Alsaieda magazine 7

Page 1

‫شـهرية مستقلـة تعنى بـاملرأة السـورية‬ ‫تصدر عن املركز السوري للصحافة والنشر‬ ‫آب ‪ / 2014‬العدد (‪)7‬‬

‫مخيمات بلغاريا محطة سورية نحو الفردوس المفقود‬ ‫المرأة واالقتصاد‪ :‬تحديات الجنسين ج‪2‬‬ ‫جرائم االغتصاب نتيجة الحرب الدائرة في سوريا‬ ‫التحرش الجنسي والعنف ضد المرأة في أوروبا‬ ‫شهادات حية من مصر التحرش واالغتصاب وتجريم الضحية‬ ‫اغتصاب المرأة سينمائيًا‬ ‫كيف تقنع مشاهدًا أدمن العنف أال يفعله‬


‫العناوين‪:‬‬

‫‪26‬‬

‫افتتاحية‬ ‫مخيامت بلغاريا‬ ‫محطة سورية نحو الفردوس املفقود‬ ‫أمين سليامن‬ ‫املرأة تصنع السالم‪ ...‬فضيلة النوع‬ ‫وجيهة عبد الرحمن‬

‫ألفا سميث فاندربيلت بيلمونت‬

‫الالجئات السوريات يف تركيا بني رحى العوز‬ ‫والفضيحة‬ ‫فريق تحرير سيدة سوريا‬ ‫سالم وكالم لفاتن رجب‬ ‫وجدان ناصيف‬

‫التحرش الجنيس والعنف ضد املرأة يف أوربا‬ ‫ضحى العاشور‬ ‫شهادات حية من مرص‬ ‫التحرش واالغتصاب وتجريم الضحية‬ ‫فريق القاهرة – إميان عادل‬

‫جرائم االغتصاب نتيجة الحرب الدائرة يف سوريا‬ ‫وأحكام القانون‬ ‫سحر حويجة‬ ‫“الحديث عن الدميقراطية يشعر الديكتاتوريات‬ ‫بالتهديد”‬ ‫روال أسد‬ ‫اغتصاب املرأة سينامئياً‬ ‫كيف تقنع مشاهداً أدمن العنف بأال يفعله‬ ‫عيل سفر‬

‫‪2‬‬

‫العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬

‫مدير التحرير‪:‬‬ ‫ياسمني مرعي‬

‫التلفزيون السوري اختص بإنتاج الرداءة‬ ‫األبواب الخلفية للتلفزيون (‪)2‬‬ ‫رعد شاهني‬ ‫مرشوع «متشاركون»‬ ‫مقاربة جديدة لدعم املشاركة السياسية واالجتامعية‬ ‫للمرأة‬ ‫فريق تحرير سيدة سوريا‬ ‫تسايل‬

‫‪18‬‬

‫الالجئات السوريات وواقع االستغالل‬ ‫شريين بريك‬

‫رئيس التحرير‪:‬‬ ‫محمد ّ‬ ‫ملك‬

‫ما ال تعلمينه عن الرضاعة الطبيعية‬ ‫هادية الخطيب‬

‫التحرش بالرجال‬ ‫حني يصبح التحرش سالحاً مزدوجاً‬ ‫خاص ‪ -‬سامر مختار‬

‫التحرش لفرض هيمنة الذكر‬ ‫أنا متحرش ‪ ...‬أنت ضعيفة‬ ‫القاهرة – نجاح سفر‬

‫املرأة واالقتصاد‪ :‬تحديات الجنسني ‪/‬الجزء الثاين‬ ‫االقتصاد غري الرسمي ‪ -‬الحصن الهش ضد الفقر املدقع‬ ‫ترجمة‪ :‬د‪.‬إنعام رشف‬ ‫املرأة والعوملة‬ ‫محمد الجرف‬

‫عندما يتحول الرجل إىل عدو‬ ‫املرأة بني سندان الرجل ومطرقة الحكومة‬ ‫القاهرة – لورا الطويب‬

‫السيداو‬

‫السيداو‬

‫السعودية متنح املخيامت ‪ 19718‬سلة نسائية عرب ‪ACU‬‬ ‫فريق تحرير سيدة سوريا‬

‫سكرتري تحرير‪:‬‬ ‫مراد عيد‬ ‫اإلمييل‪:‬‬ ‫الفيس بوك‪:‬‬ ‫‪www.facebook.com/‬‬ ‫‪saiedetsouria‬‬

‫سفربرلك بني أتاتورك واألسد‬ ‫بيسان أبو حمدان‬ ‫كرميته الحرمة تنترص عىل زينة الصحفية‬ ‫بفارق رشيط‪..‬‬ ‫زينة رحيم‬ ‫أدب‪:‬‬ ‫ ملن أكتب‬‫النا العبد‬

‫مدير عالقات عامة وترجمة‪:‬‬ ‫د‪ .‬إنعام رشف‬

‫‪18‬‬

‫ َ‬‫وطنٌ ع َ​َل ُ ْ‬ ‫ش َف ِة «لوركا »‬ ‫«مشاهد»‬

‫املكتب الرئييس‪:‬‬ ‫تركيا ‪ -‬غازي عينتاب‬ ‫ت‪00905533679528:‬‬ ‫‪00905435322971‬‬ ‫‪00905347362458‬‬

‫الصفحة األخرية‪ :‬عمل للفنانة جودي الجندي‬

‫‪32‬‬

‫السعر خارج سوريا‪ )5( :‬يورو‬ ‫توزع مجاناً داخل األرايض السورية‬


‫للكالم بقية‬ ‫وقائع في المشاريع النسائية‬ ‫فيما تعرب الثورة أايمها‪ ،‬تك ّفن شهداءها‪ ،‬ترفع األنقاض عن آخر نفس خمنوق لطفل أو سيدة أو شيخ كبري‪ ،‬وفيما تشد ِملحاً على جراح‬ ‫أبنائها وتقتات الربد وسعال األطفال‪ ،‬فيما يبدأ الضغط الطويل األمد‪ ،‬احلاجة‪ ،‬النزوح‪ ،‬اللجوء وبرت األطراف‪ ،‬يضيق أفق اآلمال من ثورة‬ ‫العدالة‪ ،‬ثورة الكرامة ووطن اجلميع أحراراً‪ ،‬إىل خيمة خماطة الشقوق‪ ،‬سلة غذائية‪ ،‬بعض أخشاب أو بقااي أشياء لدفء ليلة واحدة‪.‬‬ ‫وبينما حيــدث كــل ذلــك‪ ،‬تعرب بنا شخصيات عــديــدة‪ ،‬مسرعة حنــو آفــاق احلـيــاة األرستقراطية‪ ،‬اليوميات املخملية‪ ،‬املناصب والعالقات‪.‬‬ ‫يف سيدة سوراي نود التلميح إىل شخصيات نسائية تفرتس األخوات والبنات‪ ،‬وتصنع منهن درجات للدوس على سلم الصعود حنو مشتهى‬ ‫السلطة والتحكم والسادية‪.‬‬ ‫نراهن وقد ختصصن النهش يف وسط تنعدم فيه املنافسة‪ ،‬وسط يتيح هلن فتوحاً جديدة‪ ،‬وسط النساء اللوايت دفعن أكثر طاقة التحمل عرب‬ ‫سنوات الثورة العجاف‪ ،‬نساء ثورتنا املكرسات يف اخلــارج والداخل أيتني ابملنهكات تعباً‪ ،‬ابللوايت يعشن أسوأ الظروف املادية واجلسدية‪،‬‬ ‫مشردات الجئات‪ ،‬فقدن املساند والشريك ابناً وأخاً وزوجاً وأابً‪ ،‬أيتني هبن ليستندن عليهن يف تسمية تشكيالت وكياانت سياسية حقوقية‬ ‫إنسانية‪ ،‬تتعدد املسميات لكن اهلدف واحد‪ ،‬درجات على سلم التسلط والتحكم والسادية‪.‬‬ ‫نسأل من أين جئن‪ ،‬وكيف ُكـ ِّـرســن‪ ،‬ليأيت اجلـواب سريعاً بسيطاً‪ ،‬شخصيات ساهم اإلعــام بصناعة جنوميتها‪ ،‬وسامهت خارجيات دول‬ ‫ابلباقي‪ ،‬شخصيات كرستها حتالفات مع أجهزة استخبارات مغلف ٍة بكل أمبالج حمتمل‪ ،‬وصفقات بيع من طراز بيع (فاوستوس) لروحه‪.‬‬ ‫وحتالفات مع موظفني متنفذين يف املنظمات الدولية املاحنة‪ ،‬حيث سطوة املال‪ ،‬واملنظمات املاحنة ككل شيء‪ ،‬وهلا كما لنا‪ ،‬أزماهتا‪ ،‬حيث‬ ‫يشغلها موظفون ال يسافرون إال ابلطائرات كل يوم‪ ،‬يقيمون يف الفنادق معظم األايم‪ ،‬ويرتقون يف املناصب إبرضاء رؤسائهم ومدرائهم يف‬ ‫اخلارجيات أو مراكز املال‪ ،‬لذا يقع اهتمامهم ابلدرجة الثانية ورمبا الثالثة على اخلدمات اليت تقدمها املشاريع اليت يعملون عليها وعلى تطويرها‪،‬‬ ‫أما اهتمامهم األول فعلى التقارير اليت سريفعوهنا عن عملهم‪ ،‬واليت يف كثري من األحيان يعرتيها الكذب‪ ،‬يف احلقائق والتوثيق‪ ،‬وحىت أمانة‬ ‫صرف املال‪ ،‬طبعاً ال يتم ذلك إال مبساعدة وتعاون من النساء املكرسات اللوايت يعربن بنا سريعاً يف صعودهن الصاروخي‪.‬‬ ‫عانت الثورة السورية وال زالت وستعاين من مشاريع لتحطيمها‪ ،‬لوأدها أو سرقتها‪ ،‬وتبحث هذه املشاريع دائماً عن متعاونني‪ ،‬متآمرين‪ ،‬رجاالً‬ ‫ونساء‪ ،‬كلما ترقوا يف سلم التنازالت هبوطاً‪ ،‬كانت هلم احلظوة واالرتفاع ابملناصب‪ ،‬نلمحها تلك املشاريع‪ ،‬تسرق متثيل الناس وال متثلهم‪،‬‬ ‫تعيش على أملهم‪ ،‬ال تتواىن عن الكذب والتآمر يف سبيل البقاء يف أماكنها‪ ،‬تظهر علينا كل يوم بفكرة ومشروع‪ .‬ليس هكذا حترر املرأة يف‬ ‫سوراي‪ ،‬وليس هؤالء حمرروها وال قادة ثورهتا‪.‬‬ ‫نعلم أنه مهما طال احلديث‪ ،‬ومهما تكرر‪ ،‬لن تلغى الشخصنة وال السعي الفردي وال املصلحة‪ ،‬فكل ذي ٍ‬ ‫انب هناش‪ ،‬وكل ذي فأس حاطب‬ ‫شجر‪ ،‬لذلك يعلّمنا التاريخ‪ ،‬أن علينا أن نقيد الصالحيات ابملراقبة‪ ،‬وأن نصوغ آليات وأدوات تبين الدميقراطية والشفافية‪ ،‬ال تسمح للخجل‬ ‫والرتدد أو اإلمهال‪ ،‬أن ّ‬ ‫ميكن األفراد من االستحواذ على املشاريع واملناصب ومراكز القرار دون ضبط‪.‬‬ ‫ىن مؤسساتية حقيقية‪ ،‬عدالة وتكافؤ فرص تشمل اجلميع‪ ،‬حتتاج نساء سوراي فرصاً للبناء‬ ‫يليق بسوراي اجلديدة بعد كل تضحيات الثورة ب ً‬ ‫والتمكن‪ ،‬ال يهدرها تسيّب هنا‪ ،‬وأفّاق هناك‪ ،‬وأحالماً يسرن إليها ابخلطوات احلثيثة والعمل الدؤوب‪.‬‬ ‫جتربن‪ ،‬أن تزرعن أرضكن‪ ،‬أن ترممن بيوتكن‪ ،‬أن تربني أبناءكن وبناتكن على املساواة بينهم‪ ،‬جتتمعن يف‬ ‫عليكن أن تقرأن‪ ،‬أن تعرفن‪ ،‬أن ّ‬ ‫أحيائكن وقراكن‪ ،‬تتداولن األمور وتتبادلن األفكار‪ .‬اخرجن من عباءة التبعية‪ ،‬ولتخرج ممثالتكن من بينكن‪ ،‬حقكن بني أيديكن اليوم ال‬ ‫تفرطن به مرة أخرى‪.‬‬ ‫ّ‬

‫العدد (‪ )7‬آب ‪3 2014‬‬


‫مخيمات بلغاريا‬ ‫محطة سورية نحو الفردوس المفقود‬ ‫«أحلم أن أصبح أماً بعيداً عن املوت السوري» هبذه الكلمات تلخص‬ ‫«بريي» (‪ 25‬سنة) سبب مغادرهتا وزوجها «ماهر» (‪ 30‬سنة) سوراي‪،‬‬ ‫وجلوئهما إىل بلغاراي قبل أكثر من ‪ 5‬أشهر‪.‬‬ ‫حكاايت اللجوء‬ ‫تبدأ معاانة جديدة للسوريني مبجرد وصوهلم إىل بلغاراي‪ ،‬حيث يعتربون‬ ‫حبـســب الـقــانــون الـبـلـغــاري خــارجــن عــن ال ـقــانــون‪ ،‬كــوهنــم ع ــروا احل ــدود‬ ‫البلغارية بطريقة غري شرعية‪ ،‬ويرتتب على ذلك وضعهم يف مراكز أقرب‬ ‫للسجون واملعتقالت‪ ،‬إىل أن يتم تسجيل طلبات جلوئهم‪ ،‬ومن مث ينقلون‬ ‫إىل مراكز اإليواء‪.‬‬ ‫تـقــول «ب ــري»‪« :‬غ ــادران س ــوراي يف آذار املــاضــي‪ ،‬تــرك زوج ــي وظيفته‬ ‫احلكومية‪ ،‬وتركت أان جامعيت‪ ،‬وقرران التوجه إىل بلغاراي ومنها إىل وجهتنا‬ ‫املبتغاة أملانيا‪ ،‬لكن الرايح مل تسر كما تشتهي سفننا املتعبة‪ ،‬فبعد وصولنا‬ ‫إىل تركيا اتفقنا مع مهرب يف إسطنبول ليجتاز بنا احلدود مع بلغاراي»‪.‬‬ ‫وتضيف «بريي»‪« :‬أوصلنا املهرب إىل قرية قريبة من احلدود يتجمع فيها‬ ‫عدد من السوريني‪ ،‬وبدأان املسري لي ً‬ ‫ال يف الغابة املوحشة جداً‪ ،‬واملمتدة‬ ‫بني تركيا وبلغاراي‪ ،‬مشينا مسافة طويلة جداً‪ ،‬استغرقت تقريباً الليل بطوله‬ ‫دون أي توقف‪ ،‬ما زلــت أتذكر ذلــك الطفل الصغري الــذي كــان يرافق‬ ‫والديه‪ ،‬كاد ميوت من الربد‪ ،‬كنا نشعل له الثياب وأكياس النايلون لكي‬ ‫يتدفأ‪ ،‬كنت منهارة من التعب لكنين يف كل مرة أشعر أبنين سأسقط على‬ ‫األرض أفكر بطفلي القادم وأستعيد شيئاً من قويت ألجله‪ ..‬حىت وصلنا‬ ‫فجراً إىل بلغاراي»‪.‬‬

‫• أمين سليمان‬

‫يقول مصطفى (‪ 33‬سنة) من مدينة حلب‪« :‬اضطررت ملغادرة حلب‬ ‫بعد أن مت قصف احلــي الــذي أسكن فيه‪ ،‬وبعد رحلة شاقة عرب غاابت‬ ‫موحشة تفصل احلدود الرتكية البغارية ‪ ..‬اعتقلين حرس احلدود البلغاري‬ ‫وُعوملت معاملة ُمهينة‪ ،‬حيث مت نقلي إىل جممع أمــي‪ ،‬ويف غرفة مليئة‬ ‫ابلسوريني مت جتميعنا‪ ،‬وطلبوا منا أن حنمل لوحات مرقمة وأخذت لنا صور‬ ‫على اليمني وعلى اليسار وصــورة أمامية للوجه‪ ..‬وبعد كل تلك املعاانة‬ ‫وصلنا إىل جحيم آخر امسه «خميم حارمنلي»‪.‬‬

‫كامب حارمنلي‬ ‫كامب حارمنلي عبارة عن خميم قرب احلدود البلغارية مع تركيا وهو عبارة‬ ‫عن بناايت ومهاجع مهجورة للجيش البلغاري‪ ،‬بناايت قدمية جداً متت‬ ‫إعــادة «جتهيزها» على عجل الستقبال الالجئني السوريني القادمني من‬ ‫تركيا‪.‬‬ ‫يتواجد يف املخيم حوايل ‪ 1800‬الجئ سوري بينهم ‪ 200‬عائلة‪ ،‬غالبيتهم‬ ‫جاءت من احلسكة وحلب كما يوجد بعض الفلسطينيني أيضاً‪.‬‬ ‫يتألف الكامب من ثــاث أقسام فتوجد بناية لألرامل وأخــرى للشباب‬ ‫وكرفاانت للعائالت‪.‬‬ ‫يصف «ماهر» وضع املخيم ابملأسوي «حيث ال ميكن متيز غرف املعيشة‬ ‫مــن احلمامات املشرتكة‪ ،‬يف كــل ممــر ميكنك أن تشاهد أكثر مــن ‪100‬‬ ‫شخص»‪.‬‬ ‫وعن اخلدمات اليت تقدم يف الكامب‪ :‬يقول ماهر‪« :‬ال يوجد أي شيء‬ ‫تقدمه احلكومة البلغارية‪ ،‬الطعام يـقــدم يف حــاالت اندرة وإن قــدم من‬ ‫الصعب تناوله‪ ،‬وال توجد أي رعاية صحية واللجنة الصحية اليت كانت‬ ‫وحسب املصادر الرمسية البلغارية فإن غالبية املهاجرين غري الشرعيني‪ ،‬موجودة انتهى عقدها ومل حتل حملها أي جلنة أخرى»‪.‬‬ ‫ومعظمهم من السوريني‪ ،‬يدخلون من تركيا عرب «اهلوفو»‪ ،‬وهي منطقة ولندرة الطعام «نضطر أن نشرتيه من خارج الكامب من بلدة حارمنلي‬ ‫حيث يتحكمون ابألسعار وغالباً ما نشرتي أشياء ضرورية وعادية أبسعار‬ ‫غاابت تفصل تركيا عن بلغاراي‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬


‫سياحية» حبسب «ماهر»‪.‬‬ ‫وي ــرى (خــالــد ‪ )38‬ال ــذي كــان يقيم يف خميم‬ ‫ابلقرب من العاصمة صوفيا أن «كل املخيمات‬ ‫يف ب ـل ـغــاراي سـيـئــة ج ـ ــداً‪ ،‬ف ـقــد ع ـشــت يف خميم‬ ‫ابلـعــاصـمــة صــوف ـيــا‪ ،‬إن ــه سـجــن حـقـيـقــي مـلــيء‬ ‫ابل ـكــام ـرات‪ ،‬مـشــاكــل كـثــرة مــع الجـئــن من‬ ‫جنسيات أخــرى‪ ،‬مل يكن يسمح لنا ابلتدخني‬ ‫يف الغرف وال ميكننا حتضري الطعام على الغاز‪،‬‬ ‫وعلينا تبادل األدوار يف الطبخ على سخاانت‬ ‫كهرابئية يف املمر»‪.‬‬ ‫وتنتشر يف بلغاراي ‪ 7‬خميمات للالجئني‪ ،‬ثالثة‬ ‫منها يف العاصمة البلغارية صوفيا‪ ،‬وواحد يبعد‬ ‫عنها أربعني كيلومرتاً‪ ،‬وثالثة على احلــدود مع‬ ‫تركيا تضم أكثر من‪ 10‬اآللف الجئ غالبيتهم‬ ‫مــن الـســوريــن‪ ،‬يف بلد يعترب مــن أفـقــر بلدان‬ ‫أوراب‪ ،‬ما زاد من معاانة الالجئني يف غياب أي‬ ‫منظمة دولـيــة أو أورب ـيــة أو عربية ملساعدهتم‪،‬‬ ‫ابستثناء دور بسيط للصليب األمحر البلغاري ‪.‬‬ ‫وعن صعوابت احلياة يف حارمنلي تقول «بريي»‪:‬‬ ‫«يف الشتاء كان الربد قارساً جداً وال توجد أي‬ ‫وسيلة للتدفئة‪ ،‬أمــا يف الصيف فاملعاانة كبرية‬ ‫أيضاً فال برادات وال مواد تنظيف‪ ،‬والنفاايت‬ ‫تنتشر يف كل مكان وال يوجد من أييت لنقلها‬ ‫وال منلك أي وسيلة لنقلها بـعـيــداً عـنــا‪ ،‬هناك‬ ‫ح ــاالت حساسية جلدية وإس ـهــاالت منتشرة‬ ‫خاصة بني األطفال»‪.‬‬ ‫وعــن دور املنظمات اإلنسانية واملنظمات غري‬ ‫احلكومية يقول مــاهــر‪« :‬مل نـ َـر ســوى الصليب‬ ‫األمح ـ ــر ال ـب ـل ـغ ــاري‪ ،‬ل ـكــن دوره ض ـع ـيــف ج ــداً‬ ‫وتـقـتـصــر مـســاعــداتــه عـلــى ال ـش ـراشــف وحليب‬ ‫األطفال»‪.‬‬ ‫اعتداءات عنصرية‬ ‫يوماً بعد يــوم تــزداد معاانة الالجئني السوريني‬ ‫يف بلغاراي مع ازدايد تدفق الالجئني من سوراي‪،‬‬ ‫وعــدم متكن املوجودين فيها من احلصول على‬ ‫جلــوء يف إح ــدى ال ــدول األورب ـيــة‪ ،‬وت ــزداد معها‬ ‫امل ـم ــارس ــات ال ـع ـن ـص ـريــة ض ــد ال ـس ــوري ــن بصفة‬ ‫خــاصــة مــن قبل مجــاعــات « الـنــازيــن» البلغار‬ ‫أو «حليقي الرؤوس» اليت تثري الرعب واخلوف‬ ‫بني السوريني‪.‬‬

‫شتاء حارمنلي‬

‫ي ـقــول حمـمــد (‪31‬س ـن ــة)‪« :‬ب ــدأت املـمــارســات‬ ‫العنصرية ضد الالجئني بشكل عام والسوريني‬ ‫بشكل خاص كوهنم أكرب اجملموعات الالجئة يف‬ ‫بلغاراي منذ جميئنا‪ ،‬لكنها تصاعدت بعد تعرض‬ ‫فتاة بلغارية لالعتداء من قبل شــاب جزائري‪،‬‬ ‫فنال السوريون ما انلوه من عنصرية وصلت حلد‬ ‫االعتداء على جتمعاهتم وعلى مراكز إيوائهم»‪.‬‬ ‫«أكثر اجلماعات عنصرية واعتداء على السوريني‬ ‫يف ب ـل ـغــاراي هــم مــن يـسـمــون حبـلـيـقــي الـ ــرؤوس‪،‬‬ ‫حيت يتعرض السوريون للضرب واإلهــانــة من‬ ‫قبلهم س ـواء يف ال ـش ـوارع أو يف ال ـرام وال أحد‬ ‫يفعل هلم شيئاً»‪ .‬حبسب «جوان أمحد»‪.‬‬ ‫وتـشــر اسـتـطــاعــات رأي غــر رمسـيــة إىل ازايد‬ ‫العنصرية يف بلغاراي جتــاه السوريني‪ ،‬حيث عرب‬ ‫‪ % 77‬مــن البلغار أبهنــم ال يـريــدون العيش يف‬ ‫أحياء حتوي سوريني‪ ،‬كما عرب ‪ %53‬من البلغار‬ ‫عن معارضتهم لوجود السوريني يف بلغاراي‪.‬‬ ‫حمطة مؤقتة ‪ ..‬عرضة لالحتيال‬ ‫كل الالجئني السوريني املتواجدين يف بلغاراي‬ ‫ال ينوون البقاء فيها‪ ،‬كوهنا ليست سوى حمطة‬ ‫للعبور إىل «اجلنة األوربـيــة» بعيداً عن اجلحيم‬

‫انتشار القمامة في اخمليم‬

‫توزريع املساعدات من الصليب األحمر‬

‫السوري‪.‬‬ ‫يقول «مــاهــر»‪ :‬اخــران العبور إىل بلغاراي على‬ ‫أم ــل أن ن ـصــل إىل أمل ــان ـي ــا‪ ،‬ل ـكــن ال ـت ــأخ ــر يف‬ ‫إجراءات التسجيل هنا و لدى املرتمجني خاصة‬ ‫يف املماطلة ابلتحقيق األويل ومن مث األساسي‪،‬‬ ‫جعلنا نلجأ إىل السماسرة لتعجيل خالصنا من‬ ‫هنا»‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬تعرضنا للنصب من شخص ادعى‬ ‫أنه يستطيع حتصيل إقامتنا يف أملانيا خالل فرتة‬ ‫قصرية‪ ،‬أخذ أموالنا وهرب هبا»‪.‬‬ ‫ويؤدي بطء إجراءات اللجوء إىل تفاقم الوضع‪،‬‬ ‫وانتشار عمليات الرشوة وحاالت االحتيال على‬ ‫الالجئني بدعوى تسهيل األوراق واإلقــامــات‬ ‫وتسهيل السفر إىل أوراب‪ ،‬رغم أن القانون ينص‬ ‫على وجوب اختاذ قرار بشأن تلك الطلبات يف‬ ‫غضون ستة أشهر على األكثر‪.‬‬ ‫«احملطة اليت كان من املفرتض أن تكون مؤقتة‬ ‫طالت‪ ،‬والكثري مل االنتظار واألحـوال الصعبة‬ ‫يف املخيمات البلغارية‪ ،‬لذا قرر الكثريون اهلروب‬ ‫عرب احلدود‪ ،‬لكن بعضهم اعتقل خالل حماولته‬ ‫اجتياز احلدود البلغارية وهنالك العشرات منهم‬ ‫يف سجن أيلخوفو منذ أشهر» حبسب جوان‪.‬‬ ‫تشعر «بريي» ابليأس من أن تلك احملطة املؤقتة‬ ‫قــد طــالــت يف املـخـيــم أكـثــر ممــا كــانــت تـتــوقــع‪،‬‬ ‫والــرجــل الــذي كــان مــن املـفــرض أن ويــؤمــن هلا‬ ‫ولزوجها اإلقامات يف أملانيا احتال عليهم وهرب‬ ‫ابملبلغ‪ ،‬وهو اآلن يف أملانيا‪ ،‬ويبدو أن حلمها‬ ‫أبن تصبح أم ـاً بـعـيــداً عــن بـرامـيــل امل ــوت أيضاً‬ ‫قــد أتجــل حسب مــا قــال هلــا الطبيب مــؤخـراً‪،‬‬ ‫وعليها أن جتــري عملية عاجلة للتخلص من‬ ‫حلمها القتيل‪.‬‬ ‫العدد (‪ )7‬آب ‪5 2014‬‬


‫المرأة تصنع السالم‬ ‫فضيلة النوع‬ ‫ّرب ــا يـنــدهــش الـبـعــض حــن نـربــط بــن الـســام‬ ‫وامل ـ ـرأة‪ ،‬ولــو فعلنا غــر ذل ــك‪ ،‬كــأن نـربــط بني‬ ‫امل ـرأة واملطبخ أو املــوضــة لـكــان ذلــك طبيعياً‪،‬‬ ‫ألنَّــه يتماشى يف نظرهم وما نسبوه هلا من أن‬ ‫مهمتها يف احلـيــاة ال تـتـجــاوز األمــومــة وطاعة‬ ‫ال ــزوج وأع ـم ــال الـبـيــت‪ ،‬مـتـنــاســن أن الـتــاريــخ‬ ‫الـبـشــري يـثـبــت لـنــا كــل ي ــوم أن املـ ـرأة مــن بــدأ‬ ‫الفلسفة يف احلضارات القدمية هي املرأة‪ ،‬وأهنا‬ ‫صانعة للسالم كل يوم‪ .‬من هنا كان البد من‬ ‫إض ــاءة بعض اجلـوانــب املهمة يف حـيــاة امل ـرأة‪،‬‬ ‫أبــن فيها دوره ــا يف صـنــع الـســام مــن خــال‬ ‫فضيلة النوع‪.‬‬

‫مقاربة ثقافة اترخيية‬

‫الثقافة يف جــوهــرهــا جـ ٌّـو ميتص الـفــرد تلقائياً‪،‬‬ ‫ع ـن ــاص ــره أل ـ ـ ـوان وأصـ ـ ـ ـوات وح ــرك ــات وروائ ـ ــح‬ ‫وأفـ ـ ـك ـ ــار‪ ،‬ي ـت ـل ـ َّـق ــاه ــا ب ــوص ـف ـه ــا صـ ـ ــوراً مــألــوفــة‬ ‫يستأنسها منذ مهده‪َّ ،‬‬ ‫ألن هذه العناصر تذوب‬ ‫يف كيان اجملتمع لتطبع به أسلوب حياته‪ ،‬ولكن‬ ‫عندما يــزول هــذا اجلــو الثقايف ويتعذر تركيب‬ ‫العناصر الثقافية يف منهج تـربــوي‪ ،‬تنشأ أزمــة‬ ‫ثقافية وه ــذا حيــدث أيـضـاَ عندما يفقد الفرد‬ ‫ألسباب سياسية مث ً‬ ‫ال حقه يف النقد كواجب‬ ‫تـغـيــر‪ ،‬فكلما عـمــل اجملـتـمــع مــن أجــل السهر‬ ‫على سلوك األفراد بدعوى احلرية وزال الضغط‬ ‫االج ـت ـم ــاع ــي‪ ،‬ان ـط ـل ـقــت ال ـط ــاق ــة احل ـي ــوي ــة مــن‬ ‫قـيــودهــا‪ ،‬س ـواء أكــانــت ه ــذه الـقـيــود مفروضة‬ ‫على أساس ديين‪ ،‬أم دستوري‪.‬‬ ‫مل ي ـص ــل اجمل ـت ـم ــع اإلن ـ ـسـ ــاين ب ـع ــد إىل درج ــة‬ ‫التماسك الذي توحي به احلمولة الداللية هلذا‬ ‫املـصـطـلــح‪ ،‬وذل ــك ألن طـريـقـاً ملتوية وطويلة‬ ‫استهلكتها اجلماعات البشرية لتصل إىل نوع‬ ‫مــن التنظيم كــالــذي نـشـهــده راه ـن ـاً‪ ،‬فالطريقة‬ ‫اليت يتفاعل فيها البشر تغريت كثرياً منذ بداية‬ ‫التاريخ حىت زمننا الراهن‪ ،‬إذ انتقلت البشرية‬ ‫من حمض مجاعات صغرية يتفاعل أفرادها على‬ ‫‪6‬‬

‫العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬

‫• وجيهة عبد الرمحن‬

‫حنو مغرق يف املباشرة‪ ،‬يقوم التواصل فيه على التعارف وجهاً لوجه‪ ،‬ويرتبط فيه كل فرد بعالقة‬ ‫وثيقة مع اآلخر يف مرحلة جديدة‪ ،‬تتكون من جمتمعات كبرية تتسم عالقة األفـراد فيها بكوهنا‬ ‫عامة وسطحية‪ ،‬ويستعاض عن ذلك القصور يف التعارف‪ ،‬آبلية تنميط األفراد على هيئة أجناس‬ ‫ونوع‪ ،‬أو فئات وطبقات‪.‬‬ ‫من هنا مت حتديد النوع‪ ،‬وكانت (آن أوكلي) أول من حدد هذا املفهوم‪ ،‬فكلمة اجلنس حتيل إىل‬ ‫الفروق البيولوجية بني الذكور واإلانث‪ ،‬أي الفروق الظاهرة بني األعضاء التناسلية وما يرتبط هبا‬ ‫من وظائف‪ ،‬أما النوع فهي مسألة ثقافة خاضعة للتصنيف االجتماعي (ذكر‪ -‬أنثى)‪.‬‬ ‫سيمون دي بوفوار كانت الرائدة يف جمال التصنيف على أساس النوع وعبارهتا الشهرية (املرأة ال‬ ‫تولد امرأة وإمنا تصبح كذلك) تؤكد لنا ذلك‪ .‬فاملقاربة البنائية تؤكد وجوب إدراك مفهوم املرأة‬ ‫وبناء على ذلك فإن املرأة ككائن ذو سيكولوجية‬ ‫كمسار اترخيي يتغري ويتحول من خالل الزمن‪ً ،‬‬ ‫هلا خصائصها وطبيعتها املختلفة‪ ،‬هي نتيجة وجود راجع للتاريخ والظروف االجتماعية واالقتصادية‬ ‫والثقافية بعيداَ عن أي تصور بيولوجي أو ذهين‪ ،‬ألهنا أُ ِّطــرت منذ البداية َّ‬ ‫لتظل قاصرة عن أي‬ ‫ارتقاء نفسي أو ذهين‪ ،‬وعن كل فرص ُّ‬ ‫التقدم املهين‪ ،‬من خالل وظيفتها يف البيت من أعمال‬ ‫استنزفت كياهنا حبجة األمومة املقدسة‪.‬‬ ‫إن قهر املرأة واستعبادها ليس حالة خاصة مبجتمعاتنا أو بالد العامل الثالث‪ ،‬إهنا ظاهرة تعززها‬ ‫النظم السياسية واالقتصادية والثقافية‪ ،‬ألن مشكلة املرأة نتجت عن ذلك النظام الذي جعل طبقة‬ ‫تسود على طبقة‪ ،‬وجنساً يسود على آخر‪ ،‬فهي مشكلة طبقية وجنسية يف آن واحد‪.‬‬ ‫منذ البداية متَّ التعامل مع األنثى‪ ،‬املرأة كتابع للذكر‪ ،‬الرجل‪ ،‬ومل تكن األداين مبنأى عن القيام‬ ‫هبذا الفعل‪ ،‬ففي اإلصحاح الثاين من الكتاب َّ‬ ‫املقدس نقرأ‪ :‬أن الرب اإلله أوقع سبااتً على آدم‬ ‫فنام فأخذ واحدة من أضالعه ومأل مكاهنا حلماَ‪ ،‬بىن الرب اإلله الضلع اليت أخذها من آدم امرأة‬


‫ع ـلــى ال ـك ـفــاح م ـنــذ والدهتـ ــا ألج ــل اإلنـســانـيــة‬ ‫والـسـلــم‪ ،‬وإن اخلـصــومــات الكامنة يف هتميش‬ ‫وض ــع املـ ـ ـرأة‪ ،‬وه ــي ع ـلــى ق ــدر م ــن اخل ـط ــورة‪،‬‬ ‫قــد تسبَّبت يف ش ـ ِّـل أكـثــر مــن نـصــف اجملتمع‬ ‫وتعميق ختلُّفه‪ ،‬والسؤال‪ :‬هل يعفي ذلك املرأة‬ ‫من البحث عن ذاهتا؟‬

‫ابحلب وأشياء أخرى‬ ‫املرأة تصنع السالم ِّ‬

‫مل يكن تنظيم الـنـســاء سـهـ َ‬ ‫ا وال مـيـســوراَ ألن‬ ‫أغلبهن معزوالت داخل حياة األسرة الصغرية‪،‬‬ ‫اليسهل جتمعهن كالرجال داخــل املؤسسات‬ ‫ال ـعــامــة م ــن ن ـق ــاابت‪ ،‬احتـ ـ ــادات‪ ،‬ب ـرمل ــاانت أو‬ ‫أح ـزاب سياسية‪ ،‬هلــذا ظـ َّـل دور امل ـرأة احلقيقي‬ ‫قاصراَ ابملقارنة مع مساحتها املؤطرة‪ .‬رغم ذلك‬ ‫وجدان أن هذه املرأة اليت ُسلِبت أبسط حقوقها‬ ‫كانت تتصدر لوحات الفن التشكيلي برقصة‬ ‫مشوخ حيث متت َد جذورها وتتشعب كأهنا شجرة‬ ‫احلياة‪ ،‬ليأيت ذلك اعرتافاَ ضمنياَ من هذا الفنان‬ ‫أو ذاك أبن املرأة إمنا هي عصب احلياة املمت ِّد وأحضرها إىل آدم‪ ،‬فقال آدم‪ :‬هذه اآلن عظم‬ ‫من عظامي وحلم من حلمي‪.‬‬ ‫إىل األبدية‪.‬‬ ‫ولن ننسى اللعنة التوراتية اليت تقتضي أمل الوالدة‬ ‫لـلـمـرأة‪ ،‬حــن قــال ال ــرب اإلل ــه لـلـمـرأة بـعــد أن‬ ‫املـ ـرأة كـكــائــن ذو سيكولوجية هلا‬ ‫أغوهتا احلية أبكل التفاحة‪:‬‬ ‫خـصــائـصـهــا وطـبـيـعـتـهــا املـخـتـلـفــة‪،‬‬ ‫أكـثــر مــن أتـعــاب محـلــك‪ ،‬ابلــوجــع تـلــديــن أوالَ‬ ‫هــي نتيجة وجـ ــود راجـ ــع للتاريخ‬ ‫وإىل رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك‪.‬‬ ‫والظروف االجتماعية واالقتصادية‬ ‫ويف الــزردشـتـيــة جنــد «زارا» يــؤكــد عـلــى مكانة‬ ‫وال ـث ـقــاف ـيــة ب ـع ـيــداَ ع ــن أي تـصــور‬ ‫امل ـرأة مــن خــال األمــومــة‪ :‬كــل مــايف امل ـرأة لغز‬ ‫بيولوجي أو ذهين‬ ‫ولـيــس هل ــذا الـلـغــز إال مـفـتــاح واح ــد هــو كلمة‬ ‫(احلـبــل)‪ ،‬مشرياَ يف مكان آخــر إىل أن الرجل‬ ‫يــؤكــد غــوسـتــاف لــوبــون ذل ــك بـقــولــه‪« :‬عندما خلق للحرب وخلقت امل ـرأة ليستكني الرجل‬ ‫أكــون األضعف أطلب منكم احلرية ألن هذا إليها‪ ،‬حم ــذراَ الــرجــل مــن حــب امل ـرأة ألنــه طـ ٍـاغ‬ ‫هو مبدؤكم‪ ،‬وعندما أكون األقوى أنتزعها ألن وكبري ويفوق كل التصورات‪.‬‬ ‫لـكـنــي لـســت هـنــا ب ـصــدد حمــاكـمــة الـفــرضـيــات‬ ‫هذا مبدئي»‪.‬‬ ‫ف ــامل ـرأة ت ـنــزع إىل إث ـب ــات ال ـ ــذات‪ ،‬وإعـ ــاء قيم الــديـنـيــة عـلــى أهن ــا كـمــا ي ـقــول املـفـكــر ال ـيــاابين‬ ‫التحدي واإلصرار‪ ،‬يف عامل اليتيح هلا أن تكون «ديزاكو إكيدا» فرضيات جيب أن حتاكم على‬ ‫سيدة موقفها‪ ،‬إال بشروطه املؤطرة بسياجات مــدى اجلــودة الــي تفسر هبا ظواهر احلياة اليت‬ ‫جــلَّـهــا يـرتـكــز عـلــى مـفــاهـيــم شـخـصـيــة‪ ،‬ورؤى تبدو للفكر البشري املفتقر إىل العون غري قابلة‬ ‫خاصة يف تفسري ذايت ملا يتصور أنه املوروث‪ .‬للتفسري‪.‬‬ ‫م ــن ه ـنــا فـ ــإن ن ـس ــاء الـ ـع ــامل يـلـتـقــن يف جـبـهــة حكاية امل ـرأة هــي حكاية الـتــاريــخ بـتـواتــره عرب‬ ‫عريضة متتد من األفق إىل األفق لتؤيد حركات العصور‪ ،‬حكاية شجاعة وحـ َّـدة بصرية ودأب‬

‫التحرر الوطين واإلنساين والتقدم االجتماعي‬ ‫والـس ـلــم ال ـعــاملــي ل ــدرء ال ـش ــرور عــن اإلنـســانـيــة‬ ‫كلها‪ ،‬جمـ ِّـســدة بذلك دوره ــا احلقيقي‪ ،‬يف أن‬ ‫املرأة تصنع السالم انطالقاً من أن احلب القائم‬ ‫نعرِفه‪ :‬شعور‬ ‫على بــذل النفس‪ ،‬إمنــا هو كما ّ‬ ‫شخصي يكابده املرء حنو شخص آخر‪ ،‬ويدفع‬ ‫إذا اق ـت ـضــت الـ ـض ــرورة م ــن نـفـســه مث ـن ـاَ ابه ـظ ـاَ‬ ‫ملساعدته‪.‬‬ ‫فـمــن ال ـص ـفــات ال ـب ــارزة ال ــي تـتـمـيــز هبــا املـ ـرأة‪:‬‬ ‫الرباءة فيما يتعلق ابحملبة‪ ،‬والنزوع إىل أن تكون‬ ‫ممـتـلـكــة‪ ،‬ي ـضــاف إلـيـهـمــا عـنـصــر ال ـصــر وهــو‬ ‫نتيجة طبيعية للحب‪.‬‬ ‫احلب هو الصفة املميزة للمرأة‪ ،‬اليت ميكن أن‬ ‫تصبح قــوة اجتماعية عظيمة‪ ،‬بــوســع النساء‬ ‫إجي ــاد نقطة االن ـطــاق إلب ــداع ص ــورة جــديــدة‬ ‫لإلنسان من خــال عــدم اقتصار حمبتها على‬ ‫األفـراد‪ ،‬بل توجهها لألشياء‪ ،‬وما حمبة النساء‬ ‫ألزواجـهــن وأوالدهــن إال أتكيد على محايتهن‬ ‫للحياة ابلفطرة‪ ،‬األمر األكثر قيمة يف الكون‪،‬‬ ‫ـب احلياة‬ ‫ومــادامــت امل ـرأة تلد احلـيــاة‪ ،‬فهي حتـ ُّ‬ ‫أكثر من الرجال وتكره أي هتديد هلا أكثر من ُه‪.‬‬ ‫ومــن جــانــب آخــر تــؤكــد الــدراســات أن قضية‬ ‫إرش ــاد الـطـفــل‪ ،‬ابعـتـبــاره احل ـيــاة الــي نقصدها‬ ‫مــن خ ــال مــا س ـبــق‪ ،‬عــر ال ـطــرق امل ــؤدي ــة إىل‬ ‫س ــن ال ــرش ــد‪ ،‬ه ــي أع ـظــم امل ـســؤول ـيــات وأك ــر‬ ‫االمتيازات لألم البشرية‪ ،‬ألن التطورات احلامسة‬ ‫للطفل‪ ،‬حتــدث يف الـسـنـوات اخلـمــس األوىل‪،‬‬ ‫والـعــامــل البيئي الـرئـيـســي يف هــذه املــرحـلــة هو‬ ‫التأثري الــربــوي لــأم‪ ،‬ففي دراس ــة عــن أطفال‬ ‫يف بـريـطــانـيــا إابن احل ــرب الـعــاملـيــة ال ـثــان ـيــة‪ ،‬متَّ‬ ‫انـتـزاع الكثري مــن األطـفــال مــن رعــايــة أمهاهتم‬ ‫وإحلاقهم مبؤسسات غري شخصية لتعبئة النساء‬ ‫للعمل احلريب‪ ،‬والعلماء النفسيون الذين درسوا‬ ‫حاالت بعض أولئك األطفال إىل ما بعد سن‬ ‫البلوغ‪ ،‬اتفقوا على أن النتائج املتأخرة والدائمة‬ ‫لـلـتـغــر الـعـنـيــف امل ـفــاجــىء يف احل ـيــاة ال ـبــاكــرة‪،‬‬ ‫كانت سيئة‪.‬‬ ‫اسـ ـتـ ـن ــاداَ إىل ذلـ ــك جن ــد يف اإلنـ ـت ــاج املـ ــادي‬ ‫والـنـشــاطــات املـرتـبـطــة بــه‪ ،‬أيخــذ الــذكــر الــدور‬ ‫العدد (‪ )7‬آب ‪7 2014‬‬


‫الـرئـيـســي‪ ،‬ولـكــن يف مـســألــة الـعـنــايــة ابلـطـفــل‪،‬‬ ‫املتفتحة وشديدة احلساسية‪ ،‬ورعايتها وإرشاد‬ ‫تلك احلياة إىل البلوغ‪ ،‬جند أن النساء أبرع من‬ ‫الــرجــال‪ ،‬ألن النساء أشـ ًّـد تنبهاً إىل التغريات‬ ‫السيكولوجية الدقيقة‪ ،‬لقدرهتن على منح احملبة‬ ‫املقرتنة ابلتضحية الــذاتـيــة‪ ،‬على أن الشر هو‬ ‫متركز اإلنسان حول نفسه‪.‬‬ ‫فــال ـط ـفــل ي ـت ـشــرب تـعـلـيـمــات األم وتــدري ـبــاهتــا‬ ‫وانـفـعــاالهتــا وال ـص ــورة الـكـلـيــة فـيـهــا‪ ،‬هـنــا جيمع‬ ‫ال ـط ـفــل ال ـس ـمــات الـشـخـصـيــة ت ــدرجي ـي ـاَ‪ ،‬ومــن‬ ‫مث يــرث الثقافة اإلنـســانـيــة األســاسـيــة يف صنع‬ ‫إنسان حمب‪ ،‬وهو جوهر عمل املرأة‪.‬‬ ‫فاحلب هو األقوى عند النساء يف كل أدوارهن‬ ‫يف احلياة‪ ،‬هذه الفضيلة األنثوية هلا أمهية كربى‬ ‫يف مساعدة اجلنس البشري على الوصول إىل‬ ‫الكف عن التنافسية‬ ‫غايتني‪ :‬إلغاء احلــروب‪ ،‬و ِّ‬ ‫ال ـع ــدوان ـي ــة‪ ،‬وم ــن املـ ـع ــروف أن ال ـن ـس ــاء أشــد‬ ‫معارضة للحروب من الرجال‪ ،‬وعلى الرغم من‬ ‫أهنن أعفني من اخلدمة العسكرية فإن نزعتهن‬ ‫الـطـبـيـعـيــة ه ــي اإلح ـس ــاس أن ق ـتــل أزواج ـه ــن‬ ‫وأوالدهن أو برت أعضائهم يف احلرب‪ ،‬إمنا هي‬ ‫وحشية التسوغها أيــة مكاسب قد تظفر هبا‬ ‫هن مواطنات فيها‪.‬‬ ‫الدولة اليت َّ‬ ‫هنا البد من اإلشارة إىل النساء اإلسبارطيات‬ ‫اللوايت أحلحن على أبنائهن أن ميوتوا يف احلرب‬ ‫موقفهن كــان ش ــاذاَ إىل حد‬ ‫مـشـهــورات‪ ،‬ألن‬ ‫َّ‬ ‫يثري االمش ـئ ـزاز‪ ،‬ابملـقــارنــة مــع طبيعة امل ـرأة ومع‬ ‫شـ ـه ــرزاد املـ ـ ـرأة ال ــي أط ــال ــت ع ـمــرهــا ابل ـســام‬ ‫وذلك إبظهار احملبة والثقافة بسردها القصص‬ ‫لشهراير‪ ،‬منطلقة من نزعتها اإلنسانية وحبها‬ ‫فتحوِله من‬ ‫للحياة‪ ،‬لتعتق رقبتها من القطع‪ّ ،‬‬ ‫سفاك للدماء إىل إنسان متحضر‪.‬‬ ‫ويف امل ـي ـث ـيــولــوج ـيــا ك ــان ــت ال ـن ـس ــاء امل ـص ـرايت‬ ‫الـقــدميــات أم ـهــات احل ـضــارة الـقــدميــة يف وادي‬ ‫منهن أمس ــاء محلت الــداللــة‬ ‫الـنـيــل‪ ،‬واشـتـهــرت ّ‬ ‫على احملبة واحلكمة‪ :‬نوت إهلة السماء‪ ،‬إيزيس‬ ‫إهلة احلكمة وغريمها‪.‬‬ ‫لـلـمـرأة ق ــوة خــارقــة قــد تـظـهــرهــا أو قــد ختفيها‬ ‫‪8‬‬

‫العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬

‫كلما حان زمن النزاع‪ ،‬املرأة تعرف جيداَ كيف‬ ‫تتقاسم املواقف مع نفسها‪.‬‬ ‫ويف الكتابة اعترب الصمت نوعاَ من العدوان‪،‬‬ ‫ففي اجتماع للكاتبات من خمتلف أحناء العامل‬ ‫يف مــديـنــة س ــان سـبــاسـتـيــان إبسـبــانـيــا ‪1992‬‬ ‫تساءلت الكاتبة اإلسبانية «لوزيرا اتكزفيل»‪:‬‬ ‫«ملـ ــاذا يـصـمــت ال ـن ـقــاد عــن إبـ ــداع الـكــاتـبــات‬ ‫النساء الالئي كسرن القيود»؟‬ ‫ردت عليها الكاتبة اإلفريقية املعروفة «أما أات‬ ‫إي ــدو»‪« :‬إذا رفــض أحــد النقاد احلديث‬

‫ع ــن أع ـم ــال ــك ف ـه ــذا نـ ــوع م ــن ال ـع ـنــف‪،‬‬ ‫ألنه يسعى إىل قتلك كإنسانة مبدعة»‪،‬‬ ‫لـ ـ ــذا اتـ ـفـ ـق ــت الـ ـك ــاتـ ـب ــات ابلـ ــرغـ ــم مــن‬ ‫اختالف اجلنسية واللون والعقيدة على‬ ‫ش ـعــار»ك ـســر ال ـص ـمــت» ألن الـصـمــت‬ ‫ولـ ـي ــس االخـ ـت ــاف ــات ه ــو ال ـ ــذي ي ـشـ ّـل‬ ‫اإلنـ ـس ــان اخل ـ ـ ّـاق امـ ـ ـراة أو رج ـ ـ َ‬ ‫ا على‬ ‫السواء‪.‬‬

‫لتأيت نوال السعداوي على رأس قائمة الكاتبات‬ ‫اللوايت سعني إىل صنع السالم مبحاربة ختان‬ ‫اإلانث‪ ،‬واملطالبة حبقوق املـرأة بشكل سلمي‬ ‫عــر الكتابة والـفـكــر والـثـقــافــة‪ ،‬لتصنع سالماَ‬ ‫داخلياَ للمرأة املصرية‪ ،‬أما سيمون دي بوفوار‬ ‫وهي واحدة من أهم املفكرات يف العامل خالل‬ ‫تعرضت هلجوم النقاد يف فرنسا‪،‬‬ ‫القرن العشرين‪ّ ،‬‬ ‫بعضهم اهتمها ابلسطحية والنرجسية والتمحور‬ ‫حول الذات‪ ،‬بعضهم أمهل أعماهلا األدبية ومل‬ ‫يهتم إال حبـيــاهتــا الشخصية كــام ـرأة وعالقتها‬ ‫ب ـســارتــر‪ ،‬وبـعـضـهــم جلــأ إىل الـصـمــت وجتــاهــل‬ ‫وجودها متاماً‪ .‬النقاد يتشاهبون يف بالد العامل‬ ‫رغــم اخـتــاف الــزمــان‪ ،‬اللغة‪ ،‬الـتــاريــخ‪ ،‬الدين‬ ‫والثقافة‪ .‬حاولت سيمون دي بــوفـوار إيصال‬ ‫فكرة أن اجملتمع هو الذي يصنع شخصية املرأة‬ ‫وصفاهتا األنثوية وليست الطبيعة أو البيولوجيا‪،‬‬ ‫إذا كنت قد استحضرت مناذج قليلة جداَ عن‬ ‫نساء كاتبات‪ ،‬فــإن ذلــك كـ ٍ‬ ‫ـاف لندرك أن ما‬ ‫كانت تكتبه تلك النسوة كــان ذا قيمة كبرية‬ ‫غــر منفصلة عــن حياهتن ونـضــاهلــن مــن أجل‬ ‫اإلبداع والسالم واحلرية‪.‬‬

‫مناذج‬

‫هناك الكثري من األدلة التارخيية على أن النساء‬ ‫م ـي ــاالت ابل ـف ـطــرة إىل حتـقـيــق ال ـع ــدال ــة‪ ،‬فـهـنــاك‬ ‫دالئ ــل على أن الـنـســاء النقابيات يف احت ــادات‬ ‫العمال مل يـكـ َّـن متحمسات كــأزواجـهــن حملاولة‬ ‫ابتزاز الزايدات يف األجور على حساب تفليس‬ ‫الصناعة‪.‬‬ ‫وعـ ــن ك ـف ــاح امل ـ ـ ـرأة م ــن أجـ ــل الـ ـس ــام ضـمــن‬ ‫ح ــرك ــات نـســائـيــة مـنـتـظـمــة‪ ،‬نــذكــر أن الـنـســاء‬ ‫يف غـ ــاان حيـتـفـلــن ب ـي ــوم امل ـ ـرأة ال ـع ــامل ــي بـسـبــب‬ ‫م ــا قــامــت ب ــه احل ــرك ــة الـنـســائـيــة ه ـن ــاك‪ ،‬حيث‬ ‫استطاعت النجاح يف تعديل قانون العقوابت‬ ‫الذي يبيح لألب أن يقدم ابنته العذراء لرجل‬ ‫غريب عنها يغتصبها جنسياً ويشغلها خادمة‬ ‫يف بيته وحقله‪ ،‬حتمل وتلد أطـفــاالً كــل ذلك‬ ‫بــا أي حقوق إال طعامها وهــذه الـعــادة هي‬ ‫(الرتوكوسي)‪.‬‬ ‫‪ -‬ع ـ ــام ‪ 1915‬تـ ـظ ــاه ــرت الـ ـنـ ـس ــاء ابجتـ ــاه‬


‫الراخيستان يف برلني ضد احلرب‪.‬‬ ‫ عام ‪ 1966‬امتدت االضطراابت يف النمسا‬‫ثــاثــة أايم بسبب تظاهر الـنـســاء ضــد احلــرب‬ ‫والتضخم‪.‬‬ ‫وهناك أمثلة أخرى كثرية‪.‬‬ ‫أم ــا فـيـمــا خ ــا م ــن س ـن ـوات ال ـرب ـيــع ال ـع ــريب يف‬ ‫ال ـب ـلــدان ال ـع ـرب ـيــة‪ ،‬فـقــد أفـ ــرزت تـلــك ال ـث ــورات‬ ‫خنباَ نسائية من شأهنا أن تلعب دوراَ مهماَ يف‬ ‫بلداهنا يف السنوات القادمة‪ ،‬واملهم يف العملية‬ ‫هو أهنن استطعن انتزاع اعرتاف اجملتمع املدين‬ ‫والــدويل‪ ،‬فقد كــان دورامل ـرأة متميزا جــداَ وكان‬ ‫صوهتا ابرزاَ يف ميادين التغيري لذا اعتربت أحد‬ ‫أهم عناصر صنع السالم‪.‬‬ ‫وما تتويج توكل كرمان املـرأة اليمنية إال تتوجياَ‬ ‫لكفاح املرأة يف بلدان الربيع العريب ضد الظلم‬ ‫واالستعباد والتهميش واإلقصاء الذي تعرضت‬ ‫له منذ عقود طويلة‪ ،‬وقد منحت جائزة نوبل‬ ‫للسالم تقديراَ لكفاحها السلمي حلماية املرأة‬ ‫والدفاع عن حقوقها للمشاركة يف أعمال صتع‬ ‫السالم‪.‬‬ ‫ابملقارنة معها كانت املرأة السورية أيضاً إحدى‬ ‫أهــم ركائز الثورة السورية ابلرغم من أن الثورة‬ ‫ال ـســوريــة اخـتـلـفــت ع ــن غــرهــا يف الـكـثــر من‬ ‫اجلوانب واملعطيات‪ ،‬األمر الذي أدى إىل إطالة‬ ‫عمرها ليظل الشعب الـســوري مبواجهة نظام‬ ‫اسـتـبــدادي قمعي‪ ،‬مــا حــدا ابلشعب السوري‬ ‫عامة وامل ـرأة السورية خاصة إىل الوقوف على‬ ‫احملــك للقيام بــدور حقيقي يف مرحلة احلاجة‬ ‫القصوى جلهودها‪ ،‬إذ إن اجملتمع السوري كان‬ ‫حبــاجــة إلـيـهــا أك ـثــر م ــن أي وق ــت مـضــى من‬ ‫خالل ما حدث من قتل وتدمري وهتجري أفرز‬ ‫بــدوره العديد من املظاهر اليت سلبت املواطن‬ ‫السوري كرامته‪.‬‬ ‫ف ـكــان أن ن ـشــأت مج ـع ـيــات حـقــوقـيــة نـســائـيــة‬ ‫ومنظمات إنسانية ترتأسها املرأة على اختالف‬ ‫انتماءاهتا‪ ،‬لتقوم ابلعمل من أجل إنقاذ املواطن‬ ‫ال ـســوري مــن الــدخــول يف حــرب طائفية على‬ ‫أساس عرقي أو مذهيب‪ ،‬وبذلك دخلت املرأة‬ ‫الـســوريــة إىل مـعــرك احل ـيــاة املــدنـيــة والسياسية‬ ‫واالجـ ـتـ ـم ــاعـ ـي ــة‪ ،‬مـ ـش ــارك ــة يف االع ـت ـص ــام ــات‬

‫والتظاهرات السلمية وإقامة الندوات واللقاءات‬ ‫لتدعو إىل السالم واحلرية انطالقاً من أن سوراي‬ ‫بقعة تتسع َّ‬ ‫لكل املـكــوانت الــي تعيش عليها‬ ‫عرابَ وكرداَ وآشوراَ وكلدان‪ ،‬متجاوزة هذا التنوع‬ ‫وما ينطوي عليه من نزاعات‪.‬‬

‫اخلامتة‬

‫مما سبق خنلص إىل أن التملكية واحملبة األنثوية‬ ‫معاَ تعمالن على إطالق أصوات النساء لصاحل‬ ‫السالم بدالً من احلرب‪ ،‬ولصاحل التعاون بدالَ‬ ‫من النزاع االقتصادي‪ ،‬ولصاحل التنشئة السليمة‬ ‫تفادايَ لضياع األبناء‪.‬‬ ‫إن امليزة الفطرية للمرأة واليت هي التعلق ابحلياة‬ ‫هلــا أمهـيــة كــرى لكل اجلـنــس البشري واجملتمع‬ ‫اإلن ـ ـسـ ــاين‪ ،‬ف ــاملـ ـرأة ع ـلــى م ــر ال ـت ــاري ــخ كــانــت‬

‫دخـ ـ ـل ـ ــت املـ ـ ـ ـ ـ ـرأة الـ ـ ـس ـ ــوري ـ ــة إىل‬ ‫م ـعــرك احل ـيــاة املــدن ـيــة والسياسية‬ ‫واالجـ ـ ـتـ ـ ـم ـ ــاعـ ـ ـي ـ ــة‪ ،‬مـ ـ ـش ـ ــارك ـ ــة يف‬ ‫االعتصامات والتظاهرات السلمية‬ ‫وإقامة الندوات واللقاءات لتدعو‬ ‫إىل السالم واحلرية انطالقاً من أن‬ ‫ســوراي بقعة تتسع َّ‬ ‫لكل املكوانت‬ ‫اليت تعيش عليها عرابَ وكرداَ وآشوراَ‬ ‫وكـلــدان‪ ،‬متجاوزة هــذا التنوع وما‬ ‫ينطوي عليه من نزاعات‬ ‫عنصراَ يف السياسة العاملية االجتماعية واحلياة‪،‬‬ ‫وكفاحها مل يكن من أجل السيطرة بل لتحقيق‬ ‫الدميقراطية والسلم للمجتمع عامة‪.‬‬ ‫إذاَ ف ـهــذه صــرخــة أن ـثــويــة أخـ ــرى تـقـتـضــي أن‬ ‫الشمولية هي ماهية احلب‪ ،‬واحملبة تعين عطاء‬ ‫امل ــرء نـفـســه بــوصـفــه نـقـيـضـاَ لــأخــذ مــن أجــل‬ ‫نفسه‪ .‬على البشر تعلُّم العيش معاً بوصفهم‬ ‫أسرة واحدة‪ ،‬فهو البديل عن االنتحار اجلماعي‬ ‫الناجم عــن شــرور احلــروب بكافة أشكاهلا يف‬ ‫عصر ألغيت فيه املـســافــات وسـ ِّـخــرت الطاقة‬ ‫الذرية لصنع األسلحة‪.‬‬ ‫عـلــى أن ال ميـكـنـنــا ب ـلــوغ الــدمي ـق ـراط ـيــة وإقـ ـرار‬ ‫السالم يف العامل ما مل حتصل املرأة على حقوقها‬ ‫الطبيعية‪.‬‬ ‫العدد (‪ )7‬آب ‪9 2014‬‬


‫الالجئات السوريات في تركيا‬ ‫بيـن رحـى الـعـوز والفـضيحـة‬ ‫غ ــادر ال ـســوريــون ال ـبــاد ومح ـلــوا معهم أزم ــات‬ ‫جمتمعاهتم املنغلقة والـتـقـلـيــديــة‪ .‬يــواجــه الكثري‬ ‫منهم‪ ،‬وال سيما النساء‪ ،‬مشاكل ال يتم طرحها‬ ‫أو التحدث عنها خوفاً من سلطة اجملتمع الذي‬ ‫انفرط بصيغته املادية فقط‪ ،‬وبقي منظومة قائمة‬ ‫يف أذهاننا أعدان ترتيبها يف بالد النزوح من جديد‪.‬‬ ‫التحرش اجلنسي هو إحدى املشاكل اليت تواجهها‬ ‫السورايت يف بالد اللجوء اليوم‪ ،‬ويتكتمن عليها‬ ‫خشية «الفضيحة»‪ ،‬ليتمادى اجلاين وتغيب كل‬ ‫آليات احملاسبة‪.‬‬ ‫غـ ــازي عـنـتــاب هــي ال ـن ـمــوذج امل ـط ــروح يف هــذا‬ ‫التحقيق حيث حيث وردت لفريق حتريرها عدة‬ ‫شهادات‪ ،‬وطلب من الفريق طرح القضية وحماولة‬ ‫وضع املعنيني أمام مسؤولياهتم‪.‬‬ ‫يف التوصيف والدوافع‬ ‫يعرف التحرش اجلنسي أبنه «أقوال وأفعال وإمياءات‬ ‫خت ــرج ع ــن ن ـطــاق ال ـل ـيــاقــة‪ ،‬وت ـص ــدر م ــن أشـخــاص‬ ‫يقصدون من ورائها استمالة اآلخرين ليمارسوا معهم‬ ‫سلوكاً جنسياً‪ .‬وقد يتم ذلك ابلتهديد أو االبتزاز أو‬ ‫التخويف‪ ،‬مما يعد تعدايً فاضحاً على حرية اآلخرين‬ ‫وكرامتهم‪.‬‬ ‫وح ـس ــب احمل ــام ـي ــة ومس ــة ال ـب ـص ــري ف ــإن «ال ـت ـحــرش‬ ‫اجلنسي يدخل فئة اجلرائم اليت تستوجب اجلزاء نظراً‬

‫‪ 10‬العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬

‫الستغالل الطرف القوي (اجلاين) للطرف الضعيف‬ ‫(اجمل ــي عـلـيــه) يف عــاقــات ال ـقــوة ال ــي تـربــط األول‬ ‫ابلثاين حتت مسمى وظيفي‪ ،‬وللتعسف الذي يقع‬ ‫من خالل الضغوط واإلغراءات بغرض الوصول إىل‬ ‫غاية جنسية»‪.‬‬ ‫الـبـصــري تفصل لـسـيــدة س ــوراي احلــديــث عــن ركــي‬ ‫جرمية التحرش‪:‬‬ ‫«الركن املادي‪ :‬ويقصد به السلوك اإلجرامي املتمثل‬ ‫أبحد األشكال االّتية‪:‬‬ ‫– اغتصاب أو اعتداء فعلي‪.‬‬ ‫– ملس متعمد‪.‬‬ ‫– نظرات أو حركات جنسية ذات مغزى‪.‬‬ ‫– خطاابت أو مكاملات تليفونية أو كلمات ذات‬ ‫طبيعة جنسية‪.‬‬ ‫– الضغط للحصول على مواعيد‪.‬‬ ‫والركن املعنوي‪ :‬املتمثل يف النية اإلجرامية من هذة‬ ‫األفعال‪ ،‬وهي احملسوبة يف فعل املتحرش‪ ،‬فالقصد‬ ‫من هذه األفعال هو الذي يبني ما إذا كان الفعل‬ ‫حتــرشـاً أم ال‪ ،‬على أنــه ال يعترب كــل مديح حترشاً‪،‬‬ ‫واألفضل االمتناع عن املديح إذا كان الشخص غري‬ ‫متأكد من آلية تلقي اآلخر لقوله»‪ .‬أما فيما يتعلق‬ ‫بدوافع املتحرش وأسبابه‪ ،‬يف الظرف السوري احلايل‬ ‫بشكل خــاص‪ ،‬تقول اختصاصية العالج النفسي‬ ‫الــدكـتــورة آيــة مهنا‪« :‬ع ــدة أسـبــاب تــدفــع الـســوري‬

‫• فريق حترير سيدة سوراي‬ ‫املهجر ملضايقة زميالته يف العمل‪ ،‬لكن جيب هدم‬ ‫التعميم‪ ،‬ألنه حىت لو تكررت هذه الظاهرة‪ ،‬فعلينا‬ ‫أن نكون حريصني على عــدم اعتبار كل الشباب‬ ‫العاملني متحرشني‪ .‬مث جيب االنتباه أن العمل يف‬ ‫مكان يتم فيه التعاطي املباشر مع معاانة اآلخرين‪،‬‬ ‫من قبل شخص عاىن بدوره من احلرب‪ ،‬هو زعزعة‬ ‫لالستقرار النفسي الطبيعي‪ ،‬مما يولد إحساساً بتعب‬ ‫نفسي‪ ،‬قهر شديد‪ ،‬وانعدام للفائدة (ألن املآسي‬ ‫موجودة ابلرغم من عمله)‪ .‬هذه احلالة تدفع البعض‬ ‫للتعويض عــن خـســاراتــه املـعـنــويــة‪ ،‬ابلتسلط على‬ ‫شخص آخر يعتربه أضعف منه (كاملرأة)‪ ،‬بوسائل‬ ‫عدة أحدها التحرش إضافة إىل أن البعض ال يتقبل‬ ‫وج ــود الـنـســاء يف نفس جمــال الـعـمــل‪ ،‬يـكــرس هذا‬ ‫الرفض انتماؤهم إىل بيئة حمافظة جداً‪ ،‬هؤالء ما زالوا‬ ‫مقتنعني ضمنياً بوجوب كون املرأة أدىن من الرجال‪،‬‬ ‫فتستحق ابلتايل تسلط الرجل عليها‪ ،‬هذا يتسبب‬ ‫أح ـيــاانً ابلـتـحــرش هبــا ومضايقتها‪ .‬ويـبـقــى الكبت‬ ‫اجلنسي السبب األكـثــر شيوعاً‪ ،‬وال ــذي ميكن أن‬ ‫يــدفــع الشخص للتحرش دون التفكري بتداعيات‬ ‫التحرش السلبية على اآلخرين‪ ،‬إما ألن الشخص‬ ‫فقد السيطرة على نفسه‪ ،‬أو ألنــه أصـ ًـا ال ينظر‬ ‫لــآخــر بشكل أخــاقــي‪ ،‬ألن ــه ال يهتم إال بلذته‬ ‫اخلاصة أو أنه يستمتع أبذية اآلخر»‪.‬‬ ‫شهادات حية‬ ‫ك ــان ــت ج ـ ـرأة إح ـ ــدى ال ـف ـت ـي ــات ال ـ ـسـ ــورايت هــي‬ ‫البوابة اليت عربت منها سيدة سوراي إىل فتح ملف‬ ‫التحرش‪ ،‬تقول «منار‪ 27 ،‬عاماً»‪« :‬هذه الظاهرة‬ ‫منتشرة بشكل مرعب ليس فقط يف مدينة غازي‬ ‫عنتاب‪ ،‬بل يف كافة املنظمات السورية يف تركيا‪ ،‬مل‬ ‫تعد مرتبطة بشخص أو فتاة واحدة‪ ،‬أان موجودة يف‬ ‫عنتاب منذ ‪ 4‬أايم‪ ،‬قابلت ‪ 4‬فتيات تعرضن لنفس‬ ‫املشكلة‪ 3 ،‬منهن يف مؤسسة واحــدة‪ ،‬وأن تكون‬ ‫نسبة السورايت اللوايت يتعرضن للتحرش هي ‪10‬‬ ‫أو ‪ 15‬أو ‪ % 20‬فهذا يعين أن احلالة مأساوية»‪.‬‬ ‫ت ـقــول م ـن ــار‪« :‬ت ـعــرضــت لـلـتـحــرش عـلــى املـسـتــوى‬ ‫الـكــامــي‪ ،‬الـكــام كــان جنسياً حبـتـاً‪ ،‬كــانــت لدي‬ ‫ال ـق ــدرة عـلــى م ـواج ـهــة األمـ ــر‪ ،‬لـكــن عـنــدمــا رأيــت‬ ‫املوضوع ممنهجاً حبيث تعرضت له أكثر من زميلة‬


‫يل يف العمل‪ ،‬فكرت بطرح الفكرة على اإلعــام‬ ‫لكي يفكر من يقوم ابلتحرش قبل أن يقدم على‬ ‫أي تصرف مسيء»‪ .‬تضيف‪« :‬املوضوع بدأ معي‬ ‫عــر سـكــايــب وفـيـسـبــوك حبـجــة الـعـمــل‪ ،‬استغربت‬ ‫تـكـراره رغــم وضوحي يف الـرفــض‪ ،‬ويف املــرة األخــرة‬ ‫كنت قاسية يف الرد‪ ،‬بعدها توقفت عن الرد وصرت‬ ‫أدخل النت بشكل خمفي‪ ،‬وحتول املوضوع إىل تقييد‬ ‫للحرية»‪.‬‬ ‫تركز منار على أثر املنصب الوظيفي يف تعزيز إقدام‬ ‫الشخص على التحرش‪ ،‬ألنه يعترب نفسه يف موقع‬ ‫قوة‪ ،‬وتوضح لسيدة سوراي أهنا تواصلت مع فتيات يف‬ ‫مؤسستها وغريها‪« :‬واجهت تردداً منهن يف البداية‬ ‫يف اإلجابة عن سؤايل حول تعرضهن للتحرش‪ ،‬مث‬ ‫بدأن ابلكالم‪ ،‬اقرتايب أكثر من الفتيات بني يل أن‬ ‫املوضوع ليس مرتبطاً بشخص‪ ،‬وجيب جتاوز خوفنا‬ ‫وقـلـقـنــا مــن ط ــرح الـقـضـيــة‪ ،‬فـهـنــاك أش ـخــاص ابت ـوا‬ ‫يشعرون مبا ميكن تسميته «جنون العظمة»‪ :‬مكانة‬ ‫ومــال وابلتايل سلطة بصيغة من الصيغ‪ ،‬مث حاجة‬ ‫الفتيات املوجودات هنا قسراً للعمل‪ ،‬أان شخصياً‬ ‫ســاومــي مــديــري ال ــذي حتــرش يب على الفصل من‬ ‫العمل أو ختفيض الراتب قرابة النصف»‪.‬‬ ‫وتؤكد منار أهنا ال تطرح املشكلة ألهنا شخصية‪ ،‬بل‬ ‫ألهنا منتشرة‪ ،‬وقلة هن اللوايت يتجرأن على طرحها‪،‬‬ ‫وت ـق ــول لـسـيــدة س ــوراي إهن ــا «غ ــر مـهـتـمــة ابلـتــوجــه‬ ‫للمتحرشني‪ ،‬بل للفتيات اللوايت جيب أن يتكلمن‬ ‫ويعلمن أن من حقهن احلديث عن هذه املشكلة»‪.‬‬ ‫وتعود منار للحديث عن زميالهتا الـلـوايت رفضت‬ ‫اثنتان منهن اإلدالء أبي شهادة‪ ،‬وتقول‪« :‬إحدامها‬ ‫تلقت اتصاالً من املدير خالل أحد األنشطة‪ ،‬طلب‬ ‫زايرهتــا يف غرفتها اخلاصة يف الفندق وقضاء الليلة‬ ‫معها»‪ .‬يف حــن أن األخ ــرى وهــي سيدة متزوجة‬ ‫فضلت الرحيل دون أن تتجرأ على الشكوى»‪.‬‬ ‫راما زميلة منار يف املنظمة تقول لسيدة سوراي‪« :‬صران‬ ‫نـعــرف أسلوبه ال ــذي يـبــدأ ابإلطـ ـراء ال ـعــادي‪ ،‬على‬ ‫أشياء عادية ال تثري الشكوك‪ ،‬اإلعجاب املبالغ فيه‬ ‫مبا أجنزه من عمل‪ ،‬بـ«أانقيت» الشخصية‪ ،‬ال يفوت‬ ‫مناسبة دون أن يصرح أبنــي مدللة‪ ،‬يغادر بعدها‬ ‫إط ــار الـعـمــل‪ ،‬وتـبــدأ رســائــل الفيسبوك ابألسـلــوب‬ ‫األكثر انتشاراً وهو حماولة كسب التعاطف‪ ،‬يكتب‬ ‫يل أنه «وحيد»‪ ،‬كنت أرد عليه كصديق يعاين من‬ ‫مشكلة نفسية واجتماعية‪ ،‬لكنه كــان يستغل أي‬ ‫حلظة مناسبة ليقول إنه مشتاق يل ويود رؤييت خارج‬ ‫مكان العمل‪ ،‬كــان حــذراً ابلتمادي معي ابلكالم‬ ‫والتصرفات رمبا ألنين متزوجة‪ ،‬وألنه يعرف زوجي‪،‬‬

‫لكن ذلك مل يردعه أبداً عن التحرش يب»‪.‬‬ ‫تضيف‪« :‬التحرش ابللمس بــدأ حني كنت أبكي‬ ‫بسبب مواجهة وفاة قريب يل داخل سوراي‪ ،‬جلس‬ ‫مـعــي‪ ،‬ل ـ «ي ـواس ـيــي» وأم ـســك بـيــدي وقـبـلـهــا! ويف‬ ‫املواقف اجلماعية كالتقاط صورة للفريق‪ ،‬حياول أن‬ ‫يضع يده على كتفي‪ ،‬كذلك يفعل حني يعود بعد‬ ‫فــرة غـيــاب عــن الـ ــدوام‪ ،‬ال يقصر يف أي مناسبة‬ ‫ممكن افتعال العناق واللمس فيها‪ ،‬أوضحت له أن‬ ‫زوجــي يف املرتبة األوىل‪ ،‬وأنــي ال أريــد أي صلة به‬ ‫حــى لــو على شكل رســائــل عــاديــة أو «صــداقــة»‬ ‫كما يسميها‪ ،‬اقتصر حديثه معي بعدها على العمل‬ ‫فقط»‪.‬‬ ‫توضح راما أهنا مل ختضع ألي ضغط فهو ال يستطيع‬ ‫إجياد بديل متخصص مبجاهلا نفسه‪ ،‬وأن معاملته مل‬ ‫تتغري بشكل كبري‪« ،‬بقيت مساحة للكالم وتقبل‬ ‫اآلراء على اعتباره مديري»‪.‬‬ ‫راما مل ترد ترك عملها وكان عليها تفاديه‪ ،‬فتعاملت‬ ‫مع املوضوع بثقة وذكاء‪ ،‬تقول‪« :‬كنت أجتنب رؤيته‬ ‫وحــدي‪ ،‬ما زاد قــويت هو أين أستطيع التخلي عن‬ ‫العمل عنده‪ ،‬وهو يعرف مهاريت يف العمل ويعرف‬ ‫كذلك أن زوجي يعمل بدخل جيد‪ ،‬خبالف بعض‬ ‫احل ــاالت األخ ــرى لفتيات يتم التحرش هبــن‪ ،‬دون‬

‫جرأة أي منهن على طرح مشكلتها‪ ،‬أو مواجهتها‬ ‫على املستوى الشخصي كحد أدىن»‪.‬‬ ‫لكن الكثريات ال يستطعن االستغناء كما تستطيع‬ ‫رام ــا لــو اض ـطــرت‪ ،‬وعليه فــا حــل أم ــام غالبيتهن‬ ‫سوى الصمت والتحمل‪ ،‬أو العوز إن مل تكن هناك‬ ‫حلول قانونية تنهي املشكلة‪.‬‬ ‫التحرش ووضع السورايت يف القانون الرتكي يف‬ ‫ظل العمل ضمن مؤسسات غري مرخصة‬ ‫الـ ـس ــورايت ال ـل ـوايت غـ ــادرن احل ـل ـقــات االجـتـمــاعـيــة‬ ‫املغلقة‪ ،‬وال ــي منعت على مــدى عـقــود أن تتكلم‬ ‫األنثى عن مشكلة حتــرش‪ ،‬جلأن إىل بلد ال يعرفن‬ ‫لغته وال قوانينه‪ ،‬وقد تسبب جهلها بتكريس خوفها‬ ‫ودفعها مرة أخرى للصمت‪ ،‬احملامي طارق الكردي‬ ‫يقول‪« :‬تصدر الدول القوانني حلماية الفرد واجملتمع‬ ‫مــن أي اع ـت ــداء أو ان ـت ـهــاك‪ ،‬لــذلــك ف ــإن إمكانية‬ ‫الوصول إىل احملاكم متاحة أمــام كل إنسان يعيش‬ ‫على أرض دول ــة مــا‪ ،‬س ـواء كــان مـواطـنـاً أم مقيماً‬ ‫او حىت سائحاً‪ ،‬لذلك وبناء على ما سبق‪ ،‬أنصح‬ ‫أخوايت السورايت اللوايت يتعرضن للتحرش‪ ،‬إببالغ‬ ‫السلطات الرتكية‪ ،‬وفتح ضبط رمسي لدى الشرطة‪،‬‬ ‫مــع اإلش ــارة هنا إىل إمكانية تـقــدمي شـكــوى ملدير‬ ‫املنظمة أو الفرع لفتح حتقيق داخلي ابلـتـوازي مع‬ ‫الشكوى أمام الشرطة»‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بكون املنظمات اليت حيصل فيها التحرش‬ ‫مرخصة أم ال‪ ،‬يقول احملامي سامر احلمصي‪« :‬هذا‬ ‫آمــر آخــر‪ ،‬إذا كانت املنظمة غري مرخصة وقامت‬ ‫بتشغيل أحــد األش ـخــاص لديها بعقد عمل دون‬ ‫الرجوع إىل املؤسسات احلكومية واحلصول على إذن‬ ‫تشغيل‪ ،‬وهو جرم آخر‪ .‬بغض النظر عن الرتخيص‬ ‫وعدمه‪ ،‬ما دام اجلرم وقع من قبل صاحب العمل‪،‬‬ ‫وتوافرت أركانه املادية‬ ‫العدد (‪ )7‬آب ‪11 2014‬‬


‫وامل ـع ـنــويــة‪ « ،‬فـنـحــن أم ــام ج ـرميــة حت ــرش جنسي»‬ ‫وهل ــا تفصيالهتا ابل ـقــانــون‪ ،‬وختـتـلــف ش ــدة العقوبة‬ ‫ابختالف شدة االعتداء‪،‬‬ ‫النقطة املهمة يف موضوع املنظمة‪ ،‬هي رابط العمل‪،‬‬ ‫فـهــذا ال ـشــيء يــؤخــذ بـعــن االع ـت ـبــار يف مـثــل هــذه‬ ‫االعتداءات أو األفعال»‪.‬‬ ‫وهــو ما تشري إليه احملامية ملك قاسم‪« :‬التحرش‬ ‫جــرم يـعــاقــب عليه الـقــانــون الــركــي‪ ،‬فـمــا دام هــذا‬ ‫اجلرم قد وقع على األراضي الرتكية‪ ،‬وتوفرت أركانه‬ ‫فالقانون الرتكي واجــب التطبيق أايً كانت جنسية‬ ‫اجل ــاين واجمل ــي عـلـيــه‪ ،‬وذل ــك تطبيقاً لالختصاص‬ ‫املكاين»‪.‬‬ ‫وتؤكد قاسم ضــرورة التقدم ابلشكوى لتتم معاجلة‬ ‫املشكلة‪« :‬أود التوضيح أن املدعي العام الميكن‬ ‫أن حي ــرك ال ــدع ــوى الـعــامــة إال ب ـنــاء عـلــى االدع ــاء‬ ‫الشخصي‪ ،‬أي على اجملين عليها أن تتقدم ابدعائها‬ ‫على املتهم للمدعي العام‪ ،‬وتطلب حتريك الدعوى‬ ‫الـعــامــة حبـقــه‪ ،‬وعـلــى املــدعـيــة إثـبــات ماتدعيه وفق‬ ‫األصول» وتضيف‪« :‬ليس لوضع املنظمة القانوين‬ ‫سواء كانت مرخصة أم غري مرخصة أي اتثري على‬ ‫عقوبة جــرم التحرش‪ ،‬املهم توفر أركــان هــذا اجلرم‬ ‫وإثباته‪ ،‬أمــا ابلنسبة لوضع املنظمة غري املرخصة‪،‬‬ ‫فباستطاعتها تـقــدمي شـكــوى للجهات املختصة‪،‬‬ ‫وفق الفانون الرتكي إلغالق مكاتب هذه املنظمة»‪.‬‬ ‫وبسبب وجــود مقر االئـتــاف واحلـكــومــة السورية‬ ‫املؤقتة يف تركيا ال نستطيع جتنيبهم معاانة كهذه‪،‬‬ ‫فمن واجبهم تقدمي احلماية للشاابت السورايت‬ ‫من االستغالل‪ ،‬احملامية دميا موسى تقول‪« :‬على‬ ‫االئتالف أو احلكومة املؤقتة أتسيس مكتب قانوين‬ ‫ملساعدة السوريني يف تركيا‪ ،‬وشكل رمسي للتواصل‬ ‫واالت ـفــاق مــع األتـ ـراك‪ ،‬وميـكــن التعاقد مــع حمامني‬ ‫أتراك ألن الرتافع أمام احملاكم الرتكية جيب أن يكون‬ ‫عن طريق حمامي تركي‪ .‬وجيب طرح القضية إعالمياً‬ ‫والـتــوجــه إىل املــؤسـســات الــرمسـيــة الـســوريــة إليقاف‬ ‫التعاطي مع املنظمة املعنية والتنسيق مع احلكومات‬ ‫الداعمة هلا إليقاف دعم أي منظمة يثبت عليها‬ ‫مثل هكذا قضااي»‪.‬‬

‫يف حني يرى سامر احلمصي أن «واجب اجلهات‬ ‫الرمسية أتمــن فــرص عمل حتفظ كرامة العامالت‪،‬‬ ‫ومتـنــع استغالهلم مــن خــال سعيها لتشغيل أكرب‬ ‫نسبة من الفتيات مبشاريع إنتاجية صغرية وغريها‪،‬‬ ‫أيـضـاً تسعى لنشر الــوعــي‪ ،‬وتسليط الـضــوء على‬ ‫مـثــل ه ــذه األف ـعــال واالعـ ـت ــداءات‪ ،‬والـسـعــي بكل‬ ‫اإلمكانيات حملاسبة مرتكيب هذه األفعال من خالل‬ ‫توكيل حمامني ورفع دعوى ومتابعتها‪ ،‬ضد مرتكيب‬ ‫هذه األفعال ضد السورايت»‪.‬‬

‫فيما ترى ملك قاسم أن» اجلهات الرمسية السورية‬ ‫ليست ق ــادرة لألسف على تنظيم شــوؤهنــا ومحاية‬ ‫كياهنا‪ ،‬وفاقد الشئ اليعطيه‪ ،‬لكن جيب على هذه‬ ‫اجلهات ان تعمل ابلتنسيق مع اجلهات املختصة‬ ‫يف تركيا من وزارة العدل ووزارة الشوؤن االجتماعية‬ ‫وال ـع ـمــل إبل ـ ـزام ه ــذه امل ـن ـظ ـمــات ابلــرخ ـيــص وفــق‬ ‫القوانيني واألصــول لضبط وبيان حقوق وواجبات‬

‫من جانبه أوضح مستشار وزير العدل يف احلكومة‬ ‫السورية املؤقتة القاضي أنور جمين أن «وزارة العدل‬ ‫سـتـفـتـتــح خ ــال ش ـهــر أي ـل ــول م ـك ـت ـب ـاً قــانــون ـي ـاً يف‬ ‫عنتاب ملتابعة كافة قضااي السوريني ومنها املوضوع‬ ‫امل ـط ــروح‪ ،‬كـمــا أن ل ـل ــوزارة مـكـتـبـاً يف لـبـنــان يتابع‬ ‫شؤون السوريني‪ ،‬وسنعمل على افتتاح مكتب يف‬ ‫األردن»‪.‬‬

‫‪ 12‬العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬

‫العاملني لــدى هــذه املنظمات للحد من الفوضى‬ ‫واالستغالل»‪.‬‬ ‫طارق الكردي يرى أن‪« :‬اليوم وبغياب االعرتاف‬ ‫الـقــانــوين ابحلكومة املؤقتة واالئ ـتــاف‪ ،‬فــإن الــدور‬ ‫الــذي أعتقد أهنــم يستطيعون القيام بــه هــو تقدمي‬ ‫االستشارات القانونية جلميع السوريني سواء داخل‬ ‫تــركـيــا أو خــارج ـهــا‪ ،‬مل ـســاعــدة طــالــب االس ـت ـشــارة‬ ‫وتــوج ـي ـهــه إىل أف ـض ــل الـ ـط ــرق لـتـحـصـيــل حـقــوقــه‬ ‫ومحــاي ـتــه‪ .‬طـبـعـاً مــوضــوع الـتـحــرش مـســألــه خـطــرة‬ ‫م ـؤملــة خــاصــة إذا مــا متــت بـتـهــديــد مــن صاحب‬ ‫سلطة أو رب عمل‪ ،‬لذلك أدعــو السوريني عامة‬ ‫والسورايت اللوايت يتعرضن للتحرش لالتصال بوزارة‬ ‫العدل يف احلكومة السورية املؤقتة وطلب االستشارة‬ ‫واملساعدة القانونية‪ ،‬كما يوجد واجب على السادة‬ ‫أعضاء االئتالف واحلكومة من حيث تنظيم ندوات‬ ‫وحماضرات لتوعية السورايت حبقوقهن وتشجيعهن‬ ‫على عدم السكوت أو الرضوخ ألي هتديد يتعرضن‬ ‫له»‪.‬‬

‫عالج القضية وضرورة طرحها‬ ‫ترى الدكتورة آية مهنا أن اخلطوة األهم هي تعميم‬ ‫محالت توعية عن التحرش واالعتداء اجلنسي كي‬ ‫يصبح املوضوع أقل سرية‪ ،‬ولكي تعرف الضحية أهنا‬ ‫ال تعيش هذه املأساة وحدها‪ .‬وتشري إىل وجوب‬ ‫انعدام السرية عن موضوع اإلساءة للمرأة والتحرش‬ ‫هبا‪ ،‬ألنه موجود يف كل مكان‪ ،‬وعلى الرغم من أن‬ ‫الناس أيتون أحياانً من بيئة حمافظة جداً ومتدينة‪،‬‬ ‫جيب أن تعرف احلقيقة لتجنيب اآلخرين املعاانة»‪.‬‬ ‫وترى كذلك أن «على املنظمات أن توزع منشورات‬ ‫حــول هــذا املــوضــوع وأن يتم التكلم عــن األمــر يف‬ ‫مقابالت العمل وأن تفتح قضية التحرش بشكل‬ ‫عام‪ ،‬وأن وجود شخص موثوق به يف مكان العمل‬ ‫أمر ضروري لتسهيل التواصل حول التحرش»‪.‬‬ ‫وح ــول كـيـفـيــة ع ــاج ال ـطــرفــن ت ـقــول مـهـنــا‪« :‬يف‬ ‫أف ـضــل األح ـ ـ ـوال‪ ،‬ع ــاج ه ــذه اإلش ـكــال ـيــة يـكــون‬ ‫أوال بتقدمي الدعم النفسي للضحية (االستماع هلا‬ ‫دون احلكم عليها‪ ،‬مرافقتها إىل املسؤولني عنها يف‬ ‫العمل للتكلم عــن املشكلة‪ ،‬وإقـنــاعـهــا ابستشارة‬ ‫م ـعــاجل نـفـســي)‪ .‬حت ـتــاج الـضـحـيــة إىل مـعــرفــة أمهية‬ ‫تقدمي شكوى كي تعلم أن املتحرش ســوف يدفع‬ ‫مثــن الـضــرر ال ــذي قــام بــه جم ــاانً‪ .‬واألم ــر األه ــم هو‬ ‫معرفة الضحية أهنا مل ترتكب أي خطأ مهما مسعت‬ ‫من األشخاص احمليطني هبا‪ .‬أما ابلنسبة للمعتدي‪،‬‬ ‫فيجب أن يدرك أوالً أنه أخطأ وقام بعمل يعاقب‬ ‫عليه الـقــانــون‪ .‬جيــب أخــذ الـتــدابــر القانونية حبقه‬ ‫وخاصة إذا كنا نتحدث عن تكرار التحرش‪ .‬ميكن‬ ‫تقدمي املساعدة النفسية له كي يتمكن من الوعي‬ ‫الذايت ومعرفة السبب الذي أدى إىل فعلته يف حال‬ ‫ندم‪ ،‬وإعادة أتهيله»‪.‬‬ ‫تبقى قضية التحرش من القضااي الشائكة املؤطرة‬ ‫ابخل ــوف مــن احمل ـيــط‪ ،‬ومب ــرون ــة األح ـك ــام الـقــانــونـيــة‬ ‫اخلاصة هبا‪ ،‬وابلتايل اخلـســارات‪ ،‬يبقى علينا طرح‬ ‫وتوسع لتدارك ما ميكن تداركه‪،‬‬ ‫هذه القضية بكثافة ّ‬ ‫وإنقاذ السورايت اللوايت يكفيهن أمل اللجوء وثقل‬ ‫املسؤوليات‪.‬‬


‫سالم وكالم لفاتن رجب‬ ‫رغم أن اجلميع يعرفوهنا ابسم «أم عبادة»‪ ،‬إال أهنا تبدو أشبه بطفلة أكثر من كوهنا أ ّماً‪ ،‬حبذائها‬ ‫املنمش‪ ،‬وحقيبتها الكبرية اليت جتعلها تبدو‬ ‫الرايضي ومنديلها األبيض الذي حييط بوجهها‬ ‫ّ‬ ‫الوردي ّ‬ ‫كمسافر كثري الرتحال‪.‬‬ ‫يف حقيبتها الكثري من األحالم واخلطط للمستقبل‪ ،‬والكثري من األوراق اليت سجلت فيها أمساء أبناء‬ ‫بلدهتا‪ ،‬دوما‪ ،‬من شهداء ومعتقلني‪ ،‬وكذلك أمساء أبنائهم الذين «أصبحوا أمانة يف عنقها»‪ ،‬كما‬ ‫كانت تقول‪ ،‬وأيضاً بعض األدوية والقطن واملعقمات‪ .‬كانت فاتن جمموعة نساء يف امرأة‪ ،‬ممرضة حيناً‪،‬‬ ‫معلمة حيناً‪ ،‬أماً حيناً وأختاً يف معظم األحيان‪.‬‬ ‫كربت فاتن كثرياً خالل مخسة أشهر‪.‬‬ ‫خالل لقائنا األول يف حزيران ‪ ،2011‬حتدثنا عن الثورة واحلرية والدولة الدميقراطية‪ .‬ويف لقائنا الثاين‬ ‫كانت منشغلة بتلوين النجمات ابألمحر على علم الثورة‪ .‬ويف اللقاء الثالث كانت منشغلة بكتابة‬ ‫الفتات ملظاهرة كان سيشارك فيها مزيج ألوان الطيف السوري يف إحدى ساحات دوما‪ .‬يف املرات‬ ‫الرابعة واخلامسة والسادسة كانت تعمل وال تتوقف‪ ،‬إال لرتوي ما حدث يف مظاهرة يوم اجلمعة‪،‬‬ ‫الريف‬ ‫أو لتحكي قصة شهيد جديد‪ .‬ومل تتوقف عن احللم الذي مات من أجله الكثري من شباب ّ‬ ‫الشرقي‪ ،‬االعتصام يف إحدى ساحات دمشق‪ ،‬حيث سيجتمع مئات اآلالف من كل أطياف الشعب‬ ‫السوري‪ ،‬وستكون دول العامل الدميقراطي املتحضر قد نصبت أقمارها الصناعية لتنقل مباشرة ما‬ ‫حيدث‪ ،‬ومتنع اجلرمية يف حال وقعت‪ .‬كانت تعمل وحتلم‪ ،‬ومل تكن تعلّمت بعد أن العمل الفردي‪،‬‬ ‫وجمرٍد من األخالق‪ .‬كان عليها احملاربة على‬ ‫مهما كان بطولياً‪ ،‬ال ميكن له أن يقف يف وجه عدو جبان ّ‬ ‫جبهتني‪ .‬فاجملتمع ليس قادراً على القبول ابلنساء كبطالت بعد‪ ،‬وإن قبل‪ ،‬فسوف تكثر السكاكني‬ ‫حلمهن عند أول خطأ‪ ،‬والتخوين سه ٌل جداً‪ ،‬وعدم اخلربة واملعرفة غري مربر‪ .‬ابختصار‬ ‫اليت تنغرز يف‬ ‫ّ‬ ‫كانت فاتن طيبة‪ ،‬مثل معظم اجليل األول يف الثورة‪.‬‬ ‫قبل أربعة أشهر وصلتين رسالة منها‪ ،‬أوصت أبن أوصلها ألهلها‪ ،‬وكان هناك ابإلضافة للرسالة‬ ‫املكتوبة‪ ،‬أخرى شفهية‪ ،‬تقول‪ :‬صامدون هنا (برفع السبابة والوسطى) حىت إسقاط النظام (إبنزاهلما)‪.‬‬ ‫أسعدين أهنا تعتربين شخصاً مقرابً وأهنا تتذكرين‪ ،‬رغم لقاءاتنا القصرية‪ ،‬وتثق يب‪ ،‬لكن ما إن أطبقت‬ ‫أحسست بعبئها الثقيل‪ .‬كتبت فاتن رسالتها على مدى أايم طويلة‪ ،‬وكانت‬ ‫يدي على الورقة حىت‬ ‫ّ‬ ‫عبارة عن ورقة لوصل أماانت سجينة سابقة‪ .‬أكاد أختيل مدى معاانهتا يف سبيل احلصول عليها‪ .‬كتبت‬ ‫كلماهتا بقلم رصاص‪ ،‬كتبت عن حنينها ألهلها‪ ،‬وطلبت من أخيها األكرب أن يساحمها‪ ،‬وطلبت من‬ ‫أمها أن تكون يف استقباهلا يف السماء‪ ،‬فهي قادمة إليها ومشتاقة للنوم يف حضنها األبدي‪ ،‬وأوصت‬ ‫أخاها الشهيد أمحد أن يشفع هلا لكي تدخل اجلنّة‪ ،‬وأك ّدت ألصدقائها أهنا على العهد ابقية حىت‬ ‫تلفظ أنفاسها‪.‬‬ ‫كانت رسالة فاتن مثل حضورها العذب‪ ،‬بسيطة وواضحة ومليئة ابلتح ّدي‪ ،‬وكانت كلماهتا ذاهتا‬ ‫وعنفواهنا ذاته‪ ،‬رغم غياهبا ألكثر من سنتني يف زانزين النظام‪ .‬كأهنا امرأة الكهف اليت انمت طوي ً‬ ‫ال‬ ‫وال تعرف ما الذي تغري يف غياهبا‪« .‬ستكون صدمة كبرية ابلنسبة هلا»‪ ،‬قلت بيين وبني نفسي حينها‪.‬‬ ‫عند انتقاهلا من فرع األمن اجلوي يف املزة إىل سجن عدرا يف شباط ‪ ،2014‬كانت قد خطت خطواهتا‬ ‫األوىل بعيداً عن الكهف‪ .‬لكنها مل تُصدم‪ ،‬كما توقعت‪ ،‬عندما علمت حجم اخلراب والدمار اللذين‬ ‫رشح نفّسه لوالية جديدة‪ ،‬لكنها كادت تصاب ابجللطة‬ ‫حلقا ابلبلد‪ ،‬وال حني علمت أن بشار األسد ّ‬ ‫(معظمهن حموالت‬ ‫ومعها الكثريات‪( ،‬وفق ما روي يل)‪ ،‬عندما رأت بعض املعتقالت السياسيات‬ ‫ّ‬ ‫حملكمة اإلرهاب وحمرومات من كافة حقوقهن املدنية)‪ ،‬ماضيات ابجتاه صندوق االقرتاع لينتخنب بشار‬ ‫بعضهن اآلخر‪ .‬لكنها كانت متلك من الذكاء ما‬ ‫معظمهن وبرضى‬ ‫األسد لوالية جديدة‪ ،‬رغماً عن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مكنها من استيعاب الدرس سريعاً‪« :‬اليأس» عدو الشجاعة‪ ،‬و«العفو» أمل يستحق احملاولة‪ ،‬واجلنون‬ ‫منجاة العقل من «الالمعقول»‪.‬‬

‫• وجدان انصيف‬

‫جلست يف الزاوية صامتة‪ ،‬وعندما جاء دورها‪،‬‬ ‫قالت مبلء صوهتا ‪« :‬ال»‪ ..‬وكانت العقوبة‬ ‫حرماهنا من جديد من ضوء النهار وإعادهتا إىل‬ ‫الزنزانة‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬وبعد سنتني ونصف من اعتقاهلا‪ ،‬ينقلون‬ ‫فاتن فواز رجب إىل جهة جمهولة‪ ،‬يرجح أهنا قد‬ ‫تكون سجن صيداناي‪ ،‬فهي حمالة حملكمة ميدانية‪،‬‬ ‫وقد يكون اختفاؤها إيذاانً بتنفيذ احلكم‪.‬‬ ‫واليوم قررت أن أضع مالحظة على رسالتها‪:‬‬ ‫«وصلت متأخرة جداً!» ‪ ،‬مث أرسلها يف قارورة‬ ‫مغلقة يف البحر‪َّ ،‬‬ ‫عل يداً حمبة تلتقطها وتصوغ‬ ‫احلكاية من جديد‪:‬‬ ‫‪ ..‬كان اي ما كان‪ ،‬كان هناك صبية ورسالة‪،‬‬ ‫وصراخ معذبني‪ ..‬وأشالء قتلى‪ ..‬وبالد حماصرة‪..‬‬ ‫خوان‪ ..‬فلم تصل الرسالة‪.‬‬ ‫وحقائب نزوح وأيس ّ‬ ‫ساحميين اي فاتن‪ ،‬فمعظم أبناء بلدتك اليوم حتت‬ ‫احلصار‪ ،‬ومن تبقى نزح إىل أصقاع األرض‪ ،‬أو‬ ‫قُتل قبل ذلك بكثري‪ .‬ساحميين ألين أتخرت‬ ‫يومني يف االتصال ابلشاب الوحيد الذي يعرف‬ ‫عنوان أختك‪ ،‬ففوجئت خبرب اعتقاله ومن مث‬ ‫مقتله حتت التعذيب‪ .‬وساحميين أخرياَ ألين وأان‬ ‫يف طريقي إىل املطار األخري‪ ،‬التقيت ابلكثريين‬ ‫ممن يستطيعون إيصال الرسالة ألخيك يف (بالد‬ ‫النزوح)‪ ،‬لكنهم مل يعاودوا االتصال‪ ،‬فقد قلت‬ ‫هلم أن الرسالة فيها‪« :‬سالم وكالم»‪ ..‬فقط‪.‬‬ ‫العدد (‪ )7‬آب ‪13 2014‬‬


‫عندما يتحول الرجل إلى عدو‬ ‫المرأة بين سندان الرجل ومطرقة الحكومة‬

‫التحرش اجلنسي عملية ال تتجزأ سـواء مورست على نطاق ضيق ومــن قبل شخص واحــد‪ ،‬أو‬ ‫بشكل ممنهج من قبل احلكومات الفاسدة كما حيدث يف مصر هذه األايم‪ .‬مشاعري جتاه الضحااي‬ ‫مل تتمايز لدى مساعي جتارهبن‪ ،‬ففي النهاية الضرر واحد واملتضررة ال حول هلا وال قوة‪ ...‬اجلميع‬ ‫ضدها ابتداء من اقرب الناس إليها وانتهاء بقضاء بلدها الذي يفرتض انه وجد ليحميها‪.‬‬ ‫الشهادة األوىل‪ :‬حترش مجاعي‬ ‫الزمان‪ :‬فجر األول من يوليو ‪ ،2013‬املكان‪ :‬ساحة ميدان احملافظة أمــام حمافظة بىن سويف‪،‬‬ ‫احلدث‪ :‬االحتشاد والتظاهر إلسقاط حكم املخلوع حممد مرسي‪.‬‬ ‫كان يوم ‪ 30‬يونيو‪/‬حزيران‪ ،‬أي قبل احلدث بيومني مرهقاً منذ بدايته‪ ،‬مل تعرف عيين وال عني أي‬ ‫صحفي ميداين النوم وال الراحة يف تلك األجواء التظاهرية املليئة ابلعنف‪ ،‬مواطنون حيتشدون ضد‬ ‫اإلخـوان املسلمني يف مصر‪ ،‬واإلخ ـوان حيتشدون ابلقرب من نفس ساحات تظاهر معارضيهم‪،‬‬ ‫واحتمالية العنف بل واملوت يف أي حلظة حتمية‪.‬‬ ‫كنت مكلفة ابلعمل ألكثر من جهة صحفية وتليفزيونية لتغطية أحداث ‪ 30‬يونيو ببين سويف‪،‬‬ ‫نظراً لقلة التغطية اإلعالمية على مدينة من مدن الصعيد‪ ،‬وافقت على الذهاب‪ ،‬واستأجرت شقة‬ ‫مبفردي للرتكيز على القيام ابلتغطية دون إزعاج أي من أهلي أو أصدقائي هناك‪.‬‬ ‫ظهور مراسلة صحفية وتليفزيونية وسط احلشود‪ ،‬تنقل احلــدث يف حمافظة كمحافظات الصعيد‬ ‫يعززها ابنطباعني أحدمها إجيايب واآلخر سليب‪ ،‬األول هو إحساس ابلفخر واالمتنان كما قال يل‬ ‫أكثر من متظاهر‪« :‬ظهورك جعلنا نشعر أننا لسنا مبفردان وأننا مرئيون للعامل بعدما كنا منسيني»‬ ‫والثاين الشعور السليب أبنك غريبة شك ً‬ ‫ال ومضموانً‪ ،‬والغريب عادة منبوذ ومستباح‪ ،‬ولألسف كان‬ ‫ذلك الشعور هو ما ختم هناييت املأساوية ذلك اليوم‪.‬‬

‫• القاهرة – لورا الطويب‬

‫بعد الثانية من منتصف الليل وأثناء تواجدي‬ ‫يف مـيــدان احملــافـظــة‪ ،‬حيث بقي الـعـشـرات من‬ ‫املتظاهرين املعتصمني أمام مبىن احملافظ‪ ،‬كنت‬ ‫أقوم ابلتجول بني املتظاهرين ومتشيط ساحتهم‬ ‫حبثاً عن أي حدث أو مفاجأة خمبأة‪ ،‬مل أكن‬ ‫أكــرث بنظرات العشرات ممــن يتابعونين أثناء‬ ‫العمل برتكيز‪ ،‬مل أستطع تفسري تلك النظرات‬ ‫حىت وقفت مع عضو حركة ‪ 6‬إبريل ألجري‬ ‫م ـعــه مــداخ ـلــة تـلـيـفــونـيــة ل ـق ـنــاة «‪،»On tv‬‬ ‫كانت نظرات الشاب تتجه خلفي بفزع وأان‬ ‫التفت ألجد أكثر من ثالثني‬ ‫مندهشة منها‪ّ ،‬‬ ‫شاابً يلتفون حويل على شكل «كماشة» أي‬ ‫حلقة حول الضحية ملنعها من اهلرب والتضييق‬ ‫عليها‪ ،‬مل متر ثوان حىت وجدت عشرات األيدي‬ ‫متتد حول جسدي‪ ،‬أدركت حلظتها أين أتعرض‬ ‫لعملية حت ــرش مجــاعــي يف م ـيــدان ع ــام‪ ،‬حمــاولــة‬ ‫لتمزيق مالبسي‪ ،‬مالمسيت يف أماكن حساسة‪،‬‬ ‫حالة هياج عام‪ ،‬واألعداد تتزايد وال ُمنجد أو‬ ‫ال ُمغيث‪ .‬ورغــم وجــود أعــداد كبرية من قوات‬ ‫األمــن‪ ،‬إال أهنــم مل يتدخلوا‪ ،‬تزايدت األعــداد‪،‬‬ ‫كـ ــادت مــاب ـســي ت ـت ـمــزق ل ــوال دخـ ــول شــاب‬ ‫بدراجة خبارية يصيح بوجهي‪« :‬اركيب‪ ،‬اركيب»‪،‬‬ ‫انتشلين مــن وســط «كــاب مـسـعــورة»‪ .‬أســرع‬ ‫يب هــارابً لتتواىل حمــاوالت اإليقاع يب من على‬ ‫دراجته وشدي من مالبسي عنوة‪.‬‬ ‫الشهادة الثانية‪ :‬أنت رجل إذن أان أكرهك‬ ‫مل أكن أختيل أن أييت يوم أنفر فيه من أيب وأان‬ ‫طفلته املدللة‪ ..‬فقط ألنــه رجــل – وأعــي هنا‬ ‫النوع بيولوجيا‪ ،‬بعيداً عن كل ما يرتبط ابلكلمة‬ ‫من معا ٍن قيمية – مثل ذلــك الشخص الذي‬ ‫زاملين يف العمل لسنوات كان خالهلا يتودد إىل‬ ‫حبلو الكالم وحيرص على الوجود ابلقرب مين‪،‬‬ ‫ظننت ذلك جمرد إعجاب بريء ‪ ..‬إىل أن ترقى‬

‫‪ 14‬العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬


‫يف املناصب وصــار رئيساً‪ ،‬يل ليتحول الزميل الــودود إىل رئيس بذيء‬ ‫اللسان والسلوك ‪ ..‬وحتولت أان إىل ضحية للتحرش‪ .‬استغل رئيسي‬ ‫يف العمل سلطته الستدعائي ملكتبه واستبقائي بعد انصراف العاملني‬ ‫ليلمس ما تطاله يــده من جسدي‪ ،‬ولسبب مل أدركــه كنت أخــاف أن‬ ‫أصرخ أو أثور ضده‪ ،‬كنت فقط أهترب وأبكي‪ ،‬وأحاول جتنبه إىل أن زاد‬ ‫حترشه عن احلد‪ ،‬ليتحول من جمرد خبطة يد حيرص أن تبدو غري مقصوده‬ ‫إىل حماولة ضمي وتقبيلي‪.‬‬ ‫وعندها اضطررت لرتك العمل رغم أين أعتمد على راتيب يف حيايت وال‬ ‫مورد آخر يل‪..‬‬ ‫الغريب أنــي بــدأت أبتعد عن والــدي كثرياً منذ تلك الواقعة‪ ،‬وأحــاول‬ ‫أال أنظر إليه وأصــاب ابلقرف منه‪ .‬واألغــرب أنين تذكرت واقعة ترجع‬ ‫لطفوليت حني كنت يف اخلامسة أو رمبا السادسة – مل أفهمها حينها ومل‬ ‫أتذكرها إال حني حترش رئيسي يب‪.‬‬ ‫إذ أحضر والدي ذات يوم عامل كهرابء عجوز من املصلحة اليت كان‬ ‫مديراً هلا ليصلح الكهرابء يف بيتنا‪ .‬تودد العجوز إيل والطفين وطلب أن‬ ‫أساعده إبمساك املفكات واألدوات ومناولته إايهــا‪ .‬مث طلب مين أن‬ ‫أجلس جبواره على األرض‪ ،‬وصار ميد يده إىل اجلزء السفلي من جسمي‬ ‫ويتحسسه‪ ،‬مل أكن أفهم ما يفعله‪ ،‬لكين أذكر أين خفت وابتعدت عنه‬ ‫دون أن أخرب أحداً‪.‬‬ ‫كرر زايراته وكان والدي يصيح يب‪ :‬تعايل سلمي على عم فالن‪ ،‬كنت‬ ‫اختبئ حتت سريري‪ ،‬ال أفهم ملَ مل أتذكر تلك الواقعه إال اآلن‪.‬‬ ‫أي زمالء يل يف‬ ‫وما زلت علي «قريف» من والدي‪ ،‬وأرفض التواصل مع ّ‬ ‫عملي اجلديد‪ ،‬وأعرف أهنم يرونين معقدة‪ ،‬خاصة أين جتاوزت الثالثني‬ ‫ومل أتزوج‪ ،‬وال أفكر يف الزواج مطلقاً‪.‬‬ ‫لألسف ال أقوى على فكرة العالج النفسي‪ ،‬ال أريد الذهاب لطبيب‬ ‫ألحكي له فيعاجلين ‪ ...‬حاولت لكين مل أستطع‪.‬‬

‫كنت أجلس‪ ،‬شاهدهتا وهــي تركض مستنجدة بنا وتصرخ هبسترياي‪،‬‬ ‫قفلنا ابب القهوة علينا‪ ،‬لكنهم حلقوا هبا وراح ـوا خيبطون على الباب‬ ‫حماولني كسره‪ ،‬مطالبني ابلفتاة‪ ،‬وهــددوا ابلدخول وأخذها ابلقوة‪ ،‬مع‬ ‫كل الفتيات املتواجدات معها يف الداخل‪ ،‬إن مل خنرجها‪.‬‬

‫الشهادة الثانية‪ :‬حاميها حراميها‬ ‫حادثة حصلت أمــام عيين مــؤخـراً‪ ،‬خلصت املرحلة الوسخة الــي يقبل‬ ‫عليها البلد‪ .‬صبية شقراء مجيلة تدعى منة‪ ،‬كانت تقف أمام قهوة ابب‬ ‫الورد وسط البلد كتبت على األرض عبارة «السيسي قاتل»‪ ،‬فحصلت‬ ‫مـشــادة بينها وبــن سـيــدة مــن مــؤيــدي السيسي‪ ،‬تـطــور احل ـوار إىل أن‬ ‫وجهت مؤيدة السيسي صفعة للصبية واندت على من حوهلا أن هذه‬ ‫الفتاة من مجاعة ‪ 6‬إبريل وهي مع اإلخوان‪ .‬وخالل ثوان كانت البنت‬ ‫حماطة أبكثر من عشرين شخصاً أخذوا يتحرشون هبا‪ ،‬حىت من دخل‬ ‫الدائرة ليخرجها منها‪ ،‬كان ميسكها من أماكن حساسة‪.‬‬ ‫وأخرياً متكنت الفتاة من اخلروج من الدائرة أو «الكماشة» كما يطلقون‬ ‫عليها‪ ،‬وهرعت ابجتاه قهوة «أوان»‪ ،‬اليت تقع يف نفس املنطقة‪ ،‬حيث‬

‫يف تلك اللحظة جــاء إلينا ضــابــط شــرطــة يف زي م ــدين‪ ،‬وأخ ــذ حيقق‬ ‫مع الفتاة ويصرخ يف وجهها وهــو يسأهلا‪ :‬مل جــاءت إىل وســط البلد‪،‬‬ ‫ومــن أصـحــاهبــا‪ ،‬وهــل هــي مــن مجــاعــة ‪ 6‬إب ـريــل؟ كــل ذلــك والبلطجية‬ ‫واملتحرشون هبا يقفون يف اخلارج دون أن يوجه إليهم الضابط أي كلمة‪.‬‬ ‫لذا مل أمتالك نفسي وقلت له‪ :‬مل حتقق معها هبذه الطريقة وهي الضحية‪،‬‬ ‫بينما املذنبون يقفون يف اخلــارج؟ كما أهنــا مل ترتكب جرمية كوهنا ضد‬ ‫السيسي‪ ،‬عندها التفت الـضــابــط ووج ــه يل أق ــذر األل ـفــاظ والشتائم‪،‬‬ ‫وهددين وكل الفتيات املتواجدات معي أنه إن فتحنا فمنا بكلمة زايدة‬ ‫سيفتح الباب للبلطجية ويرتكهم يتصرفون على راحتهم معنا‪ .‬املهم يف‬ ‫النهاية أخــذ الفتاة إىل قسم عابدين‪ ،‬ليكمل التحقيق معها‪ ،‬ومل نعد‬ ‫ندري ما حصل معها بعد ذلك‪.‬‬ ‫العدد (‪ )7‬آب ‪15 2014‬‬


‫التحرش بالرجال‬ ‫حين يصبح التحرش سالحًا مزدوجًا‬

‫• خاص ‪ -‬سامر خمتار‬

‫يبدوأن قضية التحرش يف مصر ابتت أتخذ أبعاداً كثرية على كافة األصعدة‪ ،‬خصوصاً بعد تفاقم املشكالت االجتماعية الكثرية اليت أدت‬ ‫إىل حدوث «الثورات» يف املنطقة‪ ،‬إذ إن قضية التحرش تعترب من القضااي اليت شغلت كثرياً من األطباء وعلماء النفس ومراكز حقوقية تعىن‬ ‫ابلشؤون املدنية وحقوق املرأة‪ ،‬يف حماولة لتسليط الضوء على القضية من جهة‪ ،‬وحتليل وتوثيق حاالت ال تعد وال حتصى من جهة أخرى‪.‬‬ ‫ويف الزخم اليت أتت به الثورات العربية‪ ،‬وابتت األصوات اليت تطالب املؤسسات احلكومية‪ ،‬واملؤسسات اإلعالمية الرمسية وغري الرمسية‬ ‫تزداد يوماً بعد يوم‪.‬‬ ‫تعود أسباب ارتفاع األصوات‪ ،‬جبعل القضية تتحول من قضية كانت ضمن‬ ‫إطار منظمات حقوقية‪ ،‬إىل قضية رأي عام‪ ،‬هو أن الشعوب حني تتفجر‬ ‫مشكالهتا االجتماعية وتطفو على الـسـطــح‪ ،‬تـبــدأ ابلبحث عــن حلول‪،‬‬ ‫ابلتزامن مع مطالبة «الدولة» بوضع قوانني صارمة جتاه هذه القضية‪.‬‬ ‫لكن بعدما هلَّ َل الكثريون ممن عانوا من «التحرش» الذي يبدأ ابلكالم‪،‬‬ ‫وينتهي ابالغتصاب‪ ،‬أو القتل‪ ..‬أخذت القضية تتجه حنو نفق مظلم مغاير‬ ‫للشكل املباشر الذي نعرفه مجيعاً‪.‬‬ ‫شاب سوري يف املرتو‬ ‫يقول الشاب السوري «م‪.‬ن» املقيم يف القاهرة‪« :‬تعرضت حلالة حترش أثناء‬ ‫تـواجــدي يف املــرو‪ ،‬إذ كنت قد استقليت املــرو يف وقــت الظهرية‪ ،‬حيث‬ ‫يكون املــرو يف هذا الوقت مزدمحاً جــداً‪ ،‬مما يضطر بعض النساء لركوب‬ ‫العرابت املخصصة للرجال‪ .‬وكانت هناك امرأة تقف جبانيب‪ ،‬وكلما زاد توافد‬ ‫الناس إىل العربة‪ ،‬اقرتبت مين أكثر‪ ،‬وهي تنظر إ ّ‬ ‫يل نظرات كلها إحياءات‪،‬‬ ‫إىل أن ألصقت صدرها بكتفي‪ ،‬وماكان مين إال أن غريت مكاين كله رغم‬ ‫صعوبة التحرك من شدة االزدحام‪.‬‬ ‫حترش رجل برجل‬ ‫حتكي األستاذة أمل فهمي أحد أعضاء مؤسسة خريطة التحرش يف مصر‪:‬‬ ‫«أثناء رصد حالة التحرش ابلرجال‪ ،‬اكتشفنا حاالت خمتلفة من هذا النوع‪،‬‬ ‫إذا قد حتصل حاالت حترش ابلكالم‪ ،‬والــذي قد يتقبلها الرجل كنوع من‬ ‫املزاح»‪ ،‬واليكون للكالم هذا التأثري‪ ،‬كالتأثري الذي حيصل عند املرأة‪ ،‬وقد‬ ‫تصل أحياانً حد املالمسة إذا كان الرجل أو الشاب وسيماً ويرتدي ثياابً‬ ‫ملفتة نوعاً ما‪ .‬إال أن احلاالت املؤذية حتصل عندما يتحرش رجل برجل‪،‬‬ ‫وحني حاولنا التقصي عن األسباب‪ ،‬وجدان أن الدافع للتحرش عائد لكون‬ ‫املتحرش به ذا شعر طويل ويرتدي ثياابً قصرية‪ ،‬وخمتلفة نوعاً ما‪ ،‬ابإلضافة‬ ‫إىل عامل الوسامة‪.‬‬ ‫يف بعض األحياء الشعبية‬ ‫« أ‪ .‬ي» رجل مصري (أستاذ لغة عربية)‪ ،‬أثناء حبثه عن شقة لإلجيار بسعر‬ ‫رخيص‪ ،‬دخل إىل أحد أحياء القاهرة الشعبية‪ ،‬برفقة مسسار‪ .‬وأثناء جتوله‬ ‫‪ 16‬العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬

‫ابحلي‪ ،‬اندت عليه امرأة كانت تطل برأسها من انفذة بيتها وقالت له‪:‬‬ ‫«ماتيجي تعملك لفة»‪ ..‬وماكان منه إال أن ضحك‪ ،‬لكن السمسار‬ ‫الذي كان برفقته نبّهه أن ال أيخذ املوضوع على سبيل املزاح‪ ،‬وقال له‬ ‫إن املرأة مل تكن متزح‪ ،‬ولوكنت متشي يف احلي وحدك «ورفضت طلبها»‪،‬‬ ‫سرتسل لك رجاالً «من بلطجية احلي» وسيتهمونك ابلتحرش هبا وإال‬ ‫فعليك القبول بعرضها‪ ،‬وهذا ماجعل «أ‪ .‬ي» يغادر احلي فوراً‪.‬‬ ‫متاجرة واستغالل‬ ‫«آ ‪ .‬س» شاب وصحفي مصري يروي لنا إحدى حاالت «التحرش»‬ ‫اليت حدثت معه أثناء ركوبه األتوبيس‪ ،‬يقول‪« :‬أثناء ركويب األتوبيس‬ ‫الحظت أن هناك رجــا ً ينظر إيل بشكل غريب‪ ،‬وكأنه يراقبين‪ .‬بعد‬ ‫مضي دقائق قليلة‪ ،‬تفاجأت إبمـرأة ترمتي يف حضين بشكل مباغت‪،‬‬ ‫وتـبــدأ ابل ـص ـراخ‪ ،‬واهتــامــي أبين حترشت هبــا‪ ،‬ليتقدم الــرجــل الــذي كان‬ ‫يراقبين‪ ،‬ويطالبين إما بدفع املال مقابل فعليت‪ ،‬أو أبخذي‪ ،‬وتسليمي إىل‬ ‫أقرب قسم للشرطة‪ ،‬وكتابة حمضر ابمسي»‪.‬‬ ‫ويضيف «آ‪.‬س»‪« :‬أدركت أن ماحيدث هو عملية ابتزاز‪ ،‬واستغالل‬ ‫من أجل احلصول على املــال‪ ،‬وال أنكر أين صدمت وذهلت من هذا‬ ‫الـنــوع «اجلــديــد»‪ ،‬على حــد قـولــه‪ ،‬مــن االب ـت ـزاز‪ ،‬ومل أتــوقــع أن يصبح‬ ‫«التحرش» وسيلة للمتاجرة‪ .‬ابلطبع دافعت عن نفسي وقلت للرجل‬ ‫أنين مل أحتــرك من مكاين‪ ،‬وأن املـرأة هي اليت ارمتــت يف حضين بشكل‬


‫أصر على أخذي لقسم الشرطة‪،‬‬ ‫متعمد‪ ،‬إال انه َّ‬ ‫وعندما شعر أن هتديداته مل ختفين أو تضعفين‪،‬‬ ‫إضافة إىل استشعاره أن بعض الركاب الحظوا‬ ‫ماحدث‪ ،‬ومل يؤيد أحد اهتاماته املوجهة إيل‪..‬‬ ‫الذ ابلصمت‪.‬‬ ‫وت ـعــود امل ـتــاجــرة بـقـضـيــة ال ـت ـحــرش‪ ،‬إىل صــدور‬ ‫قوانني صارمة‪ ،‬لردع املتحرشني‪ ،‬واحلد من هذه‬ ‫الـظــاهــرة‪ .‬إذ ت ـراوح العقوابت حسب القانون‬ ‫اجلديد مبا خيص اجلرائم اجلنائية ما بني السجن‬ ‫‪ 3‬سنوات إىل املؤبد‪ ،‬وقــد تصل إىل اإلعــدام‪،‬‬ ‫أمــا اجلـنــح‪ ،‬فــا تـزيــد عقوبتها عـلــى احلـبــس ‪3‬‬ ‫سنوات‪ ،‬غري أنه جيوز للمشرع رفع احلد األقصى‬ ‫لعقوبة اجلنحة إىل ‪ 5‬سـنـوات‪ ،‬وهــذا يعين أن‬ ‫التحرش اجلنسي جنحة‪ ،‬وليس جناية مثل هتك‬ ‫العرض واالغتصاب‪.‬‬ ‫والـ ـف ــارق ب ــن ه ـتــك ال ـع ــرض واالغ ـت ـص ــاب أن‬ ‫األخري ال يقع إال من رجل على امرأة‪ ،‬ويكون‬ ‫من خالل مواقعتها‪ ،‬وتصل عقوبته إىل السجن‬ ‫املؤبد‪ ،‬ويعاقب اجلاين ابإلعدام إذا كانت اجملين‬ ‫عليها حتت سن الثامنة عشرة‪ ،‬أو كان للجاين‬

‫سلطة عـلــى الـضـحـيــة‪ ،‬س ـواء كــانــت أس ـريــة أو‬ ‫وظيفية أو مدرسية‪ ،‬كــأن يكون زوج األم‪ ،‬أو‬ ‫رئيس الضحية يف العمل‪ ،‬أما التعريف القانوين‬ ‫هلتك العرض فهو مالمسة أى جزء حساس من‬ ‫جسد املرأة‪ ،‬أو كشف عوراهتا‪ ،‬وهذا الفعل يعد‬ ‫جناية عقوبتها السجن من ‪ 3‬إىل ‪ 15‬سنة‪.‬‬

‫أثناء مظاهرات سلمية ترفض «قانون التظاهر‬ ‫اجلــديــد» الــذي صــدر يف ظــل احلكومة املؤقتة‬ ‫حتــت رائس ــة املـسـتـشــار ع ــديل مـنـصــور يف عــام‬ ‫‪ ،2013‬ع ـقــب ان ـت ـه ــاء املـ ـؤمت ــر جـ ــرت وق ـفــة‬ ‫احتجاج على سلّم النقابة‪ ،‬هتف فيها احملتجون‬ ‫إبهنـ ــاء ق ــان ــون ال ـت ـظــاهــر‪ ،‬واإلف ـ ـ ـراج ع ــن كــامــل‬ ‫املتظاهرين‪ ،‬ومعتقلي الرأي‪ .‬ومل ميض على الوقفة‬ ‫االحتجاجية حوايل الساعة‪ ،‬حىت هاجم األمن‬ ‫املعزز مبجموعة من البلطجية املتظاهرين‪ ،‬حيث‬ ‫مت اعتقال أحد الناشطني املشاركني آنذاك‪.‬‬ ‫وأثناء احتجازه‪ ،‬مت إحضار فتاة لكتابة حمضر‬ ‫تتهمه فيه أبنــه اعـتــدى عليها جنسياً وحــاول‬ ‫اغتصاهبا‪ .‬وجتدر اإلشارة أن هذه احلالة مت فيها‬ ‫استغالل قضية التحرش سياسياً‪ ،‬لتلفيق هتم‬ ‫جاهزة لناشطني ومتظاهرين‪.‬‬

‫تلفيق هتم لناشطني ومتظاهرين سلميني‬ ‫القصة ب ــدأت حــن نظم جمموعة مــن احملامني‬ ‫واحلقوقيني مؤمتراً يف نقابة الصحفيني للمطالبة‬ ‫ابإلف ـ ـراج عــن انش ـطــن‪ ،‬ومـتـظــاهـريــن‪ ،‬اعتقلوا‬

‫تعد هذه احلاالت بداية لشيطنة قضية التحرش‪،‬‬ ‫يف ظل جهود منظمات حقوقية ومدنية حتاول‬ ‫إحــداث وعــي عند اجملتمع املـصــري‪ ،‬يف حماولة‬ ‫للتصدي هلذه النوع من املمارسات‪.‬‬

‫أما التحرش اجلنسي‪ ،‬فمعناه القانوين التعرض‬ ‫للغري يف مكان عام أو خاص أو مطروق إبتيان‬ ‫أمـ ــور أو إحي ـ ــاءات أو تـلـمـيـحــات جـنـسـيــة أو‬ ‫إابحية‪ ،‬سواء ابإلشارة أو ابلقول أو ابلفعل أبية‬ ‫وسيلة‪ ،‬مبا يف ذلك وسائل االتصاالت السلكية‬ ‫والــاسـلـكـيــة‪ ،‬وه ــذه جنحة عقوبتها تـبــدأ من‬ ‫احلبس ‪ 6‬أشهر إىل ‪ 5‬سنوات‪ ،‬وفقاً للتعديل‬ ‫اجلديد‪.‬‬

‫لكن مع تصاعد األحداث السياسية يف مصر‪،‬‬ ‫ابإلض ــاف ــة إىل ال ــوض ــع االق ـت ـص ــادي امل ـتــدهــور‪،‬‬ ‫وارتفاع األسعار والغالء من جهة‪ .‬وممارسات‬ ‫الـنـظــام امل ـصــري‪ ،‬واس ـت ـم ـراره ابعـتـقــال انشطني‬ ‫وحقوقيني ومتظاهرين على أثر قانون التظاهر‬ ‫واملطالبة ابحلرية والعدالة االجتماعية من جهة‬ ‫أخــرى‪ ،‬تصبح قضية التحرش سالحاً مزدوجاً‬ ‫يواجهه الشعب املصري‪ ،‬إما ابملتاجرة ابلقضية‬ ‫أو استخدامها لتلفيق هتمة جاهزة حني يتعلق‬ ‫األمر ابلسياسة‪.‬‬ ‫العدد (‪ )7‬آب ‪17 2014‬‬


‫التحرش الجنسي والعنف ضد المرأة في أوربا‬ ‫ثلث نساء أوراب يعانني من العنف اجلسدي واجلنسي! ومن أصل‬ ‫(‪ )62‬مليون امرأة أوربية تعرضن للتحرش منذ سن اخلامسة عشر‪،‬‬ ‫هناك (‪ )9‬ماليني امرأة مغتصبة! تبدو صادمة وخميفة هذه األرقام‬ ‫اليت نشرهتا أحدث دراسة أجرهتا وكالة االحتاد األوريب مطلع العام‬ ‫احلايل‪ ،‬ما يثري مئات األسئلة عن ظواهر العنف اجملتمعي عموماً‪،‬‬ ‫والعنف جتاه النساء خاصة‪ ،‬وسبل الكشف عنها وإعالهنا وصو ًال‬ ‫للتعاطي معها كظاهرة بشرية عامة تقتضي االع ـراف بوجودها‬ ‫وخماطرها‪ ،‬وإجياد السبل الكفيلة ابلوقاية منها واحلد من تفاقمها‬ ‫ومعاجلة نتائجها مــا أمـكــن‪ .‬إذ سبق للربملان األوريب أن اعترب‬ ‫التحرش جرمية تنتهك حق االنسان يف األمن اجلسدي والنفسي‪،‬‬ ‫وهو احلق املشرع يف الئحة حقوق اإلنسان‪ ،‬والذي مت أتكيده يف‬ ‫اتفاقية مناهضة التعذيب ‪.1984‬‬ ‫أين حتدث جرائم العنف ضد النساء؟‬ ‫تعترب األمــاكــن املــزدمحــة (احلـشــود ووســائــط النقل العامة وأمــاكــن العمل‬ ‫والنوادي) بــؤراً للتحرش اجلنسي‪ ،‬لدرجة تصبح معها الدعوة إىل البقاء‬ ‫يف املنزل هي احلل األمثل واألكثر أمناً للنساء! األمر الذي تؤيده معظم‬ ‫التوصيات احملافظة اجتماعياً أو دينياً‪ .‬لكنه يتناىف مع واقع احلال إذا ما‬ ‫علمنا أن ‪ %22‬من النساء األوربيات تعرضن لعنف جنسي من الشريك‪،‬‬ ‫انهيك عن نسبة مرتفعة تتعرض لعنف منزيل (الشتم والصراخ وتكسري‬ ‫األشياء‪ ،‬وصوالً إىل الضرب املربح واحلرق والقتل)‪ ،‬ما جيعل املنزل بيئة‬ ‫خصبة إلنتاج العنف اجلسدي‪ ،‬حيث يستفرد الرجل العنيف بضحيته يف‬ ‫مكان له خصوصيته وحرمته‪ ،‬ويصبح إثبات واقعة االعتداء شبه متعذر‪،‬‬ ‫األمر الذي جعل ‪ %67‬من النساء األوربيات (حسب الدراسة) ميتنعن‬ ‫عــن الشكوى واإلب ــاغ عما تعرضن لــه‪ ،‬ابإلضــافــة إىل أسـبــاب أخــرى‬ ‫مرتبطة ابخلــوف واخلجل وعــدم الثقة بقوة القضاء ومرونته وقدرته على‬ ‫محايتهن من تكرار التعرض للعنف‪.‬‬ ‫وتفيد اإلحصاءات أن األماكن املنعزلة والنائية ومعظم األماكن يف أوقات‬ ‫الليل‪ ،‬وكذلك األمــاكــن الشعبية غري املـنــارة تعترب مناخاً مالئماً لـزايدة‬ ‫حوادث التحرش اجلنسي‪ .‬إذن من حيث املكان‪ ،‬تعترب كل األماكن يف‬ ‫وقت ما ولسبب أو آلخر بيئات حمتملة للعنف اجلسدي! األمر الذي‬ ‫يسري داخل حدود كل الدول دون استثناءات تذكر!‬ ‫فــرغــم ن ــدرة الـبـيــاانت واإلح ـص ــاءات وال ـبــاغــات‪ ،‬إال أن ح ـوادث‬ ‫التحرش اجلنسي والعنف طالت حىت أماكن العبادة (قضااي التحرش‬ ‫ُصر‪ .‬وال‬ ‫اجلنسي من قبل كهنة اتبعني للكنيسة الكاثوليكية جتاه فتية ق ّ‬ ‫يقتصر األمر على الكهنة بل يتعداه إىل رجال دين آخرين تتم اإلشارة‬ ‫إليهم غمزاً وتلميحاً)‪.‬‬ ‫من هم ضحااي العنف اجلسدي والتحرش اجلنسي؟‬ ‫يسود االعتقاد أن الشرائح األشد ضعفاً وهامشية (النساء‬ ‫‪ 18‬العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬

‫• ضحى العاشور‬

‫مرد‬ ‫والفقريات عموماً) يف اجملتمع هن األكثر تعرضاً للتحرش اجلنسي‪ ،‬ورمبا ّ‬ ‫ذلك إىل الوفرة العددية هلذه الشرائح‪ ،‬وابلتايل من الطبيعي أن يكون عدد‬ ‫املعنفات منها أكرب من العدد اإلمجايل من املعنفات من الشرائح االجتماعية‬ ‫األعلى‪ ،‬إال أن اإلحصاءات تفيد أبن « ‪ %75‬من األوربيات اللوايت تعرضن‬ ‫للتحرش هن موظفات يف اإلدارات العليا»‪ ،‬ومع ذلك ال ميكن التسرع يف‬ ‫االستنتاج أبن النساء يف أعلى السلّم الوظيفي أو االجتماعي هن األكثر‬ ‫عرضة للتحرش‪ ،‬إذ غالباً ما ميتنع أبناء الطبقات االجتماعية األدىن (واألطفال‬ ‫واملعوقون واملسنّون) عموماً عن اإلفصاح عن تعرضهم للعنف ألسباب كثرية‪،‬‬ ‫منها عدم متكنهم من الوصول إىل املهتمني والباحثني‪ ،‬ومنها متعلق ابخلوف‬ ‫من انتقام اجلناة واخلجل واإلحساس ابلذنب ومشاعر القلق من الفضيحة‬ ‫وال ـعــار االجـتـمــاعــي‪ ،‬وع ــدم الــوعــي حبقهم يف الـعــاج والــرعــايــة االجتماعية‬ ‫والتقاضي‪...‬إخل‪.‬‬ ‫وابإلضافة إىل النساء‪ ،‬يواجه األطفال وطالب املدارس من اجلنسني حوادث‬ ‫متنوعة مــن االعـتــداء اجلـســدي بقصد التعنيف أو التحرش وذلــك مــن قبل‬ ‫زمالئهم الطالب األكرب سناً ومن قبل األساتذة أيضاً‪.‬‬ ‫وال يعترب الــرجــال و(الـشـبــان خصوصاً) مبنأى عــن جـرائــم االعـتــداء اجلنسي‬ ‫والتحرش‪ ،‬إذ تبلغ «نسبة الرجال املعتدى عليهم ما يقارب ‪ %10‬يف أماكن‬ ‫العمل»‪ ،‬وهــي نسبة مرتفعة إذا افرتضنا (منطقياً) وجــود أعــداد أخــرى من‬ ‫الرجال مل يصرحوا عن تعرضهم للتحرش أو االغتصاب من قبل رجال آخرين‬ ‫أو نساء (رمبــا)‪ ،‬حيث مل تتناول التقارير حــاالت حترش النساء ابلرجال مبا‬ ‫يكفي العتبارها ظاهرة عامة‪ .‬وهكذا جند أن ظاهرة التحرش اجلنسي وصوالً‬ ‫إىل االغتصاب تتفاقم يف كافة اجملتمعات وتطال خمتلف البشر نساء ورجاالً‬ ‫وأطفاالً‪ ،‬وإن كانت أكثر شيوعاً كماً ونوعاً جتاه النساء الشاابت‪.‬‬ ‫تبدو اللوحة قامتة فيما خيــص دول أوراب الــي حتظى مبستوايت مرتفعة من‬ ‫احلـ ـرايت وح ـقــوق اإلن ـس ــان‪ ،‬يف حــن مــازالــت بقية دول ال ـعــامل ت ــرزح حتت‬ ‫قيود إنكار وجود التحرش كظاهرة عامة وإحاطة املوضوع بكثري من السرية‬


‫والتكتم‪ .‬وليس أدل على ذلك من االفتقار إىل‬ ‫الـبـيــاانت واملـعـلــومــات الــي تــرصــد نسب انتشار‬ ‫الظاهرة‪ ،‬وندرة األحباث والدراسات‪ ،‬وقلة عدد‬ ‫املنظمات واألفراد املشتغلني يف هذا اجملال‪ ،‬علماً‬ ‫أن حـوادث التحرش ّ‬ ‫وتطرد مع انتشار البطالة‪،‬‬ ‫قـلــة الـتـعـلـيــم‪ ،‬الـربـيــة اجلـنـسـيــة اخلــاط ـئــة‪ ،‬الكبت‬ ‫اجلنسي وانتشار األفالم اإلابحية‪ ،‬السخط وعدم‬ ‫الرضى‪..‬‬ ‫ومـ ـ ــن الـ ـن ــاف ــل الـ ـت ــذك ــر أبن تـ ـف ــاق ــم األزمـ ـ ــات‬ ‫االجتماعية واالقتصادية وازدايد حدة الصراعات‬ ‫يرفع معدالت العنف اجلسدي بصورة جنونية‪،‬‬ ‫مــا جنــد لــه أمثلة صــارخــة يف عــديــد مــن املناطق‬ ‫الساخنة‪ ،‬ومنها املنطقة العربية وســوراي حتديداً‪،‬‬ ‫حيث يستخدم العنف اجلـســدي واالغـتـصــاب‬ ‫(كـ ـس ــاح ح ـ ــرب) وأداة إذالل وق ـه ــر م ــادي‬ ‫ومعنوي للخصم‪ /‬العدو‪.‬‬ ‫كــل ذلــك يعين أن اخلـطــر ابت دامهـ ـاً‪ ،‬ومل تعد‬ ‫وسائل اإلنكار أو التجاهل أو حتميل الضحية‬ ‫مـســؤولـيــة اس ـتــدعــاء فـعــل اجل ــاين أو دع ــوة امل ـرأة‬ ‫إىل التزام املنزل وعــدم االختالط واالحتشام يف‬ ‫امللبس وما إىل هنالك من حلول تبسيطية‪ ،‬مل تعد‬ ‫هذه الوسائل قادرة على معاجلة جرائم هتدد حياة‬ ‫وأمن واستقرار أعداد متزايدة من البشر يومياً‪ ،‬ما‬ ‫حدا ابلدول األوربية (متأخرة) إىل التحرك على‬ ‫مستوى مؤسسايت‪ ،‬متثَّل يف اتفاقية اسطنبول اليت‬ ‫تبنَّتها الدول السبع واألربعون األعضاء يف جملس‬ ‫أوراب‪ ،‬يف ‪ 11‬أاير ‪ ،2011‬وال ــي يـبــدأ سـراين‬ ‫مفعوهلا يف األول من آب ‪. 2014‬‬ ‫اتفاقية اسطنبول‬ ‫جاءت اتفاقية اسطنبول تتوجياً لنشاط منظمات‬ ‫اجمل ـت ـمــع املـ ــدين وامل ـن ـظ ـمــات احل ـقــوق ـيــة والـنـســويــة‬ ‫يف الـتـعــاطــي مــع قـضــااي الـتـحــرش اجلـنـســي‪ ،‬عرب‬ ‫التعريف هبا والكشف عنها‪ ،‬سواء عرب اإلعالم‬ ‫واملظاهرات‪ ،‬وتقدمي شىت اخلدمات االستشارية‬ ‫اجملــان ـيــة ع ــن ط ـريــق خــدمــة اخل ـط ــوط الـســاخـنــة‪،‬‬ ‫وأتم ـ ــن ب ـي ــوت وأمـ ــاكـ ــن مل ـس ــاع ــدة ال ـض ـح ــااي‪،‬‬ ‫وال ــدورات والـنــدوات التعريفية‪ ،‬وخمتلف وسائل‬ ‫النشر واإلع ــان مــن األغ ــاين‪ ،‬إىل الــروشــورات‬ ‫يف املدارس واملقابالت وتعليم الشاابت رايضات‬ ‫مـثــل اجل ــودو وال ـكــارات ـيــه لـلــدفــاع عــن أنفسهن‪،‬‬ ‫وص ــوالً إىل املـطــالـبــة بتعديل الـقـوانــن واألنـظـمــة‬ ‫وسن التشريعات الرادعة‪.‬‬

‫مظاهرة نسائية ضد التحرش في أوروبا‬

‫وتنص االتفاقية اليت أطلقها اجمللس األوريب على‬ ‫التزام الدول املوقعة عليها بتدابري حمددة ملكافحة‬ ‫مجـيــع أشـكــال الـعـنــف ضــد املـ ـرأة مـثــل التحرش‬ ‫اجلنسي والعنف املنزيل والــزواج القسري وتشويه‬ ‫األعضاء التناسلية لــإانث (اخلـتــان) القادمات‬ ‫من جمتمعات متارس هذه العادة‪.‬‬ ‫ومبـنــاسـبــة دخ ــول االتـفــاقـيــة حـيــز الـتـنـفـيــذ‪ ،‬دعــا‬ ‫«مــديــر ب ـرانمــج ال ـقــانــون والـسـيــاســة يف منظمة‬ ‫العفو الدولية» «مايكل بوتشنيك» «احلكومات‬ ‫إىل اختــاذ التدابري الكفيلة إببقاء النساء آمنات‬ ‫مــن الـعـنــف‪ ،‬وحـيــث تـقــع احل ـ ـوادث أو توشك‬ ‫على الوقوع فإنه جيب تزويد الضحااي والشهود‬ ‫ابحلماية والدعم‪ ،»..‬وشدد على «حق النساء‬ ‫والفتيات الاليت استهدفن ابلعنف خارج حدود‬ ‫أوراب يف احلماية الــدولـيــة‪ ،‬مبــا يف ذلــك الفتيات‬

‫الــايت يـلــذن ابلـفـرار ه ـرابً مــن تشويه أعضائهن‬ ‫التناسلية أو من الزواج القسري»‪.‬‬ ‫وك ــان ــت «امل ـف ــوض ــة األوربـ ـي ــة لـلـعـمــل وال ـش ــؤون‬ ‫االجتماعية» «آان دايمنتوبولو» اليت تعترب نفسها‬ ‫واحـ ــدة مــن ض ـحــااي ال ـت ـحــرش اجلـنـســي (عـنــدمــا‬ ‫ك ــان ــت طــال ـبــة) ق ــد أوض ـح ــت أن اهلـ ــدف من‬ ‫القوانني املوحدة يف أوراب (جترمي التحرش) «ليس‬ ‫فتح الباب أمام موجات من الشكاوى يف أروقة‬ ‫احملاكم‪ ،‬اهلدف احلقيقي هو حتديد إطار قانوين‬ ‫يكون مبثابة رادع مينع أي شخص رج ً‬ ‫ال كان أم‬ ‫امرأة من ممارسة هذه التصرفات‪.»..‬‬ ‫وأضــاف «بوتشنيك»‪« :‬إن الكثري مــن النساء‬ ‫ي ـعــانــن بـصـمــت بـسـبــب حــرمــاهنــن م ــن وسـيـلــة‬ ‫للتخلص من أوضاع يشعرن أبهنا ميؤوس منها‪..‬‬ ‫وأن االتفاقية توفر هلن أداة قوية للتعامل الشامل‬ ‫م ــع االن ـت ـه ــاك واسـ ــع ال ـن ـطــاق حل ـقــوق اإلن ـســان‬ ‫الذي يلحق اخلراب حبياة ماليني النساء بشكل‬ ‫يــومــي يف أوراب‪ ..‬وع ـلــى احل ـكــومــات أن تظهر‬ ‫اإلرادة السياسية وأن ترتجم االتفاقية إىل تدابري‬ ‫ملموسة‪ ..‬يتعني على أوراب أن تفيق لرتى هذه‬ ‫احلقيقة»!‬ ‫وإذا كــانــت أوراب قــد استيقظت عـلــى املستوى‬ ‫الرمسي والقانوين‪ ،‬فإنه يتعني على البشرية مجعاء‬ ‫أف ـراداً ومنظمات وحكومات أن تستيقظ وترى‬ ‫وتواجه سرطاهنا اجلديد‪ :‬التحرش والعنف بكافة‬ ‫أشكاله‪.‬‬ ‫العدد (‪ )7‬آب ‪19 2014‬‬


‫شهادات حية من مصر‬

‫التحرش واالغتصاب وتجريم الضحية‬ ‫يف ستينيات القرن املاضي تداول الوسط الثقايف املصري‬ ‫حادثة شهرية لشاعر سوداين كبري غازل فتاة مصرية ببيت‬ ‫من شعر احلب العفيف‪ ،‬فكان رد فعل الفتاة أن قامت بسبه‬ ‫يف الطريق العام انعتة إايه ابألسود! تداول الوسط الثقايف‬ ‫تلك احلادثة للتدليل على قدرة الفتاة املصرية على الدفاع عن‬ ‫نفسها ورفض أي مغازلة يف الطريق العام‪ ،‬حىت وإن مل تكن‬ ‫تندرج ضمن ابب التحرش اجلنسي‪ ،‬ومن جانب آخر على‬ ‫التشهري ابلشاعر السوداين الذي أزعج فتاة ابلطريق العام ولو‬ ‫ببيت من الغزل العفيف!‬ ‫حادثة الشاعر السوداين ابلتوازي مع ما تشهده شوارع القاهرة‬ ‫يف األلفية الثانية جيعل نسبة الـ ‪ % 97‬من املصرايت الاليت‬ ‫يتعرضن للتحرش يومياً‪ ،‬حبسب مركز خريطة التحرش‪ ،‬يتمنني‬ ‫املغازلة ابلشعر العفيف رمحة ورأفة‪ ،‬أمام حاالت التحرش اليت‬ ‫تبدأ ابأللفاظ اجلنسية الصرحية‪ ،‬مروراً ابملالمسة اجلسدية‪،‬‬ ‫انتهاء ابغتصاب الضحية وهتك عرضها‪ ،‬كل ذلك يتم يف‬ ‫و ً‬ ‫الطريق العام وعلى مرأى ومسمع من املارة بل ومبباركتهم‪.‬‬

‫التحرش يف الوسط الثقايف‬

‫حترش يب شاعر كبري وخفت من مقاضاته بسبب هتديداته‬ ‫ابلتشهري يب‪.‬‬ ‫أوىل شهادات إحدى ضحااي التحرش اجلنسي تروي لسيدة‬ ‫سوراي واقعة التحرش هبا‪ ،‬أثناء إجراء حوار صحفي مع أحد‬ ‫املثقفني املصريني‪.‬‬ ‫تقول «س‪ .‬ع»‪« :‬كنت على موعد إلجراء حوار صحفي‬ ‫مع أحد الشعراء الكبار والبالغ من العمر مخسني عاماً ورمبا‬ ‫أكثر‪ ،‬الشاعر هو أحد أصدقائي على ‪ ،facebook‬وكان‬ ‫مهتماً بصوري الشخصية ووضع يل اليكات عليها‪ ،‬يف‬ ‫‪ 20‬العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬

‫• القاهرة – إميان عادل‬

‫البداية اتفقنا على إجراء احلوار يف اجلريدة‪ ،‬حيث يعمل صحفياً ثقافياً يف إحدى‬ ‫علي إجراء احلوار الصحفي‬ ‫اجلرائد املرموقة ىف القاهرة‪ ،‬وقبل املوعد بساعات‪ ،‬اقرتح ّ‬ ‫يف مكتب أحد أصدقائه وسط البلد‪ ،‬كان هذا العرض مفاجئأ ابلنسبة يل‪ ،‬لكنه‬ ‫برر ذلك بقربه من املكتب‪ ،‬ومتىن إجراء احلوار هناك اختصاراً للوقت‪ .‬بعد إجراء‬ ‫علي‪ ،‬مع إحلاح واضح على األسئلة‬ ‫احلوار كان الشاعر الكبري مهتماً بطرح األسئلة ّ‬ ‫شخصية ملعرفة جوانب شخصييت وحيايت بشكل عام‪ ،‬اعتربت ذلك جانباً إنسانياً‬ ‫بني املثقف والصحفي لكي ال يكون حديثنا جمرد مهمة عمل يقوم هبا كالان‪ ،‬علم‬ ‫أنين مغرتبة وأنين مل أجد شريك احلياة املناسب رغم احتياجي العاطفي حلبيب يف ظل‬ ‫حياة القاهرة القاضمة للوقت والعمر‪ ،‬انتهى الوقت املخصص إلجراء احلوار‪ ،‬وقبل‬ ‫أن اغادر قال يل أنه يود كثريا لو حيضنين حضناً إنسانياً‪ ،‬وعندما أحسست ابخلوف‬ ‫ومهمت ابخلروج من املكتب قام حبضين عنوة وتقبيلي على غري رغبيت‪ ،‬قصصت‬ ‫املوضوع على إحدى زمياليت ورغبيت يف عمل بالغ بقسم الشرطة ضده واهتامه‬ ‫ابلتحرش اجلنسي‪ ،‬لكين وبعد تفكري طويل وبعد نصيحة صديقيت توقفت عن فكرة‬ ‫البالغ بعدما علمت حالة الوسط الثقايف املصري جيداً وكيف جيعل الكاتب من‬


‫بدهسهم‪ ،‬فيبتعد عن طريقي كل من حيس يف‬ ‫صرخايت وهلجيت إصراراً يف دهس من وصفتهم‬ ‫«ابلغوغاء»‪.‬‬

‫سرية هذه وتلك مشاعاً للحديث يف املقاهي‪،‬‬ ‫مل أرد أن يتم تداول إشاعات ختص العرض‬ ‫والشرف ابمسي يف املقاهي‪ ،‬خاصة أن جمتمعنا‬ ‫يهتم بتمزيق الضحية كالدمية على حساب‬ ‫اجلاين‪.‬‬ ‫تسييس التحرش‬ ‫س‪.‬ع‪ :‬تعرضت حملاولة اغتصاب على الطريق‬ ‫العام‪ ،‬وحماولة إخراجى من سياريت وهتشيمهــا‬ ‫س‪.‬ع واليت تنتمي لبنات الثورة املصرية‪ ،‬واليت‬ ‫حلمت ابلتغيري ومبجتمع أفضل حيصل فيه‬ ‫املصريون واملصرايت على حقوقهم وعلى رأسها‬ ‫احلرية والكرامة اإلنسانية‪ ،‬تروي لسيدة سوراي‬ ‫تفاصيل إحدى حماوالت اغتصاهبا على كوبري‬ ‫قصر النيل الذي يبعد ‪ 200‬مرت عن ميدان‬ ‫التحرير‪.‬‬ ‫تقول «س‪ .‬ص»‪ :‬كنت أجلس مع أصدقائي‬ ‫يف دار األوبرا املصرية «نلطم اخلدود» على‬ ‫تويل شخصية عسكرية احلكم يف مصر‪ ،‬حنن‪،‬‬ ‫احلاملني‪ ،‬مبشروع الدولة املدنية مل يكن لنا‬ ‫ثغرة مبيدان التحرير يف ذلك اليوم نعرب فيها‬ ‫عن اعرتاضنا‪ ،‬مع اكتظاظ ميدان التحرير‬ ‫وكوبري قصر النيل ابحملتفلني بتويل السيسي‬ ‫رائسة مصر‪ ،‬انتهت سهريت وخرجت من دار‬ ‫األوبرا الستقل سيارتى إىل املنزل ‪ ،‬مع دخول‬ ‫كوبري قصر النيل الحظت كثرة احلشود أمامي‬ ‫على الطريق‪ ،‬مل يكن أمامي سبيل للعودة إىل‬ ‫املنزل سوى سلك ذلك الطريق وانتظار تبدد‬ ‫احلشود أمامي واحداً تلو اآلخر ألعرب الطريق‬ ‫املزدحم بشدة‪ ،‬دقائق قليلة مرت وبدأ ثالثة‬

‫مظاهرة في مصر ضد التحرش‬

‫شبان يقفون بوجه السيارة ويقومون إبحياءات‬ ‫جنسية أبيديهم وأجسادهم أمامي‪ ،‬رغم الرعب‬ ‫الذي انتابين وقتها‪ ،‬إال أنين آثرت أال أبدي‬ ‫أي ختوف‪ ،‬وأغلقت كل نوافذ السيارة وبدأت‬ ‫يف حتريك سياريت كلما أمكن للخروج من‬ ‫بني احلشد‪ ،‬ثوا ٍن مرت بني حماوالت التصابر‬ ‫حىت قام أحدهم بتهشيم زجاج إحدى نوافذ‬ ‫السيارة‪ ،‬ومالمسة جسدي‪ ،‬وحماولة إخراجي‬ ‫من داخل السيارة‪ ،‬وجدت منافسة من الشباب‬ ‫املرتاصني للقيام بنفس العمل‪ ،‬ملس جسدي‬ ‫وحماولة إخراجي من السيارة‪ ،‬مل يكن أمامي‬ ‫سوى أن أستسلم ملشاعر الرعب واالنتهاك الىت‬ ‫علي‪ ،‬وحماولة اخلروج من املأزق قبل‬ ‫تسيطر ّ‬ ‫أن أحتول ملغتصبة جديدة «ليست هلا ديّة»‪،‬‬ ‫كما يقول املثل الشعيب‪ ،‬بدأت أدفع من أمامي‬ ‫ابلسيارة ببطء‪ ،‬أصرخ ملن أمامي أنين سأقوم‬

‫ضحية رفضت التحرش فتم هتشيم رأسها‬ ‫الزمان‪ :‬أول أايم عيد الفطر املبارك‪ ،‬إذ تدق‬ ‫املراكز املختصة برصد التحرش يف مصر نواقيس‬ ‫اخلطر واألضواء احلمراء وكل ما يتعلق بتوصيل‬ ‫متفش يف‬ ‫رسالة «احذري التحرش واالغتصاب ٍّ‬ ‫هذه األايم كالطاعون»‪.‬‬ ‫املكان‪ :‬كوبري قصر النيل ىف الصباح الباكر‪،‬‬ ‫الناجية‪ ،‬فتاة ىف الثامنة عشرة من عمرها متضي‬ ‫برفقة صديقتها ىف الصباح الباكر قبل ازدحام‬ ‫الشوارع وبدء ما ال حيمد عقباه‪.‬‬ ‫احلدث‪ :‬حترش جنسي ولفظي تطور مع رفض‬ ‫الفتاة إىل جروح غائرة ىف الرأس‪.‬‬ ‫تداول نشطاء موقع التواصل االجتماعي فيديو‬ ‫مت تصويره من إحدى نوافد بناايت كوبري‬ ‫قصر النيل لفتاة ىف الثامنة عشرة متضي بصحبة‬ ‫رفيقتها ىف الصباح الباكر‪ ،‬وأيتى شاب يف‬ ‫العشرينات‪ ،‬يالمس الفتاة مبناطق حساسة‬ ‫جبسدها فتصرخ الفتاة يف حماولة للدفاع عن‬ ‫نفسها‪ ،‬وأتخد حجراً من األرض لتخويف‬ ‫املتحرش وإبعاده عنها‪ ،‬فيأيت املتحرش حبجر‬ ‫آخر وينهال على رأسها ضرابً لتجرؤها على‬ ‫محل حجر ومواجهته‪ ،‬دقائق وجيتمع حول الفتاة‬ ‫ثالثة متحرشني بزعم ختليص املوقف‪ ،‬ويقومون‬ ‫أيضاً ابإلمساك هبا من أعضاء حساسة‪.‬‬ ‫املوقف ينتهي بتعرض الفتاة لتهشيم برأسها‬ ‫ودماء ترصدها كامريا املصور من انفذته‪.‬‬ ‫ثالث شهادات حية لضحااي حترش وحماوالت‬ ‫اغتصاب مبصر‪ ،‬مبثابة جولة سريعة لسيدة‬ ‫سوراي مع حاالت ال تكشف الصورة كاملة عن‬ ‫حجم ما تتعرض له املرأة يف مصر من تضييق‬ ‫على احلرايت‪ ،‬ليس فقط فيما خيص حرية‬ ‫التعبري اللفظي‪ ،‬وفق ما هو متعارف عليه‪ ،‬بل‬ ‫حرية التنقل اآلمن يف الطرقات العامة‪ ،‬وهو‬ ‫ما أكدت عليه دراسة خريطة التحرش يف‬ ‫تقريرها السنوي‪ ،‬والذي أعلنت عنه يف أاير‪/‬‬ ‫مايو املاضي مبؤمترها الصحفي يف فندق السفري‪.‬‬ ‫العدد (‪ )7‬آب ‪21 2014‬‬


‫جرائم االغتصاب نتيجة الحرب الدائرة في سوريا‬ ‫وأحكام القانون‬

‫• سحر حوجية‬

‫العنف الشامل الذي يطال ابلتدمري والفناء واإليذاء كل أشكال‬ ‫احلياة هو ما مييز الصراع الدائر على الساحة السورية‪ ،‬الشعب‬ ‫السوري بكل مكوانته يقدم التضحيات أملاً وعذاابت ال تقابل‬ ‫بثمن‪ ،‬وال تع ّوض إال إبحالل العدل والسالم وعودة احلقوق‬ ‫املهدورة وحماسبة اجملرمني‪ ،‬نصيب املرأة السورية من كل ذلك‬ ‫عذاب جسدي ومعنوي فوق حدود التصور‪.‬‬ ‫املرأة السورية مصدر العطاء لآلخر بغريزهتا‪ ،‬هي األم اليت فقدت‬ ‫أبناءها أو زوجها إمــا شهداء أو خمطوفني‪ ،‬أو معتقلني يف أحد‬ ‫األقبية األمنية‪ .‬املرأة السورية زوجة كانت‪ ،‬أماً أم أختاً‪ ،‬هترول من‬ ‫فــرع آلخــر من فــروع املخابرات‪ ،‬كاسرة حواجز اخلــوف يف رحلة‬ ‫البحث عن شخص خيصها‪ ،‬علها تلمحه أو تسمع عنه خـراً‪،‬‬ ‫تتحمل اإلهــاانت والكالم الــاذع‪ ،‬وقد يصل األمر إىل وضعها‬ ‫رهينة السجن بدالً من زوجها أو ابنها‪ ،‬قد يبقى املفقود مفقوداً ال‬ ‫خرب عنه‪ ،‬لكن احللم يبقى‪ ،‬ال متل السورايت االنتظار وال السؤال‪.‬‬ ‫غــر أن امل ـرأة الـســوريــة األمجــل هــي الــي وقـفــت مــع الــرجــل جنباً‬ ‫إىل ج ـنــب‪ ،‬ت ــداف ــع ع ــن ح ــق شـعـبـهــا يف احلـ ـري ــة‪ ،‬حت ــرض وت ـقــود‬ ‫ال ـن ـش ــاط ــات ال ـع ــام ــة وامل ـ ـظـ ــاه ـ ـرات‪ ،‬ك ـم ــا ق ــام ــت ب ــدع ــم ومح ــاي ــة‬ ‫املتظاهرين مث املقاتلني‪ ،‬ومــا مييز نـشــاط امل ـرأة يف الـثــورة السورية‬ ‫ه ــو دوره ـ ــا املـ ــدين ال ـس ـل ـمــي‪ ،‬ح ــى يف ح ــال ــة ت ـقــدمي ـهــن الــدعــم‬ ‫للمقاتلني من إسعافات وطعام ومالبس يف الصراعات الداخلية‪،‬‬ ‫تـبـقــى لـلـمــدنـيــن خـصــوصـيـتـهــم وف ــق ال ـقــانــون الـ ــدويل اإلن ـس ــاين‪.‬‬

‫‪ 22‬العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬

‫نتيجة النشاطات الثورية للمرأة مت اعتقال آالف النساء‪ ،‬ومازال هناك أكثر‬ ‫من ‪ 4500‬ام ـرأة معتقلة يف سجون النظام‪ ،‬كما أن ثالثة عشرة ألــف امـرأة‬ ‫مت قتلهن نتيجة القصف العشوائي أو نتيجة اجملــازر الــي اقرتفها النظام‪ .‬هذا‬ ‫وتتعرض املـرأة لالستغالل اجلنسي يف أماكن التشرد واللجوء‪ ،‬ولشىت أشكال‬ ‫االجتار ابلبشر كزواج القاصرات‪ ،‬وغريه‪.‬‬ ‫لكن االغتصاب يبقى من أبشع اجلرائم اليت تتعرض هلا املرأة السورية يف هذه‬ ‫احلرب‪ ،‬حيث اغتصبت آالف السورايت على يد من يدعي تطبيق القانون‪،‬‬ ‫احلاالت املوثقة يف مدينة محص وحدها ‪ 7300‬حالة‪ ،‬مت أغلبها أثناء اقتحام‬ ‫املناطق احملــررة‪ ،‬ويف سياق االعتقال واالستجواب يف أقبية النظام‪ .‬والواقع أن‬ ‫األعداد أكثر بكثري من املعلن‪ ،‬ونظراً حلساسية هذه اجلرمية وأتثريها النفسي‬ ‫على الضحية واأله ــل يتم إخفاؤها والتهرب مــن احلــديــث عنها‪ ،‬ومــن آاثر‬ ‫االغتصاب مشكلة على جانب من اخلطورة تتعلق ابألطفال الضحااي الذين‬ ‫يولدون نتيجة االغتصاب أثناء احلروب‪.‬‬ ‫ال بد من اإلشارة إىل حاالت االغتصاب اليت وقعت على أيدي «متشددين»‬ ‫حتــت تسمية «س ـبــااي»‪ ،‬ومــا ذلــك إال عنف ضــد املـ ـرأة وشـكــل مــن أشكال‬ ‫اغتصاب‪.‬‬


‫احلقيقة أن اغتصاب النساء جزء من املعركة يف‬ ‫مجيع احلــروب‪ ،‬سـواء كانت خارجية أم اقتتاالً‬ ‫داخ ـل ـي ـاً‪ ،‬مــن األم ـث ـلــة الـشــائـعــة عـلــى ذل ــك ما‬ ‫حصل يف احلرب العاملية الثانية‪ ،‬فقد مت توثيق‬ ‫مليوين حالة اغتصاب تعرضت هلــا النساء يف‬ ‫املستعمرات يف أماكن سيطرة أملانيا‪ ،‬ومع سقوط‬ ‫الرايخ الثالث حتت ضرابت اجليش األمحر‪ ،‬كان‬ ‫هناك أكثر مــن ‪ 250000‬ألــف ام ـرأة أملانية‬ ‫بينهن قاصرات تعرضن جلرمية االغتصاب كرد‬ ‫فـعــل وان ـت ـقــام‪ ،‬كـمــا ارتـكـبــت ال ـق ـوات الصربية‬ ‫حب ــق ن ـســاء ال ـبــوس ـنــة واهل ــرس ــك ج ـرائ ــم خـطــرة‬ ‫إابن احل ــرب األهـلـيــة الــدامـيــة يف عملية تطهري‬ ‫عرقي راح ضحيتها ‪ 20‬ألف امرأة‪ ،‬وقد اعترب‬ ‫االغتصاب أقوى سالح يف هذه احلرب لنتائجه‬ ‫املــؤثــرة يف الـصـراع وكلفته األق ــل مــن كــل أن ـواع‬ ‫األسلحة حىت الطلقات‪.‬‬ ‫يف سوراي تناقلت وسائل اإلعالم العاملية بعضاً‬ ‫مــن ص ــور االغـتـصــاب لوحشيتها‪ ،‬منها تلك‬ ‫الــروايــة الــي حتــدثــت عــن اغـتـصــاب طفلتني يف‬ ‫الـعــاشــرة والـرابـعــة عـشــر‪ ،‬أسـفــرت احلــالـتــان عن‬ ‫محل الطفلتني…! كما مت احلديث على لسان‬ ‫شهود عيان عن حالة اغتصاب متت بشكل‬ ‫علين‪ ،‬لبث الرعب واخلوف يف نفوس الناشطني‬ ‫وكسر عزميتهم يف ساحات النضال السلمي‪.‬‬ ‫يف تعريف االغتصاب‬ ‫االغ ـت ـصــاب ل ـغــة‪ :‬أخ ــذ ال ـشــيء ق ـه ـراً وظـلـمـاً‪،‬‬ ‫وقانوانً (بداللة املادة ‪ 489‬عقوابت سوري)‪:‬‬ ‫هو اإلقدام على إكراه امرأة ليست زوجة اجلاين‬ ‫عـلــى اجل ـمــاع ابلـعـنــف أو الـتـهــديــد يف ظــروف‬ ‫اإلكراه املادي أو املعنوي‪ ،‬أما إذا ثبت أبن فعل‬ ‫اإلكـ ـراه قــد وقــع بعد إب ـرام عقد زواج صحيح‬ ‫واثب ــت بينهما أو ميكن إثـبــاتــه‪ ،‬عندئذ تنتفي‬ ‫ج ـرميــة االغ ـت ـصــاب وي ـســأل ال ـفــاعــل فـقــط عن‬ ‫أفعال العنف واإلي ــذاء الــي ترافق فعل اجلماع‬ ‫وفــق أحكام املــادة ‪ 540‬عقوابت ســوري‪ .‬يف‬ ‫هــذا التعريف وه ــذه امل ــادة جنــد ت ـري ـراً مــن قبل‬ ‫املشرع جلرم االغتصاب املرتكب من قبل الزوج‬ ‫حبق زوجته‪ ،‬وهذه إحدى ثغرات هذا القانون‪،‬‬ ‫ويعترب مــن الـقـوانــن التمييزية ضــد املـ ـرأة‪ ،‬كان‬ ‫أجدر ابملشرع على األقل اعتبار االغتصاب من‬

‫قبل الزوج سبباً للتفريق لصاحل املرأة إذا أرادت‪،‬‬ ‫دون أن ختـســر أو تنتقص شـيـئـاً مــن حقوقها‬ ‫نتيجة التفريق‪.‬‬ ‫االغـتـصــاب جــرم جنائي الــوصــف‪ ،‬مت إدراج ــه‬ ‫ضمن اجلرائم الواقعة على العرض‪ ،‬ونصت عليه‬ ‫املواد ‪ 489‬ـ ‪ 492‬من قانون العقوابت‪.‬‬ ‫إن الـفــارق بني جرمية االغتصاب وغريها من‬ ‫اجل ـرائ ــم ال ــي تـتـعـلــق ابألعـ ـ ـراض‪ ،‬حـيــث يطلق‬ ‫عليها تسمية «جـرميــة الفحشاء أو األفعال‬ ‫املنافية للحشمة»‪ ،‬هو أن االغتصاب ال يقع‬ ‫إال من رجل على أنثى‪ ،‬أما الفحشاء فتقع من‬ ‫أي إنسان على آخر‪ ،‬ذكراً كان أم أنثى‪ ،‬عند‬ ‫ارتكاب أفعال تلحق به األذى والعار‪.‬‬ ‫أنواع االغتصاب‬ ‫قسم املـشــرع فعل االغـتـصــاب إىل عــدة جرائم‬ ‫جنائية الوصف‪ ،‬جيمعها أن تكون اجملين عليها‬ ‫أنثى وأال تكون زوجة للمجرم‪ ،‬وفيما يلي أهم‬ ‫هذه األنواع‪ ،‬والعقوابت املرتتبة عليها‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ االغتصاب ابإلكراه املادي أو املعنوي‪:‬‬ ‫ يعاقب اجملرم ابألشغال الشاقة مخس عشرة‬‫سنة على األقل‪.‬‬ ‫ـ ال تنقص العقوبة عن إحدى وعشرين سنة إذا‬ ‫كانت املعتدى عليها مل تتم اخلامسة عشرة من‬ ‫عمرها‪ ،‬أي تشدد العقوبة بسبب السن ‪.‬‬ ‫جنــد هنا أن العنف أو التهديد أحــد عناصر‬ ‫ال ـت ـجــرمي‪ ،‬وأن ي ـكــون مــن ال ـقــوة حــد حــرمــان‬ ‫االختيار‪ ،‬جيب التحدث عنه بصورة واضحة‬ ‫وإثـبــاتــه أبدل ــة مستقلة أم ــام احملـكـمــة‪ .‬واإلك ـراه‬

‫املعنوي هو حالة من ختشى معه األذى على‬ ‫نفسها أو شخص يهمها كطفلها‪ ،‬أو فقدان‬ ‫القدرة مثل التخدير أو التنومي املغناطيسي‪ ،‬البد‬ ‫هنا من التنويه أن أغلب حــاالت االغتصاب‬ ‫اليت اقرتفت يف ظل االقتتال القائم يف سوراي تقع‬ ‫حتت حكم هذه املادة‪.‬‬ ‫‪2‬ـ االغ ـت ـصــاب ابس ـت ـغــال عـجــز اجمل ــي عليها‬ ‫عجزاً جسدايً أو نفسياً‪ ،‬املادة ‪/490‬ق‪.‬ع‪.‬س‪،‬‬ ‫يعاقب اجمل ــرم يف هــذه امل ــادة عند تــوفــر عنصر‬ ‫ال ـع ـجــز‪ ،‬ح ــى ل ــو مت ب ــدون إك ـ ـراه‪ ،‬مل ــدة تسع‬ ‫سنوات مع األشغال الشاقة‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ االغتصاب الناتج عن قصر اجملــي عليها‪،‬‬ ‫حــن تكون الضحية دون اخلامسة عشرة من‬ ‫العمر تكون العقوبة تسع سنوات‪ ،‬وال تنقص‬ ‫العقوبة عــن مخسة عشرة سنة يف حالة مل تتم‬ ‫الثانية عشرة من العمر‪ .‬العنصر األساسي يف‬ ‫هــذه اجلرمية هو عمر اجملــي عليها حىت وإن مل‬ ‫يوجد إكراه‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ االغتصاب ابإلك ـراه‪ ،‬الناتج ممن له سلطة‬ ‫«شــرع ـيــة» كــأحــد األص ـ ــول أو األصـ ـه ــرة‪ ،‬أو‬ ‫«فعلية» إذا كــان اجملــرم موظفاً أو رجــل ديــن‪،‬‬ ‫أو مدير مكتب استخدام أو عام ً‬ ‫ال فيه‪ ،‬مسيئاً‬ ‫اسـتـعـمــال الـسـلـطــة عـلــى اجمل ــي عـلـيـهــا‪ .‬امل ــادة‬ ‫‪ 492‬تكون العقوبة األشغال الشاقة ملدة تسع‬ ‫سنوات‪ ،‬حىت لو مت اجلماع برضا اجملين عليها‪.‬‬ ‫احملرض على جرمية االغتصاب‪:‬‬ ‫يـتـعــرض احملـ ــرض لـعـقــوبــة اجل ـرمي ــة ال ــي أراد أن‬ ‫تقرتف‪ ،‬سواء كانت اجلرمية انجزة‪ ،‬أم مشروعاً‬ ‫فيها‪ ،‬أم انقصة‪ ،‬وفق املادة ‪ 216‬عقوابت‪،‬‬ ‫العدد (‪ )7‬آب ‪23 2014‬‬


‫حـيــث ي ــرى امل ـشــرع أن احمل ــرض عـلــى ارتـكــاب‬ ‫جناية هــو ال ــذي يكمن الـشــر يف داخـلــه وهو‬ ‫ذو نــزعــة إجـرامـيــة‪ ،‬حبيث يــدفــع شخصاً آخر‬ ‫الرت ـك ــاهب ــا‪ ،‬وه ــو الـ ـ ـرأس امل ــدب ــر وامل ـف ـكــر هلــذه‬ ‫اجلرمية‪..‬‬ ‫نــاحــظ مم ــا سـبــق أن لـكــل ج ـرميــة م ــن جـرائــم‬ ‫االغتصاب شــروط عقاب جوهرية وفــق داللة‬ ‫النص الواجب التطبيق‪ ،‬ويوجد أسباب لتشديد‬ ‫العقوبة‪.‬‬ ‫أسباب ختفيف عقوبة االغتصاب‬ ‫تشمل وقف املالحقة أو تعليق تنفيذ العقوبة‬ ‫إذا مت عـقــد زواج صـحـيــح بــن اجل ــاين واجملــي‬ ‫عـلـيـهــا‪ ،‬ي ـعــاد إىل املــاح ـقــة بـعــد مـضــي مخس‬ ‫سنوات منذ قيام الفعل اجلرمي على اجلناية إذا‬ ‫انتهى الزواج بطالق املرأة دون سبب مشروع‪،‬‬ ‫أو ابلطالق احملكوم به ملصلحة املعتدى عليها‬ ‫وفــق نص املــادة ‪ 508‬عـقــوابت‪ ،‬مع أن غاية‬ ‫املـشــرع يف إب ـرام عقد زواج صحيح أن يقوم‬ ‫على أساس تعويض للمجين عليها عما يلحقها‬ ‫من أضرار معنوية ونفسية وأدبية وينظر إليها من‬ ‫ابب التكفري عن خطأ الفاعل وسرت الفضيحة‪،‬‬ ‫يتزوج منها زواجاً أساسه احلياة املشرتكة مع أن‬ ‫القانون ال يلزمها بقبول الزواج‪ .‬تثري هذه املادة‬ ‫جــدالً كـبـراً حــول مشروعية هــذا ال ــزواج الــذي‬ ‫يعترب وسيلة لنجاة اجملــرم‪ ،‬وعقوبة للمرأة جترب‬ ‫مبوجيه على عقد زواج يتناىف مع أي احرتام أو‬ ‫حمبة أو ثقة بني الطرفني‪ ،‬فيه ظلم كبري وإكراه‬ ‫ل ـل ـم ـرأة‪ ،‬خــاصــة ع ـنــدمــا جت ــر م ــن ق ـبــل األه ــل‬ ‫بداعي السرتة‪.‬‬ ‫‪ 24‬العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬

‫االدع ـ ـ ـ ــاء ال ـش ـخ ـص ــي وأثـ ـ ـ ــره ع ـل ــى ج ـرميــة‬ ‫االغتصاب‬ ‫املدعي الشخصي يف جرائم االغتصاب‪ ،‬هي‬ ‫اجملين عليها اليت أصاهبا ضرر أديب ومادي من‬ ‫جراء فعل االعتداء على جسدها وكرامتها‪ ،‬أو‬ ‫وليها على عمود النسب‪ ،‬هلم احلــق ابالدعــاء‬ ‫أم ــام الـنـيــابــة الـعــامــة أو ل ــدى قــاضــي التحقيق‬ ‫مباشرة‪.‬‬ ‫شـ ـه ــادة اجملـ ــي عـلـيـهــا وأث ــره ــا ع ـلــى واق ـعــة‬ ‫االغتصاب‬ ‫الشاهد يف جرم االغتصاب هو من رأى الواقعة‬ ‫أبم عينه شــروعـاً أو تنفيذاً‪ ،‬وعـلــى اعـتـبــار أن‬ ‫األنثى هي الضحية يف جناية االغتصاب‪ ،‬فهي‬ ‫إما أن تكون شاهدة حق عام‪ ،‬وإما أن تكون‬ ‫شاهدة رئيسية يف الدعوى‪ ،‬بعد حتليفها اليمني‬ ‫القانونية‪.‬‬ ‫التقادم على جرائم االغتصاب‬ ‫تسقط دع ــاوى االغـتـصــاب ابلـتـقــادم اجلنائي‬ ‫املنصوص عليه يف املادة ‪ 437‬أصول حماكمات‬

‫جزائية‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ تـسـقــط دع ــوى احل ــق ال ـعــام ودعـ ــوى احلــق‬ ‫الشخصي ابنـقـضــاء عـشــر س ـن ـوات مــن اتريــخ‬ ‫وقوع اجلناية‪ ،‬إذا مل جتر مالحقة بشأهنا خالل‬ ‫تلك املدة‪.‬‬ ‫‪2‬ـ وتسقط أيضاً الدعواتن املذكوراتن ابنقضاء‬ ‫عشر سنوات على املعاملة األخرية‪ ،‬إذا أقيمت‬ ‫ال ــدع ــوى‪ ،‬وأج ـري ــت الـتـحـقـيـقــات‪ ،‬ومل يـصــدر‬ ‫احلكم هبا‪.‬‬ ‫غري أن جرائم االغتصاب عندما ختتلط جبرائم‬ ‫اإلابدة ضــد فـئــات سكانية بعينها يف حمــاولــة‬ ‫إفنائها وإلغائها‪ ،‬وعندما تكون شاملة واسعة‬ ‫االن ـت ـشــار‪ ،‬فــإهنــا تعترب جـرائـمـاً ضــد اإلنسانية‬ ‫وان ـت ـهــاك ـاً ص ــارخ ـاً حل ـقــوق اإلن ـس ــان ال خيضع‬ ‫لـلـتـقــادم‪ ،‬خــاصــة أن الـفــاعــل بعينه يف أغلب‬ ‫احلاالت جمهول‪ ،‬وابلتايل ال ميكن القبض عليه‪،‬‬ ‫يف حاالت التحريض على االغتصاب من أجل‬ ‫االستجواب والتحقيق وأثناء اقتحام منطقة ما‪،‬‬ ‫يتحمل املسؤول نتيجة أعمال مرؤوسيه‪.‬‬ ‫أخـ ـ ـراً‪ ،‬إن االغ ـت ـصــاب يف ظ ــروف احل ــرب ال‬ ‫خيتلف عــن أي عملية إي ــذاء أو جـرميــة أخــرى‬ ‫من جرائم العنف ضد املرأة‪ ،‬جيب توعية النساء‬ ‫ال ـل ـوايت تـعــرضــن هل ــذه اجل ـرمي ــة وال ــوق ــوف معهم‬ ‫الستيعاهبا والتعبري عنها حىت ميكن هلن التعايف‬ ‫من وطأة اإلثر النفسي لالغتصاب‪ ،‬وحىت ميكن‬ ‫هلن املطالبة حبقوقهن‪ .‬هذه القضية على درجة‬ ‫كبرية من األمهية ابلنسبة للمنظمات النسائية‪،‬‬ ‫ألهنا من صميم نشاطهن يف عملية محاية النساء‬ ‫الـلـوايت تعرضن جلـرميــة االغـتـصــاب‪ ،‬مــن خالل‬ ‫التواصل معهن أينما كـ ّـن‪ ،‬خاصة يف مناطق‬ ‫اللجوء‪ ،‬وتقدمي كل أنواع الدعم هلن حلمايتهن‪،‬‬ ‫سـواء الدعم النفسي أو التأهيل املهين والدعم‬ ‫املادي‪ ،‬حىت ال يتعرضن لالبتزاز أو االستغالل‬ ‫اجلنسي‪ ،‬أيضاً تقدمي الوعي القانوين من أجل‬ ‫املطالبة حبقوقهن ومواجهة مغتصبيهن يف كل‬ ‫احملافل‪ ،‬دون خوف‪ ،‬على اعتبار أنه أحد أنواع‬ ‫التعذيب للنيل من عزمية الـثـوار‪ ،‬ال متس املـرأة‬ ‫ومسعتها فقط‪ ،‬بل متس اجملــرم الــذي أتى على‬ ‫هذا الفعل‪ .‬ولتكن نساء الياابن قدوة هلن‪ ،‬فقد‬ ‫وقفن بعد أكثر من نصف قر‪،‬ن جمتمعات يف‬ ‫مواجهة من اغتصبهن‪.‬‬


‫“الحديث عن الديمقراطية يشعر الديكتاتوريات بالتهديد”‬ ‫كل شيء هو مسألة ذات أولوية يف سوراي اليوم‪ ،‬وابلطبع هناك العديد من االختالفات يف الرأي حول‬ ‫ماهية األولوايت وترتيبها‪ ،‬وبني ماحيصل على األرض وأخبار القتال فجوة كبرية وغياب لقضااي كثرية‪.‬‬

‫فجوة أجيال‬

‫شكل عام ‪ 2011‬فارقاً ابلنسبة لكثري من السوريني‪ ،‬ال سيما املنخرطني يف احلراك الشعيب‪ ،‬وظهر ذلك‬ ‫جلياً بنشوء العديد من املنظمات اجلديدة‪ .‬تعتقد «رفيف جوجيايت» من «جلان التنسيق احمللية» أن‬ ‫«اللجان يف سوراي قامت بعمل جيد فيما خيص اجملموعات الشبابية واحلفاظ على استمراريتها يف جماالت‬ ‫اجملتمع املدين وحركة الالعنف»‪.‬‬ ‫إال أن «عال رمضان» مديرة مشروع بدائل ختالفها الرأي متاماً‪ ،‬قائلة‪« :‬ال أعتقد أن احلركات الدميقراطية‬ ‫يف سوراي ما بعد الثورة قد متكنت من جذب اجليل اجلديد إليها‪ ،‬وقد ظهر هذا واضحاً من خالل استمرار‬ ‫اجليل اجلديد بقيادة الثورة على األرض‪ ،‬يف حني بقي اجليل القدمي يرابط يف مواقعه الفكرية‪ ،‬مؤسساً‬ ‫حلركات وتشكيالت جديدة بعيداً عن اجليل الشاب»‪ ،‬وال تنفي رمضان احلالة اليت يعيشها زمالؤها‬ ‫يف شعورهم ابإلقصاء عن مواقع صنع القرار يف تلك احلركات اليت ما زال اجليل القدمي يسيطر عليها‪،‬‬ ‫مبحاوالت خجولة من البعض من هذا اجليل بوضع جيل الشباب يف مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫موضة دولية‬

‫جوجيايت هي أيضاً مديرة ملنظمة «سوراي حرة»‪ ،‬ترى أن جزءاً كبرياً من املسؤولية يف غياب احلراك‬ ‫الدميقراطي يف سوراي يقع على وسائل اإلعالم الدولية «اليت حتب قصص احلركات املؤيدة للدميقراطية لفرتة‬ ‫قصرية‪ ،‬ولكن حني ميضي وقت طويل على أي حركة‪ ،‬فإن وسائل اإلعالم تفقد االهتمام»‪.‬‬ ‫أما عربياً‪ ،‬فتجد أن مفهوم الالعنف هو أجنيب ابلنسبة ملعظم احلكومات العربية‪ ،‬كما أن فكرة وجود جمتمع‬ ‫مدين مستقل بشكل حقيقي كطبقة بني احلكومة والشعب هي فكرة أجنبية كذلك‪ ،‬تقول‪« :‬فاحلديث‬ ‫املتكرر عن الدميقراطية جيعل الديكتاتورايت تشعر أبهنا مهددة»‪.‬‬ ‫فيما يتعلق ابحلركة النسائية‪ ،‬ال جتد عال رمضان أن االهتمام الدويل بسوراي غائب ابملطلق‪ ،‬لكنها ترى‬ ‫أن اجملتمع الغريب يعرف عن هذه احلركات أكثر ما يعرف عنها الشعب السوري نفسه‪« ،‬ومع ذلك فإن‬ ‫االهتمام يبدو يل اليوم وكأنه موضة مرتافقة مع سياسات بعض احلكومات الغربية اليت تقرر بناء على‬ ‫جمموعة من املعطيات الرتكيز مث ً‬ ‫ال على اجملتمع املدين السوري‪ ،‬فنرى األنظار تتوجه إىل اجملتمع املدين‬ ‫السوري دون سابق إنذار»‪.‬‬

‫هل فع ً‬ ‫ال لإلعالم يد يف ذلك؟‬

‫تراجع اخلرب السوري منذ فرتة يف أغلب وسائل اإلعالم‪ ،‬واقتصرت األخبار القادمة من سوراي على املعارك‪،‬‬ ‫وجتد جوجيايت أن «معظم وسائل اإلعالم التقليدية ال تغطي سوى تلك األنواع من العناوين اليت تباع‬ ‫كقصص رعب حول احلرب‪ ،‬قصص اإلسالميني واقتتاهلم فيما بينهم‪ ،‬يف حني أن هناك جمتمعاً مدنياً‬ ‫وحراكاً دميوقراطياً متنامياً جيب دعمه إعالميا ً»‪ ،‬لكن اندراً ما يظهر هذا النوع من األخبار يف وسائل‬ ‫اإلعالم «كوهنا ليست مثرية» حسب رأيها‪.‬‬

‫عال رمضان‬

‫رفيف جويجاتي‬

‫هالة فضماني‬

‫• روال أسد‬

‫الصحفية الفرنسية السورية هالة قضماين ترى‪،‬‬ ‫اعتماداً على جتربتها الشخصية‪ ،‬أن عدم اهتمام‬ ‫اإلعالم ابحلركة الدميقراطية يف سوراي‪ ،‬وخاصة‬ ‫النسائية‪ ،‬يعود لسببني‪ ،‬األول أن اإلعالم بشكل‬ ‫عام ال يهتم حبركات اجملتمع املدين‪ ،‬وجلعل اإلعالم‬ ‫يهتم أبي قضية تتعلق ابلنساء أو األطفال أو البيئة‬ ‫أو أي شئ آخر‪ ،‬جيب ابلضرورة أن تكون تلك‬ ‫القضااي متعلقة ابألخبار‪ ،‬أي احلدث‪ ،‬وابلتايل‬ ‫ميكن لإلعالم جلبها عن طريق قصص حاالت‬ ‫فردية‪ ،‬وهو أسلوب حمبب لدى اإلعالم الغريب‪.‬‬ ‫السبب الثاين هو غياب الصحفيني األجانب عن‬ ‫الساحة السورية يف السنة األخرية‪ ،‬ما سبب نقصاً‬ ‫يف املواد املميزة‪ ،‬وابلتايل جلوء وسائل اإلعالم لنقل‬ ‫اخلرب السوري من املصادر الرمسية األخرى كاملعارضة‬ ‫السياسية‪ ،‬أو الكتائب العسكرية وحىت مصادر‬ ‫النظام‪ ،‬وابلتايل نشر أخبار تفتقد للمصداقية‪.‬‬ ‫تؤكد رمضان أن السبب الرئيسي لذلك اإلمهال‬ ‫والتغيب هو الفجوة اليت ذكرهتا سابقاً بني اجليلني‪،‬‬ ‫إضافة لسوء التسويق من قبل هذه احلركات‬ ‫الدميقراطية وخاصة النسائية منها‪ ،‬ابإلضافة لبعدها‬ ‫عن األرض ابلرغم من الفرص الضائعة واملتكررة‬ ‫للتوسع واالنفتاح على اآلخر‪.‬‬ ‫لعال رمضان احلاصلة مؤخراً على جائزة «السالم‬ ‫بدون عدالة» موقف من اإلعالم بشكل عام‬ ‫لغيابه شبه الكامل «منذ بداية العسكرة يف سوراي‪،‬‬ ‫وانصرافه إىل تغطيه النزاع املسلح بني األطراف‪،‬‬ ‫مستبعداً كل األمور اإلجيابية األخرى‪ ،‬ومنها الدور‬ ‫املدين الذي مازال الناشطون وبعض احلركات‬ ‫املدنية يقومون به‪ ،‬ليس فقط للتخفيف من وطأة‬ ‫احلرب القاسية‪ ،‬وإمنا أيضاً لالستمرار يف املقاومة‬ ‫املدنية أبشكال تبدو يل أكثر إبداعاً يف ظل احلرب‬ ‫الطاحنة»‪.‬‬ ‫«اإلمهال الذي أصاب اإلعالم مزعج على كافة‬ ‫املستوايت‪ ،‬ألنه أظهر املوضوع السوري مبظهر‬ ‫خمتلف عن الواقع‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن التحريف يف تناول‬ ‫الوضع السوري وخاصة يف الفرتة األخرية‪ ،‬حيث‬ ‫يركز اإلعالم على الشباب اجلهاددين الذين ذهبوا‬ ‫إىل سوراي‪ ،‬ليتحول املوضوع إىل خرب داخلي‪ ،‬وهذا‬ ‫ماحدث يف فرنسا‪ ،‬أملانيا وبلجيكا‪ ،‬وأخذ املوضوع‬ ‫يصب يف خانة اخلوف والرعب من سوراي اليت تبتلع‬ ‫شباب تلك الدول» تقول قضماين مستاءة‪.‬‬ ‫العدد (‪ )7‬آب ‪25 2014‬‬


‫اغتصاب المرأة سينمائيًا‬

‫كيف تقنع مشاهدًا أدمن العنف بأال يفعله‬ ‫عديدة هي التجارب اليت عاجلت فيها السينما العنف ضد النساء‪ ،‬غري‬ ‫أن شكل معاجلة هذه الثيمة‪ ،‬كان مصاابً ابلتقليدية يف العديد من جتاربه‪،‬‬ ‫وامللحة‪ ،‬إىل ساحة املعتاد واملكرر‪ ،‬وهلذا كان‬ ‫ما ح ّوهلا من طبيعتها امللفتة‬ ‫ّ‬ ‫من امللفت أن يقوم أحد ما بنفض الغبار عن الشكل يف طريقة معاجلة هذه‬ ‫الثيمة‪ ،‬وهذا ما فعله فيلم «‪ »Irréversible‬للمخرج الفرنسي غاسبار‬ ‫نوي ((‪ ,Gaspar Noé‬الذي أنتج يف العام ‪ 2002‬وعرض يف مهرجان‬ ‫«كان» السينمائي ‪ ،2003‬فحاز عدداً من اجلوائز اهلامة‪ ،‬اتركاً وراءه سي ً‬ ‫ال‬ ‫جارفاً من ردود األفعال املتباينة‪..‬‬

‫هنا حنن على موعد ملشاهدة ساعة ونصف من االشتغال البصري‪ ،‬على حكاية شبه‬ ‫عادية حتدث يف أي مكان يف الدنيا‪ ،‬ولكنها يف هذا الفيلم تتحول إىل «إجناز» بصري‪،‬‬ ‫يلعب املخرج من خالل كامريته على حتويله إىل أطروحة فكرية أخالقية‪ ،‬متس الذهنية‬ ‫التقليدية وتبعثر فيها أشواك احملتمل وغري احملتمل‪!..‬‬ ‫تُبىن قصة الفيلم على ثيمة اغتصاب أليكس (مونيكا بلوتشي ‪،)Monica Bellucci‬‬ ‫يف ممر سفلي‪ /‬نفق‪ ،‬من قبل رجل شاذ جنسياً بشكل عنيف‪ ،‬وتتمحور تفاصيل الفيلم‬ ‫حول حبث صديقها أو «رجلها» ماركوس (فنسنت كاسل ‪ )Vincent Cassel‬عن‬ ‫املغتصب‪ ،‬لالنتقام منه برفقة صديقه بيري (ألربت دو بونتيل ‪)Albert Dupontel‬‬ ‫الــذي كانت تربطه هبا عالقة حب سابقة‪ ،‬وإذ يقوم بيري بقتل املغتصب أو شخص‬ ‫يشبهه‪ ،‬يف ان ٍد للشاذين جنسياً‪ ،‬يستطيع املغتصب قبل موته أن يكسر يد ماركوس كما‬ ‫حطم وجه عشيقته حني قام ابغتصاهبا!!‬ ‫هذه احلكاية البسيطة واملفعمة ابلتشويق واإلاثرة قدمها خمرج الفيلم بطريقة مباغتة وغري‬ ‫متوقعة‪ ،‬فالفيلم يبدأ من هنايته بشكل ســردي معكوس‪ ،‬أي أن املشهد األخــر يعقبه‬ ‫املشهد الذي قبله وهكذا‪ ،...‬وكل مشهد من هذه املشاهد هو لقطة واحدة مستمرة‬ ‫بــدون قطع‪ ،‬وقد تبدو هذه الطريقة السردية املعكوسة أمـراً حمتم ً‬ ‫ال وبشدة يف األطـوار‬ ‫اجلديدة اليت تعيشها اللغة السردية الفيلمية حالياً‪ ،‬ولكن التدقيق فيها‪ ،‬وحبسب ثيمة‬ ‫الفيلم‪ ،‬جيعلنا أمام معادلة مدهشة‪ ،‬هتدف إىل تفريغ اإلاثرة والتشويق والرغبة ابالنتقام‬ ‫كأحاسيس من ذات املتلقي‪ ،‬وإحــال الرغبة يف أتمل النتائج بدالً من أتمل مؤدايت‬ ‫األفعال‪ .‬فهنا‪ ،‬وعرب عكس السرد‪ ،‬ال ميكن للمشاهد أن يرتقب األفعال العنيفة بقدر‬ ‫مراقبة أثرها على نفسه‪ ،‬وكمثال على هذه الرؤية ميكن للمشاهد أن يتوقف ملياً عند‬ ‫مشهد قتل املغتصب تينيا‪ ،‬ومراقبة ُّ‬ ‫هتشم وجهه حني يهامجه بيري مبطفأة حريق ليفتت‬ ‫مججمته‪ ،‬وكــذلــك جيــد املشاهد نفسه مستغرقاً يف متابعة مشهد االغـتـصــاب‪ ،‬حيث‬ ‫يستمر املشهد لتسعة دقائق كاملة تقدمها مونيكا بيلوتشي بشكل مؤثر جداً‪!!...‬‬ ‫الطبقة الفكرية اليت تغلف خيارات الشخصيات يف الفيلم تبىن هاهنا بشكل شبه غييب‪،‬‬ ‫تطرحه أليكس يف أحد مشاهد الفيلم حني تتحدث عن كتاب تقرؤه‪ ،‬ختربها معلوماته‬ ‫أبن اإلنسان يرى مستقبله يف أحالمه‪ ،‬وأن ما يراه يف هذه األحالم غري قابل للتغيري‪،‬‬ ‫وحني خترب صديقها ماركوس ومها يف الفراش بذلك‪ ،‬يصبح األمر موضع شك‪ ،‬إذ تربر‬ ‫‪ 26‬العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬

‫• علي سفر‬

‫رؤيتها للحلم ابنقطاع دورهتا الشهرية والذي يصبح إشارة‬ ‫لكوهنا حتمل يف أحشائها طفالً‪ .‬ويف أت ّمل أليكس ملشروع‬ ‫األمومة ميكن لنا‪ ،‬وإذا عكسنا السرد املتحقق يف الفيلم‪ ،‬أن‬ ‫نعثر على نقطة بدايته‪!!..‬‬ ‫وبينما متر بنا‪ ،‬وعرب مشاهد الفيلم‪ ،‬األحاديث املهمة عن‬ ‫الرغبة ابحلــب واالشـتـغــال عليه‪ ،‬نــرى إىل أي ضفة يقودان‬ ‫املخرج حني تنقسم عوامله إىل عاملني متحققني اجتماعياً‪،‬‬ ‫األول هو عامل الفعل (الشواذ الذي حيكم احلركة على األرض‬ ‫يف الـواقــع العملي)‪ ،‬وعــامل الالفعل (عــامل الطبقة الوسطى‬ ‫احملكوم أبشخاص مثل بيري يرغبون ابحلب وابجلنس ولكنه‬ ‫يؤدي بشكل وظائفي جيعله بعيدا عن االستمتاع الشخصي‬ ‫وبعيد أيضاً عن إمتاع األخر)‪!..‬‬ ‫هــذا اخلـطــاب االجتماعي واألخــاقــي الــذي يرمسه الفيلم‬


‫تشتته الكامريا يف حركتها الفوضوية الغرائبية وغري احملتملة يف عامل التصوير‬ ‫السينمائي التقليدي‪ ،‬حيث تركز العدسة على األفعال وال تذهب إىل‬ ‫املناخ أو الفضاء الذي جيري فيه احلدث بشكل جماين‪ ،‬وحني نصل إىل‬ ‫الذروة يف احلدث نرى كيف ينقلب الفضاء ليكون هو بطل املشهد‪ ،‬كما‬ ‫يف مشهد البداية حني يعثر ماركوس وبيري على املغتصب تينيا‪!..‬‬ ‫إن الكامريا تبين عامل احلكاية من زاوية غري متوقعة‪ ،‬وهي ال ختتفي وراء‬ ‫حرفيتها بقدر ما تستند على حرفية املمثلني الذين يؤدون األفعال‪ ،‬وحني‬ ‫نعلم أن هذا الفيلم قد ُصنِّف ضمن أهم األفالم اليت استعملت تكنيك‬ ‫اللقطة املتصلة الطويلة (‪ ،)on shot‬البد سندرك أن غاسبار نوي مل‬ ‫يكن راغباً يف العمل على إثبات التكنيك قدر رغبته يف إثبات الرؤية‪،‬‬ ‫وهو يعرتف يف أحد لقاءاته أن مشهد االغتصاب قد مت تنفيذه وفقاً لرؤية‬ ‫مونيكا بلوتشي ذاهتا‪ ،‬املمثلة املؤدية للشخصية اليت تغتصب‪!!..‬‬ ‫أاثر الفيلم حني عرضه حالة من الدهشة والصدمة لدى املتفرج الفرنسي‬ ‫وغ ــر الـفـرنـســي‪ ،‬وق ــد نـقـلــت األخ ـب ــار أن ع ــدد ك ـب ـراً مــن مـشــاهــديــه يف‬ ‫مهرجان كان قد انسحبوا من الصالة بعد أن استفزهتم جرعة القسوة اليت‬ ‫احتجت عدة مجعيات إنسانية على خمرج الفيلم‬ ‫تقدمها مشاهده‪ ،‬وقد ّ‬ ‫متهمة إايه ابإلفراط يف استخدام العنف والقسوة على مشاهديه‪ ،‬وابدهلا‬ ‫بتعمده استخدام العناصر الواقعية املوغلة يف‬ ‫املخرج املناوشة حني اعرتف ّ‬ ‫واقعيتها‪ ،‬رغم كونه قد جلأ لعدة تقنيات رقمية قربت بني املمكن الواقعي‬ ‫وبني الالممكن السينمائي‪ ،‬ويف تربيره هلذا االستخدام يفرتض غاسبار نوي‬ ‫أن السرد التقليدي للحكاية كان سيؤدي لــردود أفعال عادية أخالقياً‪،‬‬ ‫بينما يريد هو أن يكون املوقف األخالقي ممسوكاً ومتعمداً ومرتابطاً‪ ،‬وعن‬ ‫استخدامه لعكس السرد كتقنية يعرتف أبن هذه الفكرة قد ُحبِّبت إليه‬ ‫بعد أن قرأ كتاابً عن ستانلي كيوبريك يوضح فيه رغبته بصناعة فيلم يبدأه‬ ‫من هنايته وبشكل عكسي‪.‬‬

‫السيــداو‬ ‫ألمهيتها‪ ،‬تقوم جملة «سيدة ســوراي» بنشر اتفاقية السيداو على أجزاء‪،‬‬ ‫بدءاً من العدد الثاين‪.‬‬ ‫املادة ‪15‬‬ ‫‪ .1‬تعرتف الدول األطراف للمرأة ابملساواة مع الرجل أمام القانون‪.‬‬ ‫‪ .2‬متنح الــدول األطـراف املـرأة‪ ،‬يف الشئون املدنية‪ ،‬أهلية قانونية مماثلة‬ ‫ألهلية الرجل‪ ،‬وتساوى بينها وبينه يف فرص ممارسة تلك األهلية‪ .‬وتكفل‬ ‫للمرأة‪ ،‬بوجه خاص‪ ،‬حقوقاً مساوية حلقوق الرجل يف إبرام العقود وإدارة‬ ‫املمتلكات‪ ،‬وتعاملهما على قــدم املـســاواة يف مجيع مراحل اإلج ـراءات‬ ‫القضائية‪.‬‬ ‫‪ .3‬تتفق الدول األطراف على اعتبار مجيع العقود وسائر أنواع الصكوك‬ ‫اخلاصة الــي يكون هلا أثــر قانوين يستهدف احلــد من األهلية القانونية‬ ‫للمرأة ابطلة والغية‪.‬‬ ‫‪ .4‬متنح الدول األطراف الرجل واملرأة نفس احلقوق فيما يتعلق ابلتشريع‬ ‫املتصل حبركة األشخاص وحرية اختيار حمل سكناهم وإقامتهم‪.‬‬ ‫املادة ‪16‬‬ ‫‪ .1‬تتخذ الدول األطراف مجيع التدابري املناسبة للقضاء على التمييز ضد‬ ‫املـرأة يف كافة األمــور املتعلقة ابلــزواج والعالقات العائلية‪ ،‬وبوجه خاص‬ ‫تضمن‪ ،‬على أساس املساواة بني الرجل واملرأة‪:‬‬ ‫(أ) نفس احلق يف عقد الزواج‪.‬‬ ‫(ب) نفس احلق يف حرية اختيار الزوج‪ ،‬وىف عدم عقد الزواج إال برضاها‬ ‫احلر الكامل‪.‬‬ ‫(ج) نفس احلقوق واملسؤوليات أثناء الزواج وعند فسخه‪.‬‬ ‫(ح) نـفــس احل ـقــوق واملـســؤولـيــات بوصفهما أبــويــن‪ ،‬بـغــض الـنـظــر عن‬ ‫حالتهما الزوجية‪ ،‬يف األمور املتعلقة أبطفاهلما وىف مجيع األحوال‪ ،‬يكون‬ ‫ملصلحة األطفال االعتبار األول‪.‬‬ ‫(ه ــ) نفس احلـقــوق يف أن تـقــرر‪ ،‬حبـريــة وإبدراك للنتائج‪ ،‬عــدد أطفاهلا‬ ‫والفاصل بني الطفل والذي يليه‪ ،‬ويف احلصول على املعلومات والتثقيف‬ ‫والوسائل الكفيلة بتمكينها من ممارسة هذه احلقوق‪.‬‬ ‫(د) نفس احلقوق واملسؤوليات فيما يتعلق ابلــواليــة والقوامة والوصاية‬ ‫على األطفال وتبنيهم‪ ،‬أو ما شابه ذلك من األعراف‪ ،‬حني توجد هذه‬ ‫املفاهيم يف التشريع الوطين‪ ،‬وىف مجيع األحوال يكون ملصلحة األطفال‬ ‫االعتبار األول‪.‬‬ ‫(ز) نفس احلقوق الشخصية للزوج والزوجة‪ ،‬مبا يف ذلك احلق يف اختيار‬ ‫اسم األسرة واملهنة ونوع العمل‪.‬‬ ‫(ح) نفس احلقوق لكال الزوجني فيما يتعلق مبلكية وحيازة املمتلكات‬ ‫واإلشراف عليها وإدارهتا والتمتع هبا والتصرف فيها‪ ،‬سواء بال مقابل أو‬ ‫مقابل عوض‪.‬‬ ‫‪ .2‬ال يـكــون خلـطــوبــة الـطـفــل أو زواج ــه أي أثــر قــانــوين‪ ،‬وتـتـخــذ مجيع‬ ‫اإلجـ ـراءات الـضــروريــة‪ ،‬مبــا يف ذلــك التشريعي منها‪ ،‬لتحديد ســن أدىن‬ ‫للزواج وجلعل تسجيل الزواج يف سجل رمسي أمراً إلزامياً‪.‬‬ ‫العدد (‪ )7‬آب ‪27 2014‬‬


‫التحرش لفرض هيمنة الذكر‬

‫أنا متحرش ‪ ...‬أنت ضعيفـة‬

‫• القاهرة – جناح سفر‬

‫هل هناك من مل ينبهر مبشهد التحرش اجلنسي إلحدى بطالت مسلسل «سجن النسا» أثناء ركوهبا‬ ‫ميكروابص يف طريق عودهتا من عملها إىل املنزل‪ ،‬حيث التصق هبا شاب يقف إىل جوارها وأكمل بكل‬ ‫وقاحة عملية التحرش هبا‪ ،‬بينما جلست هي عاجزة عن أي رد فعل جتاه ما يقوم به‪ ،‬إىل أن وصلت إىل‬ ‫حمطتها واجتهت إىل منزهلا لتدس السم يف طعام عائلتها املكونة من زوجها وولديها؟‬ ‫ال يقتصر تعرض املرأة للتحرش اجلنسي‪ ،‬خصوصاً يف العمل‪ ،‬على عاملنا العريب‪ ،‬بل يتجاوزه إىل أكثر‬ ‫دول العامل تطورا وحترراً‪ .‬ومع ذلك جند تقاطعات كبرية يف كيفية التعاطي مع هذه املسألة احلساسة وردود‬ ‫األفعال‪ ،‬بغض النظر عن اخللفية الثقافية واالجتماعية للضحية ومن حوهلا‪.‬‬ ‫فالتحرش اجلنسي يف العمل وغريه من أهم األسباب اليت تلحق األذى ابملرأة‪ ،‬وهو من املسكوت عنه‪،‬‬ ‫ليس يف العامل العريب فحسب‪ ،‬بل يف معظم دول العامل‪ ،‬حيث يستعمل العديد من أرابب العمل مناصبهم‬ ‫ونفوذهم الستغالل املوظفات للوصول إىل مقاصد جنسية‪ ،‬مقابل ترقية أو زايدة يف الراتب أو حىت إبقاء‬ ‫ضحية التحرش على قيد عملها‪ .‬لكن تلك الظاهرة ال تقتصر على رب العمل‪ ،‬إذ تظهر االستطالعات‬ ‫أنه قد يستغل زميل عمل ثقة زميلته اليت قد التدرك أن بعض سلوكياته حترشية كما يف حالة رب العمل‪،‬‬ ‫فتعطي زميلها مساحة أكرب من األمان‪ ،‬ابإلضافة طبعاً إىل املضايقات والتحرشات اليت قد تتعرض هلا‬ ‫املرأة من طرف اثلث خارجي كالزابئن‪ ،‬يف حال كان عملها يقتضي االحتكاك املباشر معهم‪.‬‬ ‫لكن أكرب التحدايت اليت تواجه حصر حاالت التحرش‪ ،‬جلوء معظم من يتعرضن للتحرش للصمت‪،‬‬ ‫خوفا من العادات والتقاليد‪ ،‬أو حرصاً على عدم فقدان الوظيفة‪ ،‬حبيث يصعب الوصول إىل إحصاءات‬ ‫حمددة أو أرقام واقعية توضح حجم املشكلة‪.‬‬

‫ومن هذا املنطلق يذكر علماء النفس أن التحرش ال‬ ‫حتركه يف مجيع احلاالت الرغبة اجلنسية‪ ،‬بل احلاجة‬ ‫إلثبات القوة وتوجيه االهتمام إىل أنثوية املرأة بعيداً‬ ‫عن جهودها املبذولة يف العمل‪ ،‬لذا يعترب التحرش‬ ‫اجلنسي نوعاً من التمييز اجلنسي جتاه املرأة الذي‬ ‫قد أيخذ أشكاالً أخرى يف العمل‪ ،‬كالتقليل من‬ ‫أمهيتها واالستخفاف بقدراهتا‪ ،‬وتصيد أخطائها‪،‬‬ ‫والتشهري هبا‪.‬‬

‫وللتحرش أنواع‬ ‫عندما يُنطق بكلمة «حترش»‪ ،‬فأول ما يتبادر للذهن فكرة اجلنس‪ ،‬لكن املسألة أعقد من ذلك وأبعد‪،‬‬ ‫حيث ميكن أن يشمل التحرش اجلنسي تعليقات ذات طابع جنسي غري مرحب هبا‪ ،‬أو عرض صور‬ ‫مسيئة على حائط املكتب أو واجهة احلاسوب‪ ،‬أو تالمساً جسدايً غري مرغوب فيه‪ ،‬أو رسائل ُمِلّة عرب‬ ‫أي من وسائل االتصاالت‪ ،‬أو توجيه نظرات شهوانية وغمزات‪.‬‬ ‫ويف العامل العريب جند أن الظاهرة تتنامى بشكل كبري نتيجة نقص الوعي يف اجملتمعات العربية جتاه دور املرأة‬ ‫العملي‪ ،‬وقد كشفت دراسات عربية أن التحرش اجلنسي ابملرأة يف العمل هو عقاب للمرأة على خروجها‬ ‫عن دورها التقليدي يف املنزل‪ ،‬وحتررها من قيود اجملتمع وخروجها إىل العمل‪ ،‬وبينت هذه الدراسات أن‬ ‫نسب التحرش تزداد يف الوظائف اليت كانت سابقا حكراً على الرجال واستطاعت املرأة الوصول إليها‪،‬‬ ‫مما يشعر الرجل ابلتهديد‪ ،‬فيحاول تقويض عمل املـرأة وكسر نفسيتها ابلتحرش هبا‪ ،‬وكوسيلة لبسط‬ ‫السيطرة أيضاً‪.‬‬

‫أنت ضعيفة‬ ‫أحــد أهــداف حتــرش الرجل ابمل ـرأة‪ ،‬إشعارها أبهنا‬ ‫ضعيفة‪ ،‬لكن خيتلف منظور التحرش بني الرجل‬ ‫واملـ ـ ـرأة‪ ،‬فــالــرجــل ي ــرى أبن ــه ب ــدأ ابلـتـحــرش عندما‬ ‫الطف املتحرش هبا‪ ،‬أما املرأة فرتى أنه مت التحرش‬ ‫هب ــا عـنــدمــا ب ــدأ امل ـت ـحــرش ابل ـس ـؤال وال ـتــدخــل يف‬ ‫حياهتا الشخصية‪.‬‬ ‫فقد قام الباحثون بدراسة يف إحــدى اجلامعات‪،‬‬ ‫وقــدم ـوا السيناريو االف ـراضــي الـتــايل جملموعة من‬ ‫الرجال والنساء‪:‬‬ ‫حت ـصــل امـ ـ ـرأة ع ـلــى وظ ـي ـفــة تــدري ـس ـيــة يف إح ــدى‬

‫‪ 28‬العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬

‫لقطة من مشهد التحرش فى مسلسل «سجن النسا»‬


‫اجلامعات‪ ،‬فيدعوها املشرف عليها إىل غداء عمل‬ ‫ملناقشة أحباثها‪ ،‬وبدالً من مناقشة البحث يكون‬ ‫احلديث طوال اجللسة عن حياهتا الشخصية‪ ،‬وبعد‬ ‫جلستني كهذه بدأ مبالطفتها‪.‬‬ ‫وكان السؤال لكل من الرجال والنساء «مىت بدأ‬ ‫التحرش اجلنسي؟»‬ ‫بنظر معظم النساء بدأ التحرش اجلنسي يف الغداء‬ ‫األول‪ ،‬عندما كان احلديث عن حياهتا الشخصية‬ ‫بــدالً من أحباثها‪ ،‬أما بنظر معظم الرجال حدث‬ ‫التحرش عندما بدأ مبالطفتها‪.‬‬ ‫وتـشـعــر معظم الـنـســاء ال ـل ـوايت يـتـعــرضــن للتحرش‬ ‫ابلذنب‪ ،‬وأبهنا سببت ذلك لنفسها‪ ،‬فتقوم عادة‬ ‫بتغيري شــيء ما يف شكلها‪ ،‬كــأن تغري يف تسرحية‬ ‫شعرها أو منط لباسها‪ .‬لكن على املرأة أال تواجه‬ ‫الـتـحــرش ابلصمت أو امل ـزاح أو أتخ ــذه على أنه‬ ‫إطراء‪ ،‬وأن ال تظن أن جتاهل هذه األفعال سيؤدي‬ ‫إىل ملل املتحرش وابتعاده عنها‪.‬‬ ‫سلبية الضحية‬ ‫غــال ـبــا م ــا ت ـت ـســم ردود أف ـع ــال ض ـح ــااي ال ـت ـحــرش‬ ‫ابلـسـلـبـيــة‪ ،‬ف ــإن اسـتـطــاعــت امل ـتُ ـح ـ َّـرش هب ــا جت ــاوز‬ ‫حـواجــز األس ــرة واجملـتـمــع وقــامــت بتقدمي شكوى‬ ‫ضد املتحرش‪ ،‬فقد تُرفَض هذه الشكوى لصعوبة‬ ‫إث ـبــات الـتـحــرش وتـقــاعــس الــزمــاء عــن الـشـهــادة‬ ‫ل ـصــاحل امل ـتُـحـ َّـرش هبــا إن ك ــان املـتـحــرش هــو رب‬ ‫العمل‪ ،‬فمن املمكن أن يتسبب ذلك هلم ابلفصل‬ ‫أو احلرمان من الرتقية‪ ،‬ألن معظم الدول ال حتمي‬ ‫قوانينها الشهود ضد املتحرش‪ ،‬أما يف حال كان‬ ‫املتحرش زمي ً‬ ‫ال يف العمل فــإن رب العمل يفضل‬ ‫أن جينّب شركته تلويث مسعتها‪ ،‬ويتجنب كذلك‬ ‫الوقوف إىل جانب الضحية‪.‬‬ ‫ل ـكــن م ــن ش ــأن ت ـع ــرض امل ـ ـرأة ال ـعــام ـلــة لـلـتـحــرش‬ ‫هبــا جـنـسـيـاً أن يــؤثــر سـلـبـاً عـلــى حــالـتـهــا البدنية‬ ‫والنفسية‪ ،‬ومــن أهــم تلك التأثريات الكآبة‪ ،‬فقد‬ ‫يسبب التحرش اجلنسي ابملرأة اكتئاابً طويل األمد‬ ‫انجت ـاً عــن التشكيك ولــوم النفس‪ ،‬ابإلضــافــة إىل‬ ‫اضـطـراابت ما بعد الصدمة‪ ،‬فقد ربطت العديد‬ ‫م ــن ال ــدراس ــات ب ــن ال ـت ـعــرض لـلـتـحــرش اجلـنـســي‬ ‫ومواجهة اضطراابت ما بعد الصدمة‪ ،‬واليت تشمل‬ ‫تكرار عيش احلادثة واالنعزال عن الناس‪ .‬كما قد‬ ‫ينتج عن الضغط النفسي الــذي تتعرض له املـرأة‬ ‫بسبب حادثة التحرش مرض ارتفاع ضغط الدم‪،‬‬ ‫ومشاكل يف النوم كــاألرق والكوابيس الناجتة عن‬ ‫ختيل احلادثة والقلق من آاثرها‪.‬‬ ‫كما أن للتحرش اجلنسي آاثر على أداء واستمرارية‬

‫املـ ـرأة يف الـعـمــل‪ ،‬فــانـعــدام الـشـعــور ابألم ــان على‬ ‫اجلـســد والـكـرامــة الشخصية يـثــر قلقها ويسبب‬ ‫ت ـضــاؤل ثقتها بنفسها‪ ،‬ممــا يشتت تــركـيــزهــا عن‬ ‫الـعـمــل وأداء مـهــامـهــا بشكل و ٍ‬ ‫اف‪ ،‬فـضـ ً‬ ‫ا عن‬ ‫شعورها ابلعجز وكراهية العمل والرغبة ىف التغيب‬ ‫عنه‪ ،‬ما قد يتسبب هلا ابلطرد‪ .‬ويف بعض احلاالت‬ ‫يكون الضغط كبرياً‪ ،‬ما يدفع الضحية لالستقالة‬ ‫وتفضيل البطالة على اإلهانة‪.‬‬

‫على عــاج نفسي يف هــذه احل ــاالت‪ ،‬لتصحيح‬ ‫ن ـظــرة امل ـت ـحـ َّـرش هبــا جت ــاه احل ــادث ــة‪ ،‬وإب ـعــادهــا عن‬ ‫اإلحـســاس ابلذنب وتقوية شخصيتها‪ ،‬وحتفيزها‬ ‫على الدفاع عن نفسها من مركز قوة أمام املتحرش‬ ‫واجملتمع‪ .‬كما أن توفر الرادع القانوين جتاه التحرش‬ ‫هو أمر ضروري وخاصة يف العمل‪ ،‬وذلك لتحويله‬ ‫ملـنــاخ الئــق ابمل ـرأة والــرجــل على حــد س ـواء‪ ،‬وملنع‬ ‫التجاوزات غري املرغوب فيها‪.‬‬

‫الصمت كحالة دفاعية‬ ‫متكني املرأة‬ ‫ي ـس ـبــب ال ـت ـح ــرش أيـ ـضـ ـاً اض ـ ـط ـ ـراابً يف عــاقــات استناداً لكل ما سبق ذكره‪ ،‬من الضروري تثقيف‬ ‫ال ـض ـح ـيــة األسـ ـري ــة واالج ـت ـم ــاع ـي ــة‪ ،‬ف ـخــوف ـهــا من النساء‪ ،‬وتدريب املرأة العاملة على أن تكون أكثر‬ ‫املتحرش ومالمة اجملتمع واألسرة يدفعها للصمت مواجهة وأكـثــر دراي ــة حبقوقها يف اجملتمع‪ ،‬وعلى‬ ‫وإخ ـفــاء معاانهتاعمن حــوهلــا‪ ،‬جتـنّـبـاً لنتائج أكثر تبين ردود أفعال حازمة إزاء بوادر التحرش‪ ،‬فض ً‬ ‫ال‬ ‫ض ــرراً يف نـظــرهــا‪ ،‬قــد تشمل إبـعــادهــا عــن العمل عن مواجهتها بصرامة إذا حدثت‪ ،‬وبشكل فوري‪،‬‬ ‫وع ــدم الـسـمــاح هلــا ابخل ــروج مــن امل ـنــزل‪ ،‬وأح ـيــاانً واختــاذ إج ـراءات قانونية جتــاه هــذه األفـعــال‪ ،‬حىت‬ ‫تعرضها ألذى جسدي من األب أو أحد اإلخوة ال تدفع هي الثمن من راحتها اجلسدية والنفسية‬ ‫ابعتبارها سببت عاراً للعائلة‪ .‬وإن كانت متزوجة‪ ،‬واستقرارها األسري واجملتمعي‪.‬‬ ‫فقد يتسبب ذلك مبشاكل مع الزوج قد تصل يف ك ـمــا أن ــه م ــن الـ ـض ــروري م ـعــاجلــة ه ــذه املـشـكـلــة‬ ‫بعض احلاالت إىل الطالق‪ .‬لذا فإن هذا الضغط املتمثلة يف املـتـحــرش مــن جــذرهــا‪ ،‬فيجب توعية‬ ‫والكتمان‪ ،‬والذي من املمكن أن يصيب الضحية الشبان العاملني جتــاه سلوك امل ـرأة الزميلة‪ ،‬لكي‬ ‫ابالكـ ـتـ ـئ ــاب‪ ،‬ق ــد يـضـعـهــا يف ع ـزل ــة ع ــن األسـ ــرة ال يـســيء فهمه‪ ،‬حبيث ال يعترب سلوكها الــودود‬ ‫واألصدقاء‪ ،‬وقد يؤدي كذلك إىل تغيري نظرة املرأة جتاهه دعوة للتحرش هبا‪ ،‬أو أن أانقتها واعتناءها‬ ‫للرجال ونفورها منهم‪.‬‬ ‫جبماهلا هــو حمــاولــة منها السـتـثــارتــه‪ .‬وجيــب أيضا‬ ‫ل ــذا ينصح االخـتـصــاصـيــون الـنـفـسـيــون ابحلـصــول تعريفه ابإلج ـراءات الرادعة جتاه املتحرش‪ .‬وجيب‬ ‫على الرؤساء وضع سياسات واضحة للتعامل مع‬ ‫املتحرش حبزم‪ ،‬وتعريف العاملني هبا‪ ،‬والعمل على‬ ‫ترسيخ بيئة عمل آمنة وخالية من التحرش‪.‬‬ ‫أم ــا ع ــن امل ـ ـرأة ال ـعــام ـلــة فـيـجــب تـشـجـيـعـهــا على‬ ‫مواجهة التحرش واإلبالغ عنه فور حدوثه‪ ،‬ووضع‬ ‫ضوابط للعالقات مع الزمالء واملرؤوسني يف إطار‬ ‫العمل‪ ،‬وأن حترص على الفصل بني عالقة الزمالة‬ ‫والصداقة بني العاملني معها‪ .‬وهكذا فــإن الــدور‬ ‫األكرب يقع على اجملتمع لتوعية أبنائه على مواجهة‬ ‫التحرش وتقدير املرأة وأمهية عملها‪.‬‬ ‫العدد (‪ )7‬آب ‪29 2014‬‬


‫الالجئات السوريات وواقع االستغالل‬

‫• شريين بريك‬

‫القمع العاري والوحشيّة الّيت انتهجها النظام السوري ض ّد من وقف يف وجه تس ّلطه طالت السوريني ك ّلهم‪ ،‬إذ ّإنا مل تقتصر يف بداية الثورة‬ ‫على التّنكيل ابلشباب املتظاهر فحسب‪ ،‬بل تع ّدهتم إىل معاقبة أس ٍر بكاملها‪ ،‬واتّسع التنكيل ابتّساع فكرة الثّورة الّيت استنهضت فئة كبرية من‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫وجسدي يشمل‬ ‫تعذيب نفسي‬ ‫كن احللقة األضعف نظراً لفظاعة ما تعرضن له من‬ ‫الشعب السوري‪ ،‬ليطال القم ُع‬ ‫األطفال والنّساء‪ ..‬النّساء َّ‬ ‫ّ‬ ‫التحرش واالعتداء اجلنسي‪ ،‬هبدف إذالهلن أثناء االعتقال من جهة‪ ،‬وبنظرة اجملتمع احملافظ الّذي يكبّل واقعهن من جهة أخرى‪.‬‬ ‫ّ‬

‫اخل ــوف مــن االعـتـقــال والـعـنــف اجلـســدي كان‬ ‫أحــد األسـبــاب الّــي دفعت الكثري مــن األســر‬ ‫السوريّة إىل الفرار من منازهلا إىل مناطق أكثر‬ ‫أمناً‪ ،‬أو إىل ٍ‬ ‫دول جماورة‪ .‬النّساء اللوايت أجربن‬ ‫على مـغــادرة الــوطــن إىل اخل ــارج‪ ،‬وج ــدت كل‬ ‫واحـ ــدة مـنـهــن نـفـسـهــا أم ــام م ـواج ـهــة أخ ــرى‪،‬‬ ‫يومي من أجــل تدبّر أمــور املعيشة‬ ‫هي صـراع ّ‬ ‫ألسرهتا بعد غياب املعيل‪ ،‬الّذي قتل‪ ،‬أو غيّب‬ ‫يف سـجــون الـنـظــام‪ ،‬أو أنّــه محــل ال ـســاح مع‬ ‫متطوعني كثر ضـ ّد ق ـ ّـوات النظام‪ ،‬أو انفصل‬ ‫عنها لسبب من األسـبــاب‪ ،‬لتخوض مبفردها‬ ‫كـفــاحـاً مــن أج ــل بـقــائـهــا وأط ـفــاهلــا عـلــى قيد‬ ‫احل ـي ــاة‪ ،‬وأتخ ــذ بـعــن االع ـت ـبــار خ ـط ـراً حمتم ً‬ ‫ال‬ ‫يـ ـهـ ـ ّدد ك ـرام ـت ـهــا يف ب ـلــد ال ـل ـج ــوء‪ ،‬يف م ـنــازل‬ ‫مـتــداعـيــة ومــاجــئ مــؤقـتــة‪ ،‬وخ ـيــام غــر آمـنــة‪،‬‬ ‫ي ـع ـيــش ف ـي ـهــا ال ـك ـثــر حت ــت خ ـطــر ال ـع ـنــف أو‬ ‫االستغالل‪ ،‬ومواجهة أطفاهلا لألمراض نتيج ًة‬ ‫لسوء التغذية‪ ،‬وتردي األحوال املعيشيّة‪ ،‬إضاف ًة‬ ‫إىل ال ـص ــدم ــات الـنـفـســيّــة وامل ــآس ــي امل ـت ـزاي ــدة‪.‬‬ ‫لـقــد علقت الـنـســاء يف دوام ــة املـشـ ّقــة والـعـزلــة‬ ‫حتمل مسؤوليّات‬ ‫والقلق بعدما أُرغـمــن على ّ‬ ‫عائالهتن مبفردهن‪ ،‬فنقص املال ّ‬ ‫يشكل الصعوبة‬ ‫ّ‬

‫‪ 30‬العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬

‫األوىل الّيت تشكو الالجئة منها‪ ،‬حيث تكافح‬ ‫من أجل سداد اإلجيار‪ ،‬وأتمني املأكل وامللبس‬ ‫وال ـ ّدواء‪ ،‬وشـراء املستلزمات املنزليّة األساسيّة‪،‬‬ ‫ب ـعــد أن أن ـف ـقــت م ــا كــانــت تـ ـ ّدخ ــره‪ ،‬ه ــذا ما‬ ‫ّ‬ ‫أكــدتــه «أم زف ــن – ‪ 43‬عــام ـاً» الّ ــي جلــأت‬ ‫إىل تركيا مع أطفاهلا الثالثة وزوجـهــا املريض‪،‬‬ ‫بعد أن أنفقت ّ‬ ‫كل ما كانت متلك‪ ،‬حىت خامت‬ ‫زواجها‪ ،‬لتأمني العالج له‪« :‬وصلت إىل تركيا‬ ‫مع أطفايل وزوجي‪ ،‬بعد قصف عنيف تعرضنا‬ ‫له‪ ،‬مل أمحل معي سوى حقيبة الدواء‪ ،‬ومالبس‬ ‫تقي أطفايل من الــرد»‪ .‬تضيف أم زفني‪« :‬ال‬ ‫يـسـتـطـيــع زوجـ ــي ال ـع ـمــل‪ ،‬حــال ـتــه الـصـحـيــة ال‬ ‫تسمح لــه‪ ،‬عملت يف خمبز‪ ،‬مقابل أجــر كان‬ ‫ابلكاد يس ّد احتياجاتنا‪ ،‬أوقفت عن العمل‪،‬‬ ‫بعد أن تقلّصت م ّدة العمل يف شهر رمضان‪،‬‬ ‫علي‬ ‫بعد رمـضــان مل يرسلوا يف طـلــي‪ ،‬فتحتّم ّ‬ ‫عمل آخر‪ ،‬السالل الغذائية الّيت‬ ‫البحث عن ٍ‬ ‫كانت توّزع من قبل اجلمعيّات اخلرييّة‪ ،‬وحدها‬ ‫الّيت رمحت جوع أطفايل»‪.‬‬

‫«ابلنسبة ملـئــات اآلالف مــن الـنـســاء‪ ،‬مل يكن‬ ‫الفرار من الوطن املد ّمر سوى اخلطوة األوىل يف‬ ‫رحل ٍة حمفوف ٍة ابملشقّة»‪ ،‬أضاف‪« :‬لقد نفذ منهن‬ ‫امل ــال‪ ،‬ويـواجـهــن هتــديـ ٍ‬ ‫ـدات يوميّة لسالمتهن‪،‬‬ ‫ويتم نبذهن ٍ‬ ‫لسبب واحد‪ ،‬هو خسارة أزواجهن‬ ‫يف حـ ٍ‬ ‫فهن يتعرضن‬ ‫ـرب ضارية‪ ،‬هذا أمـ ٌـر خمــز ٍ‪ّ ،‬‬ ‫لإلذالل خلسارهتن ّ‬ ‫كل شيء»‪.‬‬ ‫نسب ُة ال أبس هبا من النّساء العامالت يف بلدان‬ ‫السامي لألمم‬ ‫«أنطونيو غوترييس» املـفـ ّـوض ّ‬ ‫اللجوء‪ ،‬حت ّدثن عن استغالل أصحاب العمل‬ ‫املتح ّدة لـشــؤون الالجئني صـ ّـرح يف تقرير له‪:‬‬ ‫ومالكي الشقق هلن‪ ،‬حلاجتهن للمال‪ ،‬وذلك‬ ‫ابل ـت ـحـ ّـرش هبــن ومــامـسـتـهــن‪ ،‬وت ـقــدمي عــروض‬ ‫مقابل أجــر أعـلــى‪« ،‬دميــا ‪ 25-‬عــامـاً» تعمل‬ ‫يف مـصـنــع للقطن يف ب ـلــدة تــركــيّــة عـلــى مقربة‬ ‫من احلدود مع سوراي‪ ،‬تؤمن املعيشة لطفليها‪،‬‬ ‫تقول‪« :‬يف األسابيع األوىل‪ ،‬سار عملي على‬ ‫ابلتحرش‬ ‫ما ي ـرام‪ ،‬إىل أن بــدأ صاحب العمل‬ ‫ّ‬ ‫يب‪ ،‬مثّ ملسين يف املّــرة الثانية‪ ،‬وعندما رفضت‬ ‫بـشـ ّدة عــرض عـلـ ّـي أجـ ـراً إضــافــيّـاً‪ ،‬وســألــي إن‬


‫ألفا سميث فاندربيلت بيلمونت‬

‫ـوريت لــه وألصــدقــائــه‪ ،‬قــائ ـاً‪« :‬ال‬ ‫كنت أستطيع أن أدبّــر لــه فتيات س ـ ّ‬ ‫شـ ّ‬ ‫ـك ّأنــن حباجة للمال‪ ،‬لــذا تركت العمل‪ ،‬دون أن أتقاضى أجــري»‪.‬‬ ‫حتتاج نساء كثريات للعمل‪ ،‬لتأمني متطلبات يوميّة وضروريّة‪ ،‬وأصحاب‬ ‫املصانع واألعمال األخــرى يعرفون مدى حاجتهن للمال‪ ،‬لذا يستغلون‬ ‫هشاشتها‪ ،‬تتابع دميــا‪« :‬غــادران ســوراي لنحمي شرفنا‪ ،‬والـيــوم نُعامل هنا‬ ‫معاملة احليواانت»‪.‬‬ ‫سراً‪ ،‬بعد أن تناقلته وسائل‬ ‫مشاريع استغالل الالجئات السورايت مل تعد ّ‬ ‫اإلعــام العربيّة والـ ّدولــيّــة‪ ،‬وصــارت أكثر املواضيع الّــي تستقطب فتاوى‬ ‫الفقهاء‪ ،‬وشبّهها حقوقيون مبا تعرضت له نساء العراق والبوسنة‪ .‬يف األردن‬ ‫واجلزائر وليبيا ولبنان ُخصصت مكاتب أو ّربا دكانني للمتاجرة ابلنّساء‬ ‫السورايت‪ ،‬وغالباً ما يدير هذه املكاتب رجال متدينون‪ ،‬يرجعون جتارهتم‬ ‫ويعززوهنا بفتاوى من الفقهاء‪ ،‬هذه الظاهرة بدأت مع اشتداد احلرب يف‬ ‫سوراي‪ ،‬وسرعان ما وجدت هذه الدكاكني (املكاتب) زابئنها من الشباب‬ ‫وريت‪« ،‬لسرتهن‪ ،‬أو للتك ّفل هبن من منطلق‬ ‫ابلس ّ‬ ‫وّ‬ ‫الراغبني ابل ّزواج ّ‬ ‫الشيوخ ّ‬ ‫يتم اإلقبال على طلب اّلــزواج‬ ‫ّ‬ ‫أهنن الجئات ال معيل هلن»‪ .‬ففي اجلزائر ّ‬ ‫ـوريت الــاجـئــات تطبيقاً للمثل الـقــائــل‪« :‬مــن مل يـتــزّوج شاميّة‪،‬‬ ‫مــن ال ـسـ ّ‬ ‫مات أعزابً»‪ ،‬خصوصاً بعد أن أدخلته فتاوى الفقهاء يف ابب «الواجب‬ ‫السوريت هو وجه من أوجه التك ّفل‬ ‫الوطين»‪ ،‬على اعتبار أ ّن ال ّزواج من‬ ‫ّ‬ ‫هبن‪ .‬إضاف ًة إىل السعوديّة اليت أشارت تقارير إعالميّة الرتفاع الطلبات الّيت‬ ‫السوريت الالجئات‬ ‫تق ّدم هبا السعوديّون للموافقة على طلب ال ّزواج من‬ ‫ّ‬ ‫يف األردن‪.‬‬

‫أن نتحدث عن ألفا مسيث فاندربيلت بيلمونت‪ ،‬فنحن نستعيد‬ ‫ذكرى إحدى ثرايت نيويورك‪ ،‬اليت كان هلا أتثريها االجتماعي‪،‬‬ ‫مليونرية‪ ،‬امرأة متحمسة وداعمة حلركة «حق املرأة يف االقرتاع»‪،‬‬ ‫كانــت الكاتبــة واملمولــة الرئيســية للحركــة‪ ،‬بعــد مــوت زوجهــا‬ ‫برزت كقائدة هلا‪ ،‬وأسست احتاد املساواة السياسية‪ ،‬وفيما بعد‬ ‫أصبحت رئيسة «حزب املرأة الوطين» الذي مولت نشاطاته‪.‬‬ ‫ولدت يف مدينة موابيل يف أالابما‪ ،‬ودرست يف فرنسا‪ ،‬مث قدمت‬ ‫إىل مدينــة نيويــورك بعــد احلــرب األهلية‪ ،‬ويف عام عام (‪)1875‬‬ ‫تزوجت وليم فانديربيلت‪ ،‬حفيد كارولينز فاندربيلت‪.‬‬ ‫ابشــرت ابلعمــل علــى مشــاريعها االجتماعيــة املتألقــة الــي غزت‬ ‫جمتمع نيويورك من شقتها يف الشارع اخلامس‪.‬‬ ‫يف عــام ‪ 1895‬انفصلــت عــن فانديربيلــت خليانتــه هلــا قائل ـ ًة‪:‬‬ ‫«لقد كنت واحدة من أوائل النساء اللوايت جترأن‪ ...‬على انتقاد‬ ‫ســلوك رجــل مؤثــر علن ـاً»‪ ،‬مث تزوجــت صديقهــا أوليفــر هــازارد‬ ‫بريي بيلمونت‪ ،‬وهو من اجملتمع الثري‪ .‬بعد موته عام ‪،1908‬‬ ‫تبنــت حركــة «حــق االق ـراع»‪ ،‬ودفعــت أجــور مق ـرات املنظمــة‬ ‫ومولت مكتبها‬ ‫الوطنيــة حلــق اق ـراع امل ـرأة األمريكية يف نيويــورك‪ّ ،‬‬ ‫اإلعالمي الوطين‪.‬‬ ‫كانــت رئيســة احتــاد املســاواة السياســي يف نيويــورك‪ ،‬لكنهــا‬ ‫اجنذبت إىل حزب النساء الوطين املتشدد‪ ،‬ودخلته لتصبح بعد‬ ‫فرتة يف جملسه التنفيذي‪ .‬استخدمت منزهلا (بيتها الرخامي) يف‬ ‫نيوبــورت رود آيالنــد الســتضافة حركــة حــق االقرتاع ومناســبات‬ ‫نســوية‪ .‬انتخبــت كرئيســة حلــزب امل ـرأة عــام ‪ ،1921‬ســامهت‬ ‫بيلمونت ابملال لشراء مقر القصر التارخيي يف كابيتال هيل‪.‬‬ ‫قضت ســنواهتا األخرية يف فرنســا‪ ،‬وتوفيت بعد وقت قصري من‬ ‫ذكــرى ميالدهــا الثمانــن‪ ،‬مســامهة مباليــن الــدوالرات‪ ،‬وماليني‬ ‫الكلمات يف مقاالت نشرت ضمن جمالت حقوق املرأة‪.‬‬

‫أتسست يف األردن‪ ،‬ملواجهة هذه ّ‬ ‫الظاهرة‪،‬‬ ‫محلة (الجئات ال سبااي) الّيت ّ‬ ‫مؤسسها مؤيّد‬ ‫حيث يديرها سوريّون وشباب من جنسيّات أخرى‪ ،‬يقول ّ‬ ‫وريت يف األردن‪ ،‬هي‬ ‫الس ّ‬ ‫اسكيف‪« :‬إ ّن العروض وال ّدعوات للزواج من ّ‬ ‫السوريّة واستغال ٌل لوضعها كالجئة خارج بلدها»‪ ،‬لتبقى‬ ‫ٌ‬ ‫اسرتخاص ابملرأة ّ‬ ‫وريت عالق ًة يف األذهان‪،‬‬ ‫الس ّ‬ ‫مسائل كثرية تتعلّق ابنتقاص كرامة الالجئات ّ‬ ‫بقص ٍد أو دون قصد‪ ،‬على أمـ ٍـل حيدوها دائـمـاً أ ّن خالصاً سينقذها ممّا‬ ‫أحلقته احلرب هبا‪.‬‬ ‫العدد (‪ )7‬آب ‪31 2014‬‬


‫المرأة واالقتصاد‪ :‬تحديات الجنسين ‪/‬الجزء الثـانـي‬ ‫االقتصاد غير الرسمي ‪ -‬الحصن الهش ضد الفقر المدقع‬

‫• إعداد روزي وسرتفيلد‬ ‫ترمجة‪ :‬د‪.‬إنعام شرف‬

‫تعد املرأة من اجلهات الفاعلة الرئيسية يف قطاع االقتصاد غري الرمسي‪ .‬ويف أفريقيا‪ ،‬ميثل هذا القطاع نسبة ‪ %61‬من جممل األصول اإلفريقية‪،‬‬ ‫وهو يغطي األنشطة االقتصادية اليت تتعدى فوائدها فوائد االقتصاد القومي‪ ،‬واليت تتم دون إشراف الدولة أو االمتثال للمعايري القانونية‪.‬‬ ‫يف البلدان اليت شهدت انفجاراً يف النمو السكاين تناسب هذا القطاع عكساً مع النمو االقتصادي خالل السنوات ‪،1980-1970‬‬ ‫ووجد السكان أنفسهم مضطرين للتعامل والتأقلم مع الشح يف فرص العمل والتزايد يف حجم البطالة‪ .‬وهلذا مت إدراج أزمة الديون وعجز‬ ‫احلكومات الوطنية يف املؤسسات املالية الدولية (صندوق النقد الدويل‪ ،‬والبنك الدويل)‪ ،‬واليت انسحبت من القطاع العام على حساب قطاع‬ ‫الرعاية والرتبية والتعليم (إغالق رايض األطفال واملستشفيات‪ ،‬إخل) يف إطار برامج إعادة اهليكلة‪ .‬وقد أدت سياسة خصخصة اخلدمات‪،‬‬ ‫واليت ترافقت مع ظاهرة اهلجرة غري املسبوقة من الريف إىل املدينة‪ ،‬إىل نوع من اخللل االجتماعي‪ ،‬دفعت النساء مثناً ابهظاً نتيجته‪.‬‬ ‫كما أن متركز السكان يف مناطق جغرافية حمددة عزز وبشكل كبري قطاع االقتصاد غري الرمسي‪.‬‬ ‫إن وجود االقتصاد غري الرمسي يعين ابلضرورة عدم وجود رقابة على ممارسات‬ ‫وظروف العمل‪ ،‬وكذلك ضعفاً كبرياً يف اجلهات الفاعلة‪ .‬كما أن حالة عدم‬ ‫اليقني النامجة عن هذا الوضع تركت أثراً ال يستهان به على مجيع العاملني يف‬ ‫هذا القطاع‪ :‬األجور‪ ،‬حقوق ومسؤوليات متذبذبة‪ ،‬خطر يف العمل وانعدام‬ ‫اتم لألمان الوظيفي‪ .‬وعلى الرغم من هذه الوقائع‪ ،‬فإن منو هذا القطاع يعد‬ ‫اليوم ذا قيمة كبرية يف البلدان اليت ال تستطيع أن تليب احتياجات سكاهنا‪،‬‬ ‫خاص ًة فيما يتعلق خبلق فرص العمل‪ :‬ففي بوركينا فاسو‪ ،‬وقفت احلكومات‬ ‫واملؤسسات الدولية مع املنظمات غري احلكومية الداعمة ألنشطة االقتصاد‬ ‫غري الرمسي املدرة للدخل‪ ،‬صندوق النقد الدويل والبنك الدويل أيمالن بضم‬ ‫هذه األنشطة ووضعها حتت سيطرهتما املالية‪ ،‬والدعم الذي يقدمانه يستند‬ ‫أساساً على تدريب موجه حنو «التسويق واإلدارة واملنافسة» وذلك هبدف‬ ‫دمج املستفيدين‪ ،‬على املدى القصري‪ ،‬يف اقتصاد السوق‪.‬‬ ‫من «العمل يف الظل» إىل العمل املعرتف به‪ :‬تشكيل احلركات النسائية‬ ‫واملعوقات‬ ‫تـواجــه امل ـرأة صعوبة أكـثــر مــن الــرجــل يف حتــويــل عملها إىل عمل مــأجــور‪،‬‬ ‫وحتـصـيــل دخ ــل أك ــر‪ ،‬عـمــل أك ـثــر اس ـت ـق ـراراً يـسـمــح هلــا بتغطية حــاجــاهتــا‬ ‫األساسية وحاجات كل من تتحمل مسؤولية إعالته‪ .‬إهنا تشكل جزءاً حيوايً‬

‫‪ 32‬العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬

‫من «قطاع االقتصاد السري وغري الرمسي» وتعاين كثرياً يف احلصول على عمل‬ ‫مشروع والئق‪.‬‬ ‫هيكلة جديدة للمجتمع املدين‬ ‫ـاء ال غىن عنهم يف االقتصاد‪،‬‬ ‫إذا كانت «العامالت يف الظل»‬ ‫ّ‬ ‫يشكلن وكـ ً‬ ‫أبنشطتهن‪ .‬وسـواء يف املدينة أو‬ ‫فإهنن ال يزلن يطمحن إىل حتصيل االعـراف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف الريف‪ ،‬فإن التشابه يف األنشطة واملشاكل اليت يواجهنها داخل اجملتمعات‬ ‫املتشاهبة دفعتهن للعمل معاً لتحسني فــرص احلصول على الــدخــل‪ ،‬والتعليم‬ ‫حقوقهن‪ .‬أدى ذلك أيضاً إىل ظهور وانتشار جتمعات منظمة تعمل على‬ ‫ومجيع‬ ‫ّ‬ ‫توفري فرص عمل حقيقية يف إطار االقتصاد الرمسي وحتصيل قروض من البنوك‬ ‫لتمويل مشاريع نسائية ّ‬ ‫خلقة ومبدعة تساهم يف حتسني ظروف املرأة ومتكنها‬ ‫من السيطرة على حياهتا‪ .‬وقد بــدأت هذه التجمعات أتخذ تدرجيياً أشكاالً‬ ‫متنوعة وختتص بنوع حمــدد من األنشطة‪ ،‬أو تذهب ابجتــاه أتسيس منظمات‬ ‫اجتماعية هتدف إىل دعم مشاريع نسائية فردية (خاصة و‪/‬أو مهنية)‪.‬‬ ‫وهلذه التجمعات أشكال متباينة جداً‪ :‬فمث ً‬ ‫ال التحول من جتمع للنساء الريفيات‬ ‫أعضاء‬ ‫إىل جتمع الشبكات اإلقليمية العابرة للحدود‪ ،‬ابإلضافة إىل أهنا متثل‬ ‫ً‬ ‫وسـيــاقــات متباينة‪ .‬وعــدم التجانس هــذا يفسر نــوعـاً مــا نقص اإلحصائيات‬ ‫وانعدام الرؤية اجلامعة حول قضية املرأة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هذه التجمعات‪ ،‬أايً‬


‫كان شكلها‪ ،‬مجعيات‪ ،‬تعاونيات‪ ،‬احتادات‪ ..‬إخل‪،‬‬ ‫ال تـزال لديها بعض القواسم املشرتكة‪ :‬فهي اليت‬ ‫تضمن جتميع املوارد املالية واملادية البشرية‪ ،‬وإدارة‬ ‫الوقت‪ ،‬وكل ذلك هبدف زايدة الدخل واألرابح‪.‬‬ ‫هــذا التشارك يف األهــداف يسمح بضمان أتمني‬ ‫دخل منتظم للنساء وتوفري سبل التعليم والتدريب‬ ‫املستمر‪ .‬أمــا املشاريع التجارية الصغرية‪ ،‬فتكون‬ ‫مثمرة ويتم التعامل معها بسهولة أكرب‪ ،‬وتستهدف‬ ‫ع ـ ــدداً أك ــر م ــن امل ـس ـت ـف ـيــديــن‪ ،‬ح ــى إن الـنـســاء‬ ‫يستطعن من خالل هذه املشاريع تنويع املنتجات‪،‬‬ ‫وابلتايل سد حاجة السوق احمللي بطريقة أسهل‪،‬‬ ‫وذلك ابحلفاظ على أسعار معقولة وجذابة‪.‬‬ ‫إن التحدي املركزي الذي يواجه هذه التجمعات‬ ‫هــو احل ـصــول عـلــى األراضـ ــي والـتـمـلــك مــن أجــل‬ ‫ال ــزراع ــة أو إن ـشــاء حم ــات جتــاريــة لـبـيــع املنتجات‬ ‫الــزراع ـيــة‪ ،‬وإذا فشلت الـنـســاء يف احل ـصــول على‬ ‫مـســاحــة ألنـشـطـتـهــن‪ ،‬فــإنــه سـيـكــون مــن الصعب‬ ‫عليهن الذهاب إىل ما هو أبعد من نطاق اإلنتاج‬ ‫والتسويق الفرديني وتوسيعه‪ .‬كما أن التشارك يف‬ ‫العقارات ومتلّك األراضــي واحملــات التجارية يعد‬ ‫من املعايري اهلامة يف ملكية املـشــروع‪ ،‬وكذلك يف‬ ‫التخلص من الفضاء املنزيل‪ .‬هذا هو احلال ابلنسبة‬ ‫لتجمع «كاندي كوميه التضامين» يف بنني‪ ،‬حيث‬ ‫مسح االحتــاد ابستئجار أرض مشرتكة يتم تسديد‬ ‫إجيارها بصورة منتظمة‪ ،‬وحتتفظ النساء بيومني يف‬ ‫األسـبــوع للعمل املـشــرك‪ ،‬ويشرفن بشكل فــردي‬ ‫ليتمكن‬ ‫على جمموعة من النشاطات يف آن معاً‬ ‫ّ‬ ‫مــن إعــالــة أســرهـ ّـن‪ ،‬وقــد أصبحت املنتجات اليت‬ ‫يعملن عليها اليوم معروفة على الصعيد الوطين‪.‬‬ ‫املشاريع النسائية الصغرية والصغرية جداَ‬ ‫تعود ظــاهــرة إنـشــاء الـشــركــات الــي تديرها النساء‬ ‫إىل ‪ 1990-1980‬يف املغرب‪ ،‬ويقدر اخلرباء أن‬ ‫عدد النساء من صاحبات املشاريع الاليت ميتلكن‬ ‫أو ي ــدرن شــركــات يف خمـتـلــف ق ـطــاعــات الـنـشــاط‬ ‫االقتصادي تصل إىل ‪ 5,000‬أي ما يعادل ‪٪0.5‬‬ ‫من جممل العمالة النسائية يف القطاع الرمسي وحوايل‬ ‫‪ ٪ 10‬من إمجايل عدد املنشآت (اإلحصاءات ال‬ ‫تشمل القطاع غري الــرمســي)‪ .‬كما أكــد اخل ـراء أن‬ ‫الشركات اليت متتلك أكثر من ‪ 100‬موظف هي‬ ‫يف غالبيتها شركات تعود ملكيتها لنساء‪ ،‬وتصل‬ ‫نسبتها إىل ‪ %31‬مقابل ‪ %24‬من الشركات اليت‬ ‫تـعــود ملكيتها لــرجــال‪ .‬أمــا فيما يتعلق ابملشاريع‬ ‫الصغرية جداً‪ ،‬فإن الكثري منها مت إنشاؤه مببادرات‬

‫نسائية‪ ،‬خــاصـ ًة يف دول اجل ـنــوب‪ .‬ووف ـق ـاً ملنظمة‬ ‫العمل الدولية‪ ،‬فإن هذه املشاريع الصغرية متتلك‬ ‫جمـمــوعــة مــن امل ـي ـزات منها سـهـولــة حـصــوهلــا على‬ ‫امل ـوارد احمللية‪ ،‬يف غالبيتها مشاريع تعود ملكيتها‬ ‫لعائالت‪ ،‬حمدودية األنشطة‪ ،‬االستخدام املكثف‬ ‫لتكنولوجيا املعلومات وحمدودية األيــدي العاملة‪،‬‬ ‫وابإلض ــاف ــة إىل ذل ــك يـتــم متــويــل ‪ ٪90‬مــن هــذه‬ ‫املشاريع الصغرية عن طريق املدخرات الشخصية‪.‬‬ ‫مــن امل ـهــم أن ن ـفــرق بــن امل ـشــاريــع ال ـص ـغــرة وفـقـاً‬ ‫حلـجـمـهــا‪ ،‬فـهـنــاك امل ـشــاريــع ال ــي تـفــي فـقــط بسد‬ ‫احلــاجــات الـيــومـيــة والـعـيــش ب ـصــورة مـقـبـولــة‪ ،‬والــي‬ ‫يبلغ رأمساهلا أقل من ‪ 75‬يورو‪ .‬وهناك «الشركات‬ ‫الناشئة» اليت يـراوح رأمساهلا ما بني ‪300 -75‬‬ ‫يورو‪ ،‬وتوجد الشركات اليت تتمتع إبمكانيات عالية‬ ‫للنمو‪ ،‬وهذه يرتاوح رأمساهلا بني ‪3000 -300‬‬ ‫‪ 16‬ي ــورو‪ .‬إنـتــاج هــذه املـشــاريــع الـصـغــرة يذهب‬ ‫أساساً لألسواق احمللية والوطنية (التصدير أمر اندر‬ ‫احلــدوث‪ ،‬إال عندما يتعلق األمــر ببعض األسـواق‬ ‫الــدولـيــة‪ ،‬كبيع الـزيــوت احمللية مث ً‬ ‫ال والــي ال يوجد‬ ‫منها خارج البالد‪ ،‬كتلك اليت تنتجها النساء من‬ ‫النفط يف املغرب‪ ،‬والذي عليه ارتفاع يف الطلب يف‬ ‫أورواب لصناعة مستحضرات التجميل)‪.‬‬ ‫إذن على املستوى احمللي تلعب النساء صاحبات‬ ‫املـشــاريــع دوراً ح ـيــوايً‪ ،‬كـمــا أهنــن يـواجـهــن الكثري‬ ‫م ــن الـعـقـبــات الـرئـيـسـيــة‪ ،‬فـفــي ال ـك ــام ــرون مـثـاً‪،‬‬ ‫حت ـصــل ال ـن ـســاء ع ـلــى م ـ ـوارد حم ـ ــدودة جـ ــداً س ـواء‬ ‫كــانــت هــذه املـ ـوارد متعلقة ابإلنـتــاج أو ابلتمويل‬ ‫والــدعــم الـفــي‪ ،‬وهــذا حيــد بشكل كبري مــن قدرهتا‬ ‫على النمو والتطور‪ .‬كما أن اإلج ـراءات اإلداريــة‬ ‫واالفتقار إىل املؤهالت والـقــدرات التقنية وكذلك‬ ‫اجلهل ابألس ـواق يضع إنشاء مشروع صغري على‬ ‫مسار حمفوف ابملخاطر‪ .‬ابإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫الضوابط والقيود اليت يتم فرضها على املرأة الراغبة‬ ‫إبط ــاق مشروعها‪ ،‬جيعل العملية شــاقــة ومعقدة‬ ‫ابلنسبة هلا‪.‬‬ ‫غالبية املـشــاريــع النسائية يف م ــايل‪ ،‬هــي مشاريع‬ ‫ص ـغ ــرة ج ـ ــداً‪ ،‬وامل ـ ـ ـرأة ه ـن ــاك ال ت ـ ـزال ت ـس ــود يف‬ ‫ال ـق ـطــاعــات غــر الــرمس ـيــة وغ ــر املـسـتـقــرة يف إطــار‬ ‫األنشطة املدرة للدخل‪ ،‬وترتكز أنشطتها يف صناعة‬ ‫امل ـواد الغذائية‪ ،‬واملنسوجات‪ ،‬واملــابــس‪ ،‬وصناعة‬ ‫الصابون ومستحضرات التجميل‪ ،‬وأحياانً من دون‬ ‫أي وعي ابآلاثر املدمرة اليت ترتكها هذه املنتجات‬ ‫عـلــى صحتها وعـلــى بيئتها‪ .‬هـنــاك أي ـض ـاً مسألة‬ ‫آليات الوصول إىل رأس املال‪ ،‬واحلل يكمن يف‬ ‫العدد (‪ )7‬آب ‪33 2014‬‬


‫القروض الصغرية‪ ،‬وهناك دراســات واسعة النطاق‬ ‫بشأن مسألة «امل ـرأة والـقــروض الـصـغــرة»‪ ،‬وعلى‬ ‫الــرغــم مــن احلملة اإلعــامـيــة الـواسـعــة الــي تشجع‬ ‫على هذا املوضوع‪ ،‬ال تزال بعض األصوات تنتقده‬ ‫وت ـع ــارض ــه‪ .‬إن احل ـص ــول عـلــى ق ــرض ائ ـت ـمــان هو‬ ‫ابلتأكيد مسألة خانقة ابلنسبة للعديد من رجال‬ ‫األعمال‪ ،‬ولكن ليس ابلنسبة هلم فقط‪ ،‬فالقروض‬ ‫الصغرية املقدمة للنساء ال متثل حقاً احلل السحري‪،‬‬ ‫خاص ًة عندما ال يكون هذا القرض مدعوماً أبيدي‬ ‫عاملة فاعلة‪ ،‬حتديداً ابلنسبة للنساء الاليت يعانني‬ ‫من الفقر املدقع‪ .‬يف أحسن األحوال‪ ،‬تبقى برامج‬ ‫ال ـقــروض الـصـغــرة مبثابة «دف ـعــة» للتنمية احمللية‪،‬‬ ‫ولتعزيز الــروابــط بني البىن القائمة‪ ،‬وكذلك لتعزيز‬ ‫األنشطة احمللية واإلقليمية»‪.‬‬ ‫بعيداً عن اجلانب املايل احملض‪ ،‬فإن برامج القروض‬ ‫ال ـص ـغــرة تــؤثــر عـلــى ق ـطــاعــات م ـت ـعــددة‪ ،‬كـقـطــاع‬ ‫الــزراعــة (اجملـمــوعــات الريفية وتـعــاونـيــات املـزارعــن‬ ‫ومـنـظـمــاهتــم)‪ ،‬واحلـ ــرف (جم ـمــوعــات مــن احلــرفـيــن‬ ‫واجلمعيات احلرفية النسائية)‪ ،‬والتمويل واالقتصاد‬ ‫االجتماعي (مجعيات االدخار واالئتمان واملصارف‬ ‫الزراعية)‪ ،‬واحلماية االجتماعية (الرعاية الصحية‬ ‫وصندوق الصحة األويل)‪ .‬يفكثري من احلاالت‪ ،‬يتم‬ ‫طلب القروض الصغرية من قبل جتمعات تضامنية‪،‬‬ ‫وذلك للحصول على املزيد من الضماانت‪ ،‬وهذا‬ ‫اإلطار اجلماعي خيلق قيمة حقيقية مضافة للزايدة‬ ‫مــن الـتـمـكــن االق ـت ـصــادي ل ـل ـم ـرأة‪ .‬وابل ـت ــايل‪ ،‬من‬ ‫الناحية املثالية‪ ،‬تساهم مؤسسات التمويل احملدود‬ ‫ليس فقط بتعزيز املشاريع الصغرية‪ ،‬ولكن أيضاً‬ ‫بتحسني فرص احلصول على اخلدمات االجتماعية‬ ‫األساسية (املهملة من قبل احلكومات) والرعاية‬ ‫الصحية‪ ،‬وخدمات تنظيم األســرة واملياه الصاحلة‬ ‫للشرب‪.‬‬ ‫املرأة العاملة‪ ،‬النقاابت واحلركات النضالية‬ ‫خ ــارج الـقـطــاع ال ـعــام‪ ،‬تعد امل ـرأة العاملة مــن أول‬ ‫ضحااي سوء ظروف العمل‪ ،‬ألهنا ال متلك الضمان‬ ‫الصحي الــازم الــذي يغطي هلا إج ــازات األمومة‬ ‫أو اإلجازات املرضية‪ .‬ابإلضافة إىل أهنا ال ختضع‬ ‫لقانون الضمان االجتماعي‪ ،‬وغالباً ليس هلا أي‬ ‫أتمني صحي (أرابب العمل يشرتكون بعدد حمدد‬ ‫من حساابت التأمني وغالباً ما تكون املرأة منسية‬ ‫يف هــذه االش ـراك ــات)‪ .‬هنالك أيـضـاً التمييز يف‬ ‫الــوظــائــف‪ ،‬وهــو متييز قائم على اجلـنــس‪ ،‬كما هو‬ ‫احلال يف غينيا‪ ،‬حيث يفضل أرابب العمل توظيف‬ ‫‪ 34‬العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬

‫الرجال على النساء‪ ،‬مع أهنم يتلقون املساعدات‬ ‫احلكومية لتوظيف النساء (حىت إهنم حيتفظون هبذه‬ ‫املـســاعــدات‪ ،‬ولكن دون اح ـرام شــروط احلصول‬ ‫عليها)‪ .‬أما ظروف العمل يف القطاع العام‪ ،‬فهي‬ ‫أفضل‪ ،‬ولكن مرًة أخرى‪ ،‬كثرياً ما جتد املرأة نفسها‬ ‫يف أسفل التسلسل اهلرمي‪ ،‬مع عقود غري مستقرة‬ ‫وأك ـث ــر تـعـقـيــداً م ــن ال ــزم ــاء ال ــذك ــور يف مــوضــوع‬ ‫الرتقيات‪.‬‬ ‫يف روان ــدا‪ ،‬تـعــاين األق ـســام النسائية يف منظمات‬ ‫العمل من عدم وجود التعليم النقايب‪ ،‬وعدم إشراك‬ ‫املرأة يف صنع القرار‪ ،‬والركود لدى عدد من أعضاء‬ ‫النقابة‪ ،‬وأيـضـاً عــدم وجــود معايري للتدريب على‬ ‫املساواة بني اجلنسني‪ .‬وللتغلب على هذه العيوب‪،‬‬ ‫مت الشروع بتنفيذ اسرتاتيجيات تساهم وتركز على‬ ‫تـعـزيــز امل ـســاواة بــن اجلـنـســن يف الـشــركــات وعلى‬ ‫مستوى منظمات العمل والعمال‪ ،‬وعلى قدرهتا‬ ‫على دمج اجلنسني يف مجيع أنشطتها‪.‬‬ ‫من انحية أخــرى‪ ،‬يوجد شبكة يف طور التأسيس‬ ‫تضم املغرب ومايل والسنغال وموريتانيا‪ ،‬تعمل هذه‬ ‫الشبكة على إنشاء مركز لتدريب قيادات نقابية‬ ‫مــن الـنـســاء يف أفـريـقـيــا‪ ،‬مــع الــركـيــز عـلــى تــدريــب‬ ‫ق ـيــادات لــاحتــاد الـنـســائــي‪ ،‬وذل ــك لـتـعـزيــز العمل‬ ‫النقايب وحقوق املرأة وفق املعايري واتفاقيات العمل‬ ‫الدولية‪ ،‬وأخرياً حبوث ودراسات عن العمل النقايب‬ ‫النسائي يف البلدان األربعة املعنية واملذكورة آنفاً‪.‬‬ ‫وال ـت ـطــور اآلخ ــر امل ـثــر لــاهـتـمــام هــو ال ـتــوجــه حنو‬ ‫تشكيل جمموعات نسائية للخدمة املنزلية (مثل‬ ‫انمـيـبـيــا وج ـن ــوب أفـريـقـيــا وال ـف ـل ـبــن)‪ ،‬ولـلـعـمــل يف‬ ‫جمال «الرعاية» (رعاية األشخاص ورعاية أفراد‬ ‫األس ــرة) كما يف أفريقيا على سبيل املـثــال‪.‬‬ ‫وهـ ــذا ابل ـت ــايل يـعـطــي م ـزي ــداً م ــن الــوضــوح‬ ‫حول العمل يف القطاع اخلاص‪ ،‬مهما كان‬ ‫م ــردود هــذا العمل‪ .‬أمــا حتــدايت التنظيم‬ ‫النقايب النسائي املتزايد فهي مهمة جداً‪،‬‬ ‫حـيــث متـنــح حـيـزاً ملـعــاجلــة الـقـضــااي احلــرجــة‬ ‫وتـقــدمي تـقـريــر عــن هــذه الـقـضــااي وتـطــورات‬ ‫الوضع فيها‪ ،‬مثل موضوع احلماية االجتماعية‬ ‫والصحة والسالمة يف العمل‪ ،‬ومكافحة فريوس‬ ‫نـقــص امل ـنــاعــة املـكـتـسـبــة (اإلي ـ ــدز) وال ـتــدريــب‬ ‫املهين‪ ،‬واحلـقــوق األساسية يف العمل‪ .‬واهلــدف‬ ‫من مجيع هذه اإلج ـراءات هو تعزيز املساواة بني‬ ‫اجلنسني وتكافؤ الفرص يف العمل‪ ،‬وال سيما يف‬ ‫القطاع اخلاص‪.‬‬

‫غ ــال ـب ـاً م ــا تـ ـواج ــه ال ـن ـس ــاء يف ال ـ ـواقـ ــع‪ ،‬س ـ ـواء يف‬ ‫اجلمعيات أو التعاونيات أو الشركات أو النقاابت‪،‬‬ ‫مشكلة االفتقار إىل املهارات والقدرات والتقنيات‬ ‫املتعلقة ابإلنـتــاج والتسويق‪ ،‬األمــر الــذي يتطلب‬ ‫دعماً ومتابعة لتحقيق النتائج املــرجــوة‪ .‬ابإلضافة‬ ‫إىل أنه‪ ،‬ويف كثري من األحيان‪ ،‬يتم استبعاد املرأة‬ ‫مــن املناقشات أو التفاعالت املرتبطة ابألنشطة‬ ‫االق ـت ـصــاديــة‪ ،‬وه ــذا ي ــؤدي إىل أتس ـيــس وإط ــاق‬ ‫مشاريع نسائية تفتقر إىل املعلومات الكافية وإىل‬ ‫اخلــرة العملية‪ ،‬حتــديــداً يف جمــال اإلدارة واحملاسبة‬ ‫وال ـت ـج ــارة‪ ،‬وه ــذا ي ــؤدي ابلـنـتـيـجــة إىل مواجهتها‬ ‫لعقبات قد تكون مستعصية على احلل‪ :‬الديون‪،‬‬ ‫اخنفاض اإلنتاج‪ ،‬وعدم وجود فرص‪ ،‬إخل‪.‬‬ ‫مــن املـهــم‪ ،‬ولكي تكون امل ـرأة جــاهــزة للعمل‪ ،‬أن‬ ‫ختضع للتدريب املهين والتقين (حمو األمية‪ ،‬التدريب‬ ‫امل ـه ــي ل ـف ـهــم ط ـري ـقــة ال ـع ـمــل يف جم ــال االق ـت ـصــاد‬ ‫واالستثمار يف األسـواق احمللية‪ ،‬احملاسبة واإلدارة‪،‬‬ ‫إخل‪،).‬كما وجيب أن ختضع لتدريب يتعلق بقضااي‬ ‫متسها مــن الناحية االجتماعية (حـقــوق اإلنسان‬ ‫والعمل والتحدث أمــام اجلمهور والثقة ابلنفس‪،‬‬ ‫وسائل منع احلمل‪ ،‬واألمراض‪ ،‬إخل)‪.‬‬


‫المرأة والعولمة‬ ‫كـمــا ي ــرى ج ــون بـ ـ ــودراير‪ ،1‬فـفــي حــن تــدور‬ ‫يف تعريف العوملة‬ ‫لفهم ظــاهرة العـوملة جي ًدا ال ّبــد من تعريفها‪ ،‬الكونية عن حقوق اإلنـســان‪ :‬احلرية‪ ،‬الثقافة‪،‬‬ ‫ح ــى ال ختـتـلــط عـلـيـنــا امل ـفــاه ـيــم‪ .‬وال ـع ـوملــة هي والــدمي ـق ـراط ـيــة‪ .‬تـتـعـلــق ال ـع ـوملــة ابلـتـكـنـولــوجـيــة‪،‬‬ ‫الـ ــرمجـ ــة ل ـك ـل ـمــة «‪ »Globalization‬ال ـســوق‪ ،‬السياحة واملـعـلــومــات‪ .‬وهـكــذا بينما‬ ‫املـشـتـقــة مــن كـلـمــة «‪ »Globe‬أي ال ـكــرة‪ ،‬جنــد أن الـعـوملــة غــر عـكــوســة ف ــإن الـكــونـيــة ما‬ ‫واملقصود هنا الكرة األرضية‪ ،‬ويتحدث علماء زالت تتقدم‪ .‬ذلك أ ّن اهلدف األعلى ألية قيمة‬ ‫االجتماع يف جمال التحديث عن «‪ Global‬هــو يف أن تصبح كونية‪ ،‬لكننا ال نقدر فع ً‬ ‫ال‬ ‫املخاطر اليت ينطوي عليها هذا السعي‪.2‬‬ ‫‪»Culture‬أي الثقافة العاملية‪.‬‬ ‫والـ «‪ »Globalization‬اصطالحاً‪ ،‬ابللغة تتالشى الكونية بسبب الـعـوملــة‪ ،‬حيث تضع‬ ‫الــاتـيـنـيــة‪ ،‬ت ــدل عـلــى مـ ـشـ ــروع ملــركــزة ال ـعــامل يف عوملة التبادل هناية لكونية القيم‪ .‬ومع خسارة‬ ‫الـقـيــم الـكــونـيــة لـشــرعـيـتـهــا وسـلـطـتـهــا‪ ،‬تتحول‬ ‫حضارة واحدة‪.‬‬ ‫فالعوملة تعين تشكيل وبلورة العامل بوصفه موقفاً األمـ ـ ــور ابجت ـ ــاه أك ـث ــر رادي ـك ــال ـي ــة‪ ،‬فـيـسـتــأصــل‬ ‫واح ــداً‪ ،‬وظـهــور حلــالــة إنسانية عاملية واح ــدة‪ .‬االنتشار املظفر للعوملة كل أشكال االختالف‪،‬‬ ‫ول ــذل ــك ت ـعــي ال ـع ـوملــة س ـيــاس ـي ـاً أن لــأحــداث وكل القيم الكونية اليت تدافع عنه‪ .‬ابلتايل تؤدي‬ ‫والقرارات والنشاطات يف مكان ما من العامل‪ ،‬العوملة إىل ظهور ثقافة غري متمايزة ابلكامل‪ ،‬ال‬ ‫نتائج وآاثر مهمة ألفـراد ومجاعات وجمتمعات اختالف فيها‪.3‬‬ ‫أخـ ــرى‪ .‬وت ـعــي ثـقــافـيـاً «ذل ــك الـتـكــويــن الــذي وللتفكيكيني تعريف خــاص للعوملة‪ ،‬فالعوملة‬ ‫ال ثقافيني بصورة مستمرة ليست إلغاء احلدود بني اجملاالت‪ ،‬وإمنا انفتاح‬ ‫يشهد تـبــادالً وتفاع ً‬ ‫ودائ ـمــة» وعـلــى هــذا‪ ،‬تشري العوملة إىل شيئني هــذه اجمل ــاالت على بعضها‪ ،‬مــع احتفاظ كل‬ ‫متناقضني معاً‪ :‬انكماش العامل‪ ،‬وازدايد الوعي جمال ابخلصوصية اليت متيزه‪.4‬‬ ‫ابلعامل ككل‪.‬‬ ‫يف الفلسفات احلديثة‪ ،‬يتم التفريق بني مفهومي املرأة والعوملة‬ ‫الـكــونـيــة ‪ Universalization‬والـعـوملــة تعتقد إيرين انتيفيداد‪ ،‬الرئيسة السابقة للمنتدى‬ ‫‪ ، Globalization‬فالتشابه بينها خمادع ال ـع ــامل ــي ل ـل ـم ـرأة‪ ،‬أن «ال ـع ـومل ــة مح ـلــت مـنــافــع‬

‫• حممد اجلرف‬

‫وحت ــدايت لـلـمـرأة يف آن واحـ ــد‪ ،‬وابلــرغــم من‬ ‫عــدم وج ــود حــل سـحــري لقضية امل ـســاواة بني‬ ‫اجلنسني‪ ،‬فإن هناك شعوراً حمــدوداً يف كل بلد‬ ‫مبا تقدر املرأة القيام به»‪.‬‬ ‫وطبقا لناتيفيداد‪ ،‬فــإ ّن «هناك توافقاً على أن‬ ‫حتسني الوضع التعليمي واالقتصادي للمرأة يعد‬ ‫جزءاً ال يتجزأ من التنمية املستدام‪ .،‬إذ ال يوجد‬ ‫اقتصاد يف العامل ميكنه االزدهار إذا مل يتم إعطاء‬ ‫النساء فرصاً اقتصادية»‪5‬‬ ‫«وحب ـســب كريستا فيشرتيش «لـيـســت العوملة‬ ‫ابلنسبة للنساء يف كل أحناء العامل عملية جتريدية‬ ‫على مسرح مرتفع‪ ،‬إهنا حاضرة وملموسة»‪.6‬‬ ‫لقد تبني بوضوح أن العوملة زادت من أشكال‬ ‫فالسوق‬ ‫الالمساواة والتفاوت بني الرجل واملرأة‪ّ ،‬‬ ‫املالية العاملية هي رجالية وبيضاء‪ ،‬ومل تقتحمها‬ ‫سوى ثلة من النساء‪ ،‬كما أن األعمال الشاقة‬ ‫والـ ـق ــذرة م ـثــل‪ :‬ال ـن ـس ـيــج‪ ،‬الـتـنـظـيــف‪ ،‬الـطـبــخ‪،‬‬ ‫الفالحة‪ ،‬الصناعة‪ ،‬الرعاية‪ ،‬واإلدارة تقوم هبا يف‬ ‫معظمها املرأة وأبجور منخفضة وظروف عمل‬ ‫غري إنسانية‪.7‬‬ ‫وتلخص الكاتبة األملانية كريستا فيشرتيش‬ ‫مأساة املرأة زمن العوملة كما يلي‪:‬‬ ‫ زايدة التشغيل اهلــش ضمن عــاقــات إنتاج‬‫منخفضة األج ــر وحتــوهلــا إىل أداة للخدمة يف‬ ‫مجيع أحناء العامل‪.‬‬

‫‪ -1‬كم املاز‪ ،‬مازن‪ :‬العوملة وتطورات العالم املعاصر – موقع احلوار املتمدن‪ ،‬انظر ال ّرابط‪169075=http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid :‬‬ ‫‪ 2‬نفسه‪ -3 .‬نفسه‪.‬‬ ‫‪ -4‬من محاضرة جاك دريدا في جامعة القاهرة العام ‪( ،2000‬مجلة الكرمل)‬

‫العدد (‪ )7‬آب ‪35 2014‬‬


‫ معايشة عامل استهالك مفرط وعدم القدرة‬‫على تلبية احلاجيات‪.‬‬ ‫ تنامي الواجبات االجتماعية والبحث عن‬‫هوية جديدة ضمن إطــار اجتماعي تــزداد فيه‬ ‫الفوارق‪.‬‬ ‫ الـتـعــرض إىل أش ـكــال مــن الـعـنــف املـرتـبــط‬‫ابجلـنــس‪ ،‬وتـزايــد املنافسة والطلب عليهن من‬ ‫طرف الشركات‪.‬‬ ‫ استعمال جسد امل ـرأة وصــورهتــا يف الدعاية‬‫واإلشهار يف ترويج وتسويق املنتجات الرأمسالية‪.‬‬ ‫ تشغيل امل ـرأة يتم بشكل منطي ويف أوقــات‬‫احل ــاج ــة وح ـســب امل ـ ـزاج‪ ،‬وحتـ ــرم م ــن إجـ ــازات‬ ‫احلمل والوالدة واألمومة‪.‬‬ ‫ ع ــودة حمافظة إىل ال ــوراء إبسـنــادهــا األدوار‬‫التقليدية واملطالبة بتكثيف الرقابة األبوية‪.8‬‬ ‫إن «امل ـرأة املـعـوملــة» تبحث عــن هــويــة جديدة‬ ‫هلا ضمن عامل ذكوري أشد ضـراوة‪ ،‬وتستخدم‬ ‫كاحتياطي متحفز ابلنسبة إىل منطق رأمسال‪،‬‬ ‫وتتجاذهبا آليات اإلنتاج واالستعراض والرتويج‬ ‫واالستهالك‪.9‬‬ ‫الـ «سيداو» وأثرها‬ ‫مل يـبــدأ االهـتـمــام الكبري بقضااي حـقــوق امل ـرأة‬ ‫ابلشكل ال ــذي نعهده ال ـيــوم‪ ،‬إالّ مــع إصــدار‬ ‫اتفاقية القضاء على مجيع أشكال التمييز ضد‬ ‫امل ـ ـرأة (‪ )CEDAW‬ع ــام ‪ ،1979‬والــي‬

‫تعترب صـكـاً دول ـي ـاً حلـقــوق امل ـ ـرأة‪ ،‬يُـلــزم ال ــدول‬ ‫املوقعة عليها بتحقيق املساواة بني املرأة والرجل‬ ‫على مجيع املـسـتــوايت القانونية واالجتماعية‬ ‫واالقتصادية والسياسية‪.‬‬ ‫قبل هذا التاريخ تبنت هيئة األمم املتحدة قضية‬ ‫امل ـرأة على وجــه اخلـصــوص‪ ،‬فخرج مؤمتر املـرأة‬ ‫العاملي األول يف عــام (‪1975‬م ) مببادرة من‬ ‫األم ــم امل ـت ـحــدة‪ ،‬ورك ــزت فـيــه دول ال ـعــامل على‬

‫املرأة‪ ،‬واملشكالت اليت تواجه دورها كشريك يف‬ ‫تنمية وطنها‪ ،‬وكمستفيد من تلك التنمية‪ ,‬ويف‬ ‫عام (‪1979‬م ) اعتمدت اجلمعية العامة لألمم‬ ‫املـتـحــدة اتـفــاقـيــة (الـقـضــاء عـلــى مجـيــع أشـكــال‬ ‫التمييز ضد املرأة)‪ ،‬ضمت هذه االتفاقية (‪)39‬‬ ‫مــادة كتدابري لتحقيق مساواة امل ـرأة ابلرجل يف‬ ‫ك ــل م ـكــان وجمـ ــال‪ ،‬وجـ ــاءت ت ـلــك االتـفــاقـيــة‬ ‫بصيغة ملزمة قانونياً للدول اليت توافق عليها‪،‬‬ ‫وأصـبـحــت انف ــذة املـفـعــول ع ــام (‪ 1981‬م)‪،‬‬ ‫وكان أبرز ما جاء فيها‪:‬‬ ‫‪ .1‬االعرتاف بتساوي الرجل واملرأة يف امليادين‬ ‫السياسية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬الثقافية‬ ‫واملدنية‪ ،‬أو يف أي ميدان آخر‪.‬‬ ‫‪ .2‬ت ـعــديــل األمن ـ ــاط االج ـت ـمــاع ـيــة‪ ،‬والـثـقــافـيــة‬ ‫للقضاء على العادات القائمة على فكرة تفوق‬ ‫أح ــد اجل ـن ـســن‪ ،‬أو عـلــى أدوار منـطـيــة للرجل‬ ‫واملرأة‪ ،‬والقضاء على أي مفهوم منطي عن دور‬ ‫الرجل واملرأة على مجيع مستوايت التعليم‪ ،‬ويف‬ ‫مجيع أشكاله عن طريق تشجيع التعليم املختلط‬ ‫وغريه من أنواع التعليم مقننة الرتياد املرأة جلميع‬ ‫املهن الشاقة واليسرية‪ ،‬وتلقيها نفس التدريب‬ ‫الصناعي واحلريف الذي يتلقاه الرجل‪.‬‬ ‫ومن مث عقدت مؤمترات أخرىكل مخس سنوات‬ ‫حىت عام(‪1985‬م)‪ ،‬حيث عقد مؤمتر املرأة يف‬ ‫نريويب يف كينيا‪ ،‬ووضعت اسرتاتيجية لتحسني‬ ‫مكانة املرأة يف جماالت املساواة والتنمية والسالم‬ ‫عرفت بـ (اسرتاتيجيات نريويب للرؤى املستقبلية‬ ‫للنهوض ابملرأة)‪.‬‬ ‫ومـ ــن مث ع ـق ــد م ـؤمت ــر ب ـك ــن ال ـش ـه ــر يف ع ــام‬ ‫(‪1995‬م)‪ ،‬والــذي أكد فيه على العالقة بني‬ ‫التنمية واملـرأة بعد الربط بينهما يف مؤمتر األمم‬ ‫املتحدة للبيئة والتنمية الذي عقد يف الربازيل عام‬ ‫(‪1992‬م)‪ ،‬والتأكيد عليها يف مؤمتر السكان‬ ‫والتنمية ابلقاهرة عام (‪1994‬م)‪ ،‬وخرج املؤمتر‬ ‫خبـطــة عـمــل عـربـيــة لـلـنـهــوض ابمل ـ ـرأة ح ــى عــام‬ ‫(‪2005‬م)‪ ،‬وببنود أاثرت اجلدل حوهلا‬

‫‪ -5‬مقابلة مع وكالة شينخوا الصينية في ‪ 5‬يونيو‪/‬حزيران ‪ 2008‬قبيل افتتاح املنتدى العاملي للمرأة‪ ،‬انظر ال ّرابط‪html.6425766/31663/http://arabic.people.com.cn:‬‬ ‫‪ 6‬فيشتريش‪ ،‬كريستا‪ :‬املرأة والعوملة‪ ،‬ترجمة ساملة صالح‪ ،‬منشورات اجلمل‪ ،‬كولونيا‪ .2002،‬ص‪.6.‬‬ ‫‪ -7‬فيشتريش‪ ،‬كريستا‪ :‬م‪.‬س‪.‬ذ ص‪.45‬‬ ‫‪ -8‬فيشتريش‪ ،‬كريستا‪ :‬م‪.‬س‪.‬ذ ص‪.35‬‬

‫‪ 36‬العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬


‫من املؤسسات الدولية واملنظمات احلكومية‪،‬‬ ‫والشعبية‪ ،‬بسبب ما اعتُرب تعدايً على عادات‬ ‫وتـقــالـيــد وث ـقــافــات املـنـطـقــة‪ .‬وس ـعــت بـواسـطــة‬ ‫منظمات األمم املتحدة إىل تكريس حقوق املرأة‬ ‫كواقع مفروض على دول العامل‪.‬‬ ‫تتألف اتفاقية السيداو من ثالثني مادة تشكل‬ ‫م ــد ّون ــة دول ـي ــة حل ـقــوق امل ـ ـرأة‪ ،‬وه ــي تــدعــو إىل‬ ‫مـســاواة امل ـرأة مع الرجل يف حق التمتع جبميع‬ ‫احل ـرايت‪ :‬االقـتـصــاديــة‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬الثقافية‪،‬‬ ‫املدنية والسياسية‪.‬‬ ‫وقعت على االتفاقية حىت اآلن معظم دول العامل‬ ‫ابستثاء ست دول على رأسها الوالايت املتحدة‬ ‫األمريكية اليت ترفض التوقيع عليها‪ ،‬حيث يوجد‬ ‫يف الكوجنرس األمريكي «تقرير يرفض فرض أي‬ ‫تشريعات خاصة ابألح ـوال الشخصية ويعترب‬ ‫ذلــك نــوعـاً مــن الـتــدخــل يف ال ـشــؤون الداخلية‬ ‫للوالايت املتحدة ‪ ،‬كما اعترب التقرير أن قضااي‬ ‫األحوال الشخصية (ومنها حتديد النسل) شأانً‬ ‫شخصياً ال ينبغي للقوانني أن حتكمه» ‪.‬‬ ‫وه ـن ــاك إض ــاف ــة إىل ال ـ ــوالايت امل ـت ـحــدة مخس‬ ‫دول مل توقع على االتفاقية هــي‪ :‬إي ـران‪ ،‬دولــة‬ ‫الـفــاتـيـكــان‪ ،‬ال ـس ــودان‪ ،‬الـصــومــال وتــونـغــا‪ .‬أمــا‬ ‫معظم ال ــدول‪ ،‬ومــن بينها ال ــدول العربية‪ ،‬فقد‬ ‫وقعت على االتفاقية بعد أن وضعت حتفظات‬ ‫على بعض املواد فيها‪.‬‬ ‫ويقصد ابلتحفظ «اإلعــان من جانب الدولة‬ ‫ابستبعاد أو تعديل األثر القانوين ألحكام معينة‬

‫يف االتفاقية من حيث سرايهنا على هذه الدولة‪،‬‬ ‫أي أن الدولة تطلب استثناء من التطبيق مادة‬ ‫معينة يف االتفاقية»‪.‬‬ ‫ويذكر أن أهم حتفظ اشرتكت فيه مجيع الدول‬ ‫ه ــو امل ـ ــادة ‪( 29‬أ) والـ ــي ت ـنــص ع ـلــى عــرض‬ ‫اخلالفات اليت تنشأ من تفسري أو تطبيق هذه‬ ‫االتفاقية على التحكيم‪ ،‬أو على حمكمة العدل‬ ‫الدولية يف حالة عــدم التوصل إىل اتـفــاق عرب‬ ‫التحكيم ‪.‬‬ ‫وق ــد احن ـص ــرت حتـفـظــات الـ ــدول الـعـربـيــة على‬

‫االتفاقية يف املواد الست التالية‪:‬‬ ‫املادة (‪ :)2‬وتتعلق حبظر التمييز يف الدساتري‬‫والتشريعات الوطنية‪.‬‬ ‫املادة (‪ :)7‬وتتعلق ابحلياة السياسية والعامة‪.‬‬‫املادة (‪ :)9‬وتتعلق بقوانني اجلنسية‪.‬‬‫املـ ــادة (‪ :)15‬وتتعلق ابمل ـس ــاواة يف األهلية‬‫القانونية واملدنية‪.‬‬ ‫امل ـ ــادة (‪ :)16‬وتـتـعـلــق ابل ـ ــزواج وال ـعــاقــات‬‫األسرية‪ ،‬تدعو إىل املساواة بني الذكر واألنثى‬ ‫يف ال ـ ـ ــزواج‪ ،‬ع ـنــد ال ـع ـقــد وأثـ ـن ــاء الـ ـ ــزواج وعـنــد‬ ‫فـسـخــه‪ ،‬ح ــق اخ ـت ـيــار ال ـ ــزوج‪ ،‬ح ـقــوق الــواليــة‬ ‫والقوامة والوصاية على األوالد‪ ،‬وحــق اختيار‬ ‫اسم األسرة‪.‬‬ ‫امل ــادة (‪ :)29‬وتتعلق ابلتحكيم بــن الــدول‬‫األطراف»‪.‬‬ ‫ول ــدى مـراجـعــة التحفظات الــي أبــدهتــا الــدول‬ ‫العربية املنضمة إىل االتفاقية‪ ،‬يالحظ أن هذه‬ ‫التحفظات قــد استندت إىل ذريـعـتــن‪ :‬األوىل‬ ‫تعارض املواد املتحفظ عليها مع أحكام الشريعة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬والثانية خمالفة هــذه املـواد ألحكام‬ ‫القوانني الوطنية‪.‬‬ ‫وت ـع ـم ــل األم ـ ــم املـ ـتـ ـح ــدة‪ ،‬مـ ــن أج ـ ــل تـطـبـيــق‬ ‫االتـفــاقـيــات الــدولـيــة‪ ،‬إىل االسـتـعــانــة مبنظمات‬ ‫اجملتمع املدين‪ ،‬وخاصة اجلمعيات النسوية اليت‬ ‫تسعى جاهدة إىل تطبيق برامج هذه املنظمة‪،‬‬ ‫وتتلقى من أجل تطبيق هذه الغاية الدعم املادي‬ ‫من منظماهتا‪.‬‬ ‫العدد (‪ )7‬آب ‪37 2014‬‬


‫ما ال تعلمينه عن الرضاعة الطبيعية‬

‫يعترب حليب األم املصدر الرئيسي لتغذية الوليد قبل أن يصبح قادراً‬ ‫على تناول الطعام وهضمه‪ ،‬وتنصح منظمة الصحة العاملية مبدة إرضاع‬ ‫ال تقل عن ستة أشهر‪ ،‬ميكن أن تستمرحىت عمر السنتني‪.‬‬ ‫وتعترب الرضاعة املباشرة من األم أكثر الطرق انتشاراً للحصول على حليب‬ ‫الثدي‪ ،‬كما ميكن أن يسحب احلليب ويعطى للطفل بطرق خمتلفة‪ ،‬كما‬ ‫ميكن أن حيصل الطفل على حليب الثدي عن طريق امرأة أخرى غري أمه‪،‬‬ ‫ما يسمى ابإلرضاع الغريي‪ ،‬وهي طريقة تلجأ إليها األمهات اللوايت يعانني‬ ‫من قلة إدرار احلليب‪ .‬ومن أهم أسباب قلة إدرار احلليب عند األم املرضعة‪:‬‬ ‫• االنتظار طوي ً‬ ‫ال للبدء يف الرضاعة الطبيعية‪.‬‬ ‫• عدم اإلرضاع يف أوقات كثرية مبا يكفي‪.‬‬ ‫• استخدام بعض األدوية اليت تؤثر على إدرار احلليب‪.‬‬ ‫• ميكن أن تؤثر جراحة سابقة يف الثدي على إنتاج احلليب‪.‬‬ ‫• وميكن لعوامل أخرى مثل الوالدة املبكرة‪ ،‬أو مسنة األم‪ ،‬أو داء السكري‬ ‫أن تتسبب يف نقص إنتاج احلليب‪.‬‬ ‫نصائح لزايدة إنتاج حليب األم‪:‬‬ ‫• البدء يف الرضاعة بعد الوالدة مباشرة‪ ،‬فاالنتظار فالتأجيل قد يؤدي إىل‬ ‫اخنفاض إنتاج احلليب‪.‬‬ ‫• إرضاع الطفل ثالث ساعات على مدار اليوم على األقل‪ ،‬فالتقليل من‬ ‫اإلرضاع يقلل إدرار احلليب‪.‬‬ ‫• االنتباه ملشاكل الرضاعة‪ ،‬فمن املمكن أن يرضع الطفل من ثدي واحد‪،‬‬ ‫ولكن تكرار هذا األمر ابستمرار قد يؤدي لنقص حليب األم‪.‬‬ ‫• يف حــال احلاجة لالبتعاد عن الطفل لبعض الوقت‪ ،‬جيب ضخ الثدي‬ ‫وحفظ احلليب للطفل‪ ،‬للحفاظ على خمزون احلليب لدى األم‪.‬‬ ‫• استخدام األدوية حبذر‪ ،‬فبعض األدوية يسبب تناقص كمية احلليب‪.‬‬ ‫• جتنب تناول كمية كبرية من الكافيني‪ ،‬وكذلك السجائر‪ ،‬فمادة النيكوتني‬ ‫جتر ضرراً كبرياً على الطفل‪ .‬إضافة إىل جتنب األطعمة اليت تسبب املغص‬ ‫للطفل مثل الربوكلي والكرنب‪.‬‬ ‫كيف يتكون حليب األم؟‬ ‫يبدأ إنتاج اللباء خالل األايم القليلة األوىل بعد الوالدة‪ ،‬واللباء سائل رقيق‬ ‫‪ 38‬العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬

‫• هادية اخلطيب‬

‫مصفر‪ ،‬وهو نفس السائل الذي يتسرب من الثدي خالل فرتة احلمل‪ ،‬غين‬ ‫ابلــروتــن واألجـســام املـضــادة الــي توفر احلصانة للرضيع‪ ،‬ويساعد اجلهاز‬ ‫اهلضمي حلديثي الوالدة على النمو وأتدية وظائفه بشكل صحيح‪.‬‬ ‫وبعد ثالثة إىل أربعة أشهر يبدأ الثدي إبنتاج احلليب املائي الرقيق واحللو‪،‬‬ ‫ال ــذي ي ــروي عطش الطفل ويــوفــر احتياجاته مــن الــروتـيـنــات والـسـكـرايت‬ ‫واملعادن‪ ،‬ومع مرور الوقت يتغري احلليب ويصبح مسيكاً ودمسًــا‪ ،‬ما يسكن‬ ‫جوع الطفل‪.‬‬ ‫احلليب االبتدائي هو الذي خيرج مع بداية التغذية‪ ،‬وهو مائي‪ ،‬قليل الدهون‬ ‫وعايل الكربوهيدارت‪ ،‬يتحول تدرجيياً إىل حليب أكثر دمساً يتم حتريره كلما‬ ‫تقدمت التغذية‪ ،‬وال ميكن أن يفرغ الثدي متاماً من احلليب‪ ،‬فعملية إنتاج‬ ‫احلليب هي عملية بيولوجية مستمرة‪.‬‬ ‫حيتوي لنب األم على هرموانت‪ ،‬معادن‪ ،‬فيتامينات‪ ،‬دهون صحية وبروتينات‪،‬‬ ‫كما حيتوي على كثري من النشوايت اليت تساعد املولود على النمو والتطور‬ ‫العقلي‪ .‬يستمر لــن األم يف الـتـطــور ليناسب احـتـيــاجــات الــرضـيــع يف كل‬ ‫مرحلة‪ ،‬لذلك ختتلف نسب مكوانته بني يوم وآخر‪ ،‬كما حيتوي أيضاً على‬ ‫أجسام مضادة تساعد على الوقاية من البكترياي والفريوسات‪.‬‬

‫فوائد الرضاعة الطبيعية على األم والرضيع‪:‬‬ ‫ابلنسبة للمولود‪:‬‬ ‫• تقلل نسبة حــدوث األمـراض عامة‪ ،‬كأزمات التنفس‪ ،‬التهاابت األذن‪،‬‬ ‫متالزمة املــوت املفاجئ للمولود‪ ،‬سرطان األطـفــال‪ ،‬التخمة‪ ،‬االلتهاابت‪،‬‬ ‫القولون‪ ،‬أمراض السكر‪ ،‬احلساسية وأمراض القلب‪.‬‬ ‫ابلنسبة لألم‪:‬‬ ‫• تساعد على انكماش الرحم بصورة طبيعية بعد الــوالدة‪ ،‬وإنقاص الوزن‬ ‫الـزائــد أثـنــاء احلـمــل بسهولة‪ ،‬وتقلل نسبة حــدوث أم ـراض الــرحــم واملبيض‬ ‫وسرطان الثدي وهشاشة العظام وأمراض القلب‪.‬‬ ‫• تساعد على تقوية العالقة بني األم والرضيع ألهنا أول تفاعل بينهما‪.‬‬ ‫• ال حتتاج لتسخني أو تربيد احلليب‪ ،‬فدرجة حرارة حليب األم هي الدرجة‬ ‫املناسبة للطفل‪.‬‬ ‫• أوفر اقتصادايً‪ ،‬فال حتتاج األم لشراء زجاجات اإلرضاع أو أدوات التعقيم‬ ‫أو اللنب الصناعي‪.‬‬


‫هل يشبع احلليب البقري الطفل أكثر من حليب األم؟‬ ‫خيتلف احلليب الـبـقــري كــامــل الــدســم عــن حليب األم‪،‬‬ ‫فاحلليب البقري ال حيتوي على الكمية الكافية من فيتامني‬ ‫‪ C‬وال احلديد أو األمحاض األمينية األساسية‪ ،‬مما يعرض‬ ‫األطـفــال الــذيــن يتناولونه لإلصابة بفقر الــدم‪ ،‬كما أن‬ ‫احلليب البقري حيتوي على كميات مفرطة من الربوتني‬ ‫وال ـصــوديــوم والـبــواتسـيــوم‪ ،‬ممــا يشكل ضعفاً على كلييت‬ ‫الــرضـيــع‪ ،‬إضــافــة فـضـ ً‬ ‫ا عــن أن الــروتـيـنــات والــدهــون يف‬ ‫احلليب البقري أكثر صعوبة من أن يهضمها أو ميتصها‬ ‫الرضيع من تلك املوجودة يف حليب األم‪ ,‬وهناك قلة من‬ ‫األطـفــال لديهم حساسية لواحد أو أكثر من مكوانت‬ ‫احلليب البقري‪.‬‬ ‫ما زال مؤكداً أن حليب الثدي يعود ابلنفع على األطفال‬ ‫ويــوفــر هلــم ال ـغــذاء ال ـض ــروري‪ ،‬لــذلــك مــن املـمـكــن ختزين‬ ‫حليب الثدي يف حال غياب األم عن رضيعها بدالً من‬ ‫استخدام احلليب البقري أو غريه‪.‬‬ ‫فمن املستحسن أن يتم ختزين احلليب يف حاوايت ذات‬ ‫أضالع مشدودة اجلوانب مع ختم هوائي حمكم‪ ،‬وتوجد‬ ‫بعض األكـيــاس البالستيكية املصنعة خصيصاً لتخزين‬ ‫حليب الثدي‪.‬‬ ‫تعتمد الفرتة الزمنية اليت ميكن أن خيزن فيها حليب الثدي‬ ‫على كيفية حفظه إلعطائه لألطفال يف املـنــازل‪ ،‬وهذا‬ ‫اجلدول يوضح مدة وكيفية ختزين حليب الثدي‪:‬‬ ‫الحد األقصى‬ ‫للتخزين‬

‫درجة الحرارة‬

‫من ‪ 6‬إلى ‪ 8‬ساعات ‪ 25‬درجة مئوية‬ ‫حتى ‪ 24‬ساعة‬

‫مكان التخزين‬ ‫في غرفة‬ ‫الكيس الحراري‬ ‫المعزول مع كمادات‬ ‫ثلج‬

‫حتى خمسة أيام‬

‫‪ 4‬درجات مئوية‬

‫في الثالجة‬

‫أسبوعان‬

‫‪ 15‬تحت الصفر‬

‫غرفة التجميد داخل‬ ‫الثالجة‬

‫املؤشرات اليت تدل على أن املولود حيصل على كميات‬ ‫كافية من احلليب‪:‬‬ ‫تزداد أوزان املواليد الذين حيصلون على كميات كافية حنو‬ ‫‪ 24‬غ ـرام يــومـيـاً يف األشـهــر الـثــاثــة األوىل مــن حياهتم‪،‬‬

‫كما تزداد أوزاهنم حنو ‪ 12‬غراماً يومياً مع بداية شهرهم الثالث إىل السادس‪ ،‬واملواليد غالباً‬ ‫ما يفقدون بعضاً من أوزاهنم خالل األايم األوىل من حياهتم‪ ،‬إال أهنم يسرتجعوهنا مع الزايدة‬ ‫اليومية ألوزاهنم‪ .‬جيب أن يعود املولود إىل وزنه الذي ولد فيه خالل ‪ 15‬يوماً من والدته‪ ،‬وتعد‬ ‫زايدة وزن املولود الدليل األقوى على أنه أيخذ كميات كافية من احلليب‪.‬‬ ‫األغذية اليت تساعد على إدرار حليب األم بطريقة متوازنة‪:‬‬ ‫• تناول الطعام الغين ابلكالسيوم‪ :‬منتجات األلبان واخلضراوات الورقية‪.‬‬ ‫• تناول الفاكهة الحتوائها على الفيتامينات واملعادن واأللياف‪.‬‬ ‫• تناول الكربوهيدرات املركبة‪ :‬األرز البين واخلبز واملعكرونة حببة القمح الكاملة والبقول‪.‬‬ ‫• تناول اللحوم قليلة الدسم‪ :‬األمساك والدجاج‪.‬‬ ‫فما يلي أهم األطعمة للمرضعات والفوائد الغذائية لكل منها‪:‬‬ ‫النوع‬

‫القيمة الغذائية‬

‫البيض‬

‫يحتوي على مضادات األكسدة‪ ،‬ويعمل على زيادرة مستوى‬ ‫الدهن األساسي في حليب الرضاعة‬

‫الخوخ‬

‫يحتوي على فيتامينات ‪A,C‬‬

‫الجبن القريش‬

‫يحتوي على البروتين والكالسيوم الذي يساعد في تقوية‬ ‫العظام واألسنان‬

‫اللوز‬

‫يحتوي على الدهون الصحية‬

‫الموز‬

‫يحتوي على الماغنيزيوم وغني بالبوتاسيوم‬

‫الحمص‬

‫غني بفيتامين ‪ C‬وبالحديد‬

‫السلمون‬

‫غني باألوميغا ‪ 3‬المفيدة للدماغ وتعزز الصحة العامة‪ ،‬وتساعد‬ ‫على الرضاعة الطبيعية والوقاية من االكتئاب ما بعد الوالدة‬

‫منتجات األلبان‬

‫تعتبر من األساسيات في الرضاعة الطبيعية‪ ،‬وتوفر البروتين‬ ‫والفيتامينات والكالسيوم‬

‫التوت‬

‫تحتوي على المواد المضادة لألكسدة‪ ،‬وعلى الفيتامينات‬ ‫والمعادن والكربوهيدرات‬

‫البرتقال واليوسفي‬

‫غني بالفيتامين ‪ C‬ويدعم الكالسيوم‬

‫الحبوب الكاملة‬

‫غنية بأهم األحماض التي يحتاجها حليب الثدي‬

‫السبانخ والملوخية‬

‫تحتوي على الكالسيوم والحديد وفيتامين‪C‬‬

‫العصائر الطبيعية‬

‫تتعرض المرضع للجفاف‪ ،‬فيجب تناول المياه والعصير‬ ‫الطبيعي بكثرة‬

‫المراجع‪:‬‬

‫تجنبي هذه العادات الخاطئة أثناء الرضاعة الطبيعية‬

‫‪http://new.elfagr.org/Detail.aspx?secid=0&vid=0&nwsId=170954‬‬

‫ماهي فوائد الرضاعة الطبيعية‬

‫‪http://lebanon.thebeehive.org/content/174/2336‬‬

‫طرق تخزين حليب الثدي‬

‫‪http://supermama.me/ar/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A‬‬ ‫‪C%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%B7%D8%B1%D9%82‬‬‫‪%D8%AA%D8%AE%D8%B2%D9%8A%D9%86‬‬‫‪%D8%AD%D9%84%D9%8A%D8%A8‬‬‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%AF%D9%89/%D8%AA%D8%BA%D‬‬ ‫‪8%B0%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B5%D8%AD%D8%A9-%D8%‬‬ ‫‪A7%D9%84%D8%B1%D8%B6%D8%B9/%D8%B1%D8%B6%D8%B9‬‬

‫العدد (‪ )7‬آب ‪39 2014‬‬


‫التلفزيون السوري اختص بإنتاج الرداءة‪...‬‬

‫• رعد شاهني‬

‫األبواب الخلفية للتلفزيون (‪)3‬‬ ‫إبداعات يومية ومناهج أكاديمية في فنون اللصوصية‬ ‫وألن دروب اهلدر التلفزيوين املنظم بقوانني تُبيح السرقة املُنظمة‬ ‫وتسمح إبنتاج الرداءة يف الدراما والربامج واإلعالن التلفزيوين‪ ،‬وهو‬ ‫األخطر لقصر طوله وقوة أتثريه يف صنع الرأي العام اجلمايل تبعاً‬ ‫للمصلحة االقتصادية للشركات واملصانع الكربى‪ ،‬وهذا طبعاً يف‬ ‫الغرب‪ ،‬أما يف أروقة التلفزة الرمسية السورية‪ ،‬فهي جمرد فتيات حيرصن‬ ‫على إفهام املتلقي أبنه سيتلقى احداهن هدية مع كل مرة يع ّلك فيها‬ ‫(من مضغ العلكة‪ ،‬فيما عدا ذلك هو ممنوع بكل أتكيد)‪ ،‬وألن‬ ‫املؤسسة العربية لإلعالن هي املُتحكمة بكل تفاصيل اإلعالن وأيضاً‬ ‫عرج سريعاً على هذا الصرح‬ ‫يف شكل وآلية عرضه فالأبس من أن نُ ّ‬ ‫املُتهالك فساداً‪.‬‬ ‫املؤسسة العربية لإلعالن‪ :‬طن علكة لكل مواطن‬ ‫ولكي ينشر املعلن إعالنه أو يبثه حيتاج إىل سلسلة موافقات وروتني يُغنيه‬ ‫عنها إرسال أي مندوب من طرفه إىل لبنان مث ً‬ ‫ال لينتشر إعالنه بشكل‬ ‫أفضل‪ ،‬إال ان املؤسسة استغلت مع ذلك فارق السعر بني اإلعالن‬ ‫التجاري يف احملطات اللبنانية أو العربية وبني اإلعالن التجاري يف‬ ‫احملطات السورية‪ ،‬وهو فارق كبري بطبيعة احلال وسببه املتابعة اجلماهريين‬ ‫هلذه احملطة او تلك‪ ،‬وهبذا املقياس لن حتتل الشاشات السورية موقعاً هاماً‬ ‫بكل أتكيد‪ ،‬وهكذا فإن بعض التجار والصغار منهم على وجه التحديد‬

‫توجهوا حنو اإلعالن على شاشة التلفزيون السوري‪ ،‬لتبدأ رحلتهم مع‬ ‫بدء‬ ‫العموالت املكشوفة واملُعلنة يف أروقة املؤسسة العربية لإلعالن‪ً ،‬‬ ‫ابملندوب الرمسي للمؤسسة الذي جيلب اإلعالانت مقابل نسبة‪ ،‬وألنه‬ ‫مرتبط مبراكز القرار يف املؤسسة فهذه النسبة تعلو وتعلو لتُصبح أكثر من‬ ‫قيمة اإلعالن‪ ،‬وعلى نفس منوال التلفزيون وأوامر صنع اإلعالن او توزيعه‬ ‫وحتديد توقيته حيصل أصحاب القرار على حصة األسد‪ ،‬يف حني تذهب‬ ‫لوزارة املالية (وهي اجلهة الوحيدة املخولة جبين أرابح اإلعالن التجاري‬ ‫والرمسي) مايفيض عن حاجة املدراء وصغار املُرّوجني وما تقتضيه أيضاً‬ ‫الضرورات الدنيا للقوانني‪.‬‬ ‫وعندما جيد التاجر أو الصناعي ان الكم الكبري من ميزانية الفيلم‬ ‫الدعائي سيذهب على شكل هدااي وهبات فإنه يُقلّص بكل أتكيد‬ ‫امليزانية املخصصة للفيلم نفسه‪ ،‬لذلك جند أن اإلعالن التجاري مسج‬ ‫يف الشكل واملضمون‪ ،‬يتم تصنيعه على ُعجالة ابستخدام جسد املرأة‬ ‫كمحور أويل للرتويج‪ ،‬انهيك عن ان معظم اإلعالانت أتيت من صغار‬ ‫التجار والصناعيني ولذلك يعتقد املتابع لشاشات التلفزيون السوري أن‬ ‫اهلم األول للشعب السوري هو مضغ العلوك أو طبخ املعكرونة اجلاهزة‪،‬‬ ‫ورغم أن من مهام املؤسسة العربية لإلعالن مراقبة اجلودة الفنية لإلعالن‬ ‫إال أهنا لن تستطيع أن ترفض مثل هذه اإلعالانت وهي قد قبضت مثن‬ ‫قبوهلا ألي شيء ُمسبقاً‪.‬‬ ‫هدم ُمتعمد لقيم اجملتمع‬ ‫وقد جيد البعض ان األمر اليتجاوز الفساد املايل يف كل دوائر الدولة‪،‬‬ ‫لوال ان الكثري من اإلعالانت كانت ُتدد بنية األسرة السورية والعالقات‬ ‫االجتماعية بني الناس‪ ،‬حبيث تزرع هذه اإلعالانت االاننية والعداء‬ ‫االجتماعي‪ ،‬وهو أمر نبه عنه أكثر من صحايف يف صحف غري سورية‪،‬‬

‫‪ 40‬العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬


‫ومع ذلك فقد كان من املُفضل لدى أصحاب املنع‬ ‫والقمع استمرار هذه الديباجة فوق رأس املشاهدين ليل‬ ‫هنار‪ ،‬وحلسن حظ الناس أهنا كانت إعالانت رديئة ومل‬ ‫ُتقق غاايهتا يف التأثري النفسي واالجتماعي‪ ،‬وهنا البد من‬ ‫التذكري إن اإلعالن التجاري قُبيل وصول األسد األب إىل‬ ‫السلطة وبعد وصوله بسنوات قليلة كان فناً قائماً بذاته يتم‬ ‫تصويره ابلكامريات السينمائية ويُبذل فيه الكثري من الوقت‬ ‫واملال ويتصدى إلجنازه خمرجون كبار‪.‬‬ ‫الدراما‪ ..‬ميزانيات ضخمة ونتائج هزيلة‬ ‫وللدراما حكاية أخرى‪ ..‬فهنا الرزق أكرب والبعض مييل إىل‬ ‫ذلك ألهنم ليس لديهم وقت للركض وراء اللقيمات الصغرية‬ ‫اليت تنتج عن سلسلة من الربامج ‪ ،‬إذ تبدأ مساومات مدراء‬ ‫االنتاج وغالباً ابالتفاق مع املخرج وطبعاً حبضور ومشاركة‬ ‫مدير انتاج آخر يُسمى املعتمد املايل وبعد إقرار ميزانية‬ ‫املسلسل (اليت تكون غالباً أكرب من ميزانية مسلسل من‬ ‫ذات النوع يف القطاع اخلاص مرتني على األقل‪ ،‬علماً أن‬ ‫التلفزيون ميلك الكامريات واجهزة املونتاج والغرافيك وغري‬ ‫ذلك من مستلزمات العمل الدرامي يف حني غالباً يقوم‬ ‫القطاع اخلاص ابستئجار هذه األالت أو يف أفضل االحوال‬ ‫تكون ُمدرجة ضمن امليزانية حىت لو كانت األجهزة للجهة‬ ‫املنتجة)‪.‬‬

‫عندما جيد التاجر أو الصناعي ان الكم الكبري‬ ‫من ميزانية الفيلم الدعائي سيذهب على شكل‬ ‫هدااي وهبات فإنه يُق ّلص بكل أتكيد امليزانية‬ ‫املخصصة للفيلم نفسه‪ ،‬لذلك جند أن اإلعالن‬ ‫التجاري مسج يف الشكل واملضمون‬ ‫وأول هذه املساومات هو على أجور الفنانني والفنيني‪،‬‬ ‫وطبعاً النجوم الكبار إن رضيوا ابملشاركة ابعمال التلفزيون‬ ‫فسيكون هلم شروطهم وابلتايل الجيرؤ مدراء االنتاج على‬

‫االقرتاب منهم‪ ..‬أما فناين الدرجة الثانية ومادون فهم عرضة للسرقة املعلنة‪ ،‬إىل درجة‬ ‫أن هناك عدداً من مدراء االنتاج واملخرجني هلم تسعريهتم ابن حيصلوا على نسبة ‪%50‬‬ ‫مث ً‬ ‫ال من أجر الفنان املُدرجة يف امليزانية‪ ،‬كما أن الطاحمات إىل دخول عامل التمثيل‬ ‫عرب أدوار صغرية سيكون عليهن يف حال العمل مع أمثال هؤالء دفع أمثاانً أخرى يف‬ ‫غرف النوم‪ ،‬والبد ملدير االنتاج يف هذه احلالة اسكات مدراءه املباشرين و كذلك‬ ‫بعض الضباط الذين يدعمونه والوسائل هنا ُمتعددة‪.‬‬ ‫بواابت ُمعلنة للسرقة‬ ‫مث تبدأ مشكلة أجور امكنة التصوير وهي غالباً تكون كثرية يف املسلسل الواحد ‪ ،‬وكل‬ ‫من يؤجر بيتاً للتصوير يف دمشق مث ً‬ ‫ال يعرف فوراً أن عليه أن يطلب أجراً مضاعفاً‬ ‫إذا كان العمل للتلفزيون‪ ،‬فهم يوقعون على فواتري مضاعفة وحيصلون على النصف‪،‬‬ ‫ألن النصف األخر سيكون من نصيب مدير االنتاج ‪ ،‬وأحياانً ابلشراكة مع املخرج ‪،‬‬ ‫ولكم أن تتصور عدد أماكن التصوير يف كل مسلسل‪..‬؟ مث اييت دور األزايء ‪ ،‬وهي‬ ‫غالباً ما تُستعار من املسرح القومي مث ً‬ ‫ال أو يستأجروهنا أو يشرتوهنا من السوق وبنفس‬ ‫طريقة أجارات االماكن‪ ،‬وعلى كل هذه سياسة كل املؤسسات الرمسية‪ ،‬فأي اتجر‬ ‫يف البالد يعرف هبذا األمر ويسأل مباشرة كم تُريد أن تُسجل يف الفاتورة النظامية ‪،‬‬ ‫وطبعاً خيرج الكل رضياانً التاجر ومدير االنتاج وشركاءه وجلان الرقابة اليت سرتاجع‬ ‫هذهالكشوفات ‪...‬‬ ‫األمر نفسه ينطبق على الديكور والنفقات االنتاجية واإلطعام‪ ،‬وتلك قصة أخرى‪ ،‬إذ‬ ‫غالباً ما يتم إضافة امساء ومهية للفنانني أو الفنيني أو الكومبارس على الئجة اإلطعام‬ ‫اليومي ليقدموا ضمن الكشوفات ‪،‬فمعروف مث ً‬ ‫ال أن الفنان املشارك يف العمل اليقوم‬ ‫ابلتصوير يف كل يوم ويف كل األماكن‪ ،‬ولكن ميكن تربير وجودهم طبعاً برغبة املخرج‬ ‫العدد (‪ )7‬آب ‪41 2014‬‬


‫الكتابة‪ ،‬ألن كل ماحيتاجه هؤالء هو إدراك لعبة‬ ‫االنتاج جيداً وقبل ذلك الرضى االمين الذي‬ ‫يبدأ بكتابة تقارير أمنية ابحمليط وينتهي بتقدمي‬ ‫خدمات السهارى‪ ،‬فلم جيهد نفسه يف إنفاق‬ ‫سنوات طويلة يف املتابعة الدراسية والعلمية وهو‬ ‫صاحب املستوى االقتصادي األهم بني كل‬ ‫العاملني يف جمال التلفزيون‪..‬؟‬

‫وألسباب درامية ‪ ،‬يف حني السبب احلقيقي هو‬ ‫احلصول على مثن وجبة الطعام‪ ،‬ومثن النوم يف‬ ‫الفنادق إذا كان العمل خارج دمشق‪.‬‬ ‫تفاصيل اضافية‪ ..‬وملسات ابداعية‬ ‫كما ُيكن إضافة أسباب أخرى وجيهة يف‬ ‫حال كان العمل شراكة بني التلفزيون وجهات‬ ‫غري سورية‪ ،‬كأن يتم بناء ديكور كامل دون أن‬ ‫يكون هناك حاجة فعلية‪ ،‬وهو يكلف املاليني‬ ‫بطبيعة احلال مع تفصيالت كثرية هلا عالقة‬ ‫ابحلراسة واالطعام واملواصالت وغري ذلك ‪،‬‬ ‫والأبس يف أن يُرتك الديكور يف العراء وحتت‬ ‫األمطار ليُصبح غري ذي جدوى فيتم اتالفه‬ ‫بعلم جلان حمددة أتخذ حلسة أصبع بدورها‪،‬‬ ‫مث يتم ترميم الديكور وتُقدم كشوفات على‬ ‫انه ديكور جديد ‪ ،‬وإذا كان املخرج شريكاً‬ ‫ملدير االنتاج فله أن يُزيد عدد أايم التصوير‬ ‫يف امليزانية ويُقلل تلك األايم على أرض الواقع‬ ‫ولكنها تُسجل يف الكشوفات على اهنا أايم‬ ‫عمل‪ ،‬والكثري من التفاصيل الصغرية اليت يُبدع‬ ‫فيها مدراء االنتاج ومدراءهم يف سرقة وحتميل‬ ‫هذا البند على ذاك‪ ،‬واحلصيلة أن ماليني ال‬ ‫عالقة هلا ابالنتاج الفين ستذهب إىل جيب‬ ‫هذ ا وذاك‪ ،‬ليحصل التلفزيون يف النهاية‬ ‫على مسلسالت غاية يف الرداءة على الصعيد‬ ‫الفين مع اهنا تُكلّف أضعاف النوعية ذاهتا يف‬ ‫القطاع اخلاص‪ ،‬األمر الذي دفع بعض الفنانني‬ ‫والكتاب إىل املطالبة إبلغاء هذه املديرية ألهنا‬ ‫‪ 42‬العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬

‫تُسيء إىل الدراما السورية‪ ،‬وبعد طول مطالبة‬ ‫والعدد الكبري جداً من املاليني املهدورة كان‬ ‫البد من وضع حد هلذه املديرية‪ ،‬فتم إلغاءها‬ ‫وإنشاء مؤسسة االنتاج وفصلوها عن التلفزيون‪،‬‬ ‫وهذه املؤسسة بدورها ورغم كل احملاوالت اليت‬ ‫بُذلت مل خترج من النمط األساسي لإلنتاج يف‬ ‫القطاع احلكومي وإن بدت أفضل بكثري من‬ ‫املديرية‪ ،‬ليتم الحقاً أعادة احلياة ملديرية االنتاج‬ ‫داخل التلفزيون ولكن بصيغة أقل ضخامة‪،‬‬ ‫حبيث تكون قائمة لألعمال الصغرية والربامج‬ ‫الكبرية كي ال تلفت األنظار‪ ،‬وكي تبقى بوابة‬ ‫مهمة للسبوبة‪.‬‬ ‫من يؤجر بيتاً للتصوير يف دمشق مث ً‬ ‫ال يعرف‬ ‫ف ــوراً أن عليه أن يطلب أج ـراً مضاعفاً إذا‬ ‫كــان العمل للتلفزيون‪ ،‬فهم يــوقـعــون على‬ ‫فــواتــر مـضــاعـفــة وحيـصـلــون عـلــى النصف‪،‬‬ ‫ألن النصف األخر سيكون من نصيب مدير‬ ‫االنتاج ‪ ،‬وأحياانً ابلشراكة مع املخرج‬ ‫حجاب وسعاة أصحاب القرار املايل واالنتاجي‬ ‫ّ‬ ‫وبطبيعة احلال لن جتد يف كل هذه املتاهة مدراء‬ ‫انتاج خمتصون‪ ،‬وهي مهنة تُدرس اكادميياً يف‬ ‫كربايت اجلامعات واملعاهد يف العامل‪ ،‬وهناك‬ ‫عدد غري قليل من كبار مدراء االنتاج بدأوا‬ ‫حياهتم كسعاة بني املكاتب وانتهوا للتحكم‬ ‫مبصري كل آلية االنتاج الرباجمي والدرامي يف‬ ‫اهليئة‪ ،‬واملفارقة أن بعضهم جيهل حىت قواعد‬

‫خامتة مفتوحة على املزيد‬ ‫قد يعتقد البعض ولو لربهة أن كل هذا الفساد‬ ‫املايل والفين واإلبداعي هو جمرد مصادفات أو‬ ‫ثغرات يف القوانني او سواها‪ ،‬إال ان احلقيقة‬ ‫عكس ذلك‪ ،‬فكل ماتقدم هي صيغ مكشوفة‬ ‫يف التلفزيون السوري‪ ،‬ومن السهل جداً‬ ‫كشفه‪ ،‬وال ن ّدعي هنا إجنازاً فهو متوفر يف‬ ‫كل ممرات التلفزيون السوري وأروقة ُمديرايته‬ ‫املُتعددة‪ ،‬إال اننا هنا نؤكد أن كل ذلك هو‬ ‫منهج عمل وإدارة متعمد‪ ،‬فالغاية األوىل من‬ ‫التلفزيون ابلنسبة للنظام هو الرتويج حلكمه‬ ‫الرشيد وتعداد أفضاله ومكارمه الكثرية على‬ ‫الشعب السوي‪ ،‬واملرحلة املُفضلة يف ذلك‬ ‫ابلنسبة إليه هو الدور الذي يلعبه التلفزيون‬ ‫السوري بكل قنواته يف احملطات (الدميقراطية‬ ‫العميقة) أي متثيليات االنتخاابت والبيعات‬ ‫واملناسبات الوطنية‪ ،‬حيث ينصرف الشعب‬ ‫السوري ابلغالبية الساحقة عن مشاهدة أي‬ ‫شاشة سورية ملدة اسبوع على األقل‪.‬‬ ‫كما أن نشر هذا املنهج يف الفساد هو نشر‬ ‫ابلتايل للرسالة اإلعالمية واإلعالنية اليت تُروج‬ ‫ألفكار األاننية الفردية واملشي على جثث‬ ‫األخرين إىل املصاحل الشخصية وغري ذلك‪،‬‬ ‫وكما أشران سابقاً رمبا كان من حسن حظ‬ ‫السوريني أن الفساد الميكن أن يُنتج إعالماً‬ ‫مؤثراً‪ ،‬لذلك بقيت اهلوية األسروية واالجتماعية‬ ‫السورية أقوى من ابداعات النظام‪ ،‬أخرياً للنظام‬ ‫غاية وضع كل من تطوع ليكون يف خدمة‬ ‫االجهزة األمنية حتت طائل القصاص وذلك‬ ‫ابالحتفاظ مبلفات دقيقة عن تفاصيل هذا‬ ‫الفساد الذي صنعته األجهزة األمنية بنفسها‬ ‫ودعمته كل الوقت‪.‬‬


‫مشروع «متشاركون»‬ ‫مقاربة جديدة لدعم المشاركة السياسية واالجتماعية للمرأة‬ ‫اجتهت كل حماوالت متكني املرأة وتفعيل دورها ومشاركتها السياسية واالجتماعية ضمن احلالة السورية‬ ‫الراهنة إىل تدريب املرأة وحماولة تزويدها أبكرب قدر من املعلومات‪ ،‬وتبيان الطرائق اليت تستطيع من‬ ‫خالهلا مواجهة واقعها‪ .‬غري أن غياب الرجل عن هذه التدريبات وهتميشه‪ ،‬وانتقال بعض التدريبات‬ ‫إىل «أتصيل» االفرتاق وخلق «معسكرين» ضمن اجملتمع أحدمها جمتمع «ذكوري متسلط» واآلخر‬ ‫«أنثوي مغلوب على أمره» جعل من الفريق القائم على صياغة مشروع «متشاركون» وتطويره يلتفتون‬ ‫إىل إشراك الرجل بزخم وفعالية ضمن التدريبات اليت هتدف إىل دعم املشاركة السياسية واالجتماعية‬ ‫للمرأة‪ ،‬ومناصرة قضاايها وأدوارها احليوية ضمن اجملتمع‪ ،‬وإزالة احلواجز النفسية اليت تعرتض طريق‬ ‫الرجل يف تقبل هذه األدوار «اجلديدة» للمرأة‪.‬‬ ‫يهدف مشروع متشاركون حسب ما ورد يف نصه للوصول إىل حالة من التفاهم والتكامل بني دور‬ ‫الرجل واملرأة‪ ،‬من خالل التدريب والتأهيل النوعي أو «بناء القدرات»‪ ،‬وخلق املدافعني عن قضااي‬ ‫املرأة ودورها يف اجملتمع بني الرجال‪ ،‬وتعزيز االستقاللية االقتصادي للمرأة داخل اجملتمع احمللي‪،‬‬ ‫والوصول إىل حالة من القبول من قبل الرجال يف هذا الصدد وكسر احلواجز النفسية بني الرجل واملرأة‬ ‫من حيث وجود املرأة يف املناصب القيادية‪ ،‬وتعزيز السلم األهلي والعيش املشرتك بني مجيع املكوانت‬ ‫يف املنطقة (الكرد والعرب واآلشوريني)‪.‬‬ ‫أجنزت حىت اآلن ورشتان من أصل ثالث ورشات‪ ،‬أقيمتا يف مدينة قامشلو وحضرها عدد من‬ ‫الناشطني يف اجملال املدين‪ ،‬من كل املكوانت‪ ،‬ومن شرائح عمرية‪ ،‬ومهن واختصاصات متعددة‪.‬‬ ‫أجنزت الورشة األوىل ابلتعاون مع «بيت مانديال»‪ ،‬أما الورشة الثانية فقد أقيمت ابلتعاون مع «مركز‬ ‫املرأة»‪.‬‬ ‫يقول «املدرب ريدي مشو» يف معرض حديثه عن نوعية التدريب وخصائصه‪« :‬ما هو مميز يف هذه‬ ‫الورشات ابلطبع هو إشراك الرجل‪ ،‬وسوية املشاركني منهم أعتقد أهنا جيدة جداً‪ ،‬معظمهم جامعيون‬ ‫واختري من فئة احلقوقيني ابألخص عدد جيد‪ ،‬وهؤالء هلم دور كبري يف قضية املرأة إن مت تفعليهم‪ .‬أما‬ ‫فيما خيص نوعية التدريب فهو تدريب تفاعلي ابمتياز‪ ،‬ليست هناك قضية معينة من قضااي املرأة نعمل‬ ‫عليها بذاهتا‪ ،‬بل إن املتدربني هم من خيتارون القضية اليت تشغل ابهلم‪ ،‬ونبدأ من هذه النقطة ابلبحث‬ ‫عن جوانب هذه القضية‪ ،‬قللنا من سرد املعلومات النظرية واحلشو قدر اإلمكان‪ ،‬وتوجهنا إلكساهبم‬ ‫إمكانية حتليل الواقع ووضع األهداف املمكنة ضمن هذا الواقع‪ ،‬ومن مث العمل على االسرتاتيجيات‪،‬‬ ‫مث ركزان يف الورشتني حول إمكانية عمل الرجل واملرأة سوية على إجناز محالت ميدانية حول قضااي‬ ‫املرأة ومتكينها»‪.‬‬ ‫يف الورشتني‪ ،‬ومن حيث االنتقاءات ونوعية التدريب واملواضيع والنقاشات املطروحة خصوصية متت‬ ‫مراعاة منطقة اجلزيرة اليت تعمل فيها منظمة شار للتنمية ومراعاة تنوعها السكاين واملشاكل والعوائق‬

‫• فريق حترير سيدة سوراي‬

‫اليت تعرتض مشاركة املرأة يف احلياة العامة ضمن البيئة‬ ‫احمللية هلذه املنطقة‪ ،‬اليت ختتلف عن ابقي البيئات احمللية‬ ‫يف سوراي‪ .‬يعلق «مدير القسم اإلعالمي يف منظمة شار‬ ‫بريوز بريك» حول هذا املوضوع قائالً‪« :‬واقع املرأة يف‬ ‫منطقة اجلزيرة خيتلف عنه يف أغلب املناطق السورية‪،‬‬ ‫حيث تعيش املرأة الكردية واآلشورية هامشاً من احلرية‬ ‫واملشاركة يف احلياة العامة‪ ،‬وإن كانت مشاركة منقوصة‪،‬‬ ‫عدا عن انتفاء ظواهر التطرف الديين يف جمتمع اجلزيرة‬ ‫إال يف حاالت اندرة ضمن جمتمعات املكون العريب يف‬ ‫املنطقة‪ .‬واستنادا هلذه الصورة بىن فريق شار مقاربته‬ ‫لتدريب املرأة ومتكينها‪ ،‬ومل يعتمد أي وصفة معلّبة»‪.‬‬ ‫مبا خيص التنسيق للورشات عمل فريق شار يف مدينة‬ ‫قامشلو على أتمني كافة مستلزمات الورشات واملتدربني‬ ‫ورصد تفاعل املتدربني مع التدريب ومتابعة التواصل ما‬ ‫بعد الورشات تقول «منسقة الورشات احملامية روجني‬ ‫حبو» ‪« :‬مستوى تفاعل املتدربني متميز ويستمر ملا بعد‬ ‫انتهاء الورشات‪ ،‬وقد أبدى قسم كبري منهم استعداده‬ ‫للعمل والتطوع ضمن احلمالت اليت أنتجتها الورشات‪،‬‬ ‫وما زالت ضمن الطور النظري‪ ،‬وأنمل أن ترتجم عملياً‬ ‫خالل الفرتة القادمة»‪ .‬ويف هذا الصدد يعلق « كاوا‬ ‫ويل مدير املشاريع يف منظمة شار» قائ ً‬ ‫ال ‪« :‬خمرجات‬ ‫الورشة التدريبية كانت خطة عمل ذات جدوى‪ ،‬ومجيع‬ ‫املشاركني يف الورشة ابنتظار بداية التنفيذ العملي ملا‬ ‫خططوا له ابلتعاون مع املدرب خالل الورشات»‪.‬‬ ‫العدد (‪ )7‬آب ‪43 2014‬‬


‫احلمل (‪ 21‬آذار ‪ 20 -‬نيسان)‬

‫استمرار يف ارتفاع جنوميتك وشعبيتك يفيد يف تطور حياتك‬ ‫اخلاصة على مستوى العائلة واجلريان واالتباط‪ ،‬مكاسب على‬ ‫مستوى السفر والتواصل مع اخلارج‪ ،‬حتضريات تؤدي للحصول على‬ ‫أموال يف الشهر القادم‪ .‬على مستوى العاطفة حالة مجود حتل قريباً‪.‬‬

‫اجلوزاء (‪ 21‬أاير ‪ 21 -‬حزيران)‬ ‫اإلجنازات ال زالت تتواىل اي مولودة اجلوزاء‪ ،‬فكوكب‬ ‫احلظ يف برجك حىت هناية أيلول‪ ،‬مع انتهاء الربع األول‬ ‫من الشهر تلمسني حتسناً على الصعيد املايل بسبب‬ ‫مساندة الفلك‪ ،‬الفرص العاطفية ال زالت يف صاحلك لكن‬ ‫عليك االنتباه من فخ عاطفي مع شريك غري مناسب‪.‬‬

‫األسد (‪ 23‬متوز ‪ 22 -‬آب)‬ ‫يزداد حظك إجيابية وتصبحني أكثر قرابً من حتقيق ما‬ ‫تصبني إليه على الصعيد املايل وصعيد العمل‪ ،‬حتسن‬ ‫على مستوى العالقات االجتماعية واألصدقاء‪ .‬مع‬ ‫بداية الشهر أنت مرشحة لعالقة عاطفية حقيقية‬ ‫انتظرهتا طويالً‪.‬‬

‫امليزان (‪ 23‬أيلول ‪ 22 -‬تشرين أول)‬

‫تستمر اإلجيابيات اليت بدأت منذ ‪ 16‬متوز‪ ،‬أمامك تكرمي‬ ‫أو جائزة‪ ،‬حتسن على صعيد العمل بدءاً من الربع الثاين‬ ‫من آب‪ ،‬تستفيدين من خربات وجتارب اكتسبتها سابقاً‪،‬‬ ‫فرصة سفر إىل اخلارج‪ ،‬هجرة أو دراسة أو جتارة‪ ،‬حتسن‬ ‫على الصعيد العائلي‪ ،‬يعدك الفلك ابنطالقة حتررك من‬ ‫القيود‪.‬‬

‫القوس (‪ 22‬تشرين اثين ‪ 20 -‬كانون أول)‬

‫ال يزال احلظ إىل جانبك منذ بداية متوز‪ ،‬حتسن يف الشراكات‬ ‫على صعيدي العمل والعاطفة‪ ،‬احتماالت الرتباط‪ ،‬انتبهي‬ ‫رمبا تصنع املصادفات حظك اجليد يف احلب والعمل واملال‪،‬‬ ‫سفر جيلب لك النجاح‪ ،‬فرصة عاطفية كبرية بدءاً من الربع‬ ‫الثاين يف الشهر‪.‬‬

‫الدلو (‪ 20‬كانون اثين ‪ 18 -‬شباط)‬

‫ال زال احلظ حليفك يف احلب واملال‪ ،‬حيث يعدك‬ ‫الفلك بفرص عاطفية جيدة ما بني ‪6‬آب‪6 -‬أيلول‪،‬‬ ‫لكن آب أيضاً يصدمك بتحدايت وإعاقات على‬ ‫صعيد العمل واحلياة‪ ،‬عليك أن تكوين مرنة جتاهها‪،‬‬ ‫كذلك خففي من إزعاج الشريك بسوء الظن‪ ،‬يف‬ ‫آب أيضاً فرص للحمل واإلجناب‪.‬‬ ‫‪ 44‬العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬

‫الثور (‪ 21‬نيسان ‪ 20 -‬أاير)‬

‫بعد الظروف الصعبة اليت جتاوزهتا بصرب‪ ،‬فرص للحصول‬ ‫على املال مع بداية الشهر‪ ،‬أغلبها من عمل إضايف‪ .‬تطور‬ ‫حنو األفضل على صعيد العائلة واألصدقاء‪ ،‬عليك احلذر‬ ‫مع قلة الفرص‪ 2014 ،‬ليست سنة مناسبة لرتك عملك‪،‬‬ ‫انتبهي من العروض الومهية واالبتزاز‪.‬‬

‫السرطان (‪ 22‬حزيران ‪ 22 -‬متوز)‬

‫مشاريع جديدة جتلب لك تعويضاً مالياً‪ ،‬مع فرص لتعامل مع‬ ‫شركات كبرية‪ ،‬احلظ معك بقوة ويضعك أمام الفرص بسبب وجود‬ ‫املشرتي‪ ،‬عليك احلذر من الصفقات العقارية‪ ،‬مشاكل على صعيد‬ ‫العائلة رمبا تؤدي إىل فراق أحد أفرادها‪.‬‬ ‫عاطفياً‪ ،‬احتماالت لعالقة جديدة مع الربع الثاين من الشهر‪،‬‬ ‫فرص للحمل واإلجناب‪.‬‬

‫العذراء (‪ 23‬آب ‪ 22 -‬أيلول)‬ ‫جناحات على الصعيد االجتماعي‪ ،‬ومناصب قيادية‪،‬‬ ‫إجنازات يف العمل‪ ،‬هذا مينحك معنوايت عالية‪ .‬جين مثار‬ ‫جهد إبداعي قمت به يف هناية العام‪ ،‬عليك االنتباه إىل اهلدر‬ ‫يف األموال اليت تصلك‪ ،‬فراغ عاطفي يسببه االنشغال‪ ،‬ال‬ ‫خيلو من فرص هامة للقاء ابلشريك‪.‬‬

‫العقرب (‪ 23‬تشرين أول ‪ 21 -‬تشرين اثين)‬

‫يعاندك احلظ طوال العام‪ ،‬دون أن تعدمي انفراجات‬ ‫تصنعينها جبهدك‪ ،‬بعض مواليد العقرب عرضة الكتئاب‬ ‫وإجهاد نفسي كبري‪ ،‬أموال قد تصلك من تعويض أو‬ ‫تركة‪ ،‬خاصة يف الربع األول من الشهر‪ ،‬احتماالت‬ ‫لتغيري العمل بسبب الضغوط‪ ،‬عالقة متعبة مع زميل يف‬ ‫العمل جيذبك حضوره‪.‬‬

‫اجلدي (‪ 20‬كانون أول ‪ 19 -‬كانون اثين)‬

‫حتمل ‪ 2014‬حتدايت كبرية‪ ،‬حيث ختلق الفرص‬ ‫مواجهات وحتدايت تقودك إىل قناعات ومواقف‬ ‫جديدة من احلياة واألشخاص‪ ،‬احتماالت ألرابح‬ ‫أتتيك من استثمار انجح‪ ،‬انتبهي من مساءلة قانونية‬ ‫نتيجة خمالفة ترتكبينها‪ ،‬انتبهي كذلك من زايدة وزنك‪،‬‬ ‫تقلبات حياتك تؤثر سلباً على عالقتك ابلشريك‪.‬‬

‫احلوت (‪ 19‬شباط ‪ 20 -‬آذار)‬

‫‪ 2014‬عام اإلجنازات‪ ،‬حيصنك آب صحياً ويقويك مهنياً‬ ‫ومالياً‪ ،‬تطورات جيدة عل صعيد العائلة والسكن‪ ،‬هناية آب‬ ‫وبداية أيلول تعدك ابحلب‪ ،‬قد جتدين ضالتك بني زمالء العمل‬ ‫أو يفاجئك أحد املقربني ابهتمامه‪ .‬احتماالت لسفر سيغري‬ ‫حياتك‪.‬‬


‫الكلمات المتقاطعة‬ ‫أفقي‬

‫‪ -1‬ناشطة ومحامية سورية‬ ‫‪ -2‬نيشان‪ -‬بحر‪ -‬لألمل‬ ‫‪ -3‬إحدى أهم نظريات‬ ‫الفيزياء (معكوسة)‪ -‬خروج‬ ‫عن النص (معكوسة)‬ ‫‪ -4‬حرف تحقيق‪ -‬متيز‪-‬‬ ‫وكالة فضاء (معكوسة)‬ ‫‪ -5‬اقرتيب (معكوسة)‪ -‬أرسم‬ ‫(معكوسة)‬ ‫‪ -6‬حرف نصب (معكوسة)‪-‬‬ ‫وعاء – نرطب‬ ‫‪ -7‬الحرب – فالح‬ ‫‪ -8‬استخدام املعلومات‬ ‫للتهديد – اسم علم مؤنث‬ ‫‪ -9‬بيت الدجاج‪ -‬عبيد‪-‬‬ ‫متشابهان‬ ‫‪ -10‬ضابط وشهيد سوري‬ ‫يرضب به املثل بالوطنية‬ ‫والتضحية‬ ‫‪ -11‬وعد الحر (معكوسة)‪-‬‬ ‫فك‪-‬مخيم سوري يف لبنان‬ ‫(معكوسة)‬ ‫‪ -12‬قرع‪ -‬مدونة وناشطة‬ ‫حقوقية سورية (معكوسة)‬

‫سودوكو‪ :‬هي لعبة منطقية مبنية عىل وضع األرقام‬ ‫يف املكان املناسب‪ .‬الهدف هو ملء ال ‪ 9*9‬مربعات‬ ‫بأرقام بحيث أن كل عمود وصف ومربع من املربعات‬ ‫التسعة (والتي تدعى مناطق) تحتوي عىل األرقام من‬ ‫واحد إىل التسعة دون تكرار‪.‬‬

‫كـلمـة الســـــــر‬

‫سودوكـــــــو‬

‫عامودي‬

‫‪ -1‬عامل‪ -‬أديبة وإعالمية سورية‬ ‫تزوجت محمود درويش‬ ‫(معكوسة)‬ ‫‪ -2‬تحرر وطرد املستعمر‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫نوضح‬ ‫‪ -3‬معدات (معكوسة)‪ -‬أحد‬ ‫الوالدين(معكوسة)‪ -‬حب‬ ‫‪ -4‬يعرب (معكوسة)‪ -‬أحد أسامء‬ ‫الله الحسنى (معكوسة)‬ ‫‪ -5‬منى‪ -‬قادم‪ -‬طني (معكوسة)‬ ‫‪ -6‬مثيل‪ -‬شاعر أموي عدو‬ ‫لجرير (معكوسة)‬ ‫‪ -7‬مدينة يف محافظة درعا‬ ‫(معكوسة)‪ -‬اعرتف‬ ‫‪ -8‬من الغزالن (معكوسة)‪-‬‬ ‫علم‪ -‬ارتفع سعره (معكوسة)‬ ‫‪ -9‬بطارية صواريخ (معكوسة)‪-‬‬ ‫يتمهل مجزومة‬ ‫‪ -10‬مد مرتفع‪ -‬أصل (معكوسة)‬ ‫‪ -11‬ممثلة سورية تهتم مبلف‬ ‫املعتقلني‪ -‬شجر جبيل‬ ‫‪ -12‬بلدة يف حلب قصفت‬ ‫بالكياموي‪ -‬أحد آلهة الفراعنة‬ ‫(معكوسة)‬

‫كلمة الرس مؤلفة من ‪ 10‬أحرف‪ :‬عضو يف االئتالف الوطني لقوى‬ ‫املعارضة والثورة‬ ‫غوانتانامو‬ ‫هنا يفسد امللح يأسن مــاء الينابيع‬ ‫ويـــــؤذي الــنــســيــم ويـــعـــدي الــغــام‬ ‫وهــنــا تثلج الــشــمــس مــبــخــرة الثلج‬ ‫شعل شعر الــحــواجــب واألنـــف تدنو‬

‫األفــاعــي ويــنــأى الــحــام هنا يسهر‬ ‫املـــــوت يف الـــيـــوم دهــــــرا روح‬ ‫الــحــيــاة تــنــام نــهــارا ودهــــرا تنام‬ ‫بــكــاء الــرجــال هنا وبــكــاء النساء‬ ‫ليضحك ملء البكاء لئام‬

‫العدد (‪ )7‬آب ‪45 2014‬‬


‫الـسعوديـة تــمنح‬ ‫الـمخيمــات ‪19718‬‬ ‫سلة نسـائيـة عبـر‬ ‫‪ACU‬‬ ‫• فريق حترير سيدة سوراي‬

‫نـ ـف ــذت وحـ ـ ــدة ت ـن ـس ـيــق ال ــدع ــم مح ـل ــة ل ـتــوزيــع‬ ‫(‪ )19718‬س ـل ــة ص ـح ـيــة ن ـس ــائ ـي ــة‪ ،‬مشـلــت‬ ‫خميمات ريــف إدلــب كاملة‪ ،‬خميمات الالذقية‬ ‫وخميم ابب السالم وخميم أكدا يف ريف حلب‪،‬‬ ‫وذلك مبوجب منحة مقدمة من اململكة العربية‬ ‫السعودية‪ .‬حيث حتوي كل سلة على‪ ،‬غسول‬ ‫نسائي ‪250‬مـلــغ‪ ،‬كــرمي مضاد فطري ‪15‬غ‪،‬‬ ‫ليفة محام حجم وســط‪ ،‬صابون ‪10‬قطع كل‬ ‫قطعة ‪100‬غ‪ ،‬بشكري مقاس ‪ 14*70‬فوط‬ ‫صحية عدد ‪ ،3‬معجون أسنان عدد‪ ،1‬فراشي‬ ‫أسنان عدد‪ ،1‬مالبس داخلية عدد‪ ،2‬شامبو‬ ‫‪750‬غ‪.‬‬ ‫وحتدثت مسؤولة قسم مشاريع املـرأة يف وحدة‬ ‫تنسيق الدعم لسيدة سوراي عن دواعي املشروع‪:‬‬ ‫ـاء عـلــى احلــاجــة امللحة‬ ‫«مت اقـ ـراح امل ـشــروع ب ـنـ ً‬ ‫لــدى الـسـيــدات يف الــداخــل الـســوري س ـواء يف‬ ‫املــدن أو املخيمات‪ ،‬حيث تنتشر العديد من‬ ‫األم ـراض النسائية‪ ،‬ويتكاثر القمل بسبب قلة‬ ‫الـنـظــافــة وع ــدم تــوفــر االح ـت ـيــاجــات األســاسـيــة‬ ‫اخلاصة ابمل ـرأة‪ ،‬وانطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬تقرر‬ ‫توزيع احلقائب النسائية على املستفيدات يف كل‬ ‫املناطق السورية اليت نستطيع العمل فيها»‪.‬‬ ‫هذا ومت توزيع السلل وفق اآليت‪:‬‬ ‫• تكتل الرمحة يف ريف إدلب‪ ،‬يضم ‪ 18‬خميماً‪،‬‬

‫‪ 46‬العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬

‫كانت له ‪ 2100‬سلة‪.‬‬ ‫• تكتل ال ـك ـرامــة يف ري ــف إدل ــب‪ ،‬يـضــم ‪30‬‬ ‫خميماً‪ ،‬خصصت له ‪ 5065‬سلة‪.‬‬ ‫• ت ـك ـتــل ق ـ ــاح يف ري ـ ــف إدلـ ـ ــب‪ ،‬ي ـض ــم ‪10‬‬ ‫خميمات‪ ،‬خصصت له ‪ 2232‬سلة‪.‬‬ ‫• تكتل أطمة يف ريف إدلب‪ ،‬يضم ‪ 34‬خميماً‪،‬‬ ‫خصصت له ‪ 5728‬سلة‪.‬‬ ‫• سرمدا وحارم تضم ‪ 6‬خميمات‪ ،‬خصص هلا‬ ‫‪ 1300‬سلة‪.‬‬ ‫• خمـيــم الـيـمـضـيــة يف ال ــاذق ـي ــة‪ ،‬خـصـصــت له‬ ‫‪ 300‬سلة‪.‬‬

‫وحت ــدث الـسـيــد حمـمــد عـلــي أمح ــد‪ ،‬مــديــر قسم‬ ‫املخيمات يف «الــوحــدة»‪ ،‬لسيدة ســوراي حول‬ ‫تفاصيل التوزيع‪« :‬مت إعطاء سلة واحــدة لكل‬ ‫عــائ ـلــة‪ ،‬وب ــذل ــك مت ــت تـغـطـيــة مجـيــع الـعــائــات‬ ‫املــوجــودة يف خميمات إدلــب عــر هــذه احلملة‪،‬‬ ‫وكذلك خميم الالذقية والتجمعات احمليطة به‪،‬‬ ‫جتمع املَنحلة‪ ،‬والزيتونة‪ ،‬وخربة اجلوز‪ ،‬وخميمي‬ ‫ابب الـســام وأك ــدا يف ريــف حـلــب‪ ،‬وبــذلــك‬ ‫متت تغطية ‪ 128‬خميم يضم ‪ 19905‬عائلة‪،‬‬ ‫مبعدل سلة لكل عائلة‪ ،‬ومت التاكد أبن كل عائلة‬ ‫موجودة يف املخيمات حصلت على السلة»‪.‬‬ ‫وأضافت مسؤولة قسم مشاريع املرأة يف وحدة‬ ‫تنسيق الدعم‪« :‬ابلطبع هذه السلل سوف توزع‬ ‫بشكل مستمر وسوف يتم حتديد أولوية التوزيع‬ ‫حسب احلاجة امللحة»‪.‬‬ ‫اك ـت ـمــل ال ـت ــوزي ــع ب ـت ــاري ــخ ‪ ،2014/8/9‬ومت‬ ‫ابل ـت ـع ــاون م ــع م ـ ــدراء امل ـخ ـي ـمــات‪ ،‬وإبش ـ ـراف‬ ‫موظفي وحــدة تنسيق الدعم‪ ،‬حسب املكتب‬ ‫اإلعالمي للوحدة‪.‬‬


‫سفربرلك‬

‫بين أتاتورك واألسد‬

‫تثمني احلرية الفكرية والرتبية العصرية‪ ،‬هدية أعطاها والد أاتتورك له قبل وفاته من خالل إصراره‬ ‫على دخول ابنه مدرسة غربيّة يف بلد السلطة العثمانية‪ ،‬خالفاً لرغبة والدته آنذاك إبحلاقه مبدرسة‬ ‫دينية ليكون رجل دين يف املستقبل‪..‬‬ ‫غي قدر األمة الرتكية كاملة‪ ،‬فمنذ نشأة‬ ‫يغي قدر ابنه فحسب‪ ،‬بل ّ‬ ‫والد مصطفى كمال أاتتورك مل ّ‬ ‫مصطفى كمال امللقب الحقاً أباتتورك أي (والد تركيا)‪ ،‬يف أجواء حرية الفكر‪ ،‬ونيله قسطاً كبرياً‬ ‫من العلم والثقافة واملعرفة واالنتماء‪ ،‬وصل إىل ما وصل إليه من حترير شعبه من سطوة العثمانيني‬ ‫وكبار الدول الطامعة ابألرض الرتكية‪ ،‬كاليوانن وفرنسا وبريطانيا و روسيا‪ ،‬وبناء جيش وطين كان‬ ‫وليد ثورة شعبية قادها أاتتورك‪ ،‬كما قلب اللغة ابلكامل لتكتب ابحلرف الالتيين تومساً ابملستقبل‬ ‫األورويب‪ ،‬ومل ينس حترير املرأة ودعمها وحثها على اإلبداع والرتشح والقيادة يف شىت جماالت احلياة‪،‬‬ ‫أقر عدداً من املواد القانونية يف الدستور السويسري لتعزيز دورها يف اجملتمع‪ .‬تقول امرأة‬ ‫فاستلهم و ّ‬ ‫تركية‪ :‬مل نناضل للحصول على حقوقنا‪ ،‬ألن أاتتــورك منحنا إايها دون عناء‪ ،‬فكان احلق عنده‬ ‫يُعطى دون انتظار أن أييت صاحبه ألخذه‪.‬‬ ‫اتبع أاتتورك تطوير بلده تركيا وانل ثقة شعبه ابجململ‪ ،‬واستمرت إجنازاته الكبرية دومنا توقف منذ‬ ‫عملي على سـؤ ٍال اترخيي‬ ‫حتريره ملعظم املدن الرتكية ومن بينها اسطنبول‪ ،‬والــذي كان مبثابة رٍد ّ‬ ‫لنابليون «من سيستويل على اسطنبول؟»‪ ،‬وصوالً إىل وضعه هناية لستة قرون من احلكم العثماين‬ ‫وإعالنه قيام اجلمهورية الرتكية عام ‪1923‬م‪.‬‬ ‫يف عام ‪ 2000‬م‪ ،‬أي يف القرن الالحق‪ ،‬وبعد هتيئة من األسد الوالد لبشار االبن‪ ،‬تسلم األخري‬ ‫مقاليد احلكم يف سوراي بعد تعديل الدستور‪ ،‬خبفض احلد األدىن لعمر الرئيس من أربعني عاماً إىل‬ ‫ترشحه على جملس‬ ‫أربعة وثالثني عامأ لتمكني بشار األسد كقيادي يف حزب البعث من عرض ّ‬ ‫الشعب ملنصب الرائسة احملسومة النتائج!‬ ‫وأُعلنت سراً اململكة السورية القائمة على مبدأ التوريث‪.‬‬ ‫وب ــدأت عمليات اإلص ــاح والتطوير ابسـتــام األســد االبــن بقعة جغرافية مستقلة تعترب مهد‬ ‫احلـضــارات‪ ،‬حتتوي ‪ 14‬حمافظة منهكة مؤسساتياً وعلمياً واقتصادايً وتكنولوجياً‪ ،‬ملوثة بيئياً‪،‬‬ ‫متخلفة حضارايً‪ ،‬غارقة يف أوحــال حكم مستبد سادها أربعني عاماً‪ ،‬مشلت اإلصالحات إىل‬ ‫اللحظة نقصان عــدد احملافظات بشكل ممنهج وتدمري بنياهتا التحتية وهتجري سكاهنا حسب‬ ‫تصنيفهم الطائفي‪ ،‬إضافة إىل قتل الشباب املتعلم وانتهاكه‪ ،‬وإذالل املرأة واغتصاهبا وتعذيبها يف‬ ‫سجونه اليت ورثها من والده‪ .‬وال ننسى القضاء على هيبة الدولة بتسهيل دخول أصناف غريبة‬ ‫بعنف َّ‬ ‫وجيوش أجنبية وحمتلني‪ ،‬وتنظيمات متشددة تعود بنا قروانً إىل الوراء ٍ‬ ‫قل نظريه‪.‬‬ ‫بني فكرية أاتتورك وأمساء األسد‬ ‫كــان أاتت ــورك يف معظم مسريته مرتبطاً ابم ـرأة امسها فكرية‪ ،‬أحبته حـ ّد اجلنون واعتنت به ح ّد‬

‫• بيسان أبو محدان‬

‫التماهي بشخصه‪ ،‬وعاشت برفقته سنوات طوال دون‬ ‫زواج‪.‬‬ ‫أصيبت فكرية مبرض السل فأرسلها إىل سويسرا لتلقّي‬ ‫الـعــاج املناسب‪ ،‬وحبكم البعد وظ ــروف حياته غري‬ ‫املستقرة وطموحه اجلامح وميله إىل النساء القوايت‪،‬‬ ‫أعجب ابم ـرأة تدعى لطيفة أثناء تـواجــده يف إزمــر‪،‬‬ ‫لقوة شخصيتها ومستوى علمها‪ ،‬ورأى فيها زوجة‬ ‫عصرية تناسب منط احلياة الذي طاملا حلم به‪ .‬علمت‬ ‫فكرية «رفيقة الدرب والنضال» خبرب زواجه‪ ،‬فعادت‬ ‫من سويسرا إىل أنقرة‪ ،‬وأطلقت النار على نفسها من‬ ‫مسدس اشرتته هدية له‪.‬‬ ‫يف القرن الالحق يف دمشق تتسرب رسائل إلكرتونية‬ ‫غـرامـيــة بــن بـشــار األس ــد وش ـهــرزاد اجلـعـفــري ونساء‬ ‫أخرايت أثناء انشغال زوجته أمساء ابلتسوق اإللكرتوين‬ ‫والسياحة خارج سوراي‪.‬‬ ‫تـعـلــم أمسـ ــاء بـتـلــك ال ـف ـضــائــح ال ــي سـ ــادت الــوســط‬ ‫اإلعــامــي وشغلت قـنـوات التلفزة اإلخـبــاريــة بشكل‬ ‫سافر‪ ،‬وبعد فرتة وجيزة تعود إىل دمشق لتبارك لزوجها‬ ‫إخالصه وتفانيه جتاه دوائره الصغرى والكربى‪ ،‬بدءاً‬ ‫انتهاء ابلوطن‪ ،‬فتظهر برفقته مثنية على‬ ‫من الزوجة و ً‬ ‫جهوده يف قصف اإلرهابيني الذين تتشكل غالبيتهم‬ ‫من النساء واألطفال واملدنيني العزل‪ ،‬وتطهري املدن‬ ‫السورية من السكان وخاصة «مدينتها» محص‪.‬‬ ‫بني قرن سابق وقرن الحق‪ ،‬بني رصاصة عشق فكرية‬ ‫وكـعــب أمس ــاء الـعــاجــي‪ ،‬بــن أاتت ــورك واألس ــد‪ ،‬يُدمر‬ ‫اإلنسان السوري ويُبىن جاره الرتكي بفارق اسم الغري‪.‬‬ ‫العدد (‪ )7‬آب ‪47 2014‬‬


‫كريمته الحرمة تنتصر على زينة الصحفية‬ ‫بفارق شريط‬ ‫ملونة حتتّل املوقع األكثر اسرتاتيجية يف «الشوفونرية»‪ ،‬إىل جوار‬ ‫مرة أخرى علبة داببيس برؤوس ّ‬ ‫علبة كرمي مثينة ملقاومة التجاعيد وأخرى حلماية العيون من اهلاالت السوداء الناجتة عن التق ّدم‬ ‫ابلعمر‪ .‬ع ّدة زينيت اليوميّة هنا يف مدينة حلب احملررة اليت اخرتت أن أعيش فيها إىل أن يسكنين‬ ‫جنون آخر‪ .‬فأما الكرميات فهي ملساعديت يف احلفاظ على مجايل يف حال فشل الربميل ابلنيل‬ ‫مرة أخرى‪ ،‬وأخطأين الصاروخ الطائش كما التزال الكحلة الرعناء ختطئ طرف عيين بعد‬ ‫مين ّ‬ ‫عشر سنوات من التدريب اليومي على رمسها‪ ،‬فإن بقيت على قيد قطعة واحدة أعمل جاهدة‬ ‫امللونة أبزهــى األل ـوان فهي حلجاب‬ ‫ألحافظ على أانقــة بشرهتا‪ .‬أمــا الداببيس ذات ال ــرؤوس ّ‬ ‫رأســي الــذي كنت قد رحبــت معركيت األوىل مبقاومته يف سـ ّـن املراهقة‪ ،‬وخسرهتا اآلن‪ ..‬مثانية‬ ‫أعوام وأاني العنيدة ترفض فرضه علي‪ ،‬وتدفع تشكيلة من األمثان لثورهتا هذه من القطيعة إىل‬ ‫املتنوعة (جهنم‪ ،‬عنوسة‪ ،‬مسعة سيئة وفضيحة األهل)‪ ،‬إضافة إىل أن غياب‬ ‫محالت الرتهيب ّ‬ ‫هذه القطعة املستطيلة عن رأسي وضعين وأخطائي حتت اجملهر يف جمتمعي الصغري الذي صنعت‬ ‫منه النميمة أسلوب حياة وقواتً يومياً يهزم الناس به ملل البقاء‪ .‬لكنين اليوم غريبة‪ ،‬يف قطعة من‬ ‫بلدي مل أزرها قط وفوضى السالح مع طول لساين وإمياين ابحلقوق واإلنسانية واحلرية جيعالين‬ ‫هدفاً متحركاً ألي سائح يعشق مجع الرصاص‪ ،‬أو «أنصاري» ت ّدب فيه احلمية الذكورية‪ ،‬فيقرر‬ ‫دفن فتنة أخــرى يف هذه املقربة‪ .‬ال محاية هنا وال حماكم أو قضاة‪ ،‬ومن الظلم تشبيه «هنا»‬ ‫ابلغابة الــي تبدو كمؤسسة ُمهيكلة يتمتّع من فيها بـ «جــوب ديسكريبشن» يعرفه اجلميع‪.‬‬ ‫لكن احلجاب الغامق واألقمشة املنسدلة على ما أُخفي من جسدي ال يدرأ مفسدة النظرات‬ ‫املستنكرة واملستغفرة وتلك املشتهية ابلسرقة…‬ ‫ابنة اجلريان يف الثامنة من عمرها حملتين أسقي الزرع على شرفيت دون احلجاب تبلكمت كمن‬ ‫رأى الربميل يهوي قريباَ‪ ،‬أربكتين ودخلت مسرعة‪ ،‬ألمسعها خترب رفيقتها اجلارة عن «هالشوفة‬ ‫اللي شافتها»‪« :‬ايااه لو تعريف اي لطيف! شفت وحدة كبرية وما حيطا على راسها على البلكون‬ ‫قدام أمة ال إله إال هللا كلها»! صديقتها الطيبة حاولت أن جتد يل العذر‪« :‬طيب بركي كانت‬ ‫صغرية»‪ ..‬فتجيب الكهينة الصغرى‪« :‬ال كبرية بتطلع قد أمي وأكرب»!‬

‫• زينة ارحيم‬

‫ضد املــوت ابحلياة‪ ،‬ضد النظام وبراميله وصوارخيه‬ ‫ابل ـصــدفــة‪ ،‬ضــد املُـسـتـبـ ّديــن اجل ــدد ابل ــوق ــوف ضد‬ ‫انتهاكاهتم‪ ،‬وبعد ذلــك كله معركة تقودها وحيدة‬ ‫ضد ذكورية اجملتمع املنغلق الذي اختار اجلهل ديناً‬ ‫وابيعه‪ .‬وللصبااي املهاجرات للحرية النصيب األكرب‬ ‫املرتصد‬ ‫من املعركة األخرية‪ ،‬يف تلك املعركة يتدخل ّ‬ ‫أبدق تفاصيلهن من طــول الكنزة لقماش البنطال‬ ‫(مث ً‬ ‫ال اجلينز يشري إىل أهنا غريبة أو انشطة)‪ ،‬للون‬ ‫ال ـع ـبــاءة‪ ،‬كـيــف تـتـحــرك وم ــع م ــن‪ ،‬كـيــف تتحدث‬ ‫وملــن؟ هتمس يل ابنة اجلـران الفضولية اليت ال أتلو‬ ‫فرصة لـزايرة «اخلالة الغريبة الــي ال ترتدي األســود‬ ‫وحت ـم ــل‪ -‬ك ــام ـرا يف بـعــض األوق ـ ـ ــات»‪ ،‬ســأخــرك‬ ‫اس ــم أم ــي لـكــن ال تـبــوحــي بــه ألح ــد‪ ،‬وذل ــك بعد‬ ‫أن تتلفت مييناً ومش ــاالً كجاسوس يفضي أبخطر‬ ‫أسراره‪« :‬ربيعة هو امسها»‪ ،‬أسأهلا‪ :‬وهل اسم أمك‬ ‫عيب لتخفيه؟ فتسرد يل ما جرى مع أخيها البكر‬ ‫عندما قال اسم أمه بني مجع الرجال‪ ،‬حيث ُشبح‬ ‫ُمرم‪..‬‬ ‫وضرب ابخلرطوم حىت ت ّدمى‪.‬‬ ‫على من حتمل صفات أنثوية هنا أن ختوض عدة معارك أبسلحة خمتلفة‪ ،‬ويف الوقت نفسه‪ُ ،‬‬

‫‪ 48‬العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬


‫يف الـعـيــادة النسائية املــزدمحــة فـتــاة يف اخلامسة‬ ‫مضرجتان‬ ‫عشرة مــن عمرها جــاءت مــع أمها ّ‬ ‫ابألسود‪ -‬الطاغي على غرفة االنتظار‪ ..‬تسأل‬ ‫أمها بصوت قلق‪ :‬هي متزوجة من شهر ونصف‬ ‫ومل حتمل إىل اآلن! ما اخلطب! ملاذا؟! أعطيها‬ ‫شيئاً «حيــبّــل»‪ ..‬وأخــرى يف اخلامسة واألربعني‬ ‫ج ــاءت مــع ابـنــة زوج ـهــا احلــامــل تطلب أدوي ــة‬ ‫حترض مبايضها العجوز على املضي جمــدداً يف‬ ‫ّ‬ ‫رحلة امليالد األوىل… اليوم أيضاً اكتشفت أن‬ ‫انشطات تزوجن من انشطني التقوا خالل الثورة‬ ‫وعـلــى جبهاهتا‪ُ ،‬ي ـَب ـ ْـرن بعد عقد الـقـران على‬ ‫مالزمة املنزل أو السفر لرتكيا هرابً مما مجع كل‬ ‫وح ْرَمة‪..‬‬ ‫اثنني منهما يف املقام األول! الثورة‪ُ ..‬‬ ‫مل أعد أنزعج ممن يناديين اب ُحل ْرَمة رغم كل املعاين‬ ‫الـشــاقّــة الــي حتملها تلك احل ــروف األربـعــة من‬ ‫حـرام وإحكام ومحيّة حتمية وحتــرمي وجتــرمي‪ ،‬إىل‬ ‫الرق والعيش الضنك‪،‬‬ ‫الرمحة والرقّة وشيء من ّ‬ ‫من متعة وَمنْعة وجمامعة وممانعة ومتاع وملكية‪،‬‬ ‫إىل التاء املربوطة اليت ال خترج عن خط سريها‬ ‫دون خطأ طباعي شــاذ مينعها مــن الـســر حنو‬ ‫ال ـط ـريــق املـفـضــي دوم ـ ـاً إىل ال ـب ــداي ــة‪ ..‬ال ــوالدة‬ ‫واخلصوبة والوظيفة األوىل‪.‬‬ ‫ك ـم ــدرب ــة‪ ،‬أح ـت ــاج جل ـهــد ألؤخـ ــذ ع ـلــى حممل‬ ‫اجلدية‪« ،‬حرمة بدها تدربنا»! وأىن للحرمة أن‬ ‫تـعــرف أكـثــر مــن أجـهــل رجــل! هــذا مــا عهدان‬ ‫عـلـيــه آابءان وأج ـ ـ ــدادان‪ ..‬كـمـسـتـقـلــة‪ ،‬أح ـتــاج‬

‫لقسمي نصفني وت ــرك أحــدمهــا خلفي وإجي ــاد‬ ‫شــاب‪ ..‬أي شــاب‪ ..‬ليكملين وأصبح حرمته‪،‬‬ ‫فــأنــي حــرمــة أح ـتــاج رجـ ـ ً‬ ‫ا أخــرعــه عـنــد كل‬ ‫حاجز‪ ،‬فمنذ تسلَّ َح جمتمعنا الذكوري ُ ِ‬ ‫وحلت‬ ‫ع ــادات ــه جـعـبـاً ورص ــاص ـاً‪ ،‬أص ـبــح ل ــدي أخــيّــان‬ ‫عمة وزوجان‪ .‬خياطبه‬ ‫اثنان‪ ،‬ثالثة أخوال‪ ،‬ابنا ّ‬ ‫عن‬ ‫ُم َرمي املسلّح على احلاجز والــذي يسأله ّ‬ ‫ومن أين أتيت‪ ،‬فيتكلم بلساين‪ ،‬صويت عورة‪،‬‬ ‫غضة أرتبك على احلاجز‬ ‫ويفرتض يب أن أكون ّ‬ ‫وأعجز عن تركيب مجلة مفيدة…‬ ‫ـاصــة كـمــا امل ـئــات من‬ ‫ه ــذا هــو ال ـع ــام‪ ،‬وأان خـ ّ‬ ‫ال ـثــائ ـرات ال ـل ـوايت تـعـلــو عـيـنـهـ ّـن عـلــى احلــاجــب‬ ‫وتقاوم املخرز‪ .‬ويف املـرات اليت كنت أ ّمــر فيها‬ ‫وحـيــدة‪ ،‬يسألين العنصر عــن حمــرمــي فأجيب‪:‬‬ ‫«وهللا مــاعـنــدي‪ ،‬حوليك ح ــدا؟» وملـعــة تلك‬ ‫العيون الطيبّة الــي تغدقين بعطفها على املعرب‬ ‫ألن ــي «حــرمــة حل ــايل»‪« ..‬مسكينة وايحـ ـرام»‬ ‫ألن ال حمرم كفو يرافقين‪ ..‬هلا أثر النقاب على‬ ‫بصرييت‪..‬‬ ‫هنا أان أشبهين‬ ‫يف القلب تل ّفه طبقات من املسكنة واملسايرة‬ ‫ال ــي مل تـكــن م ــن خ ـصــايل أب ـ ــداً‪ ،‬أت ــرك روح ــي‬

‫املعلقة بربميل وأزور األمان اجملاور امللفوف بعلم‬ ‫أمح ــر… أش ـبــه نـفـســي ابلـشـكــل ك ـث ـراً هـنــاك‪،‬‬ ‫ابلفساتني املختارة بعناية والستايل‪ ،‬لكن حفرة‬ ‫عميقة يف جويف تش ّدين حنو احلرمة هنا… وحىت‬ ‫اآلن يبدو أهنا تكسب اجلولة تلو األخرى…‬ ‫يف الـشــارع املــزدحــم ابلــركــام وبسطات اخلضار‬ ‫وال ـف ـواكــه‪ ،‬يـقــول الــرجــل لــرفـيـقــه عـلــى الــدراجــة‬ ‫الـ ـن ــاري ــة‪« :‬ش ـي ــل م ــن راس ـ ــك اي زملـ ــي حـكــي‬ ‫نسوان»‪ ..‬وآخر مير أمام راعية ماعز تطعمهم‬ ‫مما تيسر هلم من الزابلة‪ ،‬وهو خياطب رج ً‬ ‫ال آخر‬ ‫«بتحط عقلك بعقل نسوان اي زملي» مستنكراً!‬ ‫خايف متل النسوان»؟ ابـ ِ‬ ‫ـك كالنساء ملكاً مل‬ ‫حتـفـظــه كــالــرجــال كـمــا قــالــت «عــائ ـشــة البنها‬ ‫الغالب ابهلل آخر ملوك األندلس»‪..‬‬ ‫ويكن ابمسي‪،‬‬ ‫كل الضعف ينسب يل أان األنثى ّ‬ ‫ويف ح ـلــب احملـ ـ ــررة مج ـي ــات ي ـض ـم ـ ّدن امل ــوت‬ ‫مطوي أبانقــة‪ ،‬ويوثّقن ويعملن ويغنّني‬ ‫بشاش‬ ‫ّ‬ ‫للحياة‪ ،‬بينما يسألين مسلح على احلاجز البعيد‬ ‫مـ ّـرات وم ـ ّـرات‪« :‬هــل الطريق إىل املدينة آمن؟‬ ‫مسعت أنه مرصود؟ برأيك هل ميكنين الوصول‬ ‫إل ـي ـه ــا»… ل ـل ـج ـم ـيــات‪ ..‬ألج ـه ـلّــن ف ـقــط‪..‬‬ ‫مترست يف‬ ‫احرتفت لعبة الغميّضة مع اليأس‪ ،‬و ّ‬ ‫غبار حياة ال تشبهين هنا‪ ،‬وخـســرت معاركي‬ ‫بشكل ممنهج مع احلرمة‪.‬‬

‫العدد (‪ )7‬آب ‪49 2014‬‬


‫لمن أكتـب‬

‫• الان العبد‬

‫ِ‬ ‫الغائب يف قليب‪..‬‬ ‫أكتب للفرِح‬ ‫لوج ِه ٍ‬ ‫حبيب يُشبه مدينيت الغائرة ابلقدم‪ ..‬كأجبديّة نطقتها بعد صرخة احلياة األوىل‪..‬‬ ‫أكتب لك أنت‪ ..‬من وراء القضبان‪..‬‬ ‫عن‪..‬‬ ‫اص لتخربَ َك ّ‬ ‫ال أعلم كيف للحروف أن ترت ّ‬ ‫عن تلك الغائبة املتوارية عن أنظاري حني هريب إليك منهم وآثرت اختيارك علي‪..‬‬ ‫مشوخ املآذن إذ تعانق األرو َاح اهلائمة‪..‬‬ ‫أنت الذي تُشبِه َ‬ ‫أخاديد ْ‬ ‫حفرتا ي ُد الزمن إبتقا ٍن جبوار بسميت‪..‬‬ ‫تسكن يف حوافّها ّ‬ ‫تنس‪ -‬بك‪..‬‬ ‫لتذكرين ‪-‬أان اليت مل َ‬ ‫أمحل سالحي يف وجه الوقت املمت ّد على طول املسافة الواصلة إليك‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫احلب يف زمن احلرب‪..‬‬ ‫فأبدو‬ ‫كمحارب دنكشو ّ‬ ‫يت يثريُ سخرية من ال يفق ُه شيئاً عن ّ‬ ‫أخسر جولة‪ ،‬وأربح أخرى‪..‬‬ ‫وأنتظر بفارغ األمل معركيت األخرية‪..‬‬ ‫أكتب لك أنت‪..‬‬ ‫مؤجل ٍة للنصر وقضيّ ٍة مجعتْين بك‪..‬‬ ‫ألخربك عن مواعي َد ّ‬ ‫الرصاص َ‬ ‫َ‬ ‫اخلاص بك‪..‬‬ ‫أمجل من رائحة «اآلرماين» ّ‬ ‫لتجعل عطر اجلعة املألى بفوارغ ّ‬

‫ن َع َلى ُ‬ ‫وط ٌ‬ ‫َ‬ ‫ش ْر َف ِة «لوركا»‬ ‫«مشاهد»‬

‫خيوط ٍ‬ ‫وجتعل َ‬ ‫َ‬ ‫عرق متسحه عن جب ٍ‬ ‫ني حيرتف الكرامة أل ّذ من قبلة خ ّدك‪..‬‬ ‫امتألت يداك به أدفأ من صدرك املتّسع يل‪..‬‬ ‫وغباراً‬ ‫ْ‬ ‫أكتب لك أنت‪..‬‬ ‫أنت اجملنّد منذ أعوا ٍم لقضيٍّة ال تعرف اهلزمية‪..‬‬ ‫لوطن ال يعرف االغرتاب‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫اي رجل الغد املرتقب‪..‬‬ ‫ال تنهزْم يب‪..‬‬ ‫أشتم رائحة احلريّة من هنا‪..‬‬ ‫فأان بك ّ‬ ‫اإلثنني ‪ 2014/5/26‬الان العبد – من وراء القضبان‬

‫• أمين سليمان‬

‫مشهد ‪1‬‬ ‫مرتَني‪،‬‬ ‫أموت َّ‬ ‫ُرفَ ٍة َكثِْيـ َف ٍة َكا َن البُ َّد يل ْأن َ‬ ‫يف غ ْ‬ ‫و ْأن أُوقّ َع م َع العد ِم ُصلْحاً أزليَّاً‪ .‬كا َن البَ َّد يل ْأن‬ ‫ِك‪َ ،‬وَم َّرًة يف غياب ِ‬ ‫أموت َم َّرًة يف غياب ِ‬ ‫عن‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِك ّ‬

‫مشهد ‪3‬‬ ‫ُّ‬ ‫بقليل بَ َدا ُكل شي ٍء َّ‬ ‫َبل ِ‬ ‫قَ‬ ‫الكتب‪..‬‬ ‫املوت ٍ‬ ‫حياديً ورائي‪ُ :‬‬ ‫َّهار‪.‬‬ ‫ُم َّ‬ ‫سو ُ‬ ‫دات الت ْ‬ ‫آخر الن ْ‬ ‫َّعب‪ ..‬تَثا َؤ ُب األرجوح ِة َ‬ ‫َوح َدها ُّ‬ ‫تياب‪.‬‬ ‫ابر ْ‬ ‫الشرف ُة كانَ ْت حتت ِويِين ْ‬

‫مشهد ‪2‬‬ ‫حندر نَ​َوُه‬ ‫در َكر ٍاع يَ ُس ُ‬ ‫وس عادتَ ُه اململَّ ِة‪ ،‬أَ ُ‬ ‫وأان أحنَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫أأتملُ ُه طوي ً‬ ‫ال من ُشرف ِة احليا ِة الكئيب ِة‪...‬‬ ‫ابص َفرارٍ‪َّ ،‬‬ ‫لَْ تَ ُكن ُّ‬ ‫ألنتحر‪َ ،‬وملْ تَ ُك ْن بطيئ ًة‬ ‫الشرفة عالي ًة‬ ‫َ‬ ‫اب غياب ِ‬ ‫َّمن أَبطأَ ِمن‬ ‫ألمس َح تُر َ‬ ‫ِك‪ ..‬كا َن الز ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هجورة يُرّد ُد‬ ‫وحة َم ُ‬ ‫ينما كا َن قَليب كأ ْرُج َ‬ ‫فِ ْك َريت‪ ..‬بَ َ‬ ‫إثر ٍ‬ ‫أيخذُين‬ ‫موت‪َ ،‬م ْواتً ُ‬ ‫َجنَائ ِزيَّ ًة ِمن َع َد ٍم‪َ :‬م ْواتً َ‬ ‫فشل الُ َّ‬ ‫مقد ِس‪.‬‬ ‫إىل ِ‬

‫مشهد ‪4‬‬ ‫تلك ُّ‬ ‫نب املغربِّة ا ْقرتَ ِ‬ ‫ِمن َ‬ ‫الشرفَ ِة‪ُ ،‬قـ ْر َب َعريش ِة ال ِع ِ‬ ‫بت‬ ‫َّ‬ ‫انفر َط الِعنَ ُب‪.‬‬ ‫الطائرُة‪َ ،‬ص َع ْ‬ ‫دت ُرْو ِحي َحينها‪ ..‬و َ‬

‫‪ 50‬العدد (‪ )7‬آب ‪2014‬‬

‫مشهد ‪5‬‬ ‫ُبار ِ‬ ‫املوت؟ (‪)......‬‬ ‫َم ْن يَْ َس ُح َعن ُجثَّيت غ َ‬


‫العدد (‪ )7‬آب ‪51 2014‬‬


‫جودي اجلندي‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.