﻬﺎ ﻣﻦ دﻓﻌﺔ ﺙﺎﻟﺜﺔ ،وأن ﻗﺪري ﺱﻴﻜﻮن ﻣﺨﺘﺼﺮا ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ اﻟﻔﺎﺹﻠﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﺮﻳﺔ ..واﻟﻤﻮت. ذﻟﻚ اﻟﻤﻮت اﻟﺬي اﺧﺘﺮﻥﺎ ﻟﻪ اﺱﻤﺎ ﺁﺧﺮ أآﺜ ﺮ إﻏ ﺮاءً ،ﻟﻨ ﺬهﺐ دون ﺧ ﻮف ورﺑﻤ ﺎ ﺑﺸ ﻬﻮة ﺱ ﺮﻳﺔ ،وآﺄﻥﻨ ﺎ ﻥ ﺬهﺐ ﻟﺸ ﻲء ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﺣﺘﻔﻨﺎ. ﻟﻤﺎذا ﻥﺴﻴﻨﺎ ﻳﻮﻣﻬﺎ أن ﻥﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮﻳﺔ أﻳﻀ ﺎ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ اﺱ ﻢ؟ وآﻴ ﻒ اﺧﺘﺼ ﺮﻥﺎ ﻣﻨ ﺬ اﻟﺒ ﺪء ﺣﺮﻳﺘﻨ ﺎ ....ﻓ ﻲ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬ ﺎ اﻷول؟ آﺎن اﻟﻤﻮت ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻳﻤﺸﻲ إﻟﻰ ﺝﻮارﻥﺎ ،وﻳﻨﺎم وﻳﺄﺧﺬ آﺴﺮﺕﻪ ﻣﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ .ﺕﻤﺎﻣًﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺸﻮق واﻟﺼﺒﺮ واﻹﻳﻤﺎن .. واﻟﺴﻌﺎدة اﻟﻤﺒﻬﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺕﻔﺎرﻗﻨﺎ. آﺎن اﻟﻤﻮت ﻳﻤﺸﻲ وﻳﺘﻨﻔﺲ ﻣﻌﻨﺎ ..وآﺎﻥﺖ اﻷﻳﺎم ﺕﻌﻮد ﻗﺎﺱﻴﺔ داﺉﻤًﺎ ،ﻻ ﺕﺨﺘﻠﻒ ﻋﻤﺎ ﺱﺒﻘﺘﻬﺎ ﺱﻮى ﺑﻌﺪد ﺷ ﻬﺪاﺉﻬﺎ ،اﻟ ﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﻮﻗﻊ أﺣﺪ ﻣﻮﺕﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎﻟﺐ ..أو ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﺼﻮر ﻟﺴﺒﺐ أو ﻵﺧﺮ ،أن ﺕﻜﻮن ﻥﻬﺎﻳﺘﻬﻢ ،هﻢ ﺑﺎﻟﺬات ،ﻗﺮﻳﺒ ﺔ إﻟ ﻰ ذﻟﻚ اﻟﺤﺪ ..وﻣﻔﺠﻌﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﺤﺪ .وآﺎن ذﻟﻚ ﻣﻨﻄﻖ اﻟﻤﻮت اﻟﺬي ﻟﻢ أآﻦ ﻗﺪ أدرآﺘﻪ ﺑﻌﺪ. ن اﻟﺠﻤ ﻊ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ﺑﺎﻟ ﺬات ،ﻟ ﻴﺲ ﻣﺎ زﻟﺖ أذآﺮهﻢ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﺕﻌﻮدﻥﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أن ﻥﺘﺤﺪث ﻋ ﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﺠﻤﻠ ﺔ .وآ ﺄ ﱠ اﺧﺘﺼﺎرا ﻟﻠﺬاآﺮة ،وإﻥﻤﺎ ﻟﺤﻘﻬﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ. ﻟ ﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻮا ﺷ ﻬﺪاء ..آ ﺎن آ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣ ﻨﻬﻢ ﺷ ﻬﻴﺪًا ﻋﻠ ﻰ ﺣ ﺪﻩ .آ ﺎن هﻨ ﺎك ﻣ ﻦ اﺱﺘﺸ ﻬﺪ ﻓ ﻲ أول ﻣﻌﺮآ ﺔ ،وآﺄﻥ ﻪ ﺝ ﺎء ﺧﺼﻴﺼًﺎ ﻟﻠﺸﻬﺎدة. وهﻨ ﺎك ﻣ ﻦ ﺱ ﻘﻂ ﻗﺒ ﻞ زﻳﺎرﺕ ﻪ اﻟﻤﺴ ﺮوﻗﺔ إﻟ ﻰ أهﻠ ﻪ ﺑﻴ ﻮم واﺣ ﺪ ،ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ﻗﻀ ﻰ ﻋ ﺪة أﺱ ﺎﺑﻴﻊ ﻓ ﻲ دراﺱ ﺔ ﺕﻔﺎﺹ ﻴﻠﻬﺎ، واﻹﻋﺪاد ﻟﻬﺎ. وهﻨﺎك ﻣﻦ ﺕﺰوج وﻋﺎد ..ﻟﻴﻤﻮت ﻣﺘﺰوﺝًﺎ. وهﻨﺎك ﻣﻦ آﺎن ﻳﺤﻠﻢ أن ﻳﻌﻮد ﻳﻮﻣًﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﺰوج ...وﻟﻢ ﻳﻌﺪ. ن اﻷﺕﻌ ﺲ ه ﻢ أوﻟﺌ ﻚ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺘﺮآ ﻮﻥﻬﻢ ﺧﻠﻔﻬ ﻢ ﺙﻜ ﺎﻟﻰ ،ﻳﺘ ﺎﻣﻰ، ﻓﻲ اﻟﺤﺮوب ،ﻟﻴﺲ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻮﺕﻮن ه ﻢ اﻟﺘﻌﺴ ﺎء داﺉﻤ ًﺎ ،إ ّ وﻣﻌﻄﻮﺑﻲ أﺣﻼم. اآﺘﺸﻔﺖ هﺬﻩ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﺎآﺮًا ،ﺷﻬﻴﺪًا ﺑﻌﺪ ﺁﺧﺮ ،وﻗﺼﺔ ﺑﻌﺪ أﺧﺮى.. ي ﻷم ﻣﺎﺕﺖ ﻣﺮﺽ ًﺎ وﻗﻬ ﺮاً، واآﺘﺸﻔﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﺱﺒﺔ ﻥﻔﺴﻬﺎ ،أﻥﻨﻲ رﺑﻤﺎ آﻨﺖ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺘﺮك ﺧﻠﻔﻪ ﺱﻮى ﻗﺒﺮ ﻃﺮ ّ خ ﻓﺮﻳﺪ ﻳﺼﻐﺮﻥﻲ ﺑﺴﻨﻮات ،وأب ﻣﺸﻐﻮل ﺑﻤﻄﺎﻟﺐ ﻋﺮوﺱﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮة. وأ ٍ ﻖ »إن اﻟﺬي ﻣﺎت أﺑﻮﻩ ﻟﻢ ﻳﺘﻴﺘﱠﻢ ..وﺣﺪﻩ اﻟﺬي ﻣﺎﺕﺖ أﻣﻪ ﻳﺘﻴﻢ«. ﻟﻘﺪ آﺎن ذﻟﻚ اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺣ ّ وآﻨﺖ ﻳﺘﻴﻤﺎً ،وآﻨﺖ أﻋﻲ ذﻟﻚ ﺑﻌﻤﻖ ﻓﻲ آﻞ ﻟﺤﻈﺔ .ﻓﺎﻟﺠﻮع إﻟﻰ اﻟﺤﻨﺎن ،ﺷﻌﻮر ﻣﺨﻴﻒ وﻣﻮﺝﻊ ،ﻳﻈﻞ ﻳﻨﺨﺮ ﻓﻴ ﻚ ﻣ ﻦ اﻟﺪاﺧﻞ وﻳﻼزﻣﻚ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺕﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ وﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أو ﺑﺄﺧﺮى. أآﺎن اﻟﺘﺤﺎﻗﻲ ﺑﺎﻟﺠﺒﻬﺔ ﺁﻥﺬاك ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻠﻨﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻮت أﺝﻤﻞ ﺧﺎرج ﺕﻠﻚ اﻷﺣﺎﺱﻴﺲ اﻟﻤﺮﺽﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻥ ﺖ ﺕﻤﻸﻥﻲ ﺕﺪرﻳﺠﻴًﺎ ﺣﻘﺪًا ﻋﻠﻰ آﻞ ﺷﻲء؟ ١٣
أﻏﺮﺕﻨﻲ هﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮة ﻣﻦ ﺝﺪﻳﺪ ،وأﻥﺎ اﺱﺘﻤﻊ إﻟﻰ اﻷﺧﺒ ﺎر ه ﺬا اﻟﻤﺴ ﺎء واآﺘﺸ ﻒ ،أﻥ ﺎ اﻟ ﺬي ﻓﻘ ﺪت ﻋﻼﻗﺘ ﻲ ﺑ ﺎﻟﺰﻣﻦ ،أن ﻏﺪًا ﺱﻴﻜﻮن أول ﻥﻮﻓﻤﺒﺮ ...ﻓﻬﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻲ أﻻ أﺧﺘﺎر ﺕﺎرﻳﺨًﺎ آﻬﺬا ،ﻷﺑﺪأ ﺑﻪ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب ؟ ﻏﺪا ﺱﺘﻜﻮن ﻗﺪ ﻣﺮت ٣٤ﺱﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻥﻄﻼق اﻟﺮﺹﺎﺹﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﺤ ﺮب اﻟﺘﺤﺮﻳ ﺮ ،وﻳﻜ ﻮن ﻗ ﺪ ﻣ ّﺮ ﻋﻠ ﻰ وﺝ ﻮدي هﻨ ﺎ ﺙﻼﺙﺔ أﺱﺎﺑﻴﻊ ،وﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺱﻘﻮط ﺁﺧﺮ دﻓﻌﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺪاء... آﺎن أﺣﺪهﻢ ذﻟﻚ اﻟﺬي ﺣﻀﺮت ﻷﺷﻴّﻌﻪ ﺑﻨﻔﺴﻲ وأدﻓﻨﻪ هﻨﺎ . ﺑﻴﻦ أول رﺹﺎﺹﺔ ،وﺁﺧﺮ رﺹﺎﺹﺔ ،ﺕﻐﻴﺮت اﻟﺼﺪور ،ﺕﻐﻴﺮت اﻷهﺪاف ..وﺕﻐﻴﺮ اﻟﻮﻃﻦ. وﻟﺬا ﺱﻴﻜﻮن اﻟﻐﺪ ﻳﻮﻣًﺎ ﻟﻠﺤﺰن ﻣﺪﻓﻮع اﻷﺝﺮ ﻣﺴﺒﻘًﺎ. ﻟﻦ ﻳﻜﻮن هﻨﺎك ﻣﻦ اﺱﺘﻌﺮاض ﻋﺴﻜﺮي ،وﻻ ﻣﻦ اﺱﺘﻘﺒﺎﻻت ،وﻻ ﻣﻦ ﺕﺒﺎدل ﺕﻬﺎﻥﻲ رﺱﻤﻴﺔ.... ﺱﻴﻜﺘﻔﻮن ﺑﺘﺒﺎدل اﻟﺘﻬﻢ ...وﻥﻜﺘﻔﻲ ﺑﺰﻳﺎرة اﻟﻤﻘﺎﺑﺮ. ﻏﺪًا ﻟﻦ أزور ذﻟﻚ اﻟﻘﺒﺮ .ﻻ أرﻳﺪ أن أﺕﻘﺎﺱﻢ ﺣﺰﻥﻲ ﻣﻊ اﻟﻮﻃﻦ. ﻀﻞ ﺕﻮاﻃﺆ اﻟﻮرق ،وآﺒﺮﻳﺎء ﺹﻤﺘﻪ. أﻓ ﱢ آﻞ ﺷﻲء ﻳﺴﺘﻔﺰﻥﻲ اﻟﻠﻴﻠﺔ ..واﺷﻌﺮ أﻥﻨﻲ ﻗﺪ أآﺘﺐ أﺧﻴﺮًا ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺪهﺸًﺎ ،ﻟﻦ أﻣﺰﻗﻪ آﺎﻟﻌﺎدة .. ﻓﻤﺎ أوﺝﻊ هﺬﻩ اﻟﺼﺪﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﺕﻌ ﻮد ﺑ ﻲ ،ﺑﻌ ﺪ آ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺴ ﻨﻮات إﻟ ﻰ هﻨ ﺎ ،ﻟﻠﻤﻜ ﺎن ﻥﻔﺴ ﻪ ،ﻷﺝ ﺪ ﺝﺜ ﺔ ﻣ ﻦ أﺣ ﺒﻬﻢ ﻓ ﻲ اﻥﺘﻈﺎري ،ﺑﺘﻮﻗﻴﺖ اﻟﺬاآﺮة اﻷوﻟﻰ. ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ اﻟﻤﺎﺽﻲ اﻟﻠﻴﻠﺔ داﺧﻠﻲ ...ﻣﺮﺑﻜًﺎ .ﻳﺴﺘﺪرﺝﻨﻲ إﻟﻰ دهﺎﻟﻴﺰ اﻟﺬاآﺮة. ﻓﺄﺣﺎول أن أﻗﺎوﻣﻪ ،وﻟﻜﻦ ،هﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻲ أن أﻗﺎوم ذاآﺮﺕﻲ هﺬا اﻟﻤﺴﺎء ؟ أﻏﻠﻖ ﺑﺎب ﻏﺮﻓﺘﻲ وأﺷﺮع اﻟﻨﺎﻓﺬة.. أﺣﺎول أن أرى ﺷﻴﺌﺎ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﻥﻔﺴﻲ .وإذا اﻟﻨﺎﻓﺬة ﺕﻄﻞ ﻋﻠﻲ... ﺕﻤﺘﺪ أﻣﺎﻣﻲ ﻏﺎﺑﺎت اﻟﻐﺎر واﻟﺒﻠﻮط ،وﺕﺰﺣﻒ ﻥﺤﻮي ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﻪ ﻣﻠﺘﺤﻔﻪ ﻣﻼءﺕﻬﺎ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،وآ ﻞ ﺕﻠ ﻚ اﻷدﻏ ﺎل واﻟﺠ ﺮوف واﻟﻤﻤ ﺮات اﻟﺴ ﺮﻳﺔ اﻟﺘ ﻲ آﻨ ﺖ ﻳﻮﻣ ًﺎ أﻋﺮﻓﻬ ﺎ واﻟﺘ ﻲ آﺎﻥ ﺖ ﺕﺤ ﻴﻂ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ آﺤ ﺰام أﻣ ﺎن ،ﻓﺘﻮﺹ ﻠﻚ ﻣﺴ ﺎﻟﻜﻬﺎ اﻟﻤﺘﺸﻌﺒﺔ ،وﻏﺎﺑﺎﺕﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﻔ ﺔ ،إﻟ ﻰ اﻟﻘﻮاﻋ ﺪ اﻟﺴ ﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺠﺎه ﺪﻳﻦ ،وآﺄﻥﻬ ﺎ ﺕﺸ ﺮح ﻟ ﻚ ﺷ ﺠﺮة ﺑﻌ ﺪ ﺷ ﺠﺮة ،وﻣﻐ ﺎرة ﺑﻌ ﺪ أﺧﺮى. ن آﻞ اﻟﻄﺮق ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ ،ﺕﺆدي إﻟﻰ اﻟﺼﻤﻮد. إّ ن آﻞ اﻟﻐﺎﺑﺎت واﻟﺼﺨﻮر هﻨﺎ ﻗﺪ ﺱﺒﻘﺘﻚ ﻓﻲ اﻻﻥﺨﺮاط ﻓﻲ ﺹﻔﻮف اﻟﺜﻮرة. وإ ّ هﻨﺎﻟﻚ ﻣﺪن ﻻ ﺕﺨﺘﺎر ﻗﺪرهﺎ... ﻓﻘﺪ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،آﻤﺎ ﺣﻜﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ ،أﻻ ﺕﺴﺘﺴﻠﻢ... وﻟﺬا ﻻ ﻳﻤﻠﻚ أﺑﻨﺎؤهﺎ اﻟﺨﻴﺎر داﺉﻤًﺎ. ﺐ أن أﺷﺒﻪ هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺣﺪ اﻟﺘﻄﺮف ؟ ﻓﻬﻞ ﻋﺠ ٌ
١٢
ﻣﺬ أدرآﺖ أن ﻟﻜﻞ ﻣﺪﻳﻨ ٍﺔ اﻟﻠﻴﻞ اﻟﺬي ﺕﺴﺘﺤﻖ ،اﻟﻠﻴﻞ اﻟﺬي ﻳﺸﺒﻬﻬﺎ واﻟﺬي وﺣﺪﻩ ﻳﻔﻀﺤﻬﺎ ،وﻳﻌﺮي ﻓﻲ اﻟﻌﺘﻤﺔ ﻣ ﺎ ﺕﺨﻔﻴ ﻪ ﻼ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻨﺎﻓﺬة . ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎر ،ﻗﺮرت أن أﺕﺤﺎﺷﻰ اﻟﻨﻈﺮ ﻟﻴ ً ﻼ دون ﻋﻠﻤﻬﺎ ،وﺕﻔﻀﺢ ﻟﻠﻐﺮﺑﺎء أﺱﺮارهﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺕﻘﻮل ﺷﻴﺌًﺎ. آﻞ اﻟﻤﺪن ﺕﻤﺎرس اﻟﺘﻌﺮي ﻟﻴ ً وﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺕﻮﺹﺪ أﺑﻮاﺑﻬﺎ. وﻷن اﻟﻤﺪن آﺎﻟﻨﺴﺎء ،ﻳﺤﺪث ﻟﺒﻌﻀﻬﻦ أن ﻳﺠﻌﻠﻨﻨﺎ ﻥﺴﺘﻌﺠﻞ ﻗﺪوم اﻟﺼﺒﺎح .وﻟﻜﻦ... »«soirs, soirs.que de soirs pour un seul matin .. آﻴﻒ ﺕﺬآﺮت هﺬا اﻟﺒﻴﺖ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ »هﻨﺮي ﻣﻴﺸﻮ« ورﺣﺖ ارددﻩ ﻋﻠﻰ ﻥﻔﺴﻲ ﺑﺄآﺜﺮ ﻣﻦ ﻟﻐﺔ.. »أﻣﺴﻴﺎت ..أﻣﺴﻴﺎت آﻢ ﻣﻦ ﻣﺴﺎء ﻟﺼﺒﺎح واﺣﺪ « آﻴﻒ ﺕﺬآﺮﺕﻪ ،وﻣﺘﻰ ﺕﺮاﻥﻲ ﺣﻔﻈﺘﻪ؟ ..ﺕﺮاﻥﻲ آﻨﺖ أﺕﻮﻗﻊ ﻣﻨﺬ ﺱﻨﻴﻦ أﻣﺴﻴﺎت ﺑﺎﺉﺴﺔ آﻬﺬﻩ ،ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ ﺱ ﻮى ﺹ ﺒﺎح واﺣﺪ ؟ أﻥﻘﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء ﻓﻲ ذاآﺮﺕﻲ ﻋﻦ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺘﻲ ُأﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ هﺬا اﻟﺒﻴﺖ ،وإذا ﺑﻌﻨﻮاﻥﻬﺎ »اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ«.. ﻓﻴﺨﻴﻔﻨﻲ اآﺘﺸﺎﻓﻲ ﻓﺠﺄة وآﺄﻥﻨﻲ أآﺘﺸﻒ ﻣﻌﻪ ﻣﻼﻣ ﺢ وﺝﻬ ﻲ اﻟﺠﺪﻳ ﺪة .ﻓﻬ ﻞ ﺕﺰﺣ ﻒ اﻟﺸ ﻴﺨﻮﺧﺔ هﻜ ﺬا ﻥﺤﻮﻥ ﺎ ﺣﻘ ًﺎ ﺑﻠﻴ ﻞ ﻃﻮﻳﻞ واﺣﺪ .وﺑﻌﺘﻤﺔ داﺧﻠﻴﺔ ﺕﺠﻌﻠﻨﺎ ﻥﺘﻤﻬﻞ ﻓﻲ آﻞ ﺷﻲء ،وﻥﺴﻴﺮ ﺑﺒﻂء ،دون اﺕﺠﺎﻩ ﻣﺤﺪد؟ أﻳﻜﻮن اﻟﻤﻠﻞ واﻟﻀﻴﺎع واﻟﺮﺕﺎﺑﺔ ﺝﺰءًا ﻣﻦ ﻣﻮاﺹﻔﺎت اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ أم ﻣﻦ ﻣﻮاﺹﻔﺎت هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ؟ ﺕﺮاﻥﻲ أﻥﺎ اﻟﺬي أدﺧﻞ اﻟﺸﺨﻮﺧﺔ ..أم ﺕﺮى اﻟﻮﻃﻦ ﺑﺄآﻤﻠﻪ هﻮ اﻟﺬي ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻴﻮم ﺱﻦ اﻟﻴﺄس اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ؟ أﻟﻴﺲ هﻮ اﻟﺬي ﻳﻤﻠﻚ هﺬﻩ اﻟﻘﺪرة اﻟﺨﺎرﻗﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺝﻌﻠﻨﺎ ﻥﻜﺒﺮ وﻥﻬﺮم ﻓﻲ ﺑﻀﻌﺔ أﺷﻬﺮ ،وأﺣﻴﺎﻥﺎ ﻓﻲ ﺑﻀﻌﺔ أﺱﺎﺑﻴﻊ ﻓﻘﻂ؟ ﻗﺒﻞ اﻟﻴﻮم ﻟﻢ أآﻦ اﺷ ﻌﺮ ﺑﺜﻘ ﻞ اﻟﺴ ﻨﻴﻦ ،آ ﺎن ﺣ ّﺒ ﻚ ﺷ ﺒﺎﺑﻲ ،وآ ﺎن ﻣﺮﺱ ﻤﻲ ﻃ ﺎﻗﺘﻲ اﻟﺸﻤﺴ ﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺕﻨﻀ ﺐ ،وآﺎﻥ ﺖ ﺑﺎرﻳﺲ ﻣﺪﻳﻨﻪ أﻥﻴﻘﺔ ،ﻳﺨﺠﻞ اﻟﻮاﺣﺪ أن ﻳﻬﻤﻞ ﻣﻈﻬﺮﻩ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺕﻬﺎ .وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻃ ﺎردوﻥﻲ ﺣﺘ ﻰ ﻣﺮﺑ ﻊ ﻏﺮﺑﺘ ﻲ ،وأﻃﻔ ﺄوا ﺷﻌﻠﺔ ﺝﻨﻮﻥﻲ ...وﺝﺎؤوا ﺑﻲ ﺣﺘﻰ هﻨﺎ. اﻵن ﻥﺤﻦ ﻥﻘﻒ ﺝﻤﻴﻌًﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺮآﺎن اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺬي ﻳﻨﻔﺠﺮ ،وﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻓﻲ وﺱﻌﻨﺎ ،إﻻ أن ﻥﺘﻮﺣﺪ ﻣ ﻊ اﻟﺠﻤ ﺮ اﻟﻤﺘﻄ ﺎﻳﺮ ﻣ ﻦ ﻓﻮهﺘﻪ ،وﻥﻨﺴﻰ ﻥﺎرﻥﺎ اﻟﺼﻐﻴﺮة ...اﻟﻴﻮم ﻻ ﺷﻲء ﻳﺴ ﺘﺤﻖ آ ﻞ ﺕﻠ ﻚ اﻷﻥﺎﻗ ﺔ واﻟﻠﻴﺎﻗ ﺔ .اﻟ ﻮﻃﻦ ﻥﻔﺴ ﻪ أﺹ ﺒﺢ ﻻ ﻳﺨﺠ ﻞ أن ﻳﺒﺪو أﻣﺎﻣﻨﺎ ﻓﻲ وﺽﻊ ﻏﻴﺮ ﻻﺉﻖ! ﻻ أﺹﻌﺐ ﻣﻦ أن ﺕﺒﺪأ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻪ اﻵﺧﺮون ﻗﺪ اﻥﺘﻬﻮا ﻣﻦ ﻗﻮل آﻞ ﺷﻲء. اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﻷول ﻣﺮة ...ﺷﻲء ﺷﻬﻮاﻥﻲ وﺝﻨﻮﻥﻲ ﺷﺒﻴﻪ ﺑﻌﻮدة اﻟﻤﺮاهﻘﺔ. ﺷﻲء ﻣﺜﻴﺮ وأﺣﻤﻖ ،ﺷﺒﻴﻪ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺣﺐ ﺑﻴﻦ رﺝﻞ ﻓﻲ ﺱﻦ اﻟﻴﺄس ،ورﻳﺸﺔ ﺣﺒﺮ ﺑﻜﺮ. اﻷول ﻣﺮﺕﺒﻚ وﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ ...واﻟﺜﺎﻥﻴﺔ ﻋﺬراء ﻻ ﻳﺮوﻳﻬﺎ ﺣﺒﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ! ﺱﺄﻋﺘﺒﺮ إذن ﻣﺎ آﺘﺒﺘﻪ ﺣﺘﻰ اﻵن ،ﻣﺠﺮد اﺱﺘﻌﺪاد ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻘﻂ ،وﻓﺎﺉﺾ ﺷﻬﻮة ...ﻟﻬﺬﻩ اﻷوراق اﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺖ ﻣﻨ ﺬ ﺱ ﻨﻴﻦ ﺑﻤﻠﺌﻬﺎ. رﺑﻤﺎ ﻏﺪًا اﺑﺪأ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺣﻘﺎ ً. أﺣﺐ داﺉﻤًﺎ أن ﺕﺮﺕﺒﻂ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺕﻲ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﻣﺎ ....ﻳﻜﻮن ﻏﻤﺰة ﻟﺬاآﺮة أﺧﺮى. ١١
ﻲ ،وﺕﺴﻌﺪﻳﻦ ﺱ ّﺮًا ﺑﺎﻥﺪهﺎﺷﻲ اﻟﺪاﺉﻢ أﻣﺎﻣ ﻚ ،واﻥﺒﻬ ﺎري أم آﻨﺖ ﺕﺘﻼﻋﺒﻴﻦ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎت آﻌﺎدﺕﻚ ،وﺕﺘﻔﺮﺝﻴﻦ ﻋﻠﻰ وﻗﻌﻬﺎ ﻋﻠ ّ ﺑﻘﺪرﺕﻚ اﻟﻤﺬهﻠﺔ ،ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﻟﻐﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎس ﺕﻨﺎﻗﻀﻚ. آﻞ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت آﺎﻥﺖ ﻣﻤﻜﻨﺔ... ﻓﺮﺑﻤﺎ آﻨﺖ أﻥﺎ ﺽﺤﻴﺔ رواﻳﺘﻚ هﺬﻩ ،واﻟﺠﺜﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻜﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺨﻠﻮد ،وﻗﺮرت أن ﺕﺤﻨﻄﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎت ...آﺎﻟﻌﺎدة. و رﺑﻤﺎ آﻨﺖ ﺽﺤﻴﺔ وهﻤﻲ ﻓﻘﻂ ،وﻣﺮاوﻏﺘﻚ اﻟﺘﻲ ﺕﺸﺒﻪ اﻟﺼﺪق .ﻓﻮﺣﺪك ﺕﻌﺮﻓﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳ ﺔ اﻟﺠ ﻮاب ﻋﻠ ﻰ آ ﻞ ﺕﻠ ﻚ اﻷﺱﺌﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﺕﻄﺎردﻥﻲ ،ﺑﻌﻨﺎد اﻟﺬي ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ دون ﺝﺪوى. ﺖ ذﻟﻚ اﻟﻜﺘﺎب؟ ﻣﺘﻰ آﺘﺒ ِ أﻗﺒﻞ زواﺝﻚ أم ﺑﻌﺪﻩ؟ أﻗﺒﻞ رﺣﻴﻞ زﻳﺎد ..أم ﺑﻌﺪﻩ؟ أآﺘﺒﺘﻪ ﻋﻨﻲ ..أم آﺘﺒﺘﻪ ﻋﻨﻪ؟ أآﺘﺒﺘﻪ ﻟﺘﻘﺘﻠﻴﻨﻲ ﺑﻪ ..أم ﻟﺘﺤﻴﻴﻪ هﻮ ؟ ﻟﻢ ﻟﺘﻨﺘﻬﻲ ﻣﻨّﺎ ﻣﻌﺎً ،وﺕﻘﺘﻠﻴﻨﺎ ﻣﻌًﺎ ﺑﻜﺘﺎب واﺣﺪ ...آﻤﺎ ﺕﺮآﺘﻨﺎ ﻣﻌًﺎ ﻣﻦ أﺝﻞ رﺝﻞ واﺣﺪ ؟ ﺢ ،ﻟﻴﺼ ﺒﺢ آﺘﺎﺑ ﻚ ﻣﺤ ﻮر ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺮأت ذﻟﻚ اﻟﺨﺒﺮ ﻣﻨﺬ ﺷﻬﺮﻳﻦ .،ﻟﻢ أﺕﻮﻗﻊ إﻃﻼﻗًﺎ أن ﺕﻌﻮدي ﻓﺠﺄة ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺤﻀﻮر اﻟﻤﻠ ﱢ ﺕﻔﻜﻴﺮي ،وداﺉﺮة ﻣﻐﻠﻘﺔ أدور ﻓﻴﻬﺎ وﺣﺪي. ﻓﻼ آﺎن ﻣﻤﻜﻨﺎ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺑﻌ ﺪ آ ﻞ اﻟ ﺬي ﺣ ﺪث ،أن اذه ﺐ ﻟﻠﺒﺤ ﺚ ﻋﻨ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻜﺘﺒ ﺎت ،ﻷﺷ ﺘﺮي ﻗﺼ ﺘﻲ ﻣ ﻦ ﺑ ﺎﺉﻊ ﻣﻘﺎﺑ ﻞ ورﻗﺔ ﻥﻘﺪﻳﺔ .وﻻ آﺎن ﻣﻤﻜﻨًﺎ أﻳﻀﺎ أن أﺕﺠﺎهﻠﻪ وأواﺹﻞ ﺣﻴﺎﺕﻲ وآﺄﻥﻨﻲ ﻟﻢ أﺱﻤﻊ ﺑﻪ ،وآﺄن أﻣﺮﻩ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻨﻲ ﺕﻤﺎﻣًﺎ. أﻟﻢ أآﻦ ﻣﺘﺤﺮﻗًﺎ إﻟﻰ ﻗﺮاءة ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻘﺼﺔ؟ ﻗﺼﺘﻚ اﻟﺘﻲ اﻥﺘﻬﺖ ﻓﻲ ﻏﻔﻠﺔ ﻣﻨﻲ ،دون أن أﻋﺮف ﻓﺼﻮﻟﻬﺎ اﻷﺧﻴﺮة .ﺕﻠﻚ اﻟﺘ ﻲ آﻨ ﺖ ﺷ ﺎهﺪهﺎ اﻟﻐﺎﺉ ﺐ ،ﺑﻌ ﺪﻣﺎ آﻨ ﺖ ﺷﺎهﺪهﺎ اﻷول .أﻥﺎ اﻟﺬي آﻨﺖ .،ﺣﺴﺐ ﻗﺎﻥﻮن اﻟﺤﻤﺎﻗﺎت ﻥﻔﺴﻪ .اﻟﺸﺎهﺪ واﻟﺸﻬﻴﺪ داﺉﻤًﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻟﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻣﻜ ﺎن ﺱﻮى ﻟﺒﻄﻞ واﺣﺪ. هﺎ هﻮذا آﺘﺎﺑﻚ أﻣﺎﻣﻲ ..ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥﻲ اﻟﻴﻮم أن أﻗﺮأﻩ .ﻓﺘﺮآﺘ ﻪ هﻨ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻃ ﺎوﻟﺘﻲ ﻣﻐﻠﻘ ﺎ آﻠﻐ ﺰ ،ﻳﺘ ﺮﺑﺺ ﺑ ﻲ آﻘﻨﺒﻠ ﺔ ﻣﻮﻗﻮﺕﺔ ،أﺱﺘﻌﻴﻦ ﺑﺤﻀﻮرﻩ اﻟﺼﺎﻣﺖ ﻟﺘﻔﺠﻴﺮ ﻣﻨﺠﻢ اﻟﻜﻠﻤﺎت داﺧﻠﻲ ...واﺱﺘﻔﺰاز اﻟﺬاآﺮة. آﻞ ﺷﻲء ﻓﻴﻪ ﻳﺴﺘﻔﺰﻥﻲ اﻟﻴﻮم ..ﻋﻨﻮاﻥﻪ اﻟﺬي اﺧﺘﺮﺕﻪ ﺑﻤﺮاوﻏﻪ واﺽﺤﺔ ..واﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻚ اﻟﺘﻲ ﺕﺘﺠﺎهﻞ ﺣﺰﻥ ﻲ .وﻥﻈﺮﺕ ﻚ اﻟﻤﺤﺎﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺕﻌﺎﻣﻠﻨﻲ وآﺄﻥﻨﻲ ﻗﺎرئ ،ﻻ ﻳﻌﺮف اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻨﻚ. آﻞ ﺷﻲء ..ﺣﺘﻰ اﺱﻤﻚ. ورﺑﻤﺎ آﺎن اﺱﻤﻚ اﻷآﺜﺮ اﺱﺘﻔﺰازًا ﻟﻲ ،ﻓﻬﻮ ﻣﺎزال ﻳﻘﻔﺰ إﻟﻰ اﻟﺬاآﺮة ﻗﺒﻞ أن ﺕﻘﻔﺰ ﺣﺮوﻓﻪ اﻟﻤﻤﻴﺰة إﻟﻰ اﻟﻌﻴﻦ. اﺱﻤﻚ اﻟﺬي ..ﻻ ﻳُﻘﺮأ وإﻥﻤﺎ ﻳُﺴﻤﻊ آﻤﻮﺱﻴﻘﻰ ﺕُﻌﺰف ﻋﻠﻰ ﺁﻟﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ أﺝﻞ ﻣﺴﺘﻤ ٍﻊ واﺣﺪ. آﻴﻒ ﻟﻲ أن أﻗﺮأﻩ ﺑﺤﻴﺎد ،وهﻮ ﻓﺼﻞ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﻣﺪهﺸﻪ آﺘﺒﺘﻬﺎ اﻟﺼﺪﻓﺔ ،وآﺘﺒﻬﺎ ﻗﺪرﻥﺎ اﻟﺬي ﺕﻘﺎﻃﻊ ﻳﻮﻣًﺎ؟ ﻳﻘﻮل ﺕﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ آﺘﺎﺑﻚ إﻥﻪ ﺣﺪث أدﺑﻲ. وأﻗﻮل وأﻥﺎ أﺽﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺰﻣﺔ ﻣﻦ اﻷوراق اﻟﺘﻲ ﺱﻮدﺕﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ هﺬﻳﺎن.. » ﺣﺎن ﻟﻚ أن ﺕﻜﺘﺐ ..أو ﺕﺼﻤﺖ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ أﻳﻬﺎ اﻟﺮﺝﻞ .ﻓﻤﺎ أﻋﺠﺐ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث هﺬﻩ اﻷﻳﺎم! « وﻓﺠﺄة ..ﻳﺤﺴﻢ اﻟﺒﺮد اﻟﻤﻮﻗﻒ ،وﻳﺰﺣﻒ ﻟﻴﻞ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻥﺤﻮي ﻣﻦ ﻥﺎﻓﺬة ﻟﻠﻮﺣﺸﺔ .ﻓﺄﻋﻴ ﺪ ﻟﻠﻘﻠ ﻢ ﻏﻄ ﺎءﻩ ،واﻥﺰﻟ ﻖ ﺑ ﺪوري ﺕﺤﺖ ﻏﻄﺎء اﻟﻮﺣﺪة. ١٠
أم ﺕﺮاك ﻟﺒﺴﺖ هﺬا اﻟﻘﻨﺎع ،ﻓﻘﻂ ﻟﺘﺮوّﺝﻲ ﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻓ ﻲ ﺷ ﻜﻞ آﺘ ﺎب ،أﺱ ﻤﻴﺘﻬﺎ »ﻣﻨﻌﻄ ﻒ اﻟﻨﺴ ﻴﺎن« ﺑﻀ ﺎﻋﺔ ﻗ ﺪ ﺕﻜ ﻮن ﻗﺼﺘﻲ ﻣﻌﻚ ..وذاآﺮة ﺝﺮﺣﻲ؟ وﻗﺪ ﺕﻜﻮن ﺁﺧﺮ ﻃﺮﻳﻘﺔ وﺝﺪﺕﻬﺎ ﻟﻘﺘﻠﻲ اﻟﻴﻮم ﻣﻦ ﺝﺪﻳﺪ ،دون أن ﺕﺘﺮآﻲ ﺑﺼﻤﺎﺕﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﻘﻲ. ت اﻟﺮواﻳﺔ ﺑﺎﻟﺬات .وإذا ﺑﺠﻮاﺑﻚ ﻳﺪهﺸﻨﻲ. ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺕﺬآﺮت ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﻗﺪﻳﻤًﺎ ﻟﻨﺎ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺱﺄﻟﺘﻚ ﻣﺮة ﻟﻤﺎذا اﺧﺘﺮ ِ ﻗﻠﺖ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻟﻢ أدرك ﻥﺴﺒﺔ اﻟﺼﺪق ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻥﺴﺒﺔ اﻟﺘﺤﺎﻳﻞ: ن أﻋﻤﺎﻗﻨﺎ أﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺝ ﺔ إﻟ ﻰ » آﺎن ﻻ ﺑﺪ أن أﺽﻊ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺕﻴﺐ داﺧﻠﻲ ..وأﺕﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻷﺙﺎث اﻟﻘﺪﻳﻢ .إ ﱠ ﻥﻔﺾ آﺄ ّ ي ﺑﻴﺖ ﻥﺴﻜﻨﻪ وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن أﺑﻘﻲ ﻥﻮاﻓﺬي ﻣﻐﻠﻘﺔ هﻜﺬا ﻋﻠﻰ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺝﺜﺔ.. إﻥﻨﺎ ﻥﻜﺘﺐ اﻟﺮواﻳﺎت ﻟﻨﻘﺘﻞ اﻷﺑﻄﺎل ﻻ ﻏﻴﺮ ،وﻥﻨﺘﻬﻲ ﻣ ﻦ اﻷﺷ ﺨﺎص اﻟ ﺬﻳﻦ أﺹ ﺒﺢ وﺝ ﻮدهﻢ ﻋﺒﺌ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺣﻴﺎﺕﻨ ﺎ .ﻓﻜﻠﻤ ﺎ آﺘﺒﻨﺎ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﺮﻏﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ...واﻣﺘﻸﻥﺎ ﺑﻬﻮاء ﻥﻈﻴﻒ.« ... وأﺽﻔﺖ ﺑﻌﺪ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺼﻤﺖ: » ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ آﻞ رواﻳﺔ ﻥﺎﺝﺤﺔ ،هﻲ ﺝﺮﻳﻤﺔ ﻣﺎ ﻥﺮﺕﻜﺒﻬ ﺎ ﺕﺠ ﺎﻩ ذاآ ﺮة ﻣ ﺎ .ورﺑﻤ ﺎ ﺕﺠ ﺎﻩ ﺷ ﺨﺺ ﻣ ﺎ ،ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺮأى ﻣ ﻦ ن ﺕﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺮﺹﺎﺹﺔ آﺎﻥﺖ ﻣﻮﺝّﻬﺔ إﻟﻴﻪ... اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻜﺎﺕﻢ ﺹﻮت .ووﺣﺪﻩ ﻳﺪري أ ﱠ واﻟﺮواﻳﺎت اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ،ﻟﻴﺴ ﺖ ﺱ ﻮى ﺝ ﺮاﺉﻢ ﻓﺎﺷ ﻠﺔ ،ﻻ ﺑ ﺪ أن ﺕﺴ ﺤﺐ ﻣ ﻦ أﺹ ﺤﺎﺑﻬﺎ رﺧﺼ ﺔ ﺣﻤ ﻞ اﻟﻘﻠ ﻢ ،ﺑﺤﺠ ﺔ أﻥﻬ ﻢ ﻻ ﻳﺤﺴﻨﻮن اﺱﺘﻌﻤﺎل اﻟﻜﻠﻤﺎت ،وﻗﺪ ﻳﻘﺘﻠﻮن ﺧﻄًﺄ ﺑﻬﺎ أ ّ ي أﺣﺪ ..ﺑﻤﻦ ﻓﻲ ذﻟﻚ أﻥﻔﺴﻬﻢ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥﻮن ﻗﺪ ﻗﺘﻠﻮا اﻟﻘ ﺮاء ... ﺽﺠﺮًا! «. آﻴﻒ ﻟﻢ ﺕﺜﺮ ﻥﺰﻋﺘﻚ اﻟﺴﺎدﻳّﺔ ﺷﻜﻮآﻲ ﻳﻮﻣﻬﺎ ..وآﻴﻒ ﻟﻢ أﺕﻮﻗﻊ آﻞ ﺝﺮاﺉﻤﻚ اﻟﺘﻲ ﺕﻠﺖ ذﻟﻚ اﻟﻴ ﻮم ،واﻟﺘ ﻲ ﺝﺮﺑ ﺖ ﻓﻴﻬ ﺎ أﺱﻠﺤﺘﻚ اﻷﺧﺮى؟ ﻟﻢ أآﻦ أﺕﻮﻗﻊ ﻳﻮﻣﻬﺎ أﻥﻚ ﻗﺪ ﺕﻮﺝﻬﻴﻦ ﻳﻮﻣًﺎ رﺹﺎﺹﻚ ﻥﺤﻮي. وﻟﺬا ﺽﺤﻜﺖ ﻟﻜﻼﻣﻚ ،ورﺑﻤﺎ ﺑﺪأ ﻳﻮﻣﻬ ﺎ اﻥﺒﻬ ﺎري اﻵﺧ ﺮ ﺑ ﻚ .ﻓ ﻨﺤﻦ ﻻ ﻥﻘ ﺎوم ،ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺤ ﺎﻻت ،ﺝﻨ ﻮن اﻹﻋﺠ ﺎب ﺑﻘﺎﺕﻠﻨﺎ! ورﻏﻢ ذﻟﻚ أﺑﺪﻳﺖ ﻟﻚ دهﺸﺘﻲ .ﻗﻠﺖ: _آﻨﺖ اﻋﺘﻘﺪ أن اﻟﺮواﻳﺔ ﻃﺮﻳﻘﻪ اﻟﻜﺎﺕﺐ ﻓﻲ أن ﻳﻌﻴﺶ ﻣﺮة ﺙﺎﻥﻴﺔ ﻗﺼﺔ أﺣﺒﻬﺎ ..وﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺢ اﻟﺨﻠﻮد ﻟﻤﻦ أﺣﺐ. وآﺄ ّ ن آﻼﻣﻲ ﻓﺎﺝﺄك ﻓﻘﻠﺖ وآﺄﻥﻚ ﺕﻜﺘﺸﻔﻴﻦ ﺷﻴﺌًﺎ ﻟﻢ ﺕﺤﺴﺒﻲ ﻟﻪ ﺣﺴﺎﺑﺎ ً: _ ورﺑﻤﺎ آﺎن ﺹﺤﻴﺤًﺎ أﻳﻀﺎ ،ﻓﻨﺤﻦ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻻ ﻥﻘﺘﻞ ﺱﻮى ﻣﻦ أﺣﺒﺒﻨﺎ .وﻥﻤ ﻨﺤﻬﻢ ﺕﻌﻮﻳﻀ ًﺎ ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ ﺧﻠ ﻮدًا أدﺑﻴ ًﺎ . إﻥﻬﺎ ﺹﻔﻘﻪ ﻋﺎدﻟﺔ .أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟! ﻋﺎدﻟﺔ ؟ ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻗﺶ اﻟﻄﻐﺎة ﻓﻲ ﻋﺪﻟﻬﻢ أو ﻇﻠﻤﻬﻢ؟ وﻣﻦ ﻳﻨﺎﻗﺶ ﻥﻴﺮون ﻳﻮم أﺣﺮق روﻣﺎ ﺣﺒًﺎ ﻟﻬﺎ ،وﻋﺸﻘًﺎ ﻟﺸ ﻬﻮة اﻟﻠﻬ ﺐ .وأﻥ ﺖ، أﻣﺎ آﻨﺖ ﻣﺜﻠﻪ اﻣﺮأة ﺕﺤﺘﺮف اﻟﻌﺸﻖ واﻟﺤﺮاﺉﻖ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎوي؟ أآﻨﺖ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ﺕﺘﻨﺒّﺄﻳﻦ ﺑﻨﻬﺎﻳﺘﻲ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ،وﺕﻮاﺱﻴﻨﻨﻲ ﻣﺴﺒﻘًﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺠﻴﻌﺘﻲ...
٩
ﺐ إﻥّﻪ ﻗﺎﻥﻮن اﻟﺤﻤﺎﻗﺎت ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟ أن أﺷﺘﺮي ﻣﺼﺎدﻓﺔ ﻣﺠﻠﺔ ﻟﻢ أﺕﻌﻮّد ﺷﺮاءهﺎ ،ﻓﻘﻂ ﻷﻗﻠ ﺐ ﺣﻴ ﺎﺕﻲ رأﺱ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻋﻘ ّ وأﻳﻦ اﻟﻌﺠﺐ؟ أﻟﻢ ﺕﻜﻮﻥﻲ اﻣﺮأة ﻣﻦ ورق .ﺕﺤﺐ وﺕﻜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ورق .وﺕﻬﺠﺮ وﺕﻌﻮد ﻋﻠﻰ ورق .وﺕﻘﺘﻞ وﺕﺤﻴﻲ ﺑﺠﺮّة ﻗﻠﻢ. ﻓﻜﻴﻒ ﻻ أرﺕﺒﻚ وأﻥ ﺎ أﻗ ﺮأك .وآﻴ ﻒ ﻻ ﺕﻌ ﻮد ﺕﻠ ﻚ اﻟﺮﻋﺸ ﺔ اﻟﻤﻜﻬﺮﺑ ﺔ ﻟﺘﺴ ﺮي ﻓ ﻲ ﺝﺴ ﺪي ،وﺕﺰﻳ ﺪ ﻣ ﻦ ﺧﻔﻘ ﺎن ﻗﻠﺒ ﻲ، وآﺄﻥﻨﻲ آﻨﺖ أﻣﺎﻣﻚ ،وﻟﺴﺖ أﻣﺎم ﺹﻮرة ﻟﻚ. ت هﻜ ﺬا ﻟﺘﺘﺮﺑﺼ ﻲ ﺑ ﻲ ،أﻥ ﺎ اﻟ ﺬي ﺕﺴ ﺎءﻟﺖ آﺜﻴ ﺮًا ﺑﻌ ﺪهﺎ ،وأﻥ ﺎ أﻋ ﻮد ﺑ ﻴﻦ اﻟﺤ ﻴﻦ واﻵﺧ ﺮ ﻟﺘﻠ ﻚ اﻟﺼ ﻮرة ،آﻴ ﻒ ﻋ ﺪ ِ ﺕﺤﺎﺷﻴﺖ آﻞ اﻟﻄﺮق اﻟﻤﺆدﻳﺔ إﻟﻴﻚ؟ آﻴ ﻒ ﻋ ﺪت ..ﺑﻌ ﺪﻣﺎ آ ﺎد اﻟﺠ ﺮح أن ﻳﻠﺘ ﺌﻢ .وآ ﺎد اﻟﻘﻠ ﺐ اﻟﻤﺆﺙ ﺚ ﺑ ﺬآﺮاك أن ﻳﻔ ﺮغ ﻣﻨ ﻚ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻓﺸ ﻴﺌًﺎ وأﻥ ﺖ ﺕﺠﻤﻌ ﻴﻦ ﺣﻘﺎﺉﺐ اﻟﺤﺐّ ،وﺕﻤﻀﻴﻦ ﻓﺠﺄة ﻟﺘﺴﻜﻨﻲ ﻗﻠﺒًﺎ ﺁﺧﺮ. ﻏﺎدرت ﻗﻠﺒﻲ إذن.. ﻞ ﺷ ﻲء ﻣﻮﻗ ﻮت ﻓﻴﻬ ﺎ ﻣﺴ ﺒﻘﺎً ،ﺣﺘ ﻰ ﺱ ﺎﻋﺔ اﻟﺮﺣﻴ ﻞ، آﻤ ﺎ ﻳﻐ ﺎدر ﺱ ﺎﺉﺢ ﻣﺪﻳﻨ ﺔ ﺝﺎءه ﺎ ﻓ ﻲ زﻳ ﺎرة ﺱ ﻴﺎﺣﻴﺔ ﻣﻨﻈﻤ ﺔ .آ ّ وﻣﺤﺠﻮز ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺒﻘﺎً ،ﺣﺘﻰ اﻟﻤﻌﺎﻟﻢ اﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺱ ﻴﺰورهﺎ ،واﺱ ﻢ اﻟﻤﺴ ﺮﺣﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺱﻴﺸ ﺎهﺪهﺎ ،وﻋﻨ ﻮان اﻟﻤﺤ ﻼت اﻟﺘﻲ ﺱﻴﺸﺘﺮي ﻣﻨﻬﺎ هﺪاﻳﺎ ﻟﻠﺬآﺮى. ﻓﻬﻞ آﺎﻥﺖ رﺣﻠﺘﻚ ﻣﻀﺠﺮة إﻟﻰ هﺬا اﻟﺤﺪ؟ هﺎ أﻥﺎ أﻣﺎم ﻥﺴﺨﺔ ﻣﻨﻚ ،ﻣﺪهﻮش ﻣﺮﺕﺒﻚ ،وآﺄﻥﻨﻲ أﻣﺎﻣﻚ. ﻻ ﻳﻠﻒ وﺣﺸﺔ ﻟﻴﻠﻲ ..ﻣﺎذا ﺕﺮاك ﻓﻌﻠﺖ ﺑﻪ؟ ﺕﻔﺎﺝﺌﻨﻲ ﺕﺴﺮﻳﺤﺘﻚ اﻟﺠﺪﻳﺪة .ﺷﻌﺮك اﻟﻘﺼﻴﺮ اﻟﺬي آﺎن ﺷﺎ ً ﻼ ﻋﻨﺪ ﻋﻴﻨﻴﻚ .أﺑﺤﺚ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻋﻦ ذآﺮى هﺰﻳﻤﺘﻲ اﻷوﻟﻰ أﻣﺎﻣﻚ. أﺕﻮﻗﻒ ﻃﻮﻳ ً ذات ﻳﻮم ..ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺝﻤﻞ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺱﻮى ﻋﻴﻨﻴﻚ .ﻓﻤﺎ أﺷﻘﺎﻥﻲ وﻣﺎ أﺱﻌﺪﻥﻲ ﺑﻬﻤﺎ! هﻞ ﺕﻐﻴﺮت ﻋﻴﻨﺎك أﻳﻀًﺎ ..أم أن ﻥﻈﺮﺕﻲ هﻲ اﻟﺘﻲ ﺕﻐﻴﺮت؟ أواﺹﻞ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ وﺝﻬﻚ ﻋ ﻦ ﺑﺼ ﻤﺎت ﺝﻨ ﻮﻥﻲ اﻟﺴ ﺎﺑﻖ. أآﺎد ﻻ أﻋﺮف ﺷﻔﺎهﻚ وﻻ اﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻚ وﺣﻤﺮﺕﻚ اﻟﺠﺪﻳﺪة. آﻴﻒ ﺣﺪث ﻳﻮﻣًﺎ ..أن وﺝﺪت ﻓﻴﻚ ﺷ ﺒﻬًﺎ ﺑ ﺄﻣﻲ .آﻴ ﻒ ﺕﺼ ﻮرﺕﻚ ﺕﻠﺒﺴ ﻴﻦ ﺙﻮﺑﻬ ﺎ اﻟﻌﻨ ﺎﺑﻲ ،وﺕﻌﺠﻨ ﻴﻦ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻷﻳ ﺪي ذات اﻷﻇﺎﻓﺮ اﻟﻤﻄﻠﻴﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ،ﺕﻠﻚ اﻟﻜﺴﺮة اﻟﺘﻲ اﻓﺘﻘﺪت ﻣﺬاﻗﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺱﻨﻴﻦ؟ ي ﺝﻨﻮن آﺎن ﻟﻚ ..وأﻳﺔ ﺣﻤﺎﻗﺔ! أ ّ هﻞ ﻏﻴّﺮ اﻟﺰواج ﺣﻘًﺎ ﻣﻼﻣﺤﻚ وﺽﺤﻜﺘﻚ اﻟﻄﻔﻮﻟﻴﺔ ،هﻞ ﻏﻴّﺮ ذاآﺮﺕﻚ أﻳﻀﺎً ،وﻣﺬاق ﺷﻔﺎهﻚ وﺱﻤﺮﺕﻚ اﻟﻐﺠﺮﻳﺔ؟ وهﻞ أﻥﺴﺎك ذﻟﻚ »اﻟﻨﺒﻲ اﻟﻤﻔﻠﺲ« اﻟﺬي ﺱﺮﻗﻮا ﻣﻨﻪ اﻟﻮﺹﺎﻳﺎ اﻟﻌﺸﺮ وهﻮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ إﻟﻴﻚ ..ﻓﺠ ﺎءك ﺑﺎﻟﻮﺹ ﻴﺔ اﻟﺤﺎدﻳ ﺔ ﻋﺸﺮة ﻓﻘﻂ. هﺎ أﻥﺖ ذي أﻣﺎﻣﻲ ،ﺕﻠﺒﺴﻴﻦ ﺙﻮب اﻟﺮدّة .ﻟﻘﺪ اﺧﺘﺮت ﻃﺮﻳﻘًﺎ ﺁﺧﺮ .وﻟﺒﺴﺖ وﺝﻬًﺎ ﺁﺧﺮ ﻟﻢ أﻋﺪ أﻋﺮﻓﻪ .وﺝﻬًﺎ آﺬﻟﻚ اﻟﺬي ﻥﺼﺎدﻓﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻼت واﻹﻋﻼﻥﺎت ،ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻮاﺝﻬﺔ ،اﻟﻤﻌﺪات ﻣﺴﺒﻘًﺎ ﻟﺒﻴﻊ ﺷﻲء ﻣﺎ ،ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻌﺠﻮن أﺱ ﻨﺎن ،أو ﻣﺮهﻤًﺎ ﺽﺪ اﻟﺘﺠﺎﻋﻴﺪ.
٨
ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺑﺤﺚ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺕﻲ اﻟﻴﻮم ،أﺝﺪ أن ﻟﻘﺎﺉﻲ ﺑﻚ هﻮ اﻟﺸﻲء اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺨﺎرق ﻟﻠﻌﺎدة ﺣﻘ ًﺎ .اﻟﺸ ﻲء اﻟﻮﺣﻴ ﺪ اﻟ ﺬي ﻟ ﻢ أآ ﻦ ﻲ .ﻷﻥﱠﻨﻲ آﻨﺖ أﺝﻬ ﻞ وﻗﺘﻬ ﺎ أن اﻷﺷ ﻴﺎء ﻏﻴ ﺮ اﻟﻌﺎدﻳ ﺔ ،ﻗ ﺪ ﺕﺠ ﺮ ﻣﻌﻬ ﺎ أﻳﻀ ﺎ آﺜﻴ ﺮًا ﻣ ﻦ ﻷﺕﻨﺒﺄ ﺑﻪ ،أو أﺕﻮﻗﻊ ﻋﻮاﻗﺒﻪ ﻋﻠ ّ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻌﺎدﻳﺔ. ورﻏﻢ ذﻟﻚ.... ﻣﺎ زﻟﺖ أﺕﺴﺎءل ﺑﻌﺪ آﻞ هﺬﻩ اﻟﺴﻨﻮات ،أﻳﻦ أﺽﻊ ﺣﺒﻚ اﻟﻴﻮم ؟ أﻓﻲ ﺧﺎﻥﺔ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻌﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺕﺤﺪث ﻟﻨﺎ ﻳﻮﻣﺎ آﺄﻳﺔ وﻋﻜﺔ ﺹﺤﻴﺔ أو زﻟﺔ ﻗﺪم ..أو ﻥﻮﺑﺔ ﺝﻨﻮن؟ أم ..أﺽﻌﻪ ﺣﻴﺚ ﺑﺪأ ﻳﻮﻣﺎً؟ آﺸ ﻲء ﺧ ﺎرق ﻟﻠﻌ ﺎدة ،آﻬﺪﻳ ﺔ ﻣ ﻦ آﻮآ ﺐ ،ﻟ ﻢ ﻳﺘﻮﻗ ﻊ وﺝ ﻮدﻩ اﻟﻔﻠﻜﻴ ﻮن .أو زﻟ ﺰال ﻟ ﻢ ﺕﺘﻨﺒ ﺄ ﺑ ﻪ أﻳ ﺔ أﺝﻬ ﺰة ﻟﻠﻬ ﺰات اﻷرﺽﻴﺔ. ﺖ زﻟﺔ ﻗﺪم ..أم زﻟﺔ ﻗﺪر ؟. أآﻨ ِ أﻗﻠّﺐ ﺝﺮﻳﺪة اﻟﺼﺒﺎح ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ أﺝﻮﺑﺔ ﻣﻘﻨﻌﻪ ﻟﺤﺪث »ﻋﺎدي« ﻏﻴّﺮ ﻣﺴﺎر ﺣﻴﺎﺕﻲ وﺝﺎء ﺑﻲ إﻟﻰ هﻨﺎ. أﺕﺼﻔﺢ ﺕﻌﺎﺱﺘﻨﺎ ﺑﻌﺪ آﻞ هﺬﻩ اﻷﻋﻮام ،ﻓﻴﻌﻠﻖ اﻟﻮﻃﻦ ﺣﺒﺮًا أﺱﻮد ﺑﻴﺪي. هﻨ ﺎك ﺹ ﺤﻒ ﻳﺠ ﺐ أن ﺕﻐﺴ ﻞ ﻳ ﺪﻳﻚ إن ﺕﺼ ﻔﺤﺘﻬﺎ وإن آ ﺎن ﻟ ﻴﺲ ﻟﻠﺴ ﺒﺐ ﻥﻔﺴ ﻪ ﻓ ﻲ آ ﻞ ﻣ ﺮة .ﻓﻬﻨﺎﻟ ﻚ واﺣ ﺪﻩ ﺕﺘ ﺮك ﺣﺒﺮهﺎ ﻋﻠﻴﻚ ..وأﺧﺮى أآﺜﺮ ﺕﺄﻟﻘﺎ ﺕﻨﻘﻞ ﻋﻔﻮﻥﺘﻬﺎ إﻟﻴﻚ. ن اﻟﺠﺮاﺉ ﺪ ﺕﺸ ﺒﻪ داﺉﻤ ﺎ أﺹ ﺤﺎﺑﻬﺎ ،ﺕﺒ ﺪو ﻟ ﻲ ﺝﺮاﺉ ﺪﻥﺎ وآﺄﻥﻬ ﺎ ﺕﺴ ﺘﻴﻘﻆ آ ﻞ ﻳ ﻮم ﻣﺜﻠﻨ ﺎ ،ﺑﻤﻼﻣ ﺢ ﻣﺘﻌﺒ ﻪ وﺑﻮﺝ ﻪ ﻏﻴ ﺮ أﻷ ّ ﺹﺒﺎﺣﻲ ﻏﺴﻠﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ ،وﻥﺰﻟﺖ ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﺸ ﺎرع .هﻜ ﺬا دون أن ﺕﻜﻠ ﻒ ﻥﻔﺴ ﻬﺎ ﻣﺸ ﻘﺔ ﺕﺼ ﻔﻴﻒ ﺷ ﻌﺮهﺎ ،أو وﺽ ﻊ رﺑﻄﺔ ﻋﻨﻖ ﻣﻨﺎﺱﺒﺔ ..أو إﻏﺮاﺉﻨﺎ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ. ﻮﺑﺮ .١٩٨٨
25أآﺘ
ﻋﻨﺎوﻳﻦ آﺒﺮى ..آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﺒﺮ اﻷﺱﻮد .آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺪم .وﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎء. هﻨﺎك ﺝﺮاﺉﺪ ﺕﺒﻴﻌﻚ ﻥﻔﺲ ﺹﻮر اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻷوﻟﻰ ..ﺑﺒﺪﻟﺔ ﺝﺪﻳﺪة آﻞ ﻣﺮة. هﻨﺎﻟﻚ ﺝﺮاﺉﺪ ..ﺕﺒﻴﻌﻚ ﻥﻔﺲ اﻷآﺎذﻳﺐ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أﻗﻞ ذآﺎء آﻞ ﻣﺮّة.... وهﻨﺎﻟﻚ أﺧﺮى ،ﺕﺒﻴﻌﻚ ﺕﺬآﺮة ﻟﻠﻬﺮوب ﻣﻦ اﻟﻮﻃﻦ ..ﻻ ﻏﻴﺮ. وﻣﺎ دام ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻤﻜﻨًﺎ ،ﻓﻸﻏﻠﻖ اﻟﺠﺮﻳﺪة إذن ..وﻷذهﺐ ﻟﻐﺴﻞ ﻳﺪي. ﺁﺧﺮ ﻣﺮة اﺱﺘﻮﻗﻔﺘﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺹﺤﻴﻔﺔ ﺝﺰاﺉﺮﻳﺔ ،آﺎن ذﻟﻚ ﻣﻨﺬ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﺕﻘﺮﻳﺒًﺎ .ﻋﻨﺪﻣﺎ آﻨﺖ أﺕﺼﻔﺢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻤﺼﺎدﻓﺔ، وإذا ﺑﺼﻮرﺕﻚ ﺕﻔﺎﺝﺌﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻥﺼﻒ ﺹﻔﺤﺔ ﺑﺄآﻤﻠﻬﺎ ،ﻣﺮﻓﻘﺔ ﺑﺤﻮار ﺹﺤﺎﻓﻲ ﺑﻤﻨﺎﺱﺒﺔ ﺹﺪور آﺘﺎب ﺝﺪﻳﺪ ﻟﻚ. ﻚ رﻣ ﻮز آﻼﻣ ﻚ .آﻨ ﺖ أﻗ ﺮأك ﻣﺮﺕﺒﻜ ﺎً، ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺕﺴ َﱠﻤَﺮ ﻥﻈﺮي أﻣﺎم ذﻟﻚ اﻹﻃ ﺎر اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﺤﺘﻮﻳ ﻚ .وﻋﺒﺜ ًﺎ رﺣ ﺖ أﻓ ّ ﻣﺘﻠﻌﺜﻤًﺎ ،ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ .وآﺄﻥﻨﻲ أﻥﺎ اﻟﺬي آﻨﺖ أﺕﺤﺪث إﻟﻴﻚ ﻋﻨﻲ ،وﻟﺴﺖ أﻥﺖ اﻟﺘﻲ آﻨ ﺖ ﺕﺘﺤ ﺪﺙﻴﻦ ﻟﻶﺧ ﺮﻳﻦ ،ﻋ ﻦ ﻗﺼ ﺔ رﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﺕﻜﻦ ﻗﺼﺘﻨﺎ. أي ﻣﻮﻋﺪ ﻋﺠﻴﺐ آﺎن ﻣﻮﻋﺪﻥﺎ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم! آﻴﻒ ﻟﻢ أﺕﻮﻗﻊ ﺑﻌ ﺪ ﺕﻠ ﻚ اﻟﺴ ﻨﻮات أن ﺕﺤﺠ ﺰي ﻟ ﻲ ﻣﻮﻋ ﺪًا ﻋﻠ ﻰ ورق ﺑ ﻴﻦ ﺹﻔﺤﺘﻴﻦ ،ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ ﻻ اﻗﺮأهﺎ ﻋﺎد ًة. ٧
أﺕﺎﺑﻊ ﻓﻲ ﻥﻈ ﺮة ﻏﺎﺉﺒ ﺔ ،ﺧﻄﻮاﺕ ﻪ اﻟﻤﺘﺠﻬ ﺔ ﻥﺤ ﻮ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ اﻟﻤﺠ ﺎور .وﻣ ﺎ ﻳﻠﻴﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺧﻄ ﻮات ،ﻟﻤ ﺎرة ﺁﺧ ﺮﻳﻦ ،ﺑﻌﻀ ﻬﺎ آﺴﻠﻰ ،وأﺧﺮى ﻋﺠﻠﻰ ،ﻣﺘﺠﻬﺔ ﺝﻤﻴﻌﻬﺎ ﻥﺤﻮ اﻟﻤﻜﺎن ﻥﻔﺴﻪ. اﻟﻮﻃﻦ آﻠﻪ ذاهﺐ ﻟﻠﺼﻼة. ﺠﺪ أآﻞ اﻟﺘﻔﺎﺣﺔ. واﻟﻤﺬﻳﺎع ﻳﻤ ﱢ وأآﺜﺮ ﻣﻦ ﺝﻬﺎز هﻮاﺉﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﻮح ،ﻳﻘ ﻒ ﻣﻘ ﺎﺑﻼ اﻟﻤ ﺂذن ﻳﺮﺹ ﺪ اﻟﻘﻨ ﻮات اﻷﺝﻨﺒﻴ ﺔ ،اﻟﺘ ﻲ ﺕﻘ ﺪم ﻟ ﻚ آ ﻞ ﻟﻴﻠ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺷﺎﺷﺔ ﺕﻠﻔﺰﻳﻮﻥﻚ ,أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ _ﻋﺼﺮﻳﺔ_ ﻷآﻞ اﻟﺘﻔﺎح! أآﺘﻔﻲ ﺑﺎﺑﺘﻼع رﻳﻘﻲ ﻓﻘﻂ. ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻟﻢ أآﻦ أﺣﺐ اﻟﻔﻮاآﻪ .وﻻ آﺎن أﻣﺮ اﻟﺘﻔﺎح ﻳﻌﻨﻴﻨﻲ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ. آﻨﺖ أﺣﺒﻚ أﻥﺖ .وﻣﺎ ذﻥﺒﻲ إن ﺝﺎءﻥﻲ ﺣﺒﻚ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺧﻄﻴﺌﺔ؟ آﻴﻒ أﻥﺖ ..ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﺝﺎر وﻳﻤﻀﻲ ﻟﻠﺼﻼة. ﻓﻴﺠﻴﺐ ﻟﺴﺎﻥﻲ ﺑﻜﻠﻤﺎت ﻣﻘﺘﻀﺒﺔ ،وﻳﻤﻀﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﺆال ﻋﻨﻚ . آﻴﻒ أﻥﺎ؟ ﺖ؟ أﻥﺎ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺑﻲ ﺱﻴﺪﺕﻲ ..ﻓﻜﻴﻒ أﻥ ِ ﻳﺎ اﻣﺮأة آﺴﺎهﺎ ﺣﻨﻴﻨﻲ ﺝﻨﻮﻥﺎً ،وإذا ﺑﻬﺎ ﺕﺄﺧﺬ ﺕﺪرﻳﺠﻴﺎ ،ﻣﻼﻣﺢ ﻣﺪﻳﻨﺔ وﺕﻀﺎرﻳﺲ وﻃﻦ. وإذا ﺑﻲ أﺱﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻔﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ،وآﺄﻥﻨﻲ أﺱﻜﻦ ﻏﺮف ذاآﺮﺕﻲ اﻟﻤﻐﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺱﻨﻴﻦ. آﻴﻒ ﺣﺎﻟﻚ؟ ﻳﺎ ﺷﺠﺮة ﺕﻮت ﺕﻠﺒﺲ اﻟﺤﺪاد وراﺙﻴًﺎ آﻞ ﻣﻮﺱﻢ. ﻳﺎ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﻴﺔ اﻷﺙﻮاب.... ﻳﺎ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﻴﺔ اﻟﺤﺐ ...واﻷﻓﺮاح واﻷﺣﺰان واﻷﺣﺒﺎب ..أﺝﻴﺒﻲ أﻳﻦ ﺕﻜﻮﻥﻴﻦ اﻵن؟. هﺎ هﻲ ذي ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ... ﺑﺎردة اﻷﻃﺮاف واﻷﻗﺪام .ﻣﺤﻤﻮﻣﺔ اﻟﺸﻔﺎﻩ ،ﻣﺠﻨﻮﻥﺔ اﻷﻃﻮار. هﺎ هﻲ ذي ..آﻢ ﺕﺸﺒﻬﻴﻨﻬﺎ اﻟﻴﻮم أﻳﻀًﺎ ...ﻟﻮ ﺕﺪرﻳﻦ! دﻋﻴﻨﻲ أﻏﻠﻖ اﻟﻨﺎﻓﺬة!. آﺎن ﻣﺎرﺱﻴﻞ ﺑﺎﻥﻴﻮل ﻳﻘﻮل: »ﺕﻌ ﱠﻮد ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻌﺎدﻳﺔ ..أﺷﻴﺎء ﻳﻤﻜﻦ أن ﺕﺤﺪث أﻳﻀًﺎ «. أﻟﻴﺲ اﻟﻤﻮت ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﺎدﻳًﺎ .ﺕﻤﺎﻣًﺎ آﺎﻟﻤﻴﻼد ،واﻟﺤﺐ ،واﻟﺰواج ،واﻟﻤﺮض ،واﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ،واﻟﻐﺮﺑ ﺔ واﻟﺠﻨ ﻮن، وأﺷﻴﺎء أﺧﺮى ؟ ﻓﻤﺎ أﻃﻮل ﻗﺎﺉﻤﺔ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻌﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻥﺘﻮﻗﻌﻬﺎ ﻓﻮق اﻟﻌﺎدة ،ﺣﺘﻰ ﺕﺤﺪث .واﻟﺘﻲ ﻥﻌﺘﻘ ﺪ أﻥﻬ ﺎ ﻻ ﺕﺤ ﺪث ﺱ ﻮى ﻟﻶﺧ ﺮﻳﻦ، وأن اﻟﺤﻴﺎة ﻟﺴﺒﺐ أو ﻵﺧﺮ ﺱﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ آﺜﻴﺮا ﻣﻨﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻥﺠﺪ أﻥﻔﺴﻨﺎ ﻳﻮﻣًﺎ أﻣﺎﻣﻬﺎ.
٦
»أآﺘﺐ إﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﻪ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺕﺸﺒﻬﻚ ،وأﺹﺒﺤﺖ أﺷﺒﻬﻬﺎ .ﻣﺎ زاﻟ ﺖ اﻟﻄﻴ ﻮر ﺕﻌﺒ ﺮ ه ﺬﻩ اﻟﺠﺴ ﻮر ﻋﻠ ﻰ ﻋﺠ ﻞ ،وأﻥ ﺎ أﺹﺒﺤﺖ ﺝﺴﺮا ﺁﺧﺮ ﻣﻌﻠﻘًﺎ هﻨﺎ. ﻻ ﺕﺤﺒﻲ اﻟﺠﺴﻮر ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم.«.. أو ﺷﻴﺌًﺎ ﺁﺧﺮ ﻣﺜﻞ: »أﻣﺎم ﻓﻨﺠﺎن ﻗﻬﻮة ذآﺮﺕﻚ.. آﺎن ﻻ ﺑﺪ أن ﺕﻀﻌﻲ وﻟﻮ ﻣﺮة ﻗﻄﻌﺔ ﺱﻜﺮ ﻓﻲ ﻗﻬﻮﺕﻲ .ﻟﻤﺎذا آﻞ هﺬﻩ اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ..ﻣﻦ أﺝﻞ ﻗﻬﻮة ﻣﺮّة..؟«. آﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن أﻗﻮل أي ﺷﻲء... ﻓﻔﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﻟﻴﺴﺖ اﻟﺮواﻳﺎت ﺱﻮى رﺱﺎﺉﻞ وﺑﻄﺎﻗﺎت ،ﻥﻜﺘﺒﻬﺎ ﺧﺎرج اﻟﻤﻨﺎﺱﺒﺎت اﻟﻤﻌﻠﻨﺔ ..ﻟﻨﻌﻠﻦ ﻥﺸ ﺮﺕﻨﺎ اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺔ ،ﻟﻤ ﻦ ﻳﻬﻤﻬﻢ أﻣﺮﻥﺎ . وﻟﺬا أﺝﻤﻠﻬﺎ ،ﺕﻠﻚ اﻟﺘ ﻲ ﺕﺒ ﺪأ ﺑﺠﻤﻠ ﺔ ﻟ ﻢ ﻳﺘﻮﻗﻌﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻋ ﺎﻳﺶ ﻃﻘﺴ ﻨﺎ وﻃﻘﻮﺱ ﻨﺎ .ورﺑﻤ ﺎ آ ﺎن ﻳﻮﻣ ًﺎ ﺱ ﺒﺒًﺎ ﻓ ﻲ آ ﻞ ﺕﻘﻠﺒﺎﺕﻨ ﺎ اﻟﺠﻮﻳﺔ. ﺕﺘﺰاﺣﻢ اﻟﺠﻤﻞ ﻓﻲ ذهﻨﻲ .آﻞ ﺕﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺕﺘﻮﻗﻌﻴﻬﺎ. وﺕﻤﻄﺮ اﻟﺬاآﺮة ﻓﺠﺄة.. ﻓﺄﺑﺘﻠﻊ ﻗﻬﻮﺕﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ .وأﺷﺮع ﻥﺎﻓﺬﺕﻲ ﻷهﺮب ﻣﻨﻚ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺨﺮﻳﻔﻴﺔ ..إﻟﻰ اﻟﺸﺠﺮ واﻟﺠﺴﻮر واﻟﻤﺎرة. إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﺹﺒﺤﺖ ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى .ﺑﻌﺪﻣﺎ أﺧﺬت ﻟﻲ ﻣﻮﻋﺪا ﻣﻌﻬﺎ ﻟﺴﺒﺐ ﺁﺧﺮ هﺬﻩ اﻟﻤﺮة. هﺎ هﻲ ذي ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ..وهﺎ هﻮ آﻞ ﺷﻲء أﻥﺖ. ﻲ ،ﻣﻦ اﻟﻨﺎﻓﺬة ﻥﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺱﺒﻖ أن دﺧﻠﺖ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻣﻨ ﺬ ﺱ ﻨﻮات .ﻣ ﻊ ﺹ ﻮت اﻟﻤ ﺂذن ﻥﻔﺴ ﻪ ،وﺹ ﻮت وهﺎ أﻥﺖ ﺕﺪﺧﻠﻴﻦ إﻟ ّ اﻟﺒﺎﻋﺔ ،وﺧﻄﻰ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻤﻠﺘﺤﻔﺎت ﺑﺎﻟﺴﻮاد ،واﻷﻏﺎﻥﻲ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﺬﻳﺎع ﻻ ﻳﺘﻌﺐ... »ﻳﺎ اﻟﺘﻔﺎﺣﺔ ..ﻳﺎ اﻟﺘﻔﺎﺣﺔ ...ﺧﺒﺮﻳﻨﻲ وﻋﻼش اﻟﻨﺎس واﻟﻌﺔ ﺑﻴﻚ.« .. ﺕﺴﺘﻮﻗﻔﻨﻲ هﺬﻩ اﻷﻏﻨﻴﺔ ﺑﺴﺬاﺝﺘﻬﺎ. ﺕﻀﻌﻨﻲ وﺝﻬًﺎ ﻟﻮﺝﻪ ﻣﻊ اﻟﻮﻃﻦ .ﺕﺬآﺮﻥﻲ دون ﻣﺠﺎل ﻟﻠﺸﻚ ﺑﺄﻥﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﻪ ﻋﺮﺑﻴﻪ ﻓﺘﺒﺪو اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺘ ﻲ ﻗﻀ ﻴﺘﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺑﺎرﻳﺲ ﺣﻠﻤًﺎ ﺧﺮاﻓﻴًﺎ. ﻲ ﻟﺤ ّﺪ اﻟﺘﻐﻨّﻲ ﺑ ﻪ، هﻞ اﻟﺘﻐﺰل ﺑﺎﻟﻔﻮاآﻪ ﻇﺎهﺮة ﻋﺮﺑﻴﺔ؟ أم وﺣﺪﻩ اﻟﺘﻔﺎح اﻟﺬي ﻣﺎ زال ﻳﺤﻤﻞ ﻥﻜﻬﺔ ﺧﻄﻴﺌﺘﻨﺎ اﻷوﻟﻰ ،ﺷﻬ ّ ﻓﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﻋﺮﺑﻲ. وﻣﺎذا ﻟﻮ آﻨﺖ ﺕﻔﺎﺣﺔ؟ ﻻ ﻟﻢ ﺕﻜﻮﻥﻲ ﺕﻔﺎﺣﺔ. آﻨﺖ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ أﻏﺮﺕﻨﻲ ﺑﺄآﻞ اﻟﺘﻔﺎح ﻻ أآﺜﺮ .آﻨﺖ ﺕﻤﺎرﺱﻴﻦ ﻣﻌ ﻲ ﻓﻄﺮﻳ ًﺎ ﻟﻌﺒ ﺔ ﺣ ﻮاء .وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﺑﺈﻣﻜ ﺎﻥﻲ أن أﺕﻨﻜ ﺮ ﻷآﺜﺮ ﻣﻦ رﺝﻞ ﻳﺴﻜﻨﻨﻲ ،ﻷآﻮن ﻣﻌﻚ أﻥﺖ ﺑﺎﻟﺬات ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻗﺔ ﺁدم! أهﻼ ﺱﻲ ﺧﺎﻟﺪ..واش راك اﻟﻴﻮم ..؟ﻲ اﻟﺠﺎر ،ﺕﺴﻠّﻘﺖ ﻥﻈﺮاﺕﻪ ﻃﻮاﺑﻖ ﺣﺰﻥﻲ .وﻓﺎﺝﺄ ُﻩ وﻗﻮﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎﺣﻲ ،ﺧﻠﻒ ﺷﺮﻓﺔ ﻟﻠﺬهﻮل. ﻳﺴﻠّﻢ ﻋﻠ ّ ٥
ﺕﺮآﺖ اﻟﺴﻜﺮ ﺝﺎﻥﺒًﺎ ،وارﺕﺸﻔﺖ ﻗﻬﻮﺕﻲ ُﻣ ّﺮﻩ آﻤﺎ ﻋﻮدﻥﻲ ﺣﺒﻚ. ﻓﻜﺮت ﻓ ﻲ ﻏﺮاﺑ ﻪ ه ﺬا اﻟﻄﻌ ﻢ اﻟﻌ ﺬب ﻟﻠﻘﻬ ﻮة اﻟﻤ ﺮّة .وﻟﺤﻈﺘﻬ ﺎ ﻓﻘ ﻂ ،ﺷ ﻌﺮت أﻥﻨ ﻲ ﻗ ﺎدر ﻋﻠ ﻰ اﻟﻜﺘﺎﺑ ﺔ ﻋﻨ ﻚ ﻓﺄﺷ ﻌﻠﺖ ﺱ ﻴﺠﺎرة ﻋﺼ ﺒﻴّﺔ ،ورﺣ ﺖ أﻃ ﺎرد دﺧ ﺎن اﻟﻜﻠﻤ ﺎت اﻟﺘ ﻲ أﺣﺮﻗﺘﻨ ﻲ ﻣﻨ ﺬ ﺱ ﻨﻮات ،دون أن أﻃﻔ ﺊ ﺣﺮاﺉﻘﻬ ﺎ ﻣ ﺮة ﻓ ﻮق ﺹﻔﺤﻪ. هﻞ اﻟﻮرق ﻣﻄﻔﺄة ﻟﻠﺬاآﺮة؟ ﻥﺘﺮك ﻓﻮﻗﻪ آﻞ ﻣﺮة رﻣﺎد ﺱﻴﺠﺎرة اﻟﺤﻨﻴﻦ اﻷﺧﻴﺮة ،وﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﺨﻴﺒﺔ اﻷﺧﻴﺮة. . ﻣﻦ ﻣﻨّﺎ ﻳﻄﻔﺊ أو ﻳﺸﻌﻞ اﻵﺧﺮ ؟ ﻻ أدري ...ﻓﻘﺒﻠﻚ ﻟﻢ اآﺘﺐ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺬآﺮ ...ﻣﻌﻚ ﻓﻘﻂ ﺱﺄﺑﺪأ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ. وﻻ ﺑﺪ أن أﻋﺜﺮ أﺧﻴﺮًا ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺱﺄﻥﻜﺘﺐ ﺑﻬﺎ ،ﻓﻤﻦ ﺣﻘﻲ أن أﺧﺘ ﺎر اﻟﻴ ﻮم آﻴ ﻒ أﻥﻜﺘ ﺐ .أﻥ ﺎ اﻟ ﺬي أﺧﺘ ﺮ ﺕﻠ ﻚ اﻟﻘﺼﺔ. ﻗﺼﻪ آﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن ﻻ ﺕﻜﻮن ﻗﺼﺘﻲ ،ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻀﻌﻚ اﻟﻘﺪر آﻞ ﻣﺮﻩ ﻣﺼﺎدﻓﻪ ،ﻋﻨﺪ ﻣﻨﻌﻄﻔﺎت ﻓﺼﻮﻟﻬﺎ. ﻣﻦ أﻳﻦ ﺝﺎء هﺬا اﻻرﺕﺒﺎك؟ وآﻴﻒ ﺕﻄﺎﺑﻘﺖ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻷوراق اﻟﺒﻴﻀﺎء اﻟﻤﺴﺘﻄﻴﻠﺔ ،ﺑﺘﻠ ﻚ اﻟﻤﺴ ﺎﺣﺔ اﻟﺸﺎﺱ ﻌﺔ اﻟﺒﻴ ﺎض ﻟﻠﻮﺣ ﺎت ﻟ ﻢ ﺕﺮﺱ ﻢ ﺑﻌ ﺪ ..وﻣ ﺎ زاﻟﺖ ﻣﺴﻨﺪﻩ ﺝﺪار ﻣﺮﺱﻢ آﺎن ﻣﺮﺱﻤﻲ ؟ وآﻴ ﻒ ﻏ ﺎدرﺕﻨﻲ اﻟﺤ ﺮوف آﻤ ﺎ ﻏ ﺎدرﺕﻨﻲ ﻗﺒﻠﻬ ﺎ اﻷﻟ ﻮان .وﺕﺤ ﻮل اﻟﻌ ﺎﻟﻢ إﻟ ﻰ ﺝﻬ ﺎز ﺕﻠﻔﺰﻳ ﻮن ﻋﺘﻴ ﻖ ،ﻳﺒ ﺚ اﻟﺼ ﻮر ﺑﺎﻷﺱﻮد واﻷﺑﻴﺾ ﻓﻘﻂ ؟ وﻳﻌﺮض ﺷﺮﻳﻄًﺎ ﻗﺪﻳﻤًﺎ ﻟﻠﺬاآﺮة ،آﻤﺎ ُﺕﻌﺮض أﻓﻼم اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟﺼﺎﻣﺘﺔ. آﻨﺖ أﺣﺴﺪهﻢ داﺉﻤًﺎ ،أوﻟﺌﻚ اﻟﺮﺱﺎﻣﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ آﺎﻥﻮا ﻳﻨﺘﻘﻠﻮن ﺑﻴﻦ اﻟﺮﺱﻢ واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ دون ﺝﻬﺪ ،وآ ﺄﻥﻬﻢ ﻳﻨﺘﻘﻠ ﻮن ﻣ ﻦ ﻏﺮﻓ ﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى داﺧﻠﻬﻢ .آﺄﻥﻬﻢ ﻳﻨﺘﻘﻠﻮن ﺑﻴﻦ اﻣﺮأﺕﻴﻦ دون آﻠﻔﺔ.. ﻼ ﻻﻣﺮأة واﺣﺪة! آﺎن ﻻ ﺑﺪ أﻻ أآﻮن رﺝ ً هﺎ هﻮ ذا اﻟﻘﻠﻢ إذن ..اﻷآﺜﺮ ﺑﻮﺣًﺎ واﻷآﺜﺮ ﺝﺮﺣﺎ ً. هﺎ هﻮ ذا اﻟ ﺬي ﻻ ﻳ ﺘﻘﻦ اﻟﻤﺮاوﻏ ﺔ ،وﻻ ﻳﻌ ﺮف آﻴ ﻒ ﺕﻮﺽ ﻊ اﻟﻈ ﻼل ﻋﻠ ﻰ اﻷﺷ ﻴﺎء .وﻻ آﻴ ﻒ ﺕ ﺮش اﻷﻟ ﻮان ﻋﻠ ﻰ اﻟﺠﺮح اﻟﻤﻌﺮوض ﻟﻠﻔﺮﺣﺔ. ﻞ ﻳ ﺪي، وه ﺎ ه ﻲ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺣﺮﻣ ﺖ ﻣﻨﻬ ﺎ ،ﻋﺎرﻳ ﺔ آﻤ ﺎ أردﺕﻬ ﺎ ،ﻣﻮﺝﻌ ﻪ آﻤ ﺎ أردﺕﻬ ﺎَ ،ﻓِﻠ َﻢ رﻋﺸ ﺔ اﻟﺨ ﻮف ﺕﺸ ّ وﺕﻤﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ؟ ﺕﺮاﻥﻲ أﻋﻲ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻓﻘﻂ ،أﻥﻨﻲ اﺱﺘﺒﺪﻟﺖ ﺑﻔﺮﺷﺎﺕﻲ ﺱﻜﻴﻨًﺎ .وأن اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ إﻟﻴﻚ ﻗﺎﺕﻠﺔ ..آﺤﺒﻚ. ارﺕﺸﻔﺖ ﻗﻬﻮﺕﻚ اﻟﻤﺮة ،ﺑﻤﺘﻌﻪ ﻣﺸﺒﻮهﺔ هﺬﻩ اﻟﻤﺮّة .ﺷﻌﺮت أﻥﻨﻲ ﻋﻠﻰ وﺷﻚ أن أﻋﺜﺮ ﻋﻠ ﻰ ﺝﻤﻠ ﻪ أوﻟ ﻰ ،أﺑ ﺪأ ﺑﻬ ﺎ ه ﺬا اﻟﻜﺘﺎب. ﺝﻤﻠﻪ ﻗﺪ ﺕﻜﻮن ﻓﻲ ﺕﻠﻘﺎﺉﻴﺔ آﻠﻤﺎت رﺱﺎﻟﺔ. ﻼ: آﺄن أﻗﻮل ﻣﺜ ً ٤
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻣﺎ زﻟﺖ أذآﺮ ﻗﻮﻟﻚ ذات ﻳﻮم: »اﻟﺤﺐ هﻮ ﻣﺎ ﺣﺪث ﺑﻴﻨﻨﺎ .واﻷدب هﻮ آﻞ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث« . ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻟﻴﻮم ،ﺑﻌﺪ ﻣﺎ اﻥﺘﻬﻰ آﻞ ﺷﻲء أن أﻗﻮل: هﻨﻴﺌﺎ ﻟﻸدب ﻋﻠﻰ ﻓﺠﻴﻌﺘﻨﺎ إذن ﻓﻤﺎ أآﺒﺮ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث .إﻥﻬﺎ ﺕﺼﻠﺢ اﻟﻴﻮم ﻷآﺜﺮ ﻣﻦ آﺘﺎب. وهﻨﻴﺌﺎ ﻟﻠﺤﺐ أﻳﻀﺎ... ﻓﻤﺎ أﺝﻤﻞ اﻟﺬي ﺣﺪث ﺑﻴﻨﻨﺎ ...ﻣﺎ أﺝﻤﻞ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ...ﻣﺎ أﺝﻤﻞ اﻟﺬي ﻟﻦ ﻳﺤﺪث. ﻗﺒﻞ اﻟﻴﻮم ،آﻨﺖ اﻋﺘﻘﺪ أﻥﻨﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻥﻜﺘﺐ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺕﻨﺎ إﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻥﺸﻔﻰ ﻣﻨﻬﺎ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻥﻠﻤﺲ ﺝﺮاﺣﻨﺎ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﻘﻠﻢ ،دون أن ﻥﺘﺄﻟﻢ ﻣﺮة أﺧﺮى. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻥﻘﺪر ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺮ ﺧﻠﻔﻨﺎ دون ﺣﻨﻴﻦ ،دون ﺝﻨﻮن ،ودون ﺣﻘﺪ أﻳﻀًﺎ. أﻳﻤﻜﻦ هﺬا ﺣﻘًﺎ ؟ ﻥﺤﻦ ﻻ ﻥﺸﻔﻰ ﻣﻦ ذاآﺮﺕﻨﺎ. وﻟﻬﺬا ﻥﺤﻦ ﻥﻜﺘﺐ ،وﻟﻬﺬا ﻥﺤﻦ ﻥﺮﺱﻢ ،وﻟﻬﺬا ﻳﻤﻮت ﺑﻌﻀﻨﺎ أﻳﻀًﺎ. أﺕﺮﻳﺪ ﻗﻬﻮة ؟ﻳﺄﺕﻲ ﺹﻮت ﻋﺘﻴﻘﺔ ﻏﺎﺉﺒًﺎ ،وآﺄﻥﻪ ﻳﻄﺮح اﻟﺴﺆال ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ ﻏﻴﺮي. ﻣﻌﺘﺬرًا دون اﻋﺘﺬار ،ﻋﻠﻰ وﺝﻪ ﻟﻠﺤﺰن ﻟﻢ أﺧﻠﻌﻪ ﻣﻨﺬ أﻳﺎم. ﻳﺨﺬﻟﻨﻲ ﺹﻮﺕﻲ ﻓﺠﺄة... أﺝﻴﺐ ﺑﺈﺷﺎرة ﻣﻦ رأﺱﻲ ﻓﻘﻂ. ش ﻟﻤ ﺎء اﻟﺰه ﺮ، ﻓﺘﻨﺴﺤﺐ ﻟﺘﻌﻮد ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺎت ،ﺑﺼﻴﻨﻴﺔ ﻗﻬﻮة ﻥﺤﺎﺱﻴﻪ آﺒﻴ ﺮة ﻋﻠﻴﻬ ﺎ إﺑﺮﻳ ﻖ ،وﻓﻨ ﺎﺝﻴﻦ ،وﺱ ﻜﺮﻳﻪ ،وﻣ ﺮ ّ وﺹﺤﻦ ﻟﻠﺤﻠﻮﻳﺎت. ﻓﻲ ﻣﺪن أﺧﺮى ﺕﻘﺪم اﻟﻘﻬﻮة ﺝﺎهﺰة ﻓﻲ ﻓﻨﺠﺎن ،وﺽﻌﺖ ﺝﻮارﻩ ﻣﺴﺒﻘًﺎ ﻣﻌﻠﻘﻪ وﻗﻄﻌﺔ ﺱﻜﺮ. وﻟﻜﻦ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻣﺪﻳﻨﻪ ﺕﻜﺮﻩ اﻹﻳﺠﺎز ﻓﻲ آﻞ ﺷﻲء. إﻥﻬﺎ ﺕﻔﺮد ﻣﺎ ﻋﻨﺪهﺎ داﺉﻤًﺎ .ﺕﻤﺎﻣًﺎ آﻤﺎ ﺕﻠﺒﺲ آﻞ ﻣﺎ ﺕﻤﻠﻚ .وﺕﻘﻮل آﻞ ﻣﺎ ﺕﻌﺮف. وﻟﻬﺬا آﺎن ﺣﺘﻰ اﻟﺤﺰن وﻟﻴﻤﻪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ. أﺝﻤﻊ اﻷوراق اﻟﻤﺒﻌﺜﺮة أﻣﺎﻣﻲ ،ﻷﺕﺮك ﻣﻜﺎﻥًﺎ ﻟﻔﻨﺠﺎن اﻟﻘﻬﻮة وآﺄﻥﻨﻲ أﻓﺴﺢ ﻣﻜﺎﻥًﺎ ﻟﻚ.. ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺴﻮدات ﻗﺪﻳﻤﺔ ،وأﺧﺮى أوراق ﺑﻴﻀﺎء ﺕﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﺬ أﻳﺎم ﺑﻌﺾ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻓﻘﻂ ...آﻲ ﺕﺪب ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﻴﺎة ،وﺕﺘﺤﻮل ﻣﻦ ورق إﻟﻰ أﻳﺎم. آﻠﻤﺎت ﻓﻘﻂ ،أﺝﺘﺎز ﺑﻬﺎ اﻟﺼﻤﺖ إﻟﻰ اﻟﻜﻼم ،واﻟﺬاآﺮة إﻟﻰ اﻟﻨﺴﻴﺎن ،وﻟﻜﻦ.. ٣
إهــــــــــــﺪاء... إﻟﻰ ﻣﺎﻟﻚ ﺣﺪاد.. اﺑﻦ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ اﻟﺬي أﻗﺴﻢ ﺑﻌﺪ اﺳﺘﻘﻼل اﻟﺠﺰاﺋﺮ أ ﱠﻻ ﻳﻜﺘﺐ ﺑﻠﻐﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻐﺘﻪ.. ﻓﺎﻏﺘﺎﻟﺘﻪ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء ..وﻣﺎت ﻣﺘﺄﺛﺮا ﺑﺴﻠﻄﺎن ﺻﻤﺘﻪ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺷﻬﻴﺪ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وأول آﺎﺗ ﺐ ﻗﺮر أن ﻳﻤﻮت ﺻﻤﺘ ًﺎ وﻗﻬﺮًا وﻋﺸﻘ ًﺎ ﻟﻬﺎ. وإﻟﻰ أﺑﻲ... ﻋﺴﺎﻩ ﻳﺠﺪ »هﻨﺎك« ﻣﻦ ﻳﺘﻘﻦ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﻴﻘﺮأ ﻟﻪ أﺧﻴﺮًا هﺬا اﻟﻜﺘﺎب ...آﺘﺎﺑﻪ.
أﺣـــــﻼم
٢
ذاآــﺮة اﻟﺠﺴـﺪ أﺣﻼم ﻣﺴﺘﻐﺎﻧﻤﻲ