-ﻛﻴﻒ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻹﻣﺎﻡ:
-ﺍ ﻳﺆﺗﻲ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ.
ﻭ�ﺪﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺍﺭﺗﻌﺪﺕ ﳍﺎ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺛﻢ ﻛﺎﻥ ﺍ�ﻔﺠﺎﺭ ،ﺗﺒﻌﻪ ﺻﻮﺕ ﻛﺎﻟﺮﻋﺪ ،ﻭﺍ�ﺘﺸﺮﺕ ﰲ ﺟﻮﻑ ﺍﻟﻘﺒﻮ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺣﺎﺭ ﻣﻊ ﺍﻷ�ﻔﺎﺱ ﺍﳌﻀﻄﺮﺑﺔ: ﻭﲤﺰٍﻕ ﻭﺯﳎﺮﺓ ﻭﺩﺍﺭ ﳘﺲ ﻭﻛﺴﺮ ٍ ٍ ﺩﻕ
-ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﺑﻌﺎﻡٍ ﻛﺎﻣﻞ ،ﻟﻮ ﺍﳖﺰﻡ ﺍﳊﻖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻟﻦ �ﺮﺣﻞ ﻋﻦ ﺍﳊﺎﺭﺓ .ﻟﻮﻻ ﺣﻜﻤﺔ ﺭﺑﻨﺎ ﻣﺎ ﺃﻗﺪﻡ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ.
ﻭﻓﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﳊﺼﻦ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺎﻗﺘﺤﻢ ﺻﺮﻳﺮﻩ ﺳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ .ﻭﺃﻣﺮ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺑﺈﺷﻌﺎﻝ ﻓﻮﺍ�ﻴﺲ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺳﺎﺩ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻓﺠﺄﺓ ُ ﻓﺎﺷﺘﻌﻠﺖ ﻭﺗﺮﺍﺀﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺿﻮﺍﺋﻬﺎ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﺸﺎﺣﺒﺔ ﻭﻻﺡ ﺍﳉﻨﺪﻱ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻬﺘﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲜﻨﻮﻥٍ: -ﺍ ﺍ.
ﺑﻄﺎﺑﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺒﺎﺡ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﳌﺸﻴﺔ ﻳﺴﲑﻭﻥ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺭﺑﻌﺔُ ،ﺫﻫﻞ ٍ ﻣﺸﻴﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﺄﻭﺳﻌﻮﺍ ﻟﻪ ﻭﺇﺫﺍ ٍ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﳓﻮ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﻳﺴﲑ ﰲ
ﳏﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻫﻢ ﻳﺮﻭﻥ ﺍﻟﻄﺎﺑﻮﺭ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻐﻞ ﺳﻄﺢ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻮ ﺣﺘﻰ ﳐﺮﺝ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ .ﻭﺗﻮﻗﻒ ﺍﳉﻨﺪﻱ ﻓﻮﻗﻮﺍ ﻭﻫﻢ ﻳﺘﺤﺮﻛﻮﻥ ّ ﺳﺮ .ﻇﻠﻮﺍ ﻳﺘﺤﺮﻛﻮﻥ ﻫﻜﺬﺍ ﺣﺘﻰ ﱂ ﳚﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻜﺎ ً�ﺎ ﺇﻻ ﻟﺼﻖ ﺍﳉﺪﺭﺍﻥ. ِ
ﻭﺩﻫﺸﺔ ﻭﻗﺸﻌﺮﻳﺮﺓ ﺧﻮﻑٍ .ﻭﺳﺄﻝ ﺭﺟﻞٌ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ: ٌ ﻭﺃﻻﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﻭﺃﻓﺎﻗﻮﺍ ﻣﻦ ﺳﻜﺮﲥﺎ ،ﻭﺣﻞّ ﳏﻞ ﺫﻟﻚ ﺗﺴﺎﺅﻝٌ -ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﻳﺎ ﺃﻋﻤﻰ.. !.؟
ﻭﺃﺻﺮﺕ ﺍﻷﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﻃﻼﻕ ﲢﺬﻳﺮﺍﲥﺎ ﺣﺘﻰ ﺭﻣﻴﺖ ﺑﺎﳉﻨﻮﻥ .ﻭﱂ ﻳﻌﺪ ﻳﺴﻤﻊ ﰲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺇﻻ ﻭﻗﻊ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ !!
34
ﻓﺪﻋﺖ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺼﱪ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺘﺸﻜﻴﺔً ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ:
-ﻭﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﰲ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺜﻞ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺸﻼﻕ ﻭﺃﺳﻮﺃ ،ﺃﱂ ﺗﺴﻤﻊ ﲟﺎ ﺣﺼﻞ؟
ﺑﻠﻰ ﻗﺪ ﲰﻊ ﻛﻠﻤﺎﺕٍ ﻣﺘﻨﺎﺛﺮﺓ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ،ﻓﻮﺍﺻﻠﺖ ﺃﻣﻪ ﻗﺎﺋﻠﺔً: -ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﻨﻘﺼﻨﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﻔﺎﺭﻳﺖ ،ﺃﱂ ﻳﻜﻦ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ؟
ﺣﺮﻙ ﺍﻟﺸﺮ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﺳﺎﻛﲏ ﺍﳊﺼﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﺎﺑﻪ ﺍﳌﻐﻠﻖ ﲢﺖ ﺍﻟﻘﺒﻮ ﺭﻫﻴﺐ ﲤﺮ ﲟﺤﻨٍﺔ . ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﺩﺭﻙ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺃﻥ ﺍﳊﺎﺭﺓ
ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍ�ﻔﺮﺩﻭﺍ ﺑﻪ ﻟﻴﻼ ،ﻭﻣﻠﺆﻭﻩ ﺭﻋﺒﺎً ﻓﺴﻘﻂ ﻣﻨﻬﻢ ﺟﺮﺣﻰ ﻭﻫﻢ ﻳﻔﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﳍﻮﻝ .ﺍﺳﺘﻤﻊ ﺍﳉﻨﺪﻱ ﺇﱃ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ
ﻭﻋﺎﻳﻦ ﺍﳉﺮﺍﺡ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﺭ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﺎﻣﺘﻌﺎﺽٍ ﺷﺪﻳﺪٍ.
-ﻣﺎ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﺗﻌﺒﺚ ﺍﻟﻌﻔﺎﺭﻳﺖ ﲝﺎﺭﺓٍ ﻣﺆﻣﻨٍﺔ.
ﻓﺄﻳﺪﻩ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺴﺎﻣﻌﲔ ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻮﺕ: ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺑﻄﻞ. ٍ -ﳓﻦ ﰲ
ﻓﻬﺰ ﺍﳊﻤﺎﺱ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﻗﺎﻝ: -ﺃ�ﺎ ﳍﺎ !!
ٍ ﻭﻫﺘﺎﻑ ،ﻭﲢﻤﺲ ﻛﻞ ﻓﺜﺎﺭﺕ ﺿﺠﺔٌ ﺷﺨﺺ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺃﻣﻪ ﻓﺄﺳﻜﺮﻩ ﺍﳊﻤﺎﺱ ﻭﺻﺎﺡ ﻣﺘﺤﺪﻳﺎً: -ﺃ�ﺎ ﳍﺎ!!
ﻭﺍ�ﺘﻈﺮﻭﺍ ﺍﳌﻐﻴﺐ ﻭﻗﺪ ﺗﻌﻠّﻘﺖ ﺑﻪ ﺍﻵﻣﺎﻝ ،ﻭﺍ�ﺰﻭﺕ ﺃﻣﻪ ﺗﺒﻜﻲ ،ﻭﻫﺒﻂ ﺍﳌﺴﺎﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ ﻫﺎﻟﺔٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﺎﻭﻳﻞ ﻭﺍﻷﺧﻴﻠﺔ ﻳﺸﻖ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﰲ ﺯﲪﺔ ﺍﳋﻠﻖ ﻓﻌﻠﺖ ﺍﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻮ ﳑﺴﻜﺎ ﺑﻌﺼﺎ ﺃﻫﺪﺍﻫﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺘﻮﺓ ﻣﺘﻘﺎﻋﺪ . ً ﺍﳋﺎﺭﻗﺔ.ﻭﻭﻗﻒ ﺍﳉﻨﺪﻱ
ﻭﺍﺣﺪ ﺻﺎﺣﻮﺍ: ٍ ﺻﻮﺕ ﻗﻮﻱ ٍ ﺣﺘﻰ ﻏﻄّﺖ ﻋﻠﻰ ﲢﺬﻳﺮﺍﺕ ﺃﻣﻪ ﺍﻟﺒﺎﻛﻴﺔ .ﻭ ﰲ -ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ ،ﺑﺴﻢ ﺍ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ.
ﺭﺍﺟﻔﺔ ﻭﺩﻓﻨﻮﺍ ﺍﳍﻤﺴﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﻭﻣﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ ٍ ﻇﺎﻫﺮ ﻣﺮﻕ ﺍﳉﻨﺪﻱ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﳊﺼﻦ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ .ﻭﺃ�ﺼﺘﻮﺍ ﺑﻘﻠﻮﺏٍ ٍ ﻭﰲ ٍ ﺛﺒﺎﺕ ﳓﻮ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻭ ﺳﺄﻟﻪ:
33
ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﳊﺼﻦ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﺑﻌﺪ ﻓﱰﺓ ﻏﻴﺎﺏٍ ﻏﲑ ﻗﺼﲑﺓٍ ﻭﳘﺴﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ »ﺫﻫﺐ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﲜﻠﺒﺎﺑﻪ ،ﻭﻫﺎ ﻫﻮ ﻳﻌﻮﺩ ﺑﺎﻟﺒﺪﻟﺔ ٍ ﻋﺎﺩ ﺇﱃ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﰲ ﺃﻭﻝ
ﺍﻟﻜﺎﻛﻲ ،ﻣﺎ ﺃﲨﻠﻪ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﻟﺔ ﺍﻟﻜﺎﻛﻲ« .ﻭﺣﺬﺍﺅﻩ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﱂ ﳜﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪٍ ﻭﻻ ﻃﺮﺑﻮﺷﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ .ﺃﺟﻞ ﳓِﻒ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻮﺩﻩ ﻏﻤﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﴰﺲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ .ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺠﻮﺯٌ ﺳﺒﻖ ﲡﻨﻴﺪﻩ: ٍ ﻭﺻﻠﺐ .ﺍﻛﺘﺴﺖ ﺑﺸﺮﺗﻪ ﺑﺴﻤﺮﺓٍ ﺍﺷﺘﺪ ُ -ﺃﻣﺎﻣﻪ ﲬﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕٍ ﺳﺨﺮﺓ ﻛﺴﺎﺋﺮ ﺍﳉﻨﻮﺩ ﺍﳌﺴﺎﻛﲔ.
ﺿﺮﺍﻋﺔ: ٍ ﻳﻮﻡ ﺩﻋﻲ ﻟﻠﺘﺠﻨﻴﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺍﳊﺰﻳﻨﺔ .ﻫﺮﻋﺖ ﺃﻣﻪ ﺇﱃ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﰲ -ﳓﻦ ﰲ ﻋﺮﺿﻚ.
ﻓﻘﺎﻝ ﳍﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ:
-ﻗﻮﺍ�ﲔ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻻ ُﺗﺠﺪﻱ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ.
ﻋﺎﻫﺔ ﺗﻌﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻜﺸﻒ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ً ﻣﺸﻬﻮﺩ ﻟﻪ ﺑﺎﳌﻬﺎﺭﺓ ﻓﻴﻀﻤﻦ ﻟﻪ ٍ ﻭﺃﻭﺻﺎﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﺑﻪ ﺇﱃ ٍ ﺭﺟﻞ
ﻭﻗﺎﻝ ﻷﻣﻪ:
ٍ ﺃ�ﻪ ﻳﻔﻀّﻞ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﳉﻴﺶ ﲬﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕٍ ﻋﻦﻋﺎﻫﺔ ﺗﻠﺘﺼﻖ ﺑﻪ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﳊﻴﺎﺓ.
ﻫﻜﺬﺍ ﻗُﺒﻞ ﺟﻨﺪﻳﺎً ﺑﻼ ﺯﻏﺎﺭﻳﺪ.
ﺎﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺣﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﻡ ،ﻭﺗﻜﺄﻛﺄﺕ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﲔ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﺍﺣﺘﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻗﻄّ ً ﻭﻳﻮﻡ ﺍﶈﻤﻞ ﺍﺣﺘﻔﻠﺖ ﺑﻪ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﻛﻠﻬﺎّ .
ﻭﺍﳉﺎﻣﻊ .ﻭﺧﻔﺘﺖ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﺎﻷﻓﺮﺍﺡ.
ﺑﺸﻲﺀ ﻭﻟﻮ ﺑﺎﻋﺖ ٍ ﺗﻀﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﺣﺔ .ﻭﻋﺰﻣﺖ ﺃﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻻ ٍ ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺇﱃ ﺣﺎﺭﺗﻪ ﰲ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﻟﻴﺴﺘﻤﺘﻊ ﺁﺧﺮ ﺃﺳﻮﺭﺓٍ ﰲ ﻣﻌﺼﻤﻬﺎ .ﻭﻗﺎﻝ ﻷﻣﻪ ﻭﻫﻮ ﳜﻠﻊ ﻣﻼﺑﺴﻪ. -ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺸﻼﻕ ﻓﻮﻕ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ.
32
ﻭﺗﻨﻬﺪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﺼﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﺬﺍﻫﻞ:
-ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﻨﻮﺍ�ﻲ ﻻ ﺗﻜﺬﺏ..
31
ﺍﳌﻌﺎﺷﺮﺓ ﺷﻌﺮ ﺑﻘﻮﲥﺎ ﻭﺻﻼﺑﺘﻬﺎ ﻭﺑﺄ�ﻪ ﻳﻀﻌﻒ ﺃﻣﺎﻡ �ﻈﺮﲥﺎ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ .ﻭﺍﳊﻖ ﺃ�ﻪ ﺗﻮﻗﻊ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﻗﻨﻊ �ﻔﺴﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ
ﺣﻴﺎﺓ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺫﺍﺕ ﺳﺮﺍﺩﻳﺐ ﻓﻠﻴﻨﺘﻈﺮ ،ﺃﻣﺎ ﺳﻬﻼ ﳚﻮﺩ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﺇﳖﺎ ً ﺇﺣﺴﺎﺳﺎ ﻫﺒﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩﺓ ﻟﻴﺴﺖ ً
ﻭﲢﻴﺮ ﻋﺒﺪﻳﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺣﻠﻴﻤﺔ ﻓﻠﻢ ﺗﻨﺘﻈﺮ ،ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺿﺎﻗﺖ ﲝﻴﺎﲥﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ،ﻭﱂ ﺗﻌﺪ ﺗُﺨﻔﻲ ﺿﺠﺮﻫﺎ ،ﻭﻻ ﲤﺮﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺠﻨﻬﺎ ،
ﻭﺟﺮﺃﺓ: ٍ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻏﲑ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔٍ ﰲ ﺩ�ﻴﺎ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔٍ ٍ -ﺩﻋﲏ ﺃﻋﻤﻞ ﻓﻘﺪ ﺧﻠﻘﺖ ﻟﺬﻟﻚ.
ﻭﺫﻫﻞ ﻋﺒﺪﻳﻦ ،ﻭﺃﺧﺮﺳﻪ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ﻓﺎﺳﺘﻄﺮﺩﺕ:
-ﻻ ﻳﻬﻤﻚ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻣﺘﻰ ﺳﻜﺘﻮﺍ ﻋﻨﺎ؟
ﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻨﻬﺎ ،ﺃﱂ ﻳﻘﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ٍ ﻭﻛﺎ�ﺖ ﺗﺼﺮ ﻭﺗﺼﻤﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻨﻔﻌﻞ ﻭﻳﱰﺍﺟﻊ ،ﻭﱂ ﺗﻜﻦ ﲥﻤﻪ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕٍ ﺍﻟﺸﻨﻮﺍ�ﻲ ﻛﻠﻤﺘﻪ؟
ﻭﺷﻬﺪﺕ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺣﻠﻴﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﰲ ﺩﻛﺎ�ﻪ ﻭﺭﺟﻊ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﲔ ﺯﺑﺎﺋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ،ﻭﺭﺟﻊ ﲪﻮﺩﺓ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﲔ ﺍﻟﻐﻤﺰ ﻭﺍﻟﻠﻤﺰ ،ﻭﻛﺜُﺮ ﺍﻟﻠﻐﻂ ﻭﺍﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﺳﺄﻟﻪ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱯ: -ﺃﺗﻌﺠﺒﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ؟
ﻭﻟﻜﻦ ﻋﺒﺪﻳﻦ ﺑﺪﺍ ﺻﺎﻣﺪﺍً ﻣﺆﻣﻨﺎً ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: -ﺍﻟﺼﱪ ﻃﻴﺐ ﻭﺍﻟﻨﺼﺮ ﻗﺮﻳﺐ.
ﺭﺳﻮﻻ ﻳﻌﺘﺬﺭ ً ﺣﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﺍﳌﻮﺩﻋﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻛﺎﻥ ﻭﺍﺧﺘﻔﺖ ،ﻭﺑﻌﺜﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺣﻠﻴﻤﺔ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﻓﺠﺄﺓ ،ﺍﺳﺘﻮﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﱪﺗﻪ ّ
ﻣﻘﺒﻼ ﺗﻌﺎ�ﻘﺎ ﲝﺮﺍﺭﺓ، ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻳﻦ ،ﻭﻗﻮﺽ ﺍﻟﺰﻟﺰﺍﻝ ﺻﱪﻩ ﻓﺒﻜﻰ ،ﻭﳌﺎ ﺭﺃﻯ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱯ ٍ ﻛﺐ ﻛﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻄﻼﻕ ،
ﻭﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻨﺎﻕ ﺍﺳﱰﺩ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﻀﺎﺋﻌﺔ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺼﺪﻳﻘﻪ: -ﺳﺄﻃﻠﻘﻬﺎ ﰲ ﺍﳊﺎﻝ.
ﺻﻤﺖ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ٍ ﻓﻠﻢ ﳜﻒِ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻓﺮﺣﻪ ،ﻭ�ﻈﺮ ﻋﺒﺪﻳﻦ ﺇﻟﻴﻪ ﻃﻮﻳﻼ ﰲ ﻓﱰﺓ ﺳﺘﺠﺮﺏ ﺣﻈﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺘﻌﻮﺩ ﺗﺎﺋﺒﺔ! -ﺇﳖﺎ
30
ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ؟ ﻭﻛﺎﻥ ﺳﺮﺣﺎﻥ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﳊﺎﺭﺓ ،ﻭﺗﻼﻩ ﻏﻼﻡ ﻳﺴﻮﻕ ﺍﻟﻄﻮﻕ ﻭﻳﻐﻨﻰ »ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺣﺎﺭﺗﻨﺎ ﺣﺴﻦ
ﺑﺼﻮﺕ ﻳﻨﺎﺩﻱ» :ﻋﺎﻝ ﺍﳉﻮﺍﻓﺔ« ٍ ﺳﻠﻤﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﺃﻣﺮﻱ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ« ،ﻭﺇﺫﺍ ﺳﺮﻩّ » : ﻭﺍﺷﺘﺪ ﻗﻠﻖ ﻋﺒﺪﻳﻦ ﻓﻘﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﻘﻬﻮﺟﻰ«،
ﻭﻇﻬﺮﺕ ﻋﺮﺑﺔ ﻳﺪٍ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻫﺮﻡ ﻣﻦ ﺍﳉﻮﺍﻓﺔ ﺗﺪﻓﻌﻬﺎ ﺣﻠﻴﻤﺔ ،ﺫُﻫﻞ ،ﱂ ﳛﻮﻝ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﺿﺤﻜﺖ ﻫﻲ ﳌﺎ ﺭﺃﺗﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻣﺪﺍﻋﺒﺔً: ﻭﺍﻗﻒ ﻣﺜﻞ ﻏﻔﲑ ﺍﻟﺪﺭﻙ « ،ﻭﻣﻀﺖ ﳓﻮ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ،ﺳﺎﺭ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻨﻔﺴﻪ »:ﻳﺎ ﺭﺏ ﻟﻄﻔﻚ ﻭ ﺭﲪﺘﻚ« »
ﺃﻳﻌﲏ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﻘﺎً ﺣﻠﻴﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺃﻡ ﺣﻠﻴﻤﺔ ﺑﻴﺎﻋﺔ ﺍﳌﺨﻠﻞ ﻭ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻜﺎﺭﻯ؟ ﻻ ﺃﺣﺪ ﰲ ﺣﺎﺭﺗﻨﺎ ﳚﻬﻞ ﺣﻠﻴﻤﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺭﺟﻞ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ« ،ﺭﻏﻢ ﺭﺷﺎﻗﺔ ﻋﻮﺩﻫﺎ ﻭﺛﺮﺍﺋﻪ .ﻭﻛﺎ�ﺖ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﳉﻤﻴﻊ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺃﻣﻬﺎ ﻣﻔﺎﺧﺮﺓٌ » :
ٌ ﻭﺟﺬﺍﺑﺔ ﺃﻳﻀﺎً ﺭﻏﻢ ﻗﻮﺓ �ﻈﺮﲥﺎ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ،ﻭﺧﻼ ﻋﺒﺪﻳﻦ ﺇﱃ �ﻔﺴﻪ ﻳﺘﻔﺮﻍ ﻟﻠﺤﲑﺓ ،ﻭﻳﺬﻫﺐ ﻣﻊ ﺧﻴﺎﻟﻪ ﻭ ﳚﻲﺀ ﺑﲔ ﴰﺎﺋﻞ ﻭﺣﻠﻴﻤﺔ،
ﻭﺷﻜﺎ ﺳﺮﻩ ﺇﱃ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱯ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ:
ﻭﺟﻪ ﻟﻠﻤﻘﺎﺭ�ﺔ ﺑﲔ ﴰﺎﺋﻞ ﻭﺣﻠﻴﻤﺔ! ﻭﺃ�ﺖ ﻋﺮﻓﺖ ﴰﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﳉﲑﺓ ﻭﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﳉﲑﺍﻥ ،ﺃﻣﺎ ﺃﻱ ٍ ﻛﻼﻡ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻨﺰً ﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ.
ﻭﻟﻜﻦ ﺇﳝﺎﻥ ﻋﺒﺪﻳﻦ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻮﱄ ﻛﺎﻥ ﻓﻮﻕ ﺃﻱ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ.
ﻛﻼﻡ ﻭ�ﺰﺍﻉ ﻭﺻﺮﺍﻉ، ﺃﻋﲔ ﻛﺜﲑﺓ ،ﻭﺣﺼﻞ ﻭﺍ�ﺘﺸﺮﺕ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﳋﱪ ﺭﻭﻳﺪﺍً ﺭﻭﻳﺪﺍً ،ﻓﺄﺛﺎﺭﺕ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭﺍﻟﻀﺤﻚ ﻛﻤﺎ ﻋﺜﺖ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﰲ ٍ
ﺇﳝﺎﻥ ﻻ ﻳﺘﺰﻋﺰﻉ ،ﻭﰲ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ،ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺣﻠﻴﻤﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﺔ ﺫﻫﺐ ﻋﺒﺪﻳﻦ ﺇﱃ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﺒﺪﻳﻦ ﺻﻤﺪ ﻟﻜﻞ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔٍ ﺑﻘﻮﺓ ٍ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﱃ ﺣﻘﻴﻘﺔ ،ﻭﲰﻊ ﲪﻮﺩﺓ ﰲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻠﻴﺎﱄ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺯﺓ ﺣﺠﺮﲥﺎ ،ﺑﺮﺑﻊ ﺍﻟﺰﺍﻭﻱ ﻭﻃﻠﺐ ﻳﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﻬﺎ ،ﻭﺃﺧﺬ ﺍﳋﻴﺎﻝ ﺃﺣﺪﺍ ﺳﻮﺍﻱ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻋﻤﺘﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﺩﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻄﺎﺭﺓ«. ً ﻣﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺴﺎﻃﻴﻞ» :ﺍﻨﻮ�ﺔ ﺍﳉﺸﻌﺔ ﻣﺎ ﺃﺣﺒﺖ ٍ ﻋﻠﻰ
ٍ ﺻﻮﺭﺓ ﻓﺘﺒﺪﺕ ﰲ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ﺇﱃ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﻟﺘﺰﻳﻞ ﻋﻦ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺍﳌﻤﺸﻮﻕ ﻋﺮﻕ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﻭﻏﺒﺎﺭ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﻭﻓﻠّﺖ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﳌﺴﻜﻮﻥ ،
ﺿﺤﻰ ﰲ ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ﺑﻘﻠﺒﻪ ﻭﺑﻜﻞ ﻭﺯّﻓﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺍﻟﻌﻄﺎﺭ ﻓﺄﻗﺎﻡ ﻣﻌﻬﺎ ﰲ ﺷﻘﺔٍ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﲑﺟﺔ ،ﻭﺩﻋﺎ ﺭﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺒﻪ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﻻﻣﻌﺔ ُ ٍ
ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ.
ﺟﺪﲥﺎ ﻭﻛﺎ�ﺖ ﺃﻳﺎﻣﺎً ﺻﺎﻓﻴﺔ ،ﻭﺍ�ﻐﻤﺲ ﻋﺒﺪﻳﻦ ﰲ ﻫﻮﺍﻩ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻟﻴﻐﻄﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺪﺍﺀ ﺣﺒﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻳﺪﻓﻦ ﻫﻮﺍﺟﺴﻪ ﻭﻓﻘﺪﺕ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ
�ﺘﺒﺎﻩ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻔﻮﺗﻪ ﺳﺮ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ،ﻭﻣﻨﺬ ﺑﺪﺃ ﻭﺩﻫﺸﺘﻬﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺘﻨﺪﺭ ﲠﺎ ﺃﺣﺪ ،ﻭﻛﺎﻥ ﳝﺎﺭﺱ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﻳﻼﺣﻈﻬﺎ ﺑﺎ ٍ 29
ﻣﺪﺩ ﻓﻴﺴﺮﺕ ﻟﻪ ﺭﺯﻗﺎً ﻣﻮﻓﻮﺭﺍً ،ﻭﻋﺎﺵ ﻳﻮﻣﺎ ﲝﻜﺎﻳﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﺟﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻟﺴﺎﻥ ،ﻭﺭﺙ ﺩﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻄﺎﺭﺓ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ، ﻋﺮﻑ ﻋﺒﺪﻳﻦ ً ﻭﲤﻴﺰ ﺑﲔ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺑﺮﺷﺎﻗﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻡ ﻭﻭﺩﺍﻋﺔ ﺍﻟﻘﺴﻤﺎﺕ ،ﻭﺩﻣﺎﺛﺔ ﺍﳋﻠﻖ ﻣﻊ ﺃﻣﻪ ﺑﻌﺪ ﺯﻭﺍﺝ ﺃﺧﻮﺗﻪ ﰲ ﺑﻴﺘﻬﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ
ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ،ﺃﻣﺎ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﻭﺃﻟﺼﻘﻬﺎ ﺑﻌﻘﻠﻪ ﻭﻗﻠﺒﻪ ﻓﻬﻮ ﺇﳝﺎ�ﻪ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻓﲔ ﻭﻭﻟﻌﻪ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﺧﻄﻮﺓ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﺨﱪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮ ،ﻭﻳﺴﺘﻌﻄﻒ ﺍﻟﻘﺪﺭ ،ﻛﺎﻥ ﻟﻌﺒﺪﻳﻦ ﺟﲑﺍﻥ ،ﺻﺎﺭﻭﺍ ﻟﻄﻮﻝ ﺍﳉﲑﺓ ﺃﺿﺮﺣﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ،ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﳜﻄﻮ
ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﻭﻛﺄﳖﻢ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﺍﻷﻫﻞ ،ﻭﻛﺎ�ﺖ ﳍﻢ ﺑﻨﺖُ ﺗﺪﻋﻰ ﴰﺎﺋﻞ ﻭﻟﺪﺕ ﺑﻌﺪ ﻋﺒﺪﻳﻦ ﺑﻌﺎﻣﲔ ،ﻓﻌﺮﻓﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻛﺎ�ﺎ ﻳﻠﻌﺒﺎﻥ ﰲ ﻓﱰﺓ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ،ﻭﲨﺎﻝ ﺍﻷﺩﺏ ،ﻭﺃﺗﻘﻨﺖ ﻣﻨﺬ ٍ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﲡﻤﻌﻬﻤﺎ ﺯﻓّﺔ ﺍﻟﻔﻮﺍ�ﻴﺲ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ،ﻭﻋﺮﻓﺖ ﴰﺎﺋﻞ ﺑﺈﺷﺮﺍﻕ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ ،ﻭﻣﺎ ﻳﻠﺰﻡ ﺭﺑﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺭﺍﺕٍ ﻭﻛﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ،ﻭﺣﺘﻰ ﺍﳋﻂ ﻛﺎ�ﺖ ﺗﻔﻜﻪ ،ﻓﺘﻜﺘﺐ ﺍﲰﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﺎ�ﺖ ﺗﻜﺘﺐ ﺑﺴﻢ
ﺍ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ.
ﻭﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺘّﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﰲ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺃﻥ ﴰﺎﺋﻞ ﻫﻲ ﻋﺮﻭﺱ ﻋﺒﺪﻳﻦ ،ﻭﺃﻥ ﻋﺒﺪﻳﻦ ﻫﻮ ﻋﺮﻳﺲ ﴰﺎﺋﻞ،
ﻭﻣﻬﺪﺕ ﺍﻟﺒﺴﻤﺎﺕ ﳌﻌﺠﺰﺓ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ. ﺭﺑﻂ ﺍﳊﺐ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ،
ﻭﳌﺎ ﺍﻗﱰﺏ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ ﲢﺮﻙ ﻃﺒﻊ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺍﻟﺪﻓﲔ ،ﻭﻗﺎﻝ: ّ
-ﻛﻴﻒ ﻻ ﻳﻔﻮﺗﲏ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﺪﻯ ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺔٍ ﻋﺎﺩﻳﺔٍ ﺃﻭ ﺗﺎﻓﻬﺔٍ ﻭﻻ ﺃﻗﺼﺪﻩ ﰲ ﻣﺼﲑ ﺣﻴﺎﺗﻲ.
ﻭﺃﺧﺬ ﺑﻌﻀﻪ ﻭﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﺷﻴﺨﻪ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎ ﺍﻟﺸﻨﻮﺍ�ﻲ ﲝﺠﺮﺗﻪ ﺑﺄﻡ ﺍﻟﻐﻼﻡ ،ﻭﻃﺮﺡ ﺳﺆﺍﻟﻪ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻳﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻭﻳﺸﻢ ﻋﺮﻗﻪ ،ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ:
ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻣﺮﻙ ﻷﻭﻝ ﺑﻨﺖٍ ﲣﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﲢﻤﻞ ﻟﻚ ﺳﻌﺎﺩﺗﻚ ﺍﺫﻫﺐ ﺍﻵﻥ ﺇﱃ ﺣﺎﺭﺗﻚ ﻭﺍ�ﺘﻈﺮ ﻋﻨﺪ ﻣﺪﺧﻠﻬﺎّ ،ﺇﻻ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ. ﺍﳌﻘﺴﻮﻣﺔ ﻟﻚ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪ�ﻴﺎ ،ﻭﻟﻦ ﲢﻈﻰ ﲞﲑٍ ّ
ﻭﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺣﺎﺭﺗﻪ ﻭ ﻫﻮ ﰲ ﻏﺎﻳﺔٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻪ ﻳﻘﲔٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺍﻟﱵ ﺳﲑﺍﻫﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻦ ﺗﺬﻫﺐ ﴰﺎﺋﻞ ﰲ 28
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺩﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﲝﻤﺎﺱٍ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﻓﻘﺎﻟﺖ: -ﻓﺘﺢ ﺩﻛﺎﻥٍ ﻟﻠﺤﻠﻮﻯ ﺃﻓﻀﻞ.
ﻗﻠﻴﻼ ﺛﻢ ﺗﺴﺎﺀﻝ ﲟﻜﺮٍ: ﻓﺘﻔﻜﺮ ّ
-ﺃﻻ ﳛﺘﺎﺝ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺷﺮﻳﻚٍ؟
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺿﺎﺣﻜﺔً:
ﺟﺎﻫﺰ ،ﻓﺎﻋﺰﻡ ﻭﺗﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍ. -ﻟﺪﻱ ﺷﺮﻳﻚ
27
ﺛﺎﺑﺘﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﱂ ﺣﻴﺎﲥﺎ .ﻭﻫﻮ ﺭ ٌ ﺟﻞ ﻤﺎ ً ﺣﻮﺍﺭ ﺫﻱ ﻣﻌﻨﻰ .ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻀﺮﻳﺮ ﻣﻌﻠَ ً ٍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻭﻝ ﺣﻮﺍﺭٍ ﻳﺪﻭﺭ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺑﺎﲰﺎ ً ﺗﻘﺮًﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﶈﺴﻨﲔ ،ﻭﺭﻣﻘﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﳝﻀﻎ ﺍﳊﻠﻮﻯ ﻳﻠﻔﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﻌﻤﺎﻩ ﻭﺻﱪﻩ ﻭﻗﻮﺓ ﺟﺴﺪﻩ ،ﻭﲟﺎ ﻳﻨﺸﺪﻩ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﳌﺪﺍﺋﺢ �ﺒﻮﻳﺔ
ٍ ﰲ ﺍﺭﺗﻴﺎﺡ ﻭ ﲤﺘﻢ:
-ﺣﻠﻮﺓ ﻣﻦ ﻳﺪٍ ﲨﻴﻠﺔ
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺳﻔﺮﺟﻞ ﺳﺎﺧﺮﺓ: -ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺯﻭﺭ.
-ﺑﻞ ﺇ�ﲏ ﺃﺭﻯ ﺑﺄﺫ�ﻲ.
ﻇﺎﻫﺮﺓ: ٍ ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﺩﻭﻥ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔٍ
ﺭﺟﻞ ﻗﻮﻱ؟؟ -ﻭﳌﺎﺫﺍ ﺗﺸﺤﺬ ﻭﺃ�ﺖ ٌ
ﻓﻘﺎﻝ ﳏﺘﺠﺎً:
ﺃﺷﺤﺬ !..ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺎ. .ﻣﺎ ﺃ�ﺎ ﺇﻻﻣﻄﺮﺏ ﻳﺴﱰﺯﻕ ﺑﺈ�ﺸﺎﺩ ﺍﳌﺪﺍﺋﺢ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻭﺍﻹﳍﻴﺔ.
ﻭﺗﻨﺤﻨﺢ ﺛﻢ ﺃ�ﺸﺪ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﳉﻬﲑ:
ﻛﺄﺳﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﺄﺱ ً ﺷﺮﺑﻨﺎ ﺍﳊﺐﻓﻤﺎ �ﻔﺪ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻭﻣﺎ ﺭﻭﻳﺖ
ﺑﻌﻴﺪ. ﺻﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪٍ ٍ ٍ ﻓﻀﺤﻜﺖ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺃﻭﻝ ﺿﺤﻜﺔٍ
ﺗﺸﻚ ﰲ ﺃ�ﻪ ﻳﻜﻨﺰ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ،ﻭﱂ ً ﻭﺍﻫﺘﻤﺖ ﲟﺮﺍﻗﺒﺘﻪ ﰲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻓﺄﺩﻫﺸﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺩﺧﻠﻪ ﻳﻔﻮﻕ ﺩﺧﻠﻬﺎ ﺃﺿﻌﺎﻓﺎً ﺣﻮﻝ ﺑﻄﻨﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻇﻨﺘﻪ ﻛﺮﺷﺎً ﻛﺒﲑﺓ .ﻭﺃﺻﺒﺤﺎ ﻳﺘﺒﺎﺩﻻﻥ ﺍﻟﺘﺤﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ. ﻣﻮﺩﺓ ﻭﺣﺮﺍﺭﺓ.. ﻟﻴﺒﺚ ﰲ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻭﻳﺘﻌﻠﻞ ﺑﺸﺮﺍﺀ »ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺯ«
ﺣﺘﻰ ﺗﺸﺠﻌﺖ ﻳﻮﻣﺎً ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﺈﻏﺮﺍﺀٍ: ﻏﻴﺮ ﻋﻤﻠﻚ .ﻫﺬﺍ ﺃﻓﻀﻞ. -
26
ﻓﻬﺘﻔﺖ ﺳﻔﺮﺟﻞ ﲝﺪٍﺓ: -ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺎ.
ﻭﻏﺎﺑﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺪﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻘﻄﻊ ﺍﻷﻣﻞ .ﻭﺭﺟﻌﺖ ﻟﺘﻘﻮﻝ ﳍﺎ: ﺷﻲﺀ ﻣﻨﺎﺳﺐ. -ﻟﻦ ﺃﺗﺮﻛﻚ ،ﻟﺪﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺓ
ٍ ﻓﺮﺍﺣﺖ ﺳﻔﺮﺟﻞ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ »ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺯ« ،ﻭﻫﻲ ﺗﻠﺤﻆ ﺃﻡ ﺷﺎﻭﺭ ﲝﺬﺭ ﺣﺘﻰ ﺃﻓﺼﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﻋﻤﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﺷﻴﺎﻝ ﺍﳊﻤﻮﻝ! -
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺳﻔﺮﺟﻞ ﺑﻌﺘﺎﺏٍ:
ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻮﺍﺕ ﻭﺳﲑﲥﻢ!ﺷﻴﺎﻝ ﺍﳊﻤﻮﻝ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺘﻮ�ﺔ. -
ﻟﻔﺘﻮﺍﺕ ﺩﺭﻋﺎً ﳛﻤﻲ ﻇﻬﺮﻩ ﻣﻦ ﲢﻤﻞ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﻓﺎﺳﺘﻌﻤﻠﻪ ﺑﻌﺾ ﺍ ﻭﻛﺎ�ﺖ ﺷﻬﺮﺓ ﺷﻴﺎﻝ ﺍﳊﻤﻮﻝ ﻗﺪ ﺫﺍﻋﺖ ﻟﻄﺎﻗﺘﻪ ﺍﳋﺎﺭﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺪﺓ ﺫﻟﻚ: ﺍﻟﻀﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﺩﺭﺓ .ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺃﻡ ﺷﺎﻭﺭ ﻣﺆﻛّ
-ﻻ ﻗﺪﺭﺓ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ،ﺃﻭ ﻫﻮ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻔﻮﻩ ﺟﺴﻢ ﻓﻴﻞٍ ﻭﻗﻠﺐ ﻋﺼﻔﻮﺭ ،ﻓﻬﻮ ﻋﺰ ﺍﻟﻄﻠﺐ
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺳﻔﺮﺟﻞ ﲝﺰﻡٍ:
-ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻔﺘﻮﺍﺕ ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﺃﻗﻮﻝ ﺣﺪ ﺍ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﻴﻨﻪ
ﺋﻼ: ﺑﺼﻮﺕ ﻳﺘﺴﻠﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻗﺎ ٍ ﺍﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻻ�ﻔﻌﺎﻝ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺩﻭ ٍ ﺗﺎﺭﻛﺔ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﰲ ً ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺃﻡ ﺷﺎﻭﺭ ﻳﺎ ً ﺋﺴﺔ -ﺃﺣﺴﻨﺖ.ﺍﺑﻌﺪﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﻏﲏ ﻟﻪ..
ﻓﻨﻈﺮﺕ ﳓﻮ ﺍﻟﺸﺤﺎﺫ ﺍﻟﻀﺮﻳﺮ ﺑﺪﻫﺸﺔٍ ﻭﻫﺘﻔﺖ: -ﺗﺴﱰﻕ ﺍﻟﺴﻤﻊ!
ﻭﺍﻗﱰﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻭﻣﺪ ﳍﺎ ﻳﺪﻩ ﺑﻘﻄﻌﺔ �ﻘﻮﺩٍ ﻗﺎﺋﻼ: -ﻫﺎﺗﻲ ﻣﺎ ﻗُﺴﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺯ.
25
ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺯ ﺯﻓﺔ ﻭﻗﻨﺎﺩﻳﻞ ،ﻭﺭﻳﺎﺣﲔ ﻭﻣﺰﺍﻣﲑ ﻭﻃﺒﻞ ﻭﺭﻗﺺ ،ﻭﻛﻤﺎﺋﻦ ﻟﻠﻐﺪﺭ ﺗﺴﻴﻞ ﻣﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﳚﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﻫﺮﺓٌ . ٌ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺳﻔﺮﺟﻞ ﻓﱰﺍﺕ
ﺗﻜﺮﺭ ﺫﻟﻚ ﲬﺲ ﻣﺮﺍﺕ ﺍﺳﺘﻨﻔﺪﺕ ﺷﺒﺎﺏ ﻣﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﺪﺓ ،ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻫﺎﺕ . ٌ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭﺗﺮﺗﻄﻢ ﺍﻟﻨﺒﺎﺑﻴﺖ ،ﺛﻢ ﻟﻴﻠﺔ ﺯﻓﺎﻑٍ ﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ_ ﺣﻴﺎﺓ ﻫﻴﺄﻭﺍ ﳍﺎ _ ٌ ﺳﻔﺮﺟﻞ ﻛﻠﻪ ،ﺍﳓﺪﺭﺕ ﲠﺎ ﺇﱃ ﻃﻼﺋﻊ ﺍﻟﺸﻴﺐ ﻭﺍﻟﻜﺮﺏ ،ﲬﺴﺔ ﻓﺘﻮﺍﺕٍ ﻣﻦ ﻋﻤﺎﻟﻘﺔ ﺍﳊﺎﺭﺓ ،
ﻛﻞ ﰲ ﻣﻮﻋﺪﻩ .ﻳﺴﻘﻂ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺘﻴﻼ ،ﺃﻣﺎﻡ ﻓﺘﻮﺓٍ ﺁﺧﺮ ﺃﻭ ﲪﻠﺔٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺃﻭ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﻦ، ﻭﺟﺎﻩ ﻭﺳﻠﻄﻨﺔ .ﻭﺍ�ﺘﻬﻮﺍ ﲨﻴﻌﺎًٌ . ٍ ٍ ﻋﺰ
ﻭﻳﻨﻬﺐ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﲡﺪ ﺳﻔﺮﺟﻞ �ﻔﺴﻬﺎ ﺷﺒﻪ ﻋﺎﺭﻳﺔٍ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﳊﺪﻳﺪﺓ ،ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺄﻭﻯ ﺣﺘﻰ ﻳﻬﺐ ﻟﻨﺠﺪﲥﺎ ﺃﺣﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ.
ﻭﻋﻘﺐ ﺩﻓﻦ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﳋﻤﺴﺔ ﺯﺍﺭﺕ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﻭﻗﻔﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺿﺮﳛﻪ ،ﻭﺑﺎﺣﺖ ﲟﻜﻨﻮﻥ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺍﳌﻜﻠﻮﻡ» :ﺃﻋﺎﻫﺪ ﺍ ﺃﻣﺎﻡ ﺿﺮﳛﻚ ﺃﺑﺪﺍ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ« ﻓﺘﻮﺓ ً ﺃﻻ ﺃﺗﺰﻭﺝ ﻣﻦ ٍ
ﻭﳘﺴﺖ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ» :ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻮ�ﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﻄﺰﺓ ﻭﺍﻟﺪﻡ ﺍﳌﺴﻔﻮﻙ « .ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﺑﺎﳊﻴﺎﺓ ﺍﳌﻀﻄﺮﺑﺔ ﻭﺣﺪﻩ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺇﱃ ﻳﺒﻖ ﳍﺎ ﻣﻦ ﲨﺎﳍﺎ ﻳﻄﻞ ﻣﻦ ﻣﻔﺮﻗﻬﺎ ﻭﺫﺅﺍﺑﺎﲥﺎ ،ﻓﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻌﻬﺪ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎ�ﺖ ﻗﺪ ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻨﻀﺎﺭﺓ ،ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﺸﻴﺐ ّ
ﻳﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﻐﺪ ﺇﻻ ﺑﺎﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ .ﻓﻌﺰﻣﺖ ﺍﺳﺘﺤﻴﺎﺀ ﲢﺖ ﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﻜﺪﺭ ﻭﺍﳍﻤﻮﻡ ،ﻭﱂ ﻳﻌﺪ ٍ ﻣﺴﺤﺔ ﺗﻮﺍﺭﺕ ﰲ ٌ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺇﻻ
ً ﺇﺣﺴﺎﻥ ﺃﻭﺻﺪﻗﺔ .ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﻣﺎ ﺃﺗﻘﻨﺘﻪ ﺻﻨﻊ ﺣﻠﻮﻯ ٍ ﺭﺍﻓﻀﺔ ﺃﻱ ً ﻭﺍﺳﺘﺴﻼﻡ ً ﻣﻌﺎ ٍ ٍ ﺑﺈﺻﺮﺍﺭ ﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻋﺰﻣﺔ ﺻ ً
ﺻﻴﻨﻴﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﻳﻮﻡٍ ﺗﺴﺮﺡ ﲠﺎ ﰲ ﺍﳊﻲ ﰲ ﺟﻮﻟﺔٍ ﺛﻢ ﲡﻠﺲ ﺑﻘﻴﺔ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻃﺮﻑ ﺳﻠّﻢ ٍ »ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺯ« ..ﻓﻌﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺪﺍﺩ
ﺑﺪﺭﻭﻡ ﻗﺪﻳﻢ ﻣﺴﻜﻨﺎً ﳍﺎ .ﻫﻜﺬﺍ ﺭﺿﻴﺖ ٍ ﺣﺠﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺣﻴﺚ ﳚﻠﺲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﺷﺤﺎﺫ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺍﻟﻀﺮﻳﺮ ،ﻭﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﲝﻴﺎﺓ ﻏﺎﻳﺔٍ ﰲ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻭﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺃﻣﻼ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻄﻤﺄ�ﻴﻨﺔ. ٍ
ﻭﲞﻼﻑ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻇﻠّﺖ ﺃﻡ ﺷﺎﻭﺭ ﺍﳋﺎﻃﺒﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺄﻥ ﺣﻆّ ﺳﻔﺮﺟﻞ ﱂ ﻳﻘﻞْ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﺑﻌﺪ ،ﻭﺗﺒﺎﺩﻟﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻳﻮﻣﺎً ﻓﺸﺮﻗﺖ ﻭﻏﺮﺑﺖ ،ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﲠﺎ ﺗﺴﺄﳍﺎ:
ﻓﺘﻮﺓ ﻣﻦ ﺣﺎﺭﺓٍ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺑﻴﺤﺐ ﺍﻟﻌﺘﺎﻗﻲ! ﻋﻨﺪﻱ 24
ﻲﺀ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﱀ. ﱂ ﻳﺴﻤﻊ ﻋﻦ ﺷ ٍ
ﺭﺣﺐ ،ﻭﺃﻋﻠﻦ ﺃ�ﺎﺱ ﺑﺄﳖﻢ ﻋﻠﻰ ﲤﺎﻡ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺃ�ﻔﺴﻬﻢ ﺿﺪ ﻭﺑﺸﺮ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺮﺣﺐ ﺑﺎﻷﺧﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﻂ. ﺗﺴﻠ ٍ ﺃﻱ ّ
ﺑﻨﻈﺮﺓ ﻭﺁﻣﻦ ﻛﺜﲑﻭﻥ ٍ ﻗﻮﻝ ﺣﺘﻰ ﺑﻔﻌﻞ ﺃﻭ ٍ ﺃﺣﺪﺍ ٍ ً ﻭﱂ ﻳﺘﻐﲑ ﻣﻈﻬﺮ ﻋﻨﱪ ﰲ ﲨﻠﺘﻪ ،ﻭﺫﻫﺐ ﻭﺟﺎﺀ ﻛﺮﺟﻞٍ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩ ﺍ ﺍﻟﻄﻴﺒﲔ .ﱂ ﻳﺆﺫِ
ﻭﻇﻞ ﺃ�ﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺣﺬﺭٍ ﻳﺘﺸﺎﻭﺭﻭﻥ ،ﺛﻢ ﺗﻮﺍﺭﻯ ﻋﻦ ﺃﻋﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﻮ ﻭﺃﻋﻮﺍ�ﻪ ﻓﱰﺓ ﻏﲑ ﻗﺼﲑﺓٍ ﺣﺘﻰ ﺃﺑﺪﺍّ . ﺑﺄ�ﻪ ﻟﻦ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺃﺻﻠﻪ ً ﺗﻀﺎﺭﺑﺖ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻭﺛﺎﺭﺕ ﺍﳋﻮﺍﻃﺮ.
ﺑﺮﺟﻞ ﻳﺼﻴﺢ: ٍ ﻭﺀ ﳓﻮ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﻭﺇﺫﺍ ﻳﺆﺫﻥ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻓﻤﻀﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﻫﺪ ٍ ﻭﰲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﻗﻒ ﺍﻹﻣﺎﻡ ّ -ﺍ�ﻈﺮﻭﺍ
ﺗﻘﺪﻣﻬﻢ ﻋﻨﱪ ﻭﺗﺒﻌﻮﻩ ﻛﺎﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺗﻔﺼﻴﻼ . ﻓﺎﺗﺠﻬﺖ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﺇﱃ ﺣﻴﺚ ﻳﺸﲑ .ﻓﺮﺃﻭﺍ ﻋﻨﱪ ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﻗﺎﺩﻣﲔ ،ﺗﻐﻴﺮ ﺍﳌﻨﻈﺮ ً ﲨﻠﺔ ّ
ﻭﺍﺭﺗﺪ ﻭﺟﻪ ﻋﻨﱪ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺼﺎﺭﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﻭﺍﻟﻌﻀﻼﺕ ﰲ ﺍﳉﻼﺑﻴﺐ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﺋﻢ ﻗﺎﺑﻀﲔ ﻋﻠﻰ �ﺒﺎﺑﻴﺘﻬﻢ. ﺍﳌﺸﺪﻭﺩﺓ .ﻫﻞ ﺭﺟﻌﻨﺎ ﺇﱃ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ﻭﺍﻹﺗﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ؟
ﺑﻨﺒﻮﺗﻪ ﻭﺻﺎﺡ ﺑﺼﻮﺕٍ ﻭﺳﺎﺩ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺣﺘﻰ ﱂ ﻳﻌﺪ ﻳﺴﻤﻊ ﺇﻻ ﻭﻗﻊ ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﻢ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ .ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﻭﻗﻔﻮﺍ ﻭﺿﺮﺏ ﻋﻨﱪ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﺘﺎﻑ ﻳﺰﻟﺰﻝ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ »ﺍ ﺃﻛﱪ«!!! ٍ ﻓﺮﺩﺩ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﰲ ﻛﺎﻟﺮﻋﺪ »ﺍ ﺃﻛﱪ«
23
ﻗﻮﺗﻪ ،ﻭﺣﺘﻰ»ﺍﳌﻈﻴﺔ« ﺍﻟﱵ ﻫﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺷﻐﺒﻪ ﻭﺳﻮﺀ ﺧﻠﻘﻪ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﱃ ﺣﺎﺭﲥﺎ ،ﻓﺮﺟﻊ ﻃﺮﺩﻫﻢ ﺳﺨﻄﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺑﻄﺸﻪ ﻭ ﻭﺗﺮﺩﺩﺕ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪٍ ﺍﻷ�ﻐﺎﻡ ﺍﻟﻌﺬﺑﺔ ﺍﻟﱵ ﻃﺎﻝ ﺣﻨﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺭﺃﻯ ﻋﻨﱪ ﺧﺼﻮﻣﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﻄﺮﺏ
ً ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﳌﻈﻴﺔ ﱂ ﺗﻮﻗﻆ ﻭﻋﻴﻪ ﺃﻭ ﲢﺮﻙ ﺳﺎﻛﻨﺔ .ﺍﺭﺗﺎﺣﺖ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﲨﻴﻌﺎً ﺇﻻ ﺃﻋﻮﺍ�ﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﻜّﺮ ﳍﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﻭﺟﻌﻞ ﺷﻴﺦ ﳛﺬﺭﻫﻢ ﻗﺎﺋﻼ: ﺍﳊﺎﺭﺓ ّ
ﺍﳓﺮﺍﻑ. ٍ -ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺗﻐﻴﺮ ﻭﻟﻦ ﺃﲰﺢ ﺑﺄﻱ
ﻓﺠﺎﺀﺓ ﺃﻭ ﻳﻘﻊ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﺠﺎﺀﺓ ﻛﻤﺎ ﻓﻘﺪﻩ ﻳﺘﺤﺪﻭﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﻓﺘﻌﻠّﻘﺖ ﺁﻣﺎﳍﻢ ﺑﺄﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺻﺎﺣﺒﻬﻢ ﺇﱃ ﻭﻋﻴﻪ ﻭﻛﺎ�ﻮﺍ ﺃﺿﻌﻒ ﻣﻦ ﺃﻥ
ﰲ ﺍﳊﺴﺒﺎﻥ.
ﻭﻋﻘﺐ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻗﺎﻝ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﻟﺸﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ: -ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻳﱰﺩﺩ ﻋﻨﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ.
ﻓﺘﺴﺎﺀﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺑﺪﻫﺸﺔٍ:
ﺊ ﻟﻠﻬﺪﺍﻳﺔ؟ ﺃﻫﻮ ﻣﻴﻞٌ ﻣﻔﺎﺟ ﻟﻌﻠﻪ!! ّ -
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺸﺠﻌﺎً:
ﺍﺳﱰﺩ ﻭﻋﻴﻪ ﻳﻮﻣﺎً. ﻟﻠﺸﺮ ﺇﺫﺍ ﻓﺮﻏﺎ -ﺍﻣﻸ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻛﻴﻼ ﳚﺪ ً
ﻭﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﱵ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺩﺍﺀﻩ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺪﻯ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺴﺤﺮ ﻭﺍﻟﻌﻔﺎﺭﻳﺖ ﻟﻴﺸﻔﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﺲ ،ﻭﺃﻗﻠﻖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻃﺎﻟﺒﻮﻫﺎ ﺑﺄﻥ ﺗﻜﻒ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﻬﺎ ،ﻭﺃ�ﺬﺭﻭﻫﺎ ﺑﺎﻟﺸﺮ ﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﺮﺟﻊ ،ﻭﺑﺪﺍ ﺃﳖﻢ ﻳﺮﻓﻀﻮﻥ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﻠﻬﻮﺍﻥ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ .ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺸﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ:
-ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻮﻥ ﻳﺘﺒﻌﻮ�ﻪ ﰲ ﺍﳍﺪﺍﻳﺔ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺍﺿﻴﺎً:
ﺣﻘﺎ! ﻃﻴﺒﺔ ً ﺃﺧﺒﺎﺭ ٌ 22
ﺻﺪﻯ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻛﺎ�ﻮﺍ ﳛﻠﻔﻮﻥ ﺑﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻬﺪ ﻣﻮﻟﺪﻩ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﻭ ﺍﻟﺴﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻐﲑﻩ ﻭ ﺍ�ﻘﻼﺑﺔ ﺍﳊﺎﲰﺎﻥ ،ﻏﺎﺩﺭ ﻋﻨﱪ ﺑﻴﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﺻﻴﻞ
ﻣﺰﻫﻮﺍ ﰲ ﻋﺒﺎﺀﺗﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻣﺮﺳﻼ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﻩ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ �ﺬﺭ ﺍﻟﺮﻫﺒﺔ ﻭﺍﳋﻮﻑ .ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻫﻮ ﳝﺮ ﺃﻣﺎ ﻛﺸﻚ ﺍﳊﻨﻔﻲ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺗﻮﻗﻒ ً ﻭﺻﺎﺭ ﺍﳓﻠﺖ ﻋﻘﺪ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﺤﻞ ﳏﻠﻪ ﺑﻮﺟﻪ ﺟﺪﻳﺪّ . ٍ ﺻﺪﻩ .ﺃﺣﻨﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺩﻗﻴﻘﺘﲔ ﺛﻢ ﺭﻓﻌﻬﺎ ﻓﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺄﻥ ﳎﻬﻮﻻً ﺍﻋﱰﺿﻪ ﺃﻭ
ﻭﲢﺮﻙ ﰲ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﲢﺮﻛﺎ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺎً ﺷﻲﺀ ﺃﻭ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺷﻴﺌًﺎ . ٍ ﻭﺀ ﺣﺎﺋﺮ .ﻭﺭﺍﺡ ﻳﻘﻠّﺐ �ﺎﻇﺮﻳﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻛﺄ�ﻪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻫﺪ
ٍ ﰲ ﻫﺪ ٍ ﻭﺀ ﻭﺫﻫﻮﻝ ﱂ ﻳﺮ ﻣﻌﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.
ﺧﻄﲑ ﻭﻻ ﺷﻚ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ؟ ﺷﻲﺀ ﻳﺘﺄﺛﺮ .ﺣﺪﺙ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳛﻴﻮ�ﻪ ﻓﻼ ﻳﺮﺩ ،ﻭﻳﻠﻘﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻫﺎﺯﻳﺞ ﺍﳌﻠﻖ ﻓﻼ ّ
ﻭﲡﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻨﻪ ﻭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺪٍ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﺘﻮﻗّﻊ ،ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻴﻤﻦ ﺟﺎﺀ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﻭﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ .ﻭﺗﺴﺎﺀﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ.
-ﻣﺎﺫﺍ ﳚﺮﻯ ﰲ ﺣﺎﺭﺗﻨﺎ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻹﻣﺎﻡ:
ﺃﻣﺮ ﺣﻜﻤﺔ. -ﺃﻣﺮ ﺍ ﻭﻟﻜﻞ ٍ
ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺃﻋﻮﺍﻥ ﻋﻨﱪ:
ﺃﺣﺪﺍ �ﺴﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ�ﺴﻲ �ﻔﺴﻪ. ً ﺇ�ﻪ ﻋﻔﺮﻳﺖ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ،ﺇﻥ ﻣﺲ
ﺫﺍﻫﻼ .ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭ ﻫﺪﻭﺅﻩ ﲤﻨﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﻕ .ﻭﺃﻥ ﻳﺬﻭﺏ ﻋﻨﱪ ﰲ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﻷﺑﺪ .ﻭﺭﺍﻗﺒﻮﻩ ﲝﺬﺭٍ ﻭﻫﻮ ﻳﻬﻴﻢ ﻫﺎﺩ ًﺋﺎ ﻭﲡﻮﻝ ﻋﻨﱪ ﰲ ﺃﳓﺎﺀ ﺍﳊﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﺣﻼ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ. ﻣﺄﻟﻮﻓﺎً .ﻭﺍﳔﻔﻀﺖ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﳋﻮﻑ ﻋﺎﻣﺔً .ﻭﺍﻃﻤﺄﻥ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺃﺫﻯ .
ً ﻣﺴﻪ ﻋﻔﺮﻳﺖ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ،ﻭﺃﻥ ﺷﺨﺼﺎً ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﺿﻞّ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﻓﻴﺮﺟﻌﻪ ﺃﺣﺪ ﺃﻋﻮﺍ�ﻪ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻪ .ﻭﺫﺍﻉ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥٍ ﺃﻥ ﻋﻨﱪ
ﺣﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻵﺧﺮ .ﻭﺍﻋﺘﱪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﻨﻮﺍﺩﺭ ﻛﻤﺎ ﻋﺪ ﻣﻨًﺔ ﳌﻠﻚ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ .ﻭﻋﺎﺩ ﺇﱃ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻃﻴﺒﺎ ّ ﺟﺪﻳﺪﺍً ً 21
ﺃﻥ ﻳﺰﻭﺭ ﺍﻟﺪﻓﱰ ﺧﺎ�ﺔ ﺛﻢ ﺩﻋﺎ ﺇﱃ ﺩﻛﺎ�ﻪ ﻛﺒﲑﻱ ﺍﻷﺳﺮﺗﲔ :ﻋﻠﻲ ﺑﺮﻏﻮﺙ ﻭﺧﻠﻴﻞ ﻋﻤﲑﺓ.ﻭ ﻗﺎﻝ ﳍﻤﺎ ﺑﺜﻘﺔٍ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺓ: -ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺳﻮﺍﻛﻤﺎ ،ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺘﻤﺎ ﲡﻬﻼ�ﻪ ﻛﺎﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﺈ�ﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﰎّ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻜﺸﻔﻪ ﻟﻜﻤﺎ..
ﲝﺪﺓ: ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻋﻠﻲ
-ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻚ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﲠﺪﻭﺀ ﺍﻟﻮﺍﺛﻖ:
ﻓﺎﺿﺢ ﺑﲔ ﺑﺮﻏﻮﺙ ّﻓﺘﺸﺖ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻟﻸﺟﺪﺍﺩ ﻭﻗﺮﺃﺕ ﰲ ﺩﻓﱰ ﺃﺣﺪﳘﺎ .ﻭﻭﻗﻊ �ﺰﺍﻉﻭﻋﻤﲑﺓ.
ﻋﻨﺪ ﺫﺍﻙ ﺻﺮﺥ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﺧﻠﻴﻞ: -ﻛﻔﻰ.
ﻓﺴﻜﺖ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﻗﻠﻴﻼ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ:
ً ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮﻓﺎﺿﺤﺎ ﲠﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﺟﺮﻯ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﳑﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﺴﱰ ،ﻓﺄﲨﻊ ﺍﳌﺘﺨﺎﺻﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﻏﻔﺎﻟﻪ ﺣﺘﻰ �ﺴﻰ ﻭ ﺑﻘﻴﺖ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺗﺘﻮﺍﺭﺛﻬﺎ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ.
ﻟﻴﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﻭﻗﻊ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺮﻗﺔٍ: ﻭﺍﺑﺘﺴﻢ ﰲ ﻭﺟﻬﻴﻬﻤﺎ ّ
ﻣﻌﺬﺭﺓ .ﺇﻥ ﻫﺪﰲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﻷﺫﻯ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﱃ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳉﲑﺍﻥ. -
20
ﻻﺑﺪ ﻟﻠﺸﺮ ﻣﻦ ﻟﻨﻄﺮﺡ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﳋﺼﺎﻡ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ،ﻭ ﺇﻥ ﻟﺰﻣﺖ ﺩﻳﺔ ﺩﻓﻌﺖ ﺃﻭ ﻛﺎ�ﺖ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻛُّﻔﺮ ﻋﻨﻬﺎ .ﻻ ﺩﺍﺀ ﺑﻼ ﻋﻼﺝ .ﻭ ﳖﺎﻳﺔ.
ﻭﻋﻨﺎﺩﺍ ﺭﺍﺡ ﻳﺼﺎﺭﺣﻬﻤﺎ ﺑﺄﻥ ﺃﺳﺮﺗﻴﻬﻤﺎ ﺻﺎﺭﺗﺎ ﺗﺴﻠﻴﺔ ﺍﳌﺎﺟﻨﲔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺣﺎﺭﺗﻨﺎ ،ﻳﻀﺮﺑﻮﻥ ﲠﻤﺎ ﺍﳌﺜﻞ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ً ﻭﳌﺎ ﺃ�ﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﻓﻀﺎً ّ
ﻟﱪﻏﻮﺙ ﻭﻋﻤﲑﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻂ ﻭﺍﻟﻔﺄﺭ .ﻳﺘﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻜﻬﻼﻥ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭﺍﻥ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻴﺘﺒﺎﺩﻻﻥ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ،ﺗﱰﺍﺀﻯ ﺍﳌﺮﺃﺗﺎﻥ ﻓﻴﺪﻭﺭ ﺍﻟﺮﺩﺡ
ﻭﺍﻟﺘﺸﻠﻴﻖ ،ﺃﻣﺎ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﺎﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﺪﻡ .ﻭﻣﻦ ﻋﺠﺐ ﺃ�ﲏ ﱂ ﺃﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺٍ ﰲ ﺣﺎﺭﺗﻨﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﳋﺼﻮﻣﺘﻜﻤﺎ ﺳﺒﺒﺎً ،ﺃﻛﺎﻥ
ﺟﺮﳝﺔ؟ ً ﺧﺎﺳﺮﺓ ﺃﻭ ﺯﻭﺍﺟﺎ ﺃﻭ ﻃﻼﻗﺎً ﺃﻭ ﺻﻔﻘﺔً ً
ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺫﻫﺐ ﰲ ﳐﺰﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ.ﻭ ﺑﻘﻴﺖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﻭﺣﺪﻫﺎ.
ﻟﺴﺮ ،ﻓﻠﻨﻄﺮﺡ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺑﻴﻨﻨﺎ ،ﻭﺇﻥ ﻟﺰﻣﺖ ﺩﻳﺔ ﺩﻓﻌﺖ ،ﺃﻭ ﻛﺎ�ﺖ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻛُّﻔﺮ ﻋﻨﻬﺎ. ﻭﻟﻜﻨﻜﻤﺎ ﻛﺒﲑﺍ ﺍﻷﺳﺮﺗﲔ ﻭ ﻻﺑﺪ ﺃ�ﻜﻤﺎ ﺗﻌﺮﻓﺎﻥ ﺍ
ﻇﻞ ﺟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻗﺎﺋﻤﺎً ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻓﻬﺪﻫﺪ ﻏﻴﻈﻪ ﻭﺗﺴﺎﺀﻝ: ّ
-ﻳﺎ ﻣﻌﻠﻢ ﻋﻠﻲ .ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ﻟﱰﺿﻰ ،ﻭﺃ�ﺖ ﻳﺎ ﻣﻌﻠﻢ ﺧﻠﻴﻞ .ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ﻟﱰﺿﻰ؟
ﻭﺑﺈﺯﺍﺀ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮ ﻫﺘﻒ» :ﻳﺎ ﺻﱪ ﺃﻳﻮﺏ « ..ﺛﻢ ﻭﺟﻪ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﳍﻤﺎ: -ﺍﻛﺸﻔﺎ ﱄ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺍﳋﺼﺎﻡ.
ﻳﺴﲑﺓ ﻗﺎﻝ ﺑﺮﺟﺎﺀٍ: ٍ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﻓﱰﺓٍ
ﺣﻠﻔﺘﻜﻤﺎ ﺑﺎﳊﺴﲔ ﺃﻥ ﺗﺘﻜﻠﻤﺎ. ّ -
ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﱂ ﻳﻨﺒﺴﺎ ﺑﻜﻠﻤﺔٍ ،ﻭﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ �ﻔﺴﻪ ﻗﻠﻘﺖ �ﻈﺮﺓ ﺣﲑﺓٍ ﰲ ﺃﻋﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﺎﺳﱰﺩ� ﱪﺗﻪ ﺍﳊﺎﺯﻣﺔ ﻭﻗﺎﻝ:
ﺗﻌﻮﺩ�ﺎ ﺃﻥ �ﻌﺎﳉﻬﺎ ﺑﺄ�ﻔﺴﻨﺎ. ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻭﺇﻻ ﺩﻋﻮﺕ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﱵ -
ﻭﳌﺎ ﻗﺮﺃ ﺍﻹﻋﻴﺎﺀ ﰲ ﻭﺟﻬﻴﻬﻤﺎ ﻓﺾ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻤﺘﻢ: ّ -ﻟﻨﺎ ﻋﻮﺩﺓ.
ﲜﻮﺍﺏ ،ﺑﻞ ﻭﺿﺢ ﻟﻪ ٍ ﻭﻣﺮﺕ ﺑﺸﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﻓﱰﺓ ﲝﺚٍ ﻭﺗﻘﺺٍ ﻓﺴﺄﻝ ﺍﻟﻜﺜﲑﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺗﲔ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺍﳋﺼﺎﻡ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﻳﻈﻔﺮ ﺃﳖﻢ ﳚﻬﻠﻮﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﲤﺎﻣﺎً ،ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﻓﺈﳖﻢ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﺟﻴﺪﺍً ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻋﻠﺔ ﳍﺎ.ﻭﺭﻛﺒﻪ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻓﻘﺮﺭ 19
ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﳉﲑﺍﻥ ﰲ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻗﻔﺔ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻟﻌﺎﻡٍ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﺧﻨﺎﻗﺔ ﻣﺎﳍﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻨﱯ ﺑﲔ ﺃﺳﺮﺗﻲ ﺑﺮﻏﻮﺙ ﻭﻋﻤﲑﺓ.
ﻭﺻﻮﺗﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺯﺍﻃﺖ ﺍﻟﺼﺒﻴﺔ ،ﻭﻭﻗﻒ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﻭﻛﺎﳌﺄﻟﻮﻑ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﻓﺄُﻏﻠﻘﺖ ﺍﻟﺪﻛﺎﻛﲔ
ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻴﺢ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ:
ﻭﺣﺪﻭﺍ ﺍ.. .ﻣﺎ ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ.
ﻣﻬﻤﺎﻥ ﳘﺎ :ﳏﻤﻮﺩ ﺍﻟﱪﻏﻮﺗﻲ ﻭﺍﻟﻨﺎﺻﺢ ﻭﻟﻜﻦ ﱂ ﻳﺘﻤﻜّﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳋﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﺺ ﺑﲔ ﺍﻷﺳﺮﺗﲔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﺎﺏ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺭﺟﻼﻥ
ﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﻡ ﻭﺍﻷﺳﻰ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻫﻞ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﰲ ٍ ﻋﻤﲑﺓ .ﻭﺳﺎﺀﺕ ﺣﺎﻟﺘﻬﻤﺎ ﻭﺗﺪﻫﻮﺭﺕ ﻓﻔﺎﺭﻗﺎ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﰲ ﻳﻮﻣﲔ ﻣﺘﻌﺎﻗﺒﲔ ،ﻭ ّ
ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﺍ ﻭﻻ ﺧﻠﻘﻪ ،ﻭﺃ�ﻪ ﳚﺐ ﻭﺿﻊ ﺣﺪﱟ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﺍﳌﺘﻮﺍﺭﺛﺔ ،ﺧﺎﺻﺔً ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍ�ﺪﻓﻊ ﺗﻴﺎﺭﻫﺎ ﰲ ﳎﺮﻯ ﺟﺪﻳﺪ ﱂ ﻳﻌﺪ
ﻗﻮﺓ �ﻔﻮﺫ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻭﺃﻥ ﻳﺒﺬﻝ ﻣﺎ ﳝﻠﻚ ﻣﻦ ٍ ﺳﺠﻞ ﺃﻭﻝ ﺿﺤﻴﺘﲔ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺗﻰ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃ�ﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ ٍ ﻳﻘﻨﻊ ﺑﺎﳉﺮﺣﻰ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺮﺭ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺃﻥ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺑﻼﻏﺔ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﻭﺿﻐﻮﻁ ﺍﻷﻫﺎﱄ ﻹﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﺑﲔ ﺍﳌﺘﺨﺎﺻﻤﲔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺴﺤﻴﻖ. ﻳﺼﻠﻴﺎ ﻭﻗﺪﻡ ﳍﻤﺎ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻭ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺀﺍ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﻭ ّ ﻳﺘﺤﺮﻙ .ﺩﻋﺎ ﺇﱃ ﺩﻛﺎ�ﻪ ﻛﺒﲑﻱ ﺍﻷﺳﺮﺗﲔ :ﻋﻠﻲ ﺑﺮﻏﻮﺙ ﻭﺧﻠﻴﻞ ﻋﻤﲑﺓ ،
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﱯ.
-ﻟﻨﻄﺮﺩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻦ ﳎﻠﺴﻨﺎ.
ﻭﻗﻠﺐ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺟﻠﲔ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ّ
ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻜﻤﺎ ﻗﺪﻳﻢ ،ﻭﺿﺤﺎﻳﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﳉﺮﺣﻰ ﻻ ﳛﺼﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﻯ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﺎﺕ ﺭﺟﻼﻥ ﻭﻻ ﻛﻞﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ،ﻭﺍﳌﻮﺕ ﻳﺪﻓﻊ ﺇﱃ ﺍﳌﻮﺕ ﻭﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﱂ ﺗﻌﺪ ﳏﺘﻤﻠﺔ ﻭﺍﳉﻤﻴﻊ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﳍﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻬﻲ ،ﻓﻠﻨﺤﺘﻜﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ
ّ ﻟﻨﺼﻔﻲ ﺍﳊﺴﺎﺏ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭ �ﺒﺪﺃ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ.
ﻓﺘﻮﺍﺭﻯ ﻛﻞٌ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺻﻤﺘﻪ ﻭﻋﻜﺴﺖ ﺍﻷﻋﲔ ﺻﻼﺑﺔً ﻭ ﺿﻴﻘﺎً ،ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: 18
ﱂ ﻳﻜﻦ ﲦّﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﻛﻼﻡ ﻗﻨﺪﻳﻞ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ،ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻇﻦ _ ﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻈﻦ ﺇﺛﻢ _ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮﻳﺔ ﻗﺎﻟﺖ :ﺇﻥ ﻗﻨﺪﻳﻞ ﺃﻫﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻥ ﳜﻒ ﺳﺮﻭﺭﻩ ِ ﻳﺆﺛﺮ ﰲ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ،ﻭ ﻟﻜﻨﺔ ﺷﺆﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﲪّﻠﻪ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺗﺒﻌﺔ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ .ﻭﻫﻮ ﻣﻦ �ﺎﺣﻴﺘﻪ ﱂ ّ
ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ .ﻓﻀﺎﻋﻒ ﻣﻦ ﻏﻴﻆ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺣﻨﻘﻬﻢ ،ﻭﲡﻤﻌﻮﺍ ﺃﻣﺎﻡ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺑﲔ ﺻﻴﺎﺡ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﻋﻮﻳﻞ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻭﻃﺎﻟﺒﻮﻩ ﺑﺄﻥ ﻳﺒﻠّﻎ ﺍﳊﻜﺎﻡ
ﻭﺣﺮﺍﻡ ﻭﺿﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺿﺪ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ .ﻭﻗﺎﻝ ﳍﻢ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺃ�ﻪ ﻻ ﻳﻘﻞّ ﻋﻨﻬﻢ ﻏﲑﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺑﺎﻃﻞ ٌ ﺑﺄﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ
ﺇﺻﺮﺍﺭ :ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ٍ ﺳﻴﻨﺘﻘﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥٍ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ،ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ .ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ
ﻳﺘﺄﻫﺒﻮﺍ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ .ﻭﺍ�ﺼﺮﻑ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﺳﺘﺤﻴﻖ ﺑﺎﳊﺎﺭﺓ ﻭﻣﻦ ﻓﻴﻬﺎ .ﻭﺻﺎﺭﺣﻬﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺄﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﳖﺎﺋﻲ ﻭﺃﻥ ﺍﻷَﻭﱃ ﲠﻢ ﺃﻥ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺯﻟﻂ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺼﻮﺕٍ ﻛﺎﻟﻨﻬﻴﻖ:
ﺷﻲﺀ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ!! ٍ -ﻣﺎ ﲰﻌﻨﺎ ﻋﻦ
ﳐﱰﻗﺎ ً ﺳﻬﺮﺓ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ٍ ﻭﺍﺣﺪﺍ .ﻭﺭﺟﻊ ﺑﻴﻮﻣﻲ ﺯﻟﻂ ﻣﻦ ً ﻭﺍﺧﺘﻠﻂ ﺍﻟﺴﺨﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﺴﺨﻂ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺪﻳﻞ ﻓﺼﺎﺭ ﺳﺨﻄﺎً ﺑﻜﻔﻦ، ٍ ً ﻣﺘﻠﻔﻌﺎ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﻘﺎﺑﺮ .ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﺑﺮﺯ ﻟﻪ ﻫﻴﻜﻞٌ ﻋﻈﻤﻲ ﻓﺘﺴﻤﺮ ﺯﻟﻂ ﻭﻃﺎﺭ ﻣﺎ ﰲ ﺩﻣﺎﻏﻪ ﻣﻦ ﺩﻣﺎﻏﻪ. ﻗﺎﻝ ﺍﳍﻴﻜﻞ:
-ﺍﻟﻮﻳﻞ ﳌﻦ ﻳﻨﺴﻰ ﻣﻮﺗﺎﻩ ﺃﻭ ﻳﺘﻬﺎﻭﻥ ﰲ ﺃﲦﻦ ﻣﺎ ﳝﻠﻚ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﱪ.
ً ﺧﻮﻓﺎ ﺃﺣﺪ ﺑﺸﺮﻩ ﻭﺭﺟﻊ ﺯﻟﻂ ﺇﱃ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﻭﻗﺪ ﺍﻣﺘﻠﺊ ﲠﻤﺴﺎﺕ ﺍﳌﻮﺕ .ﻭﺍﳊﻖ ﺃ�ﻪ ﱂ ﳜﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪٍ ﺃ�ﻪ ﻗﺎﺗﻞ ﻗﻨﺪﻳﻞ .ﻭﱂ ﻳﺒﺢ ﻭﻗﻴﺪﺕ ﻳﻀﺎ ﺿﺪ �ﻘﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﻓﺔ ﺍﳌﺪﻓﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺟﺪﺍﺩﻩُ ، ﻭﺍﳓﻴﺎﺯﺍ.ﻭﻗﻴﻞ :ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺗﺮﺍﻣﺖ ﺇﱃ ﻣﺄﻣﻮﺭ ﺍﻟﻘﺴﻢ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺃ ً ً ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺿﺪ ﳎﻬﻮﻝٍ ﻭ ﺭﺍﺡ ﺩﻡ ﻗﻨﺪﻳﻞ ﻫﺪﺭﺍً.
ﺧﺘﻢ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻌﻲ ﺑﻨﻐﻤﺔٍ ﺁﺳﻔﺔ ﻭﳓﻦ ﺟﻠﻮﺱ ﰲ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﻮﺭﺩ ﺍﻟﱵ ﻛﺎ�ﺖ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡٍ ﻗﺮﺍﻓﺔ ﺣﻴﻨﺎ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ.
17
ﻭﺩﻟّﺖ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﳋﻼﺀ ﻛﺎﻥ ﻃﺮﻳﻖ ﺫﻫﺎﺑﻪ ﺇﱃ ﻋﻤﻠﻪ ﰲ ﺍﻟﱰﺑﻴﻌﺔ ﻭﻋﻮﺩﺗﻪ ﻣﻨﻪ .ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﺼﺤﺒﻪ ﺃﺣﺪ ﰲ ﺫﻫﺎﺑﻪ ﺃﻭ ﺇﻳﺎﺑﻪ.
ﻳﺼﺪﻕ ﺃﺣﺪﺍً ،ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻜﺬﺍ ﺟﺮﺕ ﺣﺪ ﺃﺣﺪ ﺃﺟﺎﺑﻮﺍ ﺑﺎﻟﻨﻔﻲ ﺍﻟﻘﺎﻃﻊ ،ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﺃ ﻳﺸﻜﻮﻥ ﰲ ٍ ﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎ�ﻮﺍ ّ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﺍﻷﻣﻮﺭ .ﻭﻟﻜﻦ ﳌﺎﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﳊﻤﺰﺓ ﻗﻨﺪﻳﻞ ﺻﺪﻳﻖ ﰲ ﺍﳊﺎﺭﺓ؟..
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺮﺟﺢ ﺑﺄﳖﺎ ﻛﺎ�ﺖ ﺗﻀﻤﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ؟.ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ:
ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﳛﺪﺙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﺪ�ﻴﺎ ﺍﻟﱵ ّ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﻓﻜﺎﻥ ﳚﻠﺲ ﰲ ﺍﳌﻘﻬﻰ ٍ -ﺃ�ﻪ ﻛﺎﻥ ﳑﻦ ﺳﺒﻘﻮﺍ ﺇﱃ
ﻣﺮﻛﺰﺍ ﻻ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻﺋﻘﺎً ﺇﻻ ﺑﺮﺟﺎﻝ ً ﻭﺍﲢﻞ ﱠ ﳎﻠﺲ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ، ٍ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻓﻴﺜﲑ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭﳚﺬﺏ ﺍﻻ�ﺘﺒﺎﻩ.ﻫﻜﺬﺍ ﺻﺎﺭ ﻗﻤﺮ ﻛﻞ
ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺴﺨﻂ ﻭﺍﳊﺴﺪ .ﻭﺑﻠﻎ ﺍﻷﻣﺮ ﳖﺎﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻠّﻢ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡٍ ﻋﻦ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺘﻮﺍﺕ ،ﻓﺤﻨﻘﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺗﺎﺑﻌﻮﻩ ﺑﻘﻠﻮﺏٍ ٍ
ً ﻛﻼﻣﺎ ﻋﺪ ً ﺍﻟﻘﺮﺍﻓﺔ ﺧﺎﺭﺟﺎ ﻋﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻌﻘﻞ .ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺣﺪﻳﺚٍ ﻟﻪ: ﺣﻴﻨﺎ! -ﺍ�ﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺮﺍﻓﺔ ،ﺇﳖﺎ ﺗﻘﻊ ﰲ ﺃﲨﻞ ﻣﻮﺿﻊٍ ﰲ
ﻭﺗﺴﺎﺀﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻓﻘﺎﻝ:
ﺳﻜﻨﻴﺎ ،ﻭﺟﻨﻮﲠﺎ ﺣﺪﻳﻘﺔ! ً ﺣﻴًﺎ ﺗﺼﻮﺭﻭﺍ ﴰﺎﳍﺎ -
ﻟﻮﻣﺎ ﻭﺗﻌﻨﻴﻔﺎ ،ﻭﺫﻛّﺮﻭﻩ ﲝﺮﻣﺔ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻭﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﳍﻢ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻴﻮﻣﻰ ً ﻭﻏﻀﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻏﻀﺒﺎً ﱂ ﻳﻐﻀﺒﻮﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﺍﳖﺎﻟﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ً ﺯﻟﻂ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﳍﺎﺋﺠﲔ ﻓﺤﺬّﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﱃ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﺮﺍﻓﺔ ﻭﺻﺮﺥ ﻗﺎﺋﻼ:
-ﳓﻦ �ﻌﻴﺶ ﰲ ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ ﺳﻨﲔ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ﻭ�ﻠﺒﺚ ﰲ ﻗﺒﻮﺭ�ﺎ ﺇﱃ ﻳﻮﻡ ﻳﺒﻌﺜﻮﻥ.
ﻭﺗﺴﺎﺀﻝ ﻗﻨﺪﻳﻞ:
ﻳﻀﺎ. -ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺣﻘﻬﻢ ﺃ ً
ﻭﻟﻜﻦ ﺯﻟﻂ ﻗﺎﻃﻌﻪ ﻫﺎﺋﺠﺎً:
-ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ.
ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻓﺘﻰ ﺯﻟﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻠﻤﺔً ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ .ﻭﱂ ﺗﻜﺪ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﲥﺪﺃ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺣﺘﻰ ﲪﻞ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﰲ ﺫﻟﻚ
ﺩﺍﻋﻴﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﻋﻤﻖ ﺍﳋﻼﺀ. ً ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﺮﺍﺭﺍً ﻣﻦ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻳﻨﺬﺭ ﺑﺈﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﻓﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻬﻠﺔٍ ﻣﻌﻴﻨٍﺔ 16
ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﻮﺭﺩ ﺯﻣﻦ ﻣﻀﻰ .ﻭﳑﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺷﻴﺦ ﺣﺎﺭﺓٍ ﺣﻜﺎﻩ ﱄ ﻭ ﳓﻦ ﺟﻠﻮﺱ ﰲ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﻮﺭﺩ .ﻓﻘﺪ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﲪﺰﺓ ﻗﻨﺪﻳﻞ ﺣﺪﺙ ﺫﻟﻚ ﰲ ٍ ﻫﺎﻣﺪﺓ ﰲ ﺍﳋﻼﺀ. ﺑﻌﺪ ﺍﺧﺘﻔﺎﺀٍ ﻃﻮﻳﻞٍ ﻭﻫﻮ ﺟﺜﺔٌ
ﻭِﺟﺪ ﻣﻄﻌﻮ�ﺎً ﰲ ﻋﻨﻘﻪ ﺑﺂﻟﺔٍ ﺣﺎﺩﺓّ . ﻳﺴﲑﺓ ﻣﻦ ﺍﳉﺜﺔ ،ﺃﻣﺎ ٍ ﻣﻄﺮﻭﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﻌﺪﺓ ٌ ﳐﻀﺐ ﺍﳉﻠﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺀﺓ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﺍﳌﺘﺠﻤﺪ ،ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ
ﺳﺎﻋﺘﻪ ﻭ�ﻘﻮﺩﻩ ﻓﻠﻢ ﲤﺲ ،ﳑﺎ ﻳﻘﻄﻊ ﺑﺄﻥ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﱂ ﺗُﺮﺗﻜﺐ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ .ﻭﺗﻮﻟّﺖ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺍﻟﻔﺤﺺ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ،ﻭﺍ�ﻔﺠﺮ
ﺍﳋﱪ ﰲ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﻭﺫﺍﻉ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭ�ﺸﺎﺭﺓ ﺍﳋﺸﺐ.
ﲣﻞ ﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﺔ ،ﻭﱂ ُ ﻭﺗﺮﺍﻣﻰ ﺍﻟﺼﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﺟﺎﻭﺑﺘﻪ ﺍﳉﺎﺭﺍﺕ ﺑﺎﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ،ﻭﺳﺎﺩ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻢ ﺩﻛﺮﻭﺭﻱ ﺑﻴﺎﻉ ﺍﻟﻠﱭ ﺣﲔ ﳘﺲ ٍ ﻳﻀﺎ ﳑﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺬ�ﺐ ،ﻭﺃﻓﺼﺢ ﻋﻦ ﺧﻔﻲ ،ﻭﺃ ً ٍ ﺍﺭﺗﻴﺎﺡ ٍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﺮﺍﺋﺮ ﻣﻦ
ﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ:
-ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺃﻛﱪ ﳑﺎ ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ ﺃﺣﺪ ،ﺭﻏﻢ ﻋﻨﺎﺩﻩ ﻭﺛﻘﻞ ﺩﻣﻪ!
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ:
-ﻳﻔﻌﻞ ﺍ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ.
ﻏﺎﻣﺾ .ﺃﺭﻣﻠﺘﻪ ﻗﺎﻟﺖ ﺃﳖﺎ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﰲ ٍ ٍ ﻣﺘﺤﻔﻆ ﺟﻮ ﻭﺳﺄﻟﺖ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ،ﻓﻜﺸﻒ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ٍ
ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ �ﺎﻓﻌﺔ .ﻭ�ﻈﺮ ﺍﳌﺄﻣﻮﺭ ﺇﱃ ٍ ﺍﳋﺎﺭﺝ.ﻭﱂ ﻳﺸﻬﺪ ﺃﺣﺪ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻋﺪﺍﻭﺓٍ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ ﻭﺑﲔ ﺃﺣﺪٍ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺣﺎﺭﺗﻪ .ﺑﻞ ﱂ ﻳﺪﻝِ ﺃﺣﺪ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ ﻓﻘﺎﻝ:
-ﻛﻞ ﻣﺎ ﻻﺣﻈﺘﻪ ﺃ�ﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ!
ﺳِﺌﻞ ﻋﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ: ﻭﳌﺎ ّ
ﺃﻫﺘﻢ ﲟﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺴﺒﺐ. ﻛﺎ�ﻮﺍ ﻳﺴﺘﺜﻘﻠﻮﻥ ﺩﻣﻪ ﻭﱂ 15
-ﺧﺬ �ﻘﻮﺩﻙ ﻳﺎ ﻗﺬﺭ.
ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻫﺘﻒ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺑﺼﻮﺕٍ ﻭﺍﺣﺪ:
-ﺍ ﺃﻛﱪ .ﻭ ﻟﻴﺤﻴﺎ ﺍﳉﺪﻋﺎﻥ... .
14
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ:
-ﺇﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺕ ﻭ ﻫﻮ ﺫﻭ �ﻴٍﺔ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﺩﺍﺋﻤﺎً.
ﺑﺎﺀ ﺑﺎﻹﺧﻔﺎﻕ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻷﺑﻮ ﻋﺒﺪﻩ: ﻏﲑ ﺃﻥ ﺳﻌﻲ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ -ﻣﺘﺒﻮﱄ ﻳﺮﻓﺾ ﺍﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ.
ﻭﺍ�ﺰﻋﺞ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪﻩ .ﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﻳﻴﺄﺱ . ﺣﺎﺩﺛﺎ ﻳﺴﻴﻞ ﻟﻪ ﻟﻌﺎﺏ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﰲ ﺍﳊﺎﺭﺓ ً ﺭﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﳌﺘﺒﻮﱄ ﺻﻤﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳚﻌﻞ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻓﻴﻜﺴﺐ ﺟﺒﻬﺘﻬﻢ ﺑﻀﺮﺑﺔٍ ﻭﺍﺣﺪﺓٍ.
ﻳﺸﻖ ﺻﺎﺑﺮﺍ ﻛﻈﻴﻤًﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﻮﻕ .ﻭﺍﺭﺗﺪﻯ ﻓﺎﺧﺮ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺇﳝﺎ�ﺎً ﻣﻨﻪ ﺑﻮﻟﻊ ﺃﻫﻞ ﺣﺎﺭﺗﻪ ﺑﺎﳌﻈﺎﻫﺮ .ﻭﺫﻫﺐ ﺑﻘﺪﻣﲔ ﺛﺎﺑﺘﺘﲔ ً ﻭﺍ�ﺘﻈﺮ
ﻃﺮﻳﻘﻪ ﰲ ﺍﻟﺰﺣﺎﻡ ﺇﱃ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﺮﻓﺺ ﻋﻢ ﻣﺘﺒﻮﱄ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻘﻄﻔﻪ. ﻗﺎﻝ ﺑﺼﻮﺕٍ ﺟﻬﲑ:
-ﺃﺣﻴﻲ ﺻﺪﻳﻖ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ.
ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ٍ ﻓﺮﻓﻊ ﻣﺘﺒﻮﱄ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺘﲔ ﻭﲢﺮﻛﺖ ﺷﻔﺘﺎﻩ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺻﻮﺕ .ﻭﺍ�ﺘﺒﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺃ�ﺎﺱ ﻓﺘﺎﺑﻌﻮﺍ ﻣﺎ ﺳﻴﺤﺪﺙ
ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﻔﺘﻮﺭ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ .ﻭﳘﺲ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﰲ ﺃﺫﻥ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ: -ﺃﺩﻋﻮ ﺍ ﺃﻥ ﳝﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺧﲑٍ.
ﺃﻣﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪﻩ ﻓﻘﺎﻝ:
-ﻟﻚ ﺩﻳﻦ ﰲ ﻋﻨﻘﻲ ﻭﺟﺌﺘﻚ ﺍﻵﻥ ﻷﺳﺪﺩﻩ.
ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﺒﻪ ﺭﺯﻣﺔ ﺃﻭﺭﺍٍﻕ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻻ ﺗُﺮﻯ ﰲ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺇﻻ ﻛﻞ ﺣﲔٍ ﻭﻣﲔ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻀﻴﻖ ﻣﻘﻄﻔﻪ .ﻭﺳﺎﺩ ﺻﻤﺖ ٌ ﺛﻘﻴﻞ ،ﻭﺗﺮﻛّﺰﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺯﻣﺔ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ .ﺣﺘﻰ ﳘﺲ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﰲ ﺃﺫﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ:
ﻳﺦ ﻃﻮﻳﻞٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﰲ ﺣﺎﺭﺗﻨﺎ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ. -ﺍﺫﻛﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻌﺴﺔ ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺪﺀ ﺗﺎﺭ ٍ
ﺗﻮﺳﻞ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺘﺒﻮﱄ ﺃﺯﺍﺡ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﲟﻘﻄﻔﻪ ﳓﻮ ﻭﺍﺑﺘﺴﻢ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪﻩ ﰲ ﺇﻏﺮﺍﺀ ،ﻭﻻ ﺗﺮﺍﻣﻰ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺣﺮﻛﺔ ﲢﻮﻟﺖ ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺇﱃ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭﺻﺎﺡ ﺑﺼﻮﺕٍ ﲰﻌﻪ ﺍﳉﻤﻴﻊ:
13
ﺛﺮﻭﺓ ﺧﺮﺑﺔ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺇﱃ ﺳﺮﺍﻱ ﻟﻴﻨﺰﻝ ﺑﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﺎﺩﺭ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﳊﻲ ﻭﲨﻊ ٌ ﳑﻜﻨﺔ ﺭﺍﺣﺖ ٍ ﻭﺑﺄﻛﱪ ﺳﺮﻋﺔٍ ﺃﺣﻂ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﻭﺃﲪﻠﻬﺎ ﻟﻠﻌﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭ ﻣﻀﻐﺔً ﻟﻸﻓﻮﺍﻩ ﻭﻣﺮﻍ ﺍﺳﻢ ﺣﺎﺭﺗﺔ ﰲ ﺍﻟﱰﺍﺏ. ﱢ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ ً
ﻭ ﺳﺄﻝ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ:
ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﳊﺎﺭﺓ؟ ً -ﺃﱂ ﳚﺪ ﰲ ﺍﻟﺪ�ﻴﺎ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻣﻜﺎ�ﺎً ﳌﺴﻜﻨﻪ
ﻓﻘﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ:
-ﺇ�ﻪ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺄﻥ �ﻘﻮﺩﻩ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ ﺍﳌﺴﺘﺤﻴﻞ.
ﻭﺗﻠﻬﻒ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﻊ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﺮﺍﻱ ﻟﻴﺒﺪﺃ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺳﻴﺎﺩﺗﻪ.
ﻭﻟﻜﻦ ﻃﻮﺍﻝ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﱂ ﻳﻌﻦِ ﺃﺣﺪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ .ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻻﺣﺘﻘﺎﺭ ﻛﻈﻠّﻪ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻣﻊ ﺃ�ﻔﺎﺳﻪ.
ﺗﻮﺟﺲ: ٍ ﻭ ﺗﺴﺎﺀﻝ ﰲ
ﺳﺠﻨﺎ ﻭﺃ�ﺎ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ؟ ً -ﺗﺮﻯ ﻫﻞ ﺃُﻗﻴﻢ ﻟﻨﻔﺴﻲ
ﻭ�ﺼﺤﻪ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﻗﺎﺋﻼ:
ﻓﺎﺷﻞ. ٌ -ﺇ�ﻪ ﻣﺸﺮﻭﻉ
ﻓﻘﺎﻝ ﺑﺈﺻﺮﺍﺭٍ:
-ﺑﻞ ﺳﻮﻑ ﺗﻠﻤﺲ ﳒﺎﺣﻪ ﻭﺗﻨﻮﻩ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﺄﻋﻤﺎﱄ ﺍﳋﲑﻳﺔ.
ﻓﻀﺤﻚ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺭﻏﻤﺎ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪﻩ: ً -ﻭﺳﺄﺳﺘﻌﲔ ﺑﻚ ﰲ ﻣﺸﺮﻭﻋﻲ ﺍﳋﲑﻱ.
ﻓﺮﻣﻘﻪ ﺑﺮﻳﺒٍﺔ ﻓﻘﺎﻝ:
ﻳﺬﻛﺮ�ﻲ ﲠﺎ.. -ﺃ�ﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺘﺒﻮﱄ ﺍﻷﻋﻤﻰ .ﻛﻨﺖ ﻣﻘﱰﺿﺎً ﻣﻨﻪ ﲬﺴﺔ ﻗﺮﻭﺵ ﺣﲔ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﻓﺎ�ﺼﺤﻪ ﺑﺄﻥ ّ
ﻓﺄﺩﺭﻙ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﻣﻘﺼﺪﻩ ،ﱂ ﻳﺘﺤﻤﺲ ﻭ ﱂ ﻳﺮﻓﺾ .ﻭﻗﺎﻝ ﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ: ﻳﻜﻔﺮ ﻋﻦ ﻣﻨﻜﺮﻩ ﻓﻠﻴﻜﻔّﺮ.. -ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ّ
12
ﺍﳍﺘﺎﻑ ﺫﺍﺕ ﺻﺒﺎﺡٍ ﺭﺟﻊ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪﻩ ﺇﱃ ﺣﺎﺭﺗﻪ.ﻋﺮﻓﻪ ﻛﺜﲑﻭﻥ ﺭﻏﻢ ﻃﻼﺀ ﺍﻷﲠﺔ ،ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺀﺓ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﺼﺎ ﻭﺍﳌﺮﻛﻮﺏ. -ﻳﺎ ﻟﻠﻐﺮﺍﺑﺔ ﻳﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪﻩ.ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺭﺟﻌﻚ؟
ﺖ ﺣﻮﻟﻪ ﰲ ٍ ﻋﺎﺵ ﰲ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﻓﻴﻪ ﺑﲔ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﻭﺗﻠﻔّ ﺣﲑﺓ .ﻭ ﺍّﺗﺠﻪ ﳓﻮ ﺩﻛﺎﻥ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﻗﺒﺔ ﺑﺎﻣﺘﻌﺎﺽٍ
ﻭﺣﻴﺎﻩ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺃﻫﻠﻪ.
ﻭﺳﺄﻟﻪ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﲞﺸﻮ�ﺔٍ:
-ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ؟
ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻻً ﺃﻓﻀﻞ: ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﻜﻦ ّ -ﺟﺌﺖ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻷﻫﻞ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻐﻠﻈﺔٍ:
-ﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻭﺭﺣﻞ ﻣﻦ ﺭﺣﻞ ﻫﺮﺑﺎً ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ.
ﻣﺸﺤﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠّﻮﻡ: ٍ ٍ ﺻﻤﺖ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﻓﱰﺓ
-ﻭﺃ�ﺖ ﺃﺩﺭﻯ ﺑﺎﳊﻜﺎﻳﺔ ﻭﺃﺻﻠﻬﺎ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪﻩ ﺑﻠﻬﺠﺔٍ ﱂ ﲣﻞُ ﻣﻦ ﲢﺪﱟ:
ﺪﺍ ﻳﻌﻴﺶ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ. ﺳﻴ ً -ﻫﺎ ﺃ�ﺎ ﺃﻋﻮﺩ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﺣﺎﺭﺗﻨﺎ ،ﻭ ﺳﻮﻑ ﺗﺮﺍ�ﻲ
ﺑﻀﻴﻖ: ٍ ﻓﻘﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ
ﺇﻻ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ. ﻳﻬﻤﲏ ّ -ﺍﺧﱰ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻣﺎ ﳛﻠﻮ ،ﺃﻣﺎ ﺃ�ﺎ ﻓﻼ
ﻣﺜﲑﺍ ﺃﻛﱪ ﻗﺪﺭٍ ﻣﻦ ﺍﻻﴰﺌﺰﺍﺯ. ﻭﺳﺮﻯ ﺍﳋﱪ ﰲ ﺍﳊﺎﺭﺓ ً
11
ﻭﺗﺮﺍﻣﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺩ�ﺪ�ﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﻭﻫﻮ ﺭﺍﺟﻊ ﻓﺨﻔﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳌﻐﻠﻖ: -ﺃﻋﻄﲏ ﺑﻨﺪﻗﻴﺘﻚ...
ﺩﻭﺕ ﻃﻠﻘﺔٌ �ﺎﺭﻳﺔ ﻓﻤﺰﻗﺖ ﳐﺎﻟﺒﻬﺎ ﺳﺘﺎﺭ ﺍﻟﻠﻴﻞ� ،ﺎﻡ ﺛﻮﺍﻥٍ ﱂ ﻳﺬﻋﻦ ﻭﱂ ﻳﺮﻓﺾ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ ﺗُﻨﺰﻉ ﻣﻦ ﺣﻮﻝ ﻣﻨﻜﺒﺔ .ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻳﺘﺪﻓﻖ ﺍﻟﺪﻡ ﻣﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﲰﺎﻭﻳﺔ ﻭﺭﺃﻯ ﳌًّﺔ ﲢﻴﻂ ﲜﺜﺔٍ ّ ٍ ﻭﳌﺎ ﺻﺤﻰ ﺭﺃﻯ ﺷﻔﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻀﻴﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﲥﺒﻂ ﰲ ﻓﺤﻠﻢ ﺛﻢ ﺻﺤﻰّ .
ﻭﺍ�ﻜﺒﺖ ﻓﻮﻕ ﺍﳉﺜﺔ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﺼﺮﺥ ﻭﺗﺒﻜﻲ ﻭﺗﻨﺪﺏ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﻴﺎﻝ ﻭﺑﺪﺕ ﻋﻨﻪ ﺣﺮﻛﺔٌ ﻓﺎﲡﻬﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺻﻮﺕٍ ﺳﺄﻝ: -ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺎ ﺧﻔﲑ ﺑﻨﺪﻕ؟؟
ﻓﱰﺍﺟﻊ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﻨﺪ ﺇﱃ ﺷﺮﻓﺔ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻭﻫﻮ ﳛﺪﻕ ﻓﻴﻬﻢ
ﺷﻲﺀ. .ﻓﻤﻦ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ؟ ٍ -ﻻﺑﺪ ﺃ�ﻚ ﺭﺃﻳﺖ ﻛﻞ
ﺑﺬﻫﻮﻝ: ٍ ﻓﺄﺟﺎﺏ
-ﻗﺘﻠﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ..!.
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ ﺳﺖ ﺑﻄﺔ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓٍ ،ﻭﻵﺧﺮ ﻣﺮﺓ.
10
ً ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭﺗﺮﺩﺩ ﰲ ﺃ�ﻔﺎﺳﻪ .ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻟﻴﻠًﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻳﺘﺸﺮﺑﻪ ﺳﺎﻋﺔً ﺑﻌﺪ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﳜﻠﻖ ﻣﻦ ﺗﺮ�ﻴﻤﺎﺗﻪ ﻭﲥﻮﳝﺎﺗﻪ ﺻﻮﺭﺓ �ﺒﺾ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ .
ﶈﺎﺳﻦ �ﺴﺎﺀ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﻭﺍﳌﺪﻥ ،ﻳﻨﺎﺟﻴﻪ ﰲ ﺳﻬﺮﺗﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻭﻳﺴﺘﻐﻴﺚ ﺑﻪ ﰲ ﻭﺣﺪﺗﻪ ،ﻭﲡﺴﺪ ﻟﻪ ﻣﺮﺍﺕٍ ﻓﺤﺎﻭﺭﻩ ﻭﺩﻋﺎﻩ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻻ
ﺇﻻ ﺧﺎﻟﻘﻪ ﻭﻻ ﻳﻐﻴﻈﻪ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻷﱂ ﺍﻟﺪﻓﲔ ّ ﻣﱰﳓﺎ .ﻭﺧﻄﺮ ﻟﻪ ﺃ�ﻪ ﻟﻮ ﺃﻋﻴﺎﻩ ﺍﻟﺴﻄﻮﻝ ﻟﻴﻠًﺔ ً ﺷﻲﺀ ﻛﻤﺎ ﻳﻐﻴﻈﻪ ﺩ�ﺪ�ﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﻭﻫﻮ ﻋﺎﺋﺪ
ﳊﻤَﻠﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻟﲑﻯ ﺳﺖ ﺑﻄﻪ. ﻓﺴﻘﻂ َ
ﻣﺮﺓ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻐﲏ: ﻭﺭﻥ ﺻﻮﺗﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﺒﻮ
»ﺑﺎﲰﻊ �ﻐﻢ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﺸﻖ ﺍﳊﺒﺎﻳﺐ ﻫﺪ�ﻲ ﺍﳊﻴﻞ«
ﻭﺃﻋﺠﺒﻪ ﺻﺪﻯ ﺻﻮﺗﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﺒﻮ ﻓﺄﻋﺎﺩ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﻓﺎﺽ ﺑﻪ ﺍﳊﻨﲔ ﻓﺘﺴﺎﺀﻝ: -ﻭﺇﻳﺶ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻳﺎ ﺑﻨﺪﻕ؟؟
ﻭﺟﺎﺀ ﺻﻮﺕ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺑﺎﺏ ﺍﳊﺼﻦ ﺍﻷﺛﺮﻱ: -ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﻤﻞ..
ﻓﺎﺭﺗﻌﺪ ﻣﺘﺬﻛًّﺮﺍ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﻋﻦ ّ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺒﻮ .ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺗﺸﺠﻊ ﺿﺎﻏﻄﺎً ﺑﺬﺭﺍﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺪﻗﻴﺘﻪ ﻭﺳﺄﻝ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻣﲑﻱ: -ﻣﻦ ﺃ�ﺖ؟.. .ﻛﻴﻒ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﳊﺼﻦ؟
ﺑﺎﺳﻢ: ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺑﺼﻮﺕٍ ٍ
-ﺃ�ﺎ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻳﺎ ﺧﻔﲑ ﺑﻨﺪﻕ ،ﻭﻟﻮﻻ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻹ�ﺴﺎﻥ.
ﺷﻴﻄﺎﻥ ﺣﻘﻴﻘﻲ .ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺘﻠﻮ ٍ ﻳﺸﻚ ﺃ�ﻪ ﲝﻀﺮﺓ ﻭﺳﺮﻯ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﰲ ﻛﻴﺎ�ﻪ ﺑﻘﻮﺓٍ ﻓﻠﻢ ﺳﻮﺭﺓ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺭﺃﺳﻪ ﺃُﻓﺮﻏﺖ ﻣﻦ ﳏﻔﻮﻇﺎﲥﺎ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ،ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻣﺴﺘﺴﻠﻤﺎً: -ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ؟
-ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ﺃ�ﺖ؟؟
ﺇﻻ ﺃﺩﺍﺀ ﻭﺍﺟﱯ. ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ّ -ﺃ�ﺖ ﻛﺬﺍﺏ.
9
ﺍﻟﻌﺸﻖ ﰲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻟﺘﻔﻘﺪ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺪﻛﺎﻛﲔ ،ﻭﻳﺬﻫﺐ ﻭﳚﻲﺀ ﻣﺎﺑﲔ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ﻭﳑﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻐﻠﻖ ﺑﺎﺏ ﺍﳌﻘﻬﻰ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﺳﺎﻫﺮﺍً ﻓﻮﻕ ﺃﺭﺽ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺇﻻ ﺍﳋﻔﲑّ .
ﺣﲔ ﻭﺁﺧﺮ ﻳﻄﻠﻖ �ﺬﻳﺮﻩ ﻘﺎ ﺑﻨﺪﻗﻴﺘﻪ ﲟﻨﻜﺒﻪ ﻭﺑﲔ ٍ ﻭﻣﻌﻠ ً ﺋﺮﺍ ﰲ ﻇﻼﻡ ﺩﺍﻣﺲٍ ﻣﺘﻠﻤﺴًﺎ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺑﻐﺮﻳﺰﺗﻪ ﺍﳌﻜﺘﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ّ ﺍﻟﻘﺮﺍﻓﺔ ﺳﺎ ً
ﻳﺸﻖ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ. ﺍﳊﻠﻖ ﺍﻟﺬﻱ
ﻣﺆﺛﺮ ﺃُﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺀ ﺧﺪﻣﺘﻪ» :ﺃﺑﻮ ﺍﳍﻮﻝ« ﲟﺎ ﻳﺮﻣﺰ ﻟﻪ ﺍﻻﺳﻢ ﰲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳉﻼﻝ ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﺔ ،ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃ�ﻪ ﺫﻭ ﻃﻮﻝٍ ّ
ﻭﺃﻣﺎ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﺼﻐﲑ ﻭﻗﻠﺒﻪ ﻃﻴﺐ ﻻ ﻳﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﻭﻋﺮﺽ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻮﻝ ،ﺃﻣﺎ ﺷﺎﺭﺑﻪ ﻓﻴﻘﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻘﺮ ، ٍ ﻟﻘﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺍﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﺪﺃ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﻠﻴﻠﻲ ﻋﻦ ﻭﺗﺘﺠﻤﻊ ﰲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﺣﺰﻥٍ ،ﻭﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ﺍ ّ ﻭﻇﻴﻔﺘﻪ ،ﻭﺍﳊﻖ ﺃ�ﻪ ﻣﻀﻰ ﻳﻬﺰﻝ ﻭﻳ ّ ﺮﻕ
ﻭﲡﺮﺃ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺍﻟﺴﺮ .
ﻟﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻡ ﻳﺎ ﺧﻔﲑ ﺑﻨﺪﻕ. -
ﻤﻮﺽ ﻗﺎﺋﻼ: ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺑﻐ ٍ
-ﻫﻲ ﺍﻟﺪ�ﻴﺎ ﻳﺎ ﻣﻌﻠّﻢ.
ﻭﺍﳋﺒﺎﺻﲔ ،ﻭﻟﻌﻠّﻪ ﻻ ﺗﺼﻞ ﺇﱃ ﺇ�ﻪ ﻳﻌﺎﺷﺮ ﺍﻟﻈﻼﻡ ،ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺇﻻ ﺍﻟﺮﺍﺟﻌﲔ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻣﻦ ﺍﳊﺸﺎﺷﲔ ﻭﺍﻟﺴﻜّﲑﻳﻦ ﻣﺴﻤﻌﻴﻪ ﰲ ﺻﻤﺖ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺇﻻ ﺍﻷ�ـﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻛﻴﺔ ،ﻭﻗﻴﻞ ﺃ�ﻪ ﺳﻴﻬﺰﻝ ﻭﻳﻬﺰﻝ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺠﺰ ﺍﻷﻋﲔ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺘﻪ.
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷ�ّﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻛﻴﺔ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺰﺣﻢ ﺃﺫ�ﻴﻪ .ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺴﻠﻞ ﻣﻦ �ﺎﻓﺬﺓ ﺑﺪﺭﻭﻡ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺃﻣﺎﻡ
ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ.
ﺗﺘﺴﻠﻞ ﻭﺟﻴﺰﺓ ّ ٍ ﺃﲰﻌﻪ ﺃ�ﲔ ﺍﳊﺐ ﻭﺃ�ﻐﺎﻣﻪ.ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔٍ ﻋﻘﺐ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﻣﻦ ﺳﻬﺮﺗﻪ ،ﻳﱰ ّ�ﺢ ﻭﻳﺪ�ﺪﻥ ﺛﻢ ﻳﻬﺒﻂ ﺇﱃ ﻣﺴﻜﻨﻪ ،ﻭﺑﻌﺪ ﻓﱰٍﺓ
ﺍﻷ�ﻐﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻓﺬ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ،ﻛﻞ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺪﺭﻭﻡ ﻣﺴﻜﻦ ﻟﻠﻨﺠﺎﺭ ﻭﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﺳﺖ ﺑﻄّﻪ ،ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﻳﺮﻫﺎ ﺃﺑﺪﺍً .ﺇﳖﺎ
ﺗﻘﻀﻰ ﺷﺆﻭﳖﺎ ﰲ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ.ﻋﺮﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻮﲥﺎ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻠﻴﻞ ،ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻋﺸﻖ ﺍﻟﺼﻮﺕ ،ﻭﻫﺎﻡ ﺑﻪ ﻫﻴﺎﻣﺎً ﺣﺘﻰ 8
ﻓﻘﺎﻝ ﲝﺰﻥٍ ﺷﺪﻳﺪ:
-ﻟﻴﺲ ﺧﲑﺍً
ﻓﻬﺘﻒ:
ﻳﺎ ﺧﱪ ﺃﺳﻮﺩ،ﻣﺎﺫﺍ ﻗﻠﺖ ؟ -ﻫﻲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻟﻸﺳﻒ..
ﻟﻜﻦ ﻇﺮﻳﻔﺔ ﻣﻼﻙٌ. -ﺇﳖﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻼﻛﺎً
ﻓﻐﻤﻐﻢ ﺑﻌﺪ ﺗﺮﺩﺩٍ:
-ﺃ�ﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﺒﻨﺖ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺎﺩﻱ ﺍﻻﻣﺘﻌﺎﺽ: ﺣﺮ. -ﺃ�ﺖ
ﻭﺍ�ﻄﻮﻯ ﻋﻠﻰ �ﻔﺴﻪ ﻳﻔﻜﺮ ﻭﻳﻔﻜﺮ .ﻭﻳﱰﺩﺩ ﺑﲔ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻭﺍﻹﺣﺠﺎﻡ ،ﻭﺿﺎﻋﻒ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﺳﺘﻪ ﺃﻥ ﺭﺯﻕ ﺍﻋﺘﻜﻒ ﰲ ﺑﻴﺘﻪ ﳌﺮﺽٍ
ﺯﻏﺮﻭﺩﺓ .ﻭﺟﺎﺀﻩ ﻋﺎﻣﻞٌ ﻟﻴﺨﱪﻩ ﺑﺄﻥ ﺭﺯﻕ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﺭﻯﺀ .ﻭﺫﺍﺕ ﺃﺻﻴﻞٍ ﻭﻫﻮ ﻣﻨﻔﺮﺩ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﳌﻄﺤﻦ ﺗﺮﺍﻣﺖ ﺇﱃ ﺃﺫ�ﻪ ٍ ﺣﻔﻞ ﺧﺎﺹ ﻭ�ﻔﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ. ﻇﺮﻳﻔﺔ ﰲ ٍ
ﻋﻤﺎﻟﻪ ﻛﺎﻨﻮﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔً ﻻ ﳎﺎﺯﺍً ﻭﺛﺎﺭ ﻋﺒﺪﻩ ﺛﻮﺭﺓ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﺒﺪﻭ ﺑﲔ
ﻤﺎ ﺳﻴﻘﻊ ﻓﻴﻪ .ﻭﺿﺎﻋﻒ ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﻣﻦ ﻛﺒﲑ ﻛﺎﻥ ﺣﺘ ً ﻭﺯﺍﺭﻩ ﻗﺮﻳﺐ ﻟﺮﺯﻕ ﳛﻤﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭﻩ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺃ�ﻪ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻟﻴﻨﻘﺬﻩ ﻣﻦ ﺷﺮٍ ٍ ﺟﻨﻮ�ﻪ ﻭﺃﻋﻠﻦ ﻃﺮﺩﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﻄﺤﻦ ﻭﺗﻮﻋﺪﻩ ﺑﺸﺮٍ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ.
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ .ﻭﻗﺎﻝ ﱄ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﺎﺭﺓ -ﻭﻫﻮ ﺭﺍﻭﻱ ﻗﺼﺔ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺯﻕ ﻭﻇﺮﻳﻔﺔ -ﺃﻥ ﻋﺒﺪﻩ ﻋﺎﺩ ﻣﻊ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺇﱃ ﺭﺷﺪﻩ .ﻭﻏﺮﻕ ﰲ ﻋﻤﻠﻪ ﻻ ﻳﺪﺭﻯ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﻓﺎﻗﺘﻨﻊ ﺑﺄ�ﻪ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻦ ﺭﺯﻕ .ﻭﻋﻔﺎ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﻋﺎﺩﻩ ﺇﱃ ﻣﺮﻛﺰﻩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.
ﻳﻮﻡ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺃﻡ ﻇﺮﻳﻔﺔ ! ﻭﺍﻷﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻠّﻪ ﺃ�ﻪ ﻓﺎﺟﺄ�ﺎ ﺫﺍﺕ ٍ 7
ﻻ ﺷﻲﺀ ﻭ ﺍﻵﺧﺮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ.
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺭﺗﻴﺎﺣﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﺿﻴﻘﻪ ﺑﻪ ﳌﺎ ﻃُﺒﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﺴﻞٍ ﻭﺣﺐ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﺴﲑﺓ ﻭﺍﳌﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺎﻟﺴﻬﺮ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔٍ ﰲ ٍ ﺍﳌﻘﻬﻰ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺮﺯﺓ .ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻼﺀ ﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﺭﺯﻕ ﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﻭﻛﺄ�ﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .ﻭﻻﺣﻆ ﺧﺎﻝ ﻋﺒﺪﻩ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﻮ ﰲ ﻏﺎﻳﺔٍ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻴﺎﺀ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ:
ﺷﻲﺀ ،ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﲡﺮﻯ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﲡﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺃ�ﺎ ﻳﺎ ﺧﺎﱄ ﺃﺣﺐ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﻻ ﺃﺣﺐ ٍ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪٍﺓ ﻣﻨﻲ ﻳﺘﻐﲑ ﻛﻞ ٍ ﺇﱃ.. ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻭﺭﺯﻕ ﺃﻣﲔ ،ﻭﻫﻮ ﻫﺪﻳﺔ ﺭﺑﻨﺎ
ﻳﻮﻣﺎ: ﻭﻣﻀﺖ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪﻩ ﻟﺮﺯﻕ ً -ﺁﻥ ﱄ ﺃﻥ ﺃﻓﻜّﺮ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﺮﻗﻨﺎ ﺍﻟﻮﻗﺖ.
ﻳﺒﺪ ﻋﻠﻰ ﺭﺯﻕ ﺃ�ﻪ ﻓﻮﺟﻰﺀ ﻭﺳﺄﻟﻪ: ﻭﱂ
-ﻫﻞ ﻓﺎﲢﺖ ﺃﺣﺪﺍً ﰲ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ؟
-ﺃ�ﺖ ﺃﻭﻝ ﻭﺍﺣﺪٍ ﺃﻓﺎﲢﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻬﻤﲏ..
ﺃﺣﺴﻨﺖ ،ﻓﺎﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﳌﻌﺘﺎﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻫﻮ ﺃﺭﺩﺃ ﺍﻟﻄﺮﻕ ،ﻓﺪﻋﲏ ﺃﲢﺮﻯ ﺑﺄﺳﻠﻮﺑﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﻭﺍ ﻳﻬﺪﻳﻨﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ..
ﻣﺮﺍﺕ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﳛﺐ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ٍ ﻫﻜﺬﺍ ﺳﻠّﻤﻪ ﺷﺌﻮﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﺿﻤﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺗﻪ ،ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻫﻮ ﺭﺃﻯ ﻇﺮﻳﻔﺔ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﻨﲔ ﺇﻻ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺳﻮﺍﻫﺎ ،ﻏﲑ ﺃ�ﻪ ﻗﺎﻝ ﻛﺎﳌﻌﱰﺽ:
-ﺃﺳﺮﲥﺎ ﻃﻴﺒﺔ ﻭﺣﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺎﺕ.
-ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻄﻴﺒﲔ ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻟﻦ ﳔﺴﺮ ﺑﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﺷﻴﺌﺎً..
ﺣﻨﻖ: ﻭﺍ�ﺘﻈﺮ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻗﻠﻘﺎً ﻭﺗﻮﺗﺮﺍً ،ﻭﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﰲ ٍ -ﻣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﳌﺸﺌﻮﻣﺔ.
ﻭﺍﻟﺘﻘﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﻌﻴﲏ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺇﺫ ﳘﺎ ﰲ ﺍﳌﻘﻬﻰ ﻓﻘﺮﺃ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﺃﺛﺎﺭ ﺧﻮﺍﻃﺮﻩ ﻭﺳﺄﻟﻪ: -ﻣﺎﺫﺍ ﻭﺭﺍﺀﻙ ؟
6
ﺍﻟﻄﺎﺣﻮ�ﺔ
ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ .ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺍﻷﻋﻤﺎﺭ ﻳﺒﻮﺡ ﺑﺄﺳﺮﺍﺭﻩ ﰲ ﺣﺎﺭﺗﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﻛﺎ�ﻮﺍ ﺛﻼﺛﺔً ﻗﻴﻞ ﺃﳖﻢ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺪ�ﻴﺎ ﰲ ٍ
ﻟﺘﺬﻛﺮ .ﺃﻣﺎ ﺭﺯﻕ ﺑﻠﻐﻮﺍ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ .ﻋﻨﺪ ﺫﺍﻙ ﺣﺠﺰﺕ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺧﻔﻴﺔً ﻭﺭﺍﺀ ﺍﳉﺪﺭﺍﻥ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻭﺍ ّ ﻓﻴﺘﺬﻛﺮﻫﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺣﺘﺎﺟﻮﺍ ﺇﱃ ﺛﺎﻟﺚٍ ﰲ ٍ ﻟﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻌﺎﺏ ،ﻭﺃﻣﺎ ﻋﺒﺪﻩ ﻓﺤﺘﻤﺎً ﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺒﻜﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﲠﺎ ﺣﺒﻴﺒﺔً ﻟﻠﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ
ﳓﻮ ﻣﺎ .ﻭﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻦ ﺍﳌﺒﻜﺮﺓ ﺃﻳﻀﺎً ﺃﺩﺭﻙ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﳛﻘّﻖ ﺃﻣﻠﻪ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ. ٍ
ﻟﻜﺘﺎﺏ ﻛﻤﺎ ﺗﺰﺍﻣﻼ ﰲ ﺍﻟﻠﻌﺐ .ﻭﺍ�ﻘﻄﻊ ﺭﺯﻕ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳝﻠﻜﻮﻥ ،ﺃﻣﺎ ﺭﺯﻕ ﻓﻤﻤﻦ ﻻ ﳝﻠﻜﻮﻥ .ﻭﺗﺰﺍﻣﻼ ﰲ ﺍ ّ
ﲝﻜﻢ ﻓﻘﺮﻩ ﻭﻭﺍﺻﻠﻪ ﻋﺒﺪﻩ ﺣﺘﻰ �ﺎﻝ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ .ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻭﺭﺯﻕ ﻳﺘﺸﻜّﻞ ﰲ ﻭﺟﺪﺍﻥ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﺜﺎﻻً ﻓﺎﺋﻘﺎً ﰲ ﺍﻟﻘﻮﺓ
ﻭﺍﳉﺮﺃﺓ ﻭﺍﳌﻬﺎﺭﺓ ﻓﺎﺣﱰﻣﻪ ﻭﺃُﻋﺠﺐ ﺑﻪ ﻭﺗﺒﻌﺔ ﺭﻏﻢ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﻐﻨﻰ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ.
ﺣﻞ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﳏﻞ ﺃﺑﻴﻪ ﰲ ﻣﻄﺤﻦ ﺍﻟﱭ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺛﻪ .ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﺏ ﻗﺪ ﺩﺭﺑﻪ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﺃﺧﻠﺼﻮﺍ ﻟﻪ ﻭﳌﺎ ﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪ ﻋﺒﺪﻩ ّ
ﻓﻴﺎ ﻟﻪ ﰲ ﺣﺼﻠﻪ ﻛﻞٌ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻛﺎ ً ﺃﻳﻤﺎ ﺇﺧﻼﺹٍ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺿﻢ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺭﺯﻕ ﺇﱃ ﺍﳌﻄﺤﻦ ﻛﻤﻌﺎﻭﻥٍ ﻟﻪ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﻪ.
ﻭﲡﻠﺖ ﺃﳌﻌﻴﺔ ﺭﺯﻕ ﰲ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺷﺮﺍﺋﻪ ﺍﻟﱭ ﺃﺧﻀﺮ ﺇﱃ ﲢﻤﻴﺼﻪ ﻭﻃﺤﻨﻪ ﻭﺗﻌﺒﺌﺘﻪ ﻭﺗﻮﺯﻳﻌﻪ. ّ ﻭﻗﺎﻝ ﻷﺳﺮﺗﻪ ﻣﻔﺴﺮﺍً ﻗﺮﺍﺭﻩ ﺑﺘﻌﻴﲔ ﺭﺯﻕ: ﺇﻻ ﻣﻌﻪ. -ﺃ�ﺎ ﻻ ﺃﺟﺪ ﺍﻟﻄﻤﺄ�ﻴﻨﺔ ّ
ﺃﻱ ﺃﺫﻯ ﻟﻠﺼﺒﻴﺔ .ﻳﺴﺎﺭﻉ ﺇﱃ ﳒﺪﺗﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﳒﺪﺓ .ﻳﺴﻌﻔﻪ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﳌﺸﻮﺭﺓ. ﺫﻟﻚ ﺣﻖ.ﱂ ﻳﺘﺨﻞﱠ ﻋﻦ ﺧﺪﻣﺘﻪ ﻗﻂ .ﻳﺪﻓﻊ
ﺿﻤﻪ ﺇﱃ ﺍﶈﻞ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻭﳌﺎ
-ﻛﻦ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﻛﻨﺘﻪ ﰲ ﺍﳊﺎﺭﺓ ،ﻋﻴﲏ ﻭ ﺃﺫ�ﻲ ﻭ ﻳﺪﻱ..
ٍ ٍ ﻭﻗﺖ ﻭﰲ ﻗﺼﲑ ﺍﺳﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻳّﻠﻘﺐ ﺑﺎﻟﻮﻛﻴﻞ .ﺇ�ﻪ ﺍﻟﺮﻗﻴﺐ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ،ﺍﻟﺪﺍﺋﺐ ﻋﻠﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﺎﺣﻮ�ﺔ ،ﻭﺃ�ﺸﻂ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﱭ ﰲ
ﺻﻐﲑﺓ ﻣﻦ ﳏﻠﺔ ﺇﻻ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ.ﺑﺎﳌﻘﺎﺭ�ﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﻫﻮ ﻗﺔ ﻻ ﲣﻤﺪ .ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻫﻮ ﻻ ﻳﺪﺭﻯ ﻛﺒﲑﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻛﺎﻛﲔ ﻭﺍﳌﻘﺎﻫﻲ .ﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻃﺎ ٍ 5
ﺧﺎﺭﺟﻲ ،ﺃﻣﺎ ﺳﻜّﺎﳖﺎ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ -ﺟﲑﺍﻥ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ -ﻓﻘﺪ ﺗﻼﺷﻮﺍ ﰲ ﻏﻴﺎﻫﺐ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭﱂ ﻳﱰﺩﺩ ﻷﺣﺪٍ ﻣﻨﻬﻢ ﺫﻛﺮ ﺇﻻ ﰲ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺒﺎﺏ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﺓ ﺗﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳌﻬﻨﺪﺱ ً ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕ ،ﻭﺟﻌﻞ ﻗﻠﱯ ﳜﻔﻖ .ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺍﳌﻄﺮﻗﺔ ﻛﺎﳌﻌﺘﺬﺭ:
ﻲ ﺃﻥ ﺃﲣﺬ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﻹﺩﺧﺎﻝ ﺍﳌﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ. -ﻛﺎﻥ ﻋﻠ
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ:
-ﰲ �ﻴﱵ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺍﳌﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﻐﺎﺯﻱ..
-ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺟﺎﻫﺰﺓ ﺇﺫﺍ ﺍﺣﺘﺠﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﻴﻖ ﻣﻦ ﺍﳋﻴﺎﻝ.
ﺍﳌﻌﺪ ﺟﺬﺑﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﺑﺸﺪﺓ .ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻲ ﻭﻟﻜﻨﲏ ﺃﻣﻌﻨﺖ ﰲ ﺍﳋﻴﺎﻝ ﻭﺃ�ﺎ ﺃﺭﺗﻘﻲ ﰲ ﺍﻟﺴﻠّﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ .ﻭﺣﺎﻝ ﺑﻠﻮﻏﻲ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ
ﺻﻮﺕ ﺍﳌﻬﻨﺪﺱ ،ﻛﺪﺕ ﺃ�ﺴﺎﻩ ﲤﺎﻣﺎً .ﻫﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺮﻥ .ﻟﻜﻦ ﺃﻳﻦ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻑﺀ ﻭﺍﻟﻠﻬﺐ ﻭﺍﻠﺲ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ؟ ﻭﺗِﻘﺖ ﺇﱃ ﻋﺒﻖ ﺍﳋﺒﻴﺰ.
ﻭﻫﺎ ﻫﻮ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﲟﻨﻮﺭﻩ ﺍﳌﺰﺭﻛﺶ ﻭﺧﺰﺍ�ﻪ ﺍﻟﻌﺮﻳﺾ ﻭﺍﳊﻮﺽ ﺍﳌﻔﻌﻢ ﺑﺎﻟﺰﻫﺮ ﻭﺍﻟﻮﺭﺩ .ﻭﻫﺎ ﻫﻲ ﺃ�ﺎﺑﻴﺐ ﺍﻟﺘﻘﻄﲑ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺴﻴﻞ ﺑﺎﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺬﻛﻴﺔ ،ﻭﺟﻠﺴﺖ ﺃﺭﺍﻗﺐ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ﰲ �ﺸﺎﻃﻬﻤﺎ ﺍﻟﻌﺬﺏ ﻭﺃﺳﺘﻤﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ .ﻭﺍ�ﺪﻓﻌﺖ ﺃﺟﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﺪﻫﻠﻴﺰ ﺑﲔ ﺍﳊﺠﺮﺗﲔ ﺗﻄﻮﻗﲏ
ﻨﺎﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺗﻮﻥ ﺭﲰﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﶈﺬّﺭﺓ .ﻭﺍﺧﺘﻠﻂ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﻀﺤﻜﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﺍﻋﱰﺿﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻊ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻗ ً
ﻣﻌﺎﺗﺒﺎ» :ﻻ ﺗﺮﻋﺒﻪ ﻓﺎﻟﺮﻋﺐ ﻻ ﻳﺰﻭﻝ« ،ﻭ ﺻﻌﺪﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻓﻬﺎﻟﲏ ﺃﻥ ﺃﺟﺪ ﺍﳊﺠﺮﺓ ﺍﻟﺼﻴﻔﻴﺔ ً ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ،ﻭﺟﺎﺀ ﺻﻮﺕ
ﻟﺴﻠﻢ ﺍﳋﺸﱯ ﻭﺣﺒﺎﻝ ﺍﻟﻐﺴﻴﻞ ،ﻭ ﺟﺬﺑﲏ ﺻﻴﺎﺡ ﺍﻟﺪﻳﻚ ﺇﱃ ﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍ ّ ﻭﺃﻥ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﺧﺎ ٌ ﺧﺎﻟﻴﺔً ﻣﻦ ﻏﻄﺎﺀ ﺍﻟﻠﺒﻼﺏ ﻭﺍﻟﻴﺎﲰﲔ
ﻭﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻄﺮﻓﻪ ﻷﲨﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺒﻴﺾ. ﺕ ﺟﻠﺒﺎﺑﻲ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﺪﺟﺎﺝ ﻓﻬﺮﻋﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭ ﻓﺮﺩﺩ
ٍ ﺧﻴﻼﺀ ﻭ ﺻﺤﺖ ﻓﻴﻤﻦ ﻳﺮﺍﻓﻘﲏ» :ﺍ�ﻈﺮ« ﻭﺃﺷﺮﺕ ﺇﱃ ﻟﻮﻥ ﺍﳌﺴﺎﺀ ﺍﳍﺎﺑﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻲ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻘﺒﺎﺏ ﻭﺍﳌﺂﺫﻥ .ﻭﻃﻠﻊ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﰲ ﺑﺸﻐﻒ .ﻋﻨﺪ ﺫﺍﻙ ﺭﻓﻌﺖ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻜﺘﻒ ﻭﳘﺲ ﱄ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﳊﻨﻮﻥ» :ﺧﺬﻩ ﺇﻥ ﻗﺪﺭﺕ«، ٍ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﺔ ﻓﺘﻄﻠّﻌﺖ ﺇﻟﻴﻪ
ﻓﻤﺪﺩﺕ ﻳﺪﻱ ﲟﻨﺘﻬﻰ ﺍﳊﺐ ﻭ ﺍﻷﻣﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﺍﻟﺴﺎﻃﻊ.. !! .
4
ﲤﻬﻴﺪ ،ﺩﻋﲏ... ﻓﺞ .ﻭﻳﺼﺪﻡ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﺑﻮﺟﻮﺩﻩ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ٍ ﺃﺳﻠﻮﺏ -
ﺑﺈﺻﺮﺍﺭ: ٍ ﻓﻘﺎﻃﻌﺘﻪ
ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺇﱃ ﺃﺻﻠﻪ.. -ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ّ
ﳊﻈﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﺎﻝ: ﻭﰲ ٍ
ﺍﳌﺴﻜﻦ ﻟﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺣﺠﺮﺗﲔ ﺃﻛﱪﳘﺎ ﺻﻐﲑﺓ.. -ﺃ�ﺎ ﻋﺎﺭﻑ.
ﻭﺧﺒﺰ!! . ٍ ٍ ﻭﻭﺭﺩ ﺃﻱ ٍ ﺯﻫﺮ ﺑﻠﺪﻱ ، ﻓﺮﻥ ﱟ -ﻭﺗﻀﻴﻊ �ﺼﻒ ﺍﳌﺴﺎﺣﺔ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﲪﺎﻡٍ ّﻳﺘﺴﻊ ﳋﺰﺍﻥٍ ﻟﺘﻄﻬﲑ ﺍﻟﺰﻫﺮ ﻭ ﺍﻟﻮﺭﺩ ،ﻭﺑﻨﺎﺀ ٍ
-ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ،ﻭﻻ ﺗﻨﺲ ﺍﻟﺴﻄﺢ ،ﻓﻴﻪ ﺣﺠﺮﺓ ﺻﻐﲑﺓ ﺻﻴﻔﻴٌﺔ ،ﻭﺣﺠﺮﺍﺕ ﻟﱰﺑﻴﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﻛﻴﺖ ﻭﺍﻷﺭﺍ�ﺐ.
ً ﻭﺿﺤﻚ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻃﻮﻳﻼ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺪﻩ ﱂ ﺗﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ.ﺇ�ﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺟﻴﺪﺍ ﺃ�ﻲ ﻻ ﺃﻓﻜّﺮ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ.ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺮﺟﻮﻱ ﺃﻥ ﺃﻗﻴﻢ
ﺷﻌﺒﻴﺔ ِﻟﺒﻨﺎﲥﺎ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣﻼﻡ ،ﻭﺗﻨﻔﻊ ﻣﻬﺮﺑﺎً ﻣﻦ ﳘﻮﻡ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺿﻐﻮﻃﻬﺎ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﺄﺛﻴﺜﻪ ﻭﺗﺰﻳﻴﻨﻪ ﻣﻦ ﳏﺎﻝﱢ ﺧﺎﻥ ً ً ﺍﺳﱰﺍﺣﺔ
ﺍﳋﻠﻴﻠﻲ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﲢﻔﺔً ،ﻭﻟﻜﻦ ﲟﻌﻨﻰ ﺁﺧﺮ ﻏﲑ ﻣﺎ ﻗﺼﺪﻩ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺍﳌﻬﻨﺪﺱ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﺸﺮﺏ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩﻩ ﻟﻠﺴﻴﺎﺡ ﻭﺍﻷﻫﺎﱄ .ﻭﻟﻌﻠﻪ
ﺣﺬﺭ�ﻲ ﻗﺎﺋﻼ: ﺃﺳﺎﺀ ﺍﻟﻈﻦّ . .
ﺣﻲ ﻋﺮﻳﻖٍ ﻓﺤﺬﺍﺭ ﻣﻦ ﲡﺎﻭﺯ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ. -ﺳﺘﻜﻮﻥ ﰲ ﻗﻠﺐ ﱟ
ﻓﻀﺤﻜﺖ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ:
ﻫﺪﻡ ﻭﺑﻨﺎﺀ ! ﺷﻲﺀ ﳑﺎ ﺗﻌﲏ ﻟﻮﺟﺪﺕ ﺳﺒﻴﻠﻲ ﺩﻭﻥ ﺣﺎﺟﺔٍ ﺇﱃ ٍ ٍ -ﻟﻮ ﻓﻜﺮﺕ ﰲ
ﻭﰎ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﻭ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺍﺗﻔﻘﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺗﺎﺑﻊ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻷﻭﱃ ﺛﻢ ﺍ�ﻘﻄﻌﺖ ﻋﻨﻪ ﻷﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺷﻜﻠﻪ ّ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻭﻛﺄﳖﺎ ﻣﻔﺎﺟﺄﺓ ﺳﻌﻴﺪﺓ .ﻭﻗﺎﻝ ﱄ ﺍﳌﻬﻨﺪﺱ: ّ -ﰎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀٍ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻓﺄﺭﺟﻮ ﺃﻻ ﺗﻨﺪﻡ..
ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻣﻌﻪ ﻹﻟﻘﺎﺀ ٍ �ﻈﺮﺓ ﺃﺧﲑﺓ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠّﻢ .ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻗﺒﻠﺖ ﻣﻦ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺗﺮﺍﺀﺕ ﺍﳌﺸﺮﺑﻴﺘﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻛﺎ�ﺘﺎ ﺗﱰﺍﺋﻴﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺃﻱ ٍ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ .ﻭﻛﻌﻴﻨﲔ ﺗﺮﻣﻘﺎﻥ ﺩﻋﺘﺎ�ﻲ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ،ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﲔ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻋﻠﻰ �ﺎﺣﻴﺘﻴﻪ ﺍﻟﱵ ﺑﻘﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﳍﺎ ﺩﻭﻥ 3
ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻤﺮ ّﰎ ﺍﳍﺪﻡ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺍﻷ�ﻘﺎﺽ.ﲡﻠﺖ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺷﺒﻪ ﻣﺮﺑﻌﺔ ﰲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺧﺎﻟﻴﺔً ﻣﻦ ﺃﻱ ﻣﻌﻨﻰ ﻭﺑﻼ ﺭﻣﻮﺯ .ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻠﻤﻬﻨﺪﺱ ﻭﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎً ﺻﺪﻳﻘﻲ:
-ﺃ�ﻈﺮ ﻛﻢ ﻫﻲ ﺻﻐﲑﺓ.
ﻓﻘﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺄﻣﻠﻬﺎ ﻣﺘﻔﻜﺮﺍً:
-ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻹﻳﻮﺍﺀ ﺃﺳﺮﺓ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍ ﻛﺒﲑﺓ.
ﻭ ﺍﺳﺘﻐﺮﻕ ﰲ ﺗﺄﻣﻼﺗﻪ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻄﺮﺩ:
ﻻ ﺟﺪﻭﻯ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺴﻜﻦٍ ﺃﻭ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺻﻐﲑﺓ.. -ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺇ�ﲏ ﻻ ﺃﻓﻜﺮ ﰲ ﺫﻟﻚ.
ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ﻃﺮﻳﻔﺎً ﻭﻣﻔﻴﺪﺍً ،ﺃﻥ ﻳﺒﻨﻰ ﻣﺸﺮﺑﺎً ﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﻌﺼﺎﺋﺮ ﻭ ﺍﳊﻠﻮﻯ ،ﻭﺳﻮﻑ ﻳﻜﻮﻥ ً ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺎﻝٌ ﺧﺎﺭﻕ ،ﺇﻟﻴﻚﲢﺘﻪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﻷﺛﺮﻱ ،ﻭﺃﻟﻒ ﻣﻦ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻻﺳﺘﺌﺠﺎﺭﻩ ﺇﺫﺍ ﻋﺮﺽ ﻟﻺﳚﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ.
ﻓﺎﺑﺘﺴﻤﺖ ﻗﺎﺋﻼ:
ﻓﻜﺮﺓ ﻃﻴﺒٌﺔ ﻭﻟﻜﻨﲏ ﱂ ﺃﻗﺼﺪﻙ ﺇﻻ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﺎ ﰲ ﺭﺃﺳﻲ. -
-ﺇ�ﻪ ﺧﻴﺎﻝٌ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻠﻌﺐ
ﺑﺈﺻﺮﺍﺭ: ٍ ﻓﻘﻠﺖ
ﺣﺎﺫﻓﺎ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ. ً ﻣﺮﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﺩ�ﻰ ﺗﻐﻴﲑ -ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﻴﺪ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ٍ
ﻣﺮﺍﺕ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻔﺖ ﻟﻪ ﺍﳌﺪﺧﻞ ٍ ﺇﱄ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔٍ ﻭﻳﺪﻩ ﻻ ﺗﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺳﻢ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ .ﻭﺩﺍﺭ �ﻘﺎﺵ ﻭﺧﻠﻮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﰲ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻭﺃﺻﻐﻰ
ﻭﺍﻟﺴﻠّﻢ ﻗﺎﻝ:
2
ﳒﻴﺐ ﳏﻔﻮﻅ